نهج الذكر المجلد 1

اشارة

سرشناسه : محمدي ري شهري، محمد، 1325 -

عنوان و نام پديدآور : نهج الذكر/ محمد محمدي ري شهري، بمساعده رسول افقي.

مشخصات نشر : قم: موسسه علمي و فرهنگي دارالحديث، سازمان چاپ و نشر ٬ 1428ق.= 1386 -

مشخصات ظاهري : ج.

فروست : مركز بحوث دارالحديث؛ 150.

شابك : 12000 ريال: دوره : 978-964-493-302-8 ؛ ج.1 978-964-493-274-8 :

وضعيت فهرست نويسي : برونسپاري

يادداشت : عربي.

يادداشت : كتابنامه.

موضوع : ذكر -- احاديث

موضوع : احاديث شيعه -- قرن 14

موضوع : احاديث اهل سنت -- قرن 14

شناسه افزوده : افقي، رسول، 1345 -

شناسه افزوده : موسسه علمي - فرهنگي دارالحديث. سازمان چاپ و نشر

رده بندي كنگره : BP141/5 /ذ8 م3 1386

رده بندي ديويي : 297/218

شماره كتابشناسي ملي : 1520656

ص: 1

اشاره

ص: 2

ص: 3

ص: 4

ص: 5

ص: 6

ص: 7

تمهيد

اشاره

تمهيدذكر اللّه هو أفضل رأس مال لتأمين السعادة الفردية والاجتماعية ، المادية والمعنوية ، الدنيوية والأُخروية . وبعبارة مختصرة : إِنَّ ذكر اللّه ، هو ذكر النفس ، والغفلة عنه غفلة عنها . ومن أجل استغلال هذه الثروة العظيمة ، فإنّ من الضروري معرفة قيمتها وأهميتها ، ومعرفة مبادئها ، وآدابها ، وآفاتها وآثارها من منظار القرآن وأحاديث أهل البيت عليهم السلام . وقد بذلت جهود قيّمة كثيرة من أجل تأمين المعرفة الضرورية في هذا المجال ، لكن كما أكدت في مقدمة كتاب «نهج الدعاء» نظرا إلى الحاجة المتزايدة للمتعطشين إلى معارف الإسلام الأصيلة ، خاصة المراكز البحثية والباحثين في العلوم الإسلامية ، فإنّ المجال مفتوح لبذل جهود أكبر وتقديم موسوعات تهتم أكثر بالجانب العملي والتطبيقي . إنّ «نهج الذكر» يُمثل حركة جديدة للوصول إلى هذه الغاية الرفيعة ، حيث وضعناه تحت اختيار المثقفين والمتعطشين إلى المعارف الإسلامية الخالصة بنظام حديث يمكن الاستفادة منه بسهولة ومداخل وتحليلات مكتملة ، ضمن عشرة أقسام . وسنقدّم في هذا الكتاب بشكل مفصّل ، المواضيع المتعلّقة بعشرة عناوين هي من أبرز مصاديق الذكر في القرآن وأحاديث أهل البيت عليهم السلام ، فضلاً عن بيان القضايا

.

ص: 8

منهج إعداد الكتاب وتدوينه

العامة المرتبطة بذكر اللّه . وهذه الأذكار هي : «البسملة» ، «التسبيح» ، «التحميد» ، «التهليل» ، «التكبير» ، «الحوقلة» ، «الاستثناء» ، «الاستعاذة» ، «الاستغفار» و «الصلوات على النبي وأهل بيته صلى الله عليه و آله » .

منهج إعداد الكتاب وتدوينهإنّ منهجنا في البحث والتحقيق والتوثيق في هذه الموسوعة ، يستند إلى العناصر التالية : 1 . إنّ الأحاديث المرويّة عن أهل بيت رسول اللّه _ صلوات اللّه عليهم أجمعين _ من وجهة نظرنا هي في حقيقتها حديث رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، كما قال الإمام عليُّ بن موسى الرضا عليهماالسلام : « إنّا عَنِ اللّهِ وعَن رَسولِهِ نُحَدِّثُ » . (1) وكما قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق عليهماالسلام : « حَديثي حَديثُ أبي ، وحَديثُ أبي حَديثُ جَدّي ، وحَديثُ جَدّي حَديثُ الحُسَينِ ، وحَديثُ الحُسَينِ عليه السلام حَديثُ الحَسَنِ عليه السلام ، وحَديثُ الحَسَنِ حَديثُ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام ، وحَديثُ أميرِ المُؤمِنينَ حَديثُ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وحَديثُ رَسولِ اللّهِ قَولُ اللّهِ عز و جل » . (2) فلذا من هذا المنظار كان اعتمادنا في هذا الكتاب على كلّ الأحاديث الواردة عن النَّبي وأهل بيته عليهم السلامعلى حدّ سواء . 2 . لقد بذلنا ما بوسعنا لجمع الروايات المتعلّقة بكلّ موضوع من مختلف المصادر الروائية الشيعية والسنّية ، ثُمَّ عمدنا إلى تصنيفها من خلال المطالعة

.


1- .رجال الكشّي : ج 2 ص 490 الرقم 401 ، بحار الأنوار : ج 2 ص 250 ح 62 .
2- .الكافي : ج 1 ص 53 ح 14 ، الإرشاد : ج 2 ص 186 ، منية المريد : ص 373 ، بحار الأنوار : ج 2 ص 179 ح 28 . وراجع : أهل البيت في الكتاب والسنّة : ص 188 « حديثهم حديث رسول اللّه » .

ص: 9

المباشرة ، وعبر الاستعانة بجهاز الحاسوب الآلي ، وتوزيعها على بطاقاتها الخاصّة ؛ ليصار بعدئذٍ إلى انتخاب أشملها وأوثقها وأقدمها مصدرا ، أمّا بشأن الأدعية الّتي لا تستند إلى أهل البيت عليهم السلام ، فقد أغضينا الطرف عنها ولم نستفد منها إلّا في موارد محدودة . 3 . حاولنا اجتناب تكرار الروايات ، إلّا في الحالات التالية : أ _ عند وجود نكتة مهمّة كامنة في تفاوت الألفاظ والمصطلحات . ب _ إذا كان هناك اختلاف في الألفاظ بين النصوص الحديثية الشيعية والسنّية . ج _ إذا كان نصّ الرواية متعلقا ببابين ، بشرط ألّا يزيد على سطر واحد . 4 . في حال تعدّد النصوص على النحو الّذي بعضها عن النَّبي صلى الله عليه و آله وبعضها عن الأئمّة عليهم السلام يأخذ حديث النَّبي صلى الله عليه و آله موقعه في المتن ، ثُمَّ نحيل إلى عناوين روايات بقيّة أهل البيت عليهم السلام ونوثّق لها في الهامش ، ما عدا إذا انطوت الرواية على عنصر جديد فحينئذٍ تأخذ موقعها في المتن أيضا . 5 . بعد ذكر آيات الباب وما يرتبط بكلّ موضوع ، نذكر الروايات الواردة عن أهل البيت عليهم السلام على التوالي ، ابتداءً من النَّبي صلى الله عليه و آله وانتهاءً بالإمام المهدي عليه السلام ، إلّا إذا وُجِدَت هناك رواية مفسّرة لآيات الباب ، فهي تقدَّم على سائر الروايات ، أو أن يستلزم التناسب الموضوعي بين النصوص الروائية ترتيبا آخر . 6 . نثبّت في مطلع كلّ رواية اسم النَّبي صلى الله عليه و آله ، أو الإمام الّذي ننقل عنه وحسب ، ما خلا الحالات الّتي ينقل فيها الراوي فعل الإمام ، أو هناك سؤال وجواب ، أو الراوي قد أورد في المتن قولاً لا يدخل ضمن كلام المروي عنه . 7 . بسبب تعدّد ألقاب أهل البيت عليهم السلاموالأسماء الّتي تستعمل في الدلالة عليهم ، بادرنا إلى انتخاب اسم واحد يعبر عن صيغة ثابتة في الدلالة على الإمام ، يجيء في أوّل الرواية .

.

ص: 10

8 . تمَّ تثبيت مصادر الروايات والتوثيق لها في الهوامش ، تبعا لترتيب يقدَّم المصدر الأكثر اعتبارا ، ثُمَّ الّذي يليه بدرجة الاعتبار وهكذا ، ولكن ربّما لم نراعِ هذا الترتيب بعد ذكر المصدر الأوّل لمقتضيات لا تخفى على أهل التحقيق ؛ منها احتراز عدم تكرار ذكر اختلاف المصادر ، ولعدم تكرار الراوي أو المروي عنه أيضا . 9 . عند توفّر المصادر الأوّلية ينقل الحديث منها مباشرةً ، ثُمَّ يضاف إليها في الهامش « بحار الأنوار » في أحاديث الشيعة و « كنز العمّال » في أحاديث أهل السنّة ، بوصفهما مصدرين حديثيين جامعين . 10 . بعد ذكر المصادر قد تأتي أحيانا إحالة على مصادر اُخرى اُشير إليها بكلمة : «راجع » ؛ ممّا يعني في نسق هذه المنهجية وجود اختلاف كبير بين النصّ المنقول ، والنصّ المُحال عليه ، وإن كان للنصّ الأخير صلة بموضوع البحث . 11 . تأتي الإحالات إلى أبواب اُخرى من هذا الكتاب ، تبعا لوجود الارتباط بينها ، بما يتناسب مع اشتراك المحتوى بين رواياتها . 12 . تهدف المداخل المخصَّصة للفصول أو الإيضاحات والاستنتاجات الّتي تعقبها ، إلى إعطاء رؤية شاملة للروايات الّتي تنتظم ذلك الفصل أو الباب ، وقد تنهض أحيانا بتذليل ما قد يكتنف بعض الأحاديث من صعوبات وما يعتورها من غموض . 13 . على أنَّ النقطة الأهمّ في هذه المنهجية ، هي المساعي الّتي بذلناها بقدر ما نستطيع ، لتوفير ضرب من التوثيق الباعث للاطمئنان بصدور أحاديث كلّ فصل عن المعصوم ، ولو من حيث المجموع ، عن طريق دعم مضمون أحاديث كلّ فصل أو باب ، بالقرائن العقلية والنقلية . 14 . تنبيه هامّ : إنّ من الآداب المهمة في نقل الحديث، هي كيفية نسبة الحديث

.

ص: 11

شكر وتقدير

لرسول اللّه صلى الله عليه و آله وأهل البيت عليهم السلام ، فقد روى الشيخ الكليني رحمه اللهعن الإمام عليّ عليه السلام أنّه قال : إذا حَدَّثتُم بِحَديثٍ فَأَسنِدوهُ إلَى الَّذي حَدَّثَكُم ؛ فَإن كانَ حَقّا فَلَكُم وإن كانَ كَذِبا فَعَلَيهِ . (1) على هذا الأساس ، لأجل رعاية الاحتياط ، نوصّي القرّاء الأعزاء الذين يريدون رواية حديثٍ عن هذا الكتاب أو غيره من كتب الحديث، أن لا يُسندوه إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله وأهل البيت عليهم السلام مباشرة، وإنّما يُسندوه لمصدره أوّلاً ثمّ إليهم عليهم السلام ، وبعبارة اُخرى : لا يقولنّ الناقل : «قال النبيّ صلى الله عليه و آله كذا» ، أو : «قال الإمام عليه السلام كذا» ؛ بل يقول : «روي في الكتاب الفلاني عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله كذا» أو : «روي عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله كذا» .

شكر وتقديرأحمد اللّه المنّان الذي وفّقنا لإعداد هذه المجموعة المباركة ، كما أتقدّم بشكري الخالص إلى جميع الزملاء الأعزاء والفضلاء الكرام في مركز بحوث علوم الحديث والذين أسهموا في إعدادها ، كتابةً ، تقييما ، تحقيقا ، تنقيحا ، ونشرا ، وخاصة الفاضلين المحترمين الشيخ رسول الاُفقي الذي صدر هذا الكتاب بجهوده الميمونة ، والشيخ إحسان سرخئي الذي أعاننا في إعداد نصوصها الأوليّة . أسأل اللّه _ تعالى _ أن يمنّ عليهم بفضله وجوده بالأجر الجزيل . رَبَّنا تَقَبَّل مِنّا إنَّكَ أنتَ السَّميعُ العَليم وَاجعَل ألسِنَتَنا بِذِكرِكَ لَهِجَةً وقُلوبَنا بِحُبِّكَ مُتَيَّمَة محمّدي الرَّيشهرى ¨ 8 / 5 / 1385 4 رجب 1427

.


1- .الكافي : ج 1 ص 52 ح 7 ، بحار الأنوار : ج 2 ص 161 ح 15 .

ص: 12

. .

ص: 13

القسم الأوّل : ذكر اللّه ونسيانه

اشاره

القِسمُ الأَوَّل:ُ ذكر اللّه ونسيانهالمدخلالفصل الأوّل : الحثّ على ذكر اللّهالفصل الثّاني : خصائص الذّكرالفصل الثّالث : تفسير الذّكرالفصل الرّابع : أقسام الذّكرالفصل الخامس : أسباب الذّكرالفصل السّادس : آفات الذّكرالفصل السّابع : آداب الذّكرالفصل الثّامن : أهمّ مواطن الذّكرالفصل التّاسع : بركات الذّكرالفصل العاشر : مضارّ النّسيان

.

ص: 14

. .

ص: 15

المدخل

الذكر؛ لغة واصطلاحا

المدخلالذكر؛ لغةً واصطلاحاذكر علماء اللغة معنيين لمادة «ذ ك ر» : أحدهما «الذكر» في مقابل «النسيان» ، والآخر «الذكورة» مقابل «الأُنوثة» . يصرّح ابن فارس في هذا المجال : الذال والكاف والراء أصلان عنهما يتفرّع كلم الباب . المُذكِر : التي ولدت ذكرا . . . . وذكور البقل : ما غلظ منه كالخزامى . . . والأصل الآخر : ذكرت الشيء خلاف نسيته ثم حمل عليه الذّكر باللسان ، ويقولون : اجعله منك على ذُكر _ بضمّ الذّال _ أي لا تنسَهُ . . . (1) . وقال الراغب الأصفهاني في بيان معنى «الذكر» في مقابل النسيان : الذكر : تارة يقال ويراد به هيئة للنفس بها يمكن للإنسان أن يحفظ ما يقتنيه من المعرفة وهو كالحفظ إلّا أنّ الحفظ يقال اعتبارا بإحرازه ، والذكر يقال اعتبارا باستحضاره ، وتارة يقال لحضور الشيء القلب أو القول ، ولذلك قيل الذكر ذكران : ذكر بالقلب وذكر باللسان ، وكل واحد منهما ضربان ، ذكر عن نسيان وذكر

.


1- .معجم مقاييس اللغة : ج 2 ص 358 .

ص: 16

«الذكر» في القرآن والسنّة

لا عن نسيان بل عن إدامة الحفظ . وكل قول يقال له ذكر . (1) إنّ التأمّل في جذور هذه المادة يُظهرُ لنا أنّ الأصل في معناها هو «الذكر» في مقابل «النسيان» وأنّ استعمالها في المعاني الاُخرى لمناسبة هي أنّ لموضع استعمالها خصوصية تستوجب ذكر الإنسان وانتباهه ، فقد قيل للابن «ذَكَرا» و «مذكّرا» لأنّه يستلزم إحياء ذكر أبيه واسمه وبقاءَهما .

«الذكر» في القرآن والسنّةلكلمة «الذكر» في القرآن والسنّة استعمالات كثيرة 2 ، ولكن ما سنبحثه هنا هو «ذكر

.


1- .مفردات ألفاظ القرآن : ص 328 .

ص: 17

اللّه _ تعالى _» في مقابل نسيانه أو الغفلة عنه . واستنادا إلى الآيات والروايات التي سنذكرها في هذا القسم ، فإنّ ذكر اللّه يمثل الهدف من جميع العبادات (1) ، والهدف من كل برامج الإسلام التكاملية ، وأفضل أعمال الإنسان الجارحية والجانحية وأكثرها بنّائية كما روي عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنَّه لَيسَ عَمَلٌ أحَبَّ إلَى اللّهِ تَعالى ولا أنجى لِعَبدٍ مِن كُلِّ سَيِّئَةٍ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ مِن ذِكرِ اللّهِ . (2) وعلى هذا الأساس فإنّ ذكر اللّه هو العبادة الوحيدة التي لم يعين لها حد في أحكام الدين ؛ بل هي مطلوبة في كل زمان وكل مكان وكلّما زادت كان ذلك أفضل للإنسان كما يقول الإمام الصادق عليه السلام : ما مِن شَيءٍ إلّا ولَهُ حَدٌّ يَنتَهي إلَيهِ إلَا الذِّكرَ ؛ فَلَيسَ لَهُ حَدٌّ يَنتَهي إلَيهِ ، فَرَضَ اللّهُ عز و جلالفَرائِضَ فَمَن أدّاهُنَّ فَهُوَ حَدُّهُنَّ ، وشَهرَ رَمضانَ فَمَن صامَهُ فَهُوَ حَدُّهُ ، والحَجَّ فَمَن حَجَّ فَهُوَ حَدُّهُ ، إلَا الذِّكرَ ؛ فَإِنَّ اللّهَ عز و جللَم يَرضَ مِنه بِالقَليلِ ، ولَم يَجعَل لَهُ حَدّا يَنتَهي إلَيهِ. ثُمَّ تَلا هذِهِ الآيَةَ : «يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اذْكُرُواْ اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَ سَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَ أَصِيلاً» . (3)

.


1- .راجع : ج 1 ص 59 (حكمة العبادة) .
2- .راجع : ج 1 ص 62 ح 153 .
3- .الأحزاب : 41 و 42 .

ص: 18

معنى الذكر

فَقالَ : لَم يَجعَلِ اللّهُ عزّوجلّ لَهُ حدّا يَنتهيَ إلَيهِ . قالَ : وكانَ أبي عليه السلام كَثيرَ الذِّكرِ ، لَقَد كُنتُ أمشي مَعَهُ وإنَّهُ لَيَذكُرُ اللّهَ ، وآكُلُ مَعَهُ الطَّعامَ وإنَّهُ لَيَذكُرُ اللّهَ ، ولَقَد كانَ يُحدِّثُ القَومَ وما يَشغَلُهُ ذلِكَ عن ذِكرِ اللّهِ ، وكُنتُ أرى لِسانَهُ لازِقا بِحَنَكِهِ يَقولُ : لا إلهَ إلَا اللّهُ . وكانَ يَجمَعُنا فَيَأمُرُنا بِالذِّكرِ حتّى تَطلُعَ الشَّمسُ . ويَأمُرُ بِالقِراءَةِ مَن كانَ يَقرأُ مِنّا ومَن كانَ لا يَقرَأُ مِنّا أَمرَهُ بِالذِّكرِ . (1)

معنى الذكرإنّ حقيقة الذكر هي توجه القلب إلى خالق العالم والإحساس بأن العالم في محضر اللّه وأن الإنسان في حضوره . وهذا المعنى لا يتحقق إلّا بشرطين هما المعرفة الحقيقية للّه _ تعالى _ والتوجّه إليه . بعبارة أوضح ، فإن الإنسان ما لم يعرف الخالق الحقيقي للعالم فإنه لا يستطيع أن يذكره ، وعلى هذا الأساس فإن الذين يعبدون شيئا غير المعبود الحقيقي ، فإنّهم لا يذكرونه في الحقيقة ، بل يذكرون ظنونهم : «إِنْ هِىَ إِلَا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَ ءَابَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَ_نٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَا الظَّنَّ وَ مَا تَهْوَى الْأَنفُسُ» . (2) فعندما يعرف الإنسان إلهه الحقيقي ، ويرى نفسه في محضره ، فإنّ أوّل آثار ذكر اللّه _ تعالى _ هو طاعته ولذلك ، فكلما زادت معرفة الإنسان وذكره لخالقه ، ازدادت طاعته له . على هذا ، فإنّ أداء الواجبات الإلهيّة وترك المحرّمات ، هما علامة المعرفة

.


1- .راجع : ج 1 ص 32 ح 31 .
2- .النجم : 23 .

ص: 19

أصعب الفرائض

أنواع الذكر

الحقيقية والذكر الحقيقي ، واما الذي يذكر اللّه بلسانه ، ولكن فعله لا ينسجم مع قوله فإنّه يعد غافلاً وناسيا لا ذاكرا ، كما روي عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله : مَن أطاعَ اللّهَ فَقَد ذَكَرَ اللّهَ ، وإن قَلَّت صَلاتُهُ وصِيامُهُ وتِلاوَتُهُ . ومَن عَصَى اللّهَ فَقَد نَسِيَ اللّهَ ، وإن كَثُرَت صَلاتُهُ وصِيامُهُ وتِلاوَتُهُ لِلقُرآنِ . (1) إنَّ هذا التفسير للذكر يوضح لنا أنّ حقيقة الذكر هي التوجه القلبي الصادر عن المعرفة الحقيقية للّه المقترن بالاحساس بالمسؤولية .

أصعب الفرائضإنّ الملاحظة التي تستحقّ التأمّل هيَ أنّ أحاديث أهل البيت عليهم السلام تعتبر الذكر بالمفهوم الذي ذكرناه أصعب فريضة (2) ، فأداؤها ضروري في كل حال بمعنى أنّ المؤمن يجب أن يربي نفسه بشكل بحيث يصبح الذكر ملكة لديه ، أي أن ينفذ ذكر اللّه بشكل في روحه بحيث يمنعه ذكر اللّه من ارتكاب الذنب الذي يعرض له ، وأنواع الذكر هي مقدمة لحصول هذه الحالة المعنوية .

أنواع الذكريمكن تقسيم الذكر باعتبارات مختلفة فينقسم إلى ذكر اللسان وذكر القلب وذكر النفس وذكر الروح وذكر العقل وذكر المعرفة وذكر السرّ ، كلّ ذلك باعتبار آلته وما يتحقّق به . كما ينقسم إلى «الذكر الخالص» _ وهو ما كان القلب موافقا للسان في الذكر _ و «الذكر الصارف» الذي ينفي ذكر الأغيار ولا يرسخ ذكر اللّه في أعماق

.


1- .راجع : ج 1 ص 67 ح 166 .
2- .راجع : ج 1 ص 67 (حقيقة الذكر) .

ص: 20

عوامل الذكر

1. مكافحة موانع ذكر اللّه

القلب . 1 وينقسم أحيانا باعتبار موضع الذكر إلى ذكر اللّه عند أداء الواجبات ، وذكر اللّه عند ترك المحرّمات ، وذكر اللّه عند المصائب ومشاكل الحياة (1) ، وذكر اللّه عند الغضب وذكر اللّه عند الفرح وغير ذلك . وينقسم أحيانا باعتبار اطلاع الآخرين عليه إلى الذكر الجليّ (2) والذكر الخفيّ . (3)

عوامل الذكرإنّ أهم موضوع في هذا القسم هو معرفة أسباب الذكر وعوامل استمراره في الحياة ، وما يمكننا قوله في بيان هذا الموضوع استنادا إلى الكتاب والسنّة هو إنّ أهم عوامل ذكر اللّه واستمراره هي :

1. مكافحة موانع ذكر اللّهإنّ أوّل خطوة لاكتساب الذكر واستمراره هو القضاء على آفات ذكر اللّه ومحاربة موانعه ، واستنادا إلى إرشادات الكتاب والسنّة فإن كل عمل يضعف قدرة

.


1- .راجع : ج 1 ص 73 (الذكر باللسان والذكر عند المصيبة وعند ما حرّم اللّه ) .
2- .راجع : ج 1 ص 77 (الذكر الجليّ) .
3- .راجع : ج 1 ص 75 (الذكر الخفيّ) .

ص: 21

2. تعزيز معرفة اللّه

التعقّل لدى الإنسان ويشُلُّها _ مثل الانكباب على الدنيا وشرب الخمرة والقمار والملاهي غير المشروعة وطول الأمل والبطنة ، كلُّ ذلكَ يؤدي إلى تسلّط الشيطان على قنوات الإدراك لدى الإنسان ويمنعه من ذكر اللّه . (1)

2. تعزيز معرفة اللّهبعد القضاء على آفات ذكر اللّه ، فإنّ كل خطوة تؤدي إلى تعزيز بنية معرفة اللّه لدى الإنسان ، تساعد على استمرار ذكره ، لأنّ اللّه _ تعالى _ هو الكمال والجمال المطلقان ، لذلك فكلما ازدادت معرفة الإنسان به ازدادت محبّته له ، وكلّما ازداد حبّه له زاد ذكره له . مَن أحَبَّ شَيئا لَهِجَ بِذِكرِهِ . (2) فالعاشق لا يمكنه أن ينسى معشوقه ، لذلك فإنّ حلاوة ذكر المحبوب في مذاق أهل المعرفة أحلى من النوم : سَهَرُ العُيونِ بِذِكرِ اللّهِ خُلصانُ العارِفينَ ، وحُلوانُ (3) المُقَرَّبينَ . (4) كما جاء في الحديث القدسي : كَذِبَ مَن زَعَمَ أنَّهُ يُحِبُّني فَإِذا جَنَّهُ اللَّيلُ نامَ عَنّي ؛ ألَيسَ كُلُّ مُحِبٍّ يُحِبُّ خَلوَةَ حَبيبِهِ ؟! (5)

.


1- .راجع : ج 1 ص 85 (آفات الذكر) .
2- .راجع : ج 1 ص 81 ح 214 .
3- .أي لذّة ؛ حلا لي الشيء : لذّ (المصباح المنير : ص 149 «حلا») .
4- .راجع : ج 1 ص 113 ح 327 .
5- .الأمالي للصدوق : ص 438 ح 577 عن المفضّل بن عمر ، بحار الأنوار : ج 13 ص 329 ح 7 وراجع أعلام الدين : ص 263 وإرشاد القلوب : ص 93 وعيون الأخبار لابن قتيبة : ج 2 ص 300 .

ص: 22

3. ذكر الموت

4. الدعاء لإلهام الإنسان الذكر

آداب الذكر

3. ذكر الموتإلى جانب إزالة آفات ذكر اللّه وتعزيز بنية معرفة اللّه ، فإن ذكر الموت وتبعاته من شأنه أن يؤثر في توجه الإنسان أكثر إلى اللّه _ تعالى _ . (1)

4. الدعاء لإلهام الإنسان الذكرإنّ الإلهام من أهم عوامل الذكر ، فإلهام القلب ذكر اللّه ، أكبر نعمة إلهية كما عبر عن ذلك الحديث النبوي : ما مَنَّ اللّهُ تَعالى عَلى عِبادِهِ بِمِثلِ أن يُلهِمَهُم ذِكرَهُ . (2) فقد كان أحد كبار أهل المعرفة يقول : «اسعوا لأن يلهمكم اللّه _ تعالى _ ذكره ، وإلهام الذكر يقترن بجميع لوازمه ، ومنها استمرار الذكر» . ووفقا لتعاليم أهل البيت عليهم السلام فإن الدعاء هو أكثر المساعي تأثيرا للحصول على إلهام الذكر وتذوّق حلاوته ، لذلك فإن أئمة الإسلام يطلبون من اللّه مرارا خلال دعائهم أن يلهمهم ذكره كما ورد ذلك في رواية عن الإمام علي عليه السلام : إلهي ، وألهِمني وَلَها بِذِكرِكَ إلى ذِكرِكَ . (3)

آداب الذكرلذكر اللّه آداب من الضروري الالتزام بها كي يتمتع الإنسان أكثر ببركات الذكر ، وأهم هذه الآداب هي : الطهارة والخشوع والخلوص والتعظيم والنشاط ونسيان الأهواء النفسية والشوق القلبي للقاء اللّه والأهم من كل ذلك تجنّب الذنوب . (4)

.


1- .راجع : ج 1 ص 83 (ذكر القبر) .
2- .راجع : ج 1 ص 82 ح 216 .
3- .راجع : ج 1 ص 82 ح 219 .
4- .ذكرنا النصوص الدالّة على بيان الآداب المذكورة في : ج 1 ص 91 (آداب الذكر) .

ص: 23

أهمّ مواضع الذكر

آثار الذكر وبركاته فرديا واجتماعيا

أهمّ مواضع الذكرإنّ حسن ذكر اللّه لا يقتصر على زمان ومكان وحال معين ، بل إنّ الذكر حسن على كل حال ، مع ذلك فقد ورد تأكيد ذكر اللّه في مواضع وحالات خاصّة فهذا يعني أنّ ذكر اللّه له ضرورة أكبر في هذه الحالات وأنّ آثاره وبركاته أكثر لحياة الإنسان الفردية والإجتماعية ، وهذه المواضع هي : 1 . عند الصباح والمساء 2 . في شهر ذي الحجة حتى اليوم الثالث عشر 3 . في شهر رمضان 4 . يوم الجمعة 5 . عند الحرب 6 . عند الحكم في القضاء والقسمة 7 . عند الصاعقة 8 . حين غفلة الناس 9 . عند الوحدة 10 . عند بدء الكلام 11 . عند الأكل 12 . عند النوم 13 . في جوف الليل 14 . عند النهوض 15 . في المسجد 16 . في مكة 17 . في البيت 18 . في السوق 19 . في السفر 20 . مع كل شخص يذكر اللّه .

آثار الذكر وبركاته فرديا واجتماعياإنّ لذكر اللّه آثارا وبركات غزيرة لحياة الإنسان الفردية والاجتماعية ، المادية والمعنوية ، الدنيوية والأُخروية . وقد استعرضنا في الفصل التاسع من هذا القسم خمسة وثلاثين أثرا بارزا من آثار ذكر اللّه يختص سبعةٌ وعشرون منها ببيان آثار ذكر اللّه على النطاق الفردي (1) ، وثمانية آثار لبركات الذكر الجماعي (2) ، ولأهمّية هذا الموضوع ، سوف نتناول بالبحث والدراسة في نهاية هذا القسم آثار الذكر وبركاته وكذلك مضار النسيان بشكل مستقل . (3)

.


1- .راجع : ج 1 ص 121 _ 145 و ص 152 _ 154 .
2- .راجع : ج 1 ص 145 _ 152 .
3- .راجع : ج 1 ص 164 (تحليل حول بركات ذكر اللّه ومضار نسيانه) .

ص: 24

. .

ص: 25

الفصل الأوّل : الحثّ على ذكر اللّه

1 / 1 الحثّ على كثرة الذّكر

الفَصلُ الأَوَّلُ : الحثّ على ذكر اللّه1 / 1الحَثُّ عَلى كَثرَةِ الذِّكرِالكتاب«يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اذْكُرُواْ اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا* وَ سَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَ أَصِيلاً» . (1)

«وَ اذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً» . (2)

«فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَوةُ فَانتَشِرُواْ فِى الْأَرْضِ وَ ابْتَغُواْ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَ اذْكُرُواْ اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ» . (3)

«قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّى ءَايَةً قَالَ ءَايَتُكَ أَلَا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَ_ثَةَ أَيَّامٍ إِلَا رَمْزًا وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِىِّ وَالْاءِبْكَ_رِ» . (4)

«قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِى صَدْرِى * وَ يَسِّرْ لِى أَمْرِى * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِى * يَفْقَهُواْ قَوْلِى * وَ اجْعَل لِّى وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِى * هَ_رُونَ أَخِى * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِى * وَ أَشْرِكْهُ فِى أَمْرِى * كَىْ نُسَبِّحَك

.


1- .الأحزاب : 41 و 42 .
2- .الإنسان : 25 .
3- .الجمعة : 10 .
4- .آل عمران : 41 .

ص: 26

كَثِيرًا * وَ نَذْكُرَكَ كَثِيرًا» . (1)

«وَ الشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُ نَ * أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِى كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ * وَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ* إِلَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَ عَمِلُواْ الصَّ__لِحَ_تِ وَ ذَكَرُواْ اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُواْ مِن بَعْدِ مَا ظُ_لِمُواْ وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَ_لَمُواْ أَىَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ» . (2)

«إِنَّ الْمُنَ_فِقِينَ يُخَ_دِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَ_دِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلَوةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَا قَلِيلاً» . (3)

الحديثسنن الترمذي عن أبي سعيد الخدري :إنّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله سُئِلَ : أيُّ العِبادِ أفضَلُ دَرَجَةً عِندَ اللّهِ يَومَ القِيامَةِ؟ قالَ : «وَ الذَّ كِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَ الذَّ كِرَ تِ» (4) . (5)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن أكثَرَ ذِكرَ اللّهِ ، فَقَد بَرِئَ مِنَ النِّفاقِ . (6)

عنه صلى الله عليه و آله :مَن لَم يُكثِر ذِكرَ اللّهِ ، فَقَد بَرِئَ مِنَ الإِيمانِ . (7)

عنه صلى الله عليه و آله :ذِكرُ اللّهِ عَلَمُ الإِيمانِ ، وبَراءَةٌ مِنَ النِّفاقِ ، وحِصنٌ مِنَ الشَّيطانِ ، وحِرزٌ مِنَ النّارِ . (8)

.


1- .طه : 24 _ 34 .
2- .الشعراء : 224 _ 227 .
3- .النساء : 142 .
4- .الأحزاب : 35 .
5- .سنن الترمذي : ج 5 ص 458 ح 3376 ، مسند ابن حنبل : ج 4 ص 151 ح 11720 ، مشكاة المصابيح : ج 1 ص 699 ح 2280 ، كنز العمّال : ج 1 ص 415 ح 1759 وفيه صدره .
6- .المعجم الأوسط : ج 7 ص 86 ح 6931 ، المعجم الصغير : ج 2 ص 77 ، الفردوس : ج 3 ص 564 ح 5768 كلّها عن أبي هريرة ، كنز العمّال : ج 1 ص 425 ح 1827 .
7- .الدرّ المنثور : ج 6 ص 620 نقلاً عن الطبراني في المعجم الأوسط عن أبي هريرة .
8- .تنبيه الغافلين : ص 395 ح 598 عن أنس ؛ مستدرك الوسائل : ج 5 ص 285 ح 5868 نقلاً عن القطب الراوندي في لبّ اللباب .

ص: 27

عنه صلى الله عليه و آله :مَن ذَكَرَ اللّهَ كَثيرا كُتِبَت لَهُ بَراءَتانِ : بَراءَةٌ مِنَ النّارِ ، وبَراءَةٌ مِنَ النِّفاقِ . (1)

الإمام عليّ عليه السلام :أربَعٌ لا تَصيرُ إلّا لِلعَجَبِ : طولُ الصَّمتِ إلّا مِن خَيرٍ ، وقِلَّةُ الشَّيءِ ، وَالتَّواضُعُ ، وذِكرُ اللّهِ عز و جلكَثيرا ؛ فَإِنَّهُ مَن ذَكَرَ اللّهَ كَثيرا كَتَبَ اللّهُ لهُ تَعالى بَراءَةً مِنَ النّارِ ، وبَراءَةً مِنَ النِّفاقِ . (2)

عنه عليه السلام :أفيضوا في ذِكرِ اللّهِ جَلَّ ذِكرُهُ ؛ فَإِنَّهُ أحسَنُ الذِّكرِ ، وهُوَ أمانٌ مِنَ النِّفاقِ ، وبَراءَةٌ مِنَ النّارِ ، وتَذكيرٌ لِصاحِبِهِ عِندَ كُلِّ خَيرٍ يَقسِمُهُ اللّهُ جَلَّ وعَزَّ ، ولَهُ دَوِيٌّ تَحتَ العَرشِ . (3)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن عَجَزَ مِنكُم عَنِ اللَّيلِ أن يُكابِدَهُ (4) ، وبَخِلَ بِالمالِ أن يُنفِقَهُ ، وجَبُنَ عَنِ العَدُوِّ أن يُجاهِدَهُ ، فَليُكثِر مِن ذِكرِ اللّهِ . (5)

عنه صلى الله عليه و آله :مَن أكثَرَ ذِكرَ اللّهِ ، أظَلَّهُ اللّهُ في جَنَّتِهِ . (6)

عنه صلى الله عليه و آله :أكثِروا ذِكرَ اللّهِ عز و جل ، حَتّى يَقولَ المُنافِقونَ : إنَّكُم مُراؤونَ . (7)

.


1- .الكافي : ج 2 ص 500 ح 3 عن داوود بن سرحان عن الإمام الصادق عليه السلام .
2- .الجعفريّات : ص 235 عن الإمام الكاظم عن آبائه عليهم السلام .
3- .تحف العقول : ص 149 ، بحار الأنوار : ج 77 ص 290 ح 2 .
4- .مكابدة الأمرِ : معاناة مشقّته ، وكابَدْت الأمر : إذا قاسَيت شدّته (لسان العرب : ج 3 ص 376 «كبد») .
5- .شُعب الإيمان : ج 1 ص 291 ح 508 ، المعجم الكبير : ج 11 ص 70 ح 11121 وليس فيه «وبخل بالمال أن ينفقه» وكلاهما عن ابن عبّاس ، كنز العمّال : ج 1 ص 429 ح 1852 ؛ الأمالي للشجري : ج 1 ص 256 نحوه ، مستدرك الوسائل : ج 5 ص 295 ح 5093 نقلاً عن درر اللآلي وكلاهما عن ابن عبّاس .
6- .الكافي : ج 2 ص 122 ح 4 وص 500 ح 5 كلاهما عن داوود الحمّار ، تنبيه الخواطر : ج 2 ص 191 عن عبد الرحمن بن الحجّاج وكلّها عن الإمام الصادق عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 75 ص 127 ح 26.
7- .الزهد لابن حنبل : ص 134 ، الزهد لابن المبارك : ص 362 ح 1022 وفيه «يظنّ» بدل «يقول» وكلاهما عن أبي الجوزاء ، المعجم الكبير : ج 12 ص 131 ح 12786 ، حلية الأولياء : ج 3 ص 81 كلاهما عن ابن عبّاس نحوه ، كنز العمّال : ج 1 ص 414 ح 1754 وص 439 ح 1898 و 1897 .

ص: 28

عنه صلى الله عليه و آله :أكثِروا ذِكرَ اللّهِ عز و جل عَلى كُلِّ حالٍ ؛ فَلَيسَ عَمَلٌ أحَبَّ إلَى اللّهِ ولا أنجى لِعَبدِهِ مِن ذِكرِ اللّهِ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ . (1)

مسند ابن حنبل عن أبي سعيد الخدري عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :اِستَكثِروا مِنَ الباقِياتِ الصّالِحاتِ . قيلَ : وما هِيَ يا رَسولَ اللّهِ ؟ قالَ : المِلَّةُ . قيل : وما هِيَ يا رَسولَ اللّهِ؟ . . . . قالَ : التَّكبيرُ ، وَالتَّهليلُ ، وَالتَّسبيحُ ، وَالتَّحميدُ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ . (2)

المعجم الكبير عن مربع عن اُمّ أنس _ أنَّها قالَت لِرَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله _ :يا رَسولَ اللّهِ أوصِني! قالَ : اُهجُرِي المَعاصِيَ فَإِنَّها أفضَلُ الهِجرَةِ ، وحافِظي عَلَى الفَرائِضِ فَإِنَّها أفضَلُ الجِهادِ ، وأكثِري مِن ذِكرِ اللّهِ فَإِنَّكِ لا تَأتينَ (3) اللّهَ بِشَيءٍ أحَبَّ إلَيهِ مِن كَثرَةِ ذِكرِهِ . (4)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّهَ يَقبَلُ تَوبَةَ عَبدِهِ ما لَم يُغَرغِر (5) . توبوا إلى رَبِّكُم قَبلَ أن تَموتوا ، وبادِروا بِالأَعمالِ الزّاكِيَةِ قَبلَ أن تُشغَلوا ، وصِلوا الَّذي بَينَكُم وبَينَهُ بِكَثرَةِ ذِكرِكُم إيّاهُ . (6)

.


1- .شُعب الإيمان : ج 1 ص 395 ح 521 عن معاذ بن جبل ، كنز العمّال : ج 1 ص 426 ح 1836 .
2- .مسند ابن حنبل : ج 4 ص 150 ح 11713 ، المستدرك على الصحيحين : ج 1 ص 694 ح 1889 ، مسند أبي يعلى : ج 2 ص 132 ح 1379 ، تفسير الطبري : ج 9 الجزء 15 ص 255 ، تفسير ابن كثير : ج 5 ص 159 ، كنز العمّال : ج 15 ص 951 ح 43654 .
3- .في المصدر : «لا تأتي» ، والصواب ما أثبتناه كما في المصادر الاُخرى .
4- .المعجم الكبير : ج 25 ص 129 ح 313 ، المعجم الأوسط : ج 7 ص 21 ح 6735 وص 51 ح 6822 ، كنز العمّال : ج 2 ص 245 ح 3935 نقلاً عن الترغيب في الذكر .
5- .ما لَم ، يُغَرغِرْ: أي ما لم تبلغ روحُه حُلقومه ، فيكون بمنزلة الشيء الذي يتغرغر به المريض ؛ والغرغرة : أن يُجعل المشروب في الفم ويردّد إلى أصل الحلق ولا يُبلع (النهاية : ج 3 ص 360 «غرغر») .
6- .الدعوات : ص 237 ح 659 ، مستدرك الوسائل : ج 6 ص 10 ح 6294 نقلاً عن القطب الراوندي في لبّ اللباب وليس فيه «إنّ اللّه يقبل توبة عبده ما لم يغرغر» ، بحار الأنوار : ج 6 ص 19 ح 5 وج 81 ص 240 ح 26 .

ص: 29

تهذيب الكمال عن سعيد بن المسيّب :جاءَ رَجُلٌ إلَى النَّبيِّ صلى الله عليه و آله فَقالَ : يا رَسولَ اللّهِ، أخبِرني بِجُلَساءِ اللّهِ يَومَ القِيامَةِ ، قالَ : هُمُ الخائِفونَ ، الخاضِعونَ ، المُتَواضِعونَ ، الذّاكِرونَ اللّهَ كَثيرا . (1)

مسند ابن حنبل عن معاذ عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، قال :إنَّ رَجُلاً سَأَلَهُ فَقالَ : أيُّ المُجاهِدينَ أعظَمُ أجرا ؟ قالَ : أكثَرُهُم للّهِِ تَبارَكَ وتَعالى ذِكرا . قالَ : فَأَيُّ الصائِمينَ أعظَمُ أجرا؟ قالَ : أكثَرُهُم للّهِِ تَبارَكَ وتَعالى ذِكرا . ثُمَّ ذَكَرَ لَنَا الصَّلاةَ ، وَالزَّكاةَ ، وَالحَجَّ ، وَالصَّدَقَةَ ، كُلُّ ذلِكَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : أكَثرُهُم للّهِِ تَبارَكَ وتَعالى ذِكرا . (2)

الإمام الصادق عليه السلام :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : ألا اُخبِرُكُم بِخَيرِ أعمالِكُم لَكُم ، وأرفَعِها في دَرَجاتِكُم ، وأزكاها عِندَ مَليكِكُم ، وخَيرٍ لَكُم مِنَ الدِّينارِ والدِّرهَمِ ، وخَيرٍ لَكُم مِن أن تَلقَوا عَدُوَّكُم فَتَقتُلوهُم ويَقتُلوكُم؟ فَقالوا : بَلى ! فَقالَ : ذِكرُ اللّهِ عز و جل كَثيرا . (3)

عنه عليه السلام :جاءَ رَجُلٌ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، فَقالَ : مَن خَيرُ أهلِ المَسجِدِ ؟ فَقالَ : أكثَرُهُم للّهِِ ذِكرا . (4)

.


1- .تهذيب الكمال : ج 31 ص 173 ، حلية الأولياء : ج 8 ص 143 .
2- .مسند ابن حنبل : ج 5 ص 309 ح 15614 ، المعجم الكبير : ج 20 ص 186 ح 407 ، تفسير ابن كثير : ج 6 ص 416 ، كنز العمّال : ج 1 ص 428 ح 1846 وراجع الزهد لابن المبارك : ص 501 ح 1429 .
3- .الكافي : ج 2 ص 499 ح 1 ، المحاسن : ج 1 ص 109 ح 96 كلاهما عن ابن القدّاح ، بحار الأنوار : ج 93 ص 157 ح 29 .
4- .الكافي : ج 2 ص 499 ح 1 ، عدّة الداعي : ص 234 وليس فيه «للّه » وكلاهما عن ابن القدّاح ، بحار الأنوار : ج 93 ص 161 ح 42 .

ص: 30

الإمام عليّ عليه السلام :اِعلَموا أنَّ الجِهادَ الأَكبَرَ جِهادُ النَّفسِ ، فَاشتَغِلوا بِجِهادِ أنفُسِكُم تَسعَدوا ، وَارفُضُوا القالَ وَالقيلَ تَسلَموا ، وأكثِروا ذِكرَ اللّهِ تَغنَموا . (1)

عنه عليه السلام :قَد أبلَغَ اللّهُ عز و جل إلَيكُم بِالوَعدِ ، وفَصَّلَ لَكُمُ القَولَ ، وعَلَّمَكُمُ السُّنَّةَ ، وشَرَحَ لَكُمُ المَناهِجَ ؛ لِيُزيحَ العِلَّةَ ، وحَثَّ عَلَى الذِّكرِ ، ودَلَّ عَلَى النَّجاةِ ، وإنَّهُ مَنِ انتَصَحَ للّهِِ وَاتَّخَذَ قَولَهُ دَليلاً هَداهُ لِلَّتي هِيَ أقوَمُ ، ووَفَّقَهُ لِلرَّشادِ ، وسَدَّدَهُ ويَسَّرَهُ لِلحُسنى ، فَإِنَّ جارَ اللّهِ آمِنٌ مَحفوظٌ ، وعَدُوَّهُ خائِفٌ مَغرورٌ ، فَاحتَرِسوا مِنَ اللّهِ عز و جلبِكَثرَةِ الذِّكرِ . (2)

عنه عليه السلام _ مِن كِتابِهِ إلى مُحَمَّدِ بنِ أبي بَكرٍ _ :فَإِنَّ أحَبَّ إخواني إليَّ أكثَرُهُم للّهِِ ذِكرا ، وأشَدُّهُم مِنهُ خَوفا . وأنَا أرجو أن تَكونَ مِنهُم إن شاءَ اللّهُ . (3)

عنه عليه السلام :إنَّ أولِياءَ اللّهِ لَأَكثرُ النّاسِ لَهُ ذِكرا ، وأدوَمُهُم لَهُ شُكرا ، وأعظَمُهُم عَلى بَلائِهِ صَبرا . (4)

عنه عليه السلام :إنَّ مِن أحَبِّ عِبادِ اللّهِ إلَيهِ عَبدا أعانَهُ اللّهُ عَلى نَفسِهِ ، فَاستَشعَرَ (5) الحُزنَ ، وتَجَلبَبَ (6) الخَوفَ ، فَزَهَرَ مِصباحُ الهُدى في قَلبِهِ ، وأعَدَّ القِرى لِيَومِهِ النّازِلِ بِهِ ،

.


1- .غرر الحكم : ح 11005 ، عيون الحكم والمواعظ : ص 552 ح 10183 .
2- .الكافي : ج 8 ص 389 ح 586 عن محمّد بن الحسين عن أبيه عن جدّه عن أبيه ، بحار الأنوار : ج 77 ص 368 ح 34 .
3- .تحف العقول : ص 177 ، بحار الأنوار : ج 33 ص 586 ح 733 .
4- .غرر الحكم : ح 3571 ، عيون الحكم والمواعظ : ص 155 ح 3376 .
5- .استَشعَرَ فلانٌ الخوفَ : أضمَرَهُ (تاج العروس : ج 7 ص 36 «شعر»). أي جعل الخوف شعارا له (بحار الأنوار : ج 2 ص 57) .
6- .تَجَلْبَبَتِ المرأةُ : لبست الجلباب ؛ وهو ما يغطّي البدن من ثوب وغيره (المصباح المنير : ص 104 «جلبب») .

ص: 31

فَقَرَّبَ عَلى نَفسِهِ البَعيدَ ، وهَوَّنَ الشَّديدَ ، نَظَرَ فَأَبصَرَ ، وذَكَرَ فَاستَكثَرَ . (1)

عنه عليه السلام _ مِن دُعائِهِ بَعدَ صَلاةِ العِشاءِ _ :اللّهُمَّ اجعَلني مِمَّن يُكثِرُ ذِكرَكَ ، ويُتابِعُ شُكرَكَ ، ويَلزَمُ عِبادَتَكَ . (2)

عنه عليه السلام _ في صِفَةِ المُؤمنِ _ :خاشِعا قَلبُهُ ، ذاكِرا رَبَّهُ . . . مُحكَما أمرُهُ ، كَثيرا ذِكرُهُ . (3)

عنه عليه السلام :المُؤمِنُ . . . وَقورٌ ذَكورٌ . (4)

عنه عليه السلام _ مِمّا كانَ يوصي بِهِ أصحابَهُ _ :اُوصيكُم بِالخَشيَةِ مِنَ اللّهِ فِي السِّرِّ وَالعَلانِيَةِ . . . وَليَكُن نَظَرُكُم عِبَرا ، وصَمتُكُم فِكرا ، وقَولُكُم ذِكرا . (5)

الإمام الباقر عليه السلام _ في ذِكرِ صِفاتِ شيعَةِ أهلِ البَيتِ عليهم السلام _ :ما كانوا يُعرَفونَ . . . إلّا بِالتَّواضُعِ ، وَالتَّخَشُّعِ ، وَالأَمانَةِ ، وكَثرَةِ ذِكرِ اللّهِ . (6)

الإمام الباقر أو الإمام الصادق عليهماالسلام :أكثِروا مِنَ التَّهليلِ وَالتَّكبيرِ ؛ فَإِنَّهُ لَيسَ شَيءٌ أحَب

.


1- .نهج البلاغة : الخطبة 87 ، أعلام الدين : ص 127 وفيه «فأكثر» بدل «فاستكثر» ، بحار الأنوار : ج 2 ص 56 ح 36 .
2- .فلاح السائل : ص 439 ح 302 ، بحار الأنوار : ج 86 ص 113 ح 1 .
3- .الكافي : ج 2 ص 230 ح 1 عن عبد اللّه بن يونس عن الإمام الصادق عليه السلام ، صفات الشيعة : ص 99 ح 35 ، الأمالي للصدوق : ص 668 ح 897 كلاهما عن عبد الرحمن بن كثير الهاشمي عن الإمام الصادق عن أبيه عنه عليهم السلام ، كنز الفوائد : ج 1 ص 91 عن نوف البكالي وليس فيه «محكما أمره» ، التمحيص : ص 72 ح 170 ، بحار الأنوار : ج 67 ص 344 ح 51 .
4- .الكافي : ج 2 ص 227 ح 1 عن عبد اللّه بن يونس عن الإمام الصادق عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 67 ص 365 ح 70 .
5- .تحف العقول : ص 390 عن الإمام الكاظم عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 1 ص 142 ح 30 وج 78 ص 305 ح 1 .
6- .الكافي : ج 2 ص 74 ح 3 ، صفات الشيعة : ص 90 ح 22 ، الأمالي للطوسي : ص 735 ح 1535 ، مستطرفات السرائر : ص 143 ح 10 وفيه «الإنابة» بدل «الأمانة» وكلّها عن جابر ، تحف العقول : ص 295 ، بحار الأنوار : ج 78 ص 175 ح 28 .

ص: 32

إلَى اللّهِ عز و جل مِنَ التَّهليلِ وَالتَّكبيرِ . (1)

الإمام الصادق عليه السلام _ لَمّا قيلَ لَهُ مَن أكرَمُ الخَلقِ عَلَى اللّهِ ؟ _ :أكثَرُهُم ذِكرا للّهِِ ، وأعمَلُهُم بِطاعَتِهِ . (2)

الكافي عن ابن القدّاح عن الإمام الصادق عليه السلام :ما مِن شَيءٍ إلّا ولَهُ حَدٌّ يَنتَهي إلَيهِ إلَا الذِّكرَ ؛ فَلَيسَ لَهُ حَدٌّ يَنتَهي إلَيهِ ، فَرَضَ اللّهُ عز و جل الفَرائِضَ فَمَن أدّاهُنَّ فَهُوَ حَدُّهُنَّ ، وشَهرَ رَمضانَ فَمَن صامَهُ فَهُوَ حَدُّهُ ، والحَجَّ فَمَن حَجَّ فَهُوَ حَدُّهُ ، إلَا الذِّكرَ ؛ فَإِنَّ اللّهَ عز و جل لَم يَرضَ مِنه بِالقَليلِ ، ولَم يَجعَل لَهُ حَدّا يَنتَهي إلَيهِ. ثُمَّ تَلا هذِهِ الآيَةَ : «يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اذْكُرُواْ اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَ سَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَ أَصِيلاً» (3) . فَقالَ : لَم يَجعَلِ اللّهُ عز و جل لَهُ حَدّا يَنتَهي إِلَيهِ . قالَ : وكانَ أبي عليه السلام كَثيرَ الذِّكرِ ، لَقَد كُنتُ أمشي مَعَهُ وإنَّهُ لَيَذكُرُ اللّهَ ، وآكُلُ مَعَهُ الطَّعامَ وإنَّهُ لَيَذكُرُ اللّهَ ، ولَقَد كانَ يُحَدِّثُ القَومَ وما يَشغَلُهُ ذلِكَ عن ذِكرِ اللّهِ ، وكُنتُ أرى لِسانَهُ لازِقا بِحَنَكِهِ يَقولُ : لا إلهَ إلَا اللّهُ . وكانَ يَجمَعُنا فَيَأمُرُنا بِالذِّكرِ حَتّى تَطلُعَ الشَّمسُ . ويَأمُرُ بِالقِراءَةِ مَن كانَ يَقرَأُ مِنّا ومَن كانَ لا يَقرَأُ مِنّا أَمَرَهُ بِالذِّكرِ . (4)

الإمام الصادق عليه السلام :أنصِفِ النّاسَ مِن نَفسِكَ ، وواسِهِم في مالِكَ ، وَارضَ لَهُم بِما تَرضى لِنَفسِكَ ، وَاذكُرِ اللّهَ كَثيرا ، وإيّاكَ وَالكَسَلَ والضَّجَرَ . (5)

.


1- .الكافي : ج 2 ص 506 ح 2 ، عُدّة الداعي : ص 246 ، ثواب الأعمال : ص 18 ح 13 كلّها عن فضيل ، بحار الأنوار : ج 93 ص 202 ح 38 وص 219 ح 3 .
2- .المحاسن : ج 2 ص 432 ح 2499 ، تحف العقول : ص 364 ، مشكاة الأنوار : ص 112 ح 257 ، جامع الأحاديث للقمّي : ص 204 ، بحار الأنوار : ج 93 ص 164 ح 43 .
3- .الأحزاب : 41 و 42 .
4- .الكافي : ج 2 ص 498 ح 1 ، عدّة الداعي : ص 233 ، بحار الأنوار : ج 93 ص 161 ح 42 .
5- .الأمالي للمفيد : ص 182 ح 4 ، الزهد للحسين بن سعيد : ص 19 ح 43 كلاهما عن عجلان أبي صالح ، مشكاة الأنوار : ص 142 ح 341 عن علاء بن صالح وليس فيه «وإيّاك والكسل والضجر» ، بحار الأنوار : ج 78 ص 227 ح 99 .

ص: 33

1 / 2 الحثّ على ذكر اللّه في كلّ حال

عنه عليه السلام :قالَ اللّهُ عز و جل لِموسى عليه السلام : اِجعَل لِسانَكَ مِن وَراءِ قَلبِكَ تَسلَم ، وأكثِر ذِكري بِاللَّيلِ وَالنَّهارِ . (1)

الكافي عن عليّ بن عيسى رفعه :إنَّ موسى عليه السلام ناجاهُ اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى ، فَقالَ لَهُ في مُناجاتِهِ : يا موسى . . . أكثِر ذِكري بِاللَّيلِ وَالنَّهارِ تَغنَم . (2)

إرشاد القلوب :كانَ مِمّا ناجى بِهِ الباري تَعالى داوودَ عليه السلام : . . . يا داوودُ! إذا جَنَّ عَلَيكَ اللَّيلُ فَانظُر إلَى ارتِفاعِ النُّجومِ فِي السَّماءِ ، وسَبِّحني وأكثِر مِن ذِكري ، حَتّى أذكُرَكَ . (3)

راجع : ج 1 ص 69 (من يعدّ كثير الذكر) . ج 1 ص 61 (أفضل الأعمال) .

1 / 2الحَثُّ عَلى ذِكرِ اللّهِ في كُلِّ حالٍالكتاب«إِنَّ فِى خَلْقِ السَّمَ_وَ تِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَ_فِ الَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَايَ_تٍ لِّأُوْلِى الْأَلْبَ_بِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَ_مًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِى خَلْقِ السَّمَ_وَ تِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَ_ذَا بَ_طِلاً سُبْحَ_نَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ» . (4)

.


1- .الكافي : ج 2 ص 498 ح 10 ، بحار الأنوار : ج 13 ص 343 ح 23 .
2- .الكافي : ج 8 ص 42 ح 8 ، تحف العقول : ص 493 ، بحار الأنوار : ج 13 ص 335 ح 13 .
3- .إرشاد القلوب : ص 86 .
4- .آل عمران : 190 و 191 .

ص: 34

«فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَوةَ فَاذْكُرُواْ اللَّهَ قِيَ_مًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُواْ الصَّلَوةَ إِنَّ الصَّلَوةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَ_بًا مَّوْقُوتًا» . (1)

الحديثمعاني الأخبار عن أبي بصير :سَأَلتُ أَبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام عَن قَولِ اللّهِ عز و جل : «اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ» (2) ، قالَ : يُطاعُ فَلا يُعصى ، ويُذكَرُ فَلا يُنسى ، ويُشكَرُ فَلا يُكفَرُ . (3)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :سَأَلَ مُوسى عليه السلام رَبَّهُ . . . قالَ : يا رَبِّ ، أيُّ عِبادِكَ أتقى ؟ قالَ : الَّذي يَذكُرُ ولا يَنسى . (4)

عدّة الداعي عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :أربَعٌ لا يُصيبُهُنَّ إلّا مؤمِنٌ : الصَّمتُ ؛ وهُوَ أوَّلُ العِبادَةِ ، وَالتَّواضُعُ للّهِِ سُبحانَهُ وتَعالى ، وذِكرُ اللّهِ عَلى كُلِّ حالٍ ، وقِلَّةُ الشَّيءِ _ يَعني قِلَّةَ المالِ _ . (5)

تاريخ الطبري عن ابن عبّاس :سَأَلَ موسى عليه السلام رَبَّهُ عز و جل فَقالَ : أي رَبِّ ، أيُّ عِبادِكَ أحَبُّ إلَيكَ ؟ قالَ : الَّذي يَذكُرُني ولا يَنساني . (6)

الإمام عليّ عليه السلام _ في ذِكرِ حَديثِ مِعراجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله _ :قالَ اللّهُ تَعالى : . . . يا أحمدُ ،

.


1- .النساء : 103 .
2- .آل عمران : 102 .
3- .معاني الأخبار : ص 240 ح 1 ، الزهد للحسين بن سعيد : ص 17 ح 37 ، تفسير العيّاشي : ج 1 ص 194 ح 120 ، المحاسن : ج 1 ص 323 ح 648 ، تحف العقول : ص 362 ، بحار الأنوار : ج 70 ص 292 ح 31 .
4- .صحيح ابن حبّان : ج 14 ص 101 ح 6217 عن أبي هريرة ، الدرّ المنثور : ج 3 ص 541 نقلاً عن كتاب العلم عن عبد اللّه بن مسعود ، كنز العمّال : ج 15 ص 899 ح 43549 .
5- .عدّة الداعي : ص 234 ، بحار الأنوار : ج 93 ص 162 ح 42 .
6- .تاريخ الطبري : ج 1 ص 371 ، الدرّ المنثور : ج 5 ص 419 نقلاً عن ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والخطيب وابن عساكر عن ابن عبّاس ؛ بحار الأنوار : ج 13 ص 281 ح 1 نقلاً عن البيضاوي .

ص: 35

إن أحبَبتَ أن تَكونَ أورَعَ النّاسِ فَازهَد فِي الدُّنيا وَارغَب فِي الآخِرَةِ . فَقالَ : إلهي ، كَيفَ أزهَدُ فِي الدُّنيا؟ فَقالَ : خُذ مِنَ الدُّنيا حَفنا مِنَ الطَّعامِ والشَّرابِ وَاللِّباسِ ، ولا تَدَّخِر لِغَدٍ ، ودُم عَلى ذِكري . قالَ اللّهُ عز و جل : . . . يا أحمَدُ ، هَل تَدري أيُّ عَيشٍ أهنَأُ وأيُّ حَياةٍ أبقى ؟ قالَ : اللّهُمَّ لا . قالَ : أمَّا العَيشُ الهَنِيءُ فَهُوَ الَّذي لا يَفتُرُ صاحِبُهُ عَن ذِكري ، ولا يَنسى نِعمَتي ، ولا يَجهَلُ حَقّي ، يَطلُبُ رِضايَ لَيلَهُ ونَهارَهُ . (1)

عنه عليه السلام _ مِن وَصِيَّتِهِ لِابنِهِ الحَسَنِ عليه السلام _ :كُن للّهِِ ذاكِرا عَلى كُلِّ حالٍ . (2)

عنه عليه السلام :عَلَيكَ بِلُزومِ الحَلالِ ، وحُسنِ البِرِّ بِالعِيالِ ، وذِكرِ اللّهِ في كُلِّ حالٍ . (3)

عنه عليه السلام :المُؤمِنُ دائِمُ الذِّكرِ ، كَثيرُ الفِكرِ ، عَلَى النَّعماءِ شاكِرٌ ، وفِي البَلاءِ صابِرٌ . (4)

عنه عليه السلام :بِدَوامِ ذِكرِ اللّهِ تَنجابُ (5) الغَفلَةُ . (6)

عنه عليه السلام :مُداوَمَةُ الذِّكرِ خُلصانُ الأَولِياءِ (7) . (8)

.


1- .إرشاد القلوب : ص 199 و 204 ، بحار الأنوار : ج 77 ص 21 و 28 ح 6 .
2- .الأمالي للمفيد : ص 222 ح 1 ، الأمالي للطوسي : ص 8 ح 8 كلاهما عن الفجيع العقيلي عن الإمام الحسن عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 93 ص 152 ح 7 .
3- .غرر الحكم : ح 6131 ، عيون الحكم والمواعظ : ص 334 ح 5693 .
4- .غرر الحكم : ح 1933 ، عيون الحكم والمواعظ : ص 58 ح 1479 وفيه «دائم الفكر وكثير الذكر» .
5- .انجابَ السَّحابُ عن المدينةِ : أي انجمع وتقبّض بعضه إلى بعض وانكشف عنها (النهاية : ج 1 ص 310 «جوب»).
6- .غرر الحكم : ح 4269 ، عيون الحكم والمواعظ : ص 188 ح 3864.
7- .فلانٌ خِلصي كما تقول خِدني وخُلصاني : أي خالصتي ؛ إذا خَلَصَت مَودَّتُهُما ، وهم خُلصاني ، يستوي فيه الواحد والجماعة (لسان العرب : ج 7 ص 28 «خلص») .
8- .غرر الحكم : ح 9757 .

ص: 36

عنه عليه السلام _ مِن وَصِيَّتِهِ لِكُمَيلِ بنِ زِيادٍ _ :يا كُمَيلُ ، إنَّ ذُنوبَكَ أكثَرُ مِن حَسَناتِكَ ، وغَفلَتَكَ أكثَرُ مِن ذِكرِكَ ، ونِعَمَ اللّهِ عَلَيكَ أكثَرُ مِن عَمَلِكَ . يا كُمَيلُ ، إنَّكَ لا تَخلو مِن نِعَمِ اللّهِ عِندَكَ وعافِيَتِهِ إيّاكَ ، فَلا تَخلُ مِن تَحميدِهِ ، وتَمجيدِهِ ، وتَسبيحِهِ ، وتَقديسِهِ ، وشُكرِهِ ، وذِكرِهِ عَلى كُلِّ حالٍ . (1)

عنه عليه السلام _ مِن دُعائِهِ المَعروفِ بدُعاءِ كُمَيلٍ _ :يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ ، أسأَ لُكَ بِحَقِّكَ وقُدسِكَ ، وأعظَمِ صِفاتِكَ وأسمائِكَ ، أن تَجعَلَ أوقاتي مِنَ اللَّيلِ وَالنَّهارِ بِذِكرِكَ مَعمورَةً ، وبِخِدمَتِكَ مَوصولَةً ، وأعمالي عِندَك مَقبولَةً ، حَتّى تَكونَ أعمالي وأورادي كُلُّها وِردا واحِدا ، وحالي في خِدمَتِكَ سَرمَدا . يا سَيِّدي يا مَن عَلَيهِ مُعَوَّلي ، يا مَن إلَيهِ شَكَوتُ أحوالي ، يا رَبِّ يا رَبِّ ، قَوِّ عَلى خِدمَتِكَ جَوارِحي ، وَاشدُد عَلَى العَزيمَةِ جَوانِحي ، وهَب لِيَ الجِدَّ في خَشيَتِكَ ، وَالدَّوامَ فِي الاِتِّصالِ بِخِدمَتِكَ ، حَتّى أسرَحَ إلَيكَ في مَيادينِ السّابِقينَ ، واُسرِعَ إلَيكَ فِي البارِزينَ ، وأَشتاقَ إلى قُربِكَ فِي المُشتاقينَ ، وأَدنُوَ مِنكَ دُنُوَّ المُخلِصينَ ، وأَخافَكَ مَخافَةَ الموقِنينَ ، وأجتَمِعَ في جِوارِكَ مَعَ المُؤمِنينَ . (2)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :لِيَكُن أحَدُكُم رَطبا مِن ذِكرِ رَبِّهِ ، فَلا تَكُن مِنَ الغافِلينَ . (3)

مسند ابن حنبل عن عبد اللّه بن بسر :أتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله أعرابِيّانِ ، فَقالَ أحَدُهُما : مَن خَيرُ الرِّجالِ يا مُحَمَّدُ؟ قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : مَن طالَ عُمرُهُ، وحَسُنَ عَمَلُهُ . وقالَ الآخَرُ : إنَّ شَرائِعَ الإسلامِ قَد كَثُرَت عَلَينا ، فَبابٌ نَتَمَسَّكُ بِهِ جامِعٌ .

.


1- .تحف العقول : ص 174 ، بشارة المصطفى : ص 28 عن كميل بن زياد ، بحار الأنوار : ج 77 ص 273 ح 1 .
2- .مصباح المتهجّد : ص 849 ، الإقبال : ج 3 ص 336 وفيه «المبادرين» بدل «البارزين» وكلاهما عن كميل .
3- .إرشاد القلوب : ص 95 .

ص: 37

قالَ : لا يَزالُ لِسانُكَ رَطبا مِن ذِكرِ اللّهِ عز و جل . (1)

كنز العمّال عن معاذ :آخِرُ كَلامٍ فارَقتُ عَلَيهِ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله أن قُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ ، أيُّ العَمَلِ خَيرٌ وأقرَبُ إلَى اللّهِ؟ قالَ : أن تُمسِيَ وتُصِبحَ ولِسانُكَ رَطبٌ مِن ذِكرِ اللّهِ عز و جل . (2)

الزهد عن عبد اللّه بن بسر :قالَ رَجُلٌ : يا رَسولَ اللّهِ! أيُّ العَمَلِ أفضَلُ؟ قالَ : لا يَزالُ لِسانُكَ رَطبا مِن ذِكرِ اللّهِ . (3)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَرَرتُ لَيلَةَ اُسرِيَ بي بِرَجُلٍ مَغيبٍ في نورِ العَرشِ ؛ فَقُلتُ : مَن هذا! مَلَكٌ؟ قيلَ : لا ، قُلتُ : نَبِيٌّ؟ قيلَ : لا ، قُلتُ : مَن هُوَ؟ قالَ : هذا رَجُلٌ كانَ فِي الدُّنيا لِسانُهُ رَطبا مِن ذِكرِ اللّهِ ، وقَلبُهُ مُعَلَّقا بِالمَساجِدِ ، ولَم يَستَسِبَّ (4) لِوالِدَيهِ قَطُّ . (5)

صحيح ابن حبّان عن معاذ بن جبل :سَأَلتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله : أيُّ الأَعمالِ أحَبُّ إلَى اللّهِ ؟ قالَ : أن تَموتَ ولِسانُكَ رَطبٌ مِن ذِكرِ اللّهِ . (6)

.


1- .مسند ابن حنبل : ج 6 ص 210 ح 17696 وص 214 ح 17714 ، السنن الكبرى : ج 3 ص 519 ح 6526 ، سنن الترمذي : ج 5 ص 458 ح 3375 ، سنن ابن ماجة : ج 2 ص 1246 ح 3793 ، المستدرك على الصحيحين : ج 1 ص 673 ح 1822 وليس في الثلاثة الأخيرة صدره ، كنز العمّال : ج 1 ص 427 ح 1841 ؛ الأمالي للشجري : ج 1 ص 255 .
2- .كنز العمّال : ج 2 ص 242 ح 3929 وج 1 ص 440 ح 1903 وج 8 ص 319 ح 23099 وفي الأخيرين بزيادة «و إلى رسوله» بعد «إلى اللّه » وكلّها نقلاً عن ابن النجّار .
3- .الزهد لابن المبارك : ص 328 ح 935 ، التاريخ الكبير : ج 1 ص 416 الرقم 1328 وليس فيه صدره .
4- .لم يَسْتَسِبَّ لوالديه : أي لم يعرّضهما للسبّ ويجرّه إليهما ؛ بأن يسبّ أبوَي غيره فيسبّ أبويه مجازاةً له (اُنظر النهاية : ج 2 ص 330 «سبب») .
5- .الأولياء لابن أبي الدنيا : ص 92 ح 95 عن أبي المخارق .
6- .صحيح ابن حبّان : ج 3 ص 100 ح 818 ، المعجم الكبير : ج 20 ص 93 ح 181 وص 106 ح 208 وص 107 ح 212 ، عمل اليوم والليلة لابن السني : ص 6 ح 2 ، كنز العمّال : ج 2 ص 247 ح 3939 نقلاً عن ابن شاهين وابن النجّار .

ص: 38

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ الَّذينَ لا تَزالُ ألسِنَتُهُم رَطبَةً مِن ذِكرِ اللّهِ ، يَدخُلُ أحَدُهُمُ الجَنَّةَ وهَوُ يَضحَكُ . (1)

عنه صلى الله عليه و آله :لا يَنزِل بِأَحَدِكُمُ المَوتُ إلّا وفُوهُ رَطبٌ مِن ذِكرِ اللّهِ ، لا يَخلُوَنَّ قَلبُ أحَدِكُم أبَدا مِن ذِكرِ اللّهِ . (2)

الإمام عليّ عليه السلام _ فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ _ :أفضَلُ الأَعمالِ أن تَموتَ ولِسانُكَ رَطبٌ بِذِكرِ اللّهِ سُبحانَهُ . (3)

عنه عليه السلام :لِسانُ البَرِّ مُستَهتَرٌ (4) بِدَوامِ الذِّكرِ . (5)

عنه عليه السلام _ فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ _ :مُخُّ الإيمانِ التَّقوى وَالوَرَعُ ، وهُما مِن أفعالِ القُلوبِ ، وأَحسَنُ أفعالِ الجَوارِحِ ألّا تَزالَ مالِئا فاكَ بِذِكرِ اللّهِ سُبحانَهُ . (6)

عنه عليه السلام _ فِي الدُّعاءِ _ :اللّهُمَّ وَاجعَلني مِنَ الَّذينَ يُسَبِّحونَ لَكَ آناءَ اللَّيلِ وَالنَّهارِ لا يَفتُرونَ . (7) اللّهُمَّ وَاجعَلني مِنَ الَّذينَ لا يَمَلّونَ ذِكرَكَ، ولا يَسأَمونَ عَن عِبادَتِكَ، ويُسَبِّحون

.


1- .مستدرك الوسائل : ج 5 ص 295 ح 5904 نقلاً عن درر اللآلي عن أبي الدرداء ؛ المصنّف لابن أبي شيبة : ج 7 ص 72 ح 8 وج 8 ص 168 ح 8 وص 236 ح 7 ، الزهد لابن حنبل : ص 169 كلّها عن أبي الدرداء من دون إسنادٍ إليه صلى الله عليه و آله ، كنز العمّال : ج 1 ص 427 ح 1839 وص 440 ح 1904 .
2- .تنبيه الخواطر : ج 2 ص 116 .
3- .شرح نهج البلاغة : ج 20 ص 347 ح 984 وراجع جامع الأخبار : ص 116 ح 208 .
4- .يقال : اُهتر فلان بكذا واستُهتر فهو مُهتر ومستهتَر : أي مولع به لايتحدّث بغيره ، ولا يفعل غيره (النهاية : ج 5 ص 242 «هتر») .
5- .غرر الحكم : ح 7617 ، عيون الحكم والمواعظ : ص 419 ح 7099 .
6- .شرح نهج البلاغة : ج 20 ص 347 ح 988 .
7- .الفَتْرَة : الانكِسار والضعف (لسان العرب : ج 5 ص 43 «فتر»).

ص: 39

1 / 3 الحثّ على ذكر اللّه في كلّ مكان

لَكَ ولَكَ يَسجُدونَ . اللّهُمَّ وَاجعَلني مِنَ الَّذينَ يَذكُرونَكَ قِياما وقُعودا وعَلى جُنوبِهِم . (1)

الزهد عن عبد اللّه بن سلام :إِنَّ مُوسى صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ قالَ لِرَبِّهِ عز و جل : يا رَبِّ! مَا الشُّكرُ الَّذِي يَنبَغي لَكَ ؟ قال : يا مُوسى ! لا يَزالُ لِسانُكَ رَطبا مِن ذِكري . (2)

الإمام الباقر عليه السلام :إِنَّ أَبناءَ الآخِرَةِ . . . لا يَمَلّونَ مِن ذِكرِ اللّهِ . (3)

مصباح الشريعة _ فيما نَسَبَهُ إلَى الإِمامِ الصّادِقِ عليه السلام _ :أَفضَلُ الوَصايا وأَلزَمُها أن لا تَنسى رَبَّكَ، وأَن تَذكُرَهُ دائِما ، ولا تَعصِيَهُ، وتَعبُدَهُ قاعِدا وقائِما ، ولا تَغتَرَّ بِنِعمَتِهِ ، وَاشكُرهُ أبَدا . (4)

1 / 3الحَثُّ عَلى ذِكرِ اللّهِ في كُلِّ مَكانٍرسول اللّه صلى الله عليه و آله :اُذكُرِ اللّهَ حَيثُما كُنتَ . (5)

عنه صلى الله عليه و آله _ في وَصِيَّتِهِ لِمَعاذِ بنِ جَبَلٍ _ :اُوصيكَ بِتَقوَى اللّهِ ، وصِدقِ الحَديثِ ، وَالوَفاءِ بِالعَهدِ . . . وَاذكُر رَبَّكَ عِندَ كُلِّ شَجَرٍ وحَجَرٍ . (6)

.


1- .الدروع الواقية : ص 229 وص 141 عن الإمام الصادق عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 97 ص 169 ح 4 .
2- .الزهد لابن المبارك : ص 330 ح 942 ، شُعب الإيمان : ج 4 ص 104 ح 4428 ، الدرّ المنثور : ج 1 ص 370 نقلاً عن ابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا .
3- .تحف العقول : ص 287 عن جابر الجعفي ، بحار الأنوار : ج 78 ص 165 ح 2 .
4- .مصباح الشريعة : ص 402 ، بحار الأنوار : ج 78 ص 200 ح 27 .
5- .كنز العمّال : ج 1 ص 443 ح 1913 نقلاً عن الترغيب في الذكر عن أبي ذرّ.
6- .تحف العقول : ص 26 ، نزهه الناظر : ص 30 ح 92 ، إرشاد القلوب : ص 73 كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج 77 ص 127 ح 33 وراجع المعجم الكبير : ج 20 ص 159 ح 331 وص 175 ح 374 وشعب الإيمان : ج 1 ص 405 ح 548 والزهد لهنّاد : ج 2 ص 521 ح 1074 وص 531 ح 1092.

ص: 40

1 / 4 ذكر اللّه حسن على كلّ حال

عنه صلى الله عليه و آله _ لِمِخنَفِ بنِ يَزيدٍ _ :يا مِخنَفُ . . . اُذكُرِ اللّهَ عِندَ كُلِّ حَجَرٍ ومَدَرٍ (1) ، يَشهَدُ لَكَ يَومَ القِيامَةِ . (2)

عنه صلى الله عليه و آله :يا أبا بَكرٍ ، إذا رَأَيتَ النّاسَ يُسارِعونَ فِي الدُّنيا فَعَلَيكَ بِالآخِرَةِ ، وَاذكُرِ اللّهَ عِندَ كُلِّ حَجَرٍ ومَدَرٍ يَدعوكَ (3) إذا ذَكَرتَهُ ، ولا تُحَقِّرَنَّ أحَدا مِنَ المُسلِمينَ ؛ فَإِنَّ صَغِيرَ المُسلِمينَ عِندَ اللّهِ كَبيرٌ . (4)

الإمام عليّ عليه السلام :اُذكُرُوا اللّهَ في كُلِّ مَكانٍ فَإِنَّهُ مَعَكُم . (5)

لقمان عليه السلام _ لِابنِهِ وهُوَ يَعِظُهُ _ :يا بُنَيَّ ، أقِلَّ الكَلامَ ، وَاذكُرِ اللّهَ عز و جل في كُلِّ مَكانٍ ؛ فَإِنَّهُ قَد أنذَرَكَ ، وحَذَّرَكَ ، وبَصَّرَكَ ، وعَلَّمَكَ . (6)

1 / 4ذِكرُ اللّهِ حَسَنٌ عَلى كُلِّ حالٍالإمام الباقر عليه السلام :مَكتوبٌ فِي التَّوراةِ الَّتي لَم تُغَيَّر أنَّ موسى عليه السلام سَأَلَ رَبَّهُ فَقالَ : إلهي إنَّهُ يَأتي عَلَيَّ مَجالِسُ اُعِزُّكَ واُجِلُّكَ أن أذكُرَكَ فيها!

.


1- .المَدَر : قِطَع الطين اليابس (القاموس المحيط : ج 2 ص 131 «مدر») .
2- .كنزالعمّال : ج 15 ص 853 ح 43393 نقلاً عن أبي نعيم عن مخنف بن يزيد ، الفردوس : ج 5 ص 403 ح 8558 عن مخيف بن زيد وفيه «مضر» بدل «مدر».
3- .في كنز العمّال : «يذكرك» بدل «يدعوك» .
4- .الفردوس : ج 5 ص 302 ح 8256 عن الإمام عليّ عليه السلام ، كنزالعمّال : ج 15 ص 851 ح 43385 نقلاً عن السلمي وج 16 ص 237 ح 44297 .
5- .الخصال : ص 613 ح 10 عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام ، تحف العقول : ص 103 وليس فيه «فإنّه معكم» ، بحار الأنوار : ج 93 ص 154 ح 16 .
6- .الاختصاص : ص 336 ، بحار الأنوار : ج 13 ص 427 ح 22 نقلاً عن النوادر لجعفر بن الحسين وكلاهما عن الأوزاعي .

ص: 41

1 / 5 فضل الذّاكر

فَقالَ : يا موسى ، إنَّ ذِكري حَسَنٌ عَلى كُلِّ حالٍ . (1)

عنه عليه السلام _ لِمُحَمَّدِ بنِ مُسلِمٍ _ :يا مُحَمَّدَ بنَ مُسلِمٍ ، لا تَدَعَنَّ ذِكرَ اللّهِ عَلى كُلِّ حالٍ ، ولَو سَمِعتَ المُنادِيَ يُنادي بِالأَذانِ وأنتَ عَلَى الخَلاءِ ، فَاذكُرِ اللّهَ عز و جل وقُل كَما يَقولُ المُؤَذِّنُ . (2)

الإمام الصادق عليه السلام :لا بَأسَ بِذِكرِ اللّهِ وأنتَ تَبولُ ؛ فَإِنَّ ذِكرَ اللّهِ عز و جل حَسَنٌ عَلى كُلِّ حالٍ ، فَلا تَسأَم مِن ذِكرِ اللّهِ . (3)

تهذيب الأحكام عن زرارة ومحمّد بن مسلم عن الإمام الباقر عليه السلام ، قال :قُلتُ : الحائِضُ وَالجُنُبُ يَقرَآنِ شَيئا؟ قالَ : نَعَم ، ما شاءا إلَا السَّجدَةَ ، ويَذكُرانِ اللّهَ تَعالى عَلى كُلِّ حالٍ . (4)

راجع : ج 1 ص 33 (الحث على ذكر اللّه في كلّ حال) .

1 / 5فَضلُ الذّاكِرِالكتاب«إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَ الْمُسْلِمَ_تِ وَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَ_تِ وَ الْقَ_نِتِينَ وَ الْقَ_نِتَ_تِ وَ الصَّ_دِقِين

.


1- .الكافي : ج 2 ص 497 ح 8 ، عدّة الداعي : ص 239 كلاهما عن أبي حمزة ، تهذيب الأحكام : ج 1 ص 27 ح 68 ، عوالي اللآلي : ج 2 ص 190 ح 78 كلاهما عن سليمان بن خالد عن الإمام الصادق عليه السلام ، الدعوات : ص 18 ح 6 والثلاثة الأخيرة نحوه ، بحار الأنوار : ج 93 ص 160 ح 41 .
2- .كتاب من لا يحضره الفقيه : ج 1 ص 288 ح 892 ، علل الشرايع : ص 284 ح 2 عن محمّد بن مسلم وليس فيه «المؤذّن» ، بحار الأنوار : ج 84 ص 176 ح 6.
3- .الكافي : ج 2 ص 497 ح 6 ، عدّة الداعي : ص 239 كلاهما عن الحلبي ، بحار الأنوار : ج 80 ص 190 ح 47.
4- .تهذيب الأحكام : ج 1 ص 27 ح 67 ، الاستبصار : ج 1 ص 115 ح 384 ، علل الشرايع : ص 288 ح 1 ، بحار الأنوار : ج 81 ص 44 ح 9.

ص: 42

وَ الصَّ_دِقَ_تِ وَ الصَّ_بِرِينَ وَالصَّ_بِرَ تِ وَ الْخَ_شِعِينَ وَ الْخَ_شِعَ_تِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَ الْمُتَصَدِّقَ_تِ وَ الصَّ_ئمِينَ وَالصَّ_ئمَ_تِ وَ الْحَ_فِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَ الْحَ_فِظَ_تِ وَ الذَّ كِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَ الذَّ كِرَ تِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَ أَجْرًا عَظِيمًا» . (1)

«الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ» . (2)

الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله _ لِأَبي رَزينٍ _ :يا أبا رَزينٍ ، إذا خَلَوتَ فَحَرِّك لِسانَكَ بِذِكرِ اللّهِ عز و جل ، فَإِنَّكَ لا تَزالُ في صَلاةٍ ما ذَكَرتَ رَبَّكَ ؛ إن كُنتَ في عَلانِيَةٍ فَكَصَلاةِ العَلانِيَةِ ، وإن كُنتَ خالِيا فَكَصَلاةِ الخَلوَةِ . (3)

عنه صلى الله عليه و آله :لا تَزالُ مُصَلِّيا قانِتا ما ذَكَرتَ اللّهَ قائِما وقاعِدا ، أو في سوقِكَ ، أو في ناديكَ (4) ، أو حَيثُ كُنتَ . (5)

الإمام الباقر عليه السلام :لا يَزالُ المُؤمِنُ في صَلاةٍ ما كانَ في ذِكرِ اللّهِ عز و جل ؛ قائِما كانَ أو جالِسا أو مُضطَجِعا ، إنَّ اللّهَ تَعالى يَقولُ : «الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَ_مًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِى خَلْقِ السَّمَ_وَ تِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَ_ذَا بَ_طِلاً سُبْحَ_نَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ» (6) . (7)

.


1- .الأحزاب : 35 .
2- .المعارج : 23 .
3- .اُسد الغابة : ج 6 ص 106 ، حلية الأولياء : ج 1 ص 366 كلاهما عن عبد الرحمن بن عوف .
4- .النادي : المنتدى ؛ وهو مجلس القوم ما داموا مجتمعين فيه (المعجم الوسيط : ج 2 ص 912 «ندا») .
5- .شُعب الإيمان : ج 1 ص 412 ح 569 عن يحيى بن أبي كثير ، كنز العمّال : ج 1 ص 446 ح 1927 .
6- .آل عمران : 191 .
7- .الأمالي للمفيد : ص 310 ح 1 ، الأمالي للطوسي : ص 79 ح 116 ، تفسير العيّاشي : ج 1 ص 211 ح 172 وص 214 ح 185 كلّها عن أبي حمزة الثمالي ، بحار الأنوار : ج 93 ص 159 ح 34 .

ص: 43

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :قالَ اللّهُ عز و جل : عَبدي ، أنَا عِندَ ظَنِّكَ بي ، وأنَا مَعَكَ إذا ذَكَرتَني . (1)

عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّهَ عز و جل يَقولُ : أنَا مَعَ عَبدي إذا هُوَ ذَكَرَني وتَحَرَّكَت بي شَفَتاهُ . (2)

عنه صلى الله عليه و آله :مَكتوبٌ فِي التَّوراةِ الَّتي لَم تُغَيَّر أنَّ موسى عليه السلام سَأَلَ رَبَّهُ فَقالَ : يا رَبِّ ، أقَريبٌ أنتَ مِنّي فَاُناجِيَكَ ، أم بَعيدٌ فَاُنادِيَكَ ؟ فَأَوحى إلَيهِ : يا موسى ، أنَا جَليسُ مَن ذَكَرَني . فَقالَ موسى : فَمَن في سِترِكَ يَومَ لا سِترَ إلّا سِترُكَ؟ فَقالَ : الَّذينَ يَذكُروني فَأَذكُرُهُم ، ويَتَحابّونَ فِيَّ فَاُحِبُّهُم ، فَاُولئِكَ الَّذينَ إذا أرَدتُ أن اُصيبَ أهلَ الأَرضِ بِسوءٍ ذَكَرتُهُم فَدَفَعتُ عَنهُم بِهِم . (3)

عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ موسَى بنَ عِمرانَ عليه السلام لَمّا ناجى رَبَّهُ قالَ : يا رَبِّ أبَعيدٌ أنتَ مِنّي فَاُنادِيَكَ ، أم قَريبٌ فاُناجِيَكَ ؟ فَأَوحَى اللّهُ جَلَّ جَلالُهُ إلَيهِ : أنَا جَليسُ مَن ذَكَرَني . فَقالَ موسى عليه السلام : يا رَبِّ إنّي أكونُ في حالٍ اُجِلُّكَ أن أذكُرَكَ فيها ! فَقالَ : يا موسى ، اُذكُرني عَلى كُلِّ حالٍ . (4)

.


1- .المستدرك على الصحيحين : ج 1 ص 674 ح 1828 عن أنس ، تاريخ بغداد : ج 2 ص 43 وج 7 ص 109 كلاهما عن أبي هريرة ، كنز العمّال : ج 3 ص 135 ح 5847 وص 137 ح 5859 .
2- .سنن ابن ماجة : ج 2 ص 1246 ح 3792 ، مسند ابن حنبل : ج 3 ص 647 ح 10968 ، تاريخ دمشق : ج 70 ص 52 كلّها عن أبي هريرة وص 53 وفيهما «ما ذكرني» بدل «إذا هو ذكرني» ، المستدرك على الصحيحين : ج 1 ص 673 ح 1824 كلاهما عن أبي الدرداء ، كنز العمّال : ج 1 ص 433 ح 1869 .
3- .عدّة الداعي : ص 235 ، الكافي : ج 2 ص 496 ح 4 عن أبي حمزة الثمالي عن الإمام الباقر عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 13 ص 342 ح 20 .
4- .التوحيد : ص 182 ح 17 ، عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج 1 ص 127 ح 22 كلاهما عن داوود بن سليمان الفرّاء عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام ، علل الشرايع : ص 284 ح 1 عن أبي بصير عن الإمام الصادق عليه السلام ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج 1 ص 28 ح 58 من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج 84 ص 175 ح 6 ؛ حلية الأولياء : ج 6 ص 42 عن كعب وزاد فيه «قال : وماهي؟ قال : الجنابة والغائط» قبل «فقال : يا موسى اذكرني» .

ص: 44

عنه صلى الله عليه و آله :قالَ موسى عليه السلام : يا رَبِّ ، أقَريبٌ أنتَ [ فَ_ ] اُناجِيَكَ ، أم بَعيدٌ [ فَ_ ] (1) اُنادِيَكَ؟ فَإِنّي اُحِسُّ حِسَّ صَوتِكَ ولا أراكَ! فَأَينَ أنتَ؟ فَقالَ اللّهُ : خَلفَكَ ، وأَمامَكَ ، وعَن يَمينِكِ ، وعَن شِمالِكَ . يا موسى ! إنّي جَليسُ عَبدي حينَ يَذكُرُني ، وأَنَا مَعَهُ إذا دَعاني . (2)

عنه صلى الله عليه و آله :قالَ اللّهُ تَعالى : يَابنَ آدَمَ ، إنَّكَ إذا ما ذَكَرتَني شَكَرتَني ، وإذا نَسيتَني كَفَرتَني . (3)

عنه صلى الله عليه و آله :مَن ذَكَرَهُ فَقَد شَكَرَهُ ، ومَن كَتَمَهُ فَقَد كَفَرَهُ . (4)

عنه صلى الله عليه و آله :ما مِن عَبدٍ يَقومُ بِفَلاةٍ مِنَ الأَرضِ يُريدُ الصَّلاةَ ، إلّا تَزَخرَفَت لَهُ الأَرضُ . (5)

عنه صلى الله عليه و آله :ما مِن صَباحٍ ولا رَواحٍ (6) إلّا وبِقاعُ الأَرضِ يُنادي بَعضُها بَعضا : يا جارَةُ ، هَل مَرَّ بِكِ اليَومَ ذاكِرٌ للّهِِ تَعالى ، أو عَبدٌ وَضَعَ جَبهَتَهُ عَلَيكِ ساجِدا للّهِِ؟ فَمِن قائِلَةٍ : لا ، ومِن قائِلَةٍ : نَعَم .

.


1- .ما بين المعقوفين أثبتناه في هذا المورد وفي سابقه من كنز العمّال .
2- .الفردوس : ج 3 ص 192 ح 4533 عن ثوبان مولى رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، كنز العمّال : ج 1 ص 433 ح 1871 .
3- .حلية الأولياء : ج 4 ص 338 ، المعجم الأوسط : ج 7 ص 200 ح 7265 وفيه «إذا ذكرتني» ، تاريخ بغداد : ج 12 ص 11 ، الفردوس : ج 3 ص 181 ح 4491 وفيهما «وما نسيتني» وكلّها عن أبي هريرة ، كنز العمّال : ج 1 ص 444 ح 1915 وج 3 ص 256 ح 6427 .
4- .مستدرك الوسائل : ج 5 ص 296 ح 5905 نقلاً عن تفسير أبي الفتوح الرازي .
5- .مسند أبي يعلى : ج 4 ص 148 ح 4096 ، تنبيه الغافلين : ص 537 ح 868 كلاهما عن أنس ، كنز العمّال : ج 1 ص 423 ح 1817 نقلاً عن أبي الشيخ في كتاب العظمة.
6- .الرَّواحُ : نقيضُ الصباح ، وهو اسمٌ للوقت من زوال الشمس إلى الليل (الصحاح : ج 1 ص 368 «روح»).

ص: 45

فَإِذا قالَت : نَعَم ، اِهتَزَّت وَانشَرَحَت ، وتَرى أنَّ لَها فَضلاً عَلى جارَتِها . (1)

عنه صلى الله عليه و آله :عَلامَةُ حُبِّ اللّهِ حُبُّ ذِكرِ اللّهِ ، وعَلامَةُ بُغضِ اللّهِ بُغضُ ذِكرِ اللّهِ . (2)

الإمام عليّ عليه السلام :ذاكِرُ اللّهِ _ سُبحانَهُ _ مُجالِسُهُ . (3)

عنه عليه السلام :ذِكرُ اللّهِ قُوتُ النُّفوسِ ، ومُجالَسَةُ المَحبوبِ . (4)

عدّة الداعي عنهم عليهم السلام :إنَّ فِي الجَنَّةِ قِيعانا (5) ، فَإِذا أخَذَ الذّاكرُ فِي الذِّكرِ أخَذَتِ المَلائِكَهُ في غَرسِ الأَشجارِ ، فَرُبَّما وَقَفَ بَعضُ المَلائِكَةِ ، فَيُقالُ لَهُ : لِمَ وَقَفتَ؟ فيقول : إنَّ صاحِبي قَد فَتَرَ _ يَعني عَنِ الذِّكرِ _ . (6)

إحياء علوم الدين :في أخبارِ داوودَ عليه السلام : إنَّ اللّهَ تَعالى قالَ : يا داوودُ ، أبلِغ أهلَ أرضي أنّي حَبيبٌ لِمَن أحَبَّني ، وجَليسٌ لِمَن جالَسَني ، ومُؤنِسٌ لِمَن أنِسَ بِذِكري ، وصاحِبٌ لِمَن صاحَبَني ، ومُختارٌ لِمَنِ اختارَني ، ومُطيعٌ لِمَن أطاعَني . (7)

شُعب الإيمان عن أبي سعيد الخدري :قيلَ : يا رَسولَ اللّهِ، أيُّ النّاسِ أعظَمُ دَرَجَةً ؟ قالَ :

.


1- .مكارم الأخلاق : ج 2 ص 373 ح 2661 ، أعلام الدين : ص 197 كلاهما عن أبي ذرّ ، بحار الأنوار : ج 77 ص 84 ح 3.
2- .شُعب الإيمان : ج 1 ص 367 ح 410 ، معجم السفر : ص 193 ح 617 كلاهما عن أنس ، كنزالعمّال : ج 1 ص 417 ح 1776 ؛ جامع الأخبار : ص 352 ح 979 ، بحار الأنوار : ج 69 ص 252 ح 32 .
3- .غرر الحكم : ح 5159 ، عيون الحكم والمواعظ : ص 256 ح 4740 .
4- .غرر الحكم : ح 5166 وح 322 ، عيون الحكم والمواعظ : ص 62 ح 1600 وفيهما «الذكر مجالسة المحبوب» .
5- .القاعُ : أرض واسعة سهلة مطمئنّة مستوية حُرّة ، لاحُزونة فيها ولا ارتفاع ولا انهباط ، والجمع : أقواع وأقوُع وقيعان (لسان العرب : ج 8 ص 304 «قوع»).
6- .. عدّة الداعي : ص 239 ، بحار الأنوار : ج 93 ص 163 ح 42.
7- .إحياء علوم الدين : ج 4 ص 469 ، مسكّن الفؤاد : ص 27 ، بحار الأنوار : ج 70 ص 26 ح 28 .

ص: 46

الذّاكِرينَ اللّهَ . (1)

الإمام عليّ عليه السلام :ذاكِرُ اللّهِ مِنَ الفائِزينَ . (2)

عنه عليه السلام :أهلُ الذِّكرِ ، أهلُ اللّهِ وخاصَّتُهُ . (3)

إرشاد القلوب :قالَ سُبحانَهُ في بَعضِ كُتُبِهِ : أهلُ ذِكري في ضِيافَتي . (4)

الإمام عليّ عليه السلام _ في ذِكرِ حَديثِ مِعراجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله _ :قالَ اللّهُ تَعالى : . . . يا مُحَمَّدُ ! وَجَبَت مَحَبَّتي لِلمُتَحابّينَ فِيَّ ، ووَجَبَت مَحَبَّتي لِلمُتَعاطِفينَ فِيَّ ، ووَجَبَت مَحَبَّتي لِلمُتَواصِلينَ فِيَّ ، ووَجَبَت مَحَبَّتي لِلمُتَوَكِّلينَ عَلَيَّ . . . نَعيمُهُم فِي الدُّنيا ذِكري ومَحَبَّتي ورِضائي عَنهُم . (5)

مسند ابن حنبل عن أبي سعيد الخدري عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :يَقولُ الرَّبُّ عز و جل : سَيَعلَمُ أهلُ الجَمعِ اليَومَ مَن أهلُ الكَرَمِ . فَقيلَ : ومَن أهلُ الكَرَمِ يا رَسولَ اللّهِ ؟ قالَ : أهلُ الذِّكرِفِي المَساجِدِ . (6)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :خِيارُ اُمَّتي فيما أنبَأَنِيَ المَلَأُ الأَعلى : قَومٌ يَضحَكونَ جَهرا في سَعَةِ رَحمَةِ رَبِّهِم عز و جل ، ويَبكونَ سِرّا مِن خَوفِ شِدَّةِ عَذابِ رَبِّهِم عز و جل ، يَذكُرونَ رَبَّهُم بِالغَداةِ وَالعَشِيِّ فِي البُيوتِ الطَّيِّبَةِ المَساجِدِ ، ويَدعونَهُ بِأَلسِنَتِهِم رَغَبا ورَهَبا . (7)

.


1- .شُعب الإيمان : ج 1 ص 419 ح 589 ، كنز العمّال : ج 1 ص 426 ح 1835 وص 415 ح 1759 نحوه .
2- .غرر الحكم : ح 5164 ، عيون الحكم والمواعظ : ص 256 ح 4742 .
3- .غرر الحكم : ح 1467 .
4- .إرشاد القلوب : ص 82 ، أعلام الدين : ص 279 ، عدّة الداعي : ص 238 وفيهما «نعمتي» بدل «ضيافتي» ، بحار الأنوار : ج 77 ص 42 ح 10 .
5- .إرشاد القلوب : ص 199 ، بحار الأنوار : ج 77 ص 22 ح 6 .
6- .مسند ابن حنبل : ج 4 ص 151 ح 11722 ، مسند أبي يعلى : ج 2 ص 138 ح 1399 ، صحيح ابن حبّان : ج 3 ص 98 ح 816 وفيه «أهل مجالس الذِكر في المساجد».
7- .المستدرك على الصحيحين : ج 3 ص 19 ح 4294 ، شُعب الإيمان : ج 1 ص 478 ح 765 كلاهما عن عياض بن سليمان ، كنز العمّال : ج 1 ص 162 ح 815 وج 2 ص 27 ح 3000 .

ص: 47

الإمام عليّ عليه السلام _ في وَصفِ المُتَّقينَ _ :فَمِن عَلامَةِ أحَدِهِم أنَّك تَرى لَهُ قُوَّةً في دينٍ . . . يَعمَلُ الأَعمالَ الصّالِحَةَ وهُوَ عَلى وَجَلٍ ، يُمسي وهَمُّهُ الشُّكرُ ، ويُصبِحُ وهَمُّهُ الذِّكرُ . . . . إن كانَ فِي الغافِلينَ كُتِبَ فِي الذّاكرينَ ، وإن كانَ فِي الذّاكِرينَ لَم يُكتَب مِنَ الغافِلينَ . (1)

عنه عليه السلام _ في وَصفِ شيعَتِهِ _ :صُفرُ الوُجوهِ مِنَ التَّهَجُّدِ ، عُمشُ (2) العُيونِ مِنَ البُكاءِ ، ذُبُلُ الشِّفاهِ مِنَ الذِّكرِ . (3)

عنه عليه السلام :المُؤمِنُ . . . حَيٌّ قَلبُهُ ، ذاكِرٌ لِسانُهُ . (4)

عنه عليه السلام _ في وَصفِ مَن هُوَ مِن شيعَتِهِ _ :يُصبِحُ وشُغلُهُ الذِّكرُ ، ويُمسي وهَمُّهُ الشُّكرُ . . . خاشِعا قَلبُهُ ، ذاكِرا رَبَّهُ . . . بَيِّنا صَبرُهُ ، كَثيرا ذِكرُهُ . (5)

عنه عليه السلام :طوبى لِنَفسٍ أدَّت إلى رَبِّها فَرضَها ، وعَرَكَت بِجَنبِها بُؤسَها (6) ، وهَجَرَت فِي اللَّيلِ غُمضَها (7) . . . في مَعشَرٍ أسهَرَ عُيونَهُم خَوفُ مَعادِهِم ، وتَجافَت عَن مَضاجِعِهِم

.


1- .نهج البلاغة : الخطبة 193 ، التمحيص : ص 72 ح 170 ، تحف العقول : ص 161 وليس فيه «وإن كان في الذاكرين ...» ، روضة الواعظين : ص 481 ، بحار الأنوار : ج 67 ص 316 ح 50 ؛ مطالب السؤول : ص 53 وليس فيه «يعمل الأعمال الصالحة وهو على وجلٍ» .
2- .العَمَش : ضعف البصر ، مع سيلان الدمع في أكثر الأوقات (القاموس المحيط : ج 2 ص 280 «عمش») .
3- .الأمالي للطوسي : ص 576 ح 1189 عن نوف بن عبد اللّه البكالي ، مشكاة الأنوار : ص 127 ح 293 عن الإمام الصادق عليه السلام وفيه «إنّ شيعة عليّ خمص البطون ، ذبل الشفاه من الذِكر» ، بحار الأنوار : ج 68 ص 177 ح 34 .
4- .مطالب السؤول : ص 53 ؛ بحار الأنوار : ج 78 ص 26 ح 92 .
5- .مطالب السؤول : ص 54 عن نوف البكالي ؛ التمحيص : ص 72 ح 170 ، بحار الأنوار : ج 78 ص 29 ح 96 .
6- .«وعَرَكَتْ بجنبِها بؤسَها» : أي صبرت على بؤسِها والمشقّة التي تنالها. يقال : قد عَرَك فلانٌ بجنبِه الأذى : أي أغضى عنه وصبر عليه (شرح نهج البلاغة : ج 16 ص 295) .
7- .الغُمْض : النوم (لسان العرب : ج 7 ص 199 «غمض»).

ص: 48

جُنوبُهُم ، وهَمهَمَت بِذِكرِ رَبِّهِم شِفاهُهُم ، وتَقَشَّعَت (1) بِطُولِ استِغفارِهِم ذُنوبُهُم ، «أُوْلَ_ئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» (2) . (3)

الإمام الباقر عليه السلام :إنَّ أبناءَ الآخِرَةِ هُمُ المُؤمِنونَ ، العامِلونَ ، الزّاهِدونَ ، أهلُ العِلمِ وَالفِقهِ ، وأهلُ فِكرَةٍ وَاعتِبارٍ وَاختِبارٍ ، لا يَمَلّون مِن ذِكرِ اللّهِ . (4)

عنه عليه السلام :الآخِرَةُ دارُ قَرارٍ ، وَالدُّنيا دارُ فَناءٍ وزَوالٍ ، ولكِنَّ أهلَ الدُّنيا أهلُ غَفلَةٍ ، وكَأَنَّ المُؤمِنينَ هُمُ الفُقَهاءُ ؛ أهلُ فِكرَةٍ وعِبرَةٍ ، لَم يُصِمَّهُم عَن ذِكرِ اللّهِ جَلَّ اسمُهُ ما سَمِعوا بِآذانِهِم ، ولَم يُعمِهِم عَن ذِكرِ اللّهِ ما رَأَوا مِنَ الزِّينَةِ بِأَعيُنِهِم ، فَفازوا بِثَوابِ الآخِرَةِ ، كَما فازوا بِذلِكَ العِلمِ . (5)

الإمام عليّ عليه السلام :اِتَّقوا اللّهَ _ عِبادَ اللّهِ _ تَقِيَّةَ ذي لُبٍّ شَغَلَ التَّفَكُّرُ قَلبَهُ ، وأَنصَبَ (6) الخَوفُ بَدَنَهُ ، وأسهَرَ التَّهَجُّدُ غِرارَ نَومِهِ (7) ، وأظمَأَ الرَّجاءُ هَواجِرَ (8) يَومِهِ ، وظَلَفَ الزُّهدُ شَهَواتِهِ (9) ، وأوجَفَ الذِّكرُ بِلِسانِهِ (10) . (11)

.


1- .انقشع السحاب : إذا انكشف . وتقشَّع مثله (المصباح المنير : ص 503 «انقشع») . أي تفرّقت عنهم ذنوبهم وزالت وانكشفت كما يتقشّع السحاب.
2- .المجادلة : 22 .
3- .نهج البلاغة : الكتاب 45 ، بحار الأنوار : ج 33 ص 476 ح 686 .
4- .تحف العقول : ص 287 ، بحار الأنوار : ج 78 ص 165 ح 2 .
5- .الكافي : ج 2 ص 133 ح 16 عن جابر ، بحار الأنوار : ج 73 ص 36 ح 17 ؛ البداية والنهاية : ج 9 ص 310 عن جابر نحوه .
6- .النَّصَب : التّعب (النهاية : ج 5 ص 62 «نصب»).
7- .غِرارُ النَّوم : قِلّتُه (النهاية : ج 3 ص 356 «غرر») .
8- .هواجر : جمع هاجرة ؛ وهي اشتداد الحرّ نصف النهار (النهاية : ج 5 ص 246 «هجر»).
9- .ظَلَف الزّهدُ شهواتِه : أي كفّها ومنعها (النهاية : ج 3 ص 159 «ظلف») .
10- .أوجفَ الذِّكرَ بِلسانه : أي حرّكه مسرعا (النهاية : ج 5 ص 157 «وجف») .
11- .نهج البلاغة : الخطبة 83 ، غرر الحكم : ح 6600 نحوه ، بحار الأنوار : ج 77 ص 426 ح 44 .

ص: 49

الإمام زين العابدين عليه السلام :قالَ موسَى بنُ عِمرانَ عليه السلام : يا رَبِّ ، مَن أهلُكَ الَّذينَ تُظِلُّهُم في ظِلِّ عَرشِكَ يَومَ لا ظِلَّ إلّا ظِلُّكَ ؟ قالَ : فَأَوحَى اللّهُ إلَيهِ : الطّاهِرَةُ قُلوبُهُم ، وَالتَّرِبَةُ (1) أيديهِم ، الَّذينَ يَذكُرونَ جَلالي إذا ذَكَروا رَبَّهُم . (2)

الإمام عليّ عليه السلام :طوبى لِمَن صَمَتَ إلّا مِن ذِكرِ اللّهِ . (3)

الإمام الصادق عليه السلام _ مِن دُعاءٍ عَلَّمَهُ أبا بَصيرٍ _ :اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ قَولَ التَّوّابينَ وعَمَلَهُم . . . وعَمَلَ الذّاكِرينَ ويَقينَهُم . (4)

مستدرك الوسائل عن لبّ اللباب :قالَ موسى عليه السلام : إلهي مَن أهلُكَ؟ قالَ : المُتَحابّونَ فِي الدِّينِ ؛ يَعمُرونَ مَساجِدي، ويَستَغِفرونَ بِالأَسحارِ ، الَّذينَ إذا ذُكِرتُ ذَكَروا ، وَالَّذينَ يُنيبونَ (5) إلى ذِكري كَما تُنيبُ النُّسورُ إلى أوكارِها ، وَالَّذينَ إذَا استُحِلَّت مَحارِمي غَضِبوا . (6)

راجع : ج 1 ص 145 (بركات الذكر / نزول الملائكة) .

.


1- .تَرِبَ الرَّجلُ : إذا افتَقَر ، أي لصق بالتراب (النهاية : ج 1 ص 184 «ترب») .
2- .المحاسن : ج 1 ص 79 ح 45 عن عبد اللّه بن ميمون القدّاح ، مشكاة الأنوار : ص 253 ح 748 كلاهما عن الإمام الصادق عن أبيه عليهماالسلام ، بحار الأنوار : ج 13 ص 351 ح 42 ؛ الزهد لابن حنبل : ص 95 ، الأولياء لابن أبي الدنيا : ص 53 ح 37 كلاهما عن عطاء بن يسار نحوه .
3- .غرر الحكم : ح 5936 ، عيون الحكم والمواعظ : ص 313 ح 5475 .
4- .الكافي : ج 2 ص 593 ح 33 عن أبي بصير ، مصباح المتهجّد : ص 278 ح 383 ، بحار الأنوار : ج 89 ص 303 ح 10 .
5- .أناب يُنيب إنابةً : أقبل ورجع (النهاية : ج 5 ص 123 «نوب») .
6- .مستدرك الوسائل : ج 12 ص 224 ح 13945 نقلاً عن القطب الراوندي في لبّ اللباب .

ص: 50

1 / 6 رجال الذّكر

1 / 6رِجالُ الذِّكرِالكتاب«فِى بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَ الْاصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَ_رَةٌ وَ لَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَ إِقَامِ الصَّلَوةِ وَ إِيتَاءِ الزَّكَوةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَ_رُ» . (1)

الحديثحلية الأولياء عن عقبة بن عامر :كُنّا نَتَناوَبُ الرِّعيَةَ ، فَلَمّا كانَ نَوبَتي سَرَحتُ (2) إبِلي فَجِئتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله وهُوَ يَخطُبُ ، فَسَمِعتُهُ يَقولُ : يُجمَعُ النّاسُ في صَعيدٍ واحِدٍ ، يَنفُذُهُمُ (3) البَصَرُ ويُسمِعُهُمُ الدّاعي ، ثُمَّ ينادي مُنادٍ : سَيَعلَمُ أهلُ الجَمعِ لِمَنِ العِزُّ وَالكَرَمُ _ ثَلاثَ مَرّاتٍ _ . ثُمَّ يَقولُ : أينَ الَّذينَ كانَت «تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَ طَمَعًا» (4) الآيَةَ . ثُمَّ يُنادي : سَيَعلَمُ أهلُ الجَمعِ لِمَنِ العِزُّ وَالكَرَمُ . ثُمَّ يَقولُ : أينَ الَّذينَ كانَت «لَا تُلْهِيهِمْ تِجَ_رَةٌ وَ لَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ» _ ثَلاثَ مَرّاتٍ _ . ثُمَّ يَقولُ : أينَ الحَمّادونَ الَّذينَ كانوا يَحمَدون اللّهَ ؟ (5)

.


1- .النور : 36 و 37 .
2- .سَرَحتُ الماشيَةَ : أخرجتها بالغَداةِ إلى المرعى (لسان العرب : ج 2 ص 478 «سرح»).
3- .يُقال : نَفَذَ فيّ بَصَرُه : إذا بَلَغَني و جاوزَني (النهاية : ج 5 ص 91 «نفذ»).
4- .السجدة : 16 .
5- .حلية الأولياء : ج 2 ص 9 ، مسند إسحاق بن راهويه : ج 5 ص 180 ح 2305 ، المنتخب من مسند عبد بن حميد : ص 457 ح 1581 كلاهما عن أسماء بنت يزيد نحوه ، كنز العمّال : ج 15 ص 852 ح 43391 و 43392 .

ص: 51

الإمام عليّ عليه السلام_ مِن كَلامٍ قالَهُ عِندَ تِلاوَتِهِ : «يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَ الْاصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَ_رَةٌ وَ لَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ» _ : إنَّ اللّهَ سُبحانَهُ وتَعالى جَعَلَ الذِّكرَ جِلاءً لِلقُلوبِ ، تَسمَعُ بِهِ بَعدَ الوَقرَةِ (1) ، وتُبصِرُ بِهِ بَعدَ العَشوَةِ (2) ، وتَنقادُ بِهِ بَعدَ المُعانَدَةِ. وما بَرِحَ للّهِِ _عَزَّت آلاؤُهُ _ فِي البُرهَةِ بَعدَ البُرهَةِ ، وفي أزمانِ الفَتَراتِ (3) ، عِبادٌ ناجاهُم في فِكرِهِم ، وكَلَّمَهُم في ذاتِ عُقولِهِم ، فَاستَصبَحوا بِنورِ يَقَظَةٍ فِي الأَبصارِ وَالأَسماعِ وَالأَفئِدَةِ ، يُذَكِّرونَ بِأَيّامِ اللّهِ ، ويُخَوِّفونَ مَقامَهُ ، بِمَنزِلَةِ الأَدِلَّةِ فِي الفَلَواتِ (4) ، مَن أخَذَ القَصدَ (5) حَمِدوا إلَيهِ طَريقَهُ ، وبَشَّروهُ بِالنَّجاةِ ، ومَن أخَذَ يَمينا وشِمالاً ذَمُّوا إلَيهِ الطَّريقَ ، وحَذَّروهُ مِنَ الهَلَكَةِ ، وكانوا كَذلِكَ مَصابِيحَ تِلكَ الظُّلُماتِ ، وأَدِلَّةَ تِلكَ الشُّبُهاتِ . وإنَّ لِلذِّكرِ لَأَهلاً، أخَذوهُ مِنَ الدُّنيا بَدَلاً ، فَلَم تَشغَلهُم تِجارَةٌ ولا بَيعٌ عَنهُ ، يَقطَعونَ بِهِ أيّامَ الحَياةِ ، ويَهتِفونَ بِالزَّواجِرِ عَن مَحارِمِ اللّهِ في أسماعِ الغافِلينَ ، ويَأمُرونَ بِالقِسطِ ويَأتَمِرونَ بِهِ ، ويَنهَونَ عَنِ المُنكَر ويَتَناهَونَ عَنهُ ، فَكَأَنّما قَطَعوا الدُّنيا إلَى الآخِرَةِ وهُم فيها ، فَشاهَدوا ما وَراءَ ذلِكَ ، فَكَأَنَّمَا اطَّلَعوا غُيوبَ أهلِ البَرزَخِ في طُولِ الإِقامَةِ فيهِ ، وحَقَّقَتِ القِيامَةُ عَلَيهِم عِداتِها ، فَكَشَفوا غِطاءَ ذلِكَ لِأَهلِ الدُّنيا ، حَتّى كَأَنَّهُم يَرَونَ ما لا يَرَى النّاسُ ، ويَسمَعونَ ما لا يَسمَعونَ .

.


1- .الوَقْرة : هي المرّة من الوَقْر ؛ ثِقَل السمع (النهاية : ج 5 ص 213 «وقر») .
2- .العَشْوَة : المرّة من العشا ؛ أي سوء البصر بالليل والنهار ، أو العمى (القاموس المحيط : ج 4 ص 362 «عشا») .
3- .الفَتْرة : ما بين الرسولين من رسل اللّه تعالى من الزمان الذي انقطعت فيه الرسالة (النهاية : ج 3 ص 408 «فتر») .
4- .الفلاة : القَفْر أو المفازة لا ماءَ فيها ، أو الصحراء الواسعة (القاموس المحيط : ج 4 ص 375 «فلا») .
5- .القصد : الرشد . قصد في الأمر قصدا : توسّط وطلب الأسَدّ ، ولم يُجاوز الحدّ (المصباح المنير : ص 505 «قصد») .

ص: 52

فَلَو مَثَّلتَهُم لِعَقلِكَ _ في مَقاوِمِهِمُ (1) المَحمودَةِ ، ومَجالِسِهِمُ المَشهودَةِ ، وقَد نَشَروا دَواوينَ أعمالِهِم ، وفَرَغوا لِمُحاسَبَةِ أنفُسِهِم عَلى كُلِّ صَغيرَةٍ وكَبيرَةٍ اُمِروا بها فَقَصَّروا عَنها ، أو نُهوا عَنها فَفَرَّطوا فيها ، وحَمَّلوا ثِقَلَ أوزارِهِم ظُهورَهُم ، فَضَعُفوا عَنِ الاِستِقلالِ بِها ، فَنَشَجوا (2) نَشيجا ، وتَجاوَبوا نَحيبا ، يَعِجّونَ إلى رَبِّهِم مِن مَقامِ نَدَمٍ وَاعتِرافٍ _ لَرَأَيتَ أعلامَ هُدىً ، ومَصابيحَ دُجىً ، قَد حَفَّت بِهِمُ المَلائِكَةُ ، وتَنَزَّلَت عَلَيهِمُ السَّكينَةُ ، وفُتِحَت لَهُم أبوابُ السَّماءِ ، واُعِدَّت لَهُم مَقاعِدُ الكَراماتِ ، في مَقعَدٍ اطَّلَعَ اللّهُ عَلَيهِم فيهِ ، فَرَضِيَ سَعيَهُم ، وحَمِدَ مَقامَهُم . يَتَنَسَّمونَ (3) بِدُعائِهِ رَوحَ (4) التَّجاوُزِ . رَهائِنُ فاقَةٍ إلى فَضلِهِ ، واُسارى ذِلَّةٍ لِعَظَمَتِهِ . جَرَحَ طُولُ الأَسى قُلوبَهُم ، وطُولُ البُكاءِ عُيونَهُم . لِكُلِّ بابِ رَغبَةٍ إلَى اللّهِ مِنهُم يَدٌ قارِعَةٌ ، يَسأَلونَ مَن لا تَضيقُ لَدَيهِ المَنادِحُ (5) ، ولا يَخيبُ عَلَيهِ الرّاغِبونَ . فَحاسِب نَفسَكَ لِنَفسِكَ ، فَإِنَّ غَيرَها مِنَ الأَنفُسِ لَها حَسيبٌ غَيرُكَ . (6)

الإمام الصادق عليه السلام_ في قَولِهِ تَعالى : «رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَ_رَةٌ وَ لَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ» _: هُمُ الرِّجالُ مِن بَينِ الرِّجالِ عَلَى الحَقيقَةِ ؛ لِأَنَّ اللّهَ حَفِظَ سَرائِرَهُم عَنِ الرُّجوعِ إلى غَيرِهِ ، فَلا تَشغَلُهُمُ الدُّنيا وزَهرَتُها ، ولَا الآخِرَةُ ونَعيمُها عَنِ اللّهِ تَعالى ، لِأَنَّهُم

.


1- .جمع مقام (بحار الأنوار : ج 69 ص 328) .
2- .نشج الباكي ينشِجُ نشيجا : غصّ بالبكاء في حلقه من غير انتحاب (القاموس المحيط : ج 1 ص 209 «نشج») .
3- .النَّسَم : نَفَس الريح إذا كان ضعيفا كالنسيم. وتَنَسَّم : تنفّس. وتَنَسَّمَ النسيمَ : تشمّمه (القاموس المحيط : ج 4 ص 180 «نسم») .
4- .الرَّوح : الراحة والرحمة ونسيم الريح (القاموس المحيط : ج 1 ص 224 «روح»). أي يدعون ويتوقّعون بدعائه تجاوزه عن ذنوبهم (بحار الأنوار : ج 69 ص 329).
5- .النُّدْح : الأرض الواسعة ، والمنادح : المفاوز (الصحاح : ج 1 ص 409 «ندح») .
6- .نهج البلاغة : الخطبة 222 ، بحار الأنوار : ج 69 ص 325 ح 39 .

ص: 53

في بَساتينِ الاُنسِ . (1)

تنبيه الخواطر :جاءَ في تَفسيرِ قَولِهِ تَعالى : «لا تُلْهِيهِمْ تِجَ_رَةٌ وَ لَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ» أَنَّهُم كانوا حَدّادينَ وخَرّازينَ ، فَكانَ أحَدُهُم إذا رَفَعَ المِطرَقَةَ أو غَرَزَ الإِشفى (2) فَيَسمَعُ الأَذانَ ، لَم يُخرِجِ الإشفى مِنَ المَغرَزِ ، ولَم يَضرِب بِالمِطرَقَةِ ورَمى بِها ، وقامَ إلَى الصَّلاةِ . (3)

الكافي عن الحسين بن بشّار عن رجل رفعه_ في قَولِ اللّهِ عز و جل : «رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَ_رَةٌ وَ لَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ» قالَ _: هُمُ التُّجّارُ الَّذينَ لا تُلهيهِم تِجارَةٌ ولا بَيعٌ عَن ذِكرِ اللّهِ عز و جل ، إذا دَخَلَ مَواقيتُ الصَّلاةِ أدَّوا إلَى اللّهِ حَقَّهُ فيها . (4)

الكافي عن أسباط بن سالم :دَخَلتُ عَلى أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام ، فَسَأَلَنا عَن عُمَرَ بنِ مُسلِمٍ ما فَعَلَ؟ فَقُلتُ : صالِحٌ ، ولكِنَّهُ قَد تَرَكَ التِّجارَةَ . فَقالَ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام : عَمَلُ الشَّيطانِ _ ثَلاثا _ أما عَلِمَ أنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله اشتَرى عِيرا أتَت مِنَ الشّامِ فَاستَفضَلَ فيها ما قَضى دَينَهُ ، وقَسَّمَ في قَرابَتِهِ؟! يَقولُ اللّه عز و جل : «رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَ_رَةٌ وَ لَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ» _ إلى آخِرِ الآيَةِ _ يَقولُ القُصّاصُ : إنَّ القَومَ لَم يَكونوا يَتَّجِرونَ ، كَذَبوا! ولكِنَّهُم لَم يَكونوا يَدَعونَ الصَّلاةَ في ميقاتِها ، وهُوَ أفضَلُ مِمَّن حَضَرَ الصَّلاةَ ولَم يَتَّجِر . (5)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :قالَ اللّهُ عز و جل : إنَّ أولِيائي مِن عِبادي وأحِبّائي مِن خَلقِي الَّذينَ يُذكَرون

.


1- .إحقاق الحقّ : ج 12 ص 273 نقلاً عن نزهة المجالس .
2- .الإشفى : المِثقَب (لسان العرب : ج 14 ص 438 «شفي») .
3- .تنبيه الخواطر : ج 1 ص 43 .
4- .الكافي : ج 5 ص 154 ح 21 ، بحار الأنوار : ج 83 ص 4 .
5- .الكافي : ج 5 ص 75 ح 8 ، تهذيب الأحكام : ج 6 ص 326 ح 897 .

ص: 54

بِذِكري ، واُذكَرُ بِذِكرِهِم . (1)

الإمام الحسين عليه السلام :سَأَلتُ أبي عَن مَجلِسِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَقالَ : كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله لا يَجلِسُ ولا يَقومُ إلّا عَلى ذِكرٍ . (2)

مستدرك الوسائل عن أبي سعيد الخدريّ :لَمّا نَزَلَ قَولُهُ تُعالى : «اذْكُرُواْ اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا» (3) اِشتَغَلَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله بِذِكرِ اللّهِ تَعالى ، حَتّى قالَ الكُفّارُ : إنَّهُ جُنَّ . (4)

صحيح مسلم عن عائشة :كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله يَذكُرُ اللّهَ عَلى كُلِّ أحيانِهِ . (5)

الإمام الهادي عليه السلام _ في الزِّيارَةِ الجامِعَةِ الكَبيرَةِ _ :وأذهَبَ عَنكُمُ الرِّجسَ وطَهَّرَكُم تَطهيرا ، فَعَظَّمتُم جَلالَهُ ، وأكبَرتُم شَأنَهُ ، ومَجَّدتُم كَرَمَهُ ، وأدمَنتُم ذِكرَهُ . (6)

عدّة الداعي :يُروى عَن سَيِّدِنا أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام أنَّهُ لَمّا كانَ يَفرَغُ مِنَ الجِهادِ ، يَتَفَرَّغُ لِتَعليمِ النّاسِ وَالقَضاءِ بَينَهُم ، فَإِذا يَفرَغُ مِن ذلِكَ اشتَغَلَ في حائِطٍ (7) لَهُ يَعمَلُ فيهِ بِيَدِهِ ، وهُوَ مَعَ ذلِكَ ذاكِرٌ للّهِ جَلَّ جَلالُهُ . (8)

.


1- .حلية الأولياء : ج 1 ص 6 عن عمرو بن الجموح ، المعجم الأوسط : ج 1 ص 203 ح 651 عن عمرو بن الحمق وسقط منه «قال اللّه عز و جل» ، كنز العمّال : ج 1 ص 440 ح 1902 .
2- .الطبقات الكبرى : ج 1 ص 424 ؛ المناقب لابن شهر آشوب : ج 1 ص 147 .
3- .الأحزاب : 41 .
4- .مستدرك الوسائل : ج 5 ص 296 ح 5905 نقلاً عن تفسير أبي الفتوح الرازي .
5- .صحيح مسلم : ج 1 ص 282 ح 117 ، سنن أبي داوود : ج 1 ص 5 ح 18 ، سنن ابن ماجة : ج 1 ص 110 ح 302 ، مسند ابن حنبل : ج 9 ص 342 ح 24464 ، كنز العمّال : ج 7 ص 65 ح 17980 .
6- .تهذيب الأحكام : ج 6 ص 97 ح 177 ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج 2 ص 611 ح 3213 كلاهما عن موسى بن عبد اللّه النخعي ، عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج 2 ص 274 ح 1 عن موسى بن عمران النخعي ، البلد الأمين : ص 299 ، بحار الأنوار : ج 100 ص 344 ح 30 وج 102 ص 129 ح 4 وفي الثلاثة الأخيرة «أدمتم ذكره» .
7- .الحائِط : البستان من النخيل إذا كان عليه حائط ؛ وهو الجدار (النهاية : ج 1 ص 462 «حوط»).
8- .عدّة الداعي : ص 101 ، إرشاد القلوب : ص 218 ، بحار الأنوار : ج 103 ص 16 ح 70 .

ص: 55

1 / 7 مفاتيح الذّكر

الإمام الرضا عليه السلام _ في زِيارَةِ الإِمامِ الحُسَينِ عليه السلام _ :السَّلامُ عَلى مَساكِنِ ذِكرِ اللّهِ . (1)

راجع : ج 1 ص 32 ح 31 .

1 / 7مَفاتيحُ الذِّكرِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ مِنَ النّاسِ مَفاتيحَ لِذِكرِ اللّهِ ؛ إذا رُؤوا ذُكِرَ اللّهُ . (2)

عنه صلى الله عليه و آله_ في قَولِهِ تَعالى : «أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لَا هُمْ يَحْزَنُونَ» (3) _: يُذكَرُ اللّهُ بِرُؤيَتِهِم . (4)

نوادر الاُصول عن ابن عبّاس :قيل : يا رَسولَ اللّهِ ، مَن أولِياءُ اللّهِ؟ قالَ : الَّذينَ إذا رُؤوا ذُكِرَ اللّهُ . (5)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :ألا اُنَبِّئُكُم بِخِيارِكُم؟ . . . خِيارُكُمُ الَّذينَ إذا رُؤوا ذُكِرَ اللّهُ عز و جل . (6)

نوادر الاُصول عن أنس :قالوا : يا رَسولَ اللّهِ ، أيُّنا أفضَلُ كَي نَتَّخِذَهُ جَليسا مُعَلِّما؟ قالَ :

.


1- .الكافي : ج 4 ص 578 ح 2 ، تهذيب الأحكام : ج 6 ص 102 ح 178 ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج 2 ص 608 ح 3212 كلاهما في زيارة الإمام الكاظم عليه السلام وكلّها عن عليّ بن حسّان ، بحار الأنوار : ج 100 ص 407 ح 66 .
2- .المعجم الكبير : ج 10 ص 205 ح 10476 عن عبد اللّه بن مسعود ، كنز العمّال : ج 1 ص 419 ح 1789 .
3- .يونس : 62 .
4- .المعجم الكبير : ج 12 ص 11 ح 12325 عن ابن عبّاس ، مجمع الزوائد : ج 10 ص 80 ح 16778 نقلاً عن الطبراني وفيه «بذِكرهم» بدل «برؤيتهم» ، الدرّ المنثور : ج 4 ص 370 نقلاً عن ابن أبي شيبة وأبي الشيخ وابن مردويه عن سعيد بن جبير .
5- .نوادر الاُصول : ج 1 ص 302 ، الأولياء لابن أبي الدنيا : ص 48 ح 27 عن سعيد بن جبير ، كنز العمّال : ج 1 ص 418 ح 1783 .
6- .سنن ابن ماجة : ج 2 ص 1379 ح 4119 ، مسند ابن حنبل : ج 10 ص 442 ح 27670 وص 443 ح 27672 ، حلية الأولياء : ج 1 ص 6 كلّها عن أسماء بنت يزيد ، كنز العمّال : ج 1 ص 419 ح 1788 وص 440 ح 1901 .

ص: 56

الَّذينَ إذا رُؤوا ذُكِرَ اللّهُ لِرُؤيَتِهِم . (1)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ للّهِِ عِبادا إذا رُؤوا ذُكِرَ اللّهُ تَعالى . (2)

عنه صلى الله عليه و آله :قالَتِ الحَوارِيّونَ لِعيسى عليه السلام : يا روحَ اللّه مَن نُجالِسُ ؟ قالَ : مَن يُذَكِّرُكُمُ اللّهَ رُؤيَتُهُ ، ويَزيدُ في عِلمِكُم مَنطِقُهُ ، ويُرَغِّبُكُم فِي الآخِرَةِ عَمَلُهُ . (3)

الأمالي عن ابن عبّاس :قيلَ : يا رَسولَ اللّهِ ، أيُّ الجُلَساءِ خَيرٌ؟ قالَ : مَن ذَكَّرَكُم بِاللّهِ رُؤيَتُهُ ، وزادَكُم في عِلمِكُم مَنطِقُهُ ، وذَكَّرَكُم بِالآخِرَةِ عَمَلُهُ . (4)

الإمام عليّ عليه السلام :قولوا الخَيرَ تُعرَفوا بِهِ ، وَاعمَلوا الخَيرَ تَكونوا مِن أهلِهِ ، ولا تَكونوا عُجُلاً (5) مَذاييعَ (6) ، فَإِنَّ خِيارَكُمُ الَّذينَ إذا نُظِرَ إلَيهِم ذُكِرَ اللّهُ ، وشِرارُكُمُ المَشّاؤونَ بِالنَّميمَةِ ، المُفَرِّقونَ بَينَ الأَحِبَّةِ ، المُبتَغونَ لِلبُرَآءِ المَعايِبَ . (7)

الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ المُسلِمَ إذا رَأى أخاهُ ، كانَ حَياةً لِدينِهِ إذا ذَكَرَ اللّهَ عز و جل (8) . (9)

.


1- .نوادر الاُصول : ج 1 ص 304 ، كنز العمّال : ج 1 ص 419 ح 1784 .
2- .الزهد لابن المبارك : ص 340 ح 958 عن الحسن .
3- .الكافي : ج 1 ص 39 ح 3 عن الفضل بن أبي قرّة عن الإمام الصادق عليه السلام ، تحف العقول : ص 44 ، بحار الأنوار : ج 1 ص 203 ح 18 نقلاً عن عوالي اللآلي ؛ كنز العمّال : ج 9 ص 178 ح 25588 نقلاً عن العسكري في الأمثال عن ابن عبّاس نحوه .
4- .الأمالي للطوسي : ص 157 ح 262 ، بحار الأنوار : ج 74 ص 186 ح 3 ؛ نوادر الاُصول : ج 1 ص 303 عن عبد اللّه بن عمرو ، كنز العمّال : ج 1 ص 419 ح 1787 وج 9 ص 28 ح 24764 وفيه «خير جلسائكم من يذكّركم» .
5- .عُجُلاً : جمع عَجول .
6- .مذاييع : جمع مذياع ؛ وهو الذي لا يكتم السرّ ، والإذاعة ضدّها التقيّة (مجمع البحرين : ج 1 ص 650 «ذيع») .
7- .الكافي: ج2 ص225 ح12 عن أبيالحسن الأصبهاني عن الإمام الصادق عليه السلام ، بحارالأنوار: ج75 ص81 ح29.
8- .«إذا ذكر اللّه » : أي ذلك المسلم أو الأخ . ويمكن أن يُقرأ على المجهول فيشملهما (مرآة العقول : ج 26 ص 419) .
9- .الكافي : ج 8 ص 316 ح 496 عن أبي خديجة .

ص: 57

1 / 8 النّوادر

الإمام الرضا عليه السلام :كانَ نَقشُ خاتَمِ عيسى عليه السلام حَرفَينِ اشتَقَّهُما مِنَ الإِنجيلِ : طوبى لِعَبدٍ ذُكِرَ اللّهُ مِن أجلِهِ ، ووَيلٌ لِعَبدٍ نُسِيَ اللّهُ مِن أجلِهِ . (1)

1 / 8النَّوادِرُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :خَيرُ ساعاتِ المُؤمِنِ حينَ يَذكُرُ اللّهَ عز و جل . (2)

عنه صلى الله عليه و آله _ في وَصفِ أولِياءِ اللّهِ _ :تَنَعَّمَ النّاسُ بِالدُّنيا ، وتَنَعَّموا بِذِكرِ اللّهِ . (3)

عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ خِيارَ عِبادِ اللّهِ الَّذينَ يُراعونَ (4) الشَّمسَ ، وَالقَمَرَ ، وَالنُّجومَ ، وَالأَظِلَّةَ ؛ لِذِكرِ اللّهِ . (5)

عنه صلى الله عليه و آله :ما تَوَطَّنَ رَجُلٌ مُسلِمٌ المَساجِدَ لِلصَّلاةِ وَالذِّكرِ ، إلّا تَبَشبَشَ (6) اللّهُ لَهُ كَما يَتَبَشبَشُ أهلُ الغائِبِ بِغائِبِهِم إذا قَدِمَ عَلَيهِم . (7)

عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ لِكُلِّ ساعٍ غايَةً ، وغايَةُ ابنِ آدَمَ المَوتُ ، فَعَلَيكُم بِذِكرِ اللّهِ فَإِنَّه

.


1- .الأمالي للصدوق : ص 542 ح 726 ، عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج 2 ص 55 ح 206 كلاهما عن الحسين بن خالد الصيرفي ، بحار الأنوار : ج 11 ص 63 ح 1 .
2- .الفردوس : ج 2 ص 43 ح 2244 عن أبي سعيد الخدري ، كنز العمّال : ج 4 ص 355 ح 10871 .
3- .إرشاد القلوب : ص 135 .
4- .راعَى النُّجوم : راقبَها ، وانتظر مغيبها (القاموس المحيط : ج 4 ص 335 «رعي») . أي يراعون الشمس والقمر و... ويراقبونها لمعرفة أوقات الصلوات والعبادات.
5- .المستدرك على الصحيحين : ج 1 ص 115 ح 163 ، السنن الكبرى : ج 1 ص 558 ح 1781 ، الدعاء للطبراني : ص 524 ح 1876 كلّها عن ابن أبي أوفى ، كنز العمّال : ج 7 ص 683 ح 20902 .
6- .البَشّ : فرح الصديق بالصديق ، واللطف في المسألة ، والإقبال عليه ، وقد بَشِشتُ به اُبَشُّ. وهذا مَثَل ضربه لتلقّيه إيّاه ببرّه وتقريبه وإكرامه (النهاية : ج 1 ص 130 «بشش») .
7- .سنن ابن ماجة : ج 1 ص 262 ح 800 ، مسند ابن حنبل : ج 3 ص 220 ح 8358 ، المستدرك على الصحيحين : ج 1 ص 332 ح 771 وليس فيه «والذِكر» وكلّها عن أبي هريرة ، كنز العمّال : ج 7 ص 579 ح 20341 .

ص: 58

يُسَهِّلُكُم (1) ويُرَغِّبُكُم فِي الآخِرَةِ . (2)

عنه صلى الله عليه و آله :تَحابّوا بِذِكرِ اللّهِ وروحِهِ (3) . (4)

الإمام عليّ عليه السلام :الذِّكرُ أفضَلُ الغَنيمَتَينِ . (5)

عنه عليه السلام :كُن للّهِِ مُطيعا، وبِذِكرِهِ آنِسا ، وتَمَثَّل في حالِ تَوَلّيكَ عَنهُ إقبالَهُ عَلَيكَ ؛ يَدعوكَ إلى عَفوِهِ ، ويَتَغَمَّدُكَ بِفَضلِهِ . (6)

الإمام الصادق عليه السلام_ في خُطبَةٍ يَذكُرُ فيها حالَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله وَالأَئِمَّةِ عليهم السلام _: فَبَلَّغَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ما اُرسِلَ بِهِ ، وصَدَعَ (7) بما اُمِرَ ، وأَدّى ما حُمِّلَ مِن أثقالِ النُّبُوَّةِ ، وصَبَرَ لِرَبِّهِ، وجاهَدَ في سَبيلِهِ، ونَصَحَ لِاُمَّتِهِ ، ودَعاهُم إلَى النَّجاةِ ، وحَثَّهُم عَلَى الذِّكرِ . (8)

.


1- .كذا في المصدر ، وفي فيض القدير ج 2 ص 645 ح 2412 : «يُسَلِّيكُم» وهو الأنسب . والمراد أنّ ذكر اللّه عز و جلينسيكم هموم الدنيا ( اُنظر لسان العرب : ج 14 ص 394 «سلا») .
2- .اُسد الغابة : ج 1 ص 550 ، كنز العمّال : ج 1 ص 416 ح 1765 وج 15 ص 550 ح 42131 كلاهما نقلاً عن البغوي وكلّها عن جلاس بن عمرو .
3- .قال السيّد الرضي رحمه الله في ذيل الحديث : «أراد بالروح هاهنا القرآن، تشبيها له بالروح القائمة بالحيوان المصحِّحة لانتفاع الأبدان». والمعنى : تحابّوا بذكر اللّه وبقرآنه . واُنظر النهاية : ج 2 ص 272 «روح» .
4- .المجازات النبويّة : ص 43 ح 24 .
5- .غرر الحكم : ح 1672 .
6- .نهج البلاغة : الخطبة 223 ، غرر الحكم : ح 7187 ، بحار الأنوار : ج 71 ص 192 ح 59 .
7- .يقال: صَدَعتُ بالحقّ ؛ إذا تكلّمت به جهارا (الصحاح: ج 3 ص 1242 «صدع») .
8- .الكافي : ج 1 ص 445 ح 17 عن إسحاق بن غالب ، بحار الأنوار : ج 16 ص 369 ح 80 .

ص: 59

الفصل الثّاني : خصائص الذّكر

2 / 1 حكمة العبادة

الفَصلُ الثّاني : خصائص الذّكر2 / 1حِكمَةُ العِبادَةِالكتاب«وَ أَقِمِ الصَّلَوةَ لِذِكْرِى» . (1)

«وَ أَقِمِ الصَّلَوةَ إِنَّ الصَّلَوةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَ الْمُنكَرِ وَ لَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ» . (2)

الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّما جُعِلَ الطَّوافُ بِالبَيتِ ، وبَينَ الصَّفا وَالمَروَةِ ، ورَميُ الجِمارِ ؛ لِاءِقامَةِ ذِكرِ اللّهِ . (3)

عنه صلى الله عليه و آله :إنَّما فُرِضَتِ الصَّلاةُ ، واُمِرَ بِالحَجِّ وَالطَّوافِ ، واُشعِرَتِ المَناسِكُ ؛ لِاءِقامَة

.


1- .طه : 14 .
2- .العنكبوت : 45. وراجع : بركات الذكر / ذكر اللّه لذاكره .
3- .سنن أبي داوود : ج 2 ص 179 ح 1888 ، مسند ابن حنبل : ج 9 ص 331 ح 24405 ، المستدرك على الصحيحين : ج 1 ص 630 ح 1685 ، السنن الكبرى : ج 5 ص 236 ح 9646 كلّها عن عائشة ، كنز العمّال : ج 5 ص 49 ح 12005 .

ص: 60

2 / 2 فريضة على القلب واللّسان

ذِكرِ اللّهِ . (1)

الإمام الرضا عليه السلام _ فيما جَمَعَهُ الفَضلُ بنُ شاذانَ مِن كَلامِهِ في عِلَلِ الفَرائِضِ _ :إن قالَ قائِلٌ : لِمَ أمَرَ اللّهُ العِبادَ ونَهاهُم؟ قيلَ : لِأَنَّهُ لا يَكونُ بَقاؤُهُم وصَلاحُهُم إلّا بِالأَمرِ وَالنَّهيِ ، وَالمَنعِ عَنِ الفَسادِ وَالتَّغاصُبِ . فَإن قالَ قائِلٌ : لِمَ تَعَبَّدَهُم؟ قيلَ : لِئَلّا يَكونوا ناسينَ لِذِكرِهِ ، ولا تارِكينَ لِأَدَبِهِ ، ولا لاهينَ عَن أمرِهِ ونَهيِهِ ، إذ (2) كانَ فيهِ صَلاحُهُم وفَسادُهُم وقوِامُهُم ، فَلَو تُرِكوا بِغَيرِ تَعَبُّدٍ لَطالَ عَلَيهِمُ الأَمَدُ ، وقَسَت قُلوبُهُم . (3)

2 / 2فَريضَةٌ عَلَى القَلبِ وَاللِّسانِالإمام عليّ عليه السلام :اِعلَموا أنَّهُ [ اللّهَ] عز و جل لَن يَرضى عَنكُم بِشَيءٍ سَخِطَهُ عَلى مَن كانَ قَبلَكُم ، ولَن يَسخَطَ عَلَيكمُ بِشَيءٍ رَضِيَهُ مِمَّن كانَ قَبلَكُم ، وإنَّما تَسيرونَ في أَثَرٍ بَيِّنٍ ، وتَتَكَلَّمونَ بِرَجعِ قَولٍ قَد قالَهُ الرِّجالُ مِن قَبلِكُم ، قَد كَفاكُم مَؤونَةَ دُنياكُم ، وحَثَّكُم عَلَى الشُّكرِ ، وَافتَرَضَ مِن ألسِنَتِكُمُ الذِّكرَ . (4)

عنه عليه السلام _ في بَيانِ ما فَرَضَ اللّهُ سُبحانَهُ عَلى جَوارِحِ الإِنسانِ _ :فَأَمّا ما فَرَضَ عَلَى القَلبِ مِنَ الإِيمانِ : فَالإِقرارُ ، وَالمَعرِفَةُ ، وَالعَقدُ عَلَيهِ ، وَالرِّضا بِما فَرَضَهُ عَلَيهِ ، وَالتَّسليمُ لِأَمرِهِ ، وَالذِّكرُ ، وَالتَّفَكُّرُ . (5)

.


1- .عوالي اللآلي : ج 1 ص 323 ح 60 .
2- .في المصدر : «إذا» ، والتصويب من بحار الأنوار.
3- .علل الشرايع : ص 256 ، عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج 2 ص 103 ح 1 كلاهما عن الفضل بن شاذان ، بحار الأنوار : ج 6 ص 63 ح 1 .
4- .نهج البلاغة : الخطبة 183 ، بحار الأنوار : ج 5 ص 319 ح 3 .
5- .بحار الأنوار : ج 69 ص 74 ح 29 نقلاً عن تفسير النعماني : ج 93 ص 50 .

ص: 61

2 / 3 فريضة على أهل السّماوات والأرض

2 / 4 أفضل الأعمال

الإمام الحسن عليه السلام :اِعلَموا أنَّ اللّهَ لَم يَخلُقكُم عَبَثا ، ولَيسَ بتارِكِكُم سُدىً (1) . . . قَد كَفاكُم مَؤونَةَ الدُّنيا ، وفَرَّغَكُم لِعِبادَتِهِ ، وحَثَّكُم عَلَى الشُّكرِ ، وَافتَرَضَ عَلَيكُمُ الذِّكرَ . (2)

2 / 3فَريضَةٌ عَلى أهلِ السَّماواتِ وَالأَرضِرسول اللّه صلى الله عليه و آله _ فِي الدُّعاءِ _ :يا اللّهُ ، يا مَن وَجَبَ ذِكرُهُ عَلى أهلِ السَّماواتِ وَالأَرضِ . (3)

2 / 4أفضَلُ الأَعمالِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :ألا إنَّ خَيرَ أعمالِكُم، وأذكاها عِندَ مَليكِكُم ، وأرفَعَها عِندَ رَبِّكُم في دَرَجاتِكُم ، وخَيرَ مَا اطَّلَعَت عَلَيهِ الشَّمسُ ؛ ذِكرُ اللّهِ سُبحانَهُ وتَعالى . (4)

سنن ابن ماجة عن أبي الدرداء عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :ألا اُنَبِّئُكُم بِخَيرِ أعمالِكُم ، وأرضاها عِندَ مَليكِكُم ، وأرفَعَها في دَرَجاتِكُم ، وخَيرٍ لَكُم مِن إعطاءِ الذَّهَبِ وَالوَرِقِ (5) ، و مِن أن تَلقَوا عَدُوَّكُم فَتَضرِبوا أعناقَهُم ويَضرِبوا أعناقَكُم؟ قالوا : وما ذاكَ يا رَسولَ اللّهِ؟! قالَ : ذِكرُ اللّهِ . (6)

.


1- .السُّدى : المهمل (الصحاح : ج 6 ص 2374 «سدا») .
2- .تحف العقول : ص 232 ، بحار الأنوار : ج 78 ص 110 ح 5 .
3- .البلد الأمين : ص 420 ، بحار الأنوار : ج 93 ص 265 ح 1 .
4- .إرشاد القلوب : ص 60 .
5- .الوَرِق : الفضّة (النهاية : ج 5 ص 175 «ورق») .
6- .سنن ابن ماجة : ج 2 ص 1245 ح 3790 ، الموطّأ : ج 1 ص 211 ح 24 ، مسند ابن حنبل : ج8 ص164 فح21761 ، المستدرك على الصحيحين : ج1 ص673 ح1825 كلّها عن أبي الدرداء ، كنز العمّال : ج1 ص416 ح 1767 ؛ الكافي : ج 2 ص 499 ح 1 ، المحاسن : ج 1 ص 109 ح 96 كلاهما عن ابن القدّاح عن الإمام الصادق عن الإمام الباقر عليهماالسلام عنه صلى الله عليه و آله نحوه وفيهما «ذكر اللّه كثيرا» ، بحار الأنوار : ج 93 ص 157 ح29.

ص: 62

رسول اللّه صلى الله عليه و آله _ في مَوعِظَتِهِ لِابنِ مَسعودٍ _ :لا تَختَر عَلى ذِكرِ اللّهِ شَيئا ؛ فَإِنَّ اللّهَ يَقولُ : «وَ لَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ» (1) ، ويَقولُ : «فَاذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ وَ اشْكُرُواْ لِى وَ لَا تَكْفُرُونِ» (2) . (3)

عنه صلى الله عليه و آله :لَذِكرُ اللّهِ عز و جل بِالغُدُوِّ وَالآصالِ ، خَيرٌ مِن حَطمِ السُّيوفِ في سَبيل اللّهِ عز و جل (4) . (5)

كنز العمّال عن معاذ عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :أكثِروا ذِكرَ اللّهِ عز و جل عَلى كُلِّ حالٍ ؛ فَإِنَّه لَيسَ عَمَلٌ أحَبَّ إلَى اللّهِ تَعالى ولا أنجى لِعَبدٍ مِن كُلِّ سَيِّئَةٍ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ مِن ذِكرِ اللّهِ . قيلَ : وَلَا القِتالُ في سَبيلِ اللّهِ ؟ قالَ : لَولا ذِكرُ اللّهِ لَم يُؤمَر بِالقِتالِ في سَبيلِ اللّهِ ، ولَوِ اجتَمَعَ النّاسُ عَلى ما اُمِروا بِهِ مِن ذِكرِ اللّهِ تَعالى ما كَتَبَ اللّهُ القِتالَ عَلى عِبادِهِ ، فَإِنَّ ذِكرَ اللّه تَعالى لا يَمنَعُكُم مِنَ القِتالِ في سَبيلِهِ ، بَل هُوَ عَونٌ لَكُم عَلى ذلِكَ . . . .

.


1- .العنكبوت : 45 .
2- .البقرة : 152 .
3- .مكارم الأخلاق : ج 2 ص 358 ح 2660 عن عبد اللّه بن مسعود ، بحار الأنوار : ج 77 ص 107 ح 1 .
4- .قال الصدوق قدس سره : يعني : فمن ذكر اللّه عَزَّ وجَلَّ بالغدوّ ، ويذكر ما كان منه في ليله من سوء عمله ، واستغفر اللّه وتاب إليه ، فإذا انتشر في ابتغاء ما قسم اللّه له انتشر وقد حطّت عنه سيّئاته وغفرت له ذنوبه . وإذا ذكر اللّه عَزَّوجَلَّ بالآصال _ وهي العشيّات _ راجع نفسه فيما كان منه في يومه ذلك ؛ من سرفٍ على نفسه ، وإضاعةٍ لأمر ربّه ، فإذا ذكر اللّه عَزَّ وجَلَّ واستغفر اللّه تعالى وأناب، راح إلى أهله وقد غفرت له ذنوب يومه . وإنّما تحمد الشهادة أيضا إذا كانت من تائب إلى اللّه استغفر من معصية اللّه عَزَّ وجَلَّ (معاني الأخبار : ص 411) .
5- .معاني الأخبار : ص 411 ح 100 عن أنس ، بحار الأنوار : ج 86 ص 298 ح 61 ؛ المصنّف لابن أبي شيبة : ج 7 ص 72 ح 5 وج 8 ص 235 ح 2 كلاهما عن ابن عمر من دون إسنادٍ إليه صلى الله عليه و آله ، الفردوس : ج 3 ص 454 ح 5402 عن أنس وفيها «بالغداة والعشيّ» ، كنز العمّال : ج 1 ص 426 ح 1838 .

ص: 63

2 / 5 أشرف الحديث

قالوا : يا رَسولَ اللّهِ ، فَإِنَّ ذِكرَ اللّهِ لا يَكفينا مِنَ الجِهادِ ! قال : وَلَا الجِهادُ يَكفي مِن ذِكرِ اللّهِ ، ولا يَصلُحُ الجِهادُ إلّا بِذِكرِ اللّهِ ، وإنَّمَا الجِهادُ شُعبَةٌ مِن شُعَبِ ذِكرِ اللّهِ ، وطوبى لِمَن أكثَرَ فِي الجِهادِ مِن ذِكرِ اللّهِ ، وكُلُّ كَلِمَةٍ بِسَبعينَ ألفَ حَسَنَةٍ ، كُلُّ حَسَنَةٍ بِعَشرٍ ، وعِندَ اللّهِ مِن المَزيدِ ما لا يُحصيهِ غَيرُهُ . (1)

الإمام الباقر عليه السلام :ما مِن شَيءٍ أحَبُّ إلَى اللّهِ مِنَ الذِّكرِ وَالشُّكرِ . (2)

راجع : ج 1 ص 25 (الحثّ على كثرة الذكر) .

2 / 5أشرَفُ الحَديثِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :أشرَفُ الحَديثِ ذِكرُ اللّهِ . (3)

عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ أشرَفَ الحَديثِ ذِكرُ اللّهِ تَعالى ، ورَأسَ الحِكمَةِ طاعَتُهُ ، وأصدَقَ القَولِ وأبلَغَ المَوعِظَةِ وأحسَنَ القَصَصِ كِتابُ اللّهِ . (4)

الإمام عليّ عليه السلام :إنَّ أحسَنَ الحَديثِ ذِكرُ اللّهِ . (5)

.


1- .كنز العمّال : ج 2 ص 243 ح 3931 نقلاً عن ابن صصري في أماليه ، وص 246 ح 3937 نقلاً عن ابن شاهين في الترغيب في الذكر نحوه وليس فيه من «قالوا : يا رسول اللّه ، فإنّ ذكر اللّه ...» .
2- .الدرّ المنثور : ج 1 ص 368 نقلاً عن ابن أبي شيبة .
3- .تفسير القمّي : ج 1 ص 291 ، الاختصاص : ص 342 عن أبي عبد اللّه البرقي ، بحار الأنوار : ج 77 ص 133 ح 43 ؛ الدرّ المنثور : ج 2 ص 692 نقلاً عن البيهقي في الدلائل ، كنز العمّال : ج 15 ص 919 ح 43587 نقلاً عن أبي نصر السجزي في الإبانة .
4- .كتاب من لا يحضره الفقيه : ج 4 ص 402 ح 5868 ، الأمالي للصدوق : ص 576 ح 788 كلاهما عن أبي الصباح الكناني عن الإمام الصادق عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 77 ص 114 ح 8 .
5- .كتاب من لا يحضره الفقيه : ج 1 ص 521 ح 1484 ، أعلام الدين : ص 100 وفيه «أنصتوا إلى ذكر اللّه فإنّه أحسن الحديث» .

ص: 64

2 / 6 نور الإيمان

2 / 7 شيمة المتّقين

2 / 8 لذّة المحبّين

2 / 6نورُ الإِيمانِالإمام عليّ عليه السلام :ذِكرُ اللّهِ نورُ الإِيمانِ . (1)

2 / 7شِيمَةُ المُتَّقينَالإمام عليّ عليه السلام :ذِكرُ اللّهِ شِيمَةُ (2) المُتَّقينَ . (3)

عنه عليه السلام :ذِكرُ اللّهِ سَجِيَّةُ كُلِّ مُحسِنٍ ، وشِيمَةُ كُلِّ مُؤمِنٍ . (4)

2 / 8لَذَّةُ المُحِبّينَرسول اللّه صلى الله عليه و آله _ في دُعاءِ الجَوشَنِ الكَبيرِ _ :يا مَن ذِكرُهُ حُلوٌ ، يا مَن فَضلُهُ عَميمٌ . (5)

عنه صلى الله عليه و آله _ فِي الدُّعاءِ _ :اللّهُمَّ اجعَلنا مَشغولينَ بِأَمرِكَ . . . شاكِرينَ عَلى نَعمائِكَ ، مُتَلَذِّذينَ بِذِكرِكَ . (6)

الإمام عليّ عليه السلام :الذِّكرُ لَذَّةُ المُحِبّينَ . (7)

.


1- .غرر الحكم : ح 5161 ، عيون الحكم والمواعظ : ص 255 ح 4716 .
2- .الشِّيمَة : الخُلُق (الصحاح : ج 5 ص 1964 «شيم»).
3- .غرر الحكم : ح 5163 ، عيون الحكم والمواعظ : ص 255 ح 4713 .
4- .غرر الحكم : ح 5173 ، عيون الحكم والمواعظ : ص 256 ح 4744 .
5- .البلد الأمين : ص 406 ، المصباح للكفعمي : ص 340 ، بحار الأنوار : ج 94 ص 390 .
6- .جامع الأخبار : ص 364 ح 1013 ، بحار الأنوار : ج 95 ص 360 ح 16 .
7- .غرر الحكم : ح 670 ، عيون الحكم والمواعظ : ص 32 ح 545 .

ص: 65

عنه عليه السلام :ذِكرُ اللّهِ مَسَرَّةُ كُلِّ مُتَّقٍ ، ولَذَّةُ كُلِّ موقِنٍ . (1)

الإمام الصادق عليه السلام :أوحَى اللّهُ عز و جل إلى داوودَ عليه السلام : يا داوودُ، بي فَافرَح ، وبِذِكري فَتَلَذَّذ ، وبِمُناجاتي فَتَنَعَّم ، فَعَن قَريبٍ اُخلِي الدّارَ مِنَ الفاسِقينَ ، وأجعَلُ لَعنَتي عَلَى الظّالِمينَ. (2)

.


1- .غرر الحكم : ح 5174 ، عيون الحكم والمواعظ : ص 256 ح 4745 .
2- .الأمالي للصدوق : ص 263 ح 280 عن يونس بن ظبيان ، روضة الواعظين : ص 505 ، بحار الأنوار : ج 14 ص 34 ح 3 .

ص: 66

. .

ص: 67

الفصل الثّالث : تفسير الذّكر

3 / 1 حقيقة الذّكر

الفَصلُ الثّالِثُ : تفسير الذّكر3 / 1حَقيقَةُ الذِّكرِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن أطاعَ اللّهَ فَقَد ذَكَرَ اللّهَ ، وإن قَلَّت صَلاتُهُ وصِيامُهُ وتِلاوَتُهُ . ومَن عَصَى اللّهَ فَقَد نَسِيَ اللّهَ ، وإن كَثُرَت صَلاتُهُ وصِيامُهُ وتِلاوَتُهُ لِلقُرآنِ . (1)

عنه صلى الله عليه و آله _ في وَصِيَّتِهِ لِعَلِيٍّ عليه السلام _ :يا عَلِيُّ ، ثَلاثٌ لا تُطيقُها هذِهِ الاُمَّةُ : المُواساةُ لِلأَخِ في مالِهِ ، وإنصافُ النّاسِ مِن نَفسِهِ ، وذِكرُ اللّهِ عَلى كُلِّ حالٍ ، ولَيسَ هُوَ : «سُبحانَ اللّهِ وَالحَمدُ للّهِِ ولا إلهَ إلَا اللّهُ وَاللّهُ أكبَرُ» ، ولكِن إذا وَرَدَ عَلى ما يَحرُمُ عَلَيهِ خافَ اللّهَ عز و جلعِندَهُ وتَرَكَهُ . (2)

.


1- .معاني الأخبار : ص 399 ح 56 عن مسعدة بن زياد عن الإمام الصادق عن أبيه عليهماالسلام ، الاختصاص : ص 248 ، بحار الأنوار : ج 93 ص 156 ح 22 ؛ المعجم الكبير : ج 22 ص 154 ح 413 ، اُسد الغابة : ج 5 ص 403 كلاهما عن واقد مولى رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، الزهد لابن المبارك (الملحقات) : ص 17 ح 70 عن خالد بن أبي عمران ، حلية الأولياء : ج 10 ص 387 عن عبد اللّه بن مسعود وليس فيه «ومن عصى اللّه ...» .
2- .كتاب من لا يحضره الفقيه : ج 4 ص 358 ح 5762 عن حمّاد بن عمرو وأنس بن محمّد عن أبيه جميعا عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام ، الخصال : ص 125 ح 122 عن أنس بن محمّد عن أبيه عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام .

ص: 68

معاني الأخبار عن أبي بصير عن الإمام الباقر عليه السلام :مِن أشَدِّ ما عَمِلَ العِبادُ : إنصافُ المَرءِ مِن نَفسِهِ ، ومُواساةُ المَرءِ أخاهُ ، وذِكرُ اللّهِ عَلى كُلِّ حالٍ . قالَ : قُلتُ : أصلَحَكَ اللّهُ ، وما وَجهُ ذِكرِ اللّهِ عَلى كُلِّ حالٍ؟ قالَ : يَذكُرُ اللّهَ عِندَ المَعصِيَةِ يَهُمُّ بِها، فَيَحولُ ذِكرُ اللّهِ بَينَهُ وبَينَ تِلكَ المَعصِيَةِ ، وهُوَ قَولُ اللّهِ عز و جل : «إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْاْ إِذَا مَسَّهُمْ طَ_ئِفٌ مِّنَ الشَّيْطَ_نِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ» (1) . (2)

الإمام الصادق عليه السلام :مِن أشَدِّ ما فَرَضَ اللّهُ عَلى خَلقِهِ ذِكرُ اللّهِ كَثيرا _ ثُمّ قالَ _ : لا أعني : «سُبحانَ اللّهِ وَالحَمدُ للّهِِ ولا إلهَ إلَا اللّهُ وَاللّهُ أكبَرُ» وإن كانَ مِنهُ ، ولكِن ذِكرَ اللّهِ عِندَ ما أحَلَّ وحَرَّمَ ؛ فَإِن كانَ طاعَةً عَمِلَ بِها، وإن كانَ مَعصِيَةً تَرَكَها . (3)

الكافي عن عبد الأعلى بن أعين :كَتَبَ بَعضُ أصحابِنا يَسأَلونَ أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام عَن أشياءَ ، وأَمَروني أن أَسأَلَهُ عَن حَقِّ المُسلِم عَلى أخيهِ ، فَسَأَلتُهُ فَلَم يُجِبني ، فَلَمّا جِئتُ لِاُوَدِّعَهُ ، فَقُلتُ : سَأَلتُكَ فَلَم تُجِبني؟! فَقالَ : إنّي أخافُ أن تَكفُروا ! (4) إنَّ مِن أشَدِّ مَا افتَرَضَ اللّهُ عَلى خَلقِهِ ثَلاثا : إنصافُ المَرءِ مِن نَفسِهِ حَتّى لا يَرضى لِأَخيهِ مِن نَفسِهِ إلّا بِما يَرضى لِنَفسِهِ مِنهُ ، ومُواساةُ الأَخِ فِي المالِ ، وذِكرُ اللّهِ عَلى كُلِّ حالٍ ، لَيسَ «سُبحانَ اللّهِ وَالحَمدُ للّهِِ»،

.


1- .الأعراف : 201 . وطَيفُ الشيطان وطائفُه : إلمامُه بمَسٍّ أو وسوَسَة (المصباح المنير : ص 383 «طاف») .
2- .معاني الأخبار : ص 192 ح 2 ، الخصال : ص 131 ح 138 ، جامع الأحاديث للقمّي : ص 189 ، تحف العقول : ص 378 عن الإمام الصادق عليه السلام نحوه ، بحار الأنوار : ج 69 ص 379 ح 36 .
3- .الكافي : ج 2 ص 80 ح 4 عن أبي عبيدة وص 145 ح 8 ، معاني الأخبار : ص 193 ح 3 كلاهما عن الحسن (الحسين) البزّار ، تنبيه الخواطر : ج 2 ص 187 ، بحار الأنوار : ج 75 ص 29 ح 20 .
4- .قال المجلسي قدس سره : قوله عليه السلام : «أن تكفُروا» ، قيل : أي تخالِفوا بعد العِلم ، وهو أحد معاني الكفر. و أقول : لعلّ المراد به أن تشُكّوا في الحكم أو فينا ؛ لعظمته وصعوبته. أو تستخفّوا به وهو مظنّة الكفر (مرآة العقول : ج 9 ص 32).

ص: 69

3 / 2 من يعدّ ذاكرا

3 / 3 من يعدّ كثير الذّكر

ولكِن عِندَ ما حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ فَيَدَعُهُ . (1)

الإمام عليّ عليه السلام :لا تَذكُرِ اللّهَ سُبحانَهُ ساهِيا ، ولا تَنسَهُ لاهيا ، وَاذكُرهُ كامِلاً يُوافِقُ فيهِ قَلبُكَ لِسانَكَ ، ويُطابِقُ إضمارُكَ إعلانَكَ ، ولَن تَذكُرَهُ حَقيقَةَ الذِّكرِ حَتّى تَنسى نَفسَكَ في ذِكرِكَ ، وتَفقِدَها في أمرِكَ . (2)

3 / 2مَن يُعَدُّ ذاكِراالإمام عليّ عليه السلام :سامِعُ ذِكرِ اللّهِ ذاكِرٌ . (3)

الإمام الباقر عليه السلام :أيُّما مُؤمِنٍ حافَظَ عَلى صَلاةِ الفَريضَةِ فَصَلّاها لِوَقتِها فَلَيسَ هُوَ مِنَ الغافِلينَ ، فَإِن قَرَأَ فيها بِمِئَةِ آيَةٍ فَهُوَ مِنَ الذّاكِرينَ . (4)

3 / 3مَن يُعَدُّ كَثيرَ الذِّكرِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَنِ استَيقَظَ مِنَ اللَّيلِ وأَيقَظَ امرَأَتَهُ فَصَلَّيا رَكعَتَينِ جَميعا ، كُتِبا مِنَ «الذَّ كِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَ الذَّ كِرَ تِ» (5) . (6)

.


1- .الكافي : ج 2 ص 170 ح 3 وص 144 ح 3 عن جارود أبي المنذر وفي ذيله «لكن إذا ورد عليك شيء أمر اللّه عز و جل به أخذت به ، أو إذا ورد عليك شيء نهى اللّه عز و جل عنه تركته» وص 145 ح 9 ، معاني الأخبار : ص 192 ح 1 كلاهما عن أبي اُسامة زيد الشحّام نحوه ، بحار الأنوار : ج 74 ص 242 ح 41.
2- .غررالحكم : ح 10359 ، عيون الحكم والمواعظ : ص 525 ح 9567.
3- .غرر الحكم : ح 5579 ، عيون الحكم والمواعظ : ص 283 ح 5092 .
4- .المحاسن : ج 1 ص 123 ح 135 عن زرارة ، بحار الأنوار : ج 83 ص 20 ح 34 وج 85 ص 41 ح 28 .
5- .الأحزاب : 35 .
6- .سنن أبي داوود : ج 2 ص 70 ح 1451 ، سنن ابن ماجة : ج 1 ص 424 ح 1335 ، المستدرك على الصحيحين : ج 2 ص 452 ح 3561 ، السنن الكبرى : ج 2 ص 706 ح 4645 كلّها عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة ، كنز العمّال : ج 7 ص 784 ح 21400 ؛ مجمع البيان : ج 8 ص 561 عن أبي سعيد الخدري ، بحار الأنوار : ج 87 ص 158 ح 44 .

ص: 70

الإمام عليّ عليه السلام :مَن ذَكَرَ اللّهَ عز و جل فِي السِّرِّ فَقَد ذَكَرَ اللّهَ كَثِيرا ، إنَّ المُنافِقينَ كانوا يَذكُرونَ اللّهَ عَلانِيَةً ولا يَذكُرونَهُ فِي السِّرِّ ، فَقالَ اللّهُ عز و جل : «يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَا قَلِيلاً» (1) . (2)

الإمام الصادق عليه السلام_ حِينَ سُئِلَ عَن قَولِ اللّهِ عز و جل : «اذْكُرُواْ اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا» (3) ما هذَا الذِّكرُ الكَثيرُ؟ _: مَن سَبَّحَ تَسبيحَ فاطِمَةَ عليهاالسلام فَقَد ذَكَرَ اللّهَ الذِّكرَ الكَثيرَ . (4)

عنه عليه السلام :تَسبيحُ فاطِمَةَ الزَّهراءِ عليهاالسلام مِنَ الذِّكرِ الكَثيرِ الَّذِي قالَ اللّهُ عز و جل : «اذْكُرُواْ اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا» . (5)

عنه عليه السلام :تَسبيحُ فاطِمَةَ عليهاالسلام مِن ذِكرِ اللّهِ الكَثيرِ الَّذي قالَ اللّهُ عز و جل : «فَاذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ» (6) . (7)

عنه عليه السلام :مَن باتَ عَلى تَسبيحِ فاطِمَةَ عليهاالسلام، كانَ مِنَ «الذَّ كِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَ الذَّ كِرَ تِ» . (8)

.


1- .النساء : 142 .
2- .الكافي : ج 2 ص 501 ح 2 ، الدعوات : ص 20 ح 14 عن الإمام الصادق عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 93 ص 160 ح 41 .
3- .الأحزاب : 41 .
4- .معاني الأخبار : ص 193 ح 5 عن محمّد بن مسلم ، المقنعة : ص 140 وفيه «من سبّح في عقب كلّ فريضة تسبيح الزهراء فاطمة صلوات اللّه عليها...» ، مجمع البيان : ج 8 ص 568 عن زرارة وحمران ابني أعين ، بحار الأنوار : ج 85 ص 331 ح 8 وص 335 ح 22 .
5- .الكافي : ج 2 ص 500 ح 4 عن زرارة بن أعين ، تأويل الآيات الظاهرة : ج 2 ص 454 ح 15 عن محمّد بن مسلم عن الإمام الباقر عليه السلام .
6- .البقرة : 152.
7- .معاني الأخبار : ص 194 ح 5 عن محمّد بن مسلم ، تفسير العيّاشي : ج 1 ص 67 ح 122 عن محمّد بن مسلم عن الإمام الباقر عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 93 ص 155 ح 19 .
8- .مجمع البيان : ج 8 ص 561 ، بحار الأنوار : ج 22 ص 176 وج 85 ص 335 ح 22 وج 87 ص 174 .

ص: 71

3 / 4 من ذكره عبادة

تهذيب الأحكام عن ابن بكير :قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام : قَولُ اللّهِ عز و جل : «اذْكُرُواْ اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا» ماذَا الذِّكرُ الكَثيرُ؟ قالَ : أن يُسَبِّحَ في دُبُرِ المَكتوبَةِ ثَلاثينَ مَرَّةً . (1)

الإمام الصادق عليه السلام_ في قَولِهِ تَعالى : «اذْكُرُواْ اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا» _: إذا ذَكَرَ العَبدُ رَبَّهُ فِي اليَومِ مِئَةَ مَرَّةٍ ، كانَ ذلِكَ كَثيرا . (2)

راجع : ج 1 ص 25 (الحثّ على كثرة الذكر) .

3 / 4مَن ذِكرُهُ عِبادَةٌرسول اللّه صلى الله عليه و آله :ذِكرُ اللّهِ عز و جل عِبادَةٌ ، وذِكري عِبادَةٌ ، وذِكرُ عَلِيٍّ عِبادَةٌ ، وذِكرُ الأَئِمَّةِ مِن وُلدِهِ عِبادَةٌ . (3)

عنه صلى الله عليه و آله :ذِكرُ عَلِيٍّ عِبادَةٌ . (4)

عنه صلى الله عليه و آله :ذِكرُ الأَنبِياءِ مِن العبادَةِ ، وذِكرُ الصّالِحينَ كَفّارَةٌ ، وذِكرُ المَوتِ صَدَقَةٌ ، وذِكرُ القَبرِ يُقَرِّبُكُم مِن الجَنَّةِ . (5)

.


1- .تهذيب الأحكام : ج 2 ص 107 ح 405 ، قرب الإسناد : ص 169 ح 621 وفيه «ما أدنى» بدل «ماذا» ، بحار الأنوار : ج 86 ص 24 ح 25 .
2- .النوادر للأشعري : ص 137 ح 357 عن أبي بصير ، بحار الأنوار : ج 93 ص 160 ح 38 .
3- .الاختصاص : ص 224 عن ابن عبّاس ، بحار الأنوار : ج 36 ص 370 ح 234 وج 94 ص 69 ح 58 .
4- .الفردوس : ج 2 ص 244 ح 3151 ، المناقب لابن المغازلي : ص 206 ح 243 كلاهما عن عائشة ، كنز العمّال : ج 11 ص 601 ح 32894 ؛ مائة منقبة : ص 123 ح 68 ، المناقب لابن شهر آشوب : ج 3 ص 202 كلاهما عن عائشة ، بحار الأنوار : ج 38 ص 199 .
5- .كنز العمّال : ج 11 ص 477 ح 32247 وج 15 ص 864 ح 43438 كلاهما نقلاً عن الفردوس ، وص 918 ح 43584 نقلاً عن الديلمي نحوه وكلّها عن معاذ بن جبل ، كشف الخفاء : ج 1 ص 419 ح 1345 .

ص: 72

عنه صلى الله عليه و آله :عِندَ ذِكرِ الصّالِحينَ تَنزِلُ (1) الرَّحمَةُ . (2)

الإمام عليّ عليه السلام _ مِن كِتابِهِ لِمُحَمَّدِ بنِ أبي بَكرٍ وأهلِ مِصرَ لَمّا وَلّاهُ عَلَيهم _ :يا عِبادَ اللّهِ ! إنِ اتَّقَيتُمُ اللّهَ، وحَفِظتُم نَبِيَّكُم في أهلِ بَيتِهِ ؛ فَقَد عَبَدتُموهُ بِأَفضَلِ ما عُبِدَ ، وذَكَرتُموهُ بِأَفضَلِ ما ذُكِرَ ، وشَكَرتُموهُ بِأَفضَلِ ما شُكِرَ ، وأَخَذتُم بِأَفضَلِ الصَّبرِ وَالشُّكرِ ، وَاجتَهَدتُم بِأَفضَلِ الاِجتِهادِ . (3)

الإمام الصادق عليه السلام :شِيعَتُنَا الرُّحَماءُ بَينَهُم ، الَّذينَ إذا خَلَوا ذَكَرُوا اللّهَ ، (إنَّ ذِكرَنا مِن ذِكرِ اللّهِ) (4) إنّا إذا ذُكِرنا ذُكِرَ اللّهُ ، وإذا ذُكِرَ عَدُوُّنا ذُكِرَ الشَّيطانُ. (5)

عنه عليه السلام _ لِداوودَ بنِ سِرحانَ _ :يا داوودُ ، أبلِغ مَوالِيَّ عَنِّي السَّلامَ ، وأنِّي أقُولُ : رَحِمَ اللّهُ عَبدا اجتَمَعَ مَعَ آخَرَ فَتَذاكَرا أمرَنا ، فَإِنَّ ثالِثَهُما مَلَكٌ يَستَغفِرُ لَهُما ، ومَا اجتَمَعَ اثنانِ عَلى ذِكرِنا إلّا باهَى اللّهُ تَعالى بِهِمَا المَلائِكَةَ . فَإذَا اجتَمَعتُم فَاشتَغِلوا بِالذِّكرِ ؛ فَإِنَّ فِي اجتِماعِكُم ومُذاكَرَتِكُم إحياءَنا ، وخَيرُ النّاسِ مِن بَعدِنا مَن ذاكَرَ بِأَمرِنا ، ودَعا إلى ذِكرِنا . (6)

.


1- .في بحار الأنوار : «يَنزِل» ، وما أثبتناه من كشف الخفاء .
2- .بحار الأنوار : ج 93 ص 349 ح 15 نقلاً عن مجموعةٍ بخطّ بعض الأفاضل ؛ كشف الخفاء : ج 2 ص 70 ح 1772 .
3- .الأمالي للمفيد : ص 263 ح 3 ، الأمالي للطوسي : ص 27 ح 31 كلاهما عن أبي إسحاق الهمداني ، تحف العقول : ص 178 ، بشارة المصطفى : ص 45 ، بحار الأنوار : ج 33 ص 544 .
4- .ما بين الهلالين لا يوجد في بحار الأنوار ، و الظاهر زيادته أو كونه نسخة بدل عمّا بعده.
5- .الكافي : ج 2 ص 186 ح 1 عن عليّ بن أبي حمزة ، بحار الأنوار : ج 74 ص 258 ح 55 .
6- .الأمالي للطوسي : ص 224 ح 390 ، بشارة المصطفى : ص 110 وليس فيه «وما اجتمع اثنان على ذكرنا إلّا باهى اللّه تعالى بهما الملائكة» وكلاهما عن معتّب مولى الإمام الصادق عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 1 ص 200 ح 8 وج 74 ص 354 ح 31 .

ص: 73

الفصل الرّابع : أقسام الذّكر

4 / 1 الذّكر باللّسان والذّكر عند المصيبة وعند ما حرّم اللّه

الفَصلُ الرّابِعُ : أقسام الذّكر4 / 1الذِّكرُ بِاللِّسانِ وَالذِّكرُ عِندَ المُصيبَةِ وعِندَ ما حَرَّمَ اللّهُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :الذِّكرُ ذِكرانِ : ذِكرُ اللّهِ بِاللِّسانِ فَحَسَنٌ ، وذِكرُ اللّهِ عِندَ ما حَرَّمَ عَلَيكَ فَتُمسِكُ نَفسَكَ عَنهُ فَذلِكَ أفضَلُ . (1)

الإمام عليّ عليه السلام :الذِّكرُ ذِكرانِ : ذِكرُ اللّهِ عز و جل عِندَ المُصيبَةِ ، وأَفضَلُ مِن ذلِكَ ذِكرُ اللّهِ عِندَ ما حَرَّمَ عَلَيكَ فَيَكونُ حاجِزا . (2)

عنه عليه السلام _ فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ _ :الذِّكرُ ذِكرانِ : أحَدُهُما ذِكرُ اللّهِ وتَحميدُهُ ، فَما أحسَنَهُ وأعظَمَ أجرَهُ ! وَالثّاني ذِكرُ اللّهِ عِندَ ما حَرَّمَ اللّهُ ، وهُوَ أفضَلُ مِنَ الأَوَّلِ . (3)

.


1- .الفردوس : ج 2 ص 249 ح 3172 عن أنس .
2- .الكافي : ج 2 ص 90 ح 11 ، تنبيه الخواطر : ج 1 ص 16 ، مشكاة الأنوار : ص 112 ح 258 كلّها عن الأصبغ بن نباتة ، تحف العقول : ص 216 ، بحار الأنوار : ج 93 ص 164 ح 43 .
3- .شرح نهج البلاغة : ج 20 ص 347 ح 985 .

ص: 74

4 / 2 ذكر خالص وذكر صارف

4 / 3 الأذكار السّبعة

4 / 2ذِكرٌ خالِصٌ وذِكرٌ صارِفٌمصباح الشريعة _ فيما نَسَبَهُ إلَى الإِمامِ الصّادِقِ عليه السلام _ :الذِّكرُ ذِكرانِ : ذِكرٌ خالِصٌ بِمُوافَقَةِ القَلبِ ، وذِكرٌ صارِفٌ (1) يَنفي ذِكرَ غَيرِهِ . كَما قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : إنّي لا اُحصي ثَناءً عَلَيكَ ؛ أنتَ كَما أثنَيتَ عَلى نَفسِكَ . فَرَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله لَم يَجعَل لِذِكرِهِ مِقدارا عِندَ عِلمِهِ بِحَقيقَةِ سابِقَةِ ذِكرِ اللّهِ عز و جل لَهُ مِن قَبلِ ذِكرِهِ لَهُ ، فَمَن دونَهُ أولى . فَمَن أرادَ أن يَذكُرَ اللّهَ ، فَليَعلَم أنَّهُ ما لَم يَذكُرِ اللّهُ العَبدَ بِالتَّوفيقِ لِذِكرِهِ ، لا يَقدِرُ العَبدُ عَلى ذِكرِهِ . (2)

4 / 3الأَذكارُ السَّبعَةُالخصال عن عبد اللّه بن حامد رفعه إلى بعض الصالحين عليهم السلام :الذِّكرُ مَقسومٌ عَلى سَبعَةِ أعضاءَ : اللِّسانِ ، وَالرُّوحِ ، وَالنَّفسِ ، وَالعَقلِ ، وَالمَعرِفَةِ ، وَالسِّرِّ ، وَالقَلبِ . وكُلُّ واحِدٍ مِنها يَحتاجُ إلَى الاِستِقامَةِ . فَأَمَّا استِقامَةُ اللِّسانِ فَصِدقُ الإِقرارِ ، وَاستِقامَةُ الرّوحِ صِدقُ الاِستِغفارِ ، وَاستِقامَةُ القَلبِ صِدقُ الاِعتِذارِ ، وَاستِقامَةُ العَقلِ صِدقُ الاِعتِبارِ ، وَاستِقامَةُ المَعرِفَةِ صِدقُ الاِفتِخارِ ، وَاستِقامَةُ السِّرِّ السُّرورُ بِعالَمِ الأَسرارِ ، وَاستِقامَةُ القَلبِ صِدقُ اليَقينِ ومَعرِفَةُ الجَبّارِ . فَذِكرُ اللِّسانِ الحَمدُ وَالثَّناءُ ، وذِكرُ النَّفسِ الجَهدُ وَالعَناءُ ، وذِكرُ الرُّوحِ الخَوف

.


1- .في الطبعة المعتمدة : «وذكرٌ صادقٌ» ، والأصحّ ما أثبتناه كما في نسخة اُخرى و بحار الأنوار .
2- .. مصباح الشريعة : ص 50 ، بحار الأنوار : ج 93 ص 159 ح 33 .

ص: 75

4 / 4 الذّكر الخفيّ

وَالرَّجاءُ ، وذِكرُ القَلبِ الصِّدقُ وَالصَّفاءُ ، وذِكرُ العَقلِ التَّعظيمُ وَالحَياءُ ، وذِكرُ المَعرِفَةِ التَّسليمُ وَالرِّضاءُ ، وذِكرُ السِّرِّ عَلى رُؤيَةِ اللِّقاءِ (1) . (2)

4 / 4الذِّكرُ الخَفِيُّالكتاب«وَاذْكُر رَّبَّكَ فِى نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْاصَالِ وَلَا تَكُن مِّنَ الْغَ_فِلِينَ» . (3)

الحديثالإمام الباقر أو الإمام الصادق عليهماالسلام :لا يَكتُبُ المَلَكُ إلّا ما سَمِعَ ، وقالَ اللّهُ عز و جل : «وَاذْكُر رَّبَّكَ فِى نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً» فَلا يَعلَمُ ثَوابَ ذلِكَ الذِّكرِ في نَفسِ الرَّجُلِ غَيرُ اللّهِ عز و جللِعَظَمَتِهِ . (4)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «وَاذْكُر رَّبَّكَ فِى نَفْسِكَ» يَعني مُستَكينا «وَخِيفَةً» يَعني خَوفا مِن عَذابِهِ «وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ» يَعني دونَ الجَهرِ مِنَ القِراءَةِ «بِالْغُدُوِّ وَالْاصَالِ» يَعني بِالغَداةِ وَالعَشِيِّ . (5)

.


1- .في مشكاة الأنوار : «وذِكرُ السِّرِّ الرُّؤيَةُ وَاللِّقاءُ» .
2- .الخصال : ص 404 ، مشكاة الأنوار : ص 113 ح 261 ، روضة الواعظين : ص 427 ، بحار الأنوار : ج 93 ص 153 ح 14 .
3- .الأعراف : 205.
4- .الكافي : ج 2 ص 502 ح 4 ، الزهد للحسين بن سعيد : ص 53 ح 144 وليس فيه «لعظمته» ، عدّة الداعي : ص 244 ، تفسير العيّاشي : ج 2 ص 44 ح 134 وفيه «اسمع نفسه» بدل «سمع» وكلّها عن زرارة ، بحار الأنوار : ج 93 ص 159 ح 36 وص 342 ح 11.
5- .تفسير العيّاشي : ج 2 ص 44 ح 135 ، بحار الأنوار : ج 93 ص 159 ح 37.

ص: 76

الكافي عن العلاء بن كامل :سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام يَقولُ : «وَاذْكُر رَّبَّكَ فِى نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ» عِندَ المَساءِ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحَدهُ لا شَريكَ لَهُ ، لَهُ المُلكُ ولَهُ الحَمدُ ، يُحيي ويُميتُ ، ويُميتُ ويُحيي ، وهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ» . قالَ : قُلتُ : بِيَدِهِ الخَيرُ ! قال : إنَّ بِيَدِهِ الخَيرَ ، ولكِن قُل كَما أقولُ لَكَ ، عَشرَ مَرّاتٍ ، و«أعوذُ بِاللّهِ السَّميعِ العَليمِ» حينَ تَطلُعُ الشَّمسُ وحينَ تَغرُبُ ، عَشرَ مَرّاتٍ . (1)

الأمالي عن أبي ذرّ :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : يا أباذَرٍّ ، اُذكُرِ اللّهَ ذِكرا خامِلاً . قُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ ، مَا الذِّكرُ الخامِلُ؟ قالَ : الذِّكرُ الخَفِيُّ . (2)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :خَيرُ الذِّكرِ الخَفِيُّ . (3)

عنه صلى الله عليه و آله :الذِّكرُ (4) الَّذي لا يَسمَعُهُ الحَفَظَةُ يَزيدُ عَلَى الذِّكرِ الَّذي يَسمَعُهُ الحَفَظَةُ سَبعينَ ضِعفا . (5)

مسند أبي يعلى عن عائشة :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يُفَضِّلُ الذِّكرَ الخَفِيَّ الَّذي لا يَسمَعُه

.


1- .الكافي : ج 2 ص 527 ح 17 ، تفسير العيّاشي : ج 2 ص 45 ح 136 عن الحسين بن المختار وزاد فيه «من همزات الشياطين ، وأعوذ بك ربّ أن يحضرون ، إنّ اللّه هو السميع العليم ، عشر مرّات» بعد «العليم» ، بحار الأنوار : ج 86 ص 261 ح 30.
2- .الأمالي للطوسي : ص 530 ح 1162 ، عدّة الداعي : ص 243 ، تنبيه الخواطر : ج 2 ص 56 ، بحار الأنوار : ج 93 ص 342 ح 11 ؛ الزهد لابن المبارك : ص 50 ح 155 عن ضمرة بن حبيب ، كنزالعمّال : ج 1 ص 415 ح 1757.
3- .مسند ابن حنبل : ج 1 ص 364 ح 1477 وص 381 ح 1559 ، مسند أبي يعلى : ج 1 ص 345 ح 727 ، شُعب الإيمان : ج 1 ص 407 ح 552 كلّها عن سعد بن مالك وح 554 ، صحيح ابن حبّان : ج 3 ص 91 ح 809 كلاهما عن سعد بن أبي وقّاص ، كنز العمّال : ج 1 ص 417 ح 1771.
4- .في الفردوس : «الذكر الخفي الذي ...» .
5- .شُعب الإيمان : ج 1 ص 407 ح 555 ، الفردوس : ج 2 ص 249 ح 3170 كلاهما عن عائشة ، كنز العمّال : ج 1 ص 414 ح 1750 وص 447 ح 1929.

ص: 77

4 / 5 الذّكر الجليّ

الحَفَظَةُ سَبعينَ ضِعفا فَيَقولُ : إذا كانَ يَومُ القِيامَةِ وجَمَعَ اللّهُ الخَلائِقَ لِحِسابِهِم ، وجاءَتِ الحَفَظَةُ بِما حَفِظوا وكَتَبوا ، قالَ اللّهُ لَهُم : اُنظُروا هَل بَقيَ لَهُ مِن شَيءٍ؟ فَيَقولونَ : رَبَّنا ما تَرَكنا شَيئا مِمّا عَلِمناهُ وحَفِظناهُ إلّا وقَد أَحصَيناهُ وكَتَبناهُ! فَيَقولُ اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى لَهُ : إنَّ لَكَ عِندي خَبئا (1) لا تَعلَمُهُ وأنَا أجزيكَ بِهِ ؛ وهُوَ الذِّكرُ الخَفِيُّ . (2)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ أولِياءَ اللّهِ سَكَتوا فَكانَ سُكوتُهُم ذِكرا ، ونَظَروا فَكانَ نَظَرُهُم عِبَرةً ، ونَطَقوا فَكانَ نُطقُهُم حِكمَةً . (3)

الإمام عليّ عليه السلام _ في صِفَةِ المُؤمِنِ _ :حُزنُهُ في قَلبِهِ ، وبِشرُهُ في وَجهِهِ . . . قَلبُهُ بِذِكرِ اللّهِ مَعمورٌ . (4)

راجع : ج 1 ص 109 (أهمّ مواطن الذكر / عند الخلوة). ج 1 ص 122 ح 355 _ 360 .

4 / 5الذِّكرُ الجَلِيُّالإمام عليّ عليه السلام :طوبى لِمَن شَغَلَ قَلبَهُ بِالفِكرِ ، ولِسانَهُ بِالذِّكرِ . (5)

عنه عليه السلام :اِشغَلوا أنفُسَكُمِ بِالطّاعَةِ ، وألسِنَتَكُم بِالذِّكرِ ، وقُلوبَكُم بِالرِّضا فيما أحبَبتُم

.


1- .الخَبْ ءُ : المُدَّخَرُ (المعجم الوسيط : ج 1 ص 213 «خبأ») .
2- .مسند أبي يعلى (طبعة دار الثقافة العربيّة) : ج 8 ص 182 ح 4738.
3- .الكافي : ج 2 ص 237 ح 25 عن عيسى النهريري عن الإمام الصادق عليه السلام ، الأمالي للصدوق : ص 380 ح 482 عن عيسى النهريري عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام عنه صلى الله عليه و آله ، مشكاة الأنوار : ص 222 ح 615 وفيهما بزيادة «فكرا وتكلّموا فكان كلامهم» بعد «سكوتهم» ، بحار الأنوار : ج 69 ص 288 ح 23 .
4- .تذكره الخواصّ : ص 138 عن ابن عبّاس ؛ بحار الأنوار : ج 78 ص 73 ح 41.
5- .غررالحكم : ح 5942 ، عيون الحكم والمواعظ : ص 314 ح 5499.

ص: 78

وكَرِهتُم . (1)

عنه عليه السلام :لِيَكُن جُلُّ كَلامِكُم ذِكرَ اللّهِ عز و جل . (2)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :ألا أدُلُّكُم عَلى أبخَلِ النّاسِ ، وأكسَلِ النّاسِ ، وأسرَقِ النّاسِ . . . . أمّا أكسَلُ النّاسِ : فَعَبدٌ صَحيحٌ فارِغٌ لا يَذكُرُ اللّهَ بِشَفَةٍ ولا بِلِسانٍ . (3)

الإمام الصادق عليه السلام :كانَ فيما وَعَظَ اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى بِهِ عِيسَى بنَ مَريَمَ عليه السلام : . . . يا عيسى ، أحيِ ذِكري بِلِسانِكَ ، وَليَكُن وُدّي في قَلبِكَ . . . . يا عيسى ، اِبكِ عَلى نَفسِكَ فِي الصَّلاةِ ، وَانقُل قَدَمَيكَ إلى مَواضِعِ الصَّلَواتِ ، وأسمِعني لَذاذَةَ نُطقِكَ بِذِكري ، فَإِنَّ صَنيعي إلَيكَ حَسَنٌ . (4)

الإمام عليّ عليه السلام _ مِن دُعائِهِ المَعروفِ بِدُعاءِ كُمَيلٍ _ :وَاجعَل لِساني بِذِكرِكَ لَهِجا (5) ، و قَلبي بِحُبِّكَ مُتَيَّما (6) . (7)

الإمام زين العابدين عليه السلام _ فِي الدُّعاءِ _ :وأنطِق بِحَمدِكَ وشُكرِكَ وذِكرِكَ وحُسنِ الثَّناء

.


1- .غررالحكم : ح 2498 ، عيون الحكم والمواعظ : ص 87 ح 2080.
2- .الخصال : ص 620 ح 10 عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام ، تحف العقول : ص 110 ، بحار الأنوار : ج 10 ص 99 ح 1.
3- .عدّة الداعي : ص 34 ، تنبيه الخواطر : ج 2 ص 237 ، إرشاد القلوب : ص 80 ، بحار الأنوار : ج 93 ص 302 ح 39.
4- .الأمالي للصدوق : ص 607 ح 841 عن أبي بصير ، الكافي : ج 8 ص 132 ح 103 عن عليّ بن أسباط عنهم عليهم السلام ، تنبيه الخواطر : ج 2 ص 138 ، تحف العقول : ص 497 وفيها «الخلوات» بدل «الصلاة» ، بحار الأنوار : ج 14 ص 290 ح 14.
5- .لَهِج بالشيء : إذا وَلِع به (النهاية : ج 4 ص 281 «لهج») .
6- .متيَّم : أي معبَّد مذلَّل. وتيّمه الحبُّ : إذا استولى عليه (النهاية : ج 1 ص 203 «تيم») .
7- .مصباح المتهجّد : ص 850 ح 910 ، الإقبال : ج 3 ص 337 كلاهما عن كميل ، المصباح للكفعمي : ص 743 ، البلد الأمين : ص 191 .

ص: 79

عَلَيكَ لِساني . (1)

الإمام الصادق عليه السلام :اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجعَلِ اليَقينَ في قَلبي ، وَالنّورَ في بَصَري ، وَالنَّصيحَةَ في صَدري ، وذِكرَكَ بِاللَّيلِ وَالنَّهارِ عَلى لِساني . (2)

عنه عليه السلام :اللّهُمَّ اجعَلِ النّورَ في بَصَري ، وَالبَصيرَةَ في ديني ، وَاليَقينَ في قَلبي ، وَالإِخلاصَ في عَمَلي ، وَالسَّعَةَ في رِزقي ، وذِكرَكَ بِاللَّيلِ وَالنَّهارِ عَلى لِساني ، وَالشُّكرَ لَكَ أبَدا ما أبقَيتَني . (3)

راجع : ج 1 ص 33 (الحثّ على ذكر اللّه في كلّ حال) .

.


1- .الصحيفة السجّاديّة : ص 98 الدعاء 23.
2- .تهذيب الأحكام : ج 3 ص 75 ح 233 ، المقنعة : ص 176 ، مصباح المتهجّد : ص 547 ح 637 ، الإقبال : ج 1 ص 101 ، المصباح للكفعمي : ص 752 ، بحار الأنوار : ج 97 ص 374 ح 1.
3- .فلاح السائل : ص 251 ح 153 عن وهب بن عبد ربّه ، جمال الاُسبوع : ص 136 عن أبي بصير ، الإقبال : ج 2 ص 230 ، العُدد القويّة : ص 322 كلاهما من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام ، المناقب لابن شهرآشوب : ج 2 ص 287 عن الإمام عليّ عليه السلام وكلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج 86 ص 6 ح 6.

ص: 80

. .

ص: 81

الفصل الخامس : أسباب الذّكر

5 / 1 المعرفة

5 / 2 المحبّة

الفَصلُ الخامِس : أسباب الذّكر5 / 1المَعرِفَةُالإمام عليّ عليه السلام :سَهَرُ العُيونِ بِذِكرِ اللّهِ خُلصانُ العارِفينَ ، وحُلوانُ المُقَرَّبينَ . (1)

إرشاد القلوب :كانَ مِمّا ناجى بِهِ الباري تَعالى داوودَ عليه السلام : ... يا داوودُ ، إِنَّ العارِفينَ كَحَلوا أَعيُنَهُم بِمروَدِ (2) السَّهَرِ، وقاموا لَيلَهُم يَسهَرونَ يَطلُبونَ بِذلِكَ مَرضاتي. (3)

5 / 2المَحَبَّةُالإمام عليّ عليه السلام :مَن أحَبَّ شَيئا لَهِجَ بِذِكرِهِ . (4)

مصباح الشريعة _ فيما نَسَبَهُ إلَى الإِمامِ الصّادِقِ عليه السلام _ :حُبُّ اللّهِ إذا أضاءَ عَلى سِرِّ عَبدٍ أخلاهُ عَن كُلِّ شاغِلٍ ، وكُلُّ ذِكرٍ سِوَى اللّهِ تَعالى ظُلمَةٌ . (5)

.


1- .غرر الحكم : ح 5612 ، عيون الحكم والمواعظ : ص 286 ح 5163 وفيه «ودأب» بدل «وحلوان» .
2- .المِرْوَد : المِيل الّذي يُكتحل به (تاج العروس : ج 4 ص 466 «رود») .
3- .إرشاد القلوب : ص 86 .
4- .غررالحكم : ح 7851 ، عيون الحكم والمواعظ : ص 453 ح 8118.
5- .مصباح الشريعة : ص 521 ، بحار الأنوار : ج 70 ص 23 ح 23.

ص: 82

5 / 3 الإلهام

5 / 3الإلهامُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :ما مِن يَومٍ ولا لَيلَةٍ ولا ساعَةٍ إلّا وللّهِِ فيهِ صَدَقَةٌ يَمُنُّ بِها عَلى مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ ، وما مَنَّ اللّهُ تَعالى عَلى عِبادِهِ بِمِثلِ أن يُلهِمَهُم ذِكرَهُ . (1)

الإمام عليّ عليه السلام :الذِّكرُ لَيسَ مِن مَراسِمِ اللِّسانِ ، ولا مِن مَناسِمِ 2 الفِكرِ ، ولكِنَّهُ أوَّلٌ مِنَ المَذكورِ ، وثانٍ مِنَ الذّاكِرِ . (2)

عنه عليه السلام :اللّهُمَّ إنّي أتَقَرَّبُ إلَيكَ بِذِكرِكَ ، وأستَشفِعُ بِكَ إلى نَفسِكَ ، وأسَأَ لُكَ بِجودِكَ أن تُدنِيَني مِن قُربِكَ ، وأن تُوزِعَني شُكرَكَ ، وأن تُلهِمَني ذِكرَكَ . (3)

الإمام عليّ عليه السلام :إلهي ، وألهِمني وَلَها بِذِكرِكَ إلى ذِكرِكَ . (4)

الإمام زين العابدين عليه السلام _ فِي المُناجاةِ الإِنجيلِيَّةِ _ :سَيِّدي ، قَد ذَكَرتُكَ بِالذِّكرِ الَّذي ألهَمتَنيهِ . (5)

عنه عليه السلام :إلهي ، فَاجعَلنا مِمَّن . . . ألهَمتَهُ ذِكرَكَ ، وأوزَعتَهُ شُكرَكَ . (6)

.


1- .تفسير القرطبي : ج 9 ص 347 ، الدرّ المنثور : ج 1 ص 363 نقلاً عن ابن أبي الدنيا ، كنز العمّال : ج 7 ص 808 ح 21510 نقلاً عن البزّار وكلّها عن أبي ذرّ وص 809 ح 21511 نقلاً عن المعجم الكبير عن أبي الدرداء.
2- .غررالحكم : ح 2091.
3- .مصباح المتهجّد : ص 845 ح 910 ، الإقبال : ج 3 ص 332 كلاهما عن كميل ، المصباح للكفعمي : ص 738 ، البلد الأمين : ص 188.
4- .الإقبال : ج 3 ص 298 عن ابن خالويه ، بحار الأنوار : ج 94 ص 98 ح 13 نقلاً عن الكتاب العتيق الغروي .
5- .بحار الأنوار : ج 94 ص 167 ح 22 نقلاً عن كتاب أنيس العابدين .
6- .بحار الأنوار : ج 94 ص 148 ح 21 نقلاً عن بعض الكتب.

ص: 83

5 / 4 ذكر القبر

5 / 5 العمل بمرضاة اللّه

عنه عليه السلام _ في مُناجاةِ الذّاكِرينَ _ :إلهي ، فَأَلهِمنا ذِكرَكَ فِي الخَلأِ (1) وَالمَلأِ ، وَاللَّيلِ وَالنَّهارِ ، وَالإِعلانِ وَالإِسرارِ ، وفِي السَّرّاءِ وَالضَّرّاءِ . (2)

عنه عليه السلام _ في مُناجاةِ العارِفينَ _ :إلهي ، ما ألَذَّ خَواطِرَ الإِلهامِ بِذِكرِكَ عَلَى القُلوبِ! (3)

عنه عليه السلام _ في زِيارَةِ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام المَعروفَةِ بِزِيارَةِ أمينِ اللّهِ _ :اللّهُمَّ فَاجعَل نَفسي مُطمَئِنَّةً بِقَدَرِكَ ، راضِيَةً بِقَضائِكَ ، مولَعَةً بِذِكرِكَ ودُعائِكَ . (4)

5 / 4ذِكرُ القَبرِسعد السعود :مِن زَبورِ داوودَ عليه السلام . . . : لَو تَفَكَّرتُم في خُشونَةِ الثَّرى (5) ، ووَحشَةِ القَبرِ وظُلمَتِهِ ، لَقَلَّ كَلامُكُم ، وكَثُرَ ذِكرُكُم وَاشتِغالُكُم لي . (6)

5 / 5العَمَلُ بِمَرضاةِ اللّهِالإمام عليّ عليه السلام _ في ذِكرِ حَديثِ مِعراجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله _ :قالَ اللّهُ عز و جل : . . . مَن عَمِلَ بِرِضائى ¨

.


