سرشناسه : محمدي ري شهري، محمد، 1325-
عنوان و نام پديدآور : موسوعه العقائد الاسلاميه/محمد الريشهري ؛ بمساعده رضا برنجكار ؛ التحقيق مركز بحوث دار الحديث.
مشخصات نشر : قم: موسسه علمي فرهنگي دارالحديث، سازمان چاپ و نشر، 1384.
مشخصات ظاهري : 5 ج.
فروست : مركز بحوث دارالحديث؛ 85
شابك : (دوره):964-7489-99-4 ؛ (ج.1)964-7489-94-3 ؛ (ج.2)964-7489-95-1 ؛ (ج.3)964-7489-96-X ؛ (ج.4)964-7489-97-8 ؛ (ج.5)964-7489-98-6
يادداشت : چاپ دوم
يادداشت : چاپ اول: 1383.
يادداشت : جلد اول كتاب باهمكاري رضا برنجكار و عبدالهادي مسعودي ميباشد.
يادداشت : كتابنامه.
مندرجات : ج 1و 2. المعرفه .--ج 3 و 4 و 5. معرفة الله.
موضوع : اسلام -- عقايد -- احاديث.
موضوع : احاديث شيعه -- قرن 14.
شناسه افزوده : برنجكار، رضا، 1342-
شناسه افزوده : مسعودي، عبدالهادي، 1343-
شناسه افزوده : دارالحديث
شناسه افزوده : دارالحديث
رده بندي كنگره : BP211/5/م334م8
رده بندي ديويي : 297/4172
شماره كتابشناسي ملي : 1028220
ص: 1
ص: 2
ص: 3
ص: 4
ص: 5
ص: 6
ص: 7
القسم الرابع : العلمتحقيق في معنى العلمالفصل الأوّل : حقيقة العلمالفصل الثاني : فضل العلمالفصل الثالث : آثار العلمالفصل الرابع : أقسام العلوم
.
ص: 8
. .
ص: 9
تحقيق في معنى العلم «قُلْ هَلْ يَسْتَوِى الَّذِينَ يعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الْأَلْبَ_بِ» . (1) لم يُقدِّر منهج من المناهج العلمَ والحكمة كما فعل الإسلام ، ولم يُحذِّر أيٌّ من الأديان ، الناسَ من خطر الجهل كما صنع الإسلام . إنّ العلم في الإسلام أُسّ القيم جميعها ، والجهل أصل المساوئ والمفاسد الفرديّة والاجتماعيّة كلّها (2) . يرى الإسلام أنّ الإنسان يحتاج إلى العلم والمعرفة في كلّ حركة من حركاته (3) . ولابدّ لعقائده ، وأخلاقه ، وأعماله أن تقوم على دعامة علميّة (4) . إنّ ما يحظى بأهميّة كبرى في مستهلّ الحديث عن موقف الإسلام من العلم والحكمة ، هو أنّ أيّ فرع من فروع العلم له الأهميّة والاعتبار عند الإسلام ؟
.
ص: 10
أيّ علمٍ يعدّ معيارا لقيمة الإنسان وأساسا للقيم جميعها ؟ (1) أيّ علمٍ يُحيي القلب ويهدي المرء ؟ (2) أيّ علمٍ يُحسَب أنفعَ كنز ، ويعتبر ميراث الأنبياء ، ويعدّ شرطا للعمل وكمال الإيمان ؟ (3) أيّ علمٍ يحبّب الإنسان إلى اللّه المنّان ، ويوجب إكرام الملائكة إيّاه ، واستغفار كلّ شيء له ، وتيسير طريق الجنّة للعالِم ؟ (4) وبكلمةٍ ، ينبغي أن نعرف نوع العلوم التي قصدها الإسلام في كلّ ما ورد فيه من وصاياه بالتعليم والتعلّم ، وما ذُكر في نصوصه من فضائل جمة للعلم والعالم ، ممّا ستقف عليه في هذا الكتاب ؛ هل أراد فرعا خاصّا من العلوم ؟ أو أنّ مطلق العلم في الرؤية الإسلاميّة ذو قيمةٍ ويحوي جميع هذه الفضائل ؟
مفهوم العلم في النصوص الإسلاميّةإنّ دراسة دقيقة للمواضع التي استُعملت فيها كلمة العلم والمعرفة في النصوص الإسلاميّة تدلّ على أنّ للعلم مفهومين في الإسلام بعامّة ، نسمّي أحدهما : حقيقة العلم وأصله ، ونُطلق على الآخر : ظاهر العلم وقشره . وتوضيح ذلك أنّ للعلم في الإسلام حقيقة وجوهرا ، وظاهرا وقشرا . وتعدّ ضروب العلوم الرسميّة _ الإسلاميّة وغير الإسلاميّة _ قشور العلم ، أمّا حقيقة العلم والمعرفة فهي شيء آخر .
.
ص: 11
عندما نتلو قوله تعالى : «شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَ_هَ إِلَا هُوَ وَالْمَلَئكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ» (1) ، وقوله : «وَ يَرَى الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ الَّذِى أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ» (2) ، وقوله : «إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَ_ؤُاْ» (3) . فالمراد منها : حقيقة العلم وجوهره . وحينما نقرأ قوله سبحانه : «وَ أَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ» (4) ، وقوله : «وَ مَا تَفَرَّقُواْ إِلَا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ» (5) ، أو قوله : «وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَ_بَ إِلَا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ» (6) . فالمقصود منها : ظاهر العلم وقشره . ويثار هنا سؤال مُفاده : ما حقيقة العلم وكيف يتسنّى لنا أن نميّز حقيقة العلم من ظاهره وكيف يمكن كسب تلك الحقيقة ؟
حقيقة العلمإنّ حقيقة العلم نور يرى به الإنسان العالم كما هو ، ويجد موقعه في الوجود بسببه ، ولنور العلم درجات ، أرفعُها لا يكتفي بتعريف المرء على طريق تكامله ، بل يقتاده في هذا المسار ، ويبلغ به المقصد الأعلى للإنسانيّة . لقد تحدّث القرآن الكريم عن هذا النور بصراحة ، فقال : «أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَ_هُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِى بِهِ فِى النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِى الظُّ_لُمَ_تِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا» (7) ؟ !
.
ص: 12
وبعبارة اُخرى : «هَلْ يَسْتَوِى الَّذِينَ يعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ» (1) ؟ ! قال الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام عن هذا النور وأهمّ خواصّه التي هي إيصال الإنسان إلى المقصد الأعلى للإنسانيّة «في وصف السالك الطريق إلى اللّه » : «قَد أحيا عَقلَهُ ، وأماتَ نَفسَهُ ، حَتّى دَقَّ جَليلُهُ ، ولَطُفَ غَليظُهُ ، وبَرَقَ لَهُ لامِعٌ كَثيرُ البَرقِ ، فَأبانَ لَهُ الطَّريقَ ، وسَلَكَ بِهِ السَّبيلَ ، وتَدافَعَتهُ الأبوابُ إلى بابِ السَّلامَةِ ، ودارِ الإقامَةِ ، وثَبَتَت رِجلاهُ بِطُمَأنينةِ بَدَنِهِ في قَرارِ الأمنِ وَالرّاحَةِ ، بِمَا استَعمَلَ قَلبَهُ ، وأرضى رَبَّهُ» (2) . إنّ الآيات والأحاديث التي تعدّ نورانيّة الإنسان مقدّمة لحركته الصحيحة في المجتمع تلقاء الكمال المطلق ، أو تفسّر العلم بالنور ، أو ترى أنّ العلم ملازم للإيمان باللّه ورسالة الأنبياء ، مقترنا بالصفات المرضيّة والأعمال الصالحة ، إنّما توضّح في الحقيقة جوهر العلم وحقيقته . ودليلنا على أنّ هذا النور هو لبّ العلم ، وجميع العلوم الرسميّة قشرٌ له ، هو أنّ قيمة العلوم المذكورة مرتبطة به . إنّ جوهر العلم هو الذي يهب العلم قيمة حقيقيّة ، أي يجعله في خدمة الإنسان وتكامله وسعادته ، وبغيره لا يفقد العلم مزاياه وآثاره فحسب ، بل يتحوّل إلى عنصر مضادّ للقيم الإنسانيّة . ولهذا نقول إنّ قيمة جوهر العلم مطلقة ، وقيمة العلوم الرسميّة مشروطة ، وشرط
.
ص: 13
قيمتها أن تكون في خدمة الإنسان ، ولا يمكنها أن تصبّ في خدمته إذا جُرّدت من جوهر العلم ، بل إنّها ربّما استخدمت ضدّ الإنسان . النقطة المهمّة اللافتة للنظر هي أنّ العلم عندما يفقد جوهره وخاصّيّته ، فلا يساوي الجهل فحسب ، بل يصبح أشدّ ضررا منه ؛ إذ يعجّل في حركة الإنسان نحو السقوط والانحطاط . إذا فقد العلم جوهره واتّجاهه الحقيقيّ ، فإنّه يُصبح كالدليل الذي يسوق المرء إلى هاوية الضلال ، بدل أن يهديه إلى سواء السبيل ، من هنا كلّما تقدّم العلم ، كان خطره أكبر على المجتمع الإنسانيّ . إنّ الخطر الكبير الذي يهدّد المجتمع البشري اليوم هو أنّ العلم قد ارتقى كثيرا ، بَيْد أنّه فقد جوهره وخاصّيته واتّجاهه السديد ، واستُخدم باتّجاه انحطاط الإنسانيّة وسقوطها . ويمكن أن ندرك بتأمّلٍ يسيرٍ ، الآفات التي فرضها العلم على المجتمع البشريّ في واقعنا المعاصر ، ونفهم ماذا تجرّع الإنسان من ويلات حين قبضت القوى الكبرى على سلاح العلم ، ونعرف كيف تعاملَ الناهبون _ الذين استغلّوا العلم لسلب الإنسان مادّيّا ومعنويّا _ بقسوةٍ ، ولا يرحمون أحدا . قال برشت «الإنسان المعاصر متنفّر من العلم ؛ لأنّ العلم هو الذي أوجد الفاشيّة وفرضها على البشريّة ، والعلم هو الذي وسّع رقعة الجوع لأوّل مرّة ، بحيث غدا اثنان _ من كلّ ثلاثة في العالم _ جياعا (1) . هل يمكن أن نسمّي وسائل النهب ، والجوع ، والقتل ، والفساد علما !
.
ص: 14
أهو علم ونور هذا الذي يسوق المجتمع شطر الفساد والضياع ، أم هو الجهل والظلمة ؟ هنا يستبين معنى الكلام النبويّ الدقيق ، إذ قال صلى الله عليه و آله : «إنَّ مِنَ العِلمِ جَهلاً» (1) . يثار هنا سؤال يقول : كيف يصير العلم جهلاً ألا يعني هذا تناقضا في الكلام بيد أنّنا إذا تأمّلنا فيه تبيّن لنا أنّه ليس تناقضا في الكلام ، بل هو كلام دقيق ذو مغزى . عندما يفقد العلم جوهره وخاصيّته ، فهو والجهل سواء . ولذا قال الإمام عليّ عليه السلام : «لا تَجعَلوا عِلمَكُم جَهلاً» (2) . أي لا تتصرّفوا تصرّفا يُفقد العلم خاصّيّته ، ويسلب منه اسمه الصحيح . لقد مُني العلم اليوم بهذا المصير المشؤوم بعد فقده جوهره واتّجاهه المستقيم السديد ، فأصبح كالجهل قاتلاً ، مُفسدا ، مدمِّرا ، بل أصبح أشدّ ضررا من الجهل! ما أروع كلام الإمام عليّ عليه السلام وما أدقّه ! إذ قال : «رُبَّ عالِمٍ قَتَلَهُ جَهلُهُ ، وعِلمُهُ مَعَهُ لا يَنفَعُهُ» (3) . إنّ المصير المؤسف للعالِم الذي يهلك من جهله عجيب حقّا ، فعند ما حدّث سعد بن أبي وقّاص رسول اللّه صلى الله عليه و آله مرّةً ، بما جرى له في سفره ، قال له مصوّرا جهل القوم المرسل إليهم : أتيتك من قومٍ هم وأنعامهم سواء ! فقال له صلى الله عليه و آله : «يا سَعدُ ، ألا اُخبِرُكَ
.
ص: 15
بِأعجَبَ مِن ذلِكَ ؟ قَومٌ عَلِموا ما جَهَلَ هؤلاءِ ثُمَّ جَهَلوا كَجَهلِهِم» (1) . إنّ هذا الكلام يعبّر لنا عن مصير العلم في واقعنا المعاصر ، فالعالَم المتحضّر ذو العلم اليوم يعاني من الجهل حقّا ، وهو ضحيّة جهله ! وهكذا فعلم البشريّة يغزو الفضاء ويصل إلى القمر لكنّه عاجز عن أداء أقلّ دورٍ في حركة الإنسان نحو الكمال المطلق ووعي الإنسانيّة وتكاملها!
خصائص جوهر العلمخصائص جوهر العلم (2) وآثاره وعلاماته، في القرآن والأحاديث، تماثل خصائص حقيقة الحكمة (3) وجوهر العقل (4) وآثارهما وعلاماتهما ، وهذا التماثل يساعد كثيرا في طريق معرفة حقيقة العلم والعقل من منظار الإسلام ، سنكتفي فيما يأتي بالإشارة إلى فهرس لأهمّ هذه الخصائص :
1 . نور العلم متأصّل في فطرة الإنسانإنّ الأحاديث التي ترى أنّ العلم «مجبول في القلب» (5) ، أو التي تقسّمه إلى «مطبوع ومسموع» (6) ، أو التي تعبّر عنه بالنور الذي يقذفه اللّه في قلب من يشاء 7 ، وكذلك جميع الآيات والروايات التي ترى أنّ معرفة اللّه فطريّة 8 ، كلّ اُولئك يشير إلى هذه الخاصيّة .
.
ص: 16
2 . جوهر العلم حقيقة واحدةإنّ جوهر العلم حقيقة واحدة لا أكثر ، على عكس «العلوم الرسميّة» أو بتعبير الأحاديث «العلوم السمعيّة» فإنّها ذات الفروع المتنوّعة . ولعلّ مقولة «العِلمُ نُقطَةٌ كَثَّرَهَا الجاهِلونَ» (1) إشارة إلى هذه الخاصيّة .
3 . اقتران حقيقة العلم بالإيمانلقد نالت هذه الخاصيّة اهتماما في آيات وروايات جمّة ، محصّلتها أنّ الإنسان لا يمكن أن يكون عالما بالمفهوم الحقيقيّ ، وهو غير مؤمن . قال الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام : «الإيمانُ وَالعِلمُ أخَوانِ تَوأمانِ ، ورَفيقانِ لا يَفتَرِقانِ» (2) .
4 . العلم مقرون بخشية اللّهيرى القرآن الكريم أنّ العلم مقرون بخشية اللّه تعالى ، إذ أعلن هذا الكتاب السماويّ موقفه بجزمٍ وصراحة ، فقال : «إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَ_ؤُا» . فالنّقطة الجديرة بالتأمّل هي ملازمة العلم خشيةَ اللّه في القرآن عند الحديث عن مجموعة من العلوم الطبيعيّة ، وفيما يأتي نصّ الآية الكريمة : «أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَآءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَ تٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَ نُهَا وَ مِنَ الْجِبَالِ جُدَدُ بِيضٌ وَ حُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَ نُهَا وَ غَرَابِيبُ سُودٌ * وَ مِنَ النَّاسِ وَ الدَّوَابِّ وَ الْأَنْعَ_مِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَ نُهُ كَذَ لِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَ_ؤُاْ إِنَّ
.
ص: 17
اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ» (1) . من هنا يمكن أن تؤدّي العلوم الطبيعيّة إلى خشية اللّه أيضا بشرط أن يرافقها النور الهادي من حقيقة العلم ، وينظر العالم إلى الطبيعة بنور العلم ، ويتأمّل به في ظواهرها المدهشة .
5 . الأخلاق الحميدة من بركات نور العِلممن بركات الحقيقة النورانيّة للعلم ، بناء النفس والأخلاق الفاضلة والصفات المحمودة ، وقد حظِيَت هذه الخاصيّة المهمّة بالاهتمام في روايات كثيرة (2) . قال الإمام عليّ عليه السلام : «كُلَّمَا ازدادَ عِلمُ الرَّجُلِ زادَت عِنايَتُهُ بِنَفسِهِ ، وبَذَلَ في رِياضَتِها وصَلاحِها جُهدَهُ» (3) .
6 . اقتران جوهر العلم والعمل الصالحإنّ العمل الصالح أحد الخصائص البارزة لنور العلم وقد أُكّد ذلك في روايات جمّة (4) ، وترى هذه الروايات أنّ الأعمال الصالحة ثمرة العلم ، وبدونها ينطفئ مصباح العلم في وجود الإنسان .
الطريق إلى كسب نور العلمسوف تلاحظ في هذا الكتاب أنّ مبدأ العلوم الرسميّة الحسّ والعقل (5) ، وأنّ طريق
.
ص: 18
كسبها التعليم والتعلّم (1) ، ومبدأ نور العلم القلب (2) ، بَيْد أنّ هذا العلم ليس قابلاً للتعلّم ، طريق كسبه في الخطوة الاُولى إزالة الحجب ، وفي الخطوة الثانية إعداد الشروط اللّازمة لظهوره (3) . إنّ نور العلم متأصّل في فطرة الإنسان ، وكسبه يعني تهيئة الشروط لازدهار الفطرة ، وحينئذٍ يظهر العلم نفسه كما روي عن النبيّ صلى الله عليه و آله : «العِلمُ مَجبولٌ في قُلوبِكُم ، تَأدَّبوا بِآدابِ الرَّوحانِيّينَ يَظهَرُ لَكُم» (4) . إنّ دور الطالب في كسب نور العلم هوإعداد الأرضيّة لظهوره فحسب ، وإلّا فإنّ مصباح نور العلم المتألّق ، هديّة إلهيّة للصالحين ، تفاض عليهم من عالم الغيب ، فتنير أعماق قلوبهم : «العِلمُ نورٌ وضياءٌ يَقذِفُهُ اللّهُ في قُلوبِ أولِيائِهِ» (5) . إنّ النقطة المهمّة اللافتة للنظر هي أنّ نور العلم وإن كان غير قابل للتعليم والتعلّم لكنّ مقدّماته تحتاج إليهما لا محالة ، وأكبر مهمّات الأنبياء وأوصيائهم وورثتهم _ العلماء الربّانيّين _ (6) هي تعليم مقدّمات هذا العلم . وجدير بالذّكر إنّ ما جاء في هذا الكتاب من الآداب والأحكام حول التعليم والتعلّم والعالِم ، في الحقيقة تمام الكلام في باب مقدمات تحصيل نور العلم
.
ص: 19
والمعرفة ، ممّا يحتاج إليه الأساتذة وطلّاب العلوم الإسلاميّة حاجة ماسّة ، وإنّه لَيمكن للأساتذة والطلّاب الجامعيّين ، في كافّة الفروع العلميّة ، أن يفوزوا بنور العلم إذا ما عُنوا بهذه الآداب والأحكام .
.
ص: 20
. .
ص: 21
الفصل الأوّل : حقيقة العلمالكتاب«شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَ_هَ إِلَا هُوَ وَالْمَلَئكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَائمَا بِالْقِسْطِ لَا إِلَ_هَ إِلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ». (1)
«وَ يَرَى الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ الَّذِى أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَ يَهْدِى إِلَى صِرَ طِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ» . (2)
«وَ لِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُواْ بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَ إِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِلَى صِرَ طٍ مُّسْتَقِيمٍ» . (3)
«إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَ_ؤُاْ» . (4)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :العِلمُ عِلمانِ : عِلمٌ فِي القَلبِ فَذاكَ العِلمُ النّافِعُ ، وعِلمٌ عَلَى اللِّسانِ
.
ص: 22
فَتِلكَ حُجَّةُ اللّهِ عَلى عِبادِهِ. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :العِلمُ نورٌ وضياءٌ يَقذِفُهُ اللّهُ في قُلوبِ أولِيائِهِ، ونَطَقَ بِهِ عَلى لِسانِهِم. (2)
الإمام الصادق عليه السلام :لَيسَ العِلمُ بِكَثرَةِ التَّعَلُّمِ ، إنَّما هُوَ نورٌ يَقَعُ في قَلبِ مَن يُريدُ اللّهُ أن يَهدِيَهُ ، فَإِذا أرَدتَ العِلمَ فَاطلُب أوَّلًا في نَفسِكَ حَقيقَةَ العُبودِيَّةِ ، وَاطلُبِ العِلمَ بِاستِعمالِهِ ، وَاستَفهِمِ اللّهَ يُفهِمكَ. (3)
الإمام عليّ عليه السلام :العِلمُ عِلمانِ : مَطبوعٌ ومَسموعٌ ، ولا يَنفَعُ المَسموعُ إذا لَم يَكُنِ المَطبوعُ. (4)
عنه عليه السلام :لَيسَ العِلمُ فِي السَّماءِ فَيُنزَلُ إلَيكُم ، ولا في تُخومِ الأَرضِ فَيُخرَجُ لَكُم ، ولكِنَّ العِلمَ مَجبولٌ في قُلوبِكُم ، تَأَدَّبوا بِآدابِ الرّوحانِيّينَ يَظهَر لَكُم. (5)
عنه عليه السلام :العِلمُ مِصباحُ العَقلِ. (6)
.
ص: 23
عنه عليه السلام :العِلمُ حِجابٌ مِنَ الآفاتِ. (1)
عنه عليه السلام_ في صِفَةِ مَن يَحفَظُ اللّهُ بِهِم حُجَجَهُ وبَيِّناتِهِ _: هَجَمَ بِهِمُ العِلمُ عَلى حَقيقَةِ البَصيرَةِ ، وباشَروا روحَ اليَقينِ ، وَاستَلانوا مَا استَوعَرَهُ (2) المُترَفونَ ، وأنِسوا بِمَا استَوحَشَ مِنهُ الجاهِلونَ ، وصَحِبُوا الدُّنيا بِأَبدانٍ أرواحُها مُعَلَّقَةٌ بِالمَحَلِّ الأَعلى . اُولئِكَ خُلَفاءُ اللّهِ في أرضِهِ ، وَالدُّعاةُ إلى دينِهِ . آهِ آهِ شَوقاً إلى رُؤيَتِهِم. (3)
عنه عليه السلام :العِلمُ نُقطَةٌ كَثَّرَهَا الجاهِلونَ. (4)
تنبيه الخواطر :سُئِلَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام عَنِ العِلمِ فَقالَ : أربَعُ كَلِماتٍ : أن تَعبُدَ اللّهَ بِقَدرِ حاجَتِكَ إلَيهِ ، وأن تَعصِيَهُ بِقَدرِ صَبرِكَ عَلَى النّارِ ، وأن تَعمَلَ لِدُنياكَ بِقَدرِ عُمُرِكَ فيها ، وأن تَعمَلَ لِاخِرَتِكَ بِقَدرِ بَقائِكَ فيها. (5)
الإمام الصادق عليه السلام :وَجَدتُ عِلمَ النّاسِ كُلَّهُ في أربَعٍ : أوَّلُها : أن تَعرِفَ رَبَّكَ ، وَالثّاني : أن تَعرِفَ ما صَنَعَ بِكَ ، وَالثّالِثُ : أن تَعرِفَ ما أرادَ مِنكَ ، وَالرّابِعُ : أن تَعرِفَ ما يُخرِجُكَ مِن دينِكَ. (6)
قصص الأنبياء عن وهب بن منبّه اليمانيّ :أوحَى اللّهُ تَعالى إلى آدَمَ عليه السلام : إنّي أجمَعُ
.
ص: 24
لَكَ العِلمَ كُلَّهُ في أربَعِ كَلِماتٍ : واحِدَةٌ لي ، وواحِدَةٌ لَكَ ، وواحِدَةٌ فيما بَيني وبَينَكَ ، وواحِدَةٌ فيما بَينَكَ وبَينَ النّاسِ . فَأَمَّا الَّتي لي فَتَعبُدُني ولا تُشرِكُ بي شَيئاً ، وأمَّا الَّتي لَكَ فَأَجزيكَ بِعَمَلِكَ أحوَجَ ما تَكونُ إلَيهِ ، وأمَّا الَّتي فيما بَيني وبَينَكَ فَعَلَيكَ الدُّعاءُ وعَلَيَّ الإِجابَةُ ، وأمَّا الَّتي فيما بَينَكَ وبَينَ النّاسِ فَتَرضى لِلنّاسِ ما تَرضى لِنَفسِكَ. (1)
راجع : ص 53 (الفصل الثالث: آثار العلم) و 63 (الفصل الرابع: أقسام العلوم) و 134 (الإلهام) .
.
ص: 25
الفصل الثاني : فضل العلم2 / 1مِعيارُ قيمَةِ الإِنسانِالكتاب«قُلْ هَلْ يَسْتَوِى الَّذِينَ يعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ» . (1)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :أكثَرُ النّاسِ قيمَةً أكثَرُهُم عِلماً ، وأقَلُّ النّاسِ قيمَةً أقَلُّهُم عِلماً. (2)
صفات الشيعة عن ابن أبي عمير يرفعه إلى أحدهم عليهم السلام ، أنّه قال :بَعضُكُم أكثَرُ صَلاةً مِن بَعضٍ ، وبَعضُكُم أكثَرُ حَجّا مِن بَعضٍ ، وبَعضُكُم أكثَرُ صَدَقَةً مِن بَعضٍ ، وبَعضُكُم
.
ص: 26
أكثَرُ صِياما مِن بَعضٍ ، وأفضَلُكُم أفضَلُكُم (1) مَعرِفَةً. (2)
الإمام عليّ عليه السلام :قيمَةُ كُلِّ امرِىً ما يَعلَمُهُ. (3)
عنه عليه السلام :ألا لا يَستَحيِيَنَّ مَن لا يَعلَمُ أن يَتَعَلَّمَ ، فَإِنَّ قيمَةَ كُلِّ امرِىً ما يَعلَمُ. (4)
عنه عليه السلام :قيمَةُ كُلِّ امرِىً ما يُحسِنُ (5) . 6
عنه عليه السلام :النّاسُ أبناءُ ما يُحسِنونَ ، وقَدرُ كُلِّ امرِىً ما يُحسِنُ ، فَتَكَلَّموا فِي العِلمِ تَبَيَّن أقدارُكُم. (6)
عنه عليه السلام :يُنبِئُ عَن قيمَةِ كُلِّ امرِىً عِلمُهُ وعَقلُهُ. (7)
.
ص: 27
عنه عليه السلام :يُنبِئُ عَن فَضلِكَ عِلمُكَ ، وعَن إفضالِكَ بَذلُكَ. (1)
عنه عليه السلام :يا مُؤمِنُ ، إنَّ هذَا العِلمَ وَالأَدَبَ ثَمَنُ نَفسِكَ فَاجتَهِد في تَعَلُّمِهِما ، فَما يَزيدُ مِن عِلمِكَ وأدَبِكَ يَزيدُ في ثَمَنِكَ وقَدرِكَ، فَإِنَّ بِالعِلمِ تَهتَدي إلى رَبِّكَ. (2)
عنه عليه السلام :يَتَفاضَلُ النّاسُ بِالعُلومِ وَالعُقولِ ، لا بِالأَموالِ ، والاُصولِ. (3)
عنه عليه السلام :لا يُعرَفُ الرَّجُلُ إلّا بِعِلمِهِ ، كَما لا يُعرَفُ الغَريبُ مِنَ الشَّجَرِ إلّا عِندَ حُضورِ الثَّمَرِ ، فَتَدُلُّ الأَثمارُ عَلى اُصولِها. (4)
عنه عليه السلام :لا تَستَعظِمَنَّ أحَداً حَتّى تَستَكشِفَ مَعرِفَتَهُ. (5)
الإمام الباقر عليه السلام :يا بُنَيَّ ، اعرِف مَنازِلَ الشّيعَةِ عَلى قَدرِ رِوايَتِهِم ومَعرِفَتِهِم، فَإِنَّ المَعرِفَةَ هِيَ الدِّرايَةُ لِلرِّوايَةِ ، وبِالدِّراياتِ لِلرِّواياتِ يَعلُو المُؤمِنُ إلى أقصى دَرَجاتِ الإِيمانِ . إنّي نَظَرتُ في كِتابٍ لِعَلِيٍّ عليه السلام فَوَجَدتُ فِي الكِتابِ : إنَّ قيمَةَ كُلِّ امرِىً وقَدرَهُ مَعرِفَتُهُ ، إنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى يُحاسِبُ النّاسَ عَلى قَدرِ ما آتاهُم مِنَ العُقولِ في دارِ الدُّنيا. (6)
الإمام الصادق عليه السلام :المُؤمِنُ عُلوِيٌّ ؛ لِأَ نَّهُ عَلا فِي المَعرِفَةِ. (7)
الإمام عليّ عليه السلام_ فِي الدّيوانِ المَنسوبِ إلَيهِ _: لا فَضلَ إلّا لِأَهلِ العِلمِ ، إنَّهُمُ عَلَى الهُدى لِمَنِ استَهدى أدِلّاءُ وقيمَةُ المَرءِ ما قَد كانَ يُحسِنُهُ وَالجاهِلونَ لِأَهلِ العِلمِ أعداءُ (8)
.
ص: 28
راجع : ص 28 (رفعة الدارين) و 35 (أفضل شرف)، ج 1 ص 205 (تأكيد التعقّل) .
2 / 2أصلُ كُلِّ خَيرٍرسول اللّه صلى الله عليه و آله :خَيرُ الدُّنيا وَالآخِرَةِ مَعَ العِلمِ ، وشَرُّ الدُّنيا وَالآخِرَةِ مَعَ الجَهلِ. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :العِلمُ رَأسُ الخَيرِ كُلِّهِ. (2)
الإمام عليّ عليه السلام :العِلمُ أصلُ كُلِّ خَيرٍ ، الجَهلُ أصلُ كُلِّ شَرٍّ. (3)
مصباح الشريعة_ فيما نَسَبَهُ إلَى الإِمامِ الصّادِقِ عليه السلام _: العِلمُ أصلُ كُلِّ حالٍ سَنِيٍّ ، ومُنتَهى كُلِّ مَنزِلَةٍ رَفيعَةٍ. (4)
2 / 3رِفعَةُ الدّارَينِالكتاب«يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمْ وَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ دَرَجَ_تٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ» . (5)
.
ص: 29
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :النّاسُ يَعلَمونَ فِي الدُّنيا عَلى قَدرِ مَنازِلِهِم فِي الجَنَّةِ. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :تَعَلَّمُوا العِلمَ ، فَإِنَّ تَعَلُّمَهُ حَسَنَةٌ ، ومُدارَسَتَهُ تَسبيحٌ ، وَالبَحثَ عَنهُ جِهادٌ ، وتَعليمَهُ مَن لا يَعلَمُهُ صَدَقَةٌ ، وبَذلَهُ لِأَهلِهِ قُربَةٌ ، لِأَنَّهُ مَعالِمُ الحَلالِ وَالحَرامِ ، وسالِكٌ بِطالِبِهِ سَبيلَ الجَنَّةِ ، وهُوَ أنيسٌ فِي الوَحشَةِ ، وصاحِبٌ فِي الوَحدَةِ ، ودَليلٌ عَلَى السَّرّاءِ وَالضَّرّاءِ ، وسِلاحٌ عَلَى الأَعداءِ ، وزَينٌ لِلأَخِلّاءِ . يَرفَعُ اللّهُ بِهِ أقواماً يَجعَلُهُم فِي الخَيرِ أئِمَّةً يُقتَدى بِهِم ، تُرمَقُ أعمالُهُم ، وتُقتَبَسُ آثارُهُم وتَرغَبُ المَلائِكَةُ في خِلَّتِهِم ، يَمسَحونَهُم في صَلاتِهِم بِأَجنِحَتِهِم ، ويَستَغفِرُ لَهُم كُلُّ شَيءٍ حَتّى حيتانِ البُحورِ وهَوامِّها ، وسِباعِ البَرِّ وأنعامِها ، لِأَنَّ العِلمَ حَياةُ القُلوبِ ، ونورُ الأَبصارِ مِنَ العَمى ، وقُوَّةُ الأَبدانِ مِنَ الضَّعفِ ، يُنزِلُ اللّهُ حامِلَهُ مَنازِلَ الأَخيارِ ، ويَمنَحُهُ مَجالِسَ الأَبرارِ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ . بِالعِلمِ يُطاعُ اللّهُ ويُعبَدُ ، وبِالعِلمِ يُعرَفُ اللّهُ ويُوَحَّدُ (2) ، وبِالعِلمِ توصَلُ الأَرحامُ ، وبِهِ يُعرَفُ الحَلالُ وَالحَرامُ ، وَالعِلمُ أمامَ العَمَلِ وَالعَمَلُ تابِعُهُ ، يُلهِمُهُ اللّهُ السُّعَداءَ ويَحرِمُهُ الأَشقِياءَ. (3)
الإمام عليّ عليه السلام :العِلمُ يَرفَعُ الوَضيعَ ، وتَركُهُ يَضَعُ الرَّفيعَ. (4)
.
ص: 30
عنه عليه السلام :جَهلُ الغَنِيِّ يَضَعُهُ ، وعِلمُ الفَقيرِ يَرفَعُهُ. (1)
عنه عليه السلام :طَلَبتُ القَدرَ وَالمَنزِلَةَ فَما وَجَدتُ إلّا بِالعِلمِ ، تَعَلَّموا يَعظُم قَدرُكُم فِي الدّارَينِ. (2)
عنه عليه السلام :كَفى بِالعِلمِ رِفعَةً. (3)
عنه عليه السلام :العَقلُ مَنفَعَةٌ ، وَالعِلمُ مَرفَعَةٌ ، وَالصَّبرُ مَدفَعَةٌ. (4)
عنه عليه السلام :العِلمُ مَجَلَّةٌ ، الجَهلُ مَضَلَّةٌ. (5)
عنه عليه السلام :أعَزُّ العِزِّ العِلمُ ؛ لِأَنَّ بِهِ مَعرِفَةَ المَعادِ وَالمَعاشِ ، وأذَلُّ الذُّلِّ الجَهلُ ؛ لِأَنَّ صاحِبَهُ أصَمُّ ، أبكَمُ ، أعمى ، حَيرانُ. (6)
مصباح الشريعة_ فيما نَسَبَهُ إلَى الإِمامِ الصّادِقِ عليه السلام _: لَيسَ إلَى اللّهِ تَعالى طَريقٌ يُسلَكُ إلّا بِالعِلمِ ، وَالعِلمُ زَينُ المَرءِ فِي الدُّنيا وسِياقُهُ إلَى الجَنَّةِ ، وبِهِ يَصِلُ إلى رِضوانِ اللّهِ تَعالى. (7)
راجع : ص 25 (معيار قيمة الإنسان) و 35 (أفضل شرف) .
2 / 4قاتِلُ الجَهلِالإمام عليّ عليه السلام :العِلمُ قاتِلُ الجَهلِ. (8)
.
ص: 31
عنه عليه السلام :العِلمُ قاتِلُ الجَهلِ ، ومُكسِبُ النُّبلِ. (1)
عنه عليه السلام :يَسيرُ العِلمِ يَنفي كَثيرَالجَهلِ. (2)
عنه عليه السلام :العِلمُ مُميتُ الجَهلِ. (3)
عنه عليه السلام :مَن قاتَلَ جَهلَهُ بِعِلمِهِ فازَ بِالحَظِّ الأَسعَدِ. (4)
2 / 5حَقيقَةُ الحَياةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ العِلمَ حَياةُ القُلوبِ ، ونورُ الأَبصارِ مِنَ العَمى ، وقُوَّةُ الأَبدانِ مِنَ الضَّعفِ. (5)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّهَ عز و جل يَقولُ : تَذاكُرُ العِلمِ بَينَ عِبادي مِمّا تَحيا عَلَيهِ القُلوبُ المَيِّتَةُ إذا هُمُ انتَهَوا فيهِ إلى أمري. (6)
الإمام عليّ عليه السلام :العِلمُ مُحيِي النَّفسِ ، ومُنيرُ العَقلِ ، ومُميتُ الجَهلِ. (7)
عنه عليه السلام :العِلمُ إحدَى الحَياتَينِ. (8)
.
ص: 32
عنه عليه السلام :بِالعِلمِ تَكونُ الحَياةُ. (1)
عنه عليه السلام :العِلمُ حَياةٌ ، الإِيمانُ نَجاةٌ. (2)
عنه عليه السلام :العِلمُ حَياةٌ وشِفاءٌ. (3)
عنه عليه السلام :اِكتَسِبُوا العِلمَ يُكسِبكُمُ الحَياةَ. (4)
الإمام الصادق عليه السلام :العِلمُ حَياةُ القُلوبِ ومَصابيحُ الأَبصارِ. (5)
الإمام عليّ عليه السلام_ فِي الدّيوانِ المَنسوبِ إلَيهِ _: وفِي الجَهلِ قَبلَ المَوتِ مَوتٌ لِأَهلِهِ وأجسادُهُم قَبلَ القُبورِ قُبورُ وإنَّ امرَأً لَم يَحيَ بِالعِلمِ مَيِّتٌ ولَيسَ لَهُ حَتَّى النُّشورِ نُشورُ (6)
راجع : ص 375 (أحياء بين الأموات) .
2 / 6أفضَلُ الأَنيسَينِالإمام عليّ عليه السلام :العِلمُ أفضَلُ الأَنيسَينِ. (7)
عنه عليه السلام :مَن خَلا بِالعِلمِ لَم توحِشهُ خَلوَةٌ. (8)
.
ص: 33
عنه عليه السلام :تَعَلَّمُوا العِلمَ . . . لِأَنَّهُ . . . الأَنيسُ فِي الوَحشَةِ ، وَالصّاحِبُ فِي الغُربَةِ ، وَالمُحَدِّثُ فِي الخَلوَةِ. (1)
عنه عليه السلام :عَلَيكُم بِطَلَبِ العِلمِ فَإِنَّ طَلَبَهُ فَريضَةٌ وهُوَ . . . صاحِبٌ فِي السَّفَرِ ، وأنَسٌ فِي الغُربَةِ. (2)
عنه عليه السلام_ فِي الدّيوانِ المَنسوبِ إلَيهِ _: عِلمي مَعي أينَما قَد كُنتُ يَتبَعُني قَلبي وِعاءٌ لَهُ لا جَوفُ صُندوقِ إن كُنتُ فِي البَيتِ كانَ العِلمُ فيهِ مَعي أو كُنتُ فِي السّوقِ كانَ العِلمُ فِي السّوقِ (3)
2 / 7أفضَلُ الجَمالَينِالإمام عليّ عليه السلام :العِلمُ أفضَلُ الجَمالَينِ. (4)
عنه عليه السلام :العِلمُ جَمالٌ لا يَخفى ونَسيبٌ لا يُجفى. (5)
عنه عليه السلام :الصَّبرُ أفضَلُ سَجِيَّةٍ ، وَالعِلمُ أشرَفُ حِليَةٍ وعَطِيَّةٍ. (6)
عنه عليه السلام :العِلمُ زَينُ الحَسَبِ. (7)
.
ص: 34
عنه عليه السلام :العِلمُ زَينُ الأَغنِياءِ وغِنَى الفُقَراءِ. (1)
عنه عليه السلام :مَن لَم يَكتَسِب بِالعِلمِ مالًا اكتَسَبَ بِهِ جَمالًا. (2)
عنه عليه السلام :مُزَيِّنُ الرَّجُلِ عِلمُهُ وحِلمُهُ. (3)
2 / 8أفضَلُ هِدايَةٍالإمام عليّ عليه السلام :العِلمُ أفضَلُ هِدايَةٍ. (4)
عنه عليه السلام :العِلمُ أشرَفُ هِدايَةٍ. (5)
عنه عليه السلام :العِلمُ خَيرُ دَليلٍ. (6)
عنه عليه السلام :العِلمُ نِعمَ دَليلٌ. (7)
عنه عليه السلام :العِلمُ أوَّلُ دَليلٍ ، وَالمَعرِفَةُ آخِرُ نِهايَةٍ. (8)
عنه عليه السلام :لا دَليلَ أنجَحُ مِنَ العِلمِ. (9)
عنه عليه السلام :العِلمُ يَهدي إلَى الحَقِّ. (10)
.
ص: 35
عنه عليه السلام :إنَّ بِالعِلمِ تَهتَدي إلى رَبِّكَ ، وبِالأَدَبِ تُحسِنُ خِدمَةَ رَبِّكَ. (1)
عنه عليه السلام :العِلمُ يُرشِدُكَ ، وَالعَمَلُ يَبلُغُ بِكَ الغايَةَ. (2)
عنه عليه السلام :مَن عَلِمَ اهتَدى. (3)
عنه عليه السلام :إنَّ العِلمَ يَهدي ويُرشِدُ ويُنجي ، وإنَّ الجَهلَ يُغوي ويُضِلُّ ويُردي. (4)
عنه عليه السلام :كَما أنَّ العِلمَ يَهدِي المَرءَ ويُنجيهِ كَذلِكَ الجَهلُ يُضِلُّهُ ويُرديهِ. (5)
عنه عليه السلام :لا هِدايَةَ لِمَن لا عِلمَ لَهُ. (6)
الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ الظُّلمَةَ فِي الجَهلِ ، و إنَّ النّورَ فِي العِلمِ. (7)
الإمام الكاظم عليه السلام_ لِهِشامِ بنِ الحَكَم _: يا هِشامُ ، إنَّ لُقمانَ قالَ لِابنِهِ : ... يا بُنَيَّ إنَّ الدُّنيا بَحرٌ عَميقٌ قَد غَرِقَ فيها (فيهِ) عالَمٌ كَثيرٌ ، فَلتَكُن سَفينَتُكَ فيها تَقوَى اللّهِ ، وحَشوُهَا الإِيمانَ ، وشِراعُها التَّوَكُّلَ ، وقَيِّمُهَا العَقلَ ، ودَليلُهَا العِلمَ ، وسُكّانُهَا الصَّبرَ. (8)
2 / 9أفضَلُ شَرَفٍالإمام عليّ عليه السلام :العِلمُ أفضَلُ شَرَفٍ. (9)
.
ص: 36
عنه عليه السلام :العِلمُ أفضَلُ شَرَفِ مَن لا قَديمَ لَهُ. (1)
عنه عليه السلام :لا شَرَفَ كَالعِلمِ. (2)
عنه عليه السلام :أشرَفُ الشَّرَفِ العِلمُ. (3)
عنه عليه السلام :لا عِزَّ أشرَفُ مِنَ العِلمِ. (4)
عنه عليه السلام :العِلمُ أعلى فَوزٍ. (5)
عنه عليه السلام :رُتبَةُ العِلمِ أعلَى الرُّتَبِ. (6)
عنه عليه السلام :العِلمُ جَلالَةٌ ، الجَهالَةُ ضَلالَةٌ. (7)
عنه عليه السلام :العَقلُ أجمَلُ زينَةٍ ، وَالعِلمُ أشرَفُ مَزِيَّةٍ. (8)
عنه عليه السلام :لاشَيءَ أحسَنُ مِن عَقلٍ مَعَ عِلمٍ، وعِلمٍ مَعَ حِلمٍ، وحِلمٍ مَعَ قُدرَةٍ. (9)
عنه عليه السلام :حَسَبُ المَرءِ عِلمُهُ ، وجَمالُهُ عَقلُهُ. (10)
عنه عليه السلام :العِلمُ أشرَفُ الأَحسابِ. (11)
.
ص: 37
عنه عليه السلام :رِياسَةُ العِلمِ أشرَفُ رِياسَةٍ. (1)
عنه عليه السلام :غايَةُ الفَضائِلِ العِلمُ. (2)
عنه عليه السلام :رَأسُ الفَضائِلِ العِلمُ. (3)
عنه عليه السلام :أفضَلُ ما مَنَّ اللّهُ سُبحانَهُ بِهِ عَلى عِبادِهِ : عِلمٌ وعَقلٌ ومُلكٌ وعَدلٌ. (4)
عنه عليه السلام :العِلمُ أجَلُّ بِضاعَةٍ. (5)
عنه عليه السلام :كَفى بِالعِلمِ شَرَفاً أنَّهُ يَدَّعيهِ مَن لا يُحسِنُهُ ويَفرَحُ بِهِ إذا نُسِبَ إلَيهِ. (6)
عنه عليه السلام :المَعرِفَةُ بُرهانُ الفَضلِ. (7)
الإمام الجواد عليه السلام :الشَّريفُ كُلُّ الشَّريفِ مَن شَرَفُهُ عِلمُهُ. (8)
راجع : ص 25 (معيار قيمة الإنسان) و 28 (رفعة الدارين) .
2 / 10أفضَلُ حِرزٍالإمام عليّ عليه السلام :العِلمُ حِرزٌ. (9)
.
ص: 38
عنه عليه السلام :العِلمُ حِجابٌ مِنَ الآفاتِ. (1)
عنه عليه السلام_ فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ _: إذا وُضِعَ المَيِّتُ في قَبرِهِ اعتَوَرَتهُ نيرانٌ أربَعٌ ، فَتَجيءُ الصَّلاةُ فَتُطفِئُ واحِدَةً ، ويَجيءُ الصَّومُ فَيُطفِئُ واحِدَةً ، وتَجيءُ الصَّدَقَةُ فَتُطفِئُ واحِدَةً ، ويَجيءُ العِلمُ فَيُطفِئُ الرّابِعَةَ ، ويَقولُ : لَو أدرَكتُهُنَّ لَأَطفَأتُهُنَّ كُلَّهُنَّ ، فَقَرَّ عَيناً ، فَأَنَا مَعَكَ ، ولَن تَرى بُؤساً. (2)
الإمام الباقر عليه السلام_ في وَصِيَّتِهِ لِجابِرِ بنِ يَزيدَ الجُعفِيّ _: اِدفَع عَن نَفسِكَ حاضِرَ الشَّرِّ بِحاضِرِ العِلمِ ، وَاستَعمِل حاضِرَ العِلمِ بِخالِصِ العَمَلِ ، وتَحَرَّز في خالِصِ العَمَلِ مِن عَظيمِ الغَفلَةِ بِشِدَّةِ التَّيَقُّظِ ، وَاستَجلِب شِدَّةَ التَّيَقُّظِ بِصِدقِ الخَوفِ ، وَاحذَر خَفِيَ التَّزَيُّنِ بِحاضِرِ الحَياةِ ، وتَوَقَّ مُجازَفَةَ الهَوى بِدَلالَةِ العَقلِ ، وقِف عِندَ غَلَبَةِ الهَوى بِاستِرشادِ العِلمِ. (3)
الإمام الصادق عليه السلام :العِلمُ جُنَّةٌ. (4)
2 / 11سِترُ العُيوبِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :العِلمُ وَالمالُ يَستُرانِ كُلَّ عَيبٍ ، وَالفَقرُ وَالجَهلُ يَكشِفانِ كُلَّ عَيبٍ. (5)
الإمام عليّ عليه السلام :مَن كَساهُ العِلمُ ثَوبَهُ اختَفى عَنِ النّاسِ عَيبُهُ. (6)
.
ص: 39
2 / 12أنفَعُ كَنزٍالإمام عليّ عليه السلام :لا كَنزَ أنفَعُ مِنَ العِلمِ. (1)
عنه عليه السلام :العِلمُ أعظَمُ كَنزٍ. (2)
عنه عليه السلام :العِلمُ أفضَلُ قِنيَةٍ. (3)
عنه عليه السلام :العِلمُ كَنزٌ عَظيمٌ لا يَفنى. (4)
عنه عليه السلام :أفضَلُ الكُنوزِ مَعروفٌ يودَعُ الأَحرارَ ، وعِلمٌ يَتَدارَسُهُ الأَخيارُ. (5)
عنه عليه السلام :أفضَلُ الذَّخائِرِ عِلمٌ يُعمَلُ بِهِ ، ومَعروفٌ لا يُمَنُّ بِهِ. (6)
عنه عليه السلام :العِلمُ كَنزٌ. (7)
عنه عليه السلام :لا ذُخرَ كَالعِلمِ. (8)
عنه عليه السلام :غِنَى العاقِلِ بِعِلمِهِ. (9)
.
ص: 40
عنه عليه السلام :ثَروَةُ العاقِلِ في عِلمِهِ وعَمَلِهِ. (1)
عنه عليه السلام :ثَروَةُ العِلمِ تُنجي وتَبقى. (2)
تهذيب الأحكام عن أبي بصير عن الإمام الباقر عليه السلام :كَم إنسانٍ لَهُ حَقٌّ لا يَعلَمُ بِهِ ! قُلتُ : وما ذاكَ أصلَحَكَ اللّهُ؟ قالَ : إنَّ صاحِبَيِ الجِدارِ كانَ لَهُما كَنزٌ تَحتَهُ لا يَعلَمانِ بِهِ ، أما إنَّهُ لَم يَكُن بِذَهَبٍ ولا فِضَّةٍ ، قُلتُ : فَما كانَ ؟ قالَ : كانَ عِلماً. (3)
لقمان عليه السلام_ لِابنِهِ يَعِظُهُ _: يا بُنَيَّ ، النّاسُ ثَلاثَةُ أثلاثٍ : ثُلُثٌ للّهِِ ، وثُلُثٌ لِنَفسِهِ ، وثُلُثٌ لِلدّودِ ، فَأَمّا ما هُوَ للّهِِ فَروحُهُ، وأمّا ما هُوَ لِنَفسِهِ فَعِلمُهُ ، وأمّا ما هُوَ لِلدّودِ فَجِسمُهُ. (4)
2 / 13ميراثُ الأَنبِياءِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :العِلمُ ميراثي وميراثُ الأَنبِياءِ قَبلي. (5)
راجع : ص 370 (ورثة الأنبياء) .
2 / 14خَيرُ ميراثٍالإمام عليّ عليه السلام :العِلمُ وِراثَةٌ كَريمَةٌ. (6)
.
ص: 41
عنه عليه السلام :العِلمُ وِراثَةٌ كَريمَةٌ ، ونِعمَةٌ عَميمَةٌ. (1)
عنه عليه السلام :عَلَيكَ بِالعِلمِ ، فَإِنَّهُ وِراثَةٌ كَريمَةٌ. (2)
عنه عليه السلام :العِلمُ وِراثَةٌ مُستَفادَةٌ. (3)
عنه عليه السلام :مَن ماتَ وميراثُهُ الدَّفاتِرُ وَالمَحابِرُ وَجَبَت لَهُ الجَنَّةُ. (4)
الكافي عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ خَيرَ ما وَرَّثَ الآباءُ لِأَبنائِهِمُ الأَدَبُ لَا المالُ ، فَإِنَّ المالَ يَذهَبُ وَالأَدَبَ يَبقى . قالَ مَسعَدَةُ : يَعني بِالأَدَبِ العِلمَ. (5)
2 / 15خَيرٌ مِنَ المالِالإمام عليّ عليه السلام :إنَّ اللّهَ سُبحانَهُ يَمنَحُ المالَ مَن يُحِبُّ ويُبغِضُ ، ولا يَمنَحُ العِلمَ إلّا مَن أحَبَّ. (6)
عنه عليه السلام :العِلمُ أفضَلُ مِنَ المالِ بِسَبعَةٍ : الأَوَّلُ : أنَّهُ ميراثُ الأَنبِياءِ ، وَالمالَ ميراثُ الفَراعِنَةِ؛ الثّاني : العِلمُ لا يَنقُصُ بِالنَّفَقَةِ ، وَالمالُ يَنقُصُ بِها ؛ الثّالِثُ : يَحتاجُ المالُ إلَى الحافِظِ ، وَالعِلمُ يَحفَظُ صاحِبَهُ ؛ الرّابِعُ : العِلمُ يَدخُلُ فِي الكَفَنِ ، ويَبقَى المالُ ؛ الخامِسُ: المالُ يَحصُلُ لِلمُؤمِنِ وَالكافِرِ، وَالعِلمُ لا يَحصُلُ إلّا لِلمُؤمِنِ؛ السّادِسُ :
.
ص: 42
جَميعُ النّاسِ يَحتاجونَ إلَى العالِمِ في أمرِ دينِهِم ، ولا يَحتاجونَ إلى صاحِبِ المالِ ؛ السّابِعُ : العِلمُ يُقَوِّي الرَّجُلَ عَلَى المُرورِ عَلَى الصِّراطِ ، وَالمالُ يَمنَعُهُ. (1)
نهج البلاغة عن كميل بن زياد :أخَذَ بِيَدي أميرُ المُؤمِنينَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام ، فَأَخرَجَني إلَى الجَبّانِ ، فَلَمّا أصحَرَ تَنَفَّسَ الصُّعَداءَ ، ثُمَّ قالَ : . . . اِحفَظ عَنّي ما أقولُ لَكَ : النّاسُ ثَلاثَةٌ : فَعالِمٌ رَبّانِيٌّ ، ومُتَعَلِّمٌ عَلى سَبيلِ نَجاةٍ ، وهَمَجٌ رَعاعٌ أتباعُ كُلِّ ناعِقٍ (صائِحٍ) يَميلونَ مَعَ كُلِّ ريحٍ ، لَم يَستَضيؤوا بِنورِ العِلمِ ، ولَم يَلجَؤوا إلى رُكنٍ وَثيقٍ . يا كُمَيلُ ، العِلمُ خَيرٌ مِنَ المالِ ، العِلمُ يَحرُسُكَ وأنتَ تَحرُسُ المالَ . وَالمالُ تَنقُصُهُ النَّفَقَةُ ، وَالعِلمُ يَزكو عَلَى الإِنفاقِ ، وصَنيعُ المالِ يَزولُ بِزَوالِهِ . يا كُمَيلَ بنَ زِيادٍ ، مَعرِفَةُ العِلمِ دينٌ يُدانُ بِهِ ، بِهِ يَكسِبُ الإِنسانُ الطّاعَةَ في حَياتِهِ وجَميلَ الاُحدوثَةِ بَعدَ وَفاتِهِ . وَالعِلمُ حاكِمٌ ، وَالمالُ مَحكومٌ عَلَيهِ . ياكُمَيلُ ، هَلَكَ خُزّانُ الأَموالِ وهُم أحياءٌ ، وَالعُلَماءُ باقونَ ما بَقِيَ الدَّهرُ ؛ أعيانُهُم مَفقودَةٌ وأمثالُهُم في القُلوبِ مَوجودَةٌ . ها إنَّ ها هُنا لَعِلماً جَمًّا _ وأشارَ بِيَدِهِ إلى صَدرِهِ _ لَو أصَبتُ لَهُ حَمَلَةً ! (2)
المواعظ العدديّة :رُوِيَ أنَّ أربَعَةً مِنَ الرَّهبانِيَّةِ أتَوا عَلِيّا عليه السلام لِيَمتَحِنوهُ ، فَقالوا : نَسأَ لُهُ عَن مَعنًى واحِدٍ بِلَفظٍ واحِدٍ ، فَإِن أجابَ بِجَوابٍ واحِدٍ فَهُوَ ناقِصٌ . فَدَخَلَ واحِدٌ وقالَ : أجَمعُ المالِ أفضَلُ أم جَمعُ العِلمِ؟
.
ص: 43
فَقالَ : بَل جَمعُ العِلمِ ؛ لِأَنَّ المالَ يَنقُصُ بِالإِنفاقِ وَالعِلمَ يَزدادُ . ثُمَّ دَخَلَ الثّاني فَسَأَ لَهُ مِثلَ ذلِكَ ، فَقالَ : بَلِ العِلمُ ؛ إذِ العِلمُ يَحفَظُ صاحِبَهُ وصاحِبُ المالِ يَحفَظُ مالَهُ . ثُمَّ دَخَلَ الثّالِثُ فَسَأَلَهُ كَذلِكَ ، فَقالَ : بَلِ العِلمُ ؛ لِأَنَّ مَن جَمَعَ العِلمَ يَزدادُ تَواضُعُهُ ، ومَن جَمَعَ المالَ يَزدادُ تَكَبُّرُهُ . ثُمَّ دَخَلَ الرّابِعُ وسَأَلَهُ كَذلِكَ ، وقالَ : بَلِ العِلمُ ؛ لِأَنَّ مَن جَمَعَ العِلمَ يَزدادُ أحِبّاؤُهُ ، ومَن جَمَعَ المالَ يَزدادُ أعداؤُهُ. (1)
الإمام عليّ عليه السلام_ فِي الدّيوانِ المَنسوبِ إلَيهِ _: رَضينا قِسمَةَ الجَبّارِ فينا لَنا عِلمٌ ولِلأَعداءِ مالُ فَإِنَّ المالَ يَفنى عَن قَريبٍ وإنَّ العِلمَ باقٍ لا يَزالُ (2)
راجع : ص 217 (طلب العلم أوجب من طلب المال) .
2 / 16لا يُفنيهِ الإِنفاقُالإمام عليّ عليه السلام :إنَّ النّارَ لا يَنقُصُها ما اُخِذَ مِنها ولكِن يُخمِدُها أن لا تَجِدَ حَطَباً ، وكَذلِكَ العِلمُ لا يُفنيهِ الاِقتِباسُ لكِن بُخلُ الحامِلينَ لَهُ سَبَبُ عَدَمِهِ. (3)
عنه عليه السلام :كُلُّ شَيءٍ يَنقُصُ عَلَى الإِنفاقِ إلَا العِلمَ. (4)
.
ص: 44
عنه عليه السلام :العِلمُ لا يَنقَطِعُ ولا يَنفَدُ ، كَالنّارِ لا يَنقُصُها ما يُؤخَذُ مِنها. (1)
راجع : ص 334 (إتقان العلم) .
2 / 17كَمالُ الإِيمانِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :نِعمَ وَزيرُ الإِيمانِ العِلمُ. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :العِلمُ حَياةُ الإِسلامِ وعِمادُ الإِيمانِ. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :أفضَلُكُم إيماناً أفضَلُكُم مَعرِفَةً. (4)
الإمام عليّ عليه السلام :نِعمَ دَليلُ الإِيمانِ العِلمُ. (5)
عنه عليه السلام :نِعمَ قَرينُ (6) الإِيمانِ العِلمُ. (7)
عنه عليه السلام :حِفظُ الدّينِ ثَمَرَةُ المَعرِفَةِ ورَأسُ الحِكمَةِ. (8)
عنه عليه السلام :ثَلاثٌ مَن كُنَّ فيهِ كَمُلَ إيمانُهُ : العَقلُ ، وَالحِلمُ ، وَالعِلمُ. (9)
راجع : ص 53 (الإيمان) و 141 (الإيمان) .
.
ص: 45
2 / 18شَرطُ العَمَلِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :عَمَلٌ قَليلٌ في عِلمٍ خَيرٌ مِن كَثيرٍ في جَهلٍ. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :ثَلاثُ صَلَواتٍ بِعِلمٍ أفضَلُ عِندَ اللّهِ عز و جل مِن ألفِ صَلاةٍ بِغَيرِ عِلمٍ ، وكَذلِكَ سائِرُ العَمَلِ. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :إذا عَمِلتَ عَمَلًا فَاعمَل بِعِلمٍ وعَقلٍ ، وإيّاكَ وأن تَعمَلَ عَمَلًا بِغَيرِ تَدَبُّرٍ وعِلمٍ ، فَإِنَّهُ جَلَّ جَلالُهُ يَقولُ : «وَلَا تَكُونُواْ كَالَّتِى نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَ_ثًا» (3) . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن عَمِلَ عَلى غَيرِ عِلمٍ كانَ ما يُفسِدُ أكثَرَ مِمّا يُصلِحُ. (5)
جامع بيان العلم وفضله عن أنس :جاءَ رَجُلٌ إلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَقالَ : يا رَسولَ اللّهِ ، أيُّ الأَعمالِ أفضَلُ؟ قالَ : العِلمُ بِاللّهِ عز و جل . قالَ : يا رَسولَ اللّهِ ، أيُّ الأَعمالِ أفضَلُ؟ قالَ : العِلمُ بِاللّهِ . قالَ : يا رَسولَ اللّهِ ، أسأَلُكَ عَنِ العَمَلِ وتُخبِرُني عَنِ العِلمِ !
.
ص: 46
فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : إنَّ قَليلَ العَمَلِ يَنفَعُ مَعَ العِلمِ ، وإنَّ كَثيرَ العَمَلِ لا يَنفَعُ مَعَ الجَهلِ. (1)
الإمام عليّ عليه السلام :ما مِن حَرَكَةٍ إلّا وأنتَ مُحتاجٌ فيها إلى مَعرِفَةٍ. (2)
عنه عليه السلام :قَليلُ العَمَلِ مَعَ كَثيرِ العِلمِ خَيرٌ مِن كَثيرِ العَمَلِ مَعَ قَليلِ العِلمِ وَالشَّكِّ وَالشُّبهَةِ. (3)
عنه عليه السلام :لا خَيرَ فِي العَمَلِ إلّا مَعَ العِلمِ. (4)
عنه عليه السلام :لَن يَزكُوَ العَمَلُ حَتّى يُقارِنَهُ العِلمُ. (5)
عنه عليه السلام :لَن يَصفُوَ العَمَلُ حَتّى يَصِحَّ العِلمُ. (6)
عنه عليه السلام :لا خَيرَ في عِبادَةٍ لا عِلمَ فيها ، ولا عِلمٍ لا فَهمَ فيهِ ، ولا قِراءَةٍ لا تَدَبُّرَ فيها. (7)
عنه عليه السلام :إنَّ العامِلَ بِغَيرِ عِلمٍ كَالسّائِرِ عَلى غَيرِ طَريقٍ ، فَلا يَزيدُهُ بُعدُهُ عَنِ الطَّريقِ الواضِحِ إلّا بُعداً مِن حاجَتِهِ . وَالعامِلُ بِالعِلمِ كَالسّائِرِ عَلَى الطَّريقِ الواضِحِ ، فَليَنظُر ناظِرٌ أسائِرٌ هُوَ أم راجِعٌ. (8)
عنه عليه السلام :لا خَيرَ في عَمَلٍ بِلا عِلمٍ. (9)
.
ص: 47
عنه عليه السلام :العَمَلُ بِلا عِلمٍ ضَلالٌ. (1)
عنه عليه السلام :عَمَلُ الجاهِلِ وَبالٌ ، وعِلمُهُ ضَلالٌ. (2)
عنه عليه السلام :المُتَعَبِّدُ بِغَيرِ عِلمٍ كَحِمارِ الطّاحونَةِ ؛ يَدورُ ولا يَبرَحُ مِن مَكانِهِ. (3)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :العامِلُ عَلى غَيرِ بَصيرَةٍ كَالسّائِرِ عَلى غَيرِ الطَّريقِ ، لا تَزيدُهُ سُرعَةُ السَّيرِ مِنَ الطَّريقِ إلّا بُعداً. (4)
عنه عليه السلام :مَن خافَ العاقِبَةَ تَثَبَّتَ عَنِ التَّوَغُّلِ فيما لا يَعلَمُ ، ومَن هَجَمَ عَلى أمرٍ بِغَيرِ عِلمٍ جَدَعَ أنفَ نَفسِهِ. (5)
الإمام الكاظم عليه السلام :قَليلُ العَمَلِ مِنَ العالِمِ مَقبولٌ مُضاعَفٌ ،وكَثيرُ العَمَلِ مِن أهلِ الهَوى وَالجَهلِ مَردودٌ. (6)
راجع : ص 57 (العمل) و 144 (العمل) و 396 (العمل) و 426 (ترك العمل) و 473 (الفصل السادس: علماء السوء) .
.
ص: 48
2 / 19لا نِهايَةَ لَهُالكتاب«وَ فَوْقَ كُلِّ ذِى عِلْمٍ عَلِيمٌ» . (1)
الحديثالإمام عليّ عليه السلام :العِلمُ لا يَنتَهي. (2)
عنه عليه السلام :شَيئانِ لا تُبلَغُ غايَتُهُما : العِلمُ وَالعَقلُ. (3)
عنه عليه السلام :مَنِ ادَّعى مِنَ العِلمِ غايَتَهُ فَقَد أظهَرَ مِن جَهلِهِ نِهايَتَهُ. (4)
2 / 20النَّوادِررسول اللّه صلى الله عليه و آله :الشَّريعَةُ أقوالي، وَالطَّريقَهُ أفعالي، وَالحَقيقَهُ أحوالي، وَالمَعرِفَهُ رَأسُ مالي. (5)
عنه صلى الله عليه و آله :مَا استَرذَلَ اللّهُ عَبداً إلّا حَرَمَهُ العِلمَ. (6)
.
ص: 49
عنه صلى الله عليه و آله :العِلمُ خَليلُ المُؤمِنِ ، وَالحِلمُ وَزيرُهُ ، وَالعَقلُ دَليلُهُ ، وَالعَمَلُ قَيِّمُهُ ، وَالصَّبرُ أميرُ جُنودِهِ ، وَالرِّفقُ والِدُهُ ، والبِرُّ أخوهُ. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن أحَبَّ العِلمَ وَجَبَت لَهُ الجَنَّةُ. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :لا يُحِبُّ العِلمَ إلَا السَّعيدُ. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ أغنِني بِالعِلمِ ، وزَيِّنّي بِالحِلمِ ، وأكرِمني بِالتَّقوى ، وجَمِّلني بِالعافِيَةِ. (4)
الإمام عليّ عليه السلام_ فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ _: لَيتَ شِعري أيَّ شَيءٍ أدرَكَ مَن فاتَهُ العِلمُ ! بَل أيَّ شَيءٍ فاتَ مَن أدرَكَ العِلمَ ! (5)
عنه عليه السلام :لَيسَ الخَيرُ أن يَكثُرَ مالُكَ ووَلَدُكَ ولكِنَّ الخَيرَ أن يَكثُرَ عِلمُكَ وأن يَعظُمَ حِلمُكَ. (6)
عنه عليه السلام :كُلُّ وِعاءٍ يَضيقُ بِما جُعِلَ فيهِ إلّا وِعاءَ العِلمِ فَإِنَّهُ يَتَّسِعُ بِهِ. (7)
عنه عليه السلام :كُلُّ شَيءٍ يَعِزُّ حينَ يَنزُرُ إلَا العِلمَ فَإِنَّهُ يَعِزُّ حينَ يَغزُرُ. (8)
.
ص: 50
عنه عليه السلام :صُحبةُ العالِمِ وَ اتِّباعُهُ دينٌ يُدانُ بِهِ و طاعَتُهُ مَكسَبَةٌ لِلحَسَناتِ مَمحاةٌ لِلسيّئاتِ وذَخيرَةٌ لِلمُؤمِنينَ. (1)
عنه عليه السلام :مَحَبَّةُ العِلمِ دينٌ يُدانُ بِهِ ، يَكسِبُ الإِنسانُ بِهِ الطّاعَةَ في حَياتِهِ ، وجَميلَ الاُحدوثَةِ بَعدَ وَفاتِهِ. (2)
عنه عليه السلام :حُبُّ العِلمِ وحُسنُ الحِلمِ ولُزومُ الثَّوابِ مِن فَضائِلِ اُولِي النُّهى والأَلبابِ. (3)
عنه عليه السلام :العِلمُ يُنجِدُ الفِكرَ. (4)
عنه عليه السلام :العِلمُ يُنجِدُ ، الحِكمَةُ تُرشِدُ. (5)
عنه عليه السلام :العِلمُ يُنجي مِنَ الاِرتِباكِ فِي الحَيرَةِ. (6)
عنه عليه السلام :العِلمُ يُنجيكَ ، الجَهلُ يُرديكَ. (7)
عنه عليه السلام :كُن عالِماً بِالحَقِّ عامِلًا بِهِ ، يُنجِكَ اللّهُ سُبحانَهُ. (8)
عنه عليه السلام_ فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ _: العِلمُ سُلطانٌ ، مَن وَجَدَهُ صالَ بِهِ، ومَن لَم يَجِدهُ صيلَ عَلَيهِ. (9)
عنه عليه السلام_ فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ _: قَليلُ العِلمِ إذا وَقَرَ فِي القَلبِ كَالطَّلِّ (10) يُصيبُ
.
ص: 51
الأَرضَ المُطمَئِنَّةَ فَتَعشَبُ. (1)
عنه عليه السلام :العِلمُ عِزٌّ . (2)
عنه عليه السلام :مَنِ استَرشَدَ العِلمَ أرشَدَهُ. (3)
عنه عليه السلام :العِلمُ داعِي الفَهمِ. (4)
عنه عليه السلام :بِالعِلمِ تُعرَفُ الحِكمَةُ. (5)
عنه عليه السلام :عَلَيكُم بِالعِلمِ ؛ فَإِنَّهُ صِلَةٌ بَينَ الإِخوانِ ، ودالٌّ عَلَى المُرُوَّةِ ، وتُحفَةٌ فِي المَجالِسِ ، وصاحِبٌ فِي السَّفَرِ ، ومُؤنِسٌ فِي الغُربَةِ. (6)
عنه عليه السلام :العَقلُ رائِدُ الرّوحِ وَالعِلمُ رائِدُ العَقلِ. (7)
عنه عليه السلام :لَيسَ لِسُلطانِ العِلمِ زَوالٌ. (8)
عنه عليه السلام :العُلومُ نُزهَةُ الاُدَباءِ. (9)
عنه عليه السلام :لا سَميرَ كَالعِلمِ. (10)
عنه عليه السلام :العِلمُ قائِدٌ ، وَالعَمَلُ سائِقٌ ، وَالنَّفسُ حَرونٌ (11) . (12)
.
ص: 52
عنه عليه السلام :المَعرِفَةُ نورُ القَلبِ. (1)
عنه عليه السلام :المَعرِفَةُ الفَوزُ بِالقُدسِ. (2)
عنه عليه السلام :العِلمُ ضالَّةُ المُؤمِنِ. (3)
عنه عليه السلام :مَن عَلِمَ غَورَ العِلمِ صَدَرَ عَن شَرائِعِ الحِكَمِ. (4)
عنه عليه السلام :خُذ بِالحَزمِ وَالزَمِ العِلمَ ، تُحمَد عَواقِبُكَ. (5)
الإمام الباقر عليه السلام_ في قَولِهِ تَعالى : «وَ رَزَقْنَ_هُم مِّنَ الطَّيِّبَ_تِ» (6) _: الرِّزقُ الطَّيِّبُ هُوَ العِلمُ. (7)
عنه عليه السلام :الرّوحُ عِمادُ الدّينِ ، وَالعِلمُ عِمادُ الرّوحِ ، وَالبَيانُ عِمادُ العِلمِ. (8)
الإمام الصادق عليه السلام :رَأسُ المالِ العِلمُ وَالصَّبرُ. (9)
الإمام الرضا عليه السلام :العِلمُ أجمَعُ لِأَهلِهِ مِنَ الآباءِ. (10)
راجع : ص 77 (الفصل الثاني: فضل الحكمة) .
.
ص: 53
الفصل الثالث : آثار العلم3 / 1الإِيمانالكتاب«شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَ_هَ إِلَا هُوَ وَالْمَلَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَائِمَام بِالْقِسْطِ لَا إِلَ_هَ إِلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ». (1)
«وَ يَرَى الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ الَّذِى أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَ يَهْدِى إِلَى صِرَ طِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ». (2)
«وَ لِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُواْ بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَ إِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِلَى صِرَ طٍ مُّسْتَقِيمٍ» . (3)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :أمّا عَلامَةُ العِلمِ فَأَربَعَةٌ : العِلمُ بِاللّهِ، وَالعِلمُ بِمُحِبّيهِ ، وَالعِلمُ بِفَرائِضِهِ،
.
ص: 54
وَالحِفظُ لَها حَتّى تُؤَدّى. (1)
الإمام عليّ عليه السلام :أصلُ الإِيمانِ العِلمُ. (2)
عنه عليه السلام :الإِيمانُ وَالعِلمُ أخَوانِ تَوأَمانِ ، ورَفيقانِ لا يَفتَرِقانِ. (3)
عنه عليه السلام_ في ذِكرِ أوصافِ حُجَجِ اللّهِ عَلَى الخَلقِ _: هَجَمَ بِهِمُ العِلمُ عَلى حَقائِقِ الإِيمانِ، فَاستَلانوا روحَ اليَقينِ ، فَأَنِسوا بِمَا استَوحَشَ مِنهُ الجاهِلونَ ، وَاستَلانوا مَا استَوعَرَهُ المُترَفونَ ، صَحِبُوا الدُّنيا بِأَبدانٍ أرواحُها مُعَلَّقَةٌ بِالَمحَلِّ الأَعلى . اُولئِكَ خُلَفاءُ اللّهِ في أرضِهِ ، وحُجَجُهُ عَلى عِبادِهِ ... هاهِ هاهِ شَوقاً إلى رُؤيَتِهِم ! (4)
عنه عليه السلام :لِلعِلمِ ثَلاثُ عَلاماتٍ : المَعرِفَةُ بِاللّهِ ، وبِما يُحِبُّ ، ويَكرَهُ. (5)
عنه عليه السلام :ثَمَرَةُ العِلمِ مَعرِفَةُ اللّهِ. (6)
الإمام الكاظم عليه السلام_ لِهِشامِ بنِ الحَكَم _: يا هِشامُ ، ما بَعَثَ اللّهُ أنبِياءَهُ ورُسُلَهُ إلى عِبادِهِ إلّا لِيَعقِلوا عَنِ اللّهِ ، فَأَحسَنُهُمُ استِجابَةً أحسَنُهُم مَعرِفَةً. (7)
راجع : ص 44 (كمال الإيمان) وص 141 (الإيمان) .
.
ص: 55
3 / 2الخَشيَةالكتاب«إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَ_ؤُاْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ» . (1)
«إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَ يَقُولُونَ سُبْحَ_نَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا * وَ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَ يَزِيدُهُمْ خُشُوعًا» . (2)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله_ في وَصِيَّتِهِ لِأَبي ذَرٍّ _: يا أبا ذَرٍّ ، مَن اُوتِيَ مِنَ العِلمِ ما لا يُبكيهِ لَحَقيقٌ أن يَكونَ قَد اُوتِيَ عِلماً لا يَنفَعُهُ، لِأَنَّ اللّهَ نَعَتَ العُلَماءَ فَقالَ عز و جل : «إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَ يَقُولُونَ سُبْحَ_نَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا * وَ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَ يَزِيدُهُمْ خُشُوعًا» . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :كَفى مِنَ العِلمِ الخَشيَةُ. (4)
الإمام عليّ عليه السلام :سَبَبُ الخَشيَةِ العِلمُ. (5)
عنه عليه السلام :إذا زادَ عِلمُ الرَّجُلِ زادَ أدَ بُهُ وتَضاعَفَت خَشيَتُهُ لِرَبِّهِ. (6)
عنه عليه السلام :لا عِلمَ كَالخَشيَةِ. (7)
.
ص: 56
عنه عليه السلام :كَفى بِالخَشيَةِ عِلماً. (1)
عنه عليه السلام :حَسبُكَ مِنَ العِلمِ أن تَخشَى اللّهَ عز و جل ، وحَسبُكَ مِنَ الجَهلِ أن تُعجَبَ بِعَقلِكَ _ أو قالَ : بِعِلمِكَ _. (2)
عنه عليه السلام :غايَةُ المَعرِفَةِ الخَشيَةُ. (3)
عنه عليه السلام :أعلَمُكُم أخوَفُكُم. (4)
عنه عليه السلام :كُلُّ عالِمٍ خائِفٌ. (5)
عنه عليه السلام :أعظَمُ النّاسِ عِلماً أشَدُّهُم خَوفاً للّهِِ سُبحانَهُ. (6)
عنه عليه السلام :غايَةُ العِلمِ الخَوفُ مِنَ اللّهِ سُبحانَهُ. (7)
الإمام زين العابدين عليه السلام :سُبحانَكَ ! أخشى خَلقِكَ لَكَ أعلَمُهُم بِكَ ، وأخضَعُهُم لَكَ أعمَلُهُم بِطاعَتِكَ ، وأهوَنُهُم عَلَيكَ مَن أنتَ تَرزُقُهُ وهُوَ يَعبُدُ غَيرَكَ ! (8)
الإمام الصادق عليه السلام :كَفى بِخَشيَةِ اللّهِ عِلماً ، وكَفى بِالاِغتِرارِ بِهِ جَهلًا. (9)
.
ص: 57
عنه عليه السلام :إنَّ أعلَمَ النّاسِ بِاللّهِ أخوَفُهُم للّهِِ ، وأخوَفُهُم لَهُ أعلَمُهُم بِهِ ، وأعلَمُهُم بِهِ أزهَدُهُم فيها. (1)
مصباح الشريعة_ فيما نَسَبَهُ إلَى الإمامِ الصّادِقِ عليه السلام _: نَجوَى العارِفينَ تَدورُ عَلى ثَلاثَةِ اُصولٍ : الخَوفِ ، وَالرَّجاءِ ، وَالحُبِّ . فَالخَوفُ فَرعُ العِلمِ ، وَالرَّجاءُ فَرعُ اليَقينِ ، وَالحُبُّ فَرعُ المَعرِفَةِ. (2)
الإمام الصادق عليه السلام :الخَشيَةُ ميراثُ العِلمِ ، وَالعِلمُ شُعاعُ المَعرِفَةِ وقَلبُ الإِيمانِ ، ومَن حُرِمَ الخَشيَةَ لا يَكونُ عالِماً وإن شَقَّ الشَّعرَ بِمُتَشابِهاتِ العِلمِ. (3)
سنن الدارمي عن ابن عبّاس العَمي :بَلَغَني أنَّ داوُدَ النَّبِيَّ عليه السلام كانَ يَقولُ في دُعائِهِ : سُبحانَكَ اللّهُمَّ أنتَ رَبّي ، تَعالَيتَ فَوقَ عَرشِكَ ، وجَعَلتَ خَشيَتَكَ عَلى مَن فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ ، فَأَقرَبُ خَلقِكَ مِنكَ مَنزِلَةً أشَدُّهُم لَكَ خَشيَةً ، وما عِلمُ مَن لَم يَخشَكَ ؟! وما حِكمَةُ مَن لَم يُطِع أمرَكَ ؟! (4)
3 / 3العَمَلمجمع البيان عن جابر :تَلَا النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله هذِهِ الآيَةَ : «وَ مَا يَعْقِلُهَا إِلَا الْعَ__لِمُونَ» (5) وقالَ : العالِمُ الَّذي عَقَلَ عَنِ اللّهِ ، فَعَمِلَ بِطاعَتِهِ ، وَاجتَنَبَ سَخَطَهُ. (6)
.
ص: 58
عنه صلى الله عليه و آله :العالِمُ مَن يَعمَلُ. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ العالِمَ مَن يَعمَلُ بِالعِلمِ وإن كانَ قَليلَ العَمَلِ. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :لا تَكونُ عالِماً حَتّى تَكونَ بِالعِلمِ عامِلًا. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :كَفى بِالمَرءِ عِلماً إذا عَبَدَ اللّهَ ، وكَفى بِالمَرءِ جَهلًا إذا اُعجِبَ بِرَأيِهِ. (4)
الإمام عليّ عليه السلام :ثَمَرَةُ العِلمِ العِبادَةُ. (5)
عنه عليه السلام :العِلمُ يُرشِدُكَ إلى ما أمَرَكَ اللّهُ بِهِ ، وَالزُّهدُ يُسَهِّلُ لَكَ الطَّريقَ إلَيهِ. (6)
عنه عليه السلام :مَعرِفَةُ العِلمِ دينٌ يُدانُ بِهِ ، بِهِ يَكسِبُ الإِنسانُ الطّاعَةَ في حَياتِهِ ، وجَميلَ الاُحدوثَةِ بَعدَ وَفاتِهِ. (7)
عنه عليه السلام :مَن عَرَفَ كَفَّ. (8)
عنه عليه السلام :ما عَلِمَ مَن لَم يَعمَل بِعِلمِهِ. (9)
.
ص: 59
عنه عليه السلام :ثَمَرَةُ العِلمِ إخلاصُ العَمَلِ. (1)
عنه عليه السلام :ثَمَرَةُ العِلمِ العَمَلُ لِلحَياةِ. (2)
عنه عليه السلام :ثَمَرَةُ العِلمِ العَمَلُ بِهِ. (3)
عنه عليه السلام :العِلمُ بِالعَمَلِ. (4)
عنه عليه السلام :العالِمُ مَن شَهِدَت بِصِحَّةِ أقوالِهِ أفعالُهُ. (5)
عنه عليه السلام :غايَةُ العِلمِ حُسنُ العَمَلِ. (6)
عنه عليه السلام :يا حَمَلَةَ العِلمِ اعمَلوا بِهِ ، فَإِنَّمَا العالِمُ مَن عَمِلَ بِما عَلِمَ ووافَقَ عِلمُهُ عَمَلَهُ ، وسَيَكونُ أقوامٌ يَحمِلونَ العِلمَ لايُجاوِزُ تَراقِيَهُم، يُخالِفُ عَمَلُهُم عِلمَهُم،وتُخالِفُ سَريرَتُهُم عَلانِيَتَهُم ، يَجلِسونَ حَلَقاً فَيُباهي بَعضُهُم بَعضاً ، حَتّى إنَّ الرَّجُلَ لَيَغضَبُ عَلى جَليسِهِ أن يَجلِسَ إلى غَيرِهِ ويَدَعَهُ ، اُولئِكَ لا تَصعَدُ أعمالُهُم في مَجالِسِهِم تِلكَ إلَى اللّهِ. (7)
الإمام الباقر عليه السلام :لا يُقبَلُ عَمَلٌ إلّا بِمَعرِفَةٍ ، ولا مَعرِفَةَ إلّا بِعَمَلٍ ، ومَن عَرَفَ دَلَّتهُ مَعرِفَتُهُ عَلَى العَمَلِ . ومَن لَم يَعرِف فَلا عَمَلَ لَهُ. (8)
الإمام الصادق عليه السلام :العِلمُ مَقرونٌ إلَى العَمَلِ ، فَمَن عَلِمَ عَمِلَ ، ومَن عَمِلَ عَلِمَ ، وَالعِلمُ
.
ص: 60
يَهتِفُ بِالعَمَلِ فَإِن أجابَهُ وإلَا ارتَحَلَ عَنهُ. (1)
عنه عليه السلام :لا يَقبَلُ اللّهُ عَمَلًا إلّا بِمَعرِفَةٍ ، ولا مَعرِفَةَ إلّا بِعَمَلٍ ، فَمَن عَرَفَ دَلَّتهُ المَعرِفَةُ عَلَى العَمَلِ، ومَن لَم يَعمَل فَلا مَعرِفَةَ لَهُ ، ألا إنَّ الإِيمانَ بَعضُهُ مِن بَعضٍ. (2)
عنه عليه السلام_ في قَولِ اللّهِ عز و جل : «إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَ_ؤُاْ» (3) _: يَعني بِالعُلَماءِ مَن صَدَّقَ فِعلُهُ قَولَهُ ، ومَن لَم يُصَدِّق فِعلُهُ قَولَهُ فَلَيسَ بِعالِمٍ. (4)
مصباح الشريعة_ فيما نَسَبَهُ إلَى الإمامِ الصّادِقِ عليه السلام _: العالِمُ حَقًّا هُوَ الَّذي يَنطِقُ عَنهُ أعمالُهُ الصّالِحَةُ وأَورادُه الزّاكِيَةُ ، وصَدَّقَهُ تَقواهُ لا لِسانُهُ ومُناظَرَتُهُ ومُعادَلَتُهُ وتَصاوُلُهُ ودَعواهُ. (5)
راجع : ص 45 (شرط العمل) و 144 (العمل) و 396 (العمل) و 426 (ترك العمل) و 473 (الفصل السادس: علماء السوء) .
3 / 4الصَّلاحرسول اللّه صلى الله عليه و آله :أمَّا العِلمُ ، فَيَتَشَعَّبُ مِنهُ الغِنى وإن كانَ فَقيراً ، وَالجودُ وإن كانَ بَخيلًا ،
.
ص: 61
وَالمَهابَةُ وإن كانَ هَيِّناً ، وَالسَّلامَةُ وإن كانَ سَقيماً ، وَالقُربُ وإن كانَ قَصِيًّا، وَالحَياءُ وإن كانَ صَلِفاً ، وَالرِّفعَةُ وإن كانَ وَضيعاً ، وَالشَّرَفُ وإن كانَ رَذلًا ، وَالحِكمَةُ ، وَالحُظوَةُ ، فَهذا مايَتَشَعَّبُ لِلعاقِلِ بِعِلمِهِ . فَطوبى لِمَن عَقَلَ وعَلِمَ. (1)
الإمام عليّ عليه السلام :كُلَّمَا ازدادَ عِلمُ الرَّجُلِ زادَت عِنايَتُهُ بِنَفسِهِ ، وبَذَلَ في رِياضَتِها وصَلاحِها جُهدَهُ. (2)
عنه عليه السلام :بِالعِلمِ يَستَقيمُ المُعوَجُّ. (3)
عنه عليه السلام :كَسبُ العِلمِ الزُّهدُ فِي الدُّنيا. (4)
عنه عليه السلام :التَّواضُعُ ثَمَرَةُ العِلمِ. (5)
عنه عليه السلام :لِسانُ العِلمِ الصِّدقُ. (6)
عنه عليه السلام :يا طالِبَ العِلمِ ، إنَّ العِلمَ ذو فَضائِلَ كَثيرَةٍ ؛ فَرَأسُهُ التَّواضُعُ ، وعَينُهُ البَراءَةُ مِنَ الحَسَدِ ، واُذُنُهُ الفَهمُ ، ولِسانُهُ الصِّدقُ ، وحِفظُهُ الفَحصُ ، وقَلبُهُ حُسنُ النِّيَّةِ ، وعَقلُهُ مَعرِفَةُ الأَشياءِ وَالاُمورِ، ويَدُهُ الرَّحمَةُ، ورِجلُهُ زِيارَةُ العُلَماءِ، وهِمَّتُهُ السَّلامَةُ، وحِكمَتُهُ الوَرَعُ ، ومُستَقَرُّهُ النَّجاةُ ، وقائِدُهُ العافِيَةُ، ومَركَبُهُ الوَفاءُ ، وسِلاحُهُ لينُ الكَلِمَةِ ، وسَيفُهُ الرِّضا ، وقَوسُهُ المُداراةُ ، وجَيشُهُ مُحاوَرَةُ العُلَماءِ ، ومالُهُ الأَدَبُ ، وذَخيرَتُهُ اجتِنابُ الذُّنوبِ ، وزادُهُ المَعروفُ ، وماؤُهُ المُوادَعَةُ ، ودَليلُهُ الهُدى ،
.
ص: 62
ورَفيقُهُ مَحَبَّةُ الأَخيارِ. (1)
عنه عليه السلام :رَأسُ العِلمِ التَّواضُعُ ، وبَصَرُهُ البَراءَةُ مِنَ الحَسَدِ ، وسَمعُهُ الفَهمُ ، ولِسانُهُ الصِّدقُ ، وقَلبُهُ حُسنُ النِّيَّةِ ، وعَقلُهُ مَعرِفَةُ أسبابِ الاُمورِ . ومِن ثَمَراتِهِ : التَّقوى ، وَاجتِنابُ الهَوى ، وَاتِّباعُ الحَقِّ ، ومُجانَبَةُ الذُّنوبِ ، ومَوَدَّةُ الإِخوانِ ، وَالاِستِماعُ مِنَ العُلَماءِ ، وَالقَبولُ مِنهُم . ومِن ثَمَراتِهِ : تَركُ الاِنتِقامِ عِندَ القُدرَةِ ، وَاستِقباحُ مُقارَبَةِ الباطِلِ ، وَاستِحسانُ مُتابَعَةِ الحَقِّ ، وقَولُ الصِّدقِ ، وَالتَّجافي عَن سُرورٍ في غَفلَةٍ ، وعَن فِعلِ ما يُعقِبُ نَدامَةً . وَالعِلمُ يَزيدُ العاقِلَ عَقلًا ، ويورِثُ مُتَعَلِّمَهُ صِفاتِ حَمدٍ ، فَيَجعَلُ الحَليمَ أميراً ، وذَا المَشوَرَةِ وَزيراً ، ويَقمَعُ الحِرصَ ، ويَخلَعُ المَكرَ ، ويُميتُ البُخلَ ، ويَجعَلُ مُطلَقَ الوَحشِ (2) مَأسوراً ، ويُعيدُ السَّدادِ قَريباً . (3)
راجع : ص 83 (الفصل الثالث: آثار الحكمة) .
.
ص: 63
الفصل الرابع : أقسام العلومالإمام عليّ عليه السلام :العِلمُ عِلمانِ : عِلمٌ لا يَسَعُ النّاسَ إلَا النَّظَرُ فيهِ وهُوَ صِبغَةُ الإِسلامِ ، وعِلمٌ يَسَعُ النّاسَ تَركُ النَّظَرِ فيهِ وهُوَ قُدرَةُ اللّهِ عز و جل. (1)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :العِلمُ عِلمانِ : عِلمُ الأَديانِ ، وعِلمُ الأَبدانِ. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّمَا العِلمُ ثَلاثَةٌ : آيَةٌ مُحكَمَةٌ ، أو فَريضَةٌ عادِلَةٌ ، أو سُنَّةٌ قائِمَةٌ ، وما خَلاهُنَّ فَهُوَ فَضلٌ. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :العِلمُ ثَلاثَةٌ : كِتابٌ ناطِقٌ ، وسُنَّةٌ ماضِيَةٌ ، ولا أدري. (4)
عنه صلى الله عليه و آله :العِلمُ أكثَرُ مِن أن يُحصى. (5)
.
ص: 64
الإمام عليّ عليه السلام :العِلمُ ثَلاثَةٌ : الفِقهُ لِلأَديانِ ، وَالطِبُّ لِلأَبدانِ ، وَالنَّحوُ لِلِّسانِ. (1)
عنه عليه السلام :العُلومُ أربَعَةٌ : الفِقهُ لِلأَديانِ ، وَالطِّبُّ لِلأَبدانِ ، وَالنَّحوُ لِلِّسانِ ، وَالنُّجومُ لِمَعرِفَةِ الأَزمانِ. (2)
عنه عليه السلام :العُلومُ أربَعَةٌ ، عِلمٌ يَنفَعُ ، وعِلمٌ يَشفَعُ ، وعِلمٌ يَرفَعُ ، وعِلمٌ يَضَعُ ، فَأَمَّا الَّذي يَنفَعُ : عِلمُ الشَّريعَةِ ، وأمَّا الَّذي يَشفَعُ فَعِلمُ القُرآنِ ، وأمَّا الَّذي يَرفَعُ فَالنَّحوُ ، وأمَّا الَّذي يَضَعُ فَعِلمُ النُّجومِ (3) . (4)
عنه عليه السلام :العِلمُ أكثَرُ مِن أن يُحاطَ بِهِ. (5)
عنه عليه السلام :العِلمُ أكثَرُ مِن أن يُحفَظَ. (6)
راجع : ص 21 (الفصل الأوّل: حقيقة العلم) و 299 (الفصل الخامس: أحكام التعلّم) .
.
ص: 65
القسم الخامس : الحكمةالفصل الأوّل : معنى الحكمةالفصل الثاني : فضل الحكمةالفصل الثالث : آثار الحكمةالفصل الرابع : رأس الحكمةالفصل الخامس : جوامع الحكمالفصل السادس : خصائص الحكماءالفصل السابع : النّوادر
.
ص: 66
. .
