میزان الحکمه المجلد 3

اشارة

سرشناسه : محمدی ری شهری، محمد، 1325 -

عنوان و نام پدیدآور : میزان الحکمه/ محمد الری شهری؛ تهیه پژوهشکده علوم و معارف حدیث.

مشخصات نشر : قم: موسسه دارالحدیث العلمیه والثقافیه، مرکز للطباعه والنشر، 14ق.-= 13 -

مشخصات ظاهری : ج.

فروست : مرکز بحوث دارالحدیث؛ 7.

شابک : 860000 ریال: دوره: 978-964-493-370-7 ؛ 1300000 ریال (دوره، چاپ ششم) ؛ ج. 1، چاپ ششم 978-964-493-371-4 : ؛ ج. 3، چاپ چهارم 978-964-493-373-8 : ؛ ج.4، چاپ چهارم 978-964-493-374-5 : ؛ ج.7، چاپ چهارم 978-964-493-377-6 : ؛ ج. 9، چاپ چهارم 978-964-493-379-0 :

یادداشت : فهرستنویسی بر اساس جلد ششم، 1343ق.= 2009م.= 1388.

یادداشت : جلد دهم کتاب حاضر الفهارس می باشد.

یادداشت : عربی.

یادداشت : چاپ چهارم.

یادداشت : ج.1- 4 و 7 - 10 (چاپ چهارم: 1430ق.= 1388).

یادداشت : ج. 1 (چاپ ششم: 1433 ق.= 1391).

مندرجات : ج. 1. ا- ث

موضوع : احادیث شیعه -- قرن 14

شناسه افزوده : موسسه علمی - فرهنگی دارالحدیث. پژوهشکده علوم و معارف حدیث

شناسه افزوده : موسسه علمی - فرهنگی دارالحدیث. سازمان چاپ و نشر

رده بندی کنگره : BP136/9/م3م9 1300ی

رده بندی دیویی : 297/212

شماره کتابشناسی ملی : 2002205

ص :1

اشاره

ص :2

ص :3

ص :4

حرف الخاء

اشاره

138 - الخاتمة

139 - المخدّر

140 - الخدمة

141 - الخوارج

142 - الخسران

143 - الخشوع

144 - الخصومة

145 - الخطبة

146 - الخطّ

147 - الاخلاص

148 - الاختلاف

149 - الخلافة

150 - الخلقة

151 - الخالق

152 - الخُلُقُ

153 - الخمر

154 - الخمس

155 - الخمول

156 - الخوف

157 - الخیانة

158 - الخیر

159 - الاستخارة

160 - الخیاطة

ص :5

ص :6

138 - الخاتمة

اشاره

(1)

(2)

ص :7


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 71 / 362 باب 90 «حسن العاقبة و إصلاح السریرة» . کنز العمّال : 3 / 151 ، 710 «خوف العاقبة» .
2- انظر : الإیمان : باب 283 ، 284 . الحزم : باب 817 . المدح : باب 3596 .

ص :8

1001 - الخاتِمَةُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : لا یَزالُ المؤمنُ خائفاً من سُوءِ العاقِبَةِ، لایَتَیقّنُ الوُصولَ إلی رِضْوانِ اللَّهِ حتّی یکونَ وَقتُ نَزْعِ رُوحِهِ وظُهورِ مَلَکِ المَوتِ لَهُ .(1)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنْ خُتِمَ لکَ بالسَّعادَةِ صِرْتَ إلی الحُبورِ ، وأنتَ مَلِکٌ مُطاعٌ ، وآمِنٌ لا یُراعُ ، یَطوفُ علَیکُم وِلْدانٌ کأ نَّهُم الجُمانُ بکَأسٍ مِن مَعینٍ ، بَیْضاءَ لَذّةٍ للشَّارِبینَ .(2)

عنه علیه السلام : کُلُّ مَخْلوقٍ یَجْری إلی ما لا یَدْری .(3)

1002 - مِلاکُ العَمَلِ خَواتیمُهُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : خَیرُ الأُمورِ خَیرُها عاقِبَةً .(4)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : مِلاکُ العَمَلِ خَواتیمُهُ .(5)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : الاُمورُ بتَمامِها ، والأعْمالُ بخَواتِمِها .(6)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إنَّ الرّجُلَ لَیعْمَلُ الزَّمَنَ الطّویلَ بعَمَلِ أهْلِ الجَنّةِ ، ثُمّ یُخْتَمُ لَهُ بعَمَلِ أهْلِ النّارِ . و إنَّ الرّجُلَ لَیَعْمَلُ الزَّمَنَ الطّویلَ بعَمَلِ أهْلِ النّارِ ، ثُمَّ یُخْتَمُ عَمَلُهُ بعَمَلِ أهْلِ الجَنّةِ .(7)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إنّ العَبدَ لَیعْمَلُ عَملَ أهْلِ الجَنّةِ فیما یَری النّاسُ و إنّهُ لَمِنْ أهْلِ النّارِ ، و إنَّهُ لَیعْمَلُ عَمَلَ النّارِ فیما یَری النّاسُ و إنَّهُ لَمِنْ أهْلِ الجَنّةِ ، و إنَّما الأعْمالُ بالخَواتیمِ .(8)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : لا علَیکُم أنْ تُعْجَبوا بأحَدٍ حتّی تَنْظُروا بما یُخْتَمُ لَهُ ، فإنَّ العامِلَ یَعْمَلُ زَماناً مِن عُمرِهِ أو بُرْهَةً مِن دَهْرِهِ بعَمَلٍ صالحٍ لو ماتَ علَیهِ دَخَلَ الجَنّةَ، ثُمَّ یَتَحَوّلُ فیَعْمَلُ عَمَلاً سَیّئاً .(9)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَکْروهٌ تُحمَدُ عاقِبَتُهُ خَیرٌ مِن مَحبوبٍ تُذَمُّ مَغَبّتُهُ .(10)

ص :9


1- بحار الأنوار : 71/366/13 .
2- الأمالی للطوسی : 652/1353 .
3- غرر الحکم : 6881 .
4- الأمالی للصدوق: 576/788.
5- الاختصاص : 343 .
6- بحار الأنوار : 77/165/2 .
7- کنز العمّال : 545 .
8- کنز العمّال : 590 .
9- کنز العمّال : 589 .
10- غرر الحکم : 9748 .

عنه علیه السلام : إنّ حَقیقةَ السّعادَةِ أن یُخْتَمَ للمَرءِ عَمَلُهُ بالسَّعادَةِ ، و إنَّ حَقیقةَ الشَّقاءِ أنْ یُخْتَمَ للمَرْءِ عَمَلُهُ بالشَّقاءِ .(1)

عنه علیه السلام : الدُّنیا کُلُّها جَهْلٌ إلّا مَواضِعَ العِلْمِ ، والعِلْمُ کُلُّهُ حُجَّةٌ إلّا ما عُمِلَ بهِ ، والعَمَلُ کُلُّهُ رِیاءٌ إلّا ما کانَ مُخْلَصاً ، والإخْلاصُ علی خَطَرٍ حتّی یَنْظُرَ العَبدُ بما یُخْتَمُ لَهُ .(2)

کنز العمّال : جاءَ عَمرو بنُ جُرْموزٍ إلی علیِّ بنِ أبی طالبٍ بسَیفِ الزُّبیرِ ، فأخَذَهُ علیٌّ فنَظَرَ إلَیهِ ، ثُمَّ قالَ : أمَا واللَّهِ لَرُبَّ کُرْبَةٍ وکَرِیهٍ قَد فَرّجَها صاحِبُ هذا السَّیفِ عَن وَجْهِ رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله!(3)

معانی الأخبار : قالَ عیسی علیه السلام : إنَّ النّاسَ یقولونَ : إنّ البِناءَ بأساسِهِ وأنا لا أقولُ لَکُم کذلکَ . قالوا : فماذا تقولُ یا رُوحَ اللَّهِ ؟ قالَ : بحَقٍّ أقولُ لَکُم : إنّ آخِرَ حَجَرٍ یَضَعُهُ العامِلُ هُو الأساسُ .

قال أبو فَرْوَةَ - وهُو راوی الحدیثِ - : إنَّما أرادَ خاتِمَةَ الأمْرِ .(4)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : یُسْلَکُ بالسَّعیدِ طَریقَ الأشْقیاءِ حتّی یَقولَ النّاسُ : ما أشْبَهَهُ بِهِم ، بَلْ هُو مِنهُم !ثُمّ یَتَدارَکُهُ السَّعادَةُ . وقَد یُسْلَکُ بالشَّقِیِّ طَریقَ السُّعَداءِ حتّی یَقولَ النّاسُ : ما أشْبَهَهُ بهِم ، بَلْ هُو مِنْهُم ! ثُمّ یَتَدارَکُهُ الشَّقاء . إنّ مَن عَلِمَهُ اللَّهُ تعالی سَعیداً و إنْ لَم یَبْقَ مِن الدُّنیا إلّا فُواقُ ناقَةٍ خَتَمَ لَهُ بالسَّعادَةِ .(5)

(6)

1003 - موجِباتُ حُسنِ العاقِبَةِ

الکتاب :

(وَأْمُرْ أَهْلَکَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَیْها لا نَسْأَلُکَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُکَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوی ) .(7)

(تِلْکَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِینَ لا یُریدُونَ عُلُوّاً فِی الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِینَ) .(8)

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنْ أرَدْتَ أنْ یُؤْمِنَکَ اللَّهُ

ص :10


1- معانی الأخبار : 345/1 .
2- . التوحید : 371/10 .
3- کنز العمّال : 31657 .
4- معانی الأخبار : 348/1 .
5- . التوحید : 357/4 .
6- (انظر) عنوان 233 «السعادة» ، 273 «الشقاوة» .
7- طه : 132 .
8- . القصص : 83 .

سُوءَ العاقِبَةِ فاعْلَمْ أنَّ ما تَأْتیهِ مِن خَیرٍ فبفَضْلِ اللَّهِ وتَوفیقِهِ ، وما تَأْتیهِ مِن سُوءٍ فبِإمْهالِ اللَّهِ و إنْظارِهِ إیّاکَ وحِلْمِهِ وعَفْوِهِ عَنکَ .(1)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن کانَ عاقِلاً خُتِمَ لَهُ بالجَنّةِ إنْ شاءَ اللَّهُ .(2)

عنه علیه السلام - لبعضِ النّاسِ - : إنْ أرَدْتَ أنْ یُخْتَمَ بخَیرٍ عَمَلُکُ حتّی تُقْبَضَ وأنتَ فی أفْضَلِ الأعْمالِ فعَظِّمْ للَّهِ حَقَّهُ أن تَبْذُلَ نَعْماءَهُ فی مَعاصیهِ ، وأنْ تَغْتَرَّ بحِلْمِهِ عَنکَ ، وأکْرِمْ کُلَّ مَن وَجَدْتَهُ یُذْکَرُ مِنّا أو یَنْتَحِلُ مَوَدّتَنا .(3)

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : إنّ خَواتِیمَ أعْمالِکُم قَضاءُ حَوائجِ إخْوانِکُم والإحْسانُ إلَیهِم ما قَدَرْتُم ، و إلّا لَم یُقْبَلْ مِنکُم عَمَلٌ . حِنُّوا علی إخْوانِکُم ، وارْحَموهُم تَلْحَقوا بِنا .(4)

(5)

1004 - موجِباتُ سوءِ العاقِبَةِ

الکتاب :

(قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِکُمْ سُنَنٌ فَسِیرُوا فِی الْأَرْضِ فَانْظُرُوا کَیْفَ کَانَ عاقِبَةُ الْمُکَذِّبِینَ ) .(6)

(وَأَمْطَرْنَا عَلَیْهِمْ مَطَراً فَانْظُرْ کَیْفَ کَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِینَ) .(7)

(وَلا تَقْعُدُوا بِکُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِیلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجاً وَاذْکُرُوا إِذْ کُنْتُمْ قَلِیلاً فَکَثَّرَکُمْ وَانْظُرُوا کَیْفَ کَانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِینَ) .(8)

(بَلْ کَذَّبُوا بِمَا لَمْ یُحِیطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا یَأْتِهِمْ تَأْوِیلُهُ کَذلِکَ کَذَّبَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ کَیْفَ کَانَ عاقِبَةُ الظَّالِمِینَ) .(9)

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام: الظُلْمُ وَخِیمُ العَاقِبَةِ .(10)

عنه علیه السلام : طَاعَةُ دَواعِی الشُّرورِ تُفسِدُ عَوَاقِبَ الاُمورِ.(11)

ص :11


1- بحار الأنوار : 70/392/60 .
2- ثواب الأعمال : 29/1 .
3- عیون أخبار الرِّضا : 2/4/8 .
4- بحار الأنوار : 75/379/40 .
5- (انظر) النعمة : باب 3850 .
6- آل عمران : 137 .
7- الأعراف : 84 .
8- الأعراف : 86 .
9- یونس : 39 .
10- مستدرک الوسائل : 12/100 .
11- غرر الحکم : 6001 .

عنه علیه السلام: مَن عَبَدَ الدُّنیا وآثَرَها عَلی الآخِرَةِ استَوُخَمَ العَاقِبةَ .(1)

الکافی : فیما وعَظَ اللَّهُ عزّوجلّ عیسی علیه السلام : یا عِیسی اِعْقَلْ وَتَفکّرْ وانظُرْ فی نواحِی الأرضِ کَیفَ کَانَ عَاقِبةُ الظّالِمین .(2)

(3)

ص :12


1- الخصال : 632/10 .
2- الکافی : 8/140/103 .
3- (انظر) الذنب : باب 1375 .

139 - المخدّر

اشاره

(1)

ص :13


1- انظر : الخمر : باب 1140 .

ص :14

1005 - تَناوُلُ المُخَدِّراتِ

سنن أبی داوود: نَهی رَسولُ اللَّهِ علیه السلام عَن کُلِّ مُسکِرٍ ومُفَتِّرٍ .(1)

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : ألا إنَّ کُلَّ مُسکِرٍ حَرامٌ، وکُلَّ مُخَدِّرٍ حَرامٌ، وما أسکَرَ کثیرهُ حَرامٌ قَلیلُهُ، وما خَمَّرَ العَقلَ فَهُوَ حَرامٌ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : سَیأتی زَمانٌ علی اُمَّتی یَأکُلونَ شَیئاً اسْمُهُ البَنْجُ ، أنا بَری ءٌ مِنهُم ، وهُم بَریئونَ مِنّی .(3)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : سَلِّموا علی الیَهودِ والنَّصاری ولا تُسَلِّموا علی آکِلِ البَنْجِ .(4)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : مَنِ احْتَقَرَ ذَنْبَ البَنْجِ فَقد کَفَرَ .(5)

ص :15


1- سنن أبی داوود : 3/ 329/ 3686 .
2- کنز العمّال : 13273 .
3- مستدرک الوسائل : 17/85/20815 .
4- مستدرک الوسائل : 17/86/20815 .
5- مستدرک الوسائل : 17/86/20815 .

ص :16

140 - الخدمة

اشاره

(1)

ص :17


1- انظر : الزواج : باب 1653 ، 1654 . السفر : باب 1811 .

ص :18

1006 - الخِدمَةُ

إثبات الوصیّة : رُوِیَ أ نّهُ تعالی أوْحی إلی داوودَ علیه السلام : ما لِی أراکَ مُنْتَبِذاً ؟! قالَ : أعْیَتْنی الخَلیقَةُ فِیکَ . قالَ : فماذا تُحبّ ؟ قالَ : مَحَبّتَکَ. قالَ : مِن مَحَبّتی التَّجاوُزُ عن عِبادِی ، فإذا رَأیْتَ لی مُریداً فکُنْ لَهُ خادِماً .(1)

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : أیُّما مُسلمٍ خَدَمَ قَوماً مِن المُسلمینَ إلّا أعْطاهُ اللَّهُ مِثْلَ عَدَدِهِم خُدّاماً فی الجَنّةِ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : خِدْمَةُ المؤمنِ لأخیهِ المؤمنِ دَرَجةٌ لا یُدْرَکُ فَضْلُها إلّا بمِثْلِها .(3)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : لا یَزالُ العَبدُ مِن اللَّهِ وهُو مِنهُ ما لَم یُخْدَمْ ، فإذا خُدِمَ وَجَبَ علَیهِ الحِسابُ .(4)

الکافی عن جمیل - قال الإمام الصّادقُ علیه السلام - : المؤمِنونَ خَدَمٌ بَعْضُهُم لبَعْضٍ - [قالَ جمیلٌ : ]قلتُ : وکیفَ یَکونونَ خَدَماً بَعْضُهم لبَعْضٍ ؟ قالَ - : یُفیدُ بَعْضُهُم بَعْضاً .(5)

عنه علیه السلام : إخْدِمْ أخاکَ ، فإنِ اسْتَخْدَمَکَ فلا ولا کَرامَةَ .(6)

(7)

ص :19


1- إثبات الوصیّة : 75 .
2- الکافی : 2/207/1 .
3- مستدرک الوسائل : 12/429/14524 .
4- کنز العمّال : 25087 .
5- الکافی : 2/167/9 .
6- الاختصاص : 243 .
7- (انظر) العلم : باب 2827 . عنوان 3 «الإجارة» .

ص :20

141 - الخوارج

اشاره

(1)

(2)

ص :21


1- ولمزید الاطّلاع راجع : موسوعة الإمام علیّ بن أبی طالب فی الکتاب والسنّة والتأریخ : القسم السادس : حروب الإمام علیّ علیه السلام . شرح نهج البلاغة : 4 / 132 - 278 «أخبار الخوارج» . سنن أبی داوود : 4 / 242 «فی قتال الخوارج» . صحیح مسلم : 2 / 740 باب 47 «ذکر الخوارج وصفاتهم» . صحیح البخاری : 6 / 2539 «باب قتل الخوارج والملحدین» . تاریخ دمشق «ترجمة الإمام علیّ علیه السلام» : 3 / 158 - 177 . کنز العمّال : 11 / 137 ، 144 ، 198 ، 209 ، 286 ، 323 .
2- انظر : عنوان 45 «الباغی» . عنوان 103 «المُحارِب» .

ص :22

1007 - النّاکِثونَ ، القاسِطونَ ، المارِقونَ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : عَهِدَ إلَیّ النَّبیُّ صلی اللَّه علیه و آله أنْ اُقاتِلَ النّاکِثینَ والقاسِطینَ والمارِقینَ .(1)

عنه علیه السلام : اُمِرْتُ بقِتالِ ثَلاثةٍ : القاسِطینَ والنّاکِثینَ والمارِقینَ ؛ فأمّا القاسِطونَ فأهْلُ الشّامِ ، وأمّا النّاکِثونَ فذَکَرَهُم ، وأمّاالمارِقونَ فأهْلُ النَّهْروانِ - یَعنی الحَرورِیَّةَ - .(2)

عنه علیه السلام : فلَمّا نَهَضْتُ بالأمْرِ نَکَثَتْ طائفةٌ ، ومَرَقَتْ اُخْری ، وقَسَطَ آخَرونَ ، کأنّهُم لَم یَسْمَعوا اللَّهَ سُبحانَهُ یَقولُ : (تِلْکَ الدّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلّذینَ لا یُریدونَ عُلُوّاً فی الأرْضِ ولا فَساداً والعَاقِبَةُ للمُتَّقینَ)(3) . بلی واللَّهِ ، لَقد سَمِعوها ووَعَوها ، ولکنَّهُم حَلِیَتِ الدُّنیا فی أعْیُنِهِم ورَاقَهُم زِبْرِجُها .(4)

1008 - النّاکِثونَ

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : دَخَلَ علَیَّ اُناسٌ مِن أهْلِ البَصرةِ فسَألونی عن طَلْحَةَ والزُّبیرِ ، فقلتُ لَهُم : کانا إمامَینِ مِن أئمَّةِ الکُفْرِ ، إنّ علِیّاً صلواتُ اللَّهِ علَیهِ یَومَ البَصرةِ لَمّا صَفَّ الخُیولَ قالَ لأصْحابِهِ : لا تَعْجَلوا علی القَومِ حتّی اُعْذَرَ فیما بَینی وبینَ اللَّهِ وبینَهُم . فقامَ إلَیهِم فقالَ: یا أهلَ البَصرةِ، هَلْ تَجِدونَ علَیَّ جَوراً فی الحُکْمِ ؟ قالوا : لا ... ثُمَّ ثَنی إلی أصْحابِهِ فقالَ : إنّ اللَّهَ یَقولُ فی کتابهِ : (و إنْ نَکَثوا أیْمانَهُم مِن بَعْدِ عَهْدِهِم وطَعَنوا فی دِینِکُم فقَاتِلوا أئمَّةَ الکُفْرِ )(5) . فقالَ أمیرُ المؤمنینَ علیه السلام : والّذی فَلَقَ الحَبَّةَ وبَرَأَ النَّسَمَةَ واصْطَفی محمّداً صلی اللَّه علیه و آله بالنُّبُوَّةِ إنّکُم لأصْحابُ هذهِ الآیَةِ ، وما قُوتِلوا مُنْذُ نَزَلَتْ .(6)

1009 - المارِقونَ

الکتاب :

(قُلْ هَلْ نُنَبِّئُکُمْ بِالْأَخْسَرِینَ أَعْمَالاً * الَّذِینَ ضَلَّ

ص :23


1- کنز العمّال : 31649 .
2- کنز العمّال : 31553 .
3- القصص : 83 .
4- نهج البلاغة : الخطبة 3 .
5- التوبة : 12 .
6- تفسیر العیّاشی : 2/77/23 .

سَعْیُهُمْ فِی الْحَیَاةِ الدُّنْیَا وَهُمْ یَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ یُحْسِنُونَ صُنْعاً) .(1)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إنَّ قَوماً یَتَعَمّقونَ فی الدِّینِ ، یَمْرُقونَ مِنهُ کما یَمْرُقُ السَّهمُ مِن الرَّمِیَّةِ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : سیَخْرُجُ فی آخِرِ الزّمانِ قَومٌ أحْداثُ الأسْنانِ ، سُفَهاءُ الأحْلامِ ، یَقولونَ مِن قَولِ خَیرِ البَرِیَّةِ ، یَقْرَؤونَ القُرآنَ لا یُجاوِزُ حَناجِرَهُم ، یَمْرُقونَ مِن الدِّینِ کما یَمْرُقُ السّهمُ مِن الرَّمِیَّةِ ، فإذا لَقِیتُموهُم فاقْتُلوهُم ، فإنّ فی قَتْلِهِم أجْراً لِمَن قَتَلَهُم عِندَ اللَّهِ یَومَ القِیامَةِ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : سیَخْرُجُ قَومٌ یَقْرؤونَ القُرآنَ لا یُجاوِزُ تَراقِیَهُم ، یَمْرُقونَ مِن الدِّینِ کما یَمْرُقُ السّهمُ مِن الرَّمِیَّةِ .(4)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله یقولُ : یَخْرُجُ فی آخرِ الزّمانِ قَومٌ أحْداثُ الأسْنانِ ، سُفَهاءُ الأحْلامِ ، قَوْلُهُم مِن خَیرِ أقْوالِ أهْلِ البَرِیَّةِ ، صَلاتُهُم أکْثَرُ مِن صَلاتِکُم ، وقِراءتُهُم أکْثَرُ مِن قِراءتِکُم ، لا یُجاوِزُ إیمانُهُم تَراقِیَهُم - أو قالَ حَناجِرَهُم - یَمْرُقونَ مِن الدِّینِ کمایَمْرُقُ السَّهمُ مِن الرَّمِیَّةِ ، فاقْتُلوهُم .(5)

عنه علیه السلام : إنّ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله أمَرَنی بقِتالِ القاسِطینَ ، وهُم هؤلاءِ الّذینَ سَیْرُنا إلَیهِم ، والنّاکِثینَ وهُم هؤلاءِ الّذین فَرَغْنا مِنهُم ، والمارِقینَ ولَم نَلْقَهُم بَعدُ ، فسِیروا إلی القاسِطینَ فهُم أهَمُّ علَینا مِن الخَوارِجِ ، سِیروا إلی قَومٍ یُقاتِلونَکُم کَیْما یَکونوا جَبّارینَ ، یَتّخِذُهُمُ النّاسُ أرْباباً ، ویَتّخِذونَ عِبادَ اللَّهِ خَوَلاً ، ومالَهُم دُوَلاً .(6)

عنه علیه السلام : إنّ نَبیَّ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله قالَ : إنّهُ سیَخْرُجُ قَومٌ یَتَکَلّمونَ بالحَقِّ لا یُجاوِزُ حُلوقَهُم ، یَخْرُجونَ مِن الحقِّ کما یَخرُجُ السَّهْمِ مِن الرَّمِیَّةِ .(7)

عنه علیه السلام - وقد تَلا رجُلٌ هذهِ الآیةَ بحَضْرَتِهِ - : أهلُ حَرُوراءَ مِنهُم .(8)

ص :24


1- الکهف : 103 ، 104 .
2- کنز العمّال : 31543 .
3- کنز العمّال : 30949 .
4- کنز العمّال : 31234 .
5- شرح نهج البلاغة: 2/267 .
6- نهج السعادة : 2/366 .
7- السنن الکبری للنسائی : 5/161/8566 .
8- شرح نهج البلاغة : 2/278 .

کنز العمّال عن أبی بکرة : اُتی النَّبیُّ صلی اللَّه علیه و آله بمُوَیلٍ ، فقَعَدَ النَّبیُّ صلی اللَّه علیه و آله یَقْسِمُهُ ، فکانَ یأخُذُ مِنهُ بِیَدِهِ، ثُمّ یَلْتَفِتُ عن یَمینِهِ کأنَّهُ یُخاطِبُ رَجُلاً ساعةً ثُمّ یُعْطیهِ مَن عِندَهُ ، وکانوا یَرَوْنَ أنَّ الّذی یُخاطِبُهُ جَبْرَئیلُ ، فأتاهُ رجُلٌ وهُو علی تلکَ الحالِ أسْوَدُ طویلٌ مُشَمِّرٌ مَحْلوقُ الرّأسِ بَینَ عَیْنَیْهِ أثَرُ السُّجودِ فقالَ : یا محمّدُ، واللَّهِ ما تَعْدِلُ! فغَضِبَ النّبیُّ صلی اللَّه علیه و آله حتّی احْمَرّتْ وَجْنَتاهُ فقالَ : وَیْحَکَ ! فمَنْ یَعْدِلُ إذا لم أعْدِلْ ؟! فقالَ أصْحابُهُ : ألَا نَضْرِبُ عُنُقَهُ ؟ فقالَ : لا اُریدُ أنْ یَسْمَعَ المُشرِکونَ أ نّی أقْتُلُ أصْحابی ، إنّهُ یَخْرُجُ هذا فی أمْثالِهِ وفی أشْباهِهِ وفی ضُرَبائِهِ (1) ، یَأتیهِمُ الشّیطانُ مِن قِبَلِ دِینِهِم، یَمْرُقونَ مِن الدِّینِ کما یَمْرُقُ السَّهْمُ مِن الرَّمِیَّةِ ، لا یَتَعلّقونَ مِن الإسلامِ بشَی ءٍ .(2)

کنز العمّال عن عبد اللَّه بن عمرو : إنّ رجُلاً أتی النَّبیَّ صلی اللَّه علیه و آله یَومَ حُنینٍ وهُو یَقْسِمُ تِبْراً فقالَ : یا محمّدُ، اعْدِلْ ! فقالَ : وَیْحَکَ ! مَن یَعْدِلُ إذا لَم أعْدِلْ ؟! - أو عِندَ مَن یُلْتَمَسُ العَدلُ بَعدی ؟ ! - ثُمّ قالَ : یُوشِکُ أنْ یأتیَ قَومٌ مِثلُ هذا یَسألونَ کِتابَ اللَّهِ وهُم أعْداؤهُ، یَقْرَؤونَ کِتابَ اللَّه ولایَحُلُّ حَناجِرَهُم، مُحَلَّقَةً رؤوسُهُم ، فإذا خَرَجوا فاضْرِبوا رِقابَهُم .(3)

کنز العمّال عن أبی أیّوبَ الأنصاریِّ : إنّ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله عَهِدَ إلَینا أنْ نُقاتِلَ مَع علیٍّ النّاکِثینَ ، فَقد قاتَلْناهُم ، وعَهِدَ إلَینا أنْ نُقاتِلَ مَعهُ القاسِطینَ ، فهذا وَجْهُنا إلَیهِم - یَعنی مُعاویةَ وأصْحابَهُ - وعَهِدَ إلَینا أنْ نُقاتِلَ مَع علیٍ المارِقینَ، فَلَم أرَهُم بَعدُ(4) .(5)

1010 - إخبارُ النَّبِیِّ صلی اللَّه علیه و آله عَنِ الحَکَمَینِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إنَّ بَنی إسْرائیلَ اخْتَلَفوا ، فلَم یَزَلِ اخْتِلافُهُم بَینَهُم حتّی بَعَثوا حَکَمَینِ ، فضَلّا وأضَلّا . و إنّ هذهِ الاُمّةَ

ص :25


1- فی المصدر «ضَرَباتِهِ» والصحیح ما أثبتناه .
2- کنز العمّال : 31587 .
3- کنز العمّال : 31610 .
4- قال ابنُ أبی الحدید : قد تظافرتِ الأخبارُ حتّی بلَغت حَدّ التّواتُرِ بما وَعدَاللَّهُ تعالی قاتِلی الخوارجِ من الثّوابِ علی لسانِ رسولِهِ صلی اللَّه علیه و آله. (شرح نهج البلاغة : 2/ 265) .
5- کنز العمّال : 31720 .

ستَخْتَلِفُ فلا یَزالُ اخْتلافُهُم بَینَهُم حتّی یَبْعَثوا حَکَمَینِ ضَلّا وضَلَّ مَنِ اتّبَعَهُما .(1)

1011 - احتِجاجُ الإمامِ فی أمرِ الحَکَمَینِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - وقد قامَ إلیه رجُلٌ مِن أصْحابِهِ فقالَ : نَهَیْتَنا عَنِ الحُکومَةِ ثُمَّ أمَرْتَنا بِها، فلَم نَدْرِ أیَّ الأمْرَیْنِ أرْشَدَ ! فصَفَقَ علیه السلام إحْدی یَدَیْهِ علی الاُخْری ، ثُمَّ قالَ - : هذا جَزاءُ مَن تَرَکَ العُقْدَةَ ، أمَا واللَّهِ لَو أ نّی حِینَ أمَرْتُکُم بهِ حَمَلْتُکُم علی المَکْروهِ الّذی یَجْعَلُ اللَّهُ فیهِ خَیْراً - فإنِ اسْتَقَمْتُم هَدَیْتُکُم ، و إنِ اعْوَجَجْتُم قَوّمْتُکُم ، و إنْ أبَیْتُم تَدارَکْتُکُم - لَکانَتِ الوُثْقی ، ولکِنْ بِمَنْ؟! و إلی مَنْ ؟!(2)

عنه علیه السلام - للخوارِجِ وقد خَرَجَ إلی مُعَسْکَرِهِم وهُم مُقیمونَ علی إنْکارِ الحُکومَةِ - : ألَمْ تَقولوا عِندَ رَفْعِهِمُ المَصاحِفَ حِیلَةً وغِیلَةً ومَکْراً وخَدیعَةً : إخْوانُنا وأهْلُ دَعْوَتِنا ، اسْتَقالونا واسْتَراحوا إلی کِتابِ اللَّهِ سُبحانَهُ ، فالرَّأیُ القَبولُ مِنهُم ، والتّنْفیسُ عَنهُم ! فقُلتُ لَکُم : هذا أمْرٌ ظاهِرُهُ إیمانٌ ، وباطِنُهُ عُدْوانٌ ، أوَّلُهُ رَحمَةٌ ، وآخِرُهُ نَدامَةٌ ؟!(3)

عنه علیه السلام - لَمّا حَکّمَ الحَکَمَینِ قالتْ لَهُ الخوارِجُ : حَکّمْتَ رَجُلَینِ ؟ - : ما حَکّمْتُ مَخْلوقاً ، إنَّما حَکّمْتُ القُرآنَ .(4)

عنه علیه السلام : فأجْمَعَ رَأیُ مَلَئکُم علی أنِ اخْتاروا رَجُلَینِ ، فأخَذْنا علَیهِما أنْ یُجَعْجِعا عِندَ القُرآن ولا یُجاوِزاهُ ، وتَکونَ ألسِنَتُهُما مَعهُ وقُلوبُهُما تَبَعَهُ ، فَتاها عَنهُ ، وتَرَکا الحقَّ وهُما یُبْصِرانِهِ .(5)

عنه علیه السلام : أصابَکُم حاصِبٌ ، ولا بَقِیَ مِنکُم آثِرٌ (آبِرٌ) ! أبَعْدَ إیمانی باللَّهِ وجِهادی مَعَ رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله أشْهَدُ علی نَفْسی بالکُفْرِ ؟! لَقد ضَلَلْتُ إذاً ومَا أنا مِنَ المُهْتَدِینَ (6) ، فاُوبُوا شَرَّ مَآبٍ وارْجِعوا علی أثَرِ الأعْقابِ .

ص :26


1- کنز العمّال : 1088 .
2- نهج البلاغة : الخطبة 121 .
3- نهج البلاغة : الخطبة 122 .
4- . کنز العمّال : 31578 .
5- نهج البلاغة : الخطبة 177 .
6- إشارة إلی الآیة 56 من سورة الأنعام .

أمَا إنّکُم سَتَلْقَوْنَ بَعْدی ذُلّاً شامِلاً ، وسَیْفاً قاطِعاً ، وأَثَرَةً یَتَّخِذُها الظّالِمونَ فِیکُم سُنَّةً .(1)

عنه علیه السلام : وقد کُنتُ نَهَیْتُکُم عن هذهِ الحُکومَةِ فأبَیْتُم عَلَیَّ إباءَ المُنابِذینَ (المُخالِفینَ)، حتّی صَرَفْتُ رَأیی إلی هَواکُم ، وأنْتُم مَعاشِرُ أخِفّاءُ الهَامِ ، سُفَهاءُ الأحْلامِ ، ولَم آتِ - لا أباً لَکُم - بُجْراً، ولا أرَدْتُ لَکُم ضُرّاً .(2)

شرح نهج البلاغة : ذَکرَ أبو جعفرٍ محمّدُ بنُ جریرٍ الطَّبریُّ فی «التّاریخ»: أنَّ علِیّاً علیه السلام لَمّا دَخَلَ الکوفَةَ دَخَلَها مَعهُ کَثیرٌ مِن الخَوارِجِ ، وتَخَلّفَ مِنهُم بالنُّخَیْلَةِ وغَیرِها خَلْقٌ کَثیرٌ لَم یَدْخُلوها، فدَخَلَ حُرْقوصُ ابنُ زُهَیرٍ السَّعْدیُّ وزُرْعَةُ بنُ البُرجِ الطائیُّ - وهُما مِن رُؤوسِ الخوارِجِ - علی علیٍّ علیه السلام ، فقالَ لَهُ حُرْقوصٌ : تُبْ مِن خَطیئَتِکَ ، واخْرُجْ بِنا إلی مُعاویَةَ نُجَاهِدْهُ ، فقالَ لَه علیٌّ علیه السلام : إنّی کنتُ نَهَیْتُکُم عَنِ الحُکومَةِ فأبَیْتُم ، ثُمّ الآنَ تَجْعَلونَها ذَنْباً ؟! أمَا إنّها لَیستْ بمَعْصیَةٍ ، ولکنّها عَجْزٌ مِن الرّأیِ وضَعْفٌ فی التَّدْبیرِ ، وقد نَهَیْتُکُم عَنهُ . فقالَ زُرعَةُ : أمَا واللَّهِ لَئنْ لَمْ تَتُبْ مِن تَحْکیمِکَ الرِّجالَ لأقْتُلَنّکَ ، أطلُبُ بذلکَ وَجْهَ اللَّهِ ورِضْوانَهُ ! فقالَ علیٌّ علیه السلام : بُؤْساً لکَ ، ما أشْقاکَ ! کأنّی بِکَ قَتیلاً تَسْفی علَیکَ الرِّیاحُ ! قالَ زُرعَةُ : وَدِدْتُ أ نَّهُ کانَ ذلکَ !(3)

(4)

1012 - إخبارُ الإمامِ بمَصیرِ الخَوارجِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی حَربِ الخوارجِ - : مَصارِعُهُم دُونَ النُّطْفَةِ ، واللَّهِ لا یُفْلِتُ مِنهُم عَشَرَةٌ ، ولا یَهْلِکُ مِنکُم عَشَرَةٌ .(5)

عنه علیه السلام : احْمِلوا علَیهِم ، فوَاللَّهِ لا یُقْتَلُ مِنکُم عَشَرَةٌ ، ولا یَسْلَمُ مِنهُم عَشَرَةٌ . فحَمَلَ علَیهِم فطَحَنَهُم طَحْناً ، قُتِلَ مِن أصْحابِهِ علیه السلام تِسْعَةٌ ، وأفْلَتَ مِن

ص :27


1- نهج البلاغة : الخطبة 58 .
2- نهج البلاغة : الخطبة 36 .
3- شرح نهج البلاغة : 2/268 .
4- (انظر) شرح نهج البلاغة : 2 / 206 وج 8 / 103 و ج 17 / 12 ، نهج السعادة : 2 / 325 - 345 ، 356 ، 368 ، 375 ، 392 .
5- نهج البلاغة : الخطبة 59 .

الخوارِجِ ثَمانِیَةٌ .(1)

کنز العمّال عن أبی سلیمان المرعش : لَمّا سارَ علیٌّ إلی النَّهْرَوانِ سِرْتُ مَعهُ ، فقالَ علیٌّ : والّذی فَلَقَ الحَبَّةَ وبَرأ النَّسَمَةَ ، لا یَقْتُلونَ مِنکُم عَشَرَةً ولا یَبْقی مِنهُم عَشَرَةٌ . فلَمّا سَمِعَ النّاسَ ذلکَ حَمَلوا علَیهِم فقَتَلوهُم (2) .(3)

1013 - تَسمِیَةُ الخَوارجِ بِالحَرورِیَّةِ

شرح نهج البلاغة : وسَبَبُ تَسْمِیَتِهِم الحَرورِیّةَ أنّ علِیّاً علیه السلام لَمّا ناظَرَهُم - بَعدَ مُناظَرَةِ ابنِ عبّاسٍ إیّاهُم - کانَ فیما قالَ لَهُم : ألَا تَعْلَمونَ أنّ هؤلاءِ القَومَ لَمّا رَفَعوا المَصاحِفَ قلتُ لَکُم : إنّ هذهِ مَکیدَةٌ ووَهْنٌ ، و إنَّهُم لو قَصَدوا إلی حُکْمِ المَصاحِفِ لَأتَوْنی ... أفتَعْلَمون أنَّ أحَداً کانَ أکْرَهَ للتّحْکیمِ مِنّی ؟ قالوا : صَدَقْتَ . قالَ : فَهَلْ تَعْلَمونَ أ نَّکُمُ اسْتَکْرَهْتُمونی علی ذلکَ ؟! ... فرَجَعَ مَعَهُ مِنهُم ألْفانِ مِن حَرُوراءَ ، وقَد کانوا تَجَمَّعوا بها ، فقالَ لَهُم علیٌّ : ما نُسَمّیکُم ؟ ثُمَّ قالَ: أنْتُمُ الحَرورِیّةُ؛ لاجْتِماعِکُم بحَرُوراءَ .(4)

1014 - مَقتلُ عَبدِ اللَّهِ بنِ خبّابٍ

شرح نهج البلاغة عن أبی العبّاسِ : ولَقِیَهُم - أیِ الخوارجَ - عبدُ اللَّهِ بنُ خَبّابٍ فی عُنُقِهِ مُصْحَفٌ ، علی حِمارٍ ومَعهُ امْرَأتُهُ وهِی حامِلٌ ، فقالوا لَهُ : إنّ هذا الّذی فی عُنُقِکَ لَیأمُرُنا بقَتْلِکَ ! فقالَ لَهُم : ما أحْیاهُ القرآنُ فأحْیُوهُ وما أماتَهُ فأمِیتُوهُ . فوَثَبَ رجُلٌ مِنهُم علی رُطَبةٍ سَقَطَتْ مِن نَخْلَةٍ فَوضَعَها فی فِیهِ ، فصاحُوا بهِ ، فلَفَظَها تَوَرُّعاً ! وعَرضَ لرجُلٍ مِنهُم خِنْزیرٌ فضَرَبَهُ فقَتَلَهُ ، فقالوا : هذا فسادٌ فی الأرضِ ، وأنْکَروا قَتْلَ الخِنْزِیرِ .

ثُمّ قالوا لابنِ خَبّابٍ: حَدِّثْنا عَن أبیکَ : فقالَ : إنّی سَمِعْتُ أبی یقولُ : سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله یقولُ : ستَکونُ بَعدی فِتْنَةٌ یَموتُ فیها قَلبُ الرّجُلِ کما

ص :28


1- شرح نهج البلاغة : 2/273 .
2- کنز العمّال : 31625 .
3- قال ابنُ أبی الحدید : هذا الخبرُ من الأخبار الّتی تکاد تکون مُتَواترة ، لاشتهارِهِ ونقلِ النّاس کافّةً له ، وهو من معجزاته وأخباره المفصّلة عن الغیوب (شرح نهج البلاغة : 5 / 3) .
4- شرح نهج البلاغة : 2/274 .

یَموتُ بَدَنُهُ ، یُمْسِی مُؤمناً ویُصْبِحُ کافِراً، فکُنْ عبدَ اللَّهِ المَقْتولَ ، ولا تَکُنِ القاتِلَ ... قالوا: فمَا تَقولُ فی علیٍّ بَعدَ التَّحْکیمِ والحُکومَةِ؟ قالَ : إنّ علیّاً أعْلَمُ باللَّهِ وأشَدُّ تَوَقِّیاً علی دِینهِ ، وأنْفَذُ بَصیرَةً ، فقالوا : إنَّکَ لَستَ تَتّبِعُ الهُدی ، إنّما تَتّبِعُ الرِّجالَ علی أسْمائهِم ! ثُمَّ قَرَّبوهُ إلی شاطئِ النَّهْرِ ، فأضْجَعوهُ فذَبَحوهُ .

قالَ أبو العبّاسِ : وساوَموا رجُلاً نَصْرانیّاً بنَخْلَةٍ لَهُ ، فقالَ : هِی لَکُم ، فقالوا : ما کُنّا لِنَأخُذَها إلّا بثَمَنٍ ، فقالَ : واعَجَباهْ ! أتَقْتُلونَ مِثْلَ عبدِ اللَّهِ ابنِ خَبّابٍ ، ولا تَقْبَلونَ جنی نَخْلَةٍ إلّا بثَمَنٍ؟!(1)

1015 - رَأیُ الإمامِ فی قَتَلَةِ ابنِ خبّابٍ

شرح نهج البلاغة - بَعدَ قَتْلِ ابن خَبّابٍ - : اسْتَنْطَقَهُم علیٌّ علیه السلام بقَتْلِ عبدِ اللَّهِ بنِ خَبّابٍ ، فأقَرّوا بهِ ، فقالَ : انْفَرِدوا کتائبَ لأسْمَعَ قَوْلَکُم کَتیبَةً کَتیبَةً . فتَکَتَّبوا کتائبَ ، وأقَرّتْ کُلُّ کَتیبَةٍ بمِثْلِ ما أقَرّتْ بهِ الاُخْری مِن قَتْلِ ابنِ خَبّابٍ ، وقالوا: ولَنَقْتُلَنَّکَ کَما قَتَلْناهُ ! فقالَ علیٌّ : واللَّهِ ، لَو أقَرَّ أهْلُ الدُّنیا کُلُّهُم بقَتْلِهِ هکذا وأنا أقدِرُ علی قَتْلِهِم بهِ لَقَتَلْتُهُم . ثُمَّ الْتَفَتَ إلی أصْحابِهِ فقالَ لَهُم : شُدّوا علَیهِم ، فأنا أوَّلُ مَن یَشُدُّ علَیهِم .(2)

وفی روایةٍ عن الإمامِ علیٍّ علیه السلام - فی ذِکرِ أصْحابِ الجَملِ - : فواللَّهِ ، لَو لَم یُصیبوا مِن المُسلِمینَ إلّا رجُلاً واحِداً مُعْتَمدینَ (مُتَعمِّدینَ ) لِقَتْلِهِ بِلا جُرْمٍ جَرَّهُ لَحَلَّ لی قَتْلُ ذلکَ الجَیشِ کُلِّهِ ؛ إذْ حَضَروهُ فلَم یُنْکِروا ولَم یَدْفَعوا عَنهُ .(3)

(4)

1016 - بَعدَ مَقتَلِ الخَوارجِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : یَکونُ فی اُمَّتی أشباهُ هذا یَقرَأونَ القُرآنَ لا یُجاوِزُ تَراقِیَهُم

ص :29


1- شرح نهج البلاغة : 2/281.
2- شرح نهج البلاغة : 2/282 ، وانظر مستدرک الوسائل : 18/213/22534 .
3- نهج البلاغة : الخطبة 172 .
4- (انظر) القتل : باب 3221 .

یَمرُقونَ مِنَ الدّین کما یَمرُقُ السَهْمُ مِنَ الرَّمِیَّةِ کُلَّما قُطِعَ قَرْنٌ نَشَأَ قَرْنٌ ، حتّی یَخْرُجَ فی بَقِیَّتِهِم الدَّجّالُ .(1)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - وقَد مَرَّ بقَتْلی الخَوارجِ - : بُؤْساً لَکُم ! لَقد ضَرَّکُم مَن غَرَّکُم . فقیلَ لَهُ : مَن غَرَّهُم یا أمیرَ المؤمنینَ ؟ فقالَ : الشَّیطانُ المُضِلُّ ، والأنْفُسُ الأمّارَةُ بالسُّوءِ ، غَرَّتْهُم بالأمانیِّ ، وفَسَحَتْ لَهُم ، بِالمَعاصی، ووَعَدَتْهُم الإظْهارَ ، فاقْتَحَمَتْ بهِم النّارَ .(2)

عنه علیه السلام : أیُّها النّاسُ ، فإنّی فَقَأْتُ عَینَ الفِتنَةِ ، ولَم یَکُن لِیَجْتَرِئَ علَیها أحَدٌ غَیری بَعدَ أنْ ماجَ غَیْهَبُها (ظُلْمَتُها) ، واشْتَدَّ کَلَبُها .(3)

عنه علیه السلام - لَمّا قُتلَ الخوارِجُ فقیلَ لَهُ : یا أمیرَ المؤمنینَ، هَلکَ القَومُ بأجْمَعِهِم - : کَلّا واللَّهِ، إنَّهُم نُطَفٌ فی أصْلابِ الرِّجالِ وقَراراتِ النّساءِ ، کُلَّما نَجَمَ مِنهُم قَرْنٌ قُطِعَ، حتّی یکونَ آخِرُهُم لُصوصاً سَلّابِینَ .(4)

کنز العمّال عن قتادة : لَمّا قَتَلَهُم [الخوارجَ ]قالَ رجُلٌ : الحَمدُللَّهِ الّذی أبادَهُم وأراحَنا مِنهُم ، فقالَ علیٌّ : کَلّا والّذی نَفْسی بِیَدِهِ ، أنَّ مِنهُم لَمَن فی أصْلابِ الرِّجال لَم تَحْمِلْهُ النِّساءُ بَعدُ ، ولَیَکونَنَّ آخِرُهُم لُصّاصاً جَرّادِینَ .(5)

کنز العمّال عن أبی جعفر الفراء : سَمِعَ علیٌّ أحَدَ ابْنَیْهِ - إمّا الحسنَ أو الحسینَ - یقول : الحَمدُ للَّهِ الّذی أراحَ اُمّةَ محمّدٍ مِن هذهِ العِصابَةِ ، فقالَ علیٌّ : لَو لَم یَبْقَ مِن اُمّةِ محمّدٍ إلّا ثَلاثةٌ لَکانَ أحَدُهُم علی رأیِ هؤلاءِ ، إنَّهُم لَفی أصْلابِ الرِّجالِ وأرْحامِ النِّساءِ .(6)

(7)

1017 - نهیُ الإمامِ عَن قَتلِ الخَوارجِ بَعدَهُ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لا تُقاتِلوا (تَقْتُلوا) الخَوارِجَ بَعدی ؛ فلَیس مَن طَلبَ الحقَّ فأخْطَأهُ، کَمَن طَلبَ الباطِلَ فأدْرَکَهُ (8) .(9)

ص :30


1- کنز العمّال : 31611 .
2- نهج البلاغة : الحکمة 323 .
3- نهج البلاغة : الخطبة 93 .
4- نهج البلاغة : الخطبة 60 .
5- کنز العمّال : 31542 .
6- کنز العمّال : 31549 .
7- (انظر) نهج السعادة : 2 / 417 .
8- نهج البلاغة : الخطبة 61 .
9- قال ابنُ أبی الحدید : مُراده أنّ الخوارج ضَلّوا بشُبهة دخَلت علیهم ، کانوا یَطلُبون الحقّ ، ولهم فی الجملة تَمسّکٌ بالدِّین ، ومُحاماةٌ عن عقیدةٍ اعتقدوها ، و إنْ أخطَؤوا فیها . وأمّا معاویة فلم یکن یطلب الحقّ ، و إنّما کان ذا باطل ، لا یُحامی عن اعتقادٍ قد بناه علی شبهة ، وأحوالُه کانت تدلّ علی ذلک ، فإنّه لم یکن من أرباب الدِّین ... و إذا کان کذلک لم یَجُزْ أن یَنصُر المسلمون سلطانه ، وتحارَبُ الخوارج علیه و إن کانوا أهل ضلال ، لأ نّهم أحسن حالاً منه ، فإنّهم کانوا یَنهون عن المنکر ، ویَرَون الخروج علی أئمّة الجور واجباً ... (شرح نهج البلاغة : 5 / 78) .

1018 - النَّهیُ عَن قِتالِ الخَوارجِ إذا خالفوا الإمامَ الجائِرَ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - وقد سَمِعَ رجُلاً یَسُبُّ الخوارِجَ - : لا تَسُبُّوا الخوارِجَ ، إنْ کانوا خالَفوا إماماً عادِلاً أو جَماعَةً فقاتِلوهُم ، فإنَّکُم تُؤْجَرونَ فی ذلکَ . و إنْ خالَفوا إماماً جائراً فلا تُقاتِلوهُم ، فإنّ لَهُم بذلکَ مَقالاً .(1)

عنه علیه السلام - وقد ذُکِرَتِ الخوارِجُ فسَبُّوهُم - : أمّا إذا خَرَجوا(2) علی إمامِ هُدیً فسُبُّوهُم ، وأمّا إذا خَرَجوا علی إمامِ ضَلالَةٍ فلا تَسُبُّوهُم ، فإنّ لَهُم بذلکَ مَقالاً .(3)

(4)

ص :31


1- کنز العمّال : 31620 .
2- فی المصدر «خَرَبوا» وهو تصحیف .
3- کنز العمّال : 31621 .
4- (انظر) الإمامة العامة : باب 173 . السبّ : باب 1721 ، 1722 .

ص :32

142 - الخسران

اشاره

(1)

ص :33


1- انظر : عنوان 384 «الغبن» ، 115 «الحسرة» .

ص :34

1019 - الَّذینَ خَسِروا أنفُسَهُم

الکتاب :

(قُلْ لِمَنْ ما فِی السَّماوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ للَّهِ ِ کَتَبَ عَلَی نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَیَجْمَعَنَّکُمْ إِلَی یَوْمِ الْقِیامَةِ لا رَیْبَ فِیهِ الَّذِینَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا یُؤْمِنُونَ) .(1)

(وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِینُهُ فَأُولئِکَ الَّذِینَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِما کانُوا بِآیاتِنا یَظْلِمُونَ) .(2)

(فَاعْبُدُوا ما شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِینَ الَّذِینَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِیهِمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَلَا ذلِکَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِینُ) .(3)

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن حاسَبَ نَفْسَهُ رَبِحَ ، ومَن غَفَلَ عَنها خَسِرَ .(4)

عنه علیه السلام - فیما کَتبَ إلی مُعاویَةَ - : فنَفْسَکَ نَفْسَکَ ، فَقَد بَیّنَ اللَّهُ لکَ سبیلَکَ ، وحیثُ تَناهَتْ بکَ اُمورُکَ ، فقد أجْرَیْتَ إلی غایةِ خُسْرٍ ، ومَحَلّةِ کُفْرٍ .(5)

عنه علیه السلام : مَن قَصّرَ فی أیّامِ أمَلِهِ قَبْلَ حُضورِ أجَلِهِ فقد خَسِرَ عَمَلَهُ وضَرَّهُ أجَلُهُ .(6)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام - فی قولهِ تعالی : (قُلْ إنَّ الخاسِرینَ الَّذِینَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِیهِمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَلَا ذلِکَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِینُ) - : غَبَنوا أنْفُسَهُم وأهْلیهِم یَومَ القِیامَةِ .(7)

1020 - الخاسِرونَ

الکتاب :

(وَمَنْ یَبْتَغِ غَیْرَ الْإِسْلَامِ دِیناً فَلَنْ یُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِی الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِینَ) .(8)

(9)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : الخاسِرُ مَن غَفَلَ عَن إصْلاحِ المَعَادِ .(10)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : المُنْفِقُ عُمرَهُ فی طَلَبِ الدُّنیا

ص :35


1- الأنعام : 12 .
2- الأعراف : 9 .
3- الزمر : 15 .
4- نهج البلاغة : الحکمة 208 .
5- نهج البلاغة : الکتاب 30 .
6- نهج البلاغة : الخطبة 28 .
7- . تفسیر القمّی : 2/248 .
8- آل عمران : 85 .
9- (انظر) البقرة : 27 ، 121 ، الأعراف : 99 ، 178 ، الأنفال : 37 ، التوبة : 69 ، یوسف : 14 ، النحل : 109 ، العنکبوت : 52 ، الزمر : 63 ، المجادلة : 19 ، المنافقون : 9 ، آل عمران : 149 ، المائدة : 5 ، 21 ، 53 ، یونس : 95 .
10- . تنبیه الخواطر : 2/118 .

خاسِرُ الصَّفْقَةِ ، عادِمُ التَّوفیقِ .(1)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : فرُبَّ دائبٍ مُضِیعٌ ، ورُبَّ کادِحٍ خاسِرٌ .(2)

عنه علیه السلام : لا تَأمَنَنَّ علی خَیرِ هذهِ الاُمَّةِ عَذابَ اللَّهِ ، لقَولهِ تعالی : (فلا یَأمَنُ مَکْرَ اللَّهِ إلّا القَومُ الخاسِرونَ)(3).(4)

عنه علیه السلام : احْذَرْ أنْ یَراکَ اللَّهُ عِندَ مَعْصیَتِهِ ، ویَفْقِدَکَ عِندَ طاعَتِهِ ، فتَکونَ مِن الخاسِرینَ .(5)

1021 - خَسِرَ الدُّنیا وَالآخِرَةَ

الکتاب :

(وَمِنَ النّاسِ مَنْ یَعْبُدُ اللَّهَ عَلَی حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَیْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَی وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْیا وَالْآخِرَةَ ذلِکَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِینُ) .(6)

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - وقد سُئلَ : مَنِ العَظیمُ الشَّقاءِ ؟ - : رجُلٌ تَرَکَ الدُّنیا للدُّنیا فَفاتَتْهُ الدُّنیا وخَسِرَ الآخِرَةَ ، ورَجُلٌ تَعَبّدَ واجْتَهَدَ وصامَ رِیاءً للنّاسِ فذاکَ حُرِمَ لذّاتِ الدُّنیا مِن دُنْیانا ولَحِقَهُ التَّعَبُ الّذی لَو کانَ بهِ مُخْلِصاً لاسْتَحَقَّ ثوابَهُ .(7)

عنه علیه السلام : مَعاشِرَ النّاسِ (المسلمینَ) ، اتَّقوا اللَّهَ ، فکَم مِن مُؤَمِّلٍ ما لا یَبْلُغُهُ ، وبانٍ ما لا یَسْکُنُهُ ، وجامعٍ ما سَوفَ یَترُکُهُ ، ولَعلّهُ مِن باطِلٍ جَمعَهُ ، ومِن حقٍّ مَنعَهُ ، أصابَهُ حَراماً ، واحْتَمَلَ بهِ آثاماً ، فباءَ بوِزْرِهِ ، وقَدِمَ علی ربِّهِ ، آسِفاً لاهِفاً ، قَد خَسِرَ الدُّنیا والآخِرَةَ ، ذلکَ هُو الخُسْرانُ المُبینُ .(8)

نهج البلاغة: - الإمام علی علیه السلام - وقد لَقِیَهُ عندَ مَسیرِهِ إلی الشّامِ دَهاقِینُ الأنْبارِ ، فتَرَجَّلوا لَهُ واشْتَدّوا بینَ یَدَیْهِ - : ما هذا الّذی صَنَعْتُموهُ ؟ فقالوا : خُلُقٌ مِنّا نُعَظِّمُ بهِ اُمَراءنا ، فقالَ : واللَّهِ ، ما یَنْتَفِعُ بهذا اُمَراؤکُم ، و إنّکُم لَتَشُقُّونَ علی أنْفُسِکُم فی دُنیاکُم ، وتَشْقَوْنَ بهِ فی آخِرَتِکُم، وما أخْسَرَ المَشَقّةَ وراءها العِقابُ، وأرْبَحَ الدَّعَةَ مَعها الأمانُ مِن النّارِ .(9)

ص :36


1- تنبیه الخواطر : 2/119 .
2- نهج البلاغة : الخطبة 129 .
3- الأعراف : 99 .
4- نهج البلاغة : الحکمة 377 .
5- نهج البلاغة : الحکمة 383 .
6- الحجّ : 11 .
7- تنبیه الخواطر : 2/95 .
8- نهج البلاغة : الحکمة 344 .
9- نهج البلاغة : الحکمة 37 .

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی خِطابهِ لشُریحِ بنِ الحارثِ قاضیهِ - : فانْظُرْ یا شُریحُ ، لا تَکونُ ابْتَعْتَ هذهِ الدّارَ مِن غَیرِ مالِکَ ، أو نَقَدْتَ الثَّمَنَ مِن غَیرِ حَلالِکَ ، فإذا أنتَ قَد خَسِرْتَ دارَ الدُّنیا ودارَ الآخِرَةِ .(1)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : إنّ فی النّاسِ مَن خَسِرَ الدُّنیا والآخِرَةَ ، یَتْرُکُ الدُّنیا للدُّنیا ، ویَری أنَّ لَذّةَ الرِّئاسَةِ الباطِلَةِ أفْضَلُ مِن لَذّةِ الأمْوالِ والنِّعَمِ المُباحَةِ المُحَلَّلَةِ ، فیَتْرُکُ ذلکَ أجْمَعَ طَلَباً للرِّئاسَةِ .(2)

1022 - الأخسَرونَ

الکتاب :

(قُلْ هَلْ نُنَبِّئُکُمْ بِالْأَخْسَرِینَ أَعْمَالاً * الَّذِینَ ضَلَّ سَعْیُهُمْ فِی الْحَیَاةِ الدُّنْیَا وَهُمْ یَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ یُحْسِنُونَ صُنْعاً ) .(3)

(الَّذِینَ یَصُدُّونَ عَن سَبِیلِ اللَّهِ وَیَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُم بِالْأَخِرَةِ کَفِرُونَ ... لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِی الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ ) .(4)

(إِنَّ الَّذِینَ لَا یُؤْمِنُونَ بِالْأَخِرَةِ زَیَّنَّا لَهُمْ أَعْمَلَهُمْ فَهُمْ یَعْمَهُونَ * أُولئِکَ الَّذِینَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذَابِ وَهُمْ فِی الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ) .(5)

(وَأَرَادُوا بِهِ کَیْداً فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِینَ) .(6)

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أخْسَرُ النّاسِ مَن قَدَرَ علی أنْ یَقولَ الحقَّ ولَم یَقُلْ .(7)

عنه علیه السلام : إنّ أخْسَرَ النّاسِ صَفْقَةً وأخْیَبَهُم سَعْیاً: رجُلٌ أخْلَقَ بَدنَهُ فی طَلبِ مالِهِ ولَم تُساعِدْهُ المَقادیرُ علی إرادَتِهِ ، فخَرجَ مِن الدُّنیا بحَسْرَتِهِ ، وقَدِمَ علی الآخِرَةِ بتَبِعَتِهِ .(8)

عنه علیه السلام : مَن أخْسَرُ مِمَّن تَعَوَّضَ عنِ الآخِرَةِ بالدُّنیا؟!(9)

عنه علیه السلام : ما أخْسَرَ مَن لَیس لَهُ فی الآخِرَةِ نَصِیبٌ !(10)

عنه علیه السلام : أخْسَرُکُم أظْلَمُکُم .(11)

عنه علیه السلام - فی کتابهِ إلی مصقلةَ عاملِهِ علی أرْدَشیرَ خرّةَ - : بَلغَنی عنکَ أمرٌ إنْ

ص :37


1- نهج البلاغة : الکتاب 3 .
2- . بحار الأنوار : 2/84/10 .
3- الکهف : 103 ، 104 .
4- . هود : 22 .
5- النمل : 4 و 5 .
6- الأنبیاء : 70 .
7- غرر الحکم : 3178 .
8- نهج البلاغة : الحکمة 430 .
9- غرر الحکم : 8509 .
10- غرر الحکم : 9625 .
11- غرر الحکم : 2841 .

کُنتَ فَعَلْتَهُ فَقد أسْخَطتَ إلهَکَ ، وعَصَیتَ إمامَکَ ؛ أ نّکَ تَقْسِمُ فَیْ ءَ المسلِمینَ الّذی حازَتْهُ رِماحُهُم وخُیولُهُم ، واُریقَتْ علَیهِ دِماؤهُم ، فیمَنِ اعْتامَکَ مِن أعْرابِ قَومِکَ ... لا تُصْلِحْ دُنیاکَ بمَحْقِ دِینِکَ ، فتَکونَ مِن الأخْسَرینَ أعْمالاً .(1)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام - فی قولهِ عزّوجلّ : (قُل هَل نُنَبّئکُم بالأخْسَرینَ أعمالاً...) - : هُمُ النَّصاری والقِسِّیسونَ والرُّهْبانُ وأهلُ الشُّبُهاتِ والأهْواءِ مِن أهلِ القِبْلَةِ والحَرورِیّةِ وأهلِ البِدَعِ .(2)

(3)

ص :38


1- نهج البلاغة : الکتاب 43 .
2- . تفسیر القمّی : 2/46 .
3- (انظر) الرهبانیّة : باب 1554 .

143 - الخشوع

اشاره

(1)

(2)

ص :39


1- ولمزید الاطّلاع راجع : کنز العمّال : 3 / 144 «الخشوع» .
2- انظر : عنوان 46 «البکاء» . الصَّلاة : باب 2245 - 2253 . القرآن : باب 3248 ، 3254 ،العلم : باب 2844 ،النَّحو : باب 3803 .

ص :40

1023 - فَضلُ الخُشوعِ

الکتاب :

(أَلَمْ یَأْنِ لِلَّذِینَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِکْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا یَکُونُوا کَالَّذِینَ أُوتُوا الْکِتابَ مِن قَبْلُ فَطالَ عَلَیْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَکَثِیرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ) .(1)

(إِنَّ الَّذِینَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا یُتْلَی عَلَیْهِمْ یَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَ یَقُولُونَ سُبْحانَ رَبِّنَا إِن کَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا * وَیَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ یَبْکُونَ وَیَزِیدُهُمْ خُشُوعاً) .(2)

(3)

الحدیث :

إرشاد القلوب : فی حدیثِ المِعراجِ : ما عَرَفَنی عَبدٌ وخَشَعَ لی إلّا خَشَعَ لَهُ کُلُّ شی ءٍ .(4)

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إنَّ أوَّلَ شی ءٍ یُرفَعُ مِن هذهِ الاُمّةِ الأمانَةُ والخُشوعُ ، حتّی لا تَکادُ تَری خاشِعاً .(5)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : نِعْمَ عَونُ الدُّعاءِ الخُشوعُ .(6)

عنه علیه السلام : اعْلَمْ أنَّ الإعْجابَ ضِدُّ الصَّوابِ وآفَةُ الألْبابِ ، فإذا أنتَ هُدِیتَ لقَصْدِکَ فکُنْ أخْشَعَ ما تَکونُ لِرَبِّکَ .(7)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام - فی الدُّعاءِ - : وأَعوذُ بکَ مِن نَفْسٍ لا تَقْنَعُ وبَطْنٍ لا یَشْبَعُ ، وقَلبٍ لا یَخْشَعُ .(8)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : لا إیمانَ إلّا بعَمَلٍ ، ولا عَمَلَ إلّا بیَقینٍ ، ولا یَقینَ إلّا بالخُشوعِ .(9)

1024 - صِفاتُ الخاشِعینَ

الکتاب :

(فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَوَهَبْنا لَهُ یَحْیَی وَأَصْلَحْنا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ کانُوا یُسارِعُونَ فِی الْخَیْرَاتِ وَیَدْعُونَنا رَغَبَاً وَرَهَبَاً وَکَانُوا لَنَا خَاشِعِینَ) .(10)

ص :41


1- الحدید : 16 .
2- الإسراء : 107 .
3- (انظر) المؤمنون: 2 ، البقرة: 45 ، آل عمران: 199 ، الأنبیاء: 90 ، الأحزاب: 35 .
4- إرشاد القلوب : 203 .
5- مکارم الأخلاق : 2/368/2661 .
6- غرر الحکم : 9945 .
7- بحار الأنوار : 77/222/2 .
8- الإقبال : 1/174 .
9- بحار الأنوار : 78/282/1 .
10- الأنبیاء : 90 .

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : أمّا عَلامَةُ الخاشِعِ فأربَعةٌ : مُراقَبَةُ اللَّهِ فی السِّرِّ والعَلانِیَةِ ، ورُکوبُ الجَمیلِ ، والتَّفَکُّرُ لیَومِ القِیامَةِ ، والمُناجاةُ للَّهِ .(1)

عنه صلی اللَّه علیه و آله - فی جَوابِ السُّؤالِ عنِ الخُشوعِ - : التَّواضُعُ فی الصَّلاةِ ، وأنْ یُقْبِلَ العَبدُ بقَلبِهِ کُلِّهِ علی رَبِّهِ عزّوجلّ .(2)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن خَشَعَ قَلبُهُ خَشَعَتْ جَوارِحُهُ .(3)

عنه علیه السلام : لِیَخْشَعْ للَّهِ سُبحانَهُ قَلبُکَ ، فمَن خَشعَ قَلبُهُ خَشعَتْ جَمیعُ جَوارِحِهِ .(4)

1025 - الخُشوعُ زینَةُ الأولِیاءِ

الکتاب :

(فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ یَحْیی وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ کَانُوا یُسَارِعُونَ فِی الْخَیْرَاتِ وَیَدْعُونَنَا رَغَبَاً وَرَهَبَاً وَکانُوا لَنَا خَاشِعِینَ ) .(5)

الحدیث :

بحار الأنوار : فیما أوْحی اللَّهُ تعالی إلی موسی وهارونَ : إنَّما یَتَزیَّنُ لی أوْلیائی بالذِّلِّ والخُشوعِ والخَوفِ الّذی یَنْبُتُ فی قُلوبِهِم فیَظْهَرُ علی أجْسادِهِم .(6)

الکافی : فیما ناجی اللَّهُ تبارکَ وتعالی موسی علیه السلام: أسْمِعْنی لَذاذَةَ التَّوراةِ بصَوتٍ خاشِعٍ حَزینٍ .(7)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی صِفَةِ المُتَّقینِ - : مِن عَلامَةِ أَحَدِهِم أَنّکَ تَری لَه قُوَّةً فی دِینٍ وحَزْماً فی لِینٍ ... وخُشوعاً فی عِبادَةٍ .(8)

عنه علیه السلام - فی صِفَةِ المؤمنینَ - : هَیْبتُهُمُ الخُشوعُ .(9)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : أوْحی اللَّهُ تعالی إلی عیسی ابنِ مریمَ علیه السلام : یا عیسی ، هَبْ لی مِن عَیْنَیکَ الدُّموعَ ، ومِن قَلبِکَ الخُشوعَ ، واکْحُلْ عَیْنَیْکَ بِمِیلِ الحُزْنِ إذا ضَحِکَ البَطّالونَ ، وقُمْ علی قُبورِ الأمْواتِ ، فنادِهِم بالصَّوتِ الرَّفیعِ لَعلّکَ

ص :42


1- تحف العقول : 20 .
2- الجعفریّات : 38 .
3- غرر الحکم : 8172 .
4- غرر الحکم : 7369 .
5- الأنبیاء : 90 .
6- بحار الأنوار : 13/49/18 .
7- الکافی : 8/44/8 .
8- نهج البلاغة : الخطبة 193 .
9- مطالب السؤول : 53 .

تَأخُذُ مَوعِظَتَکَ مِنهُم ، وقُلْ: إنّی لاحِقٌ بِهم فی اللاّحِقینَ .(1)

1026 - تَخَشُّعُ النِّفاقِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إیّاکُم وتَخَشُّعَ النِّفاقِ ، وهُو أنْ یُری الجَسَدُ خاشِعاً والقَلبُ لَیس بخاشِعٍ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : تَعَوّذوا باللَّهِ مِن خُشوعِ النِّفاقِ، خُشوعِ البَدَنِ ونِفاقِ القَلبِ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : ما زادَ خُشوعُ الجَسَدِ علی ما فی القَلبِ فهُو عندَنا نِفاقٌ .(4)

(5)

ص :43


1- الأمالی للمفید : 236/7 .
2- بحار الأنوار : 77/164/188 .
3- کنز العمّال : 20089 .
4- . الکافی : 2/396/6 .
5- (انظر) البدعة : باب 335 .

ص :44

144 - الخصومة

اشاره

(1)

(2)

ص :45


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 2 / 124 باب 17 «ما جاء فی تجویز المجادلة والمخاصمة فی الدِّین» .
2- انظر : عنوان 65 «الجدال» ، 487 «المِراء» ، 513 «المناظَرة» .

ص :46

1027 - الخُصومَةُ

الکتاب :

(هذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِی رَبِّهِمْ فَالَّذِینَ کَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِیَابٌ مِنْ نارٍ یُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِیمُ) .(1)

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : المُخاصَمَةُ تُبْدی سَفَهَ الرّجُلِ ولا تَزیدُ فی حَقِّهِ .(2)

عنه علیه السلام : مَن بالَغَ فی الخُصومَةِ أَثِمَ ، ومَن قَصّرَ فیها ظَلَمَ ، ولا یَستَطیعُ أنْ یَتَّقیَ اللَّهَ مَن خاصَمَ .(3)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : الخُصومَةُ تَمْحَقُ الدِّینَ ، وتُحْبِطُ العَمَلَ ، وتُورِثُ الشَّکَّ .(4)

عنه علیه السلام : إیّاکَ والخُصوماتِ ، فإنَّها تُورِثُ الشَّکَّ ، وتُحْبِطُ العَمَلَ ، وتُرْدی صاحِبَها ، وعسی أنْ یَتَکلّمَ الرّجُلُ بالشَّی ءِ لا یُغْفَرُ لَهُ .(5)

عنه علیه السلام : إیّاکُم وأصْحابَ الخُصوماتِ والکَذّابینَ ؛ فإنَّهُم تَرَکوا ما اُمِروا بعِلْمِهِ ، وتَکَلّفوا ما لَم یُؤمَروا بعِلْمِهِ حتّی تَکَلّفوا عِلْمَ السَّماءِ .(6)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : لا یُخاصِمُ إلّا مَن قد ضاقَ بِما فی صَدرِهِ .(7)

عنه علیه السلام : لا یُخاصِمُ إلّا شاکٌّ فی دِینِهِ أو مَن لا وَرَعَ لَهُ .(8)

عنه علیه السلام : إیّاکُم والخُصومَةَ ، فإنَّها تَشْغَلُ القَلبَ ، وتُورِثُ النِّفاقَ ، وتُکْسِبُ الضَّغائنَ .(9)

عنه علیه السلام : إیّاکُم والخُصومَةَ فی الدِّینِ ، فإنَّها تَشْغَلُ القَلبَ عَن ذِکْرِ اللَّهِ عزّوجلّ ، وتُورِثُ النِّفاقَ ، وتُکْسِبُ الضَّغائنَ ، وتَسْتَجیزُ الکِذْبَ .(10)

الکافی عن غیاث بن ابراهیم : کانَ أبو عبدِ اللَّهِ علیه السلام إذا مَرَّ بجَماعَةٍ یَخْتَصِمونَ لا یَجوزُهُم حتّی یَقولَ ثَلاثاً : اتَّقوا اللَّهَ ،

ص :47


1- الحجّ : 19 .
2- غرر الحکم : 1551 .
3- نهج البلاغة : الحکمة 298 .
4- التوحید : 458/21 .
5- الأمالی للصدوق : 503/689 .
6- بحار الأنوار : 2/139/58 .
7- . التوحید : 461/35 .
8- بحار الأنوار : 2/140/61 .
9- . الکافی : 2/301/8 .
10- الأمالی للصدوق : 503/691 .

یَرْفَعُ بها صَوْتَهُ .(1)

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : مُرْ أصْحابَکَ أنْ یَکُفّوا مِن ألْسِنَتِهِم ، ویَدَعوا الخُصومَةَ فی الدِّینِ ، ویَجْتَهِدوا فی عِبادَةِ اللَّهِ عزّوجلّ .(2)

ص :48


1- الکافی : 5 / 59 / 12 .
2- التوحید : 460/29 .

145 - الخطبة

اشاره

آداب الخطبة

(1)

ص :49


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 77 / 280 - 376 «خُطب أمیر المؤمنین علیه السلام» . کنز العمّال : 16 / 124 - 270 «کتاب المواعظ والرَّقائق والخُطب والحِکم» . کنز العمّال : 16 / 167 «خُطب علیّ علیه السلام ومواعظه» .

ص :50

1028 - الاِفتِتاحُ بِالبَسمَلَةِ

مسند ابن حنبل عن أبی هریرة : قالَ رَسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : کُلُّ کَلامٍ أو أمرٍ ذی بالٍ لا یُفتَحُ بِذِکرِ اللَّهِ عزّوجلّ فَهُوَ أبتَرُ - أو قالَ : أقطَعُ - .(1)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : قولوا عِندَ افتِتاحِ کُلِّ أمرٍ صَغیرٍ أو عَظیمٍ : بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ.(2)

عنه علیه السلام : إنَّ رَسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله حَدَّثَنی عَنِ اللَّهِ عزّوجلّ أنَّهُ قالَ : کُلُّ أمرٍ ذی بالٍ لَم یُذکَر ، «بِسمِ اللَّهِ» فیهِ فَهُوَ أبتَرُ .(3)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : لا تَدَع «بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ» وإن کانَ بَعدَهُ شِعرٌ .(4)

1029 - التَّحمیدُ للَّهِ ِ وَالصَّلاةُ عَلی رَسولِ اللَّهِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : کُلُّ کَلامٍ لا یُبدَأُ فیهِ بِالحَمدِ للَّهِ ِ فَهُوَ أجذَمُ (5) .(6)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : کُلُّ أمرٍ ذی بالٍ لا یُبدَأُ فیهِ بِحَمدِ اللَّهِ وَالصَّلاةِ عَلَیَّ فَهُوَ أقطَعُ أبتَرُ ، مَمحوقٌ مِن کُلِّ بَرَکَةٍ .(7)

1030 - الوُضوحُ فِی الکَلامِ

الکتاب :

(وَأَطِیعُوا اللَّهَ وَأَطِیعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِن تَوَلَّیْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَی رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِینُ) .(8)

(مَّاعَلَی الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ وَاللَّهُ یَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَکْتُمُونَ) .(9)

ص :51


1- مسند ابن حنبل : 3 /281 /8720 .
2- التوحید : 232 / 5 .
3- التفسیر المنسوب إلی الإمام العسکری علیه السلام : 25 /7 .
4- الکافی : 2 / 672 / 1 .
5- قال الشریف الرضیّ رحمة اللَّه علیه : هذا القول مجاز ، وإنّما شبّه - علیه الصلاة والسلام - الأمر الذی تَهُمّ الإفاضة فیه وتمسّ الحاجة إلی الکلام علیه ، إذا لم ینظر فیه حمد اللَّه سبحانه وتعالی ، بالأقطع الید من حیث کان قالصاً عن السُّبوغ ، وناقصاً عن البلوغ . وممّا یقوّی ذلک ما رواه أبو هریرة أیضاً قال : قال علیه الصلاة والسلام : «الخطبة التی لیس فیها شهادة کالید الجذماء . فأقام - علیه الصلاة والسلام - نقصان الخطبة مقام نقصان الخلقة . وممّا یشبه هذا الخبر الحدیثُ الآخر الذی ذکره أبو عبید القاسم بن سلّام فی کتابه «غریب الحدیث» ، وهو قوله علیه الصلاة والسلام : «مَن تعلّم القرآن ثمّ نسیه لقی اللَّه سبحانه وهو أجذم» قال : والأجذم : المقطوع الید (المجازات النبویّة : 244 / 197) .
6- سنن أبی داوود : 4 / 261 / 4840 .
7- کنز العمّال : 2510 .
8- المائدة : 92 .
9- المائدة : 99 .

(وَ مَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِیُبَیِّنَ لَهُمْ فَیُضِلُّ اللَّهُ مَن یَشَاءُ وَ یَهْدِی مَن یَشَاءُ وَ هُوَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ ) .(1)

(فَهَلْ عَلَی الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِینُ ) .(2)

(فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَیْکَ الْبَلاغُ الْمُبِینُ ) .(3)

(فَإِنَّمَا یَسَّرْناهُ بِلِسَانِکَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِینَ وَ تُنذِرَ بِهِ قَوْمًا لُّدًّا ) .(4)

(وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِی * یَفْقَهُوا قَوْلِی ) .(5)

الحدیث :

صحیح البخاری عن عائشة : إنَّ النَّبِیَّ صلی اللَّه علیه و آله کانَ یُحَدِّثُ حَدیثاً ، لَو عَدَّهُ العادُّ لَأَحصاهُ .(6)

مسند ابن حنبل عن عائشة : کانَ رَسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله لا یَسرُدُ سَردَکُم هذا ؛ یَتَکَلَّمُ بِکَلامٍ بَینَهُ فَصلٌ ، یَحفَظُهُ مَن سَمِعَهُ .(7)

سنن أبی داوود عن عائشة : کانَ کَلامُ رَسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله کَلاماً فَصلاً ؛ یَفهَمُهُ کُلُّ مَن سَمِعَهُ .(8)

الإمامُ الحسنُ علیه السلام عَن هِندِ بنِ أبی هالَةَ التَّمیمِیِّ - وکانَ وَصّافاً لِحِلیَةِ النَّبِیِّ صلی اللَّه علیه و آله - : کانَ رَسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله... یَتَکَلَّمُ بِجَوامِعِ الکَلِمِ فَصلاً، لا فُضولَ فیهِ ولا تَقصیرَ.(9)

1031 - السَّدادُ فِی القَولِ

الکتاب :

(یَأَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ قُولُوا قَوْلًا سَدِیدًا ) .(10)

(ادْعُ إِلَی سَبِیلِ رَبِّکَ بِالْحِکْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَ جادِلْهُم بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّکَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِیلِهِ وَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِینَ ) .(11)

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن سَدَّدَ مَقالَهُ بَرهَنَ عَن غَزارَةِ فَضلِهِ .(12)

عنه علیه السلام : أحسَنُ القَولِ السَّدادُ .(13)

عنه علیه السلام : أحسَنُ الکَلامِ ما زانَهُ حُسنُ النِّظامِ ، وفَهِمَهُ الخاصُّ وَالعامُّ .(14)

عنه علیه السلام : أحسَنُ الکَلامِ ما لا تَمُجُّهُ الآذانُ ، ولا یُتعِبُ فَهمُهُ الأَفهامَ .(15)

ص :52


1- إبراهیم : 4 .
2- النحل : 35 .
3- النحل : 82 .
4- مریم : 97 .
5- طه : 27 و 28 .
6- صحیح البخاری: 3/1307/3374 .
7- مسند ابن حنبل : 10 / 115 / 26269 .
8- سنن أبی داوود : 4 / 261 / 4839 .
9- معانی الأخبار : 81 / 1 .
10- الأحزاب : 70 .
11- النحل : 125 .
12- غرر الحکم : 8419 .
13- غرر الحکم : 2865 .
14- غرر الحکم : 3304 .
15- غرر الحکم : 3371 .

1032 - التَّلویحُ فی ما لا یَنبَغِی التَّصریحُ بِهِ

سنن أبی داوود عن عائشة : کانَ النَّبِیُّ صلی اللَّه علیه و آله إذا بَلَغَهُ عَنِ الرَّجُلِ الشَّی ءُ لَم یَقُل : «ما بالُ فُلانٍ یَقولُ ؟ !» ، ولکِن یَقولُ : «ما بالُ أقوامٍ یَقولونَ کَذا وکَذا ؟ !» .(1)

المعجم الکبیر عن خوّات بن جبیر : نَزَلنا مَعَ رَسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله مَرَّ الظَّهرانِ ، فَخَرَجتُ مِن خِبائی ، فَإِذا أنَا بِنِسوَةٍ یَتَحَدَّثنَ فَأَعجَبنَنی ، فَرَجَعتُ فَاستَخرَجتُ عَیبَتی ، فَاستَخرَجتُ مِنها حُلَّةً فَلَبِستُها وجِئتُ فَجَلَستُ مَعَهُنَّ ، وخَرَجَ رَسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله مِن قُبَّتِهِ فَقالَ : أبا عَبدِ اللَّهِ ، ما یُجلِسُکَ مَعَهُنَّ؟ فَلَمّا رَأَیتُ رَسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله هِبتُهُ وَاختَلَطتُ ، قُلتُ : یا رَسولَ اللَّهِ جَمَلٌ لی شَرَدَ ، فَأَنَا أبتَغی لَهُ قَیداً ، فَمَضی . . . وتَوَضَّأَ فَأَقبَلَ وَالماءُ یَسیلُ مِن لِحیَتِهِ عَلی صَدرِهِ - أو قالَ : یَقطُرُ مِن لِحیَتِهِ عَلی صَدرِهِ - فَقالَ : أبا عَبدِ اللَّهِ ، ما فَعَلَ شِرادُ جَمَلِکَ ؟ ثُمَّ ارتَحَلنا ، فَجَعَلَ لا یَلحَقُنی فِی المَسیرِ إلّا قالَ : السَّلامُ عَلَیکَ أبا عَبدِ اللَّهِ ، ما فَعَلَ شِرادُ ذلِکَ الجَمَلِ؟ فَلَمّا رَأَیتُ ذلِکَ تَعَجَّلتُ إلَی المَدینَةِ وَاجتَنَبتُ المَسجِدَ وَالمُجالَسَةَ إلَی النَّبِیِّ صلی اللَّه علیه و آله ، فَلَمّا طالَ ذلِکَ تَحَیَّنتُ ساعَةَ خَلوَةِ المَسجِدِ ، فَأَتَیتُ المَسجِدَ فَقُمتُ اُصَلّی ، وخَرَجَ رَسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله مِن بَعضِ حُجَرِهِ فَجأَةً ، فَصَلّی رَکعَتَینِ خَفیفَتَینِ ، وطَوَّلتُ رَجاءَ أن یَذهَبَ ویَدَعَنی ، فَقالَ : طَوِّل أبا عَبدِ اللَّهِ ما شِئتَ أن تُطَوِّلَ ؛ فَلَستُ قائِماً حَتّی تَنصَرِفَ . فَقُلتُ فی نَفسی : وَاللَّهِ لَأَ عتَذِرَنَّ إلی رَسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله ولَاُ برِئَنَّ صَدرَهُ . فَلَمّا قالَ : السَّلامُ عَلَیکَ أبا عَبدِ اللَّهِ ، ما فَعَلَ شِرادُ ذلِکَ الجَمَلِ ؟ فَقُلتُ : وَالَّذی بَعَثَکَ بِالحَقِّ ، ما شَرَدَ ذلِکَ الجَمَلُ مُنذُ أسلَمَ . فَقالَ : رَحِمَکَ اللَّهُ ! - ثَلاثاً - ثُمَّ لَم یَعُد لِشَی ءٍ مِمّا کانَ .(2)

1033 - مُراعاةُ أهلِیَّةِ المُخاطَبِ

عیسی علیه السلام : یا مَعشَرَ الحَوارِیّینَ ، لا تُلقُوا اللُّؤلُؤَ لِلخِنزیرِ ؛ فَإِنَّهُ لا یَصنَعُ بِهِ شَیئاً .

ص :53


1- سنن أبی داوود : 4 /250 / 4788 .
2- المعجم الکبیر : 4 / 203 / 4146 .

ولا تُعطُوا الحِکمَةَ مَن لا یُریدُها ؛ فَإِنَّ الحِکمَةَ أحسَنُ مِنَ اللُّؤلُؤِ ، ومَن لا یُریدُها أشَرُّ مِنَ الخِنزیرِ .(1)

عنه علیه السلام : لا تَطرَحُوا الدُّرَّ تَحتَ أرجُلِ الخَنازیرِ .(2)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : کانَ المَسیحُ علیه السلام یَقولُ : إنَّ التّارِکَ شِفاءَ المَجروحِ مِن جُرحِهِ شَریکٌ لِجارِحِهِ لا مَحالَةَ ؛ وذلِکَ أنَّ الجارِحَ أرادَ فَسادَ المَجروحِ ، وَالتّارِکَ لِإِشفائِهِ لَم یَشَأ صَلاحَهُ ، فَإِذا لَم یَشَأ صَلاحُهُ فَقَد شاءَ فَسادَهُ اضطِراراً . فَکَذلِکَ لا تُحَدِّثوا بِالحِکمَةِ غَیرَ أهلِها فَتَجهَلوا، ولا تَمنَعوها أهلَها فَتَأثَموا. وَلیَکُن أحَدُکُم بِمَنزِلَةِ الطَّبیبِ المُداوی ؛ إن رَأی مَوضِعاً لِدَوائِهِ ، وإلّا أمسَکَ .(3)

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إنَّ عیسَی بنَ مَریَمَ علیه السلام قامَ فی بَنی إسرائیلَ ، فَقالَ : یا بَنی إسرائیلَ ، لا تُحَدِّثوا بِالحِکمَةِ الجُهّالَ فَتَظلِموها ، ولا تَمنَعوها أهلَها فَتَظلِموهُم .(4)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : آفَةُ العِلمِ النِّسیانُ ، وإضاعَتُهُ أن تُحَدِّثَ بِهِ غَیرَ أهلِهِ .(5)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : واضِعُ العِلمِ عِندَ غَیرِ أهلِهِ کَمُقَلِّدِ الخَنازیرِ الجَوهَرَ وَاللُّؤلُؤَ وَالذَّهَبَ .(6)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : لا تُعَلِّقُوا الدُّرَّ فی أعناقِ الخَنازیرِ .(7)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : لا تَطرَحُوا الدُّرَّ فی أفواهِ الکِلابِ .(8)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی وَصِیَّتِهِ لِلحَسَنِ علیه السلام - : مِن صِفَةِ العالِمِ ألّا یَعِظَ إلّا مَن یَقبَلُ عِظَتَهُ ، ولا یَنصَحَ مُعجَباً بِرَأیِهِ ، ولا یُخبِرَ بِما یَخافُ إذاعَتَهُ .(9)

عنه علیه السلام : واضِعُ العِلمِ عِندَ غَیرِ أهلِهِ ظالِمٌ لَهُ .(10)

عنه علیه السلام - فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ - : نَقلُ الصُّخورِ مِن مَواضِعِها أهوَنُ مِن تَفهیمِ مَن لا یَفهَمُ .(11)

عنه علیه السلام - فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ - :

ص :54


1- الزهد لابن حنبل : 118 .
2- ربیع الأبرار: 3/219.
3- الکافی : 8/345/545 .
4- کتاب من لا یحضره الفقیه : 4 / 400 / 5858 .
5- سنن الدارمی: 1/158/629.
6- سنن ابن ماجة : 1 / 81 / 224 .
7- تاریخ بغداد : 9 / 350 .
8- تاریخ بغداد : 11 / 310 .
9- العدد القویّة : 358 / 22 .
10- غرر الحکم : 10127 .
11- شرح نهج البلاغة : 20 / 326 / 732 .

اِحذَر کَلامَ مَن لا یَفهَمُ عَنکَ ؛ فَإِنَّهُ یُضجِرُکَ .(1)

عنه علیه السلام - فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ - : لا تُحَدِّث بِالعِلمِ السُّفَهاءَ فَیُکَذِّبوکَ ، ولَا الجُهّالَ فَیَستَثقِلوکَ ، ولکِن حَدِّث بِهِ مَن یَتَلَقّاهُ مِن أهلِهِ بِقَبولٍ وفَهمٍ ؛ یَفهَمُ عَنکَ ما تَقولُ ، ویَکتُمُ عَلَیکَ ما یَسمَعُ ؛ فَإِنَّ لِعِلمِکَ عَلَیکَ حَقّاً کَما أنَّ عَلَیکَ فی مالِکَ حَقّاً ؛ بَذلُهُ لِمُستَحِقِّهِ ، ومَنعُهُ عَن غَیرِ مُستَحِقِّهِ .(2)

عنه علیه السلام - فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ - : اِحتَرِس مِن ذِکرِ العِلمِ عِندَ مَن لا یَرغَبُ فیهِ ، ومِن ذِکرِ قَدیمِ الشَّرَفِ عِندَ مَن لا قَدیمَ لَهُ ؛ فَإِنَّ ذلِکَ مِمّا یُحقِدُهُما عَلَیکَ .(3)

عنه علیه السلام : إنَّ الحُکَماءَ ضَیَّعُوا الحِکمَةَ لَمّا وَضَعوها عِندَ غَیرِ أهلِها .(4)

1034 - مُراعاةُ طاقَةِ المُخاطَبِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : لاتُحَدِّثُوا النّاسَ بِما لا یَعرِفونَ ؛ أتُحِبّونَ أن یُکَذَّبَ اللَّهُ ورَسولُهُ ؟ !(5)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أتُحِبّونَ أن یُکَذَّبَ اللَّهُ ورَسولُهُ ؟ ! حَدِّثُوا النّاسَ بِما یَعرِفونَ ، وأمسِکوا عَمّا یُنکِرونَ .(6)

دعائم الإسلام : الإمام الصادق علیه السلام - لأصحاب له اجتمعوا إلیه - : حَدِّثُوا النّاسَ بِما یَعرِفونَ ، ودَعوا ما یُنکِرونَ ؛ أتُحِبّونَ أن یُسَبَّ اللَّهُ ورَسولُهُ ؟ ! قالوا : وکَیفَ یُسَبُّ اللَّهُ ورَسولُهُ ؟ قالَ : یَقولونَ إذا حَدَّثتُموهُم بِما یُنکِرونَ : «لَعَنَ اللَّهُ قائِلَ هذا» ، وقَد قالَهُ اللَّهُ عزّ وجلّ ورَسولُهُ صلی اللَّه علیه و آله .(7)

عنه علیه السلام : ما کَلَّمَ رَسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله العِبادَ بِکُنهِ عَقلِهِ قَطُّ . قالَ رَسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إنّا مَعاشِرَ الأَنبِیاءِ اُمِرنا أن نُکَلِّمَ النّاسَ عَلی قَدرِ عُقولِهِم .(8)

ص :55


1- شرح نهج البلاغة : 20 / 282 / 231 .
2- شرح نهج البلاغة : 20 / 273 / 155 .
3- شرح نهج البلاغة : 20 / 322 / 696 .
4- قصص الأنبیاء : 160 / 176 .
5- الغیبة للنعمانی : 34 / 2 .
6- الغیبة للنعمانی : 34/1 .
7- دعائم الإسلام : 1 / 60 .
8- الکافی : 1 / 23 / 15 و ج 8 / 268 / 394 .

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لَیسَ کُلُّ العِلمِ یَستَطیعُ صاحِبُ العِلمِ أن یُفَسِّرَهُ لِکُلِّ النّاسِ ؛ لِأَنَّ مِنهُمُ القَوِیَّ وَالضَّعیفَ ، ولِأَنَّ مِنهُ ما یُطاقُ حَملُهُ ومِنهُ ما لا یُطاقُ حَملُهُ ، إلّا مَن یُسَهِّلُ اللَّهُ لَهُ حَملَهُ وأعانَهُ عَلَیهِ مِن خاصَّةِ أولِیائِهِ .(1)

عنه علیه السلام - فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ - : لا تُعامِلِ العامَّةَ فی ما اُنعِمَ بِهِ عَلَیکَ مِنَ العِلمِ کَما تُعامِلُ الخاصَّةَ . وَاعلَم أنَّ للَّهِ ِ سُبحانَهُ رِجالاً أودَعَهُم أسراراً خَفِیَّةً ، ومَنَعَهُم عَن إشاعَتِها . وَاذکُر قَولَ العَبدِ الصّالِحِ لِموسی - وقَد قالَ لَهُ : (هَلْ أَتَّبِعُکَ عَلَی أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا)(2) ، قالَ : (إِنَّکَ لَن تَسْتَطِیعَ مَعِیَ صَبْرًا * وَ کَیْفَ تَصْبِرُ عَلَی مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا )(3).(4)

عنه علیه السلام : خالِطُوا النّاسَ بِما یَعرِفونَ ، ودَعوهُم مِمّا یُنکِرونَ ،ولا تَحمِلوهُم عَلی أنفُسِکِم وعَلَینا ؛ إنَّ أمرَنا صَعبٌ مُستَصعَبٌ لا یَحتَمِلُهُ إلّا مَلَکٌ مُقَرَّبٌ ، أو نَبِیٌّ مُرسَلٌ ، أو عَبدٌ قَدِ امتَحَنَ اللَّهُ قَلبَهُ لِلإِیمانِ .(5)

الإمامُ زین العابدین علیه السلام : أمّا حَقُّ المُستَنصِحِ : فَإِنَّ حَقَّهُ أن . . .تُکَلِّمَهُ مِنَ الکَلامِ بِما یُطیقُهُ عَقلُهُ ؛ فَإِنَّ لِکُلِّ عَقلٍ طَبَقَةً مِنَ الکَلامِ یَعرِفُهُ ویَجتَنِبُهُ .(6)

الکافی عن یعقوب بن الضّحّاک عن رجل من أصحابنا سرّاجٍ - وکانَ خادِماً لِأَبی عَبدِ اللَّهِ علیه السلام - : بَعَثَنی أبو عَبدِ اللَّهِ علیه السلام فی حاجَةٍ - وهُوَ بِالحیرَةِ - أنَا وجَماعَةً مِن مَوالیهِ . قالَ : فَانطَلَقنا فیها ، ثُمَّ رَجَعنا مُغتَمّینَ .

قالَ : وکانَ فِراشی فِی الحائِرِ الَّذی کُنّا فیهِ نُزولاً ، فَجِئتُ وأنَا بِحالٍ ، فَرَمَیتُ بِنَفسی ، فَبَینا أنَا کَذلِکَ إذا أنَا بِأَبی عَبدِ اللَّهِ علیه السلام قَد أقبَلَ . قالَ : فَقالَ : قَد أتَیناکَ - أو قالَ : جِئناکَ - فَاستَوَیتُ جالِساً ، وجَلَسَ عَلی صَدرِ فِراشی ، فَسَأَلَنی عَمّا بَعَثَنی لَهُ ، فَأَخبَرتُهُ ، فَحَمِدَ اللَّهَ .

ثُمَّ جَری ذِکرُ قَومٍ ، فَقُلتُ : جُعِلتُ فِداکَ ! إنّا نَبرَأُ مِنهُم ؛ إنَّهُم لا یَقولونَ ما

ص :56


1- التوحید : 268 / 5 .
2- الکهف: 66.
3- الکهف : 67 و 68.
4- شرح نهج البلاغة : 20 / 345 / 968 .
5- الخصال : 624/10 .
6- تحف العقول : 269 / 41 .

نَقولُ . قالَ : فَقالَ : یَتَوَلَّونا ولا یَقولونَ ما تَقولونَ ؛ تَبرَؤونَ مِنهُم ؟ ! قالَ : قُلتُ : نَعَم . قالَ : فَهُوَ ذا عِندَنا ما لَیسَ عِندَکُم ، فَیَنبَغی لَنا أن نَبرَأَ مِنکُم ؟ !قالَ : قُلتُ : لا ، جُعِلتُ فِداکَ ! قالَ : وهُوَ ذا عِندَ اللَّهِ ما لَیسَ عِندَنا ، أفَتَراهُ اطَّرَحَنا ؟ ! قالَ : قُلتُ : لا وَاللَّهِ ، جُعِلتُ فِداکَ ! ما نَفعَلُ ؟ قالَ : فَتَوَلَّوهُم ، ولا تَبرَؤوا مِنهُم ؛ إنَّ مِنَ المُسلِمینَ مَن لَهُ سَهمٌ ، ومِنهُم مَن لَهُ سَهمانِ ، ومِنهُم مَن لَهُ ثَلاثَةُ أسهُمٍ ، ومِنهُم مَن لَهُ أربَعَةُ أسهُمٍ ، ومِنهُم مَن لَهُ خَمسَةُ أسهُمٍ ، ومِنهُم مَن لَهُ سِتَّةُ أسهُمٍ ، ومِنهُم مَن لَهُ سَبعَةُ أسهُمٍ ؛ فَلَیسَ یَنبَغی أن یُحمَلَ صاحِبُ السَّهمِ عَلی ما هُوَ عَلَیهِ صاحبُ السَّهمَینِ ، ولا صاحِبُ السَّهمَینِ عَلی ما عَلَیهِ صاحِبُ الثَّلاثَةِ ، ولا صاحِبُ الثَّلاثَةِ عَلی ما عَلَیهِ صاحِبُ الأَربَعَةِ ، ولا صاحِبُ الأَربَعَةِ عَلی ما عَلَیهِ صاحِبُ الخَمسَةِ ، ولا صاحِبُ الخَمسَةِ عَلی ما عَلَیهِ صاحِبُ السِّتَّةِ ، ولا صاحِبُ السِّتَّةِ عَلی ما عَلَیهِ صاحِبُ السَّبعَةِ .

وسَأَضرِبُ لَکَ مَثَلاً : إنَّ رَجُلاً کانَ لَهُ جارٌ - وکانَ نَصرانِیّاً - فَدَعاهُ إلَی الإِسلامِ وزَیَّنَهُ لَهُ ، فَأَجابَهُ ، فَأَتاهُ سَحیراً فَقَرَعَ عَلَیهِ البابَ ، فَقالَ لَهُ : مَن هذا ؟ قالَ : أنَا فُلانٌ . قالَ : وما حاجَتُکَ ؟ فَقالَ : تَوَضَّأ وَالبَس ثَوبَیکَ ، ومُرَّ بِنا إلَی الصَّلاةِ . قالَ : فَتَوَضَّأَ ولَبِسَ ثَوبَیهِ وخَرَجَ مَعَهُ . قالَ : فَصَلَّیا ما شاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ صَلَّیَا الفَجرَ ، ثُمَّ مَکَثا حَتّی أصبَحا . فَقامَ الَّذی کانَ نَصرانِیّاً یُریدُ مَنزِلَهُ ، فَقالَ لَهُ الرَّجُلُ : أینَ تَذهَبُ ! النَّهارُ قَصیرٌ ، وَالَّذی بَینَکَ وبَینَ الظُّهرِ قَلیلٌ . قالَ : فَجَلَسَ مَعَهُ إلی أن صَلَّی الظُّهرَ .

ثُمَّ قالَ : وما بَینَ الظُّهرِ وَالعَصرِ قَلیلٌ . فاحتَبَسَهُ حَتّی صَلَّی العَصرَ . قالَ : ثُمَّ قامَ وأرادَ أن یَنصَرِفَ إلی مَنزِلِهِ ، فَقالَ لَهُ : إنَّ هذا آخِرُ النَّهارِ ، وأقَلُّ مِن أوَّلِهِ . فَاحتَبَسَهُ حَتّی صَلَّی المَغرِبَ . ثُمَّ أرادَ أن یَنصَرِفَ إلی مَنزِلِهِ ، فَقالَ لَهُ : إنَّما بَقِیَت صَلاةٌ واحِدَةٌ . قالَ : فَمَکَثَ حَتّی صَلَّی العِشاءَ الآخِرَةَ ، ثُمَّ تَفَرَّقا .

ص :57

فَلَمّا کانَ سَحیراً ، غَدا عَلَیهِ فَضَرَبَ عَلَیهِ البابَ ، فَقالَ : مَن هذا ؟ قالَ : أنَا فُلانٌ . قالَ : وما حاجَتُکَ ؟ قالَ : تَوَضَّأ وَالبَس ثَوبَیکَ وَاخرُج بِنا فَصَلِّ ، قالَ : اُطلُب لِهذَا الدّینِ مَن هُوَ أفرَغُ مِنّی ؛ أنَا إنسانٌ مِسکینٌ ، وعَلَیَّ عِیالٌ . فَقالَ أبو عَبدِ اللَّهِ علیه السلام : أدخَلَهُ فی شَی ءٍ أخرَجَهُ مِنهُ ! - أو قالَ : أدخَلَهُ مِن مِثلِ هذِه وأخرَجَهُ مِن مِثلِ هذا !(1)

1035 - مُراعاةُ نَشاطِ المُخاطَبِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إنّی لَأَتَخَوَّلُکُم بِالمَوعِظَةِ تَخَوُّلاً ؛ مَخافَةَ السَّأمَةِ عَلَیکُم .(2)

مسند ابن حنبل عن قیس بن أبی حازم عن أبیه : رَآنِی النَّبِیُّ صلی اللَّه علیه و آله وهُوَ یَخطُبُ وأنَا فِی الشَّمسِ ، فَأَمَرَنی فَحَوَّلتُ إلَی الظِّلِّ .(3)

صحیح البخاری عن عکرمة عن ابن عبّاس : حَدِّثِ النّاسَ کُلَّ جُمُعَةٍ مَرَّةً ، فَإِن أبَیتَ فَمَرَّتَینِ ، فَإِن أکثَرتَ فَثَلاثَ مِرارٍ . ولا تُمِلَّ النّاسَ هذَا القُرآنَ . و لا اُلفِیَنَّکَ تَأتِی القَومَ وهُم فی حَدیثٍ مِن حَدیثِهِم فَتَقُصُّ عَلَیهِم ، فَتَقطَعُ عَلَیهِم حَدیثَهُم فَتُمِلُّهُم ؛ ولکِن أنصِت ، فَإِذا أمَروکَ فَحَدِّثهُم وهُم یَشتَهونَهُ ، فَانظُرِ السَّجعَ مِنَ الدُّعاءِ فَاجتَنِبهُ ؛ فَإِنّی عَهِدتُ رَسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله وأصحابَهُ لا یَفعَلونَ إلّا ذلِکَ .(4)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فِی الحِکَمِ المَنسوبَةِ إلَیهِ - : مَن لَم یَنشَط لِحَدیثِکَ فَارفَع عَنهُ مُؤنَةَ الاِستِماعِ مِنکَ .(5)

عنه علیه السلام : إنَّ لِلقُلوبِ شَهوَةً وإقبالاً وإدباراً ، فَائتوها مِن قِبَلِ شَهوَتِها وإقبالِها ؛ فَإِنَّ القَلبَ إذا اُکرِهَ عَمِیَ .(6)

1036 - مُراعاةُ مُقتَضَی الحالِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی ذِکرِ النَّبِیِّ صلی اللَّه علیه و آله - : طَبیبٌ دَوّارٌ بِطِبِّهِ ، قَد أحکَم مَراهِمَهُ ، وأحمی مَواسِمَهُ ، یَضَعُ ذلِکَ حَیثُ

ص :58


1- الکافی : 2 / 42 / 2 .
2- الأمالی للطوسی : 491 / 1077 .
3- مسند ابن حنبل : 6 / 362 / 18333 و ج 5 / 285 / 15518 .
4- صحیح البخاری : 5 / 2334 / 5978 .
5- شرح نهج البلاغة : 20 / 314 / 609 .
6- نهج البلاغة : الحکمة 193 .

الحاجَةُ إلَیهِ ؛ مِن قُلوبٍ عُمیٍ ، وآذانٍ صُمٍّ ، وألسِنَةٍ بُکمٍ ، مُتَتَبِّعٌ بِدَوائِهِ مَواضِعَ الغَفلَةِ ومَواطِنَ الحَیرَةِ(1) .(2)

عنه علیه السلام : لا تَتَکَلَّمَنَّ إذا لَم تَجِد لِلکَلامِ مَوقِعاً .(3)

عنه علیه السلام : کُن کَالطَّبیبِ الرَّفیقِ ؛ الَّذی یَضَعُ الدَّواءَ بِحَیثُ یَنفَعُ .(4)

الإمامُ الحسینُ علیه السلام - لِابنِ عَبّاسٍ - : یَا ابنَ عَبّاسٍ ، لا تَکَلَّمَنَّ فی ما لا یَعنیکَ ؛ فَإِنَّنی أخافُ عَلَیکَ فیهِ الوِزرَ . ولا تَکَلَّمَنَّ فی ما یَعنیکَ حَتّی تَری لِلکَلامِ مَوضِعاً ؛ فَرُبَّ مُتَکَلِّمٍ قَد تَکَلَّمَ بِالحَقِّ فَعیبَ .(5)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : لا تَکَلَّم بِما لا یَعنیکَ ، ودَع کَثیراً مِنَ الکَلامِ فی ما یَعنیکَ حَتّی تَجِدَ لَهُ مَوضِعاً ؛ فَرُبَّ مُتَکَلِّمٍ تَکَلَّمَ بِالحَقِّ بِما یَعنیهِ فی غَیرِ مَوضِعِهِ فَتَعِبَ .(6)

عنه علیه السلام - لِأَصحابِهِ - : اِسمَعوا مِنّی کَلاماً هُوَ خَیرٌ لَکُم مِنَ الدُّهمِ المُوَقَّفَةِ : لا یَتَکَلَّم أحَدُکُم بِما لا یَعنیهِ، وَلیَدَع کَثیراً مِنَ الکَلامِ فی ما یَعنیهِ حَتّی یَجِدَ لَهُ مَوضِعاً ؛ فَرُبَّ مُتَکَلِّمٍ فی غَیرِ مَوضِعِهِ جَنی عَلی نَفسِهِ بِکَلامِهِ .(7)

1037 - مُراعاةُ الأَهَمِّ فَالأَهَمِ

صحیح البخاری عن ابن عبّاس : لَمّا بَعَثَ النَّبِیُّ صلی اللَّه علیه و آله مُعاذَ بنَ جَبَلٍ إلی نَحوِ أهلِ الیَمَنِ ، قالَ لَهُ : إنَّکَ تَقدَمُ عَلی قَومٍ مِن أهلِ الکِتابِ ، فَلیَکُن أوَّلَ ما تَدعوهُم إلی أن یُوَحِّدُوا اللَّهَ تَعالی ، فَإِذا عَرَفوا ذلِکَ فَأَخبِرهُم أنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَیهِم خَمسَ صَلَواتٍ فی یَومِهِم ولَیلَتِهِم ، فَإِذا صَلَّوا فَأَخبِرهُم أنَّ اللَّهَ افتَرَضَ عَلَیهِم زَکاةً فی أموالِهِم تُؤخَذُ مِن غَنِیِّهِم فَتُرَدُّ عَلی فَقیرِهِم ، فَإِذا أقَرّوا بِذلِکَ فَخُذ مِنهُم ، وتَوَقَّ کَرائِمَ أموالِ النّاسِ .(8)

ص :59


1- نهج البلاغة : الخطبة 108 .
2- قال ابن القیّم الجوزیّ : کان [رسول اللَّه صلی اللَّه علیه و آله ] یخطب فی کلّ وقت بما یقتضیه حاجة المخاطبین ومصلحتهم .زاد المعاد لابن الجوزی : 1 / 48 .
3- غرر الحکم : 10274 .
4- مصباح الشریعة : 370 ، بحار الأنوار : 2 / 53 / 21 .
5- کنز الفوائد : 2 / 32 .
6- تحف العقول : 379 .
7- الأمالی للطوسی : 225 / 391 .
8- صحیح البخاری : 6 / 2685 / 6937 و ج 2 / 529 / 1389 .

التّوحید عن ابن عبّاس : جاءَ أعرابِیٌّ إلَی النَّبِیِّ صلی اللَّه علیه و آله فَقالَ : یا رَسولَ اللَّهِ ، عَلِّمنی مِن غَرائِبِ العِلمِ . قالَ : ما صَنَعتَ فی رَأسِ العِلمِ حَتّی تَسأَلَ عَن غَرائِبِهِ ؟ !قالَ الرَّجُلُ : ما رَأسُ العِلمِ یا رَسولَ اللَّهِ ؟ قالَ : مَعرِفَةُ اللَّهِ حَقَّ مَعرِفَتِهِ . قالَ الأَعرابِیُّ : وما مَعرِفَةُ اللَّهِ حَقَّ مَعرِفَتِهِ ؟ قالَ : تَعرِفُهُ بِلا مِثلٍ ولا شِبهٍ ولا نِدٍّ ، وأنَّهُ واحِدٌ أحَدٌ ظاهِرٌ باطِنٌ أوَّلٌ آخِرٌ ، لا کُفوَ لَهُ ولا نَظیرَ ، فَذلِکَ حَقُّ مَعرِفَتِهِ .(1)

تنبیه الغافلین عن عبد اللَّه بن مسوّر الهاشمیّ : جاءَ رَجُلٌ إلَی النَّبِیِّ صلی اللَّه علیه و آله وقالَ : جِئتُکَ لِتُعَلِّمَنی مِن غَرائِبِ العِلمِ . قالَ : ما صَنَعتَ فی رَأسِ العِلمِ ؟ قالَ : وما رَأسُ العِلمِ ؟ قالَ : هَل عَرَفتَ الرَّبَّ عزّوجلّ ؟ قالَ : نَعَم . قالَ : فَماذا فَعَلتَ فی حَقِّهِ ؟ قالَ: ما شاءَ اللَّهُ. قالَ: وهَل عَرَفتَ المَوتَ؟ قالَ : نَعَم . قالَ : فَماذا أعدَدتَ لَهُ ؟ قالَ : ما شاءَ اللَّهُ . قالَ : اِذهَب فَاحکُم بِها هُناکَ ، ثُمَّ تَعالَ حَتّی اُعَلِّمَکَ مِن غَرائِبِ العِلمِ .

فَلَمّا جاءَهُ بَعدَ سِنینَ ، قالَ النَّبِیُّ صلی اللَّه علیه و آله : ضَع یَدَکَ عَلی قَلبِکَ ، فَما لا تَرضی لِنَفسِکَ لا تَرضاهُ لِأَخیکَ المُسلِمِ ، وما رَضیتَهُ لِنَفسِکَ فَارضَهُ لِأَخیکَ المُسلِمِ ، وهُوَ مِن غَرائِبِ العِلمِ .(2)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - مِن وَصِیَّتِهِ لِابنِهِ الحَسَنِ علیه السلام - : . . . وأن أبتَدِئَکَ بِتَعلیمِ کِتابِ اللَّهِ عزّ وجلّ وتَأویلِهِ ، وشَرائِعِ الإِسلامِ وأحکامِهِ ، وحَلالِهِ وحَرامِهِ ، لا اُجاوِزُ ذلِکَ بِکَ إلی غَیرِهِ .(3)

1038 - مُراعاةُ الاِختِصارِ

المعجم الکبیر عن أبی اُمامة : إنَّ رَسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله کانَ إذا بَعَثَ أمیراً قالَ : أقصِرِ الخُطبَةَ ، وأقِلَّ الکَلامَ .(4)

سنن أبی داوود عن عمّار بن یاسر : أمَرَنا رَسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله بِإِقصارِ الخُطَبِ .(5)

سنن أبی داوود عن جابر بن سمرة السّوائیّ : کانَ رَسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله لا یُطیلُ

ص :60


1- التوحید : 284 / 5 .
2- تنبیه الغافلین : 36 / 20 .
3- نهج البلاغة : الکتاب 31 .
4- المعجم الکبیر : 8 / 144 / 7640 و ص 154 / 7662 .
5- سنن أبی داوود : 1 / 289 / 1106 .

المَوعِظَةَ یَومَ الجُمُعَةِ ، إنَّما هُنَّ کَلِماتٌ یَسیراتٌ .(1)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : جَودَةُ الکَلامِ فِی الاِختِصارِ .(2)

عنه علیه السلام : الکَلامُ کَالدَّواءِ ؛ قَلیلُهُ یَنفَعُ ، وکَثیرُهُ قاتِلٌ .(3)

عنه علیه السلام : اِختَصِر مِن کَلامِکَ مَا استَحسَنتَهُ ؛ فَإِنَّهُ بِکَ أجمَلُ ، وعَلی فَضلِکَ أدَلُّ .(4)

عنه علیه السلام : خَیرُ الکَلامِ ما لا یُمِلُّ ولا یَقِلُّ .(5)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - حینَ قیلَ لَهُ : مَا البَلاغَةُ ؟ - : مَن عَرَفَ شَیئاً قَلَّ کَلامُهُ فیهِ . وإنَّما سُمِّیَ البَلیغُ ؛ لِأَنَّهُ یُبلِغُ حاجَتَهُ بِأَهوَنِ سَعیِهِ .(6)

ص :61


1- سنن أبی داوود : 1 / 289 / 1107 .
2- المواعظ العددیّة : 55 .
3- غرر الحکم : 2182 .
4- غرر الحکم : 2735 .
5- غرر الحکم : 4969 .
6- تحف العقول : 359 .

ص :62

146 - الخطّ

اشاره

(1)

ص :63


1- انظر : عنوان 446 «القلم» ، 453 «الکتاب» .

ص :64

1039 - الخَطُّ

الکتاب :

(وَما کُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ کِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِیَمِینِکَ إِذاً لَارْتابَ الْمُبْطِلُونَ) .(1)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : ألِقِ الدَّواةَ ، وحَرِّفِ القَلَمَ ، وانْصِبِ الباءَ ، وفَرِّقِ السِّینَ ، ولا تُغَوِّرِ المِیمَ ، وحَسِّنِ اللَّهَ ، ومُدَّ الرَّحمنَ ، وجَوِّدِ الرَّحیمَ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه و آله - فی قولهِ تعالی : (أوْ أثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ )(3) - : الخَطُّ .(4)

الدّر المنثور عن عطاء بن یسار : سُئلَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله عنِ الخَطِّ ، فقالَ : عَلّمَهُ نَبیٌّ ، ومَن کانَ وافَقَهُ عَلِمَ .(5)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الخَطُّ لِسانُ الیَدِ .(6)

عنه علیه السلام - فیما قالَ لِکاتِبهِ عُبیدِ اللَّهِ بنِ أبی رافعٍ - : ألِقْ دَواتَکَ ، وأطِلْ جِلْفَةَ قَلَمِکَ ، وَفَرّجْ بَینَ السُّطورِ ، وقَرْمِطْ بَینَ الحُروفِ ، فإنَّ ذلکَ أجْدَرُ بصَباحَةِ الخَطِّ .(7)

عنه علیه السلام : افْتَحْ بَرْیَةَ قَلَمِکَ ، وأسْمِکْ شَحْمَتَهُ ، وأیْمِنْ قِطّتَکَ یَجُدْ خَطُّکَ .(8)

ص :65


1- العنکبوت : 48 .
2- الدرّ المنثور : 1/28 .
3- الأحقاف : 4 .
4- الدرّ المنثور : 7/434 .
5- الدرّ المنثور : 7/434 .
6- غرر الحکم : 706 .
7- نهج البلاغة : الحکمة 315 .
8- غرر الحکم : 2465 .

ص :66

147 - الاخلاص

اشاره

(1)

(2)

ص :67


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 70 / 213 باب 54 «الإخلاص ومعنی قُربه تعالی » . وسائل الشّیعة : 1 / 43 باب 8 «وجوب الإخلاص» . کنز العمّال : 3 / 23 - 27 ، 674 «الإخلاص» .
2- انظر : عنوان 176 «الریاء» ، 527 «النیّة» . الحدیث : باب 727 ، الخاتمة : باب 1002 . العلم : باب 2817 ، 2819 ، 2873 . الیقین : باب 4195 ، العبادة : باب 2457 . معرفة اللَّه : باب 2579 .

ص :68

1040 - فَضلُ الإخلاصِ

الکتاب :

(قَالَ فَبِعِزَّتِکَ لَأُغْوِیَنَّهُمْ أَجْمَعِینَ * إِلّا عِبَادَکَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِینَ ) .(1)

(إِیَّاکَ نَعْبُدُ وَإِیَّاکَ نسْتَعِینُ ) .(2)

(3)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله - مُخْبِراً عَن جَبْرَئیلَ عنِ اللَّهِ عزّوجلّ أ نَّهُ قالَ - : الإخْلاصُ سِرٌّ مِن أسْراری ، اسْتَوْدَعتُهُ قَلبَ مَن أحْبَبْتُ مِن عِبادی .(4)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : بالإخْلاصِ تَتَفاضَلُ مَراتِبُ المؤمِنینَ .(5)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : اعْمَلْ لِوَجْهٍ واحدٍ یَکْفیکَ الوُجوهَ کُلَّها .(6)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : ثلاثٌ لا یَغِلُّ عَلَیهِنَّ قَلبُ امْریٍ مُسلمٍ : إخْلاصُ العَمَلِ للَّهِ ، والنَّصیحَةُ لأئمَّةِ المُسلمینَ ، واللُّزومُ لجَماعَتِهِم .(7)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إنَّما نَصرَ اللَّهُ هذهِ الاُمَّةَ بضُعَفائها بِدعوَتِهِم وصَلاتِهِم و إخْلاصِهِم .(8)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الإخْلاصُ أشْرَفُ نِهایَةٍ .(9)

عنه علیه السلام : الإخْلاصُ غایَةٌ .(10)

عنه علیه السلام : الإخْلاصُ غایَةُ الدِّینِ .(11)

عنه علیه السلام : الإخْلاصُ عِبادَةُ المُقَرَّبینَ .(12)

عنه علیه السلام : الإخْلاصُ مِلاکُ العِبادَةِ .(13)

عنه علیه السلام : الإخْلاصُ أعْلی الإیمانِ .(14)

عنه علیه السلام : الإخْلاصُ شِیمَةُ أفاضِلِ النّاسِ .(15)

عنه علیه السلام : فی إخْلاصِ الأعْمالِ تَنافُسُ اُولِی النُّهی والألْبابِ .(16)

ص :69


1- ص : 82 ، 83 .
2- الفاتحة : 5 .
3- (انظر) البقرة: 112، 139، 196، 207، 238، 265، آل عمران: 20، الأنعام: 52، 79، 163، یوسف: 24، الکهف: 28، 110، الحجّ: 31، الروم: 38، لقمان: 22، الصافّات:40، الزمر: 2، 3، 11، 14، 29، غافر: 14، الجنّ: 18، 20، الإنسان: 9، اللیل: 20، البیّنة: 5.
4- منیة المرید : 133 .
5- تنبیه الخواطر : 2/119 .
6- کنز العمّال : 5260 .
7- الخصال : 149/182 .
8- تفسیر القرطبی : 2/26 .
9- غرر الحکم : 851 .
10- غرر الحکم : 74 .
11- غرر الحکم : 727 .
12- غرر الحکم : 667 .
13- غرر الحکم : 859 .
14- غرر الحکم : 860 .
15- غرر الحکم : 597 .
16- غرر الحکم : 6494 .

عنه علیه السلام : فی الإخْلاصِ یَکونُ الخَلاصُ .(1)

عنه علیه السلام : کُلَّما أخْلَصْتَ عَمَلاً بَلَغْتَ مِن الآخِرَةِ أملاً .(2)

عنه علیه السلام : غایَةُ الیَقینِ الإخْلاصُ .(3)

عنه علیه السلام : طُوبی لِمَن أخْلَصَ للَّهِ عَمَلَهُ وعِلْمَهُ ، وحُبَّهُ وبُغْضَهُ ، وأخْذَهُ وتَرْکَهُ ، وکَلامَهُ وصَمْتَهُ ، وفِعْلَهُ وقَولَهُ .(4)

عنه علیه السلام : طُوبی لِمَن أخْلَصَ للَّهِ العِبادَةَ والدُّعاءَ ، ولَم یَشْغَلْ قَلْبَهُ بما تَری عَیْناهُ ، ولَم یَنْسَ ذِکْرَ اللَّهِ بما تَسْمَعُ اُذُناهُ ، ولَم یَحْزَنْ صَدرُهُ بما اُعْطِیَ غَیرُهُ .(5)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام - فی مُناجاتِهِ - : واجْعَلْ جِهادَنا فیکَ ، وهَمَّنا فی طاعَتِکَ ، وأخْلِصْ نِیّاتِنا فی مُعامَلَتِکَ .(6)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : ما أنْعَمَ اللَّهُ عزّوجلّ علی عَبدٍ أجَلَّ مِن أنْ لا یَکونَ فی قَلبِهِ مَع اللَّهِ عزّوجلّ غَیْرُهُ .(7)

مصباح الشریعة - فیما نسبه إلی الإمام الصادق علیه السلام - : لابُدَّ للعَبدِ مِن خالِصِ النِّیَّةِ فی کُلِّ حَرَکَةٍ وسُکونٍ ، إذْ لَو لَم یَکُنْ بهذا المَعنی یَکونُ غافِلاً ، والغافِلونَ قَد وَصَفَهُمُ اللَّهُ بقَولِهِ: (اُولئک کَالأنْعامِ بَلْ هُمْ أضَلُّ سَبیلاً)(8).(9)

1041 - صُعوبَةُ الإخلاصِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : تَصْفِیَةُ العَمَلِ أشَدُّ مِن العَمَلِ ، وتَخْلیصُ النِّیّةِ عنِ الفَسادِ أشَدُّ علی العامِلِینَ مِن طُولِ الجِهادِ .(10)

عنه علیه السلام : تَصْفِیَةُ العَمَلِ خَیرٌ مِن العَمَلِ .(11)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : الإبْقاءُ علی العَمَلِ حتّی یَخْلُصَ أشَدُّ مِن العَمَلِ .(12)

(13)

1042 - کِفایَةُ القَلیلِ مِنَ العَملِ مَعَ الإخلاصِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : أخْلِصْ قَلبَکَ یَکْفِکَ القَلیلُ مِن العَمَلِ .(14)

ص :70


1- تنبیه الخواطر : 2/154 .
2- غرر الحکم : 7196 .
3- غرر الحکم : 6347 .
4- تحف العقول : 100 .
5- الکافی : 2/16/3 .
6- بحار الأنوار : 94/147/21 .
7- عدّة الداعی : 219 .
8- الفرقان : 44 .
9- مصباح الشریعة : 39.
10- بحار الأنوار : 77/288/1 .
11- بحار الأنوار : 78/90/95 .
12- الکافی : 2/16/4 .
13- (انظر) الریاء : باب 1422 .
14- بحار الأنوار : 73/175/15 .

عنه صلی اللَّه علیه و آله : أخْلِصْ دِینَکَ یَکْفِکَ القَلیلُ مِن العَمَلِ .(1)

الکافی : فیما ناجی اللَّهُ تبارکَ وتعالی موسی علیه السلام : یا موسی ، ما اُریدَ بهِ وَجْهی فکَثیرٌ قَلیلُهُ ، وما اُریدَ بهِ غَیری فقَلیلٌ کَثیرُهُ .(2)

1043 - فَضلُ المُخلِصِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : طُوبی للمُخْلِصینَ ، اُولئکَ مَصابیحُ الهُدی ، تَنْجَلی عَنهُم کُلُّ فِتْنَةٍ ظَلْماءَ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : العُلَماءُ کُلُّهُم هَلْکی إلّا العامِلینَ ، والعامِلونَ کُلُّهُم هَلْکی إلّا المُخْلِصینَ، والمُخْلِصونَ علی خَطَرٍ .(4)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنَّ للَّهِ عِباداً عامَلوهُ بخالِصٍ مِن سِرِّهِ ، فشَکَرَ لَهُم بخالِصٍ مِن شُکْرِهِ ، فاُولئکَ تَمُرُّ صُحُفُهُم یَومَ القِیامَةِ فُرَّغاً ، فإذا وَقَفوا بَینَ یَدَیهِ مَلأها لَهُم مِن سِرِّ ما أسَرُّوا إلَیهِ .(5)

عنه علیه السلام : أینَ الّذینَ أخْلَصوا أعْمالَهُم للَّهِ ، وطَهَّروا قُلوبَهُم بمَواضِعِ ذِکرِ اللَّهِ ؟!(6)

عدّة الداعی عن المُفَضّلِ بن صالح : قالَ الإمامُ الصّادقُ علیه السلام: إنَّ للَّهِ عِباداً عامَلوهُ بخالِصٍ مِن سِرِّهِ ، فعامَلَهُم بخالِصٍ مِن بِرِّهِ ، فهُمُ الّذینَ تَمُرُّ صُحُفُهُم یَومَ القِیامَةِ فُرَّغاً ، وَإذا وَقَفوا بَینَ یدَیهِ تعالی مَلَأها مِن سِرِّ ما أسَرُّوا إلَیهِ . فقلتُ : یا مَولای ، ولِمَ ذلکَ؟ فقالَ : أجَلَّهُم أنْ تَطَّلِعَ الحَفَظَةُ علی ما بَینَهُ وبَینَهُم .(7)

الإمامُ الهادیُّ علیه السلام : لو سَلَکَ النّاسُ وادِیاً وشِعْباً لسَلَکْتُ وادیَ رجُلٍ عَبَدَ اللَّهَ وحْدَهُ خالِصاً .(8)

الإمامُ العسکریُّ علیه السلام : لَو جَعَلْتُ الدُّنیا کُلَّها لُقْمَةً واحِدَةً ولَقَّمْتُها مَن یَعبُدُ اللَّهَ خالِصاً لَرَأیتُ أ نّی مُقَصِّرٌ فی حَقِّهِ .(9)

(10)

1044 - إخلاصُ موسی علیه السلام

بحار الأنوار فی قصّةِ موسی وشُعیبٍ علیهما السلام:

ص :71


1- کنز العمّال : 5257 .
2- الکافی : 8/46/8 .
3- کنز العمّال : 5268 .
4- تنبیه الخواطر : 2/118 .
5- بحار الأنوار : 78/64/156 .
6- غرر الحکم : 2822 .
7- عدّة الداعی : 194 .
8- تنبیه الخواطر : 2/109 .
9- بحار الأنوار : 70/245/19 .
10- (انظر) العمل : باب 2901 .

فلَمّا دَخلَ علی شُعیبٍ إذا هُو بالعَشاءِ مُهَیّأٌ ، فقالَ لَهُ شُعیبٌ : اجْلِسْ یا شابُّ فتَعَشَّ ، فقالَ لَهُ موسی : أعوذُ باللَّهِ . قالَ شُعیبٌ : ولِمَ ذاکَ ؟ ألَسْتَ بجائِعٍ ؟ قالَ : بَلی ، ولکنْ أخافُ أنْ یَکونَ هذا عِوَضاً لِما سَقَیتُ لَهُما ، و أنا مِن أهلِ بَیتٍ لا نَبیعُ شَیئاً مِن عَمَلِ الآخِرَةِ بِملْ ءِ الأرضِ ذَهَباً ، فقالَ لَهُ شُعیبٌ : لا واللَّهِ یا شابُّ ، ولکنّها عادَتی وعادَةُ آبائی : نَقْری الضَّیْفَ ونُطْعِمُ الطَّعامَ . قالَ : فجَلَسَ موسی یَأکُلُ .(1)

1045 - دَورُ الإخلاصِ فی قَبولِ الأعمالِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إذا عَمِلْتَ عَمَلاً فاعْمَلْ للَّهِ خالِصاً ؛ لأ نَّهُ لا یَقْبَلُ مِن عِبادِهِ الأعْمالَ إلّا ما کانَ خالِصاً .(2)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : أخْلِصوا أعْمالَکُم للَّهِ ؛ فإنَّ اللَّهَ لا یَقْبَلُ إلّا ما خَلَصَ لَهُ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إنَّ اللَّهَ تعالی لا یَقْبَلُ مِن العَمَلِ إلّا ما کانَ لَهُ خالِصاً ، وابْتَغِ بهِ وَجْهَهُ .(4)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لَیستِ الصّلاةُ قِیامَکَ وقُعودَکَ ، إنَّما الصَّلاةُ إخْلاصُکَ ، وأنْ تُریدَ بها اللَّهَ وَحْدَهُ .(5)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : قالَ اللَّهُ تَبارَک وتعالی : أنا خَیرُ شَریکٍ ، مَن أشْرَکَ بِی فی عَمَلِهِ لَن أقْبَلَهُ، إلّا ما کانَ لی خالِصاً .(6)

(7)

1046 - غَیرُ المُخلِصِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لَوِ ارْتَفَعَ الهَوی لَأَنِفَ غَیرُ المُخلِصِ مِن عَمَلِهِ .(8)

عنه علیه السلام : العَملُ کُلُّهُ هَباءٌ إلّا ما اُخْلِصَ فیهِ .(9)

عنه علیه السلام : ضاعَ مَن کانَ لَهُ مَقْصَدٌ غَیرُ اللَّهِ .(10)

1047 - الدِّینُ الخالِصُ

الکتاب :

(أَلا لِلَّهِ الدِّینُ الْخَالِصُ ) .(11)

ص :72


1- بحار الأنوار : 13/21 .
2- بحار الأنوار : 77/103/1 .
3- کنز العمّال : 5258 .
4- کنز العمّال : 5261 .
5- شرح نهج البلاغة : 1/325 .
6- تفسیر العیّاشی : 2/353/94 .
7- (انظر) العمل : باب 2901 .
8- غرر الحکم : 7576 .
9- غرر الحکم : 1400 .
10- غرر الحکم : 5907 .
11- الزمر : 3 .

(قُلْ إِنِّی أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّینَ * وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَکُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِینَ) .(1)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : تَمامُ الإخْلاصِ اجْتِنابُ المَحارِمِ .(2)

بحار الأنوار عن أبی هریرة و عبد اللَّه بن عبّاس قالا: خطبنا رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله فقالَ : أیُّها النّاسُ ، إنَّهُ مَن لَقِیَ اللَّهَ عزّوجلّ یَشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلّا اللَّهُ مُخْلِصاً لَم یَخْلِطْ مَعَها غَیرَها دَخَلَ الجَنّةَ . فقامَ علیُّ بنُ أبی طالبٍ صلواتُ اللَّهِ علَیهِ ، فقالَ : یا رسولَ اللَّهِ ، بأبی أنتَ واُمِّی! وکیفَ یَقولُها مُخْلِصاً لا یَخْلِطُ مَعَها غَیرَها؟ فَسِّرْ لَنا هذا حتّی نَعْرِفَهُ .

فقالَ : نَعَمْ ، حِرْصاً علی الدُّنیا وجَمْعاً لَها مِن غَیرِ حِلّها ، ورِضاً بِها ، وأقوامٌ یَقولونَ أقاوِیلَ الأخْیارِ ویَعْمَلونَ أعْمالَ الجَبابِرَةِ ، فمَنْ لَقِیَ اللَّهَ عزّوجلّ ولَیس فیهِ شَی ءٌ مِن هذهِ الخِصالِ وهُو یَقولُ : «لا إلهَ إلّا اللَّهُ» فلَهُ الجَنّةُ ، فإنْ أخَذَ الدُّنیا وتَرَکَ الآخِرَةَ فلَهُ النّارُ .(3)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : تَمامُ الإخْلاصِ تَجَنُّبُ المَعاصی .(4)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن قالَ: «لا إلهَ إلّا اللَّهُ» مُخْلِصاً دَخَلَ الجَنّةَ ، و إخْلاصُهُ أنْ یَحْجِزَهُ «لا إلهَ إلّا اللَّهُ» عَمّا حَرّمَ اللَّهُ .(5)

(6)

1048 - عَلامَةُ المُخلِصِ

معانی الأخبار : جَبرئیلُ علیه السلام - لَمّا سألَهُ النّبیُّ صلی اللَّه علیه و آله عن تَفسیرِ الإخْلاصِ - : المُخْلِصُ الّذی لا یَسألُ النّاسَ شَیئاً حتّی یَجِدَ ، و إذا وَجدَ رَضِیَ ، و إذا بَقِیَ عِندَهُ شی ء أعْطاهُ فِی اللَّهِ ، فإنَّ مَن لَم یَسألِ المَخلوقَ فَقَد أقَرَّ للَّهِ عزّوجلّ بالعُبودِیَّةِ ، و إذا وَجَدَ فرَضِیَ فهُو عنِ اللَّهِ راضٍ ، واللَّهُ تبارکَ وتعالی عنهُ راضٍ ، و إذا أعطی للَّهِ عزّوجلّ فهُو علی حَدِّ الثِّقَةِ برَبِّهِ عزّوجلّ .(7)

ص :73


1- الزمر : 11 - 12 .
2- کنز العمّال : 44399 .
3- بحار الأنوار : 76/360/30 .
4- بحار الأنوار: 77/213/1.
5- بحار الأنوار: 8/359/24.
6- (انظر) الجنّة : باب 557 . معرفة اللَّه : باب 2579 .
7- معانی الأخبار : 261/1 .

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : أمّا عَلامَةُ المُخْلِصِ فأربَعةٌ : یَسْلَمُ قَلبُهُ ، وتَسْلَمُ جَوارِحُهُ ، وبَذَلَ خَیْرَهُ ، وکَفَّ شَرَّهُ .(1)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن لَم یَخْتَلِفْ سِرُّهُ وعَلانِیَتُهُ ، وفِعلُهُ ومَقالَتُهُ فقد أدّی الأمانَةَ وأخْلَصَ العِبادَةَ .(2)

عنه علیه السلام : الزُّهدُ سَجِیَّةُ المُخْلِصینَ .(3)

عنه علیه السلام : فَرضَ اللَّهُ ... الصِّیامَ ابْتِلاءً لإخْلاصِ الخَلقِ .(4)

1049 - حَقیقَةُ الإخلاصِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إنَّ لِکُلِّ حَقٍّ حَقیقةً ، وما بَلغَ عَبدٌ حقیقةَ الإخْلاصِ حتّی لا یُحِبَّ أنْ یُحْمَدَ علی شی ءٍ مِن عَمَلٍ للَّهِ .(5)

الدّر المنثور عن أبی ثمامَةَ : قالَ الحَواریّونَ لعیسی علیه السلام : یا رُوحَ اللَّهِ ، مَنِ المُخلِصُ للَّهِ ؟ قالَ : الّذی یَعْمَلُ للَّهِ لا یُحِبُّ أنْ یَحْمَدَهُ النّاسُ علَیهِ .(6)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : العِبادَةُ الخالِصَةُ أنْ لا یَرجوَ الرّجُلُ إلّا رَبَّهُ ، ولا یَخافَ إلّا ذَنْبَهُ .(7)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : لا یَکونُ العَبْدُ عابِداً للَّهِ حقَّ عِبادَتِهِ حتّی یَنْقَطِعَ عنِ الخَلْقِ کُلِّهِم إلَیهِ ، فحینَئذٍ یقولُ : هذا خالِصٌ لی، فیَقْبَلُهُ بکَرَمِهِ .(8)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : العَمَلُ الخالِصُ : الّذی لا تُریدُ أنْ یَحْمَدَکَ علَیهِ أحَدٌ إلّا اللَّهُ عزّوجلّ (9) .(10)

(11)

ص :74


1- تحف العقول : 21 .
2- نهج البلاغة : الکتاب 26 .
3- غرر الحکم : 662 .
4- نهج البلاغة : الحکمة 252 .
5- بحار الأنوار : 72/304/51 .
6- الدرّ المنثور : 2/724 .
7- غرر الحکم : 2128 .
8- التفسیر المنسوب إلی الإمام العسکری علیه السلام : 328/181 .
9- الکافی : 2/16/4 .
10- أبو حامد الغزّالیّ - فی بیان حقیقة الإخلاص بعد ذکر أقاویل الشّیوخ - : الأقاویل فی هذا کثیرة ولا فائدة فی تکثیر النّقل بعد انکشاف الحقیقة ، و إنّما البیان الشافی بیان سیّد الأوّلین والآخرین صلی اللَّه علیه و آله ، إذ سئل عن الإخلاص فقال : هو أن تقول ربّی اللَّه ، ثمّ تستقیم کما امرت . أی لا تعبد هواک ونفسک ، ولا تعبد إلّا ربّک ، وتستقیم فی عبادته کما أمرک . وهذه إشارة إلی قطع کلّ ما سوی اللَّه عزّوجلّ عن مجری النظر ، وهو الإخلاص حقّاً . المحجّة البیضاء : 8/133 . وأخرج ابن ماجة فی السنن تحت رقم 3972 : «أنّ سفیان بن عبداللَّه الثقفیّ قال : قلت : یا رسول اللَّه ، حدّثنی بأمر أعتصم به . قال : قل ربّی اللَّه ، ثمّ استقم» .
11- (انظر) الإخلاص : باب 1051 ، 1043 . الریاء : باب 1420 .

1050 - ما یورِثُ الإخلاصَ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : سَبَبُ الإخلاصِ الیَقینُ .(1)

عنه علیه السلام : الإخْلاصُ ثَمَرةُ الیَقینِ .(2)

عنه علیه السلام : إخْلاصُ العَمَلِ مِن قُوَّةِ الیَقینِ وصَلاحِ النِّیَّةِ .(3)

عنه علیه السلام : الإخْلاصُ ثَمَرةُ العِبادَةِ .(4)

عنه علیه السلام : إنّ إخلاصَ العَمَلِ الیَقینُ .(5)

عنه علیه السلام : علی قَدْرِ قُوَّةِ الدِّینِ یکونُ خُلوصُ النِّیَّةِ .(6)

عنه علیه السلام : ثَمَرةُ العِلمِ إخْلاصُ العَمَلِ .(7)

عنه علیه السلام : قَلِّلِ الآمالَ تَخْلُصْ لَک الأعمالُ .(8)

عنه علیه السلام : أوَّلُ الإخْلاصِ الیَأسُ مِمّا فی أیْدی النّاسِ .(9)

عنه علیه السلام : أصْلُ الإخْلاصِ الیَأسُ مِمّا فی أیْدی النّاسِ .(10)

عنه علیه السلام : مَن رَغِبَ فیما عِندَ اللَّهِ أخْلَصَ عَمَلَهُ .(11)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : ادْفَعْ عن نَفْسِکَ حاضِرَ الشَّرِّ بحاضِرِ العِلْمِ ، واسْتَعْمِلْ حاضِرَ العِلْمِ بخالِصِ العَمَلِ ، وتَحَرَّزْ فی خالِصِ العَمَلِ مِن عَظیمِ الغَفْلَةِ بشِدَّةِ التَّیَقُّظِ ، واسْتَجْلِبْ شِدَّةَ التَّیقُّظِ بصِدْقِ الخَوفِ .(12)

1051 - مَوانِعُ الإخلاصِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : کیفَ یَستطیعُ الإخْلاصَ مَن یَغْلِبُهُ الهَوی (13) ؟!(14)

ص :75


1- غرر الحکم : 5538 .
2- غرر الحکم : 853 .
3- غرر الحکم : 1301 .
4- غرر الحکم : 390 .
5- تحف العقول : 151 .
6- غرر الحکم : 86192 .
7- غرر الحکم : 4642 .
8- غرر الحکم : 6793 .
9- غرر الحکم : 3291 .
10- غرر الحکم : 3088 .
11- غرر الحکم : 7945 .
12- بحار الأنوار : 78/163/1 .
13- غرر الحکم : 6977 .
14- قال أبو حامد فی بیان حقیقةِ الإخلاص : کما أنّ مَن غَلَب علَیه حُبُّ اللَّه عزّوجلّ وحُبُّ الآخرةِ اکتَسبتْ حرکاتُه الاعتیادیّةُ صفةَ هَمّهِ وصارت إخلاصاً، فالّذی یَغلِبُ علی نفسِه حُبُّ الدنیا والعلوّ والرّئاسة - وبالجملة حُبّ غیرِ اللَّه - اکتسبَ جمیعُ حرکاته الاعتیادیّة تلک الصِّفةَ ، فلم تَسلم له عباداتُه من صومه وصلاته وغیر ذلک إلّا نادراً . فعلاجُ الإخلاص کَسرُ حظوظِ النّفس وقطعُ الطّمع عن الدّنیا والتّجرّد للآخرة ، بحیث یَغلِب ذلک علی القلب ، فإذ ذاک یَتیسّر الإخلاص ، وکَم من أعمالٍ یَتعب الإنسانُ فیها ویظنّ أ نّها خالصة لوجه اللَّه تعالی ویکون فیها مغروراً لأ نّه لا یدری وجه الآفة فیه ، کما حُکی عن بعضهم أ نّه قال : قَضیتُ صلاةَ ثلاثین سنة کنتُ صلّیتها فی المسجد جماعةً فی الصّفّ الأوّل ؛ لأ نّی تأخّرتُ یوماً لعُذرٍ وصلّیت فی الصّفّ الثّانی فاعْتَرتْنی خَجلةٌ من النّاس حیث رأونی فی الصّفّ الثّانی ، فعرفتُ أنّ نظر النّاسِ إلَیّ فی الصّفّ الأوّل کان یَسُرّنی ، وکان سببَ استراحة قلبی من ذلک من حیثُ لا أشعر . المحجّة البیضاء : 8/131 .

1052 - آثارُ الإخلاصِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : ما أخْلَصَ عَبدٌ للَّهِ عزّوجلّ أربَعینَ صباحاً إلّا جَرَتْ یَنابِیعُ الحِکمَةِ مِن قَلبِهِ علی لِسانِهِ .(1)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : قالَ اللَّهُ عزّوجلّ : لا أطَّلِعُ علی قَلبِ عَبدٍ فأعْلَمُ مِنهُ حُبَّ الإخْلاصِ لِطاعَتی لِوَجْهی وابْتِغاءَ مَرْضاتی إلّا تَولّیتُ تَقویمَهُ وسیاسَتَهُ .(2)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام: غایَةُ الإخْلاصِ الخَلاصُ.(3)

عنه علیه السلام : المُخْلِصُ حَرِیٌّ بالإجابَةِ .(4)

عنه علیه السلام : عِند تَحَقُّقِ الإخْلاصِ تَسْتَنیرُ البَصائرُ .(5)

عنه علیه السلام : بالإخْلاصِ تُرْفَعُ الأعْمالُ .(6)

عنه علیه السلام : لَو خَلَصَتِ النِّیّاتُ لَزَکَتِ الأعْمالُ .(7)

عنه علیه السلام : مَن أخْلَصَ النِّیَّةَ تَنَزّهَ عنِ الدَّنِیَّةِ.(8)

عنه علیه السلام : فی إخلاصُ النِّیّاتِ نَجاحُ الاُمورِ .(9)

عنه علیه السلام : أخْلِصْ تَنَلْ .(10)

عنه علیه السلام : مَن أخْلَصَ بَلَغَ الآمالَ .(11)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : فأمّا حقُّ اللَّهِ الأکبرُ علَیکَ فأنْ تَعْبُدَهُ، لا تُشْرِکَ بهِ شَیئاً ، فإذا فَعلْتَ ذلکَ بإخْلاصٍ جَعلَ لکَ علی نَفسِهِ أنْ یَکْفِیَکَ أمْرَ الدُّنیا والآخِرَةِ .(12)

عنه علیه السلام - فی الدَّعاءِ - : اللّهُمَّ صلِّ علی محمّدٍ وآلِ محمّدٍ ، واجْعَلْنا مِمَّن جاسُوا خِلالَ دِیارِ الظّالِمینَ ، واسْتَوْحَشوا مِن مُؤانَسَةِ الجاهِلینَ ، وسَمَوا إلی العُلُوِّ بنُورِ الإخْلاصِ .(13)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنَّ المؤمنَ لَیَخشَعُ لَهُ کُلُّ شی ءٍ ویَهابُهُ کُلُّ شی ءٍ . إذا کانَ مُخلِصاً للَّهِ أخافَ اللَّهُ مِنهُ کُلَّ شی ءٍ ، حتّی هَوامَّ الأرضِ وسِباعَها وطَیرَ السَّماءِ .(14)

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : قالَ عیسی علیه السلام : یا عَبیدَ

ص :76


1- عیون أخبار الرِّضا : 2/69/321 .
2- بحار الأنوار : 85/136/16 .
3- غرر الحکم : 6348 .
4- غرر الحکم : 793 .
5- غرر الحکم : 6211 .
6- غرر الحکم : 4242 .
7- غرر الحکم : 7578 .
8- غرر الحکم : 8447 .
9- غرر الحکم : 6510 .
10- غرر الحکم : 2248 .
11- غرر الحکم : 7675 .
12- بحار الأنوار: 74/3/1 .
13- بحار الأنوار: 94/126/19 .
14- بحار الأنوار: 70/248/21.

السَّوءِ ، نَقُّوا القَمْحَ وطَیِّبوهُ وأدِقّوا طَحْنَهُ تَجِدوا طَعْمَهُ ویَهْنِئْکُم أکْلُهُ ، کذلکَ فأخْلِصوا الإیمانَ وأکْمِلوهُ تَجِدوا حَلاوَتَهُ ویَنْفَعْکُم غِبُّهُ .(1)

بحار الأنوار عن صحیفةِ إدریسَ علیه السلام : مَن خَلَصَ إیمانُهُ أمِنَ دِینُهُ .(2)

1053 - ما بَینَ الإخلاصِ وَالرِّیاءِ

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : ما بینَ الحقِّ والباطِلِ إلّا قِلَّةُ العَقلِ . قیلَ : وکیفَ ذلکَ یابنَ رسولِ اللَّهِ ؟ قالَ : إنَّ العَبدَ یَعمَلُ العَمَلَ الّذی هُو للَّهِ رِضاً فیُریدُ بهِ غَیرَاللَّهِ ، فلَو أ نَّهُ أخْلَصَ للَّهِ لَجاءَهُ الّذی یُریدُ فی أسْرَعَ مِن ذلکَ .(3)

(4)

ص :77


1- بحار الأنوار: 78/306/1.
2- بحار الأنوار: 95/456 .
3- المحاسن : 1/395/884 .
4- (انظر) الخُسران : باب 1021 حدیث 4852 .

ص :78

148 - الاختلاف

اشاره

(1)

ص :79


1- انظر : عنوان 73 «الجماعة» ، 417 «الفِرَق» . الإمامة العامة : باب 161 ، الاُمّة : باب 134 ، الفساد : باب 3152 .

ص :80

1054 - کانَ النّاسُ اُمَّةً واحِدَةً

الکتاب :

(کَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبیِّینَ مُبَشِّرِینَ وَمُنْذِرِینَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْکِتَابَ بِالْحَقِّ لِیَحْکُمَ بَیْنَ النّاسِ فِیمَا اخْتَلَفُوا فِیهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِیهِ إِلَّا الَّذِینَ أُوتُوهُ) .(1)

(وَمَا کَانَ النَّاسُ إِلّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلا کَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّکَ لَقُضِیَ بَیْنَهُمْ فِیما فِیهِ یَخْتَلِفُونَ) .(2)

الحدیث :

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : کانوا قَبلَ نُوحٍ اُمّةً واحِدَةً علی فِطْرَةِ اللَّهِ لا مُهْتَدینَ ولا ضُلّالاً ، فَبعَثَ اللَّهُ النَّبِیّینَ .(3)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - وقد سُئلَ عن قولِ اللَّهِ: (کانَ النّاسُ اُمّةً واحِدَةً) - : کانَ هذا قَبلَ نُوحٍ اُمّةً واحِدَةً ... کانوا ضُلّالاً ، کانوا لا مُؤمنینَ ولا کافِرینَ ولا مُشْرِکینَ .(4)

(5)

1055 - لَو شاءَ اللَّهُ لَجَعَلَکُم اُمَّةً واحِدَةً

(وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَکُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلکِنْ لِیَبْلُوَکُمْ فِی ما آتَاکُمْ ) .(6)

(وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَکُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلکِنْ یُضِلُّ مَنْ یَشَاءُ وَیَهْدِی مَنْ یَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا کُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) .(7)

(وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَلکِنْ یُدْخِلُ مَنْ یَشَاءُ فِی رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُمْ مِنْ وَلِیٍّ وَلا نَصِیرٍ )(8) .(9)

1056 - الاُمَّةُ الإسلامِیِّةُ اُمَّةٌ واحِدَةٌ

(إِنَّ هذِهِ أُمَّتُکُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنا رَبُّکُمْ فَاعْبُدُونِ ) .(10)

ص :81


1- البقرة : 213 .
2- یونس : 19 .
3- مجمع البیان : 2/543 .
4- تفسیر العیّاشی : 1/104/306 .
5- (انظر) المیزان فی تفسیر القرآن : 2 / 111 - 157 .
6- المائدة : 48 .
7- النحل : 93 .
8- الشوری : 8 .
9- أقول : فی تفسیرِ القمّی : وأمّا قولُه : (ولو شاءَ اللَّهُ لَجَعلَهُم اُمّةً واحدةً) قالَ : ولو شاءَ أن یجعلَهم کُلَّهم معصومینَ مِثلَ الملائکةِ بلا طِباع لَقَدرَ علَیه ، (ولکنْ یُدْخِلُ مَنْ یَشاءُ فی رَحْمَتِهِ ...) . تفسیر القمّی : 2/272 .
10- الأنبیاء : 92 .

(وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُکُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنا رَبُّکُمْ فَاتَّقُونِ)(1).(2)

1057 - الحَثُّ عَلَی نَبذِ الاختِلافِ

الکتاب :

(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِیعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْکُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَیْکُمْ إِذْ کُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَیْنَ قُلُوبِکُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً) .(3)

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : والْزَموا السَّوادَ الأعْظَمَ ، فإنَّ یَدَ اللَّهِ مَع الجَماعةِ ، و إیّاکُم والفُرْقَةَ ، فإنَّ الشّاذَّ مِن النّاسِ للشَّیطانِ ، کما أنّ الشّاذَّ مِن الغَنَمِ للذِّئبِ .(4)

عنه علیه السلام : لِیَرْدَعْکُمُ الإسلامُ ووَقارُهُ عنِ التَّباغی والتَّهاذی ، ولتَجْتَمِعْ کَلِمَتُکُم ، والْزَموا دِینَ اللَّهِ الّذی لا یَقْبَلُ مِن أحَدٍ غَیْرَهُ ، وکَلِمَةَ الإخْلاصِ الّتی هِی قِوامُ الدِّینِ .(5)

الإمامُ الحسنُ علیه السلام : إنَّهُ لَم یَجْتَمِعْ قَومٌ قَطُّ علی أمرٍ واحِدٍ إلّا اشْتَدَّ أمْرُهُم واسْتَحْکَمَتْ عُقْدَتُهُم ، فاحْتَشِدوا فی قِتالِ عَدُوِّکُم مُعاویةَ وجُنودِهِ ولا تَخاذَلوا .(6)

1058 - آثارُ الاختِلافِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : ما اخْتَلَفَتْ اُمَّةٌ بَعدَ نَبِیّها إلّا ظَهرَ أهْلُ باطِلِها علی أهْلِ حقِّها .(7)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : لا تَخْتَلفوا ، فإنَّ مَن کانَ قَبْلَکُمُ اخْتَلَفوا فَهلَکوا .(8)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : لا تَخْتَلِفوا فتَخْتَلِفَ قُلوبُکُم .(9)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : أذَهَبتُم مِن عِندی جَمیعاً وجِئْتُم مُتَفَرِّقینَ ؟! إنّما أهْلَکَ مَن کانَ قَبْلَکُمُ الفُرقَةُ .(10)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : احْذَروا ما نَزَلَ بالاُمَمِ

ص :82


1- المؤمنون : 52 .
2- أقول : فی تفسیر القمّی : (اُمّةً واحدةً) ، قال : علی مذهبٍ واحدٍ . تفسیر القمّی : 1/310 . وفی المیزان فی تفسیر القرآن : الاُمّةُ جماعةٌ یجمعها مَقصَدٌ واحد . والخطاب فی الآیة - علی ما یشهد به سیاقُ الآیات - خطابٌ عامّ یشمل جمیعَ الأفراد المکلّفین من الإنسان . والمُراد بالاُمّة النّوع الإنسانیّ الّذی هو نوع واحد ، وتأنیث الإشارة فی قوله : (هذهِ اُمّتُکُم) لتأنیثِ الخبر . والمعنی : أنّ هذا النّوع الإنسانیّ اُمّتکم معشرَ البشر وهی اُمّة واحدة ، وأنا - اللَّه الواحد عزّ اسمه - ربّکم إذ مَلَکْتُکم ودَبّرتُ أمرکم فاعبُدونی لا غیر . المیزان فی تفسیر القرآن : 14/322 .
3- آل عمران : 103 .
4- نهج البلاغة : الخطبة 127 .
5- شرح نهج البلاغة : 4/45 .
6- شرح نهج البلاغة: 3/185.
7- کنز العمّال : 929 .
8- کنز العمّال : 894 .
9- کنز العمّال : 895 .
10- کنز العمّال : 920 .

قَبْلَکُم مِن المَثُلَاتِ بسُوءِ الأفْعالِ وذَمیمِ الأعْمالِ ، فتَذَکّروا فی الخَیرِ والشَّرِّ أحْوالَهُم ، واحْذَروا أنْ تَکونوا أمْثالَهُم .

فإذا تَفَکّرْتُم فی تَفاوُتِ حالَیْهِم فالْزَموا کُلَّ أمرٍ لَزِمَتِ العِزّةُ بهِ شَأنَهُم (حالَهُم) ، وزاحَتِ الأعْداءُ لَهُ عَنهُم ، ومُدَّتِ العافِیَةُ بهِ علَیهم ، وانْقادَتِ النِّعْمَةُ لَهُ مَعهُم ، ووَصَلَتِ الکَرامَةُ علَیهِ حَبْلَهُم : مِن الاجْتِنابِ للفُرْقَةِ ، واللُّزومِ للاُلْفَةِ ، والتَّحاضِّ علَیها ، والتَّواصی بها . واجْتَنِبوا کُلَّ أمرٍ کَسَرَ فِقْرَتَهُم ، وأوْهَنَ مُنَّتَهُم : مِن تَضَاغُنِ القُلوبِ ، وتَشاحُنِ الصُّدورِ ، وتَدابُرِ النُّفوسِ ، وتَخاذُلِ الأیْدی . وتَدبَّروا أحْوالَ الماضینَ مِن المؤمنینَ قَبْلَکُم ... فانْظُروا کیفَ کانوا حیثُ کانتِ الأمْلاءُ مُجْتَمِعةً ، والأهْواءُ مُؤْتَلِفَةً (مُتَّفِقَةً) ، والقلوبُ مُعْتَدِلَةً ، والأیْدی مُتَرادِفَةً (مُتَرافِدَةً) ، والسُّیوفُ مُتَناصِرَةً ، والبَصائرُ نافِذَةً ، والعزائمُ واحِدةً . ألَمْ یکونوا أرْباباً فی أقْطارِ الأرَضینَ ، ومُلوکاً علی رِقابِ العالَمینِ ؟! فانْظُروا إلی ما صاروا إلَیهِ فی آخِرِ اُمورِهِم ، حِینَ وَقَعتِ الفُرقَةُ ، وتَشَتّتتِ الاُلْفَةُ ، واخْتَلَفَتِ الکَلِمَةُ والأفْئدَةُ ، وتَشَعّبوا مُخْتَلِفینَ ، وتَفَرّقوا مُتَحارِبینَ (مُتَحازِبینَ) ، قَد خَلعَ اللَّهُ عَنهُم لِباسَ کَرامَتِهِ ، وسَلَبَهُم غَضارَةَ نِعْمَتِهِ ، وبَقِیَ قَصصُ أخْبارِهِم فیکُم عِبَراً للمُعْتَبِرینَ .(1)

عنه علیه السلام : أیْمُ اللَّهِ ، ما اخْتَلَفتْ اُمّةٌ قَطُّ بَعدَ نَبِیّها إلّا ظَهرَ أهْلُ باطِلِها علی أهْلِ حَقِّها إلّا ما شاءَ اللَّهُ .(2)

عنه علیه السلام : إیّاکُم والتَّلَوُّنَ فی دِینِ اللَّهِ ، فإنَّ جَماعَةً فیما تَکْرَهونَ مِن الحقِّ خَیرٌ مِن فُرقَةٍ فیما تُحِبّونَ مِن الباطِلِ ، و إنّ اللَّهَ سُبحانَهُ لَم یُعْطِ أحَداً بفُرقَةٍ خَیراً ، مِمّن مَضی ولا مِمّن بَقِی .(3)

عنه علیه السلام : إنَّ الشَّیطانَ یُسَنّی لَکُم طُرُقَهُ ، ویُریدُ أنْ یَحُلَّ دِینَکُم عُقْدةً عُقْدةً ، ویُعْطیَکُم بالجَماعةِ الفُرقَةَ ، وبالفُرقَةِ الفِتْنَةَ ، فاصْدِفوا عن نَزَغاتِهِ ونَفَثاتِهِ .(4)

ص :83


1- نهج البلاغة : الخطبة 192 ،انظر تمام کلامه علیه السلام .
2- شرح نهج البلاغة : 5/181 .
3- نهج البلاغة : الخطبة 176 .
4- نهج البلاغة: الخطبة 121.

عنه علیه السلام : واللَّهِ ، لَأظُنُّ أنَّ هؤلاءِ القَومَ سَیُدالونَ مِنکُم باجْتِماعِهِم علی باطِلِهم وتَفَرُّقِکُم عن حقِّکُم .(1)

عنه علیه السلام : لا یَزالُ هذا الأمرُ فی بَنی اُمَیّةَ ما لم یَخْتلِفوا بَیْنَهُم .(2)

عنه علیه السلام : إنّ لِبَنی اُمَیّةَ مِرْوَداً یَجْرونَ فیهِ ، ولَو قدِ اخْتَلَفوا فیما بَینَهُم ثُمَّ کادَتْهُمُ الضِّباعُ لَغَلبَتْهُم!(3)

عنه علیه السلام : ما اخْتَلفَتْ دَعْوَتان إلّا کانتْ إحْداهُما ضَلالةً .(4)

1059 - الاختِلافُ عُقوبَةٌ إلهِیَّةٌ

الکتاب :

(قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَی أَنْ یَبْعَثَ عَلَیْکُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِکُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِکُمْ أَوْ یَلْبِسَکُمْ شِیَعَاً وَیُذِیقَ بَعْضَکُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ کَیْفَ نُصَرِّفُ الْآیاتِ لَعَلَّهُمْ یَفْقَهُونَ ) .(5)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إنّی صَلَّیتُ صَلاةَ رَغْبَةٍ ورَهْبَةٍ وسألتُ ربّی ثَلاثاً ، فأعطانی اثنَتَینِ ومَنَعنی واحِدَةً ؛ سألتُهُ أنْ لا یَبْتَلیَ اُمَّتی بالسِّنینَ ففَعَلَ ، وسألتُهُ أنْ لا یُظْهِرَ علَیهِم عَدُوَّهُم ففَعَلَ ، وسألتُهُ أنْ لا یَلْبِسَهُم شِیَعاً فأبی علَیَّ .(6)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - لَمّا قالَ لَه بعضُ الیَهودِ : ما دَفَنْتُم نَبیَّکُم حتّی اخْتَلَفْتُم فیهِ ! - : إنَّما اخْتَلَفْنا عَنهُ لا فیهِ ، ولکنَّکُم ما جَفّتْ أرْجُلُکُم مِن البَحرِ حتّی قُلْتُم لنَبیِّکُم : (اجْعَلْ لَنا إلهاً کَما لَهُمْ ءآلِهَةٌ قالَ إنَّکُمْ قَومٌ تَجْهَلُونَ)(7).(8)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام - فی قولهِ تعالی : (أوْ یَلْبِسَکُمْ شِیَعَاً) - : وهُو اخْتِلافٌ فی الدِّینِ وطَعْنُ بَعضِکُم علی بَعضِ . (ویُذیقَ بَعْضَکُم بَأسَ بَعْضٍ ) وهُو أنْ یَقْتُلَ بَعضُکُم بَعْضاً، وکُلُّ هذا فی أهلِ القِبْلَةِ.(9)

1060 - تَفسیرُ «اختِلافُ اُمَّتی رَحمَةٌ»

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : اخْتِلافُ اُمّتی رَحمَةٌ .(10)

ص :84


1- نهج البلاغة : الخطبة 25 .
2- . کنز العمّال : 31754 .
3- نهج البلاغة : الحکمة 464 .
4- نهج البلاغة : الحکمة 183 .
5- الأنعام : 65 .
6- کنز العمّال : 31098 .
7- الأعراف : 138 .
8- نهج البلاغة : الحکمة 317 .
9- تفسیر القمّی : 1/204 .
10- کنز العمّال : 28686 ، قال المناویّ فی الفیض (1/209) : لم أقف له علی سندٍ صحیح . وقال الحافظ العراقیّ : سنده ضعیف . (کما فی هامش کنز العمّال) .

معانی الأخبار عن عبد المُؤمِن الأنصاریّ : قلت للإمامِ الصّادقِ علیه السلام: إنّ قَوماً رَوَوا أنَّ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله قالَ : إنّ اخْتِلافَ اُمَّتی رَحمَةٌ؟ فقالَ : صَدَقوا . قلتُ : إنْ کانَ اخْتِلافُهُم رَحمَةً فاجْتِماعُهُم عَذابٌ ؟ قالَ : لَیس حیثُ ذَهَبْتَ وذَهَبوا ، إنَّما أرادَ قولَ اللَّهِ عزّوجلّ: (فلَولا نَفَرَ مِن کُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِیَتَفَقَّهُوا فِی الدِّینِ)(1)، فأمَرَهُم أنْ یَنْفِروا إلی رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله ویَخْتَلِفوا إلَیهِ فیَتَعلّموا ثُمَّ یَرْجِعوا إلی قَومِهِم فیُعَلّموهُم ، إنّما أرادَ اخْتِلافَهُم مِن البُلْدانِ ، لا اخْتِلافاً فی دِینِ اللَّهِ ، إنّما الدِّینُ واحِدٌ .(2)

1061 - تفسیرُ «اختِلافُ أصحابی رَحمَةٌ»

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - وقد قالَ لَهُ حریزٌ : إنَّهُ لَیس شی ءٌ أشَدَّ علَیَّ منِ اخْتِلافِ أصْحابِنا - : ذلکَ مِن قِبَلی .(3)

بحار الأنوار عن الإمام الکاظم علیه السلام عن رسول اللَّه صلی اللَّه علیه و آله قال : اخْتِلافُ أصْحابی لَکُم رَحمَةٌ . - وقالَ - : إذا کانَ ذلکَ جَمَعْتُکُم علی أمرٍ واحِدٍ . - وسُئلَ عنِ اخْتِلافِ أصْحابِنا فقالَ علیه السلام - : أنا فَعَلتُ ذلکَ بکُم ، لوِ اجْتَمَعْتُم علی أمرٍ واحِدٍ لاُخِذَ برِقابِکُم .(4)

1062 - تَفسیرُ الجَماعةِ وَالفُرقَةِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله - وقد سُئلَ : ما جَماعَةُ اُمَّتِکَ ؟ - : مَن کانَ علی الحقِّ و إنْ کانوا عَشرَةً .(5)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام: الجَماعَةُ أهلُ الحقِّ وإنْ کانوا قَلیلاً ، والفُرقَةُ أهلُ الباطِلِ و إنْ کانوا کَثیراً .(6)

عنه علیه السلام : اجْتَمَعَ القَومُ علی الفُرقَةِ، وافْتَرَقوا علی الجَماعَةِ ، کأنَّهُم أئمَّةُ الکِتابِ ولَیس الکِتابُ إمامَهُم .(7)

عنه علیه السلام : أمّا أهلُ الجَماعَةِ فأنا ومَنِ اتَّبعَنی و إنْ قَلُّوا ، وذلکَ الحقُّ عَن أمرِ اللَّهِ وأمرِ

ص :85


1- التوبة : 122 .
2- معانی الأخبار : 157/1 .
3- علل الشرائع : 395/14 .
4- بحار الأنوار : 2/236/23 .
5- . معانی الأخبار : 154/2 .
6- معانی الأخبار : 154/3 .
7- نهج البلاغة : الخطبة 147 .

رسولِهِ ، فأمّا أهلُ الفُرقَةِ فالمُخالِفونَ لِی ومَنِ اتَّبعَنی و إنْ کَثُروا .(1)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : سُئلَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله عَن جماعَةِ اُمَّتهِ ، فقالَ : جَماعَةُ اُمَّتی أهلُ الحقِّ و إنْ قَلُّوا .(2)

(3)

1063 - علَّةُ الفُرقةِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنَّما أنتُم إخْوانٌ علی دِینِ اللَّهِ ، ما فَرّقَ بَینَکُم إلّا خُبْثُ السَّرائرِ ، وسُوءُ الضَّمائرِ ، فلا تَوَازَرونَ (تأزِرون) ولا تَنَاصَحونَ ، ولا تَبَاذَلونَ ولا تَوَادّونَ .(4)

عنه علیه السلام : لَو سَکَتَ الجاهِلُ ما اخْتَلَفَ النّاسُ .(5)

ص :86


1- کنز العمّال : 44216 .
2- . معانی الأخبار : 154/1 .
3- (انظر) صلاة الجماعة : باب 2275 .
4- نهج البلاغة : الخطبة 113 .
5- . بحار الأنوار : 78/81/75 .

149 - الخلافة

اشاره

(1)

ص :87


1- ولمزید الاطّلاع راجع : کنز العمّال : 5 / 584 - 800 «الخلافة مع الإمارة» .

ص :88

1064 - خَلیفَةُ اللَّهِ

الکتاب :

(وَإِذْ قَالَ رَبُّکَ لِلْمَلائِکَةِ إِنِّی جَاعِلٌ فِی الْأَرْضِ خَلِیفَةً قالُوا أَتَجْعَلُ فِیها مَنْ یُفْسِدُ فِیها وَیَسْفِکُ الدِّماءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِکَ وَنُقَدِّسُ لَکَ قالَ إِنِّی أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ ) .(1)

(یَا دَاوُدُ إِنّا جَعَلْناکَ خَلِیفَةً فِی الْأَرْضِ فَاحْکُمْ بَیْنَ النّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَی فَیُضِلَّکَ عَنْ سَبِیلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِینَ یَضِلُّونَ عَن سَبِیلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِیدٌ بِما نَسُوا یَوْمَ الْحِسابِ ) .(2)

(3)

الحدیث :

مائة منقبة عن الإمام الصادق علیه السلام : قالَ اللَّه تعالی فی مُحکَمِ کِتابِه : (وإذْ قَالَ رَبُّکَ لِلمَلائِکَةِ إِنّی جَاعِلٌ فی الأرضِ خَلِیفَة ) فَکَانَ آدَمُ أوَّلَ خَلِیفَةِ اللَّه .(4)

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : مَن أمَرَ بالمَعروفِ ونَهی عنِ المُنکَرِ هُو خَلیفَةُ اللَّهِ فی الأرضِ ، وخَلیفَةُ کِتابهِ ، وخَلیفَةُ رسولِهِ .(5)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی صِفَةِ مَن یَحفَظُ اللَّهُ بِهِم حُجَجَهَ وبَیِّناتِهِ - : هَجَمَ بِهمُ العِلمُ علی حَقیقَةِ البَصیرَةِ، وَباشَرُوا رُوحَ الیقَینِ ، واستَلانُوا ما استَعوَرَهُ المُترَفُون ، وأنِسُوا بِما اسْتَوحَشَ مِنهُ الجاهِلُونَ ، صَحِبُوا الدُّنیا بأبْدانٍ أرواحُها مُعَلَّقةٌ بالمَحَلِّ الأعلی ، اُولئِکَ خُلَفاءُ اللَّهِ فی أرضِهِ والدُّعاةُ إلی دِینِه آهٍ آهٍ شوقاً إلی رُؤیَتِهم .(6)

عنه علیه السلام: أنَا والحَسنُ والحُسَینُ وَتِسعَةٌ مِن وُلْدِ الحُسَینِ علیه السلامُ ، خُلَفاءُ اللَّهِ فی أرضِهِ ، واُمَناؤُهُ عَلی وَحْیهِ ، وأَئمَّةُ المُسلِمینَ بعدَ نَبِیِّهِ ، وَحُجَجُ اللَّهِ علی بَرِیَّتِه .(7)

الإمامُ الرِّضا علیه السلام : الأَئِمَّةُ خُلَفاءُ اللَّهِ عزّوجلّ فی أرضِهِ .(8)

ص :89


1- البقرة : 30 .
2- ص : 26 .
3- (انظر) الأنعام : 165 ، یونس : 14 ، 73 ، فاطر : 39 ، النمل : 62 .
4- مائة منقبة : 114 .
5- کنز العمّال : 5564 .
6- نهج البلاغة : الحکمة 147 .
7- مائة منقبة : 83 .
8- مسند الامام الرضا : 1/92 .

ص :90

150 - الخلقة

اشاره

(1)

(2)

ص :91


1- ولمزید الاطّلاع راجع : کنز العمّال : 6 / 122 ، 178 «خَلق العالَم» . بحار الأنوار : 57 «کلّیّات أحوال العالَم» . کنز العمّال : 6 / 160 «بَدء الخلق» . بحار الأنوار : 5 / 309 باب 15 «علَّة خلق العباد وتکلیفهم» .
2- انظر : عنوان 29 «الإنسان» ، 151 «الخالق» ، 496 «المَلَکوت» .