1- .كذا ، والمنصوص عليه في اللغة : «الخَلاء».
2- .بحار الأنوار : ج 94 ص 151 ح 21 نقلاً عن بعض الكتب.
3- .بحار الأنوار : ج 94 ص 151 ح 21 نقلاً عن بعض الكتب.
4- .كامل الزيارات : ص 92 ح 93 عن أبي علي مهدي بن صدقة الرقّي عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام ، مصباح المتهجّد : ص 738 ح 829 ، الإقبال : ج 2 ص 273 ، المزار للشهيد الأوّل : ص 115 والثلاثة الأخيرة عن جابر الجعفي ، المصباح للكفعمي : ص 639 والأربعة الأخيرة عن الإمام الباقر عنه عليهماالسلام ، بحار الأنوار : ج 100 ص 264 ح 2.
5- .في المصدر : «خسوفة الثرى» ، والتصويب من بحار الأنوار.
6- .سعد السعود : ص 47 ، بحار الأنوار : ج 14 ص 44 .

ص: 84

5 / 6 تلك الخصال

اُلزِمُهُ ثَلاثَ خِصالٍ : اُعَرِّفُهُ شُكرا لا يُخالِطُهُ الجَهلُ ، وذِكرا لا يُخالِطُهُ النِّسيانُ ، ومَحَبَّةً لا يُؤثِرُ عَلى مَحَبَّتي مَحَبَّةَ المَخلوقينَ . (1)

5 / 6تِلكَ الخِصالُالإمام عليّ عليه السلام _ في ذِكرِ حَديثِ مِعراجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله _ :إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله سَأَلَ رَبَّهُ سُبحانَهُ لَيلَةَ المِعراجِ فَقالَ : . . . إلهي كَيفَ أزهَدُ فِي الدُّنيا؟ فَقالَ : خُذ مِنَ الدُّنيا حَفنا (2) مِنَ الطَّعامِ وَالشَّرابِ وَاللِّباسِ، ولا تَدَّخِر لِغَدٍ ، ودُم عَلى ذِكري . فَقالَ : يا رَبِّ كَيفَ أدومُ عَلى ذِكرِكَ؟ فَقالَ : بِالخَلوَةِ عَنِ النّاسِ ، وبُغضِكَ الحُلوَ وَالحامِضَ ، وفَراغِ بَطنِكَ وبَيتِكَ مِنَ الدُّنيا . (3)

.


1- .إرشاد القلوب : ص 204 ، بحار الأنوار : ج 77 ص 28 ح 6.
2- .حَفَنتُ لفلانٍ حَفنَةً : أعطيتُه قليلاً (الصحاح : ج 5 ص 2102 «حفن») .
3- .إرشاد القلوب : ص 199 ، بحار الأنوار : ج 77 ص 21 ح 6.

ص: 85

الفصل السّادس : آفات الذّكر

6 / 1 وسوسة الشّيطان

الفَصلُ السّادِسُ : آفات الذّكر6 / 1وَسوَسَةُ الشَّيطانِالكتاب«اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَ_نُ فَأَنسَ_هُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَ_ئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَ_نِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَ_نِ هُمُ الْخَ_سِرُونَ» . (1)

«إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَ_نُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَ وَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِى الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَوةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ» . (2)

الحديثالإمام عليّ عليه السلام :كُلُّ ما ألهى عَن ذِكرِ اللّهِ فَهُوَ مِن إبليسَ . (3)

عنه عليه السلام :كُلُّ ما ألهى عَن ذِكرِ اللّهِ فَهُوَ مِنَ المَيسِرِ . (4)

.


1- .المجادلة : 19.
2- .المائدة : 91.
3- .تنبيه الخواطر : ج 2 ص 170.
4- .الأمالي للطوسي : ص 336 ح 681 عن عبد اللّه بن عليّ عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج 73 ص 157 ح 2.

ص: 86

6 / 2 العالم المفتون بالدّنيا

6 / 3 حبّ الدّنيا

الإمام الصادق عليه السلام :مَا اجتَمَعَ مِن أصحابِنا جَماعَةٌ في ذِكرِ اللّهِ أو في شَيءٍ مِن ذِكرِنا ، إلّا بَعَثَ إبليسُ شَيطانا في عُنُقِهِ شَريطٌ لِيُفَرِّقَ جَماعَتَهُم . (1)

عنه عليه السلام :ما قَعَدَ قَومٌ قَطُّ يَذكُرونَ اللّهَ تَعالى ، إلّا بَعَثَ إلَيهِم إبليسُ شَيطانا يَقطَعُ حَديثَهُم عَلَيهِم . (2)

6 / 2العالِمُ المَفتونُ بِالدُّنياالإمام الكاظم عليه السلام :أوحَى اللّهُ تَعالى إلى داوودَ عليه السلام : قُل لِعِبادي لا يَجعَلوا بَيني وبَينَهُم عالِما مَفتونا بِالدُّنيا ؛ فَيَصُدَّهُم عَن ذِكري وعَن طَريقِ مَحَبَّتي ومُناجاتي ، اُولئِكَ قُطّاعُ الطَّريقِ مِن عِبادي ، إنَّ أدنى ما أنَا صانِعٌ بِهِم أن أنزِعَ حَلاوَةَ مَحَبَّتي ومُناجاتي مِن قُلوبِهِم . (3)

6 / 3حُبُّ الدُّنياالكتاب«يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَ لُكُمْ وَ لَا أَوْلَ_دُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَ مَن يَفْعَلْ ذَ لِكَ فَأُوْلَ_ئِكَ هُمُ الْخَ_سِرُونَ» . (4)

.


1- .شرح الأخبار : ج 3 ص 459 ح 1344 عن عليّ بن حمزة.
2- .تنبيه الخواطر : ج 2 ص 79 عن هشام ، بحار الأنوار : ج 93 ص 160 ح 40 نقلاً عن الأمالي للطوسي عن هشام بن سالم.
3- .تحف العقول : ص 397 عن هشام بن الحكم ، بحار الأنوار : ج 78 ص 312 ح 1.
4- .المنافقون : 9.

ص: 87

6 / 4 سوء العمل

«فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّى عَن ذِكْرِنَا وَ لَمْ يُرِدْ إِلَا الْحَيَوةَ الدُّنْيَا» . (1)

راجع : سورة ص ، الآية 32 .

الحديثالإمام الصادق عليه السلام _ مِن دُعائِهِ عِندَ وَداعِ قَبرِ الحُسَينِ عليه السلام _ :اللّهُمَّ لا تَشغَلني فِي الدُّنيا عَن شُكرِ نِعمَتِكَ ، ولا بِإِكثارٍ فيها فَتُلهِيَني عَجائِبُ بَهجَتِها ، وتَفتِنَني زَهرَتُها . (2)

6 / 4سوءُ العَمَلِالكتاب«كَلَا بَلْ (3) رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ * كَلَا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَ_ئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ» . (4)

الحديثالإمام عليّ عليه السلام :مَن صَدِئَ بِالإِثمِ ، عَشا (5) عَن ذِكرِ اللّهِ عز و جل . (6)

.


1- .النجم : 29.
2- .كتاب من لا يحضره الفقيه : ج 2 ص 598 ح 3200 ، كامل الزيارات : ص 436 ح 669 كلاهما عن يوسف الكناسي وص 439 ح 670 عن أبي حمزة الثمالي نحوه ، بحار الأنوار : ج 101 ص 281 ح 1 وراجع تهذيب الأحكام : ج 6 ص 68 ح 19 والمزار للمفيد : ص 129 ومصباح المتهجّد : ص 728 ح 819 والمزار للشهيد الأوّل : ص 138.
3- .أي غلب على قلوبهم كسب الذنوب كما يرين الخمر على عقل السكران ، والرَّيْن : الحجاب الكثيف (مجمع البحرين : ج 2 ص 761 «رين»).
4- .المطفّفين : 14 و 15 .
5- .قال الطريحي : قوله تعالى : «وَ مَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَ_نِ» (الزخرف : 36): أي يُظلِمُ بَصَرُه عن ذِكر اللّه ، كأنّ عليه غشاوة. يقال : عَشَوتُ إلى النّار : إذا استَدلَلتَ عليها ببصر ضعيف. وقيل : يُعرِضُ عنه (مجمع البحرين : ج 2 ص 1220 «عشا»). وفي بحارالأنوار : «أعشى» .
6- .الخصال : ص 633 ح 10 عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام ، بحارالأنوار : ج 10 ص 112 .

ص: 88

6 / 5 طول الأمل

6 / 6 اتّباع الشّهوة

6 / 7 فضول النّظر

6 / 8 الاشتغال بذكر النّاس

6 / 5طولُ الأَمَلِالإمام عليّ عليه السلام :اِعلَموا أنَّ الأَمَلَ يُسهِي العَقلَ ، ويُنسِي الذِّكرَ . (1)

6 / 6اِتِّباعُ الشَّهوَةِالإمام عليّ عليه السلام :لَيسَ فِي المَعاصي أشَدُّ مِنِ اتِّباعِ الشَّهوَةِ ، فَلا تُطيعوها فَيَشغَلَكُم عَنِ اللّهِ . (2)

6 / 7فُضولُ النَّظَرِالإمام عليّ عليه السلام :لَيسَ فِي البَدَنِ شَيءٌ أقَلُّ شُكرا مِنَ العَينِ ، فَلا تُعطُوها سُؤلَها فَتَشغَلَكُم عَن ذِكرِ اللّهِ عز و جل . (3)

6 / 8الاِشتِغالُ بِذِكرِ النّاسِالإمام عليّ عليه السلام :مَنِ اشتَغَلَ بِذِكرِ النّاسِ ، قَطَعَهُ اللّهُ سُبحانَهُ عَن ذِكرِهِ . (4)

عنه عليه السلام :إذا رَأَيتَ اللّهَ يُؤنِسُكَ بِخَلقِهِ ، ويُوحِشُكَ مِن ذِكرِهِ ، فَقَد أبغَضَكَ . (5)

.


1- .نهج البلاغة : الخطبة 86 .
2- .غرر الحكم : ح 7520 ، عيون الحكم والمواعظ : ص 411 ح 6989 وفيه «فيقطعكم» بدل «فيشغلكم».
3- .الخصال : ص 629 ح 10 عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام ، تحف العقول : ص 119 ، غرر الحكم : ح 7519 وفيه «الجوارح» بدل «البدن» ، بحار الأنوار : ج 10 ص 107 ح 1.
4- .غرر الحكم : ح 8234 ، عيون الحكم والمواعظ : ص 445 ح 7833.
5- .غرر الحكم : ح 4041 ، عيون الحكم والمواعظ : ص 135 ح 3071.

ص: 89

6 / 9 الخصومة

6 / 10 عدم العمل بالعلم

6 / 11 الملاهي

6 / 12 الجهل

6 / 9الخُصومَةُالإمام الصادق عليه السلام :إيّاكُم وَالخُصومَةَ فِي الدِّينِ ؛ فَإِنَّها تَشغَلُ القَلبَ عَن ذِكرِ اللّهِ عز و جل . (1)

6 / 10عَدَمُ العَمَلِ بِالعِلمِعدّة الداعي :أوحَى اللّهُ إلى داوودَ عليه السلام : إنَّ أهوَنَ ما أنَا صانِعٌ بِعَبدٍ غَيرِ عامِلٍ بِعِلمِهِ ، مِن سَبعينَ عُقوبَةً باطِنِيَّةً ؛ أن اُخرِجَ مِن قَلبِهِ حَلاوَةَ ذِكري . (2)

6 / 11المَلاهيالإمام الصادق عليه السلام :المَلاهِي الَّتي تَصُدُّ عَن ذِكرِ اللّهِ تَبارَكَ وتَعالى مَكروهَةٌ ؛ كَالغِناءِ وضَربِ الأَوتارِ . (3)

6 / 12الجَهلُتحف العقول _ في ذِكرِ مَسائِلِ شَمعونَ الرّاهِبِ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه و آله _ :قالَ شَمعونُ : فَأَخبِرني عَن أعلامِ الجاهِلِ . فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : . . . لا يُحِبُّ اللّهَ ولا يُراقِبُهُ ، ولا يَستَحيي مِنَ اللّه

.


1- .الأمالي للصدوق : ص 503 ح 691 ، الكافي : ج 2 ص 301 ح 8 وليس فيه «في الدين» ، كشف الغمّة : ج 2 ص 398 وليس فيهما «عن ذكر اللّه » وكلّها عن عنبسة العابد ، بحار الأنوار : ج 2 ص 128 ح 6.
2- .عدّة الداعي : ص 69 ، مصباح الشريعة : ص 345 عن الإمام الصادق عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 2 ص 32 ح 25.
3- .الخصال : ص 610 ح 9 عن الأعمش ، تحف العقول : ص 423 عن الإمام الرضا عليه السلام وليس فيه «مكروهة» ، بحار الأنوار : ج 10 ص 229 ح 1.

ص: 90

6 / 13 البطنة والغرّة

ولا يَذكُرُهُ . (1)

6 / 13البِطنَةُ وَالغِرَّةُالإمام زين العابدين عليه السلام :اِعلَم وَيحَكَ يَابنَ آدَمَ ! إنَّ قَسوَةَ البِطنَةِ (2) ، وكِظَّةَ (3) المِلأَةِ ، و سُكرَ الشِّبَعِ ، وغِرَّةَ (4) المُلكِ ، مِمّا يُثَبِّطُ ويُبطِئُ عَنِ العَمَلِ ، ويُنسِي الذِّكرَ . (5)

.


1- .تحف العقول : ص 18 ، بحار الأنوار : ج 1 ص 119 ح 11.
2- .البطنة : امتلاء البطن من الطعام (لسان العرب : ج 13 ص 53 «بطن»).
3- .الكِظَّةُ : غمٌّ وغلظةٌ يجدها في بطنه وامتلاء (لسان العرب : ج 7 ص 457 «كظظ») .
4- .غِرَّة : أي اغترار(النهاية : ج 3 ص 355 «غرر»).
5- .تحف العقول : ص 273 ، بحار الأنوار : ج 78 ص 129 ح 1.

ص: 91

الفصل السّابع : آداب الذّكر

7 / 1 الطّهارة

الفَصلُ السّابِعُ : آداب الذّكر7 / 1الطَّهارَةُالكتاب«يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَوةِ فَاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْجَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَ_مَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُواْ مَاءً فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَ_كِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ» . (1)

«يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَقْرَبُواْ الصَّلَوةَ وَأَنتُمْ سُكَ_رَى حَتَّى تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلَاجُنُبًا إِلَا عَابِرِى سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْجَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَ_مَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُواْ مَاءً فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا» . (2)

.


1- .المائدة : 6.
2- .النساء : 43 . جدير بالذكر أنّ الآيتين تدلّان على وجوب الطهارة في الصلاة لا في مطلق الذكر .

ص: 92

7 / 2 الخشوع

الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنّي كَرِهتُ أن أذكُرَ اللّهَ عز و جل إلّا عَلى طُهرٍ . (1)

7 / 2الخُشوعُالكتاب«أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَ مَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَ لَا يَكُونُواْ كَالَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَ_بَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَ كَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَ_سِقُونَ» . (2)

«وَ بَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ * الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَ الصَّ_بِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَ الْمُقِيمِ الصَّلَوةِ وَ مِمَّا رَزَقْنَ_هُمْ يُنفِقُونَ» . (3)

«وَاذْكُر رَّبَّكَ فِى نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْاصَالِ وَلَا تَكُن مِّنَ الْغَ_فِلِينَ» . (4)

«إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ ءَايَ_تُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَ_نًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ» . (5)

الحديثالإمام الصادق عليه السلام :قالَ اللّهُ عز و جل لِموسى عليه السلام : أكثِر ذِكري بِاللَّيلِ وَالنَّهارِ ، وكُن عِندَ ذِكرى ¨

.


1- .سنن أبي داوود : ج 1 ص 5 ح 17 ، المستدرك على الصحيحين : ج 1 ص 272 ح 592 كلاهما عن المهاجر بن قنفذ ، كنزالعمّال : ج 1 ص 426 ح 1834.
2- .الحديد : 16.
3- .الحجّ : 34 و 35. والمخبتين : أي المتواضعين (مفردات ألفاظ القرآن : ص 272 «خبت») .
4- .الأعراف : 205. والأصيل : العشيّ ؛ وهو ما بعد صلاة العصر إلى الغروب ، والجمع : اُصُل وآصال (المصباح المنير : ص 16 «أصل») .
5- .الأنفال : 2.

ص: 93

7 / 3 الخلوص

7 / 4 التّقوى

خاشِعا ، وعِندَ بَلائي صابِرا ، وَاطمَئِنَّ عِندَ ذِكري ، وَاعبُدني ولا تُشرِك بي شَيئا ، إليَّ المَصيرُ . (1)

الكافي عن عليّ بن أسباط عنهم عليهم السلام :فيما وَعَظَ اللّهُ عز و جل بِهِ عيسى عليه السلام : يا عيسى . . . اِعلَم أنَّ دُنياكَ مُؤَدِّيَتُكَ إلَيَّ ، وأنّي آخِذُكَ بِعِلمي ، فَكُن ذَليلَ النَّفسِ عِندَ ذِكري ، خاشِعَ القَلبِ حينَ تَذكُرُني ، يَقظانَ عِندَ نَومِ الغافِلينَ . (2)

7 / 3الخُلوصُالإمام عليّ عليه السلام :اُذكُروا اللّهَ ذِكرا خالِصا ؛ تَحيَوا بِهِ أفضَلَ الحَياةِ ، وتَسلُكوا بِهِ طَريقَ النَّجاةِ . (3)

7 / 4التَّقوىرسول اللّه صلى الله عليه و آله :لا يَقبَلُ اللّهُ ذِكرَهُ إلّا مِمَّنِ اتَّقى وطَهَّرَ قَلبَهُ ، وأكرِمُوا اللّهَ أن يَرى مِنكُم ما نَهاكُم عَنهُ . (4)

عنه صلى الله عليه و آله :وَيلٌ لِمَن يُكثِرُ ذِكرَ اللّهِ بِلِسانِهِ ، ويَعصِي اللّهَ في عَمَلِهِ . (5)

.


1- .الكافي : ج 2 ص 497 ح 9 ، عدّة الداعي : ص 234 وفيه صدره إلى «خاشعا» ، بحار الأنوار : ج 13 ص 343 ح 22 وراجع تحف العقول : ص 491.
2- .الكافي : ج 8 ص 131 ح 103.
3- .الكافي : ج 8 ص 17 ح 3 عن محمّد بن إسماعيل الهمداني عن الإمام الكاظم عليه السلام ، تحف العقول : ص 202 ، بحار الأنوار : ج 78 ص 39 ح 16.
4- .كنز العمّال : ج 2 ص 243 ح 3931 نقلاً عن ابن صصري في أماليه عن معاذ.
5- .الفردوس : ج 4 ص 400 ح 7160 عن ابن عمر ، كنزالعمّال : ج 16 ص 16 ح 43738.

ص: 94

7 / 5 التّعظيم

7 / 6 النّشاط

عنه صلى الله عليه و آله :الذّاكِرُ بِلا عَمَلٍ ، كَالرّامي بِلا وَتَرٍ . (1)

7 / 5التَّعظيمُرسول اللّه صلى الله عليه و آله _ في وَصِيَّتِهِ لِأَبي ذَرٍّ الغِفارِيِّ _ :يا أبا ذَرٍّ ، لِيَعظُم جَلالُ اللّهِ في صَدرِكَ ، فَلا تَذكُرهُ كَما يَذكُرُهُ الجاهِلُ عِندَ الكَلبِ : «اللّهُمَّ أخزِهِ» ، وعِندَ الخِنزِيرِ : «اللّهُمَّ أخزِهِ» . (2)

عنه صلى الله عليه و آله _ مِن دُعائِهِ عَقيبَ كُلِّ رَكعَتينِ مِن نَوافِلِ الزَّوالِ _ :وَارزُقنِي الرَّهبَةَ مِنكَ ، وَالرَّغبَةَ إلَيكَ ، وَالخُشوعَ لَكَ ، وَالوَقارَ والحَياءَ مِنكَ ، وَالتَّعظيمَ لِذِكرِكَ ، وَالتَّقديسَ لِمَجدِكَ أيّامَ حَياتي ، حَتّى تَتَوَفّاني وأنتَ عَنّي راضٍ . (3)

مصباح الشريعة _ فيما نَسَبَهُ إلَى الإِمامِ الصّادِقِ عليه السلام _ :إنَّ العَبدَ إذا ذَكَرَ اللّهَ تَعالى بِالتَّعظيمِ خالِصا ؛ ارتَفَعَ كُلُّ حِجابٍ بَينَهُ وبَينَ اللّهِ مِن قَبلِ ذلِكَ . . . وإذا غَفَلَ عَن ذِكرِ اللّهِ ؛ كَيفَ تَراهُ بَعدَ ذلِكَ مَوقوفا مَحجوبا ، قَد قَسا وأظلَمَ مُنذُ فارَقَ نورَ التَّعظيمِ . (4)

7 / 6النَّشاطُالإمام عليّ عليه السلام _ مِن دُعائِهِ يَومَ صِفّينَ _ :وأسأَ لُكَ أن تَرزُقَني . . . قُوَّةً في عِبادَتِكَ ،

.


1- .جامع الأحاديث للقمّي : ص 79.
2- .مكارم الأخلاق : ج 2 ص 370 ح 2661 ، تنبيه الخواطر : ج 2 ص 58 ، أعلام الدين : ص 196 كلّها عن أبي ذرّ ، بحار الأنوار : ج 77 ص 82 ح 3.
3- .فلاح السائل : ص 255 ح 154 عن عبد اللّه بن الحسن بن الحسن عن فاطمة بنت الحسن عن أبيها الإمام الحسن بن عليّ عليهماالسلام ، مصباح المتهجّد : ص 42 ح 51 ، بحار الأنوار : ج 87 ص 65 ح 19.
4- .مصباح الشريعة : ص 22 ، بحار الأنوار : ج 70 ص 55 ح 25.

ص: 95

7 / 7 نسيان النّفس

7 / 8 الشّوق إلى اللّقاء

ونَشاطا لِذِكرِكَ مَا استَعمَرتَني في أرضِكَ . (1)

الإمام زين العابدين عليه السلام _ مِن دُعائِهِ يَومَ الأَربِعاءِ _ :اِجعَل قُوَّتي في طاعَتِكَ ، ونَشاطي في عِبادَتِكَ ، ورَغبَتي في ثَوابِكَ . (2)

عنه عليه السلام _ فِي المُناجاةِ الإِنجيلِيَّةِ _ :أسأَ لُكَ مِنَ الشَّهادَةِ أقسَطَها ، ومِنَ العِبادَةِ أنشَطَها . (3)

7 / 7نِسيانُ النَّفسِالإمام عليّ عليه السلام :لا تَذكُرِ اللّهَ سُبحانَهُ ساهِيا ، ولا تَنسَهُ لاهيا ، وَاذكُرهُ كامِلاً يُوافِقُ فيهِ قَلبُكَ لِسانَكَ ، ويُطابِقُ إضمارُكَ إعلانَكَ ، ولَن تَذكُرَهُ حَقيقَةَ الذِّكرِ حَتّى تَنسى نَفسَكَ في ذِكرِكَ ، وتَفقِدَها في أمرِكَ . (4)

7 / 8الشَّوقُ إلَى اللِّقاءِالإمام الرضا عليه السلام :مَن ذَكَرَ اللّهَ وَلم يَشتَق إلى لِقائِهِ ، فَقَدِ استَهزَأَ بِنَفسِهِ . (5)

.


1- .مُهَج الدعوات : ص 130 عن محمّد بن النعمان الأحول عن الإمام الصادق عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 94 ص 239 ح 9.
2- .المصباح للكفعمي : ص 169 ، البلد الأمين : ص 132 ، بحار الأنوار : ج 90 ص 200 ح 31.
3- .بحار الأنوار : ج 94 ص 155 ح 22 نقلاً عن كتاب أنيس العابدين .
4- .غررالحكم : ح 10359 ، عيون الحكم والمواعظ : ص 525 ح 9567.
5- .تنبيه الخواطر : ج 2 ص 111 ، كنزالفوائد : ج 1 ص 330 عن أيّوب بن نوح وفيه «يستبق» بدل «يشتق» ، بحار الأنوار : ج 78 ص 356 ح 11.

ص: 96

7 / 9 النّوادر

7 / 9النَّوادِرُالدرّ المنثور عن جابر :إنَّ رَجُلاً كانَ يَرفَعُ صَوتَهُ بِالذِّكرِ ، فَقالَ رَجُلٌ : لَو أنَّ هذا خَفَضَ صَوتَهُ ! فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : دَعهُ فَإِنَّهُ أوّاهٌ . (1)

مسند ابن حنبل عن عقبة بن عامر :إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله قالَ لِرَجُلٍ يُقالُ لَهُ ذُو البِجادَينِ : «إنَّهُ أوّاهٌ» ، وذلِكَ أنَّهُ كانَ رَجُلاً كَثيرَ الذِّكرِ للّهِِ عز و جل فِي القُرآنِ ، ويَرفَعُ صَوتَهُ فِي الدُّعاءِ . (2)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مِن صِفاتِ المُؤمِنِ أن يَكونَ جَوّالَ الفِكر ، جَهوَرِيَّ الذِّكرِ (3) . (4)

عنه صلى الله عليه و آله :أوحَى اللّهُ عز و جل إلى داوودَ عليه السلام أن قُل لِلظَّلَمَةِ لا يَذكُروني ، فَإِنّي أذكُرُ مَن ذَكَرَني ، وإنَّ ذِكري إيّاهُم أن ألعَنَهُم . (5)

الإمام عليّ عليه السلام :طوبى لِمَن أخلَصَ للّهِِ العِبادَةَ وَالدُّعاءَ ، ولَم يَشغَل قَلبَهُ بِما تَرى عَيناهُ ، ولَم يَنسَ ذِكرَ اللّهِ بِما تَسمَعُ اُذُناهُ ، ولَم يَحزُن صَدرَهُ بِما اُعطِيَ غَيرُهُ . (6)

.


1- .الدرّ المنثور : ج 4 ص 305 نقلاً عن ابن مردويه.
2- .مسند ابن حنبل : ج 6 ص 149 ح 17460.
3- .في المصدر : «جوهري الذكر» ، وما أثبتناه من بحار الأنوار . قال العلّامة المجلسي قدس سره : «جوّال الفكر» أي فكره في الحركة دائما. «جهوريّ الذكر» في القاموس : كلام جهوريّ : أي عال ، أي يعلن ذكر اللّه ، أو ذكره عال في الناس. وفي بعض النسخ : «جوهريّ» وكأنّه كناية عن خلوص ذكره ونفاسته ، والظاهر أنّه تصحيف(بحار الأنوار : ج 67 ص 313).
4- .التمحيص : ص 74 ح 171 ، بحار الأنوار : ج 67 ص 310 ح 45.
5- .الفردوس : ج 1 ص 141 ح 498 ، المصنّف لابن أبي شيبة : ج 7 ص 466 ح 9 وج 8 ص 115 ح 9 ، الزهد لابن حنبل : ص 92 ، شُعب الإيمان : ج 6 ص 55 ح 7483 كلّها عن ابن عبّاس وفي الأربعة الأخيرة من دون إسنادٍ إليه صلى الله عليه و آله ، كنزالعمّال : ج 3 ص 502 ح 7615 نقلاً عن ابن عساكر ؛ فلاح السائل : ص 94 ح 30 عن داوود الرقّي عن الإمام الصادق عليه السلام ، جامع الأخبار : ص 437 ح 1231 ، تنبيه الخواطر : ج 1 ص 3 كلاهما عن ابن عبّاس من دون إسنادٍ إليه صلى الله عليه و آله ، بحار الأنوار : ج 75 ص 319 ح 42 وراجع عدّة الداعي : ص 129.
6- .الكافي : ج 2 ص 16 ح 3 عن عليّ بن أسباط عن الإمام الرضا عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 70 ص 229 ح 5.

ص: 97

المصنّف عن أبي قِلابة :ذُكِرَ عِندَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله رَجُلٌ ، فَقالَ لَهُ (1) : «فيهِ خيرٌ» ، قيلَ : يا رَسولَ اللّهِ ، خَرَجَ مَعَنا حاجّا ، فَإِذا نَزَلنا لَم يَزَل يُصَلّي حَتّى نَرتَحِلَ ، وإذَا ارتَحَلنا لَم يَزَل يَقرَأُ ويَذكُرُ حَتّى نَنزِلَ . قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : فَمَن كانَ يَكفيهِ عَلَفَ ناقِتِهِ وصُنعَ طَعامِهِ؟ قالوا : كُلُّنا! قالَ صلى الله عليه و آله : كُلُّكُم خَيرٌ مِنهُ . (2)

مصباح الشريعة _ فيما نَسَبَهُ إلَى الإِمامِ الصّادِقِ عليه السلام _ :مَن كانَ ذاكِرا للّهِِ عَلَى الحَقيقَةِ فَهُوَ مُطيعٌ ، ومَن كانَ غافِلاً عَنهُ فَهُوَ عاصٍ . وَالطّاعَةُ عَلامَةُ الهِدايَةِ ، وَالمَعصِيَةُ عَلامَةُ الضَّلالَةِ ، وأصلُهُما مِنَ الذِّكرِ وَالغَفلَةِ . فَاجعَل قَلبَكَ قِبلَةً لِلِسانِكَ ، لا تُحَرِّكهُ إلّا بِإِشارَةِ القَلبِ ، ومُوافَقَةِ العَقلِ ، ورِضَى الإيمانِ ؛ فَإِنَّ اللّهَ عالِمٌ بِسِرِّكَ وجَهرِكَ ، وهُوَ عالِمٌ بِما فِي الصُّدورِ فَضلاً عَن غَيرِهِ . وكُن كَالنّازِعِ روحَهُ أو كَالواقِفِ فِي العَرضِ الأَكبَرِ ، غَيرَ شاغِلٍ نَفسَكَ عَمّا عَناك مِمّا كَلَّفَكَ بِهِ رَبُّكَ ؛ في أمرِهِ ونَهيِهِ ووَعدِهِ ووَعيدِهِ . وَاغسِل قَلبَكَ بِماءِ الحُزنِ ، ولا تَشغَلها بِدونِ ما كَلَّفَكَ . وَاجعَل ذِكرَ اللّهِ مِن أجلِ ذِكرِهِ لَكَ ؛ فَإِنَّهُ ذَكَرَك وهُوَ غَنِيٌّ عَنكَ، فَذِكرُهُ لَكَ أجَلُّ وأشهى وأتَمُّ مِن ذِكرِكَ لَهُ وأسبَقُ . ومَعرِفَتُكَ بِذِكرِهِ لَكَ يورِثُكَ الخُضوعَ، وَالاِستِحياءَ، وَالاِنكِسارَ ، ويَتَوَلَّدُ مِن ذلِكَ رُؤَيَةُ كَرَمِهِ وفَضلِهِ السّابِقِ ، وتَخلُصُ لِوَجهِهِ ، وتَصغُرُ عِندَ ذلِكَ طاعاتُكَ وإن كَثُرَت

.


1- .في مكارم الأخلاق : «فقيل له» بدل «فقال له» ، والظاهر أنّه الصواب.
2- .المصنّف لعبد الرزّاق : ج 11 ص 244 ح 20442 ؛ مكارم الأخلاق : ج 1 ص 564 ح 1955 ، بحار الأنوار : ج 76 ص 274 ح 28.

ص: 98

في جَنبِ مِنَنِهِ . ورُؤيَتُكَ ذِكرَكَ لَهُ تورِثُكَ الرِّياءَ، وَالعُجبَ، وَالسَّفَهَ، وَالغِلظَةَ في خَلقِهِ ، وَاستِكثارَ الطّاعَةِ ، ونِسيانَ كَرَمِهِ وفَضلِهِ ، ولا يَزدادُ بذلِكَ مِنَ اللّهِ إلّا بُعدا ، ولا يَستَجلِبُ بِهِ عَلى مُضِيِّ الأَيّامِ إلّا وَحشَةً . وَالذِّكرُ ذِكرانِ ؛ ذِكرٌ خالِصٌ بِمُوافَقَةِ القَلبِ ، وذِكرٌ صارِفٌ (1) يَنفي ذِكرَ غَيرِهِ ، كَما قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : إنّي لا اُحصي ثَناءً عَلَيكَ ؛ أنتَ كَما أثنَيتَ عَلى نَفسِكَ . فَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله لَم يَجعَل لِذِكرِهِ مِقدارا عِندَ عِلمِهِ بِحَقيقَةِ سابِقَةِ ذِكرِ اللّهِ عز و جل لَهُ مِن قَبلِ ذِكرِهِ لَهُ ، فَمَن دونَهُ أولى. فَمَن أرادَ أن يَذكُرَ اللّهَ ، فَليَعلَم أنَّهُ ما لَم يَذكُرِ اللّهُ العَبدَ بِالتَّوفيقِ لِذِكرِهِ ، لا يَقدِرُ العَبدُ عَلى ذِكرِهِ . (2)

.


1- .في الطبعة المعتمدة : «وذِكرٌ صادِقٌ» ، والأصحّ ما أثبتناه كما في نسخة اُخرى وبحار الأنوار .
2- .مصباح الشريعة : ص 43 ، بحار الأنوار : ج 93 ص 158 ح 33.

ص: 99

الفصل الثّامن : أهمّ مواطن الذّكر

8 / 1 الغداة والعشيّ

الفَصلُ الثّامِنُ : أهمّ مواطن الذّكر8 / 1الغَداةُ وَالعَشِيُّالكتاب«وَ اصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَوةِ وَ الْعَشِىِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَ لَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَ اتَّبَعَ هَوَاهُ وَ كَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا» . (1)

«وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِىِّ وَالْاءِبْكَ_رِ» . (2)

«وَاذْكُر رَّبَّكَ فِى نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْاصَالِ وَلَا تَكُن مِّنَ الْغَ_فِلِينَ» . (3)

«وَ لِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِى السَّمَ_وَ تِ وَ الْأَرْضِ طَوْعًا وَ كَرْهًا وَ ظِ_لَ__لُهُم بِالْغُدُوِّ وَ الْاصَالِ» . (4)

راجع : ج 1 ص 275 (أوقات التسبيح / الصباح والمساء) .

.


1- .الكهف : 28.
2- .آل عمران : 41.
3- .الأعراف : 205.
4- .الرعد : 15.

ص: 100

الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :قالَ اللّهُ عز و جل : يَابنَ آدَمَ ، اُذكُرني بَعدَ الفَجرِ ساعَةً ، وَاذكُرني بَعدَ العَصرِ ساعَةً ، أكفِكَ ما أهَمَّكَ . (1)

عنه صلى الله عليه و آله :لَأَن أذكُرَ اللّهَ مَعَ قَومٍ بَعدَ صَلاةِ الفَجرِ إلى طُلوعِ الشَّمسِ أحَبُّ إلَيَّ مِنَ الدُّنيا وما فيها . ولَأَن أذكُرَ اللّهَ مَعَ قَومٍ بَعدَ صَلاةِ العَصرِ إلى أن تَغيبَ الشَّمسُ أحَبُّ إلَيَّ مِنَ الدُّنيا وما فيها . (2)

عنه صلى الله عليه و آله :لَأَن أجلِسَ مَعَ قَومٍ يَذكُرونَ اللّهَ بَعدَ صَلاةِ الصُّبحِ إلى أن تَطلُعَ الشَّمسُ أحَبُّ إلَيَّ مِمّا طَلَعَت عَلَيهِ الشَّمسُ . (3)

عنه صلى الله عليه و آله :ذِكرُ اللّهِ ما بَينَ طُلوعِ الفَجرِ إلى طُلوعِ الشَّمسِ ، أبلَغُ في طَلَبِ الرِّزقِ مِنَ الضَّربِ فِي الأَرضِ . (4)

كتاب من لا يحضره الفقيه عن جابر عن الإمام الباقر عليه السلام :إنَّ إبليسَ إنَّما يَبُثُّ جُنودَ اللَّيلِ مِن حينِ تَغيبُ الشَّمسُ إلى مَغيبِ الشَّفَقِ ، ويَبُثُّ جُنودَ النَّهارِ مِن حينِ يَطلُعُ الفَجرُ إلى

.


1- .تهذيب الأحكام : ج 2 ص 138 ح 536 ، ثواب الأعمال : ص 69 ح 3 كلاهما عن جابر عن الإمام الباقر عليه السلام ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج 1 ص 329 ح 965 ، الأمالي للصدوق : ص 398 ح 514 عن وهب بن وهب القاضي عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلامعنه صلى الله عليه و آله وفي الثلاثة الأخيرة «الغداة» بدل «الفجر» ، بحار الأنوار : ج 85 ص 319 ح 3 ؛ الجامع الصغير : ج 2 ص 244 ح 6055 نقلاً عن أبي نعيم في الحلية عن أبي هريرة نحوه.
2- .شُعب الإيمان : ج 1 ص 409 ح 559 عن أنس ، كنزالعمّال : ج 1 ص 421 ح 1799.
3- .السنن الكبرى : ج 8 ص 68 ح 15960 وص 139 ح 16180 ، مسند أبي يعلى : ج 4 ص 153 ح 4111 ، مسند الطيالسي : ص 281 ح 2104 ، الفقيه والمتفقّه : ج 1 ص 11 ، تفسير ابن كثير : ج 5 ص 148 ، كنزالعمّال : ج 2 ص 153 ح 3551 نقلاً عن شُعب الإيمان وكلّها عن أنس نحوه.
4- .جامع الأحاديث للقمّي : ص 79 ، تفسير العيّاشي : ج 1 ص 240 ح 119 عن الحسين بن مسلم عن الإمام الباقر عليه السلام وفيه «بعد طلوع الفجر» بدل «ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس» ، مكارم الأخلاق : ج 2 ص 73 ح 2179 عن الإمام عليّ عليه السلام نحوه ، بحار الأنوار : ج 86 ص 129 ح 2.

ص: 101

8 / 2 ذو الحجّة إلى اليوم الثّالث عشر

مَطلَعِ الشَّمسِ . وذَكَرَ أنَّ نَبِيَّ اللّهِ صلى الله عليه و آله كانَ يَقولُ : أكثِروا ذِكرَ اللّهِ عز و جل في هاتَينِ السّاعَتَينِ ، وتَعَوَّذوا بِاللّهِ عز و جل مِن شَرِّ إبليسَ وجُنودِهِ ، وعَوِّذوا صِغارَكُم في هاتَينِ السّاعَتَينِ ، فَإِنَّهُما ساعَتا غَفلَةٍ . (1)

الإمام الصادق عليه السلام :إذا تَغَيَّرَتِ الشَّمسُ فَاذكُرِ اللّهَ عز و جل ، وإن كُنتَ مَعَ قَومٍ يَشغَلونَكَ فَقُم وَادعُ . (2)

راجع : نهج الدعاء / أدعية الصباح والمساء .

8 / 2ذُو الحِجَّةِ إلَى اليَومِ الثّالِثَ عَشَرَالكتاب«وَاذْكُرُواْ اللَّهَ فِى أَيَّامٍ مَّعْدُودَ تٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِى يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَ اتَّقُواْ اللَّهَ وَ اعْلَمُواْ أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ» . (3)

«وَ أَذِّن فِى النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَ عَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِّيَشْهَدُواْ مَنَ_فِعَ لَهُمْ وَ يَذْكُرُواْ اسْمَ اللَّهِ فِى أَيَّامٍ مَّعْلُومَ_تٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَ_مِ فَكُلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ الْبَائِسَ الْفَقِيرَ» . (4)

.


1- .كتاب من لا يحضره الفقيه : ج 1 ص 501 ح 1440 ، الكافي : ج 2 ص 522 ح 2 ، مكارم الأخلاق : ج 2 ص 73 ح 2180 ، عدّة الداعي : ص 242 كلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج 86 ص 245 ح 2.
2- .الكافي : ج 2 ص 524 ح 9 ، فلاح السائل : ص 382 ح 253 ، محاسبة النفس لابن طاووس : ص 26 كلّها عن شهاب بن عبد ربّه ، بحار الأنوار : ج 86 ص 245 ح 3.
3- .البقرة : 203.
4- .الحجّ : 27 و 28. والضامر من الفَرس : الخفيف اللحم من الأعمال لا من الهزال (مفردات ألفاظ القرآن : ص 512 «ضمر»). والفجّ : الطريق الواسع بين جبلين. أي مسلك بعيد غامض (مجمع البحرين : ج 3 ص 1363 «فجج»).

ص: 102

«فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَ_سِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ ءَابَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا ءَاتِنَا فِى الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِى الْاخِرَةِ مِنْ خَلَ_قٍ» . (1)

«لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَ_تٍ فَاذْكُرُواْ اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ» . (2)

الحديثالإمام الصادق عليه السلام :قالَ أبي : قالَ عَلِيٌّ عليه السلام : اُذكُروا اللّهَ في أيّامٍ مَعلوماتٍ (3) ؛ قالَ : قالَ : عَشرُ ذِي الحِجَّةِ ، وأيّامٍ مَعدوداتٍ (4) ؛ قالَ : أيّامُ التَّشريقِ . (5)

عنه عليه السلام_ في قَولِ اللّهِ عز و جل : «وَاذْكُرُواْ اللَّهَ فِى أَيَّامٍ مَّعْدُودَ تٍ» _: هِيَ أيّامُ التَّشريقِ ؛ كانوا إذا أقاموا بِمِنى بَعدَ النَّحرِ تَفاخَروا ، فَقالَ الرَّجُلُ مِنهُم : كانَ أبي يَفعَلُ كَذا وكَذا ، فَقالَ اللّهُ جَلَّ ثَناؤُهُ : «فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَ_تٍ [ فَاذْكُرُواْ اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ * ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَ_سِكَكُمْ ] (6) فَاذْكُرُواْ اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ ءَابَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا» . قالَ : وَالتَّكبيرُ : «اللّهُ أكبَرُ ، اللّهُ أكبَرُ ، لا إلهَ إلَا اللّهُ وَاللّهُ أكبَرُ ، اللّهُ أكبَرُ ، وللّهِِ الحَمدُ ،

.


1- .البقرة : 200.
2- .البقرة : 198.
3- .إشارة إلى الآية 28 من سورة الحجّ : «وَ يَذْكُرُواْ اسْمَ اللَّهِ فِى أَيَّامٍ مَّعْلُومَ_تٍ» .
4- .إشارة إلى الآية 203 من سورة البقرة : «وَاذْكُرُواْ اللَّهَ فِى أَيَّامٍ مَّعْدُودَ تٍ» .
5- .تهذيب الأحكام : ج 5 ص 447 ح 1558 ، قرب الإسناد : ص 17 ح 55 كلاهما عن حمّاد بن عيسى ، تفسير القمّي : ج 1 ص 71 كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج 99 ص 307 ح 12 وراجع معاني الأخبار : ص 297 ح 1 _ 3.
6- .ذُكِر في المصدر أوّل الآية وآخرها وأتممناها للفائدة .

ص: 103

اللّهُ أكبَرُ عَلى ما هَدانا ، اللّهُ أكبَرُ عَلى ما رَزَقَنا مِن بَهيمَةِ الأَنعامِ» . (1)

مستطرفات السرائر عن الحلبي :سَأَلتُهُ [ الإِمامَ الصّادِقَ عليه السلام ] عَن قَولِ اللّهِ : «فَاذْكُرُواْ اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ ءَابَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا» ، قالَ عليه السلام : كانَ المُشرِكونَ يَفتَخِرونَ بِمِنى إذا كانَ أيّامُ التَّشريقِ ، فَيَقولونَ : كانَ أبونا كَذا ، وكانَ أبونا كَذا ، فَيَذكُرونَ فَضلَهُم ، فَقالَ : «فَاذْكُرُواْ اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ ءَابَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا» . (2)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :ما مِن أيّامٍ أعظَمُ عِندَ اللّهِ ولا أحَبُّ إلَيهِ مِنَ العَمَلِ فيهِنَّ مِن هذِهِ الأَيّامِ العَشرِ ، فَأَكثِروا فيهِنَّ مِنَ التَّهليلِ وَالتَّكبيرِ وَالتَّحميدِ . (3)

عنه صلى الله عليه و آله :ما مِن أيّامٍ أفضَلُ عِندَ اللّهِ ، ولَا العَمَلُ فيهِنَّ أحَبُّ إلَى اللّهِ عز و جل مِن هذِهِ الأَيّامِ العَشرِ ، فَأَكثِروا فيهِنَّ مِنَ التَّهليلِ وَالتَّكبيرِ وذِكرِ اللّهِ ؛ فَإِنَّها أيّامُ التَّهليلِ وَالتَّكبيرِ وذِكرِ اللّهِ ، وإنَّ صِيامَ يَومٍ منها يَعدِلُ بِصِيامِ سَنَةٍ ، وَالعَمَلَ فيهِنَّ يُضاعَفُ سَبعَمِئَةِ ضِعفٍ . (4)

الإمام عليّ عليه السلام _ في يَومِ النَّحرِ _ :إنَّ هذا يَومٌ حُرمَتُهُ عَظيمَةٌ ، وبَرَكَتُهُ مَأمولَةٌ ، وَالمَغفِرَةُ فيهِ مَرجُوَّةٌ ، فَأَكثِروا ذِكرَ اللّهِ تعالى ، وَاستَغفِروهُ وتوبوا إلَيهِ ، إنَّهُ هُوَ التَّوّابُ الرَّحيمُ . (5)

.


1- .الكافي : ج 4 ص 516 ح 3 عن منصور بن حازم وراجع دعائم الإسلام : ج 1 ص 321 وبحار الأنوار : ج 99 ص 313 ح 47.
2- .مستطرفات السرائر : ص 35 ح 50 ، بحار الأنوار : ج 99 ص 311 ح 32.
3- .مسند ابن حنبل : ج 2 ص 365 ح 5447 ، شُعب الإيمان : ج 3 ص 354 ح 3750 وح 3751 وكلّها عن ابن عمر ، المعجم الصغير : ج 2 ص 45 عن ابن عبّاس نحوه ، كنزالعمّال : ج 12 ص 318 ح 35192.
4- .شُعب الإيمان : ج 3 ص 356 ح 3758 عن ابن عبّاس ، كنزالعمّال : ج 12 ص 318 ح 35194.
5- .كتاب من لا يحضره الفقيه : ج 1 ص 520 ح 1484 ، مصباح المتهجّد : ص 664 ح 730 عن جندب وفيه «وتعرّضوا لثوابه بالتوبة والإنابة والخضوع...» بدل «واستغفروه وتوبوا إليه إنّه هوالتوّاب الرحيم» ، بحار الأنوار : ج 91 ص 100 ح 4.

ص: 104

8 / 3 شهر رمضان

8 / 4 يوم الجمعة

8 / 3شَهرُ رَمَضانَرسول اللّه صلى الله عليه و آله :ذاكِرُ اللّهِ في رَمَضانَ مَغفورٌ لَهُ ، وسائِلُ اللّهِ فيهِ لا يُخَيَّبُ . (1)

عنه صلى الله عليه و آله :رَمَضانُ شَهرُ اللّهِ _ تَبارَكَ وتَعالى _ اِستَكثِروا فيهِ مِنَ التَّهليلِ وَالتَّكبيرِ وَالتَّحميدِ وَالتَّمجيدِ وَالتَّسبيحِ . (2)

8 / 4يَومُ الجُمُعَةِالكتاب«يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا نُودِىَ لِلصَّلَوةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْاْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَ ذَرُواْ الْبَيْعَ ذَ لِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ» . (3)

الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :تَسبيحَةٌ في يَومِ الجُمُعَةِ ، أفضَلُ مِن ألفِ تَسبيحَةٍ في غَيرِ يَومِ الجُمُعَةِ . (4)

راجع : ج 2 ص 492 (قيمة الصلاة على النبي وآله يوم الجمعة وليلتها) .

.


1- .المعجم الأوسط : ج 7 ص 226 ح 7341 ، شُعب الإيمان : ج 3 ص 311 ح 3627 كلاهما عن عمر بن الخطّاب ، كنزالعمّال : ج 8 ص 464 ح 23676.
2- .النوادر للأشعري : ص 17 ح 2 عن إسماعيل بن أبي زياد عن الإمام الصادق عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 96 ص 381 ح 6 .
3- .الجمعة : 9.
4- .الفردوس : ج 3 ص 383 ح 5166 عن أنس ، كنز العمّال : ج 7 ص 719 ح 21079.

ص: 105

8 / 5 عند القتال

8 / 5عِندَ القِتالِالكتاب«يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ» . (1)

الحديثسنن الترمذي عن عمارة بن زَعكَرة :سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : إنَّ اللّهَ عز و جل يَقولُ : إنَّ عَبدي كُلَّ عَبدي : الَّذي يَذكُرُني وهُوَ مُلاقٍ قِرنَهُ _ يَعني عِندَ القِتالِ _ . (2)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :التَّسبيحَةُ مِنَ الغازي سَبعونَ ألفَ حَسَنَةٍ ، وَالحَسَنَةُ بِعَشرٍ . (3)

عنه صلى الله عليه و آله :مَن كَبَّرَ تَكبيرَةً في سَبيلِ اللّهِ ، كانَت كَصَخرَةٍ في ميزانِهِ يَومَ القِيامَةِ أثقَلَ مِنَ السَّماواتِ وَالأَرضِ وما فيهِنَّ . ومَن قالَ في سَبيلِ اللّهِ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ» رافِعا صَوتَهُ بِها ، كَتَبَ اللّهُ لَهُ بِها رِضوانَهُ الأَكبَرَ ، ومَن يَكتُب لَهُ رِضوانَهُ الأَكبَرَ جَمَعَ اللّهُ بَينَهُ وبَينَ مُحَمَّدٍ وإبراهيمَ وسائِرِ الأَنبِياءِ عليهم السلام . (4)

الإمام عليّ عليه السلام :إذا لَقيتُم عَدُوَّكُم فِي الحَربِ فَأَقِلُّوا الكَلامَ ، وَاذكُروا اللّهَ عز و جل ، ولا تُوَلُّوهُمُ الأَدبارَ فَتُسخِطُوا اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى ، وتَستَوجِبوا غَضَبَهُ . (5)

راجع : ج 1 ص 62 ح 153.

.


1- .الأنفال : 45.
2- .سنن الترمذي : ج 5 ص 570 ح 3580 ، كنزالعمّال : ج 1 ص 416 ح 1764.
3- .الفردوس : ج 2 ص 76 ح 2425 عن معاذ بن جبل ، كنزالعمّال : ج 4 ص 340 ح 10797.
4- .تنبيه الغافلين : ص 499 ح 788 عن ابن عمر.
5- .الكافي : ج 5 ص 42 ح 5 عن مفضّل بن عمر ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عليه السلام ، الخصال : ص 617 ح 10 عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عنه عليهماالسلام ، تحف العقول : ص 107 ، مكارم الأخلاق : ج 1 ص 317 ح 1016 عن الإمام الصادق عن آبائه عنه عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج 93 ص 154 ح 16.

ص: 106

8 / 6 عند الهمّ والحكومة والقسمة

8 / 7 عند الصّاعقة

8 / 6عِندَ الهَمِّ وَالحُكومَةِ وَالقِسمَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :اُذكُرِ اللّهَ عِندَ هَمِّكَ إذا هَمَمتَ ، وعِندَ لِسانِكَ إذا حَكَمتَ ، وعِندَ يَدِكَ إذا قَسَمتَ . (1)

8 / 7عِندَ الصّاعِقَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا سَمِعتُمُ الرَّعدَ فَاذكُرُوا اللّهَ ، فَإِنَّهُ لا يُصيبُ ذاكِرا . (2)

الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ الصّاعِقَةَ تُصيبُ المُؤمِنَ وَالكافِرَ ، ولا تُصيبُ ذاكِرا . (3)

عنه عليه السلام :إنَّ الصّاعِقَةَ لا تُصيبُ ذاكِرا للّهِِ عز و جل . (4)

الكافي عن بريد بن معاوية عن الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ الصَّواعِقَ لا تُصيبُ ذاكِرا . قالَ : قُلتُ : ومَا الذّاكِرُ؟ قالَ : مَن قَرَأَ مِئَةَ آيَةٍ . (5)

الإمام الصادق عليه السلام :يَموتُ المُؤمِنُ بِكُلِّ ميتَةٍ إلَا الصّاعِقَةَ ، لا تَأخُذُهُ وهُوَ يَذكُرُ اللّهَ عز و جل . (6)

الكافي عن أبي بصير :سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام عَن ميتَةِ المُؤمِنِ ، قالَ : يَموتُ المُؤمِنُ بِكُل

.


1- .كنز الفوائد : ج 2 ص 31 ، بحار الأنوار : ج 77 ص 171 ح 7.
2- .المعجم الكبير : ج 11 ص 132 ح 11371 عن ابن عبّاس ، كنز العمّال : ج 6 ص 156 ح 15209.
3- .كتاب من لا يحضره الفقيه : ج 1 ص 544 ح 1516 ، علل الشرايع : ص 463 ح 7 عن معاوية بن عمّار ، بحار الأنوار : ج 93 ص 157 ح 26 ؛ حلية الأولياء : ج 3 ص 181 عن زياد بن خيثمة عن الإمام الباقر عليه السلام وفيه «الصواعق» بدل «إنّ الصاعقة» و«غير المؤمن» بدل «الكافر».
4- .الأمالي للصدوق : ص 550 ح 734 عن عبد اللّه بن حمّاد ، المحاسن : ج 1 ص 459 ح 1062 وليس فيه «للّه عز و جل» ، مكارم الأخلاق : ج 2 ص 86 ح 2231 ، بحار الأنوار : ج 91 ص 147 ح 4.
5- .الكافي : ج 2 ص 500 ح 2 ، بحار الأنوار : ج 59 ص 385 ح 34.
6- .الكافي : ج 2 ص 500 ح 1 عن أبي الصباح الكناني ، عدّة الداعي : ص 232 ، بحار الأنوار : ج 59 ص 380 ح 22.

ص: 107

8 / 8 عند غفلة النّاس

ميتَةٍ ؛ يَموتُ غَرَقا ، ويَموتُ بِالهَدمِ ، ويُبتَلى بِالسَّبُعِ ، ويَموتُ بِالصّاعِقَةِ ؛ ولا تُصيبُ ذاكِرَ اللّهِ عز و جل . (1)

8 / 8عِندَ غَفلَةِ النّاسِالمعجم الكبير عن عصمة بن مالك عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :أحَبُّ العَمَلِ إلَى اللّهِ عز و جل سُبحَةُ الحَديثِ . . . قُلنا : يا رَسولَ اللّهِ وما سُبحَةُ الحَديثِ؟ قالَ : القَومُ يَتَحَدَّثونَ وَالرَّجلُ يُسَبِّحُ . (2)

الإمام عليّ عليه السلام :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : إنَّ أحَبَّ السُّبحَةِ إلَى اللّهِ عز و جل سُبحَةُ الحَديثِ . . . فَقيلَ : يا رَسولَ اللّهِ ، وما سُبحَةُ الحَديثِ؟ قالَ : يَكونُ النّاسُ في خَوضِها وباطِلِها ولَهوِها ، فَنِعمَ (3) الرَّجُلُ عِندَ ذلِكَ ، فَيَدعُو اللّهَ تَعالى ويَذكُرُهُ ويُسَبِّحُهُ . (4)

الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام: قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : إنَّ أحَبَّ السُّبحةِ إلَى اللّهِ عز و جل سُبحَةُ الحَديثِ . . . قيل : يا رَسولَ اللّهِ ، وما سُبحَةُ الحَديثِ؟ قالَ : الرَّجُلُ يَسمَعُ حِرصَ الدُّنيا وباطِلَها فَيَغتَمُّ عِندَ ذلِكَ ، فَيَذكُرُ اللّهَ عز و جل . (5)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :ذاكِرُ اللّهِ عز و جل فِي الغافِلينَ كَالمُقاتِلِ عَنِ الفارّينَ ، والمُقاتِلُ عَنِ الفارّينَ لَه

.


1- .الكافي : ج 2 ص 500 ح 3 ، بحار الأنوار : ج 59 ص 385 ح 35.
2- .المعجم الكبير : ج 17 ص 185 ح 496 ، الفردوس : ج 1 ص 367 ح 1478 وليس فيه «قلنا : يا رسول اللّه ، وما سبحة الحديث؟ قال» ، كنز العمّال : ج 16 ص 101 ح 44060.
3- .وفي نسخة : «فيغمّ».
4- .الجعفريّات : ص 223 عن الإمام الكاظم عن آبائه عليهم السلام .
5- .معاني الأخبار : ص 258 ح 1 عن السكوني ، بحار الأنوار : ج 72 ص 325 ح 2.

ص: 108

الجَنَّةُ . (1)

عنه صلى الله عليه و آله :ذاكِرُ اللّهِ فِي الغافِلينَ بِمَنزِلَةِ الصّابِرِ فِي الفارّينَ . (2)

شعب الإيمان عن ابن عمر عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :ذاكِرُ اللّهِ فِي الغافِلينَ مِثلُ الَّذي يُقاتِلُ عَنِ الفارّينَ ، وذاكِرُ اللّهِ فِي الغافِلينَ مِثلُ الشَّجَرَةِ الخَضراءِ في وَسَطِ الشَّجَرِ الَّذي قَد تَحاتَّ (3) ؛ يَعني مِنَ الضَّريبِ (4) . (5)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :ذاكِرُ اللّهِ فِي الغافِلينَ كَالمُقاتِلِ عَنِ الفارّينَ ، وذاكِرُ اللّهِ فِي الغافِلينَ كَالمِصباحِ فِي البَيتِ المُظلِمِ ، وذاكِرُ اللّهِ فِي الغافِلينَ يُعَرِّفُهُ اللّهُ مَقعَدَهُ ولا يُعَذِّبُ بَعدَهُ ، وذاكِرُ اللّهِ فِي الغافِلينَ لَهُ مِنَ الأَجرِ بِعَدَدِ كُلِّ فَصيحٍ فِي السّوقِ وأعجَمِيٍّ ، وذاكِرُ اللّهِ فِي الغافِلينَ يَنظُرُ اللّهُ إلَيهِ نَظرَةً لا يُعَذِّبُهُ اللّهُ بَعدَها أبَدا ، وذاكِرُ اللّهِ فِي السّوقِ لَهُ بِكُلِّ شَعرَةٍ نورٌ يَومَ (6) يَلقَى اللّهَ . (7)

عنه صلى الله عليه و آله :ذاكِرُ اللّهِ فِي الغافِلينَ كَالَّذي يُقاتِلُ عَنِ الفارّينَ ، وذاكِرُ اللّهِ فِي الغافِلينَ مِثلُ المِصباحِ فِي البَيتِ المُظلِمِ ، وذاكِرُ اللّهِ فِي الغافِلينَ مِثلُ الشَّجَرَةِ الخَضراءِ في وَسَط

.


1- .الكافي : ج 2 ص 502 ح 2 عن السكوني ، عدّة الداعي : ص 242 كلاهما عن الإمام الصادق عليه السلام ، المحاسن : ج 1 ص 110 ح 99 عن السكوني عن الإمام الصادق عن الإمام عليّ عليهماالسلام وفيه «في» بدل «عن» في كلا الموضعين و «نزوله الجنّة» بدل «له الجنّة» ، جامع الأحاديث للقمّي : ص 79 وليس فيه «والمقاتل عن الفارّين» ، مكارم الأخلاق : ج 2 ص 373 ح 2661 عن أبي ذرّ نحوه ، بحار الأنوار : ج 93 ص 158 ح 32.
2- .المعجم الكبير : ج 10 ص 16 ح 9797 ، حلية الأولياء : ج 4 ص 268 ، الفردوس : ج 2 ص 242 ح 3139 كلّها عن عبد اللّه بن مسعود ، كنزالعمّال : ج 1 ص 425 ح 1831.
3- .تَحاتّ : أي تساقط (النهاية : ج 1 ص 337 «حتت»).
4- .الضَّريب : هو الجَلِيد (النهاية : ج 3 ص 80 «ضرب») .
5- .شُعب الإيمان : ج 1 ص 411 ح 565 ، كنز العمّال : ج 1 ص 430 ح 1857.
6- .في المصدر : «... يوم القيامة يلقى اللّه » ، والصواب ما أثبتناه كما في كنزالعمّال. ولعلّ «القيامة» نسخة بدل «يلقى اللّه » .
7- .شُعب الإيمان : ج 1 ص 412 ح 567 عن عبد اللّه بن عمر ، كنز العمّال : ج 1 ص 430 ح 1856.

ص: 109

8 / 9 عند الخلوة

الشَّجَرِ ، وذاكِرُ اللّهِ فِي الغافِلينَ يُعَرِّفُهُ اللّهُ مَقعَدَهُ مِنَ الجَنَّةِ ، وذاكِرُ اللّهِ فِي الغافِلينَ يَغفِرُ اللّهُ لَهُ بِعَدَدِ كُلِّ فَصيحٍ وأعجَمِيٍّ ، فَالفَصيحُ بَنو آدَمَ وَالأَعجَمِيُّ البَهائِمُ . (1)

الإمام عليّ عليه السلام _ فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ _ :ذاكِرُ اللّهِ فِي الغافِلين كَالشَّجَرَةِ الخَضراءِ في وَسَطِ الهَشيمِ (2) ، وكَالدّارِ العامِرَةِ بَينَ الرُّبوعِ الخَرِبَةِ . (3)

الإمام الصادق عليه السلام :الذّاكِرُ للّهِِ عز و جل فِي الغافِلينَ كَالمُقاتِلِ فِي المُحارِبينَ (4) . (5)

عنه عليه السلام :يا أهلَ الإيمانِ ومَحَلَّ الكِتمانِ ، تَفَكَّروا وتَذَكَّروا عِندَ غَفلَةِ السّاهينَ . (6)

الإمام عليّ عليه السلام _ في ذِكرِ حَديثِ مِعراجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله _ :قالَ اللّهُ تَعالى : . . . يا أحمَدُ ، إنَّ أهلَ الخَيرِ وأهلَ الآخِرَةِ . . . أعيُنُهُم باكِيَةٌ ، وقُلوبُهُم ذاكِرَةٌ ؛ إذا كُتِبَ النّاسُ مِنَ الغافِلينَ كُتِبوا مِنَ الذّاكِرينَ . (7)

راجع : ج 1 ص 117 (في السوق) .

8 / 9عِندَ الخَلوَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا خَلَوتَ فَأَكثِر ذِكرَ اللّهِ . (8)

.


1- .حلية الأولياء : ج 6 ص 181 عن ابن عمر ، كنز العمّال : ج 1 ص 425 ح 1832.
2- .الهشيم من النبات : اليابس المتكسّر (النهاية : ج 5 ص 264 «هشم»).
3- .شرح نهج البلاغة : ج 20 ص 347 ح 983.
4- .قوله : «في المحاربين» : أي الهاربين ، أو الحاضرين في الحرب الذين لم يحاربوا. وفي بعض النسخ : «في الهاربين» (مرآة العقول : ج 12 ص 143).
5- .الكافي : ج 2 ص 502 ح 1 عن الحسين بن المختار ، عدّة الداعي : ص 242 وفيه «عن الهاربين» بدل «في المحاربين».
6- .تحف العقول : ص 373 ، بحار الأنوار : ج 78 ص 258 ح 141.
7- .إرشاد القلوب : ص 201 ، بحار الأنوار : ج 77 ص 24 ح 6.
8- .جامع الأخبار : ص 512 ح 1435.

ص: 110

عنه صلى الله عليه و آله :ذاكِرُ اللّهِ خالِيا، كَبارِزٍ إلَى الكافِرِ فِي الصُّفوفِ خالِيا (1) . (2)

عنه صلى الله عليه و آله :سَبعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللّهُ في ظِلِّهِ يَومَ لا ظِلَّ إلّا ظِلُّهُ : . . . ورَجُلٌ ذَكَرَ اللّهَ خالِيا فَفاضَت عَيناهُ . (3)

الإمام عليّ عليه السلام :اِشحَنِ (4) الخَلوَةَ بِالذِّكرِ ، وَاصحَبِ النِّعَمَ بِالشُّكرِ . (5)

عنه عليه السلام :كُن فِي المَلَأِ وَقورا ، وكُن فِي الخَلَأِ (6) ذَكورا . (7)

الإمام الباقر عليه السلام :تَعَرَّض لِرِقَّةِ القَلبِ بِكَثرَةِ الذِّكرِ فِي الخَلَواتِ . (8)

الإمام الصادق عليه السلام :شيعَتُنَا الَّذينَ إذا خَلَوا ذَكَرُوا اللّهَ كَثيرا . (9)

الإمام الباقر عليه السلام :إنَّ فِي التَّوراةِ مَكتوبا ، فيما ناجَى اللّهُ تَعالى بِهِ موسى عليه السلام أن قالَ لَهُ : يا موسى . . . اُذكُرني في خَلوَتِكَ وعِندَ سُرورِ لَذَّتِكَ ، أذكُركَ عِندَ غَفَلاتِكَ . (10)

.


1- .خاليا _ الاُولى _ : أي محلّ خالٍ لا يطّلع عليه فيه إلّا اللّه والحفظة. وخاليا _ الثانية _ : أي ليس معه أحد . فذكرُ اللّه في الخلوات يعدل في الثواب جوده بنفسه في القتال في الفلَوات (فيض القدير : ج 3 ص 748) .
2- .الفردوس : ج 2 ص 243 ح 3142 عن ابن عبّاس ، كنز العمّال : ج 1 ص 426 ح 1833 نقلاً عن الشيرازي في الألقاب.
3- .صحيح البخاري : ج 1 ص 234 ح 629 ، صحيح مسلم : ج 2 ص 715 ح 91 ، مسند ابن حنبل : ج 3 ص 440 ح 9671 ، السنن الكبرى : ج 4 ص 319 ح 7836 كلّها عن أبي هريرة ، سنن الترمذي : ج 4 ص 598 ح 2391 عن أبي هريرة أو عن أبي سعيد الخدري ، كنز العمّال : ج 15 ص 904 ح 43561 ؛ الخصال : ص 343 ح 7 عن أبي سعيد الخدري أو عن أبي هريرة وزاد في آخره «من خشية اللّه عز و جل» ، بحار الأنوار : ج 93 ص 330 ح 12.
4- .اشحَنْ : أي املأ ؛ من شحَنَ السفينة : ملأها (اُنظر القاموس المحيط : ج 4 ص 239 «شحن»).
5- .غرر الحكم : ح 2374 ، عيون الحكم والمواعظ : ص 84 ح 2037.
6- .كذا ، و المنصوص عليه في اللغة : «الخلاء».
7- .غرر الحكم : ح 7145 ، عيون الحكم والمواعظ : ص 393 ح 6658.
8- .تحف العقول : ص 285 ، بحار الأنوار : ج 78 ص 164 ح 1.
9- .الكافي : ج 2 ص 499 ح 2 ، عدّة الداعي : ص 234 كلاهما عن أبي بصير ، بحار الأنوار : ج 93 ص 162 ح 42.
10- .الأمالي للمفيد : ص 210 ح 46 ، الأمالي للصدوق : ص 327 ح 384 كلاهما عن حبيب السجستاني ، فإرشاد القلوب : ص 105 عن الإمام زين العابدين عليه السلام ، تنبيه الخواطر : ج 2 ص 165 ، بحار الأنوار : ج 13 ص 328 ح 6.

ص: 111

8 / 10 عند الكلام

الكافي عن عليّ بن أسباط عنهم عليهم السلام: فيما وَعَظَ اللّهُ عز و جل بِهِ عيسى عليه السلام : . . . يا عيسى ، أطِب لي قَلبَكَ ، وأكثِر ذِكري فِي الخَلَواتِ . (1)

راجع : ج 1 ص 75 (الذكر الخفيّ) . ج 1 ص 122 ح 355 _ 360 .

8 / 10عِندَ الكَلامِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :كُلُّ كَلامٍ لا يُبدَأُ في أوَّلِهِ بِذِكرِ اللّهِ فَهُوَ أبتَرُ . (2)

عنه صلى الله عليه و آله :كُلُّ كَلامٍ لا يُذكَرُ اللّهُ فيهِ فَيُبدَأُ بِهِ ويُصَلّى عَلَيَّ فيهِ ، فَهُوَ أقطَعُ أكنَعُ (3) مَمحوقٌ (4) مِن كُلِّ بَرَكَةٍ . (5)

عنه صلى الله عليه و آله :كُلُّ أمرٍ ذي بالٍ لا يُبدَأُ فيهِ بِذِكرِ اللّهِ أقطَعُ . (6)

عنه صلى الله عليه و آله :أوصاني رَبّي بِتِسعٍ : . . . وأن يَكونَ صَمتي فِكرا ، ومَنطِقي ذِكرا ، ونَظَري عِبَرا . (7)

.


1- .الكافي : ج 8 ص 141 ح 103 وج 2 ص 502 ح 3 وفيه «ألن» بدل «أطب» ، تحف العقول : ص 500 ، أعلام الدين : ص 233 ، عدّة الداعي : ص 24 وفيه «أذلّ» بدل «أطب» ، بحار الأنوار : ج 14 ص 298 ح 14.
2- .عمل اليوم والليلة للنسائي : ص 346 ح 497 عن الزهري ، مسند ابن حنبل : ج 3 ص 281 ح 8720 عن أبي هريرة وفيه «كلّ كلام أو أمر ذي بال لايفتح...» ، المصنّف لعبد الرزّاق : ج 11 ص 163 ح 20208 وفيه «كلّ حديث ذي بال» .
3- .أكنع : أي ناقص أبتر (النهاية : ج 4 ص 204 «كنع») . و في كنزالعمّال : «أكتع» و هو تصحيف.
4- .المَحْق : النقص والمحو والإبطال (النهاية : ج 4 ص 303 «محق»).
5- .كنزالعمّال : ج 3 ص 263 ح 6463 نقلاً عن أحمد بن محمّد بن ميمون في فضائل عليّ عن أبي هريرة.
6- .سنن الدارقطني : ج 1 ص 229 ح 2 عن أبي هريرة.
7- .تحف العقول : ص 36 ، مشكاة الأنوار : ص 116 ح 272 نحوه ، بحار الأنوار : ج 77 ص 138 ح 8.

ص: 112

8 / 11 عند الأكل

الإمام عليّ عليه السلام :المُؤمِنُ إذا نَظَرَ اعتَبَرَ ، وإذا سَكَتَ تَفَكَّرَ ، وإذا تَكَلَّمَ ذَكَرَ ، وإذا اُعطِيَ شَكَرَ ، وإذَا ابتُلِيَ صَبَرَ . (1)

عنه عليه السلام :العاقِلُ إذا سَكَتَ فَكَّرَ ، وإذا نَطَقَ ذَكَرَ ، وإذا نَظَرَ اعتَبَرَ . (2)

عنه عليه السلام :العاقِلُ مَن عَقَلَ (3) لِسانَهُ إلّا عَن ذِكرِ اللّهِ . (4)

عنه عليه السلام :كُلُّ قَولٍ لَيسَ للّهِِ فيهِ ذِكرٌ فَلَغوٌ . (5)

الإمام زين العابدين عليه السلام :بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، اللّهُمَّ بِذِكرِكَ أستَفتِحُ مَقالي ، وبِشُكرِكَ أستَنجِحُ سُؤالي . (6)

8 / 11عِندَ الأَكلِالإمام عليّ عليه السلام :اُذكُروا اللّهَ عز و جل عَلَى الطَّعامِ ، ولا تَلغَطوا (7) ؛ فَإِنَّهُ نِعمَةٌ مِن نِعَمِ اللّهِ ، ورِزقٌ مِن رِزقِةِ ، يَجِبُ عَلَيكُم فيهِ شُكرُهُ وذِكرُهُ وحَمدُهُ . (8)

.


1- .غرر الحكم : ح 2075 ، عيون الحكم والمواعظ : ص 63 ح 1633.
2- .غررالحكم : ح 1813 ، عيون الحكم والمواعظ : ص 54 ح 1399.
3- .عَقَلَه : حَبَسَه (لسان العرب : ج 11 ص 459 «عقل») .
4- .غرر الحكم : ح 1741 ، عيون الحكم والمواعظ : ص 52 ح 1359.
5- .الإرشاد : ج 1 ص 297 ، بحار الأنوار : ج 69 ص 45 ح 6.
6- .بحار الأنوار : ج 94 ص 153 ح 22 نقلاً عن كتاب أنيس العابدين .
7- .اللَّغْطُ _ ويُحَرَّكُ _ : الصَّوتُ والجَلَبَةُ (القاموس المحيط : ج 2 ص 383 «لغط»).
8- .الكافي : ج 6 ص 296 ح 23 ، المحاسن : ج 2 ص 213 ح 1635 كلاهما عن محمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عليه السلام ، تحف العقول : ص 107 كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج 66 ص 374 ح 21.

ص: 113

8 / 12 عند النّوم

8 / 13 جوف اللّيل

8 / 12عِندَ النَّومِمصباح الشريعة _ فيما نَسَبَهُ إلَى الإِمامِ الصّادِقِ عليه السلام _ :اِجعَل كُلَّ نَومِكَ آخِرَ عَهدِكَ مِنَ الدُّنيا ، وَاذكُرِ اللّهَ بِقَلبِكَ ولِسانِكَ ، وخَفِ اطِّلاعَهُ عَلى سِرِّكَ . (1)

8 / 13جَوفُ اللَّيلِالإمام عليّ عليه السلام :سَهَرُ العُيونِ بِذِكرِ اللّهِ فُرصَةُ السُّعَداءِ ، ونُزهَةُ الأَولِياءِ . (2)

عنه عليه السلام :سَهَرُ اللَّيلِ بِذِكرِ اللّهِ غَنيمَةُ الأَولِياءِ ، وسَجِيَّةُ (3) الأَتقِياءِ . (4)

عنه عليه السلام :سَهَرُ العُيونِ بِذِكرِ اللّهِ خُلصانُ العارِفينَ ، وحُلوانُ (5) المُقَرَّبينَ . (6)

عنه عليه السلام :أفضَلُ العِبادَةِ سَهَرُ العُيونِ بِذِكرِ اللّهِ سُبحانَهُ . (7)

الإمام زين العابدين عليه السلام _ فِي الدُّعاءِ _ :إلهي ومَولايَ وغايَةَ رَجائي ، أشرَقتَ مِن عَرشِكَ عَلى أرَضيكَ ومَلائِكَتِكَ وسُكّانِ سَماواتِكَ ، وقَدِ انقَطَعَتِ الأَصواتُ ، وسَكَنَتِ الحَرَكاتُ ، وَالأَحياءُ فِي المَضاجِعِ كَالأَمواتِ ، فَوَجَدتَ عِبادَكَ في شَتَّى الحالاتِ : فَمِنهُ خائِفٌ لَجَأَ إلَيكَ فَآمَنتَهُ . . . وناسِكٌ أفنى بِذِكرِكَ لَيلَهُ فَأَحظَيتَهُ ، وبِالفَوزِ جازَيتَهُ . . . إلهي فَبِحَقِّ الاِسمِ الَّذي إذا دُعيتَ بِهِ أجَبتَ ، وَالحَقِّ الَّذي إذا

.


1- .مصباح الشريعة : ص 254 ، بحار الأنوار : ج 76 ص 189 ح 18.
2- .غرر الحكم : ح 5642 ، عيون الحكم والمواعظ : ص 285 ح 5156.
3- .سَجيّةٌ : أي طبيعةٌ من غير تكلُّف (النهاية : ج 2 ص 345 «سجا»).
4- .غرر الحكم : ح 5614.
5- .أي لذّة ؛ حلا لي الشيء : لَذّ (المصباح المنير : ص 149 «حلا»).
6- .غرر الحكم : ح 5612 ، عيون الحكم والمواعظ : ص 286 ح 5163 وفيه «دأب» بدل «حلوان».
7- .غرر الحكم : ح 3149 ، عيون الحكم والمواعظ : ص 112 ح 2428.

ص: 114

8 / 14 عند القيام

اُقسِمتَ بِهِ أوجَبتَ ، وبِصَلَواتِ العِترَةِ الهادِيَةِ ، وَالمَلائِكَةِ المُقَرَّبينَ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجعَلني مِمَّن خافَ فَآمَنتَهُ . . . وأفنى بِذِكرِكَ لَيلَهُ فَأَحظَيتَهُ ، وبِالفَوزِ جازَيتَهُ . (1)

الكافي عن سليمان بن خالد عن الإمام الباقر عليه السلام :إن شِئتَ أخبَرتُكَ بِأَبوابِ الخَيرِ؟ قُلتُ : نَعَم ، جُعِلتُ فِداكَ ! قالَ : الصَّومُ جُنَّةٌ ، وَالصَّدَقَةُ تَذهَبُ بِالخَطيئَةِ ، وقِيامُ الرَّجُلِ في جَوفِ اللَّيلِ بِذِكرِ (2) اللّهِ . ثُمَّ قَرَأَ عليه السلام : «تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ» (3) . (4)

8 / 14عِندَ القِيامِسنن الترمذي عن ابن عمر :قَلَّما كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقومُ مِن مَجلِسٍ حَتّى يَدعوَ بِهؤُلاءِ الدَّعَواتِ لِأَصحابِهِ : اللّهُمَّ اقسِم لَنا مِن خَشيَتِكَ ما يَحولُ بَينَنا وبَينَ مَعاصِيكَ ، ومِن طاعَتِكَ ما تُبَلِّغُنا بِهِ جَنَّتَكَ ، ومِنَ اليَقينِ ما تُهَوِّنُ بِهِ عَلَينا مُصيباتِ الدُّنيا ، ومَتِّعنا بِأَسماعِنا وأبصارِنا و قُوَّتِنا ما أحيَيتَنا ، وَاجعَلهُ الوارِثَ مِنّا ، وَاجعَل ثَأرَنا عَلى مَن ظَلَمَنا ، وَانصُرنا عَلى مَن عادانا ، ولا تَجعَل مُصيبَتَنا في دينِنا ، ولا تَجعَلِ الدُّنيا أكبَرَ هَمِّنا ، ولا مَبلَغَ عِلمِنا ،

.


1- .بحار الأنوار : ج 94 ص 130 ح 19 نقلاً عن الكتاب العتيق الغروي.
2- .في المحاسن وبحار الأنوار : «يَذكُرُ».
3- .السجدة : 16.
4- .الكافي : ج 2 ص 24 ح 15 ، المحاسن : ج 1 ص 451 ح 1039 نحوه ، بحار الأنوار : ج 69 ص 392 ح 70.

ص: 115

8 / 15 في المسجد

ولا تُسَلِّط عَلَينا مَن لا يَرحَمُنا . (1)

منية المريد :إنَّهُ صلى الله عليه و آله كانَ إذا فَرَغَ مِن حَديثِهِ وأرادَ أن يَقومَ مِن مَجلِسِهِ ، يَقولُ : اللّهُمَّ اغفِر لَنا ما أخطَأنا وما تَعَمَّدنا ، وما أسرَرنا وما أعلَنّا ، وما أنتَ أعلَمُ بِهِ مِنّا ، أنتَ المُقَدِّمُ وأنتَ المُؤَخِّرُ ، لا إلهَ إلّا أنتَ . (2)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن أرادَ أن يَكتالَ بِالمِكيالِ الأَوفى مِنَ الأَجرِ يَومَ القِيامَةِ ، فَليَكُن آخِرُ كَلامِهِ في مَجلِسِهِ : «سُبْحَ_نَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَ سَلَ_مٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَ__لَمِينَ» (3) . (4)

راجع : ج 1 ص 285 ( أوقات التسبيح / عند القيام من المجلس) . ج 2 ص 389 ( ما ينبغي فيه الاستغفار من الأحوال / خِتام المجالس) .

8 / 15فِي المَسجِدِرسول اللّه صلى الله عليه و آله _ في وَصِيَّتِهِ لأَِبي ذَرٍّ الغِفارِيِّ _ :يا أباذَرٍّ ، كُلُّ جُلوسٍ فِي المَسجِدِ لَغوٌ إلّا ثَلاثَةً : قِراءَةُ مُصَلٍّ ، أو ذِكرُ اللّهِ ، أو سائِلٌ عَن عِلمٍ . (5)

.


1- .سنن الترمذي : ج 5 ص 528 ح 3502 ، الزهد لابن المبارك : ص 144 ح 431 نحوه ، كنز العمّال : ج 2 ص 203 ح 3764 وراجع المستدرك على الصحيحين : ج 1 ص 709 ح 1934.
2- .منية المريد : ص 220 ، بحار الأنوار : ج 2 ص 63 ح 13.
3- .الصافّات : 180 _ 182.
4- .مجمع البيان : ج 8 ص 722 عن الأصبغ بن نباتة عن الإمام عليّ عليه السلام ، الكافي : ج 2 ص 496 ح 3 عن أبي بصير عن الإمام الباقر عليه السلام ، عدّة الداعي : ص 241 عن الإمام الصادق عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 75 ص 468 ح 20 ؛ حلية الأولياء : ج 7 ص 123 عن الأصبغ بن نباتة عن الإمام عليّ عليه السلام .
5- .مكارم الأخلاق : ج 2 ص 375 ح 2661 ، تنبيه الخواطر : ج 2 ص 62 كلاهما عن أبي ذرّ ، بحار الأنوار : ج 83 ص 370 ح 30 وراجع الفردوس : ج 3 ص 258 ح 4764 وكنز العمّال : ج 7 ص 671 ح 20840.

ص: 116

8 / 16 في مكّة

8 / 17 في البيت

الإمام الصادق عليه السلام :إذا دَخَلتَ المَسجِدَ فَاحمَدِ اللّهَ وأثنِ عَلَيهِ ، وصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله . (1)

الإمام الصادق والإمام العسكري عليهماالسلام _ فيما يُقالُ عِندَ دُخولِ المَسجِدِ _ :اللّهُمَّ افتَح مَسامِعَ قَلبي لِذِكرِكَ . (2)

الإمام الصادق عليه السلام :مَن دَخَلَ سوقا أو مَسجِدَ جَماعَةٍ فَقالَ مَرَّةً واحِدَةً : «أشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، واللّهُ أكبَرُ كَبيرا ، وَالحَمدُ للّهِِ كَثيرا ، وسُبحانَ اللّهِ بُكرَةً وأصيلاً ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ ، وصَلَّى اللّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ» عَدَلَت لَهُ حَجَّةً مَبرورَةً . (3)

8 / 16في مَكَّةَالإمام زين العابدين عليه السلام :تَسبيحَةٌ بِمَكَّةَ ، أفضَلُ مِن خَراجِ العِراقَينِ يُنفَقُ في سَبيلِ اللّهِ . (4)

8 / 17فِي البَيتِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَثَلُ البَيتِ الَّذي يُذكَرُ اللّهُ فيهِ ، وَالبَيتِ الَّذي لا يُذكَرُ اللّهُ فيهِ ، مَثَلُ الحَى ¨ِّ

.


1- .تهذيب الأحكام : ج 2 ص 65 ح 233 عن أبي بصير.
2- .فلاح السائل : ص 183 ح 291 ، جمال الاُسبوع : ص 150 عن رجاء بن يحيى بن سامان العبرتائي الكاتب عن الإمام العسكري عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 84 ص 27 ح 21.
3- .كتاب من لا يحضره الفقيه : ج 3 ص 199 ح 3753 ، المحاسن : ج 1 ص 111 ح 102 كلاهما عن أبي بصير ، بحار الأنوار : ج 84 ص 19 ح 4 وج 76 ص 173 ح 6.
4- .تهذيب الأحكام : ج 5 ص 468 ح 1640 عن خالد بن عماد القلانسي عن الإمام الصادق عليه السلام ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج 2 ص 227 ح 2258 وفيه «تعدل» بدل «أفضل من» ، المحاسن : ج 1 ص 144 ح 195 عن الإمام الصادق عليه السلام ، وفيه «تسبيح» بدل «تسبحة» و«يعدل» بدل «أفضل من» ، بحار الأنوار : ج 99 ص 82 ح 33.

ص: 117

8 / 18 في السّوق

وَالمَيِّتِ . (1)

عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ البَيتَ الَّذي يُذكَرُ فيهِ اسمُ اللّهِ ، لَيُضيءُ لِأَهلِ السَّماءِ كما تُضيءُ النُّجومُ لِأَهلِ الأَرضِ . (2)

الإمام عليّ عليه السلام :البَيتُ الَّذي يُقرَأُ فيهِ القُرآنُ ويُذكَرُ اللّهُ عز و جل فيهِ ، تَكثُرُ بَرَكَتُهُ ، وتَحضُرُهُ المَلائِكَةُ ، وتَهجُرُهُ الشَّياطينُ ، ويُضيءُ لِأَهلِ السَّماءِ كما تُضيءُ الكَواكِبُ لِأَهلِ الأَرضِ . وإنَّ البَيتَ الَّذي لا يُقرَأُ فيهِ القُرآنُ ، ولا يُذكَرُ اللّهُ عز و جل فيهِ ، تَقِلُّ بَرَكَتُهُ ، وتَهجُرُهُ المَلائِكَةُ ، وتَحضُرُهُ الشَّياطينُ . (3)

8 / 18فِي السُّوقِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن ذَكَرَ اللّهَ فِي السّوقِ مُخلِصا عِندَ غَفلَةِ النّاسِ وشُغلِهِم بما هُم فيهِ ، كَتَبَ اللّهُ لَهُ ألفَ حَسَنَةٍ ، ويَغفِرُ اللّهُ لَهُ يَومَ القِيامَةِ مَغفِرَةً لَم تَخطُر عَلى قَلبِ بَشَرٍ . (4)

عنه صلى الله عليه و آله :مَن دَخَلَ السّوقَ فَقالَ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، لَهُ المُلكُ ولَهُ الحَمدُ ، يُحيي ويُميتُ وهُوَ حَيٌّ لا يَموتُ ، بِيدِهِ الخَيرُ وهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ» كَتَبَ اللّهُ لَهُ ألفَ ألفِ حَسَنَةٍ ، ومَحا عَنهُ ألفَ ألفِ سَيِّئَةٍ ، ورَفَعَ لَهُ ألفَ ألفِ دَرَجَةٍ . (5)

.


1- .صحيح مسلم : ج 1 ص 539 ح 211 ، مسند أبي يعلى : ج 6 ص 410 ح 7269 ، الفردوس : ج 4 ص 143 ح 6442 كلّها عن أبي موسى ، كنز العمّال : ج 1 ص 424 ح 1820 ؛ مكارم الأخلاق : ج 2 ص 85 ح 2226.
2- .كنز العمّال : ج 1 ص 424 ح 1818 نقلاً عن أبي نعيم في المعرفة عن سابط.
3- .الكافي : ج 2 ص 610 ح 3 ، عدّة الداعي : ص 233 من دون إسنادٍ إلى الإمام عليّ عليه السلام وكلاهما عن ابن القدّاح عن الإمام الصادق عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 93 ص 161 ح 42.
4- .عدّة الداعي : ص 242 ، بحار الأنوار : ج 103 ص 102 ح 47.
5- .سنن الترمذي : ج 5 ص 491 ح 3428 ، سنن الدارمي : ج 2 ص 747 ح 2592 ، المستدرك على الصحيحين : ج 1 ص 722 ح 1974 وفيه «و بنى له بيتا في الجنّة» بدل «و رفع له ألف ألف درجة» ، حلية الأولياء : ج 2 ص 355 كلّها عن عمر بن الخطّاب ، كنز العمّال : ج 4 ص 48 ح 9443.

ص: 118

8 / 19 في السّفر

8 / 20 عند المرور بالجبل أو بقاع الأرض

الإمام عليّ عليه السلام :أكثِروا ذِكرَ اللّهِ عز و جل إذا دَخَلتُمُ الأَسواقَ عِندَ اشتِغالِ النّاسِ ؛ فَإِنَّهُ كَفّارَةٌ لِلذُّنوبِ ، وزِيادَةٌ فِي الحَسَناتِ ، ولا تُكتَبوا فِي الغافِلينَ . (1)

الإمام الصادق عليه السلام :مَن ذَكَرَ اللّه عز و جل فِي الأَسواقِ ، غَفَرَ لَهُ بِعَدَدِ أهلِها . (2)

راجع : ج 1 ص 107 (عند غفلة الناس) . ج 1 ص 116 ح 337 .

8 / 19فِي الَّسفَرِالإمام عليّ عليه السلام _ مِن وَصِيَّتِهِ لاِبنِهِ مُحَمَّدِ بنِ الحَنَفِيَّةِ _ :اِعلَم أنَّ مُروءَةَ المَرءِ المُسلِمِ مُروءَتانِ : مُروءَةٌ في حَضَرٍ ، ومُروءَةٌ في سَفَرٍ . . . وأمّا مُروءَةُ السَّفَرِ : فَبَذلُ الزّادِ ، وقِلَّةُ الخِلافِ عَلى مَن صَحِبَكَ ، وكَثرَةُ ذِكرِ اللّهِ عز و جلفي كُلِّ مَصعَدٍ ومَهبَطٍ ونُزولٍ وقِيامٍ وقُعودٍ . (3)

8 / 20عِندَ المُرورِ بِالجَبَلِ أو بِقاعِ الأَرضِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ العَبدَ إذا مَرَّ بِالجَبَلِ فَذَكَرَ اللّهَ عِندَهُ ، شَمَخَ يَومَئِذٍ عَلَى الجِبالِ فَخرا حَيثُ يُذكَرُ اللّهُ عِنَدهُ . (4)

.


1- .الخصال : ص 614 ح 10 عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام ، تحف العقول : ص 104 ، بحار الأنوار : ج 103 ص 96 ح 19.
2- .كتاب من لا يحضره الفقيه : ج 3 ص 200 ح 3756.
3- .الخصال : ص 54 ح 71 عن الإمام الصادق عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 1 ص 200 ح 5.
4- .الفردوس : ج 1 ص 196 ح 739 عن أنس.

ص: 119

8 / 21 مع كلّ ذاكر

عنه صلى الله عليه و آله :ما مِن صَباحٍ ولارَواحٍ (1) إلّا وبِقاعُ الأَرض تُنادي بَعضُها بَعضا : يا جارَةُ هَل مَرَّ بِكِ اليَومَ عَبدٌ صالِحٌ صَلّى عَلَيكِ أو ذَكَرَ اللّهَ ؟ فَإِن قالَت : نَعَم! رَأَت لَها بِذلِكَ عَلَيها فَضلاً . (2)

عنه صلى الله عليه و آله :ما مِن عَبدٍ سَلَكَ وادِيا فَيَبسُطُ كَفَّيهِ فَيَذكُرُ اللّهَ ويَدعو ، إلّا مَلَأَ اللّهُ ذلِكَ الوادِيَ حَسَناتٍ ، فَليَعظُم ذلِكَ الوادي أو لِيَصغُر . (3)

8 / 21مَعَ كُلِّ ذاكِرٍعلل الشرايع عن زرارة :قُلتُ لِأَبي جَعفَرٍ عليه السلام : ما أقولُ إذا سَمِعتُ الأَذانَ ؟ قالَ : اُذكُرِ اللّهَ مَعَ كُلِّ ذاكِرٍ . (4)

.


1- .الرَّواح : نقيض الصباح ، وهو اسم للوقت من زوال الشمس إلى الليل (الصحاح : ج 1 ص 368 «روح») .
2- .المعجم الأوسط : ج 1 ص 177 ح 562 ، حلية الأولياء : ج 6 ص 174 كلاهما عن أنس ، كنز العمّال : ج 7 ص 290 ح 18929.
3- .ثواب الأعمال : ص 183 ح 1 عن السكوني عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام ، جامع الأحاديث للقمّي : ص 119 ، بحار الأنوار : ج 93 ص 292 ح 15.
4- .علل الشرايع : ص 284 ح 3 ، بحار الأنوار : ج 84 ص 176 ح 6.

ص: 120

. .

ص: 121

الفصل التّاسع : بركات الذّكر

9 / 1 ذكر اللّه لذاكره

الفَصلُ التّاسِعُ : بركات الذّكر9 / 1ذِكرُ اللّهِ لِذاكِرِهِالكتاب«فَاذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ وَ اشْكُرُواْ لِى وَ لَا تَكْفُرُونِ» . (1)

الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن اُعطِيَ أربَعا اُعطِيَ أربَعا ، وتَفسيرُ ذلِكَ في كِتابِ اللّهِ عز و جل : مَن اُعطِيَ الذِّكرَ ذَكَرَهُ اللّهُ ؛ لِأَنَّ اللّهَ يَقولُ : «اذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ» . . . . (2)

عنه صلى الله عليه و آله : «اذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ» يَقولُ : اُذكُروني يا مَعشَرَ العِبادِ بِطاعَتي ، أذكُركُم بِمَغفِرَتي . (3)

عنه صلى الله عليه و آله :قالَ اللّهُ : اُذكُرُوني بِطاعَتي أذكُركُم بِمَغفِرَتي ، فَمَن ذَكَرَني وهُوَ مُطيع

.


1- .البقرة : 152.
2- .شُعب الإيمان : ج 4 ص 126 ح 4529 ، الدرّ المنثور : ج 1 ص 360 نقلاً عن الطبراني وابن مردويه وكلاهما عن عبد اللّه بن مسعود.
3- .الفردوس : ج 3 ص 150 ح 4405 عن ابن عبّاس.

ص: 122

فَحَقٌّ عَلَيَّ أن أذكُرَهُ بِمَغفِرَتي ، ومَن ذَكَرَني وهُوَ لي عاصٍ فَحَقٌّ عَلَيَّ أن أذكُرَهُ بِمَقتٍ . (1)

عنه صلى الله عليه و آله :قالَ سُبحانَهُ : «فاذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ» بِنِعمَتي ، وَاذكُروني بِالطّاعَةِ وَالعِبادَةِ أذكُركُم بِالنِّعَمِ وَالإِحسانِ وَالرَّحمَةِ وَالرِّضوانِ . (2)

عنه صلى الله عليه و آله :قالَ اللّهُ عز و جل : إذا ذَكَرَني عَبدي خالِيا ذَكَرتُهُ خالِيا ، وإن ذَكَرَني في مَلَأٍ ذَكَرتُهُ في مَلَأٍ خَيرٍ مِنَ المَلَأِ الَّذي ذَكَرَني فيهِ . (3)

عنه صلى الله عليه و آله :يَقولُ اللّهُ تَعالى : أنَا عِندَ ظَنِّ عَبدي بي ، وأنَا مَعَهُ إذا ذَكَرَني ؛ فَإِن ذَكَرَني في نَفسِهِ ذَكَرتُهُ في نَفسي ، وإن ذَكَرَني في مَلَأٍ ذَكَرتُهُ في مَلَأٍ خَيرٍ مِنهُم . (4)

عنه صلى الله عليه و آله :قالَ اللّهُ تَعالى : لا يَذكُرُني عَبدي في نَفسِهِ إلّا ذَكَرتُهُ في مَلَأٍ مِن مَلائِكَتي ، ولا يَذكُرُني في مَلَأٍ إلّا ذَكَرتُهُ فِي الرَّفيقِ الأَعلى . (5)

المحاسن عن بشير الدهّان عن الإمام الصادق عليه السلام :قالَ اللّهُ تَعالى : اِبنَ آدَمَ ، اُذكُرني في نَفسِكَ أذكُركَ في نَفسي . اِبنَ آدَمَ ، اُذكُرني في خَلاءٍ أذكُركَ في خَلاءٍ . اِبنَ آدَمَ ، اُذكُرني في مَلَأٍ أذكُركَ في مَلَأٍ خَيرٍ مِن مَلَئِكَ . وقالَ : ما مِن عَبدٍ يَذكُرُ اللّهَ في مَلَأٍ مِنَ النّاسِ ، إلّا ذَكَرَهُ اللّهُ في مَلَأٍ مِنَ المَلائِكَةِ . (6)

.


1- .الدرّ المنثور : ج 1 ص 360 نقلاً عن ابن لال والديلمي وابن عساكر عن أبي هند الداري .
2- .عدّة الداعي : ص 238 ، بحار الأنوار : ج 93 ص 163 ح 42.
3- .الفردوس : ج 3 ص 172 ح 4458 ، شُعب الإيمان : ج 1 ص 406 ح 551 نحوه ، كنزالعمّال : ج 1 ص 432 ح 1866 نقلاً عن الطبراني وكلّها عن ابن عبّاس.
4- .صحيح البخاري : ج 6 ص 2694 ح 6970 ، صحيح مسلم : ج 4 ص 2061 ح 2 ، سنن الترمذي : ج 5 ص 581 ح 3603 ، سنن ابن ماجة : ج 2 ص 1255 ح 3822 ، شُعب الإيمان : ج 1 ص 406 ح 550 كلّها عن أبي هريرة ، كنز العمّال : ج 1 ص 225 ح 1135.
5- .المعجم الكبير : ج 20 ص 182 ح 391 عن معاذ بن أنس ، كنزالعمّال : ج 1 ص 420 ح 1796.
6- .المحاسن : ج 1 ص 110 ح 98 ، عوالي اللآلي : ج 1 ص 125 ح 59 عن أبي هريرة نحوه ، بحار الأنوار : ج 93 ص 158 ح 31.

ص: 123

الكافي عن ابن فضّال رفعه ، قال :قالَ اللّهُ عز و جللِعيسى عليه السلام : يا عيسى ، اُذكُرني في نَفسِكَ أذكُركَ في نَفسي ، وَاذكُرني في مَلَأِ(كَ) أذكُركَ في مَلَأٍ خَيرٍ مِن مَلَأِ الآدَمِيِّينَ . (1)

الإمام الصادق عليه السلام :قالَ اللّهُ عز و جل : مَن ذَكَرني سِرّا ذَكَرتُهُ عَلانِيَةً . (2)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «وَ لَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ» (3) ذِكرُ اللّهِ تَعالى إيّاكُم أكبَرُ مِن ذِكرِكُم إيّاهُ . (4)

الإمام الباقر عليه السلام_ في قَولِهِ تَعالى : «وَ لَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ» _: يَقولُ : ذِكرُ اللّهِ لِأَهلِ الصَّلاةِ أكبَرُ مِن ذِكرِهِم إيّاهُ ، ألا تَرى أنَّهُ يَقولُ : «اذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ» ؟ (5)

مستدرك الوسائل :قالَ جَبرَئيلُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه و آله : إنَّ اللّهَ تَعالى يَقولُ : أعطَيتُ اُمَّتَكَ ما لم اُعطِهِ اُمَّةً مِنَ الاُمَمِ . فَقالَ : وما ذاكَ يا جَبرَئيلُ؟ قالَ : قَولُهُ تَعالى : «فاذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ» ، ولَم يَقُل هذِهِ لِأَحَدٍ مِنَ الاُمَمِ . (6)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله _ لِقِسرَةَ بِنتِ رَواسٍ الكِندِيَّةِ _ :أيا قِسرَةُ ! اُذكُرِي اللّهَ عِندَ الخَطيئَةِ يَذكُركِ عِندَ المَغفِرَةِ ، وأطيعي زَوجَكِ يَكفِكِ شَرَّ الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، وبِرِّي والِدَيكِ يَكثُر خَيرُ بَيتِكِ . (7)

.


1- .الكافي : ج 2 ص 502 ح 3 وج 8 ص 138 ح 103 عن عليّ بن أسباط عنهم عليهم السلام ، تنبيه الخواطر : ج 2 ص 143 عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، تحف العقول : ص 498 ، أعلام الدين : ص 232 كلاهما من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج 60 ص 300 ح 10.
2- .الكافي : ج 2 ص 501 ح 1 ، عدّة الداعي : ص 244 ، بحار الأنوار : ج 93 ص 342 ح 11.
3- .العنكبوت : 45 .
4- .الفردوس : ج 4 ص 406 ح 7178 ، الدرّ المنثور : ج 6 ص 466 نقلاً عن ابن السني وابن مردويه وكلاهما عن ابن عمر.
5- .تفسير القمّي : ج 2 ص 150 عن أبي الجارود ، بحار الأنوار : ج 82 ص 199.
6- .مستدرك الوسائل : ج 5 ص 286 ح 5871 نقلاً عن مجموعة الشهيد قدس سره .
7- .الإصابة : ج 8 ص 287 ، اُسد الغابة : ج 7 ص 237 كلاهما عن قسرة بنت رواس الكندية ، كنز العمّال : ج 15 ص 852 ح 43388 نقلاً عن أبي نعيم عن بسرة.

ص: 124

عنه صلى الله عليه و آله :مَا اجتَمَعَ قَومٌ يَذكُرونَ اللّهَ عز و جل ، إلّا ذَكَرَهُمُ اللّهُ فيمَن عِندَهُ . (1)

عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّهَ إذا أسكَنَ أهلَ الجَنَّةِ الجَنَّةَ . . . فَناداهُمُ الرَّبُّ : عِبادي ، اِرفَعوا رُؤوسَكُم فَإِنَّها لَيسَت بِدارِ عَمَلٍ ولا دارِ نَصَبٍ ، إنَّما هِيَ دارُ جَزاءٍ وثَوابٍ ، وعِزَّتي ما خَلَقتُها إلّا مِن أجلِكُم ، وما مِن ساعَةٍ ذَكَرتُموني فيها في دارِ الدُّنيا إلّا ذَكَرتُكُم فَوقَ عَرشي . (2)

عنه صلى الله عليه و آله :اِعلَموا أنَّ اللّهَ لا يَنسى مَن ذَكَرَهُ ، ولا يَخذُلُ مَن نَصَرَهُ . (3)

الإمام عليّ عليه السلام :مَن ذَكَرَ اللّهَ ذَكَرَهُ . (4)

عنه عليه السلام _ مِن خُطبَةٍ لَهُ في يَومِ الجُمُعَةِ _ :اُذكُرُوا اللّهَ يَذكُركُم ؛ فَإِنَّهُ ذاكِرٌ لِمَن ذَكَرَهُ ، وَاسأَ لُوا اللّهَ مِن رَحمَتِهِ وفَضلِهِ ؛ فَإِنَّهُ لا يَخيبُ عَلَيهِ داعٍ دَعاهُ . (5)

الإمام الحسن عليه السلام _ لِرَجُلٍ بَرِئَ مِن عِلَّةٍ كانَت بِهِ _ :إنَّ اللّهَ قَد ذَكَرَكَ فَاذكُرهُ ، وأقالَكَ فَاشكُرهُ . (6)

الإمام الحسين عليه السلام _ مِن دُعائِهِ في يَومِ عَرَفَةَ _ :يا مَن ألبَسَ أولِياءَهُ مَلابِسَ هَيبَتِهِ فَقاموا بَينَ يَدَيهِ مُستَغفِرينَ ، أنتَ الذّاكِرُ قَبلَ الذّاكِرينَ . (7)

الإمام زين العابدين عليه السلام _ مِن دُعائِهِ لِوَداعِ شَهرِ رَمَضانَ _ :أنتَ الَّذي دَلَلتَهُم [ العِبادَ ]بِقَولِكَ مِن غَيبِكَ وتَرغيبِكَ الَّذي فيهِ حَظُّهُم ، عَلى ما لَو سَتَرتَهُ عَنهُم لَم تُدرِكه

.


1- .التاريخ الكبير : ج 1 ص 383 الرقم 1226 عن أبي سعيد الخدري.
2- .الدرّ المنثور : ج 7 ص 607 نقلاً عن ابن جرير عن أنس.
3- .تاريخ المدينة : ج 2 ص 598 عن محمّد بن إسحاق عن مشيخة بني عامر.
4- .غرر الحكم : ح 7758.
5- .كتاب من لا يحضره الفقيه : ج 1 ص 432 ح 1263 ، مصباح المتهجّد : ص 384 ح 509 ، بحار الأنوار : ج 89 ص 239 ح 68.
6- .تحف العقول : ص 234 وص 280 عن الإمام زين العابدين عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 78 ص 106 ح 8.
7- .الإقبال (طبعة دار الكتب الإسلاميّة) : ص 350 ، بحار الأنوار : ج 98 ص 226 ح 3.

ص: 125

أبصارُهُم ، ولَم تَعِهِ أسماعُهُم ، ولَم تَلحَقهُ أوهامُهُم ، فَقُلتَ : «اذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ وَ اشْكُرُواْ لِى وَ لَا تَكْفُرُونِ» ، وقُلتَ : «لَ_ئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَ_ئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِى لَشَدِيدٌ» (1) . . . فَذَكَروكَ بِمَنِّكَ ، وشَكَروكَ بِفَضلِكَ . (2)

الإمام زين العابدين عليه السلام :بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، الحَمدُ للّهِِ الأَوَّلِ قَبلَ الإِنشاءِ وَالإِحياءِ ، وَالآخِرِ بَعدَ فَناءِ الأَشياءِ ، العَليمِ الَّذي لا يَنسى مَن ذَكَرَهُ ، ولا يَنقُصُ مَن شَكَرَهُ ، ولا يُخَيِّبُ مَن دَعاهُ ، ولا يَقطَعُ رَجاءَ مَن رَجاهُ . (3)

الإمام الصادق عليه السلام :قالَ اللّهُ عز و جل : مَن ذَكَرَني في مَلأٍ مِنَ النّاس ذَكَرتُهُ في مَلاَ مِنَ المَلائِكَةِ . (4)

عنه عليه السلام :إنَّ فِي التَّوراةِ مَكتوبا : يَابنَ آدَمَ ، اُذكُرني حينَ تَغضَبُ أذكُركَ عِندَ غَضَبي ؛ فَلا أمحَقُكَ فيمَن أمحَقُ . وإذا ظُلِمتَ بِمَظلَمَةٍ فَارضَ بِانتِصاري لَكَ ؛ فإِنَّ انتِصاري لَكَ خَيرٌ مِنِ انتِصارِكِ لِنَفسِكَ . (5)

عنه عليه السلام _ في رِسالَتِهِ إلى جَماعَةٍ مِن شيعَتِهِ وأصحابِهِ _ :أكثِروا ذِكرَ اللّهِ مَا استَطَعتُم في كُلِّ ساعَةٍ مِن ساعاتِ اللَّيلِ وَالنَّهارِ ، فَإِنَّ اللّهَ أمَرَ بِكَثرَةِ الذِّكرِ لَهُ ، وَاللّهُ ذاكِرٌ لِمَن ذَكَرَهُ مِنَ المُؤمِنينَ ، وَاعلَموا أنَّ اللّهَ لَم يَذكُرهُ أحَدٌ مِن عِبادِهِ المُؤمِنينَ إلّا ذَكَرَهُ بِخَيرٍ . (6)

عنه عليه السلام _ مِن دُعائِهِ في يَومِ عَرَفَةَ _ :وَاذكُرني يا رَبِّ بِرِضاكَ ، ولا تَنسَني حينَ تَنشُر

.


1- .إبراهيم : 7.
2- .الصحيفة السجّاديّة : ص 173 الدعاء 45.
3- .المصباح للكفعمي : ص 138 ، البلد الأمين : ص 87 ، بحار الأنوار : ج 90 ص 134 ح 2.
4- .الكافي : ج 2 ص 498 ح 13 ، المحاسن : ج 1 ص 110 ح 98 عن بشير الدهّان ، عدّة الداعي : ص 233 ، بحار الأنوار : ج 93 ص 158 ح 31. وراجع : ص 75 (الذكر الخفيّ) وص 77 (الذكر الجليّ) .
5- .الكافي : ج 2 ص 304 ح 10 عن إسحاق بن عمّار.
6- .الكافي : ج 8 ص 7 ح 1 عن إسماعيل بن جابر وإسماعيل بن مخلّد السرّاج ، تحف العقول : ص 314.

ص: 126

رَحمَتَكَ ، وأقبِل عَلَيَّ بِوَجهِكَ الكَريمِ . (1)

عنه عليه السلام _ كانَ يَقولُ _ :اللّهُمَّ اذكُرني بِرَحمَتِكَ ولا تَذكُرني بِخَطيئَتي ، وتَقَبَّل مِنّي ، وزِدني مِن فَضلِكَ ، إنّي إلَيكَ راغِبٌ . (2)

مصباح الشريعة _ فيما نَسَبَهُ إلَى الإِمامِ الصّادِقِ عليه السلام _ :اِجعَل ذِكرَ اللّهِ مِن أجلِ ذِكرِهِ لَكَ ؛ فَإِنَّهُ ذَكَرَكَ وهُوَ غَنِيٌّ عَنكَ ، فَذِكرُهُ لَكَ أجَلُّ وأشهى وأتَمُّ مِن ذِكرِكَ لَهُ وأسبَقُ . ومَعرِفَتُكَ بِذِكرِهِ لَكَ يورِثُكَ الخُضوعَ، وَالاِستِحياءَ، وَالاِنكِسارَ ، ويَتَوَلَّدُ مِن ذلِكَ رُؤيَةُ كَرَمِهِ وفَضلِهِ السّابِقِ ، وتَخلُصُ لِوَجهِهِ ، وتَصغُرُ عِندَ ذلِكَ طاعاتُكَ وإن كَثُرَت في جَنبِ مِنَنِهِ . ورُؤيَتُكَ ذِكرَكَ لَهُ تورِثُكَ الرِّياءَ، وَالعُجبَ، وَالسَّفَهَ، وَالغِلظَةَ في خَلقِهِ ، وَاستِكثارَ الطّاعَةِ ونِسيانَ كَرَمِهِ وفَضلِهِ ، ولا يَزدادُ بِذلِكَ مِنَ اللّهِ إلّا بُعدا ، ولا يَستَجلِبُ بِهِ عَلى مُضِيِّ الأَيّامِ إلّا وَحشَةً . (3)

الزهد عن زيد بن عليّ :أوحَى اللّهُ عز و جل إلى نَبِيِّهِ داوودَ عليه السلام : إذا ذَكَرَني عَبدي حينَ يَغضَبُ ، ذَكَرتُهُ يَومَ القِيامَةِ في جَميعِ خَلقي ، ولا أمحَقُهُ فيما أمحَقُ . (4)

الكافي عن عليّ بن أسباط عنهم عليهم السلام :فيما وَعَظَ اللّهُ عز و جل بِهِ عيسى عليه السلام : . . . يا عيسى ، كُن رَحيما مُتَرَحِّما ، وكُن كَما تَشاءُ أن يَكونَ العِبادُ لَكَ ، وأكثِر ذِكرَ المَوتِ ومُفارَقَةَ الأَهلينَ ، ولا تَلهُ فَإِنَّ اللَّهوَ يُفسِدُ صاحِبَهُ ، ولا تَغفُل فَإِنَّ الغافِلَ مِنّي بَعيدٌ ، وَاذكُرني بِالصّالِحاتِ حَتّى أذكُرَكَ . (5)

.


1- .الإقبال : ج 2 ص 127 عن سلمة بن الأكوع ، بحار الأنوار : ج 98 ص 246 ح 4.
2- .الكافي : ج 2 ص 586 ح 24 عن ابن أبي يعفور ، مصباح المتهجّد : ص 274 ، جمال الاُسبوع : ص 141 ح 17 كلاهما من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج 89 ص 300 ح 10.
3- .مصباح الشريعة : ص 47.
4- .الزهد للحسين بن سعيد : ص 28 ح 67 ، بحار الأنوار : ج 73 ص 266 ح 18.
5- .الكافي : ج 8 ص 131 _ 134 ح 103 ، بحار الأنوار : ج 14 ص 291 ح 14.

ص: 127

9 / 2 طرد الشّيطان

جامع الأخبار :أوحَى اللّهُ تَعالى إلى عيسَى بنِ مَريَمَ عليه السلام : يا عيسى ، إنّي لا أنسى مَن يَنساني ، فَكَيفَ أنسى مَن يَذكُرُني! أنَا لا أبخَلُ عَلى من عَصاني ، فَكَيفَ أبخَلُ عَلى مَن يُطيعُني! (1)

لقمان عليه السلام _ في مَواعِظِهِ لِابنِهِ _ :يا بُنَيَّ ، ومَن ذَا الَّذي ذَكَرَهُ فَلَم يَذكُرهُ! (2)

مسكّن الفؤاد :أوحَى اللّهُ تَعالى إلى بَعضِ الصِّدِّيقينَ : إنَّ لي عِبادا مِن عِبادي يُحِبّوني واُحِبُّهُم ، ويَشتاقونَ إلَيَّ وأشتاقُ إلَيهِم ، ويَذكُروني وأذكُرُهُم ، فَإِن أخَذتَ طَريقَتَهُم أحبَبتُكَ ، وإن عَدَلتَ عَنهُم مَقَتُّكَ . (3)

9 / 2طَردُ الشَّيطانِالكتاب«إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْاْ إِذَا مَسَّهُمْ طَ_ئِفٌ مِّنَ الشَّيْطَ_نِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ» . (4)

«وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَ_حِشَةً أَوْظَ_لَمُواْ أَنفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ» . (5)

الحديثتفسير العيّاشي عن عليّ بن أبي حمزة عن الإمام الصادق عليه السلام ، قال :سَأَلتُهُ في قَولِ اللّهِ (6) : «إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْاْ إِذَا مَسَّهُمْ طَ_ئِفٌ مِّنَ الشَّيْطَ_نِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ» ما ذلِكَ الطّائِفُ؟

.


1- .جامع الأخبار : ص 509 ح 1417.
2- .الاختصاص : ص 337.
3- .مسكّن الفؤاد : ص 28 ، بحار الأنوار : ج 70 ص 26 ح 28.
4- .الأعراف : 201.
5- .آل عمران : 135.
6- .في بحار الأنوار : «عن قول اللّه » .

ص: 128

فَقالَ : هُوَ السَّيِّئُ يَهُمُّ العَبدُ بِهِ ، ثُمَّ يَذكُرُ اللّهَ فَيُبصِرُ ويُقصِرُ (1) . (2)

الكافي عن أبي بصير عن الإمام الصادق عليه السلام ، قال :سَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِ عز و جل : «إِذَا مَسَّهُمْ طَ_ئِفٌ مِّنَ الشَّيْطَ_نِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ» ؟ قالَ : هُوَ العَبدُ يَهُمُّ بِالذَّنبِ ثُمَّ يَتَذَكَّرُ فَيُمسِكُ ، فَذلِكَ قَولُهُ : «تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ» . (3)

تفسير القمّي : «إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْاْ إِذَا مَسَّهُمْ طَ_ئِفٌ مِّنَ الشَّيْطَ_نِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ» ؛قالَ : وإذا ذَكَّرَهُمُ الشَّيطانُ المَعاصِيَ وحَمَلَهُم عَلَيها ، يَذكُرونَ اللّهَ فإذا هُم مُبصِرونَ . (4)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا سَمِعَ الشَّيطانُ ذِكرَ اللّهِ ، ذَهَبَ حَتّى يَكونَ كَمَكانِ الرَّوحاءِ (5) . (6)

عنه صلى الله عليه و آله :عَلى كُلِّ قَلبٍ جاثِمٌ (7) مِنَ الشَّيطانِ ، فإذا ذَكَرَ اسمَ اللّهِ خَنَسَ الشَّيطانُ وذابَ ، وإذا تَرَكَ الذِّكرَ التَقَمَهُ الشَّيطانُ فَجَذَبَهُ وأغواهُ واستَزَلَّهُ وأطغاهُ . (8)

.


1- .أقصر فلانٌ عن الشيء يُقصِر إقصارا : إذا كفّ عنه وانتهى. وأقصرت عن الشيء : كففت ونزعت مع القدرة عليه (لسان العرب : ج 5 ص 97 «قصر»).
2- .تفسير العيّاشي : ج 2 ص 44 ح 129 ، تنبيه الخواطر : ج 2 ص 201 نحوه ، بحار الأنوار : ج 70 ص 287 ح 14.
3- .الكافي : ج 2 ص 434 ح 7 ، تفسير العيّاشي : ج 2 ص 43 ح 128 عن زيد بن أبي اُسامة وص 44 ح 130 كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج 70 ص 273.
4- .تفسير القمّي : ج 1 ص 253 ، بحار الأنوار : ج 70 ص 273.
5- .الرَّوحاء : موضع بين الحرمين على ثلاثين أو أربعين ميلاً من المدينة ، وقرية من رحبة الشام (القاموس المحيط : ج 1 ص 225 «الرُّوحُ»). والمراد أنّه ينأى بعيدا.
6- .مسند أبي يعلى : ج 2 ص 471 ح 2289 عن جابر.
7- .يَجثِم في الأرض : أي يلزمها ويلتصق بها ، وجَثَم الطائر جثوما ، وهو بمنزلة البُروك للإبل (النهاية : ج 1 ص 239 «جثم») .
8- .عدّة الداعي : ص 192 ، إرشاد القلوب : ص 61 وفيه «خادم» بدل «جاثم» ، أعلام الدين : ص 279 وفيه «خاتم» بدل «جاثم» ، بحار الأنوار : ج 70 ص 61 ح 42.

ص: 129

عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ الشَّيطانَ واضِعٌ خَطمَهُ (1) عَلى قَلبِ ابنِ آدَمَ ، فَإِن ذَكَرَ اللّهَ خَنَسَ ، و إن نَسِيَ التَقَمَ قَلبَهُ ؛ فَذلِكَ الوَسواسُ الخَنّاسُ . (2)

علل الشرايع عن أبي بصير عن الإمام الصادق عليه السلام ، قال :سَأَلتُهُ عَنِ الخَنّاسِ ؟ قالَ : إنَّ إبليسَ يَلتَقِمُ القَلبَ ؛ فإذا ذُكِرَ اللّهُ خَنَسَ ، فَلِذلِكَ سُمِّيَ الخَنّاسُ . (3)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذَا اجتَمَعَ قَومٌ يَذكُرونَ اللّهَ تَعالى ، اعتَزَلَ الشَّيطانُ وَالدُّنيا عَنهُم ، فَيَقولُ الشَّيطانُ لِلدُّنيا : ألا تَرَينَ ما يَصنَعونَ؟ فَتَقولُ الدُّنيا : دَعهُم ، فَلَو قَد تَفَرَّقوا أخَذتُ بِأَعناقِهِم . (4)

فضائل الأشهر الثلاثة عن عبد الرحمن بن هبيرة :كُنّا عِندَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَوما ، فَقالَ : رَأَيتُ البارِحَةَ عَجائِبَ! قالَ : فَقُلنا : يا رَسولَ اللّهِ وما رَأَيتَ ، حَدِّثنا فِداكَ أنفُسُنا و أهلونا وأولادُنا؟ فَقالَ : . . . رَأَيتُ رَجُلاً مِن اُمَّتي قَدِ احتَوَشَتهُ الشَّياطينُ ، فَجاءَهُ ذِكرُ اللّهِ عز و جل فَنَجّاهُ مِن بَينِهِم . (5)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيتَهُ ، فَذَكَرَ اللّهَ عِندَ دُخولِهِ وعِندَ طَعامِهِ ، قالَ الشَّيطانُ : لا مَبيتَ لَكُم ولا عَشاءَ .

.


1- .الخَطْم في السباع : مقاديم اُنوفها وأفواهها (النهاية : ج 2 ص 50 «خطم»).
2- .مسند أبي يعلى : ج 4 ص 222 ح 4285 ، شُعب الإيمان : ج 1 ص 403 ح 540 ، حلية الأولياء : ج 6 ص 268 ، مكائد الشيطان لابن أبي الدنيا : ص 43 ح 22 كلّها عن أنس وليس فيها «فذلك الوسواس الخنّاس» ، كنز العمّال : ج 1 ص 418 ح 1782 ؛ بحار الأنوار : ج 63 ص 194.
3- .علل الشرايع : ص 526 ح 1 ، بحار الأنوار : ج 63 ص 197 ح 7.
4- .أعلام الدين : ص 273 ، إرشاد القلوب : ص 60 ، بحار الأنوار : ج 74 ص 189 ح 18.
5- .فضائل الأشهر الثلاثة : ص 112 ح 107 ، الأمالي للصدوق : ص 301 ح 342 عن عبد الرحمن بن سمرة ، روضة الواعظين : ص 428 وفيه ذيله فقط ، بحار الأنوار : ج 7 ص 290 ح 1 ؛ المعجم الكبير : ج 25 ص 282 ح 39 عن عبد الرحمن بن سمرة نحوه ، كنز العمّال : ج 15 ص 926 ح 43592.

ص: 130

وإذا دَخَلَ فَلَم يَذكُرِ اللّهَ عِندَ دُخولِهِ ، قالَ الشَّيطانُ : أدرَكتُمُ المَبيتَ . وإذا لَم يَذكُرِ اللّهَ عِندَ طَعامِهِ ، قالَ : أدرَكتُمُ المَبيتَ وَالعَشاءَ . (1)

عنه صلى الله عليه و آله :ثَلاثَةٌ مَعصومونَ مِن إبليسَ وجُنودِهِ : الذّاكِرونَ للّهِِ ، وَالباكونَ مِن خَشيَةِ اللّهِ ، وَالمُستَغفِرونَ بِالأَسحارِ . (2)

عنه صلى الله عليه و آله :إنّ اللّهَ أمَرَ يَحيَى بنَ زَكَرِيّا بِخَمسِ كَلِماتٍ أن يَعمَلَ بِها ويَأمُرَ بَني إسرائيلَ أن يَعمَلوا بِها . . . فَقالَ : . . . آمُرُكُم أن تَذكُرُوا اللّهَ ؛ فَإِنَّ مَثَلَ ذلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ خَرَجَ العَدُوُّ في أثَرِهِ سِراعا ، حَتّى إذا أتى عَلى حِصنٍ حَصينٍ فَأَحرَزَ نَفسَهُ مِنهُم ؛ كَذلِكَ العَبدُ لا يُحرِزُ نَفسَهُ مِنَ الشَّيطانِ إلّا بِذِكرِ اللّهِ . (3)

الإمام عليّ عليه السلام :ذِكرُ اللّهِ مَطرَدَةُ الشَّيطانِ . (4)

عنه عليه السلام :ذِكرُ اللّهِ رَأسُ مالِ كُلِّ مُؤمِنٍ ، ورِبحُهُ السَّلامَةُ مِنَ الشَّيطانِ . (5)

عنه عليه السلام :ذِكرُ اللّهِ دِعامَةُ الإيمانِ ، وعِصمَةٌ مِنَ الشَّيطانِ . (6)

الإمام زين العابدين عليه السلام :اللّهُمَّ بِذِكرِكَ أستَعيذُ وأعتَصِمُ ، وبِرُكنِكَ ألوذُ وأتَحَزَّمُ . (7)

.


1- .صحيح مسلم : ج 3 ص 1598 ح 103 ، سنن أبي داوود : ج 3 ص 347 ح 3765 ، سنن ابن ماجة : ج 2 ص 1279 ح 3887 ، مسند ابن حنبل : ج 5 ص 115 ح 14735 نحوه وكلّها عن جابر بن عبد اللّه ، كنز العمّال : ج 15 ص 396 ح 41534.
2- .إرشاد القلوب : ص 196 عن ابن عبّاس ؛ كنز العمّال : ج 15 ص 841 ح 43343 نقلاً عن أبي الشيخ في الثواب نحوه.
3- .سنن الترمذي : ج 5 ص 148 ح 2863 ، مسند ابن حنبل : ج 6 ص 90 ح 17170 ، المستدرك على الصحيحين : ج 1 ص 583 ح 1534 ، صحيح ابن حبّان : ج 14 ص 124 ح 6233 كلّها عن الحارث الأشعري نحوه ، كنز العمّال : ج 15 ص 914 ح 43577.
4- .غرر الحكم : ح 5162 ، عيون الحكم والمواعظ : ص 255 ح 4717.
5- .غرر الحكم : ح 5171 ، عيون الحكم والمواعظ : ص 256 ح 4746.
6- .غرر الحكم : ح 5172 ، عيون الحكم والمواعظ : ص 256 ح 4747.
7- .بحار الأنوار : ج 94 ص 153 ح 22 نقلاً عن كتاب أنيس العابدين .

ص: 131

9 / 3 اطمئنان القلب

مصباح الشريعة _ فيما نَسَبَهُ إلَى الإِمامِ الصّادِقِ عليه السلام _ :لا يَتَمَكَّنُ الشَّيطانُ بِالوَسوَسَةِ مِنَ العَبدِ إلّا وقَد أعرَضَ عَن ذِكرِ اللّهِ ، وَاستَهانَ بِأَمرِهِ ، وأسكَنَ إلى نَهيِهِ ، ونَسِيَ اطِّلاعَهُ عَلى سِرِّهِ . (1)

مصباح الشريعة _ فيما نَسَبَهُ إلَى الإِمامِ الصّادِقِ عليه السلام _ :إذا أتاكَ الشَّيطانُ مُوَسوِسا لِيُضِلَّكَ عَن سَبيلِ الحَقِّ ويُنسيَكَ ذِكرَ اللّهِ ، فَاستَعِذ مِنهُ بِرَبِّكَ ورَبِّهِ ؛ فَإِنَّهُ يُؤَيِّدُ الحَقَّ عَلَى الباطِلِ ، ويَنصُرُ المَظلومَ ، بِقَولِهِ عز و جل : «إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَ_نٌ عَلَى الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَ عَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ» (2) . ولَن تَقدِرَ عَلى هذا ومَعرِفَةِ إتيانِهِ ومَذاهِبِ وَسوَسَتِهِ إلّا بِدَوامِ المُراقَبَةِ وَالاِستِقامَةِ عَلى بِساطِ الخِدمَةِ وهَيبَةِ المُطَّلَعِ وكَثرَةِ الذِّكرِ ، وأمَّا المُهمِلُ لِأَوقاتِهِ فَهُوَ صَيدُ الشَّيطانِ . (3)

9 / 3اِطمِئنانُ القَلبِالكتاب«الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَ تَطْمَ_ئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَ_ئِنُّ الْقُلُوبُ» . (4)

الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنّي لَمّا اُسرِيَ بي إلَى السَّماءِ . . . نُوديتُ : . . . يا مُحَمَّدُ ، ومَن كَثُرَت هُمومُهُ مِن اُمَّتِكَ فَليَدعُني سِرّا ، وَليَقُل : . . . وبِذِكرِكَ تَطمَئِنُّ القُلوبُ ، يا مُقَلِّبَ القُلوبِ وَالأَبصارِ قَلِّب قَلبي مِنَ الهُمومِ إلَى الرَّوحِ وَالدَّعَةِ ، ولا تَشغَلني عَن ذِكرِكَ بِتَركِكَ ما

.


1- .مصباح الشريعة : ص 225 ، بحار الأنوار : ج 72 ص 124 ح 2.
2- .النحل : 99.
3- .مصباح الشريعة : ص 227 ، بحار الأنوار : ج 72 ص 124 ح 2.
4- .الرعد : 28.

ص: 132

9 / 4 انشراح القلب

9 / 5 جلاء القلب

بي مِنَ الهُمومِ ، إنّي إلَيكَ مُتَضَرِّعٌ . (1)

الإمام عليّ عليه السلام :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله لَمّا نَزَلَت هذِهِ الآيَةُ : «أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَ_ئِنُّ الْقُلُوبُ» قالَ : ذاكَ مَن أحَبَّ اللّهَ ورَسولَهُ ، وأحَبَّ أهلَ بَيتي صادِقا غَيرَ كاذِبٍ ، وأحَبَّ المُؤمِنينَ شاهِدا وغائِبا ، ألا بِذِكرِ اللّهِ يَتَحابّونَ . (2)

عنه عليه السلام :ذِكرُ اللّهِ جِلاءُ الصُّدورِ ، وطُمَأنينَةُ القُلوبِ . (3)

9 / 4اِنشِراحُ القَلبِالكتاب«أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْاءِسْلَ_مِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَ_سِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَ_ئِكَ فِى ضَلَ_لٍ مُّبِينٍ» . (4)

الحديثالإمام عليّ عليه السلام :الذِّكرُ يَشرَحُ الصَّدرَ . (5)

9 / 5جِلاءُ القَلبِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ لِكُلِّ شَيءٍ سَقالَةً (6) ، وإنَّ سَقالَةَ القُلوبِ ذِكرُ اللّهِ ، وما مِن شَيءٍ أنجى

.


1- .البلد الأمين : ص 506 عن الإمام الباقر عن الإمام عليّ عليهماالسلام ، بحار الأنوار : ج 95 ص 309 ح 1 .
2- .كنز العمّال : ج 2 ص 442 ح 4448 نقلاً عن ابن مردويه.
3- .غرر الحكم : ح 5165 ، عيون الحكم والمواعظ : ص 256 ح 4743.
4- .الزمر : 22.
5- .غرر الحكم : ح 835 ، عيون الحكم والمواعظ : ص 32 ح 542.
6- .السَّقل هو مثل الصَّقل للسيف والثوب ونحوهما بالسين والصاد جميعا ، صَقَله صَقْلاً وصِقالاً : جَلاهُ (تاج العروس : ج 14 ص 349 «سقل» وج 15 ص 405 «صقل»).

ص: 133

مِن عَذابِ اللّهِ مِن ذِكرِ اللّهِ . (1)

الإمام عليّ عليه السلام_ مِن كَلامٍ لَهُ عِندَ تِلاوَتِهِ : «يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَ الْاصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَ_رَةٌ وَ لَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ» (2) _: إنَّ اللّهَ سُبحانَهُ وتَعالى جَعَلَ الذِّكرَ جِلاءً لِلقُلوبِ ، تَسمَعُ بِهِ بَعدَ الوَقرَةِ ، وتُبصِرُ بِهِ بَعدَ العَشوَةِ ، وتَنقادُ بِهِ بَعدَ المُعانَدَةِ . (3)

الكافي عن صباح الحذّاء عن أبي اُسامة :زامَلتُ (4) أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام فَقالَ لي : اِقرَأ ، قالَ : فَافتَتَحتُ سورَةً مِنَ القُرآنِ فَقَرأتُها ، فَرَقَّ وبَكى . ثُمَّ قالَ : يا أبا اُسامَةَ ، اِرعَوا قُلوبَكُم بِذِكرِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ ، وَاحذَرُوا النَّكتَ (5) ، فَإِنَّهُ يَأتي عَلَى القَلبِ تاراتٌ أو ساعاتٌ _ الشكُّ مِن صَباحٍ _ لَيسَ فيهِ إيمانٌ ولا كُفرٌ ، شِبهَ الخِرقَةِ البالِيَةِ أوِ العَظمِ النَّخِرِ . يا أبا اُسامَةَ ، ألَيسَ رُبَّما تَفَقَّدتَ قَلبَكَ فَلا تَذكُرُ بِهِ خَيرا ولا شَرّا ، ولا تَدري أينَ هُوَ؟ قُلتُ لَهُ : بَلى ، إنَّهُ لَيُصيبُني وأراهُ يُصيبُ النّاسَ! قالَ : أجَل ، لَيسَ يَعرى مِنهُ أحَدٌ ، قالَ : فَإِذا كانَ ذلِكَ فَاذكُرُوا اللّهَ عَزَّ وجَلَّ ، وَاحذَرُوا النَّكتَ ، فَإِنَّهُ إذا أرادَ بِعَبدٍ خَيرا نَكَتَ إيمانا ، وإذا أرادَ بِهِ غَيرَ ذلِكَ نَكَتَ غَيرَ ذلِكَ .

.


1- .شُعب الإيمان : ج 1 ص 396 ح 522 عن عبد اللّه بن عمر ، تنبيه الغافلين : ص 397 ح 601 وفيه «لكلّ شيء صقال ، وصقال القلب ذكر اللّه تعالى» فقط ، الترغيب و الترهيب : ج 2 ص 396 ح 10 ، كنز العمّال : ج 1 ص 428 ح 1848.
2- .النور : 36 و 37.
3- .نهج البلاغة : الخطبة 122 ، غرر الحكم : ح 3573 ولم يذكر فيه الآية الشريفة ، بحار الأنوار : ج 69 ص 325 ح 39.
4- .الزَّمِيل : الرفيق في السفر الذي يعينك على اُمورك (لسان العرب : ج 11 ص 310 «زمل») .
5- .اِرعَوا قلوبَكم : من الرعاية ؛ أي احفظوها بذكره تعالى من وساوس الشيطان. والنَّكْت : ما يُلقيه الشيطان في القلب من الوساوس والشبهات (مرآة العقول : ج 26 ص 39) .

ص: 134

9 / 6 شفاء القلب

9 / 7 صلاح القلب

قُلتُ : ما غَيرُ ذلِكَ جُعِلتُ فِداكَ ، ما هُوَ؟ قالَ : إذا أرادَ كُفرا نَكَتَ كُفرا . (1)

الإمام عليّ عليه السلام :الذِّكرُ جِلاءُ البَصائِرِ ، ونورُ السَّرائِرِ . (2)

9 / 6شِفاءُ القَلبِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :ذِكرُ اللّهِ شِفاءُ القُلوبِ . (3)

عنه صلى الله عليه و آله :عَلَيكُم بِذِكرِ اللّهِ فَإِنَّهُ شِفاءٌ ، وإيّاكُم وذِكرَ النّاسِ فَإِنَّهُ داءٌ . (4)

عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ ذِكرَ اللّهِ شِفاءٌ ، وإنَّ ذِكرَ النّاسِ داءٌ . (5)

الإمام عليّ عليه السلام :ذِكرُ اللّهِ دَواءُ أعلالِ النُّفوسِ . (6)

عنه عليه السلام _ مِن دُعائِهِ المَعروفِ بِدُعاءِ كُمَيلٍ _ :يا مَنِ اسمُهُ دَواءٌ ، وذِكرُهُ شِفاءٌ . (7)

9 / 7صَلاحُ القَلبِالإمام عليّ عليه السلام :أصلُ صَلاحِ القَلبِ اشتِغالُهُ بِذِكرِ اللّهِ . (8)

.


1- .الكافي : ج 8 ص 167 ح 188 ، بحار الأنوار : ج 70 ص 59 ح 38.
2- .غرر الحكم : ح 1377.
3- .كنز العمّال : ج 1 ص 414 ح 175 نقلاً عن الديلمي عن أنس.
4- .تنبيه الخواطر : ج 1 ص 8 .
5- .شُعب الإيمان : ج 1 ص 459 ح 717 عن مكحول ، كنز العمّال : ج 1 ص 426 ح 1837.
6- .غرر الحكم : ح 5169 ، عيون الحكم والمواعظ : ص 255 ح 4714.
7- .مصباح المتهجّد : ص 850 ح 910 ، الإقبال : ج 3 ص 337 كلاهما عن كميل ، البلد الأمين : ص 191.
8- .غرر الحكم : ح 3083 ، عيون الحكم والمواعظ : ص 120 ح 2736.

ص: 135

9 / 8 حياة القلب

الإمام زين العابدين عليه السلام :اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَاجعَل سَلامَةَ قُلوبِنا في ذِكرِ عَظَمَتِكَ ، وفَراغَ أبدانِنا في شُكرِ نِعمَتِكَ ، وَانطِلاقَ ألسِنَتِنا في وَصفِ مِنَّتِكَ . (1)

الإمام عليّ عليه السلام :مُداوَمَةُ الذِّكرِ قوتُ الأَرواحِ ، ومِفتاحُ الصَّلاحِ . (2)

9 / 8حَياةُ القَلبِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :بِذِكرِ اللّهِ تَحيَا القُلوبُ ، وبِنِسيانِهِ مَوتُها . (3)

عنه صلى الله عليه و آله _ في وَصِيَّتِهِ لِأَبي ذَرٍّ _ :نَبِّه بِالذِّكرِ قَلبَكَ ، وجافِ (4) عَنِ النَّومِ جَنبَكَ ، وَاتَّقِ اللّهَ رَبَّكَ . (5)

الإمام عليّ عليه السلام :فِي الذِّكرِ حَياةُ القُلوبِ . (6)

عنه عليه السلام :مَن ذَكَرَ اللّهَ سُبحانَهُ أحيَا اللّهُ قَلبَهُ ، ونَوَّرَ عَقلَهُ ولُبَّهُ . (7)

عنه عليه السلام :الذِّكرُ نورُ العَقلِ ، وحَياةُ النُّفوسِ ، وجِلاءُ الصُّدورِ . (8)

الإمام زين العابدين عليه السلام _ في دُعاءِ أبي حَمزَةَ الثُّمالِيِّ _ :مَولايَ ، بِذِكرِكَ عاشَ قَلبي ، وبِمُناجاتِكَ بَرَّدتَ ألَمَ الخَوفِ عَنّي . (9)

.


1- .الصحيفة السجّاديّة : ص 37 الدعاء 5.
2- .غرر الحكم : ح 9832 ، عيون الحكم والمواعظ : ص 487 ح 9006.
3- .تنبيه الخواطر : ج 2 ص 120.
4- .جفا جنبُه عن الفراش وتجافى : نَبا عنه ولم يطمئنّ عليه. وجافَيتُ جنبي عن الفِراش فتجافى (لسان العرب : ج 14 ص 148 «جفا»).
5- .تنبيه الخواطر : ج 2 ص 117.
6- .غرر الحكم : ح 6445 ، عيون الحكم والمواعظ : ص 354 ح 5991.
7- .غرر الحكم : ح 8876 ، عيون الحكم والمواعظ : ص 458 ح 8301 وفيه «استنار» بدل «نوّر».
8- .غرر الحكم : ح 1999 ، عيون الحكم والمواعظ : ص 60 ح 1523.
9- .مصباح المتهجّد : ص 592 ح 691 ، الإقبال : ج 1 ص 168 كلاهما عن أبي حمزة الثمالي ، بحار الأنوار : ج 98 ص 89 ح 2.

ص: 136

9 / 9 عمارة القلب

9 / 10 نور القلب

الإمام الكاظم عليه السلام :اللّهُمَّ . . . صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأحيِ قُلوبَنا بِذِكرِكَ ، وَاجعَل ذُنوبَنا مَغفورَةً ، وعُيوبَنا مَستورَةً ، وفَرائِضَنا مَشكورَةً ، ونَوافِلَنا مَبرورَةً ، وقُلوبَنا بِذِكرِكَ مَعمورَةً . (1)

الإمام المهدي عليه السلام :إلهي وأسأَ لُكَ بِاسمِكَ . . . أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ . . . وتُغنِيَ فَقري ، وتَجبُرَ كَسري ، وتُحيِيَ فُؤادي بِذِكرِكَ . (2)

9 / 9عِمارَةُ القَلبِالإمام عليّ عليه السلام _ مِن وَصِيَّتِهِ لِابنِهِ الحَسَنِ عليه السلام _ :اُوصيكَ بِتَقوَى اللّهِ _ أي بُنَيَّ _ ولُزومِ أمرِهِ ، وعِمارَةِ قَلبِكَ بِذِكرِهِ . (3)

عنه عليه السلام :إلهي . . . اُناديكَ بِقَلبٍ قَريحٍ ، واُناجيكَ بِدَمعٍ سَفوحٍ ، وأعوذُ بِكَ مِن قُوَّتي ، وأعوذُ بِكَ مِن جُرأَتي ، وأستَجيرُ بِكَ مِن جَهلي ، وأتَعَلَّقُ بِعُرى أسبابِكَ مِن ذَنبي ، وأعمُرُ بِذِكرِكَ قَلبي . (4)

9 / 10نورُ القَلبِالإمام عليّ عليه السلام :اِستَديموا الذِّكرَ فَإِنَّهُ يُنيرُ القَلبَ ، وهُوَ أفضَلُ العِبادَةِ . (5)

.


1- .مصباح المتهجّد : ص 59 ح 92 ، بحار الأنوار : ج 86 ص 53 ح 58 نقلاً عن الكتاب العتيق الغروي عن معاوية بن وهب البجلي.
2- .مُهج الدعوات : ص 343 ، بحار الأنوار : ج 95 ص 273 ح 34.
3- .نهج البلاغة : الكتاب 31 ، تحف العقول : ص 68 ، المناقب لابن شهر آشوب : ج 4 ص 37 ، بحار الأنوار : ج 77 ص 217 ح 2 ؛ كنز العمّال : ج 16 ص 168 ح 44215 نقلاً عن وكيع والعسكري في المواعظ.
4- .بحار الأنوار : ج 87 ص 246 ح 56 نقلاً عن اختيار ابن الباقي.
5- .غرر الحكم : ح 2536 ، عيون الحكم والمواعظ : ص 92 ح 2172.

ص: 137

9 / 11 حكمة القلب

عنه عليه السلام :دَوامُ الذِّكرِ يُنيرُ القَلبَ وَالفِكرَ . (1)

عنه عليه السلام :مَن كَثُرَ ذِكرُهُ استَنارَ لُبُّهُ . (2)

عنه عليه السلام :ثَمَرَةُ الذِّكرِ استِنارَةُ القُلوبِ . (3)

عنه عليه السلام :الذِّكرُ نورٌ ورُشدٌ . النِّسيانُ ظُلمَةٌ وفَقدٌ . (4)

عنه عليه السلام :عَلَيكَ بِذِكرِ اللّهِ ؛ فَإِنَّهُ نورُ القَلبِ . (5)

عنه عليه السلام :الذِّكرُ يُؤنِسُ اللُّبَّ ، ويُنيرُ القَلبَ ، ويَستَنزِلُ الرَّحمَةَ . (6)

عنه عليه السلام :ذِكرُ اللّهِ يُنيرُ البَصائِرَ ، ويُؤنِسُ الضَّمائِرَ . (7)

9 / 11حِكمَةُ القَلبِالإمام عليّ عليه السلام :مَن ألزَمَ قَلبَهُ فِكرا ، ولِسانَهُ الذِّكرَ ، مَلَأَ اللّهُ قَلبَهُ إيمانا ورَحمَةً ، ونورا وحِكمَةً . (8)

الكافي عن السندي عن الإمام الباقر عليه السلام :ما أخلَصَ العَبدُ الإيمانَ بِاللّهِ عز و جل أربَعينَ يَوما _ أو قالَ : ما أجمَلَ عَبدٌ ذِكرَ اللّهِ عز و جل أربَعينَ يَوما _ إلّا زَهَّدَهُ اللّهُ عز و جل فِي الدُّنيا ، وبَصَّرَهُ داءَها

.


1- .غرر الحكم : ح 5144 ، عيون الحكم والمواعظ : ص 250 ح 4683.
2- .غرر الحكم : ح 9123.
3- .غرر الحكم : ح 4631 ، عيون الحكم والمواعظ : ص 208 ح 4170.
4- .غرر الحكم : ح 602 و603 ، عيون الحكم والمواعظ : ص 50 ح 1290 و1291.
5- .غرر الحكم : ح 6103 ، عيون الحكم والمواعظ : ص 335 ح 5728.
6- .غرر الحكم : ح 1858 ، عيون الحكم والمواعظ : ص 55 ح 1429.
7- .غرر الحكم : ح 5167 ، عيون الحكم والمواعظ : ص 255 ح 4720.
8- .إرشاد القلوب : ص 100.

ص: 138

9 / 12 هداية العقول

9 / 13 نجاح الاُمور

ودَواءَها ؛ فَأَثبَتَ الحِكمَةَ في قَلبِهِ ، وأنطَقَ بِها لِسانَهُ (1) . (2)

9 / 12هِدايَةُ العُقولِالإمام عليّ عليه السلام :الذِّكرُ هِدايَةُ العُقولِ ، وتَبصِرَةُ النُّفوسِ . (3)

عنه عليه السلام :مَن ذَكَرَ اللّهَ استَبصَرَ . (4)

عنه عليه السلام :لا هِدايَةَ كَالذِّكرِ . (5)

9 / 13نَجاحُ الاُمورِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :اُذكُرِ اللّهَ ؛ فَإِنَّهُ عَونٌ لَكَ عَلى ما تَطلُبُ . (6)

الإمام عليّ عليه السلام :خَيرُ مَا استَنجَحتَ بِهِ الاُمورَ ذِكرُ اللّهِ سُبحانَهُ . (7)

عنه عليه السلام :ذِكرُ اللّهِ تُستَنجَحُ بِهِ الاُمورُ ، وتَستَنيرُ بِهِ السَّرائِرُ . (8)

.


1- .جدير بالذكر أنّ الرواية الاُولى دالّة على أنّ الذكر المرافق للفكر هو الموجب لحصول الحكمة ، وأمّا الرواية الثانية فإنّها إنّما تدلّ على عنوان الباب فيما لو كان قول الإمام هو : «ما أجمَلَ عَبدٌ ذكر اللّه عز و جلأربَعينَ يَوما» .
2- .الكافي : ج 2 ص 16 ح 6 ، بحار الأنوار : ج 70 ص 240 ح 8.
3- .غرر الحكم : ح 1403.
4- .غرر الحكم : ح 7800 ، عيون الحكم والمواعظ : ص 429 ح 7297.
5- .غرر الحكم : ح 10460 ، عيون الحكم والمواعظ : ص 536 ح 9828.
6- .تنبيه الغافلين : ص 471 ح 732 عن عمارة ، شرح نهج البلاغة : ج 15 ص 65 ، كنز العمّال : ج 1 ص 415 ح 1755 نقلاً عن ابن عساكر عن عطاء بن أبي مسلم ؛ بحار الأنوار : ج 21 ص 60 ح 11.
7- .غرر الحكم : ح 4987 ، عيون الحكم والمواعظ : ص 238 ح 4527.
8- .غرر الحكم : ح 5168 ، عيون الحكم والمواعظ : ص 255 ح 4718.

ص: 139

9 / 14 الرّزق بغير بضاعة

9 / 15 النّجاة من الشّدائد

9 / 14الرِّزقُ بِغَيرِ بِضاعَةٍرسول اللّه صلى الله عليه و آله :اِتَّخِذوا ذِكرَ اللّهِ تِجارَةً ، يَأتِكُمُ الرِّزقُ بِغَيرِ بِضاعَةٍ (1) . (2)

عنه صلى الله عليه و آله :مَن أكثَرَ ذِكرَ اللّهِ رَزَقَهُ اللّهُ . (3)

9 / 15النَّجاةُ مِنَ الشَّدائِدِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :كُلُّ أحَدٍ يَموتُ عَطشانَ ، إلّا ذاكِرَ اللّهِ . (4)

الإمام عليّ عليه السلام :ذِكرُ اللّهِ طارِدُ اللَأواءِ (5) وَالبُؤسِ . (6)

الإمام الباقر عليه السلام :لَمّا كَلَّمَ اللّهُ موسَى بنَ عِمرانَ عليه السلام ، قالَ موسى : . . . إلهي فَما جَزاءُ مَن لَم يَفتُر لِسانُهُ عَن ذِكرِكَ ، وَالتَّضَرُّعِ وَالاِستِعانَةِ لَكَ فِي الدُّنيا؟ قالَ : يا موسى ، اُعينُهُ عَلى شَدائِدِ الآخِرَةِ . (7)

الإمام الهادي عليه السلام :لَمّا كَلَّمَ اللّهُ عز و جل موسَى بنَ عِمرانَ عليه السلام ، قالَ موسى : . . . إلهي فَما جَزاءُ مَن ذَكَرَكَ بِلِسانِهِ وقَلبِهِ؟

.


1- .في المصدر : «من بضاعة» ، والتصويب من فيض القدير : ج 3 ص 465.
2- .الفردوس : ج 2 ص 119 ح 2624 ، فردوس الأخبار : ج 2 ص 193 ح 2446 وفيه «من غير طاعة» بدل «بغير بضاعة» وكلاهما عن الإمام عليّ عليه السلام .
3- .دعائم الإسلام : ج 2 ص 116 ح 385 ، بحار الأنوار : ج 66 ص 325 ح 12.
4- .الدعوات : ص 237 ح 660 ، بحار الأنوار : ج 81 ص 240 ح 26.
5- .اللّأْواء : الشِّدّة وضيق المعيشة (النهاية : ج 4 ص 221 «لأى»).
6- .غرر الحكم : ح 5170 ، عيون الحكم والمواعظ : ص 255 ح 4715.
7- .فضائل الأشهر الثلاثة : ص 88 ح 68 عن زياد بن المنذر ، بحار الأنوار : ج 69 ص 412 ح 131.

ص: 140

9 / 16 حسن الذّكر

قالَ : يا موسى ، اُظِلُّهُ يَومَ القِيامَةِ بِظِلِّ عَرشي ، وأجعَلُهُ في كَنَفي . (1)

عنه عليه السلام _ فِي الدُّعاءِ _ :يا مَن تُحَلُّ بِأَسمائِهِ عُقَدُ المَكارِهِ ، ويا مَن يُفَلُّ بِذِكرِهِ حَدُّ الشَّدائِدِ ، ويا مَن يُدعى بِأَسمائِهِ العِظامِ مِن ضيقِ المَخرَجِ إلى مَحَلِّ الفَرَجِ . (2)

راجع : ج 1 ص 62 ح 153 .

9 / 16حُسنُ الذِّكرِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :عَلَيكَ بِذِكرِ اللّهِ وتِلاوَةِ القُرآنِ ؛ فَإِنَّهُ رَوحُكَ (3) فِي السَّماءِ ، وذِكرُكَ فِي الأَرضِ . (4)

عنه صلى الله عليه و آله :عَلَيكَ بِتِلاوَةِ القُرآنِ وذِكرِ اللّهِ كَثيرا ؛ فَإِنَّهُ ذِكرٌ لَكَ فِي السَّماءِ ، ونورٌ لَكَ فِي الأَرضِ . (5)

الإمام عليّ عليه السلام :مَنِ اشتَغَلَ بِذِكرِ اللّهِ ، طَيَّبَ اللّهُ ذِكرَهُ . (6)

.


1- .الأمالي للصدوق : ص 276 ح 307 عن عبدالعظيم بن عبد اللّه الحسني ، روضة الواعظين : ص 428 ، مشكاة الأنوار : ص 114 ح 265 كلاهما عن موسى عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 93 ص 156 ح 23 ؛ البداية والنهاية : ج 9 ص 287 عن وهب عن موسى عليه السلام .
2- .مُهج الدعوات : ص 325 عن اليسع بن حمزة ، بحار الأنوار : ج 95 ص 229 ح 27 .
3- .الرَّوح : الراحة والرحمة (القاموس المحيط : ج 1 ص 224 «روح»).
4- .مسند ابن حنبل : ج 4 ص 163 ح 11774 عن أبي سعيد الخدري ، كنز العمّال : ج 15 ص 826 ح 43284 .
5- .الخصال : ص 525 ح 13 ، معاني الأخبار : ص 334 ح 1 كلاهما عن أبي ذرّ ، بحار الأنوار : ج 93 ص 154 ح 15 ؛ المعجم الكبير : ج 2 ص 157 ح 1651 ، الفردوس : ج 3 ص 31 ح 4068 كلاهما عن أبي ذرّ ، كنز العمّال : ج 15 ص 909 ح 43572.
6- .غرر الحكم : ح 8235 ، عيون الحكم والمواعظ : ص 445 ح 7832.

ص: 141

9 / 17 حسن العمل

9 / 18 كفّارة السّيّئات

9 / 19 قوّة الإيمان

9 / 17حُسنُ العَمَلِالإمام عليّ عليه السلام :مَن عَمَرَ قَلبَهُ بِدَوامِ الذِّكرِ ، حَسُنَت أفعالُهُ فِي السِّرِّ وَالجَهرِ . (1)

9 / 18كَفّارَةُ السَّيِّئاتِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :كابِدُوا (2) اللَّيلَ بِالصَّلاةِ ، وَاذكُرُوا اللّهَ كَثيرا ؛ يُكَفِّر عَنكُم سَيِّئاتِكُم . (3)

الإمام عليّ عليه السلام :عَوِّد نَفسَكَ الاِستِهتارَ بِالذِّكرِ وَالاِستِغفارِ ، فَإِنَّهُ يَمحو عَنكَ الحَوبَةَ (4) ، ويُعَظِّمُ لَكَ المَثوبَةَ . (5)

9 / 19قُوَّةُ الإيمانِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :وَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ! إنَّ القُرآنَ وَالذِّكرَ لَيُنبِتانِ الإِيمانَ فِي القَلبِ كما يُنبِتُ الماءُ العُشبَ . (6)

.


1- .غرر الحكم : ح 8872 ، عيون الحكم والمواعظ : ص 458 ح 8297.
2- .كابَدتُ الأمرَ : إذا قاسيت شدّته (الصحاح : ج 2 ص 530 «كبر») .
3- .الأمالي للمفيد : ص 189 ح 16 عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري ، بحار الأنوار : ج 82 ص 223 ح 45.
4- .الحَوبَة : الإثم (القاموس المحيط : ج 1 ص 58 «حوب») .
5- .غرر الحكم : ح 6230 ، عيون الحكم والمواعظ : ص 340 ح 5792 وفيه «الاستكثار بالاستغفار» بدل «الاستهتار بالذكر والاستغفار».
6- .كنز العمّال : ج 15 ص 221 ح 40670 نقلاً عن الديلمي عن أنس.

ص: 142

9 / 20 التّقرّب إلى اللّه

9 / 20التَّقَرُّبُ إلَى اللّهِكنز العمّال عن خالد بن الوليد :جاءَ رَجُلٌ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله فَقالَ : إنّي سائِلُكَ عَمّا فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، فَقالَ لَهُ : سَل عَمّا بَدا لَكَ . . . قالَ : اُحِبُّ أن أكونَ أخَصَّ النّاسِ إلَى اللّهِ تَعالى . قالَ : أكثِر ذِكرَ اللّهِ ، تَكُن أخَصَّ العِبادِ إلَى اللّهِ تَعالى . (1)

مصباح الشريعة _ فيما نَسَبَهُ إلَى الإِمامِ الصّادِقِ عليه السلام _ :إعرابُ القُلوبِ أربَعَةُ أنواعٍ : رَفعٌ وفَتحٌ وخَفضٌ ووَقفٌ . فَرَفعُ القَلبِ في ذِكرِ اللّهِ ، وفَتحُ القَلبِ فِي الرِّضا عَنِ اللّهِ ، وخَفضُ القَلبِ فِي الاِشتِغالِ بِغَيرِ اللّهِ ، ووَقفُ القَلبِ فِي الغَفلَةِ عَنِ اللّهِ . ألاتَرى أنَّ العَبدَ إذا ذَكَرَ اللّهَ تَعالى بِالتَّعظيمِ خالِصا ، ارتَفَعَ كُلُّ حِجابٍ بَينَهُ وبَينَ اللّهِ مِن قَبلِ ذلِكَ . . . وإذا غَفَلَ عَن ذِكرِ اللّهِ كَيفَ تَراهُ بَعدَ ذلِكَ مَوقوفا مَحجوبا ، قَد قَسا وأظلَمَ مُنذُ فارَقَ نورَ التَّعظيمِ . فَعَلامَةُ الرَّفعِ ثَلاثَةُ أشياءَ : وُجودُ المُوافَقَةِ ، وفَقدُ المُخالَفَةِ ، ودَوامُ الشَّوقِ . . . . وعَلامَةُ الوَقفِ ثَلاثَةُ أشياءَ : زَوالُ حَلاوَةِ الطّاعَةِ ، وعَدمُ مَرارَةِ المَعصِيَةِ ، وَالتِباسُ عِلمِ الحَلالِ بِالحَرامِ . (2)

.


1- .كنز العمّال : ج 16 ص 127 ح 44154 نقلاً عن أبي العبّاس المستغفري.
2- .مصباح الشريعة : ص 20 ، بحار الأنوار : ج 70 ص 55 ح 25.

ص: 143

9 / 21 الاُنس باللّه

9 / 22 حبّ اللّه

9 / 21الاُنسُ بِاللّهِالإمام عليّ عليه السلام :الذِّكرُ مِفتاحُ الاُنسِ . (1)

عنه عليه السلام :ذاكِرُ اللّهِ مُؤانِسُهُ . (2)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله _ في دُعاءِ الجَوشَنِ الكَبيرِ _ :يا أنيسَ الذّاكِرينَ . (3)

الإمام عليّ عليه السلام :اللّهُمَّ إنَّكَ آنَسُ الآنِسِينَ لِأَولِيائِكَ ، وأحضَرُهُم بِالكِفايَةِ لِلمُتَوَكِّلينَ عَلَيكَ ، تُشاهِدُهُم في سَرائِرِهِم ، وتَطَّلِعُ عَلَيهِم في ضَمائِرِهِم ، وتَعلَمُ مَبلَغَ بَصائِرِهِم ، فَأَسرارُهُم لَكَ مَكشوفَةٌ ، وقُلوبُهُم إلَيكَ مَلهوفَةٌ ، إن أوحَشَتهُمُ الغُربَةُ آنَسَهُم ذِكرُكَ . (4)

عدّة الداعي :في بَعضِ الأَحادِيثِ القُدسِيَّةِ : أيُّما عَبدٍ اطَّلَعتُ عَلى قَلبِهِ فَرَأَيتُ الغالِبَ عَلَيهِ التَّمَسُّكَ بِذِكري ، تَوَلَّيتُ سِياسَتَهُ ، وكُنتُ جَليسَهُ ومُحادِثَهُ وأنيسَهُ . (5)

9 / 22حُبُّ اللّهِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن أكثَرَ ذِكرَ اللّهِ عز و جل أحَبَّهُ اللّهُ . (6)

عنه صلى الله عليه و آله _ في وَصِيَّتِهِ لِأَبي ذَرٍّ _ :يا أبا ذَرٍّ ، إنَّ أحَبَّكُم إلَى اللّهِ جَلَّ ثَناؤُهُ أكثَرُكُم

.


1- .غرر الحكم : ح 541 ، عيون الحكم والمواعظ : ص 40 ح 886.
2- .غرر الحكم : ح 5160 ، عيون الحكم والمواعظ : ص 256 ح 4741.
3- .البلد الأمين : ص 410 ، المصباح للكفعمي : ص 346 ، بحار الأنوار : ج 94 ص 395 ح 3.
4- .نهج البلاغة : الخطبة 227 ، بحار الأنوار : ج 69 ص 329 ح 40.
5- .عدّة الداعي : ص 235 ، بحار الأنوار : ج 93 ص 162 ح 42.
6- .الكافي : ج 2 ص 499 ح 3 عن داوود بن سرحان ، الزهد للحسين بن سعيد : ص 55 ح 148 عن عبد الرحمن بن الحجّاج وكلاهما عن الإمام الصادق عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 66 ص 325 ح 11 ؛ كنز العمّال : ج 3 ص 241 ح 6350 نقلاً عن الدارقطني في الإفراد عن عائشة.

ص: 144

9 / 23 لقاء اللّه

ذِكرا لَهُ . (1)

عنه صلى الله عليه و آله :أحَبُّهُم [ النّاسِ] إلَى اللّهِ أكثَرُهُم ذِكرا . (2)

الإمام عليّ عليه السلام :إذا رَأَيتَ اللّهَ سُبحانَهُ يُؤنِسُكَ بِذِكرِهِ ، فَقَد أحَبَّكَ . (3)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :قالَ موسى عليه السلام : يا رَبِّ ، وَدِدتُ أنّي أعلَمُ مَن تُحِبُّ مِن عِبادِكَ فَاُحِبَّهُ! قالَ : إذا رَأيتَ عَبدي يُكثِرُ مِن ذِكري ، فَأَنَا أذِنتُ لَهُ في ذلِكَ ، فَاُحِبُّهُ ، وإذا رَأَيتَ عَبدي لا يَذكُرُني ، فَأَنَا حَجَبتُهُ عَن ذلِكَ ، وأنَا اُبغِضُهُ . (4)

9 / 23لِقاءُ اللّهِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :يَقولُ اللّهُ تَعالى : إذا كانَ الغالِبُ عَلى عَبدِي الاِشتِغالَ بي جَعَلتُ نَعيمَهُ ولَذَّتَهُ في ذِكري ، فَإِذا جَعَلتُ نَعيمَهُ ولَذَّتَهُ في ذِكري عَشِقَني وعَشِقتُهُ ، فَإِذا عَشِقَني وعَشِقتُهُ رَفَعتُ الحِجابَ فيما بَيني وبَينَهُ ، وصِرتُ مَعالِما (5) بَينَ عَينَيهِ لا يَسهو إذا سَهَا النّاسُ ؛ اُولئِكَ كَلامُهُم كَلامُ الأَنبياءِ ، اُولئِكَ الأَبطالُ حَقّا ، اُولئِكَ الَّذينَ إذا أرَدتُ بِأَهلِ الأَرضِ عُقوبَةً وعَذابا ذَكَرتُهُم فَصَرَفتُ ذلِكَ عَنهُم . (6)

.


1- .مكارم الأخلاق : ج 2 ص 375 ح 2661 عن أبي ذرّ ، بحار الأنوار : ج 77 ص 86 ح 3.
2- .إرشاد القلوب : ص 133.
3- .غرر الحكم : ح 4040 ، عيون الحكم والمواعظ : ص 135 ح 3070.
4- .تاريخ دمشق : ج 61 ص 147 ح 12565 ، الفردوس : ج 3 ص 192 ح 4534 كلاهما عن عمر ، كنز العمّال : ج 1 ص 433 ح 1870 ؛ الدعوات : ص 20 ح 18 وليس فيه «قال موسى عليه السلام » ، بحار الأنوار : ج 93 ص 160 ح 41.
5- .المَعْلَم : الأثر يستدلّ به على الطريق (الصحاح : ج 5 ص 1991 «علم») . وفي كنزالعمّال : «... وصيّرت ذلك تغالبا عليه ، لا يسهو ...» .
6- .حلية الأولياء : ج 6 ص 165 عن الحسن ، كنز العمّال : ج 1 ص 433 ح 1872.

ص: 145

9 / 24 العصمة من السّهو

9 / 25 نزول الملائكة

إحياء علوم الدين :في أخبارِ داوودَ عليه السلام : إنَّ اللّه تَعالى أوحى إلَيهِ . . . : يا داوودُ! إنّي خَلَقتُ قُلوبَ المُشتاقينَ مِن رِضواني ، ونَعَّمتُها بِنورِ وَجهي . . . . فَقالَ داوودُ عليه السلام : يا رَبِّ! بِمَ نالوا هذا مِنكَ؟ قالَ : بِحُسنِ الظَّنِّ ، وَالكَفِّ عَنِ الدُّنيا وأهلِها ، وَالخَلَواتِ بي ، ومُناجاتِهِم لي . وإنَّ هذا مَنزِلٌ لا يَنالُهُ إلّا مَن رَفَضَ الدُّنيا وأهلَها ، ولَم يَشتَغِل بِشَيءٍ مِن ذِكرِها ، وفَرَّغَ قَلبَهُ لي ، وَاختارَني عَلى جَميعِ خَلقي ، فَعِندَ ذلِكَ أعطِفُ عَلَيهِ واُفرِغُ نَفسَهُ ، وأكشِفُ الحِجابَ فيما بَيني وبَينَهُ ؛ حَتّى يَنظُرَ إلَيَّ نَظَرَ النّاظِرِ بِعَينِهِ إلَى الشَّيءِ . (1)

9 / 24العِصمَةُ مِنَ السَّهوِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :قالَ اللّهُ سُبحانَهُ : إذا عَلِمتُ أنَّ الغالِبَ عَلى عَبدِي الاِشتِغالُ بي ، نَقَلتُ شَهوَتَهُ في مَسأَلَتي ومُناجاتي ، فَإِذا كانَ عَبدي كَذلِكَ فَأَرادَ أن يَسهُوَ حُلتُ بَينَهُ وبَينَ أن يَسهُوَ ، اُولئِكَ أولِيائي حَقّا ، اُولئِكَ الأَبطالُ حَقّا . (2)

راجع : ج 1 ص 144 ح 471 .

9 / 25نُزولُ المَلائِكَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ للّهِِ مَلائِكَةً يَطوفونَ فِي الطُّرُقِ يَلتَمِسونَ أهلَ الذِّكرِ ، فَإِذا وَجَدوا قَوما يَذكُرونَ اللّهَ تَنادَوا : هَلُمُّوا إلى حاجَتِكُم . فَيَحُفُّونَهُم بِأَجنِحَتِهِم إلَى السَّماءِ الدُّنيا . فَيَسأَ لُهُم رَبُّهُم _ وهُوَ أعلَمُ مِنهُم _ : ما يَقولُ عِبادي؟ تَقولُ : يُسَبِّحونَكَ ،

.


1- .إحياء علوم الدين : ج 4 ص 470 ؛ المحجّة البيضاء : ج 8 ص 59.
2- .عدّة الداعي : ص 235 ، بحار الأنوار : ج 93 ص 162 ح 42.

ص: 146

ويُكَبِّرونَكَ ، ويَحمَدونَكَ ، ويُمَجِّدونَكَ . فَيَقولُ : هَل رَأَوني؟ فَيَقولونَ : وَاللّهِ ما رَأَوكَ! فَيَقولُ : وكَيفَ لَو رَأَوني؟ يَقولونَ : لَو رَأَوكَ كانوا أشَدَّ لَكَ عِبادَةً ، وأشَدَّ لَكَ تَمجيدا ، وأكثَرَ لَكَ تَسبيحا . يَقولُ : فَما يَسأَلونَني؟ [ يَقولونَ] (1) يَسأَلونَكَ الجَنَّةَ . يَقولُ : وهَل رَأَوها؟ يَقولونَ : لا وَاللّهِ يا رَبِّ ما رَأَوها . يَقولُ : فَكَيفَ لَو أنَّهُم رَأَوها؟ يَقولونَ : لَو أنَّهُم رَأَوها كانوا أشَدَّ عَلَيها حِرصا ، وأشَدَّ لَها طَلَبا ، وأعظَمَ فيها رَغبَةً . قال : فَمِمَّ يَتَعَوَّذونَ؟ يَقولونَ : مِنَ النَّارِ . يَقولُ : وهَل رَأَوها؟ يَقولونَ : لا وَاللّهِ يا رَبِّ ما رَأَوها . يَقولُ : فَكَيفَ لَو رَأَوها؟ يَقولونَ : لَو رَأَوها كانوا أشَدَّ مِنها فِرارا ، وأشَدَّ لَها مَخافَةً . فَيَقولُ : فَاُشهِدُكُم أنّي قَد غَفَرتُ لَهُم . يَقولُ مَلَكٌ مِنَ المَلائِكَةِ : فيهِم فُلانٌ لَيس مِنهُم ، إنَّما جاءَ لِحاجَةٍ! قالَ : هُمُ الجُلَساءُ لا يَشقى بِهِم جَليسُهُم . (2)

المعجم الصغير عن ابن عبّاس :مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله بِعَبدِ اللّهِ بنِ رَواحَةَ الأَنصارِيِّ وهُوَ يُذَكِّرُ أصحابَهُ ، فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : أما إنَّكُمُ المَلَأُ الَّذينَ أمَرَنِي اللّهُ أن أصبِرَ نَفسي مَعَكُم ، ثُمَّ تَلا هذِهِ الآيَةَ : «وَ اصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَوةِ وَ الْعَشِىِّ» إلى قَولِهِ : «وَ كَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا» (3) ، أما إنَّهُ ما جَلَسَ عِدَّتُكُم إلّا جَلَسَ مَعَهُم عِدَّتُهم مِنَ المَلائِكَةِ ، إن سَبَّحُوا اللّهَ سَبَّحوهُ ، وإن حَمِدُوا اللّهَ حَمِدوهُ ، وإن كَبَّرُوا اللّهَ كَبَّروهُ ، ثُمَّ يَصعَدونَ إلَى

.


1- .سقط ما بين المعقوفين من المصدر ، وأثبتناه من المصادر الاُخرى .
2- .صحيح البخاري : ج 5 ص 2353 ح 6045 ، صحيح مسلم : ج 4 ص 2069 ح 25 ، المستدرك على الصحيحين : ج 1 ص 672 ح 1821 ، سنن الترمذي : ج 5 ص 579 ح 3600 ، مسند ابن حنبل : ج 3 ص 56 ح 7428 كلاهماعن أبي هريرة أو عن أبي سعيد الخدري وكلّها نحوه ، كنزالعمّال : ج 1 ص 413 ح 1747.
3- .الكهف : 28.

ص: 147

الرَّبِّ وهُوَ أعلَمُ مِنهُم ، فَيَقولونَ : يا رَبَّنا ، عِبادُكَ سَبَّحوكَ فَسَبَّحنا ، وكَبَّروكَ فَكَبَّرنا ، وحَمِدوكَ فَحَمِدنا . فَيَقولُ رَبُّنا : يا مَلائِكَتي ، اُشهِدُكُم أنّي قَد غَفَرتُ لَهُم . فَيَقولونَ : فيهِم فُلانٌ وفُلانٌ الخَطّاءُ! فَيَقولُ : هُمُ القَومُ لا يَشقى بِهِم جَليسُهُم . (1)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ المَلائِكَةَ يَمُرّونَ عَلى حَلَقِ الذِّكرِ ، فَيَقومونَ عَلى رُؤوسِهِم ، ويَبكونَ لِبُكائِهِم ، ويُؤمِّنونَ لِدُعائِهِم ، فَإِذا صَعِدوا [ إلَى] (2) السَّماءِ ، يَقولُ اللّهُ تَعالى : يا مَلائِكَتيأينَ كُنتُم؟ _ وهُوَ أعلَمُ _ فَيَقولونَ : يا رَبَّنا إنّا حَضَرنا مَجلِسا مِن مَجالِسِ الذِّكرِ ، فَرَأَينا أقواما يُسَبِّحونَكَ ويُمَجِّدونَكَ ويُقَدِّسونَكَ ، ويَخافونَ نارَكَ . فَيَقولُ اللّهُ سُبحانَهُ : يا مَلائِكَتي ، اِزوُوها عَنهُم واُشهِدُكم أنّي قَد غَفَرتُ لَهُم ، وآمَنتُهُم مِمّا يَخافونَ . فَيَقولونَ : رَبَّنا ، إنَّ فيهِم فُلانا وإنَّهُ لَم يَذكُركَ! فَيَقولُ : قَد غَفَرتُ لَهُ بِمُجالَسَتِهِ لَهُم ؛ فَإِنَّ الذّاكِرينَ مَن لا يَشقى بِهِم جَليسُهُم . (3)

الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ اللّهَ عز و جل يَقولُ لِمَلائِكَتِهِ عِندَ انصِرافِ أهلِ مَجالِسِ الذِّكرِ وَالعِلمِ إلى مَنازِلِهِم : اُكتُبوا ثَوابَ ما شاهَدتُموهُ مِن أعمالِهِم . فَيَكتُبونَ لِكُلِّ واحِدٍ ثَوابَ عَمَلِهِ ، ويَترُكونَ بَعضَ مَن حَضَرَ مَعَهُم فَلا يَكتُبونَهُ . فَيَقولُ اللّهُ عز و جل : ما لَكُم لَم تَكتُبوا فُلانا ألَيسَ كانَ مَعَهُم ، وقَد شَهِدَهُم؟ فَيَقولونَ :

.


1- .المعجم الصغير : ج 2 ص 109 ، حلية الأولياء : ج 5 ص 117 عن عمر بن ذرّ عن أبيه ، الدرّ المنثور : ج 5 ص 381 نقلاً عن ابن مردويه.
2- .مابين المعقوفين أثبتناه من بحار الأنوار .
3- .عدّة الداعي : ص 241 ، أعلام الدين : ص 280 ، إرشاد القلوب : ص 61 نحوه ، بحار الأنوار : ج 75 ص 468 ح 20.

ص: 148

9 / 26 نزول الرّحمة

يا رَبِّ ، إنَّهُ لَم يَشرَك مَعَهُم بِحَرفٍ ، ولا تَكَلَّمَ مَعَهُم بِكَلِمَةٍ! فَيَقولُ الجَليلُ جَلَّ جَلالُهُ : ألَيسَ كانَ جَليسَهُم؟ فَيَقولونَ : بَلى يا رَبِّ . فَيَقولُ : اُكتُبوهُ مَعَهُم ، إنَّهُم قَومٌ لا يَشقى بِهِم جَليسُهُم . فَيَكتُبوهُ مَعَهُم . فَيَقولُ تَعالى : اُكتُبوا لَهُ ثَوابا مِثلَ ثَوابِ أحَدِهِم . (1)

الكافي عن عبّاد بن كثير :قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام : إنّي مَرَرتُ بِقاصٍّ يَقُصُّ وهُوَ يَقولُ : هذَا المَجلِسُ الَّذي لا يَشقى بِهِ جَليسٌ . قالَ : فَقالَ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام : هَيهاتَ ، هَيهاتَ ، أخطَأَت أستاهُهُمُ الحُفرَةَ (2) . إنَّ للّهِِ مَلائِكَةً سَيّاحينَ سِوَى الكِرامِ الكاتِبينَ ، فَإِذا مَرُّوا بِقَومٍ يَذكُرونَ مُحَمَّدا وآلَ مُحَمَّدٍ ، قالوا : قِفوا فَقَد أصَبتُم حاجَتَكُم ، فَيَجلِسونَ فَيَتَفَقَّهونَ مَعَهُم ، فَإِذا قاموا عادوا مَرضاهُم ، وشَهِدوا جَنائِزَهُم ، وتَعاهَدوا غائِبَهُم ، فَذلِكَ المَجلِسُ الَّذي لا يَشقى بِهِ جَليسٌ . (3)

9 / 26نُزولُ الرَّحمَةِالمستدرك عن أبي عثمان :كانَ سلمانُ في عِصابَةٍ (4) يَذكُرونَ اللّهَ، فَمَرَّ بِهِم رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ،

.


1- .عوالي اللآلي : ج 4 ص 8 ح 29 ، بحار الأنوار : ج 1 ص 202 ح 15.
2- .الإخطاء : الذهاب إلى خلاف الصواب مع قصد الصواب ، أو مطلقا عمدا وغير عمد ، والأستاه : جمع الإست ؛ وهي حلقة الدبر . والمراد بالحفرة : الكنيف الذي يتغوّط فيه ، وكأنّ هذا كان مثلاً سائرا يضرب لمن استعمل كلاما في غير موضعه أو أخطأ خطأً فاحشا. وقد يقال : شبّهت أفواههم بالأستاه تفضيحا لهم (مرآة العقول : ج 9 ص 84) .
3- .الكافي : ج 2 ص 186 ح 3 ، بحار الأنوار : ج 74 ص 259 ح 57.
4- .العِصابة : الجماعة من الناس من العَشرة إلى الأربعين ، ولا واحد لها من لفظها (النهاية : ج 3 ص 243 «عصب»).

ص: 149

9 / 27 نزول السّكينة

9 / 28 غفران اللّه

فَجاءَهُم قاصِدا حَتّى دَنا مِنهُم ، فَكَفّوا عَنِ الحَديثِ إعظاما لِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله . فَقالَ : ما كُنتُم تَقولونَ؟ فَإِنّي رَأَيتُ الرَّحمَةَ تَنزِلُ عَلَيكُم ، فَأَحبَبتُ أن اُشارِكَكُم فيها! (1)

الإمام عليّ عليه السلام :بِذِكرِ اللّهِ تُستَنزَلُ الرَّحمَةُ . (2)

9 / 27نُزولُ السَّكينَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :لا يَقعُدُ قَومٌ يَذكُرونَ اللّهَ عز و جل إلّا حَفَّتهُمُ المَلائِكَةُ ، وغَشِيَتهُمُ الرَّحمَةُ ، ونَزَلَت عَلَيهِمُ السَّكينَةُ ، وذَكَرَهُمُ اللّهُ فيمَن عِندَهُ . (3)

عنه صلى الله عليه و آله :مَجالِسُ الذِّكرِ تَنزِلُ عَلَيهِمُ السَّكينَةُ ، وتَحُفُّ بِهِمُ المَلائِكَةُ ، وتَغشاهُمُ الرَّحمَةُ ، ويَذكُرُهُمُ الرَّبُّ تَعالى عَلى عَرشِهِ . (4)

9 / 28غُفرانُ اللّهِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَا اجتَمَعَ قَومٌ عَلى ذِكرٍ فَتَفَرَّقوا عَنهُ إلّا قيلَ لَهُم : قوموا

.


1- .المستدرك على الصحيحين : ج 1 ص 210 ح 419 ، الدرّ المنثور : ج 5 ص 382 نقلاً عن الزهد لابن حنبل عن ثابت نحوه ، كنز العمّال : ج 1 ص 447 ح 1932.
2- .غرر الحكم : ح 4209 ، عيون الحكم والمواعظ : ص 188 ح 3856.
3- .صحيح مسلم : ج 4 ص 2074 ح 39 ، سنن الترمذي : ج 5 ص 460 ح 3378 نحوه ، سنن ابن ماجة : ج 2 ص 1245 ح 3791 ، مسند ابن حنبل : ج 4 ص 184 ح 11875 كلّها عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري ، كنز العمّال : ج 1 ص 424 ح 1822 و 1824 ؛ مكارم الأخلاق : ج 2 ص 85 ح 2227 ، مشكاة الأنوار : ص 114 ح 264 ، روضة الواعظين : ص 428 .
4- .تاريخ بغداد : ج 3 ص 128 ، حلية الأولياء : ج 5 ص 118 كلاهما عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري ، كنز العمّال : ج 1 ص 424 ح 1821.

ص: 150

9 / 29 تبديل السّيّئات حسنات

9 / 30 مباهاة اللّه

مَغفورا لَكُم . (1)

راجع : العنوان الآتي (تبديل السّيئات الحسنات) .

9 / 29تَبديلُ السَّيِّئاتِ حَسَناتٍرسول اللّه صلى الله عليه و آله :ما جَلَسَ قَومٌ مَجلِسا يَذكُرونَ اللّهَ عز و جل فيهِ فَيَقومونَ حَتّى يُقالَ لَهُم : قوموا ؛ قَد غَفَرَ اللّهُ لَكُم ذُنوبَكُم ، وبُدِّلَت سَيِّئاتُكُم حَسَناتٍ . (2)

عنه صلى الله عليه و آله :ما مِن قَومٍ اجتَمَعوا يَذكُرونَ اللّهَ لا يُريدونَ بِذلِكَ إلّا وَجهَهُ ، إلّا ناداهُم مُنادٍ مِنَ السَّماءِ أن قوموا مَغفورا لَكُم ، فَقَد بُدِّلَت سَيِّئاتُكُم حَسَناتٍ . (3)

عنه صلى الله عليه و آله :ما جَلَسَ قَومٌ يَذكُرونَ اللّهَ إلّا نادى بِهِم مُنادٍ مِنَ السَّماءِ : قوموا ؛ فَقَد بُدِّلَت سَيِّئاتُكُم حَسَناتٍ ، وغُفِرَ لَكُم جَميعا . وما قَعَدَ عِدَّةٌ مِن أهلِ الأَرضِ يَذكُرونَ اللّهَ ، إلّا قَعَدَ مَعَهُم عِدَّةٌ مِنَ المَلائِكَةِ . (4)

9 / 30مُباهاةُ اللّهِصحيح مسلم عن معاوية :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله خَرَجَ عَلى حَلقَةٍ مِن أصحابِهِ فَقالَ : ما

.


1- .الإصابة : ج 3 ص 175 عن سهيل بن الحنظليّة ، كنز العمّال : ج 1 ص 422 ح 1809.
2- .المعجم الكبير : ج 6 ص 212 ح 6039 ، شُعب الإيمان : ج 1 ص 454 ح 695 ، اُسد الغابة : ج 2 ص 572 نحوه وكلّها عن سهيل بن حنظلة ، كنز العمّال : ج 1 ص 422 ح 1808.
3- .مسند ابن حنبل : ج 4 ص 286 ح 12456 ، مسند أبي يعلى : ج 4 ص 161 ح 4127 ، حلية الأولياء : ج 3 ص 108 كلّها عن أنس ، شُعب الإيمان : ج 1 ص 401 ح 534 عن عبد اللّه بن مغفل وليس فيه «لا يريدون بذلك إلّا وجهه» ، كنز العمّال : ج 1 ص 438 ح 1891.
4- .مكارم الأخلاق : ج 2 ص 86 ح 2233 ، عدّة الداعي : ص 238 ، مشكاة الأنوار : ص 114 ح 264 ، روضة الواعظين : ص 428 ، بحار الأنوار : ج 93 ص 162 ح 42.

ص: 151

9 / 31 الدّخول في رياض الجنّة

أجلَسَكُم؟ قالوا : جَلَسنا نَذكُرُ اللّهَ ونَحمَدُهُ عَلى ما هَدانا لِلإِسلامِ ومَنَّ بِهِ عَلَينا . قالَ : آللّهِ ما أجلَسَكُم إلّا ذاكَ؟ قالوا : وَاللّهِ ما أجلَسَنا إلّا ذاكَ ! قالَ : أما إنّي لَم أستَحلِفكُم تُهمَةً لَكُم ، ولكِنَّهُ أتاني جِبريلُ فَأَخبَرَني أنَّ اللّهَ عز و جليُباهي بِكُمُ المَلائِكَةَ . (1)

9 / 31الدُّخولُ في رِياضِ الجَنَّةِسنن الترمذي عن أنس عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا مَرَرتُم بِرِياضِ الجَنَّةِ فَارتَعوا . قالَ : وما رِياضُ الجَنَّةِ؟ قالَ : حَلَقُ الذِّكرِ . (2)

الإمام عليّ عليه السلام :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : بادِروا إلى رِياضِ الجَنَّةِ . قالوا : وما رِياضُ الجَنَّةِ؟ قالَ : حَلَقُ الذِّكرِ . (3)

عدّة الداعي :رُوِيَ أنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله خَرَجَ عَلى أصحابِهِ فَقالَ : اِرتَعوا في رِياضِ الجَنَّةِ ، قالوا : يا رَسولَ اللّهِ ، وما رِياضُ الجَنَّةِ؟ قالَ : مَجالِسُ الذِّكرِ ، اُغدوا وروحوا

.


1- .صحيح مسلم : ج 4 ص 2075 ح 40 ، سنن الترمذي : ج 5 ص 460 ح 3379 ، سنن النسائي : ج 8 ص 249 ، مسند ابن حنبل : ج 6 ص 14 ح 16835 ، صحيح ابن حبّان : ج 3 ص 96 ح 813 ، المصنّف لابن أبي شيبة : ج 7 ص 74 ح 18 ، كنز العمّال : ج 1 ص 437 ح 1883.
2- .سنن الترمذي : ج 5 ص 532 ح 3510 ، مسند ابن حنبل : ج 4 ص 302 ح 12525 ، حلية الأولياء : ج 6 ص 268 ، كنز العمّال : ج 1 ص 437 ح 1885 ؛ منية المريد : ص 106 ، مشكاة الأنوار : ص 114 ح 264 ، روضة الواعظين : ص 428.
3- .الأمالي للصدوق : ص 444 ح 592 عن الحسين بن عليّ بن الحسين عن أبيه الإمام زين العابدين عن الإمام الحسين عليهماالسلام ، معاني الأخبار : ص 321 ح 1 عن عليّ بن الحسن عن أبيه الإمام الحسن عليه السلام عنه صلى الله عليه و آله ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج 4 ص 409 ح 5888 ، بحار الأنوار : ج 93 ص 156 ح 20.

ص: 152

9 / 32 نور يوم القيامة

وَاذكُروا . (1)

المستدرك عن جابر بن عبد اللّه :خَرَجَ عَلَينَا النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله ، فَقالَ : يا أيُّهَا النّاسُ! إنَّ للّهِِ سَرايا مِنَ المَلائِكَةِ تَحُلُّ وتَقِفُ عَلى مِجالِسِ الذِّكرِ فِي الأَرضِ ، فَارتَعوا في رِياضِ الجَنَّةِ . قالوا : وأينَ رِياضُ الجَنَّةِ؟ قالَ : مَجالِسُ الذِّكرِ ، فَاغدوا وروحوا في ذِكرِ اللّهِ ، وذَكِّروهُ أنفُسَكُم . (2)

9 / 32نورُ يَومِ القِيامَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ ذاكِرَ اللّهِ يَجيءُ يَومَ القِيامَةِ ولَهُ نورٌ كَنورِ الشَّمسِ ، أو بُرهانٌ كَبُرهانِ الشَّمسِ . (3)

عنه صلى الله عليه و آله :لَيَبعَثَنَّ اللّهُ أقواما يَومَ القِيامَةِ في وُجوهِهِمُ النّورُ عَلى مَنابِرِ اللُّؤلُؤِ ، يِغبِطُهُمُ النّاسُ ، لَيسوا بِأَنبِياءَ ولا شُهَداءَ ؛ هُمُ المُتَحابّونَ فِي اللّهِ مِن قَبائِلَ شَتّى وبِلادٍ شَتّى ، يَجتَمِعونَ عَلى ذِكرِ اللّهِ يَذكُرونَهُ . (4)

.


1- .عدّة الداعي : ص 238 ، أعلام الدين : ص 275 ، إرشاد القلوب : ص 60 وفيه «الذكر غدوا ورواحا فاذكروا» بدل «مجالس الذكر اغدوا وروحوا واذكروا» ، بحار الأنوار : ج 93 ص 163 ح 42.
2- .المستدرك على الصحيحين : ج 1 ص 672 ح 1820 ، مسند أبي يعلى : ج 2 ص 345 ح 1860 وص 428 ح 2135 ، المعجم الأوسط : ج 3 ص 67 ح 2501 نحوه ، كنزالعمّال : ج 1 ص 434 ح 1877 وص 437 ح 1882 ؛ مكارم الأخلاق : ج 2 ص 78 ح 2194 نحوه.
3- .معجم السفر : ص 112 ح 333 عن أنس.
4- .كنزالعمّال : ج 1 ص 438 ح 1893 نقلاً عن المعجم الكبير عن أبي الدرداء.

ص: 153

9 / 33 سبق يوم القيامة

9 / 34 خيرالدّنيا والآخرة

9 / 33سَبقُ يَومِ القِيامَةِسنن الترمذي عن أبي هريرة :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : سَبَقَ المُفَرِّدونَ ، قالوا : ومَا المُفَرِّدونَ يا رَسولَ اللّهِ؟ قالَ : المُستَهتَرونَ في ذِكرِ اللّهِ (1) ؛ يَضَعُ الذِّكرُ عَنهُم أثقالَهُم ، فَيَأتونَ يَومَ القِيامَةِ خِفافا . (2)

مسند ابن حنبل عن أبي هريرة :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : سَبَقَ المُفَرِّدونَ . قالوا : يا رَسولَ اللّهِ ومَنِ المُفَرِّدونَ؟ قالَ : الَّذينَ يُهتَرونَ في ذِكرِ اللّهِ . (3)

صحيح مسلم عن أبي هريرة :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَسيرُ في طَريقِ مَكَّةَ ، فَمَرَّ عَلى جَبَلٍ يُقالُ لَهُ : جُمدانُ ، فَقالَ : سيروا ، هذا جُمدانُ ، سَبَقَ المُفَرِّدونَ . قالوا : ومَا المُفَرِّدونَ يا رَسولَ اللّهِ؟ قالَ : الذّاكِرونَ اللّهَ كَثيرا وَالذّاكراتُ . (4)

9 / 34خَيرُالدّنيا وَالآخِرَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن اُعطِيَ لِسانا ذاكِرا ، فَقَد اُعطِيَ خَيرَ الدُّنيا وَالآخِرَةِ . (5)

عنه صلى الله عليه و آله :قالَ اللّهُ عز و جل : إذا أرَدتُ أن أجمَعَ لِلمُسلِمِ خَيرَ الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، جَعَلتُ لَهُ قَلبا

.


1- .يُقال : اُهتِرَ فلان بكذا واستُهتِر فهو مُهتَر به ومُستهتَر : أي مولَع به لا يتحدّث بغيره ولا يفعل غيره (النهاية : ج 5 ص 242 «هتر») .
2- .سنن الترمذي : ج 5 ص 577 ح 3596 ، كنزالعمّال : ج 1 ص 417 ح 1773.
3- .مسند ابن حنبل : ج 3 ص 210 ح 8297 ، المستدرك على الصحيحين : ج 1 ص 673 ح 1823 ، التاريخ الكبير : ج 8 ص 448 ح 3651 ، كنزالعمّال : ج 2 ص 244 ح 3933.
4- .صحيح مسلم : ج 4 ص 2062 ح 4 ، مسند ابن حنبل : ج 3 ص 385 ح 9343 وفيه «جدان» بدل «جمدان» في كلا الموضعين ، كنز العمّال : ج 1 ص 417 ح 1774.
5- .الكافي : ج 2 ص 499 ح 1 عن أبي القدّاح عن الإمام الصادق عليه السلام .

ص: 154

خاشِعا ، ولِسانا ذاكِرا ، وجَسَدا عَلَى البَلاءِ صابِرا ، وزَوجَةً مُؤمِنَةً . (1)

الإمام زين العابدين عليه السلام :اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، ونَبِّهني لِذِكرِكَ في أوقاتِ الغَفلَةِ ، وَاستَعمِلني بِطاعَتِكَ في أيّام المُهلَةِ ، وَانهَج لي إلى مَحَبَّتِكَ سَبيلاً سَهلَةً ، أكمِل لي بِها خَيرَ الدُّنيا وَالآخِرَةِ . (2)

الإمام الصادق عليه السلام :ثَلاثَةٌ لا يُصيبونَ إلّا خَيرا : اُولُو الصَّمتِ ، وتارِكُو الشَّرِّ ، وَالمُكِثرونَ ذِكرَ اللّهِ عز و جل . (3)

.


1- .الكافي : ج 5 ص 327 ح 2 عن بريد بن معاوية العجلي عن الإمام الباقر عليه السلام ، دعائم الإسلام : ج 2 ص 194 ح 705 ، مشكاة الأنوار : ص 481 ح 1600 عن الإمام الباقر عليه السلام وكلاهما نحوه وراجع الجعفريّات : ص 230 والمعجم الكبير : ج 11 ص 109 ح 11275.
2- .الصحيفة السجّاديّة : ص 87 الدعاء 20.
3- .نزهة الناظر : ص 108 ح 16.

ص: 155

الفصل العاشر : مضارّ النّسيان

10 / 1 نسيان اللّه

الفَصلُ العاشِرُ : مضارّ النّسيان10 / 1نِسيانُ اللّهِالكتاب«الْمُنَ_فِقُونَ وَالْمُنَ_فِقَ_تُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَ_فِقِينَ هُمُ الْفَ_سِقُونَ» . (1)

الحديثالإمام عليّ عليه السلام_ في قَولِهِ تَعالى : «نَسُواْ اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ» _: إنَّما يَعني نَسُوا اللّهَ في دارِ الدُّنيا ، لَم يَعمَلوا بِطاعَتِهِ ، فَنَسِيَهُم فِي الآخِرَةِ ؛ أي لَم يَجعَل لَهُم في ثَوابِهِ شَيئا فَصاروا مَنسِيِّينَ مِنَ الخَيرِ . (2)

عيون أخبار الرضا عليه السلام عن عبد العزيز بن مسلم :سَأَلتُ الرِّضا عليه السلام عَن قَولِ اللّهِ عز و جل : «نَسُواْ اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ» ، فَقالَ : إنَّ اللّهَ تَعالى لا يَنسى ولا يَسهو ، وإنَّما يَنسى ويَسهُو المَخلوق

.


1- .التوبة : 67.
2- .التوحيد : ص 259 ح 5 ، تفسير العيّاشي : ج 2 ص 96 ح 86 نحوه وكلاهما عن أبي معمر السعداني ، الاحتجاج : ج 1 ص 564 ح 137 ، بحار الأنوار : ج 93 ص 99 ح 1.

ص: 156

10 / 2 نسيان النّفس

10 / 3 سلطة الشّيطان

المُحدَثُ ، ألا تَسمَعُهُ عز و جل يَقولُ : «وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا» (1) ! وإنَّما يُجازي مَن نَسِيَهُ ونَسِيَ لِقاءَ يَومِهِ بِأَن يُنسِيَهُم أنفُسَهُم ، كَما قالَ اللّهُ عز و جل : «وَ لَا تَكُونُواْ كَالَّذِينَ نَسُواْ اللَّهَ فَأَنسَ_اهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَ_ئِكَ هُمُ الْفَ_سِقُونَ» ، وقالَ تَعالى : «فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَ_ذَا» (2) ؛ أي نَترُكُهُم كَما تَرَكُوا الاِستِعدادَ لِلِقاءِ يَومِهِم هذا . (3)

10 / 2نِسيانُ النَّفسِالكتاب«وَ لَا تَكُونُواْ كَالَّذِينَ نَسُواْ اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَ_ئِكَ هُمُ الْفَ_سِقُونَ» . (4)

الحديثالإمام عليّ عليه السلام :مَن نَسِيَ اللّهَ سُبحانَهُ ، أنساهُ اللّهُ نَفسَهُ وأعمى قَلبَهُ . (5)

10 / 3سُلطَةُ الشَّيطانِالكتاب«وَ مَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَ_نِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَ_نًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ * وَ إِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ * حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَ__لَيْتَ بَيْنِى وَ بَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ * وَ لَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّ_لَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِى الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ» . (6)

.


1- .مريم : 64.
2- .الأعراف: 51.
3- .عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج 1 ص 125 ح 18 ، التوحيد : ص 160 ح 1 ، بحار الأنوار : ج 4 ص 64 ح 4.
4- .الحشر : 19.
5- .غرر الحكم : ح 8875 وح 7797 نحوه ، عيون الحكم والمواعظ : ص 458 ح 8300.
6- .الزخرف : 36 _ 39 . قال العلّامة الطباطبائي قدس سره : أي من تعامى عن ذكر الرحمن ونظر إليه نظر الأعشى جئنا إليه بشيطان ، وقد عبّر تعالى عنه في موضع آخر بالإرسال فقال : «أَلَمْ تَرَ أَنَّ_ا أَرْسَلْنَا الشَّيَ_طِينَ عَلَى الْكَ_فِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا» (مريم : 83) ، وإضافة الذكر إلى الرحمن للإشارة إلى أنّه رحمة (الميزان في تفسير القرآن : ج 18 ص 102) .

ص: 157

10 / 4 قسوة القلب

الحديثمصباح الشريعة _ فيما نَسَبَهُ إلَى الإِمامِ الصّادِقِ عليه السلام _ :لا يَتَمَكَّنُ الشَّيطانُ بِالوَسوَسَةِ مِنَ العَبدِ إلّا وقَد أعرَضَ عَن ذِكرِ اللّهِ ، وَاستَهانَ بِأَمرِهِ ، وأسكَنَ (1) إلى نَهيِهِ ، ونَسِيَ اطِّلاعَهُ عَلى سِرِّهِ . (2)

10 / 4قَسوَةُ القَلبِالكافي عن عليّ بن عيسى رفعه :إنَّ موسى عليه السلام ناجاهُ اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى فَقالَ لَهُ في مُناجاتِهِ : . . . يا موسى ، لا تَنسَني عَلى كُلِّ حالٍ ، ولا تَفرَح بِكَثرَةِ المالِ ؛ فَإِنَّ نِسياني يُقسِي القُلوبَ ، ومَعَ كَثرَةِ المالِ كَثرَةُ الذُّنوبِ . (3)

الإمام الصادق عليه السلام :أوحَى اللّهُ عز و جل إلى موسى عليه السلام : يا موسى ، لا تَفرَح بِكَثرَةِ المالِ ، ولا تَدَع ذِكري عَلى كُلِّ حالٍ ؛ فَإِنَّ كَثرَةَ المالِ تُنسِي الذُّنوبَ ، وإنَّ تَركَ ذِكري يُقسِي القُلوبَ . (4)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :لا تُكثِرُوا الكَلامَ بِغَيرِ ذِكرِ اللّهِ ؛ فَإِنَّ كَثرَةَ الكَلامِ بِغَيرِ ذِكرِ اللّهِ قَسوَة

.


1- .في بحار الأنوار : «و سكن».
2- .مصباح الشريعة : ص 225 ، بحار الأنوار : ج 72 ص 124 ح 2.
3- .الكافي : ج 8 ص 42 _ 45 ح 8 ، تحف العقول : ص 493 ، بحار الأنوار : ج 13 ص 334 ح 13.
4- .الكافي : ج 2 ص 497 ح 7 عن السكوني ، علل الشرايع : ص 81 ح 2 عن عليّ بن جعفر عن الإمام الكاظم عنه عليهماالسلام ، الخصال : ص 39 ح 23 عن إسماعيل بن أبي زياد عن الإمام الصادق عن الإمام الباقر عليهماالسلام ، بحار الأنوار : ج 93 ص 150 ح 1.