ص: 67
الفصل الأوّل : معنى الحكمةالكتاب«يُؤْتِى الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِىَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَا أُوْلُواْ الْأَلْبَ_بِ» . (1)
«وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا لُقْمَ_نَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَ مَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَ مَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِىٌّ حَمِيدٌ» . (2)
«ذَ لِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ» . (3)
الحديثالإمام الصادق عليه السلام_ في بَيانِ جُنودِ العَقلِ وَالجَهلِ _: الحِكمَةُ وضِدُّهَا الهَوى. (4)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله_ في قَولِهِ تَعالى : «وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِىَ خَيْرًا كَثِيرًا» _: القُرآنَ. (5)
.
ص: 68
الإمام الصادق عليه السلام_ في تَفسيرِ قَولِهِ تَعالى : «يُؤْتِى الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ» _: هُوَ القُرآنُ وَالفِقهُ. (1)
الإمام عليّ عليه السلام :حَدُّ الحِكمَةِ الإِعراضُ عَن دارِالفَناءِ ، وَالتَّوَلُّهُ (2) بِدارِ البَقاءِ. (3)
عنه عليه السلام :ثَمَرَةُ الحِكمَةِ التَّنَزُّهُ عَنِ الدُّنيا ، وَالوَلَهُ بِجَنَّةِ المَأوى. (4)
عنه عليه السلام :أوَّلُ الحِكمَةِ تَركُ اللَّذّاتِ ، وآخِرُها مَقتُ الفانِياتِ. (5)
الإمام الصادق عليه السلام_ في قَولِ اللّهِ عز و جل : «وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِىَ خَيْرًا كَثِيرًا» _: طاعَةُ اللّهِ ومَعرِفَةُ الإِمامِ. 6
عنه عليه السلام_ أيضا _: مَعرِفَةُ الإِمامِ ، وَاجتِنابُ الكَبائِرِ الَّتي أوجَبَ اللّهُ عَلَيهَا النّارَ . (6)
تفسير العيّاشي عن سليمان بن خالد :سَأَلتُ أبا عَبدِاللّهِ عليه السلام عَن قَولِ اللّهِ : «وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِىَ خَيْرًا كَثِيرًا» . فَقالَ : إنَّ الحِكمَةَ المَعرِفَةُ وَالتَّفَقُّهُ فِي الدّينِ ، فَمَن فَقِهَ مِنكُم فَهُوَ حَكيمٌ. (7)
.
ص: 69
الكافي عن حمران بن أعين :قُلتُ لِأَبي عَبدِاللّهِ عليه السلام : قَولَ اللّهِ عز و جل : «فَقَدْ ءَاتَيْنَا ءَالَ إِبْرَ هِيمَ الْكِتَ_بَ» (1) ؟ فَقالَ : النُّبُوَّةَ . قُلتُ : «الْحِكْمَةَ» ؟ قالَ : الفَهمَ وَالقَضاءَ. (2)
الإمام الكاظم عليه السلام_ في تَفسيرِ قَولِهِ تَعالى : «وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا لُقْمَ_نَ الْحِكْمَةَ» _: قالَ : الفَهمُ وَالعَقل. (3)
راجع : ص 83 (الفصل الثالث: آثار الحكمة) و 89 (الفصل الرابع: رأس الحكمة) و 91 (الفصل الخامس: جوامع الحِكَم) .
.
ص: 70
. .
ص: 71
تحقيق في معنى الحكمة وأقسامهاإنّ مصطلح «الحكمة» في اللغة مشتقّ من «الحُكم» وهو بمعنى المنع؛ لأنّ الحُكم العادل يمنع الظلم ويحدّ منه، وكذلك يُطلَق على لجام الفرس وأمثاله لفظ «الحَكَمة» لأنّها تقيّد الحيوان وتمنعه. ومن هنا قيل للعلم حكمة أيضا، لأنّه حول دون جهل العالم (1) ، كما قيل لكلّ شيء مُتْقَن لا يقبل النفاذ «مُحْكَم» (2) . قال الآلوسي في تفسير روح المعاني مبيّنا معنى الحكمة نقلاً عن كتاب البحر : «وفي (البحر) إنّ فيها تسعة وعشرين قولًا لأهل العلم ، قريبٌ بعضها من بعض . وعدّ بعضهم الأكثر منها اصطلاحًا واقتصارًا على ما رآه القائل فردًا مهمًّا من الحكمة ، وإلّا فهي فيالأصل مصدر من الإحكام، وهو الإتقان في علمٍ أو عملٍ أو قول أو فيها كلّها». (3) بناءً على ما تقدّم فإنّ كلمة الحكمة تُطلَق في مصطلح اللغة وعلمها على كلّ
.
ص: 72
شيء مُحكَم مُتقَن غير قابل للنفاذ سواء كان ماديّا أو معنويا .
الحكمة في القرآن والحديثلقد جاءت كلمة (الحكمة) في القرآن الكريم عشرين مرة، وامتدح الحقّ تعالى ذاته المقدّسة في الكتاب الكريم بصفة (الحكيم) 91 مرّة. إنّ التأمّل في الموارد المستعملة لهذا المصطلح في النصوص الإسلامية، يشير إلى أنّ الحكمة من وجهة نظر القرآن والحديث عبارة عن المقدّمات العلمية والعملية والروحية المحكمة المتقنة لنيل المقاصد الإنسانية السامية ، وما أوردوه في الأحاديث الشريفة في تفسير الحكمة في الواقع مصداق من مصاديق هذا التعريف المجمل .
أقسام الحكمةبناءً على ما ذكرناه في التعريف الإجمالي المتقدّم، فإنّ الحكمة من وجهة نظر القرآن والحديث تقسم إلى ثلاثة أنواع: الحكمة العلمية، الحكمة العملية، والحكمة الحقيقية (1) . إنّ مما يجدر ذكره أن هذا التقسيم وتلك التسميات هي حصيلة التأمل في استعمالات مصطلح الحكمة في القرآن المجيد والحديث الشريف (2) ، وكلّ واحدمن أقسام الحكمة ، من هذا المنظار يعتبر بمثابة درجة لمِرقاة راسخة ثابتة يستطيع
.
ص: 73
الإنسان من خلالها العروج إلى قمّة الكمال الإنساني. وممّا ينبغي معرفته أن الدرجة الاُولى من تلك المِرقاة _ أعني الحكمة العلمية _ قد وضع أنبياء اللّه تعالى حجر أساسها، أما الدرجة الثانية منها _ أعني الحكمة العملية _ فعلى الإنسان أن يتحمّل أعباءها وبعد الارتقاء إلى سُلّم هذه الدرجة تبقى الدرجة الأخيرة، وهي الحركة إلى مقام الكمال الإنساني، وتلك هي الحكمة الحقيقية التي تنال بالأسباب التي يهيئها الحقّ تعالى، وفيما يلي توضيح مختصر حول الأنواع الثلاثة من الحكمة :
1 . الحكمة العلميةإنّ المراد من الحكمة العلمية مطلق المعارف والعلوم الضرورية للوصول إلى مرتبة الكمال الإنساني، بعبارة اُخرى إنّ العلوم المتعلّقة بالعقائد والعلوم المتعلّقة بالأخلاق والأعمال كلّها حكمة، وفي هذا الاتجاه يقدّم القرآن الكريم ارشادات مختلفة في مجال العقائد والأخلاق والأعمال، وقد سمّاها جميعا الحكمة، يقول تعالى: «ذَ لِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ» (1) . جدير بالذكر أنّ هذا المفهوم من الحكمة أكّده القرآن الكريم في آيات عديدة باعتباره الخطوة الاُولى في فلسفة بعث الأنبياء، منها قوله تعالى: «لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ ءَايَ_تِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَ_بَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِى ضَلَ_لٍ مُّبِينٍ» (2) .
.
ص: 74
2 . الحكمة العمليةإنّ الحكمة العملية هي المنهج العملي للوصول إلى مرتبة الكمال الإنساني. ومن وجهة نظر القرآن الكريم، والحديث الشريف تطلق كلمة الحكمة على العلم والعمل باعتبارهما مقدمتين لتكامل الإنسان، وليس ثمة فرق بينهما، إلّا أنّ العلم هو الدرجة الاُولى في سُلّم الكمال الإنساني، والعمل هو الدرجة الثانية فيه، وقد اعتبرت الأحاديث التي تحثّ على طاعة اللّه سبحانه و مداراة الناس واجتناب المعاصي والذنوب والمكر والخداع وغيرها، إشارة إلى هذا النوع من الحكمة (1) .
3 . الحكمة الحقيقيةوهي تحكي عن الحالة النورانية والبصيرة التي تحصل للإنسان نتيجة تطبيق مقررات الحكمة العملية في الحياة، وفي الحقيقة إنّ الحكمة العلمية هي مقدمة للحكمة العملية، والحكمة العملية هي بداية الحكمة الحقيقية، وطالما لم يصل الإنسان إلى هذه الدرجة من الحكمة، لا يصبح حكيما حقيقيا ولو كان من أكبر اساتذة الحكمة. وفي الواقع أنّ الحكمة الحقيقية هي جوهر العلم (2) ونور العلم وعلم النور، من هنا تترتب عليها خواص العلم الحقيقي وآثاره، وعلى رأسها خشية اللّه سبحانه، على ما جاء في القرآن الكريم حيث يقول تعالى: «إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَ_ؤُاْ» . (3) وقد جاء عين هذا الأثر في كلام الرسول المصطفى صلى الله عليه و آله مترتبا على الحكمة
.
ص: 75
الحقيقية، قال صلى الله عليه و آله : «خَشيَةُ اللّهِ عز و جل رَأسُ كُلِّ حِكمَةٍ» (1) . إنّ الحكمة الحقيقة نزعة عقلانية وهي ضد النزعات النفسانية (2) ، وهي تقوى في النفس بنفس المقدار الذي تضعف فيه الميول النفسية (3) حتّى تتلاشى تلك الميول نهائيا (4) ، وفي هذا الحال يستيقظ العقل ويحيا بشكل كامل، فيمسك بزمام المرء، ومن ثمّ لاتبقى في وجوده أرضية لارتكاب الذنوب والأعمال غير اللائقة (5) ، وبالنتيجة تقترن الحكمة بالعصمة (6) ، وأخيرا تحصل للإنسان كل خصوصيات الحكيم والعالم الحقيقي فيصل إلى أعلى مراتب العلم والحكمة وأرفع درجات معرفة النفس ومعرفة الخالق سبحانه (7) . وفي هذه المرتبة السامية ينفصل قلب الإنسان عن كلّ ما هو فانٍ ويتعلق بعالم البقاء، وفي هذا يقول سيّد الحكماء وأمير العرفاء عليه السلام في تفسير الحكمة: «أوَّلُ الحِكمَةِ تَركُ اللَّذّاتِ ، وآخِرُها مَقتُ الفانِياتِ» (8) . ويقول عليه السلام أيضا : «حَدُّ الحِكمَةِ الإِعراضُ عَن دارِ الفَناءِ ، وَالتَّوَلُّهُ بِدارِ البَقاءِ» (9) .
.
ص: 76
أخيرا اتضح لدينا من خلال التأمّل في دور الحكمة في بناء الإنسان وتكامله ، لماذا يعتبر اللّه تعالى متاع الدنيا قليلاً حقيرا مهما كان كبيرا كثيرا ، فيقول سبحانه: «قُلْ مَتَ_عُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ» . (1) بينما يعتبر الحكمة خيرا كثيرا إذ يقول تعالى : «يُؤْتِى الْحِكْمَةَ مَن يَشَآءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِىَ خَيْرًا كَثِيرًا» (2) .
.
ص: 77
الفصل الثاني : فضل الحكمةرسول اللّه صلى الله عليه و آله :كادَ الحَكيمُ أن يَكونَ نَبِيًّا. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى خَلَقَ العَقلَ مِن نورٍ مَخزونٍ مَكنونٍ في سابِقِ عِلمِهِ الَّذي لَم يَطَّلِع عَلَيهِ نَبِيٌّ مُرسَلٌ ولا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ ، فَجَعَلَ العِلمَ نَفسَهُ ، وَالفَهمَ روحَهُ ، وَالزُّهدَ رَأسَهُ ، وَالحَياءَ عَينَيهِ ، وَالحِكمَةَ لِسانَهُ ، وَالرَّأفَةَ فَمَهُ ، وَالرَّحمَةَ قَلبَهُ. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّهَ خَلَقَ الإِسلامَ فَجَعَلَ لَهُ عَرصَةً ، وجَعَلَ لَهُ نوراً ، وجَعَلَ لَهُ حِصناً، وجَعَلَ لَهُ ناصِراً ، فَأَمّا عَرصَتُهُ فَالقُرآنُ ، وأمّا نورُهُ فَالحِكمَةُ، وأمّا حِصنُهُ فَالمَعروفُ، وأمّا أنصارُهُ فَأَنَا وأهلُ بَيتي وشيعَتُنا. (3)
.
ص: 78
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ الحِكمَةَ تَزيدُ الشَّريفَ شَرَفاً ، وتَرفَعُ العَبدَ المَملوكَ حَتّى تُجلِسَهُ مَجالِسَ المُلوكِ. (1)
لقمان عليه السلام_ في وَصِيَّتِهِ لِابنِهِ _: يا بُنَيَّ تَعَلَّمِ الحِكمَةَ تَشرُف ، فَإِنَّ الحِكمَةَ تَدُلُّ عَلَى الدّينِ ، وتُشَرِّفُ العَبدَ عَلَى الحُرِّ ، وتَرفَعُ المِسكينَ عَلَى الغَنِيِّ ، وتُقَدِّمُ الصَّغيرَ عَلَى الكَبيرِ ، وتُجلِسُ المِسكينَ مَجالِسَ المُلوكِ ، وتَزيدُ الشَّريفَ شَرَفاً ، وَالسَّيِّدَ سُؤدَداً ، وَالغَنِيَّ مَجداً ، وكَيفَ يَتَهَيَّأُ لَهُ أمرُ دينِهِ ومَعيشَتِهِ بِغَيرِ حِكمَةٍ ؟! ولَن يُهَيِّئَ اللّهُ عز و جل أمرَ الدُّنيا وَالآخِرَةِ إلّا بِالحِكمَةِ. (2)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :الحِكمَةُ أقعَدَتِ المَساكينَ مَقاعِدَ العُلَماءِ. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :لا حَسَدَ إلّا فِي اثنَتَينِ : رَجُلٌ آتاهُ اللّهُ مالًا فَسَلَّطَهُ عَلى هَلَكَتِهِ فِي الحَقِّ ، وآخَرُ آتاهُ اللّهُ حِكمَةً فَهُوَ يَقضي بِها ويُعَلِّمُها. (4)
عنه صلى الله عليه و آله :ما أهدَى المَرءُ المُسلِمُ لِأَخيهِ هَدِيَّةً أفضَلَ مِن كَلِمَةِ حِكمَةٍ يَزيدُهُ اللّهُ بِها هُدًى أو يَرُدُّهُ بِها عَن رَدًى. (5)
.
ص: 79
عنه صلى الله عليه و آله :نِعمَتِ العَطِيَّةُ ونِعمَتِ الهَدِيَّةُ كَلِمَةُ حِكمَةٍ تَسمَعُها فَتَنطَوي عَلَيها ثُمَّ تَحمِلُها إلى أخٍ لَكَ مُسلِمٍ تُعَلِّمُهُ إيّاها تَعدِلُ عِبادَةَ سَنَةٍ. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ أولِياءَ اللّهِ سَكَتوا فَكانَ سُكوتُهُم ذِكراً ، ونَظَروا فَكانَ نَظَرُهُم عِبرَةً ، ونَطَقوا فَكانَ نُطقُهُم حِكمَةً. (2)
أيّوب عليه السلام :إنَّ اللّهَ يَزرَعُ الحِكمَةَ في قَلبِ الصَّغيرِ وَالكَبيرِ ، فَإِذا جَعَلَ اللّهُ العَبدَ حَكيماً فِي الصِّبا لَم يَضَع مَنزِلَتَهُ عِندَ الحُكَماءِ حَداثَةُ سِنِّهِ وهُم يَرَونَ عَلَيهِ مِنَ اللّهِ نورَ كَرامَتِهِ. (3)
الإمام عليّ عليه السلام_ لِهَمّامٍ لَمّا سَأَلَهُ عَن صِفَةِ المُؤمِنِ _: يا هَمّامُ ، المُؤمِنُ هُوَ الكَيِّسُ (4) الفَطِنُ . . . سُكوتُهُ فِكرَةٌ وكَلامُهُ حِكمَةٌ. (5)
عنه عليه السلام :إنَّ هذِهِ القُلوبَ تَمَلُّ كَما تَمَلُّ الأَبدانُ ، فَابتَغوا لَها طَرائِفَ الحِكَمِ. (6)
عنه عليه السلام :رَوِّحوا أنفُسَكُم بِبَديعِ الحِكمَةِ ، فَإِنَّها تَكِلُّ كَما تَكِلُّ الأَبدانُ. (7)
.
ص: 80
عنه عليه السلام :كُلُّ شَيءٍ يُمَلُّ ما خَلا طَرائِفَ الحِكَمِ. (1)
عنه عليه السلام :الحِكمَةُ رَوضَةُ العُقَلاءِ ، ونُزهَةُ النُّبَلاءِ. (2)
عنه عليه السلام :الحِكَمُ رِياضُ النُّبَلاءِ ، العُلومُ نُزهَةُ الاُدَباءِ. (3)
عنه عليه السلام :سَلامَةُ أهلِ الخِفَّةِ فِي الطّاعَةِ ثِقَلُ الميزانِ ، وَالميزانُ بِالحِكمَةِ وَالحِكمَةُ ، ضِياءٌ لِلبَصَرِ. (4)
عنه عليه السلام :اِستَشعِرِ الحِكمَةَ وتَجَلبَبِ السَّكينَةَ فَإِنَّهُما حِليَةُ الأَبرارِ. (5)
عنه عليه السلام :عَلَيكَ بِالحِكمَةِ فَإِنَّهَا الحِليَةُ الفاخِرَةُ. (6)
عنه عليه السلام :لِقاحُ الرِّياضَةِ دِراسَةُ الحِكمَةِ وغَلَبَةُ العادَةِ. (7)
عنه عليه السلام :غَنيمَةُ المُؤمِنِ وِجدانُ الحِكمَةِ. (8)
عنه عليه السلام :مَن لَهِجَ بِالحِكمَةِ فَقَد شَرَّفَ نَفسَهُ. (9)
عنه عليه السلام :مَن عُرِفَ بِالحِكمَةِ لَحَظَتهُ العُيونُ بِالوَقارِ وَالهَيبَةِ. (10)
.
ص: 81
عنه عليه السلام :حِكمَةُ الدَّنِيِّ تَرفَعُهُ ، وجَهلُ الشَّريفِ يَضَعُهُ. (1)
عنه عليه السلام :مَن تَفَكَّهَ بِالحِكَمِ لَم يَعدَمِ اللَّذَّةَ. (2)
عنه عليه السلام :ثَمَرَةُ الحِكمَةِ الفَوزُ. (3)
عنه عليه السلام :لَو اُلقِيَتِ الحِكمَةُ عَلَى الجِبالِ لَقَلقَلَتها (4) . (5)
عنه عليه السلام :كَيفَ يَصبِرُ عَلى مُبايَنَةِ الأَضدادِ مَن لَم تُعِنهُ الحِكمَةُ ؟! (6)
عنه عليه السلام :مَن عَرَفَ الحِكمَةَ لَم يَصبِر عَنِ الاِزدِيادِ مِنها. (7)
عنه عليه السلام :غِنَى العاقِلِ بِحِكمَتِهِ ، وعِزُّهُ بِقَناعَتِهِ. (8)
عنه عليه السلام :اِعلَموا أنَّهُ لَيسَ مِن شَيءٍ إلّا ويَكادُ صاحِبُهُ يَشبَعُ مِنهُ ويَمَلُّهُ إلَا الحَياةَ ، فَإِنَّهُ لا يَجِدُ فِي المَوتِ راحَةً ، وإنَّما ذلِكَ بِمَنزِلَةِ الحِكمَةِ الَّتي هِيَ حَياةٌ لِلقَلبِ المَيِّتِ ، وبَصَرٌ لِلعَينِ العَمياءِ ، وسَمعٌ لِلاُذُنِ الصَّمّ_اءِ ، ورِيٌّ لِلظَّمآنِ ، وفيهَا الغِنى كُلُّهُ وَالسَّلامَةُ. (9)
عنه عليه السلام_ فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ _: قوتُ الأَجسامِ الغِذاءُ ، وقوتُ العُقولِ الحِكمَةُ ، فَمَتى فَقَدَ واحِدٌ مِنهُما قوتَهُ بارَ وَاضمَحَلَّ. (10)
عنه عليه السلام_ أيضاً _: لَيسَ الموسِرُ مَن كانَ يَسارُهُ باقِياً عِندَهُ زَماناً يَسيراً وكانَ يُمكِنُ أن
.
ص: 82
يَغتَصِبَهُ غَيرُهُ مِنهُ ولا يَبقى بَعدَ مَوتِهِ لَهُ ، لكِنَّ اليَسارَ عَلَى الحَقيقَةِ هُوَ الباقي دائِماً عِندَ مالِكِهِ ولا يُمكِنُ أن يُؤخَذَ مِنهُ ويَبقى لَهُ بَعدَ مَوتِهِ ، وذلِكَ هُوَ الحِكمَةُ. (1)
منية المريد :فِي التَّوراةِ قالَ اللّهُ تَعالى لِموسى عليه السلام : عَظِّمِ الحِكمَةَ ، فَإِنّي لا أجعَلُ الحِكمَةَ في قَلبِ أحَدٍ إلّا وأرَدتُ أن أغفِرَ لَهُ ، فَتَعَلَّمها ثُمَّ اعمَل بِها ، ثُمَّ ابذِلها كَي تَنالَ بِذلِكَ كَرامَتي فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ. (2)
مصباح الشريعة_ فيما نَسَبَهُ إلَى الإمامِ الصّادِقِ عليه السلام _: الَحِكْمَةُ ضِياءُ المَعرِفَةِ وميراثُ التَّقوى وثَمَرَةُ الصِّدقِ . ولَو قُلتُ : ما أنعَمَ اللّهُ عَلى عَبدٍ مِن عِبادِهِ بِنِعمَةٍ أعظَمَ وأنعَمَ وأرفَعَ وأجزَلَ وأبهى مِنَ الحِكمَةِ ، لَقُلتُ صادِقاً ! قالَ اللّهُ عز و جل : «يُؤْتِى الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِىَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَا أُوْلُواْ الْأَلْبَ_بِ» أي : لا يَعلَمُ ما أودَعتُ وهَيَّأتُ فِي الحِكمَةِ إلّا مَنِ استَخلَصتُهُ لِنَفسي وخَصَصتُهُ بِها . وَالحِكمَةُ هِيَ النَّجاةُ ، وصِفَةُ الحَكيمِ الثَّباتُ عِندَ أوائِلِ الاُمورِ وَالوُقوفُ عِندَ عَواقِبِها ، وهُوَ هادي خَلقِ اللّهِ إلَى اللّهِ تَعالى . (3)
راجع : ص 25 (الفصل الثاني: فضل العلم) .
.
ص: 83
الفصل الثالث : آثار الحكمة3 / 1ضَعفُ الشَّهوَةِالإمام عليّ عليه السلام :كُلَّما قَوِيَتِ الحِكمَةُ ضَعُفَتِ الشَّهوَةُ. (1)
عنه عليه السلام :اِغلِبِ الشَّهوَةَ تَكمُل لَكَ الحِكمَةُ. (2)
3 / 2مَعرِفَةُ العِبرَةِالإمام عليّ عليه السلام :مَن ثَبَتَت لَهُ الحِكمَةُ عَرَفَ العِبرَةَ. (3)
عنه عليه السلام :اليَقينُ عَلى أربَعِ شُعَبٍ : تَبصِرَةِ الفِطنَةِ ، وتَأَوُّلِ الحِكمَةِ ، ومَعرِفَةِ العِبرَةِ ، وسُنَّةِ الأَوَّلينَ . فَمَن أبصَرَ الفِطنَةَ عَرَفَ الحِكمَةَ ، ومَن تَأَوَّلَ الحِكمَةَ عَرَفَ العِبرَةَ ، ومَن عَرَفَ العِبرَةَ عَرَفَ السُّنَّةَ ، ومَن عَرَفَ السُّنَّةَ فَكَأَنَّما كانَ مَعَ الأَوَّلينَ وَاهتَدى
.
ص: 84
إلَى الَّتي هِيَ أقوَمُ ، ونَظَرَ إلى مَن نَجا بِما نجا ومَن هَلَكَ بِما هَلَكَ ، وإنَّما أهلَكَ اللّهُ مَن أهلَكَ بِمَعصِيَتِهِ ، وأنجى مَن أنجى بِطاعَتِهِ. (1)
3 / 3المَنعُ عَنِ السُّوءالإمام عليّ عليه السلام :لِلنُّفوسِ طَبائِعُ سوءٍ وَالحِكمَةُ تَنهى عَنها. (2)
3 / 4العِصمَةالإمام عليّ عليه السلام :قُرِنَتِ الحِكمَةُ بِالعِصمَةِ. (3)
عنه عليه السلام :الحِكمَةُ عِصمَةٌ ، العِصمَةُ نِعمَةٌ. (4)
عنه عليه السلام :لا حِكمَةَ إلّا بِعِصمَةٍ. (5)
3 / 5نورُ القَلبِعيسى عليه السلام :إنَّ الحِكمَةَ نورُ كُلِّ قَلبٍ. (6)
.
ص: 85
عنه عليه السلام :بِحَقٍّ أقولُ لَكُم : إنَّ الصَّقالَةَ تُصلِحُ السَّيفَ وتَجلوهُ ، كَذلِكَ الحِكمَةُ لِلقَلبِ تَصقُلُهُ وتَجلوهُ ، وهِيَ في قَلبِ الحَكيمِ مِثلُ الماءِ فِي الأَرضِ المَيتَةِ تُحيي قَلبَهُ كَما يُحيِي الماءُ الأَرضَ المَيتَةَ ، وهِيَ في قَلبِ الحَكيمِ مِثلُ النّورِ فِي الظُّلمَةِ يَمشي بِها فِي النّاسِ. (1)
عنه عليه السلام :أسرِعوا إلى بُيوتِكُمُ المُظلِمَةِ فَأَنيروا فيها ، كَذلِكَ فَأَسرِعوا إلى قُلوبِكُمُ القاسِيَةِ بِالحِكمَةِ قَبلَ أن تَرينَ (2) عَلَيهَا الخَطايا فَتَكونَ أقسى مِنَ حِجارَةِ. (3)
الإمام عليّ عليه السلام :أحيِ قَلبَكَ بِالمَوعِظَةِ ، وأمِتهُ بِالزَّهادَةِ ، وقَوِّهِ بِاليَقينِ ، ونَوِّرهُ بِالحِكمَةِ. (4)
عنه عليه السلام :إنَّ قُلوبَ المُؤمِنينَ لَمَطوِيَّةٌ بِالإِيمانِ طَيًّا ، فَإِذا أرادَ اللّهُ إنارَةَ ما فيها فَتَحَها بِالوَحيِ فَزَرَعَ فيهَا الحِكمَةَ زارِعُها وحاصِدُها. (5)
الإمام الكاظم عليه السلام :إنَّ اللّهَ خَلَقَ قُلوبَ المُؤمِنينَ مَطوِيَّةً مُبهَمَةً عَلَى الإِيمانِ ، فَإِذا أرادَ استِنارَةَ ما فيها نَضَحَها بِالحِكمَةِ ، وزَرَعَها بِالعِلمِ ، وزارِعُها وَالقَيِّمُ عَلَيها رَبُّ العالَمينَ. (6)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ لُقمانَ قالَ لِابنِهِ : يا بُنَيَّ ، عَلَيكَ بِمَجالِسِ العُلَماءِ ، وَاستَمِع
.
ص: 86
كَلامَ الحُكَماءِ ، فَإِنَّ اللّهَ يُحيِي القَلبَ المَيتَ بِنورِ الحِكمَةِ كَما يُحيِي الأَرضَ المَيتَةَ بِوابِلِ المَطَرِ. (1)
3 / 6الرُّشدالإمام عليّ عليه السلام :العِلمُ يُنجِدُ ، الحِكمَةُ تُرشِدُ. (2)
الإمام زين العابدين عليه السلام :هَلَكَ مَن لَيسَ لَهُ حَكيمٌ يُرشِدُهُ. (3)
3 / 7العِلمالإمام عليّ عليه السلام :العِلمُ ثَمَرَةُ الحِكمَةِ وَالصَّوابُ مِن فُروعِها. (4)
عنه عليه السلام :بِالحِكمَةِ يُكشَفُ غِطاءُ العِلمِ. (5)
عنه عليه السلام :مَن كَشَفَ مَقالاتِ الحُكَماءِ انتَفَعَ بِحَقائِقِها. (6)
.
ص: 87
ص: 88
. .
ص: 89
الفصل الرابع : رأس الحكمةرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ أشرَفَ الحَديثِ ذِكرُ اللّهِ تَعالى ، ورَأسَ الحِكمَةِ طاعَتُهُ. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :خَشيَةُ اللّهِ رَأسُ كُلِّ حِكمَةٍ. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :رَأسُ الحِكمَةِ مَخافَةُ اللّهِ عز و جل. (3)
سعد السعود نقلاً عن سنن إدريس عليه السلام :اِعمَلوا وَاستَيقِنوا أنَّ تَقوَى اللّهِ هِيَ الحِكمَةُ الكُبرى. (4)
.
ص: 90
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :الرِّفقُ رَأسُ الحِكمَةِ. (1)
الإمام عليّ عليه السلام :رَأسُ الحِكمَةِ مُداراةُ النّاسِ. (2)
عنه عليه السلام :رَأسُ الحِكمَةِ لُزومُ الحَقِّ. (3)
عنه عليه السلام :رَأسُ الحِكمَةِ لُزومُ الحَقِّ وطاعَةُ المُحِقِّ. (4)
عنه عليه السلام :حِفظُ الدّينِ ثَمَرَةُ المَعرِفَةِ ورَأسُ الحِكمَةِ. (5)
عنه عليه السلام :رَأسُ الحِكمَةِ تَجَنُّبُ الخُدَعِ. (6)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :تَقوَى اللّهِ عز و جل رَأسُ كُلِّ حِكمَةٍ. (7)
الإمام عليّ عليه السلام :تَجَرَّع مَضَضَ الحِلمِ ، فَإِنَّهُ رَأسُ الحِكمَةِ وثَمَرَةُ العِلمِ. (8)
.
ص: 91
الفصل الخامس : جوامع الحكمرسول اللّه صلى الله عليه و آله :كانَ فِي الدُّنيا حَكيمانِ يَلتَقِيانِ فِي السَّنَةِ مَرَّةً فَيَعِظُ أحَدُهُما صاحِبَهُ ، فَالتَقَيا فَقالَ أحَدُهُما لِصاحِبِهِ : عِظني وَاجمَع وأوجِز ، لا أقدِرُ أن أقِفَ عَلَيكَ مِنَ العِبادَةِ . فَقالَ : يا أخي ، اُنظُر أن لا يَراكَ اللّهُ حَيثُ نَهاكَ ، ولا يَفقِدَكَ حَيثُ أمَرَكَ. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن أصلَحَ أمرَ آخِرَتِهِ أصلَحَ اللّهُ أمرَ دُنياهُ ، ومَن أصلَحَ ما بَينَهُ وبَينَ اللّهِ أصلَحَ اللّهُ ما بَينَهُ وبَينَ النّاسِ. (2)
الإمام عليّ عليه السلام :كانَتِ الفُقَهاءُ وَالحُكَماءُ إذا كاتَبَ بَعضُهُم بَعضاً كَتَبوا بِثَلاثٍ لَيسَ مَعَهُنَّ رابِعَةٌ : مَن كانَتِ الآخِرَةُ هَمَّهُ كَفاهُ اللّهُ هَمَّهُ مِنَ الدُّنيا ، ومَن أصلَحَ سَريرَتَهُ أصلَحَ اللّهُ عَلانِيَتَهُ ، ومَن أصلَحَ فيما بَينَهُ وبَينَ اللّهِ أصلَحَ اللّهُ فيما بَينَهُ
.
ص: 92
وبَينَ النّاسِ. (1)
عنه عليه السلام :كانَتِ الحُكَماءُ فيما مَضى مِنَ الدَّهرِ تَقولُ : يَنبَغي أن يَكونَ الاِختِلافُ إلَى الأَبوابِ لِعَشرَةِ أوجُهٍ : أوَّلُها : بَيتُ اللّهِ عز و جل لِقَضاءِ نُسُكِهِ ، وَالقِيامِ بِحَقِّهِ ، وأداءِ فَرضِهِ . وَالثّاني : أبوابُ المُلوكِ الَّذينَ طاعَتُهُم مُتَّصِلَةٌ بِطاعَةِ اللّهِ عز و جل ، وحَقُّهُم واجِبٌ ، ونَفعُهُم عَظيمٌ ، وضَرُّهُم شَديدٌ . وَالثّالِثُ : أبوابُ العُلَماءِ الَّذينَ يُستَفادُ مِنهُم عِلمُ الدّينِ وَالدُّنيا . وَالرّابِعُ : أبوابُ أهلِ الجودِ وَالبَذلِ الَّذينَ يُنفِقونَ أموالَهُمُ التِماسَ الحَمدِ ، ورَجاءَ الآخِرَةِ . وَالخامِسُ : أبوابُ السُّفَهاءِ الَّذينَ يُحتاجُ إلَيهِم فِي الحَوادِثِ ، ويُفزَعُ إلَيهِم فِي الحَوائِجِ . وَالسّادِسُ : أبوابُ مَن يُتَقَرَّبُ إلَيهِ مِنَ الأَشرافِ لِالتِماسِ الهِبَةِ وَالمُروءَةِ وَالحاجَةِ . وَالسّابِعُ : أبوابُ مَن يُرتَجى عِندَهُمُ النَّفعُ فِي الرَّأيِ وَالمَشوَرَةِ ، وتَقوِيَةِ الحَزمِ، وأخذِ الاُهبَةِ لِما يُحتاجُ إلَيهِ . وَالثّامِنُ : أبوابُ الإِخوانِ لِما يَجِبُ مِن مُواصَلَتِهِم ، ويَلزَمُ مِن حُقوقِهِم .
.
ص: 93
وَالتّاسِعُ : أبوابُ الأَعداءِ الَّتي تَسكُنُ بِالمُداراةِ غَوائِلُهُم ، ويُدفَعُ بِالحِيَلِ وَالرِّفقِ وَاللُّطفِ وَالزِّيارَةِ عَداوَتُهُم . وَالعاشِرُ : أبوابُ مَن يُنتَفَعُ بِغِشيانِهِم ، ويُستَفادُ مِنهُم حُسنُ الأَدَبِ ، ويُؤنَسُ بِمُحادَثَتِهِم. (1)
الخصال عن عامر الشّعبيّ :تَكَلَّمَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام بِتِسعِ كَلِماتٍ ارتَجَلَهُنَّ ارتِجالًا (2) ، فَقَأنَ عُيونَ البَلاغَةِ ، وأيتَمنَ (3) جَواهِرَ الحِكمَةِ ، وقَطَعنَ جَميعَ الأَنامِ عَنِ اللَّحاقِ بِواحِدَةٍ مِنهُنَّ . ثَلاثٌ مِنها فِي المُناجاةِ ، وثَلاثٌ مِنها فِي الحِكمَةِ ، وثَلاثٌ مِنها فِي الأَدَبِ . فَأَمَّا اللّاتي فِي المُناجاةِ ، فَقالَ : إلهي كَفى لي عِزًّا أن أكونَ لَكَ عَبداً ، وكَفى بي فَخراً أن تَكونَ لي رَبًّا ، أنتَ كَما اُحِبُّ فَاجعَلني كَما تُحِبُّ . وأمَّا اللّاتي فِي الحِكمَةِ ، فَقالَ : قيمَةُ كُلِّ امرِىً ما يُحسِنُهُ ، وما هَلَكَ امرُؤٌ عَرَفَ قَدرَهُ ، وَالمَرءُ مَخبُوٌّ تَحتَ لِسانِهِ . وأمَّا اللّاتي فِي الأَدَبِ ، فَقالَ : اُمنُن عَلى مَن شِئتَ تَكُن أميرَهُ ، وَاحتَج إلى مَن شِئتَ تَكُن أسيرَهُ ، وَاستَغنِ عَمَّن شِئتَ تَكُن نَظيرَهُ. (4)
الإمام عليّ عليه السلام_ في وَصِيَّتِهِ لِابنِهِ الحَسَنِ عليه السلام _: وأيُّ كَلِمَةِ حُكمٍ جامِعَةٍ ؛ أن تُحِبَّ لِلنّاسِ ما تُحِبُّ لِنَفسِكَ وتَكرَهَ لَهُم ما تَكرَهُ لَها ! (5)
.
ص: 94
معاني الأخبار عن شريح بن هانئ :سَأَلَ أميرُالمُؤمِنينَ عليه السلام ابنَهُ الحَسَنَ بنَ عَلِيٍّ عليه السلام ، فَقالَ : يا بُنَيَّ مَا العَقلُ ؟ قالَ : حِفظُ قَلبِكَ مَا استَودَعتَهُ . قالَ : فَمَا الحَزمُ ؟ قالَ : أن تَنتَظِرَ فُرصَتَكَ وتُعاجِلَ ما أمكَنَكَ . قالَ : فَمَا المَجدُ ؟ قالَ : حَملُ المَغارِمِ (1) وَابتِناءُ المَكارِمِ . قالَ : فَمَا السَّماحَةُ ؟ قالَ : إجابَةُ السّائِلِ ، وبَذلُ النّائِلِ . قالَ : فَمَا الشُّحُّ ؟ قالَ : أن تَرَى القَليلَ سَرَفاً ، وما أنفَقتَ تَلَفاً . قالَ : فَمَا الرِّقَّةُ ؟ قالَ : طَلَبُ اليَسيرِ ، ومَنعُ الحَقيرِ . قالَ : فَمَا الكُلفَةُ ؟ قالَ : التَّمَسُّكُ بِمَن لا يُؤمِنُكَ ، وَالنَّظَرُ فيما لا يَعنيكَ . قالَ : فَمَا الجَهلُ ؟ قالَ : سُرعَةُ الوُثوبِ عَلَى الفُرصَةِ قَبلَ الاِستِمكانِ مِنها ، وَالاِمتِناعُ عَنِ الجَوابِ .
.
ص: 95
ونِعمَ العَونُ الصَّمتُ في مَواطِنَ كَثيرَةٍ وإن كُنتَ فَصيحاً . ثُمَّ أقبَلَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ عَلَى الحُسَينِ ابنِهِ عليه السلام فَقالَ لَهُ : يا بُنَيَّ مَا السُّؤدَدُ ؟ قالَ : اِصطِناعُ العَشيرَةِ ، وَاحتِمالُ الجَريرَةِ . قالَ : فَمَا الغِنى ؟ قالَ : قِلَّةُ أمانيكَ ، وَالرِّضى بِما يَكفيكَ . قالَ : فَمَا الفَقرُ ؟ قالَ : الطَّمَعُ ، وشِدَّةُ القُنوطِ . قالَ : فَمَا اللُّؤمُ ؟ قالَ : إحرازُ المَرءِ نَفسَهُ ، وإسلامُهُ عِرسَهُ . قالَ : فَمَا الخُرقُ ؟ قالَ : مُعاداتُكَ أميرَكَ ومَن يَقدِرُ عَلى ضَرِّكَ ونَفعِكَ . ثُمَّ التَفَتَ إلَى الحارِثِ الأَعوَرِ فَقالَ : يا حارِثُ ، عَلِّموا هذِهِ الحِكَمَ أولادَكُم ؛ فَإِنَّها زِيادَةٌ فِي العَقلِ وَالحَزمِ وَالرَّأيِ. (1)
الإمام عليّ عليه السلام :اِبذِل لِصَديقِكَ كُلَّ المَوَدَّةِ ، ولا تَبذِل لَهُ كُلَّ الطُّمَأنينَةِ ، وأعطِهِ كُلَّ المُواساةِ ، ولا تُفضِ إلَيهِ بِكُلِّ الأَسرارِ ، توفِي الحِكمَةَ حَقَّها ، وَالصَّديقَ واجِبَهُ. (2)
عنه عليه السلام :مِنَ الحِكمَةِ أن لا تُنازِعَ مَن فَوقَكَ ، ولا تَستَذِلَّ مَن دونَكَ ، ولا تَتَعاطى ما لَيسَ في قُدرَتِكَ ، ولا يُخالِفَ لِسانُكَ قَلبَكَ ولا قَولُكَ فِعلَكَ ، ولا تَتَكَلَّمَ فيما لا تَعلَمُ،
.
ص: 96
ولا تَترُكَ الأَمرَ عِندَ الإِقبالِ وتَطلُبَهُ عِندَ الإِدبارِ. (1)
عنه عليه السلام :مِنَ الحِكمَةِ طاعَتُكَ لِمَن فَوقَكَ ، وإجلالُكَ مَن في طَبَقَتِكَ ، وإنصافُكَ لِمَن دونَكَ. (2)
عنه عليه السلام :يا أيُّهَا النّاسُ ! إنَّهُ لَم يَكُن للّهِِ سُبحانَهُ حُجَّةٌ في أرضِهِ أوكَدَ مِن نَبِيِّنا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ، ولا حِكمَةٌ أبلَغَ مِن كِتابِهِ القُرآنِ العَظيمِ. (3)
جامع الأخبار :كَتَبَ رَجُلٌ عالِمٌ مِن أهلِ التَّصَوُّفِ أربَعينَ حَديثاً ، ثُمَّ اختارَ مِنها أربَعَ كَلِماتٍ قالَها أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام ، وطَرَحَ الاُخرى فِيالبَحرِ ، وهِيَ : أطِعِ اللّهَ بِقَدرِ حاجَتِكَ إلَيهِ ، وَاعصِ اللّهَ بِقَدرِ طاقَتِكَ عَلى عُقوبَتِهِ ، وَاعمَل لِدُنياكَ بِقَدرِ مَقامِكَ فيها ، وَاعمَل لِاخِرَتِكَ بِقَدرِ بَقائِكَ فيها. (4)
المناقب :إنَّ خِضراً وعَلِيًّا عليهماالسلام قَدِ اجتَمَعا ، فَقالَ لَهُ عَلِيٌّ عليه السلام : قُل كَلِمَةَ حِكمَةٍ . فَقالَ : ما أحسَنَ تَواضُعَ الأَغنِياءِ لِلفُقَراءِ قُربَةً إلَى اللّهِ ! فَقالَ أميرُالمُؤمِنينَ عليه السلام : وأحسَنُ من ذلِكَ تيهُ (5) الفُقَراءِ عَلَى الأَغنِياءِ ثِقَةً بِاللّهِ . فَقالَ الخِضرُ : لِيُكتَب هذا بِالذَّهَبِ. (6)
.
ص: 97
الإمام الباقر عليه السلام :قيلَ لِلُقمانَ : مَا الَّذي أجمَعتَ عَلَيهِ مِن حِكمَتِكَ ؟ قالَ : لا أتَكَلَّفُ ما قَد كُفيتُهُ ، ولا اُضَيِّعُ ما وُلّيتُهُ. (1)
الزهد عن سيّار :قيلَ لِلُقمانَ : ما حِكمَتُكَ ؟ قالَ : لا أسأَلُ عَمّا كُفيتُ ، ولا أتَكَلَّفُ ما لا يَعنيني. (2)
الإمام الصادق عليه السلام :قالَ لُقمانُ لِابنِهِ : . . . يا بُنَيَّ ، سَيِّدُ أخلاقِ الحِكمَةِ دينُ اللّهِ تَعالى ، ومَثَلُ الدّينِ كَمَثَلِ الشَّجَرَةِ الثّابِتَةِ ، فَالإِيمانُ بِاللّهِ ماؤُها ، وَالصَّلاةُ عُروقُها ، وَالزَّكاةُ جِذعُها ، وَالتَّآخي فِي اللّهِ شُعَبُها ، وَالأَخلاقُ الحَسَنَةُ وَرَقُها ، وَالخُروجُ عَن مَعاصِي اللّهِ ثَمَرُها ، ولا تَكمُلُ الشَّجَرَةُ إلّا بِثَمَرَةٍ طَيِّبَةٍ ، كَذلِكَ الدّينُ لا يَكمُلُ إلّا بِالخُروجِ عَنِ المَحارِمِ. (3)
عنه عليه السلام :تَبِعَ حَكيمٌ حَكيماً سَبعَمِئَةِ فَرسَخٍ في سَبعِ كَلِماتٍ ، فَلَمّا لَحِقَ بِهِ قالَ لَهُ : يا هذا ، ما أرفَعُ مِنَ السَّماءِ ، وأوسَعُ مِنَ الأَرضِ ، وأغنى مِنَ البَحرِ ، وأقسى مِنَ الحَجَرِ ، وأشَدُّ حَرارَةً مِنَ النّارِ ، وأشَدُّ بَرداً مِنَ الزَّمهَريرِ ، وأثقَلُ مِنَ الجِبالِ الرّاسِياتِ ؟ فَقالَ لَهُ : يا هذا ، الحَقُّ أرفَعُ مِنَ السَّماءِ ، وَالعَدلُ أوسَعُ مِنَ الأَرضِ ، وغِنَى النَّفسِ أغنى مِنَ البَحرِ ، وقَلبُ الكافِرِ أقسى مِنَ الحَجَرِ ، وَالحَريصُ الجَشِعُ أشَدُّ حَرارَةً مِنَ النّارِ ، وَاليَأسُ مِن رَوحِ اللّهِ أشَدُّ بَرداً مِنَ الزَّمهَريرِ ، وَالبُهتانُ عَلَى البَريءِ أثقَلُ مِنَ الجِبالِ الرّاسِياتِ. (4)
.
ص: 98
عنه عليه السلام :في حِكمَةِ آلِ داوُدَ: عَلَى العاقِلِ أن يَكونَ عارِفاً بِزَمانِهِ ، مُقبِلًا عَلى شَأنِهِ ، حافِظاً لِلِسانِهِ. (1)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :كانَ فيها [ أي صُحُفِ إبراهيمَ عليه السلام ] : . . . عَلَى العاقِلِ ما لَم يَكُن مَغلوباً عَلى عَقلِهِ أن يَكونَ لَهُ ساعاتٌ : ساعَةٌ يُناجي فيها رَبَّهُ عز و جل ، وساعَةٌ يُحاسِبُ نَفسَهُ ، وساعَةٌ يَتَفَكَّرُ فيما صَنَعَ اللّهُ عز و جل إلَيهِ ، وساعَةٌ يَخلو فيها بِحَظِّ نَفسِهِ مِنَ الحَلالِ ، فَإِنَّ هذِهِ السّاعَةَ عَونٌ لِتِلكَ السّاعاتِ ، وَاستِجمامٌ لِلقُلوبِ وتَوزيعٌ لَها. (2)
الإمام الرضا عليه السلام :اُمِرَ النّاسُ بِالقِراءَةِ فِي الصَّلاةِ لِئَلّا يَكونَ القُرآنُ مَهجوراً مُضَيَّعاً ، وليَكُن مَحفوظاً مَدروساً ، فَلا يَضمَحِلَّ ولا يُجهَلَ ، وإنَّما بُدِئَ بِالحَمدِ دونَ سائِرِ السُّوَرِ لِأَنَّهُ لَيسَ شَيءٌ مِنَ القُرآنِ وَالكَلامِ جُمِعَ فيهِ مِن جَوامِعِ الخَيرِ وَالحِكمَةِ ما جُمِعَ في سورَةِ الحَمدِ . . . فَقَدِ اجتَمَعَ فيهِ مِن جَوامِعِ الخَيرِ وَالحِكمَةِ مِن أمرِ الآخِرَةِ وَالدُّنيا ما لا يَجمَعُهُ شَيءٌ مِنَ الأشياءِ. (3)
لقمان عليه السلام_ في وَصاياهُ لِابنِهِ _: يا بُنَيَّ ، تَعَلَّمتُ سَبعَةَ (4) آلافٍ مِنَ الحِكمَةِ ، فَاحفَظ مِنها أربَعَةً ومُرَّ مَعي إلَى الجَنَّةِ : أحكِم سَفينَتَكَ فَإِنَّ بَحرَكَ عَميقٌ ، وخَفِّف حَملَكَ فَإِنَّ العَقَبَةَ كَؤودٌ ، وأكثِرِ الزّادَ فَإِنَّ السَّفَرَ بَعيدٌ ، وأخلِصِ العَمَلَ فَإِنَّ الناقِدَ بَصيرٌ. (5)
.
ص: 99
الفصل السادس : خصائص الحكماء6 / 1مَا يَنبَغي لِلحَكِيمرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا رَأَيتُمُ المُؤمِنَ صَموتاً فَادنوا مِنهُ ؛ فَإِنَّهُ يُلقِي الحِكمَةَ. (1)
الإمام عليّ عليه السلام :كَسبُ الحِكمَةِ إجمالُ النُّطقِ ، وَاستِعمالُ الرِّفقِ. (2)
عنه عليه السلام :الصَّمتُ حُكمٌ (3) ، وَالسُّكوتُ سَلامَةٌ. (4)
الإمام الكاظم عليه السلام :قِلَّةُ المَنطِقِ حُكمٌ عَظيمٌ ، فَعَلَيكُم بِالصَّمتِ فَإِنَّهُ دَعَةٌ حَسَنَةٌ ، وقِلَّةُ
.
ص: 100
وِزرٍ ، وخِفَّةٌ مِنَ الذُّنوبِ. (1)
الإمام الرضا عليه السلام :مِن عَلاماتِ الفِقهِ : الحِلمُ وَالعِلمُ وَالصَّمتُ ، إنَّ الصَّمتَ بابٌ مِن أبوابِ الحِكمَةِ ، إنَّ الصَّمتَ يُكسِبُ المَحَبَّةَ ، إنَّهُ دَليلٌ عَلى كُلِّ خَيرٍ. (2)
المستدرك عن أنس :إنَّ لُقمانَ كانَ عِندَ داوُدَ وهُوَ يُسرِدُ (3) الدِّرعَ فَجَعَلَ يَفتِلُهُ هكَذا بِيَدِهِ ، فَجَعَلَ لُقمانُ يَتَعَجَّبُ ويُريدُ أن يَسأَلَهُ ويَمنَعُهُ حِكمَتُهُ أن يَسأَلَهُ ، فَلَمّا فَرَغَ مِنها صَبَّها عَلى نَفسِهِ ، فَقالَ : نِعمَ دِرعُ الحَربِ هذِهِ . فَقالَ لُقمانُ : الصَّمتُ مِنَ الحِكمَةِ ، وقَليلٌ فاعِلُهُ ، كُنتُ أرَدتُ أن أسأَلَكَ فَسَكَتُّ حَتّى كَفَيتَني. (4)
الإمام العسكريّ عليه السلام :قَلبُ الأَحمَقِ في فَمِهِ ، وفَمُ الحَكيمِ في قَلبِهِ. (5)
الإمام عليّ عليه السلام :الحَكيمُ يَشفِي السّائِلَ ويَجودُ بِالفَضائِلِ. (6)
عنه عليه السلام :الحُكَماءُ أشرَفُ النّاسِ أنفُساً ، وأكثَرُهُم صَبراً ، وأسرَعُهُم عَفواً ، وأوسَعُهُم أخلاقاً. (7)
.
ص: 101
عنه عليه السلام :الحَكيمُ مَن جازَى الإِساءَةَ بِالإِحسانِ. (1)
عنه عليه السلام :مَن مَلَكَ عَقلَهُ كانَ حَكيماً. (2)
الإمام الباقر عليه السلام :بَينا رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله في بَعضِ أسفارِهِ إذ لَقِيَهُ رَكبٌ ، فَقالوا : السَّلامُ عَلَيكَ يا رَسولَ اللّهِ . فَقالَ : ما أنتُم ؟ فَقالوا : نَحنُ مُؤمِنونَ يا رَسولَ اللّهِ . قالَ : فَما حَقيقَةُ إيمانِكُم ؟ قالوا : الرِّضا بِقَضاءِ اللّهِ ، وَالتَّفويضُ إلَى اللّهِ ، وَالتَّسليمُ لِأَمرِ اللّهِ . فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : عُلَماءُ حُكَماءُ كادوا أن يَكونوا مِنَ الحِكمَةِ أنبِياءَ ، فَإِن كُنتُم صادِقينَ فَلا تَبنوا ما لا تَسكُنونَ ، ولا تَجمَعوا ما لا تَأكُلونَ ، وَاتَّقُوا اللّهَ الَّذي إلَيهِ تُرجَعونَ. (3)
مصباح الشريعة_ فيما نَسَبَهُ إلَى الإمامِ الصّادِقِ عليه السلام _: صِفَةُ الحَكيمِ الثَّباتُ عِندَ أوائِلِ الاُمورِ ، وَالوُقوفُ عِندَ عَواقِبِها ، وهُوَ هادي خَلقِ اللّهِ إلَى اللّهِ تَعالى. (4)
عيسى عليه السلام :بِحَقٍّ أقولُ لَكُم : إنَّ الحَكيمَ يَعتَبِرُ بِالجاهِلِ ، وَالجاهِلُ يَعتَبِرُ بِهَواهُ. (5)
لقمان عليه السلام :إنَّ أخلاقَ الحَكيمِ عَشرَةُ خِصالٍ : الوَرَعُ ، وَالعَدلُ ، وَالفِقهُ ، وَالعَفوُ ، وَالإِحسانُ ، وَالتَّيَقُّظُ ، وَالتَّحَفُّظُ ، وَالتَّذَكُّرُ ، وَالحَذَرُ ، وحُسنُ الخُلُقِ ، وَالقَصدُ. (6)
.
ص: 102
6 / 2ما لا يَنبَغي لِلحَكيمِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :لَيسَ بِحَكيمٍ مَن لَم يُعاشِر بِالمَعروفِ مَن لا يَجِدُ مِن مُعاشَرَتِهِ بُدًّا حَتّى جَعَلَ اللّهُ لَهُ مِن ذلِكَ فَرَجاً. (1)
الإمام عليّ عليه السلام :لَيسَ الحَكيمُ مَن لَم يُدارِ مَن لا يَجِدُ بُدًّا مِن مُداراتِهِ. (2)
عنه عليه السلام :لَيسَ بِحَكيمٍ مَن شَكا ضُرَّهُ إلى غَيرِ رَحيمٍ. (3)
عنه عليه السلام :لَيسَ بِحَكيمٍ مَنِ ابتَذَلَ بِانبِساطِهِ إلى غَيرِ حَميمٍ. (4)
عنه عليه السلام :لَيسَ الحَكيمُ مَن قَصَدَ بِحاجَتِهِ إلى غَيرِ كَريمٍ. (5)
عنه عليه السلام :أيُّهَا النّاسُ ! اِعلَموا أنَّهُ لَيسَ بِعاقِلٍ مَنِ انزَعَجَ مِن قَولِ الزّورِ فيهِ ، ولا بِحَكيمٍ مَن رَضِيَ بِثَناءِ الجاهِلِ عَلَيهِ. (6)
عنه عليه السلام :خَمسٌ يُستَقبَحنَ مِن خَمسٍ : كَثرَةُ الفُجورِ مِنَ العُلَماءِ ، وَالحِرصُ فِي الحُكَماءِ، وَالبُخلُ فِي الأَغنِياءِ، وَالقِحَةُ (7) فِي النِّساءِ، ومِنَ المَشايِخِ الزِّنا. (8)
.
ص: 103
عنه عليه السلام :سَفَهُكَ عَلى مَن في دَرَجَتِكَ نِقارٌ كَنِقارِ الدّيكَينِ ، وهِراشٌ كَهِراشِ الكَلبَينِ ، ولَن يَفتَرِقا إلّا مَجروحَينِ أو مَفضوحَينِ ، ولَيسَ ذلِكَ فِعلَ الحُكَماءِ ولا سُنَّةَ العُقَلاءِ ، ولَعَلَّهُ أن يَحلُمَ عَنكَ فَيَكونَ أوزَنَ مِنكَ وأكرَمَ ، وأنتَ أنقَصَ مِنهُ وألأَمَ. (1)
عنه عليه السلام :الإِكثارُ يُزِلُّ الحَكيمَ ، ويُمِلُّ الحَليمَ ، فَلا تُكثِر فَتُضجِرَ ، وتُفَرِّط فَتُهَن. (2)
راجع : ص 369 (خصائص العلماء) .
.
ص: 104
. .
ص: 105
الفصل السابع : النّوادررسول اللّه صلى الله عليه و آله :كونوا يَنابيعَ الحِكمَةِ ، مَصابيحَ الهُدى ، أحلاسَ (1) البُيوتِ ، سُرُجَ اللَّيلِ ، جُدُدَ القُلوبِ ، خُلقانَ الثِّيابِ ، تُعرَفونَ في أهلِ السَّماءِ وتَخفَونَ في أهلِ الأَرضِ. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :لا حَليمَ إلّا ذو عَثرَةٍ ، ولا حَكيمَ إلّا ذو تَجرِبَةٍ. (3)
عنه صلى الله عليه و آله_ في بَيانِ آثارِ الوُضوءِ وجَزاءِ عامِلِها _: أوَّلُ ما يَمَسُّ الماءَ يَتَباعَدُ عَنهُ الشَّيطانُ ، فَإِذا تَمَضمَضَ نَوَّرَ اللّهُ قَلبَهُ ولِسانَهُ بِالحِكمَةِ. (4)
.
ص: 106
عنه صلى الله عليه و آله :الإِيمانُ يَمانِيٌّ ، وَالحِكمَةُ يَمانِيَّةٌ. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :أتاكُم أهلُ اليَمَنِ أضعَفَ قُلوباً وأرَقَّ أفئِدَةً ، الفِقهُ يَمانٍ ، وَالحِكمَةُ يَمانِيَّةٌ. (2)
عيسى عليه السلام :كَما تَرَكَ لَكُمُ المُلوكُ الحِكمَةَ فَدَعوا لَهُمُ الدُّنيا. (3)
الإمام عليّ عليه السلام :التَّوَكُّلُ حِصنُ الحِكمَةِ. (4)
عنه عليه السلام :زَينُ الحِكمَةِ الزُّهدُ فِي الدُّنيا. (5)
عنه عليه السلام :جَمالُ الحِكمَةِ الرِّفقُ وحُسنُ المُداراةِ. (6)
عنه عليه السلام :بِالعِلمِ تُعرَفُ الحِكمَةُ. (7)
عنه عليه السلام :مَن عَلِمَ غَورَ العِلمِ صَدَرَ عَن شَرائِعِ الحِكَمِ. (8)
.
ص: 107
عنه عليه السلام :قَد يَزِلُّ الحَكيمُ. (1)
عنه عليه السلام :إنَّ كَلامَ الحُكَماءِ إذا كانَ صَواباً كانَ دَواءً ، وإذا كانَ خَطَأً كانَ داءً. (2)
عنه عليه السلام :الجاهِلُ يَستَوحِشُ مِمّا يَأنَسُ بِهِ الحَكيمُ. (3)
عنه عليه السلام :النّاسُ يَستَحِلّونَ الحَريمَ ، ويَستَذِلّونَ الحَكيمَ ، يَحيَونَ عَلى فَترَةٍ ، ويَموتونَ عَلى كَفرَةٍ ... ثُمَّ يَأتي بَعدَ ذلِكَ طالِعُ الفِتنَةِ الرَّجوفِ ، وَالقاصِمَةِ الزَّحوفِ . . . تَغيضُ فيهَا الحِكمَةُ. (4)
عنه عليه السلام_ في وَصفِ المُؤمِنينَ في عَصرِ القائِمِ عليه السلام _: ويُغبَقونَ (5) كَأسَ الحِكمَةِ بَعدَ الصَّبوحِ. (6)
الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ اللّهَ عز و جل يَقولُ : إنّي لَستُ كُلَّ كَلامِ الحَكيمِ أتَقَبَّلُ ، إنَّما أتَقَبَّلُ هَواهُ وهَمَّهُ ، فَإِن كانَ هَواهُ وهَمُّهُ في رِضايَ جَعَلتُ هَمَّهُ تَقديساً وتَسبيحاً. (7)
.
ص: 108
. .
ص: 109
القسم السّادس : مبادئ المعرفةالفصل الأوّل : أدوات العلم والحكمةالفصل الثاني : سبل المعارف العقليّةالفصل الثالث : طرق المعارف القلبيّةالفصل الرابع : مبادئ الإلهامالفصل الخامس : نطاق المعرفة
.
ص: 110
. .
ص: 111
الفصل الأوّل : أدوات العلم والحكمة1 / 1الحِسّالكتاب«وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَ_تِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْ_ئا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَ الْأَبْصَ_رَ وَ الْأَفْ_ئدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ» . (1)
الحديثالإمام عليّ عليه السلام :القَلبُ يَنبوعُ الحِكمَةِ ، وَالاُذُنُ مَغيضُها (2) . (3)
عنه عليه السلام :إنَّ مَحَلَّ الإِيمانِ الجَنانُ ، وسَبيلَهُ الاُذُنانِ. (4)
عنه عليه السلام :العُيونُ طَلائِعُ القُلوبِ. (5)
.
ص: 112
1 / 2العَقلالكتاب«كَذَ لِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ ءَايَ_تِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ» . (1)
«أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِى الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ ءَاذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا» . (2)
«كَذَ لِكَ يُحْىِ اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ ءَايَ_تِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ» . (3)
«لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَ_بًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ» . 4
الحديثالإمام عليّ عليه السلام :بِالعُقولِ تُنالُ ذُرْوَةُ العُلومِ. (4)
عنه عليه السلام :العَقلُ أصلُ العِلمِ وداعِيَةُ الفَهمِ. (5)
عنه عليه السلام :العَقلُ مَركَبُ العِلمِ. (6)
عنه عليه السلام :بِالعَقلِ استُخرِجَ غَورُ الحِكمَةِ ، وبِالحِكمَةِ استُخرِجَ غَورُ العَقلِ. (7)
.
ص: 113
عنه عليه السلام :لَيسَتِ الرَّوِيَّةُ (1) كَالمُعايَنَةِ مَعَ الإِبصارِ ؛ فَقَد تَكذِبُ العُيونُ أهلَها ، ولا يَغُشُّ العَقلُ مَنِ استَنصَحَهُ. (2)
عنه عليه السلام :لَيسَ الرُّؤيَةُ مَعَ الإِبصارِ ؛ قَد تَكذِبُ الأَبصارُ أهلَها. (3)
عنه عليه السلام :العُقولُ أئِمَّةُ الأَفكارِ ، وَالأَفكارُ أئِمَّةُ القُلوبِ ، وَالقُلوبُ أئِمَّةُ الحَواسِّ ، وَالحَواسُّ أئِمَّةُ الأَعضاءِ. (4)
الإمام الصادق عليه السلام :يَغوصُ العَقلُ عَلَى الكَلامِ فَيَستَخرِجُهُ مِن مَكنونِ الصَّدرِ ، كَما يَغوصُ الغائِصُ عَلَى اللُّؤلُ_ؤِ المُستَكِنَّةِ فِي البَحرِ. (5)
عنه عليه السلام :دِعامَةُ الإِنسانِ العَقلُ ، وَالعَقلُ مِنهُ الفِطنَةُ وَالفَهمُ وَالحِفظُ وَالعِلمُ ، وبِالعَقلِ يَكمُلُ ، وهُوَ دَليلُهُ ومُبصِرُهُ ومِفتاحُ أمرِهِ ، فَإِذا كانَ تَأييدُ عَقلِهِ مِنَ النّورِ كانَ عالِماً ، حافِظاً ، ذاكِراً ، فَطِناً ، فَهِماً ، فَعَلِمَ بِذلِكَ كَيفَ ولِمَ وحَيثُ ، وعَرَفَ مَن نَصَحَهُ ومَن غَشَّهُ ، فَإِذا عَرَفَ ذلِكَ عَرَفَ مَجراهُ ومَوصولَهُ ومَفصولَهُ ، وأخلَصَ الوَحدانِيَّةَ للّهِِ ، وَالإِقرارَ بِالطّاعَةِ ، فَإِذا فَعَلَ ذلِكَ كانَ مُستَدرِكاً لِما فاتَ ، ووارِداً عَلى ما هُوَ آتٍ ، يَعرِفُ ما هُوَ فيهِ ، و لِأَيِّ شَيءٍ هُوَ هاهُنا ، ومِن أينَ يَأتيهِ ، وإلى ما هُوَ صائِرٌ ، وذلِكَ كُلُّهُ مِن تَأييدِ العَقلِ. (6)
عنه عليه السلام_ مِن وَصِيَّةِ لُقمانَ لِابنِهِ _: إنَّ العاقِلَ إذا أبصَرَ بِعَينِهِ شَيئاً عَرَفَ الحَقَّ مِنهُ ،
.
ص: 114
وَالشّاهِدُ يَرى ما لا يَرَى الغائِبُ. (1)
راجع : ص 117 ح 1723 و 125 ح 1761 .
1 / 3القَلبُالكتاب«نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ» . (2)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :ما مِن عَبدٍ إلّا في وَجهِهِ عَينانِ يُبصِرُ بِهِما أمرَ الدُّنيا ، وعَينانِ في قَلبِهِ يُبصِرُ بِهِما أمرَ الآخِرَةِ ، فَإِذا أرادَ اللّهُ بِعَبدٍ خَيراً فَتَحَ عَينَيهِ الَّتي في قَلبِهِ ، فَأَبصَرَ بِهِما ما وُعِدَ بِالغَيبِ ومِمّا غيبَ ، فَآمَنَ الغَيبَ بِالغَيبِ. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :لَولا أنَّ الشَّياطينَ يَحومونَ عَلى قُلوبِ بَني آدَمَ لَنَظَروا إلَى المَلَكوتِ. (4)
عنه صلى الله عليه و آله :لَولا تَمريغُ قُلوبِكُم أو تَزَيُّدُكُم فِي الحَديثِ لَسَمِعتُم ما أسمَعُ. (5)
الإمام عليّ عليه السلام_ فِي الدُّعاء _: إلهي هَب لي كَمالَ الانقِطاعِ إلَيكَ ، وأنِر أبصارَ قُلوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها إلَيكَ ، حَتّى تَخرِقَ أبصارُ القُلوبِ حُجُبَ النّورِ ، فَتَصِلَ إلى مَعدِنِ العَظَمَةِ ، وتَصيرَ أرواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدسِكَ. (6)
.
ص: 115
عنه عليه السلام :أعجَبُ ما فِي الإِنسانِ قَلبُهُ ، ولَهُ مَوادُّ مِنَ الحِكمَةِ وأضدادٌ مِن خِلافِها. (1)
عنه عليه السلام :الحِكمَةُ شَجَرَةٌ تَنبُتُ فِي القَلبِ ، وتُثمِرُ عَلَى اللِّسانِ. (2)
عنه عليه السلام :أرى نورَ الوَحيِ وَالرِّسالَةِ ، وأشُمُّ ريحَ النُّبُوَّةِ ، ولَقَد سَمِعتُ رَنَّةَ (رَنَةَ) الشَّيطانِ حينَ نَزَلَ الوَحيُ عَلَيهِ صلى الله عليه و آله فَقُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ ، ما هذِهِ الرَّنَّةُ ؟ فَقالَ : هذَا الشَّيطانُ قَد أيِسَ مِن عِبادَتِهِ ، إنَّكَ تَسمَعُ ما أسمَعُ ، وتَرى ما أرى ، إلّا أ نَّكَ لَستَ بِنَبِيٍّ ، ولكِنَّكَ لَوَزيرٌ ، وإنَّكَ لَعَلى خَيرٍ. (3)
الإمام زين العابدين عليه السلام :ألا إنَّ لِلعَبدِ أربَعَ أعيُنٍ : عَينانِ يُبصِرُ بِهِما أمرَ دينِهِ ودُنياهُ ، وعَينانِ يُبصِرُ بِهِما أمرَ آخِرَتِهِ ، فَإِذا أرادَ اللّهُ بِعَبدٍ خَيراً فَتَحَ لَهُ العَينَينِ اللَّتَينِ في قَلبِهِ ، فَأَبصَرَ بِهِمَا الغَيبَ في أمرِ آخِرَتِهِ ، وإذا أرادَ بِهِ غَيرَ ذلِكَ تَرَكَ القَلبَ بِما فيهِ. (4)
الإمام الصادق عليه السلام :ما مِن قَلبٍ إلّا ولَهُ اُذُنانِ : عَلى إحداهُما مَلَكٌ مُرشِدٌ ، وعَلَى الاُخرى شَيطانٌ مُفَتِّنٌ ، هذا يَأمُرُهُ وهذا يَزجُرُهُ ، الشَّيطانُ يَأمُرُهُ بِالمَعاصي وَالمَلَكُ يَزجُرُهُ عَنها ، وهُوَ قَولُ اللّهِ عز و جل : «عَنِ الْيَمِينِ وَ عَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ» (5) . (6)
.
ص: 116
عنه عليه السلام :ما مِن مُؤمِنٍ إلّا ولِقَلبِهِ اُذُنانِ في جَوفِهِ : اُذُنٌ يَنفِثُ فيهَا الوَسواسُ الخَنّاسُ ، واُذُنٌ يَنفِثُ فيهَا المَلَكُ ، فَيُؤَيِّدُ اللّهُ المُؤمِنَ بِالمَلَكِ ، فَذلِكَ قَولُهُ : «وَ أَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ» (1) . (2)
عنه عليه السلام :إنَّ لِلقَلبِ اُذُ نَينِ ، روحُ الإِيمانِ يُسارُّهُ بِالخَيرِ ، وَالشَّيطانُ يُسارُّهُ بِالشَّرِّ ، فَأَيُّهُما ظَهَرَ عَلى صاحِبِهِ غَلَبَهُ. (3)
عنه عليه السلام_ لِسُلَيمانَ بنِ خالِدِ _: يا سُلَيمانُ ، إنَّ لَكَ قَلباً ومَسامِعَ ، وإنَّ اللّهَ إذا أرادَ أن يَهدِيَ عَبداً فَتَحَ مَسامِعَ قَلبِهِ ، وإذا أرادَ بِهِ غَيرَ ذلِكَ خَتَمَ مَسامِعَ قَلبِهِ فَلا يَصلُحُ أبَداً ، وهُوَ قَولُ اللّهِ تَعالى : «أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا» (4) . (5)
راجع : ص 111 ح 1695 و 116 (المبدأ الأصلي لجميع الإدراكات) .
1 / 4المَبدَأُ الأَصلِيُّ لِجَميعِ الإِدراكاتِالإمام عليّ عليه السلام :القَلبُ مُصحَفُ الفِكرِ. (6)
عنه عليه السلام :القَلبُ مُصحَفُ البَصَرِ. (7)
عنه عليه السلام :القَلبُ يَنبوعُ الحِكمَةِ وَالاُذُنُ مَغيضُها. (8)
.
ص: 117
الإرشاد_ في مُناظَرَةِ الإِمامِ الصّادِقِ عليه السلام مَعَ أبي شاكِرٍ الدَّيصانِيّ _: قالَ أبو شاكِرٍ : ... قَد عَلِمتَ أنّا لا نَقبَلُ إلّا ما أدرَكناهُ بِأَبصارِنا ، أو سَمِعناهُ بِآذانِنا ، أو ذُقناهُ بِأَفواهِنا ، أو شَمَمناهُ بِاُنوفِنا ، أو لَمَسناهُ بِبَشَرَتِنا . فَقالَ أبو عَبدِاللّهِ عليه السلام : ذَكَرتَ الحَواسَّ الخَمسَ وهِيَ لا تَنفَعُ فِي الاِستِنباطِ إلّا بِدَليلٍ ، كَما لا تُقطَعُ الظُّلمَةُ بِغَيرِ مِصباحٍ. (1)
الإمام الصادق عليه السلام_ في ذِكرِ مُناظَرَةٍ لَهُ مَعَ طَبيبٍ هِندِيٍّ _: قالَ : أخبِرني بِمَ تَحتَجُّ في مَعرِفَةِ رَبِّكَ الَّذي تَصِفُ قُدرَتَهُ ورُبوبِيَّتَهُ ، وإنَّما يَعرِفُ القَلبُ الأَشياءَ كُلَّها بِالدَّلالاتِ الخَمسِ الَّتي وَصَفتُ لَكَ ؟ قُلتُ : بِالعَقلِ الَّذي في قَلبي ، وَالدَّليلِ الَّذي أحتَجُّ بِهِ في مَعرِفَتِهِ ... أمّا إذا أبَيتَ إلَا الجَهالَةَ، وزَعَمتَ أنَّ الأَشياءَ لا يُدرَكُ إلّا بِالحَواسِّ، فَإِنّي اُخبِرُكَ أنَّهُ لَيسَ لِلحَواسِّ دَلالَةٌ عَلَى الأَشياءِ ، ولا فيها مَعرِفَةٌ إلّا بِالقَلبِ، فَإِنَّهُ دَليلُها ومُعَرِّفُهَا الأَشياءَ الَّتي تَدَّعي أنَّ القَلبَ لا يَعرِفُها إلّا بِها. (2)
الإمام الرضا عليه السلام :إنَّ كُلَّ ما أوجَدَتكَ الحَواسُّ فَهُوَ مَعنًى مُدرَكٌ لِلحَواسِّ، وكُلُّ حاسَّةٍ تَدُلُّ عَلى ما جَعَلَ اللّهُ عز و جل لَها في إدراكِها ، وَالفَهمُ مِنَ القَلبِ بِجَميعِ ذلِكَ كُلِّهِ. (3)
راجع : ص 114 (القلب) .
.
ص: 118
. .
ص: 119
أضواء على مبادئ المعرفةيتبيّن من الآيات والرّوايات الملحوظة في هذا الفصل أنّ في وجود الإنسان ثلاثة مبادئ للمعرفة ، وترتبط معارفه ومعلوماته بواحدٍ منها ، وهي :
أ _ الحسّإنّ الحواسّ الظّاهرة نوافذ ترتبط بها المعارف الأوّليّة عن الوجود ، وإذا أُغلقت إحداها فإنّ المعرفة الخاصّة بها تُسلَب من الإنسان ، كما قيل : «مَن فَقَد حِسّا فَقَد عِلما» .
ب _ العقلإنّه مركز الشّعور والإدراك ، ووظيفته إدراك الحُسن والقُبح في الأفعال وتركيب المفاهيم الّتي تنتقل إليه عن طريق الحواس ، وتجربتها ، وانتزاعها ، وتعميمها ، وتعميقها والتصديق والاستنتاج .
.
ص: 120
ج _ القلبلقد استُعمل في أربعة معانٍ هي : 1 _ مضخّة الدم (1) . 2 _ العقل (2) . 3 _ مركز المعارف الشّهوديّة (3) . 4 _ الرّوح (4) . وفي مباحث علم المعرفة عندما يُذكر القلب إلى جانب العقل كأحد مبادئ المعرفة ، فإنّما يراد به المعنى الثّالث ، وهو مركز المعارف الشّهوديّة . والنقطة المهمّة الّتي عُني بها في «1 / 4 . المبدأ الأصلي لجميع الإدراكات» هي أنّ المبدأ والمصدر الأصليّ لجميع إدراكات الإنسان وأحاسيسه هو روحه ، والمبادئ الثّلاثة للمعرفة _ أي الحسّ ، والعقل ، والقلب _ هي بمنزلة المسالك الّتي تتّصل الرّوح بالوجود عن طريقها ، من هنا ، حين يستعمل القلب في المعنى الثاني أو الثالث يُستعمل في الواقع في بُعدٍ من أبعاده أو درجة من درجاته (5) .
.
ص: 121
الفصل الثاني : سبل المعارف العقليّة2 / 1التَّفَكُّرالكتاب«وَيَتَفَكَّرُونَ فِى خَلْقِ السَّمَ_وَ تِ وَالْأَرْضِ» . (1)
«فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ» . (2)
«كَذَ لِكَ نُفَصِّلُ الْايَ_تِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» . (3)
«إِنَّ فِى ذَ لِكَ لَايَ_تٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» . (4)
«لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ» . (5)
«وَ تِلْكَ الْأَمْثَ_لُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ» . (6)
.
ص: 122
الحديثالإمام عليّ عليه السلام :لا عِلمَ كَالتَّفَكُّرِ. (1)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ التَّفَكُّرَ حَياةُ قَلبِ البَصيرِ. (2)
الإمام عليّ عليه السلام :الفِكرُ يَهدي. (3)
عنه عليه السلام :الفِكرُ إحدَى الهِدايَتَينِ. (4)
عنه عليه السلام :الفِكرُ يوجِبُ الاِعتِبارَ ، ويُؤمِنُ العِثارَ ، ويُثمِرُ الاِستِظهارَ. (5)
عنه عليه السلام :الفِكرُ مِرآةٌ صافِيَةٌ. (6)
عنه عليه السلام :الفِكرَةُ نورٌ ، وَالغَفلَةُ ضَلالَةٌ. (7)
عنه عليه السلام :الفِكرُ يُفيدُ الحِكمَةَ. (8)
.
ص: 123
عنه عليه السلام :فِكرُ العاقِلِ هِدايَةٌ. (1)
عنه عليه السلام :فِكرُكَ يَهديكَ إلَى الرَّشادِ. (2)
عنه عليه السلام :مَن أكثَرَ الفِكرَ فيما تَعَلَّمَ أتقَنَ عِلمَهُ ، وفَهِمَ ما لَم يَكُن يَفهَمُ. (3)
عنه عليه السلام :مَن تَفَكَّرَ أبصَرَ. (4)
عنه عليه السلام :مَن فَكَّرَ أبعَدَ العَواقِبَ. (5)
عنه عليه السلام :مَن طالَت فِكرَتُهُ حَسُنَت بَصيرَتُهُ. (6)
عنه عليه السلام :مَن فَهِمَ عَلِمَ غَورَ العِلمِ. (7)
عنه عليه السلام :تَفَكُّرُكَ يُفيدُكَ الاِستِبصارَ ويُكسِبُكَ الاِعتِبارَ. (8)
عنه عليه السلام :لا بَصيرَةَ لِمَن لا فِكرَ لَهُ. (9)
عنه عليه السلام :لا تُخلِ نَفسَكَ مِن فِكرَةٍ تَزيدُكَ حِكمَةً ، وعِبرَةٍ تُفيدُكَ عِصمَةً. (10)
عنه عليه السلام :لِقاحُ العِلمِ التَّصَوُّرُ وَالفَهمُ. (11)
عنه عليه السلام :العِلمُ بِالفَهمِ. (12)
.
ص: 124
عنه عليه السلام :الفَهمُ آيَةُ العِلمِ. (1)
عنه عليه السلام :الفَضائِلُ أربَعَةُ أجناسٍ : أحَدُهَا الحِكمَةُ ، وقِوامُها فِي الفِكرَةِ. (2)
عنه عليه السلام :رَحِمَ اللّهُ امرَأً تَفَكَّرَ فَاعتَبَرَ ، وَاعتَبَرَ فَأَبصَرَ. (3)
عنه عليه السلام :كَفى بِالفِكرِ رُشداً. (4)
عنه عليه السلام :رَأسُ الاِستِبصارِ الفِكرَةُ. (5)
عنه عليه السلام :أفكِر تَستَبصِر. (6)
الإمام الحسن عليه السلام :عَلَيكُم بِالفِكرِ ، فَإِنَّهُ حَياةُ قَلبِ البَصيرِ ، ومَفاتيحُ أبوابِ الحِكمَةِ. (7)
2 / 2التَّعَلُّمالكتاب«الَّذِى عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْاءِنسَ_نَ مَا لَمْ يَعْلَمْ» . (8)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّمَا العِلمُ بِالتَّعَلُّمِ. (9)
.
ص: 125
الإمام عليّ عليه السلام :مَن لَم يَتَعَلَّم لَم يَعلَم. (1)
عنه عليه السلام :مَن تَعَلَّمَ عَلِمَ. (2)
عنه عليه السلام :بِالتَّعَلُّمِ يُنالُ العِلمُ. (3)
عنه عليه السلام :تَعَلَّم تَعلَم ، وتَكَرَّم تُكرَم. (4)
عنه عليه السلام :اِسمَع تَعلَم ، وَاصمُت تَسلَم. (5)
عنه عليه السلام :مَنِ استَرشَدَ عَلِمَ. (6)
الإمام الصادق عليه السلام :دِراسَةُ العِلمِ لِقاحُ المَعرِفَةِ. (7)
الإمام الكاظم عليه السلام :العِلمُ بِالتَّعَلُّمِ ، وَالتَّعَلُّمُ بِالعَقلِ يُعتَقَدُ ، ولا عِلمَ إلّا مِن عالِمٍ رَبّانِيٍّ ، ومَعرِفَةُ العِلمِ بِالعَقلِ. (8)
2 / 3العِبرَةالكتاب«أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِى الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ ءَاذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى
.
ص: 126
الْأَبْصَ_رُ وَ لَ_كِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِى فِى الصُّدُورِ» . (1)
«قُلْ سِيرُواْ فِى الْأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْاخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَىْ ءٍ قَدِيرٌ» . (2)
الحديثتفسير ابن كثير عن مالك بن دينار :أوحَى اللّهُ تَعالى إلى موسى عليه السلام : أن يا موسى اتَّخِذ نَعلَينِ مِن حَديدٍ وعَصاً ، ثُمَّ سِح فِي الأَرضِ وَاطلُبِ الآثارَ وَالعِبَرَ حَتّى تَتَخَرَّقَ النَّعلانِ وتُكسَرَ العَصا. (3)
الإمام عليّ عليه السلام :مَنِ اعتَبَرَ أبصَرَ ، ومَن أبصَرَ فَهِمَ ، ومَن فَهِمَ عَلِمَ. (4)
عنه عليه السلام :مَنِ اعتَبَرَ بِعَقلِهِ استَبانَ. (5)
عنه عليه السلام :رَحِمَ اللّهُ امرَأً تَفَكَّرَ فَاعتَبَرَ ، وَاعتَبَرَ فَأَبصَرَ. (6)
عنه عليه السلام :دَوامُ الاِعتِبارِ يُؤَدّي إلَى الاِستِبصارِ ، ويُثمِرُ الاِزدِجارَ. (7)
عنه عليه السلام :في كُلِّ اعتِبارٍ اِستِبصارٌ. (8)
.
ص: 127
عنه عليه السلام :الاِعتِبارُ يَقودُ إلَى الرَّشادِ. (1)
عنه عليه السلام :الاِعتِبارُ يُفيدُكَ الرَّشادَ. (2)
مصباح الشريعة_ فيما نَسَبَهُ إلَى الإمامِ الصّادِقِ عليه السلام _: العِبرَةُ تورِثُ ثَلاثَةَ أشياءَ : العِلمَ بِما يَعمَلُ ، وَالعَمَلَ بِما يَعلَمُ ، وعِلمَ ما لَم يَعلَم. (3)
الإمام عليّ عليه السلام_ فِي الدّيوانِ المَنسوبِ إلَيهِ _: تَغَرَّب عَنِ الأَوطانِ في طَلَبِ العُلى وسافِر فَفِي الأَسفارِ خَمسُ فَوائِدِ تَفَرُّجُ هَمٍّ واكتِسابُ مَعيشَةٍ وعِلمٌ وآدابٌ وصُحبَةُ ماجِدِ (4)
2 / 4التَّجرِبَةالإمام عليّ عليه السلام :العَقلُ عَقلانِ : عَقلُ الطَّبعِ ، وعَقلُ التَّجرِبَةِ ، وكِلاهُما يُؤَدِّي المَنفَعَةَ. (5)
عنه عليه السلام :فِي التَّجارِبِ عِلمٌ مُستَأنَفٌ. (6)
.
ص: 128
عنه عليه السلام :التَّجارِبُ عِلمٌ مُستَفادٌ. (1)
عنه عليه السلام :كُلُّ مَعرِفَةٍ تَحتاجُ إلَى التَّجارِبِ. (2)
2 / 5مَعرِفَةُ الأَضدادِالإمام عليّ عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ المُلهِمِ عِبادَهُ حَمدَهُ ، وفاطِرِهِم عَلى مَعرِفَةِ رُبوبِيَّتِهِ ، الدّالِّ عَلى وُجودِهِ بِخَلقِهِ ، وبِحُدوثِ خَلقِهِ عَلى أزَلِهِ ، وبِاشتِباهِهِم عَلى أن لا شِبهَ لَهُ. (3)
عنه عليه السلام :بِتَشعيرِهِ المَشاعِرَ عُرِفَ أن لا مَشعَرَ لَهُ ، وبِتَجهيرِهِ الجَواهِرَ عُرِفَ أن لا جَوهَرَ لَهُ ، وبِمُضادَّتِهِ بَينَ الأَشياءِ عُرِفَ أن لا ضِدَّ لَهُ ، وبِمُقارَنَتِهِ بَينَ الأَشياءِ عُرِفَ أن لا قَرينَ لَهُ. (4)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ ... الدّالِّ عَلى قِدَمِهِ بِحُدوثِ خَلقِهِ، وبِحُدوثِ خَلقِهِ عَلى وُجودِهِ ،
.
ص: 129
وبِاشتِباهِهِم عَلى أن لا شِبهَ لَهُ. (1)
عنه عليه السلام :اِعلَموا أنَّكُم لَن تَعرِفُوا الرُّشدَ حَتّى تَعرِفُوا الَّذي تَرَكَهُ ، ولَن (2) تَأخُذوا بِميثاقِ الكِتابِ حَتّى تَعرِفُوا الَّذي نَقَضَهُ ، ولَن تَمَسَّكوا بِهِ حَتّى تَعرِفُوا الَّذي نَبَذَهُ ، ولَن تَتلُوا الكِتابَ حَقَّ تِلاوَتِهِ حَتّى تَعرِفُوا الَّذي حَرَّفَهُ ، ولَن تَعرِفُوا الضَّلالَةَ حَتّى تَعرِفُوا الهُدى ، ولَن تَعرِفُوا التَّقوى حَتّى تَعرِفُوا الَّذي تَعَدّى. (3)
عنه عليه السلام :إنَّما يُعرَفُ قَدرُ النِّعَمِ بِمُقاساةِ ضِدِّها. (4)
.
ص: 130
. .
ص: 131
الفصل الثالث : طرق المعارف القلبيّة3 / 1الوَحيالكتاب«عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى» . (1)
«وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ» . (2)
«عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ» . (3)
«وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّنَ الْكِتَ_بِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَىْ ءٍ عَلِيمٌ» . (4)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :العِلمُ ميراثي وميراثُ الأَنبِياءِ قَبلي. (5)
.
ص: 132
عنه صلى الله عليه و آله :إنّا أهلُ بَيتٍ شَجَرَةُ النُّبُوَّةِ ، ومَوضِعُ الرِّسالَةِ ، ومُختَلَفُ المَلائِكَةِ ، وبَيتُ الرَّحمَةِ ، ومَعدِنُ العِلمِ. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :إذَا التَبَسَت عَلَيكُمُ الفِتَنُ كَقِطَعِ اللَّيلِ المُظلِمِ فَعَلَيكُم بِالقُرآنِ . . . لَهُ ظَهرٌ وبَطنٌ ؛ فَظاهِرُهُ حُكمٌ ، وباطِنُهُ عِلمٌ . . . فيهِ مَصابيحُ الهُدى ، ومَنارُ الحِكمَةِ ، ودَليلٌ عَلَى المَعرِفَةِ لِمَن عَرَفَ الصِّفَةَ. (2)
عنه صلى الله عليه و آله_ في وَصفِ القُرآنِ _: مَنِ ابتَغَى العِلمَ في غَيرِهِ أضَلَّهُ اللّهُ. (3)
الإمام عليّ عليه السلام :القُرآنُ أفضَلُ الهِدايَتَينِ. (4)
عنه عليه السلام_ في وَصفِ قُدرَةِ اللّهِ سُبحانَهُ _: هُوَ الَّذي أسكَنَ الدُّنيا خَلقَهُ ، وبَعَثَ إلَى الجِنِّ وَالإِنسِ رُسُلَهُ لِيَكشِفوا لَهُم عَن غِطائِها. (5)
عنه عليه السلام :كَلامُ اللّهِ شِفاءٌ. (6)
.
ص: 133
عنه عليه السلام :تَعَلَّمُوا القُرآنَ فَإِنَّهُ أحسَنُ الحَديثِ ، وتَفَقَّهوا فيهِ فَإِنَّهُ رَبيعُ القُلوبِ ، وَاستَشفوا بِنورِهِ فَإِنَّهُ شِفاءُ الصُّدورِ. (1)
عنه عليه السلام_ في وَصفِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله _: سِراجٌ لَمَعَ ضَوؤُهُ ، وشِهابٌ سَطَعَ نورُهُ ، وزَندٌ بَرَقَ لَمعُهُ. (2)
عنه عليه السلام_ في صِفَةِ القُرآنِ _: هُوَ رَبيعُ القُلوبِ ويَنابيعُ العِلمِ ، وهُوَ الصِّراطُ المُستَقيمُ ، هُوَ هُدًى لِمَنِ ائتَمَّ بِهِ. (3)
الإمام الصادق عليه السلام :في كِتابِ اللّهِ نَجاةٌ مِنَ الرَّدى ، وبَصيرَةٌ مِنَ العَمى ، ودَليلٌ إلَى الهُدى. (4)
عنه عليه السلام :إنَّ اللّهَ عز و جل أنزَلَ فِي القُرآنِ تِبياناً لِكُلِّ شَيءٍ ، حَتّى وَاللّهِ ما تَرَكَ شَيئاً يَحتاجُ إلَيهِ العَبدُ ، حَتّى وَاللّهِ ما يَستَطيعُ عَبدٌ أن يَقولَ : لَو كانَ فِي القُرآنِ هذا، إلّا وقَد أنزَلَهُ اللّهُ فيهِ ! (5)
عنه عليه السلام :كانَ في وَصِيَّةِ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام لِأَصحابِهِ : اِعلَموا أنَّ القُرآنَ هُدَى اللَّيلِ وَالنَّهارِ ، ونورُ اللَّيلِ المُظلِمِ عَلى ما كانَ مِن جُهدٍ وفاقَةٍ. (6)
.
ص: 134
الكافي عن عبد الأعلى :قُلتُ لِأَبي عَبدِاللّهِ عليه السلام : أصلَحَكَ اللّهُ ، هَل جُعِلَ فِي النّاسِ أداةٌ يَنالونَ بِهَا المَعرِفَةَ ؟ فَقالَ : لا . قُلتُ : فَهَل كُلِّفُوا المَعرِفَةَ ؟ قالَ : لا ، عَلَى اللّهِ البَيانُ «لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَا وُسْعَهَا» (1) ، و «لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَا مَا ءَاتَاهَا» (2) . (3)
قرب الإسناد عن البزنطيّ :قُلتُ لِأَبِي الحَسَنِ الرِّضا عليه السلام : لِلنّاسِ فِي المَعرِفَةِ صُنعٌ ؟ قالَ : لا . قُلتُ : لَهُم عَلَيها ثَوابٌ ؟ قالَ : يَتَطَوَّلُ عَلَيهِم بِالثَّوابِ كَما يَتَطَوَّلُ عَلَيهِم بِالمَعرِفَةِ. (4)
راجع : ص 193 (القرآن) .
3 / 2الإِلهامالكتاب«فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا ءَاتَيْنَ_هُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَ عَلَّمْنَ_هُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا» . (5)
.