ص :92

1065 - أصلُ الخِلقَةِ

الکتاب :

(وَهُوَ الَّذِی خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِی سِتَّةِ أَیَّامٍ وَکانَ عَرْشُهُ عَلَی الْمَاءِ ) .(1)

(وَاللَّهُ خَلَقَ کُلَّ دَآبَّةٍ مِنْ مَآءٍ فَمِنْهُم مَنْ یَمْشِی عَلَی بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ یَمْشِی عَلَی رِجْلَیْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ یَمْشِی عَلَی أَرْبَعٍ یَخْلُقُ اللَّهُ ما یَشاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَی کُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ ) .(2)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : کلُّ شی ءٍ خُلِقَ مِن ماءٍ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : خَلقَ اللَّهُ السَّماءَ الدُّنیا مِن المَوجِ المَکْفوفِ .(4)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - وقد سُئلَ : مِمَّ خَلقُ السَّماواتِ ؟ - : مِن بُخارِ الماءِ .(5)

عنه علیه السلام : وکانَ منِ اقْتِدارِ جَبَروتِهِ وبَدیعِ لطَائفِ صَنْعَتِه أنْ جَعلَ مِن ماءِ البَحرِ الزّاخِرِ المُتَراکِمِ المُتَقاصِفِ یَبَساً جامِداً ، ثُمَّ فَطَرَ مِنهُ أطْباقاً فَفَتقَها سَبْعَ سَماواتٍ .(6)

بحار الأنوار عن حَبّة العُرَنیِّ : سَمِعْتُ علیّاً علیه السلام ذاتَ یَومٍ یَحْلِفُ : والّذی خَلقَ السّماءَ مِن دُخَانٍ وماءٍ .(7)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : کانَ کلُّ شی ءٍ ماءً وکانَ عَرشُهُ علی الماءِ ، فأمرَ اللَّهُ عزّ ذِکرُهُ الماءَ فاضْطَرَمَ ناراً ، ثُمَّ أمرَ النّارَ فخَمَدَتْ ، فارْتَفَع مِن خُمودِها دُخانٌ ، فخَلقَ اللَّهُ عزّوجلّ السّماواتِ مِن ذلکَ الدُّخَانِ ، وخَلقَ اللَّهُ عزّوجلّ الأرضَ مِن الرَّمادِ .(8)

(9)

1066 - أوَّلُ ما خَلَقَ اللَّهُ سُبحانَهُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إنَّ أوَّلَ شَیْ ءٍ خَلقَهُ اللَّهُ القَلَمُ ، فأمَرهُ فکَتَبَ کُلَّ شَیْ ءٍ یَکونُ .(10)

ص :93


1- هود : 7 .
2- النور : 45 .
3- کنز العمّال : 15119 .
4- کنز العمّال : 15188 .
5- بحار الأنوار : 58/88/1 .
6- نهج البلاغة: الخطبة211.
7- بحار الأنوار : 58/104/35 .
8- الکافی : 8/153/142 .
9- (انظر) الخلقة : باب 1066 حدیث 5095 . کنز العمّال : 2 / 548 ، وج 6 / 145 - 179 .
10- کنز العمّال : 15115 .

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إنَّ أوَّلَ ما خَلقَ اللَّهُ القَلَمُ ، فقالَ لَهُ : اکْتُبْ ، قالَ : یا رَبِّ ، وماذا أکتُبُ ؟ قالَ : اکْتُبْ مَقادِیرَ کلِّ شی ءٍ حتّی تَقومَ السّاعةُ .(1)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : أوَّلُ ما خَلَقَ اللَّهُ العقَلُ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : أوَّلُ ما خَلقَ اللَّهُ نُوری .(3)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إنَّ أوَّلَ ما خَلقَ اللَّهُ عزّوجلّ أرْواحُنا ، فأنْطَقَها بتَوحیدِهِ وتَمْجیدِهِ ، ثُمَّ خَلقَ المَلائکَةَ .(4)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - وقد سئلَ عَن أوَّلِ ما خَلقَ اللَّهُ - : خَلقَ النُّورَ .(5)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : أوَّلُ شَی ءٍ خَلقَهُ مِن خَلْقِهِ الشّی ءُ الّذی جَمیعُ الأشیاءِ مِنهُ ، وهُو الماءُ .(6)

عنه علیه السلام - لَمّا جاءَ إلَیهِ رجُلٌ مِن عُلَماءِ أهلِ الشّامِ فقالَ : ... إنّی أسألُکَ عَن أوَّلِ ما خَلقَ اللَّهُ مِن خَلْقِهِ ، فإنَّ بَعضَ مَن سألتُهُ قالَ : القَدَرُ ، وقالَ بَعضُهُمُ : القَلَمُ ، وقالَ بَعْضُهُم : الرُّوحُ - : ما قالوا شَیئاً ... لَو کانَ أوّلُ ما خَلقَ مِن خَلقِهِ الشّی ءَ مِن الشّی ءِ إذاً لَم یَکُنْ لَهُ انْقِطاعٌ أبدَاً ، ولَم یَزَلِ اللَّهُ إذاً ومَعهُ شی ءٌ لَیس هُو یَتَقدّمُهُ . ولکنّهُ کانَ إذْ لا شی ءَ غَیرُهُ ، وخَلقَ الشَّی ءَ الّذی جَمیعُ الأشیاءِ مِنهُ ، وهُو الماءُ الّذی خَلقَ الأشیاءَ مِنهُ ، فجَعَلَ نَسبَ کلِّ شی ءٍ إلی الماءِ ، ولم یَجْعَلْ للماءِ نَسَباً یُضافُ إلَیهِ .(7)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنَّ اللَّهَ جَلَّ ثَناؤهُ خَلقَ العَقلَ ، وهُو أوَّلُ خَلْقٍ خَلَقهُ مِن الرُّوحانِیّینَ .(8)

1067 - خَلقُ العالَمِ

الکتاب :

(أَوَلَمْ یَرَ الَّذِینَ کَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ کانَتَا رَتْقَاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ کُلَّ شَی ءٍ حَیٍّ أَفَلَایُؤْمِنُونَ) .(9)

(الْحَمْدُ للَّهِ ِ الَّذِی خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِینَ کَفَرُوا بِرَبِّهمْ یَعْدِلُونَ) .(10)

ص :94


1- کنز العمّال : 15116 .
2- . بحار الأنوار : 1/97/8 .
3- بحار الأنوار : 1 / 97 / 7.
4- عیون أخبار الرِّضا: 1/262/22.
5- بحار الأنوار : 57/73/49 .
6- . التوحید : 67/20 .
7- الکافی : 8/94/67 .
8- مشکاة الأنوار : 441/1485 .
9- الأنبیاء : 30 .
10- الأنعام : 1 .

(أَ أَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقَاً أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا * رَفَعَ سَمْکَهَا فَسَوَّاها * وَأَغْطَشَ لَیْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاها * وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلکَ دَحَاها * أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا * وَالْجِبَالَ أَرْسَاها ) .(1)

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : خَلقَ الخَلْقَ علی غَیرِ تَمْثیلٍ ولا مَشُورَةِ مُشیرٍ ، ولا مَعُونَةِ مُعینٍ ، فتَمَّ خَلْقُهُ بأمْرِهِ ، وأذْعَنَ لطاعَتِهِ فأجابَ .(2)

عنه علیه السلام : لَم یَخْلُقِ الأشیاءَ مِن اُصولٍ أزَلیَّةٍ ، ولا مِن أوائلَ أبَدِیَّةٍ ، بَل خَلقَ ما خَلقَ فأقامَ حَدَّهُ ، وصَوّرَ ما صَوّرَ فأحْسَنَ صُورَتَهُ .(3)

عنه علیه السلام : خَلقَ الخَلائِقَ علی غَیرِ مِثالٍ خَلا مِن غَیرِهِ ، ولَم یَسْتَعِنْ علی خَلْقِها بأحَدٍ مِن خَلْقِهِ .(4)

عنه علیه السلام : مُبْتَدِعُ الخَلائقِ بعِلْمِهِ ، ومُنْشِئُهُم بحُکْمِهِ ، بلا اقْتِداءٍ ولا تَعلیمٍ ، ولا احْتِذاءٍ لمِثالِ صانِعٍ حَکیمٍ ، ولا إصابَةِ خَطأٍ ، ولا حَضْرَةِ مَلأٍ .(5)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام - فی قولِهِ تعالی : (أوَلم یرَ الّذینَ کَفروا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ کانَتَا رَتْقَاً فَفَتَقْنَاهُمَا ) - : کانتِ السّماءُ رَتْقاً لا تُنْزِلُ القَطْرَ ، وکانَتِ الأرضُ رَتْقاً لا تُخْرِجُ النّباتَ ، ففَتَقَ اللَّهُ السّمَاءَ بالقَطْرِ ، وفَتَقَ الأرضَ بالنَّباتِ .(6)

عنه علیه السلام : إنَّ اللَّهَ تبارکَ وتعالی ... خَلقَ الأشیاءَ لا مِن شَی ءٍ ، ومَن زَعَمَ أنَّ اللَّهَ تعالی خَلقَ الأشیاءَ مِن شَی ءٍ فَقد کَفرَ ؛ لأ نَّهُ لَو کانَ ذلکَ الشَّی ءُ الّذی خَلقَ مِنهُ الأشْیاءَ قَدیماً مَعهُ فی أزَلیَّتِهِ وهُوِیَّتِهِ کانَ ذلکَ الشّی ءُ أزَلِیّاً .(7)

(8)

1068 - خَلقُ السَّماواتِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : فمِن شَواهِدِ خَلْقِهِ خَلقُ السّماواتِ مُوَطَّداتٍ بلا عَمَدٍ ، قائماتٍ بلا سَنَدٍ . دَعاهُنَّ فأجَبْنَ طائِعاتٍ مُذْعِناتٍ ، غَیرَ مُتَلَکّئاتٍ ولا مُبْطِئاتٍ . ولَولا إقْرارُهُنَّ لَهُ بالرُّبوبِیَّةِ و إذْعانُهُنَّ

ص :95


1- النازعات : 27 - 32 .
2- نهج البلاغة: الخطبة 155 .
3- نهج البلاغة: الخطبة163 .
4- نهج البلاغة: الخطبة 186 .
5- نهج البلاغة: الخطبة 191.
6- الاحتجاج : 2/181/207 .
7- علل الشرائع: 607/81 .
8- (انظر) الخالق : باب 1083 .

بالطَّواعِیَةِ لَما جَعَلَهُنَّ مَوضِعاً لعَرشِهِ ، ولا مَسْکَناً لمَلائکَتِهِ ، ولا مَصْعَداً للکَلِمِ الطَّیِّبِ والعَمَلِ الصّالحِ مِن خَلْقِهِ . جَعلَ نُجومَها أعْلاماً یَسْتَدِلُّ بها الحَیْرانُ فی مُخْتَلِفِ فِجاجِ الأقْطارِ . لم یَمنعْ ضَوءَ نُورِها ادْلِهْمامُ سُجُفِ اللّیلِ المُظْلِمِ ، ولا اسْتَطاعَتْ جَلابِیبُ سَوادِ الحَنادِسِ أنْ تَرُدَّ ما شاعَ فی السّماواتِ مِن تَلَأْلُؤِ نُورِ القَمَرِ .(1)

عنه علیه السلام : ونَظَمَ بِلا تَعْلیقٍ رَهَواتِ فُرَجِها ، ولاحَمَ صُدوعَ انْفِراجِها ، ووَشَّجَ بَیْنها وبینَ أزْواجِها ، وذَلّلَ للهابِطینَ بأمْرِهِ، والصّاعِدینَ بأعْمالِ خَلقِهِ ، حُزُونَةَ مِعراجِها ، وناداها بعدَ إذْ هِی دُخَانٌ فالْتَحَمَتْ (فالْتَجَمَتْ) عُری أشْراجِها ، وفَتَقَ بَعدَ الارْتِتاقِ صَوامِتَ أبْوابِها ، وأقامَ رَصَداً مِنَ الشُّهُبِ الثَّواقِبِ علی نِقابِها ، وأمْسَکَها مِن أنْ تَمورَ فی خَرْقِ الهَواءِ بأیْدِهِ ، وأمَرَها أنْ تَقِفَ مُسْتسلِمةً لأمرِهِ .

وجَعلَ شَمْسَها آیةً مُبْصِرةً لِنَهارِها ، وقَمَرَها آیةً مَمْحُوَّةً مِن لَیلِها ، وأجْراهُما فی مَناقِلِ مَجْراهُما ، وقدَّرَ سَیْرَهُما (مَسیرَهُما) فی مَدارِجِ دَرَجِهِما ، لِیُمیَّزَ بینَ اللّیلِ والنَّهارِ بِهِما ، ولِیُعْلَمَ عدَدُ السِّنِینَ والحِسابُ بمَقادِیرِهِما .

ثُمَّ عَلَّقَ فی جَوِّها فَلَکَها ، وناطَ بها زِینَتَها ، مِن خَفِیّاتِ دَرارِیِّها ، ومَصابِیحِ کَواکِبِها ، ورمَی مُسْتَرِقِی السَّمعِ بثَواقِبِ شُهُبِها ، وأجْراها علی أذْلالِ تَسْخیرِها مِن ثَباتِ ثابِتِها ، ومَسیرِ سائرِها ، وهُبوطِها وصُعودِها (معودها) ونُحوسِها وسُعودِها .(2)

1069 - السَّماواتُ السَّبعُ

الکتاب :

(اللَّهُ الَّذِی خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ یَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَیْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَی کُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحاطَ بِکُلِّ شَیْ ءٍ عِلْماً ) .(3)

(4)

ص :96


1- نهج البلاغة : الخطبة 182 .
2- نهج البلاغة : الخطبة 91 .
3- . الطلاق : 12 .
4- (انظر) البقرة : 29 ، فصّلت : 12 ، الملک : 3 ، نوح : 15 ، المؤمنون : 17 ، 86 ، الإسراء : 44 .

الحدیث :

الإمامُ الرِّضا علیه السلام - وقد بَسطَ کَفَّهُ الیُسْری ثُمَّ وَضَعَ الیُمْنی علَیها - : هذهِ أرضُ الدُّنیا ، والسَّماءُ الدُّنیا علَیها فَوقَها قُبَّةٌ ، والأرضُ الثّانِیةُ فَوقَ السَّماءِ الدُّنیا والسَّماءُ الثّانِیةُ فَوقَها قُبَّةٌ - وهکذا ساقَ الحدیثَ إلی أنْ قالَ : - والسَّماءُ السّابعَةُ فَوقَها قُبّةٌ ، وعَرشُ الرّحمنِ تبارکَ وتعالی فَوقَ السّماءِ السّابِعَةِ ، وهُو قَولُ اللَّهِ: (الّذی خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ ... ) .(1)

(2)

(3)

1070 - خَلقُ السَّماواتِ وَالأرضِ فی سِتَّةِ أیّامٍ

الکتاب :

(إِنَّ رَبَّکُمُ اللَّهُ الَّذِی خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِی سِتَّةِ أَیَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَی عَلَی الْعَرْشِ یُدَبِّرُ الْأَمْرَ ما مِن شَفِیعٍ إِلّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذلِکُمُ اللَّهُ رَبُّکُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلا تَذَکَّرُونَ ) .(4)

(وَهُوَ الَّذِی خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِی سِتَّةِ أَیَّامٍ وَکَانَ عَرْشُهُ عَلَی الْمَاءِ ) .(5)

(قُلْ أَئِنَّکُمْ لَتَکْفُرُونَ بِالَّذِی خَلَقَ الْأَرْضَ فِی یَوْمَیْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَاداً ذلِکَ رَبُّ الْعَالَمِینَ * وَجَعَلَ فِیهَا رَوَاسِیَ مِنْ فَوْقِها وَبَارَکَ فِیْهَا وَقَدَّرَ فِیْهَا أَقْوَاتَهَا فِی أَرْبَعَةِ أَیَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِینَ * ثُمَّ اسْتَوَی إِلَی السَّمَاءِ وَهِیَ دُخانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِیَا طَوْعاً أَوْ کَرْهاً قَالَتا أَتَیْنَا طائِعِینَ * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِی یَوْمَیْنِ وَأَوْحَی فِی کُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَیَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْیَا بِمَصَابِیحَ وَحِفْظاً ذلِکَ تَقْدِیرُ الْعَزِیزِ الْعَلیمِ ) .(6)

الحدیث :

الإمامُ الرِّضا علیه السلام - فی قولهِ تعالی : (وهُوَ الّذی خَلَقَ السَّماواتِ والأرْضَ فی سِتَّةِ أیّامٍ وَکَانَ عَرْشُهُ عَلَی الْمَاءِ ) - : إنَّ اللَّهَ تبارکَ وتعالی خَلقَ العَرشَ والماءَ والمَلائکَةَ قَبلَ خَلقِ السّماواتِ والأرضِ ، وکانَتِ الملائکَةُ تَسْتَدِلُّ بأنْفُسِها وبالعَرشِ والماءِ علی اللَّهِ عزّوجلّ ، ثُمَّ جَعلَ عَرشَهُ علی الماءِ لیُظْهِرَ بذلکَ قُدْرَتَهُ للملائکةِ ، فَیَعلَمُوا أ نَّهُ علی کُلِّ شی ءٍ قدیرٌ ، ثُمَّ ... خَلقَ السّماواتِ والأرضَ فی سِتَّةِ أیّامٍ وهُو مُسْتَولٍ علی عَرشِهِ ، وکانَ قادِراً علی أنْ یَخْلُقَها فی طَرْفَةِ

ص :97


1- بحار الأنوار : 60/79/4 .
2- (انظر) ص 127 خلق السماوات .
3- (انظر) بحار الأنوار : 58 / 61 باب 8 .
4- . یونس : 3 .
5- هود : 7 .
6- . فصّلت : 9 - 12 .

عَینٍ ، ولکنَّهُ عزّوجلّ خَلقَها فی سِتَّةِ أیّامٍ لیُظْهِرَ للملائکةِ ما یَخْلُقُهُ مِنها شَیئاً بَعدَ شَی ءٍ ، وتَسْتَدِلَّ بحُدوثِ ما یَحْدُثُ علی اللَّهِ تعالی مَرّةً بعدَ مرّةٍ .(1)

1071 - سَماءُ الدُّنیا

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله - لَمّا قالَ لَهُ رَجُل : یا رسولَ اللَّهِ ما هذه السَّماءُ؟ - : هذا مَوجٌ مَکْفوفٌ عَنکُم .(2)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - لَمّا سُئل عن سماءِ الدُّنیا مِمّا هی؟ - : مِن مَوجٍ مَکْفوفٍ .(3)

1072 - عَمَدُ السَّماءِ

الکتاب :

(اللَّهُ الَّذِی رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَیرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها ثُمَّ اسْتَوَی عَلَی الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ کُلٌّ یَجْرِی لِأَجَلٍ مُسَمّیً یُدَبِّرُ الْأَمْرَ یُفَصِّلُ الْآیاتِ لَعَلَّکُمْ بِلِقاءِ رَبِّکُمْ تُوقِنُونَ ) .(4)

(خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغیْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها وَأَلْقَی فِی الْأَرْضِ رَوَاسِیَ أَنْ تَمِیدَ بِکُمْ وَبَثَّ فِیها مِنْ کُلِّ دَابَّةٍ وَأَنَزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنْبَتْنا فِیها مِنْ کُلِّ زَوْجٍ کَرِیمٍ ) .(5)

الحدیث :

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : فنَظَرَتِ العَینُ إلی خَلْقٍ مُخْتَلِفٍ مُتَّصِلٍ بَعْضُهُ ببَعضٍ ، ودَلَّها القَلبُ علی أنّ لذلکَ خالِقاً ؛ وذلکَ أ نَّهُ فَکّرَ حیثُ دَلّتْهُ العَینُ علی ما عایَنَتْ مِن عِظَم السَّماءِ وارْتِفاعِها فی الهواءِ بغَیرِ عَمَدٍ ولا دِعامَةٍ تُمْسِکُها ، وأ نَّها لا تَتَأخّرُ فتَنْکَشِطَ ، ولا تَتَقدّمُ فتَزولَ ، ولا تَهْبِطُ مَرّةً فتَدْنوَ ، ولا تَرْتَفِعُ فلا تُری .(6)

تفسیر القمّی عن الحسین بن خالدٍ عن أبی الحسن الرِّضا علیه السلام: قلت له : أخبرنی عن قَولِ اللَّهِ: (والسَّماءِ ذاتِ الحُبُکِ)(7) فقال : هِی مَحْبوکَةٌ إلی الأرضِ ، وشَبَکَ بَینَ أصابِعِهِ ، فقلتُ : کیفَ تکونُ مَحْبوکَةً إلی الأرضِ واللَّهُ یقولُ : (رَفَعَ السَّماواتِ بغَیرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها) ؟! فقالَ : سُبحانَ اللَّهِ ! ألیسَ اللَّهُ یقولُ : (بغَیرِ عَمَدٍ تَرَونَها) ؟! فقلتُ : بَلی ، فقالَ : ثَمَّ عَمَدٌ ولکنْ لا تَرَونَها .(8)

ص :98


1- التوحید : 320/2 .
2- بحار الأنوار: 58/103/29.
3- بحار الأنوار : 58/ 88/1 .
4- الرعد : 2 .
5- لقمان : 10 .
6- تفسیرنورالثقلین: 4/195/16.
7- الذاریات : 7 .
8- تفسیر القمّی : 2/328 .

1073 - العَرشُ وَالکُرسِیُ

الکتاب :

(رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ ) .(1)

(الَّذِینَ یَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ یُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَیُؤمِنُونَ بِهِ وَیَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِینَ آمَنُوا) .(2)

(وَسِعَ کُرْسِیُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلا یَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ العَلِیُّ الْعَظِیمُ ) .(3)

(4)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : ما السّماواتُ السَّبْعُ فی الکُرْسِیِّ إلّا کحَلْقَةٍ مُلْقاةٍ فی أرضٍ فَلاةٍ ، وفَضلُ العَرشِ علی الکُرْسِیِّ کفَضْلِ الفَلاةِ علی تلکَ الحَلْقَةِ .(5)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : العَرشُ فی وَجْهٍ هُو جُملَةُ الخَلقِ ، والکُرْسِیُّ وعاؤهُ . وفی وَجْهٍ آخرَ العَرشُ هُو العِلْمُ الّذی أطْلَعَ اللَّهُ علَیهِ أنبیاءَهُ ورسُلَهُ وحُجَجَهُ . والکُرْسِیُّ هوالعِلمُ الّذی لَم یُطْلِعِ(اللَّهُ) علَیهِ أحَداً مِن أنبیائهِ ورسولِهِ (6) وحُجَجِهِ علیهم السلام .(7)

عنه علیه السلام - فی قولهِ تعالی : (وَسِعَ کُرْسِیُّهُ السَّماواتِ والأرْضَ) - : عِلمُهُ .(8)

(9)

1074 - عَظَمَةُ ما غابَ عَنّا مِنَ الخِلقَةِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : سُبحانَکَ ما أعْظَمَ ما نَری مِن خَلْقِکَ ! وما أصْغَرَ کُلَّ عَظیمةٍ فی جَنْبِ قُدْرَتِکَ ! وما أهْوَلَ ما نَری مِن مَلَکوتِکَ ! وما أحْقَرَ ذلکَ فیما غابَ عَنّا مِن سُلطانِکَ ! وما أسْبَغَ نِعَمَکَ فی الدُّنیا ! وما أصْغَرَها فی نِعَمِ الآخِرَةِ !(10)

عنه علیه السلام : وما الّذی نَری مِن خَلْقِکَ ونَعْجَبُ لَهُ مِن قُدْرَتِکَ ونَصِفُهُ مِن عَظیمِ سُلطانِکَ ! وما تَغَیّبَ عنّا مِنهُ ، وقَصُرَتْ أبْصارُنا عَنهُ ، وانْتَهَتْ عُقولُنا دُونَهُ ، وحالَتْ سُتورُ الغُیوبِ بَینَنا وبَینَهُ أعْظَمُ ! (11)

1075 - صِفَةُ العالَمِ العُلویِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - لَمّا سُئلَ عنِ العالَمِ

ص :99


1- النمل : 26 .
2- غافر : 7 .
3- البقرة : 255 .
4- (انظر) الأعراف : 54 ، یونس : 3 ، هود : 7 ، الرعد : 2 ، طه : 5 ، المؤمنون:86، الفرقان: 59، السجدة: 4، الحاقّة: 17 .
5- الخصال : 524/13 .
6- کذا فی المصدر ، والصحیح : «وَرُسُلِهِ» .
7- معانی الأخبار : 29/1 .
8- . بحار الأنوار: 58/28/46.
9- (انظر) بحار الأنوار : 58 / 1 باب 1 .
10- نهج البلاغة: الخطبة 109.
11- . نهج البلاغة : الخطبة 160 .

العُلْویِّ - : صُورٌ عارِیَةٌ عنِ المَوادِّ ، عالِیَةٌ عنِ القُوَّةِ والاسْتِعدادِ، تَجلّی لَهافأشْرَقَتْ، وطالَعَهافتلَأْلأَت، وألْقی فی هُوِیَّتِها مِثَالهُ فأظْهَرَ عَنها أفْعالَهُ .(1)

1076 - العَوالِمُ

الکتاب :

(الحَمدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ) .(2)

الحدیث :

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : لَعلّکَ تَری أنَّ اللَّهَ إنّما خَلقَ هذا العالَمَ الواحِدَ ، وتَری أنَّ اللَّهَ لَم یَخْلُقْ بَشَراً غَیرَکُم ! بلی واللَّهِ ، لَقد خَلقَ اللَّهُ ألفَ ألفِ عالَمٍ ، وألْفَ ألفِ آدمَ ، أنتَ فی آخِرِ تِلکَ العوالِمِ واُولئکَ الآدَمِیّینَ .(3)

عنه علیه السلام : لَقد خَلَق اللَّهُ عزّوجلّ فی الأرضِ مُنذُ خَلَقَها سَبْعَةَ عالَمینَ لَیس هُم مِن وُلدِ آدَمَ .(4)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنّ للَّهِ عزّوجلّ اثْنَی عَشَر ألفَ عالَمٍ ، کلُّ عالَمٍ مِنهُم أکْبَرُ مِن سَبْعِ سَماواتٍ وسَبْعِ أرَضینَ .(5)

(6)

1077 - حُسنُ الخَلقِ

الکتاب :

(الَّذِی أَحْسَنَ کُلَّ شَیْ ءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِینٍ ) .(7)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله - فی قولهِ تعالی : (أحْسَنَ کُلَّ شَیْ ءٍ خَلَقَهُ) - : أمَا إنّ اسْتَ القِرَدَةِ لیسَتْ بحَسَنةٍ ، ولکنَّهُ أحْکَمَ خَلْقَها .(8)

الدرّ المنثور عن الشرید بن سوید : أبصَرَ النبیُّ صلی اللَّه علیه و آله رجُلاً قد أسْبَلَ إزارَهُ، فَقَال له : ارْفَعْ إزارَکَ ، فقالَ : یا رسولَ اللَّهِ ، إنّی أحْنَفُ تَصْطکُّ رُکْبَتایَ . قالَ : ارْفَعْ إزارَکَ ، کُلُّ خَلْقِ اللَّهِ حَسَنٌ .(9)

الدرّ المنثور عن أبی اُمامَةَ : بَینما نحنُ مَع رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله إذْ لَحِقَنا عَمرُو بنُ زُرارةَ الأنصاریّ فی حُلّةٍ قد أسْبَلَ ، فأخَذَ

ص :100


1- غرر الحکم : 5885 .
2- . الفاتحة : 2 .
3- التوحید : 277/2 .
4- . الخصال : 359/45 .
5- الخصال : 639/14 .
6- (انظر) بحار الأنوار : 57 / 316 .
7- السجدة : 7 .
8- الدرّ المنثور : 6/539 .
9- الدرّ المنثور : 6/540 .

النّبیُّ صلی اللَّه علیه و آله بناحِیَةِ ثَوبِهِ فقالَ : یا رسولَ اللَّهِ ، إنّی أخْمَشُ السّاقَینِ ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : یا عَمْرَو بنَ زُرارَةَ ، إنَّ اللَّهَ أحْسَنَ کُلَّ شَی ءٍ خَلقَهُ . یا عَمرو بن زُرارةَ ، إنَّ اللَّهَ لا یُحِبُّ المُسبِلینَ (1) .(2)

(3)

ص :101


1- الدرّ المنثور : 6/539 .
2- أقول : فی تفسیر القُرطبی : و «أحْسَنَ» أی أتقنَ وأحکَمَ ، فهو أحسن من جهةِ ما هو لمقاصِده الّتی اُرید لها ، ومن هذا المعنی قال ابن عبّاس وعِکرمة : لیست است القرد بحسنة ... وقیل: هو عموم فی اللّفظ والمعنی ، أی جعل کلّ شی ء خلَقه حَسَناً ، حتّی جعل الکلبَ فی خلقه حسناً ، قاله ابن عبّاس ، وقال قَتادةُ فی اسْت القرد: حَسَنة . تفسیر القرطبی : 14/90 . وفی المیزان فی تفسیر القرآن : والتّدبُّر فی خِلقة الأشیاء - وکلّ منها فی نفسه متلائم الأجزاء بعضها لبعض والمجموع من وجوده مجهّز بما یلائم کماله وسعادته تجهیزاً لا أتمّ ولا أکمل منه - یعطی أنّ کلّاً منها حَسنٌ فی نفسه حُسناً لا أتمّ وأکمل منه بالنّظر إلی نفسه . المیزان فی تفسیر القرآن : 16/249 ، انظر تمام کلامه قدس سرّه .
3- (انظر) الکلام: باب 3458 .

ص :102

151 - الخالق

اشاره

(1)

(2)

ص :103


1- ولمزید الاطّلاع راجع : موسوعة العقائد الإسلامیّة : ج 3 و 4 و 5 . بحار الأنوار : 3 / 16 باب 3 «إثبات الصّانع» . بحار الأنوار : 3 / 57 باب 4 «توحید المفضّل» . بحار الأنوار : 3 / 152 باب 5 «رسالة الإهلیلجة» .
2- انظر : عنوان 345 «المعرفة» ، 346 «معرفة النفس» . 347 «معرفة اللَّه» ، 150 «الخلقة» ، 19 «اللَّه» . الدهر : باب 1278 ، القلب : باب 3359 .

ص :104

1078 - دَعوَةُ العَقلِ إلی دَفعِ الضَّرَرِ المُحتَمَلِ

التوحید : - قال الإمامُ الصّادقُ علیه السلام لعبدِ الکریمِ بنِ أبی العَوْجاءِ وهُو مُنْکِرٌ للمَبدَاَ والمَعادِ - : إنْ یَکُنِ الأمُر کما تَقولُ - ولَیس کما تَقولُ - نَجَوْنا ونَجَوْتَ ، و إنْ یَکُنِ الأمرُ کمانَقولُ - وهُو کما نَقولُ - نَجَوْنا وهَلَکْتَ. فأقْبَلَ عبدُالکریمِ علی مَن مَعهُ فقالَ:وَجَدتُ فی قَلبی حَزازَةً فَرُدّونی ، فَرَدُّوهُ وماتَ .(1)

بحار الأنوار عن الإمام الصّادق علیه السلام : إنْ یَکُنِ الأمرُ علی مایقولُ هؤلاءِ - وهُو علی مایقولونَ ؛ یَعنی أهلَ الطَّوافِ - فَقد سَلِموا وعَطِبْتُم ، و إنْ یَکُنِ الأمرُ کما تَقولونَ - ولَیس کما تَقولونَ - فَقَدِ اسْتَوَیْتُم وهُم.(2)

بحار الأنوار عن الإمام الصّادق علیه السلام - فی مُناظَرَتِهِ الطَّبیبَ الهِنْدیّ - : قلتُ : أرَأیْتَ إنْ کانَ القَولُ قَوْلَکَ فهَل یُخافُ علَیَّ شَیْ ءٌ مِمّا اُخَوّفُکَ بهِ مِن عِقابِ اللَّهِ ؟ قالَ : لا . قلتُ : أفرَأیْتَ إنْ کانَ کما أقولُ والحقُّ فی یَدِی ألَسْتُ قد أخَذْتُ فیما کنتُ اُحاذِرُ مِن عِقابِ الخالِقِ بالثِّقَةِ وأ نّکَ قد وَقَعتَ بجُحودِکَ و إنْکارِکَ فی الهَلَکَةِ ؟ قالَ : بلی . قلتُ : فأیُّنا أوْلی بالحَزْمِ وأقْرَبُ مِن النَّجاةِ ؟ قالَ : أنتَ .(3)

بحار الأنوار عن محمّد بن عبد اللَّه الخراسانیّ خادم الرضا علیه السلام : دَخلَ رجُلٌ مِن الزَّنادِقَةِ علی الرِّضا علیه السلام وعِندَهُ جَماعَةٌ ، فقالَ لَهُ أبو الحسنِ علیه السلام : أرَأیْتَ إنْ کانَ القَولُ قَولَکُم - ولیسَ هُو کما تَقولونَ - ألَسْنا و إیّاکُم شَرَعاً سَواءً ، ولا یَضُرُّنا ما صَلَّیْنا وصُمْنا وزَکَّیْنا وأقْرَرْنا ؟ فسَکَتَ ، فقالَ أبوالحسنِ علیه السلام: إنْ یَکُنِ القَولُ قَوْلَنا - وهُو کما نَقولُ - ألَسْتُم قد هَلَکْتُم ونَجَوْنا؟!(4)

ص :105


1- التوحید : 298/6 .
2- بحار الأنوار: 3/43/18 .
3- بحار الأنوار: 3/154 .
4- بحار الأنوار: 3/36/12 .

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - مِمّا نُقِلَ عَنهُ ، وقیلَ لغَیرِهِ - :

زَعَمَ المُنَجِّمُ والطَّبیبُ کِلاهُما***أنْ لا مَعادَ، فقلتُ: ذاکَ إلَیْکُما

إنْ صَحّ قَولُکُما فلَستُ بخاسِرٍ***أو صَحَّ قَولی فالوَبالُ علَیْکُما(1)

1079 - عَجزُ العقُولِ عَن إنکارِ اللَّهِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الحَمدُ للَّهِ المُتَجلّی لخَلْقِهِ بخَلْقِهِ ، والظّاهِرِ لقُلوبِهِم بحُجّتِهِ .(2)

عنه علیه السلام : الحَمدُ للَّهِ الّذی بَطَنَ خَفیّاتِ الاُمورِ ، ودَلّتْ (وَذلّتْ) علَیهِ أعْلامُ الظُّهورِ ، وامْتَنعَ علی عَینِ البَصیرِ ، فلا عَینُ مَن لَم یَرَهُ تُنْکِرُهُ ، ولا قَلبُ مَن أثْبَتَهُ یُبصِرُهُ ... فهُو الّذی تَشْهَدُ لَهُ أعْلامُ الوُجودِ علی إقْرارِ قَلبِ ذی الجُحودِ .(3)

عنه علیه السلام : وأقامَ مِن شَواهِدِ البَیِّناتِ علی لَطیفِ صَنْعَتِهِ وعَظیمِ قُدْرَتِهِ ما انْقادَتْ لَهُ العُقولُ ، مُعْتَرِفَةً بهِ ، ومُسَلِّمَةً لَهُ ، ونَعَقَتْ فی أسْماعِنا دَلائلُهُ علی وَحْدانِیّتِهِ .(4)

عنه علیه السلام : الّذی بَطَنَ مِن خَفیّاتِ الاُمورِ ، وظَهرَ فی العُقولِ بما یُری فی خَلقِهِ مِن عَلاماتِ التَّدبیرِ ، الّذی سُئلتِ الأنْبیاءُ عَنهُ فلَم تَصِفْهُ بِحَدٍّ ولا بِبَعْضٍ ، بَل وَصَفَتْهُ بفِعالِهِ ودَلّتْ علَیهِ بآیاتِهِ . لا تَسْتَطیعُ عُقولُ المُتَفَکّرینَ جَحْدَهُ ، لأنّ مَن کانتِ السَّماواتُ والأرضُ فِطْرَتَهُ وما فیهِنَّ وما بَینهُنَّ وهُو الصّانعُ لَهُنّ ، فلا مَدْفَعَ لقُدْرتِهِ .(5)

التوحید عن هِشامِ بنِ الحَکَمِ : کانَ زِنْدیقٌ بمِصرَ یَبْلُغُهُ عن أبی عبدِ اللَّهِ علیه السلام عِلمٌ ، فخَرجَ إلی المَدینَةِ لِیُناظِرَهُ فلَم یُصادِفْهُ بها ، فقیلَ لَهُ : هُو بمَکّةَ ، فخَرجَ الزِّنْدیقُ إلی مَکّةَ ...

فلمّا فَرَغَ أبو عبدِ اللَّهِ علیه السلام أتاهُ الزِّنْدیقُ فقَعَدَ بَینَ یَدَیْهِ ، ونَحنُ مُجْتَمِعونَ عِندَهُ ، فقالَ للزِّنْدیقِ : أتَعلَمُ أنّ للأرضِ تَحتاً وفَوقاً ؟ قالَ : نَعَم . قالَ : فدَخَلْتَ تَحتَها ؟ قالَ : لا . قالَ :

ص :106


1- بحار الأنوار: 78/87/92.
2- نهج البلاغة : الخطبة 108 .
3- نهج البلاغة: الخطبة 49.
4- نهج البلاغة : الخطبة 165.
5- . الکافی: 1/141/7.

فما یُدْریکَ بما تَحتَها ؟ قالَ : لا أدْری ، إلّا أ نّی أظُنُّ أنْ لَیس تَحتَها شَیْ ءٌ . قالَ أبو عبدِ اللَّهِ علیه السلام : فالظَّنُّ عَجْزٌ ما لَم تَسْتَیقِنْ .

قال أبو عبدِ اللَّهِ علیه السلام : فصَعِدْتَ السَّماءَ ؟ قالَ : لا . قالَ : فتَدْری ما فیها ؟ قالَ : لا . قالَ : فأتَیْتَ المَشرِقَ والمَغرِبَ فنَظَرْتَ ما خَلْفَهُما ؟! قالَ : لا . قالَ : فعَجَباً لکَ ، لَم تَبْلُغِ المَشرِقَ ، ولَم تَبْلُغِ المَغرِبَ ، ولَم تَنْزِلْ تَحتَ الأرضِ ، ولَم تَصْعَدِ السّماءَ ، ولَم تَخْبُرْ هُنالِکَ فتَعْرِفَ ما خَلفَهُنَّ وأنتَ جاحِدٌ ما فیهِنَّ ! وهَل یَجحَدُ العاقِلُ ما لا یَعرِفُ ؟!

فقالَ الزِّنْدیقُ : ما کَلّمَنی بهذا أحدٌ غَیرُکَ . قالَ أبو عبدِ اللَّهِ علیه السلام : فأنتَ فی شَکٍّ مِن ذلکَ ، فلَعلَّ هُو ، أو لَعلَّ لَیس هُو ! قالَ الزِّنْدیقُ : ولَعلَّ ذاکَ .

فقال أبو عبدِ اللَّهِ علیه السلام : أیُّها الرّجُلُ ، لَیس لِمَنْ لا یَعلَمُ حُجّةٌ علی مَن یَعلَمُ ، فلا حُجّةَ للجاهِلِ علی العالِمِ .

یا أخا أهل مِصرَ ، تَفَهّمْ عنّی ، فإنّا لا نَشُکُّ فی اللَّهِ أبَداً . أمَا تَری الشّمسَ والقَمرَ واللّیلَ والنّهارَ یَلِجانِ ولا یَشْتَبِهانِ ، یَذْهَبانِ ویَرْجِعانِ؟! ...

قالَ هِشامٌ : فآمَنَ الزِّنْدیقُ علی یَدَیْ أبی عبدِ للَّهِ علیه السلام .(1)

1080 - کُلُّ قائِمٍ فی سِواهُ مَعلولٌ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : کُلُّ قائمٍ بغَیرِهِ مَصْنوعٌ ، وکُلُّ مَوجودٍ فی سِواهُ مَعْلولٌ .(2)

عنه علیه السلام : کُلُّ مَعْروفٍ بِنَفْسِهِ مَصْنوعٌ ، وکُلُّ قائمٍ فی سِواهُ مَعْلولٌ .(3)

1081 - مَا الدَّلیلُ عَلی حُدوثِ الأجسامِ ؟

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - فی مُناظَرَتِهِ ابنَ أبی العَوْجاءِ لمّا قالَ له : ما الدّلیلُ علی حَدَثِ الأجْسامِ ؟ - : إنّی ما وَجَدتُ شَیئاً صَغیراً ولا کَبیراً إلّا إذا ضُمَّ إلَیهِ مِثْلُهُ صارَ أکْبرَ ، وفی ذلکَ زَوالٌ وانْتِقالٌ عنِ الحالَةِ الاُولی . ولَو کانَ قَدیماً ما

ص :107


1- التوحید : 293/4 .
2- نهج السعادة : 3/45 .
3- نهج البلاغة : الخطبة 186 .

زالَ ولا حالَ ؛ لأنّ الّذی یَزولُ ویَحولُ یَجوزُ أنْ یُوجَدَ ویَبطُلَ ، فیکونُ بوجودِهِ بَعدَ عَدَمِهِ دُخولٌ فی الحَدَثِ ، وفی کَونِهِ فی الاُولی دُخولُهُ فی العَدَمِ ، ولَن یَجْتَمِعَ صِفَةُ الأزَلِ والعَدَمِ فی شَی ءٍ واحِدٍ .(1)

(2)

1082 - الدَّلیلُ الأوَّلُ علی إثباتِ الصَّانِعِ

المعرفة الفطریَّة (1)

الکتاب :

(فَأَقِمْ وَجْهَکَ لِلدِّینِ حَنِیفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِی فَطَرَ النَّاسَ عَلَیْهَا لا تَبْدِیلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذلِکَ الدِّینُ الْقَیِّمُ وَلکِنَّ أَکْثَرَ النّاسِ لا یَعْلَمُونَ ) .(3)

(صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عابِدُونَ ) .(4)

(وَإِذْ أَخَذَ رَبُّکَ مِنْ بَنِی آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّیَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَی أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّکُمْ قالُوا بَلَی شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا یَوْمَ الْقِیامَةِ إِنّا کُنّا عَنْ هذَا غافِلِینَ ) .(5)

(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَیَقُولُنَ اللَّهُ ) .(6)

(حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَیْرَ مُشْرِکِینَ بِهِ وَمَنْ یُشْرِکْ بِاللَّهِ فَکَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّیْرُ أَوْ تَهْوِی بِهِ الرِّیحُ فِی مَکانٍ سَحِیقٍ ) .(7)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : کُلُّ مَوْلودٍ یُولَدُ علی الفِطرَةِ ، یَعنی علی المَعْرِفَةِ بأنّ اللَّهَ عزّوجلّ خالِقُهُ ، فذلکَ قَولُهُ : (ولَئنْ سَألْتَهُم مَن خَلَقَ السّماواتِ والأرضَ لَیَقُولُنَّ اللَّهُ ) .(8)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : کُلُّ مَولودٍ یُولَدُ علی الفِطرَةِ ، و إنّما أبَواهُ یُهَوِّدانِهِ ویُنَصِّرانِهِ .(9)

عنه صلی اللَّه علیه و آله - فی غَزوَةٍ قَتَلَ فیها المُسلِمونَ أبناءَ المُشرِکینَ - : ألا إنّ خِیارَکُم أبناءُ المُشرِکینَ . ثُمّ قالَ : ألا لا تَقْتُلوا ذُرِّیَّةً ، کُلُّ مَولودٍ یُولَدُ علی الفِطرَةِ ، فما یَزالُ علَیها حتّی یُعْرِبَ عَنها لِسانُهُ ، فأبَواهُ یُهَوِّدانِهِ أو یُنَصِّرانِهِ أو یُمَجِّسانِهِ .(10)

ص :108


1- التوحید : 297/6 ، انظر تمام الحدیث .
2- (انظر) الدهر : باب 1278 .
3- الروم : 30 .
4- البقرة : 138 .
5- الأعراف : 172 .
6- الزمر : 38 .
7- الحجّ : 31 .
8- التوحید : 331/9 .
9- شرح نهج البلاغة : 4/114 .
10- کنز العمّال : 11730 .

الإمامُ الباقرُ علیه السلام - فی قولهِ تعالی : (حُنَفاءَ للَّهِ ...) وقَد سُئلَ ما الحَنیفِیَّةُ ؟ - : هِی الفِطرَةُ الّتی فَطَرَ النّاسَ علَیها ، فَطَرَ اللَّهُ الخَلقَ علی مَعْرِفَتِهِ .(1)

عنه علیه السلام - فی قولهِ تعالی : (فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِی فَطَرَ النَّاسَ عَلَیْهَا) - : فَطَرهُم علی مَعْرفَتِهِ أ نَّهُ رَبُّهُم ، ولَولا ذلکَ لَم یَعْلَموا - إذا سُئِلوا - مَن رَبُّهُم ولا مَن رازِقُهُم .(2)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - أیضاً فی الآیةِ - : التّوحیدُ .(3)

عنه علیه السلام - فی قولهِ تعالی : (و إذْ أخَذَ ربُّکَ مِن بَنی آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّیَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَی أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّکُمْ قالُوا بَلَی شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا یَوْمَ الْقِیامَةِ إِنّا کُنّا عَنْ هذَا غافِلِینَ ) - : ثَبتَتِ المَعرِفَةُ فی قُلوبِهِم ، ونَسُوا المَوقِفَ ، وسَیَذْکُرونَهُ یَوماً ، ولَولا ذلکَ لَم یَدْرِ أحَدٌ مَن خالِقُهُ ولا مَن رازِقُهُ .(4)

الإمامُ الرِّضا علیه السلام : بصُنْعِ اللَّهِ یُسْتَدلُّ علَیهِ ، وبالعُقولِ یُعتَقَدُ مَعرِفَتُهُ ، وبالفِطْرَةِ تَثْبُتُ حُجَّتُهُ .(5)

(6)

1083 - الدَّلیلُ الثَّانِی علی إثباتِ الصَّانِعِ

المعرفةُ الفطریَّةُ (2)

الکتاب :

(وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِداً أَوْ قَائِماً فَلَمّا کَشَفْنا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ کَأَنْ لَمْ یَدْعُنا إِلَی ضُرٍّ مَسَّهُ کَذلِکَ زُیِّنَ لِلْمُسْرِفِینَ ما کانُوا یَعْمَلُونَ ) .(7)

(وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِیبِینَ إِلَیْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِیقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ یُشْرِکُونَ ) .(8)

(وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِیباً إِلَیْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِیَ ما کانَ یَدْعُوا إِلَیْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ للَّهِ ِ أَنْدَاداً لِیُضِلَّ عَن سَبِیلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِکُفْرِکَ قَلِیلاً إِنَّکَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ ) .(9)

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی تَفسیرِ«اللَّه» - : هُو الّذی یَتَأ لَّهُ إلَیهِ عِندَ الحَوائجِ والشَّدائدِ کُلُّ مَخْلوقٍ عِندَ انْقِطاعِ الرَّجاءِ مِن

ص :109


1- بحار الأنوار : 3/279/12 .
2- بحار الأنوار : 3/279/13 ، أقول : فی تفسیر البرهان روایات تدلّ علی أنّ المقصود من الفطرة فی الآیة المذکورة فطرة التوحید ، انظر البرهان فی تفسیر القرآن : 3/261/2 - 18 .
3- الکافی : 2/12/1 .
4- بحار الأنوار : 3/280/16 .
5- التوحید : 35/2 .
6- (انظر) بحار الأنوار : 3 / 276 باب 11 ، 67 / 130 باب 4 .
7- یونس : 12 .
8- الروم : 33 .
9- الزمر : 8 .

جَمیعِ مَن هُو دُونَهُ ، وتَقَطُّعِ الأسْبابِ مِن کُلِّ مَن سِواهُ ، وذلکَ أنَّ کُلَّ مُتَرَئّسٍ فی هذهِ الدُّنیا ومُتَعَظِّمٍ فیها و إنْ عَظُمَ غَناؤهُ وطُغْیانُهُ وکثُرَتْ حَوائجُ مَن دُونَهُ إلَیهِ فإنّهُم سَیَحْتاجونَ حَوائجَ لا یَقْدِرُ علَیها هذا المُتَعاظِمُ . وکذلکَ هذا المُتَعاظِمُ یَحتاجُ حَوائجَ لا یَقْدِرُ علَیها ، فَینْقَطِعُ إلی اللَّهِ عِندَ ضَرورَتِهِ وفاقَتِهِ ، حتّی إذا کُفِیَ هَمَّهُ عادَ إلی شِرْکِهِ .(1)

الإمامُ العسکریُّ علیه السلام - فی تفسیرِ البَسْملَةِ - : اللَّهُ هُو الّذی یَتألَّهُ إلَیهِ عِندَ الحَوائجِ والشَّدائدِ کُلُّ مَخْلوقٍ عِندَ انْقِطاعِ الرَّجاءِ مِن کُلِّ مَن هُوَ دُونَهُ ، وتَقَطُّعِ الأسْبابِ مِن جَمیعِ مَن سِواهُ . یقولُ : بِسمِ اللَّهِ ، أیْ أسْتَعینُ علی اُموری کُلِّها باللَّهِ الّذی لا تَحِقُّ العِبادَةُ إلّا لَهُ ، المُغیثُ إذا اسْتُغیثَ ، والمُجیبُ إذا دُعِیَ ، وهُو ما قالَ رجُلٌ للصّادقِ علیه السلام : یا ابنَ رسولِ اللَّهِ ، دُلَّنی علی اللَّهِ، ما هُو ؟ فَقدْ أکْثَرَ علَیَّ المُجادِلونَ وحَیَّرونی ، فقالَ لَهُ : یا عبدَ اللَّهِ ، هَل رَکِبْتَ سَفینَةً قَطُّ ؟ قالَ : نَعَم . قالَ : فهَل کُسِرَ بِکَ حَیثُ لا سَفینَةَ تُنْجیکَ ولا سِباحَةَ تُغْنیکَ ؟ قالَ : نَعَم . قالَ : فهَلْ تَعَلّقَ قَلبُکَ هُنالِکَ أنّ شَیئاً مِن الأشْیاءِ قادِرٌ علی أنْ یُخَلِّصَکَ مِن وَرْطَتِکَ ؟ فقالَ : نَعَم . قالَ الصّادقُ علیه السلام : فذلِکَ الشّی ءُ هُو اللَّهُ القادِرُ علی الإنْجاءِ حَیثُ لا مُنْجیَ ، وعلی الإغاثَةِ حَیثُ لا مُغِیثَ .(2)

1084 - الدَّلیلُ الثَّالِثُ علی إثباتِ الصَّانِعِ

قانونُ العِلّیّةِ

الکتاب :

(أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَیْرِ شَیْ ءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لا یُوقِنُونَ ) .(3)

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : کُلُّ صانِعِ شَیْ ءٍ فمِن شَیْ ءٍ صَنَعَ ، واللَّهُ لا مِن شَیْ ءٍ صَنَعَ ما خَلَقَ .(4)

عنه علیه السلام : الحمدللَّه ... الدّالِّ علی قِدَمِهِ بحُدوثِ خَلْقِهِ ، وبحُدُوثِ خَلْقِهِ علی وُجودِهِ ... مُسْتَشْهِدٌ بِحُدُوثِ الأشْیاءِ علی أزَلیّتِهِ ، وبما وَسَمَها بهِ مِن العَجْزِ

ص :110


1- التوحید : 231/5 .
2- التوحید : 231/5 .
3- الطور : 35 ، 36 .
4- التوحید : 43/3 .

علی قُدْرَتِهِ ، وبما اضْطَرَّها إلَیهِ مِن الفَناءِ علی دَوامِهِ .(1)

عنه علیه السلام : الحَمدُ للَّهِ الدّالِّ علی وُجودِهِ بخَلْقِهِ ، وبمُحْدَثِ خَلْقِهِ علی أزَلیّتِهِ .(2)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام - وقد سألَهُ رجُلٌ مِن عُلَماءِ أهلِ الشّامِ : ... فالشَّیْ ءُ خَلقَهُ مِن شَیْ ءٍ أو مِن لا شَی ءٍ ؟ - : خَلقَ الشَّیْ ءَ لا مِن شَیْ ءٍ کانَ قَبلَهُ . ولَو خَلقَ الشَّیْ ءَ مِن شَیْ ءٍ ، إذاً لَم یَکُنْ لَهُ انْقِطاعٌ أبداً ، ولَم یَزَلِ اللَّهُ إذاً ومَعهُ شَیْ ءٌ ، ولکنْ کانَ اللَّهُ ولا شَیْ ءَ مَعهُ .(3)

بحارالأنوار عن الإمام الصّادق علیه السلام - مِن مُناظَرَتِهِ زِنْدیقاً ، قالَ الزِّنْدیقُ: مِن أیِّ شَیْ ءٍ خَلقَ الأشْیاءَ ؟ - : لا مِن شَیْ ءٍ ، فقالَ : کیفَ یَجی ءُ مِن لا شَیْ ءٍ ، شَیْ ءٌ ؟ قالَ علیه السلام: إنّ الأشْیاءَ لا تَخْلو أنْ تَکونَ خُلِقَتْ مِن شَیْ ءٍ أو مِن غَیرِ شَیْ ءٍ ، فإنْ کانتْ خُلِقَتْ مِن شَیْ ءٍ کانَ مَعهُ فإنّ ذلکَ الشّیْ ءَ قَدیمٌ ، والقَدیمُ لا یَکونُ حَدیثاً ولا یَفْنی ولا یَتَغیّرُ ، ولا یَخْلو ذلکَ الشَّیْ ءُ مِن أنْ یَکونَ جَوْهَراً واحِداً ولَوْناً واحِداً، فمِن أینَ جاءتْ هذهِ الألْوانُ المُخْتَلِفَةُ والجَواهِرُ الکَثیرَةُ المَوجودَةُ فی هذا العالَمِ مِن ضُروبٍ شَتّی ؟ ومِن أینَ جاءَ المَوْتُ ، إنْ کانَ الشَّیْ ءُ الّذی اُنْشِئَتْ مِنهُ الأشْیاءُ حیّاً ؟ أو مِن أینَ جاءتِ الحیاةُ إنْ کانَ ذلکَ الشَّیْ ءُ مَیِّتاً ؟ ولا یَجوزُ أنْ یَکونَ مِن حَیٍّ ومَیِّتٍ قَدیمَیْنِ لَم یَزالا ، لأنّ الحیَّ لا یَجی ءُ مِنهُ مَیِّتٌ وهُو لَم یَزَلْ حیّاً ، ولا یَجوزُ أیضاً أنْ یَکونَ المَیِّتُ قَدیماً لَم یَزَلْ بما هُو بهِ مِن المَوْتِ، لأنَّ المَیِّتَ لاقُدْرَةَ لَهُ ولابَقاءَ. قالَ: مِن أینَ قالوا إنَّ الأشیاءَ أزَلیَّةٌ؟ قالَ علیه السلام: ... إنَّ الأشْیاءَ تَدُلُّ علی حُدوثِها مِن دَوَرانِ الفَلَکِ بما فیهِ ... وتَحَرُّکِ الأرضِ ومَن علَیها ، وانْقِلابِ الأزْمِنَةِ ، واخْتِلافِ الوَقتِ والحَوادِثِ الّتی تَحْدُثُ فی العالَمِ ، مِن زِیادَةٍ ونُقْصانٍ ومَوْتٍ وبِلیً ، واضْطِرارِ النَّفْسِ إلی الإقْرارِ بأنّ لَها صانِعاً ومُدَبِّراً ؟ أما تَری الحُلْوَ یَصیرُ حامِضاً ، والعَذْبَ مُرّاً ، والجَدیدَ بالِیاً ، وکُلٌّ إلی تَغَیُّرٍ وفَناءٍ ؟!(4)

ص :111


1- نهج البلاغة : الخطبة 185 .
2- نهج البلاغة : الخطبة 152 .
3- التوحید : 66/20 .
4- بحار الأنوار : 10/166/2 .

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - وقد سُئلَ عنِ الدَّلیلِ علی الواحِدِ ؟ - : ما بِالخَلْقِ مِن الحاجَةِ.(1)

عنه علیه السلام - لمّا سألَهُ أبو شاکرٍ الدَّیْصانیُّ : ما الدّلیلُ علی أنّ لکَ صانِعاً ؟ - : وَجَدتُ نَفْسی لا تَخْلو مِن إحْدی جِهَتَینِ : إمّا أنْ أکون صَنَعْتُها أنا أو صَنَعَها غَیری ؛ فإن کنتُ صَنَعتُها أنا فلا أخْلو مِن أحدِ مَعْنَیَینِ ، إمّا أنْ أکونَ صَنَعتُها وکانتْ مَوجودَةً أو صَنَعْتُها وکانتْ مَعْدومَةً ، فإنْ کنتُ صَنَعْتُها وکانتْ مَوجودةً فَقَدِ اسْتَغْنَتْ بوجودِها عن صَنْعَتِها ، و إن کانتْ مَعْدومَةً فإنّکَ تَعلمُ أنّ المَعْدومَ لا یُحْدِثُ شَیئاً ، فقد ثَبَتَ المَعنی الثّالثُ أنّ لی صانِعاً وهُو اللَّهُ رَبُّ العالَمِینَ ، فقامَ وما أحارَ جَواباً .(2)

(3)

1085 - الدَّلیلُ الرَّابِعُ علی إثباتِ الصَّانِعِ

الآیات

الکتاب :

(وَفِی خَلْقِکُمْ وَمَا یَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آیَاتٌ لِقَومٍ یُوقِنُونَ ) .(4)

(إِنَّ فِی خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّیْلِ وَالنَّهَارِ لَآیَاتٍ لِأُولِی الْألْبَابِ ) .(5)

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - وقد سُئلَ عن إثْباتِ الصّانعِ - : البَعْرَةُ تَدُلُّ علی البَعیرِ ، والرَّوْثَةُ تَدُلَّ علی الحَمیرِ ، وآثارُ القَدَمِ تَدُلُّ علی المَسیرِ ، فهَیْکَلٌ عُلْویٌّ بهذهِ اللَّطافَةِ ، ومَرْکَزٌ سُفْلیٌّ بهذهِ الکَثافَةِ کیفَ لا یَدُلّانِ علی اللّطیفِ الخَبیرِ ؟ ! (6)

عنه علیه السلام - کانَ کثیراً ما یقولُ إذا فَرَغَ مِن صَلاة اللّیلِ - : أشهَدُ أنّ السّماواتِ والأرضَ وما بَینَهُما آیاتٌ تَدُلُّ علَیکَ ، وشَواهِدُ تَشْهدُ بما إلَیهِ دَعَوتَ . کلُّ ما یُؤدِّی عنکَ الحُجَّةَ ویَشْهدُ لکَ بالرُّبوبیّةِ مَوْسومٌ بآثارِ نِعْمَتِکَ ، ومَعالِمِ تَدبیرِکَ .(7)

عنه علیه السلام : بصُنْعِ اللَّهِ یُسْتَدَلُّ علَیهِ ، وبالعُقولِ تُعْتَقَدُ مَعْرفَتُهُ ، وبالفِکْرَةِ تَثْبُتُ حُجّتُهُ ، وبآیاتهِ احْتَجَّ علی خَلْقِهِ .(8)

ص :112


1- تحف العقول : 377 .
2- التوحید : 290/10 .
3- (انظر) الخلقة : باب 1065 ، 1067 .
4- الجاثیة : 4 .
5- آل عمران : 190 .
6- بحار الأنوار : 3/55/27 .
7- شرح نهج البلاغة : 20/255 .
8- تحف العقول : 62 .

عنه علیه السلام : ظَهرَتْ فی بَدائعِ الّذی أحْدَثَها آثارُ حِکمَتِهِ ، وصارَ کُلُّ شَی ءٍ خَلقَ حُجَّةً لَهُ ومُنْتَسِباً إلَیهِ ، فإنْ کانَ خَلْقاً صامِتاً فحُجَّتُهُ بالتَّدبیرِ ناطِقَةٌ فیهِ .(1)

عنه علیه السلام : ولَو فَکّروا فی عَظیمِ القُدرَةِ وجَسیمِ النِّعمَةِ لرَجَعوا إلی الطَّریقِ وخافوا عذابَ الحَریقِ ، ولکنّ القُلوبَ عَلیلَةٌ والأبْصارَ مَدْخولَةٌ .

أفَلا یَنْظُرون إلی صَغیرِ ما خَلقَ : کیفَ أحکَمَ خَلْقَهُ ، وأتْقَنَ تَرْکیبَهُ ، وفَلقَ لَهُ السَّمعَ والبَصرَ ، وسَوّی لَهُ العَظْمَ والبَشَرَ ؟

انْظُروا إلی النَّملَةِ فی صِغَرِ جُثَّتِها ولَطافَةِ هَیْئَتِها لاتَکادُ تُنالُ بلَحْظِ البَصَرِ ولا بمُسْتَدرَکِ الفِکَرِ ، کیفَ دَبَّتْ علی أرْضِها وضَنَّتْ علی رِزْقِها ...

لو فَکّرْتَ فی مَجاری أکْلِها ، فی عُلُوِّها وسُفْلِها ، وما فی الجَوفِ مِن شَراسِیفِ بَطْنِها ، وما فی الرّأسِ مِن عَیْنِها واُذُنِها ، لَقَضَیتَ مِن خَلْقِها عَجَباً ولَقِیتَ مِن وَصْفِها تَعَباً ...

فانْظُرْ إلی الشّمسِ والقَمرِ ، والنَّباتِ والشَّجَرِ ، والماءِ والحَجَرِ ، واخْتِلافِ اللّیلِ والنّهارِ ، وتَفَجُّرِ هذهِ بحار ، وکَثْرَةِ هذهِ الجِبالِ ، وطُولِ هذهِ القِلالِ ، وتَفَرُّقِ هذهِ اللُّغاتِ والألْسُنِ المُخْتَلِفاتِ .

فالوَیْلُ لِمَن أنْکَرَ المُقَدِّرَ ، وجَحَدَ المُدَبِّرَ ! زَعَموا أ نّهم کالنَّباتِ ما لَهُم زارِعٌ ، ولا لاخْتِلافِ صُوَرِهِم صانِعٌ ! لَم یَلْجَأوا إلی حُجَّةٍ فیما ادَّعَوا ، ولا تَحْقیقٍ لِما وَعَوا ، وهَل یَکونُ بِناءٌ مِن غَیرِ بانٍ أو جِنایَةٌ مِن غَیرِ جانٍ ؟!(2)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام - فی قولهِ تعالی : (ومَن کانَ فی هذهِ أعْمی فهُوَ فی الآخِرَةِ أعْمی )(3) - : فمَن لَم یَدُلَّهُ خَلقُ السّماواتِ والأرضِ واخْتِلافُ اللّیلِ والنّهارِ ، ودَوَرانُ الفَلَکِ بالشَّمسِ والقَمرِ ، والآیاتُ العَجیباتُ علی أنّ وَراءَ ذلکَ أمراً هُو أعْظَمُ مِنهُ ، (فهُو فی الآخِرَةِ أعمی ) . قالَ : فهُو عمّا لَم یُعایِنْ أعْمی وأضَلُّ سبیلاً .(4)

ص :113


1- التوحید : 52/13 .
2- بحار الأنوار : 3/26/1 .
3- الإسراء : 72 .
4- بحار الأنوار : 3/28/2 .

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - وقد سألَهُ زِنْدیقٌ : ما الدَّلیلُ علی صانِعِ العالَمِ ؟ - : وجودُ الأفاعیلِ الّتی دَلّتْ علی أنّ صانِعاً صَنَعَها ، ألا تَری أ نّکَ إذا نَظَرْتَ إلی بِناءٍ مُشَیَّدٍ مَبْنیٍّ عَلِمتَ أنّ لَهُ بانِیاً ، و إنْ کُنتَ لَم تَرَ البانیَ ولَم تُشاهِدْهُ؟!(1)

عنه علیه السلام : أوَّلُ العِبَرِ والأدِلَّةِ علی الباری جَلّ قُدْسُهُ تَهْیئَةُ هذا العالَمِ وتألیفُ أجْزائهِ ونَظْمُها علی ما هِی علَیهِ ، فإنّکَ إذا تَأمَّلْتَ العالَمَ بفِکْرِکَ ومَیَّزْتَهُ بعَقلِکَ وجَدتَهُ کالبَیتِ المَبْنیِّ المُعَدِّ فیهِ جمیعُ ما یَحتاجُ إلَیه عِبادُهُ ؛ فالسَّماءُ مَرْفوعَةٌ کالسَّقفِ ، والأرضُ مَمْدودَةٌ کالبِساطِ ، والنُّجومُ مَنْضودَةٌ کالمَصابیحِ ، والجَواهِرُ مَخْزونَةٌ کالذَّخائِرِ ، وکلُّ شَیْ ءٍ فیها لِشأنِهِ مُعَدٌّ ، والإنْسانُ کالمُمَلَّکِ ذلکَ البَیتَ ، والمُخَوَّلِ جَمیعَ ما فیهِ ، وضُروبُ النَّباتِ مُهَیّأةٌ لَمَآرِبهِ ، وصُنوفُ الحَیوانِ مَصْروفَةٌ فی مَصالِحِه ومَنافِعِه ، ففی هذا دِلالةٌ واضِحَةٌ علی أنّ العالَمَ مَخْلوقٌ بتَقْدیرٍ وحِکمَةٍ ، ونِظامٍ ومُلاءمَةٍ ، وأنّ الخالِقَ لَهُ واحِدٌ .(2)

الإمامُ الرِّضا علیه السلام - وقد سئلَ عنِ الدّلیلِ علی حُدوثِ العالَمِ - : أنتَ لَم تَکُنْ ثُمّ کنتَ ، وقد عَلِمتَ أ نّکَ لَم تُکَوّنْ نَفْسَکَ ، ولا کَوّنَکَ مَن هُو مِثلُکَ .(3)

عنه علیه السلام - فی قولهِ تعالی : (ومَن کان فی هذهِ أعمی فَهو فی الآخِرَةِ أَعمی ) - : یَعنی أعْمی عنِ الحقائقِ المَوجودَةِ .(4)

1086 - خَلقُ الإنسانِ

الکتاب :

(فَلْیَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ ) .(5)

(وَمِنْ آیَاتِهِ أَنْ خَلَقَکُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ ) .(6)

(وَهُوَ الَّذِی خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَکانَ رَبُّکَ قَدِیراً ) .(7)

(خَلَقَ الْإِنْسَانِ مِنْ عَلَقٍ ) .(8)

(إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِیهِ فَجَعَلْناهُ سَمِیعاً بَصِیراً ) .(9)

ص :114


1- التوحید : 244/1 .
2- بحار الأنوار : 3/61 .
3- التوحید : 293/3 .
4- التوحید : 438 .
5- الطارق : 5 .
6- الروم : 20 .
7- الفرقان : 54 .
8- العلق : 2 .
9- الدهر : 2 .

(یَخْلُقُکُمْ فِی بُطُونِ أُمَّهَاتِکُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِی ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذلِکُمُ اللَّهُ رَبُّکُمْ لَهُ الْمُلْکُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ فَأَنَّی تُصْرَفُونَ ) .(1)

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أمْ هذا الّذی أنْشَأهُ فی ظُلُماتِ الأرْحامِ وشُغُفِ الأسْتارِ نُطْفَةً دِهاقاً ... ثُمّ مَنَحَهُ قَلباً حافِظاً ، ولِساناً لافِظاً ، وَبصَراً لاحِظاً ، لِیَفْهَمَ مُعْتَبِراً ، ویُقَصِّرَ مُزْدَجِراً ، حتّی إذا قامَ اعْتِدالُهُ واسْتَوی مِثالُهُ ، نَفَرَ مَسْتَکْبِراً .(2)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام - فی قولهِ تعالی : (مِن نُطْفَةٍ أمْشاجٍ )(3) - : ماءُ الرَّجلِ وماءُ المرأةِ اخْتَلَطا جَمیعاً .(4)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : والعَجَبُ مِن مَخْلوقٍ یَزْعُمُ أنّ اللَّهَ یَخْفی علی عِبادِهِ وهُو یَری أثَرَ الصُّنْعِ فی نَفْسِهِ بتَرْکیبٍ یَبْهَرُ عَقْلَهُ ، وتَألیفٍ یُبْطِلُ حُجَّتَهُ (جُحودَهُ) ! ولَعَمْری لَو تَفَکّروا فی هذِه الاُمورِ العِظام لَعایَنوا مِن أمرِ التَّرْکیبِ البَیِّنِ ، ولُطْفِ التَّدبیرِ الظّاهِرِ ، ووُجودِ الأشیاءِ مَخلوقَةً بَعدَ أنْ لَم تَکُنْ ، ثُمّ تَحَوُّلِها مِن طَبیعَةٍ إلی طَبیعَةٍ ، وصَنیعَةٍ بَعدَ صَنیعَةٍ ، ما یَدُلُّهُم علی الصّانعِ .(5)

بحار الأنوار : الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لَمّا دَخلَ علَیهِ ابنُ أبی العَوْجاءِ - : یابنَ أبی العَوْجاءِ ، أمَصْنوعٌ أنتَ أمْ غَیرُ مَصنوعٍ ؟ قالَ : لَستُ بمَصْنوعٍ ، فقالَ لَهُ الصّادقُ علیه السلام: فلَو کُنتَ مَصْنوعاً کیفَ کنتَ تکونُ ؟ فلَم یُحِرْ ابنُ أبی العَوْجاءِ جَواباً ، وقامَ وخَرجَ .(6)

التوحید : قال الإمام الصادق علیه السلام - لابن أبی العوجاء - : أمَصْنوعٌ أنتَ أم غَیرُ مَصنوعٍ ؟ فقالَ عبدُ الکریمِ بنُ أبی العَوْجاءِ : بل أنا غَیرُ مَصنوعٍ ، فقالَ لَهُ العالِمُ علیه السلام : فصِفْ لی : لَو کُنتَ مَصنوعاً کیفَ کنتَ تکونُ ؟ فبقیَ عبدُ الکریمِ مَلِیّاً لا یُحِیرُ جَواباً ، ووَلِعَ بخَشَبَةٍ کانتْ بَینَ یَدَیهِ ، وهُو یقولُ : طویلٌ عَریضٌ عَمیقٌ قَصیرٌ مُتَحرِّکٌ ساکِنٌ ، کلُّ ذلکَ صفةُ خَلْقِهِ ! فقالَ لَهُ العالِمُ علیه السلام : فإنْ کنتَ لمْ تَعْلَمْ صِفَةَ الصَّنْعَةِ غَیرَها فاجْعَلْ نَفسَکَ مَصْنوعاً لِما تَجِدُ فی نَفْسِکَ مِمّا یَحْدُثُ مِن هذهِ الاُمورِ .(7)

ص :115


1- الزمر : 6 .
2- نهج البلاغة: الخطبة 83 .
3- الإنسان : 2 .
4- تفسیر القمّی : 2/398 .
5- بحار الأنوار : 3/152 .
6- بحار الأنوار : 3/31/4 .
7- التوحید : 296/6 .

الإمامُ الرِّضا علیه السلام - وقد سألَهُ رجُلٌ مِن الزَّنادِقَةِ : فما الدّلیلُ علَیهِ ؟ - : إنّی لَمّا نَظَرتُ إلی جَسَدی فلَم یُمْکِنّی فیهِ زِیادَةٌ ولا نُقْصانٌ فی العَرضِ والطُّولِ ودَفعِ المَکارِهِ عنهُ وجَرِّ المَنفَعَةِ إلَیهِ عَلِمتُ أنّ لهذا البُنْیانِ بانِیاً ، فأقْرَرْتُ بهِ . مَع ما أری من دَوَران الفَلَکِ بقُدْرَتِهِ ، و إنْشاءِ السَّحابِ ، وتَصْریفِ الرِّیاحِ ، ومَجْری الشّمسِ والقَمَرِ والنُّجومِ ، وغیرِ ذلکَ مِن الآیاتِ العَجیباتِ المُتْقَناتِ ، عَلِمْتُ أنّ لِهذا مُقَدِّراً ومُنْشِئاً .(1)

(2)

1087 - التَّصویرُ فِی الأرحامِ

الکتاب :

(هُوَ الَّذِی یُصَوِّرُکُمْ فِی الْأَرْحامِ کَیْفَ یَشَاءُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ ) .(3)

(هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنَی یُسَبِّحُ لَهُ ما فِی السَّماوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ ) .(4)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله - لأمیرِ المؤمنینَ علیه السلام - : قُلْ ما أوَّلُ نِعمَةٍ بَلاکَ اللَّهُ عزّوجلّ وأنْعَمَ علَیکَ بِها ؟ قالَ : أنْ خَلَقَنی ... فما الثّالثةُ ؟ قالَ : أنْ أنْشَأنی - فلَهُ الحَمدُ - فی أحْسَنِ صُورةٍ وأعْدَلِ تَرْکیبٍ . قالَ: صَدَقْتَ .(5)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : تَعْتَلِجُ النُّطْفَتانِ فی الرَّحِمِ ، فأیَّتُهما کانتْ أکثرَ جاءتْ تُشْبِهُها .(6)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنّ اللَّهَ تبارکَ وتعالی إذا أرادَ أنْ یَخْلُقَ خَلْقاً جَمعَ کُلَّ صُورَةٍ بَینَهُ وبَینَ أبیهِ إلی آدَمَ ، ثُمّ خَلَقَهُ علی صُورَةِ أحَدِهِم ، فلا یَقولَنَّ أحَدٌ : هذا لا یُشْبِهُنی ولا یُشْبِهُ شَیئاً مِن آبائی !(7)

1088 - خَلقُ الرّوحِ

(کَیْفَ تَکْفُرُونَ بِاللَّهِ وَکُنْتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْیاکُمْ ثُمَّ یُمِیتُکُمْ ثُمَّ یُحْیِیکُمْ ثُمَّ إِلَیْهِ تُرْجَعُونَ ) .(8)

ص :116


1- التوحید : 251/3 .
2- (انظر) الإنسان : باب 319 ، 320 .
3- آل عمران : 6 .
4- الحشر : 24 .
5- الأمالی للطوسی : 492/1077 .
6- علل الشرائع : 95/4 .
7- علل الشرائع : 103/1.
8- البقرة : 28 .

(یُخْرِجُ الْحَیَّ مِنَ الْمَیِّتِ وَیُخْرِجُ الْمَیِّتَ مِنْ الْحَیِّ وَیُحْیِی الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَکَذلِکَ تُخْرَجُونَ ) .(1)

(2)

1089 - خَلقُ الأزواجِ

الکتاب :

(وَمِنْ آیَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَکُمْ مِنْ أَنْفُسِکُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْکُنُوا إِلَیْها وَجَعَلَ بَیْنَکُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِی ذلِکَ لَآیاتٍ لِقَوْمٍ یَتَفَکَّرُونَ ) .(3)

(فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَکُمْ مِنْ أَنْفُسِکُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ الْأَنْعامِ أَزْوَاجاً یَذْرَأُکُمْ فِیهِ لَیْسَ کَمِثْلِهِ شَیْ ءٌ وَهُوَ السَّمِیعُ الْبَصِیرُ ) .(4)

(وَاللَّهُ خَلَقَکُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَکُمْ أَزْوَاجاً وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَی وَلا تَضَعُ إِلّا بِعِلْمِهِ وَما یُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا یُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِی کِتابٍ إِنَّ ذلِکَ عَلَی اللَّهِ یَسِیرٌ ) .(5)

(6)

الحدیث :

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : لَو رَأیتَ فَرْداً مِن مِصْراعَیْنِ فیه کَلّوبٌ ، أکنتَ تَتَوهّمُ أ نَّهُ جُعِلَ کذلکَ بلا مَعنی ؟ بَلْ کُنتَ تَعلمُ ضَرورَةً أنّهُ مَصْنوعٌ یَلْقی فَرداً آخَرَ ، فتُبْرِزُهُ لِیکونَ فی اجْتِماعِهِما ضَرْبٌ مِن المَصلَحَةِ ، وهکذا تَجِدُ الذَّکَرَ مِن الحَیوانِ کأنّهُ فَردٌ مِن زَوْجٍ مَهَیّأٌ مِن فَردٍ اُنْثی ، فَیلْتَقیانِ لِما فیهِ مِن دَوامِ النَّسْلِ وبَقائهِ ، فَتَبّاً وخَیْبَةً وتَعْساً لمُنْتَحلی الفَلسَفةِ ، کیفَ عَمِیَتْ قُلوبُهُم عن هذهِ الخِلْقَةِ العَجیبَةِ ، حتّی أنْکروا التّدبیرَ والعَمْدَ فیها ؟! (7)

1090 - زَوجِیَّةُ الأشیاءِ

الکتاب :

(سُبْحَانَ الَّذِی خَلَقَ الْأَزْوَاجَ کُلَّها مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ مِمَّا لا یَعْلَمُونَ) .(8)

(أَوَلَمْ یَرَوْا إِلَی الْأَرْضِ کَمْ أَنْبَتْنَا فِیهَا مِنْ کُلِّ زَوْجٍ کَرِیمٍ * إِنَّ فِی ذلِکَ لَآیَةً وَما کانَ أَکْثَرُهُمْ مُؤْمِنِینَ) .(9)

(وَمِنْ کُلِّ شَیْ ءٍ خَلَقْنَا زَوْجَیْنِ لَعَلَّکُمْ تَذَکَّرُونَ) .(10)

ص :117


1- الروم : 19 .
2- (انظر) البقرة : 73 ، النجم : 44 ، الحجّ : 66 ، ق : 43 ، الأعراف : 158 ، التوبة: 116 ، یونس : 31 ، 56 ، المؤمنون : 80 ، غافر : 68 ، الدخان : 8 ، الحدید :2 ، الجاثیة : 26 ، الأنعام : 95 ، آل عمران : 27 .
3- الروم : 21 .
4- الشوری : 11 .
5- فاطر : 11 .
6- (انظر) النجم : 45 ، القیامة : 39 ، النحل : 72 ، اللیل : 3 .
7- بحار الأنوار : 3/75 .
8- یس : 36 .
9- الشعراء : 7 ، 8 .
10- الذاریات : 49 .

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : فهذا الّذی نُشاهِدُهُ مِن الأشْیاءِ بَعْضُها إلی بَعْضٍ مُفْتَقِرٌ ، لأ نَّهُ لا قِوامَ للبَعْضِ إلّا بما یَتّصِلُ بهِ ، کما تَری البِناءَ مُحْتاجاً بَعْضُ أجْزائهِ إلی بَعْضٍ ، و إلّا لَم یَتَّسِقْ ولَم یَسْتَحْکِمْ ، وکذلکَ سائرُ ما نَری .(1)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی وصفِ اللَّهِ تعالی بذِکرِ بعضِ أفعالهِ - : مُؤلِّفٌ بَینَ مُتَعادِیاتِها ، مُفَرِّقٌ بَینَ مُتَدانیاتِها ، دالّةً بتَفْریقِها علی مُفَرِّقِها ، وبتَألیفِها علی مُؤَلِّفِها ، وذلکَ قولُهُ عزّوجلّ : (ومِنْ کُلِّ شَی ءٍ خَلَقْنا زَوْجَینِ لَعَلّکُمْ تَذَکَّرونَ) .(2)

عنه علیه السلام : أجَّلَ الأشیاءَ لأوْقاتِها ، ولاءَمَ بینَ مُخْتَلِفاتِها ، وغَرَّزَ غَرائزَها ، وألْزَمَها أشْباحَها .(3)

عنه علیه السلام : ولَم یَخْلُقْ شیئاً فَرْداً قائماً بنَفْسِهِ دُونَ غَیرِهِ ؛ لِلّذی أرادَ مِن الدِّلالَةِ علی نَفْسِهِ و إثْباتِ وجُودِهِ ، فاللَّهُ تَبارکَ وتعالی فَرْدٌ واحِدٌ لا ثانیَ مَعَهُ یُقیمُهُ ولا یَعْضُدُهُ ولا یَکُنُّهُ ، والخَلْقُ یُمْسِکُ بعضُهُ بَعْضاً بإذنِ اللَّهِ ومَشیئَتِهِ .(4)

عنه علیه السلام - فی وصفِ خلقِ اللَّه لِلأشیاءِ - : أقامَ مِن الأشْیاءِ أوَدَها ، ونَهّی معالِمَ حُدودِها ، ولأمَ (ولاءمَ) بقُدْرَتِه بینَ مُتَضادّاتِها ، ووَصَلَ أسْبابَ قَرائنِها .(5)

الإمامُ الرِّضا علیه السلام : إنّما تحُدُّالأدواتُ أنفُسها، وتُشیرُ الآلَةُ إلی نَظائرِها، وفی الأشْیاءِ یُوجَدُ فِعالُها ، مَنَعَتْها «مُنذَ» القِدْمَةَ ، وَحَمَتْها «قَد» الأزَلِیَّةَ ، وجَنَّبَتْها «لَولا» التّکْمِلَةَ . افْتَرَقَتْ فَدَلّتْ علی مُفَرِّقِها ، وتَبایَنَتْ فأعْرَبَتْ عَن مُبایِنِها ، لِمَا تَجلّی صانِعُها للعُقولِ .(6)

عنه علیه السلام : إنّما تحُدُّ الأدواتُ أنفُسها، وتُشیرُ الآلَةُ إلی نَظائرِها، وفی الأشیاءِ یُوجَدُ أفْعالُها ... لَولا الکَلِمَةُ افْتَرقَتْ فدَلّتْ علی مُفَرِّقِها، وتَبایَنَتْ فأعْرَبَتْ عَن مُبایِنِها ، لَمَا تَجلّی صانِعُها للعُقولِ .(7)

ص :118


1- بحار الأنوار : 9/262/1 .
2- التوحید : 308/2 .
3- بحار الأنوار : 4/248/5 .
4- بحار الأنوار: 10/316/1.
5- التوحید: 53/13.
6- التوحید : 39/2 .
7- عیون أخبار الرِّضا : 1/152/51 .

1091 - الرِّزقُ ومَعرِفَةُ اللَّهِ

الکتاب :

(یا أَیُّهَا النّاسُ اذْکُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَیْکُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَیْرُ اللَّهِ یَرْزُقُکُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ لا إِلهَ إِلّا هُوَ فَأَنَّی تُؤْفَکُونَ) .(1)

(أَمَّنْ هذَا الَّذِی یَرْزُقُکُمْ إِنْ أَمْسَکَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِی عُتُوٍّ وَنُفُورٍ) .(2)

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أیُّها المَخْلوقُ السَّویُّ ، والمُنْشَأُ المَرْعِیُّ ، فی ظُلُماتِ الأرْحامِ ومُضاعَفاتِ الأستارِ ، بُدِئْتَ مِن سُلالَةٍ مِن طِینٍ ، ووُضِعتَ فی قَرارٍ مَکینٍ ، إلی قَدَرٍ مَعلومٍ وأَجلٍ مَقْسومٍ ، تَمُورُ فی بَطنِ اُمِّکَ جَنیناً ، لا تُحیرُ دُعاءً ، ولا تَسمَعُ نِداءً ، ثُمّ أُخْرِجْتَ مِن مَقَرِّکَ إلی دارٍ لَم تَشْهَدْها ، ولَم تَعرِفْ سُبُلَ مَنافِعِها ، فمَن هَداکَ لاجْتِرارِ الغِذاءِ مِن ثَدْیِ اُمِّکَ ، وعَرّفَکَ عِند الحاجَةِ مواضِع طَلَبِکَ و إرادَتِکَ ؟(3)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : ما أقْبَحَ بالرّجُلِ یَأتی علَیهِ سَبْعونَ سَنةً أو ثَمانونَ سَنةً یَعیشُ فی مُلکِ اللَّهِ ویَأکُلُ مِن نِعَمِه ، ثُمّ لا یَعرِفُ اللَّهَ حَقَّ مَعْرفَتِهِ !(4)

عنه علیه السلام : فَکِّرْ یا مُفضّلُ فی الأفْعالِ الّتی جُعِلَتْ فی الإنْسانِ مِن الطُّعْمِ ... ولَو کانَ الإنْسانُ إنّما یَصیرُ إلی أکْلِ الطَّعامِ لِمَعْرفَتِهِ بحاجَةِ بَدَنِهِ إلَیهِ ولَم یَجِدْ مِن طِباعِهِ شَیئاً یَضْطَرُّهُ إلی ذلکَ کانَ خَلیقاً أنْ یَتَوانی عَنهُ أحْیاناً بالتَّثقُّلِ والکَسَلِ ، حتّی یَنْحَلَّ بَدَنُهُ فیَهْلِکَ .(5)

1092 - تَقدیرُ الأشیاءِ

الکتاب :

(قالَ رَبُّنَا الَّذِی أعْطی کُلَّ شَیْ ءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَی ) .(6)

(اللَّهُ یَعْلَمُ ما تَحْمِلُ کُلُّ أُنْثَی وَما تَغِیضُ الْأَرْحامُ وَما تَزْدَادُ وَکُلُّ شَیْ ءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ ) .(7)

(الَّذِی لَهُ مُلْکُ السَّماوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ یَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ یَکُن لَّهُ شَرِیکٌ فِی الْمُلْکِ وَخَلَقَ کُلَّ شَیْ ءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِیراً ) .(8)

(إِنَّا کُلَّ شَیْ ءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ) .(9)

ص :119


1- فاطر : 3 .
2- الملک : 21 .
3- نهج البلاغة : الخطبة 163 .
4- بحار الأنوار : 4/54/34 .
5- بحار الأنوار : 3/78 .
6- طه : 50 .
7- الرعد : 8 .
8- الفرقان : 2 .
9- القمر : 49 .

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : قَدَّرَ اللَّهُ المقادیرَ قَبلَ أَنْ یَخلُقَ السَماواتِ والأرض بِخَمسینَ الفَ سَنَةٍ .(1)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام: قَدَّرَ ما خَلَقَ فَأحْکَمَ تَقدیرَهُ . وَدَبَّرهُ فَألطَفَ تَدبیرَهُ .(2)

الکافی عن محمّد بن مسلم : سألت الإمامَ الصّادقَ علیه السلام عن قولِ اللَّهِ عزّوجلّ : (أعْطی کُلَّ شَی ءٍ خَلْقَهُ ثُمّ هَدی ) قال : لیسَ شَی ءٌ مِن خَلقِ اللَّهِ إلّا وهُو یَعرِفُ مِن شَکْلهِ الذَّکَر مِن الاُنْثی . قلتُ : ما یَعْنی (ثُمّ هَدی ) ؟ قالَ : هَداهُ للنِّکاحِ والسِّفاحِ مِن شَکلِهِ (3) .(4)

1093 - تَعلیمُ الإنسانِ

الکتاب :

(الَّذِی عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ یَعْلَمْ ) .(5)

(وَاللَّهُ أَخْرَجَکُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِکُمْ لا تَعْلَمُونَ شَیْئاً وَجَعَلَ لَکُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّکُمْ تَشْکُرُونَ ) .(6)

1094 - اختِلافُ الألسِنَةِ وَالألوانِ

الکتاب :

(وَمِنْ آیَاتِهِ خَلْقُ السَّماوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِکُمْ وَأَلْوَانِکُمْ إِنَّ فِی ذلِکَ لَآیَاتٍ لِلْعَالِمِینَ ) .(7)

(وَمَا ذَرَأَ لَکُمْ فِی الْأَرْضِ مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ إِنَّ فِی ذلِکَ لَآیةً لِقَوْمٍ یَذَّکَّرُونَ ) .(8)

(فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفَاً أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِیْضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِیبُ سُودٌ * وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ کَذلِکَ إِنَّمَا یَخْشَی اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ) .(9)

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الوَیْلُ لِمَنْ أنْکَرَ المُقَدِّرَ ، وجَحَدَ المُدَبِّرَ ! زَعَموا أ نَّهُم کالنَّباتِ ما لَهُم زارِعٌ ، ولا لاخْتِلافِ صُوَرِهِم صانِعٌ ، لَم یَلْجَأوا إلی حُجَّةٍ فیما ادّعَوا ، ولا تَحْقیقٍ لِما وَعَوا .(10)

ص :120


1- التوحید : 368/7 .
2- نهج البلاغة : الخطبة 91 .
3- الکافی : 5 / 567 / 49 .
4- فی المیزان فی تفسیرِ القرآنِ فی قولهِ تعالی : (ربُّنا الّذی أعطی کلَّ شی ءٍ خَلْقَهُ) : فیؤولُ المعنی إلی إلقائهِ الرابطةَ بین کلّ شی ءٍ بما جهّز به فی وجوده من القوی والآلات ، وبین آثاره الّتی تنتهی به إلی غایةِ وجوده ... المیزان فی تفسیر القرآن : 14/166 ، وانظر تمام کلامه قدس سرّه .
5- العلق : 4 ، 5 .
6- النحل : 78 .
7- الروم : 22 .
8- النحل : 13 .
9- فاطر : 27 ، 28 .
10- بحار الأنوار : 3/26/1 .

1095 - اللِّباسُ ، الظِّلالُ ، البُیوتُ

الکتاب :

(یا بَنِی آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَیْکُمْ لِبَاساً یُوَارِی سَوْآتِکُمْ وَرِیشاً وَلِبَاسُ التَّقْوی ذلِکَ خَیْرٌ ذلِکَ مِنْ آیَاتِ اللَّهِ ) .(1)

(وَهُوَ الَّذِی سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْکُلُوا مِنْهُ لَحْمَاً طَرِیَّاً وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْیَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَی الْفُلْکَ مَوَاخِرَ فِیهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّکُمْ تَشْکُرُونَ ) .(2)

(وَاللَّهُ جَعَلَ لَکُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالاً وَجَعَلَ لَکُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَکْنَاناً وَجَعَلَ لَکُمْ سَرَابِیلَ تَقِیکُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِیلَ تَقِیکُمْ بَأْسَکُمْ ) .(3)

(وَاللَّهُ جَعَلَ لَکُمْ مِنْ بُیُوتِکُمْ سَکَناً وَجَعَلَ لَکُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُیُوتاً تَسْتَخِفُّونَهَا یَوْمَ ظَعْنِکُمْ وَیَوْمَ إِقَامَتِکُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثاً وَمَتَاعاً إِلَی حِینٍ ) .(4)

الحدیث :

الإمامُ الباقرُ علیه السلام - فی قولهِ تعالی : (لَم نَجْعَلْ لَهُم مِن دُونِها سِتْراً* کذلکَ)(5) - : لَم یَعْلَموا صَنْعَةَ البُیوتِ .(6)

1096 - النَّومُ

الکتاب :

(وَمِنْ آیَاتِهِ مَنامُکُمْ بِاللَّیْلِ وَالنَّهارِ وَابْتِغاؤُکُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِی ذلِکَ لَآیاتٍ لِقَوْمٍ یَسْمَعُونَ) .(7)

(أَلَمْ یَرَوْا أَ نّا جَعَلْنَا اللَّیْلَ لِیَسْکُنُوا فِیهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِراً إِنَّ فِی ذلِکَ لَآیَاتٍ لِقَوْمٍ یُؤْمِنُونَ) .(8)

(9)

الحدیث :

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - للمفضل بن عمر - : فَکِّرْ یا مُفَضَّلُ فی الأفْعالِ الّتی جُعِلَتْ فی الإنْسانِ مِن الطُّعْمِ والنَّومِ ... لَو کانَ إنّما یَصیرُ إلی النَّوم بالتَّفَکُّرِ فی حاجَتِهِ إلی راحَةِ البَدَنِ و إجْمامِ قُواهُ کانَ عَسی أنْ یَتَثاقَلَ عَن ذلکَ ، فیَدْمَغهُ حتّی یَنْهَکَ بَدَنُهُ .(10)

1097 - اختِلافُ اللَّیلِ وَالنَّهارِ

الکتاب :

(قُلْ أَرَأَیْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَیْکُمُ اللَّیْلَ سَرْمَداً إِلَی یَوْمِ

ص :121


1- الأعراف : 26 .
2- النحل : 14 .
3- النحل : 81 .
4- النحل : 80 .
5- الکهف : 90 و 91 .
6- تفسیر العیّاشی : 2/350/84 .
7- الروم : 23 .
8- النمل : 86 .
9- (انظر) الفرقان : 47 ، النبأ : 9 ، الزمر : 42 .
10- بحار الأنوار : 3/78 .

الْقِیَامَةِ مَنْ إِلهٌ غَیْرُ اللَّهِ یَأْتِیکُمْ بِضِیَاءٍ أَفَلَاتَسْمَعُونَ ) .(1)

(قُلْ أَرَأَیْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَیْکُمُ النَّهارَ سَرْمَداً إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ مَنْ إِلهٌ غَیْرُ اللَّهِ یَأْتِیکُمْ بِلَیْلٍ تَسْکُنُونَ فِیهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ) .(2)

(3)

الحدیث :

الإمامُ زینُ العابدین علیه السلام : الحَمْدُللَّهِ الَّذی خَلَقَ اللّیلَ والنهارَ بِقوَّتِه ، وَمیّزَ بَینَهُما بِقُدرَتهِ، وجَعَلَ لِکُلِّ واحِدٍ مِنهُما حدّاً مَحدُوداً وأمَداً مَمدُوداً، یُولِجُ کُلَّ واحدٍ مِنهُما فی صَاحِبِه، وَیُولِجُ صُاحِبَهُ فِیهِ بتقدیرٍ مِنهُ لِلعِبادِ فیما یَغذُوهم بِه ویُنشِئُهم علیهِ .(4)

1098 - خَلقُ الأرضِ

الکتاب :

(وَفِی الْأَرْضِ آیَاتٌ لِلْمُوقِنِینَ) .(5)

(وَمِنْ آیَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعاکُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ ) .(6)

(إِنَّ اللَّهَ یُمْسِکُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتا إِنْ أَمْسَکَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ کانَ حَلِیماً غَفُوراً ) .(7)

(اللَّهُ الَّذِی جَعَلَ لَکُمُ الْأَرْضَ قَرَاراً وَالسَّماءَ بِناءً وَصَوَّرَکُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَکُمْ وَرَزَقَکُمْ مِنَ الطَّیِّباتِ ذلِکُمُ اللَّهُ رَبُّکُمْ فَتَبارَکَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِینَ ) .(8)

(9)

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أنْشَأَ الأرضَ فأمْسَکَها مِن غیرِ اشْتِغالٍ ، وأرْساها علی غَیرِ قَرارٍ ، وأقامَها بغَیرِ قوائمَ ، ورَفَعَها بغَیرِ دَعائمَ ، وحَصَّنَها مِن الأوَدِ والاعْوِجاجِ ، ومَنَعَها مِن التّهافُتِ والانْفِراجِ .(10)

ص :122


1- القصص : 71 .
2- القصص : 72 .
3- (انظر) الأنعام : 96 ، الأعراف : 54 ، القصص : 73 ، النور: 44 ، الفرقان : 47 ، النمل : 86 ، یس : 37 ، الزمر : 5.
4- بحار الأنوار : 58/199/37 .
5- الذاریات : 20 .
6- الروم : 25 .
7- فاطر : 41 .
8- غافر : 64 .
9- (انظر) البقرة : 22 ، الحجر :19 ، طه : 53 ، الأنبیاء : 31 ، الرعد : 3 ، 4 ، إبراهیم : 32 ، النحل : 13 ، 15 ، الکهف : 7 ، الشعراء : 7 ، 8 ، النمل : 60 ، 61 ، لقمان : 10 ، یس : 33 - 36 ، فصّلت : 39 ، الشوری : 29 ، الزخرف: 10 ، الجاثیة: 13 ، ق: 7 ، 8 ، الذاریات: 48 ، 49 ، الرحمن : 10 - 13 ، الحدید: 17 ، الطلاق : 12 ، الملک: 15 ، نوح : 19 ، 20 ، المرسلات : 25 - 28 ، النبأ : 6 - 16 ، الطارق : 12 ، الغاشیة : 17 - 20 ، الشمس : 6 .
10- نهج البلاغة : الخطبة 186 .

عنه علیه السلام : فأنْهَدَ جِبالَها عَن سُهولِها ، وأساخَ قَواعِدَها فی مُتونِ أقْطارِها ... وجَعَلَها للأرضِ عِماداً ، وأرَّزَها فیها أوْتاداً ، فسَکَنَتْ علی حَرَکَتِها مِن أنْ تَمِیدَ بأهْلِها ، أو تَسیخَ بحِمْلِها ، أو تَزولَ عَن مَواضِعِها .(1)

عنه علیه السلام : رَفعَ السَّماءَ بغَیرِ عَمَدٍ ، وبَسَطَ الأرضَ علی الهَواءِ بغَیرِ أرْکانٍ .(2)

عنه علیه السلام : کَبَسَ الأرضَ علی مَوْرِ أمْواجٍ مُسْتَفْحِلَةٍ ، ولُجَجِ بِحارٍ زاخِرَةٍ ... وسَکنَتِ الأرضُ مَدْحُوّةً فی لُجَّةِ تَیّارِهِ ... فسَکَنتْ مِن المَیَدانِ لرُسوبِ الجِبالِ فی قِطَعِ أدیمِها وتَغَلْغُلِها ، مُتَسَرِّبَةً فی جَوْباتِ خَیاشِیمِها .(3)

عنه علیه السلام : ووَتّدَ بالصُّخورِ مَیَدانَ أرضِهِ .(4)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام - فی قولِه تعالی : (الّذی جَعَلَ لَکُمُ الأرضَ فِراشاً)(5) - : جَعَلَها مُلائمَةً لطَبائعِکُم ، مُوافِقَةً لأجْسادِکُم ، لَم یَجْعَلْها شَدیدَةَ الحَمْی والحَرارَةِ فتُحْرِقَکُم ، ولا شَدیدَةَ البَرْدِ فتُجمِدَکُم ، ولا شَدیدَةَ طِیبِ الرِّیحِ فتَصْدَعَ هاماتِکُم ، ولا شَدیدَةَ النَّتْنِ فتُعْطِبَکُم .(6)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - للمفضّل بن عمر - : فَکِّرْ یا مُفَضّلُ فی هذهِ المَعادِنِ وما یَخْرُجُ مِنها مِن الجَواهِرِ المُخْتلِفَةِ ، مِثلِ الجِصِّ ، والکِلْسِ ، والجِبْسینِ ، والزَّرانیخِ ، والمَرتکِ ، والقُوینا (القوبنا) ، والزِّیْبَقِ ، والنُّحاسِ، والرَّصاصِ، والفِضّةِ، والذّهبِ، والزَّبَرْجَدِ ، والیاقوتِ ، والزُّمُرُّدِ ، وضُروبِ الحِجارَةِ ، وکذلکَ ما یَخرُجُ منها مِن القارِ ، والمُومیا ، والکِبْریتِ ، والنّفْطِ ، وغیرِ ذلک مِمّا یَسْتَعْمِلُهُ النّاسُ فی مَآرِبِهِم ، فهَل یَخْفی علی ذی عَقلٍ أنّ هذهِ کُلَّها ذَخائِرُ ذُخِرَتْ للإنْسانِ فی هذهِ الأرضِ لیَسْتَخرِجَها فیَسْتَعمِلَها عِند الحاجَةِ إلَیها ؟ ثُمّ قَصُرَتْ حِیلَةُ النّاسِ عَمّا حاوَلوا مِن صَنْعَتِها علی حِرْصِهِم واجْتِهادِهِم فی ذلکَ ، فإنّهُم لَو ظَفِروا بما حاوَلوا مِن هذا العِلمِ کانَ لا مَحالةَ سَیظْهَرُ

ص :123


1- نهج البلاغة : الخطبة 211 .
2- بحار الأنوار : 97/192 .
3- نهج البلاغة : الخطبة 91 .
4- نهج البلاغة : الخطبة 1 .
5- البقرة : 22 .
6- التوحید : 404/11 .

ویَسْتَفیضُ فی العالَمِ حتّی تَکْثُرَ الفِضَّةُ والذَّهبُ ، ویَسْقُطا عِند النّاسِ ، فلا یکونَ لَهُما قِیمَةٌ .(1)

1099 - خَلقُ الجِبالِ

الکتاب :

(خَلَقَ السَّماوَاتِ بِغَیْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها وَأَلْقَی فِی الْأَرْضِ رَوَاسِیَ أَنْ تَمِیدَ بِکُمْ وَبَثَّ فِیهَا مِنْ کُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّماءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِیها مِنْ کُلِّ زَوْجٍ کَرِیمٍ ) .(2)

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ووَتَّدَ بالصُّخورِ مَیَدانَ أرضِهِ .(3)

عنه علیه السلام : عَدّلَ حَرَکاتِها بالرّاسیاتِ مِن جَلامِیدِها ، وذَواتِ الشَّناخیبِ الشُّمِّ (الصُّمِّ) مِن صَیاخِیدِها .(4)

عنه علیه السلام : وجَبَلَ جَلامیدَها ، ونُشُوزَ مُتونِها وأطْوادِها، فأرْساها فی مَراسیها ، وألْزَمَها قَراراتِها ، فمَضَتْ رُؤوسُها فی الهَواءِ ، ورَسَتْ اُصولُها فی الماءِ ، فأنْهَدَ جبالَها عَن سُهولِها ، وأساخَ قَواعِدَها فی مُتونِ أقْطارِها ومَواضِعِ أنْصابِها ، فأشْهَقَ قِلالَها ، وأطالَ أنْشازَها ، وجَعَلَها للأرضِ عِماداً ، وأرَّزَها فیها أوْتاداً ، فسَکَنَتْ علی حَرَکَتِها .(5)

1100 - خَلقُ الماءِ

(وَمِنْ آیَاتِهِ أَنَّکَ تَرَی الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَیْها الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِی أَحْیاها لَمُحْیِی الْمَوْتَی إِنَّهُ عَلَی کُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ ) .(6)

(أَفَرَأَیْتُمُ الْمَاءَ الَّذِی تَشْرَبُونَ * أَ أَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ * لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً فَلَولَا تَشْکُرُونَ) .(7)

(أَوَلَمْ یَرَ الَّذِینَ کَفَرُوا أَنَّ السَّماوَاتِ وَالْأَرْضَ کانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما وَجَعَلْنا مِنَ الْمَاءِ کُلَّ شَیْ ءٍ حَیٍّ أَفَلا یُؤْمِنُونَ) .(8)

(9)

ص :124


1- بحار الأنوار : 60/186/18 .
2- لقمان : 10 .
3- نهج البلاغة : الخطبة 1 .
4- نهج البلاغة: الخطبة91.
5- نهج البلاغة: الخطبة 211.
6- فصّلت : 39 .
7- الواقعة : 68 - 70 .
8- . الأنبیاء : 30 .
9- (انظر) النحل : 10 ، 65 ، البقرة : 164 ، الحجّ : 63 ، النمل : 60 ، إبراهیم: 32 ، الفرقان : 48 ، الأنفال : 11 .

1101 - تسخیرُ البِحارِ

الکتاب :

(وَهُوَ الَّذِی سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْکُلُوا مِنْهُ لَحْمَاً طَرِیّاً وَتسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْیَةً تَلْبَسُونَها وَتَرَی الْفُلْکَ مَوَاخِرَ فِیهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّکُمْ تَشْکُرُونَ ).(1)

(وَآیَةٌ لَهُمْ أَ نَّا حَمَلْنَا ذُرِّیَّتَهُمْ فِی الْفُلْکِ الْمَشْحُونِ * وَخَلَقْنا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ ما یَرْکَبُونَ * وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِیخَ لَهُمْ وَلا هُمْ یُنْقَذُونَ ) .(2)

(3)

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی مُناجاتِهِ - : أنتَ الّذی فی السَّماءِ عظَمَتُکَ ، وفی الأرضِ قُدرَتُکَ ، وفی البحار عَجائبُکَ ، وفی الظُّلُماتِ نُورُکَ .(4)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : فإذا أرَدتَ أنْ تَعرِفَ سَعةَ حِکمَةِ الخالِقِ وقِصَرَ عِلمِ المَخلوقینَ فانْظُرْ إلی ما فی البحار مِن ضُروبِ السَّمَکِ ، ودَوابِّ الماءِ ، والأصْدافِ والأصْنافِ الّتی لا تُحْصی ولا تُعْرَفُ مَنافِعُها إلّا الشّیْ ءَ بَعدَ الشّیْ ءِ ، یُدرِکُهُ النّاسُ بأسْبابٍ تَحْدُثُ .(5)

1102 - خَلقُ النَّباتاتِ

(إِنَّ اللَّهَ فالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوی یُخْرِجُ الْحَیَّ مِنَ الْمَیِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَیِّتِ مِنَ الْحَیِّ ذلِکُمُ اللَّهُ فَأَنَّی تُؤْفَکُونَ) .(6)

(وَالْأَرْضَ مَدَدْناها وَأَلْقَیْنا فِیها رَوَاسِیَ وَأَنْبَتْنا فِیهَا مِنْ کُلِّ شَیْ ءٍ مَوْزُونٍ) .(7)

(وَهُوَ الَّذِی أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ کُلِّ شَیْ ءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاکِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِیَةٌ وَجَنَّتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّیْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَیْرَ مُتَشَبِهٍ . انْظُرُوا إِلَی ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَیَنْعِهِ إِنَّ فِی ذلِکُمْ لآیَاتٍ لِقَومٍ یُؤْمِنُونَ) .(8)

(أَوَلَمْ یَرَوْا إِلَی الْأَرْضِ کَمْ أَنْبَتْنَا فِیهَا مِنْ کُلِّ زَوْجٍ کَرِیمٍ * إِنَّ فِی ذلِکَ لَآیَةً وَما کانَ أَکْثَرُهُم مُؤْمِنِینَ) .(9)

(أَفَرَأَیْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ * أَ أَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ

ص :125


1- النحل : 14 .
2- یس : 41 - 43 .
3- (انظر) إبراهیم : 32 ، الفرقان : 53 ، النمل : 61 ، الشوری : 32 ، الجاثیة : 12 ، الطور : 6 ، الملک : 30 ، الرحمن : 19 ، المرسلات : 27 .
4- بحار الأنوار : 97/202 .
5- بحار الأنوار : 3/109 .
6- الأنعام : 95 .
7- الحِجر : 19 .
8- الأنعام : 99.
9- الشعراء : 7 ، 8 .

الزَّارِعُونَ * لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطامَاً فَظَلْتُمْ تَفَکَّهُونَ) .(1)

(أَفَرَأَیْتُمُ النَّارَ الَّتِی تُورُونَ * أَ أَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ) .(2)

1103 - إرسالُ الرِّیاحِ

الکتاب :

(وَمِنْ آیَاتِهِ أَنْ یُرْسِلَ الرِّیِاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِیُذِیقَکُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِیَ الْفُلْکُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّکُمْ تَشْکُرُونَ) .(3)

(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ یُزْجِی سَحَاباً ثُمَّ یُؤَلِّفُ بَیْنَهُ ثُمَّ یَجْعَلُهُ رُکَاماً فَتَرَی الوَدْقَ یَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَیُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِیهَا مِنْ بَرَدٍ فَیُصِیبُ بِهِ مَنْ یَشَاءُ وَیَصْرِفُهُ عَمَّنْ یَشَاءُ یَکَادُ سَنَا بَرْقِهِ یَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ) .(4)

(5)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : الرِّیاحُ ثَمانٍ ، أربَعٌ مِنها عَذابٌ ، وأربَعٌ مِنها رَحمَةٌ ؛ فالعَذابُ مِنها : العاصِفُ ، والصَّرْصَرُ ، والعَقیمُ ، والقاصِفُ ، والرَّحمَةُ مِنها : النّاشِراتُ ، والمُبَشِّراتُ ، والمُرسَلاتُ ، والذّارِیاتُ .

فیُرسِلُ اللَّهُ المُرْسَلاتِ فتُثیرُ السَّحابَ ، ثُمّ یُرسِلُ المُبَشِّراتِ فتُلْقِحُ السَّحابَ ، ثُمّ یُرسِلُ الذّاریاتِ فتَحْمِلُ السَّحابَ ، فتَدُرُّ کما تَدُرُّ اللّقحَةُ ، ثُمّ تُمطِرُ وهُنَّ اللَّواقِحُ - ثُمَّ یُرسِلُ النّاشِراتِ فتَنْشُرُ ما أرادَ .(6)

(7)

1104 - خَلقُ الشَّمسِ وَالقَمرِ

الکتاب :

(وَمِنْ آیَاتِهِ اللَّیْلُ وَالنَّهارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِی خَلَقَهُنَّ إِنْ کُنْتُمْ إِیَّاهُ تَعْبُدُونَ ) .(8)

(وَالشَّمْسُ تَجْرِی لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذلِکَ تَقْدِیرُ الْعَزِیزِ الْعَلِیمِ ) .(9)

(لَا الشَّمْسُ یَنْبَغِی لَهَا أنْ تُدْرِکَ الْقَمَرَ ولَا اللَّیْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَکُلٌّ فِی فَلَکٍ یَسْبَحُونَ ) .(10)

ص :126


1- الواقعة : 63 - 65 .
2- الواقعة : 71 - 72 .
3- الروم : 46 .
4- النور : 43 .
5- (انظر) البقرة : 164 ، الأعراف : 57 ، الحجر : 22 ، الإسراء : 69 ، الأنبیاء : 81 ، الفرقان : 48 ، النمل : 63 ، الروم : 51 ، الذاریات : 1 ، القمر : 19 ، المرسلات : 1 - 3 .
6- بحار الأنوار : 60/21/48 .
7- (انظر) بحار الأنوار : 60 / 1 باب 29 .
8- . فصّلت : 37 .
9- یس : 38 .
10- . یس : 40 .

(هُوَ الَّذِی جَعَلَ الشَّمْسَ ضِیَاءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرُهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِینَ وَالحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذلِکَ إِلّا بِالْحَقِّ یُفَصِّلُ الْآیَاتِ لِقَوْمٍ یَعْلَمُونَ) .(1)

(2)

الحدیث :

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام - مِن دُعائهِ عِند رُؤیةِ الهِلالِ - : أیُّها الخَلْقُ المُطیعُ الدّائبُ السَّریعُ ، المُتَرَدِّدُ فی مَنازِلِ التَّقْدیرِ ، المُتَصَرِّفُ فی فَلَکِ التَّدْبیرِ ، آمَنْتُ بمَن نَوّرَ بکَ الظُّلَمَ ، وأوْضَحَ بکَ البُهَمَ ، وجَعلَکَ آیةً مِن آیاتِ مُلْکِهِ .(3)

1105 - خَلقُ السَّماواتِ

الکتاب :

(لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَکْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلکِنَّ أَکْثَرَ النَّاسِ لا یَعْلَمُونَ) .(4)

(وَمِنْ آیَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِیهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وهُوَ عَلَی جَمْعِهِمْ إِذَا یَشَاءُ قَدِیرٌ ) .(5)

(إِنَّ فِی السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآیَاتٍ لِلْمُؤْمِنینَ ) .(6)

(قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِی السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَما تُغْنِی الْآیَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا یُؤْمِنُونَ ) .(7)

(وَکَأَیِّنْ مِنْ آیَةٍ فِی السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ یَمُرُّونَ عَلَیْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ ) .(8)

(وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ آیَاتِها مُعْرِضُونَ ) .(9)

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : سُبحانَکَ ما أعْظَمَ ما نَری مِن خَلْقِکَ ! وما أصْغَرَ کُلَّ عَظیمَةٍ فی جَنبِ قُدْرتِکَ ! وما أهْوَلَ ما نَری مِن مَلَکوتِکَ ! وما أحْقَرَ ذلکَ فیما غابَ عنّا مِن سُلطانِکَ ! وما أسْبَغَ نِعَمَکَ فی الدُّنیا ! وما أصْغَرَها فی نِعَمِ الآخِرَةِ !(10)

(11)

ص :127


1- یونس : 5 .
2- (انظر) البقرة : 258 ، آل عمران : 27 ، الأنعام : 96 ، الأعراف: 54 ، یونس: 67 ، الرعد: 2،3، إبراهیم: 33 النحل : 12 ، الإسراء : 12 ، الکهف : 86 ، 90 ، الأنبیاء: 33 ، الحجّ: 61 ، المؤمنون: 80 ، النور: 44 ، الفرقان : 45 - 47 ، 61 ، 62 ، النمل : 63 ، 86 ، القصص : 71 - 73 ، العنکبوت : 61 ، الروم : 23 ، لقمان: 29 ، فاطر: 13 ، یس: 37، 39 ، الصافّات: 5 ، الزمر : 5 ، غافر : 61 ، الرحمن : 5 ، 17 ، 18 ، الحدید : 6 ، المعارج : 40 ، نوح : 16 ، المدّثر : 32 - 34 ، النبأ :10 - 12 ، 13 ، التکویر : 1 ، 17 ، 18 ، الفجر : 1 ، 4 ، الشمس : 1 - 4 ، الضحی : 1 ، 2 ، الفلق : 1 ، 3 .
3- بحار الأنوار : 58/178/36 .
4- غافر : 57 .
5- الشوری : 29 .
6- الجاثیة : 3 .
7- یونس : 101 .
8- یوسف : 105 .
9- الأنبیاء : 32 .
10- نهج البلاغة: الخطبة 109.
11- (انظر) : ص 95 خلق السماوات .

1106 - الدَّلیلُ الخامِسُ علی إثباتِ الصَّانِعِ

فَسْخُ العزائمِ ونَقْضُ الهممِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : عَرفْتُ اللَّهَ سُبحانَهُ بفَسْخِ العَزائمِ ، وحَلِّ العُقودِ ، ونَقْضِ الهِمَمِ .(1)

عنه علیه السلام - وقد سُئلَ عنِ الدَّلیلِ علی إثْباتِ الصّانعِ - : ثَلاثةُ أشْیاءَ : تَحْویلُ الحالِ ، وضَعْفُ الأرْکانِ ، ونَقْضُ الهِمَّةِ .(2)

الإمامُ الحسینُ علیه السلام : إنّ رجُلاً قامَ إلی أمیرِالمؤمنینَ علیه السلام فقالَ: یاأمیرَالمؤمنینَ ، بِماذا عَرَفْتَ ربَّکَ ؟ قالَ : بفَسْخِ العَزْمِ ونَقْضِ الهَمِّ ؛ لَمّا هَمَمْتُ فحِیلَ بَینی وبَینَ هَمّی ، وعَزمْتُ فخالَفَ القَضاءُ عَزْمی ، عَلِمْتُ أنّ المُدَبِّرَ غَیری .(3)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - وقد سُئلِ : بِما عَرفْتَ ربَّکَ ؟ - : بفَسْخِ العَزْمِ ونَقْضِ الهَمِّ ؛ عَزمْتُ ففُسِخَ عَزْمی ، وهَمَمْتُ فنُقِضَ هَمّی .(4)

1107 - الطَّبیعَةُ و إسنادُ الخَلقِ إلَیها

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - فی جوابِ قولِ المُفَضَّلِ : یا مَولایَ ، إنّ قَوماً یَزْعُمونَ أنَّ هذا (الخِلقَةَ) مِن فِعلِ الطَّبیعَةِ - : سَلْهُمْ عَن هذهِ الطَّبیعَةِ : أهِیَ شَیْ ءٌ لَهُ عِلمٌ وقُدرَةٌ علی مِثْلِ هذهِ الأفْعالِ ، أمْ لَیست کذلکَ ؟ فإنْ أوْجَبوا لَها العِلْمَ والُقْدرَةَ فما یَمْنَعُهُم مِن إثْباتِ الخالِقِ ؟ فإنّ هذهِ صَنْعَتُهُ ، و إنْ زَعَموا أ نّها تَفْعَلُ هذهِ الأفْعالَ بغَیرِ عِلْمٍ ولا عَمْدٍ وکانَ فی أفْعالِها ما قَد تَراهُ مِن الصَّوابِ والحِکمَةِ عُلِمَ أنّ هذا الفِعْلَ للخالِقِ الحَکیمِ ، وأنّ الّذی سَمَّوهُ طبیعَةً هُو سُنّةٌ فی خَلْقِهِ الجارِیَةُ علی ما أجْراها علَیهِ .(5)

عنه علیه السلام : فأمّا أصْحابُ الطَّبائعِ فقالوا : إنَّ الطّبیعَةَ لا تَفْعَلُ شَیئاً لغَیرِ مَعنی ، ولا تَتَجاوز عَمّا فیهِ تَمامُ الشَّی ءِ فی طَبیعَتِهِ ، وزَعَموا أنّ الحِکمَةَ تَشْهَدُ بذلکَ ، فقیلَ لَهُم : فمَن أعْطی الطَّبیعَةَ هذهِ الحِکمَةَ والوُقوفَ علی حُدودِ

ص :128


1- نهج البلاغة: الحکمة 250 .
2- بحار الأنوار: 3/55/29.
3- . التوحید : 288/6 .
4- التوحید : 289/8 .
5- بحار الأنوار : 3/67 .

الأشْیاءِ بلا مُجاوَزَةٍ لَها، وهذا قد تَعْجِزُ عَنهُ العُقولُ بَعْدَ طُولِ التَّجارِبِ؟! فإنْ أوْجَبوا للطَّبیعَةِ الحِکمَةَ والقُدْرَةَ علی مِثْلِ هذهِ الأفْعالِ فَقد أقَرّوا بما أنْکَروا ؛ لأنَّ هذهِ هِی صِفاتُ الخالِقِ ، و إنْ أنْکَروا أنْ یکونَ هذا للطّبیعَةِ فهذا وَجْهُ الخَلْقِ یَهْتِفُ بأنَّ الفِعْلَ لِخالِقٍ حَکیمٍ .(1)

1108 - الحیوانات ومَعرِفَةُ اللَّهِ

الکتاب :

(وَجَدْتُهَا وَقَوْمَها یَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَیَّنَ لَهُمُ الشَّیْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِیلِ فَهُمْ لا یَهْتَدُونَ * أَلّا یَسْجُدُوا للَّهِ ِ الَّذِی یُخْرِجُ الْخَبْ ءَ فِی السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَیَعْلَمُ ما تُخْفُونَ وَما تُعْلِنُونَ) .(2)

(وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِی الْأَرْضِ وَلا طَائِرٍ یَطِیرُ بِجَناحَیْهِ إِلّا أُمَمٌ أَمْثَالُکُمْ مافَرَّطْنَا فِی الْکِتَابِ مِنْ شَیْ ءٍ ثُمَّ إِلَی رَبِّهِمْ یُحْشَرُونَ) .(3)

الحدیث :

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَهْما اُبْهِمَ علی البَهائمِ مِن شَی ءٍ فلا یُبْهَمُ علَیها أربَعُ خِصالٍ : مَعرِفَةُ أنّ لَها خالِقاً ، ومَعرِفَةُ طَلَبِ الرِّزْقِ ... .(4)

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : إنَّ النّاسَ أصابَهُم قَحْطٌ شَدیدٌ علی عَهد سُلیمانَ بنِ داوودَ علیهما السلام ، فشَکَوا ذلکَ إلَیهِ وطَلَبوا إلَیهِ أنْ یَسْتَسْقیَ لَهُم . فقالَ لَهُم: إذا صَلّیتُ الغَداةَ مَضَیْتُ ، فلَمّا صلّی الغَداةَ مَضی ومَضَوا ، فلَمّا أنْ کانَ فی بعضِ الطَّریقِ إذا هُو بنَمْلَةٍ رافِعَةٍ یَدَها إلی السّماءِ ، واضِعَةٍ قَدَمَیها إلی الأرضِ وهِی تقولُ : اللّهُمّ إنّا خَلْقٌ مِن خَلْقِکَ ، ولا غِنی بِنا عن رِزْقِکَ ، فلا تُهْلِکْنا بذُنوبِ بَنی آدَمَ ، فقالَ سُلیمانُ علیه السلام : ارجِعوا فقد سُقِیتُم بغَیرِکُم . قالَ : فسُقُوا فی ذلکَ العامِ ما لم یُسْقَوا مِثْلَهُ قَطُّ .(5)

1109 - عِلَّةُ الجُحودِ

الکتاب :

(ثُمَّ کَانَ عاقِبَةَ الَّذِینَ أَسَاؤُوا السُّوأی أَنْ کَذَّبُوا بِآیَاتِ اللَّهِ وَکَانُوا بِهَا یَسْتَهْزِئُونَ ) .(6)

ص :129


1- بحار الأنوار : 3/149 .
2- النمل : 24 ، 25 .
3- الأنعام : 38 .
4- الکافی: 6/539/11 .
5- . الکافی : 8/246/344 .
6- الروم : 10 .

(بَلْ هُوَ آیَاتٌ بَیِّناتٌ فِی صُدُورِ الَّذِینَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَما یَجْحَدُ بِآیَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ ) .(1)

(قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَیَحْزُنُکَ الَّذِی یَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا یُکَذِّبُونَکَ وَلکِنَّ الظّالِمِینَ بِآیَاتِ اللَّهِ یَجْحَدُونَ ) .(2)

(وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَیْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانْظُرْ کَیْفَ کانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِینَ ) .(3)

(سَأَصْرِفُ عَنْ آیَاتِیَ الَّذِینَ یَتَکَبَّرُونَ فِی الْأَرْضِ بِغَیْرِ الْحَقِّ ) .(4)

(قُلِ انْظُرُوا ماذَا فِی السَّماوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِی الْآیَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا یُؤْمِنُونَ ) .(5)

الحدیث :

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : وَلَعَمْری ، ما اُتیَ الجُهّالُ مِن قِبَلِ رَبِّهِم ، و إنَّهُم لَیَرونَ الدَّلالاتِ الواضِحاتِ والعَلاماتِ البَیِّناتِ فی خَلْقِهِم ، وما یُعایِنونَ مِن مَلَکوتِ السَّماواتِ والأرضِ ، والصُّنْعِ العَجیبِ المُتْقَنِ الدّالِّ علی الصّانِع ، ولکنَّهُم قَومٌ فَتَحوا علی أنْفُسِهم أبْوابَ المَعاصی وسَهَّلوا لَها سبیلَ الشَّهَواتِ ، فغَلَبَتِ الأهْواءُ علی قُلوبِهِم ، واسْتَحْوَذَ الشَّیطانُ بظُلْمِهِم علَیهِم ، وکذلکَ یَطْبَعُ اللَّهُ علی قُلوبِ المُعْتَدینَ .(6)

ص :130


1- العنکبوت : 49 .
2- الأنعام : 33 .
3- النمل : 14 .
4- الأعراف : 146 .
5- یونس : 101 .
6- بحار الأنوار : 3/152 .

152 - الخلق

اشاره

(1)

(2)

ص :131


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 69 / 332 باب 38 «جوامع المکارم» . بحار الأنوار : 72 / 189 باب 105 «جوامع مساوئ الأخلاق» . بحار الأنوار : 71 / 372 باب 92 «حُسن الخُلق» . بحار الأنوار : 73 / 296 باب 135 «سُوء الخُلق» . کنز العمّال : 3 / 1 - 439 ، 663 - 800 «فی الأخلاق والأفعال المحمودة» . کنز العمّال : 3 / 440 - 662 ، 801 - 834 «فی الأخلاق والأفعال المذمومة» . شرح نهج البلاغة : 6 / 337 «فی حُسن الخلق ومدحه» . وسائل الشّیعة : 8 / 503 باب 104 «استحباب حُسن الخلق» . المحجّة البیضاء : 5 / 87 «کتاب ریاضة النّفس» .
2- انظر : عنوان 40 «البِشر» ، 421 «الفضیلة» ، 517 «النفس» الأخ : باب 51 . الخلق : باب 1128 ، الخیر : باب 1180 ، الزینة : باب 1694 ، التعصّب : باب 2700 ، العادة : باب 2954 . الکمال : باب 3481 ، الکذب : باب 3401 ، الکرم : باب 3417 ، 3418 ، المرأة : باب 3601 . الوزارة : باب 4004 ، التقوی : باب 4093 ، الرحم : باب 1465 ، النفس : باب 3863 .

ص :132

1110 - أهَمِّیَةُ الخُلُقِ

أهَمِّیَةُ الخُلُقِ (1)

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : الخُلقُ وِعاءُ الدِّینِ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : لَمّا خَلقَ اللَّهُ تعالی الإیمانَ قالَ : اللّهُمَّ قَوِّنی ، فَقَوّاهُ بحُسنِ الخُلقِ والسَّخاءِ . ولَمّا خَلقَ اللَّهُ الکُفرَ قالَ : اللّهُمَّ قَوِّنی ، فَقَوّاهُ بالبُخلِ وسُوءِ الخُلقِ .(3)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : رُبَّ عَزیزٍ أذَلّهُ خُلقُهُ ، وذَلیلٍ أعَزَّهُ خُلقُهُ .(4)

(5)

1111 - حُسنُ الخُلُقِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : الإسلامُ حُسنُ الخُلقِ .(6)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : حُسنُ الخُلقِ نِصْفُ الدِّینِ .(7)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : حُسنُ الخُلقِ ذَهَبَ بخَیرِ الدُّنیا والآخِرَةِ .(8)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : ما حَسّنَ اللَّهُ خَلقَ امرئٍ وخُلقَهُ فیُطْعِمَهُ النّارَ .(9)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : لَو یَعلَمُ العَبدُ ما فی حُسن الخُلقِ لَعلِمَ أ نَّهُ مُحتاجٌ أنْ یکونَ لَهُ خُلقٌ حَسنٌ .(10)

الخصال عن حسین بن زید عن الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام عن رسول اللَّه صلی اللَّه علیه و آله : ثلاثٌ مَن لَم تَکُن فیهِ فلَیس مِنّی ولا مِن اللَّهِ عزّوجلّ . قیلَ : یا رسولَ اللَّهِ ، وما هُنَّ ؟ قالَ : حِلْمٌ یَرُدُّ بهِ جَهْلَ الجاهِلِ ، وحُسنُ خُلقٍ یَعیشُ بهِ فی النّاسِ ، ووَرَعٌ یَحْجِزُهُ عن مَعاصی اللَّهِ عزّوجلّ .(11)

ص :133


1- قال أبو حامد : الخَلق والخُلق عبارتان مستعملتان معاً ، یقال: فلان حَسَن الخَلق والخُلق ، أی حسن الظاهر والباطن ، فیُراد بالخَلق الصورة الظاهرة ، ویُراد بالخُلق الصورة الباطنة .... فالخُلق عبارة عن هیئة للنّفس راسخة تصدُر عنها الأف. المحجّة البیضاء : 5/ 95 .
2- کنز العمّال : 5137 .
3- المحجّة البیضاء : 5/90 .
4- بحار الأنوار : 71/396/79 .
5- (انظر) العلم : باب 2868 .
6- کنز العمّال : 5225 .
7- الخصال : 30/106 .
8- الأمالی للصدوق : 588/811 .
9- بحار الأنوار : 71/393/63 .
10- بحار الأنوار: 10/369/20.
11- الخصال : 145/172 .

عنه صلی اللَّه علیه و آله : زَوَّجتُ المِقدادَ وزَیداً لِیکونَ أشْرَفُکُم عندَ اللَّهِ أحْسَنَکُم خُلقاً .(1)

بحار الأنوار عن جریرِ بنِ عبدِ اللَّهِ : قالَ لی رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إنّکَ امْرؤٌ قَد أحْسَنَ اللَّهُ خَلْقَکَ فأحْسِنْ خُلقَکَ .(2)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لا قَرینَ کحُسنِ الخُلقِ .(3)

عنه علیه السلام : الخُلقُ المَحمودُ مِن ثِمارِ العقلِ، الخُلقُ المَذمومُ مِن ثِمارِ الجَهلِ .(4)

عنه علیه السلام : عُنوانُ صَحیفَةِ المؤمنِ حُسنُ خُلقِهِ .(5)

عنه علیه السلام : کَفی بالقَناعَةِ مُلْکاً ، وبحُسنِ الخُلقِ نَعیماً .(6)

عنه علیه السلام : الخُلقُ السَّجِیحُ أحَدُ النِّعْمتَینِ .(7)

عنه علیه السلام : حُسنُ الخُلقِ مِن أفضَلِ القِسَمِ وأحْسَنِ الشِّیَمِ .(8)

عنه علیه السلام : حُسنُ الخُلقِ أحَدُ العَطاءَیْنِ .(9)

عنه علیه السلام : حُسنُ الخُلقِ رأسُ کُلِّ بِرٍّ .(10)

عنه علیه السلام : أرضی النّاسِ مَن کانَتْ أخْلاقُهُ رَضِیَّةً .(11)

عنه علیه السلام : أحْسنُ السَّناءِ الخُلقُ السَّجِیحُ .(12)

عنه علیه السلام : مَن حَسُنَتْ خَلیقَتُهُ طابَتْ عِشْرَتُهُ .(13)

الإمامُ الحسنُ علیه السلام : إنّ أحسَنَ الحَسَنِ الخُلقُ الحَسَنُ .(14)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : لا عَیشَ أهْنَأُ مِن حُسنِ الخُلقِ .(15)

(16)

1112 - جَزاءُ حُسنِ الخُلُقِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : مَن حَسَّنَ خُلقَهُ بَلّغَهُ اللَّهُ درَجَةَ الصّائمِ القائمِ .(17)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إنّ العَبدَ لَیَبلُغُ بحُسنِ خُلقِهِ عَظیمَ دَرَجاتِ الآخِرَةِ وشَرَفِ المَنازِل ، و إنَّهُ لَضَعیفُ العِبادَةِ .(18)

ص :134


1- کنز العمّال : 5248 .
2- بحار الأنوار: 71 / 394 / 63 .
3- غرر الحکم : 10547 .
4- غرر الحکم : 1280 - 1281 .
5- بحار الأنوار : 71/392/59 .
6- بحار الأنوار : 71/396/78 .
7- غرر الحکم : 1658 .
8- غرر الحکم : 4842 .
9- غرر الحکم : 4851 .
10- غرر الحکم : 4857 .
11- غرر الحکم : 3072 .
12- غرر الحکم : 3203 .
13- غرر الحکم : 8153 .
14- الخصال : 29/102 .
15- علل الشرائع : 560/1 .
16- (انظر) کنز العمّال : 3 / 4 - 22 فإنّ کثیراً من الأحادیث المذکورة فی هذا الباب وردت من طریق العامّة أیضاً .
17- عیون أخبار الرِّضا : 2/71/328 .
18- المعجم الکبیر: 1/260/754 .

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إنَّ الرّجُلَ یُدرِکُ بحُسنِ خُلقِهِ دَرَجةَ الصّائمِ القائمِ ، و إنَّهُ لَیُکْتَبُ جَبّاراً ولا یَمْلِکُ إلّا أهلَهُ!(1)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إنّ صاحِبَ الخُلقِ الحَسنِ لَهُ مِثلُ أجْرِ الصّائمِ القائمِ .(2)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنَّ اللَّهَ تبارکَ وتعالی لَیُعْطی العَبدَ مِن الثَّوابِ علی حُسنِ الخُلقِ کما یُعطی المُجاهِدَ فی سبیلِ اللَّهِ یَغدو علَیهِ ویَروحُ .(3)

عنه علیه السلام: ما یَقْدِمُ المؤمنُ علی اللَّهِ عزّوجلّ بعَملٍ بعدَ الفرائضِ أحَبَّ إلی اللَّهِ تعالی مِن أنْ یَسَعَ النّاسَ بخُلقِهِ .(4)

1113 - أفضَلُ ما یوضَعُ فِی المیزانِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : أوَّلُ ما یُوضَعُ فی مِیزانِ العَبدِ یَومَ القِیامَةِ حُسنُ خُلقِهِ .(5)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : ما مِن شی ءٍ أثقَلُ فی المیزانِ مِن حُسنِ الخُلقِ .(6)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : ما یُوضَعُ فی مِیزانِ امرئٍ یَومَ القِیامَةِ أفضَلُ مِن حُسنِ الخُلقِ .(7)

(8)

1114 - عَظَمَةُ خُلُقِ النَّبِیِّ صلی اللَّه علیه وآله

الکتاب :

(وَإِنَّکَ لَعَلی خُلُقٍ عَظیمٍ) .(9)

الحدیث :

الإمامُ الباقرُ علیه السلام - فی قولهِ تعالی : (إنّکَ لَعلی خُلُقٍ عظیمٍ) - : هُو الإسلامُ .(10)

عنه علیه السلام - فی الآیةِ أیضاً - : علی دِینٍ عَظیمٍ .(11)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : کانَ فیما خاطَبَ اللَّهُ تعالی بِهِ نبیَّهُ صلی اللَّه علیه و آله أنْ قالَ لَهُ : یا محمّدُ (إنّکَ لَعلی خُلقٍ عظیمٍ) قالَ : السَّخاءُ، وحُسنُ الخُلقِ .(12)

عنه علیه السلام :کانَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله خُلُقهُ القُرآنُ قولُهُ عزّوجلّ : (خُذِ العَفْوَ وأْمُرْ

ص :135


1- شرح نهج البلاغة : 6/338 .
2- الکافی : 2/100/5 .
3- الکافی : 2/101/12 .
4- الکافی : 2/100/4 .
5- قرب الإسناد : 46/149 .
6- عیون أخبار الرِّضا : 2/37/98، بحار الأنوار: 71/383/17 .
7- الکافی : 2/99/2 .
8- (انظر) الصلاة علی النبیّ وآله : باب 2288 . الصدقة : باب 2200 .
9- القلم : 4 .
10- معانی الأخبار : 188/1 .
11- تفسیر القمّی : 2/382 .
12- الأمالی للطوسی : 302/599 .

بالعُرْفِ وأعْرِضْ عَنِ الجاهِلینَ)(1).(2)

(3)

1115 - حُسنُ الخُلُقِ وکَمالُ الدِّینِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إنّ أحَبّکُم إلَیَّ وأقرَبَکُم مِنّی یَومَ القِیامَةِ مَجلِساً أحْسَنُکُم خُلقاً، وأشَدُّکُم تَواضُعاً .(4)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : أکمَلُ المؤمنینَ إیماناً أحْسَنُهُم خُلقاً .(5)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : أشْبَهُکُم بِی أحْسَنُکُم خُلقاً .(6)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إنّ اللَّهَ یُحِبُّ مَعالِیَ الأخْلاقِ ویَکْرَهُ سَفْسافَها .(7)

بحارالأنوار عن الإمام الصّادق عن أبیه عن جدّه عن الإمام علیّ علیهم السلام عن رسول اللَّه صلی اللَّه علیه و آله إنّه قالَ : یا عَلیُّ ألَا اُخبِرُکُ بأشْبَهِکُم بِی خُلقاً ؟ قالَ :

بلی یا رسولَ اللَّهِ ، قالَ : أحْسَنُکُم خُلقاً أعظَمُکُم حِلْماً ، وأبَرُّکُم بقَرابَتِهِ ، وأشَدُّکُم مِن نَفسِهِ إنْصافاً .(8)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : رَوِّضوا أنفُسَکُم علی الأخْلاقِ الحَسَنَةِ ؛ فإنّ العَبدَ المُسلِمَ یَبلُغُ بحُسْنِ خُلقِهِ دَرجَةَ الصّائمِ القائمِ .(9)

عنه علیه السلام : تَنافَسوا فی الأخْلاقِ الرَّغِیبَةِ ، والأحْلامِ العَظیمَةِ ، والأخْطارِ الجلیلَةِ ، یَعْظُمْ لَکُمُ الجَزاءُ .(10)

عنه علیه السلام : إنْ کُنْتُم لا مَحالَةَ مُتَنافِسِینَ فتَنافَسوا فی الخِصالِ الرَّغیبَةِ وخِلالِ المَجدِ .(11)

عنه علیه السلام: لَو کُنّا لانَرْجو جَنّةً، ولا نَخْشی ناراً ولا ثَواباً ولا عِقاباً لَکانَ یَنْبَغی لَنا أنْ نَطلُبَ مَکارِمَ الأخْلاقِ؛ فإنَّها مِمّا یدُلُّ علی سبیلِ النَّجاحِ .(12)

عنه علیه السلام : علَیکُم بمَکارِمِ الأخْلاقِ فإنّها رِفْعَةٌ ، و إیّاکُم والأخْلاقَ الدَّنِیَّةَ فإنّها تَضَعُ الشَّریفَ وتَهْدِمُ المَجْدَ .(13)

ص :136


1- الأعراف : 199 .
2- تنبیه الخواطر (طبعة النجف) : 72 .
3- (انظر) الأدب : باب 70 .
4- بحار الأنوار : 71/385/26 .
5- الأمالی للطوسی : 140/227 .
6- بحار الأنوار : 71/387/35 .
7- کنز العمّال : 5180 .
8- بحار الأنوار : 77/58/3 .
9- الخصال: 621/10.
10- غرر الحکم : 4556 .
11- غرر الحکم :3740 .
12- الدرجات الرفیعة : 355 .
13- بحار الأنوار : 78/53 /89 .

1116 - الحَثُّ عَلی مَکارِمِ الأخلاقِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إنّما بُعِثْتُ لاُتَمِّمَ مَکارِمَ الأخْلاقِ .(1)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إنّما بُعِثْتُ لاُتَمِّمَ حُسْنَ الأخْلاقِ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : جَعلَ اللَّهُ سُبحانَهُ مَکارِمَ الأخْلاقِ صِلَةً بَینَهُ وبَینَ عِبادِهِ ، فحَسْبُ أحَدِکُم أنْ یَتَمسّکَ بخُلقٍ مُتَّصِلٍ باللَّهِ .(3)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ثابِروا علی اقْتِناءِ المَکارِمِ .(4)

عنه علیه السلام : ابْذِلْ فی المَکارِمِ جُهْدَکَ تَخْلُصْ مِن الَمآثمِ ، وتُحْرِزِ المَکارِمَ .(5)

عنه علیه السلام : فَهَبْ أنّهُ لا ثَوابَ یُرجی ولاعِقابَ یُتَّقی ، أفَتَزْهَدونَ فی مَکارِمِ الأخْلاقِ؟!(6)

عنه علیه السلام : یا کُمَیلُ ، مُرْ أهلَکَ أنْ یَروحوا فی کَسْبِ المَکارِمِ ، ویُدْلِجوا فی حاجَةِ مَن هُو نائمٌ .(7)

1117 - تَفسیرُ حُسنِ الخُلُقِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إنّما تفسیرُ حُسنِ الخُلقِ: ما أصابَ الدُّنیا یَرْضی ، و إنْ لَم یُصِبْهُ لَم یَسْخَطْ .(8)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : قال رسول اللَّه صلی اللَّه علیه و آله : ألا اُنَبّئُکُم بخِیارِکُم ؟ قالوا : بلی یارسولَ اللَّهِ . قالَ : أحاسِنُکُم أخْلاقاً المُوَطّئونَ أکْنافاً ، الّذینَ یألَفونَ ویُؤْلَفونَ .(9)

بحار الأنوار : جاءَ رجُلٌ إلی رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله مِن بَینِ یدَیهِ فقالَ : یا رسولَ اللَّهِ ، ما الدِّینُ ؟ فقالَ : حُسنُ الخُلقِ . ثُمَّ أتاهُ عَن یَمینِهِ فقالَ : ما الدِّینُ ؟ فقالَ : حُسنُ الخُلقِ . ثُمّ أتاهُ مِن قِبَلِ شِمالِهِ فقالَ : ما الدِّینُ ؟ فقالَ : حُسنُ الخُلقِ . ثُمّ أتاهُ مِن وَرائهِ فقالَ : ما الدِّینُ ؟ فالْتَفَتَ إلَیهِ وقاَل : أمَا تَفْقَهُ ؟! الدِّینُ هُو أنْ لا تَغْضَبَ .(10)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : حُسنُ الخُلقِ فی ثَلاثٍ : اجْتِنابُ المَحارِمِ ، وطَلَبُ الحَلالِ ، والتَّوَسُّعُ علی العِیالِ .(11)

ص :137


1- کنز العمّال :5217 .
2- کنز العمّال :5218 .
3- تنبیه الخواطر : 2/122 .
4- غرر الحکم : 4712 .
5- غرر الحکم : 9989 .
6- غرر الحکم : 6278 .
7- نهج البلاغة : الحکمة 257 .
8- کنز العمّال : 5229 .
9- بحار الأنوار : 71/396/76 .
10- تنبیه الخواطر : 1/89 .
11- بحار الأنوار : 71/394/63 .

عنه علیه السلام : إنَّ بَذْلَ التّحیَّةِ مِن مَحاسِنِ الأخْلاقِ .(1)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لَمّا سُئلَ عَن حَدّ حُسنِ الخُلقِ - : تُلینُ جانِبَکَ ، وتُطیِّبُ کلامَکَ ، وتَلْقی أخاکَ ببِشْرٍ حَسَنٍ .(2)

(3)

1118 - تَفسیرُ مَکارِمِ الأخلاقِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : العَدلُ حَسَنٌ ولکنْ فی الاُمَراءِ أحسَنُ ، السَّخاءُ حَسَنٌ ولکنْ فی الأغْنِیاءِ أحسَنُ ، الوَرَعُ حَسنٌ ولکنْ فی العُلَماءِ أحسَنُ ، الصَّبرُ حَسنٌ ولکنْ فی الفُقَراءِ أحسَنُ ، التَّوبَةُ حَسنٌ ولکنْ فی الشَّبابِ أحسَنُ ، الحَیاءُ حَسنٌ ولکنْ فی النِّساءِ أحسَنُ .(4)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : علَیکُم بمَکارِمِ الأخْلاقِ ، فإنّ اللَّهَ عزّوجلّ بَعثَنی بها . و إنَّ مِن مَکارِمِ الأخْلاقِ أنْ یَعْفُوَ الرّجُلُ عَمَّنْ ظَلمَهُ ، ویُعْطیَ مَن حَرمَهُ ، ویَصِلَ مَن قَطعَهُ ، وأنْ یَعودَ مَن لا یَعودُهُ .(5)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنّ مِن مَکارِمِ الأخْلاقِ أنْ تَصِلَ مَن قَطعَکَ ، وتُعطِیَ مَن حَرمَکَ ، وتَعْفوَ عَمَّن ظَلمَکَ .(6)

عنه علیه السلام : لا تَکْمُلُ المَکارِمُ إلّا بالعَفافِ والإیثارِ .(7)

عنه علیه السلام : مِن أعْوَدِ الغَنائمِ دَولَةُالأکارِمِ .(8)

عنه علیه السلام : إذا رَغِبتَ فی المَکارِمِ فاجْتَنِبِ المَحارِمَ .(9)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنّ اللَّهَ تبارکَ وتعالی خَصَّ رَسولَهُ صلی اللَّه علیه و آله بمَکارِمِ الأخْلاقِ ، فامْتَحِنوا أنفسَکُم ؛ فإن کانتْ فِیکُم فاحْمَدوا اللَّهَ عزّوجلّ وارغَبوا إلَیهِ فی الزّیادَةِ مِنها . فذکَرَها عَشرَةً : الیَقینُ ، والقَناعَةُ ، والصَّبرُ ، والشُّکرُ ، والحِلْمُ ، وحُسنُ الخُلقِ ، والسَّخاءُ ، والغَیرَةُ ، والشَّجاعَةُ ، والمُروءَةُ .(10)

عنه علیه السلام : المَکارِمُ عَشْرٌ ، فإنِ اسْتَطَعْتَ أنْ تکونَ فیکَ فلْتَکُنْ ، فإنّها تَکونُ فی الرّجُلِ ولا تکونُ فی ولدِهِ ، وتکونُ فی ولدِهِ ولا تکونُ فی أبیهِ ، وتکونُ فی العَبدِ ولا تکونُ فی الحُرِّ : صِدْقُ البَأسِ ، وصِدقُ اللِّسانِ ، وأداءُ الأمانَةِ ،

ص :138


1- غرر الحکم : 3404 .
2- معانی الأخبار : 253/1 .
3- (انظر) الإیمان : باب 269 ، 275 ، 285 - 287 ، 292 ، 296 - 301 .
4- کنز العمّال : 43542 .
5- الأمالی للطوسی : 478/1042 .
6- غرر الحکم : 3543 .
7- غرر الحکم : 10745 .
8- غرر الحکم : 9381 .
9- غرر الحکم : 4069 .
10- الأمالی للصدوق : 290/324 .

وصِلَةُ الرَّحِمِ ، و إقْراءُ الضَّیفِ ، و إطْعامُ السّائلِ ، والمُکافاةُ علی الصَّنایعِ ، والتَّذَمُّمُ للجارِ ، والتّذَمُّمُ للصاحِبِ ، ورأسُهُنَّ الحَیاءُ .(1)

عنه علیه السلام - وقد سُئلَ عن مَکارِمِ الأخْلاقِ - : العَفْوُ عَمّنْ ظَلَمَکَ ، وصِلَةُ مَن قَطعَکَ ، و إعْطاءُ مَن حَرمَکَ ، وقَولُ الحقِّ ولَو علی نَفْسِکَ .(2)

عنه علیه السلام - لِجرّاحِ المَدائنیِّ - : ألَا اُحَدِّثُکَ بمَکارِمِ الأخْلاقِ ؟ الصَّفْحُ عنِ النّاسِ ، ومُؤاساةُ الرّجُلِ أخاهُ فی مالِهِ ، وذِکْرُ اللَّهِ کثیراً .(3)

1119 - التَّمییزُ بَینَ الأخلاقِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : رأسُ العِلمِ التَّمْیِیزُ بینَ الأخْلاقِ ، و إظْهارُ محَمْودِها ، وقَمْعُ مَذْمومِها .(4)

عنه علیه السلام : الفَضائلُ أربَعةُ أجْناسٍ ، أحَدها : الحِکمَةُ وقِوامُها فی الفِکْرَةِ ، والثّانی : العِفَّةُ وقِوامُها فی الشّهْوَةِ ، والثّالثُ : القُوَّةُ وقِوامُها فی الغَضَبِ ، والرّابعُ : العَدلُ وقِوامُهُ فی اعْتِدالِ قُوی النَّفْسِ .(5)

الإمامُ العسکریُّ علیه السلام : إنّ للسَّخاءِ مِقْداراً فإنْ زادَ علَیهِ فهُو سَرَفٌ ، وللحَزْمِ مِقْداراً فإنْ زادَ علَیهِ فهُو جُبْنٌ ، وللاقْتِصادِ مِقْداراً فإنْ زادَ علَیهِ فهُو بُخْلٌ ، وللشَّجاعَةِ مِقْداراً فإنْ زادَ علَیهِ

ص :139


1- الخصال : 431/11 .
2- معانی الأخبار : 191/1 .
3- معانی الأخبار : 191/2 . راجع : بحار الأنوار : 69/375 ، 78/ 245 ، النبوّة العامّة : باب 3716 . بحار الأنوار : 41 / 48 باب 104 «حُسن خُلق الإمام علیّ علیه السلام» وج 46 / 54 باب 5 «مکارم أخلاق الإمام علیّ بن الحسین علیهما السلام» ، و ص 286 باب 6 «مکارم أخلاق الإمام الباقر علیه السلام» ، وج 47 / 16 باب 4 «مکارم أخلاق الإمام الصادق علیه السلام» ، ج 48 / 100 باب 5 «مکارم أخلاق الإمام الکاظم علیه السلام» ، وج 49 / 89 باب 7 «مکارم أخلاق الإمام الرضا علیه السلام» ، وج 50 / 85 باب 5 «مکارم أخلاق الإمام الجواد علیه السلام» ، و ص 124 باب 3 «مکارم أخلاق الإمام الهادی علیه السلام» ، و ص 306 باب 4 «مکارم أخلاق الإمام العسکریّ علیه السلام» ، وج 69 / 332 - 414 وج 70 و71 «أبواب مکارم الأخلاق» .
4- غرر الحکم : 5267 .
5- بحار الأنوار: 78/81/68.

فهُو تَهوُّرٌ(1) .(2)

1120 - قیمَةُ الأخلاقِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : الأخْلاقُ مَنائحُ مِن اللَّهِ عزّوجلّ، فإذا أحَبَّ عَبداً مَنحَهُ خُلقاً حَسَناً، وإذا أبْغَضَ عَبداً مَنحَهُ خُلقاً سَیّئاً.(3)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : حُسنُ الأخْلاقِ بُرْهانُ کَرَمِ الأعْراقِ .(4)

عنه علیه السلام : أطهَرُ النّاسِ أعْراقاً أحْسَنُهُم أخْلاقاً .(5)

الکافی عن إسحاقَ بنِ عمّارٍ عن الإمامِ الصّادقِ علیه السلام: الخُلقُ مَنیحَةٌ یَمنَحُهااللَّهُ عزّوجلّ خَلقَهُ ، فمِنهُ سَجِیَّةٌ ، ومِنهُ نِیَّةٌ . فَقُلْتُ : فأیَّتُهُما أفضَلُ ؟ فقالَ : صاحِبُ السَّجِیَّةِ هُو مَجْبولٌ لا یَستَطیعُ غَیرَهُ ، وصاحِبُ النِّیَّةِ یَصْبِرُ علی الطّاعَةِ تَصَبُّراً ، فهُو أفْضَلُهُما .(6)

(7)

1121 - احتِفافُ المَکارِمِ بِالمَکارِهِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : المَکارِمُ بالمَکارِهِ ، الثَّوابُ بالمَشَقَّةِ .(8)

(9)

ص :140


1- بحار الأنوار : 69/407/115 .
2- قال أبو حامد : کما أنّ حُسن الصورة الظاهرة مطلقاً لا یتمّ بُحسن العینین دون الأنف والفم والخدّ ، بل لابدّ من حُسن الجمیع لیتمّ حُسن الظاهر ، فکذلک فی الباطن أربعة أرکان لابدّ من الحُسن فی جمیعها حتّی یتمّ حُسن الخُلق ، فإذا استوت الأرکان الأربعة واعتدلت وتناسبت حصل حُسن الخُلق ، وهی : قوّة العلم ، وقوّة الغضب ، وقوّة الشهوة ، وقوّة العدل بین هذه القوی الثلاث ... وحُسن القوّة الغضبیّة واعتدالها یُعبّر عنه بالشَّجاعة ، وحُسن قوّة الشهوة واعتدالها یعبّر عنه بالعِفّة . فإن مالت قوّة الغضب عن الاعتدال إلی طرف الزیادة سُمّی ذلک تهوّراً ، و إن مالت إلی الضَّعف والنقصان سُمّی ذلک جُبناً وخوَراً . و إن مالت قوّة الشهوة إلی طرف الزّیادة سُمّی شرَهاً ، و إن مالت إلی النقصان سُمّی خُموداً . والمحمود هو الوسط وهو الفضیلة ، والطّرَفان رذیلتان مذمومتان . والعدل إذا فات فلیس له طرفان زیادة ونقصان بل له ضدّ واحد ، وهو الجور . وأمّا الحکمة فیُسمّی إفراطها عند الاستعمال فی الأغراض الفاسدة خَبّاً وجَرْبَزة ، ویُسمّی تفریطها بَلَهاً ، والوسط هو الذی یختصّ باسم الحکمة . فإذاً اُمّهات الأخلاق واُصولها أربعة : الحکمة والشَّجاعة والعِفّة والعدل ... فمِن اعتدال هذه الاُصول الأربعة تصدُر الأخلاق الجمیلة کلّها . المحجّة البیضاء : 5/96 .
3- الاختصاص : 225 .
4- غرر الحکم : 4855 .
5- غرر الحکم :3032 .
6- الکافی : 2/101/11 .
7- (انظر) المحجّة البیضاء : 5 / 99 - 103 .
8- غرر الحکم : 43 - 44 .
9- (انظر) الجنّة : باب 559 . الثواب : باب 478 .

1122 - خَیرُ المَکارمِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : خَیرُ المَکارِمِ الإیثارُ .(1)

عنه علیه السلام : أعلی مَراتِبِ الکَرَمِ الإیثارُ .(2)

عنه علیه السلام : مِن أحسَنِ المَکارِمِ تَجَنُّبُ المَحارِمِ .(3)

عنه علیه السلام : مِن أحسَنِ المَکارِمِ بَثُّ المَعْروفِ .(4)

عنه علیه السلام : أحسَنُ المَکارِمِ الجُودُ .(5)

عنه علیه السلام : أحسَنُ المَکارِمِ عَفْوُ المُقْتَدِرِ وجُودُ المُفْتَقِرِ .(6)

عنه علیه السلام : العَفْوُ تاجُ المَکارِمِ .(7)

عنه علیه السلام : قَضاءُ اللّوازِمِ مِن أفضَلِ المَکارِمِ .(8)

عنه علیه السلام : أفضَلُ الکَرَمِ إتْمامُ النِّعَمِ .(9)

1123 - اختِیارُ الأخلاقِ الحَسَنَةِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : عَوِّدْ نَفسَکَ السَّماحَ ، وتَخَیّرْ لَها مِن کُلِّ خُلقٍ أحسَنَهُ ، فإنّ الخَیرَ عادَةٌ .(10)

عنه علیه السلام : تَجَنَّبْ مِن کُلِّ خُلقٍ أسْوَأهُ ، وجاهِدْ نَفْسَکَ علی تَجَنُّبِهِ ، فإنَّ الشَّرَّ لَجاجَةٌ .(11)

1124 - ثَمَراتُ حُسنِ الخُلُقِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله: حُسنُ الخُلقِ یُثْبِتُ المَودَّةَ .(12)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن حَسُنَ خُلقُهُ کَثُرَ مُحِبّوهُ ، وأنِسَتِ النُّفوسُ بهِ .(13)

عنه علیه السلام : حَسِّنْ خُلقَکَ یُخَفِّفِ اللَّهُ حِسابَکَ .(14)

عنه علیه السلام : حُسنُ الأخْلاقِ یُدِرُّ الأرْزاقَ ، ویُؤْنِسُ الرِّفاقَ .(15)

عنه علیه السلام : فی سَعَةِ الأخْلاقِ کُنوزُ الأرْزاقِ .(16)

عنه علیه السلام : بحُسنِ الأخْلاقِ تُدَرُّ الأرْزاقُ .(17)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : حُسنُ الخُلقِ یَزیدُ

ص :141


1- غرر الحکم : 4953.
2- غرر الحکم : 2967.
3- غرر الحکم : 9382.
4- غرر الحکم : 9373 .
5- غرر الحکم : 2930 .
6- غرر الحکم : 3165 .
7- غرر الحکم : 520 .
8- غرر الحکم : 6800 .
9- غرر الحکم : 2983 .
10- بحار الأنوار:77/213/1.
11- غرر الحکم : 4565 .
12- بحار الأنوار : 77/148/71 .
13- غرر الحکم: 9131 .
14- الأمالی للصدوق: 278/308 .
15- غرر الحکم : 4856 .
16- بحار الأنوار : 78/53/86 .
17- غرر الحکم : 4281 .

فی الرِّزقِ .(1)

عنه علیه السلام : إنّ البِرَّ وحُسنَ الخُلقِ یَعْمُرانِ الدِّیارَ ، ویَزیدانِ فی الأعْمارِ .(2)

عنه علیه السلام : الخُلقُ الحَسنُ یَمیثُ الخَطیئةَ کما تَمیثُ الشَّمسُ الجَلیدَ .(3)

عنه علیه السلام : قالَ لقمانُ لابنهِ : یا بُنیَّ ، إنْ عَدِمَکَ ماتَصِلُ بهِ قَرابتَکَ ، وتَتَفَضّلُ بهِ علی إخْوَتِکَ ، فلا یَعْدَمنَّکَ حُسنُ الخُلقِ ، وبَسْطُ البِشْرِ ، فإنّهُ مَن أحسَنَ خُلقَهُ أحَبَّهُ الأخْیارُ وجانَبَهُ الفُجّارُ .(4)

1125 - مَضارُّ سوءِ الخُلُقِ

الکتاب :

(فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ کُنْتَ فَظّاً غَلِیظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِکَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِی الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَکَّلْ عَلَی اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الْمُتَوَکِّلِینَ ) .(5)

(عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِکَ زَنِیمٍ ) .(6)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : الخُلقُ السَّیِّئُ یُفسِدُ العَملَ کما یُفسِدُ الخَلُّ العَسَلَ .(7)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : سُوءُ الخُلقِ ذَنبٌ لا یُغْفَرُ .(8)

عنه صلی اللَّه علیه و آله - وقد سُئلَ عنِ الشُّؤْمِ - : سُوءُ الخُلقِ .(9)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : خَصْلَتانِ لا یَجْتَمعانِ فی مؤمنٍ : البُخلُ وسُوءُ الخُلقِ .(10)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : سُوءُ الخُلقِ شَرُّ قَرینٍ .(11)

عنه علیه السلام : سُوءُ الخُلقِ نَکَدُ العَیْشِ وعذابُ النَّفْسِ .(12)

عنه علیه السلام : سُوءُ الخُلقِ یُوحِشُ النَّفسَ ، ویَرفَعُ الاُنْسَ .(13)

عنه علیه السلام : سُوءُ الخُلقِ یُوحِشُ القَریبَ ، ویُنَفِّرُ البَعیدَ .(14)

عنه علیه السلام - وقد سُئلَ عن أدْوَمِ النّاسِ غَمّاً - : أسْوَأُهُم خُلقاً .(15)

عنه علیه السلام : الخُلقُ السَّیِّئُ أحَدُ العَذابَینِ .(16)

ص :142


1- بحار الأنوار : 71/396/77 .
2- بحار الأنوار : 71/395/73 .
3- الکافی : 2/100/7 .
4- قصص الأنبیاء: 195/244 .
5- آل عمران : 159 .
6- القلم : 13 .
7- عیون أخبار الرّضا علیه السلام : 2 / 37 / 96 .
8- المحجّة البیضاء : 5/93 .
9- بحار الأنوار : 71/393/63 .
10- شرح نهج البلاغة : 6/337 .
11- غرر الحکم : 5567 .
12- غرر الحکم : 5639 .
13- غرر الحکم : 5640 .
14- غرر الحکم : 5593 .
15- جامع الأخبار: 290/788 .
16- غرر الحکم : 1667 .

عنه علیه السلام : لا وَحْشَةَ أوْحَشُ مِن سُوءِ الخُلقِ .(1)

عنه علیه السلام : مَن ساءَ خُلقُهُ مَلَّهُ أهلُهُ .(2)

عنه علیه السلام : مَن ضاقَت ساحَتُهُ قَلّتْ راحَتُهُ .(3)

عنه علیه السلام : مَن ساءَ خُلقُهُ أعْوَزَهُ الصَّدیقُ والرَّفیقُ .(4)

عنه علیه السلام : مَن ساءَ خُلقُهُ ضاقَ رِزْقُهُ .(5)

عنه علیه السلام : السَّیِّئُ الخُلقِ کثیرُ الطَّیْشِ، مُنَغَّصُ العَیْشِ .(6)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن ساءَ خُلقُهُ عَذّبَ نَفْسَهُ .(7)

عنه علیه السلام : إنَّ سُوءَ الخُلقِ لَیُفسِدُ العَملَ کما یُفسِدُ الخَلُّ العسَلَ .(8)

عنه علیه السلام : قالَ لُقمانُ لابنهِ : یابُنیَّ ، إیّاکَ والضَّجَرَ ، وسُوءَ الخُلقِ ، وقِلَّةَ الصّبرِ ، فلا یَستَقیمُ علی هذهِ الخِصالِ صاحِبٌ ، وألْزِمْ نَفسَکَ التُّؤَدَةَ فی اُمورِکَ ، وصَبِّرْ علی مَؤوناتِ الإخْوانِ نَفْسَکَ، وحَسِّنْ مَع جَمیعِ النّاسِ خُلقَکَ .(9)

(10)

1126 - جَزاءُ سوءِ الخُلُقِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله - وقد قیلَ لَهُ : إنّ فُلانَةَ تَصومُ النّهارَ وتَقومُ اللّیلَ ، وهِی سَیِّئةُ الخُلقِ تُؤْذی جِیرانَها بلِسانِها - : لا خَیرَ فیها ، هِی مِن أهْلِ النّارِ .(11)

عنه صلی اللَّه علیه و آله - عِندَما دَفنَ سعدَ بنَ مُعاذٍ قَد أصابَتْهُ ضَمَّةٌ . فسُئلَ رسول اللَّه صلی اللَّه علیه و آله عن ذلکَ فقالَ صلی اللَّه علیه و آله - : نَعَم ، إنَّهُ کانَ فی خُلقِهِ مَع أهلِهِ سُوءٌ .(12)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إنّ العَبدَ لَیَبلُغُ... بِسُوءِ خُلقِهِ أسْفَلَ دَرَجَةٍ فی جَهنَّمَ .(13)

الإمامُ الکاظمُ عن آبائه علیهم السلام : قال رسول اللَّه صلی اللَّه علیه و آله : أبی اللَّهُ لِصاحِبِ الخُلقِ السَّیِّئِ بالتَّوبَةِ ، فقیلَ : یا رسولَ اللَّهِ ، وکیفَ ذلکَ ؟ قالَ : لأ نّهُ إذا تابَ مِن ذَنبٍ وَقعَ فی أعْظَمَ مِن الذَّنبِ الّذی تابَ مِنهُ .(14)

ص :143


1- غرر الحکم : 10766 .
2- غرر الحکم : 8595 .
3- غرر الحکم : 9192 .
4- غرر الحکم : 9187 .
5- غرر الحکم : 8023 .
6- غرر الحکم : 1604 .
7- بحار الأنوار : 78/246/62 .
8- الکافی : 2/321/1 .
9- قصص الأنبیاء : 195/244 .
10- (انظر) الزواج : باب 1657 ، 1658 .
11- بحار الأنوار : 71/394/63 .
12- الأمالی للصدوق : 469/623 .
13- المعجم الکبیر : 1/260/754 .
14- بحار الأنوار : 73/299/12 .

1127 - مِن أسبابِ سوءِ الخُلُقِ

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : اللَّحْمُ یُنْبِتُ اللَّحْمَ ، ومَن تَرَکَ اللَّحْمَ أربَعینَ یَوماً ساءَ خُلقُهُ و مَن ساءَ خُلقُهُ فأذِّنوا فی أُذُنِهِ .(1)

عنه علیه السلام : غَلاءُ السِّعرِ یُسِی ءُ الخُلُقَ ، ویُذهِبُ الأمانَةَ ، ویُضجِرُ المَرءَ المُسلمَ .(2)

1128 - تَفسیرُ الأخلاقِ المَذمومَةِ

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : قال رسول اللَّه صلی اللَّه علیه و آله : ألا اُخبِرُکُم بأبعَدِکُم مِنّی شَبَهاً ؟ قالوا : بلی یا رسولَ اللَّهِ . قالَ : الفاحِشُ المُتَفَحِّشُ البَذی ءُ ، البَخیلُ ، المُخْتالُ ، الحَقودُ ، الحَسودُ ، القاسِی القَلبِ ، البَعیدُ مِن کُلِّ خَیرٍ یُرْجی ، غَیرُ المَأمونِ مِن کُلِّ شَرٍّ یُتَّقی .(3)

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : یا أبا ذرٍّ ! لا تَکُنْ عَیّاباً ، ولا مَدّاحاً ، ولا طَعّاناً ، ولا مُمارِیاً .(4)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : تِسْعةُ أشْیاءَ مِن تِسْعةِ أنْفُسٍ هُنّ مِنهُم أقْبَحُ مِن غَیرِهِم : ضِیقُ الذَّرْعِ مِن المُلوکِ ، والبُخلُ مِن الأغْنیاءِ ، وسُرعَةُ الغَضَبِ مِن العُلَماءِ ، والصِّبا مِن الکُهولِ ، والقَطیعَةُ مِن الرُّؤوسِ ، والکِذْبُ مِن القُضاةِ ، والزَّمانَةُ مِن الأطِبّاءِ ، والبَذاءُ مِن النِّساءِ ، والبَطْشُ مِن ذوی السُّلْطانِ .(5)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام - مِن دُعائهِ فی الاسْتِعاذَةِ مِن المَکارِهِ وسَیِّئ الأخْلاقِ ومَذامِّ الأفْعالِ - : اللّهُمّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن هَیَجانِ الحِرْصِ ، وسَوْرَةِ الغَضَبِ ، وغَلَبةِ الحَسَدِ ، وضَعْفِ الصّبرِ ، وقِلَّةِ القَناعَةِ ، وشَکاسَةِ الخُلقِ .(6)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إیّاک وخَصْلَتینِ : الضَّجَرَ والکَسلَ ، فإنّک إنْ ضَجِرْتَ لَم تَصبِرْ علی حقٍّ ، و إن کَسِلْتَ لَم تُؤَدِّ حَقّاً .(7)

(8)

ص :144


1- الکافی : 6/309/1 .
2- الکافی : 5/164/6 .
3- الکافی : 2/291/9 .
4- بحار الأنوار : 77/85/3 .
5- مستدرک الوسائل : 11/369/13289 .
6- الصحیفة السجّادیّة : ص 45 الدعاء 8 ، انظر تمام دعائه علیه السلام .
7- بحار الأنوار : 72/192/8 .
8- (انظر) الخلق: باب 1116 . الشرّ : باب 1956 .

1129 - أفضَلُ الأخلاقِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أکْرَمُ الأخْلاقِ السَّخاءُ ، وأعَمُّها نَفْعاً العَدلُ .(1)

عنه علیه السلام : أشْرَفُ الخَلائقِ التّواضُعُ والحِلْمُ ولِینُ الجانِبِ .(2)

عنه علیه السلام : أحسَنُ الأخْلاقِ ما حَملَکَ علی المَکارِمِ .(3)

عنه علیه السلام: إنّ أزْیَنَ الأخْلاقِ الوَرَعُ والعَفافُ .(4)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام - وقد سُئلَ عن أفضَلِ الأخْلاقِ - : الصّبرُ والسّماحَةُ .(5)

(6)

1130 - أجمَلُ الخِصالِ

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : أشْرَفُ أخْلاقِ الأئمَّةِ والفاضِلینَ مِن شِیعَتِنا: التَّقِیَّةُ ، وأخْذُ النَّفْسِ بحُقوقِ الإخْوانِ .(7)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لَمّا سألَهُ یحیی بنُ عِمرانَ الحَلبیّ عن أجْمَلِ الخِصالِ - : وَقارٌ بلا مَهابَةٍ ، وسَماحٌ بلا طَلَبِ مُکافاةٍ ، وتَشاغُلٌ بغَیرِ مَتاعِ الدُّنیا .(8)

1131 - ارتِباطُ السَّجایا بَعضِها بِبَعضٍ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إذا کانَ فی رَجُلٍ خَلّةٌ رائقَةٌ فانْتَظِروا أخَواتِها .(9)

عنه علیه السلام : إذا دَعاکَ القُرآنُ إلی خَلّةٍ جَمیلةٍ فَخُذ نَفْسَکَ بأمْثالِها .(10)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنّ خِصالَ المَکارِمِ بَعْضُها مُقیَّدٌ ببَعْضٍ .(11)

ص :145


1- غرر الحکم : 3219 .
2- غرر الحکم : 3223 .
3- غرر الحکم : 3299 .
4- غرر الحکم : 3388 .
5- بحار الأنوار : 36/358/228 .
6- (انظر) الإیثار : باب 2 . الخیر : باب 1180 . الفضیلة : باب 3169 . التقوی : باب 4093 .
7- بحار الأنوار : 75/415/68 .
8- الکافی : 2/240/33 .
9- نهج البلاغة : الحکمة 445 .
10- غرر الحکم : 4143 .
11- الأمالی للطوسی : 301/597 .

ص :146

153 - الخمر

اشاره

(1)

(2)

ص :147


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 79 / 123 باب 86 «حرمة شرب الخمر» . بحار الأنوار : 79 / 155 باب 87 «حدّ شرب الخمر» . وسائل الشّیعة : 17 / 221 «أبواب الأشربة المحرّمة» .
2- انظر : عنوان 139 «المخدّر» ، 238 «السُّکْر» .

ص :148

1132 - الخَمرُ

الکتاب :

(وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِیلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَکَراً وَرِزْقاً حَسَناً إِنَّ فِی ذلِکَ لَآیَةً لِقَوْمٍ یَعْقِلُونَ ) .(1)

(یَسْأَلُونَکَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَیْسِرِ قُلْ فِیهِمَا إِثْمٌ کَبِیرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَ إِثْمُهُمَا أَکْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَ یَسْأَلُونَکَ ماذَا یُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ کَذلِکَ یُبَیِّنُ اللَّهُ لَکُمُ الْآیاتِ لَعَلَّکُمْ تَتَفَکَّرُونَ ) .(2)

(یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَیْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّیْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّکُمْ تُفْلِحُونَ ) .(3)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : لَعنَ اللَّهُ الخَمرَ ، وعاصِرَها ، وغارِسَها ، وشارِبَها ، وساقِیَها ، وبائعَها ، ومُشْتَرِیَها ، وآکِلَ ثَمَنِها ، وحامِلَها ، والمَحْمولَةَ إلَیهِ .(4)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إنّ اللَّهَ لَعنَ الخَمرَ ، وعاصِرَها ، ومُعْتَصِرَها ، وشارِبَها ، وساقِیَها ، وحامِلَها ، والمَحْمولَةَ إلَیهِ ، وبائِعَها ، ومُشْتَرِیَها ، وآکِلَ ثَمَنِها .(5)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : لا تُجْمَعُ الخَمرُ والإیمانُ فی جَوفِ أو قَلبِ رجُلٍ أبداً .(6)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : ما بَعثَ اللَّهُ نبیّاً قَطُّ إلّا وقَد عَلِمَ اللَّهُ أ نّهُ إذا أکْمَلَ لَه دِینَهُ کانَ فیهِ تَحْریمُ الخَمرِ ، ولَم تَزَلِ الخَمرُ حَراماً ، إنّ الدِّینَ إنّما یُحَوِّلُ مِن خَصْلَةٍ ثُمّ اُخْری ، فلَو کانَ ذلکَ جُمْلَةً قَطّعَ بِهِم (بالنّاسِ) دُونَ الدِّینِ .(7)

(8)

1133 - الخَمرُ اُمُّ الفَواحِشِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : الخَمرُ اُمُّ الفَواحِشِ والکبائرِ .(9)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : الخَمرُ اُمُّ الفَواحِشِ وأکْبَرُ الکَبائرِ .(10)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : الخَمرُ اُمُّ الخَبائثِ .(11)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : الخمرُ جِماعُ الإثْمِ ، واُمُّ الخَبائثِ ، ومِفْتاحُ الشَّرِّ .(12)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : جُمِعَ الشَّرُّ کُلُّهُ فی بَیتٍ ، وجُعِلَ مِفْتاحُهُ شُرْبَ الخَمرِ .(13)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : شُرْبُ الخَمرِ مِفْتاحُ کُلِّ شَرٍّ ، وشارِبُ الخَمرِ مُکَذِّبٌ بکِتابِ اللَّهِ

ص :149


1- النحل : 67 .
2- البقرة : 219 .
3- المائدة : 90 .
4- الأمالی للصدوق : 511/707 .
5- کنز العمّال : 13191 .
6- بحار الأنوار : 79/152/64 .
7- وسائل الشیعة : 17/237/1 .
8- (انظر) وسائل الشیعة : 17 / 237 باب 9 .
9- کنز العمّال : 13181 .
10- کنز العمّال : 13182 .
11- کنز العمّال : 13183 .
12- بحار الأنوار : 79/149/64 .
13- بحار الأنوار : 79/148/58 .