ص: 158

10 / 5 موت القلب

10 / 6 ضنك المعيشة

لِلقَلبِ ، وإنَّ أبعَدَ النّاسِ مِنَ اللّهِ القَلبُ القاسي . (1)

الإمام الصادق عليه السلام :كانَ المَسيحُ عليه السلام : يَقولُ : لا تُكثِرُوا الكَلامَ في غَيرِ ذِكرِ اللّهِ ، فَإِنَّ الَّذينَ يُكثِرونَ الكَلامَ في غَيرِ ذِكرِ اللّهِ قاسِيَةٌ قُلوبُهُم ولكِن لا يَعلَمونَ . (2)

10 / 5مَوتُ القَلبِالإمام الصادق عليه السلام :فيما ناجَى اللّهُ بِهِ موسى عليه السلام ، قالَ : يا موسى ، لا تَنسَني عَلى كُلِّ حالٍ ؛ فَإِنَّ نِسياني يُميتُ القَلبَ . (3)

10 / 6ضَنكُ المَعيشَةِ«وَ مَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِى فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَ نَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَ_مَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِى أَعْمَى وَ قَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَ لِكَ أَتَتْكَ ءَايَ_تُنَا فَنَسِيتَهَا وَ كَذَ لِكَ الْيَوْمَ تُنسَى * وَ كَذَ لِكَ نَجْزِى مَنْ أَسْرَفَ وَ لَمْ يُؤْمِنم بِ_ئايَ_تِ رَبِّهِ وَ لَعَذَابُ الْاخِرَةِ أَشَدُّ وَ أَبْقَى» . 4

.


1- .سنن الترمذي : ج 4 ص 607 ح 2411 ، شُعب الإيمان : ج 4 ص 245 ح 4951 ، الفردوس : ج 5 ص 65 ح 7475 كلّها عن ابن عمر ، كنز العمّال : ج 1 ص 427 ح 1840 ؛ الأمالي للطوسي : ص 3 ح 1 عن ابن عمر ، بحار الأنوار : ج 71 ص 281 ح 28.
2- .الكافي : ج 2 ص 114 ح 11 عن عمرو بن جميع ، الأمالي للمفيد : ص 209 ح 43 عن ابن سنان ، بحار الأنوار : ج 71 ص 301 ح 75 ؛ الموطّأ : ج 2 ص 986 ح 8 عن عيسى عليه السلام نحوه.
3- .الكافي : ج 2 ص 498 ح 11 ، بحار الأنوار : ج 13 ص 344 ح 24.

ص: 159

10 / 7 شرّ الدّنيا والآخرة

10 / 7شَرُّ الدُّنيا وَالآخِرَةِالكتاب«قَالُواْ رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَ كُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ * رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَ__لِمُونَ * قَالَ اخْسَ_ئواْ فِيهَا وَ لَا تُكَلِّمُونِ * إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِى يَقُولُونَ رَبَّنَا ءَامَنَّا فَاغْفِرْ لَنَاوَ ارْحَمْنَا وَ أَنتَ خَيْرُ الرَّ حِمِينَ * فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِى وَ كُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ» . (1)

«قَالُواْ سُبْحَ_نَكَ مَا كَانَ يَن_بَغِى لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَ لَ_كِن مَّتَّعْتَهُمْ وَ ءَابَاءَهُمْ حَتَّى نَسُواْ الذِّكْرَ وَكَانُواْ قَوْمَا بُورًا» . (2)

«وَ عَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَ_ئِذٍ لِّلْكَ_فِرِينَ عَرْضًا * الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِى غِطَ_اءٍ عَن ذِكْرِى وَ كَانُواْ لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا» . (3)

«وَ أَمَّا الْقَ_سِطُونَ فَكَانُواْ لِجَهَنَّمَ حَطَبًا * وَ أَلَّوِ اسْتَقَ_مُواْ عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَ_هُم مَّاءً غَدَقًا *

.


1- .المؤمنون : 106 _ 110.
2- .الفرقان : 18.
3- .الكهف : 100 و 101.

ص: 160

لِّنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَ مَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا» . (1)

«قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم بِالَّيْلِ وَ النَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَ_نِ بَلْ هُمْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِم مُّعْرِضُونَ» . (2)

الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :ما مِن ساعَةٍ تَمُرُّ بِابنِ آدَمَ لَم يَذكُرِ اللّهَ فيها ، إلّا تَحَسَّرَ عَلَيها يَومَ القِيامَةِ . (3)

عنه صلى الله عليه و آله :نَزَلَ جَبرَئيلُ عليه السلام إلَيَّ ، وقالَ لي : يا مُحَمَّدُ ! رَبُّكَ يُقرِئُكَ السَّلامَ ، ويَقولُ لَكَ : كُلُّ ساعَةٍ تَذكُرُني فيها فَهِيَ لَكَ عِندي مُدَّخَرَةٌ ، وكُلُّ ساعَةٍ لا تَذكُرُني فيها فَهِيَ مِنكَ ضائِعَةٌ . (4)

عنه صلى الله عليه و آله :لَيسَ يَتَحَسَّرُ أهلُ الجَنَّةِ كَتَحَسُّرِهِم عَلى ساعَةٍ مِن نَهارٍ مَضَت في دارِ الدُّنيا لَم يَذكُرُوا اللّهَ عز و جل . (5)

عنه صلى الله عليه و آله :لَيسَ يَتَحَسَّرُ أهلُ الجَنَّةِ إلّا عَلى ساعَةٍ مَرَّت بِهِم لَم يَذكُروا فيها . (6)

عنه صلى الله عليه و آله :مَن قَعَدَ مَقعَدا لَم يَذكُرِ اللّهَ فيهِ كانَت عَلَيهِ مِنَ اللّهِ تِرَةً (7) ، ومَنِ اضطَجَعَ مَضجَعا لا يَذكُرُ اللّهَ فيهِ كانَت عَلَيهِ مِنَ اللّهِ تِرَةً . (8)

.


1- .الجنّ : 15 _ 17.
2- .الأنبياء : 42 . والكِلاءةُ : حفظ الشيء وتَبقِيَته (مفردات ألفاظ القرآن : ص 725 «كلأ»).
3- .شُعب الإيمان : ج 1 ص 392 ح 511 ، حلية الأولياء : ج 5 ص 362 كلاهما عن عائشة نحوه ، كنزالعمّال : ج 1 ص 424 ح 1819 .
4- .إرشاد القلوب : ص 49.
5- .الفردوس : ج 3 ص 408 ح 5244 عن معاذ بن جبل.
6- .المعجم الكبير : ج 20 ص 94 ح 182 ، شُعب الإيمان : ج 1 ص 392 ح 512 و 513 ، عمل اليوم والليلة لابن السني : ص 7 ح 3 كلّها عن معاذ بن جبل ، كنز العمّال : ج 1 ص 422 ح 1806.
7- .تِرَةً : أي نقصا ، والهاء فيه عوض من الواو المحذوفة ؛ يقال : وَتَرَه يَتِرُهُ تِرَةً. وقيل : أراد بالتِّرة هاهنا التَّبِعَة (النهاية : ج 5 ص 149 «وتر»).
8- .سنن أبي داوود: ج 4 ص 264 ح 4856 وص 314 ح 5059 مع تقديم وتأخير وكلاهما عن أبي هريرة ، فكنزالعمّال : ج 9 ص 142 ح 25422 وراجع مسند ابن حنبل : ج 3 ص 426 ح 9589 وصحيح ابن حبّان : ج 3 ص 133 ح 853 .

ص: 161

عنه صلى الله عليه و آله :مَنِ اضطَجَعَ مَضجَعا لَم يَذكُرِ اللّهَ فيهِ كانَ عَلَيهِ تِرَةً يَومَ القِيامَةِ ، ومَن جَلَسَ مَجلِسا لَم يَذكُرِ اللّهَ فيهِ كانَ عَلَيهِ تِرَةً يَومَ القِيامَةِ ، ومَن مَشى مَمشىً لَم يَذكُرِ اللّهَ فيهِ كانَ عَلَيهِ تِرَةً يَومَ القِيامَةِ . (1)

عنه صلى الله عليه و آله :ما مِن قَومٍ اجتَمَعوا في مَجلِسٍ فَلَم يَذكُرُوا اسمَ اللّهِ عز و جل ، ولَم يُصَلُّوا عَلى نَبِيِّهِم ، إلّا كانَ ذلِكَ المَجلِسُ حَسرَةً ووَبالاً عَلَيهِم . (2)

عنه صلى الله عليه و آله :ما جَلَسَ قَومٌ مَجلِسا لَم يَذكُرُوا اللّهَ فيهِ ولَم يُصَلُّوا عَلى نَبِيِّهِم إلّا كانَ عَلَيهِم تِرَةً ، فَإِن شاءَ عَذَّبَهُم وإن شاءَ غَفَرَ لَهُم . (3)

عنه صلى الله عليه و آله :ما مِن قَومٍ يَقومونَ مِن مَجلِسٍ لا يَذكُرونَ اللّهَ فيهِ ، إلّا قاموا عَن مِثلِ جِيفَةِ حِمارٍ ، وكانَ لَهُم حَسرَةً . (4)

عنه صلى الله عليه و آله :ما جَلَسَ قَومٌ مَجلِسا لا يَذكُرونَ اللّهَ فيهِ ، إلّا كانَ عَلَيهِم حَسرَةً يَومَ القِيامَةِ وإن كانوا مِن أهلِ الجَنَّةِ ، يَرَونَ ثَوابَ كُلِّ مَجلِسٍ ذَكَرُوا اللّهَ فيهِ ولا يَرَونَ ثَوابَ ذلِكَ المَجلِسِ ، فَيَكونُ عَلَيهِم حَسرَةً . (5)

.


1- .شُعب الإيمان : ج 1 ص 403 ح 543 عن أبي هريرة ، كنز العمّال : ج 16 ص 61 ح 43944.
2- .الكافي : ج 2 ص 497 ح 5 ، عدّة الداعي : ص 231 وزاد في آخره «يوم القيامة» وكلاهما عن الحسين بن زيد عن الإمام الصادق عليه السلام ، الجعفريّات : ص 215 ، بحار الأنوار : ج 93 ص 161 ح 42.
3- .سنن الترمذي : ج 5 ص 461 ح 3380 ، مسند ابن حنبل : ج 3 ص 533 ح 10281 ، المستدرك على الصحيحين : ج 1 ص 674 ح 1826 كلاهما نحوه وكلّها عن أبي هريرة ، كنز العمّال : ج 9 ص 149 ح 25462.
4- .سنن أبي داوود : ج 4 ص 264 ح 4855 ، مسند ابن حنبل : ج 3 ص 340 ح 9062 ، المستدرك على الصحيحين : ج 1 ص 668 ح 1808 ، تاريخ بغداد : ج 9 ص 388 كلّها عن أبي هريرة ، كنز العمّال : ج 9 ص 135 ح 25372.
5- .. الدرّ المنثور : ج 7 ص 241 نقلاً عن ابن مردويه عن أبي هريرة.

ص: 162

الإمام الصادق عليه السلام :ما مِن مَجلِسٍ يَجتَمِعُ فيهِ أبرارٌ وفُجّارٌ ، فَيَقومونَ عَلى غَيرِ ذِكرِ اللّهِ عز و جل ، إلّا كانَ حَسرَةً عَلَيهِم يَومَ القِيامَةِ . (1)

عنه عليه السلام :مَا اجتَمَعَ في مَجلِسٍ قَومٌ لَم يَذكُرُوا اللّهَ عز و جل ولَم يَذكُرونا ، إلّا كانَ ذلِكَ المَجلِسُ حَسرَةً عَلَيهِم يَومَ القِيامَةِ . _ ثُمَّ قالَ : _ قالَ أبو جَعفَرٍ عليه السلام : إنَّ ذِكرَنا مِن ذِكرِ اللّهِ ، وذِكرَ عَدُوِّنا مِن ذِكرِ الشَّيطانِ . (2)

داوود عليه السلام _ في مُناجاتِهِ _ :إذا رَأَيتَني اُجاوِزُ مَجالِسَ الذّاكِرينَ إلى مَجالِسِ الغافِلينَ فَاكسِر رِجلي ؛ فَإِنَّها نِعمَةٌ تُنعِمُ بِها عَلَيَّ . (3)

الزهد عن حسّان بن عطيّة عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :_ أو اُوحِيَ إلَيَّ _قيل لي : اِعلَم أنَّ السّاعَةَ الَّتي لا تَذكُرُني فيها لَيسَت لَكَ ، ولكِنَّها عَلَيكَ . (4)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :أوحَى اللّهُ تَعالى إلى داوودَ عليه السلام : يا داوودُ ، كُلُّ ساعَةٍ لا تَذكُرُني فيها عَدِمتَها مِن ساعَةٍ . (5)

عنه صلى الله عليه و آله :بِئسَ العَبدُ عَبدٌ تَخَيَّلَ وَاختالَ ونَسِيَ الكَبيرَ المُتعالِ ، بِئسَ العَبدُ عَبدٌ تَجَبَّرَ وَاعتَدى ونَسِيَ الجَبّارَ الأَعلى ، بِئسَ العَبدُ عَبدٌ سَها ولَها ونَسِيَ المَقابِرَ والبِلى ، بِئسَ العَبدُ عَبدٌ عَتا وطَغى ونَسِيَ المُبتَدا وَالمُنتَهى ، بِئسَ العَبدُ عَبدٌ يَختِلُ الدُّنيا

.


1- .الكافي : ج 2 ص 496 ح 1 عن الفضيل بن يسار ، عدّة الداعي : ص 232 نحوه ، بحار الأنوار : ج 75 ص 468 ح 20 .
2- .الكافي : ج 2 ص 496 ح 2 ، عدّة الداعي : ص 241 كلاهما عن أبي بصير ، بحار الأنوار : ج 75 ص 468 ح 20.
3- .ربيع الأبرار : ج 2 ص 247.
4- .الزهد لابن المبارك : ص 328 ح 936 عن حسّان بن عطيّة.
5- .إرشاد القلوب : ص 49 ، سعد السعود : ص 48 من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج 15 ص 240 ح 58.

ص: 163

بِالدِّينِ (1) ، بِئسَ العَبدُ عَبدٌ يَختِلُ الدِّينَ بِالشُّبُهاتِ ، بِئسَ العَبدُ عَبدٌ طَمَعٌ يَقودُهُ ، بِئسَ العَبدُ عَبدٌ هَوىً يُضِلُّهُ ، بِئسَ العَبدُ عَبدٌ رَغَبٌ يُذِلُّهُ . (2)

الإمام عليّ عليه السلام :إلهي إنَّهُ مَن لَم يَشغَلهُ الوُلوعُ بِذِكرِكَ ، ولَم يَزوِهِ السَّفَرُ بِقُربِكَ ، كانَت حَياتُهُ عَلَيهِ مِيتَةً ، ومِيتَتُهُ عَلَيهِ حَسرَةً . (3)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله _ في مَوعِظَتِهِ لِابنِ مَسعودٍ _ :يَابنَ مَسعودٍ ، قالَ تَعالى : «وَ مَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَ_نِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَ_نًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ * وَ إِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ * حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَ__لَيْتَ بَيْنِى وَ بَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ» . (4) يَابنَ مَسعودٍ ، إنّهم لَيَعيبونَ عَلى مَن يَقتَدي بِسُنَّتي وفَرائِضِ اللّهِ ، قالَ اللّهُ تَعالى : «فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِى وَ كُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ* إِنِّى جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُواْ أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ» (5) . (6)

علل الشرايع عن المفضّل بن عمر :سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ الصّادِقَ عليه السلام عَنِ العِشقِ ، فَقالَ : قُلوبٌ خَلَت مِن ذِكرِ اللّهِ ، فَأَذاقَهَا اللّهُ حُبَّ غَيرِهِ . (7)

.


1- .يَختِلُ الدّنيا بالدّين : أي يطلب الدنيا بعمل الآخرة ؛ يقال : خَتَلَهُ يَختِله ؛ إذا خَدَعَهُ وراوغَهُ (النهاية : ج 2 ص 9 «ختل») .
2- .سنن الترمذي : ج 4 ص 632 ح 2448 ، المعجم الكبير : ج 24 ص 156 ح 401 ، المستدرك على الصحيحين : ج 4 ص 351 ح 7885 ، شُعب الإيمان : ج 6 ص 287 ح 8181 كلّها عن أسماء بنت عميس الخثعميّة نحوه ، كنز العمّال : ج 16 ص 97 ح 44054 وراجع النوادر للراوندي : ص 145 ح 198.
3- .بحار الأنوار : ج 94 ص 95 ح 12 نقلاً عن الكتاب العتيق الغروي عن نوف البكالي .
4- .الزخرف : 36 _ 38.
5- .المؤمنون : 110 و 111 .
6- .مكارم الأخلاق : ج 2 ص 351 ح 2660 عن عبد اللّه بن مسعود ، بحار الأنوار : ج 77 ص 102 ح 1.
7- .علل الشرايع : ص 140 ح 1 ، الأمالي للصدوق : ص 765 ح 1029 ، بحار الأنوار : ج 73 ص 158 ح 1.

ص: 164

تحليل حول بركات ذكر اللّه ومضار نسيانه

1. أشمل بركات ذكر اللّه

تَحليلٌ حَولَ بَرَكاتِ ذِكرِ اللّهِ وَمضارِ نِسيانِهِإنّ ذكر اللّه هو سر البناء الذاتي ، ومفتاح السمو إلى الكمالات والمراتب الانسانية . ذكر اللّه هو أفضل رأس مال لتأمين السعادة الفردية والاجتماعية ، المادية والمعنوية ، الدنيوية والأُخروية . بعبارة مختصرة فإن ذكر اللّه هو ذكر النفس ، ونسيانه ، هو نسيانها! ويمكن إيجاز ما جاء في الكتاب والسنّة لبيان هذه الحقيقة في عدد من العناوين :

1. أشمل بركات ذكر اللّهلقد أخذ اللّه على نفسه عهدا أكيدا بأن يذكر من يذكره، وهذه هيأشمل بركات الذكر: «فَاذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ» . (1) وقد لخصت جميع آثار الذكر وبركاته في جملة (أذكركم) ولا شك فإن ذكر اللّه _ تعالى _ لذاكره لا يعني التوجه العلمي إليه ، لأن توجهه العلمي متساوٍ لكل شيء

.


1- .البقرة : 152 .

ص: 165

2. دور ذكر اللّه في إزالة آفات الحياة

3. دور ذكر اللّه في بناء الروح

4. دور ذكر اللّه في ظهور العلم والحكمة والعصمة الباطنية

ولجميع البشر ، بل المراد هو الذكر بالنعمة والرحمة والإحسان والرضوان (1) ، وهكذا فإنّ مراتب النعمة والرحمة الإلهية المتبادلة بالنسبة إلى ذاكره تتناسب مع مراتب ذكره ، فكلّما كان الذكر أعمق وأوسع ، شملت البركات الإلهية الذاكر أكثر . على هذا الأساس فإنّ جميع آثار الذكر وبركاته التي ذكرناها في الباب الثاني ومايليه من الفصل التاسع هي في الحقيقة بيان لكيفية ذكر اللّه لذاكره وبيان للنعم التي تعود على الذاكر نتيجة للذكر .

2. دور ذكر اللّه في إزالة آفات الحياةإنّ جميع النصوص الدالّة على أنّ الذكر يبعد الشيطان عن الإنسان ويمحو الذنوب ، بل يبدلها حسنات ، ويعالج أمراض النفس ، ويطهّر القلب (2) ، تبين في الحقيقة دور الذكر في إزالة آفات الحياة .

3. دور ذكر اللّه في بناء الروحإنَّ بناء الروح وتربيتها من الآثار الاُخرى للذكر ، فالإنسان يطمئنّ في ظلّ ذكر اللّه ، وينشرح صدره ، وتصقل نفسه وتحيا روحه ويعمر قلبه (3) ، وبذلك ينال الكمالات المعنوية والمراتب الإنسانية الرفيعة .

4. دور ذكر اللّه في ظهور العلم والحكمة والعصمة الباطنيةإنّ ذكر اللّه ينوّر القلب ، وفي ظل هذا النور يصل الإنسان إلى نور العلم والحكمة الحقيقية وبالتالي فإنّه سيتسلّح بقوّة البصيرة الإلهية ويدرك الحقائق التي لا يمكن

.


1- .راجع : ص 121 (ذكر اللّه لذاكره) وص 148 (نزول الرحمة) .
2- .راجع : ص 127 (طرد الشّيطان) وص 134 (شفاء القلب) و (صلاح القلب) وص141 (كفّارة السيّئات) وص 149 (نزول السكينة) وص 150 (مباهاة اللّه ) .
3- .راجع : ص 131 (اطمئنان القلب) وص 132 (انشراح القلب) و (جلاء القلب) وص 135 (حياة القلب) وص 136 (عمارة القلب) وص 141 (حُسن العمل) .

ص: 166

5. دور الذكر في العمل الصالح والصيت الحسن

6. دور الذكر في تأمين الرفاه المادي وحلّ مشاكل الحياة

7. دور الذكر في المحبّة

الوصول إليها من خلال قنوات التعليم والتعلّم ويتعزّز من خلال ذلك إيمانه بالحقائق الغيبية ويبلغ درجة اليقين ويقرّبه اليقين من حدود العصمة . (1)

5. دور الذكر في العمل الصالح والصيت الحسنعندما ينفذ ذكر اللّه في القلب تزول الأنانية التي هي _ كما قال السيّد الإمام الخميني قدس سره (2) _ أصل اُصول الفتن ومصدر الرذائل الخُلُقية لتحلّ محلّها إرادة اللّه وبذلك تصبح جميع أعمال الإنسان صالحة ويحسن صيت الإنسان الصالح في الدنيا والآخرة . (3)

6. دور الذكر في تأمين الرفاه المادي وحلّ مشاكل الحياةكما أنّ ذكر اللّه مفتاح الكمالات المعنوية كذلك هو مفتاح لتيسير الأمور وحل مشاكل الحياة وتأمين الحاجات المادية أيضا ، لأن الذكر يوجد التقوى وقد ضمن اللّه _ تعالى _ تأمين حاجات المتقين وحل مشاكلهم . (4) بعبارة أخرى فإن من مصاديق ذكر اللّه لذاكره ، تأمين حاجاته وحل مشاكله . (5)

7. دور الذكر في المحبّةتعتبر محبة اللّه من أكبر بركات ذكر اللّه وأهم ثماره . فالذكر يطهر _ في الخطوة

.


1- .راجع : ص 136 (نور القلب) وص 137 (حكمة القلب) وص 138 (هداية العقول) وص 145 (العصمة من السهو) .
2- .راجع : رسالة الإمام الخميني إلى ولده السيّد أحمد الخميني في 17 ربيع الأوّل عام 1407 ه والتي جاء فيها : «ولدي ، احذر الأنانيّة والخيلاء فإنّهما من الشيطان... واعلم أنّ تمام ما تعانيه البشرية من المصائب إنّما هو من هذا الإرث الشيطاني الذي هو أصل الفتنة» والظاهر أنّ مراد الإمام من «أصل الفتنة» هو الرذائل الأخلاقية التي تمتدّ جذورها في الأنانية والخيلاء .
3- .راجع : ص 140 (حُسن الذكر) وص 141 (حُسن العمل) .
4- .راجع : ص 138 (نجاح الاُمور) وص 139 (الرزق بغير بضاعة) و (النجاة من الشدائد) .
5- . «وَ مَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ» (الطلاق : 2 و 3) .

ص: 167

8. دور الذكر في تأمين خير الدنيا والآخرة

الأُولى _ الذاكر من الأرجاس الأخلاقية والعملية ويهيى ء الأرضية للاقتراب من بساط القرب الإلهي ويقرب الإنسان في الخطوة الثانية من ربّه ، فيأنس الإنسان إلى اللّه تدريجيا ويعشقه ، وفي الخطوة الثالثة تهيى ء المحبة الحقيقية أرضية المعرفة واللقاء القلبي للّه الذي هو غاية مقاصد العرفاء ، والذاكرون الذين بلغوا هذه الغاية هم طلائع الصالحين والأبرار في القيامة . (1)

8. دور الذكر في تأمين خير الدنيا والآخرةلقد أوضحنا في بداية هذا المقال أنّ أشمل بركات الذكر هو الذّكر المتبادل بينَ اللّهِ _ تعالى _ وذاكِرهِ وبالاستلهام من الكتاب وأحاديث أهل البيت ، فسَّرنا ذكر اللّه لذاكره بالقضاء على آفات الحياة وبناء الروح وظهور العلم والحكمة والعصمة الباطنية ، والعمل الصالح والذكر الحسن وتأمين الرفاه المادي ، وأخيرا الحصول على إكسير محبة اللّه والغاية الإنسانية العليا . والآن نقول إن أشمل تفسير لذكر اللّه المتبادل ، هو تأمين خير دنيا الذاكر وآخرته . وقد استلهمنا هذا التفسير من الكلام الدقيق الجميل للإمام زين العابدين عليه السلام _ في الصحيفة السجّادية _ في مقام الدعاء ، حيث يناجي اللّه _ تعالى _ في ختام دعاء مكارم الأخلاق وكأنه يقدم خلاصة مطالبه من اللّه _ سبحانه _ : اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، ونَبِّهني لِذِكرِكَ في أوقاتِ الغَفلَةِ ، وَاستَعمِلني بِطاعَتِكَ في أيّام المُهلَةِ ، وَانهَج لي إلى مَحَبَّتِكَ سَبيلاً سَهلَةً ، أكمِل لي بِها خَيرَ الدُّنيا وَالآخِرَةِ . (2) ويمكننا أن نستنبط من هذا الكلام الرائع أنه إذا ما تمت معالجة مرض الغفلة فى ¨

.


1- .راجع : ص 142 (التقرّب إلى اللّه ) وص 143 (الاُنس باللّه ) و (حُبّ اللّه ) وص 144 (لقاء اللّه ) وص 152 (نور يوم القيامة) وص 153 (خير الدنيا والآخرة) .
2- .راجع : ص 154 ح 499 .

ص: 168

9. مضارّ الغفلة عن اللّه

الإنسان واستمر ذكر اللّه في قلبه ، فإن الذكر الحقيقي للّه هو الممهد لطاعته المطلقة ، وبذلك يستطيع الإنسان بعون اللّه _ تعالى _ أن يصل بسهولة إلى إكسير محبته ، ويكمل بهذا الإكسير خير دنياه وآخرته . (1)

9. مضارّ الغفلة عن اللّهكما أن أشمل بركات ذكر اللّه هو ذكر اللّه المتبادل للذاكر ، فإن أخطر الآثار السلبية للغفلة عن اللّه _ تعالى _ ، هو نسيانه في مقابل الناسي ، ونسيان اللّه _ سبحانه _ يعني إيكال الإنسان إلى نفسه وقطع رحمته عنه . فعندما يوكل الإنسان إلى نفسه فإنه يبتلى بنسيان نفسه : «نَسُواْ اللَّهَ فَأَنسَ_اهُمْ أَنفُسَهُمْ» (2) . وفي هذه الحالة يسيطر الشيطان عليه ويدفعه إلى ارتكاب الأعمال القبيحة ، وتصدأ مرآة القلب على إثر الذنوب ، ويبتلى الإنسان بقساوة القلب ، وتصبح الحياة عسيرة ضيقة على مثل هذا الإنسان ، لتحيط به أخيرا أنواع شرور الدنيا والآخرة ومصائبهما وابتلاءاتهما . (3)

.


1- .لتوضيح أكثر في هذا المجال، راجع : كتاب «المحبّة في القرآن والسنّة» ص 233 «تحقيق في مبادئ محبّة اللّه » .
2- .الحشر : 19 .
3- .راجع : ج 1 ص 155 (مضارّ النسيان) .

ص: 169

القسم الثّاني : البسملة

اشاره

القِسمُ الثّاني: البسملةالمدخلالفصل الأوّل : تفسير البسملةالفصل الثّاني : خصائص البسملةالفصل الثّالث : مواضع البسملةالفصل الرّابع : آثار البسملةالفصل الخامس : آداب البسملة

.

ص: 170

. .

ص: 171

المدخل

البسملة لغةً واصطلاحا

1. معنى «الاسم»

المدخلالبسملة لغةً واصطلاحاإنّ البسملة مصدر مصاغ من جملة «بسم اللّه الرحمن الرحيم» ولذلك يقال إنّه مصدر صناعيٌّ منحوت مثل «الحوقلة» التي هي مصدر جعلي من «لا حول ولا قوّة إلّا باللّه » و«الهيللة» التي هي مصدر صناعيٌّ من «لا إله إلّا اللّه » . وعلى هذا فإن معنى كلمة «البسملة» هو قول أو كتابة جملة «بسم اللّه الرحمن الرحيم» ، يقول ابن السكّيت : يقال : قد أكثرتُ من البسملة ، إذا أكثر من قوله «بسم اللّه الرحمن الرحيم» (1) . وأمّا المراد من «البسملة» في عنوان القسم الثاني من هذا الكتاب فهو الإشارة إلى النصوص التي وردت حول تفسير «بسم اللّه الرحمن الرحيم» وخصائص قول هذا الذكر المبارك وفضائله واستخداماته وآدابه ، ومن المفيد قبل ذلك الالتفات إلى الملاحظات التالية :

1. معنى «الاسم»إنّ هناك اختلافا في الآراء بشأن مادة «الاسم» : فقد رأى البعض أنه مشتق من «وسم» بمعنى العلامة ، واعتبره البعض مشتقا من «السموّ» بمعنى العلو والرفعة ،

.


1- .ترتيب إصلاح المنطق : ص 78 .

ص: 172

2. الفرق بين الاسم والصفة

3. اتّحاد الاسم والصفة فيما يتعلّق باللّه

ومع ذلك فإنهم يذعنون إلى أنه يعني العلامة من ناحية المعنى اللغوي . (1)

2. الفرق بين الاسم والصفةللصفة معنيان فهي أحيانا بمعنى مصدر «الوصف» وأحيانا بمعنى اسم المصدر ، أي العلامة التي تبين إحدى صفات الموصوف . واستنادا إلى المعنى الثاني ، فإن الاسم والصفة كليهما بمعنى علامة المسمّى والموصوف ، والفرق الوحيد بينهما أنّ الاسم يشمل كل علامة ، وأمّا الصفة فهي العلامة الخاصّة ، والنسبة بينهما بحسب الاصطلاح هي العموم والخصوص المطلق ، أي إن كلّ صفة هي اسم أيضا في حين أن كل اسم ليس صفة ، وعلى سبيل المثال فإن زيدا اسم ، وليس صفة ولكن العالم يجمع بين كونه اسما وصفة .

3. اتّحاد الاسم والصفة فيما يتعلّق باللّهللاسم والصفة في الأحاديث الإسلامية معنى واحد فيما يتعلق باللّه _ تعالى _ ، على سبيل المثال فإن «السميع» و«البصير» اعتبرا صفة في بعض الأحاديث (2) ، فيما طرحا في أحاديث أخرى باعتبارهما اسمين (3) ، وتصرح بعض الأحاديث بأنه لافرق بين أسماء اللّه وصفاته ، كما نقل عن الإمام الباقر عليه السلام : إنَّ الأَسماءَ صِفاتٌ وَصَفَ بِها نَفسَهُ . (4) كما روي عن الإمام الرضا عليه السلام جوابا على سؤال محمّد بن سنان : ما الاسم؟

.


1- .راجع : الإتّصاف في مسائل الخلاف بين النحوين «البصريّين والكوفيّين» : ج 6 ص 16 والمصباح المنير : ص 290 ولسان العرب : ج 14 ص 401 ومشكل إعراب القرآن : ج 10 ص 6 .
2- .التوحيد : ص 146 ح 14 .
3- .التوحيد : ص 187 .
4- .راجع : ج 1 ص 179 ح 530 .

ص: 173

4. معنى الأسماء والصفات الإلهيّة

صِفَةٌ لِمَوصوفٍ (1) . (2) على هذا الأساس ، فإنّ جميع الأسماء الإلهيّة هي صفاته من وجهة نظر الأحاديث الإسلامية ، وجميع الصفات الإلهية هي أسماؤه . بعبارة أخرى يبدو أنّه ليس للّه _ تعالى _ اسم جامد وغير مشتق يكون علامة فقط ، وأنّ صفة من الصفات الإلهية قد أخذت بنظر الاعتبار في جميع أسمائه ، حتى أنّ الاسم «اللّه » له مادة اشتقاق . (3)

4. معنى الأسماء والصفات الإلهيّةالملاحظ البالغة الدقة التي أشير إليها في أحاديث أهل البيت عليهم السلام في بيان معنى الأسماء والصفات الإلهيّة هي أنها لا هوية منفصلة لها عن الذات الإلهيّة المقدّسة ، كما روي عن الإمام الرضا عليه السلام : أسماؤُهُ تَعبيرٌ ، وأفعالُهُ تَفهيمٌ ، وذاتُهُ حَقيقَةٌ . (4) كما نقل عنه عليه السلام : الاِسمُ غَيرُ المُسَمّى ، فَمَن عَبَدَ الاِسمَ دونَ المَعنى فَقَد كَفَرَ ولَم يَعبُد شَيئا ، ومَن عَبَدَ الاِسمَ وَالمَعنى فَقَد كَفَر وعَبَدَ اثنَينِ ، ومَن عَبَدَ المَعنى دونَ الاِسمِ فَذاكَ التَّوحيدُ . (5) على هذا ، فإنّ استعمال الأسماء الإلهيّة يجب أن لا يكون بشكل يفقد المفهوم

.


1- .قال العلّامة المجلسي قدس سره : قوله عليه السلام : «صفة لموصوف»، أي سمة وعلامة تدلّ على ذات فهو غير الذات، أو المعنى أنّ أسماء اللّه تعالى تدلّ على صفات تصدق عليه، أو المراد بالاسم هنا ما أشرنا إليه سابقا، أي المفهوم الكلّي الذي هو موضوع اللفظ (مرآة العقول : ج 2 ص 31) .
2- .راجع : ج 1 ص 179 ح 529 .
3- .راجع : ج 1 ص 180 ح 531 .
4- .راجع : ج 1 ص 181 ح 534 .
5- .راجع : ج 1 ص 180 ح 531 .

ص: 174

5. معنى ذكر «بسم اللّه »

والمعنى من جهة كي يؤدي إلى تعطيل معرفة اللّه _ تعالى _ ، كما يجب _ من جهة أخرى _ أن لا نتصوّر لها مفهوما منفصلاً عن ذات البارئ _ تعالى _ حتى تنتهي إلى التشبيه والشرك بل إنّ الأسماء والصفات الإلهيّة ليست سوى التعبير عن الذات المتمتعة بجميع الكمالات والفاقدة لجميع النقائص .

5. معنى ذكر «بسم اللّه »استنادا إلى ما رواه الشيخ الصدوق عن الإمام الرضا عليه السلام في تفسير هذا الذكر فإنّ ذكر «بسم اللّه » يعني في الحقيقة وسم عبودية اللّه وهذا هو نص الرواية : مَعنى قَولِ القائِلِ : «بِسمِ اللّهِ» أي أسِمُ عَلى نَفسي سِمَةً مِن سِماتِ اللّهِ عز و جل وهِيَ العِبادَةُ . (1) ويعني هذا التفسير الجميل الدقيق أن الشخص الوحيد الذي يصدق في قول هذا الذكر عند القيام بالأعمال ، هو الذي لا يرى نفسه مستقلاً حقيقةً بل يرى نفسه عبد اللّه ، ذلك لأن هذا الذكر علامة العبوديّة . وبتعبير آخر ، فلا أحد يمكنه قول «بسم اللّه » صادقا إلّا إذا آمن أن «لا حول ولا قوّة إلّا باللّه » . ومثل هذا الشخص يمكنه أن يقول هذا الذكر حسب الرواية المنقولة عن أمير المؤمنين في تفسير «بسم اللّه » . بِهذَا الاِسمِ أعمَلُ هذَا العَمَلَ . (2) وأمّا الذي لا يرى للّهِِ _ تعالى _ دورا في عمله ، فليس من حقّه أن يسم نفسه بسمة العبودية وينطق بصدق الذكر الشريف «بسم اللّه » . ممّا يجدر ذكره أنه نقل في بعض المصادر عن الإمام علي عليه السلام في تفسير «بسم

.


1- .راجع : ج 1 ص 185 ح 538 .
2- .راجع : ج 1 ص 185 ح 539 .

ص: 175

6. عظمة ذكر «بسم اللّه »

اللّه » أنه قال : لَوشِئتُ لَأَوقَرتُ (1) سَبعينَ بَعيرا مِن باءِ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» (2) . ولكن جاء في بعض الروايات «في تفسير فاتحة الكتاب» (3) بدلاً من «باء بسم اللّه الرحمن الرحيم» ، وعليه فالرواية لا علاقة لها بالموضوع الذي نحن بصدده . ولكن كلا الروايتين تفتقران إلى سند معتبر ، وأضعف منهما ما نسب إلى الإمام عليّ عليه السلام : أنَا النُّقطَةُ الَّتي تَحتَ الباءِ المَبسوطَةِ . (4)

6. عظمة ذكر «بسم اللّه »لقد ذُكرت في الأحاديث الإسلامية ست خصوصيات بارزة ل «بسم اللّه الرحمن الرحيم» وهي : أوّلاً _ إنها أقرب الأسماء الإلهيّة إلى الاسم الأعظم ، ثانيا _ إنّ بداية جميع الكتب السماوية بهذا الاسم ، ثالثا _ إنّها أوّل كلام نزل على النبي الأعظم صلى الله عليه و آله ، رابعا _ إنّها أعظم آية في القرآن ، خامسا _ إنّها تاج جميع سور القرآن (5) ، سادسا _ إنّها جزء من الصلاة . رغم أنّ حكمة هذه الخصائص وحقيقتها ليستا بمعلومتين تماما لنا إلّا أن هذه

.


1- .الوِقْر : الحِمْل . يقال : قد أوقر بعيره (الصحاح : ج 2 ص 848 «وقر») .
2- .عوالي اللآلي : ج 4 ص 102 ح 150 ، إحقاق الحقّ : ج 7 ص 595 نقلاً عن الشعراني في لطائف المنن وفيه «. . . لكم ثمانين بعيرا من معنى الباء» .
3- .المناقب لابن شهر آشوب : ج 2 ص 43 .
4- .مشارق أنوار اليقين : ص 21 . وفي ينابيع المودّة ج 1 ص 213 ح 15 : «فِي الدُّرِّ المُنَظَّمِ : اِعلَم أنَّ جَميعَ أسرارِ الكُتُبِ السَّماوِيَّةِ فِي القُرآنِ ، وجَميعَ ما فِي القُرآنِ فِي الفاتِحَةِ ، وجَميعَ ما فِي الفاتِحَةِ فِي البَسمَلَةِ ، وجَميعَ ما فِي البَسمَلَةِ في باءِ البَسمَلَةِ ، وجَميعَ ما في باءِ البَسمَلَةِ فِي النُّقطَةِ الَّتي تَحتَ الباءِ ؛ وقالَ الإِمامُ عَليٌّ عليه السلام : أنَا النُّقطَةُ الَّتي تَحتَ الباءِ» .
5- .عدا سورة التوبة .

ص: 176

7. فضيلة تعليم «بسم اللّه »

8. بركات ذكر «بسم اللّه »

الخصائص تدل دون شك على عظمة هذا الذكر ودوره المؤثر والمصيري في بناء النفس . كما أن آداب قول هذا الذكر (1) وكتابته وتأكيد التعامل باحترام مع كتابة هذا الذكر دليل آخر على أهميته .

7. فضيلة تعليم «بسم اللّه »إنّ عظمة هذا الذكر ودوره في بناء النفس وتقويمها تستوجب أن يتمتع تعليمه بفضيلة بالغة الأهمية ، لذلك فليس من العجب أن يُروى عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنَّ المُعَلِّمَ إذا قالَ لِلصَّبِيِّ : قُل : «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» ، فَقالَ الصَّبِيُّ : «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» ، كَتَبَ اللّهُ بَراءَةً لِلصَّبِيِّ ، وبَراءَةً لِلمُعَلِّمِ ، وبَراءَةً لِأَبَوَيهِ مِنَ النّارِ (2) .

8. بركات ذكر «بسم اللّه »كما أن ذكر «بسم اللّه » في بداية كل عمل هو علامة عبودية الذاكر للّه ، فإنّه يدل أيضا على صبغة العمل الإلهيّة ، بمعنى أن هذا الذكر يوجه العمل باتجاه الأهداف التي يرتضيها اللّه سبحانه ، لذلك فإنّ العمل الذي يبدأ ب «بسم اللّه » يكتسب الصبغة الإلهيّة ، وبما أن اللّه _ تعالى _ هو الباقي ومصدر البركات ، فإن ذلك العمل سيكون باقيا وسيكون منشأ البركة والفائدة ، كما جاء في الحديث القدسي : إذا قالَ العَبدُ : «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» قالَ اللّهُ جَلَّ جَلالُهُ : بَدَأَ عَبدي بِاسمي ، وحَقٌّ عَلَيَّ أن اُتَمِّمَ لَهُ اُمورَهُ ، واُبارِكَ لَهُ في أحوالِهِ . . . (3) .

.


1- .. راجع : ج 1 ص 227 (آداب البسملة) .
2- .تفسير القرطبي : ج 1 ص 336 ، الكشف والبيان (تفسير الثعلبي) : ج 1 ص 91 ؛ مجمع البيان : ج 1 ص 90 عن ابن عبّاس ، جامع الأخبار : ص 119 ح 214 ، بحار الأنوار : ج 92 ص 257 ح 52 .
3- .راجع : ج 1 ص 219 ح 643 .

ص: 177

9. الأعمال التي يجب ابتداؤها ب «بسم اللّه »

على هذا الأساس فإن ما جاء في الفصل الرابع في بيان خواص «بسم اللّه » ، مثل الاستعاذة والعلاج وإجابة الدعاء وتسبيح الجبال مع الذاكر وحقارة الشيطان والتحصن من الأشرار والأمان من الغرق ودفع الخوف والبلاء وثقل ميزان العمل والخلاص من نار جهنم ، كل هذه الأمور هي في الحقيقية بيان وتفصيل لبركات هذا الذكر المبارك . فحَرِيٌّ بنا أن نلتفت إلى أن هذه البركات الّتي لا يمكن أن تتحقق إلّا إذا أتى الذاكر بهذا الذكر بصدق ، وكلما زاد صدقه في نطق هذا الذكر ، زاد نصيبه من بركاته .

9. الأعمال التي يجب ابتداؤها ب «بسم اللّه »استنادا إلى ما مرت الإشارة إليه في بيان بركات «بسم اللّه » ، فإن هذا الذكر حسن في بداية كل عمل كما روي عن الإمام علي عليه السلام : فَكُلُّ أمرٍ يَعمَلُهُ يَبدَأُ فيهِ ب «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» فَإِنَّهُ يُبارَكُ لَهُ فيهِ . (1) ولكن التفوّه بهذا الذكر يتمتع بأهميّة وبركة أكثر في حالات خاصّة وهي الحالات التي ستأتي بالتفصيل في الفصل الثالث .

.


1- .راجع : ج 1 ص 185 ح 539 .

ص: 178

. .

ص: 179

الفصل الأوّل : تفسير البسملة

1 / 1 معنى الاسم

الفَصلُ الأَوَّلُ : تفسير البسملة1 / 1مَعنَى الاِسمِالكافي عن محمّد بن سنان عن الإمام الرضا عليه السلام ، قال :سَأَلتُهُ عَنِ الاِسمِ ما هُوَ؟ قالَ : صِفَةٌ لِمَوصوفٍ (1) . (2)

الكافي عن عبد الرحمن بن أبي نجران :كَتَبتُ إلى أبي جَعفَرٍ عليه السلام _ أو قُلتُ لَهُ _ : جَعَلَنِيَ اللّهُ فِداكَ! نَعبُدُ الرَّحمنَ الرَّحيمَ الواحِدَ الأَحَدَ الصَّمَدَ؟ قالَ : فَقالَ : إِنَّ مَن عَبَدَ الاِسمَ دونَ المُسَمّى بِالأَسماءِ أشرَكَ وكَفَرَ وجَحَدَ ولَم يَعبُد شَيئا ، بَلِ اعبُدِ اللّهَ الواحِدَ الأَحَدَ الصَّمَدَ المُسَمّى بِهذِهِ الأَسماءِ دونَ الأَسماءِ ، إِنَّ الأَسماءَ صِفاتٌ وَصَفَ بِها نَفسَهُ . (3)

الكافي عن هشام بن الحكم عن الإمام الرضا عليه السلام _ عِندَما سَأَلَهُ عَن أسماءِ اللّهِ وَاشتِقاقِها _ :

.


1- .قال العلّامة المجلسي قدس سره : قوله عليه السلام : «صفة لموصوف» ، أي سمة وعلامة تدلّ على ذات فهو غير الذات ، أو المعنى أنّ أسماء اللّه تعالى تدلّ على صفات تصدق عليه ، أو المراد بالاسم هنا ما أشرنا إليه سابقا ، أي المفهوم الكليّ الذي هو موضوع اللفظ (مرآة العقول : ج2 ص 31) .
2- .الكافي : ج 1 ص 113 ح 3 ، التوحيد : ص 192 ح 5 ، عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج 1 ص 129 ح 25 ، بحار الأنوار : ج 4 ص 159 ح 3 .
3- .الكافي : ج 1 ص 87 ح 3 .

ص: 180

يا هِشامُ ، اللّهُ مُشتَقٌّ مِن إلهٍ ، وَالإِلهُ يَقتَضي مَألوها ، وَالاِسمُ غَيرُ المُسَمّى ، فَمَن عَبَدَ الاِسمَ دونَ المَعنى فَقَد كَفَرَ ولَم يَعبُد شَيئا ، ومَن عَبَدَ الاِسمَ وَالمَعنى فَقَد كَفَر (1) وعَبَدَ اثنَينِ ، ومَن عَبَدَ المَعنى دونَ الاِسمِ فَذاكَ التَّوحيدُ ، أفَهِمتَ يا هِشامُ؟ قالَ : فَقُلتُ : زِدني ! قالَ : إنَّ للّهِِ تِسعَةً وتِسعينَ اسما ، فَلَو كانَ الاِسمُ هُوَ المُسَمّى لَكانَ كُلُّ اسمٍ مِنها إلها ، ولكِنَّ اللّهَ مَعنىً يُدَلُّ عَلَيهِ بِهذِهِ الأَسماءِ ، وكُلُّها غَيرُهُ . يا هِشامُ ، الخُبزُ اسمٌ لِلمَأكولِ ، وَالماءُ اسمٌ لِلمَشروبِ ، وَالثَّوبُ اسمٌ لِلمَلبوسِ ، وَالنّارُ اسمٌ لِلمُحرِقِ ، أفَهِمتَ يا هِشامُ فَهما تَدفَعُ بِهِ وتُناضِلُ (2) بِهِ أعداءَنا وَالمُتَّخِذينَ مَعَ اللّهِ جَلَّ وعَزَّ غَيرَهُ؟ قُلتُ : نَعَم ، قالَ : فَقالَ : نَفَعَكَ اللّهُ بِهِ وثَبَّتَكَ يا هِشامُ . قالَ هِشامٌ : فَوَاللّهِ ما قَهَرَني أحَدٌ فِي التَّوحيدِ حَتّى قُمتُ مَقامي هذا . (3)

الكافي عن الفتح بن يزيد الجرجاني عن أبي الحسن عليه السلام ، قال :سَمِعتُهُ يَقولُ : وهُوَ اللَّطيفُ الخَبيرُ ، السَّميعُ البَصيرُ ، الواحِدُ الأَحَدُ الصَّمَدُ ، لَم يَلِد ولَم يولَد ولَم يَكُن لَهُ كُفُوا أحَدٌ ، لَو كانَ كَما يَقولُ المُشَبِّهَةُ لَم يُعرَفِ الخالِقُ مِنَ المَخلوقِ ، ولَا المُنشِئُ مِنَ المُنشَإِ ، لكِنَّهُ المُنشِئُ ، فَرَّقَ بَينَ مَن جَسَّمَهُ وصَوَّرَهُ وأنشَأَهُ ، إذ كانَ لا يُشبِهُهُ شَيءٌ ، ولا يُشبِهُ هُوَ شَيئا . قُلتُ : أجَل جَعَلَنِيَ اللّهُ فِداكَ ، لكِنَّكَ قُلتَ : الأَحَدُ الصَّمَدُ ، وقُلتَ : لا يُشبِهُه

.


1- .في التوحيد والموضع الآخر من الكافي : «فقد أشرك» .
2- .اُناضل : أي اُجادل واُخاصم واُدافع. وفلان يناضل عن فلان : إذا رامى عنه وحاجَجَ ، وتكلَّم بعذره ، ودفع عنه (النهاية : ج 5 ص 72 «نضل») .
3- .الكافي : ج 1 ص 87 ح 2 وص 114 ح 2 ، التوحيد : ص 220 ح 13 وفيه «تنافر أعداءنا والملحدين في اللّه والمشركين» بدل «تناضل به أعداءنا والمتّخذين مع اللّه جلّ وعزّ» ، الاحتجاج : ج 2 ص 203 ح 216 ، بحار الأنوار : ج 4 ص 157 ح 2 .

ص: 181

شَيءٌ ، واللّهُ واحِدٌ وَالإِنسانُ واحِدٌ ، ألَيسَ قَد تَشابَهَتِ الوَحدانِيَّةُ؟ قالَ : يا فَتحُ ، أحَلتَ ثَبَّتَكَ اللّهُ! إنَّمَا التَّشبيهُ فِي المَعاني ، فَأَمّا فِي الأَسماءِ فَهِيَ واحِدَةٌ وهِيَ دالَّةٌ عَلَى المُسَمّى ، وذلِكَ أنَّ الإِنسانَ وإن قيلَ واحِدٌ فَإِنَّهُ يُخبَرُ أنَّهُ جُثَّةٌ واحِدَةٌ ولَيسَ بِاثنَينِ ، وَالإِنسانُ نَفسُهُ لَيسَ بِواحِدٍ ؛ لِأَنَّ أعضاءَهُ مُختَلِفَةٌ وألوانَهُ مُختَلِفَةٌ ، ومَن ألوانُهُ مُختَلِفَةٌ غَيرُ واحِدٍ ، وهُوَ أجزاءٌ مُجَزَّأَةٌ لَيسَت بِسَواءٍ ؛ دَمُهُ غَيرُ لَحمِهِ ، ولَحمُهُ غَيرُ دَمِهِ ، وعَصَبُهُ غَيرُ عُروقِهِ ، وشَعرُهُ غَيرُ بَشَرِهِ ، وسَوادُهُ غَيرُ بَياضِهِ ، وكَذلِكَ سائِرُ جَميعِ الخَلقِ ، فَالإِنسانُ واحِدٌ فِي الاِسمِ لا (1) واحِدٌ فِي المَعنى ، واللّهُ جَلَّ جَلالُهُ هُوَ واحِدٌ لا واحِدَ غَيرُهُ ، لَا اختِلافَ فيهِ ولا تَفاوُتَ ولا زِيادَةَ ولا نُقصانَ . . . (2)

الكافي عن ابن رئاب عن الإمام الصادق عليه السلام :مَن عَبَدَ اللّهَ بِالتَّوَهُّمِ فَقَدَ كَفَرَ ، ومَن عَبَدَ الاِسمَ دونَ المَعنى فَقَدَ كَفَرَ ، ومَن عَبَدَ الاِسمَ وَالمَعنى فَقَد أشرَكَ ، ومَن عَبَدَ المَعنى بِإِيقاعِ الأَسماءِ عَلَيهِ بِصِفاتِهِ الَّتي وَصَفَ بِها نَفسَهُ ، فَعَقَدَ عَلَيهِ قَلبَهُ ونَطَقَ بِهِ لِسانُهُ في سَرائِرِهِ وعَلانِيَتِهِ ؛ فَاُولئِكَ أصحابُ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام حَقّا . _ وفي حَديثٍ آخَرَ _ : اُولئِكَ هُمُ المُؤمِنونَ حَقّا . (3)

الإمام الرضا عليه السلام _ مِن كَلامِهِ فِي التَّوحيدِ _ :أسماؤُهُ تَعبيرٌ ، وأفعالُهُ تَفهيمٌ ،

.


1- .في المصدر : «ولا» بدل «لا» ، والتصويب من المصادر الاُخرى.
2- .الكافي : ج 1 ص 118 ح 1 ، التوحيد : ص 185 ح 1 ، عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج 1 ص 127 ح 23 وفيهما «كفوا أحد منشئ الأشياء ومجسّم الأجسام ومصوّر الصور ، لو كان كما يقولون لم يعرف» ، بحار الأنوار : ج 4 ص 173 ح 2 .
3- .الكافي : ج 1 ص 87 ح 1 ، التوحيد : ص 220 ح 12 ، عدّة الداعي : ص 315 ، بحار الأنوار : ج 4 ص 166 ح 7 .

ص: 182

1 / 2 معنى اللّه

وذاتُهُ حَقيقَةٌ . (1)

1 / 2مَعنَى اللّهِالإمام الكاظم عليه السلام _ لَمّا سُئِلَ عَن مَعنَى اللّهِ _ :اِستَولى عَلى ما دَقَّ وجَلَّ . (2)

الإمام الصادق عليه السلام_ في جَوابِ الزِّنديقِ حينَ سَأَلَهُ : فَما هُوَ؟ _: هُوَ الرَّبُّ ، وهُوَ المَعبودُ ، وهُوَ اللّهُ ، ولَيسَ قَولي : «اللّهُ» إثباتَ هذِهِ الحُروفِ : ألِفٍ ولامٍ وهاءٍ ، ولا راءٍ ولا باءٍ ، ولكِن أرجِعُ (3) إلى مَعنىً وشَيءٍ خالِقِ الأَشياءِ وصانِعِها ، ونَعتِ هذِهِ الحُروفِ ، وهُوَ المَعنى سُمِّيَ بِهِ اللّهُ ، وَالرَّحمنُ ، وَالرَّحيمُ ، وَالعَزيزُ ، وأَشباهُ ذلِكَ مِن أسمائِهِ ، وهُوَ المَعبودُ جَلَّ وعَزَّ . (4)

الإمام العسكريّ عليه السلام _ في تَفسيرِ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» _ :اللّهُ هُوَ الَّذي يَتَأَلَّهُ إلَيهِ عِندَ الحَوائِجِ وَالشَّدائِدِ كُلُّ مَخلوقٍ عِندَ انقِطاعِ الرَّجاءِ مِن كُلِّ مَن هُوَ دونَهُ ، وتَقَطُّعِ الأَسبابِ مِن جَميعِ ما سِواهُ ، يَقولُ : بِسمِ اللّهِ ؛ أي أستَعينُ عَلى اُموري كُلِّها بِاللّهِ الَّذي لا تَحِقُّ العِبادَةُ إلّا لَهُ ، المُغيثِ إذَا استُغيثَ ، وَالمُجيبِ إذا دُعِيَ . وهُوَ ما قالَ رَجُلٌ لِلصّادقِ عليه السلام : يَابنَ رَسولِ اللّهِ ، دُلَّني عَلَى اللّهِ ما هُوَ؟ فَقَد أكثَرَ عَلَيَّ المُجادِلونَ وحَيَّروني!

.


1- .التوحيد : ص 36 ح 2 ، عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج 1 ص 151 ح 51 كلاهما عن محمّد بن يحيى والقاسم بن أيّوب العلوي ، الاحتجاج : ج 2 ص 361 ح 283 ، تحف العقول : ص 63 عن الإمام عليّ عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 4 ص 228 ح 3 .
2- .الكافي : ج 1 ص 114 ح 3 ، التوحيد : ص 230 ح 4 وفيه «سألته» ، معاني الأخبار : ص 4 ح 1 ، المحاسن : ج 1 ص 372 ح 812 وفيه «عن معنى قول اللّه : «الرَّحْمَ_نُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى» » ، بحار الأنوار : ج 4 ص 181 ح 6 .
3- .ويمكن ضبطها أيضا بهذا الشكل : ولكِنِ ارجِع . . .
4- .الكافي : ج 1 ص 84 ح 6 ، التوحيد : ص 245 كلاهما عن هشام بن الحكم .

ص: 183

فَقالَ لَهُ : يا عَبدَ اللّهِ ، هَل رَكِبتَ سَفينَةً قَطُّ؟ قالَ : نَعَم . قالَ : فَهَل كُسِرَ بِكَ حَيثُ لا سَفينَةَ تُنجيكَ ولا سِباحَةَ تُغنيكَ؟ قالَ : نَعَم . قالَ : فَهَل تَعَلَّقَ قَلبُكَ هُنالِكَ أنَّ شَيئا مِنَ الأَشياءِ قادِرٌ عَلى أن يُخَلِّصَكَ مِن وَرطَتِكَ؟ فَقالَ : نَعَم . قالَ الصّادِقُ عليه السلام : فَذلِكَ الشَّيءُ هُوَ اللّهُ القادِرُ عَلَى الإِنجاءِ حَيثُ لا مُنجِيَ ، وعَلَى الإِغاثَةِ حَيثُ لا مُغيثَ . ثُمَّ قالَ الصَادِقُ عليه السلام : ولَرُبَّما تَرَكَ بَعضُ شيعَتِنا فِي افتِتاحِ أمرِهِ «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» فَيَمتَحِنُهُ اللّهُ بِمَكروهٍ لِيُنَبِّهَهُ عَلى شُكرِ اللّهِ تبَارَكَ وتَعالى وَالثَّناءِ عَلَيهِ ، ويَمحَقَ عَنهُ وَصمَةَ (1) تَقصيرِهِ عِندَ تَركِهِ قَولَ بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ . قالَ : وقامَ رَجُلٌ إلى عَليِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام ، فَقالَ : أخبِرني ما مَعنى «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ»؟ فَقالَ عَليُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام : حَدَّثَني أبي عَن أخيهِ الحَسَنِ عَن أبيهِ أميرِ المُؤمِنينَ عليهم السلام أنَّ رَجُلاً قامَ إلَيهِ فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، أخبِرني عَن «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» ما مَعناهُ؟ فَقالَ : إنَّ قَولَكَ «اللّهُ» أعظَمُ اسمٍ مِن أسماءِ اللّهِ عز و جل ؛ وهُوَ الاِسمُ الَّذي لا يَنبَغي أن يُسَمّى بِهِ غَيرُ اللّهِ ، ولَم يَتَسَمَّ بِهِ مَخلوقٌ . فَقالَ الرَّجُلُ : فَما تَفسيرُ قَولِهِ : «اللّهُ»؟ قالَ : هُوَ الَّذي يَتَأَلَّهُ إلَيهِ عِندَ الحَوائِجِ وَالشَّدائِدِ كُلُّ مَخلوقٍ عِندَ انقِطاعِ الرَّجاءِ مِن جَميعِ مَن دونَهُ ، وتَقَطُّعِ الأَسبابِ مِن كُلِّ مَن سِواهُ ، وَذلِكَ أنَّ كُلَّ مُتَرَئِّسٍ فى ¨

.


1- .الوَصْمُ : العَيب والعار . يقال : ما في فلان وَصمة (الصحاح : ج 5 ص 2052 «وصم») .

ص: 184

هذِهِ الدُّنيا ومُتَعَظِّمٍ فيها ، وإن عَظُمَ غِناؤُهُ وطُغيانُهُ ، وكَثُرَت حَوائِجُ مَن دونَهُ إلَيهِ ، فَإِنَّهُم سَيَحتاجونَ حَوائِجَ لا يَقدِرُ عَلَيها هذَا المُتَعاظِمُ ، وكَذلِكَ هذَا المُتَعاظِمُ يَحتاجُ حَوائِجَ لا يَقدِرُ عَلَيها ، فَيَنقَطِعُ إلَى اللّهِ عِندَ ضَرورَتِهِ وفاقَتِهِ ، حَتّى إذا كُفِيَ هَمَّهُ عادَ إلى شِركِهِ . أما تَسمَعُ اللّهُ عز و جليَقولُ : «قُلْ أَرَءَيْتَكُمْ إِنْ أَتَ_اكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَاللَّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَ_دِقِينَ * بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِن شَاءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ» (1) . فَقالَ اللّهُ عز و جل لِعِبادِهِ : أيُّهَا الفُقَراءُ إلى رَحمَتي ، إنّي قَد ألزَمتُكُمُ الحاجَةَ إليَّ في كُلِّ حالٍ ، وذِلَّةَ العُبودِيَّةِ في كُلِّ وَقتٍ ، فَإِلَيَّ فَافزَعوا في كُلِّ أمرٍ تَأخُذونَ فيهِ وتَرجونَ تَمامَهُ وبُلوغَ غايَتِهِ ، فَإِنّي إن أرَدتُ أن اُعطِيَكُم لمَ يَقدِر غَيري عَلى مَنعِكُم ، وإن أرَدتُ أن أمنَعَكُم لَم يَقدِر غَيري عَلى إعطائِكُم ، فَأَنَا أحَقُّ مَن سُئِلَ ، وأولى مَن تُضُرِّعَ إلَيهِ . فَقولوا عِندَ افتِتاحِ كُلِّ أمرٍ صَغيرٍ أو عَظيمٍ : بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ؛ أي أستَعينُ عَلى هذَا الأَمِرِ بِاللّهِ الَّذي لا يَحِقُّ العِبادَةُ لِغَيرِهِ ، المُغيثِ إذَا استُغيثَ ، المُجيبِ إذا دُعِيَ ، الرَّحمنِ الَّذي يَرحَمُ بِبَسطِ الرِّزقِ عَلَينا ، الرَّحيمِ بِنا في أديانِنا ودُنيانا وآخِرَتِنا ، خَفَّفَ عَلَينَا الدِّينَ وجَعَلَهُ سَهلاً خَفيفا ، وهُوَ يَرحَمُنا بِتَمييزِنا مِن أعدائِهِ . ثُمَّ قالَ : قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : مَن حَزَنَهُ أمرٌ تَعاطاهُ فَقالَ : «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» وهُوَ مُخلِصٌ للّهِِ يُقبِلُ بِقَلبِهِ إلَيهِ ، لم يَنفَكَّ مِن إحدَى اثنَتَينِ : إمّا بُلوغِ حاجَتِه

.


1- .الأنعام : 40 و 41 .

ص: 185

1 / 3 معنى بسم اللّه الرّحمن الرّحيم

فِي الدُّنيا ، وإِمّا يُعَدُّ لَهُ عِندَ رَبِّهِ ويُدَّخَرُ لَدَيهِ ، وما عِندَ اللّهِ خَيرٌ وأبقى لِلمُؤمِنينَ . (1)

راجع : ح 540 و 541 . موسوعة العقائد الإسلامية : ج 3 ص 436 «معنى اللّه » .

1 / 3مَعنى بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِالتوحيد عن الحسن بن عليّ بن فضّال :سَأَلتُ الرِّضا عَليَّ بنَ موسى عليه السلام عَن «بِسمِ اللّهِ» ، قالَ : مَعنى قَولِ القائِلِ : «بِسمِ اللّهِ» أي أسِمُ عَلى نَفسي سِمَةً مِن سِماتِ اللّهِ عز و جل وهِيَ العِبادَةُ . قالَ : فَقُلتُ لَهُ : مَا السِّمَةُ؟ فَقالَ : العَلامَةُ . (2)

الإمام الصادق عليه السلام :لَقَد دَخَلَ عَبدُ اللّهِ بنُ يَحيى عَلى أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام فَقالَ : . . . يا أميرَ المُؤمِنينَ ، ما تَفسيرُ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» ؟ قالَ عليه السلام : إنَّ العَبدَ إذا أرادَ أن يَقرَأَ أو يَعمَلَ عَمَلاً ويَقولُ «بِسمِ اللّهِ» : أي بِهذَا الاِسمِ أعمَلُ هذَا العَمَلَ ، فَكُلُّ أمرٍ يَعمَلُهُ يَبدَأُ فيهِ ب «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» فَإِنَّهُ يُبارَكُ لَهُ فيهِ . (3)

معاني الأخبار عن صفوان بن يحيى عمّن حدّثه عن الإمام الصادق عليه السلام :أنَّهُ سُئِلَ عَن «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» ؟ فَقالَ : الباءُ بَهاءُ اللّهِ ، وَالسِّينُ سَناءُ اللّهِ ، وَالميمُ مُلكُ اللّهِ . قالَ :

.


1- .التوحيد : ص 230 ح 5 ، معاني الأخبار : ص 4 ح 2 وفيه إلى «حيث لا مغيث» ، التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام : ص 21 ح 5 و 6 و 7 وص 27 ح 9 كلّها عن محمّد بن زياد ومحمّد بن سيّار ، بحار الأنوار : ج 92 ص 232 ح 14 وص 240 ح 48 .
2- .التوحيد : ص 229 ح 1 ، معاني الأخبار : ص 3 ح 1 ، عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج 1 ص 260 ح 19 ، بحار الأنوار : ج 92 ص 230 ح 9 .
3- .التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام : ص 25 ح 7 ، بحار الأنوار : ج 92 ص 242 ح 48 .

ص: 186

قُلتُ : اللّهُ؟ قالَ : الأَلِفُ آلاءُ اللّهِ عَلى خَلقِهِ مِنَ النِّعَمِ بِوِلايَتِنا ، وَاللّامُ إلزامُ اللّهِ خَلقَهُ وِلايَتَنا . قُلتُ : فَالهاءُ؟ فَقالَ : هَوانٌ لِمَن خالَفَ مُحَمَّدا وآلَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِم . قُلتُ : الرَّحمنُ؟ قالَ : بِجَميعِ العالَمِ . قُلتُ : الرَّحيمُ؟ قالَ : بِالمُؤمِنينَ خاصَّةً . (1)

الكافي عن عبد اللّه بن سنان :سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام عَن تَفسيرِ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» ، قالَ : الباءُ بَهاءُ اللّهِ ، وَالسِّينُ سَناءُ اللّهِ ، وَالميمُ مَجدُ اللّهِ _ ورَوى بَعضُهُم : الميمُ مُلكُ اللّهِ _ ، وَاللّهُ إلهُ كُلِّ شَيءٍ ، الرَّحمنُ بِجَميعِ خَلقِهِ ، وَالرَّحيمُ بِالمُؤمِنينَ خاصَّةً 2 .

.


1- .معاني الأخبار : ص 3 ح 2 ، التوحيد : ص 230 ح 3 ، بحار الأنوار : ج 92 ص 231 ح 12 .

ص: 187

رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» سُنَّةُ اللّهِ ، سَبَقَت رَحمَةُ اللّهِ غَضَبَهُ . (1)

راجع : موسوعة العقائد الإسلامية ج 3 ص 421 «التعرّف على أسماء اللّه » .

.


1- .الاختصاص : ص 45 ، بحار الأنوار : ج 9 ص 338 ح 20 .

ص: 188

. .

ص: 189

الفصل الثّاني : خصائص البسملة

2 / 1 أقرب شيء إلى الاسم الأعظم

الفَصلُ الثّاني : خصائص البسملة2 / 1أقرَبُ شَيءٍ إلَى الاِسمِ الأَعظَمِالمستدرك على الصحيحين عن ابن عبّاس :إنَّ عُثمانَ بنَ عَفّانٍ سَأَلَ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَن «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» ، فَقالَ : هُوَ اسمٌ مِن أسماءِ اللّهِ ، وما بَينَهُ وبَينَ اسمِ اللّهِ الأَكبَرِ إلّا كَما بَينَ سَوادِ العَينِ وبَياضِها مِنَ القُربِ . (1)

الإمام الباقر عليه السلام :«بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» أقرَبُ إلَى اسمِ اللّهِ الأَعظَمِ مِن ناظِرِ العَينِ إلى بَياضِها . (2)

الإمام عليّ عليه السلام _ في مَعنى بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ _ :إنَّ قَولَكَ «اللّهُ» أعظَمُ اسمٍ مِن أسماءِ اللّهِ. . . (3)

.


1- .المستدرك على الصحيحين : ج 1 ص 738 ح 2027 ، الدرّ المنثور : ج 1 ص 23 نقلاً عن البيهقي في شُعب الإيمان والخطيب في تاريخه ، كنزالعمّال : ج 2 ص 296 ح 4047 نقلاً عن ابن النجّار .
2- .تهذيب الأحكام : ج 2 ص 289 ح 1159 عن عبد اللّه بن يحيى الكاهلي عن الإمام الصادق عليه السلام ، عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج 2 ص 5 ح 11 عن محمّد بن سنان ، تفسير العيّاشي : ج 1 ص 21 ح 13 عن إسماعيل بن مهران وكلاهما عن الإمام الرضا عليه السلام ، تحف العقول : ص 487 عن الإمام العسكري عليه السلام وفيها «سواد» بدل «ناظر» ، بحار الأنوار : ج 92 ص 233 ح 15 .
3- .التوحيد : ص 231 ح 5 ، التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام : ص 27 ح 9 كلاهما عن محمّد بن فزياد ومحمّد بن سيّار عن الإمام العسكري عن الإمام زين العابدين عن الإمام الحسين عن الإمام الحسن عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج 92 ص 232 ح 14 وص 244 ح 48 . اُنظر تمام الحديث في ص 182 ح 537.

ص: 190

2 / 2 مفتاح كلّ كتاب سماويٍّ

الإمام الصادق عليه السلام_ في قَولِ اللّهِ عز و جل : «وَ لَقَدْ ءَاتَيْنَ_كَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِى وَ الْقُرْءَانَ الْعَظِيمَ» (1) _: «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» هُوَ اسمُ اللّهِ الأَكبَرُ ، وَالسَّبعُ المَثاني اُمُّ الكِتابِ ، يُثَنّى بِها في كُلِّ صَلاةٍ . (2)

مُهج الدعوات عن معاوية بن عمّار عن الإمام الصادق عليه السلام :«بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» اسمُ اللّهِ الأكبَرُ _ أو قالَ _ : الأَعظَمُ . (3)

الإمام الرضا عليه السلام :مَن قالَ بَعدَ صَلاةِ الفَجرِ : «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَليِّ العَظيمِ» مِئَةَ مَرَّةٍ ، كانَ أقرَبَ إلَى اسمِ اللّهِ الأَعظَمِ مِن سَوادِ العَينِ إلى بَياضِها ، وإِنَّهُ دَخَلَ فيهَا اسمُ اللّهِ الأَعظَمُ . (4)

2 / 2مِفتاحُ كُلِّ كِتابٍ سَماوِيٍّرسول اللّه صلى الله عليه و آله : «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» مِفتاحُ كُلِّ كِتابٍ . (5)

الإمام الباقر عليه السلام :أوَّلُ كُلِّ كِتابٍ نَزَلَ مِنَ السَّماءِ «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» ، فَإِذا قَرَأتَ «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» فَلا تُبالي أن لا تَستَعيذَ ، وإذا قَرَأتَ «بِسمِ اللّهِ الرَّحمن

.


1- .الحِجر : 87 .
2- .مستدرك الوسائل : ج 4 ص 157 ح 4362 نقلاً عن كتاب التنزيل والتحريف للسيّاري ، بحار الأنوار : ج 92 ص 236 .
3- .مُهج الدعوات : ص 379 عن معاوية بن عمّار ، بحار الأنوار : ج 93 ص 223 ح 1 .
4- .مُهج الدعوات : ص 379 عن سليمان بن جعفر الحميري ، بحار الأنوار : ج 86 ص 162 ح 41 .
5- .الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع : ج 1 ص 407 ح 547 عن فرات بن أحنف عن الإمام الباقر عليه السلام ، كنزالعمّال : ج 1 ص 555 ح 2490 .

ص: 191

الرَّحيمِ» سَتَرَتكَ فيما بَينَ السَّماءِ وَالأَرضِ . (1)

الإمام الصادق عليه السلام :ما نَزَلَ كِتابٌ مِنَ السَّماءِ إلّا وأوَّلُهُ «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» . (2)

عنه عليه السلام :ما أنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّماءِ كِتابا إلّا وفاتِحَتُهُ «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» ، وإنَّما كانَ يُعرَفُ انقِضاءُ السّورَةِ بِنُزولِ «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» ابتِداءً لِلاُخرى . (3)

.


1- .الكافي : ج 3 ص 313 ح 3 عن فرات بن أحنف .
2- .المحاسن : ج 1 ص 111 ح 103 عن صفوان الجمّال ، بحار الأنوار : ج 92 ص 234 ح 17 .
3- .تفسير العيّاشي : ج 1 ص 19 ح 5 عن صفوان الجمّال ، بحار الأنوار : ج 92 ص 236 ح 29 وراجع السنن الكبرى : ج 2 ص 63 ح 2376 .

ص: 192

كلام حول بدء كلّ كتاب سماويٍّ بالبسملة

كَلامٌ حَولَ بَدءِ كُلِّ كِتابٍ سَماوِيٍّ بِالبَسمَلَةِيجب أن لا نشكّ على ما يبدو في أنّ جميع الكتب السماوية بدأت باسم اللّه ، ولكن هل اقترنت عبارة «بسم اللّه » في بداية الكتب السماوية بكلمتي «الرحمن الرحيم» أم لا؟ توجد في هذا المجال طائفتان من الروايات : الطائفة الاُولى : هي الروايات الّتي تصرّح بأنّ جميع الكتب السماوية بدأت بجملة «بسم اللّه الرحمن الرحيم» ، مثل الروايات الّتي لاحظناها . الطائفة الثانية : الروايات (1) الّتي تصرّح بأنّ آية «بسم اللّه الرحمن الرحيم» لم تنزل قبل رسول اللّه صلى الله عليه و آله على أيِّ نبيّ سوى سيّدنا سليمان ، مثل الرواية التالية المنقولة عن الإمام عليّ عليه السلام : إنَّ اللّهَ خَصَّ مُحَمَّدا صلى الله عليه و آله وَشَرَّفَهُ بِها وَلَم يُشرِك مَعَهُ فيها أحَدا مِن أنبيائِهِ ما خَلا سُلَيمانَ عليه السلام ، فَإِنَّه أعطاهُ مِنها بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، يَحكي عَن بِلقيسَ حينَ قالَت : «أُلْقِىَ إِلَىَّ كِتَ_بٌ كَرِيمٌ * إِنَّهُ مِن سُلَيْمَ_نَ وَ إِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» (2) . (3)

.


1- .راجع : الأمالي للصدوق : ص 241 ح 255 و التفسير المنسوب إلى الإمام العسكريّ عليه السلام : ص 591 ح 353 و المعجم الأوسط : ج 1 ص 196 ح 625 و سنن الدارقطني : ج 1 ص 310 ح 29 و فضائل القرآن لأبي عبيد : ص 216 و الدرّ المنثور : ج 1 ص 20 نقلاً عن ابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان .
2- .النمل : 29 و 30 .
3- .عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج 1 ص 301 ح 60 ، الأمالي للصدوق : ص 240 ح 255 ، مجمع البيان : ج 1 ص 88 ، التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام : ص 29 ح 10 ، بحارالأنوار : ج 92 ص 227 ح 5 .

ص: 193

وممّا يجدر ذكره أنّ كلا الطائفتين من الروايات ضعيفتان من حيث السند ، ولكن يمكن الجمع بينهما من حيث الدلالة ، بأن نقول : إن الإمام عليه السلام قال : «أَوّلُ كُلِّ كِتابٍ نَزَلَ مِنَ السَّماءِ بِسمِ اللّهِ» ، ولكنّ الراوي ظنّ أنّ مراد الإمام آية «بسم اللّه الرّحمن الرّحيم» . ولكنّنا إذا أخذنا بعين الاعتبار تعدّد روايات الطائفة الاُولى ، يبدو من المستبعد أن يكون جميع الرواة قد وقعوا في مثل هذا الخطأ . وقد قُدّمت وجوه اُخرى للجمع بينهما من ناحية الدلالة ، ولكنّها أضعف من هذا الوجه ، والأمر سهل .

.

ص: 194

2 / 3 أوّل ما نزل على النّبيّ

2 / 4 أعظم آية في كتاب اللّه

2 / 5 تيجان السّور

2 / 3أوَّلُ ما نَزَلَ عَلَى النَّبيِّخصائص البسملةرسول اللّه صلى الله عليه و آله :كانَ جَبرَئيلُ عليه السلام إذا جاءَني بِالوَحيِ أوَّلَ ما يُلقي عَلَيَّ : «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» . (1)

الدرّ المنثور عن ابن عبّاس :أوَّلُ ما نَزَلَ جِبريلُ عليه السلام عَلى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله قالَ لَهُ جِبريلُ عليه السلام : «بِسْمِ اللَّهِ» يا مُحَمَّدُ ، يَقولُ : اِقرَأ بِذِكرِ اللّهِ ، وَ «اللَّهِ» ذُو الاُلوهِيَّةِ وَالمَعبودِيَّةِ عَلى خَلقِهِ أجمَعينَ ، وَ «الرَّحْمَ_نِ» الفَعلانِ مِنَ الرَّحمَةِ ، وَ «الرَّحِيمِ» الرَّفيقُ الرَّقيقُ بِمَن أحَبَّ أن يَرحَمَهُ ، وَالبَعيدُ الشَّديدُ عَلى مَن أحَبَّ أن يُضعِفَ عَلَيهِ العَذابَ . (2)

2 / 4أعظَمُ آيَةٍ في كِتابِ اللّهِتفسير العيّاشي عن سليمان الجعفري :سُئِلَ أبُو الحَسَنِ عليه السلام : أيُّ آيَةٍ أعَظَمُ في كِتابِ اللّهِ؟ فَقالَ : «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» . (3)

السنن الكبرى عن ابن عبّاس :إنَّ الشَّيطانَ استَرَقَ مِن أهلِ القُرآنِ أعظَمَ آيَةٍ فِي القُرآنِ : «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» . (4)

2 / 5تيجانُ السُّوَرِصحيح مسلم عن أنس :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : اُنزِلَت عَلَيَّ آنِفا سُورَةٌ ، فَقَرَأَ : «بِسْمِ اللَّه

.


1- .سنن الدارقطني : ج 1 ص 305 ح 13 عن ابن عمر .
2- .الدرّ المنثور : ج 1 ص 23 نقلاً عن ابن جريج وابن أبي حاتم .
3- .تفسير العيّاشي : ج 1 ص 21 ح 14 ، بحار الأنوار : ج 92 ص 238 ح 37 .
4- .السنن الكبرى : ج 2 ص 73 ح 2413 .

ص: 195

الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ . . . » . (1)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا قَرَأَ جِبريلُ عليه السلام «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» عَلِمتُ أنَّ السّورَةَ قَد خُتِمَت . (2)

المعجم الكبير عن ابن عبّاس :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا نَزَلَت عَلَيهِ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» عَلِمَ أنَّ السّورَةَ قَد خُتِمَت ، وَاستَقبَلَ الاُخرى . (3)

المستدرك على الصحيحين عن ابن عبّاس :كانَ النَّبيُّ صلى الله عليه و آله لا يَعلَمُ خَتمَ السّورَةِ حَتّى تَنزِلَ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» . (4)

المستدرك على الصحيحين عن ابن عبّاس :كانَ المُسلِمونَ لا يَعلَمونَ انقِضاءَ السّورَةِ حَتّى تَنزِلَ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» ، فَإِذا نَزَلَت «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» عَلِموا أنَّ السّورَةَ قَدِ انقَضَت . (5)

أسباب نزول القرآن عن عبد اللّه بن مسعود :كُنّا لا نَعلَمُ فَصلَ ما بَينَ السّورَتَينِ حَتّى تَنزِلَ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» . (6)

.


1- .صحيح مسلم : ج 1 ص 300 ح 53 ، سنن النسائي : ج 2 ص 134 ، السنن الكبرى : ج 2 ص 64 ح 2380 ، كنزالعمّال : ج 14 ص 418 ح 39127 ؛ تفسير فرات : ص 610 ح 767 .
2- .معجم السفر : ص 341 ح 1143 ، المستدرك على الصحيحين : ج 1 ص 355 ح 844 نحوه وكلاهما عن ابن عبّاس .
3- .المعجم الكبير : ج 12 ص 64 ح 12545 ، مجمع الزوائد : ج 2 ص 282 ح 2634 نقلاً عن البزّار نحوه .
4- .المستدرك على الصحيحين : ج 1 ص 356 ح 845 ، سنن أبي داوود : ج 1 ص 209 ح 788 ، السنن الكبرى : ج 2 ص 63 ح 2377 وفيهما «لا يعرف فصل» بدل «لا يعلم ختم» ، المعجم الكبير : ج 12 ص 64 ح 12544 ، أسباب نزول القرآن : ص 21 ح 16 .
5- .المستدرك على الصحيحين : ج 1 ص 356 ح 846 ، السنن الكبرى : ج 2 ص 63 ح 2378 ، فضائل القرآن لأبي عبيد : ص 217 عن سعيد بن جبير نحوه .
6- .أسباب نزول القرآن : ص 21 ح 17 ، الدرّ المنثور : ج 1 ص 20 .

ص: 196

2 / 6 مفتتح الصّلاة

أسباب نزول القرآن عن عبد اللّه بن عمر :نَزَلَت «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» في كُلِّ سورَةٍ . (1)

الإمام الصادق عليه السلام : «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» تيجانُ السُّوَرِ . (2)

2 / 6مُفتَتَحُ الصَّلاةِسنن الترمذي عن ابن عبّاس :كانَ النَّبيُّ صلى الله عليه و آله يَفتَتِحُ صَلاتَهُ بِ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» . (3)

الكشف والبيان عن أبي هريرة :كُنتُ مَعَ النَّبيِّ صلى الله عليه و آله وَالنَّبيُّ صلى الله عليه و آله يُحَدِّثُ أصحابَهُ ، إذ دَخَلَ رَجُلٌ يُصَلّي ، وَافتَتَحَ الصَّلاةَ وتَعَوَّذَ ، ثُمَّ قالَ : «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَ__لَمِينَ» ، فَسَمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله فَقالَ : يا رَجُلُ! قَطَعتَ عَلى نَفسِكَ الصَّلاةَ ، أما عَلِمتَ أنَّ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» مِنَ الحَمدِ ؛ فَمَن تَرَكَها فَقَد تَرَكَ آيَةً ، ومَن تَرَكَ آيَةً مِنهُ فَقَد قُطِعَت عَلَيهِ صَلاتُهُ؟! (4)

الإمام الباقر عليه السلام عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله قالَ لي : كَيفَ تَقرَأُ إذا قُمتَ فِي الصَّلاةِ؟ قُلتُ : «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَ__لَمِينَ» ، قالَ : قُل : «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَ__لَمِينَ» . (5)

.


1- .أسباب نزول القرآن : ص 21 ح 18 .
2- .نثر الدرّ : ج 1 ص 352 .
3- .سنن الترمذي : ج 2 ص 14 ح 245 ، سنن الدارقطني : ج 1 ص 304 ح 8 وص 305 ح 11 ، السنن الكبرى : ج 2 ص 70 ح 2403 كلاهما عن ابن عمر .
4- .الكشف والبيان (تفسير الثعلبي) : ج 1 ص 104 ، الدرّ المنثور : ج 1 ص 21 وفيه «أفسد» بدل «قُطِعَت» .
5- .دعائم الإسلام : ج 1 ص 159 عن الإمام الصادق عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 85 ص 48 ح 42 ؛ سنن الدارقطني : ج 1 ص 302 ح 3 عن الحسين بن موسى عن الإمام الكاظم عن آبائه عن الإمام عليّ عليهم السلام وص 308 ح 22 عن الجهم بن عثمان عن الإمام الصادق عن أبيه عليهماالسلام عن جابر .

ص: 197

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا قَرَأتُم «الحَمدُ للّهِِ» فَاقرَؤوا : «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» ، إنَّها اُمُّ القُرآنِ ، واُمُّ الكِتابِ ، وَالسَّبعُ المَثاني ، وَ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» إحداها . (1)

عنه صلى الله عليه و آله _ كانَ يَقولُ _ :«الحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ» سَبعُ آياتٍ ، إحداهُنَّ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» ، وَهِيَ السَّبعُ المَثاني وَالقُرآنُ العَظيمُ ، وَهِيَ اُمُّ القُرآنِ ، وَهِيَ فاتِحَةُ الكِتابِ . (2)

عنه صلى الله عليه و آله :مَن تَرَكَ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» فَقَد تَرَكَ آيَةً مِن كِتابِ اللّهِ . (3)

سنن الدارقطني عن أبي هريرة :إنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه و آله كانَ إذا قَرَأَ وهُوَ يَؤُمُّ النّاسَ ، اِفتَتَحَ الصَّلاةَ بِ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» . (4)

المستدرك على الصحيحين عن اُمّ سلمة :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله قَرَأَ فِي الصَّلاةِ : «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» فَعَدَّها آيَةً ، «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَ__لَمِينَ» آيَتَينِ ، «الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» ثَلاثَ آياتٍ ، «مَ__لِكِ يَوْمِ الدِّينِ» أربَعَ آياتٍ ، وقالَ هكَذا : «إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ» وجَمَعَ خَمسَ أصابِعِهِ . (5)

الدر المنثور عن اُمّ سلمة :قَرَأَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَ__لَمِينَ * الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ * مَ__لِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَ ط

.


1- .سنن الدارقطني : ج 1 ص 312 ح 36 ، السنن الكبرى : ج 2 ص 67 ح 2390 كلاهما عن أبي هريرة ، كنزالعمّال : ج 7 ص 437 ح 19665 .
2- .السنن الكبرى : ج 2 ص 67 ح 2389 ، مجمع الزوائد : ج 2 ص 282 ح 2635 نقلاً عن المعجم الأوسط وكلاهما عن أبي هريرة ، كنزالعمّال : ج 1 ص 560 ح 2519 .
3- .الكشف والبيان (تفسير الثعلبي) : ج 1 ص 104 عن طلحة بن عبيداللّه ، الدرّ المنثور : ج 1 ص 21 .
4- .سنن الدارقطني : ج 1 ص 306 ح 17 ، السنن الكبرى : ج 2 ص 69 ح 2396 عن منصور بن أبي مزاحم عن جدّه .
5- .المستدرك على الصحيحين : ج 1 ص 356 ح 848 ، السنن الكبرى : ج 2 ص 66 ح 2385 ، صحيح ابن خزيمة : ج 1 ص 248 ح 493 نحوه .

ص: 198

الْمُسْتَقِيمَ * صِرَ طَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لَا الضَّالِّينَ» ، وقالَ : هِيَ سَبعٌ يا اُمَّ سَلَمَةَ . (1)

الإمام عليّ عليه السلام :إنَّ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» آيَةٌ مِن فاتِحَةِ الكِتابِ ، وهِيَ سَبعُ آياتٍ تَمامُها «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» . (2)

الإمام الحسين عليه السلام :قيلَ لِأَميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، أخبِرنا عَن «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» أهِيَ مِن فاتِحَةِ الكِتابِ؟ فَقالَ : نَعَم ، كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقرَأُها ويَعُدُّها آيَةً مِنها ، ويَقولُ : فاتِحَةُ الكِتابِ هِيَ السَّبعُ المَثاني . (3)

سنن الدار قطني عن عبد خير :سُئِلَ عَليٌّ عليه السلام عَنِ السَّبعِ المَثاني ، فَقالَ : «الحَمدُ للّهِِ» ، فَقيلَ لَهُ : إنَّما هِيَ سِتُّ آياتٍ ! فَقالَ : «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» آيَةٌ . (4)

السنن الكبرى عن سعيد بن جبير :عَنِ ابنِ عَبّاسٍ في قَولِهِ : «وَ لَقَدْ ءَاتَيْنَ_كَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِى» قالَ : فاتِحَةُ الكِتابِ . قيلَ لِابنِ عَبّاسٍ : فَأَينَ السّابِعَةُ؟ قالَ : «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» . (5)

.


1- .الدرّ المنثور : ج 1 ص 12 نقلاً عن ابن الأنباري في المصاحف .
2- .عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج 1 ص 302 ح 60 ، الأمالي للصدوق : ص 240 ح 255 كلاهما عن محمّد بن زياد ومحمّد بن سيّار عن الإمام العسكري عن آبائه عليهم السلام ، جامع الأخبار : ص 122 ح 227 عن الإمام عليّ عليه السلام عنه صلى الله عليه و آله ، مجمع البيان : ج 1 ص 88 ، التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام : ص 29 ح 10 عن الإمام الحسن عن أبيه عليهماالسلام ، بحار الأنوار : ج 85 ص 48 ح 40 وج 92 ص 227 ح 5 .
3- .عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج 1 ص 301 ح 59 عن محمّد بن زياد ومحمّد بن سيّار عن الإمام العسكري عن آبائه عليهم السلام ، الأمالي للصدوق : ص 240 ح 254 ، التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام : ص 59 ح 30 ، بحار الأنوار : ج 85 ص 60 ح 47 وج 92 ص 227 ح 3 .
4- .سنن الدارقطني : ج 1 ص 313 ح 40 ، السنن الكبرى : ج 2 ص 66 ح 2388 ، كنزالعمّال : ج 2 ص 296 ح 4048 وص 590 ح 4800 .
5- .السنن الكبرى : ج 2 ص 66 ح 2387 وزاد في آخره «وروي ذلك عن علي عليه السلام » ، المستدرك على فالصحيحين : ج 1 ص 737 ح 2024 ، المصنّف لعبد الرزّاق : ج 2 ص 94 ح 2629 عن عطاء نحوه .

ص: 199

الكافي عن معاوية بن عمّار :قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّه عليه السلام : إذا قُمتُ لِلصَّلاةِ أقرَأُ : «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» في فاتِحَةِ القُرآنِ؟ قالَ : نَعَم . قُلتُ : فَإِذا قَرَأتُ فاتِحَةَ القُرآنِ أقرَأُ : «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» مَعَ السّورَةِ؟ قالَ : نَعَم . (1)

.


1- .الكافي : ج 3 ص 312 ح 1 ، تهذيب الأحكام : ج 2 ص 69 ح 251 ، الاستبصار : ج 1 ص 311 ح 1155 .

ص: 200

. .

ص: 201

الفصل الثّالث : مواضع البسملة

3 / 1 الكتابة

الفَصلُ الثّالِثُ : مواضع البسملة3 / 1الكِتابَةُالكتاب«إِنَّهُ مِن سُلَيْمَ_نَ وَ إِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» . (1)

الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله : «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» مِفتاحُ كُلِّ كِتابٍ . (2)

الدرّ المنثور عن الشعبيّ :كانَ أهلُ الجاهِلِيَّةِ يَكتُبونَ «بِاسمِكَ اللّهُمَّ» ، فَكَتَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله أوَّلَ ما كَتَبَ «بِاسمِكَ اللّهُمَّ» ، حَتّى نَزَلَت : «بِسْمِ اللَّهِ مَجْراهَا وَ مُرْسَاهَا» (3) فَكَتَبَ «بِسمِ اللّهِ» . ثُمَّ نَزَلَت : «ادْعُواْ اللَّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَ_نَ» (4) فَكَتَبَ «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ» .

.


1- .النمل : 30 .
2- .الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع : ج 1 ص 407 ح 547 عن فرات بن أحنف عن الإمام الباقر عليه السلام ، كنزالعمّال : ج 1 ص 555 ح 2490 .
3- .هود : 41 .
4- .الإسراء : 110 .

ص: 202

ثُمَّ اُنزِلَتِ الآيَةُ الَّتي في طس : «إِنَّهُ مِن سُلَيْمَ_نَ وَ إِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» فَكَتَبَ «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» . (1)

صحيح البخاري عن المسوّر بن مخرمة ومروان _ في ذِكرِ خَبرِ صُلحِ الحُدَيبِيَةِ _ :جاءَ سُهَيلُ بنُ عَمرٍو ، فَقالَ [ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ] : هاتِ اكتُب بَينَنا وبَينَكُم كِتابا ، فَدَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله الكاتِبَ ، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» . قالَ سُهَيلٌ : أمَّا الرَّحمنُ ، فَوَاللّهِ ما أدري ما هُوَ؟! ولكِنِ اكتُب «بِاسمِكَ اللّهُمَّ» كَما كُنتَ تَكتُبُ . فَقالَ المُسلِمونَ : وَاللّهِ لا نَكتُبُها إلّا «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» . فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : اُكتُب «بِاسمِكَ اللّهُمَّ» . (2)

المراسيل عن أبي مالك :كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله يَكتُبُ «بِاسمِكَ اللّهُمَّ» ، فَلَمّا نَزَلَت : «إِنَّهُ مِن سُلَيْمَ_نَ وَ إِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» كَتَبَها . (3)

تحف العقول عن داوود الصرمي :أمَرَني سَيِّدي [ الإِمامُ الهادي عليه السلام ] بِحَوائِجَ كَثيرَةٍ ، فَقالَ عليه السلام لي : قُل : كَيفَ تَقولُ؟ فَلَم أحفَظ مِثلَما قالَ لي ، فَمَدَّ الدَّواةَ وكَتَبَ : «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ أذكُرُهُ إن شاءَ اللّهُ ، وَالأَمرُ بِيَدِ اللّهِ» ، فَتَبَسَّمتُ . فَقالَ عليه السلام : ما لَكَ؟ قُلتُ : خَيرٌ . فَقالَ : أخبِرني؟ قُلتُ : جُعِلتُ فِداكَ ، ذَكَرتُ حَديثا حَدَّثَني بِهِ رَجُلٌ مِن أصحابِنا عَن جَدِّكَ الرِّضا عليه السلام ، إذا أمَرَ بِحاجَةٍ كَتَبَ : «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ أذكُرُ إن شاءَ اللّهُ»

.


1- .الدرّ المنثور : ج 6 ص 354 نقلاً عن عبد الرزّاق وابن سعد وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم .
2- .صحيح البخاري : ج 2 ص 977 ح 2581 ، السنن الكبرى : ج 9 ص 368 ح 18807 ، المعجم الكبير : ج 20 ص 13 ح 13 ، مسند ابن حنبل : ج 1 ص 187 ح 656 ، المستدرك على الصحيحين : ج 2 ص 166 ح 2657 كلاهما عن عبد اللّه بن شدّاد نحوه .
3- .المراسيل : ص 86 ح 2 .

ص: 203

3 / 2 الصّباح والمساء

فَتَبَسَّمتُ . (1)

تحف العقول :كانَ [ الإِمامُ الرِّضا] عليه السلام إذا أرادَ أن يَكتُبَ تَذَكُّراتِ حَوائِجِهِ ، كَتَبَ : «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ أذكُرُ إن شاءَ اللّهُ» ، ثُمَّ يَكتُبُ ما يُريدُ . (2)

كشف الغمّة :رُوِيَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ الصّادِقِ عليه السلام أنَّهُ قالَ لِمَولاهُ نافِذٍ : إذا كَتَبتَ رُقعَةً أو كِتابا في حاجَةٍ ، فَأَرَدتَ أن تُنجِحَ حاجَتَكَ الَّتي تُريدُ ، فَاكتُب رَأسَ الرُّقعَةِ بِقَلَمٍ غَيرِ مَديدٍ : «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، إنَّ اللّهَ وَعَدَ الصّابِرينَ المَخرَجَ مِمّا يَكرَهونَ ، وَالرِّزقَ مِن حَيثُ لا يَحتَسِبونَ ، جَعَلَنَا اللّهُ وَإيّاكُم مِنَ الَّذينَ لا خَوفٌ عَلَيهِم ولا هُم يَحزَنونَ» . قالَ نافِذٌ : فَكُنتُ أفعَلُ ذلِكَ فَتُنجِحُ حَوائِجي . (3)

مستدرك الوسائل عن بعض الرواة من أصحابنا :قالَ : مِن حَقِّ القَلَمِ عَلى مَن أخَذَهُ ، إذا كَتَبَ أن يَبدَأَ بِبِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ . (4)

راجع : ج 1 ص 238 (آداب البسملة / تجويد الكتابة) .

3 / 2الصَّباحُ وَالمَساءُرسول اللّه صلى الله عليه و آله _ مِن وَصاياهُ لِعَلِيٍّ عليه السلام _ :يا عَلِيُّ ، اُغدُ بِاسمِ اللّهِ ؛ فَإِنَّ اللّهَ بارَكَ لِاُمَّتي في بُكورِها . (5)

.


1- .تحف العقول : ص 483 ، بحار الأنوار : ج 76 ص 50 ح 6 .
2- .تحف العقول : ص 443 ، بحار الأنوار : ج 78 ص 335 ح 12 .
3- .كشف الغمّة : ج 2 ص 374 ، بحار الأنوار : ج 76 ص 50 ح 8 .
4- .مستدرك الوسائل : ج 8 ص 434 ح 9918 نقلاً عن التنزيل والتحريف للسيّاري .
5- .تاريخ بغداد : ج 3 ص 54 الرقم 997 عن عبدالعظيم بن عبد اللّه الحسني عن الإمام الجواد عن آبائه عليهم السلام ، كنزالعمّال : ج 7 ص 815 ح 21537 ؛ الأمالي للطوسي : ص 136 ح 220 وفيه «على اسم اللّه » بدل «باسم اللّه » ، جامع الأحاديث للقمّي : ص 122 كلاهما عن عبدالعظيم بن عبد اللّه الحسني ، كشف الغمّة : ج 3 ص 135 عن أحمد بن عليّ بن ثابت وكلّها عن الإمام الجواد عن آبائه عليهم السلام عنه صلى الله عليه و آله ، بحار الأنوار : ج 78 ص 78 ح 50 .

ص: 204

3 / 3 الخروج من البيت والدّخول فيه

الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ عَليَّ بنَ الحُسَينِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِما كانَ إذا أصبَحَ قالَ : «أبتَدِئُ يَومي هذا بَينَ يَدَي نِسياني وعَجَلَتي بِاسمِ اللّهِ وما شاءَ اللّهُ» ، فإذا فَعَلَ ذلِكَ العَبدُ أجزَأَهُ مِمّا نَسِيَ في يَومِهِ . (1)

عنه عليه السلام :مَن قالَ إذا أصبَحَ : «أبتَدِئُ في يَومي هذا بَينَ يَدَي نِسياني وعَجَلَتي بِاسمِ اللّهِ» ، أجزَأَهُ عَلى ما نَسِيَ مِن طَعامٍ أو شَرابٍ . (2)

عنه عليه السلام :لا تَدَع أن تَقولَ : «بِاسمِ اللّهِ وبِاللّهِ» في كُلِّ صَباحٍ ومَساءٍ ، فَإِنَّ في ذلِكَ إصرافا لِكُلِّ سُوءٍ . (3)

3 / 3الخُروجُ مِنَ البَيتِ وَالدُّخولُ فيهِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا خَرَجَ الرَّجُلُ مِن بَيتِهِ فَقالَ : «بِاسمِ اللّهِ» ، قالَتِ المَلائِكَةُ لَهُ : سَلِمتَ . فَإذا قالَ : «لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ» ، قالَت لَهُ المَلائِكَةُ : كُفيتَ . فَإِذا قالَ : «تَوَكَّلتُ عَلَى اللّهِ» ، قالَتِ المَلائِكَةُ لَهُ : وُقيتَ . (4)

الإمام الباقر عليه السلام :مَن قالَ حينَ يَخرُجُ مِن مَنزِلِهِ : «بِاسمِ اللّهِ ، حَسبِيَ اللّهُ ، تَوَكَّلتُ عَلَى اللّهِ ، اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ خَيرَ اُموري كُلِّها ، وأعوذُ بِكَ مِن خِزيِ الدُّنيا وعَذاب

.


1- .الكافي : ج 2 ص 523 ح 5 عن محمّد بن مسلم ، الاُصول الستّة عشر : ص 151 عن محمّد بن مسلم عن الإمام زين العابدين عليه السلام نحوه ، بحار الأنوار : ج 86 ص 288 ح 49 .
2- .دعائم الإسلام : ج 2 ص 118 ح 394 ، بحار الأنوار : ج 66 ص 384 ح 50 .
3- .المقنع : ص 543 ، الدعوات : ص 85 ح 218 ، بحار الأنوار : ج 86 ص 283 ح 45 .
4- .قرب الإسناد : ص 66 ح 211 عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج 76 ص 168 ح 10 .

ص: 205

3 / 4 الوضوء

الآخِرَةِ» ، كَفاهُ اللّهُ ما أهَمَّهُ مِن أمرِ دُنياهُ وآخِرَتِهِ . (1)

الإمام الصادق عليه السلام :إذا دَخَلتَ مَنزِلَكَ ، فَقُل : «بِاسمِ اللّهِ ، أشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ ، وأنَّ مُحَمَّدا رَسولُ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وعَلى أهلِ بَيتِهِ» ، وسَلِّم عَلى أهلِكَ . وإن لَم يَكُن فيهِ أحَدٌ فَقُل : «بِاسمِ اللّهِ وسَلامٌ عَلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، السَّلامُ عَلَينا وعَلى عِبادِ اللّهِ الصّالِحينَ» ؛ فَإِذا قالَ ذلِكَ فَرَّ الشَّيطانُ مِن مَنزِلِهِ . (2)

الإمام الرضا عليه السلام :كانَ أبي عليه السلام إذا خَرَجَ مِن مَنزِلِهِ قالَ : بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، خَرَجتُ بِحَولِ اللّهِ وقُوَّتِهِ ، لا بِحَولٍ مِنّي ولا قُوَّتي ، بَل بِحَولِكَ وقُوَّتِكَ يا رَبِّ ، مُتَعَرِّضا لِرِزقِكَ ، فَأتِني بِهِ في عافِيَةٍ . (3)

راجع : ج 2 ص 88 (أهمّ مواضع الحوقلة / عند الخروج من البيت) .

3 / 4الوُضوءُرسول اللّه صلى الله عليه و آله _ مِن وَصاياهُ لِعَلِيٍّ عليه السلام _ :يا عَلِيُّ ، إذا تَوَضَّأتَ فَقُل : «بِاسمِ اللّهِ ، اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ تَمامَ الوُضوءِ ، وتَمامَ الصَّلاةِ ، وتَمامَ رِضوانِكَ ، وتَمامَ مَغفِرَتِكَ» ، فَهذا زَكاةُ الوُضوءِ . (4)

عنه صلى الله عليه و آله :إن قالَ [ العَبدُ] في أوَّلِ وُضوئِهِ : «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» ، طَهُرَت أعضاؤُه

.


1- .الكافي : ج 2 ص 541 ح 3 ، المحاسن : ج 2 ص 90 ح 1239 ، الأمان : ص 106 كلّها عن أبي حمزة الثمالي ، بحار الأنوار : ج 76 ص 240 ح 21 .
2- .الاُصول الستّة عشر : ص 71 عن جابر ، مشكاة الأنوار : ص 341 ح 1093 ، جامع الأخبار : ص 231 ح 592 كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج 76 ص 11 ح 46 .
3- .الكافي : ج 2 ص 542 ح 7 ، عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج 2 ص 6 ح 11 ، المحاسن : ج 2 ص 91 ح 1241 كلّها عن محمّد بن سنان ، بحار الأنوار : ج 76 ص 169 ح 13 وص 171 ح 21 .
4- .جامع الأخبار : ص 165 ح 394 ، بحار الأنوار : ج 80 ص 317 ح 9 .

ص: 206

3 / 5 القيام إلى الصّلاة

كُلُّها مِنَ الذُّنوبِ . (1)

الإمام الباقر عليه السلام :إذا قُمتَ بِاللَّيلِ مِن مَنامِكَ فَقُل : الحَمدُ للّهِِ الَّذي رَدَّ عَلَيَّ روحي لِأَحمَدَهُ وأعبُدَهُ . . . . ثُمَّ استَك وتَوَضَّأ ، فَإِذا وَضَعتَ يَدَكَ فِي الماءِ ، فَقُل : بِاسمِ اللّهِ وبِاللّهِ ، اللّهُمَّ اجعَلني مِنَ التَّوّابينَ ، وَاجعَلني مِنَ المُتَطَهِّرينَ . فَإِذا فَرَغتَ فَقُل : الحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ . (2)

الإمام عليّ عليه السلام :لا يَتَوَضَّأُ الرَّجُلُ حَتّى يُسَمِّيَ ؛ يَقولُ قَبلَ أن يَمَسَّ الماءَ : بِاسمِ اللّهِ وبِاللّهِ ، اللّهُمَّ اجعَلني مِنَ التَّوّابينَ ، وَاجعَلني مِنَ المُتَطَهِّرينَ . (3)

الإمام الصادق عليه السلام :إذا تَوَضَّأَ أحَدُكُم ولَم يُسَمِّ ، كانَ لِلشَّيطانِ في وُضوئِهِ شِركٌ ، وإن أكَلَ أو شَرِبَ أو لَبِسَ ، وكُلُّ شَيءٍ صَنَعَهُ يَنبَغي لَهُ أن يُسَمِّيَ عَلَيهِ ، فَإِن لَم يَفعَل كانَ لِلشَّيطانِ فيهِ شِركٌ . (4)

3 / 5القِيامُ إلَى الصَّلاةِالإمام الباقر عليه السلام :إذا قُمتَ (5) إلى صَلاتِكَ فَقُل : «بِاسمِ اللّهِ وبِاللّهِ ، وإلَى اللّهِ ، ومِنَ اللّهِ ، وما

.


1- .التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام : ص 521 ، بحار الأنوار : ج 80 ص 316 ح 7 .
2- .الكافي : ج 3 ص 445 ح 12 ، تهذيب الأحكام : ج 2 ص 123 ح 467 و ج 1 ص 76 ح 41 نحوه وكلّها عن زرارة ، بحارالأنوار : ج 87 ص 188 ح 5 .
3- .الخصال : ص 628 ح 10 عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام ، المحاسن : ج 1 ص 118 ح 120 عن محمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عنه عليهماالسلام وليس فيه «باسم اللّه وباللّه » ، تحف العقول : ص 117 ، بحار الأنوار : ج 80 ص 314 ح 1 .
4- .المحاسن : ج 2 ص 211 ح 1629 عن الفضيل ، بحار الأنوار : ج 63 ص 203 ح 27 .
5- .أي إذا أردتَ القيام (مرآة العقول : ج 15 ص 403) .

ص: 207

3 / 6 دخول المسجد والخروج منه

شاءَ اللّهُ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ ، اللّهُمَّ اجعَلني مِن زُوّارِ بَيتِكَ ، وعُمّارِ مَساجِدِكَ ، وَافتَح لي بابَ تَوبَتِكَ، وأغلِق عَنّي بابَ مَعصِيَتِكَ وكُلِّ مَعصِيَةٍ، الحَمدُ للّهِِالَّذي جَعَلَني مِمَّن يُناجيهِ ، اللّهُمَّ أقبِل عَلَيَّ بِوَجهِكَ ، جَلَّ ثَناؤُكَ» ، ثُمَّ افتَتِحِ الصَّلاةَ بِالتَّكبيرِ . (1)

3 / 6دُخولُ المَسجِدِ وَالخُروجُ مِنهُفاطمة عليهاالسلام :إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله كانَ إذا دَخَلَ المَسجِدَ يَقولُ : بِاسمِ اللّهِ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ ، وَاغفِر ذُنوبي ، وَافتَح لي أبوابَ رَحمَتِكَ . وإذا خَرَجَ يَقولُ : بِاسمِ اللّهِ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَاغفِر ذُنوبي ، وَافتَح لي أبوابَ فَضلِكَ . (2)

عنها عليهاالسلام :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا دَخَلَ المَسجِدَ يَقولُ : بِاسمِ اللّهِ ، وَالسَّلامُ عَلى رَسولِ اللّهِ ، اللّهُمَّ اغفِر لي ذُنوبي ، وَافتَح لي أبوابَ رَحمَتِكَ . وإذا خَرَجَ قالَ : بِاسمِ اللّهِ ، وَالسَّلامُ عَلى رَسولِ اللّهِ ، اللّهُمَّ اغفِر لي ذُنوبي ، وَافتَح لي أبوابَ فَضلِكَ . (3)

المصنّف عن المطَّلب بن عبد اللّه بن حنطب :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا دَخَلَ المَسجِدَ قالَ : بِاسمِ اللّهِ ، اللّهُمَّ افتَح لي أبوابَ رَحمَتِكَ ، وسَهِّل لي أبوابَ رِزقِكَ . (4)

.


1- .الكافي : ج 3 ص 445 ح 12 ، تهذيب الأحكام : ج 2 ص 123 ح 467 كلاهما عن زرارة ، دعائم الإسلام : ج 1 ص 167 عن الإمام الصادق عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 84 ص 377 ح 30 .
2- .دلائل الإمامة : ص 75 ح 14 عن فاطمة الصغرى عن الإمام الحسين عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 84 ص 23 ح 14 وفيه «اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد» في كلا الموضعين .
3- .سنن ابن ماجة : ج 1 ص 253 ح 771 ، مسند ابن حنبل : ج 10 ص 159 ح 26479 ، المصنّف لابن أبي شيبة : ج 1 ص 373 ح 1 وج 7 ص 123 ح 1 ، مسند أبي يعلى : ج 6 ص 167 ح 6721 كلّها عن عبد اللّه بن الحسن عن اُمّه فاطمة بنت الحسين عليه السلام ، كنزالعمّال : ج 8 ص 321 ح 23109 .
4- .المصنّف لعبد الرزّاق : ج 1 ص 426 ح 1666 ، المصنّف لابن أبي شيبة : ج 1 ص 373 ح 2 وج 7 ص 123 ح 2 وليس فيهما «باسم اللّه » .

ص: 208

3 / 7 الذّبح

جامع الأخبار :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : إذا دَخَلَ المَسجِدَ يَضَعُ رِجلَهُ اليُمنى ويَقولُ : بِاسمِ اللّهِ ، وعَلَى اللّهِ تَوَكَّلتُ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ . و إذا خَرَجَ ، يَضَعُ رِجلَهُ اليُسرى ويَقولُ : بِاسمِ اللّهِ ، أعوذُ بِاللّهِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ . (1)

الإمام عليّ عليه السلام _ كانَ إذا دَخَلَ المَسجِدَ قالَ _ :بِاسمِ اللّهِ وبِاللّهِ ، السَّلامُ عَلَيكَ أيُّهَا النَّبِيُّ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ ، السَّلامُ عَلَينا وعَلى عِبادِ اللّهِ الصّالِحينَ . (2)

تهذيب الأحكام عن سماعة :إذا دَخَلتَ المَسجِدَ فَقُل : بِاسمِ اللّهِ ، وَالسَّلامُ عَلى رَسولِ اللّهِ ، إنَّ اللّهَ ومَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَالسَّلامُ عَلَيهِم ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ ، رَبِّ اغفِر لي ذُنوبي ، وَافتَح لي أبوابَ فَضلِكَ . وإذا خَرَجتَ فَقُل مِثلَ ذلِكَ . (3)

3 / 7الذَّبحُالكتاب«فَكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كُنتُم بِ_ئايَ_تِهِ مُؤْمِنِينَ» . (4)

الحديثالإمام عليّ عليه السلام :إذا ذَبَحَ أحَدُكُم فَليَقُل : بِاسمِ اللّهِ وَاللّهُ أكبرُ . (5)

.


1- .جامع الأخبار : ص 175 ح 417 ، بحار الأنوار : ج 84 ص 26 ح 19 .
2- .مسند زيد : ص 154 ، دعائم الإسلام : ج 1 ص 150 ، بحار الأنوار : ج 84 ص 23 ح 12 .
3- .تهذيب الأحكام : ج 3 ص 263 ح 744 ، بحار الأنوار : ج 84 ص 21 ح 8 .
4- .الأنعام : 118 .
5- .دعائم الإسلام : ج 2 ص 174 ح 627 ، بحار الأنوار : ج 65 ص 328 ح 41 .

ص: 209

3 / 8 الأكل والشّرب

3 / 8الأَكلُ وَالشُّربُرسول اللّه صلى الله عليه و آله _ مِن وَصاياهُ لِعَلِيٍّ عليه السلام _ :يا عَلِيُّ ، إذا أكَلتَ فَقُل : «بِاسمِ اللّهِ» ، وإذا فَرَغتَ فَقُل : «الحَمدُ للّهِِ» ؛ فَإِنَّ حافِظَيكَ لا يَبرَحانِ يَكتُبانِ لَكَ الحَسَناتِ حَتّى تُبعِدَهُ عَنكَ . (1)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن أكَلَ الفاكِهَةَ وبَدَأَ بِبِاسمِ اللّهِ لَم تَضُرَّهُ . (2)

عنه صلى الله عليه و آله :زَيِّنوا مَوائِدَكُم بِالبَقلِ ؛ فَإِنَّها مَطرَدَةٌ لِلشَّياطينِ مَعَ التَّسمِيَةِ . (3)

الإمام عليّ عليه السلام :مَن أكَلَ طَعاما فَسَمَّى اللّهَ عَلى أوَّلِهِ ، وحَمِدَ اللّهَ عَلى آخِرِهِ ، لَم يُسأَل عَن نَعيمِ ذلِكَ الطَّعامِ كائِنا ما كانَ . (4)

الكافي عن داوود بن فرقد :قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام : كَيفَ اُسَمّي عَلَى الطَّعامِ؟ فَقالَ : إذَا اختَلَفَتِ الآنِيَةُ ، فَسَمِّ عَلى كُلِّ إناءٍ . قُلتُ : فَإِن نَسيتُ أن اُسَمِّيَ؟ قالَ : تَقولُ : بِاسمِ اللّهِ عَلى أوَّلِهِ وآخِرِهِ . (5)

مكارم الأخلاق :كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله إذا شَرِبَ بَدَأَ فَسَمّى وحَسا حَسوَةً وحَسوَتَينِ ، ثُمَّ يَقطَع

.


1- .المحاسن : ج 2 ص 210 ح 1626 عن الإمام الكاظم عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 66 ص 371 ح 12 .
2- .بحار الأنوار : ج 66 ص 119 ح 10 نقلاً عن مكارم الأخلاق : ج 1 ص 368 ح 1213 عن ابن عبّاس وقد سقطت لفظة «باسم اللّه » من النسخة المطبوعة التي عندنا .
3- .طبّ النبيّ صلى الله عليه و آله : ص 11 ، مكارم الأخلاق : ج 1 ص 382 ح 1279 ، بحار الأنوار : ج 92 ص 300 ؛ الفردوس : ج 2 ص 292 ح 3333 عن أبي اُمامة ، كنزالعمّال : ج 15 ص 246 ح 40781 .
4- .قرب الإسناد : ص 90 ح 302 عن الإمام الصادق عن أبيه عليهماالسلام ، الكافي : ج 6 ص 294 ح 14 عن عبد الرحمن العرزمي عن الإمام الصادق عنه عليهماالسلامنحوه ، بحار الأنوار : ج 66 ص 368 ح 2 .
5- .الكافي : ج 6 ص 295 ح 20 ، تهذيب الأحكام : ج 9 ص 99 ح 431 ، المحاسن : ج 2 ص 220 ح 1662 ، بحار الأنوار : ج 66 ص 379 ح 44 .

ص: 210

3 / 9 النّوم

فَيَحمَدُ اللّهَ ، ثُمَّ يَعودُ فَيُسَمّي ، ثُمَّ يَزيدُ فِي الثّالِثَةِ ، ثُمَّ يَقطَعُ فَيَحمَدُ اللّهَ ، فَكانَ لَهُ صلى الله عليه و آله في شُربِهِ ثَلاثُ تَسمِياتٍ وثَلاثُ تَحميداتٍ ، ويَمُصُّ الماءَ مَصّا ولا يَعُبُّهُ عَبّا (1) . (2)

الإمام الصادق عليه السلام :إذا شَرِبَ أحَدُكُمُ الماءَ فَقالَ : «بِاسمِ اللّهِ» ثُمَّ شَرِبَ ، ثُمَّ قَطَعَهُ فَقالَ : «الحَمدُ للّهِِ» ، ثُمَّ شَرِبَ فَقالَ : «بِاسمِ اللّهِ» ، ثُمَّ قَطَعَهُ فَقالَ : «الحَمدُ للّهِِ» ، ثُمَّ شَرِبَ فَقالَ : «بِاسمِ اللّهِ» ، ثُمَّ قَطَعَهُ فَقالَ : «الحَمدُ للّهِِ» ؛ سَبَّحَ ذلِكَ الماءُ لَهُ مادامَ في بَطنِهِ إلى أن يَخرُجَ . (3)

الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ الرَّجُلَ مِنكُم لَيَشرَبُ الشَّربَةَ مِنَ الماءِ فَيوجِبُ اللّهُ لَهُ بِهَا الجَنَّةَ! _ ثُمَّ قالَ : _ إنَّهُ لَيَأخُذُ الإِناءَ فَيَضَعُهُ عَلى فيهِ فَيُسَمّي ثُمَّ يَشرَبُ ، فَيُنَحّيهِ وهُوَ يَشتَهيهِ ، فَيَحمَدُ اللّهَ ، ثُمَّ يَعودُ فَيَشرَبُ ، ثُمَّ يُنَحّيهِ فَيَحمَدُ اللّهَ ، ثُمَّ يَعودُ فَيَشرَبُ ، ثُمَّ يُنَحّيهِ فَيَحمَدُ اللّهَ ؛ فَيوجِبُ اللّهُ عز و جل بِها لَهُ الجَنَّةَ . (4)

راجع : ج 1 ص 221 ح 653 .

3 / 9النَّومُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا قالَ العَبدُ عِندَ مَنامِهِ : «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» ، يَقولُ اللّهُ : مَلائِكَتِي! اُكتُبوا بِالحَسَناتِ نَفَسَهُ إلَى الصَّباحِ . (5)

.


1- .العَبُّ : شربُ الماء من غيرِ مَصٍّ ، وقيل : أن يشرب الماء دَغرَقَةً ؛ أي أن يصبّ الماء مرّة واحدة ، وقيل : العبّ الجَرع (لسان العرب : ج 1 ص 572 «عبب»).
2- .مكارم الأخلاق : ج 1 ص 76 ح 113 ، بحار الأنوار : ج 66 ص 472 ح 54 .
3- .الكافي : ج 6 ص 384 ح 3 ، المحاسن : ج 2 ص 406 ح 2422 كلاهما عن عمر (عمرو) بن يزيد ، بحار الأنوار : ج 66 ص 469 ح 38 .
4- .الكافي : ج 2 ص 96 ح 16 عن أبي بصير ، معاني الأخبار : ص 385 ح 17 ، المحاسن : ج 2 ص 406 ح 2421 كلاهما عن عبد اللّه بن سنان نحوه ، بحار الأنوار : ج 66 ص 463 ح 15 .
5- .جامع الأخبار : ص 120 ح 218 ، بحار الأنوار : ج 92 ص 258 ح 52 .

ص: 211

3 / 10 اللّبس

عنه صلى الله عليه و آله _ كانَ يَقولُ عِندَ مَنامِهِ _ :بِاسمِ اللّهِ أموتُ وأحيا وإلَى اللّهِ المَصيرُ ، اللّهُمَّ آمِن رَوعَتي ، وَاستُر عَورَتي ، وأدِّ عَنّي أمانَتي . (1)

الإمام عليّ عليه السلام :إذا أرادَ أحَدُكُمُ النَّومَ فَليَضَع يَدَهُ اليُمنى تَحتَ خَدِّهِ الأَيمَنِ ، وَليَقُل : «بِاسمِ اللّهِ ، وَضَعتُ جَنبي للّهِِ ، عَلى مِلَّةِ إبراهيمَ ودينِ مُحَمَّدٍ ووِلايَةِ مَنِ افتَرَضَ اللّهُ طاعَتَهُ ، ما شاءَ اللّهُ كانَ وما لَم يَشَأ لَم يَكُن» . فَمَن قالَ ذلِكَ عِندَ مَنامِهِ حُفِظَ مِنَ اللِّصِّ ، وَالمُغيرِ ، وَالهَدمِ ، وَاستَغفَرَت لَهُ المَلائِكَةُ . (2)

الإمام الباقر عليه السلام :إذا تَوَسَّدَ الرَّجُلُ يَمينَهُ ، فَليَقُل : «بِاسمِ اللّهِ ، اللّهُمَّ إنّي أسلَمتُ نَفسي إلَيكَ ، ووَجَّهتُ وَجهي إلَيكَ ، وفَوَّضتُ أمري إلَيكَ ، وألجَأتُ ظَهري إلَيكَ ، تَوَكَّلتُ عَلَيكَ رَهبَةً مِنكَ ورغبَةً إلَيكَ ، لا مَلجَأَ ولا مَنجى مِنكَ إلّا إلَيكَ ، آمَنتُ بِكِتابِكَ الَّذي أنزَلتَ ، وبِرَسولِكَ الَّذي أرسَلتَ» . ثُمَّ يُسَبِّحُ تَسبيحَ فاطِمَةَ الزَّهراءِ عليهاالسلام . (3)

3 / 10اللُّبسُالإمام الباقر عليه السلام _ حينَ سُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ يَلبَسُ الثَّوبَ الجَديدَ _ :يَقولُ : بِاسمِ اللّهِ وبِاللّهِ ، اللّهُمَّ اجعَلهُ ثَوبَ يُمنٍ وتَقوى وبَرَكَةٍ ، اللّهُمَّ ارزُقني فيهِ حُسنَ عِبادَتِكَ ، وعَمَلاً بِطاعَتِكَ ، وأداءَ شُكرِ نِعمَتِكَ ، الحَمدُ للّهِِ الَّذي كَساني ما اُواري بِهِ عَورَتي ، وأتَجَمَّلُ بِهِ فِي النّاسِ . (4)

.


1- .مكارم الأخلاق : ج 1 ص 93 ح 175 ، بحار الأنوار : ج 76 ص 202 ح 19 .
2- .الخصال : ص 631 ح 10 عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام ، تحف العقول : ص 120 وزاد في ذيله «حتّى ينتبه» ، بحار الأنوار : ج 76 ص 191 ح 1 .
3- .تهذيب الأحكام : ج 2 ص 116 ح 435 ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج 1 ص 469 ح 1351 ، مكارم الأخلاق : ج 2 ص 43 ح 2097 كلّها عن محمّد بن مسلم ، بحار الأنوار : ج 76 ص 195 ح 12 .
4- .مكارم الأخلاق : ج 1 ص 222 ح 654 ، الكافي : ج 6 ص 458 ح 1 عن محمّد بن مسلم وليس فيه «باسم اللّه وباللّه » .

ص: 212

3 / 11 التّخلّي

3 / 12 الجماع

3 / 11التَّخَلّيرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذَا انكَشَفَ أحَدُكُم لِبَولٍ أو غَيرِ ذلِكَ ، فَليَقُل : «بِاسمِ اللّهِ» ؛ فَإِنَّ الشَّيطانَ يَغُضُّ بَصَرَهُ . (1)

الإمام الصادق عليه السلام :إذا دَخَلتَ المَخرَجَ فَقُل : بِاسمِ اللّهِ ، اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الخَبيثِ المُخبِثِ ، الرِّجسِ النِّجسِ ، الشَّيطانِ الرَّجيمِ . (2)

فلاح السائل عن أبي خديجة :إنَّ عَمرَو بنَ عُبيدٍ ، وواصِلَ بنَ عطاءٍ ، وبَشيرا الرَّحّالَ سَأَلوا أبا عَبدِ اللّه عليه السلام عَن حَدِّ الخَلاءِ إذا دَخَلَهُ الرَّجُلُ ، فَقالَ : إذا دَخَلَ الخَلاءَ قالَ : «بِاسمِ اللّهِ» ، فَإِذا جَلَسَ يَقضي حاجَتَهُ قالَ : «اللّهُمَّ أذهِب عَنِّي الأَذى ، وهَنِّئني طَعامي» ، فَإِذا قَضى حاجَتَهُ قالَ : «الحَمدُ للّهِِ الَّذي أماطَ عَنِّي الأَذى ، وهَنَّأَني طَعامي» . (3)

3 / 12الجِماعُرسول اللّه صلى الله عليه و آله _ مِن وَصاياهُ لِعَلِيٍّ عليه السلام _ :يا عَلِيُّ ، إذا جامَعتَ فَقُل : «بِاسمِ اللّهِ ، اللّهُم

.


1- .تهذيب الأحكام : ج 1 ص 353 ح 1047 عن محمّد بن الحسين عن الحسن بن عليّ عن أبيه عن آبائه عليهم السلام ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج 1 ص 25 ح 43 عن الإمام الباقر عليه السلام ، ثواب الأعمال : ص 30 ح 1 عن السكوني عن الإمام الصادق عن أبيه عن آبائه عن الإمام عليّ عليهم السلام ، وفيهما بزيادة «عنه حتى يفرغ» ، بحار الأنوار : ج 80 ص 176 ح 22 .
2- .الكافي : ج 3 ص 16 ح 1 ، تهذيب الأحكام : ج 1 ص 25 ح 63 كلاهما عن معاوية بن عمّار ، فلاح السائل : ص 118 ح 54 عن أبي بصير ، بحار الأنوار : ج 80 ص 179 ح 27 .
3- .فلاح السائل : ص 119 ح 56 ، بحار الأنوار : ج 80 ص 179 ح 28 .

ص: 213

3 / 13 أخذ الشّارب

جَنِّبنَا الشَّيطانَ ، وجَنِّبِ الشَّيطانَ ما رَزَقتَني» ، فَإِن قَضى أن يَكونَ بَينَكُما وَلَدٌ ، لَم يَضُرَّهُ الشَّيطانُ أبَدا . (1)

الإمام الصادق عليه السلام :إذا أرادَ الرَّجُلُ أن يُجامِعَ أهلَهُ ، فَليُسَمِّ اللّهَ ويَدعوهُ بِما قَدَرَ عَلَيهِ . . . (2)

تفسير العيّاشي عن سليمان الجعفري :سَمِعتُ أبَا الحَسَنِ عليه السلام يَقولُ : إذا أتى أحَدُكُم أهلَهُ فَليَكُن قَبلَ ذلِكَ مُلاطَفَةٌ ؛ فَإِنَّهُ أبَرُّ (3) لِقَلبِها ، وأسَلُّ (4) لِسَخيمَتِها (5) ، فَإِذا أفضى إلى حاجَتِهِ قالَ : «بِاسمِ اللّهِ» ثَلاثا ، فَإِن قَدَرَ أن يَقرَأَ أيَّ آيَةٍ حَضَرَتهُ مِنَ القُرآنِ فَعَلَ ، وإلّا قَد كَفَتهُ التَّسمِيَةُ . (6)

3 / 13أخذُ الشّارِبِالإمام الباقر عليه السلام :مَن أخَذَ مِن أظفارِهِ وشارِبِهِ كُلَّ جُمُعَةٍ وقالَ حينَ يَأخُذُ : «بِاسمِ اللّهِ وبِاللّهِ ، وعَلى سُنَّةِ مُحَمَّدٍ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله » ، لَم يَسقُط مِنهُ قُلامَةٌ ولا جُزازَةٌ (7) إلّا كَتَبَ اللّهُ لَهُ بِها عِتقَ نَسَمَةٍ . (8)

.


1- .تحف العقول : ص 12 ، الكافي : ج 5 ص 503 ح 3 عن أبي القدّاح عن الإمام الصادق عن الإمام عليّ عليهماالسلام ، بحار الأنوار : ج 77 ص 66 ح 5 ؛ صحيح البخاري : ج 3 ص 1193 ح 3098 ، صحيح مسلم : ج 2 ص 1058 ح 116 ، سنن الترمذي : ج 3 ص 401 ح 1092 كلّها عن ابن عبّاس نحوه ، كنزالعمّال : ج 16 ص 345 ح 44847 .
2- .دعائم الإسلام : ج 2 ص 211 ح 774 .
3- .في تفسير البرهان : ج 1 ص 99 ح 246 «ألين» .
4- .السَّلّ : انتزاعك الشيء وإخراجه في رِفق (القاموس المحيط : ج 3 ص 396 «سلل») .
5- .السَّخِيْمَةُ : الحِقْد (النهاية : ج 2 ص 351 «سخم») .
6- .تفسير العيّاشي : ج 1 ص 21 ح 14 ، بحار الأنوار : ج 92 ص 238 ح 37 .
7- .جَزَّ الصوفَ والشَّعرَ : قَطَعَهُ . والجُزازَةُ : ما جُزَّ منه (لسان العرب : ج 5 ص 319 و 320 «جزز»).
8- .الكافي : ج 6 ص 491 ح 9 ، تهذيب الأحكام : ج 3 ص 237 ح 627 ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج 1 ص 126 ح 303 كلّها عن عبد الرحيم القصير ، الخصال : ص 391 ح 87 عن هشام بن سالم عن الإمام الصادق عليه السلام ، مكارم الأخلاق : ج 1 ص 153 ح 403 وفي الثلاثة الأخيرة «على سنّة محمّد وآل محمّد» .

ص: 214

3 / 14 الرّكوب

مكارم الأخلاق :إذا أخَذَ الشّارِبَ يَقولُ (1) : بِاسمِ اللّهِ وبِاللّهِ وعَلى مِلَّةِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله . (2)

3 / 14الرُّكوبُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ إذا رَكِبَ الدّابَّةَ : بِاسمِ اللّهِ لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى هَدَانَا لِهَ_ذَاوَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِىَ لَوْلآَ أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَآءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ» (3) و «سُبْحَ_نَ الَّذِى سَخَّرَ لَنَا هَ_ذَا وَ مَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ» (4) ؛ حُفِظَت لَهُ نَفسُهُ ودابَّتُهُ حَتّى يَنزِلَ . (5)

الأمالي عن عليّ بن ربيعة الأسدي :رَكِبَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام ، فَلَمّا وَضَعَ رِجلَهُ فِي الرِّكابِ قالَ : «بِاسمِ اللّهِ» ، فَلَمَّا استَوَى عَلَى الدّابَّةِ قالَ : «الحَمدُ للّهِِ الَّذي أكرَمَنا وحَمَلَنا فِي البَرِّ وَالبَحرِ ، ورَزَقَنا مِنَ الطَّيِّباتِ ، وفَضَّلَنا عَلى كَثيرٍ مِمَّن خَلَقَ تَفضيلاً ، «سُبْحَ_نَ الَّذِى سَخَّرَ لَنَا هَ_ذَا وَ مَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ» » . (6)

الأمان عن صفوان الجمّال :إنَّهُ [ أيِ الصّادِقَ] عليه السلام لَمّا رَكِبَ الجَمَلَ قالَ : بِاسمِ اللّهِ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ ، «سُبْحَ_نَ الَّذِى سَخَّرَ لَنَا هَ_ذَا وَ مَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَ إِنَّ_ا إِلَى رَبِّنَا

.


1- .في هامش المصدر : «كذا ورد الحديث ، وهو مبتور...».
2- .مكارم الأخلاق : ج 1 ص 157 ح 423 ، بحار الأنوار : ج 76 ص 112 ح 14 .
3- .. الأعراف : 43 .
4- .الزخرف : 13 . ومقرنين : أي مطيقين ، من أقرن له : إذا أطاقه (مجمع البحرين : ج 3 ص 1472 «قرن») .
5- .الكافي : ج 6 ص 540 ح 17 ، تهذيب الأحكام : ج 6 ص 165 ح 309 ، ثواب الأعمال : ص 228 ح 1 ، المحاسن : ج 2 ص 470 ح 2631 كلّها عن إبراهيم بن عبد الحميد عن الإمام الكاظم عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 76 ص 296 ح 25 .
6- .الأمالي للطوسي : ص 515 ح 1126 ، بحار الأنوار : ج 76 ص 295 ح 23 .

ص: 215

3 / 15 السّفر

لَمُنقَلِبُونَ» . (1)

الإمام الصادق عليه السلام :إذا خَرَجتَ مِن بَيتِكَ تُريدُ الحَجَّ وَالعُمرَةَ إن شاءَ اللّهُ ، فَادعُ دُعاءَ الفَرَجِ . . . فَإِذا جَعَلتَ رِجلَكَ فِي الرِّكابِ فَقُل : بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، بِاسمِ اللّهِ وَاللّهُ أكبَرُ . . . (2)

3 / 15السَّفَرُالمزار الكبير _ في ذِكرِ ما يُقالُ عِندَ الخُروجِ لِلسَّفَرِ _ :وتَقولُ أيضا ما رُوِيَ عَن سَيِّدِنا رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله أنَّهُ قالَ : جاءَني جَبرَئيلُ عليه السلام فَقالَ : رَبُّكَ يُقرِئُكَ السَّلامَ ويَقولُ لَكَ : يا مُحَمَّدُ! مَن أرادَ مِن اُمَّتِكَ أن أحفَظَهُ في سَفَرِهِ ، واُؤَدِّيَهُ سالِما ، فَليَقُل : بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، تَوَكَّلتُ عَلَى اللّهِ . . . . فَإِذا وَضَعتَ رِجلَكَ عَلى بابِكَ لِلخُروجِ فَقُل : بِاسمِ اللّهِ ، آمَنتُ بِاللّهِ ، تَوَكَّلتُ عَلَى اللّهِ ، ما شاءَ اللّهُ ، لا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ . (3)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله_ كانَ إذا وَضَعَ رِجلَهُ فِي الغَرزِ (4) وهُوَ يُريدُ السَّفَرَ يَقولُ _: بِاسمِ اللّهِ ، اللّهُمَّ أنتَ الصّاحِبُ فِي السَّفَرِ ، وَالخَليفَةُ فِي الأَهلِ ، اللّهُمَّ ازوِ لَنَا الأَرضَ ، وهَوِّن عَلَينَا السَّفَرَ . اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن وَعثاءِ السَّفَرِ (5) ، ومِن كَآبَةِ المُنقَلَبِ ، ومِن سُوء

.


1- .الأمان : ص 109 ، بحار الأنوار : ج 76 ص 298 ح 34 .
2- .الكافي : ج 4 ص 284 ح 2 ، تهذيب الأحكام : ج 5 ص 50 ح 154 كلاهما عن معاوية بن عمّار .
3- .المزار الكبير : ص 49 ، المزار للمفيد : ص 62 وفيه من «فإذا وضعت ...» ، بحار الأنوار : ج 76 ص 263 ح 57 .
4- .الغَرْز : ركاب الرحل (لسان العرب : ج 5 ص 386 «غرز») .
5- .وَعثاء السَّفَر : أي شدّته ومشقّته. وأصله من الوَعْث ، وهو الرمل ، والمشي فيه يشتدّ على صاحبه ويشقّ (النهاية : ج 5 ص 206 «وعث») .

ص: 216

3 / 16 كلّ أمر

المَنظَرِ فِي المالِ وَالأَهلِ . (1)

عنه صلى الله عليه و آله _ لِرَجُلٍ مِنَ الأَنصارِ _ :إذا تَوَجَّهتَ إلى سَبيلِ الحَجِّ ، ثُمَّ رَكِبتَ راحِلَتَكَ ، ثُمَّ قُلتَ : «بِاسمِ اللّهِ وَالحَمدُ للّهِِ» ، ثُمَّ مَضَت راحِلَتُكَ ، لَم تَضَع خُفّا ولَم تَرفَع خُفّا إلّا كُتِبَ لَكَ حَسَنَةٌ ، ومُحِيَ عَنكَ سَيِّئَةٌ . (2)

الإمام الصادق عليه السلام :إذا خَرَجتَ مِن بَيتِكَ تُريدُ الحَجَّ وَالعُمرَةَ إن شاءَ اللّهُ فَادعُ دُعاءَ الفَرَجِ . . . ثُمَّ قُل : اللّهُمَّ كُن لي جارا مِن كُلِّ جَبّارٍ عَنيدٍ ، ومِن كُلِّ شَيطانٍ مَريدٍ» ، ثُمَّ قُل : «بِاسمِ اللّهِ دَخَلتُ ، وبِاسمِ اللّهِ خَرَجتُ ، وفي سَبيلِ اللّهِ ، اللّهُمَّ إنّي اُقَدِّمُ بَينَ يَدَي نِسياني وعَجَلَتي بِاسمِ اللّهِ وما شاءَ اللّهُ في سَفَري هذا» . (3)

3 / 16كُلُّ أمرٍرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَنِ ابتَدَأَ بِأَمرٍ وقالَ : «بِاسمِ اللّهِ» ، غَفَرَ اللّهُ لَهُ . (4)

عنه صلى الله عليه و آله :كُلُّ أمرٍ ذي بالٍ لا يُبدَأُ فيهِ بِبِاسمِ اللّهِ فَهُو أجذَمُ (5) . (6)

.


1- .الموطّأ : ج 2 ص 977 ح 34 ، سنن أبي داوود : ج 3 ص 33 ح 2598 ، المستدرك على الصحيحين : ج 2 ص 109 ح 2484 كلاهما عن أبي هريرة ، مسند ابن حنبل : ج 1 ص 550 ح 2311 عن ابن عبّاس ، السنن الكبرى : ج 5 ص 410 ح 10303 عن عبد اللّه بن سرجس وكلّها نحوه ، كنزالعمّال : ج 6 ص 714 ح 17536 .
2- .تهذيب الأحكام : ج 5 ص 20 ح 57 ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج 2 ص 203 ح 2138 كلاهما عن محمّد بن قيس عن الإمام الباقر عليه السلام ، روضة الواعظين : ص 394 .
3- .الكافي : ج 4 ص 284 ح 2 ، تهذيب الأحكام : ج 5 ص 50 ح 154 كلاهما عن معاوية بن عمّار .
4- .كنزالعمّال : ج 10 ص 164 ح 28854 نقلاً عن الرافعي عن الإمام عليّ عليه السلام .
5- .الجَذْمُ : القطع (المصباح المنير : ص 94 «جذم»).
6- .تلخيص الحبير : ج 1 ص 76 ح 70 عن أبي هريرة ، تفسير الفخر الرازي : ج 1 ص 213 ، إحياء علوم الدين : ج 1 ص 305 وفيهما «فهو أبتر» ، كنزالعمّال : ج 1 ص 555 ح 2491 نقلاً عن عبدالقادر الرهاوي في الأربعين وفيه «فهو أقطع» .

ص: 217

الإمام الصادق عليه السلام :أغلِقوا أبوابَ المَعصِيَةِ بِالاِستِعاذَةِ ، وَافتَحوا أبوابَ الطّاعَةِ بِالتَّسمِيَةِ . (1)

الإمام عليّ عليه السلام :قولوا عِندَ افتِتاحِ كُلِّ أمرٍ صَغيرٍ أو عَظيمٍ : بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ . (2)

الإمام الصادق عليه السلام :لا تَدَع «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» وإن كانَ بَعدَهُ شِعرٌ . (3)

عنه عليه السلام :لَرُبَّما تَرَكَ فِي افتِتاحِ أمرٍ بَعضُ شيعَتِنا «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» ، فَيَمتَحِنُهُ اللّهُ بِمَكروهٍ ؛ لِيُنَبِّهَهُ عَلى شُكرِ اللّهِ تَعالى وَالثَّناءِ عَلَيهِ ، ويَمحُوَ عَنُه وَصمَةَ تَقصيرِهِ عِندَ تَركِهِ قَولَ : «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» . لَقَد دَخَلَ عَبدُ اللّهِ بنُ يَحيى عَلى أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام وبَينَ يَدَيهِ كُرسِيٌّ ، فَأَمَرَهُ بِالجُلوسِ عَلَيهِ ، فَجَلَسَ ، فَمالَ بِهِ حَتّى سَقَطَ عَلى رَأسِهِ ، فَأَوضَحَ (4) عَن عَظمِ رَأسِهِ وسالَ الدَّمُ ، فَأَمَرَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام بِماءٍ فَغَسَلَ عَنهُ ذلِكَ الدَّمَ . ثُمَّ قالَ : اُدنُ مِنّي ، فَدَنا مِنهُ ، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلى موضِحَتِهِ _ وقَد كانَ يَجِدُ مِن ألَمِها ما لا صَبرَ لَهُ مَعَهُ _ ومَسَحَ يَدَهُ عَلَيها ، وتَفَلَ فيها ، فَما هُوَ إلّا أن فَعَلَ ذلِكَ حَتَّى اندَمَلَ (5) ، وصارَ كَأَنَّهُ لَم يُصِبهُ شَيءٌ قَطُّ . ثُمَّ قالَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام : يا عَبدَ اللّهِ ، الحَمدُ للّهِِ الَّذي جَعَلَ تَمحيصَ ذُنوبِ (6) شيعَتِنا فِي الدُّنيا بِمِحَنِهِم ، لِتَسلَمَ لَهُم طاعاتُهُم ويَستَحِقّوا عَلَيها ثَوابَها . . . .

.


1- .الدعوات : ص 52 ح 130 ، بحار الأنوار : ج 93 ص 313 ح 17 .
2- .التوحيد : ص 232 ح 5 عن محمّد بن زياد ومحمّد بن سيّار عن الإمام العسكري عن آبائه عليهم السلام ، التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام : ص 28 ح 9 عن الإمام الباقر عن أبيه عن جدّه عن الإمام الحسن عنه عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج 92 ص 233 ح 14 .
3- .الكافي : ج 2 ص 672 ح 1 عن جميل بن درّاج .
4- .المُوضِحَةُ : الشجَّةُ التي تُبدي وَضَحَ العظام (القاموس المحيط : ج 1 ص 255 «وضح»).
5- .اندمل : بَرِئ (القاموس المحيط : ج 3 ص 377 «دمل»).
6- .تمحيصُ الذنوب : إزالتها (النهاية : ج 4 ص 302 «محص»).

ص: 218

فَقالَ عَبدُ اللّهِ بنُ يَحيى : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، قَد أفَدتَني وعَلَّمتَني ، فَإِن رَأَيتَ أن تُعَرِّفَني ذَنبِيَ الَّذِي امتُحِنتُ بِهِ في هذَا المَجلِسِ حَتّى لا أعودَ إلى مِثلِهِ . قالَ : تَركُكَ حينَ جَلَستَ أن تَقولَ : «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» ، فَجَعَلَ اللّهُ ذلِكَ لِسَهوِكَ عَمّا نُدِبتَ إلَيهِ تَمحيصا بِما أصابَكَ . أما عَلِمتَ أنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله حَدَّثَني عَنِ اللّهِ عز و جل ، أنَّهُ قالَ : كُلُّ أمرٍ ذي بالٍ لَم يُذكَر «بِاسمِ اللّهِ» فيهِ فَهُوَ أبتَرُ؟! فَقُلتُ : بَلى بِأَبي أنتَ واُمّي ، لا أترُكُها بَعدَها . قالَ : إذَن تُحصَنَ بِذلِكَ وتَسعَدَ . (1)

راجع : ج 1 ص 182 ح 537 .

.


1- .التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام : ص 22 ح 7 ، بحار الأنوار : ج 76 ص 305 ح 1 .

ص: 219

الفصل الرّابع : آثار البسملة

4 / 1 البركة

4 / 2 الاعتصام

الفَصلُ الرّابِعُ : آثار البسملة4 / 1البَرَكَةُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :قالَ اللّهُ عز و جل : قَسَمتُ فاتِحَةَ الكِتابِ بَيني وبَينَ عَبدي ، فَنِصفُها لي ونِصفُها لِعَبدي ، ولِعَبدي ما سَأَلَ . إذا قالَ العَبدُ : «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» قالَ اللّهُ جَلَّ جَلالُهُ : بَدَأَ عَبدي بِاسمي ، وحَقٌّ عَلَيَّ أن اُتَمِّمَ لَهُ اُمورَهُ ، واُبارِكَ لَهُ في أحوالِهِ . . . (1)

4 / 2الاِعتِصامُالإمام عليّ عليه السلام _ في وَصِيَّتِهِ لِكُمَيلٍ _ :يا كُمَيلُ ، سَمِّ كُلَّ يَومٍ بِاسمِ اللّهِ ، وقُل : لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ ، وتَوَكَّل عَلَى اللّهِ . (2)

.


1- .عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج 1 ص 300 ح 59 ، الأمالي للصدوق : ص 239 ح 253 كلاهما عن محمّد بن زياد ومحمّد بن سيّار عن الإمام العسكري عن آبائه عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج 92 ص 226 ح 3 وج 85 ص 59 وراجع شُعب الإيمان : ج 2 ص 447 ح 2362 و كنزالعمّال : ج 2 ص 299 ح 4055 .
2- .تحف العقول : ص 171 ، بشارة المصطفى : ص 25 عن كميل ، بحار الأنوار : ج 77 ص 268 ح 1 و ص 414 ح 38 .

ص: 220

عنه عليه السلام :إنَّ اسمَ اللّهِ فاتِقٌ لِلرُّتوقِ (1) ، وخائِطٌ لِلخُروقِ (2) ، ومُسَهِّلٌ لِلوُعورِ ، وجُنَّةٌ عَنِ الشُّرورِ ، وحِصنٌ مِن مِحَنِ الدُّهورِ ، وشِفاءٌ لِما فِي الصُّدورِ ، وأمانٌ يَومَ النُّشورِ . (3)

الإمام زين العابدين عليه السلام :بِاسمِ اللّهِ كَلِمَةِ المُعتَصِمينَ (4) ، ومَقالَةِ المُتَحَرِّزينَ . . . . (5)

عنه عليه السلام :بِاسمِ اللّهِ استَعَنتُ ، وبِبِاسمِ اللّهِ استَجَرتُ ، وبِهِ اعتَصَمتُ ، وما تَوفيقي إلّا بِاللّهِ عَلَيهِ تَوَكَّلتُ . (6)

الإمام العسكري عليه السلام :اِحتَجَبتُ بِحِجابِ اللّهِ . . . وَاحتَطتُ عَلى نَفسي وأهلي ووُلدي ومالي ومَا اشتَمَلَت عَلَيهِ عِنايتي بِبِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ . (7)

الإمام زين العابدين عليه السلام :اُعيذُ نَفسي وأهلي ومالي ووُلدي ، وجَميعَ ما تَلحَقُهُ عِنايتي ، وجَميعَ نِعَمِ اللّهِ عِندي ، بِبِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ . (8)

عنه عليه السلام :بِاسمِ اللّهِ خيرِ الأَسماءِ ، بِاسمِ اللّهِ رَبِّ الأَرضِ وَالسَّماءِ ، أستَدفِعُ كُلَّ مَكروهٍ أوَّلُهُ سَخَطُهُ ، وأستَجلِبُ كُلَّ مَحبوبٍ أوَّلُهُ رِضاهُ ، وَاختِم (9) لي مِنكَ بِالغُفرانِ يا وليَّ الإِحسانِ . (10)

.


1- .الرَّتْق : ضِدّ الفَتق ، وهو الالتئام (مجمع البحرين : ج 2 ص 672 «رتق») .
2- .الخَرق : الشَّقّ (النهاية : ج 2 ص 26 «خرق») .
3- .مستدرك الوسائل : ج 5 ص 304 ح 5927 نقلاً عن القطب الراوندي في لبّ اللباب .
4- .قال المجلسي قدس سره : «كلمة المعتصمين» المضبوط في النسخ الرفع ، أي التسمية كلمة المعتصمين باللّه يفتتحون بها في كلّ أمر ، ويحتمل أن يكون خبر «باسم اللّه » من غير تقدير ، وهو بعيد ، ولعلّ الجرّ أظهر صفة للاسم (بحار الأنوار : ج 90 ص 241) .
5- .البلد الأمين : ص 100 ، المصباح للكفعمي : ص 144 ، بحار الأنوار : ج 90 ص 152 ح 11 .
6- .مُهَج الدعوات : ص 356 ، البلد الأمين : ص 549 ، المصباح للكفعمي : ص 291 ، بحار الأنوار : ج 94 ص 374 ح 1 .
7- .مُهَج الدعوات : ص 63 ، بحار الأنوار : ج 94 ص 363 ح 1 .
8- .مُهَج الدعوات : ص 26 ، بحار الأنوار : ج 94 ص 336 ح 5 .
9- .في البلد الأمين و بحار الأنوار : «فَاختِم».
10- .المصباح للكفعمي : ص 164 ، البلد الأمين : ص 123 ، بحار الأنوار : ج 90 ص 188 ح 25 .

ص: 221

4 / 3 الشّفاء

4 / 3الشِّفاءُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :لَو قَرَأتَ : «بِاسمِ اللّهِ» ؛ تَحفَظُكَ المَلائِكَةُ إلَى الجَنَّةِ ، وهُوَ شِفاءٌ مِن كُلِّ داءٍ . (1)

الإمام عليّ عليه السلام :«بِاسمِ اللّهِ» شِفاءٌ مِن كُلِّ داءٍ ، وعَونٌ لِكُلِّ دَواءٍ . (2)

عنه عليه السلام _ في وَصِيَّتِهِ لِكُمَيلٍ _ :يا كُمَيلُ ، إذا أكَلتَ الطَّعامَ فَسَمِّ بِاسمِ اللّهِ الَّذي لا يَضُرُّ مَعَ اسمِهِ شَيءٌ ، وهُوَ الشِّفاءُ مِن جَميعِ الأَسواءِ . (3)

الإمام المهديّ عليه السلام _ في دُعاءٍ لَهُ _ :بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، بِاسمِ اللّهِ دَواءٌ ، وَالحَمدُ للّهِِ شِفاءٌ . (4)

المصنّف عن أبيهريرة :دَخَلَ عَلَيَّ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله وأَنَا أشتَكي، فَقالَ : ألا أرقيكَ بِرُقيَةٍ (5) عَلَّمَنيها جِبريلُ عليه السلام : بِاسمِ اللّهِ أرقيكَ ، وَاللّهُ يَشفِيكَ مِن كُلِّ إربٍ (6) يُؤذيكَ ، ومِن شَرِّ النَّفّاثاتِ فِي العُقَدِ (7) ، ومِن شَرِّ حاسِدٍ إذا حَسَدَ . (8)

.


1- .مستدرك الوسائل : ج 4 ص 389 ح 4995 نقلاً عن القطب الراوندي في لبّ اللباب عن عبد اللّه بن مسعود وراجع بحار الأنوار : ج 92 ص 258 ح 52 .
2- .نزهة الناظر : ص 42 ، إرشاد القلوب : ص 366 نحوه ، بحار الأنوار : ج 10 ص 60 ح 4 وج 92 ص 259 ح 53 ؛ تفسير القرطبي : ج 1 ص 107 .
3- .بشارة المصطفى : ص 25 عن كميل ، تحف العقول : ص 171 ، بحار الأنوار : ج 77 ص 267 ح 1 وص 412 ح 38 .
4- .بحار الأنوار : ج 53 ص 226 نقلاً عن البلد الأمين .
5- .الرُّقْيَة : العوذة التي يُرقى بها صاحب الآفة كالحُمّى والصَّرَع وغير ذلك من الآفات (النهاية : ج 2 ص 254 «رقى») .
6- .الإرْب : الدَّهاء والنُّكر (النهاية : ج 1 ص 36 «أربَ») .
7- .العُقَد : جمع عُقدة ؛ وهي ما تعقِدُه الساحرة ، وأصله من العزيمة (مفردات ألفاظ القرآن : ص 577 «عقد») .
8- .المصنّف لابن أبي شيبة : ج 7 ص 78 ح 6 وص 79 ح 16 عن أبي سعيد الخدري وج 5 ص 443 ح 6 عن عبادة بن الصامت وح 9 عن أبي سعيد الخدري وكلّها نحوه ، كنزالعمّال : ج 10 ص 105 ح 28534 ؛ مكارم الأخلاق : ج 2 ص 246 ح 2595 ، بحار الأنوار : ج 95 ص 17 ح 16 .

ص: 222

4 / 4 الإجابة

4 / 5 تسبيح الجبال مع من يقرأها

4 / 6 تصاغر الشّيطان

الإمام الصادق عليه السلام :حُمَّ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَأتاهُ جَبرَئيلُ عليه السلام فَعَوَّذَهُ ، فَقالَ : بِاسمِ اللّهِ أرقيكَ يا مُحَمَّدُ ، وبِاسمِ اللّهِ أشفيكَ ، وبِاسمِ اللّهِ مِن كُلِّ داءٍ يُعيِيكَ ، بِاسمِ اللّهِ وَاللّهُ شافيكَ ، بِاسمِ اللّهِ خُذها فَلتُهَنّيكَ ، بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ فَلا اُقسِمُ بِمَواقِعِ النُّجومِ ، لَتَبرَأَنَّ بِإِذنِ اللّهِ . (1)

4 / 4الإِجابَةُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :لا يُرَدُّ دُعاءٌ أوَّلُهُ «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» . (2)

4 / 5تَسبيحُ الجِبالِ مَعَ مَن يَقرَأُهارسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن قَرَأَ : «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» موقِنا سَبَّحَت مَعَهُ الجِبالُ ، إلّا أنَّهُ لا يُسمَعُ ذلِكَ مِنها . (3)

4 / 6تَصاغُرُ الشَّيطانِمسند ابن حنبلعن أبي تميمة الهجيمي عمّن كان رديف (4) النبيّ صلى الله عليه و آله : كُنتُ رَديفَهُ عَلى حِمار

.


1- .الكافي : ج 8 ص 109 ح 88 عن بكر بن محمّد الأزدي ، قرب الإسناد : ص 42 ح 134 ، مكارم الأخلاق : ج 2 ص 243 ح 2585 وفيهما «يعنيك» بدل «يعييك» ، طبّ الأئمّة لابني بسطام : ص 38 ، بحار الأنوار : ج 95 ص 65 ح 44 وراجع كنزالعمّال : ج 10 ص 71 ح 28407 .
2- .ربيع الأبرار : ج 2 ص 336 ؛ الدعوات : ص 52 ح 131 ، بحار الأنوار : ج 93 ص 313 ح 17 .
3- .الدرّ المنثور : ج 1 ص 26 نقلاً عن أبي نعيم والديلمي عن عائشة .
4- .الرَّديف : الذي تحمله خلفك على ظهر الدابّة (المصباح المنير : ص 224 «ردف») .

ص: 223

4 / 7 الاحتجاز من الأشرار

فَعَثَرَ الحِمارُ ، فَقُلتُ : تَعِسَ الشَّيطانُ . فَقال لِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : لا تَقُل : تَعِسَ الشَّيطانُ ؛ فَإِنَّكَ إذا قُلتَ : تَعِسَ الشَّيطانُ تَعاظَمَ الشَّيطانُ في نَفسِهِ ، وقالَ : صَرَعتُهُ بِقُوَّتي ، فَإِذا قُلتَ : «بِاسمِ اللّهِ» ، تَصاغَرَت إلَيهِ نَفسُهُ حَتّى يَكونَ أصغَرَ مِن ذُبابٍ . (1)

كنزالعمّال عن اُسامة بن زيد :بَينا رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَلى بَغلَةٍ شَهباءَ (2) ، وأنَا رِدفُهُ ، إذ عَثَرَتِ البَغلَةُ ، فَقُلتُ : تَعِسَ إبليسُ ، فَضَرَبَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَلى مَنكِبي ، فَقالَ : يا اُسامَةُ ، لا تَقُل هكَذا ؛ فَإِنَّ لِاءِبليسَ عِندَ ذلِكَ نَخرَةً (3) ، يَقولُ : ذَكَرَني ونَسِيَ رَبَّهُ ، ولكِن قُل : بِاسمِ اللّهِ . (4)

4 / 7الاِحتِجازُ مِنَ الأَشرارِالإمام الصادق عليه السلام _ لِلمُفَضَّلِ بنِ عُمَرَ _ :يا مُفَضَّلُ ، اِحتَجِز مِنَ النّاسِ كُلِّهِم بِ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» وبِ «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» ، اِقرَأها عَن يَمينِكَ وعَن شِمالِكَ ومِن بَينِ يَدَيكَ ومِن خَلفِكَ ومِن فَوقِكَ ومِن تَحتِكَ ، فَإِذا دَخَلتَ عَلى سُلطانٍ جائِرٍ فَاقرَأها حينَ تَنظُرُ إلَيهِ ثَلاثَ مَرّاتٍ ، وَاعقِد بِيَدِكَ اليُسرى، ثُمَّ لا تُفارِقها حَتّى تَخرُجَ مِن عِندِهِ. (5)

الإمام الحسين عليه السلام :اِجعَلِني اللّهُمَّ في حِرزِكَ وفي حِزبِكَ . . . بِبِاسمِ اللّهِ استَشفَيتُ ، وبِاسم

.


1- .مسند ابن حنبل : ج 7 ص 349 ح 20614 وح 20615 نحوه ، سنن أبي داوود : ج 4 ص 296 ح 4982 نحوه ، المستدرك على الصحيحين : ج 4 ص 324 ح 7792 ، كنزالعمّال : ج 1 ص 247 ح 1244 .
2- .الشُّهبَةُ في الألوان : البياض الذي غلب على السواد (الصحاح : ج 1 ص 159 «شهب»).
3- .نَخَرَ : مدَّ الصوتَ في خياشيمه (القاموس المحيط : ج 2 ص 139 «نخر») .
4- .كنزالعمّال : ج 3 ص 888 ح 9041 نقلاً عن الخطيب في المتّفق والمفترق .
5- .الكافي : ج 2 ص 624 ح 20 ، عدّة الداعي : ص 275 وفيه «احتجب» بدل «احتجز» وكلاهما عن المفضّل بن عمر ، بحار الأنوار : ج 92 ص 351 ح 22 .

ص: 224

4 / 8 الأمان من الغرق

اللّهِ استَكفَيتُ ، وعَلَى اللّهِ تَوَكَّلتُ ، وبِهِ استَعَنتُ ، وإلَيهِ استَعدَيتُ عَلى كُلِّ ظالِمٍ ظَلَمَ ، وغاشِمٍ غَشَمَ ، وطارِقٍ طَرَقَ ، وزاجِرٍ زَجَرَ ، «فَاللَّهُ خَيْرٌ حَ_فِظًا وَ هُوَ أَرْحَمُ الرَّ حِمِينَ» (1) . (2)

4 / 8الأَمانُ مِنَ الغَرَقِالكتاب«وَ قَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْراهَا وَ مُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّى لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ» . (3)

الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :أمانٌ لِاُمَّتي مِنَ الغَرَقِ إذا رَكِبوا فِي السَّفينَةِ أن يَقولوا : «بِسْمِ اللَّهِ مَجْراهَا وَ مُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّى لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ» ، «وَ مَا قَدَرُواْ اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ» (4) إلى آخِرِ الآيَةِ . (5)

عنه صلى الله عليه و آله :أمانٌ لِاُمَّتي مِنَ الغَرَقِ إذا هُم رَكِبُوا السُّفُنَ فَقَرَؤوا : بسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ «وَ مَا قَدَرُواْ اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَ_مَةِ وَ السَّمَ_وَ تُ مَطْوِيَّ_تُ بِيَمِينِهِ سُبْحَ_نَهُ وَ تَعَ__لَى عَمَّا يُشْرِكُونَ» ، «بِسْمِ اللَّهِ مَجْراهَا وَ مُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّى لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ» . (6)

.


1- .يوسف : 64 .
2- .مُهَج الدعوات : ص 356 ، بحار الأنوار : ج 94 ص 374 ح 1 .
3- .هود : 41 .
4- .الزمر : 67 .
5- .عمل اليوم والليلة لابن السني : ص 176 ح 500 ، مسند أبي يعلى : ج 6 ص 181 ح 6748 ، الدعاء للطبراني : ص 255 ح 803 كلّها عن طلحة بن عبيداللّه عن الإمام الحسين عليه السلام ، كنزالعمّال : ج 6 ص 709 ح 17513 .
6- .كتاب من لا يحضره الفقيه : ج 4 ص 370 ح 5762 عن حمّاد بن عمرو و أنس بن محمّد عن أبيه عن الإمام الصادق عن أبيه عن جدّه عن الإمام عليّ عليهم السلام ، مكارم الأخلاق : ج 2 ص 333 ح 2656 ، بحار الأنوار : ج 77 ص 58 ح 3 ؛ المعجم الكبير : ج 12 ص 97 ح 12661 ، المعجم الأوسط : ج 6 ص 184 ح 6136 كلاهما عن ابن عبّاس وفيهما «أن يقولوا باسم اللّه الملك» بدل «فقرؤوا بسم اللّه الرحمن الرحيم» .

ص: 225

4 / 9 صرف البلاء

4 / 10 دفع الوحشة

4 / 11 ثقل الميزان

4 / 9صَرفُ البَلاءِالإمام عليّ عليه السلام :قالَ لي رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : يا عَلِيُّ ، اُلا اُعَلِّمُكَ كَلِماتٍ ؛ إذا وَقَعتَ في وَرطَةٍ أو بَلِيَّةٍ فَقُل : «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ» ، فَإِنَّ اللّهَ عز و جل يَصرِفُ بِها عَنكَ ما يَشاءُ مِن أنواعِ البَلاءِ . (1)

4 / 10دَفعُ الوَحشَةِالكافي عن سليمان الجعفري :قُلتُ لَهُ [ أبِي الحَسَنِ عليه السلام ] : إنّي صاحِبُ صَيدِ السَّبُعِ (2) ، وأنَا أبيتُ فِي اللَّيلِ فِي الخَراباتِ وأتَوَحَّشُ ، فَقالَ لي : قُل إذا دَخَلتَ : «بِاسمِ اللّهِ أدخُلُ» وأدخِل رِجلَكَ اليُمنى ، وإذا خَرَجتَ فَأَخرِج رِجلَكَ اليُسرى ، وسَمِّ اللّهَ ؛ فَإِنَّكَ لا ترى مَكروها . (3)

4 / 11ثِقلُ الميزانِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ اُمَّتي يَأتونَ يَومَ القِيامَةِ وهُم يَقولونَ : «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» ، فَتَثقُلُ حَسناتُهُم فِي الميزانِ ، فَتَقولُ الاُمَمُ : ما أرجَحَ مَوازينَ اُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ؟! فَتَقولُ الأَنبِياءُ : إنَّ ابتِداءَ كَلامِهِم ثَلاثَةُ أسماءٍ مِن أسماءِ اللّهِ ؛ لَو وُضِعَت في كَفَّة

.


1- .الكافي : ج 2 ص 573 ح 14 عن بكير ، مكارم الأخلاق : ج 2 ص 159 ح 2391 نحوه ، عدّة الداعي : ص 264 عن الإمام الصادق عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 95 ص 194 ح 24 ؛ الفردوس : ج 5 ص 324 ح 8323 .
2- .صاحب صَيد السَّبُع : أي أصيد السَّبُع (مرآة العقول : ج 12 ص 438) .
3- .الكافي : ج 2 ص 570 ح 4 ، المحاسن : ج 2 ص 119 ح 1325 ، بحار الأنوار : ج 76 ص 248 ح 39 وج 95 ص 143 ح 8 .

ص: 226

4 / 12 النّجاة من النّار

الميزانِ ، ووُضِعَت سَيِّئاتُ الخَلقِ في كَفَّةٍ اُخرى ، لَرَجَحَت حَسَناتُهُم . (1)

4 / 12النَّجاةُ مِنَ النّارِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا مَرَّ المُؤمِنُ عَلَى الصِّراطِ فَيَقولُ : «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» طَفِئَت لَهَبُ النّيرانِ ، وتَقولُ : جُز يا مُؤمِنُ ، فَإِنَّ نورَك قَد أطفَأَ لَهَبي! (2)

عنه صلى الله عليه و آله :مَن أرادَ أن يُنجِيَهُ اللّهُ مِنَ الزَّبانِيَةِ التِّسعَةَ عَشَرَ ، فَليَقرَأ «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» فَإِنَّها تِسعَةَ عَشَرَ حَرفا ، لِيَجعَلَ اللّهُ كُلَّ حَرفٍ مِنها جُنَّةً (3) مِن واحِدٍ مِنهُم . (4)

.


1- .ربيع الأبرار : ج 2 ص 336 .
2- .جامع الأخبار : ص 120 ح 219 ، بحار الأنوار : ج 92 ص 258 ح 52 .
3- .الجُنَّة : الوقاية (النهاية : ج 1 ص 308 «جنن») .
4- .جامع الأخبار : ص 119 ح 215 ، مجمع البيان : ج 1 ص 90 كلاهما عن عبد اللّه بن مسعود ، بحار الأنوار : ج 92 ص 257 ح 52 ؛ الدرّ المنثور : ج 1 ص 26 نقلاً عن وكيع والثعلبي وراجع المناقب لابن شهر آشوب : ج 3 ص 401 .

ص: 227

الفصل الخامس : آداب البسملة

5 / 1 الإجهار

أ _ أحقّ ما اُجهر به
ب _ إجهار النّبيّ بها في القراءة

الفَصلُ الخامِسُ : آداب البسملة5 / 1الإِجهارُأ _ أحَقُّ ما اُجهِرَ بِهِالإمام الصادق عليه السلام : «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» أحَقُّ ما اُجهِرَ بِهِ (1) ، وهِيَ الآيَةُ الَّتي قالَ اللّهُ عز و جل : «وَ إِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِى الْقُرْءَانِ وَحْدَهُ وَ لَّوْاْ عَلَى أَدْبَ_رِهِمْ نُفُورًا» (2) . (3)

ب _ إجهارُ النَّبِيِّ بِها فِي القِراءَةِالإمام الباقر عليه السلام :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا تَهَجَّدَ بِالقُرآنِ تَسمَعُ لَهُ قُرَيشٌ بِحُسنِ صَوتِهِ (4) ، وكانَ إذا قَرَأَ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» فَرّوا عَنهُ . (5)

.


1- .جَهَرَ الكلامَ وبالكلامِ : أعلَنَ به ، كَأجهَر (القاموس المحيط : ج 1 ص 394 «جهر») . وجَهَرَ بالقَولِ : رَفَعَ به صوتَه (الصحاح : ج 2 ص 618 «جهر») .
2- .الإسراء : 46 .
3- .تفسير القمّي : ج 1 ص 28 عن ابن اُذينة ، تفسير العيّاشي : ج 2 ص 295 ح 86 عن زرارة عن أحدهما عليهماالسلام ، بحار الأنوار : ج 85 ص 82 ح 25 .
4- .في بحار الأنوار : «لِحُسن قراءته».
5- .تفسير القمّي : ج 2 ص 20 عن أبي حمزة الثمالي ، بحار الأنوار : ج 85 ص 82 ح 25 .

ص: 228

المستدرك عن أبي هريرة :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَجهَرُ بِ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» . (1)

الإمام الباقر عليه السلام :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَجهَرُ بِ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» يَرفَعُ بِها صوتَهُ ، فَإِذا سَمِعَهَا المُشرِكونَ وَلَّوا مُدبِرينَ ، فَأَنزَلَ اللّهُ جَلَّ ذِكرُهُ : «وَ إِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِى الْقُرْءَانِ وَحْدَهُ وَ لَّوْاْ عَلَى أَدْبَ_رِهِمْ نُفُورًا» . (2)

تفسير العيّاشي عن زيد بن عليّ :دَخَلتُ عَلى أبي جَعفَرٍ عليه السلام فَذَكَرَ «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» فَقالَ : تَدري ما نَزَلَ في «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ»؟ فَقُلتُ : لا! فَقالَ : إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله كانَ أحسَنَ النّاسِ صَوتا بِالقُرآنِ ، وكانَ يُصَلّي بِفِناءِ الكَعبَةِ فَرَفَعَ صَوتَهُ ، وكانَ عُتبَةُ بنُ رَبيعَةَ ، وشَيبَةُ بنُ رَبيعَةَ ، وأبو جَهلِ بنُ هِشامٍ ، وجَماعَةٌ مِنهُم يَستَمِعونَ قِراءَتَهُ . قالَ : وكانَ يُكثِرُ قِراءَةَ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» فَيَرفَعُ بِها صَوتَهُ . قالَ : فَيَقولونَ : إنَّ مُحَمَّدا لَيُرَدِّدُ اسمَ رَبِّهِ تَردادا ، إنَّهُ لَيُحِبُّهُ! فَيَأمُرونَ مَن يَقومُ فَيَستَمِعُ عَلَيهِ ، ويَقولونَ : إذا جازَ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» فَأَعلِمنا حَتّى نَقومَ فَنَستَمِعَ قِراءَتَهُ ، فَأَنزَلَ اللّهُ في ذلِكَ : «وَ إِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِى الْقُرْءَانِ وَحْدَهُ» بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ «وَ لَّوْاْ عَلَى أَدْبَ_رِهِمْ نُفُورًا» . (3)

الإمام الصادق عليه السلام :كَتَموا «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» ، فَنِعمَ _ وَاللّهِ _ الأَسماءُ كَتَموها ، كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا دَخَلَ إلى مَنزِلِهِ وَاجتَمَعَت عَلَيهِ قُرَيشٌ يَجهَرُ بِ «بِسْمِ اللَّه

.


1- .المستدرك على الصحيحين : ج 1 ص 357 ح 850 ، سنن الدارقطني : ج 1 ص 310 ح 32 عن عائشة ، السنن الكبرى : ج 2 ص 69 ح 2397 وزاد في آخره «فترك الناس ذلك» ، كنزالعمّال : ج 8 ص 116 ح 22164 .
2- .تفسير العيّاشي : ج 1 ص 20 ح 6 ، مستدرك الوسائل : ج 4 ص 167 ح 4396 نقلاً عن أحمد بن محمّد أبي عبد اللّه السيّاري في كتاب التنزيل والتحريف وكلاهما عن أبي حمزة الثمالي ، بحار الأنوار : ج 85 ص 82 ح 24 .
3- .تفسير العيّاشي : ج 2 ص 295 ح 85 ، بحار الأنوار : ج 85 ص 73 ح 3 .

ص: 229

ج _ إجهار النّبيّ بها في الصّلاة

الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» ويَرفَعُ بِها صَوتَهُ ، فَتُوَلّي قُرَيشٌ فِرارا ، فَأَنزَلَ اللّهُ عز و جل في ذلِكَ : «وَ إِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِى الْقُرْءَانِ وَحْدَهُ وَ لَّوْاْ عَلَى أَدْبَ_رِهِمْ نُفُورًا» . (1)

تفسير فرات عن عمرو بن شمر :سَأَلتُ جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ عليه السلام : إنّي أؤُمُّ قَومي فَأَجهَرُ بِ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» ، قالَ : نَعَم ، فَاجهَر بِها ؛ قد جَهَرَ بِها رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله . ثُمَّ قالَ : إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله كانَ مِن أحسَنِ النّاسِ صَوتا بِالقُرآنِ ، فَإِذا قامَ مِنَ اللَّيلِ يُصَلّي جاءَ أبوجَهلٍ وَالمُشرِكونَ يَستَمِعونَ قِراءَتَهُ ، فَإِذا قالَ : «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» وَضَعوا أصابِعَهُم في آذانِهِم وهَرَبوا ، فَإِذا فَرَغَ مِن ذلِكَ جاؤوا فَاستَمَعوا ، وكانَ أبو جَهلٍ يَقولُ : إنَّ ابنَ أبي كَبشَةَ لَيُرَدِّدُ اسمَ رَبِّهِ ، إنَّهُ لَيُحِبُّهُ! فَقالَ جَعفَرٌ عليه السلام : صَدَقَ وإن كانَ كَذوبا . قالَ : فَأَنزَلَ اللّهُ : «وَ إِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِى الْقُرْءَانِ وَحْدَهُ وَ لَّوْاْ عَلَى أَدْبَ_رِهِمْ نُفُورًا» وهُوَ «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» . (2)

ج _ إجهارُ النَّبِيِّ بِها فِي الصَّلاةِالإمام عليّ عليه السلام :إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله كانَ يَجهَرُ فِي المَكتوباتِ بِ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» . (3)

عنه عليه السلام :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَجهَرُ بِ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» فِي السّورَتَينِ جَميعا . (4)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :أمَّني جَبرَئيلُ عليه السلام عِندَ الكَعبَةِ ، فَجَهَرَ بِ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» . (5)

.


1- .الكافي : ج 8 ص 266 ح 387 عن هارون ؛ الدرّ المنثور : ج 5 ص 298 نقلاً عن البخاري في تاريخه عن الإمام الباقر عليه السلام نحوه ، كنزالعمّال : ج 2 ص 454 ح 4486 نقلاً عن ابن النجّار عن الإمام الباقر عليه السلام .
2- .تفسير فرات : ص 241 ح 327 ، بحار الأنوار : ج 85 ص 84 ح 29 .
3- .المستدرك على الصحيحين : ج 1 ص 439 ح 1111 ، سنن الدارقطني : ج 1 ص 303 ح 4 كلاهما عن أبي الطفيل ، كنزالعمّال : ج 8 ص 116 ح 22166 .
4- .سنن الدارقطني : ج 1 ص 302 ح 2 عن عمر بن عليّ بن أبي طالب .
5- .سنن الدارقطني : ج 1 ص 309 ح 27 عن النعمان بن بشير .

ص: 230

د _ إجهار أهل البيت بها في الصّلاة

سنن الدارقطني عن الحكم بن عمير :صَلَّيتُ خَلفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله فَجَهَر فِي الصَّلاةِ بِ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» ؛ في صَلاةِ اللَّيلِ ، وفي صَلاةِ الغَداةِ وصَلاةِ الجُمُعَةِ . (1)

الإمام الصادق عليه السلام :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا صَلّى بِالنّاسِ جَهَرَ بِ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» . (2)

المستدرك على الصحيحين عن أنس :سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَجهَرُ بِ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» . (3)

المغني :عَن أنسٍ أنَّهُ صَلّى وجَهَرَ بِ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» ، وقالَ : أقتَدي بِصَلاةِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله . (4)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :عَلَّمَني جَبرَئيلُ عليه السلام الصَّلاةَ ، فَقامَ فَكَبَّرَ لَنا ، ثُمَّ قَرَأَ : «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» فيما يُجهَرُ بِهِ في كُلِّ رَكعَةٍ . (5)

د _ إجهارُ أهلِ البَيتِ بِها فِي الصَّلاةِالسنن الكبرى عن الشعبي :رَأَيتُ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ عليه السلام وصَلَّيتُ وَراءَهُ ، فَسَمِعتُهُ يَجهَرُ بِ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» . (6)

مسند زيد :زَيدُ بنُ عَليٍّ عَن أبيهِ عَن جَدِّهِ عَن عَليِّ بنِ أبي طالِبٍ عليهم السلام أنَّهُ كانَ يَجهَرُ بِ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» . (7)

.


1- .سنن الدارقطني : ج 1 ص 310 ح 31 ، كنزالعمّال : ج 8 ص 118 ح 22179 نقلاً عن أبي نعيم .
2- .تفسير العيّاشي : ج 2 ص 295 ح 87 عن منصور بن حازم ، بحار الأنوار : ج 85 ص 74 ح 3 .
3- .المستدرك على الصحيحين : ج 1 ص 358 ح 853 ، الدرّ المنثور : ج 1 ص 22 نقلاً عن الطبراني والدارقطني والبيهقي في شُعب الإيمان .
4- .المغني لابن قدامة : ج 1 ص 522 .
5- .سنن الدارقطني : ج 1 ص 307 ح 18 عن أبي هريرة .
6- .السنن الكبرى : ج 2 ص 70 ح 2401 ، كنزالعمّال : ج 8 ص 118 ح 22177 .
7- .مسند زيد : ص 104 .

ص: 231

الكافي عن صفوان الجمّال :صَلَّيتُ خَلفَ أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام أيّاما ، فَكانَ إذا كانَت صلاةٌ لا يُجهَرُ فيها ، جَهَرَ بِ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» ، وكانَ يَجهَرُ فِي السّورَتَينِ جَميعا . (1)

الأمالي عن أبي حفص الصائغ :صَلَّيتُ خَلفَ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ عليه السلام ، فَجَهَرَ بِ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» . (2)

قرب الإسناد عن حنّان بن سدير :صَلَّيتُ خَلفَ أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام المَغرِبَ ، فَتَعَوَّذَ جِهارا : أعوذُ بِاللّهِ السَّميعِ العَليمِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ ، وأعوذُ بِاللّهِ أن يَحضُرونِ ، ثُمَّ جَهَرَ بِ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» . (3)

الإمام الرضا عليه السلام :الإِجهارُ بِ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» في جَميعِ الصَّلَواتِ سُنَّةٌ . (4)

عيون أخبار الرضا عليه السلام عن رجاء بن أبي الضحّاك :بَعَثَنِي المَأمونُ في إِشخاصِ عَليِّ بنِ موسى عليه السلام مِنَ المَدينَةِ . . . فَكُنتُ مَعَهُ مِنَ المَدينَةِ إلى مَروٍ ، فَوَاللّهِ ما رَأَيتُ رَجُلاً كانَ أتقى للّهِِ تَعالى مِنهُ . . . وكانَ عليه السلام يَجهَرُ بِ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» في جَميعِ صَلَواتِهِ ؛ بِاللَّيلِ وَالنَّهارِ . (5)

الإمام الصادق عليه السلام :اِجتَمَعَ آلُ مُحَمَّدٍ عليهم السلام عَلَى الجَهرِ بِ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» . (6)

دعائم الإسلام :رُوّينا عَن رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله وعَن عَليٍّ وَالحَسَنِ وَالحُسَينِ وعَليِّ بنِ الحُسَينِ ومُحَمَّدِ بنِ عَليٍّ وجَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِم أجمَعينَ أنَّهُم كانوا

.


1- .الكافي : ج 3 ص 315 ح 20 ، تهذيب الأحكام : ج 2 ص 68 ح 246 .
2- .الأمالي للطوسي : ص 273 ح 513 ، بحار الأنوار : ج 85 ص 79 ح 17 .
3- .قرب الإسناد : ص 124 ح 436 ، تهذيب الأحكام : ج 2 ص 289 ح 1158 نحوه ، بحار الأنوار : ج 85 ص 35 ح 25 وص 79 ح 16 .
4- .عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج 2 ص 123 ح 1 عن الفضل بن شاذان ، بحار الأنوار : ج 85 ص 75 ح 6 .
5- .عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج 2 ص 180 ح 5 ، بحار الأنوار : ج 85 ص 79 ح 15 .
6- .تفسير روض الجنان : ج 1 ص 50 عن الإمام الرضا عن أبيه عليهماالسلام .

ص: 232

ه _ الإجهار بها من علامات الإيمان

يَجهَرونَ بِ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» فيما يُجهَرُ فِيهِ بِالقِراءَةِ مِنَ الصَّلَواتِ في أوَّلِ فاتِحَةِ الكِتابِ وأوَّلِ السّورَةِ في كُلِّ رَكعَةٍ ، ويُخافِتونَ بِها فيما تُخافَتُ فيهِ تِلكَ القِراءَةُ مِنَ السّورَتَينِ جَميعا . وقالَ عَليُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام : اِجتَمَعنا وُلدَ فاطِمَةَ عليهاالسلام عَلى ذلِكَ (1) . (2)

ه _ الإِجهارُ بِها مِن عَلاماتِ الإِيمانِرسول اللّه صلى الله عليه و آله _ في حَديثٍ ذَكَرَ فيهِ أنَّ اللّهَ عز و جللَمّا خَلَقَ إبراهيمَ عليه السلام كَشَفَ لَهُ عَن بَصَرِهِ فَنَظَرَ إلى أنوارِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله وأهلِ بَيتِهِ عليهم السلام في جانِبِ العَرشِ ، إلى أن قالَ _ : قالَ [إبراهيمُ عليه السلام ] :إلهي وسَيِّدي ، وأرى عِدَّةَ أنوارٍ حَولَهُم لا يُحصي عِدَّتَهُم إلّا أنتَ! قالَ : يا إبراهيمُ ، هؤُلاءِ شيعَتُهُم ومُحِبُّوهُم . قالَ : إلهي وسَيِّدي ، بِمَ يُعرَفُ شيعَتُهُم ومُحِبُّوهُم؟ قالَ : يا إبراهيمُ ، بِصَلاةِ الإحدى وَالخَمسينَ ، وَالجَهرِ بِ «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» ، وَالقُنوتِ قَبلَ الرُّكوعِ ، وسَجدَتَيِ الشُّكرِ ، وَالتَّخَتُّمِ بِاليَمينِ . (3)

الإمام الصادق عليه السلام :إذا كانَ يَومُ القِيامَةِ يُقبِلُ قَومٌ عَلى نَجائِبَ (4) مِن نورٍ يُنادونَ بِأَعلى

.


1- .قال العلّامة الحلّي في تذكرة الفقهاء : «يجب الجهر بالبسملة في مواضع الجهر ، ويستحبّ في مواضع الإخفات في أوّل الحمد وأوّل السورة عند علمائنا ... وقال الشافعي : يستحبّ الجهر بها قبل الحمد والسورة في الجهريّة والإخفاتيّة ، وبه قال عمر وابن زبير وابن عبّاس وابن عمر وأبو هريرة وهو مذهب عطاء وطاووس وسعيد بن جبير ومجاهد ... وقال الثوري والأوزاعي وأبو حنيفة وأحمد وأبو عبيد : لا يجهر بها بحال ... وقال النخعي : الجهر بها بدعة. وقال مالك : المستحبّ أن لا يقرأها. وقال ابن أبي ليلى ، والحكم وإسحاق : إن جهرت فحسن ، وإن أخفيت فحسن» (ولمزيد الاطّلاع على هذه الأقوال ومصادرها راجع تذكرة الفقهاء : ج 3 ص 152 و 153) .
2- .دعائم الإسلام : ج 1 ص 160 ، بحار الأنوار : ج 85 ص 81 ح 22 .
3- .الفضائل : ص 133 عن عبد اللّه بن أبي وقّاص ، بحار الأنوار : ج 36 ص 151 ح 131 وج 85 ص 80 ح 20 .
4- .النَّجيبُ : الفاضل من كلِّ حيوان ، والجمع : النُّجَباءُ ؛ والاُنثى : النَّجيبَةُ ، والجمع : النجائب (مجمع البحرين : ج 3 ص 1749 «نجب») .

ص: 233

أصواتِهِم : الحَمدُ للّهِِ الَّذي صَدَقَنا وَعدَهُ ، وأورَثَنا أرضَهُ نَتَبَوَّأُ (1) مِنَ الجَنَّةِ حَيثُ نَشاءُ ، فَتَقولُ الخَلائِقُ : هذِهِ زُمرَةُ الأَنبِياءِ ، فَإِذَا النِّداءُ مِن قِبَلِ اللّهِ عز و جل : هؤُلاءِ شيعَةُ عَليِّ بنِ أبي طالِبٍ ، فَهُم (2) صَفوَتي مِن عِبادي ، وخِيَرَتي مِن بَرِيَّتي ، فَتَقولُ الخَلائِقُ : إلهَنا وسَيِّدَنا ، بِما نالوا هذِهِ الدَّرَجَةَ؟ فَإِذَا النِّداءُ مِن قِبَلِ اللّهِ : بِتَخَتُّمِهِم بِاليَمينِ ، وصَلاتِهِم إحدى وخَمسينَ ، وإطعامِهِمُ المِسكينَ ، وتَعفيرِهِمُ الجَبينَ ، وجَهرِهِم بِ «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» . (3)

الإمام العسكريّ عليه السلام :إنَّ اللّهَ عز و جل أوحى إلى جَدّي رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله : إنّي خَصَصتُكَ وعَليّا وحُجَجي مِنهُ إلى يَومِ القِيامَةِ وشيعَتَكُم بِعَشرِ خِصالٍ _ إلى أن قالَ _ : وَالجَهرِ بِ «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» . (4)

الإمام العسكريّ عليه السلام :عَلاماتُ المُؤمِنِ خَمسٌ : صَلاةُ الخَمسينَ ، وزِيارَةُ الأَربَعينَ ، وَالتَّخَتُّمُ فِي اليَمينِ ، وتَعفيرُ الجَبينِ ، وَالجَهرُ بِ «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» . (5)

.


1- .أي ننزل منازلها حيث نهوى (مجمع البحرين : ج 1 ص 200 «بوأ») .
2- .في المصدر : «فهو» ، والتصويب من بحار الأنوار .
3- .تأويل الآيات الظاهرة : ج 2 ص 524 ح 38 نقلاً عن الكراجكي في كنز الفوائد ، بحار الأنوار : ج 36 ص 69 ح 16 وج 85 ص 79 ح 19 .
4- .مستدرك الوسائل : ج 4 ص 188 ح 4454 نقلاً عن الهداية للحسين بن حمدان .
5- .تهذيب الأحكام : ج 6 ص 52 ح 122 ، المزار للمفيد : ص 53 ، مصباح المتهجّد : ص 788 ، الإقبال : ج 3 ص 100 ، روضة الواعظين : ص 215 وفيها «صلاة إحدى وخمسين» بدل «صلاة الخمسين» ، بحار الأنوار : ج 101 ص 106 ح 17 .

ص: 234

دراسة حول الجهر بالبسملة

1 . الجهر بالبسملة في السنّة النبويّة
2 . سنّة الجهر بالبسملة في عمل الصحابة

دراسة حول الجهر بالبسملة (1)فيما يتعلّق بالجهر ب «البسملة» في الصلاة بعض الملاحظات اللّافتة للنظر :

1 . الجهر بالبسملة في السنّة النبويّةالمستفاد من الروايات المستفيضة (2) والمسلّم بها للعامّة وشيعة أهل البيت عليهم السلام ، أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وأهل بيته كانوا يجهرون بالبسملة في الصلاة ، حتّى في الصلوات الإخفاتية . ولذلك يجمع فقهاء الإمامية على وجوب الجهر بالبسملة في صلاة الفجر والليل والجمعة ، واستحبابها في الصلوات الإخفاتية .

2 . سنّة الجهر بالبسملة في عمل الصحابةبل إنّ الصحابة الآخرين وحتّى الخلفاء الثلاثة كانوا يراعون هم أيضا هذه السنّة ، بالإضافة إلى أميرالمؤمنين عليه السلام . وقد جاء من النقول المعتبرة عن جمع من الصحابة والتابعين ، أنّ أبا بكر وعمر وعثمان صلّوا خلف رسول اللّه صلى الله عليه و آله وأميرالمؤمنين عليه السلام ، وكانوا كلّهم يجهرون

.


1- .تجدر الإشارة إلى أنّه تمّت هذه الدراسة من قبل الأخ الفاضل محمّد إحسانيفر .
2- .بل ليس من المستبعد أن تبلغ كثرة هذه الروايات حدّ التواتر أيضا .

ص: 235

بالبسملة . ومن جملة الصحابة الّذين روي عنهم في النقول القول بالجهر بالبسملة : عمّار بن ياسر ، أنس بن مالك ، عبداللّه بن مسعود ، عبداللّه بن عمر ، عبداللّه بن الزبير ، عائشة ، أبو بكر ، عمر بن الخطاب ، عثمان بن عفّان ، الحكم بن عمير ، أبو الطفيل عامر بن واثلة الليثي ، النعمان بن بشير ، عبيد بن رفاعة ، أبو هريرة . ولكنّ بعض النقول الّتي نُسبت إلى النبيّ صلى الله عليه و آله وأميرالمؤمنين عليه السلام وأنس والخلفاء الثلاثة وابن عبّاس ، تفيد بأنّهم كانوا يؤدّون الصلاة بدون البسملة أصلاً أو بالإخفات ، ويجب اعتبارها من المساعي المستميتة لبني اُميّة لتبرير بدعتهم ، كما سيتّضح ذلك خلال مواصلة هذا التحليل . بالإضافة إلى كثرة روايات الطائفة الاُولى وقوّتها غير القابلة للقياس ، فإنّ من جملة شواهد هذا القول الروايات الّتي تنقل الاعتراض العامّ لأهل المدينة على معاوية لتغييره سنّة الجهر وترك البسملة . فعندما أقدم معاوية في عهد حكمه على ترك هذه السنّة والسيرة ، واجه اعتراضا شاملاً من قبل الصحابة والتابعين المتواجدين في المدينة ، وقد نقل الشافعي في كتاب الاُمّ والدارقطني والبيهقي في سننه حول ترك معاوية لسنّة الجهر بالبسملة والاعتراض العام : إنّه قدم المدينة فصلّى بهم ولم يقرأ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» ، ولم يكبّر إذا خفض وإذا رفع ، فناداه المهاجرون والأنصار حين سلّم : يا معاوية أسرقت صلاتك ؛ أين «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» ؟ وأين التكبير ؟ فلمّا صلّى بعد ذلك قرأ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» لاُمّ القرآن وللسورة الّتي بعدها ، وكبّر حين يهوي ساجدا . (1)

.


1- .الدرّ المنثور : ج 1 ص 20 نقلاً عن الشافعي في الاُمّ والدارقطني والحاكم والبيهقي .

ص: 236

3 . تغيير سنّة الجهر بالبسملة

وعدّ الحاكم النيسابوري هذه الرواية صحيحة بعد نقلها في مستدركه . (1) إنّنا نلاحظ أنّ الصحابة والتابعين أطلقوا صيحات الاعتراض بعد حذف البسملة من سور الصلاة ، وهذا يدلّ على أنّ الجهر بالبسملة كان يعتبر من السنّة المستمرّة ، فضلاً عن أنّ كون البسملة جزء من سورة الحمد والسور الاُخرى هو من المسلّمات لدى الصحابة ، فلو لم يكن الخلفاء السابقون ملتزمين بالجهر بالبسملة ، ولو كان هناك مستمسك للدفاع عن عمل معاوية ، لما واجه مثل هذا الاعتراض العام ، ولوجد مسندا لتبرير عمله هذا .

3 . تغيير سنّة الجهر بالبسملةكان الالتزام بالجهر بالبسملة مستمرّا حتّى أوائل عهد حكم بني اُميّة ، حسب نقل محدّثي الشيعة وأهل السنّة ، وقد ظهرت هذه البدعة في عهد حكم السلاطين الأمويين . وقد كان عمرو بن سعيد بن العاص والي الأمويين على المدينة ، أوّل من غيّر سنّة الجهر بالبسملة إلى الإخفات . ينقل البيهقي عن الزهري أنّه قال : مِن سنّة الصلاة أن يُقرأ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» ، وإنّ أوّل من أسرّ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» عمرو بن سعيد بن العاص بالمدينة ، وكان رجلاً حييا . (2) وبالطبع فقد كان معاوية أوّل شخص أقدم على ترك البسملة كما علمنا من رواية الشافعي والدارقطني والبيهقي ، ولكنّه تراجع بعد مواجهته لاعتراض الصحابة والتابعين في المدينة ، ولكنّ أصل هذه السياسة تواصَل على يد الحكّام الأمويين .

.


1- .المستدرك على الصحيحين : ج 1 ص 233 .
2- .الدرّ المنثور : ج 1 ص 20 نقلاً عن البيهقي .

ص: 237

4 . محاربة أهل البيت عليهم السلام لهذه البدعة

يقول العلّامة الأميني _ بعد نقل الخبر السابق _ : تنمّ هذه الأحاديث عن أنّ البسملة لم تزل جزءا من السورة منذ نزول القرآن الكريم ، وعلى ذلك تمرّنت الاُمّة ، وانطوت الضمائر ، وتطامنت العقائد ، ولذلك قال المهاجرون والأنصار لمّا تركها معاوية : إنّه سرق ، ولم يتسنّ لمعاوية أن يعتذر لهم بعدم الجزئية حتّى التجأ إلى إعادة الصلاة مكلّلة سورتها بالبسملة ، أو أنّه التزم بها في بقية صلواته ، ولو كان هناك يومئذٍ قول بتجرّد السورة عنها لاحتجّ به معاوية ، لكنّه قول حادث ابتدعوه لتبرير عمل معاوية ونظرائه من الأمويين الّذين اتّبعوه بعد تبيّن الرشد من الغي . (1)

4 . محاربة أهل البيت عليهم السلام لهذه البدعةيتّضح من روايات أهل البيت عليهم السلام أنّهم كانوا يؤكّدون هذا الحكم ويُصرّون عليه بشكلٍ مضاعف لأداء واجبهم في تبيين الأحكام الإلهية ، وكذلك للمحافظة على السنّة النبويّة ومحاربة بدعة حذف البسملة أو الإخفات بها . وعلى أساس هذه التأكيدات فقد اعتبروا الجهر بالبسملة أحد شعارات أهل البيت عليهم السلاموأتباعهم ، بل اعتبروا وضوح سنّة الجهر _ في مقابل بدعة الحذف أو الإخفات بالبسملة _ في مستوى حكم حرمة الخمر والمسح على الخفّين ، ممّا لم يكونوا يرونها من مواضع التقيّة . (2)

.


1- .الغدير : ج 10 ص 201 .
2- .عن الإمام الصادق عليه السلام : التَّقِيَّةُ ديني ودينُ آبائي إلّا في ثَلاثٍ : في شُربِ المُسكِرِ ، وَالمَسحِ عَلَى الخُفَّينِ ، وتَركِ الجَهرِ بِبِسمِ اللّه ِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ (دعائم الإسلام : ج 1 ص 110) .

ص: 238

5 / 2 تجويد الكتابة

5 / 2تَجويدُ الكِتابَةِآداب البسملةرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا كَتَبتَ «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» فَبَيِّنِ السّينَ فيهِ . (1)

عنه صلى الله عليه و آله _ في بَيانِ آدابِ كِتابَةِ البَسمَلَةِ _ :لا تَمُدَّ الباءَ إلَى الميمِ حَتّى تَرفَعَ السّينَ . (2)

الإمام الصادق عليه السلام :اُكتُب «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» مِن أجَوَدِ كِتابِكَ ، ولا تَمُدَّ الباءَ حَتّى تَرفَعَ السّينَ . (3)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا كَتَبَ أحَدُكُم «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» فَليَمُدَّ الرَّحمنَ . (4)

عنه صلى الله عليه و آله :مَن كَتَبَ «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» فَجَوَّدَهُ تَعظيما للّهِِ ، غَفَرَ اللّهُ لَهُ . (5)

الإمام عليّ عليه السلام :تَنَوَّقَ (6) رَجُلٌ في «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» فَغُفِرَ لَهُ . (7)

.


1- .تاريخ بغداد : ج 12 ص 340 ، تاريخ دمشق : ج 16 ص 6 ح 3826 ، البداية والنهاية : ج 10 ص 195 ، الفردوس : ج 1 ص 278 ح 1087 كلّها عن زيد بن ثابت ، كنزالعمّال : ج 10 ص 244 ح 29300 ؛ منية المريد : ص 350 عن زيد ن ثابت ، بحار الأنوار : ج 92 ص 34 ح 4 .
2- .منية المريد : ص 350 عن ابن عبّاس ، بحار الأنوار : ج 92 ص 34 ح 4 ؛ الدرّ المنثور : ج 1 ص 27 نقلاً عن السلفي في جزء له عن ابن عبّاس .
3- .الكافي : ج 2 ص 672 ح 2 عن سيف بن هارون مولى آل جعدة ، مشكاة الأنوار : ص 250 ح 734 عن هارون مولى آل أبي جعدة .
4- .منية المريد : ص 350 عن أنس ، بحار الأنوار : ج 92 ص 34 ح 4 ؛ الفردوس : ج 1 ص 296 ح 1168 عن أنس ، كنزالعمّال : ج 10 ص 244 ح 29299 نقلاً عن الخطيب في الجامع .
5- .منية المريد : ص 351 ، بحار الأنوار : ج 92 ص 34 ح 4 ؛ الدرّ المنثور : ج 1 ص 27 نقلاً عن أبي نعيم في تاريخ أصبهان وابن اشته في المصاحف عن أنس .
6- .تنوّق وتنيّق : تجوّدَ وبالَغَ (مجمع البحرين : ج 3 ص 1850 «نوق») .
7- .شُعب الإيمان : ج 2 ص 546 ح 2667 عن قيس بن أبي حازم ، كنزالعمّال : ج 2 ص 296 ح 4045 ؛ منية المريد : ص 351 ، بحار الأنوار : ج 92 ص 35 ح 4 .

ص: 239

5 / 3 إكرام المكتوب

منية المريد :رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله أنَّهُ قالَ لِبَعضِ كُتّابِهِ : ألِقِ (1) الدَّواةَ ، وحَرِّفِ (2) القَلَمَ ، وَانصِبِ الباءَ ، وفَرِّقِ السِّينَ ، ولا تُعَوِّرِ الميمَ ، وحَسِّنِ اللّهَ ، ومُدَّ الرَّحمنَ ، وجَوِّدِ الرَّحيمَ ، وضَع قَلَمَكَ عَلى اُذُنِكَ اليُسرى ؛ فَإِنَّهُ أذكَرُ لَكَ . (3)

5 / 3إكرامُ المَكتوبِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن رَفَعَ قِرطاسا مِنَ الأَرضِ مَكتوبا عَلَيهِ «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» إجلالاً للّهِِ ولِاسمِهِ عَن أن يُداسَ ، كانَ عِندَ اللّهِ مِنَ الصِّدّيقينَ ، وخُفِّفَ عَن والِدَيهِ وإن كانا مُشرِكَينِ . (4)

الدرّ المنثور عن عمر بن عبد العزيز :إنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه و آله مَرَّ عَلى كِتابٍ فِي الأَرضِ ، فَقالَ لِفَتىً مَعَهُ : ما في هذا؟ قالَ : «بِاسمِ اللّهِ» ، قالَ : لُعِنَ مَن فَعَلَ هذا ، لا تَضَعوا «بِاسمِ اللّهِ» إلّا في مَوضِعِهِ . (5)

.


1- .لاقَ الدواةَ وألاقَها : أصلحَ مِدادها [ والمِدادُ : الحِبر] فَلاقَتِ الدواةُ ؛ لَصِقَ المدادُ بصوفِها (القاموس المحيط : ج 3 ص 281 «لاق») .
2- .تحريفُ القلم : قَطُّهُ مُحَرَّفا (الصحاح : ج 4 ص 1343 «حرف») .
3- .منية المريد : ص 349 ، بحار الأنوار : ج 92 ص 34 ح 4 ؛ الشفا بتعريف حقوق المصطفى : ص 448 ح 1093 ، أدب الإملاء والاستملاء : ج 2 ص 588 ح 507 ، تفسير القرطبي : ج 13 ص 353 ، كنزالعمّال : ج 10 ص 314 ح 29566 نقلاً عن الديلمي وكلّها عن معاوية .
4- .تنبيه الخواطر : ج 1 ص 32 عن أنس ، إرشاد القلوب : ص 185 ؛ ربيع الأبرار : ج 2 ص 335 ، الدرّ المنثور : ج 1 ص 29 نقلاً عن الخطيب في تالي التلخيص وكلاهما عن أنس .
5- .الدرّ المنثور : ج 1 ص 29 نقلاً عن أبي داوود في مراسيله .