ص: 135
«وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِى الْيَمِّ وَ لَا تَخَافِى وَ لَا تَحْزَنِى إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَ جَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ» . (1)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا أرادَ اللّهُ بِعَبدٍ خَيرا فَقَّهَهُ فِي الدّينِ وألهَمَهُ رُشدَهُ. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :سَأَلتُ جَبرَئيلَ عَن عِلمِ الباطِنِ ، فَقالَ : سَأَلتُ اللّهَ عز و جل عَن عِلمِ الباطِنِ ، فَقالَ : هُوَ سِرٌّ بَيني وبَينَ أحبابي وأولِيائيوأصفِيائي ، اُودِعُهُ في قُلوبِهِم ، لايَطَّلِعُ عَلَيهِ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ ولا نَبِيٌّ مُرسَلٌ. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :عِلمُ الباطِنِ سِرٌّ مِن سِرِّ اللّهِ عز و جل ، وحُكمٌ مِن حُكمِ اللّهِ ، يَقذِفُهُ في قُلوبِ مَن يَشاءُ مِن أولِيائِهِ. (4)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ مِنَ العِلمِ كَهَيئَةِ المَكنونِ لايَعلَمُهُ إلَا العُلَماءُ بِاللّهِ ، فَإِذا نَطَقوا بِهِ لا يُنكِرُهُ إلّا أهلُ الغِرَّةِ بِاللّهِ عز و جل. (5)
الإمام عليّ عليه السلام :مِن خَزائِنِ الغَيبِ تَظهَرُ الحِكمَةُ. (6)
الإمام الصادق عليه السلام_ في قَولِ اللّهِ عز و جل : «وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ» (7) _:
.
ص: 136
يَحولُ بَينَهُ وبَينَ أن يَعلَمَ أنَّ الباطِلَ حَقٌّ. (1)
الإمام الكاظم عليه السلام :مَن لَم يَعقِل عَنِ اللّهِ لَم يَعقِد قَلبَهُ عَلى مَعرِفَةٍ ثابِتَةٍ يُبصِرُها ويَجِدُ حَقيقَتَها في قَلبِهِ. (2)
الإمام الرضا عليه السلام :إنَّ العَبدَ إذَا اختارَهُ اللّهُ عز و جل لِاُمورِ عِبادِهِ شَرَحَ صَدرَهُ لِذلِكَ ، وأودَعَ قَلبَهُ يَنابيعَ الحِكمَةِ ، وألهَمَهُ العِلمَ إلهاماً. (3)
الاختصاص عن الحارث بن المغيرة :قُلتُ لِأَبي عَبدِاللّهِ عليه السلام : ما عِلمُ عالِمِكُم ، أجُملَةٌ يُقذَفُ في قَلبِهِ أو يُنكَتُ في اُذُنِهِ ؟ فَقالَ : وَحيٌ كَوَحيِ اُمِّ موسى. (4)
راجع : ص 21 (الفصل الأوّل: حقيقة العلم) و 141 (الفصل الرابع: مبادئ الإلهام)، أهل البيت في الكتاب والسنَّة : القسم الرابع / الفصل الثالث / الإلهام .
3 / 3الوَسوَسَةالكتاب«وَإِنَّ الشَّيَ_طِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ» . (5)
.
ص: 137
«وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَ_نُ أَعْمَ__لَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّى جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّى بَرِى ءٌ مِّنكُمْ إِنِّى أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّى أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ» . (1)
«إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّواْ عَلَى أَدْبَ_رِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَ_نُ سَوَّلَ لَهُمْ وَ أَمْلَى لَهُمْ» . (2)
«الشَّيْطَ_نُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ وَ سِعٌ عَلِيمٌ» . (3)
«وَ مِنَ النَّاسِ مَن يُجَ_دِلُ فِى اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَ يَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَ_نٍ مَّرِيدٍ * كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَ يَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ» . (4)
«يَ_بَنِى ءَادَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَ_نُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَ تِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَ_طِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ» . (5)
«وَ اسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَ أَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَ رَجِلِكَ وَ شَارِكْهُمْ فِى الْأَمْوَ لِ وَ الْأَوْلَ_دِ وَعِدْهُمْ وَ مَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَ_نُ إِلَا غُرُورًا» . (6)
«لَّعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا * وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَامُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ ءَاذَانَ الْأَنْعَ_مِ وَلَامُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَ_نَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا * يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَ_نُ إِلَا غُرُورًا» . (7)
.
ص: 138
الحديثالإمام عليّ عليه السلام_ مِن خُطبَةٍ لَهُ يَذُمُّ فيها أتباعَ الشَّيطانِ _: اِتَّخَذُوا الشَّيطانَ لِأَمرِهِم مِلاكاً ، وَاتَّخَذَهُم لَهُ أشراكاً ، فَباضَ وفَرَّخَ في صُدورِهِم ، ودَبَّ ودَرَجَ في حُجورِهِم ، فَنَظَرَ بِأَعيُنِهِم ، ونَطَقَ بِأَلسِنَتِهِم ، فَرَكِبَ بِهِمُ الزَّلَلَ ، وزَيَّنَ لَهُمُ الخَطَلَ ، فِعلَ مَن قَد شَرِكَهُ الشَّيطانُ في سُلطانِهِ ، ونَطَقَ بِالباطِلِ عَلى لِسانِهِ. (1)
عنه عليه السلام :اِحذَروا عَدُوًّا نَفَذَ فِي الصُّدورِ خَفِيًّا ، ونَفَثَ فِي الآذانِ نَجِيًّا. (2)
عنه عليه السلام :الشَّيطانُ مُوَكَّلٌ بِهِ [أي العَبد] ، يُزَيِّنُ لَهُ المَعصِيَةَ لِيَركَبَها ، ويُمَنّيهِ التَّوبَةَ لِيُسَوِّفَها. (3)
الإمام زين العابدين عليه السلام_ مِن دُعائِهِ فِي الشُّكرِ _: فَلَولا أنَّ الشَّيطانَ يَختَدِعُهُم عَن طاعَتِكَ ما عَصاكَ عاصٍ ، ولَولا أنَّهُ صَوَّرَ لَهُمُ الباطِلَ في مِثالِ الحَقِّ ما ضَلَّ عَن طَريقِكَ ضالٌّ. (4)
منية المريد :رُوِيَ أنَّ رَجُلًا قالَ لِلحُسَينِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليهم السلام : اِجلِس حَتّى نَتَناظَرَ فِي الدّينِ ، فَقالَ : يا هذا أ نَا بَصيرٌ بِديني مَكشوفٌ عَلَيَّ هُدايَ ، فَإِن كُنتَ جاهِلًا بِدينِكَ فَاذهَب فَاطلُبهُ ، ما لي ولِلمُماراةِ ؟ وإنَّ الشَّيطانَ لَيُوَسوِسُ لِلرَّجُلِ ويُناجيهِ ويَقولُ : ناظِرِ النّاسَ لِئَلّا يَظُنّوا بِكَ العَجزَ وَالجَهلَ. (5)
.
ص: 139
الإمام الصادق عليه السلام_ فِي احتِجاجِهِ عَلى زِنديقٍ قالَ لَهُ : أفَمِن حِكمَتِهِ أن جَعَلَ لِنَفسِهِ عَدُوًّا ، وقَد كانَ ولا عَدُوَّ لَهُ ، فَخَلَقَ كَما زَعَمتَ «إبليسَ» فَسَلَّطَهُ عَلى عَبيدِهِ يَدعوهُم إلى خِلافِ طاعَتِهِ ، ويَأمُرُهُم بِمَعصِيَتِهِ ، وجَعَلَ لَهُ مِنَ القُوَّةِ ، كَما زَعَمتَ ، يَصِلُ بِلُطفِ الحيلَةِ إلى قُلوبِهِم ، فَيُوَسوِسُ إلَيهِم فَيُشَكِّكُهُم في رَبِّهِم ، ويُلَبِّسُ عَلَيهِم دينَهُم ، فَيُزيلُهُم عَن مَعرِفَتِهِ ، حَتّى أنكَرَ قَومٌ لَمّا وَسوَسَ إلَيهِم رُبوبِيَّتَهُ وعَبَدوا سِواهُ ، فَلِمَ سَلَّطَ عَدُوَّهُ عَلى عَبيدِهِ ، وجَعَلَ لَهُ السَّبيلَ إلى إغوائِهِم ؟ ! قالَ عليه السلام _: إنَّ هذَا العَدُوَّ الَّذي ذَكَرتَ لا تَضُرُّهُ عَداوَتُهُ ، ولا تَنفَعُهُ وَلايَتُهُ . وعَداوَتُهُ لا تَنقُصُ مِن مُلكِهِ شَيئاً ، ووَلايَتُهُ لا تَزيدُ فيهِ شَيئاً ، وإنَّما يُتَّقَى العَدُوُّ إذا كانَ في قُوَّةٍ يَضُرُّ ويَنفَعُ ، إن هَمَّ بِمُلكٍ أخَذَهُ ، أو بِسُلطانٍ قَهَرَهُ ، فَأَمّا إبليسُ فَعَبدٌ ، خَلَقَهُ لِيَعبُدَهُ ويُوَحِّدَهُ ، وقَد عَلِمَ حينَ خَلَقَهُ ما هُوَ وإلى ما يَصيرُ إلَيهِ ، فَلَم يَزَل يَعبُدُهُ مَعَ مَلائِكَتِهِ حَتَّى امتَحَنَهُ بِسُجودِ آدَمَ ، فَامتَنَعَ مِن ذلِكَ حَسَداً وشَقاوَةً غَلَبَت عَلَيهِ ، فَلَعَنَهُ عِندَ ذلِكَ ، وأخرَجَهُ عَن صُفوفِ المَلائِكَةِ ، وأنزَلَهُ إلَى الأَرضِ مَلعوناً مَدحوراً ، فَصارَ عَدُوَّ آدَمَ ووُلدِهِ بِذلِكَ السَّبَبِ ، وما لَهُ مِنَ السَّلطَنَةِ عَلى وُلدِهِ إلَا الوَسوَسَةُ ، وَالدُّعاءُ إلى غَيرِ السَّبيلِ ، وقَد أقَرَّ مَعَ مَعصِيَتِهِ لِرَبِّهِ بِرُبوبِيَّتِهِ. (1)
الإمام زين العابدين عليه السلام_ في مُناجاتِهِ _: إلهي أشكو إلَيكَ عَدُوًّا يُضِلُّني ، وشَيطاناً يُغويني ، قَد مَلَأَ بِالوَسواسِ صَدري ، وأحاطَت هَواجِسُهُ بِقَلبي ، يُعاضِدُ لِيَ الهَوى ، ويُزَيِّنُ لي حُبَّ الدُّنيا ، ويَحولُ بَيني وبَينَ الطّاعَةِ وَالزُّلفى. (2)
.
ص: 140
تفسير العيّاشي عن هارون بن خارجة عن أبي عبداللّه عليه السلام ، قال :قُلتُ لَهُ : إنّي أفرَحُ مِن غَيرِ فَرَحٍ أراهُ في نَفسي ولا في مالي ولا في صَديقي ، وأحزَنُ مِن غَيرِ حُزنٍ أراهُ في نَفسي ولا في مالي ولا في صَديقي ؟ قالَ : نَعَم ، إنَّ الشَّيطانَ يُلِمُّ (1) بِالقَلبِ فَيَقولُ : لَو كانَ لَكَ عِندَ اللّهِ خَيراً ما أدالَ (2) عَلَيكَ عَدُوَّكَ ، ولا جَعَلَ بِكَ إلَيهِ حاجَةً ، هَل تَنتَظِرُ إلّا مِثلَ الَّذِي انتَظَرَ الَّذينَ مِن قَبلِكَ فَهَل قالوا شَيئاً ؟ فَذاكَ الَّذي يَحزَنُ مِن غَيرِ حُزنٍ . وأمَّا الفَرَحُ فَإِنَّ المَلَكَ يُلِمُّ بِالقَلبِ فَيَقولُ : إن كانَ اللّهُ أراكَ عَلَيكَ عَدُوَّكَ وجَعَلَ بِكَ إلَيهِ حاجَةً ، فَإِنَّما هِيَ أيّامٌ قَلائِلُ أبشِر بِمَغفِرَةٍ مِنَ اللّهِ وفَضلٍ . وهُوَ قَولُ اللّهِ : «الشَّيْطَ_نُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً» . (3)
الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ اللّهَ إذا أرادَ بِعَبدٍ خَيراً نَكَتَ في قَلبِهِ نُكتَةً بَيضاءَ ، وفَتَحَ مَسامِعَ قَلبِهِ ، ووَكَّلَ بِهِ مَلَكاً يُسَدِّدُهُ ، وإذا أرادَ بِعَبدٍ سوءاً نَكَتَ في قَلبِهِ نُكتَةً سَوداءَ وشَدَّ عَلَيهِ مَسامِعَ قَلبِهِ ، ووَكَّلَ بِهِ شَيطاناً يُضِلُّهُ . ثُمَّ تَلا هذِهِ الآيَةَ : «فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْاءِسْلَ_مِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا» الآية (4) . (5)
.
ص: 141
الفصل الرابع : مبادئ الإلهام4 / 1الإِيمانالكتاب«وَ مَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ» . (1)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :الإِيمانُ عُريانٌ ، ولِباسُهُ التَّقوى ، وزينَتُهُ الحَياءُ ، ومالُهُ الفِقهُ ، وثَمَرَتُهُ العِلمُ. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :خَمسٌ لا يَجتَمِعنَ إلّا في مُؤمِنٍ حَقًّا يُوجِبُ اللّهُ لَهُ بِهِنَّ الجَنَّةَ : النّورُ فِي القَلبِ ، وَالفِقهُ فِي الإِسلامِ ، وَالوَرَعُ فِي الدّينِ ، وَالمَوَدَّةُ فِي النّاسِ ، وحُسنُ السَّمتِ فِي الوَجهِ. (3)
.
ص: 142
الإمام عليّ عليه السلام_ من خُطبَةٍ يَذكُرُ فيهَا الإِيمانَ ودَعائِمَهُ _: إنَّ اللّهَ . . . ارتَضَى الإِيمانَ . . . وجَعَلَهُ عِزًّا لِمَن والاهُ . . . وبُرهاناً لِمَن تَكَلَّمَ بِهِ ، وشَرَفاً لِمَن عَرَفَهُ ، وحِكمَةً لِمَن نَطَقَ بِهِ ، ونوراً لِمَنِ استَضاءَ بِهِ. (1)
راجع : ص 44 (كمال الإيمان) ص 53 (الإيمان) .
4 / 2الإِخلاصالكتاب«وَ الَّذِينَ جَ_هَدُواْ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا» . (2)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :ما أخلَصَ عَبدٌ للّهِِ عز و جل أربَعينَ صَباحاً إلّا جَرَت يَنابيعُ الحِكمَةِ مِن قَلبِهِ عَلى لِسانِهِ. (3)
الإمام عليّ عليه السلام :عِندَ تَحَقُّقِ الإِخلاصِ تَستَنيرُ البَصائِرُ. (4)
عنه عليه السلام :هُدِيَ مَن أخلَصَ إيمانَهُ. (5)
راجع : ص 147 ح 1842 و 245 (الإخلاص) و 269 (التعلّم لغير اللّه ) و 343 (الإخلاص) و 434 (الرياء).
.
ص: 143
4 / 3حُبُّ أهلِ البَيتِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن أرادَ الحِكمَةَ فَليُحِبَّ أهلَ بَيتي. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :ألا ومَن أحَبَّ عَلِيًّا أثبَتَ اللّهُ في قَلبِهِ الحِكمَةَ ، وأجرى عَلى لِسانِهِ الصَّوابَ. (2)
الإمام الصادق عليه السلام :مَن أحَبَّنا أهلَ البَيتِ وحَقَّقَ حُبَّنا في قَلبِهِ جَرى يَنابيعُ الحِكمَةِ عَلى لِسانِهِ. (3)
4 / 4خَشيَةُ اللّهِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :لَو خِفتُمُ اللّهَ حَقَّ خيفَتِهِ لَعَلِمتُمُ العِلمَ الَّذي لا جَهلَ مَعَهُ ، ولَو عَرَفتُمُ اللّهَ حَقَّ مَعرِفَتِهِ لَزالَت بِدُعائِكُمُ الجِبالُ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :خَشيَةُ اللّهِ مِفتاحُ كُلِّ حِكمَةٍ. (5)
الإمام عليّ عليه السلام :مَن خَشِيَ اللّهَ كَمُلَ عِلمُهُ. (6)
.
ص: 144
عنه عليه السلام :إنَّ مِن أحَبِّ عِبادِ اللّهِ إلَيهِ عَبداً أعانَهُ اللّهُ عَلى نَفسِهِ ، فَاستَشعَرَ الحُزنَ ، وتَجَلبَبَ الخَوفَ ، فَزَهَرَ مِصباحُ الهُدى في قَلبِهِ. (1)
4 / 5العَمَلالكتاب«إِن تُطِيعُوهُ تهْتَدُواْ» . (2)
«يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَ ءَامِنُواْ بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَ يَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ وَ اللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ» . (3)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن عَمِلَ بِما يَعلَمُ وَرَّثَهُ اللّهُ عِلمَ ما لَم يَعلَم. (4)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن عَلِمَ عِلماً أتَمَّ اللّهُ لَهُ أجرَهُ ، ومَن تَعَلَّمَ فَعَمِلَ عَلَّمَهُ اللّهُ ما لَم يَعلَم. (5)
الإمام عليّ عليه السلام :ما زَكا العِلمُ بِمِثلِ العَمَلِ بِهِ. (6)
.
ص: 145
الإمام زين العابدين عليه السلام :العَمَلُ وِعاءُ الفَهمِ. (1)
الإمام الصادق عليه السلام :مَن عَمِلَ بِما عَلِمَ كُفِيَ ما لَم يَعلَم. (2)
راجع : ص 45 (شرط العمل) و 57 (العمل) و 396 (العمل) و 426 (ترك العمل) و 473 (الفصل السادس: علماء السوء) .
4 / 6الصَّلاةرسول اللّه صلى الله عليه و آله :لِلمُصَلّي حُبُّ المَلائِكَةِ ، وهُدًى ، وإيمانٌ ، ونورُ المَعرِفَةِ. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :صَلاةُ اللَّيلِ مَرضاةٌ لِلرَّبِّ ، وحُبُّ المَلائِكَةِ ، وسُنَّةُ الأَنبِياءِ ، ونورُ المَعرِفَةِ ، وأصلُ الإِيمانِ. (4)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ العَبدَ إذا تَخَلّى بِسَيِّدِهِ في جَوفِ اللَّيلِ المُظلِمِ وناجاهُ أثبَتَ اللّهُ النّورَ في قَلبِهِ ، فَإِذا قالَ : يا رَبِّ يا رَبِّ ، ناداهُ الجَليلُ جَلَّ جَلالُهُ : لَبَّيكَ عَبدي ، سَلني اُعطِكَ ، وتَوَكَّل عَلَيَّ أكفِكَ . ثُمَّ يَقولُ جَلَّ جَلالُهُ لِمَلائِكَتِهِ : يا مَلائِكَتِي ، انظُروا إلى عَبدي فَقَد تَخَلّى بي في جَوفِ اللَّيلِ المُظلِمِ وَالبَطّالونَ لاهونَ وَالغافِلونَ نِيامٌ ، اِشهَدوا أنّي قَد غَفَرتُ لَهُ. (5)
.
ص: 146
4 / 7الصَّومالإمام عليّ عليه السلام :إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله سَألَ رَبَّهُ لَيلَةَ المِعراجِ فَقالَ : ... يا رَبِّ ، وما ميراثُ (1) الصَّومِ ؟ قالَ : الصَّومُ يورِثُ الحِكمَةَ ، وَالحِكمَةُ تورِثُ المَعرِفَةَ ، وَالمَعرِفَةُ تورِثُ اليَقينَ. (2)
راجع : ص 148 (قلّة الأكل) و 186 (كثرة الأكل) و 267 (الاعتدال في الأكل) .
4 / 8الزُّهدرسول اللّه صلى الله عليه و آله_ لِأَصحابِهِ _: هَل مِنكُم مَن يُريدُ أن يُؤتِيَهُ اللّهُ عِلماً بِغَيرِ تَعَلُّمٍ وهُدًى بِغَيرِ هِدايَةٍ ؟ هَل مِنكُم مَن يُريدُ أن يُذهِبَ اللّهُ عَنهُ العَمى ويَجعَلَهُ بَصيراً ؟ ألا إنَّهُ مَن رَغِبَ فِي الدُّنيا وأطالَ أمَلَهُ فيها أعمَى اللّهُ قَلبَهُ عَلى قَدرِ ذلِكَ ، ومَن زَهَدَ فِي الدُّنيا وقَصَّرَ أمَلَهُ فيها أعطاهُ اللّهُ عِلماً بِغَيرِ تَعَلُّمٍ ، وهُدًى بِغَيرِ هِدايَةٍ. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :إذا رَأَيتُمُ الرَّجُلَ قَد اُعطِيَ زُهداً فِي الدُّنيا وقِلَّةَ مَنطِقٍ ، فَاقتَرِبوا مِنهُ ، فَإِنَّهُ يُلقِي الحِكمَةَ. (4)
.
ص: 147
الإمام عليّ عليه السلام :بِالزُّهدِ تُثمِرُ الحِكمَةُ. (1)
عنه عليه السلام :مَن زَهَدَ فِي الدُّنيا ولَم يَجزَع مِن ذُلِّها ولَم يُنافِس في عِزِّها ، هَداهُ اللّهُ بِغَيرِ هِدايَةٍ مِن مَخلوقٍ ، وعَلَّمَهُ بِغَيرِ تَعليمٍ ، وأثبَتَ الحِكمَةَ في صَدرِهِ وأجراها عَلى لِسانِهِ. (2)
4 / 9أكلُ الحَلالِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن أكَلَ مِنَ الحَلالِ صَفا قَلبُهُ ورَقَّ ، ودَمَعَت عَيناهُ ، ولَم يَكُن لِدَعوَتِهِ حِجابٌ. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن أكَلَ الحَلالَ أربَعينَ يَوماً ، نَوَّرَ اللّهُ قَلبَهُ ، وأجرى يَنابيعَ الحِكمَةِ مِن قَلبِهِ. (4)
الإمام عليّ عليه السلام :مَن أخلَصَ للّهِِ أربَعينَ صَباحاً ، يَأكُلُ الحَلالَ ، صائِماً نَهارَهُ ، قائِماً لَيلَهُ ، أجرَى اللّهُ سُبحانَهُ يَنابيعَ الحِكمَةِ مِن قَلبِهِ عَلى لِسانِهِ. (5)
.
ص: 148
عنه عليه السلام :ضِياءُ القَلبِ مِن أكلِ الحَلالِ. (1)
راجع: ص 172 ح 1924.
تعليق :يظهر من التأمّل في الأحاديث التي تدلّ على دور الطعام الحلال في قبول العبادات ، وأنّ العبادة مع أكل الحرام كالبناء على الرمل ، أنّ لهذا المبدأ دورا أساسيّا في تأثير ساير مبادئ العلم وَالحكمة ، فراجع وتأمّل .
4 / 10قِلَّةُ الأَكلِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا أقَلَّ الرَّجُلُ الطُّعمَ مَلَأَ جَوفَهُ نوراً. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :نورُ الحِكمَةِ الجوعُ. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن سَرَّهُ أن يُخَلِّصَ نَفسَهُ مِن إبليسَ فَليُذِب (4) شَحمَهُ ولَحمَهُ بِقِلَّةِ الطَّعامِ، فَإِنَّ مِن قِلَّةِ الطَّعامِ حُضورَ المَلائِكَةِ، وكَثرَةَ التَّفكيرِ فيما عِندَ اللّهِ عز و جل . (5)
.
ص: 149
الإمام عليّ عليه السلام :إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله سَأَلَ رَبَّهُ سُبحانَهُ لَيلَةَ المِعراجِ فَقالَ : . . . يا رَبِّ ما ميراثُ الجوعِ؟ قالَ : الحِكمَةُ ، وحِفظُ القَلبِ ، وَالتَّقَرُّبُ إلَيَّ ، وَالحُزنُ الدّائِمُ، وخِفَّةُ المُؤنَةِ بَينَ النّاسِ ، وقَولُ الحَقِّ ، ولا يُبالي عاشَ بِيُسرٍ أم بِعُسرٍ . . . يا أحمَدُ ، إنَّ العَبدَ إذا جاعَ بَطنُهُ وحَفِظَ لِسانَهُ عَلَّمتُهُ الحِكمَةَ ، وإن كانَ كافِراً تَكونُ حِكمَتُهُ حُجَّةً عَلَيهِ ووَبالًا ، وإن كانَ مُؤمِناً تَكونُ حِكمَتُهُ لَهُ نوراً وبُرهاناً وشِفاءً ورَحمَةً ، فَيَعلَمُ ما لَم يَكُن يَعلَمُ ، ويُبصِرُ ما لَم يَكُن يُبصِرُ ، فَأَوَّلُ ما اُبَصِّرُهُ عُيوبَ نَفسِهِ حَتّى يُشغَلَ بِها عَن عُيوبِ غَيرِهِ ، واُبَصِّرُهُ دَقائِقَ العِلمِ حَتّى لا يَدخُلَ عَلَيهِ الشَّيطانُ. (1)
راجع : ص 146 (الصوم) و 186 (كثرة الأكل) و 267 (الاعتدال في الأكل) .
4 / 11الدُّعاءرسول اللّه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ أرِنَا الحَقائِقَ كَما هِيَ. (2)
الإمام عليّ عليه السلام_ في خُطبَتِهِ يَ_ومَ الجُمُعَةِ _: اللّهُمَّ اغفِر لِلمُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ ، وَالمُسلِمينَ وَالمُسلِماتِ ، اللّهُمَّ اجعَلِ التَّقوى زادَهُم ، وَالإِيمانَ وَالحِكمَةَ في قُلوبِهِم. (3)
الإمام زين العابدين عليه السلام_ فِي الدُّعاءِ _: وهَب لي نوراً أمشي بِهِ فِي النّاسِ ، وأهتَدي بِهِ
.
ص: 150
فِي الظُّلُماتِ ، وأستَضيءُ بِهِ مِنَ الشَّكِّ وَالشُّبُهاتِ. (1)
عنه عليه السلام_ أيضا _: وكُن لي عِندَ أحسَنِ ظَنّي بِكَ يا أكرَمَ الأَكرَمينَ ، وأيِّدني بِالعِصمَةِ ، وأنطِق لِساني بِالحِكمَةِ. (2)
الاحتجاج عن محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحِميَريّ :خَرَجَ التَّوقيعُ مِنَ النّاحِيَةِ المُقَدَّسَةِ حَرَسَهَا اللّهُ تَعالى : ... اللّهُمَّ إنّي أسأَلُكَ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ نَبِيِّ رَحمَتِكَ وكَلِمَةِ نورِكَ ، وأن تَملَأَ قَلبي نورَ اليَقينِ ... وبَصَري نورَ الضِّياءِ ، وسَمعي نورَ وَعيِ الحِكمَةِ. (3)
الإمام زين العابدين عليه السلام :اللّهُمَّ أعطِني بَصيرَةً في دينِكَ ، وفَهماً في حُكمِكَ ، وفِقهاً في عِلمِكَ. (4)
الإمام الصادق عليه السلام :رَبِّ ... أسأَلُكَ بِاسمِكَ العَظيمِ ... النّورَ عِندَ الظُّلمَةِ ، وَالبَصيرَةَ عِندَ تَشَبُّهِ الفِتنَةِ. (5)
عنه عليه السلام :أسأَلُكَ اللّهُمَّ الهُدى مِنَ الضَّلالَةِ، وَالبَصيرَةَ مِنَ العَمى، وَالرُّشدَ مِنَ الغَوايَةِ. (6)
.
ص: 151
عنه عليه السلام :اللّهُمَّ ... اجعَلِ النّورَ في بَصَري ، وَالبَصيرَةَ في ديني. (1)
راجع: ص 423 (الاستعانة باللّه في زيادة العلم) .
تنبيه :إنَّ مبادئ الإلهام لا تقتصر على الموارد المذكورة، فسنتحدّث عن مبادئ الإلهام في الفصل الثّاني من القسم الرّابع تحت عنوان «ما يزيل الحُجُب» .
.
ص: 152
. .
ص: 153
الفصل الخامس : نطاق المعرفة5 / 1مالا سَبيلَ لِلعَقلِ إلى مَعرِفَتِهِأ _ حَقيقَةُ اللّهِالكتاب«يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ مَا خَلْفَهُمْ وَ لَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا» . (1)
«وَالرَّ سِخُونَ فِى الْعِلْمِ يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَا أُوْلُواْ الْأَلْبَ_بِ» . (2)
الحديثالإمام عليّ عليه السلام :اُنظُر أيُّهَا السّائِلُ ، فَما دَلَّكَ القُرآنُ عَلَيهِ مِن صِفَتِهِ فَائتَمَّ بِهِ ، وَاستَضِئ بِنورِ هِدايَتِهِ . وما كَلَّفَكَ الشَّيطانُ عِلمَهُ مِمّا لَيسَ فِي الكِتابِ عَلَيكَ فَرضُهُ ولا في سُنَّةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله وأئِمَّةِ الهُدى أثَرُهُ ، فَكِل عِلمَهُ إلَى اللّهِ سُبحانَهُ ، فَإِنَّ ذلِكَ مُنتَهى حَقِّ اللّهِ عَلَيكَ .
.
ص: 154
وَاعلَم أنَّ الرّاسِخينَ فِي العِلمِ هُمُ الَّذينَ أغناهُم عَنِ اقتِحامِ السُّدَدِ (1) المَضروبَةِ دونَ الغُيوبِ الإِقرارُ بِجُملَةِ ما جَهِلوا تَفسيرَهُ مِنَ الغَيبِ المَحجوبِ ، فَمَدَحَ اللّهُ تَعالَى اعتِرافَهُم بِالعَجزِ عَن تَناوُلِ ما لَم يُحيطوا بِهِ عِلما ، وسَمّى تَركَهُمُ التَّعَمُّقَ فيما لَم يُكَلِّفهُمُ البَحثَ عَن كُنهِهِ رُسوخا؛ فَاقتَصِر عَلى ذلِكَ ، ولا تُقَدِّر عَظَمَةَ اللّهِ سُبحانَهُ عَلى قَدرِ عَقلِكَ فَتَكونَ مِنَ الهالِكينَ. (2)
عنه عليه السلام_ في تَنزيهِ اللّهِ جَلَّ وعَلا _: إنَّكَ أنتَ اللّهُ الَّذي لَم تَتَناهَ فِي العُقولِ فَتَكونَ في مَهَبِّ فِكرِها مُكَيَّفا ، ولا في رَوِيّاتِ خَواطِرِها فَتَكونَ مَحدودا مُصَرَّفا. (3)
عنه عليه السلام_ أيضا _: مُمتَنِعٌ عَنِ الأَوهامِ أن تَكتَنِهَهُ (4) ، وعَنِ الأَفهامِ أن تَستَغرِقَهُ ، وعَنِ الأَذهانِ أن تُمَثِّلَهُ ، قَد يَئِسَت مِنِ استِنباطِ الإِحاطَةِ بِهِ طَوامِحُ العُقولِ ، ونَضَبَت عَنِ الإِشارَةِ إلَيهِ بِالاِكتِناهِ بِحارُالعُلومِ ، ورَجَعَت بِالصِّغَرِ عَنِ السُّمُوِّ إلى وَصفِ قُدرَتِهِ لَطائِفُ الخُصومِ. (5)
عنه عليه السلام_ فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ _: غايَةُ كُلِّ مُتَعَمِّقٍ في مَعرِفَةِ الخالِقِ سُبحانَهُ الاِعتِرافُ بِالقُصورِ عَن إدراكِها. (6)
.
ص: 155
الإمام الرضا عليه السلام :أمَّا اللَّطيفُ فَلَيسَ عَلى قِلَّةٍ وقَضافَةٍ (1) وصِغَرٍ ، ولكِنَّ ذلِكَ عَلَى النَّفاذِ فِي الأَشياءِ وَالاِمتِناعِ مِن أن يُدرَكَ ؛ كَقَولِكَ لِلرَّجُلِ : لَطُفَ عَنّي هذَا الأَمرُ ، ولَطُفَ فُلانٌ في مَذهَبِهِ ، وقَولِهِ يُخبِرُكَ أنَّهُ غَمَضَ فيهِ العَقلُ وفاتَ الطَّلَبُ وعادَ مُتَعَمِّقا مُتَلَطِّفا لا يُدرِكُهُ الوَهمُ ، فَكَذلِكَ لُطفُ اللّهِ تَبارَكَ وتَعالى عَن أن يُدرَكَ بِحَدٍّ أو يُحَدَّ بِوَصفٍ. (2)
الإمام عليّ عليه السلام_ في صِفَةِ اللّهِ جَلَّ وعَلا _: تاهَت في أدنى أدانيها طامِحاتُ العُقولِ في لَطيفاتِ الاُمورِ ، فَتَبارَكَ اللّهُ الَّذي لا يَبلُغُهُ بُعدُ الهِمَمِ ، ولا يَنالُهُ غَوصُ الفِطَنِ. (3)
الإمام زين العابدين عليه السلام :إلهي قَصُرَتِ الأَلسُنُ عَن بُلوغِ ثَنائِكَ كَما يَليقُ بِجَلالِكَ وَانحَسَرَتِ الأَبصارُ دونَ النَّظَرِ إلى سُبُحاتِ وَجهِكَ ولَم تَجعَل لِلخَلقِ طَريقا إلى مَعرِفَتِكَ إلّا بِالعَجزِ عَن مَعرِفَتِكَ. (4)
ب _ كُنهُ صِفَةِ الرَّسولِ وَالإمامِ وَالمُؤمِنِالإمام الصادق عليه السلام :فَكَما لا تَقدِرُ الخَلائِقُ عَلى كُنهِ صِفَةِ اللّهِ عز و جل فَكَذلِكَ لا تَقدِرُ عَلى كُنهِ صِفَةِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وَكَما لا تَقدِرُ عَلى كُنهِ صِفَةِ الرَّسولِ صلى الله عليه و آله كَذلِكَ لا تَقدِرُ عَلى كُنهِ صِفَةِ الإمامِ ، وَكَما لا تَقدِرُ عَلى كُنهِ صِفَةِ الإمامِ كَذلِكَ لا يَقدِرونَ
.
ص: 156
عَلى كُنهِ صِفَةِ المُؤمِنِ. (1)
الإمام عليّ عليه السلام_ فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ _: غايَةُ كُلِّ مُتَعَمِّقٍ في عِلمِنا أن يَجهَلَ. (2)
ج _ حَقيقَةُ الرّوحِالكتاب«وَ يَسْ_ئلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّى وَ مَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَا قَلِيلاً» . (3)
الحديثالإمام الباقر عليه السلام_ في تَفسيرِ قَولِهِ تَعالى : «وَ يَسْ_ئلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّى» _: خَلقٌ مِن خَلقِ اللّهِ ، وَاللّهُ يَزيدُ فِي الخَلقِ ما يَشاءُ. (4)
بصائر الدرجات عن أبي بصير :سَأَلتُ أبا عَبدِاللّهِ عليه السلام ... قُلتُ : «وَ نَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ» (5) ، قالَ : مِن قُدرَتِهِ. (6)
الكافي عن أبي بصير :سَأَلتُ أبا عَبدِاللّهِ عليه السلام عَن قَولِ اللّهِ عز و جل : «يَسْ_ئلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّى» .
.
ص: 157
قالَ : خَلقٌ أعظَمُ مِن جَبرَئيلَ وميكائيلَ ، كانَ مَعَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله وهُوَ مَعَ الأَئِمَّةِ ، وهُوَ مِنَ المَلَكوتِ (1) . (2)
د _ الأَحكامالكتاب«كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِّنكُمْ يَتْلُواْ عَلَيْكُمْ ءَايَ_تِنَا وَ يُزَكِّيكُمْ وَ يُعَلِّمُكُمُ الْكِتَ_بَ وَ الْحِكْمَةَ وَ يُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ» . (3)
الحديثالإمام عليّ عليه السلام :ولَو أرادَ اللّهُ أن يَخلُقَ آدَمَ مِن نورٍ يَخطَفُ الأَبصارَ ضِياؤُهُ ، ويَبهَرُ العُقولَ رُواؤُهُ (4) ، وطيبٍ يَأخُذُ الأَنفاسَ عَرفُهُ (5) ، لَفَعَلَ! ولَو فَعَلَ لَظَلَّت لَهُ الأَعناقُ خاضِعَةً ، ولَخَفَّتِ البَلوى فيهِ عَلَى المَلائِكَةِ . ولكِنَّ اللّهَ سُبحانَهُ يُبتَلي خَلقَهُ بِبَعضِ ما يَجهَلونَ أصلَهُ ، تَمييزا بِالاِختِبارِ لَهُم ، ونَفيا لِلاِستِكبارِ عَنهُم ، وإبعادا لِلخُيَلاءِ مِنهُم. (6)
الإمام الرضا عليه السلام_ فِي الفِقهِ المَنسوبِ إلَيهِ _: إنَّمَا امتَحَنَ اللّهُ عز و جل النّاسَ بِطاعَتِهِ لِما عَقَلوهُ وما لَم يَعقِلوهُ ؛ إيجابا لِلحُجَّةِ وقَطعا لِلشُّبهَةِ. (7)
.
ص: 158
الإمام زين العابدين عليه السلام :إنَّ دينَ اللّهِ عز و جل لا يُصابُ بِالعُقولِ النّاقِصَةِ وَالآراءِ الباطِلَةِ وَالمقاييسِ الفاسِدَةِ ، ولا يُصابُ إلّا بِالتّسليمِ ، فَمَن سَلَّمَ لَنا سَلِمَ ، ومَنِ اقتَدى بِنا هُدِيَ ، ومَن كانَ يَعمَلُ بِالقِياسِ وَالرَّأيِ هَلَكَ ، ومَن وَجَدَ في نَفسِهِ شَيئا مِمّا نَقولُهُ أو نَقضي بِهِ حَرَجا كَفَرَ بِالَّذي أنزَلَ السَّبعَ المَثانِيَ وَالقُرآنَ العَظيمَ ، وهُوَ لا يَعلَمُ. (1)
الإمام الباقر عليه السلام_ لِزُرارَةَ _: يا زُرارَةُ ، إيّاكَ وأصحابَ القِياسِ فِي الدّينِ ، فَإِنَّهُم تَرَكوا عِلمَ ما وُكِّلوا بِهِ وتَكَلَّفوا ما قَد كُفوهُ ، يَتَأَوَّلونَ الأَخبارَ ويَكذِبونَ عَلَى اللّهِ عز و جل ، وكَأَنّي بِالرَّجُلِ مِنهُم يُنادى مِن بَينِ يَدَيهِ فَيُجيبُ مِن خَلفِهِ ، ويُنادى مِن خَلفِهِ فَيُجيبُ مِن بَينِ يَدَيهِ ؛ قَد تاهوا وتَحَيَّروا فِي الأَرضِ وَالدّينِ. (2)
5 / 2خَطَرُ التَّعَمُّقِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :لَيَتَعَمَّقُنَّ أقوامٌ مِن هذِهِ الاُمَّةِ ، حَتّى يَقولَ أحَدُهُم : هذا اللّهُ خَلَقَني ، فَمَن خَلَقَهُ؟! (3)
مسند ابن حنبل عن أنس :أشهَدُ لَسَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : إنَّ أقواما يَتَعَمَّقونَ فِي الدّينِ ، يَمرُقونَ (4) كَما يَمرُقُ السَّهمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ. (5)
.
ص: 159
الإمام عليّ عليه السلام :الغُلُوُّ عَلى أربَعِ شُعَبٍ : عَلَى التَّعَمُّقِ بِالرَّأيِ ، وَالتَّنازُعِ فيهِ ، وَالزَّيغِ ، وَالشِّقاقِ . فَمَن تَعَمَّقَ لَم يُنِب إلَى الحَقِّ ولَم يَزدَد إلاّ غَرَقا فِي الغَمَراتِ ، ولَم تَنحَسِر عَنهُ فِتنَةٌ إلّا غَشِيَتهُ اُخرى ، وَانخَرَقَ دينُهُ فَهُوَ يَهوي في أمرٍ مَريجٍ. (1)
الإمام عليّ عليه السلام :الكُفرُ عَلى أربَعِ دَعائِمَ : عَلَى التَّعَمُّقِ ، وَالتَّنازُعِ ، وَالزَّيغِ ، وَالشِّقاقِ . فَمَن تَعَمَّقَ لَم يُنِب إلَى الحَقِّ. (2)
راجع : موسوعة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام : الحرب الثالثة : وقعة النهروان / المدخل : دراسة حول المارقين وجُذور انحرافهم.
.
ص: 160
. .
ص: 161
القسم السّابع : موانع المعرفةالفصل الأوّل : حجب العلم والحكمةالفصل الثاني : ما يزيل الحجب
.
ص: 162
. .
ص: 163
الفصل الأوّل : حجب العلم والحكمة1 / 1اتِّبَاعُ الهَوىالكتاب«أَفَرَءَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَ_هَهُ هَوَاهُ وَ أَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَ خَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَ قَلْبِهِ وَ جَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَ_وَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ» . (1)
«وَ أَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَ_هُمْ فَاسْتَحَبُّواْ الْعَمَى عَلَى الْهُدَى» . (2)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :لا تَستَشيروا أهلَ العِشقِ فَلَيسَ لَهُم رَأيٌ ، وإنَّ قُلوبَهُم مُحتَرِقَةٌ ، وفِكَرَهُم مُتَواصِلَةٌ ، وعُقولَهُم سالِبَةٌ. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :حُبُّكَ لِلشَّيءِ يُعمي ويُصِمُّ. (4)
.
ص: 164
عنه صلى الله عليه و آله :مَن أكَلَ طَعاماً لِلشَّهوَةِ حَرَّمَ اللّهُ عَلى قَلبِهِ الحِكمَةَ. (1)
الإمام عليّ عليه السلام :آفَةُ العَقلِ الهَوى. (2)
عنه عليه السلام :الهَوى شَريكُ العَمى. (3)
عنه عليه السلام :الشَّهَواتُ مَصائِدُ الشَّيطانِ. (4)
عنه عليه السلام :إنَّما بَدءُ وُقوعِ الفِتَنِ أهواءٌ تُتَّبَعُ ، وأحكامٌ تُبتَدَعُ ، يُخالَفُ فيها كِتابُ اللّهِ ، ويَتَوَلّى عَلَيها رِجالٌ رِجالًا عَلى غَيرِ دينِ اللّهِ . فَلَو أنَّ الباطِلَ خَلَصَ مِن مِزاجِ الحَقِّ لَم يَخفَ عَلَى المُرتادينَ ، ولَو أنَّ الحَقَّ خَلَصَ مِن لَبسِ الباطِلِ انقَطَعَت عَنهُ ألسُنُ المُعانِدينَ ، ولكِن يُؤخَذُ مِن هذا ضِغثٌ ومِن هذا ضِغثٌ فَيُمزَجانِ! فَهُنالِكَ يَستَولِي الشَّيطانُ عَلى أولِيائِهِ ، ويَنجُو الَّذينَ سَبَقَت لَهُم مِنَ اللّهِ الحُسنى. (5)
عنه عليه السلام :مُجالَسَةُ أهلِ الهَوى مَنساةٌ لِلإِيمانِ ، ومَحضَرَةٌ لِلشَّيطانِ. (6)
عنه عليه السلام :إنَّكَ إن أطَعتَ هَواكَ أصَمَّكَ وأعماكَ ، وأفسَدَ مُنقَلَبَكَ وأرداكَ. (7)
عنه عليه السلام :مَنِ اتَّبَعَ هَواهُ ، أعماهُ وأصَمَّهُ وأذَلَّهُ وأضَلَّهُ. (8)
.
ص: 165
عنه عليه السلام :إنَّكُم إن أمَّرتُم عَلَيكُمُ الهَوى ، أصَمَّكُم وأعماكُم وأرداكُم. (1)
عنه عليه السلام :اُوصيكُم بِمُجانَبَةِ الهَوى ، فَإِنَّ الهَوى يَدعو إلَى العَمى ، وهُوَ الضَّلالُ فِي الآخِرَةِ وَالدُّنيا. (2)
عنه عليه السلام :مَن عَشِقَ شَيئاً أعشى (أعمى) بَصَرَهُ وأمرَضَ قَلبَهُ ، فَهُوَ يَنظُرُ بِعَينٍ غَيرِ صَحيحَةٍ ، ويَسمَعُ بِاُذُنٍ غَيرِ سَميعَةٍ ، قَد خَرَقَتِ الشَّهَواتُ عَقلَهُ ، وأماتَتِ الدُّنيا قَلبَهُ ، ووَلِهَت عَلَيها نَفسُهُ ، فَهُوَ عَبدٌ لَها ولِمَن في يَدَيهِ شَيءٌ مِنها ، حَيثُما زالَت زالَ إلَيها ، وحَيثُما أقبَلَت أقبَلَ عَلَيها. (3)
عنه عليه السلام :كَيفَ يَستَطيعُ الهُدى مَن يَغلِبُهُ الهَوى ؟ ! (4)
عنه عليه السلام :كَم مِن عَقلٍ أسيرٍ تَحتَ هَوى أميرٍ. (5)
عنه عليه السلام :أشعِر قَلبَكَ التَّقوى وخالِفِ الهَوى ، تَغلِبِ الشَّيطانَ. (6)
عنه عليه السلام :لا تَجتَمِعُ الشَّهوَةُ وَالحِكمَةُ. (7)
عنه عليه السلام :لا تَسكُنُ الحِكمَةُ قَلباً مَعَ شَهوَةٍ. (8)
.
ص: 166
عنه عليه السلام :حَرامٌ عَلى كُلِّ عَقلٍ مَغلولٍ بِالشَّهوَةِ أن يَنتَفِعَ بِالحِكمَةِ. (1)
الإمام الكاظم عليه السلام :أوحَى اللّهُ تَعالى إلى داوُدَ عليه السلام : يا داوُدُ ، حَذِّر وأنذِر أصحابَكَ عَن حُبِّ الشَّهَواتِ ، فَإِنَّ المُعَلَّقَةَ قُلوبُهُم بِشَهَواتِ الدُّنيا قُلوبُهُم مَحجوبَةٌ عَنّي. (2)
راجع : ج 1 ص 303 (الهوى) .
1 / 2اتِّبَاعُ الظَّنّ«وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِى الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَا يَخْرُصُونَ» . (3)
«وَ مَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَ الْأَرْضَ وَ مَا بَيْنَهُمَا بَ_طِلاً ذَ لِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنَ النَّارِ». (4)
«وَ قَالُواْ مَا هِىَ إِلَا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَ نَحْيَا وَ مَا يُهْلِكُنَا إِلَا الدَّهْرُ وَ مَا لَهُم بِذَ لِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَا يَظُنُّونَ» . (5)
«إِن يَتَّبِعُونَ إِلَا الظَّنَّ وَ مَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَ لَقَدْ جَاءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى» . (6)
«وَ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَا الظَّنَّ وَ إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِى مِنَ الْحَقِّ شَيْ_ئا» . (7)
راجع: ج 1 ص 303 (الهوى) .
.
ص: 167
1 / 3حُبُّ الدُّنيارسول اللّه صلى الله عليه و آله :ما لي أرى حُبَّ الدُّنيا قَد غَلَبَ عَلى كَثيرٍ مِنَ النّاسِ ، حَتّى كَأَنَّ المَوتَ في هذِهِ الدُّنيا عَلى غَيرِهِم كُتِبَ ، وكَأَنَّ الحَقَّ في هذِهِ الدُّنيا عَلى غَيرِهِم وَجَبَ ، وحَتّى كَأَن لَم يَسمَعوا ويَرَوا مِن خَبَرِ الأَمواتِ قَبلَهُم ! سَبيلُهُم سَبيلُ قَومٍ سَفرٍ عَمّا قَليلٍ إلَيهِم راجِعونَ ، بُيوتُهُم أجداثُهُم ويَأكُلونَ تُراثَهُم ، فَيَظُنّونَ أ نَّهُم مُخَلَّدونَ بَعدَهُم . هَيهاتَ هَيهاتَ! أما يَتَّعِظُ آخِرُهُم بِأَوَّلِهِم ؟ لَقَد جَهِلوا ونَسوا كُلَّ واعِظٍ في كِتابِ اللّهِ ، وأمِنوا شَرَّ كُلِّ عاقِبَةِ سَوءٍ ، ولَم يَخافوا نُزولَ فادِحَةٍ (1) وبَوائِقَ حادِثَةٍ. (2)
الإمام عليّ عليه السلام :اِرفِضِ الدُّنيا ؛ فَإِنَّ حُبَّ الدُّنيا يُعمي ويُصِمُّ ويُبكِمُ ، ويُذِلُّ الرِّقابَ. (3)
عنه عليه السلام :مَن غَلَبَتِ الدُّنيا عَلَيهِ عَمِيَ عَمّا بَينَ يَدَيهِ. (4)
عنه عليه السلام :مَن قَصَرَ نَظَرَهُ عَلى أبناءِ الدُّنيا عَمِيَ عَن سَبيلِ الهُدى. (5)
عنه عليه السلام_ في ذَمِّ الدُّنيا _: مَن راقَهُ زِبرِجُها أعقَبَت ناظِرَيهِ كَمَها (6) . (7)
.
ص: 168
عنه عليه السلام :لِحُبِّ الدُّنيا صَمَّتِ الأَسماعُ عَن سَماعِ الحِكمَةِ ، وعَمِيَتِ القُلوبُ عَن نورِ البَصيرَةِ. (1)
عنه عليه السلام :حُبُّ الدُّنيا يُفسِدُ العَقلَ ، ويُصِمُّ القَلبَ عَن سَماعِ الحِكمَةِ ، ويوجِبُ أليمَ العِقابِ. (2)
عنه عليه السلام :إنَّ مَن غَرَّتهُ الدُّنيا بِمُحالِ الآمالِ ، وخَدَعَتهُ بِزورِ الأَماني ، أورَثَتهُ كَمَهاً، وألبَسَتهُ عَمًى ، وقَطَعَتهُ عَنِ الاُخرى ، وأورَدَتهُ مَوارِدَ الرَّدى. (3)
عنه عليه السلام :سَبَبُ فَسادِ العَقلِ حُبُّ الدُّنيا. (4)
عنه عليه السلام :زَخارِفُ الدُّنيا تُفسِدُ العُقولَ الضَّعيفَةَ. (5)
عنه عليه السلام :اُهرُبوا مِنَ الدُّنيا وَاصرِفوا قُلوبَكُم عَنها ؛ فَإِنَّها سِجنُ المُؤمِنِ ، حَظُّهُ مِنها قَليلٌ ، وعَقلُهُ بِها عَليلٌ ، وناظِرُهُ فيها كَليلٌ (6) . (7)
عنه عليه السلام :الدُّنيا مَصرَعُ العُقولِ. (8)
عنه عليه السلام_ في صِفَةِ أهلِ الدُّنيا _: نَعَمٌ مُعَقَّلَةٌ ، واُخرى مُهمَلَةٌ ، قَد أضَلَّت عُقولَها ، ورَكِبَت مَجهولَها. (9)
راجع : ص 428 (حبّ الدنيا) ، ج 1 ص 312 (حبّ الدُّنيا) .
.
ص: 169
1 / 4الذَّنبالكتاب«كَلَا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ» . (1)
«إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِى مَنْ هُوَ كَ_ذِبٌ كَفَّارٌ» . (2)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله_ في تَفسيرِ قَولِهِ تَعالى : «كَلَا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ» _: الذَّنبُ عَلَى الذَّنبِ حَتّى يَسوَدَّ القَلبُ. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ المُؤمِنَ إذا أذنَبَ كانَت نُكتَةٌ سَوداءُ في قَلبِهِ ، فَإِن تابَ ونَزَعَ وَاستَغفَرَ صُقِلَ قَلبُهُ ، فَإِن زادَ زادَت ، فَذلِكَ الرّانُ الَّذيذَكَرَهُ اللّهُ في كِتابِهِ : «كَلَا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ» . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ العَبدَ لَيُذنِبُ الذَّنبَ فَيَنسى بِهِ العِلمَ الَّذي كانَ قَد عَلِمَهُ. (5)
عنه صلى الله عليه و آله :وَجَدتُ الخَطيئَةَ سَواداً فِي القَلبِ ، وشَيناً فِي الوَجهِ ، ووَهناً فِي العَمَلِ. (6)
.
ص: 170
الإمام الباقر عليه السلام :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : أربَعٌ يُمِتنَ القَلبَ : الذَّنبُ عَلَى الذَّنبِ ، وكَثرَةُ مُناقَشَةِ النِّساءِ _ يَعني مُحادَثَتَهُنَّ _ ومُماراةُ الأَحمَقِ ؛ تَقولُ ويَقولُ ولا يَرجِعُ إلى خَيرٍ أبَداً ، ومُجالَسَةُ المَوتى . فَقيلَ لَهُ : يا رَسولَ اللّهِ ، ومَا المَوتى ؟ قالَ : كُلُّ غَنِيٍّ مُترَفٍ. (1)
الإمام عليّ عليه السلام :لا أحسَبُ أحَدَكُم يَنسى شَيئاً مِن أمرِ دينِهِ إلّا لِخَطيئَةٍ أخطَأَها. (2)
عنه عليه السلام :النِّفاقُ يَبدَأُ نُقطَةً سَوداءَ فِي القَلبِ ، كُلَّمَا ازدادَ النِّفاقُ ازدادَت سَواداً حَتّى يَسوَدَّ القَلبُ كُلُّهُ ، وَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ ، لَو شَقَقتُم عَن قَلبِ مُؤمِنٍ لَوَجَدتُموهُ أبيَضَ ، ولَو شَقَقتُم عَن قَلبِ مُنافِقٍ لَوَجَدتُموهُ أسوَدَ. (3)
عنه عليه السلام :نَكَدُ (4) العِلمِ الكَذِبُ ، ونَكَدُ الجِدِّ اللَّعِبُ. (5)
عنه عليه السلام :لا وَجَعَ أوجَعُ لِلقُلوبِ مِنَ الذُّنوبِ. (6)
الإمام الباقر عليه السلام :ما مِن شَيءٍ أفسَدَ لِلقَلبِ مِن خَطيئَةٍ. (7)
راجع : ص 201 (التوبة) و 169 (الذنب) .
.
ص: 171
1 / 5أمراضُ القَلبِالكتاب«ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَ لِكَ فَهِىَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً» . (1)
«فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَ_رُ وَ لَ_كِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِى فِى الصُّدُورِ» . (2)
«أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءَانَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا» . (3)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :الطّابَعُ مُعَلَّقَةٌ بِقائِمَةٍ مِن قَوائِمِ العَرشِ ، فَإِذَا انتُهِكَتِ الحُرمَةُ واُجرِيَت عَلَى الخَطايا وعُصِيَ الرَّبُّ ، بَعَثَ اللّهُ الطّابَعَ فَيَطبَعُ عَلى قَلبِهِ ، فَلا يَعقِلُ بَعدَ ذلِكَ. (4)
عنه صلى الله عليه و آله :أعمَى العَمَى الضَّلالَةُ بَعدَ الهُدى ، وخَيرُ الأَعمالِ ما نَفَعَ ، وخَيرُ الهُدى مَا اتُّبِعَ ، وشَرُّ العَمى عَمَى القَلبِ. (5)
الإمام عليّ عليه السلام :الحِكمَةُ لا تَحِلُّ قَلبَ المُنافِقِ إلّا وهِيَ عَلَى ارتِحالٍ. (6)
عنه عليه السلام_ في خُطبَةٍ لَهُ _: لَو فَكَّروا في عَظيمِ القُدرَةِ وجَسيمِ النِّعمَةِ لَرَجَعوا إلَى الطَّريقِ ، وخافوا عَذابَ الحَريقِ ، ولكِنَّ القُلوبَ عَليلَةٌ ، وَالبَصائِرَ مَدخولَةٌ. (7)
.
ص: 172
الإمام الحسين عليه السلام_ مُخاطِباً جَيشَ عُمَرَ بنِ سَعدٍ بَعدَ أنِ استَنصَتَهُم فَلَم يُنصِتوا_: وَيلَكُم ما عَلَيكُم أن تُنصِتوا إلَيَّ فَتَسمَعوا قَولي ، وإنَّما أدعوكُم إلى سَبيلِ الرَّشادِ . . . وكُلُّكُم عاصٍ لِأَمري غَيرُ مُستَمِعٍ قَولي ؛ فَقَد مُلِئَت بُطونُكُم مِنَ الحَرامِ وطُبِعَ عَلى قُلوبِكُم. (1)
الإمام الباقر عليه السلام :ما ضُرِبَ عَبدٌ بِعُقوبَةٍ أعظَمَ مِن قَسوَةِ القَلبِ. (2)
عنه عليه السلام_ في قَولِهِ تَعالى : «وَ مَن كَانَ فِى هَ_ذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِى الْاخِرَةِ أَعْمَى» _: مَن لَم يَدُلَّهُ خَلقُ السَّماواتِ وَالأَرضِ وَاختِلافُ اللَّيلِ وَالنَّهارِ ودَوَرانُ الفَلَكِ بِالشَّمسِ وَالقَمَرِ وَالآياتُ العَجيباتُ عَلى أنَّ وَراءَ ذلِكَ أمراً هُوَ أعظَمُ مِنها، فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أعمى؛ فَهُوَ عَمّا لَم يُعايَن أعمى وأضَلُّ سَبيلًا. (3)
الإمام الرِّضا عليه السلام_ في قَولِهِ تَعالى : «وَ مَن كَانَ فِى هَ_ذِهِ أَعْمَى ...» _: يَعني أعمى عَنِ الحَقائِقِ المَوجودَةِ. (4)
الإمام الهادي عليه السلام :الحِكمَةُ لا تَنجَعُ (5) فِي الطِّباعِ الفاسِدَةِ. (6)
راجع: ج 1 ص 306 (طبع القلب) .
1 / 6الظُّلمالكتاب«يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِى الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَ فِى الْاخِرَةِ وَ يُضِلُّ اللَّهُ الظَّ__لِمِينَ
.
ص: 173
وَ يَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ» . (1)
«ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِ رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُم بِالْبَيِّنَ_تِ فَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ بِمَا كَذَّبُواْ بِهِ مِن قَبْلُ كَذَ لِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ» . (2)
«إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِى الْقَوْمَ الظَّ__لِمِينَ» . (3)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إيّاكُم وَالظُّلمَ فَإِنَّهُ يُخَرِّبُ قُلوبَكُم. (4)
1 / 7الكُفرالكتاب«إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِى الْقَوْمَ الْكَ_فِرِينَ» . (5)
«كَذَ لِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَ_فِرِينَ» . (6)
«كَذَ لِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَ_فِرِينَ» . (7)
.
ص: 174
الحديثعيون أخبار الرضا عن إبراهيم بن أبي محمود :سَأَلتُ أبَا الحَسَنِ الرِّضا عليه السلام ... عَن قَولِ اللّهِ عز و جل : «خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَ عَلَى سَمْعِهِمْ» (1) . قالَ : الخَتمُ هُوَ الطَّبعُ عَلى قُلوبِ الكُفّارِ عُقوبَةً عَلى كُفرِهِم ، كَما قالَ عز و جل : «بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَا قَلِيلاً» (2) . (3)
1 / 8الفِسق«إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِى الْقَوْمَ الْفَ_سِقِينَ» . (4)
«وَ إِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَ_قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِى وَ قَد تَّعْلَمُونَ أَنِّى رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُواْ أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَ اللَّهُ لَا يَهْدِى الْقَوْمَ الْفَ_سِقِينَ» . (5)
«وَ لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ ءَايَ_ت بَيِّنَ_تٍ وَ مَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَا الْفَ_سِقُونَ» . (6)
«هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَ_طِينُ * تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ» . (7)
1 / 9الإِسراف«إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِى مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ» . (8)
.
ص: 175
«كَذَ لِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ» . (1)
1 / 10الغَفلَةالكتاب«وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِْنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَايَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَايُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ ءَاذَانٌ لَايَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَ_ئِكَ كَالأَْنْعَ_مِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَ_ئِكَ هُمُ الْغَ_فِلُونَ» . (2)
«لَّقَدْ كُنتَ فِى غَفْلَةٍ مِّنْ هَ_ذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَ_اءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ» . (3)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله_ في بَيانِ عَلامَةِ الغافِلِ _: أمّا عَلامَةُ الغافِلِ فَأَربَعَةٌ : العَمى ، وَالسَّهوُ ، وَاللَّهوُ ، وَالنِّسيانُ. (4)
الإمام عليّ عليه السلام :اِحذَرُوا الغَفلَةَ فَإِنَّها مِن فَسادِ الحِسِّ. (5)
عنه عليه السلام :مَن غَفَلَ جَهِلَ. (6)
عنه عليه السلام :دَوامُ الغَفلَةِ يُعمِي البَصيرَةَ. (7)
.
ص: 176
عنه عليه السلام :الغَفلَةُ ضَلالَةٌ. (1)
عنه عليه السلام :الغَفلَةُ ضَلالُ النُّفوسِ. (2)
عنه عليه السلام :مَن غَلَبَت عَلَيهِ الغَفلَةُ ماتَ قَلبُهُ. (3)
عنه عليه السلام :كَفى بِالغَفلَةِ ضَلالًا. (4)
عنه عليه السلام :الفِكرَةُ تورِثُ نوراً ، وَالغَفلَةُ ظُلمَةً. (5)
1 / 11الأَمَلالكتاب«ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَ يَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ» . (6)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن يَرغَبُ فِيالدُّنيا فَطالَ فيها أمَلُهُ أعمَى اللّهُ قَلبَهُ عَلى قَدرِ رَغبَتِهِ فيها. (7)
الإمام عليّ عليه السلام :اِعلَموا أنَّ الأَمَلَ يُسهِي العَقلَ ويُنسِي الذِّكرَ. (8)
.
ص: 177
عنه عليه السلام :اِعلَموا عِبادَ اللّهِ أنَّ الأَمَلَ يُذهِبُ العَقلَ ، ويُكذِبُ الوَعدَ ، ويَحُثُّ عَلَى الغَفلَةِ. (1)
عنه عليه السلام :ما عَقَلَ مَن أطالَ أمَلَهُ. (2)
عنه عليه السلام :الأَماني تُعمي أعيُنَ البَصائِرِ. (3)
الإمام الكاظم عليه السلام :مَن سَلَّطَ ثَلاثاً عَلى ثَلاثٍ فَكَأَنَّما أعانَ عَلى هَدمِ عَقلِهِ : مَن أظلَمَ نورَ تَفَكُّرِهِ بِطولِ أمَلِهِ ، ومَحا طَرائِفَ حِكمَتِهِ بِفُضولِ كَلامِهِ ، وأطفَأَ نورَ عِبرَتِهِ بِشَهَواتِ نَفسِهِ ، فَكَأَنَّما أعانَ هَواهُ عَلى هَدمِ عَقلِهِ ، ومَن هَدَمَ عَقلَهُ أفسَدَ عَلَيهِ دينَهُ ودُنياهُ. (4)
راجع : ج 1 ص 308 (الأمل) .
1 / 12الكِبرالكتاب«كَذَ لِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ» . (5)
الحديثالإمام الكاظم عليه السلام :إنَّ الزَّرعَ يَنبُتُ فِي السَّهلِ ولا يَنبُتُ فِي الصَّفا ، فَكَذلِكَ الحِكمَةُ
.
ص: 178
تَعمُرُ في قَلبِ المُتَواضِعِ ولا تَعمُرُ في قَلبِ المُتَكَبِّرِ الجَبّارِ. (1)
الإمام عليّ عليه السلام :شَرُّ آفاتِ العَقلِ الكِبرُ. (2)
الإمام الباقر عليه السلام :ما دَخَلَ قَلبَ امرِىً شَيءٌ مِنَ الكِبرِ إلّا نَقَصَ مِن عَقلِهِ مِثلُ ما دَخَلَهُ مِن ذلِكَ ، قَلَّ ذلِكَ أو كَثُرَ. (3)
الإمام عليّ عليه السلام :الكِبرُ مِصيَدَةُ إبليسَ العُظمى. (4)
عنه عليه السلام :اللّهَ اللّهَ في عاجِلِ البَغيِ ، وآجِلِ وَخامَةِ الظُّلمِ ، وسوءِ عاقِبَةِ الكِبرِ ، فَإِنَّها مِصيَدَةُ إبليسَ العُظمى ، ومَكيدَتُهُ الكُبرى. (5)
1 / 13العُجبالإمام عليّ عليه السلام :العُجبُ يُفسِدُ العَقلَ. (6)
عنه عليه السلام :آفَةُ اللُّبِّ العُجبُ. (7)
عنه عليه السلام :إنَّ الإِعجابَ ضِدُّ الصَّوابِ وَآفَةُ الأَلبابِ. (8)
.
ص: 179
عنه عليه السلام :عُجبُ المَرءِ بِنَفسِهِ أحَدُ حُسّادِ عَقلِهِ. (1)
عنه عليه السلام_ مِن كِتابِهِ لِلأَشتَرِ النَّخَعِيّ _: إيّاكَ وَالإِعجابَ بِنَفسِكَ ، وَالثِّقَةَ بِما يُعجِبُكَ مِنها ، وحُبَّ الإِطراءِ ، فَإِنَّ ذلِكَ مِن أوثَقِ فُرَصِ الشَّيطانِ في نَفسِهِ ، لِيَمحَقَ ما يَكونُ مِن إحسانِ المُحسِنينَ. (2)
الإمام الصادق عليه السلام :مَن اُعجِبَ بِنَفسِهِ هَلَكَ ، ومَن اُعجِبَ بِرَأيِهِ هَلَكَ ، وإنَّ عيسَى بنَ مَريَمَ عليه السلام قالَ : داوَيتُ المَرضى فَشَفَيتُهُم بِإِذنِ اللّهِ ، وأبرَأتُ الأَكمَهَ وَالأَبرَصَ بِإِذنِ اللّهِ ، وعالَجتُ المَوتى فَأَحيَيتُهُم بِإِذنِ اللّهِ ، وعالَجتُ الأَحمَقَ فَلَم أقدِر على إصلاحِهِ ! فَقيلَ : يا روحَ اللّهِ ، ومَا الأَحمَقُ ؟ قالَ : المُعجَبُ بِرَأيِهِ ونَفسِهِ ، الَّذي يَرَى الفَضلَ كُلَّهُ لَهُ لا عَلَيهِ ، ويوجِبُ الحَقَّ كُلَّهُ لِنَفسِهِ ولا يوجِبُ عَلَيها حَقًّا ، فَذاكَ الأَحمَقُ الَّذي لا حيلَةَ في مُداواتِهِ. (3)
الإمام عليّ عليه السلام :العُجبُ هَلاكٌ ، وَالصَّبرُ مِلاكٌ. (4)
1 / 14الغُرورالإمام عليّ عليه السلام :فَسادُ العَقلِ الاِغتِرارُ بِالخُدَعِ. (5)
.
ص: 180
عنه عليه السلام :لا يُلفَى العاقِلُ مَغروراً. (1)
عنه عليه السلام :غُرورُ الشَّيطانِ يُسَوِّلُ ويُطمِعُ. (2)
عنه عليه السلام :اِتَّقُوا اللّهَ عِبادَ اللّهِ تَقِيَّةَ ذي لُبٍّ شَغَلَ التَّفَكُّرُ قَلبَهُ ... ولَم تَفتِلهُ فاتِلاتُ الغُرورِ. (3)
عنه عليه السلام :ثُمَّ أسكَنَ سُبحانَهُ آدَمَ داراً أرغَدَ فيها عَيشَهُ ، وآمَنَ فيها مَحَلَّتَهُ ، وحَذَّرَهُ إبليسَ وعَداوَتَهُ ، فَاغتَرَّهُ عَدُوُّهُ نَفاسَةً عَلَيهِ بِدارِ المُقامِ ، ومُرافَقَةِ الأَبرارِ ، فَباعَ اليَقينَ بِشَكِّهِ. (4)
1 / 15الطَّمَععيسى عليه السلام :إنَّهُ لَيسَ عَلى كُلِّ حالٍ يَصلُحُ العَسَلُ فِي الزِّقاقِ ، وكَذلِكَ القُلوبُ لَيسَ عَلى كُلِّ حالٍ تَعمُرُ الحِكمَةُ فيها ، إنَّ الزِّقَّ ما لَم يَنخَرِق أو يَقحَل (5) أو يَتفَل (6) فَسَوفَ يَكونُ لِلعَسَلِ وِعاءً ، وكَذلِكَ القُلوبُ ما لَم تَخرِقهَا الشَّهَواتُ، ويُدَنِّسهَا الطَّمَعُ ويُقسِهَا النَّعيمُ فَسَوفَ تَكونُ أوعِيَةً لِلحِكمَةِ. (7)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :الطَّمَعُ يُذهِبُ الحِكمَةَ مِن قُلوبِ العُلَماءِ. (8)
.
ص: 181
الإمام عليّ عليه السلام :أكثَرُ مَصارِعِ العُقولِ تَحتَ بُروقِ المَطامِعِ. (1)
الإمام الكاظم عليه السلام_ مِن وَصِيَّتِهِ لِهِشامِ بنِ الحَكَم _: يا هِشامُ ، إيّاكَ وَالطَّمَعَ ، وعَلَيكَ بِاليَأسِ مِمّا في أيدِيالنّاسِ . وأمِتِ الطَّمَعَ مِنَ المَخلوقينَ ، فَإِنَّ الطَّمَعَ مِفتاحٌ لِلذُّلِّ ، وَاختِلاسُ العَقلِ ، وَاختِلاقُ المُرُوّاتِ ، وتَدنيسُ العِرضِ ، وَالذَّهابُ بِالعِلمِ. (2)
1 / 16الغَضَبالإمام عليّ عليه السلام :الحِدَّةُ ضَربٌ مِنَ الجُنونِ لِأَنَّ صاحِبَها يَندَمُ ، فَإِن لَم يَندَم فَجُنونُهُ مُستَحكِمٌ. (3)
عنه عليه السلام :الغَضَبُ يُفسِدُ الأَلبابَ ، ويُبعِدُ مِنَ الصَّوابِ. (4)
عنه عليه السلام_ فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ _: قَليلُ الغَضَبِ كَثيرٌ في أذَى النَّفسِ وَالعَقلِ ، وَالضَّجَرُ مُضَيِّقٌ لِلصَّدرِ ، مُضعِفٌ لِقُوَى العَقلِ. (5)
عنه عليه السلام :لا يَنبَغي أن يُعَدَّ عاقِلًا مَن يَغلِبُهُ الغَضَبُ وَالشَّهوَةُ. (6)
عنه عليه السلام :غَيرُ مُنتَفِعٍ بِالحِكمَةِ عَقلٌ مَعلولٌ بِالغَضَبِ وَالشَّهوَةِ. (7)
.
ص: 182
الإمام الباقر عليه السلام :لَمّا دَعا نوحٌ عليه السلام رَبَّهُ عز و جل عَلى قَومِهِ أتاهُ إبليسُ لَعَنَهُ اللّهُ ، فَقالَ : يا نوحُ . . . اُذكُرني في ثَلاثَةِ مَواطِنَ ، فَإِنّي أقرَبُ ما أكونُ إلَى العَبدِ إذا كانَ في إحداهُنَّ : اُذكُرني إذا غَضِبتَ ، وَاذكُرني إذا حَكَمتَ بَينَ اثنَينِ ، وَاذكُرني إذا كُنتَ مَعَ امرَأَةٍ خالِياً لَيسَ مَعَكُما أحَدٌ. (1)
الإمام الصادق عليه السلام :الغَضَبُ مَمحَقَةٌ لِقَلبِ الحَكيمِ . وقالَ : مَن لَم يَملِك غَضَبَهُ لَم يَملِك عَقلَهُ. (2)
1 / 17اللَّهو وكَثرَةُ الضحِّكِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إيّاكَ وكَثرَةَ الضِّحكِ ؛ فَإِنَّهُ يُميتُ القَلبَ. (3)
الإمام عليّ عليه السلام :مَن كَثُرَ لَهوُهُ قَلَّ عَقلُهُ. (4)
عنه عليه السلام :لَم يَعقِل مَن وَلِهَ بِاللَّعِبِ ، وَاستُهتِرَ بِاللَّهوِ وَالطَّرَبِ. (5)
عنه عليه السلام :لا يَثوبُ (6) العَقلُ مَعَ اللَّعِبِ. (7)
.
ص: 183
عنه عليه السلام :مَن كَثُرَ ضِحكُهُ ماتَ قَلبُهُ. (1)
1 / 18الاِستِبدادالإمام عليّ عليه السلام :المُستَبِدُّ مُتَهَوِّرٌ فِي الخَطَاَ وَالغَلَطِ. (2)
عنه عليه السلام :الاِستِبدادُ بِرَأيِكَ يُزِلُّكَ ويُهَوِّرُكَ فِي المَهاوي. (3)
عنه عليه السلام :اِتَّهِموا عُقولَكُم فَإِنَّهُ مِنَ الثِّقَةِ بِها يَكونُ الخَطاءُ. (4)
عنه عليه السلام :مَنِ استَغنى بِعَقلِهِ ضَلَّ. (5)
عنه عليه السلام :مَنِ استَغنى بِعَقلِهِ زَلَّ (6) . (7)
الإمام الصادق عليه السلام :المُستَبِدُّ بِرَأيِهِ مَوقوفٌ عَلى مَداحِضِ الزَّلَلِ. (8)
1 / 19التَّعَصُّبالكتاب«إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِى قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَ_هِلِيَّةِ» . (9)
.
ص: 184
«وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ ءَابَاءَنَا أَوَ لَوْ كَانَ ءَابَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْ_ئا وَلَا يَهْتَدُونَ» . (1)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن كانَ في قَلبِهِ حَبَّةٌ مِن خَردَلٍ مِن عَصَبِيَّةٍ بَعَثَهُ اللّهُ يَومَ القِيامَةِ مَعَ أعرابِ الجاهِلِيَّةِ. (2)
الإمام عليّ عليه السلام :مَن كانَ غَرَضُهُ الباطِلَ لَم يُدرِكِ الحَقَّ ولَو كانَ أشهَرَ مِنَ الشَّمسِ. (3)
1 / 20المِراءالإمام عليّ عليه السلام :مَن كَثُرَ مِراؤُهُ بِالباطِلِ دامَ عَماهُ عَنِ الحَقِّ. (4)
عنه عليه السلام :مَن كَثُرَ مِراؤُهُ لَم يَأمَنِ الغَلَطَ. (5)
عنه عليه السلام :إيّاكُم وَالجِدالَ فَإِنَّهُ يورِثُ الشَّكَّ. (6)
عنه عليه السلام_ فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ _: كَثرَةُ الجِدالِ تورِثُ الشَّكَّ. (7)
.
ص: 185
عنه عليه السلام :الشَّكُّ عَلى أربَعِ شُعَبٍ : عَلَى التَّماري و ... . (1)
1 / 21اللَّجاجرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إيَّاكَ وَاللَّجاجَةَ ؛ فَإنَّ أوَّلَها جَهلٌ ، وآخِرَها نَدامةٌ. (2)
الإمام عليّ عليه السلام :اللَّجاجَةُ تُسِلُّ الرَّأيَ. (3)
عنه عليه السلام :اللَّجوجُ لا رَأيَ لَهُ. (4)
عنه عليه السلام :اللَّجاجُ يُفسِدُ الرَّأيَ. (5)
1 / 22شُربُ الخَمرِالإمام عليّ عليه السلام :فَرَضَ اللّهُ . . . تَركَ شُربِ الخَمرِ تَحصيناً لِلعَقلِ. (6)
الإمام الرضا عليه السلام :حَرَّمَ اللّهُ الخَمرَ لِما فيها مِنَ الفَسادِ ، ومِن تَغييرِها عُقولَ شارِبيها ، وحَملِها إيّاهُم عَلى إنكارِ اللّهِ عز و جل ، وَالفِريَةِ عَلَيهِ وعَلى رُسُلِهِ ، وسائِرِ ما يَكونُ مِنهُم مِنَ الفَسادِ وَالقَتلِ. (7)
.
ص: 186
1 / 23كَثرَةُ الأَكلرسول اللّه صلى الله عليه و آله :لا تَشبَعوا فَيُطفَأَ نورُ المَعرِفَةِ مِن قُلوبِكُم. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :البُعدُ مِنَ اللّهِ _ الَّذي قُوِيَ بِهِ عَلَى المَعاصِي _ الشِّبَعُ ، فَلا تُشبِعوا بُطونَكُم فَيُطفَأَ نورُ الحِكمَةِ مِن صُدورِكُم. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :القَلبُ يَمُجُّ (3) الحِكمَةَ عِندَ امتِلاءِ البَطنِ. (4)
عنه صلى الله عليه و آله :لا تَدخُلُ الحِكمَةُ جَوفاً مُلِئَ طَعاماً. (5)
الإمام عليّ عليه السلام :التُّخمَةُ تُفسِدُ الحِكمَةَ. (6)
عنه عليه السلام :البِطنَةُ تَمنَعُ الفِطنَةَ. (7)
عنه عليه السلام :البِطنَةُ تَحجُبُ الفِطنَةَ. (8)
عنه عليه السلام :إذا مُلِئَ البَطنُ مِنَ المُباحِ عَمِيَ القَلبُ عَنِ الصَّلاحِ. (9)
.
ص: 187
عنه عليه السلام :لا فِطنَةَ مَعَ بِطنَةٍ. (1)
عنه عليه السلام :لا تُجمَعُ الفِطنَةُ وَالبِطنَةُ. (2)
عنه عليه السلام :مَن زادَ شِبَعُهُ كَظَّتهُ البِطنَةُ ، مَن كَظَّتهُ البِطنَةُ حَجَبَتهُ عَنِ الفِطنَةِ. (3)
عنه عليه السلام_ فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ _: مَن شَبِعَ عوقِبَ فِي الحالِ ثَلاثَ عُقوباتٍ : يُلقَى الغِطاءُ عَلى قَلبِهِ ، وَالنُّعاسُ عَلى عَينِهِ ، وَالكَسَلُ عَلى بَدَنِهِ. (4)
راجع : ص 146 (الصوم) و 148 (قلّة الأكل) ، ص 267 (الاعتدال في الأكل) .
1 / 24النَّوادِررسول اللّه صلى الله عليه و آله :آفَةُ العِلمِ النِّسيانُ ، وإضاعَتُهُ أن تُحَدِّثَ بِهِ غَيرَ أهلِهِ. (5)
عنه صلى الله عليه و آله :آفَةُ العِلمِ الخُيَلاءُ (6) . (7)
الإمام عليّ عليه السلام :آفَةُ العِلمِ تَركُ العَمَلِ بِهِ. (8)
.
ص: 188
عنه عليه السلام :لا يُؤتَى العِلمُ إلّا مِن سوءِ فَهمِ السّامِعِ. (1)
عنه عليه السلام :ما أفادَ العِلمَ مَن لَم يَعلَم (2) ، ولا نَفَعَ الحِلمَ مَن لَم يَحلُم. (3)
عنه عليه السلام :لا يُدرَكُ العِلمُ بِراحَةِ الجِسمِ. (4)
عنه عليه السلام :رَأسُ العِلمِ الرِّفقُ ، وآفَتُهُ الخُرقُ (5) . (6)
الإمام الصادق عليه السلام :مَن رَقَّ وَجهُهُ رَقَّ عِلمُهُ. (7)
راجع : ج 1 ص 303 (الفصل السادس: آفات العقل) .
.
ص: 189
مسائل حول حُجُب العلم والحكمةالمسألة الاُولى: نطاق حُجُب العلم والحكمةإنّ السّؤال الأوّل حول ما يطرح في هذا الفصل بوصفه «حُجُب العلم والحكمة» يدور حول النطاق الذي تؤثّر فيه هذه الحُجُب هل تحول كلّها دون ضروب المعرفة الحسّيّة، والعقليّة ، والقلبيّة ، أو أنّها تؤثّر إلى حدّ معيّنٍ . للإجابة عن هذا السّؤال ، ينبغي أن نقسّم الحُجُب المذكورة في هذا الفصل إلى عدّة مجموعات : المجموعة الأُولى : حُجُب العلوم الرّسميّة وآفاتها ، مثل «مَن رَقَّ وَجهُهُ رَقَّ عِلمُهُ» (1) ، أو «لا يُدرَكُ العِلمُ بِراحَةِ الجِسمِ» (2) . هذه المجموعة من الحُجُب الّتي تعدّ من حُجُب المعارف العقليّة اختصّت بأقلّ عدد من الأحاديث في هذا الفصل . المجموعة الثانية : الحُجُب الّتي تشمل إعاقتُها المعارفَ العقليّة والقلبيّة ، نحو العُجب ، والغرور ، والتّعصّب ، والاستبداد ، والغضب ، والشّره في الطّعام ، وشرب
.
ص: 190
الخمر (1) . هذه الحُجُب تحرم الفكر من التّشخيص الصحيح للحقائق العقليّة ، وتمنع القلب من بركات الإلهامات والإرشادات الغيبيّة الإلهيّة . المجموعة الثّالثة : حُجُب العلم الحقيقيّ (2) أو موانع نور العلم والحكمة ، مثل : الظّلم ، والكفر ، والإسراف ، والفِسق ، والذنب عامّةً (3) . هذه الحُجُب تُظلم مرآة القلب ، وتُمرض الرّوح ، وتحرم المرء من جوهر العلم والحكمة وانوارهما وإن كان ذا درجات عالية في العلوم الرّسميّة، وإذا أزمن هذا المرض ، فسد جوهر مرآة القلب ، وخرج الإنسان بالضرورة من مدار الهداية الإلهيّة ، ومُني بالضّياع في وادي الضّلالة الأبديّة . قال تعالى واصفا هؤلاء : «كَلَا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ * كَلَا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَ_ئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ» (4) . وقال سبحانه : «لَهُمْ قُلُوبٌ لَايَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَايُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ ءَاذَانٌ لَايَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَ_ئِكَ كَالأَْنْعَ_مِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَ_ئِكَ هُمُ الْغَ_فِلُونَ» (5) . إنّ القراءة الدقيقة لهذا الفصل تدلّ على أنّ القرآن الكريم والحديث الشّريف قد أكّدا _ في مبحث موانع المعرفة _ هذه المجموعة من الحُجُب .
المسألة الثّانية: أصل حُجُب نور العلم والحكمةأشرنا إلى أنّ الظّلم ، والكفر ، والإسراف ، والفِسق ، وبعامّة : كلّ ما عدّه الإسلام ذنبا ، هي موانع نور العلم والحكمة ، والنقّطة المهمّة اللافتة للنّظر هي إنّنا إذا توفّرنا على
.
ص: 191
استقصاء دقيق نستنتج أنّ موانع نور العلم والحكمة جميعها تتّصل بجذر أصليّ واحد ، هو غلبة الهوى ، من هنا أوردنا الهوى في صدر موانع المعرفة . إنّ الهوى عاصفة تثير غبارا يحمل صنوفا من الأسواء ، وهذا الغبار يُسوّد مرآة القلب ، ويحرم الإنسان من نور العلم والحكمة ، وهكذا يضلّ في الطريق وهو يعلم ! أنّه يضلّ كما قال اللّه سبحانه وتعالى : «أَفَرَءَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَ_هَهُ هَوَاهُ وَ أَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَ خَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَ قَلْبِهِ وَ جَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَ_وَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ» (1) . من هذا المنطلق ، يصبح قطع دابر الهوى ضروريّا لمقارعة حُجُب نور العلم والحكمة (2) .
المسألة الثالثة : مبادئ الوسوسةالنقطة المهمّة الأُخرى اللّافتة للنّظر في دراسة هذا الفصل هي أنّ موانع نور العلم والحكمة تُعدّ مبادئ لوساوس الشّيطان أيضا ، وهذه الحُجُب لا تحرم الإنسان من المعارف الحقيقيّة والإلهامات الرّبانية فحسب ، بل تجعله عرضة لهمزات الشّياطين وما ينبثق عنها من أحاسيس وإدراكات كاذبة ، لذا فقد ورد في الرّوايات الّتي مرّت بنا أنّ الهوى والكِبْر كما أنّهما آفتان للعقل كذلك شراكان للشيطان أيضا (3) . وفي هذا المجال جاء في مناجاة «الشاكين» المنسوبة إلى الإمام زين العابدين عليه السلام :
.
ص: 192
«إلهي ، أشكو إلَيكَ عَدُوًّا يُضِلُّني وشَيطانًا يُغويني ، قَد مَلأََ بِالوَسواسِ صَدري ، وأحاطَت هَواجِسُهُ بِقَلبي . يُعاضِدُ لِيَ الهَوى ، ويُزَيِّنُ لي حُبَّ الدُّنيا ، ويَحُولُ بَيني وبَينَ الطّاعَةِ وَالزُّلفى» (1) . في ضوء ذلك يتبيّن لنا أنّ العامل الأساسيّ لسلطان الشيطان على الإنسان هو الهوى الّذي يفتح الطّريق لنفثات الشّيطان من خلال وضع حُجُب المعرفة ، فمن أزال هذه الحُجُب ، وبلغ منزلة العبوديّة للّه كما قال القرآن الكريم ، فلا سلطان للشّيطان عليه في الوساوس والنّفثات والنزغات . «إِنَّ عِبَادِى لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَ_نٌ» (2) .
.
ص: 193
الفصل الثاني : ما يزيل الحجب2 / 1القُرآنالكتاب«كِتَ_بٌ أَنزَلْنَ_هُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّ_لُمَ_تِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَ طِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ». (1)
راجع : إبراهيم: 5 .
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :خَيرُ الدَّواءِ القُرآنُ. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ هذَا القُرآنَ حَبلُ اللّهِ ، وَالنّورُ المُبينُ ، وَالشِّفاءُ النّافِعُ. (3)
.
ص: 194
عنه صلى الله عليه و آله :القُرآنُ هُوَ الدَّواءُ. (1)
الإمام عليّ عليه السلام :كَلامُ اللّهِ دَواءُ القَلبِ. (2)
عنه عليه السلام_ في صِفَةِ القُرآنِ _: جَعَلَهُ اللّهُ ... دَواءً لَيسَ بَعدَهُ داءٌ ، ونوراً لَيسَ مَعَهُ ظُلمَةٌ. (3)
عنه عليه السلام_ أيضاً _: إنَّ فيهِ شِفاءً مِن أكبَرِ الدّاءِ : وهُوَ الكُفرُ ، وَالنِّفاقُ ، وَالغَيُّ ، وَالضَّلالُ. (4)
عنه عليه السلام_ أيضاً _: فيهِ رَبيعُ القَلبِ ، ويَنابيعُ العِلمِ ، وما لِلقَلبِ جِلاءٌ غَيرُهُ. (5)
راجع : ص 131 (الوحي) .
2 / 2المَوعِظَةالكتاب«يَ_أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِى الصُّدُورِ وَ هُدًى وَ رَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ» . (6)
الحديثالإمام عليّ عليه السلام :بِالمَواعِظِ تَنجَلِي الغَفلَةُ. (7)
.
ص: 195
عنه عليه السلام :المَواعِظُ حَياةُ القُلوبِ. (1)
عنه عليه السلام :ثَمَرَةُ الوَعظِ الاِنتِباهُ. (2)
عنه عليه السلام :المَواعِظُ صِقالُ النُّفوسِ وجِلاءُ القُلوبِ. (3)
عنه عليه السلام :أيُّهَا النّاسُ ! استَصبِحوا مِن شُعلَةِ مِصباحٍ واعظٍ مُتَّعِظٍ. (4)
عنه عليه السلام_ في كِتابِهِ إلَى ابنِهِ الحَسَنِ عليه السلام _: أحيِ قَلبَكَ بِالمَوعِظَةِ. (5)
2 / 3التَّقوىالكتاب«يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِن تَتَّقُواْ اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا» . (6)
«يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَ ءَامِنُواْ بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَ يَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ وَ اللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ» . (7)
راجع : البقرة : 2 و 66 ، آل عمران : 138 ، المائدة : 46 ، يونس : 6 .
.
ص: 196
الحديثمجمع البيان عن ابن عبّاس :قَرَأَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : «وَ مَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا» (1) قالَ : مِن شُبُهاتِ الدُّنيا ، ومِن غَمَراتِ المَوتِ ، وشَدائِدِ يَومِ القِيامَةِ. (2)
الإمام عليّ عليه السلام :اِعلَموا أنَّهُ مَن يَتَّقِ اللّهَ يَجعَل لَهُ مَخرَجاً مِنَ الفِتَنِ ، ونوراً مِنَ الظُّلَمِ. (3)
عنه عليه السلام :إنَّ تَقوَى اللّهِ دَواءُ داءِ قُلوبِكُم ، وبَصَرُ عَمى أفئِدَتِكُم ، وشِفاءُ مَرَضِ أجسادِكُم ، وصَلاحُ فَسادِ صُدورِكُم ، وطُهورُ دَنَسِ أنفُسِكُم ، وجِلاءُ عَشا أبصارِكُم. (4)
عنه عليه السلام :هُدِيَ مَن أشعَرَ التَّقوى قَلبَهُ. (5)
عنه عليه السلام :مَن غَرَسَ أشجارَ التُّقى جَنى ثِمارَ الهُدى. (6)
عنه عليه السلام :أينَ العُقولُ المُستَصبِحَةُ بِمَصابيحِ الهُدى ! وَالأَبصارُ اللّامِحَةُ إلى مَنارِ التَّقوى ! (7)
2 / 4الذِّكرالكتاب«وَ مَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَ_نِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَ_نًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ» . (8)
.
ص: 197
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ ذِكرَ اللّهِ شِفاءٌ. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :ذِكرُ اللّهِ شِفاءُ القُلوبِ. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ سقالَةَ (3) القُلوبِ ذِكرُ اللّهِ. (4)
عنه صلى الله عليه و آله :بِذِكرِ اللّهِ تَحيَى القُلوبُ. (5)
عنه صلى الله عليه و آله :جِلاءُ هذِهِ القُلوبِ ذِكرُ اللّهِ وتِلاوَةُ القُرآنِ. (6)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ لِلوَسواسِ خَطماً كَخَطمِ الطّائِرِ ، فَإِذا غَفَلَ ابنُ آدَمَ وَضَعَ ذلِكَ المِنقارَ في اُذُنِ القَلبِ يُوَسوِسُ ، فَإِنِ ابنَ آدَمَ ذَكَرَ اللّهَ عز و جلنَكَصَ وخَنَسَ ، فَذلِكَ سُمِّيَ الوَسواسَ. (7)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ آدَمَ شَكا إلَى اللّهِ ما يَلقى مِن حَديثِ النَّفسِ وَالحُزنِ ، فَنَزَلَ عَلَيهِ جَبرَئيلُ عليه السلام فَقالَ لَهُ : يا آدَمُ ، قُل : لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ . فَقالَها فَذَهَبَ عَنهُ الوَسوَسَةُ وَالحُزنُ. (8)
.