عزّ وجلّ ، ولَو صَدّقَ کِتابَ اللَّهِ حَرَّمَ حَرامَهُ .(1)

عنه علیه السلام : إنّ اللَّهَ عزّوجلّ جَعلَ للشَّرِّ أقْفالاً ، وجَعلَ مَفاتیحَ تِلکَ الأقْفالِ الشَّرابَ ، وأشَرُّ مِن الشّرابِ الکِذْبُ .(2)

1134 - النَّهیُ عَنِ الجُلوسِ عَلی مَوائِدِ الخَمرِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : مَن کانَ یُؤمنُ باللَّهِ والیَومِ الآخِرِ فلا یَجْلِسْ علی مائدَةٍ یُشْرَبُ علَیها الخَمرُ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : مَلْعونٌ مَلْعونٌ مَن جَلسَ طائعاً علی مائدَةٍ یُشرَبُ علَیها الخَمرُ .(4)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لا تَجْلِسوا علی مائدَةٍ یُشْرَبُ علَیها الخَمرُ ، فإنّ العَبدَ لایَدْری مَتی یُؤخَذُ .(5)

1135 - عِلَّةُ تَحریمِ الخَمرِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : فَرضَ اللَّهُ ... تَرْکَ شُرْبِ الخَمرِ تَحْصیناً للعَقلِ .(6)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : إنَّ اللَّهَ حَرّمَ الخَمرَ لِفعْلِها وفَسادِها .(7)

عنه علیه السلام : أفاعِیلُ الخَمرِ تَعْلو علی کُلِّ ذَنبٍ ، کما تَعْلو شَجَرتُها علی کُلِّ شَجَرةٍ .(8)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - عِندَما سألَهُ المُفَضّلُ عن عِلَّةِ تَحریمِ الخَمرِ - : حَرّمَ اللَّهُ الخَمرَ لِفِعْلِها وفَسادِها ، لأنّ مُدْمِنَ الخَمرِ تُورِثُهُ الارْتِعاشَ ، وتَذهَبُ بنُورِهِ ، وتَهْدِمُ مُرُوّتَهُ ، وتَحْمِلُهُ علی أنْ یَجْتَرئَ علی ارتِکابِ المَحارِمِ ، وسَفْکِ الدِّماءِ ، ورُکوبِ الزِّنا ، ولا یُؤمَن إذا سَکِرَ أنْ یَثِبَ علی حُرَمِهِ ولا یَعْقِلُ ذلکَ ، ولا یَزیدُ شارِبَها إلّا کُلَّ شَرٍّ .(9)

الإمامُ الرِّضا علیه السلام : حَرّمَ اللَّهُ الخَمرَ لِما فیها مِن الفَسادِ ، ومِن تَغْییرِها عُقولَ شارِبِیها ، وحَمْلِها إیّاهُم علی إنْکارِ اللَّهِ عزّوجلّ ، والفِرْیَةِ علَیهِ وعلی رُسُلِهِ ، وسائرِ ما یکونُ مِنهُم مِن الفَسادِ والقَتلِ .(10)

1136 - عاقِبَةُ شُربِ الخَمرِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : مَن شَرِبَ الخَمرَ لَم یُقْبَلْ مِنهُ صَلاةٌ أربَعینَ لَیلَةً ، فإنْ عادَ

ص :150


1- بحار الأنوار : 79 / 140 / 48 .
2- ثواب الأعمال : 291/8 .
3- الخصال : 164/215 .
4- بحار الأنوار : 79/141/53 .
5- الخصال : 619/10.
6- نهج البلاغة : الحکمة 252 .
7- بحار الأنوار : 79/136/33 .
8- بحار الأنوار : 79/ 141/50 .
9- علل الشرائع : 476/2 .
10- عیون أخبار الرِّضا : 2/98/2 .

فأربَعینَ لَیلَةً مِن یَومِ شَرِبَها ، فإنْ ماتَ فی تِلکَ الأربَعینَ مِن غَیرِ تَوبَةٍ سَقاهُ اللَّهُ یَومَ القِیامَةِ مِن طِینَةِ خَبالٍ .(1)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن شَرِبَ الخَمَر وهُو یَعلَمُ أ نّها حَرامٌ سقَاهُ اللَّهُ مِن طِینَةِ خَبالٍ .(2)

الإمامُ الصّادقُ عن آبائه علیهم السلام عن الإمام علیٍّ علیه السلام : مُدْمِنُ الخَمرِ یَلْقی اللَّهَ عزّوجلّ حِینَ یَلْقاهُ کعابِدِ وَثَنٍ . فَقالَ حجرُ بنُ عَدِیّ : یا أمیرَ المؤمنینَ ما المُدْمِنُ ؟ قالَ : الّذی إذا وَجَدَها شَرِبَها .(3)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن شَرِبَ المُسْکِرَ لَم تُقْبَلْ صَلاتُهُ أربَعینَ یَوماً ولَیلَةً .(4)

1137 - مُعامَلَةُ شارِبِ الخَمرِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : شارِبُ الخَمرِ لا تُصَدِّقوهُ إذا حَدّثَ ، ولاتُزَوِّجوه إذا خَطَبَ ، ولا تَعودوهُ إذا مَرِضَ ، ولا تَحْضَروهُ إذا ماتَ ، ولا تأتَمِنوهُ علی أمانَةٍ .(5)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : لا تجالِسوا مَع شارِبِ الخَمرِ ، ولا تَعودوا مَرْضاهُم ،ولا تُشَیِّعوا جَنائزَهُم ، ولا تُصَلّوا علی أمْواتِهِمْ ؛ فإنّهُم کِلابُ أهلِ النّارِ کما قالَ اللَّهُ : (اخسَؤُوا فیها ولا تُکَلِّمونِ)(6).(7)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : مَثَلُ شارِبِ الخَمرِ کمَثَلِ الکِبْریتِ ، فاحْذَروهُ لا یُنْتِنْکُم کما یُنْتِنُ الکِبْریتُ . وإنّ شارِبَ الخَمرِ یُصْبِحُ ویُمْسِی فی سَخَطِ اللَّهِ ، وما مِن أحَدٍ یَبیتُ سَکْرانَ إلّا کانَ للشَّیطانِ عَروساً إلی الصّباحِ ، فإذا أصْبَحَ وَجبَ علَیهِ أن یَغْتَسِلَ کمایَغْتَسِلُ مِن الجَنابَةِ .(8)

الکافی عن حریز : کانَت لِإِسماعیلَ بنِ أبی عَبدِ اللَّهِ علیه السلام دَنانیرُ ، وأرادَ رَجُلٌ مِن قُرَیشٍ أن یَخرُجَ إلَی الیَمَنِ فَقالَ إسماعیلُ : یا أبَتِ ، إنَّ فُلاناً یُریدُ الخُروجَ إلَی الیَمَنِ وعِندی کَذا وکَذا دیناراً ، فَتَری أن أدفَعَها إلَیهِ یَبتاعُ لی بِها بِضاعَةً مِنَ الیَمَنِ؟ فَقالَ أبو عَبدِ اللَّهِ علیه السلام : یا بُنَیَّ أما بَلَغَکَ أنَّهُ یَشرَبُ الخَمرَ؟ فَقالَ إسماعیلُ : هکَذا یَقولُ النّاسُ ! فَقالَ : یا بُنَیَّ ، لا تَفعَل .

فَعَصی إسماعیلُ أباهُ ودَفَعَ إلَیهِ دَنانیرَهُ ، فَاستَهلَکَها ولَم یَأتِهِ بِشَی ءٍ مِنها ، فَخَرَجَ إسماعیلُ ، وقُضِیَ أنَّ أبا عَبدِ اللَّهِ علیه السلام حَجَّ وحَجَّ إسماعیلُ تِلکَ السَّنَةَ ، فَجَعَلَ یَطوفُ بِالبَیتِ وَیَقولُ : اللَّهُمَّ آجِرنی وَاخلُف عَلَیَّ .

فَلَحِقَهُ أبو عَبدِ اللَّهِ علیه السلام فَهَمَزَهُ بِیَدِهِ مِن

ص :151


1- بحار الأنوار: 79/131/20.
2- الخصال: 621/10.
3- الخصال: 632/10.
4- الخصال : 632/10 .
5- بحار الأنوار : 79/127/7 .
6- المؤمنون : 108 .
7- بحار الأنوار : 79/148/58 .
8- بحار الأنوار : 79/150/64 .

خَلفِهِ فَقالَ لَهُ : مَه یا بُنَیَّ! فَلا وَاللَّهِ ما لَکَ عَلَی اللَّهِ (هذا) حُجَّةٌ ، ولا لَکَ أن یُؤجِرَکَ ولا یَخلُفَ عَلَیکَ وقَد بَلَغَکَ أنَّهُ یَشرَبُ الخَمرَ فَائتَمَنتَهُ .

فَقالَ إسماعِیلُ : یا أبَتِ ، إنّی لَم أرَهُ یَشرَبُ الخَمرَ ، إنَّما سَمِعتُ الناسَ یَقولونَ!

فَقالَ : یا بُنَیَّ ، إنَّ اللَّهَ عزّ وجلّ یَقولُ فی کِتابِهِ : (یُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَیُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِینَ) یَقولُ : یُصَدِّقُ اللَّهَ ویُصَدِّقُ لِلمُؤمِنینَ ، فَإذا شَهِدَ عِندَکَ المُؤمِنونَ فَصَدِّقهُم ، ولا تَأتَمِن شارِبَ الخَمرِ ؛ فَإِنَّ اللَّهَ عزّ وجلّ یَقولُ فی کِتابِهِ : (وَلَا تُؤْتُواْ السُّفَهَآءَ أَمْوَ لَکُمُ) فَأَیَّ سَفیهٍ أسفَهُ مِن شارِبِ الخَمرِ؟! إنَّ شارِبَ الخَمرِ لا یُزَوَّجُ إذا خَطَبَ ، ولا یُشَفَّعُ إذا شَفَعَ ، ولا یُؤتَمَنُ عَلی أمانَةٍ ؛ فَمَنِ ائتَمَنَه عَلی أمانَةٍ ؛ فَاستَهلَکَها لَم یَکُن لِلَّذِی ائتَمَنَهُ عَلَی اللَّهِ أن یُؤجِرَهُ ولا یَخلُفَ عَلَیهِ (1) .

(2)

1138 - صِفَةُ حَشرِ شارِبِ الخَمرِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : یَجی ءُ مُدمِنُ الخَمرِ یَومَ القِیامَةِ مُزْرَقَّةً عَیْناهُ ، مُسْوَدّاً وَجهُهُ ، مائلاً شِقُّهُ ، یَسیلُ لُعابُهُ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : یَخرُجُ الخَمّارُ مِن قَبرِهِ مَکْتوبٌ بَینَ عَینَیْهِ: آیِسٌ مِن رَحمَةِ اللَّهِ .(4)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : والّذی بَعثَنی بالحقِّ نَبیّاً ، إنّ شارِبَ الخَمرِ یَأتی یَومَ القِیامَةِ مُسْوَدّاً وَجْهُهُ ، یَضْرِبُ برَأسِهِ الأرضَ ویُنادی : واعَطَشاهْ !(5)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنّ أهلَ الرَّیِّ فی الدُّنیا مِن المُسْکِرِ یَموتونَ عِطاشاً ، ویُحْشَرونَ عِطاشاً ، ویَدخُلونَ النّار عِطاشاً .(6)

1139 - الحَثُّ عَلی تَرکِ الخَمرِ ولَو لِغَیرِ اللَّهِ

الإمام الصادق علیه السلام : مَن تَرَکَ الخَمرَ لِلنّاسِ لا للَّهِ ِ ؛ صِیانَةً لِنَفسِهِ ، أدخَلَهُ اللَّهُ الجَنَّةَ .(7)

تفسیر القمّی عن الإمامِ الصّادق علیه السلام : مَن تَرَکَ الخمرَ لغَیرِ اللَّهِ سَقاهُ اللَّهُ مِن الرَّحیقِ المَخْتومِ . قالَ [الرّاوی ] : یابنَ رسولِ اللَّهِ ، مَن تَرکَ الخَمرَ لغَیرِ اللَّهِ ؟! قالَ : نَعَم واللَّهِ ، صِیانَةً لنَفْسِهِ .(8)

1140 - حُرمَةُ ما فَعَلَ فِعلَ الخَمرِ

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : إنّ اللَّهَ عزّوجلّ لم یُحَرِّمِ الخَمرَ لاسْمِها، ولکنّهُ حَرّمَها لعاقِبَتِها ؛ فما کانَ عاقِبَتُهُ عاقِبَةَ الخَمرِ فهُو خَمرٌ .(9)

(10)

ص :152


1- الکافی : 5 / 299 / 1 .
2- (انظر) وسائل الشیعة : 17 / 247 باب 11 .
3- ثواب الأعمال : 290/4 .
4- کنز العمّال : 43958 .
5- تنبیه الخواطر : 2/115 .
6- ثواب الأعمال : 290/5 .
7- الأمالی للطوسی : 695 / 1479 .
8- تفسیر القمّی : 2/411 .
9- الکافی : 6/412/2 .
10- (انظر) الخمر : باب 1135 .

154 - الخمس

اشاره

(1)

(2)

ص :153


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 96 / 184 - 244 «أبواب الخُمس» . وسائل الشّیعة : 6 / 336 - 386 «کتاب الخمس» . سنن أبی داوود : 3 / 145 «الخمس» .
2- انظر : عنوان 520 «الأنفال» .

ص :154

1141 - الخُمسُ

الکتاب :

(وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَیْ ءٍ فَأَنَّ للَّهِ ِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِی الْقُرْبَی وَالْیَتامَی ) .(1)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إنَّهُ لَیسَ لی مِن هذا الفَیْ ءِ شَیْ ءٌ ولا هذا - وأشارَ إلی وَبْرَةٍ مِن سَنامِ بَعیرٍ - إلّا الخُمْسَ ، والخُمْسُ مَرْدودٌ علیکُم ، فأدُّوا الخَیْطَ والمِخْیَطَ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إیّاکُم والغُلولَ ؛ الرّجُلُ یَنْکَحُ المَرأةَ ، أو یَرکَبُ الدّابّةَ قَبلَ أنْ تُخَمَّسَ .(3)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام - لَمّا قَرأ علَیهِ أبو حمزةَ الثُّمالیّ آیةَ الخُمسِ - : ما کانَ للَّهِ فهُو لرسولِهِ ، وما کانَ لرسولِهِ فهُو لَنا .(4)

ص :155


1- الأنفال : 41 .
2- کنز العمّال : 10968 .
3- کنز العمّال : 11048 .
4- بصائر الدرجات : 29/5 .

ص :156

155 - الخمول

اشاره

(1)

(2)

ص :157


1- ولمزید الاطّلاع راجع : کنز العمّال : 3 / 152 - 158 و ص 707 «الخمول» . شرح نهج البلاغة : 2 / 182 - 184 «فصل فی مدح الخمول» . بحار الأنوار : 70 / 108 باب 49 «العُزلة عن شرار الخلق» . المحجّة البیضاء : 6 / 109 «فضیلة الخمول» .
2- انظر : عنوان 281 «الشُّهرة» ، 351 «العُزلة» ، 354 «العِشرة» . الکتمان : باب 3399 .

ص :158

1142 - فَضلُ الخُمولِ وآثارُهُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إنَّ اللَّهَ یُحِبّ الأبْرارَ الأخْفِیاءَ الأتْقِیاءَ الّذینَ إذا غابُوا لَم یُفْتَقَدوا ، و إذا حَضَروا لَم یُدْعَوا ، ولَم یُعْرَفوا .(1) قُلوبُهُم مَصابیحُ الهُدی ، یُخْرَجون مِن کُلِّ غَبْراءَ مُظْلِمَةٍ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : أحَبُّ العِبادِ إلی اللَّهِ تعالی الأتْقِیاءُ الأخْفِیاءُ ، الّذین إذا غابُوا لَم یُفْتَقَدوا ، و إذا شَهِدوا لَم یُعْرَفوا ، اُولئکَ أئمَّةُ الهُدی ومَصابیحُ العِلْمِ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : ما قَرُبَ عَبدٌ مِن سُلطانٍ إلّا تَباعَدَ مِن اللَّهِ تعالی ، ولا کَثُرَ مالُهُ إلّا اشْتَدَّ حِسابُهُ ، ولا کَثُرَ تَبَعهُ إلّا کَثُرَ شَیاطینُهُ .(4)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : ألَا إنّ خَیرَ عِبادِ اللَّهِ التَّقیُّ النّقیُّ الخَفیُّ ، و إنّ شَرَّ عِبادِ اللَّهِ المُشارُ إلَیهِ بالأصابِعِ .(5)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : لا یَزالُ العَبدُ بخَیرٍ ما لَم یُعْرَفْ مَکانُهُ ، فإذا عُرِفُ مَکانُهُ لَبِسَتْهُ فِتْنَةٌ لا یَثْبُتُ لَها إلّا مَن ثَبَّتهُ اللَّهُ .(6)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : رُبَّ ذی طِمْرَیْنِ لا یُؤْبَهُ لَهُ ، لَو أقْسَمَ علی اللَّهِ لأبَرّهُ .(7)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : تَبَذَّلْ ولا تُشهَّرْ ، وأخْفِ شَخْصَکَ لِئلّا تُذْکَرَ وتُعْلَمَ ، واکْتُمْ واصْمُتْ تَسْلَمْ - وأوْمأَ بِیَدِهِ إلی صَدرِهِ - تَسُرُّ الأبْرارَ ، وتَغیظُ الفُجّارَ - وأومَأَ بِیَدِهِ إلی العامَّةِ - .(8)

عنه علیه السلام : تَبذّلْ لا تَشْتَهِرْ ، ولا تَرْفَعْ شَخْصَکَ لِتُذْکَرَ بعِلْمٍ ، واسْکُتْ واصْمُتْ تَسْلَم ، تَسُرُّ الأبْرارَ وتَغیظُ الفُجّارَ .(9)

عنه علیه السلام - لکُمَیلِ بنِ زِیادٍ - : رُوَیْدَکَ لا تُشْهَرْ ، وأخْفِ شَخْصَکَ لاتُذْکَرْ ، تَعلَّمْ تَعْلَمْ .(10)

ص :159


1- فی المصدر: «لم یعرفون» .
2- کنز العمّال : 5947 .
3- کنز العمّال : 5929 .
4- بحار الأنوار : 72/67/27 .
5- بحار الأنوار: 70/111/12.
6- کنز العمّال : 5950 .
7- المحجّة البیضاء : 6/109 وانظر التوحید : 400/2 .
8- الأمالی للمفید : 209/44 .
9- شرح نهج البلاغة : 2/181 .
10- بحار الأنوار : 78/57/120 .

عنه علیه السلام - فی وصف آخر الزمان - : وذلکَ زَمانٌ لا یَنْجو فیهِ إلّا کُلُّ مؤمنٍ نُوَمَةٍ ، إنْ شَهِدَ لَم یُعْرَفْ ، و إنْ غابَ لَم یُفْتَقَدْ ، اُولئکَ مَصابیحُ الهُدی وأعْلام السُّری .(1)

عنه علیه السلام : إنَّ فی الخُمولِ لَراحَةً .(2)

عنه علیه السلام : کَثْرَةُ المَعارِفِ مِحْنَةٌ ، و(کَثْرَةُ)(3) خِلْطَةِ النّاسِ فِتْنَةٌ .(4)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنْ قَدَرْتُم أنْ لا تُعْرَفوا فافْعَلوا ، وما علَیکَ إنْ لَم یُثْنِ علَیکَ النّاسُ ؟! وما علَیکَ أنْ تکونَ مَذْموماً عِندَ النّاسُ؟! إذا کنتَ عِندَ اللَّهِ مَحْموداً؟!(5)

عنه علیه السلام : مَن أرادَ أنْ یُرْفَعَ ذِکْرُهُ فلْیُخْمِلْ أمْرَهُ .(6)

عنه علیه السلام : عَزَّتِ السّلامَةُ حتّی لَقد خَفِیَ مَطْلَبُها ، فإنْ یَکُنْ فی شَیْ ءٍ فیُوشِکُ أنْ یکونَ فی الخُمولِ .(7)

ص :160


1- نهج البلاغة: الخطبة 103 .
2- غرر الحکم : 3375 .
3- مابین القوسین أثبتناه من طبعة النجف .
4- غرر الحکم : 7124 .
5- بحار الأنوار : 73 / 121 / 110 .
6- بحار الأنوار : 78 / 264 / 170 .
7- بحار الأنوار : 78 / 202 / 35 .

156 - الخوف

اشاره

(1)

(2)

ص :161


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 70 / 323 باب 59 «الخَوف والرجاء» . کنز العمّال : 3 / 139 - 143 وص 707 - 709 «الخوف والرجاء» . المحجّة البیضاء : 7 / 248 - 312 «کتاب الخوف والرجاء» .
2- انظر : عنوان 180 «الرجاء» . الاُمّة : باب 135 و 136 ، أولیاء اللَّه : باب 4171 .

ص :162

1143 - الخَوفُ

الکتاب :

(تَتَجَافی جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ یَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ یُنفِقُونَ ) .(1)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : رأسُ الحِکمَةِ مَخافَةُاللَّهِ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : جِماعُ الخَیرِ خَشْیَةُ اللَّهِ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : أعْلی النّاسِ مَنزِلَةً عِندَ اللَّهِ أخوَفُهُم مِنهُ .(4)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الخَوفُ جِلْبابُ العارِفینَ .(5)

عنه علیه السلام : الخَشیَةُ مِن عذابِ اللَّهِ شِیمَةُ المُتّقینَ .(6)

عنه علیه السلام : خَشیَةُ اللَّهِ جِماعُ الإیمانِ .(7)

عنه علیه السلام : احْذَروا مِن اللَّهِ ما حَذّرَکُم مِن نَفْسِهِ ، واخْشَوهُ خَشیَةً یَظْهَرُ أثَرُها علَیکُم .(8)

عنه علیه السلام - فی وَصیَّتِهِ لابنِهِ الحسنِ عِندَ الوَفاةِ - : اُوصیکَ بخَشْیَةِ اللَّهِ فی سِرِّ أمْرِکَ وعَلانِیَتِکَ .(9)

عنه علیه السلام : اسْتَعِینوا علی بُعدِ المَسافَةِ بطُولِ المَخافَةِ .(10)

عنه علیه السلام : إنّ اللَّهَ إذا جَمعَ النّاسَ نادی فیهِم مُنادٍ : أیُّها النّاسُ ، إنَّ أقْرَبَکُمُ الیَومَ مِن اللَّهِ أشَدُّکُم مِنهُ خَوفاً .(11)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : ابنَ آدَمَ ، لا تَزالُ بخَیرٍ ... ما کانَ الخَوفُ لکَ شِعاراً والحُزنُ دِثاراً .(12)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : تَحرَّزْ مِن إبْلیسَ بالخَوفِ الصّادِقِ ، و إیّاکَ والرّجاءَ الکاذِبَ ؛ فإنّه یُوقِعُکَ فی الخَوفِ الصّادِقِ .(13)

عنه علیه السلام : لا مُصیبَةَ کعَدَمِ العَقلِ ، ولا عدَمَ عَقلٍ کقِلّةِ الیَقینِ ، ولا قِلّةَ یَقینٍ کفَقدِ الخَوفِ ، ولا فَقدَ خَوفٍ کقِلّةِ الحُزنِ علی فَقْدِ الخَوفِ .(14)

بحارالأنوار عن حَفص : ما رأیْتُ أحَداً أشَدَّ

ص :163


1- السجدة : 16 .
2- بحار الأنوار: 77/133/ 43 .
3- المواعظ العددیّة : 32 .
4- بحار الأنوار : 77/180/10 .
5- غرر الحکم : 664 .
6- غرر الحکم : 1757 .
7- غرر الحکم : 5091 .
8- تذکرة الخواصّ : 136 .
9- بحار الأنوار: 42/203/7 .
10- بحار الأنوار: 77/440/ 48 .
11- بحار الأنوار: 78/41/25 .
12- الأمالی للطوسی : 115/176 .
13- بحار الأنوار: 78/164/1.
14- بحار الأنوار : 78/ 165/1 .

خَوفاً علی نَفْسِهِ مِن موسی بنِ جعفرٍ علیهما السلام، ولا أرْجی للنّاسِ مِنهُ .(1)

1144 - خَفِ اللَّهَ کأنَّکَ ترَاهُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : ثَلاثٌ مُنْجِیاتٌ ... خَوفُ اللَّهِ فی السِّرِّ کأ نّکَ تَراهُ ، فإنْ لَم تَکُن تَراهُ فإنّهُ یرَاکَ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه و آله - فی وَصیّتِهِ لعلیٍّ علیه السلام - : اُوصیکَ فی نَفْسِکَ بخِصالٍ فاحْفَظْها عنّی ... الثّالثةُ : الخَوفُ مِن اللَّهِ عزّ ذِکْرُهُ کأنّکَ تَراهُ .(3)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : خَفِ اللَّهَ کأ نّکَ تَراهُ ، فإنْ کُنتَ لا تَراهُ فإنَّهُ یَراکَ ، فإنْ کُنتَ تَری أ نّهُ لا یَراکَ فَقد کَفَرتَ ، و إنْ کُنتَ تَعْلَمُ أ نّهُ یَراکَ ثُمَّ اسْتَتَرْتَ عنِ المَخْلوقینَ بالمَعاصی وبَرَزْتَ لَهُ بِها فَقد جَعَلْتَهُ فی حَدِّ أهْوَنِ النّاظِرینَ إلَیکَ .(4)

1145 - المَخافَةُ مِنَ اللَّهِ عَلی قَدرِ العِلمِ بِهِ

الکتاب :

(وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ کَذلِکَ إِنَّمَا یَخْشَی اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِیزٌ غَفُورٌ ) .(5)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : مَن کانَ باللَّهِ أعْرَفَ کانَ مِن اللَّهِ أخْوَفَ .(6)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أعْلَمُ النّاسِ باللَّهِ سُبحانَهُ أخْوَفُهُم مِنهُ .(7)

عنه علیه السلام : أکْثَرُ النّاسِ مَعرِفَةً لنَفْسِهِ أخْوَفُهُم لرَبِّهِ .(8)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : فی حِکمَةِ آلِ داوودَ : یابنَ آدَمَ ، أصْبَحَ قلبُکَ قاسِیاً وأنتَ لعَظَمةِ اللَّهِ ناسِیاً ، فلَو کُنتَ باللَّهِ عالِماً وبعَظَمَتِهِ عارِفاً لَم تَزَلْ مِنهُ خائفاً .(9)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن عَرَفَ اللَّهَ خافَ اللَّهَ ، ومَن خافَ اللَّهَ سَخَتْ نَفْسُهُ عنِ الدُّنیا.(10)

(11)

ص :164


1- بحار الأنوار : 48/111/18 .
2- بحار الأنوار: 70/7/5 .
3- الکافی : 8/79/33 .
4- بحار الأنوار : 70/386/48 .
5- فاطر : 28 .
6- بحار الأنوار : 70/393/64 .
7- غرر الحکم : 3121 .
8- غرر الحکم : 3126 .
9- الأمالی للطوسی : 203/346 .
10- الکافی : 2/68/4 .
11- (انظر) العلم : باب 2837 . معرفة اللَّه : باب 2567 .

1146 - المُؤمِنُ بَینَ مَخافَتَینِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : ألا إنّ المؤمنَ یَعْمَلُ بینَ مَخافَتَینِ : بینَ أجَلٍ قَد مَضی لا یَدْری ما اللَّهُ صانِعٌ فیهِ ، وبینَ أجَلٍ قد بَقِیَ لا یَدْری ما اللَّهُ قاضٍ فیهِ ، فلْیَأخُذِ العَبْدُ المؤمنُ مِن نَفْسِهِ لنَفْسِهِ ومِن دُنیاهُ لآخِرَتِهِ ، وفی الشَّیْبَةِ قَبلَ الکِبَرِ ، وفی الحیاةِ قَبلَ المَماتِ؛ فوالّذی نَفْسُ محمّدٍ بِیَدِهِ ، ما بَعدَ الدُّنیا مِن مُسْتَعْتَبٍ ، وما بَعدَها مِن دارٍ إلّا الجَنّةَ أوِ النّارَ .(1)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنّ المؤمنَ لا یُصْبِحُ إلّا خائفاً و إنْ کانَ مُحْسِناً ، ولا یُمْسِی إلّا خائفاً و إنْ کانَ مُحْسِناً ، لأ نّهُ بَینَ أمْرَینِ : بَینَ وَقْتٍ قد مَضی لا یَدْری ما اللَّهُ صانِعٌ بهِ ، وبینَ أجَلٍ قدِ اقْتَربَ لا یَدْری ما یُصیبُهُ مِن الهَلَکاتِ .(2)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : المؤمنُ بَینَ مَخافَتَینِ: ذَنبٌ قَد مَضی لا یَدْری ما صَنعَ اللَّهُ فیهِ ، وعُمرٌ قَد بَقیَ لا یَدْری ما یَکْتَسِبُ فیهِ مِن المَهالِکِ ، فهُو لا یُصْبِحُ إلّا خائفاً ولا یُصْلِحُهُ إلّا الخَوفُ .(3)

1147 - المُؤمِنُ بَینَ الخَوفِ وَالرَّجاءِ

الکتاب :

(أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آناءَ اللَّیْلِ ساجِداً وَقائِماً یَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَیَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَالَّذِینَ لا یَعْلَمُونَ إِنَّمَا یَتَذَکَّرُ أُولُوا الْأَلْبَابِ ) .(4)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : لَو تَعْلَمونَ قَدْرَ رَحمَةِ اللَّهِ لاتَّکَلْتُم علَیها وما عَمِلْتُم إلّا قلیلاً ، ولَو تَعْلَمونَ قَدْرَ غَضَبِ اللَّهِ لَظَنَنْتُم بأنْ لا تَنْجوا .(5)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : لو یَعلَمُ المؤمنُ ما عِندَ اللَّهِ مِن العُقوبَةِ ما طَمِعَ فی الجَنّةِ أحَدٌ ، ولَو یَعْلَمُ الکافِرُ ما عِندَ اللَّهِ مِن الرَّحمَةِ ما قَنَطَ مِن الجَنّةِ أحَدٌ .(6)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : خَیرُ الأعْمالِ اعْتِدالُ الرَّجاءِ والخَوفِ .(7)

عنه علیه السلام : خَفْ ربَّکَ خَوفاً یَشغَلُک عن رَجائهِ، وارْجُهُ رَجاءَ مَن لا یَأمَنُ خَوفَهُ.(8)

ص :165


1- الکافی : 2/70/9 .
2- بحار الأنوار: 70/382/34.
3- الکافی : 2/71/12 .
4- الزمر : 9 .
5- کنز العمّال : 5894 .
6- کنز العمّال : 5867 .
7- غرر الحکم : 5055 .
8- غرر الحکم : 5056 .

عنه علیه السلام : إنِ اسْتَطَعْتُم أنْ یَشْتَدَّ خَوفُکُم مِن اللَّهِ وأنْ یَحْسُنَ ظَنُّکُم بهِ فاجْمَعوا بَینَهُما، فإنّ العَبدَ إنّما یکونُ حُسنُ ظَنِّهِ برَبّهِ علی قَدْرِ خَوفهِ مِن رَبّهِ ، وإنَّ أحسَنَ النّاسِ ظَنّاً باللَّهِ أشَدُّهُم خَوفاً للَّهِ .(1)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : یَنْبَغی للمؤمنِ أنْ یَخافَ اللَّهَ خَوفاً کأنّهُ یُشْرِفُ علی النّارِ ، ویَرْجوَهُ رَجاءً کأنّهُ مِن أهْلِ الجَنّةِ .(2)

عنه علیه السلام : ارْجُ اللَّهَ رَجاءً لا یُجَرّئُکَ علی مَعاصیهِ ، وخَفِ اللَّهَ خَوفاً لا یُؤْیِسُکَ مِن رَحمَتِهِ .(3)

عنه علیه السلام : کانَ أبی علیه السلام یقولُ : إنّهُ لَیس مِن عَبدٍ مؤمنٍ إلّا و فی قَلْبهِ نُورانِ : نورُ خِیفَةٍ ونورُ رَجاءٍ ، لَو وُزِنَ هذا لَم یَزِدْ علی هذا ، ولَو وُزِنَ هذا لَم یَزِدْ علی هذا .(4)

عنه علیه السلام : مِن وصایا لُقمانَ لابنهِ : خَفِ اللَّهَ عزّوجلّ خِیفَةً لَو جِئْتَهُ ببِرِّ الثّقلَینِ لعَذّبَکَ ، وارْجُ اللَّهَ رجَاءً لَو جِئْتَهُ بذُنوبِ الثّقلَینِ لَرحِمَکَ .(5)

لُقمانُ علیه السلام - لابنهِ وهُو یَعِظُهُ - : یا بُنَیَّ ، کُنْ ذا قَلبَینِ : قَلبٌ تَخافُ باللَّهِ (6) خَوفاً لا یُخالِطُهُ تَفْریطٌ ، وقَلبٌ تَرجو بهِ اللَّهَ رَجاءً لا یُخالِطُهُ تَغْریرٌ .(7)

(8)

1148 - عَلاماتُ الخائِفِ

الکتاب :

(وَأَمّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَی النَّفْسَ عَنِ الْهَوی * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِیَ المَأْوی ) .(9)

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن رَجا شَیئاً طَلَبهُ ، ومَن خافَ شَیئاً هَربَ مِنهُ ، ما أدْری ما خَوفُ رجُلٍ عَرضَتْ لَهُ شَهْوَةٌ فلَم یَدَعْها لِما خافَ مِنهُ ! وما أدْری ما رَجاءُ رجُلٍ نَزلَ بهِ بَلاءٌ فلَم یَصبِرْ علَیهِ لِما یَرْجو !(10)

عنه علیه السلام : کُلُّ خَوفٍ مُحَقَّقٌ إلّا خَوفَ اللَّهِ فإنّهُ مَعلولٌ ... إنْ هُو خافَ عَبداً مِن

ص :166


1- نهج البلاغة: الکتاب 27.
2- . مجمع البیان : 9/14 .
3- بحار الأنوار : 70/384/39 .
4- الکافی : 2/67/1 .
5- . الکافی : 2/67/1 .
6- هکذا فی المصدر والظاهر : «به اللَّه» .
7- تنبیه الخواطر : 1/50 .
8- (انظر) العُجب : باب 2484 .
9- النازعات : 40 و 41 .
10- بحار الأنوار : 78/51/82 .

عَبیدِهِ أعْطاهُ مِن خَوفِهِ ما لا یُعْطی رَبَّهُ ، فجَعلَ خَوفَهُ مِن العِبادِ نَقْداً ، وخَوفَهُ مِن خالِقهِ ضِماراً ووَعْداً .(1)

عنه علیه السلام : إنّ للَّهِ عِباداً کَسَرَتْ قُلوبَهُم خَشْیَةُ اللَّهِ ، فاسْتَکْفَوا عنِ المَنْطِقِ ، و إنّهُم لَفُصَحاءُ عُقَلاءُ ألِبّاءُ نُبَلاءُ ، یَسْبِقونَ إلَیهِ بالأعْمالِ الزّاکِیَةِ ، لا یَسْتَکثِرونَ لَهُ الکَثیرَ ، ولا یَرْضَونَ لَهُ القَلیلَ ، یَرَونَ أنفُسَهُم أ نّهُم شِرارٌ ، وإ نّهُمُ الأکْیاسُ الأبْرارُ .(2)

عنه علیه السلام : العَجَبُ مِمَّن یَخافُ العِقابَ فلَم یَکُفَّ، ورَجا الثَّوابَ فلَم یَتُبْ ویَعْمَلْ !(3)

عنه علیه السلام : مَن خافَ رَبَّهُ کَفّ ظُلْمَهُ .(4)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : لا خَوفَ کخَوفٍ حاجِزٍ ، ولا رَجاءَ کرَجاءٍ مُعینٍ .(5)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : لا یکونُ العَبدُ مؤمناً حتّی یکونَ خائفاً راجِیاً ، ولا یکونُ خائفاً راجِیاً حتّی یکونَ عامِلاً لِما یَخافُ ویَرْجو .(6)

عنه علیه السلام : الخائفُ مَن لَم تَدَعْ لَهُ الرَّهْبةُ لِساناً یَنْطِقُ بهِ .(7)

عنه علیه السلام : إنّ حُبَّ الشَّرَفِ والذِّکْرِ لا یَکونانِ فی قَلبِ الخائفِ الرّاهِبِ .(8)

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : إنّه لَم یَخَفِ اللَّهَ مَن لَم یَعْقِلْ عنِ اللَّهِ ، ومَن لَم یَعْقِلْ عنِ اللَّهِ لَم یَعْقِدْ قَلبُهُ علی مَعرِفَةٍ ثابِتَةٍ یُبْصِرُها ویَجِدُ حقَیقَتَها فی قَلبِهِ ، ولا یَکونُ أحَدٌ کذلکَ إلّا مَن کانَ قَولُهُ لفِعْلِهِ مُصَدِّقاً ، وسِرُّهُ لعَلانِیَتِهِ مُوافِقاً .(9)

(10)

1149 - تَفسیرُ الخَوفِ

الکتاب :

(وَلَنُسْکِنَنَّکُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذلِکَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِی وَخافَ وَعِیدِ) .(11)

(وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ ربِّهِ جَنَّتَانِ) .(12)

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام: لا تَخافوا ظُلْمَ رَبِّکُم ،

ص :167


1- نهج البلاغة: الخطبة 160.
2- بحار الأنوار : 69/286/21 .
3- بحار الأنوار : 77/237/1 .
4- بحار الأنوار : 75/309/3 .
5- بحار الأنوار : 78/164/1 .
6- بحار الأنوار : 70/392/61 .
7- بحار الأنوار : 78/244/54 .
8- الکافی : 2/69/7 .
9- تحف العقول : 388 .
10- (انظر) الجاه : باب 656 .
11- إبراهیم : 14 .
12- الرحمن : 46 .

ولکنْ خافوا ظُلْمَ أنْفُسِکُم .(1)

عنه علیه السلام : لا تَخَفْ إلّا ذَنْبَکَ ، لا تَرْجُ إلّا رَبَّکَ .(2)

عنه علیه السلام : لا یَرْجُوَنَّ أحَدٌ مِنکُم إلّا رَبَّهُ ، ولا یَخافَنَّ إلّا ذَنْبَهُ .(3)

عنه علیه السلام : حَسْبُ المَرءِ مِن کَمالِ المُرُوَّةِ تَرْکُهُ ما لا یَجْمُلُ بهِ ... ومِن صلاحِهِ شِدَّةُ خَوفِهِ مِن ذُنوبِهِ .(4)

عنه علیه السلام : إذا خِفْتَ الخالِقَ فَرَرْتَ إلَیهِ ، إذا خِفْتَ المَخْلوقَ فَرَرْتَ مِنهُ .(5)

التفسیر المنسوب إلی الإمام العسکریِّ علیه السلام عن محمّد بن زیاد و محمّد بن سیّار : نَظرَ أمیر المؤمنین علیّ علیه السلام إلی رَجُلٍ فرأی أثّرَ الخَوفُ علَیهِ ، فقال : ما بالُکَ ؟ قالَ : إنّی أخافُ اللَّهَ ، قالَ : یا عبدَ اللَّهِ ، خَفْ ذُنوبَکَ ، وخَفْ عَدلَ اللَّهِ علَیکَ فی مَظالِمِ عِبادِهِ ، وأطِعْه فیما کَلّفَکَ ، ولا تَعْصِهِ فیما یُصْلِحُکَ ، ثُمّ لا تَخَفِ اللَّهَ بعدَ ذلکَ ، فإنّهُ لا یَظْلِمُ أحَداً ، ولا یُعذِّبُهُ فَوقَ اسْتِحْقاقِهِ أبَداً ، إلّا أنْ تَخافَ سُوءَ العاقِبَةِ بأنْ تُغَیِّرَ أو تُبَدِّلَ . فإنْ أرَدْتَ أنْ یُؤمِنَکَ اللَّهُ سُوءَ العاقِبَةِ فاعْلَمْ أنّ ما تَأتیهِ مِن خَیرٍ فبفَضْلِ اللَّهِ وتَوْفیقهِ ،وماتَأتیهِ مِن شَرٍّ فبإمْهالِ اللَّهِ وإنْظارِهِ إیّاکَ ، وحِلْمِهِ عَنکَ .(6)

1150 - ثَمَراتُ الخَوفِ

الکتاب :

(إِنَّ فِی ذلِکَ لَآیَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ ذلِکَ یَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النّاسُ وَذلِکَ یَوْمٌ مَشْهُودٌ ) .(7)

(وَلَنُسْکِنَنَّکُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذلِکَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِی وَخَافَ وَعِیدِ ) .(8)

(وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ) .(9)

(وَأَمّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَی النَّفْسَ عَنِ الْهَوَی * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِیَ الْمَأْوَی ) .(10)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : لَو خِفْتُمُ اللَّهَ حقَّ خِیفَتِهِ لَعَلِمْتُمُ العِلمَ الّذی لا جَهلَ مَعهُ ، ولَو

ص :168


1- غرر الحکم : 10234 .
2- غرر الحکم: 10161 - 10162.
3- نهج البلاغة : الحکمة 82 .
4- . بحار الأنوار : 78/80/66 .
5- غرر الحکم : 4027 - 4028 .
6- التفسیر المنسوب إلی الإمام العسکری علیه السلام : 265 / 133 ، بحار الأنوار : 70/392/60 .
7- هود : 103 .
8- إبراهیم : 14 .
9- الرحمن : 46 .
10- النازعات : 40 و 41 .

عَرَفْتُمُ اللَّهَ حقَّ مَعرِفَتِهِ لَزالتْ بِدُعائکُمُ الجِبالُ .(1)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : مَن خافَ أدْلَجَ ، ومَن أدْلَجَ بَلغَ المَنزِلَ . ألَا إنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ غالِیَةٌ ، ألَا إنّ سِلْعَةَ اللَّهِ الجَنّةُ .(2)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن خافَ أدْلَجَ .(3)

عنه علیه السلام : الخَوفُ سِجْنُ النّفْسِ عَن الذُّنوبِ ، ورادِعُها عنِ المَعاصی .(4)

عنه علیه السلام : نِعْمَ الحاجِزُ عنِ المَعاصی الخَوفُ .(5)

عنه علیه السلام : خَفِ اللَّهَ خَوفَ مَن شَغَلَ بالفِکْرِ قَلْبَهُ، فإنّ الخَوفَ مَظِنَّةُ الأمْنِ وسِجْنُ النّفْسِ عنِ المَعاصی .(6)

عنه علیه السلام : مَن کَثُرَتْ مَخافَتُهُ قَلّتْ آفَتُهُ .(7)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - فی قولهِ تعالی : (ولِمَنْ خافَ مَقامَ ربِّهِ جَنَّتانِ) - : مَن عَلِمَ أنّ اللَّهَ یَراهُ ویَسْمعُ ما یَقولُ ویَعلَمُ ما یَعمَلُهُ مِن خَیرٍ أو شَرٍّ ، فیَحْجِزُهُ ذلکَ عنِ القَبیحِ مِن الأعْمالِ فذلکَ الّذی خافَ مَقامَ رَبِّهِ ، ونَهی النّفسَ عنِ الهَوی .(8)

1151 - مَن خافَ اللَّهَ خافَ مِنهُ کُلُّ شَی ءٍ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : مَن خافَ اللَّهَ عزّوجلّ خافَ مِنهُ کُلُّ شَی ءٍ ، ومَن لَم یَخَفِ اللَّهَ أخافَهُ اللَّهُ مِن کلِّ شَی ءٍ .(9)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : مَنِ اتَّقی اللَّهَ أهابَ اللَّهُ مِنهُ کُلَّ شَی ءٍ ، ومَن لَم یَتّقِ اللَّهَ أهابَهُ اللَّهُ مِن کُلِّ شَی ءٍ .(10)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن خافَ اللَّهَ آمَنَهُ اللَّهُ سُبحانَهُ مِن کُلِّ شَی ءٍ ، مَن خافَ النّاسَ أخافَهُ اللَّهُ سُبحانَهُ مِن کُلِّ شَی ءٍ .(11)

الإمامُ الحسنُ علیه السلام : مَن عَبدَ اللَّهَ عَبّدَ اللَّهُ لَهُ کُلَّ شَی ءٍ .(12)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن خافَ اللَّهَ أخافَ اللَّهُ مِنهُ کُلَّ شَی ءٍ ، ومَن لَم یَخَفِ اللَّهَ أخافَهُ اللَّهُ مِن کُلِّ شَی ءٍ .(13)

الأمالی للطوسی عن صفوان الجمّال : - قال الصادق علیه السلام للمُعَلّی بنِ خُنَیسٍ - : یا مُعلّی ، اعْزِزْ باللَّهِ یُعْزِزْکَ . قالَ : بماذا یابنَ رسولِ اللَّهِ ؟ قالَ : یا مُعلّی ، خَفِ

ص :169


1- کنز العمّال : 5881 .
2- کنز العمّال : 5885 .
3- غرر الحکم : 7726 .
4- غرر الحکم : 1987 .
5- غرر الحکم : 9913 .
6- غرر الحکم : 5058 .
7- غرر الحکم : 8036 .
8- الکافی : 2/70/10 .
9- بحار الأنوار : 77/50/3 .
10- . کنز العمّال : 5883 .
11- غرر الحکم : 9014 - 9015 .
12- تنبیه الخواطر : 2/108 .
13- . الکافی : 2/68/3 .

اللَّهَ تعالی یَخَفْ مِنکَ کُلُّ شَی ءٍ .(1)

الإمامُ الهادیُّ علیه السلام : مَنِ اتّقی اللَّهَ یُتّقی .(2)

(3)

1152 - دَورُ الخَوفِ فی تَحَقُّقِ الأمنِ

الکتاب :

(أَلَا إِنَّ أَوْلِیَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَلا هُمْ یَحْزَنُونَ * الَّذِینَ آمَنُوا وَکَانُوا یَتَّقوُنَ) .(4)

(إِنَّ الَّذِینَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَلَا هُمْ یَحْزَنُونَ) .(5)

(إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَالَّذِینَ هادُوا وَالصَّابئُونَ وَالنَّصارَی مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْیَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَلا هُمْ یَحْزَنُونَ) . (6)

(بَلَی مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للَّهِ ِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَلَا هُمْ یَحْزَنُونَ) .(7)

(8)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : مَن عَرَضَتْ لَهُ فاحِشَةٌ أو شَهْوَةٌ فاجْتَنَبَها مِن مَخافَةِ اللَّهِ عزّوجلّ حَرّمَ اللَّهُ علَیهِ النّارَ ، وآمَنَهُ مِن الفَزَعِ الأکْبَرِ ، وأنْجَزَ لَهُ ماوَعدَهُ فی کِتابهِ فی قَولهِ : (ولِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنّتانِ)(9).(10)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : قالَ اللَّهُ تبارَکَ وتعالی : وعِزَّتی وجَلالی ، لا أجْمَعُ علی عَبْدی خَوفَینِ ، ولا أجْمَعُ لَه أمْنَینِ ، فإذا أمِنَنی فی الدُّنیا أخَفْتُهُ یَومَ القِیامَةِ ، و إذا خافَنی فی الدُّنیا أمِنْتُهُ یَومَ القِیامَةِ .(11)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الخَوفُ أمانٌ .(12)

عنه علیه السلام : مَن خافَ أمِنَ .(13)

عنه علیه السلام : ثَمرَةُ الخَوفِ الأمنُ .(14)

عنه علیه السلام : خَفْ تأمَنْ ، ولا تَأمَنْ فتَخَفْ .(15)

عنه علیه السلام : خَفْ رَبَّکَ وارْجُ رَحمتَهُ؛ یُؤْمِنْکَ مِمّا تَخافُ ویُنِلْکَ ما رَجَوتَ .(16)

عنه علیه السلام : لا یَنْبَغی للعاقِلِ أنْ یُقیمَ علی الخَوفِ إذا وَجدَ إلی الأمْنِ سَبیلاً .(17)

الإمامُ الحسینُ علیه السلام - وقد قیلَ لَهُ : ما أعْظَمَ

ص :170


1- الأمالی للطوسی : 304/608، بحار الأنوار : 70/382/36 .
2- بحار الأنوار : 78/366/2 .
3- (انظر) الإیمان : باب 289 .
4- . یونس : 62 و 63 .
5- الأحقاف : 13 .
6- . المائدة : 69 .
7- البقرة : 112 .
8- (انظر) طه : 112 ، الجنّ : 13 .
9- الرحمن : 46 .
10- بحار الأنوار : 70/378/25 .
11- بحار الأنوار : 70/379/28 .
12- غرر الحکم : 75 .
13- نهج البلاغة : الحکمة 208 .
14- غرر الحکم : 4591 .
15- غرر الحکم : 5054 .
16- غرر الحکم : 5052 .
17- غرر الحکم : 10832 .

خَوفَکَ مِن رَبِّکَ ! - : لا یَأمَنُ یَومَ القِیامَةِ إلّا مَن خافَ اللَّهَ فی الدُّنیا .(1)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مِسْکینٌ ابنُ آدَمَ ! لَو خافَ مِن النّارِ کما یَخافُ مِن الفَقْرِ لأَمِنَهُما جَمیعاً ، ولو خافَ اللَّهَ فی الباطِنِ کما یَخافُ خَلْقَهُ فی الظّاهِرِ لسَعِدَ فی الدّارَینِ .(2)

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : إنّ اللَّهَ ... لَم یُؤمِنِ الخائفینَ بقَدْرِ خَوفِهِم ، ولکنْ آمَنَهُم بقَدْرِ کَرَمِهِ وجُودِهِ .(3)

1153 - أنواعُ الخَوفِ

الخصال : أنواعُ الخَوفِ خَمسةٌ : خَوفٌ ، وخَشْیَةٌ ، ووَجَلٌ ، ورَهْبَةٌ ، وهَیْبَةٌ . فالخَوفُ للعاصینَ ، والخَشْیَةُ للعالِمینَ ، والوَجَلُ للمُخْبِتینَ ، والرَّهْبَةُ للعابِدینَ ، والهَیْبَةُ للعارِفینَ . أمّا الخَوفُ فلأجْلِ الذُّنوبِ قالَ اللَّهُ عزّوجلّ : (ولِمَنْ خافَ مَقامَ ربِّهِ جَنّتانِ) .(4) والخَشْیَةُ لأجْلِ رُؤیَةِ التَّقْصیرِ ، قالَ اللَّهُ عزّوجلّ : (إنَّما یَخْشَی اللَّهَ مِن عِبادِهِ العُلَماءُ ) .(5) وأمّا الوَجَلُ فلأجْل تَرْکِ الخِدْمَةِ ، قالَ اللَّهُ عزّوجلّ : (الّذینَ إذا ذُکِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلوبُهُم ) .(6) والرَّهْبَةُ لرؤیَةِ التَّقْصیِر ، قالَ اللَّهُ عزّوجلّ : (ویَدْعُونَنا رَغَباً ورَهَباً ) .(7)والهَیْبَةُ لأجْلِ شَهادَةِ الحقِّ عِندَ کَشْفِ الأسْرارِ ؛ أسْرارِ العارِفینَ ، قالَ اللَّهُ عزّوجلّ : (ویُحَذِّرُکُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ )(8)یُشیرُ إلی هذا المَعنی .(9)

1154 - التَّحذیرُ مِن مَخافَةِ غَیرِ اللَّهِ

الکتاب :

(إِنَّمَا ذلِکُمُ الشَّیْطَانُ یُخَوِّفُ أَوْلِیَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ کُنْتُمْ مُؤْمِنِینَ ) .(10)

(الَّذِینَ یُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَیَخْشَوْنَهُ وَلا یَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ وَکَفَی بِاللَّهِ حَسِیباً ) .(11)

(12)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : ما سلّطَ اللَّهُ علی ابنِ آدَمَ

ص :171


1- بحار الأنوار : 44/192/5 .
2- . تنبیه الخواطر : 2/112 .
3- بحار الأنوار : 78/314/1 .
4- الرحمن : 46 .
5- فاطر : 28 .
6- الأنفال : 2 .
7- الأنبیاء : 90 .
8- آل عمران : 28 .
9- الخصال : 281 .
10- آل عمران : 175 .
11- الأحزاب : 39 .
12- (انظر) المائدة : 44 .

إلّا مَن خافَهُ ابنُ آدَمَ ، ولَو أنّ ابنَ آدَمَ لَم یَخَفْ إلّا اللَّهَ ما سَلّطَ اللَّهُ علَیهِ غَیرَهُ ولا وُکِلَ ابنُ آدَمَ إلّا إلی مَن رَجاهُ ، ولَو أنّ ابنَ آدَمَ لَم یَرْجُ إلّا اللَّهَ ما وُکِلَ إلی غَیرِهِ .(1)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی حقِّ مَن ذَمَّهُ - : جَعلَ خَوفَهُ مِن العِبادِ نَقْداً ، وخَوفَهُ مِن خالِقِه ضِماراً ووَعْداً .(2)

عنه علیه السلام : لَم یُوجِسْ موسی علیه السلام خِیفَةً علی نَفْسِهِ ، بَلْ أشْفَقَ مِن غَلَبَةِ الجُهّالِ ودُوَلِ الضَّلالِ .(3)

عنه علیه السلام : شَرُّ النّاسِ مَن یَخْشی النّاسَ فی رَبّهِ ، ولا یَخْشی رَبَّهُ فی النّاسِ .(4)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنَّ المؤمنَ وَلیُّ اللَّهِ ، یُعینُهُ ویَصْنَعُ لَهُ ، ولا یَقولُ علَیهِ إلّا الحقَّ ، ولا یَخافُ غَیرَهُ .(5)

(6)

1155 - ما لا یَنبَغی مِنَ الخَوفِ

الکتاب :

(یُجَاهِدُونَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَلا یَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ) .(7)

(إِنَّما ذلِکُمُ الشَّیْطانُ یُخَوِّفُ أَوْلِیاءَهُ فَلَا تَخافُوهُمْ وَخافُونِ إِنْ کُنْتُمْ مُؤْمِنِینَ ) .(8)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : طُوبی لِمَن شَغَلَهُ خَوفُ اللَّهِ عَن خَوفِ النّاسِ .(9)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : لا تَخَفْ فی اللَّهِ لَوْمَةَ لائمٍ .(10)

الخصال عن أبی ذرٍّ: أوْصانی رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله أنْ لا أخافَ فی اللَّهِ لَوْمَةَ لائمٍ .(11)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لا تَخافوا فی اللَّهِ لَوْمَةَ لائمٍ ، یَکْفِکُم مَن أرادَکُم وبَغی علَیکُم .(12)

(13)

1156 - التَّحذیرُ مِن أمنِ مَکرِ اللَّهِ

الکتاب :

(أَفَأَمِنُوا مَکْرَ اللَّهِ فَلَا یَأْمَنُ مَکْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ

ص :172


1- کنز العمّال : 5909 .
2- نهج البلاغة : الخطبة 160 .
3- نهج البلاغة : الخطبة 4 .
4- غرر الحکم : 5740 .
5- الکافی : 2/171/5 .
6- (انظر) التوکّل : باب 4120 .
7- المائدة : 54 .
8- آل عمران : 175 .
9- بحار الأنوار : 77/126/32 .
10- الخصال : 526/13 .
11- الخصال : 345/12 .
12- بحار الأنوار: 78/100/2.
13- (انظر) بحار الأنوار : 71 / 360 باب 89 .

الْخَاسِرُونَ) .(1)

(وَمَکَرُوا مَکْراً وَمَکَرْنَا مَکْراً وَهُمْ لا یَشْعُرُونَ) .(2)

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن أمِنَ مَکْرَ اللَّهِ بَطَلَ أمانُهُ .(3)

الإمامُ الحسینُ علیه السلام : إیّاکَ أنْ تکونَ مِمَّن یَخافُ علی العِبادِ مِن ذُنوبِهِم ویَأْمَنُ العُقوبَةَ مِن ذَنبِهِ ، فإنَّ اللَّهَ تبارکَ وتعالی لا یُخْدَعُ عَن جَنّتِهِ ، ولا یُنالُ ما عِندَهُ إلّا بطاعَتِهِ ، إنْ شاءَ اللَّهُ .(4)

(5)

1157 - التَّحذیرُ مِنَ التَّجَرِّی

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن أصَرَّ علی ذَنبِهِ اجْتَری علی سَخَطِ ربِّهِ .(6)

عنه علیه السلام : تعالی اللَّهُ مِن قَوِیٍّ ما أحْلَمَهُ ! وتَواضَعْتَ مِن ضَعیفٍ ما أجْرَأکَ علی مَعاصیهِ !(7)

عنه علیه السلام : إنّ اللَّهَ سُبحانَهُ لَیُبْغِضُ الوَقِحَ المُتَجَرّئَ علی المَعاصی .(8)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنّ قَوماً أذْنَبوا ذُنوباً کثیرةً فأشْفَقوا مِنها وخافُوا خَوفاً شَدیداً ، وجاءَ آخَرونَ فقالوا : ذُنوبُکُم علَیْنا ، فأنْزَلَ اللَّهُ عزّوجلّ علَیهِمُ العَذابَ ، ثُمّ قالَ تبارکَ وتعالی : خافونی واجْتَرَأتُم ؟!(9)

1158 - ما یَنبَغی عِندَ الخَوفِ مِمّا یُهابُ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إذا خِفْتَ صُعوبَةَ أمْرٍ فاصْعُبْ لَهُ یَذِلَّ لکَ ، وخادِعِ الزَّمانَ عَن أحْداثِهِ تَهُنْ علَیکَ .(10)

عنه علیه السلام : إذا هِبْتَ أمْراً فقَعْ فیهِ ، فإنّ شِدَّةَ تَوقّیهِ أعْظَمُ مِمّا تَخافُ مِنهُ .(11)

1159 - النَّوادِرُ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن لَم یُخِفْ أحَداً لَم یَخَفْ أبداً .(12)

ص :173


1- الأعراف : 99 .
2- النمل : 50 .
3- غرر الحکم : 7764 .
4- بحار الأنوار : 78/121/3 .
5- (انظر) الذنب : باب 1379 . المکر : باب 3642 .
6- غرر الحکم : 8764 .
7- غرر الحکم : 4537 .
8- غرر الحکم : 3437 .
9- بحار الأنوار : 70/386/49 .
10- غرر الحکم : 4108 .
11- نهج البلاغة : الحکمة 175 .
12- غرر الحکم : 8955 .

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إذا دَخَلتَ مَدْخَلاً تَخافُهُ فاقْرَأ هذهِ الآیةَ: (رَبِّ أدْخِلْنی مُدْخَلَ صِدْقٍ وأخْرِجْنی مُخْرَجَ صِدْقٍ واجْعَلْ لی مِن لَدُنْکَ سُلْطاناً نَصیراً)(1) ، فإذا عایَنْتَ الّذی تَخافُهُ فاقْرَأ آیةَ الکُرْسِیِّ .(2)

الإمامُ الرِّضا علیه السلام : مَن لَم یَخَفِ اللَّهَ فی القَلیلِ لَم یَخَفْهُ فی الکَثیرِ .(3)

(4)

ص :174


1- الإسراء : 80 .
2- بحار الأنوار : 76/247/37 .
3- بحار الأنوار : 71/174/10 .
4- (انظر) بحار الأنوار : 69 / 287 و 288 وج 70 / 378 و 379 و 382 و 387 و 388 ، حکایات الخائفین .

157 - الخیانة

اشاره

(1)

(2)

ص :175


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 75 / 170 باب 58 «الخیانة» . وسائل الشّیعة : 13 / 225 باب 3 «تحریم الخیانة» . کنز العمّال : 3 / 468 «الخیانة» .
2- انظر : عنوان 26 «الأمانة» . الخیاطة : باب 1193 ، العلم : باب 2847 . الغلّ : باب 3060 ، الصدیق : باب 2177 .

ص :176

1160 - الخِیانَةُ

الکتاب :

(یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمانَاتِکُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) .(1)

(2)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : أربَعٌ لا تَدخُلُ بَیتاً واحِدَةٌ مِنهُنَّ إلّا خَرِبَ ولَم یَعْمُرْ بِالبَرکَةِ : الخِیانَةُ ، والسَّرِقةُ ، وشُربُ الخَمرِ ، والزِّنا .(3)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : لَیسَ مِنّا مَن خَانَ بالأمانَةِ .(4)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : لَیسَ مِنّا مَن خانَ مُسلِماً فی أهلِهِ ومالِهِ .(5)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : المَکْرُ والخَدِیعَةُ والخِیانَةُ فی النّارِ .(6)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الخِیانَةُ أخو الکَذِبِ .(7)

عنه علیه السلام : الخِیانَةُ غَدْرٌ .(8)

عنه علیه السلام : الخِیانَةُ صِنْوُ الإفْکِ .(9)

عنه علیه السلام : الخِیانَةُ رأسُ النِّفاقِ .(10)

عنه علیه السلام : إیّاکَ والخِیانَةَ فإنَّها شَرُّ مَعصِیَةٍ ، و إنّ الخائنَ لَمُعذَّبٌ بالنّارِ علی خِیانَتِهِ .(11)

عنه علیه السلام : جانِبوا الخِیانَةَ ؛ فإنَّها مُجانَبَةُ الإسلامِ .(12)

عنه علیه السلام : رأسُ النِّفاقِ الخِیانَةُ .(13)

عنه علیه السلام : رأسُ الکُفر الخِیانَةُ .(14)

عنه علیه السلام : مَنِ اسْتَهانَ بالأمانَةِ وَقَعَ فی الخِیانَةِ .(15)

عنه علیه السلام : الخِیانَةُ دَلیلٌ علی قِلّةِ الوَرَعِ وعَدمِ الدِّیانَةِ .(16)

عنه علیه السلام : شَرُّ النّاسِ مَن لا یَعْتقِدُ الأمانَةَ، ولا یَجْتنِبُ الخِیانَةَ .(17)

علل الشرائع عن أبی ثُمامَةَ : دخَلْتُ علی أبی جعفر علیه السلام وقلتُ لَه : جُعِلتُ فِداکَ ،

ص :177


1- الأنفال : 27 .
2- (انظر) الأنفال : 58 ، الحجّ : 38 ، النساء : 107 ، یوسف : 52 .
3- الأمالی للصدوق : 482/652 .
4- بحار الأنوار : 75/172/14 .
5- الاختصاص : 248 .
6- الجعفریّات : 171 .
7- غرر الحکم : 279 .
8- غرر الحکم : 107 .
9- غرر الحکم : 738 .
10- غرر الحکم : 969 .
11- غرر الحکم : 2667 .
12- غرر الحکم : 4742 .
13- غرر الحکم : 5227 .
14- غرر الحکم : 5260 .
15- غرر الحکم : 8616 .
16- غرر الحکم : 1431 .
17- غرر الحکم : 5734 .

إنّی رجُلٌ اُریدُ أنْ اُلازِمَ مکّةَ وعلَیَّ دَینٌ للمُرجِئةِ ، فمَا تقولُ ؟ قالَ : ارجِعْ إلی مُؤدّی دَینِکَ وانظُرْ أنْ تَلقی اللَّهَ تَعالی ولَیسَ علَیکَ دَینٌ ، فإنّ المؤمنَ لا یَخونُ .(1)

الکافی عن محمّد بن مرازم عن أبیه أو عمّه : شهدت أبا عبد اللَّه علیه السلام وهُوَ یُحاسِبُ وکیلاً لَهُ ، والوکیلُ یُکثِرُ أنْ یقولَ : واللَّهِ ما خُنْتُ ، واللَّهِ ما خُنْتُ ، فقال له أبو عبد اللَّه علیه السلام : یا هذا ، خِیانَتُکَ وتَضْییعُکَ علَیَّ مالِی سَواءٌ ؛ لأنّ الخِیانَةَ شَرُّها علَیکَ .(2) ثُمَّ قالَ : قالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : لَو أنّ أحدَکُم هَرَبَ مِن رِزقِهِ لَتَبِعَهُ حتّی یُدْرِکَهُ کما أ نّهُ إنْ هَرَبَ مِن أجَلِهِ تَبِعَهُ حتّی یُدْرِکَهُ ، مَن خانَ خِیانةً حُسِبَتْ علَیهِ مِن رِزقِهِ وکُتِبَ علَیهِ وِزْرُها .(3)

عنه علیه السلام : یُجبَلُ المؤمنُ علی کُلِّ طَبیعةٍ إلّا الخِیانَةَ والکَذِبَ .(4)

عنه علیه السلام : بُنِیَ الإنسانُ علی خِصالٍ ، فمَهْمَا بُنِیَ علَیهِ فإنَّهُ لا یُبْنی علی الخِیانَةِ والکَذِبِ .(5)

1161 - النَّهیُ عَنِ الخِیانَةِ ولَو بِالخائِنِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : لا تَخُنْ مَن خانَکَ فتکونَ مِثلَهُ .(6)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لا تَخُنْ مَنِ ائتمَنَکَ و إنْ خانَکَ ، ولا تَشِنْ عَدُوَّکَ و إنْ شانَکَ .(7)

الکافی عن سُلیمانَ بنِ خالدٍ : سألت أبا عبداللَّه علیه السلام عَن رجُلٍ وقَعَ لی عِندَهُ مالٌ فَکابَرَنی علَیهِ وحلَفَ ، ثُمّ وقَعَ لَه عِندی مالٌ ، فآخُذُهُ مکانَ مالِی الّذی أخَذَهُ وأجحَدُهُ وأحْلِفُ علَیهِ کما صنَعَ ؟ فقال : إنْ خانَکَ فَلا تَخُنْهُ ، فلا تَدخُلْ فیما عِبْتَهُ علَیهِ .(8)

الکافی عن مُعاویةَ بنِ عمّارٍ : قلت لأبی عبداللَّه علیه السلام : الرّجُلُ یکونُ لِی علَیهِ الحقُّ فیَجْحَدُنِیهِ ثُمَّ یَسْتَودِعُنی مالاً ، ألِیَ أنْ آخُذَ مالِی عِندَهُ ؟ قال : لا ،

ص :178


1- علل الشرائع : 528/7 .
2- ونقل مثل ذلک عن الإمام الکاظم علیه السلام ووکیله ، انظر بحار الأنوار : 78/320/6 .
3- الکافی : 5/304/2 .
4- الاختصاص : 231 .
5- کشف الغمّة : 2/375 .
6- بحار الأنوار : 103/175/3 .
7- غرر الحکم : 10418 .
8- الکافی : 5/98/1 .

هذهِ خِیانَةٌ .(1)

(2)

1162 - تَفسیرُ الخِیانَةِ وَالخائِنِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إفْشاءُ سِرِّ أخیکَ خِیانَةٌ ، فاجتَنِبْ ذلکَ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : أمّا علَامةُ الخائنِ فأربَعةٌ: عِصْیانُ الرّحمانِ ، وأذی الجِیرانِ ، وبُغْضُ الأقْرانِ ، والقُرْبُ إلی الطُّغْیانِ .(4)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الخائنُ مَن شَغَلَ نفسَهُ بغَیرِ نَفْسِهِ ، وکانَ یَومُهُ شَرّاً مِن أمْسِهِ .(5)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام - فی قولِه تعالی : (لا تَخُونوا اللَّهَ والرَّسُولَ وتَخونوا أماناتِکُم ...)(6) - : فخِیانَةُ اللَّهِ والرّسولِ مَعْصیَتُهُما ، وأمّا خِیانَةُ الأمانَةِ فکُلُّ إنسانٍ مَأمونٌ علی ما افْتَرَضَ اللَّهُ عزّوجلّ علَیهِ .(7)

الخصال عن أبی هارونَ المَکْفوفِ : قال لی أبو عبد اللَّه علیه السلام یا أبا هارونَ ، إنّ اللَّهَ تبارکَ وتعالی آلی علَی نفسِهِ أن لا یُجاوِرَهُ خائنٌ. قالَ: قلتُ: وما الخائنُ ؟ قالَ : مَنِ ادّخَرَ عن مؤمنٍ درْهَماً أو حَبَسَ عَنهُ شیئاً مِن أمرِ الدُّنیا .(8)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : أیُّما رجُلٍ مِن أصْحابِنا اسْتَعانَ بهِ رجُلٌ من إخْوانِهِ فی حاجَةٍ ، فلَم یُبالِغْ فیها بکُلِّ جُهْدِه ، فقد خانَ اللَّهَ ورسولَهُ والمؤمنینَ .(9)

الإمامُ الجوادُ علیه السلام : کَفی بالمَرءِ خِیانَةً أنْ یکونَ أمیناً للخَوَنَةِ .(10)

1163 - غایَةُ الخِیانَةِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : تَناصَحوا فی العِلمِ ، فإنّ خِیانَةَ أحَدِکُم فی عِلْمِه أشَدُّ مِن خِیانَتِهِ فی مالِهِ .(11)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : غایَةُ الخِیانَةِ خِیانَةُ الخِلِّ الوَدودِ ، ونَقْضُ الْعُهُودِ .(12)

عنه علیه السلام : من أفْحَشِ الخِیانَةِ خِیانَةُ الوَدائعِ .(13)

ص :179


1- الکافی 5/98/2 .
2- (انظر) تفسیر نور الثقلین : 2 / 144 / 69 .
3- بحار الأنوار: 77/89/3.
4- تحف العقول : 22 .
5- غرر الحکم : 2013 .
6- الأنفال : 27 .
7- تفسیر القمّی : 1/272 .
8- الخصال : 151/185 .
9- بحار الأنوار: 75/175/7 .
10- بحار الأنوار: 78/364/4 .
11- بحار الأنوار: 2/68/17.
12- غرر الحکم : 6374 .
13- غرر الحکم : 9310 .

عنه علیه السلام : إنّ أعْظَمَ الخِیانَةِ خیانَةُ الاُمّةِ (الأمَنةِ) ، وأفْظَعَ الغِشِّ غِشُّ الأئمّةِ .(1)

1164 - النَّوادِرُ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الغَدْرُ أقْبَحُ الخِیانَتَینِ .(2)

عنه علیه السلام : إذا ظَهَرتِ الجِنایاتُ (الخِیاناتُ) ارتَفَعتِ البَرَکاتُ .(3)

عنه علیه السلام : لَرُبَّما خانَ النَّصیحُ المؤتَمنُ ونَصَحَ المُسْتَخانُ .(4)

عنه علیه السلام : مَن أمِنَ الزَّمانَ خانَهُ .(5)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : شَرُّ الرِّجالِ التُّجّارُ الخَوَنةُ .(6)

ص :180


1- نهج البلاغة : الکتاب 26 .
2- غرر الحکم : 1690 .
3- غرر الحکم : 4030 .
4- غرر الحکم : 7391 .
5- نهج البلاغة : الکتاب 31 .
6- بحار الأنوار : 103/103/55 .

158 - الخیر

اشاره

(1)

ص :181


1- انظر : عنوان 262 «الشرّ» . الأخ : باب 50 ، الاُمّة : باب 128 ، 129 ، 131 ، الجَمال : باب 544 . التّسابُق: باب 1730، الصدیق: باب 2186، المستضعف: باب 2339 . العُجب: باب 2481 - 2483، العقل: باب 2759 ، العلم: باب 2785 . العمل : باب 2896 ، القضاء والقدر : باب 3298 ، القلب : باب 3331 .

ص :182

1165 - الخَیرُ

الکتاب :

(یَوْمَ تَجِدُ کُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَیْرٍ مُحْضَراً وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَیْنَها وَبَیْنَهُ أَمَداً بَعِیداً وَیُحَذِّرُکُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ) .(1)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : اطْلُبوا الخَیرَ دَهرَکُم ، واهْرُبوا مِن النّارِ جُهدَکُم ؛ فإنّ الجَنّةَ لا یَنامُ طالِبُها ، و إنّ النّارَ لا یَنامُ هارِبُها .(2)

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : الخَیرُ کثیرٌ ، وفاعِلُهُ قلیلٌ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : مَنْ یَزرَعْ خَیراً یُوشِکْ أنْ یَحْصِدَ خَیراً .(4)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : فِعلُ الخَیرِ ذَخیرَةٌ باقِیَةٌ ، وثَمَرةٌ زاکِیَةٌ .(5)

عنه علیه السلام : علَیکُم بأعْمالِ الخَیرِ فتَبادَروها ، ولا یکُنْ غَیرُکُم أحقَّ بها مِنکُم .(6)

عنه علیه السلام : غارِسُ شَجَرةِ الخَیرِ یَجْتَنیها أحْلی ثَمَرةٍ .(7)

عنه علیه السلام : مَن فَعلَ الخَیرَ فبِنَفْسِه بَدَأ .(8)

عنه علیه السلام : مَن لَبِسَ الخَیرَ تَعَرّی مِن الشَّرِّ .(9)

1166 - سُهولَةُ الخَیرِ وصُعوبَتُهُ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الخَیرُ أسهَلُ مِن فِعلِ الشَّرِّ.(10)

عنه علیه السلام : إنّکُم بِعَینِ مَن حَرّمَ علَیکُمُ المَعْصیَةَ ، وسَهَّلَ لَکُم سُبُلَ الطَّاعَةِ .(11)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : إنّ الخَیرَ ثَقُلَ علی أهلِ الدُّنیا علی قَدْرِ ثِقَلِهِ فی مَوازینِهِم یَومَ القِیامَةِ .(12)

(13)

1167 - جَوامِعُ الخَیرِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : جِماعُ الخَیرِ خَشیَةُ اللَّهِ .(14)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : مَن حُرِمَ الرِّفْقَ فَقد حُرِمَ

ص :183


1- آل عمران : 30 .
2- کنز العمّال : 43597 .
3- الخصال : 30/105 .
4- بحار الأنوار : 77/76/3 .
5- غرر الحکم : 6545.
6- غرر الحکم : 6151.
7- غرر الحکم : 6442 .
8- غرر الحکم : 8177 .
9- غرر الحکم : 8085 .
10- غرر الحکم : 1199 .
11- نهج البلاغة: الخطبة151.
12- الخصال : 17/61 .
13- (انظر) الجنّة : باب 559 . الحقّ : باب 890 .
14- تنبیه الخواطر : 2/122 .

الخَیرَ کُلَّهُ .(1)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إنّما یُدْرَکُ الخَیْرُ کُلُّهُ بالعَقلِ ، ولا دِینَ لِمَن لا عَقلَ لَهُ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : العِلمُ رأسُ الخَیرِ کُلِّهِ ، والجَهلُ رأسُ الشَّرِّ کُلِّهِ .(3)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : جُمِعَ الخَیرُ کُلُّهُ فی ثَلاثِ خِصالٍ : النَّظَرُ ، والسُّکوتُ ، والکلامُ ؛ فکُلُّ نَظرٍ لَیسَ فیهِ اعْتِبارٌ فهُوَ سَهْوٌ ، وکلُّ سُکوتٍ لَیسَ فیهِ فِکْرَةٌ فهُوَ غَفلَةٌ ، وکلُّ کلامٍ لَیسَ فیهِ ذِکْرٌ فهُوَ لَغْوٌ ، فطُوبی لِمَنْ کانَ نَظَرُهُ عِبَراً ، وسُکوتُهُ فِکْراً ، وکلامُه ذِکْراً ، وبکی علی خَطیئَتِهِ ، وأمِنَ النّاسُ شرَّهُ .(4)

عنه علیه السلام : ثَلاثٌ هُنَّ جِماعُ الخَیرِ : إسْداءُ النِّعَمِ ، ورِعایَةُ الذِّمَمِ ، وصِلَةُ الرَّحِمِ .(5)

عنه علیه السلام : جِماعُ الخَیرِ فی العَملِ بما یَبقی ، والاسْتِهانَةِ بما یَفنی .(6)

عنه علیه السلام : جِماعُ الخَیرِ فی المُوالاةِ فی اللَّهِ ، والمُعاداةِ فی اللَّهِ ، والمَحبَّةِ فی اللَّهِ ، والبُغْضِ فی اللَّهِ .(7)

عنه علیه السلام : إنّ الخَیرَ کُلَّهُ فیمَن عَرفَ قَدْرَهُ .(8)

عنه علیه السلام : الخَیرُ کلُّهُ فیمَن عَرفَ قَدْرَ نَفْسِهِ .(9)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : رأیتُ الخَیرَ کُلَّهَ قدِ اجْتَمَعَ فی قَطْعِ الطَّمَعِ عَمّا فی أیْدی النّاسِ .(10)

عنه علیه السلام : الخَیرُ کُلُّهُ صِیانَةُ الإنْسانِ نَفْسَهُ .(11)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : أوْحی اللَّهُ تعالی إلی آدَمَ علیه السلام: یا آدَمُ ، إنّی أجْمَعُ لکَ الخَیرَ کُلَّهُ فی أربَعِ کلماتٍ : واحِدةٌ مِنهُنَّ لی ، وواحِدةٌ لکَ ، وواحِدةٌ فیما بَیْنی وبَیْنَکَ ، وواحِدةٌ فیما بَیْنَکَ وبَیْنَ النّاسِ ؛ فأمّا الّتی لی فتَعبُدُنی ولا تُشْرِکُ بی شیئاً ، وأمّا الّتی لکَ فاُجازیکَ بعَملِکَ أحْوَجَ ما تکونُ إلَیهِ ، وأمّا الّتی بَیْنی وبَیْنکَ فعلَیکَ الدُّعاءُ وعلَیَّ الإجابَةُ ، وأمّا الّتی فیما بَیْنکَ وبَینَ النّاسِ فتَرْضی للنّاسِ ما تَرْضی لِنَفْسِکَ .(12)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : الخَیرُ کُلُّهُ أمامَکَ ، و إنّ الشَّرَّ کُلَّهَ أمامَکَ ، ولَن تَری الخَیرَ

ص :184


1- تحف العقول : 49 .
2- بحار الأنوار: 77/158/143.
3- بحار الأنوار: 77/175/9.
4- الأمالی للصدوق : 80/47 .
5- غرر الحکم : 4675 .
6- غرر الحکم : 4735 .
7- غرر الحکم : 4781 .
8- الإرشاد : 1/231 .
9- تنبیه الخواطر : 2/115 .
10- بحار الأنوار : 73/171/10 .
11- تحف العقول : 278 .
12- بحار الأنوار : 75/26/8 .

والشَّرَّ إلّا بعدَ الآخِرَةِ ؛ لأنّ اللَّهَ عزّوجلّ جَعَلَ الخَیرَ کُلَّهُ فی الجَنّةِ ، والشَّرَّ کُلَّهُ فی النّارِ .(1)

عنه علیه السلام : جُعِلَ الشَّرُّ کلُّهُ فی بَیتٍ وجُعِلَ مِفتاحُهُ حُبَّ الدُّنیا ، وجُعِلَ الخَیر کُلُّهُ فی بَیتٍ وجُعِلَ مِفتاحُهُ الزُّهْدَ فی الدُّنیا .(2)

قضاء حقوق المؤمنین : قال الصادق علیه السلام : ما علی أحَدِکُم أنْ یَنالَ الخَیرَ کُلَّهُ بالیَسیرِ ؟! قالَ الرّاوی: قلتُ : بماذا جُعِلْتُ فِداکَ ؟ قالَ : یَسُرُّنا بإدْخالِ السُّرورِ علی المؤمنینَ مِن شیعَتِنا .(3)

(4)

1168 - ما یُنالُ بِهِ خَیرُ الدُّنیا وَالآخِرَةِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : أربَعٌ مَن اُعْطِیَهُنَّ فَقَد اُعْطِیَ خَیرَ الدُّنیا والآخِرَةِ : بَدناً صابِراً ، ولِساناً ذاکِراً ، وقَلْباً شاکِراً ، وزَوْجَةً صالِحَةً .(5)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : مَن اُعْطِیَ أربَعَ خِصالٍ فی الدُّنیا فَقدْ اُعْطِیَ خَیرَ الدُّنیا والآخِرَةِ وفازَ بحَظِّهِ مِنهُما : وَرَعٌ یَعْصِمُهُ عن مَحارِمِ اللَّهِ ، وحُسْنُ خُلقٍ یَعیشُ بهِ فی النّاسِ ، وحِلْمٌ یَدفَعُ بهِ جَهلَ الجاهِلِ ، وَزوْجَةٌ صالِحَةٌ تُعینُهُ علی أمرِ الدُّنیا والآخِرَةِ.(6)

الإمامُ زین العابدین علیه السلام : قال رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : ألا اُخبِرُکُم بما یکونُ بهِ خَیرُ الدُّنیا والآخِرَةِ ، و إذا کُرِبْتُم واغْتَمَمْتُم دَعَوتُمُ اللَّهَ ففَرّجَ عَنکُم؟! قالوا : بلی ، یا رسول اللَّه . قالَ : قولوا : لا إلهَ إلّا اللَّهُ ربُّنا لا نُشرِکُ بهِ شَیئاً ، ثُمَّ ادْعوا بما بَدا لَکُم .(7)

کنز العمّال عن أنس : قال رسول اللَّه صلی اللَّه علیه و آله : مَن جَمعَ اللَّهُ لَهُ أربَعَ خِصالٍ جَمعَ اللَّهُ لَهُ خَیرَ الدُّنیا والآخِرَةِ . قیلَ : ما هِی یا رسولَ اللَّهِ ؟ قالَ : قَلْباً شاکِراً ، ولِساناً ذاکِراً ، وداراً قَصْداً ، وزَوجَةً صالِحَةً .(8)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : جُمِعَ خَیرُ الدُّنیا والآخِرَةِ فی کِتْمانِ السِّرِّ ومُصادَقَةِ الأخْیارِ .(9)

عنه علیه السلام : ثلاثٌ مَن کُنَّ فیهِ فَقَد رُزِقَ خَیرَ

ص :185


1- تحف العقول : 306 .
2- مشکاة الأنوار : 462/1540 .
3- قضاء حقوق المؤمنین : 20/16، بحار الأنوار : 74/312/69 .
4- (انظر) الشرّ : باب 1959 . السلاح : باب 1836 . العقل : باب 2743 .
5- الجعفریّات : 230 . انظر وسائل الشیعة: 14/23/8 .
6- الأمالی للطوسی : 577/1190 .
7- بحار الأنوار : 93/311/14 .
8- کنز العمّال : 30811 .
9- بحار الأنوار : 74/178/17 .

الدُّنیا والآخِرَةِ ، هُنَّ : الرِّضا بالقَضاءِ ، والصّبرُ علی البَلاءِ ، والشُّکْرُ فی الرَّخاءِ .(1)

عنه علیه السلام : ما أعطی اللَّهُ سُبحانَهُ العَبدَ شیئاً مِن خَیرِ الدُّنیا والآخِرَةِ إلّا بحُسْنِ خُلقِهِ وحُسنِ نِیَّتِهِ .(2)

عنه علیه السلام : أربَعٌ مَن اُعْطِیَهُنَّ فَقَد اُعْطِیَ خَیرَ الدُّنیا والآخِرَة : صِدقُ حَدیثٍ ، وأداءُ أمانَةٍ ، وعِفَّةُ بَطْنٍ ، وحُسنُ خُلقٍ .(3)

عنه علیه السلام : جاءَ رجُلٌ إلی النَّبیِّ صلی اللَّه علیه و آله فقالَ : عَلِّمْنی عَمَلاً یُحِبُّنی اللَّهُ علَیهِ ، ویُحِبُّنی المَخلوقونَ ، ویُثْری اللَّهُ مالِی ، ویُصِحُّ بدَنی ، ویُطیلُ عُمری ، ویَحشُرُنی مَعکَ . قالَ: هذهِ سِتُّ خِصالٍ تَحْتاجُ إلی سِتِّ خِصالٍ : إذا أرَدتَ أنْ یُحِبَّکَ اللَّهُ فخَفْهُ واتَّقِهِ ، و إذا أرَدتَ أنْ یُحِبَّکَ المَخلوقونَ فأحْسِنْ إلَیهِم وارفُضْ ما فی أیْدیهِم ، و إذا أرَدتَ أنْ یُثرِیَ اللَّهُ مالَکَ فَزَکِّهِ ، و إذا أرَدتَ أنْ یُصِحَّ اللَّهُ بدَنَکَ فأکْثِرْ مِن الصَّدَقَةِ ، و إذا أرَدتَ أنْ یُطیلَ اللَّهُ عُمرَکَ فَصِلْ ذَوی أرْحامِکَ ، و إذا أرَدتَ أنْ یَحْشُرَکَ اللَّهُ مَعی فأطِلِ السُّجودَ بینَ یَدَیِ اللَّهِ الواحِدِ القَهّارِ .(4)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام - وقد کَتبَ الَیهِ رجُلٌ مِن أهلِ الکوفَةِ یَسْتَخبِرُهُ عَن خَیرِ الدُّنیا والآخِرَةِ ، فکتَبَ - : بِسْمِ اللَّهِ الرّحمنِ الرّحیمِ ، أمّا بَعدُ ، فإنَّ مَن طَلَبَ رِضا اللَّهِ بسَخَطِ النّاسِ کَفاهُ اللَّهُ اُمورَ النّاسِ ، ومَن طَلَبَ رِضا النّاسِ بسَخَطِ اللَّهِ وکَلَهُ اللَّهُ إلی النّاسِ ، والسّلامُ .(5)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : وجَدْنا فی کِتابِ علیٍّ علیه السلام أنّ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله قالَ - وهُوَ علی مِنبرِهِ - : والّذی لا إلهَ إلّا هُو ، ما اُعْطِیَ مؤمنٌ قَطُّ خَیرَ الدُّنیا والآخِرَةِ إلّا بِحُسنِ ظَنِّهِ باللَّهِ ، ورَجائهِ لَهُ ، وحُسنِ خُلقِهِ ، والکَفِّ عن اغْتِیابِ المؤمنینَ .(6)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - وقد سألَهُ رجُلٌ أنْ یُعَلّمَهُ ما یَنالُ بهِ خَیرَ الدُّنیا والآخِرَةِ ولا یُطَوِّلَ علَیهِ - : لا تَکْذِبْ .(7)

ص :186


1- غرر الحکم : 4670 .
2- غرر الحکم : 9670 .
3- غرر الحکم : 2142 .
4- بحار الأنوار : 85/164/12 .
5- الاختصاص : 225 .
6- الکافی : 2/71/2 .
7- تحف العقول : 359 .

عنه علیه السلام : ثَلاثةُ أشیاءَ فی کُلِّ زمانٍ عَزیزَةٌ : الأخُ فی اللَّهِ ، والزَّوجَةُ الصّالِحَةُ الألیفَةُ فی دِینِ اللَّهِ ، والوَلَدُ الرّشیدُ ، ومَن أصابَ أحَدَ الثَّلاثَةِ فَقَد أصابَ خَیرَ الدّارَینِ والحَظَّ الأوْفَرَ مِن الدُّنیا .(1)

عنه علیه السلام : إنْ أرَدْتَ أنْ تَقَرَّ عَینُکَ وتَنالَ خَیرَ الدُّنیا والآخِرَةِ فاقْطَعِ الطَّمَعَ عمّا فی أیْدِی النّاسِ ، وعُدَّ نَفْسَکَ فی المَوْتی ، ولا تُحَدِّثَنَّ نَفْسَکَ أ نّکَ فَوقَ أحَدٍ مِن النّاسِ ، واخْزُنْ لِسانَکَ کما تَخْزُنُ مالَکَ .(2)

1169 - تَفسیرُ الخَیرِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لَیسَ الخَیرُ أنْ یَکْثُرَ مالُکَ وولدُکَ ، ولکنَّ الخَیرَ أنْ یَکْثُرَ عِلمُکَ ، وأنْ یَعْظُمَ حِلمُکَ ، وأن تُباهِیَ النّاسَ بِعبادَةِ ربِّکَ ، فإنْ أحسَنْتَ حَمِدْتَ اللَّهَ ، و إن أسَأتَ اسْتَغْفَرتَ اللَّهَ .(3)

عنه علیه السلام : ما خَیرٌ بِخَیرٍ بَعدَهُ النّارُ ، وما شَرٌّ بِشرٍّ بَعدَهُ الجَنّةُ .(4)

الإمامُ الحسنُ علیه السلام : الخَیرُ الّذی لا شَرَّ فیهِ: الشُّکرُ مَع النِّعمَةِ ، والصَّبرُ علی النّازِلَةِ .(5)

1170 - إذا أرادَ اللَّهُ بِعَبدٍ خَیراً

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إذا أرادَ اللَّهُ بعَبدٍ خَیراً فَقَّهَهُ فی الدِّینِ ، وألهَمَهُ رُشْدَهُ .(6)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إذا أرادَ اللَّهُ عزّوجلّ بعَبدٍ خَیراً فَقَّهَهُ فی الدِّینِ، وزَهَّدَهُ فی الدُّنیا، وبَصَّرَهُ بعُیوبِ نَفْسِهِ .(7)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إذا أرادَ اللَّهُ بعَبدٍ خَیراً جَعلَ لَهُ واعِظاً مِن نَفْسِهِ یأمُرُهُ ویَنْهاهُ .(8)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إذا أرادَ اللَّهُ بعَبدٍ خَیراً عاتَبَهُ فی مَنامِهِ .(9)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إذا أرادَ اللَّهُ بعَبدٍ خَیراً فَتحَ لَه قُفْلَ قَلْبهِ ، وجَعلَ فیهِ الیَقینَ والصِّدقَ ،

ص :187


1- بحار الأنوار : 74/282/3 .
2- . بحار الأنوار: 73/168/3.
3- نهج البلاغة : الحکمة 94 .
4- نهج البلاغة : الحکمة 387 .
5- تحف العقول : 234 .
6- . کنز العمّال : 28690 .
7- بحار الأنوار : 77/80/3 .
8- . کنز العمّال : 30762.
9- کنز العمّال : 30765.

وجَعلَ قلبَهُ واعِیاً لِما سَلَکَ فیهِ ، وجَعلَ قلبَهُ سلیماً ، ولسانَهُ صادِقاً ، وخَلِیقَتَهُ مُستَقیمَةً ، وجَعلَ اُذُ نَهُ سَمیعَةً ، وعَینَهُ بَصیرَةً .(1)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : یقولُ اللَّهُ تعالی : ... أیُّما عَبدٍ خلَقْتُه فهدَیْتُه إلی الإیمانِ ، وحَسَّنْتُ خُلقَهُ ، ولَم أبْتَلِهِ بالبُخْلِ ، فإنّی اُریدُ بهِ خَیراً .(2)

کنزالعمّال عن أبی عنبة: - قال رسول اللَّه صلی اللَّه علیه و آله - : إذاأرادَاللَّهُ بعَبدٍ خَیراً عَسَلَهُ . قیلَ : وما عَسَلَهُ ؟ قالَ : یَفتَحُ لَهُ عمَلاً صالِحاً قَبلَ مَوتِهِ ثُمَّ یَقْبِضُهُ علَیهِ .(3)

کنز العمّال عن عمرو بن الحمق : - قال رسول اللَّه صلی اللَّه علیه و آله - : إذا أرادَ اللَّهُ بعَبدٍ خَیراً اسْتَعْمَلَهُ . قیلَ : کیفَ یَستَعمِلُهُ ؟ قالَ : یَفتَحُ لَهُ عمَلاً صالِحاً بَینَ یَدیْ مَوتِهِ حتّی یَرْضی مَن حَولَهُ .(4)

کنز العمّال عن أبی أمامة : - قال رسول اللَّه صلی اللَّه علیه و آله - : إذا أرادَ اللَّهُ بعَبدٍ خَیراً طَهَّرهُ قَبلَ مَوتِهِ .

قیلَ : وما طَهورُ العَبدِ ؟ قالَ : عَملٌ صالِحٌ یُلْهِمُهُ إیّاهُ حتّی یَقْبِضَهُ علَیهِ .(5)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إذا أرادَ اللَّهُ بعَبدٍ خَیراً أعَفَّ بَطنَهُ وفَرْجَهُ .(6)

عنه علیه السلام : إذا أرادَ اللَّهُ بعَبدٍ خَیراً ألْهَمَهُ الْقَناعَةَ ، وأصْلَحَ لَه زَوجَهُ .(7)

عنه علیه السلام : إذا أرادَ اللَّهُ بعَبدٍ خَیراً فَقَّهَهُ فی الدِّینِ ، وألْهَمَهُ الْیَقینَ .(8)

عنه علیه السلام : إذا أرادَ اللَّهُ بعَبدٍ خَیراً ألهَمَهُ الاقْتِصادَ وحُسنَ التَّدْبیرِ ، وجَنَّبَهُ سُوءَ التّدْبیرِ والإسْرافَ .(9)

عنه علیه السلام : إذا أرادَ اللَّهُ بعَبدٍ خَیراً مَنَحَهُ عَقلاً قَویماً ، وعَمَلاً مُستَقیماً .(10)

عنه علیه السلام : إذا أرادَ اللَّهُ بعَبدٍ خَیراً أعَفَّ بَطْنَهُ عنِ الطَّعامِ ، وفَرْجَهُ عنِ الحَرامِ .(11)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إذا أرادَ اللَّهُ بعَبدٍ خَیراً زَهَّدهُ فی الدُّنیا ، وفَقَّههُ فی الدِّینِ ، وبَصَّرَهُ عُیوبَها ، ومَن اُوتِیَهُنَّ فَقد اُوتِیَ خَیرَ الدُّنیا والآخِرَةِ .(12)

ص :188


1- کنز العمّال : 30768 .
2- بحار الأنوار : 73/307/33 .
3- کنز العمّال : 30763.
4- کنز العمّال : 30764.
5- کنز العمّال : 30767.
6- غرر الحکم: 4114 .
7- غرر الحکم: 4115 .
8- غرر الحکم: 4133 .
9- غرر الحکم: 4138 .
10- غرر الحکم: 4113 .
11- غرر الحکم: 4116.
12- بحار الأنوار:73/55/28.

عنه علیه السلام : إنَّ اللَّهَ عزّوجلّ إذا أرادَ بعَبدٍ خَیراً نَکَتَ فی قَلبِهِ نُکْتَةً بَیْضاءَ ، فَجالَ القَلبُ بطَلَبِ الحقِّ ، ثُمَّ هُو إلی أمْرِکُم أسْرَعُ مِن الطّیرِ إلی وَکْرِهِ .(1)

التوحید عن سلیمان بن خالد عن الإمام الصّادق علیه السلام : إنّ اللَّهَ تبارک وتعالی إذا أرادَ بَعبدٍ خَیراً نَکَتَ فی قلبِهِ نُکْتَةً مِن نُورٍ ، وفَتحَ مَسامِعَ قَلبِهِ ، ووکَّلَ بهِ مَلَکاً یُسدِّدُهُ . و إذا أرادَ بعَبدٍ سُوءاً نَکَتَ فی قلبِه نُکْتَةً سَوْداءَ ، وسَدَّ مَسامِعَ قَلبِهِ ، ووکَّلَ بهِ شَیطاناً یُضِلُّهُ . ثُمَّ تلا هذهِ الآیةَ : (فمَن یُرِدِ اللَّهُ أنْ یَهدِیَهُ یَشْرَحْ صَدْرَهُ للإسلامِ)(2).(3)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنّ اللَّهَ إذا أرادَ بعَبدٍ خَیراً شَرحَ صَدرَهُ للإسلامِ ، فإذا أعْطاهُ ذلکَ أنْطقَ لِسانَهُ بالحقِّ ، وعَقَدَ قلبَهُ علَیهِ فعَمِلَ بهِ ، فإذا جَمعَ اللَّهُ لَهُ ذلکَ تَمَّ لَهُ إسلامُهُ .(4)

1171 - إذا أرادَ اللَّهُ بِقَومٍ خَیراً

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إذا أرادَ اللَّهُ بقَومٍ خَیراً أکثَرَ فُقَهاءَهُم وأقَلَّ جُهّالَهُم ، فإذا تکَلّمَ الفقیهُ وَجدَ أعْواناً ، و إذا تَکلَّمَ الجاهِلُ قُهِرَ . و إذا أرادَ بقَومٍ شَرّاً أکثرَ جُهّالَهُم وأقلَّ فُقَهاءَهُم ، و إذا تَکلَّمَ الجاهِلُ وَجدَ أعْواناً ، و إذا تَکلَّمَ الفَقیهُ قُهِرَ .(5)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إنَّ اللَّهَ تبارکَ وتعالی إذا أرادَ بقَومٍ بَقاءً أو نَماءً رزَقَهُمُ القَصْدَ والعَفافَ ، و إذا أرادَ بقَومٍ اقْتِطاعاً فَتحَ لَهُم أو فَتَحَ علَیهِم بابَ خِیانَةٍ ، (حتّی إذا فَرِحُوا بِما اُوتُوا أخَذْناهُم بَغْتَةً فَإذا هُم مُبْلِسونَ)(6).(7)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : إذا أرادَ اللَّهُ بقَومٍ خَیراً أسمَعَهُم ، ولَو أسمَعَ مَن لَم یَسمَعْ لَولّی مُعْرِضاً کأنْ لَم یَسْمَعْ .(8)

(9)

ص :189


1- بحار الأنوار : 78/292/2 .
2- . الأنعام : 125 .
3- التوحید : 415/14 .
4- . الکافی : 8/13/1 .
5- کنز العمّال : 28692 .
6- . الأنعام : 44 .
7- الدرّ المنثور : 3/270 .
8- الکافی : 1/229/3 .
9- (انظر) الاُمّة : باب 128 . الدولة : باب 1287 .

1172 - إذا أرادَ اللَّهُ بِأهلِ بَیتٍ خَیراً

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إذا أرادَ اللَّهُ بأهلِ بَیْتٍ خَیراً فَقّهَهُم فی الدِّینِ ، ووقَّرَ صَغیرُهُم کبیرَهُم ، ورزَقَهُمُ الرِّفقَ فی مَعیشَتِهِم ، والقَصْدَ فی نَفَقاتِهِم ، وبَصّرَهُم عُیوبَهُم فیَتُوبوا مِنها ، و إذا أرادَ بِهم غیرَ ذلکَ تَرَکهُم هَمَلاً .(1)

1173 - الحَثُّ عَلَی المُبادَرَةِ إلَی الخَیراتِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إنَّ اللَّهَ یُحِبُّ مِن الخَیرِ ما یُعجَّلُ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : مَن فُتِحَ لَهُ بابُ خَیرٍ فَلْیَنْتَهِزْهُ ، فإنَّهُ لا یَدْری مَتی یُغْلَقُ عَنهُ .(3)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : بادِرِ الخَیرَ تَرْشُدْ .(4)

عنه علیه السلام : بادِروا بعَملِ الخَیرِ قَبلَ أنْ تُشْغَلوا عَنه بغَیرِهِ .(5)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : مَن هَمَّ بشَی ءٍ مِن الخَیرِ فلْیُعَجِّلْهُ ، فإنَّ کُلَّ شَی ءٍ فیهِ تَأخیرٌ فإنَّ للشَّیطانِ فیهِ نَظْرَةً .(6)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إذا هَمَمْتَ بِخَیرٍ فلا تُؤخِّرْهُ ، فإنَّ اللَّهَ تبارکَ وتعالی رُبَّما اطَّلَع علی عَبدِهِ وهُو علی الشَّی ءِ مِن طاعَتِهِ فیقولُ : وعزَّتی وجَلالی ، لا اُعذِّبُکَ بَعدَها .(7)

عنه علیه السلام : کانَ أبی یَقولُ : إذا هَمَمْتَ بخَیرٍ فبادِرْ ، فإنَّکَ لا تَدْری ما یَحْدُثُ .(8)

عنه علیه السلام : إذا هَمَّ أحدُکُم بخَیرٍ أو صِلَةٍ فإنَّ عن یَمینِهِ وشِمالِهِ شَیطانَیْنِ ، فَلْیُبادِرْ لا یَکُفّاهُ عَن ذلکَ .(9)

(10)

1174 - مَعنی الخَیرِ فی مَجالاتٍ شَتّی

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : خَیرُالصَّحابَةِ أربَعةٌ، وخَیرُ السَّرایا أربعُمائةٍ ، وخَیرُ الجُیوشِ أربَعةُ آلافٍ .(11)

ص :190


1- کنز العمّال : 28691 .
2- الکافی : 2/142/4 .
3- بحار الأنوار: 77/165/2.
4- غرر الحکم : 4361 .
5- الخصال : 620/10 .
6- بحار الأنوار : 71/225/38 .
7- بحار الأنوار : 71/217/20 .
8- الکافی : 2/142/3 .
9- الکافی : 2/143/8 .
10- (انظر) العجلة : باب 2499 و 2500 . التّسابق : باب 1730 .
11- الخصال : 202/15 .

عنه صلی اللَّه علیه و آله: خَیرُ المِلَل مِلّةُ إبراهیمَ علیه السلام .(1)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : خَیرُ السُّنَنِ سُنَّةُ محمّدٍ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : خَیرُ الزّادِ التّقوی .(3)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : خَیرُ العِلمِ ما نَفعَ .(4)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : خَیرُ الأعْمالِ ما نفَعَ .(5)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : خَیرُ الهُدی ما اتُّبِعَ .(6)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : خَیرُ الغِنی غِنی النّفْسِ .(7)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : خَیرُ ما اُلْقِیَ فی القَلبِ الیَقینُ .(8)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : خَیرُ الأیدی المُنفِقَةُ .(9)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : خَیرُ إخْوانِکَ مَن واساکَ ، وخَیرٌ مِنهُ مَن کَفاکَ .(10)

عنه علیه السلام : خَیرُ مالِکَ ما أعانَکَ علی حاجَتِکَ .(11)

عنه علیه السلام : خَیرُ مَن صَبَرْتَ علَیهِ مَن لابُدَّ لکَ مِنهُ .(12)

عنه علیه السلام : خَیرُ البِلادِ ما حَمَلَکَ .(13)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : خَیرُ مَفاتیحِ الاُمورِ الصِّدقُ ، وخَیرُ خَواتیمِها الوَفاءُ .(14)

1175 - خِیارُ النّاسِ

الکتاب :

(وَاذْکُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِیمَ وَإِسْحَاقَ وَیَعْقُوبَ أُولِی الْأَیْدِی وَالْأَبْصَارِ * إِنّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِکْرَی الدَّارِ * وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَیْنَ الْأَخْیَارِ * وَاذْکُرْ إِسْمَاعِیلَ وَالْیَسَعَ وَذَا الْکِفْلِ وَکُلٌّ مِنَ الْأَخْیَارِ) .(15)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : خَیرُ النّاسِ مَنزِلَةً رجُلٌ علی مَتْنِ فَرَسهِ یُخِیفُ العَدُوَّ ویُخِیفونَهُ .(16)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : خَیرُالنّاسِ مَنِ انْتَفعَ بهِ النّاسُ .(17)

عنه صلی اللَّه علیه و آله - لمّا قالَ لَه رَجُلٌ : اُحِبُّ أنْ أکونَ خَیرَ النّاسِ - : خَیرُ النّاسِ مَن یَنفَعُ

ص :191


1- الاختصاص : 342 .
2- الاختصاص : 342 .
3- بحار الأنوار : 77/114/8 .
4- بحار الأنوار : 77/114/8 .
5- الاختصاص : 342 .
6- الأمالی للصدوق : 576/788 .
7- الأمالی للصدوق : 576/788 .
8- الأمالی للصدوق : 576/788 .
9- بحار الأنوار : 77/149/74 .
10- غرر الحکم : 4988 .
11- بحار الأنوار:78/12/70.
12- بحار الأنوار: 78/12/70.
13- نهج البلاغة : الحکمة 442 .
14- بحار الأنوار : 78/161/21 .
15- ص : 45 - 48 .
16- کنز العمّال : 10657 .
17- بحار الأنوار : 75/23/1 .

النّاسَ ، فکُنْ نافِعاً لَهُم .(1)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : خَیرُ الرِّجالِ مَن کانَ بَطی ءَ الغَضَبِ ، سَریعَ الرِّضا .(2)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إنّ مِن خَیرِ رِجالِکُمُ التَّقیَّ النَّقیَّ السَمْحَ الکَفَّیْنِ ، النّقیَّ الطّرَفَیْنِ ، البَرَّ بوالِدَیْهِ ، ولا یُلْجِئُ عِیالَهُ إلی غَیرِهِ .(3)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - لمّا سُئلَ عن خِیارِ النّاسِ عندَ اللَّهِ عزّوجلّ - : أخْوَفُهُم للَّهِ ، وأعمَلُهُم بالتَّقوی ، وأزْهَدُهُم فی الدُّنیا .(4)

عنه علیه السلام : خَیرُ النّاسِ مَن نَفعَ النّاسَ .(5)

عنه علیه السلام : خَیرُ النّاسِ مَن زَهدَتْ نَفْسُهُ ، وقَلَّتْ رَغبَتُهُ ، وماتَتْ شَهوَتُهُ ، وخَلَصَ إیمانُهُ ، وصدَقَ إیقانُهُ .(6)

عنه علیه السلام : خَیرُ النّاسِ مَن کانَ فی یُسْرِهِ سَخِیّاً شَکُوراً ، خَیرُ النّاسِ مَن کانَ فی عُسْرِهِ مُؤْثِراً صَبوراً .(7)

عنه علیه السلام : خَیرُ النّاسِ مَن أخرَجَ الحِرْصَ مِن قَلبِهِ ، وعَصی هَواهُ فی طاعَةِ ربِّهِ .(8)

عنه علیه السلام : خَیرُ النّاسِ مَن طَهَّرَ مِن الشّهَواتِ نَفْسَهُ ، وقَمَعَ غَضبَهُ ، وأرْضی ربَّهُ .(9)

عنه علیه السلام : خَیرُ النّاسِ مَن إنْ اُغْضِبَ حَلُمَ ، و إنْ ظُلِمَ غَفَرَ ، و إنْ اُسِی ءَ إلَیهِ أحْسَنَ .(10)

عنه علیه السلام : خَیرُ النّاسِ مَن تَحمَّلَ مَؤونَةَ النّاسِ .(11)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : خِیارُکُم سُمَحاؤکُم ، وشِرارُکُم بُخَلاؤکُم .(12)

عنه علیه السلام : إنّ خَیرَ العِبادِ مَن یَجتَمِعُ فیهِ خَمسُ خِصالٍ : إذا أحسَنَ اسْتَبْشَرَ ، و إذا أساءَ اسْتَغْفَرَ ، و إذا اُعْطِیَ شَکَرَ ، و إذا ابتُلِیَ صَبرَ ، و إذا ظُلِمَ غَفرَ .(13)

1176 - خَیرُ المُؤمِنینَ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : خَیرُکُم مَن أعانَهُ اللَّهُ علی نَفْسِهِ فمَلَکَها .(14)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : خَیرُکُم مَن عَرَفَ سُرعَةَ رِحْلَتِهِ فتَزوَّدَ لَها .(15)

ص :192


1- کنز العمّال : 44154 .
2- کنز العمّال : 43588 .
3- بحار الأنوار : 70/375/20 .
4- بحار الأنوار : 70/378/24 .
5- غرر الحکم : 5001 .
6- غرر الحکم : 5031 .
7- غرر الحکم : (5027 - 5028) .
8- غرر الحکم : 5025 .
9- غرر الحکم : 5026 .
10- غرر الحکم : 5000 .
11- غرر الحکم : 5002 .
12- بحار الأنوار : 73/307/34 .
13- بحار الأنوار : 78/206/63 .
14- تنبیه الخواطر : 2/122 .
15- تنبیه الخواطر : 2/123 .

عنه صلی اللَّه علیه و آله : خَیرُکُم مَن ذَکّرَکُم باللَّهِ رُؤیتُهُ .(1)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : خَیرُکُم مَن دعاکُم إلی فِعلِ الخَیرِ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : خَیرُکُم المُتَنَزِّهونَ عنِ المَعاصی والذُّنوبِ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : خَیرُکُم مَن أطْعَمَ الطَّعامَ ، وأفْشی السّلامَ ، وصلّی والنّاسُ نِیامٌ .(4)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : خَیرُکُم مَن أطابَ الکلامَ ، وأطْعَمَ الطَّعامَ ، وصلّی باللّیلِ والنّاسُ نِیامٌ .(5)

الأمالی للطوسی عن ابن عباس : قیلَ : یا رسولَ اللَّهِ ، أیُّ الجُلَساءِ خَیرٌ ؟ قالَ : مَن ذَکَّرکُم باللَّهِ رُؤیَتُهُ ، وزادَکُم فی عِلمِکُم مَنْطِقُهُ، وذَکَّرَکُم بِالآخِرَةِ عَمَلُهُ .(6)

1177 - خَیرُ الاُمورِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : خَیرُ الاُمورِ عَزائمُها ، وشَرُّ الاُمورِ مُحْدَثاتُها .(7)

عنه صلی اللَّه علیه و آله: خَیرُ الاُمورِ خَیرُها عاقِبَةً .(8)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : خَیرُ الاُمورِ ما أسْفَرَ عنِ الیَقینِ .(9)

عنه علیه السلام : خَیرُ الاُمورِ ما عَرِیَ عنِ الطَّمَعِ .(10)

عنه علیه السلام : خَیرُ الاُمورِ ما سَهُلَتْ مَبادِئُهُ ، وحَسُنَتْ خَواتِمُهُ ، وحُمِدَتْ عواقِبُهُ .(11)

عنه علیه السلام : خَیرُ الاُمورِ النَّمَطُ الأوسَطُ ؛ إلَیهِ یَرجِعُ الغالی وبهِ یَلْحَقُ التّالی .(12)

عنه علیه السلام : اُوصیکُم عِبادَ اللَّهِ بتَقوی اللَّهِ ؛ فإنّها خَیرُ ماتَواصی العِبادُ بهِ ، وخَیرُ عَواقِبِ الاُمورِ عِند اللَّهِ .(13)

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : خَیرُ الاُمورِأوْسَطُها .(14)

(15)

1178 - النَّهیُ عَن تَحقیرِ القَلیلِ مِنَ الخَیرِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : افْعَلوا الخَیرَ ولا تَحْقِرُوا مِنهُ شیئاً ؛ فإنَّ صَغیرَهُ کَبیرٌ ، وقَلیلَهُ کَثیرٌ .(16)

ص :193


1- تنبیه الخواطر : 2/123 .
2- تنبیه الخواطر : 2/123 .
3- تنبیه الخواطر : 2/123 .
4- الخصال : 91/32 .
5- بحار الأنوار : 74/383/93 .
6- الأمالی للطوسی : 157/262 .
7- الاختصاص : 342 .
8- الأمالی للصدوق : 576/788 .
9- غرر الحکم : 4967 .
10- غرر الحکم : 4973 .
11- غرر الحکم : 5032 .
12- غرر الحکم : 5059 .
13- نهج البلاغة : الخطبة 173 .
14- بحار الأنوار : 76/292/16 .
15- (انظر) الشرّ : باب 1958 .
16- نهج البلاغة : الحکمة 422 .

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : لا تُصَغِّرْ شیئاً مِن الخَیرِ ، فإنّکَ تَراهُ غداً حَیثُ یَسُرُّکَ .(1)

1179 - لا خَیرَ إلّا لِهؤُلاءِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : لا خَیرَ فی عَیشٍ إلّا لرجُلَینِ: عالِمٌ مُطاعٌ ، ومُسْتَمِعٌ واعٍ .(2)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لا خَیرَ فی الدُّنیا إلّا لرَجُلَینِ : رجُلٌ أذنَبَ ذُنوباً فهُوَ یَتَدارَکُها بالتّوبَةِ ، ورجلٌ یُسارِعُ فی الخَیراتِ .(3)

عنه علیه السلام - أنّهُ کانَ یقولُ - : لا خَیرَ فی الدُّنیا إلّا لأحَدِ رجُلَینِ : رجُلٌ یَزْدادُ کُلَّ یَومٍ إحْساناً ، ورجُلٌ یَتَدارَکُ سَیّئةً بالتّوبَةِ .(4)

1180 - خَیرُ الأخلاقِ

بحار الأنوار - قال رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله - : ألا أدلُّکُم علی خَیرِ أخْلاقِ الدُّنیا والآخِرَةِ؟ قالوا: بلی یا رسولَ اللَّهِ ، قالَ : مَن وصَلَ مَن قَطَعهُ ، وأعطی مَن حَرمَهُ ، وعَفا عَمّنْ ظَلَمهُ .(5)

بحار الأنوار عن رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : ألا اُخبِرُکُم بخَیرِ أخْلاقِ أهلِ الدُّنیا والآخِرَةِ؟ قالوا : بلی یا رسولَ اللَّهِ ، فقالَ: إفْشاءُ السّلامِ فی العالَمِ .(6)

(7)

1181 - مَن لا یُرجی خَیرُهُ

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : ثَلاثٌ مَن لَم تکُنْ فیهِ فلا یُرْجی خَیرُهُ أبَداً : مَن لَم یَخْشَ اللَّهَ فی الغَیبِ ، ولَم یَرْعَوِ عِندَ الشَّیبِ، ولَم یَستَحیِ مِن العَیبِ .(8)

1182 - میزانُ الخَیرِ وَالشَّرِّ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنّ الخَیرَ والشّرَّ لا یُعْرَفانِ إلّا بالنّاسِ ، فإذا أرَدتَ أنْ تَعرِفَ الخَیرَ

ص :194


1- بحار الأنوار : 71/182/37 .
2- بحار الأنوار: 77/168/6 .
3- نهج البلاغة : الحکمة 94 .
4- بحار الأنوار: 73/121/110 .
5- بحار الأنوار: 74/102/56 .
6- بحار الأنوار: 76/12/50.
7- (انظر) الإحسان : باب 868 . الرَّحِم : باب 1468 . المکافأة : باب 3449 . الأخ : باب 42 .
8- الأمالی للصدوق: 497/679.

فَاعْمَلِ الخَیرَ تَعرِفْ أهلَهُ ، و إذا أرَدتَ أنْ تَعرِفَ الشَّرَّ فاعْمَلِ الشَّرَّ تَعرِفْ أهلَهُ .(1)

(2)

1183 - صِفاتُ أهلِ الخَیرِ

بحار الأنوار : فی حدیثِ المِعراجِ : یا أحمدُ ، إنَّ أهلَ الخَیرِ وأهلَ الآخِرَةِ رَقیقَةٌ وُجوهُهم، کثیرٌحَیاؤهُم، قلیلٌ حُمْقُهُم ، کثیرٌ نَفْعُهُم ، قلیلٌ مَکْرُهُم ، النّاسُ مِنْهم فی راحَةٍ، وأنفسُهُم مِنْهم فی تَعَبٍ ، کلامُهُم مَوْزونٌ ، مُحاسِبینَ لأنفُسِهِم مُتْعِبینَ لَها ، تَنامُ أعیُنُهم ولا تَنامُ قلوبُهُم ، أعینُهُم باکِیَةٌ ، وقُلوبُهُم ذاکِرَةٌ . إذا کُتِبَ النّاسُ مِن الغافِلینَ کُتِبوا مِن الذّاکِرینَ ... لا یَشْغَلُهُم عَنِ اللَّهِ شَی ءٌ طَرْفَةَ عَینٍ ، ولا یُریدونَ کَثْرَةَ الطَّعامِ ، ولا کَثرةَ الکلامِ ، ولا کَثرةَ اللِّباسِ . النّاسُ عِندَهُم مَوْتی ، واللَّهُ عِندَهُم حیٌّ قَیّومٌ .(3)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ألَا و إنّ اللَّهَ سبحانَهُ قد جَعلَ للخَیرِ أهلاً، وللحقِّ دَعائمَ، وللطّاعَةِ عِصَماً .(4)

عنه علیه السلام : سُنّةُ الأخْیارِ : لِینُ الکلامِ ، و إفْشاءُ السّلامِ .(5)

(6)

1184 - ما هُوَ أفضَلُ مِنَ الخَیرِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : خَیرٌ مِن الخَیرِ مُعْطِیهِ .(7)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : فاعِلُ الخَیرِ خَیرٌ مِنهُ ، وفاعِلُ الشّرِّ شَرٌّ مِنهُ .(8)

عنه علیه السلام : افعَلوا الخَیرَ ما اسْتَطَعتُم ، فخَیرٌ مِن الخَیرِ فاعِلُهُ .(9)

عنه علیه السلام : لَیسَ بخَیرٍ مِنَ الخَیرِ إلّا ثَوابُهُ .(10)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : أحْسنُ مِن الصِّدقِ قائلُهُ ، وخَیرٌ مِن الخَیرِ فاعِلُهُ .(11)

الإمامُ الهادیُّ علیه السلام : خَیرٌ مِن الخَیرِ فاعِلُهُ ، وأجمَلُ مِن الجَمیلِ قائلُهُ، وأرجَحُ مِن العِلمِ حامِلُهُ .(12)

ص :195


1- بحار الأنوار : 78/41/26 .
2- (انظر) الحقّ : باب 900 و 901 .
3- بحار الأنوار : 77/24/6 .
4- نهج البلاغة: الخطبة214.
5- غرر الحکم : 5565 .
6- (انظر) الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر : باب 2655 .
7- بحار الأنوار : 77/161/173 .
8- نهج البلاغة : الحکمة 32 .
9- غرر الحکم : 2532 .
10- غرر الحکم : 7487 .
11- الأمالی للطوسی: 223/385.
12- بحار الأنوار : 78/370/4 .

1185 - أبوابُ الخَیرِ

مجمع البیان عن معاذ بن جبل: قال رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إنْ شِئتَ أنْبأتُکَ بِأبْوابِ الخَیرِ ! قالَ : قلتُ : أجَلْ یا رسولَ اللَّهِ . قالَ : الصّومُ جُنّةٌ ، والصّدَقةُ تُکَفِّرُ الخَطیئةَ ، وقِیامُ الرّجُلِ فی جَوفِ اللّیلِ یَبتَغی وَجهَ اللَّهِ ، ثُمَّ قَرأَ هذهِ الآیةِ : (تَتَجافی جُنوبُهُم عنِ المَضاجِعِ) .(1)

الکافی - قال الباقرُ علیه السلام لِسلیمانَ بنِ خالدٍ - : إنْ شِئتَ أخْبَرْتُکَ بأبْوابِ الخَیرِ ! قلتُ : نعم ، جُعِلتُ فِداکَ . قالَ : الصّومُ جُنّةٌ مِن النّارِ ، والصّدَقةُ تَذهَبُ بالخَطیئةِ ، وقِیامُ الرّجُلِ فی جَوفِ اللّیلِ بذِکرِ اللَّهِ .(2)

المحاسن - قال الصّادقُ علیه السلام لعلیِّ بنِ عبدِ العزیزِ - : ألَا اُخبِرُکُ بأبْوابِ الخَیرِ؟ : الصّومُ جُنّةٌ ، والصّدَقَةُ تَحُطُّ الخَطیئةَ ، وقِیامُ الرّجُلِ فی جَوفِ اللّیلِ یُناجی ربَّهُ ، ثُمَّ قَرأَ: (تَتَجافی جُنوبُهُم عنِ المَضاجِعِ)(3).(4)

(5)

1186 - قیمَةُ الدَّلالةِ عَلَی الخَیرِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : الدّالُّ علی الخَیرِ کفاعِلِهِ .(6)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : دلیلُ الخَیرِ کفاعِلِهِ .(7)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : مَن دَلَّ علی خَیرٍ فلَهُ مِثْلُ أجْرِ فاعِلِهِ .(8)

1187 - خِیَرَةُ اللَّهِ تَعالی

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إنَّ اللَّهَ تبارکَ وتعالی اخْتارَ مِن الکلامِ أربَعةً ، ومِن الملائکةِ أربَعةً ، ومِن الأنبیاءِ أربَعةً ، ومِن الصّادقینَ أربَعةً ، ومِن الشُّهداءِ أربَعةً ، ومِن النّساءِ أربَعةً ، ومِن الشُّهورِ أربَعةً ، ومِن الأیّامِ أربَعةً ، ومِن البِقاعِ أربَعاً .

فأمّا خِیَرتُهُ مِن الکلامِ : فسُبحانَ اللَّهِ ، والحَمدُ للَّهِ ، ولاإلهَ إلّا اللَّهُ ، واللَّهُ أکبرُ ، فمَن قالَها عُقَیْبَ کُلِّ صلاةٍ کَتبَ اللَّهُ لَه عَشْرَ حَسناتٍ ، ومَحا عَنه عَشرَ سیّئاتٍ ، ورَفع لَه عَشرَ دَرَجاتٍ .

وأمّا خِیَرتُهُ مِن الملائکةِ :

ص :196


1- مجمع البیان : 8/518 .
2- الکافی : 2/24/15 .
3- السجدة : 16 .
4- المحاسن : 1/450/1038 .
5- (انظر) البرّ : باب 346 .
6- کنز العمّال : 16052 .
7- کنز العمّال : 16054 .
8- صحیح مسلم : 3/1506/133 .

فجَبرئیلُ ، ومِیکائیلُ ، و إسْرافیلُ ، وعِزْرائیلُ .

وأمّا خِیَرتُهُ مِن الأنبیاءِ : فاخْتارَ إبراهیمَ خلیلاً ، وموسی کَلیماً ، وعیسی رُوحاً ، ومحمّداً حَبیباً .

وأمّا خِیَرتُهُ مِن الصِّدّیقینَ : فیُوسُفُ الصِّدّیقُ ، وحَبیبٌ النَّجّارُ ، وعلیُّ بنُ أبی طالبٍ .(1)

وأمّا خِیَرتُهُ مِن الشُّهداءِ : فیحیی بنُ زَکَریّا ، وجِرْجیسُ النَّبیُّ ، وحَمزَةُ بنُ عبدِ المطّلبِ ، وجعفرٌ الطّیّارُ .

وأمّا خِیَرتُهُ مِن النّساءِ : فمَریمُ بنتُ عِمرانَ ، وآسیةُ بنتُ مُزاحِمٍ امرأةُ فِرعَونَ ، وفاطمةُ الزّهراءُ ، وخدیجةُ بنتُ خُوَیلِدٍ .

وأمّا خِیَرتُهُ مِن الشُّهورِ : فرَجبٌ ، وذو القَعْدةِ ، وذو الحِجّةِ ، ومُحرَّمُ ، وهِی الأربعُ الحُرُمُ .

وأمّا خِیَرتُهُ مِن الأیّامِ : فیَومُ الفِطْر ، ویَومُ عَرَفةَ ، ویَومُ الأضْحی ، ویَومُ الجُمعةِ .

وأمّا خِیرَتُهُ مِن البِقاعِ : فمَکَّةُ ، والمَدینَةُ ، وبَیتُ المَقدِسِ ، وفارَ التّنُّورُ بالکوفَةِ .

و إنّ الصّلاةَ بمکّةَ بِمئةِ ألفِ صلاةٍ ، وبالمَدینَةِ بخَمسٍ وسَبعینَ ألفَ صلاةٍ ، وببَیتِ المَقْدِسِ بخمسینَ ألفَ صلاةٍ ، وبالکوفةِ بخمسٍ وعشرینَ ألفَ صلاةٍ .(2)

ص :197


1- سقط ذکر الصدّیق الرابع من المصدر ، ولعلّه خربیل مؤمن آل فرعون کما فی الروایات ، وقد ذکر الحدیث بسندٍ آخر واختلافٍ فی بعض العبارات فی الخصال : 225/58 ولیس فیه ذکر الصدّیقین .
2- النوادر للراوندی (المستدرکات) : 260/526 .

ص :198

159 - الاستخارة

اشاره

(1)

ص :199


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 91 / 222 - 288 «الاستخارات» . بحار الأنوار : 91 / 226 باب 2 «الاستخارة بالرِّقاع» . بحار الأنوار : 91 / 241 باب 4 «الاستخارة والتفأّل بالقرآن المجید» . بحار الأنوار : 91 / 256 باب 7 «الاستخارة بالدعاء» . کنز العمّال : 7 / 813 ، 815 «صلاة الاستخارة» . لاحظ کتاب «إرشاد المستبصر فی الاستخارات» للسیّد عبداللَّه شبّر فإنّه کتاب جامع فی هذا الباب .

ص :200

1188 - الاستِخارَةُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : مِن سعادَةِ ابنِ آدَمَ اسْتَخارَتُهُ اللَّهَ ورِضاهُ بما قَضی اللَّهُ ، ومِن شِقْوَةِ ابنِ آدَمَ تَرْکُهُ اسْتِخارَةَ اللَّهِ وسَخَطُهُ بما قَضی اللَّهُ .(1)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : بَعثَنی رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله علی الیَمنِ فقالَ وهُو یُوصینی : یا علیُّ ، ما حارَ مَنِ اسْتَخارَ ، ولا نَدِمَ مَنِ اسْتَشارَ .(2)

عنه علیه السلام - فی وصیّتِهِ لِابْنِهِ علیهما السلام - : وأکْثِرِ الاسْتِخارَةَ .(3)

عنه علیه السلام : ما نَدِمَ مَنِ اسْتَخارَ .(4)

عنه علیه السلام : إذا أمْضَیتَ فاسْتَخِرْ .(5)

عنه علیه السلام : اسْتَخِرْ ولا تَتَخَیّرْ ، فکَم مَن تَخَیّرَ أمْراً کانَ هَلاکُهُ فیهِ .(6)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : أنزل اللَّهُ : إنّ مِن شَقاءِ عَبْدی أنْ یَعمَلَ الأعْمالَ ولا یَستَخِیرُنی .(7)

عنه علیه السلام : مَن دَخَلَ فی أمْرٍ بغَیرِ اسْتِخارَةٍ ثُمَّ ابْتُلیَ لَم یُؤجَرْ .(8)

عنه علیه السلام : ما اسْتَخارَ اللَّهَ عزّوجلّ عَبدٌ مؤمنٌ إلّا خارَ لَهُ و إنْ وَقَعَ ما یَکْرَهُ .(9)

1189 - الاستِخارَةُ بِالدُّعاءِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إذا هَمَمْتَ بأمْرٍ فاسْتَخِرْ ربَّکَ فیهِ سَبْعَ مرّاتٍ ، ثُمّ انظُرْ إلی الّذی یَسْبِقُ إلی قَلبِکَ فإنَّ الخِیَرَةَ فیهِ ، یَعنی : افْعَلْ ذلکَ .(10)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام - مِن دُعائهِ فی الاسْتِخارَةِ - : اللّهُمَّ إنّی أسْتَخیرُکَ بعِلْمِکَ ، فصَلِّ علی محمّدٍ وآلهِ ، واقْضِ لی بالخِیَرَةِ ، وألْهِمْنا مَعرِفَةَ الاخْتِیارِ ، واجْعَلْ ذلکَ ذَریعةً إلی الرِّضا بما قَضَیْتَ لَنا ، والتَّسْلیمِ لِما حَکَمْتَ ، فأزِحْ عنّا رَیْبَ الارْتِیابِ ، و أیِّدْنا بیَقینِ المُخْلصینَ .(11)

ص :201


1- بحار الأنوار : 77/159/153 .
2- الأمالی للطوسی : 136/220 .
3- نهج البلاغة : الکتاب 31 .
4- غرر الحکم : 9453 .
5- غرر الحکم : 9453 .
6- غرر الحکم : 2346 .
7- بحار الأنوار: 91/225/4.
8- المحاسن : 2/432/2498 .
9- بحار الأنوار: 91/224/4.
10- بحار الأنوار : 91/265/19 .
11- الصحیفة السجّادیّة : الدعاء 33 .

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لابنِ أبی یَعْفورٍ فی الاسْتِخارَةِ - : تُعَظِّمُ اللَّهَ وتُمَجِّدُهُ وتَحْمَدُهُ وتُصلّی علی النَّبیِّ وآلهِ صلی اللَّه علیه و آله ، ثُمّ تقولُ : اللّهُمَّ إنّی أسألُکَ بأنّکَ عالِمُ الغَیبِ والشَّهادَةِ الرّحمنُ الرّحیمُ ، وأنتَ عَلّامُ الغُیوبِ ، أسْتَخیرُ اللَّهَ برَحْمتِهِ .(1)

عنه علیه السلام : مَنِ اسْتَخارَ اللَّهَ مَرّةً واحِدَةً وهُو راضٍ بهِ خارَ اللَّهُ لَهُ حَتْماً .(2)

عنه علیه السلام : ما مِن عَبدٍ مؤمنٍ یَسْتَخیرُ اللَّهَ فی أمْرٍ یُریدُهُ مَرّةً واحِدَةً إلّا قَذفَهُ بخَیرِ الأمْرَینِ .(3)

(4)

1190 - الاستِخارَةُ بِالقُرآنِ

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لِمَن قالَ لَهُ : اُریدُ الشَّی ءَ وأستخیرُ اللَّهَ فیهِ فلا یُوَفَّقُ فیه الرَّأیُ - : افْتَحِ المُصْحَفَ ، فانْظُرْ إلی أوّلِ ما تَری فَخُذْ بهِ ، إنْ شاءَ اللَّهُ .(5)

عنه علیه السلام : لا تَتَفأّلْ بالقُرآنِ (6) .(7)

1191 - الاستِخارَةُ بِالصَّلاةِ

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : صَلِّ رَکْعَتَینِ واسْتَخِرِ اللَّهَ . فواللَّهِ ، ما اسْتَخارَ اللَّهَ مسلمٌ إلّا خارَ لَهُ البَتّةَ .(8)

(9)

ص :202


1- بحار الأنوار : 91/256/1 .
2- فتح الأبواب: 257 .
3- بحار الأنوار : 91/257/2 .
4- (انظر) وسائل الشیعة : 5 / 213 باب 5 .
5- تهذیب الأحکام : 3/310/960 .
6- الکافی : 2/629/7 .
7- الاستخارةُ : طلبُ الخِیَرةِ ومعرفة الخیر فی ترجیح أحدِ الفِعلَین علی الآخَر لیعمل به ، والتّفاؤل : معرفةُ عواقبِ الاُمور ، وأحوال غائب ونحو ذلک» (وسائل الشیعة : 4/875/2) .
8- الکافی : 3/470/1 .
9- (انظر) وسائل الشیعة : 5 / 204 أبواب صلاة الاستخارة .

160 - الخیاطة

اشاره

ص :203

ص :204

1192 - الخِیاطَةُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : عَمَلُ الأبْرارِ مِنَ الرِّجالِ الخِیاطَةُ ، وعَمَلُ الأبْرارِ مِن النِّساءِ الغَزْلُ .(1)

تنبیه الخواطر : کانَ صلی اللَّه علیه و آله یَخِیطُ ثَوبَهُ ویَخْصِفُ نَعْلَهُ ، وکانَ أکْثَرَ عَمَلِهِ فی بَیْتِه الخِیاطَةُ .(2)

1193 - الخَیّاطُ الخائِنُ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - عِندما وقَفَ علی خَیّاطٍ - : یا خَیّاطُ ، ثَکلَتْکَ الثَّواکِلُ ! صَلِّبِ الخُیوطَ ، ودَقِّقِ الدُّروزَ ، وقارِبِ الغَرْزَ ، فإنّی سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله یقولُ : یَحشُرُ اللَّهُ الخَیّاطَ الخائِنَ وعلَیهِ قَمیصٌ ورِداءٌ مِمّا خاطَ وخانَ فیهِ . واحْذَروا السُّقاطاتِ ، فإنّ صاحِبَ الثَّوبِ أحَقُّ بِها ، ولا تَتَّخِذْ بها الأیادیَ تَطْلُبُ المُکافاةَ .(3)

ص :205


1- تنبیه الخواطر : 1/41 و 42 .
2- تنبیه الخواطر : 1/41 و 42 .
3- تنبیه الخواطر : 1/41 و 42 .

ص :206

حرف الدال

اشاره

161 - المداراة

162 - الدعاء

163 - الدُّنیا

164 - الدَّنیة

165 - الدهر

166 - المُداهَنةُ

167 - الدَّولة

168 - الدَّواء

169 - الدِّین

170 - الدَّین

ص :207

ص :208

161 - المداراة

اشاره

(1)

(2)

ص :209


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 75 / 393 باب 87 «التقیّة والمداراة» . وسائل الشیعة : 8 / 539 باب 121 «استحباب مداراة الناس» .
2- انظر : عنوان 193 «الرِّفق» ، 354 «العِشرة» . العداوة : باب 2525 ، التقیّة : باب 4116 ، العشرة : باب 2684 .

ص :210

1194 - المُداراةُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : أمَرَنی رَبّی بِمُداراةِ النّاسِ کَما أمَرَنی بِأداءِ الفَرائضِ .(1)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : مُداراةُ النّاسِ نِصفُ الإیمانِ ، والرِّفقُ بِهِم نِصفُ العَیشِ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إنَّ الأنبِیاءَ إنّما فَضَّلَهُمُ اللَّهُ عَلی خَلْقِهِ بِشِدَّةِ مُداراتِهِم لِأعداءِ دِینِ اللَّهِ ، وحُسنِ تَقِیَّتِهِم لِأجلِ إخوانِهِم فی اللَّهِ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : ثَلاثٌ مَن لَم یَکُن فِیه لِمَ یَتِمَّ لَهُ عَمَلٌ : وَرَعٌ یَحجُزُهُ عَن مَعاصِی اللَّهِ ، وخُلُقٌ یُدارِی بِهِ النّاسَ ، وحِلْمٌ یَرُدُّ بِهِ جَهلَ الجاهِلِ .(4)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : المُداراةُ أحمَدُ الخِلالِ .(5)

عنه علیه السلام : ثَمَرَةُ العَقلِ مُداراةُ النّاسِ .(6)

عنه علیه السلام : رَأسُ الحِکمَةِ مُداراةُ النّاسِ .(7)

عنه علیه السلام : عُنوانُ العَقلِ مُداراةُ النّاسِ .(8)

عنه علیه السلام : مُداراةُ الرِّجالِ مِن أفضَلِ الأعمالِ .(9)

عنه علیه السلام : لَیسَ الحَکیمُ مَن لَم یُدارِ مَن لا یَجِدُ بُدّاً مِن مُداراتِهِ .(10)

الإمامُ الحسنُ علیه السلام - عِندَما سُئلَ عن العَقلِ - : التَّجَرُّعُ لِلغُصَّةِ ، ومُداهَنَةُ الأعداءِ .(11)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : فِی التَّوراةِ مَکْتوبٌ فیما ناجَی اللَّهُ عزّوجلّ بِه موسَی بنَ عِمرانَ علیه السلام : یا موسی ، اُکتُمْ مَکتومَ سِرّی فی سَریرَتِکَ ، وأظهِرْ فی عَلانِیَتِکَ المُداراةَ عَنّی لِعَدُوّی وعَدُوِّکَ مِن خَلْقی ، ولا تَستَسِبَّ لی عِندَهُم بِإظهارِ مَکتومِ سِرّی فَتُشرِکَ عَدُوَّکَ وعَدُوّی فی سَبّی .(12)

المحاسن عن أبی بَکرٍ الحَضرَمیِّ: قالَ عَلقَمَةُ أخی لِأبی جَعفَرٍ علیه السلام : إنّ أبا بَکرٍ قالَ : یُقاتِلُ النّاسُ فی عَلیٍّ ، فَقالَ لی أبو جَعفَرٍ علیه السلام : إنّی أراکَ لَو سَمِعتَ

ص :211


1- الکافی : 2/117/4 .
2- الکافی : 2/117/5 .
3- بحار الأنوار : 75/401/42 .
4- الکافی : 2/116/1 .
5- غرر الحکم : 1313 .
6- غرر الحکم : 4629 .
7- غرر الحکم : 5252 .
8- غرر الحکم : 6321.
9- غرر الحکم : 9786 .
10- بحار الأنوار : 78/57/121 .
11- الأمالی للصدوق : 770/1042 .
12- الکافی : 2/117/3 .

إنساناً یَشتِمُ عَلیّاً فاستَطَعتَ أن تَقطَعَ أنفَهُ فَعَلْتَ . قُلتُ : نَعَم ، قالَ : فَلا تَفعَلْ . ثُمَّ قالَ : إنّی لَأَسمَعُ الرَّجُلَ یَسُبُّ عَلیّاً وأستَتِرُ مِنهُ بِالسّارِیَةِ ، فَإذا فَرَغَ أتَیتُهُ فَصافَحتُهُ .(1)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : جاءَ جَبرَئیلُ علیه السلام إلی النَّبیِّ صلی اللَّه علیه و آله فَقالَ : یا مُحمَّدُ ، رَبُّکَ یُقْرِئُکَ السَّلامَ وَیَقولُ لکَ : دارِ خَلْقِی .(2)

عنه علیه السلام - فی قولِهِ تَعالی : (وَقولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً )(3) - : أی للنّاسِ کُلِّهِم مُؤمِنِهِم ومُخالِفِهِم ، أمَّا المُؤمِنونَ فَیَبسُطُ لَهُم وَجهَهُ ، وأمَّا المُخالِفونَ فَیُکَلِّمُهُم بالمُداراةِ لِاجتِذابِهِم إلی الإیمانِ ، فإنَّهُ بِأیسَرَ مِن ذلِکَ یَکُفُّ شُرورَهُم عَن نَفسِهِ ، وعَن إخوانِهِ المُؤمِنِینَ .(4)

عنه علیه السلام : إنَّ مُداراةَ أعداءِ اللَّهِ مِن أفضَلِ صَدَقَةِ المَرءِ عَلی نَفسِهِ و إخوانِهِ .(5)

الإمامُ الرِّضا علیه السلام - عِندَما سُئلَ عَنِ العَقلِ - : التَّجَرُّعُ لِلغُصَّةِ ، ومُداهَنَةُ الأعداءِ ، ومُداراةُ الأصدِقاءِ.(6)

1195 - ثَمَرَةُ المُداراةِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : دَارِ النّاسَ تَستَمتِعْ بِإخائهِم ، والقَهُم بِالبِشرِ تَمُتْ أضْغانُهُم .(7)

عنه علیه السلام : دَارِ النّاسَ تَأمَنْ غوائلَهُم ، وتَسلَمْ مِن مَکائدِهِم .(8)

عنه علیه السلام : سَلامَةُ الدِّینِ وَالدُّنیا فی مُداراةِ النّاسِ .(9)

عنه علیه السلام : مَن دَاری أضدادَهُ أمِنَ المُحارِبَ .(10)

الخصال عن حذیفة بن منصور : سمعت أبا عبد اللَّه علیه السلام یقول : إنَّ قَوماً مِن قُرَیشٍ قَلَّتْ مُداراتُهُم لِلنّاسِ فَنُفُوا مِن قُرَیشٍ ، وایْمُ اللَّهِ ما کانَ بِأحسابِهِم بَأسٌ . و إنَّ قَوماً مِن غَیرِهِم حَسُنَت مُداراتُهُم فَاُلحِقوا بِالبَیتِ الرَّفیعِ .

قال : ثُمَّ قالَ : مَن کَفَّ یَدَهُ عَنِ النّاسِ فَإنّما یَکُفُّ عَنهُم یَداً واحِدَةً ، ویَکُفُّونَ عَنه أیادِیَ کَثِیرَةً .(11)

ص :212


1- المحاسن : 1/405/918 .
2- الکافی : 2/116/2 .
3- البقرة : 83 .
4- بحار الأنوار : 75/401/42 .
5- التفسیر المنسوب إلی الإمام العسکریّ علیه السلام : 354/241 .
6- الأمالی للصدوق: 358/441 .
7- غرر الحکم : 5129 .
8- غرر الحکم : 5128 .
9- غرر الحکم : 5610 .
10- غرر الحکم : 8539 .
11- الخصال : 17/60 .

1196 - عاقِبَةُ مَن لَم تُصلِحهُ المُداراةُ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن لَم یُصلِحْهُ حُسنُ المُداراةِ أصلَحَهُ سُوءُ المُکافاةِ .(1)

عنه علیه السلام - مِن کَلامٍ لَهُ یُوَبِّخُ فِیهِ أصحابَهُ - : کَم اُداریکُم کَما تُدارَی البِکارُ العَمِدَةُ ، وَالثِّیابُ المُتَداعِیَةُ ، کُلَّما حِیصَت مِن جانِبٍ تَهَتَّکتْ مِن آخَرَ ... و إنّی لَعالِمٌ بِما یُصلِحُکُم ویُقِیمُ أوَدَکُم ، ولکِنّی لا أری إصلاحَکُم بِإِفسادِ نَفْسی .(2)

عنه علیه السلام - مِن کَلامٍ لَهُ فی سُحْرَةِ الیَومِ الّذی ضُرِبَ فِیهِ - : مَلَکَتْنی عَیْنی وأنا جالِسٌ ، فَسَنَحَ لی رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله ، فَقُلتُ: یا رسولَ اللَّهِ ، ماذا لَقِیتَ مِن اُمَّتِکَ مِن الأوَدِ واللَّدَدِ ؟ فَقالَ : اُدْعُ عَلَیهِم ، فَقُلتُ : أبدَلَنِی اللَّهُ بِهِم خَیراً مِنهُم ، وأبدَلَهُم بی شَرّاً لَهُم مِنّی .(3)

ص :213


1- غرر الحکم : 8202 .
2- نهج البلاغة : الخطبة 69 .
3- نهج البلاغة : الخطبة 70 .

ص :214

162 - الدعاء

اشاره

(1)

(2)

ص :215


1- ولمزید الاطّلاع راجع : نهج الدّعاء . بحار الأنوار : 93 / 286 - 394 و ج 94 و 95 «أبواب الدعاء» . وسائل الشیعة : 4 / 1083 «أبواب الدعاء» . بحار الأنوار : 86 / 339 باب 46 «أدعیة الساعات» . بحار الأنوار : 97 / 132 و ج 98 «کتاب أعمال السنین والشهور والأیّام» . کنز العمّال : 2 / 62 - 239 ، 612 - 701 ، 7 / 69 - 80 «فی الدعاء» .
2- انظر : الحرب : باب 767 ، الاستخارة : باب 1189 ، الرزق : باب 1494 . الصُبح : باب 2135 ، الظلم : باب 2432 .

ص :216

1197 - الدُّعاءُ

الکتاب :

(قُل ما یَعْبَأُ بِکُم رَبِّی لَولا دُعاؤُکُم فَقَد کَذَّبتُم فَسَوفَ یَکونُ لِزاماً) .(1)

(وَقالَ رَبُّکُمُ ادعُونِی أَستَجِبْ لَکُمْ إنَّ الَّذِینَ یَسْتَکبِرُونَ عَنْ عِبادَتِی سَیَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِینَ) .(2)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : تَرکُ الدُّعاءِ مَعصِیَةٌ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : الدُّعاءُ مُخُّ العِبادَةِ ، ولا یَهلِکُ مَعَ الدُّعاءِ أحَدٌ .(4)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : الدُّعاءُ سِلاحُ المُؤمِنِ وَعَمودُ الدّینِ وَنورُ السَّماواتِ والأرضِ .(5)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : ما مِن شَی ءٍ أکرَمَ عَلَی اللَّهِ تَعالی مِنَ الدُّعاءِ .(6)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إنَّ أعجَزَ النّاسِ مَن عَجَزَ عَنِ الدُّعاءِ .(7)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : أفضَلُ العِبادَةِ الدُّعاءُ ، فإذا أذِنَ اللَّهُ لِلعَبدِ فی الدُّعاءِ فَتَحَ لَهُ بابَ الرَّحمَةِ ، إنّهُ لَن یَهلِکَ مَعَ الدُّعاءِ أحَدٌ .(8)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : أفضَلُ العِبادَةِ الدُّعاءُ .(9)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : عَمَلُ البِرِّ کُلُّهُ نِصفُ العِبادَةِ ، وَالدُّعاءُ نِصفٌ .(10)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : یَدخُلُ الجَنَّةَ رَجُلانِ کانا یَعمَلَانِ عَمَلاً واحِداً ، فَیَری أحَدُهُما صاحِبَهُ فَوقَهُ ، فَیَقولُ : یا رَبِّ، بِما أعطَیتَهُ وَکانَ عَمَلُنا واحِداً ؟ فَیَقولُ اللَّهُ تَبارَکَ وتَعالی : سَألَنی وَلَم تَسألْنی .(11)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی وَصِیَّتِهِ لِابنِهِ الحَسَنِ علیه السلام - : اِعلَمْ أنَّ الَّذی بِیَدِهِ خَزائنُ مَلَکُوتِ الدُّنیا وَالآخِرَةِ قَد أذِنَ لِدُعائکَ ، وتَکَفَّلَ لِإجابَتِکَ ، وَأمَرَکَ أن تَسألَهُ لِیُعطِیَکَ ، وَهُوَ رَحیمٌ کَریمٌ ، لَم یَجعَلْ بَینَکَ وَبَینَهُ مَن یَحجُبُکَ عَنهُ ، وَلَم یُلْجِئْکَ إلی مَن یَشفَعُ لَکَ إلَیهِ ... ثُمَّ جَعَلَ فی یَدِکَ مَفاتیحَ خَزائنِهِ بِما أذِنَ

ص :217


1- الفرقان : 77 .
2- غافر : 60 .
3- تنبیه الخواطر : 2/120 .
4- بحار الأنوار : 93/300/37 .
5- الکافی : 2/468/1 .
6- بحار الأنوار : 93/294/23 .
7- الأمالی للطوسی : 89/136 .
8- تنبیه الخواطر : 2/237 .
9- کنز العمّال : 3134 .
10- کنز العمّال : 3137 .
11- بحار الأنوار : 93/302/39 .

فیهِ مِن مَسألَتِهِ ، فَمَتی شِئتَ استَفتَحتَ بِالدُّعاءِ أبوابَ خَزائنِهِ .(1)

عنه علیه السلام : الدُّعاءُ مفاتیحُ النَّجاحِ ومَقالِیدُ الفَلاحِ .(2)

عنه علیه السلام : الدُّعاءُ مَقالیدُ الفَلاحِ وَمَصابیحُ النَّجاحِ .(3)

عنه علیه السلام : الدُّعاءُ مِفتاحُ الرَّحمَةِ وَمِصباحُ الظُّلمَةِ .(4)

عنه علیه السلام : أحَبُّ الأعمالِ إلی اللَّهِ عزّوجلّ فِی الأرضِ الدُّعاءُ .(5)

عنه علیه السلام : أکثِرِ الدُّعاءَ تَسلَمْ مِن سَوْرَةِ الشَّیطانِ .(6)

عنه علیه السلام : أعلَمُ النّاسِ بِاللَّهِ سُبحانَهُ أکثَرُهُم لَهُ مَسألَةً .(7)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام - لَمّا سُئلَ : کَثرَةُ القِراءَةِ أفضَلُ أو کَثرَةُ الدُّعاءِ ؟ - : الدُّعاءُ ، أما تَسمَعُ لِقَولِهِ تَعالی : (قُلْ ما یَعْبَأُ بِکُمْ ...) .(8)

الکافی عن زرارة عن أبی جعفر علیه السلام : إنَّ اللَّهَ عزّوجلّ یَقولُ : (إنّ الَّذینَ یَستَکبِرونَ عَن عِبادَتی سَیَدخُلونَ جَهَنَّمَ داخِرِینَ) قالَ : هُوَ الدُّعاءُ ، وَأفضَلُ العِبادَةِ الدُّعاءُ . قُلتُ : (إنّ إبراهیمَ لَأَوَّاهٌ حَلیمٌ)(9) ؟ قال : الأوَّاهُ هُوَ الدَّعّاءُ .(10)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : ما مِن شَی ءٍ أحَبَّ إلَی اللَّهِ مِن أن یُسألَ .(11)

الکافی عن میسّر بن عبد العزیز عن أبی عبد اللَّه علیه السلام : قال لی : یا میسّر اُدعُ ولا تَقُلْ : إنَّ الأمرَ قَد فُرِغَ مِنهُ ، إنَّ عِندَ اللَّهِ عزّوجلّ مَنزِلَةً لا تُنالُ إلّا بِمَسألَةٍ.(12)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : وَاللَّهُ مُصَیِّرٌ دُعاءَ المُؤمِنینَ یَومَ القِیامَةِ لَهُم عَمَلاً یَزیدُهُم بِهِ فِی الجَنَّةِ .(13)

عنه علیه السلام : کانَ أمیرُ المُؤمِنینَ علیه السلام رَجُلاً دَعَّاءً .(14)

الکافی عن زرارة عن رجل : قال ابو عبد

ص :218


1- بحار الأنوار: 77/204/1.
2- بحار الأنوار : 93/ 341/11 .
3- تنبیه الخواطر : 2/154 .
4- بحار الأنوار : 93/300/37 .
5- الکافی : 2/467/8 .
6- بحار الأنوار : 78/9/64 .
7- غرر الحکم : 3260 .
8- بحار الأنوار : 93/299/30 .
9- التوبة : 114 .
10- الکافی : 2/466/1 .
11- بحار الأنوار : 69/393/72 .
12- الکافی : 2/466/3 .
13- بحار الأنوار : 78/294/3 .
14- الکافی : 2/468/8 .

اللَّه علیه السلام : اُدعُ اللَّهَ عزّوجلّ وَلا تَقُلْ : إنَّ الأمرَ قَد فُرِغَ مِنهُ .

قال زرارة : إنّما یعنی لا یمنعک إیمانک بالقضاء والقدر أن تبالغ بالدعاء وتجتهد فیه - أو کما قال - .(1)

(2)

1198 - الدُّعاءُ سِلاحُ الأنبِیاءِ

فلاح السائل عن السکونی عن الإمام الصّادق عن أبیه علیهما السلام : قالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : ألَا أدُلُّکُم عَلی سِلاحٍ یُنجِیکُم مِن عدوکم ، وَیُدِرُّ أرزاقَکُم ؟ قالوا : بَلی . قالَ : تَدعُونَ رَبَّکُم بِاللَّیلِ والنَّهارِ، فَإنّ الدُّعاءُسِلاحَ المؤمنین.(3)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : نِعمَ السِّلاحُ الدُّعاءُ .(4)

عنه علیه السلام : الدُّعاءُ تُرْسُ المُؤمِنِ .(5)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : الدُّعاءُ أنفَذُ مِنَ السِّنانِ .(6)

عنه علیه السلام : إنَّ الدُّعاءَ أنفَذُ مِنَ السِّلاحِ الحَدیدِ .(7)

عنه علیه السلام : الدُّعاءُ أنفَذُ مِنَ السِّنانِ الحَدیدِ .(8)

الکافی عن الإمامِ الرِّضا علیه السلام : عَلَیکُم بِسِلاحِ الأنبِیاءِ . فَقیلَ : وما سِلاحُ الأنبِیاءِ؟ قالَ : الدُّعاءُ .(9)

1199 - الدُّعاءُ یَرُدُّ القَضاءَ المُبرَمَ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : لا یَرُدُّ القَضاءَ إلَّا الدُّعاءُ .(10)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إنَّ الحَذَرَ لا یُنجی مِنَ القَدَرِ ، وَلکِن یُنجِی مِنَ القَدَرِ الدُّعاءُ .(11)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : الدُّعاءُ یَدفَعُ البَلاءَ النّازِلَ وَما لَم یَنزِلْ .(12)

الکافی عن زُرارَة عَن أبی جَعفَرٍ علیه السلام ، قال : قالَ لی: ألَا أدُلُّکَ عَلی شَی ءٍ لَم یَسْتَثنِ فیهِ رَسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله ؟ قُلتُ : بَلی ، قالَ : الدُّعاءُ؛ یَرُدُّ القَضاءَ وَقَد اُبرِمَ إبراماً - وَضَمَّ أصابِعَهُ - .(13)

ص :219


1- الکافی : 2/467/7 .
2- (انظر) کنز العمّال : 2 / 62 .
3- فلاح السلائل : 72/5 ، مکارم الأخلاق : 2/8/1980 .
4- غرر الحکم : 9938 .
5- الکافی : 2/468/4 .
6- مکارم الأخلاق : 2/12/2005 .
7- بحار الأنوار : 93/297/25 .
8- الکافی : 2/469/7 .
9- الکافی : 2/468/5 .
10- مکارم الأخلاق : 2/7/1978 .
11- بحار الأنوار : 93/300/37 ، کنز العمّال : 3123 نحوه .
12- الکافی : 2/469/5 .
13- الکافی : 2/470/ 6 .

مکارم الأخلاق عن هِشام بنِ سالِمٍ : قالَ أبو عَبدِ اللَّهِ علیه السلام : هَل تَعرِفونَ طولَ البَلاءِ مِن قِصَرِهِ ؟ قُلنا : لا ، قالَ : إذا اُلْهِمَ أحَدُکُمُ الدُّعاءَ عِندَ البَلاءِ فاعْلَموا أنَّ البَلاءَ قَصیرٌ .(1)

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : عَلَیکُم بِالدُّعاءِ ، فَإنَّ الدُّعاءَ للَّهِ ِ ، وَالطَّلَبَ إلی اللَّهِ یَرُدُّ البَلاءَ وَقَد قُدِّرَ وَقُضِیَ وَلَم یَبقَ إلّا إمضاؤهُ ، فإِذا دُعِیَ اللَّهُ عزّوجلّ وسُئلَ صَرْفَ البَلاءِ صَرَفَهُ .(2)

الکافی عن عُمَرَ بنِ یَزید : سَمِعتُ أبا الحَسَنِ علیه السلام یَقولُ : إنَّ الدُّعاءَ یَرُدُّ ما قَد قُدِّرَ وَما لَم یُقَدَّرْ ، قُلتُ : وَما قَد قُدِّرَ عَرَفتُهُ فَما لَم یُقَدَّرْ ؟ قالَ : حَتّی لا یَکُونَ .(3)

1200 - الدُّعاءُ شِفاءٌ مِن کُلِّ داءٍ

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : عَلَیکَ بِالدُّعاءِ ، فإنَّ فیهِ شِفاءً مِن کُلِّ داءٍ .(4)

بحار الأنوار عن محمّدَ بنِ مُسلمٍ: قُلتُ لأبی جَعفَرٍ علیه السلام : قالَ رَسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله: فی هذِهِ الحَبَّةِ السَّوداءِ شِفاءٌ مِن کُلِّ داءٍ إلّا السَّامَ ؟ فَقالَ : نَعَم ، ثُمَّ قالَ : ألَا اُخبِرُکَ بِما فیهِ شِفاءٌ مِن کُلِّ داءٍ وسامٍ ؟ قُلتُ : بَلی ، قالَ : الدُّعاءُ .(5)

1201 - الدُّعاءُ یَدفَعُ أنواعَ البَلاءِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : اِدفَعوا أبوابَ البَلاءِ بِالدُّعاءِ .(6)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : اِدفَعوا أبوابَ البَلاءِ بِالاستِغفارِ .(7)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : اِدفَعوا أمواجَ البَلاءِ عَنکُم بِالدُّعاءِ قَبلَ وُرودِ البَلاءِ ، فَوَالَّذی فَلَقَ الحَبَّةَ وبَرَأ النَّسَمَةَ ، لَلبَلاءُ أسرَعُ إلَی المُؤمنِ مِنِ انحِدارِ السَّیلِ مِن أعلَی التَّلْعَةِ إلی أسفَلِها ، وَمِن رَکْضِ البَراذینِ .(8)

عنه علیه السلام : اِدفَعُوا أمواجَ البَلاءِ بِالدُّعاءِ ، ما المُبتَلَی الَّذی استَدَرَّ بِهِ البَلاءُ بِأحوَجَ إلَی الدُّعاءِ مِنَ المُعافَی الَّذی لا یَأمَنُ البَلاءَ .(9)

ص :220


1- مکارم الأخلاق : 2/9/1989 .
2- الکافی : 2/470/8 .
3- الکافی : 2/469/2 .
4- مکارم الأخلاق : 2/12/2008.
5- بحار الأنوار : 93/299/32 .
6- بحار الأنوار : 93/288/3.
7- الاُصول الستّة عشر : 77 .
8- الخصال : 621/10 .
9- بحار الأنوار : 93/301/37 .

عنه علیه السلام : إنَّ للَّهِ ِ سُبحانَهُ سَطَواتٍ وَنَقَماتٍ ، فَإذا نَزَلَت بِکُم فَادفَعوها بِالدُّعاءِ ، فَإنَّهُ لا یَدفَعُ البَلاءَ إلّا الدُّعاءُ .(1)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : الدُّعاءُ بَعدَ ما یَنزِلُ البَلاءُ لا یُنتَفَعُ بِهِ .(2)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن تَخَوَّفَ بَلاءً یُصیبُهُ فَتَقَدَّمَ فیهِ بِالدُّعاءِ لَم یُرِهِ اللَّهُ عزّوجلّ ذلکَ البَلاءَ أبَداً .(3)

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : إنَّ الدُّعاءَ یَستَقبِلُ البَلاءَ فَیَتَواقَفانِ إلی یَومِ القِیامَةِ .(4)

(5)

1202 - التَّقَدُّمُ فِی الدُّعاءِ

الکتاب :

(وَإذا مَسَّ الْإنْسانَ ضُرٌّ دَعا رَبَّهُ مُنِیبَاً إلَیْهِ ثُمّ إذا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنهُ نَسِیَ ما کانَ یَدعُوا إلَیهِ مِن قَبلُ وَجَعَلَ للَّهِ ِ أندَاداً لِیُضِلَّ عَن سَبِیلِهِ قُل تَمَتَّعْ بِکُفْرِکَ قَلِیلاً إنَّکَ مِنْ أصْحَابِ النَّارِ) .(6)

(وَإذا مَسَّ الْاِنْسانَ الضُّرُّ دَعانا لِجَنْبِهِ أوْ قاعِداً أوْ قائِماً فَلَمّا کَشَفْنا عَنهُ ضُرَّهُ مَرَّ کَأنْ لَم یَدعُنا إلی ضُرٍّ مَسَّهُ کَذلِکَ زُیِّنَ لِلْمُسرِفِینَ ما کَانُوا یَعْمَلُونَ) .(7)

(أمَّنْ یُجِیبُ الْمُضطَرَّ إذا دَعاهُ وَیَکْشِفُ السُّوءَ وَیَجْعَلُکُم خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أءِ لهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِیلاً ما تَذَکَّرُونَ) .(8)

(9)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : تَعَرَّفْ إلَی اللَّهِ فِی الرَّخاءِ یَعرِفْکَ فِی الشِّدَّةِ .(10)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إذا ذَکَرَ العبدُ رَبَّهُ فی الرَّخاءِ أنْجاهُ اللَّهُ مِن البلاءِ .(11)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام - فی مُناجاتِهِ - : لا تَجعَلْنی مِمَّن یُبطِرُهُ الرَّخاءُ ویَصرَعُهُ البلاءُ ، فلا یَدعُوَکَ إلّا عِندَ حُلولِ نازِلَةٍ ، ولا یَذکُرَکَ إلّا عِندَ وُقوعِ جائحَةٍ ، فَیصرَعُ لَکَ خَدَّهُ ، وتُرفَعُ بالمَسألَةِ إلَیکَ یَدُهُ .(12)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : یَنبَغی للمُؤمِنِ أن یَکونَ

ص :221


1- غرر الحکم : 3512 .
2- بحار الأنوار : 93/314/19 .
3- مکارم الأخلاق : 2/10/1992 .
4- بحار الأنوار : 93/300/35 .
5- (انظر) البلاء : باب 417 .
6- الزمر : 8 .
7- یونس : 12 .
8- النمل : 62 .
9- (انظر) الزمر: 49 ، یونس: 22 ، العنکبوت: 65 ، الروم: 33 ، لقمان: 32 ، الأنعام: 40 و 41 و 63 ، الإسراء: 67 .
10- بحار الأنوار : 77/87/3 .
11- کنز العمّال : 5899 .
12- بحار الأنوار : 94/130/19 .

دُعاؤهُ فِی الرَّخاءِ نَحْواً مِن دُعائهِ فِی الشِّدَّةِ .(1)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن تَقَدَّمَ فی الدُّعاءِ استُجیبَ لَهُ إذا نَزَلَ بِهِ البَلاءُ ، وقالَتِ المَلائکَةُ : صَوْتٌ مَعروفٌ ، وَلَم یُحجَبْ عَنِ السَّماءِ ، وَمَن لَم یَتَقَدَّمْ فی الدُّعاءِ لَم یُستَجَبْ لَهُ إذا نَزَلَ بِهِ البَلاءُ وَقالَتِ المَلائکَةُ : إنَّ ذَا الصَّوتَ لا نَعرِفُهُ .(2)

عنه علیه السلام : أوْحَی اللَّهُ تَبارَکَ وتَعالی إلی داوود علیه السلام: اُذکُرْنی فی سَرَّائکَ أستَجِبْ لَکَ فی ضَرَّائکَ .(3)

1203 - الحَثُّ عَلَی الدُّعاءِ فی کُلِّ حاجَةٍ

بحار الأنوار : فیما أوحَی اللَّهُ إلی موسی علیه السلام : یا موسی ، سَلْنی کلَّ ما تَحتاجُ إلَیهِ ، حتّی عَلَفَ شاتِکَ ، ومِلحَ عَجینِکَ .(4)

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : سَلُوا اللَّهَ عزّوجلّ ما بدا لَکُم مِن حوائجِکُم حتّی شِسعَ النَّعلِ ؛ فإنّهُ إنْ لَم یُیَسِّرْهُ لَم یَتَیسَّرْ .(5)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : لِیَسألْ أحدُکُم رَبَّه حاجَتَهُ کُلَّها حتّی یسألَهُ شِسْعَ نَعلِهِ إذا انقَطَعَ .(6)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : لِیَسألْ أحدُکُم ربَّهُ حاجَتَهُ، حتّی یَسألَهُ المِلحَ وحتّی یَسألَهُ شِسْعَهُ .(7)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : لا تُحَقِّرُوا صَغیراً مِن حَوائجِکُم ؛ فإنّ أحَبَّ المؤمنینَ إلَی اللَّهِ تَعالی أسألُهُم.(8)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : علَیکُم بِالدُّعاءِ ، فإنَّکُم لاتَقَرَّبونَ إلَی اللَّهِ بمِثلِهِ ، ولا تَترُکوا صَغیرةً لِصِغَرِها أنْ تَدْعُوا بِها ، إنَّ صاحِبَ الصِّغارِ هو صاحِبُ الکِبارِ .(9)

1204 - الدُّعاءُ مِفتاحُ الإجابَةِ

الکتاب :

(وَإذا سَألَکَ عِبادِی عَنِّی فَإنِّی قَرِیبٌ اُجیبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إذا دَعانِ فَلْیَستَجیبُوا لِی وَلْیُؤمِنوا بِی لَعَلَّهُم یَرْشُدُونَ) .(10)

(وَقالَ رَبُّکُمُ ادْعُونِی أسْتَجِبْ لَکُم إنَّ الَّذِینَ یَسْتَکبِرُونَ عَنْ عِبادَتِی سَیَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ

ص :222


1- الکافی : 2/488/1 .
2- الکافی : 2/472/1 .
3- مکارم الأخلاق : 2/10/1991 .
4- بحار الأنوار : 93/303/39 .
5- بحار الأنوار : 93/295/23 .
6- بحار الأنوار : 93/295/23 .
7- کنز العمّال : 3140 .
8- مکارم الأخلاق : 2/97/2275 .
9- بحار الأنوار : 93/303/39 .
10- البقرة : 186 .

داخِرِینَ) .(1)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إنَّ اللَّهَ تَبارَکَ وَتَعالی ... کانَ إذا بَعَثَ نبیّاً قالَ لَهُ : إذا أحزَنَکَ أمرٌ تَکرَهُهُ فادْعُنی أستَجِبْ لَکَ ، و إنّ اللَّهَ أعطَی اُمَّتی ذلکَ حیثُ یقولُ : (اُدعُونی أستَجِبْ لکم) .(2)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : مَن فُتِحَ له مِن الدُّعاءِ مِنکُم فُتِحَت لَهُ أبوابُ الإجابَةِ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : ما کانَ اللَّهُ لِیَفتَحَ لعبدٍ الدُّعاءَ فیُغلِقَ عَنهُ بابَ الإجابةِ ، اللَّهُ أکرَمُ مِن ذلکَ .(4)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إذا أرادَ اللَّهُ أن یَستَجِیبَ لعبدٍ أذِنَ لَهُ فی الدُّعاءِ .(5)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : مَن تَمَنّی شَیئاً وهُو للَّهِ ِ عزّوجلّ رِضاً لم یَخرُجْ مِن الدّنیا حتّی یُعْطاهُ .(6)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَنِ استأذَنَ عَلَی اللَّهِ أذِنَ لَهُ .(7)

عنه علیه السلام : مَن قَرَعَ بابَ اللَّهِ سبحانَهُ فُتِحَ لَهُ .(8)

الإمامُ الحسنُ علیه السلام : ما فَتَحَ اللَّهُ عزّوجلّ علی أحدٍ بابَ مسألةٍ فَخَزنَ عَنهُ بابَ الإجابةِ .(9)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - فی قولِ اللَّهِ تبارکَ وتَعالی : (ما یَفْتَحِ اللَّهُ لِلنّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِکَ لَها)(10)- : الدُّعاءُ .(11)

عنه علیه السلام : الدُّعاءُ کَهفُ الإجابَةِ کما أنّ السَّحابَ کَهفُ المَطَرِ .(12)

عنه علیه السلام : لَیسَ مِن بابٍ یُقرَعُ إلّا یُوشِکُ أنْ یُفتَحَ لِصاحِبِهِ .(13)

عنه علیه السلام : أکثِرْ مِن الدُّعاءِ ، فإنّهُ مفتاحُ کلِّ رحمةٍ ، ونجاحُ کلِّ حاجةٍ ، ولا یُنالُ ما عِندَ اللَّهِ إلّا بالدُّعاءِ ، ولیسَ بابٌ یَکثُرُ قَرعُهُ إلّا یُوشِکُ أنْ یُفتَحَ لِصاحِبِهِ .(14)

قرب الإسناد عن البَزَنطیِّ: قلتُ للرِّضا علیه السلام: جُعِلتُ فداکَ ، إنّی قد سألتُ اللَّهَ تبارکَ وتعالی حاجةً منذُ کذا وکذا سنةً وقد دَخَلَ قلبی مِن إبطائها شی ءٌ ... فقال لی : أخبِرْنی عنکَ لو أ نّی قلتُ قولاً

ص :223


1- غافر : 60 .
2- قرب الإسناد : 84/277 .
3- کنز العمّال : 3154 .
4- کنز العمّال : 3155 .
5- کنز العمّال : 3156 .
6- الخصال : 4/7 .
7- غرر الحکم : 8291 .
8- غرر الحکم : 8292 .
9- بحار الأنوار:78/113/7.
10- فاطر : 2 .
11- بحار الأنوار : 93/299/31 .
12- بحار الأنوار : 93/295/23 .
13- الکافی : 2/467/3 .
14- بحار الأنوار: 93/295/23.

کُنتَ تَثِقُ بِهِ مِنّی ؟ قلتُ : جعلتُ فداکَ ، و إذا لم أثِقْ بقَولِکَ فَبِمَن أثِقُ ؟ ! ... قالَ : فکُنْ باللَّهِ أوثَقَ ، فإنَّک عَلی مَوعِدٍ مِن اللَّهِ ، ألیسَ اللَّهُ تبارکَ وتعالی یقولُ: (و إذا سَأَلَکَ عبادِی عَنِّی فَإنِّی قَرِیبٌ اُجیبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إذا دَعانِ فَلْیَستَجیبُوا لِی وَلْیُؤمِنوا بِی لَعَلَّهُم یَرْشُدُونَ)(1).(2)

1205 - شَرائِطُ استِجابَةِ الدُّعاءِ

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : اِحفَظْ آدابَ الدُّعاءِ ... فإنْ لَم تَأتِ بشَرطِ الدّعاءِ فلا تَنتَظِر الإجابَةَ ... واعلَمْ أ نّهُ لَو لَم یَکُنِ اللَّهُ أمَرَنا بِالدُّعاءِ لکُنّا إذا أخلَصْنا الدُّعاءَ تَفَضَّلَ علَینا بالإجابَةِ ، فَکَیفَ وقَد ضَمِنَ ذلکَ لِمَن أتَی بِشرائطِ الدُّعاءِ؟!(3)

1206 - أهَمُّ شَرائِطِ الاستِجابَةِ

1 - المعرفةُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : یقولُ اللَّهُ عزّوجلّ : مَن سَألَنی وهو یَعلَمُ أ نّی أضُرُّ وأنفَعُ أستَجِیبُ لَهُ .(4)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - و قَد سَألَهُ قومٌ : نَدعو فلا یُستَجابُ لَنا ؟! - : لأ نَّکُم تَدعونَ مَن لا تَعرِفونَهُ .(5)

عنه علیه السلام - فی قَولِهِ : (فَلْیَستَجِیبُوا لِی وَلْیُؤْمِنُوا بِی)(6) - : یَعلَمُونَ أ نِّی أقدِرُ عَلَی أنْ اُعطِیَهُم ما یَسألُونِّی .(7)

(8)

2 - العملُ بما تقتضیهِ المعرفةُ

الکتاب :

(یا بَنِی إِسْرائیلَ اذْکُرُوا نِعْمَتِیَ الَّتِی أنعَمْتُ عَلَیکُم وَأوْفُوا بِعَهْدِی اُوفِ بِعَهْدِکُم و إیّایَ فارْهَبونِ) .(9)

الحدیث :

بحار الأنوار : فِیما أوحَی اللَّهُ إلی موسی علیه السلام : یا موسی ، اُدْعُنی بِالقَلبِ النَّقِیِّ واللِّسانِ الصّادقِ .(10)

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : الدَّاعی بلا عَمَلٍ کالرّامِی بِلَا وَتَرٍ .(11)

ص :224


1- البقرة : 186.
2- قرب الإسناد : 385/1358 .
3- بحار الأنوار : 93/322/36 .
4- عدّة الداعی : 131 .
5- بحار الأنوار : 93/368/4 .
6- البقرة : 186 .
7- بحار الأنوار : 93/323/37 .
8- (انظر) الدعاء : باب 1215 ، حدیث 5938 .
9- البقرة : 40 .
10- بحار الأنوار : 93/341/11 .
11- بحار الأنوار : 93/312/17 .

