سفینه النجاه و مشکاه الهدی و مصباح السعادات المجلد 2

اشارة

نام کتاب: سفینة النجاة و مشکاة الهدی و مصباح السعادات موضوع: فقه استدلالی نویسنده: نجفی، کاشف الغطاء، احمد بن علی بن محمد رضا تاریخ وفات مؤلف: 1344 ه ق زبان: عربی قطع: وزیری تعداد جلد: 4 ناشر: مؤسسه کاشف الغطاء تاریخ نشر: 1423 ه ق نوبت چاپ: اول مکان چاپ: نجف اشرف- عراق ملاحظات: این کتاب با نسخه ای که در سال سال 1364 در نجف اشرف به چاپ رسیده است مطابقت دارد.

ص: 1

اشارة

بسمه تعالی

هذا هو الجزء الثانی

من کتاب

سفینة النجاة

للمرحوم المبرور

آیة الله الحجة الشیخ احمد آل کاشف الغطاء

طاب ثراه

(1292 ه- 1324 ه)

و علیه حواشی و تعلیقات و فتاوی

اخیه الحجة

الشیخ محمد الحسین آل کاشف الغطاء قدّس سِرُّه

(1294 ه- 1373 ه)

مکتبة کاشف الغطاء النجف الأشرف

1423 ه 2002 م

اشارة

ص: 2

بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِیمِ

الکتاب الثانی من کتب العبادات کتاب الصلاة

اشارة

(1) التی تنهی عن الفحشاء و المنکر و هی عمود الدین إن قبلت قبل ما سواها و إن ردت رد ما سواها و هی علی قسمین واجبة و مندوبة و الواجب منها بالذات فی هذا الزمان اعنی زمان الغیبة أربع الیومیة و یدخل فیها الجمعة و ما یجب علی الولد الأکبر قضاء عما فات أبویه و الآیات و الصلاة الطواف الواجب و صلاة الأموات و قد تجب بالعرض بنذر و شبهه فیکون قسما خامسا فهنا مطالب:-

المطلب الأول فی الصلاة الیومیة

و الکلام یقع فی مقدماتها و أفعالها و قواطعها و فوائتها و أحکام الخلل و الجماعة و السفر.


1- الصلاة حقیقة شرعیة مرکبة من أعمال مختلفة فی ذاتها متحدة بارتباطها الذی جعلها باعتبار الشارع کجسد واحد حی ذی روح و أعضاء فروحه النیة و أعضاؤه أجزاؤها المؤلفة من شرط هی معنی اعتباریة منتزعة من أمور وجودیة متقدمة علیها و مستمرة معها یستلزم عدمها عدم الصلاة، و من موانع هی أمور وجودیة یستلزم وجودها فی أثنائها عدمها و من أجزاء تتحقق بها صورتها و کل من هذه الأنواع الثلاثة الشروط و الموانع و الأجزاء قسمان رکن تنتفی بدونه أو معه ماهیة الصلاة مطلقا و غیر رکن و هو ما یؤثر فی بطلانها علی بعض الفروض (أما الشروط) فخمسة:- (الطهارة) من الحدث و الخبث المنتزعة من الوضوء و الغسل و التیمم. (الوقت) المنتزع من أزمنة معینة کالظهر و العصر و المغرب و العشاء و الصبح. (الاستقبال) المنتزع من الوضع الخاص و هو التوجه إلی الکعبة و الساتر المنتزع من اللباس الخاص. (المکان) المنتزع من فعلها فی محل خاص و مرجعها اجمع إلی زمان و مکان و وضع و حال و الأرکان منها الأولان و الثالث فی الجملة. (و أما الموانع) و هی ما یستلزم من وجود واحد فیها عدمها فأرکانها المستلزمة بطلانها مطلقا (خمسة) الحدث و الاستدبار و الفعل الکثیر الماحی لصورتها و وقوعها قبل الوقت بأجمعها و الشک فی رکعاتها بوجه خاص اما غیر الرکن منها و هو ما یوجب بطلانها فی صورة العمد فقط فاربعة الضحک و الکلام و البکاء و الالتفات یمینا أو یسارا (و اما أجزاؤها) المقومة لصورتها فأرکانها أربعة تکبیرة الاحرام و القیام و الرکوع و السجود و غیر الرکن خمسة القراءة و القیام فیها و الذکر و التشهد و التسلیم و تفاصیل هذه الأمور و أحکامها و فروعها الکثیرة تذکر مفصلا فی هذا الکتاب أی کتاب الصلاة.

ص: 3

مشکاة فی المقدمات

اشارة

و فیها مصابیح:-

المصباح الأول فی عدد فرائضها و نوافلها

فالفرائض خمس الغداة و الظهران و العشاء ان و رکعاتها للحاضر الأمن سبع عشرة رکعتان للصبح و أربع للظهر و مثلها للعصر و ثلاث للمغرب و أربع للعشاء و نوافلها الرواتب ضعفها أربع و ثلاثون ثمان للظهر قبلها و مثلها للعصر قبلها و أربع للمغرب بعدها و رکعتان من جلوس بعد العشاء تعدان برکعة تسمی بالوتیرة و إحدی عشرة نافلة اللیل و منها الشفع و الوتر و رکعتان قبل الفجر فتکون الفرائض مع النوافل إحدی و خمسین و کل من هذه الرواتب و غیرها من النوافل رکعتان رکعتان إلا الوتر و صلاة الأعرابی و یسقط فی السفر و الخوف من الفرائض رکعتان من کل رباعیة و من النوافل رواتب الظهرین و فی سقوط نافلة العشاء إشکال أقواه عدم السقوط.

المصباح الثانی فی مواقیتها

وقت الظهرین ما بین الزوال و المغرب و یختص الظهر (1) بأوله بمقدار أدائها بحسب حاله و العصر بآخره کذلک و ما بین الوقتین مشترک إلا ان الظهر قبل العصر


1- جعل الفقهاء لأوقات الفرائض الخمسة أربعة أنواع (وقت اختصاص) و (وقت فضیلة) و (وقت مشترک) و (وقت أجزاء) فالمختص للظهر هو أول الزوال إلی مقدار أدائها حسب حال المکان من سفر و حضر و غیرهما من أحواله و بعد مقدار أدائها یکون الوقت مشترکا بینها و بین العصر إلی مقدار أداء العصر حسب حاله أیضا فتختص به فأول الزوال مختص بالظهر و آخر النهار مختص بالعصر و مثله الحال فی المغرب و العشاء فاول اللیل للمغرب ثمّ یکون مشترکا بینها و بین العشاء إلی ما قبل نصف اللیل بمقدار أدائها فتختص به و اثر الاختصاص عندهم انه لو اوقع الثانیة فی الوقت المختص بالاولی تقع باطلة مطلقا بخلاف ما لو وقعت فی المشترک قبل الأولی سهواً فانها تصح و یأتی الأولی بعدها لان الوقت المشترک صالح لکل منهما حسب طبیعته و الترتیب واجب عند الالتفات لا مطلقا بخلاف الوقت المختص فانه لا یصلح الا لفریضته فلو وقعت فیه الشریکة کان کوقوعها قبل الوقت هذا ما علیه المشهور و لکن الأصح انه لا اختصاص فی الوقت أصلا و انه عند الزوال یکون الوقت صالحا لکلا الفرضین و یجب مع الذکر تقدیم الظهر علی العصر و المغرب علی العشاء فلو أتی بالعصر أول الزوال سهوا أو العشاء أول المغرب کذلک صحتا و أتی بعدهما بالظهر و المغرب کل ذلک للأخبار الصحیحة المعتبرة و فیها قوله علیه السلام إذا زالت الشمس فقد دخل الوقتان إلا ان هذه قبل هذه و قوله علیه السلام فیمن صلی العصر أول الزوال (أربع مکان أربع) و لیس معنی هذا انه یحتسب العصر ظهرا ثمّ یأتی بعدها بالعصر کما فی (العروة) فان الشی ء لا ینقلب عما وقع علیه و النیة و الاحتساب لا یغیر الواقع و لیس لسان الدلیل لسان التنزیل بل المراد قطعا هو ان العصر الذی وقعت قبل الظهر سهوا تمضی عصرا لان الوقت صالح لهما الا انها تحسب ظهرا و یأتی بالعصر بعدها و علی هذا المبنی تبتنی جمیع الفروع المذکورة فی المتن و فی العروة من انه لو قدم العصر فی المشترک صلی الظهر فی آخر الوقت لو ظن سعة الوقت فصلی الظهر و بعد الفراغ منها ظهر انها وقعت فی وقت العصر یقضی العصر فقط فان الحکم بالصحة فی أمثال هذه الفروع یکشف عن صلاحیة الوقت فی ذاته لهما معا و لا وجه حینئذ لما فی المتن من الإشکال فی صحة ما لو قدم العصر و العشاء فی أول الوقت سهوا و لم یذکر الا بعد الفراغ أو بعد تجاوز محل العدول.

ص: 4

و وقت العشاءین ما بین المغرب و نصف اللیل و یختص المغرب بأوله بمقدار أدائها و العشاء بآخره کذلک و ما بینهما مشترک إلا أن المغرب قبل العشاء هذا للمختار و أما المضطر لنوم أو نسیان أو حیض أو نحو ذلک من أنحاء الاضطرار فیمتد وقتهما إلی طلوع الفجر و یختص العشاء من آخره بمقدار أدائها دون المغرب من أوله أی أول هذا الوقت الاضطراری و الأقوی ان هذا العامد فی التأخیر إلی نصف اللیل أیضا کذلک أی یمتد وقته إلی الفجر و ان کان آثما بالتأخیر لکن الاحوط أن لا ینوی الأداء و القضاء بل الأولی ذلک فی المضطر أیضا و ما بین طلوع الفجر الصادق إلی طلوع الشمس وقت الصبح و یعرف الزوال بزیادة ظل الشاخص المنصوب معتدلا فی ارض معتدلة بعد نقصانه أو حدوثه بعد انعدامه و المغرب بذهاب الحمرة الشرقیة عن سمت الرأس إلی طرف المغرب و نصف اللیل بالنجوم الطالعة أول الغروب إذا مالت عن دائرة نصف النهار إلی طرف المغرب و طلوع الفجر بانتشار البیاض علی الأفق و اعتراضه فیه بعد تصاعده فی السماء و صیرورته کالقبطیة البیضاء و کنهر سوری و هو الفجر الصادق الذی کلما زدته نظراً أصدقک بزیادة جلائه و انتشاره لا البیاض المستطیل فی السماء المتصاعد فیها الذی یشابه ذنب السرحان علی سواد یتراءی فی خلاله أو أسفله و لا یزال یضعف حتی ینمحی أثره و وقت صلاة اللیل بعد منتصفه و الأفضل وقوعها فی الثلث الأخیر منه و کلما قرب من الفجر کان افضل و من صلّی منها أربع رکعات و أدرکه الفجر زاحم بها الفریضة و یجوز تقدیمها من اللیل قبل وقتها لمن خاف فوتها و قضاءها حینئذ افضل من تقدیمها و وقت نافلة الغداة من طلوع الفجر قبل الفریضة إلی

ص: 5

قبل طلوع الحمرة بمقدار أداء الفریضة و یجوز تقدیمها قبل الفجر لمن أراد اتصالها بصلاة اللیل

المصباح الثالث فی أحکام المواقیت

اشارة

و فیه مسائل:

(المسألة 1) وقت الاختصاص إنما یترتب علیه عدم صحة خصوص الشریکة فیه إذا لم تؤد صاحبه الوقت بوجه صحیح

و إلا فلا مانع من غیر الشریکة و لو مع عدم أداء صاحبة الوقت کقضاء الفوائت و لا من الشریکة مع الأداء صاحبة الوقت بوجه صحیح کما لو صلی الظهر قبل الوقت بظن دخوله فدخل فی أثنائها و لو قبل السلام بناء علی ما هو الأقوی من صحتها حینئذ و إذ صحت فلا مانع من إتیان العصر فی وقتها و کذا إذا قدم العصر سهواً و بقی من الوقت أربع رکعات فانه لا مانع من إتیان الظهر و تکون أداءً لا قضاءً و ان کان الاحوط عدم التعرض للأداء و القضاء بل و لا للظهریة و العصریة لاحتمال احتساب الأولی ظهراً بل یأتی بها بنیة ما فی الذمة.

(المسألة 2) یجب الترتیب بین الظهرین و العشاءین

بتقدیم الظهر علی العصر و المغرب علی العشاء فلو أخل به عامداً أو جاهلا بالحکم بطل خصوص ما قدمه إلا إذا (1) جمع بینهما فی آخر الوقت بمقدار فعلهما فیبطلان معا و ان خل به ناسیا فان ذکر فی الأثناء قبل تجاوز محل العدول عدل و ان وقع ذلک فی الوقت الاختصاص و ان تجاوز محل العدول أو لم یذکر إلا بعد الفراغ فان کان فی الوقت المشترک صح و وجب علیه الإتیان بالأخری و ان کان فی الوقت المختص ففیه إشکال و الاحوط الإعادة و لو ظن سعة الوقت فشرع فی الظهر مثلا فلما فرغ منها تبین له أنها قد وقعت فی آخر الوقت فعلیه قضاء العصر خاصة علی الأظهر و الاحوط قضاء الظهر أیضا و لو تبین ذلک فی الأثناء و قد بقی من الوقت مقدار رکعة فما زاد قطعها و صلی العصر و إلا مضی فی


1- فی العبارة تعقید و لعل المراد انه لو بقی من آخر الوقت مقدار ثمان رکعات فصلی العصر أولا فقد بطلت لوقوعها فی الوقت المختص بالظهر و تبطل الظهر أیضا لوقوعها فی الوقت المختص بالعصر و کان حق التعبیر یبطل المتقدم و یصح المتأخر ان وقع فی الوقت المشترک.

ص: 6

صلاته و الفرائض الیومیة مرتبة فی القضاء فمن کان علیه فوائت متعددة فعلیه البدأة بالاولی ثمّ بما بعدها و هکذا فلو دخل فی فریضة فائتة فذکر ان علیه فریضة سابقة عدل بنیته إلی السابقة ما دام العدول ممکناً و إلا مضی فی صلاته و سقطت شرطیة الترتیب.

(المسألة 3) المراد بالعدول ان ینوی کون ما بیده هی الصلاة السابقة بالنسبة إلی ما مضی و ما یأتی

و هو إنما یجوز من اللاحقة إلی السابقة دون العکس لا فی الخواطر و لا فی الفوائت کما انه لا یجوز من الفائتة إلی الحاضرة و یجوز العکس بل یستحب مع سعة الوقت و کذا لا یجوز من النافلة إلی الفریضة و لا من الفریضة إلی النافلة إلا فی مسألة إدراک الجماعة و کذا لا یجوز من فریضة إلی أخری إذا لم یکن بینهما ترتیب.

(المسألة 4) لا یدخل فی الفریضة إلا بعد العلم بدخول وقتها أو ما قام مقامه شرعا کالبینة

و أذان العدل العارف بل و شهادته بل و شهادة مطلق الثقة علی الأقوی و لو تعذر لمانع فی السماء من غَیمٍ و نحوه أو فی نفسه من عمی و نحوه فلا یبعد کفایة مطلق الظن و ان کان التأخیر إلی حصول العلم أو ما هو بمنزلته أحوط.

(المسألة 5) لو دخل فی الصلاة علی الوجه الصحیح و لو بالتعویل علی الامارات الشرعیة فانکشف خطؤه

فان دخل علیه الوقت فی أثنائها صحت صلاته (1) و إلا بطلت و لو دخل فیها مع الغفلة عن مراعاة الوقت و صادف فعلها فیه تماما صحب بخلاف ما إذا دخل علیه الوقت فی أثنائها و کذا لو صلی قبل دخوله عامدا أو جاهلا أو ناسیا بطلت صلاته سواء دخل علیه الوقت فی الأثناء أم لم یدخل.

(المسألة 6) من أدرک من آخر الوقت رکعة فکأنما أدرک الوقت کله فی الأجزاء

و فی کون المجموع أداء علی الأصح لکن لا یجوز التأخیر إلیه اختیاراً.

(المسألة 7) الأقوی جواز التطوع فی وقت الفریضة قبل أدائها ما لم تتضیق

و کذا یجوز ممن اشتغلت ذمته بالقضاء و ان کان الاحوط تقدیم الفریضة و الاهتمام بأداء


1- الظاهر اختصاص ذلک بفریضة الظهر اما فی غیرها فالبطلان مطلقاً.

ص: 7

القضاء و منه یعلم انعقاد نذر النافلة حتی مع التقیید بوقت الفریضة فضلا عما إذا أطلق فی نذره.

(المسألة 8) إذا أدرک من أول الوقت بمقدار أداء تمام الفریضة

و لو بالطهارة الترابیة مع تعذر المائیة ثمّ طرأ قبل أدائها ما یمنع من صحتها کالجنون و الإغماء و الحیض وجب القضاء بعد زوال العذر المستوعب لباقی الوقت و إلا لم یجب و ان أدرک مقدار رکعة أو أزید و هذا بخلاف ما لو حصل أحد تلک الأمور فی أول الوقت و ارتفع فی آخره فانه یکفی فی الوجوب إدراک بعض القرض و لو مقدار أداء رکعة منه علی الأصح فلو ترک قضی و هکذا إذا بلغ الصبی فی أثناء الوقت و قد أدرک رکعة أو أزید و لو صلی قبل البلوغ ثمّ بلغ فی أثناء الوقت بعد الفراغ منها أو فی أثنائها فالأقوی کفایتها و عدم وجوب إعادتها علی الأصح و ان کان الاحوط الإعادة و لو أدرک قبل الغروب أو قبل انتصاف اللیل مقدار الطهارة و أربع رکعات فی الحضر و رکعتین فی السفر لزمته العصر و العشاء فان أدرک بعد مقدار الطهارة ما یسع خمسا فی الحضر و ثلاثا قبل الغروب أو أربعا قبل انتصاف اللیل فی السفر لزمه الفرضان.

(المسألة 9) إذا شک بعد خروج الوقت فی انه صلی أم لا

لا یلتفت فقد دخل حائل و منه الشک فی الظهر بعد خروج الوقت المشترک و دخول الوقت المختص بالعصر أما إذا شک فیها و هو فی الوقت المشترک فالظاهر وجوب الإتیان بها حتی لو کان ذلک بعد الفراغ من العصر و لو کان فی أثنائها عدل إلی الظهر و ان شک بعد الفراغ من الصلاة و بعد العلم بدخول الوقت فی انه صلی فی الوقت أو قبله یبنی علی الصحة أما لو کان حین الشک بذلک شاکا فی دخول الوقت أیضا فلا ریب فی وجوب الإتیان بعد العلم بدخوله.

المصباح الرابع فی القبلة

اشارة

و فیه قبسات.

(القبس الأول) فی حقیقتها و الامارات المجعولة فی تعیینها

القبلة هی المکان الذی وقع فیه البیت الشریف زاده الله شرفا من تخوم الأرض إلی عنان السماء للناس کافة

ص: 8

للقریب و البعید و إنما یختلف استقبالها فیهما فتجب فی القریب مواجهة العین و فی البعید مواجهة الجهة و یجب تحصیل العلم بها أو ما قام مقامه مع الإمکان و مع عدمه یرجع إلی العلامات و الامارات المفیدة للظن کالضوء الکثیر فی آخر النهار فی یوم الغیم المفید للظن بان ذلک الجانب هو المغرب و فی أول النهار بأنه المشرق أو فی جانب السماء فیظن بأنه موضع الشمس فیتمیز بذلک جهة القبلة بالمقایسة و کالریاح الأربع لمن عرف طبائعها و استنبط من الریح ان مهبّه المشرق أو المغرب أو الجنوب أو الشمال فاستدل بذلک علی سمة القبلة إلی غیر ذلک و مع إمکان تحصیل الظن یصلی إلی أربع جهات ان وسع الوقت لذلک و إلا فبمقدار سعته مخیراً فی ذلک و لو حصرها فی جهتین أو ثلاث اقتصر علیها و لو تعذر تشخیصها فی جهة خاصة و لکنه علم إجمالا بأنها غیر خارجة عما بین یدیه مما بین المشرق و المغرب فما بین المشرق و المغرب قبلة له و الأقوی قبول قول صاحب البیت فی تعیین قبلة بیته ان کان من أهل القبلة کما یجوز التعویل علی قبلة بلد المسلمین ما لم یعلم الخطأ و علی ما یعول علیه عرفا فی تشخیص جهة سائر البلاد التی یقصد التوجه إلیها لتجارة و نحوها من الرجوع إلی أهل الخبرة کالمکارین و غیرهم ممن شأنه التردد إلیها کما انه یصح التعویل علی الامارات التی ذکرها العلماء رضوان الله علیهم لتشخیص قبلة البلاد و اختلاف مؤدیاتها فی الجملة غیر مانع عن کون کل منها امارة قطعیة لتشخیص الجهة و هی کثیرة (منها) الجدی بجعله فی أواسط العراق کالکوفة و النجف و بغداد و نحوها خلف المنکب الأیمن و الاحوط ان یکون ذلک فی غایة ارتفاعه أو انخفاضه و المنکب ما بین الکتف و العنق و الأولی وضعه خلف الإذن و فی البصرة و غیرها من البلاد الشرقیة فی الإذن الیمنی و فی الموصل و نحوها من البلاد الغربیة بین الکتفین و الشام خلف الکتف الأیسر و فی عدن بین العینین و فی صنعاء علی الإذن الیمنی و فی الحبشة و النوبة صفحة الخد الأیسر (و منها) سهیل و هو عکس الجدی (و منها) جعل المغرب (1) علی الیمین و المشرق علی


1- هذا خاص فی المشرق و المغرب الاعتدالی لا مطلقاً.

ص: 9

الیسار لأهل العراق أیضا فی المواضع التی یوضع الجدی فیها بین الکتفین کالموصل و أما فی مثل الکوفة و ما والاها من العراق فیجعل ما یقرب من مشرق اقصر الأیام علی الأیسر و مغرب طوله تقریبا علی الأیمن إلی غیر ذلک من الامارات المفیدة للظن و المحراب الذی صلی فیه المعصوم و قبر المعصوم فهما یفیدان العلم.

(القبس الثانی) فیما یستقبل له یجب الاستقبال فی الصلاة الیومیة أداء و قضاء و رکعاتها الاحتیاطیة و أجزائها المنسیة

بل و سجدتی السهو و لو صارت مستحبة بالعرض کالمعادة جماعة أو احتیاطا و غیرها من الفرائض کالآیات و صلاة الأموات بل و کذا النوافل إذا صلاها مستقرا و أما إذا صلاها ماشیا أو راکبا فلا یعتبر فیها استقبال و لا استقرار و ان صارت واجبة بالعرض بنذر و شبهة من دون فرق بین الحضر و السفر و ان کان الاحوط ترک المشی فیها فی الحضر بلا ضرورة داعیة إلیه کما ان الأولی و الاحوط الاستقبال بتکبیرة الإحرام مع الإمکان و ان لم یجب علی الأظهر و یجب الاستقبال أیضا بالذبح و النحر و بالمحتضر بان یستلقی به علی قفاه و یکون وجهه و باطن قدمیه إلی القبلة و عند الصلاة علیه بان یجعل بین یدی المصلی و یکون رأسه إلی یمینه و عند دفنه بالاضطجاع به و یکون رأسه إلی المغرب و الوجه و البطن و مقادیم البدن إلی القبلة.

(القبس الثالث) فی أحکام الخلل فی القبلة

لو أخل فی الاستقبال عالما عامداً بطلت صلاته مطلقا و ان کان جاهلا أو ناسیا أو غافلا أو مخطئاً فی اعتقاده أو فی ضیق الوقت فان کان الانحراف فیما بین المشرق و المغرب صحت صلاته فان کان بعد الفراغ منها مضت و ان کان فی الأثناء مضی ما تقدم و استقام فی الباقی من غیر فرق بین بقاء الوقت و عدمه و ان کان الانحراف إلی نفس المشرق و المغرب و إلی الاستدبار فالأقوی التفصیل بین صور العذر فان کان مجتهدا مخطئا أعاد فی الوقت دون خارجه (1) و ان کان جاهلا أو ناسیا أو غافلا أعاد فیهما.


1- لا یترک الاحتیاط بالإعادة فی الاستدبار مطلقا.

ص: 10

المصباح الخامس فی الستر و الساتر

اشارة

و فیه قبسات:

(القبس الأول) فی الستر یجب مع الاختیار ستر العورة فی الصلاة الواجبة و المستحبة و توابعها

من الرکعات الاحتیاطیة و الأجزاء المنسیة دون صلاة الأموات و سجدتی الشکر و التلاوة و ان کان الاحوط فیها ذلک أیضا و عورة الرجل فی الصلاة عورته فی النظر و لکن عورة المرأة فی الصلاة جمیع بدنها حتی الرأس و الشعر عدا الوجه و الیدین إلی الزندین و القدمین إلی الساقین و یجب ستر شی ء من أطراف هذه المستثنیات (مقدمة) و الأمة کالحرة لکن لا یجب علیها ستر رأسها و شعرها و عنقها و المبعضة کالحرة حتی فی وجوب ستر هذه الأشیاء کما ان الستر الواجب فی الصلاة غیر الستر الواجب فی النظر فانه یجب فی الصلاة حتی مع الأمن من الناظر المحترم بخلافه فی غیرها فانه لا یجب إلا مع عدم الأمن منه و یشترط فی الساتر فی الصلاة شرائط خاصة بخلافه فی غیرها فانه یکفی مطلقه و الظاهر ان شرطیته فی الصلاة إنما هی فی حال العمد و العلم و الاختیار فلو أخل به عامدا عالما مختارا بطلت صلاته و أما لو أخل به ناسیا أو غافلا أو جاهلا أو مضطرا فلا بطلان فلو بدت العورة کلا أو بعضا لریح أو غفلة لم تبطل و لو علم بذلک فی الأثناء وجبت المبادرة إلی الستر لکن إن نسی أو غفل صحت کما لو نسی ذلک من أول الصلاة و الجاهل بالحکم عامد علی الاحوط.

(القبس الثانی) فی الساتر
اشارة

و یعتبر فیه بل فی مطلق لباس المصلی أمور.

(الأول) الطهارة

إلا فیما یعفی عنه علی التفصیل السالف فی ذلک و فی حکم الصلاة بالنجس مع الجهل و النسیان.

(الثانی) الإباحة

فلا تصح الصلاة فی المغصوب عینا أو منفعة أو حقا کما لو تعلق به حق الرهانة و نحوه مع العلم بالغصب و العمد و الاختیار و ان کان جاهلا بالبطلان بل و لو کان جاهلا بالحرمة أیضا علی الاحوط اما لو کان جاهلا بالعصبیة أو ناسیا أو غافلا أو مضطرا فلا بطلان و ان کان الاحوط الإعادة خصوصا بالنسبة إلی نفس الغاصب و لا فرق فی المغصوب بین الساتر و غیره و لا بین ما لا تتم فیه الصلاة و غیره

ص: 11

و لا بین المحمول إذا تحرک بحرکات الصلاة و غیره و إذا اشتری ثوبا بعین جمیع المال المتعلق فیه الخمس أو الزکاة مع عدم أدائها من مال آخر و عدم إجازة الحاکم الشرعی لذلک و عدم رضا صاحب الثوب بالصلاة فیه حتی مع فساد الشراء فحکمه حکم المغصوب بل و کذا لو اشتراه أو استقرضه (1) أو استأجره ناویا عدم أداء عوضه أو الأداء من المال الحرام علی الاحوط.

(الثالث) ان لا یکون من أجزاء المیتة کالجلد و نحوه

و لا بأس بالصوف و الشعر و الوبر و نحوها مما لا تحله الحیاة منها بل یشترط ان لا یکون مستصحبا جزء من اجزائها و لو لم یکن ملبوسا علی الأقوی و لا فرق فی ذلک بین میتة ذی النفس و غیره علی الاحوط حل أکله أو حرم دبغ أم لا مع العلم و العمد و الاختیار و لو کان جاهلا بالحکم أو ناسیا له دون الجهل بالموضوع أو الاضطرار مطلقا أو النسیان فی میتة غیر ذی النفس و أما فی میتة ذی النفس فیوجب الإعادة فی الوقت و خارجه کما فی سائر النجاسات و لا تجوز الصلاة أیضا فی المشکوک ذکاته إلا ان تثبت تذکیته شرعا بما مر.

(الرابع) ان لا یکون من أجزاء ما لا یؤکل لحمه ذاتا أو عرضا

کالجلال و الموطوء علی الاحوط من دون فرق بین الذکی و غیره و الحی و غیره و ذی النفس و غیره (2) و الجلد و غیره کصوفه و شعره و ریشه و وبره بل کل شی ء منه حتی فضلاته و رطوباته کعرقه و ریقه و ان کانت طاهرة بشرط بقاء عینها و لو مع الجفاف بل یجری الحکم فی غیر الملبوس کالمحمول و المستصحب أیضا و ان کان مما لا تتم به الصلاة خالصا کان أو مخلوطا کالمنسوج ملفقا منه و من غیره نعم لا بأس بفضلات الإنسان و لو لغیره کعرقه و ریقه و لبنه و شعره فلا بأس بالشعر الموصل بمثله من الرجل و المرأة للرجل و المرأة کما لا بأس بالسنجاب و الخز الخالص غیر المخلوط بوبر الأرنب و


1- بحیث ترجع إلی عدم القصد فی العقد و الا فلا.
2- الأقوی فی غیر ذی النفس خصوصا البحری منه الصحة کما فی المحمول و المستصحب.

ص: 12

الثعالب و کذا لا بأس بالشمع و العسل و الحریر الممتزج و دم البق و القمل و البرغوث و نحوها من فضلات أمثال هذه الحیوانات التی لیس لها لحم یعتد به و لا باس أیضا بما یشک فی کونه جزء من الحیوان أو غیره کالصدف و نحوه فضلا عن اللؤلؤ المعلوم عدم کونه جزءً منه بل لا بأس علی الأقوی بما شک فی کونه من المأکول أو غیره و ان علم جزءً منه للحیوان کالماهوت و الفاسونة و الشعری و نحوها کما ان الحکم إنما یجری مع العلم و العمد و الاختیار دون الجهل و النسیان و الاضطرار و جاهل الحکم أو ناسیه عامد.

(الخامس) أن لا یکون حریرا محضاً أو ما بحکمه

مما یکون الخیط معه مستهلکاً فیه للرجال دون النساء من دون فرق بین الساتر و غیره و ما تتم فیه الصلاة منفرداً و غیرها و البطانة و الظاهرة و ما یجعل بینهما إذا کان منسوجا و ما یجعل فی طرف العمامة إذا زاد علی أربعة اصابع و الثوب الذی أحد نصفیه حریر بل یحرم لبسه علیهم فی غیر حال الصلاة أیضا إلا لضرورة کبرد و مرض و قمل زائد علی المتعارف و نحوها و فی حال الحرب و إذا جاز لبسه جازت الصلاة فیه نعم لا بأس بغیر الملبوس منه کالمحمول و ان کان ما تتم فیه الصلاة و لا بافترائه و الالتحاف به و التدثر به و الرکوب علیه و الاتکاء علیه و نحوها فی حال الصلاة و غیرها و لا بأزرار الثیاب و اعلامها و السفائف و القیاطین الموضوعة علیها و إنْ تعددت و کثرت و لا بعصابة الجروح و القروح و خرق الجبیرة و حفیظة المسلوس و المبطون و نحوها و لا بالکف به إذا لم یزد علی أربعة اصابع و لا بما یرقع به الثوب المنسوج طرائق بعضها من الحریر و الملفق من قطع بعضها حریراً إذا لم یزد الحریر فی جمیع تلک الصور عن المقدار المذکور و لا یجعل الابریسم قبل نسجه بین الظهارة و البطانة عوض القطن و لا بالممزوج بما تصح الصلاة فیه کالقطن و الصوف مما یؤکل لحمه و لا فی حال الجهل و النسیان أو الاضطرار و لا بالمشکوک حریریته و جاهل الحکم أو ناسیه عامد.

(السادس) أن لا یکون ذهبا أو مذهبا بتمویه أو طلی أو نحوهما

لباس أو لبسا کالخاتم و نحوه حلة أو حلیة خالصا أو ممزوجا تمت به الصلاة أو لم تتم کالزر و نحوه

ص: 13

فی الصلاة و غیرها ظاهرا مرئیاً أو مستوراً مخفیاً للرجال دون النساء فانه لا یحرم علیهن فی الصلاة فضلا عن غیرها نعم لا بأس بالمحمول منه مسکوکا و غیره و لا بشد الأسنان به و لا بالصلاة بما جاز فعله فیه کالسیف و الخنجر و نحوهما و ان صدق علیه اسم اللبس و لا بالمشکوک کونه ذهبا و لا فی حال الجهل أو النسیان أو الاضطرار فی الموضوع دون الحکم کما سلف و لا بافتراشه و التدثر به و جعل الساعة من الذهب فی جیبه من الحمل لا من اللبس فلا یحرم و لا یبطل الصلاة نعم لو کانت سلسلتها من الذهب فتعلیقها فی عنقه أو تعلیق طرف منها فی أزراره تزیین بالذهب فیحرم (1) و یبطل علی الأقوی و لباس الشهرة کلبس الجندی لباس العالم و بالعکس و لباس الرجال ما یختص بالنساء و بالعکس حرام و لکن الأقوی عدم بطلان الصلاة به و ان کان الاحوط ترکه فیها.

(القبس الثالث) فی اللواحق و بیانها فی طی مسائل.
(المسألة 1) یجب ستر العورة فی حال الصلاة من جمیع الجوانب

إلا من جهة القدمین فلا یجب إلا إذا کان واقفاً علی طرف سطح أو شباک بحیث تبدو عورته لمن کان تحته فانه یجب و لو لم یکن تحته أحد.

(المسألة 2) الستر الواجب فی الصلاة لا یجزی فیه حتی فی حال الاضطرار ستر القبل بیدیه أو ید زوجته أو أمته أو الدبر بألیتیه

و أما الطلی بالطین فلا یجوز اختیاراً و یجوز مع الاضطرار علی الأقوی و أما الورق و الحشیش و القطن و الصوف قبل النسج فالأقوی الجواز فیها اختیاراً فضلا عن الاضطرار و ان کان الأولی الاقتصار فی حال الاختیار علی اللباس المتعارف.


1- مع قصد الزینة و الا فلا و یبطل ان صدق انه صلی بالذهب أو لبسه و الا فلا. و الاجتناب مطلقا أحوط.

ص: 14

(المسألة 3) یجب تحصیل الساتر الذی تسوغ به الصلاة

و لو بشراء أو اجارة أو استعارة أو استیهاب و لو بأزید من ثمن المثل ما لم یضر بحاله و یجحف بماله و یجب قبول الهبة و العاریة ما لم یکن فیه حرج (1).

(المسألة 4) إذا لم یتمکن من تحصیل الساتر السائغ و تمکن من غیره

فان کان نجسا وجبت الصلاة فیه و لو لم یکن مضطرا إلی لبسه لبرد و نحوه و لا یجوز ان یصلی عاریا و ان کان حریرا أو ذهبا أو مغصوبا أو میتة مما یحرم لبسه فی الصلاة و غیرها أو کان من غیر المأکول مما لا یحرم لبسه فی غیر الصلاة فان لم یکن مضطراً إلی لبسه لبرد و نحوه سقط وجوب الستر و صلی عاریا و ان کان الاحوط فی غیر المأکول تکریر الصلاة به و عاریا و ان کان مضطرا صلی فیه بتقدیم غیر المأکول علی ما عداه و غیر المغصوب علیه و غیر المیتة علیها علی الأقوی و کذا الحکم لو کان الانحصار فی موارد العلم الإجمالی کأن کان عنده ثوبان یعلم ان أحدهما حریر أو ذهب أو مغصوب أو میتة و الآخر مما تصح فیه الصلاة فانه یسقط وجوب الستر حینئذ و یصلی عاریا مع عدم الاضطرار و أما معه فیجری ما ذکرناه أما لو کان یعلم ان أحدهما طاهر و الآخر نجس وجب تکریر الصلاة فیهما مع سعة الوقت و مع ضیقه یتخیر و کذا لو کان أحدهما من غیر المأکول و الآخر من المأکول فانه مع السعة یجب التکریر بهما لکن مع الضیق یصلی عاریا.

(المسألة 5) إذا لم یجد المصلی ساترا سائغا حتی ورق الأشجار و الحشیش

فان وجد الطین أو الوحل أو الماء الکدر أو حفرة یلج فیها و یتستر بها أو نحو ذلک مما یستر العورة صلی صلاة المختار حتی مع عدم الأمن من الناظر و إلا فان أمن الناظر فالاحوط الجمع بین الصلاة المختار و المضطر بالإیماء للرکوع و السجود قائما مع جعل یده علی قبلة علی الاحوط و ان لم یأمنه صلی صلاة المضطر من جلوس و ینحنی للرکوع و السجود ما لم تبدُ عورته و إلا اومأ برأسه أو بعینه و یجعل ذلک للسجود


1- لا موضع للحرج هنا کما لا یخفی علی المتدبر و حق المقام ان یقال و یجب علیه الاتهاب و الاستعارة ما لم یکن عسر أو حرج لان مقدمة الواجب واجبة کما یجب علیه قبول الهبة و العاریة ما لم یکن فیه منة.

ص: 15

اخفض منه للرکوع و یرفع ما یسجد علیه و یضع جبهته علیه و لو وجد ساترا لإحدی عورتیه قدم القبل علی الدبر.

(القبس الرابع) فی مستحباته و مکروهاته

یستحب التعمم و التحنک بإسدال طرف العمامة بل و إدارته تحت الحنک مطلقا و یتأکد للمصلی و المسافر و طالب الحاجة و الرداء خصوصا للامام و تعدد الثیاب خصوصا للمرأة و السراویل و الخاتم من عقیق و النعل العربیة و القطن و الکتان و البیاض و انظف الثیاب و الطیب و ستر القدمین للمرأة و ستر الرأس للامة الصبیة و یکره الحزام و اللثام للرجل و النقاب و الخلخال ذی الصوت للمرأة و الثیاب السود للرجل و المرأة عدا العمامة و الخف أو الکساء إلا فی عزاء الأئمة علیهم السلام و ذوات التماثیل و المحتملة بالنجاسة و الغصب و ألبسة الکفار و أعداء الدین و الثیاب الوسخة أو الرقیقة و الممتزجة بالابریسم و ما یوجب التکبر و ما یستر من ظهر القدم من غیر ان یغطی الساق و العمامة الطابقیة و استصحاب الحدید البارز و الخاتم الذی فیه صورة و الدرهم کذلک و الصلاة مع الخضاب قبل غسله و إدخال الید تحت الثوب إذا لاصقت البدن و محلول الأزرار و الله العالم.

المصباح السادس فی المکان

اشارة

و هو ما استقر (1) علیه المصلی و لو بوسائط و ما شغله من الفضاء فی قیامه و قعوده و رکوعه و سجوده و نحوها و فیه مقابیس.

(المقباس الأول) فی شرائطه
اشارة

و هی أمور:-

(أحدها) الإباحة

فلا تصح الصلاة فی المغصوب عینا أو منفعة أو حقا کحق الرهانة و حق التحجیر و حق غرماء المیت و حق المیت إذا أوصی بثلثه و لم یفرز بعد و لم یخرج منه و نحوها بل حتی السبق إلی المشترکات (2) العامة کالمساجد و المشاهد و


1- مکان المصلی: بل قد یتعدی إلی ما هو أوسع من ذلک و هو مطلق ما تعد الصلاة تصرفا فیه و لو مثل الخیمة و السقف و الجدار.
2- الأقوی فیها الحرمة و عدم البطلان إذ لیس هنا حق مالی حتی یتحقق الغصب الموجب للبطلان.

ص: 16

المدارس و نحوها فضلا عن الوقف الخاص و نحوه سواء کان الغصب لنفس الأرض أو لفرشها أو لسقفها أو لجدرانها فالصلاة فالخیمة المغصوبة و الصهوة المغصوبة و نحوهما مع الاحتیاج الیهما لشدة برد أو حر باطلة و کذا فی السفینة المغصوبة و علی الدابة المغصوبة و فی الدار المشترکة مع عدم اذن أحد الشرکاء أو المجهول مالکها من دون اذن المجتهد الجامع للشرائط و کذا المشتراة بعین جمیع المال الذی تعلقت فیه الزکاة أو الخمس مع عدم أدائهما من مال آخر فان الشراء بما قابل الخمس و الزکاة یکون فضولیا یتوقف علی إجازة المجتهد و کذا إذا مات صاحبها و علیه حقوق مالیة کالخمس و الزکاة و المظالم و نحوها فانه لا یجوز الصلاة فی تلک الدار لا من الورثة و لا من غیرهم قبل تفریغ ذمة المیت من تلک الحقوق إلا بإذن من الحاکم الشرعی و لا فرق بین الفریضة و النافلة فی ذلک بل الحکم جار فی کلما کان من العبادات المتوقف صحتها علی قصد القربة من الواجبات أو المستحبات کما لا فرق بین الغاصب و غیره إلا ان الحکم إنما یجری مع العلم و العمد و الاختیار فلو کان غافلا أو جاهلا أو ناسیا للغصبیة أو مضطرا کالمحبوس و نحوه فلا بطلان و ان ضمن الاجرة للمالک و الجاهل بالحکم التکلیفی و هو الحرمة من معذور دون الجاهل بالحکم الوضعی و هو الفساد و ان کان الاحوط البطلان حتی فی جاهل الحکم التکلیفی خصوصا إذا کان مقصراً.

(ثانیها) الاستقرار

فانه معتبر فی مکان الفریضة مع الاختیار فلا تصح الفریضة اختیارا علی الراحلة الماشیة و السفینة السائرة إذا کان فیهما اضطراب یوجب عدم استقرار المصلی فی أفعال الصلاة و أقوالها و أما إذا لم یکن فیهما ذلک کما فی حال وقوفهما و حال مسیرهما مع الهدوء ان تحرک المصلی بحرکتهما بالتبع أو کان مضطرا إلی ذلک و لو لضیق الوقت فلا مانع لکن إنما یجوز فی حال الاختیار إذا أمکنه المحافظة علی باقی الشرائط الآخر کالاستقبال و نحوه فینحرف إلی القبلة کلما انحرفت الدابة أو السفینة عنها و کذا مع الاضطرار یجب علیه مراعاة ذلک بقدر الإمکان و لو فی تکبیرة الإحرام و ان عجز عنه رأسا سقط و کذا بالنسبة إلی غیر الاستقبال من الواجبات فانه یأتی به أو ببدله بقدر الإمکان و یسقط ما تقتضی الضرورة سقوطه.

ص: 17

(ثالثها) أن لا یکون مقدما علی قبر المعصوم و لا مساویا له

مع عدم الحائل و لا یکفی فی الحائل الصندوق الشریف أو ثوبه أو الشبابیک التی علیه أما لو صلی فی الرواق الشریف محاذیا للشبابیک المشرفة علی الضریح المطهر مع تقدمه أو محاذاته للقبر المعظم فلا بأس و کذا مع التقدم أو المحاذاة لبعض الصندوق مع العلم بتأخره عن القبر.

(رابعها) ان لا یصلی الفریضة فی جوف الکعبة أو علی سطحها اختیارا

و أما مع الاضطرار أو فی النافلة و لو مع الاختیار فلا إشکال فی الجواز لکن إذا صلی علی سطحها فلا بد من تقدیم شی ء من فضائها یکون أمامه فی جمیع حالاته و یصلی قائما لا مستلقیا متوجها إلی البیت المعمور أو مضطجعا کما قیل فانه ضعیف.

(خامسها) عدم تقدم المرأة علی الرجل أو مساواته له فی حال صلاتهما

فلو اقترنتا افتتاحاً کذلک أعادا و إلا أعاد اللاحق أما إذا کان أحدهما مصلیا دون الآخر فلا بأس فی الفریضة أو النافلة زوجا کان الرجل أم لا من المحارم أم لا بالغین أو قاصرین أو مختلفین بناء علی ما هو الحق من صحة عبادة الممیز و ان لم یکن بالغا مع الاختیار دون الاضطرار مع وحدة المکان دون المتعدد مع عدم الحائل المانع عن المشاهدة فی جمیع حالات الصلاة و عدم البعد بمقدار عشرة اذرع بالید من موقفها إلی جبهته فی صورة التقدم و بین الموقفین فی صورة المحاذاة و إلا فلا باس و الأقوی ان ذلک علی نحو الکراهة لا علی نحو اللزوم و تخص کلما بعد من الشبر إلی العشرة.

(سادسها) ألّا یکون مما یحرم البقاء فیه لخطر علی النفس

کما فی المسبعة أو تحت السقف المهدم و لا مما یحرم الوقوف علیه لمنافاته للاحترام کالوقوف علی مکان قد کتب فیه القرآن الشریف أو أسماء الله سبحانه و تعالی و نحوهما.

(سابعها) أن یکون مما یمکن أداء الأفعال فیه بحسب حال المصلی

فلا تجوز فی بیت سقفه نازل بحیث لا یقدر فیه علی الانتصاب و لا فی بیت ضیق لا یمکنه فیه الرکوع و السجود علی النحو المعتبر مع الاختیار و أما مع الاضطرار فیجوز و تجب مراعاة تلک الواجبات بقدر الإمکان.

ص: 18

(ثامنها) أن لا یکون نجسا نجاسة متعدیة إلی الثوب أو البدن

و أما مع عدم التعدی فلا بأس فیما عدا مسجد الجبهة و ان کان الاحوط طهارة الجمیع خصوصا باقی المساجد.

(تاسعها) أن لا یکون معرضا لعدم إمکان الإتمام

کالصلاة فی الزحام أو فی معرض الریح الشدید أو المطر الشدید أو نحوهما علی الاحوط أما مجرد احتمال عروض المبطل فغیر قادح علی الأقوی.

(عاشرها) ألّا یکون موضع السجود أعلی أو اسفل من موضع القدمین بأزید من أربع اصابع مضمومات.
(المقباس الثانی) فی مسجد الجبهة و یشترط فیه أمور.
(الأول) الطهارة من النجاسة مطلقا

و ان لم تکن متعدیة إلی الثوب و البدن مع الاختیار و العلم و العمد فلو سجد علی النجس اضطرارا أو جهلا أو غفلة أو نسیانا فلا بأس و إنما تعتبر الطهارة فیما یباشر الجبهة فلا بأس بنجاسة ما تحته و لو باطن المباشر لها و لو تردد النجس بین شیئین أو أشیاء محصورة اجتنب الجمیع و لو لم تکن محصورة جاز السجود علی بعضها.

(الثانی) أن یکون أرضا أو نباتا أو قرطاسا

فلا یصح السجود علی ما لم یکن من الأرض و لا نباتها کالشعر و الصوف و لا علی ما خرج منها بالاستحالة کالمعادن مثل الذهب و الفضة و العقیق و الفیروزج و القیر و الزفت و البلور و الزجاج و أما الخزف و الآجر و النورة و الجص و نحوها فالظاهر جواز السجود علیها قبل الطبخ و بعدها و ان کان الاحوط فی حال الاختیار عدم السجود علیها بعد الطبخ أما الطین الارمنی و نحوه فلا إشکال فی جواز السجود علیه و کذا جمیع الأحجار التی لیست من المعادن و یعتبر فی جواز السجود علی النبات أن یکون من غیر المأکول و الملبوس فلا یصح علی ما خرج عن اسم النبات و لو بالاستحالة کالرماد و الفحم و نحوهما و لا علی ما فی أیدی الناس من المآکل و الملابس و لو بالقوة القریبة فلا یصح علی المخبوز و المطبوخ و لا علی الحبوب المعتاد أکلها کالحنطة و الشعیر و نحوهما و ان

ص: 19

توقف أکلها علی العلاج بطحن و خبز و نحوه و علی الفواکه و البقول المأکولة و لا علی الثمرة المأکولة و لو قبل أوان أکلها نعم لا بأس بالسجود علی قشورها و نواها بعد انفصالها عنها دون المتصل بها فیجوز السجود علی قشور الجوز و اللوز و الفستق و البندق و ورق الأشجار و قشورها و نوی التمر و المشمش و الخوخ و نحوها بعد الانفصال و لا یجوز علی قشور الخیار و التفاح و نحوهما و لو بعد الانفصال و فی جوازه علی قشور الرمان و البرتقال و الرقی و البطیخ و نحوها إشکال و یجوز السجود علی ورق العنب بعد یبسه و لا یجوز قبله کما لا باس بغیر المأکول کالحنظل و الخرنوب و نحوهما و کذا لا بأس بالتبن و القصیل و نحوهما و ان کانت من المأکول للحیوانات و لا یمنع شرب التتن من جواز السجود علیه بخلاف القهوة و ورق الشای و فی التریاک إشکال (1) و یجوز علی الأوراد غیر المأکولة و الکلام فی الملبوس کالکلام فی المأکول فلا یجوز السجود علی القطن و الکتان و لو قبل الغزل و النسج و یجوز علی خشبهما و ورقهما و سعف النخل و القصب و ما اتخذ منها الحصر و البواری و المراوح و المشط و نحوها و فی جوازه علی القبقاب و النعل المتخذین من الخشب و الثوب المتخذ من الخواص و قراب السیف و الخنجر المتخذین من الخشب و نحوهما مما یکون من الملابس غیر المتعارفة إشکال فلا یترک الاحتیاط بالتجنب کما ان الاحوط تجنب القنب و لو قبل نسجه و یجوز السجود علی القرطاس و لو کان متخذا من القطن أو الصوف أو الحریر و کان فیه شی ء من النورة سواء کان ابیضا أو کان مصبوغا بلون احمر أو غیره أو مکتوبا بما لا یکون حائلا عن مماسة لقدر الواجب من الجبهة و کذا لا بأس بالمراوح المصبوغة بما لیس له جرم حائل و افضل الثلاثة الأرض و أفضلها التربة الحسینیة (2) التی تخرق الحجب السبع و تستنیر إلی الارضین السبع و إنما یعتبر السجود


1- لا إشکال فی عدم الجواز لأنه لیس نباتا بل عصارة النبات.
2- لعل الوجه فی التزام الشیعة الإمامیة السجود علی التربة الحسینیة مضافا إلی ما ورد فی فضلها من الأخبار و مضافا إلی انها اسلم من حیث النظافة و النزاهة من السجود علی سائر الأراضی و الفرش و الحصر و البواری الّتی لا تخلو غالبا من الغبار و المکروبات الکامنة فیها مضافا إلی کل ذلک و لعله من جملة الأغراض العالیة و المقاصد السامیة أن یتذکر المصلی تضحیة صاحب التربة نفسه و أهل بیته و أصحابه فی سبیل العقیدة و المبدأ اعنی مبدأ المبادئ و علة العلل و لما کان السجود اعظم أرکان الصلاة و فی الحدیث اقرب ما یکون العبد إلی ربه هو حال سجوده ناسب أن یتذکر بوضع جبهته علی تلک التربة أولئک الذین وضعوا أجسامهم علیها ضحایا للحق و ارتفعت أرواحهم إلی الملأ الأعلی لیخشع الساجد و یخضع و یتلازم الوضع و الرفع و لعل إلی هذا الإشارة إلی أنها تخرق الحجب السبع کما ورد فی الخبر فیکون حینئذ فی السجود سر الصعود إلی غیر ذلک من دقائق الحکم و لطائف الأسرار.

ص: 20

علی أحد الثلاثة مع الاختیار و العلم و العمد فلو کان مضطرا کما إذا لم یکن عنده شی ء منها أو کان و لم یتمکن من السجود علیه لحر أو برد أو تقیة أو غیرها سجد علی ثوبه إن کان من القطن أو الکتان ثمّ علی المعادن الأرضیة ثمّ علی ظهر کفه فان لم یتمکن سجد علی ما شاء و هکذا لو فقد ما یصح السجود علیه فی أثناء الصلاة و کان الوقت ضیقا أما مع سعته فیقطعها أو یستأنف بعد تحصیله ما یصح السجود علیه و کذا لو سجد علی ما یصح السجود علیه جهلا أو نسیانا أو غفلة و لم یلتفت إلا بعد رفع الرأس أما لو التفت قبله فان أمکنه جر جبهته إلی ما یصح السجود علیه فعل و أتم و ان لم یتمکن ففی سعة الوقت یقطع و یستأنف و مع ضیقه فان تمکن من الترتیب السابق بالسجود علی ثوبه أو ما بعده فعل و إلا مضی علی ما هو علیه.

(الثالث) أن یکون ما یمکن تمکین علیه

فلا یصح علی الوحل و الطین الذی لا یمکن فیه ذلک أما لو أمکن فیه ذلک جاز و ان وجب إزالة ما یلصق بجبهته فی السجدة الثانیة کما یجب فی التراب الیابس لو لصق منه ما یکون حاجبا و کذا لو لصقت التربة الحسینیة بجبهته فانه یجب فصلها و السجود علیها فی السجدة الثانیة و لو لم یجد إلا الطین الذی لا یمکن الاعتماد علیه سجد علیه بالوضع من غیر اعتماد و لو لم یکن إلا الأرض ذات الطین التی یتلطخ بها بدنه و ثیابه جاز له مع الحرج الإیماء للسجود و فعل التشهد و هو قائم من دون جلوس أما مع عدمه فلا یجوز بل لو تحمل الحرج و صلی فسجد و جلس صحت صلاته و الله العالم.

(المقباس الثالث) فی مکروهات المکان تکره الصلاة فی داخل الحمام

و ان کان نزها لا قذارة فیه لا شرعیة و لا عرفیة دون مسلخه و ان کان الأولی تجنبه أیضا و فی مطاعن الإبل و مرابط الخیل و البغال و الحمیر و البقر و مرابض الغنم و فی کل مکان

ص: 21

مستقذر و فی الطرق العامة ما لم تزاحم المارة و إلا حرمت کما تحرم فی الطرق الخاصة التی هی ملک لأربابها إلا بإذنهم و فی المجزرة و المزبلة و المکان المتخذ کنیفا و لو سطحا یبال علیه بل تکره أیضا و فی قبلته حائط ینز من بالوعة یبال فیها أو کنیف أو مکان تکون فیه العذرة قدامه و بیت المسکر و کل بیت اعد أو اعتد لإضرام النار فیه و کذا تکره و بین یدیه نار مضرمة و لو کانت سراجا و بیت فیه کلب إلا کلب صید اغلق دونه الباب و فی بیوت النمل و أودیتها و ان أمن أذاها فی الأرض السبخة و فی مجاری المیاه و ان لم یتوقع جریانها فعلا و الصلاة متوجها إلی مصحف أو باب مفتوحین أو تمثال ذی الروح مجسما کان أو غیره إلا إذا افسد بنقصان جزء یخرجه عن اسمه بل الأولی التجنب عن بیت أو دار فیه ذلک و علی القبر أو فی القبلة قبر أو بین القبرین فصاعدا أو فی المقبرة فی غیر قبور الأئمة أما هی فلا بأس بالصلاة خلفها و عن یمینها و عن شمالها و الأولی الصلاة عند الرأس علی وجه لا یساوی الإمام و لا بأس بالصلاة فی البیع و الکنائس و ان کان من غیر إذن أهلها کسائر مساجد المسلمین و یستحب للمصلی اتخاذ سترة للحیلولة بینه و بین من یمر علیه إذا کان فی معرض المرور و ان علم بعدمه فعلا و یکفی فیها عود أو حبل أو کومة تراب أو نحوها بل یکفی الخط و لا یشترط فیها الحلیة و لا الطهارة.

(المقباس الرابع) فی المساجد و أحکامها

یستحب بناء المساجد و الصلاة فیها و أفضلها المساجد الأربعة المسجد الحرام و مسجد النبی صلّی الله علیه و آله و سلّم و مسجد الکوفة و الأقصی و أفضلها الأول فان الصلاة فیه بألف ألف صلاة و مسجد النبی صلّی الله علیه و آله و سلّم بعشرة آلاف و الأخیر ان کلًا منهما بألف و جامع البلد بمائة و مسجد القبیلة بخمس و عشرین و مسجد السوق باثنتی عشرة و مسجد المرأة بیتها و افضل البیوت بیت المخدع و کذا یستحب الصلاة فی مشاهد الأئمة علیهم السلام و هی البیوت التی أمر الله تعالی أن ترفع و یذکر فیها اسمه بل هی افضل من المساجد و قد ورد ان الصلاة عند علی علیه السلام بمائتی ألف صلاة و أما أحکامها فیحرم تنجیسها و یجب إزالة النجاسة عنها و یحرم إخراج حصاها عنها و یجب إرجاعه إلیها و یحرم بیعها و بیع آلاتها و اخذ شی ء منها و إدخاله

ص: 22

فی طریق أو ملک و ان خربت و باد أهلها حتی فی الأراضی الخراجیة علی الأقوی و یحرم تزیینها بالذهب بل الاحوط ترک نقشها بالصور أو تزیینها بها و یحرم دفن المیت فی المسجد إذا لم یکن مأمونا من تلویثه بل الاحوط ترکه مطلقا و یستحب أن تکون مکشوفة إلا قدر الحاجة إلی التظلیل و ان تکون المیضاة علی أبوابها و المنارة مع حائطها لا تعلو علیه و أن یقدم الداخل فیها رجله الیمنی و الخارج منها الیسری و یتعاهد نعلیه عند الدخول و أن یدعو فی حالتی دخوله و خروجه بالمأثور و یصلی للتحیة و یستحب کنسها و الاسراج فیها و یکره فیها البیع و الشراء و تمکین المجانین و الصبیان و إقامة الحدود و القضاء (1) و تعریف الضوال بل یعرف عند الباب و إنشاد الشعر و إنشاده إلا ما کان فیه حکمة أو شاهد علی لغة فی کتاب الله أو سنة نبیه أو موعظة و عمل الصنائع فیها و رفع الصوت و النوم و استطراقها و دخول من فی فمه رائحة لثوم أو البصل و التنخم و البصاق و قتل القمل فان فعل ستره بالتراب و تظلیلها زائدا علی الحاجة و بناء الشرف و تعلیقها.

المصباح السابع فی الأذان و الإقامة

اشارة

و فیه قبسات.

(القبس الأول) فی فصولهما

أما فصول الاذان فهی ثمانیة عشر التکبیر أربعا ثمّ الشهادة بالتوحید ثمّ بالرسالة ثمّ حی علی الصلاة ثمّ حی علی الفلاح ثمّ حی علی خیر العمل ثمّ التکبیر ثمّ التهلیل کله مثنی مثنی بعد الأربع الأول و أما فصول الإقامة فهی سبعة عشر فان التکبیر فیها مثنی فینقص منه مرتان و یزاد بدلهما قد قامت الصلاة مرتین بعد الحیعلات و التهلیل فی آخرها مرة (2) فهی کلها شفع شفع إلا التهلیل فی


1- و لکن أمیر المؤمنین علیه السلام کان یقضی فی مسجد الکوفة کما یشهد له دکة القضاء المعروفة و من ذلک یتضح أن هذه المکروهات تختلف باختلاف الأزمان و الأحوال فقد ینعکس الحکم و یصیر الراجح مرجوحا و المرجوح راجحا و تشخیص ذلک إلی الفقیه العمیق الفکر الواسع النظر البعید الغور.
2- الاحوط مع عدم الاذان التهلیل مرتان.

ص: 23

آخرها فانه وتر و یستحب فیهما إکمال الشهادتین بالشهادة بالولایة لعلی علیه السلام و ان کانت خارجة عن فصولهما.

(القبس الثانی) فی أحکامها

یستحب الاذان و الإقامة استحبابا مؤکدا فی الصلوات الخمس مطلقا أداء و قضاء جماعة و أفرادا حضراً و سفراً للرجال و النساء بل لا یترک الاحتیاط بالإقامة للرجال فی غیر موارد السقوط و غیر حال الاستعجال و السفر و ضیق الوقت و ما عدا الخمس لا أذان و لا إقامة فیها سواء کانت واجبة أو مندوبة نعم یستحب الاذان فی أذن المولود الیمنی و الإقامة فی الیسری و فی اذن من ترک اللحم أربعین یوما بل کل من ساء خلقه و کذا الدابة إذا اساء خلقها و یستحب الاذان للاعلام و لا یشترط فیه ما یشترط فی اذان الصلاة من قصد القربة و الاتصال بالصلاة بل لا یعتبر فیه دخول الوقت بل یکفی الإشراف علیه و لا یجوز تأخیره عن أول الوقت بخلاف أذان الصلاة فانه متصل بها و لو فی آخر الوقت.

(القبس الثالث) فی شرائطهما
اشارة

و یشترط فیهما أمور:

(الأول) النیة فی غیر آذان الاعلام ابتداء و استدامة

کغیرهما من العبادات فیعتبر بعد القربة تعیین الفرض مع الاشتراک.

(الثانی) العقل دون البلوغ

فیجزیان من الممیز فی الموارد التی یجزیان فیهما من البالغ.

(الثالث) الإسلام بل الإیمان.
(الرابع) الترتیب بینهما بتقدیم الآذان و بین فصولهما

فمن قدم الإقامة أو قدم بعض الفصول علی بعض و لو نسیانا أعاد.

(الخامس) الموالاة بینهما و بین فصولهما و بین الصلاة

علی نحو لا یحصل فصل طویل موجب لمحو الصورة.

(السادس) الإتیان بهما علی العربیة

فلو ألحن ابطل.

(السابع) دخول الوقت فی غیر آذان الاعلام.
(الثامن) الطهارة من الحدث فی الإقامة دون الآذان.

ص: 24

(تذییل) إذا شک فی الآذان بعد الإقامة لا یلتفت و إذا شک فی فصل سابق بعد الدخول فی اللاحق لا یلتفت و إذا شک قبل ذلک أتی بما شک فیه.

(القبس الرابع) فیما یستحب فیهما

یستحب فیهما کلما یعتبر فی الصلاة من القیام و الاستقبال و الاستقرار و الطهارة من الخبث و غیرها و أما الطهارة من الحدث فقد عرفت شرطیتها فی الإقامة نعم هی مستحبة فی الاذان و الجزم فی أواخر الفصول مع التأنی فی الاذان و الحذر فی الاذان و الإقامة بما لا ینافی قاعدة الوقف و عدم الکلام فی أثنائهما بل یکره ذلک خصوصا بعد قد قامت الصلاة و الفصل بینهما برکعتین أو جلسة أو خطوة بل بمطلق الذکر و عدم الفصل بینهما و بین الصلاة و وضع الإصبعین فی الأذنین فی الاذان و مد الصوت و رفعه فیه إذا کان ذکراً و کذا یستحب رفعه فی الإقامة بأقل من رفعه فی الاذان.

(القبس الخامس) فی موارد سقوطهما
اشارة

یسقطان معا بأمور:

(الأول) إتیان البعض فی الجماعة المنعقدة منا

فانه مسقط لهما عن الحاضر و الغائب إذا اتاها قبل التفرق سواء قصد الإتیان إلیهما أم لا و سواء صلی جماعة معها أو مع غیرها أو صلی منفردا فی المسجد أو فی غیره و ذکر المسجد فی بعض الأخبار مع کون الغائب إقامة الجماعة فیه لا یقید المطلق منها اتحد فرضه معها أم لا اشترکا فی الأداء أو القضاء أم لا و ان کان الاحوط فی القضاء سیما عن الغیر عدم السقوط نعم یشترط اشتراکهما فی الوقت فلو اختلفا فیه کالمغرب بعد فراغ الجماعة من العصر لم یسقطا و کذا یعتبر اتحاد المکان عرفا فلو اختلفا فیه فلا سقوط و یحصل التفرق بإعراضهم عن الصلاة و تعقیبها و ان بقوا فی مکانهم علی الأقوی.

(الثانی) السماع أو الاستماع لهما

یشترط عدم النقصان و سماع تمام الفصول و إذا تم ما نقص کفاه.

(الثالث) الحکایة لهما

بان یقول مثل ما قال من غیر فصل معتد به و لا فرق فیه و فیما قبله بین الإمام و المأموم و یسقط الاذان وحده عن ثانیة الظهرین أو العشاءین لمن جمع بین الفرضین سواء استحب ذلک أو وجب أم لا و منه عصر یوم الجمعة لمن

ص: 25

جمعها مع الظهر أو الجمعة و عصر یوم عرفة لمن جمعها مع الظهر و عشاء لیلة المزدلفة لمن جمعها مع المغرب و العصر و العشاء للمستحاضة و المسلوس عند جمعها مع الظهر أو المغرب و غیرها و الأقوی ان السقوط فی جمیع هذه الموارد علی نحو الرخصة لا العزیمة.

مشکاة فی واجبات الصلاة

اشارة

من الأفعال و الأقوال و أصولها تسع و هی النیة و تکبیرة الإحرام و القیام و الرکوع و السجود و القراءة أو بدلها من التسبیح و الذکر فی الرکوع و السجود و التشهد و السلام و أما الموالاة و الترتیب فهما من الشروط کالطمأنانیة و نحوها و قد ذکروا ان الخمس الأول من الأرکان بمعنی ان زیادتها و نقیصتها عمداً و سهواً موجبة البطلان و الأربع الباقیة واجبة لیست بأرکان فزیادتها و نقصها عمداً موجب للبطلان لا سهوا و تفصیل ذلک یقع فی مصابیح:

المصباح الأول فی النیة

و لا إشکال فی بطلان الصلاة بالإخلال بها و لو سهواً بل التعبیر بالبطلان لا یخلو من مسامحة إذ مع انتفائها تنتفی حقیقة الصلاة فانه لا صلاة لا شرعا و لا عرفا بدونها فإنها روح العمل و قوامه و بها تتضاعف مراتب الأعمال و درجات العاملین فإنما الأعمال بالنیات و هی بدونها کالأشباح بلا أرواح و من ذلک یعلم انها لیست جزءً و لا شرطا بل هی الروح الساریة فی الأجزاء و الشرائط و أما زیادتها فغیر متصورة بناء علی الداعی و غیر قادحة بناء علی الإخطار و حقیقتها القصد إلی إیجاد الفعل و إیقاعه و هی من لوازم کل فعل اختیاری لا تنفک عنه حین إیقاعه و لا یمکن التکلف به بدونها و من هنا قال بعض الأساطین ان الله سبحانه و تعالی کلفنا بالصلاة بلا نیة لکلفنا بما لا یطاق نعم یعتبر فیها فی العبادات القربة بان یکون الباعث علی الفعل هو الله سبحانه و تعالی أما لأنه أهل للعبادة و هو أعلی المراتب أو شکراً لنعمته أو طلباً لرضاه أو خوفا من سخطه أو رجاء لثوابه أو خوفا من عقابه و یعتبر فیها أیضا

ص: 26

الإخلاص فمتی ضم ما ینافیه بطل العمل خصوصا الریاء الذی هو الشرک الخفی فانهم ذکروا انه متی دخل فی العبادة أبطلها سواء کان فی الابتداء أو فی الأثناء فی الأجزاء الواجبة أو المندوبة بل حتی فی الأوصاف ککون الصلاة جماعة أو فی المسجد أو نحوها لکن الظاهر ان الریاء إنما یبطل به خصوص ما راءی فیه فإذا کان ذلک مما لا یضر فقده و لا یوجب بطلانه الفساد من جهة أخری فالاحوط الإتمام ثمّ الإعادة و لا تبطل بالریاء المتأخر و ان حرما و رفع الصوت بالذکر أو القراءة للإعلام لا ینافی الإخلاص و یعتبر أیضا التعیین عند تعدد المکلف به و یکفی التعیین الإجمالی کأن ینوی ما اشتغلت به ذمته أولا أو ثانیا أو نحو ذلک و لا یعتبر فیها ما عدا ذلک من وجوب أو ندب أو قضاء أو أداء أو قصر أو إتمام إلا إذا توقف التعیین علی ذلک بل لو قصد أحد الأمرین فی مقام الآخر صح إذا کان من باب الخطأ فی التطبیق کما إذا قصد امتثال الأمر الواقعی المتوجه إلیه فعلا و تخیل انه وجوبی فبان ندبیا أو تخیل انه أدائی فبان قضائیا و هکذا و لا یعتبر فیها الإخطار و لا اللفظ بل یکفی الداعی علی الأقوی و لا تصور الصلاة تفصیلا بل یکفی الإجمال نعم یعتبر الاستدامة الحکمیة إلی الفراغ بمعنی عدم خلو شی ء من افعالها عنها فنیة القطع أو القاطع بمجردها غیر مبطلة علی الأقوی.