ص: 198
عنه صلى الله عليه و آله :مَن وَجَدَ مِن هذَا الوَسواسِ فَليَقُل : آمَنتُ بِاللّهِ ورَسولِهِ ، ثَلاثاً ، فَإِنَّ ذلِكَ يَذهَبُ عَنهُ. (1)
الإمام عليّ عليه السلام :إنَّ اللّهَ سُبحانَهُ وتَعالى جَعَلَ الذِّكرَ جِلاءً لِلقُلوبِ : تَسمَعُ بِهِ بَعدَ الوَقرَةِ ، وتُبصِرُ بِهِ بَعدَ العَشوَةِ ، وتَنقادُ بِهِ بَعدَ المُعانَدَةِ ، وما بَرِحَ للّهِِ _ عَزَّت آلاؤُهُ _ فِي البُرهَةِ بَعدَ البُرهَةِ وفي أزمانِ الفَتَراتِ عِبادٌ ناجاهُم في فِكرِهِم ، وكَلَّمَهُم في ذاتِ عُقولِهِم ، فَاستَصبَحوا بِنورِ يَقَظَةٍ فِي الأَبصارِ وَالأَسماعِ وَالأَفئِدَةِ. (2)
عنه عليه السلام :الذِّكرُ هِدايَةُ العُقولِ ، وتَبصِرَةُ النُّفوسِ. (3)
عنه عليه السلام :لا هِدايَةَ كَالذِّكرِ. (4)
عنه عليه السلام :الذِّكرُ نورُ العَقلِ ، وحَياةُ النُّفوسِ ، وجِلاءُ الصُّدورِ. (5)
عنه عليه السلام :الذِّكرُ يُؤنِسُ اللُّبَّ ، ويُنيرُ القَلبَ ، ويَستَنزِلُ الرَّحمَةَ. (6)
عنه عليه السلام :الذِّكرُ جِلاءُ البَصائِرِ ، ونورُ السَّرائِرِ. (7)
عنه عليه السلام :ثَمَرَةُ الذِّكرِ استِنارَةُ القُلوبِ. (8)
عنه عليه السلام :مَن كَثُرَ ذِكرُهُ استَنارَ لُبُّهُ. (9)
.
ص: 199
عنه عليه السلام :مَن ذَكَرَ اللّهَ استَبصَرَ. (1)
عنه عليه السلام :مَن ذَكَرَ اللّهَ سُبحانَهُ أحيَا اللّهُ قَلبَهُ ، ونَوَّرَ عَقلَهُ ولُبَّهُ. (2)
عنه عليه السلام :أصلُ صَلاحِ القَلبِ اشتِغالُهُ بِذِكرِ اللّهِ. (3)
عنه عليه السلام :ذِكرُ اللّهِ جِلاءُ الصُّدورِ ، وطُمَأنينَةُ القُلوبِ. (4)
عنه عليه السلام :ذِكرُ اللّهِ دَواءُ أعلالِ النُّفوسِ. (5)
عنه عليه السلام_ في وَصِيَّتِهِ لِلحَسَنِ عليه السلام _: اُوصيكَ بِتَقوَى اللّهِ _ أي بُنَيَّ _ ولُزومِ أمرِهِ ، وعِمارَةِ قَلبِكَ بِذِكرِهِ. (6)
عنه عليه السلام :يا مَنِ اسمُهُ دَواءٌ وذِكرُهُ شِفاءٌ. (7)
الكافي عن جميل بن درّاج عن الإمام الصادق عليه السلام ، قال :قُلتُ لَهُ : إنَّهُ يَقَعُ في قَلبي أمرٌ عَظيمٌ . فَقالَ : قُل : لا إلهَ إلَا اللّهُ . فَكُلَّما وَقَعَ في قَلبي شَيءٌ. قُلتُ : لا إلهَ إلَا اللّهُ ، فَيَذهَبُ عَنّي. (8)
.
ص: 200
2 / 5الاِستِعاذَةالكتاب«قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَ_هِ النَّاسِ * مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِى يُوَسْوِسُ فِى صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ» . (1)
«وَ قُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَ تِ الشَّيَ_طِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ» . (2)
«وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَ_نِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ» . (3)
«فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْءَانَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَ_نِ الرَّجِيمِ» . (4)
«فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّى وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَى وَإِنِّى سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّى أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَ_نِ الرَّجِيمِ» . (5)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَنِ استَعاذَ بِاللّهِ فِي اليَومِ عَشرَ مَرّاتٍ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ ، وَكَّلَ اللّهُ بِهِ مَلَكاً يَرُدُّ عَنهُ الشَّياطينَ. (6)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ إبليسَ لَهُ خُرطومٌ كَخُرطومِ الكَلبِ واضِعُهُ عَلى قَلبِ ابنِ آدَمَ يُذَكِّرُهُ الشَّهَواتِ وَاللَّذّاتِ ، ويَأتيهِ بِالأَماني ، ويَأتيهِ بِالوَسوَسَةِ عَلى قَلبِهِ لِيُشَكِّكَهُ في رَبِّهِ ، فَإِذا قالَ العَبدُ : «أعوذُ بِاللّهِ السَّميعِ العَليمِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ وأعوذُ بِاللّهِ أن يَحضُرونِ إنَّ اللّهَ هُوَ السَّميعُ العَليمُ» خَنَسَ الخُرطومُ عَنِ القَلبِ. (7)
.
ص: 201
الإمام زين العابدين عليه السلام :إنَّ الاُمورَ الوارِدَةَ عَلَيكُم في كُلِّ يَومٍ ولَيلَةٍ _ مِن مُظلِماتِ الفِتَنِ وحَوادِثِ البِدَعِ وسُنَنِ الجَورِ وبَوائِقِ الزَّمانِ وهَيبَةِ السُّلطانِ ووَسوَسَةِ الشَّيطانِ _ لَتُثَبِّطُ القُلوبَ عَن تَنَبُّهِها وتُذهِلُها عَن مَوجودِ الهُدى ومَعرِفَةِ أهلِ الحَقِّ إلّا قَليلًا مِمَّن عَصَمَ اللّهُ ، فَلَيسَ يَعرِفُ تَصَرُّفَ أيّامِها وتَقَلُّبَ حالاتِها وعاقِبَةَ ضَرَرِ فِتنَتِها إلّا مَن عَصَمَ اللّهُ ونَهَجَ سَبيلَ الرُّشدِ وسَلَكَ طَريقَ القَصدِ ، ثُمَّ استَعانَ عَلى ذلِكَ بِالزُّهدِ فَكَرَّرَ الفِكرَ وَاتَّعَظَ بِالصَّبرِ. (1)
عنه عليه السلام_ مِن دُعائِهِ عَلَى الشَّيطانِ _: اللّهُمَّ وما سَوَّلَ لَنا مِن باطِلٍ فَعَرِّفناهُ ، وإذا عَرَّفتَناهُ فَقِناهُ ، وبَصِّرنا ما نُكايِدُهُ بِهِ ، وألهِمنا ما نُعِدُّهُ لَهُ ، وأيقِظنا عَن سِنَةِ الغَفلَةِ بِالرُّكونِ إلَيهِ ، وأحسِن بِتَوفيقِكَ عَونَنا عَلَيهِ. (2)
2 / 6التَّوبَةرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ لِلقُلوبِ صَدَأً كَصَدَاَ الحَديدِ ، وجِلاؤهَا الاستِغفارُ. (3)
الإمام عليّ عليه السلام :مَن تابَ اهتَدى. (4)
.
ص: 202
عنه عليه السلام :التَّوبَةُ تُطَهِّرُ القُلوبَ ، وتَغسِلُ الذُّنوبَ. (1)
راجع : ص 169 (الذنب) .
2 / 7البَلاءالكتاب«وَ لَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ» . (2)
«وَ مَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْ_ئرُونَ» . (3)
«فَإِذَا رَكِبُواْ فِى الْفُلْكِ دَعَوُاْ اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ» . (4)
الحديثالإمام العسكريّ عليه السلام :اللّهُ هُوَ الَّذي يَتَأَلَّهُ إلَيهِ عِندَ الحَوائِجِ وَالشَّدائِدِ كُلُّ مَخلوقٍ عِندَ انقِطاعِ الرَّجاءِ مِن كُلِّ مَن هُوَ دونَهُ ، وتَقَطُّعِ الأَسبابِ مِن جَميعِ ما سِواهُ. (5)
.
ص: 203
توضيح حول دواء حجب العلم والحكمةنلاحظُ في هذا الفصل أنّ القرآن الكريم عرض الموعظة ، والتّقوى ، والذّكر ، والاستعاذة ، والتّوبة ، والبلاء ، أدويّةً شافيّة للأدواء النّاتجة عن وساوس الشّيطان وحُجُب المعرفة ، وفيما يأتي عدد من النّقاط الجديرة بالاهتمام حول دور هذه الأدوية في تمزيق الحُجُب المذكورة والمحافظة على سلامة الرّوح :
1 . غذاء الرّوح ومبدأ الإلهامإنّ أوّل نقطة مهمّة لافتة للنّظر في أدوية حُجُب العلم والحكمة هي أنّ هذه الأدوية هي غذاء للرّوح ومبادئ للإلهام ، مضافا إلى تمزيقها حُجُب المعرفة من الفكر والقلب . بعبارة أُخرى ، لا منافاة بين تطبيب هذه الأُمور ، وكَونها مبدأً للإلهامات الغيبيّة الإلهيّة ، كما نلاحظ في أدوية الجسم أنّ غذائيّة الدّواء كمال له ، وهكذا في أدواء الرّوح ، فإنّ أدوية حُجُب المعرفة تمتاز بهذه الخاصيّة المهمّة . من هنا ، فإنّ ما جاء في هذا الفصل باعتباره دواءً لحجاب العلم والحكمة يمكن أن يُذكر في الفصل الرّابع تحت عنوان (مبادئ الإلهام) ، بخاصّة قد وردت في النّصّ
.
ص: 204
عناوين صريحة كالقرآن ، والتّقوى ، والذّكر ، الّتي تقوم بدور مؤثّر في الإلهامات الإلهيّة والمعارف الحقيقيّة ، وما حدانا على ذكر هذه الأُمور بوصفها دواءً هو دورها في علاج أدواء الرّوح وتمزيق حُجُب المعرفة ، والنّصّ على هذا الدّور في كثير من الآيات والرّوايات (1) .
2 . نطاق تأثير أدوية المعرفةإنّ النّقطة الأُخرى الجديرة بالتّأمّل فيما يرتبط بأدوية المعرفة هي : أيّ مجموعة من حُجُب المعرفة يمكن ازالتها بواسطة هذه الأدوية هل هي كلّها هل يمكن معالجة الموانع الحسّيّة وحُجُب العلوم الرّسميّة بهذه الأدوية وأخيرا ما المدى الّذي يبلغه تأثير أدوية المعرفة . وجوابنا أنّ التّأمّل في الآيات والأحاديث الواردة في هذا المجال تدلّ على أنّ هذه الأدوية تتعلّق بالمجموعة الثّالثة من حُجُب العلم والحكمة ، أي : حُجُب العلم الحقيقيّ . وإن كنّا لا ننكر تأثيرها الإجماليّ في إزالة بعض حُجُب العلوم الرّسميّة .
3 . كيفيّة استعمال أدوية المعرفةالنّقطة الثّالثة هي : كيف نستعمل أدوية المعرفة وفي أيّ ظروف تؤثّر هذه الأدوية في تمزيق الحُجُب لا يسعنا الجواب عن هذا السّؤال الآن مفصّلاً ، بَيْد أنّا نقول بإجمال : إنّ لاستعمال كلّ واحدٍ من هذه الأدوية شروطه ، فإذا تهيّأت أمكننا أن نتوقّع التّأثير ، فعلى سبيل المثال ، تلاوة القرآن تزيل صدأ حُجُب المعرفة من مرآة الرّوح ، وتصقل القلب ، وتُعدّه للإفادة من الإفاضات الغيبيّة والإلهامات الإلهيّة ، ولكنْ ثمّة
.
ص: 205
شرطان أساسيّان لتأثير هذا الدّواء ، أوّلهما : التّدبّر فإنّه روي عن الإمام عليّ عليه السلام «لاخَيرَ في قِراءَةٍ لَيسَ فيها تَدَبُّرٌ» (1) . وثانيهما : الاجتناب عن حُجُب المعرفة ولو مؤقّتا ، فإذا قرأ أحدٌ القرآنَ بتدبّر ولم يجتنب عن الظّلم ، والتّعصّب ، والاستبداد والكبر ، والعُجب ، وشرب الخمر ، فتلاوته غير شافية قال اللّه سبحانه : «إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِى الْقَوْمَ الظَّ__لِمِينَ» (2) . «إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِى الْقَوْمَ الْفَ_سِقِينَ» (3) . إنّ القرآن هدىً ، ولكنّه هدىً لمن أزال عن طريقه حُجُب الهدى الّتي هي حُجُب العلم والحكمة نفسها : «ذَ لِكَ الْ_كِتَ_بُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ» (4) . وإذا فقد التّالي شروط التّلاوة ، فالقرآن لا يشفيه ولا يزيل الحُجُب عن قلبه بل يضيف حجابا إلى تلك الحُجب ، قال تعالى : «وَ نُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْءَانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَ رَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَ لَا يَزِيدُ الظَّ__لِمِينَ إِلَا خَسَارًا» (5) . ومثل هذا القارئ لا تشمله رحمة الحقّ ، بل تلاحقه لعنة القرآن . قال النبيّ صلى الله عليه و آله : «رُبَّ تالٍ لِلقُرآنِ وَالقُرآنُ يَلعَنُهُ» (6) . وهكذا سائر أدوية العلم والحكمة فلها شروطها الخاصّة بها ، ونرجئ الحديث عنها إلى وقت آخر .
4 . أُصول أدوية المعرفةإنّ ما ذُكر في هذا الفصل بوصفه دواءً للمعرفة يعود إلى عاملين : أحدهما القرآن، ويمكن أن نطلق عليه اصطلاح «الدّواء التّشريعيّ» ، والآخر البلاء ، وهو
.
ص: 206
«الدّواء التّكويني» . بعبارة أُخرى : جعل اللّه تعالى دواءين في نظام الخِلْقة لعلاج المرضى المصابين بمرض حُجُب العلم والحكمة : أحدهما تعاليم الأنبياء ، والآخر الحوادث الطّبيعيّة المرّة المثيرة للعِبَر . إنّ القرآن الكريم ، الّذي هو أكمل المناهج في تعاليم الأنبياء ، يعالج مرضى المعرفة عن طريق الموعظة ، والتّقوى ، وذكر اللّه ، والدّعاء ، والاستعاذة بالحقّ ، والتّوبة . إنّ البلايا والحوادث المُرّة تعتبر الدّواء المهدِّئ لهذه الأمراض، إلى جانب تعاليم الأنبياء الّتي هي الدّواء الأساس لأمراض الرّوح ، بخاصّة أمراض المعرفة ، وهي توصَف عند الضّرورة : «وَمَا أَرْسَلْنَا فِى قَرْيَةٍ مِّن نَّبِىٍّ إِلَا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِوَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ» (1) .
5 . أقسام حُجُب المعرفةإنّ حُجُب العلم والحكمة ثلاثة ، اثنان منها تُعالَج بأدوية المعرفة ، وواحدة لا يتسنّى علاجها :
أ _ حُجُب رقيقةإنّ حُجُب العلم والحكمة الّتي مرّ شرحها في الفصل الأوّل جراثيم مرض الروح وحُجُب القلب الحائلة دون نور العلم ، وهذه الحُجُب رقيقة في بداية المرض ، يمكن لتعاليم الأنبياء أن تزيلها بيُسرٍ .
.
ص: 207
ب _ حُجُب سميكة عرضة للزّوالإذا لم تُعالج حُجُب المعرفة فإنّ حُجُب الفكر والقلب تتراكم تدريجا ، وهذه الحُجُب المتراكمة تُعالَج مادامت لا تُفسِد جوهر مرآة القلب ، وقد يُستعان بدواء البلاء من أجل تمزيق هذه الحُجُب ، وهذا الدّواء أقوى من دواء الموعظة . إنّ جلاء صدأ القلب بالموعظة كجلاء المرآة بالماء ، وجلاء صدأ القلب بالبلاء صقل للسّيف بالنّار ؛ فإنّ كثيرا من أنواع الصدأ لايمكن أن يُعالَج إلّا بالنّار . من هنا قال القرآن الكريم في فلسفة البلاء ومصائب الحياة : «وَ لَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ» (1) . وقد قال الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام في هذا المجال : «إذا رَأيتَ اللّهَ سُبحانَهُ يُتابِعُ عَلَيكَ البَلاءَ فَقَد أيقَظَكَ» (2) .
ج _ حُجُب سميكة لن تزولإذا تراكم صدأ حُجُب المعرفة بنحو فسد معه جوهر مرآة القلب ، فإنّ نار البلاء تعجز عن صقل جوهر الرّوح ، وحينئذٍ يتعذّر علاج المريض كما قال عليٌّ عليه السلام : «ومَن لَم يَنفَعُهُ اللّهُ بِالبَلاءِ وَالتَّجارِبِ لَم يَنتَفِع بِشَيءٍ مِنَ العِظَةِ» (3) ، أجل «كَيفَ يُراعِي النَّبأَةَ مَن أصَمَّتهُ الصَّيحَةُ» (4) ! إنّ علامة مرض المعرفة الّذي يتعذّر علاجه هي أنّ المريض يُمنى بتعصّب شديد في عقائده الباطلة ، ولا يستعدّ لقبول الحقّ أبدا ، وفي وصف أمثاله قال تعالى : «وَ أَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ» (5) .
.
ص: 208
وليس للموعظة ولسوط البلاء أن يجلوا الصّدأ عن قلوب هؤلاء المرضى المتعصّبين ، بل ليس لإعجاز أيّ نبيٍّ أن يعالج مرضهم . لذا قال عيسى عليه السلام : «داوَيتُ المَرضى فَشَفَيتُهُم بِإِذنِ اللّهِ ، وأبرَأتُ الأَكمَهَ والأَبرَصَ بِإِذنِ اللّهِ ، وعالَجتُ المَوتى فَأَحيَيتُهُم بِإِذنِ اللّهِ . وعالَجتُ الأحمَقَ فَلَم أقدِر عَلى إصلاحِهِ ! فَقيلَ : يا روحَ اللّهِ ، ومَا الأَحمَقُ ؟ قالَ : المُعجَبُ بِرَأيِهِ ونَفسِهِ ، الَّذي يَرَى الفَضلَ كُلَّهُ لَهُ لا عَلَيهِ ويوجِبُ الحَقَّ كُلَّهُ لِنَفسِهِ ولا يوجِبُ عَلَيها حَقَّا ، فَذاكَ الأَحمَقُ الَّذي لا حيلَةَ في مُداواتِهِ» (1) . ويمكن أن نقسّم المتعصّبين المعاندين الّذين لا يتسنّى زوال الحُجُب عنهم إلى قسمين : الأوّل : الّذين يتنبّهون ويعترفون بالحقّ إذا نزل بهم عذاب الاستئصال ، أي البلاء الّذي يعقبه الموت والهلاك . الثّاني : الّذين لا يتنبّهون ولا يؤثّر فيهم عذاب الاستئصال . كان فرعون من القسم الأوّل وأبو جهل من القسم الثّاني ، لقد مُني فرعون وأتباعه بالتّعصّب والكِبر واللَّجاجة ، وبعامّة بحجب المعرفة ، بحيث لم تنبّههم مواعظ موسى عليه السلام (2) ، ولا معجزاته لإثبات نبوّته (3) الّتي حلّت بهم نتيجة مخالفتهم للحقّ ، بَيْد أنّ سوط «عذاب الاستئصال» أرغم فرعون على الاعتراف بالحقّ : «إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ ءَامَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَ_هَ إِلَا الَّذِى ءَامَنَتْ بِهِ بَنُواْ إِسْرَ ءِيلَ وَ أَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ» (4) !
.
ص: 209
أمّا أبو جهل فلم يُذعِن للحقّ حتّى عند الموت ، لذا عندما مرّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله على القتلى بعد معركة بدر ووصل إلى جسد أبي جهل ، قال : «إنَّ هذا أعتى عَلَى اللّهِ مِن فِرعَونَ ، إنَّ فِرعَونَ لَمّا أيقَنَ بِالهَلاكِ وَحَّدَ اللّهَ ، وإنَّ هذا لَمّا أيقَنَ بِالهَلاكِ دَعا بِاللّاتِ وَالعُزّى». (1) إنّ الّذين لا يُفيقون من مواعظ الأنبياء وتحذيرهم ، ولا يؤثّر فيهم سوط البلاء ، بل سوط عذاب الاستئصال أيضا ، فإنّ سوط الموت يوقظهم ويزيل حُجُب الغفلة وحواجز المعرفة عن بصائرهم ، أجَل «النّاسُ نِيامٌ فَإِذا ماتُوا انتَبَهوا» (2) . قال تعالى مخاطبا المجرمين المتعصّبين ، الّذين نبّههم سوط الموت ، في عرصات القيامة : «لَّقَدْ كُنتَ فِى غَفْلَةٍ مِّنْ هَ_ذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَ_اءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ» (3) . اللّهمّ وفّقنا أن نتّعظ بمواعظ الأنبياء وأئمّة الهدى قبل أن يَعِظنا سوط الموت .
.
ص: 210
. .
ص: 211
القسم الثّامن : تحصيل المعرفةالفصل الأوّل : وجوب التعلّمالفصل الثاني : فضل التّعلّمالفصل الثالث : آداب التّعلّمالفصل الرابع : آداب السّؤالالفصل الخامس : أحكام التّعلّم
.
ص: 212
. .
ص: 213
الفصل الأوّل : وجوب التعلّم1 / 1وُجوبُ التَّعَلُّمِ عَلى كُلِّ مُسلِمٍرسول اللّه صلى الله عليه و آله :طَلَبُ العِلمِ فَريضَةٌ عَلى كُلِّ مُسلِمٍ. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :طَلَبُ العِلمِ فَريضَةٌ عَلى كُلِّ مُسلِمٍ ومُسلِمَةٍ. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :طَلَبُ العِلمِ فَريضَةٌ عَلى كُلِّ مُسلِمٍ ، ألا إنَّ اللّهَ يُحِبُّ بُغاةَ العِلمِ. (3)
.
ص: 214
عنه صلى الله عليه و آله :طَلَبُ العِلمِ فَريضَةٌ عَلى كُلِّ مُسلِمٍ ، فَاطلُبُوا العِلمَ مِن مَظانِّهِ ، وَاقتَبِسوهُ مِن أهلِهِ. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :ما مِن مُؤمِنٍ ولا مُؤمِنَةٍ ولا حُرٍّ ولا مَملوكٍ إلّا وللّهِِ عَلَيهِ حَقٌّ واجِبٌ أن يَتَعَلَّمَ مِنَ العِلمِ ويَتَفَقَّهَ فيهِ. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :قَلبٌ لَيسَ فيهِ شَيءٌ مِنَ الحِكمَةِ كَبَيتٍ خَرِبٍ ، فَتَعَلَّموا وعَلِّموا ، وتَفَقَّهوا ولا تَموتوا جُهّالًا ؛ فَإِنَّ اللّهَ عز و جل لا يَعذِرُ عَلَى الجَهلِ. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :طَلَبُ العِلمِ فَريضَةٌ عَلى كُلِّ مُؤمِنٍ ، فَاغدُ أيُّهَا العَبدُ عالِماً أو مُتَعَلِّماً ولا خَيرَ فيما بَينَ ذلِكَ. (4)
عنه صلى الله عليه و آله :طَلَبُ العِلمِ فَريضَةٌ ، وبَذلُهُ لِلنّاسِ فَريضَةٌ ، وَالنَّصيحَةُ لَهُم فَريضَةٌ ، وَالجِهادُ في سَبيلِ اللّهِ عز و جل فَريضَةٌ. (5)
تحف العقول :قالَ صلى الله عليه و آله : أربَعَةٌ تَلزَمُ كُلَّ ذي حِجًى وعَقلٍ مِن اُمَّتي . قيلَ : يا رَسولَ اللّهِ ، ما هُنَّ ؟ قالَ : اِستِماعُ العِلمِ ، وحِفظُهُ ، ونَشرُهُ ، وَالعَمَلُ بِهِ. (6)
.
ص: 215
الإمام عليّ عليه السلام :عَلَيكُم بِطَلَبِ العِلمِ ، فَإِنَّ طَلَبَهُ فَريضَةٌ. (1)
الإمام الصادق عليه السلام :طَلَبُ العِلمِ فَريضَةٌ. (2)
منية المريد :فِي الإِنجيلِ قالَ اللّهُ تَعالى فِي السّورَةِ السّابِعَةَ عَشرَةَ مِنهُ : وَيلٌ لِمَن سَمِعَ بِالعِلمِ ولَم يَطلُبهُ ، كَيفَ يُحشَرُ مَعَ الجُهّالِ إلَى النّارِ ؟ ! اُطلُبُوا العِلمَ وتَعَلَّموهُ ، فَإِنَّ العِلمَ إن لَم يُسعِدكُم لَم يُشقِكُم ، وإن لَم يَرفَعكُم لَم يَضَعكُم ، وإن لَم يُغنِكُم لَم يُفقِركُم ، وإن لَم يَنفَعكُم لَم يَضُرَّكُم ، ولا تَقولوا : نَخافُ أن نَعلَمَ فَلا نَعمَلَ ، ولكِن قولوا : نَرجو أن نَعلَمَ ونَعمَلَ ، وَالعِلمُ يَشفَعُ لِصاحِبِهِ ، وحَقٌّ عَلَى اللّهِ أن لا يُخزِيَهُ . إنَّ اللّهَ تَعالى يَقولُ يَومَ القِيامَةِ : يا مَعشَرَ العُلَماءِ ، ماظَنُّكُم بِرَبِّكُم ؟ فَيَقولونَ : ظَنُّنا أن يَرحَمَنا ويَغفِرَ لَنا . فَيَقولُ تَعالى : فَإِنّي قَد فَعَلتُ ، إنّي قَدِ استَودَعتُكُم حِكمَتي لا لِشَرٍّ أرَدتُهُ بِكُم ، بَل لِخَيرٍ أرَدتُهُ بِكُم ، فَادخُلوا في صالِحِ عِبادي إلى جَنَّتي بِرَحمَتي. (3)
1 / 2وُجوبُ التَّعَلُّمِ عَلى كُلِّ حالٍرسول اللّه صلى الله عليه و آله :اُطلُبُوا العِلمَ ولَو بِالصّينِ ؛ فَإِنَّ طَلَبَ العِلمِ فَريضَةٌ عَلى كُلِّ مُسلِمٍ. (4)
.
ص: 216
الفردوس عن ابن عبّاس : «وَ إِذْ قَالَ لُقْمَ_نُ لِابْنِهِ وَ هُوَ يَعِظُهُ ... » (1) ... يا بُنَيَّ ، إن كانَ بَينَكَ وبَينَ العِلمِ بَحرٌ مِن نارٍ يُحرِقُكَ وبَحرٌ مِن ماءٍ يُغرِقُكَ ، فَانفُذهُما إلَى العِلمِ حَتّى تَقتَبِسَهُ وتَعَلَّمَهُ ، فَإِنَّ تَعَلُّمَ العِلمِ دَليلُ الإِنسانِ ، وعِزُّ الإِنسانِ ، ومَنارُ الإِيمانِ ، ودَعائِمُ الأَركانِ ، ورِضَا الرَّحمنِ. (2)
الإمام زين العابدين عليه السلام :لَو يَعلَمُ النّاسُ ما في طَلَبِ العِلمِ لَطَلَبوهُ ولَو بِسَفكِ المُهَجِ (3) وخَوضِ اللُّجَجِ (4) ، إنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى أوحى إلى دانِيالَ : إنَّ أمقَتَ عَبيدي إلَيَّ الجاهِلُ المُستَخِفُّ بِحَقِّ أهلِ العِلمِ ، التّارِكُ لِلاِقتِداءِ بِهِم . وإنَّ أحَبَّ عَبيدي إلَيَّ التَّقِيُّ الطّالِبُ لِلثَّوابِ الجَزيلِ ، اللّازِمُ لِلعُلَماءِ ، التّابِعُ لِلحُلَماءِ ، القابِلُ عَنِ الحُكَماءِ. (5)
الإمام الصادق عليه السلام :اُطلُبُوا العِلمَ ولَو بِخَوضِ اللُّجَجِ وشَقِّ المُهَجِ. (6)
عنه عليه السلام :طَلَبُ العِلمِ فَريضَةٌ عَلى كُلِّ حالٍ. (7)
فائدة :المعروف المنسوب إلى النبيّ صلى الله عليه و آله أنّه قال : «اطلبوا العِلم من المهد إلى اللحد» . وجاء هذا المضمون في «آداب المتعلّمين» ، و«الوافي» بالنّحو الآتي : «قيل : وقت الطّلب من المهد إلى اللحد» (8) . وورد في هامش «آداب المتعلّمين» ما نصّه:
.
ص: 217
«و في الأثر المعروف: اطلبوا العِلم من المهد إلى اللحد» ، (1) وفي هامش «تفسير القمّيّ» أيضا : «ومنه الحديث المعروف : اطلبوا العِلم من المهد إلى اللحد» (2) . ونظم الشّاعر الفارسيّ هذا الكلام شعرا ، فقال : چنين گفت پيغمبر راستگو زگهواره تا گور دانش بجو (3) بيد أنّا لم نعثر على هذا التعبير في الجوامع الرّوائيّة، رغم الجهود المبذولة. وَالمبالغه المذكورة فيهذا الكلام هي بالشّعر أشبه منها بكلام النّبيّ صلى الله عليه و آله . وقد سمّى محقّقو «آداب المتعلّمين» و «تفسير القمّيّ» هذا الكلام حديثا، بلا تحقيق .
1 / 3طَلَبُ العِلمِ أوجَبُ مِن طَلَبِ المالِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :خُيِّرَ سُلَيمانُ بَينَ المُلكِ وَالمالِ وَالعِلمِ فَاختارَ العِلمَ ، فَاُعطِيَ العِلمَ وَالمالَ وَالمُلكَ بِاختِيارِهِ العِلمَ. (4)
الإمام عليّ عليه السلام :أيُّهَا النّاسُ ! اِعلَموا أنَّ كَمالَ الدّينِ طَلَبُ العِلمِ وَالعَمَلُ بِهِ ، وأنَّ طَلَبَ العِلمِ أوجَبُ عَلَيكُم مِن طَلَبِ المالِ، إنَ المالَ مَقسومٌ بَينَكُم مَضمونٌ لَكُم ، قَد قَسَمَهُ عادِلٌ بَينَكُم وضَمِنَهُ ، سَيَفي لَكُم بِهِ ، وَالعِلمُ مَخزونٌ عَلَيكُم عِندَ أهلِهِ قَد اُمِرتُم بِطَلَبِهِ مِنهُم ، فَاطلُبوهُ وَاعلَموا أنَّ كَثرَةَ المالِ مَفسَدَةٌ لِلدّينِ مَقساةٌ لِلقُلوبِ ، وأنَّ كَثرَةَ العِلمِ وَالعَمَلِ بِهِ مَصلَحَةٌ لِلدّينِ وسَبَبٌ إلَى الجَنَّةِ ، وَالنَّفَقاتُ تَنقُصُ المالَ وَالعِلمُ يَزكو
.
ص: 218
عَلى إنفاقِهِ ، فَإِنفاقُهُ بَثُّهُ إلى حَفَظَتِهِ ورُواتِهِ. (1)
الإمام الباقر عليه السلام :سارِعوا في طَلَبِ العِلمِ ، فَوَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ لَحَديثٌ واحِدٌ في حَلالٍ وحَرامٍ تَأخُذُهُ عَن صادِقٍ خَيرٌ مِنَ الدُّنيا وما حَمَلَت مِن ذَهَبٍ وفِضَّةٍ. (2)
راجع : ص 41 (خير من المال) .
1 / 4التَّحذيرُ مِن تَركِ التَّعَلُّمِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :ما مِن أحَدٍ إلّا عَلى بابِهِ مَلَكانِ ، فَإِذا خَرَجَ قالا : اُغدُ عالِماً أو مُتَعَلِّماً ولا تَكُنِ الثّالِثَ. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :اُغدُ عالِماً أو مُتَعَلِّماً أو مُستَمِعاً أو مُحِبًّا ، ولا تَكُنِ الخامِسَ فَتَهلِكَ. (4)
عنه صلى الله عليه و آله :اُغدُ عالِماً أو مُتَعَلِّماً أو مُستَمِعاً أو مُحَدِّثاً ، ولا تَكُنِ الخامِسَ فَتَهلِكَ. (5)
عنه صلى الله عليه و آله :اُغدُ عالِماً أو مُتَعَلِّماً أو مُجيباً أو سائِلًا ، ولا تَكُنِ الخامِسَ فَتَهلِكَ. (6)
عنه صلى الله عليه و آله :اُغدُ عالِماً أو مُتَعَلِّماً ، وإيّاكَ أن تَكونَ لاهِياً مُتَلَذِّذاً. (7)
.
ص: 219
عنه صلى الله عليه و آله :النّاسُ اثنانِ : عالِمٌ ومُتَعَلِّمٌ ، وما عَدا ذلِكَ هَمَجٌ رَعاعٌ لا يَعبَأُ اللّهُ بِهِم. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :لَيسَ مِنّي إلّا عالِمٌ أو مُتَعَلِّمٌ. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :لا خَيرَ فيمَن كانَ في اُمَّتي لَيسَ بِعالِمٍ ولا مُتَعَلِّمٍ. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :النّاسُ رَجُلانِ : عالِمٌ ومُتَعَلِّمٌ ، ولا خَيرَ فيما سِواهُما. (4)
عنه صلى الله عليه و آله :خُذُوا العِلمَ قَبلَ أن يَنفَدَ ، فَإِنَّ ذَهابَ العِلمِ ذَهابُ حَمَلَتِهِ. (5)
عنه صلى الله عليه و آله :قَلبٌ لَيسَ فيهِ شَيءٌ مِنَ الحِكمَةِ كَبَيتٍ خَرِبٍ ، فَتَعَلَّموا وعَلِّموا وتَفَقَّهوا ولا تَموتوا جُهّالًا ، فَإِنَّ اللّهَ لا يَعذِرُ عَلَى الجَهلِ. (6)
عنه صلى الله عليه و آله :لا خَيرَ فِي العَيشِ إلّا لِرَجُلَينِ : عالِمٍ مُطاعٍ أو مُستَمِعٍ واعٍ. (7)
عنه صلى الله عليه و آله :اُغدُ عالِماً أو مُتَعَلِّماً أو أحِبَّ العُلَماءَ ، ولا تَكُن رابِعاً فَتَهلِكَ بِبُغضِهِم. (8)
الإمام عليّ عليه السلام :اُغدُ عالِماً أو مُتَعَلِّماً ، ولا تَكُنِ الثّالِثَ فَتَعطَبَ. (9)
.
ص: 220
عنه عليه السلام :كُن عالِماً ناطِقاً أو مُستَمِعاً واعِياً ، وإيّاكَ أن تَكونَ الثّالِثَ. (1)
عنه عليه السلام :إذا لَم تَكُن عالِماً ناطِقاً فَكُن مُستَمِعاً واعِياً. (2)
عنه عليه السلام_ لِكُمَيلِ بنِ زِياد _: يا كُمَيلُ ، إنَّ هذِهِ القُلوبَ أوعِيَةٌ ، فَخَيرُها أوعاها لِلخَيرِ . وَالنّاسُ ثَلاثَةٌ : فَعالِمٌ رَبّانِيٌّ ، ومُتَعَلِّمٌ عَلى سَبيلِ نَجاةٍ ، وهَمَجٌ رَعاعٌ أتباعُ كُلِّ ناعِقٍ ، لَم يَستَضيؤوا بِنورِ العِلمِ ولَم يَلجَؤوا إلى رُكنٍ وَثيقٍ . إنَّ هاهُنا لَعِلماً _ وأشارَ بِيَدِهِ إلى صَدرِهِ _ لَو أصَبتُ لَهُ حَمَلَةً ! لَقَد أصَبتُ لَقِناً (3) غَيرَ مَأمونٍ يَستَعمِلُ الدّينَ لِلدُّنيا ، ويَستَظهِرُ بِحُجَجِ اللّهِ عَلى كِتابِهِ ، وبِنِعَمِهِ عَلى مَعاصيهِ ، اُفٍّ لِحامِلِ حَقٍّ لا يُصَيِّرُهُ لَهُ ، يَنقَدِحُ الشَّكُّ في قَلبِهِ بِأَوَّلِ عارِضٍ مِن شُبهَةٍ ، لا يَدري أينَ الحَقُّ ، إن قالَ أخطَأَ ، وإن أخطَأَ لَم يَدرِ ، مَشغوفٌ بِما لا يَدري حَقيقَتَهُ ، فَهُوَ فِتنَةٌ لِمَنِ افتُتِنَ بِهِ ، وإنَّ مِنَ الخَيرِ كُلِّهِ مَن عَرَّفَهُ اللّهُ دينَهُ ، وكَفى بِالمَرءِ جَهلًا أن لا يَعرِفَ دينَهُ. (4)
عنه عليه السلام :لا يَستَنكِفَنَّ مَن لَم يَكُن يَعلَمُ أن يَتَعَلَّمَ. (5)
الإمام الباقر عليه السلام :اُغدُ عالِماً خَيراً ، وتَعَلَّم خَيراً. (6)
الإمام الصادق عليه السلام :النّاسُ ثَلاثَةٌ : عالِمٌ ، ومُتَعَلِّمٌ ، وغُثاءٌ (7) . (8)
.
ص: 221
عنه عليه السلام :لَستُ اُحِبُّ أن أرَى الشّابَّ مِنكُم إلّا غادِياً في حالَينِ : إمّا عالِماً أو مُتَعَلِّماً ، فَإِن لَم يَفعَل فَرَّطَ ، فَإِن فَرَّطَ ضَيَّعَ ، وإن ضَيَّعَ أثِمَ ، وإن أثِمَ سَكَنَ النّارَ والَّذي بَعَثَ مُحَمَّدا صلى الله عليه و آله بِالحَقِّ. (1)
عنه عليه السلام :لا يَنبَغي لِمَن لَم يَكُن عالِماً أن يُعَدَّ سَعيداً ، ولا لِمَن لَم يَكُن وَدوداً أن يُعَدَّ حَميداً. (2)
.
ص: 222
. .
ص: 223
الفصل الثاني : فضل التّعلّم2 / 1تَأكيدُ طَلَبِ العِلمِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :تَعَلَّمُوا العِلمَ ؛ فَإِنَّ تَعَلُّمَهُ حَسَنَةٌ. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :اُطلُبُوا العِلمَ ؛ فَإِنَّهُ السَّبَبُ بَينَكُم وبَينَ اللّهِ عز و جل. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :تَعَلَّمُوا العِلمَ وعَلِّموهُ النّاسَ ، تَعَلَّمُوا الفَرائِضَ وعَلِّموهُ النّاسَ ، تَعَلَّمُوا القُرآنَ وعَلِّموهُ النّاسَ ، فَإِنِّي امرُؤٌ مَقبوضٌ ، وَالعِلمُ سَيُقبَضُ ، وتَظهَرُ الفِتَنُ حَتّى يَختَلِفَ اثنانِ في فَريضَةٍ لا يَجِدانِ أحَداً يَفصِلُ بَينَهُما. (3)
.
ص: 224
عنه صلى الله عليه و آله :أفضَلُ الأَعمالِ عَلى ظَهرِ الأَرضِ ثَلاثَةٌ : طَلَبُ العِلمِ ، وَالجِهادُ ، وَالكَسبُ ؛ لِأَنَّ طالِبَ العِلمِ حَبيبُ اللّهِ ، وَالغازي وَلِيُّ اللّهِ ، وَالكاسِبُ صَديقُ اللّهِ. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :مَجالِسُ العِلمِ عِبادَةٌ. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :العالِمُ وَالمُتَعَلِّمُ شَريكانِ فِي الأَجرِ ولا خَيرَ في سائِرِ النّاسِ. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ العالِمَ وَالمُتَعَلِّمَ في الأَجرِ سَواءٌ ، يَأتِيانِ يَومَ القِيامَةِ كَفَرَسَي رِهانٍ يَزدَحِمانِ. (4)
عنه صلى الله عليه و آله :العالِمُ وَالمُتَعَلِّمُ شَريكانِ فِي الخَيرِ. (5)
الإمام عليّ عليه السلام :الشّاخِصُ في طَلَبِ العِلمِ كَالمُجاهِدِ في سَبيلِ اللّهِ. (6)
عنه عليه السلام :ضادُّوا الجَهلَ بِالعِلمِ. (7)
عنه عليه السلام :رُدُّوا الجَهلَ بِالعِلمِ. (8)
.
ص: 225
عنه عليه السلام :اُطلُبُوا العِلمَ تَرشُدوا. (1)
عنه عليه السلام :اُطلُبِ العِلمَ تَزدَد عِلماً. (2)
عنه عليه السلام :اِقتَنِ العِلمَ ، فَإِنَّكَ إن كُنتَ غَنِيًّا زانَكَ ، وإن كُنتَ فَقيراً مانَكَ (3) . (4)
عنه عليه السلام :مُدارَسَةُ العِلمِ لَذَّةُ العُلَماءِ. (5)
عنه عليه السلام_ في صِفَةِ المُتَّقينَ _: مِن عَلامَةِ أحَدِهِم أنَّكَ تَرى لَهُ قُوَّةً في دينٍ، وحَزماً في لينٍ ، وإيماناً في يَقينٍ ، وحِرصاً في عِلمٍ ، وعِلماً في حِلمٍ. (6)
عنه عليه السلام :أيُّهَا النّاسُ ، اِعلَموا أنَّ كَمالَ الدّينِ طَلَبُ العِلمِ وَالعَمَلُ بِهِ. (7)
عنه عليه السلام :تَعَلَّمِ العِلمَ وَاعمَل بِهِ وَانشُرهُ في أهلِهِ ، يُكتَب لَكَ أجرُ تَعَلُّمِهِ وعَمَلِهِ إن شاءَ اللّهُ تَعالى. (8)
عنه عليه السلام_ فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ _: تَعَلَّمُوا العِلمَ وإن لَم تَنالوا بِهِ حَظًّا ، فَلَأَن يُذَمَّ الزَّمانُ لَكُم أحسَنُ مِن أن يُذَمَّ بِكُم. (9)
.
ص: 226
عنه عليه السلام :مَن تَرَكَ الاِستِماعَ مِن ذَوِي العُقولِ ماتَ عَقلُهُ. (1)
عنه عليه السلام_ لِحَمّادِ بنِ عيسى بَعدَ ذِكرِ عَلاماتِ الدّينِ _: ولِكُلِّ واحِدَةٍ مِن هذِهِ العَلاماتِ شُعَبٌ يَبلُغُ العِلمُ بِها أكثَرَ مِن ألفِ بابٍ وألفِ بابٍ وألفِ بابٍ ، فَكُن يا حَمّادُ طالِباً لِلعِلمِ في آناءِ اللَّيلِ وأطرافِ النَّهارِ. (2)
لقمان عليه السلام_ لاِبنِهِ يَعِظُهُ _: يا بُنَيَّ ، اِجعَل في أيّامِكَ ولَياليكَ وساعاتِكَ نَصيباً لَكَ في طَلَبِ العِلمِ ، فَإِنَّكَ لَن تَجِدَ لَهُ تَضييعاً مِثلَ تَركِهِ. (3)
عنه عليه السلام_ أيضا _: لا تَترُكِ العِلمَ زَهادَةً فيهِ ورَغبَةً فِي الجَهالَةِ ، يا بُنَيَّ اختَرِ المَجالِسَ عَلى عَينِكَ ، فَإِن رَأَيتَ قَوماً يَذكُرونَ اللّهَ فَاجلِس إلَيهِم ، فَإِنَّكَ إن تَكُن عالِماً يَنفَعكَ عِلمُكَ ويَزيدوكَ عِلماً ، وإن تَكُن جاهِلًا يُعَلِّموكَ ، ولَعَلَّ اللّهَ تَعالى أن يُظِلَّهُم بِرَحمَةٍ فَتَعُمَّكَ مَعَهُم. (4)
الإمام الهادي عليه السلام :إنَّ العالِمَ وَالمُتَعَلِّمَ شَريكانِ فِي الرُّشدِ. (5)
الإمام عليّ عليه السلام_ فِي الدّيوانِ المَنسوبِ إلَيهِ _: وثِق بِاللّهِ رَبِّكَ ذِي المَعالي وذِي الآلاءِ وَالنِّعَمِ الجِسامِ وكُن لِلعِلمِ ذا طَلَبٍ وبَحثٍ وناقِش فِي الحَلالِ وفِي الحَرامِ وبِالعَوراءِ لا تَنطِق ولكِن بِما يُرضِي الإِلهَ مِنَ الكَلامِ (6)
.
ص: 227
عنه عليه السلام_ أيضاً _: العِلمُ زَينٌ فَكُن لِلعِلمِ مُكتَسِبًا وكُن لَهُ طالِبًا ما كُنتَ مُقتَبِسا وَاركَن إلَيهِ وثِق بِاللّهِ وَاغنَ بِهِ وكُن حَليماً رَصينَ العَقلِ مُحتَرِسا لا تَسأَمَنَّ فَإِمّا كُنتَ مُنهَمِكًا فِيالعِلمِ يَومًا وإمّا كُنتَ مُنغَمِسا وكُن فَتًى ناسِكًا مَحضَ التُّقى وَرِعًا لِلدّينِ مُغتَنِماً لِلعِلمِ مُفتَرِسا فَمَن تَخَلَّقَ بِالآدابِ ظَلَّ بِها رَئيسَ قَومٍ إذا ما فارَقَ الرُّؤَسا وَاعلَم هُديتَ بِأَنَّ العِلمَ خَيرُ صَفًا أضحى لِطالِبِهِ مِن فَضلِهِ سَلِسا (1)
عنه عليه السلام_ أيضاً _: لَو صيغَ مِن فِضَّةٍ نَفسٌ عَلى قَدَرٍ لَعادَ مِن فَضلِهِ لَمّا صَفا ذَهَبا ما لِلفَتى حَسَبٌ إلّا إذا كَمُلَت آدابُهُ وحَوَى الآدابَ وَالحَسَبا فَاطلُب فَدَيتُكَ عِلمًا وَاكتَسِب أدَبا تَظفَر يَداكَ بِهِ وَاستَجمِلِ الطَّلَبا (2)
2 / 2فَضلُ طالِبِ العِلمِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :طالِبُ العِلمِ بَينَ الجُهّالِ كَالحَيِّ بَينَ الأَمواتِ. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :طالِبُ العِلمِ لا يَموتُ ، أو يُمَتَّعَ جَدَّهُ (4) بِقَدرِ كَدِّهِ. (5)
.
ص: 228
عنه صلى الله عليه و آله :طالِبُ العِلمِ طالِبُ الرَّحمَةِ ، طالِبُ العِلمِ رُكنُ الإِسلامِ ، ويُعطى أجرَهُ مَعَ النَّبِيّينَ. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن خَرَجَ مِن بَيتِهِ لِيَلتَمِسَ باباً مِنَ العِلمِ كَتَبَ اللّهُ عز و جل لَهُ بِكُلِّ قَدَمٍ ثَوابَ نَبِيٍّ مِنَ الأَنبِياءِ ، وأعطاهُ اللّهُ بِكُلِّ حَرفٍ يَسمَعُ أو يَكتُبُ مَدينَةً فِي الجَنَّةِ. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن خَرَجَ في طَلَبِ العِلمِ كانَ في سَبيلِ اللّهِ حَتّى يَرجِعَ. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن أحَبَّ أن يَنظُرَ إلى عُتَقاءِ اللّهِ مِنَ النّارِ فَليَنظُر إلَى المُتَعَلِّمينَ ، فَوَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ ، ما مِن مُتَعَلِّمٍ يَختَلِفُ إلى بابِ العالِمِ المُعَلِّمِ إلّا كَتَبَ اللّهُ لَهُ بِكُلِّ قَدَمٍ عِبادَةَ سَنَةٍ ، وبَنَى اللّهُ لَهُ بِكُلِّ قَدَمٍ مَدينَةً فِي الجَنَّةِ ، ويَمشي عَلَى الأَرضِ وهِيَتَستَغفِرُ لَهُ ، ويُمسي ويُصبِحُ مَغفوراً لَهُ ، وشَهِدَتِ المَلائِكَةُ أنَّهُم عُتَقاءُ اللّهِ مِنَ النّارِ. (4)
عنه صلى الله عليه و آله :إذا جاءَ المَوتُ طالِبَ العِلمِ وهُوَ عَلى هذِهِ الحالِ ماتَ وهُوَ شَهيدٌ. (5)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن طَلَبَ العِلمَ فَأَدرَكَهُ كانَ لَهُ كِفلانِ مِنَ الأَجرِ ، فَإِن لَم يُدرِكهُ كانَ لَهُ كِفلٌ مِنَ الأَجرِ. (6)
.
ص: 229
عنه صلى الله عليه و آله :مَن جاءَ أجَلُهُ وهُوَ يَطلُبُ العِلمَ لَقِيَ اللّهَ ولَم يَكُن بَينَهُ وبَينَ النَّبِيّينَ إلّا دَرَجَةُ النُّبُوَّةِ. (1)
الإمام عليّ عليه السلام :مَن جاءَتهُ مَنِيَّتُهُ وهُوَ يَطلُبُ العِلمَ فَبَينَهُ وبَينَ الأنبِياءِ دَرَجَةٌ. (2)
عنه عليه السلام :الشّاخِصُ في طَلَبِ العِلمِ كَالُمجاهِدِ في سَبيلِ اللّهِ ، إنَّ طَلَبَ العِلمِ فَريضَةٌ عَلى كُلِّ مُسلِمٍ ، وكَم مِن مُؤمِنٍ يَخرُجُ مِن مَنزِلِهِ في طَلَبِ العِلمِ فَلا يَرجِعُ إلّا مَغفوراً ! (3)
عنه عليه السلام :لِطالِبِ العِلمِ عِزُّ الدُّنيا وفَوزُ الآخِرَةِ. (4)
كنزالعمّال عن ابن مسعود :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا رَأَى الَّذينَ يَبتَغونَ العِلمَ قالَ : مَرحَباً بِكُم يَنابيعَ الحِكمَةِ ، مَصابيحَ الظُّلَمِ ، خُلقانَ الثِّيابِ ، جُدُدَ القُلوبِ ، رَيحانَ كُلِّ قَبيلَةٍ. (5)
جامع بيان العلم وفضله عن أبي هارون العبديّ وشهر بن حوشب :كُنّا إذا أتَينا أبا سَعيدٍ الخُدرِيَ يَقولُ : مَرحَباً بِوَصِيَّةِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : «سَتُفتَحُ لَكُمُ الأَرضُ ويَأتيكُم قَومٌ _ أو قالَ : غِلمانٌ _ حَديثَةٌ أسنانُهُم يَطلُبونَ العِلمَ ويَتَفَقَّهونَ فِي الدّينِ ويَتَعَلَّمونَ مِنكُم ، فَإِذا جاؤوكُم فَعَلِّموهُم وألطِفوهُم ووَسِّعوا لَهُم فِي المَجلِسِ وأفهِموهُمُ الحَديثَ . فَكانَ أبو سَعيدٍ يَقولُ لَنا : مَرحَباً بِوَصِيَّةِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، أمَرَنا رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله أن نُوَسِّعَ لَكُم فِي المَجلِسِ وأن نُفَهِّمَكُمُ الحَديثَ. (6)
.
ص: 230
الأمالي عن أبي هارون العبديّ :كُنّا إذا أتَينا أبا سَعيدٍ الخُدرِيَّ قالَ : مَرحَباً بِوَصِيَّةِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : «سَيَأتيكُم قَومٌ مِن أقطارِ الأَرضِ يَتَفَقَّهونَ ، فَإِذا رَأَيتُموهُم فَاستَوصوا بِهِم خَيراً» ، ويَقولُ : أنتُم وَصِيَّةُ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله . (1)
سنن الدارمي عن عامر بن إبراهيم :كانَ أبُو الدَّرداءِ إذا رَأى طَلَبَةَ العِلمِ قالَ : مَرحَباً بِطَلَبَةِ العِلمِ ! وكانَ يَقولُ : إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله أوصى بِكُم. (2)
الإمام زين العابدين عليه السلام :إنَّ طالِبَ العِلمِ إذا خَرَجَ مِن مَنزِلِهِ لَم يَضَع رِجلَهُ عَلى رَطبٍ ولا يابِسٍ مِنَ الأَرضِ إلّا سَبَّحَت لَهُ إلَى الأَرَضينَ السّابِعَةِ. (3)
الإمام الباقر عليه السلام :إنَّ جَميعَ دَوابِّ الأَرضِ لَتُصَلّي عَلى طالِبِ العِلمِ حَتَّى الحيتانِ فِي البَحرِ. (4)
راجع : ص 238 (فوائد طلب العلم) و 372 ح 2710 .
2 / 3فَضلُ طَلَبِ العِلمِ عَلَى العِبادَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :طَلَبُ العِلمِ أفضَلُ عِندَ اللّهِ عز و جل مِنَ الصَّلاةِ وَالصِّيامِ وَالحَجِّ وَالجِهادِ
.
ص: 231
في سَبيلِ اللّهِ عز و جل . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :طَلَبُ العِلمِ ساعَةً خَيرٌ مِن قِيامِ لَيلَةٍ ، وطَلَبُ العِلمِ يَوماً خَيرٌ مِن صِيامِ ثَلاثَةِ أشهُرٍ. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن خَرَجَ يَطلُبُ باباً مِن عِلمٍ لِيَرُدَّ بِهِ باطِلًا إلى حَقٍّ أو ضَلالَةً إلى هُدًى ، كانَ عَمَلُهُ ذلِكَ كَعِبادَةِ مُتَعَبِّدٍ أربَعينَ عاماً. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن تَعَلَّمَ باباً مِنَ العِلمِ عَمِلَ بِهِ أو لَم يَعمَل كانَ أفضَلَ مِن أن يُصَلِّيَ ألفَ رَكعَةٍ تَطَوُّعاً. (4)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن خَرَجَ مِن بَيتِهِ يَلتَمِسُ باباً مِنَ العِلمِ لِيَنتَفِعَ بِهِ ويُعَلِّمَهُ غَيرَهُ ، كَتَبَ اللّهُ لَهُ بِكُلِّ خُطوَةٍ عِبادَةَ ألفِ سَنَةٍ صِيامَها وقِيامَها ، وحَفَّتهُ المَلائِكَةُ بِأَجنِحَتِها ، وصَلّى عَلَيهِ طُيورُ السَّماءِ وحيتانُ البَحرِ ودَوابُّ البَرِّ ، وأنزَلَهُ اللّهُ مَنزِلَةَ سَبعينَ صِدّيقاً ، وكانَ خَيراً لَهُ أن لَو كانَتِ الدُّنيا كُلُّها لَهُ فَجَعَلَها فِي الآخِرَةِ. (5)
عنه صلى الله عليه و آله_ لِأَبي ذَ رٍّ _: يا أبا ذَ رٍّ ، لَأَن تَغدُوَ فَتَعَلَّمَ آيَةً مِن كِتابِ اللّهِ خَيرٌ لَكَ مِن أن تُصَلِّيَ مِائَةَ رَكعَةٍ ، ولَأَن تَغدُوَ فَتَعَلَّمَ باباً مِنَ العِلمِ عُمِلَ بِهِ أو لَم يُعمَل خَيرٌ مِن أن
.
ص: 232
تُصَلِّيَ ألفَ رَكعَةٍ. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :ما مِن مُتَعَلِّمٍ يَختَلِفُ إلى بابِ العالِمِ إلّا كَتَبَ اللّهُ لَهُ بِكُلِّ قَدَمٍ عِبادَةَ سَنَةٍ. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن طَلَبَ العِلمَ فَهُوَ كَالصّائِمِ نَهارَهُ القائِمِ لَيلَهُ ، وإنَّ باباً مِنَ العِلمِ يَتَعَلَّمُهُ الرَّجُلُ خَيرٌ لَهُ مِن أن يَكونَ أبو قُبَيسٍ ذَهَباً فَأَنفَقَهُ في سَبيلِ اللّهِ. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :الكَلِمَةُ مِن كَلامِ الحِكمَةِ يَسمَعُهَا الرَّجُلُ المُؤمِنُ فَيَعمَلُ بِها أو يُعَلِّمُها خَيرٌ مِن عِبادَةِ سَنَةٍ. (4)
جامع بيان العلم وفضله عن عبد اللّه بن عمرو :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله مَرَّ بِمَجلِسَينِ في مَسجِدِهِ : أحَدُ المَجلِسَينِ يَدعونَ اللّهَ ويَرغَبونَ إلَيهِ ، وَالآخَرُ يَتَعَلَّمونَ الفِقهَ ويُعَلِّمونَهُ ، فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : كِلَا المَجلِسَينِ عَلى خَيرٍ ، وأحَدُهُما أفضَلُ مِنَ الآخَرِ صاحِبِهِ ، أمّا هؤُلاءِ فَيَدعونَ اللّهَ ويَرغَبونَ إلَيهِ ، فَإِن شاءَ أعطاهُم وإن شاءَ مَنَعَهُم ، وأمّا هؤُلاءِ فَيَتَعَلَّمونَ ويُعَلِّمونَ الجاهِلَ ، وإنَّما بُعِثتُ مُعَلِّماً ، ثُمَّ أقبَلَ فَجَلَسَ مَعَهُم. (5)
عنه صلى الله عليه و آله :بابٌ مِنَ العِلمِ يَتَعَلَّمُهُ الإِنسانُ خَيرٌ لَهُ مِن ألفِ رَكعَةٍ تَطَوُّعاً. (6)
عنه صلى الله عليه و آله :إذا جَلَسَ المُتَعَلِّمُ بَينَ يَدَيِ العالِمِ فَتَحَ اللّهُ تَعالى عَلَيهِ سَبعينَ باباً مِنَ الرَّحمَةِ ، ولا يَقومُ مِن عِندِهِ إلّا كَيَومِ وَلَدَتهُ اُمُّهُ ، وأعطاهُ اللّهُ بِكُلِّ حَرفٍ ثَوابَ سِتّينَ
.
ص: 233
شَهيداً ، وكَتَبَ اللّهُ لَهُ بِكُلِّ حَديثٍ عِبادَةَ سَبعينَ سَنَةً ، وبَنى لَهُ بِكُلِّ وَرَقَةٍ مَدينَةً ، كُلُّ مَدينَةٍ مِثلُ الدُّنيا عَشرَ مَرّاتٍ. (1)
الإمام عليّ عليه السلام :بَينَما أنَا جالِسٌ في مَسجِدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله إذ دَخَلَ أبو ذَرٍّ فَقالَ : يا رَسولَ اللّهِ ، جَنازَةُ العابِدِ أحَبُّ إلَيكَ أم مَجلِسُ العِلمِ ؟ فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : يا أبا ذَرٍّ ، الجُلوسُ ساعَةً عِندَ مُذاكَرَةِ العِلمِ أحَبُّ إلَى اللّهِ مِن ألفِ جَنازَةٍ مِن جَنائِزِ الشُّهَداءِ ، وَالجُلوسُ سَاعَةً عِندَ مُذاكَرَةِ العِلمِ أحَبُّ إلَى اللّهِ مِن قِيامِ ألفِ لَيلَةٍ يُصَلّى في كُلِّ لَيلَةٍ ألفُ رَكعَةٍ ، وَالجُلوسُ ساعَةً عِندَ مُذاكَرَةِ العِلمِ أحَبُّ إلَى اللّهِ مِن ألفِ غَزوَةٍ وقِراءَةِ القُرآنِ كُلِّهِ . قالَ : يا رَسولَ اللّهِ ، مُذاكَرَةُ العِلمِ خَيرٌ مِن قِراءَةِ القُرآنِ كُلِّهِ ؟ ! فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : يا أبا ذَرٍّ ، الجُلوسُ ساعَةً عِندَ مُذاكَرَةِ العِلمِ أحَبُّ إلَى اللّهِ مِن قِراءَةِ القُرآنِ كُلِّهِ اثنَي عَشَرَ ألفَ مَرَّةٍ ، عَلَيكُم بِمُذاكَرَةِ العِلمِ ، فَإِنَّ بِالعِلمِ تَعرِفونَ الحَلالَ مِنَ الحَرامِ ... يا أبا ذَرٍّ ، الجُلوسُ ساعَةً عِندَ مُذاكَرَةِ العِلمِ خَيرٌ لَكَ مِن عِبادَةِ سَنَةٍ صِيامِ نَهارِها وقِيامِ لَيلِها. (2)
عنه عليه السلام :طَلَبُ العِلمِ أفضَلُ مِنَ العِبادَةِ ، قالَ اللّهُ عز و جل : «إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَ_ؤُا» (3) . (4)
روضة الواعظين :رَوى بَعضُ الصَّحابَةِ : جاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنصارِ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، فَقالَ : يا
.
ص: 234
رَسولَ اللّهِ ، إذا حَضَرَت جَنازَةٌ أو حَضَرَ مَجلِسُ عالِمٍ ، أيُّهُما أحَبُّ إلَيكَ أن أشهَدَ؟ فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : إن كانَ لِلجَنازَةِ مَن يَتبَعُها ويَدفِنُها فَإِنَّ حُضورَ مَجلِسِ العالِمِ أفضَلُ مِن حُضورِ ألفِ جَنازَةٍ ، ومِن عِيادَةِ ألفِ مَريضٍ ، ومِن قِيامِ ألفِ لَيلَةٍ ، ومِن صِيامِ ألفِ يَومٍ ، ومِن ألفِ دِرهَمٍ يُتَصَدَّقُ بِها عَلَى المَساكينِ ، ومِن ألفِ حَجَّةٍ سِوَى الفَريضَةِ ، ومِن ألفِ غَزوَةٍ سِوَى الواجِبِ تَغزوها في سَبيلِ اللّهِ بِمالِكَ ونَفسِكَ . وأينَ تَقَعُ هذِهِ المَشاهِدُ مِن مَشهَدِ عالِمٍ ! أما عَلِمتَ أنَّ اللّهَ يُطاعُ بِالعِلمِ ويُعبَدُ بِالعِلمِ ، وخَيرُ الدُّنيا وَالآخِرَةِ مَعَ العِلمِ ، وشَرُّ الدُّنيا وَالآخِرَةِ مَعَ الجَهلِ ؟ ! (1)
راجع : ص 339 ح 2595 و 382 (فضل العالم على العابد) .
.
ص: 235
تنبيهات حول فضل العلم على العبادة1 . أيّ علم وأيّ عبادة ؟سيأتي في الفصل الخامس أنّ للتعلّم من الوجهة الفقهيّة خمسة أحكام . وفي ضوء ذلك يقسم العلم إلى واجب ، وحرام ، ومستحبّ ، ومكروه ، ومباح ، وإذا نظرنا إلى العبادة على أنّ لها خمسة أحكام بالمفهوم العامّ ، فإنّ صور التّزاحم بين التعلّم والتعبّد تصل إلى خمس وعشرين صورةً من منظور عقليّ . لذا نلاحظ أنّ أوّل مسألة في مقام ترجيح العلم على العبادة هي : أيّ علمٍ يُرجَّح وأيّ عبادة يُرجَّح عليها . إنّ التّأمّل في الأحاديث الّتي ترجّح العلم على العبادة ، يدلّ على أنّ المقصود هو ترجيح التعلّم الواجب أو المستحبّ على العبادات المستحبّة ، ومن الطبيعي أنّ فضيلة التعلّم الواجب والتعبّد المستحب لا تُقاس بفضيلة التعلّم والتعبّد المستحبّين ، ولعلّ الأحاديث المأثورة في الفضائل العجيبة لتبيان فضيلة العلم على العبادة ترتبط بهذه الصورة من صور التزاحم (1) .
.
ص: 236
والاحتمال الآخر في تبيين الأحاديث الواردة في ترجيح العلم على العبادة هو النظر إلى العلم والعبادة بذاتهما وبدون الأخذ بعين الاعتبار الأحكام الفقهيّة الخمسة ، أي : العلم ذاتا مقدَّم على العبادة ، ويمكن أن تكون لهذا التقدّم أسباب متنوّعة ، منها أنّ العبادة متعذّرة بغير العلم .
2 . الدور البنّاء للعبادة إلى جانب العلممضت الإشارة في الفصول المتقدّمة إلى الدور الأساسيّ البنّاء للعبادات في ظهور نور العلم والإلهامات القلبيّة (1) ، وتمّ تأكيد أنّ جوهر العلم لا يستديم في وجود الإنسان بلا عمل (2) . من هنا ، فإنّ الأحاديث الّتي ترجّح العلم على العبادة لا تهدف إلى إضعاف الدور البنّاء للعبادة إلى جانب العلم أو إنكاره ، بل تؤكّد ضرورة تقارنهما وتُحذّر من العبادات الجاهلة . وسيأتي في القسم السابع أنّ العبادة بلا علم لا قيمة لها ، بل هي مدعاة للخطر (3) . من هذا المنطلق لا يمكن أن تُتّخذ أحاديث هذا الفصل ذريعة لترك العبادات ، حتّى المستحبّة منها ، نُقل أنّ شخصا سأل المحقّق الكبير الشيخ الأنصاريّ رضوان اللّه تعالى عليه عن التعارض بين صلاة الليل والمطالعات العلميّة : أيّهما مقدّمة على الأُخرى وكان الشيخ يعلم أنّ السائل من هواة النارجيلة ، وأنّ سؤاله ذريعة لترك نافلة الليل ، فأجابه قائلاً : لِمَ تُوجِد تعارضا بين صلاة الليل والمطالعة ! قل : أيّهما تتقدّم على الاُخرى : المطالعة أو النّارجيلة .
.
ص: 237
3 . المبالغة في بيان فضيلة العلمإنّ بعض الأحاديث المذكورة في هذا الفصل الّتي عرضت موضوعات حول بيان فضيلة العلم ورجحانه على العبادة تبدو عليها المبالغة ، ويعسر قبولها بلا توضيحٍ وافٍ ، كأنْ يُذكر أنّ في جلوس المتعلّم أمام العالم ثواب ستّين شهيدا ، أو أنّ الحضور في مجلس العالم أفضل من ألف غزوة مندوبة ... مع أنّ سند هذه الأحاديث ليس له الاعتبار الكافي لإثبات هذه الفضائل ، لكن ردّ هذه الأحاديث لا يتيسّر ، من خلال ملاحظة الاستدلال الوارد في الحديث النبويّ صلى الله عليه و آله : «خَيرُ الدُّنيا وَالآخِرَةِ مَعَ العِلمِ ، وشَرُّ الدُّنيا وَالآخِرَةِ مَعَ الجَهلِ» (1) . والواقع أنّ هذه الأحاديث عمدت إلى ضروب التأكيد لتشجيع الناس على العلم ، ومادام المرء محتاجا إلى التعلّم والحضور في مجلس العالم من أجل رفع مستوى معرفته ، فليس له أن يترك مجلس العلم بأيّ ذريعةٍ كانت ، حتّى لو كانت ذريعة الحجّ والجهاد المستحبّين !
.
ص: 238
2 / 4فَوائِدُ طَلَبِ العِلمِأ _ مَحَبَّةُ اللّهِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :طالِبُ العِلمِ حَبيبُ اللّهِ. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :طالِبُ العِلمِ أحَبَّهُ اللّهُ وأحَبَّهُ المَلائِكَةُ وأحَبَّهُ النَّبِيّونَ. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :طالِبُ العِلمِ مَحفوفٌ بِعِنايَةِ اللّهِ. (3)
راجع : ص 370 (أحبّاء اللّه ) .
ب _ إكرامُ المَلائِكَ_ةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ المَلائِكَةَ لَتَضَعُ أجنِحَتَها لِطالِبِ العِلمِ رِضًى بِهِ. (4)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ المَلائِكَةَ لَتَضَعُ أجنِحَتَها رِضاءً لِطالِبِ العِلمِ. (5)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن غَدا يَطلُبُ عِلماً كانَ في سَبيلِ اللّهِ حَتّى يَرجِعَ ، وَالمَلائِكَةُ لَتَضَعُ أجنِحَتَها لِطالِبِ العِلمِ. (6)
.
ص: 239
عنه صلى الله عليه و آله :ما غَدا رَجُلٌ يَلتَمِسُ عِلماً إلّا فَرَشَت لَهُ المَلائِكَةُ أجنِحَتَها رِضاءً بِما يَصنَعُ. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :ما مِن خارِجٍ خَرَجَ مِن بَيتِهِ في طَلَبِ العِلمِ إلّا وَضَعَت لَهُ المَلائِكَةُ أجنِحَتَها 2 رِضًى بِما يَصنَعُ. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :إذا خَرَجَ الرَّجُلُ في طَلَبِ العِلمِ كَتَبَ اللّهُ لَهُ أثَرَهُ حَسَناتٍ ، فَإِذَا التَقى هُوَ وَالعالِمُ فَتَذاكَرا مِن أمرِ اللّهِ تَعالى شَيئاً أظَلَّتهُمَا المَلائِكَةُ ونودِيا مِن فَوقِهِما : أن قَد غَفِرتُ لَكُما. (3)
المعجم الكبير عن صفوان بن عسّال المراديّ :أتَيتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله وهُوَ مُتَّكِئٌ فِي المَسجِدِ عَلى بُردٍ (4) لَهُ ، فَقُلتُ لَهُ : يا رَسولَ اللّهِ ، إنّي جِئتُ أطلُبُ العِلمَ . فَقالَ : مَرحَباً بِطالِبِ العِلمِ ، طالِبُ العِلمِ لَتَحُفُّهُ المَلائِكَةُ وتُظِلُّهُ بِأَجنِحَتِها ، ثُمَّ
.
ص: 240
يَركَبُ بَعضُهُ بَعضاً حَتّى يَبلُغُوا السَّماءَ الدُّنيا مِن حُبِّهِم لِما يَطلُبُ. (1)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن غَدا في طَلَبِ العِلمِ أظَلَّت عَلَيهِ المَلائِكَةُ ، وبورِكَ لَهُ في مَعيشَتِهِ ولَم يَنقُص مِن رِزقِهِ. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن خَرَجَ مِن بَيتِهِ يَطلُبُ عِلماً شَيَّعَهُ سَبعونَ ألفَ مَلَكٍ يَستَغفِرونَ لَهُ. (3)
الإمام عليّ عليه السلام :إنَّ المَلائِكَةَ لَتَضَعُ أجنِحَتَها لِطَلَبَةِ العِلمِ مِن شيعَتِنا. (4)
عنه عليه السلام :إنَّ طالِبَ العِلمِ لَيُشَيِّعُهُ سَبعونَ ألفَ مَلَكٍ مِن مُقَرَّبِي السَّماءِ. (5)
الإمام الباقر عليه السلام :ما مِن عَبدٍ يَغدو في طَلَبِ العِلمِ أو يَروحُ إلّا خاضَ الرَّحمَةَ ، وهَتَفَت بِهِ المَلائِكَةُ : مَرحَباً بِزائِرِاللّهِ ، وسَلَكَ مِنَ الجَنَّةِ مِثلَ ذلِكَ المَسلَكِ. (6)
ج _ تَكَفُّلُ الرِّزقِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن طَلَبَ العِلمَ تَكَفَّلَ اللّهُ بِرِزقِهِ. (7)
.
ص: 241
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّهَ تَعالى قَد تَكَفَّلَ لِطالِبِ العِلمِ بِرِزقِهِ خاصَّةً عَمّا ضَمِنَهُ لِغَيرِهِ. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن تَفَقَّهَ في دينِ اللّهِ كَفاهُ اللّهُ هَمَّهُ ورَزَقَهُ مِن حَيثُ لا يَحتَسِبُ. (2)
د _ استِغفارُ كُلِّ شَيءٍرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّهُ يَستَغفِرُ لِطالِبِ العِلمِ مَن فِي السَّماءِ ومَن فِي الأَرضِ حَتَّى الحوتُ فِي البَحرِ. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ طالِبَ العِلمِ لَيَستَغفِرُ لَهُ كُلُّ شَيءٍ حَتّى حيتانِ البَحرِ وهَوامِّ الأَرضِ وسِباعِ البَرِّ وأنعامِهِ، فَاطلُبُوا العِلمَ فَإِنَّهُ السَّبَبُ بَينَكُم وبَينَ اللّه عز و جل . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :طالِبُ العِلمِ أفضَلُ عِندَ اللّهِ مِنَ المُجاهِدينَ وَالمُرابِطينَ وَالحُجّاجِ وَالعُمّارِ وَالمُعتَكِفينَ وَالمُجاوِرينَ ، وَاستَغفَرَت لَهُ الشَّجَرُ وَالرِّياحُ وَالسَّحابُ وَالبِحارُ وَالنُّجومُ وَالنَّباتُ وكُلُّ شَيءٍ طَلَعَت عَلَيهِ الشَّمسُ. (5)
.
ص: 242
عنه صلى الله عليه و آله :ثَلاثَةٌ يَستَغفِرُ لَهُمُ السَّماواتُ وَالأَرضُ وَالمَلائِكَةُ وَاللَّيلُ وَالنَّهارُ : العُلَماءُوَالمُتَعَلِّمونَ وَالأَسخِياءُ. (1)
الإمام عليّ عليه السلام :طالِبُ العِلمِ تَستَغفِرُ لَهُ المَلائِكَةُ وتَدعو لَهُ فِي السَّماءِ وَالأَرضِ. (2)
ه _ غُفرانُ الذُّنوبِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَنِ انتَقَلَ لِيَتَعَلَّمَ عِلماً غُفِرَ لَهُ قَبلَ أن يَخطُوَ. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ طالِبَ العِلمِ إذا ماتَ غَفَرَ اللّهُ لَهُ ولِمَن حَضَرَ جَنازَتَهُ. (4)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن طَلَبَ العِلمَ كانَ كَفّارَةً لِما مَضى. (5)
عنه صلى الله عليه و آله :مَاانتَعَلَ عَبدٌ قَطُّ ولا تَخَفَّفَ ولا لَبِسَ ثَوباً لِيَغدُوَ في طَلَبِ عِلمٍ إلّا غَفَرَ اللّهُ لَهُ ذُنوبَهُ حَيثُ يَخطو عَتَبَةَ بابِهِ. (6)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن تَعَلَّمَ حَرفاً مِنَ العِلمِ غَفَرَ اللّهُ لَهُ البَتَّةَ. (7)
الإمام عليّ عليه السلام :كَم مِن مُؤمِنٍ يَخرُجُ مِن مَنزِلِهِ في طَلَبِ العِلمِ فَلا يَرجِعُ إلّا مَغفوراً ! (8)
و _ سُهولَةُ طَريقِ الجَنَّةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :ما مِن رَجُلٍ يَسلُكُ طَريقاً يَطلُبُ فيهِ عِلماً إلّا سَهَّلَ اللّهُ لَهُ بِهِ
.
ص: 243
طَريقَ الجَنَّةِ. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن سَلَكَ طَريقاً يَطلُبُ فيهِ عِلماً سَلَكَ اللّهُ بِهِ طَريقاً إلَى الجَنَّةِ. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :أوحَى اللّهُ إلَيَّ أ نَّهُ مَن سَلَكَ مَسلَكاً يَطلُبُ فيهِ العِلمَ سَهَّلتُ لَهُ طَريقاً إلَى الجَنَّةِ. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن سَلَكَ طَريقاً يَلتَمِسُ فيهِ عِلماً سَهَّلَ اللّهُ لَهُ بِهِ طَريقاً إلَى الجَنَّةِ. (4)
عنه صلى الله عليه و آله :ما مِن عَبدٍ يَخرُجُ يَطلُبُ عِلماً إلّا وَضَعَت لَهُ المَلائِكَةُ أجنِحَتَها ، وسُلِكَ بِهِ طَريقٌ إلَى الجَنَّةِ. (5)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن كانَ في طَلَبِ العِلمِ كانَتِ الجَنَّةُ في طَلَبِهِ ، ومَن كانَ في طَلَبِ المَعصِيَةِ كانَتِ النّارُ في طَلَبِهِ. (6)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن غَدا يُريدُ العِلمَ يَتَعَلَّمُهُ للّهِِ فَتَحَ اللّهُ لَهُ باباً إلَى الجَنَّةِ ، وفَرَشَت لَهُ المَلائِكَهُ أكنافَها ، وصَلَّت عَلَيهِ مَلائِكَةُ السَّماواتِ وحيتانُ البَحرِ. (7)
.
ص: 244
عنه صلى الله عليه و آله :لِكُلِّ شَيءٍ طَريقٌ ، وطَريقُ الجَنَّةِ العِلمُ. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :النّاسُ يَعلَمونَ (2) فِي الدُّنيا عَلى قَدرِ مَنازِلِهِم فِي الجَنَّةِ. (3)
مصباح الشريعة_ فيما نَسَبَهُ إلَى الإمامِ الصّادِقِ عليه السلام _: لَيسَ إلَى اللّهِ تَعالى طَريقٌ يُسلَكُ إلّا بِالعِلمِ ، وَالعِلمُ زَينُ المَرءِ فِي الدُّنيا وسِياقُهُ إلَى الجَنَّةِ ، وبِهِ يَصِلُ إلى رِضوانِ اللّهِ تَعالى. (4)
الإمام عليّ عليه السلام :مَن مَشى في طَلَبِ العِلمِ خُطوَتَينِ ، وجَلَسَ عِندَ العالِمِ ساعَتَينِ ، وسَمِعَ مِنَ المُعَلِّمِ كَلِمَتَينِ ، أوجَبَ اللّهُ لَهُ جَنَّتَينِ ؛ كَما قالَ اللّهُ : «وَ لِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ» (5) . (6)
عنه عليه السلام :مَجلِسُ العِلمِ رَوضَةُ الجَنَّةِ. (7)
.
ص: 245
الفصل الثالث : آداب التّعلّمأ _ ما يَنبَغي3 / 1الإِخلاصرسول اللّه صلى الله عليه و آله :طالِبُ العِلمِ للّهِِ عز و جل كَالغادي وَالرّائِحِ في سَبيلِ اللّهِ عز و جل. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :طالِبُ العِلمِ للّهِِ أفضَلُ عِندَ اللّهِ مِنَ المُجاهِدِ في سَبيلِ اللّهِ. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن طَلَبَ العِلمَ للّهِِ عز و جل لَم يُصِب مِنهُ باباً إلَا ازدادَ في نَفسِهِ ذُلًا ، ولِلنّاسِ تَواضُعاً ، وللّهِِ خَوفاً ، وفِي الدّينِ اجتِهاداً ، فَذلِكَ الَّذي يَنتَفِعُ بِالعِلمِ فَليَتَعَلَّمهُ. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :طَلَبُ العِلمِ فِي اللّهِ عز و جل مَعَ السَّمتِ الحَسَنِ وَالعَمَلِ الصّالِحِ ، جُزءٌ مِنَ النُّبُوَّةِ. (4)
.
ص: 246
عنه صلى الله عليه و آله :مَن تَعَلَّمَ باباً مِنَ العِلمِ لِيُعَلِّمَهُ لِلنّاسِ ابتِغاءَ وَجهِ اللّهِ ، أعطاهُ اللّهُ أجرَ سَبعينَ نَبِيًّا. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :لا تَطلُبُوا العِلمَ لِتُباهوا بِهِ العُلَماءَ ، ولا لِتُماروا بِهِ السُّفَهاءَ ، ولا لِتَصرِفوا بِهِ وُجوهَ النّاسِ إلَيكُم ، فَمَن فَعَلَ ذلِكَ فَهُوَ فِي النّارِ ، ولكِن تَعَلَّموهُ للّهِِ ولِلدّارِ الآخِرَةِ. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن تَعَلَّمَ العِلمَ يُحيي بِهِ الإِسلامَ ، لَم يَكُن بَينَهُ وبَينَ الأَنبِياءِ إلّا دَرَجَةٌ. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن جاءَهُ المَوتُ وهُوَ يَطلُبُ العِلمَ لِيُحيِيَ بِهِ الإِسلامَ ، فَبَينَهُ وبَينَ النَّبِيّينَ دَرَجَةٌ واحِدَةٌ فِي الجَنَّةِ. (4)
عنه صلى الله عليه و آله :قالَ الخِضرُ : ... يا موسى تَعَلَّم ما تَعَلَّمَنَّ لِتَعمَلَ بِهِ ، ولا تَعَلَّمهُ لِتُحَدِّثَ (5) بِهِ ، فَيَكونَ عَلَيكَ بَورُهُ (6) ، ويَكونَ لِغَيرِكَ نورُهُ. (7)
عنه صلى الله عليه و آله_ في ذِكرِ صِفاتِ المُؤمِنِ _: لا يَرُدُّ الحَقَّ مِن عَدُوِّهِ ، لا يَتَعَلَّمُ إلّا لِيَعلَمَ ، ولا يَعلَمُ إلّا لِيَعمَلَ. (8)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن تَعَلَّمَ العِلمَ لِلتَّكَبُّرِ ماتَ جاهِلًا ، ومَن تَعَلَّمَ لِلقَولِ دونَ العَمَلِ ماتَ مُنافِقاً ،
.
ص: 247
ومَن تَعَلَّمَهُ لِلمُناظَرَةِ ماتَ فاسِقاً ، ومَن تَعَلَّمَهُ لِكَثرَةِ المالِ ماتَ زِنديقاً ، ومَن تَعَلَّمَهُ لِلعَمَلِ ماتَ عارِفاً. (1)
الإمام عليّ عليه السلام :رَحِمَ اللّهُ امرَأً . . . يَتَعَلَّمُ لِلتَّفَقُّهِ وَالسَّدادِ. (2)
عنه عليه السلام :مَن تَعَلَّمَ العِلمَ لِلعَمَلِ بِهِ لَم يوحِشهُ كَسادُهُ. (3)
الإمام الصادق عليه السلام :مَن تَعَلَّمَ العِلمَ وعَمِلَ بِهِ وعَلَّمَ للّهِِ ، دُعِيَ في مَلَكوتِ السَّماواتِ عَظيما ، فَقيلَ : تَعَلَّمَ للّهِِ وعَمِلَ للّهِِ وعَلَّمَ للّهِِ. (4)
راجع : ص 142 (الإخلاص) و269 (التعلّم لغير اللّه ) و 343 (الإخلاص) و 434 (الرياء) .
3 / 2اِختِيارُ المُعَلِّمِ الصّالِحِالكتاب«فَلْيَنظُرِ الْاءِنسَ_نُ إِلَى طَعَامِهِ» . (5)
الحديثالكافي عن زيد الشحّام عن أبي جعفر عليه السلام_ في قول اللّه عز و جل : «فَلْيَنظُرِ الْاءِنسَ_نُ إِلَى
.
ص: 248
طَعَامِهِ» _قالَ : قُلتُ : ما طَعامُهُ ؟ قالَ : عِلمُهُ الَّذي يَأخُذُهُ ؛ عَمَّن يَأخُذُهُ. (1)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ هذَا العِلمَ دينٌ ، فَانظُروا عَمَّن تَأخُذونَ دينَكُم. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :العِلمُ دينٌ وَالصَّلاةُ دينٌ ، فَانظُروا مِمَّن تَأخُذونَ هذَا العِلمَ ، وكَيفَ تُصَلّونَ هذِهِ الصَّلاةَ ، فَإِنَّكُم تُسأَلونَ يَومَ القِيامَةِ. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :لا تَقعُدوا إلّا إلى عالِمٍ يَدعوكُم مِن ثَلاثٍ إلى ثَلاثٍ : مِنَ الكِبرِ إلَى التَّواضُعِ ، ومِنَ المُداهَنَةِ إلَى المُناصَحَةِ ، ومِنَ الجَهلِ إلَى العِلمِ. (4)
عنه صلى الله عليه و آله :لا تَجلِسوا عِندَ كُلِّ داعٍ مُدَّعٍ يَدعوكُم مِنَ اليَقينِ إلَى الشَّكِّ ، ومِنَ الإِخلاصِ إلَى الرِّياءِ ، ومِنَ التَّواضُعِ إلَى التَّكَبُّرِ ، ومِنَ النَّصيحَةِ إلَى العَداوَةِ ، ومِنَ الزُّهدِ إلَى الرَّغبَةِ . وتَقَرَّبوا مِن عالِمٍ يَدعوكُم مِنَ الكِبرِ إلَى التَّواضُعِ ، ومِنَ الرِّياءِ إلَى الإِخلاصِ ، ومِنَ الشَّكِّ إلَى اليَقينِ ، ومِنَ الرَّغبَةِ إلَى الزُّهدِ ، ومِنَ العَداوَةِ إلَى النَّصيحَةِ. (5)
الإمام عليّ عليه السلام :لا يُؤخَذُ العِلمُ إلّا مِن أربابِهِ. (6)
.
ص: 249
عنه عليه السلام_ فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ _: ما لي أرَى النّاسَ إذا قُرِّبَ إلَيهِمُ الطَّعامُ لَيلًا تَكَلَّفوا إنارَةَ المَصابيحِ لِيُبصِروا ما يُدخِلونَ بُطونَهُم ، ولا يَهتَمّونَ بِغِذاءِ النَّفسِ بِأَن يُنيروا مَصابيحَ ألبابِهِم بِالعِلمِ ؛ لِيَسلَموا مِن لَواحِقِ الجَهالَةِ وَالذُّنوبِ فِي اعتِقاداتِهِم وأعمالِهِم ! (1)
الإمام الحسن عليه السلام :عَجَبٌ لِمَن يَتَفَكَّرُ في مَأكولِهِ، كَيفَ لا يَتَفَكَّرُ في مَعقولِهِ ؛ فَيُجَنِّبُ بَطنَهُ ما يُؤذيهِ ، ويودِعُ صَدرَهُ ما يُزَكّيهِ (2) ! (3)
الإمام الكاظم عليه السلام_ في وَصِيَّتِهِ لِهِشامِ بنِ الحَكَمِ _: يا هِشامُ ، نُصِبَ الحَقُّ لِطاعَةِ اللّهِ ، ولا نَجاةَ إلّا بِالطّاعَةِ ، وَالطّاعَةُ بِالعِلمِ ، وَالعِلمُ بِالتَّعَلُّمِ ، وَالتَّعَلُّمُ بِالعَقلِ يُعتَقَدُ ، ولا عِلمَ إلّا مِن عالِمٍ رَبّانِّيٍّ ، ومَعرِفَةُ العِلمِ بِالعَقلِ. (4)
ذو القرنين_ في وَصِيَّتِهِ _: لا تَتَعَلَّمِ العِلمَ مِمَّن لَم يَنتَفِع بِهِ ، فَإِنَّ مَن لَم يَنفَعهُ عِلمُهُ لا يَنفَعُكَ. (5)
3 / 3رِعايَةُ الأَهَمِّ فَالأَهَمِّالتوحيد عن ابن عبّاس :جاءَ أعرابِيٌّ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله فَقالَ : يا رَسولَ اللّهِ ، عَلِّمني مِن غَرائِبِ العِلمِ . قالَ : ما صَنَعتَ في رَأسِ العِلمِ حَتّى تَسأَلَ عَن غَرائِبِهِ ؟ !
.
ص: 250
قالَ الرَّجُلُ : ما رَأسُ العِلمِ يا رَسولَ اللّهِ ؟ قالَ : مَعرِفَةُ اللّهِ حَقَّ مَعرِفَتِهِ . قالَ الأَعرابِيُّ : وما مَعرِفَةُ اللّهِ حَقَّ مَعرِفَتِهِ ؟ قالَ : تَعرِفُهُ بِلا مِثلٍ ولا شِبهٍ ولا نِدٍّ ، وأنَّهُ واحِدٌ أحَدٌ ظاهِرٌ باطِنٌ أوَّلٌ آخِرٌ، لا كُفوَ لَهُ ولا نَظيرَ، فَذلِكَ حَقُّ مَعرِفَتِهِ. (1)
تنبيه الغافلين عن عبد اللّه بن مسوَر الهاشميّ :جاءَ رَجُلٌ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله وقالَ : جِئتُكَ لِتُعَلِّمَني مِن غَرائِبِ العِلمِ . قالَ : ما صَنَعتَ في رَأسِ العِلمِ ؟ قالَ : وما رَأسُ العِلمِ ؟ قالَ : هَل عَرَفتَ الرَّبَّ عز و جل ؟ قالَ : نَعَم . قالَ : فَماذا فَعَلتَ في حَقِّهِ ؟ قالَ : ما شاءَ اللّهُ . قالَ : وهَل عَرَفتَ المَوتَ ؟ قالَ : نَعَم . قالَ : فَماذا أعدَدتَ لَهُ ؟ قالَ : ما شاءَ اللّهُ . قالَ : اِذهَب فَاحكُم بِها هُناكَ ، ثُمَّ تَعالَ حَتّى اُعَلِّمَكَ مِن غَرائِبِ العِلمِ .
.
ص: 251
فَلَمّا جاءَهُ بَعدَ سِنينَ . قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : ضَع يَدَكَ عَلى قَلبِكَ ، فَما لا تَرضى لِنَفسِكَ لا تَرضاهُ لِأَخيكَ المُسلِمِ ، وما رَضيتَهُ لِنَفسِكَ فَارضَهُ لِأَخيكَ المُسلِمِ ، وهُوَ مِن غَرائِبِ العِلمِ. (1)
الإمام عليّ عليه السلام :سَل عَمّا لابُدَّ لَكَ مِن عِلمِهِ ولا تُعذَرُ في جَهلِهِ. (2)
عنه عليه السلام_ فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ _: العُمُرُ أقصَرُ مِن أن تَعَلَّمَ كُلَّ ما يَحسُنُ بِكَ عِلمُهُ ، فَتَعَلَّمِ الأَهَمَّ فَالأَهَمَّ. (3)
عنه عليه السلام_ مِن وَصِيَّتِهِ لِابنِهِ الحَسَنِ عليه السلام _: ... وأن أبتَدِئَكَ بِتَعليمِ كِتابِ اللّهِ عز و جلوتَأويلِهِ ، وشَرائِعِ الإِسلامِ وأحكامِهِ ، وحَلالِهِ وحَرامِهِ ، لا اُجاوِزُ ذلِكَ بِكَ إلى غَيرِهِ. (4)
الإمام الباقر عليه السلام_ فِي الدُّعاءِ الجامِعِ _: واشغَل قَلبي بِحِفظِ ما لا تَقبَلُ مِنّي جَهلَهُ. (5)
راجع : ص 312 (من كلّ علم أحسنه) .
3 / 4التَّفَرُّغرسول اللّه صلى الله عليه و آله :قالَ الخِضرُ [ لِموسى عليه السلام ] : ... يا موسى ، تَفَرَّغ لِلعِلمِ إن كُنتَ تُريدُهُ ، فَإِنَّمَا العِلمُ لِمَن يَفرُغُ لَهُ. (6)
.
ص: 252
الإمام زين العابدين عليه السلام :حَقُّ العِلمِ أن تُفَرِّغَ لَهُ قَلبَكَ ، وتُحَضِّرَ ذِهنَكَ ، وتُذَكِّرَ لَهُ سَمعَكَ ، وتَشتَحِذَ (1) لَهُ فِطنَتَكَ ؛ بِسَترِ اللَّذّاتِ ورَفضِ الشَّهَواتِ. (2)
عنه عليه السلام_ في رِسالَةِ الحُقوقِ _: وأمّا حَقُّ سائِسِكَ بِالعِلمِ فَالتَّعظيمُ لَهُ ... وَالمَعونَةُ لَهُ عَلى نَفسِكَ فيما لا غِنى بِكَ عَنهُ مِنَ العِلمِ ، بِأَن تُفَرِّغَ لَهُ عَقلَكَ ، وتُحَضِّرَهُ فَهمَكَ ، وتُزَكِّيَ لَهُ قَلبَكَ ، وتُجَلِّيَ لَهُ بَصَرَكَ ؛ بِتَركِ اللَّذّاتِ ونَقصِ الشَّهَواتِ. (3)
راجع : ص 438 ح 3080 .