عنه صلی اللَّه علیه و آله : یَکْفِی مِن الدُّعاءِ مَعَ البِرِّ ما یَکفِی الطعامَ مِن المِلْحِ .(1)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - لَمّا سُئلَ عن قولِ اللَّهِ تَعالی : (أُدْعُونِی أسْتَجِبْ لَکُم)(2)فما بالُنا نَدعو فلا نُجابُ ؟ - : لأنَّ قُلوبَکُم خانَتْ بِثَمانی خصالٍ : أوّلُها أ نَّکُم عَرَفتُمُ اللَّهَ فلَم تُؤَدُّوا حَقَّهُ کما أوجَبَ علَیکُم، فما أغنَتْ عنکُم مَعرِفَتُکُم شَیئاً ... فأیُّ دُعاءٍ یُستَجابُ لَکُم مَع هذا وقد سَدَدْتُم أبوابَهُ وطُرُقَهُ؟!(3)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - أیضاً - : لأ نّکُم لا تَفونَ للَّهِ ِ بِعَهْدِهِ وأنّ اللَّهَ یقولُ : (أوْفُوا بِعَهْدِی أُوْفِ بِعَهْدِکُم) ، واللَّهِ لَو وَفَیْتُم للَّهِ ِ لَوَفی اللَّهُ لَکُم .(4)

عنه علیه السلام : إنَّ العبدَ إذا دَعا اللَّهَ تَبارَکَ وتَعالی بِنِیَّةٍ صادِقَةٍ وقَلبٍ مُخلِصٍ اُستُجِیبَ لَهُ بعدَ وَفائهِ بِعَهدِ اللَّهِ عزّوجلّ ، وإذا دَعا اللَّهَ عزّوجلّ لِغَیرِ نِیَّةٍ وإخلاصٍ لم یُستَجَبْ لَهُ ، ألَیسَ اللَّهُ تَعالی یقولُ : (وَأوْفُوا بِعَهْدِی اُوفِ بِعَهْدِکُم) ؟ فَمَن وَفَی اُوفِیَ لَه .(5)

3 - طِیبُ القلب

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : خَیرُ الدُّعاءِ ما صَدَرَ عن صَدرٍ تَقیٍّ وقَلبٍ نَقِیٍّ .(6)

4 - طِیبُ المَکسَبِ

بحار الأنوار : فی الحدیث القدسیِّ : فمِنکَ الدُّعاءُ وعَلَیَّ الإجابةُ ، فلا تُحجَبُ عنّی دَعوَةٌ إلّا دعوةُ آکِلِ الحرامِ .(7)

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إنَّ العبدَ لَیَرفَعُ یَدَهُ إلی اللَّهِ ومَطعَمُهُ حَرامٌ، فکیفَ یُستَجابُ لَهُ وهذا حالُهُ ؟!(8)

عنه صلی اللَّه علیه وآله - لِمَن قالَ لَهُ : اُحِبُّ أنْ یُستَجابَ دُعائی - : طَهِّرْ مَأکَلَکَ ولا تُدخِلْ بَطنَکَ الحَرَامَ .(9)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : أطِبْ کَسبَکَ تُستَجَبْ دَعوَتُکَ ، فإنَّ الرّجلَ یَرفَعُ اللُّقْمَةَ إلی فِیهِ (حَراماً)(10) فما تُستَجابُ له دَعوَةٌ أربَعینَ یوماً .(11)

ص :225


1- بحار الأنوار : 93/305/1 .
2- غافر : 60 .
3- أعلام الدین : 269 ، انظر تمام الحدیث .
4- بحار الأنوار : 93/368/3 .
5- الاختصاص : 242 .
6- تنبیه الخواطر : 2/154 .
7- بحار الأنوار : 93/373/16 .
8- إرشاد القلوب : 149 .
9- عدّة الداعی : 128 .
10- مابین القوسین أثبتناه من بحار الأنوار : 93/358/16 نقلاً عن المصدر .
11- مکارم الأخلاق : 2/20/2045 .

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن سَرَّهُ أن یُستَجابَ دُعاؤهُ فَلیُطَیِّبْ کَسبَهُ .(1)

عنه علیه السلام : إذا أرَادَ أحدُکُم أن یُستَجابَ لَهُ فَلیُطَیِّبْ کَسبَهُ ولْیَخرُجْ مِن مَظالِمِ الناسِ ، و إنَّ اللَّهَ لا یُرفَعُ إلَیهِ دُعاءُ عبدٍ وفی بَطنِهِ حرامٌ أو عندَهُ مَظلِمَةٌ لِأحَدٍ مِن خَلقِهِ .(2)

الدعوات : رُویَ أنّ موسی علیه السلام رَأی رَجُلاً یَتَضرَّعُ تَضَرُّعاً عظیماً ، ویَدعو رافعاً یَدیهِ ویَبتَهِلُ ، فَأوحَی اللَّهُ إلی موسی علیه السلام: لو فَعَلَ کذا وکذا لَما اُسْتُجیبَ دُعاؤهُ ، لأنَّ فی بطنِهِ حراماً ، وعلی ظَهرِهِ حراماً ، وفی بیتِهِ حراماً .(3)

5 - حضورُ القلبِ ورقّتُهُ عِندَ الدُّعاءِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : اِعلَموا أنّ اللَّهَ لا یَستجیبُ دُعاءً مِن قلبٍ غافِلٍ لاهٍ .(4)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : اِعلَموا أنّ اللَّهَ لا یَقبلُ دعاءً مِن قلبٍ غافِلٍ .(5)

عنه صلی اللَّه علیه وآله - و قد سُئلَ عنِ اسمِ اللَّهِ الأعظمِ - : کُلُّ اسمٍ مِن أسماءِ اللَّهِ أعظَمُ ، فَفَرِّغْ قَلبَکَ مِن کُلِّ ما سِواهُ وادْعُهُ بِأیِّ اسمٍ شِئتَ .(6)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : اغتَنِموا الدُّعاءَ عند الرِّقَّةِ فإنَّها رحمةٌ .(7)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لایَقبَلُ اللَّهُ دُعاءَ قَلبٍ لاهٍ.(8)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنَّ اللَّهَ عزّوجلّ لا یَستَجِیبُ دُعاءً بِظَهرِ قلبٍ ساهٍ ، فإذا دَعَوتَ فَأقبِلْ بقلبِکَ ، ثمّ استَیقِنْ بالإجابَةِ .(9)

عنه علیه السلام : إنَّ اللَّهَ لا یَستَجِیبُ دُعاءً بظَهرِ قلبٍ قاسٍ .(10)

عنه علیه السلام : إذا اقشَعَرَّ جِلدُکَ ودَمَعَتْ عَیناکَ ووَجِلَ قلبُکَ فَدُونَکَ دُونَکَ فقد قُصِدَ قَصدُکَ .(11)

عنه علیه السلام : إذا رَقَّ أحدُکُم فَلیَدعُ ، فإنَّ القلبَ لا یَرِقُّ حَتّی یَخلُصَ (12).(13)

ص :226


1- بحار الأنوار : 93/373/16 .
2- بحار الأنوار : 93/321/31 .
3- الدعوات : 24/34 .
4- بحار الأنوار : 93/321/31 .
5- أعلام الدین : 295 .
6- بحار الأنوار : 93/322/36 .
7- الدعوات : 30/60 .
8- بحار الأنوار : 93/314/19 .
9- الکافی : 2/473/1 .
10- الکافی : 2/474/4 .
11- بحار الأنوار : 93/344/5 .
12- الکافی : 2/477/5 .
13- ویأتی ما یناسب هذا الباب .

1207 - مَوانِعُ الإجابَةِ

1 - الذنب

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : إنَّ العبدَ یسألُ اللَّهَ الحاجةَ فیکونُ من شَأنِهِ قضاؤها إلی أجلٍ قریبٍ أو إلی وقتٍ بَطی ءٍ ، فیُذنِبُ العبدُ ذنباً فیقولُ اللَّهُ تَبارَکَ وَتَعالی للمَلَکِ : لا تَقضِ حاجَتَهُ واحرِمْهُ إیَّاها ، فإنَّهُ تَعَرَّضَ لِسَخَطی واستَوجَبَ الحِرمانَ مِنّی .(1)

(2)

2 - الظُّلمُ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنَّ اللَّهَ عزّوجلّ أوحی إلی عیسَی بنِ مَریَمَ علیه السلام : قُلْ لِلمَلاِ مِن بَنی إسرائیلَ ... إنّی غَیرُ مُستَجِیبٍ لِأحَدٍ مِنکُم دَعوَةً ولِأحَدٍ من خَلْقی قِبَلَهُ مَظلِمَةٌ .(3)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنَّ اللَّهَ عزّوجلّ یَقولُ : وَعِزَّتی وَجَلالی ، لا اُجِیبُ دَعوَةَ مَظلومٍ دَعانی فی مَظلِمَةٍ ظُلِمَها ولأحدٍ عندَهُ مثلُ تِلک المَظلِمَةِ .(4)

عنه علیه السلام : إذا ظُلِمَ الرَّجُلُ فَظَلَّ یَدعو عَلی صاحِبِهِ، قال اللَّهُ جَلَ جلالُهُ : إنَّ هاهُنا آخَرَ یَدعو عَلَیکَ ، یَزعُمُ أ نّکَ ظَلَمتَهُ ، فإنْ شِئتَ أجَبتُکَ وأجَبتُ عَلَیکَ ، و إنْ شِئتَ أخَّرتُکُما فَیُوسِعُکُما عَفْوی .(5)

بحار الأنوار : فیما وَعَظَ اللَّهُ بِهِ عیسی علیه السلام : یا عیسی ، قُلْ لِظَلَمَةِ بَنی إسرائیلَ : لا تَدعُونی والسُّحتُ تحتَ أقدامِکُم والأصنامُ فی بُیوتِکُم ، فإنّی آلَیتُ أن اُجِیبَ مَن دَعانی ، و إنَّ إجابَتی إیَّاهُم لَعنٌ لَهُم حَتّی یَتَفَرَّقوا .(6)

(7)

3 - مُناقَضَةُ المسألة لِلحِکمَة

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنَّ کَرَمَ اللَّهِ سُبحانَهُ لا یَنقُضُ حِکمَتَهُ ، فَلِذلِکَ لا یَقَعُ الإجابَةُ

ص :227


1- بحار الأنوار : 73/329/11 .
2- (انظر) الدعاء : باب 1213 . الذنب : باب 1387 .
3- الخصال : 337/40 .
4- بحار الأنوار : 75/312/20 .
5- الأمالی للصدوق : 396/509 .
6- بحار الأنوار : 93/373/16 .
7- (انظر) الدعاء : باب 1213 .

فی کُلِّ دَعوَةٍ(1) .(2)

1208 - آدابُ الدُّعاءِ

1 - البَسْمَلَةُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : لا یُرَدُّ دُعاءٌ أوَّلُهُ بِسمِ اللَّهِ الرّحمنِ الرَّحیمِ .(3)

2 - التَّمجید

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إنَّ کُلَّ دُعاءٍ لا یَکونُ قَبلَهُ تَمجیدٌ فَهُوَ أبتَرُ .(4)

بحار الأنوار عن مُحمّدِ بنِ مُسلمٍ عن الإمامِ الصّادقِ علیه السلام: إنَّ فی کِتابِ أمیرِ المُؤمِنینَ علیه السلام: إنَّ المِدحَةَ قَبلَ المَسألَةِ ، فإذا دَعَوتَ اللَّهَ عزّوجلّ فَمَجِّدْهُ . قالَ : قلتُ : کَیفَ اُمَجِّدُهُ ؟ قالَ : تَقولُ : یامَن هُوَ أقرَبُ إلَیَّ مِن حَبلِ الوَریدِ ، یا مَن یَحولُ بَینَ المَرءِ وقَلبِهِ ، یا مَن هُوَ بِالمَنظَرِ الأعلی ، یا مَن لَیسَ کَمِثلِهِ شَی ءٌ .(5)

3 - الصَّلاةُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِه

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : صَلَاتُکُم عَلَیَّ إجابَةٌ لِدُعائکُم وزَکاةٌ لِأعمالِکُم .(6)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : کُلُّ دُعاءٍ مَحجوبٌ عَنِ السَّماءِ حَتّی یُصَلّی عَلی مُحَمَّدٍ وَعَلی آلِ مُحَمَّدٍ .(7)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : لا یَزالُ الدُّعاءُ مَحجوباً حَتّی یُصَلّی عَلی مُحَمَّدٍ وعَلی آلِ مُحَمَّدٍ .(8)

عنه علیه السلام : مَن کانَت لَهُ حاجَةٌ إلی اللَّهِ عزّوجلّ فَلْیَبدَأ بِالصَّلاةِ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، ثُمَّ یَسألْ حاجَتَهُ ، ثُمَّ یَختِمْ بِالصَّلاةِ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، فإنَّ

ص :228


1- غرر الحکم : 3478 .
2- قال ابن سینا : سبب إجابة الدعاء توافی الأسباب معاً لحکمة إلهیّة ، وهو أن یتوافی سبب دعاء رجل فیما یدعو فیه ، وسبب وجود ذلک الشی ء معاً عن الباری . فإن قیل : فهل یصحّ وجود ذلک الشی ء من دون الدعاء ، وموافاته لذلک الدعاء ؟ قلنا : لا ، لأنّ علّتهما واحدة ، وهو الباری الذی جعل سبب وجود ذلک الشی ء الدعاء ، کما جعل سبب صحّة المریض شرب الدواء ، وما لم یشرب الدواء لم یصحّ ، وکذلک الحال فی الدّعاء . وموافاة ذلک الشی ء فلحکمةٍ ما توافیا معاً علی حسب ما قدّر وقضی ، فالدّعاء واجب وتوقّع الإجابة واجب ... . (بحار الأنوار : 93/361/23 ، انظر تمام الکلام) .
3- الدعوات : 52/131 .
4- بحار الأنوار : 93/317/21 .
5- بحار الأنوار : 93/315/20 .
6- بحار الأنوار: 94/54/22.
7- کنز العمّال : 3988 .
8- الکافی : 2/491/1 .

اللَّهَ عزّوجلّ أکرَمُ مِن أن یَقبَلَ الطَّرَفَینِ ویَدَعَ الوَسَطَ إذ کانَتِ الصَّلاةُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ لا تُحجَبُ عَنهُ .(1)

4 - الاِستِشفاعُ بِالصَّالِحینَ

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنَّ للَّهِ ِ رُسُلاً مُسْتَعلِنِینَ ورُسُلاً مُستَخْفِینَ ، فإذا سَألتَهُ بِحَقِّ المُستَعْلِنِینَ فَسَلْهُ بِحَقِّ المُستَخْفِینَ .(2)

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : إذا کانَت لَکَ حاجَةٌ إلی اللَّهِ فَقُل : اللَّهُمَّ إنّی أسألُکَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وعَلِیٍّ ، فَإنّ لَهُما عِندَکَ شَأناً مِنَ الشَّأنِ .(3)

الدعوات : فی دُعائهِم علیهم السلام : اللَّهُمَّ إنْ کانَت ذُنُوبی قَد أخلَقَتْ وَجْهی عِندَکَ وحَجَبَتْ دُعائی عَنکَ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، واستَجِبْ لی یا رَبِّ بِهِم دُعائی .(4)

5 - الإِقرارُ بِالذَّنب

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنّما هِیَ المِدحَةُ ، ثُمَّ الإقرارُ بِالذَّنبِ ، ثُمَّ المَسألَةُ .(5)

6 - التَّضرُّعُ والاِبتِهالُ

بحار الأنوار : فِیما أوحَی اللَّهُ إلی موسی علیه السلام : یا موسی ، کُنْ إذا دَعَوتَنِی خائفاً مُشفِقاً وَجِلاً ، وعَفِّرْ وَجهَکَ فی التُّرابِ ، واسجُد لی بِمَکارِمِ بَدَنِکَ ، واقنُتْ بَینَ یَدَیَّ فی القِیامِ ، وناجِنی حَیثُ تُناجِینی بِخَشیَةٍ من قَلبٍ وَجِلٍ .(6)

بحار الأنوار : فیما وَعَظَ اللَّهُ بِهِ عیسی علیه السلام : یا عیسی ، اُدعُنی دُعاءَ الحَزینِ الغَریقِ الّذی لَیسَ لَهُ مُغِیثٌ ... ولا تَدْعُنی إلَّا مُتَضَرِّعاً إلَیَّ وهَمُّکَ هَمّاً واحِداً ، فَإنَّکَ مَتی تَدْعُنی کَذلِکَ أجَبتُکَ .(7)

الإمامُ الحسینُ علیه السلام : کانَ رَسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله یَرفَعُ یَدَیهِ إذا ابتَهَلَ ودَعا کَما یَستَطعِمُ المِسکینُ .(8)

7 - أن یُصَلِّیَ رَکعَتَینِ

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنَّ رَجُلاً دَخَلَ المَسجِدَ فَصَلّی رَکعَتَینِ ثُمَّ سَألَ اللَّهَ عزّوجلّ ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : أعجَلَ العبدُ رَبَّهُ . وجاءَ آخَرُ فَصَلّی رَکعَتَینِ ثُمَّ أثْنی

ص :229


1- مکارم الأخلاق:2/19/2040.
2- بحار الأنوار : 93/311/13 .
3- الدعوات : 51/127 .
4- الدعوات : 30/62 .
5- بحار الأنوار : 93/318/23 .
6- بحار الأنوار : 93/305/1 .
7- بحار الأنوار: 93/314/19.
8- مکارم الأخلاق : 2/8/1981 .

عَلَی اللَّهِ عزّوجلّ وصَلّی عَلَی النَّبیِّ وَآلِهِ ، فَقالَ صلی اللَّه علیه و آله : سَلْ تُعطَ .(1)

عنه علیه السلام : مَن تَوَضَّأ فَأحسَنَ الوُضوءَ ، ثُمَّ صَلّی رَکعَتَینِ ، فَأتَمَّ رُکوعَهُما وَسُجودَهُما ، ثُمَّ سَلَّمَ ، وأثنی عَلَی اللَّهِ عزّوجلّ وعَلی رَسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله ، ثُمَّ سَألَ حاجَتَهُ ، فَقَد طَلَبَ فی مَظانِّهِ ، وَمَن طَلَبَ الخَیرَ فی مَظانِّهِ لَم یَخِبْ .(2)

8 - أنْ لا یَستَصغِرَ شَیئاً مِنَ الدُّعاءِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنَّ اللَّهَ تَبارَکَ وَتَعالی أخْفی ... إجابَتَهُ فی دَعوَتِهِ ، فَلا تَستَصغِرَنَّ شَیئاً مِن دُعائهِ ، فَرُبَّما وَافَقَ إجابَتَهُ وأنتَ لاتَعلَمُ .(3)

9 - أنْ لا یَستَکثِرَ مَطلوبَهُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إنَّ اللَّهَ یَقولُ : ... وَلَو أنَّ قُلوبَ عِبادِی اجتَمَعَتْ عَلی قَلبِ أسعَدِ عَبدٍ لی ما زَادَ ذلِکَ إلّا مِثلَ إبْرَةٍ جاءَ بِها عَبدٌ مِن عِبادِی فَغَمَسَها فی بَحرٍ ، وذلِکَ أنَّ عَطائی کَلامٌ ، وعُدَّتی کَلامٌ ، و إنّما أقولُ لِلشَّی ءِ : کُنْ ، فَیَکونُ .(4)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : قالَ اللَّهُ تَعالی : لَو أنَّ أوّلَکُم وآخِرَکُم وحَیَّکُم ومَیِّتَکُم ورَطْبَکُم ویابِسَکُمُ اجتَمَعوا فَتَمَنَّی کُلُّ واحِدٍ ما بَلَغَتْ اُمنِیَّتُهُ فَأعطَیتُهُ لَم یَتَبَیّنْ ذلِکَ فی مُلکی .(5)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : أوحَی اللَّهُ إلی بَعضِ أنبِیائهِ : ... لو أنَّ أهلَ سَبعَ سَماواتٍ وأرَضِینَ سَألونی جَمیعاً وأعطیتُ کُلَّ واحدٍ مِنهُم مَسألَتَهُ ما نَقَصَ ذلک من مُلْکی مثلَ جَناحِ البَعوضَةِ ، وکیفَ یَنقُصُ مُلْکٌ أنا قَیِّمُهُ ؟ !(6)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : سَلُوا اللَّهَ وأجزِلُوا ، فإنَّهُ لا یَتَعاظَمُهُ شی ءٌ .(7)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : لا تَستَکثِرُوا شَیئاً ممّا تَطلُبُونَ ، فما عِندَ اللَّهِ أکثَرُ مِمّا تُقدِّرونَ .(8)

10 - أنْ یکونَ عالی الهِمَّةِ فیما یَطلُبُ

بحار الأنوار عن ربیعةِ بنِ کعبٍ : قالَ لی

ص :230


1- بحار الأنوار : 93/315/21 .
2- بحار الأنوار : 93/314/20 .
3- الخصال : 209/31 .
4- الأمالی للطوسی : 675/1424 .
5- بحار الأنوار : 92/253/48 .
6- بحار الأنوار : 93/303/39 .
7- بحار الأنوار : 93/302/39 .
8- مکارم الأخلاق : 2/97/2275 .

ذاتَ یومٍ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : یا ربیعةُ ، خَدَمْتَنی سَبعَ سِنِینَ أفلا تَسألُنی حاجةً ؟ فقلتُ : یا رسولَ اللَّهِ أمهِلنی حتّی اُفَکِّرَ ، فلمّا أصْبحتُ ودخلتُ علیه قال لی : یا رَبیعَةُ هاتِ حاجَتَکَ ، فَقُلتُ : تَسألُ اللَّهَ أن یُدخِلَنی مَعَکَ الجَنَّةَ ، فَقالَ لی : مَن عَلَّمَکَ هذا ؟ فَقُلتُ : یا رَسولَ اللَّهِ ماعَلَّمَنی أحَدٌ ، لکِنّی فَکَّرتُ فی نَفْسی وقلتُ : إن سَألتُهُ مالاً کانَ إلی نَفادٍ ، و إن سألتُهُ عُمُراً طویلاً وأولاداً کانَ عاقِبَتُهُم الموتَ . قال ربیعةُ : فَنَکَسَ رأسَهُ ساعةً ، ثمّ قال : أفعَلُ ذلکَ ، فَأعِنّی بکَثرَةِ السُّجودِ .(1)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی وصیَّتِهِ إلی ابنِهِ الحسنِ علیه السلام - : ولتَکُن مَسألَتُکَ فیما یَعنِیکَ مِمّا یَبقی لَکَ جَمالُهُ ویُنفی عنکَ وبالُهُ ، والمالُ لا یَبقی لک ولا تَبقی لَهُ .(2)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : قَدِمَ رجلٌ علی رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله فَسَلَّمَ علیه وأسلَمَ ، ثمّ قال له : تَعرِفُنی یا رسولَ اللَّهِ ؟ قال : ومَن أنتَ ؟ قال : أنا رَبُّ المنزِلِ الذی نَزَلتَ به بالطائفِ فی الجاهلیّةِ یومَ کذا وکذا فَأکرَمْتُکَ ، فقال له رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله: مَرحباً بکَ، سَلْ حاجَتَکَ . فَقالَ : أسألُکَ مِائَتَی شاةٍ برُعاتِها ، فَأمَرَ لَهُ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله بما سَألَ . ثُمّ قالَ لأصحابِهِ : ما کانَ علی هذا الرّجُلِ أن یَسْألَنِی سؤالَ عَجوزِ بنی إسرائیلَ لموسی علیه السلام ؟ ! (3)

عنه علیه السلام - فی خَبَرِ عجوزِ بنی إسرائیلَ وَقَد سَألَها موسی علیه السلام أن تُدِلَّه عَلی قَبرِ یوسُفَ علیه السلام - : قالت : لا أفعَلُ حتّی تُعْطِیَنی خِصالاً : تُطلِقُ رِجْلی ، وتُعِیدَ إلَیَّ بَصَری ، وتَرُدَّ إلَیَّ شَبابِی ، وتَجعَلَنی معکَ فی الجَنَّةِ .(4)

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : بَکی أبو ذرٍّ مِن خَشیَةِ اللَّهِ حتَّی اشتَکی بَصَرُهُ ، فقیلَ لَهُ : لو دَعَوتَ اللَّهَ یَشفِی بَصَرَکَ ؟! فقال : إنّی عن ذلکَ مَشغولٌ وما هو بِأکبَرِ هَمّی ، قالوا : وما یَشغَلُکَ عَنهُ ؟! قالَ : العَظِیمَتانِ الجَنَّةُ والنّارُ .(5)

ص :231


1- بحار الأنوار : 93/326/10 .
2- بحار الأنوار : 77/205/1 .
3- الکافی : 8/155/144 انظر تمام الخبر .
4- کتاب من لا یحضره الفقیه : 1/193/594 .
5- بحار الأنوار : 78/451/16 .

11 - تعمیمُ الدُّعاءِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إذا دَعا أحَدٌ فَلْیُعِمَّ فإنّه أوجَبُ للدُّعاءِ ، ومَن قَدَّمَ أربعینَ رَجُلاً مِن إخوانِهِ قَبلَ أن یَدعُوَ لِنفسِهِ استُجِیبَ لَهُ فیهِم وفی نفسِهِ .(1)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن قَدَّمَ أربعینَ مِن المؤمنینَ ثُمَّ دَعا استُجِیبَ لَهُ .(2)

12 - الإسرارُ بالدُّعاءِ

الکتاب :

(وَاذکُر ربَّکَ فی نَفسِکَ تَضَرُّعاً وَخِیفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ وَلا تَکُنْ مِنَ الْغافِلِینَ) .(3)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : دَعوةٌ فی السِّرِّ تَعدِلُ سبعینَ دَعوةً فی العَلَانِیَةِ .(4)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : ما یَعلَمُ عِظَمَ ثوابِ الدُّعاءِ وتَسْبیحِ العبدِ فیما بینَهُ وبَینَ نفسِهِ إلّا اللَّهُ تبارَکَ وتعالی .(5)

(6)

13 - الاجتماعُ فی الدُّعاءِ

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : ما اجتَمَعَ أربعةُ رَهطٍ قَطُّ علی أمرٍ واحدٍ فَدَعَوا اللَّهَ إلّا تَفَرَّقُوا عن إجابَةٍ .(7)

عنه علیه السلام : کان أبی إذا حَزَبَهُ أمرٌ جَمَعَ النّساءَ والصِّبیانَ ثمّ دَعا وأمَّنُوا (8).(9)

(10)

14 - حُسنُ الظَّنِّ بِالإِجابَة

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : اُدْعُوا اللَّهَ وأنتُم مُوقِنونَ بالإجابَةِ .(11)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إذا دَعَوتَ فَأقبِلْ بقَلبِکَ ، وظُنَّ حاجَتَکَ بالبابِ .(12)

عنه علیه السلام : إذا دَعَوْتَ فَظُنَّ أنّ حاجَتَکَ بالبابِ.(13)

15 - اختیارُ الأوقاتِ المناسِبَةِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : مَن أدّی فَریضَةً فَلَهُ عِندَ اللَّهِ دَعوَةٌ مُستَجابَةٌ .(14)

ص :232


1- بحار الأنوار : 93/313/17 .
2- بحار الأنوار : 93/317/21 .
3- الأعراف : 205 .
4- الدعوات : 18/7 .
5- بحار الأنوار : 93/319/25 .
6- (انظر) الذکر : باب 1356 .
7- الکافی : 2/487/2 .
8- بحار الأنوار : 93/341/11 .
9- یمکن الجمع بین الطائفتین من الأخبار بحمل الاُولی علی الموارد التی لم یکن فی الاجتماع أثر اجتماعیّ ، أو الموارد التی یکون الانفراد فیها مطلوباً شرعاً کصلاة اللّیل ، والثانیة علی ما إذا کان فی الاجتماع أثر اجتماعیّ ، أو الموارد الخاصّة التی وردت فی الأحادیث .
10- (انظر) الریاء : باب 1423 .
11- بحار الأنوار : 93/305/1 .
12- الکافی : 2/473/3 .
13- الکافی : 2/473/1 .
14- عیون أخبار الرِّضا : 2/28/22 .

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : ثلاثةُ أوقاتٍ لا یُحجَبُ فیها الدُّعاءُ عن اللَّهِ : فی أثَرِ المکتوبةِ ، وعند نُزُولِ القَطْرِ ، وظُهورِ آیةٍ معجزةٍ للَّهِ فی أرضِهِ .(1)

عنه علیه السلام : قالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : خیرُ وقتٍ دَعَوتُم اللَّهَ عزّوجلّ فیهِ الأسحارُ ، وتلا هذهِ الآیةَ فی قولِ یعقوبَ علیه السلام: (سَوْفَ أسْتَغْفِرُ لَکُمْ رَبِّی)(2) و قال : أخَّرَهُم إلی السَّحَرِ .(3)

عنه علیه السلام : مَن عادَ مریضاً فی اللَّهِ لم یَسْألِ المریضُ للعایدِ شیئاً إلّا استَجابَ اللَّهُ لَهُ .(4)

16 - الإلحاح

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إنَّ اللَّهَ یُحِبُّ السائلَ اللَّحُوحَ .(5)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : رَحِمَ اللَّهُ عبداً طَلَبَ مِن اللَّهِ عزّوجلّ حاجةً فَألَحَّ فی الدُّعاءِ ، اُستُجِیبَ لَهُ أو لم یُستَجَبْ لَهُ .(6)

بحار الأنوار : فیما ناجَی اللَّهُ تَعالی به موسی : یا موسی ... اُدعُ دُعاءَ الطامِعِ الراغِبِ فیما عِندی ، النادمِ علی ما قَدَّمَتْ یَداهُ .(7)

بحار الأنوار : أیضاً : اُنظُرْ حینَ تَسألُنی کَیفَ رَغبَتُکَ فیما عِندی؟(8)

بحار الأنوار : مَکتوبٌ فی التَّوراةِ : ألِحُّوا فی الدُّعاءِ تَشْمَلکُمُ الرَّحمةُ بالإجابَةِ وتُهَنِّیکُمُ العافِیةُ .(9)

بحار الأنوار : أیضاً : مَن رجا مَعروفی ألَحَّ فی مَسألَتی .(10)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : فَألْحِحْ علَیهِ فی المَسألَةِ یَفتَحْ لکَ أبوابَ الرَّحمَةِ .(11)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : إنَّ اللَّهَ عزّوجلّ کَرِهَ إلْحاحَ النّاسِ بَعضِهِم علی بعضٍ فی المَسألَةِ وأحَبَّ ذلکَ لنفسِهِ .(12)

عنه علیه السلام : واللَّهِ لا یُلِحُّ عبدٌ مُؤمِن علَی اللَّهِ عزّوجلّ فی حاجتِهِ إلّا قضاها لَهُ .(13)

(14)

ص :233


1- بحار الأنوار : 85/321/8 .
2- یوسف : 98 .
3- الکافی : 2/477/6 .
4- بحار الأنوار : 81/217/10 .
5- بحار الأنوار : 93/374/16 .
6- الکافی : 2/475/6 .
7- الکافی : 8/49/8 .
8- الکافی : 8/47/8 .
9- بحار الأنوار: 77/204/1 .
10- بحار الأنوار: 77/42/11 .
11- بحار الأنوار: 77/42/11.
12- الکافی : 2/475/4 .
13- الکافی : 2/475/3 .
14- (انظر) المناجاة : باب 3795 .

1209 - ما یَنبَغی عَلَی الدَّاعی تَرکُهُ

1 - الدُّعاءُ لِما لا یَکونُ ولا یَحِلُ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : یا صاحِبَ الدُّعاءِ ، لا تَسأل عَمّا لا یَکونُ ولا یَحِلُّ .(1)

عنه علیه السلام - عِندَما سُئلَ عَن أضَلِّ الدَّعَواتِ - : الدَّاعی بِما لا یَکونُ .(2)

عنه علیه السلام : قُلتُ : اللَّهُمَّ لا تُحْوِجْنی إلی أحَدٍ مِن خَلقِکَ ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : یا عَلیُّ ، لا تَقولَنَّ هکَذا فَلَیسَ مِن أحَدٍ إلّا وَهُوَ مُحتاجٌ إلی النّاسِ . قالَ : فَقُلتُ : کَیفَ یا رَسولَ اللَّهِ ؟ قالَ : قُل : اَللَّهُمَّ لا تُحْوِجْنی إلی شِرارِ خَلقِکَ .(3)

عنه علیه السلام - وَقَد سَمِعَ رَجُلاً یَقولُ : اللَّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ الفِتنَةِ - : أراکَ تَتَعَوَّذُ مِن مالِکَ وَوُلدِکَ ، یَقولُ اللَّهُ تَعالی : (إِنَّما أمْوالُکُم وأوْلادُکُم فِتنَةٌ)(4)ولکِن قُل : اللَّهُمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِن مُضِلَّاتِ الفِتَنِ .(5)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لَمّا سُئلَ عَن قَولِهِ تَعالی : (وَلَا تَتَمَنَّوا ما فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَکُمْ عَلَی بَعْضٍ)(6)- : لا یَتَمَنَّی الرَّجُلُ امرَأةَ الرَّجُلِ ولَا ابْنَتَهُ ، ولکنْ یَتَمَنّی مِثْلَهما .(7)

2 - الاِستِعجالُ

تنبیه الخواطر عن رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : لا یَزالُ النّاسُ بِخَیرٍ ما لَم یَستَعجِلُوا ، قیلَ : یا رَسولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیکَ وَکَیفَ یَستَعجِلُونَ ؟ قالَ : یَقولونَ : دَعَوْنا فَلَم یُستَجَبْ لَنا .(8)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنَّ العَبدَ إذا دَعا لَم یَزَلِ اللَّهُ تَبارَکَ وَتَعالی فی حاجَتِهِ ما لَم یَسْتَعجِلْ .(9)

عنه علیه السلام : إنَّ العَبدَ إذا عَجَّلَ فَقامَ لِحاجَتِهِ یَقولُ اللَّهُ تَعالی : اِستَعجَلَ عَبدِی ، أتَراهُ یَظُنُّ أنَّ حَوائجَهُ بِیَدِ غَیری ؟!(10)

الکافی عن أبی بصیر عن الإمام الصّادقِ علیه السلام : لا یَزالُ المُؤمِنُ بِخَیرٍ ورَجاءِ رَحمَةٍ مِنَ اللَّهِ ما لَم یَستَعجِلْ

ص :234


1- الخصال : 635/10 .
2- معانی الأخبار: 198/4.
3- بحار الأنوار : 93/325/6 .
4- التغابن : 15 .
5- بحار الأنوار : 93/325/7 .
6- النساء : 32 .
7- تفسیر العیّاشی : 1/239/115 .
8- تنبیه الخواطر : 1/6 .
9- الکافی : 2/474/1 .
10- بحار الأنوار : 93/374/16 .

فَیَقنَطُ وَیَترُکُ الدُّعاءَ . قُلتُ لَهُ : کَیفَ یَستَعجِلُ ؟ قالَ : یَقولُ : قَد دَعَوتُ مُنذُ کَذا وکَذا وما أرَی الإجابَةَ !(1)

3 - أنْ لا یُعَلِّمَ اللَّهَ ما یُصلِحُهُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : قالَ اللَّهُ تَبارَکَ وتَعالی : یابنَ آدَمَ ، أطِعْنی فیما أمَرتُکَ ، ولا تُعَلِّمْنی ما یُصلِحُکَ .(2)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : قالَ اللَّهُ عزّوجلّ مِن فَوقِ عَرشِهِ : یا عِبادِی ، اُعبُدُونی فیما أمَرتُکُم بِهِ ، وَلا تُعَلِّمُونی ما یُصلِحُکُم ، فَإنّی أعلَمُ بِهِ ولا أبخَلُ علیکم بِمَصالِحِکُم .(3)

1210 - مَن تُقضی حاجَتُهُ بِلا سُؤالٍ

بحار الأنوار : إنَّ اللَّهَ أوحَی إلی داوود علیه السلام : یا داوود ، إنّه لَیسَ عبدٌ مِن عبادِی یُطِیعُنی فیما آمُرُهُ إلّا أعطَیتُهُ قَبلَ أن یَسألَنی ، وأستَجِیبُ له قَبلَ أن یَدعُوَنی .(4)

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : قالَ اللَّهُ تَعالی : مَن شَغَلَهُ ذِکری عن مَسألَتی أعطَیتُهُ أفضَلَ ما اُعطِی السائلینَ .(5)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : مَن شَغَلَتهُ عِبادةُ اللَّهِ عن مَسألَتِهِ أعطاهُ اللَّهُ أفضَلَ ما یُعطِی السائلینَ .(6)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : قالَ اللَّهُ تَعالی : مَن شَغَلَهُ ذِکری عن مَسألَتی أعطَیتُهُ قَبلَ أنْ یَسألَنی .(7)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : یقولُ اللَّهُ : مَن شَغَلَهُ ذِکری عن مَسألَتی أعطَیتُهُ فوقَ ما اُعْطِی السائلینَ .(8)

فاطمةُ الزَّهراءُ علیها السلام : مَن أصعَدَ إلی اللَّهِ خالصَ عبادَتِهِ أهبَطَ اللَّهُ عزّوجلّ له أفضَلَ مَصلَحَتِهِ .(9)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنَّ العبدَ لَیَکونُ لَهُ الحاجَةُ إلَی اللَّهِ عزّوجلّ فیَبدأُ بالثناءِ والصلاةِ علی محمّدٍ وآلِ محمّدٍ حتّی یَنْسَی حاجَتَهُ فَیَقضِیها اللَّهُ لَهُ مِن قَبلِ أنْ یَسألَهُ .(10)

عنه علیه السلام : لقد دَعَوتُ اللَّهَ مَرَّةً فاستَجابَ

ص :235


1- الکافی : 2/490/8 ، بحار الأنوار : 93/374/16 .
2- بحار الأنوار : 71/178/24 .
3- تنبیه الخواطر : 2/108 .
4- بحار الأنوار : 93/376/16 .
5- بحار الأنوار : 93/323/36 .
6- بحار الأنوار : 93/342/11 .
7- کنز العمّال : 1873 .
8- کنز العمّال : 1874 .
9- تنبیه الخواطر : 2/108 .
10- بحار الأنوار : 93/342/11 .

ونَسِیتُ الحاجَةَ ، لأنّ استجابَتَهُ بِإِقبالِهِ علی عبدِهِ عند دَعوَتِهِ أعظَمُ وأجَلُّ مِمّا یُریدُ مِنهُ العبدُ ولَو کانَت الجَنَّةَ ونَعِیمَها الأبَدَ .(1)

(2)

1211 - صِفاتٌ توجب استجابة الدعاء

الإمامُ الحسنُ علیه السلام : أنا الضَّامِنُ لِمَن لَم یَهجُسْ فی قلبِهِ إلّا الرّضا أن یَدعُوَ اللَّهَ فَیُستَجابَ لَهُ .(3)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : مَن لم یَرجُ النّاسَ فی شی ءٍ ورَدَّ أمرَهُ إلی اللَّهِ عزّوجلّ فی جمیعِ اُمورِهِ استَجابَ اللَّهُ عزّوجلّ لَهُ فی کلِّ شی ءٍ .(4)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إذا أرادَ أحدُکُم أن لا یَسألَ رَبَّهُ شیئاً إلّا أعطاهُ فَلْیَیأسْ مِن النّاسِ کُلِّهِم، ولایکونُ لَهُ رجاءٌ إلّا عندَ اللَّهِ، فإذا عَلِمَ اللَّهُ عزّوجلّ ذلکَ مِن قلبِهِ لم یَسألِ اللَّهَ شیئاً إلّا أعطاهُ .(5)

عنه علیه السلام : تبَحَّروا(6) قلوبَکم ، فإنْ أنقاها اللَّهُ مِن حرکةِ الواجسِ لسخطِ شی ءٍ مِن صنعِهِ ، فإذا وجدتُموها کَذلِکَ فاسألوهُ ما شِئتُم .(7)

1212 - الدَّعَواتُ المُستَجابَةُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : أربَعةٌ لا تُرَدُّ لَهُم دَعوَةٌ : إمامٌ عادلٌ ، ووالدٌ لولدِهِ ، والرّجُلُ یَدعو لأخیهِ بظَهْرِ الغیبِ ، والمظلومُ ؛ یقولُ اللَّهُ جلّ جلالُهُ : وعِزَّتی وجلالی لأنتَصِرَنَّ لکَ ولَو بَعدَ حِینٍ .(8)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إیَّاکُم ودَعوَةَ الوالِدِ ، فإنَّها أحَدُّ مِن السَّیفِ .(9)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : دعاءُ أطفالِ اُمَّتی مُستَجابٌ ما لَم یُقارِفوا الذُّنوبَ .(10)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : مَن أحسَنَ إلی قومٍ فلَم یُقبِلوهُ بالشُّکرِ فدَعا عَلَیهِمُ استُجِیبَ لَهُ فیهِم .(11)

ص :236


1- بحار الأنوار : 93/323/36 .
2- (انظر) العبادة : باب 2464 .
3- بحار الأنوار : 43/351/25 .
4- بحار الأنوار : 75/110/16 .
5- الکافی : 2/148/2 .
6- تَبَحَّرَ : أی اتّسع (النهایة : 1/99) ، وفی بعض النسخ «تبحّروا قلوبکم فإن أنقاها من حرکة الواحش لسخط شی ء من صنع اللَّه» (هامش المصدر) .
7- الأمالی للمفید : 54/1 .
8- بحار الأنوار: 77/47/3.
9- بحار الأنوار : 74/84/94 .
10- بحار الأنوار : 93/357/14 .
11- بحار الأنوار : 93/349/15 .

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أربَعةٌ لا تُرَدُّ لَهُم دَعوَةٌ : الإمامُ العادلُ لرعیَّتِهِ ، والوالدُ البارُّ لولدِهِ ، والولدُ البارُّ لوالدِهِ ، والمظلومُ ، یقولُ اللَّهُ عزّ اسمُهُ : وعِزَّتی وجَلالی لأنتصِرَنَّ لکَ ولو بَعدَ حِینٍ .(1)

الإمامُ الحسنُ علیه السلام : مَن قَرَأ القرآنَ کانَت لَهُ دعوةٌ مُجابةٌ إمّا مُعَجَّلَةً و إمّا مُؤَجَّلةً .(2)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : ثلاثُ دَعَواتٍ لا یُحجَبنَ عن اللَّهِ تَعالی : دعاءُ الوالدِ لولدِهِ إذا بَرَّهُ ، ودعوتُهُ علَیهِ إذا عَقَّهُ . ودعاءُ المظلومِ علی ظالِمهِ ، ودعاؤهُ لِمَن انتصَرَ لَهُ مِنهُ . ورجلٌ مؤمنٌ دعا لأخٍ لَهُ مؤمنٍ وَاساهُ فینا ، ودعاؤهُ علَیهِ إذا لَم یُواسِهِ مع القُدرَةِ علیهِ واضطِرارِ أخیهِ إلَیهِ .(3)

عنه علیه السلام : إیَّاکُم أن تُعینوا علی مسلمٍ مظلومٍ فَیدعُوَ اللَّهَ علَیکُم ویُستَجابَ لَهُ فیکُم ، فإنَّ أبانا رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله کانَ یقولُ: إنَّ دعوةَ المسلمِ المظلومِ مُستَجابةٌ .(4)

(5)

(6)

1213 - الدَّعَواتُ غَیرُ المُستَجابَةِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : قالَ اللَّهُ عزّوجلّ : ما مِن مَخلوقٍ یَعتَصِمُ بمخلوقٍ دُونی إلّا قَطَعتُ أسبابَ السماواتِ وأسبابَ الأرضِ مِن دُونِهِ ، فإن سَألَنی لَم اُعطِهِ و إن دَعانی لَم اُجِبْهُ .(7)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : لتأمُرُنّ بالمعروفِ ولَتَنهُنَّ عَنِ المُنکَرِ ، أو لَیُسلِّطَنَّ اللَّهُ شِرارَکُم علیَ خِیارِکُم ، فیَدعو خِیارُکُم فلا یُستجابُ لَهُم .(8)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : سألتُ اللَّهَ أن لا یَستَجیبَ دعاءَ حبیبٍ علی حبیبِهِ .(9)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنَّ نَبیَّ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله خرجَ ذاتَ لیلةٍ فنَظَرَ إلَی السماءِ فقالَ : إنّها الساعةُ الّتی لا یُرَدُّ فیها دعوةٌ إلّا دعوةُ عریفٍ ، أو دعوةُ شاعرٍ ، أو شرطیٍّ ، أو صاحبِ

ص :237


1- الإرشاد : 1/304 .
2- بحار الأنوار : 93/313/17 .
3- الأمالی للطوسی : 280/541 .
4- الکافی : 8/8/1 .
5- (انظر) الظلم : باب 2432 .
6- (انظر) بحار الأنوار : 46 / 51 دعاء علیّ بن الحسین علیه السلام «سیّدی بحبّک لی إلّا سقیتهم الغیث» واستجابته وأیضاً : 53 دعاؤه علیه السلام علی حرملة واستجابته .
7- بحار الأنوار : 93/304/39 .
8- بحار الأنوار : 93/378/21 .
9- بحار الأنوار : 93/378/21 .

عرطبةٍ ، أو صاحبِ کُوبةٍ .(1)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : أربعٌ لا یُستَجابُ لَهُم دعاءٌ : الرجلُ جالسٌ فی بَیتِهِ یقولُ : یا ربِّ ارزُقْنی ، فیقولُ لَهُ : ألَم آمُرْکَ بالطَّلَبِ ؟ ! ورجلٌ کانَت لَهُ امرأةٌ فَدَعا علَیها ، فیقولُ : ألَم أجعَلْ أمرَها بیدِکَ ؟! ورجلٌ کانَ لَهُ مالٌ فأفسَدَهُ فیقولُ : یا ربِّ ارزُقْنی ، فیقولُ لَهُ : ألَم آمُرْکَ بالاقتِصادِ ؟! ... ورجلٌ کانَ لَهُ مالٌ فأدانَهُ بغیرِ بَیِّنَةٍ فَیَقولُ : ألَم آمُرْکَ بِالشَّهادَةِ؟! (2)

عنه علیه السلام : مَرَّ موسی بنُ عِمرانَ علیه السلام برجلٍ مِن أصحابِهِ وهُو ساجِدٌ فانصَرَفَ مِن حاجَتِهِ وهو ساجدٌ علی حالِهِ ، فقالَ لَهُ موسی علیه السلام : لَو کانت حاجتُکَ بیَدِی لَقَضَیتُها لکَ ! فأوحَی اللَّهُ عزّوجلّ إلَیهِ : یا موسی ، لَو سَجَدَ حتّی یَنقَطِعَ عُنُقُهُ ما قَبِلتُهُ حتّی یَتَحَوّلَ عمّا أکرَهُ إلی ما اُحِبُّ .(3)

عنه علیه السلام : مَن عَذَرَ ظالماً بظُلمِهِ سَلَّطَ اللَّهُ علَیهِ مَن یَظلِمُهُ فإنْ دعا لَم یُستَجَبْ لَهُ ، ولَم یَأجُرْهُ اللَّهُ علی ظُلامَتِهِ .(4)

(5)

1214 - أسبابُ بُطءِ الاستِجابَةِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لا یُقَنِّطَنَّکَ إبطاءُ إجابتِهِ ، فإنَّ العطیَّةَ علی قَدْرِ النِّیَّةِ ، وربّما اُخِّرَتْ عنکَ الإجابةُ لِیَکونَ ذلکَ أعظَمَ لِأجرِ السائلِ وأجزَلَ لِعَطاءِ الآمِلِ ، وربّما سألتَ الشی ءَ فلم تُؤْتاهُ واُوتیتَ خیراً مِنهُ عاجِلاً أو آجِلاً ، أو صُرِفَ عنکَ لِما هُوَ خیرٌ لکَ ، فَلَرُبَّ أمرٍ قد طَلِبْتَهُ وفیهِ هلاکُ دینِکَ لو اُوتیتَهُ .(6)

عنه علیه السلام : لا یُقَنِّطَنَّکَ تأخیرُ إجابةِ الدُّعاءِ ، فإنَّ العطیّةَ علی قَدْرِ النِّیّةِ .(7)

عنه علیه السلام : لا تَستَبطِئْ إجابَةَ دُعائکَ وقد سَدَدتَ طریقَهُ بِالذُّنوبِ .(8)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنَّ العبدَ لَیَدعو فیَقولُ اللَّهُ عزّوجلّ لِلمَلَکینِ : قد اِستَجَبتُ لَهُ

ص :238


1- بحار الأنوار : 75/342/30 .
2- الدعوات : 33/75 .
3- الکافی : 8/129/98 .
4- الکافی : 2/334/18 .
5- (انظر) الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر : باب 2648 .
6- کشف المحجّة : 228 .
7- غرر الحکم : 10356 .
8- غرر الحکم : 10329 .

ولکنِ احبِسوهُ بحاجتِهِ ، فإنّی اُحِبُّ أن أسمَعَ صوتَهُ ، و إنَّ العبدَ لَیَدعو فیَقولُ اللَّهُ تَبارَکَ وَتَعالی : عَجِّلُوا لَهُ حاجَتَهُ فإنّی اُبغِضُ صوتَهُ .(1)

عنه علیه السلام : کانَ بینَ قولِ اللَّهِ عزّوجلّ (قد اُجِیبَتْ دعوتُکُما)(2)وبینَ أخذِ فِرعَونَ أربعینَ عاماً .(3)

بحار الأنوار عن إسحاق بنِ عمّارٍ : قلتُ لأبی عبدِاللَّه علیه السلام: یُستَجابُ للرجلِ الدُّعاءُ ثمّ یُؤَخَّرُ ؟ قال : نَعَم عِشرونَ سَنةً .(4)

1215 - أسبابُ عَدَمِ الاستِجابَةِ

الکتاب :

(کُتِبَ عَلَیکُمُ الْقِتالُ وَهُوَ کُرهٌ لَّکُمْ وَعسی أنْ تَکْرَهُوا شَیْئاً وَهُوَ خَیرٌ لَکُمْ وَعَسی أنْ تُحِبُّوا شَیْئاً وَهُوَ شرٌّ لَکُمْ وَاللَّهُ یَعْلَمُ وَأنتُم لا تَعْلَمونَ) .(5)

الحدیث :

عدّة الداعی : فی زَبورِ داوود علیه السلام : یقولُ اللَّهُ تبارک و تعالی : یَابنَ آدمَ ، تَسألُنی وأمنَعُکَ لِعِلمی بما یَنفَعُکَ ، ثُمّ تُلِحُّ عَلَیَّ بالمسألةِ فَاُعطِیکَ مَا سألتَ فتَستَعینُ به علی مَعصِیَتی ، فَأهُمُّ بهَتکِ سِترِکَ ، فتَدعُونی فأستُرُ عَلیکَ ، فکَم مِن جمیلٍ أصنَعُ مَعکَ ، وکَم مِن قَبیحٍ تَصنَعُ معی ! یوشِکُ أن أغضَبَ علَیکَ غَضبةً لا أرضی بَعدَها أبداً .(6)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : رُبَّما سألتَ الشَّی ءَ فلا تُؤْتاهُ واُوتیتَ خیراً منه عاجلاً أو آجِلاً ، أو صُرِفَ عنکَ لِما هُوَ خیرٌ لکَ ، فَلَرُبَّ أمرٍ قد طَلِبتَهُ فیهِ هلاکُ دینِکَ لو اُوتیتَهُ ، فلتَکُنْ مسألتُکَ فیما یَبقَی لَکَ جَمالُهُ ویُنفی عنکَ وَبالُهُ .(7)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : إنَّ اللَّهَ عزّوجلّ یُعطِی الدُّنیا مَن یُحِبُّ ویُبغِضُ ، ولا یُعطِی الآخرةَ إلّا مَن أحَبَّ ، و إنَّ المؤمنَ لَیسألُ الرَّبَّ موضِعَ سَوطٍ فی الدُّنیا فلا یُعطِیهِ إیَّاهُ ویسألُهُ الآخِرةَ فیُعطِیهِ ما شاءَ ، ویُعطی الکافرَ فی الدُّنیا ما شاءَ ، ویسألُ فی الآخرةِ موضعَ سَوطٍ فلا یُعطِیهِ إیَّاهُ .(8)

ص :239


1- الکافی : 2/489/3 .
2- یونس : 89 .
3- الکافی : 2/489/5 .
4- بحار الأنوار : 93/375/16 .
5- البقرة : 216 .
6- عدّة الداعی : 198 .
7- نهج البلاغة : الکتاب 31 .
8- المؤمن : 27/47 .

الإمامُ الباقرُ أو الإمامُ الصّادقُ علیهما السلام : إنَّ اللَّهَ تَبارَکَ وَتَعالی یقولُ : إنَّ مِن عبادِی مَن یسألُنی الشِّی ءَ مِن طاعتی لِأُحِبَّهُ فَأصرِفُ ذلِکَ عَنهُ لِکی لا یُعجِبَهُ عَمَلُهُ.(1)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : جاءَ رجلٌ إلی أمیرِ المؤمنینَ علیه السلام فقال : إنّی دَعَوتُ اللَّهَ فلَم أرَ الإجابةَ ! فقالَ : لقد وَصَفتَ اللَّهَ بغیرِ صِفاتِهِ ، و إنَّ للدُّعاءِ أربعَ خصالٍ : إخلاصُ السَّریرةِ ، و إحضارُ النِّیّةِ ، ومَعرفةُ الوسیلةِ ، والإنصافُ فی المسألةِ ، فهل دَعَوتَ وأنتَ عارفٌ بهذهِ الأربعةِ؟ قالَ: لا، قالَ: فاعرِفْهُنَّ .(2)

عنه علیه السلام : قالَ اللَّهُ تعالی : وعِزَّتی وجلالی وعَظَمَتی وبَهائی ، إنّی لَأَحمِی وَلیّی أن اُعطِیَهُ فی دارِ الدُّنیا شیئاً یشغَلُهُ عن ذِکری حتّی یَدعُوَنی فأسمَعَ صوتَهُ ، و إنّی لَأُعطی الکافرَ مُنیَتَهُ حتّی لا یَدعُوَنی فَأسمَعَ صوتَهُ بُغضاً لَهُ .(3)

(4)

1216 - التَّحذیرُ مِنَ الدُّعاءِ بِغَیرِ عِلمٍ

الکتاب :

(وَیَدْعُ الْاِنْسانُ بِالشَّرِّ دُعاءَهُ بِالْخَیْرِ وَکانَ الْاِنْسانُ عَجُولاً) .(5)

(قالَ یا نوحُ إنّهُ لَیْسَ مِن أهلِکَ إنّهُ عَمَلٌ غَیْرُ صالِحٍ فَلا تَسْألْنِ ما لَیْسَ لَکَ بِهِ عِلْمٌ إنِّی أعِظُکَ أنْ تَکونَ مِنَ الجاهِلِینَ) .(6)

الحدیث :

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : اِعرِفْ طُرُقَ نجاتِکَ وهلاکِکَ کی لا تدعُوَ اللَّهَ بشی ءٍ منهُ هلاکُکَ وأنتَ تَظُنُّ فیهِ نجاتَکَ ، قالَ اللَّهُ عزّوجلّ: (ویَدْعُ الإِنسانُ بِالشَّرِّ دُعاءَهُ بِالخَیرِ وَ کَانَ الإنسانُ عَجولاً) .(7)

1217 - النَّهیُ عَنِ الدُّعاءِ لِلظّالِمینَ وَالکُفَّارِ

الکتاب :

(ما کانَ لِلنَّبِیِّ وَالَّذِینَ آمَنُوا أن یَستَغْفِرُوا لِلْمُشرِکِینَ وَلَوْ کانُوا اُولی قُرْبی مِن بَعْدِ ماتَبَیَّنَ لَهُم أنَّهُمْ أصْحابُ الجَحِیمِ * وَما کانَ استِغْفارُ إِبراهِیمَ لِأبِیهِ إلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَها إیَّاهُ فَلَمّا تَبَیَّنَ لَهُ اَنَّه عَدُوٌّ لِلّهِ

ص :240


1- بحار الأنوار : 6/114/8 .
2- تنبیه الخواطر : 1/302 .
3- التمحیص : 33/17 .
4- (انظر) بحار الأنوار : 93 / 326 / 10 حکایة الرجل الذی اُوحی إلی بعض الأنبیاء أنّ له ثلاث دعوات مستجابة وأضاعها لعدم علمه بما فیه صلاحه ، ویأتی ما یناسب ذلک .
5- الإسراء : 11 .
6- هود : 46 .
7- بحار الأنوار : 93/322/36 .

تَبَرَّأ مِنهُ إنّ إبراهیمَ لَأَوَّاهٌ حَلِیمٌ) .(1)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : مَن دَعا لظالمٍ بالبقاءِ فقد أحَبَّ أن یُعصَی اللَّهُ فی أرضِهِ .(2)

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام - و قد سَألَهُ أخوهُ علیُّ بنُ جعفرٍ عن رجلٍ مسلمٍ وأبَواهُ کافرانِ : هل یَصلُحُ أن یَستغفرَ لهما فی الصلاةِ ؟ - : إنْ کانَ فارَقَهُما وهو صغیرٌ لا یَدرِی أسْلَما أم لا فلا بَأسَ ، و إن عَرَفَ کُفرَهُما فلا یَستَغفِرْ لَهُما ، و إن لم یَعرِفْ فَلیَدْعُ لَهُما .(3)

1218 - عَدَمُ خُلُوِّ الدُّعاءِ مِنَ التَّأثیرِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : ما مِن مُسلمٍ دَعا اللَّهَ تعالی بدعوةٍ لَیسَ فیها قَطیعَةُ رَحِمٍ ولا استِجلابُ إثمٍ إلّا أعطاهُ اللَّهُ تَعالی بها إحدَی خصالٍ ثلاثٍ : إمّا أن یُعَجِّلَ لَهُ الدَّعوةَ ، و إمّا أن یَدَّخِرَها لَهُ فی الآخِرَةِ ، و إمّا أن یَرفَعَ عَنهُ مِثلَها مِن السُّوءِ .(4)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : فإذا أتَیتَ بما ذکرتُ لَکَ مِن شرائطِ الدُّعاءِ وأخلَصتَ بِسِرِّکَ لوجهِهِ فَأبشِرْ بِإِحدَی الثلاثِ : إمّا أن یُعجِّلَ لکَ ما سَألتَ ، و إمّا أن یَدَّخِرَ لکَ ما هُو أعظَمُ مِنهُ ، و إمّا أن یَصرِفَ عنکَ مِن البلاءِ ما إن لو أرسَلَهُ عَلیکَ لهَلَکتَ .(5)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إنَّ رَبَّکم حَیِیٌّ کریمٌ ، یَستَحیِی أن یَبسُطَ العبدُ یَدَیهِ إلَیهِ فَیَرُدَّهُما صِفراً .(6)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : المؤمنُ مِن دُعائهِ علی ثلاثٍ: إمّا أن یُدَّخَرَ لَهُ ، و إمّا أن یُعَجَّلَ لَهُ ، و إمّا أن یَدْفَعَ عَنهُ بَلاءً یُریدُ أن یُصِیبَهُ .(7)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : إنَّ اللَّهَ إذا أحَبَّ عبداً غَتَّهُ بالبلاءِ غَتّاً وثَجَّهُ به عَلیهِ ثَجّاً ، فإذا دعاهُ قالَ : لَبَّیکَ عبدِی لَبَّیکَ ، لَئن عَجَّلتُ ما سألتَ إنّی علی ذلکَ لَقادرٌ، ولئن أخَّرتُ فما ادَّخَرتُ لکَ عِندی خیرٌلکَ .(8)

ص :241


1- التوبة : 113 و 114 .
2- بحار الأنوار : 75/334/69 .
3- بحارالأنوار:74/67/38.
4- مکارم الأخلاق : 2/8/1983 .
5- بحار الأنوار : 93/323/36 .
6- کنز العمّال : 3128 .
7- تحف العقول : 280 .
8- التمحیص : 34/25 .

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنَّ الربَّ لَیَلِی حسابَ المؤمنِ فیقولُ : تَعرِفُ هذا الحسابَ ؟ فیقولُ : لا یا ربِّ ، فیقولُ : دَعَوتَنی فی لیلةِ کذا وکذا فی کذا وکذا فَذَخَرتُها لَکَ . قالَ: فمِمّا یَرَی من عَظَمةِ ثوابِ اللَّهِ یقولُ : یا ربِّ لیتَ إنّکَ لَم تَکُن عَجَّلتَ لی شیئاً وادَّخَرتَهُ لی .(1)

عنه علیه السلام : یَتَمَنّی المؤمنُ أ نّه لم یُستَجَبْ لَهُ دَعوَةٌ فی الدُّنیا مِمّا یَری مِن حُسنِ الثوابِ .(2)

1219 - آثارُ الدُّعاءِ بِظَهرِ الغَیبِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : لَیسَ شی ءٌ أسرعَ إجابةً مِن دَعوَةِ غائبٍ لغائبٍ .(3)

بحار الأنوار : رُوِیَ أنّ اللَّهَ سُبحانَهُ أوحی إلی موسی علیه السلام: یا موسی ، اُدعُنی علی لسانٍ لم تَعصِنی بهِ ، فقال : أ نَّی لی بذلک ؟! فقالَ : اُدعُنِی علی لسانِ غیرِکَ.(4)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لا تَستَحقِرُوا دعوةَ أحدٍ ، فإنَّه یُستَجابُ للیهودیِّ فیکُم ، ولا یُستجابُ لَهُ فی نفسِهِ .(5)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : أسرَعُ الدُّعاءِ نُجْحاً لِلإجابةِ دعاءُ الأخِ لأخیهِ بظَهرِ الغیبِ ، یَبدأ بِالدُّعاءِ لأخیهِ فیقولُ له مَلَکٌ مُوَکَّلٌ بهِ : آمِینَ، ولکَ مِثْلاهُ .(6)

عنه علیه السلام : أوشَکُ دَعوةٍ وأسرَعُ إجابةٍ دعاءُ المرءِ لأخیهِ بظَهرِ الغَیبِ .(7)

بحار الأنوار عن حمران بن أعین : دخلت علی أبی جعفر علیه السلام فقلت : أوصنی فقال : ... علَیکَ بِالدُّعاءِ لإخوانِکَ بِظَهرِ الغَیبِ ، فإنَّهُ یُهِیلُ الرزقَ - یَقولُها ثلاثاً - .(8)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : کانت فاطمةُ علیها السلام إذا دَعَتْ تَدعُو للمُؤمنینَ والمُؤمناتِ ولا تَدعُو لنَفسِها ، فقیلَ لَها ، فقالت : الجارُ ثمّ الدارُ .(9)

عنه علیه السلام : دعاءُ المسلِمِ لأخیهِ بظَهرِ الغَیبِ

ص :242


1- بحار الأنوار : 93/371/12 .
2- الکافی : 2/491/9 .
3- بحار الأنوار : 93/359/17 .
4- بحار الأنوار : 93/342/11 .
5- بحار الأنوار : 93/294/23 .
6- الکافی : 2/507/4 .
7- الکافی : 2/507/1 .
8- بحار الأنوار: 93/386/17 .
9- بحار الأنوار: 93/388/20 .

یَسُوقُ إلی الدَّاعی الرِّزقَ ویَصرِفُ عنهُ البلاءَ ویقولُ لَهُ المَلَکُ : لکَ مِثلاهُ .(1)

عنه علیه السلام : دعاءُ المؤمنِ للمؤمنِ یَدفَعُ عنهُ البلاءَ ویُدِرُّ عَلیهِ الرزقَ (2).(3)

(4)

ص :243


1- بحار الأنوار: 93/385/11 .
2- الاختصاص : 28 .
3- الأخبار فی فضل الدّعاء للإخوان بظهر الغیب کثیرة جدّاً .
4- (انظر) بحار الأنوار : 93 / 383 باب 26 . الکافی : 2 / 507 . کنز العمّال : 2 / 97 ، 98 .

ص :244

163 - الدُّنیا

اشاره

(1)

(2)

ص :245


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 73 / 1 باب 122 «حبّ الدُّنیا» . بحار الأنوار : 5 / 309 باب 15 «العلّة التی من أجلها جعل اللَّه فی الدُّنیا اللذّات والآلام والمحن» . کنز العمّال : 3 / 181 - 246 «الزهد» .
2- انظر : عنوان 207 «الزهد» ، 165 «الدهر» ، 499 «المال» ، 281 «الشهرة» . الحزن : باب 824 ، الخسران : باب 1021 و 1022. الدواء : باب 1294 ، الدین : باب 1324 ، الذنب : باب 1388 . الراحة : باب 1568 و 1569 .

ص :246

1220 - الحَیاةُ الدُّنیا

الکتاب :

(فَأعرِض عَن مَّن تَوَلّی عَن ذِکرِنا وَلَم یُرِد إلّا الحَیاةَ الدُّنیا * ذلِکَ مَبلَغُهُم مِنَ العِلمِ إنَّ رَبَّک هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبیلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهتَدَی ) .(1)

(فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِم خَلْفٌ وَرِثوا الکِتابَ یَأْخُذُونَ عَرَضَ هذا الأَدْنَی وَیَقولونَ سَیُغفَرُ لَنا وَإِن یَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ یَأْخُذُوهُ أَلَمْ یُؤْخَذْ عَلَیْهِم میثَقُ الکِتَبِ أَن لَایَقولوا عَلَی اللَّهِ إِلاَّ الحَقَّ وَ دَرَسوا ما فیهِ والدّارُ الْآخِرَةُ خَیْرٌ لِلَّذِینَ یَتَّقونَ أَفَلَا تَعْقِلون) .(2)

الحدیث :

علل الشرائع عن عبد اللَّه عن أبیه یزید بن سلام : أنّهُ سأل رَسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : ... لِمَ سُمِّیَتِ الدُّنیا [ دُنیا] ؟ قالَ : الدُّنیا دَنِیَّةٌ خُلِقَت مِن دُونِ الآخِرةِ ، ولو خُلِقَت مع الآخِرَةِ لم یَفنَ أهلُها کما لا یَفنی أهلُ الآخرةِ... . قالَ : فَأخبِرنی لِمَ سُمِّیَتِ الآخرةُ آخرةً؟ قالَ : لأ نّها متأخِّرةٌ تَجِی ءُ من بعدِ الدُّنیا ، لا توصَفُ سِنیُها ، ولا تُحصی أیّامُها ، ولا یموتُ سُکّانُها .(3)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنّما سُمِّیَتِ الدُّنیا دُنیا لأ نّها أدنی مِن کلِّ شی ءٍ ، وسُمِّیَت الآخِرةُ آخِرةً لأنّ فیها الجزاءَ والثوابَ .(4)

عنه علیه السلام : النّاسُ أبناءُ الدُّنیا ، ولا یُلامُ الرَّجلُ علی حُبِّ اُمِّهِ .(5)

عنه علیه السلام : النّاسُ أبناءُ الدُّنیا ، والوَلَدُ مطبوعٌ عَلی حُبِّ اُمِّهِ .(6)

1221 - الدُّنیا مَزرَعَةُ الآخِرَةِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله: الدُّنیا مَزرَعةُ الآخِرَةِ .(7)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ولَنِعمَ دارُ مَن لم یَرضَ بها داراً ، ومَحَلُّ مَن لَم یوطِّنْها محلّاً .(8)

عنه علیه السلام : بالدُّنیا تُحرَزُ الآخِرَةُ .(9)

عنه علیه السلام : بِئسَتِ الدّارُ لمن لم یَتَهیَّأْها ولم یکُن فیها علی وَجَلٍ .(10)

ص :247


1- النجم : 29 و 30 .
2- الأعراف : 169 .
3- علل الشرائع : 470/33 ، بحار الأنوار : 57/356/2 .
4- علل الشرائع : 2/1 .
5- نهج البلاغة : الحکمة 303 .
6- غرر الحکم : 1850 .
7- عوالی اللآلی : 1/267/66 .
8- نهج البلاغة : الخطبة 223 .
9- نهج البلاغة : الخطبة 156 .
10- بحار الأنوار : 73/98/82 .

الإمامُ الباقرُ علیه السلام - فی قولِهِ تعالی : (ولَنِعمَ دارُ المُتَّقینَ)(1)- : الدُّنیا .(2)

عنه علیه السلام : نِعمَ العَونُ الدُّنیا علَی الآخِرَةِ .(3)

عنه علیه السلام : إنَّ فیما ناجَی اللَّهُ تَعالی به موسی علیه السلام أن قالَ: إنَّ الدُّنیا ... هی دارُ الظالمینَ إلّا العاملَ فیها بالخیرِ ، فإنّها له نِعمَتِ الدّارُ .(4)

1222 - خُلِقَت الدُّنیا لِغَیرِها

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : فَلْیَتَزَوَّدِ العبدُ مِن دنیاهُ لِآخِرتِهِ ، ومِن حیاتِهِ لمَوتِهِ ، ومِن شَبابِهِ لهَرَمِهِ ، فإنّ الدُّنیا خُلِقَت لَکُم وأنتُم خُلِقتُم لِلآخرةِ .(5)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنّ اللَّهَ سبحانَهُ قد جَعَلَ الدُّنیا لِما بعدَها ، وابتَلی فیها أهلَها ، لِیَعلَمَ أیُّهُم أحسَنُ عَمَلاً ، ولَسنا للدُّنیا خُلِقنا ، ولا بالسَّعی فیها اُمِرنا .(6)

عنه علیه السلام : الدُّنیا خُلِقَت لِغیرِها ولم تُخلَق لِنَفسِها .(7)

عنه علیه السلام : أخرِجُوا مِن الدُّنیا قلوبَکُم قَبلَ أن تَخرُجَ منها أبدانُکُم ، ففیها اختُبِرتُم ولِغیرِها خُلِقتُم .(8)

1223 - ذَمُّ الأخذِ مِنَ الدُّنیا فَوقَ الکَفافِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : الدُّنیا ملعونةٌ وملعونٌ ما فیها ، إلّا ما ابتُغِیَ به وَجهُ اللَّهِ عزّوجلّ .(9)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : الدُّنیا ملعونةٌ ملعونٌ ما فیها، إلّا ما کانَ فیها للَّهِ ِ عزّوجلّ .(10)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : اُترُکوا الدُّنیا لأهلِها فإنّه مَن أخَذَ مِنها فوقَ ما یَکفِیهِ أخَذَ مِن حَتفِهِ وهُوَ لا یَشعُرُ .(11)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : ما أحَدٌ مِن الأوّلینَ والآخِرینَ إلّا وهو یَتَمَنَّی یومَ القیامةِ أ نّهُ لَم یُعْطَ مِن الدُّنیا إلَّا قُوتاً .(12)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ألا إنَّ الدُّنیا دارٌ لا یُسلَمُ منها إلّا فیها (بالزُّهدِ) ، ولا یُنْجی بشی ءٍ کانَ لها ، ابتُلِیَ الناسُ بها فِتنةً فما أخَذُوهُ منها لها اُخرِجوا مِنه

ص :248


1- النحل : 30 .
2- بحار الأنوار : 73/107/106 .
3- بحار الأنوار : 73/127/126 .
4- قصص الأنبیاء : 162/183 .
5- تنبیه الخواطر: 1/ 131 .
6- نهج البلاغة : الکتاب 55 .
7- نهج البلاغة : الحکمة 463 .
8- بحار الأنوار: 78/ 67/ 3 .
9- کنز العمّال : 6088 .
10- کنز العمّال : 6083 .
11- کنز العمّال : 6058 .
12- بحار الأنوار : 77/54/3 .

وحوسِبوا علَیهِ ، وما أخَذُوهُ مِنها لِغَیرِها قَدِموا علَیهِ وأقاموا فیهِ .(1)

عنه علیه السلام : یَسیرُ الدُّنیا خیرٌ من کثیرِها ، وبُلغَتُها أجدَرُ مِن هلکَتِها .(2)

عنه علیه السلام : مَتاعُ الدُّنیا حُطامٌ ، وتُراثُها کُبابٌ ، بُلغَتُها أفضلُ مِن أثَرَتِها ، وقُلعَتُها أرکَنُ من طُمَأنینَتِها ، حُکِمَ بالفاقةِ علی مُکثِرِها ، واُعینَ بِالراحةِ مَن رَغِبَ عنها .(3)

عنه علیه السلام - لرجلٍ شکا إلیه الحاجةَ - : اِعلَم أنّ کلَّ شی ءٍ تُصیبُهُ مِن الدُّنیا فوقَ قُوتِکَ فإنّما أنتَ فیهِ خازنٌ لِغیرِکَ .(4)

عنه علیه السلام : لا تَسألُوا فیها فوقَ الکَفافِ ، ولا تَطلُبُوا منها أکثرَ مِن البلاغِ .(5)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : الدُّنیا دُنیاءانِ : دنیا بلاغٍ ودنیا ملعونةٌ .(6)

الإمامُ الصّادقَ علیه السلام: فی مُناجاةِ موسی علیه السلام: یا موسی ، إنّ الدُّنیا دارُ عقوبةٍ ، عاقبتُ فیها آدَمَ عِندَ خَطیئَتِهِ ، وجَعَلتُها ملعونةً ملعونٌ ما فیها إلّا ما کانَ فیها لی .(7)

عنه علیه السلام - فی زیارةِ الحسینِ علیه السلام عند الوَداعِ - : ولا تَشغَلْنی عن ذِکرِکَ بِإِکثارٍ عَلَیَّ مِن الدُّنیا تُلهینِی عجائبُ بَهجَتِها وتَفْتِنِّی زهراتُ زینتِها ، ولا بِإِقلالٍ یُضِرُّ بعَمَلِی کَدُّهُ ویَملَأُ صَدری هَمُّهُ ، أعطِنِی مِن ذلکَ غِنیً عن أشرارِ خلقِکَ ، وبَلاغاً أنالُ بهِ رِضاک .(8)

عنه علیه السلام : قالَ لقمانُ لابنِهِ : وخُذْ مِن الدُّنیا بَلاغاً ، ولا تَرفِضْها فتکونَ عِیالاً علی الناسِ، ولاتَدخُلْ فیها دخولاً یُضِرُّ بِآخِرَتِکَ .(9)

عنه علیه السلام : إنِ استَطَعتَ أن لا تَنالَ مِن الدُّنیا شیئاً تُسألُ عنهُ غداً فَافعَلْ .(10)

بحار الأنوار عن سلمانَ الفارسیِّ رضی اللَّه عنه - لمّا سُئل عن تَحسُّرِهِ وتأسُّفِهِ عندَ موتِهِ - : لیسَ تَأسُّفی علَی الدُّنیا ولکنّ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله عَهِدَ إلینا وقالَ : لِیَکُنْ بُلغَةُ أحدِکم کزادِ الراکبِ ، وأخافُ أن نکونَ قد جاوَزنا أمرَهُ وحَولِی هذهِ

ص :249


1- نهج البلاغة: الخطبة 63.
2- غرر الحکم : 10993 .
3- بحار الأنوار : 78/60/139 .
4- بحار الأنوار: 73/90/61.
5- نهج البلاغة : الخطبة 45 .
6- الکافی : 2/317/8 .
7- الکافی : 2/317/9 .
8- بحار الأنوار : 101/281/1 .
9- تفسیر القمّی : 2/164 .
10- بحار الأنوار : 78/277/112 .

الأساوِدُ ، وأشارَ إلی ما فی بیتِهِ ، وقالَ : هو دِستٌ وسَیفٌ وجَفنَةٌ .(1)

(2)

1224 - الأخذُ مِنَ الدُّنیا بِقَدرِ الضَّرورَةِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : فِرُّوا مِن فُضولِ الدُّنیا کما تَفِرُّونَ مِن الحرامِ ، وهَوِّنوا علی أنفسِکُم الدُّنیا کما تُهَوِّنُونَ الجیفةَ ، وتُوبُوا إلی اللَّهِ مِن فُضولِ الدُّنیا وسیّئاتِ أعمالِکُم ، تَنجُوا مِن شِدَّةِ العذابِ .(3)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : هَؤلاءِ أنبیاءُ اللَّهِ وأصفیاؤهُ تَنَزَّهوا عنِ الدُّنیا ... ثُمّ اقتَصَّ الصالحونَ آثارَهُم ... وأنزَلُوا الدُّنیا مِن أنفسِهِم کالمِیتَةِ التی لا یَحِلُّ لِأحَدٍ أن یَشبَعَ منها إلّا فی حال الضرورةِ إلَیها ، وأکَلُوا مِنها بقَدرِ ما أبقَی لَهمُ النَّفسَ وأمسَکَ الرُّوحَ ، وجَعَلُوها بمنزلةِ الجِیفةِ التی اشتَدَّ نَتنُها ، فَکُلُّ مَن مَرَّ بها أمسَکَ علی فِیهِ ، فَهُم یَتَبَلَّغُونَ بأدنَی البلاغِ ...

إخوانی ، واللَّهِ لَهِیَ فی العاجلةِ والآجلَةِ - لِمَن ناصَحَ نفسَهُ فی النَّظَرِ وأخلَصَ لها الفکرَ - أنتَنُ مِن الجِیفةِ ، وأکرَهُ مِن المِیتةِ ، غیرَ أنَّ الذی نَشَأ فی دِباغِ الإهابِ لا یَجِدُ نَتْنَهُ ولا تُؤْذِیهِ رائحتُهُ ما تُؤذِی المارَّ بهِ والجالسَ عندَهُ .(4)

عنه علیه السلام : إنّما یَنظُرُ المؤمنُ إلی الدُّنیا بِعَینِ الاعتِبارِ ، ویَقْتاتُ مِنها ببَطنِ الاضطِرارِ ، ویَسمَعُ فیها بِاُذُنِ المَقتِ والإبغاضِ .(5)

عنه علیه السلام : مَن أقَلَّ مِنها استَکثَرَ ممّا یُؤمِنُهُ ، ومَنِ استَکثَرَ مِنها استَکثَرَ مِمّا یُوبِقُهُ .(6)

عنه علیه السلام - وقد کَتَبَ إلی بعضِ أصحابِهِ یَعِظُهُ - : فإنّ مَنِ اتَّقَی اللَّهَ جلّ وعزّ قَوِیَ وشَبِعَ ورَوِیَ ورُفِعَ عقلُهُ عن أهل الدُّنیا ... فَقَذَّرَ حرامَها ، وجانَبَ شُبُهاتِها ، وأضَرَّ واللَّهِ بالحلالِ الصّافِی

ص :250


1- بحار الأنوار : 72/54/ 85 .
2- (انظر) الرزق : باب 1505 و 1506 . المسکن : باب 1833 .
3- مستدرک الوسائل : 12/54/13496 .
4- بحار الأنوار : 73/110/109 .
5- نهج البلاغة : الحکمة 367 .
6- نهج البلاغة : الخطبة 111 .

إلّا ما لابُدَّ لَهُ مِن کِسرَةٍ منهُ یَشُدُّ بها صُلْبَهُ ، وثوبٍ یُوارِی بهِ عَورَتَهُ مِن أغْلَظِ ما یَجِدُ وأخشَنِهِ ، ولم یکُن لَهُ فیما لابُدّ مِنهُ ثِقةٌ ولا رَجاءٌ .(1)

عنه علیه السلام : الدُّنیا دارُ المُنافِقینَ ولَیست بدارِ المُتّقینَ ، فَلیکُنْ حظُّکَ مِن الدُّنیا قِوامَ صُلْبِکَ ، وإمساکَ نَفْسِکَ ، والتَزَوّدَ لمَعادِکَ .(2)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : ما منزلةُ الدُّنیا مِن نفسی إلّا بمنزلةِ المیتةِ ، إذا اضطُرِرتُ إلیها أکَلتُ مِنها .(3)

1225 - الدُّنیا لِمَن تَرَکَها

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : أوحَی اللَّهُ تَبارَکَ وَتَعالی إلی الدُّنیا : اِخْدِمی مَن خَدَمَنِی ، وأتْعِبی مَن خَدَمَکِ .(4)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : لَمّا خَلَقَ اللَّهُ الدُّنیا أمَرَها بطاعتِهِ فأطاعَتْ رَبَّها ، فقالَ لَها : خالِفِی مَن طَلَبَکِ ، ووافِقِی مَن خالَفَکِ ، فهِی علی ما عَهِدَ إلَیها اللَّهُ وطَبعَها علَیهِ .(5)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إنَّ اللَّهَ جلّ جلالُهُ أوحَی إلی الدُّنیا: أن أتعِبی مَن خَدَمَکِ، واخدِمِی مَن رَفَضَکِ .(6)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إنّ اللَّهَ تعالی یُعطِی الدُّنیا علی نِیَّةِ الآخرةِ ، وأبی أن یُعطِیَ علی نِیَّةِ الدُّنیا .(7)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الحَظُّ یَسعی إلی مَن لا یَخطُبُهُ .(8)

عنه علیه السلام : الدُّنیا لِمَن تَرَکَها والآخرةُ لِمَن طَلَبَها .(9)

عنه علیه السلام : مَن ساعَی الدُّنیا فاتَتْهُ ، مَن قَعَدَ عَنِ الدُّنیا طَلَبَتهُ .(10)

عنه علیه السلام : مَن سلا عنِ الدُّنیا أتَتهُ راغمَةً .(11)

عنه علیه السلام : مَن خَدَمَ الدُّنیا استَخدَمتْهُ ، ومَن خَدَمَ اللَّهَ سبحانَهُ خَدَمَتْهُ .(12)

عنه علیه السلام : إنّکَ إن أقبَلْتَ علی الدُّنیا أدبَرَتْ ، إنّکَ إن أدبَرْتَ عن الدُّنیا أقبَلَتْ .(13)

عنه علیه السلام : مَن ساعاها فاتَتْهُ ، ومَن قَعَدَ

ص :251


1- الکافی : 2/136/23 .
2- مطالب السؤول : 52 .
3- بحارالأنوار: 78/193/7 .
4- بحارالأنوار: 77/54/3 .
5- بحارالأنوار: 70/315/20.
6- الأمالی للصدوق : 354/432 .
7- کنز العمّال : 6056 .
8- غرر الحکم : 1407 .
9- بحار الأنوار : 73/81/43 .
10- غرر الحکم : (7785 - 7786) .
11- غرر الحکم : 8079 .
12- غرر الحکم : 9091 .
13- غرر الحکم : (3798 - 3799) .

عنها أتَتهُ .(1)

عنه علیه السلام : مَثَلُ الدُّنیا کَظِلِّکَ؛ إن وَقَفتَ وَقَفَ ، وإن طَلَبتَهُ بَعُدَ .(2)

الإمامُ الصادقُ علیه السلام: قالَ اللَّهُ تَعالی : یا موسی ، إنّ الدُّنیا دارُ عُقوبَةٍ ... وما مِن خَلْقِی أحَدٌ عَظَّمَها فَقَرَّتْ عَینُهُ ، ولم یُحَقِّرْها أحَدٌ إلّا انتَفَعَ بِها .(3)

1226 - ذَمُّ الدُّنیا مِن دونِ عِلمٍ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : مَن قالَ : قَبَّحَ اللَّهُ الدُّنیا قالَتِ الدُّنیا : قَبَّحَ اللَّهُ أعصانا لِلرَّبِّ .(4)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : لا تَسُبُّوا الدُّنیا فَنِعمَتْ مَطِیَّةُ المؤمنِ ، فعلَیها یَبلُغُ الخیرَ وبها یَنجو مِن الشرِّ ، إنّهُ إذا قالَ العبدُ : لَعَنَ اللَّهُ الدُّنیا قالَتِ الدُّنیا: لَعَنَ اللَّهُ أعصانا لِرَبِّهِ!(5)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أیُّها الذامُّ للدنیا المُغتَرُّ بِغُرورِها المَخدُوعُ بِأباطیلِها ، أتَغتَرُّ بالدُّنیا ثُمّ تَذُمُّها ؟ ! أنتَ المُتَجرِّمُ علَیها أم هی المُتجَرِّمَةُ علَیکَ ؟ ! متی استَهوَتْکَ أم متی غَرَّتکَ؟ !...

إنَّ الدُّنیا دارُ صِدقٍ لِمَن صَدَقَها ، ودارُ عافیةٍ لِمَن فَهِمَ عنها ، ودارُ غِنیً لِمَن تَزَوَّدَ مِنها .(6)

مطالب السؤول عنه علیه السلام : أیُّها الذامُّ، أنتَ المُجتَرِمُ (7) علَیها أم هِیَ المُجَتَرِمَةُ علَیکَ؟ فقالَ قائلٌ مِن الحاضرینَ : بل أنا المُجتَرِمُ علَیها یا أمیرَ المؤمنینَ ، فقالَ لَهُ : فَلِمَ ذَمَمتَها ؟ ألَیسَتْ دارَ صِدقٍ لمن صَدَقَها ...

فإن ذَمَمتَها لِصَبرِها فامدَحها لِشَهدِها ، وإلّا فاطرَحْها لا مَدحَ ولا ذَمَّ .(8)

تحف العقول عن جابر بن عبد اللَّه الأنصاری عن الإمام علیّ علیه السلام : أمّا بعدُ ، فما بالُ أقوامٍ یَذُمُّونَ الدُّنیا [ وقَدِ ]انتَحَلُوا الزُّهدَ فیها ؟! الدُّنیا مَنزِلُ صِدقٍ لِمَن صَدَقَها ...

فمَن ذا یَذُمُّ الدُّنیا یا جابرُ وقد آذَنَت بِبَینِها ؟ ! ... یَذُمُّها قومٌ عند

ص :252


1- نهج البلاغة: الخطبة82 .
2- غرر الحکم : 9818 .
3- بحار الأنوار: 73/121/110 .
4- بحار الأنوار: 77/171/7 .
5- بحار الأنوار: 77/178/10 .
6- نهج البلاغة: الحکمة 131 .
7- الجُرم : الذنب ، وقد جَرَم واجتَرَم وتَجرَّم (النهایة : 1/262) .
8- مطالب السؤول : 51 .

النَّدامةِ(1) [ وحَمِدَها آخَرونَ ] خَدَمتهُم جَمیعاً .(2)

1227 - التَّبَصُّرُ فِی الدُّنیا

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنّما الدُّنیا مُنتهی بَصَرِ الأعمی ، لا یُبصِرُ مِمّا وراءَها شیئاً ، والبَصیرُ یَنفُذُها بَصَرُهُ ویَعلَمُ أنّ الدارَ وراءَها ، فالبصیرُ مِنها شاخِصٌ ، والأعمی إلَیها شاخِصٌ ، والبصیرُ مِنها مُتزوِّدٌ ، والأعمی لها مُتزوِّدٌ .(3)

عنه علیه السلام : مَن أبْصَرَ بها بَصَّرَتهُ ، ومَن أبْصَرَ إلیها أعمَتهُ .(4)

(5)

1228 - خَصائِصُ الدُّنیا المَذمومَةِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : سُرورُ الدُّنیا غُرورٌ ، ومَتاعُها ثُبورٌ .(6)

عنه علیه السلام : الدُّنیا حُلْمٌ والاغتِرارُ بِها نَدَمٌ .(7)

عنه علیه السلام : الدُّنیا سُوقُ الخُسرانِ .(8)

عنه علیه السلام : الدُّنیا مَصرَعُ العقولِ .(9)

عنه علیه السلام : الدُّنیا ضُحْکَةُ مُستَعبِرٍ .(10)

عنه علیه السلام : الدُّنیا مُطَلَّقَةُ الأکیاسِ .(11)

عنه علیه السلام : الدُّنیا سَمٌّ آکِلُهُ مَن لا یعرِفُهُ .(12)

عنه علیه السلام : الدُّنیا مَعدِنُ الشرِّ ومحلُّ الغُرورِ .(13)

عنه علیه السلام : الدُّنیا لا تَصفو لِشاربٍ ولا تَفِی لِصاحِبٍ .(14)

عنه علیه السلام : الدُّنیا مَزرعةُ الشَّرِّ .(15)

عنه علیه السلام : الدُّنیا مُنیَةُ الأشقِیاءِ .(16)

عنه علیه السلام : الدُّنیا تُسلِمُ .(17)

عنه علیه السلام : الدُّنیا تُذِلُّ .(18)

عنه علیه السلام : العاجلةُ مُنیَةُ الأرجاسِ .(19)

ص :253


1- قال محقّق نهج السعادة : هذا هو الظاهر الموافق لما رواه الحسین بن سعید الأهوازیّ والیعقوبیّ والسیّد الرضیّ وابن عساکر وغیرهم، وفی نسختی من تحف العقول [ ص 187]: «یذمّها قوم عند الندامة» وسقط أیضاً من النسخة ما جعلناه بین المعقوفین ، وهو لابدّ منه .
2- تحف العقول : 186 ، نهج السعادة : 1/352 .
3- نهج البلاغة: الخطبة 133.
4- نهج البلاغة : الخطبة 82 .
5- (انظر) عنوان 41 «البصیرة» .
6- غرر الحکم : 5576 .
7- غرر الحکم : 1384 .
8- غرر الحکم : 396 .
9- غرر الحکم : 921 .
10- غرر الحکم : 403 .
11- غرر الحکم : 441 .
12- غرر الحکم : 1411 .
13- غرر الحکم : 1473 .
14- غرر الحکم : 1721 .
15- غرر الحکم : 401 .
16- غرر الحکم : 694 .
17- غرر الحکم : 2 .
18- غرر الحکم : 442 .
19- غرر الحکم : 3 .

عنه علیه السلام : المواصلُ للدُّنیا مَقطوعٌ .(1)

عیسی علیه السلام : یا طالبَ الدُّنیا لِتَبَرَّ ، تَرکُکَ الدُّنیا أبَرُّ .(2)

بحار الأنوار : رُویَ أنَّ النّبیّ صلی اللَّه علیه و آله لمّا ماتَ عُثمانُ بنُ مَظعونٍ کَشَفَ الثَّوبَ عَن وَجهِهِ ثُمَّ قَبَّلَ ما بینَ عَینَیهِ ، ثُمَّ بَکی طویلاً ، فلمّا رُفِعَ السَّریرُ قالَ : طُوباکَ یا عُثمانُ ، لم تَلْبَسْکَ الدُّنیا ، ولم تَلبَسْها .(3)

1229 - حُبُّ الدُّنیا رَأسُ کُلِّ خَطیئَةٍ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : أکبَرُ الکبائرِ حُبُّ الدُّنیا .(4)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : حُبُّ الدُّنیا أصلُ کلِّ مَعصیَةٍ وأوّلُ کُلِّ ذَنبٍ .(5)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : حُبُّ الدُّنیا رأسُ الفِتَنِ وأصلُ المِحَنِ .(6)

عنه علیه السلام : رَأْسُ الآفاتِ الوَلَهُ بالدُّنیا .(7)

عنه علیه السلام : إنَّ الدُّنیا لَمَفسَدةُ الدِّینِ مَسلَبَةُ الیقینِ ، وإنّها لَرَأسُ الفِتَنِ وأصلُ المِحَنِ .(8)

عنه علیه السلام : إنّک لَن تَلقَی اللَّهَ سبحانَهُ بِعَمَلٍ أضَرَّ علَیکَ مِن حُبِّ الدُّنیا .(9)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : ما مِن عملٍ بَعد معرفةِ اللَّهِ جلّ وعزّ ومعرفةِ رسولِهِ صلی اللَّه علیه و آله أفضلَ مِن بُغْضِ الدُّنیا ... حُبُّ النساءِ ، وحبُّ الدُّنیا ، وحُبُّ الرئاسةِ ، وحُبُّ الراحةِ ، وحبُّ الکلامِ ، وحبُّ العُلوِّ ، والثَّروةِ ، فصِرْنَ سَبعَ خصالٍ ، فاجتَمَعنَ کُلُّهُنَّ فی حُبِّ الدُّنیا ، فقالَ الأنبیاءُ والعلماءُ بعدَ معرِفَةِ ذلکَ : حُبُّ الدُّنیا رَأسُ کلِّ خطیئةٍ .(10)

الإمامُ الصّادقُ : کانَ فیما ناجَی اللَّهُ تَعالی بِهِ موسی علیه السلام : ... واعلَمْ أنّ کلَّ فِتنةٍ بَذْرُها حُبُّ الدُّنیا .(11)

عنه علیه السلام : رأسُ کلِّ خطیئةٍ حُبُّ الدُّنیا .(12)

عنه علیه السلام : إنّ أوّلَ ما عُصِیَ اللَّهُ بِهِ سِتٌّ : حُبُّ الدُّنیا ، وحبُّ الرئاسةِ ، وحبُّ

ص :254


1- غرر الحکم : 628 .
2- تنبیه الخواطر : 1/134 .
3- مسکّن الفؤاد : 95 .
4- کنز العمّال : 6074 .
5- تنبیه الخواطر : 2/122 .
6- غرر الحکم : 4870 .
7- غرر الحکم : 5264 .
8- غرر الحکم : 3568 .
9- بحار الأنوار : 77/30/6 .
10- الکافی : 2/130/11 .
11- قصص الأنبیاء : 162/184 .
12- الکافی : 2/315/1 .

الطَّعامِ، وحبُّ النساءِ ، وحُبُّ النومِ ، وحبُّ الراحةِ .(1)

1230 - ما لَیسَ مِن حُبِّ الدُّنیا

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : لَیْسَ مِن حُبِّ الدُّنیا طَلَبُ ما یُصْلِحُکَ .(2)

بحار الأنوار عن ابن أبی یعفور : قلتُ لأبی عبدِ اللَّهِ علیه السلام : إنّا لَنُحِبُّ الدُّنیا ، فقالَ لی : تصنَعُ بها ماذا ؟ قلتُ : أتَزَوَّجُ منها وأحُجُّ واُنفِقُ علی عِیالی واُنِیلُ إخوانی وأتَصَدَّقُ ، قالَ لی : لَیسَ هذا مِن الدُّنیا ، هذا مِنَ الآخرةِ .(3)

(4)

1231 - ثَمَراتُ حُبِّ الدُّنیا

بحار الأنوار : قالَ اللَّهُ لداوود علیه السلام : یا داوود ، احذَرِ القلوبَ المُعَلَّقَةَ بشَهَواتِ الدُّنیا، فإنّ عُقولَها مَحجوبَةٌ عَنّی .(5)

مستدرک الوسائل عن رسول اللَّه صلی اللَّه علیه و آله : فی حدیثِ المِعراجِ : قالَ اللَّهُ تَبارَکَ وَتَعالی : یا أحمدُ ، لو صَلَّی العبدُ صلاةَ أهلِ السماءِ والأرضِ ، ویصومُ صیامَ أهلِ السماءِ والأرضِ ، ویَطوِی عنِ الطَّعامِ مِثلَ الملائکةِ ، ولَبِسَ لباسَ العابِدینَ ، ثُمّ أری فی قلبِهِ مِن حُبِّ الدُّنیا ذَرَّةً ، أو سُمْعَتِها، أو رئاسَتِها، أو صِیتِها، أو زِینَتِها، لایُجاوِرُنی فی دَارِی ، ولَأَنزِعَنَّ مِن قلبِهِ مَحَبَّتی ولَأُظلِمَنَّ قلبَهُ حتّی یَنسانِی ، ولا اُذِیقُهُ حَلاوَةَ مَحَبَّتی .(6)

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إنّهُ ما سَکَنَ حبُّ الدُّنیا قلبَ عبدٍ إلّا الْتاطَ فیها بثلاثٍ : شُغلٍ لا یَنفَدُ عَناؤهُ، وفَقرٍ لا یُدرَکُ غِناهُ ، وأمَلٍ لا یُنالُ مُنتَهاهُ .(7)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : حرامٌ علی کُلِّ قلبٍ یُحِبُّ الدُّنیا أن یفارِقَهُ الطَّمَعُ .(8)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إنَّ الدُّنیا مَشغَلَةٌ للقلوبِ والأبدانِ ، وإنَّ اللَّهَ تَبارَکَ وَتَعالی سائلُنا عمّا نَعَّمَنا فی حلالِهِ ، فکیفَ بما نَعَّمَنا فی حَرامِهِ؟! (9)

ص :255


1- بحار الأنوار : 73/60/29 .
2- کنز العمّال : 5439 .
3- بحار الأنوار : 73/106/104 .
4- (انظر) وسائل الشیعة : 12 / 18 باب 7 .
5- بحار الأنوار : 14/39/19 .
6- مستدرک الوسائل : 12/36/13446 .
7- بحار الأنوار : 77/188/38 .
8- تنبیه الخواطر : 2/122 .
9- بحار الأنوار : 77/81/2 .

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : فَارفِضِ الدُّنیا ، فإنّ حُبَّ الدُّنیا یُعمِی ویُصِمُّ ویُبکِمُ ویُذِلُّ الرِّقابَ .(1)

عنه علیه السلام : حُبُّ الدُّنیا یُفسِدُ العقلَ، وَیُصِمُ (2) القلبَ عن سَماعِ الحکمةِ ، ویوجِبُ ألیمَ العِقابِ .(3)

عنه علیه السلام : مَن غَلَبَتِ الدُّنیا علَیهِ عَمِیَ عَمّا بینَ یَدَیهِ .(4)

عنه علیه السلام : مَن لَهِجَ قلبُهُ بِحُبِّ الدُّنیا الْتاطَ قلبُهُ مِنها بثَلاثٍ : هَمٍّ لا یُغِبُّهُ ، وحِرصٍ لا یَترُکُهُ ، وأمَلٍ لا یُدرِکُهُ .(5)

عنه علیه السلام : مَن أحَبَّ البقاءَ فلیُعِدَّ للمصائبِ قلباً صَبوراً .(6)

عنه علیه السلام : إنّکُم إن رَغِبتُم فی الدُّنیا أفنَیتُم أعمارَکُم فیما لا تَبقُونَ لَهُ ولا یَبقی لَکُم .(7)

عنه علیه السلام : مَن کانتِ الدُّنیا هِمَّتَهُ اشتَدَّتْ حَسرَتُهُ عِند فِراقِها .(8)

عنه علیه السلام: حُبُّ الدُّنیا یُوجِب الطَّمَعَ .(9)

عنه علیه السلام: مَن أحَبَّ الدُّنیا جَمَعَ لِغیرِهِ .(10)

عنه علیه السلام : المُستَمتِعونَ بالدُّنیا تَبکِی قلوبُهُم وإنْ فَرِحُوا ، ویَشتَدُّ مَقتُهُم لأنفُسِهم وإنِ اغتَبَطُوا ببعضِ ما مِنها رُزِقُوا .(11)

عنه علیه السلام: لِحُبِّ الدُّنیا صُمَّتِ الأسماعُ عن سَماعِ الحکمةِ ، وعَمِیَتِ القلوبُ عن نُور البَصیرةِ .(12)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن تَعَلَّقَ قلبُهُ بالدُّنیا تَعَلَّقَ قلبُهُ بثلاثِ خصالٍ : هَمٍّ لا یَفنی ، وأمَلٍ لا یُدرَکُ ، ورجاءٍ لا یُنالُ .(13)

عنه علیه السلام : مَن کَثُرَ اشتِباکُهُ بالدُّنیا کانَ أشَدَّ لحَسرَتِهِ عند فِراقِها .(14)

عنه علیه السلام - فی الدُّنیا - : فَمَن أحَبَّها أورَثَتهُ الکِبَرَ ، ومَنِ استَحسَنَها أورثَتْهُ الحِرصَ ، ومَن طَلَبَها أورَدَتْهُ إلی الطمعِ ، ومَن مَدَحَها أکَبَّتهُ الریاءَ ، ومَن

ص :256


1- الکافی : 2/136/23 .
2- فی المصدر: «ویُهِمُّ»، والصحیح ماأثبتناه کما فی طبعة النجف وبیروت.
3- غرر الحکم : 4878 .
4- غرر الحکم : 8856 .
5- نهج البلاغة : الحکمة 228 .
6- بحار الأنوار : 78/81/71 .
7- غرر الحکم : 3848 .
8- بحار الأنوار : 71/181/34 .
9- غرر الحکم : 4872 .
10- مطالب السؤول : 56 .
11- مطالب السؤول : 52 .
12- غرر الحکم : 7363 .
13- الکافی : 2/320/17 .
14- الکافی : 2/320/16 .

أرادَها مَکَّنَتْهُ مِنَ العُجْبِ ، ومَنِ اطمَأنَّ إلَیها رکِبَتْهُ الغَفلَةَ .(1)

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : مَن أحَبَّ الدُّنیا ذَهَبَ خوفُ الآخرةِ مِن قلبِهِ .(2)

(3)

1232 - بُغضُ الدُّنیا

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ألَا حُرٌّ یَدَعُ هذهِ اللُّماظَةَ لأهلِها ؟! إنّهُ لَیسَ لأنفُسِکُم ثَمَنٌ إلّا الجنّةَ فلا تَبِیعُوها إلَّا بِها .(4)

عنه علیه السلام : هؤلاءِ أنبیاءُ اللَّهِ وأصفیاؤهُ ، تَنَزَّهُوا عَنِ الدُّنیا ، وزَهِدُوا فیما زَهَّدَهُم اللَّهُ جلّ ثناؤهُ فیهِ مِنها ، وأبغَضُوا ما أبغَضَ ، وصَغَّرُوا ما صَغَّرَ .(5)

عنه علیه السلام : لقد کانَ فی رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله کافٍ لکَ فی الاُسوَةِ ، ودلیلٌ لکَ علی ذَمِّ الدُّنیا وعَیبِها ، وکَثرَةِ مَخازِیها ومَساوِیها ، إذ قُبِضَتْ عَنهُ أطرافُها ، ووُطِّئَتْ لِغیرِهِ أکنافُها ، وفُطِمَ عن رَضاعِها ، وزُوِیَ عن زَخارِفِها ...

فَتَأسَّ بنبیِّکَ الأطیَبِ الأطهَرِ صلی اللَّه علیه و آله ، فإنَّ فیهِ اُسوَةً لِمَن تَأسَّی ، وعَزاءً لِمَن تَعَزَّی ، وأحَبُّ العِبادِ إلَی اللَّهِ المُتَأسِّی بنبِیِّهِ ، والمُقْتَصُّ لِأثَرِهِ .

قَضَمَ الدُّنیا قَضْماً ، ولَم یُعِرْها طَرْفاً ، أهضَمُ أهْلِ الدُّنیا کَشْحاً ، وأخمَصُهُم مِنَ الدُّنیا بَطناً ، عُرِضَتْ علَیهِ الدُّنیا فَأبَی أنْ یَقبَلَها ، وعَلِمَ أنَّ اللَّهَ سبحانَهُ أبغَضَ شیئاً فَأبغَضَهُ ، وحَقَّرَ شَیئاً فَحَقَّرَهُ ، وصَغَّرَ شیئاً فَصَغَّرَهُ ، ولَو لَم یَکُنْ فینا إلّا حُبُّنا ما أبغَضَ اللَّهُ ورسولُهُ وتَعظیمُنا ما صَغَّرَ اللَّهُ و رسولُهُ لکَفَی بهِ شِقاقاً للَّهِ ِ ، ومُحادَّةً عن أمرِ اللَّهِ .

ولقد کانَ صلی اللَّه علیه و آله یَأکُلُ علَی الأرضِ ، ویَجلِسُ جِلسَةَ العبدِ ، ویَخصِفُ بیدِهِ نَعلَهُ ، ویَرقَعُ بیدِهِ ثوبَهُ ، ویَرکَبُ الحمارَ العاریَ ، ویُردِفُ خَلفَهُ ، ویکونُ السِّترُ علی بابِ بیتِهِ فتکونُ فیهِ التَّصاویرُ ، فیقولُ : یا فلانةُ - لِإِحدی أزواجِهِ - غَیِّبِیهِ عَنِّی ، فَإِنّی إذا نَظَرتُ إلَیهِ ذَکَرتُ الدُّنیا وزَخَارِفَها .

ص :257


1- بحار الأنوار : 73/105/100 .
2- بحار الأنوار: 78/315/1.
3- (انظر) الاُمّة : باب 134 . الحزن : باب 824 .
4- نهج البلاغة: الحکمة 456.
5- بحار الأنوار : 73/110/109 .

فَأعرَضَ عنِ الدُّنیا بقلبِهِ ، وأماتَ ذِکرَها من نفسِهِ ، وأحَبَّ أن تَغِیبَ زینتُها عن عَینِهِ ، لکی لا یَتّخِذَ منها رِیاشاً ولا یَعتقِدَها قَرارا ، ولا یَرجوَ فیها مُقاماً .

فَأخرَجَها مِنَ النَّفسِ ، وأشخَصَها عن القلبِ ، وغَیَّبَها عنِ البَصَرِ ، وکَذلکَ مَن أبغَضَ شَیئاً أبغَضَ أن یَنظُرَ إلَیهِ ، وأن یُذکَرَ عِندَهُ .

ولقد کانَ فی رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله ما یَدُلُّکَ علی مَساوِئِ الدُّنیا وعُیوبِها ، إذ جاعَ فیها مع خاصَّتِهِ ، وزُوِیَتْ عَنهُ زَخارِفُها مَع عظیمِ زُلفَتِهِ ، فَلْیَنظُر ناظِرٌ بعقلِهِ ، أکرَمَ اللَّهُ محمّداً بذلکَ أم أهانَهُ ؟ فإنْ قالَ : أهانَهُ فقد کَذَبَ واللَّهِ العظیمِ بالإفکِ العظیمِ، وإنْ قال : أکرَمَهُ فَلْیَعلَمْ أنَّ اللَّهَ قد أهانَ غیرَهُ حیثُ بَسَطَ الدُّنیا لَهُ ، وزَواها عن أقرَبِ الناسِ مِنهُ .

فَتَأسّی مُتَأسٍّ بِنَبِیِّهِ ، واقتَصَّ أثَرَهُ ، ووَلَجَ مولَجَهُ ، وإلّا فلا یَأمَنِ الهَلَکَةَ ، فإنَّ اللَّهَ جَعَلَ محمّداً صلی اللَّه علیه و آله عَلَماً للسّاعَةِ ، ومُبَشِّراً بالجَنَّةِ ، ومُنذِراً بالعُقوبةِ ، خَرَجَ مِنَ الدُّنیا خَمیصاً ، ووَرَدَ الآخرةَ سَلیماً .

لَم یَضَع حَجَراً علی حَجَرٍ حتّی مَضی لسبیلِهِ ، وأجابَ داعیَ ربِّهِ ، فما أعظَمَ مِنّةَ اللَّهِ عِندَنا حِینَ أنعَمَ علَینا بِهِ سَلَفاً نَتَّبِعُهُ وقائداً نَطَأُ عَقِبَهُ .(1)

بحار الأنوار عن أبی الطفّیل عامر بن واثلة : کان علیُّ بنُ الحسینِ علیهما السلام إذا تلا هذهِ الآیَةَ (یَا أیُّها الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وکُونُوا مَعَ الصّادِقِینَ)(2) یقولُ : اللّهُمّ ارفَعْنِی فی أعلَی دَرَجاتِ هذهِ النُّدبةِ ، وأعِنِّی بِعَزمِ الإرادةِ ... وارزُقنِی قلباً ولِساناً یَتجارَیانِ فی ذَمِّ الدُّنیا ، وحُسنَ التَّجافِی عنها حَتَّی لا أقولَ إلّا صِدقاً .(3)

(4)

1233 - الدُّنیا مِن وجهَةِ نَظَرِ الإمام عَلِیٍّ علیه السلام

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : واللَّهِ ما دُنیاکُم عِندی إلّا کَسَفَرٍ علی مَنهَلٍ حَلُّوا إذ صاحَ بهِم سائقُهُم فارتَحَلُوا ، ولا لَذاذَتُها فی

ص :258


1- نهج البلاغة : الخطبة 160 .
2- التوبة : 119 .
3- بحار الأنوار : 78/153/18 .
4- (انظر) الدُّنیا: باب 1258 .

عَینی إلّا کَحَمیمٍ أشرَبُهُ غَسّاقاً ، وَعَلْقَمٍ أتَجرَّعُهُ زُعاقاً ، وَسُمِّ أفْعی اُسقاهُ دِهاقاً ، وَقِلادَةٍ من نارٍ اُوهَقُها خِناقاً .

وَلقد رَقَعْتُ مِدرَعَتی هذهِ حتّی استَحیَیتُ مِن راقِعِها ، وَقالَ لی : اقْذِفْ بِها قَذفَ الاُتُن ، لا یَرتَضِیها لِیرقَعَها ، فقُلتُ لَهُ : اغْرُبْ عَنّی ، فَعِندَ الصَّباحِ یُحمَدُ القَومُ السُّری ، وَتَنجَلی عَنّا عُلالاتُ الکَری .(1)

عنه علیه السلام : واللَّهِ لَدُنیاکُم هذهِ أهوَنُ فی عَینِی مِن عِرَاقِ خِنزیرٍ فی یَدِ مَجذومٍ .(2)

عنه علیه السلام : دُنیاکُم هذِهِ أزهَدُ عِندی مِن عَفْطَةِ عَنزٍ .(3)

عنه علیه السلام : لَدُنیاکُم أهوَنُ عِندی مِن وَرَقَةٍ (فی) فِی جَرادَةٍ تَقضِمُها ، وأقذَرُ عندی مِن عِراقَةِ خِنزیرٍ یَقذِفُ بها أجذَمُها ، وأمَرُّ علی فُؤادِی مِن حَنظَلَةٍ یَلُوکُها ذو سُقْمٍ فَیَبشَمُها ...

ما لِعَلِیّ ونعیمٍ یَفْنی ، ولَذَّةٍ تَنْحِتُها المعاصِی ؟ ! سَألْقی وشیعَتِی رَبَّنا بِعُیونٍ ساهِرَةٍ وبُطونٍ خِماصٍ (لِیُمَحِّصَ اللَّهُ الّذِینَ آمَنُوا ویَمْحَقَ الکافِرِینَ)(4).(5)

عنه علیه السلام : کانَ لی فیما مَضَی أخٌ فی اللَّهِ وکان یُعَظِّمُهُ فی عَینِی صِغَرُ الدُّنیا فی عَینِهِ .(6)

عنه علیه السلام : مَن کَرُمَتْ نَفسُهُ صَغُرَتِ الدُّنیا فی عَینِهِ .(7)

عنه علیه السلام : أنا کابُّ الدُّنیا لِوَجهِها ، وقادِرُها بقَدَرِها ، وناظِرُها بعَینِها .(8)

عنه علیه السلام : إلیکِ عَنِّی یا دنیا ، فحَبلُکِ علی غارِبِکِ ، قدِ انسَلَلتُ مِن مَخالِبِکِ ، وأفلَتُّ مِن حَبائلِکِ ، واجتَنَبتُ الذَّهابَ فی مداحِضِکِ...

هَیهاتَ مَن وَطِئَ دَحْضَکِ زَلِقَ ، ومَن رَکِبَ لُجَجَکِ غَرِقَ ، ومَنِ ازوَرَّ عن حَبائلِکِ وُفِّقَ ، والسّالمُ مِنکِ لا یُبالِی إن ضاقَ بهِ مُناخُهُ ، والدُّنیا عِندَهُ کَیَومٍ حانَ انسلاخُهُ ، اُعزُبِی عَنِّی ، فواللَّهِ لا أذِلُّ لکِ فَتَستَذِلِّینی ولا أسلَسُ لَکِ فَتَقودِینی .(9)

ص :259


1- الأمالی للصدوق : 718/988 .
2- نهج البلاغة : الحکمة 236 .
3- نهج البلاغة : الخطبة 3 .
4- آل عمران : 141 .
5- بحار الأنوار : 40/348/29 .
6- نهج البلاغة : الحکمة 289 .
7- غرر الحکم : 9130 .
8- نهج البلاغة : الخطبة 128 .
9- نهج البلاغة: الکتاب 45.

نهج البلاغة عن عبدِ اللَّهِ بنِ عبّاسٍ رضی اللَّه عنه : دَخَلتُ عَلی أمیرِ المؤمنینَ علیه السلام بذِی قارٍ وهو یَخْصِفُ نَعلَهُ ، فقالَ لی : ما قیمةُ هذا النَّعلِ ؟ فقلتُ : لا قیمةَ لها ، فقالَ علیه السلام : واللَّهِ لَهِیَ أحَبُّ إلَیَّ مِن إمرَتِکُم إلّا أنْ اُقِیمَ حقّاً أو أدفَعَ باطلاً .(1)

الإمامُ الحسنُ علیه السلام: أیّها الناسُ ، إنّما اُخبِرُکُم عن أخٍ لی کانَ من أعظَمِ الناسِ فی عَینِی ، وکانَ رأسُ ما عَظُمَ به فی عَینِی صِغَرُ الدُّنیا فی عَینِهِ (2).(3)

تنبیه الخواطر : سَألَ معاویةُ ضرارَ بنَ ضمرةَ الشَّیبانیَّ عن أمیرِ المؤمنینَ علیه السلام فقالَ : أشهَدُ لَقَد رأیتُهُ فی بعضِ مَواقِفِهِ وقد أرخَی اللیلُ سُدولَهُ وهُوَ قائمٌ فی مِحرابِهِ قابِضٌ علی لِحیَتِهِ یَتَمَلمَلُ تَمَلمُلَ السَّلیمِ ویَبکِی بُکاءَ الحزینِ ویقولُ : یا دنیا یا دنیا ، إلَیکِ عَنّی ، أبِی تَعَرَّضتِ ؟! أم إلَیَّ تَشَوَّقتِ ؟! لا حانَ حینُکِ ، هیهاتَ ، غُرِّی غَیرِی ، لَا حاجَةَ لی فیکِ ، قد طَلَّقتُکِ ثلاثاً لا رَجعَةَ فیها ، فَعَیشُکِ قصیرٌ ، وخَطَرُکِ یسیرٌ ، وأمَلُکِ حقیرٌ ، آه مِن قِلَّةِ الزّادِ ، وطولِ الطریقِ ، وبُعدِ السَّفرِ ، وعظیمِ المَورِدِ(4) ! (5)

(6)

1234 - حَقیقةُ الدُّنیا لَهوٌ ولَعِبٌ

الکتاب :

(وَما الْحَیاةُ الدُّنْیا إلّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدّارُ الآخِرَةُ خَیْرٌ لِلَّذِینَ یَتَّقُونَ أفَلَا تَعْقِلُونَ) .(7)

(وَمَا هذِه الْحَیاةُ الدُّنْیا إلّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإنَّ الدّارَ الآخِرَةَ لَهِیَ الْحَیَوانُ لَوْ کَانُوا یَعْلَمُونَ) .(8)

(اعْلَمُوا أنَّما الْحَیاةُ الدُّنْیا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِینَةٌ وَتَفاخُرٌ بَیْنَکُمْ) .(9)

الحدیث :

بحار الأنوار عن الإمامِ علیٍّ علیه السلام - لَمّا رَأی

ص :260


1- نهج البلاغة: الخطبة 33 .
2- بحار الأنوار : 69/294/24 ، وقد ذکرنا هذا الحدیث لمناسبته مع ما قبله .
3- انظر) الأخ : باب 54 .
4- تنبیه الخواطر : 1/79 .
5- فی نهج البلاغة «ومِن خبرِ ضرارِ بنِ حمزةَ الضبائیِّ عند دخولِهِ علی معاویةَ ومَسألَتِهِ لَهُ عن أمیرِ المؤمنینَ ، وقال : فَأشهَدُ لقد رأیتُهُ فی بعضِ مواقِفِهِ ...» وتتمّة الحدیث کما فی تنبیه الخواطر . نهج البلاغة : الحکمة 77 ، بحار الأنوار : 73/128/132 .
6- (انظر) الإمامة العامة : باب 160 ، 161 .
7- الأنعام : 32 .
8- العنکبوت : 64 .
9- الحدید : 20 .

جابرَ بنَ عبدِاللَّهِ وقد تَنَفَّسَ الصُّعَداءَ - : یا جابرُ ، عَلَامَ تَنفُّسُکَ ؟ أعَلَی الدُّنیا؟! فقال جابرُ : نَعَم ، فقالَ لَهُ : یا جابرُ ، مَلَاذُّ الدُّنیا سَبعةٌ: المأکولُ ، والمَشروبُ ، والمَلبوسُ ، والمَنکوحُ ، والمَرکوبُ ، والمَشمومُ ، والمَسموعُ .

فَأ لَذُّ المَأکولاتِ العَسَلُ وهو بَصقٌ من ذُبابةٍ ، وأحْلَی المَشروباتِ الماءُ وکَفَی بإباحَتِهِ وسِباحَتِهِ عَلَی وَجهِ الأرضِ ، وأعلَی المَلبوساتِ الدِّیباجُ وهُوَ مِن لُعابِ دُودَةٍ ، وأعلَی المَنکوحاتِ النِّساءُ وهو مَبالٌ فی مَبالٍ ومِثالٌ لمِثالٍ ، وإنَّما یُرادُ أحسَنُ ما فی المرأةِ لِأقبَحِ مافیها ، وأعلَی المَرکوباتِ الخَیلُ وهُو قواتِلُ ، وأجَلُّ المَشموماتِ المِسْکُ وهو دَمٌ مِن سُرَّةِ دابّةٍ ، وأجَلُّ المَسموعاتِ الغِناءُ والتَّرنُّمُ وهو إثمٌ ، فما هذِهِ صِفَتُهُ لَم یَتَنَفَّس علَیهِ عاقِلٌ .

قالَ جابرُ بنُ عبدِ اللَّهِ : فواللَّهِ ما خَطَرَتِ الدُّنیا بعدَها علی قَلبی .(1)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : هلِ الدُّنیا إلّا دابّةٌ رَکِبْتَها فی مَنامِکَ فاستَیقَظتَ وأنتَ علی فِراشِکَ غیرَ راکِبٍ ولا آخِذٍ بِعِنانِها ، أو کَثَوبٍ لَبِستَهُ ، أو کَجارِیَةٍ وَطِئتَها؟!(2)

1235 - التَّحذیرُ مِنَ الدُّنیا

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : اِحذَرُوا الدُّنیا ، فإنّها أسحَرُ من هاروتَ وماروتَ .(3)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : اُحَذِّرُکُمُ الدُّنیا ، فإنّها لَیسَت بِدارِ غِبطَةٍ ، قد تَزَیّنَتْ بِغُرورِها ، وغَرَّتْ بزِینَتِها لِمَن کانَ یَنظُرُ إلَیها .(4)

عنه علیه السلام : اُحَذِّرُکُمُ الدُّنیا ، فإنّها حُلوَةٌ خَضِرَةٌ حُفَّتْ بِالشَّهَواتِ .(5)

عنه علیه السلام : اُحَذِّرُکُمُ الدُّنیا ، فَإنَّها مَنزِلُ قُلعَةٍ ولَیسَت بدارِ نُجعَةٍ .(6)

عنه علیه السلام : اُحَذِّرُکُمُ الدُّنیا ، فإنّها دارُ شُخُوصٍ ، ومَحَلَّةُ تَنغِیصٍ ، ساکِنُها ظاعِنٌ ، وقاطِنُها بائنٌ .(7)

عنه علیه السلام: اُحَذِّرُکُمُ الدُّنیا، فَإنّها غَرّارةٌ، ولا

ص :261


1- بحار الأنوار : 78/11/69 .
2- الأمالی للطوسی: 296/582 .
3- تنبیه الخواطر : 1/131 .
4- بحار الأنوار: 78/21/82 .
5- نهج البلاغة : الخطبة 111 .
6- نهج البلاغة : الخطبة 113 .
7- نهج البلاغة : الخطبة 196 .

تَعدُو - إذا هِیَ تَناهَتْ إلی اُمْنِیَّةِ أهلِها - ما قالَ اللَّهُ عزّوجلّ: (واضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَیاةِ الدُّنیا کَماءٍ أنزَلْناهُ مِنَ السماءِ فاختلَطَ بِهِ نَباتُ الأرضِ فأصبَحَ هَشیماً تَذْرُوهُ الرِیاحُ وکانَ اللَّهُ عَلی کلِّ شَی ءٍ مُقتَدِراً)(1).(2)

عنه علیه السلام : إحذَرُوا الدُّنیا ، فإنَّ فی حلالِها حِساب[اً] ، وفی حَرامِها عقاب[اً] ، وأوّلُها عَناءٌ ، وآخِرُها فَناءٌ .(3)

عنه علیه السلام : اُحَذِّرُکُمُ الدُّنیا والاغتِرارَ بها ، فکأنْ قد زالَتْ عن قلیلٍ عَنکُم کما زالَتْ عَمَّن کانَ قَبلَکُم ، فاجعَلُوا اجتِهادَکُم فیها التَّزوُّدَ مِن یَومِها القَصیرِ لیَومِ الآخِرَةِ الطّویلِ .(4)

عنه علیه السلام : اِحذَروا هَذِهِ الدُّنیا الخَدَّاعةَ الغَدّارةَ ، التی قد تَزَیّنَتْ بِحُلِیِّها ، وفَتَنَتْ بِغُرورِها... فأصبَحَتْ کالعَروسِ المَجْلُوَّةِ ، والعُیونُ إلَیها ناظِرَةٌ .(5)

عنه علیه السلام : اِحذَروا الدُّنیا الحَذَرَ کُلَّهُ ، وضَعُوا عَنکُم ثِقْلَ هُمُومِها لِما تَیَقَّنتُم لِوَشْکِ زَوالِها ، وکونوا أسَرَّ ما تَکونونَ فیها ، أحذَرَ ما تَکونُونَ لَها .(6)

عنه علیه السلام : إحذَروا الدُّنیا ، فإنّها غَدّارةٌ غَرّارةٌ خَدُوعٌ ، مُعطِیَةٌ مَنوعٌ ، مُلبِسةٌ نَزُوعٌ .(7)

عنه علیه السلام : اِحذَروا الدُّنیا ، فإنّها عَدُوّةُ أولیاءِ اللَّهِ ، وعَدُوّةُ أعدائهِ ، أمّا أولیاؤهُ فَغَمَّتهُم ، وأمّا أعداؤهُ فَغَرَّتهُم .(8)

1236 - التَّحذیرُ مِن غُرورِ الدُّنیا

الکتاب :

(زُیِّنَ لِلَّذِینَ کَفَرُوا الْحَیاةُ الدُّنْیا ویَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِینَ آمَنُوا وَالَّذِینَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ یَوْمَ الْقِیامَة وَاللَّهُ یَرْزُقُ مَن یَشَآءُ بِغَیْرِ حِسَابٍ) .(9)

(زُیِّنَ لِلنّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّساءِ والْبَنینَ والْقَناطِیرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ والْفِضَّةِ والْخَیْلِ الْمُسَوَّمَةِ والْأنْعامِ والْحَرْثِ ذلِکَ مَتاعُ الْحَیاةِ الدُّنْیا واللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمآب) .(10)

(اَلْمالُ وَالْبَنُونَ زِینَةُ الحَیاةِ الدُّنْیا والْباقِیاتُ الصّالِحاتُ خَیْرٌ عِنْدَ رَبِّکَ ثَوابَاً وَخَیْرٌ أَمَلاً) .(11)

(کُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَکُمْ یَوْمَ

ص :262


1- الکهف : 45 .
2- نهج السعادة : 3/284 .
3- بحار الأنوار : 78/23/88 .
4- تنبیه الخواطر : 2/150 .
5- بحار الأنوار : 73/108/109 .
6- بحار الأنوار : 73/109/109 .
7- نهج البلاغة : الخطبة 230 .
8- الأمالی للطوسی : 685/1456 .
9- البقرة : 212 .
10- آل عمران : 14 .
11- الکهف : 46 .

الْقِیامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَیاةُ الدُّنْیا إلّا مَتاعُ الْغُرُور) .(1)

(فَلا تَغُرَّنَّکُمُ الْحَیاةُ الدُّنْیا وَلا یَغُرَّنَّکُمْ بِاللَّهِ الْغَرُور) .(2)

(یَا أَیُّهَا النّاسُ إنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّکُمُ الْحَیاةُ الدُّنیا وَلا یَغُرَّنَّکُمْ بِاللَّهِ الْغَرُور) .(3)

(ذلِکُم بِأَنَّکُمُ اتَّخَذْتُم آیاتِ اللَّهِ هُزُواً وَغَرَّتْکُمُ الْحَیاةُ الدُّنْیا فَالْیَوْمَ لا یُخرَجُون مِنْهَا وَلَا هُمْ یُسْتَعْتَبُونَ) .(4)

الحدیث :

ارشاد القلوب : فی حدیثِ المعراجِ : یا أحمدُ ، اِحذَرْ أن تکونَ مثلَ الصَّبیِّ إذا نَظَرَ إلی الأخضَرِ والأصفَرِ وإذا اُعطِیَ شَیئاً مِنَ الحُلوِ والحامضِ اغتَرَّ بِهِ .(5)

عیسی علیه السلام : هی الخَدّاعةُ الفجّاعَةُ ، المَغرورُ مَنِ اغتَرَّ بها ، المَفتونُ مَنِ اطمَأنَّ إلَیها .(6)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَثَلُ مَنِ اغتَرَّ بها کمَثَلِ قَومٍ کانوا بمَنزِلٍ خَصیبٍ فَنَبا بِهِم إلی مَنزِلٍ جَدیبٍ ، فلَیسَ شی ءٌ أکرَهَ إلَیهِم ولا أفظَعَ عِندَهُم مِن مُفارَقَةِ ما کانوا فیهِ إلی ما یَهجُمُونَ علَیهِ ویَصِیرُونَ إلَیهِ .(7)

عنه علیه السلام : اِحذَرْ أن یَخدَعَکَ الغُرورُ بالحائلِ الیَسیرِ ، أو یَستَزِلَّکَ السُّرورُ بالزائلِ الحَقیرِ .(8)

عنه علیه السلام : ألا وإنّ الدُّنیا دارٌ غَرّارةٌ خَدّاعةٌ ، تَنکِحُ فی کلِّ یومٍ بَعْلاً ، وتَقتُلُ فی کلِّ لیلةٍ أهلاً ، وتُفَرِّقُ فی کلِّ ساعةٍ شَملاً .(9)

عنه علیه السلام : فلا یَغُرَّنَّکُم کَثرَةُ ما یُعجِبُکُم فیها لِقِلَّةِ ما یَصحَبُکُم مِنها .(10)

عنه علیه السلام : اِتَّقُوا غُرورَ الدُّنیا ، فإنّها تَستَرجِعُ أبداً ما خَدَعَت بِهِ مِنَ المَحاسِنِ ، وتَزعَجُ المُطمئنَّ إلَیها والقاطِنَ .(11)

عنه علیه السلام : غَرّارةٌ غَرورٌ ما فیها ، فانیةٌ فانٍ مَن علَیها، لا خَیرَ فی شی ءٍ مِن أزوادِها إلّا التَّقوی .(12)

عنه علیه السلام : ما المَغرورُ الذی ظَفِرَ مِن الدُّنیا بأعلی هِمَّتِهِ ، کالآخَرِ الذی ظَفِرَ مِن الآخرةِ بِأدنی سُهْمَتِهِ .(13)

ص :263


1- آل عمران : 185 .
2- لقمان : 33 .
3- فاطر : 5 .
4- الجاثیة : 35 .
5- إرشاد القلوب : 200 .
6- بحار الأنوار : 73/120/110 .
7- نهج البلاغة: الکتاب 31.
8- غرر الحکم : 2612 .
9- الأمالی للطوسی : 685/1456 .
10- بحار الأنوار : 73/118/109 .
11- غرر الحکم : 2562 .
12- نهج البلاغة : الخطبة 111 .
13- نهج البلاغة : الحکمة 370 .

عنه علیه السلام : إنَّ مَن غَرَّتهُ الدُّنیا بمُحالِ الآمالِ وخَدَعَتهُ بزُورِ الأمانِیِّ أورَثَتهُ کَمَهاً ، وألبَسَتهُ عَمیً ، وقَطَعَتهُ عَنِ الاُخری ، وأورَدَتهُ مَوارِدَ الرَّدی .(1)

عنه علیه السلام : ما قَدَّمتَ فهُو للمالِکِینَ ، وما أخَّرتَ فهُو للوارِثینَ ، وما معکَ فما لَکَ عَلیهِ سَبیلٌ سِوَی الغُرورِ بِهِ .(2)

عنه علیه السلام : الدُّنیا غُرورٌ حائلٌ ، وسَرابٌ زائلٌ ، وسِنادٌ مائلٌ .(3)

عنه علیه السلام - فی صِفةِ الدُّنیا - : تَغُرُّ وتَضُرُّ وتَمُرُّ ، إنّ اللَّهَ تعالی لَم یَرْضَها ثواباً لأولِیائهِ ولا عِقاباً لأعدائهِ .(4)

عنه علیه السلام : إن أقبَلَتْ غَرَّتْ ، وإن أدبَرَتْ ضَرَّتْ .(5)

1237 - خَطَرُ الاغتِرارِ بِالدُّنیا

الکتاب :

(ذلِکُم بِأَنَّکُمُ اتَّخَذْتُمْ آیاتِ اللَّهِ هُزُواً وَغَرَّتْکُمُ الْحَیاةُ الدُّنْیا فالْیَومَ لَا یُخْرَجُون مِنْها وَلَا هُمْ یُسْتَعْتَبُونَ ) .(6)

(وَذَرِ الَّذِینَ اتَّخَذُوا دِینَهُم لَعِباً وَلَهْواً وَغَرَّتْهُمُ الْحَیاةُ الدُّنْیَا) .(7)

(الَّذِینَ اتَّخَذُوا دِینَهُمْ لَهْواً وَلَعِباً وَغَرَّتْهُمُ الْحَیاةُ الدُّنْیا فالْیَومَ نَنساهُمْ کَمَا نَسُوا لِقَاءَ یَوْمِهِم هَذَا وَما کَانُوا بِآیَاتِنَا یَجْحَدُونَ) .(8)

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : غُرورُ الدُّنیا یَصرَعُ . غُرورُ الهوی یَخدَعُ . غُرورُ الشّیطانِ یُسَوِّلُ ویُطمِعُ .(9)

عنه علیه السلام : سُکونُ النَّفْسِ إلی الدُّنیا مِن أعظَمِ الغُرورِ .(10)

عنه علیه السلام : إنّ الدُّنیا کالشَّبَکَةِ تَلتَفُّ علی مَن رَغِبَ فیها .(11)

1238 - إنَّما تَغُرُّ الدُّنیا الجاهِلَ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : لَو تَعلَمونَ مِنَ الدُّنیا ما أعلَمُ لاستَراحَتْ أنفُسُکُم مِنها .(12)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : غُرّی یا دنیا مَن جَهِلَ حِیَلَکِ وخَفِیَ علَیهِ حبائلُ کَیدِکِ .(13)

ص :264


1- غرر الحکم : 3532 .
2- بحار الأنوار : 71/356/17 .
3- غرر الحکم : 2053 .
4- نهج البلاغة : الحکمة 415 .
5- بحار الأنوار : 78/23/88 .
6- الجاثیة : 35 .
7- الأنعام : 70 .
8- الأعراف : 51 .
9- غرر الحکم: (6387 - 6389) .
10- غرر الحکم: 5650 .
11- غرر الحکم: 3678 .
12- کنز العمّال : 6130 .
13- غرر الحکم : 6413 .

عنه علیه السلام : الرُّکونُ إلی الدُّنیا مَع ما یُعایَنُ مِن غِیَرِها جَهلٌ .(1)

عنه علیه السلام : الرُّکونُ إلی الدُّنیا مَع ما یُعایَنُ مِن سُوءِ تَقَلُّبِها جَهلٌ .(2)

عنه علیه السلام : الدُّنیا غَنیمَةُ الحَمقی .(3)

عنه علیه السلام : العاجِلَةُ غُرورُ الحَمقی .(4)

عنه علیه السلام : الفَرَحُ بالدُّنیا حُمقٌ .(5)

عنه علیه السلام : ثَمَرَةُ العَقلِ مَقتُ الدُّنیا وقَمعُ الهَوی .(6)

عنه علیه السلام : مَن عَرَفَ خِداعَ الدُّنیا لم یَغتَرَّ مِنها بمُحالاتِ الأحلامِ .(7)

(8)

1239 - عَدَمُ مَسؤولِیَّةِ الدُّنیا عَنِ الغُرورِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : حَقّاً أقولُ : ما الدُّنیا غَرَّتکَ ، ولکنْ بها اغتَرَرتَ ، ولقَد کاشَفَتکَ العِظاتِ وآذَنَتکَ عَلی سَواءٍ ، ولَهِیَ بما تَعِدُکَ مِن نُزولِ البلاءِ بِجِسمِکَ والنَّقصِ ( النَّقضِ ) فی قُوَّتِکَ أصدَقُ وأوفَی مِن أن تَکْذِبَکَ أو تَغُرَّکَ .(9)

1240 - التَّحذیرُ مِنَ الطُّمَأنینَةِ بِالدُّنیا

الکتاب :

(إنَّ الَّذِینَ لا یَرْجُونَ لِقَاءَنا وَرَضُوا بِالْحَیاةِ الدُّنْیا واطْمَأَنّوا بِها والَّذِینَ هُمْ عَن آیاتِنا غافِلُونَ * أُولئِکَ مَأوَاهُمُ النّارُ بِمَا کَانُوا یَکْسِبُونَ) .(10)

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی قولهِ تعالی : (وکانَ تَحتَهُ کَنْزٌ لَهُما)(11)- : کانَ ذلکَ الکنزُ لَوحاً مِن ذهبٍ فیه مَکتوبٌ : ... عَجِبتُ لِمَن یَرَی الدُّنیا وتَصَرُّفَ أهلِها حالاً بعدَ حالٍ کیفَ یَطمئنُّ إلَیها ؟!(12)

عنه علیه السلام: کَم مِن واثِقٍ بها قد فَجَعَتهُ، وذِی طُمَأْنِینَةٍ إلَیها قد صَرَعَتهُ، وذِی حَذَرٍ قد خَدَعَتهُ!(13)

الإمامُ الحسینُ علیه السلام: وُجِدَ لَوحٌ تحتَ حائطِ مدینةٍ مِنَ المدائنِ فیهِ مَکتوبٌ: أنااللَّهُ لاإلَهَ إلّاأنا ومحمّدٌ نَبِیِّی ... عَجِبتُ لِمَنِ

ص :265


1- غرر الحکم : 1979 .
2- غرر الحکم : 2037 .
3- غرر الحکم : 1110 .
4- غرر الحکم : 896 .
5- غرر الحکم : 454 .
6- غرر الحکم : 4654 .
7- غرر الحکم : 8939 .
8- (انظر) باب 1258 حدیث 6227 . عنوان 386 «الغرور» .
9- نهج البلاغة : الخطبة 223 .
10- یونس : 7 و 8 .
11- الکهف : 82 .
12- معانی الأخبار: 200/1.
13- بحار الأنوار: 73/97/82.

اختَبَرَ الدُّنیا کیف یَطمئنُّ ؟!(1)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إن کانتِ الدُّنیا فانیَةً فالطُّمأنینَةُ إلَیها لِماذا ؟! (2)

1241 - التَّحذیرُ مِنَ الرُّکونِ إلَی الدُّنیا

بحار الأنوار : فیما أوصی آدمُ إلی شِیثٍ علیهما السلام : لا تَرکَنُوا إلی الدُّنیا الفانیَةِ ، فإنّی رَکَنتُ إلی الجنّةِ الباقیَةِ فما صَحِبَ (3) لی واُخِْرجْتُ مِنها .(4)

قصص الأنبیاء : فیما أوحی اللَّهُ تعالی إلی موسی علیه السلام: یا موسی ، لا تَرکَن إلی الدُّنیا رُکونَ الظالِمینَ ، ورُکونَ مَنِ اتَّخَذَها اُمّاً وأباً ... واترُکْ مِنَ الدُّنیا ما بِکَ الغِنی عَنهُ .(5)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : جُدَّ بِهِم فَجَدُّوا ، ورَکَنوا إلی الدُّنیا فما استَعَدُّوا ، حتّی اُخِذَ بکَظْمِهِم ، ورَحَلُوا إلی دارِ قَومٍ لَم یَبقَ مِن أکثَرِهِم خبرٌ ولا أثَرٌ ، قَلَّ فی الدُّنیا لَبْثُهُم ، وأعجَلَ بِهِم إلی الآخِرَةِ بَعثُهُم .(6)

1242 - النَّظَرُ إلَی الدُّنیا

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : اُنظُرُوا إلی الدُّنیا نَظَرَ الزاهدِینَ فیها ، فإنّها عَن قلیلٍ تُزیلُ الساکنَ ، وتَفجَعُ المُترَفَ فلا تَغُرَّنّکُم کَثرَةُ ما یُعجِبُکُم فیها لِقلَّةِ ما یَصحَبُکُم مِنها .(7)

عنه علیه السلام : اُنظُروا إلی الدُّنیا نَظَرَ الزاهدِ المُفارِقِ ، فإنّها تُزیلُ الثاویَ الساکِنَ ، وتَفجَعُ المُترَفَ الآمِنَ ، لا یُرجی مِنها ما وَلَّی فأدبَرَ ، ولا یُدری ما هُو آتٍ مِنها فَیُستَنظَرَ .(8)

عنه علیه السلام : اِجعَلِ الدُّنیا شَوکاً ، وانظُرْ أینَ تَضَعُ قَدَمَکَ مِنها ، فإنَّ مَن رَکَنَ إلَیها خَذَلَتهُ ، ومَن أنِسَ فیها أوحَشَتهُ ، ومَن یَرغَبُ فیها أوهَنَتهُ .(9)

عنه علیه السلام : اُنظُرْ إلی الدُّنیا نَظَرَ الزاهدِ المُفارقِ ، ولا تَنظُرْ إلَیها نَظَرَ العاشِقِ الوامِقِ .(10)

عنه علیه السلام : اُنظُروا إلی الدُّنیا نَظَرَ الزاهدینَ

ص :266


1- عیون أخبار الرِّضا : 2/44/158 .
2- بحار الأنوار : 73/88/54 .
3- کذا فی المصدر ، ولعلّ الصحیح : «صَحَّتْ» .
4- بحار الأنوار : 78/452/19 .
5- قصص الأنبیاء : 162/184 .
6- بحار الأنوار: 78/18/76.
7- بحار الأنوار : 78/20/79 .
8- بحار الأنوار : 78/39/16 .
9- بحار الأنوار : 78/22/84 .
10- غرر الحکم : 2386 .

فیها الصارِفینَ عنها ، فإنّها واللَّهِ عمّا قلیلٍ تُزیلُ الثاویَ الساکنَ ، وتَفجَعُ المُترَفَ الآمِنَ .(1)

عنه علیه السلام : اُوصِیکُم بالرَّفضِ لهذِهِ الدُّنیا التارِکَةِ لَکُم ، وإن لَم تُحِبُّوا تَرْکَها ... فلا تَنافَسُوا فی عِزِّ الدُّنیا وفَخرِها ، ولا تَعجَبُوا بزینَتِها ونعیمِها ، ولا تَجزَعوا مِن ضَرَّائها وبُؤسِها، فإنّ عِزَّها وفَخرَها إلی انقِطاعٍ، وإنَ زینَتَها ونعیمَها إلی زوالٍ ، وضَرّاءَها وبُؤسَها إلی نَفادٍ (نفاذٍ) .(2)

1243 - خَطَرُ إیثارِ الدُّنیا

الکتاب :

(فَأَمّا مَنْ طَغی * وَآثَرَ الْحَیاةَ الدُّنْیا * فَإنّ الْجَحِیمَ هِیَ الْمَأوی ) .(3)

(بَل تُؤثِرُونَ الْحَیاةَ الدُّنْیا * والْآخِرَةُ خَیْرٌ وَأبقی ) .(4)

(أُولئکَ الَّذِینَ اشتَرَوُا الْحَیاةَ الدُّنْیا بِالآخِرَةِ فَلا یُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَلا هُمْ یُنْصَرُونَ) .(5)

(وَیَوْمَ یُعْرَضُ الَّذِینَ کَفَرُوا عَلَی النّارِ أذْهَبْتُمْ طَیِّباتِکُمْ فِی حَیاتِکُمُ الدُّنْیا واستَمْتَعْتُمْ بِها فَالْیَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِما کُنتُمْ تَسْتَکبِرُونَ فِی الْأَرْضِ بِغَیْرِ الحَقِّ وَبِمَا کُنتُمْ تَفْسُقُونَ) .(6)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : لا تُؤثِرَنَّ الحیاةَ الدُّنیا علی الآخِرَةِ باللذّاتِ والشَّهَواتِ فإنّهُ تَعالی یقولُ فی کتابهِ : (فَأَمَّا مَنْ طَغی * وَآثَرَ الْحَیاةَ الدُّنْیا * فَإنّ الْجَحِیمَ هِیَ الْمَأوی ) یعنِی الدُّنیا المَلعونَةَ والمَلعونُ ما فیها إلّا ما کانَ للَّهِ ِ .(7)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : مَن عَرَضَتْ لَهُ دنیا وآخِرَةٌ فاختارَ الدُّنیا عَلَی الآخِرَةِ لَقِیَ اللَّهَ عزّوجلّ ولَیسَت لَهُ حَسَنةٌ تُتَّقی بها النارُ ، ومَن أخَذَ الآخرَةَ وتَرَکَ الدُّنیا لَقِیَ اللَّهَ یومَ القیامةِ وهو راضٍ عَنهُ .(8)

کنز العمّال : فی حدیثِ عمرَ : فقُلتُ : اُدعُ اللَّهَ یا رسولَ اللَّهِ أن یُوَسِّعَ علی اُمَّتِکَ ؛ فقد وَسَّعَ علی فارسَ والرُّومِ وهُم لا یَعبُدُونَ اللَّهَ ، فاستَوَی جالِساً ، ثُمّ قالَ : أفِی شَکٍّ أنتَ یابنَ الخطّابِ ؟! اُولئکَ

ص :267


1- غرر الحکم : 2561 .
2- نهج البلاغة : الخطبة 99 .
3- النازعات : 37 - 39 .
4- الأعلی : 16 و 17 .
5- البقرة : 86 .
6- الأحقاف : 20 .
7- مکارم الأخلاق : 2/355/2660 .
8- بحار الأنوار : 76/362/30 .

قومٌ عُجِّلَتْ لَهُم طَیِّباتُهُم فی الحیاةِ الدُّنیا .(1)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن عَبَدَ الدُّنیا وآثَرَها علی الآخرةِ استَوخَمَ العاقِبةَ .(2)

عنه علیه السلام : لا یَترُکُ الناسُ شیئاً مِن أمرِ دینِهِم لاستِصلاحِ دُنیاهُم إلّا فَتَحَ اللَّهُ علَیهِم ما هو أضَرُّ مِنهُ .(3)

عنه علیه السلام : مَن لَم یُبالِ ما رُزِئَ مِن آخِرَتِهِ إذا سَلِمَت لَهُ دُنیاهُ فهو هالِکٌ .(4)

بحار الأنوار عن مروان عن أبی عبداللَّه علیه السلام : قالَ لی علیُّ بنُ الحسینِ علیهما السلام : ما عَرَضَ لی قَطُّ أمرانِ أحدُهُما للدنیا والآخَرُ للآخِرَةِ فآثَرتُ الدُّنیا إلّا رَأیتُ ما أکرَهُ قَبلَ أن اُمسِیَ . ثُمّ قالَ أبو عبدِاللَّهِ علیه السلام لِبَنِی اُمَیّةَ : إنّهم یُؤْثِرُون الدُّنیا علی الآخِرَةِ منذُ ثمانینَ سَنةً ولَیسَ یَرَون شیئاً یَکرَهونَهُ .(5)

لقمانُ علیه السلام - لابنِهِ وهو یَعِظُهُ - : بِعْ دُنیاکَ بِآخِرَتِکَ تَربَحْهُما جمیعاً ، ولا تَبِعْ آخِرَتَکَ بدُنیاکَ تَخْسَرهما جمیعاً .(6)

(7)

1244 - الحَثُّ عَلی إیثارِ الآخِرَةِ

الکتاب :

(فَلْیُقاتِلْ فِی سَبیلِ اللَّهِ الَّذِینَ یَشْرُونَ الْحَیاةَ الدُّنْیا بِالْآخِرَةِ وَمَنْ یُقاتِلْ فِی سَبیلِ اللَّهِ فَیُقْتَلْ أوْ یَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِیهِ أجْراً عَظِیماً) .(8)

الحدیث :

بحار الأنوار عن سُوَید بنِ غَفلَةَ : دَخَلتُ عَلی أمیرِ المُؤمنینَ علیه السلام بعدَما بُویِعَ بالخلافةِ وهو جالِسٌ علی حَصیرٍ صغیرٍ ولَیس فی البیتِ غَیرُهُ ، فقُلتُ : یا أمیرَ المؤمنینَ ، بیدِکَ بیتُ المالِ ولَستُ أری فی بیتِکَ شیئاً ممّا یَحتاجُ إلَیهِ البیتُ ؟! فقالَ علیه السلام : یابنَ غفلةَ ، إنّ اللَّبیبَ لا یَتَأثَّثُ فی دارِ النُّقلَةِ ، ولَنا دارُ أمْنٍ قد نَقَلْنا إلیها خیرَ مَتاعِنا ، وإنّا عن قلیلٍ إلَیها صائرونَ .(9)

ص :268


1- کنز العمّال : 4663 .
2- الخصال : 632/10 .
3- نهج البلاغة: الحکمة 106 .
4- معانی الأخبار : 198/4 .
5- بحار الأنوار : 73/127/125 .
6- بحار الأنوار : 13/422/17 .
7- (انظر) باب 1255 حدیث 6202 و 6203 .
8- النساء : 74 .
9- بحار الأنوار : 70/321/38 .

1245 - النّاسُ عَبیدُ الدُّنیا

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن أحَبَّ الدِّینارَ والدِّرهَمَ فهو عَبدُ الدُّنیا .(1)

عنه علیه السلام : ألَستُم فی مَساکِنِ مَن کانَ قَبلَکُم أطوَلَ أعماراً ، وأبقی آثاراً ، وأبعَدَ آمالاً ، وأعَدَّ عدیداً ، وأکثَفَ (أکثَرَ) جُنوداً ؟! تَعَبَّدُوا للدنیا أیَّ تَعبُّدٍ ، وآثَرُوها أیَّ إیثارٍ ، ثُمّ ظَعَنُوا عنها بغَیرِ زادٍ مُبلِّغٍ ولا ظَهرٍ قاطِعٍ .(2)

عنه علیه السلام : قد خَرقَتِ الشَّهَواتُ عقلَهُ ، وأماتَتِ الدُّنیا قَلبَهُ ، ووَلَهَتْ علَیها نَفسُهُ ، فهو عَبدٌ لها ، ولِمَن فی یَدَیهِ شی ءٌ مِنها ، حیثُما زالَتْ زالَ إلَیها ، وحیثُما أقبَلَتْ أقبَلَ علَیها .(3)

الإمامُ الحسینُ علیه السلام : إنَّ الناسَ عَبیدُ الدُّنیا والدِّینُ لَعقٌ علی ألسِنَتِهِم یَحوطُونَهُ ما دَرَّت مَعائشُهُم ، فإذا مُحِّصُوا بالبلاءِ قَلَّ الدَّیّانُونَ .(4)

بحار الأنوار عن اسحاق بن غالب : قال لی ابو عبد اللَّه علیه السلام : یا إسحاقُ ، کَم تَری أصحابَ هذهِ الآیةِ (إِنْ أُعْطُوا مِنها رَضُوا وإنْ لَم یُعْطَوْا مِنها إذا هُم یَسْخَطونَ)(5)؟ ثُمّ قالَ لی : هُم أکثَرُ مِن ثُلُثَیِ الناسِ !(6)

1246 - صِفاتُ عَبیدِ الدُّنیا

بحار الأنوار عن الإمام علی علیه السلام فی حدیثِ المِعراجِ : قالَ [اللَّه تعالی ] : أهلُ الدُّنیا مَن کَثُرَ أکلُهُ وضِحکُهُ ونَومُهُ وغَضَبُهُ ، قلیلُ الرِّضا ، لا یَعتَذِرُ إلی مَن أساءَ إلَیهِ ، ولا یَقبَلُ مَعذِرَةَ مَنِ اعتَذَرَ إلَیهِ ، کَسْلانُ عِندَ الطاعَةِ ، شُجاعٌ عِندَ المَعصیَةِ ، أمَلُهُ بعیدٌ ، وأجلُهُ قریبٌ ، لا یُحاسِبُ نفسَهُ ، قلیلُ المَنفَعَةِ ، کثیرُ الکلامِ ، قلیلُ الخَوفِ ، کثیرُ الفَرَحِ عِندَ الطَّعامِ .

وإنَّ أهلَ الدُّنیا لا یَشکُرُونَ عِندَ الرَّخاءِ ، ولا یَصبِرُونَ عِندَ البلاءِ ، کثیرُ الناسِ عِندَهُم قلیلٌ ، یَحمَدُونَ أنفسَهُم بما لا یَفعَلونَ ، ویَدَّعونَ بما لَیس لَهُم ، ویَتَکَلَّمونَ بما یَتَمَنَّونَ ، ویَذکُرونَ

ص :269


1- الخصال : 113/91 .
2- نهج البلاغة : الخطبة 111 .
3- نهج البلاغة : الخطبة 109 .
4- تحف العقول : 245 .
5- التوبة : 58 .
6- بحار الأنوار : 73/125/118 .

مَساویَ الناسِ ویُخفُونَ حَسَناتِهِم .

قالَ : یا ربِّ ، هَل یکونُ سِوَی هذا العَیبِ فی أهلِ الدُّنیا ؟ قالَ : یا أحمدُ ، إنَّ عَیبَ أهلِ الدُّنیا کثیرٌ ، فیهِمُ الجَهلُ والحُمقُ ، لا یَتواضَعونَ لِمَن یَتَعَلَّمونَ مِنهُ ، وهُم عِندَ أنفُسِهِم عُقَلاءُ وعِندَ العارِفینَ حُمَقاءُ .(1)

1247 - الدُّنیا سِجنُ المُؤمِنِ

الدُّنیا سِجنُ المُؤمِنِ (2)

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : الدُّنیا سِجنُ المؤمنِ وسَنَتُهُ ، فإذا فارَقَ الدارَ فارَقَ السِّجنَ والسَّنَةَ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : الدُّنیا سِجنُ المؤمنِ وجَنَّةُ الکافِرِ .(4)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : الدُّنیا لا تَصفو لِمُؤمنٍ ، کیفَ وهِی سِجنُهُ وبلاؤهُ ؟!(5)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : الدُّنیا سِجنُ المؤمنِ والقَبرُ حِصنُهُ والجنّةُ مَأواهُ ، والدُّنیا جَنَّةُ الکافِرِ والقبرُ سِجنُهُ والنارُ مَأواهُ .(6)

لقمانُ علیه السلام - لابنِهِ وهو یَعِظُهُ - : اِجعَلِ الدُّنیا سِجنَکَ فتَکونَ الآخِرَةُ جَنَّتَکَ .(7)

(8)

1248 - اللَّهُمَّ لا تَجعَلِ الدُّنیا عَلَیَّ سِجناً

الإمامُ الباقرُ علیه السلام - فی الدُّعاءِ - : أسألُکَ اللّهُمَّ الرَّفاهِیةَ فی مَعیشَتِی ما أبقَیتَنِی ، مَعیشَةً أقوی بها علی طاعَتِکَ وأبلُغُ بها رِضوانَکَ ... ولا تَجعَلِ الدُّنیا عَلَیَّ سِجناً ، ولا تَجعَلْ فِراقَها عَلَیَّ حُزناً .(9)

(10)

1249 - خَطَرُ جَعلِ الدُّنیا أکبَرَ الهُمومِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - کانَ یَدعو دائماً بهذا الدُّعاءِ - : اللّهُمَّ اقسِمْ لَنا مِن خَشیَتِکَ ما یَحولُ بینَنا وبینَ معاصِیکَ ... ولا تَجعَلِ الدُّنیا أکبَرَ هَمِّنا ولا مَبلَغَ عِلمِنا .(11)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : مَن أصبَحَ والدُّنیا أکبَرُ هَمِّهِ فَلَیسَ مِنَ اللَّهِ فی شی ءٍ وألزَمَ قلبَهُ أربَعَ

ص :270


1- بحار الأنوار : 77/23/6 .
2- والمراد من هذه الأخبار أنّ نَفْس المؤمن فی هذه الدّنیا یکون فی السّجن من لذائذ غیر المشروعة ، فلا منافاة بینها وبین ما یأتی فی الباب الآتی .
3- کنز العمّال : 6082 .
4- کنز العمّال : 6081 .
5- کنز العمّال : 6090 .
6- الخصال : 108/74 .
7- بحار الأنوار : 13/428/23 .
8- (انظر) البلاء : باب 416 . السجن : باب 1759 .
9- بحار الأنوار : 97/379/1 .
10- راجع : کتاب الدنیا والآخرة : ص 93 / الدّعاء للرّفاهیة فی المعیشة .
11- بحار الأنوار : 95/361/18 ، و انظر أیضاً : 97/158 ، 231 .

خِصالٍ : هَمّاً لا یَنقَطِعُ عَنهُ أبداً ، وشُغلاً لا یَنفَرِجُ مِنهُ أبداً ، وفَقراً لایَبلُغُ غِناهُ أبداً، وأملاً لایبلُغُ مُنتَهاهُ أبداً .(1)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - مِمّا أوصَی به ابنَهُ الحسنَ علیه السلام - : لا تَکُنِ الدُّنیا أکبَرَ هَمِّکَ .(2)

عنه علیه السلام : مَن کانَتِ الدُّنیا أکبرَ هَمِّهِ طالَ شَقاؤهُ وغَمُّهُ .(3)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن أصبَحَ وأمسی والدُّنیا أکبَرُ هَمِّهِ جَعَلَ اللَّهُ تعالی الفَقرَ بینَ عَینَیهِ وشَتَّتَ أمرَهُ ولم یَنَلْ مِن الدُّنیا إلّا ما قَسَمَ اللَّهُ له ، ومَن أصبَحَ وأمسی والآخرةُ أکبَرُ هَمِّهِ جَعَلَ اللَّهُ تعالی الغِنی فی قلبِهِ وجَمَعَ لَهُ أمرَهُ .(4)

1250 - أعظَمُ النّاسِ قَدراً

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : أعظَمُ الناسِ فِی الدُّنیا خَطَراً مَن لم یَجعَلْ للدنیا عِندَهُ خَطراً .(5)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام - لَمّا سُئلَ : مَن أعظَمُ الناسِ خَطَراً ؟ - : مَن لَم یَرَ الدُّنیا لنفسِهِ خَطراً .(6)

عنه علیه السلام : مَن تَعَزَّی عن الدُّنیا بثَوابِ الآخِرَةِ فقد تَعَزَّی عن حقیرٍ بِخَطیرٍ ، وأعظَمُ مِن ذلکَ مَن عَدَّ فائتَها سلامةً نالَها وغنیمةً اُعینَ علیها .(7)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام - لَمّا سُئلَ: مَن أعظَمُ الناسِ قَدراً ؟ - : مَن لا یَرَی الدُّنیا لنفسِهِ قدراً .(8)

عنه علیه السلام - فی جوابِ نَفسِ السُّؤالِ - : مَن لا یُبالِی فی یَدِ مَن کانتِ الدُّنیا .(9)

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : إنَّ أعظَمَ الناسِ قَدْراً الذی لا یَرَی الدُّنیا لِنَفْسِهِ خَطراً .(10)

1251 - هَوانُ الدُّنیا عَلَی اللَّهِ

الکتاب :

(وَلَوْلا أن یَکونَ النّاسُ أُمَّةً واحِدَةً لَجَعَلْنا لِمَنْ یَکْفُرُ

ص :271


1- تنبیه الخواطر : 1/130 .
2- بحار الأنوار : 42/202/7 .
3- بحار الأنوار:73/81/43.
4- الکافی : 2/319/15 .
5- بحار الأنوار:77/112/2.
6- شرح نهج البلاغة : 6/233 .
7- الأمالی للطوسی : 613/1266 .
8- بحار الأنوار : 78/188/36 .
9- أعلام الدین : 302 .
10- تحف العقول : 389 .

بِالرَّحْمنِ لِبُیُوتِهم سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ وَ مَعَارِجَ عَلَیْهَا یَظْهَرُونَ وَ لِبُیُوتِهِمْ أَبْوَ بًا وَ سُرُرًا عَلَیْهَا یَتَّکُِونَ وَ زُخْرُفًا وَإنْ کُلُّ ذلِکَ لَمّا مَتاعُ الْحَیاةِ الدُّنْیا والْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّکَ لِلْمُتَّقینَ) .(1)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : یقولُ اللَّهُ : لولا عَبدی المؤمنُ لَعَصَّبْتُ رأسَ الکافِرِ بعِصابةٍ مِن جَوهَرٍ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه و آله: إنَّ اللَّهَ تعالی یَحمِی عَبدَهُ المؤمنَ الدُّنیا وهو یُحِبُّهُ کما تَحمُونَ مریضَکُمُ الطَّعامَ والشَّرابَ ، تَخافُونَ علَیهِ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إنَّ مِن هَوانِ الدُّنیا عَلَی اللَّهِ تعالی أنَّ یحیی بنَ زکریّا قَتَلَتهُ امرأةٌ .(4)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : ما مِن شَی ءٍ أبغضَ إلی اللَّهِ تعالی مِن الدُّنیا ، خَلَقَها ثُمَّ عَرَضَها فَلم یَنظُرْ إلَیها ، ولا یَنظُرُ إلیها حَتَّی تَقومَ الساعةُ .(5)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : لو أنّ الدُّنیا کانَت تَعدِلُ عند اللَّهِ عزّوجلّ جَناحَ بَعوضَةٍ ما سَقَی الکافِرَ والفاجرَ مِنها شَربَةً مِن ماءٍ .(6)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : دارُها هانَتْ علی رَبِّها فَخَلَطَ حلالَها بحرامِها ، وخیرَهابشرِّها ، وحیاتَها بمَوتِها ، وحُلوَها بِمُرِّها ، لَم یُصْفِها اللَّهُ تعالی لِأولیائهِ ، ولَم یَضِنَّ بها علی أعدائهِ .(7)

عنه علیه السلام : ما لَها عندَ اللَّهِ عزّوجلّ قَدرٌ ولا وَزنٌ ، ولا خَلَقَ فیما بَلَغَنا خَلْقاً أبغَضَ إلَیهِ مِنها ، ولا نَظَرَ إلَیها مُذ خَلَقَها . ولقد عُرِضَت علی نبیِّنا صلی اللَّه علیه و آله بمَفاتیحِها وخَزائنِها لا یَنقُصُهُ ذلکَ مِن حَظِّهِ مِنَ الآخِرَةِ ، فَأبَی أن یَقبَلَها لِعِلمِهِ أنَّ اللَّهَ عزّوجلّ أبغَضَ شیئاً فَأبغَضَهُ ، وصَغَّرَ شیئاً فَصَغَّرَهُ .(8)

عنه علیه السلام : مِن هَوانِ الدُّنیا علی اللَّهِ أ نّهُ لا یُعصی إلّا فیها ، ولا یُنالُ ما عندَهُ إلّا بتَرکِها .(9)

الإمامُ الحسینُ علیه السلام : إنَّ مِن هَوانِ الدُّنیا علی اللَّه تعالی أنَّ رَأسَ یحیی بنِ زکریّا اُهدِیَ إلی بَغِیٍّ مِن بَغایا بنی إسرائیلَ .(10)

ص :272


1- الزخرف : 33 - 35 .
2- التمحیص : 47/73 .
3- کنز العمّال : 6104 .
4- کنز العمّال : 6133 .
5- بحار الأنوار : 77/80/2 .
6- الأمالی للطوسی : 531/1162 .
7- نهج البلاغة : الخطبة 113 .
8- بحار الأنوار : 73/110/109 .
9- نهج البلاغة : الحکمة 385 .
10- بحار الأنوار : 44/365 .

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : مِن هَوانِ الدُّنیا علی اللَّهِ تعالی أنَّ یحیی بنَ زکریّا اُهدِیَ رأسُهُ إلی بَغِیٍّ فی طَسْتٍ مِن ذَهَبٍ فیهِ تَسلِیةٌ لحُرٍّ فاضِلٍ یری الناقصَ الدَّنیَّ یَظفِرُ من الدُّنیا بالحظِّ السَّنیِّ ، کما أصابَت تلکَ الفاجِرَةُ تِلکَ الَهدِیَّةَ العَظیمةَ .(1)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - فی قولِهِ تعالی: (ولَولَا أن یَکونَ النّاسُ ...) - : لو فَعَلَ لکَفَرَ النّاسُ جمیعاً .(2)

عنه علیه السلام : إنَّه تَبارَکَ وَتَعالی لَم یُبالِ بنَعیمِ الدُّنیا لِعَدوِّهِ ساعةً قَطُّ ... ولَولا ذلکَ ما قالَ اللَّهُ جلَّ وعزّ فی کتابِهِ: (ولَوْلَا أنْ یَکُونَ النّاسُ اُمَّةً واحِدةً لَجَعَلْنا لِمَنْ یَکْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُیُوتِهم سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ . . .) ... ولَولا ذلکَ لَما جاءَ فی الحدیثِ : لَولا أن یَحزَنَ المؤمنُ لَجَعلتُ لِلکافِرِ عِصابةً مِن حدیدٍ لا یُصْدَعُ رأسُهُ أبداً .(3)

عنه علیه السلام : مَرَّ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله بِجَدْیٍ أسَکَّ مُلْقَی عَلی مَزْبَلةٍ مَیِّتاً ، فقالَ لأصحابِهِ : کَم یُساوِی هذا ؟ فقالوا : لَعلّهُ لَو کانَ حَیّاً لَم یُساوِ دِرهَماً ، فَقالَ النبیُّ صلی اللَّه علیه و آله : والذی نَفسِی بیدِهِ! لَلدُّنیا أهوَنُ عَلَی اللَّهِ مِن هذا الجَدْیِ علی أهلِهِ .(4)

1252 - حَقارَةُ الدُّنیا

تنبیه الخواطر عن رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - عِندَما وَقَفَ علی مَزبلةٍ - : هَلُمُّوا إلی الدُّنیا ! وأخَذَ خِرَقاً قد بَلِیَتْ علی تلکَ المَزبلةِ وعِظاماً قد نَخِرَتْ فقالَ : هَذِهِ الدُّنیا .(5)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : فلْتَکُنِ الدُّنیا فی أعیُنِکُم أصغَرَ مِن حُثالَةِ القَرَظِ ، وقُراضَةِ الجَلَمِ (6).(7)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لابن جندب - : یابنَ جُندَبٍ ، إن أحبَبتَ أن تُجاوِرَ الجلیلَ

ص :273


1- تنبیه الخواطر : 1/76 .
2- بحار الأنوار : 73/125/118 .
3- بحار الأنوار : 82/147/32 .
4- بحار الأنوار: 73/55/27.
5- تنبیه الخواطر : 1/128 .
6- الحثالة - بالضمّ - : ما یسقط من قشر الشعیر والأرز والتمر ونحو ذلک ، والقَرَظ - بالتحریک - : ورق السلم یدبغ به الأدیم ، والقُراضة : ما سقط بالقرض، والجَلَم : الّذی یجزّ به الشعر والصوف کالمقصّ (مجمع البحرین : 1/309 و ص 307 و ج 3/1466 و ص 1467).
7- نهج البلاغة: الخطبة32.

فی دارِهِ وتَسکُنَ الفِردَوسَ فی جِوارِهِ فلتَهُنْ علَیکَ الدُّنیا .(1)

1253 - النَّهیُ عَن تَعظیمِ صاحِبِ الدُّنیا

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : مَن عَظَّمَ صاحِبَ دنیا وأحَبَّهُ لِطَمَعِ دُنیاهُ سَخِطَ اللَّهُ علَیهِ .(2)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لا تَضَعوا مَن رَفَعَتهُ التَّقوی ، ولا تَرفَعُوا مَن رَفَعَتهُ الدُّنیا .(3)

نهج البلاغة عن الإمامِ علیٍّ علیه السلام - وقد لَقِیَهُ عِندَ مَسیرِهِ إلی الشامِ دَهاقِینُ الأنبارِ فَتَرَجَّلوا لَهُ واشتَدُّوا بینَ یَدَیهِ - : ما هذا الذی صَنَعتُمُوهُ ؟ ! فقالوا : خُلُقٌ منّا نُعَظِّمُ به اُمَراءَنا ، فقال : واللَّهِ ، ما یَنتَفِعُ بهذا اُمَراؤکُم ، وإنّکُم لَتَشُقُّونَ علی أنفسِکُم فی دُنیاکُم ، وتَشْقَونَ بهِ فی آخِرَتِکُم، وما أخسَرَ المَشَقَّةَ وَراءها العِقابُ ، وأربَحَ الدِّعَةَ مَعَها الأمانُ مِنَ النارِ !(4)

(5)

1254 - اختِلافُ الدُّنیا عَنِ الآخِرَةِ

عیسی علیه السلام : مَثَلُ الدُّنیا والآخِرَةِ کمَثلِ رجُلٍ لَهُ ضَرَّتانٍ : إن أرضی إحداهُما سَخِطَتِ الاُخری .(6)

عنه علیه السلام : لا یَستَقیمُ حُبُّ الدُّنیا والآخِرَةِ فی قَلبِ مؤمنٍ کما لا یَستَقیمُ الماءُ والنارُ فی إناءٍ واحِدٍ .(7)

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إنَّ فی طَلَبِ الدُّنیا إضراراً بالآخِرَةِ، وفی طَلَبِ الآخِرَةِ إضراراً بالدُّنیا، فأضِرُّوا بالدُّنیا فإنّها أحَقُّ بالإضرارِ .(8)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : مَن أحَبَّ دُنیاهُ أضَرَّ بآخرَتِهِ .(9)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنَّ الدُّنیا والآخِرَةَ عَدُوّانِ مُتَفاوِتانِ ، وسَبیلانِ مُختَلِفانِ ، فَمَن أحَبَّ الدُّنیا وتَولَّاها أبغضَ الآخِرَةَ وعاداها ، وهُما بمَنزِلَةِ المَشرِقِ والمَغرِبِ وماشٍ بَینَهُما ، کُلَّما قَرُبَ مِن واحدٍ بَعُدَ مِنَ الآخَرِ ، وهُما بَعدُ ضَرَّتانِ .(10)

ص :274


1- بحار الأنوار : 78/282/1 .
2- بحار الأنوار: 76/360/30.
3- نهج البلاغة : الخطبة 191 .
4- نهج البلاغة: الحکمة 37.
5- (انظر) عنوان 359 «التعظیم» .
6- روضة الواعظین : 490 .
7- تنبیه الخواطر : 1/131 .
8- بحار الأنوار: 73/61/30.
9- بحار الأنوار: 73/81/43.
10- نهج البلاغة : الحکمة 103 .

عنه علیه السلام : مَرارةُ الدُّنیا حَلاوةُ الآخِرَةِ ، وحَلاوَةُ الدُّنیا مَرارَةُ الآخِرَةِ .(1)

عنه علیه السلام : طَلَبُ الجمعِ بینَ الدُّنیا والآخِرةِ مِن خِداعِ النَّفْسِ .(2)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : واللَّهِ ما الدُّنیا والآخِرَةُ إلّا کَکِفَّتَیِ المِیزانِ ، فأیُّهما رَجَحَ ذَهَبَ بالآخَرِ .(3)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إذا صَلَحَ أمرُ دُنیاکَ فاتَّهِمْ دِینَکَ .(4)

(5)

1255 - لَذَّةُ الدُّنیا غُصَّةُ الآخِرَةِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : الفَقرُ فَقرانِ : فَقرُ الدُّنیا وفَقرُ الآخرةِ ، ففَقرُ الدُّنیا غِنَی الآخرةِ ، وغِنَی الدُّنیا فَقرُ الآخرةِ ، وذلکَ الهلاکُ .(6)

الإمامُ الصّادقُ عن آبائه علیهم السلام : اُتِیَ [ رسول اللَّه صلی اللَّه علیه و آله ] بخَبیصٍ فَأبَی أن یَأکُلَهُ ، فقیلَ : أتُحَرِّمُهُ ؟ قال : لا ، ولکنّی أکرَهُ أن تَتُوقَ إلَیهِ نَفسی . ثُمّ تلا الآیةَ : (أذْهَبْتُم طَیِّباتِکُم فی حَیاتِکُمُ الدّنیا وَ اسْتَمْتَعْتُم بِهَا فَالْیَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا کُنتُمْ تَسْتَکْبِرُونَ فِی الْأَرْضِ بِغَیْرِ الْحَقِ ّ وَ بِمَا کُنتُمْ تَفْسُقُونَ)(7).(8)

مجمع البیان عن عمرَ بنِ الخطّابِ : استَأذَنتُ علی رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله فَدَخَلتُ عَلیهِ فی مَشرَبةِ اُمِّ إبراهیمَ ، وإنّهُ لَمُضطَجِعٌ علی خَصْفَةٍ وإنّ بَعضَهُ علی التُّرابِ وتَحتَ رأسِهِ وِسادةٌ مَحشُوَّةٌ لِیفاً ، فسَلَّمتُ علَیهِ ثُمَّ جَلَستُ فقُلتُ : یا رسولَ اللَّهِ ، أنتَ نبیُّ اللَّهِ وصَفوتُهُ وخِیَرَتُهُ من خَلقِهِ ، وکِسری وقیصرُ علی سُرُرِ الذَّهبِ وفُرُشِ الدِّیباجِ والحریرِ ؟! فقالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : اُولئکَ قومٌ عُجِّلَت طَیِّباتُهُم وهِی وَشیکَةُ الانقِطاعِ ، وإنّما اُخِّرَت لنا طَیِّباتُنا .(9)

المناقب لابن شهر آشوب : رَأی النبیُّ صلی اللَّه علیه و آله فاطمةَ علیها السلام وعلَیها کِساءٌ مِن أجلّةِ الإبلِ وهی تَطحَنُ بِیدَیها وتُرضِعُ ولدَها ،

ص :275


1- نهج البلاغة : الحکمة 251 .
2- غرر الحکم : 5995 .
3- الخصال : 64/95 .
4- تحف العقول : 359 .
5- (انظر) المحبّة (حبّ اللَّه) : باب 680 . الآخرة : باب 30 .
6- بحار الأنوار : 72/47/57 .
7- الأحقاف : 20 .
8- المحاسن : 2/177/1501 .
9- مجمع البیان : 9/133 .