المصباح الثانی فی تکبیرة الاحرام

و لا إشکال فی بطلان الصلاة بالاخلال بها و لو سهواً بل التعبیر بذلک أیضا لا یخلو من مسامحة إذ لا تنعقد الصلاة بدونها فهی بالنسبة إلیها کالتلبیة بالنسبة إلی الاحرام و أما زیادتها عمداً و سهواً فقد ذکروا انها مبطلة أیضا فمتی کبر ثانیاً بطلت و إذا کبر ثالثاً صحت و هکذا تبطل بالشفع و تصح بالوتر لکنه لا یخلو عن تأمل فلا ینبغی ترک الاحتیاط (1) بعدم الإتیان بسائر المنافیات بعد التکبیر الزائد سوی التکبیر الآخر الذی ینوی به عقد الاحرام جدیداً هذا إذا قصد الاحرام بالتکبیرة الثانیة مستقلا بعد قصده الإحرام بالأولی کذلک أما لو قصد الإحرام بمجموع التکبیرتین أو الازید


1- بل الاحوط بعد التکبیرة الثانیة إبطالها بنحو الالتفات أو الاستدبار ثمّ التکبیرة الثالثة حذراً من حصول زیادة الرکن.

ص: 27

فلا ینبغی الریب فی الصحة و هی أول الأجزاء الواجبة و بها یحرم علی المصلی ما ینافی الصلاة و ما لم یتممها لا یحرم علیه ذلک و صورتها الله اکبر من غیر تغییر حتی فی التقدیم و التأخیر و التعریف و التنکیر فضلا عن ترجمتها و لو بالعربیة و لو عجز عنها و ضاق الوقت عن التعلیم أجزأته الترجمة حینئذ مطلقا و ان کان الاحوط الترجمة بالعربیة مع التمکن منها و مع العجز لا تتعین الترجمة بلغة المصلی و لا الأخرس یعقد بها قلبه مع النطق بها بما یتمکن منه من تحریک لسانه منضما إلی الإشارة المفهمة علی نحو ما یبرز به سائر مقاصده و یجب فیها القیام بل لا بد من تقدیمه علیها مقدمة و التربص فی الجملة حتی یعلم وقوع التکبیر تامّاً قائماً فلو أخل عمداً أو سهواً بطلت و الاستقرار لکن لو احل به سهواً فلا بطلان و ان کان الاحوط و الأفضل أن یکبر سبعاً و دونه الخمس و اقله الثلاث مع الإتیان بالدعاء المأثور فیما بینهما و یتخیر فی تعیین ما شاء منها للافتتاح و الأولی تعیین الأخیرة و له أن یقصد الافتتاح بالمجموع و یستحب الجهر بتکبیرة الافتتاح و أن یسمع الإمام من خلفه و کذا یستحب فی التکبیرات لا سیما الافتتاح رفع الیدین موجها بباطنهما القبلة مجموعة الاصابع إلی الاذنین و دونه إلی حیال الوجه و دونه إلی النحر مبتدئاً بابتدائه و منتهیا بانتهائه عرفا و هذه الکیفیة مستحبة فی مستحب و إذا شک فی تکبیرة الاحرام قبل الدخول فی القراءة أتی بها و ان کان بعده لم یلتفت.

المصباح الثالث فی القیام

و هو کالقعود و الاضطجاع صفة للمصلی و حال من احواله یعتبر وقوع جملة من الأفعال حاله مع القدرة و مع العجز ینتقل إلی بدله علی التفصیل الآتی و علی انحناء ففی تکبیرة الاحرام تابع له فی الرکنیة فالاخلال به و لو سهواً مبطل فمن کبر قاعداً أو اخذا فی القیام أو منحنیا و لو سهواً بطلت صلاته من دون فرق بین الإمام و المأموم و المنفرد علی الأصح أما زیادته فلا تتحقق إلا بزیادة التکبیر فلا اثر لها بالاستقلال و فی القراءة فی الاولیین و بدلها فی الأخیرتین واجب غیر رکن فلو أخل به عامداً بأن قرء أو سبّح جالسا مع القدرة بطلت صلاته دون السهو فان الإخلال بأصل

ص: 28

القراءة أو بدلها سهوا غیر مبطل فضلا عن القائم فیهما و کذا زیادته السهویة التی لا تحقق إلا بزیادة القراءة أو بدلها أیضا غیر مبطلة کما إذا نسی السجدة أو التشهد و ذکر قبل أن یرکع فانه یتدارک المنسی و یعید ما وقع منه و فی الرکوع بالنسبة إلی المتصل به منه و هو الذی یقع عنه الرکوع رکن فالإخلال به و لو سهواً مبطل فلو نهض عن الجلوس منحنیا و لو نسیانا لم یکف فی الرکوع و أما زیادته فلا تتحقق إلا بزیادة الرکوع فلا اثر لها استقلالا و إلا فزیادته فی صورة تدارک القراءة أو السجدة و نحوه مما لا یلزم معه زیادة الرکوع غیر قادحة و ان هوی إلی الرکوع إذا لم یصل إلی حد الراکع و أما القیام بعد الرکوع فهو واجب غیر رکن فلو هوی إلی السجود من دون انتصاب سهوا لم تبطل صلاته و فی القنوت تابع له فی الاستحباب و کذا فی تکبیر الرکوع و قد یکون مباحا کما فی القیام بعد القراءة و التسبیح و القنوت أو فی أثنائها مقدارا من غیر أن یشتغل بشی ء منها إذا لم یکن طویلا ماحیا للصورة علی الأصح و أما فی حال النیة فبناءً علی ما سبق من انها الداعی و ان التصور التفصیلی لا یلزم مقارنته لتکبیرة الاحرام بل یکفی وقوعه عند المقدمات القریبة للصلاة فلا وجه لاعتبار القیام فیها و بناء علی الاخطار و ان التصور التفصیلی لا بد أن یکون مقارنا لأول أفعالها هو التکبیر فلا اثر لاشتراط القیام فیها فانه فی ذلک الحال شرط فی تکبیرة الاحرام و یعتبر فیه الاعتدال و الانتصاب علی قدمیه و الاحوط نصب العنق و لا بأس بإطراق الرأس و الاستقرار و الاستقلال مع القدرة و مع العجز عنه فی الجملة یأتی بالمیسور فمن تعذر علیه الاستقرار و کان متمکنا من الوقوف مضطربا قدمه علی الجلوس مستقرا و من تعذر علیه الاستقلال استند إلی إنسان أو جدار أو خشبة أو غیر ذلک و قدمه علی القعود مستقلا و یجب علیه شراؤه أو استئجاره لو توقف تحصیله علی ذلک و مع العجز عنه بالکلیة یسقط و یصلی جالسا و یرکع و یسجد عن جلوس فان عجز صلی مضطجعا علی یمینه فان عجز فعلی یساره فان عجز صلی مستلقیا و یومئ لرکوعه و سجوده فیه و فی حال الاضطجاع برأسه مع العجز فبعینیه و الاحوط زیادة التغمیض فی بدل السجود علیه فی بدل الرکوع و إذا شک فی القیام حال التکبیر

ص: 29

بعد الأخذ فی القراءة أو فی القیام المتصل بالرکوع بعد الوصول إلی حده أو فی القیام بعد الرکوع و هو آخذ فی الهوی إلی السجود و لو قبل أن یسجد لم یلتفت و یستحب فیه اسدال المنکبین و ارسال الیدین واضعا کفیه علی فخذیه الیمنی علی الیمنی و الیسری علی الیسری مقابلا بهما رکبتیه ضاما لجمیع اصابعهما و النظر إلی موضع سجوده و استواء النحر و فقار الظهر فی الانتصاب و الرجلین فی الاستقرار و صف القدمین علی جهة التحاذی موجها باصابعهما إلی القبلة مفرقا بینهما و لو باصبع و الشبر أقصی الفضل و یستحب للجالس التربع حال قراءته بأن یرفع فخذیه و ساقیه و یستحب حال الرکوع ثنی الرجلین و التورک بین السجدتین و حال التشهد.

المصباح الرابع فی القراءة

اشارة

و فیه قبسات:

(القبس الأول) فیما یجب فی الرکعتین الاولیین

اعلم انه یجب فی الرکعة الأولی و الثانیة من الفرائض قراءة الحمد ببسملتها و سورة کاملة کذلک عقیبها و رخص فی ترک السورة عند الاستعجال المتعارف لحاجة یضره فوتها عرفا أو لضرورة شرعیة و للمرض بل قد یجب مع ضیق الوقت إذا أوجب الإتیان بها فواته علی الأقوی و کذا مع الخوف و نحوه من أفراد الضرورة و لا یجوز أن یقرأ فی الفرائض شیئاً من سور العزائم و لا ما یفوت الوقت بقراءته من السور الطوال و لا أن یقرن بین سورتین بعد الحمد فی رکعة بقصد الجزئیة علی الاحوط لکن الأقوی اتحاد سورة الفیل و الایلاف و کذا و الضحی و أ لم نشرح فلا یجزی فی الفریضة إلا جمعهما مرتبتین مع البسملة بینهما و البسملة جزء من کل سورة فتجب قراءتها عدا سورة براءة و یجوز العدول عن سورة إلی أخری ما لم یتجاوز النصف بل ما لم یصل إلیه علی الاحوط إلا الجحد و التوحید فلا یجوز العدول عنهما إلی غیرهما و لو لم یصل النصف بل و لا عن أحدهما إلی الأخری کذلک إلی سورة الجمعة و المنافقین فی محلهما من صلاة ظهر یوم الجمعة جمعة کانت أم ظهراً فیجوز فیها العدول الیهما من الجحد و التوحید فضلا عن غیرهما ما لم یتجاوز النصف أو لم یصل إلیه و الاحوط الاقتصار فی العدول عن

ص: 30

الجحد و التوحید حتی فی هذه الصورة علی ما لو کان الدخول فیهما عن نسیان دون ما إذا دخل فیهما عن عمد کما ان الاحوط عدم العدول عن الجمعة و المنافقین لو شرع فی أحدهما فی محلهما من یوم الجمعة نعم لو لم یتمکن من إتمام السورة و لو لضیق الوقت عدل إلی ما یتمکن منه و ان بلغ النصف أو تجاوزه حتی فی سورتی الجحد و التوحید و متی عدل عن سورة وجب اعادة البسملة و لا یجوز الاکتفاء بالبسملة التی قرأها للاولی بل لو بسمل لسورة ثمّ بدا له قراءة غیرها وجب اعادتها للثانیة و هل یجب أن یعین السورة حال البسملة أم یجوز ان یبسمل علی جهة الاجمال ناویا جزئیتها لما یختاره من السور وجهان احوطهما الأول و أقواهما الثانی و لو کان عادته قراءة سورة خاصة کفاه ما جری علی لسانه من تلک السورة و بسملتها حتی علی الأول فانه نوع من التعیین و یجوز فی النوافل کلها مرتبة أم غیرها الاقتصار علی الحمد خاصة کما انه یجوز فیها التبعیض بأن یقرأ بعض سورة بعد الحمد إلا فی النوافل الخاصة التی وردت فی کیفیة مخصوصة مقیدة بالسورة و کذا یجوز فی النوافل المطلقة قراءة ما زاد علی سورة و القرآن بین السورتین و قراءة سورة العزیمة کلا أو بعضا و إذا قرأ العزیمة فیها فعلیه السجود لها فی أثناء الصلاة فإذا نهض من السجود قرأ ما بقی منها و ان کان السجود فی آخر السورة استحب له أن یقرأ الحمد بعد القیام لیرکع عن قراءة

(القبس الثانی) فیما یجب فی الاخیرتین من الرباعیات بین قراءة الحمد وحدها و بین التسبیحات الاربع

التی هی الأفضل و صورتها سبحان الله و الحمد لله و لا اله إلا الله و الله اکبر و لا یترک الاحتیاط بتکریرها ثلاثا فتکون اثنا عشر تسبیحة بل الأولی الاستغفار مرة بعدها بل بعد کل تسبیحة مرة و لو عجز عن التسبیحات کلا أو بعضا ابدل عنها أو عن بعضها غیرها من مطلق الذکر و لا یجب اتفاق الرکعتین الأخیرتین فی القراءة و التسبیح بل له القراءة فی أحدهما و التسبیح فی الأخری بل لو شرع فی التسبیح فبدا له العدول إلی القراءة أو بالعکس جاز و ان کان الاحوط خلافه و لو قصد التسبیح فسبق لسانه إلی القراءة أو بالعکس فلا یترک الاحتیاط بعدم الاجتزائیة و کذا لو کان عازما علی التسبیح فی الأخیرتین أو کان من عادته ذلک فغفل و لکن قرأ

ص: 31

بتخیل انه فی الاولیین خصوصا إذا کان علی نحو التقیید نعم لو کان عازما من أول الصلاة علی التسبیح و کان من عادته ذلک فغفل عن عزمه اعادته فاتی بالقراءة عن قصد و اختیار فالظاهر الأجزاء و ان کان الاحوط خلافه.

(القبس الثالث) فی الشرائط
اشارة

و هی أمور

(الأول) الجهر و الاخفات

فانه یجب علی الرجال الجهر فی قراءة الصبح و أولی المغرب و العشاء و الاخفات فی الأولین من الظهرین الأظهر یوم الجمعة فان الأقوی جواز الجهر فیها بل استحبابه و إن کان الاخفات أحوط و أحوط منه تکریر الصلاة جهراً و اخفاتا کما ان الأقوی استحباب الجهر بالبسملة فی الظهرین للحمد و السورة و لا فرق فی ذلک بین الحضر و السفر و یجب الاخفات أیضا فی ثالثة المغرب و الأخیرتین من الرباعیات سواء اختار القراءة أو التسبیح و ان کان الأقوی استحباب الجهر بالبسملة لو اختار القراءة و لا جهر علی النساء فیما یجب الجهر فیه علی الرجال بل یتخیرن بینه و بین الاخفات مع الأمن من سماع الأجنبی و مع عدمه فالاحوط لهن الاخفات و أما فیما یجب فیه الاخفات علیهم فیجب أیضا فیه ذلک علیهن و یعذرن فیما یعذرون فیه و الجهر إظهار جوهر الصوت و الاخفات همسه و ان سمعه الغیر إذا کان علی وجه لا یظهر به جوهر الصوت نظیر صوت البحر و من جهر فیما لا ینبغی الجهر فیه أو اخفت فیما لا ینبغی الاخفات فیه فان کان عامدا فقد نقض صلاته و وجب علیه الإعادة و إن کان ساهیا فقد تمت صلاته و لیس علیه شی ء حتی لو ذکر قبل الرکوع بل حتی لو خالف الفاتحة و ذکر قبل الشروع فی السورة بل حتی لو خالف فی آیة و ذکر قبل الشروع فی آیة أخری بل حتی لو خالف فی کلمة و ذکر قبل الشروع فی کلمة أخری و أما الجاهل بالحکم فان کان مقصراً (1) فکالعامد سواء کان جهله بسیطا کالشاک الملتفت أو مرکباً کالغافل أو المعتقد للخلاف إذا کان عن تقصیر فی الفحص و السؤال بحیث استحق العقاب علی مخالفة الواقع و سواء کان جاهلا بأصل الحکم أو بمحله و ان کان قاصرا فکالناسی


1- الأقوی انه معذور فی هذا المقام و صلاته صحیحة کالناسی و ان کان معاقبا علی تقصیره فی التعلم فقد انفکت الجهة الوضعیة عن التکلیفیة للدلیل.

ص: 32

فالمعذوریة فی الجهة الوضعیة تابعة للمعذوریة فی الجهة التکلیفیة علی الأقوی و الظاهر عموم الحکم لما إذا وجب الاخفات بالعرض لأمر عائد إلی الصلاة کما فی المأموم المسبوق دون ما إذا أوجب لعارض خارج عن الصلاة حاصل من باب الاتفاق کالخوف من عدو و نحوه أو سماع أجنبی لصوت المرأة بناء علی انه عورة

(الثانی) صحة القراءة

فلو صلی و قد أخل عامداً و لو بحرف أو حرکة إعرابیة أو بنائیة أو تشدید و لو بتبدیل حرف بغیره حتی الضاد بالظاء مثلا و ان لم یکن مغیرا للمعنی فضلا عن تبدیل کلمة بأخری بطلت صلاته بل یجب موافقة إحدی القراءات المشهورة و الاحوط الاقتصار علی القراءات السبع نعم لا یجب اتباع القراءة فیما لا تجب رعایته فی اللغة العربیة من الترقیق و التفخیم و المد المنفصل و غیر ذلک نعم الاحوط عدم ترک المد اللازم لدیهم و کذا إدغام النون الساکنة فی آخر الکلمة فی أحد حروف یرملون من ابتداء کلمة بعدها و کذا عدم الوصل بالسکون و الوقف علی الحرکة و ان کان اعتبار هذه الأشیاء أیضا لا یخلو عن تأمل و هکذا الکلام فی سائر الأذکار الواجبة و الجاهل بما یجب علیه التعلم و لا یبعد جواز القراءة من المصحف و ان کان الاحوط (1) عن الحفظ و لو بتلقین الغیر مع التمکن و لو عجز عنه فان کان لضیق الوقت و تمکن من الائتمام ائتم و إلا أتی بما یتیسر مکرراً له فی الفاتحة بقدرها فان عجز عنها رأسا أتی بما یساویها من القرآن ان تمکن و إلا فمن الذکر و اکتفی فی السورة بما یحسنه منها و تسقط مع العجز عنها بالکلیة و لکن ان کان منشؤه للتقصیر أعادها خارج الوقت بعد التعلم علی الاحوط و ان کان لخرس أو شبهه کالأعجمی الذی یعجز عن تأدیة بعض الحروف أتی بما یتیسر له و لو ببعض الفاتحة و لکنه یکرره بقدرها و الحکم فیما إذا عجز عنها رأسا و بالنسبة إلی السورة کما سلف و لو عجز عن النطق أصلا عقد بها و حرک لسانه مع الإشارة بإصبعه قاصداً بذلک التلاوة أو الذکر و هکذا الکلام فی التکبیر و التشهد و سائر الأذکار الواجبة و غیرها و لا یجب الائتمام علی الأخرس و


1- الواجب القراءة عن حفظ الا مع العجز فیتدرج فیها حسب الإمکان مؤتما أو تابعا أو قارئا فی المصحف.

ص: 33

شبهه و إن تمکن منه و لکنه أحوط

(الثالث) الترتیب بین الفاتحة و السورة

بأن یأتی أولا بالفاتحة و بالسورة عقیبها فلو قدمها علی الفاتحة عمدا استأنف الصلاة و لو قدمها سهوا و ذکر قبل الرکوع فان لم یکن قرأ الفاتحة بعدها أعادها بعد قراءة الفاتحة و إن قرأ الفاتحة بعدها أعادها دون الفاتحة و کذا یعتبر الترتیب بین آیها و کلماتها المرتبة علی النظم القرآنی فی الفاتحة و السورة فلو أخل به عمداً استأنف الصلاة و مع السهو یعید علی ما یحصل به الترتیب و هکذا الکلام فی سائر الأذکار الواجبة بکیفیة خاصة

(الرابع) المولاة بین الفاتحة و السورة

و کلمات کل منهما بعضا مع بعض و الحروف کذلک علی وجه لا تنمحی صورتها.

(القبس الرابع) فی مستحباتها

یستحب الاستعاذة بالله السمیع العلیم من الشیطان الرجیم سراً قبل الشروع فی القراءة فی الرکعة الأولی و الترتیل و تحسین الصوت به بلا غناء و إفصاح الحروف و الوقف علی فواصل الآیات و السکتة بین السورة و الحمد بمقدار نفس و کذا بین السورة و التکبیر للرکوع أو القنوت أو الفصل بما یستحب له بعد الفاتحة من الحمد و قول کذلک الله ربی بعد التوحید.

المصباح الخامس فی الرکوع

اشارة

یجب فی کل رکعة من الفرائض و النوافل رکوع واحد إلا فی صلاة الآیات فیجب خمس کما سیأتی و هو رکن تبطل الصلاة بنقصانه أو زیادته عمداً أو سهواً إلا فی الجماعة للمتابعة و واجباته أمور:

(الأول) الانحناء المتعارف مستقلا من غیر اعتماد

فلو قوس بطنه و صدره علی ظهره أو علی أحد جانبیه لم یکن رکوعا و لا بد أن یصل یدیه إلی رکبتیه حتی فی المرأة فلا یکفی مسماه و یکفی وصول مجموع أطراف الأصابع التی منها الإبهام و الاحوط وصول الراحتین إلیهما فان کانت یداه فی الطول بحیث تبلغ رکبتیه من غیر انحناء أو فی القصر بحیث لا تبلغهما إلا بغایة الانحناء أو مقطوعتین أو کانت رکبتاه مرتفعتین أو منخفضتین أو نحو ذلک انحنی کما ینحنی مستوی الخلقة مع حفظ النسبة بمعنی انه ینحنی بمقدار لو کانت أعضاؤه متناسبة لتمکن من وضع یدیه علی رکبتیه کما فی

ص: 34

تحدید الوجه فی باب الوضوء هذا فی الرکوع القیامی و أما الرکوع الجلوسی فیجب أن ینحنی بحیث یساوی وجهه رکبتیه و الأفضل الزیادة علی ذلک بحیث یساوی مسجده و لا یجب فیه علی الأصح الانتصاب علی الرکبتین شبه القائم ثمّ الانحناء و ان کان هو الاحوط و من لم یتمکن من الانحناء المذکور اعتمد فان لم یتمکن و لو بالاعتماد أتی بالممکن منه و مع إمکان القیام لا ینتقل إلی الجلوس و إن تمکن من الرکوع التام معه نعم لو لم یتمکن فی حال القیام من الانحناء أصلا انتقل إلی الجلوس و الاحوط صلاة أخری بالإیماء قائما فان لم یتمکن من ذلک حتی مع الجلوس أومأ له قائما برأسه و یرفعه بدلا عن الرفع عنه و إلا فبالعینین و إلا فبواحدة تغمیضاً للرکوع و فتحاً للرفع منه و لو کان کالراکع خلقة أو لعارض وجب أن یزید رکوعه یسیر انحناء فارقا بین قیامه و رکوعه حتی إذا کان انحناؤه بالغا للمرتبة القصوی من الرکوع أما إذا لم یبلغها فان کان دون المقدار الواجب انحنی إلیه و إن کان بقدره دون أقصی مراتبه أتی بالمرتبة القصوی علی الاحوط.

(الثانی) أن یکون رکوع القائم عن اعتدال قیامی و رکوع الجالس عن اعتدال جلوسی

فلو نهض الساجد أو الجالس بهیئة الراکع إلی أن یبلغ حده لم یکف فمن نسی الرکوع فهوی إلی السجود و تذکر قبل وضع جبهته علی الأرض رجع إلی القیام ثمّ رکع و لا یکفی أن یقوم منحنیا إلی حد الراکع من دون أن ینتصب و کذا لو تذکر بعد الدخول فی السجود أو بعد رفع الرأس من السجدة الأولی قبل الدخول فی الثانیة علی الأقوی و ان کان الاحوط فی هذه الصورة إعادة الصلاة أیضا بعد إتمامها و إتیان سجدتی السهو لزیادة السجدة.

(الثالث) الذکر

و اقل ما یجزی منه للمختار ثلاث من التسبیحة الصغری و هی سبحان الله و واحدة کبری و هی سبحان ربی العظیم و بحمده و الاحوط أیضا فیها الثلاث و کلما زاد فهو افضل و الأولی القطع علی الوتر بان یسبح ثلاثا أو خمسا أو سبعا و هکذا و یجوز الجمع بین التسبیحة الکبری و الصغری و کذا بینهما و بین غیرهما من الأذکار و یجزی فی حال الضرورة و لو لضیق الوقت الاقتصار علی

ص: 35

الصغری مرة واحدة و الظاهر عدم تعیین التسبیح فیجزئ غیره من التکبیر و التهلیل و التحمید و غیرها إذا کان بقدر الصغریات الثلاث أو الواحدة الکبری فیجزی أن یقول الحمد لله و الله اکبر و نحوهما ثلاثا و إن کان الاقتصار علی التسبیح أحوط.

(الرابع) الطمأنینة فیه

بمقدار الذکر الواجب فلو شرع بالذکر الواجب عامداً قبل الوصول إلی حد الراکع أو بعده قبل الطمأنینة أو أتمه حال الرفع قبل الخروج عن اسمه أو بعده و لم یجز الذکر المزبور قطعا و الاحوط إتمام الصلاة بذکر جدید ثمّ الإعادة و لو کان ساهیا أعاده إذا لم یخرج عن حد الرکوع.

(الخامس) رفع الرأس منه حتی ینتصب قائما.
(السادس) الطمأنینة حال القیام بعد الرفع

فلو هوی للسجود عمداً من غیر رفع أو انتصاب أو طمأنینة بطلت صلاته و لو کان عن سهو فان ذکر قبل الدخول فی السجود أو بعد الدخول فی السجدة الأولی قبل رفع الرأس منها أو بعد رفع الرأس قبل الدخول فی السجدة الثانیة تدارکه و ما بعده و سجد سجود السهو للزیادة و إلا مضی فی صلاته.

(السابع) وضع الیدین علی الرکبتین علی الاحوط

و أما مستحباته فالتکبیر رافعا یدیه إلی نحره بل الاحوط عدم ترکه کما ان الاحوط الإتیان به قبل الأخذ فی الهوی فلو کبر هاویا فالاحوط أن لا یقصد التوظیف بل القربة المطلقة ورد الرکبتین إلی الخلف و تسویة الظهر و مد العنق موازیا لظهره بل یکره تنکیس الرأس و کذا رفعه بحیث یکون أعلی من سائر جسده و الأولی ترک جمیع ما ینافی الاستواء و قول سمع الله لمن حمده أو الحمد لله رب العالمین بعد انتصابه و لو أتی به و لو ببعض منه حال الرفع أو حال الهوی للسجود فالاحوط عدم قصد التوظیف.

المصباح السادس فی السجود

اشارة

و فیه قبسات:

(القبس الأول) فی واجباته

یجب فی کل رکعة سجدتان و هما معا رکن تبطل الصلاة بنقصانهما أو زیادتهما عمدا أو سهواً دون أحدهما فلو زاد واحدة أو انقصها

ص: 36

سهواً فلا بطلان بل ان ذکرها قبل الرکوع أتی بها و إلا قضاها بعد الصلاة مع سجدتی السهو و لا بد فیه من الانحناء و وضع الجبهة علی المسجد علی وجه یتحقق به مسماه و علی هذا مدار الرکنیة و الزیادة العمدیة و السهویة و یعتبر فیه أمور آخر لا مدخلیة لها فی ذلک (الأول) السجود بعد الجبهة علی ستة أعضاء الکفین و الرکبتین و الإبهامین و یجب الباطن فی الکفین مع الاختیار فلا یکفی السجود علی رءوس أصابعهم و لا علی الأصابع مع ضمها نعم لا یجب الاستیعاب بل یکفی الصدق العرفی و مع الاضطرار یجری الظاهر و مع عدم إمکانه لقطع الکف و نحوه ینتقل إلی الأقرب إلی الکف فالأقرب من الذراع و العضد و کذا الرکبتین یجب صدق مسمی السجود مع ظاهرهما مع الاختیار لکن لا یجب الاستیعاب کما فی الکفین و الرکبة مجمع عظمی الساق و الفخذ فهی بمنزلة المرفق من الید أما الإبهامان فالاحوط مراعاة طرفیهما و مقطوع الإبهام یضع ما بقی منه و إن لم یبق منه شی ء أو کان قصیراً یضع سائر أصابعه و لو قطعت جمیعا سجد علی ما بقی من قدمیه و یجب الاعتماد علی المواضع المذکورة فلا یکفی فیها مجرد المماسة من غیر اعتماد لکن لا یجب زائدا علی نقل العضو فی الوضع إلا فیما کان بحیث لا یتمکن منه تماما إلا بالزیادة کالصوف و الریش و القطن المنفوش و نحوها و لا یجب الاستیعاب فی الجبهة أیضا بل یکفی المسمی و ان کان اقل من الدرهم لکن الاحوط مراعاة قدره کما ان الاحوط کونه مجتمعا لا متفرقا و ان کان الأقوی جوازه متفرقا فیجوز السجود علی السبحة إذا کان مجموع ما وقعت علیه الجبهة بقدره و الجبهة هنا ما بین قصاص الشعر و طرف الأنف الأعلی و الحاجبین طولا و ما بین الجنبین عرضاً و لا بد من رفع ما یمنع مباشرة الجبهة لمحل السجود من وسخ أو غیره فیها کشعر المرأة الواقع علی جبهتها و نحوه و هذا فی خصوص الجبهة و أما سائر المساجد فلا یشترط فیها المباشرة للأرض و لا بد فی الجبهة أیضا من انفصال ما یصح السجود علیه عنها حین وضعها علیها فلو کان ملتصقا بها أو موضوعا بینها و بین کور عمامته لم یجز فلو لصق طین بجبهته أو لصق التربة الحسینیة بها لزم رفعه ثمّ السجود و هکذا نعم لا بأس بالسجود علی ما معه و ان کان مشدوداً بطرف کمه أو

ص: 37

بطرف ردائه مثلا إذا کان منفصلا عن جبهته حال السجود علیه و لو وضع جبهته علی ما یصح السجود علیه بزعم کونه مما یصح السجود علیه أو غفلة أو اضطراراً جرها إلی ما یصح السجود علیه و لیس له رفعها لانه یستلزم زیادة سجدة بل لو وضعها علی ما یصح السجود علیه فله الجر أیضا طلبا للأسهل أو الأفضل و کذا لو وقعت علی مرتفع أما إذا لم یمکن إلا الرفع المستلزم لزیادة السجدة رفعها لتحصیل ما یصح السجود علیه دون الأسهل و الأفضل و أتم صلاته و الاحوط إعادتها بعد الإتمام و لو تعذر تحصیله إلا بقطع الصلاة قطعها فی سعة الوقت و مضی فیها لدی الضیق کما انه یمضی لو لم یلتفت إلی ذلک إلا بعد الذکر الواجب أو بعد رفع الرأس و إذا ارتفعت الجبهة قهراً عن الأرض قبل إتمام الذکر الواجب فان أمکن حفظها عن الوقوع ثانیا حسبت سجدة فیجلس و ان عادت إلی الأرض قهراً فالمجموع سجدة واحدة و لو تعذر وضع الجبهة علی الأرض لدمل فیها و نحوه فان لم یستغرق الجبهة احتفر حفیرة مثلا لیقع السلیم منها علی الأرض فان تعذر ذلک سجد علی أحد جبینیه و الاحوط تقدیم الأیمن علی الأیسر فان تعذر سجد علی ذقنه و الاحوط لدی التمکن تکریر الصلاة بالسجود علی أحد الجبینین مرة و علی الذقن أخری و یجب کون المساجد السبعة فی محالها إلی تمامه نعم لا بأس بتعمد رفع ما عدا الجبهة منها قبل الشروع فی الذکر مثلا ثمّ وضعه حاله فضلا عن السهو من غیر فرق بین کونه لغرض کالحک و نحوه و بدونه (الثانی) الانحناء إلی ان یضع المساجد فی مواضعها فلو عجز عنه انحنی بقدر ما یتمکن و رفع المسجد إلی حیث یمکنه السجود علیه واضعاً للجبهة باعتماد محافظاً علی باقی الواجبات الأخری حتی وضع باقی المساجد فی مواضعها و ان لم یتمکن من الانحناء أصلا أومأ برأسه فان لم یتمکن فبعینیه فان لم یتمکن فبإحداهما فان لم یتمکن نوی بقلبه جالسا أو قائما ان لم یتمکن من الجلوس و الاحوط الإشارة بالید و نحوها مع ذلک و الاحوط فی جمیع ذلک رفع المسجد و وضع الجبهة علیه ان أمکن فان لم یمکن وضعها علیه أصلا حتی بعد رفعه فالاحوط المحافظة علی وضعه علیها إن أمکن کما إن الاحوط المحافظة علی وضع باقی المساجد فی مواضعها (الثالث) التساوی

ص: 38

بین مسجده فی محل الجبهة و موقفه فلو اختلفا بالعلو و السفل لم تصح صلاته سواء کان تسنیمیا أو تسریحیا یشبه التسنیم و لو کان تسریحا خفیا لم یقدح کما لا یقدح الاختلاف فیذلک بمقدار لبنة موضوعة علی اکبر سطوحها و هو أربعة أصابع مضمومة و لا یعتبر التساوی فی باقی المساجد لا فی بعضها مع بعض و لا بالنسبة إلی الجبهة فلا بأس بانخفاض موضع الیدین أو الرکبتین أو ارتفاعهما عن محل الجبهة بأزید من لبنة و کذا موضع الإبهامین علی الأقوی ما لم یخرج به السجود عن مسماه عرفا (الرابع) الذکر علی نحو ما تقدم فی الرکوع إلا ان الأولی هنا إبدال العظیم بالأعلی فی التسبیحة الکبری التامة (الخامس) الطمأنینة فیه بمقدار الذکر الواجب نحو ما سمعته فی الرکوع (السادس) رفع الرأس من السجدة الأولی معتدلا مطمئنا نحو ما سمعته فی الرکوع ثمّ یسجد مرة أخری کذلک ثمّ یرفع رأسه و الاحوط الجلوس عقیب الثانیة و هی المسماة بجلسة الاستراحة.

(القبس الثانی) فی مستحباته

یستحب التکبیر للأخذ فیه و الرفع منه بل الاحوط عدم ترکه و الأفضل أن یکبر قائماً یهوی إلیه و لو کبر هاویا جاز ثمّ یکبر بعد جلوسه منه و له أن یکبر حال الرفع منه ثمّ یکبر للثانیة جالسا و له أن یکبر أو یتمم تکبیره حال الأخذ فی الهوی و یستحب أیضا أن یسبق بیدیه إلی الأرض و ان یرغم انفه بان یضعه علی التراب و ان تتساوی مواضع مساجده و أن یزید التسبیح علی الواجب کما مر فی الرکوع و أن یدعو بین السجدتین سیما یطلب المغفرة و یجلس علی الورک الأیسر جاعلا ظهر القدم الیمنی فی بطن الیسری و ان یجلس عقیب الصلاة الثانیة مطمئنا و أن یدعو حال النهوض بأن یقول بحول الله و قوته أقوم و أقعد و أن یعتمد علی یدیه سابقا برفع رکبتیه و أن یتجافی فی سجوده بأن لا یضع شیئاً من جسده علی شی ء منه و یجنح بذراعیه و یکره الاقعاء بین السجدتین کإقعاء الکلب یعتمد علی صدر قدمیه و یجلس علی عقبه بل الاحوط ترکه و المرأة إذا سجدت استحب لها أن تبدأ بالقعود بالرکبتین قبل الیدین ثمّ تسجد لاطئة بالأرض متضممة غیر مجنحة فإذا قامت انسلت انسلالا و لا ترفع عجیزتها أولا

(القبس الثالث) فی سجدتی الشکر و التلاوة

یستحب

ص: 39

سجود الشکر عند تجدد النعم و دفع النقم و عقیب الصلوات حتی النوافل بل و سائر أفعال الخیر التی هی من النعم أیضا بل و لتذکرها و ان کان قد سجد لها بل الظاهر استحباب السجود مطلقا و ان لم یکن عن سبب و یکفی سجدة واحدة و یستحب تثنیتها بالتعفیر بینهما و یستحب فیه أن یکون لاطئاً بالأرض و أن یذکر فیه و الأولی کونه ثلاثا فصاعداً شکراً أو حمداً أو عفواً أو نحوها و أن یدعو فیه و فی التعفیر بالمأثور و أما سجدات التلاوة فهی خمس عشرة أربع منها واجبة و هی سجدة ألم تنزیل و حم تنزیل و النجم و اقرأ باسم و إحدی عشرة مسنونة و هی فی الأعراف و الرعد و النحل و بنی إسرائیل و مریم و الحج فی موضعین و الفرقان و النمل و ص و إذا السماء انشقت و یجب السجود فی العزائم الأربع فوراً بعد الفراغ من الآیة المشتملة علیها علی القارئ و المستمع بل و السامع علی الاحوط و فی الباقی مستحب قارئاً کان أم مستمعاً أم سامعاً و یتعدد بتعدد السبب و ان اتخذ نوعا سواء تخلل السجود بینهما أم لا و یستحب التکبیر حین الرفع منه و لیس فیه تکبیر عند الأخذ به و لا تشهد و لا تسلیم و یستحب فیه الذکر و یجزی مطلقه و ان کان المأثور أولی و لا یشترط فیه الطهارة و لا الستر و لا الاستقبال و لا وضع الجبهة علی ما یصح السجود علیه و لا غیر ذلک مما یعتبر فی سجود الصلاة بل یکفی المسمی و ان کان مراعاة ذلک کله خصوصا وضع الأعضاء السبعة و کون موضع الجبهة مما یصح السجود علیه و عدم کونه أعلی أو اسفل من الموقف بمقدار معتد به أحوط و لو نسیها أو ترکها عمداً عصیانا أو لعذر أتی بها فیما بعد و هل یجزی إلا الإیماء بدلا عنه لدی تعذره وجهان الاحوط الجمع بینه و بین السجود فیما بعد عند القدرة علیه و الله العالم.

المصباح السابع فی التشهد

اشارة

و هو واجب غیر رکن تبطل الصلاة بالاخلال به عمداً لا سهواً فلو ترکه سهواً فان ذکر قبل الرکوع أتی به و إلا قضاه بعد الصلاة مع سجدتی السهو و یجب فی کل ثنائیة و وحدانیة مرة بعد رفع الرأس من السجدة الأخیرة و فی الثلاثیة و الرباعیة مرتین

ص: 40

الأولی بعد رفع الرأس من السجدة الأخیرة فی الرکعة الثانیة و المرة الثانیة بعد رفع الرأس منها فی الرکعة الأخیرة

و یجب فیه أمور:
(الأول) الشهادتان و الصلاة علی النبی و آله صلّی الله علیه و آله و سلّم

بأن یقول اشهد أن لا الله إلا الله وحده لا شریک له و اشهد أن محمدا عبده و رسوله اللهم صلِّ علی محمد و آل محمد و الاحوط إن لم یکن أقوی أن لا یخالف الصورة المذکورة حتی بإبدال الظاهر بالمضمر أو إسقاط و لو العطف و نحو ذلک فضلا عن تبدیل کلماتها بالمرادف و من عجز عنه وجب علیه تعلمه و قبل التعلم یتبع غیره فیلقنه و إذا لم یمکن أتی بما یقدر و یترجم الباقی و لو لم یقدر علی کل شی ء أتی بترجمة الکل لو ان لم یعرف یأتی بسائر الأذکار بقدره و الأولی التحمید و إن کان یحسنه و إلا فالاحوط الجلوس بقدره مع الاخطار بالبال إن أمکن:

(الثانی) الجلوس حاله بقدره.
(الثالث) الطمأنینة حال الجلوس

و لا یقدح فیها تحریک یده و نحوها مما لا ینافی الاستقرار عرفا.

(الرابع) الموالاة بین الفقرات
و یستحب فیه أمور
(الأول) أن یزید فی الذکر علی الذکر الواجب

تحمیداً أو تسبیحا أو تکبیراً أو تهلیلا أو دعاء مطلقا و الأول أن یکون بالمأثور و أدنی ما یجزی فی الفضل أن یقول الحمد لله

(الثانی) أن یدعو بعد الصلاة علی النبی و آله بقبول شفاعته و رفع درجته حتی فی التشهد الأخیر

و ان کان الاحوط فیه عدم قصد التوظیف

الثالث التورک

و هو الجلوس علی الورک الأیسر جاعلا ظهر القدم الیمنی فی بطن الیسری کما یستحب ذلک بین السجدتین و بعدهما

(الرابع) النظر إلی حجره.

المصباح الثامن فی التسلیم

و هو واجب فی الصلاة فلو سها عنه و تذکر بعد إتیان شی ء من المنافیات عمداً أو سهواً أو بعد فوات الموالاة لا یجب تدارکه نعم علیه سجدتا السهو للنقصان و ان تذکر قبل ذلک أتی به و لا شی ء علیه و جزء لا واجب خارجی فیشترط فیه ما یشترط

ص: 41

فیها من الاستقبال و ستر العورة و الطهارة و غیرها و محلل قهری منها و ان لم یقصد التحلیل به بل و ان قصد کما لو اعتقد ان الخروج لا یحصل إلا بالأخیرة أو زعم ان له الخیار فی تعیین المخرج فقصد الخروج بالثانیة فیقع قصده لغواً و یجزی إحدی صیغتیه و هما السلام علینا و علی عباد الله الصالحین و السلام علیکم و رحمته و برکاته علی الاحوط و أما السلام علیک أیها النبی و رحمة الله و برکاته فهی من توابع التشهد لا یحصل بها تحلیل و لا تبطل الصلاة بترکها عمداً فضلا عن السهو لکن الاحوط المحافظة علیها کما ان الاحوط الجمع بین الصیغتین بعدها مقدمة للصیغة الأولی لکن السلام المحلل حینئذ المتصف بالوجوب هو الصیغة الأولی و الثانیة تقع مستحبة بمعنی کونها جزءً مستحبا لا مستحبا خارجیا و لو أراد الخروج بالثانیة فدمها مقتصرا علیها و لا یشرع الإتیان بالاولی بعدها و یجب فی کل من الصیغتین العربیة و الإعراب معرفا للسلام فیهما مقدما له علی خبره و یجب علی کل من لم یعرفه تعلمه فان عجز جری ما سمعته فی التشهد کما انه یجب الجلوس حالته مطمئنا کما فی التشهد و یستحب فیه التورک و النظر إلی حجره و أن یسلم المنفرد التسلیمة الأخیرة مرة واحدة إلی القبلة مومیا بمؤخر عینیه إلی یمینه و کذا الإمام إلا انه یومئ بصفحة وجهه إلی یمینه و کذا المأموم إن لم یکن علی یساره أحد و إلا أومأ بتسلیمة أخری إلی یساره بصفحة وجهه أیضا.

المصباح التاسع فی الترتیب

و هو معتبر فی أفعال الصلاة و أقوالها علی النظم المتعارف من النیة و تکبیرة الاحرام قائماً ثمّ القراءة بإتیان الفاتحة و سورة بعدها ثمّ الرکوع و الذکر فیه ثمّ الانتصاب بعده ثمّ السجدة الأولی و الذکر فیها ثمّ الجلسة بعدها ثمّ السجدة الثانیة کالأولی ثمّ الجلوس للتشهد حیث یکون محله ثمّ التسلیم کذلک و إلا فالقیام بعده للرکعة الثالثة و الرابعة و الذکر فیه بدل القراءة فلو خالفه عمداً بطلت صلاته مطلقا و ان کان سهوا فان کان فی الأرکان بان قدم رکنا علی رکن کما إذا قدم السجدتین علی الرکوع فکذلک و ان قدم رکنا علی رکن کما إذا قدم الرکوع علی القراءة أو قدم غیر

ص: 42

الرکن علی الرکن کما إذا قدم التشهد علی السجدتین أو قدم غیر الأرکان بعضها علی بعض کما إذا قدم السورة مثلا علی الحمد فلا بطلان و حینئذ فان أمکن التدارک بالعود بأن لم یستلزم زیادة رکن وجب بالإتیان بالمنسی و بما بعده علی نحو یحصل الترتیب و سجدتی السهو للزیادة و إلا کما إذا قدم الرکن علی غیره فلا بطلان بل یتم صلاته من غیر تدارک للمنسی و إن وجب سجود السهو للنقصان أما إذا خالف الترتیب سهواً فی الرکعات بأن قام إلی الثالثة تخیل انها ثانیة فقرأ و قنت فیها أو بالعکس بان قام إلی الثانیة بتخیل انها ثالثة فسبح فیها لم تبطل الصلاة و کانت الرکعة علی ما هی علیه فی الواقع و لم یغیرها القصد و هکذا فی السجدة الأولی و الثانیة.

المصباح العاشر فی الموالاة

و هی معتبرة فی أفعال الصلاة و أقوالها بمعنی عدم الفصل بینهما بما یوجب محو صورتها و سلب الاسم عنها فتبطل الصلاة بالإخلال بها بهذا المعنی عمداً و سهواً و أما المولاة بمعنی المتابعة العرفیة التی لا یقدح فیها الفصل فی الجملة و لا یوجب الإخلال بها محو صورة الصلاة فهی و ان کانت واجبة أیضا لکن الإخلال بها إنما یبطل الصلاة مع العمد دون السهو و کما تجب الموالاة فی أفعال الصلاة بالنسبة إلی بعضها مع بعض کذا تجب فی القراءة و التکبیرة و الذکر و التسبیح إلی الآیات و الکلمات و الحروف فان أخل بها علی نحو أوجب محو صورة الصلاة بطلت الصلاة سواء أخل بها عمدا أو سهوا و إن لم یوجب محو صورة الصلاة فإنها تبطل الصلاة بها مع العمد دون السهو و إن بطل ذلک الجزء فبعید مع بقاء المحل علی نحو یحصل به الترتیب.

المصباح الحادی عشر فی مسنوناتها

و هی أمور فمنها التوجه بست تکبیرات مضافة إلی تکبیرة الافتتاح کما عرفت و منها القنوت و هو بعد قراءة کل ثانیة قبل الرکوع من الفرائض و النوافل حتی الشفع علی الأظهر و کذا الوتر و یستحب أن یدعو فیه بالمأثور و أفضله کلمات الفرج و یجزی فیه مطلق الذکر و الدعاء و الأولی أن لا ینقص عن ثلاث تسبیحات و لا بأس بالقنوت بغیر العربیة فضلا عن الملحون منها مادة و إعرابا مع صدق الدعاء علیه بأن

ص: 43

لم یکن اللحن فاحشاً مغیراً للمعنی و إن کان الاحوط ترکه و کذا الدعاء فی غیره و الأذکار المندوبة و الاحوط الترک مطلقا أما الأذکار الواجبة فلا یجوز فیها غیر العربیة الصحیحة و یستحب رفع الیدین حاله حیال وجهه مستقبلا بباطنها السماء و الجهریة و التکبیر قبله و لو ترک القنوت نسیانا فان ذکره قبل وصوله إلی حد الراکع انتصب و قنت و ان ذکره بعد ما رکع أتی به بعد الرکوع و إن لم یذکره حتی سجد قضاه بعد الصلاة و إن حصل فصل کثیر أو خرج الوقت و منها شغل بصره حال قیامه إلی موضع سجوده و حال القنوت إلی باطن کفیه و حال الرکوع إلی ما بین قدمیه و حال السجود إلی انفه و فیما بین السجدتین إلی حجره و مثله حال التشهد کما سلف (و منها) شغل الیدین بجعلهما حال قیامه علی فخذیه بحذاء رکبتیه و حال القنوت تلقاء وجهه و حال الرکوع علی رکبتیه بل لا ینبغی ترک فی حال الرکوع کما سلف و حال السجود بین یدی رکبتیه حیال وجهه و حال التشهد علی فخذیه و یستحب للمرأة حال القیام أن تجمع بین قدمیها و أن تضم یدیها إلی صدرها فإذا رکعت وضعت یدیها فوق رکبتیها علی فخذیها و لا تتطأطأ کثیراً فترتفع عجزتها و منها التعقیب و یعتبر فیه أن یکون متصلا بالفراغ من الصلاة علی وجه لا یشارکه الاشتغال بشی ء آخر کالصنعة و نحوها مما تذهب به هیئته عند المتشرعة و لا یعتبر فیه قول مخصوص و لکن أفضله أمور (منها) تسبیح الزهراء علیها السلام الذی ما عبد الله بشی ء من التحمید أفضل منه بل هو

فی کل یوم دبر کل صلاة أحب إلی الصادق علیه السلام من صلاة ألف رکعة و لم یلزمه عبد فشقی و ما قاله عبد قبل أن یثنی رجلیه من المکتوبة إلا غفر الله له و أوجب له الجنة و هو مستحب فی نفسه و ان لم یکن فی التعقیب نعم هو مؤکد فیه و عند إرادة النوم لدفع الرؤیا السیئة و لا یختص التعقیب به فی الفرائض بل هو مستحب بعد کل صلاة و کیفیته أربع و ثلاثون تکبیرة ثمّ ثلاث و ثلاثون تحمیدة ثمّ ثلاث و ثلاثون تسبیحة و یستحب أن یکون تسبیح الزهراء علیها السلام بل کل تسبیح بطین القبر الشریف بل السبحة منه بیدی الرجل تسبح من غیر أن یسبح و یکتب له ذلک التسبیح و إن کان غافلا (و منها) التکبیرات الثلاث بعد التسلیم رافع بها یدیه علی هیئة غیرها من

ص: 44

التکبیرات (و منها) قول لا اله إلا الله وحده وحده أنجز وعده و نصر عبده و أعز جنده و غلب الأحزاب وحده فله الملک و له الحمد یحی و یمیت و هو علی کل شی ء قدیر (و منها) اللهم صل علی محمد و آل محمد و أجرنی من النار و ارزقنی الجنة و زوجنی من الحور العین (و منها) اللهم اهدنی من عندک و أفض علی من فضلک و انشر علی من رحمتک و انزل علی من برکاتک (و منها) قول سبحان الله و الحمد لله و لا اله إلا الله و الله اکبر مائة مرة أو ثلاثین (و منها) قراءة آیة الکرسی و الفاتحة و آیة شهد الله أنه لا اله إلا هو و آیة قل اللهم مالک الملک (و منها) الإقرار بالنبی و الأئمة علیه السلام إلی غیر ذلک مما هو مذکور فی الکتب المعدة لمثله و لا بأس فی مثل هذه الآداب و السنن مما لیس فیه احتمال الحرمة الذاتیة باخذه من مثل مفتاح زاد المعاد و نحوهما مما ألفه علماؤنا الإمامیة رضوان الله علیهم.

(تذییل)

ینبغی للمصلی إحضار قلبه تمام الصلاة فی أقوالها و افعالها فانه لا یحسب للعبد من صلاته إلا ما أقبل علیه و ینبغی له الخضوع و الخشوع و السکینة و الوقار و الزی الحسن و الطیب و السواک قبل الدخول فیها و التمشیط و ینبغی أن یصلی صلاة مودع فیجدد التوبة و الإنابة و الاستغفار و أن یقوم بین یدی ربه قیام العبد الذلیل بین یدی مولاه و أن یکون صادقا فی مقاله إیاک نعبد و إیاک نستعین لا یقول هذا القول و هو عابد لهواه مستعین بغیر ربه.

مشکاة فی قواطع الصلاة

اشارة

و هی أمور:

(الأول) الحدث الأصغر أو الأکبر

و لو فی أثناء السلام الواجب عمداً أو سهواً أو سبقا و لا فرق فی مبطلیته بین أن یقع حال الاشتغال بأفعالها و أقوالها أو حال الخلو من ذلک فی الآنات المتخللة بین ذلک فلو أمکن أن یتطهر من دون لزوم مناف و یمضی فی صلاته لم یصح فشرطیة الطهارة من الحدث لیس علی حد شرطیتها من الخبث.

(الثانی) تعمد الالتفات بتمام البدن إلی الخلف أو الیمین أو الیسار

و إلی ما بین أحدهما و القبلة علی وجه یخرج عن الاستقبال و إن لم یصل إلی حدهما من دون

ص: 45

فرق بین حصوله حال الاشتغال بأفعالها و أقوالها أو خلوه عنها بل الأقوی ذلک فی الالتفات بالوجه إلی الخلف مع فرض إمکانه و لو یمیل البدن علی وجه لا یخرج عن الاستقبال و أما الالتفات بالوجه یمیناً أو یساراً مع بقاء البدن مستقبلًا فالأقوی کراهته مع عدم کونه فاحشاً و ان کان الاحوط اجتنابه أیضا خصوصا إذا کان طویلا و سیما إذا کان مقارنا لبعض أفعال الصلاة خصوصاً الأرکان سیّما تکبیرة الإحرام و إن کان فاحشاً ففیه إشکال فلا یترک الاحتیاط و کذا تبطل سهواً و قسراً و لو بمرور شخص به فیما کان عمده مبطلا فلو التفت فی الأثناء استأنف و لو غفل حتی فرغ أعاد فی الوقت و خارجه إلا إذا لم یصل إلی حد الیمین و الیسار بل کان فیما بینهما فانه غیر مبطل و إن کان بکل البدن.

(الثالث) التکفیر

و هو وضع إحدی الیدین علی الأخری علی وجه التأدب و الخضوع نحو ما یصنعه غیرنا بل الاحوط اجتنابه فی أی حالة من حالات الصلاة و إن لم یکن متعارفا عندهم و هو مبطل مع العمد فی غیر حال التقیة و أما مع السهو أو التقیة فلا بطلان بل قد یجب مع التقیة و إن کان الأقوی عدم البطلان بترکه حینئذ.

(الرابع) تعمد الکلام

و لو بحرفین مهملین أو حرف مفهم بذاته کق و ل فعلا أمر من وقی و ولی مع التفات المتکلم به إلی معناه فانه مبطل للصلاة و لا یبطلها ما وقع سهواً و لو لزعم الفراغ منها و الاحوط ترک التأوه و الأنین و نحوهما مع تولد حرفین منها فضلا عن حکایة أسمائها إلا إذا کان فی ضمن دعاء أو مناجاة بل مطلق ما کان للخوف من الله سبحانه و تعالی و لا بأس بقراءة القرآن و الذکر و الدعاء و إن کثر بأی لغة کان حتی لو قصد بشی ء منها تنبیه الغیر علی أمر من غیر التفات إلی استجابه من حیث هو لکن بشرط کون عنوان الذکر و القرآنیة مقصودا له لا مجرد إنشاء کلام مشابه لهما فی الصورة کما انه لا بأس برد سلام (1) التحیة بل هو واجب نعم لا بطلان


1- أحکام السلام و رده فی الصلاة و غیرها

ص: 46

ص: 47

بترکة و ان اشتغل بالضد من قراءة و نحوها و إنما علیه الإثم خاصة و لا فرق فی وجوب الرد بین کون المسلم ذکراً أو أنثی کبیراً أو صغیراً إذا کان ممیزاً قاصداً بقوله التحیة کغیره من البالغین و یجب الرد فوراً بحیث بعد جوابا له فی العرف و لو سلم علی جماعة فرده بعضهم سقط عن الباقین و لو کان بعضهم فی الصلاة جاز له الرد و ان کان الاحوط مع قیام الغیر به ترکه نعم لو لم یقم غیره تعین علیه و لا یجب رد التحیة بغیر السلام من مثل صبحک الله بالخیر و ان کان الرد فی غیر الصلاة أحوط و أما فیها فلا یجوز و لو مع قصد الدعائیة و یجب رده بمثل قول المسلم من حیث تقدیم لفظ السلام و ان اختلف معه من حیث الأفراد و الجمع و التعریف و التنکیر فیجوز الرد بکل من الصیغ الأربع و هی سلام علیک أو علیکم أو السلام علیک أو علیکم و لکن لا یقول و علیک أو و علیکم السلام بل الاحوط الاقتصار علی مثل قوله من جمیع الجهات فیقتصر فی جواب سلام علیک مثلا علی خصوص هذه الصیغة و لو سلم علیه بلفظ علیکم السلام وجب الرد بمثله و الاحوط فی هذه الصورة بل و کذا فی سائر الصور التی وقع الخلاف فی حکمها کالسلام فی الملحون و السلام من الممیز غیر البالغ أو وقع الشک فی موضوعها کما لو شک فی انه مراد بالسلام مثلا هو الرد بلفظ سلام علیک أو سلام علیکم الواردین فی القرآن الکریم قاصداً بذلک تأدیة جوابه بقراءة القرآن نظیر ما قد یستعمل فی المحاورات و إذا سلم سخریة أو مزاحا فلا رد و إذا عطس المصلی أو سمع العطسة استحب له ان یحمد الله تعالی و یصلی علی النبی و آله علیه و علیهم الصلاة و السلام و لکن الاحوط ترکه لتسمیة غیره بان یقول له یرحمک الله أو جواب تسمیة الغیر له بان یقول له غفر الله لک و نحوه.

(الخامس) تعمد قول آمین بعد تمام الفاتحة لغیر تقیة

سراً أو جهراً للامام أو المأموم قصد به ما یقصده غیرنا من الندب أم لا اما مع السهو فلا بأس کما لا بأس به للتقیة بل قد یجب و ان کان لو ترکه لم تبطل صلاته و ان اثم کما ان الأصح جوازه

ص: 48

إذا لم یأتِ به بعد الفاتحة بل فی القنوت أو غیره قاصدا به الدعاء خصوصا فی الادعیة المأثورة فی القنوت و غیره و أولی بالجواز ما إذا أتی بترجمته اعنی استجب و لو بعد الفاتحة و الله العالم.

(السادس) تعمد القهقهة و لو اضطراراً

فلا بطلان مع السهو کما لو غفل عن کونه فی الصلاة أو زعم الفراغ منها و هی الضحک المشتمل علی الصوت فلا بأس بالتبسم و ان بدت أسنانه إذا لم یکن معه صوت و لو کان معه ذلک لکن لم یکن بحیث یسمی قهقهة فالاحوط الإتمام ثمّ الإعادة کما ان الاحوط ذلک ما إذا امتلأ جوفه ضحکا و احمر وجهه لکن منع نفسه من إظهار الصوت.

(السابع) البکاء لشی ء من أمور الدنیا

من ذهاب مال أو فقد ولد و نحوهما مع الالتفات إلی کونه فی الصلاة سواء صدر اختیاراً أو اضطراراً إذا کان مشتملا علی الصوت فلا بطلان مع السهو و لو بزعم الفراغ و لا بمجرد خروج الدمع بلا صوت و لا بما صدر خوفا من النار أو شوقا إلی الجنة فانه قرة عین أو تذللا منه لله تعالی و لو لطلب أمر دنیوی منه جل شأنه.

(الثامن و التاسع) الأکل و الشرب الماحیان للصورة عرفا عمدا أو سهواً

اما إذا کانا قلیلین غیر ماحیین لها عرفا فالاحوط الإتمام ثمّ الإعادة نعم لا باس بابتلاع السکرة المذابة و بقایا الطعام فی فمه أو بین اسنانه مما هو غیر ماح للصورة و لا مفوت للموالاة کما لا باس بشرب الماء فی صلاة الوتر مع نیة الصوم واجباً أو مندوباً و خوف طلوع الفجر

(العاشر) کل فعل ماح لصورتها عرفاً

و ان کان قلیلا کالوثبة و الصفقة لعباً و العفطة هزواً و نحوها فانه مبطل لها عمدا أو سهواً اما غیر الماحی لها فان کان مفوتاً للموالاة بمعنی المتابعة العرفیة فهو مبطل مع العمد دون السهو و ان لم یکن مفوتا لذلک فعمده غیر مبطل فضلا عن السهو و ان کان کثیراً کحرکة الأصابع و نحوها و الإشارة بالید أو غیرها لنداء أحد و قتل الحیة و العقرب و حمل الطفل و وضعه وعد الرکعات بالحصی و مناولة الشیخ العصا و لو استلزم المشی خطوة أو خطوتین و الانحطاط لذلک إذا لم یستلزم منافیا آخر من استدبار و نحوه و مثله غسل الرعاف و

ص: 49

نحوه مع قربة من الماء و المشی إلی نخامة فی حائط مسجد مثلا و حکها ثمّ رجوعه القهقری إلی مکانه لکن الاحوط الاقتصار فی ذلک علی ما لو تعلق به غرض عقلائی دون فعله عبثا أو لعبا و إلا فالاحوط إتمام الصلاة ثمّ الإعادة و لا فرق فی جمیع ما سمعته من المبطلات بین الفریضة و النافلة نعم فی کون الالتفات فی غیر حال الاشتغال بالاجزاء مبطلا للنافلة محل تأمل و اما البطلان بزیادة الجزء أو نقصانه عمدا ان لم یکن رکنا و مطلقا ان کان رکنا و بالشک المستقر فی رکعات الثنائیة و الثلاثیة و الاولیین من الرباعیة فسیأتی بیانه تفصیلا فی أحکام الخلل و لا یجوز قطع الفریضة اختیاراً (1) و یجوز فی النافلة و ان کان الاحوط العدم خصوصا فیما إذا کانت منذورة بالخصوص أو العموم و اما الفرائض المعادة استحبابا أو احتیاطا أو المأتی بها نیابة عن الغیر تبرعا أو باجارة و شبهها فحکمها حکم الفریضة و تقطع الفریضة للخوف علی نفسه أو نفس محترمة فی نفس أو مال أو عرض أو مال معتد به و لو لفرار غریم و نحوه بل قد یجب قطعها فی بعض هذه الأحوال و ان کان الأقوی انه لو لم یقطعها حینئذ تصح و ان اثم إلا ان الاحوط الإعادة و یکره فی الصلاة مضافا إلی ما سبق قص الشعر للرجل و نفخ موضع السجود و العبث و التثاؤب الاختیاری و التمطی و البصاق و فرقعة الأصابع و مدافعة البول و الغائط ما لم یصل إلی حد الضرر فیحرم حینئذ و ان کانت الصلاة صحیحة معه.

مشکاة فی صلاة الآیات

اشارة

و فیها مصابیح:-

المصباح الأول فی سببها و وقتها

سبب هذه الصلاة کسوف الشمس و خسوف القمر کلا أو بعضا و الزلزلة و لا یعتبر فی وجوب الصلاة بهذه الثلاث خوف بل تجب الصلاة معها و ان لم یحصل منها خوف أصلا و تجب أیضا لکل آیة مخوفة عند غالب الناس سمائیة کانت کالریح


1- قطع الفریضة عبثا لا یجوز اما قطعها لغرض دینی أو دنیوی مباح مع سعة الوقت فجائز.

ص: 50

الأسود الأحمر أو الأصفر الخارق للعادة أو الظلمة الشدیدة کذلک أو الصیحة و نحوها أم أرضیة کالخسف و الهدم و هی الهدم الشدید الذی یقع فی الأرض لجبل أو غیره بسبب سماوی و نحوهما و لا عبرة بغیر المخوف و لا بما یوجب الخوف لنادر من الناس (و اما أوقاتها) ففی الکسوفین من حین الابتداء إلی تمام الانجلاء و کذا کل آیة یسع وقتها الصلاة من الریاح و الزلزلة و کافة الاخاویف إذا حصل فیها استمرار فان وقتها من حین حدوثها إلی ان تزول و الاحوط فی الکسوفین نیة القربة المطلقة إذا أخرها إلی حین الأخذ فی الانجلاء اما إذا لم یسع وقتها الصلاة کالزلزلة غالبا و الصیحة و الهدّة فتجب حال الآیة فیشرع فیها من حین حدوثها و یتمها بعد الانکشاف فان اخرها عن ذلک ففی طول العمر و الکل أداء و ان کان الاحوط حینئذ نیة القربة المطلقة من دون تعرض لأداء و قضاء و هذا بخلاف ما إذا کان وقت الآیة ممتداً بمقدار أدائها فانه ینوی القضاء لو اخرها عنه و یدرک وقت الفریضة بادراک رکعة منه کالیومیة و لا فرق بینما إذا علم و اهمل عصیانا أو علم و اهمل نسیانا إلا فی استحقاق العقاب و عدمه و إلا فهما سواء فی جمیع ما ذکر و اما إذا لم یعلم حتی مضی الوقت أو مضی الزمان المتصل بالآیة ففی الکسوفین یفصل بین احتراق القرص کله و عدمه فان احترق کله وجب القضاء و إلا لم یجب و فی غیرهما الاحوط الإتیان مطلقا بنیة القضاء ان اتسع الوقت و القربة المطلقة ان لم یتسع.

المصباح الثانی فی کیفیتهما

هی رکعتان فی کل رکعة خمسة رکوعات و صورتها ان یکبر ناویا ثمّ یقرأ الحمد و سورة ثمّ یرکع ثمّ یرفع رأسه ثمّ یقرأ الحمد و سورة ثمّ یرکع إلی ان یتم خمساً کذلک ثمّ یسجد سجدتین ثمّ یقوم و یفعل ثانیاً کما فعل أولًا ثمّ یتشهد و یسلم و یستحب فیها خمس قنوتات کل قنوت بعد القراءة و قبل کل رکوع شفع و له الاجتزاء بقنوتین أحدهما قبل الرکوع الخامس و الآخر قبل العاشر بل له الاقتصار علی الأخیر و له ان یخففهما بان یقرأ فی کل رکعة الحمد و سورة مرة واحدة بخمس رکوعات غیر انه ببعض السورة المشتملة علی خمس آیات فما فوق و یقرأ قبل کل رکوع آیة منها أو

ص: 51

اکثر حتی یتمها موزعا قبل الرکوع الخامس و تفصیل ذلک ان یقرأ فی القیام الأول بعد تکبیرة الاحرام الفاتحة و بعدها بعضا من سورة ثمّ یرکع ثمّ یقوم فیقرأ من مکان القطع بعضاً آخر من تلک السورة ثمّ یرکع ثمّ یقوم فیقرأ بعضاً آخر من حیث قطع فی القیام الثانی ثمّ یرکع و هکذا إلی ان یکمل خمس رکوعات ثمّ یسجد ثمّ یقوم فیقرأ الفاتحة و بعضاً من سورة کما فعل فی الرکعة الأولی فیکون مجموع قراءته فی الرکعتین الحمد مرتین و السورة کذلک و لا یجوز الاقتصار علی بعض سورة فی تمام الرکعة و له تفریقها علی ما دون الخمس و لکن إذا ختمها قبل الرکوع أعاد الحمد بعده و الاحوط ان لا یرکع الرکوع الخامس عن بعض سورة و یستحب فیها الجماعة و یتحمل الإمام فیها عن المأموم القراءة خاصة کما فی الیومیة و التطویل خصوصا فی کسوف الشمس و ان فرغ قبل الانجلاء یعیدها إلی ان ینجلی خصوصاً فی الرکوع و السجود و القنوت بقدر القراءة تقریباً و قراءة السور الطوال مع سعة الوقت و الجهر بالقراءة فیها لیلا و نهارا حتی فی کسوف الشمس و لیس فیهما أذان و لا اقامة بل یقال بدلهما الصلاة ثلاثاً.