3 / 5الدرايةرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ العُلَماءَ هِمَّتُهُمُ الدِّرايَةُ ، وإنَّ السُّفَهاءَ هِمَّتُهُمُ الرِّوايَةُ. (4)
الإمام عليّ عليه السلام :عَلَيكُم بِالدِّراياتِ لا بِالرِّواياتِ. (5)
الإمام الباقر عليه السلام :بِالدِّراياتِ لِلرِّواياتِ يَعلُو المُؤمِنُ إلى أقصى دَرَجاتِ الإِيمانِ. (6)
الإمام الصادق عليه السلام :حَديثٌ تَدريهِ خَيرٌ مِن ألفِ حَديثٍ تَرويهِ. (7)
مسند ابن حنبل عن أبي عبد الرّحمن :حَدَّثَنا مَن كانَ يُقرِئُنا مِن أصحابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ،
.
ص: 253
أنَّهُم كانوا يَقتَرِئونَ مِن رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَشرَ آياتٍ ، فَلا يَأخُذونَ فِي العَشرِ الاُخرى حَتّى يَعلَموا ما في هذِهِ مِن العِلمِ وَالعَمَلِ. (1)
3 / 6المُشافَهَةرسول اللّه صلى الله عليه و آله :خُذُوا العِلمَ مِن أفواهِ الرِّجالِ. (2)
3 / 7حُسنُ الاِستِماعِالإمام عليّ عليه السلام :إذا جَلَستَ إلى عالِمٍ فَكُن عَلى أن تَسمَعَ أحرَصَ مِنكَ عَلى أن تَقولَ ، وتَعَلَّم حُسنَ الاِستِماعِ كَما تَعَلَّمُ حُسنَ القَولِ ، ولا تَقطَع عَلى أحَدٍ حَديثَهُ. (3)
عنه عليه السلام :مَن أحسَنَ الاِستِماعَ تَعَجَّلَ الاِنتِفاعَ. (4)
عنه عليه السلام :رَحِمَ اللّهُ امرَأً سَمِعَ حُكماً فَوَعى ، ودُعِيَ إلى رَشادٍ فَدَنا. (5)
الإمام الحسن عليه السلام_ في وَصفِ أخٍ صالِحٍ كانَ لَهُ _: كانَ إذا جامَعَ العُلَماءَ عَلى أن يَستَمِعَ أحرَصَ مِنهُ عَلى أن يَقولَ. (6)
.
ص: 254
3 / 8الكِتابَةالمستدرك على الصحيحين عن عمرو بن العاص :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : قَيِّدُوا العِلمَ . قُلتُ : وما تَقييدُهُ ؟ قالَ : كِتابَتُهُ. (1)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :اِحبِسوا عَلَى المُؤمِنينَ ضالَّتَهُم : العِلمَ. (2)
عنه صلى الله عليه و آله_ لِهِلالِ بنِ يَسارٍ حينَ قَرَّرَ لَهُ العِلمَ وَالحِكمَةَ _: هَل مَعَكَ مَحبَرَةٌ؟ (3)
الإمام عليّ عليه السلام :قَيِّدُوا العِلمَ ، قَيِّدُوا العِلمَ. (4)
الإمام الحسن عليه السلام_ إذ دَعا بَنيهِ وبَني أخيهِ وقالَ _: إنَّكُم صِغارُ قَومٍ ، ويوشِكُ أن تَكونوا كِبارَ قَومٍ آخَرينَ ، فَتَعَلَّمُوا العِلمَ ، فَمَن لَم يَستَطِع مِنكُم أن يَحفَظَهُ فَليَكتُبهُ وليَضَعهُ في بَيتِهِ. (5)
الإمام الصادق عليه السلام :اُكتُبوا فَإِنَّكُم لا تَحفَظونَ حَتّى تَكتُبوا. (6)
عنه عليه السلام :القَلبُ يَتَّكِلُ عَلَى الكِتابَةِ. (7)
.
ص: 255
عنه عليه السلام_ لِلمُفَضَّلِ بنِ عُمَر _: اُكتُب وبُثَّ عِلمَكَ في إخوانِكَ ، فَإِن مُتَّ فَأَورِث كُتُبَكَ بَنيكَ ؛ فَإِنَّهُ يَأتي عَلَى النّاسِ زَمانُ هَرجٍ لا يَأنَسونَ فيهِ إلّا بِكُتُبِهِم. (1)
3 / 9السُّؤالرسول اللّه صلى الله عليه و آله :العِلمُ خَزائِنُ ومِفتاحُهَا السُّؤالُ ، فَاسأَلوا رَحِمَكُمُ اللّهُ ، فَإِنَّهُ تُؤجَرُ أربَعَةٌ : السّائِلُ ، وَالمُتَكَلِّمُ ، وَالمُستَمِعُ ، وَالمُحِبُّ لَهُم. (2)
الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله ذُكِرَ لَهُ أنَّ رَجُلًا أصابَتهُ جَنابَةٌ عَلى جُرحٍ كانَ بِهِ ، فَاُمِرَ بِالغُسلِ فَاغتَسَلَ فَكُزَّ (3) فَماتَ . فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : قَتَلوهُ ، قَتَلَهُمُ اللّهُ ، إنَّما كانَ دَواءُ العِيِّ السُّؤالَ. (4)
الإمام عليّ عليه السلام :المَسأَلَةُ خِباءُ (5) العُيوبِ. (6)
عنه عليه السلام :مَن سَأَلَ عَلِمَ. (7)
.
ص: 256
عنه عليه السلام :اِسأَل تَعلَم. (1)
عنه عليه السلام :مَن سَأَلَ استَفادَ. (2)
عنه عليه السلام :مَن سَأَلَ في صِغَرِهِ أجابَ في كِبَرِهِ. (3)
عنه عليه السلام :القُلوبُ أقفالٌ مَفاتِحُهَا السُّؤالُ. (4)
عنه عليه السلام :ألا رَجُلٌ يَسأَلُ فَيَنتَفِعَ ويَنفَعَ جُلَساءَهُ. (5)
عنه عليه السلام :مَنِ استَرشَدَ عَلِمَ. (6)
الإمام زين العابدين عليه السلام :لا تَزهَد في مُراجَعَةِ الجَهلِ، وإن كُنتَ قَد شُهِرتَ بِتَركِهِ. (7)
الإمام الباقر عليه السلام_ في جَوابِ مَسائِلِ أبي إسحاقَ اللَّيثِيّ _: سَل ولا تَستَنكِف ولا تَستَحيِ ؛ فَإِنَّ هذَا العِلمَ لا يَتَعَلَّمُهُ مُستَكبِرٌ ولا مُستَحيٍ. (8)
الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ هذَا العِلمَ عَلَيهِ قُفلٌ ، ومِفتاحُهُ المَسأَلَةُ. (9)
عنه عليه السلام_ لِحَمرانَ بنِ أعيَنَ في شَيءٍ سَأَلَهُ _: إنَّما يَهلِكُ النّاسُ لِأَنَّهُم لا يَسأَلونَ. (10)
الكافي عن يونس بن عبد الرّحمن عن بعض أصحابه :سُئِلَ أبُو الحَسَنِ عليه السلام : هَل يَسَعُ
.
ص: 257
النّاسَ تَركُ المَسأَلَةِ عَمّا يَحتاجونَ إلَيهِ ؟ فَقالَ : لا. (1)
كفاية الأثر عن عبد الغفّار بن القاسم عن الإمام الباقر عليه السلام :ألا إنَّ مَفاتيحَ العِلمِ السُّؤالُ ، وأنشَأَ يَقولُ : شِفاءُ العَمى طولُ السُّؤالِ وإنَّما تَمامُ العَمى طولُ السُّكوتِ عَلَى الجَهلِ (2)
الإمام عليّ عليه السلام : صَبَرتُ عَلى مُرِّ الاُمورِ كَراهَةً وأبقَيتُ في ذاكَ الصَّوابَ مِنَ الأَمرِ إذا كُنتَ لا تَدري ولَم تَكُ سائِلًا عَنِ العِلمِ مَن يَدري جَهِلتَ ولاتَدري (3)
راجع : ص 444 ح 3118 .
3 / 10التَّفَكُّرالإمام عليّ عليه السلام :مَن أكثَرَ الفِكرَ فيما تَعَلَّمَ ، أتقَنَ عِلمَهُ وفَهِمَ ما لَم يَكُن يَفهَمُ. (4)
عنه عليه السلام :ألا لا خَيرَ في عِلمٍ لَيسَ فيهِ تَفَهُّمٌ. (5)
3 / 11التَّذاكُرُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :عَلَيكُم بِمُذاكَرَةِ العِلمِ. (6)
.
ص: 258
الإمام الباقر عليه السلام :تَذاكُرُ العِلمِ دِراسَةٌ ، وَالدِّراسَةُ صَلاةٌ حَسَنَةٌ. (1)
3 / 12مَعرِفَةُ الآراءِالإمام عليّ عليه السلام :مَنِ استَقبَلَ وُجوهَ الآراءِ عَرَفَ مَواقِعَ الخَطاَ (2)
عنه عليه السلام :مَن جَهِلَ وُجوهَ الآراءِ أعيَتهُ الحِيَلُ. (3)
عنه عليه السلام :ألا وإنَّ اللَّبيبَ مَنِ استَقبَلَ وُجوهَ الآراءِ بِفِكرٍ صائِبٍ ونَظَرٍ فِي العَواقِبِ. (4)
أيّوب عليه السلام :لا يَعرِفُ الرَّجُلُ خَطَأَ مُعَلِّمِهِ حَتّى يَعرِفَ الاِختِلافَ. (5)
3 / 13قَبولُ الحَقِّ مِمَّن أتى بِهِالكتاب«فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَ_ئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَ أُوْلَ_ئِكَ هُمْ أُوْلُواْ الْأَلْبَ_بِ» . (6)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :غَريبَتانِ ؛ كَلِمَةُ حِكمَةٍ مِن سَفيهٍ فَاقبَلوها ، وكَلِمَةُ سَفَهٍ مِن حَكيمٍ
.
ص: 259
فَاغفِروها ، فَإِنَّهُ لا حَليمَ إلّا ذوعَثرَةٍ ولا حَكيمَ إلّا ذوتَجرِبَةٍ. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :الحِكمَةُ ضالَّةُ المُؤمِنِ. (2)
الإمام الصادق عليه السلام :الحِكمَةُ ضالَّةُ المُؤمِنِ ، فَحَيثُما وَجَدَ أحَدُكُم ضالَّتَهُ فَليَأخُذها. (3)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :خُذِ الحِكمَةَ ولا يَضُرُّكَ مِن أيِّ وِعاءٍ خَرَجَت. (4)
الإمام عليّ عليه السلام :لا تَنظُر إلى مَن قالَ ، وَانظُر إلى ما قالَ. (5)
عنه عليه السلام :خُذِ الحِكمَةَ مِمَّن أتاكَ بِها ، وَانظُر إلى ما قالَ ، ولا تَنظُر إلى مَن قالَ. (6)
عنه عليه السلام :قَد يَقولُ الحِكمَةَ غَيرُ الحَكيمِ. (7)
عنه عليه السلام :ضالَّةُ العاقِلِ الحِكمَةُ ، فَهُوَ أحَقُّ بِها حَيثُ كانَت. (8)
عنه عليه السلام :ضالَّةُ الحَكيمِ الحِكمَةُ ، فَهُوَ يَطلُبُها حَيثُ كانَت. (9)
.
ص: 260
عنه عليه السلام :الحِكمَةُ ضَالَّةُ المُؤمِنِ ، فَخُذِ الحِكمَةَ ولَو مِن أهلِ النِّفاقِ. (1)
عنه عليه السلام :الحِكمَةُ ضالَّةُ كُلِّ مُؤمِنٍ ، فَخُذوها ولَو مِن أفواهِ المُنافِقينَ. (2)
عنه عليه السلام :خُذِ الحِكمَةَ أنّى كانَت ، فَإِنَّ الحِكمَةَ تَكونُ في صَدرِ المُنافِقِ فَتَلَجلَجُ في صَدرِهِ حَتّى تَخرُجَ فَتَسكُنَ إلى صَواحِبِها في صَدرِ المُؤمِنِ. (3)
عنه عليه السلام :الحِكمَةُ ضالَّةُ المُؤمِنِ ، فَاطلُبوها ولَو عِندَ المُشرِكِ تَكونوا أحَقَّ بِها وأهلَها. (4)
عنه عليه السلام :خُذُوا الحِكمَةَ ولَو مِنَ المُشرِكينَ. (5)
عنه عليه السلام :الحِكمَةُ ضالَّةُ المُؤمِنِ ، فَالتَقِفها ولَو مِن أفواهِ المُشرِكينَ. (6)
عنه عليه السلام :الحِكمَةُ ضالَّةُ المُؤمِنِ ، فَليَطلُبها ولَو في أيدي أهلِ الشَّرِّ. (7)
عنه عليه السلام :تَعَلَّم عِلمَ مَن يَعلَمُ ، وعَلِّم عِلمَكَ مَن يَجهَلُ ، فَإِذا فَعَلتَ ذلِكَ عَلَّمَكَ ما جَهِلتَ وَانتَفَعتَ بِما عَلِمتَ. (8)
عنه عليه السلام :العِلمُ ضالَّةُ المُؤمِنِ فَخُذوهُ ولَو مِن أيدِي المُشرِكينَ ، ولا يَأنَف أحَدُكُم أن يَأخُذَ الحِكمَةَ مِمَّن سَمِعَها مِنهُ. (9)
.
ص: 261
عنه عليه السلام :الحِكمَةُ ضالَّةُ المُؤمِنِ يَطلُبُها ولَو في أيدِي الشَّرَطِ (1) . (2)
الإمام الكاظم عليه السلاماِعلَموا أنَّ الكَلِمَةَ مِنَ الحِكمَةِ ضالَّةُ المُؤمِنِ ، فَعَلَيكُم بِالعِلمِ قَبلَ أن يُرفَعَ ، ورَفعُهُ غَيبَةُ عالِمِكُم بَينَ أظهُرِكُم. (3)
الإمام زين العابدين عليه السلام :لا تُحَقِّرِ اللُّؤلُؤَةَ النَّفيسَةَ أن تَجتَلِبَها مِنَ الكِبَا (4) الخَسيسَةِ ، فَإِنَّ أبي حَدَّثَني قالَ : سَمِعتُ أميرَالمُؤمِنينَ عليه السلام يَقولُ : إنَّ الكَلِمَةَ مِنَ الحِكمَةِ تَتَلَجلَجُ في صَدرِ المُنافِقِ نُزوعاً إلى مَظانِّها حَتّى يَلفِظَ بِها فَيَسمَعَهَا المُؤمِنُ فَيَكونَ أحَقَّ بِها وأهلَها فَيَلقَفَها. (5)
مصباح الشريعة_ فيما نَسَبَهُ إلَى الإمامِ الصّادِقِ عليه السلام _: قالَ الحُكَماءُ : خُذِ الحِكمَةَ مِن أفواهِ المَجانينِ. (6)
عيسى عليه السلام :خُذُوا الحَقَّ مِن أهلِ الباطِلِ ، ولا تَأخُذُوا الباطِلَ مِن أهلِ الحَقِّ ، كونوا نُقّادَ الكَلامِ ، فَكَم مِن ضَلالَةٍ زُخرِفَت بِآيَةٍ مِن كِتابِ اللّهِ كَما زُخرِفَ الدِّرهَمُ مِن نُحاسٍ بِالفِضَّةِ المُمَوَّهَةِ ! النَّظَرُ إلى ذلِكَ سَواءٌ ، وَالبُصَراءُ بِهِ خُبَراءُ. (7)
عنه عليه السلام_ لِلحَوارِيّينَ _: بِحَقٍّ أقولُ لَكُم ؛ لَو وَجَدتُم سِراجاً يَتَوَقَّدُ بِالقَطِرانِ في لَيلَةٍ مُظلِمَةٍ لَاستَضَأتُم بِهِ ولَم يَمنَعكُم مِنهُ ريحُ نَتنِهِ ، كَذلِكَ يَنبَغي لَكُم أن تَأخُذُوا
.
ص: 262
الحِكمَةَ مِمَّن وَجَدتُموها مَعَهُ ولا يَمنَعَكُم مِنهُ سوءُ رَغبَتِهِ فيها. (1)
أيّوب عليه السلام :إنَّ اللّهَ يَزرَعُ الحِكمَةَ في قَلبِ الصَّغيرِ وَالكَبيرِ ، فَإِذا جَعَلَ اللّهُ العَبدَ حَكيماً فِي الصِّبا لَم يَضَع مَنزِلَتَهُ عِندَ الحُكَماءِ حَداثَةُ سِنِّهِ ، وهُم يَرَونَ عَلَيهِ مِنَ اللّهِ نورَ كَرامَتِهِ. (2)
حلية الأولياء عن ميمون بن مهران :نَزَلَ حُذَيفَةُ وسَلمانُ _ رَضِيَ اللّهُ تَعالى عَنْهُما _ عَلى نَبَطِيَّةٍ. فَقالا لَها : هَل هاهُنا مَكانٌ طاهِرٌ نُصَلّي فيهِ ؟ فَقالَتِ النَّبَطِيَّةُ : طَهِّر قَلبَكَ . فَقالَ أحَدُهُما لِلآخَرِ : خُذها حِكمَةٌ مِن قَلبٍ كافِرٍ. (3)
تعليق :لقد أكّدت الأحاديث الواردة تحت هذا العنوان قبول الحقّ وتلقي الحكمة وَالعلم من أيّ شخص كان حتّى لو كان مشركا ، في حين ذكرت الأحاديث السابقة في موضوع «اختيار المعلّم الصالح» شروطا معيّنة للمعلّم ، فينبغي أن نقول في الجمع بين هذه الأحاديث : إنّ قبول الحقّ من أيّ أحدٍ لا ينافي اختيار المعلّم الصّالح ؛ لأنّ قبول الحقّ لا شرط له ، أمّا اختيار المعلّم الرسمي فله شرطه . كما يجب الالتفات إلى أنّ لسلوك المعلّم وأخلاقه دورا أساسيّا في تربية المتعلّم وإعداده . من هنا ، لابدّ للمعلّم أن يكون متخلّقا بالأخلاق الحسنة ، إذ أنّ التّربية وَالتعليم متقارنان متلازمان ، يضاف إلى ذلك أنّ المعلّم إذا كان غير صالح ولا يعمل بعلمه ، فمن المحتمل أن يعرِض موضوعات سقيمة في تضاعيف موضوعات صحيحة ،
.
ص: 263
وَالمتعلّم غير منتبه لذلك ، أو أنّه يطرح موضوعا صحيحا لا يعمل به ، فتنتقل حالته هذه إلى المتعلّم ، ولا توجد تلك الآفات في التعلّم في الموارد الخاصّة وقبول الحقّ من غير الصلحاء ممّن ليس له صفة المعلّم .
3 / 14الحِرصرسول اللّه صلى الله عليه و آله :لَيسَ مِن أخلاقِ المُؤمِنِ المَلَقُ (1) إلّا في طَلَبِ العِلمِ. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :لا حَسَدَ ولا مَلَقَ إلّا في طَلَبِ العِلمِ. (3)
الإمام عليّ عليه السلام :مَن كَلِفَ (4) بِالعِلمِ فَقَد أحسَنَ إلى نَفسِهِ. (5)
راجع : ص 427 ح 3023 .
3 / 15الدَّوامالإمام عليّ عليه السلام :لا فِقهَ لِمَن لا يُديمُ الدَّرسَ. (6)
عنه عليه السلام :لا يُحرِزُ العِلمَ إلّا مَن يُطيلُ دَرسَهُ. (7)
.
ص: 264
عنه عليه السلام :مَن أكثَرَ مُدارَسَةَ العِلمِ لَم يَنسَ ما عَلِمَ ، وَاستَفادَ ما لَم يَعلَم. (1)
عنه عليه السلام :اُطلُبِ العِلمَ تَزدَد عِلماً. (2)
راجع : ص 420 (عدم الإكتفاء بما يعلم) و 423 (الاستعانة باللّه في زيادة العلم) ، و126 ح 1762 .
3 / 16الصَّبرالكتاب«قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا * قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِىَ صَبْرًا * وَ كَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا * قَالَ سَتَجِدُنِى إِن شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَ لَا أَعْصِى لَكَ أَمْرًا * قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِى فَلَا تَسْ_ئلْنِى عَن شَىْ ءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا * فَانطَ_لَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِى السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْ_ئا إِمْرًا * قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِىَ صَبْرًا * قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِى بِمَا نَسِيتُ وَ لَا تُرْهِقْنِى مِنْ أَمْرِى عُسْرًا * فَانطَ_لَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَ_مًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّة بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْ_ئا نُّكْرًا * قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِىَ صَبْرًا * قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَىْ ء بَعْدَهَا فَلَا تُصَ_حِبْنِى قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّى عُذْرًا» . (3)
الحديثعيسى عليه السلام :حَصِّنوا بابَ العِلمِ ، فَإِنَّ بابَهُ الصَّبرُ. (4)
.
ص: 265
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن لَم يَصبِر عَلى ذُلِّ التَّعَلُّمِ ساعَةً ، بَقِيَ في ذُلِّ الجَهلِ أبَداً. (1)
الإمام عليّ عليه السلام :عَلَى المُتَعَلِّمِ أن يُدئِبَ نَفسَهُ في طَلَبِ العِلمِ ، ولا يَمَلَّ مِن تَعَلُّمِهِ ، ولا يَستَكثِرَ ما عَلِمَ. (2)
عنه عليه السلام :مَن لَم يُدئِب نَفسَهُ فِي اكتِسابِ العِلمِ ، لَم يُحرِز قَصَباتِ السَّبقِ. (3)
الإمام عليّ عليه السلام_ فِي الدّيوانِ المَنسوبِ إلَيهِ _: لَو كانَ هذَا العِلمُ يَحصُلُ بِالمُنى ما كانَ يَبقى فِي البَرِيَّةِ جاهِلُ اِجهَد ولا تَكسَل ولا تَكُ غافِلاً فَنَدامَةُ العُقبى لِمَن يَتَكاسَلُ (4)
3 / 17الوَرَعرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن لَم يَتَوَرَّع في تَعَلُّمِهِ ابتَلاهُ اللّهُ بِأَحَدِ ثَلاثَةِ أشياءَ : إمّا يُميتُهُ في شَبابِهِ ، أو يوقِعُهُ فِي الرَّساتيقِ (5) ، أو يَبتَليهِ بِخِدمَةِ السُّلطانِ. (6)
الإمام عليّ عليه السلام_ فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ _: العِلمُ صِبغُ النَّفسِ ، ولَيسَ يَفوقُ صِبغُ الشَّيءِ حَتّى يَنظُفَ مِن كُلِّ دَنَسٍ. (7)
عنه عليه السلام_ أيضاً _: إذا أرَدتَ العِلمَ وَالخَيرَ فَانفُض عَن يَدِكَ أداةَ الجَهلِ وَالشَّرِّ ، فَإِنَّ
.
ص: 266
الصّائِغَ لا يَتَهَيَّأُ لَهُ الصِّياغَةُ إلّا إذا ألقى أداةَ الفِلاحَةِ عَن يَدِهِ. (1)
عنه عليه السلام :لا يَزكُو العِلمُ بِغَيرِ وَرَعٍ. (2)
المعجم الأوسط :مِن وَصايَا الخِضرِ لِموسى عليهماالسلام : أشعِر قَلبَكَ التَّقوى تَنَلِ العِلمَ. (3)
3 / 18التَّواضُعُ لِلمُعَلِّمِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :تَواضَعوا لِمَن تَعَلَّمونَ مِنهُ. (4)
عنه صلى الله عليه و آله :اُطلُبوا مَعَ العِلمِ السَّكينَةَ وَالحِلمَ ، لينوا لِمَن تُعَلِّمونَ ولِمَن تَعَلَّمتُم مِنهُ ، ولا تَكونوا مِن جَبابِرَةِ العُلَماءِ فَيَغلِبَ جَهلُكُم عِلمَكُم. (5)
الإمام عليّ عليه السلام :تَواضَعوا لِمَن تَتَعَلَّمونَ مِنهُ العِلمَ ولِمَن تُعَلِّمونَهُ ، ولا تَكونوا مِن جَبابِرَةِ العُلَماءِ فَلا يَقومَ جَهلُكُم بِعِلمِكُم (6) . (7)
عنه عليه السلام :لا يَتَعَلَّمُ مَن يَتَكَبَّرُ. (8)
الإمام الصادق عليه السلام :تَواضَعوا لِمَن طَلَبتُم مِنهُ العِلمَ ، ولا تَكونوا عُلَماءَ جَبّارينَ فَيَذهَبَ باطِلُكُم بِحَقِّكُم. (9)
.
ص: 267
إرشاد القلوب :جاءَ فِي الحَديثِ القُدسِيّ : يا أحمَدُ ، إنَّ أهلَ الدُّنيا كَثيرٌ فيهِمُ الجَهلُ وَالحُمقُ ، لا يَتَواضَعونَ لِمَن يَتَعَلَّمونَ مِنهُ، وهُم عِندَ أنفُسِهِم عُقَلاءُ، وعِندَ العارِفينَ حُمَقاءُ. (1)
راجع : ص 344 (التواضع للمتعلّم) و 441 (التواضع له) .
3 / 19الاِعتِدالُ فِي الأَكلِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّهَ عز و جل يَقولُ : وَضَعتُ خَمسَةً في خَمسَةٍ وَالنّاسُ يَطلُبونَها في خَمسَةٍ فَلا يَجِدونَها : وَضَعتُ العِلمَ فِي الجوعِ وَالجَهدِ ، وَالنّاسُ يَطلُبونَهُ بِالشَّبعَةِ وَالرّاحَةِ فَلا يَجِدونَهُ... . (2)
المواعظ العدديّة :جاءَ فِي الحَديثِ القُدسِيّ : إنّي وَضَعتُ أربَعَةً في أربَعَةِ مَواضِعَ وَالنّاسُ يَطلُبونَها في غَيرِها فَلا يَجِدوها أبَداً ؛ إنّي وَضَعتُ العِلمَ فِي الجوعِ وَالغُربَةِ ، وَالنّاسُ يَطلُبونَهُ فِي الشِّبَعِ وَالوَطَنِ فَلَم (3) يَجِدوهُ أبَداً.... (4)
راجع : ص 146 (الصوم) و 148 (قلّة الأكل) و 186 (كثرة الأكل) .
3 / 20التَّبكيررسول اللّه صلى الله عليه و آله :اُغدوا في طَلَبِ العِلمِ ، فَإِنَّ الغُدُوَّ بَرَكَةٌ ونَجاحٌ. (5)
.
ص: 268
عنه صلى الله عليه و آله :اُغدوا في طَلَبِ العِلمِ ، فَإِنّي سَأَلتُ رَبّي أن يُبارِكَ لِاُمَّتي في بُكورِها ، ويَجعَلَ ذلِكَ يَومَ الخَميسِ. (1)
3 / 21اِغتِنامُ الفُرصَةِ فِي الصِّغَرِ والشَّبابِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَثَلُ الَّذي يَتَعَلَّمُ العِلمَ في صِغَرِهِ كَمَثَلِ الوَشمِ عَلَى الصَّخرَةِ ، ومَثَلُ الَّذي يَتَعَلَّمُ العِلمَ في كِبَرِهِ كَالَّذي يَكتُبُ عَلَى الماءِ. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :أوَّلُ هذِهِ الاُمَّةِ يَتَعَلَّمُ صِغارُها مِن كِبارِها ، وَآخِرُها يَتَعَلَّمُ كِبارُها مِن صِغارِها. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :أ يُّما ناشِئٍ نَشَأَ في طَلَبِ العِلمِ وَالعِبادَةِ حَتّى يَكبُرَ ، أعطاهُ اللّهُ يَومَ القِيامَةِ ثَوابَ اثنَينِ وسَبعينَ صِدّيقاً. (4)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن لَم يطلُبِ العِلمَ صَغيراً فَطَلَبَهُ كَبيراً فَماتَ ، ماتَ شَهيداً. (5)
الإمام عليّ عليه السلام :يا مَعشَرَ الفِتيانِ ، حَصِّنوا أعراضَكُم بِالأَدَبِ ، ودينَكُم بِالعِلمِ. (6)
عنه عليه السلام_ فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ _: تَعَلَّمُوا العِلمَ صِغاراً تَسودوا بِهِ كِباراً. (7)
.
ص: 269
عنه عليه السلام :مَن لَم يَتَعَلَّم فِي الصِّغَرِ لَم يَتَقَدَّم فِي الكِبَرِ. (1)
عنه عليه السلام :مَن سَأَلَ في صِغَرِهِ أجابَ في كِبَرِهِ. (2)
عنه عليه السلام : حَرِّض بَنيكَ عَلَى الآدابِ فِيالصِّغَرِ كَيما تَقَرَّ بِهِ عَيناكَ فِي الكِبَرِ وإنَّما كامِلُ الآدابِ يَجمَعُها في عُنفُوانِ الصِّبا كَالنَّقشِ فِيالحَجَرِ هِيَ الكُنوزُ الَّتي تَنمو ذَخائِرُها ولا يُخافُ عَلَيها حادِثُ الغِيَرِ النّاسُ اِثنانِ ذو عِلمٍ ومُستَمِعٌ واعٍ وسائِرُهُم كَاللَّغوِ وَالعَكَرِ (3)
ب _ ما لا يَنبَغي3 / 22التَّعَلُّمُ لِغَيرِ اللّهِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن تَعَلَّمَ العِلمَ رِياءً وسُمعَةً يُريدُ بِهِ الدُّنيا ، نَزَعَ اللّهُ بَرَكَتَهُ، وضَيَّقَ عَلَيهِ مَعيشَتَهُ ، ووَكَلَهُ اللّهُ إلى نَفسِهِ ، ومَن وَكَلَهُ اللّهُ إلى نَفسِهِ فَقَد هَلَكَ. (4)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن طَلَبَ العِلمَ لِأَربَعٍ دَخَلَ النّارَ : لِيُباهِيَ بِهِ العُلَماءَ ، أو يُمارِيَ بِهِ السُّفَهاءَ ، أو لِيَصرِفَ بِهِ وُجوهَ النّاسِ إلَيهِ ، أو يَأخُذَ بِهِ مِنَ الاُمَراءِ. (5)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن طَلَبَ العِلمَ لِيُجارِيَ بِهِ العُلَماءَ ، أو لِيُمارِيَ بِهِ السُّفَهاءَ ، أو يَصرِفَ بِهِ
.
ص: 270
وُجوهَ النّاسِ إلَيهِ ، أدخَلَهُ اللّهُ النّارَ. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :لا تَعَلَّمُوا العِلمَ لِتُماروا بِهِ السُّفَهاءَ ، وتُجادِلوا بِهِ العُلَماءَ ، ولِتَصرِفوا بِهِ وُجوهَ النّاسِ إلَيكُم ، وَابتَغوا بِقَولِكُم ما عِندَ اللّهِ ؛ فَإِنَّهُ يَدومُ ويَبقى ويَنفَدُ ما سِواهُ. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :لا تَعَلَّمُوا العِلمَ لِتُباهوا بِهِ العُلَماءَ ، ولا لِتُماروا بِهِ السُّفَهاءَ ، ولا تَخَيَّروا بِهِ المَجالِسَ ، فَمَن فَعَلَ ذلِكَ فَالنّارَ النّارَ. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن طَلَبَ العِلمَ لِيُباهِيَ بِهِ العُلَماءَ ، ويُمارِيَ بِهِ السُّفَهاءَ فِي المَجالِسِ ، لَم يَرَح رائِحَةَ الجَنَّةِ. (4)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن تَعَلَّمَ عِلماً لِيُمارِيَ بِهِ السُّفَهاءَ ، أو يُجادِلَ بِهِ العُلَماءَ ، أو لِيَدعُوَ النّاسَ إلى نَفسِهِ ، فَهُوَ مِن أهلِ النّارِ. (5)
عنه صلى الله عليه و آله :لا تَتَعَلَّمُوا العِلمَ لِتُماروا بِهِ السُّفَهاءَ ، ولا تَتَعَلَّمُوا العِلمَ لِتُجادِلوا بِهِ العُلَماءَ ، ولا تَتَعَلَّمُوا العِلمَ لِتَستَميلوا بِهِ وُجوهَ الاُمَراءِ ، ومَن فَعَلَ ذلِكَ فَهُوَ فِي النّارِ. (6)
.
ص: 271
عنه صلى الله عليه و آله :مَن تَعَلَّمَ العِلمَ لِيُمارِيَ بِهِ العُلَماءَ ، أو يُجارِيَ بِهِ السُّفَهاءَ ، أو يَتَأَكَّلَ بِهِ النّاسَ ، فَالنّارُ أولى بِهِ. (1)
عنه صلى الله عليه و آله_ في وَصِيَّتِهِ لِأَبي ذَرٍّ _: يا أباذَرٍّ ... مَن طَلَبَ عِلماً لِيَصرِفَ بِهِ وُجوهَ النّاسِ إلَيهِ لَم يَجِد ريحَ الجَنَّةِ . يا أباذَرٍّ ؛ مَنِ ابتَغَى العِلمَ لِيَخدَعَ بِهِ النّاسَ لَم يَجِد ريحَ الجَنَّةِ. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ اُناساً مِن اُمَّتي سَيَتَفَقَّهونَ فِي الدّينِ ، ويَقرَؤونَ القُرآنَ ، ويَقولونَ : نَأتِي الاُمَراءَ فَنُصيبُ مِن دُنياهُم ونَعتَزِلُهُم بِدينِنا ، ولا يَكونُ ذلِكَ ، كَما لا يُجتَنى مِنَ القَتادِ إلَا الشَّوكُ كَذلِكَ لا يُجتَنى مِن قُربِهِم إلّا (3) ! (4)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن طَلَبَ العِلمَ لِلدُّنيا وَالمَنزِلَةِ عِندَ النّاسِ وَالحُظوَةِ عِندَ السُّلطانِ ، لَم يُصِب مِنهُ باباً إلَا ازدادَ في نَفسِهِ عَظَمَةً ، وعَلَى النّاسِ استِطالَةً ، وبِاللّهِ اغتِراراً ، وفِي الدّينِ جَفاءً ، فَذلِكَ الَّذي لا يَنتَفِعُ بِالعِلمِ فَليَكُفَّ وليُمسِكَ عَنِ الحُجَّةِ عَلى نَفسِهِ وَالنَّدامَةِ وَالخِزيِ يَومَ القِيامَةِ. (5)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن تَعَلَّمَ عِلماً مِمّا يُبتَغى بِهِ وَجهُ اللّهِ عز و جل ، لا يَتَعَلَّمُهُ إلّا لِيُصيبَ بِهِ عَرَضاً مِنَ الدُّنيا ، لَم يَجِد عَرفَ (6) الجَنَّةِ يَومَ القِيامَةِ. (7)
.
ص: 272
عنه صلى الله عليه و آله :مَن تَعَلَّمَ العِلمَ يُريدُ بِهِ الدُّنيا ، وآثَرَ عَلَيهِ حُبَّ الدُّنيا وزينَتَهَا استَوجَبَ سَخَطَ اللّهِ عَلَيهِ ، وكانَ فِي الدَّرَكِ الأَسفَلِ مِنَ النّارِ مَعَ اليَهودِ وَالنَّصارَى الَّذينَ نَبَذوا كِتابَ اللّهِ تَعالى ، قالَ اللّهُ تَعالى : «فَلَمَّا جَآءَهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَ_فِرِينَ» (1) . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن تَعَلَّمَ عِلماً لِغَيرِ اللّهِ أو أرادَ بِهِ غَيرَ اللّهِ ، فَليَتَبَوَّأ مَقعَدَهُ مِنَ النّارِ. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ مَن تَعَلَّمَ العِلمَ لِيُمارِيَ بِهِ السُّفَهاءَ ، أو يُباهِيَ بِهِ العُلَماءَ ، أو يَصرِفَ وُجوهَ النّاسِ إلَيهِ لِيُعَظِّموهُ ، فَليَتَبوَّأ مَقعَدَهُ مِنَ النّارِ ، فإنَّ الرِّئاسَةَ لا تَصلُحُ إلّا للّهِِ ولِأَهلِها. (4)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن أخَذَ العِلمَ مِن أهلِهِ وعَمِلَ بِعِلمِهِ نَجا ، ومَن أرادَ بِهِ الدُّنيا فَهِيَ حَظُّهُ. (5)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن طَلَبَ العِلمَ يُريدُ بِهِ حَرثَ الدُّنيا لَم يَنَل حَرثَ الآخِرَةِ. (6)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ أوَّلَ النّاسِ يُقضى يَومَ القِيامَةِ عَلَيهِ . . . رَجُلٌ تَعَلَّمَ العِلمَ وعَلَّمَهُ وقَرَأَ القُرآنَ فَاُتِيَ بِهِ ، فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَها . قالَ : فَما عَمِلتَ فيها ؟ قالَ : تَعَلَّمتُ العِلمَ وعَلَّمتُهُ وقَرَأتُ فيكَ القُرآنَ . قالَ : كَذَبتَ ولكِنَّكَ تَعَلَّمتَ العِلمَ لِيُقالَ عالِمٌ ، وقَرَأتَ القُرآنَ لِيُقالَ هُوَ قارِئٌ .
.
ص: 273
فَقَد قيلَ ! ثُمَّ اُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلى وَجهِهِ حَتّى اُلقِيَ فِي النّارِ. (1)
الإمام عليّ عليه السلام :اِحذَر مِمَّن . . . يَتَعَلَّمُ لِلمِراءِ ، ويَتَفَقَّهُ لِلرِّياءِ ، يُبادِرُ الدُّنيا ، ويُؤاكِلُ التَّقوى ، فَهُوَ بَعيدٌ مِنَ الإِيمانِ ، قَريبٌ مِنَ النِّفاقِ ، مُجانِبٌ لِلرُّشدِ ، مُوافِقٌ لِلغَيِّ ، فَهُوَ باغٍ غاوٍ ، لا يَذكُرُ المُهتَدينَ. (2)
عنه عليه السلام :لَو أنَّ حَمَلَةَ العِلمِ حَمَلوهُ بِحَقِّهِ لَأَحَبَّهُمُ اللّهُ ومَلائِكَتُهُ وأهلُ طاعَتِهِ مِن خَلقِهِ ، ولكِنَّهُم حَمَلوهُ لِطَلَبِ الدُّنيا ، فَمَقَتَهُمُ اللّهُ وهانوا عَلَى النّاسِ. (3)
عنه عليه السلام :خُذوا مِنَ العِلمِ ما بَدا لَكُم ، وإيّاكُم أن تَطلُبوهُ لِخِصالٍ أربَعٍ : لِتُباهوا بِهِ العُلَماءَ ، أو تُماروا بِهِ السُّفَهاءَ ، أو تُراؤوا بِهِ فِي المَجالِسِ ، أو تَصرِفوا وُجوهَ النّاسِ إلَيكُم لِلتَّرَؤُّسِ. (4)
الإمام الصادق عليه السلام_ في وَصِيَّتِهِ لِمُحَمَّدِ بنِ النُّعمانِ _: يَابنَ النُّعمانِ ، لا تَطلُبِ العِلمَ لِثَلاثٍ : لِتُرائِيَ بِهِ ، ولا لِتُباهِيَ بِهِ ، ولا لِتُمارِيَ . ولا تَدَعهُ لِثَلاثٍ : رَغبَةٍ فِي الجَهلِ ، وزَهادَةٍ فِي العِلمِ ، وَاستِحياءٍ مِنَ النّاسِ. (5)
عنه عليه السلام :قالَ لُقمانُ لِابنِهِ : يا بُنَيَّ ، لا تَتَعَلَّمِ العِلمَ لِتُباهِيَ بِهِ العُلَماءَ ، أو تُمارِيَ بِهِ
.
ص: 274
السُّفَهاءَ ، أو تُزانَ بِهِ فِي المَجالِسِ. (1)
راجع : ص 269 (التعلّم لغير اللّه ) و 142 (الإخلاص) و 434 (الرياء) و 245 (الإخلاص) و 343 (الإخلاص) .
فائدة:لقد نقلت بعض الأحاديث مقابل أحاديث هذا الباب، وكذلك أحاديث الباب الأوّل من آداب التّعلّم الّتي تؤكّد الإخلاص في النيّة، واجتناب التّعلّم بدوافع غير إلهيّة ، يبدو أنّها معارضة لهذه الأحاديث وهذه الأحاديث هي:
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن طَلَبَ العِلمَ لِغَيرِ اللّهِ لَم يَخرُج مِنَ الدُّنيا حَتّى يَأتِيَ عَلَيهِ العِلمُ فَيَكونَ للّهِِ . ومَن طَلَبَ العِلمَ للّهِِ فَهُوَ كَالصّائِمِ نَهارَهُ وَالقائِمِ لَيلَهُ . وإنَّ باباً مِنَ العِلمِ يَتَعَلَّمُهُ الرَّجُلُ خَيرٌ مِن أن يَكونَ لَهُ أبو قُبَيسٍ ذَهَباً فَأَنفَقَهُ في سَبيلِ اللّهِ تَعالى. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ الرَّجُلَ لَيَطلُبُ العِلمَ وما يُريدُ اللّهَ ، فَما يَزالُ بِهِ العِلمُ حَتّى يَجعَلَهُ للّهِِ عز و جل . (3)
الإمام عليّ عليه السلام_ فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ _: تَعَلَّمُوا العِلمَ ولَو لِغَيرِ اللّهِ ، فَإِنَّهُ سَيَصيرُ للّهِِ. (4)
.
ص: 275
تعليق :إنّ هذه الأحاديث وإن لم يكن لها اعتبار لازم للتعارض ، بَيْد أنّ التأمّل في مضمونها يفيد عدم وجود تعارض ، وذلك أنّ هذه الأحاديث لا تريد أن تدعو الناس إلى الرياء في طلب المعارف الدينيّة أو تقلّل من دور الإخلاص في بركات تحصيل العلم، بل تشير إلى نقطة دقيقة بالغة الأهميّة ، وهي أنّ أحد معطيات المعارف الإسلاميّة وبركاتها حثّ طالب العلم على الإخلاص . وكم هم الّذين يدخلون الحوزات العلميّة أو يعكفون على البحث والتحقيق في حقل المعارف الدينيّة بحوافز غير ربّانيّة ! بَيْد أنّ تعرّفهم على معارف الإسلام النورانيّة _ بخاصّة تأمّلهم في دور الإخلاص وخطر الحوافز الفاسدة _ يساعدهم على بلوغ درجات رفيعة من الإخلاص تدريجا . وإذا اشترطنا الإخلاص في كلّ من يريد التعرف على المعارف الإسلاميّة فقد حرمنا الكثيرين من التعرّف على المعارف الدينيّة وَالعلوم الحقيقيّة .
3 / 23الاِستِحياءرسول اللّه صلى الله عليه و آله :لا يَستَحيِ الشَّيخُ أن يَجلِسَ إلى جَنبِ الشّابِّ فَيَتَعَلَّمَ مِنهُ العِلمَ. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :لا يَستَحيِ الشَّيخُ أن يَتَعَلَّمَ العِلمَ كَما لا يَستَحي أن يَأكُلَ الخُبزَ. (2)
الإمام عليّ عليه السلام :أتى نِساءٌ إلى بَعضِ نِساءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله فَحَدَّثنَها ، فَقالَت لِرَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله : يا رَسولَ اللّهِ ، إنَّ هؤُلاءِ نِسوَةٌ جِئنَ يَسأَلنَكَ عَن شَيءٍ يَستَحيينَ مِن ذِكرِهِ .
.
ص: 276
قالَ : لِيَسأَلنَ عَمّا شِئنَ ، فَإِنَّ اللّهَ لا يَستَحيي مِنَ الحَقِّ. (1)
عنه عليه السلام :لا يَستَحيِ العالِمُ إذا لَم يَعلَم أن يَتَعَلَّمَ. (2)
راجع : ص 273 ح 2372 .
3 / 24التَّفَرُّقُ فِي المَجلِسِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا جَلَستُم إلَى المُعَلِّمِ أو جَلَستُم في مَجالِسِ العِلمِ فَادنوا ، وليَجلِس بَعضُكُم خَلفَ بَعضٍ ، ولا تَجلِسوا مُتَفَرِّقينَ كَما يَجلِسُ أهلُ الجاهِلِيَّةِ. (3)
3 / 25جَوَامِعُ الآدابرسول اللّه صلى الله عليه و آله :أوَّلُ العِلمِ الصَّمتُ ، وَالثّانِي الاِستِماعُ ، وَالثّالِثُ العَمَلُ بِهِ ، وَالرّابِعُ نَشرُهُ. (4)
عنه صلى الله عليه و آله :تَعَلَّمُوا الصَّمتَ ، ثُمَّ الحِلمَ ، ثُمَّ العِلمَ ، ثُمَّ العَمَلَ بِهِ ، ثُمَّ أبشِروا. (5)
الإمام عليّ عليه السلام :العِلمُ لا يَحصُلُ إلّا بِخَمسَةِ أشياءَ : أوَّلُها بِكَثرَةِ السُّؤالِ ، وَالثّاني
.
ص: 277
بِكَثرَةِ الاِشتِغالِ ، وَالثّالِثُ بِتَطهيرِ الأَفعالِ ، وَالرّابِعُ بِخِدمَةِ الرِّجالِ ، وَالخامِسُ بِاستِعانَةِ ذِي الجَلالِ. (1)
الإمام الصادق عليه السلام عن آبائه عليهم السلام :جاءَ رَجُلٌ إلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَقالَ : يا رَسولَ اللّهِ ، مَا العِلمُ ؟ قالَ : الإِنصاتُ . قالَ : ثُمَّ مَه ؟ قالَ : الاِستِماعُ . قالَ : ثُمَّ مَه ؟ قالَ : الحِفظُ . قالَ : ثُمَّ مَه ؟ قالَ : العَمَلُ بِهِ . قالَ : ثُمَّ مَه يا رَسولَ اللّهِ ؟ قالَ : نَشرُهُ. (2)
مصباح الشريعة_ فيما نَسَبَهُ إلَى الإمامِ الصّادِقِ عليه السلام _: المُتَعَلِّمُ يَحتاجُ إلى رَغبَةٍ وإرادَةٍ (3) وفَراغٍ ونُسُكٍ وخَشيَةٍ وحِفظٍ وحَزمٍ. (4)
الإمام الصادق عليه السلام :اُطلُبُوا العِلمَ مِن مَعدِنِ العِلمِ. (5)
.
ص: 278
عنه عليه السلام :شاوِر في أمرِكَ الَّذينَ يَخشَونَ اللّهَ تَعالى ، وطَلَبُ العِلمِ مِن أعلَى الاُمورِ وأصعَبِها ، فَكانَتِ المُشاوَرَةُ فيهِ أهَمَّ وأوجَبَ. (1)
مشكاة الأنوار عن عنوان البصريّ_ وكانَ شَيخاً كَبيراً قَد أتى عَلَيهِ أربَعٌ وتِسعونَ سَنَةً _: كُنتُ أختَلِفُ إلى مالِكِ بنِ أنَسٍ سِنينَ ، فَلَمّا حَضَرَ جَعفَرٌ الصّادِقُ عليه السلام المَدينَهَ اختَلَفتُ إلَيهِ وأحبَبتُ أن آخُذَ عَنهُ كَما أخَذتُ مِن مالِكٍ ، فَقالَ لي يَوماً : إنّي رَجُلٌ مَطلوبٌ ومَعَ ذلِكَ لي أورادٌ في كُلِّ ساعَةٍ مِن آناءِ اللَّيلِ وَالنَّهارِ فَلا تَشغَلني عَن وِردي فَخُذ عَن مالِكٍ وَاختَلِف إلَيهِ كَما كُنتَ تَختَلِفُ إلَيهِ . فَاغتَمَمتُ مِن ذلِكَ وخَرَجتُ مِن عِندِهِ وقُلتُ في نَفسي : لَو تَفَرَّسَ فِيَّ خَيراً لَما زَجَرَني عَنِ الاِختِلافِ إلَيهِ وَالأَخذِ عَنهُ ، فَدَخَلتُ مَسجِدَ الرَّسولِ صلى الله عليه و آله وسَلَّمتُ عَلَيهِ ، ثُمَّ رَجَعتُ مِنَ القَبرِ إلَى الرَّوضَةِ وصَلَّيتُ فيها رَكعَتَينِ وقُلتُ : أسأَلُكَ يا اللّهُ يا اللّهُ أن تَعطِفَ عَلَيَّ قَلبَ جَعفَرٍ وتَرزُقَني مِن عِلمِهِ ما أهتَدي بِهِ إلى صِراطِكَ المُستَقيمِ . ورَجَعتُ إلى داري مُغتَمّا حَزيناً ولَم أختَلِف إلى مالِكِ بنِ أنَسٍ لِما اُشرِبَ قَلبي مِن حُبِّ جَعفَرٍ ، فَما خَرَجتُ مِن داري إلّا إلَى الصَّلاةِ المَكتوبَةِ حَتّى عيلَ صَبري ، فَلَمّا ضاقَ صَدري تَنَعَّلتُ وتَرَدَّيتُ وقَصَدتُ جَعفَرًا ، وكانَ بَعدَما صَلَّيتُ العَصرَ ، فَلَمّا حَضَرتُ بابَ دارِهِ استَأذَنتُ عَلَيهِ فَخَرَجَ خادِمٌ لَهُ . فَقالَ : ما حاجَتُكَ ؟ فَقُلتُ : السَّلامُ عَلَى الشَّريفِ . فَقالَ : هُوَ قائِمٌ في مُصَلّاهُ ، فَجَلَستُ بِحِذاءِ بابِهِ ، فَما لَبِثتُ إلّا يَسيراً إذ خَرَجَ خادِمٌ لَهُ .
.
ص: 279
قالَ : اُدخُل عَلى بَرَكَةِ اللّهِ ، فَدَخَلتُ وسَلَّمتُ عَلَيهِ ، فَرَدَّ عَلَيَّ السَّلامَ. وقالَ : اِجلِس غَفَرَ اللّهُ لَكَ ، فَجَلَستُ ، فَأَطرَقَ مَلِيًّا ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ. وقالَ : أبو مَن ؟ قُلتُ : أبو عَبدِاللّهِ . قالَ : ثَبَّتَ اللّهُ كُنيَتَكَ ووَفَّقَكَ لِمَرضاتِهِ . قُلتُ في نَفسي : لَو لَم يَكُن لي مِن زِيارَتِهِ وَالتَّسليمِ عَلَيهِ غَيرُ هذَا الدُّعاءِ لَكانَ كَثيراً ، ثُمَّ أطرَقَ مَلِيًّا ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ. فَقالَ : يا أبا عَبدِاللّهِ ما حاجَتُكَ؟ قُلتُ : سَأَلتُ اللّهَ أن يَعطِفَ قَلبَكَ عَلَيَّ ويَرزُقَني مِن عِلمِكَ ، وأرجو أنَّ اللّهَ تَعالى أجابَني فِي الشَّريفِ ما سَأَلتُهُ . فَقالَ : يا أبا عَبدِ اللّهِ ، لَيسَ العِلمُ بِالتَّعَلُّمِ ، إنَّما هُوَ نورٌ يَقَعُ في قَلبِ مَن يُريدُ اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى أن يَهدِيَهُ ، فَإِن أرَدتَ العِلمَ فَاطلُب أوَّلًا مِن نَفسِكَ حَقيقَةَ العُبودِيَّةِ ، وَاطلُبِ العِلمَ بِاستِعمالِهِ ، وَاستَفهِمِ اللّهَ يُفهِمكَ . قُلتُ : يا شَريفُ . فَقالَ : قُل يا أبا عَبدِاللّهِ . قُلتُ : يا أبا عَبدِاللّهِ ، ما حَقيقَةُ العُبودِيَّةِ ؟ قالَ : ثَلاثَةُ أشياءَ : أن لا يَرَى العَبدُ لِنَفسِهِ فيما خَوَّلَهُ اللّهُ إلَيهِ مِلكاً ؛ لِأَنَّ العَبيدَ لا يَكونُ لَهُم مِلكٌ ، يَرَونَ المالَ مالَ اللّهِ يَضَعونَهُ حَيثُ أمَرَهُمُ اللّهُ تَعالى بِهِ ، ولا يُدَبِّرُ العَبدُ لِنَفسِهِ تَدبيراً ، وجُملَةُ اشتِغالِهِ فيما أمَرَهُ اللّهُ تَعالى بِهِ ونَهاهُ عَنهُ ، فَإِذا لَم يَرَ
.
ص: 280
العَبدُ لِنَفسِهِ فيما خَوَّلَهُ اللّهُ تَعالى مِلكاً هانَ عَلَيهِ الإِنفاقُ فيما أمَرَهُ اللّهُ تَعالى أن يُنفِقَ فيهِ ، وإذا فَوَّضَ العَبدُ تَدبيرَ نَفسِهِ عَلى مُدَبِّرِهِ هانَ عَلَيهِ مَصائِبُ الدُّنيا ، وإذَا اشتَغَلَ العَبدُ بِما أمَرَهُ اللّهُ تَعالى ونَهاهُ لا يَتَفَرَّغُ مِنهُما إلَى المِراءِ وَالمُباهاةِ مَعَ النّاسِ ، فَإِذا أكرَمَ اللّهُ العَبدَ بِهذِهِ الثَّلاثِ هانَ عَلَيهِ الدُّنيا وإبليسُ وَالخَلقُ ، ولا يَطلُبُ الدُّنيا تَكاثُراًوتَفاخُراً ، ولا يَطلُبُ عِندَ النّاسِ عِزًّا وعُلُوًّا ، ولا يَدَعُ أيّامَهُ باطِلًا ، فَهذا أوَّلُ دَرَجَةِ المُتَّقينَ ، قالَ اللّهُ تَعالى : «تِلْكَ الدَّارُ الْاخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِى الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَ الْعَ_قِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ» . (1) قُلتُ : يا أبا عَبدِاللّهِ أوصِني . فَقالَ : اُوصيكَ بِتِسعَةِ أشياءَ ، فَإِنَّها وَصِيَّتي لِمُريدِي الطَّريقِ إلَى اللّهِ عز و جل ، وَاللّهَ أسأَلُ أن يُوَفِّقَكَ لِاستِعمالِهِ ؛ ثَلاثَةٌ مِنها في رِياضَةِ النَّفسِ ، وثَلاثَةٌ مِنها فِي الحِلمِ ، وثَلاثَةٌ مِنها فِي العِلمِ ، فَاحفَظها وإيّاكَ وَالتَّهاوُنَ بِها . قالَ عُنوانُ : فَفَرَّغتُ قَلبي لَهُ . فَقالَ : أمَّا اللَّواتي فِي الرِّياضَةِ ، فَإِيّاكَ أن تَأكُلَ ما لا تَشتَهيهِ فَإِنَّهُ يورِثُ الحَماقَةَ وَالبُلهَ ، ولا تَأكُل إلّا عِندَ الجوعِ ، وإذا أكَلتَ فَكُل حَلالًا وسَمِّ اللّهَ ، واذكُر حَديثَ الرَّسولِ صلى الله عليه و آله : ما مَلَأَ آدَمِيٌّ وِعاءً شَرًّا مِن بَطنِهِ ، فَإِن كانَ لابُدَّ فَثُلُثٌ لِطَعامِهِ وثُلُثٌ لِشَرابِهِ وثُلُثٌ لِنَفسِهِ . وأمَّا اللَّواتي فِي الحِلمِ ، فَمَن قالَ لَكَ : إن قُلتَ واحِدَةً سَمِعتَ عَشراً ، فَقُل : إن قُلتَ عَشراً لَم تَسمَع واحِدَةً ، ومَن شَتَمَكَ فَقُل : إن كُنتَ صادِقاً فيما تَقولُ فَاللّهَ أسألُ أن يَغفِرَها لي ، وإن كُنتَ كاذِباً فيما تَقولُ فَاللّهَ أسأَلُ أن يَغفِرَها لَكَ ، ومَن وَعَدَكَ
.
ص: 281
بِالجَفاءِ فَعِدهُ بِالنَّصيحَةِ وَالدُّعاءِ . وأمَّا اللَّواتي فِي العِلمِ ، فَاسأَلِ العُلَماءَ ما جَهِلتَ ، وإيّاكَ أن تَسأَلَهُم تَعَنُّتاً وتَجرِبَةً ، وإيّاكَ أن تَعمَلَ بِرَأيِكَ شَيئاً ، وخُذ بِالاِحتِياطِ في جَميعِ ما تَجِدُ إلَيهِ سَبيلًا ، وَاهرُب مِنَ الفُتيا هَرَبَكَ مِنَ الأَسَدِ ، ولا تَجعَل رَقَبَتَكَ لِلنّاسِ جِسراً . قُم عَنّي يا أبا عَبدِاللّهِ ، فَقَد نَصَحتُ لَكَ ، ولا تُفسِد عَلَيَّ وِردي ، فَإِنِّي امرُؤٌ ضَنينٌ بِنَفسي ، وَالسَّلامُ. (1)
الإمام عليّ عليه السلام : ألا لا تَنالُ العِلمَ إلّا بِسِتَّةٍ سَاُنبيكَ عَن مَجموعِها بِبَيانِ ذَكاءٌ وحِرصٌ وَاصطِبارٌ وبُلغَةٌ وإرشادُ اُستاذٍ وطولُ زَمانِ (2)
.
ص: 282
. .
ص: 283
الفصل الرابع : آداب السّؤالأ _ ما يَنبَغي فيه4 / 1التَّعَقُّلالإمام عليّ عليه السلام :أمّا بَعدُ ، أيُّهَا النّاسُ ! إذا سَأَلَ سائِلٌ فَليَعقِل ، وإذا سُئِلَ فَليَتَثَبَّت ؛ فَوَاللّهِ لَقَد نَزَلَت بِكُم نَوازِلُ البَلاءِ وحَقائِقُ الاُمورِ ؛ لِفَشَلِ كَثيرٍ مِنَ المَسؤولينَ ، وإطراقِ كَثيرٍ مِنَ السّائِلينَ. (1)
4 / 2السُّؤالُ تَفَقُّهًارسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا قَعَدَ أحَدُكُم إلى أخيهِ فَليَسأَلهُ تَفَقُّهاً ، ولا يَسأَلهُ تَعَنُّتاً. (2)
الإمام عليّ عليه السلام_ لِسائِلٍ سَأَلَهُ عَن مُعضِلَةٍ _: سَل تَفَقُّهاً ولا تَسأَل تَعَنُّتاً ؛ فَإِنَّ الجاهِلَ
.
ص: 284
المُتَعَلِّمَ شَبيهٌ بِالعالِمِ ، وإنَّ العالِمَ المُتَعَسِّفَ شَبيهٌ بِالجاهِلِ المُتَعَنِّتِ. (1)
عنه عليه السلام_ في صِفَةِ المُؤمِنِ _: يَصمُتُ لِيَسلَمَ ، ويَسأَلُ لِيَفهَمَ. (2)
الإمام الحسين عليه السلام :كانَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام بِالكوفَةِ فِي الجامِعِ إذ قامَ إلَيهِ رَجُلٌ مِن أهلِ الشّامِ ، فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، إنّي أسأَلُكَ عَن أشياءَ . فَقالَ : سَل تَفَقُّهاً ولا تَسأَل تَعَنُّتاً. (3)
المناقب_ في سيرَةِ الإمامِ الباقِرِ عليه السلام _: قالَ الأبرَشُ الكَلبِيُّ لِهِشامٍ : مَن هذَا الَّذِي احتَوَشَهُ أهلُ العِراقِ ويَسأَلونَهُ ؟ قالَ : هذا نَبِيُّ الكوفَةِ ، وهُوَ يَزعُمُ أنَّهُ ابنُ رَسولِ اللّهِ وباقِرُ العِلمِ ومُفَسِّرُ القُرآنِ ، فَاسأَلهُ مَسأَلَةً لا يَعرِفُها ، فَأَتاهُ. وقالَ : يَا ابنَ عَلِيٍّ قَرَأتَ التَّوراةَ وَالإِنجيلَ وَالزَّبورَ وَالفُرقانَ ؟ قالَ : نَعَم . قالَ : فَإِنّي سائِلُكَ عَن مَسائِلَ . قالَ : سَل ، فَإِن كُنتَ مُستَرشِداً فَسَتَنتَفِعُ بِما تَسأَلُ عَنهُ ، وإن كُنتَ مُتَعَنِّتاً فَتَضِلُّ بِما تَسأَلُ عَنهُ. (4)
الكافي عن الحسين بن علوان :سَأَلَ رَجُلٌ أبا عَبدِاللّهِ عليه السلام عَن طَعمِ الماءِ .
.
ص: 285
فَقالَ : سَل تَفَقُّهاً ولا تَسأَل تَعَنُّتاً ؛ طَعمُ الماءِ طَعمُ الحَياةِ. (1)
4 / 3حُسنُ السُّؤالِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :حُسنُ السُّؤالِ نِصفُ العِلمِ. (2)
الإمام عليّ عليه السلام :مَن أحسَنَ السُّؤالَ عَلِمَ. (3)
عنه عليه السلام :مَن عَلِمَ أحسَنَ السُّؤالَ. (4)
عنه عليه السلام :أجمِلوا فِي الخِطابِ تَسمَعوا جَميلَ الجَوابِ. (5)
4 / 4رِعايَةُ حَقِّ السّابِقِالإمام الصادق عليه السلام :أتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله رَجُلانِ : رَجُلٌ مِنَ الأَنصارِ ورَجُلٌ مِن ثَقيفٍ . فَقالَ الثَّقيفِيُّ : يا رَسولَ اللّهِ ، حاجَتي . فَقالَ : سَبَقَكَ أخوكَ الأَنصارِيُّ .
.
ص: 286
فَقالَ : يا رَسولَ اللّهِ ، إنّي عَلى ظَهرِ سَفَرٍ وإنّي عَجلانُ . وقالَ الأَنصارِيُّ : إنّي قَد أذِنتُ لَهُ. (1)
ب _ ما لا يَنبَغي فيه4 / 5السُّؤالُ تَعَنُّتًاالاختصاص عن ابن عبّاس :قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله ] لِعَبدِاللّهِ بنِ سَلامٍ] : الحَمدُ للّهِِ عَلى نَعمائِهِ ، يَابنَ سَلامٍ ، أجِئتَني سائِلًا أو مُتَعَنِّتاً ؟ قالَ : بَل سائِلًا يا مُحَمَّدُ . قالَ : عَلَى الضَّلالَةِ أم عَلَى الهُدى ؟ قالَ : بَل عَلَى الهُدى يا مُحَمَّدُ . فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : فَسَل عَمّا تَشاءُ. (2)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :شِرارُ النّاسِ الَّذينَ يَسأَلونَ عَن شِرارِ المَسائِلِ ؛ كَي يُغَلِّطوا بِهَا العُلَماءَ. (3)
سنن أبي داود عن معاوية :إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله نَهى عَنِ الغَلوطاتِ (4) . (5)
.
ص: 287
الإمام عليّ عليه السلام :النّاسُ مَنقوصونَ مَدخولونَ إلّا مَن عَصَمَ اللّهُ ، سائِلُهُم مُتَعَنِّتٌ ، ومُجيبُهُم مُتَكَلِّفٌ. (1)
الإمام الصادق عليه السلام_ في وَصِيَّتِهِ لِعُنوانَ البَصرِيِّ فِي العِلمِ _: فَاسأَلِ العُلَماءَ ما جَهِلتَ ، وإيّاكَ أن تَسأَلَهُم تَعَنُّتاً وتَجرِبَةً ، وإيّاكَ أن تَعمَلَ بِرَأيِكَ شَيئاً. (2)
راجع : ص 283 ح 2392 _ 2393 و 284 ح 2395 _ 2397 .
4 / 6السُّؤالُ عَمّا قَد يَضُرُّ جَوابُهُالكتاب«يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَسْ_ئلُواْ عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْ_ئلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْءَانُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ» . (3)
«قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِى فَلَا تَسْ_ئلْنِى عَن شَىْ ءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا» . (4)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :اُسكُتوا عَمّا سَكَتَ اللّهُ. (5)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّهَ تَعالى حَدَّ لَكُم حُدوداً فَلا تَعتَدوها ، وفَرَضَ عَلَيكُم فَرائِضَ فَلا تُضَيِّعوها ، وسَنَّ لَكُم سُنَناً فَاتَّبِعوها ، وحَرَّمَ عَلَيكُم حُرُماتٍ فَلا تَهتِكوها ، وعَفا
.
ص: 288
لَكُم عَن أشياءَ رَحمَةً مِنهُ لَكُم مِن غَيرِ نِسيانٍ فَلا تَتَكَلَّفوها. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :دَعوني ما تَرَكتُكُم ، إنَّما أهلَكَ مَن كانَ قَبلَكُم سُؤالُهُم وَاختِلافُهُم عَلى أنبِيائِهِم ، فَإِذا نَهَيتُكُم عَن شَيءٍ فَاجتَنِبوهُ ، وإذا أمَرتُكُم بِأَمرٍ فَأتوا مِنهُ مَا استَطَعتُم. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :لَولا أنَّ بَني إسرائيلَ قالوا : «وَ إِنَّ_آ إِن شَآءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ» (3) ما اُعطوا أبَداً ، ولَو أنَّهُمُ اعتَرَضوا بَقَرَةً مِنَ البَقَرِ فَذَبَحوها لَأَجزَأَت عَنهُم ، ولكِنَّهُم شَدَّدوا فَشَدَّدَ اللّهُ عَلَيهِم. (4)
مسند أبي يعلى عن ابن عمر :سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : لا يَزالُ هذَا الحَيُّ مِن قُرَيشٍ آمِنينَ حَتّى يَرُدّوهُم عَن دينِهِم (كفّار حمنا ) (5) . قالَ : فَقامَ إلَيهِ رَجُلٌ. فَقالَ : يا رَسولَ اللّهِ ، أفِي الجَنَّةِ أنَا أم فِي النّارِ ؟ قالَ : فِي الجَنَّةِ . ثُمَّ قامَ إلَيهِ آخَرُ فَقالَ : أفِي الجَنَّةِ أنَا أم فِي النّارِ ؟ ( قالَ : فِي النّارِ ) .
.
ص: 289
ثُمَّ قالَ : اُسكُتوا عَنّي ما سَكَتُّ عَنكُم ، فَلَولا أن لا تَدافَنوا لَأَخبَرتُكُم بِمَلَئِكُم مِن أهلِ النّارِ حَتّى تَعرِفوهُم عِندَ المَوتِ ، ولَو اُمِرتُ أن أفعَلَ لَفَعَلتُ. (1)
الإمام الرضا عليه السلام :إنَّ رَجُلًا مِن بَني إسرائيلَ قَتَلَ قَرابَةً لَهُ ثُمَّ أخَذَهُ وطَرَحَهُ عَلى طَريقِ أفضَلِ سِبطٍ مِن أسباطِ بَني إسرائيلَ ، ثُمَّ جاءَ يَطلُبُ بِدَمِهِ ، فَقالوا لِموسى عليه السلام : إنَّ سِبطَ آلِ فُلانٍ قَتَلوا فُلاناً ، فَأَخبِرنا مَن قَتَلَهُ ؟ قالَ : اِيتوني بِبَقَرَةٍ ، «قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَ_هِلِينَ» (2) ، ولَو أنَّهُم عَمَدوا إلى أيِّ بَقَرَةٍ أجزَأَتهُم ولكِن شَدَّدوا فَشَدَّدَ اللّهُ عَلَيهِم . «قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِىَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَ لَا بِكْرٌ» (3) _ يعني لا صَغيرَةٌ ولا كَبيرَةٌ _ «عَوَان بَيْنَ ذَ لِكَ» (4) ، ولَو أنَّهُم عَمَدوا إلى أيِّ بَقَرَةٍ أجزَأَتهُم ، ولكِن شَدَّدوا فَشَدَّدَ اللّهُ عَلَيهِم . «قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَآءُ فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّ_ظِرِينَ» (5) ، ولَو أنَّهُم عَمَدوا إلى أيِّ بَقَرَةٍ لَأَجزَأَتهُم ، ولكِن شَدَّدوا فَشَدَّدَ اللّهُ عَلَيهِم . «قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِىَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَ_بَهَ عَلَيْنَا وَ إِنَّ_آ إِن شَآءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ * قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَ لَا تَسْقِى الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا قَالُواْ الْ_ئ_نَ جِئْتَ بِالْحَقِّ» (6) .
.
ص: 290
فَطَلَبوها ، فَوَجَدوها عِندَ فَتًى مِن بَني إسرائيلَ ، فَقالَ : لا أبيعُها إلّا بِمِل ءِ مَسكِها (1) ذَهَباً . فَجاؤوا إلى موسى عليه السلام فَقالوا لَهُ ذلِكَ . فَقالَ : اِشتَروها . فَاشتَرَوها وجاؤوا بِها ، فَأَمَرَ بِذَبحِها ، ثُمَّ أمَرَ أن يُضرَبَ المَيِّتُ بِذَنَبِها ، فَلَمّا فَعَلوا ذلِكَ حَيِيَ المَقتولُ ، وقالَ : يا رَسولَ اللّهِ ، إنَّ ابنَ عَمّي قَتَلَني دونَ مَن يُدَّعى عَلَيهِ قَتلي . فَعَلِموا بِذلِكَ قاتِلَهُ . فَقالَ رَسولُ اللّهِ موسَى بنُ عِمرانَ عليه السلام لِبَعضِ أصحابِهِ : إنَّ هذِهِ البَقَرَةَ لَها نَبَأٌ . فَقالَ : وما هُوَ ؟ قالَ : إنَّ فَتَىً مِن بَني إسرائيلَ كانَ بارًّا بِأَبيهِ وإنَّهُ اشتَرى تَبيعاً فَجاءَ إلى أبيهِ ورَأى أنَّ المَقاليدَ تَحتَ رَأسِهِ ، فَكَرِهَ أن يوقِظَهُ فَتَرَكَ ذلِكَ البَيعَ ، فَاستَيقَظَ أبوهُ ، فَأَخبَرَهُ ، فَقالَ لَهُ : أحسَنتَ ، خُذ هذِهِ البَقَرَةَ فَهِيَ لَكَ عِوَضاً لِما فاتَكَ . قالَ : فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّهِ موسَى بنُ عِمرانَ عليه السلام : اُنظُروا إلَى البِرِّ ما بَلَغَ بِأَهلِهِ ؟ ! (2)
الإمام عليّ عليه السلام :لَمّا نَزَلَت هذِهِ الآيَةُ «وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً» (3) قالوا : يا رَسولَ اللّهِ ، أفي كُلِّ عامٍ ؟ فَسَكَتَ ، فَقالوا : أفي كُلِّ عامٍ ؟
.
ص: 291
فَسَكَتَ . قالَ : ثُمَّ قالوا : أفي كُلِّ عامٍ ؟ فَقالَ : لا ، ولَو قُلتُ نَعَم لَوَجَبَت . فَأَنزَلَ اللّهُ تَعالى : «يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَسْ_ئلُواْ عَنْ أَشْيَآءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ» (1) إلى آخر الآية. (2)
سنن ابن ماجة عن أنس :قالوا : يا رَسولَ اللّهِ ! الحَجُّ في كُلِّ عامٍ ؟ قالَ : لَو قُلتُ : نَعَم لَوَجَبَت ، ولَو وَجَبَت لَم تَقوموا بِها ، ولَو لَم تَقوموا بِها عُذِّبتُم. (3)
مسند ابن حنبل عن ابن عبّاس :خَطَبَنا رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَقالَ : يا أيُّهَا النّاسُ ، كُتِبَ عَلَيكُمُ الحَجُّ . قالَ : فَقامَ الأَقرَعُ بنُ حابِسٍ فَقالَ : أفي كُلِّ عامٍ يا رَسولَ اللّهِ ؟ فَقالَ : لَو قُلتُها لَوَجَبَت ، ولَو وَجَبَت لَم تَعمَلوا بِها ولَم تَستَطيعوا أن تَعمَلوا بِها ، الحَجُّ مَرَّةٌ فَمَن زادَ فَهُوَ تَطَوُّعٌ. (4)
مسند ابن حنبل :إنَّ رَجُلًا قالَ : يا رَسولَ اللّهِ ، الحَجُّ كُلَّ عامٍ ؟ فَقالَ : بَل حَجَّةٌ عَلى كُلِّ إنسانٍ ، ولَو قُلتُ : نَعَم كُلَّ عامٍ ، لَكانَ كُلَّ عامٍ. (5)
.
ص: 292
صحيح البخاري عن أنس :خَطَبَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله خُطبَةً ما سَمِعتُ مِثلَها قَطُّ . قالَ : لَو تَعلَمونَ ما أعلَمُ لَضَحِكتُم قَليلًا ولَبَكَيتُم كَثيراً . فَغَطّى أصحابُ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله وُجوهَهُم، لَهُم خَنينٌ . فَقالَ رَجُلٌ : مَن أبي ؟ قالَ : فُلانٌ . فَنَزَلَت هذِهِ الآيَةُ «لَا تَسْ_ئلُواْ عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ» . (1)
صحيح البخاري عن أبي موسى الأشعريّ :سُئِلَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَن أشياءَ كَرِهَها ، فَلَمّا أكثَروا عَلَيهِ المَسأَلَةَ غَضِبَ وقالَ : سَلوني . فَقامَ رَجُلٌ فَقالَ : يا رَسولَ اللّهِ ، مَن أبي ؟ قالَ : أبوكَ حُذافَةُ . ثُمَّ قامَ آخَرُ فَقالَ : يا رَسولَ اللّهِ ، مَن أبي ؟ فَقالَ : أبوكَ سالِمٌ مَولى شَيبَةَ . فَلَمّا رَأى عُمَرُ ما بِوَجهِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله مِنَ الغَضَبِ قالَ : إنّا نَتوبُ إلَى اللّهِ عز و جل. (2)
صحيح البخاري عن ابن عبّاس :كانَ قَومٌ يَسأَلونَ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله استِهزاءً، فَيَقولُ الرَّجُلُ : مَن أبي ؟ ويَقولُ الرَّجُلُ _ تَضِلُّ ناقَتُهُ _ : أينَ ناقَتي ؟ فَأَنزَلَ اللّهُ فيهِم هذِهِ الآيَةَ : «لَا تَسْ_ئلُواْ عَنْ أَشْيَآءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ» حَتّى فَرَغَ
.
ص: 293
مِنَ الآيَةِ كُلِّها. (1)
الكافي عن أبي الجارود :قالَ أبو جَعفَرٍ عليه السلام : إذا حَدَّثتُكُم بِشَيءٍ فَاسأَلوني مِن كِتابِ اللّهِ . ثُمَّ قالَ في بَعضِ حَديثِهِ : إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله نَهى عَنِ القيلِ وَالقالِ ، وفَسادِ المالِ ، وكَثرَةِ السُّؤالِ . فَقيلَ لَهُ : يَابنَ رَسولِ اللّهِ ، أينَ هذا مِن كِتابِ اللّهِ ؟ قالَ : إنَّ اللّهَ عز و جل يَقولُ : «لَا خَيْرَ فِى كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَ_ح بَيْنَ النَّاسِ» (2) وقالَ : «وَلَا تُؤْتُواْ السُّفَهَآءَ أَمْوَ لَكُمُ الَّتِى جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَ_مًا» (3) وقالَ : «لَا تَسْ_ئلُواْ عَنْ أَشْيَآءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ» . (4)
الإمام الباقر عليه السلام :اِشتَرِ الجُبنَ مِن أسواقِ المُسلِمينَ مِن أيدِي المُصَلّينَ ، ولا تَسأَل عَنهُ إلّا أن يَأتِيَكَ مَن يُخبِرُكَ عَنهُ. (5)
عنه عليه السلام_ لَمّا سَأَلَهُ الفُضَيلُ وزُرارَةُ ومُحَمَّدُ بنُ مُسلِمٍ عَن شِراءِ اللَّحمِ مِنَ الأَسواقِ ولا يُدرى ما يَصنَعُ القَصّابونَ _: كُل إذا كانَ ذلِكَ في أسواقِ المُسلِمينَ ولا تَسأَل عَنهُ. (6)
الإمام الصادق عليه السلام :يا أيُّهَا النّاسُ اتَّقُوا اللّهَ ولا تُكثِرُوا السُّؤالَ ، إنَّما هَلَكَ مَن كان قَبلَكُم بِكَثرَةِ سُؤالِهِم أنبِياءَهُم ، وقَد قالَ اللّهُ عز و جل : «يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَسْ_ئلُواْ عَنْ أَشْيَآءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ» وَاسأَلوا عَمّا فَرَضَ اللّهُ عَلَيكُم ، وَاللّهِ إنَّ الرَّجُلَ يَأتيني فَيَسأَلُني
.
ص: 294
فَاُخبِرُهُ فَيَكفُرُ ، ولَو لَم يَسأَلني ما ضَرَّهُ ، وقالَ اللّهُ : «وَإِن تَسْ_ئلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْءَانُ تُبْدَ لَكُمْ» (1) إلى قَولِهِ : «قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُواْ بِهَا كَ_فِرِينَ» (2) . (3)
عنه عليه السلام :إنَّ عَلِيًّا عليه السلام كانَ يَقولُ : أبهِموا ما أبهَمَهُ اللّهُ. (4)
عنه عليه السلام :خَمسَةُ أشياءَ يَجِبُ عَلَى النّاسِ أن يَأخُذوا بِها ظاهِرَ الحُكمِ : الوَلاياتُ ، وَالتَّناكُحُ ، وَالمَواريثُ ، وَالذَّبائِحُ ، وَالشَّهاداتُ ، فَإِذا كانَ ظاهِرُهُ ظاهِراً مَأموناً جازَت شَهادَتُهُ ، ولا يُسأَلُ عَن باطِنِهِ. (5)
نهج البلاغة :خَطَبَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام بِهذِهِ الخُطبَةِ [أي خُطبَةَ الأَشباحِ] عَلى مِنبَرِ الكوفَةِ ، وذلِكَ أنَّ رَجُلًا أتاهُ فَقالَ لَهُ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، صِف لَنا رَبَّنا مِثلَما نَراهُ عِياناًلِنَزدادَ لَهُ حُبًّا وبِهِ مَعرِفَةً . فَغَضِبَ ونادى : الصَّلاةَ جامِعَةً ، فَاجتَمَعَ النّاسُ حَتّى غَصَّ المَسجِدُ بِأَهلِهِ . فَصَعِدَ المِنبَرَ وهُوَ مُغضَبٌ مُتَغَيِّرُ اللَّونِ ، فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ وصَلّى عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، ثُمَّ قالَ : . . . فَانظُر أيُّهَا السّائِلُ : فَما دَلَّكَ القُرآنُ عَلَيهِ مِن صِفَتِهِ فَائتَمَّ بِهِ وَاستَضِئ بِنورِ هِدايَتِهِ ، وما كَلَّفَكَ الشَّيطانُ عِلمَهُ مِمّا لَيسَ فِي الكِتابِ عَلَيكَ فَرضُهُ ، ولا في سُنَّةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله وأئِمَّةِ الهُدى أثَرُهُ ، فَكِل عِلمَهُ إلَى اللّهِ سُبحانَهُ ، فَإِنَّ ذلِكَ مُنتَهى حَقِّ اللّهِ عَلَيكَ. (6)
.
ص: 295
سنن الترمذي عن سلمان :سُئِلَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَنِ السَّمنِ وَالجُبنِ وَالفِراءِ . فَقالَ : الحَلالُ ما أحَلَّ اللّهُ في كِتابِهِ ، وَالحَرامُ ما حَرَّمَ اللّهُ في كِتابِهِ ، وما سَكَتَ عَنهُ فَهُوَ مِمّا عَفا عَنهُ. (1)
كتاب من لا يحضره الفقيه :سَأَلَ سُلَيمانُ بنُ جَعفَرٍ الجَعفَرِيُّ العَبدَ الصّالِحَ موسَى بنَ جَعفَرٍ عليه السلام عَنِ الرَّجُلِ يَأتِي السُّوقَ فَيَشتَري جُبَّةَ فِراءٍ ، لا يَدري أذَكِيَّةٌ هِيَ أم غَيرُ ذَكِيَّةٍ ، أيُصَلّي فيها ؟ فَقالَ : نَعَم لَيسَ عَلَيكُمُ المَسأَلَةُ ، إنَّ أبا جَعفَرٍ عليه السلام كانَ يَقولُ : إنَّ الخَوارِجَ ضَيَّقوا عَلى أنفُسِهِم بِجَهالَتِهِم ، إنَّ الدّينَ أوسَعُ مِن ذلِكَ. (2)
تهذيب الأحكام عن إسماعيل بن عيسى :سَأَلتُ أبَا الحَسَنِ عليه السلام عَن جُلودِ الفِراءِ يَشتَريهَا الرَّجُلُ في سُوقٍ مِن أسواقِ الجَبَلِ ، أيَسأَلُ عَن ذَكاتِهِ إذا كانَ البائِعُ مُسلِماً غَيرَ عارِفٍ ؟ قالَ : عَلَيكُم أنتُم أن تَسأَلوا عَنهُ إذا رَأَيتُمُ المُشرِكينَ يَبيعونَ ذلِكَ ، وإذا رَأَيتُم يُصَلّونَ فيهِ فَلا تَسأَلوا عَنهُ. (3)
الكافي عن عمر بن حنظلة :قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام : إنّي تَزَوَّجتُ امرَأَةً فَسَأَلتُ عَنها فَقيلَ فيها . فَقالَ : وأنتَ لِمَ سأَلتَ أيضاً ! لَيسَ عَلَيكُمُ التَّفتيشُ. (4)
الكافي عن الكاهليّ عن رجل عن الإمام الصادق عليه السلام ، قال :قُلتُ : أمُرُّ فِي الطَّريقِ
.
ص: 296
فَيَسيلُ عَلَيَّ الميزابُ في أوقاتٍ أعلَمُ أنَّ النّاسَ يَتَوَضَّؤونَ ؟ قالَ : قالَ : لَيسَ بِهِ بَأسٌ ، لا تَسأَل عَنهُ. (1)
راجع : ج 1 ص 389 (ما مدح من الجهل) .
4 / 7السُّؤالُ عَمّا لا فائِدَةَ فيهِالإمام عليّ عليه السلام :سَل عَمّا يَعنيكَ ، ودَع ما لا يَعنيكَ. (2)
عنه عليه السلام :لا تَسأَل عَمّا لا يَكونُ ؛ فَفِي الَّذي قَد كانَ لَكَ شُغلٌ. (3)
عنه عليه السلام :لا تَسأَلَنَّ عَمّا لَم يَكُن ؛ فَفِي الَّذي قَد كانَ عِلمٌ كافٍ. (4)
راجع : ص 283 (السؤال تفقّها) و 286 (السؤال تعنّتا) .
4 / 8كَثرَةُ السُّؤالِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّهَ ... كَرِهَ لَكُم : قيلَ وقالَ ، وكَثرَةَ السُّؤالِ ، وإضاعَةَ المالِ. (5)
عنه صلى الله عليه و آله :رَحِمَ اللّهُ مُؤمِناً تَكَلَّمَ فَغَنِمَ ، أو سَكَتَ فَسَلِمَ ، إنّي أكرَهُ لَكُم عَن قيلَ وقالَ ،
.
ص: 297
وإضاعَةَ المالِ ، وكَثرَةَ السُّؤالِ. (1)
المعجم الأوسط عن عبد اللّه بن مسعود :جاءَ رَجُلٌ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله فَقالَ : أوصِني . فَقالَ : دَع قيلَ وقالَ ، وكَثرَةَ السُّؤالِ ، وإضاعَةَ المالِ. (2)
الإمام عليّ عليه السلام :كَثرَةُ السُّؤالِ تورِثُ المَلالَ. (3)
الإمام الكاظم عليه السلام :إنَّ اللّهَ عز و جل يُبغِضُ القيلَ وَالقالَ ، وإضاعَةَ المالِ ، وكَثرَةَ السُّؤالِ. (4)
راجع : ص 293 ح 2421 و 448 ح 3140 و 448 ح 3141 .
تعليق :إن قلتَ : قرأنا في الحديث 2383 المأثور عن الإمام عليّ عليه السلام أنّ «العلم لا يحصل إلّا بخمسة أشياء ، أوّلها : بكثرة السؤال . . .» مع أنّنا نلاحظ في هذه الأحاديث ذمّا لكثرة السؤال ، فكيف يكون الجمع بينهما قلتُ : كثرة السؤال مشروطة بألّا تكون مضرّة ، بل تكون مفيدة ، ولا تفضي إلى سأم المخاطَب وأذاه ، بل تؤدّي إلى زيادة العلم ، تكون ممدوحةً ، فإذا فُقد أحد الشروط ، فالسؤال قبيح وكثرته أقبح . من هنا ، فإنّ الأحاديث التي ترغّب المتعلّم في السؤال وكثرته محمولة على الأسئلة الحائزةِ الشروطَ الثلاثة . والأحاديث التي تنهى عن السؤال أو كثرته محمولة على الحالات التي لا يتوفّر فيها أحد الشروط ؛ ولكن يبدو أنّ القصد من النهي عن كثرة السؤال هنا هو طرح الأسئلة التي لا فائدة فيها ، كما ذكر العلّامة المجلسيّ في «مرآة العقول» .
.
ص: 298
راجع : مرآة العقول : ج1 ص204 ، منية المريد : ص257 (الآداب المختصّة بالمتعلّم : عدم تكرار سؤال ما يعلمه) .
.
ص: 299
الفصل الخامس : أحكام التّعلّمأ _ ما يَجِبُ تَعَلُّمُهُ5 / 1مَعرِفَةُ اللّهِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :أفضَلُ العِلمِ لا إلهَ إلَا اللّهُ. (1)
الإمام عليّ عليه السلام :العِلمُ بِاللّهِ أفضَلُ العِلمَينِ. (2)
الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ أفضَلَ الفَرائِضِ وأوجَبَها عَلَى الإِنسانِ مَعرِفَةُ الرَّبِّ وَالإِقِرارُ لَهُ بِالعُبودِيَّةِ. (3)
راجع : ص 249 ح 2236 و 250 ح 2237 .
.
ص: 300
5 / 2دَعائِمُ الإِسلامِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن ماتَ مِن اُمَّتي ولَيسَ لَهُ إمامٌ مِنهُم يَعرِفُهُ فَهِيَ ميتَةٌ جاهِلِيَّةٌ ، فَإِن جَهِلَهُ وعاداهُ فَهُوَ مُشرِكٌ ، وإن جَهِلَهُ ولَم يُعادِهِ ولَم يُوالِ لَهُ عَدُوًّا فَهُوَ جاهِلٌ ولَيسَ بِمُشرِكٍ. (1)
الكافي عن سليم بن قيس :سَمِعتُ عَلِيّا صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ يَقولُ : ... أدنى ما يَكونُ بِهِ العَبدُ مُؤمِناً أن يُعَرِّفَهُ اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى نَفسَهُ فَيُقِرَّ لَهُ بِالطّاعَةِ ، ويُعَرِّفَهُ نَبِيَّهُ صلى الله عليه و آله فَيُقِرَّ لَهُ بِالطّاعَةِ ، ويُعَرِّفَهُ إمامَهُ وحُجَّتَهُ في أرضِهِ وشاهِدَهُ عَلى خَلقِهِ فَيُقِرَّ لَهُ بِالطّاعَةِ . قُلتُ لَهُ : يا أميرَالمُؤمِنينَ ، وإن جَهِلَ جَميعَ الأَشياءِ إلّا ما وَصَفتَ ؟ قالَ : نَعَم ، إذا اُمِرَ أطاعَ وإذا نُهِيَ انتَهى. (2)
الإمام عليّ عليه السلام :عَلَيكُم بِطاعَةِ مَن لا تُعذَرونَ بِجَهالَتِهِ. (3)
عنه عليه السلام_ في كِتابِهِ إلى مُعاوِيَةَ _: اِتَّقِ اللّهَ فيما لَدَيكَ ، وَانظُر في حَقِّهِ عَلَيكَ ، وَارجِع إلى مَعرِفَةِ ما لا تُعذَرُ بِجَهالَتِهِ. (4)
عنه عليه السلام :كَفى مِن أمرِ الدّينِ أن تَعرِفَ ما لا يَسَعُ جَهلُهُ. (5)
عنه عليه السلام :العِلمُ عِلمانِ : عِلمٌ لا يَسَعُ النّاسَ إلَا النَّظَرُ فيهِ وهُوَ صِبغَةُ الإِسلامِ ، وعِلمٌ
.
ص: 301
يَسَعُ النّاسَ تَركُ النَّظَرِ فيهِ وهُوَ قُدرَةُ اللّهِ عز و جل. (1)
عنه عليه السلام_ فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ _: إن لَم تَعلَم مِن أينَ جِئتَ ، لَم تَعلَم إلى أينَ تَذهَبُ. (2)
عنه عليه السلام :رَحِمَ اللّهُ امرَأً عَرَفَ مِن أينَ وفي أينَ وإلى أينَ. (3)
عنه عليه السلام :الزَمُ العِلمِ بِكَ ما دَلَّكَ عَلى صَلاحِ دينِكَ وأبانَ لَكَ عَن فَسادِهِ. (4)
عنه عليه السلام :أولَى العِلمِ بِكَ ما لا يُتَقَبَّلُ العَمَلُ إلّا بِهِ. (5)
الإمام الصادق عليه السلام :لا يَسَعُ النّاسَ حَتّى يَسأَلوا ويَتَفَقَّهوا ويَعرِفوا إمامَهُم. (6)
الكافي عن الحارث بن المغيرة :قُلتُ لِأَبي عَبدِاللّهِ : قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : «مَن ماتَ لا يَعرِفُ إمامَهُ ماتَ ميتَةً جاهِلِيَّةً» ؟ قالَ : نَعَم . قُلتُ : جاهِلِيَّةً جَهلاءَ أو جاهِلِيَّةً لا يَعرِفُ إمامَهُ ؟ قالَ : جاهِلِيَّةَ كُفرٍ ونِفاقٍ وضَلالٍ. (7)
الإمام الصادق عليه السلام :خَرَجَ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام عَلى أصحابِهِ ، فَقالَ : أيُّهَا النّاسُ ! إنَّ اللّهَ جَلَّ ذِكرُهُ ما خَلَقَ العِبادَ إلّا لِيَعرِفوهُ ، فَإِذا عَرَفوهُ عَبَدوهُ ، فَإِذا عَبَدوهُ استَغنَوا بِعِبادَتِهِ عَن عِبادَةِ مَن سِواهُ .
.