ص: 240

. .

ص: 241

القسم الثّالث : التّسبيح

اشاره

القِسمُ الثّالِثُ: التّسبيحالمدخلالفصل الأوّل : تفسير التّسبيحالفصل الثّاني : خصائص التّسبيحالفصل الثّالث : الحثّ على التّسبيحالفصل الرّابع : بركات التّسبيحالفصل الخامس : أوقات التّسبيحالفصل السّادس : التّسبيحات الأربعةالفصل السابع : التّسبيحات المأثورةالفصل الثّامن : تسبيح فاطمةالفصل التّاسع : تسبيح الموجوداتالفصل العاشر : السّبحةالفصل الحادي عشر : ما فيه ثواب التّسبيح

.

ص: 242

. .

ص: 243

المدخل

التسبيح لغةً واصطلاحا

المدخلالتسبيح لغةً واصطلاحاإنّ «التسبيح» مصدر من مادة «س ب ح»، وهي تعني في الأصل الحركه السريعة في الماء ، وبما أنّ الحركة السريعة تستوجب الابتعاد عن مبدأ الحركة والاقتراب من الهدف استعملت أيضا في ابتعاد الشيء ، ومن هذا الباب استعمال «التسبيح» بشأن اللّه _ تعالى _ بمعنى تنزهه وابتعاده عن أنواع النقص وما لا ينبغي واقتراب المسبّح من اللّه _ تعالى _ وسهولة انقياده له ، يقول الراغب الأصفهاني في هذا المجال : السبح : المرّ السريع في الماء وفي الهواء ، يقال : سبح سبحاً وسباحة واستعير لمرّ النجوم في الفلك نحو «كُلٌّ فِى فَلَكٍ يَسْبَحُونَ» (1) ولجرى الفرس نحو «وَ السَّ_بِحَ_تِ سَبْحًا» (2) ولسرعة الذهاب في العمل نحو «إِنَّ لَكَ فِى النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلاً» (3) والتسبيح تنزيه اللّه تعالى وأصله المرّ السريع في عبادة اللّه تعالى . (4) ويبدو أنّ كثرة استعمال التسبيح في تنزيه اللّه _ تعالى _ قد جعل هذه الكلمة حقيقة في هذا المعنى ، ولذلك فقد أرجع ابن فارس المعنى الأصلي لمادة «س ب ح» إلى أصلين :

.


1- .الأنبياء : 33 .
2- .النازعات : 3 .
3- .المزّمّل : 7 .
4- .مفردات ألفاظ القرآن : ص 392 .

ص: 244

«التسبيح» في القرآن والحديث

السين و الباء والحاء اصلان : أحدهما جنس من العبادة ، والآخر جنس من السّعى . فالأوّل السّبحة ، وهى الصّلاة ، ويختصّ بذلك ما كان نفلاً غير فرض . يقول الفقهاء : يجمع المسافر بين الصّلاتين ولا يُسبّح بينهما ، أى لا يتنفّل بينهما بصلاةٍ . ومن الباب التّسبيح ، وهو تنزيه اللّه جلّ ثناؤه من كلّ سوء . والتّنزيه : التبعيد . والعرب تقول : سبحان من كذا ، أى ما أبعده . . . وقال قوم تأويله عجبا له إذا يفخر . وهذا قريب من ذاك لأنّه تبعيد له من الفخر . وفي صفات اللّه جلّ وعز : سبّوح . واشتقاقه من الذى ذكرناه أنّه تنزّه من كل شيء لا ينبغى له . والسّبحات الذى جاء في الحديث : جلال اللّه جلّ ثناؤه وعظمته . والأصل الآخر السّبح والسّباحة : العَوْم في الماء . (1) و«سبحان» علم جنس واسم مصدر بمعنى «التسبيح» ، يقول الخليل بن أحمد الفراهيدي في بيان معنى «سبحان اللّه » : سبحان اللّه : تنزيه اللّه عن كلّ ما ينبغي أن يوصف به ، ونصبه في موضع فعل على معنى: تسبيحا للّه ، تريد بحث تسبيحا للّه [أي نزّهته تنزيها] . (2) وذكر الفيروزآبادي في القاموس : وسبحان اللّه : تنزيها للّه من الصحابه والد ، معرفة ، ونُصب على المصدر ، أي : أبرّى ء اللّه من السوء براءة أو معناه : السرعة إليه ، والتحفة في طاعته ، وسبحان من كذا : تعجب منه . (3)

«التسبيح» في القرآن والحديثلقد استعملت مادة «سبّح» في القرآن الكريم بمشتقاتها المختلفة 92 مرّة ، وقد استخدمت كلمة «التسبيح» في هذا الكتاب السماوي والأحاديث الإسلامية بمعنى

.


1- .معجم مقاييس اللغة : ج 3 ص 125 .
2- .ترتيب كتاب العين : ص 357 .
3- .القاموس المحيط : ج 1 ص 226 .

ص: 245

التنزيه ، يقول ابن الأثير : قد تكرّر في الحديث ذكر «التسبيح» على اختلاف تصرّف اللفظة ، واصل التسبيح : التنزيه والتقديس والتبرئة من النقائص ، ثم استعمل في مواضع تقرب منه اتساعا ... وقد يُطلق التسبيح على غيره من أنواع الذكر حجازا ، كالتحميد والتمجيد وغيرهما ، وقد يطلق لصلاة النافلة : سُبحة . يقال : قضيت سُبحتى (1) . . . وقد وردت الإشارة في أحاديث الفصل الأوّل من هذا القسم ، خلال تأييد المفهوم اللغوي للتسبيح ، إلى ملاحظات جديرة بالاهتمام في تفسير هذا الذكر ، مثل : 1 _ عَلِمَ اللّه عز و جل أنّ بني آدم يكذبون على اللّه عز و جل فقال : «سبحان اللّه » ، براءةً ممّا يقولون . (2) 2 _ «سبحان اللّه » أنفة للّه عز و جل ، أما ترى الرجل إذا عجب من الشيء قال : سبحان اللّه (3) . إذا قال العبد : «سبحان اللّه » فقد أنف للّه ، وحقّ على اللّه أن ينصره . (4) 4 . هو تعظيم جلال اللّه عز و جل وتنزيهه عمّا قال فيه كلّ مشرك ، فإذا قالها العبد صلّى عليه كلّ ملك . (5) 5 . إذا قلت : «سبحان اللّه وبحمده» رفعت اللّه تبارك وتعالى عمّا يقول العادلون به . (6)

.


1- .النهاية في غريب الحديث : ج 2 ص 331 .
2- .راجع : ج 1 ص 250 ح 709 .
3- .راجع : ج 1 ص 251 ح 712 .
4- .راجع : ج 1 ص 249 ح 708 .
5- .راجع : ج 1 ص 251 ح 713 .
6- .راجع : ج 1 ص 252 ح 715 .

ص: 246

المسبّح الحقيقي

سرّ التلازم بين «التسبيح» و«التحميد»

إنّ ما جاء في هذه الأحاديث في بيان معنى «التسبيح» وتفسيره يدل عموما على أن مفهوم هذا الذكر ، هو التنزيه المقترن بتعظيم اللّه _ تعالى _ .

المسبّح الحقيقياستنادا إلى ما وردت الإشارة إليه في تفسير «التسبيح» ، فإنّ صفة «المسبّح» لا يستحقها كل من أتى بهذا الذكر ، فالمسبّح الحقيقي هو الذي آمن أنّ اللّه _ تعالى _ لا يعتريه أي نقص في الذات والصفات والأفعال وأدرك عظمة هذا المعنى ، وعلى هذا فإنّ الذي يعترض على التقديرات الإلهيّة حتى في قلبه ، لا يمكن أن يكون صادقا حينما ينطق بالتسبيح .

سرّ التلازم بين «التسبيح» و«التحميد»من خلال التأمّل في المفهوم الحقيقي ل «التسبيح» يتضح لنا سر التلازم بين هذا الذكر وذكر «التحميد» في القرآن (1) والأدعية الشريفة ولماذا تأتي الملائكة بحمد اللّه مع تسبيحه : «وَ تَرَى الْمَلَ_ئِكَةَ حَآفِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ» (2) . ويأمر اللّه _ تعالى _ النبيّ صلى الله عليه و آله قائلاً : «وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِىِّ وَ الْاءِبْكَ_رِ» (3) . ويقول أيضا : «وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ» (4) . كما ذكر القرآن بشأن ذكر «الرعد» :

.


1- .راجع : البقرة : 30 ، الرعد : 13 ، الحجر : 98 ، الإسراء : 44 .
2- .الزمر : 75 وراجع : غافر : 7 ، الشورى : 5 ، البقرة : 30 .
3- .غافر : 55 .
4- .الطور : 48 .

ص: 247

«وَ يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ» (1) . بل إنّ كل الأشياء في عالم الخلق تحمد اللّه _ تعالى _ إلى جانب تسبيحه : «وَ إِن مِّن شَىْ ءٍ إِلَا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَ لَ_كِن لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ» (2) . وتوضيح ذلك أن التسبيح هو تنزيه اللّه _ تعالى _ في الذات والصفات والأفعال من كل نقص والتحميد ، هو الثناء على اللّه _ تعالى لتمتعه بجميع الكمالات في الذات والصفات والأفعال ، ولا شك في أن وجود جميع الكمالات فيه _ سبحانه _ راجع إلى تنزيهه من جميع النقائص . على هذا ، فإنّ التحميد هو في الحقيقة نوع من التسبيح ، باختلاف في جهة واحدة وهي أنّ التسبيح ثناء على اللّه بصفات الجلال والتحميد ، ثناء عليه بصفات الجمال ، واقتران التسبيح بالتحميد ، يعني الثناء على اللّه _ تعالى _ بصفات الجلال والجمال معا . بعبارة اُخرى ، فإنّ التحميد ملازم للتسبيح كما أنّ الصفات الثبوتية للحق _ تعالى _ تستلزم صفاته السلبية وبذلك يتم اقتران تنزيه اللّه _ تعالى _ من جميع النقائص ووصفه بجميع الكمالات ، من خلال اقتران التحميد بالتسبيح . الملاحظة الأخرى هي أنّ التحميد ليس بمفرده نوعا خاصّا من التسبيح ، بل إنّ التهليل والتكبير نوعان من التسبيح أيضا ، لأنّ التهليل هو تنزيه الخالق _ سبحانه _ من الشرك ، والتكبير تنزيهه من وصف الجاهلين وتحديدهم له ، لذلك فقد سأل الإمام الصادق عليه السلام الشخص الذي كبّر في حضوره عليه السلام قائلاً : اللّهُ أكبَرُ مِن أيِّ شَيءٍ؟ فأجاب ذلك الشخص بقوله : من كلّ شيء . فقال الإمام : حَدَّدتَهُ . فقال الرجل : فكيف أقول؟

.


1- .الرعد : 13 .
2- .الإسراء : 44 .

ص: 248

أهمية ذكر «التسبيح»

فقال الإمام : قُل : اللّهُ أكبَرُ مِن أن يوصَفَ . (1) وعلى هذا ، فإنّ جذور التحميد والتهليل والتكبير تمتد في التسبيح ، ورغم أنّ هذه الأذكار مختلفة من حيث المفهوم ولكنّها تتمتع بالوحدة في المصداق ، لذلك يطلق على هذه الأذكار الأربعة في الصلاة مصطلح «التسبيحات الأربعة» (2) ، كما يسمى «التكبير» و«التحميد» بالتسبيح في تسبيح فاطمة الزهراء عليهاالسلام . (3)

أهمية ذكر «التسبيح»بالإضافة إلى ما مرّ في بيان حقيقة التسبيح ، فإنّ الآيات والأحاديث التي وردت حول فضيلة التسبيح (4) وأوقاته (5) وخصائصه (6) ، وخاصة الخصوصية المتمثلة في أن التسبيح هو جوهر الصلاة (7) وروحها ، وصلاة جميع الموجودات (8) ، تدل على الأهميّة والدور الخاص اللذين يؤديهما هذا الذكر في نظام الوجود وبناء الإنسان وتقريبه من خالق العالم . وتبلغ آثار هذا الذكر وبركاته حدّا بحيث بينت الأحاديث الإسلامية أهمّية جملة أمور وقيمتها مثل : تعليم العلم ، فضيلة الصيام ، الحزن لمصائب أهل البيت وغير ذلك من خلال تشبيهها بالتسبيح . (9)

.


1- .الكافي : ج 1 ص 117 ح 8 ، التوحيد : ص 313 ح 1 ، معاني الأخبار : ص 12 ح 2 ، بحار الأنوار : ج 84 ص 366 ح 20 .
2- .راجع : ج 1 ص 289 (التسبيحات الأربعة) .
3- .راجع : ج 1 ص 343 (تسبيح فاطمة) .
4- .راجع : ج 1 ص 261 (فضل التسبيح) .
5- .راجع : ج 1 ص 275 (أوقات التسبيح) .
6- .راجع : ج 1 ص 253 (خصائص التسبيح) .
7- .راجع : ج 1 ص 254 (جوهر الصلاة) .
8- .راجع : ج 1 ص 254 (صلاة كلّ شيء) .
9- .راجع : ج 1 ص 393 (ما فيه ثواب التسبيح) .

ص: 249

الفصل الأوّل : تفسير التّسبيح

الفَصلُ الأَوَّلُ : تفسير التّسبيحالكتاب«سُبْحَ_نَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ * إِلَا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ» . (1)

«سُبْحَ_نَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ» . (2)

الحديثالمستدرك عن طلحة بن عبيد اللّه :سَأَلتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَن تَفسيرِ : «سُبحانَ اللّهِ» ، قالَ : هُوَ تَنزيهُ اللّهِ عَن كُلِّ سوءٍ . (3)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا قالَ العَبدُ : «سُبحانَ اللّهِ» فَقَد أنِفَ (4) للّهِِ ، وحَقٌّ عَلَى اللّهِ أن يَنصُرَهُ . (5)

.


1- .الصافّات : 159 و 160 .
2- .الصافّات : 180 .
3- .المستدرك على الصحيحين : ج 1 ص 680 ح 1848 ، كنز العمّال : ج 1 ص 474 ح 2061 نقلاً عن الديلمي .
4- .أَنِفَ مِن الشيء _ من باب تعِب _ يأنَفُ أَنَفا : إذا كَرِهَهُ وعَزَفت نفسه عنه... قال بعض الشارحين : الأَنَفَة في الأصل : الضرب على الأَنف ليرجع ، ثمّ استعمل لتبعيد الأشياء ، فيكون هنا بمعنى رفع اللّه عن مرتبة المخلوقين بالكلّية ، لأنّه تنزيه عن صفات الرذائل والأجسام (مجمع البحرين : ج 1 ص 89 «أنف») .
5- .المحاسن : ج 1 ص 106 ح 90 عن محمّد بن مروان عن الإمام الباقر عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 93 ص 183 ح 19 .

ص: 250

الإمام الحسن عليه السلام :جاءَ نَفَرٌ مِنَ اليَهودِ إلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَسَأَلَهُ أعلَمُهُم فَقالَ لَهُ : أخبِرني عَن تَفسيرِ : سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ . فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : عَلِمَ اللّهُ عز و جل أَنَّ بَني آدَمَ يَكذِبونَ عَلَى اللّهِ عز و جل ، فَقالَ : «سُبحانَ اللّهِ» ؛ بَراءَةً مِمّا يَقولونَ . وأمّا قَولُهُ : «الحَمدُ للّهِِ» ؛ فَإِنَّهُ عَلِمَ أَنَّ العِبادَ لا يُؤَدّونَ شُكرَ نِعمَتِهِ فَحَمِدَ نَفسَهُ قَبلَ أن يَحمَدَهُ العِبادُ ، وهُوَ أوَّلُ كَلامٍ ، لَولا ذلِكَ لَما أنعَمَ اللّهُ تَعالى عَلى أحَدٍ بِنِعمَتِهِ . وقَولُهُ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» يَعني وَحدانِيَّتَهُ ، لا يَقبَلُ الأَعمالَ إلّا بِها ، وهِيَ كَلِمَةُ التَّقوى ، يُثقِلُ اللّهُ بِهَا المَوازينَ يَومَ القِيامَةِ . وأمّا قَولُهُ : «اللّهُ أكبَرُ» ، فَهِيَ كَلِمَةٌ أعلَى الكَلِماتِ وأحَبُّها إلَى اللّهِ عز و جل؛ يَعني أنَّهُ لَيسَ شَيءٌ أكبرَ مِنهُ ، ولا تَصِحُّ الصَّلاةُ إلّا بِها لِكَرامَتِها عَلَى اللّهِ عز و جل ، وهُوَ الاِسمُ الأَعَزُّ الأَكرَمُ . قالَ اليَهودِيُّ : صَدَقتَ يا مُحَمَّدُ . فَما جَزاءُ قائِلِها؟ قالَ : إذا قالَ العَبدُ : «سُبحانَ اللّهِ» ، سَبَّحَ مَعَهُ ما دونَ العَرشِ ، فَيُعطى قائِلُها عَشرَ أمثالِها . وإذا قالَ : «الحَمدُ للّهِِ» ، أنعَمَ اللّهُ عَلَيهِ بِنِعَمِ الدُّنيا مَوصولاً بِنِعَمِ الآخِرَةِ ، وهِيَ الكَلِمَةُ الَّتي يَقولُها أهلُ الجَنَّةِ إذا دَخَلوها ، ويَنقَطِعُ الكَلامُ الَّذي يَقولونَهُ فِي الدُّنيا ما خَلَا الحَمدُ للّهِِ ؛ وذلِكَ قَولُهُ تَعالى : «دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَ_نَكَ اللَّهُمَّ وَ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَ_مٌ وَ ءَاخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَ__لَمِينَ» (1) . وأمّا قَولُهُ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» ، فَثَمَنُهَا الجَنَّةُ ؛ وذلِكَ قَولُ اللّهِ تَعالى : «هَلْ جَزَاءُ الْاءِحْسَ_نِ إِلَا الْاءِحْسَ_نُ» (2) قالَ : هَل جَزاءُ مَن قالَ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» إلَا الجَنَّةُ .

.


1- .يونس : 10 .
2- .الرحمن : 60 .

ص: 251

فَقالَ اليَهودِيُّ : صَدَقتَ يا مُحَمَّدُ . (1)

الإمام عليّ عليه السلام _ بَعدَ أن بَيَّنَ مَعنَى الرُّكوعِ _ :ومَعنى قَولِهِ : «سُبحانَ رَبِّيَ العَظيمِ وبِحَمدِهِ» ؛ فَ «سُبحانَ اللّهِ» : أنَفَةٌ للّهِِ عز و جل ، و«رَبّي» : خالِقي ، وَ«العَظيمِ» : هُوَ العَظيمُ في نَفسِهِ ، غَيرُ مَوصوفٍ بِالصِّغَرِ ، وعَظيمٌ فِي مُلكِهِ وسُلطانِهِ ، وأعظَمُ مِن أن يوصَفَ ، تَعالَى اللّهُ . (2)

عنه عليه السلام _ بَعدَ أن بَيَّنَ مَعنَى السُّجودِ _ :ومَعنى قَولِهِ : «سُبحانَ رَبِّيَ الأَعلى» ؛ فَ «سُبحانَ» : أنَفَةٌ للّهِِ ، و«رَبِّي» : خالِقي ، وَ«الأَعلى» : أي عَلا وَارتَفَعَ في سَماواتِهِ حَتّى صارَ العِبادُ كُلُّهُم دونَهُ ، وقَهَرَهُم بِعِزَّتِهِ ، ومِن عِندِهِ التَّدبيرُ ، وإلَيهِ تَعرُجُ المَعارِجُ . (3)

الإمام الصادق عليه السلام _ لِهِشامِ بنِ الحَكَمِ وقَد سَأَلَهُ عَن تَفسيرِ سُبحانَ اللّهِ _ :أنَفَةٌ للّهِِ ، أما تَرَى الرَّجُلَ إذا عَجِبَ مِنَ الشَّيءِ قالَ : سُبحانَ اللّهِ . (4)

التوحيد عن يزيد بن الأصمّ :سَأَلَ رَجُلٌ عُمَرَ بنَ الخَطّابِ ، فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، ما تَفسيرُ : سُبحانَ اللّهِ؟ قالَ : إنَّ في هذَا الحائِطِ رَجُلاً كانَ إذا سُئِلَ أنبَأَ ، وإِذا سكَتَ ابتَدَأَ . فَدَخَلَ الرَّجُلُ ؛ فَإِذا هُوَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام ، فَقالَ : يا أَبَا الحَسَنِ ، ما تَفسيرُ : سُبحانَ اللّهِ؟ قالَ : هُوَ تَعظيمُ جَلالِ اللّهِ عز و جل ، وتَنزيهُهُ عَمّا قالَ فيهِ كُلُّ مُشرِكٍ ، فَإِذا قالَهَا العَبد

.


1- .علل الشرايع : ص 251 ح 8 عن الحسن بن عبد اللّه عن آبائه ، الأمالي للصدوق : ص 255 ح 279 عن الحسن بن عبد اللّه عن أبيه عن جدّه الحسن عليه السلام ، الاختصاص : ص 34 عن الحسين بن عبد اللّه عن أبيه عن جدّه عن آبائه عن الإمام الحسين عليهم السلامنحوه ، بحار الأنوار : ج 9 ص 294 ح 5 .
2- .بحار الأنوار : ج 85 ص 116 ح 25 نقلاً عن العلل لمحمّد بن عليّ بن إبراهيم .
3- .بحار الأنوار : ج 85 ص 139 ح 24 نقلاً عن العلل لمحمّد بن عليّ بن إبراهيم .
4- .الكافي : ج 3 ص 329 ح 5 ، معاني الأخبار : ص 9 ح 1 عن هشام بن عبدالملك وفيه صدره إلى «أنفة للّه » .

ص: 252

صَلّى عَلَيهِ كُلُّ مَلَكٍ . (1)

الكافي عن هشام الجواليقي :سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام عَن قَولِ اللّهِ عز و جل : «سُبْحَانَ اللّهِ» (2) ما يَعني بِهِ؟ قالَ : تَنزيهَهُ . (3)

الإمام زين العابدين عليه السلام :إذا قُلتَ : «سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ» رَفَعتَ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى عَمّا يَقولُ العادِلونَ بِهِ . (4)

تفسير القمّي عن إسماعيل الجعفي عن الإمام الباقر عليه السلام _ في وَصفِ مِعراجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله _ :فَلَمَّا انتَهى بِهِ إلى سِدرَةِ المُنتَهى تَخَلَّفَ عَنهُ جَبرَئيلُ عليه السلام ، فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : «يا جَبرَئيلُ ، في هذَا المَوضِعِ تَخذُلُني»؟! فَقالَ : تَقَدَّم أمامَك ، فَوَاللّهِ لَقَد بَلَغتَ مَبلَغا لَم يَبلُغهُ أحَدٌ مِن خَلقِ اللّهِ قَبلَكَ . «فَرَأَيتُ مِن نورِ رَبّي ، وحالَ بَيني وبَينَهُ السُّبحَةُ» . قُلتُ : ومَا السُّبحَةُ (5) جُعِلتُ فِداكَ؟ فَأَومَأَ بِوَجهِهِ إلَى الأَرضِ وأَومَأَ بِيَدِهِ إلَى السَّماءِ وهُوَ يَقولُ : جَلالُ رَبّي _ ثَلاثَ مَرّاتٍ _ . (6)

.


1- .التوحيد : ص 312 ح 1 ، معاني الأخبار : ص 9 ح 3 ، بحار الأنوار : ج 40 ص 121 ح 10 .
2- .جاءت كثيرا في القرآن الكريم ، وبعنوان المثال اُنظر : الأنبياء:22 ، المؤمنون:91 ، النمل:8 ، القصص : 68 .
3- .الكافي : ج 1 ص 118 ح 11 ، التوحيد : ص 312 ح 3 ، معاني الأخبار : ص 9 ح 2 ، بحار الأنوار : ج 93 ص 177 ح 2 .
4- .الخصال : ص 299 ح 72 عن أبي حمزة الثمالي ، بحار الأنوار : ج 93 ص 178 ح 6 .
5- .في المصدر : «السبخة» في كلا الموضعين ، والتصويب من بحار الأنوار وتفسير نور الثقلين وتفسير الصافي . وقال المجلسي قدس سره : لعلّ المراد بالسُّبْحة تنزّهه وتقدّسه تعالى ؛ أي حال بيني وبينه تنزّهه عن المكان والرؤية ، وإلّا فقد حصل غاية ما يمكن من القرب. قال الجزري : سُبُحات اللّه : جلالُه وعظمتُه ، وهي في الأصل جمع سُبْحة (بحار الأنوار : ج 18 ص 374) .
6- .تفسير القمّي : ج 2 ص 243 ، بحار الأنوار : ج 18 ص 373 ح 79 .

ص: 253

الفصل الثّاني : خصائص التّسبيح

2 / 1 اسم من أسماء اللّه

الفَصلُ الثّاني : خصائص التّسبيح2 / 1اِسمٌ مِن أسماءِ اللّهِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ للّهِِ تَبارَكَ وتَعالى تِسعَةً وتِسعينَ اسما . . . وهِيَ : اللّهُ ، الإِلهُ . . . السُّبّوحُ (1) . (2)

تفسير العيّاشي عن زيد الشحّام عن الإمام الصادق عليه السلام ، قال :سَأَلتُهُ عَنِ التَّسبيحِ ، فَقالَ : هُوَ اسمٌ مِن أسماءِ اللّهِ ، ودَعوى أهلِ الجَنَّةِ . 3

كنزالعمّال عن ابن عبّاس :قالَ عُمَرُ : أمَّا الحَمدُ فَقَد عَرَفناهُ ؛ فَقَد تَحمَدُ الخَلائِقُ بَعضُهُم

.


1- .قال الشيخ الصدوق قدس سره : السُّبّوح : هو اسم مبنيّ على فُعّول ، وليس في كلام العرب فعّول إلّا سبّوح وقدّوس ، ومعناهما واحد ، وسبحان اللّه تنزيها له عن كلّ ما لا ينبغي أن يوصف به ، ونصبه لأنّه في موضع فعل على معنى تسبيحا للّه ؛ يريد : سبّحتُ تسبيحا للّه ، ويجوز أن يكون نصبا على الظرف ، ومعناه : نسبّح للّه وسبّحوا للّه (التوحيد : ص 207) .
2- .التوحيد : ص 194 ح 8 ، الخصال : ص 593 ح 4 كلاهما عن سليمان بن مهران عن الإمام الصادق عن آبائه عن الإمام عليّ عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج 4 ص 186 ح 1 .

ص: 254

2 / 2 جوهر الصّلاة

2 / 3 صلاة كلّ شيء

بَعضا ، وأمّا «لا إلهَ إلَا اللّهُ» قَد عَرَفناها ؛ فَقَد عُبِدَتِ الآلِهَةُ مِن دونِ اللّهِ ، وأمّا «اللّهُ أكبَرُ» فَقَد يُكَبِّرُ المُصَلّي ، وأمّا «سُبحانَ اللّهِ» فَما هُوَ؟ فَقالَ رَجُلٌ مِنَ القَومِ : اللّهُ أعلَمُ ، فَقالَ عُمَرُ : قَد شَقِيَ عُمَرُ إن لَم يَكُن يَعلَم ، إنَّ اللّهَ أعلَمُ . فَقالَ عَلِيٌّ عليه السلام : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، اِسمٌ مَمنوعٌ أن يَنتَحِلَهُ أحَدٌ مِنَ الخَلائِقِ ، وإِلَيهِ مَفزَعُ الخَلقِ ، وأَحَبَّ أن يُقالَ لَهُ . فَقالَ عُمَرُ : هُوَ كَذلِكَ . (1)

2 / 2جَوهَرُ الصَّلاةِالمناقب عن أبي حازم :قالَ رَجُلٌ لِزَينِ العابِدينَ عليه السلام : تَعرِفُ الصَّلاةَ؟ فَحَمَلتُ عَلَيهِ ، فَقالَ عليه السلام : مَهلاً يا أبا حازِمٍ فَإِنَّ العُلَماءَ هُمُ الحُلَماءُ الرُّحَماءُ . ثُمَّ واجَهَ السّائِلَ فَقالَ : نَعَم أعرِفُها ! فَسَأَلَهُ عَن أفعالِها وتُروكِها وفَرائِضِها ونَوافِلِها ، حَتّى بَلَغَ قَولَهُ : مَا افتِتاحُها؟ قالَ : التَّكبيرُ ، قالَ : ما بُرهانُها؟ قالَ : القِراءَةُ ، قالَ : ما خُشوعُها؟ قالَ : النَّظَرُ إلى مَوضِعِ السُّجودِ ، قالَ : ما تَحريمُها؟ قالَ : التَّكبيرُ ، قالَ : ما تَحليلُها؟ قالَ : التَّسليمُ ، قالَ : ما جَوهَرُها؟ قالَ : التَّسبيحُ . (2)

2 / 3صَلاةُ كُلِّ شَيءٍرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ نَبِيَّ اللّهِ نوحا عليه السلام لَمّا حَضَرَتهُ الوَفاةُ قالَ لِابنِهِ : إنّي قاصٌّ عَلَيك

.


1- .كنزالعمّال : ج 2 ص 564 ح 4738 نقلاً عن ابن ماجة في تفسيره وابن أبي حاتم وابن مردويه .
2- .المناقب لابن شهر آشوب : ج 4 ص 130 ، بحار الأنوار : ج 84 ص 244 ح 35 .

ص: 255

2 / 4 طعام الملائكة

الوَصِيَّةَ : آمُرُكَ بِاثنَتَينِ ، وأنهاكَ عَنِ اثنَتَينِ : آمُرُكَ بِ «لا إلهَ إلَا اللّهُ»؛ فَإِنَّ السَّماواتِ السَّبعَ وَالأَرضِينَ السَّبعَ لَو وُضِعَت في كَفَّةٍ ، ووُضِعَت «لا إلهَ إلَا اللّهُ» في كَفَّةٍ ، رَجَحَت بِهِنَّ «لا إلهَ إلَا اللّهُ» . ولَو أنَّ السَّماواتِ السَّبعَ وَالأَرَضِينَ السَّبعَ كُنَّ حَلقَةً مُبهَمَةً ، قَصَمَتهُنَّ «لا إلهَ إلَا اللّهُ» . و «سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ»؛ فَإِنَّها صَلاةُ كُلِّ شَيءٍ ، وبِها يُرزَقُ الخَلقُ . (1) وأنهاكَ عَنِ الشِّركِ ، وَالكِبرِ . (2)

2 / 4طَعامُ المَلائِكَةِالاختصاص عن ابن عبّاس _ في مَسائِلِ عَبدِ اللّهِ بنِ سَلّامٍ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه و آله _ :قالَ : فَأَخبِرني عَن جَبرَئيلَ في زِيِّ الإِناثِ أم في زِيِّ الذُّكورِ؟ قالَ صلى الله عليه و آله : في زِيِّ الذُّكورِ لَيسَ في زِيِّ الإِناثِ . قالَ : فَأَخبِرني ما طَعامُهُ وشَرابُهُ؟ قال : طَعامُهُ التَّسبيحُ ، وشَرابُهُ التَّهليلُ (3) . قالَ : صَدَقتَ يا مُحَمَّدُ . (4)

.


1- .قال العلّامة الطباطبائي قدس سره : إنّ الرزق يقدّر بالحاجة والسؤال ، وكلّ شيء إنّما يسبّح اللّه تعالى بالإشارة بإظهار حاجته ونقصه إلى تنزّهه تعالى من ذلك (الميزان في تفسير القرآن : ج 13 ص 120) .
2- .مسند ابن حنبل : ج 2 ص 575 ح 6594 ، المستدرك على الصحيحين : ج 1 ص 113 ح 154 نحوه وكلاهما عن عبد اللّه بن عمرو ، كنزالعمّال : ج 16 ص 107 ح 44078 .
3- .أي يتقوّون بالتسبيح والتهليل كما يتقوّى الإنسان بالطعام والشراب ولا يبقى بدونهما (بحار الأنوار : ج 59 ص 254) .
4- .الاختصاص : ص 45 ، بحار الأنوار : ج 59 ص 253 ح 16 .

ص: 256

2 / 5 دعاء أهل الجنّة

2 / 5دُعاءُ أهلِ الجَنَّةِالكتاب«دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَ_نَكَ اللَّهُمَّ وَ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَ_مٌ وَ ءَاخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَ__لَمِينَ» (1) . 2

.


1- .يونس : 10 .

ص: 257

الحديثالإمام عليّ عليه السلام _ فِي خُطبَةٍ لَهُ _ :جَعَلَ اللّهُ العاقِبَةَ لِلتَّقوى ، وَالجَنَّةَ لِأَهلِها مَأوىً ، دُعاؤُهُم فيها أحسَنُ الدُّعاءِ «سُبْحَ_نَكَ اللَّهُمَّ» ، دُعاؤُهُمُ المَولى عَلى ما آتاهُم «وَ ءَاخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَ__لَمِينَ» . (1)

الإمام الباقر عليه السلام :إنَّ المُؤمِنَ لَيَكونُ لَهُ مِنَ الجِنانِ ما أحَبَّ وَاشتَهى ، يَتَنَعَّمُ فيهِنَّ كَيفَ يَشاءُ ، وإِذا أرادَ المُؤمِنُ شَيئا أَوِ اشتَهى إنَّما دَعواهُ فِيها إذا أرادَ أن يَقولَ : «سُبحانَكَ اللّهُمَّ» ، فَإِذا قالَها تَبادَرَت إلَيهِ الخَدَمُ بِمَا اشتَهى مِن غَيرِ أن يَكونَ طَلَبَهُ مِنهُم أو أمَرَ بِهِ ، وذلِكَ قَولُ اللّهِ عز و جل : «دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَ_نَكَ اللَّهُمَّ وَ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَ_مٌ» يَعني الخُدّامَ ،

.


1- .الكافي : ج 8 ص 173 ح 193 عن جابر عن الإمام الباقر عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 77 ص 350 ح 30 .

ص: 258

2 / 6 اِلتذاذ أهل الجنّة بتسبيح الحلي عليهم

2 / 7 غناء الجنّة

قالَ : «وَ ءَاخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَ__لَمِينَ» . (1)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :أهلُ الجَنَّةِ . . . يُلهَمونَ التَّسبيحَ وَالتَّحميدَ كَما يُلهَمونَ النَّفَسَ . (2)

2 / 6اِلتِذاذُ أهلِ الجَنَّةِ بِتَسبيحِ الحَليِ عَلَيهِمالإمام الصادق عليه السلام :إنَّ المُؤمِنَ لَيَتَنَعَّمُ بِتَسبيحِ الحَليِ عَلَيهِ فِي الجَنَّةِ ، في كُلِّ مَفصَلٍ مِنَ المُؤمِنِ فِي الجَنَّةِ ثَلاثَةُ أساوِرَ مِن ذَهَبٍ وفِضَّةٍ ولُؤلُؤٍ . (3)

2 / 7غِناءُ الجَنَّةِالإمام عليّ عليه السلام :قالَ رَجُلٌ : يا رَسولَ اللّهِ ، إنّي يُعجِبُنِي الصَّوتُ الحَسَنُ ، أفِي الجَنَّةِ الصَّوتُ الحَسَنُ؟ قالَ : نَعَم وَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ ، إنَّ اللّهُ لَيَأمُرُ لِمَن أحَبَّ ذلِكَ مِنهُم بِشَجَرٍ يُسمِعُهُ صَوتا بِالتَّسبيحِ ، ما سَمِعَتِ الآذانُ بِأَحسَنَ مِنهُ قَطُّ . (4)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :وَالَّذي نَفسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، إنَّ فِي الجَنَّةِ لَشَجَرا يَتَصَفَّقُ بِالتَّسبيحِ بِصَوتٍ لَم يَسمَعِ الأَوَّلونَ وَالآخِرونَ بِمِثلِهِ ، يُثمِرُ ثَمرا كَالرُّمّانِ . (5)

.


1- .الكافي : ج 8 ص 100 ح 69 عن محمّد بن إسحاق المدني ، بحار الأنوار : ج 8 ص 161 ح 98 .
2- .سنن الدارمي : ج 2 ص 792 ح 2723 ، مسند ابن حنبل : ج 5 ص 121 ح 14775 نحوه وكلاهما عن جابر ، كنزالعمّال : ج 14 ص 469 ح 39294 .
3- .ربيع الأبرار : ج 4 ص 26 .
4- .الغارات : ج 1 ص 242 ، بحار الأنوار : ج 33 ص 547 ح 720 .
5- .المحاسن : ج 1 ص 288 ح 569 عن الحارث بن محمّد الأحول عمّن حدّثه عن الإمام الباقر والإمام الصادق عليهماالسلام ، تأويل الآيات الظاهرة : ج 2 ص 441 ح 1 عن الحارث بن محمّد الأحول عن الإمام الصادق عن الإمام الباقر عليهماالسلامعنه صلى الله عليه و آله ، بحار الأنوار : ج 8 ص 138 ح 50 .

ص: 259

2 / 8 ثمار الجنّة

2 / 8ثِمارُ الجَنَّةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ إبراهيمَ خَليلَ الرَّحمنِ رَأَى الجَنَّةَ فيما يَرَى النّائِمُ ، فَأَصبَحَ فَقَصَّها عَلى قَومِهِ ، فَقالَ : يا قومُ! إنّي رَأَيتُ البارِحَةَ فيما يَرَى النّائِمُ جَنَّةً عَرضُهَا السَّماواتُ وَالأَرضُ اُعِدَّت لِمُحَمَّدٍ واُمَّتِهِ ، حَدائِقُها شَهادَةُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ ، وأشجارُها مُحَمَّدٌ رَسولُ اللّهِ ، وثِمارُها سُبحانَ اللّهِ وَالحَمدُ للّهِِ . (1)

.


1- .كنزالعمّال : ج 12 ص 177 ح 34549 نقلاً عن مسند البزّار عن أبي اُمامة .

ص: 260

. .

ص: 261

الفصل الثّالث : الحثّ على التّسبيح

3 / 1 فضل التّسبيح

الفَصلُ الثّالِثُ : الحثّ على التّسبيح3 / 1فَضلُ التَّسبيحِرسول اللّه صلى الله عليه و آله _ مِن كَلامٍ لَهُ يَصِفُ فيهِ إخوانَهُ الَّذينَ يَأتونَ مِن بَعدِهِ _ :لَو أنَّ أحَدا مِنهُم يُسَبِّحُ تَسبيحَةً خَيرٌ لَهُ مِن أن يَصيرَ لَهُ جِبالُ الدُّنيا ذَهَبا . (1)

عنه صلى الله عليه و آله :مَن سَبَّحَ تَسبيحَةً ، ومَنَحَ مِنحَةَ (2) لَبَنٍ ، أو هَدى زُقاقا (3) ، كانَ لَهُ كَعِدلِ نَسَمَةٍ . (4)

عنه صلى الله عليه و آله :إذا قالَ العَبدُ : «سُبحانَ اللّهِ» ، قالَ اللّهُ : صَدَقَ عَبدي ، سُبحاني وبِحَمدي ، لا يَنبَغِي التَّسبيحُ إلّا لي . (5)

.


1- .التحصين لابن فهد : ص 25 ح 40 .
2- .مِنْحَة اللبن : أن يُعطيه ناقة أو شاةً ينتفع بلبنها ويعيدها . وكذلك إذا أعطاه لينتفع بوبرها وصوفها زمانا ثمّ يردّها (النهاية : ج 4 ص 364 «منح») .
3- .في المصدر : «... منحه منحة لبن أو هدى دفافا ...» ، والتصويب من كنز العمّال. قال ابن الأثير : الزُّقاقُ _ بالضمّ _ : الطريق ، يريد من دلّ الضالّ أو الأعمى طريقه (النهاية : ج 2 ص 306 «زقق») .
4- .شُعب الإيمان : ج 2 ص 507 ح 2544 عن أبي أيّوب ، كنزالعمّال : ج 2 ص 231 ح 3890 .
5- .كنزالعمّال : ج 1 ص 466 ح 2029 نقلاً عن الديلمي عن أبي الدرداء .

ص: 262

الإمام الصادق عليه السلام :ما يَعلَمُ عِظَمَ ثَوابِ الدُّعاءِ وتَسبيحِ العَبدِ فيما بَينَهُ وبَينَ نَفسِهِ ، إلَا اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى . (1)

عنه عليه السلام :ما مِن كَلِمَةٍ أخَفُّ عَلَى اللِّسانِ مِنها ولا أبلَغُ مِن «سُبحانَ اللّهِ» . (2)

عنه عليه السلام :مَن سَبَّحَ اللّهَ مِئَةَ مَرَّةٍ كانَ أفضَلَ النّاسِ ذلِكَ اليَومَ ، إلّا مَن قالَ مِثلَ قَولِهِ . (3)

عنه عليه السلام_ لَمّا قيلَ لَهُ : إنَّ مِن سَعادَةِ المَرءِ خِفَّةَ عارِضَيهِ (4) _: وما في هذا مِنَ السَّعادَةِ؟! إنَّمَا السَّعادَةُ خِفَّةُ ماضِغَيهِ (5) بِالتَّسبيحِ . (6)

عدّة الداعي _ فيما يُحكى عَن سُلَيمانَ بنِ داوودَ عليهماالسلام _ :إنَّهُ مَرَّ بِحَرّاثٍ فَقالَ : لَقَد اُوتِيَ ابنُ داوودَ مُلكا عَظيما! فَأَلقاهُ الرّيحُ في اُذُنِهِ ، فَنَزَلَ ومَشى إلَى الحَرّاثِ وقالَ : إنَّما مَشَيتُ إلَيكَ لِئَلّا تَتَمَنّى ما لا تَقدِرُ عَلَيهِ . ثُمَّ قالَ : لَتَسبيحَةٌ واحِدَةٌ يَقبَلُهَا اللّهُ تَعالى خَيرٌ مِمّا اُوتِيَ آلُ داوودَ . وفي حَديثٍ آخَرَ : لِأَنَّ ثَوابَ التَّسبيحَةِ يَبقى ، ومُلكَ سُلَيمانَ يَفنى . (7)

عنه عليه السلام :كانَ فيما وَعَظَ اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى بِهِ عيسَى بنَ مَريَمَ عليه السلام : . . . يا عيسى ، تَيَقَّظ ولا تَيأَس مِن رَوحي ، وسَبِّحني مَعَ مَن يُسَبِّحُني ، وبِطَيِّبِ الكَلام

.


1- .فلاح السائل : ص 92 ح 26 عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابنا ، بحار الأنوار : ج 93 ص 319 ح 25 .
2- .الكافي : ج 3 ص 329 ح 5 ، مستطرفات السرائر : ص 96 ح 12 وليس فيه «منها» وكلاهما عن هشام بن الحكم ، بحار الأنوار : ج 93 ص 183 ح 23 .
3- .المحاسن : ج 1 ص 107 ح 91 عن أبي بصير ، بحار الأنوار : ج 93 ص 183 ح 20 .
4- .قال ابن الأثير : العارضُ من اللِّحيَة : ما يَنبتُ على عُرض اللَّحْيِ فوق الذقنُ، وقيل : أراد بخِفَّة العارِضَينِ خِفَّةَ اللحية ، وما أراه مناسبا (النهاية : ج 3 ص 212 «عرض») .
5- .الماضِغان : اُصول اللِّحيَين عند منبت الأضراس (مجمع البحرين : ج 3 ص 1702 «مضغ») .
6- .علل الشرايع : ص 580 ح 11 ، معاني الأخبار : ص 183 ح 1 ، بحار الأنوار : ج 93 ص 153 ح 13 .
7- .عدّة الداعي : ص 246 ، بحار الأنوار : ج 93 ص 184 ح 26 .

ص: 263

3 / 2 كثرة التّسبيح

فَقَدِّسني . (1)

بحار الأنوار :في صَحيفَةِ إدريسَ النَّبِيِّ عليه السلام : فَسُبحاني سُبحاني وطوبى لِمَن سَبَّحَني ، وقُدُّوسٌ أنَا وطوبى لِمَن قَدَّسَني . (2)

قصص الأنبياء _ في ذِكرِ العَشرِ الآياتِ الَّتي نَزَلَت عَلى موسى عليه السلام _ :بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ : هذا كِتابٌ مِنَ اللّهِ المَلِكِ الجَبّارِ العَزيزِ القَهّارِ لِعَبدِهِ ورَسولِهِ موسَى بنِ عِمرانَ ، أن سَبِّحني وقَدِّسني ، لا إلهَ إلّا أنَا فَاعبُدني ، ولا تُشرِك بي شَيئا ، وَاشكُر لي ولِوالِدَيكَ إلَيَّ المَصيرُ . (3)

3 / 2كَثرَةُ التَّسبيحِالكتاب«وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُ_لُوعِ الشَّمْسِ وَ قَبْلَ غُرُوبِهَا وَ مِنْ ءَانَاىءِ الَّيْلِ فَسَبِّحْ وَ أَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى» . (4)

الحديثالإمام عليّ عليه السلام _ في ذِكرِ حَديثِ مِعراجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله _ :قالَ اللّهُ تَعالى : . . . يا أحمَدُ ، لَيسَ كُلُّ مَن قالَ : «اُحِبُّ اللّهَ» أحَبَّني ، حَتّى يَأخُذَ قُوتا . . . ويَشغَلَ بِذِكري اشتِغالاً ، ويُكثِرَ التَّسبيحَ دائِما (5) .

.


1- .الأمالي للصدوق : ص 606 _ 610 ح 842 عن أبي بصير ، الكافي : ج 8 ص 137 ح 103 عن عليّ بن أسباط عنهم عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج 14 ص 294 ح 14 .
2- .بحار الأنوار : ج 95 ص 458 .
3- .قصص الأنبياء (عرائس المجالس) : ص 204 .
4- .طه : 130.
5- .إرشاد القلوب : ص 199 _ 205 ، بحار الأنوار : ج 77 ص 30 ح 6 .

ص: 264

الإمام زين العابدين عليه السلام :إنَّما شِيعَتُنا . . . خُمصُ (1) البُطونِ ، ذُبُلُ الشِّفاهِ ، قَد هَيَّجَتِ (2) العِبادَةُ وُجوهَهُم ، وأخلَقَ (3) سَهَرُ اللَّيالي وقَطعُ الهَواجِرِ جُثَثَهُم ، المُسَبِّحونَ إذا سَكَتَ النّاسُ ، وَالمُصَلّونَ إذا نامَ النّاسُ ، والمَحزونونَ إذا فَرِحَ النّاسُ . (4)

ثواب الأعمال عن يونس بن يعقوب :قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام : مَن قالَ : «سُبحانَ اللّهَ» مِئَةَ مَرَّةٍ ، كانَ مِمَّن ذَكَرَ اللّهَ كَثيرا؟ قالَ : نَعَم . (5)

الإمام الصادق عليه السلام _ في أوصافِ المُؤمِنينَ الكامِلينَ _ :فَهُمُ الحَفِيُّ عَيشُهُم ، المُنتَقِلَةُ دِيارُهُم مِن أرضٍ إلى أرضٍ ، الخَميصَةُ بُطُونُهُم مِنَ الصِّيامِ ، الذُّبُلَةُ شِفاهُهُم مِنَ التَّسبيحِ ، العُمشُ (6) العُيونِ مِنَ البُكاءِ . (7)

عنه عليه السلام :قالَ لُقمانُ لِابنِهِ : . . . عَلَيكَ بِالتَّسبيحِ ما دُمتَ عامِلاً ، وعَلَيكَ بِالدُّعاءِ ما دُمتَ خالِيا . (8)

.


1- .رجل خُمصان وخميص : إذا كان ضامر البطن (النهاية : ج 2 ص 80 «خمص») . وقال المجلسي قدس سره : خماص البطن كناية عن قلَّة الأكل ، أو كثرة الصوم ، أو العفّة (بحار الأنوار : ج 68 ص 188) .
2- .قال العلّامة المجلسي قدس سره : في القاموس : هاجَ يَهيجُ : ثار ، كاهتاج وتهيَّجَ ، وأثارَ ، وأهاجَهُ : أيبَسَهُ . وكأن تحتمل النسخة الباءَ الموحَّدة [هَبَّجَت] ؛ من قولهم : هبَّجَهُ تبهيجا : ورَّمَهُ (بحار الأنوار : ج 68 ص 169 واُنظر : القاموس المحيط : ج 1 ص 213 «هاج» وص 211 «هبج») .
3- .خَلُق الثوبُ : بَلِيَ ، وأخلَق الثّوبُ مثله ، وأخلَقتُه أنا ؛ يتعدّى ولا يتعدّى (الصحاح : ج 4 ص 1472 «خلق») .
4- .صفات الشيعة : ص 103 ح 40 عن حمران بن أعين عن الإمام الصادق عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 68 ص 169 ح 30 .
5- .ثواب الأعمال : ص 27 ح 1 ، عدّة الداعي : ص 246 ، بحار الأنوار : ج 93 ص 182 ح 15 .
6- .العَمَش : ضعف البصر مع سيلان الدمع في أكثر الأوقات (القاموس المحيط : ج 2 ص 280 «عمش») .
7- .الاُصول الستّة عشر : ص 6 عن زيد الزرّاد ، بحار الأنوار : ج 67 ص 351 ح 54 .
8- .الكافي : ج 8 ص 348 ح 547 ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج 2 ص 298 ح 2505 ، المحاسن : ج 2 ص 126 ح 1348 كلّها عن حمّاد (بن عيسى أو ابن عثمان) ، بحار الأنوار : ج 76 ص 272 ح 28 .

ص: 265

3 / 3 التّسبيح مع التّحميد

3 / 3التَّسبيحُ مَعَ التَّحميدِالكتاب«وَ لَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَ كُن مِّنَ السَّ_جِدِينَ * وَ اعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ» . (1)

«فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُ_لُوعِ الشَّمْسِ وَ قَبْلَ الْغُرُوبِ * وَ مِنَ الَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَ أَدْبَ_رَ السُّجُودِ» . (2)

«وَ اصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ * وَ مِنَ الَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَ إِدْبَ_رَ النُّجُومِ» . (3)

«إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِ_ئايَ_تِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُواْ بِهَا خَرُّواْ سُجَّدًا وَ سَبَّحُواْ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ هُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ» . (4)

«دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَ_نَكَ اللَّهُمَّ وَ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَ_مٌ وَ ءَاخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَ__لَمِينَ» . (5)

الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :ما اُوحِيَ إلَيَّ أن أجمَعَ المالَ وأكونَ مِنَ التّاجِرينَ ، ولكِن اُوحِيَ إلَيَّ أن : «سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَ كُن مِّنَ السَّ_جِدِينَ * وَ اعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ» . (6)

.


1- .الحِجر : 97 _ 99 .
2- .ق : 39 و 40 .
3- .الطور : 48 و 49 .
4- .السجدة : 15 .
5- .يونس : 10 .
6- .تفسير القرطبي : ج 10 ص 64 ، الدرّ المنثور : ج 5 ص 105 كلاهما عن أبي مسلم الخولاني والأخير عن ابن مسعود أيضا ، كنزالعمّال : ج 3 ص 245 ح 6374 نقلاً عن الحاكم في تاريخه عن أبي ذرّ ؛ الأمالي للطوسي : ص 531 ح1162 ، مكارم الأخلاق : ج 2 ص 369 ح 2661 كلاهما عن أبي ذرّ نحوه ، بحار الأنوار : ج 72 ص 47 ح 57 .

ص: 266

عنه صلى الله عليه و آله :أكثِر مِن قَولِ القَرينَتَينِ : سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ . (1)

عنه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ : «سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ» في يَومٍ مِئَةَ مَرَّةٍ ، حُطَّت خَطاياهُ وإن كانَت مِثلَ زَبَدِ البَحرِ . (2)

عنه صلى الله عليه و آله :لا يَدَع رَجُلٌ مِنكُم أن يَفعَلَ للّهِِ عز و جلألفَ حَسَنَةٍ حينَ يُصبِحُ ؛ يَقُولُ : «سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ» مِئَةَ مَرَّةٍ فَإِنَّهُ ألفُ حَسَنَةٍ ، فَإِنَّهُ لَن يَعمَلَ إن شاءَ اللّهُ مِثلَ ذلِكَ في يَومٍ مِنَ الذُّنوبِ ، ويَكونُ ما عَمِلَ مِن خَيرٍ سِوى ذلِكَ وافِرا . (3)

المستدرك عن أبي طلحة الأنصاري :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : مَن قالَ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» دَخَلَ الجَنَّةَ ، ووَجَبَت لَهُ الجَنَّةُ . ومَن قالَ : «سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ» مِئَةً ، كَتَبَ اللّهُ لَهُ ألفَ حَسَنَةٍ وأربَعا وعِشرينَ حَسَنَةً . قالوا : يا رَسولَ اللّهِ ، إذا لا يَهلِكُ مِنّا أحَدٌ ! قالَ : بَلى ، إنَّ أحَدَكُم لَيَجيءُ بِالحَسَناتِ لَو وُضِعَت عَلى جَبَلٍ أثقَلَتهُ ، ثُمَّ تَجيءُ النِّعَمُ فَتَذهَبُ بِتِلكَ ، ثُمَّ يَتَطاوَلُ الرَّبُّ بَعدَ ذلِكَ بِرَحمَتِهِ . (4)

مسند ابن حنبل عن ربيعة بن كعب :كُنتُ أخدِمُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله وأقومُ لَهُ في حَوائِجِهِ نَهاري أجمَعَ ، حَتّى يُصَلِّيَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله العِشاءَ الآخِرَةَ ، فَأَجلِسُ بِبابِهِ إذا دَخَلَ بَيتَهُ ،

.


1- .كنزالعمّال : ج 1 ص 461 ح 1997 نقلاً عن الحاكم في تاريخه عن الإمام عليّ عليه السلام .
2- .صحيح البخاري : ج 5 ص 2352 ح 6042 ، صحيح مسلم : ج 4 ص 2071 ح 28 ، سنن الترمذي : ج 5 ص 511 ح 3466 وفيه «غفرت له ذنوبه» بدل «حطّت خطاياه» ، الموطّأ : ج 1 ص 209 ح 21 كلّها عن أبي هريرة ، كنزالعمّال : ج 1 ص 460 ح 1991 ؛ مستدرك الوسائل : ج 5 ص 324 ح 5996 نقلاً عن درر اللآلي .
3- .مسند ابن حنبل : ج 8 ص 173 ح 21800 ، المستدرك على الصحيحين : ج 1 ص 696 ح 1897 كلاهما عن أبي الدرداء ، كنزالعمّال : ج 2 ص 236 ح 3908 .
4- .المستدرك على الصحيحين : ج 4 ص 279 ح 7638 ، كنزالعمّال : ج 1 ص 61 ح 210 .

ص: 267

أقولُ : لَعَلَّها أن تَحدُثَ لِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله حاجَةٌ ، فَما أزالُ أسمَعُهُ يَقولُ صلى الله عليه و آله : سُبحانَ اللّهِ ، سُبحانَ اللّهِ ، سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ ، حَتّى أمَلَّ فَأَرجِعَ أو تَغلِبَني عَيني ، فَأَرقُدَ . (1)

صحيح مسلم عن أبي ذرّ :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : ألا اُخبِرُكَ بِأَحَبِّ الكَلامِ إلَى اللّهِ؟ قُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ أخبِرني بِأَحَبِّ الكَلامِ إلَى اللّهِ ! فَقالَ : إنَّ أحَبَّ الكَلامِ إلَى اللّهِ : سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ . (2)

سنن الترمذي عن أبي ذرّ _ أنَّهُ قالَ لِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله _ :بِأَبي أنتَ يا رَسولَ اللّهِ ، أيُّ الكَلامِ أحَبُّ إلَى اللّهِ عز و جل؟ قالَ : مَا اصطَفَى اللّهُ لِمَلائِكَتِهِ ؛ سُبحانَ رَبّي وبِحَمدِهِ ، سُبحانَ رَبّي وبِحَمدِهِ . (3)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :كَلِمَتانِ خَفيفَتانِ عَلَى اللِّسانِ ، ثَقيلَتانِ فِي الميزانِ ، حَبيبَتانِ إلَى الرَّحمنِ : سُبحانَ اللّهِ العَظيمِ ، سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ . (4)

عنه صلى الله عليه و آله :قولوا : «سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ» مِئَةَ مَرَّةٍ ؛ مَن قالَها مَرَّةً كُتِبَت لَهُ عَشرا ، ومَن قالَها عَشرا كُتِبَت لَهُ مِئَةً ، ومَن قالَها مِئَةً كُتِبَت لَهُ ألفا ، ومَن زادَ زادَهُ اللّهُ ، ومَنِ استَغفَرَ غَفَرَ اللّهُ لَهُ . (5)

.


1- .مسند ابن حنبل : ج 5 ص 571 ح 16579 ، المعجم الكبير : ج 5 ص 57 ح 4576 نحوه ، تاريخ دمشق : ج 4 ص 319 .
2- .صحيح مسلم : ج 4 ص 2093 ح 85 ، سنن الترمذي : ج 5 ص 576 ح 3593 ، مسند ابن حنبل : ج 8 ص 126 ح 21585 كلاهما نحوه ، كنزالعمّال : ج 1 ص 466 ح 2026 .
3- .سنن الترمذي : ج 5 ص 576 ح 3593 ، صحيح مسلم : ج 4 ص 2093 ح 84 ، مسند ابن حنبل : ج 8 ص 73 ح 21378 وص 126 ح 21585 ، الدعاء للطبراني : ص 478 ح 1677 و 1678 كلّها نحوه ، المستدرك على الصحيحين : ج 1 ص 680 ح 1846 ، كنزالعمّال : ج 1 ص 463 ح 2010 .
4- .صحيح البخاري : ج 5 ص 2352 ح 6043 وج 6 ص 2459 ح 6304 ، صحيح مسلم : ج 4 ص 272 ح 31 ، سنن الترمذي : ج 5 ص 512 ح 3467 ، سنن ابن ماجة : ج 2 ص 1251 ح 3806 ، مسند ابن حنبل : ج 3 ص 12 ح 7170 كلّها عن أبي هريرة ، كنزالعمّال : ج 1 ص 462 ح 2007 .
5- .سنن الترمذي : ج 5 ص 513 ح 3470 عن ابن عمر ، كنزالعمّال : ج 1 ص 463 ح 2014 .

ص: 268

3 / 4 الحثّ على قراءة المسبّحات

عنه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ : «سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ» كَتَبَ اللّهُ لَهُ ألفَ ألفِ حَسَنَةٍ ، ومَحا عَنهُ ألفَ ألفِ سَيِّئَةٍ ، ورَفَعَ لَهُ ألفَ ألفِ دَرَجَةٍ ، ومَن زادَ زادَهُ اللّهُ ، ومَنِ استَغفَرَ غَفَرَاللّهُ لَهُ . (1)

الإمام زين العابدين عليه السلام :مَن قالَ : «سُبحانَ اللّهِ العَظيمِ وبِحَمدِهِ» مِن غَيرِ تَعَجُّبٍ ، كَتَبَ اللّهُ تَعالى لَهُ مِئَةَ ألفِ حَسَنَةٍ ، ومَحا عَنهُ ثَلاثَةَ آلافِ سَيِّئَةٍ ، ورَفَعَ لَهُ ثَلاثَةَ آلافِ دَرَجَةٍ . (2)

الإمام الصادق عليه السلام :مَن قالَ : «سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ ، سُبحانَ اللّهِ العَظيمِ وبِحَمدِهِ» كَتَبَ اللّهُ لَهُ ثَلاثَةَ آلافِ حَسَنَةٍ ، ورَفَعَ لَهُ ثَلاثَةَ آلافِ دَرَجَةٍ ، وخَلَقَ مِنها طائِرا فِي الجَنَّةِ يُسَبِّحُ اللّهَ وكانَ أجرُ تَسبيحِهِ لَهُ . (3)

عنه عليه السلام :مَن قالَ : «سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ ، سُبحانَ اللّهِ العَظيمِ» مِن غَيرِ عَجَبٍ ، مَحَا اللّهُ عَنهُ ألفَ سَيِّئَةٍ ، وأثبَتَ لَهُ ألفَ حَسَنَةٍ ، وكَتَبَ لَهُ ألفَ شَفاعَةٍ ، ورَفَعَ لَهُ ألفَ دَرَجَةٍ ، وخَلَقَ لَهُ مِن تِلكَ الكَلِمَةِ طائِرا أبيَضَ (يَطيرُ) ويَقولُ : «سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ ، سُبحانَ اللّهِ العَظيمِ» إلى يَومِ القِيامَةِ ، ويُكتَبُ لِقائِلِها . (4)

3 / 4الحَثُّ عَلى قِراءَةِ المُسَبِّحاتِالإمام الباقر عليه السلام :مَن قَرَأَ المُسَبِّحاتِ (5) كُلَّها قَبلَ أن يَنامَ لَم يَمُت حَتّى يُدرِكَ القائِمَ ، وإن ماتَ كانَ في جِوارِ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله . (6)

.


1- .معاني الأخبار : ص 411 ح 98 عن أنس ، بحار الأنوار : ج 93 ص 178 ح 7 .
2- .كشف الغمّة : ج 2 ص 313 ، بحار الأنوار : ج 93 ص 183 ح 24 .
3- .ثواب الأعمال : ص 27 ح 1 عن عبد اللّه بن سنان ، بحار الأنوار : ج 93 ص 182 ح 17 .
4- .فلاح السائل : ص 388 ح 264 عن محمّد بن طلحة ، بحار الأنوار : ج 86 ص 270 ح 39 .
5- .هي سورة الحديد والحشر والصفّ والجمعة والتغابن .
6- .الكافي : ج 2 ص 620 ح 3 ، ثواب الأعمال : ص 146 ح 2 كلاهما عن جابر ، بحار الأنوار : ج 76 ص 201 ح 14 .

ص: 269

سنن أبي داوود عن العرباض بن سارية :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله كانَ يَقرَأُ المُسَبِّحاتِ قَبلَ أن يَرقُدَ . وقالَ : إنَّ فيهِنَّ آيَةً أَفضَلَ مِن ألفِ آيَةٍ . (1)

.


1- .سنن أبي داوود : ج 4 ص 313 ح 5057 ، سنن الترمذي : ج 5 ص 181 ح 2921 وص 475 ح 3406 ، السنن الكبرى : ج 5 ص 16 ح 8026 ، مسند ابن حنبل : ج 6 ص 86 ح 17160 ؛ مجمع البيان : ج 9 ص 345 .

ص: 270

. .

ص: 271

الفصل الرّابع : بركات التّسبيح

4 / 1 زوال الحزن

الفَصلُ الرّابِعُ : بركات التّسبيح4 / 1زَوالُ الحُزنِالكتاب«فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِى بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ» . 1

«وَ ذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَ_ضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَ_ادَى فِى الظُّ_لُمَ_تِ أَن لَا إِلَ_هَ إِلَا أَنتَ سُبْحَ_نَكَ إِنِّى كُنتُ مِنَ الظَّ__لِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَ نَجَّيْنَ_هُ مِنَ الْغَمِّ وَ كَذَ لِكَ نُنجِى الْمُؤْمِنِينَ» . (1)

الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :لَقَد كانَ دُعاءُ أخي يونُسَ عَجَبا أوَّلُهُ تَهليلٌ ، وأواسِطُهُ تَسبيحٌ ، وآخِرُه

.


1- .الأنبياء : 87 و 88 .

ص: 272

4 / 2 زوال الفقر

إقرارٌ بِالذَّنبِ : «لَا إِلَ_هَ إِلَا أَنتَ سُبْحَ_نَكَ إِنِّى كُنتُ مِنَ الظَّ__لِمِينَ» . ما دَعا بِهِ مَهمومٌ ولا مَغمومٌ ولا مَكروبٌ ولا مَديونٌ في يَومٍ ثَلاثَ مَرّاتٍ إلَا استُجيبَ لَهُ . (1)

عنه صلى الله عليه و آله :هذِهِ الآيَةُ مَفزَعٌ لِلأَنبِياءِ «لَا إِلَ_هَ إِلَا أَنتَ سُبْحَ_نَكَ إِنِّى كُنتُ مِنَ الظَّ__لِمِينَ» نادى بِها يونُسُ في ظُلمَةِ بَطنِ الحوتِ . (2)

الإمام الصادق عليه السلام :أربَعٌ لِأَربَعٍ . . . وَالرّابِعَةُ لِلغَمِّ وَالهَمِّ : «لَا إِلَ_هَ إِلَا أَنتَ سُبْحَ_نَكَ إِنِّى كُنتُ مِنَ الظَّ__لِمِينَ» قالَ اللّهُ سُبحانَهُ : «فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَ نَجَّيْنَ_هُ مِنَ الْغَمِّ وَ كَذَ لِكَ نُنجِى الْمُؤْمِنِينَ» . (3)

عنه عليه السلام :عَجِبتُ لِمَنِ اغتَمَّ كَيفَ لا يَفزَعُ إلى قَولِهِ تَعالى : «لَا إِلَ_هَ إِلَا أَنتَ سُبْحَ_نَكَ إِنِّى كُنتُ مِنَ الظَّ__لِمِينَ» فَإِنّي سَمِعتُ اللّهَ يَقولُ : «فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَ نَجَّيْنَ_هُ مِنَ الْغَمِّ وَ كَذَ لِكَ نُنجِى الْمُؤْمِنِينَ» . (4)

4 / 2زَوالُ الفَقرِالإمام عليّ عليه السلام :مَن سَبَّحَ اللّهَ كُلَّ يَومٍ ثَلاثينَ مَرَّةً ، دَفَعَ اللّهُ عز و جل عَنهُ سَبعينَ نَوعا مِنَ البَلاءِ؛ أيسَرُهَا الفَقرُ . (5)

.


1- .الفردوس : ج 3 ص 432 ح 5325 عن ابن عبّاس ، كنز العمّال : ج 2 ص 121 ح 3428 .
2- .الفردوس : ج 4 ص 331 ح 6959 ، الدرّ المنثور : ج 5 ص 669 نقلاً عن ابن مردويه وكلاهما عن أبي هريرة .
3- .تهذيب الأحكام : ج 6 ص 170 ح 329 عن كرام .
4- .كتاب من لا يحضره الفقيه : ج 4 ص 392 ح 5836 ، الخصال : ص 218 ح 43 ، الأمالي للصدوق : ص 55 ح 19 كلّها عن محمّد بن حمران ، بحار الأنوار : ج 93 ص 784 ح 1 .
5- .الخصال : ص 505 ح 2 عن سعيد بن علاقة ، مشكاة الأنوار : ص 230 ح 645 ، روضة الواعظين : ص 499 ، بحار الأنوار : ج 93 ص 178 ح 9 .

ص: 273

4 / 3 غفران الذّنوب

4 / 4 الجنّة

الإمام الصادق عليه السلام :مَن قالَ : «سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ ، سُبحانَ اللّهِ العَظيمِ» ثَلاثينَ مَرَّةً ، اِستَقبَلَ الغِنى وَاستَدبَرَ الفَقرَ ، وقَرَعَ بابَ الجَنَّةِ . (1)

4 / 3غُفرانُ الذُّنوبِالإمام الصادق عليه السلام :مَن صَلّى صَلاةً مَكتوبَةً ، ثُمَّ سَبَّحَ في دُبُرِها ثَلاثينَ مَرَّةً ، لَم يَبقَ عَلى بَدَنِهِ شَيءٌ مِنَ الذُّنوبِ إلّا تَناثَرَ . (2)

4 / 4الجَنَّةُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ : «سُبحانَ اللّهِ العَظيمِ وبِحَمدِهِ» غُرِسَت لَهُ نَخلَةٌ فِي الجَنَّةِ . (3)

عنه صلى الله عليه و آله :ما مِن مُؤمِنٍ ولا مُؤمِنَةٍ إلّا ولَهُ وَكيلٌ فِي الجَنَّةِ ، إن قَرَأَ القُرآنَ بَنى لَهُ القُصورَ ، وإن سَبَّحَ غَرَسَ لَهُ الأَشجارَ ، وإن كَفَّ كَفَّ . (4)

عنه صلى الله عليه و آله :قالَ موسى عليه السلام : . . . إلهي اُريدُ مِن أشجارِ الجَنَّةِ وثِمارِها . قالَ : ذلِكَ لِمَن سَبَّحَ تَسبيحَةً في لَيلَةِ القَدرِ . (5)

عنه صلى الله عليه و آله :لَمّا عُرِجَ بي إلَى السَّماءِ السّابِعَةِ ، مَرَرتُ عَلى قَصرٍ مِن لُؤلُؤَةٍ بَيضاءَ ، فَقُلتُ :

.


1- .الأمالي للصدوق : ص 355 ح 436 عن حمّاد بن واقد ، بحار الأنوار : ج 93 ص 177 ح 5 .
2- .الأمالي للصدوق : ص 345 ح 416 عن هشام بن سالم ، بحار الأنوار : ج 86 ص 21 ح 19 .
3- .سنن الترمذي : ج 5 ص 511 ح 3464 ، السنن الكبرى للنسائي : ج 6 ص 207 ح 10663 ، المستدرك على الصحيحين : ج 1 ص 680 ح 1847 وليس فيهما «وبحمده» ، صحيح ابن حبّان : ج 3 ص 109 ح 826 كلّها عن جابر ، كنزالعمّال : ج 1 ص 459 ح 1988 .
4- .الفردوس : ج 4 ص 27 ح 6080 عن أنس ، كنزالعمّال : ج 1 ص 549 ح 2458 .
5- .الإقبال : ج 1 ص 345 ، بحار الأنوار : ج 98 ص 145 ح 3 .

ص: 274

لِمَن هذا يا حَبيبي جَبرَئيلُ؟ قالَ : لِمَن يَقرَأُ كُلَّ يَومٍ : «سُبحانَ اللّهِ بِعَدَدِ ما خَلَقَ ، سُبحانَ اللّهِ بِعَدَدِ ما هُوَ خالِقٌ إلى يَومِ القِيامَةِ» خَمسَ عَشرَةَ مَرَّةً ، وَالحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ . (1)

.


1- .بحار الأنوار : ج 86 ص 53 ح 57 نقلاً عن اختيار ابن الباقي .

ص: 275

الفصل الخامس : أوقات التّسبيح

5 / 1 الصّباح والمساء

الفَصلُ الخامِسُ : أوقات التّسبيح5 / 1الصَّباحُ وَالمَساءُالكتاب«فَسُبْحَ_نَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَ حِينَ تُصْبِحُونَ * وَ لَهُ الْحَمْدُ فِى السَّمَ_وَ تِ وَ الْأَرْضِ وَ عَشِيًّا وَ حِينَ تُظْهِرُونَ» . (1)

«فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُواْ بُكْرَةً وَ عَشِيًّا» . (2)

«فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِىِّ وَ الْاءِبْكَ_رِ» (3) . (4)

«فِى بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَ الْاصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَ_رَةٌ وَ لَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَ إِقَامِ الصَّلَوةِ وَ إِيتَاءِ الزَّكَوةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوب

.


1- .الروم : 17 و 18 .
2- .مريم : 11 .
3- .أي نزّهه سبحانه مصاحبا لحمده على جميع آلائه ، مستمرّا متواليا بتوالي الأيّام ، أو في كلّ صباح ومساء ، وكونه بالعشيّ والإبكار على المعنى الأوّل من قبيل الكناية . وقيل : المراد به صلاتا الصبح والعصر (الميزان في تفسير القرآن : ج 17 ص 341) .
4- .غافر : 55 .

ص: 276

وَالْأَبْصَ_رُ» 1 . (1)

«يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اذْكُرُواْ اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَ سَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَ أَصِيلاً» (2) . (3)

«إِنَّ_ا أَرْسَلْنَ_كَ شَ_هِدًا وَ مُبَشِّرًا وَ نَذِيرًا * لِّتُؤْمِنُواْ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ تُعَزِّرُوهُ وَ تُوَقِّرُوهُ وَ تُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَ أَصِيلاً» . (4)

«قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّى ءَايَةً قَالَ ءَايَتُكَ أَلَا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَ_ثَةَ أَيَّامٍ إِلَا رَمْزًا وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِىِّ وَالْاءِبْكَ_رِ» . (5)

«إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِىِّ وَ الْاءِشْرَاقِ» . (6)

راجع : ج 1 ص 99 (أهمّ مواطن الذكر / الغداة والعشي) .

.


1- .النور : 36 و 37 .
2- .التسبيح هو التنزيه ، وهو مثل الذكر لايتوقّف على اللفظ وإن كان التلفّظ بمثل «سبحان اللّه » بعض مصاديق التسبيح . والبكرة : أوّل النهار ، والأصيل : آخره بعد العصر ، وتقييد التسبيح بالبكرة والأصيل لما فيهما من تحوّل الأحوال فيناسب تسبيحه وتنزيهه من التغيير والتحوّل ، وكلّ نقص طار ، ويمكن أن يكون البكرة والأصيل معا كناية عن الدوام ؛ كالليل والنهار في قوله : «يُسَبِّحُونَ لَهُ بِالَّيْلِ وَ النَّهَارِ» (فصّلت : 38) (الميزان في تفسير القرآن : ج 16 ص 328) .
3- .الأحزاب : 41 و 42 .
4- .الفتح : 8 و 9 .
5- .آل عمران : 41 .
6- .ص : 18.

ص: 277

الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله _ في مَوعِظَتِهِ لِابنِ مَسعودٍ _ :يَابنَ مَسعودٍ ، اصبِر مَعَ الَّذينَ يَذكُرونَ اللّهَ ويُسَبِّحونَهُ ويُهَلِّلونَهُ ويَحمَدونَهُ ويَعمَلونَ بِطاعَتِهِ ويَدعونَهُ بُكرَةً وعَشِيّا ، فَإِنَّ اللّهَ تَعالى يَقولُ : «وَ اصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَوةِ وَ الْعَشِىِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَ لَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ» (1) «مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَىْ ءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِم مِّن شَىْ ءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّ__لِمِينَ» (2) . (3)

عنه صلى الله عليه و آله :مَن سَبَّحَ عِندَ غُروبِ الشَّمسِ سَبعينَ تَسبيحَةً ، غُفِرَ لَهُ سائِرُ عَمَلِهِ . (4)

عنه صلى الله عليه و آله :ألا اُخبِرُكُم لِمَ سَمَّى اللّهُ إبراهيمَ خَليلَهُ الَّذي وَفّى؟ لِأَنَّهُ كانَ يَقولُ كُلَّما أصبَحَ وأَمسى : «فَسُبْحَ_نَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَ حِينَ تُصْبِحُونَ» حَتّى يُتِمَّ الآيَةَ . (5)

الإمام عليّ عليه السلام :مَن قالَ حينَ يُمسي ثَلاثَ مَرّاتٍ : « فَسُبْحَ_نَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَ حِينَ تُصْبِحُونَ * وَ لَهُ الْحَمْدُ فِى السَّمَ_وَ تِ وَ الْأَرْضِ وَ عَشِيًّا وَ حِينَ تُظْهِرُونَ» لَم يَفُتهُ خَيرٌ يَكونُ في تِلكَ اللَّيلَةِ ، وصُرِفَ عَنهُ جَميعُ شَرِّها . ومَن قالَ مِثلَ ذلِكَ حينَ يُصبِحُ ، لَم يَفُتهُ خَيرٌ يَكونُ في ذلِكَ اليَومِ ، وصُرِفَ عَنهُ جَميعُ شَرِّهِ . (6)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ : «سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ» مِئَةَ مَرَّةٍ قَبلَ طُلوعِ الشَّمسِ ، ومِئَةً قَبل

.


1- .الكهف : 28 .
2- .الأنعام : 52 .
3- .مكارم الأخلاق : ج 2 ص 357 ح 2660 عن عبد اللّه بن مسعود ، بحار الأنوار : ج 77 ص 107 ح 1 .
4- .الفردوس : ج 3 ص 523 ح 5634 عن معاوية بن حيدة ، كنزالعمّال : ج 1 ص 473 ح 2057 .
5- .مستدرك الوسائل : ج 5 ص 394 ح 6171 نقلاً عن درر اللآلي عن سهل .
6- .ثواب الأعمال : ص 199 ح 1 ، الأمالي للصدوق : ص 674 ح 912 كلاهما عن الحارث ، مكارم الأخلاق : ج 2 ص 81 ح 2210 ، بحار الأنوار : ج 86 ص 253 ح 19 .

ص: 278

غُروبِها ، كانَ أفضَلَ مِن مِئَةِ بَدَنَةٍ (1) . (2)

عنه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ حينَ يُصبِحُ وحينَ يُمسي : «سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ» مِئَةَ مَرَّةٍ ، لَم يَأتِ أحَدٌ يَومَ القِيامَةِ بِأَفضَلَ مِمّا جاءَ بِهِ ، إلّا أحَدٌ قالَ مِثلَ ما قالَ أو زادَ عَلَيهِ . (3)

عنه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ إذا أصبَحَ : «سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ» ألفَ مَرَّةٍ ، فَقَدِ اشتَرى نَفسَهُ مِنَ اللّهِ ، وكانَ آخِرَ يَومِهِ عَتيقا مِنَ النّارِ . (4)

عنه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ : «سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ ، سُبحانَ اللّهِ العَظِيمِ» مَرَّةً إذا أصبَحَ ومَرَّةً إذا أمسى ، بَعَثَ اللّهُ مَلَكا إلَى الجَنَّةِ مَعَهُ مِكساحٌ (5) مِنَ الفِضَّةِ ، ويَكسَحُ لَهُ مِن طينِ الجَنَّةِ ، وهُوَ مِسكٌ أذفَرُ ، ثُمَّ يَغرِسُ لَهُ غَرسا ، ثُمَّ يُحيطُ عَلَيهِ حائِطا ، ثُمَّ يُبَوِّبُ عَلَيهِ بابا ، ثُمَّ يُغلِقُهُ ، ثُمَّ يَكتُبُ عَلَى البابِ : هذا بُستانُ فُلانِ بنِ فُلانٍ . (6)

الإمام زين العابدين عليه السلام _ فِي المُناجاةِ الإِنجيلِيَّةِ _ :وأَودِع نُفوسَنا خَوفَ المُشفِقينَ مِن سوءِ الحِسابِ ، ورَجاءَ الواثِقينَ بِتَوفيرِ الثَّوابِ ، فَلا نَغتَرَّ بِالإِمهالِ ، ولا نُقَصِّرَ في صالِحِ الأَعمالِ ، ولا نَفتُرَ (7) مِنَ التَّسبيحِ بِحَمدِكِ فِي الغُدُوِّ وَالآصالِ . (8)

راجع : ج 1 ص 429 و 430 (قبل ط_لوع الشمس وقبل غروبها . وأيضا : الصباح والمساء) .

.


1- .البَدَنَة تقع على الجمل والناقة والبقرة ، وهي بالإبل أشبه . وسُمّيت بَدَنَة لعِظَمها وسِمنها (النهاية : ج 1 ص 108 «بدن») .
2- .كنزالعمّال : ج 2 ص 166 ح 3594 نقلاً عن الديلمي عن ابن عمرو .
3- .صحيح مسلم : ج 4 ص 2071 ح 29 ، سنن الترمذي : ج 5 ص 513 ح 3469 ، مسند ابن حنبل : ج 3 ص 304 ح 8843 كلّها عن أبي هريرة ، كنزالعمّال : ج 2 ص 139 ح 3499 .
4- .بحار الأنوار : ج 86 ص 281 ح 44 نقلاً عن الشهيد رحمه الله ؛ كنزالعمّال : ج 2 ص 158 ح 3568 نقلاً عن الخرائطي في مكارم الأخلاق وليس فيه «وكان آخر يومه عتيقا من النار» وكلاهما عن ابن عبّاس .
5- .كَسَحَ : كَنَسَ . والمِكْسَحة : المكنسة (القاموس المحيط : ج 1 ص 245 «كسح») .
6- .فلاح السائل : ص 387 ح 263 عن أنس ، بحار الأنوار : ج 86 ص 270 ح 39 .
7- .الفَتْرة : الانكسار والضعف. وفتر الشيءُ والحرُّ وفلانٌ : سَكَنَ بعد حدّة ، ولانَ بعد شِدّة (لسان العرب : ج 5 ص 43 «فتر») .
8- .بحار الأنوار : ج 94 ص 157 ح 22 نقلاً عن كتاب أنيس العابدين .

ص: 279

5 / 2 آناء اللّيل وأطراف النّهار

5 / 2آناءُ اللَّيلِ وأطرافُ النَّهارِالكتاب«فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُ_لُوعِ الشَّمْسِ وَ قَبْلَ غُرُوبِهَا وَ مِنْ ءَانَاىءِ الَّيْلِ فَسَبِّحْ وَ أَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى» 1 . (1)

«فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُ_لُوعِ الشَّمْسِ وَ قَبْلَ الْغُرُوبِ * وَ مِنَ الَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَ أَدْبَ_رَ السُّجُودِ» . (2)

«فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَ لَا تُطِعْ مِنْهُمْ ءَاثِمًا أَوْ كَفُورًا * وَ اذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً * وَ مِنَ الَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَ سَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً» 4 . (3)

.


1- .طه : 130 .
2- .ق : 39 و 40 .
3- .الإنسان : 24 _ 26 .

ص: 280

الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله_ في قَولِهِ تَعالى : «وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُ_لُوعِ الشَّمْسِ وَ قَبْلَ الْغُرُوبِ» _: قَبلَ طُلوعِ الشَّمسِ : صَلاةُ الصُّبحِ ، وقَبلَ الغُروبِ : صَلاةُ العَصرِ . (1)

الخصال عن إسماعيل بن الفضل :سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام عَن قَولِ اللّهِ عز و جل : «وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُ_لُوعِ الشَّمْسِ وَ قَبْلَ غُرُوبِهَا» ، فَقالَ : فَريضَةٌ عَلى كُلِّ مُسلِمٍ أن يَقولَ قَبلَ طُلوعِ الشَّمسِ عَشرَ مَرّاتٍ وقَبلَ غُروبِها عَشرَ مَرّاتٍ : لا إلهَ إلاَّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، لَهُ المُلكُ ولَهُ الحَمدُ ، يُحيي ويُميتُ ، وهُوَ حَيٌّ لا يَموتُ ، بِيَدِهِ الخَيرُ وهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ . قالَ : فَقُلتُ : لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، لَهُ المُلكُ ولَهُ الحَمدُ ، يُحيي ويُميتُ ، ويُميتُ ويُحيي . فَقالَ : يا هذا ، لا شَكَّ في أنَّ اللّهَ يُحيي ويُميتُ ، ويُميتُ ويُحيي ، ولكِن قُل كَما أقولُ . (2)

الإمام الصادق عليه السلام_ لَمّا سُئِلَ عَن قَولِهِ تَعالى : «وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُ_لُوعِ الشَّمْسِ وَ قَبْلَ الْغُرُوبِ» _: تَقولُ حينَ تُصبِحُ وحينَ تُمسي عَشرَ (3) مَرّاتٍ : لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، لَهُ المُلكُ ولَهُ الحَمدُ ، يُحيي ويُميتُ ، وهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ . (4)

عنه عليه السلام_ في قَولِ اللّهِ عز و جل : «وَ مِنَ الَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَ سَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً» _: أمَرَهُ أن يُصَلِّيَ في ساعاتٍ مِنَ اللَّيلِ ، فَفَعَلَ صلى الله عليه و آله . (5)

.


1- .المعجم الأوسط : ج 7 ص 114 ح 7014 عن جرير بن عبد اللّه .
2- .الخصال : ص 452 ح 58 ، بحار الأنوار : ج 86 ص 250 ح 15 .
3- .في المصدر : «عشرات» ، والتصويب من بحار الأنوار .
4- .مجمع البيان : ج 9 ص 225 ، بحار الأنوار : ج 82 ص 328 .
5- .دعائم الإسلام : ج 1 ص 211 ، بحار الأنوار : ج 87 ص 159 ح 47 .

ص: 281

5 / 3 إدبار النّجوم

مجمع البيان_ في قَولِهِ تَعالى : «وَ سَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً» _: رُوِيَ عَنِ الرِّضا عليه السلام أنَّهُ سَأَلَهُ أحمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ عَن هذِهِ الآيَةِ وقالَ : ما ذلِكَ التَّسبيحُ؟ قالَ : صَلاةُ اللَّيلِ . (1)

بحار الأنوار :في صُحُفِ إِدريسَ عليه السلام : سَأَلتَ يا اُخنوخُ عَمّا يُقَرِّبُكَ مِنَ اللّهِ ، ذلِكَ أن تُؤمِنَ بِرَبِّكَ مِن كُلِّ قَلبِكَ ، وتَبوءَ (2) بِذَنبِكَ ، وبَعدَ ذلِكَ تَلزَمَ رحمَةَ الخَلقِ ، وحُسنَ الخُلقِ ، وإيثارَ الصِّدقِ ، وأداءَ الحَقِّ ، وَالجودَ مَعَ الرِّضا بِما يَأتيكَ مِنَ الرِّزقِ ، وإكثارَ التَّسبيحِ بِالعَشايا وَالأَسحارِ وأَطرافِ اللَّيلِ وَالنَّهارِ . (3)

5 / 3إِدبارُ النُّجومِالكتاب«وَ اصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ * وَ مِنَ الَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَ إِدْبَ_رَ النُّجُومِ» 4 .

.


1- .مجمع البيان : ج 10 ص 626 ، بحار الأنوار : ج 82 ص 329 وج 87 ص 135 .
2- .أبوءُ بذنبي : أي ألتَزِمُ وأرجِعُ وأُقِرُّ ، وأصل البَواء : اللزوم (النهاية : ج 1 ص 159 «بوأ») .
3- .بحار الأنوار : ج 95 ص 459 .

ص: 282

الحديثالإمام الصادق عليه السلام_ في قَولِهِ تَعالى : « وَ مِنَ الَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَ إِدْبَ_رَ النُّجُومِ» _: هُوَ الوَترُ مِن آخِرِ اللَّيلِ . (1)

عنه عليه السلام_ في قَولِهِ تَعالى : «وَ مِنَ الَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَ إِدْبَ_رَ النُّجُومِ» _: أَمَرَهُ أن يُصَلِّيَ مِنَ اللَّيلِ . (2)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إدبارُ النُّجومِ : الرَّكعتانِ قَبلَ الفَجرِ ، وإِدبارُ السُّجودِ : الرَّكعَتانِ بَعدَ المَغرِبِ . (3)

الإمام عليّ عليه السلام :أوتَرَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله أوَّلَ اللَّيلِ وأوسَطَ اللَّيلِ وآخِرَ اللَّيلِ ، فَثَبَتَ الأَمرُ وَاستَقَرَّ عَلى إِدبارِ النُّجومِ . (4)

.


1- .دعائم الإسلام : ج 1 ص 204 ، بحار الأنوار : ج 83 ص 134 ح 105 .
2- .دعائم الإسلام : ج 1 ص 210 ، بحار الأنوار : ج 87 ص 159 ح 47 .
3- .سنن الترمذي : ج 5 ص 393 ح 3275 ، المستدرك على الصحيحين : ج 1 ص 466 ح 1198 كلاهما عن ابن عبّاس ، كنزالعمّال : ج 2 ص 11 ح 2929 ؛ الكافي : ج 3 ص 444 ح 11 عن زرارة عن الإمام الباقر عليه السلام ، تفسير القمّي : ج 2 ص 333 عن أبي نصر عن الإمام الرضا عليه السلام وفيه «أربع ركعات بعد المغرب» بدل «الركعتان بعد المغرب» ، بحار الأنوار : ج 87 ص 88 ح 5 .
4- .كنزالعمّال : ج 8 ص 65 ح 21895 نقلاً عن المصنّف لابن أبي شيبة .

ص: 283

5 / 4 الرّكوع والسّجود

5 / 4الرُّكوعُ وَالسُّجودُتهذيب الأحكام عن عقبة بن عامر الجهني :لَمّا نَزَلَت : «فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ» قالَ لَنا رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : اِجعَلوها في رُكوعِكُم ، فَلَمّا نَزَلَت «فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الأعلى» قالَ لَنا رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : اِجعَلوها في سُجودِكُم . (1)

الدعاء للطبراني عن حذيفة :إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله كانَ يَقولُ في سُجودِهِ : سُبحانَ رَبِّيَ الأَعلى . (2)

صحيح مسلم عن عائشة :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله كانَ يَقول في رُكوعِهِ وسُجودِهِ : سُبّوحٌ قُدّوسٌ ، رَبُّ المَلائِكَةِ وَالرّوحِ . (3)

سنن أبي داوود عن عوف بن مالك الأشجعي :قُمتُ مَعَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله لَيلَةً فَقامَ فَقَرَأَ سورَةَ البَقَرَةِ ؛ لا يَمُرُّ بِآيَةِ رَحمَةٍ إلّا وَقَفَ فَسَأَلَ ، ولا يَمُرُّ بِآيَةِ عَذابٍ إلّا وَقَفَ فَتَعَوَّذَ ، قالَ : ثُمَّ رَكَعَ بِقَدرِ قِيامِهِ ، يَقولُ فِي رُكوعِهِ : «سُبحانَ ذِي الجَبَروتِ وَالمَلَكوتِ وَالكِبرِياءِ وَالعَظَمَةِ» ، ثُمَّ سَجَدَ بِقَدرِ قِيامِهِ ، ثُمَّ قالَ في سُجودِهِ مِثلَ ذلِكَ ، ثُمَّ قامَ فَقَرَأَ بِآلِ عِمرانَ ، ثُمَّ قَرَأَ سورَةً سورَةً . (4)

.


1- .تهذيب الأحكام : ج 2 ص 313 ح 1273 ، علل الشرايع : ص 333 ح 6 ، بحار الأنوار : ج 85 ص 105 ح 12 ؛ سنن ابن ماجة : ج 1 ص 287 ح 887 ، سنن الدارمي : ج 1 ص 318 ح 1280 ، مسند ابن حنبل : ج 6 ص 141 ح 17419 .
2- .الدعاء للطبراني : ص 191 ح 589 وح 586 عن جبير بن مطعم ، سنن أبي داوود : ج 1 ص 230 ح 871 ، سنن الترمذي : ج 2 ص 48 ح 262 ، سنن الدارمي : ج 1 ص 318 ح 1281 ، مسند ابن حنبل : ج 9 ص 73 ح 23300 .
3- .صحيح مسلم : ج 1 ص 353 ح 223 ، مسند ابن حنبل : ج 9 ص 277 ح 24118 ، السنن الكبرى : ج 2 ص 158 ح 2683 ، كنزالعمّال : ج 8 ص 227 ح 22672 نقلاً عن المصنّف لعبد الرزّاق .
4- .سنن أبي داوود : ج 1 ص 231 ح 873 ، سنن النسائي : ج 2 ص 223 ، مسند ابن حنبل : ج 9 ص 256 ح 24035 ، السنن الكبرى : ج 2 ص 439 ح 3689 ، كنزالعمّال : ج 8 ص 160 ح 22384 .

ص: 284

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :أَمَرَني جَبرَئيلُ عليه السلام عَن رَبّي عز و جل أن أقرَأَ القُرآنَ قائِما ، وأن أحمَدَهُ راكِعا ، وأن اُسَبِّحَهُ ساجِدا ، وأن أدعُوَهُ جالِسا . (1)

الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ اللّهَ العَزيزَ الجَبّارَ عَرَجَ بِنَبِيِّهِ صلى الله عليه و آله إلى سَمائِهِ . . . فَقالَ اللّهُ : . . . طَأطِئ يَدَيكَ وَاجعَلها عَلى رُكبَتَيكَ فَانظُر إلى عَرشي . قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : فَنَظَرتُ إلى عَظَمَةٍ ذَهَبَت لَها نَفسي وغُشِيَ عَلَيَّ ، فَاُلهِمتُ أن قُلتُ : «سُبحانَ رَبِّيَ العَظيمِ وبِحَمدِهِ» لِعِظَمِ ما رَأَيتُ ، فَلَمّا قُلتُ ذلِكَ تَجَلَّى الغَشيُ عَنّي ، حَتّى قُلتُها سَبعا اُلهَمُ ذلِكَ ، فَرَجَعَت إليَّ نَفسي كَما كانَت ، فَمِن أجلِ ذلِكَ صارَ فِي الرُّكوعِ : سُبحانَ رَبِّيَ العَظيمِ وبِحَمدِهِ . فَقالَ : اِرفَع رَأسَكَ ، فَرَفَعتُ رَأسي فَنَظَرتُ إلى شَيءٍ ذَهَبَ مِنهُ عَقلي ، فَاستَقبَلتُ الأَرضَ بِوَجهي ويَدَيَّ ، فَاُلهِمتُ أن قُلتُ : «سُبحانَ رَبِّيَ الأَعلى وبِحَمدِهِ» لِعُلُوِّ ما رَأَيتُ ، فَقُلتُها سَبعا فَرَجَعَت إليَّ نَفسي ، كُلَّما قُلتُ واحِدَةً مِنها تَجَلّى عَنِّي الغَشيُ فَقَعَدتُ . (2)

الكافي عن أبان بن تغلب :دَخَلتُ عَلى أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام وهُوَ يُصَلّي ، فَعَدَدتُ لَهُ في الرُّكوعِ وَالسُّجودِ سِتّينَ تَسبيحَةً . (3)

الكافي عن أبي بكر الحضرمي :قالَ أبو جَعفَرٍ عليه السلام : تَدري أيُّ شَيءٍ حَدُّ الرُّكوعِ وَالسُّجودِ؟ قُلتُ : لا . قالَ : تُسَبِّحُ فِي الرُّكوعِ ثَلاثَ مَرّاتٍ «سُبحانَ رَبِّيَ العَظيمِ وبِحَمدِهِ» ، وفِي السُّجودِ «سُبحانَ رَبِّيَ الأَعلى وبِحَمدِهِ» ثَلاثَ مَرّاتٍ ، فَمَن نَقَصَ واحِدَةً نَقَصَ ثُلثَ صَلاتِهِ ،

.


1- .الدعوات : ص 47 ح 115 ، بحار الأنوار : ج 93 ص 313 ح 17 .
2- .علل الشرايع : ص 312 و 315 ح 1 عن الصباح المزني (السدي) وسدير الصيرفي ومحمّد بن النعمان الأحول وعمر بن اُذينة ، بحار الأنوار : ج 82 ص 241 ح 1 .
3- .الكافي : ج 3 ص 329 ح 2 ، تهذيب الأحكام : ج 2 ص 299 ح 1205 ، عوالي اللآلي : ج 3 ص 93 ح 99 ، بحار الأنوار : ج 47 ص 50 ح 80 .

ص: 285

5 / 5 أدبار السّجود

5 / 6 عند القيام من المجلس

ومَن نَقَصَ ثِنتَينِ نَقَصَ ثُلثَي صَلاتِهِ ، ومَن لَم يُسَبِّح فَلا صَلاةَ لَهُ . (1)

5 / 5أدبارُ السُّجودِالكتاب«فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُ_لُوعِ الشَّمْسِ وَ قَبْلَ الْغُرُوبِ * وَ مِنَ الَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَ أَدْبَ_رَ السُّجُودِ» (2) . (3)

الحديثالإمام عليّ عليه السلام_ لَمّا سُئِلَ عَن قَولِ اللّهِ عز و جل : «وَ أَدْبَ_رَ السُّجُودِ» _: هِيَ السُّنَّةُ بَعدَ صَلاةِ المَغرِبِ ، ولا تَدَعها فِي سَفَرٍ ولا حَضَرٍ . (4)

5 / 6عِندَ القِيامِ مِنَ المَجلِسِسنن أبي داوود عن أبي برزة الأسلمي :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ بِأَخَرَةٍ (5) إذا أرادَ أن يَقوم

.


1- .الكافي : ج 3 ص 329 ح 1 ، تهذيب الأحكام : ج 2 ص 157 ح 615 ، الاستبصار : ج 1 ص 324 ح 1213 .
2- .قوله : «وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ ...» أمر بتنزيهه تعالى عمّا يقولون مصاحبا للحمد ، ومحصّله إثبات جميل الفعل له ونفي كلّ نقص وشين عنه تعالى ، والتسبيح قبل طلوع الشمس يقبل الانطباق على صلاة الصبح ، والتسبيح قبل الغروب يقبل الانطباق على صلاة العصر أو عليها وعلى صلاة الظهر ... قوله تعالى : « وَ مِنَ الَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَ أَدْبَ_رَ السُّجُودِ» أي : ومن الليل فسبّحه فيه ، ويقبل الانطباق على صلاتي المغرب والعشاء ، قوله تعالى : «وَ أَدْبَ_رَ السُّجُودِ» الأدبار : جمع دبر ؛ وهو ما ينتهي إليه الشيء وبعده ، وكأنّ المراد بأدبار السجود : بعد الصلوات ، فإنّ السجود آخر الركعة من الصلاة فينطبق على التعقيب بعد الصلوات (الميزان في تفسير القرآن : ج 18 ص 360) .
3- .ق : 39 و 40 .
4- .دعائم الإسلام : ج 1 ص 209 ، بحار الأنوار : ج 87 ص 87 ح 1 .
5- .بأخَرَةٍ : أي في آخر جلوسهِ . ويجوز أن يكون في آخرِ عُمرهِ (النهاية : ج 1 ص 29 «أخر») .

ص: 286

مِنَ المَجلِسِ : سُبحانَكَ اللّهُمَّ وبِحَمدِكَ ، أشهَدُ أن لا إلهَ إلّا أنتَ ، أستَغفِرُكَ وأتوبُ إلَيكَ . (1)

المستدرك عن عائشة :ما كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقومُ مِن مَجلِسٍ إلّا قالَ : سُبحانَكَ اللّهُمَّ رَبّي وبِحَمدِكَ ، لا إلهَ إلّا أنتَ ، أستَغفِرُكَ وأتوبُ إلَيكَ . فَقُلتُ لَهُ : يا رَسولَ اللّهِ ما أكثَرَ ما تَقولُ هؤُلاءِ الكَلِماتِ إذا قُمتَ! قالَ : لا يَقولُهُنَّ مِن أحَدٍ حينَ يَقومُ مِن مَجلِسِهِ ، إلّا غُفِرَ لَهُ ما كانَ مِنهُ في ذلِكَ المَجلِسِ . (2)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :كَفّارَةُ المَجلِسِ أن يَقولَ العَبدُ : سُبحانَكَ اللّهُمَّ وبِحَمدِكَ ، أشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ ، أستَغفِرُكَ وأتوبُ إلَيكَ . (3)

عنه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ : «سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ ، سُبحانَكَ اللّهُمَّ وبِحَمدِكَ ، أشهَدُ أن لا إلهَ إلّا أنتَ ، أستَغفِرُكَ وأتوبُ إلَيكَ» فَقالَها في مَجلِسِ ذِكرٍ كانَت كَالطّابِعِ يُطبَعُ عَلَيهِ ، ومَن قالَها في مَجلِسِ لَغوٍ ، كانَت كَفّارَةً لَهُ . (4)

عنه صلى الله عليه و آله :مَن جَلَسَ فِي مَجلِسٍ فَكَثُرَ فِيهِ لَغطُهُ (5) ، فَقالَ قَبلَ أن يَقومَ مِن مَجلِسِه

.


1- .سنن أبي داوود : ج 4 ص 265 ح 4859 ، سنن الدارمي : ج 2 ص 736 ح 2559 ، مسند ابن حنبل : ج 7 ص 190 ح 19833 ، مسند أبي يعلى : ج 6 ص 461 ح 7389 ، المصنّف لابن أبي شيبة : ج 7 ص 49 ح 1 ، كنزالعمّال : ج 9 ص 225 ح 25760 .
2- .المستدرك على الصحيحين : ج 1 ص 674 ح 1827 ، كنزالعمّال : ج 7 ص 153 ح 18479 .
3- .المعجم الكبير : ج 10 ص 164 ح 10333 عن عبد اللّه بن مسعود ، مسند ابن حنبل : ج 3 ص 300 ح 8826 عن أبي هريرة وليس فيه «أشهد أن لا إله إلّا اللّه » ، كنزالعمّال : ج 9 ص 141 ح 25417 ؛ عوالي اللآلي : ج 2 ص 26 ح 60 عن سعيد بن جبير نحوه ، بحار الأنوار : ج 75 ص 467 ح 17 نقلاً عن خطّ الشهيد قدس سره .
4- .المستدرك على الصحيحين : ج 1 ص 720 ح 1970 ، المعجم الكبير : ج 2 ص 139 ح 1586 كلاهما عن جبير ، كنزالعمّال : ج 9 ص 142 ح 25419 .
5- .أراد به الهواء من القول وما لا طائل تحته من الكلام ، فأحلّ ذلك محلّ الصوت والجلبة الخالية عن الفائدة (مجمع البحرين : ج 3 ص 1636 «لغط») .

ص: 287

5 / 7 عند الهبوط في السّفر

5 / 8 عند دخول السّوق

ذلِكَ : «سُبحانَكَ اللّهُمَّ وبِحَمدِكَ ، أشهَدُ أن لا إلهَ إلّا أنتَ ، أستَغفِرُكَ وأتوبُ إلَيكَ» ؛ إلّا غُفِرَ لَهُ ما كانَ في مَجلِسِهِ ذلِكَ . (1)

الإمام الباقر عليه السلام :من أرادَ أن يَكتالَ بِالمِكيالِ الأَوفى ، فَليَقُل إذا أرادَ أن يَقومَ مِن مَجلِسِهِ : سُبحانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمّا يَصِفونَ ، وسَلامٌ عَلَى المُرسَلينَ ، وَالحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ . (2)

5 / 7عِندَ الهُبوطِ فِي السَّفَرِالإمام الصادق عليه السلام :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله في سَفَرِهِ إذا هَبَطَ سَبَّحَ ، وإذا صَعِدَ كَبَّرَ . (3)

5 / 8عِندَ دُخولِ السّوقِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :السّوقُ دارُ سَهوٍ وغَفلَةٍ ، فَمَن سَبَّحَ فيها تَسبيحَةً كَتَبَ اللّهُ لَهُ بِها ألفَ ألفِ حَسَنَةٍ ، ومَن قالَ : «لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ» كانَ في جِوارِ اللّهِ حَتّى يُمسِيَ . (4)

الإمام الصادق عليه السلام :إذا دَخَلتَ السّوقَ فَقُل : «لا إلهَ إلَا اللّهُ عَدَدَ ما يَنطِقونَ ، تَبارَكَ اللّهُ أحسَنُ الخالِقينَ» ثَلاثَ مَرّاتٍ ، «سُبحانَ اللّهِ عَدَدَ ما يَلغونَ ، سُبحانَ اللّهِ عَدَدَ ما

.


1- .سنن الترمذي : ج 5 ص 494 ح 3433 ، مسند ابن حنبل : ج 3 ص 554 ح 10420 كلاهما عن أبي هريرة ، كنزالعمّال : ج 9 ص 142 ح 25418 .
2- .الكافي : ج 2 ص 496 ح 3 عن أبي بصير ، عدّة الداعي : ص 241 عن الإمام الصادق عليه السلام ، عوالي اللآلي : ج 2 ص 26 ح 61 عن الإمام عليّ عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 75 ص 468 ح 20 .
3- .الكافي : ج 4 ص 287 ح 2 ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج 2 ص 273 ح 2420 كلاهما عن معاوية بن عمّار ، مكارم الأخلاق : ج 1 ص 553 ح 1909 ، بحار الأنوار : ج 76 ص 254 ح 48 .
4- .الفردوس : ج 2 ص 344 ح 3557 عن الإمام عليّ عليه السلام ، كنزالعمّال : ج 4 ص 28 ح 9330 .

ص: 288

5 / 9 عند سماع الرّعد

يَنطِقونَ ، سُبحانَ اللّهِ عَدَدَ ما يَسومونَ ، تَبارَكَ اللّهُ رَبُّ العالَمينَ» . (1)

5 / 9عِندَ سِماعِ الرَّعدِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا سَمِعتُمُ الرَّعدَ فَسَبِّحوا ولا تُكَبِّروا . (2)

الإمام عليّ عليه السلام _ كانَ إذا سَمِعَ الرَّعدَ قالَ _ :سُبحانَ مَن سَبَّحتَ لَهُ . (3)

شرح الأخبار عن عيسى بن عبد اللّه بن عمر :كُنتُ جالِسا عِندَ أبي عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ عليه السلام ، فَسَمِعَ الرَّعدَ ، فَقالَ : سُبحانَ مَن سَبَّحتَ لَهُ . (4)

تفسير العيّاشي عن يونس بن عبد الرحمن عن داوود :كُنّا عِندَهُ[ عليه السلام ] فَارتَعَدَتِ السَّماءُ فَقالَ هُوَ : سُبحانَ مَن يُسَبِّحُ لَهُ الرَّعدُ بِحَمدِهِ ، وَالمَلائِكَةُ مِن خيفَتِهِ (5) . (6)

كتاب من لا يحضره الفقيه :رُوِيَ : يَنبَغي لِمَن سَمِعَ صَوتَ الرَّعدِ أن يَقولَ : سُبحانَ مَن يُسَبِّحُ الرَّعدُ بِحَمدِهِ ، وَالمَلائِكَةُ مِن خيفَتِهِ . (7)

.


1- .مستدرك الوسائل : ج 13 ص 263 ح 15303 نقلاً عن كتاب عبد اللّه بن يحيى الكاهلي .
2- .كنزالعمّال : ج 6 ص 156 ح 15208 نقلاً عن أبي داوود في مراسيله عن عبد اللّه بن جعفر .
3- .كنزالعمّال : ج 6 ص 170 ح 15238 نقلاً عن ابن جرير .
4- .شرح الأخبار : ج 1 ص 231 ح 220 ، المناقب للكوفي : ج 1 ص 221 ح 140 وج 2 ص 384 ح 858 كلاهما عن عبد اللّه .
5- .تضمين للآية 13 من سورة الرّعد .
6- .تفسير العيّاشي : ج 2 ص 207 ح 22 ، بحار الأنوار : ج 59 ص 379 ح 19 وج 95 ص 348 ح 4 .
7- .كتاب من لا يحضره الفقيه : ج 1 ص 526 ح 1498 .

ص: 289

الفصل السّادس : التّسبيحات الأربعة

6 / 1 الحثّ على التّسبيحات

الفَصلُ السّادِسُ : التّسبيحات الأربعة6 / 1الحَثُّ عَلَى التَّسبيحاتِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :ما سَبَّحتُ ولا سَبَّحَ الأَنبِياءُ قَبلي بِأَفضَلَ مِن : سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ . (1)

المعجم الكبير عن عمران بن الحصين :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : أما يَستَطيعُ أحَدُكُم أن يَعمَلَ كُلَّ يَومٍ مِثلَ اُحُدٍ عَمَلاً؟ قالوا : يا رَسولَ اللّهِ ، ومَن يَستَطيعُ أن يَعمَلَ كُلَّ يَومٍ مِثلَ اُحُدٍ عَمَلاً؟! قالَ : كُلُّكُم يَستَطيعُهُ . قالوا : يا رَسولَ اللّهِ ، ماذا؟ قالَ : «سُبحانَ اللّهِ» أعظَمُ مِن اُحُدٍ ، و«لا إلهَ إلَا اللّهُ» أعظَمُ مِن اُحُدٍ ، و«الحَمدُ للّهِِ» أعظَمُ مِن اُحُدٍ ، و«اللّهُ أكبَرُ» أعظَمُ مِن اُحُدٍ . (2)

مكارم الأخلاق عن عبد اللّه بن مسعود عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :يَابنَ مَسعودٍ ، وَالَّذي بَعَثَني بِالحَقِّ نَبِيّا ، إنَّ مَن يَدَعُ الدُّنيا ويُقبِلُ عَلى تِجارَةِ الآخِرَةِ ، فَإِنَّ اللّهَ تَعالى يَتَّجِرُ لَهُ مِن وَراء

.


1- .الفردوس : ج 4 ص 70 ح 6219 عن أبي هريرة ، كنزالعمّال : ج 1 ص 464 ح 2015 .
2- .المعجم الكبير : ج 18 ص 175 ح 398 ، كنزالعمّال : ج 1 ص 470 ح 2046 .

ص: 290

تِجارَتِهِ ، ويُربِحُ اللّهُ تِجارَتَهُ ، يَقولُ اللّهُ تَعالى : «رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَ_رَةٌ وَ لَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَ إِقَامِ الصَّلَوةِ وَ إِيتَاءِ الزَّكَوةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَ_رُ» (1) . فَقالَ ابنُ مَسعودٍ : بِأَبي أنتَ واُمّي يا رَسولَ اللّهِ ، كَيفَ لي بِتِجارَةِ الآخِرَةِ؟ فَقالَ صلى الله عليه و آله : لا تُريحَنَّ لِسانَكَ عَن ذِكرِ اللّهِ ، وذلِكَ أن تَقولَ : «سُبحانَ (2) اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ» ، فَهذِهِ التِّجارَةُ المُربِحَةُ . وقالَ اللّهُ تَعالى : «يَرْجُونَ تِجَ_رَةً لَّن تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَ يَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ» (3) . (4)

مسند ابن حنبل عن ابن أبي أوفى :جاءَ رَجُلٌ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله فَقالَ : يا رَسولَ اللّهِ ، إنّي لا أستَطيعُ أخذَ شَيءٍ مِنَ القُرآنِ ، فَعَلِّمني ما يُجزِئُني . قالَ : قُل : سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ . (5)

سنن الترمذي عن أبي هريرة :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : إذا مَرَرتُم بِرِياضِ الجَنَّةِ فَارتَعُوا . (6) قُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ وما رِياضُ الجَنَّةِ؟ قالَ : المَساجِدُ . قُلتُ : ومَا الرَّتعُ يا رَسولَ اللّهِ؟

.


1- .النور : 37 .
2- .في المصدر : «سبحانه» ، وهو تصحيف ظاهر .
3- .فاطر : 29 و 30 .
4- .مكارم الأخلاق : ج 2 ص 356 ح 2660 ، بحار الأنوار : ج 77 ص 106 ح 1 .
5- .مسند ابن حنبل : ج 7 ص 47 ح 19132 ، السنن الكبرى : ج 2 ص 532 ح 3978 وح 3977 وفيه «لا أحسن القرآن» بدل «لا أستطيع أخذ شيء من القرآن» ، كنزالعمّال : ج 2 ص 620 ح 4907 نقلاً عن المصنّف لعبد الرزّاق .
6- .الرَّتْع : التنعُّم. أراد برياض الجنّة ذكر اللّه ، وشبّه الخوض فيه بالرتع في الخِصْب (النهاية : ج 2 ص 194 «رتع») .

ص: 291

قالَ : سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ . (1)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :قولوا : «لا إلهَ إلَا اللّهُ وَاللّهُ أكبَرُ» ، وقولوا : «سُبحانَ اللّهِ وَالحَمدُ للّهِِ» ، وقولوا : «تَبارَكَ اللّهُ» ؛ فَإِنَّهُنَّ خَمسٌ لا يَعدِلُهُنَّ شَيءٌ ، عَلَيهِنَّ فَطَرَ اللّهُ مَلائِكَتَهُ ، ومِن أجلِهِنَّ رَفَعَ سَماءَهُ ، ودَحا أرضَهُ ، وبِهِنَّ جَبَلَ (2) إنسَهُ وجِنَّهُ ، وفَرَضَ عَلَيهِم فَرائِضَهُ . (3)

الإمام الصادق عليه السلام :مَن بَخِلَ مِنكُم بِمالٍ أن يُنفِقَهُ ، وبِالجِهادِ أن يَحضُرَهُ ، وبِاللَّيلِ أن يُكابِدَهُ ، فَلا يَبخَل بِسُبحانَ اللّهِ ، [ وَالحَمدُ للّهِِ] (4) ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ . (5)

عيون أخبار الرضا عليه السلام عن رجاء بن أبي الضحّاك _ في خَبرِ مَسيرِ الإِمامِ الرِّضا عليه السلام إلى خُراسانَ _ :كانَ فِي الطَّريقِ يُصلّي فَرائِضَهُ رَكعَتَينِ رَكعَتَينِ إلَا المَغرِبَ . . . وكانَ يَقولُ بَعدَ كُلِّ صَلاةٍ يُقَصِّرُها : «سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ» ثَلاثينَ مَرَّةً ، ويَقولُ : هذا تَمامُ الصَّلاةِ . (6)

الإمام العسكريّ عليه السلام :يَجِبُ (7) عَلَى المُسافِرِ أن يَقولَ في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ يُقَصِّرُ فِيها : «سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، واللّهُ أكبَرُ» ثَلاثينَ مَرَّةً ؛ لِتَمامِ الصَّلاةِ . (8)

.


1- .سنن الترمذي : ج 5 ص 532 ح 3509 ، الفردوس : ج 5 ص 305 ح 8267 نحوه ، كنزالعمّال : ج 7 ص 651 ح 20739 .
2- .جَبَلَ اللّه ُ الخلق : خَلَقهم. وجَبَلهُ على الشيء : طَبَعه (لسان العرب : ج 11 ص 98 «جبل») .
3- .كنزالعمّال : ج 2 ص 243 ح 3931 نقلاً عن ابن صصري في أماليه وص 224 ح 3858 نقلاً عن الديلمي وكلاهما عن معاذ .
4- .ما بين المعقوفين سقط من الطبعة المعتمدة للمصدر ، وأثبتناه من بحار الأنوار .
5- .المحاسن : ج 1 ص 107 ح 93 عن داوود بن الحصين ، بحار الأنوار : ج 93 ص 172 ح 16 .
6- .عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج 2 ص 182 ح 5 ، بحار الأنوار : ج 89 ص 59 ح 28 .
7- .قوله : «يجب» يريد به شدّة الاستحباب (المعتبر : ج 2 ص 484) .
8- .تهذيب الأحكام : ج 3 ص 230 ح 594 عن سليمان بن حفص المروزي .

ص: 292

6 / 2 فضل التّسبيحات

6 / 2فَضلُ التَّسبيحاتِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :أفضَلُ الكَلامِ أربَعٌ : سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، واللّهُ أكبَرُ . (1)

عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالَى اختارَ مِنَ الكَلامِ أربَعَةً ، ومِنَ المَلائِكَةِ أربَعَةً . . . فَأَمّا خِيَرَتُهُ مِنَ الكَلامِ : فَ«سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ» ، فَمَن قالَها عَقيبَ كُلِّ صَلاةٍ كَتَبَ اللّهُ لَهُ عَشرَ حَسَناتٍ ، ومَحا عَنهُ عَشرَ سَيِّئاتٍ ، ورَفَعَ لَهُ عَشرَ دَرَجاتٍ . (2)

عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّهَ اصطَفى مِنَ الكَلامِ أربَعا : «سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، واللّهُ أكبَرُ» ، فَمَن قالَ : «سُبحانَ اللّهِ» كَتَبَ اللّهُ لَهُ عِشرينَ حَسَنَةً ، أو حَطَّ عَنهُ عِشرينَ سَيِّئَةً ، ومَن قالَ : «اللّهُ أكبَرُ» فَمِثلُ ذلِكَ ، ومَن قالَ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» فَمِثلُ ذلِكَ ، ومَن قالَ : «الحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ» مِن قِبَلِ نَفسِهِ ، كُتِبَت لَهُ ثَلاثونَ حَسَنَةً ، وحُطَّ عَنهُ ثَلاثونَ سَيِّئَةً . (3)

عنه صلى الله عليه و آله :ما سَبَّحتُ ولا سَبَّحَ الأَنبِياءُ قَبلي بِأَفضَلَ مِن : سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ . (4)

عنه صلى الله عليه و آله :لَأَن أقولَ : «سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ» أحَبُّ إلَيَّ مِمّا

.


1- .صحيح البخاري : ج 6 ص 2459 ح 6302 ، سنن ابن ماجة : ج 2 ص 1253 ح 3811 عن سمرة بن جندب وزاد فيه «لا يضرّك بأيهنّ بدأت» قبل «سبحان اللّه » ، مسند ابن حنبل : ج 5 ص 525 ح 16412 عن أبي صالح عن بعض أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، كنزالعمّال : ج 1 ص 460 ح 1994 .
2- .النوادر للراوندي : ص 260 ح 526 عن ابن عبّاس ، بحار الأنوار : ج 97 ص 47 ح 34 ؛ كنزالعمّال : ج 1 ص 463 ح 2011 نقلاً عن المعجم الكبير عن أبي الدرداء نحوه وفيه صدره فقط .
3- .مسند ابن حنبل : ج 3 ص 166 ح 8018 ، المستدرك على الصحيحين : ج 1 ص 693 ح 1886 كلاهما عن أبي هريرة ، كنزالعمّال : ج 1 ص 461 ح 1999 .
4- .الفردوس : ج 4 ص 70 ح 6219 عن أبي هريرة ، كنزالعمّال : ج 1 ص 464 ح 2015 .

ص: 293

طَلَعَت عَلَيهِ الشَّمسُ . (1)

عنه صلى الله عليه و آله :التَّسبيحُ نِصفُ الميزانِ ، وَالحَمدُ يَملَؤُهُ ، و«لا إلهَ إلَا اللّهُ» لَيسَ لَها دونَ اللّهِ حِجابٌ حَتّى تَخلُصَ إلَيهِ . (2)

عنه صلى الله عليه و آله :التَّسبيحُ نِصفُ الميزانِ ، وَالحَمدُ يَملَؤُهُ ، وَالتَّكبيرُ يَملَأُ ما بَينَ السَّماءِ وَالأَرضِ . (3)

عنه صلى الله عليه و آله :خَمسٌ ما أثقَلَهُنَّ فِي الميزانِ : سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ ، وَالوَلَدُ الصّالِحُ يُتَوَفّى لِمُسلِمٍ فَيَصبِرُ ويَحتَسِبُ . (4)

عنه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ مِئَةَ مَرَّةٍ : «سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، وَلا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ» كُتِبَ اسمُهُ في ديوانِ الصِّدّيقينَ ، ولَهُ ثَوابُ الصِّدِّيقينَ ، ولَهُ بِكُلِّ حَرفٍ نورٌ عَلَى الصِّراطِ ، ويَكونُ فِي الجَنَّةِ رَفيقَ الخِضرِ عليه السلام . (5)

عنه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ : «سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ» قالَ اللّهٌ : أسلَمَ عَبدي وَاستَسلَمَ . (6)

.


1- .صحيح مسلم : ج 4 ص 2072 ح 32 ، سنن الترمذي : ج 5 ص 578 ح 3597 كلاهما عن أبي هريرة ، كنزالعمّال : ج 1 ص 463 ح 2008 .
2- .سنن الترمذي : ج 5 ص 536 ح 3518 عن عبد اللّه بن عمرو ، كنزالعمّال : ج 1 ص 462 ح 2001 .
3- .سنن الترمذي : ج 5 ص 536 ح 3519 ، مسند ابن حنبل : ج 9 ص 37 ح 23135 ، كنزالعمّال : ج 1 ص 464 ح 2019 ؛ الكافي : ج 2 ص 506 ح 3 عن السكوني عن الإمام الصادق عن الإمام عليّ عليهماالسلام ، الجعفريّات : ص 169 عن الإمام الصادق عن آبائه عن الإمام عليّ عليهم السلامعنه صلى الله عليه و آله ، الدعوات : ص 54 ح 136 ، بحار الأنوار : ج 93 ص 175 ح 21 .
4- .الخصال : ص 267 ح 1 عن أبي سالم راعي رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، بحار الأنوار : ج 82 ص 115 ح 4 ؛ مسند ابن حنبل : ج 5 ص 320 ح 15662 عن أبي سلام عن مولى رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، المستدرك على الصحيحين : ج 1 ص 692 ح 1885 عن أبي سلمى وليس فيهما «فيصبر» ، كنزالعمّال : ج 3 ص 285 ح 6579 .
5- .. جامع الأخبار : ص 140 ح 293 ، بحار الأنوار : ج 93 ص 173 ح 19 .
6- .المستدرك على الصحيحين : ج 1 ص 681 ح 1850 عن أبي هريرة ، كنزالعمّال : ج 1 ص 468 ح 2036 .

ص: 294

الإمام الحسن عليه السلام _ في ذِكرِ أسئِلَةِ اليَهودِيِّ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه و آله _ :قالَ : أخبِرني _ يا مُحَمَّدُ _ عَنِ الكَلِماتِ الَّتِي اختارَهُنَّ اللّهُ لِاءِبراهيمَ حَيثُ بَنَى البَيتَ؟ قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : نَعَم ؛ سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ . (1)

علل الشرايع :رُوِيَ عَنِ الصّادِقِ عليه السلام أنَّهُ سُئِلَ : لِمَ سُمِّيَتِ الكَعبَةُ كَعبَةً؟ قالَ : لِأَنَّها مُرَبَّعَةٌ . فَقيلَ لَهُ : وَلِمَ صارَت مُرَبَّعَةً؟ قال : لِأَنَّها بِحِذاءِ البَيتِ المَعمورِ وهُوَ مُرَبَّعٌ . فَقيلَ لَهُ : وَلِمَ صارَ البَيتُ المَعمورُ مُرَبَّعا؟ قالَ : لِأَنَّهُ بِحِذاءِ العَرشِ وهُوَ مُرَبَّعٌ . فَقِيلَ لَهُ : وَلِمَ صارَ العَرشُ مُرَبَّعا؟ قالَ : لِأَنَّ الكَلِماتِ الَّتي بُنِيَ عَلَيها الإِسلامُ أربَعٌ ، وهِيَ : سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ . (2)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :ألا اُخبِرُكُم عَن وَصِيَّةِ نوحٍ ابنَهُ حينَ حَضَرَهُ المَوتُ؟ قالَ : إنّي واهِبٌ لَكَ أربَعَ كَلِماتٍ ، هُنَّ قِيامُ السَّماواتِ وَالأَرضِ ، وهُنَّ أوَّلُ كَلِماتِ دُخولٍ عَلَى اللّهِ ، وآخِرُ كَلِماتِ خُروجٍ (3) مِن عِندِهِ ، ولَو وُزِنَ بِهِنَّ أعمالُ بَني آدَمَ لَوَزَنَتهُنَّ ، فَاعمَل بِهِنَّ ، وَاستَمسِك بِهِنَّ حَتّى تَلقاني : سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ . وَالَّذي يُقسِمُ بِهِ نوحٌ ، لَو أنَّ السَّماواتِ وَالأَرضَ وما فيهِنَّ وما تَحتَهُنَّ يوزَنُ بِهِنَّ هؤُلاءِ الكَلِماتُ لَوَزَنَتهُنَّ . (4)

عنه صلى الله عليه و آله :إذا قُلتَ : «سُبحانَ اللّهِ» فَقَد ذَكَرتَ اللّهَ فَذَكَرَكَ ، وإذا قُلتَ : «الحَمدُ للّهِِ» فَقَد شَكَرتَ اللّهَ فَزادَكَ ، وإذا قُلتَ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» فَهِيَ كَلِمَةُ التَّوحيدِ الَّتي مَن قالَها غَير

.


1- .الأمالي للصدوق : ص 255 ح 279 عن عبد اللّه ، بحار الأنوار : ج 93 ص 166 ح 1 .
2- .علل الشرايع : ص 398 ح 2 ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج 2 ص 190 ح 2110 من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج 58 ص 5 ح 2 .
3- .في كنزالعمّال : «... أوّلُ كلماتٍ دخولاً على اللّه ، وآخرُ كلماتٍ خروجا ...» .
4- .الفردوس : ج 1 ص 132 ح 466 عن معاذ بن أنس ، كنزالعمّال : ج 1 ص 471 ح 2047 .

ص: 295

شاكٍّ ولا مُرتابٍ ولا مُتَكَبِّرٍ ولا جَبّارٍ أعتَقَهُ اللّهُ مِنَ النّارِ . (1)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :كَلِماتٌ إذا قالَهُنَّ العَبدُ وَضَعَهُنَّ المَلَكُ في جَناحِهِ ثُمَّ عَرَجَ بِهِنَّ ، فَلا يَمُرُّ عَلى مَلَأٍ مِنَ المَلائِكَةِ إلّا صَلَّوا عَلَيهِنَّ وعَلى قائِلِهِنَّ ، حَتّى توضَعَ بَينَ يَدَيِ الرَّحمنِ : سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلّا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ . و«سُبحانَ اللّهِ» بَراءَةٌ عَنِ السُّوءِ . (2)

عنه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ : «سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ» صَعِدَ بِها مَلَكٌ إلَى السَّماءِ ، فَلا يَمُرُّ بِها عَلى مَلَأٍ مِنَ المَلائِكَةِ إلَا استَغفَروا لِقائِلِها ، حَتّى يَجيءَ بِها إلى رَبِّ العالَمينَ . (3)

شعب الإيمان عن أنس :جاءَ أعرابِيٌّ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله فَقالَ : يا رَسولَ اللّهِ عَلِّمني خَيرا . فَأَخَذَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله بِيَدِهِ فَقالَ : قُل : سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ . قالَ : فَعَقَدَ الأَعرابِيُّ عَلى يَدِهِ ومَضى ، فَتَفَكَّرَ ، ثُمَّ رَجَعَ فَتَبَسَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله ، قالَ : تَفَكَّرَ البائِسُ فَجاءَ! فَقالَ : يا رَسولَ اللّهِ! «سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ» هذا للّهِِ ، فَما لي؟ فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : يا أعرابِيُّ ، إذا قُلتَ : «سُبحانَ اللّهِ» قالَ اللّهُ : صَدَقتَ . وإذا قُلتَ : «الحَمدُ للّهِِ» قالَ اللّهُ : صَدَقتَ . وإذا قُلتَ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» قالَ اللّهُ : صَدَقتَ . وإذا قُلتَ : «اللّهُ أكبَرُ» قالَ اللّهُ : صَدَقتَ . وإذا قُلتَ : «اللّهُمَّ اغفِر لي» قالَ اللّهُ : قَد فَعَلتُ . وإذا قُلتَ : «اللّهُمَّ ارحَمني» قالَ اللّهُ : فَعَلتُ . وإذا قُلتَ : «اللّهُمَّ ارزُقني» قالَ اللّهُ : قَد فَعَلتُ .

.


1- .كنزالعمّال : ج 1 ص 466 ح 2030 نقلاً عن الحاكم في تاريخه عن الحكم بن عمير الثمالي .
2- .المصنّف لابن أبي شيبة : ج 7 ص 93 ح 1 عن موسى بن طلحة ، كنزالعمّال : ج 1 ص 468 ح 2037 .
3- .مستدرك الوسائل : ج 5 ص 327 ح 6007 نقلاً عن درر اللآلي عن عبد اللّه بن مسعود .

ص: 296

6 / 3 بركات التّسبيحات

قالَ : فَعَقَدَ الأعرابِيُّ عَلى سَبعٍ في يَدِهِ ثُمَّ وَلّى . (1)

6 / 3بَرَكاتُ التَّسبيحاتِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :ما عَلَى الأَرضِ رَجُلٌ يَقولُ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ ، وسُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ» إلّا كُفِّرَت عَنهُ ذُنوبُهُ ، ولَو كانَت أكثَرَ مِن زَبَدِ البَحرِ . (2)

سنن ابن ماجة عن أبي الدرداء :قالَ لي رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : عَلَيكَ بِ «سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ» فَإِنَّها _ يَعني _ يَحطُطنَ (3) الخَطايا كَما تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَها . (4)

تاريخ دمشق عن أبي سلمة بن عبد الرحمن :جَلَسَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ذاتَ يَومٍ فَأَخَذَ عُودا يابِسا فَحَطَّ وَرَقَهُ ، ثُمَّ قالَ : إنَّ قَولَ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، وسُبحانَ اللّهِ» تَحُطُّ الخَطايا كَما يُحَطُّ وَرَقُ هذِهِ الشَّجَرَةِ . خُذهُنَّ يا أبَا الدَّرداءِ قَبلَ أن يُحالُ بَينَكَ وبَينَهُنَّ ، فَإِنَّهُنَّ الباقِياتُ الصّالِحاتُ ، وهُنَّ مِن كُنُوزِ الجَنَّةِ . (5)

مسند ابن حنبل عن أنس :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله أخَذَ غُصنا فَنَفَضَهُ فَلَم يَنتَفِض ، ثُمَّ نَفَضَهُ فَلَم يَنتَفِض ، ثُمَّ نَفَضَهُ فَانتَفَضَ ، فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : إنَّ «سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إله

.


1- .شُعب الإيمان : ج 1 ص 431 ح 619 ، كنزالعمّال : ج 2 ص 236 ح 3911 .
2- .مسند ابن حنبل : ج 2 ص 551 ح 6489 ، المستدرك على الصحيحين : ج 1 ص 682 ح 1853 كلاهما عن عبد اللّه بن عمرو ، كنزالعمّال : ج 2 ص 227 ح 3873 نقلاً عن الفارسي في الأربعين عن أبي هريرة نحوه .
3- .في كنز العمّال : «فإنّهنّ يحططْن» .
4- .سنن ابن ماجة : ج 2 ص 1253 ح 3813 ، كنزالعمّال : ج 1 ص 462 ح 2004 وفيه «فإنَّهُنَّ» بدل «فإنَّها يعني» .
5- .تاريخ دمشق : ج 47 ص 150 ، كنزالعمّال : ج 16 ص 247 ح 4324 وج 1 ص 467 ح 2033 كلاهما عن أبي الدرداء .

ص: 297

إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ» تَنفُضُ الخَطايا كَما تَنفُضُ الشَّجَرَةُ وَرَقَها . (1)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ» في ذَنبِ المُسلِمِ مِثلُ الأَكِلَةِ (2) فِي جَنبِ ابنِ آدَمَ . (3)

عنه صلى الله عليه و آله :لَقِيتُ إبراهيمَ لَيلَةَ اُسرِيَ بي ، فَقالَ : يا مُحَمَّدُ ، أقرِئ اُمَّتَكَ مِنِّي السَّلامَ ، وأخبِرهُم أنَّ الجَنَّةَ طَيِّبَةُ التُّربَةِ عَذبَةُ الماءِ ، وأنَّها قِيعانٌ (4) ، وأنَّ غِراسَها : سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ . (5)

سنن ابن ماجة عن عثمان بن أبي سودة عن أبي هريرة :أنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله مَرَّ بِهِ وهُوَ يَغرِسُ غَرسا ، فَقالَ : يا أبا هُرَيرَةَ! مَا الَّذي تَغرِسُ؟ قُلتُ : غِراسا لي ، قالَ : ألا أدُلُّكَ عَلى غِراسٍ خَيرٍ لَكَ مِن هذا؟ قالَ : بَلى يا رَسولَ اللّهِ! قالَ : قُل : «سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، واللّهُ أكبَرُ» يُغرَس لَكَ بِكُلِّ واحِدَةٍ شَجَرَةٌ فِي الجَنَّةِ . (6)

الإمام الباقر عليه السلام :مَرَّ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله بِرَجُلٍ يَغرِسُ غَرسا في حائِطٍ لَهُ ، فَوَقَفَ لَهُ وقالَ : ألا أدُلُّكَ عَلى غَرسٍ أثبَتَ أصلاً ، وأسرَعَ إيناعا ، وأطيَبَ ثَمَرا وأبقى؟ قالَ : بَلى ، فَدُلَّني يا رَسولَ اللّهِ !

.


1- .مسند ابن حنبل : ج 4 ص 304 ح 12536 .
2- .الأكِلَة _ كفَرِحَة _ : داءٌ [يقع] فيالعضو يأتَكِلُ منه (القاموس المحيط : ج 3 ص 329 «أكل») .
3- .الفردوس : ج 2 ص 337 ح 3524 عن ابن عبّاس ، كنزالعمّال : ج 1 ص 464 ح 2020 .
4- .قِيعان : جمع قاع ؛ وهو المكان المستوي الواسع في وطأة من الأرض (النهاية : ج 4 ص 132 «قيع») .
5- .سنن الترمذي : ج 5 ص 510 ح 3462 عن عبد اللّه بن مسعود ، كنزالعمّال : ج 1 ص 460 ح 1989 ؛ الدعوات : ص 46 ح 113 وزاد في آخره «ولا حول ولا قوّة إلّا باللّه ، فأمر اُمّتك فليكثروا من غرسها» ، بحار الأنوار : ج 93 ص 174 ح 21 .
6- .سنن ابن ماجة : ج 2 ص 1251 ح 3807 ، المستدرك على الصحيحين : ج 1 ص 693 ح 1887 ، تاريخ بغداد : ج 4 ص 400 وليس فيه «ولا إله إلّا اللّه » .

ص: 298

فَقالَ : إذا أصبَحتَ وأمسيَتَ فَقُل : «سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ» فَإِنَّ لَكَ إن قُلتَهُ بِكُلِّ تَسبيحَةٍ عَشرَ شَجَراتٍ فِي الجَنَّةِ مِن أنواعِ الفاكِهَةِ ، وهُنَّ مِنَ الباقِياتِ الصّالِحاتِ . (1)

عنه عليه السلام :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله مَن قالَ : «سُبحانَ اللّهِ» غَرَسَ اللّهُ لَهُ بِها شَجَرَةً فِي الجَنَّةِ ، ومَن قالَ : «الحَمد للّهِِ» غَرَسَ اللّهُ لَهُ بِها شَجَرَةَ فِي الجَنَّةِ ، ومَن قالَ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» غَرَسَ اللّهُ لَهُ بِها شَجَرَةً فِي الجَنَّةِ ، ومَن قالَ : «اللّهُ أكبَرُ» غَرَسَ اللّهُ لَهُ بِها شَجَرَةً فِي الجَنَّةِ . فَقالَ رَجُلٌ مِن قُرَيشٍ : يا رَسولَ اللّهِ إنَّ شَجَرَنا فِي الجَنَّةِ لَكَثيرٌ! قالَ : نَعَمَ ، ولكِن إيّاكُم أن تُرسِلوا عَلَيها نيرانا فَتُحرِقوها ، وذلِكَ أنَّ اللّهَ عز و جل يَقولُ : «يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَ أَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَ لَا تُبْطِ_لُواْ أَعْمَ__لَكُمْ» (2) . (3)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن سَبَّحَ للّهِِ عز و جل (4) تَسبيحَةً ، أو حَمِدَهُ تَحميدَةً ، أو هَلَّلَهُ تَهليلَةً ، أو كَبَّرَهُ تَكبيرا ، غَرَسَ اللّهُ لَهُ بِها شَجَرَةً فِي الجَنَّةِ ، أصلُها ياقُوتٌ أحمَرُ ، مُكَلَّلَةً بِالدُّرِّ ، طَلعُهاكَثَديِ الأَبكارِ ، أحلى مِنَ العَسَلِ وأليَنُ مِنَ الزُّبدِ . (5)

عنه صلى الله عليه و آله :لَمّا اُسرِيَ بي إلَى السَّماءِ ، دَخَلَتُ الجَنَّةَ فَرَأَيتُ فيها قِيعانا يَقَقا (6) مِن مِسكٍ ، ورَأَيتُ فيها مَلائِكَةً يَبنونَ لَبِنَةً مِن ذَهَبٍ ولَبِنَةً مِن فِضَّةٍ ورُبَّما أمسَكوا .

.


1- .الكافي : ج 2 ص 506 ح 4 ، المحاسن : ج 1 ص 107 ح 92 كلاهما عن ضريس الكناسي ، روضة الواعظين : ص 405 ، بحار الأنوار : ج 86 ص 257 ح 27 .
2- .محمّد : 33 .
3- .ثواب الأعمال : ص 26 ح 3 عن أبي الجارود ، الأمالي للصدوق : ص 705 ح 968 عن أبي الجارود عن الإمام الصادق عن أبيه عن جدّه عليهم السلامعنه صلى الله عليه و آله ، بحار الأنوار : ج 93 ص 168 ح 3 .
4- .في كنزالعمّال : «اللّه » وهو الأنسب .
5- .المعجم الكبير : ج 6 ص 266 ح 6176 عن سلمان الفارسي ، كنزالعمّال : ج 1 ص 474 ح 2059 .
6- .اليَقَقُ : المتناهي في البياض (النهاية : ج 5 ص 299 «يقق») .

ص: 299

6 / 4 بقاء التّسبيحات

فَقُلتُ لَهُم : ما لَكُم رُبَّما بَنَيتُم ورُبَّما أمسَكتُم؟ قالوا : حَتّى تَأتِيَنَا النَّفَقَةُ . قُلتُ : وما نَفَقَتُكُم؟ قالوا : قَولُ المُؤمِنِ : «سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ» ؛ فَإِذا قالَهُنَّ بَنَينا ، وإذا سَكَتَ وأمسَكَ أمسَكنا . (1)

الإمام الصادق عليه السلام :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : لَمّا اُسرِيَ بي إلَى السَّماءِ دَخَلتُ الجَنَّةَ ، فَرَأَيتُ قَصرا مِن ياقُوتَةٍ حَمراءَ يُرى داخِلُها مِن خارِجِها ، وخارِجُها مِن داخِلِها ؛ مِن ضِيائِها ، وفيها بَيتانِ مِن دُرٍّ وزَبَرجَدٍ ، فَقُلتُ : يا جَبرَئيلُ ، لِمَن هذَا القَصرُ؟ فَقالَ : هذا لِمَن أطابَ الكَلامَ ، وأدامَ الصِّيامَ ، وأطعَمَ الطَّعامَ ، وتَهَجَّدَ بِاللَّيلِ وَالنّاسُ نِيامٌ . فَقالَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام : يا رَسولَ اللّهِ ، وفي اُمَّتِكَ مَن يُطيقُ هذا؟ فَقالَ : اُدنُ مِنّي يا عَلِيُّ ، فَدَنا مِنهُ ، فَقالَ : أتَدري ما إطابَةُ الكَلامِ؟ قالَ : اللّهُ ورَسولُهُ أعلَمُ ، قالَ : مَن قالَ : سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ . (2)

6 / 4بَقاءُ التَّسبيحاتِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :أكثِروا مِن قَولِ : «سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ »؛ فَإِنَّهُنَّ يَأتينَ يَومَ القِيامَةِ لَهُنَّ مُقَدَّماتٌ ومُؤَخَّراتٌ ومُعَقِّباتٌ ، وهُنَّ الباقِياتُ الصّالِحاتُ . (3)

.


1- .الأمالي للطوسي : ص 474 ح 1035 ، عدّة الداعي : ص 249 كلاهما عن حمّاد بن عثمان عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام ، تفسير القمّي : ج 2 ص 53 عن جميل وج 1 ص 21 عن حمّاد وفيه «تفق» بدل «يققا» وكلاهما عن الإمام الصادق عليه السلام عنه صلى الله عليه و آله ، بحار الأنوار : ج 93 ص 83 نقلاً عن تفسير النعماني .
2- .تفسير القمّي : ج 1 ص 21 عن حمّاد ، بحار الأنوار : ج 93 ص 82 نقلاً عن تفسير النعماني ؛ كنزالعمّال : ج 15 ص 885 ح 43508 نقلاً عن الخطيب عن ابن عبّاس نحوه .
3- .ثواب الأعمال : ص 23 ح 1 وص 26 ح 2 ، تفسير العيّاشي : ج 2 ص 327 ح 32 وليس فيه «أكثروا من قول» وكلّها عن أبي بصير ، جامع الأخبار : ص 141 ح 299 كلّها عن الإمام الصادق عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 93 ص 171 ح 12 ؛ شُعب الإيمان : ج 1 ص 426 ح 607 عن عبد اللّه بن مسعود نحوه ، كنزالعمّال : ج 1 ص 467 ح 2032 .

ص: 300

المستدرك عن أبي سعيد الخدريّ :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله قالَ : اِستَكثِروا مِنَ الباقِياتِ الصّالِحاتِ . قيلَ : وما هُنَّ يا رَسولَ اللّهِ؟ قالَ : المِلَّةُ . قيلَ : وما هِيَ؟ قالَ : التَّكبيرُ ، وَالتَّهليلُ ، وَالتَّسبيحُ ، وَالتَّحميدُ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ . (1)

الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله قالَ لِأَصحابِهِ ذاتَ يَومٍ : أرَأَيتُم لَو جَمَعتُم ما عِندَكُم مِنَ الثِّيابِ وَالآنِيَةِ ، ثُمَّ وَضَعتُم بَعضَهُ عَلى بَعضٍ أكُنتُم تَرَونَهُ يَبلُغُ (2) السَّماءَ؟ قالوا : لا يا رَسولَ اللّهِ ، قالَ : ألا أدُلُّكُم عَلى شَيءٍ أصلُهُ فِي الأَرضِ وفَرعُهُ فِي السَّماءِ ؟ قالوا : بَلى يا رَسولَ اللّهِ! قالَ : يَقولُ أحَدُكُم إذا فَرَغَ مِن صَلاتِهِ الفَريضَةِ : «سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ» ثَلاثينَ مَرَّةً ؛ فَإِنَّ أصلَهُنَّ فِي الأَرضِ وفَرعَهُنَّ فِي السَّماءِ ، وهُنَّ يَدفَعنَ الهَدمَ ، وَالحَرقَ ، وَالغَرَقَ ، وَالتَّرَدِّيَ فِي البِئرِ ، وأكلَ السَّبُعِ ، ومِيتَةَ السَّوءِ ، وَالبَلِيَّةَ الَّتي تَنزِلُ مِنَ السَّماءِ عَلَى العَبدِ في ذلِكَ اليَومِ ، وهُنَّ الباقِياتُ . (3)

المستدرك عن أبي هريرة :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : خُذوا جُنَّتَكُم . قُلنا : يا رَسولَ اللّهِ مِن عُدُو

.


1- .المستدرك على الصحيحين : ج 1 ص 694 ح 1889 ، مسند ابن حنبل : ج 4 ص 150 ح 11713 نحوه ، مسند أبي يعلى : ج 2 ص 132 ح 1379 ، كنزالعمّال : ج 15 ص 951 ح 43654 .
2- .في المصدر : «تبلغ» ، والتصويب من المصادر الاُخرى .
3- .ثواب الأعمال : ص 26 ح 3 ، تهذيب الأحكام : ج 2 ص 107 ح 406 نحوه وكلاهما عن أبي بصير ، معاني الأخبار : ص 324 ح 1 ، عوالي اللآلي : ج 1 ص 350 ح 2 عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله وفيهما زيادة «الصالحات» بعد «الباقيات» ، بحار الأنوار : ج 86 ص 30 ح 35 .

ص: 301

قَد حَضَرَ؟ قالَ : لا ، جُنَّتَكُم مِنَ النّارِ . قولوا : «سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ»؛ فَإِنَّهُنَّ (1) يَأتينَ يَومَ القِيامَةِ مُنجِياتٍ ومُقَدِّماتٍ ، وهُنَّ الباقِياتُ الصّالِحاتِ . (2)

.


1- .في المصدر : «فإنّها» ، والتصويب من المصادر الاُخرى .
2- .المستدرك على الصحيحين : ج 1 ص 725 ح 1985 ، شُعب الإيمان : ج 1 ص 425 ح 606 وزاد فيه «معقّبات» بعد «مقدّمات» وفيه «محبّبات» بدل «منجيات» ، كنزالعمّال : ج 16 ص 248 ح 44326 ؛ تفسير العيّاشي : ج 2 ص 327 ح 32 عن أبي بصير عن الإمام الصادق عليه السلام عنه صلى الله عليه و آله ، بحار الأنوار : ج 93 ص 172 ح 18 .

ص: 302

. .

ص: 303

الفصل السابع : التّسبيحات المأثورة

7 / 1 التّسبيحات المأثورة عن النّبيّ صلى الله عليه و آله

الفَصلُ السابِعُ : التّسبيحات المأثورة7 / 1التَّسبيحاتُ المَأثورَةُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آلهمسند ابن حنبل عن عبد اللّه :إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله كانَ مِمّا يُكثِرُ أن يَقولَ : سُبحانَكَ رَبَّنا وبِحَمدِكَ ، اللّهُمَّ اغفِر لي . فَلَمّا نَزَلَت : «إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ» (1) قالَ : سُبحانَكَ ربَّنا وبِحَمدِكَ ، اللّهُمَّ اغفِر لي ، إنَّكَ أنتَ التَّوّابُ الرَّحيمُ . (2)

سنن الترمذي عن أبي هريرة :إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله كانَ إذا أهَمَّهُ الأَمرُ رَفَعَ رأسَهُ إلَى السَّماءِ ، فَقالَ : سُبحانَ اللّهِ العَظيمِ . (3)

كنزالعمّال عن عائشة عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :يا عائِشَةُ ، ألا اُعَلِّمُكِ كَلِماتٍ تَعدِلُ أو أفضَلَ مِن تَسبيحِ أهلِ السَّماواتِ وَالأَرضِ؟ تَقولينَ : سُبحانَ اللّهِ العَظيمِ وبِحَمدِهِ ، وأضعافَ ما يُسَبِّحُهُ جَميعُ خَلقِهِ ، كَما يُحِبُّ وكَما يَرضى وكَما يَنبَغي لَهُ . (4)

.


1- .النصر : 1 .
2- .مسند ابن حنبل : ج 2 ص 43 ح 3719 وص 176 ح 4356 نحوه وص 79 ح 3891 ، الدعاء للطبراني : ص 192 ح 594 ، مسند الطيالسي : ص 45 ح 339 والثلاثة الأخيرة عن أبي عبيدة عن أبيه .
3- .سنن الترمذي : ج 5 ص 496 ح 3436 ، كنزالعمّال : ج 7 ص 69 ح 17999 .
4- .كنزالعمّال : ج 2 ص 238 ح 3917 نقلاً عن الدارقطني في الإفراد عن عائشة .

ص: 304

السنن الكبرى عن ربيعة بن كعب الأسلمي :كُنتُ أبيتُ مَعَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله وآتيهِ بِوَضوئِهِ وحاجَتِهِ ، فَكانَ يَقومُ مِنَ اللَّيلِ ويَقولُ : «سُبحانَ رَبّي وبِحَمدِهِ ، سُبحانَ رَبّي وبِحَمدِهِ» الهَوِيَّ (1) ، «سُبحانَ رَبِّ العالَمينَ ، سُبحانَ رَبِّ العالَمينَ» الهَوِيَّ . (2)

البلد الأمين عن الإمام الباقر عن الإمام عليّ عليهماالسلام عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :لَمّا اُسرِيَ بي إلَى السَّماءِ . . . نوديتُ . . . يا مُحَمَّدُ ، ومَن أرادَ مِن اُمَّتِكَ أن أرفَعَ صَلاتَهُ مُضاعَفَةً ، فَليَقُل خَلفَ كُلِّ صَلاةٍ افتُرِضَت عَلَيهِ : . . . وأنتَ وَلِيُّ التَّسبيحِ كُلِّهِ ، فَلا إلهَ إلّا أنتَ ، فَلَكَ التَّسبيحُ كُلُّهُ بِكُلِّ تَسبيحٍ أنتَ لَهُ وَلِيٌّ . (3)

حلية الأولياء عن عبد الرحمن بن قرط :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله لَيلَةَ اُسرِيَ بِهِ مِن المَسجِدِ الحَرامِ إلَى المَسجِدِ الأقصى ، وكانَ بَينَ زَمزَمَ وَالمَقامِ ، وجِبريلُ عَن يَمينِهِ وميكائيلُ عَن يَسارِهِ ، وطارا بِهِ حَتّى بَلَغَ السَّماواتِ السَّبعَ ، فَلَمّا رَجَعَ قالَ : سَمِعتُ تَسبيحا فِي السَّماواتِ العُلى مِن ذِي المَهابَةِ (4) مُشفِقاتٍ لِذِي العُلى بِما عَلا ، سُبحانَ العَلِيِّ الأَعلى ، سُبحانَهُ وتَعالى . (5)

ثواب الأعمال عن أبي سعيد الخدري عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله _ في ذِكر ما يَستَوجِبُ بِهِ العَبدُ ثَوابَ أعمالِ شَهرِ رَجَبٍ _ :يُسَبِّحُ اللّهَ كُلَّ يَومٍ مِن شَهرِ رَجَبٍ إلى تَمامِ ثَلاثينَ يَوما بِهذَا التَّسبيحِ مِئَةَ مَرَّةٍ : سُبحانَ الإِلهِ الجَليلِ ، سُبحانَ مَن لا يَنبَغِي التَّسبيحُ إلّا لَهُ ،

.


1- .الهَوِيّ _ بالفتح _ : الحين الطويل من الزمان ، وقيل : هو مختصّ بالليل (النهاية : ج 5 ص 285 «هوا») .
2- .السنن الكبرى : ج 2 ص 684 ح 4568 ، سنن ابن ماجة : ج 2 ص 1277 ح 3879 ، سنن النسائي : ج 3 ص 209 كلاهما نحوه ، الدعاء للطبراني : ص 245 ح 768 ، كنزالعمّال : ج 8 ص 13 ح 21653 نقلاً عن ابن زنجويه .
3- .البلد الأمين : ص 515 ، بحار الأنوار : ج 95 ص 324 ح 1 .
4- .كذا في المصدر ، وفي كنزالعمّال : «سمعت تسبيحا في السماوات العُلى مع تسبيحٍ كثيرٍ : سبّحت السماوات العُلى من ذي المهابة...» .
5- .حلية الأولياء : ج 2 ص 7 ، كنزالعمّال : ج 10 ص 368 ح 29845 .

ص: 305

سُبحانَ الأَعَزِّ الأَكرَمِ ، سُبحانَ مَن لَبِسَ العِزَّ وهُوَ لَهُ أهلٌ . (1)

سنن أبي داوود عن سعد بن أبي وقّاص عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله _ في بَيانِ أفضَلِ التَّسبيحِ _ :سُبحانَ اللّهِ عَدَدَ ما خَلَقَ فِي السَّماءِ ، وسُبحانَ اللّهِ عَدَدَ ما خَلَقَ فِي الأَرضِ ، وسُبحانَ اللّهِ عَدَدَ ما خَلَقَ بَينَ ذلِكَ ، وسُبحانَ اللّهِ عَدَدَ ما هُوَ خالِقٌ ، وَاللّهُ أكبَرُ مِثلَ ذلِكَ ، وَالحَمدُ للّهِِ مِثلَ ذلِكَ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ مِثلَ ذلِكَ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ مِثلَ ذلِكَ . (2)

السنن الكبرى عن محمّد بن سعد بن زرارة عن أبي اُمامة الباهلي :أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله مَرَّ بِهِ وهُوَ يُحَرِّكُ شَفَتَيهِ فَقالَ : ماذا تَقولُ يا أبا اُمامَةَ؟ قالَ : أذكُرُ رَبّي ، قالَ : ألا اُخبِرُكَ بِأَفضَلَ أو أكثَرَ مِن ذِكرِكَ اللَّيلَ مَعَ النَّهارِ وَالنَّهارَ مَعَ اللَّيلِ؟ أن تَقولَ : «سُبحانَ اللّهِ عَدَدَ ما خَلَقَ ، سُبحانَ اللّهِ مِل ءَ ما خَلَقَ ، سُبحانَ اللّهِ عَدَدَ ما فِي الأَرضِ وَالسَّماءِ ، سُبحانَ اللّهِ مِل ءَ ما فِي السَّماءِ وَالأَرضِ ، سُبحانَ اللّهِ مِل ءَ ما خَلَقَ ، سُبحانَ اللّهِ عَدَدَ ما أحصى كِتابُهُ ، وسُبحانَ اللّهِ مِل ءَ كُلِّ شَيءٍ» ، وتَقولَ : الحَمدُ للّهِِ مِثلَ ذلِكَ . (3)

سنن النسائي عن ابن عبّاس عن جويريّة بنت الحارث :أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله مَرَّ عَلَيها وهِيَ فِي المَسجِدِ تَدعو ، ثُمَّ مَرَّ بِها قَريبا مِن نِصفِ النَّهارِ ، فَقالَ لَها : ما زِلتِ عَلى حالِكِ؟ قالَت : نَعَم ، قالَ : ألا اُعَلِّمُكِ _ يَعني _ كَلِماتٍ تَقولينَهُنَّ :

.


1- .ثواب الأعمال : ص 83 ح 4 ، الأمالي للصدوق : ص 632 ح 844 ، مصباح المتهجّد : ص 817 ح 881 ، بحار الأنوار : ج 97 ص 31 ح 1 .
2- .سنن أبي داوود : ج 2 ص 81 ح 1500 ، سنن الترمذي : ج 5 ص 563 ح 3568 ، صحيح ابن حبّان : ج 3 ص 118 ح 837 ، الدعاء للطبراني : ص 494 ح 1738 ، كنز العمّال : ج 1 ص 469 ح 2043 .
3- .السنن الكبرى للنسائي : ج 6 ص 50 ح 9994 ، صحيح ابن حبّان : ج 3 ص 112 ح 830 ، صحيح ابن خزيمة : ج 1 ص 371 ح 754 ، مسند الرؤياني : ج 2 ص 289 ح 1225 ، كنز العمّال : ج 1 ص 470 ح 2044 .

ص: 306

سُبحانَ اللّهِ عَدَدَ خَلقِهِ ، سُبحانَ اللّهِ عَدَدَ خَلقِهِ ، سُبحانَ اللّهِ عَدَدَ خَلقِهِ ، سُبحانَ اللّهِ رِضا نَفسِهِ ، سُبحانَ اللّهِ رِضا نَفسِهِ ، سُبحانَ اللّهِ رِضا نَفسِهِ ، سُبحانَ اللّهِ زِنَةَ عَرشِهِ ، سُبحانَ اللّهِ زِنَةَ عَرشِهِ ، سُبحانَ اللّهِ زِنَةَ عَرشِهِ ، سُبحانَ اللّهِ مِدادَ كَلِماتِهِ ، سُبحانَ اللّهِ مِدادَ كَلِماتِهِ ، سُبحانَ اللّهِ مِدادَ كَلِماتِهِ . (1)

كنز العمّال عن أنس عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ حينَ يُصَلِّي الغَداةَ : «سُبحانَ اللّهِ عَدَدَ خَلقِهِ ، سُبحانَ اللّهِ رِضا نَفسِهِ ، سُبحانَ اللّهِ زِنَةَ عَرشِهِ» ، وَالحَمدُ للّهِِ مِثلَ ذلِكَ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ مِثلَ ذلِكَ ؛ فَذلِكَ خَيرٌ لَهُ مِن أن يُجمَعَ لَهُ ما بَينَ المَشرِقِ وَالمَغرِبِ ، ويَدأَبُ المَلائِكَةُ أيّاما يَكُتبونَ ، ولا يُحصونَ ما قالَ . (2)

مُهج الدعوات عن إبراهيم بن أبي يحيى عن الإمام الصادق عن أبيه عن جدّه عن الإمام عليّ عليهم السلامعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله : سُبحانَ اللّهِ في عِلمِهِ مُنتَهى رِضاهُ ، سُبحانَ اللّهِ بَعدَ عِلمِهِ مُنتَهى رِضاهُ ، سُبحانَ اللّهِ مَعَ عِلمِهِ مُنتَهى رِضاهُ ، وَالحَمدُ للّهِِ بِجَميعِ مَحامِدِهِ عَلى جَميعِ نِعَمِهِ ، وسُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ مُنتَهى رِضاهُ في عِلمِهِ ، وَاللّهُ أكبَرُ وحَقٌّ لَهُ ذلِكَ . . . سُبحانَ اللّهِ تَسبيحا لا يُحصيهِ غَيرُهُ ، قَبلَ كُلِّ أحَدٍ ، ومَعَ كُلِّ أحَدٍ ، وبَعدَ كُلِّ أحَدٍ . (3)

كنز العمّال عن الإمام عليّ عليه السلام عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن سَرَّهُ أن يُنسَأَ (4) في عُمُرِهِ ، ويُنصَرَ عَلى عَدُوِّهِ ، ويُوَسَّعَ عَلَيهِ في رِزقِهِ ، ويُوقى ميتَةَ السَّوءِ ، فَليَقُل حينَ يُمسي وحينَ يُصبِح

.


1- .سنن النسائي : ج 3 ص 77 ، صحيح مسلم : ج 4 ص 2091 ح 79 ،سنن الترمذي : ج 5 ص 556 ح 3555 ، سنن ابن ماجة : ج 2 ص 1251 ح 3808 ، مسند ابن حنبل : ج 10 ص 231 ح 26820 ، كنزالعمّال : ج 2 ص 193 ح 3709 .
2- .كنزالعمّال : ج 2 ص 155 ح 3557 نقلاً عن ابن عساكر .
3- .مُهج الدعوات : ص 170 ، كامل الزيارات : ص 399 ح 639 عن أبي حمزة الثمالي عن الإمام الصادق عليه السلام وذكره في زيارة الإمام الحسين عليه السلام ، المصباح للكفعمي : ص 368 ، بحار الأنوار : ج 95 ص 386 ح 28 .
4- .النَّسْ ءُ : التأخير (النهاية : ج 5 ص 44 «نسأ») .

ص: 307

ثَلاثَ مَرّاتٍ : سُبحانَ اللّهِ مِل ءَ الميزانِ ، ومُنتَهَى العِلمِ ، ومَبلَغَ الرِّضا ، وزِنَةَ العَرشِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ مِل ءَ الميزانِ ، ومُنتَهَى العِلمِ ، ومَبلَغَ الرِّضا ، وزِنَةَ العَرشِ ، وَاللّهُ أكبَرُ مِل ءَ الميزانِ ، ومُنتَهَى العِلمِ ، ومَبلَغَ الرِّضا ، وزِنَةَ العَرشِ . (1)

الكافي عن أحمد بن الحسن الميثمي رفعه ، قال :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا وُضِعَتِ المائِدَةُ بَينَ يَدَيهِ قالَ : سُبحانَكَ اللّهُمَّ ما أحسَنَ ما تَبتَلينا ، سُبحانَكَ ما أكثَرَ ما تُعطينا ، سُبحانَكَ ما أكثَرَ ما تُعافينا ، اللّهُمَّ أوسِع عَلَينا وعَلى فُقَراءِ المُؤمنينَ وَالمُؤمِناتِ وَالمُسلِمينَ وَالمُسلِماتِ . (2)

فلاح السائل عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله _ فيما عَلَّمَهُ أميرَ المُؤمِنينَ عليه السلام لِحِفظِ ما يَسمَعُهُ _ :سُبحانَ مَن لا يَعتَدي عَلى أهلِ مَملَكَتِهِ ، سُبحانَ مَن لا يَأخُذُ أهلَ الأَرضِ بِأَلوانِ العَذابِ ، سُبحانَ الرَّؤوفِ الرَّحيمِ . (3)

البلد الأمين عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله _ مِمّا دَعا بِهِ اللَّيلَةَ التّاسِعَةَ عَشَرَ مِن شَهرِ رَمَضانَ _ :سُبحانَ مَن لا يَموتُ ، سُبحانَ مَن لا يَزولُ ، سُبحانَ مَن لا تَخفى عَلَيهِ خافِيَةٌ ، سُبحانَ مَن لا تَسقُطُ وَرَقَةٌ إلّا يَعلَمُها ، ولا حَبَّةٌ في ظُلُماتِ الأَرضِ ولا رَطبٌ ولا يابِسٌ إلّا بِعِلمِهِ وقَدَرِهِ ، سُبحانَهُ _ سَبعا _ ما أعظَمَ شَأنَهُ وأجَلَّ سُلطانَهُ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَاجعَلنا مِن عُتَقائِكَ وسُعَداءِ خَلقِكَ بِمَغفِرَتِكَ ، إنَّكَ أنتَ الغَفورُ الرَّحيمُ . (4)

.


1- .كنزالعمّال : ج 2 ص 635 ح 4955 نقلاً عن الديلمي ونظام الدين المسعودي في الأربعين .
2- .الكافي : ج 6 ص 293 ح 8 ، المحاسن : ج 2 ص 215 ح 1645 وفيه «أثبتّ لنا» بدل «تبتلينا» ، بحار الأنوار : ج 66 ص 375 ح 29 .
3- .فلاح السائل : ص 304 ح 206 ، عدّة الداعي : ص 54 ، بحار الأنوار : ج 86 ص 9 ح 8 .
4- .البلد الأمين : ص 198 ، الإقبال : ج 1 ص 349 نحوه ، بحار الأنوار : ج 98 ص 78 ح 2 .

ص: 308

سنن الترمذي عن ابن عبّاس عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله _ فيما كانَ يَدعو بِهِ بَعدَ الصَّلاةِ _ :سُبحانَ الَّذي تَعَطَّفَ العِزَّ وقالَ بِهِ ، سُبحانَ الَّذي لَبِسَ المَجدَ وتَكَرَّمَ بِهِ ، سُبحانَ الَّذي لا يَنبَغِي التَّسبيحُ إلّا لَهُ ، سُبحانَ ذِي الفَضلِ وَالنِّعَمِ ، سُبحانَ ذِي المَجدِ وَالكَرَمِ ، سُبحانَ ذِي الجَلالِ وَالإِكرامِ . (1)

المعجم الكبير عن عبد اللّه بن مسعود عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن دَعا بِهذَا الدُّعاءِ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ _ ما لَم يَدعُ بِإِثمٍ ، أو قَطيعَةِ رَحِمٍ _ إلَا استُجيبَ لَهُ : سُبحانَ الَّذي فِي السَّماءِ عَرشُهُ ، سُبحانَ الَّذي فِي الأَرضِ مُوطِئُهُ ، سُبحانَ الَّذي فِي البَحرِ سَبيلُهُ ، سُبحانَ الَّذي فِي القُبورِ قَضاؤُهُ ، سُبحانَ الَّذي فِي الجَنَّةِ رَحمَتُهُ ، سُبحانَ الَّذي فِي النّارِ سُلطانُهُ ، سُبحانَ الَّذي فِي الهَواءِ رَوحُهُ ، سُبحانَ الَّذي رَفَعَ السَّماءَ ، سُبحانَ الَّذي وَضَعَ الأَرضَ ، سُبحانَ الَّذي لا مَنجى مِنهُ إلّا إلَيهِ . (2)

المصباح عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله _ في دُعاءٍ مَأثورٍ اُمِرَ صلى الله عليه و آله أن يَدعُوَ بهِ بَعدَ صِيامِ الأَيّامِ البيضِ _ :بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، سُبحانَكَ أنتَ رَبُّ العَرشِ العَظيمِ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ الرَّحمنُ الرَّحيمُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ رَبُّ العالَمينَ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ المَلِكُ القُدّوسُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ السَّلامُ المُؤمِنُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ العَزيزُ المُهَيمِنُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ الجَبّارُ المُتَكَبِّرُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ الخالِقُ البارِئُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ المُصَوِّرُ الحَكيمُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ السَّميعُ العَليمُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ البَصيرُ الصّادِقُ . سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ الحَيُّ القَيّومُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ الواسِعُ اللَّطيفُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ العَلِيُّ الكَبيرُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ الغَفورُ الوَدودُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ الشَّكور

.


1- .سنن الترمذي : ج 5 ص 484 ح 3419 ، تهذيب الكمال : ج 8 ص 425 نحوه ، كنزالعمّال : ج 2 ص 172 ح 3618 ؛ عوالي اللآلي : ج 1 ص 194 ح 283 .
2- .المعجم الكبير : ج 10 ص 227 ح 10554 ، كنزالعمّال : ج 5 ص 75 ح 12111 ؛ الإقبال : ج 2 ص 56 ، المصباح للكفعمي : ص 876 وراجع الدروع الواقية : ص 112 وص 199 .

ص: 309

الحَكيمُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ الحَميدُ المَجيدُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ المُبدِئُ المُعيدُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ الواحِدُ الأَحَدُ . سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ السَّيِّدُ الصَّمَدُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ الأَوَّلُ الآخِرُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ الظّاهِرُ الباطِنُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ الغَفورُ الغافِرُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ الوَكيلُ الكافي ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ الكَريمُ العَظيمُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ المُغيثُ الدّائِمُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ المُتَعالِي الحَقُّ . سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ الباعِثُ الوارِثُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ الباقِي الرَّؤوفُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ العَزيزُ الحَميدُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ القَريبُ المُجيبُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ القابِضُ الباسِطُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ الشَّهيدُ المُنعِمُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ القاهِرُ الرّازِقُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ الحَسيبُ البارِئُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ الغَنِيُّ الوَفِيُّ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ القادِرُ المُقتَدِرُ . سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ التَّوّابُ الوَهّابُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ المُحيِي المُميتُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ الحَنّانُ المَنّانُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ القَديمُ الفَعّالُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ القَوِيُّ القائِمُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ الرَّؤوفُ الرَّحيمُ . سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ الوَفِيُّ الكَريمُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ الفاطِرُ الخالِقُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ العَزيزُ الفَتّاحُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ الدَّيّانُ الشَّكورُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ عَلّامُ الغُيوبِ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ الصّادِقُ العَدلُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ الطّاهِرُ الطُّهرُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ الرَّفيعُ الباقي . سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ الوَترُ الهادي ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ الوَلِيُّ النَّصيرُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ الكَفيلُ المُستَعانُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ الغالِبُ المُعطي ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ العالِمُ المُعظِّمُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ المُحسِنُ المُجمِلُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ المُنعِمُ المُفضِلُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ الفاضِلُ الصّادِقُ .

.

ص: 310

سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ خَيرُ الحاكِمينَ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ خَيرُ الفاصِلينَ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ خَيرُ الوارِثينَ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ خَيرُ النّاصِرينَ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ خَيرُ الغافِرينَ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ خَيرُ الفاطِرينَ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ خَيرُ الرّازِقينَ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ أسرَعُ الحاسِبينَ . سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ أحسَنُ الخالِقينَ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ العَزيزُ الحَكيمُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ أرحَمُ الرّاحِمينَ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ رَبُّ العَرشِ العَظيمِ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ سُبحانَكَ إنّي كُنتُ مِن الظّالِمينَ ، فَاستَجَبنا لَهُ ونَجَّيناهُ مِنَ الغَمِّ وكَذلِكَ نُنجِي المُؤمِنينَ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ ، وصَلَّى اللّهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطّاهِرينَ . (1)

المصباح عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله _ فِي الدُّعاءِ المُسَمّى بِدُعاءِ المُجيرِ _ :بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، سُبحانَكَ يا اللّهُ تَعالَيتَ يا رَحمنُ (2) ، سُبحانَكَ يا رَحيمُ تَعالَيتَ يا كَريمُ ، سُبحانَكَ يا مَلِكُ تَعالَيتَ يا مالِكُ ، سُبحانَكَ يا قُدُّوسُ تَعالَيتَ يا سَلامُ ، سُبحانَكَ يا مُؤمِنُ تَعالَيتَ يا مُهَيمِنُ ، سُبحانَكَ يا عَزيزُ تَعالَيتَ يا جَبّارُ ، سُبحانَكَ يا مُتَكَبِّرُ تَعالَيتَ يا مُتَجَبِّرُ . سُبحانَكَ يا خالِقُ تَعالَيتَ يا بارِئُ ، سُبحانَكَ يا مُصَوِّرُ تَعالَيتَ يا مُقَدِّرُ ، سُبحانَكَ يا هادي تَعالَيتَ يا باقي ، سُبحانَكَ يا وَهّابُ تَعالَيتَ يا تَوّابُ ، سُبحانَكَ يا فَتّاحُ تَعالَيتَ يا مُرتاحُ (3) ، سُبحانَكَ يا سَيِّدي تَعالَيتَ يا مَولايَ ، سبحانَكَ يا قَريبُ تَعالَيت

.


1- .المصباح للكفعمي : ص 374 ، البلد الأمين : ص 351 ، بحار الأنوار : ج 97 ص 241 .
2- .يقول عند آخر كلّ اسمين من أسمائه اللّذين هما الفاصلة : أجرنا من النار يا مجير .
3- .الارتياح من اللّه : الرحمة (مجمع البحرين : ج 2 ص 751 «روح») . وقال المولى هادي السبزواري قدس سره : الارتياح : الابتهاج، إن جُعل اسمَ المفعول فهو مبتهَج به لأهله ، بل لغيرهم وإن لم يستشعروا، وإن جُعل اسمَ الفاعل فهو مبتهِج بذاته وبآثار ذاته بما هي آثار ذاته (شرح الأسماء الحسنى : ص 616) .

ص: 311

يا رَقيبُ ، سُبحانَكَ يا مُبدِئُ تَعالَيتَ يا مُعيدُ ، سُبحانَكَ يا حَميدُ تَعالَيتَ يا مَجيدُ ، سُبحانَكَ يا قَديمُ تَعالَيتَ يا عَظيمُ . سُبحانَكَ يا غَفورُ تَعالَيتَ يا شَكورُ ، سُبحانَكَ يا شاهِدُ تَعالَيتَ يا شَهيدُ ، سُبحانَكَ يا حَنّانُ تَعالَيتَ يا مَنّانُ ، سُبحانَكَ يا باعِثُ تَعالَيتَ يا وارِثُ ، سُبحانَكَ يا مُحيي تَعالَيتَ يا مُميتُ ، سُبحانَكَ يا شَفيقُ تَعالَيتَ يا رَفيقُ ، سُبحانَكَ يا أنيسُ تَعالَيتَ يا مُؤنِسُ ، سُبحانَكَ يا جَليلُ تَعالَيتَ يا جَميلُ ، سُبحانَكَ يا خَبيرُ تَعالَيتَ يا بَصيرُ ، سُبحانَكَ يا خَفِيُّ (1) تَعالَيتَ يا مَلِيُّ . (2) سُبحانَكَ يا مَعبودُ تَعالَيتَ يا مَوجودُ ، سُبحانَكَ يا غَفّارُ تَعالَيتَ يا قَهّارُ ، سُبحانَكَ يا مَذكورُ تَعالَيتَ يا مَشكورُ ، سُبحانَكَ يا جَوادُ تَعالَيتَ يا مَعاذُ ، سُبحانَكَ يا جَمالُ تَعالَيتَ يا جَلالُ ، سُبحانَكَ يا سابِقُ تَعالَيتَ يا رازِقُ ، سُبحانَكَ يا صادِقُ تَعالَيتَ يا خالِقُ . سُبحانَكَ يا سَميعُ تَعالَيتَ يا سَريعُ ، سُبحانَكَ يا رَفيعُ تَعالَيتَ يا بَديعُ ، سُبحانَكَ يا فَعّالُ تَعالَيتَ يا مُتَعالِ ، سُبحانَكَ يا قاضي تَعالَيتَ يا راضي ، سُبحانَكَ يا قاهِرُ تَعالَيتَ يا ظاهِرُ ، سُبحانَكَ يا عالِمُ تَعالَيتَ يا حاكِمُ ، سُبحانَكَ يا دائِمُ تَعالَيتَ يا قائِمُ . سُبحانَكَ يا عاصِمُ تَعالَيتَ يا قاسِمُ ، سُبحانَكَ يا غَنِيُّ تَعالَيتَ يا مُغني ، سُبحانَكَ يا وَفِيُّ تَعالَيتَ يا قَوِيُّ ، سُبحانَكَ يا كافي تَعالَيتَ يا شافي ، سُبحانَكَ يا مُقَدِّمُ تَعالَيتَ يا مُؤَخِّرُ ، سُبحانَكَ يا أوَّلُ تَعالَيتَ يا آخِرُ ، سُبحانَكَ يا ظاهِرُ تَعالَيتَ يا باطِنُ ، سُبحانَكَ يا رَجاءُ تَعالَيتَ يا مُرتَجى ، سُبحانك يا ذَا المَنِّ تَعالَيتَ يا ذَا الطَّولِ ، سُبحانَكَ يا حَيُّ تَعالَيتَ يا قَيّومُ .

.


1- .في البلد الأمين : «يا حَفِيُّ» .
2- .المليّ : من لايفتقر إلى الغير لا في ذاته ولا في صفاته (شرح الأسماء الحسنى : ج 1 ص 89) .

ص: 312

سُبحانَكَ يا واحِدُ تَعالَيتَ يا أحَدُ ، سُبحانَكَ يا سَيِّدُ تَعالَيتَ يا صَمَدُ ، سُبحانَكَ يا قَديرُ تَعالَيتَ يا كَبيرُ ، سُبحانَكَ يا والي تَعالَيتَ يا مُتَعالي (1) ، سُبحانَكَ يا عَلِيُّ تَعالَيتَ يا أعلى ، سُبحانَكَ يا وَلِيُّ تَعالَيتَ يا مَولى ، سُبحانَكَ يا ذارِئُ (2) تَعالَيتَ يا بارِئُ ، سُبحانَكَ يا خافِضُ تَعالَيتَ يا رافِعُ ، سُبحانَكَ يا مُقسِطُ تَعالَيتَ يا جامِعُ ، سُبحانَكَ يا مُعِزُّ تَعالَيتَ يا مُذِلُّ . سُبحانَكَ يا حافِظُ تَعالَيتَ يا حَفيظُ ، سُبحانَكَ يا قادِرُ تَعالَيتَ يا مُقتَدِرُ ، سُبحانَكَ يا عَليمُ تَعالَيتَ يا حَليمُ ، سُبحانَكَ يا حَكَمُ تَعالَيتَ يا حَكيمُ ، سُبحانَكَ يا مُعطي تَعالَيتَ يا مانِعُ ، سُبحانَكَ يا ضارُّ تَعالَيتَ يا نافِعُ ، سُبحانَكَ يا مُجيبُ تَعالَيتَ يا حَسيبُ . سُبحانَكَ يا عادِلُ تَعالَيتَ يا فاضِلُ ، سُبحانَكَ يا لَطيفُ تَعالَيتَ يا شَريفُ ، سُبحانَكَ يا رَبُّ تَعالَيتَ يا حَقُّ ، سُبحانَكُ يا ماجِدُ تَعالَيتَ يا واحِدُ ، سُبحانَكَ يا عَفُوُّ تَعالَيتَ يا مُنتَقِمُ ، سُبحانَكَ يا واسِعُ تَعالَيتَ يا مُوسِعُ ، سُبحانَكَ يا رَؤوفُ تَعالَيتَ يا عَطوفُ ، سُبحانَكَ يا فَردُ تَعالَيتَ يا وَترُ . سُبحانَكَ يا مُقيتُ تَعالَيتَ يا مُحيطُ ، سُبحانَكَ يا وَكيلُ تَعالَيتَ يا عَدلُ ، سُبحانَكَ يا مُبينُ تَعالَيتَ يا مَتينُ ، سُبحانَكَ يا بَرُّ تَعالَيتَ يا وَدودُ ، سُبحانَكَ يا رَشيدُ تَعالَيتَ يا مُرشِدُ ، سُبحانَكَ يا نورُ تَعالَيتَ يا مُنَوِّرُ ، سُبحانَكَ يا نَصيرُ تَعالَيتَ يا ناصِرُ ، سُبحانَكَ يا صَبورُ تَعالَيتَ يا صابِرُ ، سُبحانَكَ يا مُحصي تَعالَيتَ يا مُنشي ، سُبحانَكَ يا سُبحانُ تَعالَيتَ يا دَيّانُ ، سُبحانَكَ يا مُغيثُ تَعالَيتَ يا غِياثُ ، سُبحانَكَ يا فاطِرُ تَعالَيتَ يا حاضِرُ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ .

.


1- .في البلد الأمين : «تعاليت يا عالي» .
2- .ذرأ اللّه ُ الخلقَ : إذا خلقَهُم (النهاية : ج 2 ص 156 «ذرأ») .

ص: 313

سُبحانَكَ يا ذَا العِزِّ وَالجَمالِ تَبارَكتَ يا ذَا الجَبَروتِ وَالجَلالِ ، سُبحانَكَ يا لا إلهَ إلّا أنتَ سُبحانَكَ إنّي كُنتُ مِنَ الظّالِمينَ ، فَاستَجَبنا لَهُ ونَجَّيناهُ مِنَ الغَمِّ وكَذلِكَ نُنجِي المُؤمِنينَ ، وصَلَّى اللّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ أجمَعينَ ، وَالحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ ، وحَسبُنَا اللّهُ ونِعمَ الوَكيلُ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ . (1)

البلد الأمين :دُعاءُ التَّهليلِ مَروِيٌّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ؛ بَسمِل وقُل : . . . سُبحانَ اللّهِ _ ثَلاثا _ بِعَدَدِ كُلِّ تَسبيحٍ سَبَّحَهُ المُسَبِّحونَ . . . وسُبحانَ مَن لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ ، سُبحانَ مَن لا يُقادِرُهُ (2) شَيءٌ ، سُبحانَ اللّهِ الحَكيمِ الكَبيرِ الخالِقِ ، سُبحانَ الحَنّانِ المَنّانِ ، سُبحانَ الحَليمِ الكَريمِ ، سُبحانَ الخالِقِ البارِئِ ، سُبحانَ الصّادِقِ البادي ، سُبحانَ المُصَوِّرِ الكافي ، سُبحانَ الشّافي المُعافي ، سُبحانَ مَن لا يُعادِلُهُ شَيءٌ ، سُبحانَ مَن لا يُحادُّهُ شَيءٌ ، سُبحانَ مَن لا يَعلَمُهُ شَيءٌ ، سُبحانَ مَن لا يُغَيِّرُهُ شَيءٌ ، سُبحانَ مَن لا يَقهَرُهُ شَيءٌ في مُلكِهِ . سُبحانَ مَن لا يَحُدُّهُ الحادُّونَ ، سُبحانَ مَن لا يَصِفُهُ الواصِفونَ ، سُبحانَ مَن لا يُشَبِّهُهُ المُشَبِّهونَ ، سُبحانَ مَن لا أبَ لَهُ ، سُبحانَ مَن لا قَرينَ لَهُ ، سُبحانَ مَن لا شَبيهَ لَهُ ، سُبحانَ القادِرِ المُقتَدِرِ ، سُبحانَ العَلِيِّ المُتَعالِ ، سُبحانَ مَن لا يَفوتُهُ شَيءٌ ، سُبحانَ مَن لا يَخفى عَلَيهِ شَيءٌ ، سُبحانَ مَن لا تُدرِكُهُ العُيونُ ، سُبحانَ مَن لا تُخالِطُهُ الظُّنونُ ، سُبحانَ مُنشِئِ الأَشياءِ بِمَشِيَّتِهِ ، سُبحانَ المُدَبِّرِ بِتَدبيرِهِ ، سُبحانَ مَن جَلَّ عَنِ الأَشياءِ وَالعَرشِ بِإِنشائِهِ ، سُبحانَ مَن أنشَأَ اللَّيلَ وَالنَّهارَ بِقُدرَتِهِ ، سُبحانَ مَن أنشَأَ السَّماواتِ العُلى ، سُبحانَ مَن قَدَّرَ الحُجُبَ مِن غَيرِ أن يَستَعينَ بِأَحَدٍ ، سُبحانَ خالِقِ سورَةِ النّورِ ، سُبحانَ مَن أقامَ السَّماواتِ بِغَيرِ عَمَدٍ ولا مُعينٍ ، سُبحانَ مَن خَلَق

.


1- .المصباح للكفعمي : ص 359 ، البلد الأمين : ص 362 .
2- .في مستدرك الوسائل : ج 2 ص 240 ح 1878 : «لا يغادره» .

ص: 314

العَرشَ وَانفَرَدَ بِتَقديرِ الأَشياءِ ، سُبحانَ مَن خَلَقَ عَجائِبَ خَلقِهِ مِن غَيرِ شَريكٍ مَعَهُ ، وجَلَّ عَنِ الأَشياءِ فَلا يُدرِكُهُ شَيءٌ ، سُبحانَ الخالِقِ المُصَوِّرِ ، لَهُ الأَسماءُ الحُسنى ، يُسَبِّحُ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ وهُوَ العَزيزُ الحَكيمُ . سُبحانَ مَن أثبَتَ الأَرضَ بِقُدرَتِهِ ، سُبحانَ مَن خَلَقَ الخَلقَ بِعَظَمَتِهِ ، سُبحانَ مَن أنشَأَ الرِّياحَ ويُرسِلُها حَيثُ يَشاءُ ، سُبحانَ مَن لَم يَقطَع رِزقَهُ عَن أحَدٍ مِن خَلقِهِ ، سُبحانَ مَن تُسَبِّحُ لَهُ المَلائِكَةُ بِأَنواعِ اللُّغاتِ ، سُبحانَ مَن تُسَبِّحُ لَهُ الجَنَّةُ بِغَرائِبِ التَّسبيحِ ، سُبحانَ مَن تُسَبِّحُ لَهُ النّيرانُ بِأَغلالِها ، سُبحانَ مَن تُسَبِّحُ لَهُ الجِبالُ بِأَكنافِها (1) ، سُبحانَ مَن تُسَبِّحُ لَهُ الأَشجارُ عِندَ تَوريدِ أوراقِها ، سُبحانَهُ وتَعالى عَمّا يُشرِكونَ . يا رَبِّ _ ثَلاثا _ يا رَبَّ الأَربابُ ، ويا مُسَبِّبَ الأَسبابِ ، ويا مُعتِقَ الرِّقابِ مِنَ العَذابِ ، سُبحانَ مَن تُسَبِّحُ لَهُ البِحارُ عِندَ تَلاطُمِ أمواجِها ، سُبحانَ مَن تُسَبِّحُ لَهُ الذَّرُّ في مَساكِنِها ، سُبحانَ مَن تُسَبِّحُ لَهُ الرِّياحُ عِندَ هُبوبِ جَرَيانِها ، سُبحانَ مَن تُسَبِّحُ لَهُ الحيتانُ في قَرارِ بِحارِها ، سُبحانَ مَن تُسَبِّحُ لَهُ الجِنُّ بِلُغاتِها ، سُبحانَ مَن تُسَبِّحُ لَهُ بَنو آدَمَ عَلَى اختِلافِ لُغاتِها ، سُبحانَ القائِمِ الدّائِمِ ، سُبحانَ الجَليلِ الجَميلِ . يا عَلّامَ الغُيوبِ ، يا غَفّارَ الذُّنوبِ ، يا سَتّارَ العُيوبِ ، يا مَن لا يَخفى عَلَيهِ مَكانٌ ، يا مَن هُوَ كُلَّ يَومٍ في شَأنٍ ، يا عَظيمَ الشَّأنِ ، يا مَن لا يَشغَلُهُ شَأنٌ عَن شَأنٍ ، يا ذَا الجَلالِ وَالإِكرامِ . يا دائِمُ ، يا قائِمُ ، يا قَديمُ ، يا مَلِكُ ، يا قُدّوسُ ، يا سَلامُ ، يا مُؤمِنُ ، يا مُهَيمِنُ ، يا عَزيزُ ، يا جَبّارُ ، يا مُتَكَبِّرُ ، يا خالِقُ ، يا بارِئُ ، يا مُصَوِّرُ ، يا مَن لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ وهُوَ السَّميعُ البَصيرُ ، لا إلهَ إلّا أنتَ سُبحانَكَ إنّي كُنتُ مِنَ الظّالِمينَ . (2)

.


1- .أكناف الجبل والوادي : نواحيهما حيث تنضمّ إليه (تاج العروس : ج 12 ص 466 «كنف») .
2- .البلد الأمين : ص 374 .

ص: 315

مُهَج الدعوات عن الإمام عليّ عليه السلام عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله _ في دُعائِهِ لِلوِقايَةِ مِنَ المَحذوراتِ _ :سُبحانَ اللّهِ العَظيمِ وبِحَمدِهِ _ تَقولُ ثَلاثَ مَرّاتٍ _ سُبحانَهُ مِن إلهٍ ما أملَكَهُ ، وسُبحانَهُ مِن مَليكٍ ما أقدَرَهُ ، وسُبحانَهُ مِن قَديرٍ ما أعظَمَهُ ، وسُبحانَهَ مِن عَظيمٍ ما أجَلَّهُ ، وسُبحانَهُ مِن جَليلٍ ما أمجَدَهُ ، وسُبحانَهُ مِن ماجِدٍ ما أرأَفَهُ ، وسُبحانَهُ مِن رَؤوفٍ ما أعَزَّهُ ، وسُبحانَهُ مِن عَزيزٍ ما أكبَرَهُ ، وسُبحانَهُ مِن كَبيرٍ ما أقدَمَهُ ، وسُبحانَهُ مِن قَديمٍ ما أعلاهُ ، وسُبحانَهُ مِن عالٍ ما أسناهُ ، وسُبحانَهُ مِن سَنِيٍّ ما أبهاهُ ، وسُبحانَهُ مِن بَهِيٍّ ما أنوَرَهُ ، وسُبحانَهُ مِن مُنيرٍ ما أظهَرَهُ ، وسُبحانَهُ مِن ظاهِرٍ ما أخفاهُ ، وسُبحانَهُ مِن خَفِيٍّ ما أعلَمَهُ ، وسُبحانَهُ مِن عَليمٍ ما أخبَرَهُ ، وسُبحانَهُ مِن خَبيرٍ ما أكرَمَهُ ، وسُبحانَهُ مِن كَريمٍ ما ألطَفَهُ ، وسُبحانَهُ مِن لَطيفٍ ما أبصَرَهُ ، وسُبحانَهُ مِن بَصيرٍ ما أسمَعَهُ ، وسُبحانَهُ مِن سَميعٍ ما أحفَظَهُ ، وسُبحانَهُ مِن حَفيظٍ ما أملاهُ ، وسُبحانَهُ مِن مَلِيٍّ ما أوفاهُ ، وسُبحانَهُ مِن وَفِيٍّ ما أغناهُ ، وسُبحانَهُ مِن غَنِيٍّ ما أعطاهُ ، وسُبحانَهُ مِن مُعطٍ ما أوسَعَهُ ، وسُبحانَهُ مِن واسِعٍ ما أجوَدَهُ ، وسُبحانَهُ مِن جَوادٍ ما أفضَلَهُ ، وسُبحانَهُ مِن مُفضِلٍ ما أنعَمَهُ ، وسُبحانَهُ مِن مُنعِمٍ ما أسيَدَهُ ، وسُبحانَهُ مِن سَيِّدٍ ما أرحَمَهُ ، وسُبحانَهُ مِن رَحيمٍ ما أشَدَّهُ ، وسُبحانَهُ مِن شَديدٍ ما أقواهُ ، وسُبحانَهُ مِن قَوِيٍّ ما أحكَمَهُ ، وسُبحانَهُ مِن حَكيمٍ ما أبطَشَهُ ، وسُبحانَهُ مِن باطِشٍ ما أقوَمَهُ ، وسُبحانَهَ مِن قَيّومٍ ما أحمَدَهُ ، وسُبحانَهُ مِن حَميدٍ ما أدوَمَهُ ، وسُبحانَهُ مِن دائِمٍ ما أبقاهُ ، وسُبحانَهُ مِن باقٍ ما أفرَدَهُ ، وسُبحانَهُ مِن فَردٍ ما أوحَدَهُ ، وسُبحانَهُ مِن واحِدٍ ما أصمَدَهُ ، وسُبحانَهُ مِن صَمَدٍ ما أملَكَهُ ، وسُبحانَهُ مِن مالِكٍ ما أولاهُ ، وسُبحانَهُ مِن وَلِيٍّ ما أعظَمَهُ ، وسُبحانَهُ مِن عَظيمٍ ما أكمَلَهُ ، وسُبحانَهُ مِن كامِلٍ ما أتَمَّهُ ، وسُبحانَهُ مِن تامٍّ ما أعجَبَهُ ، وسُبحانَهُ مِن عَجيبٍ ما أفخَرَهُ ، وسُبحانَهُ مِن فاخِرٍ ما أبعَدَهُ ، وسُبحانَهُ مِن بَعيدٍ ما أقرَبَهُ ، وسُبحانَهُ مِن قَريبٍ ما أمنَعَهُ ، وسُبحانَهُ مِن مانِعٍ ما أغلَبَهُ ، وسُبحانَهُ مِن غالِبٍ ما أعفاهُ ، وسُبحانَهُ مِن عَفُوٍّ ما أحسَنَهُ ، وسُبحانَهُ مِن مُحسِن

.

ص: 316

ما أجمَلَهُ ، وسُبحانَهُ مِن جَميلٍ ما أقبَلَهُ ، وسُبحانَهُ مِن قابِلٍ ما أشكَرَهُ ، وسُبحانَهُ مِن شَكورٍ ما أغفَرَهُ ، وسُبحانَهُ مِن غَفورٍ ما أكبَرَهُ ، وسُبحانَهُ مِن كَبيرٍ ما أجبَرَهُ ، وسُبحانَهُ مِن جَبّارٍ ما أديَنَهُ ، وسُبحانَهُ مِن دَيّانٍ ما أقضاهُ ، وسُبحانَهُ مِن قاضٍ ما أمضاهُ ، وسُبحانَهُ مِن ماضٍ ما أنفَذَهُ ، وسُبحانَهُ مِن نافِذٍ ما أرحَمَهُ ، وسُبحانَهُ مِن رَحيمٍ ما أخلَقَهُ ، وسُبحانَهُ مِن خالِقٍ ما أقهَرَهُ ، وسُبحانَهُ مِن قاهِرٍ ما أملَكَهُ ، وسُبحانَهُ مِن مَليكٍ ما أقدَرَهُ ، وسُبحانَهُ مِن قادِرٍ ما أرفَعَهُ ، وسُبحانَهُ مِن رَفيعٍ ما أشرَفَهُ ، وسُبحانَهُ مِن شَريفٍ ما أرزَقَهُ ، وسُبحانَهُ مِن رازِقٍ ما أقبَضَهُ ، وسُبحانَهُ من قابِضٍ ما أبسَطَهُ ، وسُبحانَهُ مِن باسِطٍ ما أهداهُ ، وسُبحانَهُ مِن هادٍ ما أصدَقَهُ ، وسُبحانَهُ من صادِقٍ ما أبدَأَهُ ، وسُبحانَهُ مِن بادِئٍ ما أقدَسَهُ ، وسُبحانَهُ مِن قُدّوسٍ ما أظهَرَهُ (ما أطهَرَهُ) ، وسُبحانَهُ من ظاهِرٍ (طاهِرٍ) ما أزكاهُ ، وسُبحانَهُ مِن زَكِيٍّ ما أبقاهُ ، وسُبحانَهُ مِن باقٍ ما أعوَدَهُ ، وسُبحانَهُ مِن عَوّادٍ ما أفطَرَهُ ، وسُبحانَهُ من فاطِرٍ ما أرعاهُ ، وسُبحانَهُ مِن راعٍ ما أعوَنَهُ ، وسُبحانَهُ مِن مُعِينٍ ما أوهَبَهُ ، وسُبحانَهُ مِن وَهّابٍ ما أتوَبَهُ ، وسُبحانَهُ مِن تَوّابٍ ما أسخاهُ ، وسُبحانَهُ مِن سَخِيٍّ ما أبصَرَهُ ، وسُبحانَهُ مِن بَصيرٍ ما أسلَمَهُ ، وسُبحانَهُ مِن سَليمٍ ما أشفاهُ ، وسُبحانَهُ مِن شافٍ ما أنجاهُ ، وسُبحانَهُ مِن مُنجٍ ما أبَرَّهُ ، وسُبحانَهُ مِن بارٍّ ما أطلَبَهُ ، وسُبحانَهُ مِن طالِبٍ ما أدرَكَهُ ، وسُبحانَهُ مِن مُدرِكٍ ما أشَدَّهُ ، وسُبحانَهُ مِن شَديدٍ ما أعطَفَهُ ، وسُبحانَهُ مِن مُتَعَطِّفٍ ما أعدَلَهُ ، وسُبحانَهُ مِن عادِلٍ ما أتقَنَهُ ، وسُبحانَهُ مِن مُتقِنٍ ما أحكَمَهُ ، وسُبحانَهُ مِن حَكيمٍ ما أكفَلَهُ ، وسُبحانَهُ مِن كَفيلٍ ما أشهَدَهُ ، وسُبحانَهُ مِن شَهيدٍ ما أحمَدَهُ ، وسُبحانَهُ هُوَ اللّهُ العَظيمُ وبِحَمدِهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ولا إلهَ إلَا اللّهُ وَاللّهُ أكبَرُ وَللّهِِ الحَمدُ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ ، دافِعِ كُلِّ بَلِيَّةٍ ، وهُوَ حَسبي ونِعمَ الوَكيلُ . (1)

.


1- .مُهَج الدعوات : ص 109 ، المصباح للكفعمي : ص 361 ، بحار الأنوار : ج 95 ص 367 ح 22 .

ص: 317

رجال الكشّي عن سعيد بن المسيّب :كانَ القَومُ لا يَخرُجونَ مِن مَكَّةَ ، حَتّى يَخرُجَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ سَيِّدُ العابِدينَ عليه السلام ، فَخَرَجَ وخَرَجتُ مَعَهُ ، فَنَزَلَ في بَعضِ المَنازِلِ فَصَلّى رَكعَتَينِ ، فَسَبَّحَ في سُجودِهِ ، فَلَم يَبقَ شَجَرٌ ولا مَدَرٌ إلّا سَبَّحوا مَعَهُ ، فَفَزِعنا ، فَرَفَعَ رَأسَهُ ، فَقالَ : يا سَعيدُ ، أفَزِعتَ؟ قُلتُ : نَعَم يَابنَ رَسولِ اللّهِ! فَقالَ : هذَا التَّسبيحُ الأَعظَمُ ، حَدَّثَني أبي ، عَن جَدّي ، عَن رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله أَنَّهُ قالَ : لا يَبقَى الذُّنوبُ مَعَ هذَا التَّسبيحِ ، فَقُلتُ : عَلِّمنا . وفي رِوايَةِ عَلِيِّ بنِ زَيدٍ ، عَن سَعيدِ بنِ المُسَيَّبِ ، أنَّهُ الإِمامَ زَينَ العابِدينَ عليه السلام [سَبَّحَ في سُجودِهِ ، فَلَم يَبقَ حَولَهُ شَجَرَةٌ ولا مَدَرَةٌ إلّا سَبَّحَت بِتَسبيحِهِ ، فَفَزِعتُ مِن ذلِكَ وأصحابي ، ثُمَّ قالَ : يا سَعيدُ ، إنَّ اللّهَ جَلَّ جَلالُهُ لَمّا خَلَقَ جَبرَئيلَ ، ألهَمَهُ هذَا التَّسبيحَ ، فَسَبَّحَتِ السَّماواتُ ومَن فيهِنَّ لِتَسبيحِهِ الأَعظَمِ ، وهُوَ اسمُ اللّهِ عز و جلالأَكبَرُ . . . وَالتَّسبيحُ هُوَ هذا : سُبحانَكَ اللّهُمَّ وحَنانَيكَ ، سُبحانَكَ اللّهُمَّ وتَعالَيتَ ، سُبحانَكَ اللّهُمَّ وَالعِزُّ إزارُكَ ، سُبحانَكَ اللّهُمَّ وَالعَظَمَةُ رِداؤُكَ _ ويُقالُ سِربالُكَ _ ، سُبحانَكَ اللّهُمَّ وَالكِبرِياءُ سُلطانُكَ ، سُبحانَكَ مِن عَظيمٍ ما أعظَمَكَ ! سُبحانَكَ سُبِّحتَ فِي الأَعلى ، سُبحانَكَ تَسمَعُ وتَرى ما تَحتَ الثَّرى ، سُبحانَكَ أنتَ شاهِدُ كُلِّ نَجوى ، سُبحانَكَ مَوضِعُ كُلِّ نَجوى (1) ، سُبحانَكَ حاضِرُ كُلِّ مَلَأٍ ، سُبحانُكَ عَظيمُ الرَّجاءِ ، سُبحانَكَ تَرى ما في قَعرِ الماءِ ، سُبحانَكَ تَسمَعُ أنفاسَ الحيتانِ في قُعورِ البِحارِ ، سُبحانَكَ تَعلَمُ وَزنَ السَّماواتِ ، سُبحانَكَ تَعلَمُ وَزنَ الأَرَضينَ ، سُبحانَكَ تَعلَمُ وَزنَ الشَّمسِ وَالقَمَرِ ، سُبحانَكَ تَعلَمُ وَزنَ الظُّلمَةِ وَالنّورِ ، سُبحانَكَ تَعلَمُ وَزنَ الفَيءِ وَالهَواءِ ، سُبحانَكَ تَعلَمُ وَزنَ الرّيحِ كَم هِيَ مِن مِثقالِ ذَرَّةٍ ، سُبحانَكَ قُدّوسٌ قُدّوسٌ قُدّوسٌ ، سُبحانَكَ عَجَبا

.


1- .في بحار الأنوار : «شكوى» .