المصباح الثالث فی احکامه

اعلم أنها تجب عینا عند وجود سببها علی کل من تجب علیه الفریضة الیومیة و یختص الوجوب بمن فی بلد الآیة أو المتصل به مما یعد معه کالمکان الواحد و لو اتفق الکسوف مثلا فی وقت فریضة یومیة فان اتسع وقتها یخیر فی تقدیم أیهما شاء و إن کان الأولی تقدیم الفریضة و ان خشی فوات وقت أحدهما خاصة قدمها علی الأخری و لو خشی فوات کل منهما علی تقدیر الإتیان بالاخری قدم الفریضة و لو شرع فی صلاة الکسوف فظهر ضیق وقت الیومیة بحیث تفوته إذا أتم صلاة الکسوف قطعها و صلی الیومیة ثمّ عاد إلی صلاة الکسوف من محل القطع إذا لم یصدر منه بعد القطع مناف سوی الفصل بالیومیة و لو تضیق وقت الکسوف فی أثناء الفریضة مع سعة وقت الفریضة قطعها و صلی الکسوف و یعتبر فیها جمیع ما یعتبر فی الفریضة من الشرائط و غیرها من حیث اتحادها معها فی جمیع ما عرفت و تعرفه من واجب و ندب فی القیام

ص: 52

و القعود و الرکوع و السجود و الشرائط و أحکام السهو و الشک فی الزیادة و النقیصة بالنسبة إلی الرکعات و غیرها فلو شک فی عدد رکعاتها بطلت کما فی کل فریضة ثنائیة فانها منها و إن اشتملت رکعتها علی خمس رکوعات و لو نقص رکوعا أو زاد عمداً أو سهواً بطلت صلاته لأنها أرکان و کذا القیام المتصل بها علی نحو ما سمعت فی الفریضة و لو شک فی رکوعها فکالفریضة أیضا یأتی به ما دام فی المحل و یمضی ان خرج عنه و لا تبطل صلاته بذلک إلا إذا بان له بعد ذلک النقصان أو رجع الشک فی ذلک إلی الشک فی الرکعات کما إذا لم یعلم انه الخامس فیکون آخر الرکعة الأولی أو السادس فیکون أول الرکعة الثانیة علی المشهور لکن لا بترک الاحتیاط بتدارک المشکوک و إتمام الصلاة ثمّ الإعادة.

مشکاة فی أحکام الخلل الواقع فی الصلاة

اشارة

و هو إما عن عمد أو سهو أو شک فهنا مصابیح:

المصباح الأول فی العمد

اعلم إن من أخل بشی ء من واجبات الصلاة التی تقدم تفصیلها عامداً فقد ابطل صلاته شرطاً کان ما أخل به کالطهارة من الحدث أو الخبث و نحوها أو جزءً رکنا أو غیره فعلا أو قولا و لو حرکة من أذکارها الواجبة کما سبق بل حتی فی تغیر الأوصاف کالجهر فی موضع الاخفات أو العکس و کذا لو زاد عمداً شیئا من أفعالها أو أقوالها أرکانا أو غیرها علی المشهور لکن لا ینبغی ترک الاحتیاط فی زیادة ما عدا الأرکان بالإتمام ثمّ الإعادة و کذا لو نقص شیئا من ذلک جاهلا بوجوبه فانه بحکم العامد إذا کان مقصرا حتی فی الجهر و الاخفات علی الاقوی (1) کما سبق و کذا إذا کان قاصراً بالنسبة إلی الخمسة و هی الرکوع و السجود و الطهور و القبلة و الوقت بل و کذا بالنسبة إلی غیرها مما عدا الجهر و الاخفات علی الاحوط و أما بالنسبة إلیهما فالأقوی معذوریة الجاهل القاصر من حیث الوضع کمعذوریته من حیث التکلیف و کذا


1- تقدم ان الاقوی ما علیه المشهور من صحة صلاته مطلقاً قاصراً أو مقصراً.

ص: 53

الناسی و الساهی فمن جهر فیما یجب الاخفات فیه أو أخفت فیما یجب الجهر فیه ناسیا أو ساهیا أو جاهلا لم تبطل صلاته کما ان الأظهر ذلک فیما لو علم بوجوبهما و لکن زعم ان بعض مراتب الاخفات جهره أو بالعکس فاخل بهما لذلک کما إن الأقوی جریان ذلک الأخیرتین و فیما لو وجب الاخفات بالعرض کما لو ائتم فی الأخیرتین من الجهریة جاهلا بوجوب الاخفات حینئذ فجهر بالقراءة و ان کان الاحوط الإعادة فیه و فیما قبله من الفرضین و الجاهل الملتفت المتردد فی الحکم مثل الغافل و المعتقد للخلاف فی دوران المعذوریة فیه علی القصور دون التقصیر و لو جهر بالقراءة ناسیا فی موضع الاخفات أو بالعکس فذکر بالاثناء أتی بما هو وظیفته من حیث ذکر و لا یجب استئناف القراءة کما سبق و لو جهل غصبیة الثوب الذی یصلی فیه أو المکان أو جهل نجاسة ثوبه أو بدنه فلا إعادة علیه بل و کذا لو جهل نجاسة موضع السجود أو سجد علی ما لا یصح علیه السجود اشتباها کما سبق جمیع ذلک و الله العالم.

المصباح الثانی فی السهو

و هو اما أن یتعلق بالشرائط أو الأجزاء و الشرط أما ان یکون أحد الثلاث اعنی الوقت و القبلة و الطهارة من الحدث أو غیرها و الجزء اما ان یکون رکعة تامة أو ابعاضها و الابعاض أما أن تکون أرکانا أو غیرها و الخلل فی الشرائط لا یکون إلا بالنقصان و أما فی الأجزاء فیکون بالنقصان و الزیادة أما الشرائط الثلاث فالإخلال

بها موجب للبطلان و لو سهوا دون ما عداها علی التفصیل الذی سبق و أما الأجزاء فأما الرکعة التامة فزیادتها و نقصانها و لو سهواً موجب للبطلان من دون فرق فی صورة الزیادة بین أن یکون قد تشهد أو جلس بمقدار التشهد قبل تلک الرکعة الزائدة أم لا نعم من نقص رکعة فما زاد سهواً فان ذکر بعد التشهد قبل التسلیم قام و أتی بها و کذا إذا ذکر بعد التسلیم قبل صدور ما ینافیها بل و کذا بعد صدور ما ینافیها عمداً لا سهواً کالکلام و نحوه و أما إذا ذکر بعد صدور ما یبطلها عمداً و سهواً کالحدث و الاستدبار أعادها و اما ابعاض الرکعة فالرکوع و السجدتان حکمها حکم الرکعة فی جمیع ما ذکر فمن نقص رکوعا أو ازاده أو نقص السجدتین معاً أو زادهما کذلک و

ص: 54

لو سهواً أعاد کذا لو ترک السجدتین من الرکعة الأخیرة سهوا أو الرکوع و السجدتین منها فان ذکر بعد التشهد قبل التسلیم تدارک و کذا بعد التسلیم قبل صدور المنافی أو بعد صدور المنافی عمداً لا سهواً و لو ذکر بعد صدور المنافی عمداً و سهواً کالحدث أعاد و أما التکبیر و القیام فیه أو القیام الذی یکون عنه الرکوع فنقصان شی ء منها و لو سهواً موجب للبطلان أیضا و أما زیادة القیام فیهما فلا نتصور إلا بزیادتهما و زیادة التکبیر سهواً قد تقدم الإشکال فی ایجابها البطلان و أما غیر الأرکان کالقراءة و ذکر الرکوع و السجود و الطمأنینة و السجدة الواحدة و التشهد و التسلیم و ابعاضهما و نحوها فالسهو فیها زیادة أو نقصا غیر موجب للبطلان إلا للتسلیم فان الاحوط عند نقصه و عدم التذکر إلا بعد صدور المنافی عمداً و سهواً کالحدث هو الإعادة نعم منها

ما یجب قضاؤه بعد الصلاة مع سجدتی السهو و هو التشهد أو ابعاضه و السجدة الواحدة و منها ما یجب لنقصانه سجوداً لسهو و هو ما عدا ذلک علی الاحوط و کذا لزیادته أو زیادة السجدة الواحدة أو التشهد أو ابعاضه هذا إذا کان النقص مما لا یمکن تدارکه لفوات بل لتدارک من جهة استلزام التدارک لزیادة الرکن أو من جهة صدور المنافی و أما إذا أمکن التدارک لعدم ذلک فالأرکان و غیرها سواء فی وجوب التدارک و یتفرع علی ما ذکر أمور (الأول) ان نسی تکبیرة الإحرام و القیام حتی رکع و الرکوع حتی سجد السجدة الثانیة أو السجدتین معاً حتی رکع فیما بعد أو نسیهما من الرکعة الأخیرة حتی سلم و أتی بالمنافی وجبت علیه الإعادة (الثانی) ان من نسی القراءة أو التسبیح أو بعضهما أو الترتیب فیهما حتی رکع أو نسی الانتصاب من الرکوع حتی سجد و لو السجدة الأولی أو الذکر فی الرکوع أو السجود أو الطمأنینة فیهما حتی رفع الرأس منهما مضی فی صلاته و لیس علیه لا سجود السهو علی الاحوط و کذا لو نسی السجدة الواحدة أو التشهد أو کلیهما حتی رکع فیما بعد فانه یمضی و یقضیهما أو أحدهما من الرکعة الأخیرة حتی سلم و صدر منه المنافی فکذلک یقضیها أو أحدهما و

ص: 55

لیس علیه إعادة و لو نسیهما و شک انهما من رکعة أو رکعتین قضاهما و استأنف (1) الصلاة بنیة القربة المطلقة إذا علم به بعد فوات محل الشک و النسیان کما لو تیقن ذلک بعد الدخول فی الرکن اللاحق أو التسلیم علی الاحوط (الثالث) إن من نسی قراءة الحمد حتی قرأ السورة رجع إلی الحمد و قرأ سورة بعدها و کذا لو نسی القراءة أو التسبیح أو الترتیب فیهما و ذکر قبل أن یصل إلی حد الراکع رجع و تدارک ما نسیه و أعاد ما فعله مما هو مرتب بعده و من نسی الرکوع أو الوصول إلی حد الراکع فیه أو الانتصاب منه أو الطمأنینة فی ذلک الانتصاب و ذکر قبل أن یدخل فی السجود بل و بعد الدخول فی السجدة الأولی قبل الدخول فی الثانیة قام و رکع عن قیام و انتصب مطمئنا و من نسی السجدتین أو أحدهما و ذکر قبل الوصول إلی حد الراکع رجع و تدارک ثمّ قام و أتی بما بعد ذلک من قراءة و تسبیح و لکن لو کان المنسی السجدة و لم یکن قد جلس بعد الرفع من الأولی تدارکها مع الجلوس قبلها علی الأصح و کذا لو نسیهما أو أحدهما من الرکعة الأخیرة و ذکر قبل التسلیم أو بعده قبل الإتیان بالمنافی و من نسی الذکر فی السجود أو الطمأنینة فیه أو وضع أحد المساجد حاله و ذکر قبل أن


1- الظاهر ان المراد نسیهما أی نسی السجدتین و ان کان صدر الکلام فی نسیان التشهد و السجدة و صور هذا الفرع أعنی ما لو علم انه ترک السجدتین و شک انهما من رکعة أو رکعتین کثیرة أوضحها ثلاث بل أربع الأولی أن یتذکر بعد الفراغ من الصلاة انه نسیهما و شک انهما من رکعة أو رکعتین و القواعد هنا تقتضی الحکم بصحة الصلاة و قضاء السجدتین مع سجود السهو مرتین الثانیة أن یتذکر فی الاثناء و هنا ثلاث صور:- 1. أن یتذکر فی المحل کما لو تذکر حال الجلوس فی الرکعة الأخیرة انه ترک سجدتین أما معا من هذه الرکعة أو واحدة منها و الأخری من السابقة و الحکم هنا أن یسجد السجدتین بقاعدة الشک فی المحل و ینتفی احتمال فوت سجدة من السابقة بقاعدة التجاوز. 2. أن یتذکر بعد تجاوز المحل أی بعد فوت محل التدارک کما لو ذکر ذلک حال الرکوع أو بعده انه ترکهما أما من الرکعة السابقة أو منها و من التی قبلها و حکمها مثل ما لو تذکر بعد الفراغ یتم صلاته و یقضی السجدتین مع سجود السهو مرتین لأصالة الصحة و قاعدة التجاوز من حیث احتمال البطلان لا من حیث فوتها الموجب للقضاء. 3. أن یتذکر حال القیام قبل الرکوع انه ترکهما أما من الرکعة التی قام عنها أو منها و من التی قبلها و الحکم هنا أن یهدم و یأتی بالسجدتین لصیرورته شکا فی المحل و تجری قاعدة التجاوز لنفی الاحتمال الآخر و یسجد سجدتی السهو بعد الصلاة لزیادة القیام فهذه أربع صور اشار إلی بعضها فی المتن و فی العروة و قد عرفت انه لا شی ء منها بموجب للاستئناف و الإعادة و ان کان هو الاحوط و الله العالم.

ص: 56

یخرج عن مسمی السجود أتی بالذکر مطمئناً واضعاً لجمیع المساجد حاله و من نسی الانتصاب من السجود الأول أو الطمأنینة فیه و ذکر قبل الدخول فی مسمی السجود الثانی انتصب مطمئناً و مضی فی صلاته و من نسی التشهد أو بعضه و الترتیب فیه و ذکر قبل الوصول إلی حد الراکع فی التشهد الأول و قبل التسلیم أو بعده قبل المنافی فی التشهد الأخیر فانه یأتی به و یعید ما فعله مما هو مرتب علیه من قیام و تسبیح فی التشهد الأول أو السلام فی التشهد الأخیر و من نسی التسلیم و ذکر قبل حصول ما یبطل الصلاة عمدا و سهواً تدارکه فان لم یتدارکه أو لم یتدارک ما فصلناه مما ذکره فی المحل بطلت صلاته لأنه یکون حینئذ کالترک العمدی.

المصباح الثالث فی الشک

و فیه مسائل.
(المسألة 1) من شک انه صلی أم لا

فان کان فی الوقت و لو من حیث بقاء رکعة منه أتی بها و ان کان بعد خروجه لم یلتفت فقد دخل حائل.

(المسألة 2) من شک بعد الفراغ من صلاته فی شی ء منها

لم یلتفت من غیر فرق بین الشرط و غیره و الرکعة و غیرها و الرکن و غیره.

(المسألة 3) لا عبرة بشک من کثر شکه

سواء کان فی عدد الرکعات أو فی الأفعال أو فی أصل وقوع الصلاة علی الاشبه بل یبنی علی الوقوع ما لم یکن مفسداً فیبنی علی عدمه و المرجع فی تشخیصه (1) العرف و لا یجب علیه ضبط الصلاة بالحصی و إن کان أحوط و من کثر شکه فی فعل خاص کان کثیر الشک فیه دون غیره بل و کذا لو کان کثیره فیما لا حکم له کالشک بعد تجاوز المحل.

(المسألة 4) لا عبرة بالشک فی رکعات صلاة الاحتیاط

فیبنی علی الأکثر ما لم یکن مفسداً و إلا فعلی الأقل و کذا لا عبرة بشک المأموم فی أعداد الرکعات مع ضبط الإمام و لا بشک الإمام مع ضبط المأموم بل یرجع منهما إلی الضابط و إن کان ضبطه


1- الظاهر انه یتحقق بالشک ثلاث مرات فی صلاة واحدة أو ثلاث صلوات متوالیات.

ص: 57

بطریق الظن علی الأقوی و لا فرق فی المأموم بین کونه رجلا أو امرأة عادلا أو فاسداً واحداً أو متعدداً.

(المسألة 5) لا تبطل النافلة بالذات

و إن وجبت بالعرض لنذر و شبهه بالشک الموجب للبطلان فی الفریضة بل یتخیر الشاک فیها بین البناء علی الأقل و الأکثر من لم یکن مفسداً فیبنی علی الأقل و البناء علی الأقل مطلقاً افضل و أحوط و لا فرق فی ذلک بین کونها وحدانیة کمفردة الوتر أو ثنائیة کما هو الغالب فیها أو رباعیة کصلاة الاعرابی و لا یجری ذلک علی ما کان فرضاً بالذات و ان صار نفلا بالعرض کالمعادة جماعة أو احتیاطا أو نحوها بل الجاری علیها حکم الفریضة علی الأصح.

(المسألة 6) من شک فی شی ء من أفعال الصلاة

فان کان فی موضعه أتی به فلو ترکه بطلت صلاته من حیث النقیصة و إن تجاوز عنه و دخل فی غیره مما هو مرتب علیه و لو مندوبا لم یلتفت فلو أتی به بطلت صلاته من حیث الزیادة و فرق فی ذلک بین الاولیتین و الأخیرتین فمن شک فی تکبیرة الاحرام و قد تلبس بالقراءة أو فی القراءة و قد دخل فی القنوت أو الرکوع أو فی الرکوع و قد سجد أو فی السجود و قد قام أو تشهد أو فی التشهد و قد قام أو سلم أو فی التسلیم و قد صار إلی حال آخر مما لا یصار إلیه شرعا أو عادة إلا بعد الفراغ من الصلاة کالتعقیب و نحوه أو بعض المنافیات مما لا یفعله المسلم إلا بعد الفراغ لم یلتفت کما ان المأموم إذا شک فی التکبیر و قد کان فی هیئة المصلی جماعة من الانصات و وضع الیدین علی الفخذین و کان مشغولا بالتسبیح المستحب للمأموم لم یلتفت و من شک فی الفاتحة و قد دخل فی السورة أو فی آیة و قد دخل فی أخری متأخراً عنها أو فی السورة و هو هاو للرکوع أو فی الرکوع و الانتصاب و هو هاو للسجود لم یلتفت نعم الأقوی وجوب تدارک السجود إذا شک فیه و هو فی حال النهوض و لا یلحق به التشهد فی ذلک فان الأقوی عدم الالتفات إذا شک فیه و هو فی حال النهوض و لو شک فی صحة الواقع و فساده لا فی اصل الوقوع فهو ملحق بالشک فی اصل وقوعه فی عدم الالتفات إذا کان بعد تجاوز المحل بل لا یبعد لحوقه به و لو قبل ذلک إذا کان بعد الفراغ منه و ان کان الاحتیاط لا ینبغی ترکه هنا و لو باتمام

ص: 58

الصلاة ثمّ الإعادة و من شک و هو فی فعل انه هل شک فی بعض الأفعال المتقدمة علیه سابقا أم لا لم یلتفت و کل مشکوک یأتی به لأنه فی المحل ثمّ ذکر انه فعله فانه لا یبطل إلا أن یکون رکنا کما انها لا تبطل أیضا إذا لم یأت به لخروجه عن المحل فبان عدم فعله ما لم یکن رکنا.

(المسألة 7) من شک فی عدد رکعات الفریضة
اشارة

أعاد فی غیر الرباعیة مطلقا حتی فی صلاة الآیات مع الشک فی عدد الرکعات دون مجرد عدد الرکوعات کما سلف و کذا فی الاولیین من الرباعیة و لو بان لم یدر کم صلی و أما إذا حفظ الاولیین من الرباعیة و شک فی الزائد ففیه مسائل:

(المسألة 1) من شک بین الاثنین و الثلاث بعد أن أحرز الاثنین

بان رفع رأسه من السجدة الثانیة أو اکمل الذکر الواجب فیها فشک فی ان الرکعة التی فرغ منها هل هی ثانیة أم ثالثة بنی علی الثلاثة و أتی بالرابعة و تشهد و سلم و احتاط برکعة من قیام أو رکعتین من جلوس و الأول أحوط.

(المسألة 2) من شک بین الثلاث و الاربع

سواء کان بعد الرفع من السجدتین أو قبله و لو فی حال القیام بنی علی الأربع و تشهد و سلم و احتاط کالأولی إلا إن الرکعتین من جلوس هنا أحوط عکس الأولی.

(المسألة 3) من شک بین الاثنین و الأربع رفع الرأس من السجدة الأخیرة أو بعد إکمال الذکر الواجب فیها

بنی علی الأربع و تشهد و سلم و احتاط برکعتین من قیام.

(المسألة 4) من شک بین الاثنین و الثلاث و الأربع بعد رفع الرأس من السجدة الأخیرة أو بعد إکمال الذکر الواجب فیها

بنی علی الاربع و تشهد و سلم و احتاط برکعتین من قیام و رکعتین من جلوس و الاحوط تأخیر الرکعتین من جلوس.

(المسألة 5) من شک بین الأربع و الخمس بعد رفع الرأس من السجدة الأخیرة أو بعد إکمال الذکر الواجب فیها

بنی علی الأربع و تشهد و سلم و سجد سجدتی السهو و لو عرض هذا الشک بعد التلبس بالرکوع و قبل إکمال السجدتین فقد یقوی البطلان و الاحوط إتمامها بانیا علی الأربع ثمّ سجدتی السهو ثمّ الإعادة و لو عرض

ص: 59

حال القیام قبل ان یرکع إن شک فی ان بیده رابعة أم خامسة هدم القیام و جلس فیرجع شکه إلی ما بین الثلاث و الأربع فیعمل بموجبه.

(المسألة 6) من شک بین الثلاث و الخمس

فان کان فی حال القیام قبل التلبس بالرکوع هدم القیام فیرجع شکه إلی ما بین الاثنتین و الأربع فیعمل عمله و إن کان بعد الرکوع فالاحوط البناء علی الثلاث و الإتمام ثمّ الإعادة و إن کان بعد الفراغ من الصلاة فإن کان قبل الإتیان بالمنافی قام و أتم برکعة و إن کان بعده بطلت الصلاة للعلم بأحد الامرین من الزیادة و النقیصة.

(المسألة 7) من شک بین الثلاث و الأربع و الخمس

فإن کان فی حال القیام قبل التلبس بالرکوع هدم القیام فیعود شکه إلی ما بین الاثنتین و الثلاث و الأربع فیعمل عمله و ان کان بعد الرکوع فالاحوط البناء علی الأربع و الإتیان بوظیفته ثمّ أعاد الصلاة و إن کان بعد الفراغ بنی علی الصحة و کون صلاته أربعا و الفرق بین ذلک و بین الشک بین الثلاث و الخمس بعد الفراغ واضح.

(المسألة 8) من شک بین الخمس و الست حال القیام قبل الرکوع

هدم القیام و عاد شکه إلی ما بین الأربع و الخمس فیعمل بمقتضاه و اما بعد الرکوع أو بعد الفراغ فلا إشکال فی البطلان و الاحوط فی جمیع صور العلاج بهدم القیام إعادة الصلاة معه و الله العالم (1)


1- (تتمة مهمة) ذکر سیدنا الأستاذ أعلی الله مقامه فی (العروة) خاتمة لمباحث الخلل فی الصلاة و مسائل الشک و الظن و السهو أورد فیها خمسا و ستین مسألة اکثرها فی العلم الإجمالی المتعلق برکعات الصلاة و أجزائها و فیها فروع کثیرة قد تزید علی المائة و اکثرها مبتکرة و مهمة و فیها مجال واسع للفقاهة میدان فسیح للتحقیق و التنقیح و لنا و للأخ المرحوم صاحب السفینة قدّس سِرُّه فی تعالیقه علی العروة ملاحظات و مخالفات فی الفتوی مبتنیة علی الأصول و القواعد العامة و الخاصة و نحن نذکر نبذة منها کالنموذج علی نسق ما ذکر فی العروة و نبدی تلک الملاحظات مع الإشارة إلی مدارکها باختصار و نحیل الباقی علی تعالیق الأخ المرحوم علی (العروة) و تعالیقنا و شرحنا الکبیر علیها

ص: 60

ص: 61

ص: 62

(قبسات)
(الأولی) المراد بالشک فی جمیع ما سمعت تساوی الطرفین

لا ما یعم الظن فانه بحکم الیقین قویا کان أو ضعیفا مسبوقا بالشک أو لا ثمّ ظن کان العمل علی الأخیر و العکس بالعکس فی الفرض أو النقل فی الرباعیة أو غیرها من الثلاثیة و الثنائیة فی الأولین من الرباعیة أو الأخیرتین فی عدد الرکعات أو الأفعال مصححا أو مبطلا لکن یعتبر حصوله فی أثناء الصلاة ما یحصل بعد الفراغ منها حکمه حکم الشک و لو تردد فی ان الحاصل له ظن أو شک کان شکا.

(الثانیة) رکعات الاحتیاط واجبة

فلا یجوز ترکها و إعادة الصلاة فلو فعل أثم و هل یجزیه ما فعل أو یجب علیه مع ذلک فعل صلاة الاحتیاط وجهان أحوطهما الثانی بل لا یخلو عن قوة و یراعی فیها جانب الجزئیة و الاستقلال فیجب فی ابتدائها النیة و تکبیرة الإحرام و فی آخرها التشهد و التسلیم و تتعین فیها الفاتحة وحدها اخفاتا حتی البسملة علی الاحوط و ان کان الأقوی استحباب الجهر بها و لا بد فیها من رکوع و سجود و لا قنوت فیها و ان کانت رکعتین کما لا سورة فیها و الاحوط عدم تخلل الفصل المخل بالتوالی و لا غیره من المنافیات بینها و بین الصلاة فان فعل فالاحوط الإتیان بها و إعادة الصلاة و لو نسی رکنا منها أو زاده فیها بطلت و إن کان الاحوط إتمامها ثمّ الإعادة.

(الثالثة) لو بان الاستغناء عن صلاة الاحتیاط

فان کان قبل الشروع فیها فلا شی ء علیه و إن کان بعد الفراغ منها کانت نافلة و إن کان فی الأثناء أتمها کذلک و الاحوط إضافة رکعة ثانیة إلیها و لو کانت رکعة من قیام و إن بان الاحتیاج إلیها فان کان قبل الشروع فیها جری علیه حکم من سلم علی نقص سهواً فیکمل ما نقص علی المشهور و الاحوط مع ذلک الإتیان بصلاة الاحتیاط ثمّ إعادة الصلاة و ان کان بعد الفراغ منها تمت صلاته و لا شی ء علیه و ان کان الاحوط الاستئناف و إن کان فی الأثناء أتمها مع

ص: 63

الموافقة فی الهیئة و أما مع المخالفة کما لو کانت رکعتین من جلوس بدل رکعة من قیام فقد قوی أیضا ذلک و لکن الاحوط إعادة الصلاة معه بل و کذا فی سابقه.

(الرابعة) قد عرفت انه لا یقضی من الأجزاء المنسیة فی السجود غیر السجود و التشهد و ابعاضه

خصوصاً الصلاة علی النبی و آله و یجب فیه نیة البدلیة عن المنسی مقارنا بها لأوله محافظا علی ما یجب فیه حال الصلاة فانه مثلها فی الشرائط و الموانع و الاحوط عدم الفصل بینه و بین الصلاة بالمنافی حتی الفصل بالتوالی و لو فصل فالاحوط فعله ثمّ الإعادة کما فی رکعات الاحتیاط.

مصباح فی سجدتی السهو
(القبس الأول) تجب سجدتا السهو للکلام ساهیا

و لو لظن الفراغ و للسلام فی غیر محله و للشک بین الأربع و الخمس و لنسیان التشهد الذی لم یذکره حتی فات محل تدارکه بان دخل فی الرکوع أو خرج من الصلاة فان علیه حینئذ مع قضائه سجدتی السهو و کذا تجبان لنسیان السجدة کذلک علی الاحوط بل الاحوط الإتیان بهما لکل زیادة لم تبطل بها الصلاة و کل نقیصة کذلک و لم یتدارکها فی محلها أما إذا ذکرها فی محلها و تدارکها فلا سجود کما لا سجود فی نسیان القنوت و نحوه من المستحبات التی کان عازما علی فعلها و نسبها و الأقوی تعددهما بتعدد السبب و ان کان من جنس واحد لکن الظاهر ان تعدده بتعدد السهو لا بتعدد المسهو عنه فلو تشهد و سلم بجمیع صیغه فی غیر المحل لم یکن علیه إلا سجدتا سهو مرة واحدة نعم لو تعدد السهو فی السلام أو الکلام کما لو تذکر فی أثنائه ثمّ سها فتکلم کان لکلٍّ سجدتان و الاحوط تعدده بتعدد المسهو عنه أیضا و لا ترتیب فی سجود السهو بترتیب أسبابه و إن کان أحوط.

(القبس الثانی) الظاهر إن وجوبهما علی الاستقلال

فلو أهملها و لو عمداً لم تبطل صلاته نعم تجب فیهما الفوریة العرفیة بأن یأتی بهما بعد الصلاة قبل أن یتکلم فلو أخر عصی لکن صلاته صحیحة و لا یسقط وجوبهما عنه بل یجب الإتیان بهما و لو طالت المدة بل و لا تسقط الفوریة بذلک أیضا بل یجب الإتیان بها فوراً ففوراً کما

ص: 64

انه لو نسیهما مثلا یسجد حین التذکر کذلک فلو أخره عصی و الاحوط عدم الفصل بینهما و بین الصلاة بالمنافی کما فی رکعات الاحتیاط و الأجزاء المنسیة و الاحوط تأخیرهما عن قضاء الأجزاء المنسیة و الرکعات الاحتیاطیة کما إن الاحوط تأخیر قضاء الأجزاء عن الرکعات و إن کان القول بالتخییر فی الجمیع لیس ببعیدٍ.

(القبس الثالث) تجب فیهما النیة لأول مقارن مسمی السجود

و لو بالاستمرار من الهوی کما یجب تعیین کونهما للسهو لیتمیز عما عداهما کسجود الشکر و التلاوة و لا یجب تعیین السبب الخاص و ان تعدد کما لا یجب التکبیر و ان استحب نعم الاحوط المحافظة فیها علی جمیع ما یعتبر فی سجود الصلاة من الطهارة و الستر و الاستقبال و السجود علی المساجد السبعة و غیرها کما إن الاحوط الإتیان فی کل منهما بالذکر المخصوص و هو قول بسم الله و بالله و صلی الله علی محمد و آل محمد أو ذلک مع إبدال الصلاة باللهم صلی علی محمد و آل محمد أو یقول فیهما بسم الله و بالله السلام علیک أیها النبی و رحمة الله و برکاته و یجب فیهما بعد رفع الرأس من السجدة الثانیة التشهد و التسلیم و الاحوط فی التشهد الإتیان بأقل ما یجزی فی الصلاة و هو الشهادتان بالنحو المتعارف و الصلاة علی محمد و آل محمد و فی التسلیم أن یکون بصیغة السلام علیکم و رحمة الله و برکاته فصورتهما بعد النیة أن یکبر مستحبا ثمّ یسجد و یأتی بالذکر السالف ثمّ یرفع رأسه ثمّ یسجد کذلک ثمّ یرفع رأسه ثمّ یتشهد ثمّ یسلم و محلهما بعد تسلیم الصلاة سواء وجبا للنقیصة أو الزیادة علی الأصح.

مشکاة فی قضاء الصلوات

اشارة

و فیها مصابیح:

المصباح الأول فی قضاء الیومیة الفائتة

یجب قضاء الیومیة الفائتة عمداً أو سهواً أو جهلًا و لأجل النوم المستوعب للوقت أو للمرض و نحوه و کذا إذا أتی بها باطلا لفقد شرط أو جزء یوجب ترکه البطلان بان کان علی وجه العمد و کان من الأرکان و لا یجب علی الصبی إذا لم یبلغ فی أثناء الوقت و لا علی المجنون فی تمامه مطبقا کان أو ادواریاً و لا علی المغمی علیه فی

ص: 65

تمامه إلا إذا کان الإغماء من فعله بحیث ظن ترتبه علیه فان الاحوط قضاء ما فاته فیه حینئذ بل القول بالوجوب فیه لا یخلو عن قوة (1) و لا علی الکافر الأصلی إذا اسلم بعد خروج الوقت بالنسبة إلی ما فات منه فی حال کفره و لا علی الحائض و النفساء مع استیعاب الوقت و فاقد الطهورین یجب علیه القضاء و یسقط عنه الأداء علی المشهور و الاحوط الجمع بینهما کما مر و لو طرأ ما یوجب زوال التکلیف و قد مضی من أول الوقت مقدار فعل الفریضة تامة بطهارة و لو بالتراب فیما کان تکلیفه ذلک بحسب حاله وجب قضاؤها ان لم یمکن فعلها و لو ارتفع ما یمنع من التکلیف و قد بقی من آخر الوقت مقدار رکعة کذلک وجب فعل الصلاة فان لم یفعل وجب قضاؤها أیضا و کما یجب قضاء الیومیة یجب قضاء صلاة الآیات کما عرفت و هل یجب قضاء النافلة الملتزمة بنذر و شبهه أم لا وجهان أحوطهما ذلک و یستحب مؤکداً قضاء النوافل الراتبة فان فاتت بمرض لم یتأکد الاستحباب فان لم یقضها استحب له الصدقة بقدر وسعه و أدناه لکل رکعتین مد فان لم یقدر فلکل أربع فان لم یسعه ذلک فمد لصلاة اللیل و مد لصلاة النهار أفضل و یجوز القضاء فی کل وقت من لیل أو نهار سفراً أو حضراً لکن تقضی الفائتة کما فاتت فالقصر یقضی قصراً و لو فی الحضر و التمام تماماً و لو فی السفر (2)


1- قضاء الصلاة و کذا یجب القضاء علی شارب المسکر سواء ترکها مطلقا أو فعلها حال سکره عالما أو جاهلا مختاراً أو مضطراً أو مکرهاً، و الضابطة الجامعة فی القضاء انه لا یقضی من الفرائض إلا الیومیة و الآیات و صلاة الطواف و أما فی النوافل فینحصر فی النوافل الیومیة لا غیر و فی العیدین علی قول أما النافلة المنذورة المعینة غیر الرواتب فالأقوی عدم وجوب قضائها و إن کان الاحتیاط فیها لا ینبغی ترکه.
2- هنا فروع: 1. لو فاتت الفریضة فی أحد مواضع التخییر بین القصر و التمام فان أتی بالقضاء فی أحدها فلا اشکال فی بقاء التخییر و إلا فالاحوط بل الأقوی القصر. 2. لو فاتته حال الخوف الموجب للقصر یجب قضاؤها تماما بعد زوال الخوف لانه عذر مسوغ للقصر لا سبب یغیر الموضوع کالسفر. 3. لو کان أول الوقت حاضراً ثمّ سافر أو بالعکس و فاتته الفریضة فالأقوی رعایة حال آخر الوقت و لا ینبغی ترک حال الاحتیاط بالجمع بین القصر و التمام.

ص: 66

المصباح الثانی فی الترتیب

یجب الترتیب (1) بین الفوائت الیومیة بتقدیم الأول فواتا فالأول مع العلم و أما مع الجهل ففیه تردد و الاحوط مراعاته ما لم یستلزم التکرار مشقة شدیدة لا تتحمل عادة و لا یعتبر الترتیب فی قضاء الفوائت من غیر الیومیة بالنسبة إلیها و لا بالنسبة إلی بعضها مع بعض فلو کان علیه قضاء الآیات و قضاء الیومیة یجوز تقدیم أیهما شاء فیجوز تقدیم الآیات علی الیومیة و إن تأخرت عنها فی الفوات و بالعکس کما یجوز قضاء الخسوف قبل الکسوف و إن تأخرت فی الفوات و لو علم ان علیه إحدی الخمس یکفیه صبح و مغرب و رباعیة بقصد ما فی الذمة مرددة بین الظهر و العصر و العشاء مخیراً فیها بین الجهر و الاخفات و إذا کان مسافراً یکفیه مغرب و رکعتان مرددة بین الأربع و إن لم یعلم انه کان مسافراً أو حاضراً یأتی برکعتین مرددة بین الأربع و رباعیة مرددة بین الثلاث و مغرب و لو علم ان علیه فوائت و لم یعلم عددها صلی إلی أن یعلم بفراغ ذمته علی الاحوط و إن کان الأقوی الاکتفاء بالأقل و إجراء البراءة من الزائد و لا یجب الفور فی القضاء بل هو موسع ما دام العمر إذا لم ینحر إلی المسامحة فی أداء التکالیف و التهاون به بان کان عازما علی فعله و لا یجب تقدیم الفائتة علی الحاضرة و یجوز الاشتغال بالحاضرة فی سعة الوقت لمن علیه القضاء و ان کان الاحوط تقدیمهما علیه خصوصا فی الفائتة الواحدة أو فوائت یومه بل إذا شرع فی الحاضرة قبلها استحب له العدول منها إذا لم یتجاوز محل العدول و یجوز لمن علیه القضاء الإتیان بالنوافل علی الأقوی کما یجوز الإتیان بها بعد دخول الوقت قبل إتیان الفریضة.


1- الأقوی عدم الوجوب نعم هو الاحوط مع العلم اما مع الجهل فساقط أصلا.

ص: 67

المصباح الثالث فی قضاء الولی

یجب علی ولی المیت رجلا کان المیت أو امرأة علی الأصح حراً کان أو عبداً أن یقضی عنه ما فاته من الصلاة لعذر من مرض أو سفر أو حیض فیما یجب فیه القضاء و لم یتمکن من قضائه و إن کان الاحوط قضاء جمیع ما علیه و کذا فی الصوم لمرض تمکن من قضائه و أهمل بل و کذا لوفاته من غیر مرض من سفر و نحوه و ان لم یتمکن من قضائه و المراد به الولد الأکبر و لو تساوی الولدان فی السن قسط القضاء علیهما و إنما یجب علی الولی قضاء ما فات عن الأبوین من صلاة نفسهما و لو بنذر

موقت فلا یجب علیه ما وجب علیهما بالاستئجار أو علی الأب من صلاة أبویه من جهة کونه ولیا و فی أحکام الشک و السهو و الجهر و الاخفات یراعی الولی و کذا الأجیر عن الغیر تکلیف نفسه اجتهاداً أو تقلیداً لا تکلیف المیت بخلاف أجزاء الصلاة و شرائطها فانه یراعی فیها تکلیف المیت و کذا فی اصل وجوب القضاء فلو کان مقتضی تقلید المیت أو اجتهاده وجوب القضاء علیه یجب علی الولی الإتیان به و إلا لم یجب و إذا تبرع بالقضاء عن المیت متبرع سقط عن الولی و کذا إذا أوصی المیت بالاستیجار عنه بشرط الإتیان من الأجیر صحیحاً و یجوز للولی أن یستأجر لما علیه من القضاء عن المیت فلا یجب علیه مباشرته بنفسه و لا یعتبر البلوغ و العقل حین الموت بل یتکلفه الولی عند تکلیفه و إن کان حین الموت صبیاً أو مجنوناً.

المصباح الرابع فی الاستئجار للصلاة

یجوز الاستئجار للصلاة بل و لسائر العبادات عن الأموات إذا فاتت منهم و تفرغ ذمتهم بفعل الأجیر و کذا یجوز التبرع عنهم (1) و یجوز ان یقضی کل من الرجل و


1- الاستیجار و التبرع عن المیت فی قضاء ما علیه من الواجبات کالصوم و الصلاة و غیرهما من افضل المستحبات و قد وردت أخبار کثیرة بفضله و الحث علیه و ان المیت یکون فی ضیق فیوسع علیه و یقال له خفف الله عنک ذلک الضیق بصلاة فلان اخیک أو ولدک و انه یصل إلی المیت ما یصنع له أهله و اخوانه من الدعاء و الصدقة و الصلاة و یعلم من صنع ذلک له و یرضی عنه إذا کان ساخطاً علیه فی حیاته و یکتب للذی یفعله و للمیت و فی الخبر ما یمنع الرجل أن یبر والدیه حیین و میتین فیصلی عنهما و یتصدق و یحج و یصوم فیکون الذی یصنع عنهما لهما و له مثل ذلک فیزیده الله ببره و صلته خیرا کثیراً

ص: 68

المرأة عن الآخر و یراعی حینئذ ما هو وظیفة النائب من حیث الشرائط و الموانع الراجعة إلی المباشر کالجهر و الاخفات و الستر و نحوها و ما هو وظیفة المنوب عنه من حیث ما یرجع إلی نفس الفعل کالقصر و الإتمام و نحوهما و لا یجوز الاستیجار و لا التبرع عن الأحیاء فی الواجبات و ان کانوا عاجزین عن المباشرة إلا الحج إذا کان مستطیعا و کان عاجزاً عن المباشرة نعم یجوز إتیان المستحبات و إهداء ثوابها للأحیاء کما یجوز ذلک فی الأموات و یجوز النیابة عن الأحیاء فی بعض المستحبات و لا یکفی فی تفریغ ذمة المیت إتیان العمل و إهداء ثوابه له بل لا بد اما من النیابة عنه بتنزیل نفسه منزلته أو قصد إتیان ما علیه له و لو لم ینزل نفسه منزلته (1) نظیر أداء دین الغیر عنه.

المصباح الخامس فی إخراج الواجبات البدنیة

یجب علی من علیه واجب بدنی کالصلاة و الصوم أو مالی کالزکاة و الخمس و المظالم و الکفارات و نحوها و منها الحج ان یوصی به و له فی الواجبات المالیة تعیین إخراجها من الأصل أو من الثلث لکن ان عین إخراجها من الثلث فان و فی الثلث بها فهو و إلا أخرجت البقیة من الأصل بمقدار ما یعلم اشتغال ذمته به و إذا أوصی بإخراجها و أطلق أخرجت من الأصل و إذا لم یوص بإخراجها اخرج المعلوم منها من الأصل و أما الواجبات البدنیة فعلی المشهور لا یجوز إخراجها إلا من الثلث فان أوصی بها أخرجت من الثلث سواء عین إخراجها من الثلث أو أطلق و إذا لم یوص بها لم تخرج و کذا إذا أوصی بها و لم یفِ الثلث بها لا تخرج التتمة من الأصل و إذا أوصی بإخراجها من الأصل لم تنفذ وصیته إلا مع إجازة الورثة فحکمها بالنسبة إلی جمیع ذلک حکم المستحبات إلا فی وجوب الایصاء بها بمقدار الثلث و عدمه فی المستحبات إلا ان سیدنا الشریف قدّس سِرُّه کان یفتی بان حکمها فی جمیع ذلک حکم


1- تکلیف شخص لا یسقط بعمل غیره الا ان ینزل نفسه منزلة ذلک الشخص و الأدلة هی التی صححت هذا التنزیل و لو لا الدلیل لم یکن اثر لهذا التنزیل فقصد إتیان ما علیه له لا یجدی ما لم ینزل نفسه منزلة الغیر فالوجه الثانی لا بد ان یرجع إلی الأول و الا لم یتجه و لا یقاس هذا باداء دین الغیر عنه لوضوح الفرق بین الأمر التعبدی و التوصلی فتدبره.

ص: 69

المالیات سوی ان المال إذا لم یف بهما قدمت المالیة و لم یحکم بتوزیعه علیهما مستنداً إلی ان البدنیة کالمالیة دین لله فیشملها إطلاق ما ورد ان دین الله أحق بالقضاء لکن صدق الدین علیها لا یخلو من تأمل (1) و المسألة محل أشکال فلا ینبغی ترک الاحتیاط و إذا کان علیه شی ء من الصلاة أو الصوم عن الغیر لإیجاره نفسه علی ذلک و کان علیه فوائت عن نفسه فان وفت الترکة بهما فهو و إلا قدّم ما وجب للغیر علی ما وجب لنفسه لانه من قبیل دین الناس و هو أهم من دین الله و یجب تعیین المیت المنوب عنه و یکفی التعیین الإجمالی فلا یجب ذکر اسمه عند العمل بل یکفی قصد من قصده المستأجر أو صاحب المال أو نحو ذلک و إذا استأجر لفوائت المیت جماعة یحب ان یعین الوقت لکل منهم لیحصل الترتیب الواجب علی الاحوط و لا یجوز للأجیر ان یستأجر غیره للعمل الا مع إذن المستأجر أو کانت الإجارة واقعة علی تحصیل العمل اعم من المباشرة و التسبیب و حینئذ فلا یجوز ان یستأجر بأقل من المجعولة له الا ان یکون آتیا ببعض العمل و لو قلیلا علی الاحوط و لا یجوز استیجار ذوی الأعذار خصوصا من کان صلاته بالإیماء أو کان عاجزا عن القیام و ان کان ما فات من المیت کذلک و لو استأجر القادر فصار عاجزا وجب علیه التأخیر إلی زمان رفع العذر و ان ضاق الوقت انفسخت الإجارة و یشترط فی الأجیر ان یکون عارفا بأجزاء الصلاة و شرائطها و منافیاتها و أحکام الخلل عن اجتهاد أو تقلید صحیح و الاحوط اشتراط عدالة الأجیر و ان کان الأقوی کفایة الاطمئنان بإتیانه علی الوجه الصحیح و ان لم یکن عادلا (تذییل) المخالف إذا استبصر لا یجب علیه قضاء ما أتی به صحیحا علی مذهبه و ان کان فاسداً عندنا و أما ما لم یأت به أصلا أو أتی به فاسداً علی مذهبه و مذهبا فیجب علیه قضاؤه و فیما أتی به صحیحا عندنا بحیث حصلت منه نیة القربة فیه و کان فاسداً علی مذهبه وجهان أقواهما العدم و بحکمه سائر فرق المسلمین حتی


1- لا مجال للتأمل فان مثل الخمس و الزکاة و ان کان وجوبهما من الله تعالی و لکنها لیست حقا لله و لا دینا له بل هی دیون للفقراء و المستحقین فانحصر دین الله بالصلاة و الصوم و الحج و هو أحق بان یقضی و لازمه توزیع الترکة لو قصرت علیها و علی دیون الناس و ان کانت السیرة علی خلافه.

ص: 70

بعض فرق الشیعة ممن عدا الاثنی عشریة علی الأقوی و الکافر الأصلی بعد إسلامه إذا فاتته الصلاة لجهله بها من جهة بعده عن بلاد المسلمین و نحو ذلک فهو و ان کان معذوراً من حیث ترک الأداء لکن یجب علیه القضاء قطعاً و الله العالم.

مشکاة فی الجماعة

اشارة

و هی من المستحبات الأکیدة فی جمیع الفرائض خصوصاً الیومیة منها و خصوصاً فی الادائیة و لا سیما فی الصبح و العشاءین و خصوصاً لجیران المسجد أو من یسمع النداء و قد ورد فی فضلها و ذم تارکها من ضروب التأکیدات ما کاد یلحقها بالواجبات و تجب الجماعة فی الجمعة و تشترط فی صحتها و کذا العیدین مع اجتماع شرائط الوجوب و کذا إذا ضاق الوقت عن تعلم القراءة لمن لا یحسنها مع قدرته علی التعلم و أما إذا کان عاجزا عنه أصلا فلا یجب علیه حضور الجماعة و ان کان أحوط و قد تجب بالنذر و العهد و الیمین و لکن لو خالف صحت الصلاة و ان کان متعمداً وجب حینئذ علیه الکفارة و الظاهر وجوبها أیضا إذا کان ترک الوسواس موقوفا علیها و کذا إذا ضاق الوقت عن إدراک الرکعة الا بها بان کان هناک إمام فی حال الرکوع بل و کذا إذا کان بطیئاً فی القراءة فی ضیق الوقت بل لا یبعد وجوبها بأمر أحد الوالدین و لا تشرع الجماعة فی شی ء من النوافل الأصلیة و لو بنذر و نحوه حتی لو کانت واجبة بنذر و نحوه و حتی صلاة الغدیر علی الأقوی الا فی صلاة الاستسقاء نعم لا بأس بها فیما صار نفلا بالعارض کصلاة العیدین مع عدم اجتماع شرائط الوجوب و الصلاة المعادة جماعة و الفریضة المتبرع بها عن الغیر و المأتی بها من جهة الاحتیاط الاستحبابی و یجوز الاقتداء فی کل من الصلوات الیومیة بمن یصلی الأخری أیا منها کانت و ان اختلفا فی الجهر و الاخفات و الأداء و القضاء و القصر و الإتمام بل الوجوب و الندب نعم یشکل اقتداء من یصلی وجوباً بمن یعید احتیاطاً و لو کان وجوبیا بل یشکل اقتداء المحتاط بالمحتاط الا إذا کان احتیاطهما من جهة واحدة و اقل عدد تنعقد به الجماعة فی غیر الجمعة و العیدین اثنان أحدهما الإمام رجلا کان المأموم أو امرأة بل و صبیاً ممیزاً علی الأقوی و أما فی الجمعة و العیدین فلا تنعقد الا بخمسة

ص: 71

أحدهم الإمام و یشترط فی انعقاد الجماعة للمأموم نیة الإتمام فلو لم ینوه لم تتحقق الجماعة فی حقه و یجب علیه تعیین الإمام فلو کان بین یدیه اثنان فنوی الإتمام بهما أو بأحدهما لا بعینه لم تنعقد الجماعة بل یجری علیه حکم المنفرد و کذا لو صلی خلف زید فبان انه عمرو (1) و أما لو صلی خلف هذا الإمام زاعما انه زید فبان انه عمرو فلا یقدح فی الإتمام به و یجوز العدول من الإتمام إلی الانفراد و لو اختیاراً فی جمیع أحوال الصلاة علی الأقوی و ان کان ذلک من نیته فی أول الصلاة لکن الاحوط عدم العدول الا لضرورة و لو دنیویة خصوصاً فی الصورة الثانیة و إذا نوی الانفراد بعد قراءة الإمام قبل الدخول فی الرکوع لا یجب علیه القراءة بل لو کان فی أثناء القراءة یکفیه بعد نیة الانفراد قراءة ما بقی منها و ان کان الاحوط استئنافها خصوصاً إذا کان فی الأثناء و لو نوی الانفراد فی الأثناء لا یجوز له العود إلی الإتمام و إذا أدرک الإمام راکعا قبل رفع الإمام رأسه و ان کان بعد فراغه من الذکر یجوز له الإتمام و الرکوع معه ثمّ العدول إلی الانفراد اختیاراً و ان کان الاحوط (2) ترک العدول حینئذ خصوصاً إذا کان ذلک من نیته أولا و لو نوی و کبر فرفع الإمام رأسه قبل أن یرکع أو قبل أن یصل إلی حد الرکوع لزمه الانفراد أو انتظار الإمام قائماً إلی الرکعة الأخری فیجعلها الأولی له إلا إذا أبطأ الإمام بحیث یلزم الخروج عن صدق الاقتداء و إذا شک فی اللحوق بنی علی عدمه و لو حصل هذا الشک بعد رفع رأسه من الرکوع لم یلتفت إلیه و هل الظن باللحوق کالشک أم کالعلم به وجهان و الاحوط المضی معه فی الصلاة ثمّ الإعادة و له الدخول فی الائتمام مع احتمال اللحوق علی الأقوی فان لحق فهو و إلا فان رفع الإمام رأسه قبل ان یرکع جاز له أن ینفرد دون أن ینتظره إلی الرکعة الأخری کما عرفت و لو خاف المأموم من الالتحاق بالصف أن یرفع الإمام رأسه من الرکوع جاز له أن ینوی و یدخل معه فی الرکوع ثمّ یمشی فی الرکوع أو بعده و لو بعد قیامه للرکعة


1- لو کان عمرو ممن یثق به و یصلی خلفه لو عرف انه هو الإمام لم یبعد الصحة.
2- هذا الاحتیاط لا یترک و لا عدول اختیاراً الا بعد إتمام الرکعة.

ص: 72

الثانیة مع المحافظة علی الاستقبال حتی یتصل بالصف و الاحوط ان یکون مشیه فی حال عدم تشاغله بالذکر الواجب و نحوه مما یعتبر فیه الطمأنینة و أن لا یکون حال ائتمامه بعیداً علی وجه لا یصح الائتمام معه اختیاراً و لا یعتبر فی صحة الجماعة قصد الإمام القربة من حیث الجماعة بل یکفی قصده القربة فی اصل الصلاة فلو کان قصده من الجماعة الجاه أو مطلبا آخراً دنیویا و لکن کان قاصداً للقربة فی اصل الصلاة صح و کذا إذا کان قصد المأموم من الجماعة سهولة الأمر علیه و الفرار من الوسوسة أو الشک أو من تعلم القراءة و نحو ذلک من الأغراض الدنیویة صحت صلاته مع کونه قاصداً للقربة فیها نعم لا یترتب ثواب الجماعة إلا بقصد القربة فی الجماعة

و یشترط فی الجماعة مضافا إلی ما مر فی المسائل المتقدمة أمور:

(أحدها) أن لا یکون ابتداء و استدامة بین الإمام و المأموم إذا کان رجلا حائل یمنع عن مشاهدته

و کذا بین بعض المأمومین مع الآخر ممن یکون واسطة فی اتصاله بالإمام فلو کان حائل و لو فی بعض أحوال الصلاة بطلت الجماعة و أما المرأة فلا بأس بالحائل بینها و بین الإمام أو غیره من المأمومین مع کون الإمام رجلا بشرط أن تتمکن من المتابعة مع ان الاحوط فیها أیضا عدم الحائل و أما إذا کان الإمام امرأة أیضا فالحکم کما فی الرجل و لو منع من الاستطراق دون المشاهدة کالشبابیک و نحوها فلا باس و لا یقدح حیلولة المأمومین بعضهم لبعض ما لم یعلم بفساد صلاتهم کما لا یقدح عدم المشاهدة لعمی أو ظلمة أو غبار و إذا کان الحائل زجاجا مرآة أو غیرها ففیه اشکال و الاحوط الاجتناب و لا یقدح عدم مشاهدة بعض الصف الأول أو کثرة الإمام إذا کان لاستطالة الصف لا لحائل خارجی و یکفی مشاهدة من یشاهد الإمام و لو بوسائط إذا کان المشاهد بین یدیه و أما إذا کان عن یمینه أو شماله ففیه إشکال و الاحوط الاجتناب (1) و لا بأس بالاسطوانات الواقعة بین الصفوف و المتخللة فی الصف إذا شاهد بعض المأمومین بعضهم المشاهدین.


1- و لو اتصلت الصفوف إلی باب المسجد و انعقد صفوف خارج المسجد فالمقابل للباب لا اشکال فی صحة صلاته أما المتصلون بهم علی الجانبین ففی صحة صلاتهم اشکال کالاشکال فی صحة صلاة المامومین فی طرف الصف المستطیل الذین لا یشاهدون الإمام و لکنهم یتصلون بمن یشاهد الإمام أو من یشاهده و لا یبعد الصحة فی المقامین و فی ما یماثلها و الله العالم.

ص: 73

(الثانی) أن لا یکون موقف الإمام أعلی من موقف المأمومین علواً معتداً به دفعیاً

کالأبنیة و نحوها و إذا کان کذلک فالاحوط ملاحظة قدر الشبر فیه و لا بأس بالعلو الانحداری حیث یکون العلو فیه تدریجیا علی وجه لا ینافی صدق انبساط الأرض و لا بأس بعلو المأموم علی الإمام و لو بکثیر (1) مع عدم الحائل بینهما.

(الثالث) أن لا یتباعد المأموم عن الإمام بما یکون کثیراً فی العادة

إلا إذا کان فی صف متصل بعضه ببعض حتی ینتهی إلی القریب أو کان فی صف لیس بینه و بین الصف المتقدم البعد المزبور و هکذا حتی ینتهی إلی القریب و الاحوط احتیاطاً لا یترک أن لا یکون بین موقف الإمام و مسجد المأموم أو بین موقف السابق و مسجد اللاحق من المأمومین أزید من مقدار الخطوة التی تملأ الفرج و أحوط من ذلک مراعاة الخطوة المتعارفة و الفصل بعدم التکبیر بعد التهیؤ للصلاة و إشرافهم علی التکبیر غیر مخل فللبعید الإحرام قبل القریب إذا کان القریب متهیئا له و هو شرط فی الابتداء و الاستدامة (2) فلو عرض البعد المزبور فی أثناء الصلاة و لو لانتهاء صلاة بعض المأمومین لکون فرضهم القصر أو عدولهم إلی الانفراد بطل الاقتداء لکن لو لم یعلم بذلک حتی فرغ صلاته مثلا مضت صلاته إلا إذا اتفق زیادة رکن بقصد المتابعة فیعید الصلاة حینئذ.

(الرابع) أن لا یتقدم المأموم علی الإمام فی الموقف

فلو تقدم فی الابتداء أو الأثناء عمداً بطلت صلاته إن بقی علی نیة الإتمام و الاحوط تأخره عنه و إن کان الأقوی جواز (3) المساواة و لا بأس بعدم تقدم الإمام فی الوقف أو المساواة معه بزیادة المأموم علی الإمام فی رکوعه و سجوده لطول قامته و نحوه و إن کان الاحوط مراعاة عدم


1- و لکن مع عدم البعد المفرط و العلو الشاهق.
2- الأقوی انه شرط فی خصوص الرکعتین الاولیین اللتین یتحمل الإمام فیهما القراءة عن المأموم.
3- لا تجوز المساواة بل لا بد من التأخر و لو قلیلا.

ص: 74

التقدم فی جمیع الأحوال و المدار الصدق العرفی و إذا تقدم المأموم علی الإمام فی أثناء الصلاة سهواً أو جهلًا أو اضطراراً صار منفرداً و لا یجوز له تجدید الاقتداء نعم لو عاد بلا فصل و لا یبعد بقاء اقتدائه و الاحوط ترک المأموم للقراءة فی الرکعتین الأولیین الاخفاتیة إذا کان فیهما مع الإمام لعدم سبقه له و إن کان الأقوی الجواز مع الکراهة و یستحب مع الترک أن یشتغل بالتسبیح و التحمید و الصلاة علی محمد و آله و أما فی الأولیین من الجهریة فان سمع صوت الإمام و لو همهمة وجب علیه ترک القراءة بل الاحوط و الأولی الإنصات و إن کان الأقوی جواز الاشتغال بالذکر و نحوه و أما إذا لم یسمع حتی الهمهمة جاز له القراءة بل الاستحباب قوی لکن الاحوط القراءة بقصد القربة المطلقة لا بنیة الجزئیة و إن کان الأقوی الجواز بقصد الجزئیة أیضا و أما فی الأخیرتین من الاخفاتیة و الجهریة فهو کالمنفرد فی وجوب القراءة و التسبیحات مخیرا بینهما سواء قرأ الإمام فیهما أو أتی بالتسبیحات فان الإمام لا یتحمل عن المأموم شیئاً من أجزاء الصلاة عدا القراءة فی الأولیین بشرط ائتمامه فیهما أما إذا لم یدرکهما بل ائتم فی الثالثة و الرابعة لم تسقط عنه القراءة لکن لا یجهر بها بل یخفت و إن کانت الصلاة جهریة حتی البسملة علی الاحوط و إن کانت الأقوی استحباب الجهر بها کما سبق و إن اعجله الإمام عن السورة ترکها و رکع معه و لو اعجله عن إتمام الفاتحة فالاحوط قصد الانفراد و إتمامها و اللحوق به و لو فی السجود و لو قطعها و لحق به فی الرکوع جاز و لکن الاحوط إعادة الصلاة بعد الإتمام کما ان الاحوط فیما لو أدرکه قبل الرکوع فی الأخیرتین و خشی اعجاله عن قراءة الفاتحة و إتمامها أن ینتظره إلی ان یرکع فیأتم به و لو ائتم بالثانیة للامام تحمل عنه القراءة فیها و قرأ هو فی ثالثة الإمام التی هی ثانیة له و تابعة استحبابا فی القنوت و التشهد و الاحوط أن یجلس له متجافیا لا متمکناً لکن لو جلس متمکناً لم تبطل صلاته و لو کان ذلک سهواً بزعم کونه التشهد الواجب علیه فالاحوط ان یسجد سجدتی السهو للزیادة و لو أتم به فی الرکعة الأخیرة جاز له ان یقوم بعد رفع الإمام رأسه من السجدة الأخیرة و ان ینتظره متجافیاً ساکتا أو ذاکراً لله تعالی حتی یسلم الإمام ثمّ یقوم و ینبغی للإمام ان یسمع من خلفه

ص: 75

کلما یقول مما لا یجب علیه الاخفات فیه ما لم یکثروا بحیث یتوقف أسماعهم علی شدة الجهر المنافیة لصورة الصلاة یکره للمأموم أن یسمعه شیئا مما یقول و لو ألحن الإمام أو نقص شیئا من القراءة التی یتحملها عن المأموم سهواً فالاحوط نیة الانفراد أو إعادة الصلاة بعد الائتمام و إن کان ذلک فی غیر ما یتحمله عنه لم یقدح فی الإتمام به و لا یجوز أن یتقدم المأموم علی الإمام فی الأفعال بل تجب متابعته بمعنی مقارنته أو تأخره عنه تأخراً غیر فاحش و لا یجوز التأخر الفاحش أو تأخر فاحشاً أثم و لکن صلاته صحیحة و إن کان الاحوط الانفراد أو الائتمام ثمّ الإعادة خصوصا إذا کان التخلف فی رکنین بل فی رکن نعم لو تقدم أو تأخر علی وجه تذهب به هیئة الجماعة بطلت جماعته و إذا رفع رأسه من الرکوع أو السجود قبل الإمام سهواً أو لزعم رفع الإمام رأسه وجب علیه العود و المتابعة و لا تضره زیادة الرکن حینئذ لأنها مغتفرة فی الجماعة فی نحو ذلک لکن لو لم یعد لم تبطل صلاته علی الأقوی و إن أثم (1) بترک المتابعة و لو رفع رأسه قبله عامداً استمر علیه حتی یلحقه الإمام فان عاد بطلت صلاته علی إشکال و الاحوط الإتمام ثمّ الإعادة و کذا الحکم لو سبقه إلی الرکوع أو السجود فانه ان کان عن سهو رجع و تابع فان لم یفعل فکما سبق لکن لو کان السبق إلی الرکوع مع اشتغال الإمام بقراءة الأولیین فلا یترک الاحتیاط بالإعادة و إن کان عامدا استمر علیه حتی یلحق الإمام فان رفع و رجع فکما سلف لکن لو سبق بالرکوع قبل فراغ الإمام من قراءته الأولیین فالاحوط البطلان و أحوط منه الائتمام ثمّ الإعادة بل الاحوط فی جمیع تلک الصور عدا ما حکم فیه بالبطلان الانفراد و الإتمام ثمّ الإعادة و لا یجب تأخر المأموم أو مقارنته مع الإمام فی الأقوال فلا تجب فیها المتابعة لا فی الواجب منها و لا المندوب فی المسموع منها من الإمام أو غیر المسموع و إن کان الاحوط خصوصا فی الواجب أن لا یسبقه فیه و أحوط منه تأخره عنه خصوصا مع السماع و العلم بعدم صدوره منه بعد و خصوصا فی التسلیم بل القول بوجوب المتابعة


1- الأقوی عدم الإثم فی هذه الموارد فان الأمر بالعود رخصة لا عزیمة لانه وارد عقیب توهم الخطر نعم یفوته فضیلة المتابعة فی بقیة ذلک الجزء.

ص: 76

فیه بالخصوص لیس ببعید و علی أی حال لو تعمد فسلم قبل الإمام لم تبطل صلاته و لو کان سهواً لا تجب إعادته بعد تسلیم الإمام و ان کان الاحوط إعادته مع سجدتی السهو هذا کله فی غیر تکبیرة الإحرام و أما فیها فلا یجوز التقدم علی الإمام بل الاحوط تأخره عنه بمعنی أن لا یشرع فیها إلا بعد فراغ الإمام منها و إن کان فی وجوبه تأمل (1) و لو أحرم قبل الإمام سهواً أو بزعم انه کبر کان منفرداً فان أراد الجماعة عدل إلی النافلة و أتمها أو قطعها و إذا تبین بعد الصلاة کون الإمام فاسقا أو کافرا أو غیر متطهر أو تارکا لرکن مع عدم ترک المأموم له أو ناسیا لنجاسة غیر معفو عنها فی بدنه أو ثوبه انکشف بطلان الجماعة لکن صلاة المأموم صحیحة إذا لم یزد رکنا أو نحوه مما یخل بصلاة المنفرد للمتابعة و لو علم بذلک فی الأثناء انفرد و استأنف للقراءة مع بقاء محلها و یشترط فی أمام الجماعة أمور البلوغ و العقل و الإیمان و العدالة و أن لا یکون ابن زنا دون الشبهة فإنها تلحق بالنکاح الصحیح و الذکوریة إذا کان المأمومون أو بعضهم رجالا و أن لا یکون قاعداً للقائمین و لا مضطجعا للقاعدین و لا من لا یحسن القراءة لعدم إخراج الحرف من مخرجه أو إبداله بآخر أو حذفه أو نحو ذلک حتی اللحن فی الإعراب و إن کان لعدم استطاعته غیر ذلک إلا إذا اقتدی به فی غیر محل القراءة و لا بأس بإمامة القاعد للقاعدین و المضطجع لمثله و الجالس للمضطجع و المتیمم (2) للمتوضئ و ذی الجبیرة لغیره بل الظاهر جواز إمامة المسلوس و المبطون لغیرهم فضلا عن مثلهما و کذا إمامة المستحاضة للطاهرة و مستصحب النجاسة عن عذر لغیره و لا باس بإمامة المرأة لمثلها و لا بإمامة المسافر للحاضر و بالعکس و لا بإمامة الأجذم و الأبرص و المحدود بعد توبته و إن کان الاحوط الترک و العدالة ملکة الاجتناب عن الکبائر و عن الإصرار علی الصغائر و عن منافیات المروة الدالة علی عدم مبالاة مرتکبها بالدین و یکفی حسن الظاهر الکاشف ظنا عن تلک الملکة و


1- لا تأمل فیه بل لا یتحقق الإتمام بدون تأخره.
2- علی کراهة شدیدة فیه و فیما بعده.

ص: 77

المعصیة الکبیرة هی کل معصیة ورد النص بکونها کبیرة أو ورد التوعید بالنار علیها فی الکتاب أو لسنة صریحا أو ضمنا أو ورد فی الکتاب أو السنة کونها اعظم من إحدی الکبائر المنصوصة أو الموعود علیها بالنار أو کان عظیما فی نفس أهل الشرع و إذا شهد

عدلان بعدالة شخص کفی فی ثبوتها إذا لم یکن معارضا بشهادة عادلین آخرین بل بشهادة عدل واحد بعدمها و إذا اخبر جماعة غیر معلومین بالعدالة بعدالته و حصل الاطمئنان کفی بل یکفی الاطمئنان إذا حصل من شهادة عدل واحد و کذا إذا حصل من اقتداء عدلین به أو من اقتداء جماعة مجهولین (و الحاصل انه) یکفی الوثوق و الاطمئنان للشخص من أی وجه حصل بکونه من أهل الفهم و الخبرة و البصیرة و المعرفة بالمسائل لا من الجهال و لا ممن یحصل له الاطمئنان و الوثوق بأدنی شی ء کغالب الناس و إذا عرف الإمام بالعدالة ثمّ شک فی حدوث فسقة جاز له الاقتداء به عملا بالاستصحاب و کذا لو رأی منه شیئا و شک انه موجب للفسق أم لا و إذا رأی من عادل کبیرة لا تجوز الصلاة خلفه إلا أن یتوب مع بقاء الملکة فیه فیخرج عن العدالة بالمعصیة و یعود إلیها بمجرد (1) التوبة و یستحب انتظار الجماعة إماما أو مأموما و هو أفضل من الصلاة فی أول الوقت منفرداً و کذا یستحب اختیار الجماعة مع التخفیف علی الصلاة فرادی مع الإطالة و یستحب لمن صلی منفردا إعادتها جماعة إماما أو مأموما و أما من صلی جماعة إماما أو مأموما فاستحباب إعادته إماما بل مطلقا لا یخلو عن إشکال و الاحوط الاجتناب و یستحب أن یقف المأموم عن یمین الإمام إن کان رجلا و خلفه إن کانوا جماعة أما المرأة فالاحوط وقوفها خلف الرجال فضلا عن الإمام و ان لم نقل بحرمة المحاذاة فی غیر الجماعة و یکره أن یقف وحده مع إمکان وقوفه فی صف من غیر إیذاء لغیره و لو امتلأت الصفوف فلا بأس و یکره له أن ینتقل إذا أقیمت الصلاة فلو شرع فی نافلة و أحرم الإمام و خشی أن تفوته رکعة استحب له


1- و عودها بمجرد التوبة لا یکفی بل لا بد من إحراز الملکة جدیداً.

ص: 78

قطعها و الدخول معه قبل رکوعه و لو کان قد شرع فی فریضة استحب له العدول بها إلی النافلة مع الإمکان فان خشی فواتها من إکمال النافلة أیضا استحب له قطعها.