ص: 302
فَقالَ لَهُ رَجُلٌ : يَا ابنَ رَسولِ اللّهِ ، بِأَبي أنتَ واُمّي ، فَما مَعرِفَةُ اللّهِ ؟ قالَ : مَعرِفَةُ أهلِ كُلِّ زَمانٍ إمامَهُمُ الَّذي يَجِبُ عَلَيهِم طاعَتُهُ. (1)
ينابيع المودّة عن عيسى بن السّريّ :قُلتُ لِجَعفَرٍ الصّادِقِ عليه السلام : حَدِّثني عَمّا ثَبَتَ عَلَيهِ دَعائِمُ الإِسلامِ إذا أخَذتُ بِها زَكا عَمَلي ولَم يَضُرَّني جَهلُ ما جَهِلتُ . قالَ : شَهادَةُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ وأنَّ مُحَمَّدا رَسولُ اللّهِ ، وَالإِقرارُ بِما جاءَ بِهِ مِن عِندِ اللّهِ ، وحَقٌّ فِي الأَموالِ مِنَ الزَّكاةِ ، وَالإِقرارُ بِالوَلايَةِ الَّتي أمَرَ اللّهُ بِها وَلايَةِ آلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله . قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : مَن ماتَ لا يَعرِفُ إمامَهُ ماتَ ميتَةً جاهِلِيَّةً . قالَ اللّهُ عز و جل : «أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِى الْأَمْرِ مِنكُمْ» (2) فَكانَ عَلِيٌّ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ ثُمَّ صارَ مِن بَعدِهِ حَسَنٌ ثُمَّ حُسَينٌ ثُمَّ مِن بَعدِهِ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ ثُمَّ مِن بَعدِهِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ ، وهكَذا يَكونُ الأَمرُ ، إنَّ الأَرضَ لا تَصلُحُ إلّا بِإِمامٍ ، ومَن ماتَ لا يَعرِفُ إمامَهُ ماتَ ميتَةً جاهِلِيَّةً. (3)
رجال الكشّي عن عيسى بن السّريّ :قُلتُ لِأَبي عَبدِاللّهِ عليه السلام : حَدِّثني عَن دَعائِمِ الإِسلامِ الَّتي بُنِيَ عَلَيها ، ولا يَسَعُ أحَدا مِنَ النّاسِ تَقصيرٌ عَن شَيءٍ مِنهَا ، الَّذي مَن قَصَّرَ عَن مَعرِفَةِ شَيءٍ مِنها كُبِتَ (4) عَلَيهِ دينُهُ ولَم يُقبَل مِنهُ عَمَلُهُ ، ومَن عَرَفَها وعَمِلَ بِها صَلُحَ دينُهُ وقُبِلَ مِنهُ عَمَلُهُ ، ولَم يَضِق بِهِ ما فيهِ بِجَهلِ شَيءٍ مِنَ الاُمورِ جَهِلَهُ . قالَ : فَقالَ : شَهادَةُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَالإِيمانُ بِرَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وَالإِقرارُ بِما جاءَ بِهِ مِن عِندِ اللّهِ .
.
ص: 303
ثُمَّ قالَ : الزَّكاةُ وَالوَلايَةُ شَيءٌ دونَ شَيءٍ ، فَضلٌ يُعرَفُ لِمَن أخَذَ بِهِ . قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : «مَن ماتَ لا يَعرِفُ إمامَهُ ماتَ ميتَةً جاهِلِيَّةً» . وقالَ اللّهُ عز و جل : «يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِى الْأَمْرِ مِنكُمْ» وكانَ عَلِيٌّ عليه السلام ، وقالَ الآخَرونَ : لا ، بَل مُعاوِيَةُ . وكانَ حَسَنٌ ثُمَّ كانَ حُسَينٌ ، وقالَ الآخَرونَ : هُوَ يَزيدُ بنُ مُعاوِيَةَ لا سَواءٌ . ثُمَّ قالَ : أزيدُكَ ؟ قالَ بَعضُ القَومِ : زِدهُ جُعِلتُ فِداكَ . قالَ : ثُمَّ كانَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ ، ثُمَّ كانَ أبو جَعفَرٍ ، وكانَتِ الشّيعَةُ قَبلَهُ لا يَعرِفونَ ما يَحتاجونَ إلَيهِ مِن حَلالٍ ولا حَرامٍ إلّا ما تَعَلَّموا مِنَ النّاسِ ، حَتّى كانَ أبو جَعفَرٍ عليه السلام فَفَتَحَ لَهُم وبَيَّنَ لَهُم وعَلَّمَهُم ، فَصاروا يُعَلِّمونَ النّاسَ بَعدَما كانوا يَتَعَلَّمونَ مِنهُم ، وَالأَمرُ هكَذا يَكونُ ، وَالأَرضُ لا تَصلُحُ إلّا بِإِمامٍ . ومَن ماتَ لا يَعرِفُ إمامَهُ ماتَ ميتَةً جاهِلِيَّةً ، وأحوَجُ ما تَكونُ إلى هذا إذا بَلَغَت نَفسُكَ هذَا المَكانَ _ وأشارَ بِيَدِهِ إلى حَلقِهِ _ وَانقَطَعتَ مِنَ الدُّنيا تَقولُ : لَقَد كُنتُ عَلى رَأيٍ حَسَنٍ. (1)
الإمام عليّ عليه السلام :وأمّا ما فَرَضَهُ اللّهُ عز و جل مِنَ الفَرائِضِ في كِتابِهِ فَدَعائِمُ الإِسلامِ ، وهِيَ خَمسُ دَعائِمَ ، وعَلى هذِهِ الفَرائِضِ بُنِيَ الإِسلامُ ، فَجَعَلَ سُبحانَهُ لِكُلِّ فَريضَةٍ مِن هذِهِ الفَرائِضِ أربَعَةَ حُدودٍ ، لا يَسَعُ أحَداً جَهلُها ، أوَّلُهَا الصَّلاةُ ، ثُمَّ الزَّكاةُ ، ثُمَّ الصِّيامُ ، ثُمَّ الحَجُّ ، ثُمَّ الوَلايَةُ وهِيَ خاتِمَتُها وَالحافِظَةُ لِجَميعِ الفَرائِضِ وَالسُّنَنِ. (2)
الكافي عن عليّ بن أبي حمزة عن أبي بصير ، قال :سَمِعتُهُ يَسأَلُ أبا عَبدِاللّهِ عليه السلام ، فَقالَ لَهُ : جُعِلتُ فِداكَ ، أخبِرني عَنِ الدّينِ الَّذِي افتَرَضَ اللّهُ عز و جل عَلَى العِبادِ
.
ص: 304
ما لا يَسَعُهُم جَهلُهُ ولا يُقبَلُ مِنهُم غَيرُهُ ، ما هُوَ ؟ . . . فَقالَ : شَهادَةُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ ، وأنَّ مُحَمَّداً رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وإقامُ الصَّلاةِ ، وإيتاءُ الزَّكاةِ ، وحِجُّ البَيتِ مَنِ استَطاعَ إلَيهِ سَبيلًا ، وصَومُ شَهرِ رَمَضانَ . ثُمَّ سَكَتَ قَليلًا ، ثُمَّ قالَ : وَالوَلايَةُ _ مَرَّتَينِ _ . (1)
الإمام الصادق عليه السلام :أحسِنُوا النَّظَرَ فيما لا يَسَعُكُم جَهلُهُ ، وَانصَحوا لِأَنفُسِكُم ، وجاهِدوا في طَلَبِ ما لا عُذرَ لَكُم في جَهلِهِ ، فَإِنَّ لِدينِ اللّهِ أركاناً لا يَنفَعُ مَن جَهِلَها شِدَّةُ اجتِهادِهِ في طَلَبِ ظاهِرِ عِبادَتِهِ ، ولا يَضُرُّ مَن عَرَفَها _ فَدانَ بِها _ حُسنُ اقتِصارٍ، ولاسَبيلَ لِأَحَدٍ إلى ذلِكَ إلّا بِعَونٍ مِنَ اللّهِ عز و جل . (2)
5 / 3فَرائض الدّينِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :عَلَيكُم بِمُذاكَرَةِ العِلمِ ، فَإِنَّ بِالعِلمِ تَعرِفونَ الحَلالَ مِنَ الحَرامِ. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :رَحِمَ اللّهُ مَن تَعَلَّمَ فَريضَةً أو فَريضَتَينِ فَعَمِلَ بِهِما أو عَلَّمَهُما مَن يَعمَلُ بِهِما. (4)
عنه صلى الله عليه و آله :تَعَلَّمُوا الفَرائِضَ وعَلِّموها ، فَإِنَّهُ نِصفُ العِلمِ ، وهُوَ يُنسى ، وهُوَ أوَّلُ شَيءٍ يُنزَعُ مِن اُمَّتي. (5)
.
ص: 305
عنه صلى الله عليه و آله :تَعَلَّمُوا العِلمَ وعَلِّموهُ النّاسَ ، تَعَلَّمُوا الفَرائِضَ وعَلِّموهُ النّاسَ ، تَعَلَّمُوا القُرآنَ وعَلِّموهُ النّاسَ فَإِنِّي امرُؤٌ مَقبوضٌ ، وَالعِلمُ سَيُقبَضُ وتَظهَرُ الفِتَنُ حَتّى يَختَلِفَ اثنانِ في فَريضَةٍ لا يَجِدانِ أحَداً يَفصِلُ بَينَهُما. (1)
الإمام عليّ عليه السلام :أوجَبُ العِلمِ عَلَيكَ ما أنتَ مَسؤولٌ عَنِ العَمَلِ بِهِ. (2)
عيسى عليه السلام :كَيفَ يَصيرُ إلَى الجَنَّةِ مَن لا يُبصِرُ مَعالِمَ الدّينِ ؟ ! (3)
سنن الدارمي عن أبي ذ رٍّ :أمَرَنا رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله أن لا يَغلِبونا عَلى ثَلاثٍ : أن نَأمُرَ بِالمَعروفِ ، ونَنهى عَنِ المُنكَرِ ، ونُعَلِّمَ النّاسَ السُّنَنَ. (4)
الإمام الباقر عليه السلام :تَفَقَّهوا فِي الحَلالِ وَالحَرامِ وإلّا فَأَنتُم أعرابٌ (5) . (6)
عنه عليه السلام :سارِعوا في طَلَبِ العِلمِ ، فَوَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ لَحَديثٌ واحِدٌ في حَلالٍ وحَرامٍ تَأخُذُهُ عَن صادِقٍ، خَيرٌ مِنَ الدُّنيا وما حَمَلَت مِن ذَهَبٍ وفِضَّةٍ. (7)
الإمام الصادق عليه السلام :لَيتَ السِّياطَ عَلى رُؤوسِ أصحابي حَتّى يَتَفَقَّهوا فِي الحَلالِ وَالحَرامِ. (8)
.
ص: 306
علل الشرائع عن زرارة ومحمّد بن مسلم وبريد العجليّ :قالَ رَجُلٌ لِأَبي عَبدِاللّهِ عليه السلام : إنَّ لِيَ ابناً قَد أحَبَّ أن يَسأَلَكَ عَن حَلالٍ وحَرامٍ ، لا يَسأَلُكَ عَمّا لا يَعنيهِ ؟ فَقالَ : وهَل يَسأَلُ النّاسُ عَن شَيءٍ أفضَلَ مِنَ الحَلالِ وَالحَرامِ ؟ ! (1)
ب _ ما يَنبَغي تَعَلُّمُهُ5 / 4مَعرِفَةُ النَّفسِالإمام عليّ عليه السلام :المَعرِفَةُ بِالنَّفسِ أنفَعُ المَعرِفَتَينِ. (2)
عنه عليه السلام :أفضَلُ المَعرِفَةِ مَعرِفَةُ الإِنسانِ نَفسَهُ. (3)
عنه عليه السلام :أفضَلُ الحِكمَةِ مَعرِفَةُ الإِنسانِ نَفسَهُ ووُقوفُهُ عِندَ قَدرِهِ. (4)
عنه عليه السلام :غايَةُ المَعرِفَةِ أن يَعرِفَ المَرءُ نَفسَهُ. (5)
عنه عليه السلام :مَعرِفَةُ النَّفسِ أنفَعُ المَعارِفِ. (6)
عنه عليه السلام :أفضَلُ العَقلِ مَعرِفَةُ الإِنسانِ نَفسَهُ ، فَمَن عَرَفَ نَفسَهُ عَقَلَ ، ومَن جَهِلَها ضَلَّ. (7)
عنه عليه السلام :كَفى بِالمَرءِ مَعرِفَةً أن يَعرِفَ نَفسَهُ. (8)
.
ص: 307
عنه عليه السلام :مَن جَهِلَ نَفسَهُ كانَ بِغَيرِ نَفسِهِ أجهَلَ. (1)
عنه عليه السلام :مَن عَرَفَ نَفسَهُ فَهُوَ لِغَيرِهِ أعرَفُ. (2)
عنه عليه السلام :كَيفَ يَعرِفُ غَيرَهُ مَن يَجهَلُ نَفسَهُ ؟ ! (3)
عنه عليه السلام :لا تَجهَل نَفسَكَ ؛ فَإِنَّ الجاهِلَ مَعرِفَةَ نَفسِهِ جاهِلٌ بِكُلِّ شَيءٍ. (4)
عنه عليه السلام :عَجِبتُ لِمَن يُنشِدُ ضالَّتَهُ وقَد أضَلَّ نَفسَهُ فَلا يَطلُبُها ! (5)
عنه عليه السلام :كَفى بِالمَرءِ جَهلًا أن يَجهَلَ نَفسَهُ. (6)
عنه عليه السلام :مَن لَم يَعرِف نَفسَهُ بَعُدَ عَن سَبيلِ النَّجاةِ ، وخَبَطَ فِي الضَّلالِ وَالجَهالاتِ. (7)
عنه عليه السلام :أعظَمُ الجَهلِ جَهلُ الإِنسانِ أمرَ نَفسِهِ. (8)
عنه عليه السلام :مَن عَرَفَ نَفسَهُ فَقَدِ انتَهى إلى غايَةِ كُلِّ مَعرِفَةٍ وعِلمٍ. (9)
عنه عليه السلام :أكثَرُ النّاسِ مَعرِفَةً لِنَفسِهِ أخوَفُهُم لِرَبِّهِ. (10)
عنه عليه السلام :عَجِبتُ لِمَن يَجهَلُ نَفسَهُ كَيفَ يَعرِفُ رَبَّهُ ! (11)
بحارالأنوار عن صحف إدريس عليه السلام :مَن عَرَفَ الخَلقَ عَرَفَ الخالِقَ ، ومَن عَرَفَ
.
ص: 308
الرِّزقَ عَرَفَ الرّازِقَ ، ومَن عَرَفَ نَفسَهُ عَرَفَ رَبَّهُ. (1)
الإمام الرضا عليه السلام :أفضَلُ العَقلِ مَعرِفَةُ الإِنسانِ نَفسَهُ. (2)
5 / 5عُلومُ أهلِ البَيتِمعاني الأخبار عن عبد السّلام بن صالح الهرويّ :سَمِعتُ أبَا الحَسَنِ الرِّضا عليه السلام يَقولُ : رَحِمَ اللّهُ عَبداً أحيا أمرَنا . فَقُلتُ لَهُ : فَكَيفَ يُحيي أمرَكُم ؟ قالَ : يَتَعَلَّمُ عُلومَنا ويُعَلِّمُهَا النّاسَ ؛ فَإِنَّ النّاسَ لَو عَلِموا مَحاسِنَ كَلامِنا لَاتَّبَعونا. (3)
5 / 6ما يَزيدُ فِي العَمَلِ والصَّلاحِالإمام عليّ عليه السلام :أحمَدُ العِلمِ عاقِبَةً ما زادَ في عَمَلِكَ فِيالعاجِلِ ، وأزلَفَكَ فِي الآجِلِ. (4)
عنه عليه السلام :أشرَفُ العِلمِ ما ظَهَرَ فِي الجَوارِحِ وَالأَركانِ. (5)
عنه عليه السلام :أوضَعُ العِلمِ ما وَقَفَ عَلَى اللِّسانِ ، وأرفَعُهُ ما ظَهَرَ فِي الجَوارِحِ وَالأَركانِ. (6)
عنه عليه السلام :خَيرُ العُلومِ ما أصلَحَكَ. (7)
.
ص: 309
عنه عليه السلام :خَيرُ العِلمِ ما أصلَحتَ بِهِ رَشادَكَ ، وشَرُّهُ ما أفسَدتَ بِهِ مَعادَكَ. (1)
الإمام زين العابدين عليه السلام_ بعد الطَّلَبِ مِنَ اللّهِ أشياءَ لِنَفسِهِ علَى الشَّيطانِ _: ... اللّهُمَّ وَاعمُم بِذلِكَ مَن شَهِدَ لَكَ بِالرُّبوبِيَّةِ ، وأخلَصَ لَكَ بِالوَحدانِيَّةِ ، وعاداهُ لَكَ بِحَقيقَةِ العُبودِيَّةِ ، وَاستَظهَرَ بِكَ عَلَيهِ في مَعرِفَةِ العُلومِ الرَّبّانِيَّةِ. (2)
الإمام الباقر عليه السلام :اِعلَم أنَّهُ لا عِلمَ كَطَلَبِ السَّلامَةِ ، ولا سَلامَةَ كَسَلامَةِ القَلبِ. (3)
تنبيه الخواطر :رُوِيَ عَنِ الإِمامِ الصّادِقِ عليه السلام أنَّهُ قالَ لِبَعضِ تَلامِذَتِهِ : أيَّ شَيءٍ تَعَلَّمتَ مِنّي ؟ قالَ لَهُ : يا مَولايَ ، ثَمانَ مَسائِلَ ، قالَ لَهُ عليه السلام : قُصَّها عَلَيَّ لِأَعرِفَها . قالَ : الاُولى : رَأَيتُ كُلَّ مَحبوبٍ يُفارِقُ عِندَ المَوتِ حَبيبَهُ فَصَرَفتُ هِمَّتي إلى ما لا يُفارِقُني بَل يُؤنِسُني في وَحدَتي ، وهُوَ فِعلُ الخَيرِ . فَقالَ : أحسَنتَ وَاللّهِ . الثّانِيَةُ : رَأَيتُ قَوماً يَفخَرونَ بِالحَسَبِ وآخَرينَ بِالمالِ وَالوَلَدِ وإذا ذلِكَ لا فَخرَ ، ورَأَيتُ الفَخرَ العَظيمَ ، في قَولِهِ تَعالى : «إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ» (4) فَاجتَهَدتُ أن أكونَ عِندَهُ كَريماً . قالَ : أحسَنتَ وَاللّهِ . الثّالِثَةُ : رَأَيتُ لَهوَ النّاسِ وطَرَبَهُم ، وسَمِعتُ قَولَهُ تَعالى : «وَ أَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَ نَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِىَ الْمَأْوَى» . (5) فَاجتَهَدتُ في صَرفِ الهَوى عَن نَفسي حَتَّى استَقَرَّت عَلى طاعَةِ اللّهِ تَعالى .
.
ص: 310
قالَ : أحسَنتَ وَاللّهِ . الرّابِعَةُ : رَأَيتُ كُلَّ مَن وَجَدَ شَيئاً يَكرُمُ عِندَهُ اجتَهَدَ في حِفظِهِ ، وسَمِعتُ قَولَهُ سُبحانَهُ يَقولُ : «مَّن ذَا الَّذِى يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَ_عِفَهُ لَهُ وَ لَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ» (1) فَأَحبَبتُ المُضاعَفَةَ ولَم أرَ أحفَظَ مِمّا يَكونُ عِندَهُ ، فَكُلَّما وَجَدتُ شَيئاً يَكرُمُ عِندي وَجَّهتُ بِهِ إلَيهِ لِيَكونَ لي ذُخراً إلى وَقتِ حاجَتي إلَيهِ . قالَ : أحسَنتَ وَاللّهِ . الخامِسَةُ : رَأَيتُ حَسَدَ النّاسِ بَعضِهِم لِلبَعضِ فِي الرِّزقِ ، وسَمِعتُ قَولَهُ تَعالى : «نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِى الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَ رَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَ_تٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا وَ رَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ» (2) ، فَما حَسَدتُ أحَداًولا أسِفتُ عَلى ما فاتَني . قالَ : أحسَنتَ وَاللّهِ . السّادِسَةُ : رَأَيتُ عَداوَةَ بَعضِهِم لِبَعضٍ في دارِ الدُّنيا وَالحَزازاتِ الَّتي في صُدورِهِم ، وسَمِعتُ قَولَ اللّهِ تَعالى : «إِنَّ الشَّيْطَ_نَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا» (3) فَاشتَغَلتُ بِعَداوَةِ الشَّيطانِ عَن عَداوَةِ غَيرِهِ . قالَ : أحسَنتَ وَاللّهِ . السّابِعَةُ : رَأَيتُ كَدحَ النّاسِ وَاجتِهادَهُم في طَلَبِ الرِّزقِ ، وسَمِعتُ قَولَهُ تَعالى : «وَ مَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْاءِنسَ إِلَا لِيَعْبُدُونِ * مَآ أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَ مَآ أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ» (4) فَعَلِمتُ أنَّ وَعدَهُ وقَولَهُ صِدقٌ
.
ص: 311
فَسَكَنتُ إلى وَعدِهِ ورَضيتُ بِقَولِهِ ، وَاشتَغَلتُ بِما لَهُ عَلَيَّ عَمّا لي عِندَهُ . قالَ : أحسَنتَ وَاللّهِ . الثّامِنَةُ قالَ : رَأيتُ قَوماً يَتَّكِلونَ عَلى صِحَّةِ أبدانِهِم وقَوماً عَلى كَثرَةِ أموالِهِم ، وقَوماً عَلى خَلقٍ مِثلِهِم ، وسَمِعتُ قَولَهُ تَعالى : «وَ مَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَ مَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ» (1) فَاتَّكَلتُ عَلَى اللّهِ وزالَ اتِّكالي عَلى غَيرِهِ . فَقالَ لَهُ : وَاللّهِ إنَّ التَّوراةَ وَالإِنجيلَ وَالزَّبورَ وَالفُرقانَ وسائِرَ الكُتُبِ تَرجِعُ إلى هذِهِ الثَّمانِ المَسائِلِ. (2)
الإمام الكاظم عليه السلام :أولَى العِلمِ بِكَ ما لا يَصلُحُ لَكَ العَمَلُ إلّا بِهِ ، وأوجَبُ العِلمِ عَلَيكَ ما أنتَ مَسؤولٌ عَنِ العَمَلِ بِهِ ، وألزَمُ العِلمِ لَكَ ما دَلَّكَ عَلى صَلاحِ قَلبِكَ ، وأظهَرَ لَكَ فَسادَهُ ، وأحمَدُ العِلمِ عاقِبَةً ما زادَكَ في عَمَلِكَ العاجِلِ ، فَلا تَشغَلَنَّ بِعِلمِ ما لا يَضُرُّكَ جَهلُهُ ، ولا تَغفُلَنَّ عَن عِلمِ ما يَزيدُ في جَهلِكَ تَركُهُ. (3)
5 / 7ما يَنفَعُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :خَيرُ العِلمِ ما نَفَعَ. (4)
.
ص: 312
الإمام عليّ عليه السلام_ لَمّا سَأَلَهُ هَمّامٌ عَن صِفَةِ المُتَّقينَ _: غَضّوا أبصارَهُم عَمّا حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِم ، ووَقَفوا أسماعَهُم عَلَى العِلمِ النّافِعِ لَهُم. (1)
الإمام الصادق عليه السلام_ في تَفسيرِ الصِّناعاتِ _: ... كَذلِكَ السِّكّينُ وَالسَّيفُ وَالرُّمحُ وَالقَوسُ وغَيرُ ذلِكَ مِن وُجوهِ الآلَةِ الَّتي قَد تُصرَفُ إلى جِهاتِ الصَّلاحِ وجِهاتِ الفَسادِ وتَكونُ آلَةً ومَعونَةً عَلَيهِما ، فَلا بَأسَ بِتَعليمِهِ وتَعَلُّمِهِ وأخذِ الأَجرِ عَلَيهِ وفيهِ وَالعَمَلِ بِهِ وفيهِ لِمَن كانَ لَهُ فيهِ جِهاتُ الصَّلاحِ مِن جَميعِ الخَلائِقِ ومُحَرَّمٌ عَلَيهِم فيهِ تَصريفُهُ إلى جِهاتِ الفَسادِ وَالمَضارِّ ، فَلَيسَ عَلَى العالِمِ وَالمُتَعَلِّمِ إثمٌ ولا وِزرٌ ؛ لِما فيهِ مِنَ الرُّجحانِ في مَنافِعِ جِهاتِ صَلاحِهِم وقِوامِهِم بِهِ وبَقائِهِم ، وإنَّمَا الإِثمُ وَالوِزرُ عَلَى المُتَصَرِّفِ بِها في وُجوهِ الفَسادِ وَالحَرامِ. (2)
راجع : ص 64 ح 1549 .
5 / 8مِن كُلِّ عِلمٍ أحسَنُهُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :العِلمُ أكثَرُ مِن أن يُحصى ، فَخُذ مِن كُلِّ شَيءٍ أحسَنَهُ. (3)
الإمام عليّ عليه السلام :العِلمُ أكثَرُ مِن أن يُحاطَ بِهِ ، فَخُذوا مِن كُلِّ عِلمٍ أحسَنَهُ. (4)
عنه عليه السلام :خُذوا مِن كُلِّ عِلمٍ أحسَنَهُ ، فَإِنَّ النَحلَ يَأكُلُ مِن كُلِّ زَهرٍ أزيَنَهُ ، فَيَتَوَلَّدُ
.
ص: 313
مِنهُ جَوهَرانِ نَفيسانِ : أحَدُهُما فيهِ شِفاءٌ لِلنّاسِ ، وَالآخَرُ يُستَضاءُ بِهِ. (1)
راجع : ص 249 (رعاية الأهمّ فالأهمّ) .
5 / 9اللُّغاتُ المُختَلِفَةُكنزالعمّال عن زيد بن ثابت :أمَرَني رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله أن أتَعَلَّمَ السُّريانِيَّةَ. (2)
المعجم الكبير عن زيد بن ثابت :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : إنَّهُ يَأتيني كُتُبٌ مِنَ النّاسِ ولا اُحِبُّ أن يَقرَأها كُلُّ أحَدٍ ، فَهَل تَستَطيعُ أن تَتَعلَّمَ كِتابَ السُّريانِيَّةِ؟ قُلتُ : نَعَم ، فَتَعَلَّمتُها في سَبعَ عَشرَةَ. (3)
سنن الترمذي عن زيد بن ثابت :أمَرَني رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله أن أتَعَلَّمَ لَهُ كِتابَ يَهودَ . قالَ : إنّي وَاللّهِ ما آمَنُ يَهودَ عَلى كِتابٍ . قالَ : فَما مَرَّ بي نِصفُ شَهرٍ حَتّى تَعَلَّمتُهُ لَهُ . قالَ : فَلَمّا تَعَلَّمتُهُ كانَ إذا كَتَبَ إلى يَهودَ كَتَبتُ إلَيهِم ، وإذا كَتَبوا إلَيهِ قَرَأتُ لَهُ كِتابَهُم. (4)
.
ص: 314
ج _ ما يَحرُمُ تَعَلُّمُهُ5 / 10ما يُؤَدّي إلَى الفَسادِالإمام عليّ عليه السلام :شَرُّ العِلمِ ما أفسَدتَ بِهِ رَشادَكَ. (1)
عنه عليه السلام :رُبَّ عِلمٍ أدّى إلى مَضَلَّتِكَ. (2)
عنه عليه السلام :رُبَّ مَعرِفَةٍ أدَّت إلى تَضليلٍ. (3)
عنه عليه السلام :رُبَّ عالِمٍ قَتَلَهُ عِلمُهُ. (4)
عنه عليه السلام :كُلُّ عِلمٍ لا يُؤَيِّدُهُ عَقلٌ ، مَضَلَّةٌ. (5)
الإمام الصادق عليه السلام_ في تَفسيرِ الصِّناعاتِ _: ما يَكونُ مِنهُ وفيهِ الفَسادُ مَحضاً ، ولايَكونُ فيهِ ولا مِنهُ شَيءٌ مِن وُجوهِ الصَّلاحِ فَحَرامٌ تَعليمُهُ وتَعَلُّمُهُ وَالعَمَلُ بِهِ وأخذُ الأَجرِ عَلَيهِ ، وجَميعُ التَّقَلُّبِ فيهِ مِن جَميعِ وُجوهِ الحَرَكاتِ كُلِّها. (6)
5 / 11علم النُّجومرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَنِ اقتَبَسَ عِلماً مِنَ النُّجومِ، اقتَبَسَ شُعبَةً مِنَ السِّحرِ زادَما زادَ. (7)
.
ص: 315
عنه صلى الله عليه و آله :أخافُ عَلى اُمَّتي بَعدي ثَلاثاً : حَيفُ الأَئِمَّةِ ، وإيمانٌ بِالنُّجومِ ، وتَكذيبٌ بِالقَدَرِ. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّهَ قَد طَهَّرَ هذِهِ القَريَةَ مِنَ الشِّركِ إن لَم تُضِلَّهُمُ النُّجومُ. (2)
الإمام عليّ عليه السلام :أيُّهَا النّاسُ ! إيّاكُم وتَعَلُّمَ النُّجومِ ، إلّا ما يُهتَدى بِهِ في بَرٍّ أو بَحرٍ ، فَإِنَّها تَدعو إلَى الكَهانَةِ ، وَالمُنَجِّمُ كَالكاهِنِ ، وَالكاهِنُ كَالسّاحِرِ ، وَالسّاحِرُ كَالكافِرِ ، وَالكافِرُ فِي النّارِ. (3)
الإمام الحسين عليه السلام :لَمّا افتَتَحَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله خَيبَرَ ... نَهى عَن خِصالٍ تِسعَةٍ : ... وعَنِ النَّظَرِ فِي النُّجومِ. (4)
الإمام الصادق عليه السلام_ في جَوابِ الزِّنديقِ لَمّا قالَ لَهُ : ما تَقولُ في عِلمِ النُّجومِ ؟ _: هُوَ عِلمٌ قَلَّت مَنافِعُهُ وكَثُرَت مَضَرّاتُهُ ، لِأَنَّهُ لا يُدفَعُ بِهِ المَقدورُ ولا يُتَّقى بِهِ المَحذورُ ، إن أخبَرَ المُنَجِّمُ بِالبَلاءِ لَم يُنجِهِ التَّحَرُّزُ مِنَ القَضاءِ ، وإن أخبَرَ هُوَ بِخَيرٍ لَم يَستَطِع تَعجيلَهُ ، وإن حَدَثَ بِهِ سوءٌ لَم يُمكِنهُ صَرفُهُ ، وَالمُنَجِّمُ يُضادُّ اللّهَ في عِلمِهِ بِزَعمِهِ أنَّهُ يَرُدُّ قَضاءَ اللّهِ عَن خَلقِهِ. (5)
الخصال عن نصر بن قابوس :سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام يَقولُ : المُنَجِّمُ مَلعونٌ ، وَالكاهِنُ مَلعونٌ ... .
.
ص: 316
وقالَ عليه السلام : المُنَجِّمُ كَالكاهِنِ ، وَالكاهِنُ كَالسّاحِرِ ، وَالسّاحِرُ كَالكافِرِ ، وَالكافِرُ فِي النّارِ. (1)
تعليق :يتبيّن من التأمّل في نصّ هذه الأحاديث أنّ المقصود من علم النجوم المحرّم تعلّمه ليس العلم بمفهومه المعاصر، بل المقصود هو التعرّف على تأثير النجوم في مصير الإنسان، وَالتنبّؤ بحوادث المستقبل عن طريق المطالعة في سير الكواكب مطلقا أو على أنّها مؤثّرات.
5 / 12السِّحرالكتاب«وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَ_طِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَ_نَ وَ مَا كَفَرَ سُلَيْمَ_نُ وَ لَ_كِنَّ الشَّيَ_طِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَ مَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَ_رُوتَ وَ مَ_رُوتَ» . (2)
الحديثالإمام عليّ عليه السلام :مَن تَعَلَّمَ شَيئاً مِنَ السِّحرِ كانَ آخِرَ عَهدِهِ بِرَبِّهِ. (3)
.
ص: 317
الخصال عن نصر بن قابوس :سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام يَقولُ: السّاحِرُ مَلعونٌ... . وقالَ عليه السلام : المُنَجِّمُ كَالكاهِنِ ، وَالكاهِنُ كَالسّاحِرِ ، وَالسّاحِرُ كَالكافِرِ ، وَالكافِرُ فِي النّارِ. (1)
د _ ما لا يَنبَغي تَعَلُّمُهُ5 / 13ما لا يَنفَعُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :عِلمُ النَّسَبِ عِلمٌ لا يَنفَعُ وجَهالَةٌ لا تَضُرُّ. (2)
المراسيل عن زيد بن أسلم :قيلَ : يا رَسولَ اللّهِ ، ما أعلَمَ فُلاناً ! قالَ : بِمَ ؟ قالوا : بِأَنسابِ النّاسِ . قالَ : عِلمٌ لا يَنفَعُ ، وجَهالَةٌ لا تَضُرُّ. (3)
جامع بيان العلم وفضله عن أبي هريرة :إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله دَخَلَ المَسجِدَ فَرَأى جَمعاً مِنَ النّاسِ عَلى رَجُلٍ فَقالَ : وما هذا ؟ قالوا : يا رَسولَ اللّهِ ، رَجُلٌ عَلّامَةٌ . قالَ : ومَا العَلّامَةُ ؟ قالوا : أعلَمُ النّاسِ بِأَنسابِ العَرَبِ ، وأعلَمُ النّاسِ بِعَرَبِيَّةٍ ، وأعلَمُ النّاسِ بِشِعرٍ ، وأعلَمُ النّاسِ بِمَا اختَلَفَ فيهِ العَرَبُ .
.
ص: 318
فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : هذا عِلمٌ لا يَنفَعُ وجَهلٌ لا يَضُرُّ. (1)
الإمام الكاظم عليه السلام :دَخَلَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله المَسجِدَ فَإِذا جَماعَةٌ قَد أطافوا بِرَجُلٍ فَقالَ : ما هذا ؟ فَقيلَ : عَلّامَةٌ . فَقالَ : ومَا العَلّامَةُ ؟ فَقالوا لَهُ : أعلَمُ النّاسِ بِأَنسابِ العَرَبِ ووَقائِعِها وأيّامِ الجاهِلِيَّةِ وَالأَشعارِ العَرَبِيَّةِ . فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : ذاكَ عِلمٌ لا يَضُرُّ مَن جَهِلَهُ ولا يَنفَعُ مَن عَلِمَهُ. (2)
راجع : ص 21 (الفصل الأوّل: حقيقة العلم) و 63 (الفصل الرابع: أقسام العلوم) و 423 (الاستعانة باللّه للانتفاع بالعلم) و 424 (الاستعاذة باللّه من عدم الانتفاع بالعلم) و 475 ح 3211، منية المريد : ص 379 (مراتب أحكام العلم الشرعي وما اُلحق به) .
.
ص: 319
توضيح حول أحكام التعلّمإنّ أحكام التعلّم في ضوء الأحاديث الواردة في هذا الفصل تنقسم إلى خمسة أقسام : التعلّم الواجب ، والمستحبّ ، والحرام ، والمكروه ، والمباح . والأساس في هذا التّقسيم هو دور العلم الّذي يراد تعلّمه في تكامل الإنسان أو انحطاطه مادّيًّا ومعنويًّا ، أو انعدام دوره ، فيما يأتي توضيح مختصر حول كلّ حكم من هذه الأحكام :
1 . التعلّم الواجب :يجب على الناس وجوبا عينيًّا أو كفائيًّا (1) طلب كلّ علمٍ يُعدّ مقدّمة للبناء المادّي أو المعنويّ ، الدّنيويّ أو الأُخرويّ ، الفرديّ أو الاجتماعيّ وبدونه يتهدّد أساس الحياة المادّية والمعنويّة للإنسان :
أ _ العلوم الواجب طلبها وجوبا عينيّاإنّ كلّ علم يعدّ مقدّمة للبناء الفرديّ ، وبغيره لا يستطيع أفراد المجتمع القيام
.
ص: 320
بواجباتهم الاعتقاديّة والعمليّة ، فطلبه واجب على الجميع من منظار الإسلام ، كمعرفة العقائد ، ومعرفة الواجبات والمحرّمات ، أو القيم وضدّها في الإسلام ، فهذه واجبة على أفراد المجتمع كلّهم ، وإذا قام بها أحد فلا يسقط التكليف عن الآخرين .
ب _ العلوم الواجب طلبها وجوبا كفائيّاإنّ كلّ علمٍ مقدّمة للبناء وتأمين الحاجات الاجتماعيّة ، وبغيره لا يستطيع المجتمع مواصلة حياته ، أو أنه يواجه مشكلةً حادّة ، أو لا يتمكّن من الدفاع عن نفسه في مقابل الهجوم المحتمل للعدوّ ، فإنّ طلبه واجب كفائيّ على كلّ مستطيع ؛ أي يجب على جميع الّذين لديهم الاستعداد لطلب ذلك العلم أن يتعلّموه ، ولكنْ إذا نهض عدد منهم _ بحدّ الكفاية _ لتعلّمه ، سقط التّكليف عن الآخرين . على هذا الأساس ، تتباين الاختصاصات الّتي طلبها واجب كفائي تبعا لحاجات المجتمع في أزمنة متفاوتة . مثلًا ، عندما لا يحتاج المجتمع الإسلاميّ إلى علم الذرّة ، فلا وجوب في تحصيله ، ولكن إذا احتاج إليه من أجل الدفاع عن نفسه ، فطلبه واجب كفائيّ ، حسب الآية الكريمة : «وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ» (1) . وإذا كان عدد المستعدّين لطلبه محدودا، وعجز الآخرون عن ذلك ، فإنّ الوجوب الكفائيّ يتبدّل إلى وجوب عينيّ عليهم .
2 . التعلّم المستحبّإنّ كلّ علمٍ يمثّل مقدّمة لتقوية البنية المادّيّة أو المعنويّة للفرد أو المجتمع، ولكن تركه لا يهدّد الحاجات الأساسيّة للإنسان فتعلّمه ممدوح ومستحبّ ، وإذا تعلّمه المرء بدافعٍ إلهي فهو مثاب ومأجور عند اللّه تعالى ، ويعدّ تعلّم العلوم الخارجة عن
.
ص: 321
الحاجات الضروريّة للمجتمع ، من مصاديق التعلّم الممدوح .
3 . التعلّم الحرامإنّ كلّ علمٍ يبعث على الفساد ويضرّ الفرد أو المجتمع فتعلّمه حرام من منظور إسلاميّ ، كالسحر ، والكهانة ، والنجوم الّتي كانت شائعة في غابر التاريخ ، وكذلك العلوم الّتي تستخدم باتّجاه الغزو الثقافي ، وفساد الأخلاق في العالم المعاصر ، أو علم أسلحة الدمار الشامل ، إلّا إذا كان للدفاع أو لأغراض سلميّة .
4 . التعلّم المكروهإنّه تعلّم العلم الّذي لا يُعدّ مقدّمة للفساد ، ولكن ليس فيه فائدة أيضا ، كعلم الأنساب في الجاهليّة ، كما أُثر في الأحاديث أنّ «عِلمُ النَّسَبِ عِلمٌ لا يَنفَعُ وجَهالَةٌ لا تَضُرُّ» . وإذا تمّ تقويم هذه العلوم من حيث هي فتعلّمها مباح . أمّا إذا قوِّمت من حيث أنّها تؤدّي إلى ضياع العمر وتُبعد الإنسان عن هدف الإنسانيّة ، فتعلّمها لغو مذموم مكروه ، وعلى المسلم أن يتحاماه وفقا للآية الكريمة : «وَ الَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ» (1) .
5 . التعلّم المباحإنّ العلوم الّتي تخدم المجتمع ، إذا كان تعلّمها بنيّة القربة والخدمة فهو مستحبّ . وإذا كان لتمشية أُمور المعيشة والمصالح المادّيّة فهو مباح ، باستثناء العلوم الإسلاميّة ؛ فإنّ الأحاديث شدّدت على ذمّ تعلّمها إذا كان لبواعث غير إلهيّة (2) .
.
ص: 322
. .
ص: 323
القسم التّاسع : تعليم المعرفةالفصل الأوّل : وجوب التّعليمالفصل الثاني : فضل التّعليمالفصل الثالث : آداب التّعليمالفصل الرابع : آداب الجواب
.
ص: 324
. .
ص: 325
الفصل الأوّل : وجوب التّعليم1 / 1وُجوبُ التَّعليمِ عَلَى العالِمِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :ما أخَذَ اللّهُ الميثاقَ عَلَى الخَلقِ أن يَتَعَلَّموا حَتّى أخَذَ عَلَى العُلَماءِ أن يُعَلِّموا. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّهَ تَعالى يَسأَلُ العَبدَ عَن فَضلِ عِلمِهِ كَما يَسأَلُهُ عَن فَضلِ مالِهِ. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :لا يَنبَغي لِلعالِمِ أن يَسكُتَ عَلى عِلمِهِ ، ولا يَنبَغي لِلجاهِلِ أن يَسكُتَ عَلى جَهلِهِ ، قالَ اللّهُ جَلَّ ذِكرُهُ : «فَسْ_ئلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ» (3) . (4)
الإمام عليّ عليه السلام :ما أخَذَ اللّهُ عَلى أهلِ الجَهلِ أن يَتَعَلَّموا حَتّى أخَذَ عَلى أهلِ العِلمِ
.
ص: 326
أن يُعَلِّموا. (1)
عنه عليه السلام :ما أخَذَ اللّهُ ميثاقاً مِن أهلِ الجَهلِ بِطَلَبِ تِبيانِ العِلمِ حَتّى أخَذَ ميثاقاً مِن أهلِ العِلمِ بِبَيانِ العِلمِ لِلجُهّالِ ؛ لِأَنَّ العِلمَ كانَ قَبلَ الجَهلِ. (2)
الإمام الصادق عليه السلام :قَرَأتُ في كِتابِ عَلِيٍّ عليه السلام : إنَّ اللّهَ لَم يَأخُذ عَلَى الجُهّالِ عَهداً بِطَلَبِ العِلمِ حَتّى أخَذَ عَلَى العُلَماءِ عَهداً بِبَذلِ العِلمِ لِلجُهّالِ ، لِأَنَّ العِلمَ كانَ قَبلَ الجَهلِ. (3)
الإمام عليّ عليه السلام :مِنَ المَفروضِ عَلى كُلِّ عالِمٍ أن يَصونَ بِالوَرَعِ جانِبَهُ ، وأن يَبذِلَ عِلمَهُ لِطالِبِهِ. (4)
راجع : ص 326 (حرمة كتمان العلم) و 332 (زكاة العلم) و 333 (أفضل الصدقة) و 415 (ردّ البدعة) .
1 / 2حُرمَةُ كِتمانِ العِلمِالكتاب«إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَ_بِ وَ يَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَ_ئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِى بُطُونِهِمْ إِلَا النَّارَ وَ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَ_مَةِ وَ لَا يُزَكِّيهِمْ وَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ» . (5)
.
ص: 327
«إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَ_تِ وَ الْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّ_هُ لِلنَّاسِ فِى الْكِتَ_بِ أُوْلَ_ئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَ يَلْعَنُهُمُ اللَّ_عِنُونَ» . (1)
«وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَ_قَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَ_بَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ» . (2)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :ما آتَى اللّهُ عز و جل عالِماً عِلماً إلّا أخَذَ عَلَيهِ الميثاقَ أن لا يَكتُمَهُ أحَداً. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن كَتَمَ عِلماً مِمّا يَنفَعُ اللّهُ بِهِ في أمرِ النّاسِ ، أمرِ الدّينِ ؛ ألجَمَهُ اللّهُ يَومَ القِيامَةِ بِلِجامٍ مِنَ النّارِ. (4)
عنه صلى الله عليه و آله :أيُّما رَجُلٍ آتاهُ اللّهُ عِلماً فَكَتَمَهُ ، لَقِيَ اللّهَ يَومَ القِيامَةِ مُلجَماً بِلِجامٍ مِن نارٍ. (5)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن سُئِلَ عَن عِلمٍ ثُمَّ كَتَمَهُ ، اُلجِمَ يَومَ القِيامَةِ بِلِجامٍ مِن نارٍ. (6)
.
ص: 328
عنه صلى الله عليه و آله :العِلمُ لا يَحِلُّ مَنعُهُ. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :إذا لَعَنَ آخِرُ هذِهِ الاُمَّةِ أوَّلَها ، فَمَن كَتَمَ حَديثاً فَقَد كَتَمَ ما أنزَلَ اللّهُ. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :مَثَلُ الَّذي يَتَعَلَّمُ العِلمَ ثُمَّ لا يُحَدِّثُ بِهِ كَمَثَلِ الَّذي يَكنِزُ الكَنزَ فَلا يُنفِقُ مِنهُ. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :لا أعرِفَنَّ رَجُلًا مِنكُم عَلِمَ عِلماً فَكَتَمَهُ فَرَقاً (4) مِنَ النّاسِ. (5)
الإمام عليّ عليه السلام :إنَّ العالِمَ الكاتِمَ عِلمَهُ يُبعَثُ أنتَنَ أهلِ القِيامَةِ ريحاً ، يَلعَنُهُ كُلُّ دابَّةٍ حَتّى دَوابِّ الأَرضِ الصِّغارِ. (6)
عنه عليه السلام :لا تُمسِك عَن إظهارِ الحَقِّ إذا وَجَدتَ لَهُ أهلًا. (7)
عنه عليه السلام :مَن كَتَمَ عِلماً فَكَأَنَّهُ جاهِلٌ. (8)
عنه عليه السلام :الكاتِمُ لِلعِلمِ غَيرُ واثِقٍ بِالإِصابَةِ فيهِ. (9)
.
ص: 329
عنه عليه السلام_ في خُطبَتِهِ لَمّا بويِعَ وبَعدَ إخبارِهِ بِابتِلاءِ النّاسِ _: وَاللّهِ ما كَتَمتُ وَسمَةً ، ولا كَذَبتُ كِذبَةً. (1)
الإمام الباقر عليه السلام :العُلَماءُ في أنفُسِهِم خانَةٌ إن كَتَمُوا النَّصيحَةَ ، إن رَأَوا تائِهاً ضالًا لا يَهدونَهُ أو مَيِّتاً لا يُحيونَهُ ، فَبِئسَ ما يَصنَعونَ ، لِأَنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى أخَذَ عَلَيهِمُ الميثاقَ فِي الكِتابِ أن يَأمُروا بِالمَعروفِ وبِما اُمِروا بِهِ ، وأن يَنهَوا عَمّا نُهوا عَنهُ ، وأن يَتَعاوَنوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقوى ، ولا يَتَعاوَنوا عَلَى الإِثمِ وَالعُدوانِ. (2)
راجع : ص 325 (وجوب التعليم على العالم) و 332 (زكاة العلم) و 333 (أفضل الصدقة) و 415 (ردّ البدعة) .
1 / 3الوَلايَةُ والتَّعليمرسول اللّه صلى الله عليه و آله_ لِمُعاذٍ لَمّا بَعَثَهُ إلَى اليَمَنِ _: يا مُعاذُ ، عَلِّمهُم كِتابَ اللّهِ ، وأحسِن أدَ بَهُم عَلَى الأَخلاقِ الصّالِحَةِ . . . ثُمَّ بُثَّ فيهِمُ المُعَلِّمينَ. (3)
الإمام عليّ عليه السلام :فَأَمّا حَقُّكُم عَلَيَّ فَ_ . . . تَعليمُكُم كَي لا تَجهَلوا ، وتَأديبُكُم كَيما تَعلَموا. (4)
.
ص: 330
عدّة الداعي :يُروى عَن سَيِّدِنا أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام : أ نَّهُ لَمّا كانَ يَفرُغُ مِنَ الجِهادِ يَتَفَرَّغُ لِتَعليمِ النّاسِ وَالقَضاءِ بَينَهُم ، فَإِذا يَفرُغُ مِن ذلِكَ اشتَغَلَ في حائِطٍ لَهُ يَعمَلُ فيهِ بِيَدِهِ وهُوَ مَعَ ذلِكَ ذاكِرٌ للّهِِ جَلَّ جَلالُهُ. (1)
.
ص: 331
الفصل الثاني : فضل التّعليم2 / 1سُنَّةُ الأَنبِياءِالكتاب«رَبَّنَا وَ ابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ ءَايَ_تِكَ وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتَ_بَ وَ الْحِكْمَةَ وَ يُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ» . (1)
«كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِّنكُمْ يَتْلُواْ عَلَيْكُمْ ءَايَ_تِنَا وَ يُزَكِّيكُمْ وَ يُعَلِّمُكُمُ الْكِتَ_بَ وَ الْحِكْمَةَ وَ يُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ» . (2)
«لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ ءَايَ_تِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَ_بَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِى ضَلَ_لٍ مُّبِينٍ» . (3)
«هُوَ الَّذِى بَعَثَ فِى الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ ءَايَ_تِهِ وَ يُزَكِّيهِمْ وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتَ_بَ وَ الْحِكْمَةَ وَ إِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِى ضَلَ_لٍ مُّبِينٍ» . (4)
.
ص: 332
الحديثإرشاد القلوب :رُوِيَ في قَولِهِ تَعالى : «إِنَّ إِبْرَ هِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِّلَّهِ حَنِيفًا وَ لَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ» (1) أنَّهُ كانَ يُعَلِّمُ الخَيرَ. (2)
سنن ابن ماجة عن عبداللّه بن عمرو :خَرَجَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ذاتَ يَومٍ مِن بَعضِ حُجَرِهِ فَدَخَلَ المَسجِدَ فَإِذا هُوَ بِحَلقَتَينِ : إحداهُما يَقرَؤونَ القُرآنَ ويَدعونَ اللّهَ ، وَالاُخرى يَتَعَلَّمونَ ويُعَلِّمونَ . فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : كُلٌّ عَلى خَيرٍ هؤُلاءِ يَقرَؤونَ القُرآنَ ويَدعونَ اللّهَ ، فَإِن شاءَ أعطاهُم وإن شاءَ مَنَعَهُم ، وهؤُلاءِ يَتَعَلَّمونَ ويُعَلِّمونَ ، وإنَّما بُعِثتُ مُعَلِّماًفَجَلَسَ مَعَهُم. (3)
سنن الدارمي عن عبد اللّه بن عمرو :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله مَرَّ بِمَجلِسَينِ في مَسجِدِهِ ، فَقالَ صلى الله عليه و آله : كِلاهُما عَلى خَيرٍ ، وأحَدُهُما أفضَلُ مِن صاحِبِهِ ، أمّا هؤُلاءِ فَيَدعونَ اللّهَ ويَرغَبونَ إلَيهِ ، فَإِن شاءَ أعطاهُم وإن شاءَ مَنَعَهُم ، وأمّا هؤُلاءِ فَيَتَعَلَّمونَ الفِقهَ وَالعِلمَ ، ويُعَلِّمونَ الجاهِلَ ، فَهُم أفضَلُ . وإنَّما بُعِثتُ مُعَلِّماً . ثُمَّ جَلَسَ فيهِم. (4)
2 / 2خَصائِصُ التَّعليمِأ _ زَكاةُ العِلمِالإمام عليّ عليه السلام :بَذلُ العِلمِ زَكاةُ العِلمِ. (5)
.
ص: 333
عنه عليه السلام :زَكاةُ العِلمِ نَشرُهُ. (1)
عنه عليه السلام :زَكاةُ العِلمِ بَذلُهُ لِمُستَحِقِّهِ وَاجهادُ النَّفسِ فِي العَمَلِ بِهِ. (2)
الإمام الباقر عليه السلام :زَكاةُ العِلمِ أن تُعَلِّمَهُ عِبادَ اللّهِ. (3)
الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ لِكُلِّ شَيءٍ زَكاةً وزَكاةُ العِلمِ أن يُعَلِّمَهُ أهلَهُ. (4)
عنه عليه السلام_ في قَولِهِ تَعالى : «وَ مِمَّا رَزَقْنَ_هُمْ يُنفِقُونَ» (5) _: إنَّ مَعناهُ : ومِمّا عَلَّمناهُم يَبُثّونَ. (6)
راجع : ص 325 (وجوب التعليم على العالم) و 326 (حرمة كتمان العلم) و 333 (أفضل الصدقة) و 415 (ردّ البدعة) .
ب _ أفضَلُ الصَّدَقَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :أفضَلُ الصَّدَقَةِ أن يَتَعَلَّمَ المَرءُ المُسلِمُ عِلماً ثُمَّ يُعَلِّمَهُ أخاهُ المُسلِمَ. (7)
عنه صلى الله عليه و آله :ما تَصَدَّقَ النّاسُ بِصَدَقَةٍ مِثلِ عِلمٍ يُنشَرُ. (8)
.
ص: 334
عنه صلى الله عليه و آله :مِنَ الصَّدَقَةِ أن يَتَعَلَّمَ الرَّجُلُ العِلمَ ويُعَلِّمَهُ النّاسَ. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :فَضلُ عِلمِكَ تَعودُ بِهِ عَلى أخيكَ الَّذي لا عِلمَ عِندَهُ صَدَقَةٌ مِنكَ عَلَيهِ. (2)
الإمام عليّ عليه السلام_ فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ _: لَيسَ كُلُّ ذي عَينٍ يُبصِرُ ، ولا كُلُّ ذي اُذُنٍ يَسمَعُ ، فَتَصَدَّقوا عَلى اُولِي العُقولِ الزَّمِنَةِ (3) ، وَالأَلبابِ الحائِرَةِ بِالعُلومِ الَّتي هِيَ أفضَلُ صَدَقاتِكُم . ثُمَّ تَلا : «إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَآ أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَ_تِ وَ الْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّ_هُ لِلنَّاسِ فِى الْكِتَ_بِ أُوْلَ_ئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَ يَلْعَنُهُمُ اللَّ_عِنُونَ» (4) . (5)
2 / 3فَوائِدُ التَّعليمِأ _ إتقانُ العِلمِالإمام عليّ عليه السلام :المالُ تَنقُصُهُ النَّفَقَةُ ، وَالعِلمُ يَزكو عَلَى الإِنفاقِ. (6)
الإمام الحسن عليه السلام :عَلِّمِ النّاسَ وتَعَلَّم عِلمَ غَيرِكَ ، فَتَكونَ قَد أتقَنتَ عِلمَكَ وعَلِمتَ ما لَم تَعلَم. (7)
راجع : ص 43 (لا يفنيه الإنفاق).
.
ص: 335
ب _ تَزكِيَةُ العَقلِالإمام عليّ عليه السلام :أعوَنُ الأَشياءِ عَلى تَزكِيَةِ العَقلِ التَّعليمُ. (1)
ج _ صَدَقَةٌ جارِيَةٌرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن عَلَّمَ عِلماً فَلَهُ أجرُ مَن عَمِلَ بِهِ ، لا يَنقُصُ مِن أجرِ العامِلِ. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :خَيرُ ما يُخَلِّفُ الرَّجُلُ مِن بَعدِهِ ثَلاثٌ : وَلَدٌ صالِحٌ يَدعو لَهُ ، وصَدَقَةٌ تَجري يَبلُغُهُ أجرُها ، وعِلمٌ يُعمَلُ بِهِ مِن بَعدِهِ. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :يَجيءُ الرَّجُلُ يَومَ القِيامَةِ ولَهُ مِنَ الحَسَناتِ كَالسَّحابِ الرُّكامِ أو كَالجِبالِ الرَّواسي فَيَقولُ : يا رَبِّ ، أنّى لي هذا ولَم أعمَلها ؟ فَيَقولُ : هذا عِلمُكَ الَّذي عَلَّمتَهُ النّاسَ يُعمَلُ بِهِ مِن بَعدِكَ. (4)
الإمام الباقر عليه السلام :مَن عَلَّمَ بابَ هُدًى فَلَهُ مِثلُ أجرِ مَن عَمِلَ بِهِ ، ولا يُنقَصُ اُولئِكَ مِن اُجورِهِم شَيئاً . ومَن عَلَّمَ بابَ ضَلالٍ كانَ عَلَيهِ مِثلُ أوزارِ مَن عَمِلَ بِهِ ، ولا يُنقَصُ اُولئِكَ مِن أوزارِهِم شَيئاً. (5)
الكافي عن أبي بصير :سَمِعتُ أبا عَبدِاللّهِ عليه السلام يَقولُ : مَن عَلَّمَ خَيراً فَلَهُ مِثلُ أجرِ مَن عَمِلَ بِهِ . قُلتُ : فَإِن عَلَّمَهُ غَيرَهُ يَجري ذلِكَ لَهُ؟
.
ص: 336
قالَ : إن عَلَّمَهُ النّاسَ كُلَّهُم جَرى لَهُ . قُلتُ : فَإِن ماتَ؟ قالَ : وإن ماتَ. (1)
د _ اِستِغفارُ كُلِّ شَيءٍرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مُعَلِّمُ الخَيرِ يَستَغفِرُ لَهُ كُلُّ شَيءٍ حَتَّى الحيتانُ فِي البَحرِ. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ مُعَلِّمَ الخَيرِ يَستَغفِرُ لَهُ دَوابُّ الأَرضِ وحيتانُ البَحرِ وكُلُّ ذي روحٍ فِي الهَواءِ وجَميعُ أهلِ السَّماءِ وَالأَرضِ ، وإنَّ العالِمَ وَالمُتَعَلِّمَ فِي الأَجرِ سَواءٌ يَأتِيانِ يَومَ القِيامَةِ كَفَرَسَي رِهانٍ يَزدَحِمانِ. (3)
الإمام الصادق عليه السلام :مُعَلِّمُ الخَيرِ يَستَغفِرُ لَهُ دَوابُّ الأَرضِ وحيتانُ البُحورِ وكُلُّ صَغيرَةٍ وكَبيرَةٍ في أرضِ اللّهِ وسَمائِهِ. (4)
ه _ صَلَواتُ كُلِّ شَيءٍرسول اللّه صلى الله عليه و آله :الخَلقُ كُلُّهُم يُصَلّونَ عَلى مُعَلِّمِ الخَيرِ ؛ حَتّى حيتانُ البَحرِ. (5)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّهَ ومَلائِكَتَهُ وأهلَ سَماواتِهِ وأرَضيهِ وَالنّونَ فِي البَحرِ يُصَلّونَ عَلَى الَّذينَ يُعَلِّمونَ النّاسَ الخَيرَ. (6)
.
ص: 337
2 / 4فَضلُ المُعَلِّمِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ اغفِر لِلمُعَلِّمينَ _ ثَلاثاً _ ، وأطِل أعمارَهُم ، وبارِك لَهُم في كَسبِهِم. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :الدُّنيا مَلعونَةٌ ؛ مَلعونٌ ما فيها إلّا ذِكرَ اللّهِ وما والاهُ أو مُعَلِّما أو مُتَعَلِّما. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :ألا اُخبِرُكُم عَنِ الأَجوَدِ الأَجوَدِ ؟ اللّهُ الأَجوَدُ الأَجوَدُ ، وأنَا أجوَدُ وُلدِ آدَمَ ، وأجوَدُهُم مِن بَعدي رَجُلٌ عَلِمَ عِلماً فَنَشَرَ عِلمَهُ ، يُبعَثُ يَومَ القِيامَةِ اُمَّةً واحِدَةً ، ورَجُلٌ جادَ بِنَفسِهِ في سَبيلِ اللّهِ حَتّى يُقتَلَ. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :إذا قالَ المُعَلِّمُ لِلصَّبِيِّ : قُل «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» ، فَقالَ الصَّبِيُّ : «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» ، كَتَبَ اللّهُ بَراءَةً لِلصَّبِيِّ وبَراءَةً لِأَبَوَيهِ وبَراءَةً لِلمُعَلِّمِ. (4)
عنه صلى الله عليه و آله :تَعليمُ العِلمِ كَفّارَةُ الكَبائِرِ. (5)
عنه صلى الله عليه و آله :إذا تَعَلَّمتَ باباً مِنَ العِلمِ كانَ خَيراً لَكَ مِن أن تُصَلِّيَ ألفَ رَكعَةٍ تَطَوُّعاً مُتَقَبَّلَةً ، وإذا عَلَّمتَ النّاسَ ، عُمِلَ بِهِ أو لَم يُعمَل بِهِ ، فَهُوَ خَيرٌ لَكَ مِن ألفِ رَكعَةٍ تُصَلّيها تَطَوُّعاً مُتَقَبَّلَةً. (6)
.
ص: 338
عنه صلى الله عليه و آله :مَن جاءَ مَسجِدي هذا لَم يَأتِهِ إلّا لِخَيرٍ يَتَعَلَّمُهُ أو يُعَلِّمُهُ فَهُوَ بِمَنزِلَةِ المُجاهِدِ في سَبيلِ اللّهِ ، ومَن جاءَ لِغَيرِ ذلِكَ فَهُوَ بِمَنزِلَةِ الرَّجُلِ يَنظُرُ إلى مَتاعِ غَيرِهِ. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :الغُدُوُّ وَالرَّواحُ في تَعَلُّمِ العِلمِ أفضَلُ عِندَ اللّهِ مِنَ الجِهادِ في سَبيلِ اللّهِ عز و جل . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :أشَدُّ مِن يُتمِ اليَتيمِ الَّذِي انقَطَعَ عَن اُمِّهِ وأبيهِ ، يُتمُ يَتيمٍ اِنقَطَعَ عَن إمامِهِ ولا يَقدِرُ عَلَى الوُصولِ إلَيهِ ولا يَدري كَيفَ حُكمُهُ فيما يُبتَلى بِهِ مِن شَرائِعِ دينِهِ . ألا فَمَن كانَ مِن شيعَتِنا عالِماً بِعُلومِنا وهذَا الجاهِلُ بِشَريعَتِنَا المُنقَطِعُ عَن مُشاهَدَتِنا يَتيمٌ في حِجرِهِ ، ألا فَمَن هَداهُ وأرشَدَهُ وعَلَّمَهُ شَريعَتَنا كانَ مَعَنا فِي الرَّفيقِ الأَعلى. (3)
الإمام عليّ عليه السلام_ فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ _: إذا كانَ الآباءُ هُمُ السَّبَبَ فِي الحَياةِ ، فَمُعَلِّمُو الحِكمَةِ وَالدّينِ هُمُ السَّبَبُ في جَودَتِها. (4)
عنه عليه السلام :مَن كانَ مِن شيعَتِنا عالِماً بِشَريعَتِنا ، فَأَخرَجَ ضُعَفاءَ شيعَتِنا مِن ظُلمَةِ جَهلِهِم إلى نورِ العِلمِ الَّذي حَبَوناهُ بِهِ ، جاءَ يَومَ القِيامَةِ وعَلى رَأسِهِ تاجٌ مِن نورٍ يُضيءُ لِأَهلِ جَميعِ العَرَصاتِ ، وحُلَّةٌ لا يُقَوَّمُ لِأَقَلِّ سِلكٍ مِنهَا الدُّنيا بِحَذافيرِها ، ثُمَّ يُنادي مُنادٍ : يا عِبادَ اللّهِ ، هذا عالِمٌ مِن تَلامِذَةِ بَعضِ عُلَماءِ آلِ مُحَمَّدٍ ، ألا فَمَن أخرَجَهُ فِي الدُّنيا مِن حَيرَةِ جَهلِهِ فَليَتَشَبَّث بِنورِهِ لِيُخرِجَهُ مِن حَيرَةِ ظُلمَةِ هذِهِ العَرَصاتِ إلى نُزَهِ
.
ص: 339
الجِنانِ ، فَيَخرُجُ كُلُّ مَن كانَ عَلَّمَهُ فِي الدُّنيا خَيراً ، أو فَتَحَ عَن قَلبِهِ مِنَ الجَهلِ قُفلًا ، أو أوضَحَ لَهُ عَن شُبهَةٍ. (1)
الإمام الباقر عليه السلام :إنَّ الَّذي يُعَلِّمُ العِلمَ مِنكُم لَهُ أجرٌ مِثلُ أجرِ المُتَعَلِّمِ ولَهُ الفَضلُ عَلَيهِ، فَتَعَلَّمُوا العِلمَ مِن حَمَلَةِ العِلمِ، وعَلِّموهُ إخوانَكُم كَما عَلَّمَكُموهُ العُلَماءُ. (2)
عيسى عليه السلام :مَن عَلِمَ وعَمِلَ وعَلَّمَ ، عُدَّ فِي المَلَكوتِ الأَعظَمِ عَظيما. (3)
سنن الدارمي عن الحسن :سُئِلَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَن رَجُلَينِ كانا في بَني إسرائيلَ : أحَدُهُما كانَ عالِماً يُصَلِّي المَكتوبَةَ ثُمَّ يَجلِسُ فَيُعَلِّمُ النّاسَ الخَيرَ ، وَالآخَرُ يَصومُ النَّهارَ ويَقومُ اللَّيلَ ، أيُّهُما أفضَلُ ؟ قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : فَضلُ هذَا العالِمِ الَّذي يُصَلِّي المَكتوبَةَ ثُمَّ يَجلِسُ فَيُعَلِّمُ النّاسَ عَلَى العابِدِ الَّذي يَصومُ النَّهارَ ويَقومُ اللَّيلَ كَفَضلي عَلى أدناكُم رَجُلًا. (4)
2 / 5النَّوادِررسول اللّه صلى الله عليه و آله :تَعَلَّمُوا العِلمَ وعَلِّموهُ النّاسَ. (5)
.
ص: 340
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّهَ عز و جل رَفيقٌ يُحِبُّ الرِّفقَ فِي الأَمرِ كُلِّهِ ، ويُحِبُّ كُلَّ قَلبٍ خاشِعٍ حَزينٍ رَحيمٍ ، يُعَلِّمُ النّاسَ الخَيرَ ويَدعو إلى طاعَةِ اللّهِ. (1)
عنه صلى الله عليه و آله_ لِعَلِيٍّ عليه السلام _: يا عَلِيُّ ، مِن صِفاتِ المُؤمِنِ أن يَكونَ . . . ضِحكُهُ تَبَسُّماً ، وَاجتِماعُهُ تَعَلُّماً ، مُذَكِّرُ الغافِلِ ، مُعَلِّمُ الجاهِلِ. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :ثَلاثٌ مِن حَقائِقِ الإِيمانِ : الإِنفاقُ مِنَ الإِقتارِ ، وإنصافُكَ النّاسَ مِن نَفسِكَ ، وبَذلُ العِلمِ لِلمُتَعَلِّمِ. (3)
الإمام عليّ عليه السلام_ في صِفَةِ المُؤمِنِ _: لا يَخرُقُ بِهِ فَرَحٌ ، ولا يَطيشُ بِهِ مَرَحٌ ، مُذَكِّرٌ لِلعالِمِ ، مُعَلِّمٌ لِلجاهِلِ. (4)
عنه عليه السلام :شُكرُ العالِمِ عَلى عِلمِهِ أن يَبذِلَهُ لِمَن يَستَحِقُّهُ. (5)
عنه عليه السلام :مِلاكُ العِلمِ نَشرُهُ. (6)
عنه عليه السلام :جَمالُ العِلمِ نَشرُهُ ، وثَمَرَتُهُ العَمَلُ بِهِ ، وصِيانَتُهُ وَضعُهُ في أهلِهِ. (7)
عنه عليه السلام :شُكرُ العالِمِ عَلى عِلمِهِ عَمَلُهُ بِهِ وبَذلُهُ لِمُستَحِقِّهِ. (8)
.
ص: 341
الإمام الكاظم عليه السلام_ في وَصِيَّتِهِ لِهِشامِ بنِ الحَكَمِ _: يا هِشامُ ، تَعَلَّم مِنَ العِلمِ ما جَهِلتَ ، وعَلِّمِ الجاهِلَ مِمّا عُلِّمتَ. (1)
لقمان عليه السلام :يا بُنَيَّ ، تَعَلَّم مِنَ العُلَماءِ ما جَهِلتَ ، وعَلِّمِ النّاسَ ما عَلِمتَ. (2)
الإمام الصادق عليه السلام :العِلمُ المَصونُ كَالسِّراجِ المُطبَقِ عَلَيهِ. (3)
.
ص: 342
. .
ص: 343
الفصل الثالث : آداب التّعليم3 / 1الإِخلاصرسول اللّه صلى الله عليه و آله :العالِمُ إذا أرادَ بِعِلمِهِ وَجهَ اللّهِ عز و جل هابَهُ كُلُّ شَيءٍ ، وإذا أرادَ بِعِلمِهِ أن يَكنِزَ بِهِ الكُنوزَ هابَ مِن كُلِّ شَيءٍ. (1)
الإمام عليّ عليه السلام :أخلِص للّهِِ عَمَلَكَ وعِلمَكَ وحُبَّكَ وبُغضَكَ وأخذَكَ وتَركَكَ وكَلامَكَ وصَمتَكَ. (2)
عنه عليه السلام :طوبى لِمَن أخلَصَ للّهِِ عِلمَهُ وعَمَلَهُ ، وحُبَّهُ وبُغضَهُ ، وأخذَهُ وتَركَهُ ، وكَلامَهُ وصَمتَهُ. (3)
عنه عليه السلام :أفضَلُ العِلمِ ما اُخلِصَ فيهِ. (4)
راجع: ص 142 (الإخلاص) و 269 (التعلّم لغير اللّه ) و 434 (الرياء) و 245 (الإخلاص).
.
ص: 344
3 / 2المُواساةُ بَينَ المُتَعَلِّمينَرسول اللّه صلى الله عليه و آله :أبعَدُ الخَلقِ مِنَ اللّهِ رَجُلانِ : رَجُلٌ يُجالِسُ الاُمَراءَ فَما قالوا مِن جَورٍ صَدَّقَهُم عَلَيهِ ، ومُعَلِّمُ الصِّبيانِ لا يُواسي بَينَهُم ولا يُراقِبُ اللّهَ فِي اليَتيمِ. (1)
الإمام الصادق عليه السلام_ في قَولِهِ تَعالى : «وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ» _: لِيَكُنِ النّاسُ عِندَكَ فِي العِلمِ سَواءً. (2)
3 / 3تَوقيرُ المُتَعَلِّمِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :وَقِّروا مَن تُعَلِّمونَهُ العِلمَ. (3)
3 / 4التَّواضُعُ لِلمُتَعَلِّمِتنبيه الخواطر :صَنَعَ عيسى عليه السلام لِلحَوارِيّينَ طَعاماً فَلَمّا أكَلوا وَضّاهُم (4) بِنَفسِهِ ، وقالوا : يا روحَ اللّهِ، نَحنُ أولى أن نَفعَلَهُ مِنكَ. قالَ: إنَّما فَعَلتُ هذا لِتَفعَلوهُ بِمَن تُعَلِّمونَ. (5)
.
ص: 345
الإمام عليّ عليه السلام :مَن تَواضَعَ لِلمُتَعَلِّمينَ وذَلَّ لِلعُلَماءِ سارَ بِعِلمِهِ. (1)
الإمام الصادق عليه السلام :اُطلُبُوا العِلمَ وتَزَيَّنوا مَعَهُ بِالحِلمِ وَالوَقارِ ، وتَواضَعوا لِمَن تُعَلِّمونَهُ العِلمَ. (2)
راجع: ص 266 (التواضع للمعلّم) و 409 (خفض الجناح) و 441 (التواضع له) .
3 / 5الرِّفقرسول اللّه صلى الله عليه و آله :لينوا لِمَن تُعَلِّمونَ ولِمَن تَتَعَلَّمونَ مِنهُ. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :عَلِّموا ويَسِّروا ، عَلِّموا ويَسِّروا _ ثَلاثَ مَرّاتٍ _ وإذا غَضِبتَ فَاسكُت _ مَرَّتَينِ _ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّهَ لَم يَبعَثني مُعَنِّتاً ولا مُتَعَنِّتاً ، ولكِن بَعَثَني مُعَلِّماً مُيَسِّراً. (5)
عنه صلى الله عليه و آله :عَلِّموا ولا تُعَنِّفوا ، فَإِنَّ المُعَلِّمَ خَيرٌ مِنَ المُعَنِّفِ (6) . (7)
مسند ابن حنبل عن ابن عبّاس :إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله قالَ : عَلِّموا ويَسِّروا ولا تُعَسِّروا. (8)
.
ص: 346
صحيح مسلم عن معاوية بن الحكم السّلميّ :بَينا أنَا اُصَلّي مَعَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذ عَطَسَ رَجُلٌ مِنَ القَومِ ، فَقُلتُ : يَرحَمُكَ اللّهُ ، فَرَمانِي القَومُ بِأَبصارِهِم . فَقُلتُ : وا ثُكلَ اُمِّياه ، ما شَأنُكُم تَنظُرونَ إلَيَّ ؟! فَجَعَلوا يَضرِبونَ بِأَيديهِم عَلى أفخاذِهِم ، فَلَمّا رَأَيتُهُم يُصَمِّتونَني ، لكِنّي سَكَتُّ . فَلَمّا صَلّى رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَبِأَبي هُوَ واُمّي ، ما رَأَيتُ مُعَلِّماً قَبلَهُ ولا بَعدَهُ أحسَنَ تَعليما مِنهُ ؛ فَوَاللّهِ ما كَهَرَني ولا ضَرَبَني ولا شَتَمَني ، قالَ : إنَّ هذِهِ الصَّلاةَ لا يَصلُحُ فيها شَيءٌ مِن كَلامِ النّاسِ ، إنَّما هُوَ التَّسبيحُ وَالتَّكبيرُ وقِراءَةُ القُرآنِ. (1)
الإمام عليّ عليه السلام :لا تُكثِرِ العِتابَ ؛ فَإِنَّهُ يورِثُ الضَّغينَةَ ويَجُرُّ إلَى البِغضَةِ ، وَاستَعتِب مَن رَجَوتَ إعتابَهُ. (2)
عنه عليه السلام :عَلَى العالِمِ إذا عَلَّمَ أن لا يُعَنِّفَ ، وإذا عُلِّمَ أن لا يَأنَفَ. (3)
3 / 6بَذلُ العِلمِ لِمُستَحِقِّهِ ومَنعُهُ مِن غَيرِ أهلِهِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :آفَةُ العِلمِ النِّسيانُ ، وإضاعَتُهُ أن تُحَدِّثَ بِهِ غَيرَ أهلِهِ. (4)
.
ص: 347
عنه صلى الله عليه و آله :واضِعُ العِلمِ عِندَ غَيرِ أهلِهِ كَمُقَلِّدِ الخَنازيرِ الجَوهَرَ وَاللُّؤلُؤَ وَالذَّهَبَ. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :لا تُعَلِّقُوا الدُّرَّ في أعناقِ الخَنازيرِ. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :لا تَطرَحُوا الدُّرَّ في أفواهِ الكِلابِ. (3)
عيسى عليه السلام :يا مَعشَرَ الحَوارِيّينَ ، لا تُلقُوا اللُّؤلُؤَ لِلخِنزيرِ ، فَإِنَّهُ لا يَصنَعُ بِهِ شَيئاً، ولا تُعطُوا الحِكمَةَ مَن لا يُريدُها، فَإِنَّ الحِكمَةَ أحسَنُ مِنَ اللُّؤلُؤِ، ومَن لايُريدُها أشَرُّ مِنَ الخِنزيرِ. (4)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ عيسَى بنَ مَريَمَ عليه السلام قامَ في بَني إسرائيلَ، فَقالَ: يا بَني إسرائيلَ، لا تُحَدِّثوا بِالحِكمَةِ الجُهّالَ فَتَظلِموها، ولا تَمنَعوها أهلَها فَتَظلِموهُم. (5)
الإمام الصادق عليه السلام :كانَ المَسيحُ عليه السلام يَقولُ: إنَّ التّارِكَ شِفاءَ المَجروحِ مِن جُرحِهِ شَريكٌ لِجارِحِهِ لا مَحالَةَ، وذلِكَ أنَّ الجارِحَ أرادَ فَسادَ المَجروحِ وَالتّارِكَ لِاءِشفائِهِ لَم يَشَأ
.
ص: 348
صَلاحَهُ، فَإِذا لَم يَشَأ صَلاحَهُ فَقَد شاءَ فَسادَهُ اضطِراراً، فَكَذلِكَ لا تُحَدِّثوا بِالحِكمَةِ غَيرَ أهلِها فَتَجهَلوا، ولا تَمنَعوها أهلَها فَتَأثَموا، وليَكُن أحَدُكُم بِمَنزِلَةِ الطَّبيبِ المُداوي إن رَأى مَوضِعاً لِدَوائِهِ وإلّا أمسَكَ. (1)
الإمام عليّ عليه السلام :واضِعُ العِلمِ عِندَ غَيرِ أهلِهِ ظالِمٌ لَهُ. (2)
عنه عليه السلام :إنَّ الحُكَماءَ ضَيَّعُوا الحِكمَةَ لَمّا وَضَعوها عِندَ غَيرِ أهلِها. (3)
عنه عليه السلام :لا تُحَدِّثِ الجُهّالَ بِما لا يَعلَمونَ فَيُكَذِّبوكَ بِهِ ، فَإِنَّ لِعِلمِكَ عَلَيكَ حَقًّا وحَقُّهُ عَلَيكَ بَذلُهُ لِمُستَحِقِّهِ ومَنعُهُ مِن غَيرِ مُستَحِقِّهِ. (4)
عنه عليه السلام :لَيسَ كُلُّ العِلمِ يَستَطيعُ صاحِبُ العِلمِ أن يُفَسِّرَهُ لِكُلِّ النّاسِ ؛ لِأَنَّ مِنهُمُ القَوِيَّ وَالضَّعيفَ ، ولِأَنَّ مِنهُ ما يُطاقُ حَملُهُ ومِنهُ ما لا يُطاقُ حَملُهُ ، إلّا مَن يُسَهِّلُ اللّهُ لَهُ حَملَهُ وأعانَهُ عَلَيهِ مِن خاصَّةِ أولِيائِهِ. (5)
عنه عليه السلام :إنَّ هاهُنا لَعِلماً جَمًّا _ وأشارَ بِيَدِهِ إلى صَدرِهِ _ لَو أصَبتُ لَهُ حَمَلَةً ! بَلى أصَبتُ لَقِناً غَيرَ مَأمونٍ عَلَيهِ ، مُستَعمِلًا آلَةَ الدّينِ لِلدُّنيا ، ومُستَظهِراً بِنِعَمِ اللّهِ عَلى عِبادِهِ ، وبِحُجَجِهِ عَلى أولِيائِهِ ؛ أو مُنقاداً لِحَمَلَةِ الحَقِّ ، لا بَصيرَةَ لَهُ في أحنائِهِ ، يَنقَدِحُ الشَّكُ في قَلبِهِ لِأَوَّلِ عارِضٍ مِن شُبهَةٍ . ألا لا ذا ولا ذاكَ ! أو مَنهوماً بِاللَّذَّةِ ، سَلِسَ القِيادِ لِلشَّهوَةِ ، أو مُغرَماً بِالجَمعِ وَالاِدِّخارِ ، لَيسا مِن رُعاةِ الدّينِ في شَيءٍ ، أقرَبُ شَيءٍ شَبَهاً بِهِما الأَنعامُ السّائِمَةُ ! كَذلِكَ يَموتُ العِلمُ بِمَوتِ حامِليهِ. (6)
.
ص: 349
عنه عليه السلام_ فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ _: نَقلُ الصُّخورِ مِن مَواضِعِها أهوَنُ مِن تَفهيمِ مَن لا يَفهَمُ. (1)
عنه عليه السلام_ أيضاً _: اِحتَرِس مِن ذِكرِ العِلمِ عِندَ مَن لا يَرغَبُ فيهِ ، ومِن ذِكرِ قَديمِ الشَّرَفِ عِندَ مَن لا قَديمَ لَهُ ، فَإِنَّ ذلِكَ مِمّا يُحقِدُهُما عَلَيكَ. (2)
عنه عليه السلام_ أيضاً _: لا تُحَدِّث بِالعِلمِ السُّفَهاءَ فَيُكَذِّبوكَ ، ولَا الجُهّالَ فَيَستَثقِلوكَ، ولكِن حَدِّث بِهِ مَن يَتَلَقّاهُ مِن أهلِهِ بِقَبولٍ وفَهمٍ ، يَفهَمُ عَنكَ ما تَقولُ ، ويَكتُمُ عَلَيكَ ما يَسمَعُ ، فَإِنَّ لِعِلمِكَ عَلَيكَ حَقًّا ، كَما أنَّ عَلَيكَ في مالِكَ حَقًّا ، بَذلُهُ لِمُستَحِقِّهِ ، ومَنعُهُ عَن غَيرِ مُستَحِقِّهِ. (3)
عنه عليه السلام_ أيضاً _: لا تُعامِلِ العامَّةَ فيما اُنعِمَ بِهِ عَلَيكَ مِنَ العِلمِ كَما تُعامِلُ الخاصَّةَ ، وَاعلَم أنَّ للّهِِ سُبحانَهُ رِجالًا أودَعَهُم أسراراً خَفِيَّةً ومَنَعَهُم عَن إشاعَتِها ، وَاذكُر قَولَ العَبدِ الصّالِحِ لِموسى وقَد قالَ لَهُ : «هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا * قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِىَ صَبْرًا * وَ كَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا» (4) . (5)
عنه عليه السلام :مِن صِفَةِ العالِمِ أن لا يَعِظَ إلّا مَن يَقبَلُ عِظَتَهُ ، ولا يَنصَحَ مُعجَباً بِرَأيِهِ ، ولا يُخبِرَ بِما يَخافُ إذاعَتَهُ. (6)
تحف العقول :وَصِيَّتُهُ [ الإمامِ الكاظِمِ] عليه السلام لِهِشام : ... يا هِشامُ ... إيّاكَ أن تَغلِبَ الحِكمَةَ وتَضَعَها في أهلِ الجَهالَةِ .
.
ص: 350
قالَ هِشامٌ : فَقُلتُ لَهُ: فَإِن وَجَدتُ رَجُلًا طالِباً لَهُ غَيرَ أنَّ عَقلَهُ لا يَتَّسِعُ لِضَبطِ ما اُلقِي إلَيهِ؟ قالَ عليه السلام : فَتَلَطَّف لَهُ فِي النَّصيحَةِ، فَإِن ضاقَ قَلبُهُ فَلا تَعرِضَنَّ نَفسَكَ لِلفِتنَةِ. وَاحذَر رَدَّ المُتَكَبِّرينَ، فَإِنَّ العِلمَ يُذَلُّ عَلى أن يُملى عَلى مَن لا يُفيقُ. قُلتُ : فَإِن لَم أجِد مَن يَعقِلُ السُّؤالَ عَنها؟ قالَ عليه السلام : فَاغتَنِم جَهلَهُ عَنِ السُّؤالِ حَتّى تَسلَمَ مِن فِتنَةِ القَولِ وعَظيمِ فِتنَةِ الرَّدِّ. (1)
الإمام زين العابدين عليه السلام : يا رُبَّ جَوهَرِ عِلمٍ لَو أبوحُ بِهِ لَقيلَ لي أنتَ مِمَّن يَعبُدُ الوَثَنا ولَاستَحَلَّ رِجالٌ مُسلِمونَ دَمي يَرَونَ أقبَحَ ما يَأتونَهُ حَسَنا إنّي لَأَكتُمُ مِن عِلمي جَواهِرَهُ كَي لا يَرَى الحَقَّ ذو جَهلٍ فَيَفتَتِنا وقَد تَقَدَّمَ في هذا أبو حَسَنٍ إلَى الحُسَينِ ووَصّى قَبلَهُ حَسَنا (2)
3 / 7عَدَمُ أخذِ الاُجرَةِ لِتَعليمِ مَعالِمِ الدّينِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَكتوبٌ فِي الكِتابِ الأَوَّلِ : يَا ابنَ آدَمَ ، عَلِّم مَجّاناً كَما عُلِّمتَ مَجّاناً. (3)
.
ص: 351
الإمام عليّ عليه السلام :لا يَكونُ العالِمُ عالِماً حَتّى ... لا يَأخُذَ عَلى عِلمِهِ شَيئاً مِن حُطامِ الدُّنيا. (1)
الإمام زين العابدين عليه السلام :مَن كَتَمَ عِلماً أحَداً ، أو أخَذَ عَلَيهِ أجراً رَفداً ، فَلا يَنفَعُهُ أبَداً. (2)
عيسى عليه السلام_ لِلحَوارِيّينَ _: لا تَأخُذوا مِمَّن تُعَلِّمونَ مِنَ الأَجرِ إلّا مِثلَ الَّذي أعطَيتُموني. (3)
راجع : ص 429 (اتّخاذ علم الدين مهنة) و 450 ح 3152 و 452 ح 3157، التبليغ في الكتاب والسنّة : (الفصل السابع / بحث حول أجر التبليغ).
.
ص: 352
. .
ص: 353
الفصل الرابع : آداب الجواب4 / 1ما يوجِبُ الصَّوابَرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن تَأنّى أصابَ أو كادَ ، ومَن عَجَّلَ أخطأَ أو كادَ. (1)
الإمام عليّ عليه السلام :مَن أعمَلَ فِكرَهُ أصابَ جَوابَهُ. (2)
عنه عليه السلام :دَعِ الحِدَّةَ وتَفَكَّر فِي الحُجَّةِ وتَحَفَّظ مِنَ الخَطَلِ ، تَأمَنِ الزَّلَلَ. (3)
الإمام الصادق عليه السلام :ثَلاثَةٌ يُستَدَلُّ بِها عَلى إصابَةِ الرَّأيِ: حُسنُ اللِّقاءِ ، وحُسنُ الاِستِماعِ ، وحُسنُ الجَوابِ. (4)
الإمام عليّ عليه السلام :الرَّأيُ مَعَ الأَناةِ ، وبِئسَ الظَّهيرُ الرَّأيُ الفَطيرُ. (5)
.
ص: 354
الأمالي عن أبي الأسود :إنَّ رَجُلًا سَأَلَ أميرَالمُؤمِنينَ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ عليه السلام عَن سُؤالٍ ، فَبادَرَ فَدَخَلَ مَنزِلَهُ ثُمَّ خَرَجَ فَقالَ : أينَ السّائِلُ؟ فَقالَ الرَّجُلُ : ها أنَا ذا يا أميرَ المُؤمِنينَ. قالَ: ما مَسأَلَتُكَ؟ قالَ: كَيتَ وكَيتَ ، فَأَجابَهُ عَن سُؤالِهِ . فَقيلَ: يا أميرَ المُؤمِنينَ ، كُنّا عَهِدناكَ إذا سُئِلتَ عَنِ المَسأَلَةِ كُنتَ فيها كَالسِّكَّةِ المُحماةِ جَواباً ، فَما بالُكَ أبطَأتَ اليَومَ عَن جَوابِ هذَا الرَّجُلِ حَتّى دَخَلتَ الحُجرَةَ ثُمَّ خَرَجتَ فَأَجَبتَهُ؟ فَقالَ: كُنتُ حاقِناً ، ولا رَأيَ لِثَلاثَةٍ: لِحاقِنٍ ، ولا حازِقٍ 1 . (1)
4 / 2ما يوجِبُ الخَطَأَالإمام عليّ عليه السلام :مَن أسرَعَ فِي الجَوابِ لَم يُدرِكِ الجَوابَ. (2)
عنه عليه السلام :إذَا ازدَحَمَ الجَوابُ خَفِيَ الصَّوابُ. (3)
.
ص: 355
عنه عليه السلام :قَلَّما يُصيبُ رَأيُ العَجولِ. (1)
عنه عليه السلام :المُستَبِدُّ مُتَهَوِّرٌ فِي الخَطَاَ وَالغَلَطِ. (2)
الإمام الحسن عليه السلام :لا يَعزِبُ الرَّأيُ إلّا عِندَ الغَضَبِ. (3)
الإمام الصادق عليه السلام :مِن أخلاقِ الجاهِلِ الإِجابَةُ قَبلَ أن يَسمَعَ. (4)
عنه عليه السلام :إنَّ مَن أجابَ في كُلِّ ما يُسأَلُ عَنهُ لَمَجنونٌ. (5)
4 / 3قَولُ «لا أعلَمُ»رسول اللّه صلى الله عليه و آله_ من وَصِيَّتِهِ لِأَبي ذَرٍّ _: يا أباذَرٍّ ، إذا سُئِلتَ عَن عِلمٍ لا تَعلَمُهُ فَقُل: «لا أعلَمُهُ» تَنجُ مِن تَبِعَتِهِ ، ولا تُفتِ النّاسَ بِما لا عِلمَ لَكَ بِهِ تَنجُ مِن عَذابِ يَومِ القِيامَةِ. (6)
الإمام عليّ عليه السلام :قَولُ : «لا أعلَمُ» نِصفُ العِلمِ. (7)
عنه عليه السلام :ألا لا يَستَقبِحَنَّ مَن سُئِلَ عَمّا لا يَعلَمُ أن يَقولَ : «لا أعلَمُ». (8)
.
ص: 356
عنه عليه السلام :إذا كُنتَ جاهِلًا فَتَعَلَّم ، وإذا سُئِلتَ عَمّا لا تَعلَمُ فَقُل : «اللّهُ ورَسولُهُ أعلَمُ». (1)
سنن الدارمي عن رَزين أبي النّعمان عن الإمام عليّ عليه السلام :إذا سُئِلتُم عَمّا لا تَعلَمونَ فَاهرُبوا . قالوا : وكَيفَ الهَرَبُ يا أميرَ المُؤمِنينَ؟ قالَ : تَقولونَ : «اللّهُ أعلَمُ». (2)
الإمام عليّ عليه السلام :لا يَستَحيِ أحَدُكُم إذا سُئِلَ عَمّا لا يَعلَمُ أن يَقولَ: «لا أعلَمُ». (3)
عنه عليه السلام :لا يَستَحيِ العالِمُ ... إذا سُئِلَ عَمّا لا يَعلَمُ أن يَقولَ: «اللّهُ أعلَمُ». (4)
عنه عليه السلام :لا يَستَحيِ العالِمُ إذا سُئِلَ عَمّا لا يَعلَمُ أن يَقولَ: «لا عِلمَ لي بِهِ». (5)
عنه عليه السلام :أربَعٌ لَو شُدَّتِ المَطايا إلَيهِنَّ حَتّى يُنضَينَ لَكانَ قَليلًا : لا يَرجُ العَبدُ إلّا رَبَّهُ ، ولا يَخَف إلّا ذَنبَهُ ، ولا يَستَحيِ الجاهِلُ أن يَتَعَلَّمَ ، ولا يَستَحيِ العالِمُ إذا سُئِلَ عَمّا لا يَعلَمُ أن يَقولَ: «لا أعلَمُ». (6)
عنه عليه السلام :مَن تَرَكَ قَولَ : «لا أدري» اُصيبَت مَقاتِلُهُ (7) . (8)
.
ص: 357
الإمام الباقر عليه السلام :ما عَلِمتُم فَقولوا ، وما لَم تَعلَموا فَقولوا : «اللّهُ أعلَمُ». (1)
الإمام الصادق عليه السلام :مَن سُئِلَ عَن عِلمٍ فَقالَ: «لا أدري» فَقَد ناصَفَ العِلمَ. (2)
عنه عليه السلام :إذا سُئِلَ الرَّجُلُ مِنكُم عَمّا لا يَعلَمُ فَليَقُل: «لا أدري» ، ولا يَقُل : «اللّهُ أعلَمُ» ، فَيوقِعَ في قَلبِ صاحِبِهِ شَكًّا . وإذا قالَ المَسؤولُ : «لا أدري» فَلا يَتَّهِمُهُ السّائِلُ. (3)
عنه عليه السلام :إذا سُئِلتَ عَمّا لا تَعلَمُ ، فَقُل : «لا أدري» ؛ فَإِنَّ «لا أدري» خَيرٌ مِنَ الفُتيا. (4)
عنه عليه السلام :لِلعالِمِ إذا سُئِلَ عَن شَيءٍ وهُوَ لا يَعلَمُهُ أن يَقولَ : «اللّهُ أعلَمُ» ، ولَيسَ لِغَيرِ العالِمِ أن يَقولَ ذلِكَ. (5)
سنن الدارمي عن عزرة التميميّ :قالَ عَلِيٌّ عليه السلام : وا بَردَها عَلَى الكَبِدِ _ ثَلاثَ مَرّاتٍ _ . قالوا : وما ذلِكَ يا أميرَالمُؤمِنينَ؟ قالَ : أن يُسأَلَ الرَّجُلُ عَمّا لا يَعلَمُ ، فَيَقولَ : «اللّهُ أعلَمُ». (6)
راجع : ص 419 (الاعتراف بالجهل) و 427 (دعوى العلم) و 63 ح 1545 .