فَدَمَعَتْ عَینا رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله فقالَ : یا بِنتاهُ ، تَعجَّلی مَرارَةَ الدُّنیا بحَلاوَةِ الآخرةِ ، فقالَت : یا رسولِ اللَّهِ ، الحَمدُ للَّهِ ِ علی نَعمائهِ والشکرُ للَّهِ ِ علی آلَائهِ ، فأنزَلَ اللَّهُ : (ولَسَوْفَ یُعطِیکَ رَبُّکَ فَتَرْضی )(1).(2)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ما التَذَّ أحدٌ مِنَ الدُّنیا لَذَّةً إلّا کانتْ لَهُ یومَ القیامةِ غُصّةً .(3)

عنه علیه السلام : ثَروَةُ الدُّنیا فَقرُ الآخِرَةِ .(4)

عنه علیه السلام : کُلَّما فاتَکَ مِنَ الدُّنیا شَی ءٌ فهُو غَنیمَةٌ .(5)

عنه علیه السلام : مَرارَةُ الدُّنیا حَلاوَةُ الآخِرَةِ .(6)

عنه علیه السلام : مَن طَلَبَ مِن الدُّنیا شیئاً فاتَهُ مِن الآخرةِ أکثرُ مِمّا طَلَبَ .(7)

عنه علیه السلام : مَن مَلَکَ مِن الدُّنیا شیئاً فاتَهُ مِن الآخرةِ أکثَرُ مِمّا مَلَکَ .(8)

عنه علیه السلام : ما زادَ فی الدُّنیا نَقَصَ فی الآخِرَةِ ، ما نَقَصَ فی الدُّنیا زادَ فی الآخِرَةِ .(9)

عنه علیه السلام : أغنَی الناسِ فی الآخرةِ أفقَرُهم فی الدُّنیا ، أوفَرُ الناس حظّاً مِنَ الآخرةِ أقَلُّهُم حظّاً مِن الدُّنیا .(10)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنّا لَنُحِبُّ الدُّنیا ، وأن لانُؤتاها خیرٌ لنا مِن أن نُؤتاها ، وما اُوتِیَ ابنُ آدَمَ مِنها شیئاً إلّا نَقَصَ حَظُّهُ مِنَ الآخِرَةِ .(11)

عنه علیه السلام : آخِرُ نبیٍّ یَدخُلُ الجنّةَ سُلیمانُ بنُ داوود علیه السلام ، وذلک لِما اُعطِیَ فی الدُّنیا .(12)

عنه علیه السلام : مَن اُعطِیَ فی هذهِ الدُّنیا شیئاً کثیراً ثُمّ دَخَلَ الجنَّةَ کانَ أقَلَّ لِحَظِّهِ فیها .(13)

1256 - اجتِماعُ الدُّنیا وَالآخِرَةِ

الکتاب :

(فَآتاهُمُ اللَّهُ ثَوابَ الدُّنْیا وَحُسْنَ ثَوابِ الْآخِرَةِ واللَّهُ یُحِبُّ الْمُحْسِنِینَ) .(14)

(مَنْ کانَ یُرِیدُ ثَوابَ الدُّنْیا فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوابُ الدُّنْیا والْآخِرَةِ وَکانَ اللَّهُ سَمِیعَاً بَصِیراً) .(15)

ص :276


1- الضحی : 5 .
2- المناقب لابن شهر آشوب : 3/342 . انظر أیضاً ص 343 .
3- غرر الحکم : 9618 .
4- غرر الحکم : 4705 .
5- غرر الحکم : 7207 .
6- غرر الحکم : 9793 .
7- غرر الحکم : 8895 .
8- غرر الحکم : 8908 .
9- غرر الحکم : (9619 - 9620) .
10- غرر الحکم : 3221 - 3222 .
11- بحارالأنوار : 73/81/44 .
12- بحارالأنوار : 14/74/16 .
13- بحارالأنوار : 72/67/25.
14- آل عمران : 148 .
15- النساء : 134 .

(لِلَّذِینَ أحْسَنُوا الْحُسْنی وَزیادَة وَلَا یَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئکَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِیهَا خَالِدُونَ) .(1)

(مَنْ عَمِلَ صالِحَاً مِنْ ذَکَرٍ أوْ أُنْثی وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْییَنَّهُ حَیاةً طَیِّبَةً وَلَنَجزِیَنَّهُمْ أجْرَهُمْ بأَحْسَنِ ما کانُوا یَعْمَلُونَ) .(2)

(وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَیَعْقُوبَ وَجَعَلْنا فِی ذُرِّیَّتِهِ النُبُوَّةَ والْکِتابَ وَآتَیْناه أجْرَهُ فِی الدُّنْیا وَإنّهُ فی الْآخِرَةِ لَمِنَ الصّالِحِینَ) .(3)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : ثلاثٌ ثوابُهُنَّ فی الدُّنیا والآخرةِ : الحَجُّ یَنفِی الفقرَ ، والصَّدقةُ تَدفَعُ البَلیّةَ ، وصِلَةُ الرَّحِمِ تَزیدُ فی العُمرِ .(4)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الحَرثُ حَرثانِ : فحَرثُ الدُّنیا المالُ والبَنونُ، وحَرثُ الآخرةِ الباقیاتُ الصالحاتُ ، وقد یَجمَعُهُم اللَّهُ عزّوجلّ لأقوامٍ .(5)

عنه علیه السلام : اِعلَموا عبادَ اللَّهِ أنَّ المتّقینَ ذَهَبوا بعاجِلِ الدُّنیا وآجِلِ الآخرةِ ، فشارَکوا أهلَ الدُّنیا فی دُنیاهُم ، ولَم یُشارِکُوا أهلَ الدُّنیا فی آخِرَتِهِم ، سَکَنُوا الدُّنیا بأفضَلِ ما سُکِنَتْ ، وأکَلُوها بأفضَلِ ما اُکِلَتْ فَحَظُوا مِن الدُّنیا بماحَظِیَ بهِ المُترَفُونَ ، وأخَذُوا منها ما أخَذَهُ الجَبابرةُ المُتَکبِّرونَ ، ثُمَّ انقَلَبُوا عنها بالزادِ المُبَلِّغ والمَتجَرِ الرابحِ (المُربحِ) ، أصابوا لذّةَ زُهدِ الدُّنیا فی دُنیاهُم ، وتَیقّنوا أ نّهُم جِیرانُ اللَّهِ غداً فی آخِرَتِهِم ، لا تُرَدُّ لَهُم دَعوَةٌ ، ولا یُنقَصُ لَهُم نصیبٌ مِن لَذَّةٍ(6).(7)

عنه علیه السلام : إن جَعَلتَ دِینَکَ تَبَعاً لدُنیاکَ أهلَکتَ دینَکَ ودُنیاکَ وکُنتَ فی الآخرةِ مِن الخاسِرینَ ، إن جَعَلتَ دُنیاکَ تَبَعاً لِدینِکَ أحرَزْتَ دِینَکَ ودُنیاکَ وکُنتَ فی الآخرةِ مِن الفائزینَ.(8)

ص :277


1- یونس : 26 .
2- النحل : 97 .
3- العنکبوت : 27 .
4- تحف العقول : 7 .
5- تاریخ دمشق : 42/503 .
6- نهج البلاغة : الکتاب 27 .
7- رواه قبل الرضیِّ : 1 - إبراهیم بن هلال الثقفیّ فی کتاب «الغارات» : 1/235 . 2 - ابن شعبة فی «تحف العقول» : 178 . ورواه بعد الرضیّ : 3 - الشیخ المفید فی «الأمالی» : 263 . 4 - شیخ الطائفة فی «الأمالی» : 26/31 . 5 - الطبری فی «بشارة المصطفی» : 44 . وکلّ هؤلاء رووه بأسانید ذکروها فی کتبهم . اُنظر مصادر نهج البلاغة وأسانیده تألیف عبد الزهراء :3/265 .
8- غرر الحکم : 3750 - 3751 .

عنه علیه السلام : علَیکُم بتَقوی اللَّهِ فإنّها تَجمَعُ الخیرَ ولا خیرَ غَیرُها، ویُدرَکُ بها مِنَ الخیرِ ما لایُدرَکُ بغَیرِها مِن خیرِ الدُّنیا وخیرِ الآخرةِ ، قالَ اللَّهُ عزّوجلّ : (وقیلَ لِلّذِینَ اتَّقَوْا ماذا أَنْزَلَ رَبُّکُمْ قَالُوا خَیراً لِلَّذِینَ أحْسَنُوا فی هَذِهِ الدُّنیا حَسَنَةٌ ولَدارُ الآخِرَةِ خیرٌ ولَنِعْمَ دارُ المتّقینَ)(1).(2)

عنه علیه السلام - فی قولِهِ تعالی : (وآتَیْناهُ أجرَهُ فی الدُّنیا وإِنَّهُ فی الآخِرَةِ لَمِنَ الصّالِحینَ) - : فَمَن عَمِلَ للَّهِ ِ تعالی أعطاهُ أجرَهُ فی الدُّنیا والآخرةِ، وکَفاهُ المُهِمَّ فیهِما .(3)

عنه علیه السلام - فی قولهِ تعالی : (للَّذِینَ أحْسَنُوا الحُسْنی وزیادةٌ) - : الحُسنی هی الجَنَّةُ ، والزیادةُ هی الدُّنیا .(4)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام - أیضاً فی الآیة - : أمّا الحُسنی فالجَنَّةُ ، وأمّا الزیادةُ فالدُّنیا ، ما أعطاهُم اللَّهُ فی الدُّنیا لَم یُحاسِبْهُم بهِ فی الآخرةِ ویَجمَعُ لَهُم ثوابَ الدُّنیا والآخرةِ .(5)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لَمّا سُئلَ عن قولِهِ تَعالی : (لِیَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُم)(6)مَنافِعُ الدُّنیا أو مَنافِعُ الآخرةِ ؟ - : الکُلُّ .(7)

1257 - اهتِمامُ المُؤمِنِ بِالدُّنیا وَالآخِرَةِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : أعظَمُ الناسِ هَمّاً المؤمنُ یَهتَمُّ بِأمرِ دُنیاهُ وأمرِ آخِرَتِهِ .(8)

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : إجعَلوا لِأنفُسِکُم حظّاً مِن الدُّنیا بِإعطائها ما تَشتَهی مِن الحلالِ وما لا یَثلِمُ المُروّةَ وما لا سَرَفَ فیهِ ، واستَعِینوا بذلکَ علی اُمورِ الدِّینِ ، فإنّهُ رُوِیَ : لیسَ مِنّا مَن تَرَکَ دُنیاهُ لدِینِهِ ، أو تَرَکَ دِینَهُ لِدُنیاهُ .(9)

لقمانُ علیه السلام - لابنِهِ وهو یَعِظُهُ - : یا بُنَیَّ ، لا تَدخُلْ فی الدُّنیا دُخولاً یَضُرُّ بآخِرَتِکَ ، ولا تَترُکْها تَرْکاً تکونُ کَلّاً عَلَی الناسِ.(10)

1258 - مَثَلُ الدُّنیا

الکتاب :

(إِنَّما مَثَلُ الْحَیاةِ الدُّنْیا کَماءٍ أنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ

ص :278


1- النحل : 30 .
2- الأمالی للطوسی : 25/31 .
3- الأمالی للمفید : 262/3 .
4- الأمالی للطوسی : 26/31 .
5- المناقب لابن شهر آشوب : 3/342 .
6- الحجّ : 28 .
7- الکافی : 4/422/1 .
8- کنز العمّال : 702 .
9- بحار الأنوار : 78/321/18 .
10- بحار الأنوار : 73/124/112 .

فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْض) .(1)

(وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَیاةِ الدُّنْیا کَماءٍ أَنزَلناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِیماً تَذْرُوهُ الرّیاحُ وَکانَ اللَّهُ عَلی کُلِّ شَی ءٍ مُقْتَدِراً) .(2)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : هذهِ الدُّنیا مِثلُ ثَوبٍ شُقَّ مِن أوّلِهِ إلی آخِرِهِ ، فَیَبقی مُتَعَلِّقاً بخَیطٍ فی آخِرِهِ یوشِکُ ذلکَ الخَیطُ أن یَنقَطِعَ .(3)

تنبیه الخواطر : قالَ بعضُهُم : کنتُ مَع رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله فَرَأیتُهُ یَدفَعُ عن نَفسِهِ شیئاً ، فقُلتُ : یا رسولَ اللَّهِ صلّی اللَّه علیک وآلِک ، ما الذی تَدفَعُ عَن نَفسِکَ؟ قالَ : هذهِ الدُّنیا مُثِّلَتْ لِی فقُلتُ لها : إلَیکِ عَنّی ، فَرَجَعَت فقالَت : إنّکَ إن فَلَتَّ منّی لم یَفلِتْ عنّی مَن بَعدَکَ .(4)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنّما مَثَلُ الدُّنیا مَثَلُ الحَیَّةِ ؛ لَیِّنٌ مَسُّها ، شدیدٌ نَهشُها ، فَأعرِضْ عمّا یُعجِبُکَ مِنها لِقِلَّةِ ما یَصحَبُکَ مِنها ، وکُن أسَرَّ ما تکونُ فیها أحذَرَ ماتکونُ لَها ، فإنَّ صاحِبَها کُلّما اطمَأنَّ مِنها إلی سُرورٍ أشخَصَهُ مِنها إلی مَکروهٍ .(5)

عنه علیه السلام : إنّما الدُّنیا کالسُّمِّ یأکُلُهُ مَن لا یَعرِفُهُ .(6)

عنه علیه السلام : إنّما الدُّنیا شَرَکٌ وَقَعَ فیه مَن لا یَعرِفُهُ .(7)

عنه علیه السلام : مَثَلُ الدُّنیا کَظِلِّکَ ؛ إن وَقَفتَ وَقَفَ ، وإن طَلَبتَهُ بَعُدَ .(8)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : لمّا تَجَهَّزَ الحسینُ علیه السلام إلی الکوفةِ أتاهُ ابنُ عبّاسٍ فناشَدَهُ اللَّهَ والرَّحِمَ أن یکونَ هُوَ المَقتولَ بالطَّفِّ ، فقالَ علیه السلام : أنا أعرَفُ بمَصرَعِی مِنکَ ، وما وُکْدِی مِن الدُّنیا إلّا فِراقُها ، ألَا اُخبِرُکَ یابنَ عبّاسٍ بحدیثِ أمیرِ المؤمنینَ علیه السلام والدُّنیا ؟ ...

حَدَّثَنی أمیرُ المؤمنینَ صلواتُ اللَّهِ عَلیهِ : إنّی کنتُ بِفَدَکَ فی بعضِ حِیطانِها ، وقد صارَت لفاطمةَ علیها السلام قالَ : فإذا أنا بامرأةٍ قد قَحَمَتْ عَلَیَّ وفی

ص :279


1- یونس : 24 .
2- الکهف : 45 .
3- تنبیه الخواطر : 1/148 .
4- تنبیه الخواطر : 1/128 .
5- بحار الأنوار : 73/105/101 .
6- بحار الأنوار : 73/88/56 .
7- غرر الحکم : 3865 .
8- غرر الحکم : 9818 .

یَدی مِسْحاةٌ وأنا أعمَلُ بها ، فلمّا نَظَرتُ إلَیها طارَ قلبی مِمّا تَداخَلَنِی مِن جَمالِها فَشَبَّهتُها ببُثَینَةَ بنتِ عامرٍ الجُمَحیِّ ، وکانت مِن أجمَلِ نِساءِ قُرَیشٍ ، فقالَت : یابنَ أبی طالبٍ ، هل لَکَ أن تَتَزَوَّجَ بی فَاُغنِیَکَ عن هذهِ المِسْحاةِ ، وأدُلَّکَ علی خزائنِ الأرضِ فیکونَ لَکَ المُلکُ ما بَقیتَ ولِعَقِبِکَ مِن بعدِکَ ؟

فقالَ لَها علیه السلام : مَن أنتِ حتّی أخطُبَکِ مِن أهلِکِ ؟ فقالَت : أنا الدُّنیا . قالَ : قلتُ لَها : فارجِعِی واطلُبِی زَوجاً غَیرِی وأقبَلْتُ علی مِسْحاتِی وأنشأتُ أقولُ :

لقد خابَ مَن غَرَّتْهُ دُنیا دنیّةٌ***وما هی إن غَرَّتْ قُروناً بنائلِ

أتَتْنا عَلی زِیِّ العزیزِ بُثَینةٌ***وزِینتُها فی مِثل تلکَ الشَّمائلِ

فَقلتُ لها: غُرّی سِوایَ، فَإنَّنی ***عَزوفٌ عنِ الدُّنیا ولَستُ بجاهلِ

وما أنا والدُّنیا؟! فإنّ محمّداً***اُحِلَّ صریعاً بینَ تلکَ الجَنادِلِ

وَهَبْها أتَتْنِی بالکُنُوزِ ودُرِّها***وأموالِ قارونَ وملکِ القبائلِ

ألَیسَ جمیعاً للفَناءِ مَصیرُها***ویَطلُبُ مِن خُزّانِها بالطوائلِ

فَغُرّی سِوای، إنَّنِی غیرُ راغبٍ ***بما فیکِ مِنْ مُلکٍ وعِزٍّ ونائلِ

فقد قَنَعَتْ نَفسی بما قد رُزِقتُهُ ***فَشَأنُکِ یا دُنیا وأهْلُ الغَوائلِ

فَإنِّی أخَافُ اللَّهَ یومَ لِقائهِ ***وأخْشَی عذاباً دائماً غیرَ زائلِ (1).(2)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام: الدُّنیا بِمَنزِلَةِ صُورةٍ رأسُها الکِبرُ ، وعَینُها الحِرصُ ، واُذُنُها الطَّمَعُ ، ولِسانُها الرِّیاءُ ، ویَدُها الشَّهوَةُ ، ورِجلُها العُجبُ ، وقَلبُها الغَفلَةُ ، ولَونُها الفَناءُ ، وحاصِلُها الزَّوالُ .(3)

ص :280


1- بحار الأنوار : 75/362/77 .
2- وفی نهج الکیدریّ عند شرح قول أمیر المؤمنین علیه السلام لهمّام فی وصف المتّقین : أرادَتهُمُ الدُّنیا ولم یُرِیدُوها. نهج البلاغة : الخطبة 193 وفیها «أرادتهم الدُّنیا فلم یریدوها» . قالَ : مِن مُکاشَفاتِ أمیر المؤمنین علیه السلام ما رواهُ الصّادق عن آبائه علیهم السلام : - وساق الحدیث قریباً ممّا مرّ - ثمّ قال : فهذا معنی قوله علیه السلام : أرادَتهُمُ الدُّنیا ولم یُرِیدُوها . بحار الأنوار : 73/83/47 .
3- بحار الأنوار : 73/105/100 .

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : مَثَلُ الدُّنیا مَثَلُ الحَیّةِ ؛ مَسُّها لَیِّنٌ وفی جَوفِها السُّمُّ القاتِلُ ، یَحذَرُها الرِّجالُ ذَوُو العُقولِ ، ویَهوِی إلَیها الصِّبیانُ بأیدیهِم .(1)

عنه علیه السلام : مَثَلُ الدُّنیا مَثَلُ ماءِ البحرِ ؛ کُلَّما شَرِبَ مِنهُ العَطشانُ ازدادَ عَطَشاً حتّی یَقتُلَهُ .(2)

عنه علیه السلام : تَمَثَّلَتِ الدُّنیا للمسیحِ علیه السلام فی صُورةِ امرأةٍ زَرْقاءَ ، فقالَ لَها : کَم تَزَوَّجتِ؟ فقالَت : کثیراً ، قالَ : فَکُلٌّ طَلَّقَکِ؟ قالَت : لا ، بَل کُلّاً قَتَلتُ ، قالَ المسیحُ علیه السلام : فَوَیحٌ لأزواجِکِ الباقینَ ، کیفَ لا یَعتَبِروُنَ بالماضینَ ؟ !(3)

1259 - مَثَلُ أهلِ الدُّنیا

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إنّما مَثَلُ صاحبِ الدُّنیا کَمَثَلِ الماشِی فی الماءِ ، هل یَستَطیعُ أن یَمشِی فی الماءِ ، إلّا وتَبتَلُّ قَدَماهُ ؟!(4)

بحار الأنوار : قیلَ للنبیِّ صلی اللَّه علیه و آله: کیف یکونُ الرجلُ فی الدُّنیا ؟ قالَ : کما تَمُرُّ القافِلةُ . قیلَ : فکَمِ القَرارُ فیها ؟ قالَ : کَقَدْرِ المُتَخلِّفِ عَنِ القافِلَةِ . قیلَ : فکَم ما بینَ الدُّنیا والآخرةِ ؟ قالَ : غَمْضَةُ عَینٍ ، قالَ اللَّهُ عزّوجلّ : (کأَنَّهم یَومَ یَرَوْنَ ما یُوعَدُونَ لم یَلْبَثُوا إلّا سَاعةً مِن نَهارٍ)(5).(6)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنّ أهلَ الدُّنیا کَرَکْبٍ ، بَیْنا هُم حَلُّوا إذ صاحَ سائقُهُم فارتَحَلُوا .(7)

عنه علیه السلام : أهلُ الدُّنیا کَرَکْبٍ یُسارُ بهم وهُم نِیامٌ .(8)

عنه علیه السلام : إنّما مَثَلُکُم ومَثَلُها کَسَفَرٍ سَلَکُوا سبیلاً فکأ نّهُم قد قَطَعُوهُ ، وأمُّوا عَلَماً فَکَأ نَّهُم قد بَلَغُوهُ .(9)

عنه علیه السلام : إنّ الدُّنیا لَیسَت بدارِ قَرارٍ ولا مَحَلِّ إقامةٍ ، إنّما أنتُم فیها کَرَکْبٍ عَرَّسُوا وارتاحُوا ، ثُمّ استَقَلُّوا فَغَدَوا وراحُوا ، دَخَلُوها خِفافاً وارتَحَلُوا عَنها ثِقالاً ، فلم یَجِدوا عنها نُزُوعاً ، ولا إلی ما تَرَکوا بها رُجوعاً .(10)

ص :281


1- بحار الأنوار : 78/311/1 .
2- تحف العقول : 396 .
3- بحارالأنوار: 78/311/1.
4- تنبیه الخواطر : 1/148 .
5- الأحقاف: 35.
6- بحار الأنوار: 73/122/110.
7- بحار الأنوار : 78/13/71 .
8- نهج البلاغة: الحکمة 64.
9- نهج البلاغة : الخطبة 99 .
10- بحار الأنوار: 78/18/76.

عنه علیه السلام : إیّاک أن تَغتَرَّ بما تَری مِن إخلادِ أهلِها إلَیها وتَکالُبِهِم علَیها ، فإنّهم کِلابٌ عاوِیَةٌ ، وسِباعٌ ضارِیَةٌ ، یَهِرٌّ بَعضُها عَلی بَعضٍ ، یأکُلُ عَزیزُها ذَلیلَها ، ویَقهَرُ کبیرُها صغیرَها ، نَعَمٌ مُعقَّلَةٌ ، واُخری مُهمَلَةٌ ، قد أضَلَّتْ عُقولَها ورَکِبَتْ مجهولَها .(1)

عنه علیه السلام : أقبَلوا علی جِیفَةٍ قد افتَضَحُوا بأکْلِها ، واصطَلَحُوا علی حُبِّها .(2)

عنه علیه السلام : أوَّلُهُم قائدٌ لآخِرِهم ، وآخِرُهُم مُقتَدٍ بِأوَّلِهِم ، یَتَنافَسُونَ فی دنیا دَنیّةٍ ، ویَتَکالَبونَ علی جِیفَةٍ مُرِیحَةٍ .(3)

1260 - مَثَلُ الإنسانِ وَالدُّنیا

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : ما لِی والدنیا ؟! إنّما مَثَلِی ومَثَلُ الدُّنیا کَمَثَلِ راکبٍ مَرَّ لِلقَیلولَةِ فی ظِلِّ شَجرَةٍ فی یَومٍ صَیفٍ ثُمّ راحَ وتَرَکَها .(4)

بحار الأنوار : دَخَلَ عمرُ علی رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله وهو علی حصیرٍ قد أثَّرَ فی جَنبِهِ فقال : یا نَبِیَّ اللَّهِ ، لَوِ اتَّخَذتَ فِراشاً أوثَرَ مِنهُ ! فقالَ: ما لِی وللدنیا ؟! ما مَثَلِی ومَثَلُ الدُّنیا إلّا کراکبٍ سارَ فی یومٍ صائفٍ فاستَظَلَّ تحتَ شَجَرةٍ ساعةً مِن نهارٍ ثُمّ راحَ وتَرَکَها .(5)

1261 - مَثَلُ مَن خَبَرَ الدُّنیا

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنّما مَثَلُ مَن خَبَرَ الدُّنیا کَمَثَلِ قومٍ سَفْرٍ نَبا بِهِم مَنزِلٌ جَدیبٌ فَأمُّوا مَنزِلاً خَصیباً وجَناباً مَرِیعاً، فاحتَمَلُوا وَعْثاءَ الطریقِ ، وفِراقَ الصدیقِ ، وخُشُونةَ السَّفَرِ ، وجُشوبَةَ المَطعَمِ ، لِیَأتُوا سَعَةَ دارِهِم ومَنزِلَ قَرارِهِم .(6)

1262 - الدُّنیا دارُ مَتاعٍ

الکتاب :

(قُلْ مَتاعُ الدُّنْیا قَلِیلٌ والْآخِرَةُ خَیْرٌ لِمَنِ اتَّقی وَلا تُظْلَمُونَ فَتِیلاً) .(7)

(اللَّهُ یَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن یَشَاءُ وَیَقْدِرُ وفَرِحُوا بِالْحَیاةِ

ص :282


1- بحار الأنوار: 73/123/111.
2- نهج البلاغة : الخطبة 109 .
3- نهج البلاغة: الخطبة151.
4- بحار الأنوار: 73/119/110.
5- بحار الأنوار : 73/123/112 .
6- نهج البلاغة: الکتاب 31.
7- النساء : 77 .

الدُّنْیا وَما الْحَیاةُ الدُّنْیا فِی الْآخِرَةِ إلّا مَتاعٌ) .(1)

(وَما اُوتِیتُمْ مِنْ شَیْ ءٍ فَمَتاعُ الْحَیاةِ الدُّنْیا وَزینَتُها وَمَا عِندَ اللَّهِ خَیْرٌ وَأَبقَی أفَلَا تَعْقِلُونَ) .(2)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : ما الدُّنیا فی الآخِرَةِ إلّا مِثلُ ما یَجعَلُ أحدُکُم إصبَعَهُ فی الیَمِّ فلیَنظُرْ بِمَ یَرجِعُ .(3)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : هَل هی إلّا کَلَعقَةِ الآکِلِ ، ومَذقَةِ الشارِبِ ، وخَفقَةِ الوَسْنانِ ؟!(4)

عنه علیه السلام : هَوِّنْ علَیکَ ، فإنّ الأمرَ قریبٌ ، والاِصطِحابَ قلیلٌ ، والمُقامَ یَسیرٌ .(5)

عنه علیه السلام : کُلُّ فانٍ یَسیرٌ .(6)

عنه علیه السلام : الدُّنیا مُنتَقِلَةٌ فانیةٌ ، إن بَقِیَتْ لَکَ لَم تَبقَ لَها .(7)

1263 - الدُّنیا قَنطَرَةٌ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : کُن فی الدُّنیا کَأنّکَ غریبٌ ، أو کأنّکَ عابِرُ سَبیلٍ ، وعُدَّ نفسَکَ فی أصحابِ القُبورِ .(8)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : عَجِبتُ لعامِرِ الدُّنیا دارِ الفَناءِ وهو نازِلٌ دارَ البقاءِ !(9)

عنه علیه السلام : کُونُوا کالسابِقینَ قَبلَکُم والماضینَ أمامَکُم ، قَوَّضُوا مِنَ الدُّنیا تَقویضَ الراحلِ ، وطَوَوْها طَیَّ المَنازِلِ .(10)

عنه علیه السلام - فی مُناجاتِهِ - : إلهی کیفَ یُنتَهَجُ فی دارٍ حُفِرَتْ لَنا فیها حَفائرُ صَرعَتِها ... إلهی فإلیکَ نَلتَجئُ مِن مکائدِ خُدعَتِها ، وبکَ نَستَعینُ علی عُبورِ قَنطَرَتِها .(11)

عیسی علیه السلام : إنّما الدُّنیا قَنطَرةٌ ، فاعبُرُوها ولا تَعمُروها .(12)

1264 - الدُّنیا دارُ مَمَرٍّ

الکتاب :

(یا قَوْمِ إنَّما هذِهِ الْحَیاةُ الدُّنْیا مَتاعٌ وَإنَّ الْآخِرَةَ هِیَ

ص :283


1- الرعد : 26 .
2- القصص : 60 .
3- بحار الأنوار : 73/119/110 .
4- تنبیه الخواطر : 2/41 .
5- غرر الحکم : 10039 .
6- غرر الحکم : 6838 .
7- غرر الحکم : 1802 .
8- الأمالی للطوسی : 381/819 .
9- بحار الأنوار : 78/94/107 .
10- نهج البلاغة : الخطبة 176 .
11- بحار الأنوار : 94/104/14 .
12- الخصال : 65/95 .

دارُ الْقَرارِ) .(1)

الحدیث :

تنبیه الخواطر : رُوِیَ أنّ جَبرئیلَ علیه السلام قالَ لِنوحٍ علیه السلام : یا أطوَلَ الأنبیاءِ عُمراً ، کیفَ وَجَدتَ الدُّنیا؟ قال : کَدارٍ لَها بابانِ دَخَلتُ مِن أحَدِهما وخَرَجتُ مِنَ الآخَرِ .(2)

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : الدُّنیا دارُ مَن لا دارَ لَهُ ، ومالُ مَن لا مالَ لَهُ ، لها یَجمَعُ مَن لا عَقلَ له ، وعلَیها یُعادِی مَن لا عِلمَ لَهُ ، وعلَیها یَحسُدُ مَن لا ثِقَةَ لَهُ ، ولَها یَسعی مَن لا یقینَ لَهُ .(3)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أیّها الناسُ ، إنّما الدُّنیا دارُ مَجازٍ والآخِرةُ دارُ قَرارٍ ، فخُذوا مِن مَمَرِّکُم لِمَقَرِّکُم .(4)

عنه علیه السلام : الدُّنیا دارُ مَمَرٍّ لا دارُ مَقَرٍّ ، والناسُ فیها رجُلانِ : رجلٌ باعَ فیها نفسَهُ فأوبَقَها ، ورَجُلٌ ابتاعَ نفسَهُ فَأعتَقَها .(5)

عنه علیه السلام - فیما أوصی بهِ ابنَهُ الحسنَ علیه السلام - : إعلَمْ یا بُنَیَّ أنَّکَ إنَّما خُلِقتَ لِلآخرةِ لا لِلدنیا ، وللفَناءِ لا للبقاءِ ، وللمَوتِ لا للحیاةِ ، وأنّکَ فی قُلْعةٍ ودارِ بُلْغَةٍ وطریقٍ إلی الآخرةِ .(6)

عیسی علیه السلام : مَن ذا الذی یَبنِی علی مَوجِ البحرِ داراً ؟! تِلکُمُ الدُّنیا فلا تَتَّخِذُوها قَراراً .(7)

(8)

1265 - الدُّنیا ساعَةٌ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : الدُّنیا ساعةٌ فاجعَلوها طاعةً .(9)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الدُّنیا کیَومٍ مَضی وشَهرٍ انقَضَی .(10)

عنه علیه السلام : الدُّنیا أمَدٌ ، الآخِرَةُ أبَدٌ .(11)

عنه علیه السلام : کأنَّ ما هو کائنٌ مِن الدُّنیا عَن قلیلٍ لَم یَکُن ، وَکأنَّ ما هو کائنٌ مِنَ

ص :284


1- غافر : 39 .
2- تنبیه الخواطر : 1/131 .
3- تنبیه الخواطر : 1/130 .
4- نهج البلاغة : الخطبة 203 .
5- نهج البلاغة : الحکمة 133 .
6- نهج البلاغة: الکتاب 31.
7- بحار الأنوار: 14/326/42.
8- (انظر) الدُّنیا: باب 1244 .
9- بحار الأنوار : 77/164/2 .
10- غرر الحکم : 1205 .
11- غرر الحکم : 4 .

الآخرةِ لَم یَزَلْ ، وکُلُّ ما هو آتٍ قریبٌ .(1)

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : اِصبِرْ علی طاعَةِ اللَّهِ ، واصبِرْ علی معاصِی اللَّهِ ، فإنّما الدُّنیا ساعةٌ ، فما مَضَی منها فلَیسَ تَجِدُ لَهُ سروراً ولا حُزناً ، وما لم یَأتِ منها فلَیسَ تَعرِفُهُ ، فاصبِر علی تلک الساعةِ التی أنتَ فیها فَکَأنّکَ قدِ اغتَبَطتَ .(2)

1266 - الدُّنیا کَفَی ءِ الظِّلالِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنّها عندَ ذَوِی العُقولِ کَفَیْ ءِ الظِلِّ ، بَیْنا تَراهُ سابِغاً حتّی قَلَصَ ، وزایداً حتّی نَقَصَ .(3)

عنه علیه السلام : فلا یَغُرَّنَّکُم ما أصبَحَ فیهِ أهلُ الغُرورِ ، فإنّما هو ظِلٌّ مَمْدودٌ إلی أجَلٍ مَعْدودٍ .(4)

عنه علیه السلام : الدُّنیا ظِلُّ الغَمامِ وحُلْمُ المَنامِ .(5)

تنبیه الخواطر : کانَ الحسنُ بنُ علیٍّ علیهما السلام کثیراً ما یَتَمَثَّلُ فیقولُ :

یا أهلَ لَذّاتٍ الدُّنیا لا بقاءَ لها***إنَّ اغتِراراً بِظِلٍّ زائلٍ حُمْقُ (6)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : إنّ جمیعَ ما طَلَعَتْ علَیهِ الشمسُ فی مَشارِقِ الأرضِ ومَغارِبِها، بَحرِها ، وبَرِّها ، وسَهْلِها ، وجَبَلِها ، عندَ وَلِیٍّ مِن أولیاءِ اللَّهِ وأهلِ المَعرفةِ بحقِّ اللَّهِ کَفَیْ ءِ الظِّلالِ .(7)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : أنزِلِ الدُّنیا کمَنزِلٍ نَزَلتَهُ ثُمّ ارتَحَلتَ عَنهُ ، أو کمالٍ وَجَدتَهُ فی مَنامِکَ فاستَیقَظتَ ولَیس مَعکَ مِنهُ شی ءٌ ، إنّی (إنّما) ضَرَبتُ لکَ هذا مَثَلاً لأ نّها عِندَ أهلِ اللُبِّ والعِلمِ باللَّهِ کَفَیْ ءِ الظِّلالِ .(8)

عنه علیه السلام : إنّ الدُّنیا عِندَ العُلَماءِ مِثلُ الظِلِّ .(9)

(10)

1267 - الدُّنیا بَحرٌ عَمیقٌ

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : إنّ لُقمانَ قالَ لِابنِهِ: ... إنّ الدُّنیا بحرٌ عمیقٌ ، قد غَرِقَ فیها عالَمٌ

ص :285


1- بحار الأنوار: 78/20/79.
2- تحف العقول : 396 .
3- بحار الأنوار: 73/119/110.
4- نهج البلاغة : الخطبة 89 .
5- غرر الحکم : 1960 .
6- تنبیه الخواطر : 1/69 .
7- بحارالأنوار: 78/306/1.
8- الکافی : 2/133/16 .
9- بحارالأنوار: 73/ 126/123.
10- (انظر) الموعظة : باب 4067 .

کثیرٌ ، فلتَکُنْ سَفینتُکَ فیها تَقوَی اللَّهِ ، وحَشوُها الإیمانُ وشِراعُها التوکُّلُ ، وقَیِّمُها العقلُ ، ودلیلُها العِلمُ ، وسُکّانُها الصَّبرُ .(1)

قصص الأنبیاء : - وفی روایةٍ - : یا بُنَیَّ ، إنّ الدُّنیا بحرٌ ، وقد غَرِقَ فیها جِیلٌ کثیرٌ ، فلتَکُن سَفینتُکَ فیها تَقوَی اللَّهِ تعالی ، ولیَکُن جِسرُکَ إیماناً بِاللَّهِ، ولیَکُن شِراعُها التوکُّلُ ، لَعلّکَ یا بُنَیَّ تَنجو وما أظُنُّکَ ناجیاً !(2)

بحار الأنوار : إنّ لقمانَ الحکیمَ لَمّا خَرَجَ مِن بلادِهِ نَزلَ بقریةٍ بالموصلِ یقالُ لها کوماسُ فلمّا ضاقَ بها ذَرْعُهُ ... أغلَقَ الأبوابَ وأدخَلَ ابنَهُ یَعِظُهُ فقالَ : یا بُنَیَّ ، إنّ الدُّنیا بحرٌ عمیقٌ ، هَلَکَ فیها ناسٌ کثیرٌ ، تَزَوَّدْ مِن عَمَلِها ، واتَّخِذْ سَفینَةً حَشوُها تَقوَی اللَّهِ ، ثمّ ارکَبِ الفُلکَ تَنجُو وإنّی لَخائفٌ أن لا تَنجُوَ . یا بُنَیَّ ، السَّفینَةُ إیمانٌ ، وشِراعُها التوکُّلُ ، وسُکّانُها الصَّبرُ ، ومَجاذِیفُها الصومُ والصلاةُ والزکاةُ . یا بنیّ ، مَن رَکِبَ البحرَ مِن غیرِ سَفینَةٍ غَرِقَ .(3)

لقمانُ علیه السلام - لابنِهِ وهو یَعِظُهُ - : یا بُنَیَّ ، إنّ الدُّنیا بحرٌ عمیقٌ قد هَلَکَ فیها عالَمٌ کثیرٌ ، فاجعَلْ سفینَتَکَ فیها الإیمانَ ، واجعَلْ شِراعَها التوکُّلَ ، واجعَلْ زادَکَ فیها تَقوَی اللَّهِ ، فإن نَجَوتَ فَبِرَحمةِ اللَّهِ وإن هَلَکتَ فَبِذُنُوبِکَ .(4)

1268 - الدُّنیا مَضیفٌ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : أیّها الناسُ ، إنّ مَن فی الدُّنیا ضیفٌ ، وما فی أیدِیهم عارِیَةٌ ، وإنّ الضَّیفَ مُرتَحِلٌ ، والعارِیَةَ مَردودَةٌ .(5)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : کونوا فی الدُّنیا أضْیافاً .(6)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : عِبادَ اللَّهِ! إنّکم - وما تَأمُلونَ مِن هذهِ الدُّنیا - أثْوِیاءُ(7) مُؤَجَّلُونَ .(8)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : کانَ أبو ذَ رٍّ رضی اللَّه عنه یقولُ فی خُطبَتِهِ: یا مُبتَغِیَ العِلمِ ، لا یَشغَلُکَ

ص :286


1- الکافی : 1/16/12 .
2- قصص الأنبیاء : 190/238 .
3- بحار الأنوار : 13/427/22 .
4- بحار الأنوار : 13/411/2 .
5- بحار الأنوار : 77/187/10 .
6- بحار الأنوار : 73/81/43 .
7- الثَّوِیّ : الضَّیف (القاموس المحیط : 4/310).
8- نهج البلاغة : الخطبة 129 .

أهلٌ ولا مالٌ عن نفسِکَ ، أنتَ یومَ تفارِقُهُم کَضَیفٍ بِتَّ فیهم ثُمّ غَدَوتَ عنهُم إلی غَیرِهِم .(1)

1269 - الدُّنیا دارٌ بِالبَلاءِ مَحفوفَةٌ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : أیّها الناسُ ، هذهِ دارُ تَرَحٍ لا دارُ فَرَحٍ ، ودارُ الْتِواءٍ لا دارُ اسْتواءٍ ، فمَن عَرَفَها لم یَفرَحْ لِرَجاءٍ ولم یَحزَنْ لِشَقاءٍ .(2)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : دارٌ بالبلاءِ مَحفوفَةٌ ، وبالغَدْرِ مَعروفَةٌ ، لا تَدومُ أحوالُها ، ولا یَسلَمُ نُزّالُها ، أحوالٌ مُختَلِفةٌ ، تاراتٌ مُتَصَرِّفَةٌ ، العَیشُ فیها مَذمومٌ ، والأمانُ مِنها مَعدومٌ .(3)

عنه علیه السلام : دارُ حَربٍ وسَلبٍ ، ونَهبٍ وعَطَبٍ ، أهلُها علی ساقٍ وسیاقٍ ، ولِحاقٍ وفِراق ، قد تَحَیَّرَتْ مَذاهِبُها .(4)

عنه علیه السلام : إنّ الدُّنیا دارُ خَبالٍ ووَبالٍ ، وزَوالٍ وانتِقالٍ ، لا تُساوِی لذّاتُها تَنغِیصَها ، ولا تَفِی سُعُودُها بنُحُوسِها ، ولا یَقُومُ صُعُودُها بهُبُوطِها .(5)

عنه علیه السلام : الدُّنیا دارُ الغُرَباءِ ومَوطِنُ الأشقیاءِ .(6)

عنه علیه السلام : الدُّنیا دارُ المِحَنِ .(7)

عنه علیه السلام : الدُّنیا مَلِیئَةٌ بالمَصائبِ طارِقَةٌ بالفَجائعِ والنَّوائبِ .(8)

عنه علیه السلام : أقرَبُ دارٍ مِن سَخَطِ اللَّهِ ، وأبعَدُها مِن رِضوانِ اللَّهِ ، فَغُضُّوا عَنکُم - عِبادَ اللَّهِ - غُمُومَها وأشغالَها لِما قد أیقَنتُم به مِن فِراقِها وتَصَرُّفِ حالاتِها .(9)

عنه علیه السلام : هی دارُ عُقوبَةٍ وزَوالٍ وفَناءٍ وبلاءٍ ، نورُها ظُلمَةٌ ، وعَیشُها کَدِرٌ ، وغَنِیُّها فَقیرٌ ، وصَحیحُها سَقِیمٌ ، وعَزیزُها ذَلیلٌ .(10)

1270 - عَدَمُ صَفاءِ الدُّنیا لِأحَدٍ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لَم یُصِبْ امرُؤٌ مِنکُم فی هذهِ الدُّنیا حَبرَةً إلّا أورَثَتْهُ عَبرَةً ، ولا

ص :287


1- الکافی : 2/134/18 .
2- بحار الأنوار : 77/187/10 .
3- نهج البلاغة : الخطبة 226 .
4- نهج البلاغة : الخطبة 191 .
5- غرر الحکم : 3480 .
6- غرر الحکم : 1206 .
7- غرر الحکم : 409 .
8- غرر الحکم : 1724 .
9- نهج البلاغة : الخطبة 161 .
10- بحار الأنوار: 78/22/84 .

یُصبِحُ فیها فی جَناحِ آمِنٍ إلّا وهو یَخافُ فیها نُزولَ جائحةٍ أو تَغَیُّرَ نِعمَةٍ أو زوالَ عافِیَةٍ مَع أنّ الموتَ مِن وراءِ ذلکَ .(1)

عنه علیه السلام : أشهِدُ باللَّهِ ، ما تَنالونَ مِن الدُّنیا نِعمَةً تَفرَحونَ بها إلّا بِفراقِ اُخری تَکرَهُونَها .(2)

عنه علیه السلام : مَع أنَّ امرَأً لم یکُن مِنها فی حَبرَةٍ إلّا أعقَبَتهُ عَبرَةً، ولم یَلقَ مِن سَرّائها بَطناً إلّا مَنَحَتهُ مِن ضَرّائها ظَهراً ، ولَم تُظِلَّهُ فیها دِیمَةُ رَخاءٍ إلّا هَتَنَتْ عَلیهِ مُزنَةُ بلاءٍ .(3)

عنه علیه السلام : مَع کُلِّ جُرعَةٍ شَرَقٌ ، وفی کُلِّ أکلَةٍ غَصَصٌ ، لَا تَنالونَ مِنها نِعمَةً إلّا بِفِراقِ اُخری .(4)

عنه علیه السلام : إنّ الدُّنیا مَعْکوسَةٌ مَنْکوسَةٌ ، لَذّاتُها تَنْغیصٌ ، ومَواهِبُهاتَغْصیصٌ ، وعَیْشُها عَناءٌ ، وبَقاؤها فَناءٌ ، تَجمَحُ بطالِبِها ، وتُردِی راکِبَها ، وتَخُونُ الواثِقَ بها ، وتَزعَجُ المُطمئنَّ إلَیها ، وإنّ جَمْعَها إلی انصِداعٍ ، ووَصْلَها إلی انقِطاعٍ .(5)

1271 - لا تَکونوا مِن أبناءِ الدُّنیا

الکتاب :

(تَبْتَغُونَ عَرَضَ الحیاةِ الدُّنْیا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغانِمُ کَثِیرَةٌ) .(6)

(ما کانَ لِنَبِیٍّ أن یَکُونَ لَهُ أسْرَی حَتَّی یُثْخِنَ فِی الْأَرْضِ تُرِیدُونَ عَرَضَ الدُّنْیا واللَّهُ یُرِیدُ الْآخِرَة) .(7)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إنّ اللَّهَ یُعطِی الدُّنیا مَن یُحِبُّ ویُبغِضُ، ولا یُعطِی الآخِرَةَ إلّا لِمَن یُحِبُّ ، وإنّ لِلدنیا أبناءً ولِلآخِرَةِ أبناءً ، فکونوا مِن أبناءِ الآخرةِ ، ولا تکونوا مِن أبناءِ الدُّنیا .(8)

1272 - الدُّنیا دُوَلٌ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : الدُّنیا دُوَلٌ ، فما کانَ لَکَ مِنها أتاکَ علی ضَعْفِکَ ، وما کانَ علَیکَ لَم تَدفَعْهُ بِقُوَّتِکَ .(9)

ص :288


1- الکافی : 8/174/194 .
2- الأمالی للطوسی : 216/379 .
3- بحار الأنوار: 73/97/82 .
4- نهج البلاغة : الخطبة 145 .
5- غرر الحکم : 3661 .
6- النساء : 94 .
7- الأنفال : 67 .
8- بحار الأنوار : 77/188/10 .
9- الأمالی للطوسی : 225/393 .

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الدُّنیا دُوَلٌ ، فاطلُبْ حَظَّکَ مِنها بأجمَلِ الطَّلَبِ حتّی تَأتِیَکَ دَولَتُکَ .(1)

1273 - النَّوادِرُ

شرح نهج البلاغة : أوحَی اللَّهُ تعالی إلی نَبِیٍّ مِنَ الأنبیاءِ : اِتَّخِذِ الدُّنیا ظِئراً ، واتَّخِذِ الآخِرَةَ اُمّاً .(2)

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : مَن أصبَحَ مُعافیً فی جَسَدِهِ، آمِناً فی سِربِهِ ، عِندَهُ قُوتُ یومِهِ فکأنّما خِیرَتْ لَهُ الدُّنیا .(3)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : تَرْکُ الدُّنیا أمَرُّ مِنَ الصَّبرِ ، وأشَدُّ مِن حَطْمِ السُّیوفِ فی سَبیلِ اللَّهِ عزّوجلّ .(4)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ما بالُکُم تَفرَحُونَ بالیَسیرِ مِنَ الدُّنیا تُدرِکونَهُ ، ولا یَحزُنُکُمُ الکثیرُ مِنَ الآخرةِ تُحرَمُونَهُ ؟!(5)

عنه علیه السلام : أسبابُ الدُّنیا مُنقَطِعَةٌ وعَوارِیها مُرتَجَعَةٌ .(6)

عنه علیه السلام : لو عَقَلَ أهلُ الدُّنیا لَخَرِبَتِ الدُّنیا .(7)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : مَن لَم یَتَعَزَّ بعَزاءِ اللَّهِ تَقَطَّعَتْ نفسُهُ عَلَی الدُّنیا حَسَراتٍ .(8)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إذا أقبَلَتِ الدُّنیا علی المَرءِ أعطَتْهُ مَحاسِنَ غیرِهِ ، وإذا أعرَضَتْ عَنهُ سَلَبَتهُ مَحاسِنَ نفسِهِ .(9)

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : اِشتَدَّتْ مَؤونةُ الدُّنیا و الدِّینِ ، فأمّا مَؤونةُ الدُّنیا فإنّکَ لا تَمُدُّ یَدَکَ إلی شی ءٍ منها إلّا وَجَدتَ فاجراً قد سَبَقَکَ إلَیهِ ، وأمّا مَؤونةُ الآخرةِ فإنّکَ لا تَجِدُ أعواناً یُعِینُونَکَ علَیهِ .(10)

ص :289


1- الخصال : 633/10 .
2- شرح نهج البلاغة : 6/232 .
3- الأمالی للصدوق : 469/624 .
4- کنز العمّال : 6113 .
5- غرر الحکم : 9652 .
6- غرر الحکم : 1365 .
7- غرر الحکم : 7574 .
8- بحار الأنوار : 73/92/69 .
9- بحار الأنوار : 78/205/47 .
10- تحف العقول : 409 .

ص :290

164 - الدَّنیة

اشاره

(1)

ص :291


1- انظر : عنوان 172 «الذلّة» ، 235 «السفلة» .

ص :292

1274 - الدَّنِیَّةُ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : النَّفْسُ الدنِیّةُ لا تَنفَکُّ عنِ الدَّناءاتِ .(1)

عنه علیه السلام : أعقَلُ الناسِ أبعَدُهُم عَن کلِّ دَنیّةٍ .(2)

عنه علیه السلام: المؤمنُ مَن طَهّرَ قلبَهُ مِن الدنیَّةِ .(3)

عنه علیه السلام: لا تُلاحِ الدَّنیَّ فیَجتَرِئَ علَیکَ .(4)

عنه علیه السلام : نَزِّهْ عَن کُلِّ دنیّةٍ نفسَکَ ، وابذُلْ فی المَکارِمِ جُهدَکَ تَخلُصْ مِنَ المآثِمِ وتُحرِزِ المَکارِمَ .(5)

عنه علیه السلام: وَرَعُ المرءِ یُنَزِّهُهُ عَن کلِّ دنیّةٍ .(6)

عنه علیه السلام : مُبایَنَةُ الدَّنایا تَکبِتُ العَدوَّ .(7)

الإمامُ الحسنُ علیه السلام - عِندما سُئلَ عنِ الدَّنیئةِ ؟ - : النّظَرُ فی الیَسیرِ ومَنعُ الحَقیرِ .(8)

ص :293


1- غرر الحکم : 1557 .
2- غرر الحکم : 3073 .
3- غرر الحکم : 1956 .
4- غرر الحکم : 10221 .
5- غرر الحکم : 9989 .
6- غرر الحکم : 10081 .
7- غرر الحکم : 9774 .
8- تحف العقول : 225 .

ص :294

165 - الدَّهر

اشاره

(1)

ص :295


1- انظر : عنوان 163 «الدُّنیا» ، السبّ : باب 1723 .

ص :296

1275 - الدَّهرُ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الدَّهرُ یُخلِقُ الأبدانَ ویُجَدِّدُ الآمالَ ، ویُقَرِّبُ المَنیّةَ ویُباعِدُ الاُمنِیّةَ ، مَن ظَفِرَ بهِ تَعِبَ ، ومَن فاتَهُ نَصِبَ .(1)

عنه علیه السلام : إنّ الدَّهرَ لَخَصمٌ غیرُ مَخْصومٍ ، ومُحتَکِمٌ غیرُ ظَلومٍ ، ومُحارِبٌ غیرُ مَحروبٍ .(2)

عنه علیه السلام : إنّ الدَّهرَ یَجرِی بالباقِینَ کَجَریِهِ بالماضِینَ ، ما یَعُودُ ما قَد وَلّی ، ولا یَبقَی سَرمَداً ما فیهِ ، آخِرُ فِعالِهِ کَأوَّلِهِ ، مُتَسابِقَةٌ اُمورُهُ ، مُتَظاهِرَةٌ أعلامُهُ .(3)

عنه علیه السلام : إنّ الدَّهرَ مُوتِرٌ قَوسَهُ ، لا تُخطِئُ سِهامُهُ ، ولا تُؤسی جِراحُهُ ، یَرمِی الحَیَّ بالمَوتِ ، والصَّحیحَ بالسَّقَمِ ، والناجیَ بالعَطَبِ .(4)

عنه علیه السلام : کیف تَبقی علی حالتِکَ والدَّهرُ فی إحالَتِک؟!(5)

عنه علیه السلام: مَن عَتَبَ علی الدَّهرِ طالَ مَعتَبُهُ .(6)

عنه علیه السلام : ما قالَ الناسُ لشی ءٍ : طوبی لَهُ ، إلّا وقد خَبَأ لَهُ الدَّهرُ یَومَ سوءٍ .(7)

1276 - الدَّهرُ یَومانِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الدَّهرُ یَومانِ : فیَومٌ لَکَ ویَومٌ علَیکَ ، فإذا کانَ لکَ فلا تَبطَرْ ، وإذا کانَ عَلیکَ فلا تَحزَنْ ، فَبِکِلَیهِما سَتُختَبَرُ .(8)

عنه علیه السلام : الدَّهرُ یَومانِ : یومٌ لکَ ویومٌ علَیکَ ، فان کانَ لَکَ فلا تَبطَرْ ، وإن کانَ علیکَ فلا تَضجَرْ .(9)

عنه علیه السلام : الدَّهرُ یومانِ : یومٌ لکَ ویومٌ علَیکَ ، فإذا کانَ لَکَ فلا تَبطَرْ ، وإذا کانَ علَیکَ فاصبِر .(10)

عنه علیه السلام - فیما أوصَی إلی ابنِهِ الحسنِ علیه السلام - : واعلَم یا بُنَیَّ إنّ الدَّهرَ ذو صُروفٍ فلا

ص :297


1- بحار الأنوار : 78/67/8 .
2- غرر الحکم : 3628 .
3- غرر الحکم : 3693 .
4- نهج البلاغة: الخطبة114.
5- غرر الحکم : 6989 .
6- غرر الحکم : 8570 .
7- نهج البلاغة : الحکمة 286 .
8- تحف العقول : 207 .
9- بحار الأنوار : 78/13/71 .
10- نهج البلاغة : الحکمة 396 .

تَکُن مِمَّن یَشتَدُّ لائمَتُهُ ویَقِلُّ عند الناسِ عُذرُهُ .(1)

عنه علیه السلام : الدَّهرُ ذُو حالَتَینِ : إبادَةٍ وإفادَةٍ ، فما أبادَهُ فلا رَجعَةَ لَهُ ، وما أفادَهُ فلا بقاءَ لَهُ .(2)

1277 - ما یُستَعانُ بِهِ عَلَی الدَّهرِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لا یُستَعانُ علی الدَّهرِ إلّا بالعَقلِ .(3)

(4)

1278 - الدَّهرِیَّةُ

الکتاب :

(وَقالُوا ما هِیَ إِلّا حَیاتُنا الدُّنْیا نَمُوتُ وَنَحْیا وَما یُهْلِکُنا إلّا الدَّهْرُ وَما لَهُمْ بِذلِکَ مِنْ عِلْمٍ إنْ هُمْ إلّا یَظُنُّونَ) .(5)

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ثُمّ أقبَلَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله عَلَی الدَّهریّةِ فقالَ : وأنتُم فَما الذی دَعاکُم إلی القَولِ بأنّ الأشیاءَ لا بَدءَ لَها وهی دائمَةٌ لَم تَزَلْ ولا تَزالُ ؟

فقالوا : لأ نّا لا نَحکُمُ إلّا بما نُشاهِدُ ، ولم نَجِدْ للأشیاءِ مُحدِثاً فَحَکَمنا بأنّها لَم تَزَلْ ، ولم نَجِدْ لَها انقِضاءً وفَناءً فَحَکَمنا بأنّها لا تَزالُ .

فقال رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : أفَوَجَدتُم لَها قِدماً أمْ وَجَدتُم لَها بَقاءً أبَدَ الأبَدِ؟ ... فهذا الذی نُشاهِدُهُ مِنَ الأشیاءِ بَعضُها إلی بعضٍ مُفتَقِرٌ ، لأ نّهُ لا قِوامَ للبَعضِ إلّا بما یَتَّصِلُ بهِ ، کما تَرَی البِناءَ مُحتاجاً بعضُ أجزائهِ إلی بعضٍ وإلّا لَم یَتَّسِقْ ولَم یَسْتَحکِم ، وکَذلِکَ سائرُ ما نَرَی ، فإذا کانَ هذا المُحتاجُ بعضُهُ إلی بعضٍ لِقُوَّتِهِ وتَمامِهِ هو القدیمَ فَأخبِرُونِی أن لَو کانَ مُحدَثاً کیفَ کانَ یکونُ ؟ وماذا کانت تکونُ صِفَتَهُ ؟ قال : فَصَمَتوا ... وقالوا : سَنَنظُرُ فی أمرِنا .(6)

ص :298


1- بحار الأنوار : 77/210/1 .
2- غرر الحکم : 2199 .
3- بحار الأنوار : 78/7/59 .
4- (انظر) عنوان 365 «العقل» .
5- الجاثیة : 24 .
6- بحار الأنوار : 9/261/1 ، انظر تمام الخبر .

166 - المُداهَنةُ

اشاره

(1)

(2)

ص :299


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 71 / 360 - 362 ، 41 / 8 - 11 «ترک المداهنة» .
2- انظر : عنوان 161 «المداراة» ، 193 «الرِّفق» ، 553 «التقیّة» .

ص :300

1279 - مُداهَنَةُ أهلِ المَعاصی

الکتاب :

(وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَیُدهِنُونَ) .(1)

الحدیث :

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : أوحَی اللَّهُ تعالی إلی شُعَیبٍ النبیِّ : إنّی مُعَذِّبٌ مِن قومِکَ مائَةَ ألفٍ : أربعینَ ألفاً مِن شِرارِهِم وسِتّینَ ألفاً مِن خِیارِهم ، فقالَ : یا ربِّ ، هؤلاءِ الأشرارُ فما بالُ الأخیارِ ؟! فَأوحَی اللَّهُ عزّوجلّ إلَیهِ : داهَنوا أهلَ المعاصِی فلَم یَغضَبُوا لِغَضَبِی .(2)

(3)

1280 - مُداهَنَةُ الإِخوانِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : شَرُّ إخوانِکَ مَن داهَنَکَ فی نفسِکَ وساتَرَکَ عَیبَکَ .(4)

عنه علیه السلام : إنَّما سُمِّیَ العدوُّ عدوًّا لأ نّه یَعدُو علَیکَ ، فَمَن داهَنَکَ فی معایِبِکَ فهو العدوُّ العادِی علَیکَ .(5)

(6)

1281 - مُداهَنَةُ النَّفسِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن داهَنَ نفسَهُ هَجَمَت بهِ علی المعاصِی المُحَرَّمَةِ .(7)

عنه علیه السلام : لا تُرَخِّصُوا لأنفسِکُم فَتُدهِنوا ، ولا تُدهِنُوا فی الحقِّ فَتَخسَرُوا .(8)

عنه علیه السلام : لا تُرَخِّصوا لأنفسِکُم فَتَذهَبَ بکُمُ الرُّخَصُ مَذاهِبَ الظَّلَمَةِ ، لا تُداهِنُوا فَیَهجُمَ بکُمُ الإدْهانُ علی المَعصیَةِ .(9)

عنه علیه السلام : لا تَکُن مِمَّن یَرجُو الآخرةَ بغیرِ العَمَلِ ... فهو عَلَی الناسِ طاعِنٌ ولنفسِهِ مُداهِنٌ .(10)

(11)

ص :301


1- القلم : 9 .
2- مشکاة الأنوار : 104/238 .
3- (انظر) الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر : باب 2659 . الأمثال : باب 3559 .
4- غرر الحکم : 5725 .
5- غرر الحکم : 3876 .
6- (انظر) العیب : باب 2971 .
7- غرر الحکم : 9022 .
8- الکافی : 1/45/6 .
9- نهج البلاغة : الخطبة 86 .
10- نهج البلاغة : الحکمة 150 .
11- (انظر) العیب : باب 2966 .

1282 - المُداهَنَةُ فِی الحَقِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لا تُداهِنُوا فی الحقِّ إذا وَرَدَ علَیکُم وعَرَفتُمُوهُ فَتَخسَرُوا خُسراناً مُبِیناً .(1)

عنه علیه السلام : ولَعَمْرِی ما عَلَیَّ مِن قِتالِ مَن خالَفَ الحَقَّ ، وخابَطَ الغَیَّ ، مِن إدهانٍ ولا إیهانٍ .(2)

عنه علیه السلام : اِعلَمُوا رَحِمَکُمُ اللَّهُ أ نَّکُم فی زمانٍ القائلُ فیهِ بالحقِّ قلیلٌ ، واللِّسانُ عَنِ الصِّدقِ کَلیلٌ ، واللازمُ للحقِّ ذلیلٌ ، أهلُهُ مُعتَکِفُونَ علی العصیانِ ، مُصطَلِحُونَ عَلَی الإدهانِ .(3)

(4)

ص :302


1- بحار الأنوار : 77/291/2 .
2- نهج البلاغة : الخطبة 24 .
3- نهج البلاغة : الخطبة 233 .
4- (انظر) الحقّ : باب 902 .

167 - الدَّولة

اشاره

(1)

ص :303


1- انظر : عنوان 19 «الإمارة» ، 22 «الإمامة» ، 556 «الولایة علی النّاس» . الدُّنیا : باب 1272، الرأی : باب 1430 ، المستضعف : باب 2341 .

ص :304

1283 - لِکُلِّ دَولَةٍ بُرهَةٌ

الکتاب :

(إن یَمْسَسْکُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْکَ الأیّامُ نُداوِلُها بَیْنَ النّاسِ وَلِیَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِینَ آمَنُوا وَیَتَّخِذَ مِنکُمْ شُهَدَاءَ واللَّهُ لَا یُحِبُّ الظّالِمِینَ) .(1)

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لِکلِّ دَولةٍ بُرهَةٌ .(2)

عنه علیه السلام : الدَّولةُ کما تُقبِلُ تُدبِرُ .(3)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام: إنَّ لِلحَقِّ دَولةً وللباطِلِ دَولةً .(4)

1284 - دَولَةُ الأکارِمِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : دَولةُ الأکابِرِ مِن أفضَلِ المَغانِمِ ، دَولةُ اللِئامِ مَذَلَّةُ الکِرامِ .(5)

عنه علیه السلام : دَولةُ الکریمِ تُظهِرُ مَناقِبَهُ ، دَولةُ اللَّئیمِ تَکشِفُ مَساوِیَهُ ومَعایِبَهُ .(6)

عنه علیه السلام : دَولةُ العادِلِ مِنَ الواجباتِ ، دَولةُ الجائرِ مِنَ المُمکِناتِ .(7)

عنه علیه السلام: مِن أعوَدِ الغنائمِ دَولةُ الأکارِمِ .(8)

عنه علیه السلام: دَولةُ الجاهِلِ کالغَریبِ المُتَحرِّکِ إلی النُّقلَةِ ، دَولةُ العاقِلِ کالنَّسیبِ یَحِنُّ إلی الوُصلَةِ .(9)

1285 - دَولَةُ الأشرارِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام: دُوَلُ الأشرارِ مِحَنُ الأخیارِ .(10)

عنه علیه السلام : دُوَلُ الفُجّارِ مَذَلَّةُ الأبرارِ .(11)

عنه علیه السلام : دَولةُ الأوغادِ مَبنِیَّةٌ علی الجَورِ والفَسادِ .(12)

1286 - ما یوجِبُ زَوالَ الدَّولَةِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : زوالُ الدُّوَلِ باصطِناعِ السُّفَّلِ .(13)

عنه علیه السلام : یُستدَلُّ علی إدبارِ الدُّوَلِ بأربَعٍ : تَضییعِ الاُصولِ ، والتمسُّکِ بالفروعِ (14) ،

ص :305


1- آل عمران : 140 .
2- غرر الحکم: 7285 .
3- غرر الحکم : 1226 .
4- الکافی : 2/447/12 .
5- غرر الحکم : 5112 - 5113 .
6- غرر الحکم : 5106 - 5107 .
7- غرر الحکم : (5110 - 5111) .
8- غرر الحکم : 9381 .
9- غرر الحکم : (5108 - 5109) .
10- غرر الحکم : 5114 .
11- غرر الحکم : 5115 .
12- غرر الحکم : 5118 .
13- غرر الحکم : 5486 .
14- فی المصدر: «بالغرور»، والصحیح ما أثبتناه کما فی طبعة النجف وبیروت .

وتَقدیمِ الأراذلِ ، وتأخیرِ الأفاضِلِ .(1)

عنه علیه السلام : مِن علاماتِ الإدبارِ مُقارَنَةُ الأرْذالِ .(2)

عنه علیه السلام - لِزِیادِ بنِ أبیهِ وقدِ استَخلَفَهُ لعبدِ اللَّهِ بنِ العبّاسِ عَلی فارِسَ وَأعمالِها ، فی کلامٍ طویلٍ کان بَینَهُما ، نَهاهُ فیهِ عن تَقَدُّمِ الخَراجِ - : اِستَعمِلِ العَدلَ ، واحذَرِ العَسفَ والحَیفَ ، فإنّ العَسفَ یَعودُ بِالجَلاءِ ، والحَیفَ یَدعو إلی السَّیفِ .(3)

(4)

1287 - ما یوجِبُ بَقاءَ الدَّولَةِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : وأعظَمُ ما افتَرَضَ سبحانَهُ مِن تِلکَ الحُقوقِ حَقُّ الوالِی علی الرَّعِیَّةِ ، وحقُّ الرَّعِیَّةِ علی الوالِی ... فإذا أدَّتِ الرَّعِیّةُ إلی الوالی حقَّهُ وأدَّی الوالِی إلَیها حَقَّها عَزَّ الحَقُّ بینهم ، وقامَت مناهِجُ الدِّینِ ، واعتَدَلَتْ مَعالِمُ العَدلِ ، وجَرَت علی أذلالِها السُّنَنُ ، فَصَلَحَ بذلک الزمانُ ، وطُمِعَ فی بَقاءِ الدَّولةِ ، ویَئسَت مطامِعُ الأعداءِ .(5)

عنه علیه السلام : ما حُصِّنَ الدُّوَلُ بمِثلِ العَدلِ .(6)

عنه علیه السلام: ثَباتُ الدُّولِ بإقامَةِ سُنَنِ العَدلِ .(7)

عنه علیه السلام : مَن لم یُحسِن فی دَولَتِهِ خُذِلَ فی نکبَتِهِ .(8)

عنه علیه السلام : مَن عَمِلَ بالعَدلِ حَصَّنَ اللَّهُ مُلکَهُ .(9)

عنه علیه السلام : صَیِّرِ الدِّینَ حِصنَ دَولَتِکَ ، والشُّکرَ حِرزَ نِعمَتِکَ ، فَکُلُّ دَولَةٍ یَحوطُها الدِّینُ لا تُغلَبُ ، وکلُّ نِعمَةٍ یَحرُزُها الشُّکرُ لا تُسلَبُ .(10)

عنه علیه السلام : حُسنُ السِّیرَةِ جَمالُ القُدرَةِ وحِصنُ الْإمرَةِ .(11)

عنه علیه السلام : مِن أماراتِ الدَّولةِ الیَقَظَةُ لِحراسَةِ الاُمورِ .(12)

(13)

ص :306


1- غرر الحکم : 10965 .
2- غرر الحکم : 9287 .
3- نهج البلاغة : الحکمة 476 .
4- (انظر) الرأی : باب 1426 .
5- نهج البلاغة: الخطبة 216 .
6- غرر الحکم : 9574 .
7- غرر الحکم : 4715 .
8- غرر الحکم : 9107 .
9- غرر الحکم : 8722 .
10- غرر الحکم : 5831 .
11- غرر الحکم : 4847 .
12- غرر الحکم : 9360 .
13- (انظر) الخیر : باب 1171 .

168 - الدَّواء

اشاره

(1)

(2)

ص :307


1- ولمزید الاطّلاع راجع : کنز العمّال : 10 / 3 «الأدویة» . کنز العمّال : 10 / 91 «محظورات التداوی» . بحار الأنوار : 62 / 62 - 356 «أبواب الطبّ ومعالجة الأمراض وخواصّ الأدویة» . بحار الأنوار : 81 / 202 باب 2 «آداب المریض» .
2- انظر : عنوان 328 «الظُفر» ، 317 «الطبّ» . الحمق : باب 956 ، الدعاء : باب 1200 ، البلاء : باب 426 . الغضب : باب 3034 ، القرآن : باب 3240 ، الذنب : باب 1389 .

ص :308

1288 - التَّداوی

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنَّ نبیّاً مِنَ الأنبیاءِ مَرِضَ ، فقالَ : لا أتَداوی حتّی یکونَ الذی أمرَضَنِی هُو الذی یَشفینِی ، فأوحَی اللَّهُ تعالی إلَیهِ: لا أشفِیکَ حتّی تَتَداوی ، فإنَّ الشِّفاءَ مِنّی .(1)

1289 - لِکُلِّ عِلَّةٍ دَواءٌ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إنّ اللَّهَ تعالی َلم یُنزِل داءً إلّا أنزَلَ لَهُ دواءً عَلِمَهُ مَن عَلِمَهُ ، وجَهِلَهُ مَن جَهِلَهُ ، إلّا السّامُ وهو المَوتُ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : ما أنزَلَ اللَّهُ مِن داءٍ إلّا أنزَلَ لَهُ شِفاءً .(3)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : تَداوَوا فإنَّ اللَّهَ تعالی لَم یُنزِلْ داءً إلّا وقد أنزَلَ اللَّهُ لَهُ شِفاءً ، إلّا السّامَ والهَرَمَ .(4)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : یا أیُّها الناسُ تَداوَوا ، فإنّ اللَّهَ تعالی لم یَخلُقْ داءً إلّا خَلَقَ لَهُ شِفاءً ، إلّا السّامَ ، والسّامُ المَوتُ .(5)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لِکُلِّ عِلّةٍ دَواءٌ .(6)

1290 - عَدَمُ التَّسَرُّعِ فی تَناوُلِ الدَّواءِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : تَجَنَّبِ الدَّواءَ ما احتَمَلَ بَدنُکَ الداءَ ، فإذا لم یَحتَمِلِ الداءَ فالدواءُ .(7)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لا یَتَداوَی المُسلمُ حتّی یَغلِبَ مَرَضُهُ صِحَّتَهُ .(8)

عنه علیه السلام: اِمْشِ بدائکَ ما مَشی بکَ .(9)

عنه علیه السلام : لا تَضطَجِعْ ما استَطَعتَ القِیامَ مع العِلَّةِ .(10)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن ظَهَرَت صِحَّتُهُ علی سُقْمِهِ فَیُعالِجُ بِشَی ءٍ فَماتَ فأنا إلی اللَّهِ مِنهُ بَرِی ءٌ .(11)

ص :309


1- بحار الأنوار:62/66/15.
2- کنز العمّال : 28079 .
3- بحار الأنوار: 62/68/21.
4- کنز العمّال : 28088 .
5- کنز العمّال : 28090 .
6- غرر الحکم : 7275 .
7- بحار الأنوار : 81/211/30 .
8- الخصال : 620/10 .
9- نهج البلاغة : الحکمة 27 .
10- بحار الأنوار: 81/204/7.
11- الخصال : 26/91 .

عنه علیه السلام : ثلاثةٌ تُعقِبُ مَکروهاً ... وشُربُ الدَّواءِ مِن غیرِ علّةٍ وإن سَلِمَ مِنهُ .(1)

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : لَیسَ مِن دواءٍ إلّا وهو یُهَیِّجُ داءً ، ولیسَ شی ءٌ فی البَدنِ أنفَعَ مِن إمساکِ الیدِ إلّا عمّا یَحتاجُ إلَیهِ .(2)

عنه علیه السلام : اِدفَعوا مُعالَجَةَ الأطِبّاءِ ما اندَفَعَ الدّاءُ عنکُم ، فإنّهُ بِمَنزِلَةِ البِناءِ ، قلیلُهُ یَجُرُّ إلی کَثیرِهِ .(3)

1291 - الحِمیةُ رَأسُ الدَّواءِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : لا تُکرِهوا مَرضاکم علی الطَّعامِ فإنّ اللَّهَ یُطعِمُهُم ویَسقِیهِم .(4)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : التَّجوُّعُ أنفَعُ الدواءِ .(5)

عنه علیه السلام : لا یَجتَمِعُ الجُوعُ والمَرضُ .(6)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : لا یَضُرُّ المَریضَ ما حَمَیتَ عنهُ الطَّعامَ .(7)

عنه علیه السلام : لا تَنفَعُ الحِمیَةُ لمریضٍ بعدَ سبعَةِ أیّامٍ .(8)

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : الحِمیةُ رأسُ الدواءِ ، والمَعِدةُ بیتُ الداءِ ، عَوِّدْ بَدَناً ما تَعَوّدَ .(9)

عنه علیه السلام : لَیسَ شی ءٌ فی البَدَنِ أنفَعَ مِن إمساکِ الیدِ إلّا عمّا یَحتاجُ إلَیهِ .(10)

عنه علیه السلام : لَیسَ الحِمیةُ أن تَدَعَ الشی ءَ أصلاً لا تَأکُلَهُ، ولکنَّ الحِمیَةَ أن تَأکُلَ مِنَ الشی ءِ وتُخَفِّفَ .(11)

(12)

1292 - الدَّواءُ الأکبَرُ

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : الطِّینُ کلُّهُ حرامٌ کَلَحمِ الخِنزیرِ ، ومَن أکَلَهُ ثُمّ ماتَ مِنهُ لَم اُصَلِّ علَیهِ ، إلّا طینَ قبرِ الحسینِ علیه السلام فإنّ فیهِ شِفاءً مِن کلِّ داءٍ ، ومَن أکَلَهُ لِشَهوةٍ لَم یَکُن فیهِ شِفاءٌ .(13)

عنه علیه السلام: فی طِینِ قبرِ الحسینِ علیه السلام الشِّفاءُ مِن کلِّ داءٍ وهُوَ الدواءُ الأکبَرُ .(14)

ص :310


1- بحار الأنوار : 78/234/53 .
2- الکافی : 8/273/409 .
3- بحار الأنوار : 81/207/17 .
4- بحار الأنوار : 62/142/13 .
5- غرر الحکم : 903 .
6- غرر الحکم : 10569 .
7- بحار الأنوار : 62/140/2 .
8- الکافی : 8/291/442 .
9- مکارم الأخلاق : 2/180/2468 .
10- الکافی : 8/273/409 .
11- الکافی : 8/291/443 .
12- (انظر) بحار الأنوار : 62 / 140 باب 55 . الذنب : باب 1364 .
13- بحار الأنوار : 101/129/43 .
14- بحار الأنوار : 101/123/18 .

عنه علیه السلام : حَنِّکوا أولادَکُم بتُربَةِ الحسینِ علیه السلام فإنّها أمانٌ .(1)

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : لا تَأخُذُوا مِن تُربَتِی شیئاً لِتَتَبَرَّکوا بهِ، فإنّ کلَّ تُربَةٍ لَنا مُحرَّمَةٌ إلّا تُربةَ جَدِّیَ الحسینِ بنِ علیٍّ علیهما السلام ، فإنّ اللَّهَ تعالی جَعَلَها شفاءً لِشیعتنا وأولیائنا .(2)

(3)

1293 - التَّداوی بِالحَرامِ

الکتاب :

(إنَّما حَرَّمَ عَلَیْکُمُ المَیْتَةَ والدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِیرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَیْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَیْرَ باغٍ وَلا عادٍ فَلا إثْمَ عَلَیهِ إنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِیمٌ) .(4)

(وَمَا لَکُم ألَّا تَأکُلُوا مِمّا ذُکِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَیهِ وَقَد فَصَّلَ لَکُم ما حَرَّمَ عَلَیْکُم إلّا ما اضْطُرِرْتُمْ إلَیْهِ وَإنَّ کَثِیراً لَیُضِلُّونَ بِأَهوائِهِم بِغَیْرِ عِلْمٍ إنَّ رَبَّکَ هُوَ أعْلَمُ بِالْمُعْتَدِینَ) .(5)

(6)

الحدیث :

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : خَلَقَ الخَلقَ وعَلِمَ ما تَقومُ بهِ أبدانُهُم وما یُصلِحُها ، فَأحَلَّهُ لَهُم وأباحَهُ ، وعَلِمَ ما یَضُرُّهم فَنَهاهُم عَنهُ ، ثمّ أحَلَّهُ للمُضطَرِّ فی الوقتِ الذی لا یَقومُ بَدَنُهُ إلّا بهِ ، فَأحَلَّهُ بقَدْرِ البُلغَةِ لا غیرَ ذلکَ .(7)

(8)

1294 - التَّداوی مِن أدواءِ الدُّنیا

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : یَنبغی أن یَتَداوی المَرءُ مِن أدواءِ الدُّنیا کما یَتَداوَی ذو العِلَّةِ ، ویَحتَمیَ مِن شَهَواتِها ولذّاتِها کما یَحتَمِی المریضُ .(9)

(10)

1295 - النَّوادِرُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إذا کانَ الداءُ مِنَ السماءِ فقد بَطَلَ هناکَ الدواءُ .(11)

ص :311


1- بحار الأنوار : 101/136/79 .
2- عیون أخبار الرِّضا : 1/104/6 .
3- (انظر) بحار الأنوار : 101 / 118 باب 16 .
4- البقرة : 173 .
5- الأنعام : 119 .
6- (انظر) المائدة: 3 ، الأنعام: 145 ، النحل: 115 .
7- بحار الأنوار: 62/82/1.
8- (انظر) بحار الأنوار : 62 / 79 باب 52 . کنز العمّال:10/52 «فی المحذورات من التداوی».
9- غرر الحکم : 10945 .
10- (انظر) الذنب : باب 1389 . التقوی : باب 4101 . القلب : باب 3352 .
11- بحار الأنوار: 77/165/2.

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ربّما کانَ الدَّواءُ داءً والدّاءُ دواءً .(1)

عنه علیه السلام : ربّما کانَ الدواءُ داءً ، ربّما کان الداءُ شفاءً .(2)

عنه علیه السلام : الاستِغفارُ دواءُ الذُّنوبِ .(3)

عنه علیه السلام : ألبانُ البَقَرِ دواءٌ .(4)

عنه علیه السلام : نِعمَ الدواءُ الأجَلُ .(5)

عنه علیه السلام : مَن لم یَحتَمِلْ مَرارَةَ الدواءِ دامَ ألَمُهُ .(6)

الإمامُ الحسینُ علیه السلام : لا تَصِفَنَّ لِمَلِکٍ دواءً ، فإن نَفَعَهُ لَم یَحمَدْکَ ، وإن ضَرَّهُ اتَّهَمَکَ .(7)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : مَن لم یَعرِفْ داءَهُ أفسَدَهُ دَواؤهُ .(8)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : لو یَعلَمُ الناسُ ما فی التُّفّاحِ ما داوَوا مَرضاهُم إلّا بِهِ .(9)

ص :312


1- نهج البلاغة : الکتاب 31 .
2- غرر الحکم : 5369 - 5370 .
3- غرر الحکم : 913 .
4- الکافی : 6/337/1 .
5- غرر الحکم : 9905 .
6- غرر الحکم : 9209 .
7- بحار الأنوار : 75/382/47 .
8- بحار الأنوار : 78/160/21 .
9- بحار الأنوار : 62/93/4 .

169 - الدِّین

اشاره

(1)

(2)

ص :313


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 68 / 211 باب 23 «السلامة والغِنی فی الدِین» . بحار الأنوار : 72 / 226 باب 112 «الاستخفاف بالدِّین» . بحار الأنوار : 75 / 301 باب 76 «من باع دینه بدنیا غیره» .
2- انظر : التجارة : باب 455 ، العلم : باب 2814 ، 2815 ، الحیاة : باب 979 . الإخلاص : باب 1047 ، الدولة : باب 1287 . الصلاة : باب 2267 ، الشریعة : باب 1964 - 1965 . الزهد : باب 1612 ، السفر : باب 1815 ، العقل : باب 2749 . الغنی : باب 3067 ، الغِیبة : باب 3086 ، الفقه : باب 3190 .

ص :314

1296 - أهَمِّیَّةُ الدِّینِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنّی إذا استَحکَمتُ فی الرَّجُلِ خَصلةً مِن خِصالِ الخیرِ احتَمَلتُهُ لها واغتَفَرتُ لَهُ فَقْدَ ما سِواها ، ولا أغتَفِرُ له فَقْد عقلٍ ولا عَدَمَ دِینٍ ، لأنَّ مُفارَقَةَ الدِّینِ مُفارَقَةُ الأمنِ ، ولا تَهنَأُ حیاةٌ مَع مَخافَةٍ ، وعدمُ العقلِ عدمُ الحیاةِ ، ولا تُعاشَرُ الأمواتُ .(1)

عنه علیه السلام : لا حیاةَ إلّا بالدِّینِ ، ولا مَوتَ إلّا بجُحُودِ الیقینِ .(2)

عنه علیه السلام : إعلَموا أنّ مِلاکَ أمرِکُمُ الدِّینُ ، وعِصمَتَکُمُ التَّقوی .(3)

عنه علیه السلام : مَن دَقَّ فی الدِّینِ نَظَرُهُ جَلَّ یومَ القِیامَةِ خَطَرُهُ .(4)

عنه علیه السلام : التَّیَقُّظُ فی الدِّینُ نِعمَةٌ علی مَن رُزِقَهُ .(5)

عنه علیه السلام : الدِّینُ عِزٌّ ، والعِلمُ کَنزٌ ، والصَّمتُ نورٌ .(6)

عنه علیه السلام : الدِّینُ أشرَفُ النَّسَبَینِ .(7)

عنه علیه السلام : الدِّینُ نورٌ .(8)

عنه علیه السلام : إذا استَخلَصَ اللَّهُ عَبداً ألهَمَهُ الدِّیانَةَ .(9)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : ثلاثُ خِلالٍ یقولُ کلُّ إنسانٍ إنّهُ عَلی صَوابٍ مِنها : دِینُهُ الذی یَعتقِدُهُ ، وهَواهُ الذی یَستَعلِی علَیهِ ، وتَدبیرُهُ فی اُمورِهِ .(10)

عنه علیه السلام : کانَ أمیرُالمؤمنینَ علیه السلام کثیراً مّا یقولُ فی خُطبتِهِ : یا أیّها الناسُ ، دِینَکُم دِینَکم !! فإنّ السیّئةَ فیهِ خیرٌ مِن الحَسَنةِ فی غَیرِهِ ، والسیّئةَ فیهِ تُغفَرُ ، والحَسَنةَ فی غیرِهِ لا تُقبَلُ .(11)

1297 - أوَّلُ الدّینِ وآخِرُهُ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أوّلُ الدِّینِ مَعرِفَتُهُ ، وکمالُ مَعرفتِهِ التَّصدیقُ بِهِ ، وکمالُ

ص :315


1- غرر الحکم : 3785 .
2- بحار الأنوار : 77/418/40 .
3- شرح نهج البلاغة : 20/153 .
4- غرر الحکم : 8807 .
5- غرر الحکم : 2058 .
6- بحار الأنوار:78/79/56.
7- غرر الحکم : 1622 .
8- غرر الحکم : 213 .
9- غرر الحکم : 4072 .
10- تحف العقول : 321 .
11- الکافی : 2/464/6 .

التَّصدیقِ بهِ تَوحیدُهُ.(1)

عنه علیه السلام : اِعلَم أنَّ أوَّلَ الدِّینِ التَّسلیمُ، وآخِرَهُ الإخلاصُ .(2)

عنه علیه السلام : غایةُ الدِّینِ الأمرُ بالمَعروفِ ، والنهیُ عنِ المنکَرِ ، وإقامَةُ الحُدودِ .(3)

عنه علیه السلام : غایةُ الدِّینِ الإیمانُ .(4)

(5)

1298 - أصلُ الدِّینِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : أصلُ الدِّینِ الوَرَعُ ، ورَأسُهُ الطاعةُ .(6)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : قالَ حَبِیبی جَبرَئِیلُ : إنَّ مَثَلَ هذا الدِّینِ کَمَثَلِ شَجَرَةٍ ثابِتَةٍ ، الإیمانُ أصلُها ، والصلاةُ عُروقُها ، والزکاةُ ماؤها ، والصومُ سَعَفُها ، وحُسنُ الخُلُقِ وَرَقُها ، والکَفُّ عَنِ المحارِمِ ثَمَرُها ، فلا تَکمُلُ شَجَرةٌ إلّا بالثَّمَرِ ، کَذلِکَ الإیمانُ لا یَکمُلُ إلّا بالکَفِّ عنِ المَحارِمِ .(7)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الدِّینُ شَجَرةٌ أصلُها التَّسلیمُ والرِّضا .(8)

عنه علیه السلام : أصلُ الدِّینِ أداءُ الأمانةِ والوَفاءُ بالعُهودِ .(9)

عنه علیه السلام : إنّ الدِینَ لَشجَرةٌ أصلُها الیقینُ باللَّهِ ، وثَمرُها المُوالاةُ فی اللَّهِ ، والمُعاداةُ فی اللَّهِ سبحانَهُ .(10)

عنه علیه السلام : أصلُ الاُمورِ فی الدِّینِ أن یُعتَمَدَ علی الصَّلَواتِ ، ویُجتَنَبَ الکبائرُ ، والزَم ذلکَ لُزومَ ما لا غِنَی عنهُ طَرفَةَ عَینٍ ، وإنَّ حُرمَتَهُ هُلکٌ ، فإن جاوَزتَهُ إلی الفقهِ والعبادَةِ فهُو الحَظُّ .(11)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : نَهَی اللَّهُ أهلَ النَّصْرِ بالحقِّ أن یَتَّخِذُوا مِن أعداءِ اللَّهِ وَلیّاً ولا نَصیراً ... لا یَحِلُّ لکم أن تُظهِرُوهُم عَلی اُصولِ دِینِ اللَّهِ ، فإنّهم إن سَمِعوا مِنکُم فیهِ شیئاً عادُوکُم علَیهِ .(12)

(13)

ص :316


1- نهج البلاغة : الخطبة 1 .
2- غرر الحکم : 2338 .
3- غرر الحکم : 6373 .
4- غرر الحکم : 6345 .
5- (انظر) الیقین : باب 4184 .
6- مکارم الأخلاق : 2/376/2661 .
7- بحار الأنوار : 71/388/40 .
8- غرر الحکم : 1255 .
9- غرر الحکم : 1762 .
10- غرر الحکم : 3541 .
11- بحار الأنوار : 78/7/59 .
12- الکافی : 8/12/1 .
13- (انظر) الإیمان : باب 266 . الزهد : باب 1612 .

1299 - رَأسُ الدِّینِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : رَأسُ الدِّینِ صِدقُ الیقینِ .(1)

عنه علیه السلام : رأسُ الدِّینِ صُحبَةُ المُتّقینَ .(2)

عنه علیه السلام : الصِّدقُ رأسُ الدِّینِ .(3)

عنه علیه السلام : رأسُ الدِّینِ صِحّةُ الیقینِ .(4)

عنه علیه السلام : رأسُ الدِّینِ اکتِسابُ الحَسَناتِ .(5)

عنه علیه السلام : رأسُ الدِّینِ مُخالَفَةُ الهوی .(6)

(7)

1300 - نِظامُ الدِّینِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : نِظامُ الدِّینِ مُخالَفَةُ الهوی والتنزُّهُ عنِ الدُّنیا .(8)

عنه علیه السلام : نظامُ الدِّین خَصلَتانِ : إنصافُکَ مِن نفسِکَ ، ومواساةُ إخوانِک .(9)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : حُبُّنا أهلَ البیتِ نِظامُ الدِّینِ .(10)

(11)

1301 - جِماعُ الدِّینِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : علَیکَ بالتَّقوی والصِّدقِ ، فَهُما جِماعُ الدِّینِ .(12)

عنه علیه السلام : جِماعُ الدِّینِ فی إخلاصِ العَمَلِ وتَقصیرِ الأمَلِ وبَذْلِ الإحسانِ والکَفِّ عن القَبیحِ .(13)

عنه علیه السلام : ثلاثٌ هُنَّ جِماعُ الدِّینِ : العِفّةُ ، والوَرَعُ ، والحَیاءُ .(14)

(15)

1302 - مِلاکُ الدِّینِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : شیئانِ هُما مِلاکُ الدِّینِ : الصِّدقُ ، والیَقینُ .(16)

عنه علیه السلام : مِلاکُ الإسلامِ صِدقُ اللِّسانِ .(17)

(18)

1303 - عِمادُ الدِّینِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : لِکُلِّ شَیْ ءٍ عِمادٌ ، وعِمادُ الدِّینِ الفِقهُ .(19)

ص :317


1- غرر الحکم : 5228 .
2- کنز العمّال : 44399 .
3- غرر الحکم : 517 .
4- بحار الأنوار:77/213/1.
5- غرر الحکم : 5245 .
6- غرر الحکم : 5257 .
7- (انظر) الیقین : باب 4179 ، 4180 . الورع : باب 3996 .
8- غرر الحکم : 9981 .
9- غرر الحکم : 9983 .
10- الأمالی للطوسی : 296/582 .
11- (انظر) الإمامة العامة : باب 141 .
12- غرر الحکم : 2827 .
13- غرر الحکم : 4770 .
14- غرر الحکم : 4679 .
15- (انظر) الإسلام : باب 1857 .
16- غرر الحکم : 5770 .
17- غرر الحکم : 9727 .
18- (انظر) نهج البلاغة : الخطبة 7 . النیّة : باب 3920 .
19- بحار الأنوار : 1/216/30 .

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - مِن کتابِهِ علیه السلام للأشتَرِ - : وإنّما عِمادُ الدِّینِ وجِماعُ المسلمینَ والعُدَّةُ للأعداءِ العامَّةُ مِنَ الاُمَّةِ ، فلیَکُن صَغْوُکَ لَهُم ، ومَیلُکَ مَعَهُم .(1)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : الرُّوحُ عِمادُ الدِّینِ ، والعِلمُ عِمادُ الرُّوحِ ، والبَیانُ عِمادُ العِلمِ .(2)

(3)

1304 - نِصفُ الدِّینِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : التوحیدُ نِصفُ الدِّینِ .(4)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : حُسنُ الخُلُقِ نِصفُ الدِّینِ .(5)

(6)

1305 - أفضَلُ الدِّینِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : أفضَلُ دِینِکُم الوَرَعُ .(7)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أفضَلُ الدِّینِ قَصرُ الأمَلِ .(8)

عنه علیه السلام : إنَّ أفضَلَ الدِّینِ الحُبُّ فی اللَّهِ والبُغضُ فی اللَّهِ .(9)

عنه علیه السلام : سَنامُ الدِّینِ الصبرُ والیقینُ ومُجاهَدَةُ الهَوی .(10)

عنه علیه السلام : أدیَنُ الناسِ مَن لم تُفسِدِ الشَهوَةُ دِینَهُ .(11)

1306 - قَواعِدُ الدِّینِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : سِتٌّ مِن قواعِدِ الدِّینِ : إخلاصُ الیقینِ ، ونُصحُ المسلمینَ ، وإقامَةُ الصلاةِ ، وإیتاءُ الزکاةِ ، وحجُّ البیتِ ، والزهدُ فی الدُّنیا .(12)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لَمّا قالَ رجلٌ لَهُ : إنَّ أساسَ الدِّینِ التوحیدُ والعدلُ ، وعِلْمُهُ کثیرٌ ولابدَّ لعاقلٍ مِنهُ ، فاذکُرْ ما یَسهُلُ الوقوفُ علَیهِ ویَتَهیَّأُ حِفظُهُ - : أمّا التوحیدُ فأن لا تُجَوِّزَ علی رَبِّکَ ما جازَ عَلیکَ ، وأمّا العدلُ فأن لا تَنسُبَ إلی خالِقِکَ ما لامَکَ علَیهِ .(13)

عنه علیه السلام : أحسِنُوا النَّظَرَ فیما لا یَسَعُکُم

ص :318


1- نهج البلاغة : الکتاب 53 .
2- الاختصاص : 245 .
3- (انظر) الصلاة : باب 2237 . لیقین : باب 4180 .
4- التوحید : 68/24 .
5- الخصال : 30/106 .
6- (انظر) الزواج : باب 1634 .
7- الخصال : 4/9 .
8- غرر الحکم : 3315 .
9- غرر الحکم : 3540 .
10- غرر الحکم : 5633 .
11- غرر الحکم : 3207 .
12- غرر الحکم : 5638 .
13- بحار الأنوار : 4/264/13 .

جَهلُهُ وانصَحُوا لأنفسِکُم،وجاهِدُوها فی طلَبِ معرِفَةِ ما لا عُذرَ لکُم فی جَهلِهِ ، فإنَّ لِدِینِ اللَّهِ أرکاناً لا یَنفَعُ مَن جَهِلَها شدّةُ اجتِهادِهِ فی طَلَبِ ظاهِرِ عبادَتِهِ ، ولا یَضُرُّ مَن عَرَفَها فَدانَ بها حُسنُ اقتِصادِهِ .(1)

(2)

1307 - ثَمَرَةُ الدِّینِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ثَمرَةُ الدِّینِ الأمانَةُ .(3)

عنه علیه السلام : اِجعَلِ الدِّینَ کَهفَکَ والعَدلَ سَیفَکَ ، تَنجُ مِن کلِّ سوءٍ وتَظفَرْ عَلی کُلِّ عَدُوٍّ .(4)

عنه علیه السلام : الدِّینُ یَعصِمُ .(5)

عنه علیه السلام : الدِّینُ أقوَی عِمادٍ .(6)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنَّ صاحِبَ الدِّینِ فَکَّرَ فَعَلَتهُ السَّکِینَةُ ، واستَکانَ فَتَواضَعَ ، وقَنِعَ فَاستَغنی ورَضِیَ بما اُعطِیَ ، وانفَرَدَ فَکُفِیَ الإخوانَ ، ورَفَضَ الشَّهَواتِ فَصارَ حُرّاً ، وخَلَعَ الدُّنیا فَتَحامَی الشُّرورَ ، واطَّرَحَ الحَسَدَ فظَهَرَتِ المَحَبَّةُ ، ولَم یُخِفِ الناسَ فلم یَخَفْهُم ، ولَم یُذنِبْ إلَیهِم فَسَلِمَ مِنهُم ، وسَخَتْ نفسُهُ عن کُلِّ شی ءٍ ففازَ واستَکمَلَ الفَضلَ ، وأبصَرَ العافِیَةَ فَأمِنَ النَّدامَةَ .(7)

1308 - آفاتُ الدِّینِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : آفَةُ الدِّینِ ثلاثةٌ : فقیهٌ فاجِرٌ ، وإمامٌ جائرٌ ، ومُجتَهِدٌ جاهِلٌ .(8)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : آفَةُ الدِّینِ سُوءُ الظنِّ .(9)

عنه علیه السلام : فَسادُ الدِّینِ الطَّمَعُ .(10)

عنه علیه السلام : بِئسَ قَرینُ الدِّینِ الطَّمَعُ .(11)

عنه علیه السلام : فسادُ الدِّینِ الدُّنیا .(12)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : آفَةُ الدِّینِ : الحَسَدُ والعُجبُ والفَخرُ .(13)

1309 - الحَثُّ عَلَی الحِفاظِ عَلَی الدِّینِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إن عَرَضَ لکَ بلاءٌ فاجعَل مالَکَ دونَ دَمِکَ ، فإن تَجاوَزَکَ البلاءُ

ص :319


1- الإرشاد : 2/205 .
2- (انظر) الإسلام : باب 1856 ، 1858 .
3- غرر الحکم : 4594 .
4- غرر الحکم : 2433 .
5- غرر الحکم : 1 .
6- غرر الحکم : 489 .
7- الأمالی للمفید : 52/14 .
8- کنز العمّال : 28954 .
9- غرر الحکم : 3924 .
10- غرر الحکم : 6551 .
11- غرر الحکم : 4409 .
12- غرر الحکم : 6554 .
13- الکافی : 2/307/5 .

فاجعَلْ مالَکَ ودَمَکَ دونَ دِینِکَ ، فإنَّ المَسلوبَ مَن سُلِبَ دِینُهُ ، والمَخروبَ مَن خَرِبَ دِینُهُ .(1)

عنه صلی اللَّه علیه و آله - ممّا أوصی بهِ علیّاً علیه السلام - : ... والخامِسةُ بَذلُکَ مالَکَ ودَمَکَ دُونَ دِینِکَ .(2)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إذا حَضَرَت بَلِیَّةٌ فاجعَلُوا أموالَکُم دونَ أنفسِکُم ، وإذا نَزَلَت نازلةٌ فاجعَلُوا أنفسَکُم دونَ دِینِکُم ، واعلَمُوا أنَّ الهالِکَ مَن هَلَکَ دِینُهُ ، والحَریبَ مَن حُرِبَ دِینُهُ .(3)

عنه علیه السلام : المُصیبةُ بِالدِّینِ أعظَمُ المَصائبِ .(4)

عنه علیه السلام : فاقِدُ الدِّینِ مُتَرَدٍّ فی الکُفرِ والضلالِ .(5)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - فی قولِ اللَّهِ عزّوجلّ : (فَوَقاهُ اللَّهُ سَیِّئاتِ ما مَکَرُوا)(6) - : یَعنِی مُؤمِنَ آلِ فِرعونَ ، واللَّهِ لقد قَطَّعُوهُ إرباً إرباً ، ولکنْ وَقاهُ اللَّهُ أن یَفتِنُوهُ فی دِینِهِ .(7)

عنه علیه السلام - کانَ یقولُ عندَ المُصیبةِ - : الحمدُ للَّهِ ِ الذی لم یَجعَلْ مُصِیبَتِی فی دِینِی .(8)

(9)

1310 - خَصائِصُ مَن لا دینَ لَهُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إنّما یُدرَکُ الخیرُ کُلُّهُ بالعقلِ ، ولا دِینَ لِمَن لا عَقلَ له .(10)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : مَن أرضی سُلطاناً بما یُسخِطُ اللَّهَ خَرَجَ مِن دِینِ اللَّهِ عزّوجلّ .(11)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : المُرتابُ لا دِینَ لَهُ .(12)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : لا دِینَ لِمَن دانَ بطاعةِ مَن عَصَی اللَّهَ ، ولا دِینَ لِمَن دانَ بِفِریَةِ باطلٍ علی اللَّهِ ، ولا دِینَ لِمَن دانَ بجُحُودِ شَی ءٍ مِن آیاتِ اللَّهِ .(13)

الإمامُ الباقرُ أو الإمامُ الصّادقُ علیهما السلام : لا دِینَ لِمَن دانَ اللَّهَ بتَقویَةِ باطِلٍ ، ولا دِینَ لِمَن دانَ اللَّهَ بطاعةِ الظالِمِ .(14)

ص :320


1- کنز العمّال : 43601 .
2- وسائل الشیعة : 11/452/5 .
3- الکافی : 2/216/2 .
4- غرر الحکم : 1385 .
5- غرر الحکم : 6550 .
6- غافر : 45 .
7- بحار الأنوار : 13/162/5 .
8- بحار الأنوار : 78/268/183 .
9- (انظر) تمام الخبر فی عنوان المصیبة : باب 2311 . الدِین : باب 1324 .
10- بحار الأنوار : 77/158/1 .
11- بحار الأنوار : 73/393/7 .
12- غرر الحکم : 1014 .
13- الکافی : 2/373/4 .
14- الأمالی للمفید : 184/7 .

الإمامُ الباقرُ أو الإمامُ الصّادقُ علیهما السلام : لا دِینَ لِمَن لا یَدِینُ اللَّهَ بِالأمرِ بالمَعروفِ والنهیِ عن المُنکَرِ .(1)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : لا دِینَ لِمَن دانَ بولایةِ إمامٍ جائرٍ لَیسَ مِنَ اللَّهِ .(2)

عنه علیه السلام : لادِینَ لِمَن لاعَهدَله .(3)

عنه علیه السلام : کُلُّ مَن لم یُحِبَّ علی الدِّینِ ولم یُبغِضْ علی الدِّینِ فلا دینَ لَهُ .(4)

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : لادِینَ لِمَن لامُرُوَّةَ لَهُ .(5)

الإمامُ الرِّضا علیه السلام : لادِینَ لِمَن لاوَرَعَ لَهُ .(6)

1311 - التَّحذیرُ مِنَ الاستِخفافِ بِالدِّینِ وأهلِهِ

الکتاب :

(وَقالُوا ما لَنا لا نَری رِجالاً کُنّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الأَشْرارِ * أتَّخَذْناهُمْ سِخْرِیّاً أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ) .(7)

(أَفَمِنْ هذا الحَدِیثِ تَعْجَبُونَ * وَتَضْحَکُونَ وَلا تَبْکُونَ * وَأنتُمْ سامِدُونَ) .(8)

(9)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إنّی أخافُ علَیکُم استِخفافاً بالدِّینِ وبَیعَ الحُکْمِ .(10)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : صارَ دِینُ أحدِکُم لُعقَةً علی لسانِهِ ، صَنیعُ مَن قد فَرَغَ مِن عَمَلِهِ ، وأحرَزَ رِضا سَیِّدِهِ !(11)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إیّاکم والتَّهاوُنَ بأمرِ اللَّهِ عزّوجلّ ، فإنّه مَن تَهاوَنَ بَأمرِ اللَّهِ أهانَهُ اللَّهُ یومَ القیامةِ .(12)

عنه علیه السلام - لأبی بصیرٍ - : یا أبا محمّدٍ ، لقد ذَکَرَکُم اللَّهُ إذ حَکی عن عَدُوِّکم فی النارِ بقولِهِ : (وقالُوا ما لَنا لا نَرَی رِجالاً کنّا نَعُدُّهُم مِنَ الأَشْرارِ ...) واللَّهِ ما عَنی ولا أرادَ بهذا غَیرَکُم ، صِرتُم عندَ أهلِ هذا العالَمِ شِرارَ الناسِ ، وأنتُم واللَّهِ فی الجَنَّةِ تُحبَرُونَ ، وفی النارِ تُطلَبُونَ .(13)

(14)

ص :321


1- بحار الأنوار : 100/86/59 .
2- بحار الأنوار : 72/135/19 .
3- بحار الأنوار : 84/252/47 .
4- الکافی : 2/127/16 .
5- تحف العقول : 389 .
6- کمال الدین : 371/5 .
7- 62 ، 63 .
8- النجم : 59 - 61 .
9- (انظر) الصّافّات : 12 - 15 ، الزخرف: 47 ، الجاثیة: 9 ، 33 ، 35 .
10- بحار الأنوار: 72/227/2.
11- نهج البلاغة: الخطبة 113.
12- بحار الأنوار : 72/227/3 .
13- الکافی : 8/36/5 .
14- (انظر) بحار الأنوار : 72 / 226 باب 112 .

1312 - عاقِبَةُ الاستِخفافِ بِالدِّینِ

الکتاب :

(وَذَرِ الَّذِینَ اتَّخَذُوا دِینَهُم لَعِباً وَلَهْواً وَغَرَّتْهُمُ الحَیاةُ الدُّنْیا وَذَکِّر بِهِ أن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِما کَسَبَتْ لَیْسَ لَها مِن دُونِ اللَّهِ وَلِیٌّ وَلَا شَفِیعٌ وَإِن تَعْدِلْ کُلَّ عَدْلٍ لَّا یُؤْخَذْ مِنْها أُولئکَ الَّذِینَ أُبْسِلُوا بِما کَسَبُوا لَهُمُ شَرابٌ مِّنْ حَمِیمٍ وَعَذابٌ أَلِیمٌ بِما کانُوا یَکْفُرُونَ) .(1)

(الَّذِینَ اتَّخَذُوا دِینَهُم لَهْواً وَلَعِباً وَغَرَّتْهُمُ الحَیاةُ الدُّنْیا فَالیَومَ نَنساهُمْ کَما نَسُوا لِقاءَ یَومِهِمْ هذا وَما کانُوا بِآیاتِنا یَجْحَدُونَ) .(2)

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَنِ اتَّخَذَ دِینَ اللَّهِ لَهواً ولَعِباً أدخَلَهُ اللَّهُ سبحانَهُ النارَ مُخَلَّداً فیها .(3)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - فی وَصایاهُ لعبدِاللَّهِ بنِ جُندَبٍ - : یابنَ جُندَبٍ قدیماً عُمِرَ الجهلُ وقَوِیَ أساسُهُ ، وذلک لِاتِّخاذِهِم دِینَ اللَّهِ لَعباً حتّی لقد کانَ المُتَقرِّبُ مِنهُم إلی اللَّهِ بعَمَلِهِ یُریدُ سِواه، اُولئکَ هُمُ الظالِمونَ .(4)

(5)

1313 - الدِّینُ الحَقُ

الکتاب :

(هَوَ الَّذِی أرسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدی وَدِینِ الحَقِّ لِیُظْهِرَهُ عَلَی الدِّینِ کُلِّهُ وَلَوْ کَرِهَ المُشْرِکُونَ) .(6)

الحدیث :

الإمامُ الحسینُ علیه السلام : مِنّا اثنا عَشَرَ مَهدیّاً ، أوّلُهُم أمیرُ المؤمنینَ علیُّ بنُ أبی طالبٍ علیه السلام ، وآخِرُهم التاسعُ مِن وُلدِی ، وهو الإمامُ القائمُ بالحقِّ ، یُحْیِی اللَّهُ بهِ الأرضَ بَعد مَوتِها ، ویُظهِرُ بهِ دِینَ الحقِّ علی الدِّینِ کُلِّهِ ولو کَرِهَ المُشرِکونَ .(7)

(8)

1314 - الدِّینُ القَیِّمُ

الکتاب :

(فَأَقِمْ وَجْهَکَ لِلدِّینِ القَیِّمِ (9) مِن قَبْلِ أن یَأْتِیَ یَوْمٌ لا

ص :322


1- الأنعام : 70 .
2- الأعراف : 51 .
3- غرر الحکم : 9029 .
4- بحار الأنوار: 78/280/1.
5- (انظر) عنوان 477 «اللهو» .
6- التوبة : 33 .
7- کمال الدین : 317/3 .
8- (انظر) الدِّین : باب 1320 . الحقّ : باب 888 . الأمثال : باب 3542 .
9- القیّم هو القائم بالأمر ، القویّ علی تدبیره ، أو القائم علی ساقه غیر المتزلزل والمتضعضع، والمعنی أنّ دین التوحید وحده هو القویّ علی إدارة المجتمع وسوقه إلی منزل السعادةِ ، والدین المحکم غیر المتزلزل الذی فیه الرّشد من غیر غیّ ، والحقّیّة من غیر بطلانٍ ، ولکنّ أکثر الناس لاُنسهم بالحسّ والمحسوس وانهماکهم فی زخارف الدُّنیا الفانیة حرموا سلامة القلب واستقامة العقل ، لا یعلمون ذلک ، إنّما یعلمون ظاهراً من الحیاة الدُّنیا وهم عن الآخرة معرضون . المیزان فی تفسیر القرآن : 11/178 .

مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ یَوْمَئِذٍ یَصَّدَّعُونَ) .(1)

(أَمَرَ أَلَّا تَعبُدُوا إِلّا إِیّاهُ ذلِکَ الدّینُ القَیِّمُ) .(2)

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : حُمِّلَ کلُّ امرئٍ مِنکُم مَجهودَهُ ، وخُفِّفَ عَنِ الجَهَلَةِ ، رَبٌّ رحیمٌ ، ودِینٌ قَویمٌ ، وإمامٌ عَلیمٌ .(3)

1315 - الدِّینُ الحَنیفُ

الکتاب :

(وَأن أقِم وَجهَکَ لِلدِّینِ حَنیفاًوَلاتَکونَنَّ مِنَ المُشرِکِینَ) .(4)

(فأَقِم وَجْهَکَ لِلدِّینِ حَنِیفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِی فَطَرَ النّاسَ عَلَیْها لَا تَبْدِیلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذلِکَ الدّینُ القَیِّمُ وَلکِنَّ أَکْثَرَ النّاسِ لَا یَعْلَمُونَ) .(5)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : أحَبُّ الأدیانِ إلی اللَّهِ الحَنیفِیَّةُ فإذا رَأیتَ اُمَّتِی لا یَقولونَ للظالمِ: أنتَ ظالمٌ، فقد تُوُدِّعَ مِنهُم .(6)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام - وقد سَألَهُ زُرارةُ عن قولِ اللَّهِ عزّوجلّ : (حُنَفاءَ للَّهِ ِ غیرَ مُشرِکینَ بهِ)(7) - : الحَنیفِیَّةُ مِنَ الفِطرةِ التی فَطَرَ اللَّهُ الناسَ علَیها ، (لا تَبدِیلَ لِخَلْقِ اللَّهِ) فَطَرَهُم عَلَی المعرِفَةِ بِهِ .(8)

عنه علیه السلام : ما أبقَتِ الحنیفیّةُ شیئاً، حتّی أنّ مِنها قَصَّ الأظفارِ ، وأخْذَ الشارِبِ ، والخِتانَ .(9)

1316 - یَسارُ الدِّینِ

الکتاب :

(یُرِیدُ اللَّهُ بِکُمُ الیُسْرَ ولا یُرِیدُ بِکُمُ العُسْرَ) .(10)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : یا أیّها الناسُ ، إنَّ دِینَ اللَّهِ یُسرٌ .(11)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : یَسِّرُوا ولا تُعَسِّرُوا ، وسَکِّنُوا ولا تُنفِّرُوا .(12)

ص :323


1- الروم : 43 .
2- یوسف : 40 .
3- نهج البلاغة : الخطبة 149 .
4- یونس : 105 .
5- الروم : 30 .
6- کنز العمّال : 291 .
7- الحجّ : 31 .
8- الکافی : 2/12/4 .
9- تفسیر العیّاشی : 1/388/143 .
10- البقرة : 185 .
11- کنز العمّال : 5418 .
12- الدرّ المنثور : 1/465 .

عنه صلی اللَّه علیه و آله : أحَبُّ الأدیانِ إلی اللَّهِ الحنیفیّةُ السَّمحَةُ .(1)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : بُعِثتُ بِالحَنِیفِیَّةِ السَّمْحَةِ ، ومَن خالَفَ سُنَّتِی فلَیسَ مِنّی .(2)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إنّ اللَّهَ لم یَبعَثْنِی بالرَّهبانِیَّةِ ، وإنّ خیرَ الدِینِ عندَ اللَّهِ الحنیفیّةُ السَّمْحَةُ .(3)

الدرّ المنثور عن ابنِ الأدرعِ : إنَّ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله رَأی رجلاً یُصلّی فَتَراآهُ بِبَصَرِهِ ساعةً فقالَ : أتَراهُ یُصلّی صادِقاً؟ قلتُ : یا رسولَ اللَّهِ، هذا أکثَرُ أهلِ المَدینةِ صلاةً ، فقالَ : لا تُسمِعْهُ فَتُهلِکَهُ ، وقالَ : إنّ اللَّهَ إنّما أرادَ بهذهِ الاُمَّةِ الیُسرَ ولا یُریدُ بِهِمُ العُسرَ .(4)

1317 - لا حَرَجَ فِی الدِّینِ

الکتاب :

(وَما جَعَلَ عَلَیْکُمْ فِی الدِّینِ مِنْ حَرَجٍ) .(5)

(لا یُکَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلّا وُسْعَها) .(6)

(لِیُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَیْهِ رِزْقُهُ فَلْیُنفِقْ مِمَّا آتاهُ اللَّهُ لَا یُکَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلّا ما آتاها سَیَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ یُسْراً) .(7)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله: مِمّا أعطَی اللَّهُ اُمَّتی وفَضَّلَهُم بهِ علی سائرِ الاُمَمِ أعطاهُم ثلاثَ خِصالٍ لم یُعطَها إلّا نَبیٌّ ، وذلکَ أنَّ اللَّهَ تَبارَکَ وَتعالی کانَ إذا بَعَثَ نبیّاً قالَ لَهُ : اجتَهِدْ فی دِینِکَ ولا حَرَجَ علَیکَ ، وأنّ اللَّهَ تبارَک وَتَعالی أعطی ذلکَ اُمَّتِی حیثُ یقولُ : (وما جَعَلَ عَلَیْکُم فی الدِّینِ مِنْ حَرَجٍ )(8) یقول : مِن ضِیقٍ .(9)

الکافی عن عبد الأعلی مَولی آلِ سامٍ : قلتُ لأبی عبدِاللَّهِ علیه السلام : عَثَرتُ فانقَطَعَ ظُفُرِی فَجَعَلتُ عَلی إصبَعِی مَرارةً، فَکیفَ أصنَعُ بالوُضوءِ ؟ قالَ : یُعرَفُ هذا وأشباهُهُ مِن کتابِ اللَّهِ عزّوجلّ (مَا جَعَلَ عَلَیْکُم فی الدِّینِ مِنْ حَرَجٍ) اِمسَحْ علَیهِ .(10)

(11)

ص :324


1- کنز العمّال : 289 .
2- کنز العمّال : 900 .
3- کنز العمّال : 5422 .
4- الدرّ المنثور : 1/464 .
5- الحجّ : 78 .
6- البقرة : 286 .
7- الطلاق : 7 .
8- الحجّ : 78 .
9- بحار الأنوار: 5/300/1.
10- الکافی : 3/33/4 .
11- (انظر) بحار الأنوار : 5 / 298 باب 14 .

1318 - کَمالُ الدِّینِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ثلاثٌ هُنَّ کمالُ الدِّینِ : الإخلاصُ ، والیقینُ ، والتَقَنُّعُ .(1)

عنه علیه السلام : اِعلَمُوا أنَّ کمالَ الدِینِ طَلَبُ العِلمِ والعَملُ بهِ .(2)

عنه علیه السلام : إذا اتَّقَیتَ المُحرَّماتِ وتَوَرَّعتَ عنِ الشُّبُهاتِ وأدَّیتَ المَفروضاتِ وتَنَفَّلتَ بالنوافِلِ فقد أکمَلْتَ فی الدِّینِ الفَضائلَ .(3)

(4)

1319 - إکمالُ الدِّینِ

الکتاب :

(الیَومَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ وَأتْمَمْتُ عَلَیْکُمْ نِعْمَتِی وَرَضِیتُ لَکُمُ الْإِسْلامَ دِیناً) .(5)

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : القرآنُ آمِرٌ زاجِرٌ ، وصامِتٌ ناطقٌ ، حُجَّةُ اللَّهِ علی خَلقِهِ ، أخَذَ علَیهِ مِیثاقَهُم ، وارتَهَنَ علَیهِم أنفُسَهم ، أتَمَّ نورَهُ ، وأکمَلَ بهِ دِینَهُ .(6)

عنه علیه السلام : وأنزَلَ عَلیکُمُ الکتابَ تِبیاناً لِکُلِّ شی ءٍ ، وعَمَّرَ فیکُم نبیَّهُ أزماناً ، حتّی أکمَلَ لَهُ ولَکُم - فیما أنزَلَ مِن کتابِهِ - دِینَهُ الذی رَضِیَ لِنفسِهِ .(7)

(8)

1320 - الدِّینُ الَّذی لا تُقبَلُ الأعمالُ إلّا بِهِ

الکتاب :

(قُولُوا آمَنّا باللَّهِ وَما أُنزِلَ إِلَیْنا وَما أُنزِلَ إِلی إِبْراهِیمَ وَإِسْماعِیلَ وَإِسْحاقَ وَیَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ وَما أُوتِیَ مُوسی وَعِیسی وَما أُوتِی النَّبِیُّونَ مِن رَبِّهِمْ).(9)

(وَمَن یَبْتَغِ غَیرَ الْإِسْلامِ دِیناً فَلَن یُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِی الآخِرَةِ مِنَ الخاسِرِینَ) .(10)

الحدیث :

الإمامُ الباقرُ علیه السلام - لَمّا قالَ أبو الجارودِ لَهُ : أخبِرْنِی بدِینِکَ الذی تَدِینُ اللَّهَ عزّوجلّ

ص :325


1- غرر الحکم : 4685 .
2- تحف العقول : 199 .
3- غرر الحکم : 4148 .
4- (انظر) الإیمان : باب 274 - 275. البلاء : باب 415 . عنوان 467 «الکمال» .
5- المائدة : 3 .
6- نهج البلاغة : الخطبة 183 .
7- نهج البلاغة: الخطبة 86 .
8- (انظر) الإمامة العامة : باب 138 . الخمر : باب 1132 ، حدیث 5359 .
9- البقرة : 136 .
10- آل عمران : 85 .

بهِ أنتَ وأهلُ بَیتِکَ لِأدِینَ اللَّهَ عزّوجلّ بهِ - : إن کُنتَ أقصَرْتَ الخُطبَةَ فقد أعظَمْتَ المَسألَةَ، واللَّهِ لَاُعطِیَنَّکَ دِینِی ودِینَ آبائی الذی نَدِینُ اللَّهَ عزّوجلّ بهِ : شهادةُ أن لا إلهَ إلّا اللَّهُ ، وأنَّ محمّداً رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله والإقرارُ بما جاءَ بهِ مِن عندِ اللَّهِ ، والوَلایةُ لِوَلِیِّنا ، والبَراءةُ مِن عَدُوِّنا ، والتسلیمُ لِأمرِنا ، وانتِظارُ قائمِنا ، والاجتِهادُ ، والوَرَعُ .(1)

الکافی عن علیِّ بنِ أبی حمزَةَ عن أبی بصیرٍ، قال : سمعتُهُ یسألُ أبا عبدِاللَّهِ علیه السلام فقالَ له : جُعِلتُ فِداکَ أخبِرْنی عنِ الدِّینِ الذی افتَرَضَ اللَّهُ عزّوجلّ عَلی العبادِ ما لا یَسَعُهُم جَهلُهُ ، ولا یُقبَلُ مِنهُم غیرُهُ ماهو ؟ فقالَ : شهادةُ أن لا إلهَ إلّا اللَّهُ ، وأنّ محمّداً رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله، وإقامُ الصلاةِ ، وإیتاءُ الزکاةِ ، وحجُّ البیتِ مَنِ استَطاعَ إلَیهِ سبیلاً ، وصومُ شَهرِ رمضانَ . ثُمّ سَکَتَ قلیلاً ثُمّ قالَ : والوَلایةُ - مَرّتَینِ - .(2)

بحار الأنوار عن عبدِ العظیمِ الحَسَنیِّ : دَخَلتُ علی سیّدی علیِّ بنِ محمّدٍ علیهما السلام فلمّا بَصُرَ بی قال لی : مَرْحباً بکَ یا أبا القاسمِ أنتَ ولیُّنا حقّاً . قالَ : فقلتُ لَهُ : یابنَ رسولِ اللَّهِ ، إنّی اُریدُ أن أعرِضَ عَلیکَ دِینِی ، فإن کانَ مَرضِیّاً ثَبَتُّ علَیهِ حتّی ألقَی اللَّهَ عزّوجلّ ، فقالَ : هاتِ یا أبا القاسمِ ، فقلتُ : إنّی أقولُ : إنّ اللَّهَ تَبارکَ وتعالی واحدٌ - ... - وأقولُ : إنّ الفرائضَ الواجبةَ بعدَ الوَلایةِ : الصلاةُ والزکاةُ والصومُ والحجُّ والجِهادُ والأمرُ بالمعروفِ والنهیُ عن المُنکَرِ .

فقالَ علیُّ بنُ محمّدٍ علیهما السلام : یا أبا القاسمِ ، هذا واللَّه دِینُ اللَّهِ الذی ارتَضاهُ لِعِبادِهِ ، فاثبُتْ علَیهِ ، ثَبَّتَکَ اللَّهُ بالقَولِ الثابتِ فی الحیاةِ الدُّنیا وفی الآخِرةِ .(3)

الأمالی للطوسی عن إبراهیم المُخارقیِّ : وَصَفتُ لأبی عبدِاللَّهِ جعفرِ ابنِ محمّدٍ علیهما السلام دِینِی فقلتُ : أشهَدُ أن لا إلهَ إلّا اللَّهُ وحدَهُ لا شَریکَ لَهُ، وأنَّ مُحمّداً صلی اللَّه علیه و آله رَسولُ اللَّهِ ، وأنّ علیّاً إمامُ

ص :326


1- الکافی : 2/21/10 .
2- الکافی : 2/22/11 .
3- بحار الأنوار : 69/1/1 .

عَدلٍ بَعدَهُ ، ثُمّ الحسنُ والحسینُ ، ثُمّ علیُّ بنُ الحسینِ ، ثُمّ محمّدُ ابنُ علیٍّ ، ثُمّ أنتَ.

فقالَ : رَحِمَکَ اللَّهُ ، ثُمّ قالَ : اتّقوا اللَّهَ ، اتَّقوا اللَّهَ ، اتّقوا اللَّهَ ، عَلَیکُم بِالوَرَعِ وصِدقِ الحَدیثِ ، وأداءِ الأمانَةِ ، وعِفّةِ البَطنِ والفَرْجِ ، تَکونُوا مَعَنا بالرَّفیقِ الأعلی .(1)

بحار الأنوار عن عَمرو بنِ حُریثٍ : قلتُ لأبی عبدِ اللَّهِ علیه السلام : جُعِلتُ فِداکَ ، ألا أقُصُّ علَیکَ دِینِی الذی أدِینُ اللَّهَ بهِ ؟ قال : بلَی یا عمرو ، قلتُ : إنّی أدینُ اللَّهَ بشهادةِ أنّ لا إلهَ إلّا اللَّهُ ، وأنّ محمّداً عَبدُهُ ورسولُهُ ، وأنّ الساعةَ آتِیَةٌ لا رَیبَ فیها وأنّ اللَّهَ یَبعَثُ مَن فِی القبورِ ، وإقامِ الصلاةِ ، وإیتاءِ الزکاةِ، وصومِ شَهرِ رَمَضانَ ، وحجِّ البیتِ مَنِ استَطاعَ إلَیهِ سبیلاً والوَلایةِ لعلیِّ بنِ أبی طالبٍ أمیرِالمؤمنینَ بعدَ رسولِ اللَّهِ، والوَلایةِ للحسنِ والحسینِ والوَلایةِ لعلیِّ بنِ الحسینِ والوَلایةِ لمحمّدِ بنِ عَلیٍّ مِن بَعدِهِ وأنتُم أئمّتی، علَیهِ أحیا وعلَیهِ أموتُ، وأدینُ اللَّهَ بهِ. قالَ: یا عَمرو! هذا واللَّهِ دِینی ودِینُ آبائی الذی نَدینُ اللَّهَ بهِ، فی السِّرِّ والعَلانیةِ .(2)

بحار الأنوار عن یوسفَ : قلتُ لأبی عبدِاللَّهِ علیه السلام : أصِفُ لکَ دِینِی الذی أدِینُ اللَّهَ بهِ ؟ فإن أکُنْ علی حقٍّ فَثَبِّتْنی ، وإن أکُنْ عَلی غیرِ الحقِّ فَرُدَّنی إلی الحَقِّ. قالَ : هاتِ ، قال : قلتُ : أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلّا اللَّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ، وأنّ محمّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ، وأنّ علیّاً کانَ إمامی وأنّ الحسنَ کانَ إمامی، وأنَّ الحسینَ کانَ إمامی، وأنّ علیَّ بنَ الحسینِ کانَ إمامی، وأنّ محمّدَ بنَ علیٍّ کانَ إمامی، وأنتَ جُعِلتُ فداکَ علی مِنهاجِ آبائکَ. قالَ: فقالَ عِندَ ذلکَ مِراراً: رَحِمَکَ اللَّهُ، ثُمّ قالَ: هذا واللَّهِ دِینُ اللَّهِ ودِینُ ملائکتهِ ودِینی ودِینُ آبائی الذی لایَقبَلُ اللَّهُ غَیرَهُ .(3)

رجال الکشّی عن الحسنِ بنِ زیادٍ العطّار عن أبی عبدِاللَّهِ علیه السلام : قلتُ : إنّی اُریدُ أن أعرِضَ علَیکَ دِینِی ، وإن کُنتُ فی

ص :327


1- الأمالی للطوسی : 222/384 .
2- بحار الأنوار : 69/5/7 .
3- بحار الأنوار : 69/ 8/9 .

حِسْبانی مِمّن قد فَرَغَ مِن هذا. قالَ: فآتهِ ، قلتُ: فإنّی أشهَدُ أن لا إلهَ إلّا اللَّهُ ، وأنّ محمّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ واُقرُّ بما جاءَ مِن عندِ اللَّهِ، فقالَ لی مِثلَ ما قُلتُ، وأنّ علیّاً إمامٌ فَرَضَ اللَّهُ طاعَتَهُ ، من عَرَفَهُ کانَ مُؤمناً ومَن جَهِلَهُ کانَ ضالّاً، ومَن رَدَّ علَیهِ کانَ کافِراً .(1)

(2)

1321 - لا إکراهَ فِی الدِّینِ

الکتاب :

(لا إکْراهَ فِی الدِّینِ قَد تَبَیَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَیِّ فَمَن یَکْفُرْ بِالطّاغُوتِ وَیُؤمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَکَ بِالعُرْوَةِ الوُثْقی لَا انفِصامَ لَها وَاللَّهُ سَمِیعٌ عَلِیمٌ) .(3)

(نَحْنُ أَعْلَمُ بِما یَقُولُونَ وَما أَنتَ عَلَیْهِمْ بِجَبّارٍ فَذَکِّر بِالقُرْآنِ مَنْ یَخافُ وَعِیدِ) .(4)

(فَذَکِّرْ إِنَّما أَنْتَ مُذَکِّرٌ * لَسْتَ عَلَیْهِمْ بِمُصَیْطِرٍ) .(5)

الحدیث :

سنن أبی داوود عن ابن عباس : کانَتِ المرأةُ تکونُ مِقْلاتاً فَتَجعَلُ علی نفسِها إنْ عاشَ لَها ولدٌ أنْ تُهَوِّدَهُ ، فلمّا اُجلِیَت بَنُو النَّضیرِ کانَ فیهِم مِن أبناءِ الأنصارِ ، فقالوا : لا نَدَعُ أبناءَنا ، فَأنزَلَ اللَّهُ عزّوجلّ: (لا إِکْراهَ فی الدِّینِ قد تَبَیَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَیِّ) .(6)

(7)

1322 - المَنهَجُ فی مَعرِفَةِ الدِّینِ

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن عَرَفَ دینَهُ مِن کتابِ اللَّهِ عزّوجلّ زالَتِ الجِبالُ قبلَ أن یَزُولَ ، ومَن دَخَلَ فی أمرٍ بِجَهلٍ خَرَجَ منهُ بِجَهلٍ.(8)

عنه علیه السلام : مَن دَخَلَ فی هذا الدِّینِ بالرِّجالِ أخرَجَهُ مِنهُ الرِّجالُ کما أدخَلُوهُ فیهِ ، ومَن دَخَلَ فیهِ بِالکِتابِ والسُّنَّةِ زالَتِ الجبالُ قَبلَ أن یَزولَ .(9)

(10)

ص :328


1- رجال الکشّی : 2/722/798 .
2- (انظر) بحار الأنوار : 69 / 1 باب 28 . العمل : باب 2901 . الشفاعة فی الآخرة : باب 2017 .
3- البقرة : 256 .
4- 45 .
5- الغاشیة : 21 ، 22 .
6- سنن أبی داوود : 3/59/2682 .
7- (انظر) التکلّف : باب 3453 . المیزان فی تفسیر القرآن : 2 / 342 .
8- بحار الأنوار : 23/103/11 .
9- بحار الأنوار : 2/105/67 .
10- (انظر) الحقّ : باب 900 .

1323 - أهلُ الدِّینِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنَّ لِأهلِ الدِینِ علاماتٍ یُعرَفُونَ بها : صِدقُ الحدیثِ ، وأداءُ الأمانةِ ، والوَفاءُ بالعَهدِ ، وصِلَةُ الرَّحِمِ ، ورَحمةُ الضُّعَفاءِ ، وقِلَّةُ المُؤاتاةِ للنساءِ ، وبذلُ المعروفِ ، وحُسنُ الخُلُقِ ، وسَعَةُ الخُلُقِ ، واتّباعُ العِلمِ ، ومایُقَرِّبُ إلی اللَّهِ عزّوجلّ ، طوبی لَهُم وحُسنُ مَآبٍ .(1)

(2)

1324 - صِیانَةُ الدِّین بِالدُّنیا

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : صُن دِینَکَ بدُنیاکَ تَربَحْهُما ، ولا تَصُنْ دنیاکَ بِدِینِکَ فَتَخسَرَهُما .(3)

عنه علیه السلام : صُنِ الدِّینَ بالدُّنیا یُنجِکَ ، ولا تَصُنِ الدُّنیا بالدِّینِ فَتُردِیکَ .(4)

عنه علیه السلام : إن جَعَلتَ دینَکَ تَبَعاً لدُنیاکَ ، أهلَکْتَ دِینَکَ ودُنیاکَ ، وکنتَ فِی الآخِرَةِ مِنَ الخاسرینَ ، إن جَعَلتَ دنیاک تَبَعاً لِدِینِکَ أحرَزْتَ دینَکَ ودنیاک وکُنتَ فی الآخِرَةِ مِن الفائزینَ .(5)

عنه علیه السلام : مَن جَعَلَ مُلکَهُ خادماً لِدِینِهِ انقادَ لَهُ کُلُّ سُلطانٍ ، مَن جَعَلَ دِینَهُ خادماً لِمُلکِهِ طَمِعَ فیهِ کُلُّ إنسانٍ .(6)

عنه علیه السلام : لا یَترُکُ الناسُ شیئاً مِن دِینِهِم لِإصلاحِ دُنیاهُم إلّا فَتَحَ اللَّهُ عَلیهِم ما هُوَ أضَرُّ مِنهُ .(7)

(8)

1325 - الدُّعاءُ لِتَثبیتِ القَلبِ عَلَی الدِّینِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - مِن دُعائهِ - : یا مُثَبِّتَ القُلوبِ ثَبِّت قُلوبَنا علی دِینِکَ .(9)

عنه صلی اللَّه علیه وآله - أیضاً - : یا مُقَلِّبَ القُلوبِ ثَبِّتْ قَلبی علی دِینِکَ .(10)

کمال الدین عن عبد اللَّه بن سنان : قال أبو عبد اللَّه علیه السلام : سَتُصیبُکُم شُبهَةٌ فَتَبقُونَ بِلا عَلَمٍ یُری ولا إمامٍ هدی ، ولا یَنجُو

ص :329


1- الأمالی للصدوق : 290/323 .
2- (انظر) الخیر : باب 1183 . الذکر : باب 1348 . الدُّنیا : باب 1246 ، 1259 .
3- غرر الحکم : 5861 .
4- غرر الحکم : 5863 .
5- غرر الحکم : (3750 - 3751) .
6- غرر الحکم : (9016 - 9017) .
7- غرر الحکم : 10831 .
8- (انظر) الدِّین : باب 1309 .
9- کنز العمّال : 3726 .
10- کنز العمّال : 3727 .

مِنها إلّا مَن دَعا بدُعاءِ الغَریقِ. قلتُ : کیفَ دعاءُ الغَریقِ ؟ قالَ : یقولُ : «یا اللَّهُ یا رحمنُ یا رحیمُ یا مُقَلِّبَ القُلوبِ ثَبِّتْ قَلبِی علی دِینِکَ» .(1)

(2)

1326 - صِفَةُ المُستَحفِظینَ لِدِینِ اللَّهِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : لا یَقومُ بِدِینِ اللَّهِ إلّا مَن حاطَهُ مِن جَمیعِ جَوانِبِهِ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إنَّ دِینَ اللَّهِ تعالی لَن یَنصُرَهُ إلّا مَن حاطَهُ مِن جمیعِ جَوانِبِهِ .(4)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنّما المُستَحفِظُونَ لِدِینِ اللَّهِ هُمُ الذینَ أقامُوا الدِّینَ ونَصَرُوهُ ، وحاطُوهُ مِن جمیعِ جَوانِبِهِ ، وحَفِظُوهُ علی عِبادِ اللَّهِ ورَعَوهُ .(5)

1327 - تَأییدُ الدِّینِ بِأقوامٍ لا خَلاقَ لَهُم

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إنَّ اللَّهَ لَیُؤَیِّدُ هذا الدِّینَ بالرَّجُلِ الفاجِرِ .(6)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إنّ اللَّهَ تَبارَکَ وَتَعالی یُؤَیِّدُ هذا الدِّینَ بِأقوامٍ لا خَلَاقَ لَهُم .(7)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إنّ اللَّهَ تَبارَکَ وَتَعالی لَیُؤَیِّدُ الإسلامَ بِرجالٍ ما هُم مِن أهلِهِ .(8)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : سَیُشَدُّ هذا الدِّینُ بِرِجالٍ لَیسَ لَهُم عِندَ اللَّهِ خَلَاقٌ .(9)

1328 - النَّوادِرُ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ثَباتُ الدِّینِ بِقُوَّةِ الیَقینِ .(10)

عنه علیه السلام : الدِّینُ لا یُصلِحُهُ إلّا العَقلُ .(11)

عنه علیه السلام : الدِّینُ والأدَبُ نَتیجَةُ العَقلِ .(12)

عنه علیه السلام : حِفظُ الدِّینِ ثَمَرَةُ المَعرِفَةِ ورَأْسُ الحِکمَةِ .(13)

عنه علیه السلام : سِیاسَةُ الدِّینِ بِحُسنِ الوَرَعِ والیقینِ .(14)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : هَلِ الدِّینُ إلّا الحُبُّ ؟!(15)

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : جمیعُ اُمورِ الأدیانِ أربَعةٌ : أمرٌلا اختِلافَ فیهِ ، وهو إجماعُ

ص :330


1- کمال الدین : 352/49 .
2- (انظر) الإمامة الخاصة : باب 247 ، 248 .
3- کنز العمّال : 5612 .
4- کنز العمّال : 28886 .
5- غرر الحکم : 3912 .
6- کنز العمّال : 115 .
7- کنز العمّال : 28956 .
8- کنز العمّال : 28957 .
9- کنز العمّال : 28959 .
10- غرر الحکم : 4702 .
11- غرر الحکم : 1341 .
12- غرر الحکم : 1693 .
13- غرر الحکم : 4903 .
14- غرر الحکم : 5590 .
15- الخصال : 21/74 .

الاُمَّةِ علی الضَّرورةِ التی یُضطَرُّونَ إلیها، والأخبارُ المُجمَعُ علَیها وهی الغایَةُ المَعروضُ علَیها کلُّ شُبهَةٍ والمُستَنبَطُ مِنها کلُّ حادِثَةٍ وهو إجماعُ الاُمّة ، وأمرٌ یَحتَمِلُ الشکَّ والإنکارَ ، فسَبیلُهُ استِیضاحُ أهلِهِ لِمُنتَحِلیهِ بحُجّةٍ مِن کتابِ اللَّهِ مُجمَعٍ علی تأویلِها ، وسنّةٍ مُجمَعٍ علیها لا اختلافَ فیها ، أو قیاسٍ تَعرِفُ العُقولُ عَدلَهُ ولا یَسَعُ خاصّةَ الاُمّةِ وعامَّتَها الشکُّ فیهِ والإنکارُ لَهُ.

وهذانِ الأمرانِ مِن أمر التوحیدِ فما دُونَهُ وأرشِ الخَدشِ فمّا فَوقَهُ : فهذا المَعروضُ الذی یُعرَضُ عَلیهِ أمرُ الدِّینِ فما ثَبَتَ لکَ بُرهانُهُ اصطَفیتَهُ وما غَمضَ علَیکَ صَوابُهُ نَفَیتَهُ، فمَن أورَدَ واحِدةً مِن هذهِ الثلاثِ فهی الحُجّةُ البالِغَةُ الّتی بَیّنَها اللَّهُ فی قولهِ لِنبیّهِ: (قُلْ فللّهِ الحُجّةُ البالِغَةُ فَلَو شاءَ لَهدکم أجمَعینَ)(1) یَبلُغُ الحُجّةُ البالغَةُ الجاهلَ فَیَعلَمُها بجَهلِهِ کما یَعلَمُهُ العالِمُ بِعلمِهِ، لأنّ اللَّهَ عَدلٌ لا یَجورُ، یَحتَجُّ علی خَلقِهِ بِما یَعلَمونَ ویَدعوهُم إلی ما یَعرِفونَ لا إلی ما یَجهَلونَ ویُنکِرونَ .(2)

ص :331


1- الأنعام : 149 .
2- تحف العقول : 407 .

ص :332

170 - الدَّین

اشاره

(1)

(2)

ص :333


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 103 / 138 - 156 « أبواب الدَّین والقرض» . وسائل الشیعة : 13 / 76 «أبواب الدَّین والقرض» . بحار الأنوار : 74 / 359 باب 23 «قضاء دَین المؤمن» . کنز العمّال : 6 / 209 - 256 «فی الدَّین» .
2- انظر : عنوان 437 «القرض». الشهادة فی سبیل اللَّه: باب 2089، الولایة علی النّاس: باب 4168 ، الحساب: باب 842 .

ص :334

1329 - ذَمُّ الاستدانة

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إیّاکم والدَّینَ ، فإنّه هَمٌّ بِاللیلِ وذُلٌّ بالنهارِ .(1)

الخصال عن أبی سعیدٍ الخُدریِّ : سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله یقولُ : أعوذُ بِاللَّهِ مِنَ الکُفرِ والدَّینِ ، قیلَ : یا رسولَ اللَّهِ ، أیُعدَلُ الدَّینُ بالکُفرِ ؟! فقالَ صلی اللَّه علیه و آله: نَعَم .(2)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الدَّینُ أحَدُ الرِّقَّینِ .(3)

عنه علیه السلام : کَثرَةُ الدَّینِ تُصَیِّرُ الصادِقَ کاذِباً والمُنجِزَ مُخْلِفاً .(4)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : الدَّینُ غَمٌّ باللیلِ وذُلٌّ بالنهارِ .(5)

عنه علیه السلام : خَفِّفوا الدَّینَ ، فإنّ فی خِفَّةِ الدَّینِ زیادَةَ العُمُرِ .(6)

(7)

1330 - الاستِدانَةُ مَعَ الحاجَةِ

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : مَن طَلَبَ هذا الرِّزقَ مِن حِلِّهِ لِیَعودَ بهِ عَلی نفسِهِ وعِیالِهِ کانَ کالمُجاهِدِ فی سبیلِ اللَّهِ عزّ وجلّ ، فإن غَلَبَ علَیهِ فَلْیَستَدِنْ عَلَی اللَّهِ وعَلی رسولِهِ صلی اللَّه علیه و آله ما یَقوتُ بهِ عِیالَهُ .(8)

الکافی عن معاویةَ بنِ وَهْبٍ : قلتُ لأبی عبدِ اللَّهِ علیه السلام : إنّهُ ذُکِرَ لَنا أنَّ رجُلاً مِنَ الأنصارِ ماتَ وعلَیهِ دِینارانِ دَیناً فلَم یُصَلِّ علَیهِ النبیُّ صلی اللَّه علیه و آله وقالَ : صَلُّوا عَلی صاحِبِکُم، حتّی ضَمِنَهُما عَنهُ بعضُ قَرابَتِهِ!

فقالَ أبو عبداللَّه علیه السلام : ذلِکَ الحَقُّ . ثُمّ قالَ : إنّ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله إنّما فَعَلَ ذلِکَ لِیَتَّعِظوا ولِیَرُدَّ بعضُهُم علی بعضٍ ، ولئلّا یَستَخِفُّوا بالدَّینِ، وقد ماتَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله وعلَیهِ دَینٌ ، وماتَ الحسنُ علیه السلام وعلیه دَینٌ ، وقُتِلَ الحسینُ علیه السلام وعَلیهِ دَینٌ .(9)

(10)

ص :335


1- بحار الأنوار : 103/141/4 .
2- الخصال : 44/39 .
3- غرر الحکم : 1687 .
4- غرر الحکم : 7105 .
5- تحف العقول : 359 .
6- بحار الأنوار : 103/145/21 .
7- (انظر) وسائل الشیعة : 13 / 76 باب 1 .
8- الکافی : 5/93/3 .
9- الکافی : 5/93/ 2 .
10- (انظر) وسائل الشیعة : 13 / 79 باب 2 .

1331 - الحَثُّ عَلی کِتابَةِ الدَّینِ

الکتاب :

(یا أیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إذا تَدایَنْتُم بِدَیْنٍ إلَی أجَلٍ مُسَمّیً فَاکْتُبُوهُ) .(1)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : أصنافٌ لا یُستَجابُ لَهُم ، مِنهُم مَن أدانَ رَجُلاً دَیناً إلی أجَلٍ فلَم یَکتُبْ علَیهِ کِتاباً ولَم یُشهِدْ علَیهِ شُهُوداً .(2)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن ذَهَبَ حَقُّهُ عَلی غَیرِ بَیِّنَةٍ لَم یُؤجَرْ .(3)

(4)

1332 - النَّهیُ عَنِ المُماطَلَةِ فِی الدَّینِ

الکتاب :

(فَإنْ أمِنَ بَعْضُکُمْ بَعْضاً فَلْیُؤَدِّ الَّذِی اؤْتُمِنَ أمانَتَهُ وَلْیَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ) .(5)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : مَن یَمطُلْ علی ذِی حَقٍّ حَقَّهُ وهُو یَقدِرُ علی أداءِ حَقِّهِ فعلَیهِ کُلَّ یومٍ خَطیئةُ عَشّارٍ .(6)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : الدَّینُ علی ثلاثةِ وُجُوهٍ : رَجُلٌ إذا کانَ لَهُ فَأنظَرَ وإذا کانَ علَیهِ أعطی ولَم یُماطِلْ فذلکَ لَهُ ولا علَیهِ ، ورجلٌ إذا کانَ لَهُ استَوفی وإن کانَ علَیهِ أوفی فذلکَ لا لَهُ ولا علَیهِ ، ورجلٌ إذا کانَ لَهُ استَوفی وإذا کانَ علَیهِ مَطَلَ فذلک علَیهِ و لا لَهُ .(7)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : مَطْلُ الغَنِیِّ ظُلمٌ .(8)

(9)

ص :336


1- البقرة : 282 .
2- بحار الأنوار : 104/301/1 .
3- الکافی : 5/298/3 .
4- (انظر) بحار الأنوار : 103 / 154 باب 5 . وسائل الشیعة : 13 / 93 باب 10 .
5- البقرة : 283 .
6- بحار الأنوار : 103/146/3 .
7- الخصال : 90/29 .
8- الموطّأ : 2/674/84 .
9- (انظر) بحار الأنوار: 103/146 باب 3 . وسائل الشیعة : 13/89 باب 8 ، و ص 112 باب 25. الصدقة : باب 2211 .

حرف الذال

اشاره

171 - الذِّکر

172 - الذلّة

173 - الذنب

ص :337

ص :338

171 - الذِّکر

اشاره

(1)

(2)

ص :339


1- ولمزید الاطّلاع راجع : نهج الذّکر . بحار الأنوار : 93 / 148 باب 1 «ذکر اللَّه تعالی» . بحار الأنوار : 86 / 240 باب 45 «الأدعیة والأذکار» . کنز العمّال : 1 / 413 ، 2 / 240 «فی الذکر» . وسائل الشیعة : 4 / 1177 «أبواب الذکر» .
2- انظر : عنوان 393 «الغفلة» . المجلس : باب 529 ، 530 ، الظلم : باب 2423 .

ص :340

1333 - فَضلُ ذِکرِ اللَّهِ

الکتاب :

(الَّذِینَ آمَنُوا وَتَطمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِکرِ اللَّهِ أَلا بِذِکْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ القُلُوبُ) .(1)

(یا أیُّهَا الَّذِینَ آمَنوا لا تُلْهِکُمْ أمْوالُکُمْ وَلا أوْلادُکُمْ عَنْ ذِکْرِ اللَّهِ وَمَنْ یَفْعَل ذلِکَ فَأُولئکَ هُمُ الْخاسِرُونَ) .(2)

(3)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إنَّ رَبِّی أمَرَنِی أن یکونَ نُطقِی ذِکراً ، وصَمتِی فِکراً ، ونَظَرِی عِبرَةً .(4)

کنز العمّال عن الحارِثِ : قالَ عَلیٌّ علیه السلام : ألَا اُعَلِّمُکَ دُعاءً عَلَّمَنیهِ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله ؟ [قال : ]قلتُ : بَلی ، قالَ: قُل: اللّهُمَّ افتَحْ مَسامِعَ قَلبِی لِذِکرِکَ، وارزُقْنی طاعَتَکَ وطاعَةَ رسولِکَ ، وعَمَلاً بکِتابِکَ .(5)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : طُوبی لِمَن صَمَتَ إلّا مِن ذِکرِ اللَّهِ .(6)

عنه علیه السلام : الذِّکرُ أفضَلُ الغَنیمَتَینِ .(7)

عنه علیه السلام : الذِّکرُ لَذَّةُ المُحِبِّینَ .(8)

عنه علیه السلام : الذِّکرُ مُجالَسَةُ المَحبوبِ .(9)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام - فی الدعاءِ - : أستَغفِرُکَ مِن کُلِّ لَذَّةٍ بغَیرِ ذِکرِکَ ، ومِن کُلِّ راحَةٍ بِغَیرِ اُنسِکَ ، ومِن کلِّ سُرورٍ بغَیرِ قُربِکَ ، ومِن کُلِّ شُغلٍ بغَیرِ طاعَتِکَ .(10)

عنه علیه السلام - أیضاً - : إلهی ، ما ألَذَّ خَواطِرَ الإلهامِ بِذِکرِکَ علی القُلوبِ ، وما أحلی المَسیرَ إلَیکَ بالأوهامِ فی مَسالِکِ الغُیوبِ !(11)

ص :341


1- الرعد : 28 .
2- المنافقون : 9 .
3- (انظر) البقرة : 152 ، آل عمران : 41 ، 191 ، النساء : 142 ، الأعراف : 180 ، 205 ، التوبة : 67 ، الکهف : 24 ، 28 ، طه: 34 ، 42 ، النور : 37 ، الشعراء : 227 ، العنکبوت : 45 ، الأحزاب : 21 ، 35 ، 41 ، الجمعة: 10 ، المزّمّل : 8 .
4- بحار الأنوار : 93/165/43 .
5- کنز العمّال : 5051 .
6- غرر الحکم : 5936 .
7- غرر الحکم : 1672 .
8- غرر الحکم : 670 .
9- غرر الحکم : 322 .
10- بحار الأنوار : 94/151/21 .
11- بحار الأنوار : 94/151/21 .

عنه علیه السلام - فی الدعاءِ - : اللَّهُمَّ صَلِّ علی محمّدٍ وآلِ محمّدٍ واجعَلْنا مِنَ الذینَ اشتَغَلُوا بِالذِّکرِ عَنِ الشَّهَواتِ ، وخالَفُوا دَواعِیَ العِزَّةِ بواضِحاتِ المَعرِفَةِ ، وقَطَعُوا أستارَ نارِ الشَّهَواتِ بنَضْحِ ماءِ التوبةِ ، وغَسَلُوا أوعِیَةَ الجَهلِ بصَفوِ ماءِ الحیاةِ .(1)

عنه علیه السلام - أیضاً - : یا مَن ذِکرُهُ شَرَفٌ للذاکِرینَ ، ویا مَن شُکرُهُ فَوزٌ للشاکِرینَ ، ویا مَن طاعَتُهُ نجاةٌ للمُطِیعِینَ ، صَلِّ علی محمّدٍ وآلِهِ ، واشغَلْ قُلوبَنا بِذِکرِکَ عن کُلِّ ذِکرٍ .(2)

1334 - الذِّکرُ سَجِیَّةُ المُتَّقینَ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ذِکرُ اللَّهِ شِیمَةُ المُتّقینَ .(3)

عنه علیه السلام : ذِکرُ اللَّهِ سَجِیَّةُ کُلِّ مُحسِنٍ وشِیمَةُ کُلِّ مُؤمنٍ .(4)

عنه علیه السلام : ذِکرُ اللَّهِ مَسَرَّةُ کُلِّ مُتَّقٍ ولَذَّةُ کلِّ مُوقِنٍ .(5)

(6)

1335 - قیمَةُ الذِّکرِ عِندَ اللَّهِ

الکتاب :

(وَلَذِکْرُ اللَّهِ أکْبَرُ) .(7)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : لا تَختارَنَّ عَلی ذِکرِ اللَّهِ شَیئاً فإنّهُ یقولُ : (وَلَذِکْرُ اللَّهِ أکْبَرُ) .(8)

کنز العمّال عن معاذ عنه صلی اللَّه علیه و آله : لَیسَ عَمَلٌ أحَبَّ إلی اللَّهِ تعالی ولا أنجی لِعَبدٍ مِن کُلِّ سیّئةٍ فی الدُّنیا والآخِرَةِ مِن ذِکرِ اللَّهِ . قیلَ : ولا القتالُ فی سبیلِ اللَّهِ ؟ قالَ : لولا ذِکرُ اللَّهِ لم یُؤمَرْ بالقِتالِ .(9)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : قالَ رسولُ اللَّه صلی اللَّه علیه و آله: ألا اُخبِرُکُم بخَیرِ أعمالِکُم وأزکاها عِندَ مَلِیکِکُم وأرفَعِها فی دَرَجاتِکُم ، وخَیرٍ لَکُم مِنَ الدِّینارِ والدِّرهَمِ ، وخَیرٍ لَکُم مِن أن تَلقَوا عَدُوَّکُم فتَقتُلونَهُم ویَقتُلونَکُم ؟ قالوا : بَلی یا رسولَ اللَّهِ ، قالَ : ذِکرُ اللَّهِ عزّوجلّ کثیراً .(10)

(11)

ص :342


1- بحار الأنوار : 94/127/19 .
2- الصحیفة السجّادیّة : الدعاء 11 .
3- غرر الحکم : 5163 .
4- غرر الحکم : 5173 .
5- غرر الحکم : 5174 .
6- (انظر) الذِّکر: باب 1348 .
7- العنکبوت : 45 .
8- بحارالأنوار: 77/107/1.
9- کنز العمّال : 3931 .
10- بحار الأنوار : 93/157/29 .
11- (انظر) المحبّة (حبّ اللَّه) : باب 672 .

1336 - الحَثُّ عَلی کَثرَةِ الذِّکرِ

الکتاب :

(یا أیُّهَا الَّذِینَ آمَنوا اذْکُرُوا اللَّهَ ذِکراً کَثِیراً * وَسَبِّحُوهُ بُکْرَةً وَأصیلاً) .(1)

(کَیْ نُسبِّحَکَ کَثیراً * وَنَذْکُرَکَ کَثِیراً) .(2)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : عَلیکَ بتِلاوَةِ القرآنِ وذِکرِ اللَّهِ کثیراً ، فإنّهُ ذِکرٌ لکَ فی السماءِ ونورٌ لکَ فی الأرضِ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه وآله - وقد سُئِلَ : اُحِبُّ أن أکونَ أخَصَّ الناسِ إلی اللَّهِ تعالی ؟ - : أکثِرْ ذِکرَ اللَّهِ تَکُن أخَصَّ العِبادِ إلی اللَّهِ تعالی .(4)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : اِحتَرِسُوا مِنَ اللَّهِ عَزَّ ذِکرُهُ بکَثرَةِ الذِّکرِ .(5)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لمّا سُئلَ : مَن أکرَمُ الخَلقِ عَلی اللَّهِ؟ - : أکثرُهُم ذِکراً للَّهِ ِ وأعمَلُهُم بطاعَتِهِ .(6)

الکافی عن ابن القداح عن الإمامِ الصّادقِ علیه السلام: ما مِن شی ءٍ إلّا ولَهُ حَدٌّ یَنتَهِی إلَیهِ إلّا الذِّکرَ فلَیسَ لَهُ حَدٌّ یَنتَهی إلَیهِ، فَرَضَ اللَّهُ عزّوجلّ الفرائضَ ، فَمَن أدّاهُنَّ فهُو حَدُّهُنَّ ... إلّا الذِّکرَ فإنّ اللَّهَ عزّوجلّ لم یَرضَ مِنهُ بالقَلیلِ ، ولَم یَجعَلْ لَهُ حدّاً یَنتَهی إلَیهِ . ثُمّ تَلا هذِهِ الآیَةَ (یا أیُّها الذینَ آمَنوا اذْکُرُوا اللَّهَ ذِکراً کَثیراً)(7).(8)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : أکثِرُوا ذِکرَ اللَّهِ ما استَطَعتُم فی کُلِّ ساعةٍ مِن ساعاتِ اللیلِ والنهارِ ، فإنَّ اللَّهَ أمَرَ بکَثرَةِ الذِّکرِ لَهُ .(9)

1337 - تَفسیرُ الذِّکرِ الکَثیرِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن ذَکَرَ اللَّهَ فی السِرِّ فقد ذَکَرَ اللَّهَ کثیراً .(10)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إذا ذَکَرَ العَبدُ رَبَّهُ فی الیومِ مِائةَ مَرّةٍ کانَ ذلکَ کثیراً .(11)

ص :343


1- الأحزاب : 41 ، 42 .
2- طه : 33 ، 34 .
3- الخصال : 525/13 .
4- کنز العمّال : 44154 .
5- بحار الأنوار : 77/369/34 .
6- بحار الأنوار : 93/164/43 .
7- الأحزاب : 41 .
8- الکافی : 2/498/1 .
9- الکافی : 8/7/1 .
10- بحار الأنوار : 93/ 342/11 .
11- بحار الأنوار : 93/160/38 .

عنه علیه السلام : تَسبیحُ فاطمةَ الزهراءِ علیها السلام مِنَ الذِّکرِ الکثیرِ الذی قالَ اللَّهُ عزّوجلّ : (اُذْکُرُوا اللَّهَ ذِکْراً کثیراً) .(1)

قرب الإسناد عن عبدِ اللَّهِ بنِ بکیرٍ : سَألْتُ أبا عبدِ اللَّهِ علیه السلام عن قولِ اللَّهِ تَبارَکَ وَتَعالی (اُذْکُرُوا اللَّهَ ذِکراً کثیراً) قُلتُ : ما أدنی الذِّکرِ الکثیرِ ؟ فقالَ : التَّسبیحُ فی دُبُرِ کُلِّ صلاةٍ ثلاثینَ مَرّةً .(2)

(3)

1338 - الحَثُّ عَلی دَوامِ الذِّکرِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : ما مِن ساعةٍ تَمُرُّ بابنِ آدَمَ لَم یَذکُرِ اللَّهَ فیها إلّا حَسِرَ علَیها یَومَ القیامَةِ .(4)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لِسانُ البَرِّ مُستَهتَرٌ بِدَوامِ الذِّکرِ .(5)

عنه علیه السلام : مُداوَمَةُ الذِّکرِ خُلْصانُ الأولیاءِ .(6)

عنه علیه السلام : المؤمنُ دائمُ الذِّکرِ ، کثیرُ الفِکرِ .(7)

عنه علیه السلام - مِن دعاءٍ عَلَّمَهُ نَوفاً البَکالیّ - : إلهی إنّهُ مَن لَم یَشغَلْهُ الوُلوعُ بِذِکرِکَ ، ولَم یَزوِهِ السَّفَرُ بِقُربِکَ کانت حیاتُهُ علَیهِ میتةً ، ومِیتتُهُ علیهِ حَسرَةً .(8)

عنه علیه السلام - فی المُناجاةِ الشَّعبانیّةِ - : إلهی، وألْهِمنی وَلَهاً بِذِکرِکَ إلی ذِکرِکَ وهِمَّتی إلی روحِ نَجاحِ أسمائکَ ومَحَلِّ قُدسِکَ .(9)

عنه علیه السلام : أسأَ لُکَ أن تُصَلِّیَ علی محمّدٍ وآلِ محمّدٍ ، وأن تَجعَلَنِی مِمَّن یُدِیمُ ذِکرَکَ ، ولا یَنقُضُ عَهدَکَ .(10)

عنه علیه السلام - فی الدعاءِ - : أسأَ لُکَ بِحَقِّکَ وقُدْسِکَ وأعظَمِ صِفاتِکَ وأسمائکَ أن تَجعَلَ أوقاتِی فی (مِنَ) اللیلِ والنهارِ بِذِکرِکَ مَعمُورةً ، وبخِدمَتِکَ مَوصولةً وأعمالِی عِندَک مَقبولَةً ، حتّی یکونَ أعمالِی وأورادِی کُلُّها وِرداً واحِداً ، وحالِی فی خِدمَتِکَ سَرمَداً .(11)

(12)

ص :344


1- الکافی : 2/500/4 .
2- قرب الإسناد: 169/621.
3- (انظر) الذِّکر : باب 1346 .
4- کنز العمّال : 1819 .
5- غرر الحکم : 7617 .
6- غرر الحکم : 9757 .
7- غرر الحکم : 1933 .
8- بحار الأنوار : 94/95/12 .
9- بحار الأنوار : 94/98/13 .
10- بحار الأنوار : 94/99/13 .
11- الإقبال : 3/336 .
12- (انظر) الذِّکر : باب 1350 .

1339 - ذِکرُ اللَّهِ حَسَنٌ عَلی کُلِّ حالٍ

الکتاب :

(إنَّ فی خَلْقِ السّمَاوَاتِ والْأَرْضِ واخْتِلَافِ اللَّیْلِ والنَّهَارِ لَآیَاتٍ لأُولی الْأَلْبَابِ * الّذِینَ یَذْکُرُونَ اللَّهَ قِیَاماً وَقُعُوداً وَعلی جُنُوبهِمْ) .(1)

(فَإذا قَضَیْتُمُ الصّلَاةَ فَاذْکُرُوا اللَّهَ قِیَاماً وَقُعُودَاً وعَلی جُنُوبِکُمْ فَإذا اطْمَأنَنْتُمْ فَأَقِیمُوا الصَّلَاةَ إنَّ الصَّلَاةَ کَانَتْ عَلَی الْمُؤمِنینَ کِتَاباً مَّوْقُوتاً) .(2)

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - مِن وَصایاهُ لِابنِهِ الحسنِ علیه السلام عِندَ الوَفاةِ - : وکُن للَّهِ ِ ذاکِراً علی کلِّ حالٍ .(3)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : قالَ موسی علیه السلام : یا ربِّ ، إنّی أکونُ فی حالٍ اُجِلُّکَ أن أذکُرَکَ فیها . قالَ : یا موسی ، اُذکُرْنی علی کُلِّ حالٍ .(4)

عنه علیه السلام : أفضَلُ الوَصایا وألزَمُها أن لا تَنسی رَبَّکَ ، وأن تَذکُرَهُ دائماً ولا تَعصِیَهُ ، وتَعبُدَهُ قاعِداً وقائماً .(5)

1340 - الذّاکِرونَ

الکتاب :

(والذّاکِرِینَ اللَّهَ کَثِیراً والذّاکِراتِ) .(6)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : الذّاکِرُ فی الغافِلینَ کالمُقاتِلِ فی الفارِّینَ .(7)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : کُلُّ أحَدٍ یَموتُ عَطْشانَ إلّا ذاکِرَ اللَّهِ .(8)

کنز العمّال عن عصمة بن مالک عنه صلی اللَّه علیه و آله : أحَبُّ الأعمالِ إلی اللَّهِ سُبْحَةُ الحدیثِ ... قیلَ: وما سُبْحَةُ الحدیثِ ؟ قالَ : یکونُ القومُ یُحَدِّثونَ والرَّجُلُ یُسَبِّحُ .(9)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ذاکِرُ اللَّهِ فی الغافِلینَ کالمقاتِلِ عنِ الفارِّینَ ، والمُقاتِلُ عن الفارِّینَ نُزُولُهُ الجَنَّةُ .(10)

عنه علیه السلام : ذاکِرُ اللَّهِ مِنَ الفائزِینَ .(11)

ص :345


1- آل عمران : 190 ، 191 .
2- النساء : 103 .
3- الأمالی للطوسی : 8/8 .
4- بحار الأنوار: 80/176/21.
5- بحار الأنوار : 78/200/27 .
6- الأحزاب : 35 .
7- مکارم الأخلاق : 2/373/2661 .
8- بحار الأنوار : 81/240/26 .
9- کنز العمّال : 44060 .
10- بحار الأنوار : 93/158/32 .
11- غرر الحکم : 5164 .

عنه علیه السلام : مَنِ اشتَغَلَ بذِکرِ اللَّهِ طَیَّبَ اللَّهُ ذِکرَهُ .(1)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : الصاعِقةُ تُصِیبُ المُؤمنَ والکافِرَ ولا تُصِیبُ ذاکِراً .(2)

عنه علیه السلام : إنّ الصاعِقَةَ لا تُصِیبُ ذاکِراً للَّهِ ِ عزّوجلّ .(3)

عنه علیه السلام : یَموتُ المُؤمنُ بکُلّ مِیتةٍ ، یَموتُ غَرَقاً ، ویَموتُ بِالهَدْمِ ، ویُبتَلی بالسَّبُعِ ، ویَموتُ بالصاعِقَةِ ، ولا یُصیبُ ذاکِرَ اللَّهِ .(4)

1341 - الذّاکِرُ بِمَنزِلَةِ المُصَلِّی

الکتاب :

(الّذِینَ هُمْ عَلی صَلاتِهِمْ دائمُونَ) .(5)

(إنَّنِی أنَا اللَّهُ لَآ إلَهَ إلَّآ أنَا فَاعْبُدْنِی وأَقِمِ الصّلاةَ لِذِکْرِی) .(6)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : لا تَزالُ مُصلِّیاً قانِتاً ما ذَکَرتَ اللَّهَ ، قائماً وقاعِداً أو فی سُوقِکَ أو فی نادِیکَ أو حَیثُما کُنتَ .(7)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : لا یَزالُ المُؤمنُ فی صلاةٍ ما کانَ فی ذِکرِ اللَّهِ ، قائماً کانَ أو جالِساً أو مُضطَجِعاً ، إنّ اللَّهَ تعالی یقولُ (اَ لَّذِینَ یَذْکُرُونَ اللَّهَ قِیاماً وقُعُوداً وعَلَی جُنوبِهِم ...)(8).(9)

(10)

1342 - الذّاکِرُ جَلیسُ اللَّهِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إنّ موسی بنَ عِمرانَ علیه السلام لَمّا ناجی رَبَّهُ عزّوجلّ قالَ : یا ربِّ ، أبَعیدٌ أنتَ مِنّی فَاُنادِیَکَ أمْ قَریبٌ فَاُناجِیَکَ ؟ فأَوحَی اللَّهُ جلّ جلالُهُ : أنا جَلِیسُ مَن ذَکَرَنی .(11)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : قالَ موسی : یا ربِّ ، أقَریبٌ أنتَ فَاُناجِیَکَ أمْ بَعیدٌ فَاُنادِیَکَ ؟ فإنّی اُحِسُّ صَوتَکَ ولا أراکَ ، فأَینَ أنتَ؟ فقالَ اللَّهُ : أنا خَلفَکَ وأمامَکَ وعَن یمینِکَ وعَن

ص :346


1- غرر الحکم : 8235 .
2- بحار الأنوار : 93/157/26 .
3- الأمالی للصدوق : 550/734 .
4- بحار الأنوار : 93/162/42 .
5- المعارج : 23 .
6- طه : 14 .
7- کنز العمّال : 1927 .
8- آل عمران : 191 .
9- الأمالی للطوسی : 79/116 .
10- (انظر) الصلاة : باب 2267 .
11- بحار الأنوار : 93/153/11 .

شِمالِکَ . یا موسی ، أنا جَلِیسُ عَبدِی حینَ یَذکُرُنی ، وأنا مَعَهُ إذا دَعانِی .(1)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام: ذاکِرُ اللَّهِ سبحانَهُ مُجالِسُهُ .(2)

1343 - اُذکُرونی أذکُرکُم

الکتاب :

(فَاذْکُرُونِی أذْکُرْکُمْ واشْکُرُوا لِی وَلا تَکفُرُونِ) .(3)

الحدیث :

کنز العمّال : فی الحدیثِ القُدسیِّ : عَبدِی إذا ذَکَرتَنِی خالِیاً ذَکَرتُکَ خالِیاً ، وإن ذَکَرتَنی فی مَلَأٍ ذَکَرتُکَ فی مَلَأٍ خَیرٍ مِنهُم وأکثَرَ .(4)

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : قالَ اللَّهُ تعالی : لایَذکُرُنی عَبدٌ فی نَفسِهِ إلّا ذَکَرتُهُ فی مَلَأٍ مِن ملائکَتی ، ولا یَذکُرُنی فی مَلَأٍ إلّا ذَکَرتُهُ فی الرَّفیقِ الَأعلی .(5)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام - فی الدعاءِ - : إلهی ، أنْتَ قُلتَ وقولُکَ الحَقُّ ... (فَاذْکُرُونِی أذْکُرْکُمْ) فَأمَرتَنا بِذِکرِکَ ووَعَدتَنا علَیهِ أن تَذکُرَنا تَشریفاً لَنا وتَفخیماً وإعظاماً ، وها نحنُ ذاکِرُوکَ کما أمَرتَنا، فَأَنجِزْ لنا ما وَعَدتَنا یاذاکِرَ الذاکِرینَ .(6)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : قالَ اللَّهُ تعالی : ابنَ آدمَ ، اُذکُرْنی فی نَفسِکَ أذکُرکَ فی نَفسی . ابنَ آدمَ اُذکُرنی فی الخَلاءِ أذکُرکَ فی خَلاءٍ . ابنَ آدمَ اُذکُرنی فی مَلَأٍ أذکُرْکَ فی مَلَأٍ خَیرٍ مِن مَلَئِکَ .(7)

عنه علیه السلام : أوحَی اللَّهُ تَبارَکَ وَتَعالی إلی داوود علیه السلام : قُلْ لِلجَبّارِینَ لا یَذکُرونِی ، فإنّهُ لا یَذکُرُنی عَبدٌ إلّا ذَکَرتُهُ ، وإن ذَکَرُونِی ذَکَرتُهُم فَلَعَنتُهُم .(8)

1344 - ثَمَراتُ الذِّکرِ

1 - الذِّکرُ مِفتاحُ الصّلاحِ

بحار الأنوار : فی الحدیثِ القُدسیِّ : أیُّما عَبدٍ اِطَّلَعتُ عَلی قَلبِهِ فَرَأیتُ الغالِبَ علَیهِ التَّمَسُّکَ بِذِکرِی تَوَلِّیتُ سیاسَتَهُ ، وکنتُ جَلِیسَهُ ومُحادِثَهُ وأنِیسَهُ .(9)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فیما أوصَی بهِ ابنَهُ

ص :347


1- کنز العمّال : 1871 .
2- غرر الحکم : 5159 .
3- البقرة : 152 .
4- کنز العمّال : 1797 .
5- کنز العمّال : 1796 .
6- بحار الأنوار : 94/151/21 .
7- بحار الأنوار : 93/158/31 .
8- بحار الأنوار : 93/320/29 .
9- بحار الأنوار : 93 /162/42 .

الحسنَ علیه السلام - : اُوصیکَ بِتَقوَی اللَّهِ یا بُنَیَّ ، ولُزومِ أمرِهِ ، وعِمارَةِ قَلبِکَ بِذِکرِهِ .(1)

عنه علیه السلام : مَن عَمَرَ قَلبَهُ بدَوامِ الذِّکرِ حَسُنَت أفعالُهُ فی السِّرِّ والجَهرِ .(2)

عنه علیه السلام : أصلُ صلاحِ القلبِ اشتِغالُهُ بذِکرِ اللَّهِ .(3)

عنه علیه السلام : مُداوَمَةُ الذِّکرِ قُوتُ الأرواحِ ومِفتاحُ الصلاحِ .(4)

2 - الذِّکرُ حیاةُ القلوبِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : بِذِکرِ اللَّهِ تَحیا القُلوبُ ، وبِنِسیانِهِ مَوتُها .(5)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : اُذکُرُوا اللَّهَ ذِکراً خالِصاً تَحْیَوا بِهِ أفضَلَ الحیاةِ ، وتَسلُکُوا به طُرُقَ النجاةِ .(6)

عنه علیه السلام : فی الذِّکرِ حیاةُ القُلوبِ .(7)

عنه علیه السلام : مَن ذَکَرَ اللَّهَ سبحانَهُ أحیا اللَّهُ قَلبَهُ ونَوَّرَ عَقلَهُ ولُبَّهُ .(8)

عنه علیه السلام : الذِّکرُ نورُ العُقولِ ، وحیاةُ النُّفوسِ ، وجَلاءُ الصُّدورِ .(9)

3 - الذِّکرُ قوتُ النُّفوسِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ذِکرُ اللَّهِ قُوتُ النُّفوسِ ومُجالَسَةُ المَحبوبِ .(10)

عنه علیه السلام : مُداوَمَةُ الذِّکرِ قُوتُ الأرواحِ .(11)

4 - الذِّکرُ نورُ القلوبِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : عَلیکَ بِذِکرِ اللَّهِ ، فإنّهُ نورُ القلوبِ .(12)

عنه علیه السلام : الذِّکرُ نورٌ ورُشدٌ ، النِّسیانُ ظُلمَةٌ وفَقدٌ .(13)

عنه علیه السلام : الذِّکرُ جَلاءُ البَصائِرِ ونورُ السَّرائِرِ .(14)

عنه علیه السلام : الذِّکرُ هِدایَةُ العُقولِ وتَبصِرَةُ النُّفوسِ .(15)

عنه علیه السلام : الذِّکرُ یُؤنِسُ اللُبَّ ویُنیرُ القَلبَ ویَستَنزِلُ الرَّحمَةَ .(16)

عنه علیه السلام : ثَمَرَةُ الذِّکرِ استِنارَةُ القُلوبِ .(17)

عنه علیه السلام : ذِکرُ اللَّهِ تُستَنجَحُ بِهِ الاُمورُ

ص :348


1- بحار الأنوار : 77/ 199/ 1 .
2- غرر الحکم : 3083 .
3- غرر الحکم : 8872 .
4- غرر الحکم : 9832 .
5- تنبیه الخواطر : 2/120 .
6- بحار الأنوار : 78/39/16 .
7- غرر الحکم : 6445 .
8- غرر الحکم : 8876 .
9- غرر الحکم : 1999 .
10- غرر الحکم : 5166 .
11- غرر الحکم : 9832 .
12- غرر الحکم : 6103 .
13- غرر الحکم : (602 - 603) .
14- غرر الحکم : 1377 .
15- غرر الحکم : 1403 .
16- غرر الحکم : 1858 .
17- غرر الحکم : 4631 .