مشکاة فی صلاة المسافر

و فیها مصابیح:

المصباح الأول فی شروط التقصیر
اشارة

اعلم انه یجب القصر علی المسافر بإسقاط الرکعتین الأخیرتین من الرباعیة دون الصبح و المغرب فلا قصر فیهما بشروط:

(الأول) أن یکون سفره مسافة شرعیة

(الأول) أن یکون سفره (1) مسافة شرعیة

و هی ثمانیة فراسخ امتدادیة ذهابا أو إیابا أو ملفقا من أربعة ذهابا و أربعة إیابا سواء اتصل ذهابه بإیابه و لم یقطع بمبیت لیلة فصاعداً فی الأثناء أو قطعة بذلک لکن لا علی نحو تحصل به الإقامة القاطعة للسفر و لا غیرها من قواطعه فیقصر و یفطر الا ان الاحوط فیما إذا قطعه بمبیت لیلة فصاعداً التمام مع القصر و قضاء الصوم و کذا الحکم فیما لو زادت علی الأربعة و لم تبلغ الثمانیة أما لو نقصت عن الأربع فلا حکم لها و ان کثر تردده فیها ذاهباً أو جائیاً إلی حد الترخص حتی بلغ المجموع ثمانیة أو اکثر فلو کانت مثلا ثلاثة فراسخ فذهب و رجع إلی ما دون محل الترخص ثمّ عاد لم یکن مسافراً و هذا بخلاف ما لو کان للبلد طریقان و الأبعد منهما مسافة فسلک الأبعد فانه یقصر فیه و فی المقصد و ان کان سلوکه لإرادة التقصیر علی الأصح و کذا لو سلک الأقرب و کان دون المسافة لکن کان من نیته الرجوع من الأبعد الذی هو مسافة فلا إشکال فی التقصیر بل لو کان الأبعد سبعة مثلا و الأقرب فرسخاً واحد اقصر من حین سلوکه للأقرب إذا کان من نیته


1- اعلم انه جرت عادة الفقهاء رضوان الله تعالی علیهم فی مؤلفاتهم من الرسائل العملیة و غیرها انهم یذکرون أول شروط القصر المسافة و هی قطعها و هی ثمانیة فراسخ مع ان نفس المسافة أو قطعها لا اثر له فی وجوب القصر أصلا لا وجودا و لا عدما فقد یجب القصر بدون المسافة کما لو قصدها و دخل وقت الصلاة قبل قطع المسافة و بعد تجاوز محل الترخص فانه یجب علیه القصر و إن عدل عن قطعها بعد الصلاة و قد یقطع المسافة و لا یجب علیه القصر کما لو قطعها مترددا فالمدار وجودا و عدما علی القصد لا علی القطع فلا ینبغی أن یعدا شرطین بل شرط واحد و هو قصد قطع المسافة سواء قطعها أم لا.

ص: 79

الرجوع علی الأبعد فالمدار علی کون المجموع ثمانیة أو أزید علی الأقوی و الفرسخ ثلاثة أمیال و المیل أربعة آلاف ذراع بذراع الید الذی طوله أربع و عشرون إصبعا عرض کل إصبع سبع شعیرات عرض کل شعیرة سبع شعرات من أوسط شعر البرذون و مبدأ حساب المسافة سور البلد أو أواخر البیوت فیما لا سور فیه فی البلاد الصغار و المتوسطات و أما البلاد الکبار الخارقة للعادة فمن أواخر المحلة و الاحوط مع عدم بلوغ المسافة من آخر البلد الجمع و ان بلغها من آخر المحلة و یکشف عن تحقق المسافة مسیر یوم معتدل من الفجر إلی اللیل بالسیر المعتدل فی الأرض المبسوطة و تثبت بالعلم الحاصل من الاختبار مسحا أو زمانا و بالبینة و بخبر العدل الواحد بل الثقة دون مطلق الظن و ان کان الاحوط فی الاطمئنانی منه البالغ إلی درجة الوثوق و الاطمئنان و لو شک فی بلوغها بنی علی التمام و الظاهر عدم وجوب الفحص و ان کان أحوط إذا لم یستلزم العسر و الحرج کما إذا أمکن بالسؤال ممن یطمئن بخیره مثلا.

(الثانی) قصد المسافة و العزم علی قطعها ابتداء و استدامة

فلو لم یعزم علی ذلک فی الابتداء لم یقصر و ان تمادی به السیر فمن طلب غریما أو آبقا أو دابة شردت حتی قطع مسافة بل مسافات من غیر ان یکون مسبوقا بقصد قطعها لم یقصر نعم یقصر فی الرجوع کما انه یقصر فی ذهابه أیضا إذا علم بان ما یطلبه فی مکان قد بقی إلیه مسافة فقصدها کما انه لو عزم علی ذلک فی الابتداء لکن لم یستمر عزمه بان عدل عنه قبل بلوغ أربعة فراسخ أتم و کذا لو تردد لکن یمضی ما صلاه قصراً بعزمه الأول و لا یحتاج إلی إعادة لا فی الوقت و لا فی خارجه أما لو کان عدوله أو تردده بعد بلوغ الأربعة بقی علی التقصیر إذا کان عازما علی الرجوع من غیر نیة الإقامة عشرا و إن لم یرجع لیومه بل و إن بقی متردداً إلی ثلاثین یوماً لاستمرار القصد بالنسبة إلی المسافة و العدول إنما هو عما زاد نعم لو عدل بعد بلوغ الأربعة و کان عازما علی عدم العود أو کان مترددا فی اصل العود و عدمه أو کان عازما علی العود لکن بعد الإقامة عشراً أتم و لا فرق فی القصد المزبور بین حصوله أصالة و تبعا لقصد الغیر کما فی الخادم و العبد و الزوجة و ما شابههم و لو قهراً کالأسیر و نحوه فانه یکفی فی وجوب القصر

ص: 80

قصد السفر کذلک و إن کان مجبوراً أو مکرها علی اصله أما لو القی فی السفینة بدون اختیاره أو ارکب علی الدابة کذلک ففیه إشکال و إن علم بإیصاله إلی المسافة و لکن الأقوی (1) الاکتفاء أیضا فی وجوب القصر نعم یعتبر العلم بکون قصد المتبوع مسافة فلو لم یعلم بذلک بقی علی التمام کما انه یعتبر أن یکون عازما علی التبعیة فلو عزم علی المفارقة و الرجوع لدی التمکن منه و احتمل قدرته علیه و لو بفرار و شبهه أو تردد فیه لم یقصر.

(الثالث) أن لا یکون قاصداً فی أول سیره أو فی أثنائه إقامة العشرة أو المرور بالوطن قبل تمام المسافة و لا مترددا فی ذلک

فلو قصد الإقامة علی رأس الأربعة أو قبل انتهاء الثمان فراسخ الامتدادیة أو تردد فی ذلک أو کان له وطن علی رأس الأربعة أو فی أثناء الثمانیة و قصد المرور به أو تردد أتم نعم لو لم یکن قاصداً لذلک و لا مترددا فیه و لکنه یحتمل عروض مقتض لذلک فی الأثناء قصر و لو کان قاصدا للإقامة و المرور بالوطن ثمّ عدل فان کان ما بقی بعد العدول یبلغ مسافة و لو مع ضم الإیاب قصر و إلا فلا.

(الرابع) أن یکون السفر سائغا

فلو کان معصیة لم یقصر سواء کان نفسه معصیة کإباق العبد أو غایته علی وجه یتبع السفر تلک الغایة فی التحریم کالسفر لقطع الطریق و نیل المظالم من السلطان و نحو ذلک نعم لیس منه ما وقع المحرم فی أثنائه فیبقی علی القصر و إن أدی إلی حرمة السفر نفسه کرکوب الدابة المغصوبة أو المشی فی ارض مغصوبة علی الأصح و إن کان الاحوط فیه الجمع کما انه لیس منه ما کان ضداً لواجب و إن کان مضیقا کوفاء الدین مضیق و نحوه علی الاحوط إلا إذا قصد التوصل به إلی ترکه فالاحوط الجمع و بحکم السفر المحرم السفر للصید لهوا فیتم دون ما کان لقوته و قوة عیاله أو للتجارة فیقصر و التابع للجائر إذا کان مجبورا أو مکرها قصر و إن أعد نفسه لامتثال أوامره فسافر امتثالا لأمره فان کان بحیث تتحقق الإعانة له علی


1- الاحوط الجمع فی هذه الصورة و الأقوی التمام.

ص: 81

ظلمه أتم و ان کان ذلک السفر فی نفسه مباحا و إلا قصر و العائد من سفر المعصیة ان عاد بعد التوبة قصر و إن کان قبلها أتم لأن العود جزء من سفر المعصیة و هو شرط ابتداء و استدامة فلو کان ابتداء سفره سائغا فصار حراما أتم و بالعکس بالعکس.

(الخامس) أن لا یکون ممن بیته معه

کأهل البوادی الذین لیس لهم مسکن معین بل ینزلون حیث ینزل المطر و ینبت العشب و الشجر لعدم صدق المسافر علیهم نعم لو سافروا لمقصد آخر من حج أو زیارة أو نحوهما قصروا.

(السادس) أن لا یتخذ السفر عملا له کالمکاری و الملاح و الساعی و الراعی و نحوهم ممن عمله ذلک

فان هؤلاء یتمون الصلاة فی سفرهم الذی هو عمل لهم و ان استعملوه لأنفسهم لا لغیرهم کحمل المکاری مثلا متاعه و أهله من مکان إلی آخر نعم یقصر فی السفر الذی لیس عملا له کما لو فارق الملاح مثلا سفینته و سافر للزیارة أو الحج و نحوهما و کذا لو کان عمله الکراء إلی ما دون المسافة ثمّ اتفق انه سافر إلی مسافة فانه یقصر و لو آجر دوابه إلیها و یعتبر فی استمراره علی التمام أن لا یقیم فی بلده أو بلد آخر عشرة أیام و لو غیر منویة فان أقام انقطع حکم التمام و عاد إلی القصر لکن فی السفرة الأولی خاصة دون الثانیة فضلا عن الثالثة و إن کان الاحوط فیهما الجمع.

(السابع) الوصول إلی حد الترخص

و هو المکان الذی یخفی فیه الاذان أو تتواری صور الجدران و اشکالها و إن لم تتوار أشباحها و الاحوط مراعاة اجتماعهما فلو تحقق أحدهما فقط احتاط بالجمع أو تأخیر الصلاة إلی أن یتحقق الآخر و المدار فی الاذان و الجدران و السماع و الرؤیة علی المتعارف فی الهواء المعتدل فما خرج عنه رد إلیه کما انه عند فقدان الاذان و الجدران و کذا السماع و الرؤیة یراعی التقدیر و کما یعتبر ذلک فی السفر من البلد کذلک یعتبر فی السفر من محل الإقامة أو المحل الذی استقام فیه ثلاثین یوما متردداً علی الأقوی فلو صلی بعد الخروج و قبل الوصول إلی محل الترخص اثم و ان کان الاحوط الجمع أما لو صلی قبل الخروج فلا ریب فی القصر و کما انه فی ابتداء السفر ینقطع به الحکم بالتمام و یجب القصر فکذا فی العود

ص: 82

من السفر ینقطع حکم القصر و یجب التمام علی الأقوی و ان کان الاحوط تقدیم الصلاة قبل الوصول إلیه أو تأخیرها إلی أن یصل منزله و إلا فالجمع و کما انه فی ابتداء السفر لا فرق بین وطنه و محل إقامته فکذا فی العود منه لا فرق بینهما أیضا فإذا وصل المسافر إلی محل الترخص من البلد الذی قصد الإقامة فیه عشراً أثم و إن کان مراعاة الاحتیاط السابق هنا أولی.

المصباح الثانی فی قواطع السفر
اشارة

و هی أمور:

(أحدها) الوطن

فان المرور علیه قاطع للسفر و موجب للتمام ما دام فیه أو فی ما دون حد الترخص منه و یحتاج فی العود إلی القصر بعده إلی قصد مسافة جدیدة و لو ملفقة مع التجاوز عن حد الترخص و المرد به المکان الذی اتخذه مسکنا و مقرا له علی الدوام بحیث لا یخرج عنه إلا لداع و غرض مع عزمه علی العود إلیه بلداً کان أو قریة أو غیرهما سواء کان مسکنا لأبیه و أمه و مسقط رأسه أم لم یکن متحداً کان أم متعدداً علی التناوب دائماً و لا یعتبر فیه بعد الاتخاذ المزبور حصول ملک له فیه أصلا فضلا عن کونه قد استوطنه ستة اشهر علی الأصح نعم یعتبر فیه الإقامة فیه بمقدار یصدق علیه عرفا انه وطنه و الظاهر ان الصدق المذکور یختلف بحسب الأشخاص و الخصوصیات و إذا اعرض عن الوطن الأصلی أو المستجد یزول عنه حکم الوطنیة فلا یوجب المرور علیه قطع حکم السفر و إن کان له فیه ملک قد استوطنه ستة اشهر فضلا عما إذا لم یکن.

(الثانی) العزم علی إقامة عشرة أیام فصاعداً متوالیة بلیالیها المتوسطة

و یکفی تلفیق الیوم المنکسر من یوم آخر فی مکان واحد أو یعلم بقاءه فیه کذلک و لو اضطراراً و لا یعتبر فی نیة الإقامة قصد عدم الخروج من خطة سور البلد و نحوها علی الأصح بل لو قصد حال نیتها الخروج إلی بعض بساتینها أو مزارعها و نحوها من حدودها مما لا ینافی صدق اسم الإقامة فی بلد عرفا جری علیه حکم المقیم بل یجری علیه ذلک حتی إذا کان من نیته الخروج عن حد الترخص بل حتی إلی ما دون الأربعة إذا کان

ص: 83

قاصداً للعود عن قریب کما إذا کان من نیته الخروج نهارا و الرجوع قبل اللیل و إذا عزم علی إقامة العشرة ثمّ عدل عن قصده فان کان صلی مع العزم المذکور رباعیة بتمام بقی علی التمام ما دام فی ذلک المکان و ان لم یفعلها تماما رجع إلی القصر و ان تلبس بالرکعة الثالثة أو الرابعة منها و کذا لو صدر منه غیرها من آثار الإقامة کالصوم و التنقل و نحوهما و لا فرق فی العدول عن قصد الإقامة بین أن یعزم علی عدمها أو یتردد فیها و کما ان الإقامة موجبة للصلاة تماما و لوجوب الصوم أو جوازه کذلک موجبة لاستحباب النوافل الساقطة حال السفر و لوجوب الجمعة و نحو ذلک من أحکام الحاضر و إذا عزم علی الإقامة فنوی الصوم ثمّ عدل بعد الزوال قبل الصلاة تماما رجع إلی القصر فی صلاته لکن صوم ذلک الیوم صحیح کمن صام ثمّ سافر بعد الزوال و لو بدا للمقیم الخروج إلی ما دون المسافة فان نوی إقامة أخری بعد ذلک و لو فی غیر محلها الأول أتم فی الذهاب و الإیاب و المقصد و إن لم ینو إقامة أخری فان کان من عزمه عدم العود إلی محل إقامته أو العود إلی محل إقامته أو العود إلیه لکن بعنوان انه منزل من منازله فی الرجوع إلی بلده قصر و إن کان عازما علی العود إلیه من حیث کونه محل إقامته علی أن ینشئ السفر منه إلی بلده أتم.

(الثالث) المتردد فی البقاء و عدمه ثلاثین یوما

یتم بعده إذا کان بعد بلوغ المسافة و حکم المتردد بعد ثلاثین کحکم المقیم فی مسألة الخروج إلی ما دون المسافة مع قصد العود إلیه و غیره من الأحکام السالفة و فی إلحاق الشهر الهلالی و إن کان نصا إذا اتفق المصادفة فی تردده لاول الهلال وجه لا یخلو عن قوة و إن کان الاحوط الجمع.

المصباح الثالث فی أحکام المسافر

اعلم انه إذا تمت الشرائط المذکورة وجب علی المسافر القصر فی الصلاة و سقط الصوم الواجب عزیمة بل المستحب أیضا إلا فی المستثنیات و الأقوی کون المسافر مخیرا بین القصر و الإتمام فی الأماکن الأربعة و هی المسجد الحرام و مسجد النبی و مسجد الکوفة و الحائر الحسینی علیه السلام و لا یلحق الصوم بالصلاة فی التخییر المزبور و التخییر فی هذه الأماکن استمراری فیجوز له التمام مع شروعه فی الصلاة بقصد القصر و

ص: 84

بالعکس ما لم یتجاوز محل العدول بل لا بأس بأن ینوی الصلاة من غیر تعیین أحد الأمرین من الأول بل لو نوی القصر فأتم غفلة أو بالعکس فالظاهر الصحة و إذا دخل علیه الوقت و هو متمکن من الصلاة فلم یصل ثمّ سافر وجب علیه القصر و لو دخل علیه الوقت و هو مسافر فلم یصل حتی دخل المنزل من الوطن أو محل الإقامة أو حد الترخص منهما أثم و الاحوط فی المقامین الجمع و إذا فاتت منه الصلاة و کان فی أول الوقت حاضرا و فی آخره مسافراً أو بالعکس فالأقوی انه مخیر بین القضاء قصراً أو إتماما و الاحوط مراعاة حال الفوت منه و أحوط منه الجمع و لو صلی المسافر بعد تحقق شرائط القصر تماما فأما أن یکون عالما بالحکم و الموضوع أو جاهلا بها أو بأحدهما أو ناسیا فان کان عالما بالحکم و الموضوع عامدا فی غیر أماکن التخییر بطلت صلاته و إن کان جاهلا بأصل الحکم و إن حکم المسافر التقصیر صحت صلاته و أما أن یکون عالما بأصل الحکم و جاهلا ببعض الخصوصیات مثل إن السفر إلی أربعة فراسخ مع قصد الرجوع یوجب القصر أو إن المسافة ثمانیة أو إن کثیر السفر إذا أقام فی بلده أو غیره عشرة أیام یقصر فی السفر الأول أو ان العاصی بسفره إذا رجع إلی الطاعة یقصر و نحو ذلک و أتم بطلت صلاته و کذا إذا کان عالما بالحکم جاهلا بالموضوعی کما إذا تخیل عدم کون مقصده مسافة مع کونه مسافة فانه لو أتم بطلت صلاته و أما إذا کان ناسیا لسفره أو ان حکم السفر القصر فأتم فان تذکر فی الوقت وجب علیه الإعادة و إن لم یعد فیه وجب علیه القضاء فی خارجه و ان تذکر بعد خروج الوقت لا یجب علیه القضاء و أما إذا لم یکن ناسیا للسفر و لا لحکمه و مع ذلک أتم صلاته غفلة و جریا علی عادته من التمام وجب علیه الإعادة أو القضاء و حکم الصوم فیما ذکر حکم الصلاة فیبطل مع العلم و العمد و یصح مع الجهل بأصل الحکم دون الجهل بالخصوصیات و دون الجهل بالموضوع و إذا کان جاهلا بأصل الحکم و لکن لم یصل فی الوقت وجب علیه القصر فی القضاء بعد العلم به و ان کان لو أتم فی الوقت کان صحیحا و یستحب جبر الفریضة المقصورة بأن یقول عقیبها ثلاثین

ص: 85

مرة سبحان الله و الحمد لله و لا اله الا الله و الله اکبر و الأولی عدم الاکتفاء بها عن التعقیب و الله العالم.

تتمة تشتمل علی فروع تتعلق بصلاة المسافر

1. المدار فی قطع المسافة علی الضرب فی الأرض أو علی الماء مستقیما ذهابا و إیابا

کما هو المتبادر عند الإطلاق من السفر أو الضرب فی الأرض أما السیر فی فرسخ أو فرسخین مترددا فیها ذهابا و إیابا فلا یکفی فی وجوب القصر و لو بلغ مجموع سیره أضعاف المسافة أما لو ذهب صاعدا فی الفضاء فی طیارة و نحوها فان قطع مسافة أفقیة عن بلدة فلا إشکال فی القصر أما لو استدار حول البلد بما یبلغ الثمانیة أو اکثر رحویا أو صاعدا فی الجو مستقیما علی البلد ففی وجوب القصر و عدمه وجهان من إطلاق الأدلة و من إمکان دعوی الانصراف عن مثل هذه الأنواع من السیر و السفر فلا یترک الاحتیاط بالجمع أو اتفق و ان کان القصر اقوی لوحدة الملاک و مثله الکلام لو نزل فی بئر و نحوها فی بلده بقدر المسافة.

2. ان المستفاد من التأمل فی مجموع أدلة القصر و التمام انهما منوطان بالسفر و الحضر

و لکن من باب النقیضین لا الضدین فالمکلف اما مسافر فیجب علیه القصر و أما غیر مسافر فیجب علیه التمام فالقصر یدور مدار صدق السفر اما التمام فلا یدور مدار صدق الحضر أو الوطن أو نحو ذلک من العناوین الوجودیة بل یدور مدار عنوان سلبی و هو کونه غیر مسافر اما ناوی الإقامة الذی یجب علیه التمام فهو مسافر حقیقة و موضوعا خارج عنه حکماً و علی هذه الفائدة أو القاعدة تتفرع فروع کثیرة ذات اثر عملی و فوائد مهمة (منها) ان طلبة العلوم المهاجرین إلی البلدان النائیة عن أوطانهم کالمهاجرین إلی مدارس النجف و المهاجرین إلی مدارس بغداد و مدارس القاهرة کل هؤلاء إذا وفقهم الله أن یکونوا من المصلین بصفتهم مسلمین فالواجب علیهم التمام و ان لم یکونوا فی أوطانهم و لا یصدق عنوان الحضر علیهم و لکن حیث انه لا یصدق علیهم عنوان السفر و المدار فی وجوب القصر کونهم مسافرین لا کونهم غیر حاضرین أو فی

ص: 86

وطنهم فالواجب علیهم التمام و یتفرع علی هذا اثر مهم و هو ان مثل أولئک لو خرج أحدهم عن محل هجرته زائرا إلی کربلاء مثلا یقصر فی سفره طبعا فإذا رجع إلی محل دراسته النجف أو بغداد یجب علیه التمام من غیر حاجة إلی نیة إقامة عشرة کما یحتاج سائر المسافرین بل لو علم من حاله انه سوف یسافر أیضا بعد ثلاثة أیام أو خمسة لم یرتفع عنه وجوب التمام فبلد هجرته کوطنه و لو لا ذلک لوجب علیه التقصیر حیث یعلم بعد بقائه عشرة فی مهجره و بهذا تنحل عقدة الإشکال فیما ذکره سیدنا الأستاذ أعلی الله مقامه فان الأصحاب رضوان الله علیهم قد اتفقت کلمتهم ظاهرا فی تحدید الوطن انه المکان الذی اتخذه مسکنا و مقرا له أبدا و دائما و خالفهم السید فی العروة و بعد أن حکی عنهم انه لا یکفی فی تحقق الوطنیة العزم علی السکنی مدة مدیدة کثلاثین سنة قال: و لکنه مشکل فلا یبعد الصدق العرفی فی مثل ذلک، و القضیة لیست قضیة صدق الوطن إذ لا اثر له أصلا و إنما السر ما ذکرنا من ان من یعزم علی البقاء فی بلد عشر سنین بل خمسا لا یصدق علیه انه مسافر و لذا یجب علیه التمام سواء صدق علیه الوطن عرفا أم لا إذ لا اثر لهذا العنوان علی ان صدق الوطن علی مثل ذلک من دون قصد الدوام مدة العمر مشکل بل ممنوع فتدبره جیدا.

3. السفر و الضرب فی الأرض الذی جعله الشارع موضوعا للقصر بقوله تعالی [وَ إِذٰا ضَرَبْتُمْ فِی الْأَرْضِ فَلَیْسَ عَلَیْکُمْ جُنٰاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلٰاةِ] هو السفر المتعارف

الذی یسافره الناس لما یتفق لهم من المقاصد و الأغراض ثمّ یعودون إلی أوطانهم فإذا خرج عن المتعارف انتفی عنه وجوب القصر و بقی علی التمام فالموضوع للقصر إذا لیس هو مطلق السفر بل السفر الخاص و هو السفر المتعارف فمثل المکاری و الملاح و الراعی و أمثالهم من العناوین الواردة فی الأخبار المحکوم علیهم فیها بالتمام إنما انتفی عنهم القصر من جهة ان سفرهم خارج عن المتعارف و یستفاد من ذلک فائدة کلیة و هی ان کل من کان سفره خارجا عن متعارف أسفار الناس فحکمه التمام و الصیام و إن لم یرد به و لا ذکر فی الأدلة مثل کثیر

ص: 87

السفر للتجارة أو غیرها و مثل أرباب المهن الدائرین فی القری و المزارع کالنجار و الحداد و الحلاق و أضرابهم و تتحقق الکثرة بسفره مرتین یقیم بعد کل واحدة فی وطنه أو غیره عشرة أیام فی الثالثة یکون کثیر السفر و یلزمه التمام إلی أن یقیم عشرة بین سفرین فیلزمه القصر فی الثالثة و هکذا و یدخل فی هذه القاعدة أیضا أنواع کثیرة لا ذکر لها فی الأدلة کالحاطبین و الحشاشین و السواح و من لا وطن له أصلا بل کل الدنیا وطن له و من هذا القبیل الطیار و سواق السیارات و البواخر و القطار و عامل البرید و أمثالهم کل هؤلاء و نظائرهم یتمون صلاتهم و یصومون فی سفرهم الخاص أی الذی هو مهنتهم نعم لو سافروا سفرا متعارفا فی غیر مهنتهم وجب علیهم القصر و صاروا کسائر المکلفین لحج أو زیادة و نحوهما و من هنا یعرف حکم المبعض و هو الذی یکثر سفره فی الصیف مثلا دون الشتاء أو بالعکس أو فی سنة دون سنة و هکذا فانه یتم فی أسفاره التی اعتادها فی السنة أو الفصل الخاص و إذا سافر فی غیرها بقصر و هکذا و هذا باب واسع و له فروع کثیرة فتدبرها و احتفظ بهذه الفوائد الثلاث فإنها تنفعک کثیراً و لا تجدها فی غیر هذا الکتاب و لله المنة و الحمد.

خاتمة کتاب الصلاة

ذکر الفقهاء ان الصلوات الواجبة سبعة أنواع الفرائض الیومیة و الجمعة. و العیدین. و رکعتی الطواف. و الآیات. و الملتزم بنذر و نحوه. و لم یذکر فی هذا الکتاب هنا تبعا للأستاذ فی (العروة) سوی الیومیة و الآیات أهملوا ذکر الجمعة اما لعدم وجوبها العینی فی هذه الأزمنة أو لدخولها فی الیومیة نظرا لکفایتها عند وجوبها عن الظهر و هو لا یصلح وجها للإهمال ضرورة إنها و ان کانت تقوم مقام الظهر و لکن تنفرد عنها بأحکام کثیرة کالخطبتین و غیرهما. اما وجوبها العینی فی زمن الغیبة فقد اختلفت مذاهب فقهائنا اشد الاختلاف فیه بعد اتفاقهم علی الوجوب العینی فی زمن ظهور الإمام و سلطته و عدم وجوبها مع الغلبة علیه و عدم تمکنه و لکن اتسعت شقة

ص: 88

الخلاف فی حکمها بعد الغیبة و أصول الأقوال فیها اثنان قول بعدم المشروعیة لا وجوبا و لا استحبابا و هذا هو المشهور عند اکثر الأصولیین و لا سیما المتأخرین و عملهم علیه و القول الآخر المشروعیة و اختلف القائلون بالمشروعیة إلی عدة أقوال فبین قائل بوجوبها العینی و کفایتها عن الظهر مع الاختلاف فی اعتبار شرطیة الإمام أو نائبه الخاص أو العام و هو الفقیه الجامع لشرائط الحکم و الفتوی فلا تجب الا مع تمکنه من إقامتها حیث تجتمع بقیة الشرائط، و قیل بعدم اعتبار هذا الشرط و الاکتفاء بکل من یصلح لإمامة الجماعة و لعله المشهور عند المحدثین و علیه عمل أکثرهم إلی الیوم و قال آخرون بالوجوب التخییری بینها و بین الظهر و زاد الشهید الثانی قدّس سِرُّه فی الروضة بأنها افضل فردی التخییری فهی مستحبة عینا واجبة تخییراً و اختاره السید الأستاذ (فی حواشی (التبصرة) التی یظهر منها عدم الوجوب العینی أو عدم المشروعیة مع فقد الإمام أو من نصبه، هذه جمهرة الأقوال فی صلاة الجمعة، أما الأدلة فأقوی ما یتمسک به بوجوبها المطلق إطلاق الآیة الشریفة و هی و ان کانت فی بادئ النظر موهمة للإطلاق و لکن الخبیر بأسالیب الکتاب الکریم و دقائق تراکیبه یعرف عدم صحة الاعتماد علی انسیاق هذا الإطلاق کما أشرنا إلیه فی جواب بعض السائلین المنکرین علی الإمامیة عدم قیامهم بهذه الفریضة التی هی من أهم شعائر الإسلام مع صراحة القرآن العظیم بوجوبها و إطباق کافة المذاهب علیه و قد نسخنا الجواب فی بعض مجامیعنا، و أما الأخبار فهی مغلفة بغلاف سمیک من الابهام و الإجمال کأنها تحاول أمرا لا مساغ لبیانه کما هو ظاهر فی خبر زرارة المشهور و الحق إنها لا تدل علی شی ء من وجوب و غیره و لذا تجد أرباب کل قول یتمسک بها علی صحة مذهبه و کذلک الإجماع فکل یحتج به لدعواه مع ان الخلاف علی ساق فلم یبق بعد قصور الأدلة الاجتهادیة إلا الرجوع إلی الأصول العملیة و استصحاب وجوبها العینی غیر محقق الأطراف و البراءة تنفی وجوبها العینی کسائر موارد دوران الأمر بین التخییر و التعیین و قاعدة الاشتغال تقضی بتعیین الظهر، هذا من حیث الصلب بمقتضی القواعد و الأدلة. و الذی أراه ان الفقیه الجامع إذا تمکن من إقامتها بشروطها أتی بها جماعة ثمّ

ص: 89

صلی هو و غیره الظاهر بعدها فیکون قد عمل بالاحتیاط و أحرز الواقع علی کل تقدیر و احتمال الحرمة من جهة التشریع یدفعه ان الرجاء و الاحتیاط لا یجامع التشریع و قد کتب فقهاؤنا رضوان الله علیهم رسائل مبسوطة فی صلاة الجمعة و ما ذکرناه علی ایجازه لعله یغنی عن کل تلک الرسائل علی إطنابها فتدبره و لله المنة و أما العیدان فالظاهر الاتفاق علی مشروعیتهما بل و استحبابهما جماعة و فرادی عند من قال بعدم مشروعیة الجمعة فی حال الغیبة کالاتفاق علی وجوبهما مع الفقیه و بدونه عند القائل بوجوب الجمعة و لیس فی الأدلة أیضا صراحة بما ذهبوا إلیه من استحبابهما مع فقد شرائط الوجوب و لعلهم استندوا إلی إنها عبادة و صلاة و الصلاة

خیر موضوع و قد زال وجوبها بعدم شرطه فیبقی الاستحباب بالعمومات و هو حسن و لکنه یأتی فی صلاة الجمعة کاملا فمال الوجه فی عدم اتفاقهم علی استحبابها کالعیدین و ما السر فی ذهاب بعضهم إلی حرمتها مع انها و العیدان سواء، اما صلاة

الطواف فستأتی أحکامها فی کتاب الحج إن شاء الله و أما الملتزم بنذر و نحوه أو اجارة فیتبع متعلقه فان تعلق النذر بفرض فی الأصل و إن صار نفلا بالعرض جری علیه أحکام الفرض کما لو نذر ان کل فرض صلاه فرادی بعیدة جماعة فاللازم أن یأتی به بجمیع خصوصیات الفرض من السورة و القیام و البناء علی الأکثر و غیر ذلک و ان تعلق بنفل فی الأصل کالنوافل الیومیة و غیرها مما لیس فیه وظیفة معینة و کیفیة خاصة جرت علیه جمیع خصائص النفل فیجوز له مع الإطلاق الاقتصار علی الفاتحة و الجلوس و البناء علی الأقل و لا یجوز فیها الجماعة و إن وجبت بالعرض، ثمّ إن السید الأستاذ (تبعا لجماعة ذکر فی عداد الصلوات الواجبة صلاة الإجارة و صلاة الوالدین علی الولد الأکبر و صلاة الأموات مع ان الأول و الثانی یدخل فی الیومیة و صلاة الأموات صلاة بالمعنی اللغوی لا الشرعی و الأمر فی ذلک سهل و نسأله تعالی أن یحسن لنا الخاتمة و یجعلنا من المقیمین للصلاة و المؤتین للزکاة الذین یرثون الفردوس هم فیها خالدون.

ص: 90

الکتاب الثالث من کتب العبادات کتاب الزکاة

اشارة

(1) التی هی أخت الصلاة فی ان وجوبها فی الجملة من ضروریات الدین و ان منکره مندرج فی سبیل الکافرین و من منع قیراطا منها فلیس بمؤمن و لا مسلم و لیمت إن شاء یهودیا و إن شاء نصرانیا و ما من ذی زکاة مال أو نخل أو زرع أو کرم یمنع من زکاة ماله إلا قلده الله بتربة أرضه یطوق بها من سبعین ارضین إلی یوم القیامة و ما من أحد یمنع من زکاة ماله شیئا إلا جعل الله ذلک ثعبانا من نار مطوقا فی عنقه ینهش لحمه حتی یفرغ من الحساب و ان الله یحبسه یوم القیامة بقاع قفر و یسلط علیه شجاعا اقرعا أی ثعبانا لا شعر فی رأسه لکثرة سمه یریده و هو یحید عنه فإذا رأی انه لا یتخلص منه أمکنه من یده فقضمها کما یقضم الفحل ثمّ یصیر طوقا فی عنقه و أما فضلها فیکفیک منه ما ورد فی فضل الصدقة الشاملة لها من ان الله یربیها لصاحبها کما یربی الرجل فصیله و یؤتی بها یوم القیامة مثل أحد و أنها تدفع میتة السوء و تفک من لحی سبعمائة شیطان و أنها تطفئ غضب الرب و تمحو الذنب العظیم و تهون الحساب و تنمی المال و تزید فی العمر و هی علی قسمین (زکاة المال و زکاة الفطرة) فهنا مشکاتان:


1- و هی ضریبة أو فریضة جعلها الشارع علی الاغنیاء للفقراء فی أموال مخصوصة بشروط معینة فی الدافع و المدفوع منه و المدفوع له و هی نوعان زکاة الأموال و زکاة الأبدان و هی من أعظم أرکان التشریع و لعظمة شأنها و اهتمام الشارع المقدس بها قرنها بالصلاة التی هی عمود الدین و مانع الزکاة لا تقبل صلاته و هی الاشتراکیة الصحیحة التی روعی فیها حال الفقیر فلم یحرم من المساعدة و حال الغنی فلم یؤخذ إلا الطفیف من طرف أمواله و لذا ورد فی الحدیث أن الله فرض الزکاة من فضول أموال اغنیائکم ترد علی فقرائکم و فیها من ربط أواصر الاخاء و الالفة فی المجتمع ما یضمن اقوی أمراس الوحدة و التضامن مع حفظ حریة المالک فی أمواله لا کهذه الاشتراکیة التی شاعت فی هذه العصور فشاهت بها الوجوه و تاهت بها العقول و ضاعت بها الحریة الشخصیة و حجرت علی الإنسان التمتع بثمرات اتعابه و نتائج جهوده وز صیرته کالآلة الصماء یساق إلی العمل بلا اختیار و لا امل نعم ان فی الزکاة و سائر الحقوق المالیة التی شرعها الإسلام مصالح نوعیة و فردیة اخلاقیة و اجتماعیة یقصر عن تعدادها العد و یحید عن احصائها الحد.

ص: 91

المشکاة الأولی فی زکاة المال

اشارة

و الکلام فیمن تجب علیه و فیمن تصرف إلیه و فی أوصاف المستحقین فهنا مصابیح:

المصباح الأول فیمن تجب علیه

اشارة

و یشترط فیمن تجب علیه أمور:

(الأول) البلوغ

لا تجب علی الصبی فی النقدین قطعا بل و لا فی غیرهما علی الأقوی نعم تستحب فی غلاته و مال تجارته إذا اتجر له الولی أو مأذونه و اجتمعت فیه شرائط زکاة التجارة.

(الثانی) العقل

فلا تجب علی المجنون و لو ادوارا نعم تستحب فی مال تجارته کما فی الصبی و تجب علی المغمی علیه و السکران علی الأقوی.

(الثالث) الحریة

فلا زکاة علی العبد و لو قلنا بأنه یملک ما فی یده و حینئذ فکما لا تجب علیه لا تجب (1) علی سیده أیضا نعم لو قلنا بعدم ملکیته و ان ما فی یده ملک لسیده تجب علی السید إذا کان متمکنا من التصرف إلا المبعض إذا بلغ ما یتوزع علی بعضه الحر النصاب.

(الرابع) الملک

فلا زکاة علی الموهوب إلا بعد القبض و لا علی الموصی به إلا بعد الوفاة و القبول و لا علی القرض إلا بعد قبضه فلو افترض نصابا و حال علیه الحول بعد القبض وجبت فیه الزکاة.


1- لا مانع من وجوبها علی السید حتی لو قلنا بملکیة العبد لأن ملکیته طولیة لا عرضیة و امتناع اجتماع مالکین علی مال واحد لو قلنا به فهو فی المالکین عرضا لا طولا أما العبد فلا تجب علیه لأن ملکیته محجورٌ علیها بملکیة مولاه التی هی فوقها و لو قلنا بأنه مطلق التصرف غیر مقید باجازة المولی فلا مانع من وجوب الزکاة علیه دون المولی نعم فی صحیحة ابن سنان قلت له مملوک فی یده مال علیه زکاة قال لا قلت فعلی سیده قال لا لأنه لم یصل إلی السید. و هی ظاهرة فی عدم وجوبه علیهما و لا یبعد بمقتضی التعلیل إن الملحوظ المال الذی فی ید العبد و لا یستطیع المولی التصرف به أما لتمرد العبد و عصیانه أو لسبب آخر أما مع تمکن السید من التصرف فلا یظهر وجه لعدم وجوب الزکاة و الله العالم.

ص: 92

(الخامس) تمام التمکن من التصرف

فلا زکاة فی النصاب المنذور صدقته فی أثناء الحول نذراً مطلقا لا تعلیق فیه (1) و لا فی الموقوف و إن کان خاصا نعم تجب فی نمائه إذا بلغت حصة کل واحد النصاب و اما الوقف العام فلا تجب فیه و لا فی نمائه و إن (2) انحصر فی واحد لا فی المرهون و المحجور و المسروق (3) و الساقط فی البحر و الموروث من غائب قبل أن یصل بیده أو ید وکیله و لا فی الدین (4) و إن تمکن من استیفائه و


1- النذر اما ان یتعلق بالنصاب بعد الحول و اجتماع الشرائط فلا اشکال فی وجوب الزکاة مطلقا سواء أطلق النذر أو قیده بالجمیع و وجهه واضح و أما أن یتعلق قبله فلا یخلو أن یکون النذر مطلقا أو معلقا علی شرط و علی الأول فلا ریب فی عدم وجوب الزکاة ان کان من نذر النتیجة و علی الثانی فلا یخلو أما أن یکون المعلق علیه لم یقع إلا بعد الحول فالزکاة فالزکاة واجبة و أما أن یکون قد وقع قبله فان کان موقتا و قد حصل الوقت و هو من نذر النتیجة فلا زکاة و إن لم یحصل الوقت حتی حال الحول وجبت لأنه من قبیل المعلق و أما لو کان من نذر السبب و حصل الوقت قبل الحول فان وفی بنذره و أخرجه عن ملکه فلا زکاة و إن عصی و لم یفعل وجبت الزکاة علی الاحوط لأنه بعد فی ملکه و إن حصل الوقت أو المعلق علیه مع الحول دفعة واحدة فلا یبعد وجوب الزکاة أیضا لأن الحول قد حال و المال فی ملکه و هو متمکن من التصرف به و هذا إن لم یکن هو الأقوی فلا اشکال انه هو الاحوط و إن کان فی کثیر من هذه الفروع للنظر مجال أما المملوک بعقد خیاری فالاصح بناء علی ان الخیار یتعلق بالعقد لا بالعین وجوب الزکاة فیه إلا إذا اشترط البائع عدم نقل العین فتکون الملکیة مقیدة فلا تجب و علی ذلک المبنی فالحول من حین العقد لا من حین انقضاء زمن الخیار.
2- إذا قبض الموقوف علی حصته من النماء و کان زکویا جامعا للشرائط و منها الحول وجبت زکاته و لا یقدح کونه عاماً.
3- المسروق و المغصوب و الضائع و الساقط فی البحر و کل ما هو من هذا القبیل إذا أمکن تخلیصها بسهولة و لو بالمال أو اقامة الدعوی وجبت زکاته علی الاحوط بل الأقوی إذ لا تنافی السلطنة الفعلیة عرفا و کذا المرهون إذا أمکنه فکه فعلا.
4- لما کان الدائن یستحق کلیا فی ذمة المدین و ظاهر أدلة الزکاة انها تتعلق بالأعیان الخارجیة و لو بنحو کلی فی المعین کما لو ملک نصابا فی قطیع غنم لذا لا تجب فی الدین إلا بعد قبضه و إن أمکن استیفاؤه بل لا یمکن تعلقها بالغلات لأن شرطها إن تملک بالزراعة و لا بالانعام لانتفاء السوم نعم یمکن ذلک فی النقدین و لکن الزکاة کما عرفت لا تتعلق بالمملوک فی الذمة و الأخبار فی الدین الذی یقدر علی استیفائه متعارضة و لکن خبر علی بن جعفر عن أخیه موسی علیه السلام النافی لها ارجح و مع ذلک فلا ینبغی ترک الاحتیاط بادئها عن الدین الذی یقدر علی اخذه بل عن مطلق الدین و الله العالم و زکاة القرض علی المقترض الذی یملکه بالقبض فإذا جمع الشروط وجبت زکاته (فرع) لو استطاع الحج بالنصاب فان تمکن من السیر قبل الحول و سافر فلا زکاة و ان عصی حتی حال الحول وجبت و استقر الحج فی ذمته و إن لم یمکن السیر إلا بعد الحول وجبت فان بقی ما یکفی للحج وجبت و إلا فلا و لو أمکن السیر فی منتهی الحول تزاحم الواجبان فهل یجب الحج أو الزکاة أو یتخیر وجوهاً و لا یبعد تقدیم الزکاة لأن الحول تم و المال فی ملکه و هو متمکن من التصرف فیه فصار المستحق شریکا له و خرج مقدار الزکاة عن ملکه بخلاف الحج فانه لا یوجب خروج المال عن ملکه بل یجب صرفه فی الحج وجوبا تکلیفیا و الوضع مقدم علی التکلیف طبعا و مزیل لموضوعه قهراً فتدبره جیداً (فائدة) الکافر تجب علیه الزکاة کما یجب علیه سائر التکالیف و لکن لا تصح منه لأن صحتها مشروطة بالإسلام فلو تمکن الإمام أو نائبه من اخذها من أمواله کان له ذلک و إذا اشتری المسلم من الکافر النصاب بعد تعلق الزکاة وجب علی المسلم إخراجها لأن مقدار الزکاة قد انتقل من ملکه إلی الجهات الخاصة و بهذا یندفع اشکال ان هذا ینافی اقرارهم علی ما هم علیه و عدم مزاحمتهم فی ما یرونه ملکا لهم بسبب أو نسب أو معاملة فاسدة کما فی ثمن الخمر و الخنزیر فلیتدبر.

ص: 93

المفقود إذا عاد بعد سنین زکّاه عن سنة استحبابا و یعتبر وجود هذه الشرائط اجمع فی تمام الحول فیما یعتبر فیه الحول کالأنعام و النقدین و فیما لا یعتبر فیه الحول کالغلات یعتبر وجودها حال التعلق و لازم اعتبارها کذلک أن یکون ابتداء الحول فیما یعتبر فیه الحول من حین وجودها.

المصباح الثانی فیما تجب فیه

اشارة

تجب فی الانعام الثلاث الإبل و البقر و الغنم و النقدین الذهب و الفضة و الغلات الأربع الحنطة و الشعیر و التمر و الزبیب و لا تجب فیما عدا هذه التسعة و تستحب فی الحبوب بل فی کلما أنبتته الأرض مما یکال أو یوزن حتی الاشنان عدا الخضر و البقول کالقت و الباذنجان و الخیار و البطیخ و نحو ذلک و فی مال التجارة و فی إناث الخیل دون الذکور و دون البغال و الحمیر و دون الرقیق فهنا قبسات:

(القبس الأول) فی زکاة الأنعام

و یشترط فیها مضافا إلی الخمسة السابقة أربعة أمور النصاب و السوم و ان لا نکون عوامل و الحول أما الشرط الأول و هو النصاب ففی الإبل اثنا عشر نصابا خمسة کل واحد منها خمس و فی کل خمس شاة ففی الخمسة و العشرین خمس شیاه فإذا بلغت ستا و عشرین ففیها بنت مخاض و هی منها ما دخل فی السنة الثانیة فإذا بلغت ستا و ثلاثین ففیها بنت لبون و هی الداخلة فی السنة الثالثة فإذا بلغت ستا و أربعین ففیها حقة و هی الداخلة فی السنة الرابعة فإذا بلغت إحدی و ستین ففیها جذعة و هی الداخلة فی السنة الخامسة فإذا بلغت ستاً و سبعین ففیها بنتا لبون فإذا بلغت إحدی و تسعین ففیها حقتان ثمّ إذا بلغت مائة و إحدی و عشرین ففی کل خمسین حقة و فی کل أربعین بنت لبون بالغا ما بلغ مع مراعاة ما به

ص: 94

الاستیعاب منهما فان تعذر فیهما فالأقرب إلی الاستیعاب منهما (1) فان تساویا تخیر و فی البقر و منه الجاموس نصابان ثلاثون و أربعون ففی کل ثلاثین تبیع أو تبیعة و هو منها ما دخل فی السنة الثانیة و فی کل أربعین مسنة و هی ما دخلت فی الثالثة بالغا ما بلغ مراعیا لما به الاستیعاب کما فی الإبل و فی الغنم خمسة نصب أربعون و فیها شاة ثمّ مائة و إحدی و عشرون و فیها شاتان ثمّ مائتان و واحدة و فیها ثلاث شیاه ثمّ ثلاثمائة و واحدة و فیها أربع شیاه ثمّ أربعمائة فیؤخذ من کل مائة شاة بالغا ما بلغ و ما بین کل نصاب من هذه النصب إلی النصاب الآخر عفو لا یجب فیه شی ء زائد علی ما وجب فی النصاب السابق کما قبل النصاب الأول من وجب علیه سن من الإبل کبنت المخاض مثلا و لم تکن عنده و کان عنده أعلی منها بسن کبنت اللبون دفعها و اخذ شاتین أو عشرین درهما إذا رضی الحاکم الشرعی أو الفقیر بذلک و إن کان ما عنده اخفض بسن دفعها و دفع معها الشاتین أو عشرین درهما و یجزی ابن اللبون عن بنت المخاض من غیر جبر و لو کانت عنده و إن کان الاحوط الاقتصار علی حال عدمها إذا لم یکونا معا عنده تخیر فی شراء أیهما شاء و لا یضم مال إنسان إلی غیره و إن کان مشترکا أو مختلطا متحد المسرح و المراح و المشرب و الفحل و الحالب و المحلب بل یعتبر فی مال کل واحد منها بلوغ النصاب و لو بتلفیق الکسور و لا یفرق بین مالی المالک علی الاحوط و إن تباعد مکانهما (الشرط الثانی) السوم فلا تجب الزکاة فی المعلوفة و لو فی بعض الحول بل یشترط کونها سائمة فی تمامه عرفا نعم لا عبرة باللحظة و اللحظتین و نحوهما (2) مما لا یخرجها عرفا عن صدق کونها سائمة و تعد الصغار من


1- الضابط فی هذا المقام ان المراد من قوله علیه السلام فی کل خمسین حقة و فی کل أربعین بنت لبون إن الإبل إذا زادت عن المائة و العشرین صار النصاب کلیا یلاحظ أربعین أربعین و خمسین خمسین أو ملفقا منهما بحیث لا یبقی عشرة لا تزکی فان استوعب المجموع أحد العددین تعین کالمائة و خمسین فیتعین الخمسون أو المائة و عشرون فیتعین الاربعون و إن استوعبه کل منهما تخیر کالمائتین فان شاء دفع أربع حقق و إن شاء خمس بنات لبون و إن استوعبه الملفق منهما تعین کالمائة و أربعین فحقتان و بنت لبون و من هنا ظهر انه لا مورد لتعذر الاستیعاب فیهما بل الاستیعاب ابدا حاصل اما بهما معا أو بأحدهما نعم لا یشذ إلا ما دون العقد من الآحاد لا العشرات کما لا وجه أیضا للتعبیر بالاقل عفوا کما فی (العروة) فتدبره جیداً.
2- بل و الیوم و الیومین و الثلاث خصوصا مع التفرق.

ص: 95

حین النتاج و العبرة فی رعیها برعی أمهاتها و لا فرق فی سقوط الزکاة فی المعلوفة بین علفها بنفسها أو علف المالک لها أو غیره من ماله أو مال المالک بإذنه أو غیر إذنه فانها تخرج عن السوم بذلک کله لکن لا تخرج بحیازة المرعی و رعیها فیه و لا بحیازة العلف وحده و الإتیان به لها کما لا تخرج بمصانعة الظالم علی المرعی المباح و لو بالمال الکثیر و أما استیجار الأرض للرعی أو شراء المرعی فالظاهر الخروج (1) به خصوصا إذا کان مزروعا لا نابت من نفسه و أما الرعی من نبات الدار أو البستان فان لم یکن مزروعا فالظاهر عدم الخروج به و اما إذا کان مزروعا ففیه إشکال و لا یبعد الخروج (الثالث) أن لا تکون عوامل و لو فی بعض الحول بحیث لا یصدق علیها انها ساکنة فارغة من العمل طول الحول فلا یقدح إعمالها یوما أو یومین فی السنة (الشرط الرابع) الحول بمعنی وجود النصاب فیه من أوله إلی تمامه مع اجتماع الشروط السابقة العامة و الشروط اللاحقة فیه کذلک فلو زال بعضها أو تمامها قبل تمامه لم تجب الزکاة و یتحقق هنا بتمام الأحد عشر شهراً (2) فیتحقق الوجوب بذلک بل یستقر به أیضا و دخول الثانی عشر إنما اعتبر من باب المقدمة لتمامه و إلا فلو زالت بعض الشروط أو تمامها مقارنا لدخول الثانی عشر لم یقدح فی استقرار الوجوب فضلا عما إذا زال بعضها أو تمامها بعد دخوله و لو قبل تمامه نعم لو اختل بعضها أو تمامها قبلا تمام


1- الأقوی فی النابت بنفسه عدم الخروج فتجب فیها الزکاة بل و فی المزروع أیضا علی الاحوط.
2- لیس للحول حقیقة شرعیة غیر معناه اللغوی أو العرفی فتحققه بدخول الثانی عشر منتزع من حکم الشارع بوجوب الزکاة بمجرد دخوله و إن فقد بعض الشروط أو کلها لا یقدح فی استقراره بخلاف ما لو فقد بعضها قبله فکان الشارع اعتبر دخوله محصلا لحولان الحول کما یقال فی العشر الأواخر من شهر رمضان قد انقضی الشهر و ورد فی ادعیتها و هذه أیام شهر رمضان قد انقضت و لیالیه قد تصرمت و لیس المراد بالضرورة ان الحول قد تحقق بالاحد عشر شهراً فیکون الشهر الثانی عشر من الحول الثانی بل الحول باق علی معناه و إنما التصرف و الاتساع فی جهة أخری فتدبره.(فرع) لو تلف من النصاب شی ء بعد الحول و اجتماع الشرائط فلا ضمان علی المالک مع عدم تفریطه و ینقص من حق الفقیر بالنسبة و إن کان بتفریطه و لو من جهة التأخیر مع التمکن من الأداء ضمن النقیصة و أعطی الزکاة تماما کما لو کان المال اکثر من النصاب و تلف من الزائد شی ء فان زکاة النصاب تجب تماما و الإشکال بان الاشاعة و تعلق الزکاة بالعین یقضی بکون التلف علی المالک و الفقیر بالنسبة مدفوع بان الاشاعة إنما هی فی النصاب و ان کان النصاب فی المجموع و لکنه علی نحو الکلی فی المعین.

ص: 96

الحادی عشر بطل الحول و لم تجب الزکاة کما لو نقصت عن النصاب أو لم یتمکن من التصرف فیها أو عاوضها بغیر جنسها و إن کان زکویا أو بجنسها کغنم سائمة ستة اشهر بغنم کذلک بل الظاهر بطلان الحول بذلک و لو فعله فرارا من الزکاة ثمّ ان الشهر الثانی عشر و إن لم یکن له مدخلیة فی الحول بالمعنی المذکور و لکنه محسوب من الحول الأول فابتداء الحول الثانی إنما هو بعد تمامه.

(تذییل) بما یؤخذ فی الزکاة و فیه مسائل:

(المسألة 1) لا تؤخذ المریضة من النصاب السلیم و لا الهرمة من نصاب الشاب و لا ذات العوار من نصاب السلیم و إن عدت منه إلا إذا کان کله کذلک فتجزی واحدة منه و لو کان بعضه صحیحا و بعضه مریضا فالاحوط إخراج صحیحة من أواسط الشیاه من غیر ملاحظة التقسیط و کذا لا تؤخذ الربی و هی الشاة الوالدة إلی خمسة عشر یوما و إن بذلها المالک إلا إذا کان النصاب کله کذلک و کذا لا تؤخذ الأکولة و هی السمینة المعدة للأکل و فحل الضراب و إن عد الجمیع من النصاب فیه و الشاة المأخوذة فی الزکاة فی الغنم و الإبل و الجبر اقل ما یجزی منها ما کمل له سنة و دخل فی الثانیة إن کان من الضأن و ما دخل فی الثالثة إن کان من المعز و یجری الذکر عن الأنثی و بالعکس و المعز عن الضأن و بالعکس لأنهما جنس واحد فی الزکاة کالبقر و الجاموس و الإبل العرابی و البخاتی.

(المسألة 2) إذا کان للمالک أموال متفرقة فی أماکن مختلفة کان له إخراج الزکاة من أیها شاء بل له أن یخرج من غیر جنس الفریضة بالقیمة السوقیة و إن کان الإخراج من العین افضل (المسألة 3) السخال إن لم تکن نصابا مستقلا و لا مکملة لنصاب آخر للأمهات فلا شی ء فیها کما لو وُلدت له أربعون فانه لیس فیها إلا الشاة و الزائد عفو و إن کانت نصابا مستقلا و لم تکن مکملة لنصاب آخر (1) فلکل حول بانفراده کما لو


1- إذا کانت نصابا مستقلا و غیر مکملة لنصاب آخر فتارة یخرج النصاب الأول بانضمامها إلیه عن النصاب کما لو ولدت خمس من الإبل ست و عشرین و تارة لا یخرج کما لو ولدت الخمس منها خمسا أما الثانی فلا اشکال فی ان لکل نصاب حوله و أما الأول ففیه وجهان الانضمام فلا یجب سوی بنت مخاض و الباقی عفو نظرا إلی ما دل علی ان ما زاد علی الست و العشرین عفو إلی أن تبلغ ستاً و ثلاثین و الوجه الثانی عدم الانضمام و یکون لکل نصاب حوله و حکمه و هو الأوجه و الدلیل المتقدم غیر ناظر إلی هذه الصورة و هی سبق النصاب الأول و إنما الملحوظ ما لو حصل عنده الستة و العشرون أولا ثمّ تدرجت الزیادة إلی الست و ثلاثین و ما اشبهها من الصور فتدبره و لا یختص هذا بالتملک بالولادة بل یطرد فی کل ما یملک بأی من الأسباب (فروع): 1. لو اصدق زوجته نصابا و حال علیه الحول عندها ثمّ طلقها قبل الدخول رجع بنصفه کاملا و وجبت علیها زکاة المجموع مخیرة بین إخراجه من نصفها أو من مال آخر لکن لا تخرج الزکاة من العین قبل القسمة مع الزوج إلا باجازته إذ لیس للشریک التصرف فی المال المشترک بغیر اذن الآخر نعم یصح لها إخراج الزکاة اجمع من نصیبها بعد القسمة و لو عصت و لم تخرجها کان للساعی أو المستحق استیفاء الحق من نصفها اجمع أو من نصف الزوج و من هذا و ذاک فإذا استوفاه من نصف الزوج أو استوفی منه نصف الحق و رجع الزوج به علی الزوجة فان القسمة و إن کانت لکن لا تؤثر فی براءة ما افرز للزوج من الحق إلا بعد أداء الزوجة ما علیها فی مجموع العین التی تعلق بها الحق و لا منافاة بین ملک الزوج النصف تماما و استحقاق الفقیر عشره سواء قلنا بالشرکة الحقیقیة فی الزکاة أو غیرها إذ لا معارضة بین الحقین فیکون ملکیته لمقدار حق الفقیر مراعی باداء الزوجة تمام الحق من نصفها أو من مال آخر و هذا مطرد فی جمیع ما تتعلق الزکاة فیه من الأعیان فان ملکیة المالک لجمیع المال مراعاة بدفع البدل و إلا فمقدار الحق ملک للفقیر فتملک الزوج النصف تماما لا یستقر إلا بدفع الزوجة و إلا فالفقیر یأخذ منه حقه و یرجع الزوج علیها به لأن الحق وجب علیها أصالة حیث کان المال فی ملکها تمام الحول فتدبره. 2. و مثله إذا کان لبائع النصاب خیار فسخ قبل تمام الحول فلا شی ء علی المشتری و ابتداء الحول للبائع من حین الفسخ و إن فسخ بعد تمام الحول عند المشتری وجبت علیه الزکاة ثمّ إن کان الفسخ بعد إخراجها من العین ضمن للبائع قیمة ما دفع منها للفقیر و إن اخرجها من مال آخر اخذ البائع تمام العین و إن کان قبل الاخراج فللمشتری إخراجها من العین و یغرم للبائع أو إخراجها من مال آخر و یدفع تمام العین للبائع. 3. إذا امتنع المالک من إخراج الزکاة فللامام أو نائبه انتزاعها من أمواله قهرا و للفقیر ذلک و لکن باذن الإمام أو نائبه و لو قال اخرجتها أو لیس علی زکاة یصدق من دون یمین و لا بینة.

ص: 97

ولدت خمس من الإبل خمسا و أربعین من البقر أربعین و إن کانت مکملة لنصاب آخر و لم تکن نصابا مستقلا کما لو ولدت ثلاثون من البقر أحد عشر استأنف حولا واحدا للجمیع بعد انتهاء حول الأمهات و إن کانت نصابا مستقلا و مکملة لنصاب آخر کما ولدت عشرون من الإبل فی أثناء الحول ستا فهل یجری علیها حکم النصاب المستقل فیکون لها حول علی حدة و تثبت شاة فی الست و أربع فی العشرین أبدا أو حکم المکمل للنصاب فیستأنف حول واحد للجمیع بعد حول الأمهات و تثبت فیها ست وجهان أقواهما (1) الثانی و ابتداء حول السخال کما عرفت من حین النتاج لا من


1- تقدمت الإشارة إلی ان الاحوط بل الأقوی مراعاة ما هو الاوفر لأرباب الزکاة.

ص: 98

حین الاستغناء بالرعی إن کانت ترضع من سائمة و من حین الاستغناء إن کانت ترضع من معلوفة.

(القبس الثانی) فی زکاة النقدین

و یعتبر فیها مضافا إلی ما عرفت من الشرائط الخمسة العامة أمور:

(الأول) النصاب و هو فی الذهب عشرون دینارا و فیه عشرة قراریط هی نصف دینار و الدینار مثقال شرعی و هو ثلاثة أرباع الصیرفی فالعشرون دینارا خمسة عشر مثقالا صیرفیا و اللیرة العثمانیة مثقال صیرفی و نصف مع زیادة قلیلة فکل لیرة دیناران و زیادة فمن کان عنده عشر لیرات (1) و حال علیها الحول وجبت علیه الزکاة لوجود النصاب عنده و لا زکاة فیما دون العشرین و لا فیما زاد علیها حتی یبلغ أربعة دنانیر ففیها قیراطان هما عشر دینار و هکذا کلما زاد أربعة وجب فیها ذلک بالغا ما بلغ و لیس فیما نقص عنها شی ء و نصاب الفضة مائتا درهم و فیها خمسة دراهم ثمّ کما زاد أربعین کان فیها درهم بالغا ما بلغ و لیس فیما دون المائتین و لا فیما دون الأربعین شی ء و الدرهم نصف مثقال شرعی و خمسة فکل عشرة دراهم سبعة مثاقیل شرعیة فالمائتان مائة و أربعون مثقالا شرعیا و هی مائة و خمسة مثاقیل صیرفیة فالزکاة الواجبة فی النقدین فی کل من النصابین هی ربع العشر و هو واحد من أربعین و المغشوش ان بلغ الخالص فیه ذلک زکی و إلا فلا و لو شک فی بلوغ الخالص قدر النصاب أو علم بلوغه قدر النصاب الأول مثلا و زیادته علیه و شک فی بلوغه النصاب الثانی فالاحوط الاختبار أو الإخراج و ان کان الأقوی العدم و لا یضم أحد الجنسین إلی الآخر بل یعتبر فی کل منهما منفردا بلوغه النصاب.


1- بل الاحوط دفع الزکاة مع التسع نظراً لزیادة حبتین فی کل لیرة علی المثقال و نصف، و قد ذکرنا فی جملة من رسائلنا العملیة التی نشرت قبلا ان الورق النقدی کالدینار فی العراق و التومان الورق الایرانی تجری علیها جمیع أحکام النقدین فتجب فیها الزکاة و یحرم فیها الربا و غیر ذلک علی مقیاس الذهب و الفضة لأن تلک الاوراق التی صار مدار المعاملات علیها و لا یقع التعامل الا بها قد قامت مقام النقدین و اصبحت الاوراق رمزا لها و اشارة إلیها.

ص: 99

(الثانی) کونهما منقوشین بسکة المعاملة من سلطان أو شبهه بسکة إسلام أو کفر بکتابة أو غیرها تبینت سکتهما أو صارا ممسوحین بالعرض (1) و لو اتخذ المسکوک حلیة للزینة مثلا لم یتغیر الحکم زاده الاتخاذ فی القیمة أو نقصه ما دامت المعاملة به علی وجه ممکنة اما لو تغیرت بالاتخاذ بحیث لا تبقی المعاملة بها فلا زکاة.

(الثالث) الحول و یعتبر أن یکون النصاب موجوداً فیه اجمع فلو نقص فی أثنائه أو تبدلت أعیانه بجنسه أو بغیر جنسه أو بالسبک و لو بقصد الفرار لم تجب و إن کان إخراجها إذا کان بقصد الفرار أحوط نعم لو سبکه بعد الحول لم تسقط.

(القبس الثالث) فی زکاة الغلاة
اشارة

و قد عرفت انها لا تجب إلا فی أربع الحنطة و الشعیر و التمر و الزبیب و فیها مسائل:

(المسألة 1) یعتبر فی وجوب الزکاة فیها مضافا إلی الشروط العامة- أمران

- أحدهما النصاب و هو بالعیار البقالی المتعارف بالعراق فی هذه الاعصار فی ستة آلاف و ثلاثمائة و ثمان و ثلاثون الذی حقته تسعمائة و ثلاثة و ثلاثون مثقالا صیرفیا و ثلث مثقال ثمان وزنات و خمس حقق و وقیة و ثلاثة أرباع الوقیة و بعیار الاسلامبول الذی حقته مائتان و ثمانون مثقالا و کل ثمانین حقة به وزنة بالعیار البقالی المذکور ستمائة و ثمانیة و خمسون حقة عبارة عن سبع و عشرین وزنة و عشر حقق و خمسة و ثلاثین مثقالا و بالمن الشاهی و هو ألف و مائتان و ثمانون مثقالا صیرفیا مائة و اربع و أربعون منا الا خمسة و أربعین مثقالا و بالمن التبریزی الذی هو ألف مثقال مائة و أربعة و ثمانون منا و ربع مَنّ و خمسة و عشرون مثقالا و لا تجب فی الناقص عن النصاب و لو یسیراً (2) کما انها تجب فی الزائد علیه یسیراً کان أو کثیراً (الثانی) تملکه لها من قبل اوان


1- المدار علی رواج المعاملة بها و لو فی بلد من البلدان النائیة اما لو سقطت المعاملة بهما عموما فلا زکاة.
2- النقص الیسیر لا یقدح فی الوجوب لتسامح العرف فی الصدق أو الصداق فالاول مثل تسامحهم فی إطلاق المن أو الصاع علی ما نقص عنه أو زاد علیه بمثقال و الثانی مثل تسامحهم فی إطلاق الذهب علی الذهب الردی و إطلاق الحنطة علی الحنطة المخلوطة بالتبن و نحوه من لوازم هذه الحبوب فان الوزن و ان کان تماما و لکن لیس من الحنطة الخالصة و بالجملة فالمسامحات العرفیة تجری فی المقادیر الشرعیة فهذه المسامحة توجب اندراج الموضوعات تحت مسمیاتها عرفا فیکون اطلاقها علیها اطلاقا حقیقیا و علیه فلا یقدح فی الوجوب النقص و الزیادة الیسیرة نعم الزیادة المعتد بها کالحقة أو نصفها یجب إخراج زکاتها بالنسبة بعد تحقق النصاب.

ص: 100

تعلق الوجوب بها بان یکون قد تملکها بالزراعة أو بما یوجب انتقال الزرع أو الثمرة مع الشجرة أو منفردة إلی ملکه قبل وقت تعلق الوجوب بها بأحد الأسباب الاختیاریة من بیع و صلح و نحوهما أو القهریة کالإرث و نحوه فلو انتقلت إلیه بعد ذلک لم تجب علیه الزکاة بل علی الناقل فلو لم یخرجها الناقل وجبت علی من انتقلت إلیه فیجب علیه مع علمه بذلک إخراجها و یرجع علیه بحصتها من الثمن و للحاکم الشرعی أن یجیز البیع الواقع علیها فیبرأ بإعطاء الثمن له.