ص: 318

7 / 2 التّسبيحات المأثورة عن الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام

لِمَن عَرَفَكَ كَيفَ لا يَخافُكَ ، سُبحانَكَ اللّهُمَّ وبِحَمدِكَ ، سُبحانَ اللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ . (1)

مستدرك الوسائل عن النوفلي بإسناده عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله _ في خَبَرِ المَلَكِ الَّذي يُسَبِّحُ اللّهَ كَثيرا ، إذ قالَ _ :أي رَبِّ ، هَل مِمَّن خَلَقتَ يُسبِّحُكَ تَسبيحي؟ قالَ : نَعَم _ يونُسُ . قالَ : فَسُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله هَل هُو يونُسُ بنُ مَتّى؟ قالَ : لا ، ولكِن عَبدٌ يُقالُ لَهُ يونُسُ _ قالَ المَلَكُ : أي رَبِّ ائذَن لي في زِيارَتِهِ ولِقائِهِ . قالَ : نَعَم ، فَقَصَدَهُ المَلَكُ ، فَقالَ : إنّي مَعَ ما تَرى مِن كَثرَةِ خَلقي ، سَأَلتُ رَبّي هَل شَيءٌ يُسَبِّحُهُ تَسبيحي؟ قال : نَعَم ، يونُسُ ، فَما تَسبيحُكَ؟! قالَ : أقولُ إذا أصبَحتُ وإذا أمسَيتُ عَشرَ مَرّاتٍ : الحَمدُ للّهِِ ، وسُبحانَ اللّهِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ ، أضعافَ ما حَمَّدَهُ وسَبَّحَهُ وهَلَّلَهُ وكَبَّرَهُ جَميعُ خَلقِهِ ، كَما يُحِبُّ ويَرضى ، وكَما يَنبَغي لِكَرَمِ وَجهِهِ ، وعِزِّ جَلالِهِ ، ومِدادِ كَلِماتِهِ . (2)

7 / 2التَّسبيحاتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلاموقعة صفّين عن عبد الرحمن بن عبيد بن أبي الكنود عن الإمام عليّ عليه السلام :سُبحانَ (3) ذِي الطَّولِ وَالنِّعَمِ ، سُبحانَ ذِي القُدرَةِ وَالإِفضالِ . (4)

نهج البلاغة عن الإمام عليّ عليه السلام :سُبحانَكَ خالِقا ومَعبودا بِحُسنِ بَلائِكَ عِندَ خَلقِكَ! (5)

إثبات الوصيّة عن الإمام عليّ عليه السلام :سُبحانَكَ مَلَأتَ كُلَّ شَيءٍ ، وبايَنتَ كُلَّ شَيءٍ ، فَأَنت

.


1- .رجال الكشّي : ج 1 ص 333 الرقم 187 و 188 ، بحار الأنوار : ج 86 ص 226 ح 46 .
2- .مستدرك الوسائل : ج 5 ص 394 ح 6172 نقلاً عن درر اللآلي .
3- .في شرح نهج البلاغة و بحار الأنوار : «سبحان اللّه ...» .
4- .وقعة صفّين : ص 134 ، بحار الأنوار : ج 86 ص 93 ح 14 ؛ شرح نهج البلاغة : ج 3 ص 167 .
5- .نهج البلاغة : الخطبة 109 ، بحار الأنوار : ج 4 ص 318 ح 43 ؛ العقد الفريد : ج 3 ص 129 نحوه .

ص: 319

الَّذي لا يَفقِدُكُ شَيءٌ ، وأنتَ الفَعّالُ لِما تَشاءُ . (1)

الأمالي للطوسي عن زيد بن عليّ عن الإمام زين العابدين عليه السلام عن الإمام عليّ عليه السلام :سُبحانَهُ مِن لَطيفٍ خَبيرٍ ، لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ وهُوَ السَّميعُ البَصيرُ . (2)

كنز الفوائد عن الإمام عليّ عليه السلام :سُبحانَهُ مَن إذا تَناهَتِ العُقولُ في وَصفِهِ كانَت حائِرَةً عَن دَركِ السَّبيلِ إلَيهِ ، وتَبارَكَ مَن إذا غَرِقَتِ الفِطَنُ في تَكييفِهِ لَم يَكُن لَها طَريقٌ إلَيهِ غَيرَ الدَّلالَةِ عَلَيهِ . (3)

نهج البلاغة عن الإمام عليّ عليه السلام :سُبحانَ الَّذي بَهَرَ العُقولَ عَن وَصفِ خَلقٍ جَلّاهُ لِلعُيونِ ، فَأَدرَكَتهُ مُحدودا مُكَوَّنا ، ومُؤَلَّفا مُلَوَّنا ، وأعجَزَ الأَلسُنَ عَن تَلخيصِ صِفَتِهِ ، وقَعَدَ بِها عَن تَأدِيَةِ نَعتِهِ . وسُبحانَ مَن أدمَجَ قَوائِمَ الذَّرَّةِ (4) وَالهَمَجَةِ (5) إلى ما فَوقَهُما مِن خَلقِ الحيتانِ وَالفِيَلَةِ ، ووَأى (6) عَلى نَفسِهِ أن لا يَضطَرِبَ شَبَحٌ مِمّا أولَجَ فيهِ الرُّوحَ ، إلّا وجَعَلَ الحِمامَ مَوعِدَهُ ، وَالفَناءَ غايَتَهُ . (7)

العقد الفريد عن الإمام عليّ عليه السلام :سُبحانَهُ ما أجَلَّ شَأنَهُ وأعظَمَ سُلطانَهُ! تُسَبِّحُ لَه

.


1- .إثبات الوصيّة : ص 137 ، بحار الأنوار : ج 25 ص 28 ح 46 .
2- .الأمالي للطوسي : ص 705 ح 1509 ، تنبيه الخواطر : ج 2 ص 88 ، بحار الأنوار : ج 4 ص 319 ح 44 وج 78 ص 35 ح 116 .
3- .كنز الفوائد : ج 2 ص 107 ، إرشاد القلوب : ص 169 وزاد فيه «وكفى قوله تعالى : «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْ ءٌ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ» » .
4- .الذَّرُّ : النمل الأحمر الصغير ، واحدتها ذرّة (النهاية : ج 2 ص 157 «ذرر») .
5- .الهَمَجَة : واحدة الهَمَج ؛ وهو ذباب صغير يسقط على وجوه الغنم والحمير ، وقيل : هو البَعوض (النهاية : ج 5 ص 273 «همج») .
6- .الوأْي : الوعد ، وعدّاه بِعَلى ؛ لأنّه أعطاه معنى : جعل على نفسه (النهاية : ج 5 ص 144 «وأى») .
7- .نهج البلاغة : الخطبة 165 ، بحار الأنوار : ج 65 ص 32 ح 1 .

ص: 320

السَّماواتُ العُلى ومَن فِي الأَرضِ السُّفلى ، لَهُ التَّسبيحُ وَالعَظَمَةُ ، وَالمُلكُ وَالقُدرَةُ ، وَالحَولُ وَالقُوَّةُ ، يَقضي بِعِلمٍ ، ويَعفو بِحِلمٍ ، قُوَّةُ كُلِّ ضَعيفٍ ، ومَفزَعُ كُلِّ مَلهوفٍ ، وعِزُّ كُلِّ ذَليلٍ ، وَوَلِيُّ كُلِّ نِعمَةٍ ، وصاحِبُ كُلِّ حَسَنَةٍ ، وكاشِفُ كُلِّ كُربَةٍ ، المُطَّلِعُ عَلى كُلِّ خَفِيَّةٍ ، المُحصي لِكُلِّ سَريرَةٍ ، يَعلَمُ ما تُكِنُّ الصُّدورُ ، وما تُرخى عَلَيهِ السُّتورُ . (1)

نهج البلاغة عن الإمام عليّ عليه السلام :سُبحانَكَ ما أعظَمَ شَأنَكَ! سُبحانَكَ ما أعظَمَ ما نَرى مِن خَلقِكَ! وما أصغَرَ كُلَّ عَظيمَةٍ فِي جَنبِ قُدرَتِكَ! وما أهوَلَ ما نَرى مِن مَلَكوتِكَ! وما أحقَرَ ذلِكَ فيما غابَ عَنّا مِن سُلطانِكَ! وما أسبَغَ نِعَمَكَ فِي الدُّنيا! وما أصغَرَها فِي نِعَمِ الآخِرَةِ . (2)

مُهج الدعوات عن الإمام عليّ عليه السلام :سُبحانَكَ وبِحَمدِكَ ما أعظَمَكَ وأحلَمَكَ وأكرَمَكَ! وَسِعَ _ بِفَضلِكَ _ حِلمُكَ تَمَرُّدَ المُستَكبِرينَ ، وَاستَغرَقَت نِعمَتُكَ شُكرَ الشّاكِرينَ ، وعَظُمَ حِلمُكَ عَن إحصاءِ المُحصينَ ، وجَلَّ طَولُكَ عَن وَصفِ الواصِفينَ . . . سُبحانَكَ! فَبِكَ أتَقَرَّبُ إلَيكَ ، وبِحَقِّكَ اُقسِمُ ، ومِنكَ أهرُبُ إلَيكَ ، بِنَفسِي استَخفَفتُ عِندَ مَعصِيَتي لا بِنَفسِكَ ، وبِجَهلِي اغتَرَرتُ لا بِحِلمِكَ ، وحَقّي أضَعتُ لا عَظيمَ حَقِّكَ ، ونَفسي ظَلَمتُ ، ولِرَحمَتِكَ الآنَ رَجَوتُ ، وبِكَ آمَنتُ وعَلَيكَ تَوَكَّلتُ ، وإلَيكَ أنَبتُ وتَضَرَّعتُ ، فَارحَم إلَيكَ فَقري وفاقَتي ، وكَبوَتي لِحُرِّ (3) وَجهي ، وحَيرَتي في سَوأَةِ ذُنوبي ، إنَّكَ أرحَمُ الرّاحِمينَ . (4)

التوحيد عن الحصين بن عبد الرحمن عن أبيه عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلامعن الإمام عليّ عليه السلام : سُبحانَ الَّذي لا يَؤودُهُ خَلقُ مَا ابتَدَأَ ، ولا تَدبيرُ ما بَرَأَ ، ولا مِن عَجزٍ ولا فَترَة

.


1- .العقد الفريد : ج 3 ص 127 ، جواهر المطالب : ج 1 ص 332 نحوه .
2- .نهج البلاغة : الخطبة 109 ، بحار الأنوار : ج 4 ص 318 ح 43 ؛ العقد الفريد : ج 3 ص 128 نحوه .
3- .حُرّ الوجه : ما أقبل عليك منه. وقيل : الخَدّ (لسان العرب : ج 4 ص 183 «حرر») .
4- .مُهج الدعوات : ص 145 ، بحار الأنوار : ج 94 ص 232 ح 8 .

ص: 321

بِما خَلَقَ اكتَفى . (1)

نهج البلاغة عن الإمام عليّ عليه السلام _ مِن خُطبَةٍ لَهُ في صِفَةِ الأَرضِ _ :سُبحانَ مَن أمسَكَها بَعدَ مَوَجانِ مِياهِها ، وأجمَدَها بَعدَ رُطوبَةِ أكنافِها ؛ فَجَعَلَها لِخَلقِهِ مِهادا ، وبَسَطَها لَهُم فِراشا ، فَوقَ بَحرٍ لُجِّيٍّ (2) راكِدٍ لا يَجري ، وقائِمٍ لا يَسري ، تُكَركِرُهُ (3) الرِّياحُ العَواصِفُ ، وتَمخَضُهُ (4) الغَمامُ الذَّوارِفُ (5) . (6)

شرح نهج البلاغة عن الإمام عليّ عليه السلام _ فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ _ :سُبحانَ مَن نَدعوهُ لِحَظِّنا فَيُسرِعُ ، ويَدعونا لِحَظِّنا فنُبطِئُ . خَيرُهُ إلَينا نازِلٌ ، وشَرُّنا إلَيهِ صاعِدٌ ، وهُوَ مالِكٌ قادِرٌ . (7)

شرح نهج البلاغة عن الإمام عليّ عليه السلام _ أيضا _ :سُبحانَ الواحِدِ الَّذي لَيسَ غَيرُهُ ، سُبحانَ الدّائِمِ الَّذي لا نَفادَ لَهُ ، سُبحانَ القَديمِ الَّذي لَا ابتِداءَ لَهُ ، سُبحانَ الغَنِيِّ عَن كُلِّ شَيءٍ ، ولا شَيءَ مِنَ الأَشياءِ يُغني عَنهُ! (8)

نهج البلاغة عن الإمام عليّ عليه السلام :سُبحانَ مَن لا يَخفى عَلَيهِ سَوادُ غَسَقٍ (9) داجٍ (10) ، ولا لَيل

.


1- .التوحيد : ص 43 ح 3 ، الكافي : ج 1 ص 135 ح 1 ، الغارات : ج 1 ص 174 وفيه «فتور» بدل «فترة» ، بحار الأنوار : ج 4 ص 270 ح 15 ؛ العقد الفريد : ج 3 ص 125 نحوه .
2- .لُجِيّ : أي عظيم ، منسوب إلى اللُّجّة ؛ وهي معظم البحر (مجمع البحرين : ج 3 ص 1622 «لجج») .
3- .الكَرْكَرَة : تصريفُ الريحِ السحابَ إذا جمَعَته بعد تفرُّق (لسان العرب : ج 5 ص 137 «كرر») .
4- .تَمْخَضُه : مِن مَخَضْت اللبن؛ إذا حرّكته لتأخذ زبده (شرح نهج البلاغة : ج 11 ص 59) .
5- .الغَمام الذَّوارِف : أي السُّحب المواطر (شرح نهج البلاغة : ج 11 ص 60) .
6- .نهج البلاغة : الخطبة 211 ، بحار الأنوار : ج 57 ص 39 ح 15 .
7- .شرح نهج البلاغة : ج 20 ص 348 ح 990 .
8- .شرح نهج البلاغة : ج 20 ص 348 ح 997 .
9- .الغَسَق : ظُلمة الليل (النهاية : ج 3 ص 366 «غسق») .
10- .دَجا الليلُ : إذا تمّت ظُلمته وأَلبسَ كلَّ شيء (النهاية : ج 2 ص 102 «دجا») .

ص: 322

ساجٍ (1) ، فِي بِقاعِ الأَرَضينَ المُتَطَأطِئاتِ ، ولا في يَفاعِ السُّفعِ (2) المُتَجاوِراتِ ، وما يَتَجَلجَلُ (3) بِهِ الرَّعدُ في اُفُقِ السَّماءِ ، وما تَلاشَت عَنهُ بُروقُ الغَمامِ . (4)

مصباح المتهجّد عن الإمام الصادق عليه السلام _ في ذِكرِ تَسبيحِ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام بَعدَ صَلاتِهِ _ :سُبحانَ مَن لا تَبيدُ مَعالِمُهُ ، سُبحانَ مَن لا تَنقُصُ خَزائِنُهُ ، سُبحانَ مَن لَا اضمِحلالَ لِفَخرِهِ ، سُبحانَ مَن لا يَنفَدُ ما عِندَهُ ، سُبحانَ مَن لَا انقِطاعَ لِمُدَّتِهِ ، سُبحانَ مَن لا يُشارِكُ أحَدا في أمرِهِ ، سُبحانَ مَن لا إلهَ غَيرُهُ . (5)

كامل الزيارات عن أبي سعيد المدائني :دَخَلتُ عَلى أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام فَقُلتُ : . . . جُعِلتُ فِداكَ ، عَلِّمني تَسبيحَ عَلِيٍّ وفاطِمَةَ عليهماالسلام . قالَ : نَعَم يا أبا سَعيدٍ ، تَسبيحُ عَلِيٍّ عليه السلام : سُبحانَ الَّذي لا تَنفَدُ خَزائِنُهُ ، سُبحانَ الَّذي لا تَبيدُ مَعالِمُهُ ، سُبحانَ الَّذي لا يَفنى ما عِندَهُ ، سُبحانَ الَّذي لا يُشرِكُ أحَدا في حُكمِهِ ، سُبحانَ الَّذي لَا اضمِحلالَ لِفَخرِهِ ، سُبحانَ الَّذي لَا انقِطاعَ لِمُدَّتِهِ ، سُبحانَ الَّذي لا إلهَ غَيرُهُ . (6)

فلاح السائل عن الإمام عليّ عليه السلام _ مِن دُعائِهِ بَعدَ صَلاةِ العَصرِ _ :سُبحانَ اللّهِ وَالحَمدُ للّهِِ ولا إلهَ إلَا اللّهُ وَاللّهُ أكبَرُ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ ، سُبحانَ اللّهِ بِالغُدُوِّ وَالآصالِ ، سُبحانَ اللّهِ بِالعَشِيِّ وَالإِبكارِ «فَسُبْحَ_نَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَ حِينَ تُصْبِحُونَ *

.


1- .ساجٍ : اسم فاعل من سجا بمعنى رَكَدَ واستقرّ ، والمراد : ليل راكد ظلامه ، مستقرّ قد بلغ غايته (مجمع البحرين : ج 2 ص 822 «سجا») .
2- .اليَفاع : المشرف من الأرض والجبل ، وكلّ شيء مرتفع فهو يَفاع. والسُّفْع : جمع السَفَع : السواد (لسان العرب : ج 8 ص 157 «سفع» وص 414 «يفع») .
3- .الجَلْجَلة : صوت الرعد (القاموس المحيط : ج 3 ص 350 «جلّ») .
4- .نهج البلاغة : الخطبة 182 ، بحار الأنوار : ج 4 ص 314 ح 40 وج 77 ص 309 ح 13 .
5- .مصباح المتهجّد : ص 292 ح 403 ، جمال الاُسبوع : ص 163 ، المصباح للكفعمي : ص 539 ، كامل الزيارات : ص 413 ح 639 وفيه «يشاور» بدل «يشارك» ، بحار الأنوار : ج 91 ص 172 ح 5 .
6- .كامل الزيارات : ص 384 ح 631 ، بحار الأنوار : ج 101 ص 167 ح 17 .

ص: 323

وَ لَهُ الْحَمْدُ فِى السَّمَ_وَ تِ وَ الْأَرْضِ وَ عَشِيًّا وَ حِينَ تُظْهِرُونَ» (1) سُبحانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمّا يَصِفُونَ ، وسَلامٌ عَلَى المُرسَلينَ ، وَالحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ . سُبحانَ ذِي المُلكِ وَالمَلَكوتِ ، سُبحانَ ذِي العِزَّةِ وَالجَبَروتِ ، سُبحانَ الحَيِّ الَّذي لا يَموتُ ، سُبحانَ اللّهِ القائِمِ الدّائِمِ ، سُبحانَ الحَيِّ القَيّومِ ، سُبحانَ العَلِيِّ الأَعلى ، سُبحانَهُ وتَعالى ، سُبّوحٌ قُدّوسٌ رَبُّ المَلائِكَةِ وَالرُّوحِ . (2)

البلد الأمين عن الإمام عليّ عليه السلام :سُبحانَ اللّهِ الَّذي خَلَقَ الدُّنيا لِلفَناءِ وَالبُيودِ ، وَالآخِرَةَ لِلبَقاءِ وَالخُلودِ ، وسُبحانَ اللّهِ الَّذي لا يَنقُصُهُ ما أعطى فَأَسنى وإن جازَ المَدى فِي المُنى وبَلَغَ الغايَةَ القُصوى ، ولا يَجورُ في حُكمِهِ إذا قَضى ، وسُبحانَ اللّهِ الَّذي لا يَرُدُّ ما قَضى ، ولا يَصرِفُ ما أمضى ، ولا يَمنَعُ ما أعطى ، ولا يَهفو ولا يَنسى ولا يَعجَلُ ، بل يُمهِلُ ويَعفو ويَغفِرُ ويَرحَمُ ويَصبِرُ ، ولا يُسأَلُ عَمّا يَفعَلُ وهُم يُسأَلونَ . (3)

جمال الاُسبوع عن عبد اللّه بن عطاء عن الإمام الباقر عن آبائه عليهم السلام عن الإمام عليّ عليه السلام :بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، بِاسمِ اللّهِ وبِاللّهِ ، وسُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ وَاللّهُ أكبَرُ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ ، سُبحانَ اللّهِ آناءَ اللَّيلِ وأطرافَ النَّهارِ ، سُبحانَ اللّهِ بِالغُدُوِّ وَالآصالِ ، سُبحانَ اللّهِ بِالعَشِيِّ وَالإِبكارِ ، سُبحانَ اللّهِ حينَ تُمسونَ وحينَ تُصبِحونَ ، ولَهُ الحَمدُ فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ وعَشِيّا وحينَ تُظهِرونَ ، يُخرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ ويُخرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ ، ويُحيِي الأَرضَ بَعدَ مَوتِها وكَذلِكَ تَخرُجونَ ، سُبحانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمّا يَصِفونَ ، وسَلامٌ عَلَى المُرسَلينَ ، وَالحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ . سُبحانَ رَبِّكَ رَبِّ العَرشِ العَظيمِ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ ، سُبحان

.


1- .الروم : 17 و 18.
2- .فلاح السائل : ص 356 ح 240 ، بحار الأنوار : ج 86 ص 84 ح 10 .
3- .البلد الأمين : ص 92 ، بحار الأنوار : ج 90 ص 139 ح 7 .

ص: 324

7 / 3 التّسبيحات المأثورة عن فاطمة بنت رسول اللّه صلى الله عليه و آله

الَّذي لَهُ العِزَّةُ وَالكَرَمُ ، سُبحانَ الَّذي لا يَنبَغِي التَّسبيحُ إلّا لَهُ ، سُبحانَ مَن أحصى كُلَّ يَومٍ عِلمُهُ ، سُبحانَ ذِي الطَّولِ وَالفَضلِ ، سُبحانَ ذِي المَنِّ وَالنِّعَمِ ، سُبحانَ ذِي القُدرَةِ وَالكَرَمِ ، سُبحانَ ذِي المُلكِ وَالمَلَكوتِ ، سُبحانَ ذِي الكِبرِياءِ وَالعَظَمَةِ وَالجَبَروتِ ، سُبحانَ المَلِكِ الحَيِّ الَّذي لا يَموتُ ، سُبحانَ المَلِكِ الحَيِّ المُهَيمِنِ القُدّوسِ ، سُبحانَ القائِمِ الدّائِمِ ، سُبحانَ اللّهِ الحَيِّ القَيّومِ ، سُبحانَ رَبِّيَ العَظيمِ ، سُبحانَ رَبِّيَ الأَعلى ، سُبحانَهُ وتَعالى ، سُبّوحٌ وقُدّوسٌ رَبُّنا ورَبُّ المَلائِكَةِ وَالرُّوحِ . سُبحانَ الدّائِمِ غَيرِ الغافِلِ ، سُبحانَ العالِمِ بِغَيرِ تَعليمٍ ، سُبحانَ خالِقِ ما يُرى وما لا يُرى ، سُبحانَ الَّذي يُدرِكُ الأَبصارَ ولا تُدرِكُهُ الأَبصارُ وهُوَ اللَّطيفُ الخَبيرُ . (1)

7 / 3التَّسبيحاتُ المَأثورَةُ عَن فاطِمَةَ بِنتِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آلهفلاح السائل عن فاطمة عليهاالسلام _ مِن دُعائِها بَعدَ صَلاةِ العَصرِ _ :سُبحانَ مَن يَعلَمُ جَوارِحَ القُلوبِ ، سُبحانَ مَن يُحصي عَدَدَ الذُّنوبِ ، سُبحانَ مَن لا تَخفى عَلَيهِ خافِيَةٌ فِي الأَرضِ ولا فِي السَّماءِ . (2)

فلاح السائل عن فاطمة عليهاالسلام _ مِن دُعائِها بَعدَ صَلاةِ العِشاءِ _ :سُبحانَ مَن تَواضَعَ كُلُّ شَيءٍ لِعَظَمَتِهِ ، سُبحانَ مَن ذَلَّ كُلُّ شَيءٍ لِعِزَّتِهِ ، سُبحانَ مَن خَضَعَ كُلُّ شَيءٍ لِأَمرِهِ ومُلكِهِ ، سُبحانَ مَنِ انقادَت لَهُ الاُمورُ بِأَزِمَّتِها (3) . (4)

.


1- .جمال الاُسبوع : ص 280 ، مُهج الدعوات : ص 185 عن معاوية بن وهب عن الإمام الصادق عن آبائه عنه عليهم السلاموص 188 ، البلد الأمين : ص 24 ، مصباح المتهجّد : ص 84 ح 141 ، فلاح السائل : ص 188 ح 265 كلاهما من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام وكلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج 90 ص 75 ح 1 .
2- .فلاح السائل : ص 357 ح 241 ، بحار الأنوار : ج 86 ص 85 ح 11 .
3- .زمَمتُ الناقةَ أزمّها ، والزِّمام الخيط الذي في أنفها ، والجمع أزمّة (العين : ص 351 «زمم»). أزمّتها : لفظةٌ مستعارةٌ من انقياد الإبل بأزمّتها مع قائدها (شرح نهج البلاغة : ج 8 ص 272) .
4- .فلاح السائل : ص 440 ح 303 ، بحار الأنوار : ج 86 ص 115 ح 2 .

ص: 325

7 / 4 التّسبيحات المأثورة عن الإمام الحسين عليه السلام

كامل الزيارات عن أبي سعيد المدائني :دَخَلتُ عَلى أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام فَقُلتُ : . . . جُعِلتُ فِداكَ ، عَلِّمني تَسبيحَ عَلِيٍّ وفاطِمَةَ عليهماالسلام . قالَ : نَعَم يا أبا سَعيدٍ . . . تَسبيحُ فاطِمَةَ عليهاالسلام : سُبحانَ ذِي الجَلالِ الباذِخِ (1) العَظيمِ ، سُبحانَ ذِي العِزِّ الشّامِخِ المُنيفِ (2) ، سُبحانَ ذِي المُلكِ الفاخِرِ القَديمِ ، سُبحانَ ذِي البَهجَةِ وَالجَمالِ ، سُبحانَ مَن تَرَدّى بِالنّورِ وَالوَقارِ ، سُبحانَ مَن يَرى أثَرَ النَّملِ فِي الصَّفا (3) ، ووَقعَ الطَّيرِ فِي الهَواءِ . (4)

راجع : ج 1 ص 343 (تسبيح فاطمة) .

7 / 4التَّسبيحاتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الحُسَينِ عليه السلامالإقبال عن الإمام الحسين عليه السلام _ مِن دُعائِهِ يَومَ عَرَفَةَ _ :سُبحانَكَ سُبحانَكَ مِن مُبدِئٍ مُعيدٍ حَميدٍ مَجيدٍ ، وتَقَدَّسَت أسماؤُكَ وعَظُمَت آلاؤُكَ ، فَأَيُّ أنعُمِكَ يا إلهي اُحصي عَدَدا أو ذِكرا . . . سُبحانَهُ سُبحانَهُ سُبحانَهُ لَو كانَ فيهِما آلِهَةٌ إلَا اللّهُ لَفَسَدَتا وتَفَطَّرَتا ، فَسُبحانَ اللّهِ الواحِدِ الحَقِّ الأَحَدِ الصَّمَدِ الَّذي لَم يَلِد ولَم يولَد ولَم يَكُن لَهُ كُفُوا أحَدٌ . . . . تُسَبِّحُ لَكَ السَّماواتُ وَالأَرضُ ومَن فيهِنَّ وإن مِن شَيءٍ إلّا يُسَبِّحُ بِحَمدِكَ . (5)

.


1- .. الباذخ : العالي (النهاية : ج 1 ص 110 «بذخ») .
2- .نافَ الشيء : إذا طال وارتفع (النهاية : ج 5 ص 141 «نيف») .
3- .الصَّفا : جمع صفاة ؛ وهي الصخرة والحجر الأملس (النهاية : ج 3 ص 41 «صفا») .
4- .كامل الزيارات : ص 384 ح 631 ، جمال الاُسبوع : ص 171 عن المفضّل بن عمر وزاد في آخره «سبحان من هو هكذا ولا هكذا غيره» ، بحار الأنوار : ج 101 ص 167 ح 17 وج 91 ص 181 ح 8 وراجع مصباح المتهجّد : ص 301 وص 671 والإقبال : ج 2 ص 44 والمصباح للكفعمي : ص 539 .
5- .الإقبال : ج 2 ص 76 ، البلد الأمين : ص 252 ، بحار الأنوار : ج 98 ص 217 ح 3 .

ص: 326

7 / 5 التّسبيحات المأثورة عن الإمام زين العابدين عليه السلام

7 / 5التَّسبيحاتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ زَينِ العابِدينَ عليه السلامتحف العقول عن الإمام زين العابدين عليه السلام :سُبحانَ مَن جَعَلَ الاِعتِرافَ بِالنِّعمَةِ لَهُ حَمدا ، سُبحانَ مَن جَعَلَ الاِعتِرافَ بِالعَجزِ عَنِ الشُّكرِ شُكرا . (1)

الصحيفة السجّاديّة عن الإمام زين العابدين عليه السلام :سُبحانَكَ! أخشى خَلقِكَ لَكَ أعلَمُهُم بِكَ ، وأخضَعُهُم لَكَ أعمَلُهُم بِطاعَتِكَ ، وأهوَنُهُم عَلَيكَ مَن أنتَ تَرزُقُهُ وهُوَ يَعبُدُ غَيرَكَ . سُبحانَكَ! لا يَنقُصُ سُلطانَكَ مَن أشرَكَ بِكَ وكَذَّبَ رُسُلَكَ ، ولَيسَ يَستَطيعُ مَن كَرِهَ قَضاءَكَ أن يَرُدَّ أمرَكَ ، ولا يَمتَنِعُ مِنكَ مَن كَذَّبَ بِقُدرَتِكَ ، ولا يَفوتُكَ مَن عَبَدَ غَيرَكَ ، ولا يُعَمَّرُ فِي الدُّنيا مَن كَرِهَ لِقاءَكَ . سُبحانَكَ! ما أعظَمَ شَأنَكَ ، وأقهَرَ سُلطانَكَ ، وأشَدَّ قُوَّتَكَ ، وأنفَذَ أمرَكَ . سُبحانَكَ! قَضَيتَ عَلى جَميعِ خَلقِكَ المَوتَ ؛ مَن وَحَّدَكَ ومَن كَفَرَ بِكَ ، وكُلٌّ ذائِقُ المَوتِ ، وكُلٌّ صائِرٌ إلَيكَ . (2)

الصحيفة السجّاديّة عن الإمام زين العابدين عليه السلام :سُبحانَكَ! ما أجَلَّ شَأنَكَ ، وأسنى فِي الأَماكِنِ مَكانَكَ ، وأصدَعَ بِالحَقِّ فُرقانَكَ . (3) سُبحانَكَ مِن لَطيفٍ ما ألطَفَكَ ، ورَؤوفٍ ما أرأَفَكَ ، وحَكيمٍ ما أعرَفَكَ . سُبحانَكَ مِن مَليكٍ ما أمنَعَكَ ، وجَوادٍ ما أوسَعَكَ ، ورَفيعٍ ما أرفَعَكَ ، ذُو البَهاءِ وَالمَجدِ ، وَالكبرِياءِ وَالحَمدِ . سُبحانَكَ! بَسَطتَ بِالخَيراتِ يَدَكَ ، وعُرِفَتِ الهِدايَةُ مِن عِندِكَ ، فَمَنِ التَمَسَكَ لِدين

.


1- .تحف العقول : ص 283 ، بحار الأنوار : ج 78 ص 142 ح 37 .
2- .الصحيفة السجّاديّة : ص 221 الدعاء 52 .
3- .الفُرقان : القرآن ، وكلّما فُرّق به بين الحقّ والباطل (مجمع البحرين : ج 3 ص 1387 «فرق») .

ص: 327

7 / 6 التّسبيحات المأثورة عن الإمام الباقر عليه السلام

أو دُنيا وَجَدَكَ . سُبحانَكَ! خَضَعَ لَكَ مَن جَرى في عِلمِكَ ، وخَشَعَ لِعَظَمَتِكَ ما دونَ عَرشِكَ ، وَانقادَ لِلتَّسليمِ لَكَ كُلُّ خَلقِكَ . سُبحانَكَ! لا تُحَسُّ ولا تُجَسُّ ولا تُمَسُّ ، ولا تُكادُ ولا تُماطُ (1) ، ولا تُنازَعُ ولا تُجارى ولا تُمارى (2) ، ولا تُخادَعُ ولا تُماكَرُ . سُبحانَكَ! سَبيلُكَ جَدَدٌ (3) ، وأمرُكَ رَشَدٌ ، وأنتَ حَيٌّ صَمَدٌ . سُبحانَكَ! قَولُكَ حُكمٌ ، وقَضاؤُكَ حَتمٌ ، وإرادَتُكَ عَزمٌ . سُبحانَكَ! لا رادَّ لِمَشِيَّتِكَ ، ولا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِكَ . سُبحانَكَ! باهِرَ الآياتِ ، فاطِرَ السَّماواتِ ، بارِئَ النَّسَماتِ . (4)

7 / 6التَّسبيحاتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الباقِرِ عليه السلامالكافي عن أبي حمزة الثمالي عن الإمام الباقر عليه السلام :سُبحانَ اللّهِ كُلَّما سَبَّحَ اللّهَ شَيءٌ ، وكَما يُحِبُّ اللّهُ أن يُسَبَّحَ . (5)

فلاح السائل عن الإمام الباقر عليه السلام _ مِمّا عَلَّمَهُ لِلإِمامِ الصّادِقِ عليه السلام أن يَقولَ عَقيبَ الفَرائِضِ _ :سُبحانَ ذِي المُلكِ وَالمَلَكوتِ ، سُبحانَ ذِي العِزَّةِ وَالجَبَروتِ ، سُبحان

.


1- .ماطَ في حكمه : أي جارَ (الصحاح : ج 3 ص 1162 «ميط») .
2- .التماري والمماراة : المجادلة على مذهب الشكّ والريبة (النهاية : ج 4 ص 322 «مرا») .
3- .الطريق الجَدَد : أي الواضح (العين : ص 129 «جدد») .
4- .الصحيفة السجّاديّة : ص 187 الدعاء 47 ، الإقبال : ج 2 ص 89 نحوه ، المصباح للكفعمي : ص 888 .
5- .الكافي : ج 2 ص 588 ح 26 ، تهذيب الأحكام : ج 3 ص 76 ح 234 ، مُهج الدعوات : ص 216 ، بحار الأنوار : ج 94 ص 268 ح 3 .

ص: 328

7 / 7 التّسبيحات المأثورة عن الإمام الصّادق عليه السلام

ذِي الكِبرِياءِ وَالعَظَمَةِ ، سُبحانَ الحَيِّ الَّذي لا يَموتُ ، سُبحانَ رَبِّيَ الأَعلى ، سُبحانَ رَبِّيَ العَظيمِ ، سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ . (1)

تفسير العيّاشي عن داوود :كُنّا عِندَهُ ] أيِ الإِمامِ الباقِرِ أوِ الإِمامِ الصّادِقِ عليهماالسلام [فَارتَعَدَتِ السَّماءُ فَقالَ هُوَ : سُبحانَ مَن يُسَبِّحُ لَهُ الرَّعدُ بِحَمدِهِ ، وَالمَلائِكَةُ مِن خيفَتِهِ . (2)

7 / 7التَّسبيحاتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الصّادِقِ عليه السلامالدعوات عن الإمام الصادق عليه السلام :سُبحانَ مَن لا يَستَأنِسُ بِشَيءٍ أبقاهُ ، ولا يَستَوحِشُ مِن شَيءٍ أفناهُ . (3)

فلاح السائل عن معاوية بن وهب عن الإمام الصادق عليه السلام _ فيما يُقالُ بَينَ الأَذانِ وَالإِقامَةِ _ :سُبحانَ مَن لا تَبيدُ مَعالِمُهُ ، سُبحانَ مَن لا يَنسى مَن ذَكَرَهُ ، سُبحانَ مَن لا يُخَيِّبُ سائِلَهُ ، سُبحانَ مَن لَيسَ لَهُ حاجِبُ يُغشى ، ولا بَوّابٌ (4) يُرشى ، ولا تَرجُمانٌ (5) يُناجى ، سُبحانَ مَنِ اختارَ لِنَفسِهِ أحسَنَ الأَسماءِ ، سُبحانَ مَن فَلَقَ (6) البَحرَ لِموسى ، سُبحانَ مَن لا يَزدادُ عَلى كَثرَةِ العَطاءِ إلّا كَرَما وجودا ، سُبحانَ مَن هُوَ هكَذا ولا هكَذا غَيرُهُ . (7)

.


1- .فلاح السائل : ص 306 ح 208 ، بحار الأنوار : ج 86 ص 11 ح 9 .
2- .تفسير العيّاشي : ج 2 ص 207 ح 22 ، بحار الأنوار : ج 1 ص 218 ح 38 وج 59 ص 379 ح 19 .
3- .الدعوات : ص 240 ح 672 ، بحار الأنوار : ج 82 ص 172 ح 6 وج 95 ص 362 ح 20 .
4- .رجل بوّاب : لازمٌ لِلباب وحرفته البوابة (لسان العرب : ج 1 ص 223 «بوب») .
5- .التَّرجُمان : هو الذي يترجم الكلام ؛ أي ينقله من لغة إلى اُخرى (النهاية : ج 1 ص 186 «ترجم») .
6- .الفَلْقُ : الشقُّ (النهاية : ج 3 ص 471 «فلق») .
7- .فلاح السائل : ص 273 ح 165 ، مصباح المتهجّد : ص 29 ، مكارم الأخلاق : ج 2 ص 64 ، المصباح للكفعمي : ص 22 والثلاثة الأخيرة من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج 84 ص 178 ح 9 .

ص: 329

الكافي عن أبي سعيد المدائنيّ :قالَ لي أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام : ألا اُعَلِّمُكَ شَيئا تَقولُهُ في صَلاةِ جَعفَرٍ؟ فَقُلتُ : بَلى ، فَقالَ : إذا كُنتَ في آخِرِ سَجدَةٍ مِنَ الأَربَعِ رَكَعاتٍ ، فَقُل إذا فَرَغتَ مِن تَسبيحِكَ : سُبحانَ مَن لَبِسَ العِزَّ وَالوَقارَ ، سُبحانَ مَن تَعَطَّفَ بِالمَجدِ وتَكَرَّمَ بِهِ ، سُبحانَ مَن لا يَنبَغِي التَّسبيحُ إلّا لَهُ ، سُبحانَ مَن أحصى كُلَّ شَيءٍ عِلمُهُ ، سُبحانَ ذِي المَنِّ وَالنِّعَمِ ، سُبحانَ ذِي القُدرَةِ وَالكَرَمِ ، اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ بِمَعاقِدِ العِزِّ مِن عَرشِكَ ، ومُنتَهَى الرَّحمَةِ مِن كِتابِكَ ، وَاسمِكَ الأَعظَمِ وكَلِماتِكَ التّامَّةِ الّتي تَمَّت صِدقا وعَدلاً ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وأهلِ بَيتِهِ وَافعَل بي كَذا وكَذا . (1)

جمال الاُسبوع عن أبان عن الإمام الصادق عليه السلام :يَقولُ ] أيِ المُصَلِّي] في آخِرِ رَكعَةٍ مِن صَلاةِ جَعفَرِ بنِ أبي طالِبٍ : سُبحانَ اللّهِ الواحِدِ الأَحَدِ ، سُبحانَ اللّهِ الأَحَدِ الصَّمَدِ ، سُبحانَ اللّهِ الَّذي لَم يَلِد ولَم يولَد ولَم يَكُن لَهُ كُفُوا أحَدٌ ، سُبحانَ اللّهِ الَّذي لَم يَتَّخِذ صاحِبَةً ولا وَلَدا ، سُبحانَ مَن لَبِسَ العِزَّ وَالوَقارَ ، سُبحانَ مَن تَعَظَّمَ بِالمَجدِ وتَكَرَّمَ بِهِ ، سُبحانَ مَن أحصى كُلَّ شَيءٍ عِلمُهُ ، سُبحانَ ذِي الفَضلِ وَالطَّولِ ، سُبحانَ ذِي المَنِّ وَالنِّعَمِ ، سُبحانَ ذِي القُدرَةِ والأَمرِ ، سُبحانَ ذِي المُلكِ وَالمَلَكوتِ ، سُبحانَ ذِي العِزَّةِ وَالجَبَروتِ ، سُبحانَ الحَيِّ الَّذي لا يَموتُ . سُبحانَ مَن سَبَّحَت لَهُ السَّماءُ بِأَكنافِها ، سُبحانَ مَن سَبَّحَت لَهُ الأَرَضونَ ومَن عَلَيها ، سُبحانَ مَن سَبَّحَت لَهُ الطَّيرُ في أوكارِها ، سُبحانَ مَن سَبَّحَت لَهُ السِّباعُ فِي آجامِها ، سُبحانَ مَن سَبَّحَت لَهُ حيتانُ البَحرِ وهَوامُّهُ ، سُبحانَ مَن لا يَنبَغِي التَّسبيحُ إلّا لَهُ ، سُبحانَ مَن أحصى كُلَّ شيءٍ عِلمُهُ .

.


1- .الكافي : ج 3 ص 467 ح 6 ، تهذيب الأحكام : ج 3 ص 187 ح 425 وفيه «الأمر» بدل «الكرم» ، بحار الأنوار : ج 91 ص 205 ح 9 .

ص: 330

يا ذَا النِّعمَةِ وَالطَّولِ ، يا ذَا المَنِّ وَالفَضلِ ، يا ذَا القُوَّةِ والكَرَمِ ، أسأَ لُكَ بِمَعاقِدِ العِزِّ مِن عَرشِكَ ، ومُنتَهَى الرَّحمَةِ مِن كِتابِكَ ، وبِاسمِكَ الأَعظَمِ الأَعلى وكَلِماتِكَ التّامّاتِ كُلِّها ، أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأن تَفعَلَ بي كَذا وكَذا . (1)

الدروع الواقية عن الإمام الصادق عليه السلام _ في دُعاءِ اليَومِ الثّاني عَشَرَ مِن كُلِّ شَهرٍ _ :سُبحانَ الَّذي فِي السَّماواتِ عَرشُهُ ، سُبحانَ مَن فِي الأَرضِ بَطشُهُ ، سُبحانَ الَّذي فِي البَرِّ وَالبَحرِ سَبيلُهُ ، سُبحانَ الَّذي فِي السَّماءِ سَطَواتُهُ ، سُبحانَ الَّذي فِي الأَرضِ شَأنُهُ ، سُبحانَ الَّذي فِي القُبور قَضاؤُهُ ، سُبحانَ الَّذي فِي النّارِ نِقمَتُهُ وعَذابُهُ ، سُبحانَ الَّذي فِي الجَنَّةِ رَحمَتُهُ . سُبحانَ الَّذي لا يَفوتُهُ هارِبٌ ، سُبحانَ الَّذي لا مَلجَأَ مِنهُ إلّا إلَيهِ ، سُبحانَ الحَيِّ الَّذي لا يَموتُ «فَسُبْحَ_نَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَ حِينَ تُصْبِحُونَ * وَ لَهُ الْحَمْدُ فِى السَّمَ_وَ تِ وَ الْأَرْضِ وَ عَشِيًّا وَ حِينَ تُظْهِرُونَ * يُخْرِجُ الْحَىَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَ يُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَىِّ وَ يُحْىِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَ كَذَ لِكَ تُخْرَجُونَ» (2) ، «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَ لَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِى الْمُلْكِ وَ لَمْ يَكُن لَّهُ وَلِىٌّ مِّنَ الذُّلِّ وَ كَبِّرْهُ تَكْبِيرَا» (3) ، سُبحانَهُ عَدَدَ كُلِّ شَيءٍ أضعافا مُضاعَفَةً سَرمَدا أبَدا كَما يَنبَغي لِعَظَمَتِهِ ومَنِّهِ ، سُبحانَكَ لا إلهَ إلّا أنتَ وبِحَمدِكَ . سُبحانَ اللّهِ الحَليمِ الكَريمِ ، سُبحانَ اللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ ، سُبحانَ مَن هُوَ الحَقُّ ، سُبحانَ القابِضِ الباسِطِ ، سُبحانَ الضّارِّ النّافِعِ ، سُبحانَ العَظيمِ الأَعظَمِ ، سُبحانَ القاضي بِالحَقِّ ، سُبحانَ الرَّفيعِ الأَعلى ، سُبحانَ اللّهِ العَظيمِ ، الأَوَّلِ الآخِرِ ، الظّاهِرِ الباطِنِ ، الَّذي هُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ وبِكُلِّ شَيءٍ عَليمٌ ، سُبحانَ الَّذي هُوَ هكَذا ولا هكَذا غَيرُهُ .

.


1- .جمال الاُسبوع : ص 183 ، بحار الأنوار : ج 91 ص 194 ح 2 .
2- .الروم : 17 _ 19 .
3- .الإسراء : 111 .

ص: 331

سُبحانَ مَن هُوَ دائِمٌ لا يَسهو ، سُبحانَ مَن هُوَ شَديدٌ لا يَضعُفُ ، سُبحانَ مَن هُوَ رَقيبٌ لا يَغفُلُ ، سُبحانَ مَن هُوَ حَيٌّ لا يَموتُ ، سُبحانَ الدّائِمِ القائِمِ ، سُبحانَ الحَيِّ القَيّومِ ، سُبحانَ الَّذي لا تَأخُذُه سِنَةٌ ولا نَومٌ ، سُبحانَكَ لا إلهَ إلّا أنتَ وَحدَكَ لا شَريكَ لَكَ ، سُبحانَ مَن تُسَبِّحُ لَهُ الجِبالُ الرَّواسي بِأَصواتِها تَقولُ : سُبحانَ رَبِّيَ العَظيمِ ، سُبحانَ مَن تُسَبِّحُ لَهُ الأَشجارُ بِأُصولِها تَقولُ : سُبحانَ المَلِكِ الحَقِّ ، سُبحانَ مَن تُسَبِّحُ لَهُ السَّماواتُ وَالأَرضُ يَقولونَ : سُبحانَ اللّهِ العَظيمِ الحَيِّ الحَليمِ وبِحَمدِهِ . سُبحانَ مَنِ اعتَزَّ بِالعَظَمَةِ ، وَاحتَجَبَ بِالقُدرَةِ ، وَامتَنَّ بِالرَّحمَةِ ، وعَلا فِي الرِّفعَةِ ، ودَنا فِي الحَياةِ ، ولَم تَخفَ عَلَيهِ خافِياتُ السَّرائِرِ ، ولَم يُوارِ عَنهُ لَيلٌ داجٍ ، ولا بَحرٌ عَجّاجٌ ، ولا حُجُبٌ ولا أزواجٌ ، أحاطَ بِكُلِّ الكُلِّ عِلما ، ووَسِعَ المُذنِبينَ رَأفَةً وحِلما ، وأبدَعَ ما بَرَأَ إتقانا وصُنعا ، نَطَقَتِ الأَشياءُ المُبهَمَةُ عَن قُدرَتِهِ ، وشَهِدَت مُبدِعَةً بِوَحدانِيَّتِهِ . (1)

بحار الأنوار عن الإمام الصادق عليه السلام :سُبحانَ اللّهِ بِما سَبَّحَهُ بِهِ خَلقُهُ . . . وسُبحانَ اللّهِ بِما سَبَّحَهُ بِهِ عَرشُهُ ومَن تَحتَهُ . . . وسُبحانَ اللّهِ بِما سَبَّحَهُ بِهِ مَلائِكَتُهُ . . . وسُبحانَ اللّهِ بِما سَبَّحَهُ بِهِ أهلُ الآخِرَةِ وَالدُّنيا وما فيها . . . وسُبحانَ اللّهِ وَاللّهُ أكبَرُ جُملَةً لا تُحصى بِعَدَدٍ ولا بِقُوَّةٍ ولا بِحِسابٍ . . . سُبحانَ اللّهِ عَدَدَ الحَصى وَالنَّوى وَالتُّرابِ وَالجِنِّ والإِنسِ . . . وسُبحانَ اللّهِ تَسبيحا لا يَكونُ بَعدَهُ في عِلمِهِ تَسبيحٌ . . . سُبحانَ اللّهِ أبَدَ الأَبَدِ ، وبَعدَ الأَبَدِ ، وقَبلَ الأَبَدِ . (2)

الإقبال عن أبي بصير عن الإمام الصادق عليه السلام :تُسَبِّحُ في كُلِّ يَومٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ (3) :

.


1- .الدروع الواقية : ص 112 وص 199 عن الإمام عليّ عليه السلام نحوه ، بحار الأنوار : ج 97 ص 153 .
2- .بحار الأنوار : ج 95 ص 442 ح 44 نقلاً عن أصل قديم من مؤلَّفات قدماء الأصحاب رضي اللّه عنهم .
3- .وزاد المؤلّف (السيّد ابن طاووس قدس سره) هنا : ونذكر فيه زيادة من رواية جدّي أبي جعفر الطوسي .

ص: 332

الأَوَّلُ : سُبحانَ اللّهِ بارِئِ النَّسَمِ (1) ، سُبحانَ اللّهِ المُصَوِّرِ ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ الأَزواجِ كُلِّها ، سُبحانَ اللّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنّورِ ، سُبحانَ اللّهِ فالِقِ الحَبِّ وَالنَّوى ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ كُلِّ شَيءٍ ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ ما يُرى وما لا يُرى ، سُبحانَ اللّهِ مِدادَ كَلِماتِهِ ، سُبحانَ اللّهِ رَبِّ العالَمينَ ، سُبحانَ اللّهِ السَّميعِ الَّذي لَيسَ شَيءٌ أسمَعَ مِنهُ ، يَسمَعُ مِن فَوقِ عَرشِهِ ما تَحتَ سَبعِ أرَضينَ ، ويَسمَعُ ما في ظُلُماتِ البَرِّ وَالبَحرِ ، ويَسمَعُ الأَنينَ وَالشَّكوى ، ويَسمَعُ السِّرَّ وأخفى ، ويَسمَعُ وَساوِسَ الصُّدورِ ، ولا يُصِمُّ سَمعَهُ صَوتٌ . الثّاني : سُبحانَ اللّهِ بارِئِ النَّسَمِ ، سُبحانَ اللّهِ المُصَوِّرِ ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ الأَزواجِ كُلِّها ، سُبحانَ اللّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنّورِ ، سُبحانَ اللّهِ فالِقِ الحَبِّ وَالنَّوى ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ كُلِّ شَيءٍ ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ ما يُرى وما لا يُرى ، سُبحانَ اللّهِ مِدادَ كَلِماتِهِ ، سُبحانَ اللّهِ رَبِّ العالَمينَ ، سُبحانَ اللّهِ البَصيرِ الَّذي لَيسَ شَيءٌ أبصَرَ مِنهُ ، يُبصِرُ مِن فَوقِ عَرشِهِ ما تَحتَ سَبعِ أرَضينَ ، ويُبصِرُ ما في ظُلُماتِ البَرِّ وَالبَحرِ ، لا تُدرِكُهُ الأَبصارُ وهُوَ يُدرِكُ الأَبصارَ وهُوَ اللَّطيفُ الخَبيرُ، ولا تَغشى بَصَرَهُ الظُّلمَةُ،ولا يُستَتَرُ مِنهُ بِستِرٍ ، ولا يُواري مِنهُ جِدارٌ ، ولا يَغيبُ عَنهُ بَرٌّ ولا بَحرٌ ، ولا يَكُنُّ (2) مِنهُ جَبَلٌ ما في أصلِهِ ، ولا قَلبٌ ما فيهِ ، ولا جَنبٌ ما في قَلبِهِ ، ولا يَستَتِرُ مِنهُ صَغيرٌ ولا كَبيرٌ ، ولا يَستَخفي مِنهُ صَغيرٌ لِصِغَرِهِ ، ولا يَخفى عَلَيهِ شَيءٌ فِي الأَرضِ ولا فِي السَّماءِ ، هُوَ الَّذي يُصَوِّرُكُم فِي الأَرحامِ كَيفَ يَشاءُ ، لا إلهَ إلّا هُوَ العَزيزُ الحَكيمُ . الثّالِثُ : سُبحانَ اللّهِ بارِئِ النَّسَمِ ، سُبحانَ اللّهِ المُصَوِّرِ ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ الأَزواجِ كُلِّها ، سُبحانَ اللّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنّورِ ، سُبحانَ اللّهِ فالِقِ الحَبِّ وَالنَّوى ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ كُلِّ شَيءٍ ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ ما يُرى وما لا يُرى ، سُبحانَ اللّهِ مِدادَ كَلِماتِهِ ،

.


1- .بَرَأ النَّسَمة : أي خَلَق ذات الروح (النهاية : ج 5 ص 49 «نسم») .
2- .الكِنّ : السُّترَة ، والجمع : أكنان. قال اللّه تعالى : «وَ جَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَ_نًا» . وكَنَنتُ الشيء : سترته (الصحاح : ج 6 ص 2188 «كنن») .

ص: 333

سُبحانَ اللّهِ رَبِّ العالَمينَ ، سُبحانَ اللّهِ الَّذي يُنشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ ، ويُسَبِّحُ الرَّعدُ بِحَمدِهِ وَالمَلائِكَةُ مِن خيفَتِهِ ، ويُرسِلُ الصَّواعِقَ فَيُصيبُ بِها مَن يَشاءُ ، ويُرسِلُ الرِّياحَ بُشرى بَينَ يَدَي رَحمَتِهِ ، ويُنَزِّلُ الماءَ مِنَ السَّماءِ بِكَلِماتِهِ ، ويُنبِتُ النَّباتَ بِقُدرَتِهِ ، ويَبسُطُ الرِّزقَ بِعِلمِهِ ، سُبحانَ اللّهِ الَّذي لا يَعزُبُ (1) عَنهُ مِثقالُ ذَرَّةٍ فِي الأَرضِ ولا فِي السَّماءِ ولا أصغَرُ مِن ذلِكَ ولا أكبَرُ إلّا فِي كِتابٍ مُبينٍ . الرابع : سُبحانَ اللّهِ بارِئِ النَّسَمِ ، سُبحانَ اللّهِ المُصَوِّرِ ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ الأزواجِ كُلِّها ، سُبحانَ اللّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنّورِ ، سُبحانَ اللّهِ فالِقِ الحَبِّ وَالنَّوى ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ كُلِّ شَيءٍ ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ ما يُرى وما لا يُرى ، سُبحانَ اللّهِ مِدادَ كَلِماتِهِ ، سُبحانَ اللّهِ رَبِّ العالَمينَ ، سُبحانَ اللّهِ الَّذي يَعلَمُ ما تَحمِلُ كُلُّ اُنثى وما تَغيضُ الأَرحامُ وما تَزدادُ ، وكُلُّ شَيءٍ عِندَهُ بِمِقدارٍ ، عالِمِ الغَيبِ وَالشَّهادَةِ الكَبيرِ المُتعالِ ، سَواءٌ مِنكُم مَن أسَرَّ القَولَ ومَن جَهَرَ بِهِ ، ومَن هُوَ مُستَخفٍ بِاللَّيلِ وسارِبٌ (2) بِالنَّهارِ ، لَهُ مُعَقِّباتٌ مِن بَينِ يَدَيهِ ومِن خَلفِهِ يَحفَظونَهُ مِن أمرِ اللّهِ ، سُبحانَ اللّهِ الَّذي يُميتُ الأَحياءَ ويُحيِي المَوتى ويَعلَمُ ما تَنقُصُ الأَرضُ مِنهُم ، ويُقِرُّ (3) فِي الأَرحامِ ما يَشاءُ إلى أجَلٍ مُسَمّىً . الخامس : سُبحانَ اللّهِ بارِئِ النَّسَمِ ، سُبحانَ اللّهِ المُصَوِّرِ ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ الأَزواجِ كُلِّها ، سُبحانَ اللّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنّورِ ، سُبحانَ اللّهِ فالِقِ الحَبِّ وَالنَّوى ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ كُلِّ شَيءٍ ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ ما يُرى وما لا يُرى ، سُبحانَ اللّهِ مِدادَ كَلِماتِهِ ، سُبحانَ اللّهِ رَبِّ العالَمينَ ، سُبحانَ اللّهِ مالِكِ المُلكِ ، تُؤتِي المُلكَ مَن تَشاء

.


1- .أي لايغيب عن علمه ولا يخفى . يقال : عَزَبَ الشيء عنّي : بَعُد عنّي وغاب (مجمع البحرين : ج 2 ص 1206 «عزب») .
2- .ساربٌ بالنهار : أي بارز بالنهار يراه كلّ أحد ؛ من : سَرَبَ في الأرض سُروبا : إذا برز وذهب على وجه الأرض (مجمع البحرين : ج 2 ص 832 «سرب») .
3- .في الطبعة المعتمدة : «وتقرّ» ، والتصويب من طبعة دار الكتب الإسلاميّة .

ص: 334

وتَنزِعُ المُلكَ مِمَّن تَشاءُ ، وتُعِزُّ مَن تَشاءُ وتُذِلُّ مَن تَشاءُ ، بِيَدِكَ الخَيرُ إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ ، تُولِجُ اللَّيلَ فِي النَّهارِ وتُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيلِ ، وتُخرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وتُخرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ ، وتَرزُقُ مَن تَشاءُ بِغَيرِ حِسابٍ . السّادِسُ : سُبحانَ اللّهِ بارِئِ النَّسَمِ ، سُبحانَ اللّهِ المُصَوِّرِ ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ الأَزواجِ كُلِّها ، سُبحانَ اللّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنّورِ ، سُبحانَ اللّهِ فالِقِ الحَبِّ وَالنَّوى ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ كُلِّ شَيءٍ ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ ما يُرى وما لا يُرى ، سُبحانَ اللّهِ مِدادَ كَلِماتِهِ ، سُبحانَ اللّهِ رَبِّ العالَمينَ ، سُبحانَ اللّهِ الَّذي عِندَهُ مَفاتِحُ الغَيبِ لا يَعلَمُها إلّا هُوَ ، ويَعلَمُ ما فِي البَرِّ وَالبَحرِ ، وما تَسقُطُ مِن وَرَقَةٍ إلّا يَعلَمُها ، ولا حَبَّةٍ فِي ظُلُماتِ الأَرضِ ولا رَطبٍ ولا يابِسٍ إلّا في كِتابٍ مُبينٍ . السابِعُ : سُبحانَ اللّهِ بارِئِ النَّسَمِ ، سُبحانَ اللّهِ المُصَوِّرِ ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ الأَزواجِ كُلِّها ، سُبحانَ اللّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنّورِ ، سُبحانَ اللّهِ فالِقِ الحَبِّ وَالنَّوى ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ كُلِّ شَيءٍ ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ ما يُرى وما لا يُرى ، سُبحانَ اللّهِ مِدادَ كَلِماتِهِ ، سُبحانَ اللّهِ رَبِّ العالَمينَ ، سُبحانَ اللّهِ الَّذي لا يُحصي مِدحَتَهُ القائِلونَ ، ولا يَجزي بِآلائِهِ الشّاكِرونَ العابِدونَ ، وهُوَ كَما قالَ وفَوقَ ما نَقولُ ، وَاللّهُ سُبحانَهُ كَما أثنى عَلى نَفسِهِ ولا يُحيطونَ بِشَيءٍ مِن عِلمِهِ إلّا بِما شاءَ وَسِعَ كُرسِيُّهُ السَّماواتِ وَالأَرضَ ولا يَؤودُهُ حِفظُهُما وهُوَ العَلِيُّ العَظيمُ . الثّامِنُ : سُبحانَ اللّهِ بارِئِ النَّسَمِ ، سُبحانَ اللّهِ المُصَوِّرِ ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ الأَزواجِ كُلِّها ، سُبحانَ اللّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنّورِ ، سُبحانَ اللّهِ فالِقِ الحَبِّ وَالنَّوى ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ كُلِّ شَيءٍ ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ ما يُرى وما لا يُرى ، سُبحانَ اللّهِ مِدادَ كَلِماتِهِ ، سُبحانَ اللّهِ رَبِّ العالَمينَ ، سُبحانَ اللّهِ الَّذي يَعلَمُ ما يَلِجُ فِي الأَرضِ وما يَخرُجُ مِنها وما يَنزِلُ مِنَ السَّماءِ وما يَعرُجُ فيها ، ولا يَشغَلُهُ ما يَنزِلُ مِنَ السَّماءِ وما يَعرُجُ فيها

.

ص: 335

عَمّا يَلِجُ فِي الأَرضِ وما يَخرُجُ مِنها ، ولا يَشغَلُهُ ما يَلِجُ فِي الأَرضِ وما يَخرُجُ مِنها عَمّا يَنزِلُ مِنَ السَّماءِ وما يَعرُجُ فيها ، ولا يَشغَلُهُ عِلمُ شَيءٍ عَن عِلمِ شَيءٍ ، ولا يَشغَلُهُ خَلقُ شَيءٍ عَن خَلقِ شَيءٍ ، ولا حِفظُ شَيءٍ عَن حِفظِ شَيءٍ ، ولا يُساويهِ شَيءٌ ولا يَعدِلُهُ شَيءٌ ، لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ وهُوَ السَّميعُ البَصيرُ . التّاسِعُ : سُبحانَ اللّهِ بارِئِ النَّسَمِ ، سُبحانَ اللّهِ المُصَوِّرِ ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ الأَزواجِ كُلِّها ، سُبحانَ اللّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنّورِ ، سُبحانَ اللّهِ فالِقِ الحَبِّ وَالنَّوى ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ كُلِّ شَيءٍ ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ ما يُرى وما لا يُرى ، سُبحانَ اللّهِ مِدادَ كَلِماتِهِ ، سُبحانَ اللّهِ رَبِّ العالَمينَ ، سُبحانَ اللّهِ «فَاطِرِ السَّمَ_وَ تِ وَ الْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَ_ئِكَةِ رُسُلاً أُوْلِى أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَ ثُلَ_ثَ وَ رُبَ_عَ يَزِيدُ فِى الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَىْ ءٍ قَدِيرٌ * مَّا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَ مَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ» (1) . العاشِرُ : سُبحانَ اللّهِ بارِئِ النَّسَمِ ، سُبحانَ اللّهِ المُصَوِّرِ ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ الأَزواجِ كُلِّها ، سُبحانَ اللّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنُّورِ ، سُبحانَ اللّهِ فالِقِ الحَبِّ وَالنَّوى ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ كُلِّ شَيءٍ ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ ما يُرى وما لا يُرى ، سُبحانَ اللّهِ مِدادَ كَلِماتِهِ ، سُبحانَ اللّهِ رَبِّ العالَمينَ ، سُبحانَ اللّهِ الَّذي يَعلَمُ ما فِي السَّماواتِ وما فِي الأَرضِ ، ما يَكونُ مِن نَجوى ثَلاثَةٍ إلّا هُوَ رابِعُهُم ولا خَمسَةٍ إلّا هُوَ سادِسُهُم ولا أدنى مِن ذلِكَ ولا أكثَرَ إلّا هُوَ مَعَهُم أينَما كانوا ، ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِما عَمِلوا يَومَ القِيامَةِ إنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيءٍ عَليمٌ ، سُبحانَ الَّذي بِنِعمَتِهِ تَتِمُّ الصّالِحاتُ . (2)

.


1- .فاطر : 1 و 2 .
2- .الإقبال : ج 1 ص 208 ، مصباح المتهجّد : ص 616 ح 698 ، بحار الأنوار : ج 98 ص 105 .

ص: 336

7 / 8 التّسبيحات المأثورة عن الإمام الكاظم عليه السلام

7 / 9 التّسبيحات المأثورة عن الإمام الرّضا عليه السلام

7 / 10 التّسبيحات المأثورة عن الإمام الهادي عليه السلام

7 / 8التَّسبيحاتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الكاظِمِ عليه السلامالكافي عن هلقام بن أبي هلقام :أتَيتُ أبا إبراهيمَ عليه السلام فَقُلتُ لَهُ : جُعِلتُ فِداكَ عَلِّمني دُعاءً جامِعا لِلدُّنيا وَالآخِرَةِ وأوجِز ، فَقالَ : قُل في دُبُرِ الفَجرِ إلى أن تَطلُعَ الشَّمسُ : سُبحانَ اللّهِ العَظيمِ وبِحَمدِهِ ، أستَغفِرُ اللّهَ وأسأَ لُهُ مِن فَضلِهِ . (1)

7 / 9التَّسبيحاتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الرِّضا عليه السلامالتوحيد عن الفضل بن شاذان عن الإمام الرضا عليه السلام :سُبحانَ مَن خَلَقَ الخَلقَ بِقُدرَتِهِ ، وأتقَنَ ما خَلَقَ بِحِكمَتِهِ ، ووَضَعَ كُلَّ شَيءٍ مِنهُ مَوضِعَهُ بِعِلمِهِ ، سُبحانَ مَن يَعلَمُ خائِنَةَ الأَعيُنِ (2) وما تُخفِي الصُّدورُ ، ولَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ وهُوَ السَّميعُ البَصيرُ . (3)

7 / 10التَّسبيحاتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الهادي عليه السلامالتوحيد عن عن بشر بن بشّار الأسدي عن الإمام الهادي عليه السلام :سُبحانَ مَن لا يُحَدُّ ولا يوصَفُ ، ولا يُشبِهُهُ شَيءٌ ، ولَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ ، وهُوَ السَّميعُ البَصيرُ . (4)

.


1- .الكافي : ج 2 ص 550 ح 12 .
2- .خائنة الأعين : أي ما يخونون فيه من مسارقة النظر إلى ما لا يحلّ ، والخائنة بمعنى الخيانة (النهاية : ج 2 ص 89 «خون») .
3- .التوحيد : ص 137 ح 10 ، عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج 1 ص 118 ح 9 ، بحار الأنوار : ج 94 ص 180 ح 4 وج 4 ص 85 ح 20 .
4- .التوحيد : ص 101 ح 13 وح 12 عن محمّد بن علي القاساني وص 100 ح 9 ، الكافي : ج 1 ص 102 ح 5 كلاهما عن إبراهيم بن محمّد الهمداني .

ص: 337

7 / 11 النّوادر

الكافي عن حمزة بن محمّد :كَتَبتُ إلى أبِي الحَسَنِ عليه السلام أسأَلُهُ عَنِ الجِسمِ وَالصّورَةِ فَكَتَبَ : سُبحانَ مَن لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ ؛ لا جِسمٌ ولا صورَةٌ . (1)

7 / 11النَّوادِرُالكافي عن كثير بن كلثمة عن أحدهما عليهماالسلام_ في قَولِ اللّهِ عز و جل : «فَتَلَقَّى ءَادَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَ_تٍ» (2) _: قالَ : لا إلهَ إلّا أنتَ سُبحانَكَ اللّهُمَّ وبِحَمدِكَ عَمِلتُ سوءا وظَلَمتُ نَفسي فَاغفِر لي وأنتَ خَيرُ الغافِرينَ ، لا إلهَ إلّا أنتَ سُبحانَكَ اللّهُمَّ وبِحَمدِكَ عَمِلتُ سوءا وظَلَمتُ نَفسي فَاغفِر لي وَارحَمني وأنتَ أرحَمُ الرّاحِمينَ ، لا إلهَ إلّا أنتَ سُبحانَكَ اللّهُمَّ وبِحَمدِكَ عَمِلتُ سوءا وظَلَمتُ نَفسي فَتُب عَلَيَّ إنَّكَ أنتَ التَّوّابُ الرَّحيمُ . (3)

الأمالي عن ابن عبّاس _ في حَديثٍ ذَكَرَ فِيهِ أنَّ اللّهَ عز و جل لَمّا بَعَثَ عيسى عليه السلام تَعَرَّضَ لَهُ الشَّيطانُ فَوَسوَسَ لَهُ ، إلى أن قالَ _ :فَأَعظَمَ عيسى عليه السلام ذلِكَ مِن قَولِ إبليسَ الكافِرِ اللَّعينِ ، فَقالَ عيسى عليه السلام : سُبحانَ اللّهِ مِل ءَ سَماواتِهِ وأَرَضيهِ ، ومِدادَ كَلِماتِهِ ، وزِنَةَ عَرشِهِ ، ورِضا نَفسِهِ . قالَ : فَلَمّا سَمِعَ إبليسُ لَعَنَهُ اللّهُ ذلِكَ ذَهَبَ عَلى وَجهِهِ لا يَملِكُ مِن نَفسِهِ شَيئا ، حَتّى وَقَعَ فِي اللُّجَّةِ الخَضراءِ . (4)

.


1- .الكافي : ج 1 ص 104 ح 2 ، التوحيد : ص 97 ح 3 كلاهما عن حمزة بن محمّد وص 102 ح 16 عن سهل بن زياد عن بعض أصحابنا .
2- .البقرة : 37 .
3- .الكافي : ج 8 ص 304 ح 472 ، تفسير القمّي : ج 1 ص 44 عن أبان بن عثمان عن الإمام الصادق عليه السلام ، قصص الأنبياء : ص 53 ح 29 عن محمّد بن مسلم عن الإمام الباقر عليه السلام وفيه «الكلمات التي تلقّى بهنّ آدم عليه السلام ربّه وتاب عليه قال : ...» وكلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج 11 ص 178 ح 25 .
4- .الأمالي للصدوق : ص 273 ح 300 ، بحار الأنوار : ج 93 ص 181 ح 14 وج 95 ص 136 ح 2 .

ص: 338

الدعوات :تَسابيحُ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله وَالأَئِمَّةِ عَلَيهِمُ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ : تَسبيحُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله في أوَّلِ يَومٍ مِنَ الشَّهرِ : سُبحانَ اللّهِ عَدَدَ رِضاهُ ، سُبحانَ اللّهِ عَدَدَ كَلِماتِهِ ، سُبحانَ اللّهِ عَدَدَ خَلقِهِ ، سُبحانَ اللّهِ زِنَةَ عَرشِهِ ، سُبحانَ اللّهِ مِل ءَ سَماواتِهِ ، سُبحانَ اللّهِ مِل ءَ أرضِهِ ، سُبحانَ اللّهِ مِثلَ ذلِكَ ، وَالحَمدُ للّهِِ مِثلَ ذلِكَ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ مِثلَ ذلِكَ ، وَاللّهُ أكبَرُ مِثلَ ذلِكَ . تَسبيحُ عَلِيٍّ عليه السلام فِي اليَومِ الثّاني : سُبحانَ مَن تَعالى جَدُّهُ وتَقَدَّسَت أسماؤُهُ ، سُبحانَ مَن هُوَ إلى غَيرِ غايَةٍ يَدومُ بَقاؤُهُ ، سُبحانَ مَنِ استَنارَ بِنورِ حِجابِهِ دونَ سَمائِهِ ، سُبحانَ مَن قامَت لَهُ السَّماواتُ بِلا عَمَدٍ ، سُبحانَ مَن تَعَظَّمَ بِالكِبرِياءِ وَالنّورِ سَناؤُهُ ، سُبحانَ مَن تَوَحَّدَ بِالوَحدانِيَّةِ فَلا إلهَ سِواهُ ، سُبحانَ مَن لَبِسَ (1) البَهاءَ وَالفَخرُ رِداؤُهُ ، سُبحانَ مَنِ استَوى عَلى عَرشِهِ بِوَحدانِيَّتِهِ . تَسبيحُ فاطِمَةَ عليهاالسلام فِي اليَومِ الثّالِثِ : سُبحانَ مَنِ استَنارَ بِالحَولِ وَالقُوَّةِ ، سُبحانَ مَنِ احتَجَبَ في سَبعِ سَماواتٍ فَلا عَينٌ تَراهُ ، سُبحانَ مَن أَذَلَّ الخَلائِقَ بِالمَوتِ وأَعَزَّ نَفسَهُ بِالحَياةِ ، سُبحانَ مَن يَبقى ويَفنى كُلُّ شَيءٍ سِواهُ ، سُبحانَ مَنِ استَخلَصَ الحَمدَ لِنَفسِهِ وَارتَضاهُ ، سُبحانَ الحَيِّ العَليمِ ، سُبحانَ الحَليمِ الكَريمِ ، سُبحانَ المَلِكِ القُدّوسِ ، سُبحانَ العَلِيِّ العَظيمِ ، سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ . تَسبيحُ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام فِي اليَومِ الرّابِعِ : سُبحانَ مَن هُوَ مُطَّلِعٌ عَلى خَوازِنِ القُلوبِ ، سُبحانَ مَن هُوَ مُحصي عَدَدِ الذُّنوبِ ، سُبحانَ مَن لا يَخفى عَلَيهِ خافِيَةٌ فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ ، سُبحانَ المُطَّلِعِ عَلَى السَّرائِرِ عالِمِ الخَفِيّاتِ ، سُبحانَ مَن لا يَعزُبُ عَنهُ مِثقالُ ذَرَّةٍ فِي الأَرضِ ولا فِي السَّماءِ ، سُبحانَ مَنِ السَّرائِرُ عِندَهُ عَلانِيَةٌ ،

.


1- .في المصدر : «ليس» ، والتصويب من بحار الأنوار .

ص: 339

وَالبَواطِنُ عِندَهُ ظَواهِرٌ ، سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ . تَسبيحُ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام فِي اليَومِ الخامِسِ : سُبحانَ الرَّفيعِ الأَعلى ، سُبحانَ العَظيمِ الأَعظَمِ ، سُبحانَ مَن هُوَ هكَذا ولا يَكونُ هكَذا غَيرُهُ ، ولا يَقدِرُ أحَدٌ قُدرَتَهُ ، سُبحانَ مَن أَوَّلُهُ عِلمٌ لا يوصَفُ ، وآخِرُهُ عِلمٌ لا يَبيدُ ، سُبحانَ مَن عَلا فَوقَ البَرِيّاتِ بِالإِلهِيَّةِ فَلا عَينٌ تُدرِكُهُ ، ولا عَقلٌ يُمَثِّلُهُ ، ولا وَهمٌ يُصَوِّرُهُ ، ولا لِسانٌ يَصِفُهُ بِغايَةِ ما لَهُ مِنَ الوَصفِ ، سُبحانَ مَن عَلا فِي الهَواءِ ، سُبحانَ مَن قَضَى المَوتَ عَلَى العِبادِ ، سُبحانَ المَلِكِ المُقتَدِرِ ، سُبحانَ المَلِكِ القُدُّوسِ ، سُبحانَ الباقي الدّائِمِ . تَسبيحُ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام فِي اليَومِ السّادِسِ : سُبحانَ مَن أشرَقَ نورُهُ كُلَّ ظُلمَةٍ ، سُبحانَ مَن قَدَّرَ بِقُدرَتِهِ كُلَّ قُدرَةٍ ، سُبحانَ مَنِ احتَجَبَ عَنِ العِبادِ بِطَرائِقِ نُفوسِهِم فَلا شَيءٌ يَحجُبُهُ ، سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ . تَسبيحُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام فِي اليَومِ السّابِعِ : سُبحانَ الخالِقِ البارِىِ، سُبحانَ القادِرِ المُقتَدِرِ ، سُبحانَ (1) الباعِثِ الوارِثِ ، سُبحانَ مَن خَضَعَت لَهُ الأَشياءُ ، سُبحانَ مَن يُسَبِّحُ (2) الرَّعدُ بِحَمدِهِ وَالمَلائِكَةُ مِن خيفَتِهِ ، سُبحانَ اللّهِ العَظيمِ وبِحَمدِهِ . تَسبيحُ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ عليه السلام فِي اليَومِ الثّامِنِ : سُبحانَ مَن هُوَ عَظيمٌ لا يُرامُ ، سُبحانَ مَن هُوَ قائِمٌ لا يَلهو ، سُبحانَ مَن هُوَ حافِظٌ لا يَنسى ، سُبحانَ مَن هُوَ عالِمٌ لا يَسهو ، سُبحانَ مَن هُوَ مُحيطٌ بِخَلقِهِ لا يَغيبُ ، سُبحانَ مَن هُوَ مُحتَجِبٌ لا يُرى ، سُبحانَ مَن استَتَرَ بِالضِّياءِ فَلا شَيءَ يُدرِكُهُ ، سُبحانَ مَنِ النّورُ مَنارُهُ ، وَالضِّياءُ بَهاؤُهُ ، وَالبَهجَةُ جَمالُهُ ، وَالجَلالُ عِزُّهُ ، وَالعِزَّةُ قُدرَتُهُ ، وَالقُدرَةُ صِفَتُهُ ، سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ . تَسبيحُ مُوسَى بنِ جَعفَرٍ عليه السلام فِي اليَومِ التّاسِعِ : سُبحانَ مَن مَلَأَ الدَّهرَ قُدسُهُ ، سُبحان

.


1- .في المصدر : «سبحانه» ، والتصويب من بحار الأنوار .
2- .في المصدر : «تُسَبِّحُ» ، والتصويب من بحار الأنوار .

ص: 340

مَن لا يَغشَى الأَمَدَ نُورُهُ ، سُبحانَ مَن أَشرَقَ كُلَّ ظُلمَةٍ بِضَوئِهِ ، سُبحانَ مَن يَدينُ لِدينِهِ كُلُّ دينٍ ولا يُدانُ لِغَيرِ دينِهِ دينٌ ، سُبحانَ مَن قَدَّرَ كُلَّ شَيءٍ بِقُدرَتِهِ ، سُبحانَ مَن لَيسَ لِخالِقِيَّتِهِ حَدٌّ ، ولا لِقادِرِيَّتِهِ نَفادٌ ، سُبحانَ اللّهِ العَظيمِ وبِحَمدِهِ . تَسبيحُ عَلِيِّ بنِ مُوسى عليه السلام فِي اليَومِ العاشِرِ وَالحادِيَ عَشَرَ : سُبحانَ خالِقِ النّورِ ، سُبحانَ خالِقِ الظُّلمَةِ ، سُبحانَ خالِقِ المِياهِ ، سُبحانَ خالِقِ السَّماواتِ ، سُبحانَ خالِقِ الأَرَضينَ ، سُبحانَ خالِقِ الرِّياحِ وَالنَّباتِ ، سُبحانَ خالِقِ الحَياةِ وَالمَوتِ ، سُبحانَ خالِقِ الثَّرى وَالفَلَواتِ ، سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ . تَسبيحُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام فِي اليَومِ الثّانِيَ عَشَرَ وَالثّالِثَ عَشَرَ : سُبحانَ مَن لا يَعتَدي عَلى أهلِ مَملَكَتِهِ ، سُبحانَ مَن لا يُؤاخِذُ أهلَ الأَرضِ بِأَلوانِ العَذابِ ، سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ . تَسبيحُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ النَّقِيِّ عليه السلام فِي اليَومِ الرّابِعَ عَشَرَ وَالخامِسَ عَشَرَ : سُبحانَ مَن هُوَ دائِمٌ لا يَسهو ، سُبحانَ مَن هُوَ قائِمٌ لا يَلهو ، سُبحانَ مَن هُوَ غَنِيٌّ لا يَفتَقِرُ ، سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ . تَسبيحُ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام فِي اليَومِ السّادِسَ عَشَرَ وَالسّابِعَ عَشَرَ : سُبحانَ مَن هُو في عُلُوِّهِ دانٍ ، وفي دُنُوِّهِ عالٍ ، وفي إِشراقِهِ مُنيرٌ ، وفي سُلطانِهِ قَوِيٌّ ، سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ . تَسبيحُ صاحِبِ الزَّمانِ عليه السلام فِي اليَومِ الثّامِنَ عَشَرَ إلى آخِرِ الشَّهرِ : سُبحانَ اللّهِ عَدَدَ خَلقِهِ ، سُبحانَ اللّهِ رِضا نَفسِهِ ، سُبحانَ اللّهِ مِدادَ كَلِماتِهِ ، سُبحانَ اللّهِ زِنَةَ عَرشِهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ مِثلَ ذلِكَ . (1)

المصباح عن ابن عبّاس يرفعه :مَن قالَ هذِهِ الكَلِماتِ كُلَّ يَومٍ مَرَّةً واحِدَةً ، كَتَبَ اللّهُ لَهُ ألفَ ألفِ حَسَنَةٍ ، ومَحا عَنهُ مِنَ السَّيِّئاتِ ورَفَعَ لَهُ مِنَ الدَّرَجاتِ ، وأَثبَتَ لَهُ مِن

.


1- .الدعوات : ص 90 ح 228 ، بحار الأنوار : ج 94 ص 205 ح 3 .

ص: 341

الشَّفاعاتِ كَذلِكَ ، وهُوَ : سُبحانَ مَن هُوَ باقٍ لا يَفنى ، سُبحانَ مَن هُوَ عالِمٌ لا يَنسى ، سُبحانَ مَن هُوَ حافِظٌ لا يَغفُلُ ، سُبحانَ مَن هُوَ قَيّومٌ لا يَنامُ ، سُبحانَ مَن هُوَ قائِمٌ لا يَسهو ، سُبحانَ مَن هُوَ حَليمٌ لا يَلهو ، سُبحانَ مَن هُوَ مَلِكٌ لا يُرامُ ، سُبحانَ مَن هُوَ عَزيزٌ لا يُضامُ ، سُبحانَ مَن هُوَ بَصيرٌ لا يَرتابُ ، سُبحانَ مَن هُوَ واسِعٌ لا يُكَلِّفٌ ، سُبحانَ مَن هُوَ مُحتَجِبٌ لا يُرى ، وصَلَّى اللّهُ عَلى خِيَرَتِهِ مِن خَلقِهِ مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ وسَلَّمَ تَسليما . (1)

المصباح :قُل كُلَّ يَومٍ مَرَّةً (2) : سُبحانَ الدّائِمِ القائِمِ ، سُبحانَ القائِمِ الدّائِمِ ، سُبحانَ الواحِدِ الأَحَدِ ، سُبحانَ الفَردِ الصَّمَدِ ، سُبحانَ الحَيِّ القَيّومِ ، سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ ، سُبحانَ الحَيِّ الَّذي لا يَموتُ ، سُبحانَ المَلِكِ القُدّوسِ ، سُبحانَ رَبِّ المَلائِكَةِ وَالرّوحِ ، سُبحانَ العَلِيِّ الأَعلى ، سُبحانَهُ وتَعالى . (3)

كنز العمّال عن أنس عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ كُلَّ يَومٍ مَرَّةً : «سُبحانَ القائِمِ الدّائِمِ ، سُبحانَ الحَيِّ القَيّومِ ، سُبحانَ الحَيِّ الَّذي لا يَموتُ ، سُبحانَ اللّهِ العَظيمِ وبِحَمدِهِ ، سُبّوحٌ قُدّوسٌ ، رَبُّ المَلائِكَةِ وَالرُّوحِ ، سُبحانَ العَلِيِّ الأَعلى ، سُبحانَهُ وتَعالى» لَم يَمُت حَتّى يَرى مَكانَهُ مِنَ الجَنَّةِ أو يُرى لَهُ . (4)

المصباح :يُستَحَبُّ أن يُصَلِّيَ في كُلِّ لَيلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ رَكعَتَينِ ، بِالحَمدِ فيها وَالتَّوحيدِ ثَلاثا ، فَإِذا سَلَّمَ قالَ : «سُبحانَ مَن هُوَ حَفيظٌ لا يَغفُلُ ، سُبحانَ مَن هُو

.


1- .المصباح للكفعمي : ص 125 ذكره في الحاشية ، بحار الأنوار : ج 87 ص 6 ح 9 وراجع قصص الأنبياء : ص 122 ح 124 .
2- .زاد في بحار الأنوار نقلاً عن المصدر : «تسبيح جبرئيل عليه السلام ، من قاله كلّ يومٍ مرّة في سنة كاملة لم يمت حتّى يرى مقعده من الجنّة» .
3- .المصباح للكفعمي : ص 120 ، بحار الأنوار : ج 87 ص 6 ح 9 .
4- .كنزالعمّال : ج 2 ص 230 ح 3886 نقلاً عن ابن شاهين في الترغيب وابن عساكر .

ص: 342

رَحيمٌ لا يَعجَلُ ، سُبحانَ مَن هُو قائِمٌ لا يَسهو ، سُبحانَ مَن هُوَ دائِمٌ لا يَلهو» ثُمَّ يَقولُ التَّسبيحاتِ الأَربَعَ سَبعا ، ثُمَّ يَقولُ : «سُبحانَكَ سُبحانَكَ ، يا عَظيمُ اغفِر لِيَ الذَّنبَ العَظيمَ» ثُمَّ يُصَلِّي عَلَى النَّبِيَّ وآلِهِ عليهم السلامعَشرا . مَن صَلّاها غَفَرَ اللّهُ لَهُ سَبعينَ ألفَ ذَنبٍ . (1)

الكافي عن محمّد بن عيسى بإسناده عن الصالحين عليهم السلام_ في ذِكرِ أعمالِ العَشرِ الأَواخِرِ مِن شَهرِ رَمَضانَ _: تَقولُ فِي اللَّيلَةِ العاشِرَةِ : الحَمدُ للّهِِ لا شَريكَ لَهُ ، الحَمدُ للّهِِ كَما يَنبَغي لِكَرَمِ وَجهِهِ وعِزِّ جَلالِهِ وكَما هُوَ أهلُهُ ، يا قُدّوسُ يا نورَ القُدسِ ، يا سُبّوحُ يا مُنتَهَى التَّسبيحِ . (2)

.


1- .المصباح للكفعمي : ص 746 أورده في الهامش .
2- .الكافي : ج 4 ص 164 ح 4 ، تهذيب الأحكام : ج 3 ص 105 ح 265 ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج 2 ص 164 ح 2032 عن محمّد بن أبي عمير عن الإمام الصادق عليه السلام وفيه «يا نور يا قدّوس ، يا نور يا قدّوس» بدل «يا قدّوس يا نور القدس» ، بحار الأنوار : ج 98 ص 70 .

ص: 343

الفصل الثّامن : تسبيح فاطمة عليهاالسلام

8 / 1 فضل تسبيح فاطمة عليهاالسلام

الفَصلُ الثّامِنُ : تسبيح فاطمة عليهاالسلام8 / 1فَضلُ تَسبيحِ فاطِمَةَ عليهاالسلامالإمام الباقر عليه السلام :ما عُبِدَ اللّهُ بِشَيءٍ مِنَ التَّحميدِ أفضَلَ مِن تَسبيحِ فاطِمَةَ عليهاالسلام ، ولَو كانَ شَيءٌ أفضَلَ مِنهُ لَنَحَلَهُ (1) رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله فاطِمَةَ عليهاالسلام . (2)

الإمام الصادق عليه السلام _ لِأَبي هارونَ المَكفوفِ _ :يا أبا هارونَ ، إنّا نَأمُرُ صِبيانَنا بِتَسبيحِ فاطِمَةَ عليهاالسلامكَما نَأمُرُهُم بِالصَّلاةِ ، فَالزَمهُ ؛ فَإِنَّهُ لَم يَلزَمهُ عَبدٌ فَشَقِيَ . (3)

عنه عليه السلام :مَن باتَ عَلى تَسبيحِ فاطِمَ_ةَ عليهاالسلام ، كانَ مِنَ الذّاكِري_نَ اللّهَ كَثي_را وَالذّاكِراتِ (4) . (5)

.


1- .نَحَلْته : أعطيته شيئا من غير عِوَض بِطِيب نَفْس (المصباح المنير : ص 595 «نحل») .
2- .الكافي : ج 3 ص 343 ح 14 عن عقبة ، تهذيب الأحكام : ج 2 ص 105 ح 398 عن صالح بن عقبة ، عوالي اللآلي : ج 1 ص 333 ح 91 ، بحار الأنوار : ج 43 ص 64 ح 56 .
3- .الكافي : ج 3 ص 343 ح 13 ، تهذيب الأحكام : ج 2 ص 105 ح 397 ، ثواب الأعمال : ص 196 ح 1 ، الأمالي للصدوق : ص 675 ح 914 كلّها عن أبي هارون المكفوف ، بحار الأنوار : ج 85 ص 328 ح 3 .
4- .إشارة إلى الآية 35 من سورة الأحزاب .
5- .مجمع البيان : ج 8 ص 561 ، بحار الأنوار : ج 87 ص 174 .

ص: 344

عنه عليه السلام :تَسبيحُ فاطِمَةَ الزَّهراءِ عليهاالسلام مِنَ الذِّكرِ الكَثيرِ الَّذي قالَ اللّهُ عز و جل : «اذْكُرُواْ اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا» (1) . (2)

تأويل الآيات الظاهرة عن إسماعيل بن عمّار :قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام : قَولُهُ عز و جل : «اذْكُرُواْ اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا» ما حَدُّهُ؟ قالَ : إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَلَّمَ فاطِمَةَ عليهاالسلام أن تُكَبِّرَ أربَعا وثَلاثينَ تَكبيرَةً ، وتُسَبِّحَ ثَلاثا وثَلاثينَ تَسبيحَةً ، وتُحَمِّدَ ثَلاثا وثَلاثينَ تَحميدَةً ، فَإِذا فَعَلَت ذلِكَ بِاللَّيلِ مَرَّةً وبِالنَّهارِ مَرَّةً ، فَقَد ذَكَرَتِ اللّهَ كَثيرا . (3)

الإمام الصادق عليه السلام :مَن سَبَّحَ تَسبيحَ فاطِمَةَ عليهاالسلامفي دُبُرِ المَكتوبَةِ مِن قَبلِ أن يَبسُطَ رِجلَيهِ ، أوجَبَ اللّهُ لَهُ الجَنَّةَ . (4)

عنه عليه السلام :مَن سَبَّحَ اللّهَ في دُبُرِ الفَريضَةِ تَسبيحَ فاطِمَةَ الزَّهراءِ عليهاالسلام المِئَةَ مَرَّةٍ ، وأتبَعَها بِ «لا إلهَ إلَا اللّهُ» غَفَرَ اللّهُ لَهُ . (5)

عنه عليه السلام :مَن سَبَّحَ تَسبيحَ فاطِمَةَ الزَّهراءِ عليهاالسلامقَبلَ أن يَثنِيَ (6) رِجلَيهِ مِن صَلاةِ الفَريضَةِ غَفَرَ اللّهُ لَهُ ، وَليَبدَأ بِالتَّكبيرِ . (7)

.


1- .الأحزاب : 41 .
2- .الكافي : ج 2 ص 500 ح 4 عن زرارة ، معاني الأخبار : ص 193 ح 5 نحوه ، بحار الأنوار : ج 85 ص 331 ح 8 .
3- .تأويل الآيات الظاهرة : ج 2 ص 454 ح 16 .
4- .فلاح السائل : ص 297 ح 194 عن عبد اللّه بن سنان ، بحار الأنوار : ج 85 ص 332 ح 13 .
5- .الكافي : ج 3 ص 342 ح 7 ، المحاسن : ج 1 ص 106 ح 87 وزاد فيه «قبل أن يثني رجليه» بعد «الفريضة» ، بحار الأنوار : ج 85 ص 335 ح 23 .
6- .قال العلّامة المجلسي قدس سره : «أن يثني» أي عن القبلة ، أو مطلق التغيّر عن هيئة الصلاة كما قيل ، وقال في النهاية : أراد قبل أن يصرف رجله عن حالته التي عليها في التشهّد (مرآة العقول : ج 15 ص 173) .
7- .الكافي : ج 3 ص 342 ح 6 ، تهذيب الأحكام : ج 2 ص 105 ح 395 ، ثواب الأعمال : ص 196 ح 4 كلّها عن عبد اللّه بن سنان ، مكارم الأخلاق : ج 2 ص 29 ح 2063 ، بحار الأنوار : ج 85 ص 332 ح 11 .

ص: 345

8 / 2 بدء تشريعه

عنه عليه السلام :تَسبيحُ فاطِمَةَ عليهاالسلام في كُلِّ يَومٍ في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ ، أحَبُّ إلَيَّ مِن صَلاةِ ألفِ رَكعَةٍ في كُلِّ يَومٍ . (1)

مشكاة الأنوار :دَخَلَ رَجُلٌ عَلى أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام وكَلَّمَهُ فَلَم يَسمَع كَلامَ أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام ، وشَكا إلَيهِ ثِقلاً في اُذُنَيهِ ، فَقالَ لَهُ : ما يَمنَعُكَ _ أو أينَ أنتَ _ مِن تَسبيحِ فاطِمَةَ عليهاالسلام؟ فَقالَ لَهُ : جُعلِتُ فِداكَ ، وما تَسبيحُ فاطِمَةَ؟ فَقالَ : تُكَبِّرُ اللّهَ أربَعا وثَلاثينَ ، وتُحَمِّدُ اللّهَ ثَلاثا وثَلاثينَ ، وتُسَبِّحُ اللّهَ ثَلاثا وثَلاثينَ ، تَمامَ المِئَةِ . قالَ : فَما فَعَلتُ ذلِكَ إلّا يَسيرا ، حَتّى ذَهَبَ عَنّي ما كُنتُ أجِدُهُ . (2)

8 / 2بَدءُ تَشريعِهِالإمام عليّ عليه السلام _ لِرَجُلٍ مِن بَني سَعدٍ _ :ألا اُحَدِّثُكَ عَنِّي وعَن فاطِمَةَ الزَّهراءِ عليهاالسلام؟ إنَّها كانَت عِندي فَاستَقَت بِالقِربَةِ حَتّى أثَّرَ في صَدرِها ، وطَحَنَت بِالرَّحى حَتّى مَجَلَت يَداها ، وكَسَحَتِ البَيتَ حَتَّى اغبَرَّت ثِيابُها ، وأوقَدَت تَحتَ القِدرِ حَتّى دَكِنَت (3) ثِيابُها ، فَأَصابَها مِن ذلِكَ ضُرٌّ شَديدٌ . فَقُلتُ لَها : لَو أتَيتِ أباكِ فَسَأَلتِهِ خادِما يَكفيكِ حَرَّ (4) ما أنتِ فيهِ مِن هذَا العَمَلِ . فَأَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله فَوَجَدَت عِندَهُ حُدّاثا (5) فَاستَحيَت فَانصَرَفَت ، فَعَلِمَ صلى الله عليه و آله أنَّها قَد

.


1- .الكافي : ج 3 ص 343 ح 15 ، ثواب الأعمال : ص 196 ح 3 ، مكارم الأخلاق : ج 2 ص 29 ح 2062 كلّها عن أبي خالد القمّاط ، بحار الأنوار : ج 85 ص 331 ح 9 .
2- .مشكاة الأنوار : ص 483 ح 1609 ، بحار الأنوار : ج 85 ص 334 ح 21 .
3- .دَكِنَ الثوبُ : إذا اتّسخ واغبرّ لَونُه (النهاية : ج 2 ص 128 «دكن») .
4- .الحارّ مِن العَمَل : شاقُّه وشديده (القاموس المحيط : ج 2 ص 8 «حرر») .
5- .حدّاثا : أي جماعة يتحدّثون ، وهو جمع على غير قياس (النهاية : ج 1 ص 350 «حدث») .

ص: 346

جاءَت لِحاجَةٍ ، فَغَدا عَلَينا . . . ثُمَّ قالَ : يا فاطِمَةُ ما كانَت حاجَتُكِ أمسِ عِندَ مُحَمَّدٍ؟... فَقُلتُ : أنَا وَاللّهِ اُخبِرُك يا رَسولَ اللّهِ ، إنَّهَا استَقَت بِالقِرَبةِ حَتّى أَثَّرَ في صَدرِها ، وجَرَّت بِالرَّحى حَتّى مَجَلَت يَداها ، وكَسَحَتِ البَيتَ حَتَّى اغبَرَّت ثِيابُها ، وأوقَدَت تَحتَ القِدرِ حَتّى دَكِنَت ثِيابُها ، فَقُلتُ لَها : لَو أتَيتِ أباكِ فَسَأَلتِهِ خادِما يَكفيكِ حَرَّ ما أنتَ فِيهِ مِن هذَا العَمَلِ! قالَ : أفَلا اُعَلِّمُكُما ما هُوَ خَيرٌ لَكُما مِنَ الخادِمِ؟ إذا أخَذتُما مَنامَكُما فَكَبِّرا أربَعا وثَلاثينَ تَكبِيرَةً ، وسَبِّحا ثَلاثا وثَلاثينَ تَسبيحَةً ، وَاحمَدا ثَلاثا وثَلاثينَ تَحميدَةً . (1)

عنه عليه السلام :إنَّ فاطِمَةَ عليهاالسلام شَكَت ما تَلقى مِن أثَرِ الرَّحى ، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله سَبيٌ ، فَانطَلَقَت فَلَم تَجِدهُ ، فَوَجَدَت عائِشَةَ فَأَخبَرَتها ، فَلَمّا جاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله أخبَرَتهُ عائِشَةُ بِمَجيءِ فاطِمَةَ عليهاالسلام ، فَجاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله إلَينا وقَد أخَذنا مَضاجِعَنا ، فَذَهَبتُ لِأَقومَ فَقالَ : عَلى مَكانِكُما ، فَقَعَدَ بَينَنا حَتّى وَجَدتُ بَردَ قَدَمَيهِ عَلى صَدري ، وقالَ : ألا اُعَلِّمُكُما خَيرا مِمّا سَأَلتُماني؟ إذا أخَذتُما مَضاجِعَكُما تُكَبِّرانِ أربَعا وثَلاثينَ ، وتُسَبِّحانِ ثَلاثا وثَلاثينَ ، وتُحَمِّدانِ ثَلاثا وثَلاثينَ ، فَهُوَ خَيرٌ لَكُما مِن خادِمٍ . (2)

.


1- .كتاب من لا يحضره الفقيه : ج 1 ص 320 ح 947 ، علل الشرايع : ص 366 ح 1 عن أبي الورد بن ثمامة ، مكارم الأخلاق : ج 2 ص 28 ح 2061 ، بحار الأنوار : ج 43 ص 82 ح 5 ؛ سنن أبي داوود : ج 3 ص 150 ح 2988 ، مسند ابن حنبل : ج 1 ص 322 ح 1312 كلاهما عن ابن أعبد نحوه ، كنزالعمّال : ج 15 ص 508 ح 41985 .
2- .صحيح البخاري : ج 3 ص 1358 ح 3502 ، صحيح مسلم : ج 4 ص 2091 ح 80 ، مسند ابن حنبل : ج 1 ص 287 ح 1141 كلّها عن ابن أبي ليلى ، كنزالعمّال : ج 15 ص 504 ح 41980 وراجع المعجم الكبير : ج 23 ص 339 ح 787 .

ص: 347

8 / 3 كيفيّته

8 / 3كَيفِيَّتُهُالكافي عن محمّد بن عذافر :دَخَلتُ مَعَ أبي عَلى أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام ، فَسَأَلَهُ أبي عَن تَسبيحِ فاطِمَةَ عليهاالسلام . فَقالَ : «اللّهُ أكبَرُ» حَتّى أحصاها أربَعا وثَلاثينَ مَرَّةً ، ثُمَّ قالَ : «الحَمدُ للّهِِ» حَتّى بَلَغَ سَبعا وسِتِّينَ ، ثُمَّ قالَ : «سُبحانَ اللّهِ» حَتّى بَلَغَ مِئَةً ، يُحصيها بِيَدِهِ جُملَةً واحِدَةً . (1)

الإمام الصادق عليه السلام :في تَسبيحِ فاطِمَةَ صَلَّى اللّهُ عَلَيها ، يُبدَأُ بِالتَّكبيرِ أربَعا وثَلاثينَ ، ثُمَّ التَّحميدِ ثَلاثا وثَلاثينَ ، ثُمَّ التَّسبيحِ ثَلاثا وثَلاثينَ . (2)

الكافي عن داوود بن فرقد عن أخيه :أنَّ شِهابَ بنَ عَبدِ رَبِّهِ سَأَلَهُ أن يَسأَلَ أبَا عَبدِ اللّهِ عليه السلام وقالَ : قُل لَهُ : إِنَّ امرَأَةً تُفزِعُني فِي المَنامِ بِاللَّيلِ . فَقالَ : قُل لَهُ : اجعَل مِسباحا (3) ، وكَبِّرِ اللّهَ أربَعا وثَلاثينَ تَكبيرَةً ، وسَبِّحِ اللّهَ ثَلاثا وثَلاثينَ تَسبيحَةً ، وَاحمَدِ اللّهَ ثَلاثا وثَلاثينَ ، وقُل : لا إِلهَ إِلَا اللّهُ ، وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، لَهُ المُلكُ ولَهُ الحَمدُ ، يُحيي ويُميتُ ويُميتُ ويُحيي ، بِيَدِهِ الخَيرُ ، ولَهُ اختِلافُ اللَّيلِ وَالنَّهارِ ، وهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ _ عَشرَ مَرّاتٍ _ . (4)

الكافي :عَن مُحَمَّدِ بنِ جَعفَرٍ عَمَّن ذَكَرَهُ عَن أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام أنَّهُ كانَ يُسَبِّحُ تَسبيحَ فاطِمَةَ صَلَّى اللّهُ عَلَيها ، فَيَصِلُهُ ولا يَقطَعُهُ . (5)

.


1- .الكافي : ج 3 ص 342 ح 8 ، تهذيب الأحكام : ج 2 ص 105 ح 400 ، المحاسن : ج 1 ص 106 ح 88 ، بحار الأنوار : ج 85 ص 333 ح 14 .
2- .الكافي : ج 3 ص 342 ح 9 ، تهذيب الأحكام : ج 2 ص 106 ح 401 وليس فيه «في تسبيح فاطمة عليهاالسلام» وكلاهما عن أبي بصير ، بحار الأنوار : ج 85 ص 339 .
3- .المسباحُ: ما يُسبَّح به ويُعَدُّ به الأذكار (هامش المصدر) .
4- .الكافي : ج 2 ص 536 ح 7 .
5- .الكافي : ج 3 ص 342 ح 12 .

ص: 348

مسند ابن حنبل عن أبي الدرداء :أتَيتُ رَسولَ اللّهَ صلى الله عليه و آله فَقُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ ، ذَهَبَ الأَغنِياءُ بِالدُّنيا وَالآخِرَةِ ؛ نُصَلّي ويُصَلّونَ ، ونَصومُ ويَصومونَ ، ويَتَصَدَّقونَ ولا نَتَصَدَّقُ! قالَ : ألا أدُلُّكَ عَلى شَيءٍ إن أنتَ فَعَلتَهُ لَم يَسبِقكَ أحَدٌ كانَ قَبلَكَ ولَم يُدرِككَ أحَدٌ بَعدَكَ ، إلّا مَن فَعَلَ الَّذي تَفعَلُ دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ ؟! ثَلاثا وثَلاثينَ تَسبيحَةً ، وثَلاثا وثَلاثينَ تَحميدَةً ، وأربَعا وثَلاثينَ تَكبيرَةً (1) .

مسند ابن حنبل عن زيد بن ثابت :أمَرَنا [ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ] أن نُسَبِّحَ في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ ثَلاثا وثَلاثينَ تَسبيحَةً ، ونُحَمِّدَ ثَلاثا وثَلاثينَ تَحميدَةً ، ونُكَبِّرَ أربَعا وثَلاثينَ تَكبيرَةً . (2)

راجع : ج 1 ص 344 ح 933 و ص 345 ح 938 .

.


1- .مسند ابن حنبل : ج 8 ص 166 ح 21768 ، كنزالعمّال : ج 2 ص 643 ح 4975 نقلاً عن المصنّف لعبد الرزّاق .
2- .مسند ابن حنبل : ج 8 ص 154 ح 21716 ، سنن الدارمي : ج 1 ص 332 ح 1328 ، المستدرك على الصحيحين : ج 1 ص 383 ح 928 كلاهما نحوه .

ص: 349

دراسة حول كيفية تسبيح الزهراء عليهاالسلام

اشاره

دراسة حول كيفية تسبيح الزهراء (1) عليهاالسلاملقد أكّدت الكثير من الروايات على استحباب تسبيح الزهراء عليهاالسلام ، وهذه الروايات مستفيضة بين الشيعة وأهل السنّة وقد نقلت بطرق مختلفة . في كتب الشيعة الأربعة وبعض صحاح أهل السنّة ومسانيدهم المشهورة . وما نفهمه من هذه الروايات أنّ هذا التسبيح اعتبر من مصاديق الذكر الكثير (2) ولا ينحصر استحبابه في تعقيبات الصلوات الواجبة ، أو جميع الصلوات ، بل إنّه مفيد أيضا عند النوم ، أو لحل بعض من المشكلات . (3) وتتفق جميع هذه الأحاديث على أنّ هذا التسبيح مؤلّف من ثلاثة أذكار هي «اللّه أكبر» ، «الحمد للّه » و «سبحان اللّه » وهو الهدية القيّمة ل رسول اللّه صلى الله عليه و آله إلى ابنته الكريمة فاطمة عليهاالسلام . كما تتفق في العدد العام والخاص لكل من هذه الأذكار ، حيث اعتبرت جميع الروايات أنّ عدد ذكر «اللّه أكبر» 34 ، و«الحمد للّه » 33 ، و«سبحان اللّه » 33 مرّة ويبلغ مجموعها مئة . والاختلاف الجزئي الوحيد بينها إنّما هو في تسلسل هذه الأجزاء الثلاثة . فالروايات الشيعية أجمعت على أن «اللّه أكبر» هو الذكر الأوّل (4) ، واعتبرته بعض روايات أهل السنّة الذكر الختامي (5) في حين اتفق البعض الآخر _ والذي جاء فى ¨

.


1- .تجدر الإشارة إلى أنّه تمّت هذه الدراسة من قبل الأخ الفاضل عبدالهادي المسعودي.
2- .راجع : ج 1 ص 343 ح 931 _ 933 و ص 70 ح 176 _ 179 .
3- .الكافي : ج 2 ص 536 ح 7 .
4- .راجع : وسائل الشيعة : ج 6 ص 444 الباب 10 والحدائق الناضرة : ج 8 ص 515 _ 519 .
5- .راجع : مسند ابن حنبل : ج 1 ص 227 ح 838 و ص 305 ح 1228 و ج 8 ص 166 ح 21768 ، تاريخ بغداد : ج 3 ص 24 ، المستدرك على الصحيحين : ج 3 ص 165 ح 4724 و . . . .

ص: 350

الرأي المشهور : تقديم التحميد على التسبيح

مصادر أكثر اعتبارا _ مع روايات الشيعة في هذا القسم (1) . ولذلك يمكن حل هذا الختلاف بسهولة . والاختلاف الآخر ، في الروايات الشيعيّة ، في تسلسل «الحمد للّه » و «سبحان اللّه » . والمشهور فيها تقديم «الحمد للّه » على «سبحان اللّه » (2) فيما تذكر روايات معدودة عكس ذلك وعلى هذا الأساس ، فإن غالبية الفقهاء ، ذكروا التسلسل السائد والمتداول الحالي ، أي «اللّه أكبر» ، «الحمد للّه » ، «سبحان اللّه » ، وقال بعضهم بالتخيير واعتبر كلا التسلسلين جائزا .

الرأي المشهور : تقديم التحميد على التسبيحيقول العلّامة الحلّي في كتاب «المختلف» والذي يذكر فيه الاختلاف بين فتاوى فقهاء الشيعة : «المشهور في تسبيح الزهراء عليهاالسلام ، تقديم التكبير ، ثمّ التحميد ، ثمّ التسبيح ، ذكره الشيخ في النهاية والمبسوط والمفيد في المقنعة وسلار وابن البراج وابن إدريس» (3) . والمراجعة المباشرة إلى الكتب الفقهية تتمخض عن هذه النتيجة أيضا (4) . كما اعتبرها الشيخ البهائي في مفتاح الفلاح مشهورة وقال : «فالمشهور الذي عليه العمل في التعقيبات ، تقديم التحميد على التسبيح» (5) .

.


1- .راجع : صحيح البخاري : ج 3 ص 1358 ح 3502 ، صحيح مسلم : ج 4 ص 2091 ح 80 ، سنن أبي داوود : ج 3 ص 150 ح 2987 ، مسند ابن حنبل : ج 1 ص 287 ح 1141 .
2- .راجع : ج 1 ص 347 (كيفيّته) .
3- .المختلف : ج 2 ص 182 .
4- .راجع : النهاية : ص 85 ، المبسوط : ج 1 ص 117 ، المقنعة : ص 110 ، المراسم العلوية : ص 73 ، المهذّب : ج 1 ص 96 ، السرائر : ج 1 ص 233 ، إصباح الشيعة بمصباح الشريعة : ص 78 .
5- .مفتاح الفلاح : ص 213 .

ص: 351

دليل الرأي المشهور
الرأي الثاني : تقديم التسبيح على التحميد

وقد اعتبر المحدث البحراني في الحدائق الناضرة بعد ذكر جميع الروايات الواردة في ذلك والجمع بينها أن تقديم التحميد على التسبيح هو القول المشهور المعتضد بالأخبار (1) . وقال الشيخ الأجل محمد حسن النجفي رحمه اللهفي كتابه القيّم «جواهر الكلام» : «فالمشهور بين الأصحاب ، شهرة عظيمة ، بل في الوسائل عليه عمل الطائفة ، أربع وثلاثون تكبيرة ، ثمّ ثلاث وثلاثون تحميدة ، ثمّ ثلاث وثلاثون تسبيحة ، بل لا خلاف أجده في الفتاوى والنصوص عدا خبر «العلل» الذي ستسمعه» (2) .

دليل الرأي المشهورإنّ دليل المشهور ، سهل وواضح . وتدل الروايات الكثيرة على مدعاهم ومن خلال إحصاء بسيط يمكن إظهار كثرتها . بالإضافة إلى ذلك ، فإن إسناد الروايات الدالّة على القول المشهور تتمتع بقوة أكثر قياسا إلى الروايات الأخرى لذلك فإننا حتى إذا اعتبرنا المجموعتين من الروايات متعارضتين _ وهما ليسا كذلك كما سنقرر _ فإنّ الترجيح سيكون مع القول المشهور بناء على الشهرة الروائية وقوّة السند (3) .

الرأي الثاني : تقديم التسبيح على التحميدإنّ دليل هذا القول أنّ بعض الفقهاء المتقدمين مثل الشيخ الصدوق ووالده ، وابن الجنيد والشيخ الطوسي في بعض كتبه ، عند بيان كيفية تسبيح الزهراء عليهاالسلام ، قدموا التسبيح على الحمد (4) ، نظرا إلى أن هؤلاء الفقهاء كانوا قريبين من عصر الأئمة عليهم السلام

.


1- .الحدائق الناضرة : ج 8 ص 523 .
2- .جواهر الكلام : ج 10 ص 399 . جدير بالذكر أنّ خبر علل الشرائع موافق لروايات أهل السنّة ، بل بعض رواته من أهل السنّة أيضا .
3- .تمسّك المحدّث البحراني بدليل آخر لتقوية الرأي المشهور وهو لا يخلو من الضعف . راجع : جواهر الكلام : ج 10 ص 402 .
4- .الفقه المنسوب للإمام الرضا عليه السلام : ص 115 ، الهداية : ص 141 ، الاقتصاد : ص 264 وراجع المختلف : ج 2 ص 182 والمبسوط : ج 1 ص 117 .

ص: 352

الرأي الثالث : التفصيل

وكانوا محدثين أيضا ، إذن يمكن اعتبار قولهم ردّا على القول المشهور . ومن أجل الإجابة على هذا القول ، يمكننا أن نذكر تصريح الشيخ الصدوق والشيخ الطوسي اللذين جوزا كلا الشكلين والترتيبين المشهور وغير المشهور وكان قصدهما من ذكر الترتيب غير المشهور أن يقولا إنّ الترتيب المشهور لا يجب الالتزام به وإنّه ليس منحصرا فكلا الكيفيتين مشروعتان مسنونتان . ويرى بعض الفقهاء المتأخرين أيضا مثل صاحب الجواهر هذا الرأي بل إنّهم نسبوه إلى العلّامة الحلّي والفيض الكاشاني أيضا . (1) والدليل الذي اعتمده صاحب الجواهر هو أنّ الاختلاف بين الروايات في المسائل المستحبة لا يؤدي إلى التعارض كي تظهر الحاجة إلى الترجيح ، أو التخيير ، بل التأكيد على جانب في هذه المواضع ، هو بهدف التعريف بالفرد الأحسن والأكمل وليس بهدف نفي جواز الطرف الآخر ومشروعيّتهِ . يقول صاحب الجواهر : وربما يُشْعِر به قول الصادق عليه السلام : «وتبدأ بالتكبير» مع سكوته عن غيره . (2) أي إنّ المهمّ هو البدء بالتكبير ، ولما امتنع الإمام عليه السلام عن بيان الترتيب بين الحمد والتسبيح ، فإن ترتيبهما ليس مهما ، وما رواه محمّد بن عذافر من فعل الإمام الصادق عليه السلام بأنّه قدم التحميد على التسبيح 3 ، لا يثبت سوى الجواز والحد الأقصى لاستحبابه ولا يدل على حتميته ورفض الكيفية الأخرى .

الرأي الثالث : التفصيلممّا يجدر ذكره أن هناك رأيا آخر مطروحا في هذا المجال وهو التفصيل ، أى ¨

.


1- .جواهر الكلام : ج 10 ص 404 .
2- .الكافي : ج 3 ص 342 ح 8 .

ص: 353

الرأي المختار

اختصاص الكيفية المشهورة «تقديم التحميد على التسبيح» بتعقيبات الصلاة واختصاص الكيفية غير المشهورة «تقديم التسبيح على التحميد» بالتسبيح عند النوم . وقد رد الشيخ البهائي هذا التفصيل مستندا إلى الإجماع المركب (1) ، وأمّا الفقهاء الآخرون مثل المحدث البحراني وصاحب الجواهر فلم يستحسنوا هذا الردّ ولم يعتبروا المسألة موضع تمسّك بهذا النوع من الأدلّة (2) . والدليل الأفضل في رد هذا التفصيل ، هو الرجوع إلى الروايات ، فبين الروايات المشهورة رواية تثبت الكيفية المشهورة لهذا الذكر قبل النوم وبين الروايات الدالة على الكيفية غير المشهورة رواية مختصة بتعقيب الصلاة . وبعبارة أخرى فإن هذا الجمع بين الروايات لا يمكن قبوله لعدم انطباقه على الروايات ، فالروايات المشهورة مطلقة وتشمل كلا الحالتين .

الرأي المختاريمكن القول استنادا إلى ما مضى ، إنّ الرأي الذي اتفق عليه علماء الشيعة من الابتداء بالتكبير والذي يستند إلى قول محدثين مشهورين مثل البخاري ، ومسلم النيسابوري وأبو داوود ، يرجح على رأي محدثي أهل السنّة الآخرين وهو الختم بالتكبير ، وأمّا فيما يتعلق بنقطة الخلاف الاخرى وهي تقديم التحميد على التسبيح ، فليست هناك ضرورة إلى الانحصار في الشكل والكيفيّة المشهورة فكلا الشكلين مشروعان ، رغم أن بالإمكان اعتبار الترتيب المشهور أفضل نظرا إلى كثرة الروايات وفتاوى الفقهاء .

.


1- .مفتاح الفلاح : ص 218 .
2- .جواهر الكلام : ج 10 ص 403 ، الحدائق الناضرة : ج 8 ص 521 .

ص: 354

. .

ص: 355

الفصل التّاسع : تسبيح الموجودات

9 / 1 ما يدلّ على تسبيح الملائكة

الفَصلُ التّاسِعُ : تسبيح الموجودات9 / 1ما يَدُلُّ عَلى تَسبيحِ المَلائِكَةِالكتاب«وَ تَرَى الْمَلَ_ئِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ» . (1)

«تَكَادُ السَّمَ_وَ تُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَ_ئِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ يَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِى الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ» . (2)

«فَإِنِ اسْتَكْبَرُواْ فَالَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِالَّيْلِ وَ النَّهَارِ وَ هُمْ لَا يَسْ_ئمُونَ» . (3)

«إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ» (4) . (5)

.


1- .الزمر : 75 .
2- .الشورى : 5 .
3- .فصّلت : 38 .
4- .الأعراف : 206 .
5- .قوله تعالى : «إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ» ظاهر السياق أنّه في موضع التعليل للأمر الواقع في الآية السابقة ، فيكون المعنى : اذكر ربّك كذا وكذا ، فإنّ الذين عند ربّك كذلك ؛ أي اذكر ربّك كذا لتكون من الذين عند ربّك ولا تخرج من زمرتهم . ويتبيّن بذلك أنّ المراد بقوله : «الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ» ليس هم الملائكة فقط _ على ما فسّره كثير من المفسّرين _ إذ لا معنى لقولنا : اذكر ربّك كذا لأنّ الملائكة يذكرونه كذلك ، بل مطلق المقرّبين عنده تعالى على ما يفيده لفظ «عِندَ رَبِّكَ» من الحضور من غير غيبة . ويظهر من الآية أنّ القرب من اللّه إنّما هو بذكره ، فبه يرتفع الحجاب بينه وبين عبده ، وإلّا فجميع الأشياء متساوية في النسبة إليه من غير اختلاف بينها بقرب أو بعد أو غير ذلك (الميزان في تفسير القرآن : ج 8 ص 383) .

ص: 356

«وَ لَهُ مَن فِى السَّمَ_وَ تِ وَ الْأَرْضِ وَ مَنْ عِندَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ * يُسَبِّحُونَ الَّيْلَ وَ النَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ» (1) . (2)

«وَ إِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ * وَ إِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ» . (3)

الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :خَلَقَ اللّهُ تَعالى مَلَكا تَحتَ العَرشِ يُسَبِّحُهُ بِجَميعِ اللُّغاتِ المُختَلِفَةِ . (4)

عنه صلى الله عليه و آله :رَبُّنا تَبارَكَ وتَعالَى اسمُهُ إذا قَضى أمرا سَبَّحَ حَمَلَةُ العَرشِ ، ثُمَّ سَبَّحَ أهلُ السَّماءِ الَّذينَ يَلونَهُم ، حَتّى يَبلُغَ التَّسبيحُ أهلَ هذِهِ السَّماءِ الدُّنيا . (5)

الإمام عليّ عليه السلام _ لِنَوفٍ البِكالِيِّ _ :اِنقَطِع إلَى اللّهِ سُبحانَهُ ؛ فَإِنَّهُ يَقولُ : . . . جَعَلتُ آمالَ عِبادي مُتَّصِلَةً بي ، وجَعَلتُ رَجاءَهُم مَذخورا لَهُم عِندي ، ومَلَأتُ سَماواتي مِمَّن لا

.


1- .والمراد بقوله : «وَ مَنْ عِندَهُ» المخصوصون بموهبة القرب والحضور ، وربّما انطبق على الملائكة المقرّبين ، وقوله : «يُسَبِّحُونَ الَّيْلَ وَ النَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ» بمنزلة التفسير لقوله : «وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ» ؛ أي لا يأخذهم عيّ وكلال ، بل يسبّحون الليل والنهار من غير فتور ، والتسبيح بالليل والنهار كناية عن دوام التسبيح من غير انقطاع . يصف تعالى حال المقرّبين من عباده والمكرمين من ملائكته ، أنّهم مستغرقون في عبوديّته ، مكبّون على عبادته ، لا يشغلهم عن ذلك شاغل ولا يصرفهم صارف (الميزان في تفسير القرآن : ج 14 ص 264) .
2- .الأنبياء : 19 و 20 .
3- .الصافّات : 165 و 166 .
4- .إرشاد القلوب : ص 193 ، مستدرك الوسائل : ج 6 ص 75 ح 6474 .
5- .صحيح مسلم : ج 4 ص 1751 ح 124 ، سنن الترمذي : ج 5 ص 362 ح 3224 ، مسند ابن حنبل : ج 1 ص 468 ح 1883 ، السنن الكبرى : ج 8 ص 238 ح 16512 ، كنزالعمّال : ج 6 ص 748 ح 17674 .

ص: 357

يَمَلُّ تَسبيحي . (1)

عنه عليه السلام _ في خُطبَةٍ يَذكُرُ فيها خَلقَ المَلائِكَةِ _ :ثُمَّ فَتَقَ ما بَينَ السَّماواتِ العُلى ، فَمَلَأَهُنَّ أطوارا مِن مَلائِكَتِهِ ، مِنهُم سُجودٌ لا يَركَعونَ ، ورُكوعٌ لا يَنتَصِبونَ ، وصافّونَ لا يَتَزايَلونَ ، ومُسَبِّحونَ لا يَسأَمونَ . (2)

الإمام زين العابدين عليه السلام :إنَّ اللّهَ عز و جل خَلَقَ العَرشَ أرباعا لَم يَخلُق قَبلَهُ إلّا ثَلاثَةَ أشياءَ : الهَواءَ وَالقَلَمَ وَالنّورَ ، ثُمَّ خَلَقَهُ مِن أنوارٍ مُختَلِفَةٍ ، فَمِن ذلِكَ النّورِ نورٌ أخضَرُ اخضَرَّت مِنهُ الخُضرَةُ ، ونورٌ أصفَرُ اصفَرَّت مِنهُ الصُّفرَةُ ، ونورٌ أحمَرُ احمَرَّت مِنهُ الحُمرَةُ ، ونورٌ أبيَضُ وهُوَ نورُ الأَنوارِ ، ومِنهُ ضَوءُ النَّهارِ . ثُمَّ جَعَلَهُ سَبعينَ ألفَ طَبَقٍ ، غِلَظُ كُلِّ طَبَقٍ كَأَوَّلِ العَرشِ إلى أسفَلِ السّافِلينَ ، لَيسَ مِن ذلِكَ طَبَقٌ إلّا يُسَبِّحُ بِحَمدِ رَبِّهِ ويُقَدِّسُهُ بِأَصواتٍ مُختَلِفَةٍ ، وألسِنَةٍ غَيرِ مُشتَبِهَةٍ ، ولَو اُذِنَ لِلِسانٍ مِنها فَأَسمَعَ شَيئا مِمّا تَحتَهُ لَهَدَمَ الجِبالَ وَالمَدائِنَ وَالحُصونَ ، ولَخَسَفَ البِحارَ ولَأَهلَكَ ما دونَهُ . لَهُ ثَمانِيةُ أركانٍ ، عَلى كُلِّ رُكنٍ مِنها مِنَ المَلائِكَةِ ما لا يُحصي عَدَدَهُم إلَا اللّهُ عز و جل ، يُسَبِّحونَ اللَّيلَ وَالنَّهارَ لا يَفتُرونَ ، ولَو حَسَّ (3) شَيءٌ مِمّا فَوقَهُ ، ما قامَ لِذلِكَ طَرفَةَ عَينٍ بَينَهُ وبَينَ الإِحساسِ الجَبَروتُ وَالكِبرِياءُ وَالعَظَمَةُ وَالقُدسُ وَالرَّحمَةُ ثُمَّ العِلمُ ، ولَيسَ وَراءَ هذا مَقالٌ . (4)

عنه عليه السلام _ مِن دُعائِهِ فِي الصَّلاةِ عَلى حَمَلَةِ العَرشِ _ :فَصَلِّ عَلَيهِم ، وعَلَى

.


1- .بحار الأنوار : ج 94 ص 95 ح 12 نقلاً عن الكتاب العتيق الغروي عن نوف البكالي .
2- .. نهج البلاغة : الخطبة 1 ، بحار الأنوار : ج 57 ص 177 ح 136 .
3- .في تفسير القمّي : «ولو أحسّ حسّ شيء» .
4- .التوحيد : ص 325 ح 1 ، تفسير القمّي : ج 2 ص 23 كلاهما عن أبي الطفيل ، الاختصاص : ص 72 عن الفضيل بن يسار وكلّها عن الإمام الباقر عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 58 ص 24 ح 41 و 42 .

ص: 358

9 / 2 الأسماء الّتي تسبّح بها الملائكة

المَلائِكَةِ الَّذينَ مِن دونِهِم ؛ مِن سُكّانِ سَماواتِكَ ، وأَهلِ الأَمانَةِ عَلى رِسالاتِكَ ، وَالَّذينَ لا تَدخُلُهُم سَأَمَةٌ مِن دُؤوبٍ ، ولا إعياءٌ مِن لُغوبٍ ، ولا فُتورٌ ، ولا تَشغَلُهُم عَن تَسبيحِكَ الشَّهَواتُ . (1)

الإمام الصادق عليه السلام :ما مِن ثَمَرَةٍ ولا شَجَرَةٍ ولا غَرسَةٍ ، إلّا ومَعَها مَلَكٌ يُسَبِّحُ اللّهَ ويُقَدِّسُهُ ويُهَلِّلُهُ . (2)

9 / 2الأَسماءُ الَّتي تُسَبِّحُ بِهَا المَلائِكَةُرسول اللّه صلى الله عليه و آله _ في دُعاءِ الأَسماءِ الحُسنى _ :أسأَ لُكَ بِاسمِكَ الَّذي تُسَبِّحُ لَكَ بِهِ المَلائِكَةُ الَّذينَ حَولَ العَرشِ وَالأَرَضينَ يا اللّهُ ، وأَسأَ لُكَ بِاسمِكَ الَّذي تُسَبِّحُ لَكَ بِهِ المَلائِكَةُ الَّذينَ خَلَقتَهُم مِن ضِياءِ ذلِكَ الاِسمِ يا اللّهُ ، وأسأَ لُكَ بِاسمِكَ الَّذي تُسَبِّحُ لَكَ بِهِ المَلائِكَةُ الَّذينَ خَلَقتَهُم مِنَ الرَّحمَةِ يا اللّهُ ، وأسأَ لُكَ بِاسمِكَ الَّذي يُسَبِّحُ لَكَ بِهِ المَلائِكَةُ الَّذينَ خَلَقتَهُم مِنَ الظُّلمَةِ يا اللّهُ ، وأسأَ لُكَ بِاسمِكَ الَّذي يُسَبِّحُ لَكَ بِهِ المَلائِكَةُ الَّذينَ خَلَقتَهُم مِنَ العَذابِ يا اللّهُ ، وأسأَ لُكَ بِاسمِكَ الَّذي يُسَبِّحُ لَكَ بِهِ المَلائِكَةُ الَّذينَ خَلَقتَهُم مِنَ البَردِ يا اللّهُ ، وأسأَ لُكَ بِاسمِكَ الَّذي يُسَبِّحُ لَكَ بِهِ المَلائِكَةُ الَّذين خَلَقتَهُم مِنَ الثَّلجِ وَالنّارِ ، وألَّفتَ بَينَهُم بِعَظَمَةِ ذلِكَ الاِسمِ ، لا تُذيبُ النّارُ الثَّلجَ ، ولا يُطفِئُ الثَّلجُ النّارَ يا اللّهُ ، وأسأَ لُكَ بِاسمِكَ الَّذي يُسَبِّحُ بِهِ المَلائِكَةُ الَّذينَ خَلَقتَهُم مِنَ النّورِ فَيَخرُجُ مِن أفواهِهِمُ النّورُ بِذلِكَ الاِسمِ يا اللّهُ ، وأسأَ لُكَ بِاسمِكَ الَّذي خَلَقتَهُ مِن تَسبيحِ ذلِكَ الاِسمِ وبِهِ يَخرُجُ مِن أفواهِهِم تَسبيحا تَخلُقُ مِنهُ مَلائِكَةً يُسَبِّحونَكَ ويُقَدِّسونَكَ ويُهَلِّلونَكَ ويُكَبِّرونَكَ ويُمَجِّدونَكَ بِذلِكَ الاِسمِ إلى يَومِ القِيامَةِ يا اللّهُ . (3)

.


1- .الصحيفة السجّاديّة : ص 27 الدعاء 3 ، بحار الأنوار : ج 59 ص 217 ح 85 .
2- .بحار الأنوار : ج 80 ص 195 ح 53 نقلاً عن العلل لمحمّد بن عليّ بن إبراهيم بن هاشم .
3- .البلد الأمين : ص 414 ، بحار الأنوار : ج 93 ص 257 ح 1 .

ص: 359

9 / 3 ذكر الملائكة في التّسبيح

عنه صلى الله عليه و آله _ أيضا _ :أسأَ لُكَ بِاسمِكَ الَّذي خَلَقتَ بِهِ إسرافيلَ وعَظَّمتَ خِلقَتَهُ بِذلِكَ الاِسمِ فَهُوَ يُسَبِّحُكَ بِهِ إلى يَومِ القِيامَةِ يا اللّهُ . . . وأسأَ لُكَ بِاسمِكَ الَّذي يُسَبِّحُ لَكَ بِهِ إسرافيلُ فَيَقطَعُ تَسبيحُهُ عَلى جَميعِ المَلائِكَةِ عِبادَتَهُم لِاستِماعِهِم إلى طيبِ صَوتِهِ وتَسبيحِهِ بِذلِكَ الاِسمِ يا اللّهُ ، وأسأَ لُكَ بِاسمِكَ الَّذي يُسَبِّحُ لَكَ بِهِ عَزرائيلُ في مَقامِهِ بَينَ يَدَيكَ بِذلِكَ الاِسمِ يا اللّهُ ، وأسأَ لُكَ بِاسمِكَ الَّذي يُسَبِّحُ لَكَ بِهِ جَبرَئيلُ في مَقامِهِ بَينَ يَدَيكَ بِذلِكَ الاِسمِ يا اللّهُ ، وأسأَ لُكَ بِاسمِكَ الَّذي يُسَبِّحُ لَكَ بِهِ إسرافيلُ فَتَخلُقُ مِن كُلِّ لَفظَةٍ مِن تَسبيحِهِ مَلَكا يُسَبِّحُكَ بِذلِكَ الاِسمِ إلى يَومِ القِيامَةِ يا اللّهُ . (1)

9 / 3ذِكرُ المَلائِكَةِ فِي التَّسبيحِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ للّهِِ في سَماءِ الدُّنيا مَلائِكَةً خُشوعا لا يَرفَعونَ رُؤوسَهُم حَتّى تَقومَ السّاعَةُ . . . . أمّا أهلُ السَّماءِ الدُّنيا فَيَقولونَ : سُبحانَ ذِي المُلكِ وَالمَلَكوتِ . وأمّا أهلُ السَّماءِ الثّانِيَةِ فَيَقولونَ : سُبحانَ الحَيِّ الَّذي لا يَموتُ . (2)

عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ فِي السَّماءِ الرّابِعَةِ مَلَكٌ يَقولُ في تَسبيحِهِ : سُبحانَ مَن دَلَّ هذَا الخَلقَ القَليلَ [ أي أصحابَ اليَمينِ] مِن هذَا العالَمِ الكَثيرِ ، عَلى هذَا الفَضلِ الجَليلِ . (3)

الإمام الصادق عليه السلام _ لَمّا سُئِلَ عَنِ المَلَكَينِ هاروتَ وماروتَ ، وما يَقولُ النّاسُ بِأَنَّهُما يُعَلِّمانِ النّاسَ السِّحرَ _ :إنَّهُما مَوضِعُ ابتِلاءٍ ومَوقِفُ فِتنَةٍ ، تَسبيحُهُمَا اليَومَ : لَو فَعَل

.


1- .البلد الأمين : ص 417 ، بحار الأنوار : ج 93 ص 261 ح 1 .
2- .المستدرك على الصحيحين : ج 3 ص 94 ح 4502 عن عبد اللّه بن عمر ، كنزالعمّال : ج 10 ص 365 ح 29834 .
3- .بحار الأنوار : ج 26 ص 295 ح 57 نقلاً عن مشارق الأنوار عن جابر عن الإمام الصادق عليه السلام وراجع بشارة المصطفى : ص 85 .

ص: 360

9 / 4 ما يدلّ على تسبيح كلّ حيٍّ

الإِنسانُ كَذا وكَذا لَكانَ كَذا ، ولَو يُعالِجُ بِكَذا وكَذا لَصارَ كَذا . (1)

كمال الدين عن داوود بن فرقد :قالَ لي بَعضُ أصحابِنا : أخبِرني عَنِ المَلائِكَةِ أيَنامونَ؟ قُلتُ : لا أدري ، فَقالَ : يَقولُ اللّهُ عز و جل : «يُسَبِّحُونَ الَّيْلَ وَ النَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ» (2) . ثُمَّ قالَ : ألا اُطرِفُكَ عَن أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام فيهِ بِشَيءٍ؟ فَقُلتُ : بَلى! فَقالَ : سُئِلَ عَن ذلِكَ فَقالَ : ما مِن حَيٍّ إلّا وهُوَ يَنامُ ما خَلَا اللّهَ وَحدَهُ عز و جل ، وَالمَلائِكَةُ يَنامونَ . فَقُلتُ : يَقولُ اللّهُ عز و جل « يُسَبِّحُونَ الَّيْلَ وَ النَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ» ؟ فَقالَ : أنفاسُهُم تَسبيحٌ . (3)

9 / 4ما يَدُلُّ عَلى تَسبيحِ كُلِّ حَيٍّالكتاب«أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِى السَّمَ_وَ تِ وَ الْأَرْضِ وَ الطَّيْرُ صَ_فَّ_تٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَ تَسْبِيحَهُ وَ اللَّهُ عَلِيم بِمَا يَفْعَلُونَ» . (4)

الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :حَصِّنوا أموالَكُم بِالزَّكاةِ ، فَإِنَّهُ ما يُصادُ ما صيدَ مِنَ الطَّيرِ إلّا بِتَضييعِهِمُ التَّسبيحَ . (5)

عنه صلى الله عليه و آله :ما صيدَ صَيدٌ ولا قُطِعَت شَجَرَةٌ إلّا بِتَضييعٍ مِنَ التَّسبيحِ ، وكُلُّ شَيءٍ مِنَ الخَلق

.


1- .الاحتجاج : ج 2 ص 221 ح 223 ، بحار الأنوار : ج 59 ص 326 ح 12 .
2- .الأنبياء : 20 .
3- .كمال الدين : ص 666 ح 8 ، بحار الأنوار : ج 59 ص 185 ح 28 .
4- .النور : 41 .
5- .قرب الإسناد : ص 117 ح 410 عن الحسين بن علوان عن الإمام الصادق عن أبيه عليهماالسلام ، بحار الأنوار : ج 96 ص 11 ح 13 .

ص: 361

يُسَبِّحُ حَتّى يَتَغَيَّرَ عَن أعلى خِلقَةٍ الَّتي خَلَقَهَا اللّهُ (1) ، وإن كُنتُم تَسمَعونَ نَقضَ جُدُرِكُم وسَقفِكُم فَإِنَّما هُوَ تَسبيحٌ . (2)

عنه صلى الله عليه و آله :ما صيدَ مَصيدٌ إلّا بِنَقصٍ مِن تَسبيحٍ . . . ولا عُضِدَ مِن شَجَرَةٍ وَشيجَةٌ _ يَعني شَجَرَةً تُقطَعُ _ إلّا بِنَقصٍ في تَسبيحٍ ، ولا دَخَلَ عَلَى امرِئٍ مَكروهٌ إلّا بِذَنبٍ ، وما عَفَا اللّهُ عَنهُ أكثَرُ . (3)

الدرّ المنثور عن عائشة عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :صَوتُ الدّيكِ صَلاتُهُ ، وضَربُهُ بِجَناحَيهِ سُجودُهُ ورُكوعُهُ . ثُمَّ تَلا هذِهِ الآيَةَ : «وَ إِن مِّن شَىْ ءٍ إِلَا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَ لَ_كِن لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ» (4) . (5)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :آجالُ البَهائِمِ كُلِّها ، وخَشاشِ (6) الأَرضِ وَالدَّوابِّ كُلِّها فِي التَّسبيحِ ، فَإِذَا انقَضى تَسبيحُها قَبَضَ اللّهُ أرواحَها ، ولَيسَ إلى مَلَكِ المَوتِ في ذلِكَ شَيءٌ (7) . (8)

الإمام الصادق عليه السلام :لا يُصادُ مِنَ الطَّيرِ إلّا ما ضَيَّعَ تَسبيحَهُ . (9)

.


1- .في كنزالعمّال : «عن الخلقة التي خلقه اللّه » .
2- .الفردوس : ج 4 ص 121 ح 6375 عن عمر بن الخطّاب ، كنزالعمّال : ج 1 ص 445 ح 1919 نقلاً عن أبي نعيم عن أبي هريرة .
3- .تاريخ دمشق : ج 18 ص 239 ح 4237 عن روح بن حبيب ، كنزالعمّال : ج 1 ص 444 ح 1918 وج 2 ص 254 ح 3955 .
4- .الإسراء : 44 .
5- .الدرّ المنثور : ج 5 ص 289 نقلاً عن ابن مردويه وأبي نعيم .
6- .خَشاش الأرض : أي هوامّها وحشراتها ، الواحدة خَشاشة (النهاية : ج 2 ص 33 «خشش») .
7- .قال العلّامة الطباطبائي قدس سره : لعلّ المراد من قوله : «وليس إلى ملك الموت منها شيء» ، أنّه لا يتصدّى بنفسه قبض أرواحها وإنّما يباشرها بعض الملائكة والأعوان ، والملائكة أسباب متوسّطة على أيّ حال (الميزان في تفسير القرآن : ج 13 ص 122) .
8- .الفردوس : ج 1 ص 418 ح 1695 عن أنس ، كنزالعمّال : ج 1 ص 445 ح 1921 نقلاً عن الضعفاء الكبير وأبي الشيخ .
9- .الكافي : ج 3 ص 505 ح 15 ، المحاسن : ج 1 ص 459 ح 1062 كلاهما عن إسحاق عمّن سمعه ، فكتاب من لا يحضره الفقيه : ج 2 ص 12 ح 1595 ، بحار الأنوار : ج 69 ص 393 ح 73 .

ص: 362

عنه عليه السلام :اُقسِمُ بِالَّذي خَلَقَ الخَلقَ وبَسَطَ الرِّزقَ ، إنَّهُ ما ضاعَ مالٌ في بَرٍّ ولا بَحرٍ إلّا بِتَركِ الزَّكاةِ ، وما صيدَ صَيدٌ في بَرٍّ ولا بَحرٍ إلّا بِتَركِهِ التَّسبيحَ في ذلِكَ اليَومِ . (1)

عنه عليه السلام :ما مِن طَيرٍ يُصادُ فِي البَرِّ ولا فِي البَحرِ ، ولا يُصادُ شَيءٌ مِنَ الوَحشِ إلّا بِتَضييعِهِ التَّسبيحَ . (2)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :لَو فَهَّمَهُمُ اللّهُ عز و جل تَسبيحَ الوُحوشِ وَالطُّيورِ وَالسِّباعِ وَالجِبالِ لَطارَتِ الأَفئِدَةُ ، ولكِن أكَنَّ (3) ذلِكَ عَنكُم . (4)

عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ النَّملَ يُسَبِّحنَ . (5)

فاطمة عليهاالسلام _ في الدُّعاءِ _ :الحَمدُ للّهِِ . . . الَّذي بِنِعمَتِهِ تَتِمُّ الصّالِحاتُ ، وبِشُكرِهِ تُستَوجَبُ الزِّياداتُ ، وبِأَمرِهِ قامَتِ السَّماواتُ ، وبِعِزَّتِهِ استَقَرَّتِ الرّاسِياتُ ، وسَبَّحَتِ الوُحوشُ فِي الفَلَواتِ ، وَالطَّيرُ فِي الوُكُناتِ (6) . (7)

الإمام عليّ عليه السلام :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : لَمّا أرادَ اللّهُ أن يَخلُقَ الخَيلَ قالَ : . . . إنّي سَأَجعَلُ عَلى ظَهرِكِ رِجالاً يُسَبِّحوني ويُحَمِّدوني ويُهَلِّلوني ويُكَبِّروني .

.


1- .كتاب من لا يحضره الفقيه : ج 2 ص 7 ح 1579 عن معتّب مولى الإمام الصادق عليه السلام ، عوالي اللآلي : ج 1 ص 370 ح 74 .
2- .تفسير القمّي : ج 2 ص 107 ، تفسير العيّاشي : ج 2 ص 294 ح 83 كلاهما عن إسحاق بن عمّار ، بحار الأنوار : ج 64 ص 24 ح 1 .
3- .كَنَّ الشيءَ وأكنّه: سَتَرهُ وأخفاه (لسان العرب : ج 13 ص 360 «كنن») .
4- .الفردوس : ج 3 ص 369 ح 5120 عن معاذ بن جبل .
5- .الدرّ المنثور : ج 5 ص 290 نقلاً عن ابن مردويه عن أبي هريرة .
6- .الوُكنات _ بضمّ الكاف وفتحها وسكونها _ : جمع وُكنة _ بالسكون _ وهي عُشّ الطائر وَوَكْرُه . وقيل : الوُكنات : مواقع الطير حيثما وقعت (النهاية : ج 5 ص 222 «وكن») .
7- .فلاح السائل : ص 440 ح 303 ، بحار الأنوار : ج 86 ص 115 ح 2 .

ص: 363

ثُمَّ قالَ صلى الله عليه و آله : ما مِن تَسبيحَةٍ وتَهليلَةٍ وتَكبيرَةٍ يُكَبِّرُها صاحِبُها فَتَسمَعُهُ ، إلّا تُجيبُهُ بِمِثلِها . (1)

الإمام الصادق عليه السلام _ فِي الدَّوابِّ _ :لاتُغَنُّوا عَلى ظُهورِها ، أما يَستَحيي أحَدُكُم أن يُغَنِّيَ عَلى ظَهرِ دابَّةٍ وهِيَ تُسَبِّحُ؟! (2)

عنه عليه السلام :لِلدّابَّةِ عَلى صاحِبِها سِتَّةُ حُقوقٍ : . . . ولا يَضرِبُها فِي وَجهِها فَإِنَّها تُسَبِّحُ . (3)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :لا تَضرِبُوا الدَّوابَّ عَلى وُجوهِها؛ فَإِنَّها تُسَبِّحُ بِحَمدِ اللّهِ . (4)

الإمام الصادق عليه السلام :مَنِ اتَّخَذَ في بَيتِهِ طَيرا فَليَتَّخِذ وَرَشانا (5) ؛ فَإِنَّهُ أكثَرُ شيءٍ ذِكرا للّهِِ عز و جل (6) وأكثَرُ تَسبيحا ، وهُوَ طَيرٌ يُحِبُّنا أهلَ البَيتِ . (7)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :لا تَسُبُّوا الضُّفدَعَ ؛ فَإِنَّ صَوتَهُ تَسبيحٌ وتَقديسٌ وتَكبيرٌ . (8)

.


1- .بحار الأنوار : ج 64 ص 156 ح 7 نقلاً عن حياة الحيوان عن تاريخ نيسابور للحاكم ؛ كنز العمّال : ج 4 ص 465 ح 11382 نقلاً عن الحاكم في تاريخه والثعلبي في تفسيره والديلمي وليس فيه من «ثمّ قال...» .
2- .المحاسن : ج 2 ص 469 ح 2625 ، بحار الأنوار : ج 64 ص 206 ح 9 .
3- .الكافي : ج 6 ص 537 ح 1 ، تهذيب الأحكام : ج 6 ص 164 ح 303 ، المحاسن : ج 2 ص 468 ح 2624 كلّها عن السكوني ، بحار الأنوار : ج 64 ص 205 ح 8 .
4- .الكافي : ج 6 ص 538 ح 4 عن محمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عليه السلام ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج 2 ص 286 ح 2465 عن إسماعيل بن أبي زياد بإسناده ، الخصال : ص 330 ح 28 عن السكوني عن الإمام الصادق عن آبائه عن الإمام عليّ عليهم السلامعنه صلى الله عليه و آله ، بحار الأنوار : ج 64 ص 201 ح 1 .
5- .الوَرَشان : الحمام الأبيض (مجمع البحرين : ج 3 ص 1926 «ورش») ، الوَرَشان : نوع من الحمام البرّي ، أكدر اللون فيه بياض فوق ذنبه (المنجد : ص 896 «ورش») .
6- .في المصدر : «...شيئا لذكر اللّه » ، والتصويب من بحار الأنوار .
7- .الكافي : ج 6 ص 550 ح 1 عن أبي بكر الحضرمي ، بحار الأنوار : ج 65 ص 21 ح 30 .
8- .الدرّ المنثور : ج 5 ص 639 نقلاً عن ابن المنذر عن أنس ؛ بحار الأنوار : ج 64 ص 48 ح 25 .

ص: 364

9 / 5 ذكر تسبيح بعض الحيوانات

9 / 5ذِكرُ تَسبيحِ بَعضِ الحَيواناتِالمناقب عن محمّد بن وهبان والفتّاك :مَضَينا بِغابَةٍ فَإِذا بِأَسَدٍ بارِكٍ فِي الطَّريقِ وأشبالُهُ خَلفَهُ ، فَلَوَيتُ بِدابَّتي لِأَرجِعَ ، فَقالَ [ الإِمامُ عَلِيٌّ] عليه السلام : إلى أينَ؟ . . . فَإِذا بِالأَسَدِ قَد أقبَلَ نَحوَهُ فَتَبَصبَصَ (1) بِذَنَبِهِ وهُوَ يَقُولُ : السَّلامُ عَلَيكَ يا أميرَ المُؤمِنينَ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ ، يَابنَ عَمِّ رَسولِ اللّهِ . فَقالَ : وعَلَيكَ السَّلامُ يا أبَا الحارِثِ ، ما تَسبيحُكَ؟ فَقالَ : أقولُ : سُبحانَ مَن ألبَسَنِي المَهابَةَ ، وقَذَفَ في قُلوبِ عِبادِهِ مِنِّي المَخافَةَ . (2)

الإمام عليّ عليه السلام :إذَا التَقَى الجَمعانِ ، ومَشَى الرِّجالُ إلَى الرِّجالِ بِالسُّيوفِ ، يَرفَعُ الفَرَسُ رَأسَهُ فَيَقولُ : سُبحانَ المَلِكِ القُدّوسِ . ويَقولُ الحِمارُ في نَهيقِهِ : اللّهُمَّ العَنِ العَشّارينَ ، ويَقولُ الدِّيكُ في نَعيقِهِ بِالأَسحارِ : اُذكُرُوا اللّهَ يا غافِلينَ . ويَقولُ الضُّفدَعُ في نَقيقِهِ : سُبحانَ المَعبودِ في لُجَجِ البِحارِ . ويَقولُ الدُّرّاجُ في صِياحِهِ : الرَّحمنُ عَلَى العَرشِ استَوى . وتَقولُ القُنبُرَةُ (3) في صَفيرِها : اللّهُمَّ العَن مُبغِضي آلِ مُحَمَّدٍ . (4)

الخرائج والجرائح عن محمّد بن إبراهيم التيمي عن الإمام الحسين عليه السلام :إذا صاحَ النَّسرُ فَإِنَّهُ يَقولُ : يَابنَ آدَمَ ، عِش ما شِئتَ فَآخِرُهُ المَوتُ . وإذا صاحَ البازي يَقولُ : يا عالِمَ الخَفِيّاتِ ويا كاشِفَ البَلِيّاتِ . وإذا صاحَ الطّاووسُ يَقولُ : مَولايَ ، ظَلَمتُ نَفسي وَاغتَرَرتُ بِزينَتي فَاغفِر لي . وإذا صاحَ الدُّرّاجُ يَقولُ : الرَّحمنُ عَلَى العَرشِ استَوى .

.


1- .يقال : بصبصَ الكلب بذَنَبه : إذا حرّكه ، وإنّما يفعل ذلك من طمع أوخوف (النهاية : ج 1 ص 131 «بصبص») .
2- .المناقب لابن شهر آشوب : ج 2 ص 303 ، بحار الأنوار : ج 41 ص 242 ح 12 .
3- .القُنْبَرة والقُنبُرة والقبَّرة : عصفورة دائمة التغريد (المنجد : ص 605 «قبر») .
4- .الاختصاص : ص 136 عن ابن عبّاس ، بحار الأنوار : ج 64 ص 35 ح 12 .

ص: 365

وإذا صاحَ الدّيكُ يَقولُ : مَن عَرَفَ اللّهَ لَم يَنسَ ذِكرَهُ . وإذا قَرقَرَتِ الدَّجاجَةُ تَقولُ : يا إلهَ الحَقِّ أنتَ الحَقُّ ، وقَولُكَ الحَقُّ يا اللّهُ يا حَقُّ . وإذا صاحَ الباشِقُ (1) يَقولُ : آمَنتُ بِاللّهِ وَاليَومِ الآخِرِ . وإذا صاحَتِ الحِدَأَةُ (2) تَقولُ : تَوَكَّل عَلَى اللّهِ تُرزَق . وإذا صاحَ العُقابُ يَقولُ : مَن أطاعَ اللّهَ لَم يَشقَ . وإذا صاحَ الشّاهينُ (3) يَقولُ : سُبحانَ اللّهِ حَقّا حَقّا . وإذا صاحَتِ البومَةُ تَقولُ : البُعدُ مِنَ النّاسِ اُنسٌ . وإذا صاحَ الغُرابُ يَقولُ : يا رازِقُ ابعَث بِالرِّزقِ الحَلالِ . وإذا صاحَ الكُركِيُّ (4) يَقولُ : اللّهُمَّ احفَظني مِن عَدُوِّي . وإذا صاحَ اللَّقلَقُ يَقولُ : مَن تَخَلّى مِنَ النّاسِ نَجَا مِن أذاهُم . وإذا صاحَتِ البَطَّةُ تَقولُ : غُفرانَكَ يا اللّهُ غُفرانَكَ . وإذا صاحَ الهُدهُدُ يَقولُ : ما أشقى مَن عَصَى اللّهَ . وإذا صاحَ القُمرِيُّ (5) يَقولُ : يا عالِمَ السِّرِّ وَالنَّجوى يا اللّهُ . وإذا صاحَ الدُّبسِيُّ (6) يَقولُ : أنتَ اللّهُ لا إلهَ سِواكَ يا اللّهُ . وإذا صاحَ العَقعَقُ (7) يَقُولُ : سُبحانَ مَن لا يَخفى عَلَيهِ خافِيَةٌ . وإذا صاحَ البَبغاءُ يَقولُ : مَن ذَكَرَ رَبَّهَ غَفَرَ ذَنبَهُ . وإذا صاحَ العُصفورُ : يَقولُ : أستَغفِرُ اللّهَ مِمّا يُسخِطُ اللّهَ . وإذا صاحَ البُلبُلُ يَقولُ : لا إلهَ إلَا اللّهُ حَقّا حَقّا . وإذا صاحَتِ القَبَجَةُ (8) تَقولُ : قَرُبَ الحَقُّ قَرُبَ . وإذا صاحَتِ السُّماناةُ (9) تَقولُ : يَابنَ آدَمَ ما أغفَلَكَ عَنِ المَوتِ . وإذا صاح

.


1- .الباشِق : طائر من أصغر الجوارح (المنجد : ص 40 «بشق») .
2- .. الحِدَأَة : طائر من الجوارح ينقضّ على الجُرذان والدواجن و الأطعمة ونحوها (المعجم الوسيط : ج 1 ص 159 «حدأ») .
3- .الشاهين : طائر من جنس الصقر طويل الجناحين (المنجد : ص 407 «شهن») .
4- .الكُرْكي : طائر كبير ، أغبر اللون ، طويل العنق والرجلين ، أبتر الذنب ، قليل اللحم ، يأوي إلى الماء أحيانا (المعجم الوسيط : ج 2 ص 784 «كرك») .
5- .القُمْريّ : ضرب من الحَمام حسن الصوت (المنجد : ص 653 «قمر») .
6- .الدُّبسي : طائر صغير ، والدُّبسة : لون بين السواد والحُمرة (النهاية : ج 2 ص 99 «دبس») .
7- .العقعق : طائر على شكل الغراب ، أو هو الغراب ، وكانت العرب تتشاءم به (المنجد : ص 517 «عقق») .
8- .القَبَجة: واحد القَبَج ؛ وهو طائر يشبه الحجل (المنجد : ص 604 «قبج») .
9- .السُّمانى : الواحدة سُماناة ، نوع من الطيور القواطع ، من رتبة الدجاجيّات ، ويسمّى : السَّلْوى ف(المنجد : ص352 «سمن») .

ص: 366

السَّوذَنيقُ (1) يَقولُ : لا إلهَ إلَا اللّهُ، مُحَمَّدٌ وآلُهُ خِيَرَةُ اللّهِ . وإذا صاحَتِ الفاخِتَةُ تَقولُ : يا واحِدُ يا أحَدُ ، يا فَردُ يا صَمَدُ . وإذا صاحَ الشِّقِرّاقُ (2) يَقولُ : مَولايَ أعتِقني مِنَ النّارِ . وإذا صاحَتِ القُنبُرَةُ تَقولُ : مَولايَ تُب عَلى كُلِّ مُذنِبٍ مِنَ المُؤمِنينَ . وإذا صاحَ الوَرَشانُ يَقولُ : إن لَم تَغفِر ذَنبي شَقيتُ . وإذا صاحَ الشِّفنينُ (3) يَقولُ : لا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ . وإذا صاحَتِ النَّعامَةُ تَقولُ : لا مَعبودَ سِوَى اللّهِ . وإذا صاحَتِ الخُطّافَةُ (4) فَإِنَّها تَقرَأُ سورَةَ الحَمدِ وتَقُولُ : يا قابِلَ تَوبَةِ التَّوّابينَ يا اللّهُ لَكَ الحَمدُ . وإذا صاحَتِ الزَّرّافَةُ تَقولُ : لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ . وإذا صاحَ (5) الحَمَلُ يَقولُ : كَفى بِالمَوتِ واعِظا . وإذا صاحَ الجَديُ يَقولُ : عاجَلَنِي المَوتُ فَقَلَّ ذَنبي . وإذا زَأَرَ الأَسَدُ يَقولُ : أمرُ اللّهِ مُهِمٌّ مُهِمٌّ . وإذا صاحَ الثَّورُ يَقولُ : مَهلاً مَهلاً يَابنَ آدَمَ ، أنتَ بَينَ يَدَي مَن يَرى ولا يُرى وهُوَ اللّهُ . وإذا صاحَ الفيلُ يَقولُ : لا يُغني عَنِ المَوتِ قُوَّةٌ ولا حيلَةٌ . وإذا صاحَ الفَهدُ يَقولُ : يا عَزيزُ يا جَبّارُ يا مُتَكَبِّرُ يا اللّهُ . وإذا صاحَ الجَمَلُ يَقولُ : سُبحانَ مُذِلِّ الجَبّارينَ سُبحانَهُ . وإذا صَهَلَ الفَرَسُ يَقولُ : سُبحانَ رَبِّنا سُبحانَهُ . وإذا صاحَ الذِّئبُ يَقولُ : ما حَفِظَ اللّهُ فَلَن يَضيعَ أبَدا . وإذا صاحَ ابنُ آوى يَقولُ : الوَيلُ الوَيلُ لِلمُذنِبِ المُصِرِّ . وإذا صاحَ الكَلبُ يَقولُ : كَفى بِالمَعاصي ذُلّاً . وإذا صاحَ الأَرنَبُ يَقولُ :

.


1- .السَّوذنيق _ ويُضمّ أوّله _ والسَّيذَنوق والسُّوذانق، والسَّذانق، والسَّوذِينَق والسَّوذَق : الصقر أو الشاهين (القاموس المحيط : ج 3 ص 244 «سذق») .
2- .الشِّقِرّاق : طائر يكون في أرض الحرم في منابت النخيل كقدر الهدهد ، مرقّط بحمرة وخضرة وبياض وسواد (لسان العرب : ج 10 ص 186 «شقرق») .
3- .الشِّفنِين _ بكسر الشين _ : وهو متولّد بين نوعين مأكولين ، وعدّه الجاحظ في أنواع الحمام ، وبعضهم يقول : الشِّفنين هو الذي تسمّيه العامّة : اليمام (حياة الحيوان : ج 2 ص 53) .
4- .. الخُطّاف : طائر يُشبه السنونو ، طويل الجناحين ، قصير الرجلين ، أسود اللون (المنجد : ص 187 «خطف») .
5- .في المصدر : «صاحت» ، والتصويب من بحار الأنوار .

ص: 367

لا تُهلِكني يا اللّهُ لَكَ الحَمدُ . وإذا صاحَ الثَّعلَبُ يَقولُ : الدُّنيا دارُ غُرورٍ . وإذا صاحَ الغَزالُ يَقولُ : نَجِّني مِنَ الأَذى . وإذا صاحَ الكَركَدَّنُ يَقولُ : أغِثني وإلّا هَلَكتُ يا مَولايَ . وإذا صاحَ الإِيَّلُ يَقولُ : حَسبِيَ اللّهُ ونِعمَ الوَكيلُ حَسبِي . وإذا صاحَ النَّمِرُ يَقولُ : سُبحانَ مَن تَعَزَّزَ بِالقُدرَةِ سُبحانَهُ . وإذا سَبَّحَتِ الحَيَّةُ تَقولُ : ما أشقى مَن عَصاكَ يا رَحمنُ . وإذا سَبَّحَتِ العَقرَبُ تَقولُ : الشَّرُّ شَيءٌ وَحشٌ . ثُمَّ قالَ عليه السلام : ما خَلَقَ اللّهُ مِن شَيءٍ إلّا ولَهُ تَسبيحٌ يَحمَدُ بِهِ رَبَّهُ . ثُمَّ تَلا هذِهِ الآيَةَ : «وَ إِن مِّن شَىْ ءٍ إِلَا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَ لَ_كِن لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ» (1) . (2)

حلية الأولياء عن أبي حمزة الثمالي :قالَ لي مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام _ وسَمِعَ عَصافيرَ يَصِحنَ فَقالَ _ : تَدري يا أبا حَمزَةَ ما يَقُلنَ؟ قُلتُ : لا! قالَ : يُسَبِّحنَ (3) رَبّي عز و جل ، ويَطلُبنَ قوتَ يَومِهِنَّ . (4)

تاريخ بغداد عن ثابت بن أبي صفيّة :كُنّا مَعَ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام جُلوسا في مَسجِدِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، ثُمَّ مَرَّ بِنا عَصافيرُ يَصِحنَ ، فَقالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام : أتَدرونَ ما تَقولُ هذِهِ العَصافيرُ؟ قُلنا : لا ! قالَ : أما إنّي ما أقولُ إنّي أعلَمُ الغَيبَ ، ولكِن سَمِعتُ أبي يَقولُ : سَمِعتُ أميرَ المُؤمِنينَ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ عليه السلام يَقولُ : سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : «إنَّ الطَّيرَ إذا أصبَحَت سَبَّحَت رَبَّها ، وسَأَلَتهُ قُوتَ يَومِها»؛ وإنَّ هذِهِ تُسَبِّحُ رَبَّها ، وتَسأَ لُهُ قُوتَ يَومِها . (5)

.


1- .الإسراء : 44 .
2- .الخرائج والجرائح : ج 1 ص 248 ح 5 ، بحار الأنوار : ج 64 ص 27 ح 8 .
3- .في المصدر : «تُسَبِّحنَ» ، والصواب ما أثبتناه .
4- .حلية الأولياء : ج 3 ص 187 ؛ بصائر الدرجات : ص 341 ح 1 وح 2 كلاهما عن أبي حمزة الثمالي عن الإمام زين العابدين عليه السلام نحوه ، المناقب لابن شهر آشوب : ج 4 ص 185 ، بحار الأنوار : ج 46 ص 261 .
5- .تاريخ بغداد : ج 11 ص 98 ، كنزالعمّال : ج 3 ص 391 ح 7092 .

ص: 368

9 / 6 ما يدلّ على تسبيح كلّ شيء

9 / 6ما يَدُلُّ عَلى تَسبيحِ كُلِّ شَيءٍالكتاب«تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَ_وَ تُ السَّبْعُ وَ الْأَرْضُ وَ مَن فِيهِنَّ وَ إِن مِّن شَىْ ءٍ إِلَا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَ لَ_كِن لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا» . (1)

«سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِى السَّمَ_وَ تِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ» . (2)

«وَ يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَ الْمَلَ_ئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَ يُرْسِلُ الصَّوَ عِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاءُ وَ هُمْ يُجَ_دِلُونَ فِى اللَّهِ وَ هُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ» . (3)

الحديثالكافي عن عليّ بن عيسى رفعه :إنَّ موسى عليه السلام ناجاهُ اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى فَقالَ لَهُ في مُناجاتِهِ : . . . يا مُوسى ، مَتى ما دَعَوتَني ورَجَوتَني فَإِنّي سَأَغفِرُ لَكَ عَلى ما كانَ مِنكَ ، السَّماءُ تُسَبِّحُ لي وَجَلاً ، وَالمَلائِكَةُ مِن مَخافَتي مُشفِقونَ ، وَالأَرضُ تُسَبِّحُ لي طَمَعا ، وكُلُّ الخَلقِ يُسَبِّحونَ لي داخِرونَ (4) . (5)

حلية الأولياء عن عبد الرحمن بن قرط :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله لَيلَةَ اُسرِيَ بِهِ مِنَ المَسجِدِ الحَرامِ إلَى المَسجِدِ الأَقصى وكانَ بَينَ زَمزَمَ وَالمَقامِ ، وجِبريلُ عَن يَمينِهِ وميكائيلُ عَن يَسارِهِ ، وطارا بِهِ حَتّى بَلَغَ السَّماواتِ السَّبعَ ، فَلَمّا رَجَعَ قالَ :

.


1- .الإسراء : 44 .
2- .الحديد : 1 . وراجع الحشر : 1 ، الصفّ : 1 ، الجمعة : 1 ، التغابن : 1 .
3- .الرعد : 13 .
4- .دَخَرَ الرجل : ذلّ وصَغُر ؛ وهو الذي يفعل ما يؤمر به شاء أو أبى صاغرا قميئا (لسان العرب : ج 4 ص 278 «دخر») .
5- .الكافي : ج 8 ص 42 ح 8 ، بحار الأنوار : ج 77 ص 31 ح 7 .

ص: 369

سَمِعتُ تَسبيحا فِي السَّماواتِ العُلى ، مِن ذِي المَهابَةِ مُشفِقاتٍ لِذِي العُلى بِما عَلا ، سُبحانَ العَلِيِّ الأَعلى سُبحانَهُ وتَعالى . (1)

بحار الأنوار عن ابن متّويه :وَجَدَتُ هذِهِ الصُّحُفَ بِالسّورِيَّةِ (2) مِمّا اُنزِلَت عَلى إدريسَ النَّبِيِّ أخنوخَ عليه السلام : . . . لَهُ سَبَّحَتِ السَّماواتُ العُلى ، وَالأَرَضُونَ السُّفلى ، وما بَينَهُما وما تَحتَ الثَّرى ، بِأَلسُنٍ فُصُحٍ وعُجمٍ ، وآثارٍ ناطِقَةٍ وبُكمٍ ، تَلوحُ لِلعارِفينَ مَواقِعُ تَسبيحِها ، ولا يَخفى عَلَى المُؤمِنينَ سَواطِعُ تَقديسِها . (3)

الإمام زين العابدين عليه السلام _ فِي المُناجاةِ الإِنجيلِيَّةِ _ :أشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، الَّذي عَمَّ الخَلائِقَ جَدواهُ ، وتَمَّ حُكمُهُ فيمَن أضَلَّ مِنهُم وهَداهُ ، وأحاطَ عِلما بِمَن أطاعَهُ وعَصاهُ ، وَاستَولى عَلَى المُلكِ بِعِزٍّ أبَدٍ فَحَواهُ ، فَسَبَّحَت لَهُ السَّماواتُ وأكنافُها ، وَالأَرضُ وأطرافُها ، وَالجِبالُ وأعراقُها ، وَالشَّجَرُ وأغصانُها ، وَالبِحارُ وحيتانُها ، وَالنُّجومُ في مَطالِعِها ، وَالأَمطارُ في مَواقِعِها ، ووُحوشُ الأَرضِ وسِباعُها ، ومَدَدُ الأَنهارِ وأمواجُها ، وعَذبُ المِياهِ واُجاجُها ، وهُبوبُ الرِّيحِ وعَجاجُها ، وكُلُّ ما وَقَعَ عَلَيهِ وَصفٌ وتَسمِيَةٌ ، أو يُدرِكُهُ حَدٌّ يَحويهِ ، مِمّا يُتَصَوَّرُ فِي الفِكرِ ، أو يُتَمَثَّلُ بِجِسمٍ أو قَدَرٍ ، أو يُنسَبُ إلى عَرَضٍ أو جَوهَرٍ ، مِن صَغيرٍ حَقيرٍ أو خَطيرٍ كَبيرٍ . (4)

الإمام الصادق عليه السلام _ فِي الدُّعاءِ _ :يا مَن سَبَّحَ لَهُ ظُلمَةُ اللَّيلِ وضَوءُ النَّهارِ ، وما عَلَى الأَرضِ وقَعرِ البَحرِ . (5)

.


1- .حلية الأولياء : ج 2 ص 7 ، كنزالعمّال : ج 10 ص 368 ح 29845 وج 12 ص 416 ح 35455 .
2- .المراد بها السريانيّة التي كانت لغة السوريّين (اُنظر بحار الأنوار : ج 16 ص 144) .
3- .بحار الأنوار : ج 95 ص 453 .
4- .بحار الأنوار : ج 94 ص 159 ح 22 نقلاً عن كتاب أنيس العابدين .
5- .الدعوات : ص 119 ح 276 ، بحار الأنوار : ج 95 ص 280 ح 1 .

ص: 370

الإمام الباقر عليه السلام :إذا أخرَجَ أحَدُكُمُ الحَصاةَ مِنَ المَسجِدِ ، فَليَرُدَّها مَكانَها أو في مَسجِدٍ آخَرَ؛ فَإِنَّها تُسَبِّحُ . (1)

تاريخ بغداد عن عائشة :دَخَلَ عَليَّ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَقالَ لي : يا عائِشَةُ اغسِلي هذَينِ البُردَينِ . (2) فَقُلتُ : بِأَبي واُمّي يا رَسولَ اللّهِ ، بِالأَمسِ غَسَلتُهُما! فَقالَ لي : أما عَلِمتِ أنَّ الثَّوبَ يُسَبِّحُ ، فَإِذَا اتَّسَخَ انقَطَعَ تَسبيحُهُ . (3)

الخرائج والجرائح عن عبد اللّه :لَقَد كُنّا نَأكُلُ الطَّعامَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ونَحنُ نَسمَعُ التَّسبيحَ مِنَ الطَّعامِ . (4)

المناقب عن ابن عبّاس :قَدِمَ مُلوكُ حَضرَموتَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله فَقالوا : كَيفَ نَعلَمُ أنَّكَ رَسولُ اللّهِ؟ فَأَخَذَ كَفّا مِن حَصىً فَقالَ : هذا يَشهَدُ أنّي رَسولُ اللّهِ ، فَسَبَّحَ الحَصى في يَدِهِ ، وشَهِدَ أنَّهُ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله . (5)

المناقب عن علقمة وابن مسعود :كُنّا نَجلِسُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ونَسمَعُ الطَّعامَ يُسَبِّحُ ورَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَأكُلُ . وأتاهُ مِكرَزٌ العامِرِيُّ وسَأَلَهُ آيَةً ، فَدَعا تِسعَ حَصَياتٍ (6) فَسَبَّحنَ في يَدِهِ . (7)

.


1- .تهذيب الأحكام : ج 3 ص 256 ح 711 ، علل الشرايع : ص 320 ح 1 كلاهما عن وهب بن وهب عن الإمام الصادق عليه السلام ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج 1 ص 237 ح 717 ، بحار الأنوار : ج 84 ص 7 ح 81 .
2- .البُردَين : مثنّى بُرْد ؛ وهو ثوب مخطّط (القاموس المحيط : ج 1 ص 276 «برد») .
3- .تاريخ بغداد : ج 9 ص 245 عن الأصبغ بن نباتة عن الإمام الحسن عليه السلام ، كنزالعمّال : ج 9 ص 278 ح 26009 .
4- .الخرائج والجرائح : ج 1 ص 47 ح 62 ، بحار الأنوار : ج 17 ص 389 ح 58 .
5- .المناقب لابن شهر آشوب : ج 1 ص 90 ، بحار الأنوار : ج 17 ص 379 ح 49 .
6- .في المصدر : «حصات» والتصويب من بحار الأنوار .
7- .المناقب لابن شهر آشوب : ج 1 ص 90 ، بحار الأنوار : ج 17 ص 379 ح 49 .

ص: 371

9 / 7 الأسماء الّتي تسبّح الأشياء بها

دلائل النبوّة عن أبي ذرّ :كُنّا جُلوسا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، فَأَخَذَ حَصَياتٍ في كَفِّهِ فَسَبَّحنَ ، ثُمَّ وَضَعَهُنَّ فِي الأَرضِ فَسَكَتنَ ، ثُمَّ أخَذَهُنَّ فَسَبَّحنَ . (1)

الخرائج والجرائح عن أنس :إنَّهُ صلى الله عليه و آله أخَذَ كَفّا مِنَ الحَصى فَسَبَّحنَ في يَدِهِ ، ثُمَّ صَبَّهُنَّ في يَدِ عَلِيٍّ عليه السلام فَسَبَّحنَ في يَدِهِ حَتّى سَمِعنَا التَّسبيحَ في أيديهِما ، ثُمَّ صَبَّهُنَّ في أيدينا فَما سَبَّحَت في أيدينا . (2)

طبّ الأئمّة عن الحارث بن المغيرة :شَكَوتُ إلى أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام ثِقلاً أجِدُهُ في فُؤادي ، وكَثرَةَ التُّخَمَةِ مِن طَعامي . فَقالَ : تَناوَل مِن هذَا الرُّمّانِ الحُلوِ ، وكُلهُ بِشَحمِهِ فَإِنَّهُ يَدبَغُ المَعِدَةَ دَبغا ، ويَشفِي التُّخَمَةَ ، ويَهضِمُ الطَّعامَ ، ويُسَبِّحُ (3) فِي الجَوفِ . (4)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله_ في فَضلِ التَّمرِ البَرنِيِّ (5) _: مَن باتَ وفي جَوفِهِ مِنهُ واحِدَةٌ ، سَبَّحَت سَبعَ مَرّاتٍ . (6)

الإمام زين العابدين عليه السلام _ في مُناجاتِهِ _ :أنتَ المُسَبَّحُ في كُلِّ مَكانٍ ، وَالمَعبودُ في كُلِّ زَمانٍ . (7)

9 / 7الأَسماءُ الَّتي تُسَبِّحُ الأَشياءُ بِهارسول اللّه صلى الله عليه و آله _ في دُعاءِ الأَسماءِ الحُسنى _ :أسأَ لُكَ بِاسمِكَ الَّذي يُسَبِّحُ لَكَ بِهِ كُل

.


1- .دلائل النبوّة لأبي نعيم : ص 432 ح 339 .
2- .الخرائج والجرائح : ج 1 ص 47 ح 61 ، بحار الأنوار : ج 17 ص 377 ح 42 .
3- .في المصدر : «تسبّح» ، والتصويب من بحار الأنوار .
4- .طبّ الأئمّة لابني بسطام : ص 134 ، بحار الأنوار : ج 66 ص 164 ح 49 .
5- .البَرنِيُّ : نوع جيّدٌ من التمر مُدَوَّر أحمرُ مُشرَبٌ بصفرةٍ (المعجم الوسيط : ج 1 ص 52 «برن») .
6- .المحاسن : ج 2 ص 344 ح 2186 ، بحار الأنوار : ج 66 ص 134 ح 35 .
7- .بحار الأنوار : ج 94 ص 151 نقلاً عن بعض الكتب .

ص: 372

شَيءٍ بِلُغاتٍ مُختَلِفَةٍ يا اللّهُ . . . أسأَ لُكَ بِاسمِكَ الَّذي يُسَبِّحُ لَكَ بِهِ البَرقُ الخاطِفُ وَالصَّواعِقُ القاصِفَةُ يا اللّهُ ، وأسأَ لُكَ بِاسمِكَ الَّذي تُسَبِّحُ لَكَ بهِ الرِّياحُ العاصِفاتُ في مَجاريها يا اللّهُ ، وأسأَ لُكَ بِاسمِكَ الَّذي يَنزِلُ بِهِ مَعَ كُلِّ قَطرَةٍ مَلَكٌ مِنَ السَّماءِ يُسَبِّحُكَ بِهِ ولا يَرجِعُ إلى يَومِ القِيامَةِ يا اللّهُ . . . أسأَ لُكَ بِاسمِكَ الَّذي تُسَبِّحُ لَكَ بِهِ الضَّفادِعُ فِي البِحارِ وَالأَنهارِ وَالغُدرانِ بِأَلوانِ صِفاتِها وَاختِلافِ لُغاتِها يا اللّهُ . . . أسأَ لُكَ بِاسمِكَ يا لا إلهَ إلّا أنتَ ، المَخزونِ المَكنونِ الَّذي لا يَعرِفُهُ أحَدٌ إلّا بِالآياتِ الواضِحاتِ ، وَالدَّلالاتِ البَيِّناتِ ، وَالعَلاماتِ الظّاهِراتِ ، مِن عَجائِبِ الخَلقِ مِنَ النَّارِ وَالنّورِ وَالظُّلُماتِ ، وَالسَّحابِ المُتَطابِقاتِ ، وَالرِّياحِ الذّارِياتِ ، وَالأَعيُنِ الجارِياتِ ، وَالنُّجومِ المُسَخَّراتِ ، وجَلاميدِ (1) الأَهوِيَةِ المُتَراكِماتِ بَينَ الأَرَضينَ وَالسَّماواتِ ، وَالعُيونِ المُنفَجِراتِ ، وَالأَنهارِ الجارِياتِ ، وَالبِحارِ وما فيهِنَّ مِنَ الاُمَمِ المُختَلِفاتِ ، كُلٌّ يُسَبِّحُ لَكَ بِذلِكَ الاِسمِ العَظيمِ ، الَّذي لا تُفنى عَجائِبُهُ لِما عَظَّمتَهُ وشَرَّفتَهُ وكَرَّمتَهُ وكَبَّرتَهُ . وأسأَ لُكَ بِاسمِكَ يا اللّهُ الَّذي يُسَبِّحُ لَكَ بِهِ الجِبالُ الرّاسِياتُ بِأَمرِكَ يا اللّهُ ، وأسأَ لُكَ بِاسمِكَ الَّذي يُسَبِّحُ لَكَ بِهِ الأَنهارُ الجارِياتُ بِأَمرِكَ يا اللّهُ ، وأسأَ لُكَ بِاسمِكَ الَّذي يُسَبِّحُ لَكَ بِهِ البِحارُ الزّاخِراتُ الَّتي هِيَ بِالأَرضِ مُحيطاتٌ يا اللّهُ ، وأسأَ لُكَ بِاسمِكَ الَّذي يُسَبِّحُ لَكَ بِهِ الأَشجارُ المُخضَرّاتُ النَّضِراتُ ، وَالأَوراقُ الزّاهِراتُ وَالأَغصانُ المُثمِراتُ وَالثَّمَراتُ الطَّيِّباتُ ، كُلٌّ يُسَبِّحُ لَكَ بِذلِكَ الاِسمِ يا اللّهُ ، وأسأَ لُكَ بِاسمِكَ الَّذي يُسَبِّحُ لَكَ بِهِ العُيونُ الواقِفاتُ بِقُدرَتِكَ يا اللّهُ ، وأسأَ لُكَ بِاسمِكَ الَّذي يُسَبِّحُ لَك

.


1- .يقال : ألقى عليه جلاميده : أي ثقله. والجلمود _ في الأصل _ الصخر (القاموس المحيط : ج 1 ص 284 «جلمد») .

ص: 373

9 / 8 تسبيح الأشياء مع الإنسان

بِهِ النَّخلُ الباسِقاتُ يا اللّهُ . . . وأسأَ لُكَ بِاسمِكَ الَّذي يُسَبِّحُ لَكَ بِهِ النُّجومُ بِعَظَمَتِكَ يا اللّهُ . (1)

9 / 8تَسبيحُ الأَشياءِ مَعَ الإِنسانِالكتاب«وَ اذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ * إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِىِّ وَ الْاءِشْرَاقِ * وَ الطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَّهُ أَوَّابٌ» . (2)

«فَفَهَّمْنَ_هَا سُلَيْمَ_نَ وَ كُلاًّ ءَاتَيْنَا حُكْمًا وَ عِلْمًا وَ سَخَّرْنَا مَعَ دَاوُدَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَ الطَّيْرَ وَ كُنَّا فَ_عِلِينَ» . (3)

«وَ لَقَدْ ءَاتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلاً يَ_جِبَالُ أَوِّبِى مَعَهُ وَ الطَّيْرَ وَ أَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ» . (4)

الحديثتفسير القمّي : «وَ لَقَدْ ءَاتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلاً يَ_جِبَالُ أَوِّبِى مَعَهُ» أي سَبِّحي للّهِِ «وَ الطَّيْرَ . . .» قالَ : كانَ داوودُ إذا مَرَّ فِي البَراري يَقرَأُ الزَّبورَ تُسَبِّحُ الجِبالُ وَالطَّيرُ وَالوُحوشُ مَعَهُ . (5)

الإمام الصادق عليه السلام _ فِي ذِكرِ داوودَ عليه السلام _ :أنزَلَ اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى عَلَيهِ الزَّبورَ ، وعَلَّمَهُ صَنعَةَ الحَديدِ فَلَيَّنَهُ لَهُ ، وأمَرَ الجِبالَ وَالطَّيرَّ أن تُسَبِّحَ مَعَهُ ، وأعطاهُ صَوتا لَم يُسمَع بِمِثلِهِ حُسنا . (6)

.


1- .البلد الأمين : ص 413 وص 415 ، بحار الأنوار : ج 93 ص 256 ح 1 وص 259 . اُنظر تمام الدعاء من المصدر .
2- .ص : 17 _ 19 . والأيدِ _ بغير ياء _ : القوّة (مجمع البحرين : ج 3 ص 1990 «يدى») .
3- .الأنبياء : 79 .
4- .سبأ : 10 .
5- .تفسير القمّي : ج 2 ص 199 ، بحار الأنوار : ج 14 ص 3 ح 7 .
6- .كمال الدين : ص 155 ح 17 عن محمّد بن عمارة ، تفسير العيّاشي : ج 1 ص 135 ح 445 عن محمّد فالحلبي ، بحار الأنوار : ج 13 ص 446 ح 10 .

ص: 374

الإمام عليّ عليه السلام :إنَّ الإِنسانَ إذا كانَ فِي الصَّلاةِ فَإِنَّ جَسَدَهُ وثِيابَهُ وكُلَّ شَيءٍ حَولَهُ يُسَبِّحُ . (1)

الإمام الباقر عليه السلام :إنَّ كُلَّ شَيءٍ عَلَيكَ تُصَلِّي فيهِ يُسَبِّحُ مَعَكَ ، وكانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا اُقيمَتِ الصَّلاةُ لَبِسَ نَعلَيهِ وصَلّى فيهِما . (2)

الإمام الصادق عليه السلام :مَن مَشى إلَى المَسجِدِ ، لَم يَضَع رِجلاً عَلى رَطبٍ ولا يابِسٍ إلّا سَبَّحَت لَهُ الأَرضُ إلَى الأَرضِ السّابِعَةِ . (3)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله _ لِبِلالٍ _ :يا بِلالُ! إنَّ الصّائِمَ تُسَبِّحُ عِظامُهُ وتَستَغفِرُ لَهُ المَلائِكَةُ ما اُكِلَ عِندَهُ . (4)

عنه صلى الله عليه و آله :مَن شَرِبَ شَربَةً مِن ماءٍ فَتَجَرَّعَهُ في ثَلاثِ جُرَعٍ ؛ يُسَمِّي اللّهَ تَعالى في أوَّلِهِ ويَحمَدُهُ في آخرِهِ ، لَم يَزَلِ الماءُ يُسَبِّحُ في بَطنِهِ حَتّى يَخرُجَ . (5)

الإمام زين العابدين عليه السلام :إنَّ طالِبَ العِلمِ إذا خَرَجَ مِن مَنزِلِهِ ، لَم يَضَع رِجلَهُ عَلى رَطبٍ ولا يابِسٍ مِنَ الأَرضِ ، إلّا سَبَّحَت لَهُ إلَى الأَرَضينَ السّابِعَةِ . (6)

راجع : ج 1 ص 222 (تسبيح الجبال مع من يقرؤها) .

.


1- .علل الشرايع : ص 336 ح 2 عن طلحة بن زيد عن الإمام الصادق عن الإمام الباقر عليهماالسلام ، المناقب لابن شهر آشوب : ج 2 ص 377 ، بحار الأنوار : ج 82 ص 213 ح 25 .
2- .علل الشرايع : ص 336 ح 1 عن عبد اللّه بن ميمون القدّاح عن الإمام الصادق عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 83 ص 274 ح 2 .
3- .تهذيب الأحكام : ج 3 ص 255 ح 706 ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج 1 ص 233 ح 701 ، ثواب الأعمال : ص 46 ح 1 عن محمّد بن مروان ، بحار الأنوار : ج 84 ص 13 ح 91 .
4- .سنن ابن ماجة : ج 1 ص 556 ح 1749 عن بريدة ، كنزالعمّال : ج 9 ص 248 ح 25870 .
5- .كنزالعمّال : ج 15 ص 291 ح 41052 نقلاً عن الرافعي في تاريخه ويحيى بن مندة في الطبقات عن الحسن .
6- .الخصال : ص 518 ح 4 عن حمران بن أعين عن الإمام الباقر عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 1 ص 168 ح 16 وج 46 ص 62 ح 19 .

ص: 375

9 / 9 أوقات تسبيح الأشياء
9 / 10 معنى تسبيح الأشياء

9 / 9أوقاتُ تَسبيحِ الأَشياءِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :أربَعٌ قَبلَ الظُّهرِ بَعدَ الزَّوالِ تُحسَبُ بِمِثلِهِنَّ في صَلاةِ السَّحَرِ ، ولَيسَ مِن شَيءٍ إلّا ويُسَبِّحُ اللّهَ تِلكَ السّاعَةَ . (1)

الإمام الحسن عليه السلام :جاءَ نَفَرٌ مِنَ اليَهودِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله فَسَأَلَهُ أعلَمُهُم عَن مَسائِلَ ، فَكانَ مِمّا سَأَلَهُ أَنّهُ قالَ : أخبِرني عَنِ اللّهِ عز و جل لِأَيِّ شَيءٍ فَرَضَ اللّهُ عز و جل هذِهِ الخَمسَ الصَّلواتِ في خَمسِ مَواقيتَ عَلى اُمَّتِكَ في ساعاتِ اللَّيلِ وَالنَّهارِ؟ فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : إنَّ الشَّمسَ عِندَ الزَّوالِ لَها حَلقَةٌ تَدخُلُ فيها ، فَإِذا دَخَلَت فيها زالَتِ الشَّمسُ ، فَيُسَبِّحُ كُلُّ شَيءٍ دونَ العَرشِ بِحَمدِ رَبّي جَلَّ جَلالُهُ ، وهِيَ السَّاعَةُ الَّتي يُصَلّي عَلَيَّ فيها رَبّي جَلَّ جَلالُهُ ، فَفَرَضَ اللّهُ عَلَيَّ وعَلى اُمَّتي فيهَا الصَّلاةَ . . . . (2)

حلية الأولياء عن عمرو بن عبسة عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :ما تَستَقِلُّ (3) الشَّمسُ فَيَبقى شَيءٌ مِن خَلقِ اللّهِ إلّا سَبَّحَ اللّهَ بِحَمدِهِ ، إلّا ما كانَ مِنَ الشَّيطانِ وأغبِياءِ بَني آدَمَ . قالَ : فَسَأَلتُهُ عَن أغبِياءِ بَني آدَمَ . قالَ : الكُفّارُ شِرارُ الخَلقِ ، أو شِرارُ خَلقِ اللّهِ . (4)

9 / 10مَعنى تَسبيحِ الأَشياءِتفسير العيّاشي عن زرارة :سَأَلتُ أبا جَعفَرٍ عليه السلام عَن قَولِ اللّهِ عز و جل : «وَ إِن مِّن شَىْ ءٍ إِلَا يُسَبِّح

.


1- .سنن الترمذي : ج 5 ص 299 ح 3128 عن عمر ، كنزالعمّال : ج 7 ص 375 ح 19358 .
2- .كتاب من لا يحضره الفقيه : ج 1 ص 211 ح 643 ، علل الشرايع : ص 337 ح 1 عن الحسن بن عبد اللّه عن آبائه ، الأمالي للصدوق : ص 256 ح 279 عن الحسن بن عبد اللّه عن أبيه ، بحار الأنوار : ج 7 ص 127 ح 7 .
3- .استَقَلَّت الشمس : ارتفعت وتَعالَت (النهاية : ج 4 ص 104 «قلل») .
4- .حلية الأولياء : ج 6 ص 111 .

ص: 376

بِحَمْدِهِ» فَقالَ : إنّا نَرى (1) أنَّ تَنَقُّضَ الحيطانِ تَسبيحُها . (2)

الكافي عن داوود الرقّي عن الإمام الصادق عليه السلام ، قال :سَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِ عز و جل : «وَ إِن مِّن شَىْ ءٍ إِلَا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَ لَ_كِن لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ» قالَ : تَنَقُّضُ الجُدُرِ تَسبيحُها . (3)

الإمام الصادق عن أبيه عليهماالسلام :أنَّهُ دَخَلَ عَلَيهِ رَجُلٌ فَقالَ لَهُ : فِداكَ أبي واُمّي ، إنّي أجِدُ اللّهَ يَقولُ فِي كِتابِهِ : «وَ إِن مِّن شَىْ ءٍ إِلَا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَ لَ_كِن لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ» ! فَقالَ لَهُ : هُوَ كَما قالَ (4) ، فَقالَ لَهُ : أتُسَبِّحُ الشَّجَرَةُ اليابِسَةُ؟ فَقالَ : نَعَم ، أما سَمِعَت خَشَبَ البَيتِ كَيفَ يُنقِضُ (5) ؟ وذلِكَ تَسبيحُهُ ، فَسُبحانَ اللّهِ عَلى كُلِّ حالٍ . (6)

تفسير القمّي :وقَولُهُ : «وَ إِن مِّن شَىْ ءٍ إِلَا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ» ؛ فَحَرَكَةُ كُلِّ شَيءٍ تَسبيحُ اللّهِ عز و جل . (7)

بحار الأنوار عن محمّد بن عليّ بن إبراهيم في كتاب العلل :بُكاءُ السَّماءِ احمِرارُها مِن غَيرِ غَيمٍ ، وبُكاءُ الأَرضِ زَلازِلُها ، وتَسبيحُ الشَّجَرِ حَرَكَتُها مِن غَيرِ ريحٍ ، وتَسبيحُ البِحارِ زِيادَتُها ونُقصانُها ، وتَسبيحُ الشَّجَرِ نُمُوُّهُ ونُشوؤُهُ . وقالَ أيضا : ظِلُّهُ يُسَبِّحُ اللّهَ . (8)

.


1- .في المصدر : «ماترى أنّ تنقّض...» ، والتصويب من بحار الأنوار .
2- .تفسير العيّاشي : ج 2 ص 294 ح 81 ، بحار الأنوار : ج 60 ص 177 ح 5 .
3- .الكافي : ج 6 ص 531 ح 4 ، المحاسن : ج 2 ص 462 ح 2598 عن أبي بصير ، تفسير العيّاشي : ج 2 ص 293 ح 79 عن أبي الصباح وكلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج 60 ص 177 ح 2 .
4- .في المصدر : «كمال» بدل «كما قال» ، والتصويب من بحار الأنوار .
5- .النَّقيض : الصَّوت. ونقيضُ السقف : تحريك خَشبهِ (النهاية : ج 5 ص 107 «نقض») .
6- .تفسير العيّاشي : ج 2 ص 294 ح 84 عن مسعدة بن صدقة ، بحار الأنوار : ج 60 ص 177 ح 6 .
7- .تفسير القمّي : ج 2 ص 20 ، بحار الأنوار : ج 60 ص 179 ح 10 .
8- .بحار الأنوار : ج 60 ص 178 ح 7 .

ص: 377

بحث حول التّسبيح العامّ للمخلوقات
1 . تسبيح الملائكة
2 . تسبيح الكائنات الحيّة

بَحثٌ حَولَ التَّسبيحِ العامِّ لِلمَخلوقاتِلقد أكّد القرآن والأحاديث الإسلامية بشكل متكرّر تسبيح مخلوقات العالم ، واستنادا إلى النصوص الّتي مرّت في الفصل التاسع فإنّ بالإمكان تقسيم الآيات والروايات التي وردت في هذا المجال إلى خمس مجموعات:

1 . تسبيح الملائكةالمجموعة الاُولى: الآيات والروايات الدالّة على تسبيح الملائكة . وممّا يجدر ذكره أنّ التوضيح الوحيد الّذي جاء في القرآن حول تسبيح الملائكة هو أنّها منشغلة دوما بتسبيح اللّه _ تعالى _ دون أن يعتريها الفتور والنصب، ولكنّنا نطالع في الروايات إيضاحات أكثر ، مثل أنّ بعضها يسبّح اللّه بجميع اللغات، أو أنّ عددا منها يسبّح اللّه بأصوات متنوّعة ولغات مختلفة، كما وردت الإشارة إلى الأسماء الّتي تسبّح الملائكة بها اللّه ، كما تمّ تعيين الأذكار الخاصّة لبعض الملائكة. (1)

2 . تسبيح الكائنات الحيّةالمجموعة الثانية: النصوص الدالّة على تسبيح الكائنات الحيّة، حيث تدلّ الروايات الّتي وصلتنا في هذا المجال على أنّ لأنواع البهائم، وجميع الدواب ، وأنواع الأشجار تسبيحا إذا تركته أو ضيّعته فإنّها سوف تواجه المشاكل في مواصلة

.


1- .راجع : ج 1 ص 355 _ 360 .

ص: 378

3 . تسبيح جميع المخلوقات
4 . تسبيح الجمادات والحيوانات مع الإنسان

حياتها، فكلّ صيد وقع في شباك الصياد، وكلّ شجرة تُقطع، إنّما هو بسبب تضييعه للتسبيح. كما أنّ حياة أنواع البهائم وكلّ دواب الأرض إنّما هي رهن تسبيحها ، وعندما ينتهي تسبيحها يقبض اللّه أرواحها ، وليس لملك الموت دور في قبض أرواحها. وبالطبع فإنّ ذلك لا يعني أنّ إرادة الإنسان لا تأثير لها في إنهاء حياة الكائنات الحيّة ، بل _ في حالة صحّة هذه الروايات _ يبدو أنّ المراد هو أنّ مواصلة التسبيح أو تضييعه ، هو من العوامل المؤثّرة في مصيرها.

3 . تسبيح جميع المخلوقاتالمجموعة الثالثة: الآيات والروايات الدالّة على أنّ الكائنات الحية ليست هي وحدها الّتي تسبّح لخالق العالم ، بل إنّ الجمادات وجميع المخلوقات تسبّحه أيضا. وتُعدّ الآية الكريمة التالية أوضح الآيات الّتي دلّت على هذا المعنى بصراحة : «تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَ تُ السَّبْعُ وَ الْأَرْضُ وَ مَن فِيهِنَّ وَ إِن مِّن شَىْ ءٍ إِلَا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَ لَ_كِن لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا» (1) . وقد قدّمت روايات أهل البيت عليهم السلام _ في معرض بيانها وتأكيدها لما جاء في هذه الآية _ إيضاحات حول تسبيح عدد من الجمادات والأسماء الّتي تسبّح بها، كما ذكرت بعض الروايات أوقاتا خاصّة للتسبيح العام للكائنات.

4 . تسبيح الجمادات والحيوانات مع الإنسانالمجموعة الرابعة: الآيات والروايات الدالّة على أنّ الجمادات وبعض الحيوانات تسبّح اللّه مع تسبيح بعض الناس له، مثل تسبيح الجبال والطير مع النبيّ داوود عليه السلام ،

.


1- .الإسراء: 44 .

ص: 379

5 . تفسير تسبيح الموجودات
المراد من التسبيح والتحميد العامّين للموجودات
1 . تأويل الآيات والروايات

وتسبيح الجسم والثياب مع المصلّي.

5 . تفسير تسبيح الموجوداتالمجموعة الخامسة: الأحاديث الّتي ورد فيها تفسير تسبيح بعض الموجودات، مثل الأحاديث التي فسّرت تسبيح عدد من الحيوانات (1) ، أو الأحاديث الّتي بيّنت ذكر الحصى في يد النبيّ صلى الله عليه و آله (2) ، أو الأحاديث الّتي وردت بشأن تسبيح الجدران والخشب وتسبيح الشجر . (3) وبناء على هذه الروايات فإنّ ذكر اللّه يعمّ جميع أرجاء عالم الخلق، وأنّ جميع المخلوقات سواء الملائكة أو السماوات أو المجرّات أو النجوم، والأرض والسماء ما فيهنّ منشغل كلّ منها بحمد الخالق وتسبيحه بشكلٍ من الأشكال.

المراد من التسبيح والتحميد العامّين للموجودات:إنّ الموضوع المهمّ والرئيس يتمثّل في تعيين المراد من تسبيح كلّ الموجودات وتحميدها ، فهل تمتلك الحيوانات والنباتات والجمادات الشعور وتعرف خالقها كي تسبّحه؟ أم أنّ القصد من التسبيح العامّ للموجودات شيء غير مفهومه الظاهري؟ وبعبارة اُخرى: هل نسبة التسبيح والتحميد إلى جميع الموجودات حقيقي ، أم من باب المجاز؟ في جواب هذا السؤال توجد وجهتا نظر:

1 . تأويل الآيات والرواياتعمد فريق إلى تأويل ظواهر الآيات والروايات الدالّة على تسبيح الموجودات

.


1- .راجع : ج 1 ص 364 (ذكر تسبيح بعض الحيوانات) .
2- .راجع : ج 1 ص 370 ح 990 _ 993 .
3- .راجع : ج 1 ص 375 ح 1009 _ 1013 .

ص: 380

2 . الأخذ بظاهر مفاد الآيات والروايات

وتحميدها مستبعدا أن تتمتّع كلّ الموجودات بالشعور والمعرفة، وقالوا : إنّ المقصود منها هو لسان «حالها» لا «قولها». يؤكد أمين الدين الطبرسي في تفسير الآية 44 من سورة الإسراء قائلاً: معنى التسبيح هاهنا الدلالة على توحيد اللّه وعدله وأنه لا شريك له في الإلهية وجرى ذلك مجرى التسبيح باللفظ وربما يكون التسبيح من طريق الدلالة أقوى لأنّه يؤدي الى العلم «وَ إِن مِّن شَىْ ءٍ إِلَا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ» أي ليس شيء من الموجودات إلّا ويسبّح بحمد اللّه تعالى من جهة خلقته إذ كلّ موجود سوى القديم حادث يدعو إلى تعظيمه لحاجته إلى صانع غير مصنوع صنعه أو صنع من صنعه فهو يدعو إلى تثبيت قديم غنيّ بنفسه عن كلّ شيء سواه ولا يجوز عليه ما يجوز على المحدثات. (1)

2 . الأخذ بظاهر مفاد الآيات والرواياتأخذ فريق من الباحثين بظاهر مفاد الآيات والروايات (2) في معرض ردّهم استبعاد أصحاب التأويل، وهم يرون أنّ جميع الموجودات تتمتّع بمرتبة من الشعور والمعرفة ، وأنّها كلّها تسبّح خالقها وتحمّده من باب الحقيقة، يقول العلّامة الطباطبائي في تفسير الآية المُشار إليها: «والتسبيح تنزيه قولي كلامي وحقيقة الكلام الكشف عمّا في الضمير بنوع من الإشارة إليه والدلالة عليه غير أنّ الإنسان لمّا لم يجد إلى إرادة كلّ ما يريد الإشارة إليه من طريق التكوين طريقا التجأ إلى استعمال الألفاظ وهي الأصوات الموضوعة للمعاني، ودلّ بها على ما في ضميره، وجرت على ذلك سنة التفهيم

.


1- .مجمع البيان: ج 6 ص 645.
2- .من الاُصول المسلّم بها في تفسير القرآن : أنّ من غير الممكن العدول عن ظاهر ألفاظ آياته، إلّا في حالة الحكم القطعي للعقل بامتناع ذلك المعنى الظاهري، أو وجود دليل نقلي معتبر على عدم إرادته، وبناءً على ذلك فإنّ من غير الممكن تأويله بمجرّد استبعاد المفاد الظاهري لآيات القرآن.

ص: 381

والتفهم، وربما استعان على بعض مقاصده بالإشارة بيده أو رأسه أو غيرهما، وربما استعان على ذلك بكتابة أو نصب علامة . وبالجملة فالذي يكشف به عن معنى مقصود قول وكلام وقيام الشيء بهذا الكشف قول منه وتكليم وإن لم يكن بصوت مقروع ولفظ موضوع، ومن الدليل عليه ما ينسبه القرآن إليه تعالى من الكلام والقول والأمر والوحي ونحو ذلك ممّا فيه معنى الكشف عن المقاصد ليس من قبيل القول والكلام المعهود عندنا معشر المتلسنين باللغات وقد سمّاه اللّه سبحانه قولاً وكلاما . وعند هذه الموجودات المشهودة من السماء والأرض ومن فيهما ما يكشف كشفا صريحا عن وحدانية ربها في ربوبيّته وينزهه تعالى عن كلّ نقص وشين فهي تسبّح اللّه سبحانه. وذلك أنّها ليست لها في أنفسها إلّا محض الحاجة وصرف الفاقة إليه في ذاتها وصفاتها وأحوالها. والحاجة أقوى كاشف عمّا إليه الحاجة لا يستقلّ المحتاج دونه ولا ينفك عنه فكلّ من هذه الموجودات يكشف بحاجته في وجوده ونقصه في ذاته عن موجده الغني في وجوده التام الكامل في ذاته وبارتباطه بسائر الموجودات التي يستعين بها على تكميل وجوده ورفع نقائصه في ذاته أن موجده وهو ربّه المتصرّف في كل شيء المدبّر لأمره ... فإن قلت: مجرد الكشف عن التنزّه لا يسمّى تسبيحا حتّى يقارن القصد والقصد ممّا يتوقّف على الحياة وأغلب هذه الموجودات عادمة للحياة كالأرض والسماء وأنواع الجمادات فلا مخلص من حمل التسبيح على المجاز فتسبيحها دلالتها بحسب وجودها على تنزّه ربّها. قلت: كلامه تعالى مشعر بأنّ العلم سار في الموجودات مع سريان الخلقة فلكلّ منها حظ من العلم على مقدار حظه من الوجود، وليس لازم ذلك أن يتساوى الجميع من حيث العلم أو يتحد من حيث جنسه ونوعه أو يكون عند كلّ ما

.