وتَستَنیرُ بهِ السَّرائرُ .(1)

عنه علیه السلام : مَن کَثُرَ ذِکرُهُ استَنارَ لُبُّهُ .(2)

عنه علیه السلام : مَن ذَکَرَ اللَّهَ استَبصَرَ .(3)

عنه علیه السلام : دَوامُ الذِکرِ یُنیرُ القلبَ والفِکرَ .(4)

5 - الذِّکرُ جَلاءُ القلوبِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنَّ اللَّهَ سبحانَهُ جَعَلَ الذِّکَر جَلاءً للقُلوبِ ، تَسمَعُ بهِ بَعدَ الوَقْرَةِ ، و تُبصِرُ بهِ بَعدَ العَشْوَةِ ، وتَنقادُ بِهِ بَعدَ المُعانَدَةِ .(5)

عنه علیه السلام : إنَّ اللَّهَ سبحانَهُ لَم یَعِظْ أحداً بِمِثلِ هذا القرآنِ ، فإنّهُ حَبلُ اللَّهِ المَتینُ ، وسَببُهُ الأمینُ ، وفیهِ رَبیعُ القلبِ ، ویَنابیعُ العِلمِ ، وما لِلقلبِ جَلاءٌ غَیرُهُ .(6)

عنه علیه السلام : إنَّ تَقوَی اللَّهِ دَواءُ داءِ قُلوبِکُم ، وبَصَرُ عَمی أفئِدَتِکُم ، وشِفاءُ مَرَضِ أجسادِکُم ، وصلاحُ فَسادِ صُدُورِکُم ، وطَهورُ دَنَسِ أنفُسِکُم ، وجَلاءُ عَشا أبصارِکُم .(7)

6 - الذِّکرُ شِفاءُ القلوبِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : ذِکرُ اللَّهِ شِفاءُ القُلوبِ .(8)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : علَیکُم بِذِکر اللَّهِ فإنّهُ شِفاءٌ ، وإیّاکُم وذِکرَ الناسِ فإنّهُ داءٌ .(9)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ذِکرُ اللَّهِ دَواءُ أعلالِ النُّفوسِ .(10)

عنه علیه السلام - فی الدُّعاءِ - : یا مَنِ اسمُهُ دواءٌ وذِکرُهُ شِفاءٌ .(11)

(12)

7 - الذِّکرُ مِفتاحُ الاُنسِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ذِکرُ اللَّهِ یُنیرُ البَصائرَ ویُؤنِسُ الضَّمائرَ .(13)

عنه علیه السلام : الذِّکرُ مِفتاحُ الاُنْسِ .(14)

عنه علیه السلام : الذِّکرُ یُؤنِسُ اللُّبَّ .(15)

عنه علیه السلام : ذاکِرُ اللَّهِ مُؤانِسُهُ .(16)

عنه علیه السلام : إذا رَأیتَ اللَّهَ سُبحانَهُ یُؤنِسُکَ بِذِکرِهِ فقد أحَبَّکَ ، إذا رَأیتَ اللَّهَ یُؤنِسُکَ بِخَلقِهِ ویوحِشُکَ مِن ذِکرِهِ فقد أبغَضَکَ .(17)

عنه علیه السلام : کُن للَّهِ ِ مُطیعاً ، وبِذِکرِهِ آنِساً ،

ص :349


1- غرر الحکم : 5168 .
2- غرر الحکم : 9123 .
3- غرر الحکم : 7800 .
4- غرر الحکم : 5144 .
5- نهج البلاغة : الخطبة 222 .
6- نهج البلاغة : الخطبة 176 .
7- نهج البلاغة : الخطبة 198 .
8- کنز العمّال : 1751 .
9- تنبیه الخواطر : 1/8 .
10- غرر الحکم : 5169 .
11- الإقبال : 3/337 .
12- (انظر) القرآن : باب 3240 .
13- غررالحکم: 5167.
14- غررالحکم: 541.
15- غررالحکم: 1858.
16- غررالحکم: 5160.
17- غررالحکم: (4040 - 4041).

وتَمَثَّلْ فی حالِ تَوَلِّیکَ عَنهُ إقبالَهُ علَیکَ .(1)

(2)

8 - الذِّکرُ مَطرَدَةُ الشیطانِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إنَّ الشیطانَ واضِعٌ (3) خَطمَهُ عَلی قَلبِ ابنِ آدَمَ ، فإذا ذَکَرَ اللَّهَ سُبحانَهُ خَنَسَ ، وإذا نَسِیَ التَقَمَ قَلبَهُ ، فذلکَ الوَسواسُ الخَنَّاسُ .(4)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ذِکرُ اللَّهِ مَطرَدَةُ الشیطانِ .(5)

عنه علیه السلام : ذِکرُ اللَّهِ رَأسُ مالِ کلِّ مُؤمِنٍ ، ورِبحُهُ السلامَةُ مِنَ الشیطانِ .(6)

عنه علیه السلام : ذِکرُ اللَّهِ دِعامَةُ الإیمانِ وعِصمَةٌ مِنَ الشیطانِ .(7)

عنه علیه السلام : وأشهَدُ أن لا إلَهَ إلّا اللَّهُ وحدَهُ لا شَریکَ لَهُ ، شهادَةً مُمْتَحَناً إخلاصُها ... فإنّها عَزیمَةُ الإیمانِ ، وفاتِحَةُ الإحسانِ ، ومَرْضاةُ الرّحمنِ ، ومَدحَرَةُ (مَهلَکَةُ) الشیطانِ .(8)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام - فی الدعاءِ - : وجَعَلتَ لنا عَدُوّاً یَکیدُنا ... اللَّهُمَّ فَاقهَر سُلطانَهُ عنّا بسُلطانِکَ ، حتّی تَحبِسَهُ عنّا بکَثرَةِ الدُّعاءِ لَکَ ، فَنصْبِحَ مِن کَیدِهِ فی المَعصومینَ بِکَ .(9)

(10)

9 - الذِّکرُ أمانٌ مِنَ النِّفاقِ

الکتاب :

(إنَّ الْمُنافِقِینَ یُخادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خادِعُهُمْ وَإذا قامُوا إلَی الصَّلاةِ قامُوا کُسالی یُراؤُونَ النّاسَ وَلایَذْکُرُونَ اللَّهَ إلّاقَلِیلاً) .(11)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : مَن أکثَرَ مِن ذِکرِ اللَّهِ فقد بَرِئَ مِنَ النِّفاقِ .(12)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أفِیضُوا فی ذِکرِ اللَّهِ جلّ ذِکرُهُ ، فإنّهُ أحسَنُ الذِّکرِ ، وهُو أمانٌ مِنَ النِّفاقِ ، وبراءَةٌ مِنَ النارِ ، وتَذکیرٌ لِصاحِبِهِ عندَ کلِّ خَیرٍ یَقسِمُهُ اللَّهُ جلّ وعزّ ، ولَهُ دَوِیٌّ تَحتَ العَرشِ .(13)

ص :350


1- نهج البلاغة : الخطبة 223 .
2- (انظر) الاُنس : باب 314 .
3- فی المصدر : «واضح»، والصحیح ما أثبتناه کما فی تفسیر نور الثقلین .
4- مجمع البیان : 1/869 ، تفسیر نور الثقلین : 5/ 725/ 5 .
5- غرر الحکم : 5162 .
6- غرر الحکم : 5171 .
7- غرر الحکم : 5172 .
8- نهج البلاغة : الخطبة 2 .
9- الصحیفة السجّادیّة : ص 106 الدعاء 25 .
10- (انظر) الشیطان : باب 1999 و 2002 .
11- النساء : 142 .
12- الفردوس : 3/564/5768 .
13- بحار الأنوار:77/290/2.

10 - الذِّکرُ ثَمَرَتُهُ الحُبُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : مَن أکثَرَ ذِکرَ اللَّهِ أحَبَّهُ .(1)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : اللّهُمَّ صَلِّ علی محمّدٍ وآلِهِ ، ونَبِّهنی لِذِکرِکَ فی أوقاتِ الغَفلَةِ ، واستَعمِلْنی بطاعَتِکَ فی أیّامِ المُهْلَةِ ، وانهَجْ لِی إلی مَحَبَّتِکَ سَبیلاً سَهْلَةً أکمِلْ لِی بها خَیرَ الدُّنیا والآخِرَةِ .(2)

(3)

11 - الذِّکرُ ثَمَرَتُهُ العِصمةُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : قالَ اللَّهُ سبحانَهُ : إذا عَلِمتُ أنَّ الغالِبَ علی عَبدِی الاشتِغالُ بِی نَقَلتُ شَهوَتَهُ فی مَسألَتِی ومُناجاتِی ، فإذا کانَ عَبدِی کَذلِکَ فأَرَادَ أن یَسهُوَ حُلْتُ بَینَهُ وبَینَ أن یَسهُوَ ، اُولئکَ أولیائی حقّاً ، اُولئکَ الأبطالُ حقّاً .(4)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : یقولُ اللَّهُ عزّوجلّ : إذا کانَ الغالِبُ علی العَبدِ الاشتِغالَ بِی ، جَعَلتُ بُغیَتَهُ ولَذَّتَهُ فی ذِکرِی ، فإذا جَعَلتُ بُغیَتَهُ ولَذَّتَهُ فی ذِکرِی عَشِقَنی وعَشِقتُهُ ، فإذا عَشِقَنی وعَشِقتُهُ رَفَعتُ الحِجابَ فیما بَینی وبَینَهُ ، وصَیَّرتُ ذلِکَ تَغالُباً علَیهِ ، لا یَسهُو إذا سَها الناسُ ، اُولئکَ کلامُهُم کلامُ الأنبیاءِ ، اُولئکَ الأبطالُ حقّاً .(5)

(6)

12 - اطمِئنانُ القُلوبِ بالذِّکرِ

الکتاب :

(الَّذِینَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِکْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِکْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) .(7)

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ذِکرُ اللَّهِ جَلاءُ الصُّدورِ وطُمأنِینَةُ القُلوبِ .(8)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام - فی الدعاءِ - : إلهی ، بکَ هامَتِ القُلوبُ الوالِهَةُ ، وعلی مَعرِفَتِکَ جُمِعَتِ العُقولُ المُتَبایِنَةُ ، فَلا تَطمَئنُّ القُلوبُ إلّا بِذِکراکَ ، ولا تَسکُنُ النُّفوسُ إلّا عِندَ رُؤیاکَ .(9)

عنه علیه السلام - أیضاً - : إلهی ، فَاجعَلْنا مِنَ الذینَ تَوَشَّحَتْ (تَرَسَّخَتْ) أشجارُ الشَّوقِ

ص :351


1- بحار الأنوار: 93/160/39.
2- الصحیفة السجّادیّة : الدعاء 20 .
3- (انظر) المحبّة (حبّ اللَّه) : باب 667 .
4- عدّة الداعی : 235 .
5- کنز العمّال : 1872 .
6- (انظر) العصمة : باب 2704 .
7- الرعد : 28 .
8- غرر الحکم : 5165 .
9- بحار الأنوار : 94/151/21 .

إلَیکَ فی حَدائقِ صُدورِهِم ... واطمَأنَّتْ بِالرُّجوعِ إلی رَبِّ الأربابِ أنفُسُهم ، وتَیَقَّنَتْ بالفَوزِ والفَلاحِ أرواحُهُم .(1)

(2)

13 - انشراحُ الصَّدرِ بالذِّکرِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الذِّکرُ یَشرَحُ الصَّدرَ .(3)

(4)

1345 - الحَثُّ عَلی ذِکرِ اللَّهِ فی مَواقِفَ

أ - عِندَ لِقاءِ العَدُوِّ

الکتاب :

(یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إذا لَقِیتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا واذْکُرُوا اللَّهَ کَثِیراً لَعَلَّکُمْ تُفْلِحُونَ) .(5)

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إذا لَقِیتُم عَدُوَّکُم فی الحَربِ فَأَقِلُّوا الکلامَ وأکثِرُوا ذِکرَ اللَّهِ عزّوجلّ .(6)

ب - عِند دُخولِ الأَسواقِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : مَن ذَکَرَ اللَّهَ فی السُّوقِ مُخلِصاً عِندَ غَفلَةِ الناسِ وشُغلِهِم بما فِیهِ کَتَبَ اللَّهُ لَهُ ألفَ حَسَنةٍ ویَغفِرُ اللَّهُ لَهُ یَومَ القِیامَةِ مَغفِرَةً لَم تَخطُرْ عَلی قَلبِ بَشَرٍ .(7)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أکثِرُوا ذِکرَ اللَّهِ عزّوجلّ إذا دَخَلتُمُ الأسواقَ عِندَ اشتِغالِ الناسِ، فإنّهُ کَفّارةٌ لِلذُّنوبِ وزِیادَةٌ فی الحَسَناتِ ، ولاتُکتَبُوا فی الغافِلینَ .(8)

ج - عند الهَمِّ والحُکمِ والقِسمَةِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : اُذکُرِ اللَّهَ عِندَ هَمِّکَ إذا هَمَمتَ، وعِندَ لِسانِکَ إذا حَکَمتَ ، وعِندَ یَدِکَ إذا قَسَمتَ .(9)

د - عند الغَضَبِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : أوحَی اللَّهُ إلی نبیٍّ مِن أنبیائهِ : ابنَ آدَمَ ، اذکُرنِی عِندَ غَضَبِکَ أذکُرْکَ عِندَ غَضَبِی ، فلا أمحَقُکَ فیمَن أمحَقُ .(10)

ص :352


1- بحار الأنوار : 94/ 150/21 .
2- (انظر) الإیمان : باب 276 . القلب : باب 3334 .
3- غرر الحکم : 835 .
4- (انظر) القلب : باب 3339 .
5- الأنفال : 45 .
6- الخصال : 617/10 .
7- بحار الأنوار : 103/102/47 .
8- الخصال : 614/10 .
9- بحار الأنوار : 77/171/7 .
10- بحار الأنوار : 75/321/50 .

ه - فی الخَلَواتِ وعند اللَذّاتِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : اِشحَنِ الخَلوَةَ بالذِّکرِ ، واصحَبِ النِّعَمَ بِالشُّکرِ .(1)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : فی التَّوراةِ مَکتوبٌ : ... یا موسی ... اُذکُرْنی فی خَلَواتِکَ وعِندَ سُرورِ لَذَّتِکَ أذکُرْکَ عِندَ غَفَلاتِکَ .(2)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : شِیعَتُنا الَّذِین إذا خَلَوا ذَکَرُوا اللَّهَ کثیراً .(3)

1346 - حَقیقَةُ الذِّکرِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : مَن أطاعَ اللَّهَ عزّوجلّ فَقَد ذَکَرَ اللَّهَ وإن قَلَّتْ صلاتُهُ وصِیامُهُ وتلاوَتُهُ لِلقرآنِ .(4)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الذِّکرُ ذِکرانِ : ذِکرٌ عِند المُصیبَةِ حَسَنٌ جمیلٌ ، وأفضَلُ مِن ذلکَ ذِکرُ اللَّهِ عِندَ ما حَرَّمَ اللَّهُ علَیکَ فیکونُ ذلکَ حاجِزاً .(5)

عنه علیه السلام : لا تَذکُرِ اللَّهَ سبحانَهُ ساهیاً ، ولا تَنْسَهُ لاهِیاً ، واذکُرْهُ کاملاً یُوافِقُ فِیهِ قَلبُکَ لِسانَکَ ، ویُطابِقُ إضمارُکَ إعلانَکَ ، ولَن تَذکُرَهُ حقیقةَ الذِّکرِ حتّی تَنسی نَفسَکَ فی ذِکرِکَ وتَفقِدَها فی أمرِکَ .(6)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : ثلاثٌ مِن أشَدِّ ما عَمِلَ العِبادُ : إنصافُ المُؤمِنِ مِن نفسِهِ ، ومُواساةُ المَرءِ أخاهُ ، وذِکرُ اللَّهِ علی کُلِّ حالٍ ، وهو أن یَذکُرَ اللَّهَ عزّوجلّ عِندَ المَعصیَةِ یَهُمُّ بها فَیَحولُ ذِکرُ اللَّهِ بَینَهُ وبینَ تلکَ المَعصیَةِ ، وهُو قَولُ اللَّهِ عزّوجلّ (إنَّ الَّذِینَ اتَّقَوْا إذا مَسَّهُم طائفٌ مِنَ الشیطانِ تَذَکَّرُوا فإذا هم مُبْصِرُونَ)(7).(8)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لحسینِ البزّازِ - : ألَا اُحَدِّثُکَ بِأَشَدِّ ما فَرَضَ اللَّهُ عزّوجلّ علی خَلقِهِ ؟ ... إنصافُ الناسِ مِن نَفسِکَ ، ومُواساتُکَ لِأخیکَ ، وذِکرُ اللَّهِ فی کلِّ مَوطِنٍ ، أما إنّی لا أقولُ : سُبحانَ اللَّهِ ، والحَمدُ للَّهِ ِ ، ولا إلهَ إلّا اللَّهُ ، واللَّهُ أکبَرُ ، وإن کانَ هذا مِن ذاکَ ، ولکِنْ ذِکرُ اللَّهِ فی کُلِّ مَوطِنٍ إذا هَجَمتَ علی طاعَتِهِ أومَعصِیَتِهِ .(9)

ص :353


1- غرر الحکم : 2374 .
2- الأمالی للصدوق : 327/384 .
3- الکافی : 2/499/2 .
4- بحار الأنوار : 77/86/3 .
5- بحار الأنوار : 78/55/110 .
6- غرر الحکم : 10359 .
7- الأعراف : 201 .
8- الخصال : 131/138 .
9- بحار الأنوار : 93/154/17 .

مصباح الشریعة - فیما نسبه إلی الصادق علیه السلام - : مَن کانَ ذاکراً للَّهِ ِ علی الحقیقةِ فهُو مُطِیعٌ ، ومَن کان غافِلاً عنهُ فهُو عاصٍ ، والطاعَةُ علامَةُ الهدایَةِ ، والمَعصیَةُ علامَةُ الضَّلالَةِ ، وأصلُهُما مِنَ الذِّکرِ والغَفلَةِ .(1)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - فی قولِهِ تعالی : (ولَذِکْرُ اللَّهِ أَکبَرُ)(2)- : ذِکرُ اللَّهِ تَعالی عِندَ ما أحَلَّ وحَرَّمَ .(3)

عنه علیه السلام : الذِّکرُ ذِکرانِ: ذِکرٌ خالِصٌ یُوافِقُهُ القَلبُ ، وذِکرٌ صارِفٌ یَنفِی ذِکرَ غَیرِهِ .(4)

الإمامُ الرِّضا علیه السلام : مَن ذَکَرَ اللَّهَ ولم یَستَبِقْ إلی لِقائهِ فَقدِ استَهزَأ بنَفسِهِ .(5)

1347 - التَّوفیقُ لِلذِّکرِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الذِّکرُ لَیسَ مِن مَراسِمِ اللِّسانِ ولا مِن مَناسِمِ الفِکرِ ، ولکنَّهُ أوَّلٌ مِن المذکورِ وثانٍ مِنَ الذاکِرِ .(6)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : اِجعَلْ ذِکرَ اللَّهِ مِن أجلِ ذِکرِهِ لکَ ، فإنّهُ ذَکَرَکَ وهُو غَنِیٌّ عنکَ فَذِکرُهُ لکَ أجَلُّ وأشهی وأتَمُّ مِن ذِکرِکَ لَهُ وأسبَقُ ... فَمَن أرادَ أن یَذکرَ اللَّهَ تعالی فَلْیَعلَمْ أ نَّهُ ما لَم یَذکُرِ اللَّهُ العَبدَ بالتوفیقِ لِذِکرِهِ لا یَقدِرُ العَبدُ عَلی ذِکرِهِ .(7)

1348 - صِفَةُ أهلِ الذِّکرِ

الکتاب :

(رجالٌ لا تُلْهِیهمْ تِجارَةٌ وَلا بَیْعٌ عَنْ ذِکرِ اللَّهِ وَإقَامِ الصَّلَاةِ وَإِیتَآءِ الزَّکَاةِ یَخَافُونَ یَوْماً تَتَقَلَّبُ فیهِ القُلُوبُ والْأَبْصَارُ) .(8)

(وَمَآ أرْسَلْنَا مِن قَبلِکَ إلَّا رِجَالاً نُّوحِی إلَیهِمْ فَاسألُوا أَهْلَ الذِّکر إنْ کُنْتُم لا تَعْلَمُونَ) .(9)

الحدیث :

بحار الأنوار : فی حدیثِ المعراجِ - فی صِفَةِ أهلِ الخیرِ - : إذا کُتِبَ الناسُ مِنَ الغافلینَ کُتِبُوا مِنَ الذاکرینَ ... لا یَشغَلُهُم عنِ اللَّهِ شَی ءٌ طَرفةَ عَینٍ ... الناسُ عِندَهُم مَوتی واللَّهُ عِندَهُم حَیٌّ قَیُّومٌ کریمٌ ... لا أرَی فی قَلبِهِم شُغُلاً لِمَخلوقٍ .(10)

ص :354


1- مصباح الشریعة : 43 - 44 ، بحار الأنوار : 93/158/33 .
2- العنکبوت : 45 .
3- عدّة الداعی : 283 .
4- بحار الأنوار : 93/158/33 .
5- بحار الأنوار : 78/356/11 .
6- غرر الحکم : 2091 .
7- بحار الأنوار : 93/158/33 .
8- النور : 37 .
9- النحل : 43 .
10- بحار الأنوار : 77/24/6 .

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - فی قولِهِ تعالی : (فَاسْأَ لُوا أهْلَ الذِّکْرِ ...) - : الذِّکرُ أنا ، والأئمَّةُ : أهلُ الذِّکرِ .(1)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنَّ لِلذِّکرِ لَأَهلاً أخَذُوهُ مِن الدُّنیا بَدَلاً ، فلَم تَشغَلْهُم تِجارَةٌ ولا بَیعٌ عنهُ ، یَقطَعُونَ بهِ أیّامَ الحیاةِ .(2)

عنه علیه السلام : أهلُ الذِّکرِ أهلُ اللَّهِ وحامَّتُهُ .(3)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : کَأنَّ المؤمنینَ هُمُ الفُقَهاءُ أهلُ فِکرةٍ وعِبرَةٍ ، لم یُصِمَّهُم عن ذِکرِ اللَّهِ ما سَمِعوا بِآذانِهِم، ولم یُعْمِهِم عَن ذِکرِاللَّهِ ما رَأوا مِن الزِّینَةِ .(4)

عنه علیه السلام - فی صفةِ أبناءِ الآخرةِ - : لا یَمَلُّونَ مِن ذِکرِ اللَّهِ .(5)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - فی قولِهِ تعالی : (فاسألُوا أهلَ الذِّکرِ ...) - : الکِتابُ الذِّکرُ ، وأهلُهُ آلُ محمّدٍ علیهم السلام .(6)

عنه علیه السلام - فی قولِهِ تعالی : (وإِنّهُ لَذِکْرٌ لَکَ ولِقَومِکَ وسَوفَ تُسأَ لُونَ)(7) - : الذِّکرُ القرآنُ، ونحنُ قومُهُ، ونحنُ المَسؤُولونَ.(8)

عنه علیه السلام - أیضاً - : رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله الذِّکرُ ، وأهلُ بیتِهِ علیهم السلام المَسؤولونَ ، وهُم أهلُ الذِّکرِ .(9)

(10)

1349 - فَضلُ مَن یُذکِّرُ اللَّهَ رُؤیتُهُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : أولیاءُ اللَّهِ الذینَ إذا رُؤوا ذُکِرَ اللَّهُ .(11)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : خِیارُکُمُ الذینَ إذا رُؤوا ذُکِرَ اللَّهُ .(12)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : أفضَلُکُمُ الذینَ إذا رُؤوا ذُکِرَ اللَّهُ تعالی لِرُؤیَتِهِم .(13)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : خِیارُکُم مَن ذَکَّرَکُم بِاللَّهِ رُؤیَتُهُ ، وزادَ عِلمَکُم مَنطِقُهُ ، ورَغَّبَکُم فی الآخِرَةِ عَمَلُهُ .(14)

الإمامُ الرِّضا علیه السلام : کانَ نَقشُ خاتَمِ عیسی علیه السلام حرفَینِ اشتَقَّهُما مِنَ الإنجیلِ : طُوبی لِعَبدٍ ذُکِرَ اللَّهُ مِن أجلِهِ ، ووَیلٌ لِعَبدٍ نُسِیَ اللَّهُ مِن أجلِهِ .(15)

(16)

ص :355


1- الکافی : 1/210/1 .
2- نهج البلاغة : الخطبة 222 .
3- غرر الحکم : 1467 .
4- بحار الأنوار : 73/36/17 .
5- بحارالأنوار: 78/165/2.
6- الکافی : 1/295/3 .
7- الزخرف : 44 .
8- الکافی : 1/211/5 .
9- الکافی : 1/211/ 4 .
10- (انظر) الدین : باب 1323 .
11- کنز العمّال : 1783 .
12- کنز العمّال : 1786 .
13- کنز العمّال : 1784 .
14- کنز العمّال : 1787 .
15- بحار الأنوار : 11/63/1 .
16- (انظر) المجالسة : باب 532 .

1350 - ما یوجِبُ دَوامَ الذِّکرِ

بحار الأنوار : فی حدیثِ المعراجِ : یا أحمَدُ ... دُمْ علی ذِکرِی ، فقالَ : یا ربِّ ، وکیفَ أدُومُ علی ذِکرِکَ ؟ فقالَ : بالخَلوَةِ عنِ الناسِ ، وبُغضِکَ الحُلوَ والحامِضَ ، وفَراغِ بَطنِکَ وبَیتِکَ مِنَ الدُّنیا .(1)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن أحَبَّ شیئاً لَهِجَ بِذِکرِهِ .(2)

(3)

1351 - مَوانِعُ الذِّکرِ

الکتاب :

(إنَّما یُرِیدُ الشَّیْطانُ أنْ یُوقِعَ بَیْنَکُمُ الْعَداوَةَ والْبَغْضاءَ فِی الْخَمْرِ والْمَیْسِرِ وَیَصُدَّکُمْ عَنْ ذِکرِ اللَّهِ وَعَنِ الصّلاةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ) .(4)

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لَیسَ فی الجَوارِح أقَلُّ شُکراً مِنَ العَینِ ، فلا تُعطُوها سُؤلَها فَتَشغَلَکُم عن ذِکرِ اللَّهِ .(5)

عنه علیه السلام : لَیسَ فی المعاصِی أشَدُّ مِنِ اتِّباعِ الشَّهوَةِ، فلا تُطِیعُوها فَتَشغَلَکُم عَنِ اللَّهِ.(6)

عنه علیه السلام : مَنِ اشتَغَلَ بِذِکرِ الناسِ قَطَعَهُ اللَّهُ سبحانَهُ عَن ذِکرِهِ .(7)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : إنَّ قَسوَةَ البِطنَةِ وفَترَةَ المَیلَةِ وسُکرَ الشِّبَعِ وغِرَّةَ المُلکِ مِمّا یُثَبِّطُ ویُبطِئُ عَنِ العَمَلِ ویُنسِی الذِّکرَ.(8)

(9)

1352 - خَطَرُ مَوانِعِ الذِّکرِ

الکتاب :

(یا أیُّهَا الَّذینَ آمَنُوا لا تُلْهِکُمْ أمْوالُکُمْ وَلا أوْلادُکُمْ عَنْ ذِکْرِ اللَّهِ وَمَنْ یَفْعَلْ ذلِکَ فَأُولئِکَ هُمُ الْخاسِرُونَ) .(10)

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : کُلُّ ما ألهی عن ذِکرِ اللَّهِ فهو

ص :356


1- بحار الأنوار : 77/22/6 .
2- غرر الحکم : 7851 .
3- (انظر) باب 1338 . الغفلة : باب 3050 . باب 1351 .
4- المائدة : 91 .
5- غرر الحکم : 7519 .
6- غرر الحکم : 7520 .
7- غرر الحکم : 8234 .
8- بحار الأنوار : 78/129/1 .
9- (انظر) الغفلة : باب 3052 . الهوی : باب 3975 ، 3980 ، 3981 . المحبّة : باب 661 . العبادة : باب 2465 .
10- المنافقون : 9 .

مِن المَیسِرِ .(1)

عنه علیه السلام : کُلُّ ما ألهی عن ذِکرِ اللَّهِ فهو مِن إبلیسَ .(2)

1353 - آثارُ الإعراضِ عَنِ الذِّکرِ

الکتاب :

(وَمَنْ أعْرَضَ عَنْ ذِکرِی فَإنَّ لَهُ مَعیشَةً ضَنْکاً(3) وَنَحْشُرُهُ یَوْمَ القِیامَةِ أعْمی * قالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِی أعْمی وَقَدْ کُنتُ بَصِیراً * قالَ کَذلِکَ أتَتْکَ آیاتُنا فَنَسِیتَها وَکَذلِکَ الْیَوْمَ تُنْسی ) .(4)

(وَمَنْ یَعْشُ عَنْ ذِکرِ الرَّحمنِ نُقَیِّضْ لَهُ شَیطاناً فَهُوَ لَهُ قَرِینٌ) .(5)

الحدیث :

الکافی : فیما ناجَی اللَّهُ تعالی موسی علیه السلام: یا موسی ، لا تَنْسَنِی علی کلِّ حالٍ ، ولا تَفرَحْ بکَثرةِ المالِ ، فإنَّ نِسیانِی یُقْسِی القُلوبَ ، ومَع کَثرَةِ المالِ کَثرَةُ الذُّنوبِ .(6)

(7)

1354 - نِسیانُ اللَّهِ نِسیانُ النَّفسِ

الکتاب :

(وَلا تَکُونُوا کَالَّذِینَ نَسُوا اللَّهَ فَأنْسَاهُمْ أنْفُسَهُم أُوْلَئکَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) .(8)

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام: مَن نَسِیَ اللَّهَ أنساهُ نفسَهُ .(9)

ص :357


1- بحار الأنوار : 73/157/2 .
2- تنبیه الخواطر: 2/170.
3- قال السید العلامة الطباطبائی : قوله : (فَإنَّ له مَعِیشةً ضَنْکاً) أی ضیّقة ، وذلک أنّ مَن نسی ربّه وانقطع عن ذکره لم یبق له إلّا أن یتعلّق بالدُّنیا ویجعلها مطلوبه الوحید الذی یسعی له، ویهتمّ بإصلاح معیشته والتوسّع فیها والتمتّع منها ، والمعیشة التی اُوتیها لاتسعه سواء کانت قلیلة أو کثیرة ؛ لأ نّه کلّما حصل منها واقتناها لم یرض نفسه بها ، وانتزعت إلی تحصیلِ ما هو أزید وأوسع من غیر أن یقف منها علی حدّ ، فهو دائماً فی ضیق صدر وحنق ممّا وجد متعلّق القلب بما وراءه ، مع ما یهجم علیه من الهمّ والغمّ والحزن والقلق والاضطراب والخوف بنزول النوازل وعروض العوارض؛ من موت ومرض وعاهة وحسد حاسد وکید کائد وخیبة سعی وفراق حبیب . ولو أ نّه عرف مقام ربّه ذاکراً غیر ناس أیقن أنّ له حیاة عند ربّه لا یخالطها موت وملکاً لا یعتریه زوال وعزّة لا یشوبها ذلّة وفرحاً وسروراً ورفعة وکرامة لا تقدّر بقدر ولا تنتهی إلی أمد ، وأنّ الدُّنیا دار مجاز وما حیاتها فی الآخرة إلّا متاع ، فلو عرف ذلک قنعت نفسه بما قدّر له من الدُّنیا ووسعه ما اوتیه من المعیشة من غیر ضیق وضنک . المیزان فی تفسیر القرآن : 14/225 . قوله : (ومَنْ یَعْشُ عَنْ ذِکْرِ الرَّحمنِ نُقَیِّضْ له شَیْطاناً) أی من تعامی عن ذکر الرحمن ونظر إلیه نظر الأعشی جئنا إلیه بشیطان ... (فَهُوَ لَهُ قَرِینٌ) أی مصاحب لا یفارقه . (انظر) الشیطان : باب 2001 . العشق : باب 2693 .
4- طه : 124 - 126 .
5- الزخرف : 36 .
6- الکافی : 8/45/8 .
7- (انظر) القلب : باب 3347 . القبر : باب 3214 .
8- الحشر : 19 .
9- غرر الحکم : 7797 .

عنه علیه السلام : مَن نَسِیَ اللَّهَ سبحانَهُ أنساهُ اللَّهُ نفسَهُ وأعمی قَلبَهُ .(1)

1355 - أنواعُ الذِّکرِ

مستدرک الوسائل عن بعضِ الصادِقینَ علیهم السلام : ذِکرُ اللِّسانِ الحَمدُ والثَّناءُ ، وذِکرُ النَّفسِ الجَهدُ والعَناءُ ، وذِکرُ الرُّوحِ الخَوفُ والرَّجاءُ ، وذِکرُ القَلبِ الصِّدقُ والصَّفاءُ ، وذِکرُ العَقلِ التَّعظیمُ والحَیاءُ ، وذِکرُ المَعرفَةِ التَّسلیمُ والرِّضا ، وذِکرُ السِّرِّ الرُؤیَةُ واللِّقاءُ .(2)

1356 - الذِّکرُ الخَفِیُ

الکتاب :

(واذْکُرْ رَبَّکَ فِی نَفْسِکَ تَضَرُّعاً وَخیفَةً وَدُونَ الجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالغُدُوِّ والآصالِ وَلا تَکُنْ مِنَ الْغافِلِینَ) .(3)

الحدیث :

کنز العمّال عن ضمرة بن حبیب : قالَ رَسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : اُذْکُروا اللَّهَ ذِکراً خامِلاً ، قیلَ : وما الذِّکرُ الخامِلُ ؟ قالَ : الذِّکرُ الخَفِیُّ .(4)

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : خیرُ الذِّکرِ الخَفِیُّ .(5)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : یَفضُلُ الذِّکرُ الخَفِیُّ الذی لا تَسمَعُهُ الحَفَظَةُ علی الذی تَسمَعُهُ سَبعینَ ضِعفاً .(6)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام - فی الدعاءِ - : إلهی فَأَلهِمْنا ذِکرَکَ فی الخَلاءِ والمَلَأِ ، واللیلِ والنهارِ ، والإعلانِ والإسرارِ ، وفی السَّرّاءِ والضَّرّاءِ ، وآنِسنا بالذِّکرِ الخَفِیِّ .(7)

الإمامُ الباقرُ أو الإمامُ الصّادقُ علیهما السلام: لایَکتُبُ المَلَکُ إلّا ما یَسمَعُ ، قالَ اللَّهُ عزّوجلّ : (وَاذْکُرْ رَبَّکَ فی نَفسِکَ) : لا یَعلمُ ثوابَ ذلکَ الذِّکرِ فی نَفسِ العَبدِ غیرُ اللَّهِ تعالی .(8)

(9)

ص :358


1- غرر الحکم : 8875 .
2- مشکاة الأنوار : 113/261 .
3- الأعراف : 205 .
4- کنز العمّال : 1757 .
5- کنز العمّال : 1771 .
6- کنز العمّال : 1929 .
7- بحار الأنوار : 94/151/21 .
8- بحار الأنوار : 5/322/7 .
9- (انظر) الدعاء : باب 1208 .

1357 - بُیوتُ الذِّکرِ

الکتاب :

(فِی بُیُوتٍ أذِنَ اللَّهُ أنْ تُرْفَعَ وَیُذْکَرَ فیها اسْمُهُ یُسَبِّحُ لَهُ فِیهَا بِالغُدُوِّ والآصَالِ) .(1)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : مَثَلُ البیتِ الذی یُذکَرُ اللَّهُ فیهِ والذی لا یُذکَرُ اللَّهُ فیهِ مَثَلُ الحَیِّ والمَیِّتِ .(2)

الدرّ المنثور عن انس بن مالک وبریدة : قَرَأ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله هذهِ الآیةَ: (فی بُیوتٍ أذِنَ اللَّهُ أنْ تُرْفَعَ) فقامَ إلَیهِ رَجُلٌ فقالَ : أیُّ بُیوتٍ هذهِ یا رسولَ اللَّهِ ؟ قالَ : بُیوتُ الأنبیاءِ ، فقامَ إلَیهِ أبو بکرٍ فقالَ: یا رسولَ اللَّهِ ، هذا البیتُ مِنها ؛ بیتُ (3) علیٍّ وفاطمةَ ؟ قالَ : نَعَم مِن أفاضِلِها .(4)

المناقب لابن شهر آشوب عن أبی حمزة الثمالی : لَمّا کانَتِ السَّنَةُ التی حَجَّ فیها أبو جعفرٍ محمّدُ بنُ علیٍّ علیه السلام ولَقِیَهُ هِشامُ بنُ عبدِ المَلِکِ أقبَلَ الناسُ یَنثالُونَ علَیهِ فقالَ عِکرِمَةُ : مَن هذا ، علَیهِ سیماءُ زَهرَةِ العلمِ ؟ لاُجَرِّبَنَّه ، فَلَمّا مَثُلَ بَینَ یَدیهِ ارتَعَدَتْ فَرائصُهُ واُسقِطَ فی یَدِ أبی جعفرٍ علیه السلام ، وقالَ : یابنَ رسولِ اللَّهِ ، لَقد جَلَستُ مَجالِسَ کَثیرَةً بینَ یَدَی ابنِ عبّاسٍ وغیرِهِ فما أدرَکَنی ما أدرَکَنی آنِفاً ! فقالَ لَهُ أبو جعفرٍ علیه السلام : وَیلَکَ یا عُبَیدَ أهلِ الشامِ ، إنّک بینَ یَدَی بُیوتٍ أذِنَ اللَّهُ أن تُرفَعَ ویُذکَرَ فیها اسمُهُ .(5)

الکافی عن أبی حمزة الثمالی عن الإمامِ الباقرِ علیه السلام - أنّه قالَ لِقَتادَةَ - : مَن أنتَ ؟ قالَ : أنا قَتادَةُ بنُ دِعامةَ البصریُّ، فقالَ لَهُ أبو جعفرٍ علیه السلام: أنتَ فقیهُ أهلِ البصرةِ ؟ قالَ : نَعَم ... فَسَکَتَ قَتادَةُ طویلاً ثُمّ قالَ : أصلَحَکَ اللَّهُ ، واللَّهِ لَقَد جَلَستُ بَینَ یَدَیِ الفُقَهاءِ وقُدّامَ ابنِ عبّاسٍ فما اضطَرَبَ قَلبِی قُدّامَ واحدٍ مِنهُم ما اضطَرَبَ قُدّامَکَ !

فقالَ لَهُ أبو جعفرٍ علیه السلام : وَیحَکَ أتَدرِی أینَ أنتَ ؟! أنتَ بَینَ یَدَی (بُیوتٍ أذِنَ اللَّهُ أنْ تُرْفَعَ وَ یُذْکَر فیهَا

ص :359


1- النور : 36 .
2- کنز العمّال : 1923 .
3- فی المصدر: «البیت»، والصحیح ما أثبتناه .
4- الدرّ المنثور : 6 / 203 .
5- المناقب لابن شهر آشوب : 4/182 .

اسمُه) ، فَأنتَ ثَمَّ ، ونحنُ اُولئکَ .

فقالَ لَهُ قَتادَةُ : صَدَقتَ واللَّهِ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِداکَ ، واللَّهِ ما هی بیوتَ حِجارةٍ ولا طِینٍ .(1)

1358 - النَّوادِرُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : یا أبا ذَ رٍّ ، لِیُعَظَّم جلالُ اللَّهِ فی صَدرِکَ ، فلا تَذکُرْهُ کما یَذکُرُهُ الجاهِلُ عِندَ الکَلبِ اللّهُمَّ أخزِهِ ، وعِندَ الخِنزیرِ اللّهُمَّ أخزِهِ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : قالَ إبلیسُ : یا ربِّ لَیسَ أحَدٌ مِن خَلقِکَ إلّا جَعَلتَ لَهُم رِزقاً ومَعیشَةً فما رِزقِی ؟ قالَ : ما لَم یُذکَرْ علَیهِ اسمِی .(3)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : سامِعُ ذِکرِ اللَّهِ ذاکِرٌ .(4)

بحار الأنوار عنهم علیهم السلام : إنَّ فی الجَنَّةِ قِیعاناً ، فإذا أخَذَ الذاکرُ فی الذِّکرِ أخَذَتِ المَلائکةُ فی غَرسِ الأشجارِ ، فربَّما وَقَفَ بعضُ الملائکةِ فیقالُ لَهُ : لِمَ وَقَفتَ؟ فیقولُ : إنّ صاحِبِی قد فَتَرَ ، یَعنی عَنِ الذِّکرِ .(5)

ص :360


1- الکافی : 6/256/1 .
2- بحار الأنوار : 77/82/2 .
3- کنز العمّال : 1917 .
4- غرر الحکم : 5579 .
5- بحار الأنوار : 93/163/42 .

172 - الذلّة

اشاره

(1)

ص :361


1- انظر : عنوان 164 «الدنیّة» ، 350 «العزّة» . الحرص : باب 794 ، الشهادة فی سبیل اللَّه : باب 2093 . الکبر : باب 3383 ، الکذب : باب 3406 .

ص :362

1359 - الذِّلَّةُ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أیّها الناسُ ، إنَّ المَنِیَّةَ قَبلَ الدَّنِیَّةِ ، والتَجَلُّدَ قَبلَ التَبَلُّدِ .(1)

عنه علیه السلام : التَّقَلُّلُ ولا التَّذَلُّلُ .(2)

عنه علیه السلام : المَنِیَّةُ ولا الدَّنِیَّةُ ، والتَّقَلُّلُ ولا التَوَسُّلُ .(3)

عنه علیه السلام : ساعَةُ ذُلٍّ لا تَفِی بِعِزِّ الدَّهرِ .(4)

عنه علیه السلام : أکرِمْ نفسَکَ عن دَنِیَّةٍ وإن ساقَتکَ إلی الرَّغائبِ ، فإنّکَ لَن تَعتاضَ بما تَبذُلُ شیئاً مِن دِینِکَ وعِرضِکَ بِثَمَنٍ وإن جَلَّ .(5)

عنه علیه السلام : أکرِمْ نفسَکَ عن کُلِّ دَنِیَّةٍ وإن ساقَتکَ إلی رَغبَةٍ ، فإنّکَ لَن تَعتاضَ بما تَبذُلُ مِن نفسِکَ عِوَضاً ، ولا تَکُن عبدَ غَیرِکَ وقد جَعَلَکَ اللَّهُ حُرّاً .(6)

المناقب لابن شهرآشوب : قالَ الإمامُ الحسینُ علیه السلام : مَوتٌ فی عِزٍّ خَیرٌ مِن حیاةٍ فی ذُلٍّ . وأنشَأ علیه السلام یَومَ قُتِلَ :

الموتُ خیرٌ من رُکُوبِ العارِ***والعارُ أولی من دُخُولِ النارِ

واللَّهِ ما هذا وهذا جاری .(7)

الإمامُ الهادیُّ علیه السلام : مَن هانَتْ علَیهِ نَفسُهُ فلا تَأمَنْ شَرَّهُ .(8)

1360 - لا یَنبَغی لِلمُؤمِنِ أن یُذِلَّ نفسَهُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : مَن أقَرَّ بالذُّلِّ طائعاً فَلَیسَ مِنّا أهلَ البیتِ .(9)

الإمامُ الحسینُ علیه السلام - مخاطِباً عَسکرَ یَزیدَ یَوم عاشوراءَ - : ألا إنَّ الدَّعِیَّ ابْنَ الدَّعِیِّ قد رَکَزَ بینَ اثنتَینِ بینَ القِلَّةِ (السّلّة) والذِّلَّةِ ، وهَیْهاتَ ما آخُذُ الدَّنِیَّةَ ، أبَی اللَّهُ ذلکَ ورسولُهُ ، وجُدودٌ طابَت ، وحُجُورٌ طَهُرَت ، واُ نُوفٌ حَمِیَّةٌ ، ونُفوسٌ أبِیَّةٌ ، لا تُؤثِرُ مَصارِعَ اللِّئامِ علی مَصارِعِ الکِرامِ .(10)

ص :363


1- تحف العقول : 95 .
2- غرر الحکم : 362 .
3- نهج البلاغة : الحکمة 396 .
4- غرر الحکم : 5580 .
5- بحار الأنوار : 77/206/1 .
6- تحف العقول : 77 .
7- المناقب لابن شهرآشوب : 4/68 ، بحار الأنوار : 44/192/4.
8- تحف العقول : 483 .
9- تحف العقول : 58 .
10- بحار الأنوار : 45/9 .

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : ما یَسُرُّنی بِنَصیبِی مِنَ الذُّلِّ حُمرُ النَّعَمِ .(1)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنَّ اللَّهَ تَبارَکَ وتعالی فَوَّضَ إلی المؤمنِ کُلَّ شی ءٍ إلّا إذلالَ نَفسِهِ .(2)

مشکاة الأنوار عن داوود الرَّقّی : سمعتُ أبا عبدِاللَّهِ علیه السلام یقولُ : لا یَنبَغی للمؤمنِ أن یُذِلَّ نفسَهُ ، قیلَ لَهُ : وکیفَ یُذِلُّ نَفسَهُ ؟ قالَ : یَتَعَرَّضُ لِما لایُطیقُ .(3)

مشکاة الأنوار عن المفَضَّلِ بنِ عُمر : قال أبو عبد اللَّهِ علیه السلام : لا یَنبَغی للمؤمنِ أن یُذِلَّ نفسَهُ ، قلتُ : بِما یُذِلُّ نفسَهُ ؟ قالَ : یَدخُلُ فیما یَعتَذِرُ مِنهُ .(4)

1361 - ما یورِثُ الذُّلَ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إذا ضَنَّ الناسُ بالدِّینارِ والدِّرهَمِ وتَبایَعُوا بالعِینَةِ وتَبِعُوا أذنابَ البَقَرِ وتَرَکُوا الجِهادَ فی سبیلِ اللَّهِ ، أدخَلَ اللَّهُ علَیهِم ذُلّاً لا یَرفَعُهُ عَنهُم حتّی یُراجِعُوا دِینَهُم .(5)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الناسُ مِن خَوفِ الذُّلِّ مُتَعَجِّلُو الذُّلِّ .(6)

عنه علیه السلام : الطَّمَعُ أحَدُ الذُّلَّینِ .(7)

عنه علیه السلام : رَضِیَ بِالذُّلِّ مَن کَشَفَ عن ضُرِّهِ .(8)

عنه علیه السلام : مَنِ اعتَزَّ بغَیرِ اللَّهِ أهلَکَهُ العِزُّ .(9)

عنه علیه السلام : کُلُّ عِزٍّ لا یُؤَیِّدُهُ دِینٌ مَذَلَّةٌ .(10)

الإمامُ الحسنُ علیه السلام - وقَد سُئلَ : فما الذُّلُّ ؟ - : الفَرَقُ عِندَ المَصدُوقَةِ .(11)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : هَلَکَ مَن لَیسَ لَهُ حکیمٌ یُرشِدُهُ ، وذَلَّ مَن لَیسَ لَهُ سَفیهٌ [سیفه (12)یَعضُدُهُ .(13)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : لا ذُلَّ کَذُلِّ الطَّمَعِ .(14)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن أحَبَّ الحیاةَ ذَلَّ .(15)

ص :364


1- بحار الأنوار : 46/100/88 .
2- الکافی : 5/63/3 .
3- مشکاة الأنوار : 430/1433 .
4- مشکاة الأنوار : 103/235 .
5- کنز العمّال : 10504 .
6- غرر الحکم : 2172 .
7- غرر الحکم : 1645 .
8- تحف العقول: 201، شرح نهج البلاغة : 18/84 .
9- غرر الحکم : 8217 .
10- غرر الحکم : 6870 .
11- بحار الأنوار : 78/103/2 .
12- ]بحار الأنوار وسائر المصادر التی نقلت هذه الروایة ، اوردت کلمة «سفیه»، لکن نظراً لعدم صحتها، یبدو أنّها تصحیف من «سیفه» . کما أتت فی تأریخ دمشق ، ج 22، ص 322 . وإن کان هذا المصدر لم ینسب العبارة للإمام .
13- بحار الأنوار : 78/159/10 .
14- تحف العقول : 286 .
15- الخصال : 120/110 .

عنه علیه السلام : الرجُلُ یَجزَعُ مِنَ الذُّلِّ الصغیرِ فَیُدخِلُهُ ذلکَ فی الذُّلِّ الکبیرِ .(1)

عنه علیه السلام : تَرکُ الحُقوقِ مَذَلَّةٌ ، وإنَّ الرجُلَ یَحتاجُ إلی أن یَتَعَرَّضَ فیها لِلکِذْبِ .(2)

بحار الأنوار عن جابر بن عون : قال رجل لجعفر بن محمّد علیهما السلام : إنّهُ وَقَعَ بَینی وبَینَ قَومٍ مُنازَعَةٌ فی اُمورٍ ، وإنّی اُرِیدُ أن أترُکَهُ فیُقالُ لی : إنّ تَرکَکَ لَهُ ذُلٌّ، فقالَ جعفر بن محمّد علیهما السلام: إنّ الذلیلُ هُوَ الظالِمُ.(3)

کشف الغمة : وفی نَقلٍ : شَکا إلی أبی عَبدِ اللَّهِ علیه السلام رجُلٌ جارَهُ فَقالَ : اِصبِرْ عَلیهِ ، فقالَ : یَنسُبُنِی الناسُ إلی الذُّلِّ ، فقالَ : اإنّما الذلیلُ مَن ظَلَمَ .(4)

(5)

1362 - أذَلُّ النّاسِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : أذَلُّ الناسِ مَن أهانَ الناسَ .(6)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - لَمّا سُئلَ : أیُّ ذُلٍّ أذَلُّ ؟ - : الحِرصُ عَلی الدُّنیا .(7)

ص :365


1- تحف العقول : 366 .
2- تحف العقول : 360 .
3- بحار الأنوار : 78 / 203 / 38 .
4- کشف الغمة : 21/414 ، بحار الأنوار : 78/205/46 .
5- (انظر) الحرص : باب 794 . الطمع : باب 2384 .
6- بحار الأنوار: 75/142/2.
7- معانی الأخبار : 198/4 .

ص :366

173 - الذنب

اشاره

(1)

(2)

ص :367


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 73 / 308 باب 137 «الذنوب وآثارها» . بحار الأنوار : 73 / 366 باب 138 «الذنوب التی توجب غضب اللَّه وسرعة العقوبة» . بحار الأنوار : 73 / 391 باب 142 «من أطاع المخلوق فی معصیة الخالق» . بحار الأنوار : 79 / 2 - 294 «أبواب المعاصی والکبائر» . کنز العمّال : 4 / 202 - 248 «کتاب التوبة» .
2- انظر : عنوان 59 «التوبة» ، 392 «الاستغفار» . الإیمان : باب 271 ، الدعاء : باب 1207 ، الدُّنیا : باب 1229 . الخوف : باب 1157 ، الشفاعة فی الآخرة : باب 2023 ، الظفر : باب 2406 . الظلم : باب 2433 ، الهجرة : باب 3931 . القلب : باب 3340 ، 3344 ، 3446 ، 3447 ، 3449 ، 3451 .

ص :368

1363 - الذَّنبُ

الکتاب :

(وَذَرُوا ظاهِرَ الإِثْمِ وَباطِنَهُ إنَّ الَّذِینَ یَکْسِبُونَ الْإِثْمَ سَیُجْزَوْنَ بِمَا کَانُوا یَقْتَرِفُونَ) .(1)

(فَإِنَّ لِلَّذِینَ ظَلَمُوا ذَنُوبَاً مِثْلَ ذَنُوبِ أصْحابِهِمْ فَلا یَسْتَعجِلُونِ) .(2)

(بَلَی مَنْ کَسَبَ سَیِّئَةً وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِیئَتُهُ فَأُولئِکَ أَصْحابُ النّارِ هُمْ فِیها خالِدُونَ) .(3)

(وَاعْلَمُوا أنَّ فِیکُمْ رَسولَ اللَّهِ لَوْ یُطِیعُکُمْ فِی کَثِیرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَکِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إلَیْکُمُ الْإِیمَانَ وَزَیَّنَهُ فِی قُلُوبِکُمْ وَکَرَّهَ إلَیکُمُ الْکُفْرَ والْفُسُوقَ والْعِصیانَ أُوْلَئِکَ هُمُ الرَّاشِدُونَ) .(4)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : اِحذَرْ سُکرَ الخطیئةِ ، فإِنّ للخَطیئةِ سُکراً کَسُکرِ الشَّرابِ ، بل هِی أشَدُّ سُکراً مِنهُ ، یقولُ اللَّهُ تعالی : (صُمٌّ بُکْمٌ عُمْیٌ فهم لا یَرجِعُونَ)(5).(6)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إیّاکَ أن تَدَعَ طاعَةَ اللَّهِ وتَقصِدَ مَعصیتَهُ شَفَقةً علی أهلِکَ ، لأنَّ اللَّهَ تعالی یَقولُ : (یا أَیُّها الناسُ اتَّقُوا رَبَّکُم واخْشَوْا یَوماً لا یَجزِی والدٌ عن وَلَدِهِ ولا مولودٌ هو جازٍ عَن والِدِهِ شَیْئاً )(7).(8)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ألا وإنَّ الخَطایا خَیلٌ شُمُسٌ حُمِلَ علَیها أهلُها وخُلِعَت لُجُمُها فَتَقَحَّمَت بِهِم فی النارِ .(9)

عنه علیه السلام : الذُّنوبُ الدّاءُ ، والدَّواءُ الاستغِفارُ ، والشِّفاءُ أن لا تَعودَ .(10)

عنه علیه السلام : یا أیّها الإنسانُ ، ما جَرَّأکَ علی ذَنبِکَ ، وما غَرَّکَ بِرَبِّکَ ، وما أنَّسَکَ بِهَلَکَةِ نَفسِکَ ! ؟(11)

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : إنَّ للَّهِ ِ عزّوجلّ فی کلّ یومٍ ولیلةٍ مُنادِیاً یُنادِی : مَهلاً مَهلاً عِبادَ اللَّهِ عن معاصِی اللَّهِ ، فلولا بَهائمُ رُتَّعٌ ، وصِبْیَةٌ رُضَّعٌ ، وشُیوخٌ رُکَّعٌ ، لَصُبَّ علَیکُمُ العَذابُ صَبّاً تُرَضُّونَ بهِ رَضّاً.(12)

ص :369


1- الأنعام : 120 .
2- الذاریات : 59 .
3- البقرة : 81 .
4- الحجرات : 7 .
5- البقرة : 18 .
6- بحار الأنوار : 77/102/1 .
7- لقمان : 33 .
8- مکارم الأخلاق : 2/349/2660 .
9- بحار الأنوار: 78/3/51 .
10- غرر الحکم : 1890 .
11- نهج البلاغة : الخطبة 223 .
12- الکافی : 2/276/31 .

1364 - الاحتِماءُ مِنَ الذَّنبِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : عَجِبتُ لأقوامٍ یَحتَمُونَ الطَّعامَ مَخافَةَ الأذی کیفَ لا یَحتَمُونَ الذُّنوبَ مَخافةَ النّارِ ؟!(1)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : عَجِبتُ لِمَن یَحتَمی عنِ الطَّعامِ لِمَضَرَّتِهِ ولا یَحتَمِی مِنَ الذنبِ لِمَعَرَّتِهِ ! (2)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : عَجَباً لِمَن یَحتَمی مِن الطَّعامِ مَخافَةَ الداءِ کیفَ لا یَحتَمِی مِنَ الذُّنوبِ مَخافةَ النارِ ؟! (3)

(4)

1365 - العاقِلُ لا یُذنِبُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : مَن قارَفَ ذَنباً فارَقَهُ عَقلٌ لا یَرجِعُ إلَیهِ أبداً .(5)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لَو لَم یَتَوَعَّدِ اللَّهُ علی معصِیَتِهِ لَکانَ یَجِبُ ألّا یُعصی شُکراً لِنِعَمِهِ .(6)

عنه علیه السلام : لَو لَم یُرَغِّبِ اللَّهُ سبحانَهُ فی طاعَتِهِ لَوَجَبَ أن یُطاعَ رجاءَ رَحمَتِهِ .(7)

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : إنّ العُقَلاءَ تَرَکُوا فُضولَ الدُّنیا فکیفَ الذُّنوبُ ؟! وتَرکُ الدُّنیا مِنَ الفَضلِ ، وتَرکُ الذُّنوبِ مِنَ الفَرضِ .(8)

(9)

1366 - اجتِنابُ السَّیِّئَةِ أولی منِ اکتِسابِ الحَسَنةِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : اجتِنابُ السیّئاتِ أولی مِنِ اکتِسابِ الحَسَناتِ .(10)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : تَوَقِّی الصَّرْعةِ خیرٌ مِن سُؤالِ الرَّجعَةِ .(11)

بحار الأنوار - عنهم علیهم السلام - : جِدُّوا واجتَهِدُوا، وإن لَم تَعمَلُوا فلا تَعصُوا ، فإنّ مَن یَبنِی ولا یَهدِمُ یَرتَفِعُ بِناؤهُ وإن کانَ یَسیراً ، وإنّ مَن یَبنِی ویَهدِمُ یوشِکُ

ص :370


1- تحف العقول : 204 .
2- بحار الأنوار: 78/159/10.
3- بحار الأنوار : 62/269/60 .
4- (انظر) الدواء : باب 1291 .
5- المحجّة البیضاء : 8/160 .
6- نهج البلاغة: الحکمة 290.
7- غرر الحکم : 7594 .
8- بحار الأنوار : 78/301/1 .
9- (انظر) الشکر للَّه سبحانه : باب 2041 . الحرام : باب 808 . الطاعة : باب 2393 . الشریعة : باب 1966 .
10- غرر الحکم : 1522 .
11- بحار الأنوار : 78/187/31 .

أن لا یَرتَفِعَ بِناؤهُ .(1)

(2)

1367 - التَّحذیرُ مِن غَلَبَةِ السَّیّئاتِ

الکتاب :

(مَنْ جاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أمْثالِهَا وَمَنْ جاءَ بِالسَّیِّئَةِ فَلا یُجْزی إلّا مِثْلَهَا وَهُمْ لا یُظْلَمُونَ) .(3)

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - مِن وصایاهُ لابنِهِ الحسنِ علیه السلام - : لَم یُشَدِّدْ علَیکَ فی قَبولِ الإنابَةِ ، ولَم یُناقِشْکَ بالجَریمَةِ ، ولَم یُؤْیِسْکَ مِن الرَّحمَةِ ، بل جَعَلَ نُزوعَکَ عنِ الذَّنبِ حَسَنةً ، وحَسَبَ سَیِّئَتَکَ واحِدَةً ، وحَسَبَ حسنَتَکَ عَشْراً ، وفَتَحَ لکَ بابَ المَتابِ .(4)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : یا سَوأتاهُ لِمَن غَلَبَت إحداتُهُ عَشَراتِهِ .(5)

1368 - مَن حاوَلَ أمراً بِمَعصِیَةِ اللَّهِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : مَن حاوَلَ أمراً بِمَعصیَةِ اللَّهِ کانَ أبعَدَ لَهُ مِمّا رَجا وأقرَبَ مِمّا اتَّقی .(6)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ما ظَفِرَ مَن ظَفِرَ بالإثمِ ، والغالِبُ بِالشَّرِّ مَغلوبٌ .(7)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : کَتَبَ رجلٌ إلی الحسینِ صلواتُ اللَّهِ علَیهِ : عِظْنِی بحَرفَینِ ؟ فکَتَبَ إلَیه : مَن حاوَلَ أمراً بمَعصیَةِ اللَّهِ کانَ أفوَتَ لِما یَرْجُو وأسرَعَ لِمَجِی ءِ ما یَحذَرُ .(8)

1369 - المُجاهَرَةُ بِالذَّنبِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : کُلُّ اُمَّتِی مُعافی إلّا المُجاهِرِینَ الذینَ یَعمَلونَ العَمَلَ باللیلِ فَیَستُرُهُ رَبُّهُ ، ثمّ یُصبِحُ فیقولُ : یا فلانُ إنّی عَمِلتُ البارِحةَ کذا وکذا !(9)

ص :371


1- بحار الأنوار : 70/286/ 8 .
2- (انظر) رمضان : باب 1549 .
3- الأنعام : 160 .
4- نهج البلاغة : الکتاب 31 .
5- تحف العقول : 281 .
6- بحار الأنوار : 77/178/10 .
7- نهج البلاغة : الحکمة 327 .
8- بحارالأنوار : 73/392/3 .
9- کنز العمّال : 10338 .

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مُجاهَرَةُ اللَّهِ سبحانَهُ بالمعاصِی تُعَجِّلُ النِّقَمَ .(1)

عنه علیه السلام : إیّاکَ والمجاهَرَةَ بالفُجورِ فإنّها مِن أشَدِّ المَآثِمِ .(2)

عنه علیه السلام : المُعلِنُ بالمَعصیَةِ مُجاهِرٌ .(3)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنّی لَأَرجُو النَّجاةَ لهذهِ الاُمّةِ لِمَن عَرَفَ حَقَّنا مِنهُم إلّا لأحَدِ ثلاثةٍ : صاحبِ سُلطانٍ جائرٍ ، وصاحِبِ هَوی ، والفاسِقِ المُعلِنِ .(4)

الإمامُ الرِّضا علیه السلام : المُذِیعُ بالسیّئةِ مَخذُولٌ ، والمُستَتِرُ بالسیّئةِ مَغفورٌ لَهُ .(5)

(6)

1370 - أعظَمُ الذُّنوبِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : أعظَمُ الذنبِ عند اللَّهِ أن تَجعَلَ للَّهِ ِ نِدّاً وهو خَلَقَکَ ، ثمّ أن تَقتُلَ وَلَدَکَ مَخافَةَ أن یَطعَمَ مَعکَ ، ثُمّ أن تُزانِیَ حلیلَةَ جارِکَ .(7)

صحیح البخاری عن عَبدِ اللَّهِ بن مسعود : قلتُ : یا رَسولَ اللَّهِ، أیُّ الذَّنبِ أعظَمُ؟ قالَ : أن تَجعَلَ للَّهِ نِدّاً وهُوَ خَلَقَکَ . قلتُ : ثُمّ أیُّ؟ قالَ: أن تَقتُلَ وَلَدکَ خَشیَةَ أن یَأکُلَ مَعَک . قالَ : ثمّ أیُّ؟ قالَ : أن تُزانی حَلِیلَةَ جارِک .

وأنزَلَ اللَّهُ تَصدیقَ قَولِ النَّبیِّ صلی اللَّه علیه و آله : (والّذینَ لا یَدعونَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ)(8).(9)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أعظَمُ الذُّنوبِ عِندَ اللَّهِ سبحانَهُ ذَنبٌ صَغُرَ عِندَ صاحِبِهِ .(10)

عنه علیه السلام : أشَدُّ الذُّنوبِ عِندَ اللَّهِ سبحانَهُ ذَنبٌ استَهانَ بهِ راکِبُهُ .(11)

عنه علیه السلام : أشَدُّ الذُّنوبِ ما استَخَفَّ بهِ صاحِبُهُ .(12)

عنه علیه السلام : أعظَمُ الخَطایا اقتِطاعُ مالِ امرِئٍ مسلمٍ بغَیرِ حقٍّ .(13)

عنه علیه السلام : أعظَمُ الذُّنوبِ عِندَ اللَّهِ ذنبٌ أصَرَّ عَلیهِ عامِلُهُ .(14)

ص :372


1- غرر الحکم : 9811 .
2- غرر الحکم : 2677 .
3- غرر الحکم : 525 .
4- الخصال : 119/107 .
5- بحار الأنوار : 73/356/67 .
6- (انظر) الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر : باب 2650 .
7- کنز العمّال : 43869 .
8- الفرقان : 68 . والآیة (والَّذینَ لا یَدْعُون مَع اللَّه إلهاً آخَرَ ولا یَقْتُلُون النَفْسَ الَتی حَرَّمَ اللَّهُ إلّا بالحَقِّ ولا یَزْنُونَ ومَن یَفْعَل ذلک یَلْقَ أثاماً)
9- صحیح البخاری : 5/2236/5655 .
10- غرر الحکم : 3141 .
11- غرر الحکم : 3140 .
12- بحار الأنوار : 73/364/96 .
13- ثواب الأعمال : 322/10 ، تحف العقول : 216 .
14- غرر الحکم : 3131 .

عنه علیه السلام : جَهلُ المَرءِ بعُیوبِهِ مِن أکبَرِ ذُنوبِهِ .(1)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : إیّاکَ والابتِهاجَ بالذنبِ ، فإنَّ الابتِهاجَ بهِ أعظَمُ مِن رُکوبِهِ .(2)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : الذُّنوبُ کُلُّها شَدیدةٌ وأشَدُّها ما نَبَتَ عَلیهِ اللَّحمُ والدمُ .(3)

1371 - أقذَرُ الذُّنوبِ

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام: أقذَرُ الذُّنوبِ ثلاثةٌ : قَتلُ البَهیمةِ ، وحَبسُ مَهرِ المرأةِ ، ومَنعُ الأجیرِ أجرَهُ .(4)

1372 - الذُّنوبُ الَّتی لا تُغفَرُ

الکتاب :

(إنَّ اللَّهَ لَا یَغْفِرُ أنْ یُشْرَکَ بِهِ وَیغْفِرُ مَا دُونَ ذلِکَ لِمَن یَشاءُ وَمَن یُشْرِک بِاللَّهِ فَقَدِ افتَرَی إثْماً عَظِیماً) .(5)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إنّ اللَّهَ غافرُ کلِّ ذنبٍ إلّا مَن أحدَثَ دیناً ، أوِ اغتَصَبَ أجیراً أجرَهُ ، أو رجلاً باعَ حُرّاً .(6)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إیّاکُم والذُّنوبَ التی لا تُغفَرُ : الغُلُولَ فَمَن غَلَّ شیئاً یَأْتِی بهِ یومَ القیامةِ ، وأکْلَ الرِّبا فإنّ آکِلَ الرِّبا لا یَقومُ إلّا کما یَقومُ الذی یَتَخَبَّطُهُ الشیطانُ مِنَ المَسِّ .(7)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : لِکُلِّ ذَنبٍ تَوبَةٌ إلّا سُوءَ الخُلُقِ ، فإنّ صاحِبَهُ کُلَّما خَرَجَ من ذَنبٍ دَخَلَ فی ذَنبٍ .(8)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنّ مِن عَزائمِ اللَّهِ فی الذِّکرِ الحکیمِ ... أ نّهُ لا یَنفَعُ عَبداً - وإن أجهَدَ نفسَهُ وأخلَصَ فِعلَهُ - أن یَخرُجَ مِنَ الدُّنیا لاقیاً رَبَّهُ بِخَصلةٍ مِن هذهِ الخِصالِ لَم یَتُبْ مِنها : أن یُشرِکَ بِاللَّهِ فیما افتَرَضَ علَیهِ مِن عبادَتِهِ ، أو یَشفِیَ غَیظَهُ بهَلاکِ نَفْسٍ ، أو یَعُرَّ بأمرٍ فَعَلَهُ غیرُهُ ، أو یَستَنجِحَ حاجةً إلی الناسِ بإظهارِ بِدعَةٍ فی دِینِهِ ، أو یَلقَی الناسَ بَوَجهَینِ ، أو یَمشِیَ فیهِم بِلِسانَینِ .(9)

ص :373


1- بحار الأنوار : 78/91/95 .
2- بحار الأنوار: 78/159/10.
3- الکافی : 2/270/7 .
4- مکارم الأخلاق : 1/506/1752 .
5- النساء : 48 .
6- بحار الأنوار : 72/219/1 .
7- کنز العمّال : 43770 .
8- بحار الأنوار: 77/48/3.
9- نهج البلاغة: الخطبة 153.

عنه علیه السلام : الذُّنوبُ ثلاثةٌ : فَذَنبٌ مَغفورٌ ، وذنبٌ غَیرُ مَغفورٍ ، وذنبٌ نَرجُو لِصاحِبِهِ ونَخافُ عَلیهِ ... أمّا الذَّنبُ المَغفورُ فعَبدٌ عاقَبَهُ اللَّهُ تعالی عَلی ذَنبِهِ فی الدُّنیا فَاللَّهُ أحکَمُ وأکرَمُ أن یُعاقِبَ عَبدَهُ مَرَّتَینِ ، وأمّا الذنبُ الذی لا یُغفَرُ فَظُلمُ العِبادِ بعضِهِم لبعضٍ ... وأمّا الذنبُ الثالثُ فَذَنبٌ سَتَرَهُ اللَّهُ علی عبدِهِ ورَزَقَهُ التوبةَ فَأصبَحَ خاشِعاً مِن ذَنبِهِ راجِیاً لِرَبِّهِ فَنَحنُ لَهُ کَما هُوَ لِنفسِهِ .(1)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : مَن باتَ شَبعاناً وبحَضرَتِهِ مؤمنٌ جائعٌ طاوٍ قالَ اللَّهُ عزّوجلّ : ملائکتی ، اُشهِدُکُم علی هذا العَبدِ أنَّنی أمَرتُهُ فَعَصانی وأطاعَ غَیرِی ، وکَّلتُهُ إلی عَمَلِهِ ، وعِزَّتی وجلالی لا غَفَرتُ لَهُ أبداً .(2)

عنه علیه السلام : یَغفرُ اللَّهُ لِلمُؤمنِ کلَّ ذنبٍ ویُطَهِّرهُ مِنهُ فِی الدُّنیا والآخرةِ ما خَلا ذَنبَینِ : تَرْکَ التقیَّةِ ، وتَضییعَ حُقوقِ الإخوانِ .(3)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : مِنَ الذُّنوبِ التی لا تُغفَرُ قولُ الرَّجُلِ : یالَیتَنِی لا اُؤَاخَذُ إلّا بهذا !(4)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : کُلُّ الذُّنوبِ مَغفورَةٌ سِوی عُقوقِ أهلِ دَعوَتِکَ .(5)

عنه علیه السلام : إذا هَمَمتَ بسیّئةٍ فلا تَعمَلْها ، فإنّهُ ربَّما اطَّلَعَ اللَّهُ علی العَبدِ وهو علی شی ءٍ مِنَ المَعصیَةِ فیقولُ : وعِزَّتی وجلالی لا أغفِرُ لکَ بعدَها أبداً .(6)

(7)

1373 - التَّحذیرُ مِنَ المَعصِیَةِ فِی الخَلَواتِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : اتَّقوا معاصیَ اللَّهِ فی الخَلَواتِ ، فإنّ الشاهِدَ هُو الحاکِمُ .(8)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : مَنِ ارتَکَبَ الذنبَ فی الخَلاءِ لم یَعبَأِ اللَّهُ بهِ .(9)

(10)

ص :374


1- بحار الأنوار: 6/29/35.
2- ثواب الأعمال : 298/1 .
3- التفسیر المنسوب إلی الإمام العسکریّ علیه السلام : 321/166 .
4- الخصال: 24 / 83 (انظر) الذنب : باب 1377 حدیث 6810 .
5- تحف العقول : 303 .
6- الکافی: 2/143/7.
7- (انظر) القنوط : باب 3367 . الظلم : باب 2416 ، 2417 .
8- بحار الأنوار : 78/70/25 .
9- بحار الأنوار: 46/247/35.
10- (انظر) الحساب : باب 844 . الذِّکر : باب 1345 .

1374 - ظاهِرُ الإِثمِ وباطِنُهُ

الکتاب :

(وَذَرُوا ظاهِرَ الْإِثْمِ وَباطِنَهُ إنَّ الَّذِینَ یَکْسِبونَ الْإِثْمَ سَیُجْزَوْنَ بِمَا کَانُوا یَقْتَرِفُونَ) .(1)

(وَلا تَقْرَبُوا الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ) .(2)

الحدیث :

الإمامُ الباقرُ علیه السلام - فی قولِهِ تعالی : (لا تَقْرَبُوا الفَواحِشَ ...) - : إنّ ما ظَهَرَ هو الزِّنا وما بَطَنَ هو المُخالَّةُ (3).(4)

(5)

1375 - الاستِخفافُ بِالذَّنبِ وَاستِصغارُهُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : یابنَ مسعودٍ ، لا تُحَقِّرَنَّ ذنباً ولا تُصَغِّرَنَّهُ ، واجتَنِبِ الکبائرَ ، فإنّ العَبدَ إذا نَظَرَ یومَ القِیامةِ إلی ذُنوبِهِ دَمَعَتْ عَیناهُ قَیحاً ودَماً ، یقولُ اللَّهُ تعالی : (یَوْمَ تَجِدُ کُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَیْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَیْنَهَا وَبَیْنَهُ أَمَدَا بَعِیدًا وَیُحَذِّرُکُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفُ بِالْعِبَادِ )(6).(7)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إنّ المؤمنَ لَیَری ذَنبَهُ کَأَ نَّهُ تحتَ صَخرَةٍ یَخافُ أن تَقَعَ علَیهِ ، والکافِرَ یَری ذَنبَهُ کأنّهُ ذُبابٌ مَرَّ علی أنفِهِ .(8)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إنّ اللَّهَ تَبارَکَ وَتَعالی إذا أرادَ بعَبدٍ خیراً جَعَلَ ذُنوبَهُ بَینَ عَینَیهِ مُمَثَّلَةً والإثمَ علَیهِ ثقیلاً وَبیلاً ، وإذا أرادَ بعَبدٍ شرّاً أنساهُ ذُنوبَهُ .(9)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنّ اللَّهَ أخفی سَخَطَهُ فی مَعصیَتهِ ، فلا تَستَصغِرَنَّ شیئاً مِن مَعصیَتِهِ ، فرُبَّما وافَقَ سَخَطَهُ وأنتَ لا تَعلَمُ .(10)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : لا مُصیبَةَ کاستِهانَتِکَ بالذنبِ ورِضاکَ بالحالةِ التی أنتَ علَیها .(11)

عنه علیه السلام : لا تَستَصغِرَنَّ سَیّئةً تَعمَلُ بها ، فإنّکَ تَراها حیثُ تَسُوؤکَ .(12)

ص :375


1- الأنعام : 120 .
2- الأنعام : 151 .
3- مجمع البیان : 4/590 .
4- أقول : هذا من باب بیان المصداق .
5- (انظر) الإمامة العامة : باب 140 .
6- آل عمران : 30 .
7- مکارم الأخلاق : 2/350/2660 .
8- الأمالی للطوسی : 527/1162 .
9- مکارم الأخلاق : 2/365/2661 .
10- بحار الأنوار : 73/349/43 .
11- تحف العقول : 286 .
12- بحار الأنوار : 73/356/65 .

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنَّ اللَّهَ یُحِبُّ العَبدَ أن یَطلُبَ إلَیهِ فی الجُرْمِ العظیمِ ، ویُبغِضُ العَبدَ أن یَستَخِفَّ بالجُرمِ الیَسیرِ .(1)

1376 - الصَّغائِرُ طُرُقٌ إلَی الکَبائِرِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لا تَستَصغِرُوا قلیلَ الآثامِ ، فإنّ الصغیرَ یُحصی ویَرجِعُ إلی الکبیرِ .(2)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنّ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله نَزَلَ بأرضٍ قَرْعاءَ فقالَ لأصحابِهِ : ائْتُوا بحَطَبٍ ، فقالوا : یا رسولَ اللَّهِ نحنُ بأرضٍ قَرعاءَ ما بها مِن حَطَبٍ ، قالَ : فَلْیَأتِ کُلُّ إنسانٍ بما قَدَرَ علَیهِ ، فَجاؤوا به حتّی رَمَوا بینَ یَدیهِ بَعضَهُ علی بعضٍ .

فقالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : هکذا تَجتَمِعُ الذُّنوبُ ، ثُمّ قالَ : إیّاکُم والمُحَقَّراتِ مِن الذُّنوبِ ، فإنَّ لِکُلِّ شی ءٍ طالِباً ، ألا وإنّ طالِبها یَکتُبُ ما قَدَّموا وآثارَهُم وکُلَّ شَی ءٍ أحصَیناهُ فی إمامٍ مُبینٍ .(3)

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : إنَّ المسیحَ علیه السلام قالَ للحَواریّینَ : إنّ صِغارَ الذُّنوبِ ومُحَقَّراتِها مِن مَکائدِ إبلیسَ ، یُحَقِّرُها لَکُم ویُصَغِّرُها فی أعیُنِکُم فَتَجتَمِعُ وتَکثُرُ فَتُحِیطُ بِکُم .(4)

عنه علیه السلام: لاتَستَقِلُّوا قلیلَ الذُّنوبِ، فإنّ قلیلَ الذُّنوبِ یَجتَمِعُ حتّی یکونَ کثیراً .(5)

الإمامُ الرِّضا علیه السلام : الصَّغائرُ مِنَ الذنوبِ طُرُقٌ إلی الکبائرِ ، ومَن لَم یَخَفِ اللَّهَ فی القَلیلِ لَم یَخَفْهُ فی الکثیرِ .(6)

1377 - التَّحذیرُ مِن مُحَقَّراتِ الذُّنوبِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : لا تَنظُرُوا إلی صِغَرِ الذَّنبِ ولکنِ انظُرُوا إلی مَنِ اجتَرَأتُم .(7)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إنّ إبلیسَ رَضِیَ مِنکُم بالمُحَقَّراتِ .(8)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إنّ الرَّجُلَ لَیَعمَلُ الحسَنَةَ فَیَتَّکِلُ علَیها ویَعمَلُ المُحَقَّراتِ حتّی یَأتِیَ اللَّهَ وهُو علَیهِ غَضْبانُ ، وإنّ الرجُلَ لَیَعمَلُ

ص :376


1- بحار الأنوار : 73/359/80 .
2- الخصال : 616/10 .
3- الکافی : 2/288/3 .
4- تحف العقول : 392 .
5- الأمالی للمفید : 157/8 .
6- بحار الأنوار : 73/353/55 .
7- بحار الأنوار : 77/168/6 .
8- بحار الأنوار : 73/363/93 .

السیّئةَ فَیَفرَقُ مِنها یَأْتِی آمِناً یومَ القِیامةِ .(1)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : اِتَّقُوا المُحَقَّراتِ مِن الذُّنوبِ فَإنَّ لَها طالِباً .(2)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : اِتَّقُوا هذِه المُحَقَّراتِ مِنَ الذُّنوبِ فإنّ لَها طالِباً ، ولا یَقُولَ أحدُکُم : اُذنِبُ وأستَغفِرُ اللَّهَ ، واللَّهُ یقولُ : (... إنْ تَکُ مِثقالَ حَبَّةٍ مِن خَرْدَلٍ ...)(3)الآیة .(4)

الکافی عن زیدِ الشحّامِ : قال أبو عبدِاللَّهِ علیه السلام : اِتَّقُوا المُحَقَّراتِ مِن الذُّنوبِ فإنّها لا تُغفَرُ ، قلتُ : وما المُحَقَّراتُ ؟ قالَ : الرَّجُلُ یُذنِبُ الذنبَ فیقولُ : طُوبی لی لَو لم یَکُن لی غیرُ ذلکَ!(5)

1378 - کَبائِرُ الذُّنوبِ

الکتاب :

(إِنْ تَجْتَنِبُوا کَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُکَفِّرْ عَنْکُمْ سَیِّئاتِکُمْ وَنُدْخِلْکُم مُدْخَلاً کَرِیماً) .(6)

(اَلَّذِینَ یَجْتَنِبُونَ کَبائِرَ الإِثْمِ والْفَواحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إنَّ رَبَّکَ واسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أعلَمُ بِکُمْ إذْ أَنشَأَکُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإذ أَنتُمْ أجِنَّةٌ فِی بُطُونِ أُمَّهَاتِکُمْ فَلَا تُزَکُّوا أَنفُسَکُمْ هُوَ أعلَمُ بِمَنِ اتَّقَی ) .(7)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : الکبائرُ تِسعٌ : أعظَمُهُنَّ الإشراکُ باللَّهِ عزّوجلّ، وقَتلُ النفسِ المُؤمنةِ، وأکلُ الرِّبا ، وأکلُ مالِ الیتیمِ ، وقَذفُ المُحصَنَةِ ، والفِرارُ من الزَّحفِ ، وعُقوقُ الوالدَینِ ، واستِحلالُ البیتِ الحَرامِ ، والسِّحرُ . فَمَن لَقِیَ اللَّهَ عزّوجلّ وهو بَرِی ءٌ مِنهُنَّ کانَ مَعی فی جَنَّةٍ مَصارِیعُها مِن ذَهَبٍ .(8)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : الکبائرُ : الإشراکُ بِاللَّهِ ، وعُقُوقُ الوالدَینِ ، وقَتلُ النَّفْسِ ، والیَمینُ الغَمُوسُ .(9)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الکبائرُ : الشِّرکُ بِاللَّهِ ، وقَتلُ النفسِ ، وأکلُ مالِ الیتیمِ ، وقَذفُ المُحصَنَةِ ، والفِرارُ مِنَ الزَّحفِ ، والتَّعَرُّبُ بعدَ الهِجرَةِ ، والسِّحرُ ، وعُقوقُ الوالدَینِ ، وأکلُ الرِّبا ، وفِراقُ الجَماعَةِ ،

ص :377


1- مکارم الأخلاق : 2/367/2661 .
2- الکافی : 2/270/10 .
3- لقمان : 16 .
4- الاُصول الستّة عشر: 67.
5- الکافی : 2/287/1 .
6- النساء : 31 .
7- النجم : 32 .
8- بحارالأنوار: 77/170/7.
9- کنز العمّال : 7798 .

ونَکثُ الصَّفقَةِ .(1)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام - لمّا سُئِلَ عن الکبائرِ - : کُلُّ شی ءٍ أوعَدَ اللَّهُ علَیهِ النارَ .(2)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - فی قولِ اللَّهِ عزّوجلّ : (إنْ تَجْتَنِبُوا کَبائرَ ما تُنْهَوْنَ عنه ...) - : الکبائرُ التی أوجَبَ اللَّهُ عزّوجلّ علَیها النارَ .(3)

عنه علیه السلام : الکبائرُ سَبعٌ : قَتلُ المؤمِنِ مُتَعَمِّداً ، وقذفُ المُحصَنَةِ ، والفِرارُ مِنَ الزَّحفِ ، والتَّعَرُّبُ بعدَ الهِجرَةِ ، وأکلُ مالِ الیتیمِ ظُلماً ، وأکلُ الرِّبا بعدَ البَیِّنَةِ ، وکُلُّ ما أوجَبَ اللَّهُ علیهِ النارَ .(4)

عنه علیه السلام : الکَذِبُ علی اللَّهِ عزّوجلّ وعلی رسولِهِ وعلی الأوصیاءِ علَیهِمُ الصلاةُ والسلامُ مِنَ الکبائرِ .(5)

عنه علیه السلام : قَذفُ المُحصَناتِ مِن الکبائرِ ، لأنّ اللَّهَ عزّوجلّ یقولُ : (لُعِنُوا فی الدُّنیا والآخِرَةِ ولهم عذابٌ عظیمٌ)(6).(7)

عنه علیه السلام : قَتلُ النفسِ مِنَ الکبائرِ ، لأنَّ اللَّهَ عزّوجلّ یقولُ : (ومَنْ یَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤهُ جَهَنَّمُ خالداً فیها وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَیْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِیمًا)(8).(9)

(10)

1379 - أکبَرُ الکَبائِرِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - لَمّا سُئِلَ عن أکبَرِ الکبائرِ - : الأمنُ مِن مَکرِ اللَّهِ ، والإیاسُ مِن رَوحِ اللَّهِ ، والقُنُوطُ مِن رَحمَةِ اللَّهِ .(11)

(12)

1380 - الإِصرارُ عَلَی الذَّنبِ

الکتاب :

(وَالَّذِینَ إذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أوْ ظَلَمُوا أنفُسَهُم ذَکَرُوا اللَّهَ فَاستَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن یَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا اللَّهُ وَلَمْ یُصِرُّوا عَلَی مَا فَعَلُوا وَهُمْ یَعْلَمُونَ) .(13)

ص :378


1- کنز العمّال : 4326 .
2- بحار الأنوار : 79/15/24 ، انظر وسائل الشیعة : 11/251 باب 46 .
3- الکافی : 2/276/1 .
4- الکافی : 2/ 277/3 .
5- بحار الأنوار : 2/117/17 .
6- النور : 23 .
7- بحار الأنوار : 79/9/9 .
8- النساء : 93 .
9- بحار الأنوار : 79/8/8 .
10- (انظر) بحار الأنوار : 79 / 2 باب 68 و ص 204 باب 95 . کنز العمّال : 3 / 540 و ص 831 .
11- کنز العمّال : 4325 .
12- (انظر) الخوف : باب 1156 . عنوان 448 «القنوط» .
13- آل عمران : 135 .

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : مِن علاماتِ الشَّقاءِ : جُمودُ العَینِ ، وقَسوَةُ القلبِ ، وشِدَّةُ الحِرصِ فی طَلَبِ الرِّزقِ ، والإصرارُ علی الذَّنبِ .(1)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : أربَعٌ یُمِتنَ القلبَ: الذنبُ علی الذنبِ... .(2)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : لا کبیرَ مَع الاستِغفارِ ، ولا صغیرَ مع الإصرارِ .(3)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أعظَمُ الذُّنوبِ عِندَ اللَّهِ ذنبٌ أصَرَّ علَیهِ عامِلُهُ .(4)

عنه علیه السلام : عَجِبتُ لِمَن عَلِمَ شِدَّةَ انتِقامِ اللَّهِ مِنهُ وهُو مُقیمٌ علی الإصرارِ !(5)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام - فی قولِهِ تعالی : (...ولَم یُصِرُّوا ...) - : الإصرارُ أن یُذنِبَ العَبدُ ولایَستَغفِرَ ، ولا یُحَدِّثَ نفسَهُ بالتوبةِ فذلکَ الإصرارُ .(6)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : الإصرارُ أمنٌ ، ولا یَأمَنُ مَکرَ اللَّهِ إلّا القومُ الخاسِرونَ .(7)

(8)

1381 - الاِبتِهاجُ بِالذَّنبِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : التَّبَجُّحُ بالمعاصِی أقبَحُ مِن رکوبِها .(9)

عنه علیه السلام : لا وِزرَ أعظَمُ مِنَ التَّبَجُّحِ بالفُجورِ .(10)

عنه علیه السلام : لا یُفلِحُ مَن یَتَبَجَّحُ بالرَّذائلِ .(11)

عنه علیه السلام : مَن تَلَذَّذَ بمعاصِی اللَّهِ أورَثَهُ اللَّهُ ذُلّاً .(12)

عنه علیه السلام : حَلاوَةُ المَعصیَةِ یُفسِدُها ألِیمُ العُقوبَةِ .(13)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : إیّاکَ والابتِهاجَ بالذنبِ ، فإنّ الابتِهاجَ بهِ أعظَمُ مِن رُکوبِهِ .(14)

(15)

ص :379


1- الخصال : 243/96 .
2- الخصال : 228/65 .
3- بحار الأنوار : 73/355/62 .
4- غرر الحکم : 3131 .
5- غرر الحکم : 6259 .
6- بحار الأنوار : 6/32/40 .
7- بحار الأنوار : 78/209/86 .
8- (انظر) التوبة : باب 467 . الاستغفار : باب 3043 . الجهاد (الاجتهاد فی طاعة اللَّه) : باب 602 .
9- غرر الحکم : 2045 .
10- غرر الحکم : 10762 .
11- غرر الحکم : 10705 .
12- غرر الحکم : 8823 .
13- غرر الحکم : 4884 .
14- بحار الأنوار : 78/159/10 .
15- (انظر) عنوان 410 «الفرح» .

1382 - دَورُ الذُّنوبِ فی فَسادِ القَلبِ

الکتاب :

(کَلَّا بَلْ رانَ عَلَی قُلُوبِهِمْ ما کانُوا یَکْسِبُونَ) .(1)

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ما جَفَّتِ الدُّموعُ إلّا لِقَسوَةِ القُلوبِ ، وما قَسَتِ القُلوبُ إلّا لکَثرَةِ الذُّنوبِ .(2)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : ما مِن عَبدٍ إلّا وفی قَلبِهِ نُکتَةٌ بَیضاءُ ، فإذا أذنَبَ ذنباً خَرَجَ فی النُّکتةِ نُکتةٌ سَوْداءُ ، فإن تابَ ذَهَبَ ذلکَ السَّوادُ ، وإن تَمادی فی الذُّنوبِ زادَ ذلکَ السَّوادُ حتّی یُغَطِّیَ البَیاضَ ، فإذا [ تَ ]غَطَّی البیاضُ لَم یَرجِعْ صاحِبُهُ إلی خیرٍ أبداً، وهو قولُ اللَّهِ عزّوجلّ (کَلّا بَلْ رانَ علی قُلُوبِهِم ما کانُوا یَکْسِبُونَ) .(3)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : کانَ أبی علیه السلام یقولُ : ما مِنْ شی ءٍ أفسَدَ لِلقَلبِ مِن خطیئةٍ ، إنّ القَلبَ لَیُواقِعُ الخطیئةَ فما تَزالُ بهِ حتّی تَغلِبَ علَیهِ فَیُصَیَّرُ أعلاهُ أسفَلَهُ .(4)

عنه علیه السلام : إذا أذنَبَ الرجُلُ خَرَجَ فی قَلبِهِ نُکْتَةٌ سَوْداءُ ، فإن تابَ انمَحَتْ ، وإن زادَ زادَتْ حتّی تَغلِبَ علی قَلبِهِ فلا یُفلِحُ بَعدَها أبداً .(5)

(6)

1383 - دَورُ الذُّنوبِ فی زَوالِ النِّعمَةِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : اِتَّقُوا الذنوبَ فإنّها مَمْحَقَةٌ للخَیراتِ ، إنّ العبدَ لَیُذنِبُ الذنبَ فَیَنسی بهِ العِلمَ الذی کانَ قد عَلِمَهُ .(7)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ما زالَتْ نِعمَةٌ ولا نَضارَةُ عَیشٍ إلّا بذُنوبٍ اجتَرَحُوا ، إنّ اللَّهَ لَیسَ بِظَلَّامٍ لِلعَبیدِ .(8)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : ما أنعَمَ اللَّهُ علی عبدٍ نِعمَةً فَسَلَبَها إیّاهُ حتّی یُذنِبَ ذَنباً یَستَحِقُّ بذلکَ السَّلبَ .(9)

عنه علیه السلام : إنّ الرَّجُلَ یُذنِبُ الذنبَ فَیُحرَمُ صلاةَ اللیلِ ، وإنّ العَمَلَ السَیِ ءَ أسرَعُ فی صاحِبِهِ مِنَ السِّکِّینِ فی اللَّحمِ .(10)

(11)

ص :380


1- المطفّفین : 14 .
2- علل الشرائع : 81/1 .
3- الکافی : 2/273/20 .
4- الکافی : 2/268/1 .
5- بحار الأنوار : 73/327/10 .
6- (انظر) القلب : باب 3349 .
7- بحار الأنوار : 73/377/14 .
8- الخصال : 624/10 .
9- بحار الأنوار : 73/339/21 .
10- الکافی : 2/272/16 .
11- (انظر) النعمة : باب 3849 .

1384 - دَورُ الذُّنوبِ فی حُلولِ النَّقِمَةِ

الکتاب :

(وَما أَصابَکُمْ مِنْ مُصِیبَةٍ فَبِما کَسَبَتْ أیْدِیکُمْ وَیَعْفُوا عَنْ کَثِیرٍ) .(1)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : ما اختَلَجَ عِرقٌ ولا عَثَرَت قَدَمٌ إلّا بما قَدَّمَت أیدیکُم ، وما یَعفُو اللَّهُ عَنهُ أکثَرُ .(2)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : تَوَقُّوا الذُّنوبَ ، فما مِن بَلِیَّةٍ ولا نَقصِ رِزقٍ إلّا بذنبٍ ، حتّی الخَدشِ والکَبوَةِ والمُصیبَةِ ، قالَ اللَّهُ عزّوجلّ : (وما أصابَکُمْ مِنْ مصیبةٍ فَبِما کَسَبَتْ أیْدِیکُمْ) .(3)

تحف العقول عنه علیه السلام : قد یَبتَلِی اللَّهُ المؤمنَ بالبَلِیّةِ فی بَدَنِهِ أو مالِهِ أو ولدِهِ أو أهلِهِ . وتلا هذه الآیة : (وما أصابَکُم مِنْ مُصِیبةٍ ...) وضَمَّ یَدَهُ ثلاثَ مرّاتٍ ویقول: (ویَعْفُو عن کثیرٍ) .(4)

عنه علیه السلام : اِحذَرُوا الذُّنوبَ ، فإنّ العبدَ لَیُذنِبُ فیُحبَسُ عَنهُ الرِّزقُ .(5)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : إنّ العَبدَ لَیُذنِبُ الذنبَ فَیُزوی عَنهُ الرِّزقُ .(6)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنّ المؤمنَ لَیَأْتِی الذنبَ فَیُحرَمُ بهِ الرِّزقَ .(7)

عنه علیه السلام : أما إنَّهُ لَیسَ مِن عِرقٍ یَضرِبُ ولا نَکبَةٍ ولا صُداعٍ ولا مَرَضٍ إلّا بذَنبٍ ، وذلکَ قولُ اللَّهِ عزّوجلّ فی کتابِهِ : (وما أصابَکُمْ مِنْ مُصِیبَةٍ فَبِما کَسَبَتْ أیْدِیکُمْ ویَعْفُو عن کثیرٍ) وما یَعفُو اللَّهُ أکثَرُ مِمّا یُؤاخِذُ بِهِ .(8)

عنه علیه السلام : مَن یَموتُ بالذُّنوبِ أکثَرُ مِمَّن یَموتُ بِالآجالِ .(9)

الإمامُ الرِّضا علیه السلام : کُلَّما أحدَثَ العِبادُ مِن الذُّنوبِ ما لَم یَکُونوا یَعمَلُونَ أحدَثَ اللَّهُ لَهُم مِن البَلاءِ ما لَم یَکُونُوا یَعرِفُونَ .(10)

(11)

ص :381


1- الشوری : 30 .
2- بحار الأنوار : 81/194/52 .
3- بحار الأنوار : 73/350/47 .
4- تحف العقول : 214 .
5- الخصال : 620/10 .
6- الکافی : 2/270/8 .
7- بحار الأنوار : 73/349/41 .
8- الکافی : 2/269/3 .
9- الأمالی للطوسی : 701/1498 .
10- الکافی : 2/275/29 .
11- (انظر) البلاء : باب 407 . الجزاء : باب 514 .

1385 - آثارُ الذُّنوبِ فِی البَرِّ وَالبَحرِ

الکتاب :

(ظَهَرَ الْفَسادُ فِی الْبَرِّ والْبَحرِ بِما کَسَبَتْ أیْدِی النّاسِ لِیُذِیقَهُم بَعْضَ الَّذِی عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ یَرْجِعُونَ) .(1)

الحدیث :

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : إنّه ما مِن سَنَةٍ أقَلَّ مَطَراً مِن سَنَةٍ ، ولکنّ اللَّهَ یَضَعُهُ حیثُ یشاءُ ، إنّ اللَّهَ عزّوجلّ إذا عَمِلَ قَومٌ بالمعاصِی صَرَفَ عَنهُم ما کانَ قَدَّرَ لَهُم مِنَ المَطَرِ .(2)

(3)

1386 - آثارُ الذُّنوبِ عَلی غَیرِ فاعِلِها

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : الذَّنبُ شُؤمٌ علی غیرِ فاعِلِهِ ، إن عَیَّرَهُ ابتُلِیَ ، وإنِ اغتابَهُ أثِمَ ، وإن رَضِیَ بهِ شارَکَهُ .(4)

(5)

1387 - الذُّنوبُ الَّتی لَها آثارٌ مَخصوصَةٌ

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : الذُّنوبُ التی تَرُدُّ الدعاءَ: سُوءُ النِیَّةِ، وخُبثُ السَّرِیرَةِ، والنِّفاقُ مَع الإخوانِ، وتَرکُ التَّصدیقِ بالإجابَةِ ، وتأخِیرُ الصلواتِ المَفروضاتِ حتّی تَذهَبَ أوقاتُها ، وتَرکُ التّقرُّبِ إلی اللَّهِ عزّوجلّ بالبِرِّ والصَّدقَةِ ، واستِعمالُ البَذاءِ ، والفُحشُ فی القَولِ .(6)

(7)

عنه علیه السلام : الذُّنوبُ التی تَحبِسُ غَیثَ السماءِ : جَورُ الحُکّامِ فی القَضاءِ ، وشَهادَةُ الزُّورِ ، وکِتمانُ الشهادَةِ .(8)

(9)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : الذُّنوبُ التی تُغَیِّرُ النِّعَمَ البَغیُ ، والذُّنوبُ التی تُورِثُ النَّدَمَ القَتلُ ، والتی تُنزِلُ النِّقَمَ الظُّلمُ ، والتی تَهتِکُ السُّتُورَ شُربُ الخَمرِ ، والتی تَحبِسُ الرِّزقَ الزِّنا ، والتی تُعَجِّلُ الفَناءَ قَطیعَةُ الرَّحِمِ ، والتی تَرُدُّ الدُّعاءَ وتُظلِمُ الهواءَ عُقوقُ الوالِدَینِ .(10)

ص :382


1- الروم : 41 .
2- بحار الأنوار : 73/329/12 .
3- (انظر) الفساد : باب 3152 . الخالق : باب 1108 .
4- الفردوس : 2/249/3169 .
5- (انظر) الفساد : باب 3152 ، 3153 .
6- معانی الأخبار: 271/2.
7- (انظر) الدعاء : باب 1207 .
8- معانی الأخبار : 271/2 .
9- (انظر) المال : باب 3708 .
10- بحار الأنوار : 73/374/11 .

الإمامُ الرِّضا علیه السلام : إذا کَذَبَ الوُلاةُ حُبِسَ المَطَرُ ، وإذا جارَ السُّلطانُ هانَتِ الدَّولةُ ، وإذا حُبِسَتِ الزکاةُ ماتَتِ المَواشی .(1)

1388 - الذُّنوبُ الَّتی تُعَجَّلُ عُقوبَتُها

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : ثلاثةٌ مِنَ الذُّنوبِ تُعَجَّلُ عُقوبَتُها ولا تُؤَخَّرُ إلی الآخِرَةِ : عُقوقُ الوالِدَینِ ، والبَغیُ علی الناسِ ، وکُفرُ الإحسانِ .(2)

الإمامُ علیٌ علیه السلام - لَمّا سُئلَ : أیُّ ذَنبٍ أعجَلُ عُقوبَةً لِصاحِبِهِ ؟ - : مَن ظَلَمَ مَن لا ناصِرَ لَهُ إلّا اللَّهُ ، وجاوَرَ النِّعمَةَ بالتَّقصیرِ ، واستَطالَ بالبَغیِ علی الفقیرِ .(3)

عنه علیه السلام : أسرَعُ المَعاصِی عُقوبَةً أن تَبغِیَ عَلی مَن لا یَبغِی عَلَیکَ .(4)

بحار الأنوار عن أبی حَمزَةَ الثُّمالی : قالَ أمیرُ المؤمنین فی خُطبتِهِ : أعوذُ باللَّهِ مِن الذُّنوبِ التی تُعَجِّلُ الفَناءَ ، فقامَ إلیهِ عبدُاللَّهِ بنُ الکَوّاءِ الیَشکُریُّ فقالَ : یا أمیرَ المؤمنینَ ، أوَیَکونُ ذُنوبٌ تُعَجِّلُ الفَناءَ ؟ فقالَ : نَعَم وَیلَکَ ! قَطیعَةُ الرَّحِمِ .(5)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : فی کِتابِ أمیرِ المؤمنینَ علیه السلام: ثلاثُ خِصالٍ لا یَموتُ صاحِبُهُنّ حتّی یَری وَبالَهُنَّ : البَغیُ، وقَطیعَةُ الرَّحِمِ، والیَمینُ الکاذِبةُ .(6)

عنه علیه السلام : أربَعةٌ أسرَعُ شی ءٍ عُقوبَةً : رجُلٌ أحسَنتَ إلَیهِ ویُکافیکَ بالإحسانِ إلَیهِ إساءةً ، ورجُلٌ لا تَبغِی علَیهِ وهو یَبغِی علَیکَ ، ورجُلٌ عاهَدتَهُ علی أمرٍ فَمِن أمرِکَ الوَفاءُ له ومِن أمرِهِ الغَدرُ بکَ ، ورجُلٌ یَصِلُ قرابَتَهُ ویَقطَعُونَهُ .(7)

(8)

1389 - دَواءُ الذُّنوبِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : لِکُلِّ داءٍ دواءٌ ، ودواءُ الذُّنوبِ الاستِغفارُ .(9)

ص :383


1- الأمالی للمفید: 310/2.
2- الأمالی للمفید : 237/1 .
3- الاختصاص : 234 .
4- غرر الحکم : 3146 .
5- بحار الأنوار : 74/137/107 .
6- الأمالی للمفید : 98/8 .
7- الخصال : 230/71 .
8- (انظر) بحار الأنوار : 73 / 366 باب 138 .
9- الجعفریّات : 228 .

مستدرک الوسائل عن عمّار بنِ یاسرٍ : بَینا أنا أمشِی بأرضِ الکوفةِ إذ رأیتُ أمیرَ المؤمنینَ علیّاً علیه السلام جالِساً وعِندَهُ جَماعَةٌ مِنَ الناسِ وهُو یَصِفُ لِکُلِّ إنسانٍ ما یَصلَحُ لَهُ ، فقلتُ : یا أمیرَ المؤمنینَ ، أیُوجَدُ عندَکَ دواءُ الذُّنوبِ ؟! فقالَ : نَعَم ، اِجلِسْ ، فَجَثَوتُ علی رُکْبَتَیّ حتّی تَفَرَّقَ عَنهُ الناسُ ثُمّ أقبَلَ عَلَیَّ فقالَ : خُذْ دواءً أقولُ لکَ . قالَ : قلتُ : قُلْ یا أمیرَ المؤمنینَ ، قالَ : علَیکَ بِوَرَقِ الفَقرِ ، وعُروقِ الصَّبرِ ، وهَلِیلَجِ الکِتمانِ ، وبَلیلجِ الرِّضا ، وغارِیقونِ الفکرِ ، وسُقْمُونِیا الأحزانِ ، واشرَبْهُ بماءِ الأجفانِ ، وأغلِهِ فی طِنْجِیرِ القَلَقِ ، ودَعهُ تحتَ نِیرانِ الفَرَقِ ، ثُمّ صَفِّهِ بمُنخُلِ الأرَقِ، واشرَبْهُ عَلَی الحَرَقِ، فذاکَ دَواکَ وشِفاکَ یاعَلیلُ .(1)

1390 - سِترُ اللَّهِ عَلَی المُذنِبِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : لِلمؤمنِ اثنانِ وسَبعونَ ستراً ، فإذا أذنَبَ ذنباً انهَتَکَ عَنهُ سِترٌ ، فإن تابَ رَدَّهُ اللَّهُ إلَیهِ وسَبعةً مَعهُ .(2)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ما مِن عَبدٍ إلّا وعلَیهِ أربَعونَ جُنَّةً حتّی یَعمَلَ أربَعینَ کبیرةً ، فإذا عَمِلَ أربَعینَ کبیرةً انکَشَفَتْ عَنهُ الجُنَنُ .(3)

عنه علیه السلام : فَتَعالی مِن قَوِیٍّ ما أکرَمَهُ (أحکَمَهُ) ، وتَواضَعتَ مِن ضعیفٍ ما أجرَأکَ علی مَعصیَتِهِ وأنتَ فی کَنَفِ سِترِهِ مُقیمٌ ، وفی سَعَةِ فَضلِهِ مُتَقَلِّبٌ ، فلَم یَمنَعْکَ فَضلَهُ ، ولَم یَهتِکْ عَنکَ سِترَهُ ، بل لَم تَخلُ من لُطفِهِ مَطْرِفَ عَینٍ فی نِعمَةٍ یُحدِثُها لکَ أو سیّئةٍ یَستُرُها علَیکَ أو بَلیَّةٍ یَصرِفُها عنکَ ، فما ظَنُّکَ بهِ لَو أطَعتَهُ ؟!(4)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنّ للَّهِ ِ تَبارَکَ وَتَعالی عَلی عبدِهِ المؤمنِ أربَعینَ جُنَّةً ، فمتی أذنَبَ ذنباً (کبیراً) رَفَعَ عَنهُ جُنَّةً ، فإذا عابَ أخاهُ المؤمنَ بشی ءٍ یَعلَمُهُ مِنهُ انکَشَفَتْ تلکَ الجُنَنُ عَنهُ ، ویَبقی مَهتوکَ السِّترِ ، فَیَفتَضِحُ فی السماءِ علی

ص :384


1- مستدرک الوسائل : 12/171/13803 .
2- النوادر للراوندی : 97/49 .
3- علل الشرائع : 532/1 .
4- نهج البلاغة : الخطبة 223 .

ألسِنَةِ المَلائکةِ وفی الأرض علی ألسِنَةِ الناسِ .(1)

(2)

1391 - مُکَفِّراتُ الذُّنوبِ

1 - العُقوبةُ فی الدُّنیا

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إنّ المؤمنَ إذا قارَفَ الذُّنوبَ ابتُلِیَ بها بالفَقرِ ، فإن کانَ فی ذلکَ کفّارةٌ لِذُنوبِهِ وإلّا ابتُلِیَ بالمَرضِ ، فإن کانَ ذلکَ کفّارةً لِذُنوبِهِ وإلّا ابتُلِیَ بالخَوفِ مِن السُّلطانِ یَطلُبُهُ ، فإن کانَ ذلکَ کفّارةً لِذُنوبِهِ وإلّا ضُیِّقَ علَیهِ عِندَ خُروجِ نفسِهِ ، حتّی یَلقَی اللَّهَ حِینَ یَلقاهُ وما لَهُ مِن ذنبٍ یَدَّعِیهِ علَیهِ فَیَأمُرُ بهِ إلی الجَنَّةِ .(3)

بحار الأنوار عن رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله عن جَبرئیلَ علیه السلام عنِ اللَّهِ عزّوجلّ : یا محمّدُ ، إنّنی حَظَرتُ الفِردَوسَ علی جمیعِ النبیِّینَ حتّی تَدخُلَها أنتَ وعلیٌّ وشیعَتُکُما ، إلّا مَنِ اقتَرَفَ مِنهُم کبیرةً ، فإنّی أبلُوهُ فی مالِهِ أو بِخَوفٍ مِن سُلطانِهِ ، حَتّی تَلقاهُ الملائکةُ بالرَّوحِ والرَّیحانِ وأنا علَیهِ غیرُ غَضبانَ ، فیکونَ ذلکَ حِلّاً لِما کانَ مِنهُ .(4)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : لا یَزالُ البَلاءُ فی المؤمنِ والمؤمنةِ فی جَسَدِهِ ومالِهِ وولدِهِ حَتّی یَلقَی اللَّهَ وما علَیهِ مِن خطیئةٍ .(5)

(6)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ما مِنَ الشِّیعةِ عَبدٌ یُقارِفُ أمراً نَهَینا عَنهُ فیَموتُ حتّی یُبتَلی ببَلِیّةٍ تُمَحَّصُ بها ذنوبُهُ ، إمّا فی مالٍ ، وإمّا فی ولدٍ ، وإمّا فی نفسِهِ ، حتّی یَلقَی اللَّهَ عزّوجلّ وما لَهُ ذنبٌ ، وإنّه لَیَبقی علَیهِ الشی ءُ مِن ذنوبِهِ فَیُشَدَّدُ بهِ علَیهِ عِندَ مَوتِهِ .(7)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إذا أرادَ اللَّهُ بعَبدٍ خیراً عَجَّلَ عُقوبَتَهُ فی الدُّنیا ، وإذا أرادَ بعَبدٍ سوءاً أمسَکَ علَیهِ ذُنوبَهُ حتّی یوافِیَ بها یومَ القیامةِ .(8)

الإمامُ الرِّضا علیه السلام - فی قولِهِ تعالی : (فیومَئذٍ لا یُسْأَلُ عن ذَ نْبِهِ إنْسٌ ولا جَانٌّ) (9) - : إنّ

ص :385


1- بحار الأنوار : 73/361/87 .
2- (انظر) التوبة : باب 474 .
3- بحار الأنوار : 81/199/56 .
4- بحار الأنوار : 68/145/92 .
5- بحار الأنوار : 67/236/54 .
6- (انظر) البلاء : باب 413 .
7- الخصال : 635/10 .
8- بحار الأنوار : 81/177/18 .
9- الرحمن : 39 .

مَنِ اعتَقَدَ الحقَّ ثمّ أذنَبَ ولَم یَتُبْ فی الدُّنیا عُذِّبَ علَیهِ فی البَرزَخِ ویَخرُجُ یومَ القِیامَةِ ولَیسَ لَهُ ذنبٌ یُسأَلُ عَنهُ .(1)

(2)

2 - الأمراضُ

بحار الأنوار : فی الحدیثِ القُدسِیّ : أهلُ طاعَتی فی ضِیافَتی ، وأهلُ شُکرِی فی زیادَتی ، وأهلُ ذِکرِی فی نِعمَتی ، وأهلُ مَعصِیَتِی لا اُؤْیِسْهُم مِن رَحمَتی ، إن تابُوا فَأنا حَبِیبُهُم ، وإن دَعَوا فأنا مُجیبُهُم ، وإن مَرِضوا فَأَنا طَبیبُهُم ، اُداوِیهِم بالمِحَنِ والمَصائبِ ، لِاُطَهِّرَهُم مِنَ الذُّنوبِ والمَعایبِ .(3)

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : السُّقمُ یَمحُو الذُّنوبَ .(4)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : ساعاتُ الوَجَعِ یُذهِبْنَ ساعاتِ الخَطایا .(5)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : حُمّی لیلةٍ کَفّارةُ سَنَةٍ .(6)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إنّ المَرَضَ یُنَقِّی الجَسَدَ مِن الذنوبِ کما یُذهِبُ الکِیرُ خُبثَ الحدیدِ .(7)

عنه صلی اللَّه علیه وآله - لَمّا سَألَهُ رَجُلٌ : ما الذی یَمحو عَنّی الخَطایا؟ - : الدُّموعُ والخُضوعُ والأمراضُ .(8)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إذا ابتَلَی اللَّهُ عَبداً أسقَطَ عنهُ مِنَ الذُّنوبِ بقَدْرِ عِلَّتِهِ .(9)

عنه علیه السلام - فی المَرَضِ یُصیبُ الصَّبِیَّ - : کفّارةٌ لوالِدَیهِ .(10)

بحار الأنوار : کان [ علیُّ بنُ الحسینِ علیهما السلام ]إذا رَأی المریضَ قد بَرِئَ قالَ لَهُ : لِیَهنِئْکَ الطُّهرُ - أی مِنَ الذُّنوبِ - فَاستَأْنِفِ العَمَلَ .(11)

الإمامُ الرِّضا علیه السلام : المَرَضُ للمؤمنِ تَطهیرٌ ورَحمَةٌ ، وللکافِرِ تَعذِیبٌ ولَعنَةٌ ، وإنّ المَرَضَ لا یَزالُ بالمؤمنِ حتّی لا یکونَ علَیهِ ذَنبٌ .(12)

3 - الأحزانُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إذا کَثُرَت ذُنوبُ المؤمِنِ ولم یَکن لَهُ مِن العَمَلِ مایُکَفِّرُها ابتَلاهُ اللَّهُ بالحُزنِ لِیُکَفِّرَها بهِ عَنهُ .(13)

ص :386


1- مجمع البیان : 9/312 .
2- (انظر) القبر : باب 3212 .
3- بحارالأنوار: 77/42/10 .
4- بحارالأنوار: 67/244/83 .
5- بحارالأنوار: 67/244/83 .
6- بحارالأنوار: 81/186/39.
7- بحار الأنوار : 81/197/54 .
8- کنز العمّال : 44154 .
9- دعائم الإسلام : 1/218 .
10- بحار الأنوار : 81/186/ 40 .
11- بحار الأنوار : 81/186/41 .
12- ثواب الأعمال : 229/1 .
13- الدعوات: 120/288.

الدعوات عن رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إنّ مِنَ الذُّنوبِ ذُنوباً لا یُکَفِّرُها صلاةٌ ولا صومٌ . قیلَ: یا رسولَ اللَّهِ، فما یُکَفِّرُها ؟ قالَ : الهُمُومُ فی طَلَبِ المَعیشَةِ .(1)

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : ما أصابَ المؤمنَ مِن نَصَبٍ ولا وَصَبٍ ولا حَزَنٍ حتّی الهَمُّ یُهِمُّهُ إلّا کَفَّرَ اللَّهُ بهِ عَنهُ مِن سیّئاتِهِ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : ساعاتُ الهُمومِ ساعاتُ الکفّاراتِ ، ولا یَزالُ الهَمُّ بالمؤمنِ حتّی یَدَعَهُ وما لَهُ مِن ذَنبٍ .(3)

بحار الأنوار : رُویَ أنَّهُ لَمّا نَزَلَت هذِهِ الآیَةُ : (لَیسَ بِأَمانِیِّکُم وَ لا أمانی أهل الکتاب مَنْ یَعمَلْ سُوءاً یُجْزَ بهِ) (4) فقال رجُلٌ لِرَسولِ اللَّه صلی اللَّه علیه و آله : یا رَسولَ اللَّهِ! جاءَت قاصِمَةُ الظَّهرِ ، فقالَ صلی اللَّه علیه و آله : کلّا ، أما تَحزَنُ ؟ أما تَمرَضُ ؟ أما یُصِیبُکَ اللّأواءُ والهُمومُ ؟ قالَ: بلی ، قالَ : فذلکَ مِمّا یُجزی بهِ .(5)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنّ الهَمَّ لَیَذهَبُ بِذُنوبِ المُسلِمِ .(6)

عنه علیه السلام : إنّ المؤمنَ لَیُهَوَّلُ علیه فی مَنامِهِ فتُغفَرُ لَهُ ذُنوبُهُ ، وإنّه لَیُمتَهَنُ فی بَدَنِهِ فتُغفرُ لَهُ ذُنوبُهُ .(7)

الإمامُ الرِّضا علیه السلام : ما أحَدٌ مِن شیعَةِ عَلیٍّ أصبَحَ صَبیحةً أتی بِسیّئةٍ أو ارتَکَبَ ذنباً إلّا أمسی وقد نالَهُ غَمٌّ حَطَّ عَنهُ سَیِّئَتَهُ ، فکیف یَجرِی علَیهِ القَلمُ ؟! (8)

(9)

4 - الحَسناتُ

الکتاب :

(وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَیِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللیْلِ إنَّ الْحَسَناتِ یُذْهِبْنَ السَّیِّئاتِ ذلِکَ ذِکْری لِلذَّاکِرِینَ) .(10)

(ذلِکَ أمْرُ اللَّهِ أنزَلَهُ إِلَیْکُمْ وَمَن یَتَّقِ اللَّهَ یُکَفِّرْ عَنْهُ سَیّئاتِهِ وَیُعْظِمْ لَهُ أجْراً) .(11)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إذا عَمِلتَ سیّئةً فَاعمَلْ حَسَنةً تَمْحوها .(12)

ص :387


1- الدعوات : 56/141 .
2- تحف العقول : 38 .
3- بحار الأنوار : 67/244/83 .
4- النساء : 123 .
5- بحار الأنوار : 81/192/49 .
6- الدعوات : 120/ 285 .
7- الأمالی للصدوق : 589/815 .
8- بحار الأنوار : 68/146/94 .
9- (انظر) البلاء : باب 412 .
10- هود : 114 .
11- الطلاق : 5 .
12- الأمالی للطوسی : 186/312 .

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنّ اللَّهَ عزّوجلّ یُکَفِّرُ بکلِّ حَسَنةٍ سیّئةً، قالَ اللَّهُ عزّوجلّ: (إنّ الحَسَناتِ یُذْهِبْنَ السیّئاتِ) .(1)

عنه علیه السلام : اُوصِیکُم بتَقوَی اللَّهِ ... وارحَضوا بها ذُنوبَکُم ، وداوُوا بها الأسقامَ .(2)

الإمامُ الباقرُ أو الإمامُ الصّادقُ علیهما السلام : إنّ علیّاً علیه السلام أقبَلَ علی الناسِ فقالَ : أَیُّ آیَةٍ فی کتابِ اللَّهِ أرجی عِندَکُم ؟ فقالَ بعضُهُم : (إنّ اللَّهَ لا یَغْفِرُ أن یُشْرَکَ بهِ ویَغْفِرُ ما دُونَ ذلکَ لِمَنْ یَشاءُ)(3)قالَ : حَسَنَةٌ ولَیسَت إیّاها ... ثُمّ أحجَمَ الناسُ فقالَ : ما لَکُم یا مَعشَرَ المسلمینَ ؟ قالوا : لا واللَّهِ ، ما عِندَنا شی ءٌ، قالَ: سَمِعتُ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله یقولُ : أرجی آیَةٍ فی کتابِ اللَّهِ (وأقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَیِ النهارِ وزُلَفاً مِنَ اللیلِ إنّ الحَسَناتِ یُذْهِبْنَ السَّیِّئاتِ ذلِکَ ذِکْری لِلذَّاکِرِینَ) .(4)

(5)

5 - حُسنُ الخُلُقِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : أربَعٌ مَن کُنَّ فیهِ وکانَ مِن قَرنِهِ إلی قَدَمِهِ ذُنوباً بَدَّلَها اللَّهُ حَسَناتٍ : الصِّدقُ ، والحَیاءُ ، وحُسنُ الخُلُقِ ، والشُّکرُ .(6)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنّ حُسنَ الخُلُقِ یُذِیبُ الخَطیئةَ کما تُذِیبُ الشمسُ الجَلیدَ ، وإنّ سوءَ الخُلُقِ لَیُفسِدُ العَمَلَ کما یُفسِدُ الخَلُّ العَسَلَ .(7)

6 - إغاثةُ المَلهوفِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مِن کفّاراتِ الذُّنوبِ العِظامِ: إغاثَةُ المَلهوفِ، والتَّنفیسُ عنِ المَکروبِ.(8)

7 - استِغفارُ المَلائکةِ

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لأبی بصیر - : إنَّ للَّهِ ِ عزّ ذِکرُهُ ملائکةً یُسقِطونَ الذُّنوبَ عن ظُهورِ شِیعَتِنا کما تُسقِطُ الرِّیحُ الوَرَقَ مِنَ الشَّجَرِ فی أوانِ سُقُوطِهِ ، وذلکَ قولُهُ عزّوجلّ : (یُسَبِّحُونَ بحَمدِ رَبِّهِم ویَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِینَ آمَنوا)(9) واللَّهِ ماأرادَ بهذا غَیرَکُم .(10)

ص :388


1- الأمالی للمفید : 262/3 .
2- نهج البلاغة: الخطبة 191.
3- النساء: 48.
4- تفسیر العیّاشی : 2/161/74 .
5- (انظر) الحسنة : باب 1274 . الصلاة : باب 2239 . صلاة اللّیل : باب 2281 .
6- الکافی : 2/107/7 .
7- بحار الأنوار: 71/395/74.
8- نهج البلاغة: الحکمة 24.
9- غافر : 7 .
10- بحار الأنوار : 59/196/61 .

8 - کثرةُ السجودِ

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : جاءَ رَجُلٌ إلی رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله فقالَ : یارسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله ، کَثُرَت ذُنُوبی وضَعُفَ عَمَلِی ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : أکثِرِ السُّجودَ فإنّه یَحُطُّ الذُّنوبَ کما تَحُطُّ الرِّیحُ وَرَقَ الشَّجَرِ .(1)

9 - الحجُّ والعُمرةُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : العُمرَةُ إلی العُمرَةِ کَفّارَةُ ما بَینَهُما ، والحجّةُ المُتَقَبَّلَةُ ثوابُها الجَنَّةُ ، ومِنَ الذُّنوبِ ذنوبٌ لا تُغفَرُ إلّا بعَرَفاتَ .(2)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنّ أفضَلَ ما تَوَسَّلَ بهِ المُتَوسِّلونَ إلی اللَّهِ ... حَجُّ البیتِ واعتِمارُهُ ، فَإنَّهُما یَنفِیانِ الفَقرَ ویَرحَضَانِ الذَّنبَ .(3)

(4)

10 - افتِتاحُ صحیفةِ العملِ واختِتامُها بالخیرِ

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : إنّ المَلَکَ المُوَکَّلَ عَلَی العبدِ یَکتُبُ فی صَحیفَةِ أعمالِهِ ، فَأملُوا بأوَّلِها وآخِرِها خَیراً یُغفَرْ لَکُم ما بَینَ ذلکَ .(5)

11 - الصلاةُ علی محمّدٍ وآلِهِ

الإمامُ الرِّضا علیه السلام : مَن لم یَقدِرْ علی ما یُکَفِّرُ بهِ ذُنوبَهُ فَلْیُکثِرْ مِنَ الصَّلاةِ علی محمّدٍ وآلِهِ فإنّها تَهدِمُ الذُّنوبَ هَدماً .(6)

12 - الموت

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : المَوتُ کفّارةٌ لِذُنوبِ المؤمنینَ .(7)

(8)

1392 - ما یورِثُ العِصمَةَ مِنَ الذُّنوبِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ثلاثٌ مَن حَفِظَهُنَّ کانَ مَعصوماً مِنَ الشیطانِ الرَّجیمِ ومِن کلِّ بَلِیَّةٍ : مَن لم یَخلُ بِامرَأةٍ لَیسَ یَملِکُ مِنها شیئاً ، ولم یَدخُلْ عَلی سُلطانٍ ،

ص :389


1- الأمالی للصدوق : 589/814 .
2- بحار الأنوار: 99/50/46.
3- نهج البلاغة: الخطبة 110.
4- (انظر) الحجّ : باب 704 .
5- بحارالأنوار : 5/329/25.
6- الأمالی للصدوق: 131/123.
7- الأمالی للمفید : 283/8 .
8- (انظر) عنوان 461 «الکفّارة» . الحدود : باب 751 . الشهادة فی سبیل اللَّه : باب 2089 . المصافحة : باب 2224 . الصلاة : باب 2239 . الغیبة : باب 3094 .

ولم یُعِنْ صاحبَ بِدعةٍ بِبِدعَتِهِ .(1)

عنه علیه السلام : لو لم یُرَغِّبِ اللَّهُ سبحانَهُ فی طاعَتِهِ لَوَجَبَ أن یُطاعَ رَجاءَ رَحمَتِهِ ، لَو لَم یَنهَ اللَّهُ سبحانَهُ عَن مَحارِمِهِ لَوَجَبَ أن یَجتَنِبَها العاقِلُ .(2)

عنه علیه السلام : اُذکُرُوا انقِطاعَ اللذّاتِ وبقاءَ التَّبِعاتِ .(3)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنّ صِلَةَ الرَّحِمِ والبِرَّ لَیُهَوِّنانِ الحِسابَ ویَعصِمانِ مِنَ الذنوبِ .(4)

(5)

1393 - ما یوجِبُ التَّقَحُّمَ فِی الذُّنوبِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الحِرصُ والکِبرُ والحَسَدُ دَواعٍ إلی التَقَحُّمِ فی الذُّنوبِ .(6)

نهج البلاغة عنه علیه السلام - وقد مَرَّ بِقَتلَی الخوارِجِ یومَ النَّهْرَوانِ - : بُؤساً لَکُم ، لَقد ضَرَّکُم مَن غَرَّکُم ، فقیلَ لَهُ : مَن غَرَّهُم یا أمیرَ المؤمنینَ ؟ فقالَ : الشیطانُ المُضِلُّ ، والأنفُسُ الأمّارَةُ بِالسُّوءِ ، غَرَّتهُم بالأمانِیِّ ، وفَسَحَت لَهُم بالمَعاصِی ، ووَعَدَتهُمُ الإظهارَ، فَاقتَحَمَتْ بهِمُ النارَ .(7)

(8)

1394 - النَّوادِرُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : مَن أعرَضَ عن مُحَرَّمٍ أبدَلَهُ اللَّهُ بهِ عِبادَةً تَسُرُّهُ .(9)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ما أهَمَّنی ذَنبٌ اُمهِلْتُ بَعدَهُ حتّی اُصَلِّیَ رَکعتَینِ وأسأَلَ اللَّهَ العافِیَةَ .(10)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : کانَ أمیرُ المؤمنینَ علیه السلام یقولُ : لا تُبدِیَنَّ عن واضِحَةٍ وقد عَمِلتَ الأعمالَ الفاضِحَةَ ، ولا یَأمَنِ البَیاتَ مَن عَمِلَ السیّئاتِ .(11)

ص :390


1- بحار الأنوار : 74/197/32 .
2- غرر الحکم : 7594 - 7595 .
3- بحار الأنوار : 73/364/96 .
4- الکافی : 2/157/31 .
5- (انظر) العصمة : باب 2704 . لذِّکر : باب 1344 .
6- نهج البلاغة : الحکمة 371 .
7- نهج البلاغة : الحکمة 323 .
8- (انظر) عنوان 386 «الغرور» .
9- بحار الأنوار : 77/121/20 .
10- نهج البلاغة : الحکمة 299 .
11- بحار الأنوار : 73/317/4 .

حرف الراء

اشاره

174 - الرئاسة

175 - الرؤیا

176 - الریاء

177 - الرأی

178 - الربا

179 - الرجعة

180 - الرجاء

181 - الرَّحم

182 - الرحمة

183 - الرَّحِم

184 - الرخصة

185 - الارتداد

186 - الرزق

187 - الرستاق

188 - الرسول

189 - الرشوة

190 - الرضاع

191 - الرضا بالقضاء

192 - رضوان اللَّه

193 - الرفق

194 - المراقبة

195 - رمضان

196 - الرمایة

197 - الرهبانیّة

198 - الرهن

199 - الروح

200 - الراحة

201 - الریاضة

ص :391

ص :392

174 - الرئاسة

اشاره

(1)

(2)

ص :393


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 73 / 145 باب 124 «حبّ الرئاسة» .
2- انظر : عنوان 281 «الشهرة» ، 90 «الجاه» ، السفلة : باب 1819 .

ص :394

1395 - ذَمُّ الرِّئاسَةِ

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : فیما ناجی اللَّهُ تعالی بهِ موسی علیه السلام: ... لا تَغبِطَنَّ أحداً بِرِضَی الناسِ عَنهُ حتّی تَعلَمَ أنَّ اللَّهَ راضٍ عَنهُ ، ولا تَغبِطَنَّ مَخلوقاً بطاعَةِ الناسِ لَهُ فإنّ طاعةَ الناسِ لَهُ واتِّباعَهُم إیّاهُ علی غیرِ الحقِّ هَلاکٌ لَهُ ولِمَنِ اتَّبَعَهُ .(1)

بحار الأنوار : فی الزَّبورِ : لَیسَتِ الرئاسةُ رئاسةَ المُلکِ ، إنّما الرئاسةُ رئاسةُ الآخِرَةِ .(2)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الرئاسةُ عَطَبٌ .(3)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : لا تَطلُبَنَّ أن تکونَ رَأساً فتکونَ ذَ نَباً .(4)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : کُنْ ذَ نَباً و لا تَکُن رَأساً .(5)

(6)

1396 - خَطَرُ طَلَبِ الرِّئاسَةِ عَلَی الدِّینِ

الکتاب :

(تِلْکَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِینَ لا یُرِیدُونَ عُلُوَّاً فِی الْأرْضِ وَلا فَسادَاً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِینَ) .(7)

الحدیث :

الإمامُ الباقرُ علیه السلام: ما ذِئبانِ ضارِیانِ فی غَنَمٍ لَیسَ لَها راعٍ، هذا فی أوَّلِها وهذا فی آخِرِها، بِأسرَعَ فیها مِن حُبِّ المالِ والشَّرَفِ فی دِینِ المؤمِنِ .(8)

الإمامُ الرِّضا علیه السلام - بعد ما ذَکَرَ الإمامُ علیه السلام رجُلاً وقالَ : إنَّهُ یُحِبُّ الرئاسةَ - : ما ذِئبانِ ضارِیانِ فی غَنَمٍ قد تَفَرَّقَ رِعاؤها بِأضَرَّ فی دِینِ المُسلمِ مِنَ الرئاسةِ .(9)

(10)

1397 - التَّحذیرُ مِن حُبِّ الرِّئاسَةِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : أوَّلُ ما عُصِیَ اللَّهُ تبارکَ وتعالی بِسِتِّ خِصالٍ : حُبِّ الدُّنیا ،

ص :395


1- الکافی : 2/ 135/21 .
2- بحار الأنوار : 14/47/34 .
3- غرر الحکم : 223 .
4- الکافی : 2/338/1 .
5- بحار الأنوار : 78/226/95 .
6- (انظر) الشرف : باب 1968 حدیث 9448 .
7- القصص : 83 .
8- الکافی : 2/315/3 .
9- الکافی : 2/297/1 .
10- (انظر) الآخرة : باب 30 .

وحُبِّ الرئاسةِ ، وحُبِّ الطعامِ ، وحُبِّ النساءِ ، وحُبِّ النومِ ، وحُبِّ الراحةِ .(1)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : مَن أحَبَّ أن یَمثُلَ لَهُ الرِّجالُ فَلْیَتَبوَّأْ مَقعَدَهُ مِنَ النارِ .(2)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام: آفَةُ العُلَماءِ حُبُّ الرئاسةِ .(3)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام: إنّ شِرارَکُم مَن أحَبَّ أن یُوطَأ عَقِبُهُ ، إنّهُ لابُدَّ مِن کَذَّابٍ أو عاجِزِ الرَّأیِ .(4)

عنه علیه السلام : إنّ حُبَّ الشَّرَفِ والذِّکرِ لا یَکُونانِ فی قَلبِ الخائفِ الراهِبِ .(5)

(6)

1398 - هَلاکُ طالِبِ الرِّئاسَةِ

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام: إیّاکُم وهؤلاءِ الرؤساءَ الذینَ یَتَرأّسُونَ ، فَوَاللَّهِ ما خَفَقَتِ النِّعالُ خَلفَ رَجُلٍ إلّا هَلَکَ وأهلَکَ .(7)

عنه علیه السلام : مَن طَلَبَ الرئاسةَ هَلَکَ .(8)

عنه علیه السلام : مَن أرادَ الرئاسةَ هَلَکَ .(9)

(10)

1399 - طَلَبُ الرِّئاسَةِ المذموم ؟

الإمامُ الصادقُ علیه السلام : مَن طَلَبَ الرئاسةَ بغَیرِ حقٍّ حُرِمَ الطاعةَ لَهُ بحقٍّ .(11)

معانی الأخبار عن سُفیان بن خالدٍ : قالَ أبو عبدِاللَّهِ علیه السلام : یا سُفیان إیّاکَ والرئاسةَ ، فما طَلَبَها أحَدٌ إلّا هَلَکَ ، فقلتُ لَهُ : جُعِلتُ فِداکَ قد هَلَکنا ؛ إذ لَیسَ أحَدٌ منّا إلّا وهو یُحِبُّ أن یُذکَرَ ویُقصَدَ ویُؤخَذَ عَنهُ ، فقالَ : لَیسَ حیثُ تَذهَبُ إلَیهِ ، إنّما ذلک أن تَنصِبَ رَجُلاً دونَ الحُجَّةِ فَتُصَدِّقَهُ فی کلِّ ما قالَ وتَدعُوَ الناسَ إلی قَولِهِ .(12)

الکافی عن أبی حَمزةَ الثمالیّ: قال لی أبو عبداللَّه علیه السلام: إیّاکَ والرئاسةَ ، وإیّاکَ أن تَطَأ أعقابَ الرِّجالِ . قلتُ : جُعِلتُ فِداکَ أمّا الرئاسةُ فقد عَرَفتُها ، وأمّا أن أطَأ أعقابَ الرِّجالِ فَما ثُلُثا ما فی یَدِی إلّا مِمّا وَطِئتُ أعقابَ الرِّجالِ ؟! فقال لی : لَیسَ حیثُ تَذهَبُ ، إیّاک أن تَنصِبَ رجُلاً دُونَ الحُجَّةِ فَتُصدِّقَهُ فی کُلِّ ما قالَ .(13)

ص :396


1- الخصال : 330/27 .
2- مکارم الأخلاق : 1/66/70 .
3- غرر الحکم : 3930 .
4- الکافی : 2/299/8 .
5- الکافی : 2/69/7 .
6- (انظر) شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید : 2 / 181 .
7- الکافی : 2/297/3 .
8- الکافی : 2/297/2 .
9- الکافی : 2/299/7 .
10- (انظر) الهلاک : باب 3959 .
11- تحف العقول : 321 .
12- معانی الأخبار : 180/1 .
13- الکافی : 2/298/5 .

1400 - آفَةُ الرِّئاسَةِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : آفَةُ الرئاسةِ الفَخرُ .(1)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : لا یَطمَعَنَّ المُعاقِبُ علی الذَّنبِ الصغیرِ فی السُّودَدِ .(2)

عنه علیه السلام : خَمسٌ هُنَّ کما أقُولُ : لَیسَت لِبَخِیلٍ راحةٌ ، ولا لِحَسُودٍ لَذَّةٌ ، ولا لِمُلُوکٍ وَفاءٌ ، ولا لِکَذّابٍ مُرُوءةٌ ، ولا یَسُودُ سَفَیهٌ .(3)

(4)

1401 - آلَةُ الرِّئاسَةِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : آلَةُ الرئاسةِ سَعَةُالصَّدرِ .(5)

عنه علیه السلام : مَن جادَ سادَ ، ومَن کَثُرَ مالُهُ رَأسَ .(6)

عنه علیه السلام : مَن أحَبَّ رِفعةَ الدُّنیا والآخرةِ فَلْیَمقُتْ فی الدُّنیا الرِّفعةَ .(7)

عنه علیه السلام : مَن بَذَلَ مَعرُوفَهُ استَحَقَّ الرئاسَةَ .(8)

عنه علیه السلام : حُسنُ الشُّهرَةِ حِصنُ القُدرَةِ .(9)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : طَلَبتُ الرئاسَةَ فَوَجَدتُها فی النَّصیحَةِ لِعِبادِ اللَّهِ .(10)

(11)

ص :397


1- غرر الحکم : 3950 .
2- بحار الأنوار : 75/272/2 .
3- الخصال : 271/10 .
4- (انظر) عنوان 252 «السیاسة» . السیّد : باب 1910 .
5- نهج البلاغة : الحکمة 176 .
6- تحف العقول : 96 .
7- غرر الحکم : 8868 .
8- غرر الحکم : 8014 .
9- غرر الحکم : 4810 .
10- مستدرک الوسائل : 12/173/13810 .
11- (انظر) السیّد : باب 1909 .

ص :398

175 - الرؤیا

اشاره

(1)

ص :399


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 61 / 151 باب 44 «حقیقة الرؤیا وتعبیرها» . کنز العمّال : 15 / 362 ، 514 «الرؤیا» .

ص :400

1402 - بُشرَی الرُّؤیا

الکتاب :

(لَهُمُ الْبُشری فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا وَفِی الْآخِرَةِ لا تَبْدِیلَ لِکَلِمَاتِ اللَّهِ ذلِکَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ) .(1)

(إذْ قالَ یُوسُفُ لِأبِیهِ یا أبَتِ إنِّی رَأیْتُ أحَدَ عَشَرَ کَوْکَبَاً وَالشَّمسَ وَالقَمَرَ رَأیْتُهُمْ لِی سَاجِدِینَ ) .(2)

(وَقَالَ الَّذِی اشتَرَاهُ مِن مِصْرَ لِامْرَأتِهِ أکْرِمِی مَثوَاهُ عَسَی أنْ یَنفَعَنَا أو نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَکَذلِکَ مَکَّنَّا لِیُوسُفَ فِی الْأرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِیلِ الْأحَادِیثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَی أمْرِهِ وَلَکِنَّ أکْثَرَ النَّاسِ لَا یَعْلَمُونَ) .(3)

(4)

الحدیث :

. رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - فی قولِهِ تعالی : (لَهُمُ البُشْری ...) - : هی الرُّؤیا الحَسَنَةُ یَرَی المُؤمنُ فَیُبشَّرُ بها فی دُنیاهُ .(5)

عنه صلی اللَّه علیه وآله - أیضاً - : هِی الرُّؤیا الصالحةُ یَراها المُؤمنُ أو یُری لَهُ .(6)

عنه صلی اللَّه علیه وآله - لمّا سَألَهُ جابرٌ عن قولِ اللَّهِ: (لَهُمُ البُشْری ...) - : ما سَألَنی عنها أحَدٌ ، هِی الرؤیا الصالحةُ یَراها المسلمُ أو تُری لَهُ ، وفی الآخِرَةِ الجنّةُ (7).(8)

بحار الأنوار عنه صلی اللَّه علیه و آله : لم یَبقَ مِنَ النبوَّةِ إلّا المُبَشِّراتُ، قالوا : وما المُبَشِّراتُ ؟ قال : الرؤیا الصالِحَةُ .(9)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الرؤیا الصالِحَةُ إحدَی البِشارَتَینِ .(10)

الإمامُ الرِّضا علیه السلام : إنّ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله کانَ إذا أصبَحَ قالَ لأصحابِهِ : هل مِن مُبَشِّراتٍ ؟ یَعنِی بهِ الرُّؤیا .(11)

1403 - الرُّؤیا وَالنُّبُوَّةُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : الرؤیا الصالِحَةُ یُبَشَّرُ بها المُؤمنُ وهِی جُزءٌ مِن سِتّةٍ وأربَعینَ جُزءاً مِن النبوّةِ .(12)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : الرؤیا الصالِحَةُ بُشری مِنَ اللَّهِ ،

ص :401


1- یونس : 64 .
2- یوسف : 4 .
3- یوسف : 21 .
4- (انظر) یوسف: 37 ، الإسراء: 60 ، الصافّات: 102 ، 105 ، الفتح: 27 ، المجادلة: 10 .
5- الکافی : 8 /90/60 .
6- بحار الأنوار : 61/180/41 .
7- الدرّ المنثور : 4/375 .
8- انظر) الدرّ المنثور : 4 / 374 - 378 .
9- بحار الأنوار : 61/177/39 .
10- غرر الحکم : 1610 .
11- الکافی : 8/90/59 .
12- الدرّ المنثور : 4/374 .

وهِی جُزءٌ مِن أجْزاءِ النبوّةِ .(1)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : الرؤیا الصالِحَةُ جُزءٌ مِن سَبعینَ جُزءاً مِن النبوّةِ .(2)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنّ المؤمنَ رُؤیاهُ جُزءٌ مِن سَبعینَ جُزءاً مِنَ النبوّةِ .(3)

عنه علیه السلام : رَأیُ المؤمنِ ورُؤیاهُ فی آخِرِ الزمانِ علی سَبعینَ جُزءاً مِن أجْزاءِ النبوّةِ .(4)

(5)

1404 - کَثرَةُ رُؤیَا النَّبِیِّ صلی اللَّه علیه وآله

بحار الأنوار : کانَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله کثیرَ الرؤیا ، ولا یَری رؤیا إلّا جاءَت مِثلَ فَلَقِ الصُّبحِ .(6)

المناقب لابن شهر آشوب : أوَّلُ ما بُدِئَ بهِ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله مِنَ الوحیِ الرؤیا الصادِقَةُ ، وکانَ یَری الرؤیا فَتَأتِیهِ مِثلَ فَلَقِ الصُّبحِ .(7)

1405 - أقسامُ الرُّؤیا

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : الرؤیا ثلاثةٌ : بُشری مِن اللَّهِ ، وتَحزِینٌ مِنَ الشیطانِ ، والذی یُحَدِّثُ بهِ الإنسانُ نَفسَهُ فَیَراهُ فی مَنامِهِ .(8)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : الرؤیا علی ثلاثةٍ : منها تَخویفٌ مِن الشیطانِ لِیَحزُنَ بهِ ابنَ آدَمَ ، ومنها الأمرُ یُحَدِّثُ بهِ نَفسَهُ فی الیَقَظَةِ فَیراهُ فی المَنامِ ، ومنها جُزءٌ مِن سِتّةٍ وأربَعینَ جُزءاً مِن النبوّةِ .(9)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : الرؤیا ثلاثٌ : فبُشری مِنَ اللَّهِ ، وحدیثُ النَّفسِ ، وتَخویفٌ مِن الشیطانِ .(10)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : الرؤیا علی ثلاثةِ وُجوهٍ : بِشارَةٌ مِنَ اللَّهِ للمُؤمنِ ، وتَحذیرٌ مِنَ الشیطانِ ، وأضغاثُ أحلامٍ .(11)

1406 - مَنشَأُ الرُّؤیا

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنّ اللَّهَ تعالی خَلَقَ الرُّوحَ وجَعَلَ لها سُلطاناً فَسُلطانُها النَّفسُ ،

ص :402


1- الدرّ المنثور : 4/376 .
2- الدرّ المنثور : 4/377 .
3- المؤمن : 35/71 .
4- الکافی : 8/90/58 .
5- (انظر) کنز العمّال : 15 / 366 - 371 .
6- بحار الأنوار : 61/182/45 .
7- المناقب لابن شهرآشوب : 1/44 .
8- بحار الأنوار : 61/191/58 .
9- المصنّف لابن أبی شیبة : 7/242/1 .
10- کنز العمّال : 41385 .
11- الکافی : 8/90/61 .

فإذا نامَ العَبدُ خَرَجَ الرُّوحُ وبَقِیَ سُلطانُهُ ، فَیَمُرُّ بهِ جِیلٌ مِن المَلائکةِ وجِیلٌ مِن الجِنِّ فمَهما کانَ مِن الرؤیا الصادِقَةِ فمِنَ الملائکةِ ومَهما کانَ مِنَ الرؤیا الکاذِبَةِ فَمِنَ الجِنِّ .(1)

الإمامُ زَینُ العابِدین علیه السلام - فی خبرِ مَقتَلِ الحُسینِ علیه السلام - : ثُمّ سارَ حتّی نَزَلَ العُذَیبَ ، فقالَ فیها قائلَةَ الظَّهیرةِ ، ثُمّ انتَبَهَ مِن نَومِهِ باکیاً ، فقالَ لَهُ ابنُهُ : ما یُبکِیکَ یا أبَهْ ؟ فقالَ : یا بُنَیَّ إنّها ساعةٌ لا تَکذِبُ الرُّؤیا فیها ، وإنّهُ عَرَضَ لی فی مَنامی عارِضٌ ، فقالَ : تُسرِعُونَ السَّیرَ والمَنایا تَسِیرُ بِکُم إلی الجَنَّةِ .(2)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : إنّ العِبادَ إذا نامُوا خَرَجَت أرواحُهُم إلی السماءِ ، فما رَأتِ الرُّوحُ فی السماءِ فهُوالحقُّ وما رَأت فی الهواءِ فهُو الأضغاثُ .(3)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لمّا سَألَه أبو بصیرٍ : جُعِلتُ فِداکَ ، الرؤیا الصادِقَةُ والکاذِبَةُ مَخرَجُهُما مِن مَوضِعٍ واحِدٍ ؟ - : صَدَقتَ ، أمّا الکاذِبَةُ المُختَلِفَةُ فإنّ الرجُلَ یَراها فی أوّلِ لیلةٍ فی سُلطانِ المَرَدَةِ الفَسَقَةِ ، وإنّما هِی شی ءٌ یُخَیَّلُ إلی الرجُلِ وهِی کاذِبَةٌ مُخالِفَةٌ لا خَیرَ فیها ، وأمّا الصادِقَةُ إذا رَآها بعدَ الثُّلثَینِ مِن اللیلِ مَع حلُولِ المَلائکةِ وذلکَ قَبلَ السَّحَرِ فهِی صادِقَةٌ لا تَخَلَّفُ إن شاءَ اللَّهُ إلّا أن یکونَ جُنُباً ، أو یَنامَ علی غَیرِ طَهورٍ ولَم یَذکُرِ اللَّهَ عزّوجلّ حقیقةَ ذِکرِهِ ، فإنّها تَختَلِفُ وتُبطِئُ علی صاحِبِها .(4)

1407 - تَفسیرُ الرُّؤیا

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إذا رَأی أحَدُکُم الرؤیا الحَسَنَةَ فَلْیُفَسِّرْها ولْیُخبِرْ بها ، وإذا رَأی الرؤیا القَبیحَةَ فلا یُفَسِّرْها ولا یُخبِرْ بها .(5)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : الرؤیا عَلی رِجْلِ طائرٍ ما لَم تُعَبَّرْ ، فإذا عُبِّرَت وَقَعَت ، ولا تَقُصَّها إلّا علی وادٍّ وذِی رَأیٍ .(6)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : الرؤیا لا تُقَصُّ إلّا علی مؤمنٍ خلا مِن الحَسَدِ والبَغیِ .(7)

ص :403


1- بحارالأنوار: 40/222/4.
2- الأمالی للصدوق: 218/239.
3- الأمالی للصدوق : 209/232 .
4- الکافی : 8/91/62 .
5- کنز العمّال : 41392 .
6- کنز العمّال : 41390 .
7- الکافی : 8/336/530 .

عنه صلی اللَّه علیه و آله : لا تُقَصُّ الرؤیا إلّا علی عالِمٍ أو ناصِحٍ .(1)

1408 - ما یَنبَغی عَمَلُهُ فِی الرُّؤیا المَکروهَةِ

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إذا رَأی الرجُلُ ما یَکرَهُ فی مَنامِهِ فَلْیَتَحَوَّلْ عن شِقِّهِ الذی کانَ علَیهِ نائماً ولیَقُلْ : (إنَّمَا النَّجْوی مِنَ الشیطانِ لِیَحْزُنَ الذینَ آمنوا ولَیْسَ بضارِّهِم شیئاً إلّا بِإذْنِ اللَّهِ)(2) ثُمّ لِیَقُلْ : عُذْتُ بما عاذَتْ به ملائکةُ اللَّهِ المُقرَّبُونَ وأنبیاؤهُ المُرسَلُونَ وعِبادُهُ الصالِحونَ ، مِن شرِّ ما رَأیتُ ، ومِن شَرِّ الشیطانِ الرَّجیمِ.(3)

(4)

1409 - النَّوادِرُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : لا یَحزَنْ أحَدُکُم أن تُرفَعَ عَنهُ الرؤیا ، فإنّهُ إذا رَسَخَ فی العِلمِ رُفِعَت عَنهُ الرُّؤیا .(5)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إذا تَقارَبَ الزمانُ لَم تَکذِبْ رؤیا المؤمنِ ، وأصدَقُهُم رؤیاً أصدَقُهُم حَدِیثاً .(6)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : الرُّؤیا مِن اللَّهِ ، والحُلُمُ مِن الشیطانِ .(7)

جامع الأحادیث للقمّی عنه صلی اللَّه علیه و آله : خِیارُکُم اُولُو النُّهی . قیلَ یا رسولَ اللَّهِ ، ومَن اُولُو النُّهی ؟ فقال : اُولُو النُّهی اُولُو الأحلامِ الصادِقَةِ .(8)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إذا کانَ العَبدُ علی مَعصیَةِ اللَّهِ عزّوجلّ وأرادَ اللَّهُ بهِ خَیراً أراهُ فی مَنامِهِ رؤیاً تُرَوِّعُهُ فَیَنزَجِرُ بها عن تلکَ المَعصیَةِ .(9)

عنه علیه السلام : إنَّ دِینَ اللَّهِ تَبارَکَ وتعالی أعَزُّ مِن أن یُری فی النَّومِ .(10)

الإمامُ العسکریُّ علیه السلام : مَن أکثَرَ المَنامَ رَأی الأحلامَ .(11)

ص :404


1- کنز العمّال : 41395 .
2- المجادلة : 10 .
3- الکافی : 8/142/106 .
4- (انظر) بحار الأنوار : 76 / 220 / 29 وج 43 / 90 / 14 .
5- تحف العقول : 50 .
6- بحار الأنوار : 61/172/31 .
7- بحار الأنوار : 61/ 191/58 .
8- جامع الأحادیث للقمّی : 215 .
9- الاختصاص : 241 .
10- بحار الأنوار : 82/237/1 .
11- الدرّة الباهرة : 43 .

176 - الریاء

اشاره

(1)

(2)

ص :405


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 72 / 265 باب 116 «الریاء» . بحار الأنوار : 72 / 323 باب 118 «السمعة» . وسائل الشیعة : 1 / 47 باب 11 «تحریم الریاء» . کنز العمّال : 3 / 468 ، 811 «الریاء» .
2- انظر : عنوان 147 «الإخلاص» . الإخلاص : باب 1053 ، الدین : باب 1327 . السریرة : باب 1781 ، 1782 ، العلم : باب 2819 ، 2820 .

ص :406

1410 - ذَمُّ الرِّیاءِ

الکتاب :

(وَلا تَکُونُوا کَالَّذِینَ خَرَجُوا مِنْ دِیارِهِم بَطَرَاً وَرِئَاءَ النّاسِ وَیَصُدُّونَ عَنْ سَبِیلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا یَعْمَلُونَ مُحِیطٌ) .(1)

(2)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : یا أبا ذَرٍّ ، اِتَّقِ اللَّهَ ولا تُرِ الناسَ أنَّکَ تَخشَی اللَّهَ فَیُکرِمُوکَ وقَلبُکَ فاجِرٌ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : یابنَ مسعودٍ ، إیّاک أن تُظهِرَ مِن نفسِکَ الخُشوعَ والتواضُعَ للآدَمِیِّینَ وأنتَ فیما بَینَکَ وبَینَ ربِّکَ مُصِرٌّ علی المَعاصِی والذُّنوبِ ، یقولُ اللَّهُ تعالی : (یَعْلَمُ خائِنةَ الأَعْیُنِ وما تُخْفِی الصدورُ)(4).(5)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ما أقبَحَ بِالإنسانِ باطِناً عَلیلاً وظاهِراً جَمیلاً !(6)

عنه علیه السلام : المُرائی ظاهِرُهُ جَمیلٌ وباطِنُهُ عَلیلٌ .(7)

عنه علیه السلام : اللّهُمّ إنّی أعوذُ بکَ مِن أن تَحسُنَ فی لامِعَةِ العُیونِ عَلَانِیَتِی ، وتَقبُحَ فیما اُبطِنُ لکَ سَرِیرَتی ، مُحافِظاً علی رئاءِ الناسِ مِن نَفسِی بجَمیعِ ما أنتَ مُطَّلِعٌ علَیهِ مِنّی ، فَاُبدِیَ لِلناسِ حُسنَ ظاهری واُفضِیَ إلیکَ بِسُوءِ عَمَلِی ، تَقَرُّباً إلی عِبادِکَ وتَباعُداً مِن مَرضاتِکَ .(8)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : مَن کانَ ظاهِرُهُ أرجَحَ مِن باطِنِهِ خَفَّ مِیزانُهُ .(9)

1411 - التَّحذیرُ مِن الرِّیاءِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله: ویلٌ للذینَ یَجتَلِبُونَ الدُّنیا بالدِّینِ ، یَلبَسُونَ للناسِ جُلودَ الضَّأنِ مِن لِینِ ألسِنَتِهِم ، کلامُهُم أحلی مِن العَسَلِ وقُلوبُهُم قُلوبُ الذِئابِ ، یقولُ

ص :407


1- الأنفال : 47 .
2- (انظر) البقرة: 264 ، النساء: 38 - 142 ، الماعون: 6 ، 7 .
3- مکارم الأخلاق : 2/370/2661 .
4- غافر : 19 .
5- مکارم الأخلاق : 2/360/2660 .
6- غرر الحکم : 9661 .
7- غرر الحکم : 1577 .
8- نهج البلاغة : الحکمة 276 و فی شرح نهج البلاغة : 19 / 167 / 282 «رثاء» بدل «رئاء» .
9- الأمالی للصدوق : 580/798 .

اللَّهُ تعالی : أبی یَغتَرُّونَ ؟!(1)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : أبغَضُ العِبادِ إلی اللَّهِ تعالی مَن کانَ ثَوباهُ خَیراً مِن عَمَلِهِ ، أن تکونَ ثِیابُهُ ثِیابَ الأنبیاءِ وعَمَلُهُ عَمَلَ الجَبّارینَ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : أشَدُّ الناسِ عَذاباً یومَ القِیامةِ مَن یَری الناسُ أنَّ فیهِ خَیراً ولا خَیرَ فیهِ .(3)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ومِنهُم - أی مِن الناسِ - مَن یَطلُبُ الدُّنیا بعَمَلِ الآخِرَةِ ، ولا یَطلُبُ الآخِرَةَ بعَمَلِ الدُّنیا ، قد طامَنَ مِن شَخصِهِ وقارَبَ مِن خَطوِهِ وشَمَّرَ مِن ثَوبِهِ ، وزَخرَفَ مِن نفسِهِ للأمانَةِ واتَّخَذَ سِترَ اللَّهِ ذَرِیعَةً إلی المَعصیَةِ .(4)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : یا ذَوِی الهیئةِ المُعجِبَةِ والهِیمِ المُعطَنَةِ ، ما لِی أری أجسامَکُم عامِرَةً وقلوبَکُم دامِرَةً ؟! أما واللَّهِ لو عایَنتُم ما أنتُم مُلاقُوهُ وما أنتُم إلَیهِ صائرُونَ لَقُلتُم : (یا لَیْتَنا نُرَدُّ ولا نُکَذِّبَ بآیاتِ رَبِّنا ونکونَ من المؤمنینَ)(5).(6)

(7)

1412 - عَمَلُ المُرائی لا یَصعَدُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إنّ المَلَکَ لَیَصعَدُ بعَملِ العَبدِ مُبتَهِجاً بهِ ، فإذا صَعِدَ بحَسَناتِهِ یقولُ اللَّهُ عزّوجلّ : اجعَلُوها فی سِجِّینٍ إنّهُ لَیسَ إیّایَ أرادَ بِها .(8)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : وتَصعَدُ الحَفَظَةُ بعَملِ العَبدِ مبتَهِجاً بهِ ... فَیَطَؤونَ الحُجُبَ کُلَّها حتّی یَقُومُوا بَینَ یَدَیِ اللَّهِ سبحانَهُ فَیَشهَدُوا لَهُ بِعَمَلٍ صالِحٍ ودُعاءٍ ، فیقولُ اللَّهُ تعالی : أنتُم حَفَظَةُ عَمَلِ عَبدِی، وأنا رَقیبٌ علی ما فی نَفسِهِ ، إنّهُ لم یُرِدنی بهذا العَملِ ، علَیهِ لَعنَتِی .(9)

1413 - مَن عَمِلَ لِغَیرِ اللَّهِ وَکَلَهُ اللَّهُ إلَیهِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إنّ المُرائیَ یُنادی یَومَ القِیامَةِ : یا فاجِرُ ! یا غادِرُ ! یا مُرائی !

ص :408


1- أعلام الدین : 295 .
2- کنز العمّال : 7483 .
3- کنز العمّال : 7485 .
4- نهج البلاغة : الخطبة 32 .
5- الأنعام : 27 .
6- تحف العقول : 292 .
7- (انظر) العلم : باب 2849 .
8- الکافی : 2/295/7 .
9- مستدرک الوسائل : 1/112/121 .

ضَلَّ عَمَلُکَ ، وبَطَلَ أجرُکَ ، اذهَبْ فَخُذْ أجرَکَ مِمَّن کُنتَ تَعمَلُ لَهُ .(1)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : یقولُ اللَّهُ سبحانَهُ : إنّی أغنَی الشُّرَکاءِ فَمَن عَمِلَ عَمَلاً ثُمّ أشرَکَ فیهِ غَیرِی فأنا مِنهُ بَرِی ءٌ ، وهو لِلَّذِی أشرَکَ بهِ دُونی .(2)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إیّاک والریاءَ؛ فإنّهُ مَن عَمِلَ لِغَیرِ اللَّهِ وَکَلَهُ اللَّهُ إلی مَن عَمِلَ لَهُ .(3)

عنه علیه السلام : ما عَلَی عَبدٍ إذا عَرَفَهُ اللَّهُ ألّا یَعرِفَهُ الناسُ ، إنّهُ مَن عَمِلَ للناسِ کانَ ثَوابُهُ علی الناسِ ومَن عَمِلَ للَّهِ ِ کانَ ثوابُهُ علی اللَّهِ ، وإنّ کُلَّ ریاءٍ شِرکٌ .(4)

1414 - عَمَلُ المُرائی غَیرُ مَقبولٍ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إنّ اللَّهَ لا یَقبَلُ عَملاً فیهِ مِثقالُ ذَرَّةٍ مِن ریاءٍ .(5)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : یابنَ مسعودٍ ، إذا عَمِلتَ عَملاً مِن البِرِّ وأنتَ تُریدُ بذلکَ غَیرَ اللَّهِ فلا تَرجُ بذلکَ مِنهُ ثَواباً فإنّهُ یقولُ : (فلا نُقِیمُ لَهُم یَومَ القِیامَةِ وَزْناً)(6).(7)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : قالَ اللَّهُ عزّوجلّ : أنا خَیرُ شَریکٍ ، مَن أشرَکَ معی غَیرِی فی عَمَلٍ عَمِلَهُ لَم أقبَلْهُ إلّا ما کانَ لی خالِصاً .(8)

عنه علیه السلام : قالَ اللَّهُ عزّوجلّ : مَن عَمِلَ لی ولغَیرِی فهُو لِمَن عَمِلَ لَهُ .(9)

(10)

1415 - طَریقُ النَّجاةِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - حِینَ سَألَهُ رَجُلٌ : یا رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله ، فِیمَ النَّجاةُ ؟ - : أن لا یَعمَلَ العَبدُ بطاعَةِ اللَّهِ یُریدُ بها الناسَ .(11)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : إنّ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله سُئلَ : فیما النجاةُ غَداً ؟ فقالَ : إنّما النجاةُ فی أن لا تُخادِعُوا اللَّهَ فَیَخدَعَکُم ، فإنَّه مَن یُخادِعِ اللَّهَ یَخدَعْهُ ویَخلَعْ مِنهُ الإیمانَ

ص :409


1- منیة المرید : 318 .
2- عدّة الداعی : 203 .
3- الکافی : 2/293/1 .
4- الاُصول الستّة عشر : 78 .
5- تنبیه الخواطر : 1/187 .
6- الکهف : 105 .
7- مکارم الأخلاق : 2/353/2660 .
8- الکافی : 2/295/9 .
9- ثواب الأعمال : 2/289 .
10- (انظر) وسائل الشیعة : 1 / 51 باب 12 . العمل : باب 2902 .
11- تنبیه الخواطر : 1/186 .

ونَفسَهُ یَخدَعُ لو یَشعُرُ . فقیلَ لَهُ : وکیفَ یُخادِعُ اللَّهَ؟! قالَ : یَعمَلُ بِما أمَرَهُ اللَّهُ ، ثُمّ یُرِیدُ بهِ غَیرَهُ .(1)

(2)

1416 - الرِّیاءُ وَالشِّرکُ

الکتاب :

(فَمَنْ کَانَ یَرْجُو لِقاءَ رَبِّهِ فَلْیَعمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا یُشْرِکْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) .(3)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - وقد رَآهُ شَدَّادُ بنُ أوسٍ یَبکی فَسَألَهُ عمّا یُبکِیهِ - : إنّی تَخَوَّفتُ علی اُمَّتِی الشِّرکَ ، أما إنّهُم لا یَعبُدُونَ صَنَماً ولا شَمساً ولا قَمَراً ولکنّهُم یُراؤونَ بأعمالِهِم .(4)

عدّة الداعی عن رسول اللَّه صلی اللَّه علیه و آله : إنّ أخوَفَ ما أخافُ علَیکُمُ الشِّرکَ الأصغرَ . قالوا : وما الشِّرکُ الأصغَرُ یا رسولَ اللَّهِ ؟ قالَ : الریاءُ .(5)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : اِعلَمُوا أنَّ یَسِیرَ الریاءِ شِرکٌ .(6)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام: سُئلَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله عن تفسیرِ قَولِ اللَّهِ: (فَمَنْ کانَ یَرْجُو لِقاءَ رَبِّهِ فَلْیَعمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا یُشْرِکْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) فقال : مَن صَلَّی مُراءاةَ الناسِ فهُو مُشرِکٌ ... ومَن عَمِلَ عَملاً مِمّا أمَرَ اللَّهُ بهِ مُراءاةَ الناسِ فهُو مُشرِکٌ .(7)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - فی قولِهِ عزّوجلّ : (فَمَنْ کانَ یَرْجُو لِقاءَ رَبِّهِ...) - : الرَّجُلُ یَعمَلُ شیئاً مِن الثوابِ لا یَطلُبُ به وَجهَ اللَّهِ إنّما یَطلُبُ تَزکِیَةَ الناسِ ، یَشتَهی أن یَسمَعَ بهِ الناسُ، فهذا الّذی أشرَکَ بعِبادَةِ ربِّهِ .(8)

عنه علیه السلام - أیضاً فی تفسیرِ الآیةِ - : فهذا الشِّرکُ شِرکُ رِیاءٍ .(9)

عنه علیه السلام - لمّا سَألَهُ العلاءُ بنُ فضیلٍ عن تفسیرِ هذِهِ الآیةِ (فَمَن کان یَرجو لِقاءَ رَبِّهِ) - : مَن صَلّی أو صامَ أو أعتَقَ أو حَجَّ یُرِیدُ مَحْمَدَةَ الناسِ فقد أشرَکَ فی عَمَلِهِ وهو شِرکٌ مَغفورٌ .(10)

ص :410


1- الأمالی للصدوق : 677/921 .
2- (انظر) السجود : باب 1741 .
3- الکهف : 110 .
4- شرح نهج البلاغة : 2/179 .
5- عدّة الداعی : 214 .
6- تحف العقول : 151 .
7- تفسیر القمّی : 2/47 .
8- الکافی : 2/294/4 .
9- تفسیر القمّی : 2/47 .
10- بحار الأنوار : 72/301/40 .

عنه علیه السلام : کُلُّ ریاءٍ شِرکٌ ، إنّهُ مَن عَمِلَ للناسِ کانَ ثوابُهُ علی الناسِ .(1)

(2)

1417 - سوءُ عاقِبَةِ أهلِ الرِّیاءِ

مستدرک الوسائل : قال رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إنّ النارَ وأهلَها یَعِجُّونَ مِن أهلِ الریاءِ ، فقیلَ : یا رسولَ اللَّهِ ، وکیفَ تَعِجُّ النارُ ؟! قالَ : مِن حَرِّ النارِ التی یُعَذَّبُونَ بها .(3)

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : ومَن قَرَأَ القرآنَ یُرِیدُ بهِ السُّمعَةَ والتِماسَ شَی ءٍ لَقِیَ اللَّهَ عزّوجلّ یَومَ القِیامَةِ ووَجهُهُ عَظمٌ لَیسَ علَیهِ لَحمٌ ، وزَجَّ القرآنُ فی قَفاهُ حتّی یُدخِلَهُ النارَ ویَهوِی فیها مَع مَن یَهوِی .(4)

بحار الأنوار : رُوِیَ : أ نَّهُ یَأمُرُ اللَّهُ عزّوجلّ برِجالٍ إلی النارِ فیقولُ لمالِکٍ : قُلْ لِلنّارِ : لا تُحرِقی لَهُم أقداماً فقد کانوا یَمشُونَ إلی المَساجدِ ، ولا تُحرِقی لَهُم أیْدِیاً ، فقد کانوا یَرفَعُونَها إلیَّ بالدعاءِ ، ... فیقولُ مالکٌ : یا أشقِیاءُ ، فما کانَ حالُکُم ؟ فیقولونَ : کنّا نَعمَلُ لِغَیرِ اللَّهِ ، فقیلَ لَنا : خُذُوا ثَوابَکُم مِمَّن عَمِلتُم لَهُ .(5)

1418 - مُحاسَبَةُ المُرائی

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إنَّ أوَّلَ مَن یُدعی یَومَ القِیامةِ رَجُلٌ جَمَعَ القرآنَ ورَجُلٌ قُتِلَ فی سبیلِ اللَّهِ ورجلٌ کثیرُ المالِ ، فیقولُ اللَّهُ عزّوجلّ للقارِی : ألَم اُعَلِّمْکَ ما أنزَلتُ عَلی رَسُولی؟ فیقولُ : بَلی یا ربِّ ، فیقولُ : ما عَمِلتَ فیما عَلِمتَ ؟ فیقولُ : یا ربِّ قُمتُ به فی آناءِ اللیلِ وأطرافِ النهارِ ، فیقولُ اللَّهُ : کَذَبتَ وتقولُ الملائکةُ : کَذَبتَ ، ویقولُ اللَّهُ تعالی : إنّما أرَدتَ أن یُقالَ : فُلانٌ قارِئٌ ، فقد قیلَ ذلکَ .(6)

ص :411


1- الکافی : 2/293/3 .
2- (انظر) الاُمّة : باب 135 . عنوان 265 «الشرک» .
3- مستدرک الوسائل : 1/107/109 .
4- ثواب الأعمال : 337 / 1 .
5- بحار الأنوار : 8/325/102 .
6- بحار الأنوار : 72/305/52 .

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إنّ أوَّلَ الناسِ یُقضی یومَ القِیامةِ علَیهِ رَجُلٌ اُستُشْهِدَ فَاُتِیَ بهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَها ، قالَ : فما عَمِلتَ فیها ؟ قال : قاتَلتُ فیکَ حتّی استُشْهِدْتُ ، قالَ : کَذَبتَ ، ولکنّکَ قاتَلتَ لِیُقالَ جَرِی ءٌ ! فقد قیلَ ذلکَ ، ثُمّ اُمِرَ بهِ فسُحِبَ علی وَجهِهِ حتّی اُلقِیَ فی النارِ .(1)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : یُجاءُ بعَبدٍ یَومَ القِیامَةِ قد صَلّی فیقولُ : یا ربِّ صَلَّیتُ ابتِغاءَ وَجهِکَ فیُقالُ لَهُ : بل صَلَّیتَ لِیُقالَ ما أحسَنَ صلاةَ (فلانٍ)(2)، اِذهَبُوا بِهِ إلی النارِ.(3)

(4)

1419 - عَلاماتُ المُرائی

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : أمّا علامةُ المُرائِی فَأربَعةٌ : یَحرِصُ فی العَمَلِ للَّهِ ِ إذا کانَ عِندَهُ أحَدٌ ویَکسَلُ إذا کانَ وَحدَهُ ، ویَحرِصُ فی کُلِّ أمرِهِ علی المَحمَدَةِ ، ویُحسِّنُ سَمتَهُ بِجُهدِهِ .(5)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لِلمُرائی أربَعُ علاماتٍ : یَکسَلُ إذا کانَ وَحدَهُ ، ویَنشَطُ إذا کانَ فی الناسِ ، ویَزِیدُ فی العَمَلِ إذا اُثنِیَ علَیهِ ، ویَنقُصُ مِنهُ إذا لَم یُثْنَ علَیهِ .(6)

عنه علیه السلام : ثلاثُ علاماتٍ لِلمُرائی : یَنشَطُ إذا رَأی الناسَ ، ویَکسَلُ إذا کانَ وَحدَهُ ، ویُحِبُّ أن یُحمَدَ فی جَمیعِ اُمُورِهِ .(7)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : قالَ لقمانُ لابنِهِ : لِلمُرائی ثلاثُ علاماتٍ : یَکسَلُ إذا کانَ وَحدَهُ ، ویَنشَطُ إذا کانَ الناسُ عِندَهُ، ویَتَعَرَّضُ فی کُلِّ أمرٍ لِلمَحمَدَةِ .(8)

(9)

1420 - أسئِلَةٌ حَولَ الرِّیاءِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - وقد قِیلَ لَهُ أرَأیتَ الرجُلَ یَعمَلُ العَمَلَ مِن الخیرِ ویَحمَدُهُ الناسُ علَیهِ ؟ - : تلکَ عاجِلُ بُشرَی المؤمنِ ، یَعنِی البُشری المُعَجَّلَةَ لَهُ فی الدُّنیا ، والبُشرَی الاُخری قولُهُ سبحانَهُ :

ص :412


1- منیة المرید : 134 .
2- ما بین الهلالین أثبتناه من بحار الأنوار : 72/301/44 .
3- الزهد للحسین بن سعید : 63/166 .
4- (انظر) النیّة : باب 3921 .
5- تحف العقول : 22 .
6- شرح نهج البلاغة : 2/180 .
7- الکافی : 2/295/8 .
8- الخصال : 121/113 .
9- (انظر) وسائل الشیعة : 1 / 54 باب 13 .

(بُشراکُمُ الیومَ جَنّاتٌ تَجْرِی من تَحْتِهَا الأنهارُ)(1).(2)

عدّة الداعی : جاءَ رجلٌ إلی النبیِّ صلی اللَّه علیه و آله فقالَ : إنّی أتَصَدَّقُ وأصِلُ الرَّحِمَ ولا أصنَعُ ذلکَ إلّا للَّهِ ِ فَیُذکَرُ مِنّی واُحمَدُ علَیهِ فَیَسُرُّنی ذلکَ واُعجَبُ بهِ ؟ فَسَکَتَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله ولم یَقُلْ شیئاً ، فَنَزَلَ قوله تعالی: (... فَمَنْ کانَ یَرجُو لقاءَ رَبِّهِ فَلْیَعمَلْ عَمَلاً صالحاً ولا یُشرِکْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أحَداً)(3).(4)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام - لمّا سَألَهُ زرارةُ عن الرَّجُلِ یَعمَلُ الشی ءَ مِن الخَیرِ فَیَراهُ إنسانٌ فَیَسُرُّهُ ذلکَ ؟ - : لا بَأسَ ، ما مِن أحدٍ إلّا وهُو یُحِبُّ أن یَظهَرَ لَهُ فی الناسِ الخَیرُ ، إذا لَم یَکُن صَنَعَ ذلکَ لذلکَ .(5)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لَمَّا سَألَهُ عُبیدٌ عن الرجُلِ یَدخُلُ فی الصلاةِ فَیُجَوِّدُ صلاتَهُ ویُحَسِّنُها رجاءَ أن یَستَجِرَّ بعضَ مَن یَراهُ إلی هَواهُ ؟ - : لَیسَ هو مِن الریاءِ .(6)

(7)

1421 - الوَسوَسَةُ فِی الرِّیاءِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إذا أتَی الشیطانُ أحَدَکُم وهُو فی صلاتِهِ فقالَ : إنّکَ مُراءٍ فَلیُطِلْ صلاتَهُ ما بَدا لَهُ ما لَم یَفُتهُ وَقتُ فَریضَةٍ ، وإذا کانَ علی شی ءٍمِن أمرِ الآخِرَةِ فَلْیَتَمَکَّثْ ما بَدا لَهُ ، وإذا کانَ علی شَی ءٍ مِن أمرِ الدُّنیا فَلْیَبرَحْ .(8)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام: قُلنا : یا رسولَ اللَّهِ ، الرَّجُلُ مِنَّا یَصومُ ویُصَلِّی فَیَأتِیهِ الشیطانُ فیقولُ : إنّکَ مُراءٍ ! فقال رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : فَلْیَقُلْ أحَدُکُم عندَ ذلکَ : أعُوذُ بکَ أن اُشرِکَ بِکَ شَیئاً ، وأنا أعلَمُ وأستَغفِرُکَ لِما لا أعلَمُ .(9)

1422 - ذِکرُ الأعمالِ الصّالِحَةِ وَالرِّیاءُ

الکافی عن بعض الأصحاب : قالَ الإمامُ الباقرُ علیه السلام : الإبقاءُ عَلی العَمَلِ أشَدُّ مِن العَمَلِ ، قالَ : وما الإبقاءُ علی العَمَلِ ؟ قالَ : یَصِلُ الرَّجُلُ بِصِلَةٍ ویُنفِقُ نَفَقَةً للَّهِ ِ وَحدَهُ لا شریکَ لهُ فَکُتِبَ لَهُ سِرّاً ، ثُمّ

ص :413


1- الحدید : 12 .
2- بحار الأنوار : 72/294/18 .
3- الکهف : 110 .
4- عدّة الداعی : 209 .
5- الکافی : 2/297/18 .
6- بحار الأنوار : 72/301/39 .
7- (انظر) بحار الأنوار : 72 / 294 .
8- قرب الإسناد: 86/281.
9- بحارالأنوار : 72/303/48 .