(المسألة 2) وقت تعلق الزکاة فی الحنطة و الشعیر صدق الاسم

و الظاهر تحققه بانعقاد الحب و اشتداده و فی التمر و الزبیب عند صیرورتهما بسراً و حصرما و قد یقال بعدم کفایة ذلک و اعتبار ما هو أخص منه و هو صدق الاسم فیما عدا ثمرة الکرم و أما فیها فیعتبر صدق اسم العنب و هو لا یخلو من وجه و لا ینبغی ترک الاحتیاط فی الثمرات المترتبة علی القولین التی منها ما إذا باع المالک الزرع أو ثمرة النخل و الکرم عند اشتداد الحب و بدو الصلاح و قبل صدق الاسم فالزکاة علی الأول علی المالک و علی الثانی علی المشتری و ایاً ما قلنا فلا إشکال فی ان المناط فی اعتبار النصاب هو الیابس من المذکورات فلو کان الرطب منها بقدر النصاب و لکن ینقص عنها بعد الجفاف فلا زکاة کما لا إشکال فی ان وقت الإخراج الذی یجوز للساعی مطالبة المالک فیه و إذا أخر عنه ضمن هو عند تصفیة الغلة و اجتذاذ التمر و اقتطاف الزبیب فوقت وجوب الأداء غیر وقت التعلق أحوط فی التأخیر الموجب للضمان هو وقت وجوب الأداء لا وقت التعلق لکن یکفی فی التأخیر الموجب لذلک مع حضور المستحق و مطالبته مطلقه و لو بمقدار ساعة أو ساعتین و أما مع عدم حضوره و إمکان الإیصال إلیه فالمدار فی ذلک علی المتعارف فی الإیصال إلی الغائب و الظاهر إن تأخیر ساعة أو ساعتین غیر ضائر لکن یستحب التعجیل فی أدائهما بعد حلولها بل الاحوط عدم التأخیر إلا لغرض کانتظار مستحق معین أو الأفضل و

ص: 101

بضمنها لو تلفت بالتأخیر لغیر عذر و لا یجوز تقدیمها قبل وقت الوجوب إلا علی جهة القرض علی المستحق فإذا جاء الوقت احتسبها علیه زکاة مع بقاء القابض علی صفة الاستحقاق و الدافع و المال علی صفة الوجوب و له أن یستعیدها منه و یدفعها إلی غیره و إن کان احتسابها علیه أحوط.

(المسألة 3) لا تجب الزکاة إلا بعد إخراج حصة السلطان

من دون فرق بین المخالف الجائر أو أحد سلاطین الشیعة أو غیرهم من الأراضی الخراجیة أو غیرها باسم الخراج أو المقاسمة أو غیرهما علی المعتاد أو زائدا عنه و کذا لا تجب إلا بعد إخراج المؤن کلها السابقة و اللاحقة (1) و الأقوی اعتبار النصاب بعد خروج ذلک کله و إن کان الاحوط خلافه و أحوط منه عدم إخراج شی ء من ذلک أصلا.


1- لفقهائنا رضوان الله علیهم فی قضیة المؤن خلافان (الأول) فی ان الزکاة هل تتعلق بها إذا بلغت الغلة النصاب أم هی مستثناة و لا زکاة علیها (الثانی) انه علی فرض الاستثناء فهل یعتبر أن یکون الباقی نصابا أم کفی فی وجوبها کون المجموع نصابا غایته ان مجموع الحاصل لو بلغ نصابا یستثنی المؤن و یزکی الباقی و إن کان اقل من نصاب و فی کل واحد من الموضوعین قولان فالمشهور ان المؤن مطلقا سابقة و لا حقة لا زکاة علیها و حجتهم وجهان الأخبار الخاصة و هی صریحة بدعواهم مثل ما فی صحیحة محمد بن مسلم و یترک للحارس العذق و الفدقان لحفظه ایاه و ان النصاب مشترک بین بین المالک و الفقیر فلا یختص أحدهما بالخسارة و هما أخص من المدعی فالاول مع اختصاصه بالحفظ لا یشمل علی المؤن السابقة کالوجه الثانی و فی قبال المشهور قول بعدم استثنائها مطلقا لا السابقة و لا اللاحقة و حجتهم أیضا وجهان (الأول) العمومات مثل قولهم علیهم السلام فیما سقت السماء العشر و فیما یسقی بالرشاء نصف العشر (الثانی) ان الشارع جعل فیما سقته السماء العشر و ما سقی بالآلة نصفه فلو کانت المؤن مستثناه لم یکن وجه للفرق و التفاوت بل کیف نحسب مئونة السقی الموجبة لاسقاط نصف العشر من جملة المؤنة و یخرج نصف العشر بعد إخراجها و الأصح حسب ما یستفاد من مجموع هذه الأدلة هو التفصیل بین المؤن اللاحقة فالاستثناء و بین السابقة فلا و الوجه الأخیر اعتباری لا یصح التعویل علیه فی الشرعیات مع إمکان التقصی عنه و اما الخلاف الثانی فعلی المشهور من استثناء مطلقا یلزم التفصیل بین السابقة فالنصاب بعدها و بین اللاحقة فالنصاب قبلها اما الأول فلمقتضی الشرکة و عموم فیما سقت السماء العشر فان مقتضاه وجوبها فی جمیع النصاب لا فی الباقی بعد المؤن و لکن حیث علم بخروجها و تخصیص ذلک العموم وجب اعتبار النصاب بعدها فی السابقة اما اللاحقة فلیس إخراجه الوسط منافیا لاعتبار النصاب قبل الاخراج نظرا للشرکة و توزیع المؤن علی الجمیع أما علی ما اخترناه من التفصیل السابق فالاصح اعتبار النصاب قبل المؤن مطلقا و علی الجملة فما ذهب إلیه المشهور من استثناء المؤن مطلقا قوی و ما ذکرناه هو الاحوط بل الأقوی و الله العالم.(فرع) إذا بلغ مجموع ما یحصل عنده من بساتینه المتعددة و لو کانت متباعدة نصابا وجبت الزکاة فیها و کذا ما حصل من مزارعه سواء أدرک الجمیع فی وقت واحد أو فی أوقات مختلفة من السنة فلو بلغ الأول نصابا دفع زکاته ثمّ یدفع زکاة الثانی و إن قصر عن النصاب و إن لم یبلغ الأول النصاب انتظر به حتی یدرک الآخر و هکذا فان بلغ الجمیع النصاب اکثر زکاه بشرط بقاء الأول جامعا للشرائط من الملکیة و التمکن من التصرف و غیرها و کذا یعتبر ذلک فی السابق لو کان بقدر النصاب فلو غصب الأول أو تلف بآفة سماویة لم تجب الزکاة فی الأخیر إذا لم یکن بنفسه نصابا نعم لو باعه تدریجا أو دفعة و کان الأخیر اقل من نصاب وجبت الزکاة فی الجمیع لأن البیع و سائر التصرفات الاختیاریة توکد الملکیة و إمکان التصرف و لا تنافیها.

ص: 102

(المسألة 4) کلما سقی سیحا أو بعلا و هو کل ما یشرب بعروقه أو عذیا و هو ما یسقی بالمطر ففیه العشر

و ما یسقی بالدوالی و النواضح و نحوها ففیه نصف العشر و ان سقی بهما فالحکم للأکثر الذی یسند السقی إلیه عرفا و ان تساویا بحیث لم یتحقق الاستناد المزبور بل یصدق انه سقی بهما ففی نصفه العشر و فی نصفه الآخر نصف العشر و مع الشک فالواجب الأقل و الاحوط الأکثر.

(المسألة 5) المراد بالمئونة کلما یحتاج إلیه الزرع و الشجر

من أجرة الفلاح و الحارث و الساقی و أجرة الأرض إن کانت مستأجرة و أجرة مثلها کانت مغصوبة و أجرة الحفظ و الحصاد و الجذاذ و تجفیف الثمرة و إصلاح موضع التشمیس و حفر النهر و غیرها حتی تفاوت نقص الآلات و العوامل و لو کان سبب النقص مشترکا بینها و بین غیرها یوزع علیهما بالنسبة و قیمة البذر إذا کان من ماله المزکی أو المال الذی لا زکاة فیه من المؤن و المناط قیمة یوم تلفه و هو وقت الزرع و أجرة العامل من المؤن لا یحسب للمالک أحره إذا کان هو العامل و کذا إذا عمل ولده أو زوجته بلا أجرة و کذا إذا تبرع به أجنبی و کذا لا تحسب أجرة الأرض التی یکون مالکها و لا أجرة العوامل إذا کانت مملوکة له و لو اشتری الزرع فثمنه من المؤن و الخراج الذی یأخذه السلطان یوزع علی الزکاة و غیره.

(المسألة 6) الزکاة متعلقة بالعین لا فی الذمة

و لا یمنع منها الدین و لا بأس بإخراج القیمة و له أن یتصرف فیها مع الضمان لا بدونه لکن تعلقها بالعین لیس علی نحو الإشاعة بل علی نحو الکلی فی المعین فلو باع بعض النصاب قبل أدائها صح إذا کان مقدار الزکاة باقیا عنده (1) بخلاف ما إذا باع الکل بالنسبة إلی مقدار الزکاة یکون


1- و کذا لو تلف شی ء منها فانها تختص بالمالک و لا یلحق الفقیر شی ء نعم تلف الجمیع علی الجمیع.

ص: 103

فضولیا محتاجا إلی إجازة الحاکم و لا یکفی عزمه علی الأداء من غیره فی استقرار البیع و إذا اتجر المال الذی فیه الزکاة قبل أدائها کان الربح للفقراء بالنسبة و الخسران علیه.

(المسألة 7) لا یجزی اخذ الرطب عن زکاة التمر فریضة

و لا العنب عن الزبیب کذلک و یجری فیهما قیمة و لا ربا فیه (1).

(المسألة 8) حکم ما یخرج من الأرض مما تستحب فیه الزکاة حکم الأجناس الأربعة

فی قدر النصاب و کمیة ما یخرج منه و اعتبار السقی.


1- فلو کان علیه مثلا وزنة تمر جید و أراد أن یدفع قیمتها تمرا ادنی منه فدفع عن الوزنة وزنتین جاز و لا یکون رباء بل أداء و وفاء.

ص: 104

المصباح الثالث فیمن تصرف إلیه

اشارة

و هم ثمانیة أصناف

(الأول) الفقراء (الثانی) المساکین

(1) و یجمعها عدم ملک قوت السنة و لعیالهما لا فعلا و لا قوة فمن ملک ذلک فعلا أو کان قادرا علی تحصیله بما


1- من الشائع و المعروف ان الفقیر و المسکین کالظرف و الجار و المجرور إذا اجتمعا افترقا و إذا افترقا اجتمعا یعنی إذا استعمل أحدهما وحده أرید به المعنی الشامل للآخر و هو مطلق الحاجة و عدم الکفایة و إذا اردف أحدهما بالآخر أرید بکل منهما معنی خاص یغایر الآخر اندرجا فی المعنی العام فیراد بالمسکین المحتاج الذی اشتدت حاجته فاوقعته فی ذل السؤال و الفقیر هو المحتاج الذی یقدر علی التماسک و التعفف عن الطلب و إظهار الحاجة و هو الذی اشارت إلیه الآیة الشریفة یحسبهم الجاهل اغنیاء من التعفف أی الجاهل بحالهم ففی معنی کل واحد من اللفظین خصوصیة تغایر خصوصیة الآخر عند استعمالهما معا کما فی آیة الزکاة إنما الصدقات لفقراء و المساکین و العاملین علیها لا ان أحدهما و هو الفقر اعم من الآخر کما قیل فیکون من عطف الخاص علی العام فانه فی الغالب قلیل الجدوی عدیم الفائدة و إذا استعمل أحدهما منفردا الغیت تلک الخصوصیة و أرید به المعنی العام الشامل للآخر کما فی آیة الکفارة اطعام عشرة مساکین فان المراد به مطلق المحتاج سائلا کان أو متعففا کما انه هو المراد بالفقیر إذا انفرد.و بالجملة فالفقیر هو مطلق المحتاج و لکن الحاجة فی المال و عدم وجدان الکفاف للتعیش المشار إلیها بقولهم کاد الفقر ان یکون کفراً لا الحاجة التی هی من لوازم الممکن المشار إلیها بقوله تعالی یا أیها الناس انتم الفقراء و الله هو الغنی و الفقر سواد الوجه فی الدارین و العرف اعرف بمصادیق هذا الکلی المتفاوتة فی الشدة و الضعف و الظهور و الخفاء فان اخفاه فهو الفقیر بالمعنی الخاص و ان اظهره مع السؤال فهو المسکین بالمعنی الخاص المقابل للفقیر بذلک المعنی ثمّ ان الشارع لیس له فی الفقیر حقیقة شرعیة و إنما جعل موضوع حکمه فی الزکاة نوعا خاصا من مطلق الفقیر و هو من لا یملک قوة سنة له و لعیاله واجبی النفقة لا فعلا و لا قوة سائلا کان کالمسکین أو غیر سائل کالمتعفف و هنا قسم ثالث یشک فی اندراجه فی الفقر أو الغنی و هم أولاد الملوک و حواشیهم و أولاد الاغنیاء و اتباعهم الذین یتنعمون بثروة آبائهم و إن کانوا لا یملکون لأنفسهم شیئا و لا ریب انهم لیسوا فقراء عرفا بل من اظهر مصادیق الاغنیاء إنما الکلام فی المعنی الشرعی فانه ینطبق علیهم حیث لا یملکون مقدار قوتهم لا فعلا و لا قوة و لکن لا ینبغی الریب فی ان إطلاق الفقیر الشرعی و بعلم و لو بقرینة الحال و مناسبة الحکم و الموضوع ان مثل هؤلاء لیسوا محلا للزکاة إلا إذا انفصلوا عن آبائهم و منابع استغنائهم، أما مثل الکسالی و البطالین و المتسولین فانهم و إن کانوا لا یملکون قوت سنتهم فعلا و لکنهم یملکونه بالقوة إذا کانوا صحیحی الأبدان و یمکنهم التکسب و لا یضر بشأنهم و قد یکون إعطاء مثل هؤلاء و لو من الصدقات المستحبة غیر جائز لأنه إعانة علی الإثم و اغراء بالجهل و ترویج للباطل فان سؤالهم حرام و معاونتهم اشد فی الحرمة و حرمانهم قطع لدابر الفساد و تکثیر للایدی العاملة (بقی هنا أمر مهم) و هو التحدید و الضابطة للمئونة التی هی شرعا المعیار للغنی و الفقر وجودا و عدماً فان القدر المتیقن منها و المتبادر من اطلاقها عرفا هو الطعام و الشراب و اللباس و لکن هل یدخل بقیة ما یحتاج من دار و کتب و مرکوب و خادم و فرش و امثال ذلک بل و زواج و ختان أولاد و نحو ذلک و الظاهر ان إطلاق المؤنة و النفقة و امثالها و إن کان شموله لمثل تلک الأمور غیر مقطوع به و لکن یتحصل من مجموع الأدلة هنا و فی باب الدین و الحج و الحجر و غیرها ان کل ما یحتاج إلیه الإنسان و هو مناصب لشأنه فهل هو داخل فی نفقته و محسوب من مئونته کطالب العلم الذی یحتاج إلی کتب للدرس و المطالعة و لا یتمکن من شرائها و إن کان مالکا لمئونة سنته من سائر الجهات یجوز له أن یأخذ من الزکاة ما یکفی لسد حاجته من الکتب بنسبة حاله و لا یجوز له التوسع بشراء الکتب المبسوطة التی لا تتناسب مع منزلته فی الدرس و هکذا سائر الأشخاص فی سائر الشئون و المرجع فی جمیع ذلک إلی العرف و العادة و التقالید فرب شخص لا یقدح بشأنه السکنی بدار الاستیجار فلا یجوز له شراء دار من مال الزکاة و رب شریف لا یناسبه ذلک و هو لا یتمکن فیجوز له الأخذ من الصدقات لحفظه شئونه و لکن للنفس و للشیطان مخادع و مکاید و هذا میدان واسع فی الغرور و الخیلاء و التلبس فلیحذر الذین آمنوا من تلک المکائد و المصائد اعاذنا الله و عافانا من کل هاتیک الخدع و المخاتل بمنه و کرمه و اغنانا عن مزاحمة المساکین و البائسین فیما فرضه لسد رمقهم و هو حسبنا و نعم الوکیل.

ص: 105

یناسب حاله من صنعة أو کان ذا ضیعة و نحوها مما یقوم نماؤه به علی حسب حاله حرمت علیه الزکاة و لو قدر علی تحصیل البعض فله اخذ التتمة منها دون التمام علی الاحوط و إن کان الأقوی الجواز و یتفرع علی ذلک ان من کان عنده بمقدار الکفایة إلی سنة لکن نقص عنه بصرف بعضه فی أثنائها جاز له الأخذ و لا یلزم أن یصبر إلی آخر السنة حتی ینفذ ما عنده کما لا یلزم أن یأخذ التتمة فقط بل له أن یأخذ ما یکفیه لسنین بل ما یجعله غنیا عرقا إذا کان دفعة واحدة و لو کان له رأس مال لا یقوم ربحه بمئونته لکن عینه تقوم بذلک لا یکون ذلک منافیا للفقر فله إبقاء رأس المال و الأخذ من الزکاة و کذا صاحب الصنعة و الضیعة إذا کان العائد لا یفی و تفی نفس الضیعة و آلة الصنعة و مدعی الفقر ان عرف صدقه أو کذبه عومل به و لو جهل حاله اعطی من غیر یمین مع سبق فقره و إلا فالاحوط اعتبار الظن بصدقه و لو من الامارات خصوصا مع سبق غنائه و لا یجب إعلام الفقیر ان المدفوع إلیه زکاة بل یستحب صرفها إلیه علی وجه الهدیة ظاهراً (1) و الزکاة واقعا إذا کان ممن یترفع و یدخله منها حیاء و لو دفعها


1- هذا أحد الموارد التی یجوز أو یحسن فیها اظهار خلاف الواقع و إن شئت قلت أحد الموارد التی یحسن فیها الکذب فان الکذب و ان کان قبیحا بذاته عقلا و شرعا و لکن قد تعرض علی بعض افراده جهات تغلب علی ما تقتضیه طبیعته من القبح فیصیر حسنا و ضابطة ذلک ان تکون فی ابداء خلاف الواقع مصلحة مهمة قد تبلغ إلی حد الوجوب کما لو توقف نجاة نفس محترمة من الهلکة أو دفع مظلمة عن مؤمن أو اصلاح ذات البین و حقن الدماء بین قبیلتین و قد تکون المصلحة اضعف من ذلک و یستحب مثل وعد الرجل لزوجته و أولاده و قد تتوازن المصلحة مع قبحه الذاتی فیکون مباحا کما لو شتم رجل شخصا فیقول لک هل شتمنی فلان فیجوز لک ان تقول لا قطعا للفتنة و دفعا للاذی کما یجوز ان تقول نعم حسب اختلاف الجهات و الحیثیات و مع ذلک کله فالاحوط و الأولی ان یروی حیث یمکن التوریة تقصیا عن الکذب القبیح بذاته و إن جاز من جهة خصوصیاته و کما ان الکذب الحرام بعروض الحیثیات قد یباح أو یجب فکذلک الصدق الحسن بذاته الواجب عقلا و شرعا قد تعرض علیه جهات تجعله قبیحا بل ربما ینتهی القبح به إلی الحرمة و اظهر افراد ذلک النمیمة و ما یترتب علیه الفساد و الفتنة و بالجملة فالمدار فی اکثر الأحکام وجوبا و حرمة علی المصلحة و المفسدة و الأحکام تدور مدار الحکمة و بعضها تکون واضحة جلیة و بعضها غامضة خفیة و هنا یعرف الفقیه البعید الغور الواسع النظر من الضعیف القاصر و الجامد الفاتر و الله ولی التوفیق و به المستعان.(فرع) ذکر سیدنا الأستاذ قدّس سِرُّه فی (العروة) (مسألة 8) لو اشتغل القادر علی الکسب بطلب العلم المانع عنه یجوز له اخذ الزکاة إذا کان مما یجب تعلمه عینا أو کفایة و کذا إذا کان مما یستحب کالنفقة فی الدین اجتهادا أو تقلیدا و إن کان مما لا یجب و لا یستحب کالفلسفة و النجوم و الریاضیات و العروض الادبیة لمن لا یرید التفقه فی الدین فلا یجوز اخذه- انتهی- و الأصح ان طلب کل علم بذاته فضیلة و حسن مستحب مطلقا بل ربما یکون واجبا کفائیا بل ربما یکون عینیا و لا سیما مثل علم الحکمة و الکلام الذی یکون الاساس لصحة العقائد الدینیة و دفع شبهات الملحدین و تشکیک الطبیعیین و المادیین فان وجود طائفة تکون لها المهارة و المقدرة لدفع أولئک الشیاطین المضلین اصبح ضروریا و لتکن منکم امة یدعون إلی الخیر (أی إلی الدین) و یأمرون بالمعروف و ینهون عن المنکر و أولئک هم المفلحون و صرف الحقوق من الزکاة و غیرها فی مساعدتهم و تأمین نفقاتهم و معیشتهم مع حاجتهم من افضل موارد صرف الحقوق بل حفظ العقائد و حمایة الدین الیوم أهم و اللازم من الفروع و لا یعرف ذلک إلا العلماء الراسخون و سبحان ربک رب العزة عما یصفون.

ص: 106

المالک إلیه علی انه فقیر فبان غنیا ارتجعت منه عینا أو قیمة مع تلفها إلا إذا کان مغرورا منه لدفعها له علی نحو العطیة أو الهدیة أو الصلة أو الصدقة المندوبة أو نحو ذلک مما لا یکون مشروطاً بالفقر فانه لیس له أن یرتجعها إلا عینا و أما مع التلف فلا ضمان و یجب علی المالک أداؤها ثانیا إلی الفقیر و کذا لو تعذر ارتجاعها منه فیبقی مشغول الذمة للمالک و لو کان للمالک دین علی الفقیر جاز احتسابه علیه من الزکاة و لو بعد موته و کذا یقضی منها دین غیره علی الفقیر و لو کان الدین علی من تجب نفقته علی المالک إذا کان فقیرا.

(الثالث) العاملون علیها

و هم المنصبون من قبل الإمام علیه السلام أو نائبه الخاص أو العام لجبایتها و ضبطها و حسابها و ایصالها إلیه أو إلی الفقراء علی حسب اذنه فانهم یستحقون منها سهما فی مقابل عملهم و إن کانوا أغنیاء.

(الرابع) المؤلفة قلوبهم

و هم الکفار الذین یراد من اعطائهم الفتهم و میلهم إلی الإسلام أو إلی معاونة المسلمین فی الجهاد أو الدفاع و ضعفاء العقائد من المسلمین الذین یراد تقویة عقائدهم و استمالتهم إلی ما یوجب تأیید الدین و لا یسقط سهم المؤلفة و العاملین فی زمان الغیبة إذا کان النائب العام مبسوط الید و لو فی بعض الأقطار.

(الخامس) الرقاب

و هم ثلاثة أصناف:

ص: 107

(أحدها) المکاتب العاجز عن مال الکتابة مطلقا کان أو مشروطا.

(ثانیها) العبد تحت الشدة خصوصا إذا کان مؤمنا فی ید غیر المؤمن.

(ثالثها) مطلق عتق العبد مع عدم وجود المستحق للزکاة و نیة الزکاة فی هذا و سابقه عند دفع الثمن إلی البائع و الاحوط استمرارها إلی حین الاعتاق.

(السادس) الغارمون

و هم الذین علتهم الدیون فی غیر معصیة و لا إسراف و لم یتمکنوا من وفائها و لو ملکوا قوت سنتهم.

(السابع) أبناء السبیل

و هم المنقطع بهم فی الغربة و ان کانوا أغنیاء فی بلادهم إذا کان سفرهم مباحاً و لو کان فی معصیة لا یسوغ إعطاؤهم و کذا لو تمکنوا من الاقتراض أو غیره.

(الثامن) سبیل الله

و هو جمیع سبل الخیر کبناء القناطر و المدارس و الخانات و المساجد و إعانة الحاج و الزائرین و اکرام العلماء و المشتغلین و تخلیص الشیعة من یدی الظالمین و إصلاح ذات البین و دفع وقوع الفتن بین المسلمین و یجوز دفع هذا السهم فی کل قربة و ان تمکن المدفوع إلیه من فعلها بغیر الزکاة.

المصباح الرابع فی أوصاف المستحقین

اشارة

و هی أمور:

(الأول) الإیمان

فلا یعطی الکافر و لا المخالف للحق و ان کان من فرق الشیعة بل و لا المستضعف من فرق المخالفین الا من سهم المؤلفة قلوبهم و یعطی أیضا من زکاة الفطرة مع عدم وجود المؤمنین فی ذلک البلد و لا یعطی ابن الزنا من المؤمنین من سهم الفقراء و اما من غیره فیجوز و یعطی أطفال الفرقة المحقة من غیر فرق بین الذکر و الأنثی و الممیز و غیره بل لو تولد بین المؤمن و غیره أعطی منها تبعا لإشراف أبویه خصوصاً إذا کان الأب مؤمناً و لا تعطی بید الطفل بل بید ولیه ان کان و الا صرفها علیهم بنفسه أو بواسطة أمین و المجنون کالطفل اما السفیه فیجوز الدفع إلیه و ان تعلق به الحجر:

ص: 108

(الثانی) العدالة

علی الاحوط فلا یعطی غیر العدل سیما المتجاهر بارتکاب الکبائر و ان کان الأقوی الاکتفاء بالإیمان (1) و ان اختلفت الأفراد فی مراتب الرجحان نعم یقوی عدم الجواز إذا کان فی الدفع إعانة علی الإثم أو إغراء بالقبیح و فی المنع ردع عن المنکر هذا فی سهم الفقراء و العاملین و اما الغارم و ابن السبیل و الرقاب فغیر معتبر فضلا عن سبیل الله تعالی شأنه:

(الثالث) ان لا یکون ممن تجب نفقته علی المالک

کالأبوین و ان علوا و الأولاد و ان سفلوا أو المملوک و الزوجة الدائمة التی لم یسقط وجوب نفقتها بشرط أو نشوز أو غیرهما فلو کانت ناشزاً جاز إعطاؤها حال النشوز علی إشکال و اما المتمتع بها فیجوز للزوج الدفع إلیها الا إذا وجبت نفقتها بشرط و نحوه فلا یجوز للأب دفع زکاته لابنه و لا للابن دفع زکاته لأبیه و لا للزوج دفع زکاته لزوجته و لا للمالک دفع زکاته لمملوکه حتی لو کان عاجزا عن الإنفاق أو قادراً علیه و لکنه ترکه عصیاناً هذا إذا کان الدفع لهم للإنفاق الواجب علیه من دون فرق بین التمام أو التتمة و اما إذا کان لما یلزمهم من الحقوق التی لا تجب علیه کقضاء دیونهم و الإنفاق علی من تجب نفقته علیهم لا علیه کزوجة الوالد أو الولد أو المملوک لهما فالظاهر الجواز بل لا یبعد جوازه للتوسعة علیهم و ان کان الاحوط العدم و لا بأس بدفع الزوجة زکاتها للزوج و ان أنفقها علیها و لو أعال بأحد تبرعا جاز له (2) دفع زکاته له فضلا عن غیره للإنفاق


1- لا اشکال ان العدالة بمعناها المعتبر فی الشاهد و امام الجماعة و نظائرهما غیر لازمة فی مستحق الزکاة و لکن لا اشکال فی ان المتهاون بالصلاة فضلا عن المداوم علی ترکها و شارب الخمر فضلا عن المدمن و مرتکب الکبائر کالزنا و اللواط و الربا أو القمار فضلا عن المتجاهر بشی ء منها لا یجوز إعطاؤه شیئاً من الحقوق لا الزکاة و لا غیرها و من یعطیه حقا لا تبرأ ذمته و یلزم ان دفعه لغیره من المؤمنین المصونین و لو دفع إلی من یعتقد صونه و عفته و انکشف فسقه فالاحوط الإعادة أیضا و بالجملة فمرتکب الکبائر لا یستحق شیئا من الحقوق و لا کرامة و هو عضو فاسد فی جسم المجتمع یجب علاجه فان لم یمکن علاجه فالواجب قطعه فان جنایته لیست علی نفسه فقط بل علی المجتمع کله فیجب علی المجتمع کله محاربته و قطعه و لا تنس المثل الذی ضربه رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم لمثل هذا إذ جعلهم کراکبی السفینة و قد أراد احدهم ان یخرق موضعه منها فان منعوه سلم و سلموا و ان ترکوه هلک و هلکوا و هو تصویر منقطع النظیر و عین الحقیقة و الواقع.
2- الأصح ان العیلولة مانعة من دفع الزکاة فالخادم و الأجیر لعمل و أمثالهم لا یجوز دفع الزکاة لهم ما دام قائما بنفقتهم نعم لو قام بطعامهم و شرابهم جاز دفع الزکاة لهم لکسوتهم أو لعیالهم و هکذا سائر الجهات و الحیثیات.

ص: 109

فضلا عن التوسعة قریبا أو أجنبیا و کل من وجبت نفقته علی شخص و کان ذلک الشخص مؤسراً باذلا کأبناء الأغنیاء إذا لم یکن عندهم شی ء لأنفسهم و کذا زوجة الغنی الباذل لا تدفع له الزکاة و لو من غیر ذلک الشخص الذی وجبت النفقة علیه فابناء الأغنیاء لا یجوز لهم اخذ الزکاة و لو من غیر آبائهم کما لا یجوز لذلک الغیر الدفع إلیهم علی الأظهر لعدم صدق الفقیر علیهم هذا إذا کان الدفع من سهم الفقراء و اما من سهم العاملین فیجوز إذا کانوا منهم حتی بالنسبة إلی من وجبت نفقتهم علیه فضلا عن غیره:

(الرابع) ان لا یکون هاشمیا إذا کانت الزکاة من غیر هاشمی

من دون فرق بین السهام کلها نعم لا بأس بتصرفه فی الخانات و المدارس و الأوقاف المتخذة من سهم سبیل الله تعالی اما زکاة الهاشمی فلا باس بها حتی للهاشمی کما انه لا باس بها من غیره مع الاضطرار و یقتصر علی قدر الضرورة یوما فیوما و الذی یحرم من صدقات غیر الهاشمی علیه هو خصوص زکاة المال الواجبة و زکاة الفطرة و اما الزکاة المندوبة و لو زکاة مال التجارة و سائر الصدقات المندوبة فلیست بحرمة علیه بل لا تحرم الصدقات الواجبة ما عدا الزکاتین علیه أیضا کالصدقات المندورة و الموصی بها للفقراء و الکفارات و المظالم حتی لو کان المدفوع عنه غیر هاشمی اما لو کان هاشمیا فلا أشکال لکن الاحوط فی الواجبة التجنب و أحوط منه تجنب مطلق الصدقة و لو مندوبة خصوصاً مثل زکاة مال التجارة.

المصباح الخامس فی أحکامها

اشارة

و فیه مسائل:

(المسألة 1) لصاحب المال ولایة العزل و التعیین و الإبدال بالقیمة

و ان کان دفع العین افضل و یتأکد فی الأنعام و له ان یتولی صرفها بنفسه أو بوکیله و ان کان الأفضل بل الاحوط دفعها فی زمان الغیبة إلی الفقیه المأمون خصوصاً مع طلبها.

(المسألة 2) تجب النیة فی الزکاة کسائر العبادات

من المالک أو وکیله المفوض علیها أو ولیه أو ولی الممتنع عند الدفع إلی المستحق و تجب فیها القربة و التعیین مع

ص: 110

التعدد فلو کان علیه زکاة و کفارة عین أحدهما حین الدفع بل الاحوط ذلک فیما لو کان علیه زکاة المال و زکاة الفطرة أیضا و اما مع الاتحاد فیکفی قصد أداء ما علیه و لو غفل عن تشخیصها حال الدفع أو أخذت منه قهراً من غیر ان یصدر منه بعنوان کونها زکاة قصدها بعده مع بقائها بید المستحق أو تلفها مع الضمان.

(المسألة 3) لا یجب البسط فی الزکاة علی أشخاص المستحقین

و لا علی اصنافهم فلو صرفها فی صنف واحد جاز و لو خص بها و لو شخصاً واحداً من بعض الأصناف جاز و لا حد للقدر الذی یعطی منها فی طرف القلة و ان کان الاحوط ان لا یعطی لفقیر واحد اقل من خمسة دراهم کما لا حد للأکثر إذا کان دفعة نعم لو تعاقبت العطیة فبلغت مئونة السنة حرم علیه تناول ما زاد.

(المسألة 4) لو لم یوجد المستحق استحب عزلها

و وجب الایصاء بها کغیرها من الأمانات.

(المسألة 5) ولاء العبد المبتاع بمال الزکاة الذی لا وارث له لأرباب الزکاة.
(المسألة 6) إذا عزل المالک الزکاة کانت عنده أمانة

لا یضمنها إذا تلفت الا بالتفریط.

(المسألة 7) أجرة الکیال و الوزان و آلات الکیل و الوزن ان احتیج إلیها علی المالک.

المشکاة الثانیة فی زکاة الأبدان

اشارة

المسماة بزکاة الفطرة التی یتخوف الموت علی من لم تدفع عنه و توجب قبول الصوم لمن دفعت عنه و الکلام فیمن تجب علیه و من تجب عنه و فی جنسها و قدرها و زمانها و مکانها و من تصرف علیه و متولی الصرف و باقی الأحکام فهنا مصابیح.

المصباح الأول فیمن تجب علیه

اشارة

یشترط فی وجوبها أمور:

(الأول) التکلیف

فلا تجب علی الصبی و المجنون و لا علی ولیهما ان یؤدی عنهما من مالهما بل یقوی سقوطها عنهما بالنسبة إلی من یعولان به أیضا.

ص: 111

(الثانیة) عدم الإغماء

فلا تجب علی من أهل شوال و هو مغمی علیه.

(الثالث) الحریة

فلا تجب علی المملوک و ان قلنا انه یملک فتجب فطرته علی سیده الا إذا تحرر منه شی ء فتجب علیه و علی مولاه بالنسبة.

(الرابع) الغنی

و هو ان یملک قوت سنة له و لعیاله زائداً علی ما یقابل الدین و مستثنیاته فعلا أو قوت بان یکون له کسب یفی بذلک فمتی ملک ذلک وجبت علیه و ان لم یملک مقدار الزکاة زائداً علیها اما من لا یملک ذلک و هو الفقیر فلا تجب علیه و ان استحب له إخراجها و اقل ذلک ان یدیر صاعا علیه و علی عیاله ثمّ یتصدق به علی أجنبی و المدار فی وجوبها إدراک غروب لیلة العید جامعا للشرائط فلو جن أو أغمی علیه أو صار فقیراً قبل الغروب و لو بلحظة أو مقارنا له لم تجب و لو اجتمعت الشرائط قبله أو مقارنا له وجبت.

المصباح الثانی فیمن تجب علیه

یجب علی من استکمل الشرائط المزبورة إخراجها عن نفسه و عمن یعول به حین دخول لیلة الفطر و ان لم یکن عیالا قبله من غیر فرق بین المسلم و الکافر و الحر و العبد و الکبیر و الصغیر حتی المولود الذی یولد له قبل الهلال أو مقارنا له و الأرحام و غیرهم حتی المحبوس عنده و لو علی وجه محرم و واجب النفقة علیه و غیره و کذا تجب علی کل من یدخل فی عیلولته قبل الهلال أو مقارنا له حتی الضیف و ان جاء إلیه فی آخر یوم من رمضان بل و ان لم یأکل عنده شیئاً لکن بشرط صدق العیلولة علیه بان کان بانیا علی البقاء عنده مدة و مع عدم الصدق تجب علی الضیف نفسه و ان کان الاحوط علی المضیف إخراجها أیضا اما من ضاف عنده بعد دخول تلک اللیلة فلا تجب الزکاة عنه و ان کان مدعواً قبل ذلک و کذا کل من دخل فی عائلته بعد الهلال کالمولود فی لیلة الفطر لا تجب عنه و ان استحب لکل من دخل فی عائلته قبل صلاة العید و کل من وجبت فطرته علی غیره سقطت عن نفسه و ان کان غنینا سواء أخرجها ذلک الغیر عنه أم لا فلو کان المعیل غنیا سقطت عن المعال و لو لم یخرجها المعیل عنه و ان کان الاحوط له أداءها بعد علمه بعدم إخراجها عنه و کان غنیا نعم لو

ص: 112

کان المعیل فقیراً و المعال غنیا فان أخرجها المعیل عنه سقطت و الا وجب علیه إخراجها عن نفسه و من وجبت علیه فطرة غیره لا یجزیه إخراج ذلک الغیر عن نفسه سواء کان غنیا أو فقیراً.

المصباح الثالث فی جنسها

الضابط فی الجنس القوت الغالب لغالب الناس و هو الحنطة و الشعیر و لو دقیقا و خبزاً و التمر و الزبیب و الأرز و الاقط و اللبن و أفضلها التمر ثمّ الزبیب ثمّ ما غلب علی قوت بلده و قد یفضل غیر ذلک ببعض المرجحات الخارجیة کما یرجح لمن یکون قوته من البر الا علی الدفع منه لا من البر الأدون و لا من الشعیر و تجزی القیمة من الدراهم و الدنانیر أو غیرهما من الأجناس مما عدا الأربعة بل الأولی دفع ما عدا الأربعة من باب القیمة عن أحدها و قد تکون القیمة ارجح إذا کانت انفع للفقیر و المدار قیمة وقت الإخراج لا وقت الوجوب و الاحوط دفع أعلی القیم من وقت الوجوب إلی وقت الإخراج کما ان المدار علی قیمة بلد الإخراج لا وطنه و لا بلد آخر و المدفوع فطرة یجب فیه ان یکون صحیحاً فلا یجزی المعیب کما یجب ان یکون خالصاً فلا یجزی الممزوج بتراب أو نحوه الا إذا کان الخالص بقدر الصاع أو کان التراب قلیلا یتسامح به نعم یجوز دفع المعیب و الممزوج و نحوهما بعنوان القیمة و الملفق من جنسین کصاع نصفه من الحنطة و نصفه من الشعیر مثلا یجزی دفعة بعنوان القیمة قطعا بل و کذا من باب الفطرة علی الأقوی و ان کان الاحوط العدم.

المصباح الرابع فی قدرها

و هو صاع و الصاع أربعة إمداد و هی ستمائة و أربعة عشر مثقالا صیرفیاً و ربع مثقال البالغ بحقة النجف التی هی تسعمائة و ثلاثة و ثلاثون مثقالا صیرفیا و ثلث مثقال نصف حقة و نصف وقیة واحد و ثلاثین مثقالا الا حمصتین و بحقة الاسلامبول و هی مائتان و ثمانون مثقالا صیرفیا حقتین و ثلاثة أرباع الوقیة و مثقالا و ثلاثة أرباع المثقال.

ص: 113

المصباح الخامس فی زمانها و مکانها

اما زمان أدائها فیستمر من حین وجوبها و هو الهلال إلی الزوال من یوم العید فیجوز دفعها فی لیلته و ان کان الأفضل یومه قبل صلاة العید و لا یجوز تقدیمها علی ذلک فان أراد دفعها بنیة القرض و احتسبها یوم العید کما لا یجوز تأخیرها عن ذلک نعم له عزلها قبله و دفعها بعده لکن لو لم یخرجها و لم یعزلها قبله أثم و لا تسقط عنه فیجب بعد ذلک دفعها بنیة القربة المطلقة من غیر تعرض للأداء و القضاء و إذا عزلها فی وقتها فی مال معین فلا یجوز له تبدیلها بعد ذلک و صارت أمانة فی یده یجری علیها حکم زکاة المال فی الضمان و النقل و نحوهما اما مکان أداؤها فالأفضل أدائها فی بلد التکلیف بها و ان کان ماله و وطنه فی بلد آخر و الاحوط عدم نقلها مع وجود المستحق و عدم تأخیرها کذلک و ان کان الأقوی الجواز مع الضمان.

المصباح السادس فیمن تصرف علیه

و ما یلحقه مصرفها مصرف زکاة المال فلا یشترط عدالة من یدفع إلیه و لا یجوز دفعها إلی من یصرفها فی المعصیة نعم لا یبعد جواز دفعها للمستضعفین من المخالفین هنا عند عدم وجود المؤمنین و ان لم نقل به هناک و ان کان الاحوط عزلها و التربص بها إلی ان یدفعها إلی المؤمنین و الأفضل دفعها للرحم المحتاج ثمّ للجیران ثمّ لسائر الأخوان الا لمرجح شرعی من دین أو عفة أو عقل و نحوها و لا یجوز دفعها للهاشمی إذا کانت زکاة غیره لکن المدار فی ذلک علی المعیل لا المعال فلو کان المعیل هاشمیاً جاز الدفع إلی الهاشمی و لو بالنسبة إلی ما یدفعه عن عیاله غیر الهاشمی و إذا انعکس لم یجز و الاحوط ان لا یعطی الفقیر اقل من صاع الا ان یجتمع جماعة لا یتسع لهم ذلک و یجوز ان یعطی الواحد اصواعا بل ما یغنیه و یجب النیة فیها و التعیین مع التعدد کما فی زکاة المال و یجوز للمالک ان یتولی صرفها مباشرة أو توکیلا و ان کان الأفضل بل الاحوط دفعها إلی الفقیه الجامع للشرائط خصوصاً مع طلبه لها و الله العالم.

ص: 114

بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِیمِ

الکتاب الرابع من کتب العبادات کتاب الخمس

اشارة

الذی فرضه الله تعالی شأنه لمحمد صلّی الله علیه و آله و سلّم و ذریته عوضا عن الزکاة اکراماً لهم عنها فمن منع منه درهما أو اقل کان مندرجاً فی الظالمین لهم و الغاصبین بل من کان مستحلا لذلک کان من الکافرین و ان ایسر ما یدخل به العبد النار اکل درهم واحد منه و لا یعذر عبد اشتری منه شیئاً ان یقول یا رب اشتریته بمالی حتی تؤذن له أهله و الکلام فیما یجب فیه و فی مصرفه و متولی صرفه و کیفیة قسمته و ما یلحق بذلک و فی الانفال فهنا مصابیح.

المصباح الأول فیما یجب فیه الخمس

اشارة

یجب فی سبعة أشیاء:

(الأول) غنائم دار الحرب إذا کان الحرب باذن الإمام

و الا فکلها له علیه السلام من غیر فرق بین ما حواه العسکر و غیره کالارض و نحوها فالارض المفتوحة عنوة التی هی للمسلمین یخرج منها الخمس أو لا و الباقی للمسلمین هذا مع حضوره و اما مع غیبته فیجب الخمس فی کل ما اغتنم منهم سواء کان بالحرب أو بغیره کالسرقة و الغیلة و الربا أو الدعوی الباطلة و نحوها و یلحق بهذا القسم مال الناصبی الذی ورد فیه انه یؤخذ اینما وجد و یؤدی خمسه و لیس فی هذا القسم نصاب بل یجب فی القلیل و الکثیر کما لیس فیه مئونة فیجب إخراج الخمس منه قبل إخراج مئونة السنة علی الأقوی.

(الثانی) المعادن

کالذهب و الفضة و النحاس و الرصاص و الحدید و الزئبق و الزبرجد و الفیروزج و العقیق و الیاقوت و الکحل و القیر و النفط و الکبریت و الملح و الزرنیخ و نحوها مما کان من الأرض و لا یسمی ارضا و لا نباتا و له قیمة فلا یندرج فیها النورة و حجارة الرحی و طین الغسل و نحوها مما یسمی أرضا و ان علت قیمته و

ص: 115

ما شک انه منه لا خمس فیه و یعتبر فیه بعد مئونة الإخراج و التصفیة و نحوها ان یبلغ عشرین دیناراً عینا ان کان ذهبا و قیمة ان کان غیره فإذا بلغ ذلک وجب الخمس فیه و فی الزائد ایاما کان و الا فلا و ان کان الاحوط إخراجه بعد وضع المؤنة مطلقا خصوصا إذا بلغ دیناراً و لا فرق بین إخراج النصاب دفعة أو دفعات حتی إذا طال الفصل بینها و تحقق الاعراض عن الدفعة السابقة بحیث صارت کل دفعة کسبا مستقلا علی الاحوط بل لا فرق بین إخراجه من معدن واحد أو معادن مستقلة متحدة بالنوع أو مختلفة فیه حتی لو عد کل واحد منها کسبا مستقلا عرفا بل لا فرق بین کون المخرج واحداً أو جماعة فلو اشترک جمع فی إخراجه و لم تبلغ حصة کل واحد منهم النصاب و لکن بلغ المجموع ذلک وجب علی کل منهم إخراج الخمس من حصته و کذا لا فرق بین أن یکون المخرج مسلما أو کافرا ذمیا أو حربیا بالغا أو صبیا عاقلا أو مجنونا فیجب علی ولیهما إخراج الخمس و یجوز للحاکم اجبار الکافر علی دفع الخمس مما اخرجه کما لا فرق فی الأرض بین أن تکون مملوکة أو مباحة اخرج المعدن من بطنها أو ظهرها علی الأصح و لو شک فی بلوغ النصاب وجب الاختیار أو الاحتیاط.

(الثالث) الکنز المذخور فی ارض أو جبل أو جدار أو شجر أو غیرها

سواء کانت ذهبا أو فضة مسکوکین أو غیر مسکوکین أو غیرهما من الجواهر فی دار الحرب أو دار السلام کان علیها اثر الإسلام أم لا فی ارض مباحة أو مملوکة بالاحیاء أو الشراء إذا لم یعرفه أحد ممن استولت یده علی تلک الأرض و لو باجارة و نحوها فانه یکون لواجده و علیه الخمس و هذا بخلاف ما إذا عرفه فانه أحق به اما لو وجده فیما هو مملوک لغیره فذلک الغیر أحق به إذا لم یعرفه أحد هذا کله إذا لم یعلم بأنه لمسلم و نحوه ممن هو محترم المال و إلا فهو من مجهول المالک یرجع به إلی الحاکم الشرعی إلا أن یکون من قبیل الآثار الباقیة فی البلاد الخربة التی باد اهلها مما یعد عرفا بلا مالک لا مما جهل مالکه مثل ما یوجد فی الکوفة و نحوها من کنوز بنی العباس أو غیرهم من المسلمین الذین کانوا فی تلک الاعصار فانه کغیره من الکنوز التی لم یعلم بکونها لمسلم علی الأظهر و إنما یجب الخمس فی الکنز إذا بلغ عشرین دینارا أو مائتی درهم عینا إن

ص: 116

کان ذهبا أو فضة و قیمة ان کان من غیرها و الکنوز المتعددة لکل واحد حکم نفسه فی بلوغ النصاب و عدمه لکن فی الکنز الواحد لا یعتبر الإخراج دفعة بمقدار النصاب بل لو کان مجموعها بقدره کفی فی وجوب الخمس و إذا اشترک جماعة فی الکنز فالظاهر کفایة بلوغ المجموع نصابا و إنما یعتبر النصاب فی الکنز بعد إخراج مئونة الإخراج.

(الرابع) الغوص

و هو إخراج الجواهر من البحر مثل اللؤلؤ و المرجان و غیرهما معدنیا کان أو نباتیا مما یتکون منها دون (1) ما یغرق فیها من المال و دون ما یخرج منها بنفسه من دون غوص و بحکم البحر الانهار العظیمة کدجلة و الفرات فیجب فیه الخمس علی الغواص إن کان اصیلا و علی مستاجره إن کان أجیرا بشرط أن تبلغ قیمته دینارا فصاعداً فلا خمس فیما ینقص عن ذلک و لا یعتبر فی الوجوب ازید منه و لا فرق بین اتحاد النوع و عدمه فلو بلغ قیمة المجموع دیناراً وجب الخمس و لا بین الدفعة و الدفعات فیضم بعضها إلی بعض کما ان المدار علی ما اخرج مطلقا و إن اشترک فیه جماعة لا یبلغ نصیب کل منهم النصاب و یعتبر بلوغ النصاب بعد إخراج المؤن و المخرج بالآلات من دون غوص فی حکم علی الاحوط.

(الخامس) الحلال المختلط بالحرام

علی وجه لا یتمیز مع جهل المالک و القدر فیحل بإخراج خمسه حتی لو علم إجمالا بزیادة مقدار الحرام علی الخمس (2) و مصرفه کمصرف غیره من أقسام الخمس و لو علم المالک و القدر کان شریکا معه بقدره و لو علم المالک دون القدر وجب التخلص منه بالصلح و نحوه و لو علم القدر دون المالک کان من مجهول المالک یرجع فیه إلی الحاکم الشرعی و لو تردد المالک فی عدد محصور وزع المقدار علیهم و لو باع المال المختلط جمیعا کان بالنسبة إلی مقدار


1- أو حیوانیا و لو کالسمک إذا اخرجه بالغوص بل الاحوط إخراج الخمس من کل ما یخرج من البحر مما غرق فیه و طالت مدته و لم یعرف صاحبه.
2- الاحوط فی صورتی العلم إجمالا بزیادة الحرام علی الخمس أو نقیصته المصالحة مع حاکم الشرع علی الزیادة و یکون حکمها حکم مجهول المالک لا حکم الخمس و کذلک فی صورة العلم الإجمالی کالنقیصة و القدر المتیقن من الدلیل الدال علی ان الخمس مطهر للمال المختلط هو صورة عدم العلم بالزیادة أو النقیصة.

ص: 117

الخمس فضولیا یقف علی إجازة الحاکم الشرعی فان اجازه جاز و إلا فلا و لو اتلفه ضمن و تعلق الخمس فی ذمته و لا یجری علیه حکم المظالم و لو کان المال الحرام المجهول مالکه معینا فخلط بالحلال عمداً لیحلله بالتخمیس لم ینفعه ذلک بل یبقی علی مجهول المالک.

(السادس) الأرض المنتقلة من المسلم إلی الذمی بالبیع أو بالصلح أو بغیرهما

من انحاء انتقال سواء کانت ارضاً أو مزرعاً أو مسکناً أو دکاناً أو خاناً أو غیرها مشغولة بغرس أو بناء أم لا مملوکة بالاستقلال أو تبعا للآثار کالمفتوحة عنوة و نحوها و یتعلق الخمس برقبة الأرض دون البناء و الاشجار و النخیل و یتخیر الذمی بین دفع الخمس من عینها أو قیمتها و مع دفع العین یتخیر و لی الخمس بین اخذه عینا و بین ابقائه دائما و استیفاء منافعه باجارته باجرة أو بحصة من حاصله و لیس له قلع الغرس و البناء بل علیه ابقاؤه باجرة و مصرف هذا الخمس لا حین الأخذ و لا حین الدفع إلی مستحقیه و لو اسلم بعد دخول الأرض فی ملکه لم یسقط الخمس کما لا یسقط لو باعها من ذمی آخر أو مسلم و لو صاحبها الأصلی بل و لو عادت إلیه باقالة أو خیار علی الاصح (1).

(السابع) ارباح المکاسب و فیه مسائل.

(المسألة 1) یجب الخمس فیما یفضل عن مئونة السنة له و لعیاله

من ارباح التجارات و الصناعات و الزراعات و سائر انواع التکسبات و لو بحیازة مباحات أو استنتاج أو ارتفاع قیمة أو غیر ذلک مما یدخل تحت اسم التکسب حتی الخیاطة و الکتابة و التجارة و الصید بل و أجرة العابدات الاستیجاریة و قراءة القرآن و تعزیة الحسین علیه السلام و تعلیم الاطفال نعم لا خمس فیما ملک بالخمس أو الزکاة أو الصدقة المندوبة و لو زاد عن مئونة السنة إلا إذا تمت فی ملکه فیجب فی نمائها کسائر النماءات


1- بل و لو باعها لذلک المسلم أو لغیره ثمّ اشتراها منه وجب خمسان و هکذا بل لو اشتری خمسها من اربابه وجب الخمس أیضا فی الخمس منها. و لو اشترط عند الشراء أن لا خمس أو ان الخمس علی البائع المسلم لم یصح نعم لو اشترط علیه أن یدفع الخمس عنه صح.

ص: 118

بل الأقوی ثبوته فی کل فائدة و إن لم تدخل تحت اسم التکسب کالهبات و الهدایا و الجوائز و الأموال الموصی بها و نحوها اما نماءاتها فلا اشکال فی وجوبه فیها نعم لا خمس فی المیراث المحتسب و لا فی المهر و عوض الخلع (1) و ان کان نعم یجب فی نماءاتها قطعا و اما المیراث غیر المحتسب فلا یترک الاحتیاط بإخراج الخمس منه فضلا عن نمائه.

(المسألة 2) المراد بالمئونة التی یتعلق الخمس بما یفضل عنها

مضافا إلی ما یصرف فی تحصیل الربح ما ینفقه علی نفسه و عیاله الواجبی النفقة و غیرهم ممن تکفل بهم و لو تبرعا و ما ینفقه فی حجه و زیاراته و صدقاته و صلة ارحامه و ولائمه و عطایاه و هدایاه و جوائزه و نذوره و اوقافه و أضیافه و مصانعاته و کفاراته و ما غرمه فی اروش الجنایات و قیم المتلفات و ما یصانع به الظالم و یأخذه منه قهراً و ما یحتاج إلیه من دابة أو جاریة أو عبد أو دار أو فرش أو کتب أو ثیاب أو اثاث بیت و نحو ذلک و ما یحتاج إلیه لتزویجه أو تزویج أولاده و اختتانهم و ما یحتاج إلیه فی المرض و فی موت أحد عیاله و نحو ذلک بعم یعتبر الاقتصار علی اللائق بحاله فی العادة من ذلک کله بحیث یکون ترکه خروجا عن أمثاله دون ما کان سفها و سرفا بل الاحوط مراعاة الوسط من المؤنة دون الفرد العالی منها غیر اللائق بحاله و إن لم یعد سرفا بل سعة و لو تبرع بمئونته متبرع أو قام بها لوجوبها علیه خمس جمیع ربحه من دون استثناء قدرها و کذا لو مات فی أثناء الحول بعد الربح سقطت المؤنة فی باقیه و اخرج الخمس منه و إذا تم الحول خمس ما فضل عنده من مثل طعام البیت و الحطب و الدهن و نحوه مما یصرف عینه فیها دون مثل الفرش و الثیاب و سائر أثاث البیت و نحوها مما من شانه البقاء و لو استقرض من ابتداء سنته لمئونته أو صرف بعض رأس المال فیها قبل حصول الربح یجوز له وضع مقداره من الربح بعد حصوله و کذا لو صرف فی ذلک بعضا من ماله المخمس و منه یعلم ان أداء الدین من المؤنة إذا کان فی عام حصول الربح بل و کذا لو


1- لا یترک الاحتیاط فی جمیع هذه الأمور إذا مضی علیها الحول و صارت من فاضل المؤنة فالواجب إخراج خمسها و کذا فی نماء الوقف الخاص بل و العام بل و فی النذور و نحوها.

ص: 119

کان من السنین السابقة و لم یتمکن من ادائه إلی عام حصول الربح بل و کذا لو تمکن فلم یؤده حتی لم یبق عوضه.

(المسألة 3) مبدأ السنة من حین التکسب فی المکتسب و من حین حصول الفائدة فی غیره

و منتهاها بانتهاء الشهر الثانی عشر.

(المسألة 4) لو کان عنده مال آخر لا خمس فیه

فله إخراج المؤنة من الربح خاصة و لا یجب علیه إخراجها من المخمس خاصة و لا منهما علی التوزیع و إن کان أحوط.

(المسألة 5) لا یعتبر الحول فی الخمس

حتی فی هذا القسم بل متی حصل الربح و کان زائدا علی مئونة السنة تعلق به الخمس و إن جاز له التأخیر فی الأداء إلی آخر السنة فلیس تمام الحول شرطا فی وجوبه و إنما هو ارفاق بالمالک لاحتمال تجدد مئونة أخری زائدا علی ما ظن فلو علم زیادة الربح علی المؤنة و أراد التعجیل فی الأداء جاز بل هو الاحوط و لو اسرف أو اتلف فی أثناء الحول کان ضامنا لمقدار الخمس لکن لو اشتری عینا مثلا للتکسب بها فزادت قیمتها و لم یبعها غفلة أو طلبا للازید و نحو ذلک حتی رجعت قیمتها إلی رأس مالها لم یضمن إذا کان ذلک فی أثناء الحول.

(المسألة 6) الخمس یتعلق بالعین علی نحو الکلی فی المعین

کالزکاة فلو اشتری أو باع بجمیع المال الذی فیه الخمس کان بالنسبة إلی مقدار الخمس فضولیا یتوقف علی إجازة الحاکم فان اجازه جاز و إلا بطل نعم لو تصرف فی بعضه نفذ ما دام مقدار الخمس باقیا فی یده مع العزم علی ادائه.

(المسألة 7) الظاهر عدم اشتراط البلوغ و العقل و الحریة فی الکنز و الغوص و المعدن و الحلال المختلط بالحرام و الأرض التی یشتریها الذمی من المسلم

و أما هذا القسم ففی تعلق الخمس فیه بارباح الطفل و المجنون اشکال و الاحوط إخراجه بعد البلوغ و العقل و الله العالم.

المصباح الثانی فی مصرفه و متولی صرفه و کیفیة قسمته

اشارة

و ما یلحق بذلک و فیه مسائل.

ص: 120

(المسألة 1) یقسم الخمس علی نصفین

(المسألة 1) یقسم الخمس (1) علی نصفین

نصف لامام العصر ارواحنا و ارواح العالمین له الفداء و نصف للیتامی و المساکین و أبناء السبیل من بنی هاشم زادهم الله شرفا و النصف الذی للامام عجل الله تعالی فرجه أمره فی زمان الغیبة إلی نائبه و هو المجتهد العادل الجامع للشرائط فلا بد من الایصال إلیه أو إلی وکیله أو الاستیذان منه فی صرفه علی ما یراه المجتهد مصرفا له و لو لم یتمکن من ایصاله إلی المجتهد أو وکیله أما لفقده أو بعد بلده و لا من حفظه حتی یوصله إلیه أو إلی وکیله أو یستأذن منه فی صرفه جاز له أن یصرفه بنفسه علی فقراء السادة بقدر ما یحتاجون إلیه فی مئونة


1- الأصل فی تشریع هذین الرکنین العظیمین الزکاة و الخمس الذین هما من أهم دعائم الإسلام الآیتان الکریمتان ففی الزکاة [إِنَّمَا الصَّدَقٰاتُ لِلْفُقَرٰاءِ وَ الْمَسٰاکِینِ وَ الْعٰامِلِینَ عَلَیْهٰا وَ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَ فِی الرِّقٰابِ وَ الْغٰارِمِینَ وَ فِی سَبِیلِ اللّٰهِ وَ ابْنِ السَّبِیلِ فَرِیضَةً مِنَ اللّٰهِ وَ اللّٰهُ عَلِیمٌ حَکِیمٌ] و فی الخمس آیة [وَ اعْلَمُوا أَنَّمٰا غَنِمْتُمْ مِنْ شَیْ ءٍ فَأَنَّ لِلّٰهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِی الْقُرْبیٰ وَ الْیَتٰامیٰ وَ الْمَسٰاکِینِ وَ ابْنِ السَّبِیلِ] و قد تقدمت الإشارة إلی ان الحکمة فی تشریع هذین الفرضین هو مساعدة الأغنیاء للفقراء و مشارکتهم فی فضول أموالهم مشارکة عادلة تنفع الفقیر و لا تضر الغنی و لم تقف الحکمة عند هذا الحد و إن کان له مقامه من الاهمیة و لکن لوحظت جهة أخری جدیرة بالعنایة و هی المصالح العامة التی بها حمایة المبدأ و صیانة الدین من أیدی العابثین و ما إلی ذلک من الشئون العائدة إلی المجتمع و العناوین الکلیة و لا تخص فرداً بعینه فجعل فی الزکاة سهاما لغیر الفقراء تصرف فی الجهات الجامعة و فی الأحوال الطارئة و الشدائد المفاجئة لافراد لا تستطیع دفعها إلا بالمعونة و المساعدة و حیث ان تشخیص تلک الموارد و ولایة تلک السهام العائدة لها و الصرف علیها هی من أخص وظائف الإمام أو نائبه الخاص أو العام فالجدیر أو اللازم رعایة لحکمة التشریع و اصابة للغرض المقصود من سعة الحکم أن یقسم المالک ما یلزمه من الحق من خمس أو زکاة فیدفع نصفا من الخمس بیده إلی من یعرفه أو یتعرف به من فقراء السادة العلویین من ذوی الصلاح و الصون منهم ثمّ یدفع النصف الذی هو حق الإمام ارواحنا فداه إلی وکیله و هو المجتهد الامین الواسع النظر المضطلع بشئون الملة و حمایة الدین و الدفاع عن المبدأ المقدس فانه اعرف و ادری بمواقع صرفه و مواضع انفاقه التی یرضی صاحب الحق الإمام علی ذکره السلام بصرف ذلک الحق فیها و بدون هذا لا تحرز البراءة الیقینیة من تلک الفروض و لا یتخلص المکلف من المسئولیة فیها و مثل هذا یلزم فی الزکاة أیضا فیدفع المالک الذی تجب علیه الزکاة نصف الحق بیده إلی الفقراء و المساکین حسبما تقدم شرحه و یدفع النصف الآخر إلی الإمام علیه السلام أو وکیله أو نائبه العام و هو المجتهد الامین کی یضع ذلک الحق فی مواضعه التی وضعها الشارع الحکیم لها و لا یصل العامة إلی تلک الجهات المختصة و إن کانت تعود بالنفع إلیهم و هی موقوفة فی الحقیقة علی مصالحهم و لکن لا تزال العوام قاصرة عن درک مصالحها و اصابة اهداف منافعها و غایاتها و العلماء هم الامناء علی تلک الشئون العامة و هم المسئولون عنها حسبما تتسع لهم الظروف و الأحوال و ما غلب الله علیه فهو اولی بالعذر.

ص: 121

سنتهم (1) و أما النصف الآخر الذی للاصناف الثلاثة فیجوز للمالک صرفه علیهم بنفسه و إن کان الاحوط فیه أیضا الدفع إلی المجتهد أو الصرف باذنه.

(المسألة 2) یعتبر فی الأصناف الثلاثة انتسابهم إلی هاشم بالاب

فلو انتسبوا بالام خاصة لم یعطوا شیئا من الخمس و تحل لهم الزکاة و لا یصدق مدعی النسب إلا بالبینة أو الشیاع المفید للعلم و یکفی الشیاع و الاشتهار فی بلده.

(المسألة 3) یعتبر الایمان أو ما فی حکمه فی الأصناف الثلاثة

و لا تعتبر العدالة علی الأصح و إن کان الأولی ملاحظة المرجحات بل الأولی عدم الإعطاء إلی مرتکبی الکبائر خصوصا مع التجاهر بل یقوی عدم الجواز إذا کان فی الإعطاء إعانة علی الإثم لا سیما إذا کان فی المنع ردع عنه و کذا یعتبر فیهم الفقر لکن یکفی فی أبناء السبیل الفقر فی بلد التسلیم و إن کانوا أغنیاء فی بلدهم إلا انه لیس لهم ان یتناولوا ازید مما یحتاجون إلیه فی طریقهم و لیس للمالک أن یعطیهم أزید من ذلک.

(المسألة 4) لا یجب فی النصف الراجع إلی الأصناف الثلاثة توزیعه علیهم

بل یجوز تخصیصه بواحد منهم من أی صنف کان لکن لا یعطی أبناء السبیل أزید مما یحتاجون إلیه فی طریقهم إذا کانوا أغنیاء فی بلدهم کما مر بل یعطی الصنفان الآخران اعنی الیتامی و المساکین أزید من مئونة السنة و لو دفعة واحدة علی الاحوط و لو کان عندهم بعضها اقتصر علی تکمیلها بلا زیادة.

(المسألة 5) لا یجوز للمستحق ان یأخذ الخمس و یرده علی المالک

إلا إذا کان المالک عاجزاً عن أداء ما اشتغل به ذمته و قد تاب و أراد تفریغ ذمته فحینئذ یجوز إذا کان عن طیب نفس حقیقی من المستحق.

(المسألة 6) حکم الدفع إلی من تجب نفقته و التأخیر و النقل و الضمان بذلک و احتساب الدین و تعلقه بالعین لا فی الذمة

و جواز إعطائه من مال آخر حکمهما فی الزکاة فلا یجوز لمن علیه الخمس دفعه لمن تجب نفقته علیه کالزوجة و نحوها إذا کان


1- إذا لم یف حقهم من الخمس بتمام نفقاتهم و إلا یبقی أمانة بیده إلی أن یتمکن من ایصاله إلی مرجعه و لو بعد مدة.

ص: 122

للانفاق اما دفعه لهم لغیر ذلک مما یحتاجون إلیه و لم یکن واجبا علیه کالدواء مثلا و نفقته ممن یعولون به فلا بأس کما لا بأس بدفع خمس غیره لهم و لو للانفاق إذا لم یکن من وجبت علیه نفقتهم مؤسراً باذلا و إذا کان له فی ذمة المستحق دین جاز له احتسابه علیه خمسا بقسمیه إذا اذن المجتهد بذلک بالنسبة إلی حق الإمام ارواحنا له الفداء و إذا اشتری بتمام الربح قبل إخراج الخمس جاریة لم یجز له وطؤها و لو اشتری به ثوبا لا تجوز الصلاة فیه لو اشتری به ماءً للغسل أو الوضوء لم یصح و هکذا إلا مع إجازة الحاکم الشرعی نعم له ان یتصرف فی بعض الربح ما دام مقدار الخمس منه باقیا فی یده مع قصده إخراجه فان تعلق الخمس فی العین علی نحو الکلی فی المعین کما مر و یجوز للمالک دفعه من مال آخر نقداً أو عروضا إذا کان بقیمته الواقعیة فلو حسب العروض بأزید من قیمته لا تبرأ ذمته إلا بمقدار قیمته الواقعیة و إن قبل المستحق و لا تبرأ ذمته إلا بقبض المستحق أو الحاکم أو العزل (1) إذا لم یتمکن من المستحق و لا الحاکم و هکذا غیر ذلک من الأحکام.

(المسألة 7) إذا انتقل إلینا مال فیه الخمس أو کان کله للامام لکونه من الانفال ممن لا یعتقد ذلک کالمخالفین و الکافرین

لم یجب علینا إخراجه فانهم علیهم السلام اباحوا ذلک لشیعتهم سواء کان من ربح تجارة سواء کان من المناکح أو المساکن أو المتاجر أو غیرها و سواء کان الانتقال بشراء أو هبة أو صلح أو ارث و نحوها و أما لو انتقل إلینا ممن یعتقد ذلک وجب علینا إخراجه مع العلم بعدم أداء البائع له عینا أو ثمنا إذا أجاز الحاکم و یرجع البائع علی المشتری بما یتوزع علیه من الثمن و الله العالم.


1- فلو اتجر بالمال الذی فیه الخمس کان المستحق شریکا فی الربح و الخسارة علی المالک فقط و لو اتجرنا به و یدفع الخمس من مال آخر لم یکن لصرف النیة اثر بدون الدفع.

ص: 123

المصباح الثالث فی الانفال

اشارة

الراجعة کلها للامام علیه السلام و هی أمور الأرض التی لم یوجف علیها بخیل و لا رکاب سواء انجلی عنها اهلها أو سلموها للمسلمین طوعا و الأرض الموات التی لا ینتفع بها لاستیجامها و لانقطاع الماء عنها أو لاستیلائه علیها أو لغیر ذلک و لم یجز علیها ملک لأحد أو جری و باد و سیف البحار و شطوط الانهار بل کل ارض لا رب لها و إن لم تکن مواتا کالجزائر التی تخرج فی دجلة و الفرات و رءوس الجبال و ما یکون بها مما هو منها و بطون الاودیة و الآجام و ما کان للملوک من قطائع و صفایا إذا لم تکن مغصوبة و إلا فلاربابها و صفو الغنیمة کفرس جواد و ثوب مرتفع و جاریة حسناء و سیف قاطع و درع فاخر و نحو ذلک و الغنائم التی لیست باذنه و میراث من لا وارث له و المعادن التی لم تکن لمالک خاص و الظاهر إباحة جمیع ذلک للشیعة فی زمن الغیبة علی وجه یجری علیها حکم الملک من غیر فرق بین الغنی و الفقیر نعم الاحوط اعتبار الفقر فی ارث من لا وارث له بل الاحوط تقسیمه فی فقراء بلده و أحوط من ذلک ایصاله إلی نائب الغیبة (1) و الله العالم.