ص: 382

عند الإنسان من ذلك أو أن يفقه الإنسان بما عندها من العلم قال تعالى حكاية عن أعضاء الإنسان : «قَالُواْ أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِى أَنطَقَ كُلَّ شَىْ ءٍ» (1) . وقال «فَقَالَ لَهَا وَ لِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَآ أَتَيْنَا طَ_آئِعِينَ» (2) والآيات في هذا المعنى كثيرة . وإذا كان كذلك فما من موجود مخلوق إلّا وهو يشعر بنفسه بعض الشعور وهو يريد بوجوده إظهار نفسه المحتاجة الناقصة الّتي يحيط بها غنى ربّه وكماله لا ربّ غيره فهو يسبّح ربّه وينزهه عن الشريك وعن كلّ نقص ينسب إليه . وبذلك يظهر أن لا وجه لحمل التسبيح في الآية على مطلق الدلالة مجازا بالمجاز لا يصار إليه إلّا مع امتناع الحمل على الحقيقة. ونظيره قول بعضهم: إن تسبيح بعض هذه الموجودات قالي حقيقي كتسبيح الملائكة والمؤمنين من الإنسان وتسبيح بعضها حالي مجازي كدلالة الجمادات بوجودها عليه تعالى و لفظ التسبيح مستعمل في الآية على سبيل عموم المجاز، وقد عرفت ضعفه آنفا. والحقّ أنّ التسبيح في الجميع حقيقي قالي غير أن كونه قاليا لا يستلزم أن يكون بألفاظ موضوعة وأصوات مقروعة كما تقدّمت الإشارة إليه وقد تقدّم في آخر الجزء الثاني من الكتاب كلام في الكلام نافع في المقام . فقوله تعالى: «تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَ_وَ تُ السَّبْعُ وَ الْأَرْضُ وَ مَن فِيهِنَّ» يثبت لها تسبيحا حقيقيا وهو تكلمها بوجودها وما له من الارتباط بسائر الموجودات الكائنة وبيانها تنزّه ربها عمّا ينسب إليه المشركون من الشكراء وجهات النقص .

.


1- .السجدة: 21 .
2- .السجدة: 11 .

ص: 383

وقوله: «وَ إِن مِّن شَىْ ءٍ إِلَا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ» تعميم التسبيح لكلّ شيء وقد كانت الجملة السابقة عدت السماوات السبع والأرض ومن فيهنّ، وتزيد عليها بذكر الحمد مع التسبيح فتفيد أن كلّ شيء كما يسبّحه تعالى كذلك يحمده بالثناء عليه بجميل صفاته وأفعاله . وكذلك أنّه كما أنَّ عندَ كلّ من هذه الأشياء شيئا من الحاجة والنقص عائدا إلى نفسه كذلك عنده من جميل صنعه ونعمته تعالى شيء راجع إليه تعالى موهوب من لدنه، وكما أن إظهار هذه الأشياء لنفسها في الوجود إظهار لحاجتها ونقصها وكشف عن تنزّه ربّها عن الحاجة والنقص، وهو تسبيحها كذلك إبرازها لنفسها إبراز لما عندها من جميل فعل ربّها الّذي وراءه جميل صفاته تعالى فهو حمدها فليس الحمد إلّا الثناء على الجميل الاختياري فهي تحمد ربّها كما تسبحه وهو قوله : «وَ إِن مِّن شَىْ ءٍ إِلَا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ» ... وهذا نعم الشاهد على أنّ المراد بالتسبيح في الآية ليس مجرد دلالتها عليه تعالى بنفي الشريك وجهات النقص فإنّ الخطاب في قوله : «وَ لَ_كِن لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ» إما للمشركين وإما للناس أعمّ من المؤمن والمشرك وهم على أي حال يفقهون دلالة الأشياء على صانعها مع أنّ الآية تنفي عنهم الفقه . ولا يصغي إلى قول من قال: إنّ الخطاب للمشركين وهم لعدم تدبّرهم فيها وقلّة انتفاعهم بها كان فهمهم بمنزلة العدم، ولا إلى دعوى من يدعي أنّهم لعدم فهمهم بعض المراد من التسبيح جعلوا ممّن لا يفقه الجميع تغليبا . وذلك لأنّ تنزيل الفهم منزلة العدم أو جعل البعض كالجميع لا يلائم مقام الاحتجاج وهو سبحانه يخاطبهم في سابق الآية بالحجّة على التنزيه على أنّ هذا النوع من المسامحة بالتغليب ونحوه لا يحتمله كلامه تعالى ... فالحقّ أنّ التسبيح الّذي تثبته الآية لكلّ شيء هو التسبيح بمعناه الحقيقي وقد تكرّر في كلامه تعالى إثباته للسماوات والأرض ومن فيهنّ وما فيهنّ وفيهاموارد

.

ص: 384

لا تحتمل إلّا الحقيقة كقوله تعالى: «وَ سَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَ الطَّيْرَ» (1) ، وقوله : «إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِىِّ وَ الْاءِشْرَاقِ» (2) ، ويقرب منه قوله : «يَ_جِبَالُ أَوِّبِى مَعَهُو وَ الطَّيْرَ» (3) . فلا معنى لحملها على التسبيح بلسان الحال . وقوله : «إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا» أي يمهل فلا يعاجل بالعقوبة ويغفر من تاب ورجع إليه، وفي الوصفين دلالة على تنزّهه تعالى عن كل نقص فإنّ لازم الحلم أن لا يخاف الفوت، ولازم المغفرة أن لا يتضرّر بالمغفرة ولا بإفاضة الرحمة فملكه وربوبيّته لا يقبل نقصا ولا زوالاً . وقد قيل في وجه هذا التذييل إنّه إشارة إلى أنّ الإنسان في قصوره عن فهم هذا التسبيح الّذي لا يزال كلّ شيء مشتغلاً به حتّى نفسه بجميع أركان وجوده بأبلغ بيان، مخطئ من حقّه أن يؤاخذ به لكنّ اللّه سبحانه بحلمه ومغفرته لا يعاجله ويعفو عن ذلك إن شاء . وهو وجه حسن ولازمه أن يكون الإنسان في وسعه أن يفقه هذا التسبيح من نفسه ومن غيره ... (4) كما يصرّح في بيان الروايات الّتي جاءت حول نصّ تسبيح الأشياء قائلاً : والروايات في تسبيح الأشياء على اختلاف أنواعها كثيرة جدّا، وربّما اشتبه أمرها على بعضهم فزعم أنّ هذا التسبيح العام من قبيل الأصوات، وأنّ لعامة الأشياء لغة أو لغات ذات كلمات موضوعة لمعان نظير ما للإنسان مستعملة للكشف عمّا في الضمير غير أن حواسنا مصروفة عنها وهو كما ترى .

.


1- .الأنبياء: 79 .
2- .ص : 18 .
3- .سبأ : 10 .
4- .الميزان في تفسير القرآن : ج 13 ص 108 _ 112 .

ص: 385

دوام تسبيح الموجودات، أو انقطاعه

والذي تحصل من البحث المتقدّم في ذيل الآية الكريمة أنّ لها تسبيحا هو كلام بحقيقة معنى الكلام وهو إظهارها تنزّه ربّها بإظهارها نقص ذاتها وصفاتها وأفعالها عن علم منها بذلك . (1) وقد جاءت خلاصة المواضيع الّتي مرّت في بيان التسبيح الحقيقي للأشياء، باُسلوب جميل باللغة الفارسية في الأبيات التالية الّتي ترجمناها إلى العربية: لو انفَتَحت لك عَينٌ مِنَ الغيبِلَشارَكَتكَ ذَرّاتُ العالم في الأسرارِ فَحواسُّ أهلِ القَلبِ تَحسُّبِنِطقِ الماءِ والتُرابِ والطينِ جَميعُ الذرّاتِ في العالمِ تُردِّدُمَعكَ في عالمِ الغَيبِ لَيلاً وَنهارا نحن سَميعاتٌ وبَصيرات ولنا الوعيُ والشعورُوصامتاتٌ مَعكُم أيُّها الأجانبُ انتقلوا من حالة الجماد إلى الرُّوحِاسمعوا تَمتمَةَ أجزاءِ العالمِ سوف يفشى لك تسبيحُ الجماداتِوَتزيل عَنكَ وَسوَسةُ التأويلاتِ

دوام تسبيح الموجودات، أو انقطاعهوأمّا الملاحظة الأخيرة فهي أنّ بعض آيات القرآن وروايات أهل البيت عليهم السلام، تصرّح بأنّ لتسبيح بعض الأشياء وقتا خاصّا ، على سبيل المثال فقد كانت الجبال تسبّح

.


1- .الميزان في تفسير القرآن : ج 13 ص 123 .

ص: 386

اللّه تعالى مع داوود عليه السلام ليلاً وعند بزوغ الشمس: «إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِىِّ وَ الْاءِشْرَاقِ» . (1) كما أنّ هناك روايات تدلّ على أنّ وقت الظهر هو اللحظة الّتي تسبّح فيها جميع الأشياء للّه _ سبحانه تعالى _ . (2) وجاء أيضا في رواية اُخرى أنّ اللباس ينقطع تسبيحه عند الاتّساخ. وقد تشير هذه الروايات والروايات المشابهة لها إلى أن تسبيح الأشياء ليس دائميا، ولكن من المحتمل أيضا أن تكون للموجودات عدّة أنواع من التسبيح، حيث يكون البعض منها دائما والبعض الآخر غير دائم.

.


1- .سورة ص : 18 . راجع : ج 1 ص 373 (تسبيح الأشياء مع الإنسان) .
2- .راجع : ج 1 ص 375 (أوقات تسبيح الأشياء) .

ص: 387

الفصل العاشر : السّبحة
10 / 1 استعمال السّبحة في التّسبيح

الفَصلُ العاشِرُ : السّبحة10 / 1اِستِعمالُ السُّبحَةِ فِي التَّسبيحِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :نِعمَ المُذَكِّرُ السُّبحَةُ ، وإنَّ أفضَلَ ما يُسجَدُ عَلَيهِ الأَرضُ وما أنبَتَتهُ الأَرضُ . (1)

الأمالي عن أنس :رَكِبَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ذاتَ يَومٍ بَغلَتَهُ ، فَانطَلَقَ إلى جَبَلِ آلِ فُلانٍ ، وقالَ : يا أنَسُ خُذِ البَغلَةَ وَانطَلِق إلى مَوضِعِ كَذا وكَذا ، تَجِدْ عَلِيّا جالِسا يُسَبِّحُ بِالحَصى ، فَأَقرِئهُ مِنِّي السَّلامَ ، وَاحمِلهُ عَلَى البَغلَةِ وأتِ بِهِ إلَيَّ . فَذَهَبتُ فَوَجَدتُ عَلِيّا عليه السلام كَما قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَحَمَلتُهُ عَلَى البَغلَةِ فَأَتَيتُ بِهِ إلَيهِ . (2)

الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ فاطِمَةَ بِنتَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله كانَت سُبحَتُها مِن خَيطِ صُوفٍ مُفَتَّلٍ مَعقودٍ ، عَلَيهِ عَدَدُ التَّكبيراتِ ، وكانَت عليهاالسلام تُديرُها بِيَدِها تُكَبِّرُ وتُسَبِّحُ ، حَتّى قُتِل

.


1- .الفردوس : ج 4 ص 259 ح 6765 عن الإمام عليّ عليه السلام ، كنزالعمّال : ج 7 ص 531 ح 20109 .
2- .الأمالي للطوسي : ص 313 ح 637 ، تأويل الآيات الظاهرة : ج 1 ص 378 ح 15 ، بحار الأنوار : ج 35 ص 32 ح 29 .

ص: 388

حَمزَةُ بنُ عَبدِالمُطَّلِبِ رضى الله عنه ، فَاستَعمَلَت تُربَتَهُ ، وعَمِلَتِ التَّسابيحَ فَاستَعمَلَهَا النّاسُ . فَلَمّا قُتِلَ الحُسَينُ _ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ ، وجَدَّدَ عَلى قاتِلِهِ العَذابَ _ عُدِلَ بِالأَمرِ إلَيهِ فَاستَعمَلوا تُربَتَهُ ؛ لِما فيها مِنَ الفَضلِ وَالمَزِيَّةِ . (1)

الإمام الكاظم عليه السلام :لا تَستَغني شيعَتُنا عَن أربَعٍ : خُمرَةٍ (2) يُصَلّي عَلَيها ، وخاتَمٍ يَتَخَتَّمُ بِهِ ، وسِواكٍ يَستاكُ بِهِ ، وسُبحَةٍ مِن طينِ قَبرِ أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام فيها ثَلاثٌ وثَلاثونَ حَبَّةً ؛ مَتى قَلَّبَها ذاكِرا للّهِِ ، كُتِبَ لَهُ بِكُلِّ حَبَّةٍ أربَعونَ حَسَنَةً ، وإذا قَلَّبَها ساهِيا يَعبَثُ بِها ، كُتِبَ لَهُ عِشرونَ حَسَنَةً . (3)

عنه عليه السلام :لا يَخلُو المُؤمِنُ مِن خَمسَةٍ : سِواكٍ ، ومِشطٍ ، وسَجّادَةٍ (4) ، وسُبحَةٍ فيها أربَعٌ وثَلاثُونَ حَبَّةً ، وخاتَمِ عَقيقٍ . (5)

الإمام الصادق عليه السلام :تَكونُ السُّبحَةُ بِخُيوطٍ زُرقٍ ، أربَعا وثَلاثينَ خَرَزَةً (6) ، وهِيَ سُبحَةُ! مَولاتِنا فاطِمَةَ الزَّهراءِ عليهاالسلام ، لَمّا قُتِلَ حَمزَةُ عليه السلام عَمِلَت مِن طينِ قَبرِهِ سُبحَةً تُسَبِّحُ بِها بَعدَ كُلِّ صَلاةٍ . (7)

.


1- .المزار الكبير : ص 366 ح 11 عن محمّد الثقفي ، المزار للمفيد : ص 150 ح 1 ، مكارم الأخلاق : ج 2 ص 30 ح 2065 كلاهما عن إبراهيم بن محمّد الثقفي ومن دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج 85 ص 333 ح 16 .
2- .الخُمرَة : حَصيرٌ صغيرةٌ قَدْر ما يُسجَد عليه (المصباح المنير : ص 182 «خمر») .
3- .تهذيب الأحكام : ج 6 ص 75 ح 147 ، روضة الواعظين : ص 451 ، بحار الأنوار : ج 101 ص 132 ح 61 .
4- .السَّجّادة : الخُمرة التي يُسجَد عليها (مجمع البحرين : ج 2 ص 818 «سجد») .
5- .مصباح المتهجّد : ص 735 ، المزار للمفيد : ص 152 ح 7 كلاهما عن عبيداللّه بن عليّ الحلبي ، مكارم الأخلاق : ج 2 ص 29 ح 2064 ، بحار الأنوار : ج 85 ص 334 ح 17 .
6- .الخَرَز : فصوص من حجارة واحدتها خَرَزة ، والخَرَز _ بالتحريك _ : الذي ينظم (لسان العرب : ج 5 ص 344 «خرز») .
7- .بحار الأنوار : ج 85 ص 341 ح 32 نقلاً عن المزار بخطّ محمّد بن محمّد بن الحسين بن معيّة .

ص: 389

عنه عليه السلام :السُّبَحُ الزُّرقُ (1) في أيدي شيعَتِنا مِثلُ الخُيوطِ الزُّرقِ في أكسِيَةِ بَني إسرائيلَ ، إنَّ اللّهَ عز و جل أوحى إلى موسى عليه السلام أن مُر بَني إسرائيلَ أن يَجعَلوا في أربَعَةِ جَوانِبِ أكسِيَتِهِمُ الخُيوطَ الزُّرقَ ، ويَذكُرونَ بِها إلهَ السَّماءِ . (2)

الحاوي :عَن جابِرٍ ، عَنِ امرَأَةٍ حَدَّثَتهُ عَن فاطِمَةَ بِنتِ الحُسَينِ عليه السلام أنَّها كانَت تُسَبِّحُ بِخَيطٍ مَعقودٍ فيها . (3)

البداية والنهاية :عَن أبي صَفِيَّةَ مَولَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله أنَّهُ كانَ يوضَعُ لَهُ نَطعٌ (4) ويُجاءُ بِزَبيلٍ فيهِ حَصىً فَيُسَبِّحُ بِهِ إلى نِصفِ النَّهارِ ثُمَّ يُرفَعُ ، فَإِذا صَلَّى الاُولى سَبَّحَ حَتّى يُمسِيَ . (5)

الزهد عن القاسم بن عبد الرحمن :كانَ لِأَبِي الدَّرداءِ نَوىً مِن نَوَى العَجوَةِ (6) . . . في كيسٍ ، وكانَ إذا صَلَّى الغَداةَ أقعى عَلى فِراشِهِ ، فَأَخَذَ الكيسَ فَأَخرَجَهُنَّ واحِدَةً واحِدَةً يُسَبِّحُ بِهِنَّ ، فَإِذا نَفِدنَ أعادَهُنَّ واحِدَةً واحِدَةً كُلُّ ذلِكَ يُسَبِّحُ بِهِنَّ . (7)

الدعوات :رُوِيَ أنَّهُ لَمّا حُمِلَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام إلى يَزيدَ عَلَيهِ اللَّعنَةُ هَمَّ بِضَربِ عُنُقِهِ ، فَوَقَّفَهُ بَينَ يَدَيهِ وهُوَ يُكَلِّمُهُ لِيَستَنطِقَهُ بِكَلِمَةٍ يوجِبُ بِها قَتلَهُ ، وعَلِيٌّ عليه السلام يُجيبُهُ حَسَبَ ما يُكَلِّمُهُ ، وفي يَدِهِ سُبحَةٌ صَغيرَةٌ يُديرُها بِأَصابِعِهِ وهُوَ يَتَكَلَّمُ ، فَقالَ لَهُ يَزيدُ _ عَلَيه

.


1- .قال العلّامة المجلسي رحمه الله : الظاهر كون حبّات السبح زرقا ، ويحتمل أن يكون المراد كون خيطها كذلك كما قيل (بحار الأنوار : ج 101 ص 134) .
2- .المزار الكبير : ص 368 ح 17 ، المزار للمفيد : ص 152 ح 6 وفيه «التسبيح» بدل «السبح» ، بحار الأنوار : ج 101 ص 134 ح 68 .
3- .الحاوي للسيوطي : ج 2 ص 140 نقلاً عن الطبقات الكبرى .
4- .النّطْع _ بالكسر وبالفتح وبالتحريك _ : بساط من الأديم [ أي الجِلْد] (القاموس المحيط : ج 3 ص 89 «نطع») .
5- .البداية والنهاية : ج 5 ص 322 ، الحاوي للسيوطي : ج 2 ص 140 .
6- .العَجْوة : نَوعٌ من تمر المدينة؛ أكبر من الصَّيحاني ، يضرب إلى السواد ، من غَرْس النبيّ صلى الله عليه و آله (النهاية : ج 3 ص 188 «عجا») .
7- .الزهد لابن حنبل : ص 175 .

ص: 390

10 / 2 فضل السّبحة من طين قبر الحسين

ما يَستَحِقُّهُ _ : أنَا اُكَلِّمُكَ وأنتَ تُجيبُني وتُديرُ أصابِعَكَ بِسُبحَةٍ في يَدِكَ ، فَكَيفَ يَجوزُ ذلِكَ؟! فَقالَ عليه السلام : حَدَّثَني أبي عَن جَدّي صلى الله عليه و آله أنَّهُ كانَ إذا صَلَّى الغَداةَ وَانفَتَلَ (1) لا يَتَكَلَّمُ حَتّى يَأخُذَ سُبحَةً بَينَ يَدَيهِ ، فَيَقولُ : «اللّهُمَّ إنّي أصبَحتُ اُسَبِّحُكَ ، وأُحَمِّدُكَ ، واُهَلِّلُكَ ، واُكَبِّرُكَ ، واُمَجِّدُكَ بِعَدَدِ ما اُديرُ بِهِ سُبحَتي» ويَأخُذُ السُّبحَةَ في يَدِهِ ويُديرُها وهُوَ يَتَكَلَّمُ بِما يُريدُ مِن غَيرِ أن يَتَكَلَّمَ بِالتَّسبيحِ ، وذَكَرَ أنَّ ذلِكَ مُحتَسَبٌ لَهُ وهُوَ حِرزٌ إلى أن يَأوِيَ إلى فِراشِهِ ، فَإِذا أوى إلى فِراشِهِ قالَ مِثلَ ذلِكَ القَولِ ، ووَضَعَ سُبحَتَهُ تَحتَ رَأسِهِ ، فَهِيَ مَحسوبَةٌ لَهُ مِنَ الوَقتِ إلَى الوَقتِ ، فَفَعَلتُ هذَا اقتِداءً بِجَدِّي صلى الله عليه و آله . فَقالَ لَهُ يَزيدُ عَلَيهِ اللَّعنَةُ مَرَّةً بَعدَ اُخرى : لَستُ اُكَلِّمُ أحَدا مِنكُم إلّا ويُجيبُني بِما يَفوزُ بِهِ! وعَفا عَنهُ ووَصَلَهُ وأمَرَ بِإِطلاقِهِ . (2)

10 / 2فَضلُ السُّبحَةِ مِن طينِ قَبرِ الحُسَينِالإمام الصادق عليه السلام :مَن سَبَّحَ بِسُبحَةٍ مِن طينِ قَبرِ الحُسَينِ عليه السلام تَسبيحَةً ، كَتَبَ اللّهُ لَهُ أربَعَمِئَةِ حَسَنَةٍ ، ومَحا عَنهُ أربَعَمِئَةِ سَيِّئَةٍ ، وقُضِيَت لَهُ أربَعُمِئَةِ حاجَةٍ ، ورُفِعَ لَهُ أربَعُمِئَةِ دَرَجَةٍ . (3)

عنه عليه السلام :مَن أدارَ الحُجَيرَ (4) مِن تُربَةِ الحُسَينِ عليه السلام فَاستَغفَرَ بِهِ مَرَّةً واحِدَةً ، كُتِبَ لَه

.


1- .انْفَتَل فلانٌ عن صلاتِه : أي انصَرَف (لسان العرب : ج 11 ص 514 «فتل») .
2- .الدعوات : ص 61 ح 152 ، بحار الأنوار : ج 101 ص 136 ح 78 .
3- .بحار الأنوار : ج 85 ص 341 ح 32 نقلاً عن المزار بخطّ محمّد بن محمّد بن الحسين بن معيّة .
4- .في مصباح المتهجّد : «الحجر» .

ص: 391

بِالواحِدَةِ سَبعونَ مَرَّةً ، وإن أمسَكَ السُّبحَةَ في يَدِهِ ولَم يُسَبِّح بِها فَفي كُلِّ حَبَّةٍ سَبعُ مَرّاتٍ . (1)

عنه عليه السلام :مَنِ اتَّخَذَ سُبحَةً مِن تُربَةِ الحُسَينِ عليه السلام ، إن سَبَّحَ بِها وإلّا سَبَّحَت في كَفِّهِ ، وإذا حَرَّكَها وهُوَ ساهٍ كُتِبَ لَهُ تَسبيحَةٌ ، وإذا حَرَّكَها وهُوَ ذاكِرُ اللّهِ تَعالى كَتَبَ لَهُ أربَعينَ تَسبيحَةً . (2)

عنه عليه السلام _ وقَد سُئِلَ عَنِ استِعمالِ التُّربَتَينِ مِن طينِ قَبرِ حَمزَةَ وقَبرِ الحُسَينِ عليه السلام وَالتَّفاضُلِ بَينَهُما _ :السُّبحَةُ الَّتي هِيَ مِن طينِ قَبرِ الحُسَينِ عليه السلام تُسَبِّحُ بِيَدِ الرَّجُلِ مِن غَيرِ أن يُسَبِّحَ . (3)

تهذيب الأحكام عن محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري :كَتَبتُ إلَى الفَقيهِ عليه السلام أسأَ لُهُ : هَل يَجوزُ أن يُسَبِّحَ الرَّجُلُ بِطينِ قَبرِ الحُسَينِ عليه السلام وهَل فيهِ فَضلٌ؟ فَأَجابَ وقَرَأتُ التَّوقيعَ ، ومِنهُ نَسَختُ : يُسَبِّحُ بِهِ ، فَما في شَيءٍ مِنَ التَّسبيحِ أفضَلُ مِنهُ ، ومِن فَضلِهِ أنَّ المُسَبِّحَ يَنسَى التَّسبيحَ ويُديرُ السُّبحَةَ فَيُكتَبُ لَهُ ذلِكَ التَّسبيحُ . (4)

مكارم الأخلاق :رُوِيَ أنَّ الحورَ العينَ إذا أبصَرنَ بِواحِدٍ مِنَ الأَملاكِ يَهبِطُ إلَى الأَرضِ لِأَمرٍ ما ، يَستَهدينَ مِنهُ السُّبَحَ وَالتُّرَبَ مِن طينِ قَبرِ الحُسَينِ عليه السلام . (5)

.


1- .المزار للمفيد : ص 150 ح 2 ، مصباح المتهجّد : ص 735 ، المزار الكبير : ص 367 ح 12 ، بحار الأنوار : ج 101 ص 136 ح 77 .
2- .بحار الأنوار : ج 85 ص 340 ح 32 نقلاً عن المزار بخطّ محمّد بن محمّد بن الحسين بن معيّة .
3- .المزار الكبير : ص 367 ح 14 ، المزار للمفيد : ص 151 ح 4 كلاهما نقلاً عن كتاب الحسن بن محبوب ، مكارم الأخلاق : ج 2 ص 30 ح 2066 ، بحار الأنوار : ج 101 ص 133 ح 66 .
4- .تهذيب الأحكام : ج 6 ص 75 ح 148 ، الاحتجاج : ج 2 ص 583 ح 357 وفيه «القبر» بدل «قبر الحسين عليه السلام » ، بحار الأنوار : ج 101 ص 132 ح 62 .
5- .مكارم الأخلاق : ج 2 ص 30 ح 2067 ، المزار للمفيد : ص 151 ح 5 ، المزار الكبير : ص 368 ح 16 ، فبحار الأنوار : ج 101 ص 134 ح 67 .

ص: 392

الإمام الرضا عليه السلام :مَن أدارَ الطّينَ مِنَ التُّربَةِ فَقالَ : «سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ» مَعَ كُلِّ حَبَّةٍ مِنها ، كَتَبَ اللّهُ لَهُ بِها سِتَّةَ آلافِ حَسَنَةٍ ، ومَحا عَنهُ سِتَّةَ آلافِ سَيِّئَةٍ ، ورَفَعَ لَهُ سِتَّةَ آلافِ دَرَجَةٍ ، وأثبَتَ لَهُ مِنَ الشَّفاعَةِ مِثلَها . (1)

الاحتجاج _ في ذِكرِ مَسائِلِ الحِمَيرِيِّ لِلإِمامِ المَهدِيِّ عليه السلام :وسَأَلَ : هَل يَجوزُ أن يُديرَ السُّبحَةَ بِيَدِهِ اليَسارِ إذا سَبَّحَ ، أو لا يَجوزُ؟ فَأَجابَ عليه السلام : يَجوزُ ذلِكَ ، وَالحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ . (2)

.


1- .المزار الكبير : ص 367 ح 13 ، المزار للمفيد : ص 151 ح 3 كلاهما عن محمّد بن عليّ ، بحار الأنوار : ج 101 ص 133 ح 65 .
2- .الاحتجاج : ج 2 ص 584 ح 357 ، بحار الأنوار : ج 85 ص 327 ح 1 .

ص: 393

الفصل الحادي عشر : ما فيه ثواب التّسبيح
11 / 1 مدارسة العلم
11 / 2 نفس الصّائم

الفَصلُ الحادي عَشَرَ : ما فيه ثواب التّسبيح11 / 1مُدارَسَةُ العِلمِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :تَعَلَّمُوا العِلمَ ؛ فَإِنَّ تَعَلُّمَهُ حَسَنَةٌ ، ومُدارَسَتَهُ تَسبيحٌ ، وَالبَحثَ عَنهُ جِهادٌ . (1)

11 / 2نَفَسُ الصّائِمِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :الصِّيامُ جُنَّةٌ مِنَ النّارِ ، ونَومُ الصّائِمِ عِبادَةٌ ، ونَفَسُهُ تَسبيحٌ ، ومَن أصبَحَ صائِما سَبَّحَت لَهُ أعضاؤُهُ ، وأضاءَت لَهُ السَّماواتُ نورا ، وَاستَغفَرَ لَهُ كُلُّ مَلَكٍ فِي السَّماءِ ، فَإِن سَبَّحَ أو هَلَّلَ تَلَقّاها سَبعونَ ألفَ مَلَكٍ يَكتُبونَها إلى أن تَوارَت بِالحِجابِ (2) . (3)

.


1- .تحف العقول : ص 28 ، الأمالي للصدوق : ص 713 ح 982 ، روضة الواعظين : ص 13 كلاهما عن الإمام عليّ عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 1 ص 166 ح 7 ؛ الفردوس : ج 2 ص 41 ح 2237 عن معاذ بن جبل نحوه ، كنزالعمّال : ج 10 ص 167 ح 28867 .
2- .توارى : استتر . قال تعالى : «حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ» (ص : 32) (مفردات ألفاظ القرآن : ص 866 «ورى») .
3- .كنزالعمّال : ج 15 ص 911 ح 43574 نقلاً عن أبي نصر عن الإمام الصادق عن أبيه عن جدّه عليهم السلام .

ص: 394

11 / 3 نفس المهموم لأهل البيت
11 / 4 نفس النّائم النّاوي لصلاة اللّيل

عنه صلى الله عليه و آله :صَمتُ الصّائِمِ تَسبيحٌ ، ونَومُهُ عِبادَةٌ ، ودُعاؤُهُ مُستَجابٌ ، وعَمَلُهُ مُضاعَفٌ . (1)

عنه صلى الله عليه و آله :ما مِن عَبدٍ أصبَحَ صائِما ، إلّا فُتِحَت لَهُ أبوابُ السَّماءِ ، وسَبَّحَت أعضاؤُهُ ، وَاستَغفَرَ لَهُ أهلُ السَّماءِ الدُّنيا ، إلى أن يُوارى بِالحِجابِ . (2)

11 / 3نَفَسُ المَهمومِ لِأَهلِ البَيتِالإمام الصادق عليه السلام :نَفَسُ المَهمومِ لَنَا المُغتَمِّ لِظُلمِنا تَسبيحٌ ، وهَمُّهُ لِأَمرِنا عِبادَةٌ ، وكتِمانُهُ لِسِرِّنا جِهادٌ في سَبيلِ اللّهِ . (3)

11 / 4نَفَسُ النّائِمِ النّاوي لِصَلاةِ اللَّيلِالإمام الصادق عليه السلام :إنَّ العَبدَ لَيَنوي مِن نَهارِهِ أن يُصَلِّيَ بِاللَّيلِ فَتَغلِبُهُ عَينُهُ فَيَنامُ ، فَيُثبِتُ اللّهُ لَهُ صَلاتَهُ ، ويَكتُبُ نَفَسَهُ تَسبيحا ، ويَجعَلُ نَومَهُ عَلَيهِ صَدَقَةً . (4)

.


1- .الفردوس : ج 2 ص 397 ح 3761 عن ابن عمر ، كنزالعمّال : ج 8 ص 449 ح 23602 ؛ كتاب من لا يحضره الفقيه : ج 2 ص 76 ح 1783 ، ثواب الأعمال : ص 75 ح 3 عن أحمد وكلاهما عن الإمام الصادق عليه السلام مع تقديم وتأخير وفيهما «متقبّل» بدل «مضاعف» ، بحار الأنوار : ج 96 ص 253 ح 21 .
2- .شُعب الإيمان : ج 3 ص 299 ح 3591 عن عائشة ، كنزالعمّال : ج 8 ص 455 ح 23630 .
3- .الكافي : ج 2 ص 226 ح 16 عن عيسى بن أبي منصور ، الأمالي للمفيد : ص 338 ح 3 ، بشارة المصطفى : ص 105 كلاهما عن أبان بن تغلب وليس فيهما «لنا المغتمّ» ، بحار الأنوار : ج 75 ص 83 ح 33 .
4- .علل الشرايع : ص 524 ح 1 ، بحار الأنوار : ج 70 ص 206 ح 18 .

ص: 395

11 / 5 همّ من كان هواه في رضا اللّه
11 / 6 أنين المؤمن

11 / 5هَمُّ مَن كانَ هَواهُ في رِضَا اللّهِالإمام الصادق عليه السلام :إنَّ اللّهَ عز و جل يَقولُ : إنّي لَستُ كُلَّ كَلامِ الحَكيمِ أتَقَبَّلُ ، إنَّما أتَقَبَّلُ هَواهُ وهَمَّهُ ؛ فَإِن كانَ هَواهُ وهَمُّهُ في رِضايَ ، جَعَلتُ هَمَّهُ تَقديسا وتَسبيحا . (1)

11 / 6أنينُ المُؤمِنِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :أنينُ المُؤمِنِ تَسبيحٌ ، وصِياحُهُ تَهليلٌ ، ونَومُهُ عَلَى الفِراشِ عِبادَةٌ . (2)

عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ المُؤمِنَ إذا حُمَّ حُمّى واحِدَةً تَناثَرَتِ الذُّنوبُ مِنهُ كَوَرَقِ الشَّجَرِ فَإِن أنَّ عَلى فِراشِهِ فَأَنينُهُ تَسبيحٌ وصِياحُهُ تَهليلٌ وتَقَلُّبُهُ عَلى فِراشِهِ كَمَن يَضرِبُ بِسَيفِهِ في سَبيلِ اللّهِ . (3)

.


1- .الكافي : ج 8 ص 166 ح 180 عن إسماعيل بن محمّد .
2- .كتاب من لا يحضره الفقيه : ج 4 ص 364 ح 5762 عن حمّاد بن عمرو وأنس بن محمّد عن أبيه جميعا ، مكارم الأخلاق : ج 2 ص 327 ح 2656 كلاهما عن الإمام الصادق عن آبائه عن الإمام عليّ عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج 77 ص 54 ح 3 ؛ تاريخ بغداد : ج 2 ص 191 عن أبي هريرة وفيه «المريض» بدل «المؤمن» ، كنزالعمّال : ج 3 ص 311 ح 6705 .
3- .عدّة الداعي : ص 116 ، إرشاد القلوب : ص 43 كلاهما عن الإمام الصادق عليه السلام ، ثواب الأعمال : ص 228 ح 3 ، مكارم الأخلاق : ج 2 ص 170 ح 2418 كلاهما عن يوسف بن إسماعيل بإسنادٍ له ومن دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج 81 ص 205 ح 10 .

ص: 396

. .

ص: 397

القسم الرّابع : التّحميد

اشاره

القِسمُ الرّابِعُ: التّحميدالمدخلالفصل الأوّل : تفسير الحمدالفصل الثّاني : الحثّ على التّحميدالفصل الثّالث : بركات الحمدالفصل الرّابع : مواضع الحمدالفصل الخامس : المحامد المأثورة

.

ص: 398

. .

ص: 399

المدخل

«الحمد» و«التحميد» لغة واصطلاحا

المدخل«الحمد» و«التحميد» لغة واصطلاحا«التحميد» من مادة «حمد» بمعنى المدح مقابل الذم ، وعندما تنقل هذه المادة إلى باب التفعيل فإنّها تدل عادة على المبالغة ، ولذلك فإن الاسم «محمّد» يعني المحمود كثيرا . وقد يأتي باب التفعيل بمعنى النسبة أيضا ، والتحميد يعني الحمد وقول الحمد أي نسبة الحمد والثناء إلى اللّه . ويفسّر الخليل بن أحمد الفراهيدي «الحمد» و«التحميد» كالتالي : الحمد : نقيض الذمّ ، يقال : بلوته فأحمدته أي وجدته حميدا محمود الفعال . وحمدته على ذلك . . . والتحميد : كثرة حمد اللّه بحسن المحامد . . . والحمد : الثناء . (1) كما يصرّح ابن فارس في بيان معنى «الحمد» : الحاء والميم والدال كلمة واحدة وأصل واحد يدلّ على خلاف الذّم ، يقال : حمدت فلانا أحمده ، ورجل محمود ومحمّد ، إذا كثرت خصاله المحمودة غير المذمومة . . . ولهذا الذي ذكرنا سمّي نبيّنا محمّدا صلى الله عليه و آله . (2) وقال بعض علماء اللغة حول الفرق بين الحمد والمدح : الحمد أخصّ من المدح

.


1- .ترتيب كتاب العين : ص 196 .
2- .معجم مقاييس اللغة : ج 2 ص 100 .

ص: 400

«الحمد» و«التحميد» في الكتاب والسنّة

لأنّ المدح يشمل الجميل الاختياري وغير الاختياري ولكن الحمد يشمل الجميل الاختياري فقط . (1) إنّ الراغب الأصفهاني يذكر في إيضاح الفرق بين الحمد والمدح والشكر : الحمد للّه تعالى : الثناء عليه بالفضيلة وهو أخص من المدح وأعم من الشكر ، فإنّ المدح يقال فيما يكون من الإنسان باختياره ، وممّا يقال منه وفيه بالتسخير ، فقد يمدح الإنسان بطول قامته وصباحة وجهه كما يمدح ببذل ماله وسخائه وعلمه ، والحمد يكون في الثاني دون الأوّل . والشكر لا يقال إلّا في مقابلة نعمة فكلّ شكر حمد وليس كلّ حمد شكرا ، وكلّ حمد مدح وليس كلّ مدح حمدا . (2) وممّا يجدر ذكره أنه لا يوجد اتّفاق في الرأي بشأن وجود فرق بين معنى الحمد والمدح ، أو عدمه ، ويمكن للراغبين في البحث في هذا المجال الرجوع إلى المصادر اللغوية والتفسيرية . (3)

«الحمد» و«التحميد» في الكتاب والسنّةلقد ورد الاهتمام بمدح اللّه وتأكيده في القرآن الكريم في 43 آية بأشكال مختلفة ، فقد مدح اللّه _ تعالى _ نفسه في 14 آية (4) ، وأمر بحمده والثناء عليه في 13

.


1- .راجع : الصحاح : ج 2 ص 466 .
2- .مفردات ألفاظ القرآن : ص 256 .
3- .راجع : معجم الفروق اللغويّة : ص 201 _ 203 و تفسير الكشّاف : ج 1 ص 5 و تفسير الفخر الرازي : ج 12 ص 150 .
4- .الفاتحة : 1 ، الأنعام : 1 و 45 ، النحل : 75 ، الإسراء : 111 ، الكهف : 1 ، القصص : 70 ، الروم : 18 ، سبأ : 1 ، فاطر : 1 ، الصافّات : 182 ، الزمر : 29 ، غافر : 65 ، الجاثية : 36 .

ص: 401

ملاحظات حول معنى «الحمد»

آية (1) (6 مرات من دون تسبيح و7 مرّات مع التسبيح) ، ونقل في 16 آية حمد اللّه _ تعالى _ على لسان الأنبياء (2) ، والملائكة (3) ، وأهل الجنّة (4) ، وأهل القيامة (5) ، والرعد (6) وجميع الأشياء (7) . بالإضافة إلى ذلك فقد وصف اللّه _ سبحانه _ ب «الحميد» في سبع عشرة آية . (8) وممّا يجدر ذكره أن كلمة «التحميد» لم تستعمل في القرآن ، ولكن ورد استعمالها في الأحاديث الإسلامية رغم أنّه لا يرقى إلى كثرة استعمال «الحمد» .

ملاحظات حول معنى «الحمد»هناكَ ملاحظات تستحق الاهتمام فيما يتعلق بمعنى «الحمد» في الكتاب والسنّة : 1 . لقد استعملت هذه اللفظة في الكتاب والسنّة في فضيلة اللّه الذاتية ، مثل : «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَ لَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ في الملك...» (9) . 2 . إنّ مدح اللّه _ تعالى _ ، ينبثق من معرفته ، ولذلك فإنّ لحقيقة الحمد الإلهي وكماله علاقة مباشرة بمستوى معرفته ؛ فكلما ازدادت المعرفة بجمال الحق _ تعالى _ وكماله ، ازداد كمال مدح المادح .

.


1- .الإسراء : 111 ، المؤمنون : 28 ، النمل : 59 و 93 ، العنكبوت : 63 ، لقمان : 25 ، الحجر : 98 ، طه : 130 ، الفرقان : 58 ، غافر : 55 ، ق : 39 ، الطور : 48 ، النصر : 3 .
2- .راجع : إبراهيم : 39 ، النمل : 15 .
3- .راجع : البقرة : 30 ، الزمر : 75 ، غافر : 7 ، الشورى : 5 .
4- .راجع : الأعراف : 43 ، يونس : 10 ، فاطر : 34 ، الزمر : 74 .
5- .راجع : الإسراء : 52 .
6- .راجع : الرعد : 13 .
7- .راجع : الإسراء : 44 ، التغابن : 1 .
8- .راجع : البقرة : 267 ، النساء : 131 ، هود : 73 ، إبراهيم : 1 و 8 ، الحجّ : 24 و 64 ، لقمان : 12 و 26 ، سبأ : 6 ، فاطر : 15 ، فصّلت : 42 ، الشورى : 28 ، الحديد : 24 ، الممتحنة : 6 ، التغابن : 6 ، البروج : 8 .
9- .الإسراء : 111 .

ص: 402

الحدّ بين الإنسان والحيوان

بناء على ذلك فإن أكمل وأفضل مادح للّه _ تعالى _ ، هو اللّه نفسه ذلك لعدم وجود أي أحد يعرف ذاته المقدّسة مثله ، ولذلك فإنّ اللّه _ عزّ وجلّ _ ليس الأحق بالمدح فحسب ، بل هو أيضا أفضل مادح لنفسه ، كما نقرأ في الدعاء : «يا خَيرَ حامِدٍ ومَحمودٍ» (1) . 3 . إنّ تفسير الحمد بالشكر والمفاهيم المشابهة له في الروايات هو تفسير بالأعم ، وممّا لا نشكّ فيه أنّ هذا التفسير لا يعني أن من غير الممكن مدح اللّه دون أخذ نعمه بنظر الاعتبار . 4 . إنّ الأحاديث التي فسّرت «الحمد» ب «حق الشكر» أو «تمام الشكر» أو «وفاء الشكر» ، تريد من ذلك الشكر باللسان بمعنى أنّ كلمة «الحمد» إذا جرت على اللسان من منطلق المعرفة ، فإنّ اللسان يكون قد أدّى واجبه في الشكر حقيقةً وبناء على ذلك ، فإن التفسير المذكور لا ينفي ضرورة الشكر العملي على النعم الإلهيّة والذي ورد التأكيد عليه في الروايات الأخرى ، بل إن الحمد الصادق يستوجب أن يكون الحامد شاكرا من الناحية العملية أيضا على النعم الإلهيّة .

الحدّ بين الإنسان والحيوانلقد ذكرت في الكتاب والسنّة ، ملاحظات بالغة الأهمية حول حمد اللّه _ تعالى _ ومدحه وآثارهما وبركاتهما وهي جميعا دالّة على أهمية هذا الذكر ودوره البنّاء في بناء الإنسان ، سوف نستعرض هذه الملاحظات في خمسة فصول ، ونكتفي هنا بالإشارة إلى ملاحظة دقيقة للغاية في دعاء الإمام السجاد عليه السلام وهي أن «الحمد» هو الحد بين الإنسان والحيوان ، وإذا ما أزيل هذا الحاجز ، خرج الإنسان من حد الإنسانية ودخل في نطاق البهائم ، وقد جاء دعاؤه عليه السلام في أوّل الصحيفة السجّادية

.


1- .راجع : ج 1 ص 411 (خير حامد و محمود) .

ص: 403

وهو : وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي لَو حَبَسَ عَن عِبادِهِ مَعرِفَةَ حَمدِهِ عَلى ما أبلاهُم مِن مِنَنِهِ المُتَتابِعَةِ ، وأسبَغَ عَليهِم مِن نِعَمِهِ المُتَظاهِرَةِ ؛ لَتَصَرَّفوا في مِنَنِهِ فَلَم يَحمَدوهُ ، وتَوَسَّعوا في رِزقِهِ فَلَم يَشكُروهُ ، ولَو كَانوا كَذلِكَ لَخَرَجوا مِن حُدودِ الإِنسانِيَّةِ إلى حَدِّ البَهيمِيَّةِ ، فَكانوا كَما وَصَفَ في مُحكَمِ كِتابِهِ : «إِنْ هُمْ إِلَا كَالْأَنْعَ_مِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً» (1) . (2) بعبارة اُخرى فإنّ الشكر من جنود العقل والكفران من جنود الجهل ، كما نقل عن الإمام الصادق عليه السلام في بيان جنود العقل والجهل : وَالشُّكرُ وضِدُّهُ الكُفرانُ . (3) فالبهائم لا تدرك الشكر لأنها لا تمتلك العقل ، فالحمار لا يشكرك مهما أنعمت عليه أو قدمت له من خدمة ، ولكن العقل يدعو الإنسان إلى شكر ولي نعمته ، ولا شك في أن كل نعمة تصيب الإنسان ، هي من جانب اللّه . «وَ مَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ» . (4) على هذا الأساس فإنّ العقل يحكم بعدم وجود أحد يستحق الحمد والشكر أكثر من اللّه . ولذلك يؤكّد الإمام علي عليه السلام قائلاً : لَو لَم يَتَوَعَّدِ اللّهُ عَلى مَعصِيَةٍ لَكانَ يَجِبُ ألّا يُعصى شُكرا لِنِعَمِهِ . (5) بناء على ذلك ، فكلّما ازداد نصيب الإنسان من العقل وابتعد أكثر عن حدود

.


1- .الفرقان : 44 .
2- .راجع : ج 1 ص 513 ح 1395 .
3- .راجع : موسوعة العقائد الإسلامية : ج 2 ص 244 ح 311 (جنود العقل والجهل) .
4- .النحل : 53 .
5- .نهج البلاغة : الحكمة 290. راجع : ميزان الحكمة «وجوب شكر المنعم» .

ص: 404

سرّ محبّة اللّه للحمد

الحيوانية ازداد حمده للّه _ تعالى _ وشكره له بلسانه وعمله ، وكلما اقترب أكثر من حد البهيمية ، قلّ حمده وشكره .

سرّ محبّة اللّه للحمدمن خلال التأمّل في الملاحظة السابقة ، يتضح لنا سرّ حبّ اللّه _ سبحانه _ للحمد ، فقد ورد التأكيد في عدد من الأحاديث أنه _ تعالى _ يحب أن يمدح بل إنّ مدحه أحب شيء له (1) . كما يعرف بذلك الجواب على السؤال التالي : لماذا يحب اللّه أن يمدح ، مع أنه غني بالذات ولا يحتاج إلى مدح الآخرين؟ إنّ سرّ حبّ اللّه _ تعالى _ للحمد هو أنّه يريد أن يوظف البشر عقولهم ما استطاعوا وأن يبتعدوا عن البهائم ، وبذلك يقتربون من هدف خلقهم ، ولا شك في أن وصول الإنسان إلى هذا الهدف لا يتحقق إلّا من خلال الشكر اللساني والعملي لخالقهم والمنعم الحقيقي عليهم .

.


1- .راجع : ج 1 ص 414 (أحبّ الأشياء إلى اللّه ) .

ص: 405

الفصل الأوّل : تفسير الحمد

1 / 1 شكر النّعم

الفَصلُ الأَوَّلُ : تفسير الحمد1 / 1شُكرُ النِّعَمِالإمام عليّ عليه السلام _ فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ _ :الحَمدُ شُكرٌ . (1)

عنه عليه السلام _ في كِتابِهِ إلى مَلِكِ الرّومِ حينَ سَأَلَهُ عَن تَفسيرِ فاتِحَةِ الكِتابِ _ :أمّا قَولُهُ : «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَ__لَمِينَ » فَذلِكَ ثَناءٌ مِنّا عَلى رَبِّنا تَبارَكَ وتَعالى بِما أنعَمَ عَلَينا . . . . (2)

الإمام الرضا عليه السلام :إنَّ قَولَهُ عز و جل : «الْحَمْدُ لِلَّهِ» إنَّما هُوَ أداءٌ لِما أوجَبَ اللّهُ عز و جل عَلى خَلقِهِ مِنَ الشُّكرِ ، وشُكرٌ لِما وَفَّقَ عَبدَهُ مِنَ الخَيرِ . (3)

الإمام الجواد عليه السلام :جاءَ رَجُلٌ إلَى الرِّضا عليه السلام فَقالَ لَهُ : يَابنَ رَسولِ اللّهِ ، أخبِرني عَن قَول

.


1- .شرح نهج البلاغة : ج 20 ص 261 ح 51 وراجع الدرّ المنثور : ج 1 ص 30 .
2- .إرشاد القلوب : ص 366 ، التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام : ص 31 ح 11 عن الإمام العسكري عن الإمام الرضا عن آبائه عن الإمام زين العابدين عنه عليهم السلامنحوه ، بحار الأنوار : ج 92 ص 259 ح 53 وج10 ص 61 ح 4 .
3- .كتاب من لا يحضره الفقيه : ج 1 ص 310 ح 926 ، علل الشرايع : ص 260 ح 9 كلاهما عن الفضل بن شاذان ، بحار الأنوار : ج 85 ص 54 ح 46 .

ص: 406

1 / 2 رأس الشّكر

اللّهِ عز و جل : «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَ__لَمِينَ» ما تَفسيرُهُ؟ فَقالَ : لَقَد حَدَّثَني أبي عَن جَدّي عَنِ الباقِرِ عَن زَينِ العابِدينَ عَن أبيهِ عليهم السلام : إنَّ رَجُلاً جاءَ إلى أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام فَقالَ : أخبِرني عَن قَولِ اللّهِ عز و جل : «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَ__لَمِينَ » ما تَفسيرُهُ؟ فَقالَ : «الحَمدُ للّهِِ» هُوَ أن عَرَّفَ عِبادَهُ بَعضَ نِعَمِهِ عَلَيهِم جُمَلاً؛ إذ لا يَقدِرونَ عَلى مَعرِفَةِ جَميعِها بِالتَّفصيلِ ؛ لِأَنَّها أكثَرُ مِن أن تُحصى أو تُعرَفَ ، فَقالَ لَهُم : قولوا : الحَمدُ للّهِِ عَلى ما أنعَمَ بِهِ عَلَينا رَبُّ العالَمينَ ، وهُمُ الجَماعاتُ مِن كُلِّ مَخلوقٍ مِنَ الجَماداتِ وَالحَيَواناتِ؛ وأمَّا الحَيَواناتُ فَهُوَ يُقَلِّبُها (1) في قُدرَتِهِ ، ويَغذوها مِن رِزقِهِ ، ويَحوطُها بِكَنَفِهِ ، ويُدَبِّرُ كُلّاً مِنها بِمَصلَحَتِهِ . وأمَّا الجَماداتُ فَهُوَ يُمسِكُها بِقُدرَتِهِ؛ ويُمسِكُ المُتَّصِلَ مِنها أن يَتَهافَتَ ، ويُمسِكُ المُتَهافِتَ مِنها أن يَتَلاصَقَ ، ويُمسِكُ السَّماءَ أن تَقَعَ عَلَى الأَرضِ إلّا بِإِذنِهِ ، ويُمسِكُ الأَرضَ أن تَنخَسِفَ إلّا بِأَمرِهِ ، إنَّهُ بِعِبادِهِ رَؤوفٌ رَحيمٌ . (2)

1 / 2رَأسُ الشُّكرِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :«الحَمدُ للّهِِ» رَأسُ الشُّكرِ ، ما شَكَرَ اللّهَ عَبدٌ لا يَحمَدُهُ . (3)

.


1- .في المصدر : «يقبلها» ، والتصويب من المصدرين الآخرين .
2- .عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج 1 ص 282 ح 30 ، بشارة المصطفى : ص 212 كلاهما عن محمّد بن زياد ومحمّد بن سيّار عن الإمام العسكري عن الإمام الهادي عليهماالسلام ، علل الشرايع : ص 416 ح 3 عن محمّد بن زياد ومحمّد بن سيّار ، التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام : ص 30 ح 11 كلاهما عن الإمام العسكري عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 26 ص 274 ح 17 و ج 92 ص 224 ح 2 .
3- .نوادر الاُصول : ج 1 ص 412 ، الآداب للبيهقي : ص 459 ح 1029 ، الفردوس : ج 2 ص 155 ح 2784 كلاهما عن عبد اللّه بن عمرو ، كنزالعمّال : ج 3 ص 255 ح 6419 .

ص: 407

1 / 3 حقّ الشّكر

1 / 3حَقُّ الشُّكرِالإمام عليّ عليه السلام :بَعَثَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله سَرِيَّةً (1) فَقالَ : اللّهُمَّ إنَّ لَكَ عَلَيَّ إن رَدَدتَهُم سالِمينَ غانِمينَ أن أشكُرَكَ أحَقَّ الشُّكرِ . قالَ : فَما لَبِثوا أن جاؤوا كَذلِكَ ، فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : الحَمدُ للّهِِ عَلى سابِغِ نِعَمِ اللّهِ . (2)

كتاب الشكر عن كعب بن عجرة :بَعَثَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله بَعثا مِنَ الأَنصارِ وقالَ : إن سَلَّمَهُمُ اللّهُ جَلَّ وعَزَّ وغَنَّمَهُم فَإِنَّ للّهِِ عَلَيَّ في ذلِكَ شُكرا . قالَ : فَلَم يَلبَثوا أَن غَنِموا وسَلِموا ، فَقالَ بَعضُ أَصحابِهِ : سَمِعناكَ تَقولُ : إن سَلَّمَهُمُ اللّهُ وغَنَّمَهُم فَإِنَّ عَلَيَّ في ذلِكَ شُكرا للّهِِ جَلَّ وعَزَّ! قالَ : قَد فَعَلتُ؛ قَد قُلتُ : اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ شُكرا ، ولَكَ المَنُّ فَضلاً . (3)

مكارم الأخلاق :نَفَرَت بَغلَةٌ لِأَبي جَعفَرٍ عليه السلام فيما بَينَ مَكّةَ وَالمَدينَةِ ، فَقالَ : لَئِن رَدَّهَا اللّهُ عَلَيَّ لَأَشكُرَنَّهُ حَقَّ شُكرِهِ . فَلَّما أخَذَها قالَ : «الحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ» ثَلاثَ مَرّاتٍ ، ثُمَّ قالَ ثَلاثَ مَرّاتٍ : «شُكرا للّهِِ» . (4)

الكافي عن حمّاد بن عثمان :خَرَجَ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام مِنَ المَسجِدِ وقَد ضاعَت دابَّتُهُ ، فَقالَ :

.


1- .السَّريّة : طائفة من الجيش يبلغ أقصاها أربعمئة تُبعَث إلى العدوّ ، وجمعها السرايا ، سمّوا بذلك لأنّهم يكونون خلاصة العسكر وخيارهم ؛ من الشيء السريّ : النفيس (النهاية : ج 2 ص 363 «سرى») .
2- .مشكاة الأنوار : ص 70 ح 118 ، بحار الأنوار : ج 93 ص 214 ح 17 .
3- .الشكر لابن أبي الدنيا : ص 53 ح 105 ، المعجم الكبير : ج 19 ص 144 ح 316 ، كنزالعمّال : ج 3 ص 262 ح 6460 .
4- .مكارم الأخلاق : ج 2 ص 78 ح 2197 ، بحار الأنوار : ج 93 ص 215 ح 18 .

ص: 408

1 / 4 وفاء الشّكر وتمامه

لَئِن رَدَّهَا اللّهُ عَلَيَّ لَأَشكُرَنَّ اللّهَ حَقَّ شُكرِهِ . قالَ : فَما لَبِثَ أن اُتِيَ بِها ، فَقالَ : الحَمدُ للّهِِ . فَقالَ لَهُ قائِلٌ : جُعِلتُ فِداكَ ، ألَيسَ قُلتَ : لَأَشكُرَنَّ اللّهَ حقَّ شُكرِهِ؟! فَقالَ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام : ألَم تَسمَعني قُلتُ : الحَمدُ للّهِِ؟ (1)

الكافي عن أبي بصير :قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام : هَل لِلشُّكرِ حَدٌّ إذا فَعَلَهُ العَبدُ كانَ شاكِرا؟ قالَ : نَعَم ، قُلتُ : ما هُوَ؟ قالَ : يَحمَدُ اللّهَ عَلى كُلِّ نِعمَةٍ عَلَيهِ في أهلٍ ومالٍ ، وإن كانَ فيما أنعَمَ عَلَيهِ في مالِهِ حَقٌّ أدّاهُ . (2)

1 / 4وَفاءُ الشُّكرِ وتَمامُهُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :التَّوحيدُ ثَمَنُ الجَنَّةِ ، وَالحَمدُ للّهِِ وَفاءُ شُكرِ كُلِّ نِعمَةٍ . (3)

الإمام الصادق عليه السلام :شُكرُ النِّعمَةِ اجتِنابُ المَحارِمِ ، وتَمامُ الشُّكرِ قَولُ الرَّجُلِ : الحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ . (4)

الإمام زين العابدين عليه السلام :مَن قالَ : «الحَمدُ للّهِِ» فَقَد أدّى شُكرَ كُلِّ نِعمَةٍ للّهِِ عز و جل عَلَيهِ . (5)

.


1- .الكافي : ج 2 ص 97 ح 18 ، بحار الأنوار : ج 71 ص 33 ح 13 ، الشكر لابن أبي الدنيا : ص 54 ح 106 ، صفة الصفوة : ج 2 ص 65 ، حلية الأولياء : ج 3 ص 186 كلّها عن محمّد بن مسعر نحوه .
2- .الكافي : ج 2 ص 96 ح 12 ، تفسير العيّاشي : ج 1 ص 67 ح 120 عن سماعة بن مهران نحوه ، بحار الأنوار : ج 71 ص 29 ح 7 .
3- .الأمالي للطوسي : ص 570 ح 1178 عن محمّد بن عليّ بن الحسين عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام، تنبيه الخواطر : ج 2 ص 70 ، أعلام الدين : ص 208 ؛ الدرّ المنثور : ج 1 ص 32 نقلاً عن الخطيب في تالي التلخيص من طريق ثابت عن أنس مرفوعا .
4- .الكافي : ج 2 ص 95 ح 10 عن ميسّر ، مشكاة الأنوار : ص 71 ح 121 ، بحار الأنوار : ج 71 ص 40 ح 29 .
5- .الخصال : ص 299 ح 72 عن أبي حمزة الثمالي ، مكارم الأخلاق : ج 2 ص 114 ح 2316 ، روضة الواعظين : ص 518 وفيهما «الحمد للّه الذي هداني» ، بحار الأنوار : ج 71 ص 44 ح 45 وج93 ص 193 ح 5 .

ص: 409

1 / 5 مفتاح الشّكر وخاتمه

الإمام الصادق عليه السلام :شُكرُ كُلِّ نِعمَةٍ وإن عَظُمَت أن تَحمَدَ اللّهَ عز و جل عَلَيها . (1)

عنه عليه السلام :ما أنعَمَ اللّهُ عَلى عَبدٍ بِنِعمَةٍ _ صَغُرَت أو كَبُرَت _ فَقالَ : «الحَمدُ للّهِِ» إلّا أدّى شُكرَها . (2)

عنه عليه السلام :مَن قالَ أربَعَ مَرّاتٍ إذا أصبَحَ : «الحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ» فَقَد أدّى شُكرَ يَومِهِ ، ومَن قالَها إذا أمسى فَقَد أدّى شُكرَ لَيلَتِهِ . (3)

عنه عليه السلام :مَن قالَ في كُلِّ يَومٍ سَبعَ مَرّاتٍ : «الحَمدُ للّهِِ عَلى كُلِّ نِعمَةٍ كانَت أو هِيَ كائِنَةٌ» ، فَقَد أدّى شُكرَ ما مَضى وشُكرَ ما بَقِيَ . (4)

1 / 5مِفتاحُ الشُّكرِ وخاتَمُهُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ إبراهيمَ عليه السلام سَأَلَ رَبَّهُ عز و جل قالَ : يا رَبِّ ما جَزاءُ مَن حَمِدَكَ؟ قالَ : الحَمدُ مِفتاحُ الشُّكرِ وخاتَمُ الشُّكرِ ، وَالحَمدُ يُعرَجُ بِهِ إلى عَرشِ رَبِّ العالَمينَ . (5)

.


1- .الكافي : ج 2 ص 95 ح 11 ، الخصال : ص 21 ح 73 كلاهما عن عمر بن يزيد ، بحار الأنوار : ج 93 ص 210 ح 3 .
2- .الكافي : ج 2 ص 96 ح 14 عن صفوان الجمّال ، بحار الأنوار : ج 71 ص 32 ح 9 .
3- .الكافي : ج 2 ص 503 ح 5 ، عدّة الداعي : ص 245 كلاهما عن أبي مسعود ، ثواب الأعمال : ص 13 ح 1 عن أبي مسعر ، مكارم الأخلاق : ج 2 ص 79 ح 2199 ، بحار الأنوار : ج 86 ص 162 ح 40 وص254 ح 24 ؛ كنزالعمّال : ج 2 ص 136 ح 3486 .
4- .ثواب الأعمال : ص 24 ح 1 ، بحار الأنوار : ج 87 ص 2 ح 3 وج 93 ص 211 ح 10 .
5- .الفردوس : ج 1 ص 223 ح 857 ، تاريخ دمشق : ج 6 ص 242 ح 1516 نحوه وكلاهما عن أنس ، كنزالعمّال : ج 1 ص 469 ح 2042 .

ص: 410

. .

ص: 411

الفصل الثّاني : الحثّ على التّحميد

2 / 1 خير حامد ومحمود

الفَصلُ الثّاني : الحثّ على التّحميد2 / 1خَيرُ حامِدٍ ومَحمودٍالكتاب«الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى خَلَقَ السَّمَ_وَ تِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّ_لُمَ_تِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ» . (1)

«الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى لَهُ مَا فِى السَّمَ_وَ تِ وَ مَا فِى الْأَرْضِ وَ لَهُ الْحَمْدُ فِى الْاخِرَةِ وَ هُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ» . (2)

«وَ هُوَ اللَّهُ لَا إِلَ_هَ إِلَا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِى الْأُولَى وَ الْاخِرَةِ وَ لَهُ الْحُكْمُ وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ» . (3)

راجع : الفاتحة:1،النحل:75،الكهف:1،فاطر:1،الصافّات: 182،الزمر:21،غافر:65،الروم:18،التغابن:1،الجاثية:36.

الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله _ في دُعاءِ الجَوشَنِ الكَبيرِ _ :يا خَيرَ حامِدٍ ومَحمودٍ ، يا خَيرَ شاهِد

.


1- .الأنعام : 1 .
2- .سبأ : 1 .
3- .القصص : 70 .

ص: 412

ومَشهودٍ . (1)

عنه صلى الله عليه و آله _ في دُعاءِ الجَوشَنِ الكَبيرِ _ :اللّهُمَّ إنّي أسأَلُكَ بِاسمِكَ يا أحَدُ يا واحِدُ ، يا شاهِدُ يا ماجِدُ يا حامِدُ . (2)

الإمام عليّ عليه السلام :إنّ اللّهَ ولَهُ الحَمدُ افتَتَحَ الحَمدَ لِنَفسِهِ ، وخَتَمَ أمرَ الدُّنيا ومَحَلَّ الآخِرَةِ بِالحَمدِ لِنَفسِهِ ، فَقالَ : «وَقُضِىَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَ قِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَ__لَمِينَ» (3) . (4)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّهَ تَعالى يُمهِلُ الظّالِمَ حَتّى يَقولَ : أهمَلَني ، ثُمَّ إذا أخَذَهُ أخَذَهُ أخذَةً رابِيَةً ... إنَّ اللّهَ تَعالى حَمِدَ نَفسَهُ عِندَ هَلاكِ الظّالِمينَ ، فَقالَ : «فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَ_لَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَ__لَمِينَ» (5) . (6)

الإمام الصادق عليه السلام :مَن أحَبَّ بَقاءَ الظّالِمينَ فَقَد أحَبَّ أن يُعصَى اللّهُ ، إنَّ اللّهَ تَعالى حَمِدَ نَفسَهُ على هَلاكِ الظّالِمينَ ، فَقالَ : «فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَ_لَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَ__لَمِينَ» . (7)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله _ في جَوابِ اليَهودِيِّ الَّذي سَأَلَهُ عَن تَفسيرِ «سُبحانَ اللّهِ وَالحَمدُ للّهِِ ...» _ :أمّا قَولُهُ «الحَمدُ للّهِِ» فَإِنَّهُ عَلِمَ أنَّ العِبادَ لا يُؤَدّونَ شُكرَ نِعمَتِهِ فَحَمِدَ نَفسَهُ قَبلَ أن

.


1- .البلد الأمين : ص 410 ، بحار الأنوار : ج 94 ص 396 .
2- .البلد الأمين : ص 405 ، بحار الأنوار : ج 94 ص 388 .
3- .الزمر : 75 .
4- .الكافي : ج 1 ص 141 ح 7 ، التوحيد : ص 32 ح 1 وفيه «افتتح الكتاب بالحمد لنفسه» وكلاهما عن الحارث الأعور ، بحار الأنوار : ج 4 ص 266 ح 14 .
5- .الأنعام : 45 .
6- .. كنز الفوائد : ج 1 ص 135 ، أعلام الدين : ص 315 عن الإمام العسكري عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 75 ص 321 ح 50 وص 322 ح 51 .
7- .الكافي : ج 5 ص 108 ح 11 ، معاني الأخبار : ص 253 كلاهما عن فضيل بن عياض ، تفسير القمّي : ج 1 ص 200 ، بحار الأنوار : ج 70 ص 304 ح 15 .

ص: 413

2 / 2 أحقّ من حمد

يَحمَدوهُ وهُوَ أوَّلُ الكَلامِ ، لَولا ذلِكَ لَما أنعَمَ اللّهُ عَلى أحَدٍ بِنِعمَتِهِ . (1)

2 / 2أحَقُّ مَن حُمِدَالكتاب«الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَ__لَمِينَ» . (2)

«فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَ_وَ تِ وَ رَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَ__لَمِينَ» . (3)

«وَ لَ_ئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ» . (4)

«وَ لَ_ئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَ_وَ تِ وَ الْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ» . (5)

«وَ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَ لَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِى الْمُلْكِ وَ لَمْ يَكُن لَّهُ وَلِىٌّ مِّنَ الذُّلِّ وَ كَبِّرْهُ تَكْبِيرَا» . (6)

«وَ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ ءَايَ_تِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَ مَا رَبُّكَ بِغَ_فِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ» . (7)

«دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَ_نَكَ اللَّهُمَّ وَ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَ_مٌ وَ ءَاخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَ__لَمِينَ» . (8)

.


1- .الأمالي للصدوق : ص 255 ح 279 عن الحسن بن عبد اللّه عن أبيه عن الإمام الحسن عليه السلام ، الاختصاص : ص 34 ، بحار الأنوار : ج 9 ص 294 ح 5 و ج 93 ص 167 ح 1 .
2- .الفاتحة : 2 ، الصافّات : 182 ، الزمر : 75 ، غافر : 65 .
3- .الجاثية : 36 .
4- .العنكبوت : 63 .
5- .لقمان : 25 .
6- .الإسراء : 111 .
7- .النمل : 93 .
8- .يونس : 10 .

ص: 414

2 / 3 أحبّ الأشياء إلى اللّه

«وَ قَالُواْ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَ أَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَ_مِلِينَ» . (1)

«وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى هَدَانَا لِهَ_ذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِىَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ» . (2)

الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :الحَمدُ رِداءُ الرَّحمنِ . (3)

عنه صلى الله عليه و آله :يا مَن شُكرُهُ فَوزٌ لِلشّاكِرينَ ، يا مَن حَمدُهُ عِزٌّ لِلحامِدينَ . . . يا أجَلَّ مَشكورٍ شُكِرَ ، يا أعَزَّ مَذكورٍ ذُكِرَ ، يا أعلى مَحمودٍ حُمِدَ . (4)

الإمام عليّ عليه السلام :لا يَحمَد حامِدٌ إلّا رَبَّهُ ، ولا يَلُم لائِمٌ إلّا نَفسَهُ . (5)

الإمام الحسن عليه السلام _ في وَصِيَّتِهِ _ :لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ . . . وإِنَّهُ أولى مَن عُبِدَ وأَحَقُّ مَن حُمِدَ . (6)

2 / 3أحَبُّ الأَشياءِ إلَى اللّهِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :ما مِن شَيءٍ أحَبَّ إلَى اللّهِ مِنَ الحَمدِ . (7)

.


1- .الزمر : 74 .
2- .الأعراف : 43 .
3- .إحياء علوم الدين : ج 4 ص 120 ، المغني عن حمل الأسفار : ج 2 ص 1020 ح 3710 وزاد فيه «لم أجد له أصلاً . وفي الصحيح من حديث أبي هريرة : الكبرياء رداؤه» ، تفسير ابن كثير : ج 1 ص 38 ، الدرّ المنثور : ج 1 ص 31 كلاهما عن الضحّاك من دون إسنادٍ إليه صلى الله عليه و آله ؛ المحجّة البيضاء : ج 7 ص 143 .
4- .البلد الأمين : ص 409 ، بحار الأنوار : ج 94 ص 394 .
5- .نهج البلاغة : الخطبة 16 ، الغارات : ج 2 ص 596 عن الكلبي ، غرر الحكم : ح 10150 وح 10152 ، بحار الأنوار : ج 32 ص 11 ح 4 .
6- .الأمالي للطوسي : ص 159 ح 267 عن ابن عبّاس ، بحار الأنوار : ج 44 ص 151 ح 22 .
7- .مسند أبي يعلى : ج 4 ص 206 ح 4240 ، تفسير الثعالبي : ج 2 ص 442 وزاد فيه «وأبلغ الحمد فالحمد للّه على كلّ حال» ، كنزالعمّال : ج 3 ص 132 ح 5833 نقلاً عن شُعب الإيمان وكلّها عن أنس .

ص: 415

2 / 4 أحقّ ما ابتدئ به

عنه صلى الله عليه و آله :لَيسَ شَيءٌ أحَبَّ إلَيهِ الحَمدُ مِنَ اللّهِ تَعالى ، ولِذلِكَ أثنى عَلى نِفسِهِ فَقالَ : «الْحَمْدُ لِلَّهِ» . (1)

عنه صلى الله عليه و آله :ما أحَدٌ أحَبُّ إلَيهِ الحَمدُ مِنَ اللّهِ عز و جل . (2)

عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّهَ عز و جل يُحِبُّ أن يُحمَدَ . (3)

مسند ابن حنبل عن الأسود بن سريع :قُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ ، ألا اُنشِدُكَ مَحامِدَ حَمِدتُ بِها رَبّي تَبارَكَ وتَعالى؟ قالَ : أما إنَّ ربَّكَ عز و جل يُحِبُّ الحَمدَ . (4)

تفسير ابن كثير عن ابن عبّاس :قالَ عُمَرُ : قَد عَلِمنا سُبحانَ اللّهِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، فَمَا الحَمدُ للّهِِ؟ فَقالَ عَلِيٌّ عليه السلام : كَلِمَةٌ رَضِيَهَا اللّهُ لِنَفسِهِ . (5)

2 / 4أحَقُّ مَا ابتُدِئَ بِهِالإمام عليّ عليه السلام :إنَّ أحَقَّ مَا ابتَدَأَ بِهِ المُبتَدِئونَ ، ونَطَقَ بِهِ النّاطِقونَ ، وتَفَوَّهَ بِهِ القائِلونَ :

.


1- .تفسير الطبري : ج 1 الجزء 1 ص 60 عن الأسود بن سريع .
2- .تفسير التبيان : ج 7 ص 305 ، مجمع البيان : ج 7 ص 125 ، بحار الأنوار : ج 68 ص 92 ؛ المعجم الكبير : ج 10 ص 178 ح 10378 عن عبد اللّه بن مسعود ، كنز العمال : ج 3 ص 387 ح 7078 .
3- .المعجم الكبير : ج 1 ص 283 ح 825 عن الأسود بن سريع ، كنز العمّال : ج 3 ص 253 ح 6409 وص 261 ح 6452 .
4- .مسند ابن حنبل : ج 5 ص 303 ح 15586 ، الأدب المفرد : ص 255 ح 861 نحوه ، المستدرك على الصحيحين : ج 3 ص 712 ح 6575 ، المعجم الكبير : ج 1 ص 282 ح 820 _ 824 ، الطبقات الكبرى : ج 7 ص 42 وزاد فيه «أو قال : ما من شيء أحبّ إليه الحمد من اللّه » ، كنزالعمّال : ج 3 ص 855 ح 8947 .
5- .تفسير ابن كثير : ج 1 ص 38 ، كنزالعمّال : ج 2 ص 254 ح 3956 نقلاً عن ابن أبي حاتم .

ص: 416

2 / 5 مفتاح القرآن

2 / 6 مفتاح الذّكر

حَمدُ اللّهِ وثَناءٌ عَلَيهِ بِما هُوَ أهلُهُ ، وَالصَّلاةُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله . (1)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :كُلُّ كَلامٍ لا يُبدَأُ فيِهِ بِالحَمدِ للّهِِ فَهُوَ أجذَمُ . (2)

عنه صلى الله عليه و آله :كُلُّ أمرٍ ذي بالٍ لا يُبدَأُ فيه بِحَمدِ اللّهِ وَالصَّلاةِ عَلَيَّ فَهُوَ أقطَعُ أبتَرُ ، مَمحوقٌ (3) مِن كُلِّ بَرَكَةٍ . (4)

2 / 5مِفتاحُ القُرآنِالإمام الرضا عليه السلام _ في خُطبَةٍ لَهُ _ :الحَمدُ للّهِِ الَّذي حَمِدَ فِي الكِتابِ نَفسَهُ ، وَافتَتَحَ بِالحَمدِ كِتابَهُ ، وجَعَلَ الحَمدَ أوَّلَ جَزاءِ مَحَلِّ نِعمَتِهِ ، وآخِرَ دَعوى أهلِ جَنَّتِهِ . (5)

2 / 6مِفتاحُ الذِّكرِالإمام عليّ عليه السلام _ في خُطبَةٍ لَهُ _ :الحَمدُ للّهِِ الَّذي جَعَلَ الحَمدَ مِفتاحا لِذِكرِهِ ، وسَبَبا لِلمَزيدِ مِن فَضلِهِ ، ودَليلاً عَلى آلائِهِ وعَظَمَتِهِ . (6)

.


1- .تاريخ دمشق : ج 39 ص 198 ، المناقب للخوارزمي : ص 299 ح 296 وفيه «أحسن» بدل «أحقّ» وكلاهما عن أبي ذرّ ، كنزالعمّال : ج 5 ص 717 ح 14242 .
2- .سنن أبي داوود : ج 4 ص 261 ح 4840 عن أبي هريرة ، المعجم الكبير : ج 19 ص 72 ح 141 عن كعب نحوه ، كنزالعمّال : ج 1 ص 559 ح 2511 .
3- .المَحْق : النقص والمحو والإبطال (النهاية : ج 4 ص 303 «محق») .
4- .كنزالعمّال : ج 1 ص 558 ح 2510 نقلاً عن الرهاوي عن أبي هريرة .
5- .الكافي : ج 5 ص 273 ح 7 عن معاوية بن حكيم ، مكارم الأخلاق : ج 1 ص 449 ح 1541 وفيه «جزاء أهل طاعته» بدل «آخر دعوى أهل جنّته» ، بحار الأنوار : ج 103 ص 264 ح 4 .
6- .نهج البلاغة : الخطبة 157 .

ص: 417

2 / 7 يملَأ الميزانَ

2 / 8 دعوى أهل الجنّة

2 / 7يَملَأُ الميزانَرسول اللّه صلى الله عليه و آله :«لا إلهَ إلَا اللّهُ» نِصفُ الميزانِ ، وَ«الحَمدُ للّهِِ» تَملَؤُهُ . (1)

عنه صلى الله عليه و آله :التَّسبيحُ نِصفُ الميزانِ ، وَالحَمدُ يَملَؤُهُ ، وَالتَّكبيرُ يَملَأُ ما بَينَ السَّماءِ وَالأَرضِ . (2)

تفسير القمّي عن سليمان بن داوود رفعه قال :جاءَ رَجُلٌ إلى عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام فَسَأَلَهُ عَن مَسائِلَ . . . فَقالَ الرَّجُلُ : لا إلهَ إلَا اللّهُ . فَقالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام : وأنَا أقولُ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» ، فَإِذا قالَ أحَدُكُم : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» ، فَليَقُل : «الحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ»؛ فَإِنَّ اللّهَ يَقولُ : «هُوَ الْحَىُّ لَا إِلَ_هَ إِلَا هُوَ فَ_ادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَ__لَمِينَ» (3) . (4)

2 / 8دَعوى أهلِ الجَنَّةِالكتاب«إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَ عَمِلُواْ الصَّ__لِحَ_تِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُم بِإِيمَ_نِهِمْ تَجْرِى مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَ_رُ فِى جَنَّ_تِ النَّعِيمِ * دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَ_نَكَ اللَّهُمَّ وَ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَ_مٌ وَ ءَاخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّه

.


1- .الأمالي للمفيد : ص 246 ح 1 ، الأمالي للطوسي : ص 19 ح 21 كلاهما عن شدّاد بن أوس ، بحار الأنوار : ج 93 ص 194 ح 9 ؛ الفردوس : ج 5 ص 9 ح 7282 عن شدّاد بن أوس ، كنزالعمّال : ج 1 ص 64 ح 228 .
2- .الدعوات : ص 54 ح 136 ، الكافي : ج 2 ص 506 ح 3 عن السكوني عن الإمام الصادق عن الإمام عليّ عليهماالسلام ، بحار الأنوار : ج 93 ص 175 ح 21 ؛ سنن الترمذي : ج 5 ص 536 ح 3519 ، سنن الدارمي : ج 1 ص 177 ح 659 ، كنزالعمّال : ج 1 ص 464 ح 2019 .
3- .غافر : 65 .
4- .تفسير القمّي : ج 2 ص 260 ، الدعوات : ص 164 ح 454 نحوه ، بحار الأنوار : ج 93 ص 208 ح 13 .

ص: 418

2 / 9 أفضل الدّعاء

رَبِّ الْعَ__لَمِينَ» . (1)

الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله_ لَمّا سُئِلَ عَن جَزاءِ مَن قالَ : سُبحانَ اللّهِ وَالحَمدُ للّهِِ . . . _: إذا قالَ العَبدُ : «سُبحانَ اللّهِ» سَبَّحَ مَعَهُ ما دونَ العَرشِ ، فَيُعطى قائِلُها عَشرَ أمثالِها ، وإذا قالَ : «الحَمدُ للّهِِ» أنعَمَ اللّهُ عَلَيهِ بِنِعَمِ الدُّنيا مَوصولاً بِنِعَمِ الآخِرَةِ ، وهِيَ الكَلِمَةُ الَّتي يَقولُها أهلُ الجَنَّةِ إذا دَخَلوها ، ويَنقَطِعُ الكَلامُ الَّذي يَقولونَهُ فِي الدُّنيا ما خَلَا الحَمدُ للّهِِ؛ وذلِكَ قَولُهُ تَعالى : « دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَ_نَكَ اللَّهُمَّ وَ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَ_مٌ وَ ءَاخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَ__لَمِينَ » . (2)

الإمام عليّ عليه السلام _ فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ _ :مِن شَرَفِ هذِهِ الكَلِمَةِ _ وهِيَ الحَمدُ للّهِِ _ أنَّ اللّهَ تَعالى جَعَلَها فاتِحَةَ كِتابِهِ ، وجَعَلَها خاتِمَةَ دَعوى أهلِ جَنَّتِهِ؛ فَقالَ : «وَ ءَاخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَ__لَمِينَ» . (3)

2 / 9أفضَلُ الدُّعاءِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :أفضَلُ الدُّعاءِ الحَمدُ للّهِِ . (4)

.


1- .يونس : 9 و 10 .
2- .علل الشرايع : ص 251 ح 8 ، الأمالي للصدوق : ص 255 ح 279 كلاهما عن الحسن بن عبد اللّه عن آبائه عن جدّه الإمام الحسن عليه السلام ، الاختصاص : ص 34 عن الحسين بن عبد اللّه عن أبيه عن جدّه عن الإمام الصادق عن أبيه عن جدّه الإمام الحسين عليهم السلام نحوه ، بحار الأنوار : ج 9 ص 295 ح 5 وج 93 ص 167 ح 1 .
3- .. شرح نهج البلاغة : ج 20 ص 347 ح 982 .
4- .سنن الترمذي : ج 5 ص 462 ح 3383 ، سنن ابن ماجة : ج 2 ص 1249 ح 3800 ، المستدرك على الصحيحين : ج 1 ص 676 ح 1834 وص 682 ح 1852 ، صحيح ابن حبّان : ج 3 ص 126 ح 846 ، عمل اليوم والليلة للنسائي : ص 481 ح 831 كلّها عن جابر بن عبد اللّه ، كنزالعمّال : ج 1 ص 414 ح 1748 ؛ جامع الأحاديث للقمّي : ص 258 عن ابن عبّاس .

ص: 419

2 / 10 ثمن كلّ نعمة

2 / 11 أفضل من النّعمة

الكافي عن المفضّل :قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام : جُعِلتُ فِداكَ ، عَلِّمني دُعاءً جامِعا ، فَقالَ لي : اِحمَدِ اللّهَ فَإِنَّهُ لايَبقى أحَدٌ يُصَلّي إلّا دَعا لَكَ ، يَقولُ : سَمِعَ اللّهُ لِمَن حَمِدَهُ . (1)

2 / 10ثَمَنُ كُلِّ نِعمَةٍرسول اللّه صلى الله عليه و آله :الحَمدُ للّهِِ ثَمَنُ كُلِّ نِعمَةٍ . (2)

2 / 11أفضَلُ مِنَ النِّعمَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :ما مِن عَبدٍ يُنعِمُ [ اللّهُ] عَلَيهِ نِعمَةً إلّا كانَ الحَمدُ أفضَلَ مِنها . (3)

عنه صلى الله عليه و آله :ما أنعَمَ اللّهُ عَلى عَبدٍ فَحَمِدَ اللّهَ عَلَيها ، إلّا كانَ ذلِكَ الحَمدُ أفضَلَ مِن تِلكَ النِّعمَةِ وإن عَظُمَت . (4)

عنه صلى الله عليه و آله :ما أنعَمَ اللّهُ عَلى عَبدٍ نِعمَةً فَقالَ : «الحَمدُ للّهِِ» إلّا كانَ الَّذي أعطاهُ أفضَلَ مِمّا أخَذَ . (5)

.


1- .الكافي : ج 2 ص 503 ح 1 ، عدّة الداعي : ص 245 عن الفضل ، مكارم الأخلاق : ج 2 ص 79 ح 2202 ، بحار الأنوار : ج 84 ص 192 .
2- .الدرّ المنثور : ج 1 ص 32 نقلاً عن ابن شاهين في السنّة ، الفردوس : ج 2 ص 74 ح 2415 وفيه «الحمد» بدل «الحمد للّه » وكلاهما عن أنس ، كنزالعمّال : ج 1 ص 52 ح 157 وص 77 ح 307 .
3- .شُعب الإيمان : ج 4 ص 98 ح 4404 عن جابر ، كنزالعمّال : ج 3 ص 264 ح 6470 نقلاً عن المعجم الكبيروفيه «... نعمة فيحمد اللّه إلّا كان ...»
4- .المعجم الكبير : ج 8 ص 193 ح 7794 عن أبي اُمامة ، شُعب الإيمان : ج 4 ص 98 ح 4405 عن الحسن وفيه «كان حمد اللّه تعالى أعظم منها كائنة ما كانت» ، الدرّ المنثور : ج 6 ص 344 نقلاً عن ابن أبي حاتم عن عمر بن عبدالعزيز نحوه ، كنزالعمّال : ج 3 ص 253 ح 6405 وص 263 ح 6467 .
5- .سنن ابن ماجة : ج 2 ص 1250 ح 3805 ، شُعب الإيمان : ج 4 ص 98 ح 4403 نحوه وكلاهما عن أنس ، الزهد لهنّاد : ج 2 ص 399 ح 776 عن الحسن ، نوادر الاُصول : ج 2 ص 137 وفيهما «من نعمة صغيرة ولاكبيرة فحمد اللّه عليها» بدل «نعمة فقال : الحمد للّه » ، كنز العمّال : ج 3 ص 253 ح 6404 وص264 ح 6469 .

ص: 420

2 / 12 كثرة الحمد

الإمام الصادق عليه السلام :ما أنعَمَ اللّهُ عَلى عَبدٍ بِنِعمَةٍ بالِغَةً ما بَلَغَت فَحَمِدَ اللّهَ عَلَيها ، إلّا كانَ حَمدُهُ للّهِِ أفضَلَ مِن تِلكَ النِّعمَةِ وأعظَمَ وأوزَنَ . (1)

الإمام الرضا عليه السلام :مَن حَمِدَ اللّهَ عَلى النِّعمَةِ فَقَد شَكَرَهُ ، وكانَ الحَمدُ أفضَلَ مِن تِلكَ النِّعمَةِ . (2)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :لَو أنَّ الدُّنيا كُلَّها لُقمَةٌ واحِدَةٌ ، فَأَكَلَهَا العَبدُ المُسلِمُ ثُمَّ قالَ : «الحَمدُ للّهِِ» ، لَكانَ قَولُهُ ذلِكَ خَيرا لَهٌ مِنَ الدُّنيا وما فيها . (3)

عنه صلى الله عليه و آله :لو أنَّ الدُّنيا كُلَّها بِحَذافيرِها (4) في يَدِ رَجُلٍ مِن اُمَّتي ، ثُمَّ قالَ : «الحَمدُ للّهِِ» ، لَكانَ الحَمدُ للّهِِ أفضَلَ مِن ذلِكَ . (5)

2 / 12كَثرَةُ الحَمدِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ أفضَلَ عِبادِ اللّهِ يَومَ القِيامَةِ الحَمّادونَ . (6)

.


1- .ثواب الأعمال : ص 216 ح 1 عن الهيثم بن واقد ، مكارم الأخلاق : ج 2 ص 78 ح 2196 ، بحار الأنوار : ج 71 ص 51 ح 72 وراجع مشكاة الأنوار : ص 66 ح 96 .
2- .الكافي : ج 2 ص 96 ح 13 عن معمّر بن خلّاد ، مشكاة الأنوار : ص 71 ح 122 ، بحار الأنوار : ج 71 ص 31 ح 8 وج 93 ص 214 ح 17 .
3- .الأمالي للطوسي : ص 610 ح 1260 عن جابر بن عبد اللّه ، بحار الأنوار : ج 93 ص 216 ح 20 .
4- .الحذافير : الجوانب. وقيل : الأعالي ، واحدها حِذفار (النهاية : ج 1 ص 356 «حذفر») .
5- .نوادر الاُصول : ج 2 ص 10 ، تاريخ دمشق : ج 54 ص 16 ح 11322 ، تفسير القرطبي : ج 1 ص 131 كلّها عن أنس ، كنزالعمّال : ج 3 ص 253 ح 6406 .
6- .المعجم الكبير : ج 18 ص 124 ح 254 ، مسند ابن حنبل : ج 7 ص 208 ح 19916 كلاهما عن عمران بن حصين ، كنزالعمّال : ج 3 ص 254 ح 6414 .

ص: 421

2 / 13 صفة امّة محمّد

عنه صلى الله عليه و آله :يُحشَرُ النّاسُ يَومَ القِيامَةِ في صَعيدٍ واحِدٍ فَيُسمِعُهُمُ الدّاعي وتُبعِدُهُمُ (1) البَصَرُ ، ثُمَّ يَقومُ مُنادٍ فَيُنادي يَقولُ : سَيَعلَمُ أهلُ الجَمعِ اليَومَ مَن أولى بِالكَرَمِ . فَيَقولُ : أينَ الَّذينَ يَحمَدونَ اللّهَ فِي السَّرّاءِ وَالضَّرّاءِ؟ فَيَقومونَ وهُم قَليلونَ فَيَدخُلونَ الجَنَّةَ بِغَيرِ حِسابٍ . (2)

الإمام عليّ عليه السلام :اُوصيكُم أيُّهَا النّاسُ بِتَقوَى اللّهِ ، وكَثرَةِ حَمدِهِ عَلى آلائِهِ إلَيكُم ، ونَعمائِهِ عَلَيكُم ، وبَلائِهِ لَدَيكُم . (3)

تهذيب الكمال عن معاوية بن قرّة :ما سَمِعَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله حامِدا للّهِِ إلّا مادَّهُ (4) الحَمدَ . (5)

2 / 13صِفَةُ اُمَّةِ مُحَمَّدٍالكتاب«التَّ_ئِبُونَ الْعَ_بِدُونَ الْحَ_مِدُونَ السَّ_ئِحُونَ الرَّ كِعُونَ السَّ_جِدُونَ الْامِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَ الْحَ_فِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ» . (6)

الحديثالإمام الصادق عليه السلام_ بَعدَ أن ذَكَرَ أنَّ اللّهَ عز و جل أنزَلَ عَلى رَسولِهِ قَولَهُ : «التَّ_ئِبُونَ الْعَ_بِدُون

.


1- .في المصادر الاُخرى : «وينفذهم البصر» .
2- .مسند إسحاق بن راهويه : ج 5 ص 180 ح 2305 ، المنتخب من مسند عبد بن حميد : ص 457 ح 1581 كلاهما عن أسماء بنت يزيد ، حلية الأولياء : ج 2 ص 9 عن عقبة بن عامر نحوه ، كنزالعمّال : ج 15 ص 852 ح 43391 و 43392 .
3- .نهج البلاغة : الخطبة 188 .
4- .فلان يمادّ فلانا : أي يُماطله ويُجاذِبه (لسان العرب : ج 3 ص 396 «مدد»).
5- .تهذيب الكمال : ج 14 ص 323 ح 3173 ، المراسيل : ص 101 ح 2 .
6- .التوبة : 112 .

ص: 422

الْحَ_مِدُونَ . . .» _: فَبَشَّرَ (1) النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله المُجاهِدينَ مِنَ المُؤمِنينَ الَّذينَ هذِهِ صِفَتُهُم وحِليَتُهُم بِالشَّهادَةِ وَالجَنَّةِ ، وقالَ : «التَّ_ئِبُونَ» مِنَ الذُّنوبِ ، «الْعَ_بِدُونَ» الَّذينَ لا يَعبُدونَ إلَا اللّهَ ولا يُشرِكونَ بِهِ شَيئا ، «الْحَ_مِدُونَ» الَّذينَ يَحمَدونَ اللّهَ عَلى كُلِّ حالٍ فِي الشِّدَّةِ وَالرَّخاءِ . (2)

الإمام عليّ عليه السلام_ في جَوابِ حِبرٍ (3) مِن أحبارِ اليَهودِ لَمّا سَأَلَهُ : أخبِرني عَمّا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ اُمَّةَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله عَلى سائِرِ الاُمَمِ _: لَقَد فَضَّلَ اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى اُمَّتَهُ عَلى سائِرِ الاُمَمِ بِأَشياءَ كَثيرَةٍ . . . مِنها أنَّهُ يُقالُ يَومَ القِيامَةِ : لِيَتَقَدَّمِ (4) الحامِدونَ ، فَتُقَدَّمُ اُمَّةُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله قَبلَ الاُمَمِ ، وهُوَ مَكتوبٌ : اُمَّةُ مُحَمَّدٍ هُمُ الحامِدونَ ؛ يَحمَدونَ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى عَلى كُلِّ مَنزِلَةٍ ، [ و] (5) يُكَبِّرونَهُ عَلى كُلِّ حالٍ ، مُناديهِم في جَوفِ السَّماءِ ، لَهُم دَوِيٌّ كَدَوِيِّ النَّحلِ . (6)

بحار الأنوار عن كعب :نَجِدُ مَكتوبا [ أي فِي التَّوراةِ] : مُحَمَّدٌ رَسولُ اللّهِ ، لا فَظٌّ ولا غَليظٌ ، ولا صَخّابٌ (7) بِالأَسواقِ ، ولا يَجزي بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ ، ولكِن يَعفو ويَغفِرُ ، اُمَّتُهُ الحامِدونَ ، يُكَبِّرونَ اللّهَ عَلى كُلِّ نَجدٍ (8) ، ويَحمَدونَهُ فِي كُلِّ مَنزِلٍ . (9)

.


1- .في الطبعة المعتمدة : «ففسّر» ، والتصويب من بعض نسخ المصدر .
2- .الكافي : ج 5 ص 15 ح 1 ، تهذيب الأحكام : ج 6 ص 130 ح 224 كلاهما عن أبي عمرو الزبيري ، بحار الأنوار : ج 69 ص 355 .
3- .الحِبْر : العالِم. والحَبْر _ بالفتح _ لغةٌ فيه (المصباح المنير : ص 117 «حبر») .
4- .قوله : «ليتقدّم» سقط من الطبعة المعتمدة ، وأثبتناه من طبعة دار الاُسوة وبحار الأنوار .
5- .الزيادة من بحار الأنوار .
6- .إرشاد القلوب : ص 412 عن الإمام الكاظم عن آبائه عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج 16 ص 350 ح 33 .
7- .الصَّخَب والسَّخَب : الضجّة ، واضطرابُ الأصوات للخِصام (النهاية : ج 3 ص 14 «صخب») .
8- .النَّجْد : ما ارتفع من الأرض (النهاية : ج 5 ص 19 «نجد») .
9- .بحار الأنوار : ج 15 ص 240 ح 59 نقلاً عن المنتقى في مولود المصطفى ، وص213 وج 64 ص 239 كلاهما نحوه .

ص: 423

وقعة صفّين عن حبّة العرني _ عَن كِتابٍ كَتَبَهُ أصحابُ عيسى عليه السلام ، عَرَضَهُ راهِبُ بَليخٍ عَلى أميرِ المُؤمِنينَ في صِفَةِ اُمَّةِ مُحَمَّدٍ _ :اُمَّتُهُ الحَمّادونَ الَّذينَ يَحمَدونَ اللّهَ عَلى كُلِّ نَشزٍ (1) ، وفي كُلِّ صَعودٍ وهَبوطٍ ، تَذِلُّ ألسِنَتُهُم بِالتَّهليلِ وَالتَّكبيرِ وَالتَّسبيحِ ، ويَنصُرُهُ اللّهُ عَلى مَن ناواهُ . (2)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :أخَذَ اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى بِالنُّبُوَّةِ ميثاقي . . . وشَقَّ لِي اسما مِن أسمائِهِ ، فَذُو العَرشِ مَحمودٌ وأنَا مُحَمَّدٌ ، ووَعَدَني يَحبوني بِالحَوضِ وَالكَوثَرِ ، وأن يَجعَلَني أوَّلَ شافِعٍ وأوَّلَ مُشَفَّعٍ ، ثُمَّ أخرَجَني مِن خَيرِ قَرنٍ لِاُمَّتي وهُمُ الحَمّادونَ ، يَأمُرونَ بِالمَعروفِ ويَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ . (3)

.


1- .النَّشْز : المكان المرتفع من الأرض (القاموس المحيط : ج 2 ص 194 «نشز») .
2- .وقعة صفّين : ص 147 ، بحار الأنوار : ج 32 ص 426 ؛ البداية والنهاية : ج 7 ص 255 .
3- .تاريخ دمشق : ج 3 ص 408 ، الدرّ المنثور : ج 6 ص 332 نقلاً عن ابن مردويه وكلاهما عن ابن عبّاس ، كنزالعمّال : ج 11 ص 428 ح 32010 وج 12 ص 428 ح 35489 .

ص: 424

. .

ص: 425

الفصل الثّالث : بركات الحمد

3 / 1 دوام النّعمة

3 / 2 كمال النّعمة

الفَصلُ الثّالِثُ : بركات الحمد3 / 1دَوامُ النِّعمَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :الحَمدُ عَلَى النِّعمَةِ أمانٌ لِزَوالِها . (1)

الإمام الصادق عليه السلام _ لِسُفيانَ الثَّورِيِّ _ :يا سُفيانُ ، إذا أنعَمَ اللّهُ عَلَيكَ بِنِعمَةٍ فَأَحبَبتَ بَقاءَها ودَوامَها فَأَكثِر مِنَ الحَمدِ وَالشُّكرِ عَلَيها؛ فَإِنَّ اللّهَ عز و جل قالَ في كِتابِهِ : «لَ_ئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ» (2) . (3)

3 / 2كَمالُ النِّعمَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا قالَ العَبدُ : . . . «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَ__لَمِينَ» قالَ اللّهُ جَلَّ جَلالُهُ : حَمِدَنى ¨

.


1- .الفردوس : ج 2 ص 155 ح 2783 ، كنزالعمّال : ج 3 ص 255 ح 6421 نقلاً عن شُعب الإيمان وكلاهما عن عمر .
2- .إبراهيم : 7 .
3- .حلية الأولياء : ج 3 ص 193 ، تهذيب الكمال : ج 5 ص 85 ، سير أعلام النبلاء : ج 6 ص 261 ؛ كشف الغمّة : ج 2 ص 368 كلّها عن مالك بن أنس ، العُدد القويّة : ص 149 ح 69 ، بحار الأنوار : ج 78 ص 200 ح 29 وص 226 ح 96 وراجع الأمالي للطوسي : ص 480 ح 1048 .

ص: 426

3 / 3 إجابة الدّعاء

عَبدي وعَلِمَ أنَّ النِّعَمَ الَّتي لَهُ مِن عِندي ، وأنَّ البَلايَا الَّتي دَفَعتُ عَنهُ فَبِطَولي (1) ، اُشهِدُكُم أنّي اُضيفُ لَهُ إلى نِعَمِ الدُّنيا نِعَمَ الآخِرَةِ ، وأدفَعُ عَنهُ بَلايَا الآخِرَةِ كما دَفَعتُ عَنهُ بَلايَا الدُّنيا . (2)

الإمام الصادق عليه السلام :ما أنعَمَ اللّهُ عَلى عَبدٍ مِن نِعمَةٍ فَعَرَفَها بِقَلبِهِ ، وحَمِدَ اللّهَ ظاهِرا بِلِسانِهِ ، فَتَمَّ كَلامُهُ؛ حَتّى يُؤمَرَ لَهُ بِالمَزيدِ . (3)

الإمام عليّ عليه السلام :مَن جَعَل الحَمدَ خِتامَ النِّعمَةِ ، جَعَلَهُ اللّهُ سُبحانَهُ مِفتاحَ المَزيدِ . (4)

عنه عليه السلام _ في خُطبَةٍ لَهُ _ :أحمَدُهُ استِتماما لِنِعمَتِهِ ، وَاستِسلاما لِعِزَّتِهِ ، وَاستِعصاما مِن مَعصِيَتِهِ . . . فَإِنَّهُ أرجَحُ ما وُزِنَ ، وأفضَلُ ما خُزِنَ . (5)

3 / 3إجابَةُ الدُّعاءِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا دَعا أحَدُكُم فَليَبدَأ بِتَحميدِ اللّهِ وَالثَّناءِ عَلَيهِ ، ثُمَّ يُصَلّي عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، ثُمَّ لِيَدعُ بِما شاءَ . (6)

.


1- .الطَّول : الفضل والقدرة. وتطوّل عليه : امتنّ (القاموس المحيط : ج 4 ص 9 «طول») . وفي الأمالي : «فبتطوّلي» .
2- .عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج 1 ص 300 ح 59 ، الأمالي للصدوق : ص 239 ح 253 كلاهما عن محمّد بن زياد ومحمّد بن سيّار عن الإمام العسكري عن آبائه عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج 92 ص 226 ح 3 .
3- .الكافي : ج 2 ص 95 ح 9 عن إسحاق بن عمّار عن رجلين من أصحابنا ، تفسير القمّي : ج 1 ص 368 ، تفسير العيّاشي : ج 2 ص 222 ح 3 عن أبي عمر المدايني ، مشكاة الأنوار : ص 68 ح 108 وص 71 ح 126 كلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج 71 ص 40 ح 28 وص 42 ح 36 .
4- .غررالحكم : ح 8898 ، عيون الحكم والمواعظ : ص 463 ح 8417 .
5- .نهج البلاغة : الخطبة 2 ، بحار الأنوار : ج 77 ص 331 ح 19 ؛ مطالب السؤول : ص 58 .
6- .عمل اليوم والليلة لابن السني : ص 45 ح 113 ، سنن أبي داوود : ج 2 ص 77 ح 1481 ، مسند ابن حنبل : ج 9 ص 245 ح 23992 ، المستدرك على الصحيحين : ج 1 ص 354 ح 840 وص 401 ح 989 ، صحيح ابن حبّان : ج 5 ص 290 ح 1960 ، السنن الكبرى : ج 2 ص 211 ح 2854 وفيها «إذا صلّى» بدل «إذا دعا» وكلّها عن فضالة بن عبيد ، كنزالعمّال : ج 2 ص 73 ح 3187 .

ص: 427

3 / 4 غرس الجنّة

الإمام عليّ عليه السلام :السُّؤالُ بَعدَ المَدحِ ، فَامدَحُوا اللّهَ عز و جل ثُمَّ اسأَ لُوا الحَوائِجَ ، أَثنوا عَلَى اللّهِ عز و جلوَامدَحوه قَبلَ طَلَبِ الحَوائِجِ . (1)

كتاب الدعاء المأثور :رُوِيَ أَنَّ رَجُلاً قالَ لِجَعفَرٍ الصّادِقِ عليه السلام : عَلِّمني دُعاءً أرجو إجابَتَهُ . قال : أكثِر مِن حَمدِ اللّهِ سُبحانَهُ ، وَادعُهُ بِما شِئتَ . فَقالَ الرَّجُلُ : ومَا الحَمدُ مِنَ الدُّعاءِ؟ فَقالَ : إنَّ جَميعَ مَن فِي الأَرضِ مِنَ المُسلِمينَ يَدعونَ لَيلَهُم ونَهارَهُم أن يَستَجيبَ لِلحامِدينَ ، فَما ظَنُّكَ بِمَن يَشفَعُ لَهُ عِندَ اللّهِ جَميعُ المُسلِمينَ؟ قالَ : وكَيفَ ذلِكَ؟ قال : ألَيسَ يَقولونَ في كُلِّ رَكعَةٍ يَركَعونَها : سَمِعَ اللّهُ لِمَن حَمِدَهُ؟ فَعَلَيكَ بِحَمدِ اللّهِ عز و جليَستَجِبِ اللّهُ دُعاءَكَ . (2)

3 / 4غَرسُ الجَنَّةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ : «الحَمدُ للّهِِ» غَرَسَ اللّهُ لَهُ بِها شَجَرَةً فِي الجَنَّةِ . (3)

.


1- .الخصال : ص 635 ح 10 عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام ، تحف العقول : ص 123 وليس فيه «وامدحوه» ، بحار الأنوار : ج 10 ص 113 ح 1 وج 93 ص 308 ح 7 .
2- .الدعاء المأثور وآدابه : ص 48 .
3- .ثواب الأعمال : ص 26 ح 3 عن أبي الجارود عن الإمام الباقر عليه السلام ، الأمالي للصدوق : ص 705 ح 968 عن أبي الجارود ، عدّة الداعي : ص 248 عن محمّد بن خالد البرقي وكلاهما عن الإمام الصادق عن أبيه عن جدّه عليهم السلامعنه صلى الله عليه و آله ، بحار الأنوار : ج 93 ص 168 ح 3 وراجع المستدرك على الصحيحين : ج 1 ص 693 ح 1887 .

ص: 428

. .

ص: 429

الفصل الرّابع : مواضع الحمد

4 / 1 قبل طلوع الشّمس وقبل غروبها

الفَصلُ الرّابِعُ : مواضع الحمد4 / 1قَبلَ طُلوعِ الشَّمسِ وقَبلَ غُروبِهاالكتاب«فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُ_لُوعِ الشَّمْسِ وَ قَبْلَ غُرُوبِهَا وَ مِنْ ءَانَاىءِ الَّيْلِ فَسَبِّحْ وَ أَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى» . (1)

«فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُ_لُوعِ الشَّمْسِ وَ قَبْلَ الْغُرُوبِ» . (2)

الحديثالإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله يَقِفُ عِندَ طُلوعِ كُلِّ فَجرٍ عَلى بابِ عَلِيٍّوفاطِمَةَ عليهماالسلامفَيَقولُ : الحَمدُ للّهِِ المُحسِنِ المُجمِلِ المُنعِمِ المُفضِلِ ، الَّذي بِنِعمَتِهِ تَتِمُّ الصّالِحاتُ ، سَمِعَ سامِعٌ بِحَمدِ اللّهِ ونعِمَتِهِ وحُسنِ بَلائِهِ عِندَنا . (3)

الإمام الباقر عليه السلام :مَن قالَ حينَ يَطلُعُ الفَجرُ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، لَهُ المُلك

.


1- .طه : 130 .
2- .ق : 39 .
3- .الأمالي للصدوق : ص 208 ح 230 عن السكوني ، بحار الأنوار : ج 86 ص 246 ح 6 .

ص: 430

4 / 2 الصّباح والمساء

ولَهُ الحَمدُ ، يُحيي ويُميتُ ويُميتُ ويُحيي وهُوَ حَيٌّ لا يَموتُ ، بِيَدِهِ الخَيرُ وهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ» عَشرَ مَرّاتٍ ، و«صَلَّى اللّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ» عَشرَ مَرّاتٍ ، وسَبَّحَ خَمسا وثَلاثينَ مَرَّةً ، وهلَّلَ خَمسا وثَلاثينَ مَرَّةً ، وحَمِدَ اللّهَ خَمسا وثَلاثينَ مَرَّةً؛ لَم يُكتَب في ذلِكَ الصَّباحِ مِنَ الغافِلينَ ، وإذا قالَها فِي المَساءِ لَم يُكتَب في تِلكَ اللَّيلَةِ مِنَ الغافِلينَ . (1)

الإمام الصادق عليه السلام :تَقولُ إذا طَلَعَ الفَجرُ : الحَمدُ للّهِِ فالِقِ الإِصباحِ ، سُبحانَ اللّهِ رَبِّ المَساءِ وَالصَّباحِ ، اللّهُمَّ صَبِّح آلَ مُحَمَّدٍ بِبَرَكَةٍ وعافِيَةٍ وسُرورٍ وقُرَّةِ عَينٍ ، اللّهُمَّ إنَّكَ تُنزِلُ بِاللَّيلِ وَالنَّهارِ ما تَشاءُ ، فَأَنزِل عَلَيَّ وعَلى أهلِ بَيتي مِن بَرَكَةِ السَّماواتِ وَالأَرضِ رِزقا حَلالاً طَيِّبا واسِعا تُغنيني بِهِ عَن جَميعِ خَلقِكَ . (2)

4 / 2الصَّباحُ وَالمَساءُالكتاب«فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِىِّ وَ الْاءِبْكَ_رِ» . (3)

الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ حينَ يُصبِحُ : «الحَمدُ للّهِِ الَّذي تَواضَعَ كُلُّ شَيءٍ لِعَظَمَتِهِ» ، كُتِبَت لَهُ عَشرُ حَسَناتٍ . (4)

.


1- .الكافي : ج 2 ص 534 ح 35 عن أبي عبيدة الحذّاء ، بحار الأنوار : ج 86 ص 295 ح 56 .
2- .كتاب من لا يحضره الفقيه : ج 1 ص 501 ح 1438 عن عمّار الساباطي ، مصباح المتهجّد : ص 199 ح 282 ، مكارم الأخلاق : ج 2 ص 63 ح 2154 كلاهما نحوه من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج 87 ص 356 ح 23 .
3- .غافر : 55 .
4- .المعجم الكبير : ج 23 ص 370 ح 875 عن اُمّ سلمة ، كنز العمّال : ج 2 ص 158 ح 3570 .

ص: 431

4 / 3 عند النّعمة

عنه صلى الله عليه و آله :ما مِن عَبدٍ يَقولُ إذا أصبَحَ : «الحَمدُ للّهِِ رَبّي لا اُشرِكُ بِهِ شَيئا ، وأشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ» إلّا ظَلَّ يُغفَرُ لَهُ ذُنوبُهُ حَتّى يُمسِيَ ، وإن قالَها إذا أمسى باتَ يُغفَرُ لَهُ ذُنوبُهُ حَتّى يُصبِحَ . (1)

الإمام عليّ عليه السلام :كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله في كُلِّ يَومٍ إذا أصبَحَ وطَلَعَتِ الشَّمسُ يَقولُ : «الحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ كَثيرا طَيِّبا عَلى كُلِّ حالٍ» يَقولُ (2) ثَلاثَمِئَةٍ وسِتّينَ مَرَّةً شُكرا . (3)

عنه عليه السلام :مَن قالَ حينَ يُصبِحُ : «الحَمدُ للّهِِ عَلى حُسنِ المَساءِ ، وَالحَمدُ للّهِِ عَلى حُسنِ المَبيتِ ، وَالحَمدُ للّهِِ عَلى حُسنِ الصَّباحِ» ، فَقَد أدّى شُكرَ لَيلَتِهِ ويَومِهِ . (4)

4 / 3عِندَ النِّعمَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن أنعَمَ اللّهُ تَعالى عَلَيهِ نِعمَةً فَليَحمَدِ اللّهَ تَعالى ، ومَنِ استَبطَأَ عَلَيهِ الرِّزقَ فَليَستَغفِرِ اللّهَ ، ومَن حَزَنَهُ أمرٌ فَليَقُل : لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ . (5)

عنه صلى الله عليه و آله :ما أنعَمَ اللّهُ عَلى عَبدٍ مِن نِعمَةٍ فَقالَ : «الحَمدُ للّهِِ» إلّا وقَد أدّى شُكرَها ، فَإِن

.


1- .المعجم الكبير : ج 1 ص 232 ح 635 ، الطبقات الكبرى : ج 7 ص 88 وفيه «ما من عبدٍ مسلم» وكلاهما عن أبان المحاربي ، كنز العمّال : ج 2 ص 163 ح 3584 .
2- .كذا في الأمالي ، وفي المصادر الاُخرى : «يقولها» .
3- .الأمالي للطوسي : ص 597 ح 1240 عن يعقوب بن شعيب عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام ، أعلام الدين : ص 216 ، تنبيه الخواطر : ج 2 ص 76 ، بحار الأنوار : ج 93 ص 216 ح 19 . وراجع : ص 441 ح 1284 .
4- .شعب الإيمان : ج 4 ص 95 ح 4388 عن الحسين بن عبد اللّه بن ضميرة عن أبيه عن جدّه ، كنز العمّال : ج 2 ص 635 ح 4953 .
5- .عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج 2 ص 46 ح 171 عن الإمام زين العابدين عن أبيه عن الإمام عليّ عليهم السلام ، كفاية الأثر : ص 295 عن زيد بن عليّ عن أبيه عن جدّه عليهم السلام ؛ كنزالعمّال : ج 3 ص 259 ح 6442 نقلاً عن شُعب الإيمان وج 15 ص 848 ح 43372 .

ص: 432

قالَها الثّانِيَةَ جَدَّدَ اللّهُ لَهُ ثَوابَها ، فَإِن قالَها الثّالِثَةَ غَفَرَ اللّهُ لَهُ ذُنوبَهُ . (1)

عنه صلى الله عليه و آله :_ وإن تَقادَمَ عَهدُها _ما مِن نِعمَةٍ تَذَكَّرَها العَبدُ فَقالَ : «الحَمدُ للّهِِ» ، إلّا جَدَّدَ اللّهُ لَهُ ثَوابَهُ كَيَومَ وَجَدَها . (2)

عنه صلى الله عليه و آله :مَن ظَهَرَت عَلَيهِ النِّعمَةُ ، فَليُكثِر ذِكرَ : الحَمدُ للّهِِ . (3)

عنه صلى الله عليه و آله :مَن تَظاهَرَت عَلَيهِ النِّعَمُ فَليَقُل : الحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ . (4)

عنه صلى الله عليه و آله :أربَعٌ مَن كُنَّ فيهِ كانَ في نورِ اللّهِ عز و جلالأَعظَمِ : . . . ومَن إذا أصابَ خَيرا قالَ : الحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ . (5)

عنه صلى الله عليه و آله :عَجِبتُ لِلمُسلِمِ إذا أصابَهُ خَيرٌ حَمِدَ اللّهَ وشَكَرَ ، وإذا أصابَتهُ مُصيبَةٌ احتَسَبَ وصَبَرَ ، المُسلِمُ يُؤجَرُ في كُلِّ شَيءٍ ، حَتّى فِي اللُّقمَةِ يَرفَعُها إلى فيهِ . (6)

عنه صلى الله عليه و آله :مَن أصبَحَ ولا يَذكُرُ أربَعَةَ أشياءَ أخافُ عَلَيهِ زَوالَ النِّعمَةِ ، أوَّلُها أن يَقولَ:

.


1- .المستدرك على الصحيحين : ج 1 ص 688 ح 1871 ، شُعب الإيمان : ج 4 ص 98 ح 4402 وفيه «حدّد» بدل «جدّد» وكلاهما عن جابر .
2- .الدعوات : ص 286 ح 13 ، بحار الأنوار : ج 82 ص 132 ح 16 .
3- .الكافي : ج 8 ص 93 ح 65 ، تنبيه الخواطر : ج 2 ص 136 كلاهما عن السكوني عن الإمام الصادق عليه السلام ، المحاسن : ج 1 ص 114 ح 113 عن السكوني عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام عنه صلى الله عليه و آله ، بحار الأنوار : ج 93 ص 190 ح 27 وص 212 ح 12 .
4- .الأمالي للصدوق : ص 651 ح 885 عن محمّد بن جعفر عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام ، روضة الواعظين : ص 519 ، بحار الأنوار : ج 93 ص 186 ح 6 .
5- .كتاب من لا يحضره الفقيه : ج 1 ص 175 ح 514 ، الخصال : ص 222 ح 49 عن عمرو بن أبي المقدام عن الإمام الصادق عن أبيه عليهماالسلامعنه صلى الله عليه و آله ، ثواب الأعمال : ص 198 عن عليّ بن أبي عليّ اللهبي عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام عنه صلى الله عليه و آله ، تحف العقول : ص 40 وليس فيهما «ربّ العالمين» ، بحار الأنوار : ج 6 ص 21 ح 13 .
6- .مسند ابن حنبل : ج 1 ص 375 ح 1531 ، مسند الطيالسي : ص 29 ح 311 ، المنتخب من مسند عبد بن حميد : ص 78 ح 143 ، تاريخ دمشق : ج 45 ص 39 ح 9846 كلّها عن سعد بن أبي وقّاص ، كنز العمّال : ج 3 ص 297 ح 6637 .

ص: 433

الحَمدُ للّهِِ الَّذي عَرَّفَني نَفسَهُ ولَم يَترُكني عُميانَ القَلبِ . وَالثّاني يَقولُ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي جَعَلَني مِن اُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله . وَالثّالِثُ يَقولُ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي جَعَلَ رِزقي في يَدَيهِ ، ولَم يَجعَل رِزقي في أيدِي النّاسِ . وَالرّابِعُ يَقولُ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي سَتَرَ ذُنوبي وعُيوبي ولَم يَفضَحني بَينَ النّاسِ . (1)

الإمام عليّ عليه السلام :يا كُمَيلُ ، قُل عِندَ كُلِّ شِدَّةٍ : «لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ» تُكفَها ، وقُل عِندَ كُلِّ نِعمَةٍ : «الحَمدُ للّهِِ» تَزدَد مِنها . (2)

الإمام زين العابدين عليه السلام :أحسِن صُحبَةَ نِعمَةِ اللّهِ بِحَمدِ اللّهِ عَلَيها عَلى كُلِّ حالٍ . (3)

الإمام الصادق عليه السلام :إذا أنعَمَ اللّهُ عَلى أَحَدٍ بِنِعمَةٍ فَليَحمَدِ اللّهَ عز و جل . (4)

عنه عليه السلام _ لِسُفيانَ الثَّورِيِّ _ :يا سُفيانُ ، إذا جاءَكَ ما تُحِبُّ فأَكثِر مِنَ «الحَمدُ للّهِِ» ، وإذا جاءَكَ ما تَكرَهُ فأَكثِر مِن «لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بَاللّهِ» ، وإذَا استَبطَأتَ الرِّزقَ فَأَكثِر مِنَ الاِستِغفارِ . (5)

مكارم الأخلاق عن إسحاق بن عمّار :خَرَجتُ مَعَ أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام وهُوَ يُحَدِّثُ نَفسَهُ ، ثُمَّ استَقبَلَ القِبلَةَ فَسَجَدَ طَويلاً ، ثُمَّ ألزَقَ خَدَّهُ الأَيمَنَ بِالتُّرابِ طَويلاً ، قالَ : ثُمَّ مَسَحَ وَجهَهُ ثُمَّ رَكِبَ ، فَقُلتُ لَهُ : بَأَبي أنتَ واُمّي لَقَد صَنَعتَ شَيئا ما رَأَيتُهُ قَطُّ .

.


1- .الدعوات : ص 81 ح 204 عن الإمام عليّ عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 86 ص 282 ح 45 .
2- .تحف العقول : ص 174 ، بشارة المصطفى : ص 27 ، بحار الأنوار : ج 78 ص 9 ح 65 ؛ مطالب السؤول : ص 55 .
3- .تحف العقول : ص 265 ح 28 ، بحار الأنوار : ج 74 ص 16 ح 2 .
4- .الأمالي للطوسي : ص 480 ح 1048 عن عبدالعزيز بن محمّد الدراوردي ، بحار الأنوار : ج 93 ص 210 ح 6 .
5- .حلية الأولياء : ج 3 ص 196 ، تاريخ دمشق : ج 52 ص 199 كلاهما عن نصر بن كثير ، تهذيب الكمال : ج 5 ص 19 عن نصير بن كثير ؛ كشف الغمّة : ج 2 ص 397 عن نضر بن كثير ، بحار الأنوار : ج 99 ص 198 ح 14 نقلاً عن خطّ الشهيد قدس سره .

ص: 434

4 / 4 على محاسن الأخلاق والأفعال

قالَ : يا إسحاقُ إنّي ذَكَرتُ نِعمَةً مِن نِعَمِ اللّهِ عز و جل عَلَيَّ فَأَحبَبتُ أن اُذَلِّلَ نَفسي . ثُمَّ قالَ : يا إسحاقُ ما أنعَمَ اللّهُ عَلى عَبدٍ بِنِعمَةٍ فَشَكَرَها بِسَجدَةٍ يَحمَدُ اللّهَ فيها فَفَرَغَ مِنها (1) ، حَتّى يُؤمَرَ (2) لَهُ بِالمَزيدِ مِنَ الدّارَينِ . (3)

الكافي عن عليّ بن الحكم عن دعبل بن عليّ :أنَّهُ دَخَلَ عَلى أبِي الحَسَنِ الرِّضا عليه السلام ، وأمَرَ لَهُ بِشَيءٍ فَأَخَذَهُ ولَم يَحمَدِ اللّهَ ، قالَ : فَقالَ لَهُ : لِمَ لَم تَحمَدِ اللّهَ؟! قالَ : ثُمَّ دَخَلتُ بَعدُ عَلى أبي جَعفَرٍ عليه السلام ، وأمَرَ لي بِشَيءٍ فَقُلتُ : «الحَمدُ للّهِِ» ، فَقالَ لي : تَأَدَّبتَ . (4)

راجع : ج 1 ص 408 ح 1051 .

4 / 4عَلى مَحاسِنِ الأَخلاقِ وَالأَفعالِالكتاب«وَ لَقَدْ ءَاتَيْنَا دَاوُدَ وَ سُلَيْمَ_نَ عِلْمًا وَ قَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ» . (5)

الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن لَم يَحمَدِ اللّهَ عَلى ما عَمِلَ مِن عَمَلٍ صالِحٍ وحَمِدَ نَفسَهُ ، قَلَّ شُكرُهُ وحَبَطَ عَمَلُهُ . (6)

.


1- .في بحار الأنوار : «ما أنعم اللّه على عبدٍ بنعمة فعرفها بقلبه وجهر بحمد اللّه عليها ففرغ عنها» .
2- .في المصدر : «يؤمن» ، والتصويب من بحار الأنوار .
3- .مكارم الأخلاق : ج 1 ص 565 ح 1957 ، بحار الأنوار : ج 86 ص 207 ح 20 .
4- .الكافي : ج 1 ص 496 ح 8 ، كشف الغمّة : ج 3 ص 153 ، بحار الأنوار : ج 50 ص 93 ح 6 .
5- .النمل : 15 .
6- .تفسير الطبري : ج 5 الجزء 8 ص 206 ، تفسير ابن كثير : ج 3 ص 423 وفيه «فقد كفر» بدل «قَلّ شكره» ، الإصابة : ج 7 ص 221 كلّها عن عبدالعزيز الشامي عن أبيه ، كنز العمّال : ج 3 ص 265 ح 6478 .

ص: 435

4 / 5 على حبّ أهل البيت

عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ لِلشَّيطانِ لَمَّةً بِابنِ آدَمَ ولِلمَلَكِ لَمَّةً ، فَأَمّا لَمَّةُ الشَّيطانِ فَايعادٌ بِالشَّرِّ وتَكذيبٌ بِالحَقِّ ، وأمّا لَمَّةُ المَلَكِ فَإِيعادٌ بِالخَيرِ وتَصديقٌ بِالحَقِّ ، فَمَن وَجَدَ ذلِكَ فَليَعلَم أنَّهُ مِنَ اللّهِ فَليَحمَدِ اللّهَ ، ومَن وَجَدَ الاُخرى فَليَتَعَوَّذ بِاللّهِ مِنَ الشَّيطانِ . (1)

الإمام الصادق عليه السلام :إذا أحسَنتُم فَاحمَدُوا اللّهَ ، وإذا أسَأتُم فَاستَغفِرُوا اللّهَ . (2)

الكافي عن عبد اللّه بن بكير عن الإمام الصادق عليه السلام :إنّا لَنُحِبُّ مَن كانَ عاقِلاً فَهِما فَقيها حَليما مُدارِيا صَبورا صَدوقا وَفِيّا ، إنَّ اللّهَ عز و جل خَصَّ الأَنبِياءَ عليهم السلامبِمَكارِمِ الأَخلاقِ ، فَمَن كانَت فيهِ فَليَحمَدِ اللّهَ عَلى ذلِكَ ، ومَن لَم تَكُن فيهِ فَليَتَضَرَّع إلَى اللّهِ عز و جلوَليَسأَلهُ إيّاها . قالَ : قُلتُ : جُعِلتُ فِداكَ وما هُنَّ؟ قالَ : هُنَّ الوَرَعُ ، وَالقَناعَةُ، وَالصَّبرُ ، وَالشُّكرُ ، وَالحِلمُ ، وَالحَياءُ ، وَالسَّخاءُ ، وَالشَّجاعَةُ ، وَالغَيرَةُ ، وَالبِرُّ ، وصِدقُ الحَديثِ ، وأداءُ الأَمانَةِ . (3)

4 / 5عَلى حُبِّ أهلِ البَيتِالإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام: قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : مَن أحَبَّنا أهلَ البَيتِ فَليَحمَدِ اللّهَ تَعالى عَلى أوَّلِ النِّعَمِ . قيلَ : وما أوَّلُ النِّعَمِ ؟ قالَ : طيبُ الوِلادَةِ ؛ ولا يُحِبُّنا إلا

.


1- .سنن الترمذي : ج 5 ص 219 ح 2988 ، صحيح ابن حبّان : ج 3 ص 278 ح 997 ، مسند أبي يعلى : ج 5 ص 19 ح 4978 وليس فيهما «بابن آدم» و «فليعلم أنّه من اللّه » وكلّها عن عبد اللّه بن مسعود ، كنز العمّال : 1 ص 246 ح 1240 .
2- .مشكاة الأنوار : ص 66 ح 95 ، بحار الأنوار : ج 93 ص 213 ح 17 .
3- .الكافي : ج 2 ص 56 ح 3 ، الأمالي للمفيد : ص 192 ح 22 ، تحف العقول : ص 362 ، التمحيص : ص 68 ح 162 ، بحار الأنوار : ج 69 ص 397 ح 86 .

ص: 436

4 / 6 على سلامة المولود

مَن طابَت وِلادَتُهُ . (1)

الإمام عليّ عليه السلام :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : يا عَلِيُّ ، مَن أحَبَّني وأحَبَّكَ وأحَبَّ الأَئِمَّةَ مِن وُلدِكَ فَليَحمَدِ اللّهَ عَلى طيبِ مَولِدِهِ ، فَإِنَّهُ لا يُحِبُّنا إلّا مُؤمِنٌ طابَت وِلادَتُهُ ، ولا يُبغِضُنا إلّا مَن خَبُثَت وِلادَتُهُ . (2)

معاني الأخبار عن أبي محمّد الأنصاري عن الإمام الباقر عليه السلام :مَن أصبَحَ يَجِدُ بَردَ حُبِّنا عَلى قَلبِهِ ، فَليَحمَدِ اللّهَ عَلى بادِئِ النِّعَمِ ، قيلَ : وما بادِئُ النِّعَمِ؟ قالَ : طيبُ المَولِدِ . (3)

المحاسن عن أبي عبد اللّه المدائني :قالَ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام : إذا بَرُدَ عَلى قَلبِ أحَدِكُم حُبُّنا فَليَحمَدِ اللّهَ عَلى اُولى النِّعَمِ ، قُلتُ : عَلى فِطرَةِ الإِسلامِ؟ قال : لا ، ولكِن عَلى طيبِ المَولِدِ ؛ إنَّهُ لا يُحِبُّنا إلّا مَن طابَت وِلادَتُهُ . (4)

4 / 6عَلى سَلامَةِ المَولودِالكافي عن محمّد بن سنان عمّن حدّثه ، قال :كانَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام إذا بُشِّرَ بِالوَلَدِ لَم يَسأَل أذَكَرٌ هُوَ أم اُنثى حَتّى يَقولَ : أسَوِيٌّ؟ فَإِن كانَ سَوِيّا قالَ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي لَم يَخلُق مِنّي شَيئا مُشَوَّها . (5)

.


1- .معاني الأخبار : ص 161 ح 1 ، علل الشرايع : ص 141 ح 1 ، الأمالي للطوسي : ص 456 ح 1018 ، الأمالي للصدوق : ص 562 ح 754 كلّها عن الحسين بن زيد ، بحارالأنوار : ج 27 ص 146 ح 3 .
2- .علل الشرايع : ص 141 ح 3 ، الأمالي للصدوق : ص 562 ح 756 ، بشارة المصطفى : ص 177 وفيهما «مَن» بدل «مؤمن» وكلّها عن زيد بن عليّ عن الإمام زين العابدين عن أبيه عليهماالسلام ، بحارالأنوار : ج 27 ص 146 ح 5 .
3- .معاني الأخبار : ص 161 ح 2 ، علل الشرايع : ص 141 ح 2 ، الأمالي للصدوق : ص 562 ح 755 ، بشارة المصطفى : ص 177 ، بحارالأنوار : ج 27 ص 146 ح 4 .
4- .المحاسن : ج 1 ص 232 ح 420 ، بحار الأنوار : ج 27 ص 152 ح 22 .
5- .الكافي : ج 6 ص 21 ح 1 ، تهذيب الأحكام : ج 7 ص 439 ح 1754 ، بحار الأنوار : ج 104 ص 123 ح 68 .

ص: 437

4 / 7 عند البلاء

4 / 7عِندَ البَلاءِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا مَرِضَ العَبدُ بَعَثَ اللّهُ تَعالى إلَيهِ مَلَكَينِ فَقالَ : اُنظُرا ماذا يَقولُ لِعُوّادِهِ ، فَإِن هُوَ إذا جاؤوهُ حَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ رَفَعا ذلِكَ إلَى اللّهِ عز و جل ، وهُوَ أعلَمُ . فَيَقولُ : لِعَبدي عَلَيَّ ، إن تَوَفَّيتُهُ أن اُدخِلَهُ الجَنَّةَ ، وإن أنَا شَفَيتُهُ أن اُبدِلَ لَهُ لَحما خَيرا مِن لَحمِهِ ، ودَما خَيرا مِن دَمِهِ ، وأن اُكَفِّرَ عَنهُ سَيِّئاتِهِ . (1)

الكافي عن العزرمي عن أبيه عن الإمام الصادق عليه السلام :مَنِ اشتَكى لَيلَةً فَقَبِلَها بِقَبولِها ، وأدّى إلَى اللّهِ شُكرَها ، كانَت كَعِبادَةِ سِتّينَ سَنَةً . قالَ أبي : فَقُلتُ لَهُ : ما قَبولُها؟ قالَ : يَصبِرُ عَلَيها ولا يُخبِرُ بِما كانَ فيها ، فَإِذا أصبَحَ حَمِدَ اللّهَ عَلى ما كانَ . (2)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّهَ عز و جل يَقولُ لِلمَلائِكَةِ : اِنطَلِقوا إلى عَبدي فَصُبّوا عَلَيهِ البَلاءَ صَبّا ، فَيَأتونَهُ فَيَصُبّونَ عَلَيهِ البَلاءَ ، فَيَحمَدُ اللّهَ فَيَرجِعونَ ، فَيَقولونَ : يا رَبَّنا صَبَبنا عَلَيهِ البَلاءَ صَبّا كَما أمَرتَنا ، فَيَقولُ : اِرجِعوا فَإِنّي اُحِبُّ أن أسمَعَ صَوتَهُ . (3)

عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّهَ عز و جل يَقولُ : إنَّ عَبدِيَ المُؤمِنَ عِندي بِمَنزِلَةِ كُلِّ خَيرٍ؛ يَحمَدُني وأنَا أنزِعُ نَفسَهُ مِن بَينِ جَنبَيهِ . (4)

.


1- .الموطّأ : ج 2 ص 940 ح 5 عن عطاء بن يسار ، كنز العمّال : ج 3 ص 310 ح 6704 نقلاً عن الدارقطني في الغرائب وابن صخر في عوالي مالك عن أبي هريرة .
2- .الكافى¨ : ج 3 ص 116 ح 5 ، مشكاة الأنوار : ص 488 ح 1630 عن الإمام الصادق عن الإمام الباقر عليهماالسلام .
3- .المعجم الكبير : ج 8 ص 166 ح 7697 ، شعب الإيمان : ج 7 ص 149 ح 9801 وليس فيه «فيصبّون عليه البلاء» وكلاهما عن أبي اُمامة ، كنزالعمّال : ج 3 ص 335 ح 6821 .
4- .مسند ابن حنبل : ج 3 ص 245 ح 8500 ، الشكر لابن أبي الدنيا : ص 46 ح 84 ، شُعب الإيمان : ج 4 ص 118 ح 4494 كلّها عن أبي هريرة ، كنزالعمّال : ج 15 ص 561 ح 42173 .

ص: 438

الكافي عن عبيد بن زرارة عن الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ المُؤمِنَ مِنَ اللّهِ عز و جل لَبِأَفضَلِ مَكانٍ _ ثَلاثا _ إِنَّهُ لَيَبتَليهِ بِالبَلاءِ ثُمَّ يَنزِعُ نَفسَهُ عُضوا عُضوا مِن جَسَدِهِ ، وهُوَ يَحمَدُ اللّهَ عَلى ذلِكَ . (1)

الإمام الصادق أو الإمام الكاظم عليهماالسلام :إنَّ اللّهَ عز و جللَيَعجَبُ مِنَ الرَّجُلِ يَموتُ وَلَدُهُ وهُوَ يَحمَدُ اللّهَ ، فَيَقولُ : يا مَلائِكَتي ، عَبدي أخَذتُ نَفسَهُ وهُوَ يَحمَدُني . (2)

الإمام الصادق عليه السلام :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : إذا قُبِضَ وَلَدُ المُؤمِنُ _ وَاللّهُ أعلَمُ (3) بِما قالَ العَبدُ _ قالَ اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى لِمَلائِكَتِهِ : قَبَضتُم وَلَدَ فُلانٍ؟ فَيَقولونَ : نَعَم رَبَّنا ، قالَ : فَيَقولُ : فَما قالَ عَبدي؟ قالوا : حَمِدَكَ وَاستَرجَعَ ، فَيَقولُ اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى : أخَذتُم ثَمَرَةَ قَلبِهِ وقُرَّةَ عَينِهِ فَحَمِدَني وَاستَرجَعَ! اِبنوا لَهُ بَيتا فِي الجَنَّةِ وسَمّوهُ بَيتَ الحَمدِ . (4)

الإمام زين العابدين عليه السلام _ مِن دُعائِهِ عِندَ المَرَضِ _ :اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ عَلى ما لَم أَزَل أَتَصَرَّفُ فيهِ مِن سَلامَةِ بَدَني ، ولَكَ الحَمدُ عَلى ما أحدَثتَ بي مِن عِلَّةٍ في جَسَدي ، فَما أدري يا إلهي أيُّ الحالَينِ أحَقُّ بِالشُّكرِ لَكَ ، وأيُّ الوَقتَينِ أولى بِالحَمدِ لَكَ . (5)

.


1- .الكافي : ج 2 ص 254 ح 13 ، تنبيه الخواطر : ج 2 ص 204 عن الإمام الباقر عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 67 ص 211 ح 15 .
2- .الكافي : ج 3 ص 220 ح 9 عن عبد الرحمن بن الحجّاج ، المحجّة البيضاء : ج 8 ص 287 عن الإمام الصادق عليه السلام .
3- .قوله «واللّه أعلم» : هذا لرفع توهّم أنّ سؤاله تعالى لعدم علمه بل هو أعلم من ملائكته بما قاله ، ولكن يسأل ذلك لكثير من المصالح ، منها إظهار جوده وفضله على ملائكته وعلى غيرهم بإخبار الأنبياء والحجج عليهم السلام ، والأمر بإعطاء الثواب واستعمال الملائكة فيما يستحقّون به القرب ، وغير ذلك ممّا لا يحيط به عقولنا (مرآة العقول : ج 14 ص 171) .
4- .الكافي : ج 3 ص 218 ح 4 عن السكوني عن الإمام الصادق عليه السلام ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج 1 ص 177 ح 523 نحوه ، بحار الأنوار : ج 82 ص 119 ح 11 ؛ سنن الترمذي : ج 3 ص 341 ح 1021 ، السنن الكبرى : ج 4 ص 114 ح 7146 كلاهما عن أبي موسى الأشعري ، مسند ابن حنبل : ج 7 ص 171 ح 19746 عن الضحّاك بن عبد الرحمن بن أبي موسى الأشعري والثلاثة الأخيرة نحوه ، كنزالعمّال : ج 3 ص 281 ح 6552 .
5- .الصحيفة السجّاديّة : ص 65 الدعاء 15 .

ص: 439

4 / 8 عند رؤية المبتلى

الإمام الصادق عليه السلام :مَن ذَكَرَ مُصيبَتَهُ ولَو بَعدَ حينٍ ، فَقالَ : «إنّا للّهِِ وإنّا إلَيهِ راجِعونَ ، وَالحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ ، اللّهُمَّ آجِرني عَلى مُصيبَتي ، وأخلِف عَلَيَّ أفضَلَ مِنها» ، كانَ لَهُ مِنَ الأَجرِ مِثلُ ما كانَ عِندَ أوَّلِ صَدمَةٍ . (1)

عنه عليه السلام _ مِمّا كانَ يَقولُهُ عِندَ المُصيبَةِ _ :الحَمدُ للّهِِ الَّذي لَم يَجعَل مُصيبَتي في ديني ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي لَو شاءَ أن يَجعَلَ مُصيبَتي أعظَمَ مِمّا كانَت ، وَالحَمدُ للّهِِ عَلَى الأَمرِ الَّذي شاءَ أن يَكونَ فَكانَ . (2)

4 / 8عِندَ رُؤيَةِ المُبتَلىرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا رَأَيتُم أهلَ البَلاءِ فَاحمَدُوا اللّهَ ، ولا تُسمِعوهُم فَإِنَّ ذلِكَ يَحزُنُهُم . (3)

عنه صلى الله عليه و آله :مَن رَأى صاحِبَ بَلاءٍ فَقالَ : «الحَمدُ للّهِِ الَّذي عافاني مِمَّا ابتَلاكَ بِهِ وفَضَّلَني عَلى كَثيرٍ مِمَّن خَلَقَ تَفضيلاً» إلّا عوفِيَ مِن ذلِكَ البَلاءِ كائِنا ما كانَ ما عاشَ . (4)

.


1- .الكافي : ج 3 ص 224 ح 6 عن داوود بن رزين ، مسكّن الفؤاد : ص 102 عن داوود بن زربي ، بحارالأنوار : ج 82 ص 143 ح 26 .
2- .الكافي : ج 3 ص 262 ح 42 ، تحف العقول : ص 381 ، الدعوات : ص 286 ح 14 وليس فيه من «والحمد للّه على الأمر...» ، بحار الأنوار : ج 78 ص 268 ح 183 وج82 ص 133 ح 16 .
3- .الكافي : ج 2 ص 98 ح 23 عن حفص بن عمر عن الإمام الصادق عليه السلام ، مكارم الأخلاق : ج 2 ص 156 ح 2384 ، بحار الأنوار : ج 71 ص 34 ح 18 وج 93 ص 218 ح 5 ؛ كنزالعمّال : ج 2 ص 142 ح 3510 نقلاً عن ابن النجّار عن جابر نحوه .
4- .سنن الترمذي : ج 5 ص 493 ح 3431 عن عمر وح3432 وفيه «لم يصبه ذلك البلاء» بدل «إلّا عوفي...» ، الشكر لابن أبي الدنيا : ص 85 ح 187 وفيه «فقد أدّى شكر تلك النعمة» بدل «إلّا عوفي من...» كلاهما عن أبي هريرة ، سنن ابن ماجة : ج 2 ص 1281 ح 3892 ، المعجم الأوسط : ج 5 ص 283 ح 5324 كلاهما عن ابن عمر ، كنزالعمّال : ج 2 ص 142 ح 3512 وح 3511 ؛ طبّ الأئمّة لابني بسطام : ص 112 عن الإمام الباقر عليه السلام وليس فيه ذيله .

ص: 440

4 / 9 عند رؤية الجنازة

4 / 10 عند الهمّ والحزن

الإمام الباقر عليه السلام :تَقولُ ثَلاثَ مَرّاتٍ إذا نَظَرتَ إلَى المُبتَلى مِن غَيرِ أن تُسمِعَهُ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي عافاني مِمَّا ابتَلاكَ بِهِ ولَو شاءَ فَعَلَ . (1)

4 / 9عِندَ رُؤيَةِ الجَنازَةِالكافي عن أبي حمزة :كانَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام إذا رَأى جِنازَةً قَد أقبَلَت ، قالَ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي لَم يَجعَلني مِنَ السَّوادِ المُختَرَمِ (2) . (3)

راجع : ج 2 ص 36 (رؤية الجنازة) .

4 / 10عِندَ الهَمِّ وَالحُزنِالإمام عليّ عليه السلام :عَلَّمَني رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا نَزَلَ بي كَربٌ أن أقولَ : لا إلهَ إلَا اللّهُ الحَليمُ الكَريمُ ، سُبحانَ اللّهِ وتَبارَكَ اللّهُ رَبُّ العَرشِ العَظيمِ ، وَالحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ . (4)

.


1- .الكافي : ج 2 ص 97 ح 20 عن أبي بصير ، مكارم الأخلاق : ج 2 ص 156 ح 2383 ، الأمالي للصدوق : ص 339 ح 402 عن العيص بن القاسم ، طبّ الأئمّة لابني بسطام : ص 112 عن حنان بن إبراهيم وفي ذيله «ولو شاء أن يفعل فعل ، والحمد للّه الذي لم يفعل ، ولا يُسمعه فيعاقَب» ، روضة الواعظين : ص 519 والثلاثة الأخيرة عن الإمام الصادق عليه السلام نحوه ، بحار الأنوار : ج 71 ص 34 ح 15 وج 93 ص 217 ح 2 .
2- .يقال : اخترمهم الدهر : أي اقتَطَعَهم واستأصلَهم . والسواد : جملة الناس (النهاية : ج 2 ص 27 «خرم» وص 419 «سود») .
3- .الكافي : ج 3 ص 167 ح 1 ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج 1 ص 177 ح 525 ، تهذيب الأحكام : ج 1 ص 452 ح 1472 ، الدعوات : ص 260 ح 740 ، بحار الأنوار : ج 81 ص 266 ح 24 .
4- .مسند ابن حنبل : ج 1 ص 196 ح 701 عن عبد اللّه بن جعفر ، كنز العمّال : ج 7 ص 69 ح 18000 .

ص: 441

4 / 11 في السّرّاء والضّرّاء

4 / 11فِي السَّرّاءِ وَالضَّرّاءِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :أوَّلُ مَن يُدعى إلَى الجَنَّةِ الحَمّادونَ؛ الَّذينَ يَحمَدونَ اللّهَ عَلَى السَّرّاءِ وَالضَّرّاءِ . (1)

الإمام عليّ عليه السلام :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا أتاهُ أمرٌ يَسُرُّهُ قالَ : «الحَمدُ للّهِِ الَّذي بِنِعمَتِهِ تَتِمُّ الصّالِحاتُ» ، وإذا أتاهُ أمرٌ يَكرَهُهُ قالَ : «الحَمدُ للّهِِ عَلى كُلِّ حالٍ» . (2)

الإمام الصادق عليه السلام :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا أتاهُ ما يُحِبُّ قالَ : «الحَمدُ للّهِِ المُحسِنِ المُجمِلِ» ، وإذا أتاهُ ما يَكرَهُهُ قالَ : «الحَمدُ للّهِِ عَلى كُلِّ حالٍ ، وَالحَمدُ للّهِِ عَلى هذِهِ الحالِ» . (3)

عنه عليه السلام :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا وَرَدَ عَلَيهِ أمرٌ يَسُرُّهُ قالَ : «الحَمدُ للّهِِ عَلى هذِهِ النِّعمَةِ» ، وإذا وَرَدَ عَلَيهِ أمرٌ يَغتَمُّ بِهِ قالَ : «الحَمدُ للّهِِ عَلى كُلِّ حالٍ» . (4)

الإمام الحسين عليه السلام _ مِن خُطبَةٍ لَهُ يَومَ تاسوعاءَ _ :اُثني عَلَى اللّهِ أحسَنَ الثَّناءِ ، وأَحمَدُه

.


1- .المعجم الكبير : ج 12 ص 15 ح 12345 ، المعجم الصغير : ج 1 ص 103 ، المستدرك على الصحيحين : ج 1 ص 681 ح 1851 ، شُعب الإيمان : ج 4 ص 91 ح 4373 ، حلية الأولياء : ج 5 ص 69 كلّها عن ابن عبّاس ، كنزالعمّال : ج 3 ص 254 ح 6410 ؛ مكارم الأخلاق : ج 2 ص 77 ح 2193 ، بحار الأنوار : ج 93 ص 215 ح 18 .
2- .الأمالي للطوسي : ص 50 ح 64 عن داوود بن سليمان الغازي عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام ، جامع الأخبار : ص 512 ح 1436 مع تقديم وتأخير ، بحار الأنوار : ج 71 ص 46 ح 56 ؛ المستدرك على الصحيحين : ج 1 ص 678 ح 1840 عن عائشة ، تاريخ بغداد : ج 3 ص 131 عن ابن عبّاس ، حلية الأولياء : ج 3 ص 157 عن أبي هريرة وكلاهما نحوه ، كنزالعمّال : ج 2 ص 671 ح 5027 .
3- .مشكاة الأنوار : ص 70 ح 119 ، بحار الأنوار : ج 93 ص 214 ح 17 .
4- .الكافي : ج 2 ص 97 ح 19 عن المثنّى الحنّاط ، مشكاة الأنوار : ص 70 ح 120 ، بحار الأنوار : ج 71 ص 33 ح 14 وج 93 ص 214 ح 17 .

ص: 442

4 / 12 عند دخول المسجد

4 / 13 عقيب الصّلوات

عَلَى السَّرّاءِ وَالضَّرّاءِ. . . . (1)

4 / 12عِندَ دُخولِ المَسجِدِالإمام الصادق عليه السلام :إذا دَخَلتَ المَسجِدَ فَاحمَدِ اللّهَ وأَثنِ عَلَيهِ ، وصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله . (2)

4 / 13عَقيبَ الصَّلَواتِوقعة صفّين عن عمر بن سعد _ في ذِكرِ خُروجِ الإِمامِ عَلِيٍّ عليه السلام إلى صِفّينَ _ :ثُمَّ خَرَجَ حَتّى نَزَلَ عَلى شاطِئِ نَرسٍ بَينَ مَوضِعِ حَمّامِ أبي بَردَةَ وحَمّامِ عُمَرَ ، فَصَلّى بِالنّاسِ المَغرِبَ ، فَلَمَّا انصَرَفَ قالَ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي يُولِجُ اللَّيلَ فِي النَّهارِ ، ويولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيلِ ، وَالحَمدُ للّهِِ كُلَّما وَقَبَ لَيلٌ وغَسَقَ ، وَالحَمدُ للّهِِ كُلَّما لاحَ نَجمٌ وخَفَقَ . (3)

الإمام الصادق عليه السلام :مَن قالَ إذا صَلَّى المَغرِبَ ثَلاثَ مَرّاتٍ : «الحَمدُ للّهِِ الَّذي يَفعَلُ ما يَشاءُ ولا يَفعَلُ ما يَشاءُ غَيرُهُ» اُعطِيَ خَيرا كَثيرا . (4)

مصباح المتهجّد عن معاوية بن عمّار (5) :مصباح المتهجّد عن معاوية بن عمّار 6 : تَقولُ بَعدَ الفَجرِ : ... الحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ كَثيرا كَما هُوَ أهلُهُ ومُستَحِقُّهُ ، وكَما يَنبَغي لِكَرَمِ وَجهِهِ وعِزِّ جَلالِهِ ، عَلى إدبارِ اللَّيلِ وإقبال

.


1- .الإرشاد : ج 2 ص 91 ، إعلام الورى : ج 1 ص 455 ، روضة الواعظين : ص 202 كلّها عن الإمام زين العابدين عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 44 ص 392 ؛ تاريخ الطبري : ج 5 ص 418 عن شريك العامري عن الإمام زين العابدين عليه السلام .
2- .تهذيب الأحكام : ج 2 ص 65 ح 233 عن أبي بصير .
3- .وقعة صفّين : ص 134 ، بحار الأنوار : ج 86 ص 112 ح 10 .
4- .الكافي : ج 2 ص 545 ح 2 عن الصباح بن سيابة ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج 1 ص 326 ح 957 ، تهذيب الأحكام : ج 2 ص 115 ح 430 ، بحار الأنوار : ج 86 ص 112 ح 12 .
5- .كذا ورد في المصدر مضمرا ، والمرويّ عنه هو الإمام الصادق عليه السلام كما في مكارم الأخلاق وفلاح السائل .

ص: 443

4 / 14 في السّجود

4 / 15 بعد قراءة الفاتحة في الصّلاة

4 / 16 بعد قراءة الحواميم

النَّهارِ ، الحَمدُ للّهِِ الَّذي ذَهَبَ بِاللَّيلِ مُظلِما بَقُدرَتِهِ وجاءَ بِالنَّهار مُبصِرا بِرَحمَتِهِ . (1)

4 / 14فِي السُّجُودِفلاح السائل :إنَّ مَولانا عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ كانَ يَقولُ _ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِما _ إذا سَجَدَ ، يَقولُ مِئَةَ مَرَّةٍ : «الحَمدُ للّهِِ شُكرا» ، وكُلَّما قالَ عَشرَ مَرّاتٍ قالَ : «شُكرا لِلمُجيبِ» ، ثُمَّ يَقولُ : «يا ذَا المَنِّ الدّائِمِ الَّذي لا يَنقَطِعُ أبَدا ، ولا يُحصيه غَيرُهُ ، ويا ذَا المَعروفِ الَّذي لا يَنَفدُ أبَدا ، يا كَريمُ يا كَريمُ يا كَريمُ» . (2)

4 / 15بَعدَ قِراءَةِ الفاتِحَةِ فِي الصَّلاةِالإمام الصادق عليه السلام :إذا قَرَأتَ الفاتِحَةَ فَفَرَغتَ مِن قِراءَتِها فَقُل : الحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ . (3)

4 / 16بَعدَ قِراءَةِ الحَواميمِالإمام الصادق عليه السلام :الحَواميمُ رَياحينُ القُرآنِ ، فَإِذا قَرَأتُموها فَاحمَدُوا اللّهَ وَاشكُروهُ كَثيرا لِحِفظِها وتِلاوَتِها ، إنَّ العَبدَ لَيَقومُ ويَقرَأُ الحَواميمَ ، فَيَخرُجُ مِن فيهِ أطيَبُ مِنَ المِسكِ الأَذفَرِ وَالعَنبَرِ ، وإنَّ اللّهَ عز و جل لَيَرحَمُ تالِيَها وقارِئَها . (4)

.


1- .مصباح المتهجّد : ص 218 ح 331 ، مكارم الأخلاق : ج 2 ص 69 ح 2172 ، بحارالأنوار : ج 83 ص 113 ح 21 .
2- .فلاح السائل : ص 365 ح 243 ، بحار الأنوار : ج 86 ص 214 ح 27 .
3- .مجمع البيان : ج 1 ص 109 عن فضيل بن يسار ، بحار الأنوار : ج 85 ص 60 ح 48 .
4- .ثواب الأعمال : ص 141 ح 1 عن أبي بصير ، بحار الأنوار : ج 92 ص 301 ح 1 .

ص: 444

4 / 17 عند ختم القرآن

4 / 17عِندَ خَتمِ القُرآنِالإمام زين العابدين عليه السلام :كانَ [ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ] إذا خَتَمَ القُرآنَ حَمِدَ اللّهَ بِمَحامِدَ وهُوَ قائِمٌ ، ثُمَّ يَقولُ : الحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ ، وَ «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى خَلَقَ السَّمَ_وَ تِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّ_لُمَ_تِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ» (1) ، لا إلهَ إلَا اللّهُ ، وكَذَبَ العادِلونَ باللّهِ ، وضَلّوا ضَلالاً بَعيدا ، لا إلهَ إلَا اللّهُ وكَذَبَ المُشرِكونَ بِاللّهِ مِنَ العَرَب وَالمَجوسِ وَاليَهودِ وَالنَّصارى وَالصّابِئينَ ، ومَنِ ادَّعى للّهِِ وَلَدا أو صاحِبَةً أو نِدّا أو شَبيها أو مِثلاً أو سَمِيّا أو عِدلاً ، فَأَنتَ رَبُّنا أعظَمُ مِن أن تَتَّخِذَ شَريكا فيما خَلَقتَ ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي لَم يَتَّخِذ صاحِبَةً ولا وَلَدا ، ولَم يَكُن لَهُ شَريكٌ فِي المُلكِ ، ولَم يَكُن لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِ وكَبِّرهُ تَكبيرا ، اللّهُ أكبَرُ كَبيرا وَالحَمدُ للّهِِ كَثيرا وسُبحانَ اللّهِ بُكرَةً وأصيلاً ، وَ «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَ_بَ وَ لَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا * قَيِّمًا» قَرَأَها إلى قَولِهِ «إِن يَقُولُونَ إِلَا كَذِبًا» (2) ، «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى لَهُ مَا فِى السَّمَ_وَ تِ وَ مَا فِى الْأَرْضِ وَ لَهُ الْحَمْدُ فِى الْاخِرَةِ وَ هُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ * يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِى الْأَرْضِ» (3) الآيَةَ ، وَ «الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَ_وَ تِ وَ الْأَرْضِ» (4) الآيَتَينِ ، وَ «الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ سَلَ_مٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى ءَاللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ» (5) ، بَلِ اللّهُ خَيرٌ وأَبقى وأَحكَمُ وأكبَرُ وأجَلُّ وأعظَمُ مِمّا يُشرِكُونَ ، وَ «الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ» (6) ، صَدَقَ اللّهُ وبَلَّغَت رُسُلُهُ وأنَا عَلى ذلِكُم مِنَ الشّاهِدينَ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى جَميعِ المَلائِكَةِ وَالمُرسَلينَ ، وَارحَم عِبادَكَ المُؤمِنين ، مِن أهل

.


1- .الأنعام : 1 .
2- .الكهف : 1 _ 5 .
3- .سبأ : 1 و 2 .
4- .فاطر : 1 .
5- .النمل : 59 .
6- .لقمان : 25 .

ص: 445

4 / 18 بدء الكلام

4 / 19 بعد الأكل والشّرب

السَّماواتِ وَالأَرضِ ، وَاختِم لَنا بِخَيرٍ وَافتَح لَنا بِخَيرٍ وبارِك لَنا فِي القُرآنِ العَظيمِ ، وَانفَعنا بِالآياتِ وَالذِّكرِ الحَكيمِ ، رَبَّنا تَقَبَّل مِنّا إنَّكَ أنتَ السَّميعُ العَليمُ . (1)

4 / 18بَدءُ الكَلامِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :كُلُّ كَلامٍ ذي بالٍ لا يُبدَأُ فيهِ بِالحَمدِ للّهِِ فَهُوَ أقطَعُ . (2)

عنه صلى الله عليه و آله :كُلُّ كَلامٍ لا يُبدَأُ فيِهِ بِالحَمدِ للّهِِ فَهُوَ أجذَمُ . (3)

4 / 19بَعدَ الأَكلِ وَالشُّربِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ المُؤمِنَ لَيَشبَعُ مِنَ الطَّعامِ وَالشَّرابِ فَيَحمَدُ اللّهَ؛ فَيُعطيهِ اللّهُ مِنَ الأَجرِ ما لا يُعطِي الصّائِمَ ، إنَّ اللّهَ شاكِرٌ عَليمٌ يُحِبُّ أن يُحمَدَ . (4)

عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّهَ لَيَرضى عَنِ العَبدِ أن يَأكُلَ الأَكلَةَ فَيَحمَدَهُ عَلَيها ، أو يَشرَبَ الشَّربَةَ فَيَحمَدَهُ عَلَيها . (5)

.


1- .كنز العمّال : ج 2 ص 349 ح 4220 نقلاً عن شعب الإيمان .
2- .المصنّف لابن أبي شيبة : ج 6 ص 263 ح 3 عن أبي هريرة ؛ عدّة الداعي : ص 245 ، تنبيه الخواطر : ج 2 ص 31 وليس فيهما «ذي بال» ، بحار الأنوار : ج 93 ص 216 ح21 .
3- .سنن أبي داوود : ج 4 ص 261 ح 4840 عن أبي هريرة ، المعجم الكبير : ج 19 ص 72 ح 141 عن كعب نحوه ، كنزالعمّال : ج 1 ص 559 ح 2511 .
4- .المحاسن : ج 2 ص 214 ح 1641 عن جابر بن يزيد الجعفي عن الإمام الباقر عليه السلام ، مشكاة الأنوار : ص 66 ح 99 وفيه «ما يعطي الصائم» بدل «مالا يعطي الصائم» ، بحار الأنوار : ج 66 ص 375 ح 26 وج 93 ص 214 ح 17 .
5- .صحيح مسلم : ج 4 ص 2095 ح 89 ، سنن الترمذي : ج 4 ص 265 ح 1816 ، مسند ابن حنبل : ج 4 ص 235 ح 12169 ، المصنّف لابن أبي شيبة : ج 5 ص 563 ح 1 كلّها عن أنس ، كنز العمّال : ج 15 ص 245 ح 40778 .

ص: 446

عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّهَ لَيُدخِلُ العَبدَ الجنَّةَ بِالأَكلَةِ أوِ الشَّربَةِ يَحمَدُهُ عَلَيها . (1)

عنه صلى الله عليه و آله :مَن أكَلَ طَعاما ثُمَّ قالَ : «الحَمدُ للّهِِ الَّذي أطعَمَني هذا مِن رِزقِهِ مِن غَيرِ حَولٍ مِنّي وقُوَّةٍ» ، غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ . (2)

عنه صلى الله عليه و آله :إذا رُفِعَتِ المائِدَةُ فَقُل : الحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ ، اللّهُمَّ اجعَلها نِعمَةً مَشكورَةً . (3)

الإقبال :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَحمَدُ اللّهَ بَينَ كُلِّ لُقمَتَينِ . (4)

سنن الترمذي عن أبي اُمامة :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا رُفِعَتِ المائِدَةُ مِن بَينِ يَدَيهِ ، يَقولُ : الحَمدُ للّهِِ . (5)

سنن أبي داوود عن أبي سعيد الخدري :أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله كانَ إذا فَرَغَ مِن طَعامِهِ قالَ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي أطعَمَنا وسَقانا وجَعَلَنا مُسلِمينَ . (6)

صحيح البخاري عن أبي اُمامة :أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله كانَ إذا رُفِعَت مائِدَتُهُ قالَ : الحَمدُ للّهِِ كَثيرا

.


1- .سير أعلام النبلاء : ج 19 ص 259 ، تاريخ دمشق : ج 55 ص 399 كلاهما عن أنس ، كنز العمّال : ج 3 ص 258 ح 6437 .
2- .الإقبال : ج 1 ص 244 ، بحار الأنوار : ج 98 ص 14 ح 2 ؛ سنن أبي داوود : ج 4 ص 42 ح 4023 وفيه «... ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر» ، سنن الترمذي : ج 5 ص 508 ح 3458 ، سنن ابن ماجة : ج 2 ص 1093 ح 3285 ، كنزالعمّال : ج 15 ص 239 ح 40744 .
3- .مكارم الأخلاق : ج 1 ص 310 ح 991 ، بحار الأنوار : ج 66 ص 381 ح 47 .
4- .الإقبال : ج 1 ص 245 نقلاً عن تاريخ نيسابور في ترجمة حسن بن بشير بإسناده ، بحار الأنوار : ج 98 ص 14 ح 2 .
5- .سنن الترمذي : ج 5 ص 507 ح 3456 ، المستدرك على الصحيحين : ج 4 ص 151 ح 7192 ؛ الجعفريّات : ص 160 عن الإمام الكاظم عن آبائه عليهم السلام .
6- .سنن أبي داوود : ج 3 ص 366 ح 3850 ، سنن الترمذي : ج 5 ص 508 ح 3457 ، سنن ابن ماجة : ج 2 ص 1092 ح 3283 ، السنن الكبرى للنسائي : ج 6 ص 80 ح 10121 ، مسند ابن حنبل : ج 4 ص 65 ح 11276 وص 194 ح 11934 ، كنزالعمّال : ج 7 ص 104 ح 18179 .

ص: 447

طَيِّبا مُبارَكا فيهِ ، غَيرَ مَكفِيٍّ ولا مُوَدَّعٍ ولا مُستَغنىً عَنهُ ، رَبُّنا . (1)

مسند ابن حنبل عن نعيم بن سلامة عن رجل من بني سليم _ وكانَت لَهُ صُحبَةٌ _ :أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله كانَ إذا فَرَغَ مِن طَعامِهِ قالَ : اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ ، أطعَمتَ وسَقَيتَ وأشبَعتَ وأروَيتَ ، فَلَكَ الحَمدُ غَيرَ مَكفورِ ولا مُوَدَّعٍ ولا مُستَغنىً عَنكَ . (2)

مكارم الأخلاق :كانَ صلى الله عليه و آله إذا وُضِعَتِ المائِدَةُ بَينَ يَدَيهِ ، قالَ : بِاسمِ اللّهِ ، اللّهُمَّ اجعَلها نِعمَةً مَشكورَةً نَصِلُ بِها نِعمَةَ الجَنَّةِ . (3)

سنن أبي داوود عن أبي أيّوب الأنصاري :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا أكَلَ أو شَرِبَ قالَ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي أطعَمَ وسَقى وسَوَّغَهُ ، وجَعَلَ لَهُ مَخرَجا . (4)

الشكر عن أنس :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا أكَلَ قالَ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي أطعَمَني وسَقاني وهَداني ، وكُلُّ بَلاءٍ حَسَنٍ أبلاني ، الحَمدُ للّهِِ الرَّزّاقِ ذِي القُوَّةِ المَتينِ ، اللّهُمَّ لا تَنزِع مِنّا صالِحا أعطَيتَنا ، ولا صالِحا رَزَقتَنا ، وَاجعَلنا لَكَ مِنَ الشّاكِرينَ . (5)

الإمام الباقر عليه السلام :كانَ رَسولُ اِللّه صلى الله عليه و آله إذا شَرِبَ الماءَ قالَ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي سَقانا عَذبا زُلالاً

.


1- .صحيح البخاري : ج 5 ص 2078 ح 5142 ، سنن أبي داوود : ج 3 ص 366 ح 3849 ، مسند ابن حنبل : ج 8 ص 283 ح 22262 ، السنن الكبرى للنسائي : ج 4 ص 201 ح 6897 ، المستدرك على الصحيحين : ج 1 ص 710 ح 1935 ، كنزالعمّال : ج 7 ص 104 ح 18178 .
2- .مسند ابن حنبل : ج 6 ص 310 ح 18093 ، اُسد الغابة : ج 6 ص 388 ، تاريخ دمشق : ج 62 ص 172 ح 12759 ، المعجم الكبير : ج 3 ص 268 ح 3372 عن الحارث بن الحارث ، كنزالعمّال : ج 7 ص 104 ح 18180 وج 15 ص 432 ح 41711 ؛ الإقبال : ج 1 ص 245 ، بحار الأنوار : ج 98 ص 15 ح 2 .
3- .مكارم الأخلاق : ج 1 ص 68 ح 79 وص 309 ح 987 وليس فيه «باسم اللّه » ، بحار الأنوار : ج 66 ص 380 ح 47 .
4- .سنن أبي داوود : ج 3 ص 366 ح 3851 ، صحيح ابن حبّان : ج 12 ص 24 ح 5220 ، عمل اليوم والليلة للنسائي : ص 264 ح 285 ، المعجم الكبير : ج 4 ص 182 ح 4082 ، الشكر لابن أبي الدنيا : ص 79 ح 171 ، كنزالعمّال : ج 7 ص 103 ح 18176 .
5- .الشكر لابن أبي الدنيا : ص 79 ح 170 .

ص: 448

بِرَحمَتِهِ ، ولَم يسقِنا مِلحا اُجاجا (1) بِذُنوبِنا . (2)

مكارم الأخلاق :كانَ صلى الله عليه و آله إذا شَرِبَ بَدأَ فَسَمّى ، وحَسا حَسوَةً وحَسوَتَينِ ، ثُمَّ يَقطَعُ فَيَحمَدُ اللّهَ ، ثُمَّ يَعودُ فَيُسَمّي ، ثُمَّ يَزيدُ فِي الثّالِثَةِ ، ثُمَّ يَقطَعُ فَيَحمَدُ اللّهَ ، فَكانَ لَهُ صلى الله عليه و آله في شُربِهِ ثَلاثُ تَسمِياتٍ ، وثَلاثُ تَحميداتٍ . (3)

كتاب من لا يحضره الفقيه :عَن أبي حَمزَةَ عَن عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام أنَّهُ كانَ إذا طَعِمَ قالَ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي أطعَمَنا وسَقانا وكَفانا وأيَّدَنا وآوانا وأنعَمَ عَلَينا وأفضَلَ ، الحَمدُ للّهِِ الَّذي يُطعِمُ ولا يُطعَمُ . (4)

المحاسن عن أبي بصير :تَغَدَّيتُ مَعَ أبي جَعفَرٍ عليه السلام ، فَلَمّا وُضِعَتِ المائِدَةُ قالَ : بِاسمِ اللّهِ . فَلَمَّا فَرَغَ قالَ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي أطعَمَنا وسَقانا ، ورَزَقَنا وعافانا ، ومَنَّ عَلَينا بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ، وجَعَلَنا مُسلِمينَ . (5)

الإمام الصادق عليه السلام :كانَ أبي عليه السلام جالِسا ، إذا أتاهُ أخوهُ عَبدُ اللّهِ بنُ عَلِيٍّ يَستَأذِنُ لِعَمرِو بنِ عُبَيدٍ وبَشيرٍ الرَّحّالِ وواصِلٍ ، فَدَخَلوا عَلَيهِ فَجَلَسوا ، فَقالوا : يا أبا جَعفَرٍ ، لِكُلِّ شَيءٍ حَدٌّ يَنتَهي إلَيهِ ؟ فَقالَ : نَعَم ، ما مِن شَيءٍ إلّا ولَهُ حَدٌّ يَنتَهي إلَيهِ .

.


1- .الاُجاج : الماء المِلْح الشديد الملوحة (النهاية : ج 1 ص 25 «أجج») .
2- .المحاسن : ج 2 ص 406 ح 2420 ، قرب الإسناد : ص 21 ح 71 كلاهما عن ابن القدّاح عن الإمام الصادق عليه السلام ، الكافي : ج 6 ص 384 ح 2 عن ابن القدّاح عن الإمام الصادق عليه السلام عنه صلى الله عليه و آله نحوه ، بحار الأنوار : ج 66 ص 459 ح 6 ؛ الدعاء للطبراني : ص 280 ح 899 عن فضيل بن عياض عن الإمام الصادق عليه السلام ، الشكر لابن أبي الدنيا : ص 41 ح 70 ، حلية الأولياء : ج 8 ص 137 كلاهما عن جابر والثلاثة الأخيرة عن الإمام الباقر عليه السلام عنه صلى الله عليه و آله ، كنزالعمّال : ج 7 ص 111 ح 18226 .
3- .مكارم الأخلاق : ج 1 ص 76 ح 113 ، بحار الأنوار : ج 16 ص 246 .
4- .كتاب من لا يحضره الفقيه : ج 3 ص 358 ح 4266 ، المحاسن : ج 2 ص 216 ح 1646 ، مكارم الأخلاق : ج 1 ص 310 ح 988 ، بحار الأنوار : ج 66 ص 376 ح 30 .
5- .المحاسن : ج 2 ص 217 ح 1649 ، بحار الأنوار : ج 66 ص 377 ح 33 .

ص: 449

قالَ : فَدَعا بِالماءِ فَاُتِيَ بِكوزٍ ، فَقالوا : يا أبا جَعفَرٍ هذا الكوزُ مِن شَيءٍ ؟ فَقالَ : نَعَم ، فَقالوا : ما حَدُّهُ؟ قالَ : إذا شَرِبَهُ الرَّجُلُ تَنَفَّسَ عَلَيهِ ثَلاثَةَ أنفاسٍ ، كُلَّما تَنَفَّسَ حَمِدَ اللّهَ ... ثُمَّ يَقولُ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي سَقاني ماءً عَذبا فُراتا بِرَحمَتِهِ ، ولَم يَجعَلهُ مِلحا اُجاجا بِذُنوبي . (1)

الإمام الصادق عليه السلام :يا سِنانُ ، مَن قُدِّمَ إلَيهِ طَعامٌ فَأَكَلَهُ فَقالَ : «الحَمدُ للّهِِ الَّذي رَزَقَنيهِ بِلا حَولٍ ولا قُوَّةٍ مِنّي» غُفِرَ لَهُ قَبلَ أن يَقومَ ، أو قالَ : قَبلَ أن يُرفَعَ طَعامُهُ . (2)

الكافي عن داوود بن كثير :تَعَشَّيتُ عِندَ أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام عَتَمَةً ، فَلَمّا فَرَغَ مِن عَشائِهِ حَمِدَ اللّهَ . (3)

الكافي عن عبيد بن زرارة :أكَلتُ مَعَ أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام طَعاما فَما اُحصي كَم مَرَّةً قالَ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي جَعَلَني أشتَهيهِ . (4)

كنز الفوائد :ذَكَروا أنَّ أبا حَنيفَةَ أكَلَ طَعاما مَعَ الإِمامِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ عليه السلام فَلَمّا رَفَعَ الصّادِقُ عليه السلام يَدَهُ مِن أكلِهِ ، قالَ : الحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ ، اللّهُمَّ هذا مِنكَ ومِن رَسولِكَ صلى الله عليه و آله . فَقالَ أبو حَنيفَةَ : يا أبا عَبدِ اللّهِ أجَعَلتَ مَعَ اللّهِ شَريكا؟ فَقالَ لَهُ : وَيلَكَ فَإِنَّ اللّهَ تَعالى يَقولُ في كِتابِهِ : «وَمَا نَقَمُواْ إِلَا أَنْ أَغْنَ_اهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ» (5) ، ويَقولُ في مَوضِعٍ آخَرَ : «وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُواْ مَا ءَاتَ_اهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِن

.


1- .المحاسن : ج 2 ص 405 ح 2418 عن سالم بن مكرم وص 235 ح 1721 عن أبي سلمة ، مكارم الأخلاق : ج 1 ص 324 ح 1038 كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج 66 ص 468 ح 36 .
2- .المحاسن : ج 2 ص 212 ح 1633 عن عبد اللّه بن سنان عن أبيه ، بحار الأنوار : ج 66 ص 373 ح 19 .
3- .الكافي : ج 6 ص 300 ح 2 ، المحاسن : ج 2 ص 227 ح 1689 ، بحار الأنوار : ج 66 ص 347 ح 27 .
4- .الكافي : ج 6 ص 295 ح 17 ، المحاسن : ج 2 ص 218 ح 1653 ، بحار الأنوار : ج 66 ص 378 ح 37 .
5- .التوبة : 74 .

ص: 450

4 / 20 عند النّوم

فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ» (1) . فَقالَ أبو حَنيفَةَ : وَاللّهِ لَكَأَنّي ما قَرَأتُهُما قَطُّ . (2)

راجع : ج 1 ص 467 ح 1258.

4 / 20عِندَ النَّومِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ إذا أوى إلى فِراشِهِ : «الحَمدُ للّهِِ الَّذي كَفاني وآواني ، الحَمدُ للّهِِ الَّذي أطعَمَني وسَقاني ، الحَمدُ للّهِِ الَّذي مَنَّ عَلَيَّ فَأَفضَلَ ، اللّهُمَّ! إنّي أسأَلُكَ بِعِزَّتِكَ أن تُنجِيَني مِنَ النّارِ» فَقَد حَمِدَ اللّهَ بِجَميعِ مَحامِدِ الخَلقِ كُلِّهِم . (3)

صحيح مسلم عن أنس :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله كانَ إذا أوى إلى فِراشِهِ قالَ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي أطعَمَنا وسَقانا وكَفانا وآوانا ، فَكَم مِمَّن لا كافِيَ لَهُ ولا مُؤوِيَ . (4)

الإمام الصادق عليه السلام :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا أوى إلى فِراشِهِ ، قالَ : «اللّهُمَّ بِاسمِكَ أحيا وبِاسمِكِ أموتُ» ، فَإِذا قامَ مِن نَومِهِ قالَ : «الحَمدُ للّهِِ الَّذي أحياني بَعدَما أماتَني ، و إلَيهِ النُّشورُ». (5)

.


1- .التوبة : 59 .
2- .كنزالفوائد : ج 2 ص 36 ، بحارالأنوار : ج 10 ص 216 ح 17 .
3- .المستدرك على الصحيحين : ج 1 ص 730 ح 2001 ، عمل اليوم والليلة لابن السني : ص 252 ح 720 ، شعب الإيمان : ج 4 ص 93 ح 4382 وليس فيه من «اللهم إنّي أسألك بعزّتك أن تنجيني من النار» وكلّها عن أنس ، كنز العمّال : ج 15 ص 347 ح 41322 .
4- .صحيح مسلم : ج 4 ص 2085 ح 64 ، سنن أبي داوود : ج 4 ص 312 ح 5053 ، سنن الترمذي : ج 5 ص 470 ح 3396 ، مسند ابن حنبل : ج 4 ص 307 ح 12553 ، كنز العمّال : ج 7 ص 114 ح 18241 .
5- .الكافي : ج 2 ص 539 ح 16 عن ابن القدّاح ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج 1 ص 480 ح 1387 ، بحار الأنوار: ج 87 ص 173 ح 4 ؛ صحيح البخاري : ج 5 ص 2327 ح 5955 نحوه ، مسند ابن حنبل : ج 9 ص 102 ح 23429 كلاهما عن حذيفة ، صحيح مسلم : ج 4 ص 2083 ح 59 عن البراء ، كنزالعمّال : ج 7 ص 113 ح 18235 .

ص: 451

4 / 21 عند الاستيقاظ

الإمام الباقر عليه السلام :إذا قُمتَ بِاللَّيلِ مِن مَنامِكَ فَقُل : الحَمدُ للّهِِ الَّذي رَدَّ عَلَيَّ روحي لِأَحمَدَهَ وأعبُدَهُ . (1)

كتاب من لا يحضره الفقيه عن أبي عبيدة الحذّاء عن الإمام الباقر عليه السلام ، قال :قُلتُ : جُعِلتُ فِداكَ إن أنَا قُمتُ في آخِرِ اللَّيلِ أيَّ شَيءٍ أقولُ إذا قُمتُ؟ فَقالَ : قُل : «الحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ وإلهِ المُرسَلينَ ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي يُحيِي المَوتى ويَبعَثُ مَن فِي القُبورِ» ؛ فَإِنَّكَ إذا قُلتَها ذَهَبَ عَنكَ رِجزُ الشَّيطانِ ووَسواسُهُ إن شاءَ اللّهُ تَعالى . (2)

4 / 21عِندَ الاِستيقاظِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذَا استَيقَظَ أحَدُكُم فَليَقُل : الحَمدُ للّهِِ الَّذي رَدَّ عَلَيَّ روحي ، وعافاني في جَسَدي ، وأذِنَ لي بِذِكرِهِ . (3)

مكارم الأخلاق :كانَ مِمّا يَقولُ صلى الله عليه و آله إذَا استَيقَظَ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي أحياني بَعدَ مَوتي ، إنَّ رَبّي لَغَفورٌ شَكورٌ . (4)

راجع : ج 1 ص 466 ح 1255 .

.


1- .الكافي : ج 2 ص 538 ح 12 و ج 3 ص 445 ح 12 ، تهذيب الأحكام : ج 2 ص 123 ح 467 كلّها عن زرارة ، بحارالأنوار : ج 87 ص 173 ح 3 .
2- .كتاب من لا يحضره الفقيه : ج 1 ص 482 ح 1391 ، علل الشرايع : ص 365 ح 4 ، بحار الأنوار : ج 87 ص 193 ح 8 .
3- .عمل اليوم والليلة لابن السني : ص 8 ح 9 ، الأذكار للنووي : ص 26 كلاهما عن أبي هريرة ، كنز العمّال : ج 7 ص 789 ح 21418 .
4- .مكارم الأخلاق : ج 1 ص 94 ح 180 ، بحار الأنوار : ج 76 ص 202 ح 19 .

ص: 452

4 / 22 عند رؤية الرّؤيا الحسنة

4 / 23 بعد العطسة

4 / 22عِندَ رُؤيَةِ الرُّؤيَا الحَسَنَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا رَأى أحَدُكُمُ الرُّؤيا يُحِبُّها ، فَإِنَّها مِنَ اللّهِ ، فَليَحمَدِ اللّهَ عَلَيها وَليُحَدِّث بِها ، وإذا رَأى غَيرَ ذلِكَ مِمّا يَكرَهُ ، فَإِنَّما هِيَ مِنَ الشَّيطانِ، فَليَستَعِذ مِن شَرِّها ، ولا يَذكُرها لِأَحَدٍ فَإِنَّها لَن تَضُرَّهُ . (1)

عنه صلى الله عليه و آله :مَن رَأى في مَنامِهِ خَيرا فَليَحمَدِ اللّهَ وَليَشكُرهُ ، ومَن رَأى غَيرَ ذلِكَ فَليَستَعِذ بِاللّهِ فَلا يَذكُرها فَإِنَّها لا تَضُرُّهُ . (2)

4 / 23بَعدَ العَطسَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :لَمّا خَلَقَ اللّهُ آدَمَ عليه السلام ونَفَخَ فيهِ الرُّوحَ ، عَطَسَ آدَمُ عليه السلام فَأُلهِمَ أن قالَ : الحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ . (3)

عنه صلى الله عليه و آله :إذا عَطَسَ أحَدُكُم فَحَمِدَ اللّهَ فَشَمِّتوهُ (4) ، وإن لَم يَحمَدِ اللّهَ عز و جل فَلا تُشَمِّتوهُ . (5)

عنه صلى الله عليه و آله :إذا عَطَسَ أَحدُكُم فَليَقُل : «الحَمدُ للّهِِ عَلى كُلِّ حالٍ»، وَليَقُلِ الَّذي يَرُدُّ عَلَيهِ :

.


1- .صحيح البخاري : ج 6 ص 2582 ح 6638 ، سنن الترمذي : ج 5 ص 505 ح 3453 ، مسند ابن حنبل : ج 4 ص 19 ح 11054 ، المستدرك عى الصحيحين : ج 4 ص 434 ح 8181 كلّها عن أبي سعيد الخدري ، كنز العمّال : ج 15 ص 365 ح 41396 .
2- .كنز العمّال : ج 15 ص 373 ح 41437 نقلاً عن الدارقطني في الإفراد عن أبي هريرة .
3- .بشارة المصطفى : ص 68 عن عبد اللّه بن مسعود ، بحار الأنوار : ج 68 ص 130 ح 61 وراجع الاختصاص : ص 45 .
4- .التَّشميت _ بالشين والسين _ : الدعاء بالخير والبركة (النهاية : ج 2 ص 499 «شمت») .
5- .مسند ابن حنبل : ج 7 ص 165 ح 19716 ، الأدب المفرد : ص 277 ح 941 ، المستدرك على الصحيحين : ج 4 ص 295 ح 7690 كلّها عن أبي موسى ، كنز العمّال : ج 9 ص 160 ح 25519 .

ص: 453

«يَرحَمُكَ اللّهُ»، وَليَقُل هُوَ : «يَهديكُمُ اللّهُ ويُصلِحُ بالَكُم» . (1)

مسند ابن حنبل عن عبد اللّه بن جعفر :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله كانَ إذا عَطَسَ حَمِدَ اللّهَ ، فَيُقالُ لَهُ : «يَرحَمُكَ اللّهُ» ، فَيقولُ : «يَهديكُمُ اللّهُ ويُصلِحُ بالَكُم». (2)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا عَطَسَ أحَدُكُم فَقالَ : «الحَمدُ للّهِِ» ، قالَتِ المَلائِكَةُ : «رَبِّ العالَمينَ» ، فَإِذا قالَ : «رَبِّ العالَمينَ» ، قالَتِ المَلائِكَةُ : «رَحِمَكَ اللّهُ». (3)

عنه صلى الله عليه و آله :إذا عَطَسَ المَرءُ المُسلِمُ ثُمَّ سَكَتَ لِعِلَّةٍ تَكونُ بِهِ ، قالَتِ المَلائِكَةُ عَنهُ : «الحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ» ، فَإِن قالَ : «الحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ» ، قالَتِ المَلائِكَةُ : «يَغفِرُ اللّهُ لَكَ». (4)

مسند ابن حنبل عن أبي هريرة :عَطَسَ رَجُلانِ عِندَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله أحَدُهُما أشرَفُ مِنَ الآخَرِ ، فَعَطَس الشَّريفُ فَلَم يَحمَدِ اللّهَ ، فَلَم يُشَمِّتهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله ، وعَطَسَ الآخَرُ فَحَمِدَ اللّهَ فَشَمَّتَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله . قالَ : فَقالَ الشَّريفُ : عَطَستُ عِندَكَ فَلَم تُشَمِّتني ، وعَطَسَ هذا عِندَكَ فَشَمَّتَّهُ ! قالَ : فَقالَ صلى الله عليه و آله : إنَّ هذا ذَكَرَ اللّهَ فَذَكَرتُهُ ، وإنَّكَ نَسيتَ اللّهَ فَنَسيتُكُ. (5)

.


1- .سنن الترمذي : ج 5 ص 83 ح 2741 عن أبي أيّوب ، سنن ابن ماجة : ج 2 ص 1224 ح 3715 وليس فيه «على كلّ حال» ، مسند ابن حنبل : ج 1 ص 255 ح 973 كلاهما عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن الإمام عليّ عليه السلام عنه صلى الله عليه و آله ، كنزالعمّال : ج 9 ص 159 ح 25515 وراجع شعب الإيمان : ج 7 ص 28 ح 9341 .
2- .مسند ابن حنبل : ج 1 ص 437 ح 1748 ، الدعاء للطبراني : ص 551 ح 1980 ، كنز العمّال : ج 9 ص 229 ح 25779 .
3- .المعجم الكبير : ج 11 ص 358 ح 12284 ، المعجم الأوسط : ج 3 ص 349 ح 3371 كلاهما عن ابن عبّاس ، كنزالعمّال : ج 9 ص 160 ح 25521 .
4- .الكافي : ج 2 ص 656 ح 19 ، الأمالي للصدوق : ص 377 ح 476 كلاهما عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام ، مكارم الأخلاق : ج 2 ص 162 ح 2399 ، روضة الواعظين : ص 519 ، بحار الأنوار : ج 76 ص 53 ح 4 .
5- .مسند ابن حنبل : ج 3 ص 219 ح 8354 ، الأدب المفرد : ص 274 ح 932 ، المستدرك على الصحيحين : ج 4 ص 294 ح 7689 وفيهما «جلس» بدل «عطس» ، كنز العمّال : ج 9 ص 230 ح 25784 .

ص: 454

4 / 24 عند لبس الثّوب الجديد

الإمام الصادق عليه السلام :مَن قالَ إذا سَمِعَ عاطِسا : «الحَمدُ للّهِِ عَلى كُلِّ حالٍ ، ما كانَ مِن أمرِ الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، وصَلَّى اللّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ» ، لَم يَرَ في فَمِهِ سُوءا . (1)

عنه عليه السلام :كانَ أبي عليه السلام يَقولُ : إذا عَطَسَ أحَدُكُم وهُوَ عَلى خَلاءٍ فَليَحمَدِ اللّهَ في نَفسِهِ . (2)

4 / 24عِندَ لُبسِ الثَّوبِ الجَديدِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن لَبِسَ ثَوبا جَديدا فَقالَ : «الحَمدُ للّهِِ الَّذي كَساني ما اُواري بِهِ عَورَتي ، وأَتَجَمَّلُ بِهِ في حَياتي» ... كانَ في كَنَفِ اللّهِ (3)

عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ مِن اُمَّتي مَن يَأتِي السُّوقَ فَيَبتاعُ القَميصَ بِنِصفِ دينارٍ أو ثُلُثِ دينارٍ فَيَحمَدُ اللّهَ إذا لَبِسَهُ ، فَلا يَبلُغُ رُكبَتَيهِ حَتّى يُغفَرَ لَهُ . (4)

تاريخ بغداد عن ابن عبّاس :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله . . . إذا لَبِسَ ثَوبا جَديدا حَمِدَ اللّهَ وصَلّى رَكعَتَينِ ، وكَسَا الخَلِقَ . (5)

مكارم الأخلاق :كانَ [ رَسولُ اللّهِ] صلى الله عليه و آله إذا لَبِسَ ثَوبا جَديدا قالَ : «الحَمدُ للّهِِ الَّذي كَساني ما يُواري عَورَتي ، وأتَجَمَّلُ بِهِ فِي النّاسِ» ، وكانَ إذا نَزَعَهُ نَزَعَ مِن مَياسِرِهِ أوَّلاً ، وكان

.


1- .مكارم الأخلاق : ج 2 ص 163 ح 2402 ، بحار الأنوار : ج 76 ص 51 ح 1 .
2- .قرب الإسناد : ص 74 ح 239 عن مسعدة بن صدقة ، بحارالأنوار : ج 76 ص 53 ح 6 .
3- .سنن الترمذي : ج 5 ص 558 ح 3560 ، المصنّف لابن أبي شيبة : ج 6 ص 59 ح 2 و ج 7 ص 122 ح 1 ، المنتخب من مسند عبد بن حميد : ص 36 ح 18 كلّها عن عمر ، كنز العمّال : ج 15 ص 297 ح 41089 .
4- .المعجم الكبير : ج 8 ص 246 ح 7965 عن أبي اُمامة ، كنز العمّال : ج 15 ص 298 ح 41091 ؛ مشكاة الأنوار : ص 66 ح 98 وفيه «ركبته» بدل «ركبتيه» ، بحارالأنوار : ج 93 ص 213 ح 17 .
5- .تاريخ بغداد : ج8 ص414، تاريخ دمشق : ج18 ص86 الرقم 4193، كنز العمّال : ج7 ص117 ح 18261.

ص: 455

4 / 25 عند النّظر في المرآة

4 / 26 عند التّخلّي

مِن فِعلِهِ صلى الله عليه و آله إذا لَبِسَ الثَّوبَ الجَديدَ حَمدَ اللّهِ . (1)

الأمالي عن أبي مطر :كُنتُ بِالكوفَةِ ، فَمَرَّ عَلَيَّ رَجُلٌ فَقالوا : هذا أميرُ المُؤمِنينَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ ، فَتَبِعتُهُ فَوَقَفَ عَلى خَيّاطٍ فَاشتَرى مِنهُ قَميصا بِثَلاثَةِ دَراهِمَ فَلَبِسَهُ ، فَقالَ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي سَتَرَ عَورَتي ، وكَسانِي الرِّياشَ ، ثُمَّ قالَ : هكَذا كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ إذا لَبِسَ قَميصا . (2)

4 / 25عِندَ النَّظَرِ فِي المِرآةِالشكر عن أنس :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا نَظَرَ وَجهَهُ فِي المِرآةِ قالَ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي سَوّى خَلقي فَعَدَّلَهُ ، وكَرَّمَ صورَةَ وَجهي وحَسَّنَها ، وجَعَلَني مِنَ المُسلِمينَ . (3)

الإمام عليّ عليه السلام :إذا نَظَرَ أحَدُكُم فِي المِرآةِ فَليَقُل : الحَمدُ للّهِِ الَّذي خَلَقَني فَأَحسَنَ خَلقي ، وصَوَّرَني فَأَحسَنَ صورَتي ، وزانَ مِنّي ما شان مِن غَيري ، وأكرَمَني بِالإِسلامِ . (4)

4 / 26عِندَ التَّخَلِّيرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا خَرَجَ أحَدُكُم مِنَ الخَلاءِ فَليَقُل : الحَمدُ للّهِِ الَّذي أذهَبَ عَنّي ما يُؤذيني ، وأمسَكَ عَلَيَّ ما يَنفَعُني . (5)

.


1- .مكارم الأخلاق : ج 1 ص 88 ح 156 و 157 ، بحار الأنوار : ج 16 ص 251 .
2- .الأمالي للطوسي : ص 387 ح 849 ، بحار الأنوار : ج 79 ص 319 ح 1 .
3- .الشكر لابن أبي الدنيا : ص 59 ح 119 ، المعجم الأوسط : ج 1 ص 240 ح 787 وفيه «صوّر» بدل «كرّم» ، كنزالعمّال : ج 6 ص 693 ح 17442 .
4- .الخصال : ص 612 ح 10 عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام ، تحف العقول : ص 102 ، بحار الأنوار : ج 10 ص 91 ح 1 .
5- .المصنّف لابن أبي شيبة : ج 1 ص 12 ح 6 و ج 7 ص 149 ح 5 كلاهما عن طاووس ، كنز العمّال : ج 9 ص 350 ح 26390 .

ص: 456

سنن ابن ماجة عن أنس :كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله إذا خَرَجَ مِنَ الخَلاءِ قالَ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي أذهَبَ عَنِّي الأَذى وعافاني . (1)

عمل اليوم والليلة عن أنس :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا خَرَجَ مِنَ الغائِطِ قالَ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي أحسَنَ إلَيَّ في أوَّلِهِ وآخِرِهِ . (2)

عمل اليوم والليلة عن ابن عمر :إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله كانَ إذا دَخَلَ الخَلاءَ قالَ : «اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الرِّجسِ النَّجِسِ الخَّبيثِ المُخبِثِ الشَّيطانِ الرَّجيمِ» ، وإذا خَرَجَ قالَ : «الحَمدُ للّهِِ [ الَّذي] (3) أذاقَني لَذَّتَهُ ، وأبقى فِيَّ قُوَّتَهُ ، وأذهَبَ عَنّي أذاهُ» . (4)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ نوحا عليه السلام لَم يَقُم مِن خَلاءٍ قَطُّ إلّا قالَ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي أذاقَني لَذَّتَهُ، وأبقى مَنفَعَتَهُ في جَسَدي ، وأخرَجَ عَنّي أذاهُ . (5)

دعائم الإسلام :رُوِّينا عَن عَلِيٍّ عليه السلام أنَّهُ كانَ إذا دَخَلَ المَخرَجَ لِقَضاءِ الحاجَةِ ، قالَ : «بِاسمِ اللّهِ ، اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الرِّجسِ النَّجِسِ الخَبيثِ الشَّيطانِ الرَّجيمِ»، فَإِذا خَرَجَ قالَ : «الحَمدُ للّهِِ الَّذي عافاني في جَسَدي ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي أماطَ عَنِّي الأَذى» . (6)

الإمام الصادق عليه السلام :إذا دَخَلتَ المَخرَجَ : فَقُل : «بِاسمِ اللّهِ وبِاللّهِ ، أعوذُ بِاللّهِ مِنَ الرِّجسِ النَّجِسِ الخَبيثِ المُخبِثِ الشَّيطانِ الرَّجيمِ ، اللّهُمَّ كَما أطعَمتَنيهِ في عافِيَةٍ فَأَخرِجهُ مِنّي في عافِيَةٍ» فَإِذا فَرَغتَ فَقُل : «الحَمدُ للّهِِ الَّذي أماطَ عَنِّي الأَذى ، وهَنَّأَني مَساغ

.


1- .سنن ابن ماجة : ج 1 ص 110 ح 301 ، كنز العمّال : ج 7 ص 44 ح 17870 .
2- .عمل اليوم والليلة لابن السني : ص 13 ح 24 ، كنز العمّال : ج 7 ص 44 ح 17871 .
3- .ما بين المعقوفين سقط من المصدر ، وأثبتناه من كنز العمّال .
4- .عمل اليوم والليلة لابن السني : ص 13 ح 25 ، كنز العمّال : ج 7 ص 45 ح 17877 .
5- .الشكر لابن أبي الدنيا : ص 62 ح 127 ، تاريخ دمشق : ج 62 ص 272 ح 12810 كلاهما عن عائشة ، كنزالعمّال : ج 9 ص 359 ح 26452 نقلاً عن شعب الإيمان والديلمي ؛ بحارالأنوار : ج 80 ص 189 ح 45 نقلاً عن خطّ الشهيد قدس سرهنحوه .
6- .دعائم الإسلام : ج 1 ص 104 ، بحارالأنوار : ج 80 ص 193 ح 51 .

ص: 457

4 / 27 عند السّفر وعند الرّكوب

طَعامي وشَرابي» . (1)

4 / 27عِندَ السَّفَرِ وعِندَ الرُّكوبِكنزالعمّال عن عائشة :كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله إذا أرادَ سَفَرا تَوَضَّأَ فَأَسبَغَ الوُضوءَ ، ثُمَّ صَلّى رَكعَتَينِ ، ويَقولُ في مَجلِسِهِ مُستَقبِلَ القِبلَةِ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي خَلَقَني ولَم أكُ شَيئا ، رَبِّ أعِنّي عَلى أهوالِ الدَّهرِ وبَوائِقِ الدَّهرِ وكُرُباتِ الآخِرَةِ ومُصيباتِ اللَّيالِي وَالأَيّامِ. رَبِّ ، في سَفَري فَاحفَظني ، [ و]في أهلي فَاخلُفني ، وفيما رَزَقتَني فَبارِك في ذلِكَ . (2)

الأمالي عن علي بن ربيعة الأسدي :رَكِبَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام ، فَلَمّا وَضَعَ رِجلَهُ فِي الرِّكابِ قالَ : «بِاسمِ اللّهِ» فَلَمَّا استَوى عَلَى الدّابَّةِ قالَ : «الحَمدُ للّهِِ الَّذي أكرَمَنا وحَمَلَنا فِي البَرِّ وَالبَحرِ ، ورَزَقَنا مِنَ الطَّيِّباتِ ، وفَضَّلَنا عَلى كَثيرٍ مِمَّن خَلَقَ تَفضيلاً ، «سُبْحَ_نَ الَّذِى سَخَّرَ لَنَا هَ_ذَا وَ مَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ» (3) » ثُمَّ سَبَّحَ اللّهَ ثَلاثا ، وحَمِدَ اللّهَ ثَلاثا، وكَبَّرَ اللّهَ ثَلاثا ، ثُمَّ قالَ : «رَبِّ اغفِر لي فَإِنَّهُ لا يَغفِرُ الذُّنوبَ إلّا أنتَ»، ثُمَّ قالَ : فَعَلَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله هذا وأنَا رَديفُهُ . (4)

كنزالعمّال عن هلال بن خبّاب :إنَّ عَلِيّا اُتِيَ بِدابَّةٍ فَلَمّا وَضَعَ رِجلَهُ فِي الرِّكابِ قالَ : «بِاسمِ اللّهِ»، فَلَمَّا استَوى عَلى ظَهرِها قالَ : «الحَمدُ للّهِِ الَّذي هَدانا لِلإِسلامِ وعَلَّمَنَا القُرآنَ ،

.


1- .دعائم الإسلام : ج 1 ص 104 ، فلاح السائل : ص 118 ح 54 و ص 120 ح 58 كلاهما عن أبي بصير نحوه ، بحار الأنوار : ج 80 ص 193 ح 51 .
2- .كنز العمّال : ج 6 ص 732 ح 17615 نقلاً عن الديلمي .
3- .الزخرف : 13 .
4- .الأمالي للطوسي : ص 515 ح 1126 ، بحار الأنوار : ج 76 ص 295 ح 23 ؛ صحيح ابن حبّان : ج 6 ص 414 ح 2697 نحوه .

ص: 458

4 / 28 عند رؤية الهلال

ومَنَّ عَلَينا بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ، وجَعَلَنا في خَيرِ اُمَّةٍ اُخرِجَت لِلنّاسِ. اللّهُمَّ لاطَيرَ إلّا طَيرُكَ ، ولا خَيرَ إلّا خَيرُكَ ، ولا إلهَ إلّا أنتَ». (1)

الإمام الباقر عليه السلام :كانَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام إذا أرادَ الخُروجَ إلى بَعضِ أموالِهِ ، اِشتَرَى السَّلامَةَ مِنَ اللّهِ عز و جل بِما تَيَسَّرَ لَهُ ، ويَكونُ ذلِكَ إذا وَضَعَ رِجلَهُ فِي الرِّكابِ ، فَإِذا سَلَّمَهُ اللّهُ عز و جل وَانصَرَفَ ، حَمِدَ اللّهَ تَعالى وشَكَرَهُ ، وتَصَدَّقَ بِما تَيَسَّرَ لَهُ . (2)

عنه عليه السلام _ عِندَ الرُّكوبِ _ :الحَمدُ للّهِِ الَّذي هَدانا لِلإِسلامِ ، وعَلَّمَنَا القُرآنَ ، ومَنَّ عَلَينا بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي سَخَّرَ لَنا هذا وما كُنّا لَهُ مُقرِنينَ ، وإنّا إلى رَبِّنا لَمُنقَلِبونَ ، وَالحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ . (3)

4 / 28عِندَ رُؤيَةِ الهِلالِعمل اليوم والليلة عن عبد اللّه بن مطرف :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله . . . إذا رَأَى الهِلالَ قالَ : هِلالُ خَيرٍ ، الحَمدُ للّهِِ الَّذي ذَهَبَ بِشَهرِ كَذا وكَذا ، وجاءَ بِشَهرِ كَذا وكَذا . (4)

.


1- .كنز العمّال : ج 9 ص 196 ح 25644 .
2- .كتاب من لا يحضره الفقيه : ج 2 ص 270 ح 2408 ، مكارم الأخلاق : ج 1 ص 521 ح 1815 ، المحاسن : ج 2 ص 86 ح 1226 كلّها عن محمّد بن مسلم ، بحار الأنوار : ج 76 ص 231 ح 9 .
3- .المحاسن : ج 2 ص 92 ح 1243 عن عبد اللّه بن عطاء ، المزار للمفيد : ص 63 ، مكارم الأخلاق : ج 1 ص 529 ح 1840 كلاهما من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام وفيهما «سبحان الذي سخّر» بدل «والحمد للّه الذي سخّر» ، بحار الأنوار : ج 76 ص 296 ح 26 .
4- .عمل اليوم والليلة لابن السني : ص 229 ح 647 ، سنن أبي داوود : ج 4 ص 324 ح 5092 ، المصنّف لعبد الرزّاق : ج 4 ص 169 ح 7353 ، المصنّف لابن أبي شيبة : ج 2 ص 510 ح 11 وج 7 ص 121 ح 6 كلّها عن قتادة نحوه ، الدعاء للطبراني : ص 282 ح 905 عن أبي سعيد الخدري ، كنزالعمّال : ج 7 ص 79 ح 18047 وص 77 ح 18040 ؛ الدروع الواقية : ص 37 ، بحار الأنوار : ج 98 ص 376 ح 1 .