یَذکُرُها فَتُمحی فَتُکتَبُ لَهُ عَلانِیَةً ، ثُمّ یَذکُرُها فَتُمحی وتُکتَبُ لَهُ ریاءً .(1)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن عَمِلَ حَسَنَةً سِرّاً کُتِبَت لَهُ سِرّاً ، فإذا أقَرَّ بها مُحِیَتْ وکُتِبَت جَهراً ، فإذا أقَرَّ بها ثانیاً مُحِیَت وکُتِبَت ریاءً .(2)

(3)

1423 - عَظَمَةُ عِبادَةِ الخَفاءِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله: أعظَمُ العِبادَةِ أجراً أخفاها .(4)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : السِّرُّ أفضَلُ مِن العَلانِیَةِ ، والعلانِیَةُ لِمَن أرادَ الاقتِداءَ .(5)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مِن کُنُوزِ البِرِّ : إخفاءُ العَمَلِ ، والصبرُ علی الرَّزایا ، وکِتمانُ المَصائبِ .(6)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : ما کانَ مِن الصَّدقةِ والصلاةِ والصومِ وأعمالِ البِرِّ کُلِّها تَطَوُّعاً فَأفضَلُهُ ما کان سِرّاً ، وما کانَ مِن ذلکَ واجباً مَفروضاً فَأفضَلُهُ أن یُعلَنَ بهِ .(7)

عنه علیه السلام : إذا کانَ یومُ القیامةِ نَظَرَ رضوانُ خازِنُ الجِنانِ إلی قَومٍ لَم یَمُرُّوا بهِ فیقولُ : مَن أنتُم؟ ومِن أینَ دَخَلتُم ؟ ! قالَ : یقولونَ : إیّاکَ عنّا ، فإنَّا قَومٌ عَبَدنا اللَّهَ سِرّاً فَأدخَلَنا اللَّهُ الجَنَّةَ سِرّاً .(8)

الإمامُ الرِّضا علیه السلام : المُستَتِرُ بالحَسَنةِ تَعدِلُ سَبعینَ حَسَنةً .(9)

عدّة الداعی : کانَ عیسی علیه السلام یقولُ لِلحَوارِیِّینَ : إذا صامَ صَوماً أحَدُکُم فَلْیَدهُنْ رَأسَهُ ولِحیَتَهُ ، ویَمسَحْ شَفَتَیهِ بِالزَّیتِ لئلَّا یَرَی الناسُ أنّهُ صائمٌ ، وإذا أعطی بیَمینِهِ فَلْیُخفِ عن شِمالِهِ ، وإذا صَلَّی فَلْیُرخِ سِترَ بابِهِ ، فإنّ اللَّهَ یُقَسِّمُ الثناءَ کما یُقَسِّمُ الرِّزقَ .(10)

1424 - النَّوادِرُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إنَّ اللَّهَ تعالی حَرَّمَ الجَنَّةَ علی کُلِّ مُراءٍ .(11)

ص :414


1- الکافی : 2/296/16 .
2- عدّة الداعی : 221 .
3- (انظر) الإخلاص : باب 1041 .
4- قرب الإسناد: 135/475.
5- کنز العمّال : 5273 .
6- عیون أخبار الرِّضا : 2/38/105 .
7- دعائم الإسلام : 1/241 .
8- فلاح السائل : 92/27 .
9- ثواب الأعمال : 213/1 .
10- عدّة الداعی : 220 .
11- الجامع الصغیر : 1/263/1725 .

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إنّ الجَنَّةَ تَکَلَّمَتْ وقالَت : إنّی حَرامٌ علی کُلِّ بَخیلٍ ومُراءٍ .(1)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی وَصفِ المؤمنِ - : لا یَعمَلُ شیئاً مِن الخَیرِ ریاءً ، ولا یَترُکُهُ حَیاءً .(2)

عنه علیه السلام لَمّا قیلَ لَهُ : أیُّ الخَلقِ أعمی ؟ - : الذی عَمِلَ لِغَیرِ اللَّهِ یَطلُبُ بِعَمَلِهِ الثوابَ مِن عندِ اللَّهِ عزّوجلّ .(3)

عنه علیه السلام : کُلُّ حَسَنَةٍ لا یُرادُ بها وجهُ اللَّهِ تعالی ، فعلَیها قُبحُ الریاءِ وثَمَرَتُها قُبحُ الجَزاءِ .(4)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : الریاءُ معَ المُنافِقِ فی دارِهِ عِبادَةٌ ، ومَع المؤمنِ شِرکٌ .(5)

ص :415


1- بحار الأنوار : 72/305/52 .
2- مطالب السؤول : 53 .
3- الأمالی للصدوق : 479/644 .
4- غرر الحکم : 6919 .
5- بحار الأنوار : 75/421/79 .

ص :416

177 - الرأی

اشاره

(1)

(2)

ص :417


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 75 / 97 باب 48 «النهی عن الاستبداد بالرأی» . بحار الأنوار : 2 / 283 باب 34 «البِدع والرأی والمقائیس» . کنز العمّال : 3 / 619 «القول بالظنّ» .
2- انظر : عنوان 282 «الشوری» ، 470 «اللجاج» ، عنوان 406 «الفتوی » ، 443 «القضاء بین الناس» . المرأة : باب 3600 ، القضاء بین الناس : باب 3315 ، 3320 ، القرآن : باب 3262 .

ص :418

1425 - ما یوجِبُ إصابَةَ الرَّأیِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الرَّأیُ مع الأناةِ ، وبِئسَ الظَّهیرُ الرأیُ الفَطیرُ(1).(2)

عنه علیه السلام : اِضرِبُوا بعضَ الرأیِ ببعضٍ یَتَوَلَّدْ مِنهُ الصَّوابُ .(3)

عنه علیه السلام : إمخَضوا الرأیَ مَخضَ السِّقاءِ یُنتِجْ سَدیدَ الآراءِ .(4)

عنه علیه السلام : الظَّفَرُ بِالحَزمِ ، والحَزمُ بِإجالَةِ الرأیِ ، والرأیُ بتَحصِینِ الأسرارِ .(5)

عنه علیه السلام : رَأیُ الرَّجُلِ عَلی قَدرِ تَجرِبَتِهِ .(6)

عنه علیه السلام : مَنِ استَقبَلَ وُجوهَ الآراءِ عَرَفَ مَواقِعَ الخَطَأِ .(7)

عنه علیه السلام : مَن جَهِلَ وُجوهَ الآراءِ أعیَتْهُ الحِیَلُ .(8)

عنه علیه السلام : الناسُ مَنقُوصُونَ مَدخُولُونَ إلّا مَن عَصَمَ اللَّهُ ، سائلُهُم مُتَعَنِّتٌ ومُجِیبُهُم مُتَکَلِّفٌ ، یَکادُ أفضَلُهُم رَأیاً یَرُدُّهُ عن فَضلِ رَأیِهِ الرِّضا والسُّخْطُ .(9)

عنه علیه السلام : اِتَّهِمُوا عُقُولَکُم فإنّهُ مِن الثِّقَةِ بها یکونُ الخَطاءُ .(10)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام - فی المناجاةِ - : وأعوذُ بکَ مِن دعاءٍ مَحجوبٍ ، ورَجاءٍ مَکذوبٍ ، وحَیاءٍ مَسلوبٍ ، واحتِجاجٍ مَغلوبٍ ، ورأیٍ غَیرِ مُصیبٍ .(11)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : ثلاثةٌ یُستَدَلُّ بها علی إصابَةِ الرأیِ : حُسنُ اللِّقاءِ ، وحُسنُ الاستِماعِ ، وحُسنُ الجوابِ .(12)

1426 - خَطَرُ زَلَّةِ الرَّأیِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : زَلَّةُ الرَّأیِ تَأتِی علی المُلکِ وتُؤْذِنُ بالهُلکِ .(13)

عنه علیه السلام : ضَلَّةُ الرَّأیِ تُفسِدُ المَقاصِدَ .(14)

ص :419


1- الفطیر : کلّ شی ء أعجلته عن إدراکه ، یقال: إیّاک والرأی الفطیر (الصحاح : 2/782) .
2- بحار الأنوار: 78/81/76.
3- غرر الحکم : 2567 .
4- غرر الحکم : 2569 .
5- نهج البلاغة : الحکمة 48 .
6- غرر الحکم : 5426 .
7- نهج البلاغة : الحکمة 173 .
8- غرر الحکم : 7865 .
9- نهج البلاغة : الحکمة 343 .
10- غرر الحکم : 2570 .
11- بحار الأنوار : 94/156/22 .
12- بحار الأنوار : 78/237/73 .
13- غرر الحکم : 5476.
14- غرر الحکم : 5902.

عنه علیه السلام: مَن ضَعُفَت آراؤهُ قَوِیَت أعداؤهُ .(1)

عنه علیه السلام : مَن أضاعَ الرأیَ ارتَبَکَ .(2)

عنه علیه السلام : قد یَزِلُّ الرأیُ الفَذُّ .(3)

(4)

1427 - أقرَبُ الآراءِ إلَی الصَّوابِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أقرَبُ الآراءِ من النُّهی أبعَدُها مِن الهَوی .(5)

عنه علیه السلام : أفضَلُ الناسِ رَأْیاً مَن لا یَستَغنِی عن رَأیِ مُشِیرٍ .(6)

عنه علیه السلام : خیرُ الآراءِ أبعَدُها مِن الهَوی وأقرَبُها مِن السَّدادِ .(7)

عنه علیه السلام - وقد سُئلَ علیه السلام: أیُّ الناسِ أثبَتُ رأیاً ؟ - : مَن لَم یَغُرَّهُ الناسُ مِن نَفسِهِ ، ولَم تَغُرَّهُ الدُّنیا بتَشَوُّفِها .(8)

1428 - آثارُ الاستِبدادِ بِالرَّأیِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : المُستَبِدُّ مُتَهَوِّرٌ فی الخَطاَ والغَلَطِ .(9)

عنه علیه السلام : الاستِبدادُ برأیِکَ یُزِلُّکَ ویُهَوِّرُکَ فی المَهاوِی .(10)

عنه علیه السلام : مَنِ استَبَدَّ برأیِهِ هَلَکَ ، ومَن شاوَرَ الرِّجالَ شارَکَها فی عُقُولِها .(11)

عنه علیه السلام : قد خاطَرَ مَنِ استَغنی بِرأیِهِ .(12)

عنه علیه السلام : لا رَأیَ لِمَنِ انفَرَدَ برأیِهِ .(13)

عنه علیه السلام : ما اُعجِبَ برأیِهِ إلّا جاهِلٌ .(14)

عنه علیه السلام : لَیسَ لِمُعجَبٍ رَأیٌ .(15)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : لا تُشِر عَلی مُستَبِدٍّ بِرَأیِهِ .(16)

عنه علیه السلام : المُستَبِدُّ برأیِهِ مَوقوفٌ علی مَداحِضِ الزَّلَلِ .(17)

(18)

1429 - ما یَهدِمُ الرَّأیَ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : اللَّجاجةُ تَسُلُّ الرأیَ .(19)

ص :420


1- غرر الحکم: 8048 .
2- غرر الحکم: 7909.
3- غرر الحکم: 6646 .
4- (انظر) عنوان 252 «السیاسة» . الدولة : باب 1286 .
5- غرر الحکم: 3022.
6- غرر الحکم: 3152 .
7- غرر الحکم: 5011 .
8- الأمالی للصدوق : 479/644.
9- غرر الحکم : 1208 .
10- غرر الحکم : 1510 .
11- نهج البلاغة : الحکمة 161 .
12- نهج البلاغة : الحکمة 211 .
13- بحار الأنوار : 75/105/39 .
14- غرر الحکم : 9471 .
15- غرر الحکم : 7480 .
16- بحار الأنوار : 75/104/37 .
17- بحار الأنوار : 75/105/41 .
18- (انظر) العجب : باب 2474 .
19- نهج البلاغة : الحکمة 179 .

عنه علیه السلام : الخِلافُ یَهدِمُ الرأیَ .(1)

عنه علیه السلام: لا رَأیَ لحاقِنٍ ولا حازِقٍ .(2)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : لَیسَ لِحاقِنٍ رأیٌ .(3)

(4)

1430 - الدَّولَةُ وصَوابُ الرَّأیِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : صَوابُ الرَّأیِ بالدُّوَلِ ، یُقبِلُ بِإقبالِها ویَذهَبُ بذَهابِها .(5)

عنه علیه السلام : الدَّولةُ تَرُدُّ خَطَأَ صاحِبِها صَواباً ، وصَوابَ ضِدِّهِ خَطاءً .(6)

1431 - الاجتِهادُ فِی الرَّأیِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إنَّ الوالیَ إذا اجتَهَدَ فَأصابَ الحَقَّ فلَهُ أجرانِ ، وإنِ اجتَهَدَ فَأخطَأَ الحقَّ فلَهُ أجرٌ واحِدٌ .(7)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَنِ اجتَهَدَ رَأیَهُ فی نَصیحَةِ العامَّةِ فلَهُ ما نَوی ، وقد قَضی ما علَیهِ .(8)

(9)

1432 - استِعمالُ الرَّأی فِی الدِّینِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : تَعمَلُ هذهِ الاُمّةُ بُرهَةً مِن کتابِ اللَّهِ ، ثُمّ تَعمَلُ بُرهةً بِسُنَّةِ رسولِ اللَّهِ ، ثُمّ تَعمَلُ بالرأیِ ، فإذا عَمِلُوا بالرأیِ فقد ضَلُّوا وأضَلُّوا .(10)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : مَن قالَ فی الدِّینِ برأیِهِ فَقَدِ اتَّهَمَنِی .(11)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : مَن تَکَلَّمَ بالرَّأیِ فَقَدِ اتَّهَمَنِی فی الدِّینِ .(12)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : لَم یَزَلْ أمرُ بَنِی إسرائیلَ مُعتَدِلاً حَتّی نَشَأَ فیهِمُ المُوَلَّدُونَ وأبناءُ سَبایا الاُمَمِ التی کانت بنو إسرائیلَ تَسبِیها ، فقالوا بالرأیِ فَضَلُّوا وأضَلُّوا .(13)

کنز العمّال : قالَ الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ثلاثةٌ لا یُقبَلُ مَعهُنَّ عَمَلٌ : الشِّرکُ ، والکُفرُ ، والرأیُ . قالوا : یا أمیرَ المؤمنینَ : ما الرَّأْیُ ؟ قالَ : تَدَعُ کتابَ اللَّهِ وسُنَّةَ رسولِهِ وتَعمَلُ بالرَّأیِ .(14)

عنه علیه السلام: فلا تَستَعمِلُوا الرأیَ فیما لا یُدرِکُ قَعرَهُ البَصَرُ ، ولا تَتَغَلغَلُ إلَیهِ الفِکَرُ .(15)

ص :421


1- نهج البلاغة : الحکمة 215 .
2- بحار الأنوار : 2/60/1 .
3- الأمالی للطوسی : 301/595 .
4- (انظر) عنوان 470 «اللجاج» .
5- نهج البلاغة : الحکمة 339 .
6- غرر الحکم : 1806 .
7- کنز العمّال : 14110 .
8- وقعة صفّین : 95 .
9- (انظر) القضاء بین الناس : باب 3315 .
10- کنز العمّال : 915 .
11- کنز العمّال : 1048 .
12- کنز العمّال : 1051 .
13- کنز العمّال : 918 .
14- کنز العمّال : 1640 .
15- نهج البلاغة : الخطبة 87 .

1433 - النَّوادِرُ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام: الرأیُ کثیرٌ والحَزمُ قلیلٌ .(1)

عنه علیه السلام : عَلی قَدْرِ الرأیِ تکونُ العَزیمَةُ .(2)

عنه علیه السلام : شرُّ الآراءِ ما خالَفَ الشَّریعَةَ .(3)

عنه علیه السلام : إنّ رأیَکَ لا یَتَّسِعُ لِکُلِّ شی ءٍ فَفَرِّغهُ لِلمُهِمِّ .(4)

نهج البلاغة : قال الإمام علیّ علیه السلام : رأیُ الشَّیخِ أحَبُّ إلَیَّ مِن جَلَدِ الغُلامِ (ورُوِیَ : مِن مَشهَدِ الغُلامِ) .(5)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام: رأیُ الشَّیخِ أحَبُّ إلَیَّ مِن حِیلَةِ الشَّبابِ .(6)

عنه علیه السلام : لا تَستَصغِرَنَّ عِندَکَ الرأیَ الخَطیرَ إذا أتاکَ بهِ الرجُلُ الحَقیرُ .(7)

عنه علیه السلام : أقصِرْ رَأیَکَ علی ما یَعنِیکَ .(8)

عنه علیه السلام: عَزَبَ (غَرَبَ) رَأیُ امرِئٍ تَخَلَّفَ عَنّی ، ما شَکَکتُ فی الحَقِّ مُذ اُرِیتُهُ .(9)

الإمامُ الحسنُ علیه السلام : لا یُعرَفُ الرأیُ إلّا عِندَ الغَضَبِ .(10)

الإمامُ الحسینُ علیه السلام : مَن أحجَمَ عن الرأیِ وعَیِیَتْ بِهِ الحِیَلُ کانَ الرِّفقُ مِفتاحَهُ .(11)

ص :422


1- غرر الحکم : 1213 .
2- غرر الحکم : 6173 .
3- غرر الحکم : 5674 .
4- غرر الحکم : 3638 .
5- نهج البلاغة: الحکمة 86 .
6- بحار الأنوار: 75/105/39.
7- غرر الحکم : 10278 .
8- نهج البلاغة : الکتاب 69 .
9- نهج البلاغة : الخطبة 4 .
10- بحار الأنوار : 78/113/7 .
11- أعلام الدین : 298 .

178 - الربا

اشاره

(1)

ص :423


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 103 / 114 باب 5 «الربا وأحکامها» . بحار الأنوار : 103 / 157 باب 6 «الربا فی الدَین» . وسائل الشیعة : 12 / 422 «أبواب الربا» . کنز العمّال : 4 / 104 - 121 ، 185 - 201 «فی الربا» .

ص :424

1434 - التَّحذیرُ مِن الرِّبا

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله: شَرُّ الکَسبِ، کَسبُ الرِّبا .(1)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إنّ اللَّهَ عزّوجلّ لَعَنَ آکِلَ الرِّبا ومُوکِلَهُ وکاتِبَهُ وشاهِدَیهِ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه و آله: الآخِذُ والمُعطِی سَواءٌ فی الرِّبا .(3)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : لَیَأتِیَنَّ علی الناسِ زَمانٌ لا یَبقی أحَدٌ إلّا أکَلَ الربا، فإن لَم یَأْکُلهُ أصابَهُ مِن غُبارِهِ .(4)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : أخبَثُ المَکاسِبِ ، کَسبُ الرِّبا .(5)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : ثلاثةٌ فی حِرزِ اللَّهِ عزّوجلّ إلی أن یَفرُغَ اللَّهُ مِن الحِسابِ : رجُلٌ لَم یَهُمَّ بِزِنا قَطُّ ، ورجُلٌ لم یَشُبْ مالَهُ بِرِبا قَطُّ ، ورجُلٌ لَم یَسْعَ فیهِما قَطُّ .(6)

الإمامُ الرِّضا علیه السلام : اِعلَم - یَرحَمُکَ اللَّهُ - أنَّ الرِّبا حَرامٌ سُحتٌ مِن الکبائرِ ، وممّا قد وَعَدَ اللَّهُ علَیهِ النارَ فَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنها ، وهُو مُحَرَّمٌ علی لِسانِ کُلِّ نَبیٍّ وفی کُلِّ کتابٍ .(7)

1435 - صِفَةُ حَشرِ آکِلِ الرِّبا

الکتاب :

(الَّذِینَ یَأْکُلُونَ الرِّبا لا یَقُومُونَ إلَّا کَما یَقُومُ الَّذِی یَتَخَبَّطُهُ الشَّیْطانُ مِنَ المَسِّ ذلِکَ بِأنَّهُمْ قَالُوا إنَّمَا الْبَیْعُ مِثْلُ الرِّبا وَأحَلَّ اللَّهُ الْبَیْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَی فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأمرُهُ إلَی اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلئکَ أصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِیهَا خَالِدُونَ * یَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا وَیُرْبِی الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا یُحِبُّ کُلَّ کَفَّارٍ أثِیمٍ) .(8)

(9)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : یَقومُ آکِلُ الرِّبا مِن قَبرِهِ مَکتوبٌ بینَ عَینَیهِ : لا حُجَّةَ لَهُ عندَ اللَّهِ .(10)

ص :425


1- الأمالی للصدوق : 577/788 .
2- الأمالی للصدوق : 511/707 .
3- کنز العمّال : 9760 ، 9784 .
4- سنن أبی داوود : 3/244/3331 .
5- الکافی : 5/147/12 .
6- الخصال : 101/55 .
7- الفقه المنسوب للإمام الرِّضا : 256 .
8- البقرة : 275 ، 276 .
9- (انظر) النساء: 161 ، الروم: 39 .
10- کنز العمّال : 43958 .

عنه صلی اللَّه علیه و آله : مَن أکَلَ الرِّبا مَلأَ اللَّهُ عزّوجلّ بَطنَهُ مِن نارِ جَهَنَّمَ بقَدرِ ما أکَلَ ، وإنِ اکتَسَبَ مِنهُ مالاً لا یَقبَلُ اللَّهُ تعالی مِنهُ شیئاً مِن عَمَلِهِ ، ولَم یَزَلْ فی لَعنةِ اللَّهِ والملائکةِ ما کانَ عِندَهُ مِنهُ قِیراطٌ (واحِدٌ) .(1)

عنه صلی اللَّه علیه وآله - فی قولِهِ تعالی : (یَوْمَ یُنْفَخُ فی الصُّورِ فَتَأْتُونَ أفْواجاً)(2)- : یُحشَرُ عَشرَةُ أصنافٍ مِن اُمَّتِی أشْتاتاً قَد مَیَّزَهُمُ اللَّهُ مِنَ المسلمینَ ... وبَعضُهُم مُنَکَّسُونَ ؛ أرجُلُهم مِن فَوقُ ووجوهُهُم مِن تَحتُ ثُمّ یُسحَبُونَ علَیها ... وأمّا المُنَکَّسُونَ علی رُؤوسِهِم فَآکِلَةُ الرِّبا .(3)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : أتَیتُ لیلةَ اُسرِیَ بِی علی قَومٍ بُطونُهُم کالبیوتِ فیها الحَیّاتُ تُری مِن خارجِ بُطونِهِم ، فقلتُ : مَن هؤلاءِ یا جَبرئیلُ ؟ قالَ : هؤلاءِ أکَلَةُ الرِّبا .(4)

مستدرک الوسائل : عن رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله أنّهُ رَأی لیلةَ اُسرِیَ بهِ رِجالاً بُطُونُهُم کالبیتِ الطَّحِمِ وهُم عَلی سابِلةِ آلِ فِرعَونَ ، فإذا أحَسُّوا بِهِم قاموا لِیَعتَزِلُوا عن طریقَتِهِم ، فَمالَ بکُلِّ واحِدٍ مِنهُم بَطنُهُ فَیَسقُطُ حتّی یَطَأَهُم آلُ فِرعَونَ مُقبِلِینَ ومُدبِرِینَ ، فقلتُ لِجَبرئیلَ : مَن هؤلاءِ ؟ قالَ : أکَلَةُ الرِّبا .(5)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : قالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : لَمّا اُسرِیَ بِی إلی السماءِ رَأیتُ قَوماً یُریدُ أحَدُهُم أن یَقومَ فلا یَقدِرُ أن یَقومَ مِن عِظَمِ بَطنِهِ ، فقلتُ : مَن هؤلاءِ یا جَبرئیلُ ؟! قال : هؤلاءِ الذینَ یَأکُلُونَ الرِّبا لا یَقُومُونَ إلّا کما یَقومُ الذی یَتَخَبَّطُهُ الشیطانُ مِن المَسِّ .(6)

عنه علیه السلام : آکِلُ الرِّبا لا یَخرُجُ مِنَ الدُّنیا حتّی یَتَخَبَّطَهُ الشیطانُ .(7)

1436 - إثمُ الرِّبا

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله: الرِّبا ثلاثةٌ وسَبعونَ باباً أیسَرُها مِثلُ أن یَنکِحَ الرَّجُلُ اُمَّهُ ، وإنَّ أرْبی الرِّبا عِرضُ الرَّجُلِ المسلمِ .(8)

ص :426


1- ثواب الأعمال : 336/1 .
2- النبأ : 18 .
3- مجمع البیان : 10/642 .
4- کنز العمّال : 31857 .
5- مستدرک الوسائل : 13/332/ 15508، وانظر تفسیر القرطبی : 3/ 355 .
6- تفسیر القمّی : 1/93 .
7- تفسیر العیّاشی : 1/152/503 .
8- کنز العمّال : 9754 .

عنه صلی اللَّه علیه و آله : الرِّبا ثلاثةٌ وسَبعونَ باباً ، والشِّرکُ مِثلُ ذلکَ .(1)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : الرِّبا سَبعونَ حُوباً ، وأیسَرُها کَنِکاحِ الرَّجُلِ اُمَّهُ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : دِرهَمُ ربا أعظَمُ عِندَ اللَّهِ عزّوجلّ مِن سَبعینَ زَنیةً کلّها بِذاتِ مَحرمٍ فی بیتِ اللَّهِ الحرامِ .(3)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : دِرهَمُ ربا أعظَمُ عِندَ اللَّهِ مِن أربَعینَ زَنیةً .(4)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : دِرهَمُ ربا أعظَمُ عِندَ اللَّهِ مِن ثلاثینَ زَنیةً کُلَّها بذاتِ مَحرَمٍ مِثلِ خالَةٍ وعَمّةٍ .(5)

عنه علیه السلام : الرِّبا سَبعونَ جُزءاً أیسَرُهُ أن یَنکِحَ الرَّجُلُ اُمَّهُ فی بَیتِ اللَّهِ الحرامِ .(6)

(7)

1437 - حِکمَةُ تَحریمِ الرِّبا

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : إنّما حَرَّمَ اللَّهُ عزّوجلّ الرِّبا لِئلّا یَذهَبَ المَعروفُ .(8)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لَمَّا سُئلَ عن عِلَّةِ تحریمِ الرِّبا - : لئلّا یَتَمانَعَ الناسُ المَعروفَ .(9)

عنه علیه السلام - لَمّا سَألَهُ هِشامُ بنُ الحَکَمِ عن عِلَّةِ تَحریمِ الرِّبا - : إنّهُ لَو کانَ الرِّبا حلالاً لَتَرَکَ الناسُ التِّجاراتِ وما یَحتاجونَ إلَیهِ فحَرَّمَ اللَّهُ الرِّبا لتَفِرَّ(10) الناسُ عنِ الحرامِ إلی التِّجاراتِ وإلی البَیعِ والشِّراءِ فَیَتَّصِلَ ذلکَ بَینَهُم فی القَرضِ .(11)

الإمامُ الرِّضا علیه السلام : علّةُ تحریمِ الرِّبا : إنّما نَهَی اللَّهُ عزّوجلّ عَنهُ لِما فیهِ مِن فسادِ الأموالِ ، لِأنّ الإنسانَ إذا اشتَری الدِّرهَمَ بالدِّرهَمَینِ کانَ ثَمَنُ الدِّرهَمِ

ص :427


1- کنز العمّال : 9772 .
2- کنز العمّال : 9773 .
3- کتاب من لا یحضره الفقیه : 4/367/5762 .
4- بحار الأنوار : 103/116/6 .
5- الأمالی للصدوق : 248/269 .
6- بحار الأنوار : 103/117/13 .
7- (انظر) وسائل الشیعة : 12 / 422 باب 1 .
8- وسائل الشیعة : 12/425/10 .
9- بحار الأنوار : 78/201/32 .
10- فی وسائل الشیعة (12/424/8) : «لِتنفر الناس من الحرام إلی الحلال وإلی التجارات من البیع والشراء ، فیبقی ذلک بینهم فی القرض» .
11- بحار الأنوار : 103/119/24 .

دِرهَماً وثَمَنُ الآخَرِ باطِلاً ، فَبَیْعُ الرِّبا وشِراؤهُ وَکْسٌ علی کلِّ حالٍ علی المُشتَرِی وعلی البائعِ ، فَحَظَرَ اللَّهُ تبارَکَ وتعالی علی العِبادِ الرِّبا لِعِلِّةِ فَسادِ الأموالِ .(1)

1438 - ما یوجِبُ الارتِطامَ فِی الرِّبا

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَعاشِرَ الناسِ ، الفِقهَ ثُمَّ المَتجَرَ ، واللَّهِ لَلرِّبا فی هذِهِ الاُمَّةِ أخفی من دَبِیبِ النَّملِ عَلی الصَّفا .(2)

عنه علیه السلام : مَنِ اتَّجَرَ بغَیرِ فِقهٍ فَقَدِ ارتَطَمَ فی الرِّبا .(3)

عنه علیه السلام : مَن لَم یَتَفَقَّهْ فی دِینِهِ ثُمّ اتَّجَرَ ارتَطَمَ فی الرِّبا ثُمّ ارتَطَمَ .(4)

(5)

1439 - حِیَلُ الرِّبا

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لَمّا أنزَلَ اللَّهُ سبحانَهُ قولَهُ (الم * أحَسِبَ الناسُ أنْ یُتْرَکُوا اَن یَقولوا آمَنّا وَ هُم لا یَفتنون)(6) عَلِمتُ أنَّ الفِتنَةَ لا تَنزِلُ بِنا ورسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله بَینَ أظهُرِنا ، فقلتُ : یا رسولَ اللَّهِ ، ما هذهِ الفِتنَةُ ...

قال : یا علیُّ ، إنّ القَومَ سَیُفتَنُونَ بأموالِهِم ، ویَمُنُّونَ بِدِینِهم علی رَبِّهِم ، ویَتَمَنَّونَ رَحمَتَهُ ویَأمَنُونَ سَطوَتَهُ ، ویَستَحِلُّونَ حَرامَهُ بالشُّبُهاتِ الکاذِبَةِ ، والأهواءِ الساهِیَةِ ، فَیَستَحِلُّونَ الخمرَ بالنَّبیذِ، والسُّحتَ بالهَدِیَّةِ ، والرِّبا بالبَیعِ.(7)

(8)

1440 - مَحقُ الرِّبا

الکتاب :

(یَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا وَیُرْبِی الصَّدَقاتِ وَاللَّهُ لَا یُحِبُّ کُلَّ کَفَّارٍ أثِیمٍ) .(9)

الحدیث :

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - وقد قِیلَ لَهُ : قد نَری الرجُلَ یُربِی ومالُهُ یَکثُرُ ! - : یَمحَقُ اللَّهُ دِینَهُ وإن کانَ مالُهُ یَکثُرُ .(10)

عنه علیه السلام - لَمّا سَألَهُ رَجُلٌ عن قولِ اللَّهِ

ص :428


1- بحار الأنوار : 103/119/23 ، انظر تمام الحدیث .
2- بحار الأنوار : 103/ 117/16 .
3- نهج البلاغة : الحکمة 447 .
4- بحار الأنوار : 103/118/17 .
5- (انظر) التجارة : باب 437 . عنوان 423 «الفقه» .
6- العنکبوت : 1 و 2 .
7- نهج البلاغة : الخطبة 156 .
8- (انظر) عنوان 134 «الحیلة» .
9- البقرة : 276 .
10- بحار الأنوار : 103/117/12 .

عزّوجلّ: (یَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا ویُرْبِی الصدقاتِ) وقالَ : قد أری مَن یَأکُلُ الرِّبا یَربُو مالُهُ ؟ - : فَأیُّ مَحقٍ أمحَقُ مِن دِرهَمِ رباً یَمحَقُ الدِّینَ فإن تابَ مِنهُ ذَهَبَ مالُهُ وافتَقَرَ .(1)

1441 - أربَی الرِّبا

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : ألا إنّ أربَی الرِّبا شَتمُ الأعراضِ ، وأشَدُّ الشَّتمِ الهِجاءُ ، والراوِیَةُ أحَدُ الشّاتِمَینِ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : أربَی الرِّبا تَفضیلُ المَرءِ علی أخِیهِ بالشَّتمِ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إنّ أربَی الرِّبا الاستِطالَةُ فی عِرضِ المسلمِ بغَیرِ حقٍّ .(4)

(5)

1442 - آکِلُ الرِّبا مُستَحِلّاً مُحارِبٌ

الکتاب :

(یَا أیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِیَ مِنَ الرِّبَا إن کُنتُم مُّؤمِنِینَ * فَإنْ لَم تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِه وَإنْ تُبْتُمْ فَلَکُمْ رُؤُوسُ أمْوَالِکُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ) .(6)

الحدیث :

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لَمّا بلَغهُ أنّ رَجلاً کانَ یَأکُلُ الرِّبا ویُسَمِّیهِ اللِّباءَ - : لئن أمکَنَنِی اللَّهُ عزّوجلّ (مِنهُ) لَأضرِبَنَّ عُنُقَهُ .(7)

تفسیر القمّی - فی قولهِ تعالی : (یا أیُّها الَّذِینَ آمَنوا اتَّقُوا اللَّهَ وذَرُوا ما بَقِیَ مِنَ الربا ...) - : فإنّهُ کانَ سببُ نُزولِها أ نّهُ لَمّا أنزَلَ اللَّهُ تَعالی : (الَّذِینَ یَأْکُلُونَ الرّبا)(8)- الآیة - فقامَ خالدُ بنُ الوَلیدِ إلی رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله فقالَ : یا رسولَ اللَّهِ ، رَبا أبِی فی ثَقیفٍ وقد أوصانِی عِندَ مَوتِهِ بأخذِهِ ، فَأنزَلَ اللَّهُ تبارکَ وتعالی : (یا أیُّها الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وذَرُوا ما بَقِیَ مِنَ الرِّبوا ...) . قالَ : مَن أخَذَ الرِّبا وَجَبَ علَیهِ القَتلُ .(9)

(10)

ص :429


1- کتاب من لا یحضره الفقیه : 3/279/4005 .
2- کنز العمّال : 8105 .
3- کنز العمّال : 8106 .
4- کنز العمّال : 8107 .
5- (انظر) عنوان 216 «السبّ» ، 344 «العِرض» ، 380 «العیب» ، 400 «الغیبة» .
6- البقرة : 278 ، 279 .
7- الکافی : 5/147/11 .
8- البقرة : 275 .
9- تفسیر القمّی : 1/93 .
10- (انظر) عنوان 103 «المحارب» .

ص :430

179 - الرجعة

اشاره

(1)

ص :431


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 53 / 39 باب 29 «الرجعة» .

ص :432

1443 - رَجعَةُ المَوتی

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : واللَّهِ لا تَذهَبُ الأیّامُ واللّیالی حتّی یُحیِیَ اللَّهُ المَوتی ویُمِیتَ الأحیاءَ ، ویَرُدَّ الحَقَّ إلی أهلِهِ ، ویُقِیمَ دینَهُ الذی ارتَضاهُ لِنَفسِهِ .(1)

عنه علیه السلام - فی قولِ اللَّهِ عزّوجلّ : (1إِنَّ الَّذِی فَرَضَ علیک القرآنَ لَرادُّکَ إلی مَعادٍ)(2) - : لا واللَّهِ لا تَنقَضِی الدُّنیا ولا تَذهَبُ حتّی یَجتَمِعَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله وعَلِیٌّ بالثَّوِیَّةِ فَیَلتَقِیانِ ویَبنِیانِ بالثَوِیَّةِ مَسجِداً لَهُ اثنا عَشَرَ ألفَ بابٍ .(3)

عنه علیه السلام : إذا قامَ [یَعنِی القائمَ ]اُتیَ المؤمنُ فی قَبرِهِ فیقالُ لَهُ : یا هذا، إنّهُ قد ظَهَرَ صاحبُکَ ، فإن تَشَأْ أن تَلحَقَ بهِ فَالحَقْ ، وإن تَشَأْ أن تُقِیمَ فی کَرامَةِ ربّکَ فَأقِمْ .(4)

الإمامُ الرِّضا علیه السلام - وقد سَألَهُ المأمونُ : یا أبا الحسنِ، ما تقولُ فی الرَّجعَةِ ؟ - : إنّها لَحَقٌّ قد کانَت فی الاُمَمِ السالِفَةِ ونَطَقَ بها القرآنُ وقد قالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله: یکونُ فی هذهِ الاُمَّةِ کلُّ ما کانَ فی الاُمَمِ السالِفَةِ حَذوَ النَّعْلِ بالنَّعلِ والقُذَّةِ بالقُذَّةِ .(5)

1444 - الرَّجعَةُ بَینَ جُمادی ورَجَبٍ

تأویل الآیات الظاهرة عن أبی الجارودِ عَمّن سَمِعَ علیّاً علیه السلام یقولُ : العَجَبُ کُلُّ العَجَبِ بینَ جُمادی ورَجَبٍ ، فقامَ رجلٌ فقالَ : یا أمیرَ المؤمنینَ، ما هذا العَجَبُ الذی لا تَزالُ تَعجَبُ مِنهُ ؟! فقالَ: ثَکَلَتکَ اُمُّکَ ، وأیُّ عَجَبٍ أعجَبُ مِن أمواتٍ یَضرِبُونَ کُلَّ عَدوٍّ للَّهِ ِ ولرسولِهِ ولأهلِ بیتِه ؟! (6)

بحار الأنوار : قالَ ابنُ الکَوّا لعلیٍّ صلّی اللَّهُ علَیهِ: یا أمیرَ المؤمنینَ، أرأیتَ قولَکَ «العَجَبُ کُلُّ العَجَبِ بَینَ جُمادَی

ص :433


1- بحار الأنوار : 53/102/125 .
2- القصص : 85 .
3- بحار الأنوار : 53/113/17 .
4- الغیبة للطوسی : 459/470 .
5- عیون أخبار الرِّضا : 2/201/1 .
6- تأویل الآیات الظاهرة : 2 / 648 .

ورَجَبٍ»! فقالَ : وَیحَکَ یا أعوَرُ ، هو جَمعُ أشتاتٍ ، ونَشرُ أمواتٍ، وحَصدُ نَباتٍ، وهَناتٌ بَعدَ هَناتٍ، مُهلِکاتٌ مُبِیراتٌ .(1)

بحار الأنوار عن عبدِ اللَّهِ بنِ خفقةَ : قالَ لی أبانُ بنُ تَغلِبَ : مَرَرتُ بقَومٍ یَعِیبُونَ عَلَیَّ رِوایَتِی عن جعفرٍ علیه السلام ، فقلتُ : کیفَ تَلُومُونّی فی رِوایَتِی عن رجلٍ ما سَألتُهُ عن شی ءٍ إلّا قالَ : قالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله، قالَ : فَمَرَّ صبیانٌ وهم یُنْشِدُونَ « العَجَبُ کُلُّ العَجَبِ بینَ جُمادی ورَجَبٍ » فَسَألتُهُ عنهُ فقالَ : لِقاءُ الأحیاءِ بالأمواتِ .(2)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إذا آنَ قِیامُ القائمِ مُطِرَ الناسُ جُمادَی الآخِرَ وعَشرَةَ أیّامٍ مِن رَجَبٍ مَطراً لَم تَرَ الخَلائقُ مِثلَهُ، فیُنبِتُ اللَّهُ بهِ لُحومَ المؤمنینَ وأبدانَهُم فی قُبورِهِم ، وکأنّی أنظُرُ إلَیهِم مُقبِلِینَ مِن قِبَلِ جُهَینَةَ یَنفُضُونَ شُعورَهُم مِنَ التُّرابِ .(3)

1445 - مَن اُخبِرَ بِرَجعَتِهِ

الإمامُ الحسینُ علیه السلام : أکُونُ أوَّلَ مَن یَنشَقُّ الأرضُ عَنهُ ، فَأخرُجُ خَرجَةً یُوافِقُ ذلکَ خَرجَةَ أمیرِ المؤمنینَ وقیامَ قائِمِنا .(4)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام - لِبُکَیرِ بنِ أعیَنَ - : إنّ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله وعلیّاً سَیَرجِعانِ .(5)

عنه علیه السلام : کأنّی بعبدِ اللَّهِ بنِ شریکٍ العامرِیِّ علَیهِ عِمامةٌ سَوداءُ وذُؤابَتاها بینَ کَتِفَیهِ مُصعِداً فی لَحفِ الجَبَلِ بینَ یَدَی قائمِنا أهلَ البیتِ فی أربعَةِ آلافٍ مُکَبِّرُونَ ، ومُکِرُّونَ .(6)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : أوَّلُ مَن تَنشَقُّ الأرضُ عَنهُ ویَرجِعُ إلی الدُّنیا الحسینُ بنُ علیٍّ علیه السلام .(7)

عنه علیه السلام - فی قَولِهِ تَعالی : (إِنَّ الَّذِی فَرَضَ علیک القرآنَ لَرادُّکَ إلی مَعادٍ) - : نَبِیُّکُم علیه السلام راجِعٌ إلَیکُم .(8)

ص :434


1- بحار الأنوار : 53/59/46 .
2- بحار الأنوار : 53 /77/85 .
3- بحار الأنوار : 53/90/94 .
4- بحار الأنوار : 53/62/52 .
5- بحار الأنوار : 53/39/2 .
6- بحار الأنوار : 53/76/81 .
7- بحار الأنوار : 53/39/1 .
8- مختصر بصائر الدرجات : 29 .

عنه علیه السلام : أوَّلُ مَن یَرجِعُ إلی الدُّنیا ، الحسینُ ابنُ علیٍّ علیه السلام فیُمَلَّکُ حتّی یَسقُطَ حاجِباهُ علی عَینَیهِ مِن الکِبَرِ .(1)

عنه علیه السلام : کَأنِّی بِحُمرانَ بنِ أعیَنَ ومُیَسِّرِ بنِ عبدِ العزیزِ یَخبِطانِ الناسَ بأسیافِهِما بینَ الصَّفا والمَروَةِ .(2)

عنه علیه السلام : إنّی سَألْتُ اللَّهَ فی إسماعیلَ أن یُبقِیَهُ بَعدِی فَأبی ، ولکنّهُ قد أعطانِی فیهِ مَنزِلةً اُخری أنّهُ یکونُ أوَّلَ مَنشورٍ فی عَشرَةٍ مِن أصحابِهِ ومِنهُم عبدُ اللَّهِ بنُ شریکٍ وهُو صاحِبُ لِوائهِ .(3)

عنه علیه السلام : یَخرُجُ مَع القائمِ علیه السلام مِن ظَهرِ الکوفةِ سَبعٌ وعِشرونَ رجُلاً، خَمسَةَ عَشَرَ مِن قَومِ موسی علیه السلام الذینَ کانوا یَهدُونَ بالحَقِّ وبهِ یَعدِلُونَ ، وسَبعةٌ مِن أهلِ الکَهفِ ، ویُوشَعُ بنُ نُونٍ ، وسَلمانُ ، وأبو دُجانَةَ الأنصاریُّ ، والمِقدادُ ، ومالکٌ الأشتَرُ ، فیکونونَ بینَ یَدَیهِ أنصاراً وحُکّاماً .(4)

1446 - الرَّجعَةُ لَیسَت عامَّةً

الإمامُ الباقرُ والإمامُ الصّادقُ علیهما السلام - فی قولِهِ تعالی : (وحَرامٌ عَلی قَریةٍ أهْلَکْناها أَ نَّهُم لایَرجِعُونَ)(5)- : کُلُّ قَریَةٍ أهلَکَ اللَّهُ أهلَها بالعَذابِ لا یَرجِعُونَ فی الرَّجْعَةِ ، فهذهِ الآیةُ مِن أعظَمِ الدّلالَةِ فی الرَّجعَةِ ؛ لأنَّ أحَداً مِن أهلِ الإسلامِ لا یُنکِرُ أنَّ الناسَ کُلَّهُم یَرجِعُونَ إلی القیامةِ: مَن هَلَکَ ومَن لم یَهلِکْ ، قولُهُ: (لا یَرجِعُونَ) أیضاً عَنی فی الرَّجعَةِ ، فأمّا إلی القِیامةِ فیَرجِعُونَ حتّی یَدخُلُوا النارَ .(6)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنّ الرَّجعَةَ لَیست بعامَّةٍ ، وهِی خاصّةٌ لا یَرجِعُ إلّا مَن مَحَضَ الإیمانَ مَحضاً أو مَحَضَ الشِّرکَ مَحضاً .(7)

1447 - رَجعَةُ مَن قُتِلَ أو ماتَ

. بحار الأنوار عن عبدِ الرحمنِ القصیرِ عن

ص :435


1- بحار الأنوار : 53/46/19 .
2- بحار الأنوار : 53/40/7 .
3- بحار الأنوار : 53/76/82 .
4- بحار الأنوار : 53/90/95.
5- الأنبیاء : 95 .
6- تفسیر القمّیّ : 2/76 .
7- بحار الأنوار : 53/39/1 .

أبی جعفرٍ علیه السلام: قَرأ هذهِ الآیَةَ (إنَّ اللَّهَ اشْتَری مِنَ المؤمنینَ أَنْفُسَهُم وأَموالَهُم)(1) فقالَ علیه السلام : هل تَدرِی مَن یَعنِی ؟ فقلتُ : یُقاتِلُ المؤمنونَ فَیَقتُلُونَ ویُقتَلُونَ ، فقالَ : لا ولکنْ مَن قُتِلَ مِنَ المُؤمنینَ رُدَّ حتّی یَمُوتَ ، ومَن ماتَ رُدَّ حتّی یُقتَلَ .(2)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - فی قولِ اللَّهِ عزّوجلّ : (وَیَومَ نَحْشُرُ مِنْ کُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً)(3) - : لَیسَ أحَدٌ مِنَ المؤمنینَ قُتِلَ إلّا سَیَرجِعُ حتّی یَمُوتَ ، ولا أحَدٌ مِنَ المؤمنینَ ماتَ إلّا سَیَرجِعُ حتّی یُقتَلَ .(4)

(5)

ص :436


1- التوبة : 111 .
2- بحار الأنوار : 53/74/73 .
3- النمل : 83 .
4- بحار الأنوار : 53/40/5 .
5- (انظر) بحار الأنوار : 53 / 40 / 8 و ص 66 / 59 و ص 71 / 70 و ص 53 / 31 .

180 - الرجاء

اشاره

(1)

(2)

ص :437


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 70 / 323 باب 59 «الخوف والرجاء» . کنز العمّال : 3 / 139 ، 707 «الخوف والرجاء» .
2- انظر : عنوان 156 «الخوف» ، 448 «القنوط» ، 21 «الأمل» .

ص :438

1448 - الحَثُّ عَلَی الرَّجاءِ الصّادِقِ

الکتاب :

(إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَالَّذِینَ هاجَرُوا وَجاهَدُوا فِی سَبِیلِ اللَّهِ أُولئِکَ یَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ واللَّهُ غَفُورٌ رَّحِیمٌ) .(1)

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : کلُّ راجٍ طالِبٌ وکُلُّ خائفٍ هارِبٌ .(2)

عنه علیه السلام - مِن کتابِهِ إلی زیادٍ - : أتَرجُو أن یُعطِیَکَ (یُؤتِیَکَ) اللَّهُ أجرَ المُتَواضِعِینَ وأنتَ عِندَهُ مِن المُتَکَبِّرِینَ ؟! وتَطمَعُ - وأنتَ مُتَمَرِّغٌ فی النَّعِیمِ ، تَمنَعُهُ الضَّعیفَ والأرمَلَةَ - أن یُوجِبَ لکَ ثَوابَ المُتَصدِّقِینَ ؟! وإنّما المَرءُ مَجزِیٌّ بما أسلَفَ، وقادِمٌ عَلی ما قَدَّمَ .(3)

1449 - التَّحذیرُ مِنَ الرَّجاءِ الکاذِبِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فیمَن یَدَّعِی أ نّهُ راجٍ - : یَدَّعِی بزَعمِهِ أ نّهُ یَرجُو اللَّهَ ، کَذَبَ والعظیمِ! ما بالُهُ لا یَتَبَیَّنُ رجاؤهُ فی عَمَلِهِ ؟! فکُلُّ مَن رجا عُرِفَ رجاؤهُ فی عَمَلِهِ وکلُّ رَجاءٍ - إلّا رجاءَ اللَّهِ تعالی - فإنّهُ مَدخولٌ وکُلُّ خَوفٍ مُحَقَّقٌ - إلّا خَوفَ اللَّهِ - فإنّهُ مَعلولٌ .(4)

عنه علیه السلام - لِرَجُلٍ سَألَهُ أن یَعِظَهُ - : لا تَکُن مِمَّن یَرجُو الآخِرَةَ بغَیرِ العَمَلِ ویُرَجِّی التَّوبَةَ بطُولِ الأمَلِ ، یَقولُ فی الدُّنیا بقَولِ الزاهِدِینَ ویَعمَلُ فیها بعَمَلِ الراغِبینَ .(5)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام - فی مُناجاتِه - : وأعُوذُ بکَ مِن دُعاءٍ مَحجوبٍ ، ورَجاءٍ مَکذوبٍ ، وحَیاءٍ مَسلوبٍ ، واحتِجاجٍ مَغلوبٍ ، ورأیٍ غَیرِ مُصِیبٍ .(6)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : إیّاکَ والرَّجاءَ الکاذِبَ، فإنّهُ یُوقِعُکَ فی الخَوفِ الصادِقِ .(7)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لَمّا سُئلَ عن قَومٍ یَعمَلُونَ بالمَعاصِی ویَقولونَ : نَرجُو ،

ص :439


1- البقرة : 218 .
2- الأمالی للمفید : 207/38 .
3- نهج البلاغة : الکتاب 21 .
4- نهج البلاغة : الخطبة 160 ، انظر تمام الکلام.
5- نهج البلاغة : الحکمة 150 .
6- بحار الأنوار : 94/156/22 .
7- بحار الأنوار : 78/164/1 .

فلا یَزالُونَ کذلکَ حتّی یَأتِیَهُمُ الموتُ ؟ - : هؤلاءِ قَومٌ یَتَرَجَّحُونَ فی الأمانِیِّ کَذَبوا لَیسُوا بِراجِینَ ، إنّ مَن رَجا شَیئاً طَلَبَهُ ومَن خافَ مِن شی ءٍ هَربَ مِنهُ .(1)

1450 - التَّحذیرُ مِن رَجاءِ غَیرِ اللَّهِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : اُوصِیکُم بِخَمسٍ لَو ضَرَبتُم إلَیها آباطَ الإبِلِ لکانَت لذلکَ أهلاً : لا یَرجُوَنَّ أحَدٌ مِنکُم إلّا رَبَّهُ ، ولا یَخافَنَّ إلّا ذَنبَهُ ... .(2)

عنه علیه السلام : اِجعَلُوا کُلَّ رجائکُم للَّهِ ِ سبحانَهُ ولا تَرجُوا أحَداً سِواهُ ، فإنّهُ ما رَجا أحَدٌ غَیرَ اللَّهِ تعالی إلّا خابَ .(3)

(4)

1451 - أرجی آیَةٍ فی کِتابِ اللَّهِ

تفسیر فرات عن بِشرِ بنِ شُرَیح البصریِّ : قلتُ لمحمّدِ بنِ علیٍّ علیهما السلام: أیُّ آیَةٍ فی کتابِ اللَّهِ أرجی ؟ قالَ : ما یقولُ فیها قومُکَ ؟ قلت : یقولُونَ (یا عبادِی الّذینَ أسْرَفُوا علی أنْفُسِهِم لا تَقْنَطُوا من رحمةِ اللَّهِ)(5) قالَ : لکِنّا أهلَ البیتِ لا نَقولُ ذلکَ ، قلتُ : فَأیَّ شی ءٍ تَقولونَ فیها ؟ قالَ علیه السلام : نَقولُ (ولَسَوفَ یُعْطِیکَ رَبُّکَ فَتَرْضی )(6)الشفاعَةُ ، واللَّهِ الشفاعَةُ ، واللَّهِ الشفاعَةُ .(7)

(8)

1452 - الرَّجاءُ فیما لا یُرجی !

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : کُن لِما لا تَرجُو أرجی مِنکَ لِما تَرجُو ؛ فإنّ أخِی موسی بنَ عِمرانَ ذَهَبَ لِیَقتَبِسَ ناراً فَکَلَّمَهُ رَبُّهُ عزّوجلّ .(9)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : کُن لِما لا تَرجُو أرجی مِنکَ لِما تَرجُو ؛ فإنّ موسی بنَ عِمرانَ علیه السلام خَرَجَ یَقتَبِسُ لِأهلِهِ ناراً، فَکَلَّمَهُ اللَّهُ عزّوجلّ فَرَجَعَ نَبیّاً ،

ص :440


1- الکافی : 2/68/5 .
2- نهج البلاغة : الحکمة 82 .
3- غرر الحکم : 2511 .
4- (انظر) السؤال (طلب الحاجة) : باب 1706 ، 1707 . الیأس : باب 4173 .
5- الزمر : 53 .
6- الضحی : 5 .
7- تفسیر فرات : 571/734 .
8- (انظر) الذنب : باب 1391 . تفسیر نور الثقلین : 5 / 595 / 12 .
9- کنز العمّال : 5904 .

وخَرَجَتْ مَلِکَةُ سَبَأٍ فَأسلَمَتْ مَع سُلیمانَ علیه السلام، وخَرَجَ سَحَرَةُ فِرعَونَ یَطلُبُونَ العِزَّةَ لِفِرعَونَ فَرَجَعُوا مُؤمِنِینَ .(1)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : کُن لِما لا تَرجُو أرجی مِنکَ لِما تَرجُو؛ فإنّ موسی علیه السلام ذَهَبَ لِیَقتَبِسَ لِأهلِهِ ناراً فَانصَرَفَ إلَیهِم وهُو نَبِیٌّ مُرسَلٌ .(2)

ص :441


1- الأمالی للصدوق : 244/261 .
2- الکافی : 5/83/2 و 3 .

ص :442

181 - الرَّحم

اشاره

(1)

ص :443


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 74 / 390 باب 28 «التراحم والتعاطف» . بحار الأنوار : 74 / 405 باب 29 «مَن یستحقّ أن یرحم» . بحار الأنوار : 75 / 136 باب 52 «رحم الصغیر» . وسائل الشیعة : 8 / 552 باب 124 «استحباب التراحم» . کنز العمّال : 3 / 162 ، 172 «الرحمة بالضعفاء» .

ص :444

1453 - الحَثُّ عَلَی التَّراحُمِ

الکتاب :

(مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِینَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ علی الکُفَّارِ رُحَماءُ بَیْنَهُمْ) .(1)

(ثُمَّ قَفَّیْنَا علی آثارِهِم بِرُسُلِنَا وَقفَّیْنَا بِعِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ وَآتَیْنَاهُ الْإِنجِیلَ وَجَعَلْنَا فِی قُلُوبِ الَّذِینَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِیَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا کَتَبْنَاهَا علیهِم إلَّا ابْتِغَآءَ رِضوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَایَتِهَا فَآتَیْنَا الَّذِینَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَکَثِیرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ) .(2)

(ثُمَّ کَانَ مِنَ الَّذِینَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَواصَوْا بِالمَرْحَمَةِ * أُولئِکَ أَصْحَابُ المَیْمَنَةِ) .(3)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : الراحِمونَ یَرحَمُهُم الرّحمنُ تبارکَ وتعالی ، اِرحَمُوا مَن فی الأرضِ یَرحَمْکُم مَن فی السماءِ .(4)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : مَن رَحِمَ ولو ذَبیحَةَ عُصفورٍ رَحِمَهُ اللَّهُ یومَ القِیامةِ .(5)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : مَن لَم یَرحَمْ لا یُرحَمْ .(6)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : یُنادِی مُنادٍ فی النارِ : یا حَنّانُ یا مَنّانُ نَجِّنی مِنَ النارِ ، فَیَأْمُرُ اللَّهُ مَلَکاً فَیُخرِجُهُ حتّی یَقِفَ بینَ یَدَیهِ ، فیقولُ اللَّهُ عزّوجلّ : هل رَحِمتَ عُصفوراً .(7)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : مَن لا یَرحَمْ مَن فی الأرضِ لا یَرحَمْهُ مَن فی السماءِ .(8)

عنه صلی اللَّه علیه و آله :مَن لایَرْحَمِ الناسَ لایَرحَمْهُ اللَّهُ .(9)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : مَن لا یَرحَمْ لا یُرحَمْ ، ومَن لا یَغفِرْ لا یُغفَرْ لَه ، ومَن لا یَتُبْ لا یَتوبُ اللَّهُ علَیهِ .(10)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إنّما یَرحَمُ اللَّهُ مِن عِبادِهِ الرُّحَماءَ .(11)

کنز العمّال عنه صلی اللَّه علیه و آله : والذی نَفسِی بیَدِهِ لا تَدْخُلُونَ الجنّةَ حَتّی تَراحَمُوا ، قالُوا: یا رَسولَ اللَّهِ کُلُّنا رَحیمٌ؟ قالَ: إنَّهُ لَیْسَ بِرَحْمَةِ أَحَدِکُمْ خاصّةً، ولکن رَحمةَ العامّةِ رَحمةَ العامّةِ .(12)

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إنّ اللَّهَ رَحیمٌ یُحِبُّ الرَّحیمَ، یَضَعُ رحمَتَهُ علی کُلِّ رحیمٍ .(13)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : خابَ عَبدٌ وخَسِرَ لَم یَجعَلِ اللَّهُ

ص :445


1- الفتح : 29 .
2- الحدید : 27 .
3- البلد : 17 ، 18 .
4- کنز العمّال : 5969 .
5- کنز العمّال : 15614 .
6- کنز العمّال: 5971 .
7- کنز العمّال: 5992.
8- کنز العمّال: 5965.
9- کنز العمّال: 5972.
10- کنز العمّال: 5966 .
11- کنز العمّال: 5967 .
12- کنز العمّال: 25268 .
13- کنز العمّال: 10381 .

تعالی فی قَلبِهِ رَحمَةً للبَشَرِ .(1)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أحسِنْ یُحسَنْ إلَیکَ ... ، إرحَمْ تُرحَمْ .(2)

عنه علیه السلام : إرحَم مَن دُونَکَ ، یَرحَمْکَ مَن فَوقَکَ ، وقِسْ سَهوَهُ بسَهوِکَ ومَعصِیَتَهُ لکَ بمعصِیَتِکَ لِرَبِّکَ وفَقرَهُ إلی رَحمَتِکَ بِفَقرِکَ إلی رَحمَةِ رَبِّکَ .(3)

عنه علیه السلام : عَجِبتُ لِمَن یَرجُو رَحمَةَ مَن فَوقَهُ کیفَ لا یَرحَمُ مَن دُونَهُ؟!(4)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنَّ شیعَتَنا مَن لا یَعدو صَوتُهُ سَمعَهُ ... وإن یُخاطِبهُمُ الجاهِلُ سَلَّموا ، وإن لَجَأَ إلَیهِم ذو حاجَةٍ مِنهُم رَحِموا .(5)

1454 - مَن یَستَحِقُّ الرَّحمَ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : اِرحَمُوا عَزیزاً ذَلَّ ، وغَنِیّاً افتَقَرَ ، وعالِماً ضاعَ فی زمانِ جُهّالٍ .(6)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : اِرحَمِ المَساکینَ .(7)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : یا أنَسُ ، اِرحَمِ الصَّغیرَ ، وَوَقِّرِ الکَبیرَ تَکُن مِن رُفَقائی .(8)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : مَن لَم یَرحَمْ صَغیرَنا ، ولَم یَعرِفْ حَقَّ کَبیرِنا ، فَلَیسَ مِنّا .(9)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : اِرحَمْ مِن أهلِکَ الصَّغیرَ ووَقِّرْ مِنهُمُ الکَبیرَ .(10)

عنه علیه السلام : وإنّما یَنبَغی لِأهلِ العِصمَةِ والمَصنوعِ إلَیهِم فی السلامَةِ أن یَرحَمُوا أهلَ الذُّنوبِ والمَعصیَةِ ، ویکونَ الشُّکرُ هُو الغالِبَ علَیهِم .(11)

عنه علیه السلام : اِرحَمُوا نُفوسَکُم ، فإنّکُم قد جَرَّبتُمُوها فی مَصائبِ الدُّنیا .(12)

عنه علیه السلام : یا أیُّها الإنسانُ ، ما جَرَّأکَ علی ذَنْبِکَ ... ؟! أمَا تَرحَمُ مِن نفسِکَ ما تَرحَمُ مِن غَیرِکَ ؟!(13)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنّی لَأرحَمُ ثلاثةً وحَقٌّ لَهم أن یُرحَمُوا : عزیزُ قَومٍ أصابَتهُ مَذَلَّةٌ بعدَ العِزِّ ، وغَنیٌّ أصابَتهُ حاجَةٌ بعدَ الغِنی ، وعالِمٌ یَستَخِفُّ بهِ أهْلُهُ والجَهَلَةُ .(14)

عنه علیه السلام : مَن أرادَ أن یُدخِلَهُ اللَّهُ عزوجل فی رَحمَتِهِ ویُسکِنَهُ جَنَّتَهُ ، فَلیُحسِن خُلُقَهُ ، وَلیُعطِ النَّصفَةَ مِن نَفسِهِ ، وَلیَرحَمِ الیَتیمَ ، وَلیُعِنِ الضَّعیفَ ، وَلیَتَواضَع للَّهِ ِ الَّذی خَلَقَهُ .(15)

ص :446


1- کنز العمّال : 5968 .
2- الأمالی للصدوق : 278/308 .
3- غرر الحکم : 2422 .
4- غرر الحکم : 6255 .
5- بحار الأنوار : 69 / 402 / 104 .
6- بحار الأنوار:74/405/2.
7- کنز العمّال : 5983 .
8- کنز العمّال : 6055 .
9- کنز العمّال : 5970 .
10- الأمالی للمفید : 222/1 .
11- نهج البلاغة : الخطبة 140 .
12- نهج البلاغة : الخطبة 183 .
13- نهج البلاغة : الخطبة 223 .
14- الأمالی للصدوق : 62/22 .
15- الأمالی للصدوق : 473 / 636 .

182 - الرحمة

اشاره

(1)

(2)

ص :447


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 6 / 1 باب 19 «عفو اللَّه تعالی ... وسعة رحمته» . بحار الأنوار : 7 / 286 باب 14 «ما یظهر من رحمته تعالی فی القیامة» . کنز العمّال : 4 / 273 «فی سعة رحمة اللَّه» .
2- انظر : عفو اللَّه سبحانه : باب 2724 ، الأمل : باب 121 . القنوط : باب 3366 ، 3367 .

ص :448

1455 - رَحمَةُ اللَّهِ

الکتاب :

(فَانْظُرْ إِلی آثارِ رَحْمَتِ اللَّهِ کَیْفَ یُحْیِی الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ ذلِکَ لَمُحْیِ المَوْتَی وَهُوَ عَلی کُلِّ شَی ءٍ قَدِیرٌ) .(1)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إنّ اللَّهَ تعالی خَلَقَ مِائةَ رَحمَةٍ یَومَ خَلَقَ السماواتِ والأرضَ ، کُلُّ رحمةٍ مِنها طِباقُ ما بینَ السماءِ والأرضِ ، فَأهبَطَ رَحمَةً مِنها إلی الأرضِ فَبِها تَراحَمَ الخَلقُ ، وبها تَعطِفُ الوالِدَةُ علی وَلَدِها ، وبها تَشرَبُ الطیرُ والوُحوشُ مِن الماءِ ، وبها تَعِیشُ الخلائقُ .(2)

کنز العمّال عن رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : لَن یَدخُلَ الجَنَّةَ أحَدٌ إلّا بِرحمَةِ اللَّهِ . قالوا : ولا أنتَ ؟ قالَ : ولا أنا إلّا أن یَتَغَمَّدَنِیَ اللَّهُ .(3)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : فَطَرَ الخلائقَ بقُدرَتِهِ ، ونَشَرَ الرِّیاحَ بِرَحمَتِهِ .(4)

عنه علیه السلام - یَصفُ خِلقَةَ آدَمَ علیه السلام - : ... ثُمّ بَسَطَ اللَّهُ سبحانَهُ لَهُ فی تَوبَتِهِ ، ولَقّاهُ کَلِمَةَ رَحمَتِهِ .(5)

1456 - سَعَةُ رَحمَةِ اللَّهِ

الکتاب :

(الَّذِینَ یَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ یُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَیُؤْمِنُونَ بِهِ وَیَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِینَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ کُلَّ شَیْ ءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِینَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِیلَکَ وَقِهِمْ عَذَابَ الجَحِیمِ) .(6)

(فَإنْ کَذَّبُوکَ فَقُلْ رَبُّکُمْ ذُو رَحْمَةٍ واسِعَةٍ وَلَا یُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَومِ المُجْرِمِینَ) .(7)

(وَاکْتُبْ لَنَا فِی هذِهِ الدُّنْیَا حَسَنَةً وَفِی الْأَخِرَةِ إنَّا هُدْنَآ إِلَیْکَ قَالَ عَذَابِی أُصِیبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِی وَسِعَتْ کُلَّ شَیْ ءٍ فَسَأَکْتُبُهَا لِلَّذِینَ یَتَّقُونَ وَیُؤْتُونَ الزَّکَاةَ وَالَّذِینَ هُمْ بِآیَاتِنَا یُؤْمِنُونَ) .(8)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : لَو تَعلَمُونَ قَدْرَ رحمَةِ اللَّهِ

ص :449


1- الروم : 50 .
2- کنز العمّال : 10464 .
3- کنز العمّال : 10407 .
4- نهج البلاغة : الخطبة 1 .
5- نهج البلاغة : الخطبة 1 .
6- غافر : 7 .
7- الأنعام : 147 .
8- الأعراف : 156 .

تعالی لَاتَّکَلتُمْ علَیها .(1)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إنّ اللَّهَ تعالی خَلَقَ مائةَ رحمَةٍ ، فرحمَةٌ بینَ خَلقِهِ یَتَراحَمُونَ بها ، وادَّخَرَ لأولیائهِ تِسعَةً وتِسعینَ .(2)

کنز العمّال عن عمر : قُدِمَ علی النبیّ صلی اللَّه علیه و آله بِسَبِیٍّ فإذا امرأةٌ مِن السَّبِیِّ تَسعی إذ وَجَدَت صَبیّاً فی السَّبِیِّ أخَذَتهُ فَألصَقَتهُ بِبَطنِها وأرضَعَتْهُ، فقالَ لنا النبیُّ صلی اللَّه علیه و آله : أتَرَونَ هذِه طارحَةً وَلَدَها فی النارِ ؟ قلنا : لا ، وهِی تَقدِرُ عَلی أن لا تَطرَحَهُ ، فقالَ : اَللَّهُ أرحَمُ بعِبادِهِ مِن هذِهِ بوَلَدِها .(3)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : یا أَصبَغُ ! لئن ثَبَتَتْ قَدَمُکَ وتَمَّتْ وَلایَتُکَ وانبَسَطَتْ یَدُکَ فاللَّهُ أَرحَمُ بِکَ مِن نفسِکَ .(4)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام - فی مُناجاتِه - : یا مَن هُو أبَرُّ بِی مِن الوالِدِ الشَّفیقِ ، وأقرَبُ إلَیَّ مِن الصاحِبِ اللَّزِیقِ (الرَّفِیقِ) أنتَ مَوضِعُ اُنسِی فی الخَلوَةِ إذا أوحَشَنِی المکانُ ، ولَفَظَتنِی الأوطانُ .(5)

عنه علیه السلام - لمّا قیلَ لَهُ: إنّ الحسنَ البصریَّ قالَ : لَیسَ العَجَبُ مِمَّن هَلَکَ کیفَ هَلَکَ وإنّما العَجَبُ مِمّن نَجا کیفَ نَجا ! - : أنا أقُولُ: لَیسَ العَجَبُ مِمَّن نَجا کیفَ نَجا ، وأمّا العَجَبُ مِمَّنْ هَلَکَ کَیفَ هَلَکَ مَع سَعَةِ رحمةِ اللَّهِ ؟!(6)

عنه علیه السلام : لا یَهلِکُ مُؤمنٌ بینَ ثلاثِ خِصالٍ : شهادَةِ أن لا إلهَ إلّا اللَّهُ وحدَهُ لا شَریکَ لَهُ، وشفاعَةِ رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله، وسَعَةِ رَحمَةِ اللَّهِ عزّوجلّ .(7)

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : ما ظَنُّکَ بالرَّؤوفِ الرحیمِ الذی یَتَوَدَّدُ إلی مَن یُؤذِیهِ بأولیائهِ ، فکیفَ بِمَن یُؤذی فیهِ ؟! وما ظَنُّکَ بالتوّابِ الرحیمِ الذی یَتوبُ علی مَن یُعادِیهِ ، فکیف بِمَن یَتَرَضّاهُ ویَختارُ عَداوَةَ الخَلقِ فیهِ؟!(8)

1457 - تَعَهُّدُ اللَّهِ بِالرَّحمَةِ

الکتاب :

(وَإِذا جاءَکَ الَّذِینَ یُؤْمِنُونَ بآیاتِنا فَقُلْ سَلامٌ علیکُمْ

ص :450


1- کنز العمّال : 10387 .
2- کنز العمّال : 5668 .
3- کنز العمّال : 10461 .
4- الأمالی للطوسی : 173/292 .
5- بحار الأنوار : 94/157/22 .
6- بحار الأنوار : 78/153/17 .
7- بحار الأنوار : 78/159/10 .
8- تحف العقول : 399 .

کتَبَ رَبُّکُمْ عَلی نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنکُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِیمٌ) .(1)

(قُلْ لِمَنْ ما فِی السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ کتَبَ عَلی نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَیَجْمَعَنَّکُمْ إِلی یَوْمِ الْقِیَامَةِ لَا رَیْبَ فِیهِ الَّذِینَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لَا یُؤْمِنُونَ) .(2)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : ما خَلَقَ اللَّهُ مِن شی ءٍ إلّا وقد خَلَقَ لَهُ ما یَغلِبُهُ ، وخَلَقَ رَحمَتَهُ تَغلِبُ غَضَبَهُ .(3)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : إنَّ اللَّهَ تبارکَ وتعالی الحلیمُ العلیمُ إنّما غَضَبُهُ علی مَن لم یَقبَلْ مِنهُ رِضاهُ ، وإنّما یَمنَعُ مَن لَم یَقبَلْ مِنهُ عَطاهُ ، وإنّما یُضِلُّ مَن لَم یَقبَلْ مِنهُ هُداهُ ... کَتَبَ علی نَفسِهِ الرَّحمَةَ ، فَسَبَقَتْ قَبلَ الغَضَبِ فَتَمَّتْ صِدقاً وعَدلاً .(4)

1458 - موجِباتُ الرَّحمَةِ

الکتاب :

(وَلَا تُفْسِدُوا فِی الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِیبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِینَ) .(5)

(فَأَمَّا الَّذِینَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَیُدْخِلُهُمْ فِی رَحمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَیَهْدِیهِمْ إِلَیْهِ صِرَاطاً مُّسْتَقِیماً) .(6)

(وَلَنَبْلُوَنَّکُم بِشَیْ ءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِینَ * الَّذِینَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِیبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَیهِ راجِعُونَ * أُولئِکَ عَلَیْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِکَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) .(7)

(وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِی أُعِدَّتْ لِلْکَافِرِینَ * وَأَطِیعُوا اللَّهَ وَالرّسُولَ لَعَلَّکُمْ تُرْحَمُونَ) .(8)

(وَهذا کِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَکٌ فَاتَّبِعُوهُ واتَّقُوا لَعَّلَکُمْ تُرْحَمُونَ) .(9)

(وَأَقِیمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّکاةَ وَأَطِیعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّکُمْ تُرْحَمُونَ) .(10)

(قَالَ یَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّیِّئَةِ قَبْلَ الحَسَنَةِ لَولَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّکُمْ تُرْحَمُونَ) .(11)

(12)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : - لَمّا قالَ لَهُ رجُلٌ : اُحِبُّ أن یَرحَمَنی رَبّی - : اِرحَمْ نَفسَکَ ،

ص :451


1- الأنعام : 54 .
2- الأنعام : 12 .
3- کنز العمّال : 10390 .
4- الکافی : 8/52/16 .
5- الأعراف : 56 .
6- النساء : 175 .
7- البقرة : 155 - 157 .
8- آل عمران : 131 ، 132 .
9- الأنعام : 155 .
10- النور : 56 .
11- النمل : 46 .
12- (انظر) الأعراف: 204 ، یس : 45 ، الحجرات: 10 . عنوان 323 «الطاعة» ، 392 «الاستغفار» .

وارحَمْ خَلقَ اللَّهِ یَرحَمْکَ اللَّهُ .(1)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی وصفِ آخِرِ الزمانِ - : وذلکَ زمانٌ لا یَنجُو فیهِ إلّا کُلُّ مُؤمنٍ نُوَمَةٍ ... لَیسُوا بالمَسایِیحِ ، ولا المَذایِیعِ البُذُرِ ، اُولئکَ یَفتَحُ اللَّهُ لَهُم أبوابَ رحمَتِهِ ، ویَکشِفُ عَنهُم ضَرَّاءَ نِقْمَتِهِ .(2)

عنه علیه السلام : بِذِکرِ اللَّهِ تُستَنزَلُ الرَّحمَةُ .(3)

عنه علیه السلام : بالعَفوِ تُستَنزَلُ الرَّحمَةُ .(4)

عنه علیه السلام : بِبَذلِ الرحمَةِ تُستَنزَلُ الرَّحمَةُ .(5)

عنه علیه السلام : رحمَةُ الضُعَفاءِ تَستَنزِلُ الرَّحمَةَ .(6)

عنه علیه السلام : أبلَغُ ما تَستَدِرُّ بهِ الرَّحمَةَ أن تُضمِرَ لِجَمیعِ الناسِ الرَّحمَةَ .(7)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : تَعَرَّضْ للرَّحمَةِ وعَفوِ اللَّهِ بحُسنِ المُراجَعَةِ ، واستَعِنْ علی حُسنِ المُراجَعَةِ بخالِصِ الدعاءِ والمُناجاةِ فی الظُّلَمِ .(8)

(9)

1459 - مَوانِعُ الرَّحمَةِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : رحمَةُ مَن لا یَرحَمُ تَمنَعُ الرَّحمَةَ ، واستِبقاءُ مَن لا یُبقی یُهلِکُ الاُمَّةَ .(10)

عنه علیه السلام : مَن لم یَرحَمِ الناسَ مَنَعَهُ اللَّهُ رحمَتَهُ .(11)

(12)

1460 - التَّعَرُّضُ لِرَحمَةِ اللَّهِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إنّ لِرَبِّکُم فی أیّامِ دَهرِکُم نَفَحاتٍ، فَتَعَرَّضُوا لَهُ لَعَلَّهُ أن یُصِیبَکُم نَفحَةٌ مِنها فلا تَشقَونَ بَعدَها أبداً .(13)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : اُطلُبُوا الخَیرَ دَهرَکُم کُلَّهُ ، وتَعَرَّضُوا لِنَفَحاتِ اللَّهِ ، فإنّ للَّهِ ِ نَفَحاتٍ مِن رَحمَتِهِ یُصِیبُ بها مَن یشاءُ مِن عبادِهِ .(14)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : تَعَرَّضُوا لِرَحمَةِ اللَّهِ بما أمَرَکُم بهِ مِن طاعَتِهِ .(15)

ص :452


1- کنز العمّال : 44154 .
2- نهج البلاغة : الخطبة 103 .
3- غرر الحکم : 4209 .
4- غرر الحکم : 4317 .
5- غرر الحکم : 4343 .
6- غرر الحکم : 5415 .
7- غرر الحکم : 3353 .
8- بحار الأنوار : 78/164/1 .
9- (انظر) عفو اللَّه سبحانه : باب 2724 . لرحم : باب 1453 .
10- غرر الحکم : 5430 .
11- غرر الحکم :8965 .
12- (انظر) العفو : باب 2721 .
13- کنز العمّال : 21324 .
14- کنز العمّال : 21325 .
15- تنبیه الخواطر : 2/120 .

1461 - مَن یَستَحِقُّ الرَّحمَةَ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : رَحِمَ اللَّهُ امرَأً عَرَفَ قَدرَهُ ولَم یَتَعَدَّ طَورَهُ .(1)

عنه علیه السلام : رَحِمَ اللَّهُ عَبداً راقَبَ ذَنبَهُ وخافَ رَبَّهُ .(2)

عنه علیه السلام : رَحِمَ اللَّهُ امرَأً استَقبَلَ توبَتَهُ ، واستَقالَ خطیئَتَهُ ، وبادَرَ مَنِیَّتَهُ .(3)

عنه علیه السلام : رَحِمَ اللَّهُ امرَأً تَفَکَّرَ فَاعتَبَرَ ، واعتَبَرَ فَأبصَرَ .(4)

عنه علیه السلام : رَحِمَ اللَّهُ امرَأً اتَّعَظَ وازدَجَرَ وانتَفَعَ بالعِبَرِ .(5)

عنه علیه السلام : رَحِمَ اللَّهُ امرَأً جَعَلَ الصَّبرَ مَطِیَّةَ حَیاتِهِ والتَّقوی عُدَّةَ وَفاتِهِ .(6)

عنه علیه السلام : رَحِمَ اللَّهُ امرَأً بادَرَ الأجَلَ وأحسَنَ العَمَلَ لِدارِ إقامَتِهِ ومَحَلِّ کَرامَتِهِ .(7)

عنه علیه السلام : رَحِمَ اللَّهُ امرَأً قَصَّرَ الأمَلَ وبادَرَ الأجَلَ واغتَنَمَ المَهَلَ وتَزَوَّدَ مِنَ العَمَلِ .(8)

عنه علیه السلام : رَحِمَ اللَّهُ امرَأً اغتَنَمَ المَهَلَ وبادَرَ العَمَلَ وأکمَشَ مِن وَجَلٍ .(9)

عنه علیه السلام : رَحِمَ اللَّهُ امرَأً غالَبَ الهَوی وأفلَتَ مِن حَبائلِ الدُّنیا .(10)

عنه علیه السلام : رَحِمَ اللَّهُ امرَأً راغَبَ رَبَّهُ (راقَبَ دِینَهُ) وتَوَکَّفَ ذَنبَهُ ، وکابَرَ هَواهُ وکَذَّبَ مُناهُ ... دائمُ الفِکرِ ، طویلُ السَّهَرِ ... یُظهِرُ دُونَ ما یَکتُمُ ، ویَکتَفِی بِأقَلَّ مِمّا یَعلَمُ ، اُولئکَ وَدائعُ اللَّهِ فی بلادِهِ ، المَدفوعُ بهِم عَن عِبادِهِ .(11)

عنه علیه السلام : رَحِمَ اللَّهُ عَبداً اقتَرَفَ فَاعتَرَفَ ، ووَجِلَ فَعَمِلَ ، وحاذَرَ فَبادَرَ .(12)

عنه علیه السلام : رَحِمَ اللَّهُ امرَأً أحیا حقّاً وأماتَ باطِلاً وأدحَضَ الجَورَ وأقامَ العَدلَ .(13)

عنه علیه السلام : رَحِمَ اللَّهُ امرَأً سَمِعَ حُکماً فَوَعی ، ودُعِیَ إلی رَشادٍ فَدَنا ، وأخَذَ بِحُجزَةِ هادٍ فَنَجا .(14)

ص :453


1- غرر الحکم : 5204 .
2- غرر الحکم : 5205 .
3- نهج البلاغة : الخطبة 143 .
4- نهج البلاغة : الخطبة103.
5- غرر الحکم : 5207 .
6- غرر الحکم : 5208 .
7- غرر الحکم : 5209 .
8- غرر الحکم : 5210 .
9- غرر الحکم : 5211 .
10- غرر الحکم : 5212 .
11- بحار الأنوار: 78/46/59.
12- تحف العقول : 210 .
13- غرر الحکم : 5217 .
14- نهج البلاغة : الخطبة 76.

عنه علیه السلام : رَحِمَ اللَّهُ امرَأً عَلِمَ أنّ نَفَسَهُ خُطاهُ إلی أجَلِهِ، فَبادَرَ عَمَلَهُ وقَصَّرَ أمَلَهُ .(1)

عنه علیه السلام : رَحِمَ اللَّهُ رجُلاً رَأی حقّاً فَأعانَ علَیهِ ، أو رَأی جَوراً فَرَدَّهُ ، وکانَ عَوناً بالحقِّ علی صاحِبِهِ .(2)

عنه علیه السلام : رَحِمَ اللَّهُ امرَأً بادَرَ الأجَلَ وأکذَبَ الأمَلَ وأخلَصَ العَمَلَ .(3)

عنه علیه السلام : رَحِمَ اللَّهُ امرَأً ألجَمَ نَفسَهُ عن مَعاصِی اللَّهِ بِلِجامِها ، وقادَها إلی طاعَةِ اللَّهِ بِزِمامِها .(4)

عنه علیه السلام : رَحِمَ اللَّهُ امرَأً نَزَعَ عن شَهوَتِهِ ، وقَمَعَ هَوی نَفسِهِ .(5)

عنه علیه السلام : رَحِمَ اللَّهُ امرَأً قَمَعَ نَوازِعَ نَفسِهِ إلی الهَوی فَصَانَها ، وقادَها إلی طاعَةِ اللَّهِ بِعِنانِها .(6)

عنه علیه السلام : رَحِمَ اللَّهُ امرَأً أخَذَ مِن حیاةٍ لِمَوتٍ ، ومِن فَناءٍ لِبَقاءٍ ومِن ذاهِبٍ لدائمٍ .(7)

عنه علیه السلام : رَحِمَ اللَّهُ امرَأً تَوَرَّعَ عنِ المَحارِمِ وتَحَمَّلَ المَغارِمَ ونافَسَ فی مُبادَرَةِ جَزِیلِ المَغانِمِ .(8)

(9)

1462 - رَحمَةُ اللَّهِ فی شَهرِ رَجَبٍ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : ألا إنَّ رَجَباً شَهرُ اللَّهِ الأصَمُّ ، وهُوَ شَهرٌ عَظیمٌ ، وإنّما سُمِّیَ الأصَمَّ لأ نّهُ لا یُقارِبُهُ شَهرٌ مِنَ الشُّهُورِ حُرمَةً وفَضلاً عِندَ اللَّهِ .(10)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : رَجَبٌ شَهرُ اللَّهِ (الأصَبُّ)، یَصُبُّ اللَّهُ فیهِ الرَّحمَةَ علی عِبادِهِ .(11)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : سُمِّیَ شَهرُ رجَبٍ شَهرَ اللَّهِ الأصَبَّ لأنّ الرحمَةَ علی اُمَّتِی تُصَبُّ صبّاً فیهِ ، ویقالُ الأصَمُّ لأ نّهُ نُهِیَ فیهِ عن قِتالِ المُشرکینَ وهُو مِن الشُّهورِ الحُرُمِ .(12)

بحار الأنوار : کانَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله إذا جاءَ شَهرُ رَجبٍ جَمَعَ المسلمِینَ حَولَهُ وقامَ

ص :454


1- غرر الحکم : 5214 .
2- نهج البلاغة : الخطبة 205.
3- غرر الحکم : 5216 .
4- غرر الحکم : 5218 .
5- نهج البلاغة : الخطبة 176 .
6- غرر الحکم : 5219 .
7- غرر الحکم : 5220 .
8- غرر الحکم : 5221 .
9- (انظر) المراقبة : باب 1541 .
10- ثواب الأعمال : 78/4 .
11- عیون أخبار الرِّضا : 2/71/331 .
12- بحار الأنوار : 97/39/24 .

فیهِم خَطیباً ... ثمّ قال: أیّها المسلمونَ، قد أظَلَّکُم شَهرٌ عظیمٌ مُبارَکٌ ، وهو شَهرُ الأصَبِّ ، یَصُبُّ فیهِ الرحمَةَ عَلی مَن عَبَدَهُ إلّا عَبداً مُشرِکاً أو مُظهِرَ بِدعَةٍ فی الإسلامِ .(1)

ص :455


1- بحار الأنوار : 97/47/33 .

ص :456

183 - الرَّحِم

اشاره

(1)

(2)

ص :457


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 74 / 87 باب 3 «صلة الرّحِم» . کنز العمّال : 3 / 356 ، 765 «صلة الرّحِم» .
2- انظر : الصدقة : باب 2200 .

ص :458

1463 - فَضلُ صِلَةِ الرَّحِمِ

الکتاب :

(أفَمَن یَعْلَمُ أَنَّمَآ أُنزِلَ إِلَیْکَ مِن رَّبِّکَ الحَقُّ کَمَنْ هُوَ أَعْمَی إِنَّمَا یَتَذَکَّرُ أُولُوا الْأَلْبَابِ * الَّذِینَ یُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا یَنقُضُونَ المِیثَاقَ * والَّذِینَ یَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بهِ أن یُوصَلَ وَیَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَیَخافُونَ سُوءَ الحِسابِ) .(1)

(2)

الحدیث :

. رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إنَّ أعجَلَ الخَیرِ ثَواباً صِلةُ الرَّحِمِ .(3)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أیُّها الناسُ ، إنّهُ لایَستَغنِی الرَّجُلُ - وإن کانَ ذا مالٍ - عَن عِترَتِهِ (عَشِیرَتِهِ) ، ودِفاعِهِم عَنهُ بأیدِیهِم وألسِنَتِهِم ، وهُم أعظَمُ الناسِ حِیطةً مِن وَرائهِ وألَمُّهُم لِشَعَثِهِ ، وأعطَفُهُم علَیهِ عندَ نازِلَةٍ إذا نَزَلَتْ بهِ ولِسانُ الصِّدقِ یَجعَلُهُ اللَّهُ للمَرءِ فی الناسِ خَیرٌ لَهُ مِنَ المالِ یَرِثُهُ غیرُهُ .

ألا لا یَعدِلَنَّ أحَدُکُم عن القَرابَةِ یَری بها الخَصاصَةَ أن یَسُدَّها بالذی لا یَزِیدُهُ إن أمسَکَهُ ، ولا یَنقُصُهُ إن أهلَکَهُ ، ومَن یَقبِضْ یَدَهُ عن عَشیرَتِهِ ، فإنّما تُقْبَضُ مِنهُ عَنهُم یَدٌ واحِدَةٌ ، وتُقبَضُ مِنهُم عَنهُ أیدٍ کثیرَةٌ ، ومَن تَلِنْ حاشِیَتُهُ یَستَدِمْ مِن قَومِهِ المَوَدَّةَ (المَحَبَّةَ).(4)

عنه علیه السلام : وأکرِمْ عَشِیرَتَکَ ، فإنّهُم جَناحُکَ الذی بهِ تَطِیرُ ، وأصْلُکَ الذی إلَیهِ تَصِیرُ ، ویَدُکَ التی بها تَصولُ.(5)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - فی قولِهِ تعالی : (الّذین یَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بهِ أن یُوصَلَ)(6)- : مِن ذلکَ صِلَةُ الرَّحِمِ، وغایَةُ تَأْوِیلِها صِلَتُکَ إیّانا .(7)

عنه علیه السلام - فی قولِهِ تعالی : (واتَّقُوا اللَّهَ الَّذی تَساءَلُونَ بهِ والأرْحامَ)(8) - : هی أرحامُ الناسِ، إنّ اللَّهَ عزّوجلّ أمَرَ بِصِلَتِها وعَظَّمَها ، ألا تَری أ نَّهُ جَعَلَها مِنهُ ؟!(9)

ص :459


1- الرعد : 19 - 21 .
2- (انظر) البقرة: 83 ، 177 ، النحل: 90 ، الإسراء: 26 ، الروم: 38 ، محمّد: 22 .
3- الکافی : 2/152/15 .
4- نهج البلاغة: الخطبة23.
5- بحار الأنوار : 74/105/67 .
6- النساء : 90.
7- بحار الأنوار : 74/98/40 .
8- النساء : 1 .
9- الکافی : 2/150/1 .

1464 - الرَّحِمُ لا یَقطَعُهُ شَی ءٌ

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لَمّا سَألَهُ الجهمُ بنُ حمیدٍ : تکونُ لی القَرابَةُ علی غَیرِ أمرِی، ألَهُم عَلَیَّ حَقٌّ ؟ - : نَعَم ، حَقُّ الرَّحِمِ لا یَقطَعُهُ شی ءٌ ، وإذا کانوا علی أمرِکَ کانَ لَهُم حَقّانِ : حَقُّ الرَّحِمِ ، وحَقُّ الإسلامِ .(1)

الکافی عن أبی بصیرٍ قال : سألتُ أبا عبدِ اللَّهِ علیه السلام عنِ الرَّجُلِ یَصرِمُ ذَوِی قَرابَتِهِ مِمّن لا یَعرِفُ الحَقَّ ، قال علیه السلام : لا یَنبَغِی لَهُ أن یَصرِمَهُ .(2)

1465 - آثارُ صِلَةِ الرَّحِمِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : اِتَّقُوا اللَّهَ وصِلُوا الأرحامَ ، فإنّهُ أبقی لَکُم فی الدُّنیا وخَیرٌ لَکُم فی الآخِرَةِ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : صِلَةُ الرَّحِمِ تَزِیدُ فی العُمُرِ ، وتَنفِی الفَقرَ .(4)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : مَن سَرَّهُ أن یُبسَطَ لَهُ فی رِزقِهِ ، ویُنسَأ لَهُ فی أجَلِهِ فَلیَصِلْ رَحِمَهُ .(5)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : صِلَةُ الرَّحِمِ تَعمُرُ الدِّیارَ ، وتَزیدُ فی الأعمارِ وإن کان أهلُها غیرَ أخیارٍ .(6)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : صلةُ الرَّحِمِ تُهَوِّنُ الحِسابَ وتَقِی مِیتَةَ السَّوءِ .(7)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إنّ القَومَ لَیَکونُونَ فَجَرَةً ، ولا یَکونونَ بَرَرَةً فَیَصِلُونَ أرحامَهُم فَتَنْمی أموالُهُم، وتَطُولُ أعمارُهُم ، فکیفَ إذا کانوا أبراراً بَرَرَةً؟!(8)

فاطمةُ الزَّهراءُ علیها السلام : فَرَضَ اللَّهُ صِلَةَ الأرحامِ مَنماةً لِلعدَدِ .(9)

الإمامُ الحسینُ علیه السلام : مَن سَرَّهُ أن یُنسَأ فی أجَلِهِ ، ویُزادَ فی رِزقِهِ ، فَلْیَصِلْ رَحِمَهُ .(10)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : صِلَةُ الأرحامِ تُزَکِّی الأعمالَ وتُنْمِی الأموالَ ، وتَدفَعُ البَلوی ، وتُیَسِّرُ الحِسابَ وتُنسِئُ فی الأجَلِ .(11)

ص :460


1- الکافی : 2/157/30 .
2- الکافی : 2/344/3 .
3- کنز العمّال : 6911 .
4- بحار الأنوار : 74/88/2 .
5- بحار الأنوار : 74/89/5 .
6- الأمالی للطوسی: 481/1049.
7- الأمالی للطوسی : 481/1049 .
8- الکافی : 2/155/21 .
9- بحار الأنوار: 74/94/23.
10- بحار الأنوار : 74/91/15 .
11- الکافی : 2/150/4 .

عنه علیه السلام : صلةُ الأرحامِ تُحَسِّنُ الخُلُقَ وتُسَمِّحُ الکَفَّ وتُطَیِّبُ النَّفْسَ ، وتَزِیدُ فی الرّزقِ وتُنسِئُ فی الأجَلِ .(1)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنّ صِلَةَ الرَّحِمِ والبِرَّ لَیُهَوِّنانِ الحِسابَ ویَعصِمانِ مِنَ الذُّنوبِ ، فَصِلُوا أرحامَکُم ، وبَرُّوا بِإخوانِکم ، ولو بِحُسنِ السَّلامِ ورَدِّ الجوابِ .(2)

الإمامُ الهادیُّ علیه السلام : لَمّا کَلَّمَ اللَّهُ عزّوجلّ موسی ابنَ عِمرانَ علیه السلام قالَ موسی : إلهی ... ما جَزاءُ مَن وَصَلَ رَحِمَهُ ؟ قالَ: یا موسی ، أنسَأُ(3) لَهُ أجَلَهُ، واُهَوِّنُ علَیهِ سَکَراتِ المَوتِ .(4)

1466 - صِلَةُ الرَّحِمِ وطولُ العُمرِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إنّ المرءَ لَیَصِلُ رَحِمَهُ وما بَقِیَ مِن عُمُرِهِ إلّا ثلاثةُ أیّامٍ فَیُنسِئُهُ اللَّهُ ثَلاثینَ سنةً ، وإنّ الرجُلَ لَیَقطَعُ الرَّحِمَ وقد بَقِیَ مِن عُمرِهِ ثَلاثونَ سَنَةً فَیُصَیِّرُهُ اللَّهُ إلی ثَلاثةِ أیّامٍ .(5)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - لِنَوفٍ - : یا نَوفُ، صِل رَحِمَکَ یَزِیدُ اللَّهُ فی عُمرِکَ .(6)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لمُیسّر - : یا مُیسّرُ ، قد حَضَرَ أجَلُکَ غَیرَ مَرَّةٍ کُلَّ ذلکَ یُؤَخِّرُکَ اللَّهُ بِصِلَتِکَ رَحِمَکَ ، وبِرِّکَ قَرابَتَکَ .(7)

بحار الأنوار عن مُیسّر : قالَ أبو عبدِ اللَّهِ علیه السلام: یا مُیسّرُ، لَقد زِیدَ فی عُمُرِکَ ، فَأیَّ شَی ءٍ تَعمَلُ ؟ قلتُ : کنتُ أجِیراً وأنا غلامٌ بخَمسةِ دَراهِمَ فکُنتُ اُجرِیها علی خالِی .(8)

(9)

1467 - سِر سَنَةً صِل رَحِمَکَ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : سِرْ سَنَةً صِلْ رَحِمَکَ .(10)

. عنه صلی اللَّه علیه و آله : اُوصِی الشاهدَ مِن اُمَّتِی والغائبَ مِنهُم ومَن فی أصلابِ الرِّجالِ وأرحامِ النساءِ إلی یومِ القِیامةِ ، أن یَصِلَ الرَّحمَ

ص :461


1- الکافی : 2/152/12 .
2- الکافی : 2/157/31 .
3- نَسَأ اللَّهُ أجَلَه وأنسأه : إذا أخَّرَهُ (المصباح المنیر : 604) .
4- الأمالی للصدوق : 276/307 .
5- کنز العمّال : 6920 .
6- الأمالی للصدوق : 278/308 .
7- بحار الأنوار:74/99/45.
8- بحار الأنوار:74/96/28.
9- (انظر) العمر : باب 2886 . الأحادیث الدالّة علی أنّ صلة الرحم تزید فی العمر کثیرة جدّاً مرّ بعضها ، فانظر بحار الأنوار : 74 / 94 / 24 و ص 97/ 31 و ص 100/ 48 و ص 130/ 96 و ص 117/ 78 و ص 120/ 82 و ص 132/ 99.
10- بحار الأنوار : 74/103/61 .

وإن کانَ مِنهُ علی مَسیرَةِ سَنَةٍ ، فإنّ ذلکَ مِن الدِّینِ .(1)

1468 - صِلَةُ القاطِعِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : صِلْ مَن قَطَعَکَ ، وأحسِنْ إلی مَن أساءَ إلَیکَ ، وقُلِ الحَقَّ ولَو علی نفسِکَ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : لا تَقطَعْ رَحِمَکَ وإن قَطَعَتکَ .(3)

الخصال عن أبی ذَرٍّ : أوصانِی رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله ... أن أصِلَ رَحِمِی وإن أدبَرَتْ .(4)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : صِلُوا أرحامَکُم وإن قَطَعُوکُم .(5)

الإمامُ الحسینُ علیه السلام : إنّ أوصَلَ الناسِ مَن وَصَلَ مَن قَطَعَهُ .(6)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : ما مِن خُطوَةٍ أحَبَّ إلی اللَّهِ عزّوجلّ مِن خُطوَتَینِ : خُطوةٍ یَسُدُّ بها المؤمنُ صَفّاً فی سَبیلِ اللَّهِ ، وخطوةٍ إلی ذِی رَحِمٍ قاطِعٍ .(7)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنّ رجُلاً أتی النبیَّ صلی اللَّه علیه و آله فقالَ : یا رسولَ اللَّهِ، إنّ لی أهلاً قد کُنتُ أصِلُهُم وهُم یُؤذُونِّی ، وقد أرَدتُ رَفضَهُم ، فقالَ لَهُ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إذَنْ یَرفِضَکُمُ اللَّهُ جَمیعاً .

قال : وکیفَ أصنَعُ ؟ قالَ : تُعطِی مَن حَرَمَکَ ، وتَصِلُ مَن قَطَعَکَ ، وتَعفُو عَمَّن ظَلَمَکَ ، فإذا فَعَلتَ ذلکَ کان اللَّهُ عزّوجلّ لَکَ علَیهِم ظَهیراً .(8)

(9)

1469 - التَّحذیرُ عَن قَطیعَةِ الرَّحِمِ

الکتاب :

(وَالَّذِینَ یَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِیثاقِهِ وَیَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ یُوصَلَ وَیُفْسِدُونَ فِی الْأَرْضِ أُولئکَ لَهُمُ اللَّعنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ) .(10)

(فَهَلْ عَسَیْتُمْ إِنْ تَوَلَّیتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِی الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَکُمْ * أُولئِکَ الَّذِینَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَی أَبْصَارَهُمْ) .(11)

ص :462


1- الکافی : 2/151/5 .
2- کنز العمّال : 6929 .
3- الکافی : 2/347/6 .
4- الخصال : 345/12 .
5- الأمالی للطوسی : 208/357 .
6- بحار الأنوار : 74/400/41 .
7- الخصال : 50/60 .
8- بحار الأنوار : 74/100/50 .
9- (انظر) الخیر : باب 1180 . الإحسان : باب 868 . المکافاة : باب 3449 .
10- الرعد : 25 .
11- محمّد : 22 ، 23 .

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : ثَلاثةٌ لا یَدخُلُونَ الجَنَّةَ : مُدمِنُ خَمرٍ ، ومُدمِنُ سِحرٍ ، وقاطِعُ رَحِمٍ .(1)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إنّ الرحمَةَ لا تَنزِلُ علی قَومٍ فیهِم قاطِعُ رَحِمٍ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إنّ الملائکةَ لا تَنزِلُ علی قَومٍ فیهِم قاطِعُ رَحِمٍ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : ما مِن ذَنبٍ أجدَرَ أن یُعَجِّلَ اللَّهُ تعالی لِصاحِبِهِ العُقوبَةَ فی الدُّنیا مَع ما یَدَّخِرُ لَهُ فی الآخِرَةِ مِن قَطیعَةِ الرَّحِمِ والخِیانَةِ والکَذِبِ .(4)

الکافی : قالَ أمیرُ المؤمنینَ فی خُطبتِهِ : أعوذُ باللَّهِ مِنَ الذُّنوبِ التی تُعَجِّلُ الفَناءَ، فقامَ إلیهِ عبدُ اللَّهِ بنُ الکوّاءِ الیَشْکُرِیُّ فقالَ : یا أمیرَ المؤمنینَ، أو تکونُ ذُنوبٌ تُعَجِّلُ الفَناءَ ؟ فقالَ : نَعَم وَیلَکَ قَطیعَةُ الرَّحِمِ .(5)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أقبَحُ المَعاصِی قَطیعَةُ الرَّحِمِ والعُقوقُ .(6)

عنه علیه السلام : حُلُولُ النِّقَمِ فی قَطیعَةِ الرَّحِمِ .(7)

عنه علیه السلام : إذا قَطَعُوا الأرحامَ جُعِلَتِ الأموالُ فی أیدِی الأشرارِ .(8)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : وَجَدْنا فی کتابِ رسولِ اللَّه صلی اللَّه علیه و آله : ... إذا قَطَعُوا الأرحامَ جُعِلَتِ الأموالُ فی أیدِی الأشرارِ .(9)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : الذُّنوبُ التی تُعَجِّلُ الفَناءَ قَطیعَةُ الرَّحِمِ .(10)

الکافی عن حُذیفة بنِ المنصور : قالَ أبو عبدِاللَّهِ علیه السلام: اِتَّقُوا الحالِقَةَ ،فإنّها تُمِیتُ الرِّجالَ ، قلتُ : وما الحالقةُ؟ قالَ : قَطیعَةُ الرَّحِمِ .(11)

(12)

1470 - أقَلُّ ما یوصَلُ بِهِ الرَّحِمُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : بُلُّوا أرحامَکُم ولَو بالسَّلامِ .(13)

ص :463


1- الخصال : 179/243 .
2- کنز العمّال : 6978 .
3- کنز العمّال : 6974 .
4- کنز العمّال : 6986 .
5- الکافی : 2/347/7 .
6- غرر الحکم : 3251 .
7- غرر الحکم : 4930 .
8- الکافی : 2/ 348/8 .
9- الکافی : 2/374/2 .
10- بحار الأنوار:74/94/23.
11- الکافی : 2/346/2 .
12- (انظر) بحار الأنوار : 74/134/ 104 و ص 99/43 و ص 90 / 10 وج 73 / 376 / 14 . وسائل الشیعة : 8 / 593 باب 149 .
13- کنز العمّال : 6914 .

عنه صلی اللَّه علیه و آله : صِلُوا أرحامَکُم ولو بِالسَّلامِ .(1)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : صِلُوا أرحامَکُم ولو بالسَّلامِ، یقولُ اللَّهُ تبارکَ وتعالی : (وَاتَّقُوا اللَّهَ الّذی تَساءَلُونَ بهِ والأَرْحامَ إِنَّ اللَّهَ کانَ عَلَیْکُمْ رَقِیباً)(2).(3)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : صِلْ رَحِمَکَ ولو بِشَربَةٍ مِن ماءٍ، وأفضَلُ ما تُوصَلُ بهِ الرَّحِمُ کَفُّ الأذی عَنها .(4)

ص :464


1- تحف العقول : 57 .
2- النساء : 1 .
3- الخصال : 613/10 .
4- الکافی : 2/151/9 .

184 - الرخصة

اشاره

(1)

ص :465


1- انظر : عنوان 193 «الرِّفق» .

ص :466

1471 - الحَثُّ عَلی إتیانِ الرُّخَصِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إنّ اللَّهَ تعالی یُحِبُّ أن تُؤتی رُخصَتُهُ کما یَکرَهُ أن تُؤتی مَعصیَتُهُ .(1)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إنّ اللَّهَ تعالی یُحِبُّ أن تُقبَلَ رُخصَتُهُ ، کما یُحِبُّ العَبدُ مَغفِرَتَهُ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إنّ اللَّهَ یُحِبُّ أن تُؤتی رُخَصُهُ کما یُحِبُّ أن تُؤتی عَزائمُهُ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إنّ اللَّهَ یُحِبُّ أن یُؤخَذَ بِرُخَصِهِ کما یُحِبُّ أن یُؤخَذَ بعَزائمِهِ .(4)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : علَیکُم بِرُخصَةِ اللَّهِ التی رَخَّصَ لَکُم .(5)

بحار الأنوار عن کافورِ الخادِمِ : قالَ لی الإمامُ علیُّ بنُ محمّدٍ علیهما السلام : اُترُک لی السَّطْلَ الفُلانِیَّ فی المَوضِعِ الفُلانِیِّ لِأتَطَهَّرَ مِنهُ للصلاةِ ، وأنفَذَنِی فی حاجَةٍ ... واُنسِیتُ ما قالَ لی وکانَت لیلةً بارِدَةً ، فَحَسَستُ بهِ وقد قامَ إلی الصلاةِ وذَکَرتُ أنّنی لَم أترُکْ السَّطلَ فَبَعُدتُ عن المَوضِعِ خَوفاً مِن لَومِهِ ... فَنادانِی نِداءَ مُغضَبٍ ، فقلتُ : إنّا للَّهِ ِ، أیشِ عُذرِی ... فقال علیه السلام: یا وَیلَکَ أما عَرَفتَ رَسمِی أنّنی لا أتَطَهَّرُ إلّا بماءٍ باردٍ فَسَخَّنتَ لی ماءً وتَرَکتَهُ فی السَّطْلِ؟!

فقلتُ : واللَّهِ یا سَیِّدِی ما تَرَکتُ السَّطلَ ولا الماءَ ! قالَ علیه السلام: الحمدُ للَّهِ ِ ، واللَّهِ لاتَرَکنا رُخصَةً ، ولا رَدَدْنا مِنحَةً ، الحَمدُ للَّهِ ِ الذی جَعَلَنا مِن أهلِ طاعَتِهِ ووَفَّقَنا لِلعَونِ علی عبادَتِهِ ، إنّ النبیَّ صلی اللَّه علیه و آله کانَ یقولُ : إنَّ اللَّهَ یَغضَبُ عَلی مَن لا یَقبَلُ رُخَصَهُ .(6)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لَمّا قالَ بعضُ أصحابِهِ : مَدُّ الرِّقابِ أحَبُّ إلَیکَ أمِ البَراءةُ مِن عَلِیٍّ ؟ - : الرُخصَةُ أحَبُّ إلَیَّ ، أما سَمِعتَ قولَ اللَّهِ فی عمّارٍ : (إلَّا مَنْ أُکرِهَ وقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِیمانِ)(7) ؟!(8)

(9)

ص :467


1- کنز العمّال : 5335 .
2- کنز العمّال : 5336 .
3- کنز العمّال : 5334 .
4- مستدرک الوسائل : 1/144/214 .
5- کنز العمّال : 5338 .
6- بحار الأنوار: 80/335/6.
7- النحل : 106 .
8- تفسیر العیّاشی : 2/272/74 .
9- (انظر) وسائل الشیعة : 11 / 481 / 20 .

1472 - الإبهامُ فی أحادیثِ الرُّخَصِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أبهِمُوا ما أبهَمَهُ اللَّهُ .(1)

کنز العمّال عن علقمة بنِ قیسٍ : رأیتُ علیّاً علی مِنبَرِ الکوفةِ وهو یقولُ: سَمِعتُ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله یقولُ: لایَزنِی الزانی حینَ یَزنِی وهو مؤمنٌ... فقالَ: یا أمیرَالمؤمنینَ، مَن زَنی فقد کَفَرَ؟

فقال علیٌّ علیه السلام: إنّ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله کانَ یَأمُرُنا أن نُبهِمَ أحادیثَ الرُّخَصِ ، لا یَزنِی الزانی وهو مؤمنٌ أنّ ذلکَ الزِّنی لَهُ حلالٌ ، فإن آمَنَ بأنّهُ لَهُ حَلالٌ فقد کَفَرَ .(2)

ص :468


1- بحار الأنوار : 2/272/5 .
2- کنز العمّال : 1733 .

185 - الارتداد

اشاره

(1)

ص :469


1- ولمزید الاطّلاع راجع : وسائل الشیعة : 18 / 544 «أبواب حدّ المرتدّ» . کنز العمّال : 1 / 311 - 316 «الارتداد وأحکامه» . بحار الأنوار : 79 / 215 / باب 97 «حدّ المرتدّ وأحکامه» .

ص :470

1473 - الاِرتِدادُ وَالرُّجوعُ عَلَی الأعقابِ

الکتاب :

(وَما مُحَمَّدٌ إِلّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أفَإنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلی أَعْقابِکُمْ وَمَن یَنقَلِبْ عَلی عَقِبَیْهِ فَلَن یَضُرَّ اللَّهَ شَیْئاً وَسَیَجْزِی اللَّهُ الشَّاکِرِینَ) .(1)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : فإذا مِتُّ فأنا فَرَطُکُم ومَوعِدُکم الحَوضَ ... فأقولُ: یا رَبِّ اُمَّتی! فیقالُ : إنّک لا تَدرِی ما أحدَثُوا بَعدَکَ مُرتَدِّینَ علی أعقابِهِم .(2)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إنّی عَلَی الحَوضِ أنتَظِرُ مَن یَرِدُ عَلَیَّ مِنکم ، فَوَاللَّهِ ! لَیُقتَطَعَنَّ دُونِی رجالٌ ، فَلَأقُولَنَّ : أی رَبِّ ، مِنّی ومِن اُمَّتی ، فیقولُ: إنّکَ لا تَدرِی ما عَمِلُوا بَعدَک ، ما زالوا یَرجِعونَ علی أعقابِهِم .(3)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إذا قَبَضَ اللَّهُ رسولَهُ صلی اللَّه علیه و آله ، رَجَعَ قومٌ علی الأعقابِ ، وغالَتهُمُ السُّبُلُ ، واتَّکَلُوا علی الوَلَائجِ .(4)

عنه علیه السلام - مِن کتابِهِ إلی معاویةَ - : وأردَیتَ جِیلاً مِنَ الناسِ کثیراً خَدَعتَهُم بِغَیِّکَ ، وألقَیتَهُم فی مَوجِ بَحرِکَ ، تَغشاهُمُ الظُّلُماتُ ، وتَتَلاطَمُ بِهِمُ الشُّبُهاتُ ، فَجازُوا (جارُوا) عن وِجهَتِهِم ، ونَکَصُوا علی أعقابِهم ، وتَوَلَّوا علی أدبارِهِم .(5)

عنه علیه السلام - مِن کلامٍ له علیه السلام کَلَّمَ به الخوارجَ - : فَاُوبُوا شَرَّ مَآبٍ ، وَارجِعُوا عَلی أثَرِ الأعقابِ .(6)

1474 - جَزاءُ الارتِدادِ

الکتاب :

(وَمَنْ یَرتَدِدْ منکُمْ عَنْ دِینِهِ فَیَمُتْ وَهُوَ کافِرٌ فَأُولئِکَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِی الدُّنْیا وَالْآخِرَةِ وَأُولئِکَ أَصْحابُ النّارِ هُمْ فِیها خالِدُونَ) .(7)

(8)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : مَن بَدَّلَ دِینَهُ فَاقتُلُوهُ .(9)

ص :471


1- آل عمران : 144 .
2- کنز العمّال : 31113 .
3- صحیح مسلم : 4 / 1794 / 28 .
4- نهج البلاغة: الخطبة150 .
5- نهج البلاغة: الکتاب 32 .
6- نهج البلاغة: الخطبة 58 .
7- البقرة : 217 .
8- انظر : آل عمران: 86 ، 91 ، النساء: 137 ، المائدة: 54 ، محمّد: 25 .
9- دعائم الإسلام : 2/480/1717.

الإمامُ علیٌّ علیه السلام: إنّما یُستَتابُ مَن دَخَلَ دِیناً ثمّ رَجَعَ عَنهُ ، فَأمَّا مَن وُلِدَ فی الإسلامِ فإنّا نَقتُلُهُ ولا نَستَتِیبُهُ .(1)

عنه علیه السلام : المُرتَدُّ عنِ الإسلامِ تُعزَلُ عَنهُ امرَأتُهُ، ولا تُؤکَلُ ذَبِیحَتُهُ ویُستَتابُ ثلاثةَ أیّامٍ، فإن تابَ ورَجَعَ إلی أمرِ اللَّهِ عزّوجلّ وإلّا قُتِلَ یومَ الرابعِ .(2)

عنه علیه السلام - لمّا کَتَبَ غلامُهُ إلَیهِ : أنّی قد أصَبتُ قَوماً مِن المسلمینَ زَنادِقَةً ، وقَوماً مِنَ النَّصاری زَنادِقَةً ؟ - : أمّا مَن کانَ مِنَ المسلمینَ وُلِدَ علی الفِطرَةِ ، ثُمّ ارتَدَّ ، فَاضرِب عُنُقَهُ ولا تَستَتِبْهُ ، ومَن لَم یُولَدْ مِنهُم علی الفِطرةِ ، فَاستَتِبْهُ ، فإن تابَ وإلّا فَاضرِبْ عُنُقَهُ ، وأمّا النَّصاری فما هُم علَیهِ أعظَمُ مِن الزَّندَقَةِ .(3)

کنز العمّال : أنّ علیّاً استَتابَ رجُلاً کَفَرَ بعدَ إسلامِهِ شَهراً فَأبی فَقَتَلَهُ .(4)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام: أنّ علیّاً علیه السلام : کانَ یَستَتِیبُ الزَّنادِقَةَ ولا یَستَتِیبُ مَن وُلِدَ فی الإسلامِ، ویقولُ: إنّما نَستَتِیبُ مَن دَخَل فی دِینِنا ثُمّ رَجَعَ عَنهُ ، أمّا مَن وُلِدَ فی الإسلامِ فلا نَستَتِیبُهُ .(5)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام - لَمَّا سَألَهُ محمّدُ بنُ مسلمٍ عَن المُرتَدِّ - : مَن رَغِبَ عن الإسلامِ وکَفَرَ بما أنزَلَ اللَّهُ علی محمّدٍ صلی اللَّه علیه و آله بعدَ إسلامِهِ فلا تَوبَةَ لَهُ وقد وَجَبَ قَتلُهُ وبانَت مِنهُ امرَأتُهُ ویُقَسَّمُ ما تَرَکَ علی وُلْدِهِ .(6)

(7)

1475 - المُرتَدُّ بَعدَ التَّوبَةِ

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : مَن کان مُؤمناً فَحَجَّ وعَمِلَ فی إیمانِهِ ، ثمّ قد أصابَتهُ فی إیمانِهِ فِتنَةٌ ، فَکَفَرَ ثُمّ تابَ وآمَنَ ، قالَ : یُحسَبُ لَهُ کُلُّ عَمَلٍ صالِحٍ عَمِلَهُ فی إیمانِهِ ولا یَبطُلُ مِنهُ شی ءٌ .(8)

ص :472


1- دعائم الإسلام : 2/480/1718 .
2- الجعفریّات : 127 .
3- کتاب من لا یحضره الفقیه : 3/152/3552 .
4- کنز العمّال : 1474 .
5- الجعفریّات : 128 .
6- الکافی : 7/256/1 .
7- (انظر) وسائل الشیعة : 18 / 544 باب 1 .
8- تهذیب الأحکام : 5/459/1597 .

عنه علیه السلام : مَن کان مُؤمناً یَعمَلُ خیراً ، ثمّ أصابَتهُ فِتنَةٌ فَکَفَرَ ، ثُمّ تابَ بعدَ کُفرِهِ کُتِبَ لَهُ کلُّ شَی ءٍ عَمِلَهُ فی إیمانِهِ ، فلا یُبطِلُهُ کُفرُهُ إذا تابَ بعدَ کُفرِهِ .(1)

(2)

1476 - موجِباتُ الکُفرِ وَالارتِدادِ

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : حُبُّنا إیمانٌ ، وبُغضُنا کُفرٌ .(3)

عنه علیه السلام : مِنَ المَحتومِ الذی لا تَبدیلَ لَهُ عِندَ اللَّهِ قِیامُ قائمِنا ، فَمَن شَکَّ فیما أقولُ لَقِیَ اللَّهَ (سبحانَهُ) وهُو بهِ کافِرٌ ولَهُ جاحِدٌ .(4)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَنِ ادَّعی الإمامَةَ ولَیسَ مِن أهلِها فهُو کافِرٌ .(5)

عنه علیه السلام : مَن شَکَّ فی اللَّهِ ، وفی رسولِهِ صلی اللَّه علیه و آله فهُو کافِرٌ .(6)

الإمامُ الرِّضا علیه السلام : مَن شَبَّهَ اللَّهَ تعالی بخَلقِهِ فهُو مُشرِکٌ ، ومَن نَسَبَ إلَیهِ ما نَهی عَنهُ فهُو کافِرٌ .(7)

عنه علیه السلام : مَن وَصَفَ اللَّهَ بوجهٍ کالوُجوهِ فقد کَفَرَ .(8)

عنه علیه السلام : القائلُ بِالجَبرِ کافِرٌ ، والقائلُ بالتَّفویضِ مُشرِکٌ .(9)

عنه علیه السلام : مَن قالَ بالتَّناسُخِ فهُو کافِرٌ بِاللَّهِ العظیمِ ، مُکَذِّبٌ بالجنّةِ والنارِ .(10)

(11)

ص :473


1- دعائم الإسلام : 2/483/1728 .
2- (انظر) وسائل الشیعة : 1 / 96 باب 30 .
3- الکافی : 1/188/12 .
4- الغیبة للنعمانی : 86/17 .
5- ثواب الأعمال : 255/2 .
6- الکافی : 2/386/10 .
7- عیون أخبار الرِّضا : 1/114/1 .
8- عیون أخبار الرِّضا : 1/115/3 .
9- عیون أخبار الرِّضا : 1/124/17 .
10- عیون أخبار الرِّضا : 2/202/1 .
11- (انظر) وسائل الشیعة : 18 / 557 باب 10 . الرشوة : باب 1512 . الکفر : باب 3437 .

ص :474

186 - الرزق

اشاره

(1)

(2)

ص :475


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 5 / 143 باب 5 «الأرزاق والأسعار» . کنز العمّال : 4 / 22 «الإجمال فی طلب الرزق» . بحار الأنوار : 103 / 1 «أبواب المکاسب» وص 90 «أبواب التجارات والبیوع» .
2- انظر : عنوان 56 «التجارة» ، 109 «الحرام» ، 127 «الحلال» . 449 «القناعة» ، 458 «الکسب» ، 499 «المال» ، 231 «الإسراف» . الحرص : باب 799 ، التوکّل : باب 4124 .

ص :476

1477 - الرَّزّاقُ

الکتاب :

(إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو القُوَّةِ المَتِینُ) .(1)

الحدیث :

بحار الأنوار : فی الوحیِ القدیمِ : یابنَ آدَمَ، خَلَقتُکَ مِن تُرابٍ ثُمّ مِن نُطفَةٍ فلَم أعیَ بِخَلقِکَ أوَ یُعیِینِی رَغیفٌ أسُوقُهُ إلَیکَ فی حِینِهِ ؟!(2)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : کانَ فیما وَعَظَ بهِ لقمانُ ابنَهُ أن قالَ لَهُ : یا بُنَیَّ، لِیَعتَبِرْ مَن قَصُرَ یَقِینُهُ وضَعُفَت نِیَّتُهُ فی طَلَبِ الرِّزقِ أنّ اللَّهَ تبارکَ وتعالی خَلَقَهُ فی ثلاثةِ أحوالٍ مِن أمرِهِ ، وآتاهُ رِزقَهُ ولَم یَکُن لَهُ فی واحِدَةٍ مِنها کَسبٌ ولا حِیلَةٌ ، إنّ اللَّهَ تبارکَ وتعالی سَیَرزُقُهُ فی الحالِ الرابِعَةِ ... فی رَحِمِ اُمِّهِ ... مِن لَبَنِ اُمِّهِ ... مِن کَسبِ أبَوَیهِ ... حتّی إذا کَبِرَ وعَقَلَ واکتَسَبَ لِنفسِهِ ضاقَ بهِ أمرُهُ وظَنَّ الظُّنونَ بِربِّهِ ، وجَحَدَ الحُقوقَ فی مالِهِ وقَتَرَ عَلی نفسِهِ وعِیالِهِ ، مَخافَةَ إقتارِ رِزقٍ وسُوءِ یَقینٍ بالخَلَفِ مِنَ اللَّهِ تبارکَ وتَعالی .(3)

الإمام الکاظم علیه السلام : سَأَلَ الصّادِقُ جَعفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ علیه السلام عَن بَعضِ أهلِ مَجلِسِهِ فَقیلَ : عَلیلٌ ، فَقَصَدَهُ عائِداً وجَلَسَ عِندَ رَأسِهِ ، فَوَجَدَهُ دَنَفاً(4) ، فَقالَ لَهُ : أحسِن ظَنَّکَ بِاللَّهِ ، قالَ : أَمّا ظَنّی بِاللَّهِ فَحَسَنٌ ، ولکِن غَمّی لِبَناتی ؛ ما أمرَضَنی غَیرُ غَمّی بِهِنَّ !

فَقالَ الصّادِقُ علیه السلام : الّذی تَرجوهُ لِتَضعیفِ حَسَناتِکَ ومَحوِ سَیِّئاتِکَ فَارجُهُ لِإِصلاحِ حالِ بَناتِکَ .(5)

1478 - بَسطُ الرِّزقِ وقَبضُهُ

الکتاب :

(إِنَّ رَبَّکَ یَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن یَشاءُ ویَقْدِرُ إِنَّهُ کانَ بِعِبادِهِ خَبِیرَاً بَصِیراً) .(6)

(وَأَصْبَحَ الَّذِینَ تَمَنَّوْا مَکانَهُ بِالْأَمْسِ یَقُولُونَ وَیْکَأَنَّ اللَّهَ یَبْسُطُ الرِّزقَ لِمَن یَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَیَقْدِرُ لَولا أن مَنَّ اللَّهُ عَلَیْنا لَخَسَفَ بِنا وَیْکَأَنَّهُ لَا یُفْلِحُ الکافِرُونَ) .(7)

ص :477


1- الذاریات : 58 .
2- بحار الأنوار : 103/21/12 .
3- الخصال : 122/114 .
4- الدَّنَفُ : المرض الملازم ، وقد دَنِفَ المریض ؛ أی ثَقُل (الصحاح : 4 / 1360) .
5- بحار الأنوار : 5/146/2.
6- الإسراء : 30 .
7- القصص : 82 .

(قُلْ إِنَّ رَبِّی یَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن یَشاءُ وَیَقْدِرُ وَلکِنَّ أَکْثَرَ النَّاسِ لَا یَعْلَمُونَ) .(1)

(2)

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنّ الأمرَ یَنزِلُ مِنَ السماءِ إلی الأرضِ کَقَطَراتِ المَطَرِ إلی کُلِّ نَفسٍ بما قُسِمَ لَها مِن زِیادَةٍ أو نُقصانٍ ، فإن رَأی أحَدُکُم لأخِیهِ غَفِیرَةً فی أهلٍ ، أو مالٍ ، أو نفسٍ ، فلا تَکُونَنَّ لَهُ فِتنَةً .(3)

عنه علیه السلام : لا یَملِکُ إمساکَ الأرزاقِ وإدرارَها إلّا الرَّزَّاقُ .(4)

عنه علیه السلام : قَسَمَ أرزاقَهُم ، وأحصی آثارَهُم وأعمالَهُم ، وعَدَدَ أنفُسِهِم .(5)

1479 - حِکمَةُ القَبضِ وَالبَسطِ

الکتاب :

(وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبادِهِ لَبَغَوْا فِی الْأَرْضِ وَلکِنْ یُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا یَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبادِهِ خَبِیرٌ بَصِیرٌ) .(6)

(واللَّهُ فَضَّلَ بَعضَکُمْ عَلی بَعْضٍ فِی الرِّزْقِ فَما الَّذِینَ فُضِّلُوا بِرادِّی رِزْقِهِمْ عَلی ما مَلَکَتْ أَیْمانُهُم فَهُمْ فِیهِ سَوَاءٌ أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ یَجْحَدُونَ) .(7)

(وَلا تَتَمَنَّوْا ما فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَکُمْ عَلی بَعْضٍ لِّلرِّجالِ نَصِیبٌ مِّمَّا اکْتَسَبُوا وَلِلنِّساءِ نَصِیبٌ مِّمَّا اکْتَسَبْنَ وَسْئَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ کانَ بِکُلِّ شَی ءٍ عَلِیماً) .(8)

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : وقَدَّرَ الأرزاقَ فَکَثَّرَها وقَلَّلَها ، وقَسَّمَها علی الضِّیقِ والسَّعَةِ ، فَعَدَلَ فیها لِیَبتَلِیَ مَن أرادَ ، بِمَیسورِها ومَعسورِها ، ولِیَختَبِرَ بذلکَ الشُّکرَ والصَّبرَ مِن غَنِیِّها وفَقیرِها .(9)

عنه علیه السلام - فی قولهِ تعالی : (واعْلَمُوا أَنَّما أَمْوالُکُمْ وأَوْلادُکُمْ فِتْنَةٌ)(10)- : ومعنی ذلکَ أنّهُ یَختَبِرُهُم بالأموالِ والأولادِ لِیَتَبَیَّنَ الساخِطُ لِرِزقِهِ، والراضِی بِقسمِهِ .(11)

(12)

1480 - ضَمانُ الرِّزقِ

الکتاب :

(وَکَأَیِّنْ مِنْ دابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَها اللَّهُ یَرْزُقُها وَإِیّاکُمْ وَهُوَ السَّمِیعُ العَلِیمُ) .(13)

ص :478


1- سبأ : 36 .
2- (انظر) الرعد: 26 ، العنکبوت: 62 ، الروم: 37 ، الزمر: 52 ، الشوری : 12 .
3- نهج البلاغة: الخطبة 23.
4- غرر الحکم : 10838 .
5- نهج البلاغة: الخطبة90.
6- الشوری : 27 .
7- النحل : 71 .
8- النساء : 32 .
9- نهج البلاغة : الخطبة 91 .
10- الأنفال : 28 .
11- نهج البلاغة : الحکمة 93 .
12- (انظر) البلاء : باب 404 .
13- العنکبوت : 60 .

(وَما مِنْ دابَّةٍ فِی الْأَرْضِ إِلَّا عَلَی اللَّهِ رِزْقُها وَیَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها وَمُسْتَوْدَعَها کُلٌّ فِی کِتابٍ مُّبِینٍ) .(1)

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لِکُلِّ ذِی رَمَقٍ قُوتٌ .(2)

عنه علیه السلام : اُنظُرُوا إِلی النَّملَةِ فی صِغَرِ جُثَّتِها ، ولَطافَةِ هَیئَتِها ، لا تَکادُ تُنالُ بلَحظِ البَصَرِ (النَّظَرِ) ... مَکفُولٌ برِزقِها ، مَرزوقةٌ بوَفقِها ، لا یَغفُلُها المَنَّانُ ، ولا یَحرِمُها الدَیَّانُ، ولَو فی الصَّفا الیابِسِ، والحَجَرِ الجامِسِ.(3)

عنه علیه السلام : فهذا غُرابٌ وهذا عُقابٌ ، وهذا حَمامٌ وهذا نَعامٌ ، دَعا کُلَّ طائرٍ باسمِهِ ، وکَفَلَ لَهُ برزقِهِ .(4)

عنه علیه السلام : عِیالُهُ الخَلائقُ ، ضَمِنَ أَرزاقَهُم، وقَدَّرَ أَقْواتَهُم .(5)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام - فی التَّحمیدِ للَّهِ ِ عزّوجلّ - : وجَعَلَ لِکُلِّ رُوحٍ مِنهُم قُوتاً مَعلوماً مَقسوماً مِن رِزقِهِ ، لا یَنقُصُ مَن زادَهُ ناقِصٌ ، ولا یَزِیدُ مَن نَقَصَ مِنهُم زائدٌ .(6)

(7)

1481 - ضَمانُ الرِّزقِ لِمَن طَلَبهُ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : اُطلُبُوا الرِّزقَ فإنّهُ مَضمونٌ لِطالِبِهِ .(8)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لَمّا قالَ لَهُ أبو عُبَیدةَ: اُدعُ اللَّهَ لِی أن لا یَجعَلَ رِزقی علی أیدِی العِبادِ - : أبَی اللَّهُ علَیکَ ذلکَ إلّا أن یَجعَلَ أرزاقَ العِبادِ بعضِهم مِن بعضٍ ، ولکنِ ادْعُ اللَّهَ أن یَجعَلَ رِزقَکَ علی أیدِی خِیارِ خَلقِهِ ، فإنّهُ مِنَ السَّعادَةِ .(9)

عنه علیه السلام : لا تَدَع طَلَبَ الرِّزقِ مِن حِلِّهِ فإنّهُ عَونٌ لَکَ عَلی دِینِکَ ، واعقِل راحِلَتَکَ وتَوَکَّل .(10)

1482 - الاشتِغالُ بِالمَضمونِ عَنِ المَفروضِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : لا تَتَشاغَلْ عمّا فُرِضَ علَیکَ بِما قد ضُمِنَ لَکَ فإنّهُ لَیسَ

ص :479


1- هود: 6.
2- الأمالی للصدوق: 399/515 .
3- نهج البلاغة: الخطبة185.
4- نهج البلاغة : الخطبة 185 .
5- نهج البلاغة : الخطبة 91 .
6- الصحیفة السجّادیّة : الدعاء 1 .
7- (انظر) بحار الأنوار: 103 / 36 « قصّة وصول الرزق إلی دودة عمیاء» . و ج 14 / 363 « قصّة حبس دانیال فی الجُبّ وإتیان رزقه » .
8- الإرشاد : 1/303 .
9- تحف العقول : 361 .
10- الأمالی للمفید : 172/1 .

بفائتِکَ ما قد قُسِّمَ لَکَ ، ولَستَ بِلاحِقٍ ما قد زُوِیَ عنکَ .(1)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : قد تُکُفِّلَ لَکُم بالرِّزقِ واُمِرتُم بالعَمَلِ ، فلا یَکونَنَّ المَضمونُ لَکُم طَلَبُهُ أولی بِکُم مِن المَفروضِ علَیکُم عَمَلُهُ ، مَع أ نّهُ واللَّهِ لَقَدِ اعتَرَضَ الشَّکُّ ، ودَخِلَ الیَقینُ ، حتّی کَأنَّ الذی ضُمِنَ لَکُم قد فُرِضَ علَیکُم ، وکَأنَّ الذی قد فُرِضَ علَیکُم قد وُضِعَ عنکُم .(2)

الإمامُ العسکریُّ علیه السلام : لا یَشغَلْکَ رِزقٌ مَضمونٌ عن عَمَلٍ مَفروضٍ .(3)

1483 - الحِرصُ وزِیادةُ الرِّزقِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إنّ الرِّزقَ لا یَجُرُّهُ حِرصُ حَریصٍ ولا یَصرِفُهُ کَراهِیَةُ کارِهٍ .(4)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : کَم مِن مُتعِبٍ نفسَهُ مُقَتَّرٌ علَیهِ ، ومُقتَصِدٍ فی الطَّلَبِ قد ساعَدَتهُ المَقادیرُ .(5)

عنه علیه السلام : اِعلَمُوا أنَّ عَبداً وإن ضَعُفَتْ حِیلَتُهُ ، ووَهَنَتْ مَکِیدَتُهُ أنَّهُ لَن یُنقَصَ مِمّا قَدَّرَ اللَّهُ لَهُ ، وإن قَوِیَ عَبدٌ فی شِدَّةِ الحِیلَةِ وقُوَّةِ المَکِیدَة أ نّهُ لن یُزادَ عَلی ما قَدَّرَ اللَّهُ لَهُ .(6)

عنه علیه السلام : مَن لَم یُعْطَ قاعِداً لَم یُعطَ قائماً .(7)

عنه علیه السلام - مِن کتابٍ لَهُ إلی عبدِ اللَّه بنِ عبّاسٍ - : أمّا بعدُ ، فإنّک لَستَ بسابِقٍ أجَلَکَ ، ولا مَرزوقٍ ما لَیسَ لکَ .(8)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : کانَ أمیرُ المؤمنینَ علیه السلام کثیراً ما یقولُ : اعلَمُوا عِلماً یَقیناً أنَّ اللَّهَ تعالی لَم یَجعَلْ للعَبدِ وإنِ اشتَدَّ جُهدُهُ وعَظُمَتْ حِیلَتُهُ وکَبُرَتْ مُکایَدَتُهُ أن یَسبِقَ ما سُمِّیَ لَهُ فی الذِّکْرِ الحَکیمِ ... أیُّها الناسُ إنّهُ لَن یَزدادَ امرُؤٌ تَغییراً بِحِذْقِهِ ولَن یَنقُصَ امرُؤٌ فَقیرٌ لخُرْقِهِ ، فالعالِمُ بهذا العامِلُ بهِ أعظَمُ الناسِ راحَةً فی مَنفَعةٍ .(9)

1484 - ثَمَرَةُ الإیمانِ بِقِسمَةِ الرِّزقِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام :

دَعِ الحِرصَ عَلَی الدُّنیا***وفی العَیشِ فلا تَطمَعْ

ص :480


1- بحار الأنوار: 77/187/10.
2- نهج البلاغة : الخطبة 114 .
3- بحار الأنوار: 78/374/22 .
4- بحار الأنوار: 77/68/7 .
5- بحار الأنوار: 103/35/69.
6- الأمالی للمفید: 207/39.
7- نهج البلاغة: الحکمة396.
8- نهج البلاغة: الکتاب 72.
9- بحار الأنوار: 103/33/63.

فإنَّ الرِّزقَ مَقسومٌ ***وکَدُّ المَرءِ لا یَنفَعْ

فَقیرٌ کُلُّ مَن یَطمَعْ ***غَنِیٌّ کُلُّ مَن یَقنَعْ (1)

الإمامُ الحسینُ علیه السلام - لَمّا أتاهُ خَبرُ شَهادَةِ مسلمٍ - :

فَإنْ تَکُنِ الدُّنیا تُعَدُّ نَفیسةً***فَدارُ ثَوابِ اللَّهِ أعلی وأنبَلُ

وإن تَکُنِ الأَرزاقُ قَسْماً مُقَدَّراً***فقِلَّةُ حِرصِ المَرءِ فی الرِّزقِ أَجمَلُ (2)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إن کانَ الرِّزقُ مَقسوماً فالحِرصُ لِماذا ؟!(3)

1485 - سَعَةُ الرِّزقِ وَالحُمقُ

شرح نهج البلاغة : أوحَی اللَّهُ تعالی إلی بعضِ أنبیائهِ : أتَدرِی لِمَ رَزَقتُ الأحمَقَ ؟ قالَ : لا ، قال : لِیَعلَمَ العاقِلُ أنّ طَلَبَ الرِّزقِ لَیسَ بِالاحتِیالِ .(4)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : وُکِّلَ الرِّزقُ بِالحُمقِ ، وَوُکِّلَ الحِرمانُ بِالعَقلِ ، ووُکِّلَ البَلاءُ بِالصَّبرِ .(5)

عنه علیه السلام : لو جَرَتِ الأرزاقُ بالألبابِ والعُقولِ ، لَم تَعِشِ البَهائمُ والحَمقی .(6)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنّ اللَّهَ تعالی وَسَّعَ أرزاقَ الحَمقی لِیَعتَبِرَ العُقَلاءُ ویَعلَمُوا أنّ الدُّنیا لیسَ یُنالُ ما فیها بِعَمَلٍ ولا حِیلَةٍ .(7)

1486 - الحَثُّ عَلَی الإجمالِ فی طَلَبِ الرِّزقِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : ألا وإنّ الرُّوحَ الأمینَ نَفَثَ فی رُوعِی أ نّهُ لَن تَمُوتَ نفسٌ حتّی تَستَکمِلَ رِزقَها ، فاتَّقُوا اللَّهَ وأجمِلُوا فی الطَّلَبِ ، ولا یَحمِلْ أحَدَکُم استِبطاءُ شَی ءٍ مِنَ الرِّزقِ أن یَطلُبَهُ بغَیرِ حِلِّهِ ، فإنّهُ لا یُدرَکُ ما عِندَ اللَّهِ إلّا بطاعَتِهِ (8).(9)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - لابنِهِ الحسنِ علیه السلام - : یا بُنَیَّ، فإن تَزهَدْ فیما زَهَّدتُکَ فیهِ وتَعزِفْ نفسُکَ عَنها فهِی أهلُ ذلکَ ، وإن کُنتَ غَیرَ قابِلٍ نَصِیحَتِی إیّاکَ فیها فاعلَم یَقیناً أنّکَ لَن تَبلُغَ أمَلَکَ ولا تَعدُوَ

ص :481


1- جامع الأخبار : 294/802 .
2- بحار الأنوار : 44/374 .
3- الأمالی للصدوق : 56/ 12 .
4- شرح نهج البلاغة : 3/160 .
5- بحار الأنوار : 72/50/62 .
6- غرر الحکم : 7607 .
7- بحار الأنوار : 103/34/63 .
8- الکافی : 2/74/2 .
9- انظر : کنز العمّال : 9290 ، 9310 ، 9311 ، 9312 ، 9314 ، 9316 .

أجَلَکَ ، فإنّکَ فی سبیلِ مَن کان قَبلَکَ فَخَفِّضْ فی الطَّلَبِ ، وأجمِلْ فی المُکتَسَبِ ، فإنّهُ رُبَّ طَلَبٍ قد جَرَّ إلی حَرَبٍ ، ولیسَ کُلُّ طالِبٍ بِناجٍ ، وکُلُّ مُجمِلٍ بِمُحتاجٍ .(1)

عنه علیه السلام : خُذْ مِن الدُّنیا ما أتاکَ وتَوَلَّ عمّا تَوَلّی عنک ، فإن أنتَ لَم تَفعَلْ فَأجمِلْ فی الطَّلَبِ .(2)

عنه علیه السلام : الدُّنیا دُوَلٌ فاطلُبْ حَظَّکَ مِنها بأجمَلِ الطَّلبِ .(3)

(4)

1487 - المیزانُ فی طَلَبِ الرِّزقِ

الإمامُ الحسنُ علیه السلام : لاتُجاهِدِ الطَّلبَ جِهادَ الغالِبِ ، ولا تَتَّکِلْ علی القَدَرِ اتِّکالَ المُستَسلِمِ ، فإنّ ابتِغاءَ الفَضلِ مِن السُّنَّةِ ، والإجمالَ فی الطَّلبِ مِن العِفَّةِ ، ولَیسَتِ العِفَّةُ بدافِعَةٍ رِزقاً ولا الحِرصُ بِجالِبٍ فَضلاً ، فإنَّ الرِّزقَ مَقسومٌ ، واستِعمالَ الحِرصِ استِعمالُ المَآثِمِ .(5)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : لِیَکُن طَلَبُکَ المَعیشَةَ فَوقَ کَسبِ المُضَیِّعِ ، دُونَ طَلَبِ الحَریصِ الراضِی بالدُّنیا المُطمَئنِّ إلَیها ، ولکنْ أنزِلْ نفسَکَ مِن ذلکَ بمَنزِلَةِ المُنصِفِ المُتَعَفِّفِ تَرفَعُ نفسَکَ عن مَنزِلَةِ الواهِی الضَّعیفِ وتَکتَسِبُ ما لابُدَّ للمُؤمنِ مِنهُ .(6)

1488 - الرِّزقُ وطالِبُهُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إنّ الرِّزقَ یَطلُبُ العَبدَ کما یَطلُبُهُ أجَلُهُ .(7)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : الرِّزقُ أشَدُّ طَلَباً لِلعَبدِ مِن أجَلِهِ .(8)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : لَو أنَّ ابنَ آدَمَ فَرَّ مِن رِزقِهِ کما یَفِرُّ مِنَ المَوتِ لَأَدرَکَهُ کما یُدرِکُهُ المَوتُ .(9)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الرِّزقُ یَطلُبُ مَن لا یَطلُبُهُ .(10)

ص :482


1- بحار الأنوار : 77/206/1 .
2- نهج البلاغة : الحکمة 393 .
3- بحار الأنوار : 103/26/ 32 .
4- انظر : بحار الأنوار : 103/ 18 باب 2 . سائل الشیعة : 12 / 27 باب 12 وص 30 باب 13 .
5- بحار الأنوار : 78/106/4 .
6- بحار الأنوار : 103/ 33/ 63 .
7- جامع الأخبار: 294/799.
8- کنز العمّال : 507 .
9- مکارم الأخلاق : 2/377/2661 .
10- غرر الحکم : 1408 .

عنه علیه السلام - لَمّا قیلَ لَهُ علیه السلام : لو سُدَّ علی رَجُلٍ بابُ بَیتِهِ وتُرِکَ فیهِ ، مِن أینَ کانَ یَأتِیهِ رِزقُهُ ؟ - : مِن حیثُ یَأتِیهِ أجَلُهُ .(1)

1489 - أنواعُ الرِّزقِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الرِّزقُ رِزقانِ ، رِزقٌ تَطلُبُهُ ورِزقٌ یَطلُبُکَ ، فإن لَم تَأتِهِ أتاکَ ، فلا تَحمِل هَمَّ سَنَتِکَ علی هَمِّ یَومِکَ ، کَفاکَ کُلُّ یَومٍ عَلی ما فِیهِ ، فإن تَکُنِ السَّنَةُ مِن عُمُرِکَ فإنَّ اللَّهَ تعالی سیُؤتِیکَ فی کلِّ غَدٍ جَدیدٍ ما قَسَمَ لکَ ، وإن لَم تَکُن السَّنَةُ مِن عُمُرِکَ فما تَصنَعُ بِالهَمِّ فیما لَیسَ لکَ ، ولَن یَسبِقَکَ إلی رِزقِکَ طالِبٌ ولَن یَغلِبَکَ علَیهِ غالِبٌ ، ولَن یُبطِئَ عنکَ ما قد قُدِّرَ لکَ .(2)

عنه علیه السلام : الرِّزقُ رِزقانِ : طالِبٌ ومَطلوبٌ ، فَمَن طَلَبَ الدُّنیا طَلَبَهُ المَوتُ حتّی یُخرِجَهُ عَنها ، ومَن طَلَبَ الآخِرَةَ طَلَبَتهُ الدُّنیا حتّی یَستَوفِیَ رِزقَهُ مِنها .(3)

عنه علیه السلام : إنَّ الرِّزقَ رِزقانِ : رِزقٌ تَطلُبُهُ ، ورِزقٌ یَطلُبُکَ ، فإن أنتَ لَم تَأتِهِ أتاکَ .(4)

1490 - مَن یُرزَقُ مِن حَیثُ لا یَحتَسِبُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : لو أنّکُم تَتَوَکَّلُونَ علی اللَّهِ حَقَّ تَوَکُّلِهِ لَرَزَقَکُم کما یَرزُقُ الطَّیرَ ، تَغدُو خِماصاً وتَرُوحُ بِطاناً .(5)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن أتاهُ اللَّهُ عزّوجلّ بِرِزقٍ لَم یَخطُ إلَیهِ بِرِجْلِهِ ، ولَم یَمُدَّ إلَیهِ یَدَهُ ، ولَم یَتَکَلَّمْ فیهِ بِلِسانِهِ ، ولَم یَشُدَّ إلَیهِ ثیابَهُ ، ولَم یَتَعَرَّضْ لَهُ ، کانَ مِمَّن ذَکَرَهُ اللَّهُ عزّوجلّ فی کتابِهِ : (ومَن یَتَّقِ اللَّهَ یَجعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * ویَرْزُقْهُ مِنْ حَیْثُ لا یَحتَسِبُ) .(6)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام - فی الدعاءِ - : اللّهُمّ صَلِّ عَلی محمّدٍ وآلِهِ واکْفِنی مَؤونَةَ الاکتِسابِ ، وارزُقْنی مِن غَیرِ احتِسابٍ ، فلا أشتَغِلَ عَن عِبادَتِکَ بالطَّلَبِ ، ولا أحتَمِلَ إصْرَ تَبِعاتِ المَکسَبِ .(7)

ص :483


1- نهج البلاغة : الحکمة 356 .
2- نهج البلاغة : الحکمة 379 .
3- نهج البلاغة : الحکمة 431 .
4- نهج البلاغة : الکتاب 31 .
5- کنز العمّال : 5684 .
6- کتاب من لا یحضره الفقیه : 3/166/3612 .
7- الصحیفة السجّادیّة : الدعاء 20 .

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لَمّا سَألَهُ محمّدُ بنُ مسلمٍ عن قولِ اللَّهِ عزّوجلّ : (ومَنْ یَتَّقِ اللَّهَ یَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * ویَرْزُقْهُ مِنْ حَیثُ لا یَحْتَسِبُ)(1) ؟ - : فی دُنیاهُ .(2)

عنه علیه السلام - فی قولهِ تعالی : (ومَنْ یَتَّقِ اللَّهَ یَجعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * ویَرْزُقْهُ مِنْ حَیْثُ لا یَحتَسِبُ) - : هَؤلاءِ قَومٌ مِن شیعتِنا ضُعَفاءُ لَیسَ عِندَهُم ما یَتَحَمَّلُونَ بهِ إلَینا فَیَسمَعُونَ حَدیثَنا ، ویَقتَبِسُونَ مِن عِلمِنا ، فَیَرحَلُ قَومٌ فَوقَهُم ویُنفِقُونَ أموالَهُم ، ویُتعِبُونَ أبدانَهُم ، حتّی یَدخُلُوا علَینا فَیَسمَعُوا حَدیثَنا فَیَنقُلُوهُ إلَیهِم ، فَیَعِیهِ هؤلاءِ وتُضِیّعُهُ هؤلاءِ ، فَاُولئکَ الذینَ یَجعَلُ اللَّهُ عَزَّ ذِکرُهُ لَهُم مَخرَجاً ویَرزُقُهُم مِن حَیثُ لا یَحتَسِبُونَ .(3)

عنه علیه السلام - فی قولِهِ تعالی : (ویَرْزُقْهُ مِن حَیْثُ لا یَحْتَسِبُ) - : أی یُبارِکُ لَهُ فیما آتاهُ .(4)

عنه علیه السلام : أبَی اللَّهُ عزّوجلّ إلّا أن یَجعَلَ أرزاقَ المؤمنینَ مِن حیثُ لا یَحتَسِبُونَ .(5)

عنه علیه السلام : إنّ اللَّهَ عزّوجلّ جَعَلَ أرزاقَ المؤمنینَ مِن حیثُ لا یَحتَسِبُونَ ، وذلکَ أنَّ العَبدَ إذا لَم یَعرِفْ وَجهَ رِزقِهِ کَثُرَ دُعاؤهُ .(6)

(7)

1491 - الاهتِمامُ بِرِزقِ الغَدِ

بحار الأنوار : فی حدیثِ المعراجِ : یا أحمدُ ، عَجِبتُ مِن ثلاثةِ عَبیدٍ: ... مِن عَبدٍ لَهُ قُوتُ یَومٍ مِن الحَشِیشِ أو غَیرِهِ وهُو یَهتَمُّ لِغَدٍ .(8)

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : لا تَهتَمَّ للرِّزقِ ، فإنّ اللَّهَ تعالی یقولُ: (وما مِنْ دابَّةٍ فی الأرضِ إلّا عَلی اللَّهِ رِزْقُها)(9)وقالَ: (وفی السَّماءِ رِزْقُکُم وما تُوعَدُونَ)(10)وقالَ : (وإن یَمْسَسْکَ اللَّهُ بِضُرٍّ فلا کاشِفَ لَهُ إلّا هُوَ ، وإن یَمْسَسْکَ بخَیرٍ فَهُوَ عَلی کُلِّ شَی ءٍ قَدیرٌ)(11).(12)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : لا تَهتَمَّ لِرِزقِ غَدٍ فإنّ کُلَّ غَدٍ یَأتِی بِرِزقِهِ .(13)

ص :484


1- الطلاق : 2 و 3 .
2- تفسیر القمّی : 2/375 .
3- الکافی : 8/178/201 .
4- مجمع البیان: 10/460 .
5- الکافی : 5/83/1 .
6- الکافی : 5/84/4 .
7- (انظر) التوکّل : باب 4124 ، 4125 .
8- بحار الأنوار : 77/22/6 .
9- هود : 6 .
10- الذاریات : 22 .
11- الأنعام: 17.
12- مکارم الأخلاق : 2/356/2660 .
13- بحار الأنوار : 77/67/6 .

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَنِ اهتَمَّ لِرِزقِهِ کُتِبَ علَیهِ خَطِیئَةٌ .(1)

1492 - استِبطاءُ الرِّزقِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : یقولُ اللَّهُ سبحانَهُ وتعالی : لِیَحذَرْ عَبدِی الذی یَستَبطِئُ رزقِی أن أغضَبَ فَأفتَحَ علَیهِ باباً مِن الدُّنیا !(2)

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : یَنبَغِی لِمَن عَقَلَ عنِ اللَّهِ أن لا یَستَبطِئَهُ فی رِزقِهِ ولا یَتَّهِمَهُ فی قَضائهِ .(3)

الإمامُ الرِّضا علیه السلام : کانَ فی الکَنزِ الذی قالَ اللَّهُ عزّوجلّ: (وکانَ تَحْتَهُ کَنزٌ لَهُما)(4) ... یَنبَغی لِمَن عَقَلَ عنِ اللَّهِ أن لا یَتَّهِمَ اللَّهَ فی قَضائهِ ، ولا یَستَبطِئَهُ فی رِزقِهِ .(5)

1493 - ما یَنبَغی فِعلُهُ عِندَ استِبطاءِ الرِّزقِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : مَن أنعَمَ اللَّهُ تعالی علَیهِ نِعمَةً فَلیَحمَدِ اللَّهَ تعالی ، ومَنِ استَبطَأ (علَیهِ) الرِّزقَ فَلیَستَغفِرِ اللَّهَ .(6)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : مَن استَبطَأ الرِّزقَ فَلیُکثِرْ مِن التَّکبیرِ ،ومَن کَثُرَهَمُّهُ وغَمُّهُ فَلیُکثِرْ مِن الاستِغفارِ .(7)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - مِن وَصایاه لکُمیلٍ - : إذا أبطَأتِ الأرزاقُ علَیکَ فاستَغفِرِ اللَّهَ یُوَسِّعْ علَیکَ فیها .(8)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إذا استَبطَأتَ الرِّزقَ فَأکثِرْ مِن الاستِغفارِ فإنّ اللَّهَ عزّوجلّ قالَ فی کتابِهِ:( استَغفِرُوا رَبَّکُم إِنّهُ کانَ غَفّاراً * یُرْسِلِ السَّماءَ علَیکُم مِدْراراً * ویُمْدِدْکُم بأَمْوالٍ وبَنِینَ )(9)یعنی فِی الدُّنیا (ویَجْعَلْ لَکُم جَنّاتٍ)(10)یعنی فی الآخِرَةِ.(11)

(12)

1494 - ابتغاء فَضلِ اللَّه

الکتاب :

(وَجَعَلْنا اللَّیْلَ والنَّهارَ آیَتَینِ فَمَحَوْنَا آیَةَ اللَّیْلِ وَجَعَلْنَا آیةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّکُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِینَ والحِسابَ وَکُلَّ شَیْ ءٍ فَصَّلْناهُ

ص :485


1- الأمالی للطوسی: 300/593 .
2- بحار الأنوار : 81/195/52 .
3- بحار الأنوار : 78/319/3 .
4- الکهف : 82 .
5- الکافی : 2/59/9 .
6- عیون أخبار الرِّضا : 2/46/171 .
7- کنز العمّال : 9325 .
8- بحار الأنوار : 77/270/1 .
9- نوح : 10 - 12.
10- نوح : 12.
11- بحار الأنوار : 78/201/29 .
12- (انظر) الاستغفار : باب 3041 .

تَفْصِیلاً) .(1)

(وَآخَرُونَ یَضْرِبُونَ فِی الْأرْضِ یَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ) .(2)

(3)

الحدیث :

بحار الأنوار : قال الإمامُ الباقرُ علیه السلام : الأرزاقُ مَوظوفَةٌ مَقسومَةٌ ، وللَّهِ ِ فَضلٌ یُقَسِّمُهُ مِن طُلوعِ الفَجرِ إلی طُلوعِ الشمسِ ، وذلکَ قولُهُ : (واسْأ لُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ) - ثُمّ قالَ : - وذِکرُ اللَّهِ بعدَ طُلوعِ الفَجرِ أبلَغُ فی طَلَبِ الرِّزقِ مِنَ الضَّربِ فی الأرضِ .(4)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنّ اللَّهَ قَسَّمَ الأرزاقَ بینَ عِبادِهِ وأفضَلَ فَضلاً کَبیراً لَم یُقَسِّمْهُ بینَ أحدٍ ، قالَ اللَّهُ: (واسْأ لُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ )(5).(6)

1495 - الرِّضا بِالیَسیرِ مِنَ الرِّزقِ

بحار الأنوار : أوحی اللَّهُ تعالی إلی عُزَیرٍ علیه السلام : ... إذا اُوتِیتَ رِزقاً مِنّی فلا تَنظُرْ إلی قِلَّتِهِ ، ولکنِ انظُرْ إلی مَن أهداهُ .(7)

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : مَن رَضِیَ بما رَزَقَهُ اللَّهُ قَرَّتْ عَینُهُ .(8)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن رَضِیَ مِنَ اللَّهِ بالیَسیرِ مِنَ المَعاشِ ، رَضِیَ اللَّهُ مِنهُ بالیَسیرِ مِنَ العَمَلِ .(9)

عنه علیه السلام : مَکتوبٌ فی التَّوراةِ :... مَن رَضِیَ مِن اللَّهِ بالقَلیلِ مِن الرِّزقِ قَبِلَ اللَّهُ مِنهُ الیَسیرَ مِن العَمَلِ ، ومَن رَضِیَ بالیَسیرِ مِن الحَلالِ خَفَّتْ مُؤنَتُهُ ، وزَکَتْ مَکسَبَتُهُ ، وخَرَجَ مِن حَدِّ الفُجُورِ .(10)

1496 - ما یَجلِبُ الرِّزقَ ویَزیدُهُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : الرِّزقُ أسرَعُ إلی مَن یُطعِمُ الطَّعامَ ، مِن السِّکِّینِ فی السَّنامِ .(11)

عنه صلی اللَّه علیه وآله - لمّا قیلَ لَهُ : اُحِبُّ أن یُوَسَّعَ عَلَیَّ فی الرِّزقِ ؟ - : دُمْ علی الطَّهارَةِ یُوَسَّعْ علَیکَ فی الرِّزقِ .(12)

ص :486


1- الإسراء : 12 .
2- المزمّل : 20 .
3- (انظر) النحل: 14 ، الإسراء: 66 .
4- بحار الأنوار : 85/323/11 .
5- النساء : 32 .
6- بحار الأنوار : 5/147/5 .
7- بحار الأنوار : 78/452/20 .
8- الأمالی للطوسی : 225/393 .
9- الکافی : 2/138/3 .
10- الکافی : 2/138/4 .
11- بحار الأنوار : 74/362/17 .
12- کنز العمّال : 44154 .

عنه صلی اللَّه علیه و آله : أکثِرُوا مِن الصَّدَقَةِ تُرزَقُوا .(1)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : استَنزِلُوا الرِّزقَ بالصَّدقَةِ .(2)

عنه علیه السلام : مُواساةُ الأخِ فی اللَّهِ عزّوجلّ تَزِیدُ فی الرِّزقِ .(3)

عنه علیه السلام : استِعمالُ الأمانَةِ یَزِیدُ فی الرِّزقِ .(4)

عنه علیه السلام : مَن حَسُنَتْ نِیّتُهُ ، زِیدَ فی رِزقِهِ .(5)

عنه علیه السلام : فی سَعَةِ الأخلاقِ کُنُوزُ الأرزاقِ .(6)

عنه علیه السلام : العُسرُ یُفسِدُ الأخلاقَ ، التَّسَهُّلُ یُدِرُّ الأرزاقَ .(7)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : علَیکَ بالدعاءِ لإخوانِکَ بظَهْرِ الغَیبِ فإنّهُ یَهِیلُ الرِّزقَ .(8)

عنه علیه السلام : الزَّکاةُ تَزِیدُ فی الرِّزقِ .(9)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن حَسَّنَ بِرَّهُ أهلَ بَیتِهِ زِیدَ فی رِزقِهِ .(10)

عنه علیه السلام : إنّ البِرَّ یَزِیدُ فی الرِّزقِ .(11)

عنه علیه السلام : حُسنُ الخُلُقِ یَزِیدُ فی الرِّزقِ .(12)

(13)

1497 - ما یَمحَقُ الرِّزقَ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : مَن حَبَسَ عن أخیهِ المسلمِ شیئاً مِن حَقٍّ حَرَّمَ اللَّهُ علَیهِ بَرَکةَ الرِّزقِ إلّا أن یَتوبَ .(14)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : إنّ العَبدَ لَیُذنِبُ الذَّنبَ فَیُزوی عنهُ الرِّزقُ .(15)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : کَثرَةُ السُحتِ یَمحَقُ الرِّزقَ .(16)

(17)

1498 - طَلَبُ الحَلالِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : العِبادَةُ عَشرَةُ أجزاءٍ تِسعَةُ أجزاءٍ فی طَلَبِ الحَلالِ .(18)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : الکادُّ علی عِیالِهِ کالمُجاهِدِ فی سبیلِ اللَّهِ .(19)

ص :487


1- بحار الأنوار : 77/176/10 .
2- نهج البلاغة : الحکمة 137 .
3- بحار الأنوار : 74/395/22 .
4- بحار الأنوار : 75/172/8 .
5- بحار الأنوار : 103/21/18 .
6- بحار الأنوار : 77/287/1 .
7- غرر الحکم : 802 - 803 .
8- بحار الأنوار: 76/60/14.
9- بحار الأنوار : 96/14/27 .
10- بحار الأنوار : 69/408/117 .
11- بحار الأنوار : 74/81/84.
12- بحار الأنوار: 71/396/77.
13- (انظر) الزواج : باب 1636 . الصدقة : باب 2196 .
14- الأمالی للصدوق : 516/707 .
15- الکافی : 2/270/8 .
16- تحف العقول : 372 .
17- (انظر) البرکة : باب 357 .
18- بحار الأنوار : 103/9/37 .
19- بحار الأنوار : 103/13/59 .

عنه صلی اللَّه علیه و آله : مَن باتَ کالّاً فی طَلَبِ الحَلالِ باتَ مَغفوراً لَهُ .(1)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إنَّ اللَّهَ تعالی یُحِبُّ أن یَری عَبدَهُ تَعِباً فی طَلَبِ الحَلالِ .(2)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن لَم یَستَحْیِ مِن طَلَبِ المَعاشِ خَفَّتْ مَؤونَتُهُ ، ورَخی بالُهُ ، ونُعِّمَ عِیالُهُ .(3)

عنه علیه السلام : لا خَیرَ فیمَن لا یُحِبُّ جَمعَ المالِ مِنَ الحَلالِ فَیَکُفُّ بهِ وَجهَهُ ، ویَقضِی بهِ دَینَهُ .(4)

عنه علیه السلام : مَن طَلَبَ الدُّنیا استِغناءً عنِ الناسِ وتَعَطُّفاً عَلَی الجارِ ، لَقِیَ اللَّهَ ووَجهُهُ کالقَمَرِ لیلَةَ البَدرِ.(5)

عنه علیه السلام : أکرَمُ ما یَکونُ العَبدُ إلی اللَّهِ أن یَطلُبَ دِرهَماً فلا یَقدِرَ علَیهِ .(6)

الإمامُ الرِّضا علیه السلام : إنّ الذی یَطلُبُ مِن فَضلٍ یَکُفُّ بهِ عِیالَهُ أعظَمُ أجراً مِنَ المُجاهِدِ فی سبیلِ اللَّهِ.(7)

1499 - طَلَبُ الحَلالِ فَریضَةٌ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : طَلبُ الحَلالِ فَریضةٌ علی کُلِّ مُسلمٍ ومُسلمةٍ .(8)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : طَلبُ الحَلالِ فَریضةٌ بعدَ الفَریضةِ .(9)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : طَلبُ الحَلالِ واجِبٌ علی کُلِّ مسلمٍ .(10)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : طَلبُ الحَلالِ جِهادٌ .(11)

1500 - الحَثُّ عَلَی الأکلِ مِن کَدِّ الیَدِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : مَن أکَلَ مِن کَدِّ یَدِهِ ، مَرَّ علی الصِّراطِ کالبَرقِ الخاطِفِ .(12)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : مَن أکَلَ مِن کَدِّ یَدِهِ ، نَظَر اللَّهُ إلَیهِ بالرَّحمَةِ ثُمّ لا یُعَذِّبُهُ أبداً .(13)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : مَن أکَلَ مِن کَدِّ یَدِهِ حَلالاً ، فُتِحَ لَهُ أبوابُ الجَنَّةِ یَدخُلُ مِن أیِّها شاءَ .(14)

ص :488


1- کنز العمّال : 9215 .
2- کنز العمّال : 9200 .
3- ثواب الأعمال : 200/1 .
4- ثواب الأعمال : 215/1 .
5- بحار الأنوار: 103/8/31 .
6- بحار الأنوار: 72/49/60 .
7- بحار الأنوار: 78/339/29.
8- جامع الأخبار : 389/1079 .
9- کنز العمّال : 9203 .
10- کنز العمّال : 9204 .
11- کنز العمّال : 9205 .
12- جامع الأخبار: 390/1085 .
13- جامع الأخبار: 390/1087 .
14- جامع الأخبار: 390/1086 .

عنه صلی اللَّه علیه و آله : مَن أکَلَ مِن کَدِّ یَدِهِ ، کانَ یومَ القِیامةِ فی عِدادِ الأنبیاءِ ویَأخُذُ ثَوابَ الأنبیاءِ .(1)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : کانَ أمیرُ المؤمنینَ علیه السلام یَضرِبُ بِالمَرِّ ویَستَخرِجُ الأرَضِینَ... [ وأنّهُ ]أعتَقَ ألفَ مَملوکٍ مِن مالِهِ وکَدِّ یَدِهِ.(2)

بحار الأنوار : یُروی عن سَیّدِنا أمیرِالمُؤمنینَ علیه السلام أنّهُ لَمّا کانَ یَفرُغُ مِن الجِهادِ یَتَفَرَّغُ لِتَعلیمِ الناسِ ، والقَضاءِ بَینَهُم ، فإذا فَرَغَ مِن ذلکَ اشتَغَلَ فی حائطٍ لَهُ یَعمَلُ فیهِ بِیَدِهِ وهو مَع ذلکَ ذاکِرُ اللَّهِ جَلَّ جلالُهُ .(3)

کتاب من لا یحضره الفقیه عن الفضلِ بنِ أبی قُرَّةَ : دَخَلنا علی أبی عبدِ اللَّهِ علیه السلام وهُو یَعمَلُ فی حائطٍ لَهُ فقُلنا : جَعَلَنا اللَّهُ فداکَ ، دَعنا نَعمَلْ لکَ أو تَعمَلْهُ الغِلمانُ، قالَ: لا، دَعُونِی فإنّی أشتَهِی أن یَرانِیَ اللَّهُ عزّوجلّ أعمَلُ بِیَدِی ، وأطلُبُ الحَلالَ فی أذی نَفْسِی .(4)

(5)

1501 - النَّهیُ عَنِ الاِتِّکالِ علی الغیر وتَضییعِ العِیالِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : مَلعونٌ مَلعونٌ مَن ضَیَّعَ مَن یَعُولُ .(6)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : کَفی بالمَرءِ إثماً أن یُضَیِّعَ مَن یَعولُ .(7)

بحار الأنوار عن المفضّلِ بنِ عمرَ : استَعِینُوا بِبعضِ الدُّنیا علی الآخِرَةِ ، فإنّی سَمِعتُ أبا عبدِ اللَّهِ علیه السلام یقولُ : اِستَعِینُوا بِبعضِ هذهِ علی هذهِ ، ولا تَکُونوا کَلاًّ علی الناسِ .(8)

(9)

1502 - الاستِغناءُ عَنِ النّاسِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - مِن وَصیَّتِهِ لابنِهِ الحسنِ علیه السلام - : إن استَطَعتَ أن لا یَکونَ بَینَکَ وبینَ اللَّهِ ذو نِعمَةٍ فافعَلْ ، فإنَّکَ مُدرِکٌ قِسْمَکَ وآخِذٌ سَهْمَکَ ، وإنّ الیَسیرَ مِنَ اللَّهِ سبحانَهُ أعظَمُ وأکرَمُ مِن الکثیرِ مِن خَلقِهِ ، وإن کانَ کُلٌّ منهُ .(10)

ص :489


1- جامع الأخبار: 390/1088 .
2- الکافی : 5/74/2 .
3- بحار الأنوار : 103/16/70 .
4- کتاب من لا یحضره الفقیه : 3/163/ 3595 .
5- (انظر) الکسب : باب 3428 . وسائل الشیعة : 12 / 22 باب 9 .
6- بحار الأنوار : 103/13/62 .
7- بحار الأنوار : 103/13/61 .
8- بحار الأنوار : 78/381/1 .
9- (انظر) وسائل الشیعة : 12 / 9 باب 4 .
10- نهج البلاغة : الکتاب 31 .

الکافی عن عبدِ الأعلی مولی آلِ سامٍ : استَقبَلتُ أبا عبدِ اللَّهِ علیه السلام فی بعضِ طُرُقِ المَدینَةِ فی یومٍ صایفٍ شدیدِ الحَرِّ فقلتُ : جُعِلتُ فِداکَ ، حالُکَ عندَ اللَّهِ عزّوجلّ وقَرابَتُکَ مِن رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله وأنتَ تَجهَدُ لِنفسِکَ فی مِثلِ هذا الیومِ ؟ ! فقال : یا عبدَ الأعلی ، خَرَجتُ فی طَلبِ الرِّزقِ لِأستَغنِیَ عن مِثلِکَ .(1)

1503 - تَقدیرُ الأرزاقِ مِنَ الحَلالِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : ما مِن عَبدٍ استَحیا مِن الحَلالِ إلّا ابتَلاهُ اللَّهُ بالحَرامِ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه و آله - فی حدیثِ المعراجِ - : مَرَرتُ بقَومٍ بینَ أیدِیهِم مَوائدُ مِن لَحمٍ طَیِّبٍ ولحمٍ خَبِیثٍ یَأکُلُونَ اللَّحمَ الخَبیثَ ویَدَعُونَ الطَّیِّبَ ، فقلتُ : مَن هؤلاءِ یا جَبرَئیلُ ؟ فقالَ: هؤلاءِ الذینَ یَأکُلُونَ الحَرامَ ، ویَدَعُونَ الحَلالَ .(3)

شرح نهج البلاغة : دَخَلَ علیٌّ علیه السلام المَسجِدَ وقالَ لِرجُلٍ : أمسِکْ عَلَیَّ بَغلَتِی ، فَخَلَعَ لِجامَها وذَهَبَ بهِ ، فَخَرَجَ علیٌّ علیه السلام بَعدما قَضی صلاتَهُ وبِیَدِهِ دِرهَمانِ لِیَدفَعَهُما إلَیهِ مُکافَأةً لَهُ ، فَوَجَدَ البَغلَةَ عُطُلاً ، فَدَفَعَ إلی أحَدِ غِلمانِهِ الدِّرهَمَینِ لِیَشتَرِیَ بهِما لِجاماً ، فصادَفَ الغُلامُ اللِّجامَ المَسروقَ فی السُّوقِ ، قد باعَهُ الرَّجلُ بدِرهَمَینِ ، فَأخَذَهُ بِالدِّرهَمَینِ وعادَ إلی مولاهُ ، فقالَ علیٌّ علیه السلام: إنّ العَبدَ لَیَحرِمُ نفسَهُ الرِّزقَ الحَلالَ بتَرکِ الصَّبرِ ، ولا یُزادُ علی ما قُدِّرَ لَهُ .(4)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : لَیس مِن نَفْسٍ إلّا وقد فَرَضَ اللَّهُ لَها رِزقَها حَلالاً یَأتِیها فی عافیَةٍ ، وعَرَضَ لَها بالحَرامِ مِن وجهٍ آخَرَ ، فإنْ هی تَناوَلَتْ مِن الحَرامِ شیئاً قاصَّها بهِ مِن الحلالِ الذی فَرَضَ اللَّهُ لَها ، وعندَ اللَّهِ سِواهُما فَضلٌ کبیرٌ .(5)

1504 - الحَلالُ قوتُ المُصطَفینَ

الکافی عن أحمدَ بنِ محمّد بنِ أبی نصرٍ : قلتُ لأبی الحسنِ [الرِّضا] علیه السلام : جُعِلتُ

ص :490


1- الکافی : 5/74/3 .
2- کنز العمّال : 9212 .
3- بحار الأنوار: 75/172/9.
4- شرح نهج البلاغة : 3/160 .
5- بحار الأنوار : 5/147/6 .

فِداکَ أدعُو اللَّهَ عزّوجلّ أن یَرزُقَنِی الحَلالَ ، فقالَ : أتَدرِی ما الحَلالُ ؟ فقلتُ : جُعِلتُ فِداکَ ، أمّا الذی عِندَنا فالکَسبُ الطَّیِّبُ ، فقالَ : کانَ علیُّ بنُ الحسینِ علیهما السلام یقولُ : الحَلالُ قُوتُ المُصطَفَینَ ، ولکنْ قُلْ : أسألُکَ مِن رِزقِکَ الواسِعِ .(1)

1505 - خَیرُ الرِّزقِ ما یَکفی

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : طُوبی لِمَن أسلَمَ وکان عَیشُهُ کَفافاً .(2)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : اللّهُمّ ارزُقْ محمّداً وآلَ محمّدٍ ومَن أحَبَّ محمّداً وآلَ محمّدٍ ، العَفافَ والکَفافَ ، وارزُقْ مَن أبغَضَ محمّداً وآلَ محمّدٍ المالَ والوَلَدَ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : یا أبا ذَرٍّ ؛ إنّی قد دَعَوتُ اللَّهَ جلّ ثناؤهُ أن یَجعَلَ رزقَ مَن یُحِبُّنِی کَفافاً ، وأن یُعطِیَ مَن یَبغُضُنِی کَثرَةَ المالِ والوَلَدِ .(4)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : اللّهُمّ مَن آمَنَ بکَ وشَهِدَ أنّی رَسُولُکَ فَحَبِّبْ إلَیهِ لِقاءَکَ ، وسَهِّلْ علَیهِ قَضاءَکَ ، وأقلِلْ لَهُ مِن الدُّنیا ، ومَن لَم یُؤمِنْ بکَ ولَم یَشهَدْ أنّی رسولُکَ فلا تُحَبِّبْ إلَیهِ لِقاءَکَ ، ولا تُسَهِّلْ علَیهِ قَضاءَکَ ، وأکثِرْ لَهُ مِنَ الدُّنیا .(5)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إذا دَعَوتُم لِأحَدٍ مِنَ الیَهودِ والنَّصاری فَقُولوا أکثَرَ اللَّهُ مالَکَ ووُلدَکَ .(6)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : خَیرُ الرِّزقِ ما یَکْفِی .(7)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : ما قَلَّ وکَفی خَیرٌ مِمّا کَثُرَ وألهی .(8)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام - مِن دُعائهِ علیه السلام فی مَکارِمِ الأخلاقِ ومَرضِیِّ الأفعالِ - : وأغنِنی وأوسِعْ عَلَیَّ من رِزقِکَ ، ولا تَفتِنّی بالنَّظَرِ .(9)

عنه علیه السلام - أیضاً - : وتَوِّجنی بِالکِفایَةِ ، وسُمنی حُسنَ الولایةِ ، وهَبْ لی صِدقَ الهِدایةِ ، ولا تَفتِنّی بالسَّعَةِ ، وامنَحْنی

ص :491


1- الکافی : 5/89/1 .
2- الکافی : 2/140/2 .
3- الکافی : 2/140/3 .
4- مکارم الأخلاق : 2/369/2661 .
5- کنز العمّال : 6096 وانظر 6095 .
6- کنز العمّال : 6097 .
7- بحار الأنوار : 77/168/4 .
8- الأمالی للصدوق : 576/788 .
9- الصحیفة السجّادیّة : الدعاء 20 .