(تذییل) قد شاع فی هذه الأیام الإشکال فی وجوب الخمس فی الانعام و غیرها من الحیوانات

اشارة

کالخیل و نحوها حتی انه نقل عن بعض انه یذهب إلی عدم وجوب ذلک فیها أصلا و لعل الشبهة إنما نشأت من عدم افراد الفقهاء لها بالذکر فی کتبهم حتی الرسائل العملیة و لکن لا یخفی ان الوجه فی ذلک لیس هو إلا ان وجوب الخمس فیها لیس علی نحو تکون قسما مستقلا فی عرض اقسامه الآخر و لا ان وجوبه فیها علی نحو


1- الاحوط بل لعله الأقوی فی الأراضی مطلقا- المفتوحة- عنوة أو صلحا و فی کل ما هو راجع للإمام علیه السلام من الانفال و غیرها من منقول أو غیره من الغنائم أو غیرها و خصوصا مال من لا وارث له الرجوع بکل هذه الأمور زمن الغیبة إلی نائب الإمام و وکیله العام أما بدفع العین له أو المصالحة معه عنه أو اخذ الرخصة به منه. و أما ما ورد فی احادیثهم علیهم السلام کما کان لنا فقد ابحناه لشیعتنا کی تطیب مناکحهم أو مساکنهم فالمراد به خصوص ما یأخذه الشیعة من أیدی المخالفین مما فیه الخمس کالجواری التی کانت تؤخذ فی الغنائم فی حروب الإسلام و کأرباح المکاسب و غیرها فان ما تاخذه منهم مما فیه الخمس مع علمنا بأنهم لم یخرجوا خمسه لا یجب علینا إخراج خمسه بعنوانه الخاص نعم یجب أن نخمسه إذا حال علیه الحول بعنوان انه فاضل المئونة و من الغنیمة بمعناها العام و لیس المراد به تلک الأمور فتدبره.

ص: 124

وجوب الزکاة فیها حیث انها بعنوانها الخاص تجب فیها بل إنما یجب فیها الخمس من حیث دخولها فی الأرباح و وجوه الفوائد علی نحو ما یجب فی غیرها مما یدخل فی ذلک العنوان کالغلات الأربع و نحوها فکما لم یصرح بوجوب الخمس هناک لم یصرح هنا فإذا لا ینبغی الإشکال فی وجوب الخمس فیها من هذا الباب و إن شئت کشف الحجاب عن ذلک فاعلم ان تملک الانعام و نحوها من الحیوانات علی انحاء:

(الأول) الشراء و هذا ان کان ثمنه مما تعلق فیه الخمس کأن کان مما حصل له من زراعة أو تجارة أو نحوهما قبل إخراج الخمس منه فان کان فی أثناء الحول صح الشراء من دون توقف علی إجازة الحاکم الشرعی و تعلق الخمس فی تلک الانعام و إن کان بعد تمام الحول و استقرار الخمس من الثمن و عدم إخراجه فالشراء یقف بالنسبة إلی مقدار الخمس علی إجازة الحاکم الشرعی فان اجازه جاز و تعلق الخمس فی تلک الانعام و إلا فلا.

(الثانی) الإرث و هذا ان علم بان الموروث قد اخرج الخمس منه فلا اشکال فی عدم الوجوب و کذا ان علم بأنه لم یتعلق فیه الخمس أصلا و اما أن علم بتعلق الخمس فیه علی الموروث و عدم إخراجه منه فلا اشکال فی وجوب إخراج الخمس و إن شک فی ذلک فان کان شکه فی اصل تعلق الخمس فی ذلک فالظاهر عدم وجوب الخمس علیه و إن کان الاحوط إخراجه و إن کان شکه فی الإخراج بعد العلم بالتعلق فلا یبعد عدم الوجوب أیضا إلا إن الاحتیاط بالاخراج فی هذه الصورة اشد منه الصورة التی قبلها.

(الثالث) تملکه بالهبة و نحوها و هذا مما یجب فیه الخمس علی الاحوط.

(الرابع) تملکه بالنتاج فی ملکه کما إذا کان عنده شاة واحدة مثلا فأنتجت شیاها و هذا مما یجب فیه الخمس یعنی یجب الخمس فی النتاج و أما الأصل فیجری فیه ما مر من الصور

ثمّ ینبغی التنبیه علی أمور:-
اشارة

ص: 125

الأول: إن ما یحصل من تلک الحیوانات من النماء فی ملکه إذا کن منفصلا کالنتاج و الصوف و الألبان و الادهان و نحوها لا إشکال فی وجوب الخمس فیه

فی جمیع تلک الصور.

الثانی: إن ما یحصل فیها من النماء المتصل کزیادة القیمة السوقیة أو زیادتها من جهة السمن أو الکبر أو نحو ذلک کذلک

یجب فیه الخمس علی الأقوی.

الثالث: انه لو کان فیها خمس قد استقر ثمّ حصل فیها نماء متصل أو منفصل فخمس ذلک النماء

الذی هو نماء الخمس یجب إخراجه کله و أربعة الأخماس الباقیة یجب إخراج خمسها إلا انها صارت من المال المشترک فنماء حصة الشریک کله له.

الرابع: لا یخفی انه إنما یجب الخمس فی تلک الصور بعد حصول الشرط المشترط فی وجوب الخمس

فی ارباح المکاسب من کونه فاضلا عن مئونة سنته.

الخامس: انه لو کان محتاجا إلی فرس لرکوبه أو بعض الحیوانات لنقل أسبابه فیمن کان معتادا علی الحل و الارتحال

فان لک لا یجب فیه الخمس و کذا لو کان محتاجا إلی بقرة أو شاة لاجل بیته و اضیافه لاجل ألبانها و ادهانها و هی المسماة بالمنیحة واحدة کانت أو ازید علی حسب حاجته فانه لا یجب فیها الخمس و الله العالم.

ص: 126

بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِیمِ

الکتاب الخامس من کتب العبادات کتاب الصوم

اشارة

(1) و الکلام فی حقیقته و نیته و اقسامه و من یصح صومه و ما یجب الامساک عنه و غیر ذلک من احکامه فهنا مصابیح:

المصباح الأول فی حقیقته و نیته

أما حقیقته فهی الامساک عن المفطرات نهاراً من الفجر الصادق إلی اللیل و اما نیته فهی القصد إلیه قربة إلی الله تعالی و هی شرط فیه علی نحو شرطیتها فی سائر العبادات و لا یعتبر العلم بالمفطرات علی التفصیل فلو نوی الامساک عن جمیع


1- الصوم- أحد الدعائم التی بنی علیها الإسلام و نصت علیه آیات الذکر الحکیم. و هو یمتاز عن سائر العبادات بأنه عبادة سلبیة عبارة عن تروک لأشیاء مخصوصة و لا یشابهه فی ذلک سوی الاعتکاف و الاحرام و قد شاع التعبیر عن حقیقته بأنه الامساک عن المفطرات و فیه من التسامح مثل الذی مر فی شرطیة المسافة لصلاة القصر فان الشرط فی الحقیقة هو العزم علی قطع المسافة و لا المسافة و لا قطعها و کذلک حقیقة الصوم فانه العزم علی الامساک لا نفس الامساک فقد یحصل الامساک و لا صوم و قد یحصل الصوم و لا امساک عن کثیر منها کما سیتضح کل هذا فیما یلی و لا وجه لتکلف ان الصوم هو کف النفس عن المفطرات فیکون وجودیا انه یتحقق بالعدم المطلق مع النیة و لا یلزم فیه الکف المتوقف علی توجه النفس إلی الشی ء و علی کل فالاصح فی التعبیر عن حقیقته الشرعیة أو ما اخذه الشارع موضوعا لحکمه- ان یقال إن الصوم شرعا هو العزم علی عدم الإتیان بأمور مخصوصة عمداً أی یعزم علی أن لا یفعلها عمدا فلا یقدح وقوعها سهوا و هو عبادة بدنیة محضة کالصلاة کما ان الزکاة و الخمس مالیة محضة و حیث ان الصوم حقیقة هو العزم علی تروک مخصوصة و هو من الأمور الخفیة و المعانی النفسیة التی لا یمکن الاطلاع علیها غالبا و لا یتطرق إلیها الریاء مباشرة امتاز بخصوصیة عن العبادات الوجودیة کالصلاة و نحوها و لعل من هذه الناحیة اختصه الله جل شأنه لنفسه کما ورد فی الحدیث القدسی المشهور (کل عمل بنی آدم له إلا الصوم فانه لی و انا اجزی به) علی قراء تیه مجهولا أو معلوما و الأول اولی و أعلی و للعلماء فی هذا الحدیث بحث طویل و وجوه جمیلة و قد کتب فلاسفة الإسلام و علماء الفقه و التشریع قدیما و حدیثا فی اسرار الصوم و فوائده الدینیة و البدنیة من الناحیتین الصحیة و الاخلاقیة و الروحیة و الجسمیة ما لو جمع لکان اکبر موسوع و اوسع موضوع و حسبک من فوائده ما فیه من تنقیة البدن من الفضلات المتخلفة فی الامعاء و العروق التی لا تقذفها الطبیعة للزوجها و لا تتحلل إلا بتوجه الحرارة الغریزیة مباشرة إلیها و بالصوم تتوقد تلک الحرارة و تتجه تلک الفضلات و اعظم من ذلک وقعا و ابر نفعا تربیة الإرادة و قوة العزیمة و ضبط النفس و صفاء الروح من العلائق الحیوانیة و الشهوات البهیمیة و العروج بها إلی عوالم القدس و الطهارة.

ص: 127

المفطرات علی سبیل الاجمال کفی و کذا لو نوی الامساک عن أمور لاحظها تفصیلا و علم بدخول جمیع المفطرات فیها بل لو لم یعلم بمفطریته بعض الأشیاء کالاحتقان مثلا أو زعم عدم مفطریته و لکن لم یرتکبه لم یقدح بصومه إذا لم یلاحظ فی نیة الامساک عما عداه بل و لو لاحظ ذلک إذا کان علی نحو الخطأ فی التطبیق نعم لو ارتکبه بطل صومه مطلقا و لا یعتبر فیها بعد القربة أی قصد إطاعة أمر الله تعالی و الاخلاص سوی التعیین أی تعیین نوع الصوم الذی قصد إطاعة أمره لو لم یکن متعینا ففیما عدا صوم رمضان و الصوم المندوب لا بد من القصد إلی صنف الصوم المخصوص کالکفارة و النذر المطلق المعین و قضاء رمضان الموسع و المضیق لکن الأقوی کفایة التعیین الإجمالی فلو لم یکن فی ذمته صوم واجب سوی صنف واحد کفاه قصد الإتیان بما اشتغلت ذمته به و إن لم یعلم انه من أی صنف بل و إن أمکنه تحصیل العلم بذلک و کذا لو کان ما فی ذمته متعدداً کفاه قصد الإتیان بما اشتغلت به أولا أو ثانیا أو نحو ذلک و اما شهر رمضان فیکفی فیه أن ینوی انه یصوم غداً قربة إلی الله تعالی من غیر حاجة إلی تعیینه فلو لم یعلم بان الغد من رمضان کما فی یوم الشک أو اعتقد انه من شعبان و نوی ان یصوم فیه قربة إلی الله تعالی صح و وقع عن رمضان و لا یقع فی رمضان صوم غیره واجبا کان أو ندبا من المکلف بصومه و غیره کالمسافر و نحوه فلو نوی غیره من کفارة و قضاء و نحوه بزعم صحته مع علمه بأنه شهر رمضان بطل صومه و مع جهله بالشهر أو نسیانه صح و وقع عن رمضان إن کان مکلفا بصومه و إلا لم یصح و کذا لا یعتبر التعیین فی المندوب المطلق فلو نوی صوم غد متقربا إلی الله تعالی و ذهل عن تعیینه صح و وقع ندبا إذا کان الزمان صالحا له و کان الشخص ممن یصح تطوعه به و لا بد من قصد النیابة فیما یأتی به نیابة عن الغیر و لا یکفی قصد الصوم و إن کان ما فی ذمته متحداً نعم لو علم باشتغالها بصوم و لا یعلم انه له أو نیابة عن الغیر یکفیه قصد ما علیه (و وقتها) فی الواجب المعین بالأصل أو بالعرض مع التنبیه قبل طلوع الفجر بحیث یطلع علیه ناویا له فلو اصبح ناویا لإفطار یوم من رمضان مع التنبیه ثمّ جدد قبل الزوال لم ینعقد و علیه قضاؤه و إن لم یتناول المفطر

ص: 128

بل علیه الکفارة أیضا علی الاحوط لکن الأقوی کفایة الداعی (1) و عدم وجوب الاخطار و علیه فالامر سهل فانه یکفی تقدیمها فی أی جزء من اللیل مع استدامتها إلی طلوع الفجر بل یکفی تقدیمها فی الیوم السابق إذا استدام کذلک بل یکفی نیة واحدة للشهر کله إذا استمر علیها فمتی عزم فی جزء من اللیل بل و من الیوم السابق ثمّ استمر علی هذا العزم بأن بقی علی حال لو التفت إلی حاله تفصیلا لوجد نفسه عازما علیه أجزأ فلا ینافیه الغفلة أو النوم عند الطلوع فمن تسحر فی شهر رمضان أو غیره أو اغتسل فی اللیل مثلا بقصد ان الصوم فی الغد ثمّ نام علی هذا القصد حتی اصبح فقد تحققت منه النیة و صح صومه بل لو عزم فی أول شهر رمضان علی ان یصوم هذا الشهر کله و استمر علی هذا العزم بان لم یرتدع عنه و صام صح صومه و إن لم یجدد النیة فی کل لیلة و کما تجب ابتداء تجب استدامة بمعنی عدم نیة الخلاف فی أثناء النهار أو التردد فی ذلک فلو نوی الصوم ثمّ نوی الافطار فعلا أو تردد فی ذلک أو نواه بعد ساعة أو ساعتین أو اقل أو ازید أو تردد فی ذلک ثمّ رجع إلی قصده قبل ان یتناول المفطر بطل و الفرق بینه و بین الصلاة حیث تقدم إن نیة القطع أو القاطع فیها غیر قادحة إذا رجع قبل الإتیان بذلک و قبل إتیان جزء من اجزائها إن الآنات المتخللة فیها لیست من اجزائها فلا یقدح عدم وجود النیة فیها و هذا بخلاف الصوم فان جمیع آنات الیوم من أجزائه فیعتبر وقوع الامساک فیها عن نیة صوم تمام الیوم لا یکفی نیة صوم ذلک الجزء إذا لم ترجع إلی نیة صوم تمام الیوم و لو عرض عارض زعم انه مبطل لصومه فان انشأ رفع الید عما تلبس به من الصوم بطل و لو بان العدم قبل أن یتناول المفطر و إلا بقی علی صحته و کذا لو تردد فی مبطلیة ذلک العارض و عدمها فان عزم علی الافطار أو تردد فیه بطل و إلا فلا و لو استمر علی ذلک إلی ان سئل و


1- الداعی فی الصوم و أمثاله لیس کالداعی فی العبادات الوجودیة فان الباعث علی الفعل فیها یلزم أن یکون هو امتثال الأمر و قصد التقرب فلو اوجد العبادة بدافع آخر غیر الامتثال وقعت فاسدة و هذا بخلاف الصوم فان اللازم أن ینوی الترک و یعزم علیه بقصد القربة و إن کان للترک دواعی شتی و أسباب أخری غیر الامتثال و بالجملة فالصوم و الترک یلزم ان تکون مع النیة لا منبعثة عن النیة مثلا قد یترک الأکل لأنه لا یشتهیه لا من جهة الأمر بالصوم و لا یقدح ذلک فی صحته و هکذا سائر التروک العبادیة لکن یقدح مثله فی صحة الصلاة و امثالها فتدبره.

ص: 129

لا یقدح فی الاستدامة نومه فی أثناء الصوم حتی لو استمر فی النهار کله إذا نام قبل الفجر ناویا له هذا مع التنبه و أما مع الغفلة أو الجهل أو النسیان فیمتد وقتها إلی الزوال فلو لم یکن ملتفتا إلی وجوب الصوم ففاتته النیة فی اللیل جددها مع عدم تناول المفطر فوراً إلی الزوال و کذا لو فاتته لعذر آخر من مرض أو سفر و نحوه فزال عذره قبل الزوال و إذا زالت الشمس فات وقتها فلها فی الواجب المعین وقتان اختیاری و اضطراری و أما الواجب لغیر معین فیمتد وقتها اختیاراً إلی الزوال فلو اصبح ناویا الافطار و لم یتناول مفطراً فبدا له قبل أن تزول الشمس أن یصوم قضاء عن رمضان جاز دون ما بعده و فی المندوب یمتد وقتها اختیاراً إلی ما قبل الغروب بمقدار إمکان تجدیدها فیه و لو نوی الصوم فی غیر المعین أو فی المندوب ثمّ نوی الافطار أو تردد فیه فله تجدیدها ما دام وقتها باقیا إذا لم یتناول المفطر و أما یوم الشک لو أراد صومه نواه من شعبان و له نیة القضاء أو غیره من انواع الصوم فان صادف رمضان احتسب منه دون ما نواه و لیس له نیته من رمضان جازما اما لو أتی به لاحتمال کونه من رمضان من باب الاحتیاط فالأقوی الصحة إذا انکشف انه من رمضان و کذا لو صامه علی ما هو علیه فی الواقع قربة إلی الله من غیر تعیین کونه من رمضان أو شعبان و لا کونه واجبا أو مندوبا علی نحو یکون التردید فی المنوی لا فی النیة و لو اصبح بنیة الافطار فبان انه من رمضان قبل الزوال و لم یکن قد تناول مفطراً جدد النیة و أجزأه و إن کان بعده أو تناول مفطرا امسک و قضاه.

المصباح الثانی فیما یمسک عنه

و هو أمور:

(الأول و الثانی) الأکل و الشرب

من غیر فرق فی المأکول و المشروب بین القلیل و الکثیر و المعتاد کالخبز و الماء و غیره کالحصی و عصارة الأشجار کما لا فرق فی الأکل و الشرب بین المتعارف منها کالذی یصل إلی الجوف من الفم أو غیره کالذی یصل من الأنف نعم لا بأس بما لا یصدق علیه ذلک و إن وصل إلی الجوف کما لو صب دواء فی جرحه فوصل إلی جوفه و لم یلحق بذلک إیصال الغبار و البخار و

ص: 130

الدخان إلی الجوف من تنباک و غیره غلیظا کان أو رقیقا (1) و لو بتمکینه من الوصول لعدم التحفظ نعم لا باس بما یعسر التحرز عنه کما لا باس مع الغفلة أو النسیان أو القهر أو تخیل عدم الوصول کما لا باس بابتلاع الریق و لو بعدم جمعه فی فیه ما لم ینفصل من الفم حتی لو کثر و حتی لو کان اجتماعه بتعمد ما یوجبه کما لا بأس بابتلاع النخامة صاعدة من الصدر أو نازلة من الرأس ما لم تصل إلی فضاء الفم کما لا باس بمص الخاتم و مضغ الطعام للصبی و زق الطائر و ذوق المرق و نحوها مما لا یتعدی إلی الحلق کم لا باس بالسواک بالرطب أو الیابس بل هو مستحب حتی للصائم کما لا یجب تخلیل الأسنان و إن کان لو ابتلع المتخلف فیها عمدا قضی و کفر و لا شی ء مع السهو.

(الثالث) تعمد القی ء دون ما سبقه قهرا

و المدار علی صدق مسماه عرفا لا علی مطلق إخراج شی ء من الجوف حتی مثل النخامة و شبهها و لو ابتلع المقیی فی اللیل و کان یعلم بحصول أثره فی النهار کان من العمد.

(الرابع) الحقنة بالمائع

(2) دون الجامد و دون وصول الدواء إلی جوفه من جرحه و یبطل الصوم بها و بالقی ء و لو اضطر إلیهما لدفع مرض و نحوه فیجب القضاء دون الکفارة إذ لا یترتب فی مثل ذلک إلا الجهة الوضعیة دون التکلیفیة من الحرمة و ما یتبعها من الکفارة کیف و قد یکون ذلک فی بعض الصور واجبا.

(الخامس) تعمد الکذب علی الله و رسوله و الأئمة علیهم السلام

بل و باقی الأنبیاء و الأوصیاء فی أمور الدنیا و الدین.


1- الأصح إن الرقیق لا یقدح فی صحة الصوم و لا یمکن التحرز منه غالبا فانه عبارة عن الهواء الممزوج بشی ء من التراب المستهلک فیه کما ان الدخان هواء فیه ذرات محترقة و الهواء فیه أجزاء ناریة و کل هذه الأشیاء لا تنافی حقیقة الصوم شرعا یصدق علیه الأکل و الشرب عرفا و إلا للزم فساد صوم کل من دخل الحمام أو باشر الطبخ أو الکنس و امثالها نعم الاحوط أن لا یقصد ابتلاعها و ایصالها إلی جوفه بل یجری فیها علی رسله و عادته.
2- الأقوی فیها و فی القی ء القضاء دون الکفارة و فی رمس الرأس الکراهة فقط و فی تعمد الکذب الحرمة المغلظة بلا قضاء و لا کفارة و إن کان القضاء بل الکفارة هما الاحوط فی الجمیع.

ص: 131

(السادس) رمس الرأس فی الماء

و لو مع خروج البدن دفعة أو تدریجا حتی یستوعب الجمیع حینا و إن لم یرتمس معه الشعر فی المطلق دون المضاف و دون سائر المائعات و المراد بالرأس تمام ما فوق الرقبة و المدار علی رمس تمامه فلا یقدح رمس البعض و إن کان تمام المنافذ کما ان المدار علی ما یسمی رمسا فلا بأس بالإضافة و نحوها مما لا یصدق علیها الرمس و إن کثر الماء و إذا ارتمس لإنقاذ غریق یجب إنقاذه بطل صومه فیقضی و لا کفارة علیه و المجنب إذا انحصر غسله بالارتماس فان کان الصوم واجبا معینا انتقل إلی التیمم و إن کان موسعا أو مندوبا وجب علیه الغسل فان اغتسل بطل صومه بل و کذا لو لم یغتسل علی وجه قوی (1) و الصائم إذا ارتمس بقصد الغسل فان کان الصوم من الواجب المعین بطل صومه و غسله مع العمد و صحا معا مع النسیان و إن کان من الموسع أو المندوب فکذا یصحان معا مع النسیان و أما مع العمد فیبطل الصوم و یصح الغسل.

(السابع) الجماع مع العمد

دون النسیان أو القهر المانع من الاختیار أنزل أو لم ینزل واطئا أو موطوءا رجلا أو امرأة فی القبل أو الدبر حیا کان الموطوء أو میتا إنسانا أو بهیمة صغیرا أو کبیراً و یتحقق بغیبوبة الحشفة أو مقدارها من مقطوعها و لو شک فی اصل الدخول أو المقدار لم یبطل صومه.

(الثامن) إنزال المنی عمدا

باستمناء بالید أو بملامسة أو قبلة أو تفخیذ لمحرم أو محلل أو غیر ذلک مما یقصد به حصوله بل و لو لم یقصده إذا کان معرضا لذلک عادة إلا إذا کان واثقا من نفسه عدمه فیقوی حینئذ عدم البطلان و لو اتفق حصوله فلو نظر إلی امرأة فامنی أو استمع کلامها فامنی أو تخیل صورتها فامنی فان کان ذلک عادة له أو قاصدا حصوله بطل و إلا فلا بل الأقوی البطلان بالاستمناء بقصد الإنزال و إن لم ینزل من حیث نیة المفطر و لو سبقه المنی قهرا من دون تعمد ما یوجبه یبطل صومه و الاستبراء بالبول و الخرطات بعدها للمحتلم بالنهار لیس من الاستمناء فلا باس به و


1- الأقوی فی الموسع و المندوب صحة الصوم و الغسل.

ص: 132

إن خرجت به بقایا المنی التی فی المجری بل لو ترک الاستبراء و خرجت بعد الغسل تلک البقایا أو خرج بلل مشتبه لم یبطل صومه و إن وجب علیه تجدید الغسل.

(التاسع) تعمد البقاء علی الجنابة إلی الفجر من غیر ضرورة فی رمضان و قضائه دون غیرهما
اشارة

(التاسع) تعمد البقاء علی الجنابة إلی الفجر من غیر ضرورة فی رمضان و قضائه (1) دون غیرهما

من الصوم الواجب و المندوب (2) و إن کان الاحوط خصوصا فی الواجب بل الأقوی (3) البطلان بالاصباح جنبا و ان لم یکن عن عمد فی قضاء رمضان الموسع دون المضیق و دون رمضان بل الأقوی البطلان بالنسیان فی رمضان أیضا إذا أجنب لیلا و نسی الغسل حتی مضی علیه یوم أو أیام أو الشهر کله فیقضی الصوم کما یقضی الصلاة و هنا مسائل:

(المسألة 1) من احدث بسبب الجنابة فی وقت لا یسع الغسل و لا التیمم مع علمه بذلک

فهو کمتعمد البقاء علیها و لو وسع التیمم خاصة عصی و صح صومه (4) مع التیمم معینا أو غیر معین و إن کان الاحوط الجمع بین صومه کذلک و القضاء بعد الغسل خصوصا فی غیر المعین و هکذا لو أخر الغسل عمدا حتی ضاق الوقت.

(المسألة 2) إذا ظن السعة فاجنب أو أخر الغسل أو شرع فی مقدماته المستحبة فبان الخلاف

صح صومه مع التیمم ان وسع الوقت لذلک و بدونه إن لم یسع لمفاجأة


1- لکن یجب فی رمضان مضافا إلی القضاء امساک ذلک الیوم و الکفارة أما قضاء رمضان الموسع فلا یجب فیه سوی صوم یوم آخر فان رمضان لا یشبهه شی ء من الشهور بل لو امسک و قضی و کفر عن الیوم الذی فاته من رمضان لن یدرک فضل ذلک الیوم ابداً کما فی الخبر.
2- لاختصاص الأخبار برمضان و قضائه فیبقی الغیر علی الأصل مضافا إلی ما ورد من الأخبار الخاصة فی المندوب الظاهرة فی الجواز المعلل فی بعضها بقوله علیه السلام أ لیس هو بالخیار ما بینه و بین نصف النهار فانه ظاهر فی ان کل صوم فیه هذا الخیار فالبقاء علی الجنابة فیه جائز و لکن الاحوط الاقتصار علی المندوب دون الصوم الواجب مطلقا الا المنذور فانه تابع للطبیعة التی تعلق بها النذور واجبا أو مستحبا.
3- فی کونه اقوی نظر و لا یبعد ان قضاء رمضان موسعا أو مضیقا کنفس رمضان لا یبطله إلا تعمد البقاء علی الجنابة و الأخبار معلقة علی عنوان العمد مطلقا فلا تشمل الاصباح فمن اصبح جنبا بدون قصد لا یبطل صومه مطلقا.
4- صحة الصوم و التیمم فی مثل هذه الموارد التی یکون لعذر فیها باختیار المکلف مشکل فالاحوط مع ذلک القضاء.

ص: 133

الفجر أو لبقاء مقدار من الوقت لا یسع ذلک هذا مع الفحص و اما مع عدمه فالاحوط القضاء مطلقا.

(المسألة 3) من لم یتمکن من الغسل لفقد الماء أو لغیره من أسباب التیمم

کخوف الضرر باستعماله أو ضیق الوقت عنه یتیمم للصوم و لا یجب علیه البقاء مستیقظاً حتی یصبح و إن کان أحوط فان ترک التیمم حتی اصبح کان کتارک الغسل عمداً.

(المسألة 4) من استیقظ بعد الصبح محتلما

فان علم سبق الجنابة و انها کانت لیلا لیبس المنی و نحوه دخل فی حکم البقاء غیر متعمد حتی یصبح فیصح صومه إن کان معینا کرمضان و قضائه المضیق أو مندوبا و یبادر إلی الغسل استحبابا و یبطل فی قضاء رمضان الموسع و إن لم یعلم بوقت حصولها فی النهار کان کمن أجنب بالنهار من ذوی الأعذار لا یبطل صومه من غیر فرق بین الواجب و المندوب و الموسع و غیره و لا یجب البدار إلی الغسل علی من أجنب بالنهار لعذر کالمحتلم أو من سبق منه المنی بغیر اختیار و إن کان أحوط.

(المسألة 5) فی حکم نوم الجنب لیلا فی رمضان قبل الغسل من حیث التکلیف و الوضع

فاما من حیث التکلیف فان علم انه لا یستیقظ قبل الفجر بمقدار یسع الغسل فلا یجوز له النوم و ان احتمل الاستیقاظ جاز حتی الیوم الثانی أو الثالث أو الازید غایة ما هناک انه تترتب علیه الجهة الوضعیة من القضاء و الکفارة فی بعض الصور علی التفصیل الآتی و اما من حیث الوضع فان علم عدم الاستیقاظ لحقه حکم البقاء متعمدا إذا استمر نومه إلی الفجر فیجب علیه القضاء و الکفارة و ان احتمل الاستیقاظ أو قطع به فاتفق عدمه فان نام غیر ناو للغسل سواء کان للعزم علی عدمه أو التردد فیه أو الغفلة و الذهول عنه فکذلک یلحقه حکم متعمد البقاء علی الجنابة إلی الفجر فیجب علیه القضاء و الکفارة و ان نام ناویا له فلم ینتبه حتی اصبح صح صومه و لیس علیه شی ء و إن انتبه ثمّ نام ثانیا ناویا فلم ینتبه حتی الصباح فسد صومه و علیه القضاء دون الکفارة و لو کان سبب جنابته الاحتلام فالنومة التی حصل الاحتلام فیها

ص: 134

بمنزلة النومة الأولی بعد الجنابة فلو انتبه بعدها ثمّ نام و استمر نومه إلا ان اصبح وجب علیه القضاء و قیل لا یجب إلا إذا انتبه ثانیا ثمّ نام لأن المراد من النومة الأولی هی النومة التی تقع بعد العلم بالجنابة و الأول أحوط و حکم استمرار النوم الثالث فصاعدا حکم استمرار النوم الثانی بل هو اولی و الاحوط الحاق قضاء رمضان المضیق به فی جمیع ما ذکر.

(المسألة 6) حدث الحیض و النفاس کحدث الجنابة فی البطلان

مع تعمد البقاء علیه إلی الفجر إذا حصل النقاء لیلا و غیر ذلک (1) من الأحکام السابقة حتی ما یتعلق بالنوم قبل الغسل علی الاحوط و أما المستحاضة فلا یتوقف صومها علی شی ء من الأعمال السابقة التی تتوقف علیها صلاتها سوی الاغسال النهاری (2) أی الاغسال التی تجب علیها فی ذلک الیوم لصلاتها فلو أخلت بشی ء منها وجب علیها قضاء صومها و الاحوط تقدیم غسل صلاة الغداة علی الفجر و فعل الصلاة فی أول وقتها بحیث لا یتخلل بینهما فصل باکثر من نافلة الفجر و إلا فغسل آخر للصلاة اما غسل مس المیت فلا یتوقف علیه صحة الصوم فمن مس المیت لیلا جاز له تأخیر الغسل إلی ما بعد الفجر و لو فی رمضان بل یجوز له المس اختیارا فی أثناء النهار.

(تذییل) فیه مسألتان:

(المسألة 1) کلما سلف من مبطلات الصوم عدا البقاء علی الجنابة الذی تقدم الکلام فیه إنما یبطل إذا وقع عمدا

بأن یکون مختارا فی فعله ذاکراً لصومه سواء کان عالما بحکمه أو جاهلا و لو عن قصور أما إذا کان عن سهو أو نسیان فلا بطلان سواء کان الصوم واجبا أو مندوبا موسعا أو مضیقا و کذا لو اوجر فی حلقه أو اکره اکراها یرتفع معه الاختیار و اما لو خوف فاختار تناوله تحرزا من الضرر الذی یخاف من ترتبه


1- و لکن یختص ذلک برمضان دون قضائه و دون انواع الصیام الأخری إذ لا مستند للبطلان سوی موثقة أبی بصیر و هی مختصة برمضان فیبقی الباقی علی الأصل.
2- هذا هو المشهور و لا مستند لهم سوی مکاتبة ابن مهزیار و هی من حیث اشتمالها علی الأمر بقضاء الصوم دون الصلاة الذی هو مختص بالحائض لا المستحاضة بشکل الاعتماد علیها.

ص: 135

علی مخالفة المکره من قتل أو هتک عرض أو ذهاب مال فالظاهر البطلان و وجوب القضاء و لا اثم و لا کفارة و کذا لو افطر تقیة سواء کانت التقیة فی نفس الافطار کالافطار معهم فی عیدهم أو بذهاب القرص دون الحمرة أو فی تناول ما لا یرونه مفطرا و لا یجوز للصائم أن یذهب إلی المکان الذی یعلم اضطراره فیه إلی الافطار باکراه أو اجبار فیبطل صومه لو ذهب فافطر بل ربما یقال ببطلان صومه بمجرد القصد إلی ذلک فانه کقصد الافطار و إذا غلب علی الصائم العطش بحیث خاف من الهلاک جاز له شرب الماء مقتصرا علی ما تندفع به الضرورة لکن یفسد صومه بذلک و یجب علیه الامساک بقیة النهار فی رمضان دون غیره من الواجب الموسع أو المعین و ان کان الامساک فی المعین أحوط.

(المسألة 2) یکره للصائم مباشرة النساء لمسا و تقبیلا و ملاعبة

خصوصا لمن یخشی تحرک شهوته بذلک و الاکتحال خصوصا إذا کان بما فیه صبر أو مسک و شبهه و إخراج الدم المضعف و کذا دخول الحمام إذا خشی الضعف و شم الریاحین خصوصا النرجس و التطیب بالمسک و لا بأس بغیره فانه تحفة الصائم بل هو مستحب و بل الثوب علی الجسد و ان یقطر فی اذنه شیئا و جلوس المرأة بالماء و لا بأس به للرجال.

المصباح الثالث فیما یترتب علی ذلک

اشارة

و فیه قبسان.

(القبس الأول) فیما یوجب القضاء و الکفارة

اشارة

و فیه مسائل:

(المسألة 1) المفطرات المذکورة حتی الاحتقان و الارتماس و القی ء و الکذب علی الله و الرسول

کما توجب القضاء توجب الکفارة (1) نعم لا تجب فی الأقوی فی النوم الثانی من الجنب بعد الانتباه (2) بل و الثالث و ان کان الاحوط فیهما ذلک خصوصا


1- عرفت ان الأقوی فی هذه المذکورات عدم الکفارة و ان کان هو الاحوط.
2- الضابطة فی نوم الجنب فی شهر رمضان من حیث الحکم الوضعی و التکلیفی انهما دائران مدار صدق تعمد الجنابة و نوم الجنب یتصور علی انحاء- أحدهما- أن ینام غیر ناو للغسل أو ناو لعدمه و هذا کالمتعمد مطلقا- ثانیها- أن ینام مع القطع بعدم الاستیقاظ إلی الفجر و هذه کالاولی- ثالثها- ان ینام ناویا للغسل مع الیقین انه یستیقظ و حکمها الجواز تکلیفا و صحة الصوم لو استمر به النوم إلی الفجر وضعا- رابعها- أن ینام مع الغفلة و الذهول عن الغسل أو مع الجهل بالجنابة و حکمها کالتی قبلها تکلیفا و وضعاً- خامسها- أن ینام عالما بالجنابة جاهلا بالحکم و حکمها الحرمة تکلیفا و فساد الصوم وضعاً- سادسها- أن ینام ناویا للغسل مع احتمال الیقظة و احتمال عدمها و هذه محل البحث و النظر و الحق فیها التفصیل بین التکلیف و الوضع فیجوز النوم تکلیفا (و اما الوضع) فالتفصیل بین النومة الأولی فیصح الصوم مع الاستمرار إلی الفجر و الثانیة فیبطل لصحیحة معاویة بن عمار و ظهر مما ذکرنا ان الجاهل بالحکم أی الجاهل بان تعمد البقاء مفسد حکمه حکم العامد و الجاهل بالموضوع أی انه قد أجنب معذوراً و کذلک الشاک و الناسی و اما من حیث العزم علی الغسل و عدمه أو العزم علی عدمه أو المتردد فالبطلان مع العزم علی العدم مطلقا و الاحوط لحوق المتردد به و أما مع العزم علی الغسل أو عدم العزم فالتفصیل بین الأولی فلا شی ء و بین الثانیة فالقضاء فقط و الثالثة فالقضاء و الکفارة علی المشهور و هو الاحوط و الله العالم.

ص: 136

الثالث و إنما تجب فی تلک المفطرات إذا وقعت عصیانا علی نحو یعاقب علیها اما لو لم یکن کذلک کما إذا اضطر إلی الاحتقان أو القی ء لدفع مرض و نحوه فلا تجب کما مر و إن بطل صومه و وجب قضاؤه و کذا الجاهل بالحکم إذا کان قاصرا فمن اکل ناسیا فظن فساد صومه ثمّ اکل متعمدا أو تناول شیئا من المفطرات جهلا بحکمه أو حرج من منزله بقصد السفر فافطر قبل بلوغ حد الترخص بزعم جوازه لم تجب و إن کان أداؤها أحوط من دون فرق بین ان یکون مترددا حال الارتکاب أو معتقدا للجواز بل الأقوی وجوبها علی الجاهل المقصر أیضا إذا کان معتقدا للجواز نعم إذا کان جاهلا بکون الشی ء مفطرا و لکنه یعلم حرمته کما فی الکذب علی الله و الرسول إذا لم یعلم کونه من المفطرات فالاحوط لحوقه بالعالم فی وجوب الکفارة و أما لو أفسد صومه بالإخلال بالنیة مع عدم الإتیان بشی ء من المفطرات أو بالریاء أو بنیة القطع أو القاطع فالاحوط الکفارة.

(المسألة 2) لا تجب الکفارة الا فی أربعة أقسام من الصوم.
(الأول) صوم رمضان

و کفارته مخیرة بین العتق و صیام شهرین متتابعین و اطعام ستین مسکینا لکل مسکین مد و یجب الجمع بین الثلاث إن افطر علی محرم کأکل المغصوب و شرب الخمر و الجماع المحرم و نحو ذلک.

(الثانی) صوم قضاء رمضان إذا افطر بعد الزوال

و کفارته اطعام عشرة مساکین لکل مسکین مد فان لم یتمکن فصوم ثلاثة أیام.

ص: 137

(الثالث) صوم النذر المعین

و کفارته ککفارة شهر رمضان.

(الرابع) صوم الاعتکاف

إذا وجب علی التفصیل الآتی و کفارته ککفارة شهر رمضان و لا کفارة فیما عدا ذلک واجبا کان کالنذر المطلق و الکفارة أو مندوبا افطر قبل الزوال أو بعده.

(المسألة 3) لا تتکرر الکفارة بتکرر موجبها فی یوم واحد

اختلف جنسه أم اتحد تخلل التکفیر بین الموجبین أم لا إذا لم یکن جماعا اما الجماع فتتکرر بتکرره و لو من یوم واحد کما تتکرر بتکرر الموجب فی یومین أو ازید و لو لم یکن جماعا و لو فعل ما یوجبها ثمّ سقط بعده فرض الصوم بسفر أو حیض أو نحوهما لم تسقط علی الاحوط.

(المسألة 4) إذا وطئ زوجته الدائمة أو المنقطعة فی رمضان و هما صائمان مکرها لها

کان علیه کفارتان و تعزیران هما خمسون سوطا و لا کفارة علیها و لا تعزیر و لو طاوعته فی الابتداء أو فی الأثناء کان علی کل منهما کفارة و یعزران و إذا اکرهت الزوجة زوجها کان علیها کفارة و تعزیر و لا تتحمل عنه شیئا.

(المسألة 5) من عجز عن الخصال الثلاث فی کفارة رمضان

تخیر بین صوم ثمانیة عشر یوما و التصدق بما یطیق و لو عجز عن الثمانیة عشر صام ما یتمکن فان لم یقدر علی شی ء منها استغفر الله و لو مرة فان تمکن بعد ذلک منها أتی بها.

(المسألة 6) من کان علیه کفارة فلم یؤدها حتی مضت علیه سنون

لم تتکرر.

(المسألة 7) مصرف کفارة لإطعام الفقراء

اما باشباعهم و أما بالتسلیم إلیهم کل واحد مد و الاحوط مدان من الحنطة أو الشعیر أو الأرز أو الخبز أو نحو ذلک و لا یکفی فی کفارة واحدة اشباع شخص واحد مرتین أو ازید أو إعطائه مدین أو ازید بل لا بد من التعدد نعم إذا کان للفقیر عیال متعددون و لو اطفالا صغارا جاز إعطاؤه بعدد الجمیع لکل واحد مداً و یجوز إعطاء کفارة أیام عدیدة من رمضان واحد أو ازید لفقیر واحد و المد ربع الصاع و إذا اعطی ثلاثة أرباع بعیار البقالی المتعارف فی هذا الزمان فی العراق الذی تقدم بیانه سابقا فقد امتثل و زاد خیرا.

ص: 138

(القبس الثانی) فیما یوجب القضاء خاصة دون الکفارة

اشارة

اعلم انه یجب القضاء خاصة فی شهر رمضان بأمور:

(الأول) افطار لظلمة قطع منها بحصول اللیل

فبان خطأه و لم یکن فی السماء علة و کذا لو شک أو ظن منها بذلک إذا کان جاهلا بعدم جواز الافطار حینئذ و إلا وجبت الکفارة أیضا و اما لو کانت فی السماء علة فظن دخول اللیل فافطر فبان الخطأ فلا قضاء فضلا عن الکفارة و الظاهر مساواة غیر رمضان له فی ذلک:

(الثانی) الافطار تقلیدا لمن اخبر بدخول اللیل

و إن جاز له ذلک لعمی و نحوه أو کون المخبر عدلا أو عدلین فبان الخطأ بل الأقوی وجوب الکفارة أیضا مع عدم جواز التقلید و التفاته إلی ذلک حال الافطار:

(الثالث) فعل المفطر قبل مراعاة الفجر مع القدرة علیها

ثمّ ظهر سبق طلوعه فعلیه الامساک فی ذلک الیوم و قضاؤه أما لو راعی فلم یر الفجر فاکل فصادف الفجر صح صومه و لا قضاء علیه و کذا العاجز عنها کالاعمی و المحبوس و نحوهما و لا فرق فی وجوب القضاء مع عدم المراعاة بعد تبین وقوع الأکل بعد الفجر بین استناده إلی محض استصحاب بقاء اللیل أو انضم إلی ذلک أخبار من لا یوثق بخبره کجاریة و نحوها أو انضم إلیه أخبار من یوثق به بل حتی لو قامت البینة علی عدم طلوع الفجر فاکل تعویلا علیها ثمّ انکشف الخلاف فضلا عما لو اخبر مخبر بالطلوع فلم یعتن به لزعم کونه هازلا أو اخبر العدل الواحد به أو الثقة أو قامت البینة علیه بل الاقوی (1) عند قیام العدل أو الثقة أو البینة وجوب الکفارة أیضا بل الظاهر وجوب القضاء عند أحدها و لو لم یتبین سبق طلوع الفجر بل یکفی فیه عدم تبین الخلاف کما ان الظاهر اختصاص حکم المراعاة برمضان دون غیره حتی المضیق و المعین فانه یبطل بعد تبین وقوع الافطار بعد الفجر و لو مع المراعاة و ان کان الاحوط فی الاخیرین الإتمام ثمّ القضاء.


1- لأنه بحکم العامد علی الافطار بعد قیام الحجة الشرعیة سواء انکشف اصابة الحجة للواقع أم لا نعم لو انکشف خطأها و صحة استصحاب اللیل لم یکن علیه شی ء سوی حرمة التجری علی القول بها.

ص: 139

(الرابع) ادخال الماء فی الفم للتبرد أو عبثا بمضمضة أو غیرها و دخل الجوف

فانه و ان جاز و لکنه یوجب القضاء و لا کفارة و لا یلحق بالماء غیره من المضافات و لا بالفم غیره کالانف و لو عبثا أو للتبرید فلا قضاء و ان کان أحوط و کذا لا یلحق بذلک ادخاله للمضمضة للطهارة للصلاة فریضة أو نافلة أو لغیرها من الغایات فلا قضاء أیضا و إن کان هو الاحوط فی غیر الفریضة.

المصباح الرابع فی الزمان الذی یصح فیه الصوم

لا یصح الصوم فی العیدین الفطر و الاضحی و کذا لا یصح فی أیام التشریق ممن کان بمنی و هی الحادی عشر و الثانی عشر و الثالث عشر من ذی الحجة و یصح ممن لم یکن فیها و یصح فی سائر الأیام مما عدا ما ذکر و لو نذر صوم یوم من الأیام التی لا یصح فیها الصوم لم ینعقد و لو نذر صوم کل خمیس مثلا فاتفق أحد تلک الأیام افطر و قضاه علی الاحوط و مبدأ النهار طلوع الفجر الثانی و وقت الافطار ذهاب الحمرة المشرقیة و یجب الامساک من باب المقدمة فی جزء من اللیل فی کل من الطرفین لیحصل العلم بامساک تمام النهار و یستحب تاخیر الافطار عن الصلاة سیما المغرب الا ان تنازعه نفسه أو ینتظره غیره للافطار معه.

المصباح الخامس فیمن یصح صومه

و هو العاقل المسلم الخالی من الموانع منه کالحیض و النفاس و غیرهما و اما البلوغ فهو شرط للوجوب لا الصحة فیصح من الصبی الممیز و یقع ندبا و لو صام فی رمضان فبلغ فی أثناء الیوم و لم یجز له الافطار بعده و لا یصح من الکافر و إن وجب علیه و لا المجنون و لا المغمی علیه و الاحوط فی المغمی علیه إذا سبقت منه النیة فی اللیل فی الصوم المعین اتمامه ثمّ القضاء خصوصا إذا کان بفعله و کذا السکران و اما النوم فلیس بمانع من الصوم و لو فی مجموع النهار فلو سبقت منه النیة فی اللیل فنام قبل طلوع الفجر و استمر نومه إلی اللیل صح صومه کما سلف و لا یصح صوم الواجب أو المندوب فی السفر الموجب للقصر الا فی الثلاثة بدل الهدی و الثمانیة عشر بدل البدنة و النذر المنوی به السفر و الحضر أو السفر وحده و إلا إذا خرج بعد الزوال

ص: 140

بحیث دخل علیه الظهر قبل تجاوز حد الترخص و لو خرج قبل الزوال بحیث دخل علیه الظهر بعد تجاوز حد الترخص افطر و لو جهل الحکم فصام صح صومه و أجزأه علی حسب ما سلف فی جاهل حکم الصلاة إذ القصر کالافطار و الصیام کالتمام فیجری هنا جمیع ما جری هناک و لا یلحق به الناسی و لو علم فی الأثناء لم یجزه و کذا یصح الصوم باقسامه من المسافر الذی لا یقصر فی صلاته اما لحرمة سفره أو کونه کثیر السفر أو غیر ذلک مما سلف و یستثنی من الصوم المندوب ثلاثة أیام للحاجة فی المدینة و لا یصح الصوم من المریض إذا تغرر به طول مدة المرض أو زیادته أو بطئه أو انتقاله إلی مرض آخر أو نحو ذلک من أقسام الضرر بل لا یجوز له و یکفی الظن به بل الخوف المعتد به لکن فی جواز الافطار لا فی لزومه و یشترط أیضا فی صحة الصوم و وجوبه الخلو من الحیض و النفاس فلا یجب علی الحائض و النفساء و لا یصح منهما و علیهما القضاء و لو ارتفع الحیض أو النفاس بعد طلوع الفجر لم یجب علیهما الامساک بقیة النهار و لو حدث قبل الغروب و لو بلحظة افطرتا و المستحاضة تقدم حکمها و یتحقق البلوغ الذی تجب معه العبادات بالاحتلام و الانبات و إکمال خمس عشرة سنة فی الذکر و تسع فی الأنثی.

المصباح السادس فی اقسامه

اشارة

و هو واجب و مندوب و مکروه و محظور و الواجب ستة وصوم شهر رمضان و صوم القضاء و صوم الکفارة و صوم دم المتعة فی الحج و صوم النذر و شبهه من العهد و الیمین و صوم الیوم الثالث من أیام الاعتکاف فهنا قبسات.

[القبس الأول] فی صوم رمضان

اشارة

و فیه مسائل.

(المسألة 1) یثبت هلال رمضان و شوال للصوم و الافطار بأحد أمور:-
الأول: رؤیة المکلف نفسه

و إن انفرد به فمن رأی هلال رمضان وجب علیه الصوم و من رأی هلال شوال وجب علی الافطار.

ص: 141

الثانی: التواتر و الشیاع المفید للعلم

و فی حکمه کلما یفید العلم و لو بمعونة القرائن فمن حصل له العلم وجب علیه العمل به و إن لم یوافقه أحد بل و ان شهد ورد الحاکم شهادته.

الثالث: إکمال العدة بمضی ثلاثین یوما من هلال شعبان

أو ثلاثین یوما من هلال رمضان فیجب الصوم فی الأول و الافطار فی الثانی.

الرابع: البینة الشرعیة

و هی شهادة عدلین فیفطر من شهدا عنده و لو لم یکن مجتهداً سواء شهدا عند الحاکم و قبل شهادتهما أو لم یشهدا عنده أو شهدا ورد شهادتهما و یشترط توافقهما فی الأوصاف.

الخامس: حکم الحاکم الذی لم یعلم خطأه

و لا خطأ مستنده و لو اجتهادا أو تقلیدا فیمضی حتی علی غیر مقلدیه بل و حتی علی العالم الآخر و إذا ثبت فی قطر ثبت فی غیره إذا اتحد معه فی الافق و لا عبرة بشهادة العدل الواحد و لا بشهادة النساء و لا بحساب المنجمین و لا برؤیته قبل الزوال و لا بغیر ذلک من الامارات و لو افادت ظنا الا ان یحصل منه العلم و لو من المجموع فیعول حینئذ علی العلم لا الامارات من حیث هی و إذا برئ المریض فی أثناء النهار فان کان ذلک قبل الزوال و لم یکن قد تناول مفطرا جدد النیة و صام و من کان بعد الزوال أو بعد أن تناول مفطرا لم یجب علیه الامساک بقیة النهار و إن کان أحوط و هکذا الکلام فی المسافر إذا حضر بلده أو بلدا عزم فیه علی الإقامة و المدار علی الوصول إلی محل الترخص فیهما.

(المسألة 2) من کان بحیث لا یعلم شهر رمضان بخصوصه

کالاسیر و المحبوس تحری و صام ما ظن انه شهر رمضان فان استمر الاشتباه أو علم ان الذی صامه هو شهر رمضان أو بعده أجزأه و ان بان انه قبله صام فی وقته إن لم یفته و قضاه ان فاته و لو تجدد له ظن آخر و لم یکن قد صام فیما ظنه أولا عمل بظنه الثانی و لو لم یظن أصلا تخیر فی کل سنة شهر مراعیا للمطابقة بین الشهرین فی کل سنتین بفصل أحد عشر شهراً بینهما و مع ذلک فالاحوط القضاء.

ص: 142

(المسألة 3) یجوز السفر الموجب للافطار فی شهر رمضان

و لو فرارا من الصوم و إن کان مکروها قبل ان تمضی لیلة ثلاث و عشرین إلا فی حج أو عمرة أو مال یخاف تلفه أو اخ یخاف هلاکه و إذا مضت فلا بأس أن یذهب حیث شاء و کذا لا تجب الإقامة ان دخل علیه رمضان و هو مسافر و کذا لو ضاق علیه وقت قضائه یجوز له احداث السفر و إن کان حاضراً و لا تجب الإقامة لو کان مسافرا و الظاهر الحاق مطلق الصوم المعین به فی ذلک کالنذر و شبهه و إن کان الاحوط ترک احداثه لو کان حاضرا و الإقامة لو کان مسافراً فی الجمیع.

(المسألة 4) الشیخ الکبیر و الشیخة الکبیرة و ذو العطاش الذین یشق علیهم الصوم یفطرون و یتصدقون عن کل یوم بمد من طعام

و لو تجدد لهم القدرة علی القضاء قضوا و الحامل المقرب و المرضعة القلیلة اللبن إذا خافتا علی انفسهما أو الولد و لو من جهة جوع الولد أو عطشه یجوز لهما الافطار فی رمضان و تقضیان مع الصدقة عن کل یوم بمد من طعام.

(المسألة 5) یکره التملی من الطعام و الشراب لمن ساغ له الافطار فیه

و یکره له الجماع بل الاحوط ترکه.

[القبس الثانی] فی صوم القضاء

اشارة

و فیه مسائل:

(المسألة 1) [فیمن یجب علیهم قضاء صوم شهر رمضان]

یجب قضاء صوم شهر رمضان علی الحائض و النفساء و المسافر و المریض و المرتد و النائم إلی ما بعد الزوال مع عدم سبق النیة منه و السکران بل کل من فاته الأداء لعذر أو بدونه إذا کان حین الفوات بالغا عاقلا مسلما غیر مغمی علیه فلا یجب قضاء ما فات لصغر أو جنون أو کفر اصلی أو اغماء ما لم یکن حاصلا بفعله الاختیاری مع الظن بترتبه علیه و إلا وجب و لو اسلم الکافر قبل الزوال و لم یکن قد تناول مفطراً جدد النیة و صام و کذلک الصبی لو بلغ قبل الزوال و لم یکن قد تناول مفطراً فلو افطر و الحال هذه فعلیهما القضاء و أما لو کان الإسلام أو البلوغ بعد الزوال أو بعد تناول المفطر لم یجب علیهما الامساک بقیة النهار و لا قضاؤه.

ص: 143

(المسألة 2) یشترط أیضا فی وجوب القضاء أن یبقی صحیحا ما بین الرمضانین

بمقدار أداء ما فاته فمن فاته شهر رمضان أو بعضه بمرض أو حیض أو نفاس و مات فیه لم یجب قضاؤه و کذا لو استمر به المرض إلی رمضان الآخر فانه یسقط عنه القضاء نعم یجب أن یکفر عن کل یوم بمد من طعام و المدان أحوط و هکذا لو استمر به المرض إلی الثالث سقط قضاء الثانی أیضا و کفر عن کل یوم منه بمد أو مدین کالاول و هکذا لو استمر إلی الرابع فما زاد یسقط القضاء و تثبت الکفارة و إن کان الاحوط الجمع بینهما للثانی فما زاد و لوفاته بغیر المرض ثمّ منعه المرض من القضاء أو بالعکس أو فاته بغیره و منعه منه غیره أیضا وجب القضاء دون الکفارة و إن کانت معه أحوط و هکذا لو توانی فی الجملة فصادفه مانع منه کمرض و نحوه فی شعبان و اما إذ صح فیما بینهما ثمّ توانی أو ترکه عمدا حتی أدرکه الثانی وجب القضاء و الکفارة و لا تتکرر الکفارة بتکرر السنین بمعنی ان من وجب علیه القضاء و الکفارة لو آخر القضاء حتی مضت علیه سنون لم تجب الا کفارة واحدة فمن وجب علیه قضاء رمضان و ترکه عمدا مثلا فیما بین الرمضانین فوجبت علیه الکفارة لو توانی فی القضاء حتی مضت علیه سنون لم تتعدد الکفارة.

(المسألة 3) لا فور فی القضاء

نعم بتضییق وقته فی قضاء رمضان عند آخر السنة قبل رمضان الثانی بمقدار أداء ما علیه علی الاحوط و لا یجب فیه الترتیب بین الأیام فیجوز القضاء عن المیت من متعددین و لو فی زمان واحد و لا یجوز الصوم تطوعا لمن علیه قضاء رمضان بل مطلق صوم واجب یمکنه اداؤه علی الاحوط.

(المسألة 4) القاضی لرمضان عن نفسه له الافطار قبل الزوال

إذا لم یکن مضیقا و لیس له بعده فلو تعمده بعده لزمته الکفارة کما سبق و لا یجری الحکم فیما عداه من الواجب الموسع أو المندوب فله الافطار فیهما قبل الزوال و بعده بل لا یجری فی القاضی لرمضان عن غیره أیضا تبرعا أو باجارة و نحوها علی الأقوی و إن کان هو الاحوط.

ص: 144

(المسألة 5) یجب علی الولی قضاء ما فات أبویه و تمکنا من قضائه فلم یقضیا حتی ماتا

بل یجب قضاء ما فاتهما فی السفر و لم یتمکنا من قضائه علی حسب التفصیل الذی مضی فی کتاب الصلاة.

[القبس الثالث] فی باقی أقسام الصوم الواجب

فاما صوم دم المتعة و صوم الاعتکاف فسیأتی بیانهما فی محلهما و اما صوم الکفارة فقد عرفت انه یجب فی افطار رمضان و قضائه علی ما سلف و یحصل تتابع الشهرین بالتتابع فی الشهر الأول مع اتصال الیوم الأول من الشهر الثانی به و لو افطر فی الصوم الذی یجب فیه التتابع فان لم یکن لعذر شرعی استأنف و إلا بنی بعد زواله و أما صوم النذر و شبهه من العهد و الیمین فلا یجب حیث یکون متعلق بالنذر طاعة فلا ینعقد نذر صوم العیدین و أیام التشریق لمن کان بمنی و غیرهما مما یحرم فیه الصوم و لو نذر صوم أیام کان مخیرا بین التتابع و التفریق إلا اذا شرط التتابع فیجب و إن أخل به استأنف.

[القبس الرابع] فی الصوم المندوب

و المؤکد منه صوم ثلاثة أیام من کل شهر و افضل کیفیتها أول خمیس منه و آخر خمیس و أول اربعاء فی العشر الثانی و أیام اللیالی البیض و هی الثالث عشر و الرابع عشر و الخامس عشر و یوم الغدیر و هو الثامن عشر من ذی الحجة و یوم مولد النبی صلّی الله علیه و آله و سلّم و هو السابع عشر من ربیع الأول و یوم مبعثه و هو الیوم السابع و العشرون من رجب و یوم دحو الأرض و هو الیوم

الخامس و العشرون من ذی القعدة و یوم عرفة لمن یضعفه الصوم عما عزم علیه من الدعاء مع تحقق الهلال علی وجه لا یقع فی صوم یوم العید و یوم المباهلة و هو الرابع و العشرون من ذی الحجة و کل خمیس و جمعة أو ذی الحجة بل کل یوم من أوله إلی الیوم التاسع منه و رجب و شعبان کلا و بعضا و لو یوما من کل منهما و یوم النیروز و أول یوم من المحرم و ثالثه و سابعه و التاسع و العشرون من ذی القعدة و ستة أیام بعد عید الفطر و الأولی جعلها بعد ثلاثة أیام أحدها العید و یوم النصف من جمادی الأولی و یستحب للصائم ندبا أو موسعا قطع الصوم إذا دعاه أخوه المؤمن إلی طعام من غیر فرق بین من هیأ له طعاما و غیره و بین من شق علیه المخالفة و غیره.

ص: 145

[القبس الخامس] فی المحظور و المکروه

اما المحظور فصوم یوم العیدین و أیام التشریق لمن کان بمنی ناسکا أو لا و یوم الثلاثین من شعبان بنیة انه من رمضان و الصوم وفاء عن نذر المعصیة و الصوم ساکتا علی معنی نیته کذلک و لو فی بعض الیوم و لا بأس به إذا لم یکن السکوت منویا فیه فی تمام الیوم و کذا یحرم أیضا صوم الوصال و الأقوی کونه للاعم من نیة صوم یوم و لیلة إلی السحر (1) و من نیة صوم یومین مع لیلة و لا بأس بتأخیر الافطار إلی السحر و إلی اللیلة الثانیة مع عدم النیة و إن کان الاحوط اجتنابه کما ان الاحوط عدم صوم الزوجة و المملوک تطوعا بدون اذن الزوج و السید بل لا یبعد عدم الجواز مع المزاحمة لحق الزوج أو السید و لا یترک الاحتیاط مع النهی مطلقا نعم الظاهر جواز الواجب الموسع بدون اذنهما و إن کانت مراعاته فیه أیضا اولی بل لا یبعد جواز المندوب للزوجة أیضا مع تعذر الإذن من الزوج لغیبة و نحوها و کذا لا یجوز للولد الصوم ندبا إذا کان فیه ایذاء لوالدیه و لو من حیث الشفقة علیه بل الاحوط ترکه مع نهیهما مطلقا نعم الأقوی صحته من دون اذنهما و إن کان مکروها و یجری الحکم علی الولد و إن نزل و الوالد و إن علا (و أما المکروه) فصوم یوم عرفه لمن خاف أن یضعفه الصوم عن الدعاء الذی هو افضل من الصوم و کذا صومه مع الشک فی الهلال و لو لوجود غیم و نحوه مما یتخوف لاجله أن یکون ذلک الیوم یوم العید و یکره أیضا صوم الضیف تطوعا من دون اذن صاحبه أو صوم صاحبه من دون اذنه و صوم الولد من دون اذن والدیه کما عرفت و الله العالم.


1- و لعل هذا هو المراد من صوم الوصال الذی ذکر المحقق أعلی الله مقامه فی الشرائع و غیره انه من خصائص النبی صلّی الله علیه و آله و سلّم و هو أن یجعل فطوره و سحوره و هو بهذا المعنی دون أن یبیت به النیة جائز لکل أحد کجواز صوم یومین أو اکثر بهذا النحو فلا اختصاص.

ص: 146

بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِیمِ

الکتاب السادس فی الاعتکاف

و هو اللبث فی المسجد بقصد التعبد و هو بالذات مستحب خصوصا فی العشر الاواخر من شهر رمضان و قد یعرضه الوجوب بنذر و شبهه و یشترط فیه الصوم فلا یصح الا ممن یصح منه الصوم فی زمان یصح صومه و أقله ثلاثة أیام بینهما لیلتان فمحل نیته قبل طلوع الفجر من الیوم الأول و الاحوط ادخال اللیلة الأولی أیضا و أن یکون فی مسجد جامع و الاحوط کونه فی أحد المساجد الأربعة المسجد الحرام و مسجد النبی صلّی الله علیه و آله و سلّم و مسجد الکوفة و مسجد البصرة و إن کان الأظهر جوازه فی کل مسجد جامع فلا یصح فی غیر المسجد و إن کان اشرف منه و أن یقیم بمعتکفه و لا یخرج منه إلا للامور الضروریة کقضاء الحاجة و الاغتسال و نحوها من الضرورات الشرعیة و العادیة مراعیا اقرب الطرق و السرعة فی المشی علی الاحوط و إن کان الأقوی عدم الوجوب ما لم یتوان کثیرا بحیث یخرج عن المعتاد و یجوز الخروج لجنازة أو عیادة مریض بل قد یقال بجوازه لکل طاعة لکن الاحوط عدم التخطی عما ذکر و إذا خرج لشی ء من ذلک لا یجلس و لا یمشی مع الامکان تحت الظلال علی الاحوط فان اضطر إلی ذلک اقتصر علی ما تندفع به الضرورة بل الاحوط عدم الجلوس مطلقا و لا یصلی خارج المسجد إلا بمکة و لا یصح إلا من العاقل المسلم بل المؤمن ابتداء و استدامة اما البلوغ فلیس شرط فی صحته فیصح من الصبی الممیز بناء علی ما هو الأقوی من شرعیة عبادته و یشترط أن یکون مأذونا ممن یعتبر اذنه کالسید و المستأجر بالنسبة إلی اجیره الخاص بل الاحوط مراعاته بالنسبة إلی الزوجة و الولد إذا لم یکن الاعتکاف واجبا معین بنذر و شبهه سواء کان مندوبا أو واجبا موسعا لم یجب اکماله بمجرد الشروع فیه حتی یمضی یومان فإذا مضی یومان وجب الثالث بل یجب کل ثالث فإذا مضی خمس وجب السادس و إذا مضی ثمان وجب التاسع و هکذا إلا أن

ص: 147

یکون قد شرط فیه الرجوع متی شاء حین النیة فیجوز له الرجوع من دون قضاء فی المندوب و معه فی الواجب الموسع أما الواجب المعین بنذر و شبهه فلیس له الرجوع فیه إلا إذا شرطه فی النذر و الاعتکاف معا دون الاعتکاف خاصة فان رجع وجب علیه قضاؤه و یحرم علی المعتکف رجلا أو امرأة و لو لیلا الاستمتاع بالنساء لمسا و تقبیلا و شم الطیب بل و الریاحین علی الاحوط و المماراة و لو فی الدینیات إذا کان لاظهار الغلبة دون ما کان لاظهار الحق و البیع و الشراء بل و الصلح و الإجارة و نحوهما من العقود الناقلة و الصنائع المشغلة عن العبادة بقصد التکسب بها بل الاحوط تجنب عقد النکاح و نحوه مما یحرم علی المحرم عدا لبس المخیط و إن لم یحرم علیه شی ء من ذلک علی الأظهر فضلا عن سائر المباحات التی منها النظر فی تدبیر مأکله و مشربه و ملبسه و نحو ذلک و إن کان الأولی الاقتصار علی المندوبات و الواجبات و یفسده کل ما یفسد الصوم فلو افسده بعد أن وجب یمضی یومین أو بنذر و شبهه لا فساده لصومه قضاه و هل یفسد بما عدا ذلک من البیع و غیره من المحرمات فیه تردد و الاحوط علی تقدیر وجوبه الإتمام ثمّ القضاء و لا کفارة علیه لو افسده بغیر الجماع من مفسدات الصوم أو غیرها و إن کانت أحوط اما الجماع فیوجب الکفارة مطلقا سواء وقع لیلا أو

نهارا لکنه إذا وقع لیلا فلیس علیه إلا کفارة واحدة و کذا لو وقع نهاراً و لم یکن الصوم مما یوجب الکفارة أما لو کان مما یوجبها کما إذا کان فی رمضان أو کان معینا بنذر و شبهه لزمه کفارتان واحدة للصوم و أخری للاعتکاف و لو کان الاعتکاف مع ذلک منذور الزمه ثلاث کفارات و هکذا تتعدد الکفارة بتعدد سببها و کفارة الاعتکاف مثل کفارة شهر رمضان و هل تختص الکفارة بالاعتکاف الواجب أم تجب علی المعتکف إذا جامع مطلقا حتی فی المندوب وجهان احوطهما الأخیر و الله العالم.