ص: 459

4 / 29 عند الإفطار

4 / 30 عند الموقف

4 / 31 عند الإجابة

4 / 29عِندَ الإِفطارِعمل اليوم والليلة عن معاذ :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا أفطَرَ قالَ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي أعانَني فَصُمتُ ، ورَزَقَني فَأَفطَرتُ . (1)

الإمام الصادق عليه السلام :تَقولُ في كُلِّ لَيلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ عِندَ الإِفطارِ إلى آخِرِهِ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي أعانَنا فَصُمنا ، ورَزَقَنا فَأَفطَرنا ، اللّهُمَّ تَقَبَّل مِنّا ، وأَعِنّا عَلَيهِ ، وسَلِّمنا فيهِ ، وتَسَلَّمهُ مِنّا في يُسرٍ مِنكَ وعافِيَةٍ ، الحَمدُ للّهِِ الَّذي قَضى عَنّا يَوما مِن شَهرِ رَمَضانَ . (2)

4 / 30عِندَ المَوقِفِالإمام الصادق عليه السلام :إذا أتَيتَ المَوقِفَ فَاستَقبِلِ البَيتَ . . . ثُمَّ تَحمَدُ اللّهَ عز و جل عَلى كُلِّ نِعمَةٍ أنعَمَ عَلَيكَ ، وتَذكُرُ أنعُمَهُ واحِدَةً واحِدَةً ما أحصَيتَ مِنها ، وتَحمَدُهُ عَلى ما أنعَمَ عَلَيكَ مِن أهلٍ أو مالٍ ، وتَحمَدُ اللّهَ عز و جلعَلى ما أبلاكَ ، وتَقولُ : اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ عَلى نَعمائِكَ الَّتي لا تُحصى بِعَدَدٍ ولا تُكافى بِعَمَلٍ . (3)

4 / 31عِندَ الإِجابَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :ما يَمنَعُ أحَدَكُم إذا عَرَفَ الإِجابَةَ مِن نَفسِهِ ، فَشُفِيَ مِن مَرَضٍ أو قَدِمَ مِن

.


1- .عمل اليوم والليلة لابن السني : ص 169 ح 479 ، تاريخ بغداد : ج 12 ص 75 ، الأذكار للنووي : ص 172 ، كنزالعمّال : ج 7 ص 81 ح 18058 .
2- .الكافي : ج 4 ص 95 ح 2 ، تهذيب الأحكام : ج 4 ص 200 ح 577 ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج 2 ص 106 ح 1851 ، المقنعة : ص 319 كلّها عن أبي بصير ، الهداية : ص 187 ، بحار الأنوار : ج 96 ص 311 ح 5 .
3- .كتاب من لا يحضره الفقيه : ج 2 ص 541 ح 3134 عن أبي بصير .

ص: 460

4 / 32 عند الخطابة

4 / 33 عند خطبة التّزويج

4 / 34 عند التّبخّر والتّعطّر

سَفَرٍ يَقولُ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي بِعِزَّتِهِ وجَلالِهِ تَتِمُّ الصّالِحاتُ . (1)

راجع : ج 1 ص 462 ح 1246 .

4 / 32عِندَ الخَطابَةِالإمام زين العابدين عليه السلام :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا خَطَبَ حَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ. (2)

4 / 33عِندَ خُطبَةِ التَّزويجِالكافي عن ابن العزرميّ عن أبيه :كانَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام إذا أرادَ أن يُزَوِّجَ قالَ : الحَمدُ للّهِِ ، أحمَدُهُ وأستَعينُهُ واُؤمِنُ بِهِ وأَتَوَكَّلُ عَلَيهِ ، وأشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، وأَشهَدُ أنَّ مُحَمَّدا عَبدُهُ ورَسولُهُ . . . فَإِنَّ اللّهَ لَهُ الحَمدُ عَلى غابِرِ ما يَكونُ وماضيهِ ، ولَهُ الحَمدُ مُفرَدا وَالثَّناءُ مُخلَصا بِما مِنهُ كانَت لَنا نِعمَةً مونِقَةً وعَلَينا مُجَلِّلَةً وإلَينا مُتَزَيِّنَةً . (3)

4 / 34عِندَ التَّبَخُّرِ وَالتَّعَطُّرِالأمان :رُوِيَ أنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله كانَ يَقولُ عِندَ بُخورِهِ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي بِنِعمَتِهِ تَتِم

.


1- .المستدرك على الصحيحين : ج 1 ص 730 ح 1999 عن عائشة ، كنزالعمّال : ج 6 ص 719 ح 17560 .
2- .الأمالي للمفيد : ص 211 ح 1 عن غياث بن إبراهيم عن الإمام الصادق عن أبيه عليهماالسلام ، بحارالأنوار : ج 16 ص 256 ح 36 .
3- .الكافي : ج 5 ص 371 ح 4 وح2 و 3 كلاهما عن جابر عن الإمام الباقر عنه عليهماالسلام وراجع المستدرك على الصحيحين : ج 4 ص 22 .

ص: 461

4 / 35 كلّ أمر ذي بال

الصّالِحاتُ ، اللّهُمَّ طَيِّب عَرفَنا ، وذَكِّ رَوائِحَنا ، وأحسِن مُنقَلَبَنا ، وَاجعَلِ التَّقوى زادَنا، وَالجَنَّةَ مَعادَنا ، ولا تُفَرِّق بَينَنا وبَينَ عافِيَتِكَ إيّانا وكَرامَتِكَ لَنا، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ . (1)

4 / 35كُلُّ أمرٍ ذي بالٍرسول اللّه صلى الله عليه و آله :كُلُّ أمرٍ ذي بالٍ لا يُبدَأُ فيهِ بِحَمدِ اللّهِ فَهُوَ أقطَعُ (2) . (3)

عنه صلى الله عليه و آله :كُلُّ أمرٍ ذي بالٍ لا يُبدَأُ فيه بِحَمدِ اللّهِ وَالصَّلاةِ عَلَيَّ فَهُوَ أقطَعُ أبتَرُ ، مَمحوقٌ (4) مِن كُلِّ بَرَكَةٍ . (5)

.


1- .الأمان : ص 36 ، بحار الأنوار : ج 76 ص 143 ح 2 .
2- .عمل اليوم والليلة للنسائي : ص 345 ح 494 ، سنن ابن ماجة : ج 1 ص 610 ح 1894 ، صحيح ابن حبّان : ج 1 ص 173 ح 1 وص 175 ح 2 ، سنن الدارقطني : ج 1 ص 229 ح 1 ، السنن الكبرى : ج 3 ص 296 ح 5768 كلّها عن أبي هريرة ، كنزالعمّال : ج 1 ص 558 ح 2509 وج3 ص 263 ح 6462 وح 6464 ؛ المجازات النبويّة : ص 244 ح 197 .
3- .قال الشريف الرضيّ قدس سره في ذيل الحديث : هذا القول مجاز ، وإنّما شبّه عليه الصلاة والسلام الأمر الذي تهمّ الإفاضة فيه ، وتمسّ الحاجة إلى الكلام عليه ، إذا لم ينظر فيه حمد اللّه سبحانه وتعالى ، بالأقطع اليد من حيث كان قالصا عن السبوغ ، وناقصا عن البلوغ. وممّا يقوّي ذلك ما رواه أبوهريرة أيضا قال : قال عليه الصلاة والسلام : «الخطبة الّتي ليس فيها شهادة كاليد الجذماء» ، فأقام عليه الصلاة والسلام نقصان الخطبة ، مقام نقصان الخلقة ، وممّا يشبه هذا الخبر الحديث الآخر الذي ذكره أبوعبيد القاسم بن سلّام في كتابه غريب الحديث وهو قوله عليه الصلاة والسلام : «من تعلّم القرآن ثمّ نسيه لقي اللّه سبحانه وهو أجذم» ، قال : والأجذم : المقطوع اليد (المجازات النبويّة : ص 244) .
4- .المَحْق : النقص والمحو والإبطال (النهاية : ج 4 ص 303 «محق») .
5- .كنزالعمّال : ج 1 ص 558 ح 2510 نقلاً عن الرهاوي عن أبي هريرة .

ص: 462

4 / 36 على كلّ حال

4 / 36عَلى كُلِّ حالٍرسول اللّه صلى الله عليه و آله :يُحشَرُ النّاسُ يَومَ القِيامَةِ في صَعيدٍ واحِدٍ فَيُسمِعُهُمُ الدّاعي وتُبعِدُهُمُ (1) البَصَرُ ، ثُمَّ يَقومُ مُنادٍ فَيُنادي يَقولُ : سَيَعلَمُ أهلُ الجَمعِ اليَومَ مَن أولى بِالكَرَمِ . فَيَقولُ : أينَ الَّذينَ يَحمَدونَ اللّهَ فِي السَّرّاءِ وَالضَّرّاءِ؟ فَيَقومونَ وهُم قَليلونَ فَيَدخُلونَ الجَنَّةَ بِغَيرِ حِسابٍ . (2)

الاحتجاج عن ابن عبّاس _ في خَبرِ احتِجاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله مَعَ أربَعينَ رَجُلاً مِنَ اليَهودِ _ :قالوا [ اليَهودُ] : إبراهيمُ عليه السلام خَيرٌ مِنكَ! قالَ : ولِمَ ذاكَ؟ قالوا : لِأَنَّ اللّهَ اتَّخَذَهُ خَليلاً! قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : إن كانَ إبراهيمُ عليه السلام خَليلَهُ ، فَأَنَا مُحَمَّدٌ حَبيبُهُ . قالوا : وَلِمَ سُمّيتَ مُحَمَّدا؟ قالَ : سَمّانِي اللّهُ مُحَمَّدا وشَقَّ اسمي مِنِ اسمِهِ؛ هُوَ المَحمودُ وأنَا مُحَمَّدٌ ، واُمَّتِي الحامِدونَ عَلى كُلِّ حالٍ . (3)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا سَأَلَ أحَدُكُم رَبَّهُ مَسأَلَةً فَتَعَرَّفَ الاِستِجابَةَ فَليَقُل : «الحَمدُ للّهِِ الَّذي بِعِزَّتِهِ وجَلالِهِ تَتِمُّ الصّالِحاتُ»، ومَن أبطَأَ عَنهُ مِن ذلِكَ شَيءٌ فَليَقُل : «الحَمدُ للّهِِ عَلى

.


1- .في المصادر الاُخرى : «وينفذهم البصر» .
2- .مسند إسحاق بن راهويه : ج 5 ص 180 ح 2305 ، المنتخب من مسند عبد بن حميد : ص 457 ح 1581 كلاهما عن أسماء بنت يزيد ، حلية الأولياء : ج 2 ص 9 عن عقبة بن عامر نحوه ، كنزالعمّال : ج 15 ص 852 ح 43391 و 43392 .
3- .الاحتجاج : ج 1 ص 110 ح 29 ، بحار الأنوار : ج 9 ص 290 ح 3 وج 16 ص 328 ح 25 .

ص: 463

كُلِّ حالٍ» . (1)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله _ فِي الدُّعاءِ _ :اللّهُمَّ انفَعني بِما عَلَّمتَني ، وعَلِّمني ما يَنفَعُني ، وزِدني عِلما . الحَمدُ للّهِِ عَلى كُلِّ حالٍ ، وأعوذُ بِاللّهِ مِن حالِ أهلِ النّارِ . (2)

الدعاء للطبراني عن حبيب بن أبي ثابت :كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله إذا جاءَ الأَمرُ يُعجِبُهُ وَيَسُرُّهُ قالَ : «الحَمدُ للّهِِ المُنعِمِ المُفضِلِ الَّذي بِنِعمَتِهِ تَتِمُّ الصّالِحاتُ»، وكانَ يَقولُ فيما يَكرَهُهُ : «الحَمدُ للّهِِ عَلى كُلِّ حالٍ» . (3)

راجع : ج 1 ص 441 (في السرّاء والضرّاء) . ج 1 ص 445 (بدء الكلام) .

.


1- .الأسماء والصفات للبيهقي : ج 1 ص 342 ح 274 ، الدعوات الكبير : ج 2 ص 86 ح 324 وفيه «الإجابة» بدل «الاستجابة» وكلاهما عن أبي هريرة ، إحياء علوم الدين : ج 1 ص 461 عن ابن مسعود وفيه «بنعمته» بدل «بعزّته وجلاله» ، كنزالعمّال : ج 2 ص 72 ح 3182 .
2- .سنن الترمذي : ج 5 ص 578 ح 3599 ، سنن ابن ماجة : ج 2 ص 1260 ح 3833 كلاهما عن أبي هريرة ، كنزالعمّال : ج 2 ص 181 ح 3638 ؛ منية المريد : ص 210 وفيه «اللّهمّ إنّي أعوذ بك من علمٍ لا ينفع...» بدل «وأعوذ باللّه من حال أهل النار» .
3- .الدعاء للطبراني : ص 501 ح 1770 ، المصنّف لابن أبي شيبة : ج 7 ص 90 ح 1 عن حبيب عن بعض أشياخه من دون إسنادٍ إليه صلى الله عليه و آله ، كنزالعمّال : ج 2 ص 671 ح 5028 .

ص: 464

. .

ص: 465

الفصل الخامس : المحامد المأثورة

5 / 1 المحامد المأثورة عن محمّد رسول اللّه صلى الله عليه و آله

الفَصلُ الخامِسُ : المحامد المأثورة5 / 1المَحامِدُ المَأثورَةُ عَن مُحَمَّدٍ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آلهرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ : «الحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ» أربَعَ مَرّاتٍ ، قالَ اللّهُ عز و جل : سَل تُعطَهُ . (1)

الإمام الصادق عليه السلام :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَحمَدُ اللّهَ في كُلِّ يَومٍ ثَلاثَمِئَةِ مَرَّةٍ وسِتّينَ مَرَّةً ، عَدَدَ عُروقِ الجَسَدِ ، يَقولُ : الحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ كَثيرا عَلى كُلِّ حالٍ . (2)

عمل اليوم والليلة عن أنس :كُنتُ جالِسا مَعَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله فِي الحَلقَةِ ، إذ جاءَ رَجُلٌ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله وعَلَى القَومِ ، فَقالَ : السَّلامُ عَلَيكُم ، فَرَدَّ عَلَيهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : وعَلَيكُمُ السَّلامُ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ . فَلَمّا جَلَسَ الرَّجُلُ قالَ : الحَمدُ للّهِِ حَمدا كَثيرا طَيِّبا مُبارَكا فيهِ ، كَما يُحِبُّ رَبُّنا ويَرضى . فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : كَيفَ قُلتَ؟ فَرَدَّ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله كَما قالَ .

.


1- .الدعاء للطبراني : ص 491 ح 1726 عن أبي اُمامة .
2- .الكافي : ج 2 ص 503 ح 3 عن أبي الحسن الأنباري ، مكارم الأخلاق : ج 2 ص 77 ح 2191 وليس فيه «في كلّ يوم» ، بحار الأنوار : ج 16 ص 257 ح 39 وج 87 ص 10 ح 19 .

ص: 466

فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : وَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ ، لَقَدِ ابتَدَرَها (1) عَشَرَةُ أملاكٍ كُلُّهُم حَريصٌ عَلى أن يَكتُبوها ، فَبادَروا كَيفَ يَكتُبونَها حَتّى رَفَعوهُ إلى ذِي العِزَّةِ ، فَقالَ : اُكتُبوها كَما قالَ عَبدي . (2)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ : «الحَمدُ للّهِِ كَما هُوَ أهلُهُ» فَقَد شَغَلَ كُتّابَ السَّماواتِ ، فَيَقولونَ : اللّهُمَّ لا نَعلَمُ الغَيبَ! فَيَقولُ اللّهُ : اُكتُبوها كَما قالَها عَبدي ، وعَلَيَّ ثَوابُها . (3)

البلد الأمين :دُعاءُ التَّهليلِ مَروِيُّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله : بَسمِل وقُل : لا إلهَ إلَا اللّهُ _ ثَلاثا _ . . . وَالحَمدُ للّهِِ _ ثَلاثا _ بِعَدَدِ كُلِّ تَحميدٍ حَمِدَهُ الحامِدونَ . . . وَالحَمدُ للّهِِ عَلى كُلِّ حالٍ ، وَالحَمدُ للّهِِ عِندَ انقِطاعِ الأَحوالِ ، وَالحَمدُ للّهِِ بِعَدَدِ كُلِّ مَن حَمِدَهُ ، وَالحَمدُ للّهِِ بِعَدَدِ مَن لَم يَحمَدهُ . (4)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ : «الحَمدُ للّهِِ بِمَحامِدِهِ كُلِّها ما عَلِمنا مِنها وما لَم نَعلَم ، عَلى كُلِّ حالٍ ، حَمدا يُوازي نِعَمَهُ ويُكافِئُ مَزيدَهُ ، عَلَيَّ وعَلى جَميعِ خَلقِهِ» ، قالَ اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى : بالَغَ عَبدي في رِضايَ ، وأنَا مُبَلِّغُ عَبدي رِضاهُ مِنَ الجَنَّةِ . (5)

الإمام عليّ عليه السلام :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ حينَ يَستَيقِظُ مِن مَنامِهِ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي بَعَثَني مِن مَرقَدي هذا ، ولَو شاءَ لَجَعَلَهُ إِلى يَومِ القِيامَةِ ، الحَمدُ للّهِِ الَّذي جَعَلَ اللَّيلَ وَالنَّهارَ خِلفَةً لِمَن أرادَ أن يَذَّكَّرَ أو أرادَ شُكورا ، الحَمدُ للّهِِ الَّذي جَعَلَ اللَّيلَ لِباسا وَالنَّوم

.


1- .ابتدرَ القومُ أمرا : أي بادَرَ بعضهم بعضا إليه أيُّهم يسبق إليه فيغلِب عليه (لسان العرب : ج 4 ص 48 «بدر») .
2- .عمل اليوم والليلة للنسائي : ص 289 ح 341 ، السنن الكبرى للنسائي : ج 6 ص 92 ح 10173 ، مسند ابن حنبل : ج 4 ص 317 ح 12612 ، عمل اليوم والليلة لابن السني : ص 157 ح 444 .
3- .عدّة الداعي : ص 245 عن الإمام الصادق عليه السلام ، ثواب الأعمال : ص 28 ح 1 عن زيد الشحّام عن الإمام الصادق عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 93 ص 212 ح 11 وص 216 ح 21 .
4- .البلد الأمين : ص 374 .
5- .مكارم الأخلاق : ج 2 ص 79 ح 2201 عن الإمام الصادق عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 93 ص 915 ح 18 .

ص: 467

سُباتا وجَعَلَ النَّهارَ نُشورا ، لا إلهَ إلّا أنتَ سُبحانَكَ إنّي كُنتُ مِنَ الظّالِمينَ ، الحَمدُ للّهِِ الَّذي لا تُجِنُّ (1) مِنهُ البُحورُ ، ولا تَكُنُّ (2) مِنهُ السُّتورُ ، ولا يَخفى عَلَيهِ ما فِي الصُّدورِ . (3)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن رَأى يَهودِيّا أو نَصرانِيّا أو مَجوسِيّا أو أحَدا عَلى غَيرِ مِلَّةِ الإِسلامِ فَقالَ : «الحَمدُ للّهِِ الَّذي فَضَّلَني عَلَيكَ بِالإِسلامِ دينا ، وبِالقُرآنِ كِتابا ، وبِمُحَمَّدٍنَبِيّا ، وبِعَلِيٍّ إماما ، وبِالمُؤمِنينَ إخوانا ، وبِالكَعبَةِ قِبلَةً» ، لَم يَجمَعِ اللّهُ بَينَهُ وبَينَهُ فِي النّار أبَدا . (4)

عنه صلى الله عليه و آله :الحَمدُ للّهِِ الَّذي كانَ في أوَّلِيَّتِهِ وَحدانِيّا ، وفي أزَلِيَّتِهِ مُتَعَظِّما بِالإِلهِيَّةِ ، مُتَكَبِّرا بِكِبرِيائِهِ وجَبَروتِهِ ، اِبتَدَأَ مَا ابتَدَعَ ، وأنشَأَ ما خَلَقَ عَلى غَيرِ مِثالٍ كانَ سَبَقَ بِشَيءٍ مِمّا خَلَقَ . (5)

المستدرك عن أبي هريرة :دَعا رَجُلٌ مِنَ الأَنصارِ مِن أهلِ قُباءَ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله فَانطَلَقنا مَعَهُ ، فَلَمّا طَعِمَ وغَسَلَ يَدَيهِ _ أو قالَ يَدَهُ _ قالَ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي يُطعِمُ ولا يُطعَمُ ، مَنَّ عَلَينا فَهَدانا ، وأطعَمَنا وسَقانا ، وكُلَّ بَلاءٍ حَسَنٍ أبلانا ، الحَمدُ للّهِِ غَيرَ مُوَدَّعٍ ولا مُكافَأٍ ، ولا مَكفورٍ ولا مُستَغنىً عَنهُ ، الحَمدُ للّهِِ الَّذي أطعَمَ مِنَ الطَّعامِ ، وسَقى مِنَ الشَّرابِ ، وكَسا مِنَ العُريِ ، وهَدى مِنَ الضَّلالَةِ ، وبَصَّرَ مِنَ العَمايَةِ ، وفَضَّلَ عَلى كَثيرٍ مِمَّن خَلَقَ تَفضيلاً ، الحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ . (6)

.


1- .أجَنَّهُ : ستره ، وكلّ ما سُتر عنك فقد جُنّ عنك (القاموس المحيط : ج 4 ص 210 «جنن») .
2- .الكِنُّ : وقاء كلّ شيء وستره (القاموس المحيط : ج 4 ص 264 «كنن») .
3- .مكارم الأخلاق : ج 2 ص 51 ح 2126 ، بحار الأنوار : ج 76 ص 203 ح 20 .
4- .الأمالي للصدوق : ص 339 ح 401 ، ثواب الأعمال : ص 44 ح 1 كلاهما عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام ، قرب الإسناد : ص 70 ح 227 عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عن أبيه عليهماالسلامعنه صلى الله عليه و آله ، وليس فيه «وبعليّ إماما» ، روضة الواعظين : ص 518 ، بحار الأنوار : ج 93 ص 217 ح 1 .
5- .التوحيد : ص 44 ح 4 عن إسحاق بن غالب عن الإمام الصادق عن أبيه عليهماالسلام ، بحار الأنوار : ج 4 ص 287 ح 19 .
6- .المستدرك على الصحيحين : ج 1 ص 731 ح 2003 ، صحيح ابن حبّان : ج 12 ص 23 ح 5219 وليس ففيه «الحمد للّه غير مودّع ... ولا مستغنى عنه» ، السنن الكبرى للنسائي : ج 6 ص 82 ح 10133 ، الدعاء للطبراني : ص 280 ح 896 ، الشكر لابن أبي الدنيا : ص 20 ح 15 .

ص: 468

مسند الروياني عن أبي اُمامة الباهلي :رَآنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله وأنَا اُحَرِّكُ شَفَتَيَّ ، فَقالَ : لِمَ تُحَرِّكُ شَفَتَيكَ؟ فَقُلتُ : أذكُرُ اللّهَ . قالَ : أفَلا أدُلُّكَ عَلى شَيءٍ هُوَ أكثَرُ مِن ذِكرِكَ اللَّيلَ مَعَ النَّهارِ وَالنَّهارَ مَعَ اللَّيلِ؟ قالَ : قُلتُ : بَلى ، يا نَبِيَّ اللّهِ . قالَ : قُل : الحَمدُ للّهِِ عَدَدَ ما خَلَقَ ، وَالحَمدُ للّهِِ مِل ءَ ما خَلَقَ ، وَالحَمدُ للّهِِ عَدَدَ ما فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ ، وَالحَمدُ للّهِِ عَدَدَ ما أحصى كِتابُهُ ، وَالحَمدُ للّهِِ عَدَدَ كُلِّ شَيءٍ ، وَالحَمدُ للّهِِ مِل ءَ كُلِّ شَيءٍ ، وسُبحانَ اللّهِ عَدَدَ ما خَلَقَ ، وسُبحانَ اللّهِ مِل ءَ ما خَلَقَ ، وسُبحانَ اللّهِ عَدَدَ ما فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ ، وسُبحانَ اللّهِ عَدَدَ ما أحصى كِتابُهُ ، وسُبحانَ اللّهِ عَدَدَ كُلِّ شَيءٍ ، وسُبحانَ اللّهِ مِل ءَ كُلِّ شَيءٍ . (1)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :الحَمدُ للّهِِ عَلى آلائِهِ ، وأحمَدُهُ عَلى نَعمائِهِ ، وأشكُرُهُ عَلى بَلائِهِ ، واُؤمِنُ بِقَضائِهِ ، الَّذي لا هادِيَ لِمَن أضَلَّ ، ولا خاذِلَ لِمَن نَصَرَ ، وأشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، وأنَّ مُحَمَّدا عَبدُهُ ورَسولُهُ المُصطَفى وأمينُهُ المُرتَضى ، اِنتَجَبَهُ وحَباهُ ، وَاختارَهُ وَارتَضاهُ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وآلِهِ وسَلَّمَ ، اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ إيمانا صادِقا لَيسَ بَعدَهُ كُفرٌ ، ورَحمَةً أنالُ بِها شَرَفَ كَرامَتِكَ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، تَبارَكتَ رَبَّنا وتَعالَيتَ ، تَمَّ نورُكَ رَبّي فَهَدَيتَ ، وعَظُمَ حِلمُكَ رَبّي فَعَفَوتَ فَلَكَ الحَمدُ ، وَجهُكَ أكرَمُ الوُجوهِ وجاهُكَ أفضَلُ الجاهِ ، وعَطِيَّتُكَ أرفَعُ العَطايا (2) وأهنَؤُها ، تُطاعُ رَبَّنا فَتَشكُرُ ، وتُعصى رَبَّنا فَتَغفِرُ لِمَن تَشاءُ ، تُجيبُ دَعوَةَ المُضطَرِّ إذا دَعاكَ ، وتَكشِف

.


1- .مسند الروياني : ج 2 ص 291 ح 1233 ، مسند ابن حنبل : ج 8 ص 270 ح 22206 ، المستدرك على الصحيحين : ج 1 ص 694 ح 1891 ، المعجم الكبير : ج 8 ص 239 ح 7930 وص 292 ح 8122 كلّها نحوه ، كنزالعمّال : ج 2 ص 256 ح 3962 .
2- .في المصدر : «العطاء» ، والتصويب من بحار الأنوار .

ص: 469

الضُّرَّ ، وتَشفِي السَّقيمَ ، وتَغفِرُ الذَّنبَ العَظيمَ ، لا يُحصي نَعماءَكَ أحَدٌ ، رَبَّنا فَلَكَ الحَمدُ حَمدا أبَدا لا يُحصى عَدَدُهُ ، ولا يَضمَحِلُّ سَرمَدُهُ ، حَمدا كَما حَمِدَ الحامِدونَ مِن عِبادِكَ الأَوَّلينَ وَالآخِرينَ . (1)

عنه صلى الله عليه و آله :الحَمدُ للّهِِ عَلى سابِغِ (2) نِعَمِ اللّهِ . (3)

عنه صلى الله عليه و آله :الحَمدُ للّهِِ عَلى ما أولى وأبلى ، ولَهُ الحَمدُ فِي الآخِرَةِ وَالاُولى ، وَاللّهِ لَو تَقَطَّعَت أعضائي ، وسالَت مُقلَتايَ عَلى صَدري ، لَن أقومَ للّهِِ عز و جل بِشُكرِ عُشرِ العَشيرِ مِن نِعمَةٍ واحِدَةٍ مِن جَميع نِعَمِهِ الَّتي لا يُحصيهَا العادّونَ ، ولا يَبلُغُ حَدَّ نِعمَةٍ مِنها عَلَيَّ جَميعُ حَمدِ الحامِدينَ . (4)

عنه صلى الله عليه و آله :الحَمدُ للّهِِ في عِلمِهِ مُنتَهى رِضاهُ ، الحَمدُ للّهِِ بَعدَ عِلمِهِ مُنتَهى رِضاهُ ، الحَمدُ للّهِِ مَعَ عِلمِهِ مُنتَهى رِضاهُ . . . الحَمدُ للّهِِ بِجَميعِ مَحامِدِهِ عَلى جَميعِ نِعَمِهِ ، وسُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ مُنتَهى رِضاهُ في عِلمِهِ ، وَاللّهُ أكبَرُ وحَقٌّ لَهُ ذلِكَ . . . الحَمدُ للّهِِ تَحميدا لا يُحصيهِ غَيرُهُ قَبلَ كُلِّ أحَدٍ ومَعَ كُلِّ أحَدٍ وبَعدَ كُلِّ أحَدٍ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ تَمجيدا لا يُحصيهِ غَيرُهُ ، قَبلَ كُلِّ أحَدٍ ومَعَ كُلِّ أحَدٍ وبَعدَ كُلِّ أحَدٍ . (5)

الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله دَعَا اللّهَ عز و جليَومَ الأَحزابِ فَقالَ : الحَمدُ للّهِِ وَحدَه

.


1- .مُهج الدعوات : ص 214 عن وهب بن إسماعيل عن الإمام الباقر عن أبيه عن جدّه عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج 86 ص 325 ح 69 .
2- .أسبغ اللّه ُ النِّعمةَ : أتمَّها (القاموس المحيط : ج 3 ص 107 «سبغ») .
3- .مشكاة الأنوار : ص 70 ح 118 عن الإمام عليّ عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 93 ص 214 ح 17 ؛ كنزالعمّال : ج 3 ص 736 ح 8615 نقلاً عن شُعب الإيمان عن الإمام عليّ عليه السلام عنه صلى الله عليه و آله .
4- .فتح الأبواب : ص 171 عن الزهري عن الإمام زين العابدين عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 46 ص 57 ح 10 .
5- .مُهج الدعوات : ص 170 عن إبراهيم بن أبي يحيى عن الإمام الصادق عن أبيه عن جدّه عن الإمام عليّ عليهم السلاموبأسانيد اُخرى ، المصباح للكفعمي : ص 368 عن الإمام عليّ عليه السلام عنه صلى الله عليه و آله ، كامل الزيارات : ص 399 ح 639 عن أبي حمزة الثمالي عن الإمام الصادق عليه السلام وذكره في زيارة الإمام الحسين عليه السلام وكلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج 95 ص 387 ح 28 .

ص: 470

لا شَريكَ لَهُ ، الحَمدُ للّهِِ الَّذي أدعوهُ فَيُجيبُني وإن كُنتُ بَطيئا حينَ يَدعوني ، الحَمدُ للّهِِ الَّذي أسأَ لُهُ فَيُعطيني وإن كُنتُ بَخيلاً حينَ يَستَقرِضُني ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي أستَعفيهِ فَيُعافيني وإن كُنتُ مُتَعَرِّضا لِلَّذي نَهاني عَنهُ ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي أخلو بِهِ كُلَّما شِئتُ في سِرِّي ، وأضَعُ عِندَهُ ما شِئتُ مِن أمري مِن غَيرِ شَفيعٍ ، فَيَقضي لي رَبّي حاجَتي . (1)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ رَبَّنا لَكَ الحَمدُ مِل ءَ السَّماواتِ ومِل ءَ الأَرضِ ، ومِل ءَ ما شِئتَ مِن شَيءٍ بَعدُ . (2)

الإمام عليّ عليه السلام :قامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله فَصَلّى رَكعَتَينِ ، فَلَمّا قالَ : سَمِعَ اللّهُ لِمَن حَمِدَهُ ، قالَ : اللّهُمَّ رَبَّنا لَكَ الحَمدُ _ ورَفَعَ صَوتَهُ يُسمِعُهُم _ مِل ءَ السَّماواتِ ومِل ءَ الأَرضِ ، ومِل ءَ ما بَينَهُما ، أهلَ المَجدِ وَالثَّناءِ ، اللّهُمَّ لا مانِعَ لِما أعطَيتَ ، ولا مُعطِيَ لِما مَنَعتَ ، ولا يَنفَعُ ذَا الجَدِّ (3) مِنكَ الجَدُّ . (4)

صحيح البخاري عن رفاعة بن رافع الزرقي :كُنّا يَوما نُصَلّي وَراءَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، فَلَمّا رَفَعَ رَأسَهُ مِنَ الرَّكعَةِ ، قالَ : «سَمِعَ اللّهُ لِمَن حَمِدَهُ» ، قالَ رَجُلٌ وَراءَهُ : رَبَّنا ولَكَ الحَمدُ حَمدا طَيِّبا مُبارَكا فيهِ . فَلَمَّا انصَرَفَ قالَ : مَنِ المُتَكَلِّمُ؟ قالَ : أنَا ، قالَ : رَأَيتُ بِضعَةً وثَلاثينَ مَلَكا

.


1- .مُهج الدعوات : ص 96 عن ابن سنان وص 234 وص 236 كلاهما نحوه عن الإمام الصادق عليه السلام لمّا استدعاه المنصور إلى الكوفة ، بحار الأنوار : ج 94 ص 213 ح 9 وص 283 وص 286 .
2- .صحيح مسلم : ج 1 ص 346 ح 203 ، مسند ابن حنبل : ج 7 ص 52 ح 19160 كلاهما عن ابن أبي أوفى ، سنن الترمذي : ج 5 ص 485 ح 3421 عن عبيداللّه بن أبي رافع عن الإمام عليّ عليه السلام عنه صلى الله عليه و آله وفيه «والأرضين ومل ء ما بينهما» بدل «ومل ء الأرض» ، سنن النسائي : ج 2 ص 198 عن ابن عبّاس ، كنزالعمّال : ج 8 ص 126 ح 22220 .
3- .الجَدُّ : الحظّ والسعادة والغنى ، أي لاينفع ذا الغنى منك غناه ، وإنّما ينفعه الإيمان والطاعة (النهاية : ج 1 ص 244 «جدد») .
4- .الجعفريّات : ص 221 عن الإمام الكاظم عن آبائه عليهم السلام .

ص: 471

يَبتَدِرونَها ، أيُّهُم يَكتُبُها أوَّلُ . (1)

جمال الاُسبوع :عَن مُحَمَّدِ بنِ الحُسَينِ العَلَوِيِّ العَريضِيِّ عَن أبيهِ عَن جَدِّهِ عَنِ الإِمامِ الصّادِقِ عَنِ الإِمامِ الباقِرِ عليهماالسلام : كانَ لِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله سِرٌّ قَلَّ ما عُثِرَ عَلَيهِ _ وذَكَرَ تَمامَ الحَديثِ وفيهِ _ : يا مُحَمَّدُ! ومَن أحَبَّ مِن اُمَّتِكَ رَحمَتي وبَرَكاتي ورِضواني وتَعَطُّفي وقَبولي ووِلايَتي وإجابَتي ، فَليَقُل حينَ تَزولُ الشَّمسُ أو يَزولُ اللَّيلُ : «اللّهُمَّ رَبَّنا لَكَ الحَمدُ كُلُّهُ ، جُملَتُهُ وتَفسيرُهُ ، كَمَا استَحمَدتَ فيهِ إِلى أهلِهِ الَّذينَ خَلَقتَهُم لَهُ وألهَمتَهُم ذلِكَ الحَمدَ كُلَّهُ ، اللّهُمَّ رَبَّنا لَكَ الحَمدُ كُلُّه كَما جَعَلتَ الحَمدَ رِضاكَ عَمَّن بِالحَمدِ رَضيتَ عَنهُ لِيَشكُرَ ما بِهِ مِن نِعمَتِكَ ، اللّهُمَّ رَبَّنا لَكَ الحَمدُ كُلُّه كَما رَضيتَ بِهِ لِنَفسِكَ وقَضَيتَ بِهِ عَلى عِبادِكَ ، حَمدا مَرعوبا (2) عِندَ أهلِ الخَوفِ مِنكَ لِمَهابَتِكَ ، ومَرهوبا عِندَ أهلِ العِزَّةِ بِكَ لِسَطَواتِكَ ، ومَشكورا عِندَ أهلِ الإِنعامِ مِنكَ لِاءِنعامِكَ ، سُبحانَكَ رَبَّنا مُتَكَبِّرا في مَنزِلَةٍ قَد تَدَهدَهَت (3) أبصارُ النّاظِرينَ ، وتَحَيَّرَت عُقُولُهُم عَن بُلُوغِ عِلمِ جَلالِها ، تَبارَكتَ في مَنازِلِكَ العُلى كُلِّها ، وتَقَدَّستَ فِي الآلاءِ الَّتي أنتَ فيها ، يا أهلَ الكِبرِياءِ يا لا إلهَ إلّا أنتَ الكَبيرُ ، لِلفَناءِ خَلَقتَنا وأنتَ الكائِنُ لِلبَقاءِ ، فَلا تُفنى ونَحنُ لا نَبقى ، وأنتَ العالِمُ بِنا ونَحنُ أهلُ الغِرَّةِ بِكَ وَالغَفلَةِ عَن شَأنِكَ ، فَأَنتَ الَّذي لا تَغفَلُ ولا تَأخُذُكَ سِنَةٌ ولا نَومٌ ، بِحَقِّكَ يا سَيِّدي ، أجِرني مِن تَحويلِ ما أنعَمتَ بِهِ عَلَيَّ فِي الدّينِ وَالدُّنيا يا كَريمُ» ، فَإِنَّهُ إذا قالَ ذلِكَ كَفَيتُهُ كُلَّ الَّذي أكفي عِبادِيَ الصّالِحينَ . (4)

.


1- .صحيح البخاري : ج 1 ص 275 ح 766 ، سنن أبي داوود : ج 1 ص 204 ح 770 ، سنن النسائي : ج 2 ص 196 ، مسند ابن حنبل : ج 7 ص 19 ح 19018 ، السنن الكبرى : ج 2 ص 136 ح 2610 ، كنزالعمّال : ج 7 ص 453 ح 19748 .
2- .في مصباح المتهجّد وفلاح السائل والبلد الأمين : «مرغوبا فيه» بدل «مرعوبا» .
3- .دَهْدَهَ الشَّيءَ : قلَبَ بعضَه على بعض (القاموس المحيط : ج 4 ص 284 «دهده») .
4- .جمال الاُسبوع : ص 253 ، مصباح المتهجّد : ص 31 ح 34 ، فلاح السائل : ص 194 ح 110 كلاهما من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام ، البلد الأمين : ص 511 ، بحار الأنوار : ج 95 ص 318 ح 1 .

ص: 472

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ . . . لا اُحصي ثَناءً عَلَيكَ ، أنتَ كَما أثنَيتَ عَلى نَفسِكَ . (1)

عنه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ لا أستَطيعُ ثَناءً عَلَيكَ ولَو حَرَصتُ ، ولكِن أنتَ كَما أثنَيتَ عَلى نَفسِكَ . (2)

الكافي عن أحمد بن محمّد بن خالد رفعه :أتى جَبرَئيلُ عليه السلام إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله فَقالَ لَهُ : إنَّ رَبَّكَ يَقولُ لَكَ : إذا أرَدتَ أن تَعبُدَني يَوما ولَيلَةً حَقَّ عِبادَتي فَارفَع يَدَيكَ إلَيَّ وقُل : اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ حَمدا خالِدا مَعَ خُلودِكَ ، ولَكَ الحَمدُ حَمدا لا مُنتَهى لَهُ دونَ عِلمِكَ ، ولَكَ الحَمدُ حَمدا لا أمَدَ لَهُ دُونَ مَشيئَتِكَ ، ولَكَ الحَمدُ حَمدا لا جَزاءَ لِقائِلِهِ إلّا رِضاكَ . اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ كُلُّهُ ، ولَكَ المَنُّ كُلُّهُ ، ولَكَ الفَخرُ كُلُّهُ ، ولَكَ البَهاءُ كُلُّهُ ، ولَكَ النّورُ كُلُّهُ ، ولَكَ العِزَّةُ كُلُّها ، ولَكَ الجَبَروتُ كُلُّها ، ولَكَ العَظَمَةُ كُلُّها ، ولَكَ الدُّنيا كُلُّها ، ولَكَ الآخِرَةُ كُلُّها ، ولَكَ اللَّيلُ وَالنَّهارُ كُلُّهُ ، ولَكَ الخَلقُ كُلُّهُ ، وبِيَدِكَ الخَيرُ كُلُّهُ ، وإلَيكَ يَرجِعُ الأَمرُ كُلُّهُ ، عَلانِيَتُهُ وسِرُّهُ . اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ حَمدا أبَدا ، أنتَ حَسَنُ البَلاءِ ، جَليلُ الثَّناءِ ، سابِغُ النَّعماءِ ، عَدلُ القَضاءِ ، جَزيلُ العَطاءِ ، حَسَنُ الآلاءِ ، إلهُ مَن فِي الأَرضِ وإلهُ مَن فِي السَّماءِ .

.


1- .صحيح مسلم : ج 1 ص 352 ح 222 عن عائشة ، سنن الترمذي : ج 5 ص 561 ح 3566 ، سنن ابن ماجة : ج 1 ص 373 ح 1179 ، مسند ابن حنبل : ج 1 ص 208 ح 751 وص 251 ح 957 كلّها عن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن الإمام عليّ عليه السلام عنه صلى الله عليه و آله ، كنزالعمّال : ج 8 ص 226 ح 22668 ؛ الكافي : ج 3 ص 324 ح 12 عن أبي بصير عن الإمام الباقر عليه السلام عنه صلى الله عليه و آله وفيه «لا أبلغ مدحك» بدل «لا اُحصي» ، بحار الأنوار : ج 93 ص 159 ح 33 نقلاً عن مصباح الشريعة عن الإمام الصادق عليه السلام عنه صلى الله عليه و آله .
2- .السنن الكبرى للنسائي : ج 6 ص 222 ح 10727 ، المعجم الأوسط : ج 2 ص 283 ح 1992 كلاهما عن إبراهيم بن عبد اللّه بن عبدالقاري عن الإمام عليّ عليه السلام ، كنزالعمّال : ج 2 ص 677 ح 5049 ؛ مكارم الأخلاق : ج 1 ص 93 ح 174 ، بحار الأنوار : ج 16 ص 253 ح 35 وج 76 ص 202 ح 19 .

ص: 473

اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ فِي السَّبعِ الشِّدادِ ، ولَكَ الحَمدُ فِي الأَرضِ المِهادِ ، ولَكَ الحَمدُ طاقَةَ العِبادِ ، ولَكَ الحَمدُ سَعَةَ البِلادِ ، ولَكَ الحَمدُ فِي الجِبالِ الأَوتادِ ، ولَكَ الحَمدُ فِي اللَّيلِ إذا يَغشى ، ولَكَ الحَمدُ فِي النَّهارِ إذا تَجلّى ، ولَكَ الحَمدُ فِي الآخِرَةِ وَالاُولى ، ولَكَ الحَمدُ فِي المَثاني وَالقُرآنِ العَظيمِ ، وسُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ ، «وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَ_مَةِ وَ السَّمَ_وَ تُ مَطْوِيَّ_تُ بِيَمِينِهِ سُبْحَ_نَهُ وَ تَعَ__لَى عَمَّا يُشْرِكُونَ» (1) . سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ ، كُلُّ شَيءٍ هالِكٌ إلّا وَجهَهُ ، سُبحانَكَ رَبَّنا وتَعالَيتَ ، وتَبارَكتَ وتَقَدَّستَ ، خَلَقتَ كُلَّ شَيءٍ بِقُدرَتِكَ ، وقَهَرتَ كُلَّ شَيءٍ بِعِزَّتِكَ ، وعَلَوتَ فَوقَ كُلِّ شَيءٍ بِارتِفاعِكَ ، وغَلَبتَ كُلَّ شَيءٍ بِقُوَّتِكَ ، وَابتَدَعتَ كُلَّ شَيءٍ بِحِكمَتِكَ وعِلمِكَ ، وبَعَثتَ الرُّسُلَ بِكُتُبِكَ ، وهَدَيتَ الصّالِحينَ بِإِذنِكَ ، وأيَّدتَ المُؤمِنينَ بِنَصرِكَ ، وقَهَرتَ الخَلقَ بِسُلطانِكَ . لا إلهَ إلّا أنتَ ، وَحدَكَ لا شَريكَ لَكَ ، لا نَعبُدُ غَيرَكَ ، ولا نَسأَلُ إلّا إيّاكَ ، ولا نَرغَبُ إلّا إلَيكَ ، أنتَ مَوضِعُ شَكوانا ، ومُنتَهى رَغبَتِنا ، وإلهُنا ومَليكُنا . (2)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ عَلى حُسنِ بَلائِكَ وصُنعِكَ ، ولَكَ الحَمدُ عَلَى الإِسلامِ وَالسُّنَّةِ ، يا رَبِّ كَما هَدَيتَهُم لِدينِكَ وعَلَّمتَهُم كِتابَكَ فَاهدِنا وعَلِّمنا ، ولَكَ الحَمدُ عَلى حُسنِ بَلائِكَ وصُنعِكَ عِندي خاصَّةً ، كَما خَلَقتَني فَأَحسَنتَ خَلقي ، وعَلَّمتَني فَأَحسَنتَ تَعليمي ، وهَدَيتَني فَأَحسَنتَ هِدايَتي ، فَلَكَ الحَمدُ عَلى إنعامِكَ عَلَيَّ قَديما وحَديثا . (3)

عنه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ عَلى مَرَدِّ نَوازِلِ البَلاءِ ، وتَوالي سُبوغِ النَّعماءِ ، ومُلِمّاتِ (4)

.


1- .الزمر : 67 .
2- .الكافي : ج 2 ص 581 ح 16 .
3- .الإقبال : ج 2 ص 55 عن الإمام الصادق عليه السلام .
4- .المُلِمّةُ : النازلةُ الشديدةُ من شدائد الدهر ونوازل الدنيا (لسان العرب : ج 12 ص 550 «لمم») .

ص: 474

الضَّرّاءِ وكَشفِ نَوائِبِ اللَأواءِ (1) ، ولَكَ الحَمدُ عَلى هَنيءِ عَطائِكَ ومَحمودِ بَلائِكَ وجَليلِ آلائِكَ ، ولَكَ الحَمدُ عَلى إحسانِكَ الكَثيرِ وخَيرِكَ العَزيزِ وتَكليفِكَ اليَسيرِ ودَفعِ العَسيرِ ، ولَكَ الحَمدُ يا رَبِّ عَلى تَثميرِكَ قَليلَ الشُّكرِ ، وإِعطائِكَ وافِرَ الأَجرِ ، وحَطِّكَ مُثقِلَ الوِزرِ ، وقَبولِكَ ضيقَ العُذرِ ، ووَضعِكَ باهِظَ (2) الإِصرِ (3) ، وتَسهيلِكَ مَوضِعَ الوَعرِ ، ومَنعِكَ مُفظِعَ الأَمرِ ، ولَكَ الحَمدُ عَلَى البَلاءِ المَصروفِ ، ووافِرِ المَعروفِ ، ودَفعِ المَخوفِ ، وإِذلالِ العَسوفِ (4) ، ولَكَ الحَمدُ عَلَى قِلَّةِ التَّكليفِ ، وكَثرَةِ التَّخفيفِ ، وتَقوِيَةِ الضَّعيفِ ، وإغاثَةِ اللَّهيفِ ، ولَكَ الحَمدُ عَلى سَعَةِ إمهالِكَ ، ودَوامِ إفضالِكَ ، وصَرفِ إمحالِكَ (5) ، وحَميدِ أفعالِكَ ، وتَوالي نَوالِكَ ، ولَكَ الحَمدُ عَلى تَأخيرِ مُعاجَلَةِ العِقابِ ، وتَركِ مُغافَصَةِ (6) العَذابِ ، وتَسهيلِ طَريقِ المَآبِ ، وإنزالِ غَيثِ السَّحابِ . (7)

عنه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ في بَلائِكَ وصَنيعِكَ إلى خَلقِكَ . اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ في بَلائِكَ وصَنيعِكَ إلى أهلِ بُيوتِنا . اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ في بَلائِكَ وصَنيعِكَ إلى أنفُسِنا خاصَّةً . اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ بِما هَدَيتَنا ، ولَكَ الحَمدُ بِما أكرَمتَنا ، ولَكَ الحَمدُ بِما سَتَرتَنا ، ولَكَ الحَمدُ بِالقُرآنِ ، ولَكَ الحَمدُ بِالأَهلِ وَالمالِ ، ولَكَ الحَمدُ بِالمُعافاةِ ، ولَكَ الحَمدُ حَتّى تَرضى ، ولَكَ الحَمدُ إذا رَضيتَ يا أهلَ التَّقوى ويا أهلَ المَغفِرَةِ .

.


1- .اللَأواءُ : الشدّة وضيق المعيشة (النهاية : ج 4 ص 221 «لأى») .
2- .بَهَظَهُ الأمرُ : غلبه وثَقُل عليه وبلغ به مشقّةً (القاموس المحيط : ج 2 ص 393 «بهظ») .
3- .الإصر : الإثم والعقوبة (النهاية : ج 1 ص 52 «أصر») .
4- .العَسوفُ : الظَّلوم (القاموس المحيط : ج 3 ص 175 «عسف») .
5- .المَحْل : الشِّدّةُ والجَدْبُ وانقطاعُ المطر (القاموس المحيط : ج 4 ص 49 «محل») .
6- .غافَصهُ : فاجأه وأخذه على غِرّة (القاموس المحيط : ج 2 ص 310 «غفص») .
7- .مُهج الدعوات : ص 316 ، البلد الأمين : ص 520 كلاهما عن محمّد بن الحارث النوفلي عن الإمام الجواد عن آبائه عليهم السلام ، المصباح للكفعمي : ص 546 ، الدعوات : ص 71 ح 170 ، بحار الأنوار : ج 94 ص 119 ح 17 وص 174 ح 1 .

ص: 475

5 / 2 المحامد المأثورة عن الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام

اللّهُمَّ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنيا حَسَنَةً وفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وقِنا عَذابَ النّارِ _ ثَلاثَ مَرّاتٍ _ اللّهُمَّ وَاجعَل صَلَواتِكَ وبَرَكاتِكَ ومَغفِرَتَكَ ورِضوانَكَ عَلى مُحَمَّدٍ وعَلى آلِ مُحَمَّدٍ . (1)

عنه صلى الله عليه و آله :رَبَّنا فَلَكَ الحَمدُ حَمدا أبَدا لا يُحصى عَدَدُهُ ، ولا يَضمَحِلُّ (2) سَرمَدُهُ (3) ، حَمدا كَما حَمِدَ الحامِدونَ مِن عِبادِكَ الأَوّلينَ وَالآخِرينَ . (4)

5 / 2المَحامِدُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلامالإمام عليّ عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الأَوَّلِ قَبلَ كُلِّ أوَّلٍ ، وَالآخِرِ بَعدَ كُلِّ آخِرٍ ، وبِأَوَّلِيَّتِهِ وَجَبَ أن لا أوَّلَ لَهُ ، وبِآخِرِيَّتِهِ وَجَبَ أن لا آخِرَ لَهُ . (5)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الأَوَّلِ فَلا شَيءَ قَبلَهُ ، وَالآخِرِ فَلا شَيءَ بَعدَهُ ، وَالظّاهِرِ فَلا شَيءَ فَوقَهُ ، وَالباطِنِ فَلا شَيءَ دونَهُ . (6)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ أوَّلَ مَحمودٍ ، وآخِرَ مَعبودٍ ، وأقرَبَ مَوجودٍ ، البَديءِ (7) بِلا مَعلومٍ لاِزَلِيَّتِهِ ولا آخِرٍ لِأَوَّلِيَّتِهِ ، وَالكائِنِ قَبلَ الكَونِ بِغَيرِ كِيانٍ ، وَالمَوجودِ في كُلِّ مَكانٍ بِغَيرِ عَيانٍ ، وَالقَريبِ مِن كُلِّ نَجوى بِغَيرِ تَدانٍ. (8)

.


1- .الدعاء للطبراني : ص 490 ح 1725 عن أنس ، كنزالعمّال : ج 2 ص 692 ح 5100 .
2- .اضمحلّ : ذهب وانحلَّ (القاموس المحيط : ج 4 ص 5 «ضمحل») .
3- .السَّرْمَدُ : الدائم الذي لا ينقطع (النهاية : ج 2 ص 363 «سرمد») .
4- .مُهج الدعوات : ص 215 عن وهب بن إسماعيل عن الإمام الباقر عن أبيه عن جدّه عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج 86 ص 326 ح 69 .
5- .نهج البلاغة : الخطبة 101 ، بحار الأنوار : ج 57 ص 26 ح 2 .
6- .نهج البلاغة : الخطبة 96 ، الإقبال : ج 2 ص 294 نحوه ، بحار الأنوار : ج 98 ص 311 ح 3 .
7- .البديءُ : الأوّل (الصحاح : ج 1 ص 35 «بدأ») .
8- .مُهج الدعوات : ص 144 ، بحار الأنوار : ج 94 ص 231 ح 8 .

ص: 476

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ أحَقَّ مَحمودٍ بِالحَمدِ وأولاهُ بِالمَجدِ ، إلها واحِدا صَمَدا ، أقامَ أركانَ العَرشِ فَأَشرَقَ بِضَوئِهِ شُعاعُ الشَّمسِ ، خَلَقَ فَأَتقَنَ ، وأقامَ فَذَلَّت لَهُ وَطأَةُ المُستَمكِنِ . (1)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ أحَقَّ مَن خُشِيَ وحُمِدَ ، وأفضَلَ مَنِ اتُّقِيَ وعُبِدَ ، وأولى مَن عُظِّمَ ومُجِّدَ ، نَحمَدُهُ لِعَظيمِ غَنائِهِ ، وجَزيلِ عَطائِهِ ، وتَظاهُرِ نَعمائِهِ ، وحُسنِ بَلائِهِ . (2)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ أهلِ الحَمدِ ووَليِّهِ ، وَمُنتَهَى الحَمدِ ومَحَلِّهِ ، البَديءِ البَديعِ (3) ، الأَجَلِّ الأَعظَمِ ، الأَعَزِّ الأَكرَمِ ، المُتَوَحِّدِ بِالكِبرِياءِ ، وَالمُتَفَرِّدِ بِالآلاءِ ، القاهِرِ بِعِزِّهِ ، وَالمُسَلِّطِ بِقَهرِهِ ، المُمتَنِعِ بِقُوَّتِهِ ، المُهَيمِنِ (4) بِقُدرَتِهِ ، وَالمُتَعالي فَوقَ كُلِّ شَيءٍ بِجَبَروتِهِ ، المَحمودِ بِامتِنانِهِ وبِإِحسانِهِ ، المُتَفَضِّلِ بِعَطائِهِ وجَزيلِ فَوائِدِهِ ، المُوَسِّعِ بِرِزقِهِ ، المُسبِغِ بِنِعَمِهِ . نَحمَدُهُ عَلى آلائِهِ وتَظاهُرِ (5) نَعمائِهِ ، حَمدا يَزِنُ عَظَمَةَ جَلالِهِ ، ويَملَأُ قَدرَ آلائِهِ وكِبرِيائِهِ . (6)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ حَقَّ قَدرِهِ ، مُتَّبِعينَ أمرَهُ ، وأحمَدُهُ كَما أحَبَّ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ الواحِدُ الأَحَدُ الصَّمَدُ كَمَا انتَسَبَ . (7)

.


1- .بحار الأنوار : ج 32 ص 14 ح 6 نقلاً عن ابن ميثم .
2- .الكافي : ج 8 ص 175 ح 194 عن محمّد بن النعمان أو غيره عن الإمام الصادق عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 77 ص 353 ح 31 .
3- .البديع : هو الخالق المخترع لا عن مِثال سابق ، فعيل بمعنى مُفعِل ، يقال : أبدع فهو مُبدِع (النهاية : ج 1 ص 106 «بدع») .
4- .المُهيمِن : هو الرقيب . وقيل : الشاهد . وقيل : المؤتمَن . وقيل : القائم باُمور الخلق (النهاية : ج 5 ص 275 «هيمن») .
5- .تَظاهُر نعمائه : أي تتابُعها (مرآة العقول : ج 26 ص 56) .
6- .الكافي : ج 8 ص 173 ح 194 عن محمّد بن النعمان أو غيره عن الإمام الصادق عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 77 ص 350 ح 31 .
7- .الكافي : ج 1 ص 299 ح 6 ، بحار الأنوار : ج 42 ص 206 ح 11 .

ص: 477

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الخافِضِ الرّافِعِ ، الضّارِّ النّافِعِ ، الجَوادِ الواسِعِ ، الجَليلِ ثَناؤُهُ ، الصّادِقَةِ أسماؤُهُ ، المُحيطِ بِالغُيوبِ وما يَخطُرُ عَلَى القُلوبِ . (1)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ خالِقِ العِبادِ ، وساطِحِ المِهادِ (2) ، ومُسيلِ الوِهادِ (3) ، ومُخصِبِ النِّجادِ (4) ؛ لَيسَ لِأَوَّلِيَّتِهِ ابتِداءٌ ، ولا لِأَزَلِيَّتِهِ انقِضاءٌ . (5)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ ذِي القُدرَةِ وَالسُّلطانِ ، وَالرَّأفَةِ وَالاِمتِنانِ ، أحمَدُهُ عَلى تَتابُعِ النِّعَمِ ، وأعوذُ بِهِ مِنَ العَذابِ وَالنِّقَمِ . (6)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي أحمَدُهُ وأستَعينُهُ وأستَهديهِ ، وأعوذُ بِاللّهِ مِنَ الضَّلالَةِ ، مَن يَهدِ اللّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ ، ومَن يُضلِل فَلا هادِيَ لَهُ . (7)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي أظهَرَ مِن آثارِ سُلطانِهِ وجَلالِ كِبرِيائِهِ ما حَيَّرَ مُقَلَ (8) العُقولِ مِن عَجائِبِ قُدرَتِهِ ، ورَدَعَ خَطَراتِ هَماهِمِ (9) النُّفوسِ عَن عِرفانِ كُنهِ (10) صِفَتِهِ . (11)

.


1- .الكافي : ج 8 ص 170 ح 193 عن جابر عن الإمام الباقر عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 77 ص 347 ح 30 .
2- .سطحه : بسطَه . والمهاد : الأرض (القاموس المحيط : ج 1 ص 228 «سطح» وص 339 «مهد») .
3- .الوَهْدَة : الأرض المنخفضة . الجمع وِهاد (القاموس المحيط : ج 1 ص 347 «وهد») .
4- .النِّجاد : جمع نَجْد : ما أشرَفَ من الأرض وارتَفَع واستَوَى وصَلُب وغَلُظَ (تاج العروس : ج 5 ص 268 «نجد») .
5- .نهج البلاغة : الخطبة 163 ، بحار الأنوار : ج 4 ص 306 ح 35 وج 57 ص 27 ح 3 .
6- .مصباح المتهجّد : ص 384 ح 510 عن جابر عن الإمام الباقر عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 89 ص 234 ح 67 .
7- .الغارات : ج 2 ص 728 ، وقعة صفّين : ص 10 كلاهما عن سليمان بن المغيرة عن الإمام زين العابدين عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 32 ص 356 ح 337 ؛ شرح نهج البلاغة : ج 3 ص 108 .
8- .المُقلَة : شحمة العَين التي تجمع البياض والسواد. والمَقْل : النَّظَر (الصحاح : ج 5 ص 1820 «مقل») .
9- .الهَمْهَمةُ : الكلام الخفيّ (لسان العرب : ج 12 ص 622 «همم») .
10- .الكُنْهُ : جوهر الشيء وغايته وقدره ووقته ووجهه (القاموس المحيط : ج 4 ص 292 «كنه») .
11- .نهج البلاغة : الخطبة 195 ، بحار الأنوار : ج 77 ص 314 ح 15 .

ص: 478

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي أنعَمَ عَلَيَّ بِالإِسلامِ ، وعَلَّمَنِي القُرآنَ ، وحَبَّبني إلى خَيرِ البَرِيَّةِ خاتَمِ النَّبِيِّينَ وسَيِّدِ المُرسَلينَ؛ إحسانا مِنهُ [ إلَيَّ] (1) ، وفَضلاً مِنهُ عَلَيَّ . (2)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذِي استَخلَصَ (3) الحَمدَ لِنَفسِهِ ، وَاستَوجَبَهُ عَلى جَميعِ خَلقِهِ ، الَّذي ناصِيَةُ كُلِّ شَيءٍ بِيَدِهِ ، ومَصيرُ كُلِّ شَيءٍ إلَيهِ . (4)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي إلَيهِ مَصائِرُ الخَلقِ ، وعَواقِبُ الأَمرِ ، نَحمَدُهُ عَلى عَظيمِ إحسانِهِ ، ونَيِّرِ بُرهانِهِ ، ونَوامي (5) فَضلِهِ وَامتِنانِهِ ؛ حَمدا يَكونُ لِحَقِّهِ قَضاءً ، ولِشُكرِهِ أداءً ، وإلى ثَوابِهِ مُقَرِّبا ، ولِحُسنِ مَزيدِهِ مُوجِبا . ونَستَعينُ بِهِ استِعانَةَ راجٍ لِفَضلِهِ ، مُؤَمِّلٍ لِنَفعِهِ ، واثقٍ بِدَفعِهِ . (6)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذِي انحَسَرَتِ الأَوصافُ عَن كُنهِ مَعرِفَتِهِ ، ورَدَعَت عَظَمَتُهُ العُقولَ فَلَم تَجِد مَساغا إلى بُلوغِ غايَةِ مَلَكوتِهِ . (7)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي بَطَنَ خَفِيّاتِ الاُمورِ ، ودَلَّت عَلَيهِ أعلامُ الظُّهورِ ، وَامتَنَعَ عَلى عَينِ البَصيرِ ، فَلا عَينُ مَن لَم يَرَهُ تُنكِرُهُ ، ولا قَلبُ مَن أثبَتَهُ يُبصِرُهُ . (8)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي تَوَحَّدَ بِصُنعِ الأَشياءِ ، وفَطَرَ أجناسَ البَرايا عَلى غَيرِ مِثال

.


1- .ما بين المعقوفين أثبتناه من إعلام الورى .
2- .الأمالي للصدوق : ص 157 ح 150 ، بشارة المصطفى : ص 155 وليس فيه «وعلّمني القرآن» ، كنز الفوائد : ج 2 ص 179 ، إعلام الورى : ج 1 ص 366 وفيهما «منّ» بدل «أنعم» وكلّها عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري ، بحار الأنوار : ج 68 ص 137 ح 75 .
3- .في جواهر المطالب : «اختصّ» بدل «استخلص» .
4- .العقد الفريد : ج 3 ص 120 ، جواهر المطالب : ج 1 ص 344 .
5- .نَمَى الشيءُ ينمي ويَنمُو : إذا زاد وارتفع (النهاية : ج 5 ص 121 «نما») .
6- .نهج البلاغة : الخطبة 182 عن نوف البكالي ، بحار الأنوار : ج 4 ص 313 ح 40 .
7- .نهج البلاغة : الخطبة 155 ، بحار الأنوار : ج 4 ص 317 ح 42 وج 64 ص 323 ح 2 .
8- .نهج البلاغة : الخطبة 49 ، بحار الأنوار : ج 4 ص 308 ح 36 .

ص: 479

سَبَقَهُ في إنشائِها ، ولا إعانَةِ مُعينٍ عَلَى ابتِداعِها . (1)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي جَعَلَ الأَرضَ كِفاتا (2) ، أحياءً وَأمواتا ، الحَمدُ للّهِِ الَّذي جَعَلَ مِنها خَلقَنا ، وفيها يُعيدُنا ، وعَلَيها يَحشُرُنا . (3)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي جَعَلَ الحَمدَ مِفتاحا لِذِكرِهِ ، وسَبَبا لِلمَزيدِ مِن فَضلِهِ ، ودَليلاً عَلى آلائِهِ وعَظَمَتِهِ . (4)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي جَعَلَ الحَمدَ _ مِن غَيرِ حاجَةٍ مِنهُ إلى حامِديهِ _ طَريقا مِن طُرُقِ الاِعتِرافِ بِلاهوتِيَّتِهِ وصَمَدانِيَّتِهِ ورَبّانِيَّتِهِ وفَردانِيَّتِهِ ، وسَبَبا إلَى المَزيدِ مِن رَحمَتِهِ ، ومَحَجَّةً لِلطّالِبِ مِن فَضلِهِ ، وكَمَّنَ في إبطانِ اللَّفظِ حَقيقَةَ الاِعتِرافِ لَهُ بِأَنَّهُ المُنعِمُ عَلى كُلِّ حَمدٍ بِاللَّفظِ وإن عَظُمَ . (5)

عنه عليه السلام : «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى خَلَقَ السَّمَ_وَ تِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّ_لُمَ_تِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ» (6) ، لا نُشرِكُ بِاللّهِ شَيئا ، ولا نَتَّخِذُ مِن دونِهِ وَلِيّا . «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى لَهُ مَا فِى السَّمَ_وَ تِ وَ مَا فِى الْأَرْضِ وَ لَهُ الْحَمْدُ فِى الْاخِرَةِ وَ هُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ * يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِى الْأَرْض

.


1- .إثبات الوصيّة : ص 135 ، بحار الأنوار : ج 25 ص 26 ح 46 وج 57 ص 171 ح 118 .
2- .الكِفات : الموضعُ الذي يُكفَت فيه شيءٌ ؛ أي يُضمُّ (الصحاح : ج 1 ص 263 «كفت») .
3- .وقعة صفّين : ص 531 عن عبد الرحمن بن جندب ، بحار الأنوار : ج 82 ص 179 ح 24 ؛ شرح نهج البلاغة : ج 20 ص 257 ح 14 وفيه «وعليها ممشانا وفيها معاشنا وإليها يعيدنا» بدل «وفيها يُعيدنا وعليها يحشرنا» .
4- .نهج البلاغة : الخطبة 157 .
5- .مصباح المتهجّد : ص 752 ح 843 ، الإقبال : ج 2 ص 255 كلاهما عن الفيّاض بن محمّد بن عمر ، المصباح للكفعمي : ص 919 كلّها عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج 97 ص 112 ح 8 نقلاً عن مصباح الزائر .
6- .الأنعام : 1 . ويعدلون : أي يجعلون له عديلاً ، فصار كقوله : «هُم بِهِ مُشْرِكُونَ» . وقيل : يعدلون بأفعاله عنه وينسبونها إلى غيره ، وقيل : يعدلون بعبادتهم عنه تعالى (مفردات ألفاظ القرآن : ص 553 «عدل») .

ص: 480

وَ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَ مَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَ مَا يَعْرُجُ فِيهَا وَ هُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ» (1) . كَذلِكَ اللّهُ لا إلهَ إلّا هُوَ إلَيهِ المَصيرُ . وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي يُمسِكُ السَّماءَ أن تَقَعَ عَلَى الأَرضِ إلّا بِإذنِهِ إنَّ اللّهَ بِالنّاسِ لَرَؤوفٌ رَحيمٌ (2) . . . نَحمَدُهُ كَما حَمِدَ نَفسَهُ وكَما هُوَ أهلُهُ ، ونَستَعينُهُ ونَستَغفِرُهُ ونَستَهديهِ . (3)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي دَنا في عُلُوِّهِ ، وعَلا في دُنُوِّهِ ، وتَواضَعَ كُلُّ شَيءٍ لِجَلالِهِ ، وَاستَسلَمَ كُلُّ شَيءٍ لِعِزَّتِهِ ، وخَضَعَ كُلُّ شَيءٍ لِقُدرَتِهِ . وأحمَدُهُ مُقَصِّرا عَن كُنهِ شُكرِهِ ، واُؤمِنُ بِهِ إذعانا لِرُبوبِيَّتِهِ . وأستَعينُهُ طالِبا لِعِصمَتِهِ. وأتَوَكَّلُ عَلَيهِ مُفَوِّضا إلَيهِ . (4)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي شَرَعَ الإِسلامَ فَسَهَّلَ شَرائِعَهُ لِمَن وَرَدَهُ ، وأعَزَّ أركانَهُ عَلى مَن غالَبَهُ ، فَجَعَلَهُ أمنا لِمَن عَلِقَهُ . (5)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي عَلا بِحَولِهِ ، ودَنا بِطَولِهِ ، مانِحِ كُلِّ غَنيمَةٍ وفَضلٍ ، وكاشِفِ كُلِّ عَظيمَةٍ وأَزلٍ (6) ، أحمَدُهُ عَلى عَواطِفِ كَرَمِهِ ، وسَوابِغِ نِعَمِهِ ، واُؤمِنُ بِهِ أوَّلاً بادِيا ، وأستَهديهِ قَريبا هادِيا ، وأستَعينُهُ قاهِرا قادِرا ، وأتَوَكَّلُ عَلَيهِ كافِيا ناصِرا . (7)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ ، كانَ حَيّا بِلا كَيفٍ ، ولَم يَكُن لَهُ كانَ ، ولا

.


1- .سبأ : 1 و 2 .
2- .إشارة للآية 65 من سورة الحجّ .
3- .كتاب من لا يحضره الفقيه : ج 1 ص 514 ح 1482 ، مصباح المتهجّد : ص 659 ح 728 عن جندب بن عبد اللّه الأزدي عن أبيه ، بحار الأنوار : ج 91 ص 29 ح 5 .
4- .مصباح المتهجّد : ص 385 ح 512 عن جابر عن الإمام الباقر عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 89 ص 234 ح 67 .
5- .نهج البلاغة : الخطبة 106 ، الأمالي للمفيد : ص 275 ح 3 ، الأمالي للطوسي : ص 37 ح 40 كلاهما عن قبيصة بن جابر الأسدي وفيهما «من حاربه وجعله عزّا لمن والاه» بدل «من غالبه فجعله أمنا لمن علقه» ، بحار الأنوار : ج 68 ص 347 ح 17 .
6- .الأزْل : الشدّة والضيق (النهاية : ج 1 ص 46 «أزل») .
7- .نهج البلاغة : الخطبة 83 .

ص: 481

كانَ لِكانِهِ كَيفٌ ، ولا كانَ لَهُ أينٌ ، ولا كانَ في شَيءٍ، ولا كانَ عَلى شَيءٍ ، ولَا ابتَدَعَ لِكانِهِ مَكانا . (1)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي لا تُدرِكُهُ الشَّواهِدُ ، ولا تَحويهِ المَشاهِدُ ، ولا تَراهُ النَّواظِرُ ، ولا تَحجُبُهُ السَّواتِرُ ، الدّالِّ عَلى قِدَمِهِ بِحُدوثِ خَلقِهِ ، وبِحُدوثِ خَلقِهِ عَلى وُجودِهِ ، وبِاشتِباهِهِم عَلى أن لا شَبَهَ لَهُ . (2)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي لا تُواري عَنهُ سَماءٌ سَماءً ، ولا أرضٌ أرضا . (3)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي لا مِن شَيءٍ كانَ ، ولا مِن شَيءٍ كَوَّنَ ما قَد كانَ ، المُستَشهَدِ بِحُدوثِ الأَشياءِ عَلى أزَلِيَّتِهِ ، وبِما وَسَمَها بِهِ مِنَ العَجزِ عَلى قُدرَتِهِ ، وبِمَا اضطَرَّها إلَيهِ مِنَ الفَناءِ عَلى دَوامِهِ . (4)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي لا يُبرَمُ (5) ما نَقَضَ ، ولا يُنقَضُ ما أبرَمَ ، ولَو شاءَ مَا اختَلَفَ اثنانِ مِن هذِهِ الاُمَّةِ . (6)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي لا يَبلُغُ مِدحَتَهُ القائِلونَ ، ولا يُحصي نَعماءَهُ العادّونَ ، ولا يُؤَدّي حَقَّهُ المُجتَهِدونَ ، الَّذي لا يُدرِكُهُ بُعدُ الهِمَمِ ، ولا يَنالُهُ غَوصُ الفِطَنِ ، الَّذي لَيسَ لِصِفَتِهِ حَدٌّ مَحدودٌ ، ولا نَعتٌ مَوجودٌ ، ولا وَقتٌ مَعدودٌ ، ولا أجَلٌ مَمدودٌ ، فَطَر

.


1- .الكافي : ج 8 ص 31 ح 5 عن أبي الهيثم بن التيّهان ، بحار الأنوار : ج 28 ص 240 ح 27 .
2- .نهج البلاغة : الخطبة 185 ، الاحتجاج : ج 1 ص 480 ح 117 ، بحار الأنوار : ج 4 ص 261 ح 9 .
3- .نهج البلاغة : الخطبة 172 .
4- .عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج 1 ص 121 ح 15 ، التوحيد : ص 69 ح 26 كلاهما عن الهيثم بن عبد اللّه الرمّاني عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام ، نهج البلاغة : الخطبة 185 ، الاحتجاج : ج 1 ص 480 ح 117 كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج 4 ص 221 ح 2 .
5- .أبْرَمَ الأمر : أحكمه (القاموس المحيط : ج 4 ص 78 «برم») .
6- .وقعة صفّين : ص 225 عن يزيد بن وهب ، بحار الأنوار : ج 32 ص 464 ح 403 ؛ تاريخ الطبري : ج 5 ص 13 ، الكامل في التاريخ : ج 2 ص 372 كلاهما نحوه ، شرح نهج البلاغة : ج 5 ص 182 كلاهما عن زيد بن وهب .

ص: 482

الخَلائِقَ بِقُدرَتِهِ ، ونَشَرَ الرِّياحَ بِرَحمَتِهِ ، ووَتَّدَ بِالصُّخورِ مَيَدانَ (1) أرضِهِ . (2)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي لا يَحويهِ مَكانٌ ولا يَحُدُّهُ زَمانٌ ، عَلا بِطَولِهِ ودَنا بِحَولِهِ ، سابِقِ كُلِّ غَنيمَةٍ وفَضلٍ ، وكاشِفِ كُلِّ عَظيمَةٍ وأزلٍ . أحمَدُهُ عَلى جودِ كَرَمِهِ وسُبوغِ نِعَمِهِ ، وأستَعينُهُ عَلى بُلوغِ رِضاهُ وَالرِّضا بِما قَضاهُ ، واُؤمِنُ بِهِ إيمانا ، وأتَوَكَّلُ عَلَيهِ إيقانا . (3)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي لا يَفِرُهُ (4) المَنعُ وَالجُمودُ ، ولا يُكديهِ (5) الإِعطاءُ وَالجودُ ، إذ كُلُّ مُعطٍ مُنتَقِصٌ سِواهُ ، وكُلُّ مانِعٍ مَذمومٌ ما خَلاهُ ، وهُوَ المَنّانُ بِفَوائِدِ النِّعَمِ . (6)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي لا يَموتُ ولا تَنقَضي عَجائِبُهُ ، لِأَنَّهُ كُلَّ يَومٍ في شَأنٍ مِن إحداثِ بَديعٍ لَم يَكُن . (7)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي لَبِسَ العِزَّ وَالكِبرِياءَ واختارَهُما لِنَفسِهِ دونَ خَلقِهِ ، وجَعَلَهُما حِمىً (8) وحَرَما عَلى غَيرِهِ ، وَاصطَفاهُما لِجَلالِهِ ، وجَعَلَ اللَّعنَةَ عَلى مَن نازَعَهُ فيهِما مِن عِبادِهِ . (9)

.


1- .مَيَدان : مصدر ماد يميد : إذا مالَ وتحرّك (النهاية : ج 4 ص 379 «ميد») .
2- .نهج البلاغة : الخطبة 1 ، الاحتجاج : ج 1 ص 473 ح 113 ، بحار الأنوار : ج 4 ص 247 ح 5 وج 77 ص 300 ح 7 .
3- .الأمالي للطوسي : ص 684 ح 1456 عن ابن عبّاس ، بحار الأنوار : ج 77 ص 373 ح 36 .
4- .لا يَفِرُه : أي لا يُكثِرُه ؛ مِن الوافر : الكثير (النهاية : ج 5 ص 210 «وفر») .
5- .أكدى : بخِلَ أو قلّ خيره أو قلّل عطاءه (القاموس المحيط : ج 4 ص 382 «كدى») .
6- .نهج البلاغة : الخطبة 91 ، التوحيد : ص 49 ح 13 نحوه وكلاهما عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 4 ص 274 ح 16 .
7- .الكافي : ج 1 ص 141 ح 7 ، التوحيد : ص 31 ح 1 كلاهما عن الحارث الأعور ، بحار الأنوار : ج 4 ص 265 ح 14 .
8- .الحِمَى : المكان الذي لا يُقْرَبُ ولا يُجْتَرأ عليه (المصباح المنير : ص 153 «حمى») .
9- .نهج البلاغة : الخطبة 192 ، بحار الأنوار : ج 14 ص 465 ح 37 وج 63 ص 214 ح 49 .

ص: 483

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي لَم أكُن عِندَهُ مَنسِيّا . الحَمدُ للّهِِ الَّذي أثبَتَني عِندَهُ في صَحيفَةِ الأَبرارِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ذِي الجَلالِ وَالإِكرامِ . (1)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي لَم تَسبِق لَهُ حالٌ حالاً ، فَيَكونَ أوَّلاً قَبلَ أن يَكونَ آخِرا ، ويَكونَ ظاهِرا قَبلَ أن يَكونَ باطِنا . (2)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي لَم يَخلُ مِن فَضلِهِ المُقيمونَ عَلى مَعصِيَتِهِ ، ولَم يُجازِهِ لِأَصغَرِ نِعَمِهِ المُجتَهِدونَ في طاعَتِهِ ، الغَنِيِّ الَّذي لا يَضَنُّ بِرِزقِهِ عَلى جاحِدِهِ ، ولا يَنقُصُ عَطاياهُ أرزاقَ خَلقِهِ. (3)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي مَنَعَ الأَوهامَ أن تَنالَ إلّا وُجودَهُ ، وحَجَبَ العُقولَ أن تَتَخَيَّلَ ذاتَهُ؛ لِامتِناعِها مِنَ الشَّبَهِ وَالتَّشاكُلِ ، بَل هُوَ الَّذي لا يَتَفاوَتُ في ذاتِهِ ، ولا يَتَبَعَّضُ بِتَجزِئَةِ العَدَدِ في كَمالِهِ . . . نَحمَدُهُ بِالحَمدِ الَّذِي ارتَضاهُ مِن خَلقِهِ ، وأوجَبَ قَبولَهُ عَلى نَفسِهِ . (4)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي نَصَرَ وَلِيَّهُ ، وخَذَلَ عَدُوَّهُ ، وأعَزَّ الصّادِقَ المُحِقَّ ، وأذَلَّ الكاذِبَ المُبطِلَ . (5)

.


1- .الكافي : ج 4 ص 183 ح 7 عن محمّد بن عمران عن الإمام الصادق عليه السلام ، الإرشاد : ج 1 ص 336 وفيه «الحمد للّه الذي كنت في كتبه مذكورا» بدل «الحمد للّه الذي أثبتَني ...» ، وقعة صفّين : ص 148 عن حبّة العرني ، شرح الأخبار : ج 2 ص 368 ح 730 عن أبي الزبير وكلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج 38 ص 62 ح 13 وج 40 ص 290 ح 64 .
2- .نهج البلاغة : الخطبة 65 ، بحار الأنوار : ج 4 ص 308 ح 37 .
3- .مُهج الدعوات : ص 144 ، بحار الأنوار : ج 94 ص 232 ح 8 .
4- .الكافي : ج 8 ص 18 ح 4 عن جابر بن يزيد عن الإمام الباقر عليه السلام ، التوحيد : ص 73 ح 27 ، الأمالي للصدوق : ص 399 ح 515 كلاهما عن جابر بن يزيد عن الإمام الباقر عن أبيه عن جدّه عنه عليهم السلاموفيهما «أعجز» بدل «منع» ، تحف العقول : ص 92 وفيه «أعدم» بدل «منع» ، بحار الأنوار : ج 4 ص 221 ح 1 .
5- .الإرشاد : ج 1 ص 259 ، الأمالي للمفيد : ص 127 ح 5 عن عبد الرحمن بن عبيد بن الكنود ، وقعة صفّين : ص 4 عن عبد الرحمن بن عبيد بن أبي الكنود وغيره وفيه «الناكث» بدل «الكاذب» ، بحار الأنوار : ج 32 ص 351 ح 334 وح 335 ؛ شرح نهج البلاغة : ج 3 ص 103 وفيه «الناكث» بدل «الكاذب» .

ص: 484

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي وَقَّتَ الآجالَ ، وقَدَّرَ أرزاقَ العِبادِ ، وجَعَلَ لِكُلِّ شَيءٍ قَدرا . (1)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي هَدانا مِنَ الضَّلالَةِ ، وبَصَّرَنا مِنَ العَمى ، ومَنَّ عَلَينا بِالإِسلامِ ، وجَعَلَ فينَا النُّبُوَّةَ ، وجَعَلَنَا النُّجَباءَ (2) . (3)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي هُوَ أوَّلُ كُلِّ شَيءٍ وبَدِيُّهُ ، ومُنتَهى كُلِّ شَيءٍ ووَلِيُّهُ ، وكُلُّ شَيءٍ خاشِعٌ لَهُ ، وكُلُّ شَيءٍ قائِمٌ بِهِ ، وكُلُّ شَيءٍ ضارِعٌ إلَيهِ ، وكُلُّ شَيءٍ مُستَكينٌ لَهُ . خَشَعَت لَهُ الأَصواتُ ، وكَلَّت دونَهُ الصِّفاتُ ، وضَلَّت دونَهُ الأَوهامُ ، وحارَت دونَهُ الأَحلامُ ، وَانحَسَرَت دونَهُ الأَبصارُ ، لا يَقضي فِي الاُمورِ غَيرُهُ ، ولا يَتِمُّ شَيءٌ مِنها دونَهُ . (4)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي هُوَ أوَّلٌ بِلا بَديءٍ مِمّا (5) ، ولا باطِنٍ فيما ، ولا يَزالُ مَهما (6) ، ولا مُمازِجٍ مَعَ ما ، ولا خَيالٍ وَهما ، لَيسَ بِشَبَحٍ فَيُرى ، ولا بِجِسمٍ فَيَتَجَزَّأَ ، ولا بِذي غايَةٍ فَيَتَناهى ، ولا بِمُحدَثٍ فَيُبصَرَ ، ولا بِمُستَتِرٍ فَيُكشَفَ ، ولا بِذي حُجُبٍ فَيُحوى ، كانَ ولا أماكِنَ تَحمِلُهُ أكنافُها (7) ، ولا حَمَلَةَ تَرفَعُهُ بِقُوَّتِها ، ولا كانَ بَعدَ أن لَم يَكُن . (8)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي يولِجُ اللَّيلَ فِي النَّهارِ ، ويولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيلِ ، وَالحَمدُ للّهِِ كُلَّما

.


1- .دستور معالم الحكم : ص 72 .
2- .النجيب : الكريم الحسيب ، الجمع نُجباء (القاموس المحيط : ج 1 ص 130 «نجب») .
3- .الإرشاد : ج 1 ص 229 ، أعلام الدين : ص 94 ، بحار الأنوار : ج 2 ص 31 ح 19 .
4- .العقد الفريد : ج 3 ص 127 ، جواهر المطالب : ج 1 ص 332 نحوه .
5- .بديء : على فعيل ، أي لا يقال : بدأ الأشياء ممّا؟ (بحار الأنوار : ج 4 ص 295) .
6- .مهما _ هنا _ : ظرف زمان جيء به لتعميم الأزمان ؛ أي لا يزول أبدا (بحار الأنوار : ج 4 ص 295) .
7- .الكَنَفُ : الجانب والناحية (القاموس المحيط : ج 3 ص 192 «كنف») .
8- .التوحيد : ص 78 ح 34 عن مسلم بن أوس ، بحار الأنوار : ج 4 ص 294 ح 22 .

ص: 485

وَقَبَ (1) لَيلٌ وغَسَقَ (2) ، وَالحَمدُ للّهِِ كُلَّما لاحَ نَجمٌ وخَفَقَ . (3)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ ، الَّذي لَم يَضُرَّهُ بِالمَعصِيَةِ المُتَكَبِّرونَ ، ولَم يَنفَعهُ بِالطّاعَةِ المُتَعَبِّدونَ . (4)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ سابِغِ النِّعَمِ ومُفَرِّجِ الهَمِّ وبارِئِ النَّسَمِ ، الَّذي جَعَلَ السَّماواتِ لِكُرسِيِّهِ عِمادا ، وَالجِبالَ لِلأَرضِ أوتادا ، وَالأَرضَ لِلعِبادِ مِهادا . (5)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ عَلى نِعَمِهِ الفاضِلَةِ عَلى جَميعِ خَلقِهِ؛ البَرِّ وَالفاجِرِ ، وعَلى حُجَجِهِ البالِغَةِ عَلى خَلقِهِ؛ مَن عَصاهُ وأطاعَهُ ، وإن يَعفُ فَبِفَضلٍ مِنهُ ، وإن يُعَذِّب فَبِما قَدَّمَت أيديهِم ، ومَا اللّهُ بِظَلّامٍ لِلعَبيدِ . أحمَدُهُ عَلى حُسنِ البَلاءِ ، وتَظاهُرِ النَّعماءِ ، وأستَعينُهُ عَلى ما نابَنا (6) مِن أمرِ دينِنا ، واُؤمِنُ بِهِ وأتَوَكَّلُ عَلَيهِ ، وكَفى بِاللّهِ وَكيلاً . (7)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ العَلِيِّ عَن شَبَهِ المَخلوقينَ ، الغالِبِ لِمَقالِ الواصِفينَ ، الظّاهِرِ بِعَجائِبِ تَدبيرِهِ لِلنّاظِرِينَ ، الباطِنِ بِجَلالِ عِزَّتِهِ عَن فِكرِ المُتَوَهِّمينَ . (8)

.


1- .وَقَبَ الشيءُ : دخل (الصحاح : ج 1 ص 234 «وقب») .
2- .غَسَقُ الليل : شِدّة ظلمته (مفردات ألفاظ القرآن : ص 606 «غسق») .
3- .وقعة صفّين : ص 134 عن عبد الرحمن بن عبيد بن أبي الكنود ، بحار الأنوار : ج 86 ص 112 ح 10 وج 32 ص 418 ح 375 ؛ شرح نهج البلاغة : ج 3 ص 167 .
4- .مُهج الدعوات : ص 144 ، بحار الأنوار : ج 94 ص 231 ح 8 .
5- .كتاب من لا يحضره الفقيه : ج 1 ص 527 ح 1501 ، تهذيب الأحكام : ج 3 ص 151 ح 328 ، مصباح المتهجّد : ص 527 ح 611 وفيه «المرساة» بدل «لكرسيّه» وليس فيهما «للأرض» ، بحار الأنوار : ج 58 ص 6 ح 3 وج 91 ص 293 ح 2 .
6- .نابَهُ ينوبه : إذا قصده مرّة بعد مرّة . والنائبة : ماينوبُ الإنسان ؛ أي ينزل به من المهمّات والحوادث (النهاية : ج 5 ص 123 «نوب») .
7- .الأمالي للصدوق : ص 490 ح 668 ، وقعة صفّين : ص 313 نحوه وكلاهما عن جابر عن الإمام الباقر عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 32 ص 616 ح 482 .
8- .نهج البلاغة : الخطبة 213 ، بحار الأنوار : ج 4 ص 319 ح 45 .

ص: 486

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ غَيرَ مَقنوطٍ مِن رَحمَتِهِ ، ولا مَخلُوٍّ مِن نِعمَتِهِ ، ولا مَأيوسٍ مِن مَغفِرَتِهِ ، ولا مُستَنكَفِ عَن عِبادَتِهِ ، الَّذي لا تَبرَحُ مِنهُ رَحمَةٌ ، ولا تُفقَدُ لَهُ نِعمَةٌ . (1)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الفاشي فِي الخَلقِ حَمدُهُ ، وَالغالِبِ جُندُهُ ، وَالمُتَعالي جَدُّهُ . (2) أحمَدُهُ عَلى نِعَمِهِ التُّؤامِ (3) وآلائِهِ العِظامِ . الَّذي عَظُمَ حِلمُهُ فَعَفا ، وعَدَلَ في كُلِّ ما قَضى ، وعَلِمَ ما يَمضي وما مَضى ، مُبتَدِعِ الخَلائِقِ بِعِلمِهِ ، ومُنشِئِهِم بِحُكمِهِ ، بِلَا اقتِداءٍ ولا تَعليمٍ . (4)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ فاطِرِ الخَلقِ ، وخالِقِ (5) الإِصباحِ ، ومُنشِرِ (6) المَوتى ، وباعِثِ مَن فِي القُبورِ . (7)

عنه عليه السلام _ لَمّا بَلَغَهُ عَن أهلِ الشّامِ ما يُؤذيهِ مِنَ الكَلامِ _ :الحَمدُ للّهِِ ، قَديما وحَديثا ما عادانِي الفاسِقونَ فَعاداهُمُ اللّهُ . (8)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الكائِنِ قَبلَ أن يَكونَ كُرسِيٌّ أو عَرشٌ أو سَماءٌ أو أرضٌ أو جانٌّ أو إنسٌ ، لا يُدرَكُ بِوَهمٍ ، ولا يُقَدَّرُ بِفَهمٍ ، ولا يَشغَلُهُ سائِلٌ ، ولا يَنقُصُهُ نائِلٌ ، ولا يُنظَرُ بِعَينٍ ، ولا يُحَدُّ بِأَينٍ ، ولا يوصَفُ بِالأَزواجِ ، ولا يُخلَقُ بِعِلاجٍ ، ولا يُدرَك

.


1- .نهج البلاغة : الخطبة 45 ، بحار الأنوار : ج 73 ص 81 ح 42 وص 134 ح 139 .
2- .تعالى جَدُّك : أي علا جلالُك وعظمتُك. والجَدُّ : الحَظُّ والسعادةُ والغِنى (النهاية : ج 1 ص 244 «جدد») .
3- .تُؤام : جمع تَوْأَم ؛ وهو المولود مع غيره في بطن (القاموس المحيط : ج 4 ص 82 «توأم») . وهو مجاز عن الكثير أو المتواصل .
4- .نهج البلاغة : الخطبة 191 .
5- .في البداية والنهاية : «وفالق» بدل «وخالق» .
6- .نَشَرَ الميّتُ : إذا عاش بعد الموت . وأنشَرَه اللّه : أي أحياه (النهاية : ج 5 ص 54 «نشر») .
7- .تحف العقول : ص 149 ، بحار الأنوار : ج 77 ص 289 ح 2 ؛ البداية والنهاية : ج 7 ص 308 .
8- .الإرشاد : ج 1 ص 264 ، وقعة صفّين : ص 391 عن زيد بن وهب نحوه ، بحار الأنوار : ج 32 ص 391 ح 361 ؛ تاريخ الطبري : ج 5 ص 45 ، شرح نهج البلاغة : ج 8 ص 54 كلاهما عن زيد بن وهب نحوه .

ص: 487

بِالحَواسِّ ، ولا يُقاسُ بِالنّاسِ . (1)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ كُلَّما وَقَبَ لَيلٌ وغَسَقَ ، وَالحَمدُ للّهِِ كُلَّما لاحَ نَجمٌ وخَفَقَ ، وَالحَمدُ للّهِِ غَيرَ مَفقودِ الإِنعامِ ، ولا مُكافَإِ الإِفضالِ . (2)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ اللّابِسِ الكِبرِياءِ بِلا تَجَسُّدٍ . . . نَحمَدُهُ بِجَميعِ مَحامِدِهِ كُلِّها عَلى جَميعِ نَعمائِهِ كُلِّها ، ونَستَهديهِ لِمَراشِدِ اُمورِنا ، ونَعوذُ بِهِ مِن سَيِّئاتِ أعمالِنا ، ونَستَغفِرُهُ لِلذُّنوبِ الَّتي سَلَفَت مِنّا . (3)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ المُتَجَلّي لِخَلقِهِ بِخَلقِهِ ، وَالظّاهِرِ لِقُلوبِهِم بِحُجَّتِهِ ، خَلَقَ الخَلقَ مِن غَيرِ رَوِيَّةٍ (4) ، إذ كانَتِ الرَّوِيّاتُ لا تَليقُ إلّا بِذَوِي الضَّمائِرِ ، ولَيسَ بِذي ضَميرٍ في نَفسِهِ . (5)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ المُتَوَحِّدِ بِالقِدَمِ وَالأَزَلِيَّةِ ، الَّذي لَيسَ لَهُ غايَةٌ في دَوامِهِ ولا لَهُ أوَّلِيَّةٌ ، أنشَأَ ضُروبَ البَرِيَّةِ لا مِن اُصولٍ كانَت بَدِيَّةً (6) ، وَارتَفَعَ عَن مُشارَكَةِ الأَندادِ ، وتَعالى عَنِ اتِّخاذِ صاحِبَةٍ وأولادٍ ، هُوَ الباقي مِن غَيرِ مُدَّةٍ ، وَالمُنشِئُ لا بِأَعوانٍ . (7)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ المُختَصِّ بِالتَّوحيدِ ، المُتَقَدِّمِ بِالوَعيدِ ، الفَعّالِ لِما يُريدُ ، المُحتَجِب

.


1- .نهج البلاغة : الخطبة 182 ، بحار الأنوار : ج 77 ص 310 ح 13 .
2- .نهج البلاغة : الخطبة 48 ، بحار الأنوار : ج 32 ص 420 ح 386 .
3- .التوحيد : ص 33 ح 1 ، الكافي : ج 1 ص 142 ح 7 كلاهما عن الحارث الأعور ، بحار الأنوار : ج 4 ص 266 ح 14 .
4- .الرَّوِيَّة : التفَكُّر في الأمر (الصحاح : ج 6 ص 2364 «روى») .
5- .نهج البلاغة : الخطبة 108 .
6- .أي خلق ما خلق ابتداءً من غير أصل ، مع غاية الإتقان والإحكام وصوّر ما صوّر بعلمه من غير مثال على نهاية الحُسن (بحار الأنوار : ج 4 ص 296) .
7- .الأمالي للطوسي : ص 704 ح 1509 ، تنبيه الخواطر : ج 2 ص 88 كلاهما عن زيد بن عليّ عن الإمام زين العابدين عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 4 ص 319 ح 44 وج 78 ص 34 ح 116 .

ص: 488

بِالنّورِ دونَ خَلقِهِ ، ذِي الاُفُقِ الطّامِحِ (1) ، وَالعِزِّ الشّامِخِ ، وَالمُلكِ الباذِخِ (2) ، المَعبودِ بِالآلاءِ ، رَبِّ الأَرضِ وَالسَّماءِ . أحمَدُهُ عَلى حُسنِ البَلاءِ ، وفَضلِ العَطاءِ ، وسَوابِغِ النَّعماءِ ، وعَلى ما يَدفَعُ رَبُّنا مِنَ البَلاءِ ، حَمدا يَستَهِلُّ لَهُ العِبادُ ، ويَنمو بِهِ البِلادُ . (3)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ المَعروفِ مِن غَيرِ رُؤيَةٍ ، وَالخالِقِ مِن غَيرِ مَنصَبَةٍ . (4) خَلَقَ الخَلائِقَ بِقُدرَتِهِ ، وَاستَعبَدَ الأَربابَ بِعِزَّتِهِ ، وسادَ العُظَماءَ بِجودِهِ . (5)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ المُلهِمِ عِبادَهُ حَمدَهُ ، وفاطِرِهِم عَلى مَعرِفَةِ رُبوبِيَّتِهِ ، الدّالِّ عَلى وُجودِهِ بِخَلقِهِ ، وبِحُدوثِ خَلقِهِ عَلى أزَلِهِ ، وبِاشتِباهِهِم عَلى أن لا شِبهَ لَهُ . (6)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ النّاشِرِ فِي الخَلقِ فَضلَهُ ، وَالباسِطِ فيهِم بِالجودِ يَدَهُ ، نَحمَدُهُ في جَميعِ اُمورِهِ ، ونَستَعينُهُ عَلى رِعايَةِ حُقوقِهِ . (7)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ ، نَحمَدُهُ تَسبيحا ونُمَجِّدُهُ تَمجيدا ، نُكَبِّرُ عَظَمَتَهُ لِعِزِّ جَلالِ وَجهِهِ ، ونُهَلِّلُهُ تَهليلاً مُوَحِّدا مُخلِصا ، ونَشكُرُهُ في مُصانَعَةِ (8) الحُسنى ، أهلِ الحَمدِ وَالثَّناء

.


1- .طَمَح بصره إليه : ارتفع ، وكلّ مرتفع طامح (القاموس المحيط : ج 1 ص 238 «طمح») .
2- .الباذِخ : العالي (النهاية : ج 1 ص 110 «بذخ») .
3- .الكافي : ج 5 ص 369 ح 1 عن عليّ بن رئاب عن الإمام الصادق عليه السلام ، علل الشرايع : ص 119 ح 1 عن إسحاق بن غالب عن الإمام الصادق عليه السلام نحوه ، بحار الأنوار : ج 31 ص 464 ح 4 .
4- .النَّصبُ : الإعياء من العَناء ، نَصِبَ الرجلُ نَصَبا : أعيا وتعبَ ، وعَيشٌ ناصِب : فيه كَدٌّ وجَهْدٌ (لسان العرب : ج 1 ص 758 «نصب») .
5- .نهج البلاغة : الخطبة 183 .
6- .الكافي : ج 1 ص 139 ح 5 عن إسماعيل بن قتيبة عن الإمام الصادق عليه السلام ، التوحيد : ص 56 ح 14 عن فتح بن يزيد الجرجاني عن الإمام الرضا عليه السلام ، نهج البلاغة : الخطبة 152 وليس فيه «الملهم عباده حمده وفاطرهم على معرفة ربوبيّته» ، بحار الأنوار : ج 4 ص 284 ح 17 وج 57 ص 166 ح 105 .
7- .نهج البلاغة : الخطبة 100 .
8- .كذا في المصدر ، وفي بحار الأنوار : «مصانعه» ، والظاهر أنّها جمع مصنع ؛ مصدر ميمي من الصُّنع. قال ابن منظور : الصُّنعُ : مصدر قولك صنع إليه معروفا (لسان العرب : ج 8 ص 212 «صنع») .

ص: 489

الأَعلى . (1)

عنه عليه السلام _ بَعدَ التَّحكيمِ وما بَلَغَهُ مِن أمرِ الحَكَمَينِ _ :الحَمدُ للّهِِ وإن أتَى الدَّهرُ بِالخَطبِ الفادِحِ ، وَالحَدَثِ الجَليلِ . (2)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الواحِدِ الأَحَدِ الصَّمَدِ الفَردِ المُتَفَرِّدِ الَّذي لا مِن شَيءٍ كانَ ، ولا مِن شَيءٍ خَلَقَ ما كانَ . (3)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الواصِلِ الحَمدَ بِالنِّعَمِ ، وَالنِّعَمَ بِالشُّكرِ . نَحمَدُهُ عَلى آلائِهِ ، كَما نَحمَدُهُ عَلى بَلائِهِ ، ونَستَعينُهُ عَلى هذِهِ النُّفوسِ البِطاءِ عَمّا اُمِرَت بِهِ ، السِّراعِ إلى ما نُهِيَت عَنهُ . ونَستَغفِرُهُ مِمّا أحاطَ بِهِ عِلمُهُ ، وأحصاهُ كِتابُهُ . (4)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ وَلِيِّ الحَمدِ ومُنتَهَى الكَرَمِ ، لا تُدرِكُهُ الصِّفاتُ ، ولا يُحَدُّ بِاللُّغاتِ ، ولا يُعرَفُ بِالغاياتِ . (5)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الوَلِيِّ الحَميدِ الحَكيمِ المَجيدِ ، الفَعّالِ لِما يُريدُ ، عَلّامِ الغُيوبِ ، وسَتّارِ العُيوبِ ، خالِقِ الخَلقِ ، ومُنزِلِ القَطرِ ، ومُدَبِّرِ الأَمرِ ، رَبِّ السَّماءِ وَالأَرضِ وَالدُّنيا وَالآخِرَةِ . (6)

.


1- .الغارات : ج 1 ص 156 عن أبي زكريّا ، بحار الأنوار : ج 78 ص 2 ح 50 .
2- .نهج البلاغة : الخطبة 35 ، بحار الأنوار : ج 33 ص 302 ح 553 وص 321 ح 568 ؛ تاريخ الطبري : ج 5 ص 77 عن عبدالملك بن أبي حُرّة .
3- .الكافي : ج 1 ص 134 ح 1 عن الإمام الصادق عليه السلام ، التوحيد : ص 41 ح 3 عن الحصين بن عبد الرحمن عن أبيه عن الإمام الصادق عن أبيه عن جدّه عليهم السلام ، الغارات : ج 1 ص 170 عن إبراهيم بن إسماعيل اليشكري ، بحار الأنوار : ج 4 ص 269 ح 15 وج 57 ص 164 ح 103 ؛ العقد الفريد : ج 3 ص 125 .
4- .نهج البلاغة : الخطبة 114 .
5- .الكافي : ج 8 ص 360 ح 551 عن الأصبغ بن نباتة ، بحار الأنوار : ج 77 ص 363 ح 33 .
6- .مصباح المتهجّد : ص 380 ح 508 عن زيد بن وهب ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج 1 ص 427 ح 1263 ، بحار الأنوار : ج 89 ص 237 ح 68 .

ص: 490

عنه عليه السلام _ في ذَمِّ العاصينَ مِن أصحابِهِ _ :أحمَدُ اللّهَ عَلى ما قَضى مِن أمرٍ ، وقَدَّرَ مِن فِعلٍ ، وعَلَى ابتِلائي بِكُم . (1)

عنه عليه السلام _ بَعدَ انصِرافِهِ مِن صِفّينَ _ :أحمَدُهُ استِتماما لِنِعمَتِهِ ، وَاستِسلاما لِعِزَّتِهِ ، وَاستِعصاما مِن مَعصِيَتِهِ ، وَأستَعينُهُ فاقَةً إلى كِفايَتِهِ ، إنَّهُ لا يَضِلُّ مَن هَداهُ . (2)

عنه عليه السلام :أحمَدُهُ بِخالِصِ حَمدِهِ المَخزونِ ، بِما حَمِدَهُ بِهِ المَلائِكَةُ وَالنَّبِيّونَ ، حَمدا لا يُحصى لَهُ عَدَدٌ ، ولا يَتَقَدَّمُهُ أمَدٌ ، ولا يَأتي بِمِثلِهِ أحَدٌ . اُؤمِنُ بِهِ ، وأتَوَكَّلُ عَلَيهِ وأستَهديهِ وأستَكفيهِ . (3)

عنه عليه السلام :أحمَدُهُ حَمدا أستَزيدُهُ في نِعمَتِهِ ، وأستَجيرُ بِهِ مِن نِقمَتِهِ ، وأتَقَرَّبُ إلَيهِ بِالتَّصديقِ لِنَبِيِّهِ المُصطَفى لِوَحيِهِ ، المُتَخَيَّرِ لِرِسالَتِهِ ، المُختَصِّ بِشَفاعَتِهِ ، القائِمِ بِحَقِّهِ ، مُحَمَّدٍ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وآلِهِ وعَلى أصحابِهِ ، وعَلَى النَّبِيِّينَ وَالمُرسَلينَ وَالمَلائِكَةِ أجمَعينَ ، وسَلَّمَ تَسليما . (4)

عنه عليه السلام :أحمَدُهُ شُكرا لِاءِنعامِهِ ، وأستَعينُهُ عَلى وَظائِفِ حُقوقِهِ ، عَزيزَ الجُندِ ، عَظيمَ المَجدِ . (5)

عنه عليه السلام :أحمَدُهُ مُقَصِّرا عَن كُنهِ شُكرِهِ ، واُؤمِنُ بِهِ إذعانا لِرُبوبِيَّتِهِ ، وأستَعينُهُ طالِبا لِعِصمَتِهِ ، وأتَوَكَّلُ عَلَيهِ مُفَوِّضا (6) إلَيهِ . (7)

.


1- .نهج البلاغة : الخطبة 180 ، الغارات : ج 1 ص 291 عن جندب بن عبد اللّه ، بحار الأنوار : ج 33 ص 564 ح 722 ؛ تاريخ الطبري : ج 5 ص 107 عن عبد اللّه بن فقيم .
2- .نهج البلاغة : الخطبة 2 ، بحار الأنوار : ج 77 ص 331 ح 19 ؛ مطالب السؤول : ص 58 .
3- .الكافي : ج 8 ص 171 ح 193 عن جابر عن الإمام الباقر عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 77 ص 347 ح 30 .
4- .مُهج الدعوات : ص 145 ، بحار الأنوار : ج 94 ص 232 ح 8 .
5- .نهج البلاغة : الخطبة 190 .
6- .فوّض إليه الأمر : أي ردّه إليه وجعله الحاكم فيه (النهاية : ج 3 ص 479 «فوض») .
7- .مصباح المتهجّد : ص 385 ح 512 عن جابر عن الإمام الباقر عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 89 ص 234 ح 67 .

ص: 491

عنه عليه السلام :أحمَدُهُ وأستَعينُهُ عَلى ما أنعَمَ بِهِ مِمّا لا يَعرِفُ كُنهَهُ غَيرُهُ ، وأتَوَكَّلُ عَلَيهِ تَوَكُّلَ المُستَسلِمِ لِقُدرَتِهِ ، المُتَبَرّي مِنَ الحَولِ وَالقُوَّةِ إلّا إلَيهِ . (1)

عنه عليه السلام :حَمِدتُ مَن عَظُمَت مِنَّتُهُ ، وسَبَغَت نِعمَتُهُ ، وسَبَقَت رَحمَتُهُ ، وتَمَّت كَلِمَتُهُ ، ونَفَذَت مَشِيَّتُهُ ، وبَلَغَت حُجَّتُهُ ، وعَدَلَت قَضِيَّتُهُ . حَمِدتُ حَمدَ مُقِرٍّ بِرُبوبِيَّتِهِ ، مُتَخَضِّعٍ لِعُبودِيَّتِهِ ، مُتَنَصِّلٍ مِن خَطيئَتِهِ ، مُعتَرِفٍ بِتَوحِيدِهِ مُستَعِيذٍ مِن وعيدِهِ مُؤَمِّلٍ مِن رَبِّهِ مَغفِرَةً تُنجيهِ يَومَ يُشغَلُ عَن فَصيلَتِهِ (2) وبَنِيهِ . ونَستَعينُهُ ونَستَرشِدُهُ (3) ونُؤمِنُ بِهِ ونَتَوَكَّلُ عَلَيهِ ، وشَهِدتُ لَهُ بِضَميرٍ مُخلِصٍ مُوقِنٍ ، وفَرَّدتُهُ تَفريدَ مُؤمِنٍ مُتقِنٍ ، ووَحَّدتُهُ تَوحيدَ عَبدٍ مُذعِنٍ ، لَيسَ لَهُ شَريكٌ في مُلكِهِ ، ولَم يَكُن لَهُ وَلِيٌّ في صُنعِهِ ، جَلَّ عَن مُشيرٍ ووَزيرٍ ، وتَنَزَّهَ عَن مِثلٍ ونَظيرٍ . عَلِمَ فَسَتَرَ ، وبَطَنَ فَخَبَرَ ، ومَلَكَ فَقَهَرَ ، وعُصِيَ فَغَفَرَ ، وعُبِدَ فَشَكَرَ ، وحَكَمَ فَعَدَلَ ، وتَكَرَّمَ وتَفَضَّلَ ، لَم يَزَل ولا يَزولُ ، ولَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ ، وهُوَ قَبلَ كُلِّ شَيءٍ وبَعدَ كُلِّ شَيءٍ ، رَبٌّ مُتَفَرِّدٌ بِعِزَّتِهِ ، مُتَمَلِّكٌ (4) بِقُوَّتِهِ ، مُتَقَدِّسٌ بِعُلُوِّهِ ، مُتَكَبِّرٌ بِسُمُوِّهِ ، لَيسَ يُدرِكُهُ بَصَرٌ ، ولَم يُحِط بِهِ نَظَرٌ ، قَوِيٌّ مَنيعٌ ، بَصيرٌ سَميعٌ ، عَلِيٌّ حَكيمٌ ، رَؤُوفٌ رَحيمٌ ، عَزيزٌ عَليمٌ . عَجَزَ في وَصفِهِ مَن يَصِفُهُ ، وضَلَّ في نَعتِهِ مَن يَعرِفُهُ ، قَرُبَ فَبَعُد ، وبَعُدَ فَقَرُبَ ، يُجيبُ دَعوَةَ مَن يَدعوهُ ، ويَرزُقُ عَبدَهُ ويَحبوهُ . ذو لُطفٍ خَفِيٍّ ، وبَطشٍ قَوِيٍّ ، ورَحمَةٍ موسَعَةٍ ، وعُقوبَةٍ موجِعَةٍ ، رَحمَتُهُ جَنَّة

.


1- .العقد الفريد : ج 3 ص 120 ، جواهر المطالب : ج 1 ص 344 .
2- .فَصِيلَتُه : عَشيرَتُه ورهطه الأدنون (مجمع البحرين : ج 3 ص 1397 «فصل») .
3- .في شرح نهج البلاغة : «ونستهديه» بعد «ونسترشده» .
4- .في شرح نهج البلاغة وبحار الأنوار : «متمكّن» بدل «متملّك» .

ص: 492

عَريضَةٌ مونِقَةٌ ، وعُقوبَتُهُ جَحيمٌ مُؤصَدَةٌ موبِقَةٌ (1) . (2)

عنه عليه السلام :نَحمَدُهُ عَلى ما أخَذَ وأعطى ، وعَلى ما أبلى وابتَلى ، الباطِنُ لِكُلِّ خَفِيَّةٍ ، وَالحاضِرُ لِكُلِّ سَريرَةٍ ، العالِمُ بِما تُكِنُّ الصُّدورُ ، وما تَخونُ العُيونُ . (3)

عنه عليه السلام :نَحمَدُهُ عَلى ما وَفَّقَ لَهُ مِنَ الطّاعَةِ ، وذادَ (4) عَنهُ مِنَ المَعصِيَةِ ، ونَسأَ لُهُ لِمِنَّتِهِ تَماما ، وبِحَبلِهِ اعتِصاما . (5)

عنه عليه السلام :اللّهُمَّ إنّي أحمَدُكَ وأنتَ لِلحَمدِ أهلٌ، عَلى حُسنِ صُنعِكَ إلَيَّ وتَعَطُّفِكَ عَلَيَّ ، وعَلى ما وَصَلتَني بِهِ مِن نورِكَ ، وتَدارَكتَني بِهِ مِن رَحمَتِكَ ، وأسبَغتَ عَلَيَّ مِن نِعمَتِكَ . (6)

عنه عليه السلام :اللّهُمَّ إنّي أحمَدُكَ وأنتَ لِلحَمدِ أهلٌ، عَلى ما خَصَصتَني بِهِ مِن مَواهِبِ الرَّغائِبِ ، وما وَصَلَ إلَيَّ مِن فَضلِكَ السّابِغِ ، وما أولَيتَني بِهِ مِن إحسانِكَ إلَيَّ ، وبَوَّأتَني بِهِ مِن مَظَنَّةِ العَدلِ ، وأنَلتَني مِن مَنِّكَ الواصِلِ إلَيَّ ، ومِنَ الدِّفاعِ عَنّي ، وَالتَّوفيقِ لي ، وَالإِجابَةِ لِدُعائي حينَ اُناجيكَ داعِيا . (7)

عنه عليه السلام :اللّهُمَّ حَمدي لَكَ مُتَواصِلٌ ، وثَنائي عَلَيكَ دائِمٌ مِنَ الدَّهرِ إلَى الدَّهرِ ، بِأَلوانِ التَّسبيحِ وفُنونِ التَّقديسِ خالِصا لِذِكرِكَ ، ومَرضِيّا لَكَ ، بِناصِعِ التَّوحيد

.


1- .مُوبقة : مُهلكة ، والمُوبِقُ : وادٍ في جهنّم (مجمع البحرين : ج 3 ص 1900 «وبق») .
2- .المصباح للكفعمي : ص 968 ، بحار الأنوار : ج 77 ص 340 ح 28 ؛ شرح نهج البلاغة : ج 19 ص 140 نحوه ، كنزالعمّال : ج 16 ص 209 ح 44234 .
3- .نهج البلاغة : الخطبة 132 .
4- .الذَّوْد : السَّوق والطَّرد والدَّفع (القاموس المحيط : ج 1 ص 293 «ذود») .
5- .نهج البلاغة : الخطبة 194 ، بحار الأنوار : ج 72 ص 176 ح 6 .
6- .مُهج الدعوات : ص 125 ، بحار الأنوار : ج 94 ص 234 ح 9 .
7- .مُهج الدعوات : ص 139 عن ابن عبّاس وعبد اللّه بن جعفر وص 148 عن ابن عبّاس وص 161 ، بحار الأنوار : ج 95 ص 242 ح 31 وص 248 ح 32 .

ص: 493

ومَحضِ التَّحميدِ . . .. اللّهُمَّ فَلَكَ الحَمدُ حَمدا مُتَواتِرا مُتَوالِيا مُتَّسِقا مُستَوثِقا ، يَدومُ ولا يَبيدُ ، غَيرَ مَفقودٍ فِي المَلَكُوتِ ، ولا مَطموسٍ فِي العالَمِ ، ولا مُنتَقِصٍ فِي العِرفانِ ، فَلَكَ الحَمدُ حَمدا لا تُحصى مَكارِمُهُ ، فِي الَّليلِ إذا أدبَرَ ، وفِي الصُّبحِ إذا أسفَرَ (1) ، وفِي البَرِّ وفِي البَحرِ ، بِالغُدُوِّ وَالآصالِ ، وَالعَشِيِّ وَالإِبكارِ ، وَالظَّهيرَةِ وَالأَسحارِ . (2)

عنه عليه السلام :اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ حَمدا كَما أنتَ أهلُهُ ، حَمدا تَضَعُ لَهُ السَّماءُ كَنَفَيها ، وتُسَبِّحُ لَكَ الأَرضُ ومَن عَلَيها. (3) اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ حَمدا يَزيدُ ولا يَبيدُ . اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ حَمدا سَرمَدا (4) دائِما أبَدا ، لَا انقِطاعَ لَهُ ولا نَفادَ ، ولَكَ يَنبَغي وإلَيكَ يَنتَهي ، حَمدا يَصعَدُ أوَّلُهُ ولا يَنفَدُ آخِرُهُ . اللّهُمَّ ولَكَ الحَمدُ عَلَيَّ وَمَعِيَ وفِيَّ وقَبلي وبَعدي وأمامي وفَوقي وتَحتي ولَدَيَّ ، وإذا مِتُّ وقُبِرتُ وبَقيتُ فَردا وَحيدا ثُمَّ فَنيتُ ، ولَكَ الحَمدُ إذا نُشِرتُ وبُعِثتُ يا مَولايَ . اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ ولَكَ الشُّكرُ بِجَميعِ مَحامِدِك كُلِّها عَلى جَميعِ نَعمائِكَ كُلِّها ، حَتّى يَنتَهِيَ الحَمدُ إلى ما تُحِبُّ وتَرضى . اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ عَلى كُلِّ عِرقٍ ساكِنٍ [ ولَكَ الحَمدُ عَلى كُلِّ عِرقٍ مُتَحَرِّكٍ] (5) ، ولَكَ الحَمدُ عَلى كُلِّ نَومَةٍ ويَقظَةٍ ، ولَكَ الحَمدُ عَلى كُلِّ أكلَةٍ وشَربَةٍ ، ونَفَسٍ وبَطشَةٍ ،

.


1- .أسفَرَ الصبحُ : إذا انكشف وأضاء (النهاية : ج 2 ص 372 «سفر») .
2- .مُهج الدعوات : ص 163 وص 139 عن ابن عبّاس وعبد اللّه بن جعفر وص 149 عن ابن عبّاس ، فبحار الأنوار : ج 95 ص 242 ح 31 وص 248 ح 32 .
3- .زاد في بحار الأنوار هنا : «اللّهمّ لك الحمد حمدا يصعد أوّله ولا ينفد آخره» .
4- .السَّرمَد : الدائم الذي لا ينقطع (النهاية : ج 2 ص 363 «سرمد») .
5- .ما بين المعقوفين أثبتناه من بحار الأنوار .

ص: 494

وقَبضَةٍ وبَسطَةٍ ، ولَحظَةٍ وطَرفَةٍ ، وعَلى كُلِّ مَوضِعِ شَعرَةٍ وعَلى كُلِّ حالٍ . اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ كُلُّهُ ، ولَكَ الشُّكرُ كُلُّهُ ، ولَكَ المَجدُ كُلُّهُ ، ولَكَ المُلكُ كُلُّهُ ، ولَكَ الجودُ كُلُّهُ ، وبِيَدِكَ الخَيرُ كُلُّهُ ، وإلَيكَ يَرجِعُ الأَمرُ كُلُّهُ ، عَلانِيَتُهُ وسِرُّهُ ، وأنتَ مُنتَهَى الشَّأنِ كُلِّهِ . اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ حَمدا خالِدا مَعَ خُلودِكَ ، ولَكَ الحَمدُ حَمدا لا مُنتَهى لَهُ دونَ عِلمِكَ ، ولَكَ الحَمدُ حَمدا لا أمَدَ لَهُ دونَ مَشِيَّتِكَ ، ولَكَ الحَمدُ حَمدا لا أجرَ لِقائِلِهِ إلّا رِضاكَ . اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ عَلى حِلمِكَ بَعدَ عِلمِكَ ، ولَكَ الحَمدُ عَلى عَفوِكَ بَعدَ قُدرَتِكَ . اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ باعِثَ الحَمدِ ، ولَكَ الحَمدُ وارِثَ الحَمدِ ، ولَكَ الحَمدُ بَديعَ الحَمدِ ، ولَكَ الحَمدُ مُبتَدِعَ الحَمدِ ، ولَكَ الحَمدُ مُنتَهَى الحَمدِ ، ولَكَ الحَمدُ مُبتَدِئَ الحَمدِ ، ولَكَ الحَمدُ مُشتَرِيَ الحَمدِ ، ولَكَ الحَمدُ وَلِيَّ الحَمدِ ، ولَكَ الحَمدُ مالِكَ الحَمدِ ، ولَكَ الحَمدُ قَديمَ الحَمدِ (1) ، ولَكَ الحَمدُ صادِقَ الوَعدِ ، وَفِيَّ العَهدِ ، عَزيزَ الجُندِ ، قائِمَ المَجدِ (2) ، ولَكَ الحَمدُ رَفيعَ الدَّرَجاتِ ، مُجيبَ الدَّعَواتِ ، مُنزِلَ الآياتِ مِن فَوقِ سَبعِ سَماواتٍ ، عَظيمَ البَرَكاتِ ، مُخرِجَ النّورِ مِنَ الظُّلُماتِ ، ومُخرِجَ مَن فِي الظُّلُماتِ إلَى النِّورِ ، مُبَدِّلَ السَّيِّئاتِ حَسَناتٍ ، وجاعِلَ الحَسَناتِ دَرَجاتٍ . اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ غافِرَ الذَّنبِ ، وقابِلَ التَّوبِ ، شَديدَ العِقابِ ، ذَا الطَّولِ لا إلهَ إلّا أنتَ إلَيكَ المَصيرُ . اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ فِي اللَّيلِ إذا يَغشى ، ولَكَ الحَمدُ فِي النَّهارِ إذا تَجَلّى ، ولَكَ الحَمد

.


1- .في بحار الأنوار : «ولك الحمد وليّ الحمد ، ولك الحمد مبتدئ الحمد» بدل «ولك الحمد مبتدئ الحمد ... قديم الحمد» .
2- .في بحار الأنوار : «قديم المجد» .

ص: 495

فِي الآخِرَةِ وَالاُولى . اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ عَدَدَ كُلِّ نَجمٍ فِي السَّماءِ ، ولَكَ الحَمدُ عَدَدَ كُلِّ مَلَكٍ فِي السَّماءِ ، ولَكَ الحَمدُ عَدَدَ كُلِّ قَطرَةٍ نَزَلَت مِنَ السَّماءِ ، ولَكَ الحَمدُ عَدَدَ كُلِّ قَطرَةٍ فِي البِحارِ ، ولَكَ الحَمدُ عَدَدَ ما في جَوفِ الأَرَضينَ وأوزانِ مِياهِ البِحارِ ، ولَكَ الحَمدُ عَلى عَدَدِ ما عَلى وَجهِ الأَرضِ ، ولَكَ الحَمدُ عَدَدَ ما أحصى كِتابُكَ ، ولَكَ الحَمدُ عَدَدَ ما أحاطَ بِهِ عِلمُكَ ، ولَكَ الحَمدُ عَدَدَ الوَرَقِ وَالشَّجَرِ وَالحَصى وَالنَّوى وَالثَّرى ، ولَكَ الحَمدُ عَدَدَ الإِنسِ وَالجِنِّ وَالبَهائِمِ وَالسِّباعِ وَالهَوامِّ ، حَمدا كَثيرا طَيِّبا مُبارَكا فيهِ ، كَما تُحِبُّ رَبَّنا وتَرضى ، وكَما يَنبَغي لِكَرَمِ وَجهِكَ وَعِزِّ جَلالِكَ مِنَ الحَمدِ مُبارَكا فيهِ أبَدا . (1)

عنه عليه السلام :اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ عَلى ما تَأخُذُ وتُعطي ، وعَلى ما تُعافي وتَبتَلي ؛ حَمدا يَكونُ أرضَى الحَمدِ لَكَ ، وأحَبَّ الحَمدِ إلَيكَ ، وأفضَلَ الحَمدِ عِندَكَ ؛ حَمدا يَملَأُ ما خَلَقتَ ، ويَبلُغُ ما أرَدتَ ؛ حَمدا لا يُحجَبُ عَنكَ ، ولا يُقصَرُ دُونَكَ ؛ حَمدا لا يَنقَطِعُ عَدَدُهُ ، ولا يَفنى مَدَدُهُ . فَلَسنا نَعلَمُ كُنهَ عَظَمَتِكَ ، إلّا أنّا نَعلَمُ أنَّكَ حَيٌّ قَيّومٌ ، لا تَأخُذُكَ سِنَةٌ ولا نَومٌ . لَم يَنتَهِ إلَيكَ نَظَرٌ ، ولم يُدرِككَ بَصَرٌ . أدرَكتَ الأَبصارَ ، وأحصَيتَ الأعمالَ (2) ، وأخَذتَ بِالنَّواصي وَالأَقدامِ . ومَا الَّذي نَرى مِن خَلقِكَ ، ونَعجَبُ لَهُ مِن قُدرَتِكَ ، ونَصِفُهُ مِن عَظيمِ سُلطانِكَ ! وما تَغَيَّبَ عَنّا مِنهُ ، وقَصُرَت أبصارُنا عَنهُ ، وَانتَهَت عُقولُنا دونَهُ ، وحالَت سُتور

.


1- .جمال الاُسبوع : ص 282 عن عبد اللّه بن عطاء عن الإمام الباقر عن أبيه عن جدّه الإمام الحسين عليهم السلام ، مُهج الدعوات : ص 187 عن معاوية بن وهب عن الإمام الصادق عن آبائه عنه عليهم السلام وص 189 ، البلد الأمين : ص 25 كلاهما عن الإمام الحسين عنه عليهماالسلام ، مصباح المتهجّد : ص 86 ح 141 ، فلاح السائل : ص 389 ح 265 كلاهما من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام وكلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج 90 ص 76 ح 1 .
2- .في نسخة : «الأعمار» .

ص: 496

الغُيوبِ بَينَنا وبَينَهُ أعظَمُ . فَمَن فَرَّغَ قَلبَهُ وأعمَلَ فِكرَهُ ؛ لِيَعلَمَ كَيفَ أقَمتَ عَرشَكَ ، وكَيفَ ذَرَأتَ خَلقَكَ ، وكَيفَ عَلَّقتَ فِي الهَواءِ سَماواتِكَ ، وكَيفَ مَدَدتَ عَلى مَورِ (1) الماءِ أرضَكَ ، رَجَعَ طَرفُهُ حَسيرا (2) ، وعَقلُه مَبهورا ، وسَمعُهُ والِها ، وفِكرُهُ حائِرا . (3)

عنه عليه السلام :اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ كُلُّهُ ، ولَكَ المُلكُ كُلُّهُ ، وبِيَدِكَ الخَيرُ كُلُّهُ ، وإلَيكَ يَرجِعُ الأَمرُ كُلُّهُ ، عَلانِيَتُهُ وسِرُّهُ ، وأنتَ مُنتَهَى الشَّأنِ كُلِّهُ . اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ عَلى عَفوِكَ بَعدَ قُدرَتِكَ ، ولَكَ الحَمدُ عَلى غُفرانِكَ بَعدَ غَضَبِكَ . اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ رَفيعَ الدَّرَجاتِ ، مُجيبَ الدَّعَواتِ ، مُنزِلَ البَرَكاتِ مِن فَوقِ سَبعِ سَماواتٍ ، مُعطِيَ السُّؤلاتِ (4) ، ومُبَدِّلَ السَّيِّئاتِ بِالحَسناتِ ، وجاعِلَ الحَسَناتِ دَرَجاتٍ ، وَالمُخرِجَ إلَى النُّورِ مِنَ الظُّلُماتِ . اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ ، غافِرَ الذَّنبِ ، وقابِلَ التَّوبِ ، شَديدَ العِقابِ ، ذَا الطَّولِ ، لا إلهَ إلّا أنتَ وإلَيكَ المَصيرُ . اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ فِي اللَّيلِ إذا يَغشى ، ولَكَ الحَمدُ فِي النَّهارِ إذا تَجَلّى ، ولَكَ الحَمدُ فِي الآخِرَةِ وَالاُولى . اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ فِي اللَّيلِ إذا عَسعَسَ ، ولَكَ الحَمدُ فِي الصُّبحِ إذا تَنَفَّسَ ، ولَكَ الحَمدُ عِندَ طُلوعِ الشَّمسِ وغُروبِها ، ولَكَ الحَمدُ عَلى نِعَمِكَ الَّتي لا تُحصى عَدَدا ، ولا تَنقَضي مَدَدا سَرمَدا .

.


1- .المَوْر : المَوْج ، والاضطراب ، والتحرُّك (تاج العروس : ج 7 ص 496 «مور») .
2- .حَسَر بصرُه : أي كَلَّ وانقطع نظرُه من طول مدىً وما أشبه ذلك ، فهو حسير (لسان العرب : ج 4 ص 188 «حسر») .
3- .نهج البلاغة : الخطبة 160 .
4- .في المصدر : «السؤالات» ، والتصويب من بحار الأنوار .

ص: 497

اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ فيما مَضى ، ولَكَ الحَمدُ فيما بَقِيَ . (1)

عنه عليه السلام :اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ مِثلَ ما حَمِدتَ بِهِ نَفسَكَ ، وحَمِدَكَ بِهِ الحامِدونَ ، ومَجَّدَكَ بِهِ المُمَجِّدونَ ، وكَبَّرَكَ بِهِ المُكَبِّرونَ ، وعَظَّمَكَ بِهِ المُعَظِّمونَ ، حَتّى يَكونَ لَكَ مِنّي وَحدي في كُلِّ طَرفَةِ عَينٍ وأقَلَّ مِن ذلِكَ مِثلُ حَمدِ جَميعِ الحامِدينَ ، وتَوحيدِ أصنافِ المُوَحِّدينَ المُخلِصينَ ، وتَقديسِ أحِبّائِكَ العارِفينَ ، وثَناءِ جَميعِ المُهَلِّلينَ ، ومِثلُ ما أنتَ عارِفٌ بِهِ ومَحمودٌ بِهِ مِن جَميعِ خَلقِكَ مِنَ الحَيَوانِ وَالجَمادِ . (2)

عنه عليه السلام :اللّهُمَّ . . . وتَقاصَرَ وُسعُ قَدرِ العُقولِ عَنِ الثَّناءِ عَلَيكَ ، وَانقَطَعَتِ الأَلفاظُ عَن مِقدارِ مَحاسِنِكَ ، وكَلَّتِ الأَلسُنُ عَن إحصاءِ نِعَمِكَ ، فَإِذا وَلَجَت بِطُرُقِ البَحثِ عَن نَعتِكَ بَهَرَتها (3) حَيرَةُ العَجزِ عَن إدراكِ وَصفِكَ ، فَهِيَ تَرَدَّدُ فِي التَّقصيرِ عَن مُجاوَزَةِ ما حَدَّدتَ لَها ؛ إذ لَيسَ لَها أن تَتَجاوَزَ ما أمَرتَها ، فَهِيَ بِالاِقتِدارِ عَلى ما مَكَّنتَها تَحمَدُكَ بِما أنهَيتَ إلَيها ، وَالأَلسُنُ مُنبَسِطَةٌ بِما تُملي عَلَيها ، ولَكَ عَلى كُلِّ مَنِ استَعبَدتَ مِن خَلقِكَ ألّا يَمَلُّوا مِن حَمدِكَ وإن قَصُرَتِ المَحامِدُ عَن شُكرِكَ عَلى ما أسدَيتَ (4) إلَيها مِن نِعَمِكَ ، فَحَمِدَكَ بِمَبلَغِ طاقَةِ جُهدِهِمُ الحامِدونَ ، وَاعتَصَمَ بِرَجاءِ عَفوِكَ المُقَصِّرُونَ ، وأوجَسَ (5) بِالرُّبوبِيَّةِ لَكَ الخائِفونَ ، وقَصَدَ بِالرَّغبَةِ إلَيكَ الطّالِبونَ ، وَانتَسَبَ إلى فَضلِكَ المُحسِنونَ ، وكُلٌّ يَتَفَيَّأُ في ظِلالِ تَأميلِ عَفوِكَ ، ويَتَضاءَلُ بِالذُّلِّ لِخَوفِكَ ، ويَعتَرِفُ بِالتَّقصيرِ فِي شُكرِكِ.

.


1- .فلاح السائل : ص 310 ح 211 ، بحار الأنوار : ج 86 ص 64 ح 3 .
2- .مُهج الدعوات : ص 165 وص 140 عن ابن عبّاس وعبد اللّه بن جعفر وص 150 عن ابن عبّاس ، بحار الأنوار : ج 95 ص 244 ح 31 وص 250 ح 32 .
3- .بَهَرَهُ : قَهَرَه وعلاهُ وغلبه (لسان العرب : ج 4 ص 81 «بهر») .
4- .أسدى إليه : أحسنَ (القاموس المحيط : ج 4 ص 341 «سدى») .
5- .أوجسَ القلب فزعا : أحسّ به (لسان العرب : ج 6 ص 253 «وجس») .

ص: 498

5 / 3 المحامد المأثورة عن فاطمة الزّهراء عليهاالسلام

فَلَم يَمنَعكَ صُدوفُ مَن صَدَفَ (1) عَن طاعَتِكَ ، ولا عُكوفُ مَن عَكَفَ عَلى مَعصِيَتِكَ ، أن أسبَغتَ عَلَيهِمُ النِّعَمَ ، وأجزَلتَ لَهُمُ القِسَمَ ، وصَرَفتَ عَنهُمُ النِّقَمَ ، وخَوَّفتَهُم عَواقِبَ النَّدَمِ ، وضاعَفتَ لِمَن أحسَنَ ، وأوجَبتَ عَلَى المُحسِنينَ شُكرَ تَوفيقِكَ لِلإِحسانِ ، وعَلَى المُسيءِ شُكرَ تَعَطُّفِكَ بِالاِمتِنانِ ، ووَعَدتَ مُحسِنَهُم بِالزِّيادَةِ فِي الإِحسانِ مِنكَ . فَسُبحانَكَ تُثيبُ عَلى ما بَدؤُهُ مِنكَ ، وَانتِسابُهُ إلَيكَ ، وَالقُوَّةُ عَلَيهِ بِكَ ، وَالإِحسانُ فِيهِ مِنكَ ، وَالتَّوَكُّلُ فِي التَّوفيقِ لَهُ عَلَيكَ . فَلَكَ الحَمدُ حَمدَ مَن عَلِمَ أنَّ الحَمدَ لَكَ ، وأَنَّ بَدأَهُ مِنكَ ومَعادَهُ إلَيكَ ، حَمدا لا يَقصُرُ عَن بُلوغِ الرِّضا مِنكَ ، حَمدَ مَن قَصَدَكَ بِحَمدِهِ ، وَاستَحَقَّ المَزيدَ لَهُ مِنكَ في نِعَمِهِ ، ولَكَ مُؤَيِّداتٌ مِن عَونِكَ ، ورَحمَةٌ تَخُصُّ بِها مَن أحبَبتَ مِن خَلقِكَ . (2)

راجع : الدروع الواقية : ص 171 _ 258 أدعية الأيّام من اليوم الأوّل إلى اليوم الثلاثين للإمام عليّ عليه السلام .

5 / 3المَحامِدُ المَأثورَةُ عَن فاطِمَةَ الزَّهراءِ عليهاالسلامفاطمة عليهاالسلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي بِنِعمَتِهِ بَلَغتُ ما بَلَغتُ مِنَ العِلمِ بِهِ وَالعَمَلِ لَهُ وَالرَّغبَةِ إلَيهِ وَالطّاعَةِ لِأَمرِهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي لَم يَجعَلني جاحِدا لِشَيءٍ مِن كِتابِهِ ، ولا مُتَحَيِّرا في شَيءٍ مِن أمرِهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي هَداني إلى دينِهِ ولَم يَجعَلني أعبُدُ شَيئا غَيرَهُ . (3)

عنها عليهاالسلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي لا يُحصي مِدحَتَهُ القائِلونَ ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي لا يُحصي نَعماءَه

.


1- .صَدَفَ عنّي : أعْرَضَ (الصحاح : ج 4 ص 1384 «صدف») .
2- .مُهج الدعوات : ص 154 وقال المؤلّف قدس سره في صدره : «وكان يدعو به أمير المؤمنين والباقر والصادق عليهم السلام» ، بحار الأنوار : ج 95 ص 403 ح 34 .
3- .فلاح السائل : ص 312 ح 212 ، بحار الأنوار : ج 86 ص 66 ح 4 .

ص: 499

العادّونَ ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي لا يُؤَدِّي حَقَّهُ المُجتَهِدونَ . . . . وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي لا يُدرِكُ العالِمونَ عِلمَهُ ، ولا يَستَخِفُّ الجاهِلونَ حِلمَهُ ، ولا يَبلُغُ المادِحونَ مِدحَتَهُ ، ولا يَصِفُ الواصِفونَ صِفَتَهُ ، ولا يُحسِنُ الخَلقُ نَعتَهُ . وَالحَمدُ للّهِِ ذِي المُلكِ وَالمَلَكوتِ ، وَالعَظَمَةِ وَالجَبَروتِ ، وَالعِزِّ وَالكِبرِياءِ ، وَالجَلالِ وَالبَهاءِ ، وَالمَهابَةِ وَالجَمالِ ، وَالعِزَّةِ وَالقُدرَةِ ، وَالحَولِ وَالقُوَّةِ ، وَالمِنَّةِ وَالغَلَبَةِ ، وَالفَضلِ وَالطَّولِ ، وَالعَدلِ وَالحَقِّ ، وَالعُلى وَالرِّفعَةِ وَالمَجدِ ، وَالفَضيلَةِ وَالحِكمَةِ ، وَالغَناءِ وَالسَّعَةِ ، وَالبَسطِ وَالقَبضِ ، وَالحِلمِ وَالعِلمِ ، وَالحُجَّةِ البالِغَةِ وَالنِّعمَةِ السّابِغَةِ ، وَالثَّناءِ الحَسَنِ الجَميلِ وَالآلاءِ الكَريمَةِ ، مَلِكِ الدُّنيا وَالآخِرَةِ وَالجَنَّةِ وَالنّارِ وما فيهِنَّ تَبارَكَ وتَعالى . الحَمدُ للّهِِ الَّذي عَلِمَ أسرارَ الغُيوبِ ، وَاطَّلَعَ على ما تُجِنُّ (1) القُلوبُ ، فَلَيسَ عَنهُ مَذهَبٌ ولا مَهرَبٌ . الحَمدُ للّهِِ المُتَكَبِّرِ في سُلطانِهِ ، العَزيزِ في مَكانِهِ ، المُتَجَبِّرِ في مُلكِهِ ، القَوِيِّ في بَطشِهِ ، الرَّفيعِ فَوقَ عَرشِهِ ، المُطَّلِعِ عَلى خَلقِهِ ، وَالبالِغِ لِما أرادَ مِن عِلمِهِ . الحَمدُ للّهِِ الَّذي بِكَلِماتِهِ قامَتِ السَّماواتُ الشِّدادُ ، وثَبَتَتِ الأَرَضونَ المِهادُ ، وَانتَصَبَتِ الجِبالُ الرَّواسِي الأَوتادُ ، وجَرَتِ الرِّياحُ اللَّواقِحُ ، وسارَ في جَوِّ السَّماءِ السَّحابُ ، ووَقَفَت عَلى حُدودِهَا البِحارُ ، ووَجِلَتِ القُلوبُ مِن مَخافَتِهِ ، وَانقَمَعَتِ الأَربابُ لِرُبوبِيَّتِهِ . تَبارَكتَ يا مُحصِيَ قَطرِ المَطَرِ ووَرَقِ الشَّجَرِ ، ومُحيِيَ أجسادِ المَوتى لِلحَشرِ . (2)

عنها عليهاالسلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي لا يَنسى مَن ذَكَرَهُ ، الحَمدُ للّهِِ الَّذي لا يُخَيِّبُ من دَعاهُ ، الحَمد

.


1- .أجَنَّهُ : سَتَرَه (القاموس المحيط : ج 4 ص 210 «جنن») .
2- .فلاح السائل : ص 420 ح 290 ، بحار الأنوار : ج 86 ص 102 ح 8 .

ص: 500

للّهِِ الَّذي مَن تَوَكَّلَ عَلَيهِ كَفاهُ ، الحَمدُ للّهِِ سامِكِ (1) السَّماءِ ، وساطِحِ الأَرضِ ، وحاصِرِ البِحارِ ، وناضِدِ الجِبالِ ، وبارِئِ الحَيَوانِ ، وخالِقِ الشَّجَرِ ، وفاتِحِ يَنابيعِ الأَرضِ ، ومُدَبِّرِ الاُمورِ ، ومُسَيِّرِ السَّحابِ ، ومُجرِي الرِّيحِ وَالماءِ وَالنّارِ مِن أغوارِ (2) الأَرضِ مُتَصاعِداتٍ فِي الهَواءِ ، ومُهبِطِ الحَرِّ وَالبَردِ ، الَّذي بِنِعمَتِهِ تَتِمُّ الصّالِحاتُ ، وبِشُكرِهِ نَستَوجِبُ الزِّياداتِ ، وبِأَمرِهِ قامَتِ السَّماواتُ ، وبِعِزَّتِهِ استَقَرَّتِ الرّاسِياتُ (3) ، وسَبَّحَتِ الوُحوشُ فِي الفَلَواتِ (4) ، وَالطَّيرُ فِي الوُكُناتِ . (5) الحَمدُ للّهِِ رَفيعِ الدَّرَجاتِ ، مُنزِلِ الآياتِ ، واسِعِ البَرَكاتِ ، ساتِرِ العَوراتِ ، قابِلِ الحَسَناتِ ، مُقيلِ العَثَراتِ ، مُنَفِّسِ الكُرُباتِ ، مُنزِلِ البَرَكاتِ ، مُجيبِ الدَّعَواتِ ، مُحيِي الأَمواتِ ، إلهِ مَن فِي الأَرضِ وَالسَّماواتِ . الحَمدُ للّهِِ عَلى كُلِّ حَمدٍ وذِكرٍ وشُكرٍ وصَبرٍ ، وصَلاةٍ وزَكاةٍ وقِيامٍ وعِبادَةٍ ، وسَعادَةٍ وبَرَكَةٍ وزِيادَةٍ ، ورَحمَةٍ ونِعمَةٍ وكَرامَةٍ وفَريضَةٍ ، وسَرّاءٍ وضَرّاءٍ وشِدَّةٍ ورَخاءٍ ، ومُصيبَةٍ وبَلاءٍ ، وعُسرٍ ويُسرٍ وغَناءٍ وفَقرٍ ، وعَلى كُلِّ حالٍ وفي كُلِّ أوانٍ وزَمانٍ ، وكُلِّ مَثوىً ومُنقَلَبٍ ومُقامٍ . (6)

عنها عليهاالسلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي لَم يَجعَلني كافِرا لِأَنعُمِهِ ولا جاحِدا لِفَضلِهِ ، فَالخَيرُ مِنهُ وهُوَ أهلُهُ ، وَالحَمدُ للّهِِ عَلى حُجَّتِهِ البالِغَةِ عَلى جَميعِ مَن خَلَقَ مِمَّن أطاعَهُ ومِمَّن عَصاهُ ، فَإِن رَحِمَ فَمِن مَنِّهِ ، وإن عاقَبَ فَبِما قَدَّمَت أيديهِم ، ومَا اللّهُ بِظَلّامٍ لِلعَبيدِ .

.


1- .سَمَكَ الشيء يسمُكه : إذا رفعه. والسامك : العالي المرتفع (النهاية : ج 2 ص 403 «سمك») .
2- .الغَوْر : القَعْر من كلّ شيء (القاموس المحيط : ج 2 ص 105 «غور») .
3- .رسا الجبلُ يرسو : إذا ثبت أصله في الأرض. وجبال رواسٍ وراسيات (تاج العروس : ج 19 ص 461 «رسا») .
4- .الفلاة : القفرُ من الأرض ، وقيل : هي التي لا ماءَ فيها (لسان العرب : ج 15 ص 164 «فلا») .
5- .الوُكنات : جمع وُكْنة ؛ وهي عشّ الطائر (النهاية : ج 5 ص 222 «وكن») .
6- .فلاح السائل : ص 440 ح 303 ، بحار الأنوار : ج 86 ص 115 ح 2 .

ص: 501

5 / 4 المحامد المأثورة عن الإمام الحسن بن عليٍّ المجتبى عليه السلام

وَالحَمدُ للّهِِ العَلِيِّ المَكانِ ، الرَّفيعِ البُنيانِ ، الشَّديدِ الأَركانِ ، العَزيزِ السُّلطانِ ، العَظيمِ الشَّأنِ ، الواضِحِ البُرهانِ ، الرَّحيمِ الرَّحمنِ ، المُنعِمِ المَنّانِ . الحَمدُ للّهِِ الَّذِي احتَجَبَ عَن كُلِّ مَخلوقٍ يَراهُ بِحَقيقَةِ الرُّبوبِيَّةِ وقُدرَةِ الوَحدانِيَّةِ ، فَلَم تُدرِكهُ الأبصارُ ، ولَم تُحِط بِهِ الأَخبارُ ، ولَم يَقِسهُ مِقدارٌ ، ولَم يَتَوَهَّمهُ اعتِبارٌ؛ لِأَنَّهُ المَلِكُ الجَبّارُ . . . . اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ مِل ءَ السَّماواتِ السَّبعِ ومِل ءَ طِباقِهِنَّ ، ومِل ءَ الأَرَضينَ (1) السَّبعِ ، ومِل ءَ ما بَينَهُما ، ومِل ءَ عَرشِ رَبِّنَا الكَريمِ ، وميزانَ رَبِّنَا الغَفّارِ ، ومِدادَ كَلِماتِ رَبِّنَا القَهّارِ ، ومِل ءَ الجَنَّةِ ومِل ءَ النّارِ ، وعَدَدَ الثَّرى وَالماءِ ، وعَدَدَ ما يُرى وما لا يُرى . (2)

5 / 4المَحامِدُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ المُجتَبى عليه السلامالإمام الحسن عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ بِكُلِّ ما حَمِدَهُ حامِدٌ ، وأشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ كُلَّما شَهِدَ لَهُ شاهِدٌ . (3)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي مَن تَكَلَّمَ سَمِعَ كَلامَهُ ، ومَن سَكَتَ عَلِمَ ما في نَفسِهِ ، ومَن عاشَ فَعَلَيهِ رِزقُهُ ، ومَن ماتَ فَإِلَيهِ مَعادُهُ . (4)

عنه عليه السلام _ مِن كَلامٍ لَهُ في مَجلِسِ مُعاوِيَةَ _ :الحَمدُ للّهِِ الَّذي هَدى أوَّلَكُم بِأَوَّلِنا ،

.


1- .في المصدر : «الأرض» ، والتصويب من بحار الأنوار .
2- .فلاح السائل : ص 358 ح 241 ، بحار الأنوار : ج 86 ص 85 ح 11 .
3- .الإرشاد : ج 2 ص 11 ، كشف الغمّة : ج 2 ص 165 كلاهما عن أبي إسحاق السبيعي وغيره ، بحار الأنوار : ج 44 ص 46 ح 5 ؛ شرح نهج البلاغة : ج 16 ص 40 .
4- .العُدد القويّة : ص 38 ح 48 ، الإقبال : ج 2 ص 164 من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام ، نزهة الناظر : ص 73 ح 17 ، كشف الغمّة : ج 2 ص 198 ، بحار الأنوار : ج 78 ص 114 ح 8 .

ص: 502

وآخِرَكُم بِآخِرِنا ، وصَلَّى اللّهُ عَلى جَدّي مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وآلِهِ وسَلَّمَ . (1)

عنه عليه السلام _ أيضا _ :الحَمدُ للّهِِ الَّذي هَدى بِنا أوَّلَكُم ، وحَقَنَ (2) بِنا دِماءَكُم . (3)

عنه عليه السلام _ من خُطبَةٍ لَهُ بَعدَ الصُّلحِ _ :الحَمدُ للّهِِ الَّذي تَوَحَّدَ في مُلكِهِ ، وتَفَرَّدَ في رُبوبِيَّتِهِ ، يُؤتِي المُلكَ مَن يَشاءُ ويَنزِعُهُ عَمَّن يَشاءُ ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي أكرَمَ بِنا مُؤمِنَكُم ، وأخرَجَ مِنَ الشِّركِ أوَّلَكُم ، وحَقَنَ دِماءَ آخِرِكُم . (4)

عنه عليه السلام _ مِن خُطبَةٍ لَهُ عِندَ مَلِكِ الرُّومِ _ :الحَمدُ للّهِِ الَّذي لَم يَجعَلني يَهودِيّا ولا نَصرانِيّا ولا مَجوسِيّا ، ولا عابِدا لِلشَّمسِ وَالقَمَرِ ، ولَا الصَّنَمِ وَالبَقَرِ ، وجَعَلَني حَنيفا (5) مُسلِما ولَم يَجعَلني مِنَ المُشرِكينَ ، تَبارَكَ اللّهُ رَبُّ العَرشِ العَظيمِ ، وَالحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ . (6)

عنه عليه السلام _ في خُطبَتِهِ بَعدَ وَفاةِ أبيهِ عليه السلام _ :الحَمدُ للّهِِ الَّذي كانَ في أوَّلِيَّتِهِ وَحدانِيّا ، وفي أزَلِيَّتِهِ مُتَعَظِّما بِالإِلهِيَّةِ ، مُتَكَبِّرا بِكِبرِيائِهِ وجَبَروتِهِ ، خَلَقَ جَميعَ ما خَلَقَ عَلى غَيرِ مِثالٍ كانَ سَبَقَ مِمّا خَلَقَ ، رَبُّنَا اللَّطيفُ بِلُطفِ رُبوبِيَّتِهِ ، وبِعِلمِ خَبَرِهِ (7) فَتَقَ ، وبِإِحكامِ قُدرَتِهِ خَلَقَ جَميعَ ما خَلَقَ ، ولا زَوالَ لِمُلكِهِ ولَا انقِطاعَ لِمُدَّتِهِ ، فَوقَ كُلِّ شَيءٍ عَلا، ومِن كُلِّ شَيءٍ دَنا ، فَتَجَلّى لِخَلقِهِ مِن غَيرِ أن يَكونَ يُرى ،

.


1- .الاحتجاج : ج 2 ص 23 عن الشعبي وأبي مخنف ويزيد بن أبي حبيب المصري ، بحار الأنوار : ج 44 ص 73 ح 1 .
2- .حَقَنَ : مَنَعه أن يُسفك (الصحاح : ج 5 ص 2103 «حقن») .
3- .ذخائر العقبى : ص 241 .
4- .شرح نهج البلاغة : ج 16 ص 28 عن أبي الحسن المدائني ؛ بحار الأنوار : ج 44 ص 42 .
5- .حنفَ عن الشيء وتحنّفَ : مالَ . والحنيف : المسلم الذي يتحنّفُ عن الأديان ؛ أي يميل إلى الحقّ (لسان العرب : ج 9 ص 57 «حنف») .
6- .تفسير القمّي : ج 2 ص 269 ، بحار الأنوار : ج 10 ص 132 ح 2 وج 33 ص 234 ح 517 .
7- .في المصدر : «يعلم خيره» ، وما في المتن أثبتناه من بحار الأنوار .

ص: 503

وهُوَ بِالمَنظَرِ الأَعلى . اِحتَجَبَ بِنورِهِ ، وسَما في عُلُوِّهِ ، وَاستَتَرَ عَن خَلقِهِ ، وبَعَثَ إلَيهِم شَهيدا عَلَيهِم ، وأبعَثَ (ابتَعَثَ) فيهِمُ النَّبِيّينَ مُبَشِّرينَ ومُنذِرينَ ، لِيَهلِكَ مَن هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ ويَحيا مَن حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ ، ولِيَعقِلَ العِبادُ عَن رَبِّهِم ما جَهِلوهُ فَيَعرِفوهُ بِرُبوبِيَّتِهِ بَعدَما أنكَروهُ . وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي أحسَنَ الخِلافَةَ عَلَينا أهلَ البَيتِ ، وعِندَ اللّهِ نَحتَسِبُ عَزاءَنا في خَيرِ الآباءِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وعِندَ اللّهِ نَحتَسِبُ عَزاءَنا في أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام . (1)

التوحيد عن محمّد بن أحمد بن يحيى عن بعض أصحابنا رفعه ، قال :جاءَ رَجُلٌ إلَى الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام فَقالَ لَهُ : يَابنَ رَسولِ اللّهِ صِف لي رَبَّكَ حَتّى كَأَنّي أنظُرُ إلَيهِ ! فَأَطرَقَ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام مَلِيّا ، ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ فَقالَ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي لَم يَكُن لَهُ أوَّلٌ مَعلومٌ ، ولا آخِرٌ مُتَناهٍ ، ولا قَبلٌ مُدرَكٌ ، ولا بَعدٌ مَحدودٌ ، ولا أمَدٌ بِحَتّى ، ولا شَخصٌ فَيَتَجَزَّأَ ، ولَا اختِلافُ صِفَةٍ فَيَتَناهى ، فَلا تُدرِكُ العُقولُ وأوهامُها ولَا الفِكَرُ وخَطَراتُها ولَا الأَلبابُ وأذهانُها صِفَتَهُ فَتَقولَ : مَتى ، ولا بُدِئَ مِمّا ، ولا ظاهِرٌ عَلى ما ، ولا باطِنٌ فيما ، ولا تارِكٌ فَهَلّا (2) ، خَلَقَ الخَلقَ فَكانَ بَديئا بَديعا ، اِبتَدَأَ مَا ابتَدَعَ وَابتَدَعَ مَا ابتَدَأَ ، وفَعَلَ ما أرادَ وأرادَ مَا استَزادَ ، ذلِكُمُ اللّهُ رَبُّ العالَمينَ . (3)

الإمام الحسن عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ العَزيزِ الجَبّارِ ، الواحِدِ القَهّارِ ، الكَبيرِ المُتَعالِ «سَوَاءٌ مِّنكُم مَّنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَ مَن جَهَرَ بِهِ وَ مَنْ هُوَ مُسْتَخْف بِالَّيْلِ وَ سَارِب بِالنَّهَارِ» (4) ، أحمَدُهُ عَلى حُسن

.


1- .كفاية الأثر : ص 160 عن هشام بن محمّد عن أبيه ، بحار الأنوار : ج 43 ص 363 ح 6 .
2- .أي لو كانت العقول تبلغ صفته لكان كسائر الممكنات ؛ فكان يصحّ أن يقال ... لشيءٍ تركَ : هلّا فعلَ! تحضيضا وتحريضا على الفعل ، أو توبيخا على تركه (بحار الأنوار : ج 4 ص 289 و 290) .
3- .التوحيد : ص 45 ح 5 ، بحار الأنوار : ج 4 ص 289 ح 20 .
4- .الرعد : 10 .

ص: 504

البَلاءِ ، وتَظاهُرِ النَّعماءِ ، وعَلى ما أحبَبنا وكَرِهنا مِن شِدَّةٍ ورَخاءٍ . وأشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، وأنَّ مُحَمَّدا عَبدُهُ ورَسولُهُ ، اِمتَنَّ عَلَينا بِنُبُوَّتِهِ ، وَاختَصَّهُ بِرِسالَتِهِ ، وأنزَلَ عَلَيهِ وَحيَهُ ، وَاصطَفاهُ عَلى جَميعِ خَلقِهِ ، وأرسَلَهُ إلَى الإِنسِ وَالجِنِّ ، حينَ عُبِدَتِ الأَوثانُ واُطيعَ الشَّيطانُ وجُحِدَ الرَّحمنُ ، فَصَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وآلِهِ وجَزاهُ أفضَلَ ما جَزَى المُرسَلينَ . (1)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الغالِبِ عَلى أمرِهِ ، لَو أجمَعَ الخَلقُ جَميعا عَلى ألّا يَكونَ ما هُوَ كائِنٌ مَا استَطاعوا . (2)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ المُستَحمِدِ بِالآلاءِ وتَتابُعِ النَّعماءِ ، وصارِفِ الشَّدائِدِ وَالبَلاءِ عِندَ الفُهَماءِ وغَيرِ الفُهَماءِ ، المُذعِنينَ مِن عِبادِهِ لِامتِناعِهِ بِجَلالِهِ وكِبرِيائِهِ وعُلُوِّهِ عَن لُحوقِ الأَوهامِ بِبَقائِهِ ، المُرتَفِعِ عَن كُنهِ (3) ظِنانَةِ (4) المَخلوقينَ مِن أن تُحيطَ بِمَكنونِ غَيبِهِ رَوِيّاتُ (5) عُقولِ الرّائينَ . (6)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الواحِدِ بِغَيرِ تَشبيهٍ ، الدّائِمِ بِغَيرِ تَكوينٍ ، القائِمِ بِغَيرِ كُلفَةٍ (7) ، الخالِقِ بِغَيرِ مَنصَبَةٍ ، المَوصوفِ بِغَيرِ غايَةٍ ، المَعروفِ بِغَيرِ مَحدودِيَّةٍ ، العَزيزِ لَم يَزَل

.


1- .شرح نهج البلاغة : ج 14 ص 12 عن تميم بن حذيم الناجي ؛ بحار الأنوار : ج 32 ص 88 ح 58 .
2- .شرح نهج البلاغة : ج 16 ص 16 عن المدائني .
3- .. كُنه الشيء : نهايته (الصحاح : ج 6 ص 2247 «كنه») .
4- .في بحار الأنوار : «طيّات» بدل «ظنانة» .
5- .الرَّوِيّة : التفكّر في الأمر . وروّيت في الأمر ترويةً : نظرت وفكّرت بتأنٍّ (تاج العروس : ج 19 ص 481 «روى») .
6- .الأمالي للطوسي : ص 561 ح 1174 عن عبد الرحمن بن كثير عن الإمام الصادق عن أبيه عن جدّه عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج 10 ص 139 ح 5 .
7- .الكُلفة : المشقّة (مجمع البحرين : ج 3 ص 1587 «كلف») .

ص: 505

5 / 5 المحامد المأثورة عن الإمام الحسين بن عليٍّ سيّد الشّهداء عليه السلام

قَديما فِي القِدَمِ ، رُدِعَتِ القُلوبُ لِهَيبَتِهِ ، وذَهَلَتِ (1) العُقولُ لِعِزَّتِهِ ، وخَضَعَتِ الرِّقابُ لِقُدرَتِهِ ، فَلَيسَ يَخطُرُ عَلى قَلبِ بَشَرٍ مَبلَغُ جَبَروتِهِ ، ولا يَبلُغُ النّاسُ كُنهَ جَلالِهِ ، ولا يُفصِحُ الواصِفونَ مِنهُم لِكُنهِ عَظَمَتِهِ . . . ولا تَبلُغُهُ العُلَماءُ بِأَلبابِها ، ولا أهلُ التَّفَكُّرِ بِتَدبيرِ اُمورِها ، أعلَمُ خَلقِهِ بِهِ الَّذي بِالحَدِّ لا يَصِفُهُ ، يُدرِكُ الأَبصارَ ولا تُدرِكُهُ الأَبصارُ ، وهُوَ اللَّطيفُ الخَبيرُ . (2)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ لا إلهَ غَيرُهُ ، وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، واُثني عَلَيهِ بِما هُوَ أهلُهُ . . . إنَّ مِمّا عَظَّمَ اللّهُ عَلَيكُم مِن حَقِّهِ ، وأسبَغَ عَلَيكُم مِن نِعَمِهِ ما لا يُحصى ذِكرُهُ ، ولا يُؤَدّى شُكرُهُ ، ولا يَبلُغُهُ صِفَةٌ ولا قَولٌ . (3)

5 / 5المَحامِدُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ سَيِّدِ الشُّهَداءِ عليه السلامالإرشاد عن حميد بن مسلم :جَمَعَ الحُسَينُ عليه السلام أصحابَهُ عِندَ قُربِ المَساءِ . قالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ زَينُ العابِدينَ عليه السلام : فَدَنَوتُ مِنهُ لِأَسمَعَ ما يَقولُ لَهُم وأنَا إذ ذاكَ مَريضٌ ، فَسَمِعتُ أبي يَقولُ لِأَصحابِهِ : اُثني عَلَى اللّهِ أحسَنَ الثَّناءِ ، وأحمَدُهُ عَلَى السَّرّاءِ وَالضَّرّاءِ ، اللّهُمّ إنّي أحمَدُكَ عَلى أن أكرَمتَنا بِالنُّبُوَّةِ ، وعَلَّمتَنَا القُرآنَ ، وفَقَّهتَنا فِي الدّينِ ، وجَعَلتَ لَنا أسماعا

.


1- .ذهلتُ عن الشيء : نسيتُه وغفلت عنه ، وأذهلني عنه كذا (الصحاح : ج 4 ص 1702 «ذهل») .
2- .تفسير فرات : ص 79 ح 55 عن أبي جعفر الحسني والحسن بن حباش معنعنا عن الإمام الصادق عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 43 ص 351 ح 24 .
3- .وقعة صفّين : ص 113 ، بحار الأنوار : ج 32 ص 405 ح 369 ؛ شرح نهج البلاغة : ج 3 ص 185 وليس فيه «واُثني عليه بما هو أهله» .

ص: 506

وأبصارا وأفئِدَةً ، فَاجعَلنا مِنَ الشّاكِرينَ . (1)

الإمام الحسين عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي لَيسَ لِقَضائِهِ دافِعٌ ، ولا لِعَطائِهِ مانِعٌ ، ولا كَصُنعِهِ صُنعُ صانِعٍ ، وهُوَ الجَوادُ الواسِعُ ، فَطَرَ أجناسَ البَدائِعِ ، وأتقَنَ بِحِكمَتِهِ الصَّنائِعَ ، لا يَخفى عَلَيهِ الطَّلائِعُ ، ولا تَضيعُ عِندَهُ الوَدائِعُ . . . . اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ كَما خَلَقتَني فَجَعَلتَني سَميعا بَصيرا ، ولَكَ الحَمدُ كَما خَلَقتَني فَجَعَلتَني حَيّا سَوِيّا رَحمَةً بي وكُنتَ عَن خَلقي غَنِيّا . . . تَبارَكتَ رَبّي وتَعالَيتَ ، فَلَكَ الحَمدُ دائِما ، ولَكَ الشُّكرُ واصِبا . . . (2) . اللّهُمَّ هذا ثَنائي عَلَيكَ مُمَجِّدا ، وإخلاصي لَكَ مُوَحِّدا ، وإقراري بِآلائِكَ مُعَدِّدا ، وإن كُنتُ مُقِرّا أنّي لا اُحصيها لِكَثرَتِها وسُبوغِها ، وتَظاهُرِها وتَقادُمِها ، إلى حادِثٍ ما لَم تَزَل تَتَغَمَّدُني بِهِ مَعَها مُذ خَلَقتَني وبَرَأتَني مِن أوَّلِ العُمُرِ؛ مِنَ الإِغناءِ بَعدَ الفَقرِ ، وكَشفِ الضُّرِّ ، وتَسبيبِ اليُسرِ ، ودَفعِ العُسرِ ، وتَفريجِ الكَربِ ، وَالعافِيَةِ فِي البَدَنِ ، وَالسَّلامَةِ فِي الدّينِ . ولَو رَفَدَني (3) عَلى قَدرِ ذكِرِ نِعَمِكَ عَلَيَّ جَميعُ العالَمينَ مِنَ الأَوَّلينَ وَالآخِرينَ ، لَما قَدَرتُ ولا هُم عَلى ذلِكَ ، تَقَدَّستَ وتَعالَيتَ مِن رَبٍّ عَظيمٍ كَريمٍ رَحيمٍ ، لا تُحصى آلاؤُكَ ، ولا يُبلَغُ ثَناؤُكَ ، ولا تُكافى نَعماؤُكَ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأتمِم عَلَينا نِعمَتَكَ ، وأسعِدنا بِطاعَتِكَ ، سُبحانَكَ لا إلهَ إلّا أنتَ . . . تُسَبِّحُ لَكَ السَّماواتُ وَالأَرضُ ومَن فيهِنَّ ، وإن مِن شيَءٍ إلّا يُسَبِّحُ بِحَمدِكَ ، فَلَكَ الحَمدُ وَالمَجدُ وعُلُوُّ الجَدِّ ، يا ذَا الجَلالِ وَالإِكرامِ . (4)

.


1- .الإرشاد : ج 2 ص 91 ، إعلام الورى : ج 1 ص 455 وليس فيه «وجعلت لنا أسماعا ...» ، روضة الواعظين : ص 202 ، بحار الأنوار : ج 44 ص 392 ؛ تاريخ الطبري : ج 5 ص 418 عن عبد اللّه بن شريك العامري عن الإمام زين العابدين عليه السلام وفيه «ولم تجعلنا من المشركين» بدل «فاجعلنا من الشاكرين» .
2- .وَصَبَ : دامَ وثَبَتَ (القاموس المحيط : ج 1 ص 137 «وصب») .
3- .الرِّفْدُ : الإعانة (النهاية : ج 2 ص 241 «رفد») .
4- .الإقبال : ج 2 ص 74 ، البلد الأمين : ص 251 ، بحار الأنوار : ج 98 ص 216 ح 3 ، واُنظر تمام الدعاء فإنّه من أعظم الأدعية في الثناء على اللّه تعالى وذكر آلائه ونعمائه .

ص: 507

5 / 6 المحامد المأثورة عن الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين عليه السلام

5 / 6المَحامِدُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ زَينِ العابِدينَ عليه السلامالإمام زين العابدين عليه السلام _ فِي الدُّعاءِ _ :أُثني عَلَيكَ يا سَيِّدي ، وما عَسى أن يَبلُغَ في مِدحَتِكَ ثَنائي مَعَ قِلَّةِ عَمَلي وقِصَرِ رَأيي ، وأنتَ يا رَبِّ ، الخالِقُ وأنَا المَخلوقُ . . . يا حِرزَ (1) العارِفينَ وأمانَ الخائِفينَ . (2)

عنه عليه السلام :إلهي أحمَدُكَ _ وأنتَ لِلحَمدِ أهلٌ _ عَلى حُسنِ صَنيعِكَ إلَيَّ ، وسُبوغِ نَعمائِكَ عَلَيَّ ، وجَزيلِ عَطائِكَ عِندي ، وعَلى ما فَضَّلتَني بِهِ مِن رَحمَتِكَ ، وأسبَغتَ عَلَيَّ مِن نِعمَتِكَ ، فَقَدِ اصطنَعتَ عِندي ما يَعجِزُ عَنهُ شُكري . . . . فَأَنتَ عِندي مَحمودٌ ، وصَنيعُكَ لَدَيَّ مَبرورٌ (3) ، تَحمَدُكَ نَفسي ولِساني وعَقلي حَمدا يَبلُغُ الوَفاءَ وحَقيقَةَ الشُّكرِ ، حَمدا يَكونُ مَبلَغَ رِضاكَ عَنّي ، فَنَجِّني مِن سُخطِكَ . (4)

عنه عليه السلام :إلهي قَصُرَتِ الأَلسُنُ عَن بُلوغِ ثَنائِكَ كَما يَليقُ بِجَلالِكَ . (5)

عنه عليه السلام :اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَاجعَل ثَنائي عَلَيكَ ومَدحي إيّاكَ وحَمدي لَكَ في كُلِّ حالاتي ، حَتّى لا أفرَحَ بِما آتَيتَني مِنَ الدُّنيا ، ولا أحزَنَ عَلى ما مَنَعتَني فيها . (6)

.


1- .الحِرْزُ : المَوضِعُ الحصين (القاموس المحيط : ج 2 ص 172 «حرز») .
2- .المزار للمفيد : ص 154 ، مصباح المتهجّد : ص 690 ح 771 ، البلد الأمين : ص 246 ، الإقبال : ج 2 ص 103 ، بحار الأنوار : ج 98 ص 228 ح 4 .
3- .مبرورٌ : مقبول (تاج العروس : ج 6 ص 69 «برر») .
4- .الصحيفة السجّاديّة : ص 217 الدعاء 51 ، بحار الأنوار : ج 95 ص 422 ح 43 نقلاً عن أصلٍ قديم من مؤلّفات قدماء الأصحاب من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام .
5- .بحار الأنوار : ج 94 ص 150 نقلاً عن بعض كتب الأصحاب .
6- .الصحيفة السجّاديّة : ص 91 الدعاء 21 .

ص: 508

عنه عليه السلام :اللّهُمَّ ... فَلَكَ الحَمدُ عَلى ما وَقَيتَنا مِنَ البَلاءِ ، ولَكَ الشُّكرُ عَلى ما خَوَّلتَنا مِنَ النَّعماءِ حَمدا يُخَلِّفُ حَمدَ الحامِدينَ وَراءَهُ ، حَمدا يَملَأُ أرضَهُ وسَماءَهُ ، إنَّكَ المَنّانُ بِجَسيمِ المِنَنِ ، الوَهّابُ لِعَظيمِ النِّعَمِ ، القابِلُ يَسيرَ الحَمدِ ، الشّاكِرُ قَليلَ الشُّكرِ ، المُحسِنُ المُجمِلُ ذُوالطَّولِ ، لا إلهَ إلّا أنتَ إلَيكَ المَصيرُ . (1)

عنه عليه السلام :اللّهُمَّ اجعَل ما يُلقِي الشَّيطانُ في رُوعي (2) مِنَ التَّمَنِّي وَالتَّظَنِّي وَالحَسَدِ ذِكرا لِعَظَمَتِكَ ، وتَفَكُّرا في قُدرَتِكَ ، وتَدبيرا عَلى عَدُوِّكَ ، وما أجرى عَلى لِساني مِن لَفظَةِ فُحشٍ أو هُجرٍ (3) ، أو شَتمِ عِرضٍ أو شَهادَةِ باطِلٍ ، أوِ اغتِيابِ مُؤمِنٍ غائِبٍ أو سَبِّ حاضِرٍ وما أشبَهَ ذلِكَ ، نُطقا بِالحَمدِ لَكَ وإغراقا فِي الثَّناءِ عَلَيكَ ، وذَهابا في تَمجيدِكَ وشُكرا لِنِعمَتِكَ ، وَاعتِرافا بِإِحسانِكَ وإحصاءً لِمِنَنِكَ . (4)

عنه عليه السلام _ فِي الدُّعاءِ _ :أنطِق بِحَمدِكَ وشُكرِكَ وذِكرِكَ وحُسنِ الثَّناءِ عَلَيكَ لِساني . (5)

عنه عليه السلام _ أيضا _ :تَشكُرُ مَن شَكَرَكَ وأنت ألهَمتَهُ شُكرَكَ! وتُكافِئُ مَن حَمِدَكَ وأنتَ عَلَّمتَهُ حَمدَكَ! . . . فَلَكَ الحَمدُ ما وُجِدَ في حَمدِكَ مَذهَبٌ ، وما بَقِيَ لِلحَمدِ لَفظٌ تُحمَدُ بِهِ ومَعنىً يَنصَرِفُ إلَيهِ . يا مَن تَحَمَّدَ إلى عِبادِهِ بِالإِحسانِ وَالفَضلِ ، وغَمَرَهُم بِالمَنِّ وَالطَّولِ (6) . (7)

.


1- .الصحيفة السجّاديّة : ص 142 الدعاء 36 .
2- .الرُّوْعُ : القلب والعقل . يقال : وقع ذلك في رُوعي ؛ أي في خلدِي وبالي (الصحاح : ج 3 ص 1223 «روع») .
3- .«لا تقولوا هُجرا» أي فُحشا ، يقال : أهجر في منطقه يُهجر : إذا أفحش . وكذلك إذا أكثر الكلام في ما لا ينبغي (النهاية : ج 5 ص 245 «هجر») .
4- .الصحيفة السجّاديّة : ص 84 الدعاء 20 .
5- .الصحيفة السجّاديّة : ص 98 الدعاء 23 .
6- .الطَّوْلُ : الفَضْل والعلوّ على الأعداء (النهاية : ج 3 ص 145 «طول») .
7- .الصحيفة السجّاديّة : ص 171 الدعاء 45 ، المزار الكبير : ص 620 ، الإقبال : ج 1 ص 422 ، بحار الأنوار : ج 98 ص 173 ح 1 .

ص: 509

عنه عليه السلام :حُجَّتُكَ أجَلُّ مِن أن توصَفَ بِكُلِّها ، ومَجدُكَ أرفَعُ مِن أن يُحَدَّ بِكُنهِهِ ، ونِعمَتُكَ أكثَرُ مِن أن تُحصى بِأَسرِها ، وإحسانُكَ أكثَرُ مِن أن تُشكَرَ عَلى أقَلِّهِ . وقَد قَصَّرَ بِيَ السُّكوتُ عَن تَحميدِكَ ، وفَهَّهَنِي (1) الإِمساكُ عَن تَمجيدِكَ ، وقُصارايَ الإِقرارُ بِالحُسورِ (2) لا رَغبَةً _ يا إلهي _ بَل عَجزا ، فَها أنَا ذا أؤُمُّكَ بِالوِفادَةِ (3) ، وأسأَ لُكَ حُسنَ الرِّفادَةِ (4) . (5)

عنه عليه السلام :الحَمدُ لَكَ عَلى بَلائِكَ ، وَالشُّكرُ لَكَ عَلى نَعمائِكَ ، وذلِكَ ما تَكِلُّ الأَلسُنُ عَن صِفَتِهِ ، وتَعجِزُ الأَبدانُ عَن أداءِ شُكرِهِ . (6)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي أدعوهُ فَيُجيبُني وإن كُنتُ بَطيئا حينَ يَدعُوني ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي أسأَ لُهُ فَيُعطيني وإن كُنتُ بَخيلاً حينَ يَستَقرِضُني ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي اُناديهِ كُلَّما شِئتُ لِحاجَتي ، وأخلو بِهِ حَيثُ شِئتُ لِسِرّي بِغَيرِ شَفيعٍ فَيَقضي لي حاجَتي . الحَمدُ للّهِِ الَّذي لا أدعو (7) غَيرَهُ ، ولَو دَعَوتُ غَيرَهُ لَم يَستَجِب لي دُعائي ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي لا أرجو (8) غَيرَهُ ، ولَو رَجَوتُ غَيرَهُ لَأَخلَفَ رَجائي ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي وَكَلَنى ¨

.


1- .فَهَّهَني : أنساني (الصحاح : ج 6 ص 2245 «فهه») .
2- .حسَرَ يحسِرُ حُسورا : كلَّ وانقطعَ (القاموس المحيط : ج 2 ص 8 «حسر») .
3- .وَفَدَ : ورد فهو وافد ، والاسم : الوِفادة (الصحاح : ج 2 ص 553 «وفد») .
4- .الرِّفد : العطاء والصِّلة (القاموس المحيط : ج 1 ص 295 «رفد») .
5- .الصحيفة السجّاديّة : ص 184 الدعاء 46 ، مصباح المتهجّد : ص 370 ح 500 ، جمال الاُسبوع : ص 263 عن المتوكّل بن هارون عن الإمام الصادق عنه عليهماالسلاموكلاهما نحوه ، المزار الكبير : ص 460 ؛ شرح نهج البلاغة : ج 6 ص 180 عن الإمام عليّ عليه السلام نحوه .
6- .جمال الاُسبوع : ص 287 ، مصباح المتهجّد : ص 397 ح 519 وفيه «أدنى» بدل «أداء» وكلاهما عن جابر عن الإمام الباقر عليه السلام ، البلد الأمين : ص 78 من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج 90 ص 80 ح 2 .
7- .في الإقبال و المصباح للكفعمي : «أدعوه ولا أدعو غيره» .
8- .في الإقبال و المصباح للكفعمي : «أرجوه ولا أرجو غيره» .

ص: 510

إلَيهِ فَأَكرَمنَي وَلَم يَكِلني إلَى النّاسِ فَيُهينوني ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي تَحَبَّبَ إِلَيَّ وهُوَ غَنيٌّ عَنّي ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي يَحلُمُ عَنّي حَتّى كَأَنّي لا ذَنبَ لي ، فَرَبّي أحمَدُ شَيءٍ عِندي وأحَقُّ بِحَمدي . (1)

عنه عليه السلام _ في دُعائِهِ إذا دَخَلَ شَهرُ رَمَضانَ _ :الحَمدُ للّهِِ الَّذي هَدانا لِحَمدِهِ ، وجَعَلَنا مِن أَهلِهِ ، لِنَكونَ لِاءِحسانِهِ مِنَ الشّاكِرينَ ، وَلِيَجزِيَنا عَلى ذلِكَ جَزاءَ المُحسِنينَ . وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي حَبانا (2) بِدينِهِ ، وَاختَصَّنا بِمِلَّتِهِ ، وسَبَّلَنا (3) في سُبُلِ إحسانِهِ لِنَسلُكَها بِمَنِّهِ إلى رِضوانِهِ ، حَمدا يَتَقَبَّلُهُ مِنّا ، ويَرضى بِهِ عَنّا . وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي جَعَلَ مِن تِلكَ السُّبُلِ شَهرَهُ رَمَضانَ ، شَهرَ الصِّيامِ ، وشَهرَ الإِسلامِ ، وشَهرَ الطَّهورِ ، وَشَهرَ التَّمحيصِ (4) ، وشَهرَ القِيامِ . (5)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ ، اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ بَديعَ السَّماواتِ وَالأَرضِ ، ذَا الجَلالِ وَالإِكرامِ ، رَبَّ الأَربابِ . . . . لَكَ الحَمدُ حَمدا يَدومُ بِدَوامِكَ ، ولَكَ الحَمدُ حَمدا خالِدا بِنِعمَتِكَ ، ولَكَ الحَمدُ حَمدا يُوازي صُنعَكَ ، ولَكَ الحَمدُ حَمدا يَزيدُ عَلى رِضاكَ ، ولَكَ الحَمدُ حَمدا مَعَ حَمدِ كُلِّ حامِدٍ ، وشُكرا يَقصُرُ عَنهُ شُكرُ كُلِّ شاكِرٍ .

.


1- .مصباح المتهجّد : ص 582 ح 691 ، الإقبال : ج 1 ص 157 ، المصباح للكفعمي : ص 781 كلّها عن أبي حمزة الثمالي ، بحار الأنوار : ج 98 ص 82 ح 2 .
2- .حبا فلانا : أعطاه بلا جزاء ولا منّ ، وحاباه : اختصّه (القاموس المحيط : ج 4 ص 315 «حبا») .
3- .السبيل : الطريق ، وسبيل اللّه عامّ يقع على كلّ عمل خالص سلك به طريق التقرّب إلى اللّه تعالى بأداء الفرائض والنوافل وأنواع التطوّعات (النهاية : ج 2 ص 338 «سبل») .
4- .التمحيص : الابتلاء والاختبار . وتمحيص الذنوب : تطهيرها (تاج العروس : ج 9 ص 359 و 360 «محص») .
5- .الصحيفة السجّاديّة : ص 165 الدعاء 44 ، مصباح المتهجّد : ص 607 ح 695 ، الإقبال : ج 1 ص 111 كلاهما نحوه .

ص: 511

حَمدا لا يَنبَغي إلّا لَكَ ، ولا يُتَقَرَّبُ بِهِ إلّا إلَيكِ . حَمدا يُستَدامُ بِهِ الأَوَّلُ ، ويُستَدعى بِهِ دَوامُ الآخِرِ . حَمدا يَتَضاعَفُ عَلى كُرورِ الأَزمِنَةِ ويَتَزايَدُ أضعافا مُتَرادِفَةً . حَمدا يَعجِزُ عَن إحصائِهِ الحَفَظَةُ ، ويَزيدُ عَلى ما أحصَتهُ في كِتابِكَ الكَتَبَةُ . حَمدا يُوازِنُ عَرشَكَ المَجيدَ ، ويُعادِلُ كُرسِيَّكَ الرَّفِيعَ . حَمدا يَكمُلُ لَدَيكَ ثَوابُهُ ، ويَستَغرِقُ كُلَّ جَزاءٍ جَزاؤُهُ . حَمدا ظاهِرُهُ وَفقٌ لِباطِنِهِ ، وباطِنُهُ وَفقٌ لِصِدقِ النِّيَّةِ . حَمدا لَم يَحمَدكَ خَلقٌ مِثلَهُ ، ولا يَعرِفُ أحَدٌ سِواكَ فَضلَهُ . حَمدا يُعانُ مَنِ اجتَهَدَ في تَعديدِهِ ، ويُؤَيَّدُ مَن أغرَقَ نَزعا (1) في تَوفِيَتِهِ . حَمدا يَجمَعُ ما خَلَقتَ مِنَ الحَمدِ ، ويَنتَظِمُ ما أنتَ خالِقُهُ مِن بَعدُ . حَمدا لا حَمدَ أقرَبُ إلى قَولِكَ مِنهُ ، ولا أحمَدَ مِمَّن يَحمَدُكَ بِهِ . حَمدا يوجِبُ بِكَرَمِكَ المَزيدَ بِوُفورِهِ ، وتَصِلُهُ بِمَزيدٍ بَعدَ مَزيدٍ طَولاً مِنكَ . حَمدا يَجِبُ لِكَرَمِ وَجهِكَ ، ويُقابِلُ عِزَّ جَلالِكَ . اللّهُمَّ . . . وأوزِعني (2) أن اُثنِيَ بِما أولَيتَنيهِ ، وأعتَرِفَ بِما أسدَيتَهُ (3) إلَيَّ ، وَاجعَل رَغبَتي إلَيكَ فَوقَ رَغبَةِ الرّاغِبينَ ، وحَمدي إيّاكَ فَوقَ حَمدِ الحامِدينَ . (4)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ المَذكورِ بِكُلِّ لِسانٍ ، المَشكورِ عَلى كُلِّ إحسانٍ ، المَعبودِ في كُلِّ مَكانٍ ، مُدَبِّرِ الاُمورِ ، ومُقَدِّرِ الدُّهورِ ، وَالعالِمِ بِما تُجِنُّهُ البُحورُ ، وتُكِنُّهُ الصُّدورُ، ويُخفيهِ (5) الظَّلامُ ، ويُبديهِ النّورُ. الَّذي حارَ في عِلمِهِ العُلَماءُ ، وسَلَّمَ لِحُكمِهِ الحُكَماءُ ، وتَواضَعَ لِعِزَّتِهِ العُظَماءُ ، وفاقَ بِسَعَةِ فَضلِهِ الكُرَماءُ ، وسادَ بِعَظيمِ حِلمِهِ الحُلَماءُ.

.


1- .أغرقَ في النزع : أي بالغ في الأمر وانتهى فيه . وأصله من نزع القوس ومدّها ، ثمّ استُعير لمن بالغ في كلّ شيء (النهاية : ج 5 ص 361 «غرق») .
2- .أوزِعني : أي ألهِمْني . اُوزِعَ بالشيء يوزَعُ : إذا اعتاده ، وأكثرَ منه ، واُلهم (النهاية : ج 5 ص 181 «وزع») .
3- .أسْدى : أوْلى وأعطى (النهاية : ج 2 ص 356 «سدا») .
4- .الصحيفة السجّاديّة : ص 185 الدعاء 47 ، الإقبال : ج 2 ص 87 وفيه «ويزيد على من ادّعى في توفيته» بدل «يؤيّد من أغرق نزعا في توفيته» ، ينابيع المودّة : ج 3 ص 421 مختصرا .
5- .في المصدر : «وتخفيه» ، والصواب ما أثبتناه .

ص: 512

وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي لا يُخفَرُ (1) مَنِ انتَصَرَ بِذِمَّتِهِ ، ولا يُقهَرُ مَنِ استَتَرَ بِعَظَمَتِهِ ، ولا يُكدى (2) مَن أذاعَ شُكرَ نِعمَتِهِ ، ولا يَهلِكُ مَن تَغَمَّدَهُ بِرَحمَتِهِ ، ذِي المِنَنِ الَّتي لا يُحصيهَا العادّونَ ، وَالنِّعَمِ الَّتي لا يُجازيهَا المُجتَهِدونَ ، وَالصَّنائِعِ الَّتي لا يَستَطيعُ دَفعَهَا الجاحِدونَ ، وَالدَّلائِلِ الَّتي يَستَبصِرُ بِنورِهَا المَوجودونَ . أحمَدُهُ جاهِرا بِحَمدِهِ ، شاكِرا لِرِفدِهِ ، حَمدَ مُوَفَّقٍ لِرُشدِهِ ، واثِقٍ بِعَدلِهِ ، لَهُ الشُّكرُ الدّائِمُ ، وَالأَمرُ اللّازِمُ .... الحَمدُ للّهِِ خالِقِ أمشاجِ (3) النَّسَمِ ، ومولِجِ الأَنوارِ فِي الظُّلَمِ ، ومُخرِجِ المَوجودِ مِنَ العَدَمِ ، وَالسّابِقِ الأَزَلِيَّةِ بِالقِدَمِ ، وَالجَوادِ عَلَى الخَلقِ بِسَوابِقِ النِّعَمِ ، وَالعَوّادِ عَلَيهِم بِالفَضلِ وَالكَرَمِ ، الَّذي لا يُعجِزُهُ كَثرَةُ الإِنفاقِ ، ولا يُمسِكُ خَشيَةَ الإِملاقِ ، ولا يَنقُصُهُ إدرارُ الأَرزاقِ ، ولا يُدرَكُ بِأناسِيِّ (4) الأَحداقِ ، ولا يوصَفُ بِمُضامَّةٍ ولَا افتِراقٍ. أحمَدُهُ عَلى جَزيلِ إحسانِهِ ، وأعوذُ بِهِ مِن حُلولِ خِذلانِهِ ، وأستَهديهِ بِنورِ بُرهانِهِ ، واُؤمِنُ بِهِ حَقَّ إيمانِهِ . (5)

الإمام زين العابدين عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الأَوَّلِ بِلا أوَّلٍ كانَ قَبلَهُ ، وَالآخِرِ بِلا آخِرٍ يَكونُ بَعدَهُ ، الَّذي قَصُرَت عَن رُؤيَتِهِ أبصارُ النّاظِرينَ ، وعَجَزَت عَن نَعتِهِ أوهامُ الواصِفينَ . اِبتَدَعَ بِقُدرَتِهِ الخَلقَ ابتِداعا ، وَاختَرَعَهُم عَلى مَشيَّتِهِ اختِراعا ، ثُمَّ سَلَكَ بِهِم طَرِيقَ إرادَتِهِ ، وبَعَثَهُم في سَبيلِ مَحَبَّتِهِ ، لا يَملِكونَ تَأخيرا عَمّا قَدَّمَهُم إلَيهِ ، ولا يَستَطيعونَ تَقَدُّما إلى ما أخَّرَهُم عَنهُ . وجَعَلَ لِكُلِّ روحٍ مِنهُم قوتا مَعلوما مَقسوما

.


1- .خفرت بالرجل : غدرت به . وأخفرته : نقضت عهده (المصباح المنير : ص 175 «خفر») .
2- .أكدى : خاب . وأكدى : افتقر بعد غنىً (تاج العروس : ج 20 ص 117 «كدي») .
3- .أمشاج : أخلاط (لسان العرب : ج 2 ص 367 «مشج») .
4- .. إنسان العين : حَدَقَتُها ، والجمع أناسيّ (المصباح المنير : ص 26 «أنس») .
5- .بحار الأنوار : ج 94 ص 153 ح 22 نقلاً عن كتاب أنيس العابدين .

ص: 513

مِن رِزقِهِ ، لا يَنقُصُ مَن زادَهُ ناقِصٌ ، ولا يَزيدُ مَن نَقَصَ مِنهُم زائِدُ . ثُمَّ ضَرَبَ لَهُ فِي الحَياةِ أجَلاً مَوقوتا ، ونَصَبَ لَهُ أمَدا مَحدودا يَتَخَطَّأُ (1) إلَيهِ بِأَيّامِ عُمُرِهِ ، ويَرهَقُهُ بِأَعوامِ دَهرِهِ ، حَتّى إذا بَلَغَ أقصى أَثَرِهِ وَاستَوعَبَ حِسابَ عُمُرِهِ ، قَبَضَهُ إلى ما نَدَبَهُ إلَيهِ مِن مَوفورِ ثَوابِهِ أو مَحذورِ عِقابِهِ «لِيَجْزِىَ الَّذِينَ أَسَ__ئواْ بِمَا عَمِلُواْ وَ يَجْزِىَ الَّذِينَ أَحْسَنُواْ بِالْحُسْنَى» (2) عَدلاً مِنهُ تَقَدَّسَت أسماؤُهُ وتَظاهَرَت آلاؤُهُ «لَا يُسْ_ئلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَ هُمْ يُسْ_ئلُونَ » (3) . وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي لَو حَبَسَ عَن عِبادِهِ مَعرِفَةَ حَمدِهِ عَلى ما أبلاهُم مِن مِنَنِهِ المُتَتابِعَةِ ، وأسبَغَ عَليهِم مِن نِعَمِهِ المُتَظاهِرَةِ ؛ لَتَصَرَّفوا في مِنَنِهِ فَلَم يَحمَدوهُ ، وتَوَسَّعوا في رِزقِهِ فَلَم يَشكُروهُ ، ولَو كَانوا كَذلِكَ لَخَرَجوا مِن حُدودِ الإِنسانِيَّةِ إلى حَدِّ البَهيمِيَّةِ (4) ، فَكانوا كَما وَصَفَ في مُحكَمِ كِتابِهِ : «إِنْ هُمْ إِلَا كَالْأَنْعَ_مِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً» (5) . وَالحَمدُ للّهِِ عَلى ما عَرَّفَنا مِن نَفسِهِ ، وألهَمَنا مِن شُكرِهِ ، وفَتَحَ لَنا مِن أبوابِ العِلمِ بِرُبوبِيَّتِهِ ، ودَلَّنا عَلَيهِ مِنَ الإِخلاصِ لَهُ في تَوحيدِهِ ، وجَنَّبَنا مِنَ الإِلحادِ وَالشَّكِّ في أمرِهِ ، حَمدا نُعَمَّرُ بِهِ فيمَن حَمِدَهُ مِن خَلقِهِ ، ونَسبِقُ بِهِ مَن سَبَقَ إلى رِضاهُ وعَفوِهِ ،

.


1- .كذا ، والقياس : «يتخطّى» . قال ابن منظور : تخطّيت إلى كذا ، ولا يقال : تخطّأت _ بالهمز _ (لسان العرب : ج 14 ص 232 «خطا») .
2- .النجم : 31 .
3- .الأنبياء : 23 .
4- .في نسخة قديمة : «ولدخلوا في حريم البهيميّة» ، وهو قريب من معنى الحدّ ، فإنّ حريم الدار ما حولها من حقوقها ومرافقها ، سمّي بذلك لأنّه يحرم غير مالكها أن يستبدّ بالارتفاق به (رياض السالكين في شرح صحيفة سيّد الساجدين : ج 1 ص 308) .
5- .الفرقان : 44 .

ص: 514

حَمدا يُضيءُ لَنا بِهِ ظُلُماتِ البَرزَخِ (1) ، ويُسَهِّلُ عَلَينا بِهِ سَبيلَ المَبعَثِ ، ويُشَرِّفُ بِهِ مَنازِلَنا عِندَ مَواقِفِ الأَشهادِ ، يَومَ تُجزى كُلُّ نَفسٍ بِما كَسَبَت وهُم لا يُظلَمون (2) ، «يَوْمَ لَا يُغْنِى مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيْ_ئا وَ لَا هُمْ يُنصَرُونَ» (3) . حَمدا يَرتَفِعُ مِنّا إلى أعلى عِلِّيّينَ ، في كِتابٍ مَرقومٍ يَشهَدُهُ المُقَرَّبونَ . حَمدا تَقَرُّ بِهِ عُيونُنا إذا بَرِقَتِ الأَبصارُ ، وتَبيَضُّ بِهِ وُجوهُنا إذَا اسوَدَّتِ الأَبشارُ . حَمدا نُعتَقُ بِهِ مِن أليمِ نارِ اللّهِ إلى كَريمِ جِوارِ اللّهِ . حَمدا نُزاحِمُ بِهِ مَلائِكَتَهُ المُقَرَّبينَ ، ونُضامُّ (4) بِهِ أنبِياءَهُ المُرسَلينَ في دارِ المُقامَةِ الَّتي لا تَزولُ ، ومَحَلِّ كَرامَتِهِ الَّتي لا تَحولُ . (5) وَالحَمدُ للّهِِ الَّذِي اختارَ لَنا مَحاسِنَ الخَلقِ ، وأجرى عَلَينا طَيِّباتِ الرِّزقِ ، وجَعَلَ لَنَا الفَضيلَةَ بِالمَلَكَةِ عَلى جَميعِ الخَلقِ ، فَكُلُّ خَليقَتِهِ مُنقادَةٌ لَنا بِقُدرَتِهِ ، وصائِرَةٌ إلى طاعَتِنا بِعِزَّتِهِ . وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي أغلَقَ عَنّا بابَ الحاجَةِ إلّا إلَيهِ ، فَكَيفَ نُطيقُ حَمدَهُ؟ أم مَتى نُؤَدّي شُكرَهُ؟ لا ، مَتى؟ وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي رَكَّبَ فينا آلاتِ البَسطِ ، وجَعَلَ لَنا أدَواتِ القَبضِ ، ومَتَّعَنا بِأَرواحِ الحَياةِ ، وأثبَتَ فينا جَوارِحَ الأَعمالِ ، وغَذّانا بِطَيِّباتِ الرِّزقِ ، وأَغنانا بِفَضلِهِ ، وأَقنانا (6) بِمَنِّهِ ، ثُمَّ أمَرَنا لِيَختَبِرَ طاعَتَنا ، ونَهانا لِيَبتَلِيَ شُكرَنا ، فَخالَفنا عَن طَريق

.


1- .البَرْزَخُ : ما بين الموت إلى القيامة (مفردات ألفاظ القرآن : ص 118 «برزخ») .
2- .إشارة إلى الآية 22 من سورة الجاثية .
3- .الدخان : 41 .
4- .تَضامَّ القومُ : إذا انضمّ بعضهم إلى بعض (الصحاح : ج 5 ص 1972 «ضمم») .
5- .حالَ إلى مكان آخر : أي تحوّل (تاج العروس : ج 14 ص 186 «حول») .
6- .أقناه اللّه : أعطاه (مجمع البحرين : ج 3 ص 1518 «قنا») .

ص: 515

أمرِهِ ، ورَكِبنا مُتونَ زَجرِهِ ، فَلَم يَبتَدِرنا (1) بِعُقوبَتِهِ ، ولَم يُعاجِلنا بِنِقمَتِهِ ، بَل تَأَنّانا (2) بِرَحمَتِهِ تَكَرُّما ، وَانتَظَرَ مُراجَعَتَنا بِرَأفَتِهِ حِلما . وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي دَلَّنا عَلَى التَّوبَةِ الَّتي لَم نُفِدها إلّا مِن فَضلِهِ ، فَلَو لَم نَعتَدِد مِن فَضلِهِ إلّا بِها ، لَقَد حَسُنَ بَلاؤُهُ عِندَنا ، وجَلَّ إحسانُهُ إلَينا ، وجَسُمَ فَضلُهُ عَلَينا ، فَما هكَذا كانَت سُنَّتُهُ فِي التَّوبَةِ لِمَن كانَ قَبلَنا ، لَقَد وَضَعَ عَنّا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ ، ولَم يُكَلِّفنا إلّا وُسعا ، ولَم يُجَشِّمنا (3) إلّا يُسرا ، ولَم يَدَع لِأَحَدٍ مِنّا حُجَّةً ولا عُذرا ، فَالهالِكُ مِنّا مَن هَلَكَ عَلَيهِ ، وَالسَّعيدُ مِنّا مَن رَغِبَ إلَيهِ . وَالحَمدُ للّهِِ بكُلِّ ما حَمِدَهُ بِهِ أدنى مَلائِكَتِهِ إلَيهِ ، وأكرَمُ خَليقَتِهِ عَلَيهِ ، وأرضى حامِديهِ لَدَيهِ ، حَمدا يَفضُلُ سائِرَ الحَمدِ ، كَفَضلِ رَبِّنا عَلى جَميعِ خَلقِهِ . ثُمَّ لَهُ الحَمدُ مَكانَ كُلِّ نِعمَةٍ لَهُ عَلَينا وعَلى جَميعِ عِبادِهِ الماضينَ وَالباقينَ ، عَدَدَ ما أحاطَ بِهِ عِلمُهُ مِن جَميعِ الأَشياءِ ، ومَكانَ كُلِّ واحِدَةٍ مِنها عَدَدُها أضعافا مُضاعَفَةً أبَدا سَرمَدا إلى يَومِ القِيامَةِ . حَمدا لا مُنتَهى لِحَدِّهِ ، ولا حِسابَ لِعَدَدِهِ ، ولا مَبلَغَ لِغايَتِهِ ، ولَا انقِطاعَ لِأَمَدِهِ. حَمدا يَكونُ وُصلَةً إلى طاعَتِهِ وعَفوِهِ ، وسَبَبا إلى رِضوانِهِ ، وذَريعَةً إلى مَغفِرَتِهِ ، وطَريقا إلى جَنَّتِهِ ، وخَفيرا (4) مِن نِقمَتِهِ ، وأمنا مِن غَضَبِهِ ، وظَهيرا عَلى طاعَتِهِ ، وحاجِزا عَن مَعصِيَتِهِ ، وعَونا عَلى تَأدِيَةِ حَقَّهِ ووَظائِفِهِ .

.


1- .ابتدرهُ : عاجَلَهُ (القاموس المحيط : ج 1 ص 369 «بدر») .
2- .تأنّى في الأمر : أي ترفّق وتنظّر (الصحاح : ج 6 ص 2273 «أنا») .
3- .لم يجشّمنا إلّا يُسرا : أي لم يكلّفنا إلّا يسرا ، من التجشّم ؛ وهو التكلّف على مشقّة (مجمع البحرين : ج 1 ص 295 «جشم») .
4- .الخفير : المجير (الصحاح : ج 2 ص 648 «خفر») .

ص: 516

5 / 7 المحامد المأثورة عن الإمام محمّد بن عليٍّ الباقر عليه السلام

حَمدا نَسعَدُ بِهِ فِي السُّعَداءِ مِن أولِيائِهِ ، ونَصيرُ بِهِ في نَظمِ الشُّهَداءِ بِسُيوفِ أعدائِهِ ، إنَّهُ وَلِيٌّ حَميدٌ . (1)

5 / 7المَحامِدُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الباقِرِ عليه السلامالإمام الباقر عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ كُلَّما حَمِدَ اللّهَ شَيءٌ ، وكَما يُحِبُّ اللّهُ أن يُحمَدَ . (2)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ عَدَدَ ما خَلَقَ ، وَالحَمدُ للّهِِ مِثلَ ما خَلَقَ ، وَالحَمدُ للّهِِ مِل ءَ ما خَلَقَ ، وَالحَمدُ للّهِِ مِدادَ كَلِماتِهِ (3) ، وَالحَمدُ للّهِِ زِنَةَ عَرشِهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ رِضا نَفسِهِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ الحَليمُ الكَريمُ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ العَلِيُّ العَظيمُ ، سُبحانَ اللّهِ رَبِّ السَّماواتِ وَالأَرَضينَ وما بَينَهُما ورَبِّ العَرشِ العَظيمِ . (4)

عنه عليه السلام :_ في بَيانِ الحَمدِ الَّذي يَكفي عَن كُلِّ حَمدٍ؟ _: اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ بِمَحامِدِكَ كُلِّها عَلى جَميعِ نِعَمِكَ كُلّها ، حَتّى يَنتَهِيَ الحَمدُ إلى ما

.