حُسنَ الدَّعَةِ ، ولا تَجعَلْ عَیشِی کَدّاً کَدّاً .(1)

عنه علیه السلام - أیضاً - : وصُنْ وَجهِی بالیَسارِ ، ولا تَبتَذِلْ جاهِی بالإقتارِ ، فَأستَرزِقَ أهلَ رِزقِکَ وأستَعطِیَ شِرارَ خَلقِکَ ، فَاُفتَتَنَ بحَمدِ مَن أعطانِی ، واُبتَلی بِذَمِّ مَن مَنَعَنی ، وأنتَ مِن دُونِهِم ولیُّ الإعطاءِ والمَنعِ .(2)

(3)

1506 - الاقتِصارُ عَلَی الکَفافِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَنِ اقتَصَرَ علی بُلْغَةِ الکَفافِ فقدِ انتَظَمَ الراحَةَ، وتَبَوَّأ خَفضَ الدَّعَةِ .(4)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : فی الإنجیلِ أنّ عیسی علیه السلام قال : اللّهُمّ ارزُقْنی غُدوَةً رَغیفاً مِن شَعیرٍ وعَشِیَّةً رَغیفاً مِن شَعِیرٍ ، ولا تَرزُقْنِی فَوقَ ذلکَ فَأطغی .(5)

ص :492


1- الصحیفة السجّادیّة : الدعاء 20 .
2- الصحیفة السجّادیّة : الدعاء 20 .
3- (انظر) الدُّنیا : باب 1224 .
4- نهج البلاغة : الحکمة 371 .
5- بحار الأنوار : 72/54/85 .

187 - الرستاق

اشاره

(1)

ص :493


1- انظر : عنوان 47 «البلد» ، 545 «الوطن» .

ص :494

1507 - الرُّستاقُ وَالجَهلُ

الکتاب :

(الْأَعْرَابُ أَشَدُّ کُفْرًا وَنِفَاقًا وَ أَجْدَرُ أَلَّا یَعْلَمُوا حُدُودَ مَآ أَنزَلَ اللَّهُ عَلَی رَسُولِهِ وَ اللَّهُ عَلِیمٌ حَکِیمٌ * وَ مِنَ الْأَعْرَابِ مَن یَتَّخِذُ مَا یُنفِقُ مَغْرَمًا وَ یَتَرَبَّصُ بِکُمُ الدَّوَآئِرَ عَلَیْهِمْ دَآئِرَةُ السَّوْءِ وَ اللَّهُ سَمِیعٌ عَلِیمٌ) .(1)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : یا عَلِیُّ ، لا تَسکُنِ الرُّسْتاقَ ، فإنَّ شُیُوخَهُم جَهَلَةٌ ، وشُبّانَهُم عَرَمَةٌ ، ونِسوانَهُم کَشَفَةٌ ، والعالِمُ بَینَهُم کالجِیفَةِ بینَ الکِلابِ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : مَن لَم یَتَوَرَّعْ فی دِینِ اللَّهِ ابْتَلاهُ اللَّهُ بثلاثِ خِصالٍ : إمّا أن یُمِیتَهُ شابّاً ، أو یُوقِعَهُ فی خِدمَةِ السلطانِ ، أو یُسْکِنَهُ فی الرَّساتِیقِ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : سِتّةٌ یَدخُلُونَ النارَ قبلَ الحِسابِ بسِتّةٍ ... وأهلُ الرَّساتِیقِ بِالجَهالَةِ .(4)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : الرُّسْتاقُ حَظیرَةٌ مِن حَظائرِ جَهَنَّمَ لیسَ فیها حَدٌّ ولا جُمُعَةٌ ولا جَماعةٌ ، صَبِیُّهُم عارِمٌ ، وشُبّانُهم شَیاطینُ ، وشُیُوخُهم جُهّالٌ ، المؤمنُ أنتَنُ فیهِم مِنَ الجِیفَةِ .(5)

(6)

بیان :

یَبدو مِنَ التَّأمُّلِ فی الآیة الکَریمَةِ (97 سورة التوبة) والرّوایاتِ المتقدّمةِ أنّ القُری التی لا توجد فیها الأرضِیّةُ المُناسِبَةُ للازدهارِ العِلمیِّ والثّقافیِّ و مَعرِفَةِ الحَقائِقِ الدِّینیِّةِ مذمومة ، ولِذا تَجِبُ الهِجرَةُ عَنها .

ص :495


1- التوبة : 97 و 98 .
2- جامع الأخبار : 391/1091 .
3- جامع الأخبار : 391/1092 .
4- جامع الأخبار : 392/1093 .
5- کنز العمّال : 38286 .
6- (انظر) الهجرة : باب 3933 ، 3934 .

ص :496

188 - الرسول

اشاره

(1)

(2)

ص :497


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 20 / 377 باب 21 «مراسلات النبیّ صلی اللَّه علیه و آله إلی ملوک العجم والروم وغیرهم» . کنز العمّال : 10 / 602 - 636 «مراسلاته صلی اللَّه علیه و آله ، وعهوده علی الناس» . کنز العمّال : 13 / 185 «مراسلات الإمام علیّ علیه السلام» .
2- انظر : عنوان 49 «التبلیغ» ، 453 «الکتاب» ، 454 «المُکاتبة» . النبوّة الخاصّة : باب 3768 .

ص :498

1508 - الرَّسولُ تَرجُمانُ العَقلِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إذا بَعَثتُم إلَیَّ رَسُولاً فابعَثُوهُ حَسَنَ الوَجهِ ، حَسَنَ الاسمِ .(1)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : رَسولُکَ تَرجُمانُ عَقلِکَ ، وکتابُکَ أبلَغُ ما یَنطِقُ عنکَ .(2)

عنه علیه السلام : رسولُکَ تَرجُمانُ عَقلِکَ ، واحتِمالُکَ دَلیلُ حِلمِکَ .(3)

عنه علیه السلام : رَسولُکَ مِیزانُ نُبلِکَ وقَلَمُکَ أبلَغُ مَن یَنطِقُ عَنکَ .(4)

عنه علیه السلام : بِعَقلِ الرسولِ وأدَبِهِ یُستَدَلُّ علی عَقلِ المُرسِلِ .(5)

1509 - النَّهیُ عَن قَتلِ الرُّسُلِ

سنن أبی داوود عن رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - لِرَسولَینِ بَعثَهُما مُسیلَمةُ - : ما تَقولانِ أنتُما؟

قالا : نقولُ کما قالَ . قال : أمَا واللَّهِ ، لَولا أنَّ الرُّسُلَ لا تُقتَلُ لَضَرَبتُ أعناقَکُما .(6)

ص :499


1- کنز العمّال : 14927 .
2- نهج البلاغة : الحکمة 301 .
3- غرر الحکم : 5436 .
4- غرر الحکم : 5437 .
5- غرر الحکم : 4312 .
6- سنن أبی داوود : 3/84/2761 .

ص :500

189 - الرشوة

اشاره

(1)

(2)

ص :501


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 104 / 272 باب 3 «الرُّشی فی الحکم وأنواعه» . کنز العمّال : 5 / 823 ، 6 / 113 ، 119 «الرّشوة» .
2- انظر : عنوان 443 «القضاء بین الناس» . الهدیّة : باب 3948 .

ص :502

1510 - الرَّشوَةُ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنّما أهلَکَ مَن کانَ قَبلَکُم أنَّهُم مَنَعُوا الناسَ الحَقَّ فاشتَرَوهُ ، وأخَذُوهُم بالباطِلِ فاقتَدَوهُ .(1)

عنه علیه السلام : وقد عَلِمتُم أ نَّهُ لا یَنبَغِی أن یکونَ الوالِی علی الفُرُوجِ والدِّماءِ والمَغانِمِ والأحکامِ وإمامَةِ المسلمینَ البَخِیلُ ... ولا المُرتَشِی فی الحُکمِ فَیَذهَبَ بالحُقوقِ ، ویَقِفَ بِها دُونَ المَقاطِعِ .(2)

1511 - الرَّشوةُ سُحتٌ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : یا علیُّ ، مِنَ السُّحتِ : ثَمَنُ المِیتَةِ ، وثَمَنُ الکَلبِ ، وثَمَنُ الخَمرِ ، ومَهرُ الزانیَةِ ، والرّشوَةُ فی الحُکمِ ، وأجرُ الکاهِنِ .(3)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مِن أکلِ السُّحتِ الرّشوَةُ فی الحُکمِ .(4)

1512 - الرَّشوَةُ کُفرٌ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إیّاکُم والرّشوَةَ فإنّها مَحضُ الکُفرِ ، ولا یَشُمُّ صاحِبُ الرّشوةِ رِیحَ الجَنَّةِ .(5)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : الرُّشی فی الحُکمِ هُو الکُفرُ باللَّهِ .(6)

عنه علیه السلام : فأمّا الرّشوَةُ - یا عمّارُ - فی الأحکامِ فإنَّ ذلکَ الکُفرُ بِاللَّهِ العَظیمِ ورسولِهِ .(7)

(8)

1513 - ذَمُّ الرّاشی وَالمُرتَشی وَالماشِی بَینَهُما

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : لَعنَةُ اللَّهِ علی الراشِی والمُرتَشِی .(9)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : لَعَنَ اللَّهُ الرّاشِیَ والمُرتَشِیَ فی الحُکمِ .(10)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : لَعَنَ اللَّهُ الراشیَ والمُرتَشِیَ والرائشَ الذی یَمشِی بَینَهُما .(11)

ص :503


1- نهج البلاغة : الکتاب 79 .
2- نهج البلاغة : الخطبة 131 .
3- مکارم الأخلاق : 2/327/2656 .
4- بحار الأنوار : 103/53/20 .
5- بحار الأنوار : 104/274/12 .
6- الکافی : 7/409/2 .
7- معانی الأخبار : 211/1 .
8- (انظر) وسائل الشیعة : 18 / 161 باب 8 .
9- کنز العمّال : 15078 .
10- کنز العمّال : 15079 .
11- کنز العمّال : 15080 .

عنه صلی اللَّه علیه و آله : أ نّهُ لَعَنَ الراشیَ والمُرتَشِیَ والمَعْزِیَّ الذی یَسعی بَینَهُما .(1)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : الراشی والمُرتَشِی فی النّارِ .(2)

ص :504


1- کنز العمّال : 14495 .
2- کنز العمّال : 15077 .

190 - الرضاع

اشاره

(1)

ص :505


1- ولمزید الاطّلاع راجع : کنز العمّال : 6 / 270 - 287 «کتاب الرِّضاع» . وسائل الشیعة : 15 / 184 - 189 باب 75 - 79. بحار الأنوار : 103 / 321 باب 11 «الرِّضاع وأحکامه» .

ص :506

1514 - الرِّضاعُ

الکتاب :

(وَالوالِداتُ یُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَیْنِ کامِلَینِ لِمَنْ أَرادَ أَنْ یُتِمَّ الرَّضاعَةَ) .(1)

(وَوَصَّیْنا الإِنسانَ بِوالِدَیْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَی وَهْنٍ وَفِصالُهُ فِی عامَیْنِ أَنِ اشْکُرْ لِی وَلِوالِدَیْکَ إِلَیَّ المَصِیرُ) .(2)

(3)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : لیسَ للصَّبیِّ لَبَنٌ خَیرٌ مِن لَبَنِ اُمِّهِ .(4)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : اُنظُرُوا مَن تُرضِعُ أولادَکُم؛ فإنّ الوَلَدَ یَشِبُّ علَیهِ .(5)

عنه علیه السلام : تَخَیَّرُوا لِلرِّضاعِ کما تَتَخیَّرُونَ للنِّکاحِ ؛ فإنّ الرِّضاعَ یُغَیِّرُ الطِّباعَ .(6)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : اِستَرضِعْ لِولدِکَ بِلَبَنِ الحِسانِ ، وإیّاکَ والقِباحَ ؛ فإنّ اللَّبَنَ قد یُعدِی .(7)

عنه علیه السلام : علَیکُم بِالوِضّاءِ مِن الظُّؤورَةِ؛ فإنّ اللَّبَن یُعدِی .(8)

1515 - مَن لا یَنبَغِی استِرضاعُهُ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : لا تَستَرضِعُوا الحَمقاءَ ، ولا العَمشاءَ؛ فإنّ اللَّبَنَ یُعدِی .(9)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : لا تَستَرضِعُوا الحَمقاءَ ؛ فإنّ الوَلَدَ یَشِبُّ علَیهِ .(10)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لا تَستَرضِعُوا الحَمْقاءَ؛ فإنّ اللَّبَنَ یَغلِبُ الطِّباعَ .(11)

عنه علیه السلام : تَوَقَّوا علی أولادِکُم لَبَنَ البَغِیِّ مِن النِّساءِ ، والمَجنونَةِ ؛ فإنّ اللَّبَنَ یُعدِی .(12)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : لَبَنُ الیَهودیّةِ والنَّصرانیّةِ والمَجوسیّةِ أحَبُّ إلَیَّ مِن لَبَنِ وَلَدِ الزِّنا .(13)

ص :507


1- البقرة : 233 .
2- لقمان : 14 .
3- (انظر) الأحقاف: 15 ، الطلاق: 6 .
4- عیون أخبار الرِّضا : 2/34/69 .
5- الکافی : 6/44/10 .
6- قرب الإسناد : 93/312 .
7- الکافی : 6/44/12 .
8- الکافی : 6/44/13 .
9- بحار الأنوار : 103/323/ 13 .
10- مکارم الأخلاق : 1/507/1760 .
11- بحار الأنوار : 103/324/ 20 .
12- بحار الأنوار : 103/323/9 .
13- الکافی : 6/43/5 .

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : لا تَستَرضِعوا لِلصَّبِیِّ المَجُوسِیّةَ، واستَرضِعْ له الیهودیّةَ والنَّصرانیّةَ ، ولا یَشرَبنَ الخَمرَ ، ویُمنَعنَ مِن ذلکَ .(1)

عنه علیه السلام : رِضاعُ الیَهودیّةِ والنَّصرانیّةِ خَیرٌ مِن رِضاعِ الناصِبیّةِ .(2)

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام - لَمّا سَألَهُ أخُوهُ علیُّ ابنُ جعفرٍ عنِ امرأةٍ وَلَدَتْ مِن الزِّنا : هل یَصلُحُ أن یُستَرضَعَ بِلَبَنِها ؟ - : لا یَصلُحُ ولا لَبَنُ ابنَتِها التی وُلِدَتْ مِن الزِّنا .(3)

(4)

ص :508


1- الکافی : 6/44/ 14 .
2- وسائل الشیعة : 15/187/1 .
3- الکافی : 6/44/11 .
4- (انظر) وسائل الشیعة : 15 / 184 - 188 باب 75 - 78 .

191 - الرضا بالقضاء

اشاره

(1)

(2)

ص :509


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 71 / 98 باب 63 «التوکّل و التفویض و الرِّضا والتسلیم» . بحار الأنوار : 72 / 325 باب 119 «ذمّ الشکایة من اللَّه وعدم الرضا بقسم اللَّه» . کنز العمّال : 3 / 159 «الرضا والسخط» ، 712 «الرِّضا».
2- انظر : عنوان 278 «الشکوی » ، 442 «القضاء والقدر» ، الرزق : باب 1495 . الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر : باب 2651 ، الإیمان : باب 269 . الصبر : باب 2142 ، المصیبة : باب 2304 ، 2305 ، الحساب : باب 844 .

ص :510

1516 - الرِّضا

الکتاب :

(رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولئِکَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ المُفْلِحُونَ) .(1)

(جَزَآؤهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْری مِن تَحْتِها الْأَنْهارُ خَالِدِینَ فِیها أَبَداً رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذلِکَ لِمَنْ خَشِیَ رَبَّهُ) .(2)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : اُعبُدِ اللَّهَ علی الرِّضا ، فإن لَم تَستَطِعْ ففی الصَّبرِ علی ما تَکرَهُ خَیرٌ کثیرٌ .(3)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : نِعمَ القَرینُ الرِّضا .(4)

عنه علیه السلام : مَن عَتَبَ علی الزمانِ طالَت مَعتَبَتُهُ .(5)

عنه علیه السلام : أغْضِ عَلی القَذی وإلاَّ لَم تَرضَ أبداً .(6)

عنه علیه السلام : إذا لَم یَکُنْ ما تُرِیدُ فلا تُبَلْ ما کُنْتَ .(7)

عنه علیه السلام : إذا لَم یَکُنْ ما تُرِیدُ فَأرِدْ ما یَکونُ .(8)

الإمامُ الحسنُ علیه السلام : مَنِ اتَّکَلَ علی حُسنِ الاختِیارِ مِنَ اللَّهِ ، لَم یَتَمَنَّ أ نّهُ فی غَیرِ الحالِ التی اختارَها اللَّهُ لَهُ .(9)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : لَم یَکُن رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله یقولُ لِشَی ءٍ قد مَضی : لَو کانَ غَیرَهُ !(10)

عنه علیه السلام : إنّا قَومٌ نَسألُ اللَّهَ ما نُحِبُّ فِیمَن نُحِبُّ فَیُعطِینا ، فإذا أحَبَّ ما نَکرَهُ فِیمَن نُحِبُّ رَضِینا .(11)

1517 - رَأسُ طاعَةِ اللَّهِ الرِّضا

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : رَأسُ طاعَةِ اللَّهِ الرِّضا بما صَنَعَ اللَّهُ فیما أحَبَّ العَبدُ وفیما کَرِهَ .(12)

عنه علیه السلام : رَأسُ طاعَةِ اللَّهِ الصَّبرُ والرِّضا عنِ اللَّهِ فیما أحَبَّ العَبدُ أو کَرِهَ ، ولا یَرضی

ص :511


1- المجادلة : 22 .
2- البیّنة : 8 .
3- المغنی عن حمل الأسفار : 2/1014/3686.
4- نهج البلاغة : الحکمة 4 .
5- عیون أخبار الرِّضا : 2/53/204 .
6- نهج البلاغة : الحکمة 213 .
7- نهج البلاغة : الحکمة 69 .
8- غرر الحکم : 4058 .
9- بحار الأنوار: 78/106/6 .
10- بحار الأنوار: 71/157/75 .
11- بحار الأنوار: 82/133/16 .
12- بحار الأنوار: 71/139/28.

عَبدٌ عنِ اللَّهِ فیما أحَبَّ أو کَرِهَ إلّا کانَ خیراً لَهُ .(1)

1518 - الرِّضا أعلی دَرَجاتِ الیَقینِ

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : أعلی دَرَجةِ الزُّهدِ أدنی دَرَجةِ الوَرَعِ ، وأعلی دَرَجةِ الوَرَعِ أدنی دَرَجةِ الیَقینِ ، وأعلی دَرَجةِ الیَقینِ أدنی دَرَجةِ الرِّضا .(2)

عنه علیه السلام : الرِّضا بمَکروهِ القَضاءِ مِن أعلی دَرَجاتِ الیَقینِ .(3)

عنه علیه السلام : الرِّضا بالمَکروهِ أرفَعُ دَرَجاتِ المُتّقینَ .(4)

1519 - الرِّضا وَالإیمانُ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أجدَرُ الأشیاءِ بصِدْقِ الإیمانِ : الرِّضا والتَّسلیمُ .(5)

عنه علیه السلام : إن عَقَدتَ إیمانَکَ فَارْضَ بالمَقْضِیِّ علَیکَ ولَکَ ، ولا تَرْجُ أحَداً إلّا اللَّهَ سبحانَهُ وانتَظِرْ ما أتاکَ بهِ القَدَرُ .(6)

عنه علیه السلام : نِعمَ قَرِینُ الإیمانِ الرِّضا .(7)

الإمامُ الحسنُ علیه السلام : کیفَ یکونُ المؤمنُ مؤمناً وهو یَسخَطُ قِسمَهُ ویُحَقِّرُ مَنزِلَتَهُ والحاکِمُ علَیهِ اللَّهُ ؟!(8)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام - فی قولهِ تعالی : (فلا ورَبِّکَ لا یُؤمِنُونَ حَتّی یُحَکِّمُوکَ ...)(9)- : التَّسلیمُ والرِّضا ، والقُنوعُ بقَضائهِ .(10)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : اِعلَمُوا أ نّهُ لَن یُؤمِنَ عَبدٌ مِن عَبیدِهِ حتّی یَرضی عنِ اللَّهِ فیما صَنَعَ اللَّهُ إلَیهِ وصَنَعَ بهِ علی ما أحَبَّ وکَرِهَ .(11)

1520 - تَفسیرُ الرِّضا

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - فی کلام لهُ مع جبرَئیل علیه السلام - : قلتُ : فما تَفسیرُ الرِّضا ؟ قال [جَبرئیلُ ] : الراضی لا یَسْخَطُ علی

ص :512


1- بحار الأنوار: 71/ 158/75 .
2- الکافی : 2/128/4 .
3- التمحیص : 60/131 .
4- بحار الأنوار : 82/134/17 .
5- غرر الحکم : 3247 .
6- غرر الحکم : 3723 .
7- غرر الحکم : 9901 .
8- بحار الأنوار : 43/351/25 .
9- النساء : 65 .
10- مشکاة الأنوار : 52/51 .
11- بحار الأنوار : 78/217/93 .

سیِّدِهِ أصابَ مِنَ الدُّنیا أم لَم یُصِبْ ، ولا یَرضَی لِنفسِهِ بِالیَسیرِ مِنَ العَمَلِ .(1)

1521 - ما یورِثُ الرِّضا

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أصلُ الرِّضا حُسنُ الثِقَةِ بِاللَّهِ .(2)

عنه علیه السلام : کَیف یَرضی بِالقَضاءِ مَن لَم یَصدُقْ یَقینُهُ ؟!(3)

عنه علیه السلام : الرِّضا ثَمَرَةُ الیَقینِ .(4)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنّ أعلَمَ الناسِ باللَّهِ أرْضاهُم بقَضاءِ اللَّهِ .(5)

(6)

1522 - ثَمَراتُ الرِّضا

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إذا أحَبَّ اللَّهُ عَبداً ابتَلاهُ، فإن صَبَرَ اجتَباهُ ، وإن رَضِیَ اصطَفاهُ .(7)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : أعْطُوا اللَّهَ الرِّضا مِن قُلوبِکُم تَظفَرُوا بثَوابِ اللَّهِ تعالی یومَ فَقرِکُم والإفلاسِ .(8)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : مَن رَضِیَ مِن الدُّنیا بما یَکفِیهِ کانَ أیسَرُ ما فیها یَکفِیهِ .(9)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : اِرْضَ بِقَسْمِ اللَّهِ تَکُنْ أغنَی الناسِ .(10)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن رَضِیَ بالعافِیَةِ مِمَّن دُونَهُ رُزِقَ السَّلامَةَ مِمَّن فَوقَهُ .(11)

عنه علیه السلام : القُنُوعُ عُنوانُ الرِّضا .(12)

الإمامُ الحسنُ علیه السلام : أنا الضّامِنُ لِمَن لا یَهجِسُ فی قَلبِهِ إلّا الرِّضا أن یَدعُوَ اللَّهَ فَیُستَجابَ لَهُ .(13)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : اِرْضَ بما قَسَمَ اللَّهُ لکَ تَکُنْ غَنِیّاً .(14)

بحار الأنوار عنهم علیهم السلام - فی الزِّیارةِ الخامسةِ مِن الزِّیاراتِ الجامعةِ - : واجعَلِ الإرشادَ فی عَمَلِی ... والرِّضا بقَضائکَ وقَدَرِکَ أقْصی عَزْمی ونِهایَتِی وأبعَدَ هَمِّی وغایَتی ، حتّی لا أتَّقِیَ

ص :513


1- بحار الأنوار : 69/373/19 .
2- غرر الحکم : 3085 .
3- غرر الحکم : 6993 .
4- غرر الحکم : 728 .
5- بحار الأنوار : 71/158/75 .
6- (انظر) الیقین : باب 4195 .
7- بحار الأنوار : 82/142/26 .
8- مسکّن الفؤاد : 80 .
9- بحار الأنوار : 77/169/6 .
10- بحار الأنوار:69/368/4.
11- الأمالی للصدوق : 532/718 .
12- غرر الحکم : 759 .
13- بحار الأنوار : 71/159/75.
14- بحار الأنوار: 78/192/6.

أحَداً مِن خَلقِکَ بِدِینی ولا أطلُبَ بهِ غَیرَ آخِرَتِی ، ولا أستَدعِیَ مِنهُ إطرائی ومَدحِی .(1)

1523 - الرِّضا وَالرّاحَةُ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن رَضِیَ مِنَ اللَّهِ بما قَسَمَ لَهُ استَراحَ بَدَنُهُ .(2)

عنه علیه السلام : ما أعجَبَ هذا الإنسانَ : مَسرورٌ بدَرْکِ ما لَم یَکُن لِیَفُوتَهُ ، مَحزونٌ علی فَوْتِ ما لَم یَکُنْ لِیُدرِکَهُ ، ولَو أ نّهُ فَکَّرَ لَأبصَرَ ، وعَلِمَ أ نّهُ مُدَبَّرٌ ، وأنّ الرِّزقَ علَیهِ مُقَدَّرٌ ، ولَاقتَصَرَ علی ما تَیَسَّرَ ولَم یَتَعَرَّضْ لِما تَعَسَّرَ .(3)

عنه علیه السلام : اِرضَ ، تَستَرِحْ .(4)

عنه علیه السلام : مَن رَضِیَ برِزقِ اللَّهِ ، لَم یَحزَن علی ما فاتَهُ .(5)

عنه علیه السلام : الرِّضا یَنفِی الحُزْنَ .(6)

عنه علیه السلام : نِعمَ الطّارِدُ لِلهَمِّ ، الرِّضا بالقَضاءِ .(7)

عنه علیه السلام : إنّ أهنَأ الناسِ عَیشاً مَن کانَ بما قَسَمَ اللَّهُ لَهُ راضِیاً .(8)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : الرَّوحُ والرّاحَةُ فی الرِّضا والیَقینِ ، والهَمُّ والحُزْنُ فی الشَّکِّ والسُّخطِ .(9)

(10)

1524 - ثَمَرَةُ عَدَمِ الرِّضا

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن لَم یَرضَ بالقَضاءِ دَخَلَ الکُفرُ دِینَهُ .(11)

عنه علیه السلام : إنّ اللَّهَ سبحانَهُ یُجرِی الاُمُورَ علی ما یَقضِیهِ لا علی ما تَرتَضِیهِ .(12)

عنه علیه السلام : أوحی اللَّهُ عزّوجلّ إلی داوود علیه السلام : یا داوود ، تریدُ واُرید ، ولا یکونُ إلّا ما اُرید ، فإن أسلَمْتَ لِما اُریدُ أعطیتُکَ ما تُرید ، وإن لَم تُسلِمْ لِما اُرید أتعبتُکَ فیما تُرید ، ثمّ لا یکونُ إلّا ما اُرید .(13)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن لم یَرضَ بما قَسَمَ اللَّهُ عزّوجلّ، اِتَّهَمَ اللَّهَ تعالی فی قَضائهِ.(14)

ص :514


1- بحار الأنوار : 102/168/6 .
2- بحار الأنوار : 71/139/27 .
3- بحار الأنوار : 78/54/99 .
4- غرر الحکم : 2243 .
5- نهج البلاغة : الحکمة 349 .
6- غرر الحکم : 410 .
7- غرر الحکم : 9909 .
8- غرر الحکم : 3397 .
9- بحار الأنوار : 71/159/75 .
10- (انظر) الراحة : باب 1567 . الزهد : باب 1613 .
11- غرر الحکم : 8960 .
12- غرر الحکم : 3432 .
13- التوحید : 337/4.
14- بحار الأنوار : 78/202/33 .

عنه علیه السلام : مَن رَضِیَ القَضاءَ أتی علَیهِ القَضاءُ وهُو مَأجُورٌ ومَن سَخِطَ القَضاءَ أتی علَیهِ القَضاءُ وأحبَطَ اللَّهُ أجرَهُ .(1)

(2)

1525 - صُعوبَةُ إحرازِ رِضَا النّاسِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - مِن وصیّتِهِ علیه السلام لابنِهِ الحسنِ - : فما طِلابُکَ لِقَومٍ إن کُنتَ عالِماً عابُوکَ ، وإن کُنتَ جاهِلاً لَم یُرشِدُوکَ ، وإن طَلَبتَ العِلمَ قالوا : مُتَکَلِّفٌ مُتَعَمِّقٌ ، وإن تَرَکتَ طَلَبَ العِلمِ قالوا : عاجِزٌ غَبِیٌّ ، وإن تَحَقَّقتَ لِعِبادَةِ رَبِّکَ قالوا : مُتَصَنِّعٌ مُراءٍ ، وإن لَزِمتَ الصَّمتَ قالوا : ألکَنُ ، وإن نَطَقتَ قالوا : مِهذارٌ ، وإن أنفَقتَ قالوا : مُسرِفٌ ، وإنِ اقتَصَدتَ قالوا : بَخِیلٌ ، وإنِ احتَجتَ إلی ما فی أیدِیهِم صارَمُوکَ وذَمُّوکَ ، وإن لَم تَعتَدَّ بِهِم کَفَّرُوکَ ، فَهذِهِ صِفَةُ أهلِ زَمانِکَ .(3)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لَمّا شَکا عَلقَمَةُ إلَیهِ مِن ألسِنَةِ الناسِ - : إنَّ رِضا الناسِ لا یُملَکُ وألسِنَتَهُم لا تُضبَطُ ، فکیفَ تَسلَمُونَ ممّا لَم یَسلَمْ مِنهُ أنبیاءُ اللَّهِ ورُسُلُهُ وحُجَجُهُ علیهم السلام ؟! ... ألم یَنسُبُوا نَبِیَّنا محمّداً صلی اللَّه علیه و آله إلی أ نّهُ شاعِرٌ مَجنونٌ؟! ... وما قالوا فی الأوصیاءِ علیهم السلام أکثَرُ مِن ذلکَ ... إنّ الألسِنَةَ التی تَتَناوَلُ ذاتَ اللَّهِ تعالی ذِکرُهُ بما لا یَلِیقُ بذاتِهِ کَیف تُحبَسُ عن تَناوُلِکُم بما تَکرَهُونَهُ ؟!(4)

(5)

ص :515


1- بحار الأنوار : 71/139/26 .
2- (انظر) الصبر : باب 2149 . القضاء والقدر : باب 3299 .
3- بحار الأنوار : 77/234/3 .
4- الأمالی للصدوق : 165/163 .
5- (انظر) الغلّ : باب 3060 .

ص :516

192 - رضوان اللَّه

اشاره

(1)

ص :517


1- انظر : عنوان 92 «المحبّة (حبّ اللَّه)» ، 435 «المقرّبون» . الزواج : باب 1662 ، العُجب : باب 2479 .

ص :518

1526 - موجِباتُ رِضوانِ اللَّهِ

الکتاب :

(وَعَدَ اللَّهُ المُؤْمِنینَ وَالمُؤْمِناتِ جَنّاتٍ تَجْری مِنْ تَحْتِها الْأَنْهارُ خالِدینَ فیها وَمَساکِنَ طَیِّبَةً فِی جَنّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ أَکْبَرُ ذلِکَ هُوَ الفَوْزُ العَظیمُ) .(1)

(أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَ اللَّهِ کَمَنْ باءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَمأْواهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المَصیرُ) .(2)

(3)

الحدیث :

لقمانُ علیه السلام - لابْنِهِ - : یا بُنَیَّ مَن یُرِدْ رِضوانَ اللَّهِ یُسخِطْ نفسَهُ کثیراً ، ومَن لا یُسخِطْ نفسَهُ لا یَرضی بهِ .(4)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ثلاثٌ یُبلِغْنَ بالعَبدِ رِضوانَ اللَّهِ : کَثرَةُ الاستِغفارِ ، وخَفْضُ الجانِبِ ، وکَثرَةُ الصَّدَقَةِ.(5)

عنه علیه السلام : مَن أسخَطَ بَدَنَهُ أرضی رَبَّهُ ، ومَن لَم یُسخِطْ بَدَنَهُ عَصی رَبَّهُ .(6)

عنه علیه السلام : إنّ اللَّهَ تبارکَ وتعالی أخفی أربَعةً فی أربَعةٍ : أخفی رِضاهُ فی طاعَتِهِ فلا تَستَصغِرَنَّ شیئاً مِن طاعَتِهِ فرُبّما وافَقَ رِضاهُ وأنتَ لا تَعلَمُ... .(7)

عنه علیه السلام : اِعلَمُوا أ نَّهُ لَن یَرضی عَنکُم بِشی ءٍ سَخِطَهُ علی مَن کانَ قَبلَکُم ، ولَن یَسخَطَ علَیکُم بِشَی ءٍ رَضِیَهُ مِمَّن کانَ قَبلَکُم .(8)

عنه علیه السلام : أوصاکُم بالتَّقوی ، وجَعَلَها مُنتَهی رِضاهُ وحاجَتَهُ مِن خَلقِهِ .(9)

عنه علیه السلام : هَیهاتَ ! لا یُخدَعُ اللَّهُ عن جَنَّتِهِ ، ولا تُنالُ مَرضاتُهُ إلّا بطاعَتِهِ .(10)

عنه علیه السلام : رِضا اللَّهِ سبحانَهُ مَقرونٌ بطاعَتِهِ .(11)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : إنَّ أرضاکُم عِندَ اللَّهِ أسبَغُکُم علی عِیالِهِ .(12)

ص :519


1- التوبة : 72 .
2- آل عمران : 162 .
3- (انظر) آل عمران: 15 ، المائدة: 2 ، 16 ، التوبة: 21 ، 109 ، محمّد: 28 ، الفتح: 29 ، الحدید: 20 ، 27 ، الحشر: 8 .
4- بحار الأنوار: 70/78/13.
5- بحار الأنوار : 78/81/74 .
6- بحار الأنوار : 70/312/11 .
7- الخصال : 209/31 .
8- نهج البلاغة : الخطبة 183 .
9- نهج البلاغة : الخطبة 183 .
10- نهج البلاغة : الخطبة 129 .
11- غرر الحکم : 5410 .
12- بحار الأنوار : 78/136/13 .

1527 - رِضوانُ اللَّهِ وَالرِّضا بِالقَضاءِ

بحار الأنوار : رُویَ أنّ موسی علیه السلام قالَ : یا رَبِّ ، دُلَّنی علی عَمَلٍ إذا أنا عَمِلتُهُ نِلتُ بهِ رِضاکَ . فَأوحَی اللَّهُ إلَیهِ : یابنَ عِمرانَ ، إنّ رِضایَ فی کُرهِکَ ولَن تُطِیقَ ذلکَ ... فَخَرَّ موسی علیه السلام ساجِداً باکِیاً فقالَ : یا رَبِّ ، خَصَصتَنِی بالکَلامِ ، ولَم تُکَلِّمْ بَشَراً قَبلِی ، ولَم تَدُلَّنی علی عَمَلٍ أنَالُ بهِ رِضاکَ ! فَأوحَی اللَّهُ إلَیهِ : إنّ رِضای فی رِضاکَ بِقَضائی .(1)

بحار الأنوار : أیضاً : یا رَبِّ دُلَّنی علی أمرٍ فیهِ رِضاکَ عَنّی أعمَلُهُ ؟ فأوحَی اللَّهُ إلَیهِ : إنّ رِضایَ فی کُرهِکَ وأنتَ ما تَصبِرُ علی ما تَکرَهُ ، قالَ : یا رَبِّ ، دُلَّنِی علَیهِ ؟ قالَ : فإنَّ رِضایَ فی رِضاکَ بِقَضائی .(2)

(3)

1528 - عَلاماتُ رِضَا اللَّهِ

بحار الأنوار : رُویَ أنّ موسی علیه السلام قالَ : یا رَبِّ أخبِرْنی عن آیَةِ رِضاکَ عن عَبدِکَ ، فَأوحَی اللَّهُ تعالی إلَیهِ : إذا رَأیتَنی اُهَیِّئُ عبدِی لطاعَتِی وأصرِفُهُ عن مَعصِیَتی ، فذلکَ آیَةُ رِضایَ .(4)

بحار الأنوار : فی حدیثِ المعراجِ : فَمَن عَمِلَ بِرِضایَ اُلزِمُهُ ثلاثَ خِصالٍ : اُعَرِّفُهُ شُکراً لا یُخالِطُهُ الجَهلُ ، وذِکراً لایُخالِطُهُ النِّسیانُ ، ومَحَبَّةً لا یُؤثِرُ علی مَحَبَّتِی مَحَبَّةَ المَخلوقینَ .(5)

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : علامةُ رِضا اللَّهِ عن خَلقِهِ رُخصُ أسعارِهِم ، وعَدلُ سُلطانِهِم ، وعَلامَةُ غَضَبِ اللَّهِ علی خَلقِهِ جَورُ سُلطانِهِم وغَلاءُ أسعارِهِم .(6)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : علامَةُ رِضا اللَّهِ سبحانَهُ عن العَبدِ ، رِضاهُ بما قَضَی بهِ سبحانَهُ لَهُ وعلَیهِ .(7)

ص :520


1- بحار الأنوار : 82/134/17 .
2- بحار الأنوار : 82/143/26 .
3- (انظر) عنوان 535 «الهوی » . العمل : باب 2899 .
4- بحار الأنوار:70/26/29.
5- بحار الأنوار : 77/28/6 .
6- تحف العقول : 40 .
7- غرر الحکم : 6344 .

1529 - مَرضاةُ الخَلقِ وسَخَطُ الخالِقِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : مَن طَلَبَ مَرضاةَ الناسِ بما یُسخِطُ اللَّهَ کانَ حامِدُهُ مِنَ الناسِ ذامّاً ، ومَن آثَرَ طاعَةَ اللَّهِ بِغَضَبِ الناسِ کَفاهُ اللَّهُ عَداوَةَ کُلِّ عَدُوٍّ ، وحَسَدَ کُلِّ حاسِدٍ ، وبَغیَ کُلِّ باغٍ ، وکانَ اللَّهُ عزّوجلّ لَهُ ناصِراً وظَهیراً .(1)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : مَن طَلَبَ رِضا مخلوقٍ بِسَخَطِ الخالِقِ سَلَّطَ اللَّهُ عزّوجلّ علَیهِ ذلکَ المَخلوقَ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : مَن طَلَبَ مَحامِدَ الناسِ بمَعاصِی اللَّهِ عادَ حامِدُهُ مِنهُم ذامّاً ، ومَن أرضی الناسَ بِسَخَطِ اللَّهِ وَکَلَهُ اللَّهُ إلَیهِم ، ومَن أرضی اللَّهَ بسَخَطِ الناسِ کَفاهُ اللَّهُ شَرَّهُم ، ومَن أحسَنَ ما بَینَهُ وبَینَ اللَّهِ کَفاهُ اللَّهُ مابَینَهُ وبَینَ الناسِ.(3)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فیما کَتَبَ إلی محمّدِ بنِ أبی بکرٍ - : إنِ استَطَعتَ أن لاتُسخِطَ رَبَّکَ برِضا أحَدٍ مِن خَلقِهِ فَافعَلْ؛ فإنَّ فی اللَّهِ عزّوجلّ خَلَفاً مِن غَیرِهِ ، ولَیسَ فی شی ءٍ سِواهُ خَلَفٌ مِنهُ .(4)

الإمامُ الحسینُ علیه السلام : مَن طَلَبَ رِضا اللَّهِ بِسَخَطِ الناسِ کَفاهُ اللَّهُ اُمُورَ الناسِ ، ومَن طَلَبَ رِضا الناسِ بِسَخَطِ اللَّهِ ، وَکَلَهُ اللَّهُ إلی النّاسِ .(5)

الإمامُ الرِّضا علیه السلام : مَن أرضَی سُلطاناً بما یُسخِطُ اللَّهَ خَرَجَ مِن دِینِ اللَّهِ .(6)

الإمامُ الجوادُ علیه السلام : لا یَضُرُّکَ سَخَطُ مَن رِضاهُ الجَورُ .(7)

الإمامُ الهادیُّ علیه السلام : مَنِ اتَّقی اللَّهَ یُتَّقی ، ومَن أطاعَ اللَّهَ یُطاعُ ، ومَن أطاعَ الخالِقَ لَم یُبالِ سَخَطَ المَخلوقینَ ، ومَن أسخَطَ الخالِقَ فَقَمِنٌ أن یَحِلَّ بِهِ سَخَطُ المَخلوقینَ .(8)

ص :521


1- الکافی : 2/372/2 .
2- بحار الأنوار: 77/156/132.
3- بحار الأنوار : 77/178/10 .
4- الأمالی للطوسی : 29/31 .
5- بحار الأنوار: 71/208/17 .
6- بحار الأنوار: 73/393/7 .
7- بحار الأنوار: 75/380/42 .
8- بحار الأنوار: 71/182/41.

ص :522

193 - الرفق

اشاره

(1)

(2)

ص :523


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 75 / 50 باب 42 «الرِّفق واللین» . کنز العمّال : 3 / 28 - 55 «الرِّفق» .
2- انظر : عنوان 161 «المداراة» ، 184 «الرخصة» ، 553 «التقیّة» . السیاسة : باب 1915 ، العبادة : باب 2462 .

ص :524

1530 - فَضلُ الرِّفقِ

الکتاب :

(فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ کُنْتَ فَظّاً غَلِیظَ القَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِکَ فاعْفُ عَنْهُمْ واسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشاوِرْهُمْ فِی الْأَمْرِ فَإذَا عَزَمْتَ فَتَوَکَّلْ عَلَی اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ المُتَوَکِّلِینَ) .(1)

(لَا تَمُدَّنَّ عَیْنَیْکَ إِلَی ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِّنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَیْهِمْ واخْفِضْ جَناحَکَ لِلْمُؤْمِنِینَ) .(2)

(وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِینَ یَمْشُونَ عَلَی الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذا خاطَبَهُمُ الجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً) .(3)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : الرِّفْقُ یُمنٌ والخُرقُ شُؤمٌ .(4)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إنّ الرِّفقَ لَم یُوضَعْ علی شی ءٍ إلّا زانَهُ ، ولا نُزِعَ مِن شَی ءٍ إلّا شانَهُ .(5)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : ما کانَ الرِّفْقُ فی شی ءٍ إلّا زانَهُ .(6)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : الرِّفقُ نِصفُ المَعِیشَةِ .(7)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : لَو کانَ الرِّفقُ خَلقاً یُری ، ما کانَ ممّا خَلَقَ اللَّهُ شَی ءٌ أحسَنَ مِنهُ .(8)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : ما اصطَحَبَ اثنانِ إلّا کانَ أعظَمُهُما أجراً وأحَبُّهُما إلی اللَّهِ عزّوجلّ أرفَقَهُما بصاحِبِهِ .(9)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إذا أرادَ اللَّهُ بأهلِ بیتٍ خَیراً أدخَلَ علَیهِم بابَ رِفقٍ .(10)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : مَن اُعطِیَ حَظَّهُ مِن الرِّفقِ ، اُعطِیَ حَظَّهُ مِن خَیرِ الدُّنیا والآخِرَةِ .(11)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : أعقَلُ الناسِ أشَدُّهُم مُداراةً للناسِ .(12)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إنّا اُمِرنا مَعاشِرَ الأنبیاءِ بِمُداراةِ الناسِ کما اُمِرنا بِإقامَةِ الفَرائضِ .(13)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الرِّفقُ مِفتاحُ النَّجاحِ .(14)

عنه علیه السلام : الرِّفقُ بالأتباعِ مِن کَرَمِ الطِّباعِ .(15)

عنه علیه السلام : علَیکَ بالرِّفقِ فإنّهُ مِفتاحُ الصَّوابِ

ص :525


1- آل عمران : 159 .
2- الحِجر : 88 .
3- الفرقان : 63 .
4- الکافی : 2/119/4 .
5- الکافی : 2/119/6 .
6- کنز العمّال : 5367 .
7- بحار الأنوار : 71/349/19 .
8- الکافی : 2/120/13 .
9- الکافی : 2/120/15 .
10- شرح نهج البلاغة : 6/339 .
11- شرح نهج البلاغة : 6/339 .
12- الأمالی للصدوق:73/41.
13- الأمالی للطوسی : 521/1150 .
14- غرر الحکم : 294 .
15- غرر الحکم : 1497 .

وسَجِیَّةُ اُولِی الألبابِ .(1)

عنه علیه السلام - مِن کتابٍ لَهُ إلی بَعضِ عُمّالِهِ - : واخلِطِ الشِّدَّةَ بضِغْثٍ مِنَ اللِّینِ ، وارفُقْ ما کانَ الرِّفقُ أرفَقَ (أوفَقَ) .(2)

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : الرِّفقُ نِصفُ العَیشِ .(3)

1531 - الاهتِمامُ بِالرَّفیقِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنّما سُمِّیَ الرفیقُ رفیقاً لأ نّه یُرفِقُکَ علی صَلاحِ دِینِکَ ، فَمَن أعانَکَ علی صلاحِ دِینِکَ فهُو الرَّفیقُ الشَّفیقُ .(4)

عنه علیه السلام : سَلْ عَنِ الرَّفیقِ قَبلَ الطریقِ .(5)

عنه علیه السلام : فی الضِّیقِ یَتَبَیَّنُ حُسنُ مُواساةِ الرفیقِ .(6)

عنه علیه السلام : لَیسَ برفیقٍ مَحمودِ الطَّریقَةِ مَن أحْوَجَ صاحِبَهُ إلی مُماراتِهِ .(7)

عنه علیه السلام : الرَّفیقُ کَالصَّدیقِ فَاختَرهُ مُوافِقاً .(8)

عنه علیه السلام : الرَّفیقُ فی دُنیاهُ کَالرَّفیقِ فی دینِهِ .(9)

عنه علیه السلام : اِعلَمُوا أ نّهُ مَن یَتَّقِ اللَّهَ یَجعَلْ لَهُ مَخرجاً مِنَ الفِتَنِ ، ونوراً مِنَ الظُّلَمِ ، ویُخَلِّدْهُ فیما اشتَهَتْ نفسُهُ ، ویُنزِلْهُ مَنزِلَ الکَرامَةِ عِندَهُ ، فی دارٍ اصطَنَعَها لنفسِهِ ، ظِلُّها عَرشُهُ ، ونورُها بَهجَتُهُ ، وزُوّارُها ملائکَتُهُ ، ورُفَقاؤها رُسُلُهُ .(10)

عنه علیه السلام : بادِروا بأعمالِکم تَکُونُوا مَع جِیرانِ اللَّهِ فی دارِهِ ، رافَقَ بِهِم رُسُلَهُ ، وأزارَهُم مَلائکَتَهُ .(11)

عنه علیه السلام : نَسألُ اللَّهَ مَنازِلَ الشُّهَداءِ ، ومُعایَشَةَ السُّعَداءِ ، ومُرافَقَةَ الأنبیاءِ .(12)

1532 - إنَّ اللَّهَ رَفیقٌ یُحِبُّ الرِّفقَ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إنّ اللَّهَ یُحِبُّ الرِّفقَ ویُعِینُ علَیهِ ، فإذا رَکِبتُمُ الدَّوابَّ العُجْفَ فَأنزِلُوها مَنازِلَها ، فإن کانَتِ الأرضُ مُجدِبَةً فانْجُوا عَنها ، وإن کانَت مُخْصِبَةً فَأنزِلُوها مَنازِلَها .(13)

ص :526


1- غرر الحکم : 6114 .
2- نهج البلاغة : الکتاب 46 ، وفی غرر الحکم : 2385 «اخلط الشّدّة برفق، وارفق ما کان الرِّفق أوفق».
3- الکافی : 2/120/11 .
4- غرر الحکم : 3878 .
5- نهج البلاغة : الکتاب 31.
6- غرر الحکم : 6473 .
7- غرر الحکم : 7504 .
8- غرر الحکم : 1180 .
9- غرر الحکم : 1816 .
10- نهج البلاغة : الخطبة 183 .
11- نهج البلاغة : الخطبة183 .
12- نهج البلاغة : الخطبة 23 .
13- الکافی : 2/120/12 .

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إنَّ اللَّهَ رفیقٌ یُحِبُّ الرِّفقَ ، ویُعطِی علی الرِّفقِ ما لا یُعطِی علی العُنفِ ، وما لا یُعطِی عَلی سِواهُ .(1)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إنّ اللَّهَ عزّوجلّ رَفیقٌ یُحِبُّ الرِّفقَ فی الأمرِ کُلِّهِ .(2)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : إنّ اللَّهَ عزّوجلّ رفیقٌ یُحِبُّ الرِّفقَ ویُعطِی علی الرِّفقِ ما لا یُعطِی علی العُنفِ .(3)

الإمامُ الباقرُ أو الإمامُ الصّادقُ علیهما السلام : إنّ اللَّهَ رفیقٌ یُحِبُّ الرِّفقَ ، ومِن رِفقِهِ بِکُم تَسلِیلُ أضغانِکم ومُضادَّةُ قلوبِکُم .(4)

1533 - الرِّفقُ وَالإیمانُ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : لِکُلِّ دِینٍ خُلُقٌ وخُلُقُ الإیمانِ الرِّفقُ .(5)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : مَن قُسِمَ لَهُ الرِّفقُ قُسِمَ لَهُ الإیمانُ .(6)

عنه علیه السلام : إنَّ لِکُلِّ شَی ءٍ قُفْلاً وقُفلُ الإیمانِ الرِّفقُ .(7)

1534 - الرِّفقُ فِی العِبادَةِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إیّاکُم والتعمُّقَ فی الدِّینِ ، فإنّ اللَّهَ قد جَعَلَهُ سَهلاً ، فَخُذُوا مِنهُ ما تُطِیقُونَ ، فإنَّ اللَّهَ یُحِبُّ ما دامَ مِن عَمَلٍ صالِحٍ ، وإن کانَ یَسیراً .(8)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إنّ هذا الدِّینَ مَتِینٌ فَأوغِلُوا فیهِ برِفقٍ ، ولا تُکَرِّهُوا عِبادَةَ اللَّهِ إلی عِبادِ اللَّهِ فتکونوا کالراکِبِ المُنْبَتِّ الذی لا سَفَراً قَطَعَ ولا ظَهْراً أبقی .(9)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : خادِعْ نفسَکَ فی العِبادَةِ ، وارفُقْ بها ولا تَقهَرْها ، وخُذْ عَفوَها ونَشاطَها ، إلّا ما کانَ مَکتوباً علَیکَ مِن الفَریضَةِ ، فإنّهُ لابُدَّ مِن قضائها وتَعاهُدِها عندَ مَحَلِّها .(10)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : اِجتَهَدتُ فی العِبادَةِ وأنا شابٌّ ، فقالَ لی أبی : یا بُنَیَّ ، دونَ ما أراکَ تَصنَعُ ، فإنّ اللَّهَ عزّوجلّ إذا أحَبَّ عَبداً رَضِیَ عَنهُ بالیَسیرِ .(11)

(12)

ص :527


1- کنز العمّال : 5363 .
2- کنز العمّال : 5370 .
3- الکافی : 2/119/5 .
4- الکافی : 2/120/14 .
5- غرر الحکم : 7296 .
6- الکافی : 2/118/2 .
7- الکافی : 2/118/1 .
8- کنز العمّال : 5348 .
9- الکافی : 2/86/1 .
10- نهج البلاغة : الکتاب 69 .
11- الکافی : 2/87/5 .
12- (انظر) بحار الأنوار : 71 / 209 باب 66 . العبادة : باب 2462 .

1535 - ثَمَراتُ الرِّفقِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إنّ فی الرِّفقِ الزِّیادَةَ والبَرَکَةَ ، ومَن یُحرَمِ الرِّفقَ یُحرَمِ الخَیرَ .(1)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الرِّفقُ یُؤَدِّی إلی السِّلْمِ .(2)

عنه علیه السلام : الرِّفقُ مِفتاحُ الصوابِ ، وشِیمَةُ ذَوِی الألبابِ .(3)

عنه علیه السلام : الرِّفقُ یُیَسِّرُ الصِّعابَ ، ویُسَهِّلُ شَدیدَ الأسبابِ .(4)

عنه علیه السلام : الرِّفقُ لِقاحُ الصلاحِ وعُنوانُ النَّجاحِ .(5)

الإمامُ الحسینُ علیه السلام : مَن اُحْجِمَ عن الرَّأیِ وعَیِیَتْ بِهِ الحِیَلُ ، کانَ الرِّفقُ مِفتاحَهُ .(6)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إن شِئتَ أن تُکرَمَ فَلِنْ ، وإن شِئتَ أن تُهانَ فاخشُنْ .(7)

عنه علیه السلام : مَن کانَ رفیقاً فی أمرِهِ نالَ ما یُریدُ مِنَ الناسِ .(8)

1536 - اُرفُق یُرفَق بِکَ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : الرِّفقُ رَأسُ الحِکمَةِ ، اللّهُمّ مَن وُلِّیَ شیئاً مِن اُمُورِ اُمَّتی فَرَفَقَ بهِم فارفُقْ بهِ ، ومَن شَقَّ علَیهِم فاشقُقْ علَیهِ .(9)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : کانَ آخِرُ ما أوصی بهِ الخضرُ موسی بنَ عِمرانَ علیهما السلام : . . . ما رَفَقَ أحَدٌ بأحَدٍ فی الدُّنیا إلّا رَفَقَ اللَّهُ عزّوجلّ بهِ یَومَ القِیامَةِ .(10)

(11)

1537 - ما لا یَنبَغی مِنَ الرِّفقِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إذا کانَ الرِّفقُ خُرْقاً کانَ الخُرقُ رِفقاً ، ربّما کانَ الدَّواءُ داءً والداءُ دَواءً .(12)

ص :528


1- الکافی : 2/119/7 .
2- غرر الحکم : 902 .
3- غرر الحکم : 1746 .
4- غرر الحکم : 1778 .
5- غرر الحکم : 2187 .
6- بحار الأنوار : 78/128/11 .
7- بحار الأنوار : 78/269/109 .
8- الکافی : 2/120/16 .
9- بحار الأنوار : 75/352/62 .
10- بحار الأنوار : 73/386/6 .
11- (انظر) الرحم : باب 1453 .
12- نهج البلاغة : الکتاب 31 .

194 - المراقبة

اشاره

(1)

(2)

ص :529


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 70 / 62 باب 45 «مراتب النفس ... ومحاسبة النفس» . المحجّة البیضاء : 8 / 149 - 191 «کتاب المراقبة والمحاسبة» .
2- انظر : عنوان 113 «الحساب» ، 474 «اللغو» ، 477 «اللهو» . المسجد : باب 1754 ، الموعظة : باب 4075 ، الحجّ : باب 711 .

ص :530

1538 - مُراقَبَةُ اللَّهِ

الکتاب :

(وَکانَ اللَّهُ عَلی کُلِّ شَی ءٍ رَقِیباً) .(1)

(إِنَّ اللَّهَ کانَ عَلَیْکُمْ رَقِیبَاً) .(2)

(وَیا قَومِ اعْمَلُوا عَلَی مَکانَتِکُمْ إِنِّی عامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن یَأْتِیهِ عَذابٌ یُخْزِیهِ وَمَنْ هُوَ کاذِبٌ وارْتَقِبُوا إِنِّی مَعَکُمْ رَقِیبٌ) .(3)

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی دعاءٍ عَلَّمَهُ لِکُمیلٍ - : فَأسألُکَ بالقُدرَةِ التی قَدَّرتَها ... أن تَهَبَ لی فی هذهِ اللَّیلةِ وفی هذِهِ الساعةِ کُلَّ جُرمٍ أجرَمتُهُ ... وکُلَّ سَیِّئَةٍ أمَرتَ بإثباتِها الکِرامَ الکاتِبِینَ ، الذین وَکَّلتَهُم بحِفظِ ما یکونُ مِنّی ، وجَعَلتَهُم شُهُوداً عَلَیَّ مَع جَوارِحِی ، وکُنتَ أنتَ الرَّقیبَ عَلَیَّ مِن وَرائهِم، والشاهِدَ لِما خَفِیَ عَنهُم .(4)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : - فی قَولِهِ تعالی : (وَلا تَعْمَلونَ مِن عَمَلٍ إِلّا کُنّا عَلَیکُمْ شُهُوداً) - : کانَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله إذا قَرَأ هذهِ الآیةَ بَکی بُکاءاً شَدیداً .(5)

1539 - مُراقَبَةُ المَلائِکَةِ وَالجَوارِحِ

الکتاب :

(ما یَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلّا لَدَیْهِ رَقِیبٌ عَتِیدٌ) .(6)

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام: اِعلَمُوا عِبادَاللَّهِ أَنَّ علَیکُم رَصَداً مِن أنفُسِکُم ، وعُیُوناً من جَوارِحِکُم ، وحُفَّاظَ صِدْقٍ یَحفَظُونَ أعمالَکُم ، وعَدَدَ أنفاسِکم ، لا تَستُرُکُم مِنهُم ظُلمَةُ لَیلٍ داجٍ ، ولا یُکِنُّکُم مِنهُم بابٌ ذو رِتاجٍ .(7)

عنه علیه السلام : لا تَقطَعُوا نَهارَکم بکذا وکذا ، وفَعَلْنا کذا وکذا ، فإنَّ مَعکُم حَفَظَةً یُحصُونَ علَیکُم وعلَینا .(8)

(9)

ص :531


1- الأحزاب : 52 .
2- النساء : 1 .
3- هود : 93 .
4- الإقبال : 3 / 336 .
5- مجمع البیان : 5/180 .
6- ق : 18 .
7- نهج البلاغة: الخطبة157.
8- بحار الأنوار : 5/329/27 .
9- (انظر) الملائکة : باب 3653 .

1540 - الحَثُّ عَلَی الرَّقابةِ النَّفسِیَّةِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : عَوِّدُوا قُلوبَکُمُ التَّرَقُّبَ ، وأکثِرُوا التَّفَکُّرَ والاعتِبارَ .(1)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : اِجعَلْ مِن نفسِکَ علی نفسِکَ رَقیباً ، واجعَلْ لِآخِرَتِکَ مِن دُنیاک نَصیباً .(2)

عنه علیه السلام : یَنبَغِی أن یکونَ الرجُلُ مُهَیمِناً عَلی نَفسِهِ ، مُراقِباً قَلبَهُ حافِظاً لِسانَهُ .(3)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : اِحمِلْ نفسَکَ لنفسِکَ، فإن لَم تَفعَلْ لَم یَحمِلْکَ غَیرُکَ .(4)

1541 - الحَثُّ عَلَی مُراقَبَةِ اللَّهِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - لأبی ذَرٍّ - : احْفَظِ اللَّهَ یَحفَظْکَ ، احفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ أمامَکَ .(5)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : طُوبی لمَن راقَبَ رَبَّهُ ، وخافَ ذَنبَهُ .(6)

عنه علیه السلام : رَحِمَ اللَّهُ امرأً راقَبَ رَبَّهُ ، وتَنکَّبَ ذَنبَهُ ، وکابَرَ هَواهُ ، وکَذَّبَ مُناهُ ، امرَأً أزَمَّ نفسَهُ مِنَ التَّقوی بزِمامٍ ... دائمَ الفِکَرِ ، طویلَ السَّهَرِ ، عَزوفاً عنِ الدُّنیا ... قد وَقَرَ قَلبَهُ ذِکرُ المَعادِ ، وطَوی مِهادَهُ ، وهَجَرَ وسادَهُ ، مُنتَصِباً علی أطرافِهِ ... خَشُوعٌ فی السِّرِّ لربِّهِ ، لَدَمعُهُ صَبِیبٌ ، ولَقَلبُهُ وَجِیبٌ ... راضیاً بالکَفافِ مِن أمرِهِ ، یُظهِرُ دُونَ ما یَکتُمُ ، ویَکتَفِی بأقَلَّ مِمّا یَعلَمُ .(7)

عنه علیه السلام : رَحِمَ اللَّهُ امرَأً (عَبداً) سَمِعَ حُکْماً فَوَعی ، ودُعِیَ إلی رَشادٍ فَدَنا ، وأخَذَ بِحُجْزَةِ هادٍ فَنَجا ، راقَبَ رَبَّهُ ، وخافَ ذَنبَهُ .(8)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : کانَ فیما وَعَظَ اللَّهُ تَبارَکَ و تَعالی بهِ عیسَی بنَ مریمَ علیه السلام أن قالَ له : ... یا عیسی ، کُنْ حَیثُما کُنتَ مُراقِباً لی .(9)

1542 - الاهتِمامُ بِمُراقَبَةِ الأوقاتِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : ألا إنَّ الأیّامَ ثلاثةٌ : یَومٌ مَضی لا تَرجُوهُ ، ویَومٌ بَقِیَ لابُدَّ مِنهُ ،

ص :532


1- کنز العمّال : 5709 .
2- غرر الحکم : 2429 .
3- غرر الحکم : 10947 .
4- الکافی : 2/454/5 .
5- بحار الأنوار : 77/87/3 .
6- غرر الحکم : 5938 .
7- بحار الأنوار : 77/349/30 .
8- نهج البلاغة : الخطبة 76 .
9- بحار الأنوار : 14/289 و 293/14 .

ویَومٌ یَأتِی لا تَأمَنُهُ ، فالأمسُ مَوعِظةٌ ، والیَومُ غَنیمَةٌ ، وغَدٌ لا تَدرِی مَن أهلُهُ .(1)

عنه علیه السلام : فازَ مَن أصلَحَ عَمَلَ یَومِهِ واستَدْرَکَ فَوارِطَ أمسِهِ .(2)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : ما مِن یومٍ یَأتِی علی ابنِ آدَمَ إلّا قالَ ذلکَ الیومُ : یابنَ آدَمَ ، أنا یَومٌ جَدیدٌ وأنا علَیکَ شَهیدٌ ، فافعَلْ بِی خَیراً ، واعمَلْ فِیَّ خَیراً ، أشْهَدْ لکَ یَومَ القِیامَةِ، فإنّکَ لَن تَرانِی بَعدَها أبداً.(3)

عنه علیه السلام : إنّ النهارَ إذا جاءَ قالَ : یابنَ آدَمَ ، اعمَلْ فِی یومِکَ هذا خَیراً ، أشهَدْ لکَ بهِ عِندَ رَبِّکَ یومَ القِیامَةِ ، فَإنّی لَم آتِکَ فیما مَضی ، ولا آتِیکَ فِیما بَقِیَ . وإذا جاءَ اللیلُ قالَ مِثلَ ذلکَ .(4)

عنه علیه السلام : اِصْبِرُوا علی الدُّنیا فإنّما هِی ساعَةٌ ، فما مَضی مِنهُ فلا تَجِدُ لَهُ ألَماً ولا سُرُوراً ، وما لَم یَجِئْ فلا تَدرِی ما هُو ؟ وإنّما هی ساعَتُکَ التی أنتَ فیها ، فاصبِرْ فیها علی طاعَةِ اللَّهِ ، واصبِرْ فیها عن مَعصیَةِ اللَّهِ .(5)

1543 - مَنِ اعتَدَلَ یَوماهُ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَنِ اعتَدَلَ یَوماهُ فهُو مَغبونٌ ... ومَن کانَ غَدُهُ شَرَّ یَومَیْهِ فمَحرومٌ ، ومَن لَم یُبالِ بما رُزِئَ مِن آخِرَتِهِ إذا سَلِمَتْ لَهُ دُنیاهُ فهُو هالِکٌ ، ومَن لَم یَتَعاهَدِ النَّقصَ مِن نفسِهِ غَلَبَ علَیهِ الهَوی ، ومَن کانَ فی نَقصٍ فالمَوتُ خَیرٌ لَهُ .(6)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَنِ اعتَدَلَ یَوماهُ فهُو مَغبونٌ ، ومَن کانَ فی غَدِهِ شَرّاً مِن یَومِهِ فهُو مَفتونٌ ، ومَن لَم یَتَفَقَّدِ النُقصانَ فی نفسِهِ دام نَقصُهُ ، ومَن دامَ نَقصُهُ فالمَوتُ خَیرٌ لَهُ .(7)

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : مَنِ استَوی یَوماهُ فهُو مَغبونٌ ، ومَن کانَ آخِرُ یَومَیهِ شَرَّهُما فهُو مَلعونٌ ، ومَن لم یَعرِفِ الزِّیادَةَ فی نفسِهِ فهُو فی نُقصانٍ ، ومَن کانَ إلی النُّقصانِ فالمَوتُ خَیرٌ لَهُ مِنَ الحیاةِ .(8)

(9)

ص :533


1- تحف العقول : 220 .
2- غرر الحکم : 6540 .
3- بحار الأنوار : 7/325/20 ، وفی نسخة اُخری : «فقل فیّ خیراً واعمل فیّ خیراً» .
4- الکافی : 2/455/12 .
5- الکافی : 2/454/4 .
6- الأمالی للصدوق : 477/644 .
7- بحار الأنوار : 78/277/113 .
8- بحار الأنوار : 78/327/5 .
9- (انظر) عنوان 384 «الغبن» .

1544 - آدابُ المُراقَبَةِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - مِن وَصایاهُ لکُمَیلٍ - : یا کُمیلُ ، ما مِن حَرَکةٍ إلّا وأنتَ مُحتاجٌ فیها إلی مَعرِفَةٍ.(1)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : ثلاثٌ مَن کُنَّ فیهِ مِن المؤمنینَ کانَ فی کَنَفِ اللَّهِ ... : مَن أعطی مِن نفسِهِ ما هُو سائلُهُم لنفسِهِ ، ورجُلٌ لَم یُقَدِّمْ یَداً ولا رِجلاً حتّی یَعلَمَ أ نّهُ فی طاعَةِ اللَّهِ قَدَّمَها أو فی مَعصِیَتِهِ ، ورجُلٌ لَم یَعِبْ أخاهُ بِعَیبٍ حتّی یَترُکَ ذلکَ العَیبَ مِن نفسِهِ (2).(3)

(4)

1545 - إحصاءُ المَساوِئِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : علی العاقِلِ أن یُحصِیَ علی نفسِهِ مَساوِیَها فی الدِّینِ والرَأیِ والأخلاقِ والأدَبِ ، فَیَجمَعَ ذلکَ فی صَدرِهِ أو فی کتابٍ ویَعمَلَ فی إزالَتِها .(5)

1546 - تَقسیمُ السّاعاتِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : کان فیها [ أی صُحُفِ إبراهیم علیه السلام ]... : علی العاقِلِ ما لَم یَکُن مَغلوباً علی عَقلِهِ أن یکونَ لَهُ ساعاتٌ : ساعَةٌ یُناجِی فیها رَبَّهُ عزّوجلّ ، وساعَةٌ یُحاسِبُ نَفسَهُ ، وساعَةٌ یَتَفَکَّرُ فیما صَنَعَ اللَّهُ عزّوجلّ إلَیهِ ، وساعَةٌ یَخلُو فیها بِحَظِّ نفسِهِ مِنَ الحَلالِ؛ فإنّ هذهِ الساعَةَ عَونٌ لِتلکَ الساعاتِ واستِجمامٌ للقُلوبِ وتَوزِیعٌ لها .(6)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إنّ فی حِکمَةِ آلِ داوود عِبرَةً للعاقِلِ اللَّبِیبِ أن لا یَشغَلَ نفسَهُ إلّا فی أربَعِ ساعاتٍ : ساعَةٍ یُناجِی فیها رَبَّهُ ، وساعَةٍ یُحاسِبُ فیها نفسَهُ ، وساعَةٍ یَلقَی فیها إخوانَهُ الذین یُناجِی ، الذینَ یَنصَحُونَهُ فی نفسِهِ ویُخبِرُونَهُ بِعُیُوبِهِ ،

ص :534


1- بحار الأنوار : 77/267/1 .
2- بحار الأنوار : 78/140/32 .
3- قالَ أبو حامدٍ : النَّظَرُ الأوَّلُ للمُراقِبِ، نَظَرُهُ فی الهِمَّةِ والحرکةِ : أهِیَ للَّهِ ِ تعالی أو لِلهَوی ... وأقَلُّ ما یَنکَشِفُ له فی حَرَکاتِهِ أن یکونَ مُباحاً ولکنّه لا یَعْنِیهِ فَیَتْرُکُهُ لقولِهِ صلی اللَّه علیه و آله: «مِنْ حُسْنِ إسلامِ المَرْءِ تَرْکُهُ ما لا یَعْنِیهِ».المحجّة البیضاء : 8/162 .
4- (انظر) الهوی : باب 3986 .
5- بحار الأنوار : 78/6/58 .
6- الخصال : 525/13 ، معانی الأخبار: 334/1 وفیه «وتفریغ لها» بدل «وتوزیع لها» .

وساعَةٍ یَخلُو بینَ نَفسِهِ وبینَ رَبِّها فیما یَحِلُّ ویَجمُلُ، فإنَّ فی هذِهِ الساعَةِ عَوناً علی هذِهِ الساعاتِ .(1)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : للمؤمنِ ثلاثُ ساعاتٍ : ساعَةٌ یُناجِی فیها رَبَّهُ ، وساعَةٌ یُحاسِبُ نفسَهُ ، وساعَةٌ یُخَلِّی بینَ نفسِهِ ولَذَّتِها فیما یَحِلُّ ویَجمُلُ .(2)

عنه علیه السلام : للمؤمنِ ثلاثُ ساعاتٍ : فساعَةٌ یُناجِی فیها رَبَّهُ ، وساعَةٌ یَرُمُّ مَعاشَهُ ، وساعَةٌ یُخَلِّی بینَ نفسِهِ وبینَ لَذَّتِها فیما یَحِلُّ ویَجمُلُ .(3)

عنه علیه السلام : إنّ لیلَکَ ونَهارَکَ لا یَستَوعِبانِ لِجَمیعِ حاجاتِکَ فَاقسِمْها بینَ عَمَلِکَ وراحَتِکَ .(4)

عنه علیه السلام - مِن کتابٍ کَتَبَهُ لِلْأَشْتَرِ - : اِجعَلْ لنفسِکَ فیما بینَکَ وبینَ اللَّهِ أفضَلَ تِلکَ المَواقیتِ وأجزَلَ تِلکَ الأقسامِ ، وإن کانَتْ کُلُّها للَّهِ ِ إذا صَلَحَتْ فیها النِّیَّةُ ، وسَلِمَتْ مِنها الرَّعِیَّةُ .(5)

الإمامُ الحسینُ علیه السلام : سألتُ أبی علیه السلام عن مَدخَلِ رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله ، فقالَ : کانَ دُخولُهُ لنفسِهِ مَأذوناً لَهُ فی ذلکَ ، فإذا أوی إلی مَنزِلِهِ جَزَّأ دُخولَهُ ثلاثةَ أجزاءٍ : جُزءاً للَّهِ ِ ، وجُزءاً لأهلِهِ ، وجزءاً لنفسِهِ ، ثُمّ جَزَّأ جُزْءَهُ بینَهُ وبینَ الناسِ فَیَرُدُّ ذلکَ بالخاصَّةِ عَلَی العامَّةِ ، ولا یَدَّخِرُ عَنهُم مِنهُ شیئاً ، وکانَ مِن سِیرَتِهِ فی جُزءِ الاُمَّةِ ، إیثارُ أهلِ الفَضلِ بإذنِهِ ، وقَسَمَهُ علی قَدرِ فَضلِهِم فی الدِّینِ ، فمِنهُم ذُو الحاجةِ ، ومِنهُم ذُو الحاجَتَینِ ، ومِنهُم ذو الحَوائجِ .(6)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام - فی دعائه عِندَ الصَّباحِ و المَساءِ - : اللّهُمّ اجعَلْ لَنا فی کُلِّ ساعَةٍ مِن ساعاتِهِ حَظّاً مِن عِبادِکَ ، ونَصیباً مِن شُکرِکَ ، وشاهِدَ صِدقٍ مِن مَلائکتِکَ .(7)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : کانَ فیما وَعَظَ لقمانُ ابنَهُ : ... یا بُنَیَّ ، اجعَلْ فی أیّامِکَ ولَیالِیکَ وساعاتِکَ نَصیباً لکَ فی طَلَبِ العِلمِ ، فإنّکَ لَن تَجِدَ لکَ تَضیِیعاً

ص :535


1- کنز العمّال : 5381 .
2- غرر الحکم : 7370 .
3- نهج البلاغة : الحکمة 390 .
4- غرر الحکم : 3641 .
5- نهج البلاغة : الکتاب 53 ، انظر تمام الکلام.
6- بحار الأنوار : 16/150/4 .
7- الصحیفة السجّادیّة : الدعاء 6 .

مِثلَ تَرکِهِ .(1)

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : اِجتَهِدُوا فی أن یکونَ زمانُکُم أربَعَ ساعاتٍ : ساعَةٌ لِمُناجاةِ اللَّهِ ، وساعَةٌ لأمرِ المَعاشِ ، وساعَةٌ لمُعاشَرَةِ الإخوانِ والثِّقاتِ الذینَ یُعَرِّفُونَکُم عُیُوبَکُم ویَخلُصُونَ لَکُم فی الباطِنِ ، وساعَةٌ تَخْلُونَ فیها لِلَذّاتِکم فی غَیرِ مُحَرَّمٍ .(2)

1547 - افتِتاحُ الأعمالِ وَاختِتامُها بِالخَیرِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : مَنِ استَفتَحَ أوَّلَ نَهارِهِ بخَیرٍ وخَتَمَهُ بِالخَیرِ ، قالَ اللَّهُ لملائکتِهِ : لا تَکتُبُوا علَیهِ ما بینَ ذلکَ مِنَ الذُّنوبِ .(3)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : یا کمیلَ بنَ زیادٍ، سَمِّ کُلَّ یومٍ بِاسمِ اللَّهِ ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا باللَّهِ وتَوَکَّلْ عَلَی اللَّهِ ، واذکُرْنا وسَمِّ بِأسمائنا وصَلِّ علَینا واستَعِذْ بِاللَّهِ رَبِّنا ، وادرَأْ بذلکَ عن نفسِکَ وما تَحُوطُهُ عِنایَتُکَ ، تُکْفَ شَرَّ ذلکَ الیَومِ إنْ شاءَ اللَّهُ .(4)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام : إنَّ المَلَکَ المُوَکَّلَ عَلَی العَبدِ یَکتُبُ فی صَحیفَةِ أعمالِهِ ، فَأملُوا بأوَّلِها وآخِرِها خَیراً یُغفَرْ لَکُم ما بینَ ذلکَ .(5)

بحار الأنوار عن أبی ذَرٍّ : یَومُکَ جَمَلُکَ إذا أخَذتَ بِرَأسِهِ أتاکَ ذَنَبُهُ . یَعنِی إذا کنتَ مِن أوَّلِ النهارِ فی خَیرٍ لَم تَزَل فیهِ إلی آخِرِهِ .(6)

1548 - المُراقَبةُ وَالمُحاسَبةُ

المحجّة البیضاء عن طَلحَة: انطَلَقَ رَجُلٌ ذاتَ یَومٍ فَنَزَعَ ثِیابَهُ وتَمَرَّغَ فی الرَّمْضاءِ وکانَ یقولُ لنفسِهِ : ذُوقِی وعَذابُ جَهَنَّمَ أشَدُّ حَرّاً ! أجِیفَةٌ باللیلِ بَطَّالَةٌ بالنهارِ ؟! فبَیْنا هُو کذلکَ إذ أبصَرَ النبیَّ صلی اللَّه علیه و آله فی ظِلِّ شَجَرَةٍ فَأتاهُ فقالَ : غَلَبَتنِی نَفسِی ، فقالَ لَهُ النبیُّ صلی اللَّه علیه و آله : ألَمْ یَکُنْ لکَ بُدٌّ مِنَ الذی صَنَعتَهُ ؟ أمَا لقد فُتِحَتْ لکَ أبوابُ السماءِ وبَاهَی اللَّهُ عزّوجلّ بکَ الملائکَةَ . ثُمّ قالَ

ص :536


1- الأمالی للطوسی : 68/99 .
2- بحار الأنوار : 78/321/18 .
3- کنز العمّال : 43081 .
4- بحار الأنوار : 77/266/1 .
5- بحار الأنوار: 5/329/25.
6- بحار الأنوار: 73/124/112.

لأصحابِهِ : تَزَوَّدُوا مِن أخِیکُم ، فَجَعَلَ الرجلُ یقولُ لَهُ : یا فلانُ ، ادْعُ لِی (1).(2)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : طُوبی لِعَبدٍ جاهَدَ للَّهِ ِ نَفسَهُ وهَواهُ ، ومَن هَزَمَ جُندَ نَفسِهِ وهَواهُ ظَفِرَ بِرِضا اللَّهِ ، ومَن جاوَزَ عَقْلُهُ نفسَهُ الأمَّارَةَ بِالسُّوءِ بِالجَهدِ والاستِکانَةِ والخُضُوعِ علی بِساطِ خِدمَةِ اللَّهِ تعالی فقد فازَ فَوزاً عَظیماً ، ولا حِجابَ أظلَمُ وأوحَشُ بَینَ العَبدِ وبینَ اللَّهِ مِن النَّفسِ والهَوی ، ولَیسَ لِقَتلِهِما و قَطعِهِما سِلاحٌ وآلَةٌ مِثلَ الافتِقارِ إلی اللَّهِ والخُشوعِ والخُضوعِ والجُوعِ والظَّمَأِ بالنهارِ والسَّهَرِ باللیلِ . فإن ماتَ صاحِبُهُ ماتَ شَهیداً ، وإن عاشَ واستَقامَ أدّی عاقِبَتُهُ إلی الرِّضوانِ الأکبَرِ ، قال اللَّهُ تعالی : (والَّذِینَ جاهَدوا فِینا لَنَهْدِیَنَّهُم سُبُلَنا وإنَّ اللَّهَ لَمَعَ المُحْسِنِینَ)(3).(4)

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : لَیسَ مِنّا مَن لَم یُحاسِبْ نفسَهُ فی کُلِّ یَومٍ ، فَإن عَمِلَ حَسَناً استَزادَ اللَّهَ ، وإن عَمِلَ سَیِّئاً استَغفَرَ اللَّهَ مِنهُ وتابَ إلَیهِ .(5)

(6)

ص :537


1- المحجّة البیضاء : 8/68/1 .
2- انظر) الریاضة : باب 1571 .
3- العنکبوت : 69 .
4- مصباح الشریعة : 441 .
5- الکافی : 2/453/2 .
6- (انظر) عنوان 83 «الجهاد الأکبر» . 84 «الجهاد (الاجتهاد فی طاعة اللَّه)» . الحساب : باب 833 ، الموعظة : باب 4075 ، 4076 . المحجّة البیضاء : 8 / 149 .

ص :538

195 - رمضان

اشاره

(1)

(2)

ص :539


1- ولمزید الاطّلاع راجع : شهر اللَّه فی الکتاب والسنّة . بحار الأنوار : 96 / 337 «أبواب صوم شهر رمضان» . کنز العمّال : 8 / 461 «فضل صوم شهر رمضان» .
2- انظر : عنوان 308 «الصوم» . القدر : باب 3233 .

ص :540

1549 - شَهرُ رَمَضانَ

الکتاب :

(شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِی أُنْزِلَ فِیهِ الْقُرآنُ هُدیً للنَّاسِ وَبَیِّناتٍ مِّنَ الهُدَی والْفُرقانِ فَمَن شَهِدَ مِنکُمُ الشَّهْرَ فَلْیَصُمْهُ وَمَنْ کانَ مَرِیضاً أو عَلَی سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أیَّامٍ أُخَرَ یُرِیدُ اللَّهُ بِکُمُ الْیُسْرَ وَلَا یُرِیدُ بِکُمُ الْعُسْرَ وَلِتُکْمِلُوا العِدَّةَ وَلِتُکَبِّرُوا اللَّهَ عَلَی ما هَداکُمْ وَلَعَلَّکُمْ تَشْکُرُونَ) .(1)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إنّما سُمِّیَ الرَّمَضانُ لأ نّهُ یَرمَضُ الذُّنوبَ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إنّ أبوابَ السماءِ تُفتَحُ فی أوَّلِ لیلةٍ مِن شَهرِرَمَضانَ، ولا تُغلَقُ إلی آخِرِ لیلةٍ مِنهُ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : لَو یَعلَمُ العَبدُ ما فی رَمَضانَ لَوَدَّ أن یکونَ رَمَضانُ السَّنَةَ .(4)

بحار الأنوار عن رسول اللَّه صلی اللَّه علیه وآله - لَمّا حَضَرَ شَهرُ رَمَضانَ - : سُبحانَ اللَّهِ ! ماذا تَستَقبِلُونَ ؟ ! وماذا یَستَقبِلُکُم ؟ ! قالَها ثلاثَ مَرّاتٍ .(5)

الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام - مِن دُعائهِ لِدُخولِ شَهرِ رَمَضانَ - : الحَمدُ للَّهِ ِ الذی حَبانا بدِینِهِ واختَصَّنا بِمِلَّتِهِ وسَبَّلَنا فی سُبُلِ إحسانِهِ لِنَسلُکَها بِمَنِّهِ إلی رِضوانِهِ ، حَمداً یَتَقَبَّلُهُ مِنّا ، ویَرضی بهِ عَنّا ، والحَمدُ للَّهِ ِ الذی جَعَلَ مِن تِلکَ السُّبُلِ شَهرَهُ رَمَضانَ ، شَهرَ الصِّیامِ ، وشَهرَ الإسلامِ ، وشَهرَ الطَّهُورِ ، وشهرَ التَّمحِیصِ ، وشَهرَ القِیامِ .(6)

عنه علیه السلام - مِن دُعائهِ لِوَداعِ شَهرِ رَمَضانَ - : السَّلامُ علَیکَ یا شَهرَ اللَّهِ الأکبَرَ ویا عِیدَ أولیائهِ ، السلامُ علَیکَ یا أکرمَ مَصحوبٍ مِنَ الأوقاتِ ویا خَیرَ شَهرٍ فی الأیّامِ والساعاتِ ، السلامُ علَیکَ مِن شَهرٍ قَرُبَتْ فیهِ الآمالُ ، ونُشِرَتْ فیهِ الأعمالُ ، السلامُ علیکَ مِن قَرِینٍ جَلَّ قَدرُهُ مَوجوداً وأفجَعَ فَقدُهُ مَفقوداً ومَرجُوٍّ آلَمَ فِراقُهُ ...

ص :541


1- البقرة : 185 .
2- کنز العمّال : 23688 .
3- بحارالأنوار: 96/344/8.
4- بحار الأنوار : 96/346/12 .
5- بحار الأنوار : 96/347/13 .
6- الصحیفة السجّادیّة : الدعاء 44 .

السلامُ علَیکَ ما کانَ أطوَلَکَ علی المُجرِمِینَ وأهیَبَکَ فی صُدُورِ المُؤمِنِینَ!(1)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - مِن وَصِیَّتِهِ لِولْدِهِ عِندَ دُخُولِ شَهرِ رَمَضانَ - : فاجهَدُوا أنفُسَکُم فإنّ فیهِ تُقسَمُ الأرزاقُ ، وتُکتَبُ الآجالُ ، وفیهِ یُکتَبُ وَفدُ اللَّهِ الذین یَفِدُونَ إلَیهِ ، وفیهِ لیلةٌ العَمَلُ فیها خَیرٌ مِن العَمَلِ فی ألفِ شَهرٍ .(2)

1550 - خُطَبُ رَسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله عِندَ إقبالِ شَهرِ رَمَضانَ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - حین خَطَبَ الناسَ آخِرَ یَومٍ مِن شَعبانَ - : أیُّها الناسُ ، قد أظَلَّکُم شَهرٌ عَظیمٌ ، شَهرٌ مُبارَکٌ ، شَهرٌ فیهِ لیلةٌ العَمَلُ فیها خَیرٌ مِن العَمَلِ فی ألفِ شَهرٍ ... هُو شَهرٌ أوَّلُهُ رَحمَةٌ وأوسَطُهُ مَغفِرَةٌ ، وآخِرُهُ عِتقٌ مِنَ النارِ .(3)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنَّ رسولَ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله خَطَبَنا ذاتَ یَومٍ، فقالَ : أیُّها الناسُ ، إنّهُ قد أقبَلَ إلَیکُم شَهرُ اللَّهِ بالبَرَکَةِ والرّحمَةِ والمَغفِرةِ ، شَهرٌ هُو عِندَ اللَّهِ أفضَلُ الشُّهورِ ، وأیّامُهُ أفضَلُ الأیّامِ ، ولَیالِیهِ أفضَلُ اللَّیالِی ، وساعاتُهُ أفضَلُ الساعاتِ ، هُو شَهرٌ دُعِیتُمْ فیهِ إلی ضِیافَةِ اللَّهِ وجُعِلتُم فیهِ مِن أهلِ کَرامَةِ اللَّهِ ، أنفاسُکُم فیهِ تَسبیحٌ ، ونَومُکُم فیهِ عِبادَةٌ ، وعَمَلُکُم فیهِ مَقبولٌ ، ودُعاؤکُم فیهِ مُستَجابٌ ...

فَقُمتُ فقلتُ : یا رسولَ اللَّهِ ، ما أفضَلُ الأعمالِ فی هذا الشَّهرِ؟ فقالَ: یا أباالحسنِ، أفضَلُ الأعمالِ فی هذا الشَّهرِ الوَرَعُ عن مَحارِمِ اللَّهِ عزّوجلّ (4).(5)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : خَطَبَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله الناسَ فی آخِرِ جُمُعَةٍ مِن شَعبانَ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وأثنی علَیهِ ثُمّ قالَ : أیُّها الناسُ ، إنّهُ قد أظَلَّکُم شَهرٌ فیهِ لیلةٌ خَیرٌ مِن ألفِ شَهرٍ وهُو شَهرُ رَمَضانَ ، فَرَضَ اللَّهُ صِیامَهُ وجَعَلَ قِیامَ لیلةٍ فیهِ

ص :542


1- الصحیفة السجّادیّة : الدعاء 45 .
2- بحار الأنوار : 96/375/63 .
3- بحار الأنوار : 96/342/6 .
4- الأمالی للصدوق : 154/149 .
5- انظر) الذنب : باب 1366 .

بتَطَوُّعِ صلاةٍ کَمَن تَطَوَّعَ بصلاةِ سَبعینَ لیلةً فیما سِواهُ مِن الشُّهورِ .(1)

عنه علیه السلام : قالَ رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله لَمّا حَضَرَ شَهرُ رَمَضانَ وذلکَ لثَلاثٍ بَقِینَ مِن شَعبانَ، قالَ لبِلالٍ : نادِ فی الناسِ ، فَجَمعَ الناسُ ثُمّ صَعِدَ المِنبَرَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وأثنی علَیهِ، ثُمّ قالَ: أیُّها الناسَ ، إنَّ هذا الشَّهرَ قد حَضَرَکُم وهُو سَیِّدُ الشُّهُورِ ، فیهِ لیلةٌ خَیرٌ مِن ألفِ شَهرٍ ، تُغلَقُ فیهِ أبوابُ النِّیرانِ، وتُفتَحُ فیهِ أبوابُ الجِنانِ ، فَمَن أدرَکَهُ فلَم یُغفَرْ لهُ فَأبعَدَهُ اللَّهُ .(2)

1551 - تَصفیدُ الشَّیاطینِ فی شَهرِ رَمَضانَ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : إذا استَهَلَّ رَمَضانُ غُلِّقَتْ أبوابُ النارِ ، وفُتِحَتْ أبوابُ الجِنانِ ، وصُفِّدَتِ الشَّیاطینُ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : قد وَکَّلَ اللَّهُ بِکُلِّ شیطانٍ مَرِیدٍ سَبعَةً مِن ملائکَتِهِ فلَیسَ بمَحلولٍ حتّی یَنقَضِیَ شَهرُکُم هذا.(4)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إذا کانَ أوّلُ لیلةٍ مِن شهرِ رَمَضانَ نادی الجلیلُ تبارکَ و تعالی ... یا جَبرئیلُ ، اِنْزِلْ علی الأرضِ فَغُلَّ فیها مَرَدَةَ الشَّیاطینِ حتّی لا یُفسِدُوا عَلی عِبادِی صَومَهُم (5).(6)

1552 - غُفرانُ اللَّهِ فی شَهرِ رَمَضانَ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : مَن أدرَکَ شَهرَ رَمَضانَ فلَم یُغفَرْ لَهُ فَأبعَدَهُ اللَّهُ .(7)

عنه صلی اللَّه علیه و آله - فی خُطبتِهِ عندَ إقبالِ شهرِ رمضانَ - : إنّ الشَّقِیَّ مَن حُرِمَ غُفرانَ اللَّهِ فی هذا الشَّهرِ العَظیمِ .(8)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : إنّ الشَّقِیَّ حَقَّ الشَّقِیِّ مَن خَرَجَ عنهُ هذا الشَّهرُ ولَم یُغفَرْ ذُنوبُهُ .(9)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : مَنْ لم یُغفَرْ لَهُ فی شَهرِ رمضانَ ففِی أیِّ شهرٍ یُغفَرُ لَهُ ؟!(10)

ص :543


1- الأمالی للصدوق : 96/74 .
2- الأمالی للصدوق: 113/92.
3- بحار الأنوار : 96/348/14 .
4- ثواب الأعمال : 90/5 .
5- بحار الأنوار : 96/348/15 .
6- الأخبار الواردة فی أنّ الشیاطین مغلولون فی هذا الشَّهر فوق الاستفاضة ، بل متواترة نقلها العامّة (انظر کنز العمّال : 8 / 461 و ص 467 - 470) والخاصَّة (انظر بحار الأنوار : 96/350 و ص 360 و ص 366 و ص 372 ، و 97/36) .
7- بحار الأنوار : 74/74/62 .
8- عیون أخبار الرِّضا : 1/295/53 .
9- بحار الأنوار : 96/362/29.
10- الأمالی للصدوق : 107/79 .

بحار الأنوار عنه صلی اللَّه علیه وآله - لَمّا صَعِدَ المِنبَرَ وقالَ : آمِینَ - : أیُّها الناسُ ، إنّ جَبرَئیلَ استَقبَلَنِی فقالَ : یا محمّدُ ، مَن أدرَکَ شهرَ رمضانَ فلَم یُغفَرْ لَهُ فیه فَماتَ فَأبعَدَهُ اللَّهُ ، قُلْ : آمِینَ ، فقلتُ : آمِینَ .(1)

وفی حدیثٍ : أتانی جبرئیل فقالَ: ... رُغِمَ أنفُ امرِئٍ أدرَکَ رمضانَ فلَم یُغفَر لَهُ ، فقلتُ : آمِینَ .(2)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن لَم یُغفَرْ لَهُ فی شهرِ رمضانَ لَم یُغفَرْ لَهُ إلی مِثلِهِ مِن قابِلٍ إلّا أن یَشهَدَ عَرَفَةَ.(3)

(4)

ص :544


1- بحار الأنوار : 96/342/6 .
2- بحار الأنوار : 96/347/13 .
3- بحار الأنوار : 96/342/6 .
4- (انظر) عنوان 273 «الشقاوة» .

196 - الرمایة

اشاره

(1)

(2)

ص :545


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 103 / 189 باب 4 «السَّبق والرِّمایة» . وسائل الشیعة : 13 / 345 «کتاب السَّبق والرِّمایة» . کنز العمّال : 4 / 348 «الرمی» .
2- انظر : عنوان 218 «التسابق» .

ص :546

1553 - الرَّمیُ

الکتاب :

(وَأعِدُّوا لَهُم ما اسْتَطَعتُمْ مِن قُوَّةٍ وَمِن رِّباطِ الْخَیْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّکُم وَءاخَرِینَ مِن دُونِهِم لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ یَعْلَمُهُمْ وَما تُنفِقُوا مِن شَیْ ءٍ فِی سَبِیلِ اللَّهِ یُوَفَّ إلَیْکُم وَأنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ) .(1)

(فَلَمْ تَقْتُلُوهُم وَلَکِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُم وَما رَمَیتَ إذْ رَمَیْتَ ولکِنَّ اللَّهَ رَمی وَلِیُبلِیَ الْمُؤمِنِینَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَناً إنَّ اللَّهَ سَمِیعٌ عَلِیمٌ) .(2)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله - فی تفسیرِ قولِهِ تعالی : (وأعِدُّوا لَهُم ...) - : ألا إنَّ القُوَّةَ الرَّمْیُ ، ألا إنَّ القُوَّةَ الرَّمیُ ، ألا إنّ القُوَّةَ الرَّمیُ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : مَن عَلِمَ الرَّمیَ ثمّ تَرَکَهُ فلَیسَ مِنّا ، (أو قد عَصی ) .(4)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : أحَبُّ اللَّهوِ إلی اللَّهِ تعالی إجراءُ الخَیلِ والرَّمیُ .(5)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : علَیکُم بالرَّمیِ فإنّهُ مِن خَیرِ لَهوِکُم .(6)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : مَن تَرَکَ الرَّمیَ بعدَما عُلِّمَهُ رَغبَةً عنهُ فإنّها نِعمَةٌ کَفَرَها .(7)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : مَن تَعَلَّمَ الرَّمیَ ثُمّ تَرَکَهُ فقد عَصانی .(8)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : ارْکَبُوا وارمُوا وإن تَرمُوا أحَبُّ إلَیَّ مِن أن تَرکَبُوا ... ألَا إنَّ اللَّهَ عزّوجلّ لَیُدخِلُ فی السَّهمِ الواحِدِ الثلاثَةَ الجَنَّةَ : عامِلَ الخَشَبَةِ ، والمُقَوّیَ بهِ فی سَبِیلِ اللَّهِ ، والرامِیَ بهِ فِی سبیلِ اللَّهِ .(9)

الإمامُ الصّادقُ عن آبائه علیهم السلام : الرَّمیُ سَهمٌ مِن سِهامِ الإسلامِ .(10)

ص :547


1- الأنفال : 60 .
2- الأنفال : 17 .
3- صحیح مسلم : 3/1522/167.
4- صحیح مسلم : 3/1523/169 .
5- کنز العمّال : 10812 .
6- کنز العمّال : 10841 .
7- کنز العمّال : 10844 .
8- کنز العمّال : 10847 .
9- الکافی : 5/50/13 .
10- الکافی : 5/49/11 .

ص :548

197 - الرهبانیّة

اشاره

(1)

(2)

ص :549


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 70 / 113 باب 51 «النهی عن الرَّهبانیّة والسیاحة» .
2- انظر : عنوان 351 «العُزلة» .

ص :550

1554 - مَوقِفُ الإسلامِ مِنَ الرَّهبانِیَّةِ

الکتاب :

(ثُمَّ قَفَّیْنا عَلَی ءاثارِهِم بِرُسُلِنا وَقَفَّیْنا بِعِیسَی ابْنِ مَریَمَ وَءاتَیْناهُ الْإِنجِیلَ وَجَعَلْنا فِی قُلُوبِ الَّذِینَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبانِیَّةً ابْتَدَعُوها ما کَتَبْناها عَلَیْهِم إلَّا ابْتِغاءَ رِضْوانِ اللَّهِ فَما رَعَوْها حَقَّ رِعایَتِها فَآتَیْنا الَّذِینَ ءامَنُوا مِنْهُم أجْرَهُم وَکَثِیرٌ مِّنْهُم فاسِقُونَ) .(1)

(2)

الحدیث :

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - لِعُثمانَ بنِ مَظعونٍ - : یا عثمانُ ، إنّ اللَّهَ تبارکَ وتعالی لَم یَکتُبْ علَینا الرَّهبانِیَّةَ ، إنّما رَهبانِیَّةُ اُمَّتی الجِهادُ فی سبیلِ اللَّهِ .(3)

عنه صلی اللَّه علیه وآله - لَمّا قالَ لَهُ عُثمانُ بنُ مَظعونٍ : إئذَنْ لَنا فی التَّرَهُّبِ - : إنَّ تَرَهُّبَ اُمَّتِی الجُلوسُ فی المَساجِدِ انتِظاراً للصَّلاةِ .(4)

عنه صلی اللَّه علیه وآله - لَمّا قالَ لَهُ عُثمانُ بنُ مَظعونٍ : إنّی هَمَمْتُ بِالسِّیاحَةِ - : مَهْلاً یا عُثمانُ ، فإنّ السِّیاحَةَ فی اُمَّتِی لُزومُ المَساجِدِ ، وانتِظارُ الصَّلاةِ بَعدَ الصَّلاةِ .(5)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : لَیسَ فی اُمَّتِی رَهبانِیَّةٌ ، ولا سِیاحَةٌ ، ولا زَمٌّ ؛ یعنِی سُکوتٌ .(6)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - فی قولهِ تَعالی : (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُکُم بِالْأَخْسَرِینَ أعْمالاً * الَّذِینَ ضَلَّ سَعْیُهُم فی الحیاةِ الدُّنیا)(7) - : هُمُ الرُّهْبانُ الذینَ حَبَسُوا أنفُسَهُم فی السَّوارِی .(8)

ص :551


1- الحدید : 27 .
2- (انظر) التحریم: 1 .
3- بحار الأنوار : 8/170/112 .
4- بحار الأنوار : 83/381/49 .
5- بحار الأنوار : 83/382/53 .
6- بحار الأنوار : 70/115/2 .
7- الکهف : 103 و 104.
8- کنز العمّال : 4496 .

ص :552

198 - الرهن

اشاره

(1)

ص :553


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 103 / 158 باب 7 «الرَّهن وأحکامه» . وسائل الشیعة : 13 / 121 - 141 «کتاب الرَّهن» . کنز العمّال : 6 / 288 «کتاب الرَّهن» .

ص :554

1555 - الرَّهنُ

الکتاب :

(وإنْ کُنْتُمْ عَلی سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا کاتِباً فَرِهانٌ مَقْبُوضَةٌ فَإنْ أمِنَ بَعْضُکُم بَعْضاً فَلْیُؤَدِّ الَّذِی اؤْتُمِنَ أمَانَتَهُ وَلْیَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا تَکْتُمُوا الشَّهادَةَ وَمَنْ یَکْتُمْها فَإنَّهُ ءَاثِمٌ قَلْبُهُ واللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ عَلِیمٌ) .(1)

الحدیث :

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : لا رَهْنَ إلّا مَقبوضاً .(2)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : مَن کانَ الرَّهنُ عِندَهُ أوثَقَ مِن أخیهِ المُسلمِ فَأنا مِنهُ بَرِی ءٌ .(3)

عنه علیه السلام - لمّا سُئلَ عنِ الخَبَرِ الذی رُوِیَ أنّ مَن کانَ بِالرَّهنِ أوثَقَ مِنهُ بأخیهِ المؤمِنِ فأنا مِنهُ بَرِی ءٌ - : ذلکَ إذا ظَهَرَ الحَقُّ ، وقامَ قائمُنا أهلَ البیتِ (4).(5)

1556 - ارتِهانُ الإنسانِ

الکتاب :

(کُلُّ نَفْسٍ بِما کَسَبَتْ رَهِینَةٌ) .(6)

(والَّذِینَ ءامَنُوا واتَّبَعَتْهُم ذُرِّیَّتُهُم بِإیمانٍ ألْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّیَّتَهُمْ وَما ألَتْناهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّنْ شَیْ ءٍ کُلُّ امْرِئٍ بِما کَسَبَ رَهِینٌ) .(7)

الحدیث :

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : الأقاوِیلُ مَحفوظَةٌ ، والسَّرائرُ مَبلُوَّةٌ ، وکلُّ نَفسٍ بِما کَسَبَتْ رَهِینَةٌ والناسُ مَنقُوصُونَ مَدخولونَ إلّا مَن عَصَمَ اللَّهُ .(8)

عنه علیه السلام : فالقُرآنُ آمِرٌ زاجِرٌ ، وصامِتٌ ناطِقٌ ، حُجّةُ اللَّهِ علی خَلقِهِ ، أخَذَ علَیهِ مِیثاقَهُم ، وارتَهَنَ علَیهِم أنفُسَهُم .(9)

عنه علیه السلام : فارْعَوا عِبادَ اللَّهِ ما بِرِعایَتِهِ یَفُوزُ فائزُکم،وبِإضاعَتِهِ یَخسَرُمُبطِلُکم، وبادِرُوا آجالَکُم بِأعمالِکم ، فإنّکُم مُرتَهَنُونَ بما أسلَفتُم ، ومَدِینُونَ بما قَدَّمتُم .(10)

ص :555


1- البقرة : 283 .
2- بحار الأنوار : 103/159/4 .
3- بحار الأنوار : 103/158/2 .
4- کتاب من لا یحضره الفقیه : 3/313/4119 .
5- قال صاحب الوسائل : الظاهر أنّ المخصوص بزمان ظهور القائم علیه السلام هو التحریم لا الکراهة . وسائل الشیعة : 13/123 .
6- المدّثّر : 38 .
7- الطور : 21 .
8- نهج البلاغة : الحکمة 343 .
9- نهج البلاغة: الخطبة183.
10- نهج البلاغة : الخطبة 190 .

عنه علیه السلام : واذکُرُوا تِیکَ الَّتِی آباؤکُم وإخوانُکم بها مُرتَهَنُونَ وعلَیها مُحاسَبُونَ .(1)

عنه علیه السلام - مِن وصیَّتِه لابنِهِ الحسنِ علیه السلام - : مِنَ الوالِدِ الفانِ، المُقِرِّ للزَّمانِ...إلی المَولودِ المُؤَمِّلِ ما لا یُدرَکُ ، السّالِکِ سَبِیلَ مَن قد هَلَکَ ، غَرَضِ الأسقامِ ، ورَهِینَةِ الأیّامِ .(2)

(3)

1557 - مَنِ ارتُهِنَ بِخَطیئَتِهِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنَّ أبغَضَ الخَلائقِ إلی اللَّهِ رَجُلانِ : رَجُلٌ وَکَلَهُ اللَّهُ إلی نَفسِهِ فهُو جائرٌ عن قَصْدِ السَّبیلِ ، مَشغوفٌ بکَلامِ بِدعَةٍ ، ودُعاءِ ضَلالَةٍ ، فهُو فِتنَةٌ لِمَنِ افتَتَنَ بِهِ ، ضالٌّ عن هَدْیِ مَن کانَ قَبلَهُ ، مُضِلٌّ لِمَنِ اقتَدی بهِ فی حَیاتِهِ وبَعدَ وَفاتِهِ ، حَمّالُ خَطایا غَیرِهِ ، رَهنٌ (رَهِینٌ) بِخَطِیئَتِهِ ... .(4)

عنه علیه السلام - فی ذَمِّ أهلِ البَصرَةِ بَعدَ وَقعَةِ الجَمَلِ - : کُنتُم جُندَ المَرأةِ ... والمُقِیمُ بَینَ أظهُرِکُم مُرتَهَنٌ بذَنبِهِ ، والشاخِصُ عَنکُم مُتَدارَکٌ برَحمَةٍ مِن رَبِّهِ .(5)

(6)

1558 - رَهائِنُ القُبورِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام - مُخاطِباً للدنیا - : إلَیکِ عَنّی یا دُنیا !...أینَ الاُمَمُ الذینَ فَتَنتِهِم بِزَخارِفِکِ؟! فَها هُم رَهائنُ القُبورِ ، ومَضامِینُ اللُّحُودِ ! واللَّه لو کُنتِ شَخصاً مَرئیّاً ، وقالَباً حسِّیاً ، لَأقَمتُ علَیکِ حُدودَ اللَّهِ فی عِبادٍ غَرَرتِهِم بِالْأمانِیِّ .(7)

عنه علیه السلام : قَد غُودِرَ فی مَحَلَّةِ الأمواتِ رَهیناً ، وفی ضِیقِ المَضجَعِ وَحیداً ... و صارَتِ الأجسادُ شحِبةً بعدَ بَضَّتِها والعِظامُ نَخِرَةً بَعدَ قُوَّتِها ، والأرواحُ مُرتَهَنَةً بِثِقلِ أعبائها ، مُوقِنَةً بِغَیبِ أنبائها .(8)

عنه علیه السلام : وکَأن قد صِرتُم إلی ما صارُوا إلَیهِ ، وارتَهَنَکُم ذلکَ المَضجَعُ وضَمَّکُم ذلکَ المُستَودَعُ .(9)

(10)

ص :556


1- نهج البلاغة: الخطبة89 .
2- نهج البلاغة: الکتاب 31 .
3- (انظر) عنوان 369 «العمل» .
4- نهج البلاغة: الخطبة 17 .
5- نهج البلاغة : الخطبة 13 .
6- (انظر) عنوان 32 «البِدعة» ، 173 «الذَّنب» .
7- نهج البلاغة : الکتاب 45 .
8- نهج البلاغة : الخطبة 83 .
9- نهج البلاغة : الخطبة 226 .
10- (انظر) عنوان 427 «القبر» .

1559 - رَهائِنُ فَضلِ اللَّهِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : وإنَّ للذِّکرِ لَأهلاً أخَذُوهُ مِن الدُّنیا بَدَلاً ، فلَم تَشغَلْهُم تِجارَةٌ ولا بَیعٌ عَنهُ ، یَقطَعُونَ بهِ أیَّامَ الحَیاةِ ... قد حَفَّتْ بهِمُ المَلائکَةُ ، وتَنَزَّلَتْ علَیهِمُ السَّکِینَةُ ، وفُتِحَتْ لَهُم أبوابُ السماءِ ... یَتَنَسَّمُونَ بدُعائهِ رَوحَ التَّجاوُزِ ، رَهائنُ فاقةٍ إلی فَضلِهِ ، واُساری ذِلّةٍ لِعَظَمَتِهِ .(1)

ص :557


1- نهج البلاغة : الخطبة 222 .

ص :558

199 - الروح

اشاره

(1)

(2)

ص :559


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 61 / 1 باب 42 «حقیقة النفس والرُّوح» . بحار الأنوار : 61 / 245 باب 46 «قوی النفس و مشاعرها من الحواسّ» . بحار الأنوار : 61 / 131 باب 43 «خلق الأرواح قبل الأجساد» . کنز العمّال : 6 / 162 «خلق الأرواح» . شرح نهج البلاغة : 7 / 237 .
2- انظر : عنوان 517 «النفس» ، الضیافة : باب 2368 .

ص :560

1560 - الرُّوحُ فِی القُرآنِ

الکتاب :

(وَیَسْأَلُونَکَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أمْرِ رَبِّی وَما أُوتِیتُمْ مِنَ العِلْمِ إلّا قَلِیلاً) .(1)

(2)

الحدیث :

بحار الأنوار عن أبی بصیر عن أحدِهِما علیهما السلام: سَألتُهُ عن قولهِ : (ویَسْألُونَکَ عنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِن أمْرِ رَبِّی) قالَ : التی فی الدَّوابِّ والناسِ . قلتُ : وما هِی ؟ قالَ : هِی مِنَ المَلَکُوتِ ، مِنَ القُدرَةِ .(3)

1561 - حَقیقَةُ الرُّوحِ

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنّ الأرواحَ لا تُمازِجُ البَدَنَ ولا تُواکِلُهُ ، وإنّما هِی کِلَلٌ لِلبَدَنِ مُحِیطَةٌ به .(4)

عنه علیه السلام : الرُّوحُ جِسمٌ رَقِیقٌ قد اُلبِسَ قالَباً کثیفاً .(5)

عنه علیه السلام - لَمّا سَألَهُ هِشامُ بنُ الحکَمِ : فَأخبِرْنِی عنِ الرُّوحِ أغَیرُ الدمِ ؟ - : نَعَم ، الرُّوحُ علی ما وَصَفتُ لکَ مادَّتُهُ مِنَ الدمِ ، ومِن الدمِ رُطُوبَةُ الجِسمِ وصَفاءُ اللَّونِ ... فإذا جَمَدَ الدمُ فارَقَ الرُّوحُ البَدَنَ .(6)

1562 - طُغیانُ الأرواحِ

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لَمّا سَألَهُ عبدُ اللَّهِ بنُ الفضلِ الهاشمیُّ عن عِلَّةِ جَعلِ الأرواحِ فی الأبدانِ بَعدَ کَونِها فی المَلَکوتِ الأعلی - : إنّ اللَّهَ تبارَکَ وَتَعالی عَلِمَ أنَّ الأرواحَ فی شَرَفِها وعُلُوِّها متی تُرِکَتْ علی حالِها نَزَعَ أکثَرُها إلی دَعوَی الرُّبوبیَّةِ دُونَهُ عزّوجلّ .(7)

ص :561


1- الإسراء : 85 .
2- (انظر) الزمر: 42 .
3- بحار الأنوار : 61/42/14 .
4- بحار الأنوار : 61/40/11 .
5- بحار الأنوار : 61/34/7 .
6- بحار الأنوار : 61/34/7 .
7- التوحید : 402/9 .

1563 - الأرواحُ جُنودٌ مُجَنَّدَةٌ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : الأرواحُ جُنودٌ مُجَنَّدَةٌ ، فما تَعارَفَ مِنها ائتَلَفَ ، وما تَناکَرَ مِنها اختَلَفَ .(1)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : الأرواحُ جُنودٌ مُجَنَّدَةٌ ، فما تَعارَفَ مِنها فی اللَّهِ ائتَلَفَ ، وما تَناکَرَ مِنها فی اللَّهِ اختَلَفَ .(2)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : الأرواحُ جُنودٌ مُجَنَّدَةٌ تَلتَقِی فَتَشامُّ ، فما تَعارَفَ مِنها ائتَلَفَ ، وما تَناکَرَ مِنها اختَلَفَ .(3)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : المَوَدَّةُ تَعاطُفُ القُلوبِ فی ائتِلافِ الأرواحِ .(4)

کنز العمّال عن شقیق بن سلمة : جاءَ رجُلٌ إلی عَلِیٍّ علیه السلام وکَلَّمَهُ ، فقالَ فی عُرضِ الحدیثِ : إنّی اُحِبُّکَ ، فقالَ لَهُ عَلِیٌّ علیه السلام : کَذَبتَ . قالَ : لِمَ یا أمیرَ المؤمنینَ ؟ قالَ : لأنّی لا أری قَلبِی یُحِبُّکَ ، قالَ النبیُّ صلی اللَّه علیه و آله: إنّ الأرواحَ کانَت تَلاقی فی الهَواءِ فَتَشامُّ ، ما تَعارَفَ مِنها ائتَلَفَ ، وما تَناکَرَ مِنها اختَلَفَ .

فلَمّا کانَ من أمرِ عَلِیٍّ علیه السلام ما کانَ ، کانَ مِمَّن خَرَجَ علَیهِ .(5)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : إنّ ائتِلافَ قُلوبِ الأبرارِ إذا التَقَوا وإن لَم یُظهِرُوا التَّوَدُّدَ بِألسِنَتِهِم کَسُرعَةِ اختِلاطِ قَطْرِ السماءِ علی مِیاهِ الأنهارِ ، وإنَّ بُعدَ ائتلافِ قُلوبِ الفُجّارِ إذا التَقَوا وإن أظهَرُوا التَّوَدُّدَ بِألسِنَتِهِم کَبُعدِ البَهائمِ مِن التَّعاطُفِ وإن طالَ اعتِلافُها علی مِذْوَدٍ واحِدٍ .(6)

(7)

1564 - أنواعُ الأرواحِ

الإمامُ علیٌ علیه السلام - فی قولِهِ تعالی : (والسّابِقُونَ السّابِقُونَ * أُولَئکَ المُقَرَّبُونَ)(8) - : أمّا ما ذَکَرَهُ اللَّهُ جلّ وعزّ مِنَ السابِقِینَ السابِقِینَ ، فإنّهم أنبیاءٌ مُرسَلُونَ وغیرُ مُرسَلِینَ ، جَعَلَ اللَّهُ فیهِم خَمسَةَ أرواحٍ : رُوحَ القُدُسِ ، ورُوحَ الإیمانِ ، ورُوحَ القُوَّةِ ، ورُوحَ الشَّهوَةِ ، ورُوحَ البَدَنِ .(9)

ص :562


1- کنز العمّال : 24660 .
2- کنز العمّال : 24740 .
3- کنز العمّال : 24741 .
4- غرر الحکم : 2057 .
5- کنز العمّال : 25560 .
6- الأمالی للطوسی : 411/924 .
7- (انظر) الصدیق : باب 2171 ، 2172 .
8- الواقعة : 10 و 11 .
9- تحف العقول : 189 .

الإمامُ الباقرُ علیه السلام - لجابرٍ حینَ سألَهُ عن مَعرِفةِ العالِمِ - : إنّ فی الأنبیاءِ والأوصیاءِ خَمسَةَ أرواحٍ ، رُوحُ القُدُسِ ، ورُوحُ الإیمانِ ، ورُوحُ الحَیاةِ، ورُوحُ القُوَّةِ، ورُوحُ الشَّهوَةِ، فَبِرُوحِ القُدُسِ - یا جابرُ - عَرَفُوا ما تَحتَ العَرشِ إلی ما تَحتَ الثَّری . یا جابرُ إنَّ هذهِ الأربعَةَ أرواحٌ یُصِیبُها الحَدَثانُ إلّا رُوحَ القُدُسِ فإنّها لا تَلهُو ولا تَلعَبُ.(1)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - فی قوله تعالی : (والسابقون والسابقون * اُولئک المقَرَّبون) - : السابِقُونَ هُم رُسُلُ اللَّهِ علیهم السلام ، وخاصَّةُ اللَّهِ مِن خَلقِهِ ، جَعَلَ فیهِم خَمسَةَ أرواحٍ : أیَّدَهُم بِرُوحِ القُدُسِ فَبِهِ عَرَفُوا الأشیاءَ ، وأیَّدَهُم بِرُوحِ الإیمانِ فَبِهِ خافُوا اللَّهَ عزّوجلّ ، وأیَّدَهُم بِرُوحِ القُوَّةِ فَبِهِ قَدَرُوا علی طاعَةِ اللَّهِ ، وأیَّدَهُم بِرُوحِ الشَّهوَةِ ، فبِهِ اشتَهَوا طاعَةَ اللَّهِ عزّوجلّ وکَرِهُوا مَعصِیَتَهُ ، وجَعَلَ فیهِم رُوحَ المَدْرَجِ الذی بهِ یَذهَبُ الناسُ ویَجِیئُونَ .(2)

1565 - أحوالُ الرُّوحِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنّ لِلجِسمِ سِتَّةَ أحوالٍ: الصِّحّةُ ، والمَرضُ ، والمَوتُ ، والحَیاةُ ، والنَّومُ ، والیَقَظَةُ ، وکذلکَ الرُّوحُ ، فحیاتُها عِلمُها ، ومَوتُها جَهلُها ، ومَرَضُها شَکُّها ، وصِحَّتُها یَقِینُها ، ونَومُها غَفلَتُها ، ویَقَظَتُها حِفظُها .(3)

1566 - الرُّوحُ عِندَ النَّومِ

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - عندما سَألَه أبو بصیرٍ عنِ الرُّوحِ عِندَ النَّومِ أخارِجٌ مِن البَدَنِ؟ - : لا یا أبا بصیرٍ ، فإنَّ الرُّوحَ إذا فارَقَتِ البَدَنَ لَم تَعُدْ إلَیهِ ، غَیرَ أنّها بمَنزِلَةِ عَینِ الشَّمسِ مَرکُوزةٌ فی السماءِ فی کَبِدِها، وشُعاعُها فی الدُّنیا.(4)

الإمامُ الکاظمُ علیه السلام : إنّ المَرءَ إذا نامَ فإنّ رُوحَ الحَیَوانِ باقِیَةٌ فی البَدَنِ ، والذی یَخرُجُ مِنهُ رُوحُ العَقلِ.(5)

(6)

ص :563


1- الکافی : 1/272/2 .
2- الکافی : 1/271/1 .
3- بحار الأنوار : 61/40/10 .
4- جامع الأخبار: 488/1360.
5- بحار الأنوار : 61/43/19 .
6- (انظر) النوم : باب 3918 .

ص :564

200 - الراحة

اشاره

(1)

(2)

ص :565


1- ولمزید الاطّلاع راجع : بحار الأنوار : 72 / 69 باب 96 «ترک الراحة» .
2- انظر : عنوان 114 «الحسد» ، 119 «الحقد» . البخل : باب 328 ، الجهاد (الاجتهاد فی طاعة اللَّه) : باب 599 ، الرضا بالقضاء : باب 1523 . الرزق : باب 1483 ، الدُّنیا : باب 1229 ، التقوی : باب 4101 .

ص :566

1567 - موجِباتُ الرّاحَةِ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن وَثِقَ بأنَّ ما قَدَّرَ اللَّهُ لَهُ لَن یَفُوتَهُ اسْتَراحَ قَلبُهُ .(1)

عنه علیه السلام : حُسنُ السَّراحِ أحَدُ الراحَتَینِ .(2)

عنه علیه السلام : الزَّوجةُ المُوافِقَةُ إحدَی الراحَتَینِ .(3)

تحف العقول عن الإمام علیّ علیه السلام : مَنِ استَطاعَ أن یَمنَعَ نفسَهُ مِن أربعَةِ أشیاءَ فهُو خَلِیقٌ بأن لا یَنزِلَ بهِ مَکروهٌ أبداً ، قیلَ : وما هُنَّ یا أمیرَ المؤمنینَ ؟ قالَ : العَجَلَةُ ، واللَّجاجَةُ ، والعُجْبُ ، والتَّوانِی .(4)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : أفلَحَ مَن نَهَضَ بجَناحٍ ، أو استَسلَمَ فَأراحَ .(5)

عنه علیه السلام - فی وَصفِ السّالِکِ إلی اللَّهِ - : تَدافَعَتهُ الأبوابُ إلی بابِ السلامَةِ ، ودارِ الإقامَةِ ، وثَبَتَتْ رِجلاهُ بِطُمَأنِینَةِ بَدَنِهِ فی قَرارِ الأمنِ والرّاحَةِ ، بما استَعمَلَ قلبَهُ ، وأرضی رَبَّهُ .(6)

عنه علیه السلام : مَنِ اقتَصَرَ علی بُلغَةِ الکَفافِ فَقَدِ انتَظَمَ الراحَةَ ، وتَبَوَّأ خَفضَ الدَّعَةِ .(7)

الإمامُ الباقرُ علیه السلام : مَن تَیَسَّرَ مِمّا فاتَهُ أراحَ بَدَنَهُ .(8)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام : الرَّوْحُ والرّاحَةُ فی الرِّضا والیَقینِ ، والهَمُّ والحَزَنُ فی الشَکِّ والسَّخَطِ .(9)

عنه علیه السلام: أروَحُ الرَّوْحِ الیَأسُ عنِ الناسِ .(10)

مصباح الشریعة - فیما نسبه إلی الصادق علیه السلام - : لا راحَةَ لِمؤمنٍ علی الحَقیقَةِ إلّا عِندَ لِقاءِ اللَّهِ ، وما سِوی ذلکَ ففی أربعَةِ أشیاءَ : صَمتٌ تَعرِفُ بهِ حالَ قَلبِکَ ونَفْسِکَ فیما یکونُ بینَکَ وبینَ بارِیکَ ، وخَلوَةٌ تَنجُو بها(11) مِن آفاتِ الزمانِ ظاهِراً وباطِناً ، وجُوعٌ تُمِیتُ به الشَّهَواتِ والوَسْواسَ

ص :567


1- غرر الحکم : 8763 .
2- غرر الحکم : 4852 .
3- غرر الحکم : 1633 .
4- تحف العقول : 222 .
5- نهج البلاغة : الخطبة 5 .
6- نهج البلاغة : الخطبة 220 .
7- نهج البلاغة: الحکمة 371.
8- مشکاة الأنوار : 324/1025 .
9- مشکاة الأنوار : 74/138 .
10- مشکاة الأنوار: 324/1026.
11- وفی بعض النسخ : «وحِلمٌ تَنجو به» .

والوَساوِسَ ، وسَهَرٌ تُنَوِّرُ بهِ قلبَکَ وتُنَقّی به طَبعَکَ وتُزَکِّی بهِ رُوحَکَ .(1)

(2)

1568 - الرّاحَةُ العُظمی

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَن أحَبَّ الراحَةَ فلیُؤثِرِ الزُّهدَ فِی الدُّنیا .(3)

عنه علیه السلام : الزُّهدُ فی الدُّنیا الراحَةُ العُظمی .(4)

عنه علیه السلام : الزُّهدُ أفضَلُ الراحتَینِ .(5)

عنه علیه السلام : السلامةُ فی التَّفَرُّدِ ، الراحَةُ فی الزُّهدِ .(6)

عنه علیه السلام : ثَمَرةُ الزُّهدِ الرّاحَةُ .(7)

(8)

1569 - طَلَبُ الرّاحَةِ فِی الدُّنیا

بحار الأنوار : أوحَی اللَّهُ تعالی إلی داوود علیه السلام : یا داوود ، إنّی وَضَعتُ خَمسَةً فی خَمسَةٍ والناسُ یَطلُبُونَها فی خَمسَةٍ غَیرِها فلا یَجِدُونَها... وَضَعتُ الراحَةَ فی الجَنَّةِ وهم یَطلُبُونَها فی الدُّنیا فلا یَجِدُونَها .(9)

الخصال عن الزُّهریِّ عنِ الإمامِ زینِ العابدینَ علیه السلام - فی کَلامٍ لَهُ لِرَجُلٍ مِن جُلَسائهِ - : اِتَّقِ اللَّهَ وأجمِلْ فی الطَّلَبِ ، ولا تَطلُبْ ما لَم یُخلَقْ ... فقالَ الرَّجلُ : وکیف یُطلَبُ ما لم یُخلَقْ ؟ ! فقال : مَن طَلَبَ الغِنی والأموالَ والسَّعَةَ فی الدُّنیا فإنّما یَطلُبُ ذلکَ لِلرّاحَةِ ، والراحَةُ لَم تُخلَقْ فی الدُّنیا ولا لِأهلِ الدُّنیا ، إنّما خُلِقَتِ الراحةُ فی الجَنَّةِ ولِأهلِ الجَنَّةِ .(10)

تحف العقول : قال الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - لَمّا سُئلَ عن طریقِ الراحَةِ - : فی خِلافِ الهَوی . قیل : فَمَتی یَجِدُ عَبدٌ الراحَةَ ؟ فقالَ علیه السلام: عِندَ أوّلِ یَومٍ یَصِیرُ فی الجَنَّةِ.(11)

بحار الأنوار عن الإمام الصادق علیه السلام - لأصحابِهِ - : لا تَتَمَنَّوا المُستَحِیلَ ، قالوا : ومَن یَتَمَنَّی المُستَحیلَ ؟ ! فقالَ : أنتُم ، ألَستُم تَمَنَّونَ الراحَةَ فی الدُّنیا ؟! قالوا : بَلی ، فقالَ : الراحَةُ للمُؤمِنِ فی الدُّنیا مُستَحیلَةٌ .(12)

ص :568


1- بحار الأنوار : 72/69/1 .
2- (انظر) الرضا بالقضاء : باب 1523 . الرزق : باب 1483 .
3- غرر الحکم : 8947 .
4- غرر الحکم : 1316 .
5- غرر الحکم : 1651 .
6- غرر الحکم : (328 - 329) .
7- غرر الحکم : 4618 .
8- (انظر) الزهد : باب 1625 .
9- بحار الأنوار : 78/453/21 .
10- الخصال : 64/95 .
11- تحف العقول : 370 .
12- بحار الأنوار : 81/195/52 .

201 - الریاضة

اشاره

(1)

(2)

ص :569


1- ولمزید الاطّلاع راجع : المحجّة البیضاء : 5 / 87 - 143 «کتاب ریاضة النفس» .
2- انظر : عنوان 83 «الجهاد الأکبر» ، 517 «النفس» ، 535 «الهوی » . المراقبة : باب 1548 .

ص :570

1570 - الرِّیاضَةُ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : مَنِ استَدامَ رِیاضَةَ نفسِهِ انتَفَعَ .(1)

عنه علیه السلام : للعاقِلِ فی کُلِّ عَمَلٍ ارتِیاضٌ .(2)

عنه علیه السلام : لا تَنجَعُ الرِّیاضَةُ إلّا فی نفسٍ یَقِظَةٍ .(3)

عنه علیه السلام : وأیْمُ اللَّهِ - یَمیناً أستَثنِی فیها بمَشیئَةِ اللَّهِ - لَأرُوضَنَّ نَفسِی رِیاضَةً تَهُشُّ مَعَها إلی القُرْصِ إذا قَدَرَتْ علَیهِ مَطعوماً ، وتَقنَعُ بِالمِلحِ مَأدوماً ، ولَأدَعَنَّ مُقلَتِی کَعَینِ ماءٍ نَضَبَ مَعِینُها مُستَفرَغَةً دُمُوعُها (عُیُونُها) . أتَمتَلِئُ السائمةُ مِن رَعْیِها فَتَبرُکَ ، وتَشبَعُ الرَّبِیضَةُ مِن عُشبِها فَتَربِضَ ، ویَأکُلُ عَلِیٌّ مِن زادِهِ فَیَهجَعُ ؟! قَرَّتْ إذاً عَینُهُ إذا اقتَدی بعدَ السِّنِین المُتَطاوِلَةِ بِالبَهِیمَةِ الهامِلَةِ والسائمَةِ المَرْعِیَّةِ !(4)

1571 - ما بِهِ الرِّیاضَةُ

الإمامُ علیٌّ علیه السلام : إنّما هِی نَفسِی أرُوضُها بِالتَّقوی لِتَأتِیَ آمِنَةً یَومَ الخَوفِ الأکبَرِ ، وتَثبُتَ علی جَوانِبِ المَزلَقِ .(5)

عنه علیه السلام : الشَّریعَةُ رِیاضَةُ النَّفسِ .(6)

عنه علیه السلام : لِقاحُ الرِّیاضَةِ ، دِراسَةُ الحِکمَةِ وغَلَبَةُ العادَةِ .(7)

عنه علیه السلام - فی وَصفِ شیعَةِ أهلِ البیتِ - : إن استَصعَبَتْ علَیهِ نَفسُهُ فیما تَکرَهُ ، لَم یُعْطِها سُؤلَها فیما هَوِیَتْ .(8)

عنه علیه السلام : قالَ اللَّهُ تعالی : یا أحمدُ ، لا تَزَیَّنْ بِلُبسِ اللِّباسِ ، وطِیبِ الطَّعامِ ولِینِ الوِطاءِ ، فإنَّ النفسَ مَأوی کُلِّ شَرٍّ ، ورفیقُ کُلِّ سُوءٍ ، تَجُرُّها إلی طاعَةِ اللَّهِ وتَجُرُّکَ إلی مَعصِیَتِهِ .(9)

عنه علیه السلام : خِدمةُ النَّفسِ صِیانَتُها عَنِ اللَّذّاتِ والمُقتَنَیاتِ ، ورِیاضَتُها بالعُلُومِ والحِکَمِ ، واجتِهادُها بالعِباداتِ والطاعاتِ ، وفی ذلکَ نَجاةُ النفسِ .(10)

ص :571


1- غرر الحکم : 8305 .
2- غرر الحکم : 7339 .
3- غرر الحکم : 10899 .
4- نهج البلاغة : الکتاب 45 .
5- نهج البلاغة : الکتاب 45 .
6- غرر الحکم : 543 .
7- غرر الحکم : 7625 .
8- تحف العقول : 161 .
9- إرشاد القلوب : 201 .
10- غرر الحکم : 5098 .

عنه علیه السلام - فیما کَتَبَهُ للأشتَرِ - : إن ظَنَّتِ الرَّعِیَّةُ بکَ حَیفاً فَأصحِرْ لَهُم بعُذْرِکَ ، واعدِلْ (واعزِلْ) عنکَ ظُنُونَهُم بِإصحارِکَ ، فإنّ فی ذلکَ رِیاضَةً مِنکَ لنفسِکَ ، ورِفقاً بِرَعِیَّتِکَ .(1)

الإمامُ الصّادقُ علیه السلام - مِن وَصایاهُ علیه السلام لِعُنوانِ البصریِّ - : وأمّا اللَّواتِی فی الرِّیاضَةِ : فإیّاکَ أن تَأکُلَ ما لا تَشتَهِیهِ فإنّهُ یُورِثُ الحَماقَةَ والبَلَهَ ، ولا تَأکُلْ إلّا عِندَ الجُوعِ ، وإذا أکَلتَ فَکُلْ حَلالاً وسَمِّ اللَّهَ ، واذکُرْ حدیثَ رسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه و آله : ما مَلَأ آدَمِیٌّ وِعاءً شَرّاً مِن بَطنِهِ .(2)

(3)

1572 - ثَمَراتُ الرِّیاضَةِ

رسولُ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله - مِن وصایا الخِضْرِ لموسی علیهما السلام - : رُضْ نَفسَکَ علی الصَّبرِ ، تَخلُصْ مِنَ الإثمِ .(4)

عنه صلی اللَّه علیه و آله : جَوِّعُوا بُطُونَکُم ، وأظمِئُوا أکبادَکُم ، وأعرُوا أجسادَکُم ، وطَهِّرُوا قُلوبَکُم ، عَساکُم أن تُجاوِزوا المَلَأ الأعلی .(5)

الإمامُ علیٌّ علیه السلام: أسهِرُوا عُیونَکُم ، وضَمِّرُوا بُطُونَکُم ، وخُذُوا مِن أجسادِکم ، تَجُودُوا بها علی أنفُسِکُم .(6)

(7)

ص :572


1- نهج البلاغة : الکتاب 53 .
2- بحار الأنوار: 1/226/17.
3- انظر تمام الکلام فی العلم : باب 2829 .
4- کنز العمّال : 44176 .
5- تنبیه الخواطر : 2/122 .
6- غرر الحکم : 2497 .
7- (انظر) عنوان 250 «السَّهَر» .

فهرس المطالب

حرف الخاء5

138 - الخاتمة7

1001 - الخاتِمَةُ9

1002 - مِلاکُ العَمَلِ خَواتیمُهُ 9

1003 - موجِباتُ حُسنِ العاقِبَةِ10

1004 - موجِباتُ سوءِ العاقِبَةِ11

139 - المخدّر13

1005 - تَناوُلُ المُخَدِّراتِ 15

140 - الخدمة17

1006 - الخِدمَةُ19

141 - الخوارج 21

1007 - النّاکِثونَ ، القاسِطونَ ، المارِقونَ 23

1008 - النّاکِثونَ 23

1009 - المارِقونَ 23

1010 - إخبارُ النَّبِیِّ عَنِ الحَکَمَینِ 25

1011 - احتِجاجُ الإمامِ فی أمرِ...26

1012 - إخبارُ الإمامِ بمَصیرِ الخَوارجِ 27

1013 - تَسمِیَةُ الخَوارجِ بِالحَرورِیَّةِ28

1014 - مَقتلُ عَبدِ اللَّهِ بنِ خبّابٍ 28

1015 - رَأیُ الإمامِ فی قَتَلَةِ ابنِ خبّابٍ 29

1016 - بَعدَ مَقتَلِ الخَوارجِ 29

1017 - نهیُ الإمامِ عَن قَتلِ الخَوارجِ...30

1018 - النَّهیُ عَن قِتالِ الخَوارجِ إذا...31

142 - الخسران 33

1019 - الَّذینَ خَسِروا أنفُسَهُم 35

1020 - الخاسِرونَ 35

1021 - خَسِرَ الدُّنیا وَالآخِرَةَ36

1022 - الأخسَرونَ 37

143 - الخشوع 39

1023 - فَضلُ الخُشوعِ 41

1024 - صِفاتُ الخاشِعینَ 41

1025 - الخُشوعُ زینَةُ الأولِیاءِ42

1026 - تَخَشُّعُ النِّفاقِ 43

ص :573

144 - الخصومة45

1027 - الخُصومَةُ47

145 - الخطبة49

1028 - الاِفتِتاحُ بِالبَسمَلَةِ51

1029 - التَّحمیدُ للَّهِ ِ وَالصَّلاةُ عَلی رَسولِ...51

1030 - الوُضوحُ فِی الکَلامِ 51

1031 - السَّدادُ فِی القَولِ 52

1032 - التَّلویحُ فی ما لا یَنبَغِی التَّصریحُ...53

1033 - مُراعاةُ أهلِیَّةِ المُخاطَبِ 53

1034 - مُراعاةُ طاقَةِ المُخاطَبِ 55

1035 - مُراعاةُ نَشاطِ المُخاطَبِ 58

1036 - مُراعاةُ مُقتَضَی الحالِ 58

1037 - مُراعاةُ الأَهَمِّ فَالأَهَمِ 59

1038 - مُراعاةُ الاِختِصارِ60

146 - الخطّ63

1039 - الخَطُّ65

147 - الاخلاص 67

1040 - فَضلُ الإخلاصِ 69

1041 - صُعوبَةُ الإخلاصِ 70

1042 - کِفایَةُ القَلیلِ مِنَ العَملِ مَعَ...70

1043 - فَضلُ المُخلِصِ 71

1044 - إخلاصُ موسی 71

1045 - دَورُ الإخلاصِ فی قَبولِ...72

1046 - غَیرُ المُخلِصِ 72

1047 - الدِّینُ الخالِصُ 72

1048 - عَلامَةُ المُخلِصِ 73

1049 - حَقیقَةُ الإخلاصِ 74

1050 - ما یورِثُ الإخلاصَ 75

1051 - مَوانِعُ الإخلاصِ 75

1052 - آثارُ الإخلاصِ 76

1053 - ما بَینَ الإخلاصِ وَالرِّیاءِ77

148 - الاختلاف 79

1054 - کانَ النّاسُ اُمَّةً واحِدَةً81

1055 - لَو شاءَ اللَّهُ لَجَعَلَکُم اُمَّةً واحِدَةً81

1056 - الاُمَّةُ الإسلامِیِّةُ اُمَّةٌ واحِدَةٌ81

1057 - الحَثُّ عَلَی نَبذِ الاختِلافِ 82

1058 - آثارُ الاختِلافِ 82

1059 - الاختِلافُ عُقوبَةٌ إلهِیَّةٌ84

1060 - تَفسیرُ «اختِلافُ اُمَّتی رَحمَةٌ»84

1061 - تفسیرُ «اختِلافُ أصحابی...85

1062 - تَفسیرُ الجَماعةِ وَالفُرقَةِ85

1063 - علَّةُ الفُرقةِ86

149 - الخلافة87

1064 - خَلیفَةُ اللَّهِ 89

ص :574

150 - الخلقة91

1065 - أصلُ الخِلقَةِ93

1066 - أوَّلُ ما خَلَقَ اللَّهُ سُبحانَهُ 93

1067 - خَلقُ العالَمِ 94

1068 - خَلقُ السَّماواتِ 95

1069 - السَّماواتُ السَّبعُ 96

1070 - خَلقُ السَّماواتِ وَالأرضِ فی...97 97

1071 - سَماءُ الدُّنیا98

1072 - عَمَدُ السَّماءِ98

1073 - العَرشُ وَالکُرسِیُ 99

1074 - عَظَمَةُ ما غابَ عَنّا مِنَ الخِلقَةِ99

1075 - صِفَةُ العالَمِ العُلویِ 99

1076 - العَوالِم 100

1077 - حُسنُ الخَلقِ 100

151 - الخالق 103

1078 - دَعوَةُ العَقلِ إلی دَفعِ الضَّرَرِ...105

1079 - عَجزُ العقُولِ عَن إنکارِ اللَّهِ 106

1080 - کُلُّ قائِمٍ فی سِواهُ مَعلولٌ 107

1081 - مَا الدَّلیلُ عَلی حُدوثِ الأجسامِ 107

1082 - الدَّلیلُ الأوَّلُ علی إثباتِ الصَّانِعِ 108

1083 - الدَّلیلُ الثَّانِی علی إثباتِ الصَّانِعِ 109

1084 - الدَّلیلُ الثَّالِثُ علی إثباتِ الصَّانِعِ 110

1085 - الدَّلیلُ الرَّابِعُ علی إثباتِ الصَّانِعِ 112

1086 - خَلقُ الإنسانِ 114

1087 - التَّصویرُ فِی الأرحامِ 116

1088 - خَلقُ الرّوحِ 116

1089 - خَلقُ الأزواجِ 117

1090 - زَوجِیَّةُ الأشیاءِ117

1091 - الرِّزقُ ومَعرِفَةُ اللَّهِ 119

1092 - تَقدیرُ الأشیاءِ119

1093 - تَعلیمُ الإنسانِ 120

1094 - اختِلافُ الألسِنَةِ وَالألوانِ 120

1095 - اللِّباسُ ، الظِّلالُ ، البُیوتُ 121

1096 - النَّومُ 121

1097 - اختِلافُ اللَّیلِ وَالنَّهارِ121

1098 - خَلقُ الأرضِ 122

1099 - خَلقُ الجِبالِ 124

1100 - خَلقُ الماءِ124

1101 - تسخیرُ البِحارِ125

1102 - خَلقُ النَّباتاتِ 125

1103 - إرسالُ الرِّیاحِ 126

1104 - خَلقُ الشَّمسِ وَالقَمرِ126

1105 - خَلقُ السَّماواتِ 127

1106 - الدَّلیلُ الخامِسُ علی إثباتِ الصّانِعِ 128

ص :575

1107 - الطَّبیعَةُ و إسنادُ الخَلقِ إلَیها128

1108 - الحَیوانات ومَعرِفَةُ اللَّهِ 129

1109 - عِلَّةُ الجُحودِ129

152 - الخُلُقُ 131

1110 - أهَمِّیَةُ الخُلُقِ 133

1111 - حُسنُ الخُلُقِ 133

1112 - جَزاءُ حُسنِ الخُلُقِ 134

1113 - أفضَلُ ما یوضَعُ فِی المیزانِ 135

1114 - عَظَمَةُ خُلُقِ النَّبِیِ 135

1115 - حُسنُ الخُلُقِ وکَمالُ الدِّینِ 136

1116 - الحَثُّ عَلی مَکارِمِ الأخلاقِ 137

1117 - تَفسیرُ حُسنِ الخُلُقِ 137

1118 - تَفسیرُ مَکارِمِ الأخلاقِ 138

1119 - التَّمییزُ بَینَ الأخلاقِ 139

1120 - قیمَةُ الأخلاقِ 140

1121 - احتِفافُ المَکارِمِ بِالمَکارِهِ 140

1122 - خَیرُ المَکارمِ 141

1123 - اختِیارُ الأخلاقِ الحَسَنَةِ141

1124 - ثَمَراتُ حُسنِ الخُلُقِ 141

1125 - مَضارُّ سوءِ الخُلُقِ 142

1126 - جَزاءُ سوءِ الخُلُقِ 143

1127 - مِن أسبابِ سوءِ الخُلُقِ 144

1128 - تَفسیرُ الأخلاقِ المَذمومَةِ144

1129 - أفضَلُ الأخلاقِ 145

1130 - أجمَلُ الخِصالِ 145

1131 - ارتِباطُ السَّجایا بَعضِها بِبَعضٍ 145

153 - الخمر147

1132 - الخَمرُ149

1133 - الخَمرُ اُمُّ الفَواحِشِ 149

1134 - النَّهیُ عَن الجُلوسِ عَلی مَوائِدِ...150

1135 - عِلَّةُ تَحریمِ الخَمرِ150

1136 - عاقِبَةُ شُربِ الخَمرِ150

1137 - مُعامَلَةُ شارِبِ الخَمرِ151

1138 - صِفَةُ حَشرِ شارِبِ الخَمرِ152

1139 - الحَثُّ عَلی تَرکِ الخَمرِ ولَو...152

1140 - حُرمَةُ ما فَعَلَ فِعلَ الخَمرِ152

154 - الخمس 153

1141 - الخُمسُ 155

155 - الخمول 157

1142 - فَضلُ الخُمولِ وآثارُهُ 159

156 - الخوف 161

1143 - الخَوفُ 163

1144 - خَفِ اللَّهَ کأنَّکَ ترَاهُ 164

1145 - المَخافَةُ مِنَ اللَّهِ عَلی قَدرِ العِلمِ...164

ص :576

1146 - المُؤمِنُ بَینَ مَخافَتَینِ 165

1147 - المُؤمِنُ بَینَ الخَوفِ وَالرَّجاءِ165

1148 - عَلاماتُ الخائِفِ 166

1149 - تَفسیرُ الخَوفِ 167

1150 - ثَمَراتُ الخَوفِ 168

1151 - مَن خافَ اللَّهَ خافَ مِنهُ کُلُّ شَی ءٍ169

1152 - دَورُ الخَوفِ فی تَحَقُّقِ الأمنِ 170

1153 - أنواعُ الخَوفِ 171

1154 - التَّحذیرُ مِن مَخافَةِ غَیرِ اللَّهِ 171

1155 - ما لا یَنبَغی مِنَ الخَوفِ 172

1156 - التَّحذیرُ مِن أمنِ مَکرِ اللَّهِ 172

1157 - التَّحذیرُ مِنَ التَّجَرِّی 173

1158 - ما یَنبَغی عِندَ الخَوفِ مِمّا یُهابُ 173

1159 - النَّوادِرُ173

157 - الخیانة175

1160 - الخِیانَةُ177

1161 - النَّهیُ عَنِ الخِیانَةِ ولَو بِالخائِنِ 178

1162 - تَفسیرُ الخِیانَةِ وَالخائِنِ 179

1163 - غایَةُ الخِیانَةِ179

1164 - النَّوادِرُ180

158 - الخیر181

1165 - الخَیرُ183

1166 - سُهولَةُ الخَیرِ وصُعوبَتُهُ 183

1167 - جَوامِعُ الخَیرِ183

1168 - ما یُنالُ بِهِ خَیرُ الدُّنیا وَالآخِرَةِ185

1169 - تَفسیرُ الخَیرِ187

1170 - إذا أرادَ اللَّهُ بِعَبدٍ خَیراً187

1171 - إذا أرادَ اللَّهُ بِقَومٍ خَیراً189

1172 - إذا أرادَ اللَّهُ بِأهلِ بَیتٍ خَیراً190

1173 - الحَثُّ عَلَی المُبادَرَةِ إلَی...190

1174 - مَعنی الخَیرِ فی مَجالاتٍ شَتّی 190

1175 - خِیارُ النّاسِ 191

1176 - خَیرُ المُؤمِنینَ 192

1177 - خَیرُ الاُمورِ193

1178 - النَّهیُ عَن تَحقیرِ القَلیلِ مِنَ...193

1179 - لا خَیرَ إلّا لِهؤُلاءِ194

1180 - خَیرُ الأخلاقِ 194

1181 - مَن لا یُرجی خَیرُهُ 194

1182 - میزانُ الخَیرِ وَالشَّرِّ194

1183 - صِفاتُ أهلِ الخَیرِ195

1184 - ما هُوَ أفضَلُ مِنَ الخَیرِ195

1185 - أبوابُ الخَیرِ196

1186 - قیمَةُ الدَّلالةِ عَلَی الخَیرِ196

1187 - خِیَرَةُ اللَّهِ تَعالی 196

ص :577

159 - الاستخارة199

1188 - الاستِخارَةُ201

1189 - الاستِخارَةُ بِالدُّعاءِ201

1190 - الاستِخارَةُ بِالقُرآنِ 202

1191 - الاستِخارَةُ بِالصَّلاةِ202

160 - الخیاطة203

1192 - الخِیاطَةُ205

1193 - الخَیّاطُ الخائِنُ 205

حرف الدال 207

161 - المداراة209

1194 - المُداراةُ211

1195 - ثَمَرَةُ المُداراةِ212

1196 - عاقِبَةُ مَن لَم تُصلِحهُ المُداراةُ213

162 - الدعاء215

1197 - الدُّعاءُ217

1198 - الدُّعاءُ سِلاحُ الأنبِیاءِ219

1199 - الدُّعاءُ یَرُدُّ القَضاءَ المُبرَمَ 219

1200 - الدُّعاءُ شِفاءٌ مِن کُلِّ داءٍ220

1201 - الدُّعاءُ یَدفَعُ أنواعَ البَلاءِ220

1202 - التَّقَدُّمُ فِی الدُّعاءِ221

1203 - الحَثُّ عَلَی الدُّعاءِ فی کُلِّ حاجَةٍ222

1204 - الدُّعاءُ مِفتاحُ الإجابَةِ222

1205 - شَرائِطُ استِجابَةِ الدُّعاءِ224

1206 - أهَمُّ شَرائِطِ الاستِجابَةِ224

1207 - مَوانِعُ الإجابَةِ227

1208 - آدابُ الدُّعاءِ228

1209 - ما یَنبَغی عَلَی الدَّاعی تَرکُهُ 234

1210 - مَن تُقضی حاجَتُهُ بِلا سُؤالٍ 235

1211 - صِفاتٌ تُوجِبُ استِجابَةِ الدُّعاءِ236

1212 - الدَّعَواتُ المُستَجابَةُ236

1213 - الدَّعَواتُ غَیرُ المُستَجابَةِ237

1214 - أسبابُ بُطءِ الاستِجابَةِ238

1215 - أسبابُ عَدَمِ الاستِجابَةِ239

1216 - التَّحذیرُ مِنَ الدُّعاءِ بِغَیرِ عِلمٍ 240

1217 - النَّهیُ عَنِ الدُّعاءِ لِلظّالِمینَ...240

1218 - عَدَمُ خُلُوِّ الدُّعاءِ مِنَ التَّأثیرِ241

1219 - آثارُ الدُّعاءِ بِظَهرِ الغَیبِ 242

163 - الدُّنیا245

1220 - الحَیاةُ الدُّنیا247

1221 - الدُّنیا مَزرَعَةُ الآخِرَةِ247

1222 - خُلِقَت الدُّنیا لِغَیرِها248

1223 - ذَمُّ الأخذِ مِنَ الدُّنیا فَوقَ الکَفافِ 248

1224 - الأخذُ مِنَ الدُّنیا بِقَدرِ الضَّرورَةِ250

1225 - الدُّنیا لِمَن تَرَکَها251

ص :578

1226 - ذَمُّ الدُّنیا مِن دونِ عِلمٍ 252

1227 - التَّبَصُّرُ فِی الدُّنیا253

1228 - خَصائِصُ الدُّنیا المَذمومَةِ253

1229 - حُبُّ الدُّنیا رَأسُ کُلِّ خَطیئَةٍ254

1230 - ما لَیسَ مِن حُبِّ الدُّنیا255

1231 - ثَمَراتُ حُبِّ الدُّنیا255

1232 - بُغضُ الدُّنیا257

1233 - الدُّنیا مِن وجهَةِ نَظَرِ الإمام...258

1234 - حَقیقةُ الدُّنیا لَهوٌ ولَعِبٌ 260

1235 - التَّحذیرُ مِنَ الدُّنیا261

1236 - التَّحذیرُ مِن غُرورِ الدُّنیا262

1237 - خَطَرُ الاغتِرارِ بِالدُّنیا264

1238 - إنَّما تَغُرُّ الدُّنیا الجاهِلَ 264

1239 - عَدَمُ مَسؤولِیَّةِ الدُّنیا عَنِ الغُرورِ265

1240 - التَّحذیرُ مِنَ الطُّمَأنینَةِ بِالدُّنیا265

1241 - التَّحذیرُ مِنَ الرُّکونِ إلَی الدُّنیا266

1242 - النَّظَرُ إلَی الدُّنیا266

1243 - خَطَرُ إیثارِ الدُّنیا267

1244 - الحَثُّ عَلی إیثارِ الآخِرَةِ268

1245 - النّاسُ عَبیدُ الدُّنیا269

1246 - صِفاتُ عَبیدِ الدُّنیا269

1247 - الدُّنیا سِجنُ المُؤمِنِ 270

1248 - اللَّهُمَّ لا تَجعَلِ الدُّنیا عَلَیَّ سِجناً270

1249 - خَطَرُ جَعلِ الدُّنیا أکبَرَ الهُمومِ 270

1250 - أعظَمُ النّاسِ قَدراً271

1251 - هَوانُ الدُّنیا عَلَی اللَّهِ 271

1252 - حَقارَةُ الدُّنیا273

1253 - النَّهیُ عَن تَعظیمِ صاحِبِ الدُّنیا274

1254 - اختِلافُ الدُّنیا عَنِ الآخِرَةِ274

1255 - لَذَّةُ الدُّنیا غُصَّةُ الآخِرَةِ275

1256 - اجتِماعُ الدُّنیا وَالآخِرَةِ276

1257 - اهتِمامُ المُؤمِنِ بِالدُّنیا وَالآخِرَةِ278

1258 - مَثَلُ الدُّنیا278

1259 - مَثَلُ أهلِ الدُّنیا281

1260 - مَثَلُ الإنسانِ وَالدُّنیا282

1261 - مَثَلُ مَن خَبَرَ الدُّنیا282

1262 - الدُّنیا دارُ مَتاعٍ 282

1263 - الدُّنیا قَنطَرَةٌ283

1264 - الدُّنیا دارُ مَمَرٍّ283

1265 - الدُّنیا ساعَةٌ284

1266 - الدُّنیا کَفَی ءِ الظِّلالِ 285

1267 - الدُّنیا بَحرٌ عَمیقٌ 285

1268 - الدُّنیا مَضیفٌ 286

1269 - الدُّنیا دارٌ بِالبَلاءِ مَحفوفَةٌ287

ص :579

1270 - عَدَمُ صَفاءِ الدُّنیا لِأحَدٍ287

1271 - لا تَکونوا مِن أبناءِ الدُّنیا288

1272 - الدُّنیا دُوَلٌ 288

1273 - النَّوادِرُ289

164 - الدَّنیة291

1274 - الدَّنِیَّةُ293

165 - الدهر295

1275 - الدَّهرُ297

1276 - الدَّهرُ یَومانِ 297

1277 - ما یُستَعانُ بِهِ عَلَی الدَّهرِ298

1278 - الدَّهرِیَّةُ298

166 - المُداهَنةُ299

1279 - مُداهَنَةُ أهلِ المَعاصی 301

1280 - مُداهَنَةُ الإِخوانِ 301

1281 - مُداهَنَةُ النَّفسِ 301

1282 - المُداهَنَةُ فِی الحَقِ 302

167 - الدَّولة303

1283 - لِکُلِّ دَولَةٍ بُرهَةٌ305

1284 - دَولَةُ الأکارِمِ 305

1285 - دَولَةُ الأشرارِ305

1286 - ما یوجِبُ زَوالَ الدَّولَةِ305

1287 - ما یوجِبُ بَقاءَ الدَّولَةِ306

168 - الدَّواء307

1288 - التَّداوی 309

1289 - لِکُلِّ عِلَّةٍ دَواءٌ309

1290 - عَدَمُ التَّسَرُّعِ فی تَناوُلِ الدَّواءِ309

1291 - الحِمیةُ رَأسُ الدَّواءِ310

1292 - الدَّواءُ الأکبَرُ310

1293 - التَّداوی بِالحَرامِ 311

1294 - التَّداوی مِن أدواءِ الدُّنیا311

1295 - النَّوادِرُ311

169 - الدِّین 313

1296 - أهَمِّیَّةُ الدِّینِ 315

1297 - أوَّلُ الدّینِ وآخِرُهُ 315

1298 - أصلُ الدِّینِ 316

1299 - رَأسُ الدِّینِ 317

1300 - نِظامُ الدِّینِ 317

1301 - جِماعُ الدِّینِ 317

1302 - مِلاکُ الدِّینِ 317

1303 - عِمادُ الدِّینِ 317

1304 - نِصفُ الدِّینِ 318

1305 - أفضَلُ الدِّینِ 318

1306 - قَواعِدُ الدِّینِ 318

1307 - ثَمَرَةُ الدِّینِ 319

ص :580

1308 - آفاتُ الدِّینِ 319

1309 - الحَثُّ عَلَی الحِفاظِ عَلَی الدِّینِ 319

1310 - خَصائِصُ مَن لا دینَ لَهُ 320

1311 - التَّحذیرُ مِنَ الاستِخفافِ بِالدِّینِ...321

1312 - عاقِبَةُ الاستِخفافِ بِالدِّینِ 322

1313 - الدِّینُ الحَقُ 322

1314 - الدِّینُ القَیِّمُ 322

1315 - الدِّینُ الحَنیفُ 323

1316 - یَسارُ الدِّینِ 323

1317 - لا حَرَجَ فِی الدِّینِ 324

1318 - کَمالُ الدِّینِ 325

1319 - إکمالُ الدِّینِ 325

1320 - الدِّینُ الَّذی لا تُقبَلُ الأعمالُ إلّا...325

1321 - لا إکراهَ فِی الدِّینِ 328

1322 - المَنهَجُ فی مَعرِفَةِ الدِّینِ 328

1323 - أهلُ الدِّینِ 329

1324 - صِیانَةُ الدِّین بِالدُّنیا329

1325 - الدُّعاءُ لِتَثبیتِ القَلبِ عَلَی الدِّینِ 329

1326 - صِفَةُ المُستَحفِظینَ لِدِینِ اللَّهِ 330

1327 - تَأییدُ الدِّینِ بِأقوامٍ لا خَلاقَ لَهُم 330

1328 - النَّوادِرُ330

170 - الدَّین 333

1329 - ذَمُّ الاستِدانَةِ335

1330 - الاستِدانَةُ مَعَ الحاجَةِ335

1331 - الحَثُّ عَلی کِتابَةِ الدَّینِ 336

1332 - النَّهیُ عَنِ المُماطَلَةِ فِی الدَّینِ 336

حرف الذال 337

171 - الذِّکر339

1333 - فَضلُ ذِکرِ اللَّهِ 341

1334 - الذِّکرُ سَجِیَّةُ المُتَّقینَ 342

1335 - قیمَةُ الذِّکرِ عِندَ اللَّهِ 342

1336 - الحَثُّ عَلی کَثرَةِ الذِّکرِ343

1337 - تَفسیرُ الذِّکرِ الکَثیرِ343

1338 - الحَثُّ عَلی دَوامِ الذِّکرِ344

1339 - ذِکرُ اللَّهِ حَسَنٌ عَلی کُلِّ حالٍ 345

1340 - الذّاکِرونَ 345

1341 - الذّاکِرُ بِمَنزِلَةِ المُصَلِّی 346

1342 - الذّاکِرُ جَلیسُ اللَّهِ 346

1343 - اُذکُرونی أذکُرکُم 347

1344 - ثَمَراتُ الذِّکرِ347

1345 - الحَثُّ عَلی ذِکرِ اللَّهِ فی مَواقِفَ 352

1346 - حَقیقَةُ الذِّکرِ353

ص :581

1347 - التَّوفیقُ لِلذِّکرِ354

1348 - صِفَةُ أهلِ الذِّکرِ354

1349 - فَضلُ مَن یُذکِّرُ اللَّهَ رُؤیتُهُ 355

1350 - ما یوجِبُ دَوامَ الذِّکرِ356

1351 - مَوانِعُ الذِّکرِ356

1352 - خَطَرُ مَوانِعِ الذِّکرِ356

1353 - آثارُ الإعراضِ عَنِ الذِّکرِ357

1354 - نِسیانُ اللَّهِ نِسیانُ النَّفسِ 357

1355 - أنواعُ الذِّکرِ358

1356 - الذِّکرُ الخَفِیُ 358

1357 - بُیوتُ الذِّکرِ359

1358 - النَّوادِرُ360

172 - الذلّة361

1359 - الذِّلَّةُ363

1360 - لا یَنبَغی لِلمُؤمِنِ أن یُذِلَّ نفسَهُ 363

1361 - ما یورِثُ الذُّلَ 364

1362 - أذَلُّ النّاسِ 365

173 - الذنب 367

1363 - الذَّنبُ 369

1364 - الاحتِماءُ مِنَ الذَّنبِ 370

1365 - العاقِلُ لا یُذنِبُ 370

1366 - اجتِنابُ السَّیِّئَةِ أولی منِ...370

1367 - التَّحذیرُ مِن غَلَبَةِ السَّیّئاتِ 371

1368 - مَن حاوَلَ أمراً بِمَعصِیَةِ اللَّهِ 371

1369 - المُجاهَرَةُ بِالذَّنبِ 371

1370 - أعظَمُ الذُّنوبِ 372

1371 - أقذَرُ الذُّنوبِ 373

1372 - الذُّنوبُ الَّتی لا تُغفَرُ373

1373 - التَّحذیرُ مِنَ المَعصِیَةِ فِی...374

1374 - ظاهِرُ الإِثمِ وباطِنُهُ 375

1375 - الاستِخفافُ بِالذَّنبِ...375

1376 - الصَّغائِرُ طُرُقٌ إلَی الکَبائِرِ376

1377 - التَّحذیرُ مِن مُحَقَّراتِ الذُّنوبِ 376

1378 - کَبائِرُ الذُّنوبِ 377

1379 - أکبَرُ الکَبائِرِ378

1380 - الإِصرارُ عَلَی الذَّنبِ 378

1381 - الاِبتِهاجُ بِالذَّنبِ 379

1382 - دَورُ الذُّنوبِ فی فَسادِ القَلبِ 380

1383 - دَورُ الذُّنوبِ فی زَوالِ النِّعمَةِ380

1384 - دَورُ الذُّنوبِ فی حُلولِ النَّقِمَةِ381

1385 - آثارُ الذُّنوبِ فِی البَرِّ وَالبَحرِ382

1386 - آثارُ الذُّنوبِ عَلی غَیرِ فاعِلِها382

ص :582

1387 - الذُّنوبُ الَّتی لَها آثارٌ مَخصوصَةٌ382

1388 - الذُّنوبُ الَّتی تُعَجَّلُ عُقوبَتُها383

1389 - دَواءُ الذُّنوبِ 383

1390 - سِترُ اللَّهِ عَلَی المُذنِبِ 384

1391 - مُکَفِّراتُ الذُّنوبِ 385

1392 - ما یورِثُ العِصمَةَ مِنَ الذُّنوبِ 389

1393 - ما یوجِبُ التَّقَحُّمَ فِی الذُّنوبِ 390

1394 - النَّوادِرُ390

حرف الراء391

174 - الرئاسة393

1395 - ذَمُّ الرِّئاسَةِ395

1396 - خَطَرُ طَلَبِ الرِّئاسَةِ عَلَی الدِّینِ 395

1397 - التَّحذیرُ مِن حُبِّ الرِّئاسَةِ395

1398 - هَلاکُ طالِبِ الرِّئاسَةِ396

1399 - طَلَبُ الرِّئاسَةِ المَذمُومُ ؟396

1400 - آفَةُ الرِّئاسَةِ397

1401 - آلَةُ الرِّئاسَةِ397

175 - الرؤیا399

1402 - بُشرَی الرُّؤیا401

1403 - الرُّؤیا وَالنُّبُوَّةُ401

1404 - کَثرَةُ رُؤیَا النَّبِیِّ صلی اللَّه علیه وآله 402

1405 - أقسامُ الرُّؤیا402

1406 - مَنشَأُ الرُّؤیا402

1407 - تَفسیرُ الرُّؤیا403

1408 - ما یَنبَغی عَمَلُهُ فِی الرُّؤیا...404

1409 - النَّوادِرُ404

176 - الریاء405

1410 - ذَمُّ الرِّیاءِ407

1411 - التَّحذیرُ مِن الرِّیاءِ407

1412 - عَمَلُ المُرائی لا یَصعَدُ408

1413 - مَن عَمِلَ لِغَیرِ اللَّهِ وَکَلَهُ اللَّهُ إلَیهِ 408

1414 - عَمَلُ المُرائی غَیرُ مَقبولٍ 409

1415 - طَریقُ النَّجاةِ409

1416 - الرِّیاءُ وَالشِّرکُ 410

1417 - سوءُ عاقِبَةِ أهلِ الرِّیاءِ411

1418 - مُحاسَبَةُ المُرائی 411

1419 - عَلاماتُ المُرائی 412

1420 - أسئِلَةٌ حَولَ الرِّیاءِ412

1421 - الوَسوَسَةُ فِی الرِّیاءِ413

1422 - ذِکرُ الأعمالِ الصّالِحَةِ وَالرِّیاءُ413

1423 - عَظَمَةُ عِبادَةِ الخَفاءِ414

1424 - النَّوادِرُ414

ص :583

177 - الرأی 417

1425 - ما یوجِبُ إصابَةَ الرَّأیِ 419

1426 - خَطَرُ زَلَّةِ الرَّأیِ 419

1427 - أقرَبُ الآراءِ إلَی الصَّوابِ 420

1428 - آثارُ الاستِبدادِ بِالرَّأیِ 420

1429 - ما یَهدِمُ الرَّأیَ 420

1430 - الدَّولَةُ وصَوابُ الرَّأیِ 421

1431 - الاجتِهادُ فِی الرَّأیِ 421

1432 - استِعمالُ الرَّأی فِی الدِّینِ 421

1433 - النَّوادِرُ422

178 - الربا423

1434 - التَّحذیرُ مِن الرِّبا425

1435 - صِفَةُ حَشرِ آکِلِ الرِّبا425

1436 - إثمُ الرِّبا426

1437 - حِکمَةُ تَحریمِ الرِّبا427

1438 - ما یوجِبُ الارتِطامَ فِی الرِّبا428

1439 - حِیَلُ الرِّبا428

1440 - مَحقُ الرِّبا428

1441 - أربَی الرِّبا429

1442 - آکِلُ الرِّبا مُستَحِلّاً مُحارِبٌ 429

179 - الرجعة431

1443 - رَجعَةُ المَوتی 433

1444 - الرَّجعَةُ بَینَ جُمادی ورَجَبٍ 433

1445 - مَن اُخبِرَ بِرَجعَتِهِ 434

1446 - الرَّجعَةُ لَیسَت عامَّةً435

1447 - رَجعَةُ مَن قُتِلَ أو ماتَ 435

180 - الرجاء437

1448 - الحَثُّ عَلَی الرَّجاءِ الصّادِقِ 439

1449 - التَّحذیرُ مِنَ الرَّجاءِ الکاذِبِ 439

1450 - التَّحذیرُ مِن رَجاءِ غَیرِ اللَّهِ 440

1451 - أرجی آیَةٍ فی کِتابِ اللَّهِ 440

1452 - الرَّجاءُ فیما لا یُرجی !440

181 - الرَّحم 443

1453 - الحَثُّ عَلَی التَّراحُمِ 445

1454 - مَن یَستَحِقُّ الرَّحمَ 446

182 - الرحمة447

1455 - رَحمَةُ اللَّهِ 449

1456 - سَعَةُ رَحمَةِ اللَّهِ 449

1457 - تَعَهُّدُ اللَّهِ بِالرَّحمَةِ450

1458 - موجِباتُ الرَّحمَةِ451

1459 - مَوانِعُ الرَّحمَةِ452

1460 - التَّعَرُّضُ لِرَحمَةِ اللَّهِ 452

1461 - مَن یَستَحِقُّ الرَّحمَةَ453

1462 - رَحمَةُ اللَّهِ فی شَهرِ رَجَبٍ 454

ص :584

183 - الرَّحِم 457

1463 - فَضلُ صِلَةِ الرَّحِمِ 459

1464 - الرَّحِمُ لا یَقطَعُهُ شَی ءٌ460

1465 - آثارُ صِلَةِ الرَّحِمِ 460

1466 - صِلَةُ الرَّحِمِ وطولُ العُمرِ461

1467 - سِر سَنَةً صِل رَحِمَکَ 461

1468 - صِلَةُ القاطِعِ 462

1469 - التَّحذیرُ عَن قَطیعَةِ الرَّحِمِ 462

1470 - أقَلُّ ما یوصَلُ بِهِ الرَّحِمُ 463

184 - الرخصة465

1471 - الحَثُّ عَلی إتیانِ الرُّخَصِ 467

1472 - الإبهامُ فی أحادیثِ الرُّخَصِ 468

185 - الارتداد469

1473 - الاِرتِدادُ وَالرُّجوعُ عَلَی...471

1474 - جَزاءُ الارتِدادِ471

1475 - المُرتَدُّ بَعدَ التَّوبَةِ472

1476 - موجِباتُ الکُفرِ وَالارتِدادِ473

186 - الرزق 475

1477 - الرَّزّاقُ 477

1478 - بَسطُ الرِّزقِ وقَبضُهُ 477

1479 - حِکمَةُ القَبضِ وَالبَسطِ478

1480 - ضَمانُ الرِّزقِ 478

1481 - ضَمانُ الرِّزقِ لِمَن طَلَبهُ 479

1482 - الاشتِغالُ بِالمَضمونِ عَنِ المفروض 479

1483 - الحِرصُ وزِیادةُ الرِّزقِ 480

1484 - ثَمَرَةُ الإیمانِ بِقِسمَةِ الرِّزقِ 480

1485 - سَعَةُ الرِّزقِ وَالحُمقُ 481

1486 - الحَثُّ عَلَی الإجمالِ فی طَلَبِ الرزق 481

1487 - المیزانُ فی طَلَبِ الرِّزقِ 482

1488 - الرِّزقُ وطالِبُهُ 482

1489 - أنواعُ الرِّزقِ 483

1490 - مَن یُرزَقُ مِن حَیثُ لا یَحتَسِبُ 483

1491 - الاهتِمامُ بِرِزقِ الغَدِ484

1492 - استِبطاءُ الرِّزقِ 485

1493 - ما یَنبَغی فِعلُهُ عِندَ استِبطاءِ الرزق 485

1494 - ابتِغاء فَضلِ اللَّه 485

1495 - الرِّضا بِالیَسیرِ مِنَ الرِّزقِ 486

1496 - ما یَجلِبُ الرِّزقَ ویَزیدُهُ 486

1497 - ما یَمحَقُ الرِّزقَ 487

1498 - طَلَبُ الحَلالِ 487

1499 - طَلَبُ الحَلالِ فَریضَةٌ488

1500 - الحَثُّ عَلَی الأکلِ مِن کَدِّ الیَدِ488

ص :585

1501 - النَّهیُ عَنِ الاِتِّکالِ علی الغیر وتَضییعِ العِیالِ 489

1502 - الاستِغناءُ عَنِ النّاسِ 489

1503 - تَقدیرُ الأرزاقِ مِنَ الحَلالِ 490

1504 - الحَلالُ قوتُ المُصطَفینَ 490

1505 - خَیرُ الرِّزقِ ما یَکفی 491

1506 - الاقتِصارُ عَلَی الکَفافِ 492

187 - الرستاق 493

1507 - الرُّستاقُ وَالجَهلُ 495

188 - الرسول 497

1508 - الرَّسولُ تَرجُمانُ العَقلِ 499

1509 - النَّهیُ عَن قَتلِ الرُّسُلِ 499

189 - الرشوة501

1510 - الرَّشوَةُ503

1511 - الرَّشوةُ سُحتٌ 503

1512 - الرَّشوَةُ کُفرٌ503

1513 - ذَمُّ الرّاشی وَالمُرتَشی وَالماشِی...503

190 - الرضاع 505

1514 - الرِّضاعُ 507

1515 - مَن لا یَنبَغِی استِرضاعُهُ 507

191 - الرضا بالقضاء509

1516 - الرِّضا511

1517 - رَأسُ طاعَةِ اللَّهِ الرِّضا511

1518 - الرِّضا أعلی دَرَجاتِ الیَقینِ 512

1519 - الرِّضا وَالإیمانُ 512

1520 - تَفسیرُ الرِّضا512

1521 - ما یورِثُ الرِّضا513

1522 - ثَمَراتُ الرِّضا513

1523 - الرِّضا وَالرّاحَةُ514

1524 - ثَمَرَةُ عَدَمِ الرِّضا514

1525 - صُعوبَةُ إحرازِ رِضَا النّاسِ 515

192 - رضوان اللَّه 517

1526 - موجِباتُ رِضوانِ اللَّهِ 519

1527 - رِضوانُ اللَّهِ وَالرِّضا بِالقَضاءِ520

1528 - عَلاماتُ رِضَا اللَّهِ 520

1529 - مَرضاةُ الخَلقِ وسَخَطُ الخالِقِ 521

193 - الرفق 523

1530 - فَضلُ الرِّفقِ 525

1531 - الاهتِمامُ بِالرَّفیقِ 526

1532 - إنَّ اللَّهَ رَفیقٌ یُحِبُّ الرِّفقَ 526

1533 - الرِّفقُ وَالإیمانُ 527

1534 - الرِّفقُ فِی العِبادَةِ527

1535 - ثَمَراتُ الرِّفقِ 528

1536 - اُرفُق یُرفَق بِکَ 528

ص :586

1537 - ما لا یَنبَغی مِنَ الرِّفقِ 528

194 - المراقبة529

1538 - مُراقَبَةُ اللَّهِ 531

1539 - مُراقَبَةُ المَلائِکَةِ وَالجَوارِحِ 531

1540 - الحَثُّ عَلَی الرَّقابةِ النَّفسِیَّةِ532

1541 - الحَثُّ عَلَی مُراقَبَةِ اللَّهِ 532

1542 - الاهتِمامُ بِمُراقَبَةِ الأوقاتِ 532

1543 - مَنِ اعتَدَلَ یَوماهُ 533

1544 - آدابُ المُراقَبَةِ534

1545 - إحصاءُ المَساوِئِ 534

1546 - تَقسیمُ السّاعاتِ 534

1547 - افتِتاحُ الأعمالِ وَاختِتامُها...536

1548 - المُراقَبةُ وَالمُحاسَبةُ536

195 - رمضان 539

1549 - شَهرُ رَمَضانَ 541

1550 - خُطَبُ رَسولِ اللَّهِ صلی اللَّه علیه وآله عِندَ إقبالِ...542

1551 - تَصفیدُ الشَّیاطینِ فی شَهرِ...543

1552 - غُفرانُ اللَّهِ فی شَهرِ رَمَضانَ 543

196 - الرمایة545

1553 - الرَّمیُ 547

197 - الرهبانیّة549

1554 - مَوقِفُ الإسلامِ مِنَ الرَّهبانِیَّةِ551

198 - الرهن 553

1555 - الرَّهنُ 555

1556 - ارتِهانُ الإنسانِ 555

1557 - مَنِ ارتُهِنَ بِخَطیئَتِهِ 556

1558 - رَهائِنُ القُبورِ556

1559 - رَهائِنُ فَضلِ اللَّهِ 557

199 - الروح 559

1560 - الرُّوحُ فِی القُرآنِ 561

1561 - حَقیقَةُ الرُّوحِ 561

1562 - طُغیانُ الأرواحِ 561

1563 - الأرواحُ جُنودٌ مُجَنَّدَةٌ562

1564 - أنواعُ الأرواحِ 562

1565 - أحوالُ الرُّوحِ 563

1566 - الرُّوحُ عِندَ النَّومِ 563

200 - الراحة565

1567 - موجِباتُ الرّاحَةِ567

1568 - الرّاحَةُ العُظمی 568

1569 - طَلَبُ الرّاحَةِ فِی الدُّنیا568

201 - الریاضة569

1570 - الرِّیاضَةُ571

1571 - ما بِهِ الرِّیاضَةُ571

1572 - ثَمَراتُ الرِّیاضَةِ572

ص :587

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.