.
ص: 358
. .
ص: 359
فضل الاعتراف بالجهلروى ابن قتيبة عن أفلاطون أنّه قال: لو لا أنّ في قول «لا أعلم» سببا لأنّي أعلم لقلت : «إنّي لا أعلم». (1) وقال الشهيد الثاني زين الدين بن علي العاملي في كتابه منية المريد في بيان آداب المعلِّم في درسه: الثالث والعشرون _ وهو من أهمِّ الآداب _ : إذا سُئِلَ عن شيءٍ لا يعرفه ، أو عرض في الدرس ما لايعرفه ، فليقل: لا أعرفه ، أو لا أتحقّقه ، أو لا أدري ، أو حتّى اُراجع النظر في ذلك . ولا يستنكف عن ذلك ؛ فمِن عِلْم العالم أن يقول فيما لا يعلم: لا أعلمُ ، واللّه أعلم . قال عليّ عليه السلام : إذا سُئِلتُم عَمّا لا تَعلَمونَ فَاهرُبوا ، قالوا: وكَيفَ الهَرَبُ قالَ: تَقولونَ: اللّهُ أعلَمُ (2) . وعن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: ما عَلِمتُم فَقولوا ، وما لَم تَعلَموا فَقولوا: اللّهُ أعلَمُ ؛
.
ص: 360
إنَّ الرَّجُلَ لَيُسرِعُ بِالآيَةِ (1) مِنَ القُرآنِ يَخِرُّ فيها أبعَدَ ما بَينَ السَّماءِ وَالأَرضِ (2) . وعن زرارة بن أعين قال: سألت أبا جعفر عليه السلام : ما حقُّ اللّه على العباد قال: أن يقولوا ما يعلمون ويقفوا عند ما لايعلمون (3) . وعن الصادق عليه السلام : إنَّ اللّه خص عباده بآيتين من كتابه: أن لا يقولوا حتّى يعلموا ، ولا يردّوا ما لم يعلموا ، قال اللّه عز و جل: «أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِم مِّيثَ_قُ الْكِتَ_بِ أَن لَايَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ إِلَا الْحَقَّ» (4) وقال: «بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَ لَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ» (5) . (6) وعن ابن عبّاس: إذا ترك العالمُ «لا أدري» اُصيبت مقاتله (7) . وعن ابن مسعود: إذا سُئل أحدكم عما لا يدري ، فليقل: لا أدري ؛ فإنّه ثلث العلم . وقال آخر: «لا أدري» ثلث العلم. وقال بعضُ الفضلاء: ينبغي للعالم أن يورّث أصحابه «لا أدري» . ومعناه أن يكثر منها لتسهل عليهم ويعتادوها ، فيستعملوها في وقت الحاجة. وقال آخر: تعلّم «لا أدري» فإنّك إن قلت: لا أدري ، علّموك حتّى تدري ، وإن قلت: أدري ، سألوك حتّى لا تدري.
.
ص: 361
واعلم أنّ قول العالم: «لا أدري» لا يضع منزلته ، بل يزيدها رفعة ويزيده في قلوب الناس عظمة ، تفضّلًا من اللّه تعالى عليه ، وتعويضا له بالتزامه الحقّ ، وهو دليل واضح على عظمة محلّه وتقواه وكمال معرفته . ولا يقدح في المعرفة الجهل بمسائل معدودة. وإنّما يستدلّ بقوله: «لا أدري» على تقواه ، وأنّه لا يجازف في فتواه ، وأنّ المسألة من مشكلات المسائل . وإنّما يمتنع مِن «لا أدري» من قلّ علمه وعدمت تقواه وديانته ؛ لأنّه يخاف لقصوره أن يسقط من أعين الناس ، وهذه جهالة اُخرى منه؛ فإنّه بإقدامه على الجواب فيما لا يعلم يبوء بالإثم العظيم ، ولا يصرفه عمّا عرف به من القصور ، بل يستدلّ به على قصوره ، ويظهر اللّه تعالى عليه ذلك بسبب جرأته على التقوّل في الدين ، تصديقا لما ورد في الحديث القدسيّ: مَن أفسَدَ جَوّانيّه أفسَدَ اللّهُ بَرّانيّه . (1) ومن المعلوم أ نّه إذا رؤي المحققون يقولون في كثير من الأوقات: «لا أدري» ، وهذا المسكين لا يقولها أبدا ، يعلم أنّهم يتورّعون لدينهم وتقواهم، وأنّه يجازف لجهله وقلة دينه ، فيقع فيما فرّ منه ، واتّصف بما احترز عنه لفساد نيّته وسوء طويّته . وقد قال النبيُّ صلى الله عليه و آله : المُتَشبّعُ بِما لَم يُعطَ كَلابسِ ثَوبَي زُورٍ . (2) وقد أدّب اللّه تعالى العلماء بقصّة موسى والخضر عليهماالسلامحين لم يردّ موسى عليه السلام العلم
.
ص: 362
إلى اللّه تعالى لمّا سئل : هل أحدٌ أعلم منك (1) بما حكاه اللّه عنهما من الآيات (2) المؤذنة بغاية الذلّ من موسى عليه السلام وغاية العظمة من الخضر عليه السلام (3) . و قال الشهيد الثاني في موضع آخر : وعن مالك بن أنس أنّه سئل عن ثمان وأربعين مسألة ، فقال في اثنتين وثلاثين منها : لا أدري . وفي رواية اُخرى: أنّه سئل عن خمسين مسألة ، فلم يجب في واحدة منها . وكان يقول: من أجاب في مسألة فينبغي قبل الجواب أن يعرض نفسه على الجنّة والنار وكيف خلاصه ، ثمّ يجيب. وسئل يوما عن مسألة فقال: لا أدري . فقيل: هي مسألة خفيفة سهلة! فغضب وقال : ليس من العلم شيء خفيف ، أما سمعت قول اللّه تعالى: «إِنَّا سَنُلْقِى عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلاً» (4) . فالعلم كلُّه ثقيل. وعن القاسم بن محمّد بن أبي بكر (5) أحد فقهاء المدينة _ المتّفق على علمه وفقهه بين المسلمين _ أنّه سئل عن شيء فقال: لا اُحسنه ، فقال السائل: إنّي جئتُ إليك لا أعرف غيرك ! فقال القاسم: لا تنظر إلى طول لحيتي وكثرة الناس حولي، واللّه ما اُحسنه . فقال شيخ من قريش جالسٌ إلى جنبه: يابن أخي الزمها ، فواللّه ما رأيتك
.
ص: 363
في مجلس أنبل منك مثل اليوم . فقال القاسم: واللّه لأن يقطع لساني أحبُّ إليَّ أن أتكلم بما لا علم لي به. وعن الحسن بن محمّد بن شرفشاه الأسترآبادي (1) أنّه دخلت عليه يوما امرأةٌ فسألته عن أشياء مشكلة في الحيض ، فعجز عن الجواب ، فقالت له المرأة: أنت عذبتك واصلة إلى وسطك وتعجز عن جواب امرأة . فقال: يا خالة ، لو علمتُ كلَّ مسألةٍ يُسأل عنها لوَصَلت عَذَبتي إلى قَرنِ الثور (2) .
.
ص: 364
4 / 4السُّكوتالإمام عليّ عليه السلام :رُبَّ كَلامٍ جَوابُهُ السُّكوتُ. (1)
عنه عليه السلام :إنَّ مِنَ السُّكوتِ ما هُوَ أبلَغُ مِنَ الجَوابِ. (2)
عنه عليه السلام :بَخٍّ بَخٍّ لِعالِمٍ عَمِلَ فَجَدَّ ، وخافَ البَياتَ فَأَعَدَّ وَاستَعَدَّ ، إن سُئِلَ نَصَحَ وإن تُرِكَ صَمَتَ ، كَلامُهُ صَوابٌ وسُكوتُهُ مِن غَيرِ عِيٍّ جَوابٌ. (3)
عنه عليه السلام :تَركُ جَوابِ السَّفيهِ أبلَغُ جَوابِهِ. (4)
عنه عليه السلام :إذا حَلُمتَ عَنِ الجاهِلِ فَقَد أوسَعتَهُ جَواباً. (5)
مصباح الشريعة_ فيما نَسَبَهُ إلَى الإمامِ الصّادِقِ عليه السلام _: قابِلِ السَّفيهَ بِالإِعراضِ عَنهُ وتَركِ الجَوابِ يَكُنِ النّاسُ أنصارَكَ ، لِأَنَّهُ مَن جاوَبَ السَّفيهَ فَكَأَنَّهُ قَد وَضَعَ الحَطَبَ عَلَى النّارِ. (6)
عيون أخبار الرضا عن موسى بن محمّد المحاربي عن رجل ذكر اسمه عن الإمام الرّضا عليه السلام :إنَّ المَأمونَ قالَ لَهُ : أنشِدني أحسَنَ ما رُوّيتَهُ فِي السُّكوتِ عَنِ الجاهِلِ وتَركِ عِتابِ الصَّديقِ .
.
ص: 365
فَقالَ عليه السلام : إنّي لَيَهجُرُنِي الصَّديقُ تَجَنُّبًا فَاُريهِ أنَّ لِهَجرِهِ أسبابا وأراهُ إن عاتَبتُهُ أغرَيتُهُ فَأَرى لَهُ تَركَ العِتابِ عِتابا وإذا بُليتُ بِجاهِلٍ مُتَحَكِّمٍ يَجِدُ المُحالَ مِنَ الاُمورِ صَوابا أولَيتُهُ مِنِّي السُّكوتَ ، ورُبَّما كانَ السُّكوتُ عَنِ الجَوابِ جَوابا فَقالَ المَأمونُ: ما أحسَنَ هذا ! هذا مَن قالَهُ؟ فَقالَ : لِبَعضِ فِتيانِنا. (1)
4 / 5النَّوادِررسول اللّه صلى الله عليه و آله :العِيُّ مِنَ الشَّيطانِ ، ولَيسَ العِيُّ عِيَّ اللِّسانِ ولكِن قِلَّةُ المَعرِفَةِ بِالحَقِّ. (2)
الإمام عليّ عليه السلام :لِكُلِّ قَولٍ جَوابٌ. (3)
عنه عليه السلام :مِن بُرهانِ الفَضلِ صائِبُ الجَوابِ. (4)
عنه عليه السلام :رُبَّما اُرتِجَ عَلَى الفَصيحِ الجَوابُ. (5)
عنه عليه السلام :رُبَّما خَرِسَ البَليغُ عَن حُجَّتِهِ. (6)
معاني الأخبار عن شريح بن هانئ :سَألَ أميرُ المُؤمِنينَ ابنَهُ الحَسَنَ بنَ عَلِيٍّ عليهماالسلام
.
ص: 366
فَقالَ : يا بُنَيَّ ، مَا العَقلُ؟ قالَ: حِفظُ قَلبِكَ مَا استَودَعتَهُ ... قالَ: فَمَا الجَهلُ؟ قالَ : سُرعَةُ الوُثوبِ عَلَى الفُرصَةِ قَبلَ الاِستِمكانِ مِنها ، وَالاِمتِناعُ عَنِ الجَوابِ ، ونِعمَ العَونُ الصَّمتُ في مَواطِنَ كَثيرَةٍ وإن كُنتَ فَصيحاً (1) . (2)
الإمام الصادق عليه السلام_ في جَوابِ مَن قالَ لَهُ: ألَيسَ هُوَ قادِرٌ أن يَظهَرَ لَهُم حَتّى يَرَوهُ فَيَعرِفوهُ فَيُعبَدَ عَلى يَقينٍ ؟ _: لَيسَ لِلمُحالِ جَوابٌ. (3)
.
ص: 367
القسم العاشر : العالمالفصل الأوّل : فضل العالمالفصل الثاني : آداب العالمالفصل الثالث : حقوق العالم والمعلّم والمتعلّمالفصل الرابع : أصناف العلماءالفصل الخامس : الأمثال العليا في العلم والحكمةالفصل السادس : علماء السّوء
.
ص: 368
. .
ص: 369
الفصل الأوّل : فضل العالم1 / 1خَصائِصُ العُلَماءِأ _ اُمَناءُ اللّهِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :العُلَماءُ اُمَناءُ اللّهِ عَلى خَلقِهِ. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :العُلَماءُ اُمَناءُ اُمَّتي. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :العالِمُ أمينُ اللّهِ فِي الأَرضِ. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :العِلمُ وَديعَةُ اللّهِ في أرضِهِ ، وَالعُلَماءُ اُمَناؤُهُ عَلَيهِ ، فَمَن عَمِلَ بِعِلمِهِ أدّى أمانَتَهُ ، ومَن لَم يَعمَل كُتِبَ في ديوانِ اللّهِ تَعالى أنَّهُ مِنَ الخائِنينَ. (4)
.
ص: 370
عنه صلى الله عليه و آله :العالِمُ وَكيلُ اللّهِ تَعالى ، يُعطيهِ بِكُلِّ حَديثٍ نوراً يَومَ القِيامَةِ ، وكَتَبَ اللّهُ لَهُ بِكُلِّ حَديثٍ عِبادَةَ ألفِ سَنَةٍ. (1)
الإمام الحسين عليه السلام_ لِطائِفَةٍ مِن عُلَماءِ عَصرِهِ _: أنتُم أعظَمُ النّاسِ مُصيبَةً لِما غُلِبتُم عَلَيهِ مِن مَنازِلِ العُلَماءِ لَو كُنتُم تَشعُرونَ ؛ ذلِكَ بِأَنَّ مَجارِيَ الاُمورِ وَالأَحكامِ عَلى أيدِي العُلَماءِ بِاللّهِ ، الاُمَناءِ عَلى حَلالِهِ وحَرامِهِ. (2)
ب _ أحِبّاءُ اللّهِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :أوحَى اللّهُ عز و جل إلى إبراهيمَ عليه السلام : يا إبراهيمُ ، وإنّي عَليمٌ اُحِبُّ كُلَّ عَليمٍ. (3)
الإمام عليّ عليه السلام_ فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ _: أشرَفُ الأَشياءِ العِلمُ ، وَاللّهُ تَعالى عالِمٌ يُحِبُّ كُلَّ عالِمٍ. (4)
راجع : ص 238 (محبّة اللّه ) .
ج _ وَرَثَةُ الأَنبِياءِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ العُلَماءَ وَرَثَةُ الأَنبِياءِ ، وإنَّ الأَنبِياءَ لَم يُوَرِّثوا ديناراً ولا دِرهَماً ، ولكِن وَرَّثُوا العِلمَ ، فَمَن أخَذَ مِنهُ أخَذَ بِحَظٍّ وافِرٍ. (5)
.
ص: 371
عنه صلى الله عليه و آله :العُلَماءُ وَرَثَةُ الأَنبِياءِ ، يُحِبُّهُم أهلُ السَّماءِ ، ويَستَغفِرُ لَهُمُ الحيتانُ فِي البَحرِ إذا ماتوا. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :أكرِمُوا العُلَماءَ فَإِنَّهُم وَرَثَةُ الأَنبِياءِ ، فَمَن أكرَمَهُم فَقَد أكرَمَ اللّهَ ورَسولَهُ. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :العُلَماءُ مَفاتيحُ الجَنَّةِ وخُلَفاءُ الأَنبِياءِ. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :حَمَلَةُ العِلمِ فِي الدُّنيا خُلَفاءُ الأَنبِياءِ ، وفِي الآخِرَةِ مِنَ الشُّهَداءِ. (4)
الإمام عليّ عليه السلام_ لِوَلَدِهِ مُحَمَّدٍ _: تَفَقَّه فِي الدّينِ ، فَإِنَّ الفُقَهاءَ وَرَثَةُ الأَنبِياءِ. (5)
الإمام زين العابدين عليه السلام :سادَةُ النّاسِ فِي الدُّنيَا الأَسخِياءُ ، وفِي الآخِرَةِ أهلُ الدّينِ وأهلُ الفَضلِ وَالعِلمِ ؛ لِأَنَّ العُلَماءَ وَرَثَةُ الأَنبِياءِ. (6)
الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ العُلَماءَ وَرَثَةُ الأَنبِياءِ ، وذاكَ أنَّ الأَنبِياءَ لَم يُوَرِّثوا دِرهَماً ولا ديناراً ، وإنَّما أورَثوا أحاديثَ مِن أحاديثِهِم ، فَمَن أخَذَ بِشَيءٍ مِنها فَقَد أخَذَ حَظًّا وافِراً ... . (7)
راجع : ص 40 (ميراث الأنبياء) .
د _ أقرَبُ النّاسِ إلَى الأَنبِياءِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :عُلَماءُ اُمَّتي كَأَنبِياءِ بَني إسرائيلَ. (8)
.
ص: 372
عنه صلى الله عليه و آله :لِلأَنبِياءِ عَلَى العُلَماءِ فَضلُ دَرَجَتَينِ ، ولِلعُلَماءِ عَلَى الشُّهَداءِ فَضلُ دَرَجَةٍ. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن جاءَهُ المَوتُ وهُوَ يَطلُبُ العِلمَ لِيُحيِيَ بِهِ الإِسلامَ فَبَينَهُ وبَينَ النَّبِيّينَ دَرَجَةٌ واحِدَةٌ فِي الجَنَّةِ. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ أكرَمَ العِبادِ عِندَ اللّهِ تَعالى بَعدَ الأَنبِياءِ العُلَماءُ ثُمَّ حَمَلَةُ القُرآنِ ، يَخرُجونَ مِنَ الدُّنيا كَما يَخرُجُ الأَنبِياءُ ، ويُحشَرونَ مِنَ القُبورِ مَعَ الأَنبِياءِ ، ويَمُرّونَ عَلَى الصِّراطِ مَعَ الأَنبِياءِ ، ويُثابونَ ثَوابَ الأَنبِياءِ ، فَطوبى لِطالِبِ العِلمِ وحامِلِ القُرآنِ مِمّا لَهُم عِندَ اللّهِ مِنَ الكَرامَةِ وَالشَّرَفِ. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :أقرَبُ النّاسِ مِن دَرَجَةِ النُّبُوَّةِ أهلُ العِلمِ وأهلُ الجِهادِ. (4)
عنه صلى الله عليه و آله :يَشفَعُ يَومَ القِيامَةِ ثَلاثَةٌ : الأَنبِياءُ ثُمَّ العُلَماءُ ثُمَّ الشُّهَداءُ. (5)
عنه صلى الله عليه و آله :تَعَلَّمُوا العِلمَ ، فَإِنَّ اللّهَ سُبحانَهُ يَبعَثُ يَومَ القِيامَةِ الأَنبِياءَ ثُمَّ العُلَماءَ ثُمَّ الشُّهَداءَ ثُمَّ سائِرَ الخَلقِ عَلى دَرَجاتِهِم. (6)
عنه صلى الله عليه و آله :لَيسَ مِن عالِمٍ إلّا وقَد أخَذَ اللّهُ ميثاقَهُ يَومَ أخَذَ ميثاقَ النَّبِيّينَ ، يَرفَعُ عَنهُ مَساوِئَ عَمَلِهِ بِمَجالِسِ عِلمِهِ إلّا أنَّهُ لا يوحى إلَيهِ. (7)
.
ص: 373
منية المريد :قالَ مُقاتِلُ بنُ سُلَيمانَ : وجدتُ فِي الإنجيلِ : إنَّ اللّهَ تَعالى قالَ لِعيسى عليه السلام : عَظِّمِ العُلَماءَ وَاعرِف فَضلَهُم ، فَإِنّي فَضَّلتُهُم عَلى جَميعِ خَلقي إلَا النَّبِيّينَ وَالمُرسَلينَ ، كَفَضلِ الشَّمسِ عَلَى الكَواكِبِ ، وكَفَضلِ الآخِرَةِ عَلَى الدُّنيا ، وكَفَضلي عَلى كُلِّ شَيءٍ. (1)
الإمام عليّ عليه السلام :إنَّ أولَى النّاسِ بِالأَنبِياءِ عليهم السلام أعلَمُهُم بِما جاؤوا بِهِ. (2)
ه _ أطهَرُ النّاسِ أخلاقًاالإمام عليّ عليه السلام :العُلَماءُ أطهَرُ النّاسِ أخلاقاً ، وأقَلُّهُم فِي المَطامِعِ أعراقاً. (3)
راجع : ص 229 ح 2146 .
و _ مِدادُهُم أفضَلُ مِن دِماءِ الشُّهَداءِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :وُزِنَ حِبرُ العُلَماءِ بِدَمِ الشُّهَداءِ فَرَجَحَ عَلَيهِم. (4)
عنه صلى الله عليه و آله :يُحاسَبُ النّاسُ بِأَعمالِهِم ، وَالعُلَماءُ عَلى حَسَبِ عَمَلِهِم ، فَيوزَنُ عَمَلُ أحَدِهِم مَعَ عَمَلِهِ ، وإنَّ مِدادَ العُلَماءِ فِي الميزانِ أثقَلُ مِن دَمِ الشُّهَداءِ وأكثَرُ ثَواباً يَومَ القِيامَةِ. (5)
عنه صلى الله عليه و آله :إذا كانَ يَومُ القِيامَةِ وُزِنَ مِدادُ العُلَماءِ بِدِماءِ الشُّهَداءِ ، فَيَرجَحُ مِدادُ العُلَماءِ
.
ص: 374
عَلى دِماءِ الشُّهَداءِ. (1)
راجع : ص 393 ح 2825 .
ز _ حُكّامٌ عَلَى المُلوكِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :العالِمُ سُلطانُ اللّهِ فِي الأَرضِ ، فَمَن وَقَعَ فيهِ فَقَد هَلَكَ. (2)
الإمام عليّ عليه السلام :العُلَماءُ حُكّامٌ عَلَى النّاسِ. (3)
عنه عليه السلام :المُلوكُ حُكّامٌ عَلَى النّاسِ وَالعِلمُ حاكِمٌ عَلَيهِم ، وحَسبُكَ مِنَ العِلمِ أن تَخشَى اللّهَ ، وحَسبُكَ مِنَ الجَهلِ أن تُعجَبَ بِعِلمِكَ. (4)
الإمام الصادق عليه السلام :المُلوكُ حُكّامُ النّاسِ ، وَالعُلَماءُ حُكّامٌ عَلَى المُلوكِ. (5)
ح _ النَّظَرُ إلَيهِم عِبادَةٌرسول اللّه صلى الله عليه و آله :النَّظَرُ إلى وَجهِ العالِمِ عِبادَةٌ. (6)
.
ص: 375
عنه صلى الله عليه و آله :النَّظَرُ في وَجهِ العالِمِ حُبًّا لَهُ عِبادَةٌ. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :النَّظَرُ إلَى العالِمِ عِبادَةٌ ، وَالنَّظَرُ إلَى الإِمامِ المُقسِطِ عِبادَةٌ. (2)
الإمام عليّ عليه السلام :جُلوسُ ساعَةٍ عِندَ العُلَماءِ أحَبُّ إلَى اللّهِ مِن عِبادَةِ ألفِ سَنَةٍ ، وَالنَّظَرُ إلَى العالِمِ أحَبُّ إلَى اللّهِ مِنِ اعتِكافِ سَنَةٍ في البَيتِ (3) الحَرامِ، وزِيارَةُ العُلَماءِ أحَبُّ إلَى اللّهِ تَعالى مِن سَبعينَ طَوافاً حَولَ البَيتِ ، وأفضَلُ مِن سَبعينَ حَجَّةً وعُمرَةً مَبرورَةً مَقبولَةً ، ورَفَعَ اللّهُ تَعالى لَهُ سَبعينَ دَرَجَةً ، وأنزَلَ اللّهُ عَلَيهِ الرَّحمَةَ ، وشَهِدَت لَهُ المَلائِكَةُ أنَّ الجَنَّةَ وَجَبَت لَهُ. (4)
تنبيه الخواطر :سُئِلَ الإِمامُ جَعفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الصّادِقُ عليه السلام عَن قَولِهِ صلى الله عليه و آله : «النَّظَرُ في وُجوهِ العُلَماءِ عِبادَةٌ» . فَقالَ : هُوَ العالِمُ الَّذي إذا نَظَرتَ إلَيهِ ذَكَّرَكَ الآخِرَةَ ، ومَن كانَ خِلافَ ذلِكَ فَالنَّظَرُ إلَيهِ فِتنَةٌ. (5)
ط _ أحياءٌ بَينَ الأَمواتِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :العالِمُ بَينَ الجُهّالِ كَالحَيِّ بَينَ الأَمواتِ. (6)
عنه صلى الله عليه و آله :سَتَكونُ فِتَنٌ ، يُصبِحُ الرَّجُلُ فيها مُؤمِناً ويُمسي كافِراً ، إلّا مَن أحياهُ اللّهُ بِالعِلمِ. (7)
.
ص: 376
الإمام عليّ عليه السلام :العالِمُ حَيٌّ بَينَ المَوتى. (1)
عنه عليه السلام :العُلَماءُ باقونَ ما بَقِيَ اللَّيلُ وَالنَّهارُ. (2)
عنه عليه السلام :ما ماتَ مَن أحيا عِلماً. (3)
عنه عليه السلام :مَن نَشَرَ حِكمَةً ذُكِرَ بِها. (4)
عنه عليه السلام :العالِمُ حَيٌّ وإن كانَ مَيِّتاً ، الجاهِلُ مَيِّتٌ وإن كانَ حَيًّا. (5)
الإمام عليّ عليه السلام_ فِي الدّيوانِ المَنسوبِ إلَيهِ _: نَقُم بِعِلمٍ ولا نَبغي بِهِ بَدَلًا فَالنّاسُ مَوتى وأهلُ العِلمِ أحياءُ (6)
راجع : ص 31 (حقيقة الحياة) .
ي _ مَوتُهُم ثُلمَةٌ فِي الدّينِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَوتُ العالِمِ ثُلمَةٌ فِي الإِسلامِ، لا يَسُدُّهَا اختِلافُ اللَّيلِ وَالنَّهارِ. (7)
عنه صلى الله عليه و آله :مَوتُ العالِمِ مُصيبَةٌ لا تُجبَرُ ، وثُلمَةٌ لا تُسَدُّ ، وهُوَ نَجمٌ طَمَسَ (8) ، ومَوتُ قَبيلَةٍ أيسَرُ مِن مَوتِ عالِمٍ. (9)
.
ص: 377
عنه صلى الله عليه و آله :ما قَبَضَ اللّهُ عالِماً إلّا كانَ ثَغرَةً فِي الإِسلامِ لا تُسَدُّ بِمِثلِهِ (1) إلى يَومِ القِيامَةِ. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّهَ لا يَقبِضُ العِلمَ انتِزاعاً يَنتَزِعُهُ مِنَ العِبادِ ، ولكِن يَقبِضُ العِلمَ بِقَبضِ العُلَماءِ ، حَتّى إذا لَم يُبقِ عالِماً ، اِتَّخَذَ النّاسُ رُؤوساً جُهّالًا ، فَسُئِلوا فَأَفتَوا بِغَيرِ عِلمٍ ، فَضَلّوا وأضَلّوا. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :لَمَوتُ ألفِ عابِدٍ أيسَرُ عِندَ اللّهِ مِن مَوتِ رَجُلٍ عاقِلٍ عَقَلَ عَنِ اللّهِ عز و جلحَلالَهُ وحَرامَهُ ، وإن لَم يَكُن يَزيدُ عَلَى الفَريضَةِ شَيئاً. (4)
المواعظ العدديّة عن أبي اُمامة عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :خُذُوا العِلمَ قَبلَ أن يَذهَبَ . قالوا : وكَيفَ يَذهَبُ العِلمُ يا نَبِيَّ اللّهِ وفينا كِتابُ اللّهِ ؟! قالَ : فَغَضِبَ ، لا يُغضِبُهُ اللّهُ ، ثُمَّ قالَ : ثَكَلَتكُم اُمَّهاتُكُم ، أوَلَم تَكُنِ التَّوراةُ وَالإِنجيلُ في بَني إسرائيلَ فَلَم يُغنِيا عَنهُم شَيئاً ؟! إنَّ ذَهابَ العِلمِ أن يَذهَبَ حَمَلَتُهُ ، إنَّ ذَهابَ العِلمِ أن يَذهَبَ حَمَلَتُهُ. (5)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله_ في قَولِ اللّهِ تَعالى: «أَوَ لَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِى الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا» (6) _:
.
ص: 378
ذَهابُ العُلَماءِ. (1)
الإمام عليّ عليه السلام :ثُلمَةُ الدّينِ مَوتُ العُلَماءِ. (2)
عنه عليه السلام :إذا ماتَ العالِمُ ثُلِمَ فِي الإِسلامِ ثُلمَةٌ لا يَسُدُّها إلّا خَلَفٌ مِنهُ. (3)
عنه عليه السلام :إذا ماتَ العالِمُ ثُلِمَ فِي الإِسلامِ ثُلمَةٌ لا يَسُدُّها شَيءٌ إلى يَومِ القِيامَةِ. (4)
الإمام الصادق عليه السلام :إذا ماتَ المُؤمِنُ الفَقيهُ ثُلِمَ فِي الإِسلامِ ثُلمَةٌ لا يَسُدُّها شَيءٌ. (5)
الإمام الكاظم عليه السلام :إذا ماتَ المُؤمِنُ ... ثُلِمَ فِي الإِسلامِ ثُلمَةٌ لايَسُدُّها شَيءٌ ؛ لِأَنَّ المُؤمِنينَ الفُقَهاءَ حُصونُ الإِسلامِ كَحِصنِ سورِ المَدينَةِ لَها. (6)
الإمام الصادق عليه السلام :ما مِن أحَدٍ يَموتُ مِنَ المُؤمِنينَ أحَبَّ إلى إبليسَ مِن مَوتِ فَقيهٍ. (7)
ك _ يَبكي عَلى مَوتِهِم كُلُّ شَيءٍرسول اللّه صلى الله عليه و آله :العالِمُ إذا ماتَ بَكى عَلَيهِ كُلُّ شَيءٍ حَتَّى الحيتانُ فِي البَحرِ. (8)
.
ص: 379
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ السَّماءَ وَالأَرضَ لَتَبكي عَلَى المُؤمِنِ إذا ماتَ أربَعينَ صَباحاً ، وإنَّها لَتَبكي عَلَى العالِمِ إذا ماتَ أربَعينَ شَهراً. (1)
راجع : ص 99 (الفصل السادس : خصائص الحكماء) .
1 / 2خَصائِصُ الرّاسِخينَ فِي العِلمِالكتاب«لَّ_كِنِ الرَّ سِخُونَ فِى الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَوةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَوةَ وَ الْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْأَخِرِ أُوْلَ_ئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا» . (2)
«هُوَ الَّذِى أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَ_بَ مِنْهُ ءَايَ_تٌ مُّحْكَمَ_تٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَ_بِ وَأُخَرُ مُتَشَ_بِهَ_تٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَ_بَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَا اللَّهُ وَالرَّ سِخُونَ فِى الْعِلْمِ يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَا أُوْلُواْ الْأَلْبَ_بِ» . (3)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :الرّاسِخونَ فِي العِلمِ مَن بَرَّت يَمينُهُ ، وصَدَقَ لِسانُهُ ، وَاستَقامَ بِهِ قَلبُهُ ، وعَفَّ بَطنُهُ وفَرجُهُ. (4)
الإمام عليّ عليه السلام :اِعلَم أنَّ الرّاسِخينَ فِي العِلمِ هُمُ الَّذينَ أغناهُم عَنِ اقتِحامِ السُّدَدِ
.
ص: 380
المَضروبَةِ دونَ الغُيوبِ الإِقرارُ بِجُملَةِ ما جَهِلوا تَفسيرَهُ مِنَ الغَيبِ المَحجوبِ ، فَمَدَحَ اللّهُ _ تَعالى _ اِعتِرافَهُم بِالعَجزِ عَن تَناوُلِ ما لَم يُحيطوا بِهِ عِلماً ، وسَمّى تَركَهُمُ التَّعَمُّقَ فيما لَم يُكَلِّفهُمُ البَحثَ عَن كُنهِهِ رُسوخاً. (1)
عنه عليه السلام :أينَ الَّذينَ زَعَموا أنَّهُمُ الرّاسِخونَ فِي العِلمِ دونَنا ، كَذِباً وبَغياً عَلَينا ، أن رَفَعَنَا اللّهُ ووَضَعَهُم ، وأعطانا وحَرَمَهُم ، وأدخَلَنا وأخرَجَهُم ، بِنا يُستَعطَى الهُدى ويُستَجلَى العَمى. (2)
الإمام الباقر عليه السلام_ في تفسير الرّاسِخونَ فِي العِلمِ _: مَن لا يَختَلِفُ في عِلمِهِ. (3)
1 / 3خَصائِصُ أعلَمِ النّاسِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :أعلَمُ النّاسِ مَن جَمَعَ عِلمَ النّاسِ إلى عِلمِهِ. (4)
.
ص: 381
عنه صلى الله عليه و آله :سَأَلَ موسى رَبَّهُ عز و جل قالَ : رَبِّ أيُّ عِبادِكَ أعلَمُ؟ قالَ : عالِمٌ لا يَشبَعُ مِنَ العِلمِ يَجمَعُ عِلمَ النّاسِ إلى عِلمِهِ. (1)
جامع بيان العلم وفضله عن كعب :قالَ موسى عليه السلام : يا رَبِّ أيُّ عِبادِكَ أعلَمُ؟ قالَ : عالِمٌ غَرثانُ (2) مِنَ العِلمِ . ويوشَكُ أن تَرَوا جُهّالَ النّاسِ يَتَباهَونَ بِالعِلمِ ويَتَغايَرونَ عَلَيهِ كَما تَتَغايَرُ النِّساءُ عَلَى الرِّجالِ ، فَذاكَ حَظُّهُم مِنهُ. (3)
لقمان عليه السلام_ لِمَن قالَ لَهُ: أيُّ النّاسِ أعلَمُ ؟ _: مَنِ ازدادَ مِن عِلمِ النّاسِ إلى عِلمِهِ. (4)
المستدرك على الصحيحين عن عبداللّه بن مسعود :قالَ لِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : ... يا عَبدَ اللّهِ بنَ مَسعودٍ . قُلتُ : لَبَّيكَ وسَعدَيكَ _ ثَلاثَ مَرّاتٍ _. قالَ : هَل تَدري أيُّ النّاسِ أعلَمُ؟ قُلتُ : اللّهُ ورَسولُهُ أعلَمُ . قالَ : فَإِنَّ أعلَمَ النّاسِ أبصَرُهُم بِالحَقِّ إذَا اختَلَفَتِ النّاسُ. (5)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله_ لِرَجُلٍ قالَ لَهُ : اُحِبُّ أن أكونَ أعلَمَ النّاسِ _: اِتَّقِ اللّهَ تَكُن أعلَمَ النّاسِ. (6)
الإمام عليّ عليه السلام :أعلَمُ النّاسِ المُستَهتَرُ (7) بِالعِلمِ. (8)
.
ص: 382
عنه عليه السلام :أعلَمُ النّاسِ مَن لَم يُزِلِ الشَّكُّ يَقينَهُ. (1)
عنه عليه السلام :أعظَمُ النّاسِ عِلماً أشَدُّهُم خَوفاً للّهِِ سُبحانَهُ. (2)
راجع : ص 31 ح 1326 .
1 / 4فَضلُ العالِمِ عَلَى العابِدِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :فَضلُ العالِمِ عَلَى العابِدِ كَفَضلِ القَمَرِ عَلى سائِرِ النُّجومِ لَيلَةَ البَدرِ. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ فَضلَ العالِمِ عَلَى العابِدِ كَفَضلِ الشَّمسِ عَلَى الكَواكِبِ ، وفَضلَ العابِدِ عَلى غَيرِ العابِدِ كَفَضلِ القَمَرِ عَلَى الكَواكِبِ. (4)
عنه صلى الله عليه و آله :فَضلُ العالِمِ عَلَى العابِدِ كَفَضلي عَلى أدناكُم. (5)
عنه صلى الله عليه و آله :فَضلُ العالِمِ عَلَى الشَّهيدِ دَرَجَةٌ ، وفَضلُ الشَّهيدِ عَلَى العابِدِ دَرَجَةٌ ، وفَضلُ النَّبِيِّ عَلَى العالِمِ دَرَجَةٌ ، وفَضلُ القُرآنِ عَلى سائِرِ الكَلامِ كَفَضلِ اللّهِ عَلى خَلقِهِ ، وفَضلُ العالِمِ عَلى سائِرِ النّاسِ كَفَضلي عَلى أدناهُم. (6)
.
ص: 383
عنه صلى الله عليه و آله :فُضِّلَ العالِمُ عَلَى العابِدِ سَبعينَ دَرَجَةً ، ما بَينَ كُلِّ دَرَجَتَينِ كَما بَينَ السَّماءِ وَالأَرضِ. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :فَضلُ العالِمِ عَلَى العابِدِ سَبعونَ دَرَجَةً ، بَينَ كُلِّ دَرَجَتَينِ حُضرُ الفَرَسِ (2) سَبعينَ عاماً ، وذلِكَ لِأَنَّ الشَّيطانَ يَضَعُ البِدعَةَ لِلنّاسِ فَيُبصِرُهَا العالِمُ فَيُزيلُها ، وَالعابِدُ يُقبِلُ عَلى عِبادَتِهِ. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :فَضلُ المُؤمِنِ العالِمِ عَلَى المُؤمِنِ العابِدِ سَبعونَ دَرَجَةً. (4)
عنه صلى الله عليه و آله :بَينَ العالِمِ وَالعابِدِ مِئَةُ دَرَجَةٍ ، بَينَ كُلِّ دَرَجَتَينِ حُضرُ (5) الجَوادِ المُضمَرِ سَبعينَ سَنَةً. (6)
عنه صلى الله عليه و آله :لَساعَةٌ مِن عالِمٍ يَتَّكِئُ عَلى فِراشِهِ يَنظُرُ في عِلمِهِ خَيرٌ مِن عِبادَةِ العابِدِ سَبعينَ عاماً. (7)
عنه صلى الله عليه و آله :رَكعَةٌ مِن عالِمٍ بِاللّهِ خَيرٌ مِن ألفِ رَكعَةٍ مِن مُتَجاهِلٍ بِاللّهِ. (8)
عنه صلى الله عليه و آله_ مِن وَصِيَّتِهِ لعليّ عليه السلام _: يا عَلِيُّ ، رَكعَتَينِ يُصَلّيهِمَا العالِمُ أفضَلُ مِن ألفِ
.
ص: 384
رَكعَةٍ يُصَلِّيهَا العابِدُ. (1)
عنه صلى الله عليه و آله_ أيضاً _: يا عَلِيُّ، نَومُ العالِمِ أفضَلُ مِن عِبادَةِ العابِدِ. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :يَبعَثُ اللّهُ تَعالَى العالِمَ وَالعابِدَ يَومَ القِيامَةِ ، فَإِذَا اجتَمَعا عِندَ الصِّراطِ ، قيلَ لِلعابِدِ : اُدخُلِ الجَنَّةَ فَانعَم فيها بِعِبادَتِكَ ، وقيلَ لِلعالِمِ : قِف هاهُنا في زُمرَةِ الأَنبِياءِ ، فَاشفَع فيمَن أحسَنتَ أدَبَهُ فِي الدُّنيا. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :ما عُبِدَ اللّهُ بِشَيءٍ أفضَلَ مِن فِقهٍ فِي الدّينِ ، ولَفَقيهٌ واحِدٌ أشَدُّ عَلَى الشَّيطانِ مِن ألفِ عابِدٍ ، وإنَّ لِكُلِّ شَيءٍ عِماداً ، وعِمادُ الدّينِ الفَقيهُ. (4)
الإمام عليّ عليه السلام :رَكعَتانِ مِن عالِمٍ خَيرٌ مِن سَبعينَ رَكعَةً مِن جاهِلٍ ؛ لِأَنَّ العالِمَ تَأتيهِ الفِتنَةُ فَيَخرُجُ مِنها بِعِلمِهِ ، وتَأتِي الجاهِلَ فَيَنسِفُهُ نَسفاً. (5)
عنه عليه السلام :العالِمُ أعظَمُ أجراً مِنَ الصّائِمِ القائِمِ الغازي في سَبيلِ اللّهِ. (6)
.
ص: 385
عنه عليه السلام :نَومٌ عَلى عِلمٍ خَيرٌ مِنِ اجتِهادٍ عَلى جَهلٍ. (1)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :عالِمٌ يُنتَفَعُ بِعِلمِهِ خَيرٌ مِن ألفِ عابِدٍ. (2)
الإمام الصادق عليه السلام :عالِمٌ أفضَلُ مِن ألفِ عابِدٍ، وألفِ زاهِدٍ، وألفِ مُجتَهِدٍ. (3)
عنه عليه السلام :الرّاوِيَةُ لِحَديثِنا يَشُدُّ بِهِ قُلوبَ شيعَتِنا أفضَلُ مِن ألفِ عابِدٍ. (4)
عنه عليه السلام :يَأتي صاحِبُ العِلمِ قُدّامَ العابِدِ بِرَبوَةٍ مَسيرَةَ خَمسِمِئَةِ عامٍ. (5)
الإمام الرضا عليه السلام :يُقالُ لِلعابِدِ يَومَ القِيامَةِ : نِعمَ الرَّجُلُ كُنتَ ؛ هِمَّتُكَ ذاتُ نَفسِكَ ، وكَفَيتَ النّاسَ مَؤونَتَكَ ، فَادخُلِ الجَنَّةَ . ألا إنَّ الفَقيهَ مَن أفاضَ عَلَى النّاسِ خَيرَهُ ، وأنقَذَهُم مِن أعدائِهِم ، ووَفَّرَ عَلَيهِم نِعَمَ جِنانِ اللّهِ تَعالى ، وحَصَّلَ لَهُم رِضوانَ اللّهِ تَعالى ، ويُقالُ لِلفَقيهِ : يا أيُّهَا الكافِلُ لِأَيتامِ آلِ مُحَمَّدٍ ، الهادي لِضُعَفاءِ مُحِبّيهِم ومُواليهِم، قِف حَتّى تَشفَعَ لِكُلِّ مَن أخَذَ عَنكَ أو تَعَلَّمَ مِنكَ. (6)
راجع : ص 230 (فضل طلب العلم على العبادة) و 339 ح 2595.
.
ص: 386
1 / 5مَثَلُ العُلَماءِأ _ كَمَثَلِ النُّجومِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ مَثَلَ العُلَماءِ فِي الأَرضِ كَمَثَلِ النُّجومِ فِي السَّماءِ ، يُهتَدى بِها في ظُلُماتِ البَرِّ وَالبَحرِ ، فَإِذَا انطَمَسَتِ النُّجومُ أوشَكَ أن تَضِلَّ الهُداةُ. (1)
راجع : ص 382 ح 2767 _ 2768 .
ب _ كَالبَدرِالإمام عليّ عليه السلام :إنَّمَا العُلَماءُ فِي النّاسِ كَالبَدرِ فِي السَّماءِ يُضيءُ نورُهُ عَلى سائِرِ الكَواكِبِ. (2)
ج _ كَمَن مَعَهُ السِّراجُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :لابُدَّ لِلمُؤمِنِ مِن أربَعَةِ أشياءَ : دابَّةٍ فارِهَةٍ ، ودارٍ واسِعَةٍ ، وثِيابٍ جَميلَةٍ ، وسِراجٍ مُنيرٍ . قالوا : يا رَسولَ اللّهِ ، لَيسَ لَنا ذلِكَ فَما هِيَ ؟ قالَ صلى الله عليه و آله : أمَّا الدّابَّةُ الفارِهَةُ فَعَقلُهُ ، وأمَّا الدّارُ الواسِعَةُ فَصَبرُهُ ، وأمَّا الثِّيابُ الجَميلَةُ فَحَياهُ ، وأمَّا السِّراجُ المُنيرُ فَعِلمُهُ. (3)
.
ص: 387
الإمام الباقر عليه السلام :العالِمُ كَمَن مَعَهُ شَمعَةٌ تُضيءُ لِلنّاسِ ، فَكُلُّ مَن أبصَرَ بِشَمعَتِهِ دَعا لَهُ بِخَيرٍ ، كَذلِكَ العالِمُ مَعَهُ شَمعَةٌ تُزيلُ ظُلمَةَ الجَهلِ وَالحَيرَةِ ، فَكُلُّ مَن أضاءَت لَهُ فَخَرَجَ بِها مِن حَيرَةٍ ، أو نَجا بِها مِن جَهلٍ ، فَهُوَ مِن عُتَقائِهِ مِنَ النّارِ ، وَاللّهُ يُعَوِّضُهُ عَن ذلِكَ بِكُلِّ شَعرَةٍ لِمَن أعتَقَهُ ما هُوَ أفضَلُ لَهُ مِنَ الصَّدَقَةِ بِمِئَةِ ألفِ قِنطارٍ عَلى غَيرِ الوَجهِ الَّذي أمَرَ اللّهُ عز و جل بِهِ ، بَل تِلكَ الصَّدَقَةُ وَبالٌ عَلى صاحِبِها ، لكِن يُعطيهِ اللّهُ ما هُوَ أفضَلُ مِن مِئَةِ ألفِ رَكعَةٍ يُصَلّيها مِن بَينِ يَدَيِ الكَعبَةِ. (1)
الإمام عليّ عليه السلام_ فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ _: العالِمُ مِصباحُ اللّهِ فِي الأَرضِ ، فَمَن أرادَ اللّهُ بِهِ خَيراً اِقتَبَسَ مِنهُ. (2)
راجع : ص 477 (مثل العالم بلا عمل) .
1 / 6فَوائِدُ مُجالَسَةِ العالِمِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :ما مِن مُؤمِنٍ يَقعُدُ ساعَةً عِندَ العالِمِ إلّا ناداهُ رَبُّهُ عز و جل : جَلَستَ إلى حَبيبي ، وعِزَّتي وجَلالي لَاُسكِنَنَّكَ الجَنَّةَ مَعَهُ ولا اُبالي. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :ألا فَاغتَنِموا مَجالِسَ العُلَماءِ ، فَإِنَّها رَوضَةٌ مِن رِياضِ الجَنَّةِ ، تَنزِلُ عَلَيهِمُ الرَّحمَةُ وَالمَغفِرَةُ ، كَالمَطَرِ مِنَ السَّماءِ ، يَجلِسونَ بَينَ أيديهِم مُذنِبينَ ويَقومونَ مَغفورينَ لَهُم، وَالمَلائِكَةُ يَستَغفِرونَ لَهُم ماداموا جُلوساً عِندَهُم، وإنَّ اللّهَ يَنظُرُ إلَيهِم
.
ص: 388
فَيَغفِرُ لِلعالِمِ وَالمُتَعَلِّمِ وَالنّاظِرِ وَالمُحِبِّ لَهُم. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :جُلوسُ ساعَةٍ عِندَ العالِمِ في مُذاكَرَةِ العِلمِ أحَبُّ إلَى اللّهِ تَعالى مِن مِئَةِ ألفِ رَكعَةٍ تَطَوُّعاً ، ومِئَةِ ألفِ تَسبيحَةٍ ، ومِن عَشرِ آلافِ فَرَسٍ يَغزو بِهَا المُؤمِنُ في سَبيلِ اللّهِ. (2)
عنه صلى الله عليه و آله_ لِأَبي ذَرٍّ _: يا أبا ذَرٍّ ، الجُلوسُ ساعَةً عِندَ مُذاكَرَةِ العِلمِ خَيرٌ لَكَ مِن عِبادَةِ سَنَةٍ ، صِيامِ نَهارِها وقِيامِ لَيلِها. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :مُجالَسَةُ العُلَماءِ عِبادَةٌ. (4)
الإمام عليّ عليه السلام :جاوِرِ العُلَماءَ تَستَبصِر. (5)
عنه عليه السلام :جالِسِ العُلَماءَ يَزدَد عِلمُكَ ، ويَحسُن أدَبُكَ ، وتَزكُ نَفسُكَ. (6)
عنه عليه السلام :مُجالَسَةُ العُلَماءِ زِيادَةٌ. (7)
عنه عليه السلام :صاحِبِ العُقَلاءَ وجالِسِ العُلَماءَ وَاغلِبِ الهَوى ، تُرافِقِ المَلَأَ الأَعلى. (8)
عنه عليه السلام :جالِسِ العُلَماءَ تَسعَد. (9)
.
ص: 389
عنه عليه السلام :مُعاشَرَةُ ذَوِي الفَضائِلِ حَياةُ القُلوبِ. (1)
عنه عليه السلام :مُجالَسَةُ الحُكَماءِ حَياةُ العُقولِ وشِفاءُ النُّفوسِ. (2)
عنه عليه السلام :مَن خالَطَ العُلَماءَ وُقِّرَ ، ومَن خالَطَ الأَنذالَ حُقِّرَ. (3)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :لا تَجلِسوا مَعَ كُلِّ عالِمٍ ، إلّا عالِماً يَدعوكُم مِن خَمسٍ إلى خَمسٍ : مِنَ الشَّكِّ إلَى اليَقينِ ، ومِنَ العَداوَةِ إلَى النَّصيحَةِ ، ومِنَ الكِبرِ إلَى التَّواضُعِ ، ومِنَ الرِّياءِ إلَى الإِخلاصِ ، ومِنَ الرَّغبَةِ إلَى الزُّهدِ. (4)
الإمام الكاظم عليه السلام :مُحادَثَةُ العالِمِ عَلَى المَزابِلِ خَيرٌ مِن مُحادَثَةِ الجاهِلِ عَلَى الزَّرابِيِّ (5) . (6)
لقمان عليه السلام_ لاِبنِهِ يَعِظُهُ _: أي بُنَيَّ ، صاحِبِ العُلَماءَ وجالِسهُم ، وزُرهُم في بُيوتِهِم ، لَعَلَّكَ أن تُشبِهَهُم فَتَكونَ مِنهُم. (7)
عنه عليه السلام_ أيضا _: يا بُنَيَّ ، جالِسِ العُلَماءَ وزاحِمهُم بِرُكبَتَيكَ ، فَإِنَّ اللّهَ يُحيِي القُلوبَ بِنورِ الحِكمَةِ كَما يُحيِي اللّهُ الأَرضَ المَيتَةَ بِوابِلِ السَّماءِ . (8)
راجع : ص 443 (مجالسته) .
.
ص: 390
1 / 7العُلَماءُ يَومَ القِيامَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن تَعَلَّمَ مَسأَلَةً واحِدَةً قُلِّدَ يَومَ القِيامَةِ ألفُ قِلادَةٍ مِن نورٍ ، وغُفِرَ لَهُ ألفُ ذَنبٍ ، وبُنِيَ لَهُ مَدينَةٌ مِن ذَهَبٍ ، وكُتِبَ لَهُ بِكُلِّ شَعرَةٍ عَلى جَسَدِهِ حَجَّةٌ وعُمرَةٌ. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :يَقولُ اللّهُ عز و جل لِلعُلَماءِ يَومَ القِيامَةِ : . . . إنّي لَم أجعَل عِلمي وحُكمي فيكُم إلّا وأنَا اُريدُ أن أغفِرَ لَكُم عَلى ما كانَ فيكُم ولا اُبالي. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :إذا كانَ يَومُ القِيامَةِ جَمَعَ اللّهُ العُلَماءَ فَقالَ: إنّي لَم أستَودِع حِكمَتي قُلوبَكُم وأنَا اُريدُ أن اُعَذِّبَكُم، اُدخُلُوا الجَنَّةَ. (3)
الإمام عليّ عليه السلام :إذا كانَ يَومُ القِيامَةِ جَمَعَ اللّهُ العُلَماءَ فَيَقولُ لَهُم : عِبادي ، إنّي اُريدُ بِكُمُ الخَيرَ الكَثيرَ بَعدَما أنتُم تَحمِلونَ الشِّدَّةَ مِن قِبَلي وكَرامَتي وتَعبُدُنِي النّاسُ بِكُم ، فَأَبشِروا فَإِنَّكُم أحِبّائي وأفضَلُ خَلقي بَعدَ أنبِيائي ، فَأَبشِروا فَإِنّي قَد غَفَرتُ لَكُم ذُنوبَكُم وقَبِلتُ أعمالَكُم ، ولَكُم فِي النّاسِ شَفاعَةٌ مِثلُ شَفاعَةِ أنبِيائي ، وإنّي مِنكُم راضٍ ولا أهتِكُ سُتورَكُم ولا أفضَحُكُم في هذَا الجَمعِ. (4)
الإمام العسكريّ عليه السلام :يَأتي عُلَماءُ شيعَتِنَا ، القَوّامونَ بِضُعَفاءِ مُحِبّينا وأهلِ وَلايَتِنا يَومَ القِيامَةِ ، وَالأَنوارُ تَسطَعُ مِن تيجانِهِم ، عَلى رَأسِ كُلِّ واحِدٍ مِنهُم تاجُ بَهاءٍ ، قَدِ انبَثَّت تِلكَ الأَنوارُ في عَرَصاتِ القِيامَةِ ودَورُها مَسيرَةُ ثَلاثِمِئَةِ ألفِ سَنَةٍ ، فَشُعاعُ
.
ص: 391
تيجانِهِم يَنبَثُّ فيها كُلِّها. (1)
الإمام عليّ عليه السلام :حَضَرَتْ امرَأَةٌ عِندَ الصِّدّيقَةِ فاطِمَةَ الزَّهراءِ عليهاالسلام ، فَقالَت : إنَّ لي والِدَةً ضَعيفَةً ، وقَد لَبَسَ عَلَيها في أمرِ صَلاتِها شَيءٌ ، وقَد بَعَثَتني إلَيكِ أسأَلُكِ . فَأَجابَتها فاطِمَةُ عليهاالسلامعَن ذلِكَ ، ثُمَّ ثَنَّت فَأَجابَت ، ثُمَّ ثَلَّثَت فَأَجابَت ، إلى أن عَشَّرَت فَأَجابَت ، ثُمَّ خَجِلَت مِنَ الكَثرَةِ ، فَقالَت : لا أشُقُّ عَلَيكِ يا بِنتَ رَسولِ اللّهِ . قالَت فاطِمَةُ عليهاالسلام : هاتي وسَلي عَمّا بَدا لَكِ ، أرَأَيتِ مَنِ اكتُرِيَ يَوماً يَصعَدُ إلى سَطحٍ بِحِملٍ ثَقيلٍ وكِراؤُهُ مِئَةُ ألفِ دينارٍ أيَثقُلُ عَلَيهِ ؟ فَقالَت : لا . فَقالَت : اُكتُريتُ أنَا لِكُلِّ مَسأَلَةٍ بِأَكثَرَ مِن مِل ءِ ما بَينَ الثَّرى إلَى العَرشِ لُؤلُؤاً ، فَأَحرى أن لا يَثقُلَ عَلَيَّ ؛ سَمِعتُ أبي رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : إنَّ عُلَماءَ شيعَتِنا يُحشَرونَ فَيُخلَعُ عَلَيهِم مِن خِلَعِ الكَراماتِ عَلى قَدرِ كَثرَةِ عُلومِهِم وجِدِّهِم في إرشادِ عِبادِ اللّهِ ، حَتّى يُخلَعَ عَلَى الواحِدِ مِنهُم ألفُ ألفِ خِلعَةٍ مِن نورٍ ، ثُمَّ يُنادي مُنادي رَبِّنا عز و جل : أيُّهَا الكافِلونَ لِأَيتامِ آلِ مُحَمَّدٍ ، النّاعِشونَ لَهُم عِندَ انقِطاعِهِم عَن آبائِهِمُ الَّذينَ هُم أئِمَّتُهُم ، هؤُلاءِ تَلامِذَتُكُم وَالأَيتامُ الَّذينَ كَفَلتُموهُم ونَعَشتُموهُم ، فَاخلَعوا عَلَيهِم كَما خَلَعتُموهُم خِلَعَ العُلومِ فِي الدُّنيا . فَيَخلَعونَ عَلى كُلِّ واحِدٍ مِن اُولئِكَ الأَيتامِ عَلى قَدرِ ما أخَذوا عَنهُم مِنَ العُلومِ ، حَتّى إنَّ فيهِم _ يَعني فِي الأَيتامِ _ لَمَن يُخلَعُ عَلَيهِ مِئَةُ ألفِ خِلعَةٍ ، وكَذلِكَ يَخلَعُ هؤُلاءِ الأَيتامُ عَلى مَن تَعَلَّمَ مِنهُم .
.
ص: 392
ثُمَّ إنَّ اللّهَ تَعالى يَقولُ : أعيدوا عَلى هؤُلاءِ العُلَماءِ الكافِلينَ لِلأَيتامِ حَتّى تُتِمّوا لَهُم خِلَعَهُم وتُضَعِّفوها ، فَيُتَمَّ لَهُم ما كانَ لَهُم قَبلَ أن يَخلَعوا عَلَيهِم ، ويُضاعَفُ لَهُم ، وكَذلِكَ مَن بِمَرتَبَتِهِم مِمَّن يُخلَعُ عَلَيهِم عَلى مَرتَبَتِهِم . وقالَت فاطِمَةُ عليهاالسلام : يا أمَةَ اللّهِ ، إنَّ سِلكاً مِن تِلكَ الخِلَعِ لَأَفضَلُ مِمّا طَلَعَت عَلَيهِ الشَّمسُ ألفَ ألفِ مَرَّةٍ ، وما فَضلٌ فَإِنَّهُ مَشوبٌ بِالتَّنغيصِ وَالكَدَرِ. (1)
منية المريد :فِي الإنجيل : إنَّ اللّهَ تَعالى يَقولُ يَومَ القِيامَةِ : يا مَعشَرَ العُلَماءِ ، ما ظَنُّكُم بِرَبِّكُم ؟ فَيَقولونَ : ظَنُّنا أن يَرحَمَنا ويَغفِرَ لَنا . فَيَقولُ تَعالى : فَإِنّي قَد فَعَلتُ ، إنّي قَدِ استَودَعتُكُم حِكمَتي لا لِشَرٍّ أرَدتُهُ بِكُم ، بَل لِخَيرٍ أرَدتُهُ بِكُم ، فَادخُلوا في صالِحِ عِبادي إلى جَنَّتي بِرَحمَتي. (2)
1 / 8النَّوادِررسول اللّه صلى الله عليه و آله :نَومُ العالِمِ عِبادَةٌ ، ونَفَسُهُ تَسبيحٌ ، وعَمَلُهُ مُضاعَفٌ ، ودُعاؤُهُ مُستَجابٌ ، وذَنبُهُ مَغفورٌ. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :فَضلُ العالِمِ عَلى غَيرِهِ كَفَضلِ النَّبِيِّ عَلى اُمَّتِهِ. (4)
عنه صلى الله عليه و آله :البَرَكَةُ مَعَ أكابِرِكُم أهلِ العِلمِ. (5)
.
ص: 393
عنه صلى الله عليه و آله :العُلَماءُ قادَةٌ ، وَالمُتَّقونَ سادَةٌ ، ومُجالَسَتُهُم زِيادَةٌ. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ العالِمَ لَيَستَغفِرُ لَهُ مَن فِي السَّماواتِ ومَن فِي الأَرضِ حَتَّى الحيتانُ فِي الماءِ. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :ما مِن عالِمٍ أو مُتَعَلِّمٍ يَمُرُّ بِقَريَةٍ مِن قُرَى المُسلِمينَ . . . ولَم يَأكُل مِن طَعامِهِم ولَم يَشرَب مِن شَرابِهِم ، ودَخَلَ مِن جانِبٍ وخَرَجَ مِن جانِبٍ ، إلّا رَفَعَ اللّهُ تَعالى عَذابَ قُبورِهِم أربَعينَ يَوماً. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ أهلَ الجَنَّةِ لَيَحتاجونَ إلَى العُلَماءِ فِي الجَنَّةِ ، وذلِكَ أنَّهُم يَزورونَ اللّهَ تَعالى في كُلِّ جُمُعَةٍ ، فَيَقولُ لَهُم : تَمَنَّوا عَلَيَّ ما شِئتُم ، فَيَلتَفِتونَ إلَى العُلَماءِ. فَيَقولونَ : ماذا نَتَمَنّى؟ فَيَقولونَ : تَمَنَّوا عَلَيهِ كَذا وكَذا ، فَهُم يَحتاجونَ إلَيهِم فِي الجَنَّةِ كَما يَحتاجونَ إلَيهِم فِي الدُّنيا. (4)
عنه صلى الله عليه و آله :سَأَلتُ جِبرائيلَ عليه السلام فَقُلتُ : العُلَماءُ أكرَمُ عِندَ اللّهِ أمِ الشُّهَداءُ؟ فَقالَ : العالِمُ الواحِدُ أكرَمُ عَلَى اللّهِ مِن ألفِ شَهيدٍ ، فَإِنَّ اقتِداءَ العُلَماءِ بِالأَنبِياءِوَاقتِداءَ الشُّهَداءِ بِالعُلَماءِ. (5)
.
ص: 394
الإمام عليّ عليه السلام :بَخٍ بَخٍ لِعالِمٍ عَلِمَ فَكَفَّ ، وخافَ البَياتَ فَأَعَدَّ وَاستَعَدَّ ، إن سُئِلَ أفصَحَ وإن تُرِكَ سَكَتَ ، كَلامُهُ صَوابٌ وسُكوتُهُ عَن غَيرِ عِيٍّ عَنِ الجَوابِ. (1)
عنه عليه السلام :رُتبَةُ العالِمِ أعلَى المَراتِبِ. (2)
عنه عليه السلام :عالِمٌ مُعانِدٌ خَيرٌ مِن جاهِلٍ مُساعِدٍ. (3)
عنه عليه السلام :العالِمُ يَنظُرُ بِقَلبِهِ وخاطِرِهِ ، الجاهِلُ يَنظُرُ بِعَينِهِ وناظِرِهِ. (4)
عنه عليه السلام :العالِمُ يَعرِفُ الجاهِلَ لِأَنَّهُ كانَ قَبلُ جاهِلًا ، الجاهِلُ لا يَعرِفُ العالِمَ لِأَنَّهُ لَم يَكُن قَبلُ عالِماً. (5)
عنه عليه السلام_ فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ _: اِثنانِ يَهونُ عَلَيهِما كُلُّ شَيءٍ : عالِمٌ عَرَفَ العَواقِبَ ، وجاهِلٌ يَجهَلُ ما هُوَ فيهِ. (6)
عنه عليه السلام :إنَّ اللّهَ يُحِبُّ المُؤمِنَ العالِمَ الفَقيهَ الزّاهِدَ الخاشِعَ الحَيَّ الحَليمَ الحَسَنَ الخُلقِ وَالمُقتَصِدَ المُنصِفَ المُتَعَفِّفَ. (7)
عنه عليه السلام :الجاهِلُ صَغيرٌ وإن كانَ شَيخاً ، وَالعالِمُ كَبيرٌ وإن كانَ حَدَثاً. (8)
عنه عليه السلام :لا يَنتَصِفُ (9) عالِمٌ مِن جاهِلٍ. (10)
.
ص: 395
الإمام الحسين عليه السلام :لَو أنَّ العالِمَ كُلَّ ما قالَ أحسَنَ وأصابَ لَأَوشَكَ أن يُجَنَّ مِنَ العُجبِ ، وإنَّمَا العالِمُ مَن يَكثُرُ صَوابُهُ. (1)
الإمام الكاظم عليه السلام_ لِهِشام _: يا هِشامُ ، مَن أكرَمَهُ اللّهُ بِثَلاثٍ فَقَد لَطَفَ لَهُ : عَقلٍ يَكفيهِ مَؤونَةَ هَواهُ ، وعِلمٍ يَكفيهِ مَؤونَةَ جَهلِهِ ، وغِنًى يَكفيهِ مَخافَةَ الفَقرِ. (2)
الإمام الهادي عليه السلام :أرجَحُ مِنَ العِلمِ حامِلُهُ. (3)
إرشاد القلوب :قالَ الجَوادُ عليه السلام : مَا اجتَمَعَ رَجُلانِ إلّا كانَ أفضَلُهُما عِندَ اللّهِ آدَبَهُما . فَقيلَ : يَابنَ رَسولِ اللّهِ قَد عَرَفنا فَضلَهُ عِندَ النّاسِ ، فَما فَضلُهُ عِندَ اللّهِ؟ فَقالَ : بِقِراءَةِ القُرآنِ كَما اُنزِلَ ، ويَروي حَديثَنا كَما قُلنا ، ويَدعُو اللّهَ مُغرَماً بِدُعائِهِ . (4)
ربيع الأبرار عن موسى عليه السلام :قالَ : يا إلهي مَن أحَبُّ النّاسِ إلَيكَ؟ قالَ : عالِمٌ يَطلُبُ عالِماً. (5)
.
ص: 396
الفصل الثاني : آداب العالمأ _ ما يَنبَغي لِلعالِمِ2 / 1العَمَلرسول اللّه صلى الله عليه و آله :تَعَلَّموا ما شِئتُم إن شِئتُم أن تَعلَموا ، فَلَن يَنفَعَكُمُ اللّهُ بِالعِلمِ حَتّى تَعمَلوا. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :إنّي لا أخافُ عَلَيكُم فيما لا تَعلَمونَ ، ولكِنِ انظُروا كَيفَ تَعمَلونَ فيما تَعلَمونَ. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :لا تَزولُ قَدَما عَبدٍ يَومَ القِيامَةِ حَتّى يُسأَلَ عَن أربَعٍ : عَن عُمرِهِ فيما أفناهُ ، وعَن جَسَدِهِ فيما أبلاهُ ، وعَن مالِهِ مِن أينَ اكتَسَبَهُ وفيما وَضَعَهُ ، وعَن عِلمِهِ ماذا عَمِلَ فيهِ. (3)
.
ص: 397
عنه صلى الله عليه و آله :مَن غَلَبَ عِلمُهُ هَواهُ فَهُوَ عِلمٌ نافِعٌ. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :العِلمُ إمامُ العَمَلِ وَالعَمَلُ تابِعُهُ ، يُلهِمُهُ اللّهُ السُّعَداءَ ويَحرِمُهُ الأَشقِياءَ. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :كونوا لِلعِلمِ رُعاةً ولا تَكونوا لَهُ رُواةً ، فَقَد يَرعَوي مَن لا يَروي ، وقَد يَروي مَن لا يَرعَوي ، إنَّكُم لَن تَكونوا عالِمينَ حَتّى تَكونوا بِما عَلِمتُم عامِلينَ. (3)
الإمام عليّ عليه السلام :مَن خالَفَ هَواهُ أطاعَ العِلمَ. (4)
عنه عليه السلام :مَن قاتَلَ جَهلَهُ بِعِلمِهِ فازَ بِالحَظِّ الأَسعَدِ. (5)
عنه عليه السلام_ في صِفَةِ آلِ مُحَمَّدٍ عليهم السلام _: عَقَلُوا الدّينَ عَقلَ وِعايَةٍ ورِعايَةٍ ، لا عَقلَ سَماعٍ ورِوايَةٍ ، فَإِنَّ رُواةَ العِلمِ كَثيرٌ ، ورُعاتَهُ قَليلٌ. (6)
عنه عليه السلام :اِعقِلُوا الخَبَرَ إذا سَمِعتُموهُ عَقلَ رِعايَةٍ لا عَقلَ رِوايَةٍ ، فَإِنَّ رُواةَ العِلمِ كَثيرٌ ، ورُعاتَهُ قَليلٌ. (7)
عنه عليه السلام :مَن جُمِعَ فيهِ سِتُّ خِصالٍ ما يَدَعُ لِلجَنَّةِ مَطلَباً ولا عَنِ النّارِ مَهرَباً : مَن عَرَفَ اللّهَ فَأَطاعَهُ ، وعَرَفَ الشَّيطانَ فَعَصاهُ ، وعَرَفَ الحَقَّ فَاتَّبَعَهُ ، وعَرَفَ الباطِلَ فَاتَّقاهُ ،
.
ص: 398
وعَرَفَ الدُّنيا فَرَفَضَها ، وعَرَفَ الآخِرَةَ فَطَلَبَها. (1)
عنه عليه السلام :إن أحبَبتَ أن تَكونَ أسعَدَ النّاسِ بِما عَلِمتَ فَاعمَل. (2)
عنه عليه السلام :أطِعِ العِلمَ وَاعصِ الجَهلَ تُفلِح. (3)
عنه عليه السلام :العِلمُ يُرشِدُكَ ، وَالعَمَلُ يَبلُغُ بِكَ الغايَةَ. (4)
عنه عليه السلام :اِعمَل بِالعِلمِ تُدرِك غُنما. (5)
عنه عليه السلام :أيُّهَا النّاسُ ! إذا عَلِمتُم فَاعمَلوا بِما عَلِمتُم لَعَلَّكُم تَهتَدونَ. (6)
عنه عليه السلام :اِعمَلوا بِالعِلمِ تَسعَدوا. (7)
عنه عليه السلام :العِلمُ رُشدٌ لِمَن عَمِلَ بِهِ. (8)
عنه عليه السلام :العامِلُ بِالعِلمِ كَالسّائِرِ عَلَى الطَّريقِ الواضِحِ. (9)
عنه عليه السلام_ فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ _: ما أحسَنَ العِلمَ يَزينُهُ العَمَلُ ! وما أحسَنَ العَمَلَ يَزينُهُ الرِّفقُ ! (10)
عنه عليه السلام :بِحُسنِ العَمَلِ تُجنى ثَمَرَةُ العِلمِ ، لا بِحُسنِ القَولِ. (11)
.
ص: 399
عنه عليه السلام :فَضيلَةُ العِلمِ العَمَلُ بِهِ. (1)
عنه عليه السلام :خَيرُ العِلمِ ما قارَنَهُ العَمَلُ. (2)
عنه عليه السلام :تَمامُ العِلمِ استِعمالُهُ. (3)
عنه عليه السلام :تَمامُ العِلمِ العَمَلُ بِموجَبِهِ. (4)
عنه عليه السلام :مِن كَمالِ العِلمِ العَمَلُ بِما يَقتَضيهِ. (5)
عنه عليه السلام :العَمَلُ بِالعِلمِ مِن تَمامِ النِّعمَةِ. (6)
عنه عليه السلام :جَمالُ العالِمِ عَمَلُهُ بِعِلمِهِ. (7)
عنه عليه السلام :أحسَنُ العِلمِ ما كانَ مَعَ العَمَلِ. (8)
عنه عليه السلام_ في كِتابِهِ إلى مُعاوِيَة _: اِعلَموا أنَّ خِيارَ عِبادِ اللّهِ الَّذينَ يَعمَلونَ بِما يَعلَمونَ ، وأنَّ شِرارَهُمُ الجُهّالُ الَّذينَ يُنازِعونَ بِالجَهلِ أهلَ العِلمِ ، فَإِنَّ لِلعالِمِ بِعِلمِهِ فَضلًا ، وإنَّ الجاهِلَ لَن يَزدادَ بِمُنازَعَةِ العالِمِ إلّا جَهلًا. (9)
عنه عليه السلام :مَن عَمِلَ بِالعِلمِ بَلَغَ بُغيَتَهُ مِنَ الآخِرَةِ ومُرادَهُ. (10)
عنه عليه السلام :تَعَلَّمُوا العِلمَ تُعرَفوا بِهِ ، وَاعمَلوا بِهِ تَكونوا مِن أهلِهِ ، فَإِنَّهُ سَيَأتي بَعدَ هذا
.
ص: 400
زَمانٌ لا يَعرِفُ فيهِ تِسعَةُ عُشَرائِهِمُ (1) المَعروفَ ، ولا يَنجو مِنهُ إلّا كُلُّ نُوَمَةٍ ، فَاُولئِكَ أئِمَّةُ الهُدى ومَصابيحُ العِلمِ لَيسوا بِالمَساييحِ ولَا المَذاييعِ (2) البُذرِ. (3)
عنه عليه السلام :قِوامُ الدّينِ وَالدُّنيا بِأَربَعَةٍ : عالِمٍ مُستَعمِلٍ عِلمَهُ ، وجاهِلٍ لا يَستَنكِفُ أن يَتَعَلَّمَ ، وجَوادٍ لا يَبخَلُ بِمَعروفِهِ ، وفَقيرٍ لا يَبيعُ آخِرَتَهُ بِدُنياهُ ، فَإِذا ضَيَّعَ العالِمُ عِلمَهُ استَنكَفَ الجاهِلُ أن يَتَعَلَّمَ ، وإذا بَخِلَ الغَنِيُّ بِمَعروفِهِ باعَ الفَقيرُ آخِرَتَهُ بِدُنياهُ. (4)
عنه عليه السلام :إذا رُمتُمُ (5) الاِنتِفاعَ بِالعِلمِ فَاعمَلوا بِهِ ، وأكثِرُوا الفِكرَ في مَعانيهِ ، تَعِهِ القُلوبُ. (6)
عنه عليه السلام :قَليلُ العِلمِ مَعَ العَمَلِ خَيرٌ مِن كَثيرِهِ بِلا عَمَلٍ. (7)
عنه عليه السلام_ لَمّا سُئِلَ : مَنِ العالِمُ ؟ _: مَنِ اجتَنَبَ المَحارِمَ. (8)
عنه عليه السلام :يَحتاجُ العِلمُ إلَى العَمَلِ. (9)
عنه عليه السلام :مِلاكُ العِلمِ العَمَلُ بِهِ. (10)
عنه عليه السلام :شَرُّ العِلمِ عِلمٌ لا يُعمَلُ بِهِ. (11)
.
ص: 401
عنه عليه السلام :عِلمٌ بِلا عَمَلٍ كَشَجَرٍ بِلا ثَمَرٍ. (1)
عنه عليه السلام :عِلمٌ بِلا عَمَلٍ كَقَوسٍ بِلا وَتَرٍ. (2)
عنه عليه السلام :كَمالُ العِلمِ العَمَلُ. (3)
عنه عليه السلام :أنفَعُ العِلمِ ما عُمِلَ بِهِ. (4)
عنه عليه السلام :عَلَى العالِمِ أن يَعمَلَ بِما عَلِمَ ، ثُمَّ يَطلُبَ تَعَلُّمَ ما لَم يَعلَم. (5)
عنه عليه السلام :إنَّكُم إلَى العَمَلِ بِما عَلِمتُم أحوَجُ مِنكُم إلى تَعَلُّمِ ما لَم تَكونوا تَعلَمونَ. (6)
الإمام زين العابدين عليه السلام :العِلمُ دَليلُ العَمَلِ ، وَالعَمَلُ وِعاءُ الفَهمِ. (7)
عنه عليه السلام :كانَ نَقشُ خاتَمِ حُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام «عَلِمتَ فَاعمَل». (8)
عنه عليه السلام_ فِي الدُّعاء _: ثُمَّ استَعمِلني بِما تُلهِمُني مِنهُ ، ووَفِّقني لِلنُّفوذِ فيما تُبَصِّرُني مِن عِلمِهِ ، حَتّى لا يَفوتَنِي استِعمالُ شَيءٍ عَلَّمتَنيهِ ، ولا تَثقُلَ أركاني عَنِ الحُفوفِ فيما ألهَمتَنيهِ. (9)
الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ رُواةَ الكِتابِ كَثيرٌ ، وإنَّ رُعاتَهُ قَليلٌ ، وكَم مِن مُستَنصِحٍ لِلحَديثِ مُستَغِشٍّ لِلكِتابِ ، فَالعُلَماءُ يَحزُنُهُم تَركُ الرِّعايَةِ ، وَالجُهّالُ يَحزُنُهُم حِفظُ الرِّوايَةِ ، فَراعٍ يَرعى حَياتَهُ ، وراعٍ يَرعى هَلَكَتَهُ ، فَعِندَ ذلِكَ اختَلَفَ الرّاعِيانِ
.
ص: 402
و تَغايَرَ الفَريقانِ. (1)
عنه عليه السلام_ في تفسير قوله تعالى : «فَكُبْكِبُواْ فِيهَا هُمْ وَ الْغَاوُنَ» (2) _: الغاوونَ هُمُ الَّذِينَ عَرَفوا الحَقَّ وَعَمِلُوا بِخِلافِهِ. (3)
عنه عليه السلام :كانَ المَسيحُ عليه السلام يَقولُ لِأَصحابِهِ : إنَّما اُعَلِّمُكُم لِتَعمَلوا ، ولا اُعَلِّمُكُم لِتُعجَبوا ، إنَّكُم لَن تَنالوا ما تُريدونَ إلّا بِتَركِ ما تَشتَهونَ وبِصَبرِكُم عَلى ما تَكرَهونَ. (4)
عنه عليه السلام :تَعَلَّموا ما شِئتُم أن تَعمَلوا ، فَلَن يَنفَعَكُمُ اللّهُ بِالعِلمِ حَتّى تَعمَلوا بِهِ ، لِأَنَّ العُلَماءَهِمَّتُهُمُ الرِّعايَةُ ، وَالسُّفَهاءَ هِمَّتُهُمُ الرِّوايَةُ. (5)
الإمام الكاظم عليه السلام_ في وَصِيَّتِهِ لِهِشام _: يا هِشامُ ، إنَّ كُلَّ النّاسِ يُبصِرُ النُّجومَ ، ولكِن لا يَهتَدي بِها إلّا مَن يَعرِفُ مَجارِيَها ومَنازِلَها . وكَذلِكَ أنتُم تَدرُسونَ الحِكمَةَ ولكِن لا يَهتَدي بِها مِنكُم إلّا مَن عَمِلَ بِها. (6)
عنه عليه السلام_ فِي الدُّعاءِ _: يا اللّهُ يا اللّهُ يا اللّهُ ، أسأَلُكَ بِحَقِّ مَن حَقُّهُ عَلَيكَ عَظيمٌ ، أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأن تَرزُقَنِي العَمَلَ بِما عَلَّمتَني مِن مَعرِفَةِ حَقِّكَ. (7)
عيسى عليه السلام :رَأَيتُ حَجَراً مَكتوباً عَلَيهِ : اِقلِبني .
.
ص: 403
فَقَلَبتُهُ ، فَإِذا عَلَيهِ مِن باطِنِهِ : مَن لا يَعمَلُ بِما يَعلَمُ مَشومٌ عَلَيهِ طَلَبُ ما لايَعلَمُ ، ومَردودٌ عَلَيهِ ما عَلِمَ. (1)
الكافي عن عبدالرحمن بن أبي ليلى :سَمِعتُ أبا جَعفَرٍ عليه السلام يَقولُ : إذا سَمِعتُمُ العِلمَ فَاستَعمِلوهُ ، ولتَتَّسِع قُلوبُكُم ، فَإِنَّ العِلمَ إذا كَثُرَ في قَلبِ رَجُلٍ لا يَحتَمِلُهُ قَدَرَ الشَّيطانُ عَلَيهِ ، فَإِذا خاصَمَكُمُ الشَّيطانُ فَأَقبِلوا عَلَيهِ بِما تَعرِفونَ ، فَإِنَّ كَيدَ الشَّيطانِ كانَ ضَعيفاً . فَقُلتُ : ومَا الَّذي نَعرِفُهُ؟ قالَ : خاصِموهُ بِما ظَهَرَ لَكُم مِن قُدرَةِ اللّهِ عز و جل . (2)
الكافي عن هاشم بن البريد :جاءَ رَجُلٌ إلى عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام فَسَأَلَهُ عَن مَسائِلَ ، فَأَجابَ ، ثُمَّ عادَ لِيَسأَلَ عَن مِثلِها ، فَقالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام : مَكتوبٌ فِي الإِنجيلِ : لا تَطلُبوا عِلمَ ما لا تَعلَمونَ ولَمّا تَعمَلوا بِما عَلِمتُم ، فَإِنَّ العِلمَ إذا لَم يُعمَل بِهِ لَم يَزدَد صاحِبُهُ إلّا كُفراً ، ولَم يَزدَد مِنَ اللّهِ إلّا بُعداً. (3)
لقمان عليه السلام_ لِابنِهِ يَعِظُهُ _: يا بُنَيَّ ، لا تَتَعَلَّم ما لا تَعلَمُ حَتّى تَعمَلَ بِما تَعلَمُ. (4)
راجع : ص 426 (ترك العمل) و 473 (الفصل السادس : علماء السوء) و 45 (شرط العمل) و 57 (العمل) و 144 (العمل).
.
ص: 404
2 / 2مَكارِمُ الأَخلاقِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :تَعَلَّمُوا العِلمَ وتَعَلَّموا لِلعِلمِ السَّكينَةَ وَالوَقارَ ، وتَواضَعوا لِمَن تَعَلَّمونَ مِنهُ. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :مَنِ ازدادَ عِلماً ثُمَّ لَم يَزدَد زُهداً لَم يَزدَد مِنَ اللّهِ إلّا بُعداً. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :الوَرَعُ حَسَنٌ ، ولكِن فِي العُلَماءِ أحسَنُ. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :زينَةُ العِلمِ الإِحسانُ. (4)
الإمام عليّ عليه السلام :رَأسُ العِلمِ الرِّفقُ ، رَأسُ الجَهلِ الخُرقُ (5) . (6)
عنه عليه السلام :رَأسُ العِلمِ التَّمييزُ بَينَ الأَخلاقِ ، وإظهارُ مَحمودِها ، وقَمعُ مَذمومِها. (7)
راجع: ص 405 (الحلم) و 408 (الصمت) و 409 (خفض الجناح) .
.
ص: 405
2 / 3الحِلمالكتاب«وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ» . (1)
«وَ إِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ» . (2)
«وَ كَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا» . (3)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :نِعمَ وَزيرُ العِلمِ الحِلمُ. (4)
عنه صلى الله عليه و آله :زَينُ العِلمِ حِلمُ أهلِهِ. (5)
عنه صلى الله عليه و آله :وَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ ، ما جُمِعَ شَيءٌ إلى شَيءٍ أفضَلُ مِن حِلمٍ إلى عِلمٍ. (6)
الإمام عليّ عليه السلام_ في صِفَةِ المُتَّقينَ _: يَمزُجُ الحِلمَ بِالعِلمِ ، وَالقَولَ بِالعَمَلِ. (7)
.
ص: 406
عنه عليه السلام :لا عِلمَ لِمَن لا حِلمَ لَهُ. (1)
عنه عليه السلام :يَحتاجُ العِلمُ إلَى الحِلمِ. (2)
عنه عليه السلام :وَقارُ الحِلمِ زينَةُ العِلمِ. (3)
عنه عليه السلام :نِعمَ قَرينُ الحِلمِ العِلمُ. (4)
عنه عليه السلام :تَعَلَّمُوا العِلمَ ، وتَعَلَّموا لِلعِلمِ السَّكينَةَ وَالحِلمَ ، ولا تَكونوا جَبابِرَةَ العُلَماءِ. (5)
عنه عليه السلام :كَمالُ العِلمِ الحِلمُ ، وكَمالُ الحِلمِ كَثرَةُ الاِحتِمالِ وَالكَظمِ. (6)
عنه عليه السلام :حُسنُ الحِلمِ دَليلُ وُفورِ العِلمِ. (7)
عنه عليه السلام :لَن يُثمِرَ العِلمُ حَتّى يُقارِنَهُ الحِلمُ. (8)
عنه عليه السلام :الحِلمُ زِينَةُ العِلمِ. (9)
عنه عليه السلام :رَأسُ العِلمِ الحِلمُ. (10)
عنه عليه السلام :إنَّ أفضَلَ العِلمِ السَّكينَةُ وَالحِلمُ. (11)
عنه عليه السلام :الحِلمُ حِليَةُ العِلمِ وعِلَّةُ السِّلمِ. (12)
.
ص: 407
عنه عليه السلام :لا شَيءَ أحسَنُ مِن عَقلٍ مَعَ عِلمٍ ، وعِلمٍ مَعَ حِلمٍ ، وحِلمٍ مَعَ قُدرَةٍ. (1)
عنه عليه السلام :مِن أشرَفِ العِلمِ التَّحَلّي بِالحِلمِ. (2)
عنه عليه السلام :العِلمُ قائِدُ الحِلمِ. (3)
عنه عليه السلام :عَلَيكَ بِالحِلمِ فَإِنَّهُ ثَمَرَةُ العِلمِ. (4)
عنه عليه السلام :رَدُّ الغَضَبِ بِالحِلمِ ثَمَرَةُ العِلمِ. (5)
عنه عليه السلام :العِلمُ أصلُ الحِلمِ. (6)
عنه عليه السلام :الحِلمُ ثَمَرَةُ العِلمِ. (7)
عنه عليه السلام :غايَةُ العِلمِ السَّكينَةُ وَالحِلمُ. (8)
عنه عليه السلام :تَجَرَّع مَضَضَ الحِلمِ ، فَإِنَّهُ رَأسُ الحِكمَةِ وثَمَرَةُ العِلمِ. (9)
عنه عليه السلام :بِالعِلمِ تُدرَكُ دَرَجَةُ الحِلمِ. (10)
عنه عليه السلام :مَنِ ارتَوى مِن مَشرَبِ العِلمِ تَجَلبَبَ جِلبابَ الحِلمِ. (11)
عنه عليه السلام :العِلمُ مَركَبُ الحِلمِ. (12)
.
ص: 408
الإمام زين العابدين عليه السلام :إنَّ العُلَماءَ هُمُ الحُلَماءُ الرُّحَماءُ. (1)
الإمام الباقر عليه السلام :ما شيبَ شَيءٌ بِشَيءٍ أحسَنُ مِن حِلمٍ بِعِلمٍ. (2)
عنه عليه السلام_ في رِسالَتِهِ إلى سَعدِ الخَيرِ _: الحِلمُ لِباسُ العالِمِ فَلا تَعرَيَنَّ مِنهُ. (3)
الإمام الصادق عليه السلام :عَلَيكَ بِالحِلمِ فَإِنَّهُ رُكنُ العِلمِ. (4)
عنه عليه السلام :اُطلُبُوا العِلمَ وتَزَيَّنوا مَعَهُ بِالحِلمِ وَالوَقارِ. (5)
2 / 4الصَّمتالإمام عليّ عليه السلام :كُن صَموتاً مِن غَيرِ عِيٍّ ؛ فَإِنَّ الصَّمتَ زينَةُ العالِمِ ، وسِترُ الجاهِلِ. (6)
عنه عليه السلام :الصَّمتُ زَينُ العِلمِ ، وعُنوانُ الحِلمِ. (7)
عنه عليه السلام :يَنبَغي أن يَكونَ عِلمُ الرَّجُلِ زائِداً عَلى نُطقِهِ ، وعَقلُهُ غالِباً عَلى لِسانِهِ. (8)
عنه عليه السلام :لا تَتَكَلَّم بِكُلِّ ما تَعلَمُ ، فَكَفى بِذلِكَ جَهلًا. (9)
الإمام الباقر عليه السلام :صَمتُ الأَديبِ عِندَ اللّهِ أفضَلُ مِن تَسبيحِ الجاهِلِ. (10)
.
ص: 409
الإمام الصادق عليه السلام :كانَ أميرُالمُؤمِنينَ عليه السلام يَقولُ : يا طالِبَ العِلمِ ، إنَّ لِلعالِمِ ثَلاثَ عَلاماتٍ : العِلمَ وَالحِلمَ وَالصَّمتَ. (1)
راجع : ص 276 ح 2382 _ 2383 و 277 ح2385 و 364 (السكوت) و 427 ح 3023 .
2 / 5خَفضُ الجَناحِالإمام عليّ عليه السلام :خَفضُ الجَناحِ زينَةُ العِلمِ. (2)
الكافي عن محمّد بن سنان رفعه ، قال :قالَ عيسَى بنُ مَريَمَ عليه السلام : يا مَعشَرَ الحَوارِيّينَ ، لي إلَيكُم حاجَةٌ ، اِقضوها لي . قالوا : قُضِيَت حاجَتُكَ يا روحَ اللّهِ . فَقامَ فَغَسَلَ أقدامَهُم . فَقالوا : كُنّا نَحنُ أحَقَّ بِهذا يا روحَ اللّهِ! فَقالَ : إنَّ أحَقَّ النّاسِ بِالخِدمَةِ العالِمُ ، إنَّما تَواضَعتُ هكَذا لِكَيما تَتَواضَعوا بَعدي فِي النّاسِ كَتَواضُعي لَكُم . بِالتَّواضُعِ تَعمُرُ الحِكمَةُ لا بِالتَّكَبُّرِ ، وكَذلِكَ فِي السَّهلِ يَنبُتُ الزَّرعُ لا فِي الجَبَلِ. (3)
راجع: ص 344 (التواضع للمتعلّم) .
.
ص: 410
2 / 6استِنقَاذُ الجاهِلِالإمام الصادق عليه السلام_ في زِيارَةِ الإمامِ الحُسَينِ عليه السلام _: اللّهُمَّ إنّي أشهَدُ أنَّ هذا قَبرُ ابنِ حَبيبِكَ وصَفوَتِكَ مِن خَلقِكَ ، وأنَّهُ الفائِزُ بِكَرامَتِكَ ، أكرَمتَهُ بِكِتابِكَ ، وخَصَصتَهُ وَائتَمَنتَهُ عَلى وَحيِكَ ، وأعطَيتَهُ مَواريثَ الأَنبِياءِ ، وجَعَلتَهُ حُجَّةً عَلى خَلقِكَ ، فَأَعذَرَ فِي الدُّعاءِ ، وبَذَلَ مُهجَتَهُ فيكَ ؛ لِيَستَنقِذَ عِبادَكَ مِنَ الضَّلالَةِ وَالجَهالَةِ وَالعَمى وَالشَّكِّ وَالاِرتِيابِ إلى بابِ الهُدى مِنَ الرَّدى. (1)
عنه عليه السلام_ في زِيارَةِ الإِمامِ الحُسَينِ عليه السلام يَومَ الأَربَعينَ _: اَللّهُمَّ إنّي أشهَدُ أنَّهُ وَلِيُّكَ وَابنُ وَلِيِّكَ ، وصَفِيُّكَ وَابنُ صَفِيِّكَ ، الفائِزُ بِكَرامَتِكَ ، أكرَمتَهُ بِالشَّهادَةِ ، وحَبَوتَهُ بِالسَّعادَةِ ، وَاجتَبَيتَهُ بِطيبِ الوِلادَةِ ، وجَعَلتَهُ سَيَّداً مِنَ السّادَةِ وقائِداً مِنَ القادَةِ وذائِداً مِنَ الذّادَةِ ، وأعطَيتَهُ مَواريثَ الأَنبِياءِ ، وجَعَلتَهُ حُجَّةً عَلى خَلقِكَ مِنَ الأَوصِياءِ ، فَأَعذَرَ فِي الدُّعاءِ ، ومَنَحَ النُّصحَ ، وبَذَلَ مُهجَتَهُ فيكَ ؛ لِيَستَنقِذَ عِبادَكَ مِنَ الجَهالَةِ وحَيرَةِ الضَّلالَةِ. (2)
2 / 7مُكافَحَةُ إبليسَرسول اللّه صلى الله عليه و آله :ما مِن شَيءٍ أقطَعَ لِظَهرِ إبليسَ مِن عالِمٍ يَخرُجُ في قَبيلَةٍ. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :وَالَّذي نَفسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، لَعالِمٌ واحِدٌ أشَدُّ عَلى إبليسَ مِن ألفِ عابِدٍ ، لِأَنَّ
.