1- .الصحيفة السجّاديّة : ص 19 الدعاء 1 ، البلد الأمين : ص 438 عن عمير بن متوكّل بن هارون عن الإمام الصادق عنه عليهماالسلام ؛ شرح نهج البلاغة : ج 6 ص 185 عن الإمام عليّ عليه السلام وفيه من «والحمد للّه بكلّ ما حمده به أدنى ...» ، ينابيع المودّة : ج 3 ص 411 مختصرا .
2- .الكافي : ج 2 ص 588 ح 26 ، تهذيب الأحكام : ج 3 ص 76 ح 234 كلاهما عن أبي حمزة الثمالي ، مصباح المتهجّد : ص 548 ح 640 ، الإقبال : ج 1 ص 107 عن الإمام الصادق عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 86 ص 136 ح 20 .
3- .مِداد كلماته : أي مثل عددها . وقيل : قدر ما يوازيها في الكثرة، عِيارَ كيل، أو وزن، أو عدد، أو ما أشبهه من وجوه الحصر والتقدير . وهذا تمثيل يراد به التقريب ؛ لأنّ الكلام لا يدخل في الكيل والوزن، وإنمّا يدخل في العدد . والمداد : ما يُكثَّر به ويُزاد (النهاية : ج 4 ص 307 «مدد») .
4- .الكافي : ج 2 ص 526 ح 13 عن أبي بصير عن الإمام الصادق عليه السلام ، مصباح المتهجّد : ص 95 ح 153 من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام ، مكارم الأخلاق : ج 2 ص 27 ح 2059 عن الإمام الصادق عليه السلام .

ص: 517

تُحِبُّ رَبَّنا وتَرضى . (1)

الإمام الباقر عليه السلام :إنَّ نَبِيّا مِنَ الأَنبِياءِ عليهم السلام حَمِدَ اللّهَ بِهذِهِ المَحامِدِ ، فَأَوحَى اللّهُ جَلَّت عَظَمَتُهُ إلَيهِ : لَقَد شَغَلتَ الكاتبينَ . قالَ : اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ كَثيرا طَيِّبا مُبارَكا فيهِ ، كَما يَنبَغي لَكَ أن تُحمَدَ ، وكَما يَنبَغي لِكَرَمِ وَجهِكَ وعِزِّ جَلالِكَ . (2)

عنه عليه السلام :اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ وَالثَّناءُ وَالشُّكرُ . . . ولَكَ ما زَكا وطابَ وطَهُرَ مِنَ الثَّناءِ الطَّيِّبِ وَالمَديحِ الفاخِرِ وَالقَولِ الحَسَنِ الجَميلِ ، الَّذي تَرضى بِهِ عَن قائِلِهِ ويَرضى بِهِ قائِلُهُ وهُوَ رِضىً لَكَ . يَتَّصِلُ حَمدي بِحَمدِ أوَّلِ الحامِدينَ وثَنائي بِثَناءِ أوَّلِ المُثنينَ . (3)

عنه عليه السلام :لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، لَهُ المُلكُ ولَهُ الحَمدُ ، يُحيي ويُميتُ ويُميتُ ويُحيي وهُوَ حَيٌّ لا يَموتُ ، بِيَدِهِ الخَيرُ وهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ . اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ يا رَبِّ ، أنتَ نورُ السَّماواتِ وَالأَرضِ فَلَكَ الحَمدُ ، وأنتَ قِوامُ السَّماواتِ وَالأَرضِ فَلَكَ الحَمدُ ، وأنتَ جَمالُ السَّماواتِ والأَرضِ فَلَكَ الحَمدُ ، وأنتَ زَينُ السَّماواتِ وَالأَرضِ فَلَكَ الحَمدُ ، وأنتَ صَريخُ المُستَصرِخينَ فَلَكَ الحَمدُ ، وأنتَ غِياثُ المُستَغيثينَ فَلَكَ الحَمدُ ، وأنتَ مُجيبُ دَعوَةِ المُضطَرّينَ فَلَكَ الحَمدُ ، وأنتَ أرحَمُ الرّاحِمينَ الرّحمنُ الرَّحيمُ فَلَكَ الحَمدُ . (4)

.


1- .مكارم الأخلاق : ج 2 ص 78 ح 2198 ، تهذيب الأحكام : ج 3 ص 92 ح 252 عن محمّد بن مسلم ، الإقبال : ج 1 ص 330 كلاهما عن أحدهما عليهماالسلام ، مصباح المتهجّد : ص 567 ح 672 من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام وفيها من «اللهم لك الحمد ...» ، بحار الأنوار : ج 93 ص 215 ح 18 .
2- .قصص الأنبياء : ص 278 ح 340 عن محمّد بن مروان ، قرب الإسناد : ص 5 ح 14 عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عنه عليهماالسلامنحوه ، بحار الأنوار : ج 93 ص 212 ح 13 وص 209 ح 1 .
3- .المصباح للكفعمي : ص 108 عن الإمام الصادق عليه السلام ، مصباح المتهجّد : ص 223 ح 335 من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج 86 ص 167 ح 44 وج 95 ص 207 ح 38 نقلاً عن الكتاب العتيق الغروي .
4- .مصباح المتهجّد : ص 164 ح 254 ، بحار الأنوار : ج 87 ص 258 ح 63 .

ص: 518

5 / 8 المحامد المأثورة عن الإمام جعفر بن محمّد الصّادق عليه السلام

5 / 8المَحامِدُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ الصّادِقِ عليه السلامالإمام الصادق عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ بِمَحامِدِهِ كُلِّها عَلى نِعَمِهِ كُلِّها ، حَتّى يَنتَهِيَ الحَمدُ إلى ما يُحِبُّ رَبّي ويَرضى . (1)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ كَما يُحِبُّ رَبُّنا وكَما يَرضى كَثيرا طَيّبا . . . وَالحَمدُ للّهِِ كُلَّما حَمِدَ اللّهَ شَيءٌ وكَما يُحِبُّ اللّهُ أن يُحمَدَ . (2)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ عَلى عِلمِهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ عَلى فَضلِهِ عَلَينا وعَلى جَميعِ خَلقِهِ ، وكانَ بِهِ كَرَمُ الفَضلِ في ذلِكَ مَا اللّهُ بِهِ عَليمٌ . (3)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ وَلِيِّ الحَمدِ وأهلِهِ ومُنتَهاهُ ومَحَلِّهِ ، أخلَصَ مَن وَحَّدَهُ ، وَاهتَدى مَن عَبَدَهُ ، وفازَ مَن أطاعَهُ ، وأمِنَ المُعتَصِمُ بِهِ ، اللّهُمَّ يا ذَا الجودِ وَالمَجدِ وَالثَّناءِ الجَميلِ وَالحَمدِ . (4)

الكافي عن عليّ بن حسّان عن بعض أصحابه :سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّه عليه السلام : ما أدنى ما يُجزي مِنَ التَّحميدِ؟ قالَ : تَقولُ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي عَلا فَقَهَرَ ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي مَلَكَ فَقَدَرَ ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي بَطَنَ فَخَبَرَ ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي يُميتُ الأَحياءَ ويُحيِي المَوتى وهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ . (5)

.


1- .قرب الإسناد : ص 4 ح 12 عن مسعدة بن صدقة ، الكافي : ج 2 ص 547 ح 5 ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج 2 ص 534 ، مصباح المتهجّد : ص 202 ح 292 كلاهما من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج 93 ص 209 ح 1 .
2- .الإقبال : ج 2 ص 124 عن سلمة بن الأكوع ، بحار الأنوار : ج 98 ص 243 .
3- .قرب الإسناد : ص 7 ح 21 عن مسعدة بن صدقة ، بحار الأنوار : ج 93 ص 210 ح 1 .
4- .الكافي : ج 2 ص 590 ح 31 عن عبد الرحمن بن سيّابة .
5- .الكافي : ج 2 ص 504 ح 7 ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج 1 ص 470 ح 1354 ، تهذيب الأحكام : فج 2 ص 117 ح 438 كلاهما عن بكر بن محمّد عن الإمام الصادق عليه السلام ، عدّة الداعي : ص 246 ، بحار الأنوار : ج 93 ص 221 ح 4 .

ص: 519

الإمام الصادق عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي عَلا فَقَهَرَ ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي مَلَكَ فَقَدَرَ ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي بَطَنَ فَخَبَرَ ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي يُحيِي المَوتى ويُميتُ الأَحياءَ وهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ . وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي تَواضَعَ كُلُّ شَيءٍ لِعَظَمَتِهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي ذَلَّ كُلُّ شَيءٍ لِعِزَّتِهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذِي استَسلَمَ كُلُّ شَيءٍ لِقُدرَتِهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي خَضَعَ كُلُّ شَيءٍ لِمَلَكَتِهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي يَفعَلُ ما يَشاءُ ولا يَفعَلُ ما يَشاءُ غَيرُهُ . (1)

عنه عليه السلام _ مِن مَحامِدِهِ عِندَ تَجَدُّدِ الرِّزقِ _ :الحَمدُ للّهِِ الَّذي نِعَمُهُ تَغدو عَلَينا وتَروحُ ، ونَظَلُّ بِها نَهارا ونَبيتُ فيها لَيلاً ، فَنُصبِحُ فيها بِرَحمَتِهِ مُسلِمينَ ، ونُمسي فيها بِمِنَّتِهِ مُؤمِنينَ ، مِنَ البَلوى مُعافَينَ . الحَمدُ للّهِِ المُنعِمِ المُفضِلِ ، المُحسِنِ المُجمِلِ ، ذِي الجَلالِ وَالإِكرامِ ، ذِي الفَواضِلِ وَالنِّعَمِ . الحَمدُ للّهِِ الَّذي لَم يَخذُلنا عِندَ شِدَّةٍ ، ولَم يَفضَحنا عِندَ سَريرَةٍ ، ولَم يُسلِمنا عِندَ جَريرَةٍ (2) . (3)

الكافي عن صفوان عمّن ذكره عن الإمام الصادق عليه السلام ، قال :قُلتُ لَهُ : عَلِّمني شَيئا أقولُهُ إذا أصبَحتُ وإذا أمسَيتُ . فَقالَ : قُل : الحَمدُ للّهِِ الَّذي يَفعَلُ ما يَشاءُ ولا يَفعَلُ ما يَشاءُ غَيرُهُ ، الحَمدُ للّهِِ كَما يُحِبُّ اللّهُ أن

.


1- .تهذيب الأحكام : ج 3 ص 72 ح 230 ، الإقبال : ج 1 ص 85 ، مصباح المتهجّد : ص 543 ح 630 من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج 97 ص 362 ح 1 .
2- .الجَرِيرَةُ : الجناية والذنب (النهاية : ج 1 ص 258 «جرر») .
3- .قرب الإسناد : ص 7 ح 20 عن مسعدة بن صدقة ، بحار الأنوار : ج 93 ص 209 ح 1 .

ص: 520

يُحمَدَ ، الحَمدُ للّهِِ كَما هُوَ أهلُهُ ، اللّهُمَّ أدخِلني في كُلِّ خَيرٍ أدخَلتَ فيهِ مُحَمَّدا وآلَ مُحَمَّدٍ ، وأخرِجني مِن كُلِّ سوءٍ أخرَجتَ مِنهُ مُحَمَّدا وآلَ مُحَمَّدٍ ، وصَلَّى اللّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ . (1)

الكافي عن علي بن حسّان عن بعض أصحابه عن الإمام الصادق عليه السلام :كُلُّ دُعاءٍ لا يَكونُ قَبلَهُ تَحميدٌ فَهُوَ أبتَرُ ، إنَّمَا التَّحميدُ ثُمَّ الثَّناءُ. قُلتُ : ما أدري ما يُجزي مِنَ التَّحميدِ وَالتَّمجيدِ؟ قالَ : يَقولُ : اللّهُمَّ أنتَ الأَوَّلُ فَلَيسَ قَبلَكَ شَيءٌ ، وأنتَ الآخِرُ فَلَيسَ بَعدَكَ شَيءٌ ، وأنتَ الظّاهِرُ فَلَيسَ فَوقَكَ شَيءٌ ، وأنتَ الباطِنُ فَلَيسَ دونَكَ شَيءٌ ، وأنتَ العَزيزُ الحَكيمُ . (2)

الإمام الصادق عليه السلام :اللّهُمَّ أنتَ ثِقَتي في كُلِّ كُربَةٍ ، وأنتَ رَجائي في كُلِّ شِدَّةٍ ، وأنتَ لي في كُلِّ أمرٍ نَزَلَ بي ثِقَةٌ وعُدَّةٌ ، كَم مِن كَربٍ يَضعُفُ عَنهُ الفُؤادُ ، وتَقِلُّ فيهِ الحيلَةُ ، ويَخذُلُ عَنهُ القَريبُ وَالبَعيدُ ، ويَشمَتُ بِهِ العَدُوُّ ، وتُعنيني (3) فيهِ الاُمورُ ، أنزَلتُهُ بِكَ وشَكَوتُهُ إلَيكَ راغِبا فيهِ عَمَّن سِواكَ ، فَفَرَّجتَهُ وكَشَفتَهُ وكَفَيتَنيهِ ، فَأَنتَ وَلِيُّ كُلِّ نِعمَةٍ ، وصاحِبُ كُلِّ حاجَةٍ ، ومُنتَهى كُلِّ رَغبَةٍ ، فَلَكَ الحَمدُ كَثيرا ولَكَ المَنُّ فاضِلاً . (4)

عنه عليه السلام :اللّهُمَّ إنّي اُثني عَلَيكَ بِأَحسَنِ ما أقدِرُ عَلَيهِ ، وأشكُرُكَ بِما مَنَنتَ بِهِ عَلَيَّ وعَلَّمتَني مِن شُكرِكَ ، اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ بِمَحامِدِكَ كُلِّها عَلى نَعمائِكَ كُلِّها ، وعَلى جَميعِ خَلقِكَ حَتّى يَنتَهِيَ الحَمدُ إلى ما تُحِبُّ ربَّنا وتَرضى .

.


1- .الكافي : ج 2 ص 529 ح 22 ، بحار الأنوار : ج 86 ص 295 ح 56 .
2- .الكافي : ج 2 ص 504 ح 6 ، عدّة الداعي : ص 245 وفيه «التمجيد» بدل «التحميد» في جميع المواضع ، بحار الأنوار : ج 93 ص 221 ح 4 .
3- .في تهذيب الأحكام وبحار الأنوار : «وتعييني» .
4- .الكافي : ج 2 ص 578 ح 5 ، تهذيب الأحكام : ج 3 ص 94 ح 255 كلاهما عن بكر بن محمّد ، الأمالي للمفيد : ص 273 ح 4 ، الأمالي للطوسي : ص 35 ح 36 كلاهما عن الريّان بن الصلت عن الإمام الرضا عليه السلام نحوه ، بحار الأنوار : ج 98 ص 136 .

ص: 521

اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ عَدَدَ ما خَلَقتَ وعَدَدَ ما ذَرَأتَ (1) ، ولَكَ الحَمدُ عَدَدَ ما بَرَأتَ ، ولَكَ الحَمدُ عَدَدَ ما أحصَيتَ ، ولَكَ الحَمدُ عَدَدَ ما فِي السَّماواتِ وَالأَرَضينَ ، ولَكَ الحَمدُ مِل ءَ الدُّنيا وَالآخِرَةِ . (2)

مصباح المتهجّد عن المفضّل بن عمر :رَأَيتُ أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام صَلّى صَلاةَ جَعفَرٍ ، ورَفَعَ يَدَيهِ ودَعا بِهذَا الدُّعاءِ : . . . اللّهُمَّ إنّي أفتَتِحُ القَولَ بِحَمدِكَ ، وأنطِقُ بِالثَّناءِ عَلَيكَ واُمَجِّدُكَ ولا غايةَ لِمَدحِكَ ، واُثني عَلَيكَ ، ومَن يَبلُغُ غايَةَ ثَنائِكَ! واُمَجِّدُكَ ، وأنّى لِخَليقَتِكَ كُنهُ مَعرِفَةِ مَجدِكَ! وأيُّ زَمَنٍ لم تَكُن مَمدوحا بِفَضلِكَ ، مَوصوفا بِمَجدِكَ ، عَوّادا عَلَى المُذنِبينَ بِحِلمِكَ ! تَخَلَّفَ سُكّانُ أرضِكَ عَن طاعَتِكَ فَكُنتَ عَلَيهِم عَطوفا بِجودِكَ ، جَوادا بِفَضلِكَ ، عَوّادا بِكَرَمِكَ ، يا لا إلهَ إلّا أنتَ ، المَنّانُ ذُوالجَلالِ وَالإِكرامِ . (3)

الإمام الصادق عليه السلام _ في دُعاءِ وَداعِ شَهرِ رَمضانَ _ :اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ بِمَحامِدِكَ كُلِّها أوَّلِها وآخِرِها ، ما قُلتَ لِنَفسِكَ مِنها وما قالَ الخَلائِقُ؛ الحامِدونَ المُجتَهِدونَ ، المَعدودونَ (4) المُوَقِّرونَ (5) ذِكرَكَ وَالشُّكرَ لَكَ ، الَّذينَ أعَنتَهُم عَلى أداءِ حَقِّكَ مِن أصنافِ خَلقِكَ؛ مِنَ المَلائِكَةِ المُقَرَّبينَ ، وَالنَّبِيّينَ وَالمُرسَلينَ ، وأصنافِ النّاطِقينَ وَالمُسَبِّحينَ لَكَ مِن جَميعِ العالَمينَ ، عَلى أنَّكَ بَلَّغتَنا شَهرَ رَمَضانَ وعَلَينا مِن نِعَمِكَ ، وعِندَنا مِن قِسَمِكَ وإحسانِكَ وتَظاهُرِ امتِنانِكَ ، فَبِذلِكَ لَكَ مُنتَهَى الحَمدِ الخالِدِ الدّائِمِ الرّاكِدِ المُخَلَّدِ السَّرمَدِ الَّذي لا يَنفَدُ طُولَ الأَبَدِ ، جَلَّ ثَناؤُكَ أعَنتَنا عَلَيهِ حَتّى قَضَينا صِيامَهُ وقِيامَه

.


1- .ذَرأ اللّه ُ الخلقَ : إذا خَلَقَهم (النهاية : ج 2 ص 156 «ذرأ») .
2- .الإقبال : ج 2 ص 122 عن سلمة بن الأكوع ، بحار الأنوار : ج 98 ص 242 .
3- .مصباح المتهجّد : ص 311 ح 419 ، جمال الاُسبوع : ص 188 ، فتح الأبواب : ص 276 ، البلد الأمين : ص 150 ، بحار الأنوار : ج 91 ص 200 ح 4 .
4- .المعدودون : أي الذين عددتهم من أوليائك ، أو أحصيتَ أسماءهم في شيعة الأئمّة عليهم السلام (مرآة العقول : ج 16 ص 402) .
5- .الموقِّرون : أي المعظّمون لذكرك . وفي تهذيب الأحكام : المؤثرون ؛ أي الذين يختارون ذكرك وشكرك على كلّ شيء (مرآة العقول : ج 16 ص 402) .

ص: 522

مِن صَلاةٍ ، وما كانَ مِنّا فيهِ مِن بِرٍّ أو شُكرٍ أو ذِكرٍ . (1)

عنه عليه السلام :اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ عَلى ما رَزَقتَني ، ولَكَ الحَمدُ عَلى ما مَنَحتَني ، ولَكَ الحَمدُ عَلى ما ألهَمتَني ، ولَكَ الحَمدُ عَلى ما وَفَّقتَني ، ولَكَ الحَمدُ عَلى ما شَفَيتَني ، ولَكَ الحَمدُ عَلى ما عافَيتَني ، ولَكَ الحَمدُ عَلى ما هَدَيتَني ، ولَكَ الحَمدُ عَلىَ السَّرّاءِ وَالضَّرّاءِ ، ولَكَ الحَمدُ عَلى ذلِكَ كُلِّهِ ، ولَكَ الحَمدُ عَلى كُلِّ نِعمَةٍ أنعَمتَ عَلَيَّ ظاهِرَةً وباطِنَةً ، حَمدا كَثيرا دائِما سَرمَدا أبَدا لا يَنقَطِعُ ولا يَفنى أبَدا ، حَمدا تَرضى بِحَمدِكَ عَنّا ، حَمدا يَصعَدُ أوَّلُهُ ولا يَفنى آخِرُهُ ، يَزيدُ ولا يَبيدُ . (2)

عنه عليه السلام :لا اُحصِي الثَّناءَ عَلَيكَ ولَو حَرَصتُ ، وأنتَ كَما أثنَيتَ عَلى نَفسِكَ ، سُبحانَكَ وبِحَمدِكَ . (3)

عنه عليه السلام :لا إلهَ إلّا أنتَ جَلَّ ثَناؤُكَ ، ولا اُحصي مِدحَتَكَ ولَا الثَّناءَ عَلَيكَ ، أنتَ كَما أثنَيتَ عَلى نَفسِكَ ، وفَوقَ ما يَقولُ القائِلونَ . (4)

عنه عليه السلام :لا يَبلُغُ مِدحَتَكَ قَولُ قائِلٍ ، أنتَ كَما تَقولُ وفَوقَ ما نَقولُ . (5)

الكافي عن محمَّد بن مسلم :قالَ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام : إنَّ في كِتابِ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام :

.


1- .الكافي : ج 4 ص 165 ح 6 ، تهذيب الأحكام : ج 3 ص 123 ح 267 و 268 ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج 2 ص 165 ح 2033 ، الإقبال : ج 1 ص 430 كلّها عن أبي بصير ، بحار الأنوار : ج 98 ص 176 ح 2 .
2- .الإقبال : ج 2 ص 142 ، بحار الأنوار : ج 98 ص 257 .
3- .الإقبال : ج 1 ص 121 عن أبي محمّد هارون بن موسى التلعكبري بإسناده ، بحار الأنوار : ج 97 ص 328 ح 1 .
4- .مصباح المتهجّد : ص 838 ح 899 ، المزار الكبير : ص 409 ح 4 كلاهما عن محمّد بن صدقة العنبري عن الإمام الكاظم عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 98 ص 412 ح 1 نقلاً عن الإقبال .
5- .الكافي : ج 2 ص 594 ح 33 عن أبي بصير ، مصباح المتهجّد : ص 278 ح 383 ، جمال الاُسبوع : ص 144 كلاهما من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج 89 ص 303 ح 10 .

ص: 523

إنَّ المِدحَةَ قَبلَ المَسأَلَةِ ، فَإِذا دَعَوتَ اللّهَ عز و جلفَمَجِّدهُ . قالَ : قُلتُ : كَيفَ اُمَجِّدُهُ؟ قالَ : تَقولُ : يا مَن هُوَ أقرَبُ إلَيَّ مِن حَبلِ الوَريدِ ، يا فَعّالاً لِما يُريدُ ، يا مَن يَحولُ بَينَ المَرءِ وقَلبِهِ (1) ، يا مَن هُوَ بِالمَنظَرِ الأَعلى ، يا مَن لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ . (2)

الإمام الصادق عليه السلام :اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ وَلِيَّ الحَمدِ ، ومُنتَهَى الحَمدِ ، وَفِيَّ الحَمدِ ، عَزيزَ الجُندِ ، قَديمَ المَجدِ ، الحَمدُ للّهِِ الَّذي كانَ عَرشُهُ عَلَى الماءِ حينَ لا شَمسٌ تُضيءُ ، ولا قَمَرٌ يَسري ، ولا بَحرٌ يَجري ، ولا رِياحٌ تَذري (3) ، ولا سَماءٌ مَبنِيَّةٌ ، ولا أرضٌ مَدحِيَّةٌ ، ولا لَيلٌ تَجُنُّ (4) ، ولا نَهارٌ يُكِنُّ ، ولا عَينٌ تَنبَعُ ، ولا صَوتٌ يُسمَعُ ، ولا جَبَلٌ مَرسِيٌّ ، ولا سَحابٌ مُنشَأٌ ، ولا إنسٌ مَبرُوٌّ ، ولا جِنٌّ مَذرُوٌّ ، ولا مَلَكٌ كَريمٌ ، ولا شَيطانٌ رَجيمٌ ، ولا ظِلٌّ مَمدودٌ ، ولا شَيءٌ مَعدودٌ . الحَمدُ للّهِِ الَّذي استَحمَدَ إلى مَنِ استَحمَدَهُ مِن أهلِ مَحامِدِهِ ، لِيَحمَدوهُ عَلى ما بَذَلَ مِن نَوافِلِهِ الَّتي فاقَ مَدحَ المادِحينَ مآثِرُ مَحامِدِهِ ، وعَدا وَصفَ الواصِفينَ هَيبَةُ جَلالِهِ ، هُوَ أهلٌ لِكُلِّ حَمدٍ ومُنتَهى كُلِّ رَغبَةٍ ، الواحِدُ الَّذي لا بَدءَ لَهُ ، المَلِكُ الَّذي لا زَوالَ لَهُ ، الرَّفيعٌ الَّذي لَيسَ فَوقَهُ ناظِرٌ ، ذو (5) المَغفِرَةِ وَالرَّحمَةِ ، المَحمودُ لِبَذلِ نَوائِلِهِ ، المَعبودُ بِهَيبَةِ جَلالِهِ ، المَذكورُ بِحُسنِ آلائِهِ ، المَنّانُ بِسَعَةِ فَواضِلِهِ ،

.


1- .يحول بين المرء وقلبه : أي يملك على قلبه ، فيصرفه كيف شاء ؛ فيغيّر نيّاته ، ويفسخ عزائمه ، ويبدله بالذكر نسيانا وبالنسيان ذكرا ، وبالخوف أمنا وبالأمن خوفا (مجمع البحرين : ج 1 ص 475 «حول») .
2- .الكافي : ج 2 ص 484 ح 2 ، مكارم الأخلاق : ج 2 ص 16 ح 2029 ، فلاح السائل : ص 90 ح 22 ، عدّة الداعي : ص 148 وليس فيهما «يا فعّالاً لما يريد» ، بحار الأنوار : ج 93 ص 315 ح 20 .
3- .ذَرَتْهُ الريح وأذرته وتُذريه : إذا أطارته (النهاية : ج 2 ص 159 «ذرا») .
4- .جَنَّهُ الليل ، وجَنّ عليه يَجُنّ : ستره (لسان العرب : ج 13 ص 92 «جنن») .
5- .في الطبعة المعتمدة : «ذي» ، والتصويب من طبعة دار الكتب الإسلاميّة .

ص: 524

المَرغوبُ إلَيهِ في تَمامِ المَواهِبِ مِن خَزائِنِهِ ، العَظيمُ الشَّأنِ ، الكَريمُ في سُلطانِهِ ، العَلِيُّ في مَكانِهِ ، المُحسِنُ فِي امتِنانِهِ ، الجَوادُ في فَواضِلِهِ . الحَمدُ للّهِِ بارِئِ خَلقِ المَخلوقِينَ بِعِلمِهِ ، ومُصَوِّرِ أجسادِ العِبادِ بِقُدرَتِهِ ، ومُخالِفِ صُوَرِ مَن خَلَقَ مِن خَلقِهِ ، ونافِخِ الأَرواحِ في خَلقِهِ بِعِلمِهِ ، ومُعَلِّمِ مَن خَلَقَ مِن عِبادِهِ اسمَهُ ، وُمدَبِّرِ خَلقِ السَّماواتِ وَالأَرضِ بِعَظَمَتِهِ . الَّذي وَسِعَ كُلَّ شَيءٍ خَلقُ كُرسِيِّهِ ، وعَلا بِعَظَمَتِهِ فَوقَ الأَعلَينَ ، وقَهَرَ المُلوكَ بِجَبَروتِهِ ، الجَبّارِ الأَعلى المَعبودِ في سُلطانِهِ ، المُتَسَلِّطِ بِقُوَّتِهِ ، المُتَعالي في دُنُوِّهِ ، المُتَداني كُلَّ شَيءٍ فِي ارتِفاعِهِ ، الَّذي نَفَذَ بَصَرُهُ في خَلقِهِ ، وحارَتِ الأَبصارُ بِشُعاعِ نورِهِ . الحَمدُ للّهِِ الحَليمِ الرَّشيدِ ، القَوِيِّ الشَّديدِ ، المُبدِئِ المُعيدِ ، الفَعّالِ لِما يُريدُ . الحَمدُ للّهِِ مُنزِلِ الآياتِ ، وكاشِفِ الكُرُباتِ ، ومُؤتِي السَّماواتِ . الحَمدُ للّهِِ في كُلِّ مَكانٍ ، وفي كُلِّ زَمانٍ ، وفي كُلِّ أوانٍ . الحَمدُ للّهِِ الَّذي لا يَنسى مَن ذَكَرَهُ ، ولا يُخَيِّبُ مَن دَعاهُ ، ولا يُذِلُّ مَن والاهُ ، الَّذي يَجزي بالإِحسانِ إحسانا ، وبِالصَّبرِ نَجاةً . «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى لَهُ مَا فِى السَّمَ_وَ تِ وَ مَا فِى الْأَرْضِ وَ لَهُ الْحَمْدُ فِى الْاخِرَةِ وَ هُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ» (1) . «الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَ_وَ تِ وَ الْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَ_ئِكَةِ رُسُلاً أُوْلِى أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَ ثُلَ_ثَ وَ رُبَ_عَ يَزِيدُ فِى الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَىْ ءٍ قَدِيرٌ» (2) . (3)

.


1- .سبأ : 1 .
2- .فاطر : 1 .
3- .الإقبال : ج 2 ص 122 عن سلمة بن الأكوع ، بحار الأنوار : ج 98 ص 242 .

ص: 525

5 / 9 المحامد المأثورة عن الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام

5 / 10 المحامد المأثورة عن الإمام عليّ بن موسى الرّضا عليه السلام

5 / 9المَحامِدُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ مُوسَى بنِ جَعفَرٍ الكاظِمِ عليه السلامقرب الإسناد عن عليّ بن جعفر عليه السلام :كانَ أخي عليه السلام يَقولُ كَثيرا : الحَمدُ للّهِِ الَّذي بِنِعمَتِهِ تَتِمُّ الصّالِحاتُ . (1)

الإمام الكاظم عليه السلام :بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، الحَمدُ للّهِِ الَّذي لَم يَتَّخِذ وَلَدا ، ولَم يَكُن لَهُ شَريكٌ فِي المُلكِ ، الحَمدُ للّهِِ الَّذي يَصِفُ ولا يوصَفُ ، ويَعلَمُ ولا يُعلَمُ ، يَعلَمُ خائِنَةَ الأَعيُنِ وما تُخفِي الصُّدورُ . (2)

عنه عليه السلام :اللّهُمَّ ما أصبَحتُ فيهِ مِن عافِيَةٍ في ديني ودُنيايَ ، فَأَنتَ الَّذي أعطَيتَني ورَزَقتَني ووَفَّقتَني لَهُ وسَتَرتَني ، فَلا حَمدَ لي يا إلهي فيما كانَ مِنّي مِن خَيرٍ ، ولا عُذرَ لي فيما كانَ مِنّي مِن شَرٍّ ، اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ أن أتَّكِلَ إلى ما لا حَمدَ لي فيهِ أو ما لا عُذرَ لي فيهِ . (3)

5 / 10المَحامِدُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ عَلِيِّ بنِ موُسَى الرِّضا عليه السلامالإمام الرضا عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي حَمِدَ فِي الكِتابِ نَفسَهُ ، وَافتَتَحَ بِالحَمدِ كِتابَهُ ، وجَعَلَ الحَمدَ أوَّلَ جَزاءِ مَحَلِّ نِعمَتِهِ ، وآخِرَ دَعوى أهلِ جَنَّتِهِ . (4)

.


1- .قرب الإسناد : ص 300 ح 1179 ، بحار الأنوار : ج 93 ص 210 ح 2 .
2- .الكافي : ج 2 ص 532 ح 30 عن عبد اللّه بن إبراهيم الجعفري وص 569 ح 4 ، المحاسن : ج 2 ص 118 ح 1324 ، عدّة الداعي : ص 254 كلّها عن سليمان الجعفري ، بحار الأنوار : ج 86 ص 259 ح 28 .
3- .البلد الأمين : ص 117 .
4- .الكافي : ج 5 ص 373 ح 7 عن معاوية بن حكيم ، مكارم الأخلاق : ج 1 ص 449 ح 1541 وفيه «جزاء أهل طاعته» بدل «آخر دعوى أهل جنّته» ، بحار الأنوار : ج 103 ص 264 ح 4 .

ص: 526

5 / 11 المحامد المأثورة عن الإمام محمّد بن عليٍّ الجواد عليه السلام

الكافي عن محمّد بن أحمد عن بعض أصحابنا :كانَ الرِّضا عليه السلام يَخطُبُ فِي النِّكاحِ : الحَمدُ للّهِِ إجلالاً لِقُدرَتِهِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ خُضوعا لِعِزَّتِهِ ، وصَلَّى اللّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ عِندَ ذِكرِهِ ، إنَّ اللّهَ «خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَ صِهْرًا» إلى آخِرِ الآيَةِ (1) . (2)

5 / 11المَحامِدُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الجَوادِ عليه السلامالإمام الجواد عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ مُتِمِّ النِّعَمِ بِرَحمَتِهِ ، وَالهادي إلى شُكرِهِ بِمَنِّهِ . (3)

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ إقرارا بِنِعمَتِهِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ إخلاصا لِوَحدانِيَّتِهِ ، وصَلَّى اللّهُ عَلى مُحَمَّدٍ سَيِّدِ بَرِيَّتِهِ ، وَالأَصفِياءِ مِن عِترَتِهِ . (4)

عنه عليه السلام :يُستَحَبُّ أن تُكثِرَ مِن أن تَقولَ في كُلِّ وَقتٍ مِن لَيلٍ أو نَهارٍ مِن أوَّلِ الشَّهرِ [ أي شَهرِ رَمَضانَ] إلى آخِرِهِ : يا ذَا الَّذي كانَ قَبلَ كُلِّ شَيءٍ ، ثُمَّ خَلَقَ كُلَّ شَيءٍ ، ثُمَّ يَبقى ويَفنى كُلُّ شَيءٍ ، يا ذَا الَّذي لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ ، ويا ذَا الَّذي لَيسَ فِي السَّماواتِ العُلى ولا فِي الأَرَضينَ السُّفلى ولا فَوقَهُنَّ ولا تَحتَهُنَّ ولا بَينَهُنَّ إلهٌ يُعبَدُ غَيرُهُ . لَكَ الحَمدُ حَمدا لا يَقوى

.


1- .الفرقان : 54 .
2- .الكافي : ج 5 ص 374 ح 8 .
3- .كتاب من لا يحضره الفقيه : ج 3 ص 398 ح 4399 ، مكارم الأخلاق : ج 1 ص 448 ح 1540 ، بحار الأنوار : ج 103 ص 264 ح 3 وفيه «لمّا تزوّج الرضا عليه السلام ابنة المأمون خطب لنفسه فقال ...» .
4- .الإرشاد : ج 2 ص 284 ، تحف العقول : ص 452 وفيه «إجلالاً لعظمته» بدل «إخلاصا لوحدانيّته» ، مكارم الأخلاق : ج 1 ص 450 ح 1542 ، الاحتجاج : ج 2 ص 472 ح 322 ، إعلام الورى : ج 2 ص 103 كلاهما عن الريّان بن شبيب ، بحار الأنوار : ج 103 ص 265 ح 5 وص 272 ح 22 .

ص: 527

5 / 12 المحامد المأثورة عن الإمام عليّ بن محمّد الهادي عليه السلام

عَلى إحصائِهِ إلّا أنتَ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ صَلاةً لا يَقوى عَلى إحصائِها إلّا أنتَ . (1)

عنه عليه السلام :اللّهُمَّ أنتَ الأَوَّلُ بِلا أوَّلِيَّةٍ مَعدودَةٍ ، وَالآخِرُ بِلا آخِرِيَّةٍ مَحدودَةٍ ، أنشَأتَنا لا لِعِلَّةٍ اقتِسارا ، وَاختَرَعتَنا لا لِحاجَةٍ اقتِدارا ، وَابتَدَعتَنا بِحِكمَتِكَ اختِيارا ، وبَلَوتَنا بِأمرِكَ ونَهيِكَ اختِبارا ، وأيَّدتَنا بِالآلاتِ ومَنَحتَنا بِالأَدَواتِ ، وكَلَّفتَنَا الطّاقَةَ وجَشَمتَنَا (2) الطّاعَةَ ، فَأَمَرتَ تَخييرا ونَهَيتَ تَحذيرا ، وخَوَّلتَ كَثيرا وسَأَلتَ يَسيرا ، فَعُصِيَ أمرُكَ فَحَلُمتَ ، وجُهِلَ قَدرُكَ فَتَكَرَّمتَ . فَأَنتَ رَبُّ العِزَّةِ وَالبَهاءِ ، وَالعَظَمَةِ وَالكِبرِياءِ ، وَالإِحسانِ وَالنَّعماءِ ، وَالمَنِّ وَالآلاءِ ، وَالمَنحِ وَالعَطاءِ ، وَالإِنجازِ وَالوَفاءِ ، ولا تُحيطُ القُلوبُ لَكَ بِكُنهٍ ، ولا تُدرِكُ الأَوهامُ لَكَ صِفَةً ، ولا يُشبِهُكَ شَيءٌ مِن خَلقِكَ ، ولا يُمَثَّلُ بِكَ شَيءٌ مِن صَنعَتِكَ ، تَبارَكتَ أن تُحَسَّ أو تُمَسَّ أو تُدرِكَكَ الحَواسُّ الخَمسُ ، وأنّى يُدرِكُ مَخلوقٌ خالِقَهُ؟! وتَعالَيتَ يا إلهي عَمّا يَقولُ الظّالِمونَ عُلُوّا كَبيرا ! (3)

5 / 12المَحامِدُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ الهادي عليه السلامالإمام الهادي عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي جَعَلَنا مِن أهلِ طاعَتِهِ ، ووَفَّقَنا لِلعَونِ عَلى عِبادَتِهِ . (4)

.


1- .المقنعة : ص 320 ، التوحيد : ص 47 ح 11 نحوه وكلاهما عن عليّ بن مهزيار ، الإقبال : ج 1 ص 348 من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج 3 ص 285 ح 5 وج 94 ص 179 ح 2 .
2- .جَشَمتُهُ الأمرَ : إذا كَلَّفتَهُ إيّاه (الصحاح : ج 5 ص 1888 «جشم»).
3- .مُهج الدعوات : ص 80 ، بحار الأنوار : ج 85 ص 225 ح 1 .
4- .الأمالي للطوسي : ص 299 ح 587 ، المناقب لابن شهر آشوب : ج 4 ص 414 كلاهما عن كافور الخادم ، بحار الأنوار : ج 50 ص 126 ح 4 .

ص: 528

عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ العالِمِ بِما هُوَ كائِنٌ مِن قَبلِ أن يَدينَ لَهُ مِن خَلقِه دائِنٌ ، فاطِرِ السَّماواتِ وَالأَرضِ ، مُؤَلِّفِ الأَسبابِ بِما جَرَت بِهِ الأَقلامُ ومَضَت بِهِ الأَحتامُ (1) مِن سابِقِ عِلمِهِ ومُقَدَّرِ حُكمِهِ ، أحمَدُهُ عَلى نِعَمِهِ وأعوذُ بِهِ مِن نِقَمِهِ ، وأَستَهدِي اللّهَ الهُدى وأعوذُ بِهِ مِنَ الضَّلالَةِ وَالرَّدى ، مَن يَهدِهِ اللّهُ فَقَدِ اهتَدى ، وسَلَكَ الطَّريقَةَ المُثلى ، وغَنِمَ الغَنيمَةَ العُظمى ؛ ومَن يُضلِلِ اللّهُ فَقَد حارَ (2) عَنِ الهُدى ، وهَوى إلَى الرَّدى . (3)

عنه عليه السلام :إلهي تاهَت أوهامُ المُتَوَهِّمينَ ، وقَصُرَ طَرفُ الطّارِفينَ ، وتَلاشَت أوصافُ الواصِفينَ ، وَاضمَحَلَّت أقاويلُ المُبطِلينَ عَنِ الدَّركِ لِعَجيبِ شَأنِكَ ، أوِ الوُقوعِ بِالبُلوغِ إلى عُلُوِّكَ ، فَأَنتَ فِي المَكانِ الَّذي لا يَتَناهى ، ولَم تَقَع عَلَيكَ عُيونٌ بِإِشارَةٍ ولا عِبارَةٍ ، هَيهاتَ ثُمَّ هَيهاتَ! يا أوَّلِيُّ يا وَحدانِيُّ يا فَردانِيُّ ، شَمَختَ (4) فِي العُلُوِّ بِعِزِّ الكِبرِ ، وَارتَفَعتَ مِن وَراءِ كُلِّ غَورَةٍ ونِهايَةٍ بِجَبَروتِ الفَخرِ (5) . (6)

عنه عليه السلام :اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ إذ جَعَلتَنا مِمَّن يَحمَدُكَ حَقّا . (7)

عنه عليه السلام :اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ حَمدا يَكونُ أحَقَّ الحَمدِ بِكَ ، وأرضَى الحَمدِ لَكَ ، وأوجَب

.


1- .الحَتْم : القضاء وإيجابُه (القاموس المحيط : ج 4 ص 93 «حتم») .
2- .حارَ : رجَعَ (الصحاح : ج 2 ص 638 «حور») .
3- .الكافي : ج 5 ص 372 ح 6 عن عبدالعظيم بن عبد اللّه الحسني .
4- .شَمَخَ : ارتفع وتكبّر (النهاية : ج 2 ص 500 «شمخ») .
5- .الغَور : القَعْر من كلّ شيء (القاموس المحيط : ج 2 ص 105 «غور») . أي ارتفعتَ عن أن يدرك كنه ذاتك وصفاتك بالوصول إلى غور الأفكار ونهايتها بسبب جبروت وعظمة ذاتيّة توجب الفخر (بحار الأنوار : ج 3 ص 299) .
6- .التوحيد : ص 66 ح 19 عن سهل بن زياد ، الاحتجاج : ج 2 ص 485 ح 325 نحوه ، بحار الأنوار : ج 94 ص 179 ح 3 .
7- .الأمالي للطوسي : ص 289 ح 559 ، المناقب لابن شهر آشوب : ج 4 ص 427 عن الإمام العسكري عليه السلام وكلاهما عن كافور الخادم ، بحار الأنوار : ج 50 ص 126 ح 3 .

ص: 529

الحَمدِ لَكَ ، وأحَبَّ الحَمدِ إلَيكَ . ولَكَ الحَمدُ كَما أنتَ أهلُهُ ، وكَما رَضيتَ لِنَفسِكَ ، وكَما حَمِدَكَ مَن رَضيتَ حَمدَهُ مِن جَميعِ خَلقِكَ . ولَكَ الحَمدُ كَما حَمِدَكَ بِهِ جَميعُ أنبِيائِكَ ورُسُلِكَ ومَلائِكَتِكَ ، وكَما يَنبَغي لِعِزِّكَ وكِبرِيائِكَ وعَظَمَتِكَ . ولَكَ الحَمدُ حَمدا تَكِلُّ الأَلسُنُ عَن صِفَتِهِ ، ويَقِفُ القَولُ عَن مُنتَهاهُ . ولَكَ الحَمدُ حَمدا لا يَقصُرُ عَن رِضاكَ ، ولا يَفضُلُهُ شَيءٌ مِن مَحامِدِكَ . اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ فِي السَّرّاءِ وَالضَّرّاءِ ، وَالشِّدَّةِ وَالرَّخاءِ ، وَالعافِيَةِ وَالبَلاءِ ، وَالسِّنينَ وَالدُّهورِ . ولَكَ الحَمدُ عَلى آلائِكَ وَنَعمائِكَ عَلَيَّ وعِندي ، وعَلى ما أولَيتَني وأبلَيتَني وعافَيتَني ورَزَقتَني وأعطَيتَني وفَضَّلتَني وشَرَّفتَني وكَرَّمتَني وهَدَيتَني لِدينِكَ ، حَمدا لا يَبلُغُهُ وَصفُ واصِفٍ ، ولا يُدرِكُهُ قَولُ قائِلٍ . اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ حَمدا فيما أتَيتَ إلى أحَدٍ مِن إحسانِكَ عِندي ، وإفضالِكَ عَلَيَّ ، وتَفضيلِكَ إيّايَ عَلى غَيري . ولَكَ الحَمدُ عَلى ما سَوَّيتَ مِن خَلقي وأدَّبتَني فَأَحسَنتَ أدَبي ، مَنّا مِنكَ عَلَيَّ لا لِسابِقَةٍ كانَت مِنّي . فَأَيُّ النِّعَمِ يا رَبِّ لَم تَتَّخِذ عِندي! وأيُّ شُكرٍ لَم تَستَوجِب مِنّي! رَضيتُ بِلُطفِكَ لُطفا ، وبِكِفايَتِكَ مِن جَميعِ الخَلقِ خَلَفا . (1) يا رَبِّ ، أنتَ المُنعِمُ عَلَيَّ ، المُحسِنُ المُتَفَضِّلُ المُجمِلُ ، ذُو الجَلالِ وَالإِكرامِ ، وَالفَواضِلِ وَالنِّعَمِ العِظامِ ، فَلَكَ الحَمدُ عَلى ذلِكَ . (2)

.


1- .في المصدر : «خلقا» ، والتصويب من بحار الأنوار وبعض نسخ المصدر . والخَلَف : ما استخلَفتَهُ من شيء ؛ تقول : أعطاك اللّه ُ خَلَفا ممّا ذهب لك (لسان العرب : ج 9 ص 84 «خلف») .
2- .مصباح المتهجّد : ص 343 ح 453 ، جمال الاُسبوع : ص 210 كلاهما عن يعقوب بن يزيد الكاتب الأنباري ، بحار الأنوار : ج 90 ص 49 ح 12 .

ص: 530

5 / 13 المحامد المأثورة عن الإمام الحسن بن عليٍّ العسكريّ عليه السلام

5 / 14 المحامد المأثورة عن الإمام المهديّ عليه السلام

5 / 13المَحامِدُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ العَسكَرِيِّ عليه السلامالإمام العسكري عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ شُكرا لِنَعمائِهِ ، وَاستِدعاءً لِمَزيدِهِ ، وَاستِخلاصا لَهُ وبِهِ (1) دونَ غَيرِهِ ، وعِياذا بِهِ مِن كُفرانِهِ وَالإِلحادِ في عَظَمَتِهِ وكِبرِيائِهِ ، حَمدَ مَن يَعلَمُ أنَّ ما بِهِ مِن نَعمائِهِ فَمِن عِندِ رَبِّهِ ، وما مَسَّهُ مِن عُقوبَةٍ فَبِسوءِ جِنايَةِ يَدِهِ . (2)

عنه عليه السلام _ في كِتابِهِ إلى إسحاقِ بنِ إسماعِيلَ النَّيسابورِيِّ _ :فَهِمتُ كِتابَكَ _ يَرحَمُكَ اللّهُ _ ونَحنُ بِحَمدِ اللّهِ ونِعمَتِهِ أهلُ بَيتٍ نَرِقُّ عَلى أولِيائِنا ، ونُسَرُّ بِتَتابُعِ إحسانِ اللّهِ إلَيهِم وفَضلِهِ لَدَيهِم . . . ولَيسَ مِن نِعمَةٍ _ وإن جَلَّ أمرُها وعَظُمَ خَطَرُها _ إلّا وَالحَمدُ للّهِِ _ تَقَدَّسَت أسماؤُهُ _ عَلَيها مُؤَدٍّ شُكرَها ، وأنَا أقولُ : الحَمدُ للّهِِ أفضَلَ ما حَمِدَهُ حامِدُهُ إلى أبَدِ الأَبَدِ ، بما مَنَّ اللّهُ عَلَيكَ مِن رَحمَتِهِ ، ونَجّاكَ مِنَ الهَلَكَةِ ، وسَهَّلَ سَبيلَكَ عَلَى العَقَبَةِ . (3)

5 / 14المَحامِدُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ المَهدِيِّ عليه السلامالإمام المهدي عليه السلام :اللّهُمَّ يا ذَا المِنَنِ السّابِغَةِ ، وَالآلاءِ (4) الوازِعَةِ ، وَالرَّحمَةِ الواسِعَةِ ، وَالقُدرَةِ الجامِعَةِ ، وَالنِّعَمِ الجَسيمَةِ ، وَالمَواهِبِ العَظيمَةِ ، وَالأَيادِي الجَميلَةِ ، وَالعَطايَا الجَزيلَةِ . يا مَن لا يُنعَتُ بِتَمثيلٍ ، ولا يُمَثَّلُ بِنَظيرٍ ، ولا يُغلَبُ بِظَهيرٍ .

.


1- .أي أحمَدُهُ طلبا لخلاص نفسي من العقوبات خالصا له مستعينا به ، أو طلبا لإخلاص الدعاء والعبادة له بعونه (بحار الأنوار : ج 85 ص 249) .
2- .مُهج الدعوات : ص 85 ، البلد الأمين : ص 564 وفيه «واستجلابا لرزقه» بعد «... لمزيده» ، بحار الأنوار : ج 85 ص 229 .
3- .تحف العقول : ص 484 ، رجال الكشّي : ج 2 ص 844 الرقم 1088 وفيه «... الحمد للّه مثل ما حمد اللّه به حامد إلى ...» ، بحار الأنوار : ج 50 ص 319 ح 16 وج 78 ص 375 ح 2 .
4- .الآلاء : النِّعَم (النهاية : ج 1 ص 63 «ألى») .

ص: 531

يا مَن خَلَقَ فَرَزَقَ ، وألهَمَ فَأَنطَقَ ، وَابتَدَعَ فَشَرَعَ ، وعَلا فَارتَفَعَ ، وقَدَّرَ فَأَحسَنَ ، وصَوَّرَ فَأَتقَنَ ، وَاحتَجَّ فَأَبلَغَ ، وأنعَمَ فَأَسبَغَ ، وأعطى فَأَجزَلَ ، ومَنَحَ فَأَفضَلَ . يا مَن سَما فِي العِزِّ فَفاتَ خَواطِرَ الأَبصارِ ودَنا فِي اللُّطفِ فَجازَ هَواجِسَ الأَفكارِ . يا مَن تَوَحَّدَ بِالمُلكِ (فِي المُلكِ) فَلا نِدَّ لَهُ في مَلَكوتِ سُلطانِهِ ، وتَفَرَّدَ بِالكِبرِياءِ وَالآلاءِ فَلا ضِدَّ لَهُ في جَبَروتِ شَأنِهِ . يا مَن حارَت في كِبرِياءِ هَيبَتِهِ دَقائِقُ لَطائِفِ الأَوهامِ ، وَانحَسَرَت دونَ إدراكِ عَظَمَتِهِ خَطائِفُ أبصارِ الأَنامِ . يا مَن عَنَتِ الوُجوهُ لِهَيبَتِهِ ، وخَضَعَتِ الرِّقابُ لِعَظَمَتِهِ ، ووَجِلَتِ القُلوبُ مِن خيفَتِهِ ، أسأَ لُكَ بِهذِهِ المِدحَةِ الَّتي لا تَنبَغي إلّا لَكَ . . . . (1)

عنه عليه السلام :لَكَ الحَمدُ يا إلهي إذ خَلَقتَني بَشَرا سَوِيّا ، وجَعَلتَني غَنِيّا مَكفِيّا بَعدَما كُنتُ طِفلاً صَبِيّا ، تَقوتُني مِنَ الثَّديِ لَبَنا مَرِيئا ، وغَذَّيتَني غِذاءً طَيِّبا هَنيئا ، وجَعَلتَني ذَكَرا مِثالاً سَوِيّا . فَلَكَ الحَمدُ حَمدا إن عُدَّ لَم يُحصَ ، وإن وُضِعَ لَم يَتَّسِع لَهُ شَيءٌ ، حَمدا يَفوقُ عَلى جَميعِ حَمدِ الحامِدينَ ، ويَعلو عَلى حَمدِ كُلِّ شَيءٍ ، ويَفخَمُ ويعظُمُ عَلى ذلِكَ كُلِّهِ ، وكُلَّما حَمِدَ اللّهَ شَيءٌ . وَالحَمدُ للّهِِ كَما يُحِبُّ اللّهُ أن يُحمَدَ ، وَالحَمدُ للّهِِ عَدَدَ ما خَلَقَ ، وزِنَةَ ما خَلَقَ ، وزِنَةَ أجَلِّ ما خَلَقَ ، وزِنَةَ أخَفِّ ما خَلَقَ ، وبِعَدَدِ أكبَرِ ما خَلَقَ ، وبِعَدَدِ أصغَرِ ما خَلَقَ ،

.


1- .الإقبال : ج 3 ص 212 عن محمّد بن أبي الرواد الرّواسي ، المزار الكبير : ص 144 عن عليّ بن محمّد بن عبد الرحمن التستري ، المزار للشهيد الأوّل : ص 264 عن محمّد بن عبد الرحمن التستري ، مصباح المتهجّد : ص 802 ح 865 من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج 98 ص 391 ح 1 .

ص: 532

وَالحَمدُ للّهِِ حَتّى يَرضى رَبُّنا وبَعدَ الرِّضا ، وأسأَ لُهُ أن يُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأن يَغفِرَ لي ذَنبي ، وأن يَحمَدَ لي أمري ، ويَتوبَ عَلَيَّ ، إنَّهُ هُوَ التَّوّابُ الرَّحيمُ . (1)

الإقبال عن أبي عمرو محمّد بن محمّد بن نصر السكوني :سَأَلتُ أبا بَكرٍ أحمَدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ عُثمانَ البَغدادِيَّ ، أن يُخرِجَ إلَيَّ أدعِيَةَ شَهرِ رَمَضانَ الَّتي كانَ عَمُّهُ أبو جَعفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ عُثمانَ بنِ السَّعيدِ العَمرِيُّ يَدعو بِها ، فَأَخرَجَ إلَيَّ دَفتَرا مُجَلَّدا بِأَحمَرَ ، فَنَسَختُ مِنهُ أدعِيَةً كَثيرَةً ، وكانَ مِن جُملَتِها : وتَدعو بِهذَا الدُّعاءِ في كُلِّ لَيلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ ؛ فَإِنَّ الدُّعاءَ في هذَا الشَّهرِ تَسمَعُهُ المَلائِكَةُ وتَستَغفِرُ لِصاحِبِهِ ، وهُوَ : اللّهُمَّ إنّي أفتَتِحُ الثَّناءَ بِحَمدِكَ ، وأنتَ مُسَدِّدٌ لِلصَّوابِ بِمَنِّكَ ، وأيقَنتُ أنَّكَ أرحَمُ الرّاحِمينَ في مَوضِعِ العَفوِ وَالرَّحمَةِ ، وأشَدُّ المُعاقِبينَ في مَوضِعِ النَّكالِ وَالنَّقِمَةِ ، وَأعظَمُ المُتَجَبِّرينَ في مَوضِعِ الكِبرِياءِ وَالعَظَمَةِ . . . . الحَمدُ للّهِِ الَّذي لَم يَتَّخِذ صاحِبَةً ولا وَلَدا ، ولَم يَكُن لَهُ شَريكٌ فِي المُلكِ ، ولَم يَكُن لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وكَبِّرهُ تَكبيرا . الحَمدُ للّهِِ بِجَميعِ مَحامِدِهِ كُلِّها عَلى جَميعِ نِعَمِهِ كُلِّها . الحَمدُ للّهِِ الَّذي لا مُضادَّ لَهُ في مُلكِهِ ، ولا مُنازِعَ لَهُ في أمرِهِ . الحَمدُ للّهِِ الَّذي لا شَريكَ لَهُ في خَلقِهِ ولا شَبيهَ لَهُ في عَظَمَتِهِ . الحَمدُ للّهِِ الفاشي فِي الخَلقِ أمرُهُ وحَمدُهُ ، الظّاهِرِ بِالكَرَمِ مَجدُهُ ، الباسِطِ بِالجودِ يَدَهُ ، الَّذي لا تَنقُصُ خَزائِنُهُ ، ولا تَزيدُهُ كَثرَةُ العَطاءِ إلّا جودا وكَرَما إنَّهُ هُوَ العَزيز

.


1- .مُهج الدعوات : ص 338 عن محمّد بن عليّ العلوي الحسيني المصري ، البلد الأمين : ص 393 ، بحار الأنوار : ج 95 ص 268 ح 34 .

ص: 533

الوَهّابُ . . . . الحَمدُ للّهِِ مالِكِ المُلكِ ، مُجرِي الفُلكِ ، مُسَخِّرِ الرِّياحِ ، فالِقِ الإِصباحِ ، دَيّانِ الدّينِ ، رَبِّ العالَمينَ . الحَمدُ للّهِِ عَلى حِلمِهِ بَعدَ عِلمِهِ ، الحَمدُ للّهِِ عَلى عَفوِهِ بَعدَ قُدرَتِهِ ، الحَمدُ للّهِِ عَلى طولِ أناتِهِ (1) في غَضَبِهِ وهُوَ القادِرُ عَلى ما يُريدُ . الحَمدُ للّهِِ خالِقِ الخَلقِ ، باسِطِ الرِّزقِ ، ذِي الجَلالِ وَالإِكرامِ ، وَالفَضلِ وَالإِنعامِ ، الَّذي بَعُدَ فَلا يُرى ، وقَرُبَ فَشَهِدَ النَّجوى ، تَبارَكَ وتَعالى . الحَمدُ للّهِِ الَّذي لَيسَ لَهُ مُنازِعٌ يُعادِلُهُ ، ولا شَبيهٌ يُشاكِلُهُ ، ولا ظَهيرٌ يُعاضِدُهُ ، قَهَرَ بِعِزَّتِهِ الأَعِزّاءَ ، وتَواضَعَ لِعَظَمَتِهِ العُظَماءُ ، فَبَلَغَ بِقُدرَتِهِ ما يَشاءُ . الحَمدُ للّهِِ الَّذي يُجيبُني حينَ اُناديهِ ، ويَستُرُ عَلَيَّ كُلَّ عَورَةٍ وأنَا أعصيهِ ، ويُعَظِّمُ النِّعمَةَ عَلَيَّ فَلا اُجازيهِ ، فَكَم مِن مَوهِبَةٍ هَنيئَةٍ قَد أعطاني ، وعَظيمَةٍ مَخوفَةٍ قَد كَفاني ، وبَهجَةٍ مونِقَةٍ (2) قَد أراني ، فَاُثني عَلَيهِ حامِدا وأذكُرُه مُسَبِّحا . الحَمدُ للّهِِ الَّذي لا يُهتَكُ حِجابُهُ ، ولا يُغلَقُ بابُهُ ، ولا يُرَدُّ سائِلُهُ ، ولا يُخَيَّبُ آمِلُهُ . الحَمدُ للّهِِ الَّذي يُؤمِنُ الخائِفينَ ، ويُنَجِّي الصّالِحينَ ، ويَرفَعُ المُستَضعَفينَ ، ويَضَعُ المُستَكبِرينَ ، ويُهلِكُ مُلوكا ويَستَخلِفُ آخَرِينَ . وَالحَمدُ للّهِِ قاصِمِ الجَبّارينَ ، مُبيرِ الظّالِمينَ ، مُدرِكِ الهارِبينَ ، نَكالِ الظّالِمينَ ، صَريخِ المُستَصرِخينَ ، مَوضِعِ حاجاتِ الطّالِبينَ ، مُعتَمَدِ المُؤمِنينَ . الحَمدُ للّهِِ الَّذي مِن خَشيَتِهِ تَرعَدُ السَّماءُ وسُكّانُها ، وتَرجُفُ الأَرضُ وعُمّارُها ،

.


1- .تأنّى في الأمر : أي ترفّق وتنظّر . والاسم : الأناة (الصحاح : ج 6 ص 2273 «أنا») .
2- .الأنَق : الفرح والسرور ، والشيء الأنيق المُعجِب (النهاية : ج 1 ص 76 «أنق») .

ص: 534

وتَموجُ البِحارُ ومَن يَسبَحُ في غَمَراتِها. (الحَمدُ للّهِِ الَّذي هَدانا لِهذا وما كُنّا لِنَهتَدِيَ لَولا أن هَدانَا اللّهُ). (1) الحَمدُ للّهِِ الَّذي يَخلُقُ ، ولَم يُخلَق ، ويَرزُقُ ولا يُرزَقُ (2) ، ويُطعِمُ ولا يُطعَمُ ، ويُميتُ الأَحياءَ ويُحيِي المَوتى وهُوَ حَيٌّ لا يَموتُ ، بِيَدِهِ الخَيرُ وهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ . (3)

.


1- .ما بين القوسين لايوجد في الطبعة المعتمدة ، وأثبتناه من طبعة دار الكتب الإسلاميّة والبلد الأمين والمصباح للكفعمي .
2- .في الطبعة المعتمدة : «ولم يرزق» ، والتصويب من طبعة دار الكتب الإسلاميّة والمصادر الاُخرى .
3- .الإقبال : ج 1 ص 138 ، مصباح المتهجّد : ص 578 ح 690 ، تهذيب الأحكام : ج 3 ص 108 كلاهما من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج 24 ص 166 ح 14 .

ص: 535

القسم الخامس : التّهليل

اشاره

القِسمُ الخامِسُ: التّهليلالمدخلالفصل الأوّل : الحثّ على التّهليلالفصل الثّاني : شروط التّهليلالفصل الثّالث : بركات التّهليلالفصل الرّابع : التّهليلات المأثورة

.

ص: 536

. .

ص: 537

المدخل

«التهليل» لغةً واصطلاحا

المدخل«التهليل» لغةً واصطلاحاإنّ التهليل مصدر من مادة «ه ل ل» ، وتعني هذه الكلمة في الأصل رفع الصوت ، ثمّ حصل التوسّع فيه إلى ما يرفع الصوت به من ألفاظ تشتمل على الحرفين «ه ، ل» ، وفي توسّع آخر اُطلق على المعنى المشابه لهذا المعنى تهليل أيضا حتى وإن لم يرفع الصوت به ، ومن هذا الباب تسمّى كلمة التوحيد أي «لا إله إلّا اللّه » بالتهليل . وقد فسّر الخليل بن أحمد الفراهيدي التهليل كالتالي : التهليل : قول «لا إله إلّا اللّه » والاستهلال : الصوت ، وكلّ مُتَهَلِّل رافع الصوت أو خافضه فهو مُهِلّ ومُستَهِلّ . (1) وذكر ابن فارس في بيان المعنى الأصلي للتهليل : الهاء واللام أصل صحيح يدلّ على رفع صوت ، ثمّ يتوسّع فيه فيسمّى الشيء الذي يصوّت عنده ببعض ألفاظ الهاء واللام . ثم يشبّه بهذا المسمّى غيره فيسمّى به . (2) وقد يشار إلى كلمة التوحيد بالمصدر الصِّناعي «هيللة» ، ولهذا كتب الجوهريفي هذا المجال قائلاً :

.


1- .ترتيب كتاب العين : ص 887 .
2- .معجم مقاييس اللغة : ج 6 ص 11 .

ص: 538

«التهليل» في الكتاب والسنّة

أهمية ذكر «التهليل»

هلّل الرجل ، أي قال : لا إله إلّا اللّه ، يقال : قد أكثرت من الهيللة ، أي من قول لا إله إلّا اللّه . (1)

«التهليل» في الكتاب والسنّةلقد استخدمت كلمة «التهليل» على نطاق واسع في الأحاديث الإسلامية ولكنّها لم تستعمل في القرآن ، ولكن تكرّرت في هذا الكتاب السماوي جملة «لا إله إلّا اللّه » مرّتين (2) ، وجملة «لا إله إلّا هو» 30 مرة (3) وجملة «لا إله إلّا أنا» 3 مرات (4) ، و«لا إله إلّا أنت» مرة واحدة . (5)

أهمية ذكر «التهليل»نظرا إلى أنّ ذكر «التهليل» هو اعتراف بوحدانية اللّه _ تعالى _ وأن الإيمان يبدأ (6) ويتجدد به (7) ، فقد اعتبر أهم من التسبيح والتحميد (8) بل هو سيّد كل الأذكار (9) وأفضل الأعمال (10) وأفضل الكلام (11) .

.


1- .الصحاح : ج 5 ص 1852 .
2- .الصافّات : 35 ، محمّد : 19 .
3- .. البقرة : 163 و 255 ، آل عمران : 2 و 6 و 18 (مرّتَين) ، النساء : 87 ، الأنعام : 102 و 106 ، الأعراف : 158 ، التوبة : 31 و 129 ، هود : 14 ، الرعد : 30 ، طه : 8 و 98 ، المؤمنون : 116 ، النمل : 26 ، القصص : 70 و 88 ، فاطر : 3 ، الزمر : 6 ، غافر : 3 و 62 و 65 ، الدخان : 8 ، الحشر : 22 و 23 ، التغابن : 13 ، المزّمّل : 29 .
4- .النحل : 2 ، طه : 14 ، الأنبياء : 25 .
5- .الأنبياء : 87 .
6- .راجع : ج 1 ص 541 (أوّل الإيمان) .
7- .راجع : ج 1 ص 541 (تجديد الإيمان) .
8- .راجع : ج 1 ص 540 ح 1440 .
9- .راجع : ج 1 ص 543 (سيّد الأذكار) .
10- .راجع: ج 1 ص 544 (أفضل الأعمال) .
11- .راجع : ج 1 ص 545 (أفضل الكلام) .

ص: 539

شرط الانتفاع من بركات «التهليل»

تدل العناوين الواردة في وصف التهليل والترغيب فيه نظير : كلمة التقوى (1) وأفضل العبادات (2) وأفضل العلم (3) ومفتاح السماوات (4) ، على الأهمية الفائقة لهذا الذكر ودوره الفَذّ في تربية الروح والسُّموِّ إلى ذروة الإنسانية . وإذا ماجرى هذا الذكر بصدق على اللسان فإنّه سيعود على الذاكر بآثار وبركات كثيرة : فيطهر الروح من الذنوب (5) ، ويصون النفس من آفات الشيطان (6) ، ويدفع البلاء عن الإنسان (7) ، ويخلصه من نار جهنّم (8) ويؤهله للدخول في الجنّة (9) ، وباختصار فإنّ ذكر التهليل يوفر العزّة (10) والفلاح (11) وخير الدنيا والآخرة (12) لا لشخص الذاكر فحسب ، بل للمجتمع الإسلامي أيضا .

شرط الانتفاع من بركات «التهليل»الملاحظة المهمة والملفتة للنظر أنّ أحاديث الفصل الثاني شرطت بركات «التهليل» بالإخلاص (13) ، وطاعة اللّه وال رّسول (14) ، ومحبّة أهل البيت وولايتهم (15) ، والعمل

.


1- .راجع : ج 1 ص 542 (كلمة التقوى) .
2- .راجع : ج 1 ص 545 (خير العبادة) .
3- .راجع : ج 1 ص 544 (أفضل العلم) .
4- .راجع : ج 1 ص 547 (مفتاح السماوات) .
5- .راجع : ج 1 ص 559 (هدم الذنوب) .
6- .راجع : ج 1 ص 562 (العصمة من الشيطان) .
7- .راجع : ج 1 ص 562 (دفع البلاء) .
8- .. راجع : ج 1 ص 563 (النجاة من النار) .
9- .راجع : ج 1 ص 563 (دخول الجنّة) .
10- .راجع : ج 1 ص 565 (العزّة) .
11- .راجع : ج 1 ص 565 (الفلاح) .
12- .راجع : ج 1 ص 566 (خير الدنيا والآخرة) .
13- .راجع : ج 1 ص 553 (الإخلاص) .
14- .راجع : ج 1 ص 555 ح 1493 .
15- .راجع : ج 1 ص 554 (الولاية) .

ص: 540

الصالح (1) واجتناب المحرّمات (2) . ومن خلال التأمّل في هذه الشروط يتّضح أنّها جميعا تعود في الحقيقة إلى الشرط الأوّل ، أي الإخلاص في التهليل لذلك فقد فسرت غالبية الأحاديث الإخلاص بالشروط المذكورة . بعبارة أوضح : فإنّ الإخلاص في التهليل يعني اجتناب الشرك العقيدي والعملي وشرطه طاعة اللّه وال رّسول وشرط ذلك ولاية أهل البيت عليهم السلام وحبّهم والقيام بالأعمال الصالحة واجتناب الأعمال القبيحة .

.


1- .راجع : ج 1 ص 556 (العمل الصالح) .
2- .راجع : ج 1 ص 557 (اجتناب المحارم) .

ص: 541

الفصل الأوّل : الحثّ على التّهليل

1 / 1 أوّل الإيمان

1 / 2 تجديد الإيمان

الفَصلُ الأَوَّلُ : الحثّ على التّهليل1 / 1أوَّلُ الإِيمانِالكتاب«وَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَا نُوحِى إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَ_هَ إِلَا أَنَا فَاعْبُدُونِ» . (1)

الحديثالإمام الرضا عليه السلام :إنَّ التَّهليلَ هُوَ إقرارٌ للّهِِ تَعالى بِالتَّوحيدِ ، وخَلعُ الأَندادِ مِن دونِ اللّهِ ، وهُوَ أوَّلُ الإِيمانِ ، وأعظَمُ مِنَ التَّسبيحِ وَالتَّحميدِ . (2)

1 / 2تَجديدُ الإِيمانِمسند ابن حنبل عن أبي هريرة :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : جَدِّدوا إيمانَكُم . قيلَ : يا رَسولَ اللّه

.


1- .الأنبياء : 25 .
2- .عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج 2 ص 106 ح 1 ، علل الشرايع : ص 259 ح 9 كلاهما عن الفضل بن شاذان ، بحار الأنوار : ج 6 ص 67 ح 1 وج 84 ص 144 ح 39 .

ص: 542

1 / 3 اسم من أسماء اللّه

1 / 4 كلمة التّقوى

وكَيفَ نُجَدِّدُ إيمانَنا؟ قالَ : أكثِروا مِن قَولِ : لا إلهَ إلَا اللّهُ . (1)

1 / 3اِسمٌ مِن أسماءِ اللّهِالإمام الرضا عليه السلام _ في بَيانِ حِكمَةِ جُمَلِ الأَذانِ _ :فَإِن قالَ قائِلٌ : فَلِمَ جُعِلَ آخِرُهَا التَّهليلَ ولَم يُجعَل آخِرُهَا التَّكبيرَ كَما جُعِلَ في أوَّلِهَا التَّكبيرُ ؟ قيلَ : لِأَنَّ التَّهليلَ اسمُ اللّهِ في آخِرِهِ فَأَحَبَّ اللّهُ تَعالى أن يَختِمَ الكَلامَ بِاسمِهِ كَما فَتَحَهُ بِاسمِهِ . (2)

1 / 4كَلِمَةُ التَّقوىالكتاب«وَ أَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَ كَانُواْ أَحَقَّ بِهَا وَ أَهْلَهَا» . (3)

الحديثسنن الترمذي عن كعب عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله_ في بَيانِ المُرادِ مِن قَولِهِ تَعالى : «وَ أَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى» ، قالَ _: لا إلهَ إلَا اللّهُ . (4)

.


1- .مسند ابن حنبل : ج 3 ص 281 ح 8718 ، المستدرك على الصحيحين : ج 4 ص 285 ح 7657 ، المنتخب من مسند عبد بن حميد : ص 417 ح 1424 ، حلية الأولياء : ج 2 ص 357 ، كنزالعمّال : ج 1 ص 416 ح 1768 .
2- .عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج 2 ص 106 ح 1 ، علل الشرايع : ص 259 ح 9 وفيه «في آخر الحرف منه» بدل «في آخره» وكلاهما عن الفضل بن شاذان ، بحار الأنوار : ج 6 ص 67 ح 1 .
3- .الفتح : 26 .
4- .سنن الترمذي : ج 5 ص 386 ح 3265 ، مسند ابن حنبل : ج 8 ص 53 ح 21312 عن الطفيل عن أبيه ، المستدرك على الصحيحين : ج 2 ص 500 ح 3717 عن عباية بن ربعي عن الإمام عليّ عليه السلام وزاد في آخره «واللّه أكبر» ، كنزالعمّال : ج 2 ص 506 ح 4606 ؛ بحار الأنوار : ج 100 ص 37 ح 35 نقلاً عن وقعة صفّين عن سلام بن سويد عن الإمام عليّ عليه السلام .

ص: 543

1 / 5 سيّد الأذكار

رسول اللّه صلى الله عليه و آله_ لَمّا سُئِلَ عَن تَفسيرِ : سُبحانَ اللّهِ وَالحَمدُ للّهِِ ولا إلهَ إلَا اللّهُ وَاللّهُ أكبَرُ _: . . . وقَولُهُ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» يَعني وَحدانِيَّتَهُ ، لا يَقبَلُ الأَعمالَ إلّا بِها ، وهِيَ كَلِمَةُ التَّقوى ، يُثقِلُ اللّهُ بِهَا المَوازينَ يَومَ القِيامَةِ . (1)

1 / 5سَيِّدُ الأَذكارِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :سَيِّدُ القَولِ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» ، وخَيرُ العِبادَةِ الاِستِغفارُ . (2)

عنه صلى الله عليه و آله :أفضَلُ الذِّكرِ : لا إلهَ إلَا اللّهُ . (3)

عنه صلى الله عليه و آله :أفضَلُ الدُّعاءِ : لا إلهَ إلَا اللّهُ . (4)

عنه صلى الله عليه و آله :ما مِنَ الذِّكرِ شَيءٌ أفضَلُ مِن قَولِ : لا إلهَ إلَا اللّهُ . (5)

عنه صلى الله عليه و آله :ما قُلتُ ولا قالَ القائِلونَ قَبلي مِثلَ : لا إلهَ إلَا اللّهُ . (6)

.


1- .علل الشرايع : ص 251 ح 8 عن الحسن بن عبد اللّه عن آبائه عن جدّه الإمام الحسن عليه السلام ، الأمالي للصدوق : ص 255 ح 279 عن الحسن بن عبد اللّه عن أبيه عن جدّه الإمام الحسن عليه السلام عنه صلى الله عليه و آله ، بحار الأنوار : ج 93 ص 167 ح 1 .
2- .الجعفريّات : ص 228 عن الإمام الكاظم عن آبائه عليهم السلام ، جامع الأحاديث للقمّي : ص 87 عن السكوني عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلاموليس فيه «وخير العبادة الاستغفار» ، بحار الأنوار : ج 93 ص 204 ح 43 نقلاً عن الإمامة والتبصرة .
3- .سنن الترمذي : ج 5 ص 462 ح 3383 ، سنن ابن ماجة : ج 2 ص 1249 ح 3800 ، المستدرك على الصحيحين : ج 1 ص 676 ح 1834 ، صحيح ابن حبّان : ج 3 ص 126 ح 846 كلّها عن جابر ، كنزالعمّال : ج 1 ص 414 ح 1748 .
4- .الشكر لابن أبي الدنيا : ص 53 ح 103 ، شُعب الإيمان : ج 4 ص 90 ح 4371 كلاهما عن جابر .
5- .الدعوات : ص 20 ح 17 ، بحار الأنوار : ج 93 ص 204 ح 42 ؛ كنزالعمّال : ج 1 ص 423 ح 1816 نقلاً عن الطبراني عن ابن عمر .
6- .التوحيد : ص 18 ح 1 ، ثواب الأعمال : ص 17 ح 9 ، مكارم الأخلاق : ج 2 ص 83 ح 2219 ، جامع الأحاديث للقمّي : ص 197 كلّها عن أبي سعيد الخدري ، بحار الأنوار : ج 93 ص 195 ح 11 .

ص: 544

1 / 6 أفضل الأعمال

1 / 7 أفضل العلم

الإمام الصادق عليه السلام :سَيِّدُ كَلامِ الأَوَّلينَ وَالآخِرينَ : لا إلهَ إلَا اللّهُ . (1)

عنه عليه السلام :قَولُ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» سَيِّدُ الكَلامِ . (2)

1 / 6أفضَلُ الأَعمالِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :«لا إِلهَ إِلَا اللّهُ» ، لا يَسبِقُها عَمَلٌ ، ولا تَترُكُ ذَنبا . (3)

1 / 7أفضَلُ العِلمِالكتاب«فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَ_هَ إِلَا اللَّهُ وَ اسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَ_تِ وَ اللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ» . (4)

الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :أفضَلُ العِلمِ : لا إلهَ إلَا اللّهُ ، وأفضَلُ الدُّعاءِ الاِستِغفارُ . (5)

.


1- .الدعوات : ص 49 ح 119 ، بحار الأنوار : ج 93 ص 204 ح 42 .
2- .الدعوات : ص 22 ح 25 ، بحار الأنوار : ج 93 ص 312 ح 17 .
3- .سنن ابن ماجة : ج 2 ص 1248 ح 3797 عن اُمّ هانئ ، كنز العمّال : ج 1 ص 418 ح 1781 وراجع المعجم الكبير : ج 8 ص 115 ح 7533 .
4- .محمّد : 19 .
5- .جامع الأخبار : ص 134 ح 273 ، بحار الأنوار : ج 93 ص 282 ح 23 ؛ الفردوس : ج 1 ص 352 ح 1412 عن ابن عمر ، كنزالعمّال : ج 1 ص 415 ح 1760 .

ص: 545

1 / 8 أفضل الكلام

1 / 9 أصدق الأقوال

1 / 10 خير العبادة

1 / 8أفضَلُ الكَلامِالإمام عليّ عليه السلام :سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : أفضَلُ الكَلامِ قَولُ : لا إلهَ إلَا اللّهُ ، وأفضَلُ الخَلقِ أوَّلُ مَن قالَ : لا إلهَ إلَا اللّهُ . فَقيلَ : يا رَسولَ اللّهِ ، ومَن أوَّلُ مَن قالَ : لا إلهَ إلَا اللّهُ؟ قالَ : أنَا ، وأنَا نورٌ بَينَ يَدَيِ اللّهِ جَلَّ جَلالُهُ ، اُوَحِّدُهُ واُسَبِّحُهُ واُكَبِّرُهُ واُقدِّسُهُ واُمَجِّدُهُ ، ويَتلوني نورٌ شاهِدٌ مِنّي . فَقيلَ : يا رَسولَ اللّهِ ، ومَنِ الشّاهِدُ مِنكَ؟ فَقالَ : عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ . (1)

1 / 9أصدَقُ الأَقوالِالإمام عليّ عليه السلام_ حينَ سُئِلَ : أيُّ القَولِ أصدَقُ؟ _: شَهادَةُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ . (2)

1 / 10خَيرُ العِبادَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :خَيرُ العِبادَةِ قَولُ : لا إلهَ إلَا اللّهُ . (3)

.


1- .كمال الدين : ص 669 ح 14 عن الأصبغ بن نباتة ، بحار الأنوار : ج 36 ص 263 ح 83 .
2- .كتاب من لا يحضره الفقيه : ج 4 ص 383 ح 5833 ، معاني الأخبار : ص 199 ح 4 ، الأمالي للصدوق : ص 479 ح 644 كلّها عن عبد اللّه بن بكر المرادي عن الإمام الكاظم عن آبائه عن الإمام الحسين عليهم السلام ، والأخير لم ينسبه إلى الإمام الحسين عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 93 ص 156 ح 21 .
3- .الكافي : ج 2 ص 506 ح 5 عن السكوني عن الإمام الصادق عليه السلام ، التوحيد : ص 18 ح 2 ، ثواب الأعمال : ص 17 ح 10 ، مكارم الأخلاق : ج 2 ص 82 ح 2212 كلّها عن السكوني عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلامعنه صلى الله عليه و آله ، الجعفريّات : ص 228 عن الإمام الكاظم عن آبائه عليهم السلامعنه صلى الله عليه و آله ، عدّة الداعي : ص 246 ، بحار الأنوار : ج 93 ص 195 ح 13 وص 208 ح 14 .

ص: 546

الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام: قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : أفضَلُ العِبادَةِ قَولُ : لا إلهَ إلَا اللّهُ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ ، وخَيرُ الدُّعاءِ الاِستِغفارُ . ثُمَّ تَلَا النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : «فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَ_هَ إِلَا اللَّهُ وَ اسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ» (1) . (2)

مسند ابن حنبل عن أبي ذرّ :قُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ! أوصِني . قالَ : إذا عَمِلتَ سَيِّئَةً ، فَأَتبِعها حَسَنَةً تَمحُها . قالَ : قُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ ، أمِنَ الحَسَناتِ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ»؟ قالَ : هِيَ أفضَلُ الحَسَناتِ . (3)

الإمام الصادق عليه السلام :جاءَ الفُقَراءُ إلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَقالوا : يا رَسولَ اللّهِ ، إنَّ الأَغنِياءَ لَهُم ما يُعتِقونَ ولَيسَ لَنا ، ولَهُم ما يَحُجّونَ ولَيسَ لَنا ، ولَهُم ما يَتَصَدَّقونَ ولَيسَ لَنا ، ولَهُم ما يُجاهِدونَ ولَيسَ لَنا . فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : مَن كَبَّرَ اللّهَ عز و جل مِئَةَ مَرَّةٍ كانَ أفضَلَ مِن عِتقِ مِئَةِ رَقَبَةٍ ، ومَن سَبَّحَ اللّهَ مِئَةَ مَرَّةٍ كانَ أفضَلَ مِن سِياقِ مِئَةِ بَدَنَةٍ ، ومَن حَمِدَ اللّهَ مِئَةَ مَرَّةٍ كانَ أفضَلَ مِن حُملانِ مِئَةِ فَرَسٍ في سَبيلِ اللّهِ بسُرُجِها ولُجُمِها ورُكُبِها ، ومَن قالَ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» مِئَةَ مَرَّةٍ كانَ أفضَلَ النّاسِ عَمَلاً ذلِكَ اليَومِ إلّا مَن زادَ . قالَ : فَبَلَغَ ذلِكَ الأَغنِياءَ فَصَنَعوهُ . قالَ : فَعادَ الفُقَراءُ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله فَقالوا : يا رَسولَ اللّهِ قَد بَلَغَ الأَغنِياءَ ما قُلتَ ، فَصَنَعوهُ!

.


1- .محمّد : 19 .
2- .المحاسن : ج 1 ص 453 ح 1045 عن السكوني ، بحار الأنوار : ج 93 ص 190 ح 28 .
3- .مسند ابن حنبل : ج 8 ص 113 ح 21543 .

ص: 547

1 / 11 اُنس المؤمن

1 / 12 مفتاح السّماوات

فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : ذلِكَ فَضلُ اللّهِ يُؤتيهِ مَن يَشاءُ . (1)

1 / 11اُنسُ المُؤمِنِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ «لا إلهَ إلَا اللّهُ» اُنسُ المُؤمِنِ في حَياتِهِ ، وعِندَ مَوتِهِ ، وحينَ يُبعَثُ . (2)

1 / 12مِفتاحُ السَّماواتِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :لِكُلِّ شَيءٍ مِفتاحٌ ، ومِفتاحُ السَّماواتِ قَولُ : لا إلهَ إلَا اللّهُ . (3)

عنه صلى الله عليه و آله :ما قالَ عَبدٌ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» قَطُّ مُخلِصا ، إلّا فُتِحَت لَهُ أبوابُ السَّماءِ حَتّى تُفضِيَ (4) إلَى العَرشِ ، مَا اجتَنَبَ الكَبائِرَ . (5)

عنه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» فُتِحَت لَهُ أبوابُ السَّماءِ ، ومَن تَلاها بِ «مُحَمَّدٌ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله » تَهَلَّلَ وَجهُ الحَقِّ سُبحانَهُ وتَعالى فَاستَبشَرَ بِذلِكَ ، ومَن تَلاها بِ «عَلِي¨ٌّ وَلِيُّ اللّهِ» غَفَرَ اللّهُ لَهُ ذُنوبَهُ ولَو كانَت بِعَدَدِ قَطرِ المَطَرِ . (6)

.


1- .الكافي : ج 2 ص 505 ح 1 عن هشام بن سالم وأبي أيّوب الخزّاز ، ثواب الأعمال : ص 25 ح 1 ، الأمالي للصدوق : ص 128 ح 116 كلاهما عن مالك بن أنس عن الإمام الصادق عن آبائه عن الإمام عليّ عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج 93 ص 170 ح 11 .
2- .ثواب الأعمال : ص 16 ح 3 عن جابر عن الإمام الباقر عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 93 ص 201 ح 32 .
3- .المعجم الكبير : ج 20 ص 215 ح 497 عن معقل بن يسار ، كنزالعمّال : ج 1 ص 55 ح 173 .
4- .أفضى فلانٌ إلى فلانٍ : أي وصل إليه . والإفضاء في الحقيقة : الانتهاء (لسان العرب : ج 15 ص 157 «فضا») .
5- .سنن الترمذي : ج 5 ص 575 ح 3590 عن أبي هريرة ، كنزالعمّال : ج 1 ص 423 ح 1815 .
6- .الفضائل : ص 80 عن ابن عبّاس ، بحار الأنوار : ج 38 ص 318 ح 27 .

ص: 548

1 / 13 شعار المسلمين على الصّراط

1 / 14 لا يعدله شيء

1 / 13شِعارُ المُسلِمينَ عَلَى الصِّراطِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :شِعارُ المُسلِمينَ عَلَى الصِّراطِ يَومَ القِيامَةِ : لا إلهَ إلَا اللّهُ ، وعَلَى اللّهِ فَليَتَوَكَّلِ المُتَوَكِّلونَ . (1)

1 / 14لا يَعدِلُهُ شَيءٌرسول اللّه صلى الله عليه و آله :لَيسَ شَيءٌ إلّا ولَهُ شَيءٌ يَعدِلُهُ ، إلَا اللّهَ عز و جل فَإِنَّهُ لا يَعدِلُهُ شَيءٌ ، و«لا إلهَ إلَا اللّهُ» فَإِنَّهُ لا يَعدِلُها شَيءٌ . (2)

الإمام الباقر عليه السلام :ما مِن شَيءٍ أعظَمُ ثَوابا مِن شَهادَةِ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ ، إنَّ اللّهَ عز و جل لا يَعدِلُهُ شَيءٌ ، ولا يَشرَكُهُ فِي الاُمُورِ أحَدٌ . (3)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :الأَعمالُ كُلُّها توزَنُ ، إلّا قَولَ : لا إلهَ إلَا اللّهُ . (4)

عنه صلى الله عليه و آله :ما قالَ القائِلونَ _ أنَا ومَن سِوايَ؛ المَلائِكَةُ المُقَرَّبونَ ، وَالأنبِياءُ المُرسَلونَ ، وَالعِبادُ الصّالحِونَ _ كَلِمَةً أحَبَّ إلَى اللّهِ ولا أثقَلَ فِي الميزانِ مِن : لا إلهَ إلَا اللّهُ . (5)

عنه صلى الله عليه و آله :قالَ موسى عليه السلام : يا رَبِّ عَلِّمني شَيئا أذكُرُكَ بِهِ وأدعوكَ بِهِ .

.


1- .جامع الأحاديث للقمّي : ص 89 ، بحار الأنوار : ج 93 ص 204 ح 43 نقلاً عن الإمامة والتبصرة .
2- .ثواب الأعمال : ص 17 ح 6 عن جابر بن يزيد الجعفي عن الإمام الباقر عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 93 ص 331 ح 13 .
3- .الكافي : ج 2 ص 516 ح 1 ، التوحيد : ص 19 ح 3 ، ثواب الأعمال : ص 17 ح 8 ، المحاسن : ج 1 ص 98 ح 66 كلّها عن أبي حمزة ، بحار الأنوار : ج 93 ص 194 ح 8 .
4- .مستدرك الوسائل : ج 5 ص 365 ح 6098 نقلاً عن القطب الراوندي في لبّ اللباب .
5- .جامع الأحاديث للقمّي : ص 196 عن الإمام الباقر عليه السلام .

ص: 549

قالَ : يا موسى ، قُل : لا إلهَ إلَا اللّهُ . قالَ موسى : يا رَبِّ كُلُّ عِبادِكَ يَقولُ هذا! قالَ : قُل : لا إلهَ إلَا اللّهُ . قالَ : لا إلهَ إلّا أنتَ ، إنَّما اُريدُ شَيئا تَخُصُّني بِهِ ! قالَ : يا موسى ، لَو أنَّ السَّماواتِ السَّبعَ وعامِرَهُنَّ _ غَيري _ وَالأَرَضينَ السَّبعَ في كَفَّةٍ ، و«لا إلهَ إلَا اللّهُ» في كَفَّةٍ ، مالَت بِهِنَّ : لا إلهَ إلَا اللّهُ . (1)

مستدرك الوسائل :قالَ موسى عليه السلام : يا رَبِّ ، دُلَّنِي عَلى عَمَلٍ أدخُلُ بِهِ الجَنَّةَ . فَقالَ : قُل : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» فَإِنَّهُ لَو وُضِعَت عَلَى السَّماواتِ لَقَمَصَتهُنَّ (2) . (3)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ موسى عليه السلام كانَ فيما يُناجي رَبَّهُ قالَ : رَبِّ كَيفَ المَعرِفَةُ بِكَ فَعَلِّمني؟ قالَ : تَشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ . قالَ : يا رَبِّ كَيفَ الصَّلاةُ؟ قالَ لِموسى عليه السلام : قُل : لا إلهَ إلَا اللّهُ . قالَ : يا رَبِّ فَأَينَ الصَّلاةُ؟ قالَ : قُل : لا إلهَ إلَا اللّهُ ، وكَذلِكَ يَقولُها عِبادي إلى يَومِ القِيامَةِ ، مَن قالَها : فَلَو وُضِعَتِ السَّماواتُ وَالأَرَضونَ السَّبعُ في كَفَّةٍ ، ووُضِعَ «لا إلهَ إلَا اللّهُ» في كَفَّةٍ اُخرى لَرَجَحَت بِهِنَّ ، ولَو وُضِعَت عَلَيهِنَّ أمثالُها . (4)

عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ نَبِيَّ اللّهِ نوحا عليه السلام لَمّا حَضَرَتهُ الوَفاةُ قالَ لِابنِهِ : إنّي قاصٌّ عَلَيكَ الوَصِيَّةَ : آمُرُكَ بِاثنَتَينِ وأنهاكَ عَنِ اثنَتَينِ : آمُرُكَ بِ «لا إلهَ إلَا اللّهُ» ؛ فَإِنَّ السَّماواتِ السَّبع

.


1- .السنن الكبرى للنسائي : ج 6 ص 209 ح 10670 ، المستدرك على الصحيحين : ج 1 ص 710 ح 1936 ، حلية الأولياء : ج 8 ص 328 ، مسند أبي يعلى : ج 2 ص 135 ح 1389 كلّها عن أبي سعيد الخدري ، كنزالعمّال : ج 1 ص 441 ح 1907 ؛ ثواب الأعمال : ص 15 ح 1 عن أبي سعيد الخدري وفيه ذيله فقط وفيه «وعامريهنّ عندي» بدل «وعامرهنّ غيري» .
2- .كذا ، والظاهر «لقصمتهنّ» . والقصم : كسر الشيء وإبانته (النهاية : ج 4 ص 74 «قصم») .
3- .مستدرك الوسائل : ج 5 ص 364 ح 6095 نقلاً عن القطب الراوندي في لبّ اللباب .
4- .جامع الأخبار : ص 133 ح 269 عن أنس ، بحار الأنوار : ج 93 ص 202 ح 41 .

ص: 550

1 / 15 النّوادر

وَالأَرَضينَ السَّبعَ لَو وُضِعَت في كَفَّةٍ ووُضِعَت «لا إلهَ إلَا اللّهُ» في كَفَّةٍ ، رَجَحَت بِهِنَّ «لا إلهَ إلَا اللّهُ» ، ولَو أنَّ السَّماواتِ السَّبعَ وَالأَرَضينَ السَّبعَ كُنَّ حَلقَةً مُبهَمَةً ، قَصَمَتهُنَّ «لا إلهَ إلَا اللّهُ». و«سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ» ؛ فَإِنَّها صَلاةُ كُلِّ شَيءٍ ، وبِها يُرزَقُ الخَلقُ . (1)

1 / 15النَّوادِرُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :التَّسبيحُ نِصفُ الميزانِ ، وَالحَمدُ يَملَؤُهُ ، و«لا إلهَ إلَا اللّهُ» لَيسَ لَها دونَ اللّهِ حِجابٌ حَتّى تَخلُصَ إلَيهِ (2) . (3)

عنه صلى الله عليه و آله :«لا إلهَ إلَا اللّهُ» نِصفُ الميزانِ ، وَالحَمدُ للّهِِ تَملَؤُهُ . (4)

الإمام الكاظم عليه السلام :إنّ نوحا عليه السلام لَمّا رَكِبَ السَّفينَةَ أوحَى اللّهُ عز و جل إلَيهِ : يا نوحُ ، إن خِفتَ الغَرَقَ فَهَلِّلني ألفا ثُمَّ سَلنِي النَّجاةَ ، اُنجِكَ مِنَ الغَرَقِ ومَن آمَنَ مَعَكَ . قالَ : فَلَمَّا استَوى نوحٌ ومَن مَعَهُ فِي السَّفينَةِ ، وعَصَفَت عَلَيهِمُ الرّيحُ ، فَلَم يَأمَن نوحٌ مِنَ الغَرَقِ ، فَأَعجَلَتهُ الرّيحُ فَلَم يُدرِك أن يُهَلِّلَ ألفا ، فَقالَ بِالسُّريانِيَّةِ : «هَلولِيا ألفا ألفا ، يا ماريا أتقِن» ، قالَ : فَاستَوَى القَلسُ ، وَاستَمَرَّتِ السَّفينَةُ . فَقالَ نوحٌ عليه السلام : إنَّ كَلاما نَجّانِيَ اللّهُ بِهِ مِنَ الغَرَقِ لَحَقيقٌ ألّا يُفارِقَني ، فَنَقَشَ فى ¨

.


1- .مسند ابن حنبل : ج 2 ص 575 ح 6594 ، المستدرك على الصحيحين : ج 1 ص 112 ح 154 كلاهما عن عبد اللّه بن عمرو ، كنزالعمّال : ج 16 ص 107 ح 44078 .
2- .يقال : خَلَص فلانٌ إلى فلانٍ : أي وصل إليه (النهاية : ج 2 ص 61 «خلص») .
3- .سنن الترمذي : ج 5 ص 536 ح 3518 عن عبد اللّه بن يزيد بن عبد اللّه بن عمرو ، كنزالعمّال : ج 1 ص 462 ح 2001 .
4- .الأمالي للمفيد : ص 246 ح 1 عن شدّاد بن أوس ، بحار الأنوار : ج 93 ص 194 ح 9 ؛ الفردوس : ج 5 ص 9 ح 7282 عن شدّاد بن أوس ، كنزالعمّال : ج 1 ص 64 ح 228 .

ص: 551

خاتَمِهِ : لا إلهَ إلَا اللّهُ _ ألفَ مَرَّةٍ _ يا رَبِّ أصلِحني . (1)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا قالَ العَبدُ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» ، خَرَقَت سُقوفَ السَّماءِ ، حَتّى تَصيرَ مِثلَ القَمَرِ ، وأعمالُهُ حَولَها مِثلُ الكَواكِبِ . (2)

عنه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» نَفَعَتهُ يَوما مِن دَهرِهِ ، أصابَهُ قَبلَ ذلِكَ ما أصابَهُ . (3)

عنه صلى الله عليه و آله :ما مِن عَبدٍ يَقولُ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» مِئَةَ مَرَّةٍ ، إلّا بَعَثَهُ اللّهُ عز و جل يَومَ القِيامَةِ ووَجهُهُ كَالقَمَرِ لَيلَةَ البَدرِ ، ولَم يُرفَع لِأَحَدٍ يَومَئِذٍ عَمَلٌ أفضَلُ مِن عَمَلِهِ ، إلّا مَن قالَ مِثلَ قَولِهِ أو زادَ . (4)

الإمام الصادق عليه السلام :كانَ أبي عليه السلام كَثيرَ الذِّكرِ ، لَقَد كُنتُ أمشي مَعَهُ وإِنَّهُ لَيَذكُرُ اللّهَ ، وآكُلُ مَعَهُ الطَّعامَ وإِنَّهُ لَيَذكُرُ اللّهَ ، ولَقَد كانَ يُحَدِّثُ القَومَ وما يَشغَلُهُ ذلِكَ عَن ذِكرِ اللّهِ ، وكُنتُ أرى لِسانَهُ لازِقا بِحَنَكِهِ يَقولُ : لا إلهَ إلَا اللّهُ . (5)

عنه عليه السلام :مَن قالَ مِئَةَ مَرَّةٍ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ المَلِكُ الحَقُّ المُبينُ» ، أعاذَهُ اللّهُ العَزيزُ الجَبّارُ مِنَ الفَقرِ ، وآنَسَ وَحشَةَ قَبرِهِ ، وَاستَجلَبَ الغِنى ، وَاستَقرَعَ بابَ الجَنَّةِ . (6)

عنه عليه السلام :قالَ جَبرَئيلُ عليه السلام لِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله : طُوبى لِمَن قالَ مِن اُمَّتِكَ : لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ وَحدَهُ وَحدَهُ . (7)

.


1- .الخصال : ص 335 ح 36 ، عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج 2 ص 55 ح 206 ، الأمالي للصدوق : ص 542 ح 726 كلّها عن الحسين بن خالد الصيرفي عن الإمام الرضا عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 11 ص 285 ح 1 .
2- .مستدرك الوسائل : ج 5 ص 364 ح 6098 نقلاً عن القطب الراوندي في لبّ اللباب .
3- .شُعب الإيمان : ج 1 ص 109 ح 97 ، المعجم الأوسط : ج 4 ص 12 ح 3486 وفيه «ولو بعد ما يصيبه العذاب» بدل «أصابه قبل ذلك ما أصابه» وكلاهما عن أبي هريرة ، كنزالعمّال : ج 1 ص 418 ح 1778 .
4- .الفردوس : ج 4 ص 8 ح 6021 عن أبي الدرداء ، كنزالعمّال : ج 1 ص 57 ح 184 عن أبي ذرّ .
5- .الكافي : ج 2 ص 499 ح 1 عن ابن القدّاح ، عدّة الداعي : ص 233 ، بحار الأنوار : ج 46 ص 297 ح 29 .
6- .ثواب الأعمال : ص 22 ح 1 عن مالك بن أعين ، بحار الأنوار : ج 93 ص 207 ح 7 .
7- .الكافي : ج 2 ص 517 ح 1 ، المحاسن : ج 1 ص 99 ح 68 ، التوحيد : ص 21 ح 10 ، ثواب الأعمال : ص 19 ح 1 كلاهما عن جابر بن يزيد الجعفي عن الإمام الباقر عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 93 ص 205 ح 3 .

ص: 552

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا أفصَحَ أولادُكُم فَعَلِّموهُم لا إلهَ إلَا اللّهُ . (1)

عنه صلى الله عليه و آله :مَن ربّى صَغيرا حَتّى يَقولَ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» لَم يُحاسِبهُ اللّهُ عز و جل . (2)

عنه صلى الله عليه و آله :اِفتَحوا عَلى صِبيانِكُم أوَّلَ كَلِمَةٍ بِ «لا إلهَ إلَا اللّهُ» ، ولَقِّنوهُم عِندَ المَوتِ «لا إلهَ إلَا اللّهُ» ؛ فَإِنَّهُ مَن كانَ أوَّلُ كَلامِهِ «لا إلهَ إلَا اللّهُ» وآخِرُ كَلامِهِ «لا إلهَ إلَا اللّهُ» ، ثُمَّ عاشَ ألفَ سَنَةٍ ، ما سُئِلَ عَن ذَنبٍ واحِدٍ . (3)

عنه صلى الله عليه و آله :أكثِروا فِي الجِنازَةِ قَولَ : لا إلهَ إلَا اللّهُ . (4)

الإمام الباقر عليه السلام :أَوَّلُ مَنِ اتَّخَذَ الرّاياتِ إبراهيمُ عليه السلام [ عَلَيها] (5) : لا إلهَ إلَا اللّهُ . (6)

الإمام زين العابدين عليه السلام_ لِرَجُلٍ قالَ : لا إلهَ إلَا اللّهُ _: وأنَا أقولُ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ وَالحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ» ، فَإِذا قالَ أحَدُكُم : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» فَليَقُل : «وَالحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ» ؛ لِأَنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى يَقولُ : «فَ_ادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَ__لَمِينَ» (7) . (8)

.


1- .عمل اليوم والليلة لابن السني : ص 150 ح 423 عن عمرو بن شعيب ، كنزالعمّال : ج 16 ص 440 ح 45328 .
2- .المعجم الأوسط : ج 5 ص 130 ح 4865 عن عائشة ، كنزالعمّال : ج 16 ص 456 ح 45408 .
3- .شُعب الإيمان : ج 6 ص 398 ح 8649 عن ابن عبّاس ، كنزالعمّال : ج 16 ص 441 ح 45332 .
4- .كنزالعمّال : ج 15 ص 650 ح 42578 نقلاً عن الديلمي عن أنس .
5- .ما بين القوسين أثبتناه من وسائل الشيعة : ج 15 ص 144 ح 20176 .
6- .تهذيب الأحكام : ج 6 ص 170 ح 328 عن السكوني عن الإمام الصادق عليه السلام .
7- .غافر : 65 .
8- .الدعوات : ص 164 ح 454 ، بحار الأنوار : ج 93 ص 208 ح 13 .

ص: 553

الفصل الثّاني : شروط التّهليل

2 / 1 الإخلاص

الفَصلُ الثّاني : شروط التّهليل2 / 1الإِخلاصُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :أسعَدُ النّاسِ بِشَفاعَتي يَومَ القِيامَةِ مَن قالَ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» خالِصا مِن قَلبِهِ أو نَفسِهِ . (1)

عنه صلى الله عليه و آله :«لا إلهَ إلَا اللّهُ» لَيسَ لَها دونَ اللّهِ حِجابٌ حَتّى تَخلُصَ إلَيهِ . (2)

عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ «لا إلهَ إلَا اللّهُ» كَلِمَةٌ عَظيمَةٌ كَريمَةٌ عَلَى اللّهِ عز و جل ، مَن قالَها مُخلِصا استَوجَبَ الجَنَّةَ . (3)

عنه صلى الله عليه و آله :«لا إلهَ إلَا اللّهُ» كَلِمَةٌ طَيِّبَةٌ مُبارَكَةٌ ، مَن قالَها مُخلِصا نَجا مِنّي ودَخَلَ الجَنَّةَ . (4)

.


1- .صحيح البخاري : ج 1 ص 49 ح 99 عن أبي هريرة ، كنزالعمّال : ج 1 ص 415 ح 1758 .
2- .سنن الترمذي : ج 5 ص 536 ح 3518 عن عبد اللّه بن يزيد بن عبد اللّه بن عمرو ، تاريخ دمشق : ج 34 ص 345 ح 7023 عن أبي هريرة ، كنزالعمّال : ج 1 ص 462 ح 2001 .
3- .التوحيد : ص 23 ح 18 عن أحمد بن عبد اللّه الجويباري عن الإمام الرضا عن آبائه عن الإمام عليّ عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج 3 ص 5 ح 13 ؛ كنزالعمّال : ج 1 ص 62 ح 220 نقلاً عن ابن النجّار عن أنس .
4- .مستدرك الوسائل : ج 5 ص 364 ح 6094 نقلاً عن القطب الراوندي في لبّ اللباب .

ص: 554

2 / 2 الولاية

2 / 2الوِلايَةُالتوحيد عن إسحاق بن راهويه :لَمّا وافى أبُو الحَسَنِ الرِّضا عليه السلام بِنيسابورَ ، وأرادَ أن يَخرُجَ مِنها إلَى المَأمونِ ، اِجتَمَعَ إلَيهِ أصحابُ الحَديثِ ، فَقالوا لَهُ : يَابنَ رَسولِ اللّهِ تَرحَلُ عَنّا ولا تُحَدِّثُنا بِحَديثٍ فَنَستَفيدَهُ مِنكَ؟ وكانَ قَد قَعَدَ فِي العَمّارِيَّةِ (1) ، فَأَطلَعَ رَأسَهُ وقالَ : سَمِعتُ أبي موسَى بنَ جَعفَرٍ عليه السلام يَقولُ : سَمِعتُ أبي جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ عليه السلام يَقولُ : سَمِعتُ أبي مُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ عليه السلام يَقولُ : سَمِعتُ أبي عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ عليه السلام يَقولُ : سَمِعتُ أبِيَ الحُسَينَ بنَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام يَقولُ : سَمِعتُ أبي أميرَ المُؤمِنينَ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ عليه السلام يَقولُ : سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : سَمِعتُ جَبرَئيلَ عليه السلام يَقولُ : سَمِعتُ اللّهَ جَلَّ جَلالُهُ يَقولُ : لا إلهَ إلَا اللّهُ حِصني ؛ فَمَن دَخَلَ حِصني أمِنَ مِن عَذابي . قالَ : فَلَمّا مَرَّتِ الرّاحِلَةُ نادانا : بِشُروطِها وأنَا مِن شُروطِها . (2)

الأمالي عن أبي الصلت الهروي :كُنتُ مَعَ الرِّضا عليه السلام لَمّا دَخَلَ نَيسابورَ وهُوَ راكِبٌ بَغلَة

.


1- .العَمّارِيَّة : شيء يشبه الهودج تُربط بالفرس والبغل والبعير والفيل ، يُجلس عليها في السَّفَر (فرهنگ معين _ فارسي _ : ج 2 ص 2350 «عمارى») .
2- .التوحيد : ص 25 ح 23 ، ثواب الأعمال : ص 21 ح 1 ، معاني الأخبار : ص 371 ح 1 ، صحيفة الإمام الرضا عليه السلام : ص 79 ح 1 ، الأمالي للطوسي : ص 279 ح 536 كلاهما عن أحمد بن عامر الطائي عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام عنه صلى الله عليه و آله وفيه «لا إله إلّا اللّه ... من عذابي» ، بحار الأنوار : ج 3 ص 7 ح 16 ؛ تاريخ دمشق : ج 5 ص 462 عن أحمد بن عامر الكناني البصري عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام عنه صلى الله عليه و آله ، ربيع الأبرار : ج 2 ص 249 عن الإمام عليّ عليه السلام وفيهما «لا إله إلّا اللّه ... من عذابي» ، كنزالعمّال : ج 1 ص 5 ح 158 وراجع عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج 2 ص 137 ح 2 وعوالي اللآلي : ج 4 ص 94 ح 134 .

ص: 555

شَهباءَ (1) ، وقَد خَرَجَ عُلَماءُ نَيسابورَ فِي استِقبالِهِ ، فَلَمّا سارَ (2) إلَى المرتعة 3 تَعَلَّقوا بِلِجامِ بَغلَتِهِ وقالوا : يَابنَ رَسولِ اللّهِ ، حَدِّثنا بِحَقِّ آبائِكَ الطّاهِرينَ ، حَدِّثنا (3) عَن آبائِكَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِم أجمَعينَ . فَأَخرَجَ رَأسَهُ مِنَ الهَودَجِ وعَلَيهِ مِطرَفُ (4) خَزٍّ ، فَقالَ : حَدَّثَني أبي موسَى بنُ جَعفَرٍ ، عَن أبيهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ ، عن أبيهِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ ، عَن أبيهِ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ ، عَن أبيهِ الحُسَينِ سَيِّدِ شَبابِ أهلِ الجَنَّةِ ، عَن أبيهِ أميرِ المُؤمِنينَ عليهم السلام عَن رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله قالَ : أخبَرَني جَبرَئيلُ الرُّوحُ الأَمينُ ، عَنِ اللّهِ تَقَدَّسَت أسماؤُهُ وجَلَّ وَجهُهُ قالَ : إنّي أنَا اللّهُ لا إلهَ إلّا أنَا وَحدي ، عِبادي فَاعبُدوني ، وَليَعلَم مَن لَقِيَني مِنكُم بِشَهادَةِ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ مُخلِصا بِها أنَّهُ قَد دَخَلَ حِصني ، ومَن دَخَلَ حِصني أمِنَ عَذابي . قالوا : يَابنَ رَسولِ اللّهِ ، وما إخلاصُ الشَّهادَةِ للّهِِ؟ قالَ : طاعَةُ اللّهِ ورَسولِهِ ووِلايَةُ أهلِ بَيتِهِ عليهم السلام . (5)

.


1- .الشُّهبَةُ في الألوان : البياض الذي غلب على السواد (الصحاح : ج 1 ص 159 «شهب») .
2- .في موضعين من بحار الأنوار : «صار» بدل «سار» .
3- .في بحار الأنوار : «حديثا» بدل «حدّثنا» .
4- .المُطرَف والمِطرَف : واحد المطارف ، وهي أردية من خزّ مربّعة لها أعلام (الصحاح : ج 4 ص 1394 «طرف») .
5- .الأمالي للطوسي : ص 589 ح 1220 ، بحار الأنوار : ج 3 ص 14 ح 39 وج 27 ص 134 ح 130 وج 49 ص 120 ح 1 .

ص: 556

2 / 3 العمل الصّالح

الإمام الباقر عليه السلام عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري :جاءَ أعرابِيٌّ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، فَقالَ : يا رَسولَ اللّهِ ، هَل لِلجَنَّةِ مِن ثَمَنٍ؟ قالَ : نَعَم . قالَ : ما ثَمَنُها؟ قالَ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» ، يَقولُهَا العَبدُ الصّالِحُ مُخلِصا بِها . قالَ : وما إخلاصُها؟ قالَ : العَمَلُ بِما بُعِثتُ بِهِ في حَقِّهِ ، وحُبُّ أهلِ بَيتي . قالَ : وحُبُّ أهلِ بَيتِكِ لَمِن حَقِّها؟ قالَ : أجَل ، إنَّ حُبَّهُم لَأَعظَمُ حَقِّها . (1)

2 / 3العَمَلُ الصّالِحُرسول اللّه صلى الله عليه و آله _ في مَوعِظَتِهِ لِابنِ مَسعودٍ _ :يَابنَ مَسعودٍ ، إذا تَكَلَّمتَ بِ «لا إلهَ إلَا اللّهُ» ولَم تَعرِف حَقَّها فَإِنَّهُ مَردودٌ عَلَيكَ ، ولا يَزالُ «لا إلهَ إلَا اللّهُ» يَرُدُّ غَضَبَ اللّهِ عَنِ العِبادِ ، حَتّى إذا لَم يُبالوا ما يَنقُصُ مِن دينِهِم بَعدَ إذ سَلِمَت دُنياهُم ، يَقولُ اللّهُ تَعالى : كَذَبتُم كَذَبتُم لَستُم بِها بِصادِقينَ فَإِنَّهُ يَقولُ اللّهُ تَعالى : «إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَ الْعَمَلُ الصَّ__لِحُ يَرْفَعُهُ» (2) . (3)

.


1- .الأمالي للطوسي : ص 583 ح 1207 عن معتب عن الإمام الصادق عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 3 ص 13 ح 30 وراجع تنبيه الغافلين : ص 415 ح 634 .
2- .فاطر : 10 .
3- .بحار الأنوار : ج 77 ص 106 ح 1 نقلاً عن مكارم الأخلاق : ج 2 ص 357 ح 2660 عن عبد اللّه بن مسعود واللفظ فيه مضطرب .

ص: 557

2 / 4 اجتناب المحارم

الإمام الباقر أو الإمام الصادق عليهماالسلام :مَن قالَ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» فَلَن يَلِجَ مَلَكوتَ السَّماءِ حَتّى يُتِمَّ قَولَهُ بِعَمَلٍ صالِحٍ . (1)

2 / 4اِجتِنابُ المَحارِمُالمعجم الأوسط عن زيد بن أرقم :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : مَن قالَ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» مُخلِصا دَخَلَ الجَنَّةَ . قيلَ : وما إخلاصُها؟ قالَ : أن تَحجُزَهُ عَن مَحارِمِ اللّهِ عز و جل . (2)

.


1- .الأمالي للمفيد : ص 184 ح 7 عن أبي سعيد الزهري ، الزهد للحسين بن سعيد : ص 19 ح 41 عن أبي شيبة الزهري ، بحار الأنوار : ج 69 ص 402 ح 102 .
2- .المعجم الأوسط : ج 2 ص 56 ح 1235 ، حلية الأولياء : ج 9 ص 254 نحوه وكلاهما عن زيد بن أرقم ، تاريخ بغداد : ج 12 ص 64 عن أنس ، كنزالعمّال : ج 1 ص 61 ح 205 .

ص: 558

. .

ص: 559

الفصل الثّالث : بركات التّهليل

3 / 1 هدم الذّنوب

الفَصلُ الثّالِثُ : بركات التّهليل3 / 1هَدمُ الذُّنوبِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا قالَ العَبدُ : «أشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ» ، قالَ اللّهُ تَعالى : يا مَلائِكَتي ، عَلِمَ عَبدي أنَّهُ لَيسَ لَهُ رَبٌّ غَيري ، اُشهِدُكُم أنّي غَفَرتُ لَهُ . (1)

الإمام الباقر عليه السلام :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : لَقِّنوا مَوتاكُم : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» فَإِنَّها تَهدِمُ الذُّنوبَ . فَقالوا : يا رَسولَ اللّهِ ، فَمَن قالَ في صِحَّتِهِ؟ فَقالَ : ذاكَ أهدَمُ وأهدَمُ وأهدَمُ ، إنَّ «لا إلهَ إلَا اللّهُ» اُنسُ المُؤمِنِ في حَياتِهِ ، وعِندَ مَوتِهِ ، وحينَ يُبعَثُ . وقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : قالَ جَبرَئيلُ : يا مُحَمَّدُ ، لَو تَراهُم حينَ يُبعَثونَ ؛ هذا مُبيَضٌّ وَجهُهُ يُنادي : «لا إلهَ إلَا اللّهُ وَاللّهُ أكبَرُ» ، وهذا مُسوَدٌّ وَجهُهُ يُنادي : يا وَيلاهُ يا ثَبوراهُ . (2)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«لا إلهَ إلَا اللّهُ» لا يَسبِقُها عَمَلٌ ، ولا تَترُكُ ذَنبا . (3)

.


1- .تاريخ دمشق : ج 7 ص 61 ح 1617 عن أنس .
2- .ثواب الأعمال : ص 16 ح 3 عن جابر ، بحار الأنوار : ج 81 ص 235 ح 13 .
3- .سنن ابن ماجة : ج 2 ص 1248 ح 3797 عن اُمّ هانئ ، كنزالعمّال : ج 1 ص 418 ح 1781 .

ص: 560

عنه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» في ساعَةٍ مِن لَيلٍ أو نَهارٍ ، طَلَسَت (1) ما في صَحيفَتِهِ مِنَ السَّيِّئاتِ . (2)

عنه صلى الله عليه و آله :إذا قالَ العَبدُ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» طَمَسَت ما قَبلَها مِنَ السَّيِّئاتِ ، يَقولُ [ اللّهُ] (3) : لا إلهَ إلَا اللّهُ حِصني ، مَن دَخَلَ حِصني أمِنَ عَذابي . (4)

عنه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ غُدوَةً وعَشيّا : «لا إلهَ إلّا أنتَ» ، ضَمِنَت (5) إحداهُما إلَى الاُخرى ، ويُمحى ما بَينَهُما مِنَ الذُّنوبِ . (6)

عنه صلى الله عليه و آله :ما مِنَ الكَلامِ كَلِمَةٌ أحَبُّ إلَى اللّهِ عز و جلمِن قَولِ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» ، وما مِن عَبدٍ يَقولُ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» يَمُدُّ بِها صَوتَهُ فَيَفرَغُ ، إلّا تَناثَرَت ذُنوبُهُ تَحتَ قَدَمَيهِ كَما يَتَناثَرُ وَرَقُ الشَّجَرِ تَحتَها . (7)

عنه صلى الله عليه و آله :ما مِن مُؤمِنٍ يَقولُ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» إلّا مُحِيَت ما في صَحيفَتِهِ مِن سَيِّئاتٍ حَتّى تَنتَهِيَ إلى مِثلِها مِن حَسَناتٍ . (8)

الاحتجاج عن الأصبغ بن نباتة :خَطَبَنا أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام عَلى مِنبَرِ الكوفَةِ ، فَحَمِدَ اللّه

.


1- .الطَّلْس : المحو (الصحاح : ج 3 ص 944 «طلس») .
2- .التوحيد : ص 23 ح 19 عن أحمد بن عبد اللّه الجويباري عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج 93 ص 194 ح 7 ؛ مسند أبي يعلى : ج 3 ص 445 ح 3599 نحوه ، تاريخ بغداد : ج 2 ص 213 وليس فيه «في ساعة من ليل أو نهار» وزاد في آخره «حتّى يعود إلى مثلها» وكلاهما عن أنس ، كنزالعمّال : ج 1 ص 60 ح 201 .
3- .في هامش المصدر : «أثبتنا ما بين المعقوفين ليستقيم المعنى» .
4- .مستدرك الوسائل : ج 5 ص 363 ح 6093 نقلاً عن القطب الراوندي في لبّ اللباب .
5- .كذا في المصدر ، ولعلّ الصواب : «ضُمّت» .
6- .مستدرك الوسائل : ج 5 ص 365 ح 6098 نقلاً عن القطب الراوندي في لبّ اللباب .
7- .التوحيد : ص 21 ح 14 ، ثواب الأعمال : ص 21 ح 2 ، مكارم الأخلاق : ج 2 ص 82 ح 2211 ، جامع الأحاديث للقمّي : ص 196 نحوه وكلّها عن ابن عبّاس ، بحار الأنوار : ج 93 ص 196 ح 16 .
8- .ثواب الأعمال : ص 18 ح 11 ، مكارم الأخلاق : ج 2 ص 84 ح 2220 ، بحار الأنوار : ج 93 ص 202 ح 37 .

ص: 561

وأثنى عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ : أيُّهَا النّاسُ ، سَلوني فَإنَّ بَينَ جَوانِحي عِلما جَمّا . فَقامَ إلَيهِ ابنُ الكَوّاءِ فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ . . . كَم بَينَ مَوضِعِ قَدَمِك إلى عَرشِ رَبِّكَ؟ قالَ : ثَكِلَتكَ اُمُّكَ يَابنَ الكَوّاءِ! سَل مُتَعَلِّما ولا تَسأَل مُتَعَنِّتا ، مِن مَوضِعِ قَدَمي إلى عَرشِ رَبّي أن يَقولَ قائِلٌ مُخلِصا : لا إلهَ إلَا اللّهُ . قالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، فَما ثَوابُ مَن قالَ : لا إلهَ إلَا اللّهُ؟ قالَ : مَن قالَ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» مُخلِصا طُمِسَت ذُنوبُهُ ، كَما يُطمَسُ الحَرفُ الأَسوَدُ مِنَ الرَّقِّ الأَبيَضِ . فَإِن قالَ ثانِيَةً : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» مُخلِصا خَرَقَت أبوابَ السَّماواتِ وصُفوفَ المَلائِكَةِ ، حَتّى يَقولَ المَلائِكَةُ بَعضُها لِبَعضٍ : اِخشَعوا لِعَظَمَةِ اللّهِ . فَإِذا قالَ ثالِثَةً : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» مُخلِصا [ لَم] (1) تَنَهنَه دونَ العَرشِ ، فَيَقولُ الجَليلُ : اُسكُني ، فَوَعِزَّتي وجَلالي لَأَغفِرَنَّ لِقائِلِكَ بِما كانَ فِيهِ . ثُمَّ تَلا هذِهِ الآيَةَ : «إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَ الْعَمَلُ الصَّ__لِحُ يَرْفَعُهُ» (2) يَعني إذا كانَ عَمَلُهُ صالِحا ارتَفَعَ قَولُهُ وكَلامُهُ . (3)

الإمام عليّ عليه السلام :ما مِن عَبدٍ مُسلِمٍ يَقولُ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» إلّا صَعِدَت تَخرُقُ كُلَّ سَقفٍ ، لا تَمُرُّ بِشَيءٍ مِن سَيِّئاتِهِ إلّا طَلَسَتها ، حَتّى تَنتَهِيَ إلى مِثلِها مِنَ الحَسَناتِ فَتَقِفُ . (4)

.


1- .الزيادة من بحار الأنوار . قال ابن منصور : النَّهنَهة : الكَفّ . وما نَهْنَهَها شيءٌ دونَ العرش : ما منعها وكفّها عن الوصول إليه (لسان العرب : ج 13 ص 550 «نهنه») .
2- .فاطر : 10 .
3- .الاحتجاج : ج 1 ص 612 ح 139 ، بحار الأنوار : ج 93 ص 198 ح 25 .
4- .التوحيد : ص 21 ح 12 ، ثواب الأعمال : ص 17 ح 7 كلاهما عن أبي الطفيل ، بحار الأنوار : ج 93 ص 195 ح 14 .

ص: 562

3 / 2 العصمة من الشّيطان

3 / 3 دفع البلاء

3 / 4 الأمان من الذّلّ

3 / 2العِصمَةُ مِنَ الشَّيطانِالإمام عليّ عليه السلام :أشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، شَهادةً مُمتَحَنا إخلاصُها ، مُعتَقَدا مُصاصُها (1) ، نَتَمَسَّكُ بِها أبَدا ما أبقانا ، ونَدَّخِرُها لِأَهاويلِ ما يَلقانا ، فَإِنَّها عَزيمَةُ الإِيمانِ ، وفاتِحَةُ الإِحسانِ ، ومَرضاةُ الرَّحمنِ ، ومَدحَرَةُ الشَّيطانِ . (2)

عنه عليه السلام _ فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ _ :لَيسَ شَيءٌ أقطَعَ لِظَهرِ إبليسَ مِن قَولِ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» ، كَلِمَةِ التَّقوى . (3)

3 / 3دَفعُ البَلاءِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :«لا إلهَ إلَا اللّهُ» تَدفَعُ عَن قائِلِها تِسعَةً وتِسعينَ بابا مِنَ البَلاءِ أدناهَا الهَمُّ . (4)

3 / 4الأمانُ مِنَ الذُّلِّرسول اللّه صلى الله عليه و آله :أكثِروا مِن قَولِ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» وَالاِستِغفارِ ؛ فَإِنَّهُما أمانٌ فِي الدُّنيا مِنَ الذُّلِّ ، وفِي الآخِرَةِ جُنَّةٌ مِنَ النّارِ . (5)

.


1- .المُصاص : خالص كلّ شيء (النهاية : ج 4 ص 337 «مصص») .
2- .نهج البلاغة : الخطبة 2 ، غررالحكم : ح 10859 وفيه ذيله «لا إله إلّا اللّه عزيمة الإيمان ...» ، بحار الأنوار : ج 77 ص 331 ح 19 ؛ مطالب السؤول : ص 58 وليس فيه «ومدحرة الشيطان» .
3- .شرح نهج البلاغة : ج 20 ص 316 ح 630 .
4- .تاريخ دمشق : ج 17 ص 172 ح 4087 ، الفردوس : ج 5 ص 8 ح 7280 كلاهما عن ابن عبّاس ، كنز العمّال : ج 1 ص 63 ح 226 وراجع المقنع : ص 297 .
5- .كنزالعمّال : ج 10 ص 17 ح 28152 نقلاً عن الديلمي عن أنس .

ص: 563

3 / 5 النّجاة من النّار

3 / 6 دخول الجنّة

3 / 5النَّجاةُ مِنَ النّارِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنّي لَأَعلَمُ كَلِمَةً لا يَقولُها عَبدٌ حَقّا مِن قَلبِهِ فَيَموتُ عَلى ذلِكَ ، إلّا حَرَّمَهُ اللّهُ عَلَى النّار : لا إلهَ إلَا اللّهُ . (1)

عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّهَ قَد حَرَّمَ عَلَى النّارِ مَن قالَ : «لا إلهَ إلاَّ اللّهُ» يَبتَغي بِذلِكَ وَجهَ اللّهِ . (2)

الإمام زين العابدين عليه السلام :إذا قُلتَ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ» فَهِيَ كَلِمَةُ الإِخلاصِ الَّتي لا يَقولُها عَبدٌ إلّا أعتَقَهُ اللّهُ مِنَ النّارِ ، إلَا المُستَكبِرينَ وَالجَبّارينَ . (3)

3 / 6دُخولُ الجَنَّةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن كانَ آخِرُ كَلامِهِ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» دَخَلَ الجَنَّةَ . (4)

الإمام الصادق عليه السلام :مَن شَهِدَ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ عِندَ مَوتِهِ ، دَخَلَ الجَنَّةَ . (5)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :ثَمَنُ الجَنَّةِ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» ، مِفتاحُ الجَنَّةِ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» ، نَجا

.


1- .المستدرك على الصحيحين : ج 1 ص 144 ح 242 ، حلية الأولياء : ج 2 ص 296 وليس فيه «من قلبه فيموت على ذلك» وكلاهما عن عمر بن الخطّاب ، كنزالعمّال : ج 1 ص 51 ح 149 .
2- .صحيح البخاري : ج 1 ص 164 ح 415 ، صحيح مسلم : ج 1 ص 456 ح 33 ، السنن الكبرى : ج 10 ص 211 ح 20392 كلّها عن عتبان بن مالك ، كنزالعمّال : ج 1 ص 50 ح 143 .
3- .الخصال : ص 299 ح 72 عن أبي حمزة الثمالي ، بحار الأنوار : ج 93 ص 193 ح 5 .
4- .سنن أبي داوود : ج 3 ص 190 ح 3116 ، مسند ابن حنبل : ج 8 ص 240 ح 22095 وفيه «وجبت له الجنّة» بدل «دخل الجنّة» ، المستدرك على الصحيحين : ج 1 ص 503 ح 1299 كلّها عن معاذ بن جبل ، كنزالعمّال : ج 1 ص 418 ح 1780 ؛ مستدرك الوسائل : ج 5 ص 365 ح 6098 وزاد في آخره «قيل : فإن قالها في حياته؟ قال : تلك أوجب وأوجب» .
5- .المحاسن : ج 1 ص 103 ح 79 ، بحار الأنوار : ج 81 ص 236 ح 14 .

ص: 564

صاحِبُ هذِهِ الشَّهادَةِ ، فَيَقولُ اللّهُ : عَبدي عَهِدَ إلَيَّ فَأَنَا أحَقُّ مَن وَفى بِالعَهدِ ، أدخِلوا عَبدِيَ الجَنَّةَ . (1)

عنه صلى الله عليه و آله_ لَمّا سَأَلَهُ يَهودِيٌّ عَن جَزاءِ مَن قالَ : سُبحانَ اللّهِ وَالحَمدُ للّهِِ ولا إلهَ إلَا اللّهُ وَاللّهُ أكبَرُ _: أمّا قَولُهُ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» فَثَمَنُهَا الجَنَّةُ ، وذلِكَ قَولُ اللّهِ تَعالى : «هَلْ جَزَاءُ الْاءِحْسَ_نِ إِلَا الْاءِحْسَ_نُ» (2) قالَ : هَل جَزاءُ مَن قالَ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» إلَا الجَنَّةُ . فَقالَ اليَهودِيُّ : صَدَقتَ يا مُحَمَّدُ . (3)

الإمام الكاظم عليه السلام_ في جَوابِ راهِبٍ قالَ لَهُ : مَفاتيحُ الجَنَّةِ مِن ذَهَبٍ أو فِضَّةٍ؟ _: مِفتاحُ الجَنَّةِ لِسانُ العَبدِ : لا إلهَ إلَا اللّهُ . (4)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :رَأَيتُ البارِحَةَ عَجَبا ، رَأَيتُ رَجُلاً مِن اُمَّتِي انتَهى إلى أبوابِ الجَنَّةِ ، فَغُلِّقَتِ الأَبوابُ دونَهُ ، فَجاءَتهُ شَهادَةُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ ، فَفُتِحَت لَهُ الأَبوابُ واُدخِلَ الجَنَّةَ . (5)

التوحيد عن زيد بن خالد :أرسَلَني رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَقالَ لي : بَشِّرِ النّاسَ أَنَّهُ مَن قالَ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ» فَلَهُ الجَنَّةُ . (6)

.


1- .مستدرك الوسائل : ج 5 ص 364 ح 6097 نقلاً عن القطب الراوندي في لبّ اللباب ؛ المعجم الكبير : ج 10 ص 199 ح 10453 عن عبد اللّه وليس فيه صدره وفيه «يجاء بصاحبها يوم القيامة» بدل «نجا صاحب هذه الشهادة» .
2- .الرحمن : 60 .
3- .علل الشرايع : ص 251 ح 8 عن الحسن بن عبد اللّه عن آبائه ، الأمالي للصدوق : ص 255 ح 279 عن الحسن بن عبد اللّه عن أبيه وكلاهما عن الإمام الحسن عليه السلام ، الاختصاص : ص 34 عن الحسن بن عبد اللّه عن آبائه عن الإمام الحسين عليه السلام عنه صلى الله عليه و آله نحوه ، بحار الأنوار : ج 93 ص 167 ح 1 .
4- .المناقب لابن شهر آشوب : ج 4 ص 312 ، بحار الأنوار : ج 48 ص 105 ح 8 .
5- .مستدرك الوسائل : ج 5 ص 365 ح 6098 نقلاً عن القطب الراوندي في لبّ اللباب .
6- .التوحيد : ص 22 ح 15 ، بحار الأنوار : ج 93 ص 196 ح 17 .

ص: 565

3 / 7 العزّة

3 / 8 الفلاح

المستدرك عن أبي طلحة الأنصاري :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : منَ قالَ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» دَخَلَ الجَنَّةَ ووَجَبَت لَهُ الجَنَّةُ ، ومَن قالَ : «سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ» مِئَةً كَتَبَ اللّهُ لَهُ ألفَ حَسَنَةٍ وأربَعا وعِشرينَ حَسَنَةً . قالُوا : يا رَسولَ اللّهِ إذا لا يَهلِكُ مِنّا أحَدٌ! قالَ : بَلى ، إنَّ أحَدَكُم لَيَجيءُ بِالحَسَناتِ لَو وُضِعَت عَلى جَبَلٍ أثقَلَتهُ ، ثُمَّ تَجيءُ النِّعَمُ فَتَذهَبُ بِتِلكَ ، ثُمَّ يَتَطاوَلُ الرَّبُّ بَعدَ ذلِكَ بِرَحمَتِهِ . (1)

3 / 7العِزَّةُالإمام الباقر عليه السلام :«لا إله إلَا اللّهُ» إعزازٌ لِأَهلِ دَعوَتِهِ ، الصَّلاةُ تَثبيتٌ لِلإِخلاصِ وتَنزيهٌ عَنِ الكِبرِ . (2)

3 / 8الفَلاحُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :قولوا: «لا إِلهَ إِلَا اللّهُ» تُفلِحوا . (3)

.


1- .المستدرك على الصحيحين : ج 4 ص 279 ح 7638 ، كنزالعمّال : ج 1 ص 61 ح 210 .
2- .الأمالي للطوسي : ص 296 ح 582 ، بشارة المصطفى : ص 189 وفيه «أعوان» بدل «إعزاز» و«تبرية» بدل «تنزيه» ، الفضائل : ص 7 وفيه «إعذار» بدل «إعزاز» وكلّها عن جابر بن يزيد الجعفي ، بحار الأنوار : ج 78 ص 183 ح 8 .
3- .مسند ابن حنبل : ج 5 ح 423 ح 16023 ، المستدرك على الصحيحين : ج 1 ص 61 ح 39 كلاهما عن ربيعة بن عباد ، صحيح ابن حبّان : ج 14 ص 518 ح 6562 ، السنن الكبرى : ج 1 ص 123 ح 358 كلّها عن طارق بن عبداللّه المحاربي ، كنز العّمال : ج 12 ص 449 ح 35538 ؛ المناقب لابن شهرآشوب : ج 1 ص 56 ، بحار الأنوار : ج 18 ص 202 .

ص: 566

3 / 9 خير الدّنيا والآخرة

3 / 9خَيرُ الدُّنيا وَالآخِرَةِالمحاسن عن سعيد بن المسيّب عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :ألا اُخبِرُكُم بِما يَكونُ بِهِ خَيرُ الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، وإذا كَرِبتُم وَاغتَمَمتُم (1) دَعَوتُمُ اللّهَ بِهِ فَفَرَّجَ عَنكُم؟ قالوا : بَلى يا رَسولَ اللّهِ . قالَ : قولوا : «لا إلهَ إلَا اللّهُ رَبُّنا لا نُشرِكُ بِهِ شَيئا» ثُمَّ ادعوا بِما بَدا لَكُم . (2)

راجع : موسوعة العقائد الإسلامية : ج 3 ص 359 (قيمة التوحيد) .

.


1- .في المصدر : «أغممتم» ، والتصويب من بحار الأنوار .
2- .المحاسن : ج 1 ص 100 ح 71 ، الدعوات : ص 56 ح 143 كلاهما عن الإمام زين العابدين عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 93 ص 311 ح 14 وص 208 ح 11 .

ص: 567

الفصل الرّابع : التّهليلات المأثورة

4 / 1 التّهليلات المأثورة عن محمّد رسول اللّه صلى الله عليه و آله

الفَصلُ الرّابِعُ : التّهليلات المأثورة4 / 1التَّهليلاتُ المَأثورَةُ عَن مُحَمَّدٍ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آلهرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» مِئَةَ مَرَّةٍ ، كانَ أفضَلَ النّاسِ عَمَلاً ذلِكَ اليَومَ ، إلّا مَن زادَ . (1)

عنه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ في كُلِّ يَومٍ مِئَةَ مَرَّةٍ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ المَلِكُ الحَقُّ المُبينُ» استَجلَبَ بِهِ الغِنى ، وَاستَدفَعَ بِهِ الفَقرَ ، وسَدَّ عَنهُ بابَ النّارِ ، وَاستَفتَحَ بِهِ بابَ الجَنَّةِ . (2)

عنه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ : «حَسبِيَ اللّهُ لا إلهَ إلَا هُوَ ، عَلَيهِ تَوَكَّلتُ وهُوَ رَبُّ العَرشِ العَظيمِ» قال

.


1- .الكافي : ج 2 ص 505 ح 1 ، الخصال : ص 594 ح 5 ، التوحيد : ص 30 ح 33 ، ثواب الأعمال : ص 18 ح 1 كلّها عن هشام بن سالم وأبي أيّوب عن الإمام الصادق عليه السلام والثلاثة الأخيرة من دون إسناد إليه صلى الله عليه و آله ، الأمالي للصدوق : ص 128 ح 116 عن مالك بن أنس عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلامعنه صلى الله عليه و آله ، بحار الأنوار : ج 93 ص 203 ح 41 .
2- .الأمالي للطوسي : ص 279 ح 534 عن أحمد بن عامر الطائي ، صحيفة الإمام الرضا عليه السلام : ص 288 ح 37 كلاهما عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام ، الدعوات : ص 117 ح 271 عن الإمام الصادق عليه السلام وكلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج 87 ص 8 ح 13 ؛ تاريخ بغداد : ج 12 ص 358 عن مالك بن أنس عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلامنحوه .

ص: 568

اللّهُ عَزَّ وجَلَّ : لَأَكفِيَنَّ عَبدي صادِقا كانَ أو كاذِبا . (1)

عنه صلى الله عليه و آله :لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ ، أَعَزَّ جُندَهُ ، ونَصَرَ عَبدَهُ ، وغَلَبَ الأَحزابَ وَحدَهُ ، فَلا شَيءَ بَعدَهُ . (2)

البلد الأمين :دُعاءُ الَّتهليلِ مَروِيٌّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله : بَسمِل وقُل : لا إلهَ إلَا اللّهُ _ ثَلاثا _ بِعَدَدِ كُلِّ تَهليلٍ هَلَّلَهُ المُهَلِّلونَ . (3)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :أفضَلُ الدُّعاءِ دُعاءُ يَومِ عَرَفَةَ ، وأفضَلُ قَولي وقَولِ الأَنبِياءِ قَبلي : لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، لَهُ المُلكُ ولَهُ الحَمدُ ، يُحيي ويُميتُ ، بِيَدهِ الخَيرُ وهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ . (4)

الإمام عليّ عليه السلام :قالَ لي رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : ألا اُعَلِّمُكَ كَلِماتٍ إذا قُلتَهُنَّ غَفَرَ اللّهُ لَكَ ، وإن كُنتَ مَغفورا لَكَ؟ قالَ : قُل : لا إلهَ إلَا اللّهُ العَليُّ العَظيمُ ، لا إلهَ إلَا اللّهُ الحَليمُ الكَريمُ ، لا إلهَ إلَا اللّهُ ، سُبحانَ اللّهِ رَبِّ العَرشِ العَظيمِ . (5)

السنن الكبرى عن ابن عبّاس :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله كانَ إذا حَزَبَهُ أمرٌ (6) قالَ : «لا إلهَ إلَا اللّه

.


1- .الدعاء للطبراني : ص 316 ح 1038 عن يونس بن ميسرة بن حلبس .
2- .صحيح البخاري : ج 4 ص 1509 ح 3888 ، صحيح مسلم : ج 4 ص 2089 ح 77 ، السنن الكبرى للنسائي : ج 6 ص 430 ح 11400 ، مسند ابن حنبل : ج 3 ص 553 ح 10411 وص 176 ح 8073 ؛ مجمع البيان : ج 8 ص 541 كلّها عن أبي هريرة .
3- .البلد الأمين : ص 374 .
4- .شُعب الإيمان : ج 3 ص 462 ح 4072 عن أبي هريرة ، سنن الترمذي : ج 5 ص 572 ح 3585 ، الأذكار : ص 158 كلاهما عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه نحوه ، كنزالعمّال : ج 5 ص 66 ح 12078 وص 67 ح 12080 وراجع فلاح السائل : ص 85 ح 18 وبحار الأنوار : ج 86 ص 256 ح 26 .
5- .سنن الترمذي : ج 5 ص 529 ح 3504 عن الحارث ، مسند ابن حنبل : ج 1 ص 200 ح 712 عن عبد اللّه بن سلمة ، المستدرك على الصحيحين : ج 3 ص 149 ح 4670 عن عبد الرحمن بن أبي ليلى وكلاهما نحوه ، كنزالعمّال : ج 2 ص 237 ح 3914 ؛ شرح الأخبار : ج 2 ص 301 ح 619 نحوه .
6- .حَزَبَه أمر : أي إذا نزل به مُهمّ أو أصابه غَمّ (النهاية : ج 1 ص 377 «حزب») .

ص: 569

الحَليمُ العَظيمُ ، لا إلهَ إلَا اللّهُ رَبُّ العَرشِ العَظيمِ ، لا إلهَ إلَا اللّهُ رَبُّ العرشِ الكَريمِ ، لا إلهَ إلَا اللّهُ رَبُّ السَّماواتِ ورَبُّ الأَرضِ رَبُّ العَرشِ العَظيمِ» . ثُمَّ يَدعو . (1)

الدعاء للطبراني عن جابر :عَلَّمَني رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله أن أقولَ خَلفَ كُلِّ صَلاةٍ : لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، لَهُ المُلكُ ولَهُ الحَمدُ وهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ ، اللّهُمَّ اغفِر لي ما قَدَّمتُ وما أخَّرتُ ، وما أسرَرتُ وما أعلَنتُ ، وما أبدَيتُ وما أخفَيتُ ، أنتَ إلهي لا إلهَ إلّا أنتَ . (2)

مسند الشافعي عن عبد اللّه بن الزبير :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا سَلَّمَ مِن صَلاتِهِ ، يَقولُ بِصَوتِهِ الأَعلى : لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، لَهُ المُلكُ ولَهُ الحَمدُ وهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ ، [ لا إلهَ إلَا اللّهُ] (3) ولا نَعبُدُ إلّا إيّاهُ ، لَهُ النِّعمَةُ ولَهُ الفَضلُ ولَهُ الثَّناءُ الحَسَنُ ، لا إلهَ إلَا اللّهُ مُخلِصينَ لَهُ الدِّينَ ولَو كَرِهَ الكافِرونَ . (4)

الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله دَخَلَ عَلى رَجُلٍ مِن بَني هاشِمٍ وهُوَ يَقضي (5) ، فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : قُل : «لا إلهَ إلَا اللّهُ العَلِيُّ العَظيمُ ، لا إلهَ إلَا اللّهُ الحَليمُ الكَريمُ ، سُبحانَ اللّهِ رَبِّ السَّماواتِ السَّبعِ ورَبِّ الأَرَضينَ السَّبعِ وما بَينَهُنَّ ورَبِّ العَرشِ العَظيمِ ، وَالحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ» ، فَقالَها .

.


1- .السنن الكبرى للنسائي : ج 6 ص 167 ح 10488 ، صحيح مسلم : ج 4 ص 2092 ح 83 ، المعجم الأوسط : ج 1 ص 302 ح 1010 كلاهما نحوه ، الدعاء للطبراني : ص 312 ح 1023 .
2- .الدعاء للطبراني : ص 215 ح 678 .
3- .مابين المعقوفين أثبتناه من المصادر الاُخرى .
4- .مسند الشافعي : ص 44 ، الدعاء للطبراني : ص 216 ح 681 ، صحيح مسلم : ج 1 ص 415 ح 139 ، سنن النسائي : ج 3 ص 70 ، مسند ابن حنبل : ج 5 ص 450 ح 16105 ، السنن الكبرى : ج 2 ص 263 ح 3015 وفي الأربعة الأخيرة «ثمّ يقول ابن الزبير : كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله يهلّل بهنّ دبر كلّ صلاة» .
5- .في كتاب من لا يحضره الفقيه : «وهو في النزع» .

ص: 570

فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : الحَمدُ للّهِِ الَّذِي استَنقَذَهُ مِنَ النّارِ . (1)

الإمام الباقر عليه السلام _ مِمّا نَقَلَهُ عَن جابِرٍ الأَنصارِيِّ في صِفَةِ حَجِّ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله _ :. . . فَبَدَأَ بِالصَّفا فَرَقِيَ عَلَيهِ حَتّى رَأَى البَيتَ ، فَاستَقبَلَ القِبلَةَ فَوَحَّدَ اللّهَ وكَبَّرَهُ ، وقالَ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، لَهُ المُلكُ ولَهُ الحَمدُ وهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ ، لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ ، أنجَزَ وَعدَهُ ونَصَرَ عَبدَهُ وهَزَمَ الأَحزابَ وَحدَهُ» ، ثُمَّ دَعا بَينَ ذلِكَ . (2)

الدعاء للطبراني عن أبي شبل عن جدّه :إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله قالَ لِمَعاذِ بنِ جَبَلٍ : كَم تَذكُرُ رَبَّكَ عزَّ وجلَّ كُلَّ يَومٍ؟ تَذكُرُهُ عَشَرَةَ آلافِ مَرَّةٍ؟ قالَ : كُلَّ ذلِكَ أفعَلُ . قالَ : أفَلا أدُلُّكَ عَلى كَلِماتٍ هُنَّ أهوَنُ عَلَيكَ ، هُنَّ أكثَرُ مِن عَشَرَةِ آلافٍ وعَشَرَةِ آلافٍ وعَشَرَةِ آلافٍ؟ أن تَقولَ : لا إلهَ إلَا اللّهُ عَدَدَ حَصاهُ ، لا إلهَ إلَا اللّهُ عَدَدَ كَلِماتِهِ ، لا إلهَ إلَا اللّهُ عَدَدَ خَلقِهِ ، لا إلهَ إلَا اللّهُ مِثلَ ذلِكَ مَعَهُ ، لا يُحصيهِ مُحصي مَلَكٌ ولا غَيرُهُ . (3)

رسول اللّه صلى الله عليه و آله :لا إلهَ إلَا اللّهُ في عِلمِهِ مُنتَهى رِضاهُ ، لا إلهَ إلَا اللّهُ بَعدَ عِلمِهِ مُنتَهى رِضاهُ ، لا إلهَ إلَا اللّهُ مَعَ عِلمِهِ مُنتَهى رِضاهُ . . . . لا إلهَ إلَا اللّهُ الحَليمُ الكَريمُ ، لا إلهَ إلَا اللّهُ العَلِيُّ العَظيمُ ، لا إلهَ إلَا اللّهُ نور

.


1- .الكافي : ج 3 ص 124 ح 9 عن الحلبي ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج 1 ص 131 ح 343 وزاد فيه «وهذه الكلمات هي كلمات الفرج» .
2- .صحيح مسلم : ج 2 ص 888 ح 147 ، سنن أبي داوود : ج 2 ص 184 ح 1905 ، سنن ابن ماجة : ج 2 ص 1023 ح 3074 ، سنن الدارمي : ج 1 ص 475 ح 1793 ، السنن الكبرى : ج 5 ص 151 ح 9337 وفي الأربعة الأخيرة بزيادة «يحيي ويميت» بعد «وله الحمد» وكلّها عن حاتم بن إسماعيل عن الإمام الصادق عليه السلام .
3- .الدعاء للطبراني : ص 466 ح 1630 ، اُسد الغابة : ج 6 ص 352 وزاد فيه «لا إله إلّا اللّه زنة عرشه ، لا إله إلّا اللّه مل ء سماواته ، لا إله إلّا اللّه مل ء أرضه» بعد «لا إله إلّا اللّه عدد خلقه» وكلاهما عن أبي شبل عن جدّه .

ص: 571

السَّماواتِ السَّبعِ ونورُ الأَرَضينَ السَّبعِ ونورُ العَرشِ العَظيمِ . لا إلهَ إلَا اللّهُ تَهليلاً لا يُحصيهِ غَيرُهُ قَبلَ كُلِّ أحَدٍ وبَعدَ كُلِّ أحَدٍ ومَعَ كُلِّ أحَدٍ . (1)

عنه صلى الله عليه و آله :بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، الحَمدُ للّهِِ الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ المَلِكُ المُبينُ ، المُدَبِّرُ بِلا وَزيرٍ ، ولا خَلقٍ مِن عِبادِهِ يَستَشيرُ ، الأَوَّلُ غَيرُ مَصروفٍ ، وَالباقي بَعدَ فَناءِ الخَلقِ . . . فَأَنَا أشهَدُ بِأَنَّكَ أنتَ اللّهُ لا رافِعَ لِما وَضَعتَ ، ولا مانِعَ لِما أعطَيتَ ، ولا مُعطِيَ لِما مَنَعتَ ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ ، كُنتَ إذ لَم تَكُن سَماءٌ مَبنِيَّةٌ ، ولا أرضٌ مَدحِيَّةٌ . . . كُنتَ قَبلَ كُلِّ شَيءٍ ، وكَوَّنتَ كُلَّ شَيءٍ ، وقَدَرتَ عَلى كُلِّ شَيءٍ ، وَابتَدَعتَ كُلَّ شَيءٍ ، وأغنَيتَ وأفقَرتَ ، وأمَتَّ وأحيَيتَ ، وأضحَكتَ وأبكَيتَ ، وعَلَى العَرشِ استَوَيتَ ، فَتَبارَكتَ يا اللّهُ وتَعالَيتَ . أنتَ اللّهُ الَّذي لا إلهَ إلّا أنتَ ، الخَلّاقُ المُعينُ ، أمرُكَ غالِبٌ ، وعِلمُكَ نافِذٌ . . . أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ رَبُّ العالَمينَ ، أنتَ الخالِقُ وأنَا المَخلوقُ ، وأنتَ المالِكُ وأنَا المَملوكُ ، وأنتَ الرَّبُّ وأنَا العَبدُ ، وأنتَ الرّازِقُ وأنَا المَرزوقُ . . . . وأنَا أشهَدُ بِأَنَّكَ أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ ، المُعطي عِبادَكَ بِلا سُؤالٍ ، وأشهَدُ بِأَنَّكَ أنتَ اللّهُ الواحِدُ الأَحَدُ ، المُتَفَرِّدُ الصَّمَدُ الفَردُ ، وإلَيكَ المَصيرُ . (2)

عنه صلى الله عليه و آله :مَن كانَت لَهُ حاجَةٌ فَليَصُم ثَلاثَةً آخِرُهَا الجُمُعَةُ ، فَإِذا كانَ يَومُ الجُمُعَة

.


1- .مُهج الدعوات : ص 170 عن إبراهيم بن أبي يحيى عن الإمام الصادق عن أبيه عن جدّه عن الإمام عليّ عليهم السلاموبأسانيد اُخرى ، المصباح للكفعمي : ص 368 ، بحار الأنوار : ج 95 ص 387 ح 28 .
2- .مُهج الدعوات : ص 158 عن الحرث بن عمير عن الإمام الصادق عن أبيه عن جدّه عليهم السلام ، المصباح للكفعمي : ص 381 ، البلد الأمين : ص 380 كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج 86 ص 332 ح 71 .

ص: 572

تَطَهَّرَ وراحَ (1) ، وتَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ قَلَّت أو كَثُرَت ؛ بِالرَّغيفِ إلى ما دونَ ذلِكَ ، فَإِذا صَلَّى الجُمُعَةَ قالَ : اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ بِاسمِكَ بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ عالِمُ الغَيبِ وَالشَّهادَةِ هُوَ الرَّحمنُ الرَّحيمُ ، الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ لا تَأخُذُهُ سِنَةٌ ولا نَومٌ ، الَّذي مَلَأَت عَظَمَتُهُ السَّماواتِ وَالأَرضَ ، وأسأَ لُكَ بِاسمِكَ بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ ، الَّذي عَنَت لَهُ الوُجوهُ وخَشَعَت لَهُ الأَبصارُ ، ووَجِلَتِ القُلوبُ مِن خَشيَتِهِ ، أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وأن تَقضِيَ حاجَتي في كَذا وكَذا . (2)

عنه صلى الله عليه و آله _ مِن دُعائِهِ يَومَ المُباهَلَةِ _ :اللّهُمَّ وإنّي أسأَ لُكَ بِما تُجيبُني بِهِ حينَ أسأَ لُكَ ، يا اللّهُ يا لا إلهَ إلّا أنتَ ، أسأَ لُكَ بِبَهاءِ لا إلهَ إلّا أنتَ ، يا لا إلهَ إلّا أنتَ ، أسأَ لُكَ بِجَلالِ لا إلهَ إلّا أنتَ ، يا لا إلهَ إلّا أنتَ ، أسأَ لُكَ بِجَمالِ لا إلهَ إلّا أنتَ ، يا لا إلهَ إلّا أنتَ ، أسأَ لُكَ بِعَظَمَةِ لا إلهَ إلّا أنتَ ، يا لا إلهَ إلّا أنتَ ، أسأَ لُكَ بِكَمالِ لا إلهَ إلّا أنتَ ، يا لا إلهَ إلّا أنتَ ، أسأَ لُكَ بِقَولِ لا إلهَ إلّا أنتَ ، يا لا إلهَ إلّا أنتَ ، أسأَ لُكَ بِشَرَفِ لا إلهَ إلّا أنتَ ، يا لا إلهَ إلّا أنتَ ، أسأَ لُكَ بِعَلاءِ لا إلهَ إلّا أنتَ ، يا لا إلهَ إلّا أنتَ ، أسأَ لُكَ بِكَلِماتِ لا إلهَ إلّا أنتَ ، يا لا إلهَ إلّا أنتَ ، أسأَ لُكَ بِعِزَّةِ لا إلهَ إلّا أنتَ ، يا لا إلهَ إلّا أنتَ ، أسأَ لُكَ بِلا إلهَ إلّا أنتَ ، يا لا إلهَ إلّا أنتَ ، يا اللّهُ يا رَبّاهُ _ حَتّى يَنقَطِعَ النَّفَسُ _ . (3)

.


1- .قال الكفعمي : لم يُرِد بقوله : «راح» الرَّواح الذي هو آخر النهار ، بل المراد : خَفَّ وسار إلى المكان الذي يصلّى فيه الجمعة . قاله الهرويّ (بحار الأنوار : ج 90 ص 72) .
2- .. المصباح للكفعمي : ص 523 ، بحار الأنوار : ج 90 ص 71 ح 15 .
3- .الإقبال : ج 2 ص 358 عن الحسين بن خالد عن الإمام الصادق عن أبيه عليهماالسلام ، بحار الأنوار : ج 98 ص 115 .

ص: 573

4 / 2 التّهليلات المأثورة عن الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام

4 / 2التَّهليلاتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلامالإمام عليّ عليه السلام :لا إلهَ إلَا اللّهُ الشّاكِرُ لِلمُطيعِ لَهُ ، المُملي (1) لِلمُشرِكِ بِهِ ، القَريبُ مِمَّن دَعاهُ عَلى حالِ بُعدِهِ ، وَالبَرُّ الرَّحيمُ بِمَن لَجَأَ إلى ظِلِّهِ وَاعتَصَمَ بِحَبلِهِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ المُجيبُ لِمَن ناداهُ بِأَخفَضِ صَوتِهِ ، السَّميعُ لِمَن ناجاهُ لِأَغمَضِ سِرِّهِ ، الرَّؤوفُ بِمَن رَجاهُ لِتَفريجِ هَمِّهِ ، القَريبُ مِمَّن دَعاهُ لِتَنفيسِ كَربِهِ وغَمِّهِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ الحَليمُ عَمَّن أَلحَدَ في آياتِهِ ، وَانحَرَفَ عَن بَيِّناتِهِ ، ودانَ بِالجُحودِ في كُلِّ حالاتِهِ . (2)

عنه عليه السلام :اللّهُمَّ أنتَ الأَوَّلُ فَلا شَيءَ قَبلَكَ ، وأنتَ الآخِرُ الَّذي لا يَهلِكُ ، وأنتَ الحَيُّ الَّذي لا يَموتُ ، وَالخالِقُ الَّذي لا يَعجِزُ . . . لا إلهَ إلّا أنتَ الحَقُّ الَّذي لا يُغَيِّرُكَ الأَزمِنَةُ ، ولا يُحيطُ بِكَ الأَمكِنَةُ ، ولا يَأخُذُكَ نَومٌ ولا سِنَةٌ (3) ، ولا يُشبِهُكَ شَيءٌ ، وكَيفَ لا يَكونُ كَذلِكَ وأنتَ خالِقُ كُلِّ شَيءٍ ، لا إلهَ إلّا أنتَ كُلُّ شَيءٍ هالِكٌ إلّا وَجهَكَ الكَريمَ . . . أسأَ لُكَ بِأَنَّكَ أنتَ اللّهُ الحَنّانُ المَنّانُ لا إلهَ إلّا أنتَ ، بَديعُ السَّماواتِ وَالأَرضِ ذُو الجَلالِ وَالإِكرامِ ، عالِمُ الغَيبِ وَالشَّهادَةِ الرَّحمنُ الرَّحيمُ ، أنتَ الرَّبُّ وأنَا العَبدُ ، وأنتَ المالِكُ وأنَا المَملوكُ . . . لا إلهَ إلّا أنتَ سُبحانَكَ إنّي كُنتُ مِنَ الظّالِمينَ . (4)

عنه عليه السلام :نَشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، يَعلَمُ ما تُخفِي النُّفوسُ ، وما

.


1- .الإملاء : الإمهال والتأخير وإطالة العمر (النهاية : ج 4 ص 363 «ملا») .
2- .البلد الأمين : ص 93 ، بحار الأنوار : ج 90 ص 139 ح 7 .
3- .السِّنة : الغَفلة والغَفوة (مفردات ألفاظ القرآن : ص 872 «وسن») .
4- .المصباح للكفعمي : ص 133 ، مصباح المتهجّد : ص 265 ح 377 وفيه «وأنت الآخر فلا شيء بعدك» بدل «وأنت الآخر الذي لا يهلك» ، البلد الأمين : ص 66 ، جمال الاُسبوع : ص 129 كلّها من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج 89 ص 289 ح 4 .

ص: 574

تُجِنُّ (1) البِحارُ ، وما تُواري مِنهُ ظُلمَةٌ ، ولا تَغيبُ عَنهُ غائِبَةٌ ، وما تَسقُطُ مِن وَرَقَةٍ مِن شَجَرَةٍ ولا حَبَّةٍ في ظُلُماتٍ إلّا يَعلَمُها ، لا إلهَ إلّا هُوَ ، ولا رَطبٍ ولا يابِسٍ إلّا في كِتابٍ مُبينٍ ، ويَعلَمُ ما يَعمَلُ العامِلونَ ، وأيَّ مَجرىً يَجرونَ ، وإلى أيِّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبونَ ، ونَستَهدِي اللّهَ بِالهُدى . (2)

عنه عليه السلام _ فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ _ :اللّهُمَّ إن كُنّا قَد قَصَّرنا عَن بُلوغِ طاعَتِكَ ، فَقَد تَمَسَّكنا مِن طاعَتِكَ بِأَحَبِّها إلَيكَ : لا إلهَ إلّا أنتَ ، جاءَت بِالحَقِّ مِن عِندِكَ . (3)

كتاب من لا يحضره الفقيه :رُوِيَ أنَّهُ [ عَلِيّا عليه السلام ]يَقولُ في سَجدَةِ العَزائِمِ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ حَقّا حَقّا ، لا إلهَ إلَا اللّهُ إيمانا وتَصديقا ، لا إلهَ إلَا اللّهُ عُبودِيَّةً ورِقّا ، سَجدتُ لَكَ يا رَبِّ تَعَبُّدا ورِقّا ، لا مُستَنكِفا ولا مُستَكبِرا ، بَل أنَا عَبدٌ ذَليلٌ خائِفٌ مُستَجيرٌ» ، ثُمَّ يَرفَعُ رَأسَهُ ثُمَّ يُكَبِّرُ . (4)

الإمام عليّ عليه السلام _ مِن قَولِهِ في كُلِّ يَومٍ مِن أيّامِ العَشرِ مِن ذِي الحِجَّةِ _ :لا إلهَ إلَا اللّهُ عَدَدَ اللَّيالي وَالدُّهورِ ، لا إلهَ إلَا اللّهُ عَدَدَ أمواجِ البُحورِ ، لا إلهَ إلَا اللّهُ ورَحمَتُهُ خَيرٌ مِمّا يَجمَعونَ ، لا إلهَ إلَا اللّهُ عَدَدَ الشَّوكِ وَالشَّجَرِ ، لا إلهَ إلَا اللّهُ عَدَدَ الشَّعرِ وَالوَبَرِ ، لا إلهَ إلَا اللّهُ عَدَدَ الحَجَرِ وَالمَدَرِ ، لا إلهَ إلَا اللّهُ عَدَدَ لَمحِ العُيونِ ، لا إلهَ إلَا اللّهُ فِي اللَّيلِ إذا عَسعَسَ وفِي الصُّبحِ إذا تَنَفَّسَ ، لا إلهَ إلَا اللّهُ عَدَدَ الرِّياحِ فِي البَراري وَالصُّخورِ ، لا

.


1- .تُجِنُّه : أي تغطّيه وتستره (النهاية : ج 1 ص 308 «جنن») .
2- .كتاب من لا يحضره الفقيه : ج 1 ص 514 ح 1482 ، مصباح المتهجّد : ص 659 ح 728 عن جندب بن عبد اللّه الأزدي عن أبيه ، بحار الأنوار : ج 91 ص 30 ح 5 .
3- .شرح نهج البلاغة : ج 20 ص 275 ح 174 .
4- .كتاب من لا يحضره الفقيه : ج 1 ص 306 ح 922 .

ص: 575

إلهَ إلَا اللّهُ مِنَ اليَومِ إلى يَومِ يُنفَخُ فِي الصّورِ (1) . (2)

مستدرك الوسائل عن لبّ اللباب :رُوِيَ أنَّ عَليّا عليه السلام مَرَّ بِمَقبَرَةٍ ، فَقالَ : السَّلامُ عَلى أهلِ لا إلهَ إلَا اللّهُ ، مِن أهلِ لا إلهَ إلَا اللّهُ ، يا أهلَ لا إلهَ إلَا اللّهُ ، كَيفَ وَجدَتُم كَلِمَةَ لا إلهَ إلَا اللّهُ؟ فَهَتَفَ هاتِفٌ : وَجَدناهَا المُنجِيَةَ مِن كُلِّ هَلَكَةٍ . (3)

جامع الأخبار عن أصبغ بن نباتة :كُنتُ مَعَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام فَمَرَّ بِالمَقابِرِ ، فَقالَ عَلِيٌّ عليه السلام : السَّلامُ عَلى أهلِ لا إلهَ إلَا اللّهُ ، مِن أهلِ لا إلهَ إلَا اللّهُ ، يا أهلَ لا إلهَ إلَا اللّهُ ، كَيفَ وَجَدتُم كَلِمَةَ لا إلهَ إلَا اللّهُ؟ يا لا إلهَ إلَا اللّهُ ، بِحَقِّ لا إلهَ إلَا اللّهُ ، اِغفِر لِمَن قالَ : لا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاحشُرنا في زُمرَةِ مَن قالَ : لا إلهَ إلَا اللّهُ . وقالَ عَلِيٌّ عليه السلام : سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : مَن قالَها إذا مَرَّ بِالمَقابِرِ غُفِرَ لَهُ ذُنوبُ خَمسينَ سَنَةً . فَقالوا : يا رَسولَ اللّهِ ، مَن لَم يَكُن لَهُ ذُنوبُ خَمسينَ سَنَةً؟ قالَ : لِوالِدَيهِ وإخوانِهِ ولِعامَّةِ المُسلِمين . (4)

الإمام عليّ عليه السلام _ لِعَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ _ :ألا أحبوكَ (5) كَلِماتٍ وَاللّهِ ما حَدَّثتُ بِها حَسَنا ولا

.


1- .قال السيّد ابن طاووس قدس سره في ذيل الرواية : وفي روايتنا هذا التهليل بإسنادنا إلى ابن بابويه بإسناده إلى مولانا عليّ عليه السلام ، أنّه كان يهلّل اللّه تعالى في كلّ يوم من عشر ذي الحجّة بهذا التهليل عشر مرّات (الإقبال : ج 2 ص 48) .
2- .ثواب الأعمال : ص 97 ح 1 ، عدّة الداعي : ص 254 ، المزار الكبير : ص 441 ، الإقبال : ج 2 ص 47 ، أعلام الدين : ص 367 ، بحار الأنوار : ج 97 ص 120 ح 1 .
3- .مستدرك الوسائل : ج 2 ص 369 ح 2214 نقلاً عن القطب الراوندي في لبّ اللباب .
4- .جامع الأخبار : ص 133 ح 270 ، بحار الأنوار : ج 102 ص 301 نقلاً عن بعض مؤلّفات أصحابنا نقلاً عن المفيد وفيه «دعاء عليّ عليه السلام لأهل القبور» وج 93 ص 203 ح 41 .
5- .حَباهُ كذا : إذا أعطاه (النهاية : ج 1 ص 336 «حبا») .

ص: 576

4 / 3 التّهليلات المأثورة عن فاطمة الزّهراء عليهاالسلام

4 / 4 التّهليل المأثور عن الإمام الحسن عليه السلام

حُسَينا؟ إذا كانَت لَكَ إلَى اللّهِ حاجَةٌ تُحِبُّ قَضاها فَقُل : لا إلهَ إلَا اللّهُ الحَليمُ الكَريمُ ، لا إلهَ إلَا اللّهُ العَلِيُّ العَظيمُ ، سُبحانَ اللّهِ رَبِّ السَّماواتِ السَّبعِ وما فيهِنَّ وما بَينَهُنَّ ورَبِّ العَرشِ العَظيمِ ، وَالحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ . اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ بِأَنَّكَ مَلِكٌ مُقتَدِرٌ ، وأنتَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ ، ما تَشاءُ مِن كُلِّ شَيءٍ يَكونُ» ، ثُمَّ تَسأَلُ حاجَتَكَ . (1)

4 / 3التَّهليلاتُ المَأثورَةُ عَن فاطِمَةَ الزَّهراءِ عليهاالسلامفاطمة عليهاالسلام :لا إلهَ إلَا اللّهُ الأَوَّلُ وَالآخِرُ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ الظّاهِرُ وَالباطِنُ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ المُحيِي المُميتُ ، وَاللّهُ أكبَرُ ذُو الطَّولِ ، وَاللّهُ أكبَرُ ذُو البَقاءِ الدّائِمِ . (2)

عنها عليهاالسلام :اللّهُمَّ إنّي اُشهِدُكَ واُشهِدُ مَلائِكَتَكَ وحَمَلَةَ عَرشِكَ ، واُشهِدُ مَن فِي السَّماواتِ ومَن فِي الأَرضِ أنَّكَ أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ وَحدَكَ لا شَريكَ لَكَ ، وأنَّ مُحَمَّدا عَبدُكَ ورَسولُكُ صلى الله عليه و آله ، وأسأَ لُكَ بِأَنَّ لَكَ الحَمدَ لا إلهَ إلّا أنتَ بَديعُ السَّماواتِ وَالأَرضِ ، يا كائِنُ قَبلَ أن يَكُونَ شَيءٌ ، وَالمُكَوِّنُ لِكُلِّ شَيءٍ ، وَالكائِنُ بَعدَما لا يَكونُ شَيءٌ . (3)

4 / 4التَّهليلُ المَأثورُ عَنِ الإِمامِ الحَسَنِ عليه السلامالإمام الحسن عليه السلام :أشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ في رُبوبِيَّتِهِ ووُجودِهِ ووَحدانِيَّتِهِ ، صَمَدا لا

.


1- .المحاسن : ج 1 ص 103 ح 80 عن عبد اللّه بن ميمون القدّاح عن الإمام الصادق عن أبيه عليهماالسلام عن عبد اللّه بن جعفر ، بحار الأنوار : ج 95 ص 157 ح 6 .
2- .فلاح السائل : ص 420 ح 290 ، بحار الأنوار : ج 86 ص 102 ح 8 .
3- .فلاح السائل : ص 360 ح 241 ، بحار الأنوار : ج 86 ص 87 ح 11 .

ص: 577

4 / 5 التّهليلات المأثورة عن الإمام الحسين عليه السلام

4 / 6 التّهليلات المأثورة عن الإمام عليّ بن الحسين عليه السلام

شَريكَ لَهُ ، فَردا لا ظَهيرَ (1) لَهُ . (2)

4 / 5التَّهليلاتُ المَأثورةُ عَنِ الإِمامِ الحُسَينِ عليه السلامالإمام الحسين عليه السلام :اللّهُمَّ مِنكَ البَدءُ ولَكَ المَشِيَّةُ ، ولَكَ الحَولُ ولَكَ القُوَّةُ ، وأنتَ اللّهُ الَّذي لا إلهَ إلّا أنتَ ، جَعَلتَ قُلوبَ أولِيائِكَ مَسكَنا لِمَشِيَّتِكَ ومَكمَنا لِاءِرادَتِكَ ، وجَعَلتَ عُقولَهُم مَناصِبَ أوامِرِكَ ونَواهِيكَ . (3)

عنه عليه السلام :لا إلهَ إلّا أنتَ سُبحانَكَ إنّي كُنتُ مِنَ الظّالِمينَ ، لا إلهَ إلّا أنتَ سُبحانَكَ إنّي كُنتُ مِنَ المُستَغفِرينَ ، لا إلهَ إلّا أنتَ سُبحانَكَ إنّي كُنتُ مِنَ المُوَحِّدينَ ، لا إلهَ إلّا أنتَ سُبحانَكَ إنّي كُنتُ مِنَ الوَجِلينَ (4) ، لا إلهَ إلّا أنتَ سُبحانَكَ إنّي كُنتُ مِنَ الرّاجينَ الرّاغِبينَ ، لا إلهَ إلّا أنتَ سُبحانَكَ إنّي كُنتُ مِنَ السّائِلينَ ، لا إلهَ إلّا أنتَ سُبحانَكَ إنّي كُنتُ مِنَ المُهَلِّلينَ المُسَبِّحينَ ، لا إلهَ إلّا أنتَ رَبّي ورَبُّ آبائِيَ الأَوَّلينَ . (5)

4 / 6التَّهليلاتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلامالإمام زين العابدين عليه السلام :تَبارَكتَ وتَعالَيتَ ، لا إلهَ إلّا أنتَ وَحدَكَ لا شَريكَ لَكَ ، آمَنتُ بِكَ، وصَدَّقتُ رُسُلَكَ ، وقَبِلتُ كِتابَكَ ، وكَفَرتُ بِكُلِّ مَعبودٍ غَيرِكَ ، وبَرِئتُ مِمَّن

.


1- .الظَّهير : المُعين (القاموس المحيط : ج 2 ص 82 «ظهر») .
2- .الأمالي للطوسي : ص 562 ح 1174 عن عبد الرحمن بن كثير عن الإمام الصادق عن أبيه عن جدّه عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج 10 ص 139 ح 5 .
3- .مُهج الدعوات : ص 68 ، بحار الأنوار : ج 85 ص 214 ح 1 .
4- .الوَجَل : الخوف (الصحاح : ج 5 ص 1840 «وجل») .
5- .الإقبال : ج 2 ص 84 ، بحار الأنوار : ج 98 ص 222 ح 3 .

ص: 578

عَبَدَ سِواكَ . (1)

عنه عليه السلام :أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ ، الأَحَدُ المُتَوَحِّدُ ، الفَردُ المُتَفَرِّدُ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ الكَريمُ المُتَكَرِّمُ ، العَظيمُ المُتَعَظِّمُ ، الكَبيرُ المُتَكَبِّرُ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ ، العَلِيُّ المُتعالِ ، الشَّديدُ المِحالِ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ ، الرَّحمنُ الرَّحيمُ ، العَليمُ الحَكيمُ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ ، السَّميعُ البَصيرُ ، القَديمُ الخَبيرُ ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ ، الكَريمُ الأَكرَمُ ، الدّائِمُ الأَدوَمُ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ ، الأَوَّلُ قَبلَ كُلِّ أحَدٍ ، وَالآخِرُ بَعدَ كُلِّ عَدَدٍ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ ، الدّاني في عُلُوِّهِ ، وَالعالي في دُنُوِّهِ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ ، ذُو البَهاءِ وَالمَجدِ ، وَالكِبرِياءِ وَالحَمدِ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ ، الَّذي أنشَأتَ الأَشياءَ مِن غَيرِ سِنخٍ (2) ، وصَوَّرتَ ما صَوَّرتَ مِن غَيرِ مِثالٍ ، وَابتَدَعتَ المُبتَدَعاتِ بِلَا احتِذاءٍ (3) . (4)

عنه عليه السلام :لا إله إلّا أنتَ ، تَعالَيتَ عَمّا يَقولُ الظّالِمونَ عُلُوّا كَبيرا . اللّهُمَّ إنّي اُشهِدُكَ وأنتَ أقرَبُ الشّاهِدينَ ، واُشهِدُ مَن حَضَرَني مِن مَلائِكَتِكَ المُقَرَّبينَ ، وعِبادِكَ الصّالِحينَ ، مِنَ الجِنَّةِ وَالنّاسِ أجمَعينَ ، أنّي أشهَدُ بِسَريرَةٍ زَكِيَّةٍ ، وبَصيرَةٍ مِنَ الشَّكِّ بَريئَةٍ ، شَهادَةً أعتَقِدُها بِإِخلاصٍ وإيقانٍ ، واُعِدُّها طَمَعا فِي الخَلاصِ وَالأَمانِ ، اُسِرُّها تَصديقا بِرُبوبِيَّتِكَ ، واُظهِرُها تَحقيقا لِوَحدانِيَّتِكَ ، ولا أصُدُّ عَن سَبيلِها ، ولا اُلحِدُ في تَأويلِها ، أنَّكَ أنتَ اللّهُ رَبّي لا اُشرِكُ بِكَ أحَدا ، ولا أجِدُ مِن دونِكَ مُلتَحَدا . (5) لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، الواحِدُ الَّذي لا يَدخُلُ في عَدَدٍ ، وَالفَردُ الَّذي لا

.


1- .الصحيفة السجّاديّة : ص 222 الدعاء 52 .
2- .السِّنْخُ : الأصل (الصحاح : ج 1 ص 423 «سنخ») .
3- .يحتذي على مثال فلان : إذا اقتدى به في أمره (لسان العرب : ج 14 ص 170 «حذا») .
4- .الصحيفة السجّاديّة : ص 185 الدعاء 47 ، الإقبال : ج 2 ص 87 ، المصباح للكفعمي : ص 886 .
5- .مُلْتَحدا : أي التجاءً ، أو موضع التجاء (مفردات ألفاظ القرآن : ص 737 «لحد») .

ص: 579

4 / 7 التّهليلات المأثورة عن الإمام الباقر عليه السلام

يُقاسُ بِأَحَدٍ ، عَلا عَنِ المُشاكَلَةِ وَالمُناسَبَةِ ، وخَلا مِن الأَولادِ وَالصّاحِبَةِ (1)

الملهوف _ في ذِكرِ أحوالِ الإِمامِ زَينِ العابِدينَ عليه السلام _ :حَدَّثَ مَولًى لَهُ عليه السلام أَنَّهُ بَرَزَ إلَى الصَّحراءِ يَوما ، قالَ : فَتَبِعتُهُ ، فَوَجَدتُهُ قَد سَجَدَ عَلى حِجارَةٍ خَشِنَةٍ ، فَوَقَفتُ وأنَا أسمَعُ شَهيقَهُ وبُكاءَهُ ، وأحصَيتُ عَلَيهِ ألفَ مَرَّةٍ يَقولُ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ حَقّا حَقّا ، لا إلهَ إلَا اللّهُ تَعَبُّدا ورِقّا ، لا إلهَ إلَا اللّهُ إيمانا وصِدقا» . ثُمَّ رَفَعَ رأسَهُ مِن سُجودِهِ ، وإنَّ لِحيَتَهُ ووَجهَهُ قَد غُمِرا مِنَ الدُّموعِ . (2)

4 / 7التَّهليلاتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الباقِرِ عليه السلامالإمام الباقر عليه السلام :لا إلهَ إلَا اللّهُ كُلَّما هَلَّلَ اللّهَ شَيءٌ ، وكَما يُحِبُّ اللّهُ أن يُهَلَّلَ . (3)

عنه عليه السلام :إنَّ اللّهَ تَعالى أهدى إلى عيسَى بنِ مَريَمَ عليه السلام خَمسَ دَعَواتٍ جاءَ بِها جَبرَئيلُ عليه السلام في أيّامِ العَشرِ فَقالَ : يا عيسى ، اُدعُ بِهذِهِ الخَمسِ الدَّعَواتِ ؛ فَإِنَّهُ لَيسَت عِبادَةٌ أحَبَّ إلَى اللّهِ مِن عِبادَتِهِ في أيّامِ العَشرِ _ يَعني عَشرَ ذِي الحِجَّةِ _ : أوَّلُهُنَّ : أشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، لَهُ المُلكُ ولَهُ الحَمدُ ، بِيَدِهِ الخَيرُ وهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ . وَالثّانِيَةُ : أشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، أحَدا صَمَدا لَم يَتَّخِذ صاحِبَةً ولا وَلَدا .

.


1- .بحار الأنوار : ج 94 ص 154 ح 22 نقلاً عن بعض مرويّات أصحابنا في كتاب أنيس العابدين من مؤلّفات بعض قدمائنا .
2- .الملهوف على قتلى الطفوف : ص 234 ، بحار الأنوار : ج 85 ص 166 ح 17 .
3- .الكافي : ج 2 ص 588 ح 26 ، تهذيب الأحكام : ج 3 ص 76 ح 234 ، مُهج الدعوات : ص 216 كلّها عن أبي حمزة الثمالي ، الإقبال : ج 2 ص 124 عن سلمة بن الأكوع عن الإمام الصادق عليه السلام ، بحار الأنوار : ج 94 ص 269 ح 3 .

ص: 580

4 / 8 التّهليلات المأثورة عن الإمام الصّادق عليه السلام

وَالثّالِثَةُ : أشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، أحَدا صَمَدا لَم يَلِد ولَم يولَد ولَم يَكُن لَهُ كُفُوا أحَدٌ . وَالرّابِعَةُ : أشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، لَهُ المُلكُ ولَهُ الحَمدُ ، يُحيي ويُميتُ وهُوَ حَيٌّ لا يَموتُ ، بِيَدِهِ الخَيرُ وهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ . وَالخامِسَةُ : حَسبِيَ اللّهُ وكَفى ، سَمِعَ اللّهُ لِمَن دَعا ، لَيسَ وَراءَ اللّهِ مُنتَهىً ، أشهَدُ للّهِِ بِما دَعا ، وأَنَّهُ بَريءٌ مِمَّن تَبَرّى ، وأنَّ للّهِِ الآخِرَةَ وَالاُولى . (1)

4 / 8التَّهليلاتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الصّادِقِ عليه السلامالإمام الصادق عليه السلام :لا إلهَ إلَا اللّهُ المَلِكُ الرَّحمنُ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ المُفضِلُ المَنّانُ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ الأَوَّلُ وَالآخِرُ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ذُو الطَّولِ وإلَيهِ المَصيرُ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ الظّاهِرُ الباطِنُ . (2)

عنه عليه السلام :اللّهُمَّ إنّي أشهَدُ أَنَّكَ كَما تَقولُ وفَوقَ ما يَقولُ القائِلونَ ، وأشهَدُ أنَّكَ كَما شَهِدتَ لِنَفسِكَ وشَهِدَت لَكَ مَلائِكَتُكَ واُولُو العِلمِ ، بِأَنَّكَ قائِمٌ بِالقِسطِ لا إلهَ إلّا أنتَ ، وكَما أثنَيتَ عَلى نَفسِكَ ، سُبحانَكَ وبِحَمدِكَ . (3)

عنه عليه السلام :مَن قالَ في كُلِّ يَومٍ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ حَقّا حَقّا ، لا إلهَ إلَا اللّهُ عُبودِيَّةً ورِقّا ، لا إلهَ إلَا اللّهُ إيمانا وصِدقا» أقبَلَ اللّهُ عَلَيهِ بِوَجهِهِ ، ولَم يَصرِف وَجهَهُ عَنهُ حَتّى يَدخُلَ الجَنَّةَ . (4)

.


1- .الإقبال : ج 2 ص 46 عن عبد اللّه بن عبد بن عمير ؛ الدعاء للطبراني : ص 272 ح 872 عن عبد اللّه بن عبيد بن عمير عن أبيه من دون إسنادٍ إلى الإمام الباقر عليه السلام نحوه وفيه «موسى عليه السلام » بدل «عيسى عليه السلام » .
2- .الإقبال : ج 2 ص 145 ، بحار الأنوار : ج 98 ص 259 .
3- .قرب الإسناد : ص 5 ح 13 عن مسعدة بن صدقة ، بحار الأنوار : ج 94 ص 179 ح 1 .
4- .الكافي : ج 2 ص 519 ح 1 عن الأوزاعي ، ثواب الأعمال : ص 24 ح 1 ، المحاسن : ج 1 ص 100 ح 72 كلاهما عن الأوزاعي عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج 87 ص 9 ح 15 .

ص: 581

عنه عليه السلام :ما مِن أحَدٍ يَحضُرُهُ المَوتُ إلّا وُكِّلَ بِهِ شَيطانٌ مِن شَياطينِهِ يَأمُرُهُ بِالكُفرِ ويُشَكِّكُهُ في أمرِهِ ودينِهِ ، حَتّى تَخرُجَ نَفسُهُ ، فَمَن كانَ مُؤمِنا مُوَحِّدا مُستَبصِرا لَم يَقدِر عَلَيهِ ، ومَن كانَ ضَعيفا في دينِهِ شَكَّكَهُ في أمرِهِ ودينِهِ . فَإِذا حَضَرتُم مَوتاكُم فَلَقِّنوهُم كَلِمَةَ الإِخلاصِ ، وهِيَ : لا إلهَ إلَا اللّهُ العَلِيُّ العَظيمِ ، لا إلهَ إلَا اللّهُ الحَليمُ الكَريمُ ، سُبحانَ اللّهِ رَبِّ السَّماواتِ السَّبعِ ورَبِّ الأَرَضينَ السَّبعِ وما فيهِنَّ وما بَينَهُنَّ وما تَحتَهُنَّ ورَبِّ العَرشِ العَظيمِ ، وَالحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ . (1)

عنه عليه السلام :إنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى يُمَجِّدُ نَفسَهُ في كُلِّ يَومٍ ولَيلَةٍ ثَلاثَ مَرّاتٍ ، فَمَن مَجَّدَ اللّهَ بِما مَجَّدَ بِهِ نَفسَهُ ثُمَّ كانَ في حالِ شِقوَةٍ حَوَّلَهُ اللّهُ عز و جلإلى سَعادَةٍ ، يَقولُ : أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ رَبُّ العالَمينَ ، أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ الرَّحمنُ الرَّحيمُ ، أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ العَزيزُ (العَلِيُّ) الكَبيرُ ، أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ مالِكُ يَومِ الدِّينِ ، أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ الغَفورُ الرَّحيمُ ، أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ العَزيزُ الحَكيمُ ، أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ مِنكَ بَدءُ الخَلقِ وإلَيكَ يَعودُ ، أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ لَم تَزَل ولا تَزالُ ، أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ خالِقُ الخَيرِ وَالشَّرِّ ، أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ خالِقُ الجَنَّةِ وَالنّارِ ، أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ أحَدٌ صَمَدٌ لَم يَلِد ولَم يُولَد ولَم يَكُن لَهُ كُفُوا أحَدٌ ، أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ «الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَ_مُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَ_نَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَ__لِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِى السَّمَ_وَ تِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ» (2) ، أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ الكَبيرُ وَالكِبرِياءُ رِداؤُكَ . (3)

.


1- .طبّ الأئمّة لابني بسطام : ص 80 ، الكافي : ج 3 ص 123 ح 6 عن أبي خديجة ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج 1 ص 133 ح 350 كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج 6 ص 195 ح 47 .
2- .الحشر : 23 و 24 .
3- .الكافي : ج2 ص516 ح2 ، المحاسن : ج 1 ص 108 ح 95 كلاهما عن عبد اللّه بن أعين ، ثواب الأعمال : ص 29 ح 1 عن زرارة بن أعين ، بحار الأنوار : ج 93 ص 220 ح 2 وج 86 ص 370 ح 3 .

ص: 582

الكافي عن عمرو بن أبي المقدام :أملى عَلَيَّ هذَا الدُّعاءَ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام وهُوَ جامِعٌ لِلدُّنيا وَالآخِرَةِ : تَقولُ بَعدَ حَمدِ اللّهِ وَالثَّناءِ عَلَيهِ : اللّهُمَّ أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ الحَليمُ الكَريمُ ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ العَزيزُ الحَكيمُ ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ الواحِدُ القَهّارُ ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ المَلِكُ الجَبّارُ ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ الرَّحيمُ الغَفّارُ ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ شَديدُ المِحالِ (1) ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ الكَبيرُ المُتعالُ ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ السَّميعُ البَصيرُ ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ المَنيعُ القَديرُ ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ الغَفورُ الشَّكورُ ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ الحَميدُ المَجيدُ ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ الغَفورُ الوَدودُ ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ الحَنّانُ المَنّانُ ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ الحَليمُ الدَّيّانُ (2) ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ الجَوادُ الماجِدُ ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ الواحِدُ الأَحَدُ ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ الغائِبُ الشّاهِدُ ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ الظّاهِرُ الباطِنُ ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ بِكُلِّ شَيءٍ عَليمٌ . تَمَّ نورُكَ فَهَدَيتَ ، وبَسَطتَ يَدَكَ فَأَعطَيتَ ، رَبَّنا وَجهُكَ أكرَمُ الوُجوهِ ، وجَهَتُكَ خَيرُ الجِهاتِ ، وعَطِيَّتُكَ أفضَلُ العَطايا وأهنَؤُها ، تُطاعُ رَبَّنا فَتَشكُرُ ، وتُعصى رَبَّنا فَتَغفِرُ لِمَن شِئتَ ، تُجيبُ المُضطَرَّ ، وتَكشِفُ السّوءَ ، وتَقبَلُ التَّوبَةَ ، وتَعفو عَنِ الذُّنوبِ ، لا تُجازى أياديكَ ، ولا تُحصى نِعَمُكَ ، ولا يَبلُغُ مِدحَتَكَ قَولُ قائِلٍ . اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وعَجِّل فَرَجَهُم وروحَهُم وراحَتَهُم وسُرورَهُم ، وأذِقني طَعمَ فَرَجِهِم ، وأهلِك أعداءَهُم مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ ، وآتِنا فِي الدُّنيا حَسَنَة

.


1- .المِحَال : القوّة والشِدّة ، وقيل : الكيد والمكر (النهاية : ج 4 ص 303 «محل») .
2- .الدَّيّان : قيل : هو القهّار . وقيل : هو الحاكم والقاضي ، وهو فعّال ، من دان الناسَ : أي قهرهم على الطاعة (النهاية : ج 2 ص 148 «دين») .

ص: 583

4 / 9 التّهليلات المأثورة عن الإمام الكاظم عليه السلام

وفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً ، وقِنا عَذابَ النّارِ ، وَاجعَلنا مِنَ الَّذينَ لا خَوفٌ عَلَيهِم ولا هُم يَحزَنونَ ، وَاجعَلني مِنَ الَّذين صَبَروا وعَلى رَبِّهِم يَتَوَكَّلونَ ، وثَبِّتني بِالقَولِ الثّابِتِ فِي الحَياةِ الدُّنيا وفِي الآخِرَةِ ، وبارِك لي فِي المَحيا وَالمَماتِ ، وَالمَوقِفِ وَالنُّشورِ ، وَالحِسابِ وَالميزانِ ، وأهوالِ يَومِ القِيامَةِ ، وسَلِّمني عَلَى الصِّراطِ ، وأجِزني عَلَيهِ ، وَارزُقني عِلما نافِعا ، ويَقينا صادِقا ، وتُقىً وبِرّا ووَرَعا وخَوفا مِنكَ ، وفَرَقا يُبَلِّغُني مِنكَ زُلفى (1) ، ولا يُباعِدُني عَنكَ ، وأحبِبني ولا تُبغِضني ، وتَوَلَّني ولا تَخذُلني ، وأعطِني من جَميعِ خَيرِ الدُّنيا وَالآخِرَةِ ما عَلِمتُ مِنهُ وما لَم أعلَم ، وأجِرني مِنَ السُّوءِ كُلِّهِ بِحَذافيرِهِ (2) ، ما عَلِمتُ مِنهُ وما لَم أعلَم . (3)

4 / 9التّهليلاتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الكاظِمِ عليه السلامفلاح السائل عن يحيى بن الفضل النوفلي :دَخَلتُ عَلى أبِي الحَسَنِ موسَى بنِ جَعفَرٍ عليه السلام بِبَغدادَ حينَ فَرَغَ مِن صَلاةِ العَصرِ ، فَرَفَعَ يَدَيهِ إلَى السَّماءِ وسَمِعتُهُ يَقولُ : أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلَا أنتَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظّاهِرُ وَالباطِنُ ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ إلَيكَ زيادَةُ الأَشياءِ ونُقصانُها ، وأنتَ اللّهُ لا إله إلّا أنتَ خَلَقتَ الخَلقَ بِغَيرِ مَعونَةٍ مِن غَيرِكَ ولا حاجَةٍ إلَيهِم ، أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ مِنكَ المَشيئَةُ وإلَيكَ البَدءُ . أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ قَبلَ القَبلِ وخالِقُ القَبلِ ، أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ بَعدَ البَعدِ وخالِقُ البَعدِ ، أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ تَمحو ما تَشاءُ وتُثبِتُ وعنِدَكَ اُمُّ الكِتابِ ، أنت

.


1- .الزُلْفى : القُربى ، أزلفه : قرّبه (المصباح المنير : ص 254 «زلف») .
2- .بحذافيره : بأسْرِهِ ، أو بجوانبه (القاموس المحيط : ج 2 ص 7 «حذفر») .
3- .الكافي : ج 2 ص 583 ح 18 .

ص: 584

4 / 10 التّهليلات المأثورة عن الإمام الرّضا عليه السلام

اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ غايَةُ كُلِّ شَيءٍ ووارِثُهُ ، أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ لا يَعزُبُ (1) عَنكَ الدَّقيقُ ولَا الجَليلُ . أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ لا تَخفى عَلَيكَ اللُّغاتُ ولا تَتَشابَهُ عَلَيكَ الأَصواتُ ، كُلَّ يَومٍ أنتَ في شَأنٍ ، لا يَشغَلُكَ شَأنٌ عَن شَأنٍ ، عالِمُ الغَيبِ وأخفى ، دَيّانُ يَومِ الدّينِ ، مُدَبِّرُ الاُمورِ ، باعِثُ مَن فِي القُبورِ ، مُحيِي العِظامَ وهِيَ رَميمٌ ، أسأَ لُكَ بِاسمِكَ المَكنونِ المَخزونِ الحَيِّ القَيّومِ الَّذي لا يَخيبُ مَن سَأَلَكَ بِهِ ، أسأَ لُكَ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وأن تُعَجِّلَ فَرَجَ المُنتَقِمِ لَكَ مِن أعدائِكَ ، وأنجِز لَهُ ما وَعَدتَهُ يا ذَا الجَلالِ وَالإِكرامِ . (2)

الإمام الكاظم عليه السلام _ في كِتابٍ كَتَبَهُ لِلحُسَينِ بنِ خالِدٍ لَمّا شَكا إلَيهِ دَينا عَلَيهِ _ :قُل في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ : اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ يا لا إلهَ إلّا أنتَ ، بِحَقِّ لا إلهَ إلّا أنتَ ، أن تَرحَمَني بِلا إلهَ إلّا أنتَ ، اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ يا لا إلهَ إلّا أنتَ ، بِحَقِّ لا إلهَ إلّا أنتَ ، أن تَرضى عَنّي بِلا إلهَ إلّا أنتَ ، اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ يا لا إلهَ إلّا أنتَ ، بِحَقِّ لا إلهَ إلّا أنتَ ، أن تَغفِرَ لي بِلا إلهَ إلّا أنتَ . (3)

4 / 10التَّهليلاتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الرِّضا عليه السلامالإمام الرضا عليه السلام _ بَعدَ أن عَلَّمَ هِشاما صَلاةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، قالَ _ :وَالدُّعاءُ بَعدَها : لا إلهَ إلَا اللّهُ رَبُّنا ورَبُّ آبائِنَا الأَوَّلينَ ، لا إلهَ إلَا اللّهُ إلها واحِدا ونَحنُ لَهُ مُسلِمونَ ،

.


1- .عَزَبَ الشيء _ من باب قَعَدَ _ : بَعُدَ . وعَزَبَ _ من بابَي قَتَل وضَرَبَ _ : غابَ وخفي (المصباح المنير : ص 407 «عزب») .
2- .فلاح السائل : ص 353 ح 238 ، مصباح المتهجّد : ص 75 ح 124 ، المصباح للكفعمي : ص 33 ، بحار الأنوار : ج 86 ص 80 ح 8 .
3- .مكارم الأخلاق : ج 2 ص 147 ح 2363 عن الحسين بن خالد ، بحار الأنوار : ج 95 ص 302 ح 5 .

ص: 585

4 / 11 التّهليلات المأثورة عن الإمام العسكريّ عليه السلام

لا إلهَ إلَا اللّهُ لا نَعبُدُ إلّا إيّاهُ مُخلِصينَ لَهُ الدِّينَ ولَو كَرِهَ المُشرِكونَ ، لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ وَحدَهُ وَحدَهُ ، أنجَزَ وَعدَهُ ، ونَصَرَ عَبدَهُ ، وأعَزَّ جُندَهُ ، وهَزَمَ الأَحزابَ وَحدَهُ ، فَلَهُ المُلكُ ولَهُ الحَمدُ وهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ . اللّهُمَّ أنت نورُ السَّماواتِ وَالأَرضِ ومَن فيهِنَّ ، فَلَكَ الحَمدُ ، وأنتَ قِيامُ السَّماواتِ وَالأَرضِ ومَن فيهِنَّ ، فَلَكَ الحَمدُ . . . أنتَ إلهي لا إلهَ إلّا أنتَ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمِّدٍ ، وَاغفِر لي وَارحَمني وتُب عَلَيَّ إنَّكَ أنتَ التَّوّابُ الرَّحيمُ . (1)

4 / 11التَّهليلاتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ العَسكَرِيِّ عليه السلامالإمام العسكري عليه السلام :اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ بِأَنَّ لَكَ الحَمدَ لا إلهَ إلّا أنتَ البَديءُ قَبلَ كُلِّ شَيءٍ ، وأنتَ الحَيُّ القَيّومُ ، ولا إلهَ إلّا أنتَ الَّذي لا يُذِلُّكَ شَيءٌ وأنتَ كُلَّ يَومٍ في شَأنٍ ، لا إلهَ إلّا أنتَ خالِقُ ما يُرى وما لا يُرى ، العالِمُ بِكُلِّ شَيءٍ بِغَيرِ تَعليمٍ ، أسأَ لُكَ بِآلائِكَ ونَعمائِكَ بِأَنَّكَ اللّهُ الرَّبُّ الواحِدُ ، لا إلهَ إلّا أنتَ الرَّحمنُ الرَّحيمُ ، وأسأَ لُكَ بِأَنَّكَ أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ الوِترُ الفَردُ الأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذي لَم يَلِد ولَم يولَد ولَم يَكُن لَهُ كُفُوا أحَدٌ ، وأسأَ لُكَ بِأَنَّكَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ اللَّطيفُ الخَبيرُ ، القائِمُ عَلى كُلِّ نَفسٍ بِما كَسَبَت ، الرَّقيبُ الحَفيظُ ، وأسأَ لُكَ بِأَنَّكَ اللّهُ الأَوَّلُ قَبلَ كُلِّ شَيءٍ ، وَالآخِرُ بَعدَ كُلِّ شَيءٍ ، وَالباطِنُ دونَ كُلِّ شَيءٍ ، الضّارُّ النّافِعُ ، الحَكيمُ العَليمُ ، وأسأَ لُكَ بِأَنَّكَ أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ الحَيُّ القَيّومُ ، الباعِثُ الوارِثُ ، الحَنّانُ المَنّانُ ، بَديعُ السَّماواتِ وَالأَرضِ ، ذُو الجَلالِ وَالإِكرامِ ، وذُو الطَّولِ وذوُ العِزَّةِ وذُو السُّلطانِ ، لا إلهَ إلّا أنتَ ،

.


1- .جمال الاُسبوع : ص 162 عن هشام ، البلد الأمين : ص 149 ، المصباح للكفعمي : ص 538 وليس فيهما «وأعزّ جُنده» ، بحار الأنوار : ج 91 ص 170 ح 1 .

ص: 586

4 / 12 التّهليلات المأثورة عن الإمام المهديّ عليه السلام

أحَطتَ بِكُلِّ شَيءٍ عِلما وأحصَيتَ كُلَّ شَيءٍ عَدَدا ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ . (1)

4 / 12التَّهليلاتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ المَهدِيِّ عليه السلامالإمام عليّ عليه السلام _ في صِفَةِ القائِمِ عليه السلام _ :كَأَنَّني بِهِ قَد عَبَرَ مِن وادِي السَّلامِ إلى مَسيلِ السَّهلَةِ عَلى فَرَسٍ مُحَجَّلٍ لَهُ شِمراخٌ (2) يَزهَرُ ، يَدعو ويَقولُ في دُعائِهِ : لا إلهَ إلَا اللّهُ حَقّا حَقّا ، لا إلهَ إلَا اللّهُ إيمانا وصِدقا ، لا إلهَ إلَا اللّهُ تَعَبُّدا ورِقّا ، اللّهُمَّ مُعِزَّ كُلِّ مُؤمِنٍ وَحيدٍ ، ومُذِلَّ كُلِّ جَبّارٍ عَنيدٍ ، أنتَ كَنَفي حينَ تُعيينِي المَذاهِبُ ، وتَضيقُ عَلَيَّ الأَرضُ بِما رَحُبَت . اللّهُمَّ خَلَقتَني وكُنتَ غَنِيّا عَن خَلقي ، ولَولا نَصرُكَ إيّايَ لَكُنتُ مِنَ المَغلوبينَ؛ يا مُنشِرَ الرَّحمَةِ مِن مَواضِعِها ، ومُخرِجَ البَرَكاتِ مِن مَعادِنِها ، ويا مَن خَصَّ نَفسَهُ بِشُموخِ الرِّفعَةِ فَأَولِياؤُهُ بِعِزِّهِ يَتَعَزَّزونَ ، يا مَن وَضَعَت لَهُ المُلوكُ نيرَ (3) المَذَلَّةِ عَلى أعناقِهِم فَهُم مِن سَطوَتِهِ خائِفونَ ، أسأَ لُكَ بِاسمِكَ الَّذي فَطَرتَ بِهِ خَلقَكَ فَكُلٌّ لَكَ مُذعِنونَ ، أسأَ لُكَ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأن تُنجِزَ لي أمري ، وتُعَجِّلَهُ لي فِي الفَرَجِ ، وتَكفِيَني ، وتُعافِيَني ، وتَقضِيَ حَوائِجي ، السّاعَةَ السّاعَةَ ، اللَّيلَةَ اللَّيلَةَ ، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ . (4)

.


1- .جمال الاُسبوع : ص 180 ، بحار الأنوار : ج 91 ص 190 ح 10 .
2- .الشِّمراخُ : غُرّة الفرس إذا دقّت وطالت أي حتّى جلّلت الخيشوم (تاج العروس : ج 4 ص 284 «شمرخ») .
3- .النِّيْرُ : الخشبة المعترضة فوق عنق الثور أو عنقي الثورين المقرونين لجرّ المحراث أو غيره (المعجم الوسيط : ج 2 ص 966 «نار») .
4- .العُدد القويّة : ص 75 ح 125 ، دلائل الإمامة : ص 458 ح 438 ، بحار الأنوار : ج 94 ص 365 ح 2 وج 52 ص 391 ح 214 .

ص: 587

الفهرس التفصيلي .

ص: 588

. .

ص: 589

. .

ص: 590

. .

ص: 591

. .

ص: 592

. .

ص: 593

. .

ص: 594

. .

ص: 595

. .

ص: 596

. .

ص: 597

. .

ص: 598

. .

ص: 599

. .

ص: 600

. .

ص: 601

. .

ص: 602

. .

ص: 603

. .

ص: 604

. .

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.