ص: 148

بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِیمِ

الکتاب السابع من کتب العبادات کتاب الحج

اشارة

(1) و فیه مصابیح:

المصباح الأول فی اقسامه و أسبابه

ینقسم الحج کالعمرة إلی واجب بالأصل و واجب بالعرض و مندوب فاما الواجب بالأصل فهو حجة الإسلام و هی واجبة فی العمر مرة واحد علی الذکور و الإناث و الخناثی بشروط أربعة البلوغ و العقل و الحریة و الاستطاعة من حیث الزاد و الراحلة و مئونة العیال و إمکان السیر بصحة البدن و تخلیة السرب و نحوهما مع الرجوع إلی کفایة فلا یجب علی المجنون و لا یصح منه و لا یجب علی الصبی و یصح


1- قال سبحانه و تعالی فی کتابه المجید [وَ لِلّٰهِ عَلَی النّٰاسِ حِجُّ الْبَیْتِ مَنِ اسْتَطٰاعَ إِلَیْهِ سَبِیلًا وَ مَنْ کَفَرَ فَإِنَّ اللّٰهَ غَنِیٌّ عَنِ الْعٰالَمِینَ"] عنی من ترکه فعبر عنه بالکفر، و الحج شرعا عبارة عن القصد إلی بیت الله الحرام لأداء المناسک المخصوصة امتثالا لأمره تعالی و هو حد الدعائم الخمس التی بنی علیها الإسلام و قد تقدم ذکر الأربعة و هی الصلاة و الزکاة و الخمس و الصوم و اشرنا إلی أن الصلاة و الصوم عبادة بدنیة محضة و الزکاة و الخمس مالیة محضة اما الحج فهو عبادة مالیة بدنیة و هذه الفرائض الخمس جداول تجری من خضم تیار و هو العقیدة بالمبدإ و المعاد و الرسالة و کل جدول منها یتدفق لجه و تطفح ضفتاه بالمصالح و المنافع روحیة و جسمیة صحیة و اقتصادیة فردیة و اجتماعیة و اغزرها مادة فی تلک الموائد الاقتصادیة و الاجتماعیة و الصحیة و الروحیة و هو الحج کما تومی إلیه کریمة قوله تعالی فی سورة الحج [وَ أَذِّنْ فِی النّٰاسِ بِالْحَجِّ یَأْتُوکَ رِجٰالًا وَ عَلیٰ کُلِّ ضٰامِرٍ یَأْتِینَ مِنْ کُلِّ فَجٍّ عَمِیقٍ* لِیَشْهَدُوا مَنٰافِعَ لَهُمْ وَ یَذْکُرُوا اسْمَ اللّٰهِ فِی أَیّٰامٍ مَعْلُومٰاتٍ عَلیٰ مٰا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِیمَةِ الْأَنْعٰامِ فَکُلُوا مِنْهٰا وَ أَطْعِمُوا الْبٰائِسَ الْفَقِیرَ] و المتفق علیه عند عامة المسلمین بأنه یجب فی العمر مرة واحدة و نسب إلی بعض علمائنا المتقدمین القول بوجوبه لاهل الجدة و الثروة فی کل عام و هو مطروح أو محمول علی الاستحباب أو علی الوجوب الکفائی کما تشعر به بعض الأخبار التی تنص علی انه لا یجوز تعطیل الکعبة عن الحج و إن علی الإمام أو الولی ان یجبر الناس علی الحج و زیارة الرسول و إن لم یکن لهم استطاعة انفق علیهم من بیت المال، و وجوبه عند حصول الاستطاعة فوری فلو آخره عصی و استقر فی ذمته حتی لو زالت الاستطاعة فیجب أن یأتی به و لو متسکعا فلو مات قبل فعله استنیب منه من اصل ماله کسائر الحقوق المالیة لا من الثلث و تکفی المیقاتیة کما فی المتن کما انه لو استطاع من حیث المال و عجز عن السفر من حیث الصحة وجب أن یستنیب من المیقات أیضا و الفرق بین الموردین کما فی المتن لا یظهر وجهه و الاحتیاط فیهما معا حسن و راجح و لکن الزیادة فی الأول تخرج من الثلث إن لم تزاحم واجبا أهم کالصلاة و نحوها.

ص: 149

منه إذا کان ممیزا بل یصح الاحرام بالصبی غیر الممیز و المجنون و لا یجب علی العبد و یصح منه باذن مولاه و لا علی غیر المستطیع و یصح منه ندبا و لا یجزیه عن حجة الإسلام لو استطاع حتی لو أدرک أحد الموقفین مستطیعا بخلاف العبد فانه یجزیه إذا أدرک أحدهما معتقا و الاحوط اعتبار ادراک المشعر و عدم الاکتفاء بادراک عرفه و اما الصبی و المجنون ففی الحاقهما بالعبد اشکال و الاحوط الإتمام ثمّ الإتیان بحجة الإسلام و یجزی فی الجمیع حصولها عند الاحرام و لو قطع الطریق متسکعا فاستطاع فی المیقات أجزأه و کذا العبد و الصبی و المجنون و لو بذل له الزاد و الراحلة صار مستطیعا و لو حج به بعض اخوانه اجزأه عن الفرض و لا یشترط فی المرأة وجود محرم و یکفی ظن السلامة و لا اذن الزوج فی الواجب و یشترط فی الندب و مع الاستطاعة أو حج ماشیا أو فی نفقة غیره اجزأه و إذا اجتمعت الشرائط وجب فوراً فی العالم الأول من الاستطاعة و لا یجوز التأخیر فلو عصی و آخر وجب فی الثانی و هکذا فلو اهمل مع الاستقرار حتی مات قضی عنه من اصل ترکته حتی لو لم یخلف سوی الاجرة و تکفی المیقاتیة علی الأقوی و لو تعددت الرفقة و أمکن المسیر مع کل منهم اختار اوثقهم سلامة و ادراکاً و لو وجدت واحدة لم یجز التأخیر عنها إلا مع الوثوق بحصول أخری فلو وثق فاخر فلم تحصل الأخری استقر علیه الحج إلا إذا انکشف عدم ادراک الأولی للحج و إذا استقر علیه الحج ثمّ لم یتمکن من مباشرته لمرض أو هرم أو حصر استناب و کذا لو استطاع من حیث المال و منعه من المباشرة أحد تلک الأمور قبل الاستقرار و تجب الاستنابة فوراً من بلده فلا تکفی من المیقات علی الاحوط و لو استمر العذر إلی أن مات اجزأته النیابة و لو زال قبل ذلک حج بنفسه و لو بعد إتیان النائب و لو ترک الاستنابة عصی و وجب القضاء عنه بعد الموت حتی مع عدم الاستقرار و من استقر علیه الحج فاتی به فمات فی الأثناء فان کان بعد الاحرام و دخول الحرم اجزأه و إلا فلا و لا یجوز لمن وجب علیه الحج أن یحج تطوعا أو نائبا (1)


1- و لکنه لو حج نائبا أو متطوعا صح حجه و إن عصی فی تأخیره حجة الإسلام لأن الأمر بالشی ء لا یقتضی النهی عن ضده و قد اوضحنا ذلک مفصلا فی حواشینا علی العروة.

ص: 150

(و أما الواجب بالعرض) فما یجب بالنذر و شبهه و بالاستیجار و الافساد فاما ما یجب بالنذر و شبهه فیعتبر فی انعقاده البلوغ و العقل و القصد و الاختیار و الحریة إلا باذن المولی و کذا لا یصح من الزوجة إلا باذن الزوج و لو عین فی نذره حجة الإسلام تداخلا و إن عین غیرها لم یتداخلا و إن أراد حصول الحج منه کیفما اتفق اجزأته حجة الإسلام بل الحج الاستئجاری أیضا و إذا نذر الحج مطلقا أو مقیداً و لم یتمکن منه حتی مات لم یقض عنه و ان تمکن أو همل قضی عنه من اصل ترکته (و اما النائب) فشروطه الایمان و العقل و البلوغ و أن لا یکون علیه حج واجب (1) فی تلک السنة مع التمکن من اتیانه و یشترط فی صحة الاستنابة مضافا إلی ذلک العدالة و الوثوق بادائه صحیحا و یعتبر قصد النیابة و تعیین المنوب عنه و لو إجمالا و یستحب ذکر اسمه فی جمیع المواطن و لو تبرع عن المیت متبرع اجزأ و تنوب المرأة عن الرجل و المرأة کالعکس و یکره الصرورة مطلقا و لو مات بعد احرام و دخول الحرم اجزأ و إن مات قبل ذلک لم یجز و یعید من الاجرة ما قابل المتخلف و کما یجب الحج باصل الشرع کذا تجب العمرة و شروطها شروطه و تجزی عمرة التمتع عنها لکن من فرضه التمتع لا یکفی فی وجوبها علیه الاستطاعة لها کما لا تکفی الاستطاعة للحج فقط فی وجوبه حتی یستطیع لها أیضا بخلاف من غرضه الافراد أو القران فان الاستطاعة لکل کافیة فی وجوبه.


1- عرفت عدم اعتبار هذا الشرط و ذکر السید الأستاذ قدّس سِرُّه فی (العروة) فی شروط النائب ما نصه: السادس عدم اشتغال ذمته بحج واجب علیه فی ذلک العام فلا تصح نیابة من وجب علیه حجة الإسلام و النذر المضیق إلی أن قال: لکن الأقوی ان هذا الشرط إنما هو لصحة الاستنابة و الإجارة و إلا فالحج صحیح و إن لم یستحق الاجرة و تبرأ ذمة المنوب علی ما هو الأقوی، و علقنا علیه هناک: ان صحة العمل تستلزم استحقاق الاجرة و لا یعقل صحة العمل و براءة ذمة المنوب عنه مع عدم استحقاق الاجرة و دعوی ان ذلک مستلزم لاجتماع الوجوبین المتنافیین فی وقت واحد مدفوعة بأنه مشترک الورود أولا و مطرد فی جمیع موارد التزاحم ثانیا و الجواب هنا الجواب هناک أما بالترتب أو غیره (و ثالثا) علی فرض عدم إمکان الاجتماع کما هو المشهور فلازمه بطلان الثانی لعدم الأمر به فلا یستحق الاجرة و بالجملة فالصحة و براءة الذمة مع عدم استحقاق الاجرة لا یجتمعان و الله الموفق للسداد.

ص: 151

المصباح الثانی فی أنواعه

و هی تمتع و هو فرض من نأی عن مکة بثمانیة و أربعین میلا من کل جانب و قران و افرادهما فرض من نقص عن ذلک المقدار و یمتاز التمتع عنهما بأمور:

(إحداها) ان احرام حجة من بطن مکة دونهما فانه من المیقات أو من منزله ان کان دون المیقات:

(ثانیها) و جوب الهدی فیه دونهما فانه لا یجب و إن کان له ان یعقد احرامه بسیاق الهدی فیکون حجة قراناً.

(ثالثها) تقدیم عمرته علی حجه بخلاف عمرتهما فانهما مؤخرة عن الحج.

(رابعها) ارتباط عمرته بحجة حتی کأنهما کالعمل الواحد بخلاف عمرتهما فانها منفردة و علی ذلک یتفرع أمور.

(الأول) انه ینوی فی احرام عمرته انها عمرة إلی الحج بخلاف عمرتهما فانه ینویها مفردة.

(الثانی) أن یقع مجموع حجه و عمرته فی اشهر الحج من سنة واحدة فلو أتی بعمرته أو بعضها فی غیر اشهر الحج لم یجز التمتع بها و ان جمعها فی سنة واحدة کما انه لو اخرج الحج عن سنتها صارت مفردة و إن أتی بهما فی اشهر الحج کما لو اعتمر فی ذی الحجة من هذه السنة و أتی بالحج فیه من السنة الآتیة و إن لم یفصل بینهما ازید من اثنی عشر شهراً.

(الثالث) انه مرتهن بالحج و محتبس به فلا یحوز له بعد الاحتلال من عمرته الخروج من مکة قبل ادائه إلا محرما به و إن عاد بعد شهر فعلیه الاحرام بالعمرة.

(الرابع) ان لحج العمرة فی التمتع لا یصحان إلا من واحد عن واحد فلو استأجر اثنان عن میت واحد أحدهما لعمرته و الآخر لحجه لم یصح و کذا إذا استؤجر واحد عن اثنین علی أن یکون حجه لأحدهما و عمرته للآخر و اما الافراد و القران فهما سواء سوی انه إذا اعقد الاحرام بسیاق الهدی صار حجة قرانا و حینئذ فلا یجوز العدول إلی التمتع حیطة بخلاف الافراد فانه یجوز ذلک فیه أما مطلقا أو فی خصوص

ص: 152

المندوب و مما به عن التمتع جواز الطواف لهما قبل المضی إلی عرفات لکن یجددان التلبیة عند کل طواف و قد تبین مما ذکر ان التمتع مرکب من العمرة و الحج علی نحو الترکیب فی الواجب الارتباطی فکل منهما جزء للفرض لا یصح الآخر إلا به و إن تحقق الاحلال فیما بینهما بخلاف القران و الافراد کلا من العمرة و الحج فیهما واجب استقلالا لا یتوقف صحة أحدهما علی الآخر و یشترط فی احرام الحج بجمیع أنواعه الثلاث وقوعه فی اشهر الحج و هی شوال و ذی القعدة و ذی الحجة علی وجه یدرک فی المناسک فی وقتها و کذا یشترط ذلک فی عمرة التمتع و أما العمرة فی القران الافراد و القران فقد عرفت انها مفردة و وقتها مجموع أیام السنة و النزاع فی ان اشهر الحج هی الشهران و تسع من ذی الحجة أو عشر أو تمامه لفظی إذ لا ریب فی صحة وقوع بعض أفعال الحج کالطواف و السعی إلی تمام ذی الحجة کما لا ریب فی فوات الوقوف بعرفة بفوات التاسع و فوات الوقوف بالمشعر بفوات العاشر فمن قال انها تمام الثلاثة نظر إلی کونها ظرفا زمانیا لوقوع افعاله فی الجملة و من خصها بالشهرین مع التاسع منه نظر إلی فوات اختیاری عرفه اختیارا بفواته و من خصها بالشهرین مع العاشر نظر إلی إمکان ادراک الحج فی العاشر بادراک المشعر وحده حیث لا یکون فوات عرفه اختیاریا و یشترط أیضا فی جمیع الانواع النیة بان ینوی فی کل منهما ذلک النوع الخاص عند عقد احرامه و یکفی فی صحة النیة المعرفة الاجمالیة.

المصباح الثالث فی بیان کیفیة التمتع

علی سبیل الاجمال یجب علی المتمتع الاحرام بالعمرة إلی الحج من المیقات و الطواف بالبیت سبعا و صلاة رکعتین فی مقام إبراهیم علیه السلام و السعی بین الصفا و المروة سبعا و التقصیر و الاحرام ثانیا من مکة بالحج و الوقوف بعرفات تاسع ذی الحجة إلی الغروب و الافاضة إلی المشعر و الوقوف به بعد الفجر إلی طلوع الشمس و رمی جمرة العقبة ثمّ الذبح ثمّ الحلق یوم النحر بمنی و طواف الحج و رکعتاه و سعیه و طواف النساء و رکعتاه و المبیت بمنی لیلة الحادی عشر و الثانی عشر و رمی الجمار الثلاث فی الیومین ثمّ ان اقام الثالث عشر رمی.

ص: 153

المصباح الرابع فی تفاصیل عمرته و واجباتها

اشارة

خمس الاحرام و الطواف و رکعتاه و السعی و التقصیر و هذه الخمس یشترک فیها کل عمرة و لو کانت مفردة و یزید فی عمرة الافراد بعد التقصیر طواف النساء و رکعتیه و تجوز المفردة فی جمیع أیام السنة و أفضلها رجب و لو اعتمر فی اشهر الحج جاز أن ینقلها إلی التمتع و تجوز فی کل شهر بل فی کل یوم فهنا قبسات.

(القبس الأول) فی الاحرام

و إنما یصح من المیقات لا قبله إلا مع النذر و شبهه أو خوف تقضی رجب لمن أراد الاعتمار فیه عمرة مفردة و لو تجاوز متعمداً رجع و احرم منه فان تعذر و لم یکن امامه میقات آخر بطل حجه و الاحوط الاحرام من حیث أمکن و إتمام الحج ثمّ القضاء و لو کان ناسیا أو جاهلا فان أمکنه الرجوع إلیه رجع و إلا احرم من موضعه و إن لم یذکر حتی اکمل مناسکه صح ما أتی به و الاحوط القضاء (و المواقیت ستة) العقیق لاهل العراق و افضله المسلخ و هو أوله ثمّ غمره بتسکین المیم و هی وسطه ثمّ ذات عرق و هی آخره فلا یجوز عبورها إلا محرما بل الاحوط عدم التأخیر إلیها لمرض أو تقیة و مسجد الشجرة لأهل المدینة و هو المراد بذی الحلیفة علی ستة امیال من المدینة و عند الضرورة فالجحفة بتقدیم الجیم علی الحاء و هی میقات أهل الشام اختیارا علی ثلاث مراحل من مکة و یلملم للیمن و قرن المنازل للطائف و لحج التمتع مکة و الأفضل المسجد خصوصا المقام و لحج الافراد منزله و فخ للصبیان و الاحوط احرامهم من المیقات و تأخیر التجرید إلیها و من حج علی طریق احرم من میقات أهله و لو تعددت المواقیت فی الطریق الواحد احرم من اولها مع الاختیار و من تالیه مع الاضطرار و لو اخر مع الاختیار اثم و اجزأ و لو حج علی غیر میقات کفته المحاذاة (1) و لو لم یحاذ میقاتا احرم من قدر تشترک فیه المواقیت (و واجبات الاحرام) ثلاث النیة المشتملة علی مشخصاته من کونه احرام حج


1- المحاذاة عبارة عن کون الخط من موقفه إلی مکة کاقصر الخطوط من المیقات إلی مکة. و المراد من القدر الذی تشترک فیه المواقیت هو اقرب محل إلی مکة أی الموضع الذی یکون بینه و بین مکة قدر ما بینها و بین اقرب المواقیت و هو مرحلتان فان جمیع المواقیت تشترک فیه و لا یجوز قطعه الا محرما.

ص: 154

أو عمرة تمتع أو غیره اسلامی أو منذور أو غیرهما مع القربة و یعتبر استدامتها و التلبیات الأربع و صورتها لبیک اللهم لبیک ان الحمد و النعمة و الملک لک لا شریک لک لبیک و الاحوط الخمس بان یضیف إلیها بحجة أو عمرة تمامها علیک لبیک و لا ینعقد الاحرام للمتمتع و الفرد إلا بها و أما القارن فیتخیر بین العقد بها أو بالاشعار أو بالتقلید و لبس الثوبین الازرار و الرداء و یجب لبسهما قبل النیة و التلبیة و یعتبر فیهما أن یکونا مما تصح الصلاة فیه فلا یجوز ما کان من غیر الماکول أو غیر المذکی أو النجس بما لا یعفی عنه أو الشاف أو الحریر أو المخیط للرجال بل و للنساء علی الاحوط و لا یشترط فی الاحرام الطهارة من الحدث لا الأصغر و لا الأکبر فیصح من الجنب و الحائض و النفساء و غیرهم (و مندوباته) توفیر شعر رأسه من أول ذی القعدة إذا أراد التمتع و یتأکد عند هلال ذی الحجة و تنظیف جسده و قص اظافره و الأخذ من شاربه و إزالة الشعر عن جسده و ابطیه بالنورة و لو کان مطلیا اجزاه ما لم یمض خمسة عشر یوما و الغسل و یجوز تقدیمه علی المیقات لمن خاف عوز الماء و یعید لو وجده و یجزی غسل النهار لیومه و غسل اللیل للیلته ما لم ینم و ان یحرم عقیب فریضة الظهر أو عقیب فریضة و لو لم یتفق فعقیب ست رکعات و اقله رکعتان یقرأ بعد الحمد فی الأولی التوحید و فی الثانیة الجحد و لو احرم بغیر غسل أو بغیر صلاة أعاد بعدهما استحبابا و لو اکل أو لبس ما لا یجوز له أعاد غسله استحبابا و الدعاء بالماثور و التلفظ بما یعزم علیه و لو نوی نوعا و نطق بغیره فالمعتبر النیة و اشتراط ان یحله حیث حبسه و إن لم تکن حجة فعمرة و فائدة جواز التحلل عند حصول المانع من غیر تربص لکن لا یسقط به هدی التحلل و لا الحج لو کان واجبا و ان یحرم فی ثیاب القطن و افضله البیض و رفع الصوت بالتلبیة للرجال إذا علت راحلته البیداء ان حج علی طریق المدینة و ان کان راجلا فحیث یحرم و لو احرم من مکة رفع بها صوته إذا اشرف علی الابطح و تکرارها إلی أن یشاهد بیوت مکة فی عمرة التمتع و إلی زوال یوم عرفه فی الحج بانواعه و إلی ان یدخل الحرم فی العمرة المفردة إذا احرم بها من خارجه أو إلی ان یشاهد الکعبة ان احرم بها من الحرم (و محرماته) صید البر إلا السباع

ص: 155

إذا إرادته امساکا أو اکلا و لو صاده محل و اشارة لإرادة الصید أو دلالة کذلک و اغلاقا و ذبحا و لو ذبحه کان میتة یحرم علی المحل و المحرم و النساء وطئاً و تقبیلا و لمسا و نظرا بشهوة و عقد له و لغیره و لو محلا و شهادة علی العقد بل و خطبة علی الاحوط و الاستمناء و الطیب و المخیط للرجال بل ما یسمی قمیصا أو قباء و نحوهما و إن لم یکن مخیطا و ما لم یستر ظهر القدم و الفسوق و هو الکذب و السباب و المفاخرة و الجدال و هو قول لا و الله و بلی و الله و قتل هوام الجسد أو القائها عن جسده أو ثوبه و إزالة الشعر من غیر ضرورة و استعمال الدهن و إن لم یکن فیه طیب علی الاحوط و تغطیة الرأس للرجال دون النساء و فی معناه الارتماس و لو غطی ناسیا القاه وجوبا و جدد التلبیة استحبابا و تسفر المرأة عن وجهها و یجوز أن تسدل خمارها إلی انفها و التضلیل عند السیر للرجال دون النساء و لو اضطر جاز و یجوز فی غیر السیر مطلقا و لو زامل عائلا أو امرأة اختصا بالظلال دونه و قص الأظافر و قطع الشجر و الحشیش النابت فی غیر ملکة بل فی غیر منزله بخلاف ما فیه إذا نبت بعد نزوله فیه إلا الفواکه و الاذخر و النخل فیجوز قلعها و قطعها و حک الجسد و السواک و قلع الضرس مع الادماء و لا بأس بها مع عدمه و إن کان الاحوط ترک الأخیر مطلقا (و مکروهاته) الاحرام فی الثیاب الوسخة و المعلمة و فی غیر البیاض و تتأکد فی السواد و دخول الحمام و دلک الجسد و تلبیة المنادی أما الاکتحال بالسواد و النظر فی المرآة و لبس الخاتم للزینة و لبس المرأة الحلی للزینة و ما لم تعتد لبسه و الحناء للزینة و الحجامة أو الفصد و لبس السلاح اختیارا أو النقاب للمرأة و استعمال الریاحین ففیها قولان الحرمة و الجواز علی کراهته و الاحتیاط یقتضی الترک و احرام المرأة کإحرام الرجل إلا ما استثنی و لا یمنعها الحیض من الاحرام کما مر لکن لا تصل له و لو ترکته ظنا انه لا یجوز حتی جاوزت المیقات رجعت إلیه و احرمت منه و لو دخلت مکة فان تعذر احرمت من ادنی الحل و لو تعذر احرمت من موضعها و لا یجوز لأحد أن یدخل مکة إلا محرما إلا لمرض أو من یتکرر دخوله کالحطاب و الحشاش و نحوهما و لو خرج بعد احرامه ثمّ عاد فی شهر خروجه اجزأ و إن عاد فی غیره احرم ثانیا.

ص: 156

(القبس الثانی) فی کفارات الاحرام

اشارة

و فیه اشراقان:

(الاشراق الأول) فی کفارة الصید

و هو الحیوان الممتنع محلا کان أو غیره نعم لا کفارة فی السبع و إن حرم صیده إلا الأسد فان علی قاتله کبشا إذا لم یرده و إنما یحرم علی المحرم صید البر فقط فلا یحرم صید البحر و هو ما یبیض و یفرخ فیه و لا الدجاج الحبشی کما لا بأس بقتل الحیة و العقرب و الفارة و رمی الغراب و الحدات و الکفارة فی قتل الزنبور خطأ و فی قتله عمدا صدقة بشی ء من طعام و یجوز شراء القماری و الدباسی و إخراجها من مکة لا ذبحها و صید البر قسمان.

(الأول) ما لکفارته بدل علی الخصوص و هو خمسة.

(الأول) النعامة و فی قتلها بدنة و مع العجز یفض ثمن البدنة علی البر و یطعم ستین مسکینا لکل مسکین مد و الاحوط مدان و ما زاد عن ستین له و لا یجب علیه ما نقص و لو عجز صام عن کل مد یوما فان عجز صام ثمانیة عشر یوما.

(الثانی) بقرة الوحش و حماره و فیهما بقرة اهلیة فان لم یجد فض ثمنها علی البر و یطعم ثلاثین مسکینا لکل مسکین مد کما سبق فان عجز صام عن کل مد یوما فان عجز صام تسعة أیام.

(الثالث) الظبی و الثعلب و الارنب و فیها شاة فان عجز فض ثمنها علی البر و اطعم عشرة مساکین لکل مسکین مد کما سبق فان عجز صام عن کل مد یوم فان عجز صام ثلاثة أیام.

(الرابع) بیض النعام و فی کسرها إذا تحرک الفرخ لکل بیضة بکرة من الإبل و إن لم یتحرک ارسل فحولة الإبل فی اناث بعدد البیض فالناتج هدی للبیت فان عجز فعن کل بیضة شاة فان عجز اطعم عشرة مساکین لکل واحد مد فان عجز صام ثلاثة أیام.

(الخامس) بیض القطا و القبج إذا تحرک الفرخ لکل بیضة واحد من صغار الغنم فی اناث بعدد البیض فالناتج هدی للبیت لو عجز کان کبیض النعام.

(الثانی) ما لا بدل لفدیته و هو الحمام و فی قتل الواحدة شاة و فی فرخها جمل و بحکمها بیضها بعد التحرک و اما قبله ففیه درهم و فی الضبی و القنفذ و الیربوع جدی

ص: 157

و فی القطا و الدراج و شبهه حمل فطیم و فی القنبرة و العصفور و الصعوة مد و فی الجراد و القملة یلقیها عن جسده کف من طعام بل یکفی فی الجرادة تمره و فی الجراد الکثیر شاه و لو لم یتمکن من التحرز لم یکن علیه شی ء و لو اکل ما قتله کان علیه فداء ان و لو اکل ما ذبحه غیره ففداء واحد و لو اشترک جماعة فی قتله فعلی کل واحد فداء و کل من کان معه صید یزول ملکه عنه بالاحرام و یجب علیه ارساله فان امسکه ضمنه هذا فی صید المحرم و لو فی الحل و اما الحرم و هو برید فی برید فیحرم صیده و لو کان محلا و کفارته قیمته إلا الحمام ففی الواحدة درهم و فی الفرخ نصفه و فی البیضة ربعه و إن کان الاحوط اکثر الامرین منه و من القیمة و ما یلزم المحرم فی الحل و المحل فی الحرم یجتمعان علی المحرم فی الحرم ما لم یبلغ بدنه بل و لو بلغها علی الاحوط و یجزی حکم الحرم علی ما إذا رمی الصید من الحل فقتله فی الحرم و بالعکس و علی ما إذا کان الصید علی غصن فی الحل و اصله فی الحرم و بالعکس و الصید الذی یذبح فی الحرم میتة و کفارة الصید للاحرام أو الحرم اولهما لا فرق فیهما بین العمد و السهو و الجهل و تتکرر بتکرر السبب فی العمد و غیره فی احرام واحد أو احرامین مع تخلل التفکیر و عدمه مع اتحاد الجنس و تعدده و لو کان الصید مملوکا ضمن لصاحبه قیمته أو ارش عیبه و لا یغنی عما وجب للاحرام أو للحرم أو لهما و کفارة الصید للاحرام أو للحرم اولهما فداء أو قیمة یتصدق بها إلا فی حمام الحرم فانه إذا وجبت فیه القیمة یشتری بها علف لحمامه و لو دار الأمر بین اکل الصید أو المیتة اکل الصید و فداه إن تمکن و إلا بقی الفداء فی ذمته إلی أن یتمکن

(الاشراق الثانی) فی کفارة باقی المحظورات
اشارة

و فیه مسائل:

(المسألة 1) الجماع عامدا عالما

بالتحریم لزوجته حرة أو امة دواما أو متعة قبلا أو دبراً بل و وطئ امته بالملک بل و الزنا و اللواط علی الاحوط إن وقع فی احرام العمرة المفردة قبل السعی بطلت و علیه بدنة و إتمامها و قضاؤها و بعد السعی قبل طواف النساء علیه الکفارة فقط و هی بدنة للموسر و بقرة للمتوسط و شاة للمعسر و إن وقع فی احرام العمرة المتمتع بها کفر کما سبق ثمّ إن کان بعد السعی فلا فساد و إن کان

ص: 158

قبله فالاحوط إتمامها و إتمام الحج و القضاء من قابل و إن وقع فی احرام الحج قبل الوقوفین أو قبل الوقوف فی المشعر و إن وقف بعرفة بطل حجه و علیه اتمامه و القضاء من قابل و بدنه فی الفرض و النقل و التمتع و غیره و إن کان بعد الوقوفین صح الحج فعلیه الکفارة فقط سواء کان قبل طواف الزیارة أو بعده قبل الشروع فی طواف أو بعده إلا إذا طاف منه خمسا فلا کفارة و لا فرق بین کون الزوجة محلة أو محرمة نعم ان کانت محرمة فان طاوعته لزمها ما یلزمه و علیهما الافتراق من موضع الخطیئة فی الإتمام و فی الحج من قابل حتی یقضیا المناسک بأن لا یخلو بها إلا مع ثالث و لو اکرهها صح حجها و کفر عنها.

(المسألة 2) من نظر إلی غیر أهله عامدا فامنی

کان علیه بدنة فان عجز فبقر فان عجز فشاة فلو نظر إلی أهله بغیر شهوة فامنی فلا شی ء علیه و ان کان بشهوة فجزور و کذا لو امنی عند الملاعبة.

(المسألة 3) إذا عقد المحرم لمحرم فدخل

کان علی کل واحد بدنة و إن لم یدخل فلا شی ء علیهما بل و کذا لو کان العاقد محلا إذا کان عالما بالاحرام و الحرمة و کذا تجب علی المرأة إذا کانت عالمة باحرام الزوج و الحرمة محلة کانت أو محرمة.

(المسألة 4) من تطیب للتداوی شما أو بخورا أو اکلا أو صبغا أو اطلاء

لزمه شاة و لا باس بخلوق الکعبة و لو مازحه الزعفران.

(المسألة 5) یجب فی تقلیم کل ظفر مد من طعام

و فی یدیه و رجلیه شاة مع اتحاد المجلس و لو تعدد فشاتان و إذا أفتی مفت بالجلم فادمی اصبعه فعلی المفتی شاة.

(المسألة 6) فی لبس المخیط شاة

و إن کان لضرورة.

(المسألة 7) فی حلق الشعر بل مطلق إزالته

و إن کان لضرورة شاة أو اطعام عشرة مساکین لکل واحد مد أو صیام ثلاثة أیام.

(المسألة 8) فی نتف الابطین شاة

و فی أحدهما اطعام ثلاثة مساکین و الاحوط الشاة و لو سقط من رأسه أو لحیته شی ء تصدق بکف من طعام و إن کان فی الوضوء فلا شی ء علیه.

ص: 159

(المسألة 9) فی التظلیل سائرا و لو کان لضرورة شاة

و کذا فی تغطیة الرأس و لو بالطین و الارتماس أو حمل ما یستره.

(المسألة 10) فی الجدال صادقا ثلاث شیاه

و لا کفارة فیما دون الثلاث و فی الکاذب مرة شاة و فی المرتین بقرة و فی الثلاث بدنة.

(المسألة 11) فی الدهن الطیب شاة

و کذا فی قلع الضرس علی الاحوط.

(المسألة 12) فی قلع الشجرة الکبیرة بقرة و فی الصغیرة شاة

و شاة فی ابعاضها القیمة.

(المسألة 13) إذا تکرر الوطء تکررت الکفارة

و کذا لو تکرر اللبس و الطیب مع اختلاف المجلس بل و مع اتحاده إذا صدق التعدد بل و کذا فی سائر الأسباب مع صدق التعدد.

(المسألة 14) تسقط الکفارة عن الناسی و الجاهل الا فی الصید.
(المسألة 15) ما یلزم المحرم من الفداء یذبحه أو ینحره بمنی إن کان حاجا و بمکة إن کان معتمراً.

(القبس الثالث) فی الطواف

اشارة

و یجب فی العمرة المتمتع بها مرة و فی العمرة المفردة و منها عمرة القران و الافراد و الحج بانواعه مرتین أحدهما قبل السعی و هو طواف الزیارة و الثانیة بعده و هو طواف النساء و الکلام فی مقدماته و شرائطه و کیفیته و أحکامه

(أما مقدماته)

فیستحب مضغ الاذخر قبل دخول مکة من أعلاها من باب بنی شیبة حافیا بسکینة و وقار مغتسلا من بئر میمون أو فخ و لو تعذر اغتسل بعد الدخول و الدعاء عند الدخول إلی مکة و المسجد بالمأثور و

(أما شرائطه) فخمس:
اشارة

-

(الأول) الطهارة من الحدث الأصغر و الأکبر فی الواجب منه

و هو ما کان جزء لحج أو عمرة و لو مندوبین دون المندوب و هو ما لم یکن جزءً منهما و إن وجبت لصلاته علی نحو شرطیتها فی الصلاة فتقوم الترابیة مقام المائیة و تجزی ذوی الأعذار کالمستحاضة و المسلوس و المبطون و نحوهم طهارتهم الاضطراریة و من طاف محدثا و لو غافلا أو ناسیا أعاد و لو احدث فی الأثناء فان تجاوز النصف تطهر و بنی و

ص: 160

إلا استأنف و من تیقن الحدث و شک فی الطهارة فهو محدث و کذا من تیقنها و شک فی المتقدم و المتأخر لکن إذا کان ذلک بعد الفراغ لم یلتفت و کذا فی الأثناء بالنسبة إلی ما مضی و یتطهر لما بقی و الاحوط الطهارة و الاستئناف و من تیقن الطهارة و شک فی الحدث فهو متطهر مطلقا و فاقد الطهورین یطوف و الاحوط فی الطواف الواجب استنابة غیره مع ذلک و حدث الحیض و النفاس بعد النقاء من الدم کغیره من الاحداث و یجزی فیه التیمم مع العجز عن الماء و أما مع وجود الدم فلا یصح الطواف بل الحکم حینئذ انه ان حدث الحیض أو النفاس فی الأثناء و قد طافت أربعة اشواط فصاعدا صح ما مضی و ترکت ما بقی و فعلت بقیة المناسک ثمّ قضت الفائت بعد طهرها و إن حدث قبل ذلک کان حکمها حکم من لم تطف فان کانت فی عمرة التمتع انتظرت مع سعة الوقت طهرها فان طهرت اتمت طوافها و اتت ببقیة الأفعال و إن لم تطهر حتی ضاق الوقت بطلت متعتها و صار حجها افرادا فتحرم للعمرة المفردة بعد الفراغ من الحج و هکذا إذا جاءها قبل الشروع فی الطواف و إن کانت فی العمرة المفردة و لو للقران أو الافراد أو الحج بانواعه فان أمکن انتظار الطهر انتظرت و إن لم یکن و لو لمسیر الرفقة و عدم إمکان التخلف استنیبت فیه سواء کان طواف الزیارة أو طواف النساء و اتت بباقی الأفعال و إذ کانت محرمة لحج التمتع و خافت الحیض بعد الوقوفین قدمت الطوافین و السعی علیها و لا یمنع الحیض من باقی اعمال الحج و العمرة مما عدا الطواف.

(الثانی) الطهارة من الخبث فی الثوب و البدن

حتی ما یعفی عنه فی الصلاة کالاقل من الدرهم و ما لا تتم فیه الصلاة نعم یعفی عن دم الجروح و القروح و عن الجاهل به حتی یفرغ و کذا الناسی و لو علم فی الأثناء فان کان قد تجاوز النصف ازاله و بنی مطلقا و إن لم یتجاوز فان لم یحتج إلی فصل ینقطع الطواف بمثله فکذلک و إلا ازاله و استأنف.

ص: 161

(الثالث) حلیة اللباس

فلا یصح فی الثوب المغصوب بل الاحوط ملاحظة جمیع شرائط لباس المصلی فیه بل لا یصح أیضا علی الدابة المغصوبة فضلا عما إذا کان تحیطه حراما.

(الرابع) ستر العورة للذکر و الأنثی

علی نحو ما یجب فی الصلاة.

(الخامس) الختان للرجل و الصبی

فلو طاف أو طیف به غیر مختون بطل فی طواف الزیارة أو طواف النساء فلا تحل النساء حتی للصبی بعد بلوغه إذا طیف به غیر مختون ما لم یتدارکه بنفسه أو بنائبه بعد اختتانه

و اما کیفیته
فواجباتها أمور:
(الأول) النیة

علی نحو ما تجب فی غیره من العبادات فیعتبر فیا القربة و التعیین و یکفی لداعی إذا أراد الاخطار الموفق للاحتیاط فلیخطر فی عمرة التمتع مثلا انه یطوف بالبیت سبعة اشواط لعمرة التمتع إلی حج الإسلام قربة إلی الله تعالی.

(الثانی) العدد

و هو سبعة اشواط بلا زیادة و لا نقصان.

(الثالث) الابتداء بالحجر فی کل شوط

جاعلا له علی یساره و تکفی المحاذاة العرفیة.

(الرابع) الختم به کذلک.
(الخامس) جعل البیت علی یساره

فلو جعله علی یمینه أو استقبله أو استدبره عمدا أو سهوا اختیارا أو اضطرارا و لو بخطوة أعاد من موضع المخالفة نعم یکفی الصدق العرفی فلا یقدح الانحراف الیسیر.

(السادس) ادخال حجر إسماعیل فی الطواف

فلو طاف بینه و بین البیت أو دخل فی حال الطواف فی الحجر استأنف الشوط.

(السابع) خروجه عن البیت و حجر إسماعیل

و ما هو محسوب منهما کشاذروان البیت و حائط الحجر فلو مشی فی اثناء طوافه علیهما بطل.

(الثامن) ان یکون فی حال طوافه بین الکعبة و مقام إبراهیم فی جمیع الجوانب

بمعنی ان لا یتجاوز عن البیت بأزید من المسافة التی بین البیت و المقام التی هی ست و

ص: 162

عشرون ذراعا و نصفا و المسافة بین حجر إسماعیل و بین البیت عشرون ذراعا تقریبا فلا یجوز أن یتجاوز فی طرف الحجر عنه بأزید من ستة اذرع و نصف.

(التاسع) صلاة الطواف

و هی رکعتان کصلاة الصبح لکنه مخیر فیها بین الجهر و الاخفات و یستحب بعد الحمد و التوحید فی الأولی و الجحد فی الثانیة و هی واجبة فی الواجب و مندوبة فی المندوب و یجب فی الواجب ایقاعهما فی مقام إبراهیم و هو الصخرة التی علیها اثر قدمه جاعلا الصخرة فی قبلته و مع التعذر لزحام أو ضیق ففی الأقرب إلیها فالاقرب من المسجد اما فی المندوب فیصلیهما حیث شاء من المسجد و لو ترکهما عمدا أو نسیانا أو جهلا رجع فی الواجب إلی المقام فاتی بهما فیه و لو تعذر صلاهما حیث ذکر و لو مات قضی عنه ولیه مباشرة أو تسبیبا و یجری التبرع و یصلیهما فی الواجب بعد الطواف علی الفور فی کل وقت ما لم یتضیق وقت الحاضرة و لا یبطل شی ء من الأفعال المتأخرة بترکهما و لو عمداً علی الأصح

(مندوباتها)

الوقوف عند الحجر و استلامه فی کل شوط و تقبیله فان لم یقدر اشار بیده و إلا فبرأسه و الدعاء بالمأثور عند الاستلام و فی الطواف و أن یقتصد فی مشیه و یذکر الله سبحانه و تعالی و یلزم المستجار و یبسط یدیه و خده علی حائطه و یلصق بطنه به و یذکر ذنوبه و لو جاوزه رجع و التزمه و کذا یستلم باقی الأرکان و آکدها رکن الحجر و الرکن الیمانی و أن یتطوع بثلاثمائة و ستین طواف فان لم یتمکن جعلها اشواطا و یکره الکلام فیه بغیر الدعاء و القرآن

و أما احکامه ففیها مسائل.
(المسألة 1) طواف الزیارة رکن فی الحج بانواعه و العمرة بانواعها

فمن ترکه عمدا بطل نسکه و یتحقق فی عمرة التمتع بترکه إلی أن یضیق وقت وقوف عرفة و فی الحج باقسامه إلی انتهاء ذی الحجة اما العمرة المفردة و لو للأفراد أو القران فوقته طول العمر و طواف النساء واجب غیر رکن فلا یبطل النسک بترکه عمدا فضلا عن السهو نعم لا تحل النساء علی الرجل بدونه بل یحرم علی الزوجة تمکین الزوج قبل اتیانها به بل إذا کان الحاج أو المعتمر صبیا حرمت علیه النساء بعد بلوغه بدونه و من ترک أحدهما أو کلیهما ناسیا أتی به و مع التعذر یستنیب و لا تحل النساء إذا کان المتروک

ص: 163

طوافها قبل الإتیان به من الناسک أو نائبه و لو مات قضاه ولیه مباشرة أو تسبیبا و یجزی التبرع و لو شک فی المتروک انه طواف الحج أو العمرة کفی واحد بنیة ما فی الذمة و المریض یطاف به و إلا استناب.

(المسألة 2) یجب تقدیم طواف الزیارة علی السعی

فلو دخل فی السعی فذکر انه لم یطف طاف و استأنف السعی و اما طواف النساء فیجب تأخیره عن السعی فلو قدمه عامداً عالما مختاراً أعاد اما لو قدمه ناسیا أو جاهلا أو مضطرا أجزأ و یکفی فی الاضطرار خوف الحیض للمرأة.

(المسألة 3) یجوز حتی مع الاختیار تاخیر السعی عن طواف الزیارة إلی ما قبل الفجر مع الغد

و اما بعده فلا یجوز إلا مع الاضطرار ما لم یتضیق وقت عرفة.

(المسألة 4) لا یجوز تقدیم طواف حج التمتع و سعیه علی الوقوف للمریض و خائفة الحیض و الشیخ العاجز عن العود و خائف الزحام و العلیل و نحوهم من ذوی الأعذار

فیجوز حتی فی طواف النساء کما یجوز التقدیم فی الافراد و القران اختیارا.

(المسألة 5) من نقص من طوافه شوطا أو اقل أو ازید

فان کان عامدا بطل مطلقا و إن کان ساهیا فان أتم أربع اشواط أو کان فی المطاف و لم یأت بالمنافی و لم تفت الموالاة أتم و إلا استأنف و لو لم یذکر حتی رجع إلی أهله استناب فی التمام أو التتمة و کذا لو قطعه لحاجة أو استراحة أو صلاة نافلة أو فریضة فی أول وقتها أو صلاة جنازة أو ضرورة لمفاجأة حیض أو حدث أو مرض أو نحوها و لا یجوز قطع طواف الفریضة إلا لذلک و نحوه و یجوز فی النافلة و لو شرع فی السعی فذکر نقصان الطواف فان کان قد أتم الأربع رجع إلیه فاتمه ثمّ أتم السعی من حیث قطع سواء تجاوز النصف أم لا و إلا استأنف الطواف من رأس ثمّ السعی.

(المسألة 6) القران بین طوافین فما زاد بمعنی الجمع بینهما من دون فصل بالصلاة محرم فی الفریضة و مبطل لهما

اما فی النافلة فیکره و لو فعل فالأولی القطع علی وتر کالثلاث و الخمس و نحوهما.

ص: 164

(المسألة 7) لا تجوز الزیادة علی سبعة اشواط بقصد الجزئیة

فمن زاد علیها شوطا أو اقل أو ازید فان کان عامدا بطل طوافه سواء کان فی ابتداء النیة أو فی الأثناء أو بعد الاکمال و ان کان ساهیا لم یبطل و استحب اکماله سبعا ان کانت الزیادة شوطا أو ازید و یصلی للاسبوع الأول قبل السعی و للثانی بعد و إن کانت اقل من شوط الغاها اما الزیادة لا بقصد الجزئیة أو علی نحو المقدمة العلمیة فلا بأس بها.

(المسألة 8) من شک فی عدد الاشواط نقیصة او زیادة أو فی صحتها

فان کان بعد الانصراف من المطاف أو بعد اعتقاد التمام و الصحة و ان لم ینصرف لم یلتفت و کذا إذا کان فی آخر الشوط و کان شکه فی الزیادة کما لو تردد بین السبع و الثمان اما لو کان فی أثناء الشوط و شک کذلک لو دخل احتمال النقصان و لو کان فی الآخر سواء تردد بین النقصان و التمام کالست و السبع أو دخل احتمال الزیادة أیضا کالست و السبع و الثمان فان کان فی الفریضة استأنف و إن کان فی النافلة فله البناء علی الأقل.

(القبس الرابع) فی السعی

اشارة

و هو واجب فی کل احرام مرة و النظر فی مقدماته و کیفیته و احکامه

(أما المقدمات)

فیستحب فیه الطهارة و استلام الحجر حین إرادة الخروج إلی الصفا و الشرب من زمزم و الاغتسال من الدلو المقابل للحجر و الخروج للسعی من باب الصفا و الصعود علیه و استقبال رکن الحجر بالتکبیر و التهلیل سبعا و الدعاء بالمأثور

و أما الکیفیة ففیها الواجب و الندب
فالواجب أربعة:
(الأول) النیة

علی نحو ما مر فی الطواف.

(الثانی) البدأة بالصفا.
(الثالث) الختم بالمروة.
(الرابع) السعی سبعا بعد ذهابه شوطا و ایابه آخر

-

و المندوب

- المشی حال السعی و إن جاز الرکوب و ان یکون علی سکینة و وقار حتی یصل إلی المنارة فیهرول منها إلی زقاق العطارین و لو نسی الهرولة رجع القهقری و تدارک و الدعاء بالمأثور

و اما احکامه فامور:
اشارة

ص: 165

(الأول) السعی رکن یبطل النسک بترکه عمدا

و لا یبطل سهوا و یعود لتدارکه فان تعذر أو تعسر استناب و لا یشترط فیه الطهارة لا من الحدث و لا من الخبث و لا غیر ذلک مما هو شرط فی الطواف نعم یبطل باللباس المغصوب و علی الدابة المغصوبة.

(الثانی) یبطل السعی بالزیادة عمدا لا سهوا

و إذا زاد سهوا فان کان الزائد اقل من شوط الغاه و بنی علی السبع و إن کان شوطا فما زاد اکمله اسبوعین استحبابا.

(الثالث) یجوز الجلوس فی خلاله للاستراحة

بل یجوز قطعه للحاجة له أو لغیره و لصلاة الفریضة إذا دخل وقتها و لرکعتی الطواف إذا نسیهما حتی دخل فیه و لو قطع بنی من حیث قطع و إن لم یتجاوز النصف و کذا لو نقصه ساهیا أتم ما نقصه کذلک.

(الرابع) لو ظن الإتمام فاحل و واقع أهله أو قلم الأظافر

ثمّ ذکر نسیان شوط أتم و یکفر ببقرة.

(الخامس) لو شک بعد تیقن الفراغ فی الزیادة أو النقصان

لم یلتفت کما فی الطواف و کذا لو شک فی الزیادة بعد إحراز السبعة و لو شک فی الأثناء فان تیقن عدد الاشواط و شک فیما به بدأ فان کان فی الوتر علی الصفا أعاد و لو کان علی المروة لم یعد و بالعکس لو کان فی الشفع و إن کان فی عدد الاشواط استأنف.

(القبس الخامس) فی التقصیر

و هو واجب بعد إکمال السعی فی عمرة التمتع و به یحل من احرامها و ادناه ان یقص اظفاره أو شیئا من شعر رأسه و شاربه أو لحیته و لا یجوز بل لا یجری حلق الرأس تماما أو بعضا بدلا عنه فلو فعل قصر بغیره فیهما و کفر بشاة فی حلق التمام خاصة و اما بعد التقصیر فیجوز الحلق مطلقا و لا اثم و لا کفارة و ان استحب ترکه لتوفیر الشعر لاحرام الحج و لو ترک التقصیر حتی أهل بالحج فان کان ناسیا صحت متعته و کفر بشاة و إن کان عامدا بطلت و صار حجه افرادا و الاحوط قضاؤه من قابل و لو قیل ببطلان احرامه الثانی و وجوب التقصیر علیه مع سعة الوقت لادراک الوقوف لکان وجیها بل لا یخلو عن قوة و لو جامع عامدا قبل التقصیر کفر ببدنه و إذا قصر المتمتع بالعمرة حل من کل شی ء احرم منه حتی النساء و ان لم یطف طوافهن و ان کان الاحوط اجتنابهن حتی یفعله مع رکعتیه و

ص: 166

یستحب له التشبه بعده بالحرمین فی ترک لبس المخیط و غیره کما یستحب لاهل مکة ذلک أیام الحج بل یحرم علیه الصید ما دام فی الحرم.

المصباح الخامس فی تفاصیل حج التمتع

اشارة

و واجباته الاحرام و الوقوف بعرفات ثمّ الوقوف بالمشعر ثمّ المضی إلی منی یوم العید و رمی جمرة العقبة ثمّ الذبح ثمّ الحلق ثمّ طواف الزیارة و رکعتاه ثمّ السعی ثمّ طواف النساء و رکعتاه ثمّ المبیت بمنی لیلة الحادی عشر و الثانی عشر و الثالث عشر و رمی الجمار فهنا اشراقات:

(الاشراق الأول) فی الاحرام

و هو أول افعاله و هو رکن فیه کما فی العمرة فیبطل بترکه عمدا لا سهوا و ابتداء وقته لغیر المتمتع أول اشهر الحج و یمتد إلی أن یتضیق وقت الوقوف بعرفة و للمتمتع إذا فرغ من عمرته و یمتد کذلک و یستحب أن یکون یوم الترویة عند الزوال بعد الظهر فالعصر ففریضة مقضیة و یجب أن یکون للمتمتع من مکة و أفضلها المسجد عند المقام و کیفیته کما تقدم فی العمرة یحرم علیه ما حرم و یکره له ما کره و یجب علیه ما وجب و یندب له ما ندب عدا انه ینوی الاحرام و یقطع التلبیة عند زوال یوم عرفة و لو نسیه حتی وصل إلی عرفات رجع إلی مکة فاحرم فان لم یتمکن و لو لضیق الوقت عن اختیاری عرفه احرم هناک و لو لم یذکر حتی قضی مناسکه لم یکن علیه شی ء.

(الاشراق الثانی) فی الوقوف بعرفات

اشارة

و النظر فی المقدمات و الکیفیة و الاحرام.

(أما المقدمات)

فیستحب الخروج إلی منی بعد صلاة الظهر من یوم الترویة الا لمن یضعف عن الزحام کالشیخ الکبیر و المریض و نحوهما فیخرجون قبل یوم الترویة و الإمام یتقدم لیصلی الظهرین بها و المبیت بها حتی یطلع الفجر و لا یجوز وادی محسر حتی تطلع الشمس و یکره الخروج قبل الفجر الا للمضطر کالخائف و المریض و یستحب للامام الإقامة بها حتی تطلع الشمس و الدعاء عند نزولها و عند الخروج منها و فی الطریق بالمأثور

(و أما الکیفیة)

فالواجب فیها أمران النیة و الکون بعرفات من زوال یوم عرفة إلی الغروب و تجب مقدمة ادخال شی ء من الطرفین و لا فرق بین

ص: 167

الوقوف و الجلوس و الرکوب و غیرها و لو جن أو اغمی علیه أو سکر او نام فان کان فی تمام الوقت بطل و إلا صح و نمرة و ثویة و ذو المجاز و عرن و الادراک حدود لا یجزی الوقوف بها (و اما المندوب) فهو الطهارة و الغسل و الدعاء و هو أهم ما طلب فی هذا الیوم فانه یوم دعاء و مسألة و أن یجمع بین الظهرین باذان و اقامتین و أن یقف فی السفح فی میسرة الجبل فی السهل منه قائما و یکره الوقوف فی أعلی الجبل و قاعدا و راکبا

و أما الأحکام ففیها مسائل:
(المسألة 1) الوقوف بعرفات رکن فی الحج بانواعه

فلو أخل به عامدا بطل حجه و ان أدرک اختیاری المشعر لکن الرکن منه المسمی و الزائد علیه واجب و لیس برکن فلو وقف آنا مما بین زوال عرفة إلی الغروب ناویا ترک الزائد صح حجه فلا قضاء نعم ان کان عن عمد و اختیار اثم و إلا فلا.

(المسألة 2) من افاض من عرفات قبل الغروب

فان کان عامدا عالما بالتحریم وجب علیه الرجوع فان رجع و بقی إلی الغروب فلیس علیه شی ء و إلا کفر ببدنه فان عجز صام ثمانیة عشر یوما بمکة أو فی الطریق أو عنده أهله و ان کان جاهلا أو ناسیا فان تذکر رجع فان لم یرجع کان بحکم العامد و إن لم یتذکر فلا شی ء علیه.

(المسألة 3) من ترک الوقوف فی المدة المذکورة رأسا عامدا عن علم و اختیار

بطل حجه و لا یجزیه الوقوف لیلة العید و إن اجزأ للمضطر.

(المسألة 4) الوقت المذکور إنما هو للمختار

و أما المضطر لنسیان أو ضیق وقت و نحوهما فیجزیه الوقوف لیلا من الغروب إلی طلوع الفجر من یوم العید و لا یجب فیه الاستیعاب بل یکفی المسمی فلو ترکه عامدا عالما مع القدرة بطل حجه و إن أدرک الوقوف بالمشعر و لو لم یتمکن أو نسی اجزاه الوقوف بالمشعر قبل طلوع الشمس.

(المسألة 5) لو فاته الوقوف الاختیاری فی عرفات و خشی طلوع الشمس لو رجع اقتصر علی المشعر لیدرکه قبل طلوع الشمس

و کذا لو نسی الوقوف بعرفات أصلا و لم یذکر إلا بعد الوقوف بالمشعر قبل طلوع الشمس اجتزأ به و صح حجه.

ص: 168

(المسألة 6) لو أدرک عرفات قبل الغروب و لم یتفق له المشعر حتی طلعت الشمس

وقف به و اجزأه و لو کان قبل الزوال.

(المسألة 7) لو لم یدرک عرفات نهارا أو ادرکها لیلا و لم یدرک المشعر حتی طلعت الشمس

صح حجه إذا وقف فیه و لو قبل الزوال.

(الاشراق الثالث) فی الوقوف بالمشعر

اشارة

و حده ما بین المأزمین إلی لحیاض إلی وادی محسر و یسمی بالمزدلفة و جمع أیضا و النظر فی مقدماته و کیفیته و احکامه

(أما مقدماته)

فیحتسب للمفیض من عرفات إلی المشعر السکینة و الوقار و الاستغفار و الاقتصاد فی السیر و الدعاء عند الکثیب الأحمر و تأخیر العشاءین إلی أن یصلیهما فیه و لو إلی ربع اللیل و الجمع بینهما باذان و اقامتین فیصلی نوافل المغرب بعد العشاء

(و أما الکیفیة)

فالواجب فیها أمران النیة و الکون فیه قائما أو قاعدا أو راکبا من طلوع الفجر من یوم العید إلی طلوع الشمس للمختار و اما للمضطر فوقته من طلوع الشمس إلی الزوال و یجوز للمرأة و الخائف و الضعیف و غیرهم من ذوی الاعذار إذا وقفوا فیه لیلا بالنیة الافاضة قبل الفجر بل قبل نصف اللیل و یجزیهم ذلک فللوقوف بالمشعر وقت اختیاری و وقتان اضطراریان و من وقف من غیر ذوی الأعذار فیه لیلا ناویا و افاض قبل الفجر أو قبل نصف اللیل لزمه الرجوع فان رجع و بقی فیه من طلوع الفجر إلی طلوع الشمس فلا شی ء علیه و إلا فان کان عامدا بالتحریم اثم و کفر بشاة و صح حجه و إن کان ناسیا أو جاهلا فان تذکر أو علم حیث یمکنه الرجوع رجع فان لم یرجع فکالعامد و الا فلا اثم و لا کفارة و صح حجه (و المندوب) صلاة الغداة قبل الوقوف و الدعاء قبله بالمأثور و ان یطأ الصرورة المشعر برجلیه و الصعود علی قزح و ذکر الله علیه و یستحب لمن عدا الإمام الافاضة قبل طلوع الشمس و لا یتجاوز وادی محسر حتی تطلع الشمس و الهرولة فی الوادی داعیا بالمرسوم و لو نسی الهرولة رجع فتدارکها و الإمام یتأخر هناک حتی تطلع الشمس

(و أما الأحکام) ففیها مسائل:
(المسألة 1) الوقوف بالمشعر رکن یبطل الحج بترکه عمدا

و ان أدرک اختیاری عرفه لکن الرکن منه المسعی مما بین غروب لیلة العید إلی طلوع الشمس فلو وقف فیه

ص: 169

آنا ما من تلک المدة ناویا صح حجه و لو ترک ذلک رأسا عامدا بطل و ان وقف فیه من بعد طلوع الشمس إلی الزوال و أما الوقوف فیه من طلوع الفجر إلی طلوع الشمس فهو واجب لیس برکن بل الظاهر عدم وجوب الاستیعاب و إن کان أحوط بل الاحوط المبیت فیه أیضا.

(المسألة 2) من وقف آنا ما ناویا ثمّ عرض له الجنون أو الإغماء

أو غیر ذلک من الأعذار التی لا تکلیف معها صح بخلاف ما لو استوعب فیبطل.

(المسألة 3) قد عرفت ان الوقوف بعرفات له وقت اختیاری من زوال الشمس من یوم عرفة إلی غروبها و وقت اضطراری

من غروبها لیلة العید إلی الفجر و الوقوف بالمشعر له وقت اختیاری من طلوع الفجر من یوم العید إلی طلوع الشمس و وقتان اضطراریان من غروب لیلة العید إلی طلوع الفجر و الثانی من طلوع الشمس من یوم العید إلی الزوال و الصور بالنسبة إلی ادراک الوقفین أو أحدهما فی الوقت لاختیاری أو الاضطراری أو الاختلاف أو عدم ادراک شی ء منهما تسع:

(أحدها) ادراک الوقفین معا فیوقتهما الاختیاری و هذه یصح فیها الحج اجماعا.

(ثانیها) ادراک اختیاری عرفه و اضطراری المشعر و هذه إن أدرک فیها الاضطراری الأول صح مطلقا و إن أدرک الاضطراری الثانی خاصة فیصح مع الاضطرار و یبطل مع الاختیار.

(ثالثها) عکس ذلک بان یدرک اختیاری المشعر و اضطراری عرفة و هذه تصح مع الاضطرار و تبطل مع الاختیار.

(رابعها) ادراک اختیاری عرفة وحده دون المشعر لا اختیاریة و لا اضطراریة و حکمها کما سبق من الصحة إذا فات اضطرارا و البطلان إذا فات اختیارا.

(خامسها) ادراک اختیاری المشعر وحده دون عرفة اختیاریة و اضطراریة و حکمها کما سبق.

(سادسها) ادراک اضطراری عرفه وحده دون المشعر لا اختیاریة و لا اضطراریة و هذه یبطل الحج فیها قطعا و لو کان الفوات للاضطرار.

ص: 170

(سابعها) ادراک اضطراری المشعر وحده دون عرفة لا اختیاریة و لا اضطراریة و هذه ربما یقال فیها بالصحة و الأظهر البطلان مطلقا کما سبق.

(ثامنها) ادراک اضطراری عرفه و اضطراری المشعر دون اختیاریها و هذه ربما یقال فیها البطلان مطلقا و الأظهر الصحة إذا کان فوات الاختیارین للاضطرار و البطلان إذا فاتا اختیارا.

(تاسعها) عدم ادراک شی ء من الموقفین و لا اختیاریهما و لا اضطراریهما و هذه لا اشکال فی البطلان فیها مطلقا و لو کان الفوات للاضطرار.

(المسألة 4) من فاته الحج سقط عنه افعاله

و یستحب له الإقامة بمنی إلی انقضاء أیام التشریق ثمّ یتحلل بعمرة منفردة ثمّ یقضی الحج إن کان واجبا.

(الاشراق الرابع) فی مناسک منی یوم العید

اشارة

و هی ثلاثة رمی جمرة العقبة ثمّ الذبح ثمّ الحلق-

اما الأول- و هو الرمی
فالواجب فیه أمور

- أحدها النیة- ثانیها العدد و هو سبع- ثالثها- بما یسمی رمیا فلو وضعها علی الجمرة وضعا لم یجز و وقته من طلوع الشمس من یوم العید إلی غروبها فان نسی فإلی الثالث عشر فان نسی أتی به فی القابل بنفسه أو نائبه- رابعها- اخذها من الحرم مخیرا فی جهاته عدا المساجد منه فلا یجوز و لا یجزی اخذها من غیره و الأفضل اخذها من المشعر و دونه منی- خامسها- ان تکون ابکارا لم یرم بها الجمار لا منه و لا من غیره- سادسها- اصابة الجمرة برمیة فلو تممه بحرکة غیره من إنسان أو حیوان لم یجز

(و المندوب)

الدعاء مع کل حصاة بالمأثور و ان تکون طاهرة رخوة ملتصقة منقطة بقدر الانملة و یکره الصلبة و المکسرة و طهارة الرامی و التباعد بمقدار عشرة اذرع إلی خمسة عشر و الرمی حذفا بان توضع علی الابهام و تدفع بظفر السبابة و أن یستقبل هذه الجمرة و یستدبر القبلة و فی غیرها یستقبلها و یجوز الرمی عن العلیل

(و أما الثانی و هو الذبح)
اشارة

فالکلام یقع فی هدی التمتع و هدی القران و الاضحیة المستحبة و یلحق بها العقیقة استطرادا فهنا جذوات:-

(الجذوة الأولی) فی هدی التمتع
اشارة

و الکلام فیه فی أمور:

ص: 171

(الأول) فیمن یجب علیه إنما یجب الهدی بالأصالة علی المتمتع خاصة مفترضا و متنقلا

و لو کان مکیا و لا یجب علی غیره فانه فی القران و ان کان لازما و هو الفارق بینه و بین الافراد لکن القران من اصله غیر واجب عینا نعم قد یجب بالنذر و شبهه و لو تمتع المملوک باذن مولاه کان مولاه بالخیارین أن یهدی عنه و أن یأمره بالصوم و لو أدرک المملوک المتمتع أحد الموقفین معتقا لزمه الهدی فان تعذر فالصوم و لا یجزی الواحد فی الواجب إلا عن واحد و لو فی حال الضرورة و القول باجزائه حینئذ عن الخمسة و السبعة بل و السبعین إذا کانوا أهل خوان واحد ضعیف نعم یجزی فی الهدی المندوب کالاضحیة و المتبرع به فی السیاق إذا لم یتعین بالاشعار أو التقلید و المبعوث من الآفاق فیجزی الواحد عن المتعدد و لو فی حال الاختیار و لا یجب لتحصیله بیع ثیاب التجمل و لا التکسب اللائق به و لو فعل اجزا و المدار علی القدرة فی موضعه لا بلده إلا إذا تمکن من بیع ما فی بلده مما لا یتضرر به أو من الاستدانة علیه و لو ضل الهدی فالأولی لمن وجده تعریفه ثلاثة أیام اولها یوم المنحر فان لم یجد صاحبه ذبحه عنه فإذا وجد صاحبه بعد الذبح اجتزأ و لو مات من وجب علیه الهدی قبل ادائه اخرج من اصل ترکته.

(الثانی) فی واجبات الذبح

و یجب فیه أمور:-

(الأول) النیة و یجوز ان یتولاها عنه الذابح فینوب عنه فی الذبح و النیة و لو کان المنوب عنه حاضرا و یکفی تعیین المنوب عنه و لو إجمالا بان ینوی ذبح ذلک الهدی عن صاحبه.

(الثانی) أن یکون فی منی فی الهدی الواجب.

(الثالث) أن یکون یوم العید و یجوز تأخیره إلی آخر أیام التشریق بل یجری من ذی العذر کالناسی و نحوه إلی تمام ذی الحجة و إلا أخره إلی السنة الأخری بل و أخره عمدا إلی آخر ذی الحجة اجزأه و إن اثم.

(الرابع) الترتیب فیجب تأخیره عن الرمی و تقدیمه علی الحلق فلو خالف اثم و إن اجزأه.

ص: 172

(الثالث) فی مندوبات الذبح

یستحب الدعاء بالماثور بعد استقبال القبلة بقول وجهت وجهی للذی فطر السموات و الأرض حنیفا مسلما و ما انا من المشرکین إن صلاتی و نسکی و محیای و مماتی لله رب العالمین لا شریک له و بذلک امرت و انا من المسلمین الله منک و لک بسم الله و بالله و الله کبر اللهم تقبل منی و أن یتولی الناسک الذبح إذا احسن و إلا فلیضع یده مع ید الذابح و إلا فلیشهد الذبح و أن ینحر الإبل قائمة قد ربطت یداها سیما الیسری بین الخف و الرکبة و یطعنها من الجانب الأیمن.

(الخامس) فی صفات الهدی

و الواجب فیه ثلاث:

(اولها) الجنس فیجب أن یکون من الانعام الثلاثة الإبل و البقر و الغنم فلا یجری غیرها حتی الظباء و نحوها.

(ثانیها) السن فلا یجزی فی الإبل ما دخل السادسة و لا فی البقر و المعز إلا ما دخل فی الثالثة و هو الثنی فی کل منها أما الضأن فیجزی فیها الجذع و هو ما دخل فی الثانیة.

(ثالثها) الصحة و التمامیة فلا تجزی العوراء و لا العرجاء البین عرجها و لا المریضة الکبیرة التی لا مخ لها و لا المهزولة و هی التی لیس علی کلیتیها شحم و لا مکسورة القرن الداخل أی الابیض الذی فی وسط الخارج و لا مقطوعة الإذن تماما أو بعضا و لا الخصی سواء کان مجبوب الخصیتین أو مسلولهما من دون فرق الاختیار و الاضطرار و الانحصار و عدمه نعم لا بأس بمشقوقة الإذن و مثقوبتها إذا لم ینقص منها شی ء و مکسورة القرن الخارج و الجماء التی لم یخلق لها قرن و الصماء الفاقدة للاذن خلقة و البتراء الفاقدة للذنب کذلک و الموجوء و هو مرضوض عروق الخصیتین و لو اشتراها علی انها مهزولة فبانت سمینة أو بالعکس اجزأت و کذا لو اشتراها علی انها ناقصة فبانت تامة دون العکس (و المستحب) أن یکون سمینا قد عرف به أی احضره معه فی عرفات إناثا من الإبل و البقر و ذکرانا من الضأن و المعز و یکره الثور و الجاموس و الموجوء.

ص: 173

(السادس) فی مصرفه

ربما یقال بوجوب الأکل منه بل و وجوب تقسیمه علیه و علی الصدقة و الهدیة و ان کان أحوط و لکن الأقوی خلافة فیجوز الصدقة به کله و اهداؤه کذلک نعم الأفضل أن یأکل هو و أهل بیته ثلثه و یهدی ثمنه و یتصدق بثلثه و یعتبر الفقر فی مصرف الصدقة دون الهدیة اما الایمان فالاحوط اعتباره فیهما و لو أخل بثلث الصدقة أو الهدیة ضمنه و کذا لو اتلف الهدی بعد الذبح.

(السابع) فی بدله

من فقد الهدی و وجد ثمنه خلفه عند من یشتریه و یذبحه طول ذی الحجة و لو فقدهما صام ثلاثة أیام متوالیة فی الحج و لا یخل بالتوالی فصل العید و أیام التشریق فلو ابتدأ بیوم الترویة صام الیوم الثالث بعد أیام التشریق إذا کان بمنی و الا فیوم النفر و یجوز تقدیمها من أول ذی الحجة بعد التلبس بالمتعة و لو بعمرتها کما یجوز تأخیرها طول ذی الحجة و لا یجوز قبله و لا بعده فلو خرج قبل صومها تعین الهدی فی القابل بمنی و سبعة إذا رجع إلی أهله و لا یشترط فیها التوالی و لو اقام بمکة انتظر اقل الامرین من وصوله إلی أهله أو مضی شهر و لو مات و لم یصم صام ولیه عنه و لو صام الثلاثة ثمّ وجد الهدی لم یجب و إن کان افضل بخلاف ما لو وجده قبلها.

(الجذوة الثانیة) فی هدی القران و ما یلحق به من النذر و الکفارة و نحوهما
اشارة

و فیها مقصدان

(المقصد الأول) فی هدی القران و فیه مسائل:
(المسألة 1) لا یتعین الهدی من القارن للنحر و الذبح الا بعد عقد الاحرام به

فمتی اشعره أو قلده عاقدا به الاحرام أو مؤکدا به التلبیة العاقدة فلا یجوز له ابداله و لا التصرف فیه بما ینافی ذلک أما قبل ذلک فیجوز و ان اشتراه واعد و ساقه لذلک اما التصرفات غیر المنافیة لذلک کرکوبه و شرب لبنه إذا لم تضر به و بولده فتجوز مطلقا.

(المسألة 2) انتاج الهدی ان حصل بعد تعین الهدی للذبح کان حکمه حکمه

و وجب ذبحه و إن کان موجودا قبل ذلک لم یجب ذبحه الا إذا عقد به الاحرام مع اصله اما صوف الهدی و شعره هو تابع له سواء کان موجودا حین الاشعار أو یجدد بعد ذلک فلا یجوز إزالته الا مع الإضرار به فیتصدق به علی مساکین الحرم.

ص: 174

(المسألة 3) لا یضمن هدی القران و لو بعد تعینه إلا بالتفریط

فلو مات أو ضاع أو سرق بغیر تفریط لم یجب اقامة بدله اما مع التفریط فیجب بعد تعینه بعقد الاحرام به و لو عجز عن الوصول إلی محله لکسر أو غیره بعد تعیینه تخیر صاحبه بین ذبحه و صرفه علی مستحقه إن أمکن و إلا علم علیه بما یدل علی تذکیته من کتابة أو تلطیخ نعل أو نحوهما و بین بیعه و التصدق بثمنه.

(المسألة 4) یجب ذبحه أو نحره بمنی ان قرنه بالحج و بمکة ان قرنه بالعمرة

و مصرفه کمصرف هدی التمتع حتی فی افضلیة التثلیث و الاحتیاط بالاکل منه.

(المقصد الثانی) فی النذر و الکفارة و ما یلحق بهما
اشارة

و فیه مسائل:

(المسألة 1) ما ذکر فی هدی القران إنما هو مع عدم النذر

أما لو نذره فان عینه بالنذر تعین و إن لم یشعره أو یقلده لا یضمن بدون تفریط فلو تلف کذلک لم یجب ابداله و ان أطلق فان نذر السوق حصل الوفاء بمجرده فلو تلف بعد السوق من غیر تفریط فلا ضمان أیضا و ان نذر الذبح أو النحر و عین الفرد للوفاء وجب الإبدال مع التلف و لو من دون تفریط و هکذا الفداء و الکفارة مضمونان مطلقا.

(المسألة 2) کل هدی مضمون فالاحوط عدم الانتفاع بشی ء منه

و لو بمثل الرکوب فلو فعل ضمن المثل أو القیمة لمساکین الحرم.

(المسألة 3) إذا عین فی نذره مکانا للذبح أو النحر

تعین و إن أطلق فمکة إذا نذر ان ینحر بدنة أو هدایا مما هو ظاهر فی ارادتها و أما لو نذر مطلق الذبح أو النحر ففی أی مکان شاء و مکان نحر الفداء و الکفارة قد سبق بیانه.

(المسألة 4) هدی الکفارة و الفداء و النذر صدقة

مصرفه الفقراء فلا یجوز له الأکل منه و لو اکل ضمن و لا یجوز إعطاء الجزارین منها شیئا أجرة حتی الجلود و یجوز صدقة.

(الجذوة الثالثة) فی الاضحیة
اشارة

بضم الهمزة و تشدید الیاء ما یذبح فی عید الاضحی و لعل وجه تسمیتها بذلک ذبحها فی الضحی غالبا و سمی العید بها و فیها مباحث:

ص: 175

(المبحث الأول) فی حکمها

و أفضلها هی مستحبة استحبابا مؤکدا بحیث صح التعبیر عنه فی الأخبار بالوجوب فقد قال الباقر علیه السلام الاضحیة واجبة علی من وجد من صغیر أو کبیر و قال الصادق علیه السلام فی جواب للسؤال عنها هی واجبة علی کل مسلم إلا من لم یجد فقال له السائل ما تری فی العیال فقال ان شئت فعلت و ان شئت لم تفعل فاما أنت فلا تدعه و هی التی یغفر لصاحبها عند أول قطرة تقطر من دمها و من الدین الذی یقضی فمن لم یجد فلیستقرض و قد ضحی رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم بکبشین أحدهما عنه و الآخر عمن لم یضحِّ من أهل بیته و من لم یضح من امته و ضحت فاطمة علیه السلام فی المدینة بسبعة اکبش و کا أمیر المؤمنین علیه السلام یضحی فی کل سنة عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم بکبش و عن نفسه بکبش آخر و قال علیه السلام لو علم الناس ما فی الاضحیة لاستدانوا و ضحوا و قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم استفرهوا ضحایاکم فانها مطایاکم علی الصراط أی استحسنوها یقال جاریة فرهاء أی حسناء.

(المبحث الثانی) یصح التبرع بها عن الحی و المیت و الذکر و الأنثی و البالغ و غیره

بل هی مشروعة فی حق غیر البالغ بمعنی فعل الولی لها عنه و لو من ماله و لا تصح عن الحمل و یصح الإتیان بها واحدة عن متعدد و متعددة عن واحد و لو فی سنة واحدة و یجوز اشتراک جماعة فیها و إن لم یکونوا أهل بیت واحد و قد اهدی النبی صلّی الله علیه و آله و سلّم هدایا و اشرک علیا فیه و قد ورد أجزاء الشاة الواحدة عن سبعة بل سبعین و یستحب تکریرها فی کل سنة و یجزی الهدی الواجب عنها و الجمع افضل و من لم یجدها تصدق بثمنها فان اختلف جمع الأعلی و الاوسط و الادون و تصدق بثلث الجمیع و وقتها بمنی أربعة أیام اولها العید و فی غیرها ثلاثة کذلک و أفضلها العید بعد طلوع الشمس إلی مضی مقدار صلاته و یجزی ذبحها فی اللیالی المتوسطة علی کراهة.

(المبحث الثالث) الاضحیة لا تتعین لذلک إلا بالنذر و شبهه علی عینها

و لا یتبعها الولد إلا إذا تجدد بعد الحمل فلو اشتری شاة بنیة انها اضحیة ملکها بالشراء و لم تتعین لذلک بمجرد النیة فیجوز له تبدیلها أو بیعها و اتلافها و لا یجب البدل و کذا لو کانت فی ملکه فقال جعلت هذه اضحیة لا یزول ملکه عنها و لا ینقطع تصرفه فیها فلو

ص: 176

باعها صح و کذا سائر التصرفات و هکذا لو نذر الاضحیة من دون تعیین ثمّ عین شاة للوفاء بنذره فانه یجری علیها جمیع ما ذکر سوی انه لو اتلفها وجب البدل و لو نذر عینها فتلفت أو ضلت بغیر تفریط لم یضمن و لو ذبحها غیره اجزأه عنه اما لو اتلفها أو تلفت بتفریطه ضمن للفقراء قیمتها.

(المبحث الرابع) شرائط الهدی من الجنس و السن و الصحة و التمامیة تشترط فی الاضحیة

فلا تصح فی غیر الانعام الثلاثة و لا یجزی غیر الثنی و الجذع و لا تجزی ذات عوار و نحوه علی نحو ما سبق فی الهدی و تکره بما یربیه و الثور و الموجوء و الشرماء و الخرماء من غیر نقص و الجمل و الجاموس و تستحب بما یشتریه و بما عرف به و الأفضل الثنی من الإبل ثمّ الثنی من البقر ثمّ الجذع من الضأن أو الجذعة ثمّ الثنی من المعز و أن تکون من الإبل و البقر اناثها و من الغنم ذکرانها و أن یکون أملح سمینا.

(المبحث الخامس) الاضحیة کالهدی

ثلث له و لأهل بیته و ثلث للهدیة و یستحب الأکل منها تاسیا بالنبی صلّی الله علیه و آله و سلّم و لا یجوز استیعابها اکلا فلو فعل ضمن للفقراء نصیبهم وجوبا أو استحبابا بحسب حال الاضحیة و یجزی السیر و الثلث افضل و لا یجوز بیع لحمها و یستحب الصدقة بجلودها و جلالها و قلائدها تاسیا بالنبی صلّی الله علیه و آله و سلّم و یکره بیعها و إعطاء الجزار أجرة لا صدقة و یکره إطعام المشرکین منها و یجوز ادخار لحمها بعد ثلاث و کان محرما فنسخ و یکره أن یخرج بشی ء منها عن منی و لو اهدی له أو تصدق أو اشتراه من الفقیر و لو من اضحیته فلا بأس.

(المبحث السادس) لا تجب بالأصالة إلا علی النبی صلّی الله علیه و آله و سلّم

فانها من خصائصه و تجب بالعرض بنذر و شبهه.

(المبحث السابع) یستحب عند الذبح الدعاء بالماثور

و یجزی ما تقدم فی الهدی.

(المبحث الثامن) لو نذر الاضحیة فصارت واجبة

لم یسقط استحباب الأکل منها.

ص: 177

(المبحث التاسع) إذا نذر اضحیة معینة زال ملکه عنها

فلا ینفذ التصرف فیها ببیع أو هبة و لا ابدلها بمثلها أو بخیر منها.

(المبحث العاشر) إذا نذر الاضحیة فلم یفعلها حتی انقضت ایامها

فان لم یکن عینها فی تلک السنة فعلها فیما بعد فی ایامها سواء عینها فی عین خاصة أم لا و إن عینها فی تلک السنة ذبحها بعد ذلک و لو فی غیر ایامها إن کان عینها فی عین خاصة بل و لو لم یعینها أیضا علی الاحوط.

(الجذوة الرابعة) فی العقیقة
اشارة

و هی الذبیحة التی تذبح للمولود و أصل العق الشق و لعل تسمیتها بذلک لشق حلقومها و النظر فیها فی أمور:-

(الأول) فی حکمها

هی کالاضحیة مستحبة استحبابا مؤکدا بحیث صح التعبیر عنه فی الأخبار بالوجوب بل فی بعضها انها أوجب من الاضحیة و إن کل امرء مرتهن بعقیقة فکأنه مدیون بها و هو رهن علیها فلا ینتفع به قبل أدائها کما لا ینتفع بالرهن قبل فکه و قد عق أبو طالب عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم یوم السابع و عق هو صلّی الله علیه و آله و سلّم عن نفسه بعد أن جاءته النبوة و عق عن الحسن و الحسین کبشین و عقت فاطمة علیها السلام عنهما و عق العسکری عن صاحب الأمر ارواحنا له الفداء بثلاثمائة کبش أو ثلاثمائة شاة.

(الثانی) اصل تشریع العقیقة للمولود یوم السابع من ولادته

ذکراً أو أنثی و لو ولد له توأمان فلهما عقیقتان و الخطاب بها و ان کان للأب أصالة و لکن لو عق غیره کفی و لا یسقط ندبها بعد السابع لو لم تفعل فیه بل هی مستحبة ما دام العمر فلو لم یعق عنه أو شک فی ذلک عق عن نفسه و إن صار شیخا کبیرا بل کما تستحب عن الحی تستحب عن المیت فلو لم یعق عنه فی حیاته عق عنه بعد مماته و إن کان الأفضل التعجیل بها فی حال الحیاة فما تداول بین الاعراب من تأخیرها إلی الموت لا وجه له و یشترط فی الاستحباب بقاء المولود حیا إلی زوال الیوم السابع فلو مات قبلها سقط استحبابها و لو مات بعده لم یسقط و لا یجری التصدق بثمنها عنها حتی مع عدم وجودها فلو لم یجدها انتظره کما انه لو لم یجد ثمنها سقطت عنه حتی یجد و یستحب

ص: 178

تعددها دفعة أو تدریجا مع الفصل فی الزمان و عدمه طال الزمان أو قصر فمن عق عنه ابوه أو غیره استحب له ان یعق عن نفسه أیضا.

(الثالث) یشترط فیها أن تکون من الانعام الثلاث الإبل و البقر و الغنم

فلا یجزی من غیرها و اما ما عدا ذلک مما یشترط فی الاضحیة کالسن و السلامة من العیوب فلیس بشرط فیها و ان استحب فقد قال الصادق علیه السلام إنما هی شاة لحم لیست بمنزلة الاضحیة و یجزی فیها کل شی ء و قال أیضا العقیقة لیست بمنزلة الهدی خیرها اسمنها فیجزی فیها الحمل و هو ولد الضأن فی السنة الأولی و لو کان لستة أشهر و تجزی ذات العوار و العرجاء فضلا عن غیرهما و تجزی الأنثی عن الذکر و الأنثی کما یجزی الذکر عنهما و أفضلها اسمنها.

(الرابع) یستحب عند الذبح الدعاء بالمأثور

و ذکر اسم من یعق عنه و اسم أبیه و یکفی فی ذلک ما تقدم فی الهدی بإضافة اللهم هذا عن فلان بن فلان و إذا ذبحها للمولود فی الیوم السابع استحب تاخیره عن الحلق و ان تفصل اعضاءه من غیر کسر لعظامها بل یکره الکسر و اما ما اشتهر عند العوام من استحباب لف العظام فی خرقة بیضاء و دفنها فلا أصل له کما انه لا یجوز لطخ رأس الصبی بدم العقیقة و فی بعض الأخبار انه شرک.

(الخامس) العقیقة لیست کالاضحیة فی استحباب اکل صاحبها منها و تثلیثها

بل العقیقة کلها للصدقة بل یکره للوالدین أن یأکلا منها شیئا و کذا من هو من عیالهما حتی القابلة إذا کانت منهم و تتاکد الکراهة فی الأم بل روی انها إذا کانت منها فلا ترضع الولد نعم یستحب أن تعطی القابلة إذا لم تکن من العیال شیئا ثلثا أو ربعا أو الرجا أو هی مع الورک حتی إذا کانت القابلة یهودیة لا تأکل من ذبیحة المسلمین أعطیت قیمة الربع و مع عدم القابلة تعطی حصتها للام بها علی من شاءت من الفقراء أو الأغنیاء.

(السادس) لا تعطی العقیقة الا لاهل الولایة

و یجوز تفریقها لحما و الأفضل أن یدعوهم علیها و اقل من یدعوه عشرة و لا یعتبر فیهم الفقر فیأکلون و یدعون

ص: 179

لصاحبها و ینبغی ملاحظة الجیران فیها سواء قسمها لحماً أو أولم علیها

(و أما الثالث) من مناسک منی فهو للرجال مخیرین بینه و بین التقصیر و الحلق افضل
اشارة

و یتأکد للصرورة و الملبد و من لا شعر علی رأسه یمر الموسی علیها استحبابا و یقصر من غیره وجوبا اما النساء فیتعین علیهن التقصیر و یجزی المسمی و لو بقدر الانملة

و واجباته:
(الأول) النیة

علی ما مر.

(الثانی) الوقوع فی منی یوم العید

فلو رحل قبل ذلک رجع و أتی به فان تعذر أتی به حیث کان وجوبا و بعث بشعره إلی منی لیدفن بها استحبابا.

(الثالث) تقدیمه علی الطواف لو طاف قبله أعاد مطلقا

و کفر بشاة إن کان عامدا عن علم و اختیار و الا فلا شی ء علیه.

(الرابع) تاخیره عن الذبح

فلو قدمه علیه اثم إن کان عن عمد و اختیار و لا إعادة و إن کان ناسیا أو جاهلا فلا اثم و لا إعادة

(و مندوباته)

استقبال القبلة حاله و الابتداء من الجانب الأیمن من مقدم الرأس و التسمیة و الدعاء باللهم اعطنی بکل شعرة نورا یوم القیامة و الظاهر استحبابها للحلق مطلقا بمنی أم بغیرها ناسکا أم لا یختص الناسک بمنی باستحباب دفن شعره فیها بل فی قسطاسه و إذا حلق أو قصر احل مما عدا الطیب و النساء و الصید فإذا طاف طواف الزیادة و صلی رکعتیه و سعی حل له الطیب و إذا طاف طواف النساء و صلی رکعتیه حلت له النساء و اما الصید فتبقی حرمته ما دام فی الحرم و ان احل.

(الاشراق الخامس) فی باقی المناسک

اشارة

و هی بین ما یقع فی مکة و ما یقع فی العود إلی مکة للوداع فهنا مقصدان:

(المقصد الأول) فیما یقع فی مکة

و هو طواف الحج و رکعتاه ثمّ السعی له ثمّ طواف النساء و رکعتاه و صفة ذلک کما و کیفما کما سبق و متی فرغ الحاج من مناسک یوم العید مضی إلی مکة لأداء تلک الواجبات لیومه أو لغده علی الأفضل بل الاحوط بل یکره التأخیر عن ذلک حتی لغیر المتمتع و إن کانت الکراهة فیه اخف لکن

ص: 180

الأقوی جواز التأخیر طول ذی الحج حتی للمتمتع فضلا عن غیره و یستحب له إذا دخل مکة الغسل و تقلیم الأظافر و اخذ الشارب و الدعاء عند باب المسجد بالماثور.

(المقصد الثانی) فیما یقع عند العود إلی منی
اشارة

یجب بعد قضاء مناسکه یوم العید فی مکة الرجوع إلی منی و الواجب هناک أمران المبیت و الرمی

اما المبیت

فیجب لیلة الحادی عشر و الثانی عشر من ذی الحجة بل و الثالث عشر لمن لم یتق الصید أو النساء فی احرامه أو غربت علیه الشمس فی الثانی عشر و هو فی منی و ان اتقاهما و الواجب فیه النیة و الکون بها من أول اللیل إلی نصفه فلو خرج بعده جاز و یدخل شیئا من الطرفین مقدمة و من أخل بالمبیت حیث وجب علیه کفر عن کل لیلة بشاة الا من بات بمکة مشتغلا بالعبادة أو کان معذوراً لمرض أو تمریض أو حفظ مال بل و حتی مثل الرعاة و سقاة الحاج و نحوهم فلا اثم و لا کفارة و من اتقی الصید و النساء جاز له النفر الأول فی الثانی عشر و جاز له البقاء إلی النفر الثانی فی الثالث عشر لکن النافر من الأول لا یخرج الا بعد الزوال و النافر فی الثانی یجوز له قبله و من نفر فی الأول حیث لا یجوز له ذلک کفر بشاة و یستحب للامام ان یخطب و یعلمهم ذلک

(اما الرمی)

فیجب فی کل یوم وجب المبیت فی لیلة رمی الجمار الثلاث الأولی ثمّ الوسطی ثمّ جمرة العقبة مرتبا فلو خالف أعاد علی ما یحصل به الترتیب الا إذا شرع فی اللاحقة بعد رمی أربع حصیات من السابقة فیکفیه إکمال ما سبق کل واحدة بسبع حصیات و یجب فیه کلما وجب فی الرمی یوم العید و یندب فیه کل ما ندب (و وقته) ما بین طلوع الشمس إلی غروبها و لا یجوز لیلا الا لعذر کالخائف و المریض و الرعاة و السقاة و العبید و یستحب الوقوف عند کل جمرة و یرمیها عن یسارها بان یجعلها عن یمینه مستقبل القبلة و یقف بعده مکبرا داعیا عدا جمرة العقبة فانه یستدبر القبلة و یرمیها عن یمینها فیجعلها عن یساره و لا یقف و لو نسی رمی یوم قضاه من الغد مقدما للفائت علی الحاضر و یستحب أن یکون ما لا مسه غدوة و ما لیومه بعد الزوال و لو نسی جمرة و جهل عینها رمی لثلاث و لو نسی الرمی حتی دخل مکة رجع و رمی مع مع بقاء الوقت فان خرج فلا حرج بل یرمی فی القابل بنفسه أو یستنیب و تصح النیابة

ص: 181

عن المعذور کالمریض و نحوه و کل من خرج فی النفر الأول حیث یجوز له سقط عنه الرمی فی الثالث عشر و استحب له إلقاء ما معه من الحصی بمنی بل دفنه فیها و یستحب الإقامة بمنی أیام التشریق و التکبیر فیها عقیب خمسة عشر فریضة اولها ظهر یوم النحر و فی الامصار عقیب عشرة و افضل کیفیاته أن یکبر ثلاثا ثمّ یقول لا الله الا الله و الله اکبر الله اکبر و الحمد لله الله اکبر علی ما هدانا الله اکبر علی ما رزقنا من بهیمة الانعام الحمد لله علی ما ابلانا

(و أما الخاتمة) ففیما یقع عند العود إلی مکة للوداع

و ما یلحق به اعلم ان من أتی بالمناسک حسب ما وصفنا فقد تم حجه و جاز له أن یذهب حیث شاء و لکن یستحب له العود إلی مکة لطواف الوداع و دخول الکعبة خصوصا الصرورة و الصلاة فی زوایاها و بین الاسطوانتین و علی الرخامة الحمراء و استلام الأرکان و المستجار و الشرب من زمزم بل الارتواء منه فانه شفاء و هو لما یشرب له و قد روی ان جماعة من العلماء شربوا منه لمطالب مهمة فنالوها و الاهم طلب المغفرة و الفوز بالجنة و النجاة من النار و أهوال البرزخ و القیمة و یستحب

حمله و اهداؤه و استهدائه و الخروج من المسجد باب الحناطین و یسجد عند باب المسجد و یدعو و یشتری بدرهم تمرا یتصدق به و یتصرف و یکره أن یجاور بمکة و یستحب بالمدینة ثمّ یأتی المدینة لزیارة النبی صلّی الله علیه و آله و سلّم استحبابا مؤکدا و زیارة فاطمة علیها السلام فی الروضة و بیتها فی البقیع و زیارة الأئمة علیهم السلام بالبقیع و زیارة الشهداء خصوصا خصوصا قبر حمزة بأحد و لاعتکاف ثلاثة أیام فی مسجد النبی بها رزقنا الله الوقوف بتلک المواقف الکریمة و قضی لنا و لکافة اخواننا بحسن الخاتمة إن شاء الله تعالی.

ص: 182

بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِیمِ

الکتاب الثامن من کتب العبادات فی الکفارات

اشارة

و قد تقم الکلام فی کفارات الاحرام و النظر هنا إلی ما عداها فی اقسامها و خصالها و احکامها فهنا مصابیح:

المصباح الأول فی اقسامه

تنقسم إلی خمسة أقسام مرتبة و مخیرة و ما اجتمع فیه الامران و کفارة الجمع و معینة (فاما المرتبة) ففی أربعة (1) موارد الظهار و قتل الخطأ و الحلف بالبراءة و هی عتق رقبة فان لم یجد فصیام شهرین متتابعین فان لم یستطع فاطعام ستین مسکینا و الرابع افطار یوم من قضاء رمضان بعد الزوال عامدا و یجب فیه اطعام عشرة مساکین فان لم یجد فصیام ثلاثة أیام متتابعات (و أما المخیرة) ففی ستة موارد افطار یوم من رمضان و النذر المعین و الجماع فی الاعتکاف لیلا أو نهارا أو خلف العهد أو النذر و جز المرأة شعرها فی المصاب (2) و هی مخیرة بین العتق و الصیام و الاطعام علی ما سلف (و أما ما اجتمع فیه الامران) ففی أربعة من موارد خلف الیمین و منه الإیلاء و نتف المرأة شعرها فی المصاب و خدش وجهها فیه و شق الرجل ثوبه فی موت ولده أو زوجته (3) و هی عتق رقبة أو اطعام عشرة مساکین أو کسوتهم فان لم یجد فصیام ثلاثة أیام متتابعات (و أما کفارة الجمع) ففی موردین قتل المؤمن عمداً ظلما و افطار یوم من رمضان علی محرم و یجب الجمع فیها بین الخصال الثلاث فی المخیرة (و أما المعینة) فمن تزوج بامرأة فی عدتها فارقها و کفر بخمسة اصوع من دقیق علی الاحوط و لو نام عن


1- بل خمسة و ذلک فیمن افاض من عرفات قبل الغروب عامدا فان علیه بدنة فان عجز صام ثمانیة عشر یوما.
2- و کفارة حلق الرأس فی الاحرام.
3- و کفارة الواطی امته المحرمة بأنه فان علیه بدنة أو بقرة فان عجز فشاة أو صیام ثلاثة أیام.

ص: 183

العشاء الآخره حتی تجاوز نصف اللیل قضاها و اصبح صائما علی الاحوط و من وطئ فی الحیض لزمه دینار فی أوله و نصف فی وسطه و ربع فی آخره و لو عجز عن صوم یوم نذره و تصدق بمدین علی مسکین علی الاحوط.

المصباح الثانی فی الاطعام و الکسوة و الصیام

و الاطعام و الکسوة و الصیام فاما المعتق- فیشترط فی الرقبة الإسلام و اما بحکمه و السلامة من العیوب الموجبة للانعتاق و لا فرق فیها بین الصغیر و الکبیر و الذکر و الأنثی و القن و غیره کالمدبر و أم الولد و المکاتب المشروط مطلقا و المطلق إذا لم یؤد شیئا و یجزی الآبق ما لم یعلم موته کونها تامة مجتمعة فلا یکفی البعض و لا التبعیض و إن کان المجموع اما کما لو اعتق نصفا من رقبة و نصفا من أخری (و أما الاطعام) فیعتبر فیه إکمال العدد فلا یجزی ما دونه و لو بقدر اطعام العدد أو ازید و عدم التکرار من الکفارة الواحدة مع التمکن من العدد و یجوز مع التعذر و أن یکن من عین الطعام فلا تجزی القیمة و لو کانت انفع للفقراء و یجوز دفعها اطعام أو طعاما (و یعتبر فی الأول) الشبع علی المتعارف و یستحب الادام و اعلاه اللحم و اوسطه الخل و ادناه الملح و لا یجزی فیه اطعام الصغار منفردین و یجزی منضمین (1) إلی الرجال فان انفردوا احتسب الاثنان واحد (و یعتبر فی الثانی) المد لکل مسکین و الأفضل مدان و تجزی الحنطة و الشعیر و دقیقهما و خبزهما و الأرز و التمر و غیرها من القوت الغالب للبلد و الأفضل من غالب قوته (و أما الکسوة) فیکفی الثوب الواحد الساتر للعورة لکل فقیر و الاحوط اثنان و أما الصیام فیکفی فی تتابع الشهرین صوم شهر و یوم من الثانی فلو افطر قبل ذلک أعاد الا لعذر کالحیض و النفاس و الجنون و الإغماء و المرض فیبنی و یجزی العبد شهر فی لظهار و الخطأ.

المصباح الثالث فی احکامها

اشارة

و فیه مسائل:


1- الاقتصار علی الکبار فقط أو احتساب کل اثنین بواحد أو إعطاء الصغیر مقدار الکبیر مطلقا.

ص: 184

(مسألة 1) الاتباع فی الکفارة ثیاب البدن و لا المسکن و لا الخادم ما لم تزد عن کفایته

بحسب ما یلیق به.

(مسألة 2) یتحقق الوجدان بملک الرقبة أو ملک ثمنها مع إمکان الابتیاع

فیتعین العتق فی المرتبة و اما لو وجد الثمن و لم یمکن الابتیاع انتقل إلی البدل.

(مسألة 3) من عجز عن العتق فدخل فی الصیام ثمّ تمکن من العتق لم یلزمه العود

و إن کان افضل.

(مسألة 4) من وجب علیه صوم شهرین متتابعین فعجز صام ثمانیة عشر یوما

فان لم یقدر تصدق عن کل یوم بمد من طعام فان لم یستطع استغفر الله سبحانه.

(مسألة 5) یشترط فی المکفر البلوغ و کمال العقل و الایمان و نیة القربة و التعیین.

بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِیمِ

الکتاب التاسع فی العتق

اشارة

(1) الذی هو من افضل الطاعات و قد استفاضت الأخبار عن النبی لمختار ان من اعتق مؤمنا اعتق الله العزیز الجبار بکل عضو عضواً له من النار و النظر فی أسباب الرق و احکامه و أسباب إزالته فهنا مصباحان:

المصباح الأول فی أسباب الرق و احکامه

(أما أسبابه)

فیختص الرق بأهل الحرب دون أهل الذمة الا إذا اخلوا بشرائطها فانه یجوز تملکهم و من اقر علی نفسه بالرقیة مختارا فی صحة من عقله حکم برقیته و إذا بیع فی الاسواق ثمّ ادعی الحریة لم یقبل الا ببینة و لا یملک الرجل و لا المرأة أحد العمودین و هما الأبوان و ان علوا و الأولاد و إن نزلوا و کذا لا یملک الرجل خاصة ذوات نسبة من النساء المحرمات کالخالة و العمة و الأخت و بنتها و بنت الأخ و یملک غیرهم من اقاربه رجالا و نساء علی کراهة و تتأکد فیمن یرثه برئه و حکم الرضاع


1- العتق هو تحریر و فک ملک و هو فی الاناسین نظیر المناسک و المشاعر فی الارضین و لذا لا یعود الحر بعد العتق رقا ابدا حتی لو ارتد فطریا أو ملیا.

ص: 185

حکم النسب و تملک المرأة من عدا العمودین و کل من لا یملک ابتداء لا یملک استدامة فلو کان مملوکا لغیره و انتقل إلیه انعتق و إذا ملک أحد الزوجین صاحبه بطل العقد و تثبت الملک

(و أما احکامه) ففیها مسائل:

(مسألة 1) العبد لا یملک شیئا و ان ملکه مولاه

و لو قیل بأنه یملک مطلقا و المولی یملکه و ما ملک (1) لکان وجیها.

(مسألة 2) ذا طلب المملوک البیع لم یجب اجابته

و لکن لا یفرق بین الولد و أمه قبل البلوغ.

(مسألة 3) إذا أتی علی المملوک المؤمن سبع سینین و هو فی ملکه استحب عتقه.

المصباح الثانی فی أسباب إزالته

اشارة

و هی تکون بالعتق المنجز و التدبیر و بالکتابة و الاستیلاد و القرابة و الوصایة و العوارض فهنا قبسات.

(القبس الأول) فی العتق المنجز

اشارة

و النظر فی الصیغة و من یقع منه العتق و من یقع علیه و الأحکام

(أما الصیغة)

فیعتبر فیها اللفظ فلا تکفی الإشارة و لا الکتابة مع القدرة علی النطق و الصریح أنت حر و یکفی أنت عتیق و معتق و التنجیز فلا یصح التعلیق علی شرط متوقع أو صفة فی غیر التدبیر و یصح أن یشترط علیه خدمة زمان معین أو مال أو غیره فان ابق و وجد بعد مدة فلا یصح استخدامه حیا کان مولاه أو میتا نعم له أو لورثته أجرة مثل تلک الخدمة-

و اما من یقع منه العتق

- فیشترط فیه التکلیف و جواز التصرف و الاختیار و القصد و القربة-

و اما من یقع علیه

- فیشترط فیه ان یکون مملوکا حال العتق مسلما (2) فلا یصح إذا کان کافرا و یکره إذا کان مخالفا و لو نذر عتق أحدهما صح

و أما الأحکام ففیها مسائل:
(مسألة 1) مال المعتق لمولاه

و إن علم به و لم یستثنه.


1- و لکن ملکیته علی القول بها مقیدة باذن المولی فالرق أحد أسباب الحجر کالصغر و السفه و نحوها.
2- اعتبار الإسلام فی صحة العتق من المعتق أو المعتق محل نظر.

ص: 186

(مسألة 2) إذا اعتق ثلث عبیده منجزا

فان قصد ثلثهم عددا فالقرعة و إن قصد الاشاعة فالسرایة.

(مسألة 3) إذا نذر عتق أول مملوک یملکه فملک جماعة

فان أراد الواحد فالتخییر و الاحوط القرعة و غلا فالجمیع و إذا نذر عتق أول بطن تلده فولدت توأمین عتقا.

(القبس الثانی) فی التدبیر

الذی هو عتق معلق علی الموت فتارة یعلق علی موت المولی و أخری علی موت غیره کالزوج و المخدوم و الأول کالوصیة أو هو هی و صیغته أنت حر بعد وفاتی و الثانی کالمعلق علی شرط آخر غیر الموت کقدوم الحاج و نحوه و صیغته ان یقول لأمته المزوجة أنتِ حرة بعد وفاة زوجک أو بعد وفاة فلان الذی اعارها ایاه لخدمته و کذا لعبده إذا اعاره للخدمة و یشترط فیهما ما یشترط فی العتق المنجز فی الصیغة و من یقع العتق منه و علیه سوی التنجیز و یجری علی الأول احکام الوصیة من الخروج من الثلث بعد الموت و التأخیر عن الموت و الرجوع فیه متی شاء و اباق المدبر من مولاه ابطال للتدبیر و لو دبر الحبلی اختصت بالتدبیر دون الحمل و أولاد المدبر أو الدبرة المتجددون بعد التدبیر یلحقونها فی التدبیر إذا کانوا مملوکین للمولی المدبر و الرجوع فی تدبیر الأم و الأب لیس رجوعا فی تدبیر الأولاد نعم لو رجع فی تدبیر الأولاد منفردین أو منضمین صح و لا یبطل تدبیرهم بموت الأب أو الأم قبل المولی بل ینعتقون من الثلث فان قصر استسعوا.

(و أما الثانی) فلا یجزی علیه هذه الأحکام بل و إن مات الزوج أو المخدوم فی حال حیوة المولی انعتق و إن مات المولی قبل موتهما بطل.

(القبس الثالث) فی الکتابة

و هی کالمعاوضة بین العبد و سیده یشتری العبد بها نفسه من سیده فیتحرر نظیر المعاوضة بین الزوجة و زوجها فی الطلاق الخلعی و هی مستحبة إذا علم فیه خیر بالدین و المال و یتأکد بالتماس المملوک و النظر فی ارکانها و احکامها (أما ارکانها) فاربعة العقد و المالک و المملوک و العوض اما العقد فتارة یکون مطلقا و أخری مشروطا (فالاول) أن یقول لعبده أو امته کاتبتک علی کذا فی أن تؤدیه علی نجم کذا اما فی نجم واحد أو نجوم متعدد فیقول قبلت فیکون مکاتبا مطلقا

ص: 187

(و الثانی) أن یضم إلی ذلک فان عجزت فانت رد فی الرق فیکون مکاتبا مشروطا و الاحوط أن یضم فیهما فان ادیت فانت حر- و أما المالک- فیعتبر فیه ما اعتبر فی العتق المنجز أو المعلق و أما المملوک فیعتبر فیه التکلیف و الإسلام- و أما العوض- فیعتبر فیه أن یکون دینا مؤجلا و إن کان القول بالصحة فی غیر الدین کالعین و المنفعة و غیر المؤجل کالحال لیس بکل البعید معلوم القدر و الوصف مما یصح تملکه و لا حد لأکثره لکن یکره ان یتجاوز به قیمته و اما الأحکام فبیانها فی مسائل الأولی المکاتب المطلق یتحرر منه بقدر ما ادی و المشروط لا یتحرر منه شی ء إلا باداء جمیع ما علیه فان عجز رد إلی الرق وحده أن یؤخر النجم عن محله و یستحب للمولی الصبر علیه (الثانیة) کلما یشترطه المولی علی المکاتب جائز ما لم یخالف کتابا أو سنة (الثالثة) إذا ادی المطلق شیئا و عجز عن الباقی فکه الإمام من سهم الرقاب و لیس للمولی فسخ الکتابة (الرابعة) إذا

مات المشروط بطلت الکتابة و کان ماله و أولاده لمولاه و کذا المطلق إذا مات قبل ان یتحرر شی ء و أما إذا مات و قد تحرر شی ء کان للمولی من ترکته بنسبة ما بقی من رقیته و لورثته بنسبة الحریة ان کانوا احرارا و أما أولاده المتولدون بعد الکتابة المملوکون للمولی فیتحرر منهم بقدر ما تحرر منه و الزموا ما بقی من مال الکتابة فإذا ادوا تحرروا و لو لم یکن مال سعوا فیما بقی (الخامسة) المطلق الذی تحرر منه شی ء یرث بقدر نصیب الحریة و کذا إذا أوصی أو اوصی له صح بذلک القدر و بطل فی الزائد و لو وجب علیه حد اقیم علیه من حد الاحرار و حد العبید بنسبة ما فیه من ذلک و لو وطئ المولی مکاتبته المطلقة سقط عنه من الحد بقدر نصیبه منها و حد بما تحرر (السادسة) لیس للمکاتب التصرف فی ماله بهبة و لا عتق و لا اقراض الا باذن المولی و لیس للمولی التصرف فی ماله بغیر الاستیفاء و لا یحل له وطی المکاتبة بالملک و لا بالعقد و لو وطأها مکرها لزمه مهرها و لا تتزوج إلا باذنه و لو حملت بعد الکتابة کان حکم أولادها حکمها إذا کانوا مملوکین له (السابعة) یجب علی المولی اعانته من الزکاة و لو لم تکن استحبت تبرعا.

ص: 188

(القبس الرابع) فی الاستیلاد

و هو یتحقق بعلوق امته منه و لا تخرج عن ملکه بذلک لکن لا یجوز بیعها ما دام ولدها حیا الا فی ثمن رقبتها إذا کان دینا علی مولاها و لا جهة لقضائه غیرها لو مات الولد فی حیاة أبیه جاز بیعه و تتحرر بموت المولی من نصیب ولدها و لو لم یخلف المیت سواها و کان له وارث غیر ولدها عتق منها نصیب ولدها و سعت فیما بقی و کذا لو کان علی المیت دین مستغرق حتی لثمن رقبتها فانها تتحرر و تسعی للغرماء بمقدار قیمتها.

(القبس الخامس) فی السرایة و العوارض

(أما السرایة)

فمن اعتق منجزا بعض عبده عتق کله و لو کان له شریک قوم علیه حصة شریکه و اعتقت ان کان مؤسرا و سعی العبد فی تلک الحصة ان کان معسرا و لو اعتق الحامل فلا یسری العتق إلی الحمل الا مع التنصیص

(و أما العوارض)

فالعمی و الجذام و الاقعاد و تنکیل المولی به و التنکیل جعله نکالا و عبرة لغیره مثل ان یقطع انفه أو لسانه أو اذنیه أو شفتیه أو نحو ذلک و لا فرق بین لعبد و الأمة فمتی حصل أحد هذه الأسباب انعتق و کذا إذا اسلم العبد فی دار الحرب سابقا علی مولاه خارجا منها إلی دار الإسلام قبله و کذا لو کان وارثا لمن لا وارث له غیره فتدفع قیمته لمولاه و ینعتق و یؤخذ بقیة المال و أما العتق بالقرابة فقد سلف.

بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِیمِ

الکتاب العاشر «1» فی الوقف و التحبیس و ما یتبعه من السکنی و العمری و الرقبی

اشارة

فهنا قبسان:

ص: 189

(القبس الأول) فی الوقف

اشارة

و هو تملیک العین علی نحو تکون واقفة باقیة و إطلاق المنفعة اما التحبیس و ما یتبعه فهو تسلیط علی المنفعة مع بقاء العین علی ملک مالکها فالفرق بینها و بین الوقف کالفرق بین البیع و الإجارة و النظر فی الصیغة و شرائط الوقف و الواقف و الموقوف علیه و الأحکام

(اما الصیغة)

فلفظها الصریح وقفت و ما عداه یفتقر إلی القرینة الدالة علی التأیید إذا کان خاصا کان عقدا و افتقر إلی قبول الموقوف علیه و ان کان عاما کالوقف علی الفقراء و الجهات العامة کان أشبه بالایقاع و لم یحتج إلی القبول و إن کان الاحوط قبول الحاکم و أما مثل المساجد و مشاعر العبادة فهو فک ملک و تحریر (1)

(و أما شرائط الوقف)

فهی نیة القربة و التنجیز و الاقباض و لو کان علی المصالح العامة کفی قبض المتولی و لو کان علی الطفل و المجنون کفی قبض الولی کالأب أو الجد للأب أو الوصی لأحدهما أو الحاکم أو منصوبه و لو وقف علیهما الأب أو الجد صح لأنه مقبوض بیده و الدوام فلا یصح الموقت إلی امد سواء کان منقطع الأول أو الوسط و الآخر و أما المنقطع بمعنی الوقف علی من ینقرض فیصح و یرجع بعد انقراض الموقوف علیه إلی ورثة الواقف طلقا و المدار علی ورثته حین موته لا حین انقراض الموقوف علیهم و إخراجه عن نفسه فلو شرط عوده عند الحاجة بطل نعم لا یقدح اشتراط اکل أهله منه حتی واجبی النفقة علیه و لا اشتراط استثناء منافعه مدة معینة أو مدة حیاته و یکون کما إذا کان مستأجرا مدة معینة قبل الوقف بل یبعد جواز وقفه علی الزیارات و العبادات عنه بعد موته و لو وقف علی الفقراء ثمّ صار منهم جاز له أن یأخذ معهم و کذا لو کان منهم حین الوقف علی اشکال و یجوز جعل التولیة لنفسه فان أطلق فان کان خاصا فلارباب الوقف و إن کان عاما فللحاکم

(و أما شرائط الواقف)

فالبلوغ و کمال العقل و جواز التصرف

(و اما شرائط الموقوف)

فان یکون عینا لا منفعة و لا دینا مملوکة لا خمرا أو خنزیرا أو نحوهما مما لا یملک فیبطل رأسا و لا مال الغیر فیقف علی إجازة المالک ینتفع بها مع بقائها انتفاعا محللا لا مالا


1- یعنی یکون فیه ایقاعا فلا حاجة فیه إلی القبول.

ص: 190

تنتفع به الا مع ذهاب عینه کالخبز و الطعام و الفاکهة و نحوها أو کانت منفعته محرمة کآلات اللهو و الطرب و نحوها یمکن اقباضها لا ما لا یمکن اقباضه عادة کالآبق و المغصوب و نحوهما مشاعة کانت أو مقسومة

(و أما شرائط الموقوف علیه)

فوجوده و تعیینه و اهلیته للتملک فلا یصح علی المعدوم ابتداء و یصح تبعا فلو وقف علی من سیوجد بطل و لو وقف علی موجود و بعده علی من سیوجد صح و أن لا یکون الوقف علیه محرما فلا یصح الوقف علی البیع و الکنائس و لا علی الحربی و إن کان رحما و یصح علی الذمی و إن کان اجنبیا.

(و أما الاحکام) ففیها مسائل:

اشارة

-

(المسألة 1) إذا وقف علی مصلحة فبطلت

فصرفه فی وجوه البر.

(المسألة 2) إذا شرط تشریک من سیوجد مع الموجود صح

و لو أطلق الوقف و اقبض لم یصح و إذا شرط نقله بالکلیة أو إخراج من یرید بطل الوقف.

(المسألة 3) الموقوف إن کان عبدا أو حیوانا فنفقته علی الموقوف علیه

إذا کان معینا و الا ففی منافعه مقدمة علی الموقوف علیه فان قصرت ففی بیت المال ان کان و الا فعلی کافة المکلفین کفایة و مئونة تجهیز العبد کنفقته و إن کان عقارا فنفقته حیث شرط الواقف فان لم یشترط ففی غلته فان قصرت لم یجب الاکمال و لو عدمت لم تجب عمارته.

(المسألة 4) إذا عمی العبد الموقوف أو جذم أو اقعد أو انعتق و

بطل الوقف و سقطت النفقة.

(المسألة 5) لو جنی الموقوف لم یبطل الوقف

فلا یجوز للمجنی علیه و لا لولیه تملکه نعم لهما القصاص فان قتل قصاصا بطل الوقف و لو جنی علیه کانت القیمة للموقوف علیه.

(المسألة 6) الوقوف حسب ما یوقفها اهلها

فلو اشترط فیها شرطا اتبع ما یخالف المشروع و لا یجوز بیعها و لا قسمتها الا فی بعض الموارد.

(المسألة 7) إذا اوقف فی سبیل الله انصرف إلی القرب

کالحج و الجهاد و العمرة و بناء المساجد و القناطر و نحوها.

ص: 191

(المسألة 8) إطلاق الوقف علی متعدد یقتضی التسویة

و إن اختلفوا بالذکوریة و الانثویة فان فضل لزم.

(المسألة 9) إذا وقف علی أولاد أولاده اشترک أولاد البنین و البنات الذکور و الإناث بالسویة

الا إذا تعارف إطلاق الولد علی خصوص الذکر کما لا یبعد فی مثل زماننا و ما قاربه.

(المسألة 10) إذا آجر البطن الأول الوقف حیث یکون لهم ذلک ثمّ انقرضوا

فان کانت لمصلحتهم بطلت الإجارة فیما بقی و رجع المستأجر أو ورثته فیما یخص المدة الباقیة من الاجرة علی ترکه المؤجر و إن کان لمصلحة الوقف لم تبطل و کذا المتولی و إن کان خارجا عن الموقوف علیهم.

(القبس الثانی) فی التحبیس و ما یتبعه

اشارة

من السکنی و العمری و الرقبی و تشترک اجمع فی ان فائدتها التسلیط علی استیفاء المنفعة مجانا مع بقاء الملک للمالک و تفترق من حیث الاطلاع و التقیید فی الامد و من حیث التعمیم و التخصیص فی الموضوع فالتحبیس اعم منها اجمع و بین العمری و الرقبی مع السکنی و عموم و خصوص من وجه فالسکنی أخص من حیث الموضوع لاختصاصها بما یمکن سکناه و أعم من حیث الامد لتحققها مع الإطلاق و التقیید و العمری و الرقبی بالعکس لاختصاصها من حیث الامد فان العمری ما قربت بعمر أحدهما أو أجنبی و الرقبی ما قرنت بامد یرتقب و عمومهما من حیث الموضوع فان کل ما یصح وقفه یصح اعماره و ارقابه کالملک و العبد و الإناث و النظر فی شرائطها و احکامها

(اما شرائطها)

فالایجاب و القبول و القبض الا فی التحبیس علی الجهات العامة کما لو حبس فرسه أو عبده أو امته فی سبیل الله أو علی خدمة المساجد فانه یلزم ما دامت العین باقیة و لا یعتبر فیه قبول و لا قبض و البلوغ و العقل و جواز التصرف و القصد و نیة القربة

(و أما احکامها)

فاما الرقبی فهی لازمة إلی الامد الذی وقتت به فلو مات المالک قبل انتهاء الامد لم تبطل و انتقلت العین إلی ورثته مسلوبة المنفعة تلک المدة و کذا لو مات من جعلت له الرقبی قبل انتهاء الامد فان المنفعة فی باقی الامد تنتقل إلی ورثته (و اما

ص: 192

العمری) فان قرنت بعمر المالک لم تبطل الا بموته اما لو مات من له العمری دون المالک انتقلت المنفعة فی باقی المدة إلی ورثته و ان قرنت بعمر من له العمری فکذلک لا تبطل الا بموته دون موت المالک فلو مات المالک دون من له العمری انتقلت العین إلی ورثته مسلوبة المنفعة مدة حیاته و ان قرنت بعمر أجنبی لم تبطل الا بموته دون موت المالک أو موت من له العمری أو موتهما (و أما السکنی و التحبیس) فان قیدا بحکم کان الحکم کما ذکر و الا کانا جائزین للمالک فسخهما متی شاء و إذا مات أحدهما بطلا.

مسألتان:

(الأولی) إطلاق السکنی یقتضی سکناه بنفسه

و من جرت عادته باسکانه معه کالزوجة و الولد و المملوک و الخادم و الضیف و لیس له اسکان غیرهم مجانا أو باجرة الا بإذنه.

(الثانیة) إذا باع المالک الأصل لم تبطل هذه الأمور

إذا کانت موقّتة بأمد من عمر أو غیره إذا کانت مطلقة.

بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِیمِ

الکتاب الحادی عشر فی الصدقة و یلحق بها الهبة

اشارة

فهنا مصباحان:

المصباح الأول فی الصدقة

اعلم ان الصدقة و الهبة و تسمی عطیة و نحلة أیضا و الهدیة تشترک کلها فی انها تملیک مجانی بلا عوض عن نفس العین حتی الهبة المعوضة سواء اشترط فیها العوض أو عوض فیها من دون شرط و ذلک لأن العوض فیها عن الفعل لا العین فالتعویض المشترک کالتعویض الواقع بغیر شرط و لا بد فی الصدقة من نیة القربة و القبض فلا حکم لها ما لم تقبض باذن المالک و تلزم بعد القبض و إن لم یعوض عنها و لا یحرم علی بنی هاشم مندوبها مطلقا و لا مفروضها کالمنذورة و الکفارة الا الزکاتان إذا لم تکونا من أمثالهم و تجوز الصدقة علی الذمی و المخالف للحق و إن کان اجنبیا دون

ص: 193

الحربی و الناصب و إن کان رحما و صدقة السر افضل الا مع التهمة بالترک أو قصد المتابعة فیها.

المصباح الثانی فی الهبة

و یشترط فی صحتها القبض باذن الواهب الا أن یهبه ما فی یده و الایجاب و القبول و لو بالمعاطاة و للأب و الجد و وصیهما و الحاکم و منصوبه ولایة القبول و القبض عن الصغیر و المجنون کانت الهبة من احدهم کفی لانه مقبوض بیدهم و لا یشترط فیها القربة لکن لا یثاب علیها بدونها و معها تصیر کالصدقة فتلزم مطلقا و هبة المشاع جائزة کالمقسوم و تصح فی العین المملوکة اما الدین فان کان فی ذمته صحت هبته فیحتاج إلی القبول و یکون فائدتها السقوط و یصح ابرائه فلا یحتاج إلیه و إن کان فی ذمة الغیر صح بعد قبض فرده و تلزم بالتلف أو التعویض أو التصرف الموجب لعدم قیام العین کالبیع و نحوه و یحکمه موت المتهب أو کون المتهب ذا رحم و لو زوجا أو زوجة و له الرجوع فی غیر ذلک فان عابت لم یرجع بالارش علی المتهب و ان کان یفعله و لو زادت زیادة متصلة کالسمن و لو بعلف المتهب فللواهب و ان کانت منفصلة کالولد و اللبن فللموهوب له إذا حصلت بعد قبضه و الا فللواهب و یکره تفصیل بعض الأولاد علی بعض و ان اختلفوا فی الذکورة و الانوثة الا مع المرجحات الشرعیة.

ص: 194

بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِیمِ

الکتاب الثانی عشر فی النذر و العهد و الیمین

اشارة

(1) فهنا مصابیح:

المصباح الأول فی النذر

و یظهر منهم انه من العبادات و فیه تامل فانه ان کان المنشأ انه مأخوذ فی حقیقته أن یکون الالتزام فیه لله و لا یمکن أن یلتزم لله الا بما هو محبوب له ففیه ان هذا إنما یوجب عبادیة النذور لا النذر و ان کان المنشأ انه یعتبر أن یکون الباعث علی نفس النذر هو الله تعالی فهو ممنوع کیف و هو موقوف علی کون النذر محبوبا و فی الأخبار ما یدل علی کراهته کما فی موثقة اسحاق بن عمار عن أبی عبد الله علیه السلام حیث قال انی لاکره الایجاب أن یوجب الرجل علی نفسه و النظر فی الصیغة و الناذر و متعلق النذر و اللواحق (أما الصیغة) فاما أن تکون منجزة و هو التبرع (2) بان یقول لله علی کذا من دون شرط أو معلقة علی فعل معصیة أو ترک طاعة و هو الزجر أو علی فعل طاعة أو ترک معصیة أو حصول نعمة و هو حصول الشکر و البر و لا بد من القصد فلا ینعقد فیما ینافیه من سکر أو غضب کما انه لا بد من اللفظ فلا ینعقد بالنیة و ان استحب


1- هذه العناوین الثلاثة کلها ترجع إلی معنی واحد و هو الالتزام و العهدة و حیث ان حسن الالتزام و عدم حسنه یتبع الملتزم به فان تعلق الیمین مثلا بحسن و راجح صار نفس الالتزام راجحا و صح نیة القربة به و إن کان مباحا لم یکن عبادة و إن وجب الوفاء به و کذا العهد. اما النذر فحیث انه لا یصح الا إذا کان متعلقه عبادة فالالتزام به یکون ابدا راجحا و یصح قصد التقرب به فضلا عن متعلقه و لا یقدح فی هذا ما هو المشهور و ما یظهر من بعض الأخبار من کراهته فانها کراهة عبادیة بل و ارشادیة کما یشیر إلیه ما فی بعض الأخبار: انی اکره أن اجعل لله علی شیئا یعنی خوف أن لا أفی به أو اتساهل فیه (و بالجملة) فان کراهة النذر لا تنافی قصد التقرب به کما فی سائر العبادات المکروهة نعم لو لم یقصد به التقرب و قصد التقرب بمتعلقه صح و لم یکن هو عبادة بنفسه بل بمتعلقه نعم یشکل هذا فی الفرعین المشهورین الخارجین عن هذه القاعدة بالنص و هما نذر الصوم فی السفر و نذر الاحرام قبل المیقات و قد تفضی بعض اساتیذنا بالتوجیه لتلک الامثال وحل عقدتها الإشکال بما لیس لذکره هنا مجال.
2- النذر اما مطلق أو مشروط و المشروط اما زجر عن محرم أو مکروه فی دین أو دنیا کما لو قال لله علی لا اشرب الخمر و لا اشرب التتن و نحو ذلک أو شکر کما لو قال لله علی ان اتصدق بالف درهم إذا برأت من المرض أو إذا جاء ولدی من السفر اما یمین العتاق و الطلاق کما هو المعروف عند العامة فهو لغو عندنا لا اثر له أصلا.

ص: 195

الوفاء به و أن یکون بلفظ الجلالة فلو قال علی کذا بدونه لم ینعقد و لا یشترط فیها العربیة فتکفی ترجمتها بالفارسیة أو غیرها من اللغات (و اما الناذر) فیعتبر فیه البلوغ و العقل و الاختیار و لا نذر للملوک مع مولاه و لا للولد مع والده و لا للزوجة مع زوجها فیما ینافی حقوقه الا باذنهم أو اجازتهم فلوا بادروا بغیر الإذن کان لهم حلها الا إذا کان المنذور واجبا أو ترک محرم فینعقد مطلقا و لا یشترط الإسلام حتی لو کان متعلق النذر عبادة فانه قادر علیها بقدرته علی الإسلام (و أما متعلق النذر) فیعتبران یکون طاعة لله مقدورا للناذر فلا ینعقد مع العجز و یسقط لو تجدد الا إذا تجددت القدرة فیجب (و أما اللواحق) ففیها مسائل:

(المسألة 1) یجب الوفاء بالنذر حسب ما نذر اطلاقا و تقییدا من حیث الزمان و المکان و غیرهما من الخصوصیات فلو اطلقه کان مطلقا و لو قیده تقید.

(المسألة 2) إذا نذر الصدقة بما یملک لزم فان شق قومه و اخرج شیئا فشیئا حتی یوفی.

(المسألة 3) لو نذر أن یصوم یوما معینا فاتفق له السفر فان نذر صومه حضرا و سفرا أو سفرا خاصة صام و إلا افطره و قضاه و کذا لو حاضت المرأة أو نفست و لو کان عید الفطر و لا قضاء و ان کان أحوط و لو عجز عن صومه أصلا سقط و تصدق عنه بمدین.

(المسألة 4) إذا نذر ان رزقت ولدا فعلی أن احج به أو احج عنه ثمّ مات حج به من اصل ترکته و کذا کلما وجب فی النذر من مال أو عبادة فمات قبل ادائه یخرج من اصل ترکته.

(المسألة 5) لو نذر معلقا علی برء مریضه أو قدوم مسافره فبان البرء و القدوم قبل النذر لم یلزم و لو کان بعده لزم.

المصباح الثانی فی العهد

العهد کالنذر فی جمیع ما ذکر عدا ان صورته عاهدت الله أو علی عهد الله متی کان کذا فعلی کذا و تأتی فیه الأقسام السالفة البر و الشکر و الزجر و التبرع الرجل و

ص: 196

لو جعل دابته أو عبده أو جاریته هدیا لبیت الله تعالی أو أحد المشاهد بیع و صرف الثمن فی مصالح البیت أو المشهد الذی جعل له.

المصباح الثالث فی الیمین

اشارة

و النظر فیما ینعقد به و الحالف و متعلقه و الأحکام.

(أما ما ینعقد به الیمین)

فهو و الله و اسمائه الخاصة و صفاته الخاصة کقوله و الله و تالله و بالله و ایمن الله و ایم الله و لعمر الله أو و حق الله أو اقسم بالله أو احلف برب الکعبة أو رب المصحف و مقلب القلوب و الأبصار و الذی نفسی بیده و الذی فلق الحبة و برء النسم أو القدیم أو الأزلی أو الذی لا أول لوجوده أو الخالق أو الباری و لا ینعقد بغیر ذلک من أسماء مخلوقاته الشریفة کالنبی و الأئمة و الحرم و الکعبة و القرآن و لا بالطلاق و العتاق و الظهار.

(و أما الحالف)

فیعتبر فیه التکلیف و القصد و الاختیار فلو حلف من غیر نیة کانت لغو و ان کان اللفظ صریحا و لا یمین للسکران و لا المکره و لا الغضبان و لا للولد مع الوالد و لا للزوجة مع الزوج و لا للملوک مع مولاه إلا بإذنهم و إجازتهم و لو بادروا بغیر الإذن کان لهم حلها و تنعقد الیمین من الکافر

(و أما متعلقه)

فیعتبر أن یکون مستقبلا فلا تنعقد علی الماضی نافیة أو مثبتة و لا یجب بالحنث فیها کفارة و لو تعمد الکذب و أن یکون من أفعاله فلا تنعقد علی فعل الغیر کما لو قال و الله لتفعلن أو ناشدتک لتفعلن و هی المسماة بیمین المناشدة فانها لا تنعقد لا فی حق المقسم علیه و لا المقسم و أن یکون مقدورا فلا تنعقد علی مستحیل کقوله و الله لأصعدن إلی السماء و لو حلف علی مقدور فعجز انحلت الا إذا تجددت القدرة و أن یکون فعل واجب أو مندوب أو ترک محرم أو مکروه أو فعلا أو ترکا لمباح متساو فعله و ترکه أما إذا حلف و کان الأولی ترکه فی دینه أو دنیاه أو حلف علی ترکه و کان الأولی فعله کذلک فلیأت بما هو خیر له و لا اثم و لا کفارة فلو حلف لزوجته أن لا یتزوج أو لا یتسری لم ینعقد و کذا لو حلفت أن لا تخرج معه و لو حلف لیضربن عبده فالعفو افضل و لا اثم و لا کفارة.

ص: 197

(و أما الأحکام)

اشارة

ففیها مسائل:-

(المسألة 1) اتباع الیمین بمشیئة الله تعالی

ناطقا بها علی نحو الاتصال یمنعها عن الانعقاد من دون فرق بین قصد التبرک أو التعلیق و من دون فرق بین کون المتعلق مما علم بمشیئة الله تعالی له کفعل الواجب و المندوب و عدمه و تعلیقها علی مشیئة الغیر یوقفها علیها کقوله و الله لافعلن إن شاء زید فلا اثم و لا کفارة إذا لم یشأ.

(المسألة 2) یحرم الیمین بالبراءة من الله سبحانه أو من حوله و قوته أو الأئمة علیهم السلام

و ان کان صادقا بل یحرم الاحلاف بذلک الا فی مهدور الدمن کالناصب و نحوه و لا تنعقد و لا تجب بها فلو قال هو یهودی أو نصرانی أو مشرک ان کان کذا فبئس ما قال لکن لیس علیه شی ء.

(المسألة 3) الأیمان الصادقة کلها مکروهة

و تتأکد فی الیسیر من المال فقد قال الصادق علیه السلام إذا ادعی علیک مالا و لم یکن له علیک فاراد أن یحلفک فان بلغ مقدار ثلاثین درهما فاعطه و لا تحلف و إن کان اکثر من ذلک فاحلف و لا تعطه بل یستحب عدم الحلف حتی علی العظیم من المال بقصد الاجلال و التعظیم لله فقد قال النبی صلّی الله علیه و آله و سلّم من اجل الله ان یحلف به اعطاه خیرا مما ذهب منه و دفع زین العابدین علیه السلام إلی امرأته التی ادعت علیه صداقها اربعمائة دینار و قال اجللت الله عز و جل أن احلف به یمین بر.

(المسألة 4) یجوز الحلف لتخلیص نفسه أو تخلیص مؤمن

من القتل أو الاذیة أو دفع ظالم عنه أو عن غیره من اخوانه أو عن ماله أو عرضه و لو کاذبا و لا اثم و لا کفارة فقد قال زرارة للباقر علیه السلام انا نمر بالمال علی العشارین فیطلبون منا أن نحلف لهم و یخلون سبیلنا و لا یرضون منا الا بذلک فقال احلف لهم فهو احلی من التمر و الزبد و من هذا ما لو وهب له واهب مالا و کتب له ابتیاعا و قبض الثمن فنازعه الوارث علی تسلیم الثمن حلف و لا اثم فقد سئل محمد بن أبی الصباح ابا الحسن علیه السلام ان أمه تصدقت علیه بنصیب لها فی داره فکتبه شراء فاراد بعض الورثة أن یحلفه علی انه نقدها الثمن و لم ینقدها شیئا فقال احلف له و لو حلف ان ممالیکه احرار تخلصا من

ص: 198

الظالم لم یأثم و لم یتحرروا نعم من احسن التوریة و لم یجعله الظالم عنها وری احتیاطا.

(المسألة 5) الحنث الموجب للکفارة إنما یتحقق بالمخالفة اختیارا عن عمد و علم

و لا یتحقق مع الإکراه و النسیان أو عدم العلم و لا یجب التکفیر إلا بعد الحنث فلو کفر قبله لم یجز [فهذه اثنی عشر کتابا فی العبادات و بتمامها تم الجزء الثانی من هذه الرسالة و یتلوه الجزء الثالث إن شاء الله تعالی و الحمد لله علی نعمائه و الصلاة علی اشرف انبیائه و علی المعصومین من عترته و أبنائه].

ص: 199

دلیل الکتاب

الموضوع ..... رقم الصفحة

الکتاب الثانی من کتب العبادات ..... 2

کتاب الصلاة ..... 2

المطلب الأول فی الصلاة الیومیة ..... 2

مشکاة فی المقدمات ..... 3

المصباح الأول فی عدد فرائضها و نوافلها ..... 3

المصباح الثانی فی مواقیتها ..... 3

المصباح الثالث فی أحکام المواقیت ..... 5

المصباح الرابع فی القبلة ..... 7

المصباح الخامس فی الستر و الساتر ..... 10

المصباح السادس فی المکان ..... 15

المصباح السابع فی الأذان و الإقامة ..... 22

مشکاة فی واجبات الصلاة ..... 25

المصباح الأول فی النیة ..... 25

المصباح الثانی فی تکبیرة الاحرام ..... 26

المصباح الثالث فی القیام ..... 27

المصباح الرابع فی القراءة ..... 29

المصباح الخامس فی الرکوع ..... 33

المصباح السادس فی السجود ..... 35

المصباح السابع فی التشهد ..... 39

المصباح الثامن فی التسلیم ..... 40

المصباح التاسع فی الترتیب ..... 41

المصباح العاشر فی المولاة ..... 42

المصباح الحادی عشر فی مسنوناتها ..... 42

مشکاة فی قواطع الصلاة ..... 44

مشکاة فی صلاة الآیات ..... 49

المصباح الأول فی سببها و وقتها ..... 49

المصباح الثانی فی کیفیتهما ..... 50

المصباح الثالث فی احکامه ..... 51

ص: 200

مشکاة فی أحکام الخلل الواقع فی الصلاة ..... 52

المصباح الأول فی العمد ..... 52

المصباح الثانی فی السهو ..... 53

المصباح الثالث فی الشک ..... 56

مصباح فی سجدتی السهو ..... 63

مشکاة فی قضاء الصلوات ..... 64

المصباح الأول فی قضاء الیومیة الفائتة ..... 64

المصباح الثانی فی الترتیب ..... 66

المصباح الثالث فی قضاء الولی ..... 67

المصباح الرابع فی الاستئجار للصلاة ..... 67

المصباح الخامس فی إخراج الواجبات البدنیة ..... 68

مشکاة فی الجماعة ..... 70

مشکاة فی صلاة المسافر ..... 78

المصباح الأول فی شروط التقصیر ..... 78

المصباح الثانی فی قواطع السفر ..... 82

المصباح الثالث فی أحکام المسافر ..... 83

تتمة تشتمل علی فروع تتعلق بصلاة المسافر ..... 85

خاتمة کتاب الصلاة ..... 87

الکتاب الثالث کتاب الزکاة ..... 90

المشکاة الأولی فی زکاة المال ..... 91

المصباح الأول فیمن تجب علیه ..... 91

المصباح الثانی فیما تجب فیه ..... 93

المصباح الثالث فیمن تصرف إلیه ..... 104

المصباح الرابع فی أوصاف المستحقین ..... 107

المصباح الخامس فی أحکامها ..... 109

المشکاة الثانیة فی زکاة الأبدان ..... 110

المصباح الأول فیمن تجب علیه ..... 110

المصباح الثانی فیمن تجب علیه ..... 111

المصباح الثالث فی جنسها ..... 112

المصباح الرابع فی قدرها ..... 112

المصباح الخامس فی زمانها و مکانها ..... 113

المصباح السادس فیمن تصرف علیه ..... 113

الکتاب الرابع کتاب الخمس ..... 114

المصباح الأول فیما یجب فیه الخمس ..... 114

المصباح الثانی فی مصرفه و متولی صرفه و کیفیة قسمته ..... 119

المصباح الثالث فی الانفال ..... 123

ص: 201

الکتاب الخامس کتاب الصوم ..... 126

المصباح الأول فی حقیقته و نیته ..... 126

المصباح الثانی فیما یمسک عنه ..... 129

المصباح الثالث فیما یترتب علی ذلک ..... 135

المصباح الرابع فی الزمان الذی یصح فیه الصوم ..... 139

المصباح الخامس فیمن یصح صومه ..... 139

المصباح السادس فی اقسامه ..... 140

الکتاب السادس فی الاعتکاف ..... 146

الکتاب السابع کتاب الحج ..... 148

المصباح الأول فی اقسامه و أسبابه ..... 148

المصباح الثانی فی أنواعه ..... 151

المصباح الثالث فی بیان کیفیة التمتع ..... 152

المصباح الرابع فی تفاصیل عمرته و واجباتها ..... 153

المصباح الخامس فی تفاصیل حج التمتع ..... 166

الکتاب الثامن من کتب العبادات ..... 182

فی الکفارات ..... 182

المصباح الأول فی اقسامه ..... 182

المصباح الثانی فی الاطعام و الکسوة و الصیام ..... 183

المصباح الثالث فی احکامها ..... 183

الکتاب التاسع فی العتق ..... 184

المصباح الأول فی أسباب الرق و أحکامه ..... 184

المصباح الثانی فی أسباب ازالته ..... 185

الکتاب العاشر فی الوقف و التحبیس ..... 188

الکتاب الحادی عشر فی الصدقة ..... 192

المصباح الأول فی الصدقة ..... 192

المصباح الثانی فی الهبة ..... 193

سفینة النجاة و مشکاة الهدی و مصباح السعادات؛ ج 2، ص: 201

الکتاب الثانی عشر فی النذر و العهد و الیمین ..... 194

المصباح الأول فی النذر ..... 194

المصباح الثانی فی العهد ..... 195

المصباح الثالث فی الیمین ..... 196

دلیل الکتاب ..... 199

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.