ص: 411
العابِدَ لِنَفسِهِ وَالعالِمَ لِغَيرِهِ. (1)
الإمام الباقر عليه السلام :وَاللّهِ لَمَوتُ عالِمٍ أحَبُّ إلى إبليسَ مِن مَوتِ سَبعينَ عابِداً. (2)
عنه عليه السلام_ في كِتابِهِ إلى سَعدِ الخَيرِ _: يا أخي ، إنَّ اللّهَ عز و جل جَعَلَ في كُلٍّ مِنَ الرُّسُلِ بَقايا مِن أهلِ العِلمِ يَدعونَ مَن ضَلَّ إلَى الهُدى ويَصبِرونَ مَعَهُم عَلَى الأَذى ، يُجيبونَ داعِيَ اللّهِ ويَدعونَ إلَى اللّهِ ، فَأَبصِرهُم رَحِمَكَ اللّهُ ، فَإِنَّهُم في مَنزِلَةٍ رَفيعَةٍ وإن أصابَتهُم فِي الدُّنيا وَضيعَةٌ ، إنَّهُم يُحيونَ بِكِتابِ اللّهِ المَوتى ويُبَصِّرونَ بِنورِ اللّهِ مِنَ العَمى ، كَم مِن قَتيلٍ لِاءبليسَ قَد أحيَوهُ ! وكَم مِن تائِهٍ ضالٍّ قَد هَدَوهُ ! يَبذِلونَ دِماءَهُم دونَ هَلَكَةِ العِبادِ ، وما أحسَنَ أثَرَهُم عَلَى العِبادِ ! وأقبَحَ آثارَ العِبادِ عَلَيهِم ! (3)
الإمام الصادق عليه السلام :عُلَماءُ شيعَتِنا مُرابِطونَ فِي الثَّغرِ الَّذي يَلي إبليسَ وعَفاريتَهُ ، يَمنَعونَهُم عَنِ الخُروجِ عَلى ضُعَفاءِ شيعَتِنا ، وعَن أن يَتَسَلَّطَ عَلَيهِم إبليسُ وشيعَتُهُ النَّواصِبُ. (4)
الإمام الكاظم عليه السلام :فَقيهٌ واحِدٌ يُنقِذُ يَتيماً مِن أيتامِنا المُنقَطِعينَ عَن مُشاهَدَتِنا بِتَعَلُّمِ ما هُوَ مُحتاجٌ إلَيهِ ، أشَدُّ عَلى إبليسَ مِن ألفِ عابِدٍ ؛ لِأَنَّ العابِدَ هَمُّهُ ذاتُ نَفسِهِ فَقَط ، وهذا هَمُّهُ مَعَ ذاتِ نَفسِهِ ذاتُ عِبادِ اللّهِ وإمائِهِ ، لِيُنقِذَهُم مِن يَدِ إبليسَ ومَرَدَتِهِ ولِذلِكَ هُوَ أفضَلُ عِندَ اللّهِ مِن ألفِ عابِدٍ وألفِ ألفِ عابِدٍ. (5)
.
ص: 412
الإمام الهادي عليه السلام :لَولا مَن يَبقى بَعدَ غَيبَةِ قائِمِكُم عليه السلام مِنَ العُلَماءِ الدّاعينَ إلَيهِ ، وَالدّالّينَ عَلَيهِ ، وَالذّابّينَ عَن دينِهِ بِحُجَجِ اللّهِ ، وَالمُنقِذينَ لِضُعَفاءِ عِبادِ اللّهِ مِن شِباكِ إبليسَ ومَرَدَتِهِ ، ومِن فِخاخِ النَّواصِبِ ، لَما بَقِيَ أحَدٌ إلَا ارتَدَّ عَن دينِ اللّهِ ، ولكِنَّهُمُ الَّذينَ يُمسِكونَ أزِمَّةَ قُلوبِ ضُعَفاءِ الشّيعَةِ كَما يُمسِكُ صاحِبُ السَّفينَةِ سُكّانَها ، اُولئِكَ هُمُ الأَفضَلونَ عِندَ اللّهِ عز و جل . (1)
2 / 8مُكافَحَةُ الظّالِمِالإمام عليّ عليه السلام :لَولا حُضورُ الحاضِرِ ، وقِيامُ الحُجَّةِ بِوُجودِ النّاصِرِ ، وما أخَذَ اللّهُ عَلَى العُلَماءِ ألّا يُقارّوا عَلى كِظَّةِ ظالِمٍ ولا سَغَبِ مَظلومٍ ، لَأَلقَيتُ حَبلَها عَلى غارِبِها. (2)
الإمام الحسين عليه السلام_ فِي الأَمرِ بِالمَعروفِ وَالنَّهيِ عَنِ المُنكَرِ _: اِعتَبِروا أيُّهَا النّاسُ بِما وَعَظَ اللّهُ بِهِ أولِياءَهُ مِن سوءِ ثَنائِهِ عَلَى الأَحبارِ إذ يَقولُ : «لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّ_نِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الْاءِثْمَ» (3) ، وقالَ : «لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِى إِسْرَ ءِيلَ _ إلى قوله _ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ» (4) . وإنَّما عابَ اللّهُ ذلِكَ عَلَيهِم لِأَنَّهُم كانوا يَرَونَ مِنَ الظَّلَمَةِ الَّذينَ بَينَ أظهُرِهِمُ المُنكَرَ وَالفَسادَ فَلا يَنهَونَهُم عَن ذلِكَ ؛
.
ص: 413
رَغبَةً فيما كانوا يَنالونَ مِنهُم ، ورَهبَةً مِمّا يَحذَرونَ ، وَاللّهُ يَقولُ : «فَلَا تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ» (1) ، وقالَ : «وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَ_تُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ» . (2) فَبَدَأَ اللّهُ بِالأَمرِ بِالمَعروفِ وَالنَّهيِ عَنِ المُنكَرِ فَريضَةً مِنهُ ، لِعِلمِهِ بِأَنَّها إذا اُدِّيَت واُقيمَتِ استَقامَتِ الفَرائِضُ كُلُّها هَيِّنُها وصَعبُها ؛ وذلِكَ أنَّ الأَمرَ بِالمَعروفِ وَالنَّهيَ عَنِ المُنكَرِ دُعاءٌ إلَى الإِسلامِ مَعَ رَدِّ المَظالِمِ ، ومُخالَفَةِ الظّالِمِ ، وقِسمَةِ الفَيءِ وَالغَنائِمِ ، وأخذِ الصَّدَقاتِ مِن مَواضِعِها ، ووَضعِها في حَقِّها . ثُمَّ أنتُم ، أيَّتُهَا العِصابَةُ ، عِصابَةٌ بِالعِلمِ مَشهورَةٌ ، وبِالخَيرِ مَذكورَةٌ ، وبِالنَّصيحَةِ مَعروفَةٌ ، وبِاللّهِ في أنفُسِ النّاسِ مُهابَةٌ ، يَهابُكُمُ الشَّريفُ ، ويُكرِمُكُمُ الضَّعيفُ ، ويُؤثِرُكُم مَن لا فَضلَ لَكُم عَلَيهِ ولا يَدَ لَكُم عِندَهُ ، تَشفَعونَ فِي الحَوائِجِ إذَا امتَنَعَت مِن طُلّابِها ، وتَمشونَ فِي الطَّريقِ بِهَيبَةِ المُلوكِ وكَرامَةِ الأَكابِرِ . ألَيسَ كُلُّ ذلِكَ إنَّما نِلتُموهُ بِما يُرجى عِندَكُم مِنَ القِيامِ بِحَقِّ اللّهِ وإن كُنتُم عَن أكثَرِ حَقِّهِ تُقَصِّرونَ ؟ ! فَاستَخفَفتُم بِحَقِّ الأَئِمَّةِ ، فَأَمّا حَقُّ الضُّعَفاءِ فَضَيَّعتُم ، وأمّا حَقُّكُم بِزَعمِكُم فَطَلَبتُم . فَلا مالًا بَذَلُتموهُ ،ولا نَفساً خاطَرتُم بِها لِلَّذي خَلَقَها ، ولا عَشيرَةً عادَيتُموها في ذاتِ اللّهِ ، أنتُم تَتَمَنَّونَ عَلَى اللّهِ جَنَّتَهُ ومُجاوَرَةَ رُسُلِهِ وأماناً مِن عَذابِهِ ! لَقَد خَشيتُ عَلَيكُم أيُّهَا المُتَمَنّونَ عَلَى اللّهِ أن تَحِلَّ بِكُم نَقمَةٌ مِن نَقَماتِهِ ؛ لِأَنَّكُم بَلَغتُم مِن كَرامَةِ اللّهِ مَنزِلَةً فُضِّلتُم بِها ، ومَن يُعرَفُ بِاللّهِ لا تُكرِمونَ ، وأنتُم بِاللّهِ في عِبادِهِ تُكرَمونَ ! وقَد تَرَونَ عُهودَ اللّهِ مَنقوضَةً فَلا تَفزَعونَ ، وأنتُم لِبَعضِ ذِمَمِ آبائِكم
.
ص: 414
تَفزَعونَ ، وذِمَّةُ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله مَحقورَةٌ !وَالعُميُ وَالبُكمُ وَالزَّمنى فِي المَدائِنِ مُهمَلَةٌ لا تُرحَمونَ ، ولا في مَنزِلَتِكُم تَعمَلونَ ، ولا مَن عَمِلَ فيها تُعينونَ ، وبِالإِدهانِ وَالمُصانَعَةِ عِندَ الظَّلَمَةِ تَأمَنونَ ! كُلُّ ذلِكَ مِمّا أمَرَكُمُ اللّهُ بِهِ مِنَ النَّهيِ وَالتَّناهي وأنتُم عَنهُ غافِلونَ ! وأنتُم أعظَمُ النّاسِ مُصيبَةً لِما غُلِبتُم عَلَيهِ مِن مَنازِلِ العُلَماءِ لَو كُنتُم تَشعُرونَ ! ذلِكَ بِأَنَّ مَجارِيَ الاُمورِ وَالأَحكامِ عَلى أيدِي العُلَماءِ بِاللّهِ الاُمَناءِ عَلى حَلالِهِ وحَرامِهِ ، فَأَنتُمُ المَسلوبونَ تِلكَ المَنزِلَةَ ، وما سُلِبتُم ذلِكَ إلّا بِتَفَرُّقِكُم عَنِ الحَقِّ وَاختِلافِكُم فِي السُّنَّةِ بَعدَ البَيِّنَةِ الواضِحَةِ ! ولَو صَبَرتُم عَلَى الأَذى وتَحَمَّلتُمُ المَؤونَةَ في ذاتِ اللّهِ كانَت اُمورُ اللّهِ عَلَيكُم تَرِدُ وعَنكُم تَصدُرُ وإلَيكُم تَرجِعُ ، ولكِنَّكُم مَكَّنتُمُ الظَّلَمَةَ مِن مَنزِلَتِكُم واستَسلَمتُم اُمورَ اللّهِ في أيديهِم ! يَعمَلونَ بِالشُّبُهاتِ ويَسيرونَ فِي الشَّهَواتِ ، سَلَّطَهُم عَلى ذلِكَ فِرارُكُم مِنَ المَوتِ وإعجابُكُمُ بِالحَياةِ الَّتي هِيَ مُفارِقَتُكُم ، فَأَسلَمتُمُ الضُّعَفاءَ في أيديهِم ، فَمِن بَينِ مُستَعبَدٍ مَقهورٍ وبَينِ مُستَضعَفٍ عَلى مَعيشَتِهِ مَغلوبٍ ، يَتَقَلَّبونَ فِي المُلكِ بِآرائِهِم ، ويَستَشعِرونَ الخِزيَ بِأَهوائِهِمُ اقتِداءً بِالأَشرارِ وجُرأَةً عَلَى الجَبّارِ، فيكُلِّ بَلَدٍ مِنهُم عَلى مِنبَرِهِ خَطيبٌ يَصقَعُ. فَالأَرضُ لَهُم شاغِرَةٌ وأيديهِم فيها مَبسوطَةٌ وَالنّاسُ لَهُم خَوَلٌ (1) لا يَدفَعونَ يَدَ لامِسٍ ، فَمِن بَينِ جَبّارٍ عَنيدٍ وذي سَطوَةٍ عَلَى الضَّعَفَةِ شَديدٍ ، مُطاعٍ لا يَعرِفُ المُبدِئَ المُعيدَ ، فَيا عَجَباً ومالي ( لا ) أعجَبُ وَالأَرضُ مِن غاشٍّ غَشومٍ ، ومُتَصَدِّقٍ ظَلومٍ ،
.
ص: 415
وعامِلٍ عَلَى المُؤمِنينَ بِهِم غَيرُ رَحيمٍ ! فَاللّهُ الحاكِمُ فيما فيهِ تَنازَعنا ، وَالقاضي بِحُكمِهِ فيما شَجَرَ بَينَنا ! اللّهُمَّ إنَّكَ تَعلَمُ أنَّهُ لَم يَكُن ما كانَ مِنّا تَنافُساً في سُلطانٍ ، ولَا التِماساً مِن فُضولِ الحُطامِ ، ولكِن لِنُرِيَ المَعالِمَ مِن دينِكَ ، ونُظهِرَ الإِصلاحَ في بِلادِكَ ، ويَأمَنَ المَظلومونَ مِن عِبادِكَ ، ويُعمَلَ بِفَرائِضِكَ وسُنَنِكَ وأحكامِكَ ، فَإِن لَم تَنصُرونا وتُنصِفونا قَوِيَ الظَّلَمَةُ عَلَيكُم ، وعَمِلوا في إطفاءِ نورِ نَبِيِّكُم . وحَسبُنَا اللّهُ وعَلَيهِ تَوَكَّلنا وإلَيهِ أنَبنا وإلَيهِ المَصيرُ. (1)
2 / 9رَدُّ البِدعَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا ظَهَرَتِ البِدَعُ في اُمَّتي فَليُظهِرِ العالِمُ عِلمَهُ ، فَمَن لَم يَفعَل فَعَلَيهِ لَعنَةُ اللّهِ. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :إذا ظَهَرَتِ البِدَعُ ولَعَنَ آخِرُ هذِهِ الاُمَّةِ أوَّلَها ، فَمَن كانَ عِندَهُ عِلمٌ فَليَنشُرهُ ، فَإِنَّ كاتِمَ العِلمِ يَومَئِذٍ كَكاتِمِ ما أنزَلَ اللّهُ عَلى مُحَمَّدٍ. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ للّهِِ عِندَ كُلِّ بِدعَةٍ تَكيدُ الإِسلامَ وأهلَهُ مَن يَذُبُّ عَنهُ ، ويَتَكَلَّمُ بِعَلاماتِهِ ، فَاغتَنِموا تِلكَ المَجالِسَ بِالذَبِّ عَنِ الضُّعَفاءِ ، وتَوَكَّلوا عَلَى اللّهِ وكَفى بِاللّهِ وَكيلًا. (4)
.
ص: 416
علل الشرائع عن يونس بن عبدالرحمن عن الصادقِين عليهم السلام: إذا ظَهَرَتِ البِدَعُ فَعَلَى العالِمِ أن يُظهِرَ عِلمَهُ ، فَإِن لَم يَفعَل سُلِبَ مِنهُ نورُ الإِيمانِ. (1)
راجع: ص 325 (وجوب التعليم على العالم) و 326 (حرمة كتمان العلم) و 332 (زكاة العلم) و 333 (أفضل الصدقة) .
2 / 10التَّناصُحرسول اللّه صلى الله عليه و آله :تَناصَحوا فِي العِلمِ ، فَإِنَّ خِيانَةَ أحَدِكُم في عِلمِهِ أشَدُّ مِن خِيانَتِهِ في مالِهِ ، وإنَّ اللّهَ سائِلُكُم يَومَ القِيامَةِ. (2)
الإمام عليّ عليه السلام_ فيما كَتَبَ إلى مُعاوِيَة _: وإنّي لَأَعِظُكَ مَعَ عِلمي بِسابِقِ العِلمِ فيكَ مِمّا لا مَرَدَّ لَهُ دونَ نَفاذِهِ ، ولكِنَّ اللّهَ تَعالى أخَذَ عَلَى العُلَماءِ أن يُؤَدُّوا الأَمانَةَ وأن يَنصَحُوا الغَوِيَّ وَالرَّشيدَ. (3)
2 / 11مَعرِفَةُ قَدرِهِالإمام عليّ عليه السلام :العالِمُ مَن عَرَفَ قَدرَهُ ، وكَفى بِالمَرءِ جَهلًا أن لا يَعرِفَ قَدرَهُ. (4)
.
ص: 417
عنه عليه السلام :العالِمُ مَن عَرَفَ قَدرَهُ. (1)
راجع : ص 427 ح 3023.
2 / 12المُباحَثَةرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّهَ عز و جل يَقولُ : تَذاكُرُ العِلمِ بَينَ عِبادي مِمّا تَحيا عَلَيهِ القُلوبُ المَيتَةُ إذا هُمُ انتَهَوا فيهِ إلى أمري. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :تَذاكَروا وتَلاقَوا وتَحَدَّثوا ، فَإِنَّ الحَديثَ جِلاءٌ لِلقُلوبِ ، إنَّ القُلوبَ لَتَرينُ كَما يَرينُ السَّيفُ ، جِلاؤُهَا الحَديثُ. (3)
الإمام عليّ عليه السلام :تَزاوَروا وتَذاكَرُوا الحَديثَ ، إلّا تَفعَلوا يَدرُس. (4)
الإمام الباقر عليه السلام :تَذاكُرُ العِلمِ دِراسَةٌ ، وَالدِّراسَةُ صَلاةٌ حَسَنَةٌ. (5)
الكافي عن أبي الجارود :سَمِعتُ أبا جَعفَرٍ عليه السلام يَقولُ : رَحِمَ اللّهُ عَبداً أحيَا العِلمَ . قالَ : قُلتُ : وما إحياؤُهُ؟ قالَ : أن يُذاكِرَ بِهِ أهلَ الدّينِ وأهلَ الوَرَعِ. (6)
الإمام الصادق عليه السلام :القُلوبُ تُربٌ ، وَالعِلمُ غَرسُها ، وَالمُذاكَرَةُ ماؤُها ، فَإِذَا انقَطَعَ عَنِ التُّربِ ماؤُها جَفَّ غَرسُها. (7)
.
ص: 418
عنه عليه السلام :تَلاقوا وتَحادَثُوا العِلمَ ، فَإِنَّ بِالحَديثِ تُجلَى القُلوبُ الرائِنَةُ ، وبِالحَديثِ إحياءُ أمرِنا ، فَرَحِمَ اللّهُ مَن أحيا أمرَنا. (1)
2 / 13التَّوَقُّفُ عِندَ الجَهلالكتاب«وَ لَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَ_ئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْ_ئولًا» . (2)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله_ لِعَلِيٍّ عليه السلام _: مِن صِفاتِ المُؤمِنِ أن يَكونَ بَرِيًّا مِنَ المُحَرَّماتِ، واقِفاً عِندَ الشُّبُهاتِ. (3)
الإمام عليّ عليه السلام :لا تُخبِر بِما لَم تُحِط بِهِ عِلماً. (4)
عنه عليه السلام :لا تَقُل ما لا تَعلَمُ فَتُتَّهَمَ بإِخبارِكَ بِما تَعلَمُ. (5)
عنه عليه السلام :اِستَصبِحوا مِن شُعلَةِ واعِظٍ مُتَّعِظٍ ، وَاقبَلوا نَصيحَةَ ناصِحٍ مُتَيَقِّظٍ ، وقِفوا عِندَ ما أفادَكُم مِنَ التَّعليمِ. (6)
الكافي عن زرارة :سَأَلتُ أبا جَعفَرٍ عليه السلام : ما حَقُّ اللّهِ عَلَى العِبادِ ؟ قالَ : أن يَقولوا ما يَعلَمونَ ، ويَقِفوا عِندَ ما لا يَعلَمونَ. (7)
.
ص: 419
الإمام الصادق عليه السلام :لَو أنَّ العِبادَ إذا جَهِلوا وقَفوا ولَم يَجحَدوا ، لَم يَكفُروا. (1)
عنه عليه السلام :إنَّ اللّهَ خَصَّ عِبادَهُ بِآيَتَينِ مِن كِتابِهِ : أن لا يَقولوا حَتّى يَعلَموا ، ولا يَرُدّوا ما لَم يَعلَموا . قالَ اللّهُ عز و جل : «أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِم مِّيثَ_قُ الْكِتَ_بِ أَن لَايَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ إِلَا الْحَقَّ» (2) ، و قالَ : «بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَ لَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ» (3) . (4)
الكافي عن هشام بن سالم :قُلتُ لِأَبي عَبدِاللّهِ عليه السلام : ما حَقُّ اللّهِ عَلى خَلقِهِ؟ فَقالَ : أن يَقولوا ما يَعلَمونَ ، ويَكُفّوا عَمّا لا يَعلَمونَ. (5)
2 / 14الاِعتِرافُ بِالجَهلِرسول اللّه صلى الله عليه و آله_ فِي المُناجاةِ الَّتي عَلَّمَها عَلِيّا عليه السلام _: أنتَ العالِمُ وأنَا الجاهِلُ. (6)
الإمام عليّ عليه السلام :غايَةُ العَقلِ الاِعتِرافُ بِالجَهلِ. (7)
عنه عليه السلام :إنَّ الدُّنيا لَم تَكُن لِتَستَقِرَّ إلّا عَلى ما جَعَلَهَا اللّهُ عَلَيهِ مِنَ النَّعماءِ ، وَالاِبتِلاءِ ، وَالجَزاءِ فِي المَعادِ ، أو ما شاءَ مِمّا لا تَعلَمُ ، فَإِن أشكَلَ عَلَيكَ شَيءٌ مِن ذلِكَ
.
ص: 420
فَاحمِلهُ عَلى جَهالَتِكَ ، فَإِنَّكَ أوَّلُ ما خُلِقتَ بِهِ جاهِلًا ثُمَّ عُلِّمتَ . وما أكثَرَ ما تَجهَلُ مِنَ الأَمرِ [ الاُمورِ ]ويَتَحَيَّرُ فيهِ رَأيُكَ ! ويَضِلُّ فيهِ بَصَرُكَ ثُمَّ تُبصِرُهُ بَعدَ ذلِكَ ! (1)
الإمام زين العابدين عليه السلام_ مِن دُعائِهِ فِي الاِستِقالَةِ _: . . . فَمَن أجهَلُ مِنّي يا إلهي بِرُشدِهِ ؟ ومَن أغفَلُ مِنّي عَن حَظِّهِ؟ ومَن أبعَدُ مِنّي مِنِ استِصلاحِ نَفسِهِ . . . حينَ اُنفِقُ ما أجرَيتَ عَلَيَّ مِن رِزقِكَ فيما نَهَيتَني عَنهُ مِن مَعصِيَتِكَ ؟ (2)
راجع : ص 355 (قول لا أعلم) و 427 (دعوى العلم) .
2 / 15عَدَمُ الاِكتِفاءِ بِما يَعلَمُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :كُلُّ صاحِبِ عِلمٍ غَرثانُ (3) إلى عِلمٍ. (4)
عنه صلى الله عليه و آله :لا يَشبَعُ عالِمٌ مِن عِلمٍ حَتّى يَكونَ مُنتَهاهُ الجَنَّةَ. (5)
عنه صلى الله عليه و آله :لَن يَشبَعَ المُؤمِنُ مِن خَيرٍ يَسمَعُهُ حَتّى يَكونَ مُنتَهاهُ الجَنَّةَ. (6)
عنه صلى الله عليه و آله :لا يَكونُ المُؤمِنُ عاقِلًا حَتّى يَجتَمِعَ فيهِ عَشرُ خِصالٍ : . . . لا يَسأَمُ مِن طَلَبِ العِلمِ طولَ عُمُرِهِ. (7)
.
ص: 421
عنه صلى الله عليه و آله :مَنهومانِ (1) لا يَشبَعانِ : طالِبُ عِلمٍ وطالِبُ دُنيا . وبِنَيلِ هذَينِ السَّبَبَينِ يَجمَعُ السَّعيدُ قُطرَيِ المُرادِ ، ويَنالُ البُغيَةَ مِن إصلاحِ المَعاشِ وَالمَعادِ. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :مَنهومانِ لا يَشبَعانِ : طالِبُ دُنيا وطالِبُ عِلمٍ ، فَمَنِ اقتَصَرَ مِنَ الدُّنيا عَلى ما أحَلَّ اللّهُ لَهُ سَلِمَ ، ومَن تَناوَلَها مِن غَيرِ حِلِّها هَلَكَ ، إلّا أن يَتوبَ أو يُراجِعَ ، ومَن أخَذَ العِلمَ مِن أهلِهِ وعَمِلَ بِعِلمِهِ نَجا ، ومَن أرادَ بِهِ الدُّنيا فَهِيَ حَظُّهُ. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :أجوَعُ النّاسِ طالِبُ العِلمِ ، وأشبَعُهُمُ الَّذي لا يَبتَغيهِ. (4)
عنه صلى الله عليه و آله :إذا أتى عَلَيَّ يَومٌ لا أزدادُ فيهِ عِلماً ، فَلا بورِكَ في طُلوعِ شَمسِ ذلِكَ اليَومِ. (5)
عنه صلى الله عليه و آله :مِن مَعادِنِ التَّقوى تَعَلُّمُكَ إلى ما قَد عَلِمتَ ما لَم تَعلَم ، وَالتَّقصيرُ فيما قَد عَلِمتَ قِلَّةُ الزِّيادَةِ فيهِ ، وإنَّما يُزهِدُ الرَّجُلَ في عِلمِ ما لَم يَعلَم قِلَّةُ الاِنتِفاعِ بِما قَد عَلِمَ. (6)
الإمام عليّ عليه السلام :مَن عَرَفَ الحِكمَةَ لَم يَصبِر عَنِ الاِزدِيادِ مِنها. (7)
.
ص: 422
عنه عليه السلام_ فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ _: لَو كانَ أحَدٌ مُكتَفِياً مِنَ العِلمِ لَاكتَفى نَبِيُّ اللّهِ موسى ، وقَد سَمِعتُم قَولَ_هُ : «هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا» (1) . (2)
عنه عليه السلام :عَلَى العالِمِ أن يَتَعَلَّمَ ما لَم يَعلَم ، ويُعَلِّمَ النّاسَ ما قَد عَلِمَ. (3)
عنه عليه السلام :العالِمُ مَن لا يَشبَعُ مِنَ العِلمِ ولا يَتَشَبَّعُ بِهِ. (4)
عنه عليه السلام :العالِمُ الَّذي لا يَمِلُّ مِن تَعَلُّمِ العِلمِ. (5)
الإمام الصادق عليه السلام :أربَعَةٌ لا يَشبَعنَ مِن أربَعَةٍ : الأَرضُ مِنَ المَطَرِ ، وَالعَينُ مِنَ النَّظَرِ ، وَالاُنثى مِنَ الذَّكَرِ ، وَالعالِمُ مِنَ العِلمِ. (6)
الكافي عن عليّ بن أسباط عنهم عليهم السلام :فيما وَعَظَ اللّهُ عز و جل بِهِ عيسى عليه السلام : يا عيسى ... كُن حَيثُما كُنتَ عالِماً مُتَعَلِّماً. (7)
داود عليه السلام :قُل لِصاحِبِ العِلمِ يَتَّخِذ عَصاً مِن حَديدٍ ونَعلَينِ مِن حَديدٍ ، ويَطلُبِ العِلمَ حَتّى تَنكَسِرَ العَصا وتَنخَرِقَ النَّعلانِ. (8)
راجع: ص 263 (الدوام) و 423 (الاستعانة باللّه في زيادة العلم) و 427 ح 3023 ص 126 ح 1762 .
.
ص: 423
2 / 16الاِستِعانَةُ بِاللّهِ في زِيادَةِ العِلمِالكتاب«وَ قُل رَّبِّ زِدْنِى عِلْمًا» . (1)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله_ كانَ إذَا استَيقَظَ مِنَ اللَّيلِ يَقولُ _: لا إلهَ إلّا أنتَ سُبحانَكَ ، اللّهُمَّ إنّي أستَغفِرُكَ لِذَنبي وأسأَلُكَ بِرَحمَتِكَ ، اللّهُمَّ زِدني عِلماً ولا تُزِغ قَلبي بَعدَ إذ هَدَيتَني وهَب لي مِن لَدُنكَ رَحمَةً إنَّكَ أنتَ الوَهّابُ. (2)
راجع : ص 263 (الدوام) ، ص 149 (الدعاء) .
2 / 17الاِستِعانَةُ بِاللّهِ لِلاِنتِفاعِ بِالعِلمِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ انفَعني بِما عَلَّمتَني ، وعَلِّمني ما يَنفَعُني ، وزِدني عِلماً. (3)
عنه صلى الله عليه و آله_ في دُعائِهِ _: اللّهُمَّ إنّي أسأَلُكَ عِلماً نافِعاً ، ورِزقاً واسِعاً. (4)
.
ص: 424
الإمام عليّ عليه السلام :لا يَنفَعُ عِلمٌ بِغَيرِ تَوفيقٍ. (1)
الإمام الصادق عليه السلام_ في دُعائِهِ _: وانفَعنا بِما عَلَّمتَنا وزِدنا عِلماً نافِعاً . (2)
2 / 18الاِستِعاذَةُ بِاللّهِ مِن عَدَمِ الاِنتِفاعِ بِالعِلمِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :سَلُوا اللّهَ عِلماً نافِعاً ، وتَعَوَّذوا بِاللّهِ مِن عِلمٍ لا يَنفَعُ. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن عِلمٍ لا يَنفَعُ ومِن قَلبٍ لا يَخشَعُ. (4)
الإمام عليّ عليه السلام_ فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ _: اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ أن أقولَ حَقًّا لَيسَ فيهِ رِضاكَ ألَتمِسُ بِهِ أحَداً سِواكَ ، وأعوذُ بِكَ أن أتَزَيَّنَ لِلنّاسِ بِشَيءٍ يَشينُني عِندَكَ ، وأعوذُ بِكَ أن أكونَ عِبرَةً لِأَحَدٍ مِن خَلقِكَ ، وأعوذُ بِكَ أن يَكونَ أحَدٌ مِن خَلقِكَ أسعَدَ بِما عَلَّمتَني مِنّي. (5)
.
ص: 425
2 / 19الاِستِعاذَةُ مِنَ الجَهلِسنن النسائي عن اُمّ سلمة :إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله كانَ إذا خَرَجَ مِن بَيتِهِ قالَ : بِسمِ اللّهِ ، رَبِّ أعوذُ بِكَ مِن أن أزِلَّ أو أضِلَّ ، أو أظلِمَ أو اُظلَمَ ، أو أجهَلَ أو يُجهَلَ عَلَيَّ. (1)
الإمام عليّ عليه السلام_ مِن دُعاءٍ لَهُ يَومَ الهَريرِ بِصِفّينَ _: اللّهُمَّ إنّي . . . أعوذُ بِكَ مِنَ الجَهلِ وَالهَزلِ ، ومِن شَرِّ القَولِ وَالفِعلِ. (2)
الإمام الصادق عليه السلام_ في دُعاءِ الصَّباحِ وَالمَساءِ _: اللّهُمَّ بِكَ نُمسي وبِكَ نُصبِحُ ، وبِكَ نَحيا ، وبِكَ نَموتُ ، وإلَيكَ نَصيرُ ، وأعوذُ بِكَ مِن أن أذِلَّ أو اُذَلَّ ، أو أضِلَّ أو اُضَلَّ ، أو أظلِمَ أو اُظلَمَ ، أو أجهَلَ أو يُجهَلَ عَلَيَّ. (3)
الكافي عن عبد الرّحمن بن سيابة :أعطاني أبو عَبدِاللّهِ عليه السلام هذَا الدُّعاءَ : الحَمدُ للّهِِ وَلِيِّ الحَمدِ وأهلِهِ ومُنتَهاهُ ومَحَلِّهِ ... وأعوذُ بِكَ مِن أن أشتَرِيَ الجَهلَ بِالعِلمِ ، وَالجَفاءَ بِالحِلمِ ، وَالجَورَ بِالعَدلِ ، وَالقَطيعَةَ بِالبِرِّ ، وَالجَزَعَ بِالصَّبرِ (4)
2 / 20الاِستِغفارُ مِنَ الجَهلِرسول اللّه صلى الله عليه و آله_ أنَّهُ كانَ يَدعو _: اللّهُمَّ اغفِر لي خَطيئَتي وجَهلي ، وإسرافي في أمري، وما أنتَ أعلَمُ بِهِ مِنّي . اللّهُمَّ اغفِر لي هَزلي وجِدّي وخَطايايَ وعَمدي ،
.
ص: 426
وكُلُّ ذلِكَ عِندي. (1)
2 / 21الاِعتِذارُ مِنَ الجَهلِالإمام زين العابدين عليه السلام :اللّهُمَّ إنّي أعتَذِرُ إلَيكَ مِن جَهلي ، وأستَوهِبُكَ سوءَ فِعلي. (2)
ب _ ما لا يَنبَغي لِلعالِمِ2 / 22تَركُ العَمَلِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَنِ ازدادَ عِلماً ولَم يَزدَد هُدًى ، لَم يَزدَد مِنَ اللّهِ إلّا بُعداً. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن تَعَلَّمَ العِلمَ ولَم يَعمَل بِما فيهِ ، حَشَرَهُ اللّهُ يَومَ القِيامَةِ أعمى. (4)
الإمام عليّ عليه السلام :إنَّ العالِمَ العامِلَ بِغَيرِهِ كَالجاهِلِ الحائِرِ الَّذي لا يَستَفيقُ عَن جَهلِهِ ؛ بَل قَد رَأَيتُ أنَّ الحُجَّةَ عَلَيهِ أعظَمُ ، وَالحَسرَةَ أدوَمُ عَلى هذَا العالِمِ المُنسَلِخِ مِن عِلمِهِ مِنها عَلى هذَا الجاهِلِ المُتَحَيِّرِ في جَهلِهِ ، وكِلاهُما حائِرٌ بائِرٌ. (5)
عنه عليه السلام :يَقبُحُ بِالرَّجُلِ أن يَقصُرَ عَمَلُهُ عَن عِلمِهِ ، ويَعجِزُ فِعلُهُ عَن قَولِهِ. (6)
عنه عليه السلام :عِلمُ المُنافِقِ في لِسانِهِ ، عِلمُ المُؤمِنِ في عَمَلِهِ. (7)
.
ص: 427
عنه عليه السلام :لا يَترُكُ العَمَلَ بِالعِلمِ إلّا مَن شَكَّ فِي الثَّوابِ عَلَيهِ. (1)
عنه عليه السلام :لا يَعمَلُ بِالعِلمِ إلّا مَن أيقَنَ بِفَضلِ الأَجرِ فيهِ. (2)
عنه عليه السلام :تارِكُ العَمَلِ بِالعِلمِ غَيرُ واثِقٍ بِثَوابِ العَمَلِ. (3)
راجع : ص 57 (العمل) و473 (الفصل السادس : علماء السوء) و 45 (شرط العمل) و144 (العمل) و 396 (العمل) .
2 / 23دَعوَى العِلمِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ أنَا عالِمٌ ، فَهُوَ جاهِلٌ. (4)
الإمام عليّ عليه السلام_ في كِتابِهِ لِلحَسَنِ عليه السلام _: قَرَعتُكَ بِأَنواعِ الجَهالاتِ لِئَلّا تَعُدَّ نَفسَكَ عالِماً ، فَإِن وَرَدَ عَلَيكَ شَيءٌ لا تَعرِفُهُ (5) أكبَرتَ ذلِكَ ، فَإِنَّ العالِمَ مَن عَرَفَ أنَّ ما يَعلَمُ فيما لا يَعلَمُ قَليلٌ ، فَعَدَّ نَفسَهُ بِذلِكَ جاهِلًا فَازدادَ بِما عَرَفَ مِن ذلِكَ في طَلَبِ العِلمِ اجتِهاداً ، فَما يَزالُ لِلعِلمِ طالِباً وفيهِ راغِباً ولَهُ مُستَفيداً ، ولِأَهلِهِ خاشِعاً ولرأيه مُتَّهِما (6) ، ولِلصَّمتِ لازِماً ، ولِلخَطَاَ حاذِراً ومِنهُ مُستَحيِياً ، وإن وَرَدَ عَلَيهِ ما لا يَعرِفُ لَم يُنكِر ذلِكَ لِما قَرَّرَ بِهِ نَفسَهُ مِنَ الجَهالَةِ. (7)
.
ص: 428
عنه عليه السلام :رُبَّ مُدَّعٍ لِلعِلمِ لَيسَ بِعالِمٍ. (1)
راجع: ص 355 (قول لا أعلم) و 419 (الاعتراف بالجهل) و 263 (الحرص) و 416 (معرفة قدره) و 420 (عدم الإكتفاء بما يعلم) و 433 (الغرور) .
2 / 24حُبُّ الدُّنيارسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن أحَبَّ الدُّنيا ذَهَبَ خَوفُ الآخِرَةِ مِن قَلبِهِ ، وما آتَى اللّهُ عَبداً عِلماً فَازدادَ لِلدُّنيا حُبًّا إلَا ازدادَ اللّهُ عَلَيهِ غَضَباً. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ الصَّفَا (3) الزُّلالَ الَّذي لا يَثبُتُ عَلَيهِ أقدامُ العُلَماءِ الطَّمَعُ. (4)
الإمام عليّ عليه السلام :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله ذَكَرَ فَضلَ العُلَماءِ ، فَقالَ : قُلوبُهُم مَلأى مِنَ الدّاءِ ، ولا داءَ أشَدُّ مِن حُبِّ الدُّنيا ، ولا دَواءَ أكبَرُ مِن تَركِها ، فَاترُكُوا الدُّنيا تَصِلوا إلى رَوحِ الآخِرَةِ. (5)
عنه عليه السلام :لا يَستَفِزُّ خُدَعُ الدُّنيَا العالِمَ. (6)
عنه عليه السلام :كَم مِن عالِمٍ قَد أهلَكَتهُ الدُّنيا. (7)
الإمام الصادق عليه السلام :مَنِ ازدادَ فِي اللّهِ عِلماً وَازدادَ لِلدُّنيا حُبًّا ، ازدادَ مِنَ اللّهِ بُعداً
.
ص: 429
وَازدادَ اللّهُ عَلَيهِ غَضَباً. (1)
عنه عليه السلام :إذا رَأَيتُمُ العالِمَ مُحِبًّا لِدُنياهُ فَاتَّهِموهُ عَلى دينِكُم ، فَإِنَّ كُلَّ مُحِبٍّ لِشَيءٍ يَحوطُ ما أحَبَّ. (2)
عيسى عليه السلام :كَيفَ يَكونُ مِن أهلِ العِلمِ مَن هُوَ في مَسيرِهِ إلى آخِرَتِهِ وهُوَ مُقبِلٌ عَلى دُنياهُ ، وما يَضُرُّهُ أحَبُّ إلَيهِ مِمّا يَنفَعُهُ ؟ ! (3)
عنه عليه السلام :كَيفَ يَكونُ مِن أهلِ العِلمِ مَن دُنياهُ آثَرُ عِندَهُ مِن آخِرَتِهِ ، وهُوَ فِي الدُّنيا أفضَلُ رَغبَةً ؟ ! (4)
عنه عليه السلام :الدّينارُ داءُ الدّينِ ، وَالعالِمُ طَبيبُ الدّينِ ، فَإِذا رَأَيتُمُ الطَّبيبَ يَجُرُّ الدّاءَ إلى نَفسِهِ فَاتَّهِموهُ ، وَاعلَموا أنَّهُ غَيرُ ناصِحٍ لِغَيرِهِ. (5)
راجع : ص 167 (حبّ الدنيا) .
2 / 25اِتِّخاذُ عِلمِ الدّينِ مِهنَةًرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّهَ يُحِبُّ العَبدَ يَتَّخِذُ المِهنَةَ يَستَغني بِها عَنِ النّاسِ ، ويُبغِضُ العَبدَ
.
ص: 430
يَتَعَلَّمُ العِلمَ يَتَّخِذُهُ مِهنَةً. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :عَلَّمَ اللّهُ عز و جل آدَمَ ألفَ حِرفَةٍ مِنَ الحِرَفِ ، فَقالَ لَهُ : قُل لِوُلدِكَ وذُرِيَّتِكَ : إن لَم تَصبِروا فَاطلُبُوا الدُّنيا بِهذِهِ الحِرَفِ ، ولا تَطلُبوها بِدينٍ ، فَإِنَّ الدّينَ لي وَحدي خالِصاً ، وَيلٌ لِمَن طَلَبَ بِالدّينِ الدُّنيا ، وَيلٌ لَهُ ! (2)
عنه صلى الله عليه و آله :اُوحِيَ إلى بَعضِ الأَنبِياءِ : قُل لِلَّذينَ يَتَفَقَّهونَ لِغَيرِ الدّينِ ، ويَتَعَلَّمونَ لِغَيرِ العَمَلِ ، ويَطلُبونَ الدُّنيا بِعَمَلِ الآخِرَةِ ، يَلبَسونَ لِلنّاسِ مُسوكَ الكِباشِ وقُلوبُهُم كَقُلوبِ الذِّئابِ، وألسِنَتُهُم أحلى مِنَ العَسَلِ، وقُلوبُهُم أمَرُّ مِنَ الصَّبِرِ : إيّايَ يُخادِعونَ ؟ ! وبي يَستَهزِئونَ ؟ ! لَاُتيحَنَّ لَهُم فِتنَةً تَذَرُ الحَليمَ فيهِم حَيراناً. (3)
الإمام عليّ عليه السلام :إنَّ أخوَفَ ما أخافُ عَلَيكُم إذا تُفُقِّهَ لِغَيرِ الدّينِ ، وتُعُلِّمَ لِغَيرِ العَمَلِ ، وطُلِبَتِ الدُّنيا بِعَمَلِ الآخِرَةِ. (4)
عنه عليه السلام :إنّي سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ يَقولُ : كَيفَ أنتُم إذا لَبَسَتكُم فِتنَةٌ يَربو فيهَا الصَّغيرُ ، ويَهرَمُ فيهَا الكَبيرُ ! يَجرِي النّاسُ عَلَيها ويَتَّخِذونَها سُنَّةً ، فَإِذا غُيِّرَ مِنها شَيءٌ ، قيلَ : قَد غُيِّرَتِ السُّنَّةُ وقَد أتَى النّاسُ مُنكَراً ، ثُمَّ تَشتَدُّ البَلِيَّةُ وتُسبَى الذُّرِّيَّةُ ، وتَدُقُّهُمُ الفِتنَةُ كَما تَدُقُّ النّارُ الحَطَبَ وكَما تَدُقُّ الرَّحى بِثِفالِها ، ويَتَفَقَّهونَ لِغَيرِ اللّهِ ، ويَتَعَلَّمونَ لِغَيرِ العَمَلِ ، ويَطلُبونَ الدُّنيا بِأَعمالِ الآخِرَةِ. (5)
الإمام الصادق عليه السلام :مَن أرادَ الحَديثَ لِمَنفَعَةِ الدُّنيا لَم يَكُن لَهُ فِي الآخِرَةِ نَصيبٌ ، ومَن
.
ص: 431
أرادَ بِهِ خَيرَ الآخِرَةِ أعطاهُ اللّهُ خَيرَ الدُّنيا وَالآخِرَةِ. (1)
راجع: ص 350 (عدم أخذ الاُجرة لتعليم معالم الدين) و 450 ح 3153 و 452 ح 3157 .
2 / 26مُخالَطَةُ السُّلطانِ الجائِرِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا رَأَيتَ العالِمَ يُخالِطُ السُّلطانَ مُجالَسَةً كَثيرَةً ، فَاعلَم أنَّهُ لِصٌّ. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّهَ عز و جل يُحِبُّ الاُمَراءَ إذا خالَطُوا العُلَماءَ ، وإنَّ اللّهَ يَمقُتُ العُلَماءَ إذا خالَطُوا الاُمَراءَ ، لِأَنَّ العُلَماءَ إذا خالَطُوا الاُمَراءَ رَغِبوا فِي الدُّنيا ، وإنَّ الاُمَراءَ إذا خالَطُوا العُلَماءَ رَغِبوا فِي الآخِرَةِ. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :العُلَماءُ اُمَناءُ الرَّسولِ عَلى عِبادِ اللّهِ ما لَم يُخالِطُوا السُّلطانَ _ يَعني فِي الظُّلمِ _ فَإِذا فَعَلوا ذلِكَ فَقَد خانُوا الرُّسُلَ ، فَاحذَروهُم وَاعتَزِلوهُم. (4)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ اُناساً مِن اُمَّتي سَيَتَفَقَّهونَ فِي الدّينِ ويَقرَؤونَ القُرآنَ ، ويَقولونَ : نَأتِي الاُمَراءَ فَنُصيبُ مِن دُنياهُم ونَعتَزِلُهُم بِدينِنا ، ولا يَكونُ ذلِكَ ، كَما لا يُجتَنى مِنَ القَتادِ إلَا الشَّوكُ ، كَذلِكَ لا يُجتَنى مِن قُربِهِم إلّا (5) . (6)
.
ص: 432
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ أبغَضَ الخَلقِ إلَى اللّهِ عز و جل العالِمُ يَزورُ العُمّالَ. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :ما مِن عالِمٍ أتى صاحِبَ سُلطانٍ طَوعاً إلّا كانَ شَريكَهُ في كُلِّ لَونٍ يُعَذَّبُ بِهِ في نارِ جَهَنَّمَ. (2)
الإمام الصادق عليه السلام :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : الفُقَهاءُ اُمَناءُ الرُّسُلِ ما لَم يَدخُلوا فِي الدُّنيا . قيلَ : يا رَسولَ اللّهِ ، وما دُخولُهُم فِي الدُّنيا ؟ قالَ : اِتِّباعُ السُّلطانِ ، فَإِذا فَعَلوا ذلِكَ فَاحذَروهُم عَلى دينِكُم. (3)
عنه عليه السلام :مَلعونٌ مَلعونٌ عالِمٌ يَؤُمُّ سُلطاناً جائِراً مُعيناً لَهُ عَلى جَورِهِ. (4)
عنه عليه السلام_ في وَصِيَّتِهِ لِابنِ جُندَب _: يَا ابنَ جُندَبٍ ، قَديماً عَمِرَ الجَهلُ وقَوِيَ أساسُهُ ، وذلِكَ لِاتِّخاذِهِم دينَ اللّهِ لَعِباً ، حَتّى لَقَد كانَ المُتَقَرِّبُ مِنهُم إلَى اللّهِ بِعِلمِهِ يُريدُ سِواهُ ، اُولئِكَ هُمُ الظّالِمونَ. (5)
2 / 27طَلَبُ الرِّفعَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :اِحذَرُوا الشَّهوَةَ الخَفِيَّةَ : العالِمُ يُحِبُّ أن يُجلَسَ إلَيهِ. (6)
.
ص: 433
الإمام عليّ عليه السلام :مَن تَرَفَّعَ بِعِلمِهِ وَضَعَهُ اللّهُ بِعَمَلِهِ. (1)
عنه عليه السلام :آفَةُ العُلَماءِ حُبُّ الرِّئاسَةِ. (2)
عيسى عليه السلام :إنَّ أبغَضَ العُلَماءِ إلَى اللّهِ رَجُلٌ يُحِبُّ الذِّكرَ بِالمَغيبِ ، ويُوَسَّعُ لَهُ فِي المَجالِسِ ، ويُدعى إلَى الطَّعامِ ، وتُفرَغُ لَهُ المَزاوِدُ ، بِحَقٍّ أقولُ لَكُم : إنَّ اُولئِكَ قَد أخَذوا اُجورَهُم فِي الدُّنيا ، وإنَّ اللّهَ يُضاعِفُ لَهُمُ العَذابَ يَومَ القِيامَةِ. (3)
راجع : ص 433 (الغرور) .
2 / 28الغُروربحارالأنوار :فِي التَّوراةِ : قُل لِصاحِبِ العِلمِ : لا يَغتَرَّ بِكَثرَةِ عِلمِهِ ، فَإِنِ اغتَرَّ فَليَعلَم أنَّهُ مَتى يَموتُ. (4)
الإمام عليّ عليه السلام :لا يَكونُ السَّفَهُ وَالغِرَّةُ (5) في قَلبِ العالِمِ. (6)
عنه عليه السلام :مِن فَضلِ عِلمِكَ استِقلالُكَ لِعِلمِكَ. (7)
راجع : ص 427 ح 3023 و 432 (طلب الرفعة).
.
ص: 434
2 / 29الحَسَدمنية المريد :قالَ صلى الله عليه و آله : سِتَّةٌ يَدخُلونَ النّارَ قَبلَ الحِسابِ بِسِتَّةٍ . قيلَ : يا رَسولَ اللّهِ مَن هُم ؟ قالَ : الاُمَراءُ بِالجَورِ ، وَالعَرَبُ بِالعَصَبِيَّةِ ، وَالدَّهاقينُ بِالكِبرِ ، وَالتُّجّارُ بِالخِيانَةِ ، وأهلُ الرُّستاقِ بِالجَهالَةِ ، وَالعُلَماءُ بِالحَسَدِ. (1)
الإمام الباقر عليه السلام :لا يَكونُ العَبدُ عالِماً حَتّى لا يَكونَ حاسِداً لِمَن فَوقَهُ ، ولا مُحَقِّراً لِمَن دونَهُ. (2)
2 / 30الحِرصالإمام الحسين عليه السلام_ في بَيانِ أقبَحِ الأَشياءِ _: الحِرصُ فِي العالِمِ. (3)
2 / 31الرِّياءرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن راءَى النّاسَ بِعِلمِهِ راءَى اللّهُ بِهِ يَومَ القِيامَةِ. (4)
.
ص: 435
عنه صلى الله عليه و آله :مَن سَمَّعَ النّاسَ بِعِلمِهِ سَمَّعَ اللّهُ بِهِ سامِعَ خَلقِهِ يَومَ القِيامَةِ وحَقَّرَهُ وصَغَّرَهُ. (1)
راجع : ص 142 (الإخلاص) و 269 (التعلّم لغيراللّه ) و 245 (الإخلاص) و 343 (الإخلاص).
2 / 32كَثرَةُ الضِّحكِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :يَنبَغي لِلعالِمِ أن يَكونَ قَليلَ الضِّحكِ ، كَثيرَ البُكاءِ ، لا يُمازِحُ. (2)
الإمام عليّ عليه السلام :تَعَلَّمُوا العِلمَ ، فَإِذا تَعَلَّمتُموهُ فَاكظِموا عَلَيهِ ، ولا تَخلِطوهُ بِضِحكٍ ولابِلَعِبٍ فَتَمُجَّهُ القُلوبُ، فَإِنَّ العالِمَ إذا ضَحِكَ ضَحكَةً مَجَّ مِنَ العِلمِ مَجَّةً. (3)
2 / 33النَّوادِررسول اللّه صلى الله عليه و آله :يَنبَغي لِلعالِمِ أن يَكونَ قَليلَ الضِّحكِ ، كَثيرَ البُكاءِ ، لا يُمازِحُ ولا يُصاخِبُ ولا يُماري ولا يُجادِل ، إن تَكَلَّمَ تَكَلَّمَ بِحَقٍّ ، وإن صَمَتَ صَمَتَ عَنِ الباطِلِ ، وإن دَخَلَ دَخَلَ بِرِفقٍ ، وإن خَرَجَ خَرَجَ بِحِلمٍ. (4)
عنه صلى الله عليه و آله :رَأسُ مالِ العالِمِ تَركُ الكِبرِ. (5)
عنه صلى الله عليه و آله :حِفظُ الحِجاجِ زينَةُ العِلمِ. (6)
.
ص: 436
عنه صلى الله عليه و آله_ في ذِكرِ وَصِيَّةِ الخِضرِ لِموسى عليهماالسلام_: قالَ الخِضرُ : ... أعرِض عَنِ الجُهّالِ وباطِلِهِم ، وَاحلُم عَنِ السُّفَهاءِ ؛ فَإِنَّ ذلِكَ فِعلُ الحُكَماءِ وزَينُ العُلَماءِ. (1) 3068 . الإمام عليّ عليه السلام : إنَّمَا العالِمُ مَن دَعاهُ عِلمُهُ إلَى الوَرَعِ وَالتُّقى ، وَالزُّهدِ في عالَمِ الفَناءِ ، وَالتَّوَلُّهِ بِجَنَّةِ المَأوى. (2)
عنه عليه السلام :إذا عَلَوتَ فَلا تُفَكِّر فيمَن دونَكَ مِنَ الجُهّالِ ، ولكِنِ اقتَدِ بِمَن فَوقَكَ مِنَ العُلَماءِ. (3)
عنه عليه السلام :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله قالَ : ألا اُنَبِّئُكُم بِالفَقيهِ كُلِّ الفَقيهِ؟ قالوا : بَلى . قالَ : مَن لَم يُقَنِّطِ النّاسَ مِن رَحمَةِ اللّهِ ، ولَم يُؤيِسهُم مِن رَوحِ اللّهِ ، ولَم يُؤَمِّنهُم مِن مَكرِ اللّهِ ، ولا يَدَعُ القُرآنَ رَغبَةً عَنهُ إلى ما سِواهُ ، ألا لا خَيرَ في عِبادَةٍ لَيسَ فيها تَفَقُّهٌ ، ولا عِلمٍ لَيسَ فيهِ تَفَهُّمٌ ، ولا قِراءَةٍ لَيسَ فيها تَدَبُّرٌ. (4)
عنه عليه السلام :العالِمُ كُلُّ العالِمِ مَن لَم يَمنَعِ العِبادَ الرَّجاءَ لِرَحمَةِ اللّهِ ، ولَم يُؤَمِّنهُم مَكرَ اللّهِ. (5)
عنه عليه السلام :ألا اُنَبِّئُكُم بِالعالِمِ كُلِّ العالِمِ ؟ مَن لَم يُزَيِّن لِعِبادِ اللّهِ مَعاصِيَ اللّهِ ، ولَم يُؤَمِّنهُم مَكرَهُ ، ولَم يُؤيِسهُم مِن رَوحِهِ. (6)
.
ص: 437
عنه عليه السلام :خَمسٌ يُستَقبَحنَ مِن خَمسٍ : كَثرَةُ الفُجورِ مِنَ العُلَماءِ ، وَالحِرصُ فِي الحُكَماءِ ، وَالبُخلُ فِي الأَغنِياءِ ، وَالقِحَةُ (1) فِي النِّساءِ ، ومِنَ المَشايخِ الزِّنا. (2)
عنه عليه السلام :بَلَغَنا أنَّ رَجُلًا في بَني إسرائيلَ جَمَعَ ثَمانينَ تابوتاً مِنَ العِلمِ ، فَأَوحَى اللّهُ تَعالى إلى نَبِيٍّ مِنَ الأَنبِياءِ أن قُل لِهذَا الحَكيمِ: لَو جَمَعتَ مِثلَهُ مَعَهُ لا يُنتَفَعُ بِهِ إلّا أن تَعمَلَ بِهذِهِ الثَّلاثَةِ أشياءَ: أوَّلُها: أن لا تُحِبَّ الدُّنيا ، فَإِنَّها لَيسَت بِدارِ المُؤمِنينَ. وَالثّاني: أن لا تُصاحِبَ الشَّيطانَ ، فَإِنَّهُ لَيسَ بِرَفيقِ المُؤمِنينَ. وَالثّالِثُ: أن لا تُؤذِيَ المُؤمِنينَ ، فَإِنَّهُ لَيسَ بِحِرفَةِ المُؤمِنينَ. (3)
عنه عليه السلام :شَينُ العِلمِ الصَّلَفُ. (4)
عنه عليه السلام :أبغَضُ العِبادِ إلَى اللّهِ سُبحانَهُ العالِمُ المُتَجَبِّرُ. (5)
عنه عليه السلام_ فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ _: حَصِّن عِلمَكَ مِنَ العُجبِ ، ووَقارَكَ مِنَ الكِبرِ. (6)
الإمام الحسين عليه السلام :مِن دَلائِلِ العالِمِ انتِقادُهُ لِحَديثِهِ ، وعِلمُهُ بِحَقائِقِ فُنونِ النَّظَرِ. (7)
الإمام الصادق عليه السلام :قالَ لُقمانُ لِابنِهِ : لِلعالِمِ ثَلاثُ عَلاماتٍ : العِلمُ بِاللّهِ ، وبِما يُحِبُّ ، وبِما يَكرَهُ. (8)
.
ص: 438
عنه عليه السلام :كانَ أبوذَرٍّ يَقولُ في خُطبَتِهِ : يا مُبتَغِيَ العِلمِ ، كَأَنَّ شَيئاً مِنَ الدُّنيا لَم يَكُن شَيئاً إلّا ما يَنفَعُ خَيرُهُ ويَضُرُّ شَرُّهُ إلّا مَن رَحِمَ اللّهُ . يا مُبتَغِيَ العِلمِ لا يَشغَلكَ أهلٌ ولا مالٌ عَن نَفسِكَ ، أنتَ يَومَ تُفارِقُهُم كَضَيفٍ بِتَّ فيهِم ثُمَّ غَدَوتَ عَنهُم إلى غَيرِهِم ، وَالدُّنيا وَالآخِرَةُ كَمَنزِلٍ تَحَوَّلتَ مِنهُ إلى غَيرِهِ ، وما بَينَ المَوتِ وَالبَعثِ إلّا كَنَومَةٍ نِمتَها ثُمَّ استَيقَظتَ مِنها . يا مُبتَغِيَ العِلمِ ، قَدِّم لِمَقامِكَ بَينَ يَدَيِ اللّهِ عز و جل ، فَإِنَّكَ مُثابٌ بِعَمَلِكَ ؛ كَما تَدينُ تُدانُ. (1)
مصباح الشريعة_ فيما نَسَبَهُ إلَى الإمامِ الصّادِقِ عليه السلام _: آفَةُ العُلَماءِ عَشَرَةُ أشياءَ : الطَّمَعُ ، وَالبُخلُ ، وَالرِّياءُ ، وَالعَصَبِيَّةُ ، وحُبُّ المَدحِ ، وَالخَوضُ فيما لَم يَصِلوا إلى حَقيقَتِهِ ، وَالتَّكَلُّفُ في تَزيينِ الكَلامِ بِزَوائِدِ الأَلفاظِ ، وقِلَّةُ الحَياءِ مِنَ اللّهِ عز و جل ، والاِفتِخارُ ، وتَركُ العَمَلِ بِما عَلِموا. (2)
راجع : ص 102 (ما لا ينبغي للحكيم) .
.
ص: 439
الفصل الثالث : حقوق العالم والمعلّم والمتعلّم3 / 1حُقوقُ العالِمِأ _ الإِكرامرسول اللّه صلى الله عليه و آله :أكرِمُوا العُلَماءَ ووَقِّروهُم. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :أكرِمُوا العُلَماءَ فَإِنَّهُم عِندَ اللّهِ كُرَماءُ. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن أكرَمَ عالِماً فَقَد أكرَمَني ، ومَن أكرَمَني فَقَد أكرَمَ اللّهَ ، ومَن أكرَمَ اللّهَ فَمَصيرُهُ إلَى الجَنَّةِ. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن أكرَمَ فَقيهاً مُسلِما لَقِيَ اللّهَ يَومَ القِيامَةِ وهُوَ عَنهُ راضٍ ، ومَن أهانَ فَقيهاً مُسلِماً لَقِيَ اللّهَ يَومَ القِيامَةِ وهُوَ عَلَيهِ غَضبانُ. (4)
.
ص: 440
عنه صلى الله عليه و آله :حُرمَةُ العالِمِ العامِلِ بِعِلمِهِ كَحُرمَةِ الشُّهَداءِ وَالصِّدّيقينَ. (1)
منية المريد عن مقاتل بن سليمان :وَجَدتُ فِي الإِنجيلِ : أنَّ اللّهَ تَعالى قالَ لِعيسى عليه السلام : عَظِّمِ العُلَماءَ وَاعرِف فَضلَهُم ، فَإِنّي فَضَّلتُهُم عَلى جَميعِ خَلقي إلَا النَّبِيّينَ وَالمُرسَلينَ ، كَفَضلِ الشَّمسِ عَلَى الكَواكِبِ ، وكَفَضلِ الآخِرَةِ عَلَى الدُّنيا ، وكَفَضلي عَلى كُلِّ شَيءٍ. (2)
الإمام عليّ عليه السلام :عَلَيكَ بِمُداراةِ النّاسِ ، وإكرامِ العُلَماءِ. (3)
عنه عليه السلام :يُكرَمُ العالِمُ لِعِلمِهِ ، وَالكَبيرُ لِسِنِّهِ ، وذُو المَعروفِ لِمَعروفِهِ ، وَالسُّلطانُ لِسُلطانِهِ. (4)
عنه عليه السلام :مَن وَقَّرَ عالِماً فَقَد وَقَّرَ رَبَّهُ. (5)
الاحتجاج :رُويَ عَنِ الحَسَنِ العَسكَريِّ عليه السلام أنَّهُ اتَّصَلَ بِأَبِي الحَسَنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ العَسكَرِيِّ عليه السلام أنَّ رَجُلًا مِن فُقَهاءِ شيعَتِهِ كَلَّمَ بَعضَ النُّصّابِ فَأَفحَمَهُ بِحُجَّتِهِ حَتّى أبانَ عَن فَضيحَتِهِ ، فَدَخَلَ إلى عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ عليهماالسلام وفي صَدرِ مَجلِسِهِ دَستٌ عَظيمٌ مَنصوبٌ وهُوَ قاعِدٌ خارِجَ الدَّستِ، وبِحَضرَتِهِ خَلقٌ مِنَ العَلَوِيّينَ وبَني هاشِمٍ ، فَما زالَ يَرفَعُهُ حَتّى أجلَسَهُ في ذلِكَ الدَّستِ. (6)
.
ص: 441
ب _ عَدَمُ الاِستِخفافِ بِهِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَنِ احتَقَرَ صاحِبَ العِلمِ فَقَدِ احتَقَرَني ، ومَنِ احتَقَرَني فَهُوَ كافِرٌ. (1)
الإمام عليّ عليه السلام :لا يَستَخِفُّ بِالعِلمِ وأهلِهِ إلّا أحمَقُ جاهِلٌ. (2)
عنه عليه السلام :لا تُحَقِّرَنَّ عَبداً آتاهُ اللّهُ عِلماً ، فَإِنَّ اللّهَ تَعالى لَم يُحَقِّرهُ حينَ آتاهُ إيّاهُ. (3)
عنه عليه السلام :إيّاكَ أن تَستَخِفَّ بِالعُلَماءِ ، فَإِنَّ ذلِكَ يُزري بِكَ ويُسيءُ الظَنَّ بِكَ وَالمَخيلَةَ فيكَ. (4)
عنه عليه السلام :لا تَزدَرِيَنَّ العالِمَ وإن كانَ حَقيراً ، لا تُعَظِّمَنَّ الأَحمَقَ وإن كانَ كَبيراً. (5)
الإمام زين العابدين عليه السلام :إنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى أوحى إلى دانِيالَ : إنَّ أمقَتَ عَبيدي إلَيَّ الجاهِلُ المُستَخِفُّ بِحَقِّ أهلِ العِلمِ ، التّارِكُ لِلاِقتِداءِ بِهِم. (6)
الإمام الصادق عليه السلام :العاقِلُ لا يَستَخِفُّ بِأَحَدٍ ، وأحَقُّ مَن لا يُستَخَفُّ بِهِ ثَلاثَةٌ: العُلَماءُ وَالسُّلطانُ وَالإِخوانُ، لِأَنَّهُ مَنِ استَخَفَّ بِالعُلَماءِ أفسَدَ دينَهُ. (7)
ج _ التَّواضُعُ لَهُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :تَواضَعوا لِلعالِمِ وَارفَعوهُ ، فَإِنَّ المَلائِكَةَ تَرفَعُ العالِمَ وتَخفِضُ أجنِحَتَها وتَستَغفِرُ لَهُ. (8)
راجع : ص 266 (التواضع للمعلّم) و 344 (التواضع للمتعلّم) .
.
ص: 442
د _ غَضُّ الصَّوتِ عِندَهُالكتاب«إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَ تَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَ_ئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَ أَجْرٌ عَظِيمٌ» . (1)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن غَضَّ صَوتَهُ عِندَ العُلَماءِ جاءَ يَومَ القِيامَةِ مَعَ الَّذينَ امتَحَنَ اللّهُ قُلوبَهُم لِلتَّقوى مِن أصحابي ، ولا خَيرَ فِي التَّمَلُّقِ وَالتَّواضُعِ إلّا ما كانَ فِي اللّهِ عز و جلفي طَلَبِ العِلمِ. (2)
ه _ مُتابَعَتُهُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :اِتَّبِعُوا العُلَماءَ ، فَإِنَّهُم سُرُجُ الدُّنيا ومَصابيحُ الآخِرَةِ. (3)
الإمام عليّ عليه السلام :اِعلَموا أنَّ صُحبَةَ العالِمِ وَاتِّباعَهُ دينٌ يُدانُ اللّهُ بِهِ ، وطاعَتَهُ مَكسَبَةٌ لِلحَسَناتِ مَمحاةٌ لِلسَّيِّئاتِ ، وذَخيرَةٌ لِلمُؤمِنينَ ورِفعَةٌ فيهِم في حَياتِهِم وجَميلٌ بَعدَ مَماتِهِم. (4)
عنه عليه السلام :قَد جَعَلَ اللّهُ لِلعِلمِ أهلًا ، وفَرَضَ عَلَى العِبادِ طاعَتَهُم بِقَولِهِ تَعالى : «أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِى الْأَمْرِ مِنكُمْ» (5) . (6)
.
ص: 443
عنه عليه السلام_ في وَصِيَّتِهِ لِابنِهِ مُحَمَّدِ بنِ الحَنَفِيَّةِ _: يا بُنَيَّ اِقبَل مِنَ الحُكَماءِ مَواعِظَهُم، وتَدَبَّر أحكامَهُم. (1)
الإمام زين العابدين عليه السلام :إنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى أوحى إلى دانِيالَ: ... إنَّ أحَبَّ عَبيدي إلَيَّ التَّقِيُّ الطّالِبُ لِلثَّوابِ الجَزيلِ، اللّازِمُ لِلعُلَماءِ، التّابِعُ لِلحُلَماءِ، القابِلُ عَنِ الحُكَماءِ. (2)
و _ زِيارَتُهُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن زارَ عالِماً فَكَأَنَّما زارَني ، ومَن صافَحَ العُلَماءَ فَكَأَنَّما صافَحَني. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :مَنِ استَقبَلَ العُلَماءَ فَقَدِ استَقبَلَني ، ومَن زارَ العُلَماءَ فَقَد زارَني. (4)
ز _ مُجالَسَتُهُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن جالَسَ العُلَماءَ فَقَد جالَسَني ، ومَن جالَسَني فَكَأَنَّما جالَسَ رَبّي عز و جل . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :نِعمَ الشَّيءُ العِلمُ ، إذا طَلَبتُم فَأَحسِنوا فِي الطَّلَبِ وكونوا عُلَماءَ ، فَإِن لَم تَكونوا فَتَعَلَّموا مِنَ العُلَماءِ ، فَإِن لَم تَعَلَّموا مِنَ العُلَماءِ فَجالِسوا ، فَإِن لَم تُجالِسُوا العُلَماءَ فَأَحِبُّوا العُلَماءَ ، وإيّاكُم والأَربَعَ : أن لا تَكونوا عُلَماءَ ، وأن لا تَعَلَّموا مِنَ العُلَماءِ ، وأن لا تُجالِسُوا العُلَماءَ ، وأن لا تُحِبُّوا العُلَماءَ فَيُكِبَّكُم فِي النّارِ. (6)
.
ص: 444
عنه صلى الله عليه و آله :المُفتونَ سادَةٌ ، العُلَماءُ وَالفُقَهاءُ قادَةٌ ، اُخِذَ عَلَيهِم أداءُ مَواثيقِ العِلمِ ، وَالجُلوسُ إلَيهِم بَرَكَةٌ ، وَالنَّظَرُ إلَيهِم نورٌ. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :الأَنبِياءُ قادَةٌ ، وَالفُقَهاءُ سادَةٌ ، ومُجالَسَتُهُم زِيادَةٌ. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :قالَ لُقمانُ لِابنِهِ : يا بُنَيَّ ، صاحِبِ العُلَماءَ وَاقرُب مِنهُم ، وجالِسهُم وزُرهُم في بُيوتِهِم، فَلَعَلَّكَ تُشبِهُهُم فَتَكونَ مَعَهُم، وَاجلِس مَعَ صُلَحائِهِم، فَرُبَّما أصابَهُمُ اللّهُ بِرَحمَةٍ فَتَدخُلُ فيها وإن كُنتَ طالِحاً. (3)
الإمام عليّ عليه السلام :جالِسِ العُلَماءَ تَزدَد عِلماً. (4)
عنه عليه السلام :لِقاءُ أهلِ المَعرِفَةِ عِمارَةُ القُلوبِ ومُستَفادُ الحِكمَةِ. (5)
عنه عليه السلام :جالِسِ العُلَماءَ يَزدَد عِلمُكَ ، ويَحسُن أدَبُكَ ، وتَزكُ نَفسُكَ. (6)
عنه عليه السلام :مُجالَسَةُ الحُكَماءِ حَياةُ العُقولِ وشِفاءُ النُّفوسِ. (7)
عنه عليه السلام :جالِسِ الحُكَماءَ يَكمُل عَقلُكَ، وتَشرُف نَفسُكَ، ويَنتَفِ عَنكَ جَهلُكَ. (8)
عنه عليه السلام :جالِس أهلَ الوَرَعِ وَالحِكمَةِ وأكثِر مُناقَشَتَهُم، فَإِنَّكَ إن كُنتَ جاهِلًا عَلَّموكَ، وإن كُنتَ عالِماً اِزدَدتَ عِلماً. (9)
.
ص: 445
عنه عليه السلام :مَجلِسُ الحِكمَةِ غَرسُ الفُضَلاءِ. (1)
عنه عليه السلام :خَيرُ مَن صاحَبتَ ذَوُو العِلمِ وَالحِلمِ. (2)
عنه عليه السلام :خالِف نَفسَكَ تَستَقِم ، وخالِطِ العُلَماءَ تَعلَم. (3)
عنه عليه السلام :عَجِبتُ لِمَن يَرغَبُ فِي التَّكَثُّرِ مِنَ الأَصحابِ كَيفَ لا يَصحَبُ العُلَماءَ الأَلِبّاءَ الأَتقِياءَ ؛ الَّذينَ يَغنَمُ فَضائِلَهُم ، وتَهديهِ عُلومُهُم ، وتُزَيِّنُهُ صُحبَتُهُم ! (4)
عنه عليه السلام :صاحِبِ العُقَلاءَ ، وجالِسِ العُلَماءَ ، وَاغلِبِ الهَوى ؛ تُرافِقِ المَلَأَ الأَعلى. (5)
عنه عليه السلام :يَنبَغي لِلعاقِلِ أن يُكثِرَ مِن صُحبَةِ العُلَماءِ وَالأَبرارِ ، ويَجتَنِبَ مُقارَنَةَ الأَشرارِ وَالفُجّارِ. (6)
عنه عليه السلام :لا تَصحَب إلّا عاقِلًا تَقِيًّا ، ولا تُعاشِر إلّا عالِماً زَكِيًّا ، ولا تودِع سِرَّكَ إلّا مُؤمِناً وَفِيًّا. (7)
الإمام زين العابدين عليه السلام_ في دُعاءِ السَّحَرِ _: لَعَلَّكَ فَقَدتَني مِن مَجالِسِ العُلَماءِ فَخَذَلتَني. (8)
.
ص: 446
عيسى عليه السلام_ لِلحَوارِيّينَ _: يا بَني إسرائيلَ ، زاحِمُوا العُلَماءَ في مَجالِسِهِم ولَو جُثُوًّا (1) عَلَى الرُّكَبِ ؛ فَإِنَّ اللّهَ يُحيِي القُلوبَ المَيتَةَ بِنورِ الحِكمَةِ كَما يُحيِي الأَرضَ المَيتَةَ بِوابِلِ (2) المَطَرِ. (3)
راجع : ص 387 (فوائد مجالسة العالم) و 85 ح 1613 .
ح _ مُساءَلَتُهُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :سائِلُوا العُلَماءَ ، وخاطِبُوا الحُكَماءَ ، وجالِسُوا الفُقَراءَ. (4)
الإمام عليّ عليه السلام :جالِس أهلَ الوَرَعِ وَالحِكمَةِ ، وأكثِر مُناقَشَتَهُم ، فَإِنَّكَ إن كُنتَ جاهِلًا عَلَّموكَ ، وإن كُنتَ عالِماً اِزدَدتَ عِلماً. (5)
عنه عليه السلام :مُناقَشَةُ العُلَماءِ تُنتِجُ فَوائِدَهُم وتُكسِبُ فَضائِلَهُم. (6)
عنه عليه السلام_ في عَهدِهِ إلى مالِكٍ الأَشتَرِ حينَ وَلّاهُ مِصرَ _: أكثِر مُدارَسَةَ العُلَماءِ ومُناقَشَةَ الحُكَماءِ ، في تَثبيتِ ما صَلَحَ عَلَيهِ أمرُ بِلادِكَ ، وإقامَةِ مَا استَقامَ بِهِ النّاسُ قَبلَكَ. (7)
عنه عليه السلام :خَيرُ مَن شاوَرتَ ذَوُو النُّهى وَالعِلمِ ، واُولُو التَّجارِبِ وَالحَزمِ. (8)
راجع : ص 255 (السؤال) و 443 (مجالسته) .
.
ص: 447
ط _ خِدمَتُهُالإمام عليّ عليه السلام :إذا رَأَيتَ عالِماً فَكُن لَهُ خادِماً. (1)
عيسى عليه السلام :إنَّ أحَقَّ النّاسِ بِالخِدمَةِ العالِمُ. (2)
ي _ تَركُ مُماراتِهِالإمام الصادق عليه السلام :وَصِيَّةُ وَرَقَةَ بنِ نَوفَلٍ لِخَديجَةَ بِنتِ خُوَيلِدٍ عليهاالسلام إذا دَخَلَ عَلَيها يَقولُ لَها : يا بِنتَ أخي لا تُماري جاهِلًا ولا عالِماً ، فَإِنَّكِ مَتى مارَيتِ جاهِلًا آذاكِ ، ومَتى مارَيتِ عالِماً مَنَعَكِ عِلمَهُ ، وإنَّما يَسعَدُ بِالعُلَماءِ مَن أطاعَهُم. (3)
الإمام الكاظم عليه السلام_ مِن وَصِيَّتِهِ لِهِشامِ بنِ الحَكَمِ _: عَظِّمِ العالِمَ لِعِلمِهِ، ودَع مُنازَعَتَهُ. (4)
الإمام الرضا عليه السلام :لا تُمارِيَنَّ العُلَماءَ فَيَرفِضوكَ ، ولا تُمارِيَنَّ السُّفَهاءَ فَيَجهَلوا عَلَيكَ. (5)
لقمان عليه السلام :لا تُجادِلِ العُلَماءَ فَتَهونَ عَلَيهِم ويَرفِضوكَ ، ولا تُجادِلِ السُّفَهاءَ فَيَجهَلوا عَلَيكَ ويَشتِموكَ ، ولكِنِ اصبِر نَفسَكَ لِمَن هُوَ فَوقَكَ فِي العِلمِ ولِمَن هُوَ دونَكَ ، فَإِنَّما يَلحَقُ بِالعُلَماءِ مَن صَبَرَ لَهُم ولَزِمَهُم وَاقتَبَسَ مِن عِلمِهِم في رِفقٍ. (6)
ك _ النَّوادِرالإمام عليّ عليه السلام :إنَّ مِن حَقِّ العالِمِ أن لا تُكثِرَ السُّؤالَ عَلَيهِ ، ولا تَسبِقَهُ فِي الجَوابِ ،
.
ص: 448
ولا تُلِحَّ عَلَيهِ إذا أعرَضَ ، ولا تَأخُذَ بِثَوبِهِ إذا كَسِلَ ، ولا تُشيرَ إلَيهِ بِيَدِكَ ، ولا تَغمِزَهُ بِعَينِكَ ، ولا تُسارَّهُ في مَجلِسِهِ ، ولا تَطلُبَ عَوراتِهِ ، وأن لا تَقولَ : قالَ فُلانٌ خِلافَ قَولِكَ ، ولا تُفشِيَ لَهُ سِرًّا ، ولا تَغتابَ عِندَهُ أحَداً ، وأن تَحفَظَ لَهُ شاهِداً وغائِباً ، وأن تَعُمَّ القَومَ بِالسَّلامِ وتَخُصَّهُ بِالتَّحِيَّةِ ، وتَجلِسَ بَينَ يَدَي_هِ ، وإن كانَت لَهُ حاج_َةٌ سَبَقتَ القَومَ إلى خِدمَتِهِ ، ولا تَمِ_لَّ مِن طولِ صُحبَتِهِ ، فَإِنَّما هُوَ مِثلُ النَّخلَةِ فَانتَظِر مَتى تَسقُطُ عَلَيكَ مِنها مَنفَعَةٌ. (1)
عنه عليه السلام_ في رِوايةٍ اُخرى _: إنَّ مِن حَقِّ العالِمِ أن لا تُكثِرَ عَلَيهِ بِالسُّؤالِ ، ولا تُعَنِّتَهُ فِي الجَوابِ ، وأن لا تُلِحَّ عَلَيهِ إذا كَسِلَ ، ولا تَأخُذَ بِثَوبِهِ إذا نَهَضَ ، ولا تُفشِيَنَّ لَهُ سِرًّا ، ولا تَغتابَنَّ عِندَهُ أحَداً ، ولا تَطلُبَنَّ عِشرَتَهُ ، وإن زَلَّ قَبِلتَ مَعذِرَتَهُ ، وعَلَيكَ أن تُوَقِّرَهُ وتُعَظِّمَهُ للّهِِ ما دامَ يَحفَظُ أمرَ اللّهِ ، ولا تَجلِسَ أمامَهُ ، وإن كانَت لَهُ حاجَةٌ سَبَقتَ القَومَ إلى خِدمَتِهِ. (2)
عنه عليه السلام :أحَقُّ النّاسِ بِالرَّحمَةِ عالِمٌ يَجري عَلَيهِ حُكمُ جاهِلٍ ، وكَريمٌ يَستَولي عَلَيهِ لَئيمٌ ، وبَرٌّ تَسَلَّطَ عَلَيهِ فاجِرٌ. (3)
3 / 2حُقوقُ المُعَلِّمِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن تَعَلَّمتَ مِنهُ حَرفاً ، صِرتَ لَهُ عَبداً. (4)
.
ص: 449
منية المريد :قالَ صلى الله عليه و آله : مَن عَلَّمَ أحَداً مَسأَلَةً مَلَكَ رِقَّهُ . قيلَ : أيَبيعُهُ ويَشتَريهِ؟ قالَ : بَل يَأمُرُهُ ويَنهاهُ. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :ثَلاثَةٌ لا يَستَخِفُّ بِهِم إلّا مُنافِقٌ بَيِّنٌ نِفاقُهُ : ذو شَيبَةٍ فِي الإِسلامِ ، ومُعَلِّمُ الخَيرِ ، وإمامٌ عادِلٌ. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :المُعَلِّمونَ خَيرُ النّاسِ ؛ كُلَّما (3) اُخلِقَ الذِّكرُ جَدَّدوهُ ، أعطوهُم ولا تَستَأجِروهُم فَتُحرِجوهُم ، فَإِنَّ المُعَلِّمَ إذا قالَ لِلصَّبِيِّ : قُل بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ فَقالَ ، كَتَبَ اللّهُ بَراءَةً لِلصَّبِيِّ وبَراءَةً لِلمُعَلِّمِ وبَراءَةً لِأَبَوَيهِ مِنَ النّارِ. (4)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ أحَقَّ ما أخَذتُم عَلَيهِ أجراً كِتابُ اللّهِ. (5)
الإمام عليّ عليه السلام :أكرِم ضَيفَكَ وإن كانَ حَقيراً ، وقُم عَن مَجلِسِكَ لِأَبيكَ ومُعَلِّمِكَ وإن كُنتَ أميراً. (6)
عنه عليه السلام :ثَلاثٌ لا يُستَحيى مِنهُنَّ : خِدمَةُ الرَّجُلِ ضَيفَهُ ، وقِيامُهُ عَن مَجلِسِهِ لِأَبيهِ ومُعَلِّمِهِ ، وطَلَبُ الحَقِّ وإن قَلَّ. (7)
.
ص: 450
عنه عليه السلام :لا تَجعَلَنَّ ذَرَبَ لِسانِكَ (1) عَلى مَن أنطَقَكَ ، وبَلاغَةَ قَولِكَ عَلى مَن سَدَّدَكَ. (2)
الإمام زين العابدين عليه السلام :حَقُّ سائِسِكَ بِالعِلمِ التَّعظيمُ لَهُ وَالتَّوقيرُ لِمَجلِسِهِ وحُسنُ الاِستِماعِ إلَيهِ وَالإِقبالُ عَلَيهِ ، وأن لا تَرفَعَ عَلَيهِ صَوتَكَ ، ولا تُجيبَ أحَداً يَسأَلُهُ عَن شَيءٍ حَتّى يَكونَ هُوَ الَّذي يُجيبُ ، ولا تُحَدِّثَ في مَجلِسِهِ أحَداً ، ولا تَغتابَ عِندَهُ أحَداً ، وأن تَدفَعَ عَنهُ إذا ذُكِرَ عِندَكَ بِسوءٍ ، وأن تَستُرَ عُيوبَهُ وتُظهِرَ مَناقِبَهُ ، ولا تُجالِسَ لَهُ عَدُوًّا ولا تُعادِيَ لَهُ وَلِيًّا ، فَإِذا فَعَلتَ ذلِكَ شَهِدَت لَكَ مَلائِكَةُ اللّهِ عز و جلبِأَنَّكَ قَصَدتَهُ ، وتَعَلَّمتَ عِلمَهُ للّهِِ جَلَّ وَعَزَّ اسمُهُ لا لِلنّاسِ. (3)
عنه عليه السلام_ في رِوايَهٍ اُخرى _: أمّا حَقُّ سائِسِكَ بِالعِلمِ فَالتَّعظيمُ لَهُ وَالتَّوقيرُ لِمَجلِسِهِ وحُسنُ الاِستِماعِ إلَيهِ وَالإِقبالُ عَلَيهِ وَالمَعونَةُ لَهُ عَلى نَفسِكَ فيما لا غِنى بِكَ عَنهُ مِنَ العِلمِ ، بِأَن تُفَرِّغَ لَهُ عَقلَكَ ، وتُحَضِّرَهُ فَهمَكَ ، وتُزَكِّيَ لَهُ قَلبَكَ ، وتُجَلِّيَ لَهُ بَصَرَكَ بِتَركِ اللَّذّاتِ ونَقصِ الشَّهَواتِ ، وأن تَعلَمَ أنَّكَ فيما ألقى إلَيكَ رَسولُهُ إلى مَن لَقِيَكَ مِن أهلِ الجَهلِ ، فَلَزِمَكَ حُسنُ التَّأدِيَةِ عَنهُ إلَيهِم ، ولا تَخُنهُ في تَأدِيَةِ رِسالَتِهِ وَالقِيامِ بِها عَنهُ إذا تَقَلَّدتَها. (4)
الإمام الصادق عليه السلام :المُعَلِّمُ لا يُعَلِّمُ بِالأَجرِ ، ويَقبَلُ الهَدِيَّةَ إذا اُهدِيَ إلَيهِ. (5)
عنه عليه السلام :مَنِ احتاجَ النّاسُ إلَيهِ لِيُفَقِّهَهُم في دينِهِم فَيَسأَلُهُمُ الاُجرَةَ ، كانَ حَقيقاً عَلَى
.
ص: 451
اللّهِ تَعالى أن يُدخِلَهُ نارَ جَهَنَّمَ. (1)
معاني الأخبار عن حمزة بن حمران :سَمِعتُ أبا عَبدِاللّهِ عليه السلام يَقولُ : مَنِ استَأكَلَ بِعِلمِهِ افتَقَرَ . فَقُلتُ لَهُ : جُعِلتُ فِداكَ ، إنَّ في شيعَتِكَ ومُواليكَ قَوماً يَتَحَمَّلونَ عُلومَكُم ويَبُثّونَها في شيعَتِكُم ، فَلا يَعدَمونَ عَلى ذلِكَ مِنهُمُ البِرَّ ، وَالصِّلَةَ ، وَالإِكرامَ ! فَقالَ عليه السلام : لَيسَ اُولئِكَ بِمُستَأكِلينَ ، إنَّمَا المُستَأكِلُ بِعِلمِهِ الَّذي يُفتي بِغَيرِ عِلمٍ ولا هُدًى مِنَ اللّهِ عز و جل ؛ لِيُبطِلَ بِهِ الحُقوقَ طَمَعاً في حُطامِ الدُّنيا. (2)
الكافي عن الفضل بن أبي قرّة :قُلتُ لِأَبي عَبدِاللّهِ عليه السلام : هؤُلاءِ يَقولونَ: إنَّ كَسبَ المُعَلِّمِ سُحتٌ . فَقالَ : كَذَبوا أعداءُ اللّهِ ، إنَّما أرادوا أن لا يُعَلِّمُوا القُرآنَ ، لَو أنَّ المُعَلِّمَ أعطاهُ رَجُلٌ دِيَةَ وَلَدِهِ لَكانَ لِلمُعَلِّمِ مُباحا. (3)
الكافي عن حسّان المعلّم :سَأَلتُ أبا عَبدِاللّهِ عليه السلام عَنِ التَّعليمِ . فَقالَ : لا تَأخُذ عَلَى التَّعليمِ أجراً . قُلتُ : الشِّعرُ وَالرَّسائِلُ وما أشبَهَ ذلِكَ اُشارِطُ عَلَيهِ؟ قالَ : نَعَم ، بَعدَ أن يَكونَ الصِّبيانُ عِندَكَ سَواءً (4) فِي التَّعليمِ لا تُفَضِّلُ بَعضَهُم عَلى بَعضٍ. (5)
.
ص: 452
المناقب :قيل : إنَّ عَبدَالرَّحمنِ السُّلَمِيَّ عَلَّمَ وَلَدَ الحُسَينِ عليه السلام الحَمدَ ، فَلَمّا قَرَأَها عَلى أبيهِ أعطاهُ ألفَ دينارٍ وألفَ حُلَّةٍ وحَشا فاهُ دُرًّا . (1) فَقيلَ لَهُ في ذلِكَ . قالَ : وأينَ يَقَعُ هذا مِن عَطائِهِ؟ يَعني تَعليمَهُ ، وأنشَدَ الحُسَينُ عليه السلام : إذا جادَتِ الدُّنيا عَلَيكَ فَجُد بِها عَلَى النّاسِ طُرًّا قَبلَ أن تَتَفَلَّتِ فَلَا الجودُ يُفنيها إذا هِيَ أقبَلَت ولَا البُخلُ يُبقيها إذا ما تَوَلَّتِ (2)
راجع : ص 350 (عدم أخذ الاُجرة لتعليم معالم الدين) و 429 (اتخاذ علم الدين مهنة) .
3 / 3حُقوقُ المُتَعَلِّمِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ النّاسَ لَكُم تَبَعٌ ، وإنَّ رِجالًا يَأتونَكُم مِن أقطارِ الأَرَضينَ يَتَفَقَّهونَ فِي الدّينِ ، فَإِذا أتَوكُم فَاستَوصوا بِهِم خَيراً. (3)
الإمام زين العابدين عليه السلام :حَقُّ الصَّغيرِ رَحمَتُهُ في تَعليمِهِ وَالعَفوُ عَنهُ وَالسَّترُ عَلَيهِ وَالرِّفقُ بِهِ وَالمَعونَةُ لَهُ. (4)
.
ص: 453
عنه عليه السلام :أمّا حَقُّ رَعِيَّتِكَ بِالعِلمِ ، فَأَن تَعلَمَ أنَّ اللّهَ عز و جل إنَّما جَعَلَكَ قَيِّما لَهُم فيما آتاكَ مِنَ العِلمِ وفَتَحَ لَكَ مِن خَزائِنِهِ ، فَإِن أحسَنتَ في تَعليمِ النّاسِ ولَم تَخرُق بِهِم ولَم تَضجَر عَلَيهِم زادَكَ اللّهُ مِن فَضلِهِ ، وإن أنتَ مَنَعتَ النّاسَ عِلمَكَ أو خَرَقتَ بِهِم عِندَ طَلَبِهِمُ العِلمَ مِنكَ كانَ حَقًّا عَلَى اللّهِ عز و جل أن يَسلُبَكَ العِلمَ وبَهاءَهُ ويُسقِطَ مِنَ القُلوبِ مَحَلَّكَ. (1)
عنه عليه السلام_ في رِوايَةٍ اُخرى _: أمّا حَقُّ رَعِيَّتِكَ بِالعِلمِ ، فَأَن تَعلَمَ أنَّ اللّهَ قَد جَعَلَكَ لَهُم فيما آتاكَ مِنَ العِلمِ ، ووَلّاكَ مِن خِزانَةِ الحِكمَةِ ، فَإِن أحسَنتَ فيما وَلّاكَ اللّهُ مِن ذلِكَ وقُمتَ بِهِ لَهُم مَقامَ الخازِنِ الشَّفيقِ ، النّاصِحِ لمَولاهُ في عَبيدِهِ ، الصّابِرِ المُحتَسِبِ الَّذي إذا رَأى ذا حاجَةٍ أخرَجَ لَهُ مِنَ الأَموالِ الَّتي في يَدَيهِ كُنتَ راشِداً ، وكُنتَ لِذلِكَ آمِلًا مُعتَقِداً ، وإلّا كُنتَ لَهُ خائِناً ، ولِخَلقِهِ ظالِماً ، ولِسَلبِهِ وعِزِّهِ مُتَعَرِّضاً. (2)
.
ص: 454
. .
ص: 455
الفصل الرابع : أصناف العلماءرسول اللّه صلى الله عليه و آله :عُلَماءُ هذِهِ الاُمَّةِ رَجُلانِ : رَجُلٌ آتاهُ اللّهُ عِلماً فَبَذَلَهُ لِلنّاسِ ولَم يَأخُذ عَلَيهِ طَمَعاً (1) ولَم يَشتَرِ بِهِ ثَمَناً ، فَذلِكَ تَستَغفِرُ لَهُ حيتانُ البَحرِ ودَوابُّ البَرِّ وَالطَّيرُ في جَوِّ السَّماءِ ، ويَقدَمُ عَلَى اللّهِ سَيِّداً شَريفاً حَتّى يُرافِقَ المُرسَلينَ . ورَجُلٌ آتاهُ اللّهُ عِلماً فَبَخِلَ بِهِ عَن عِبادِ اللّهِ وأخَذَ عَلَيهِ طَمَعاً وَاشتَرى بِهِ ثَمَناً ، فَذاكَ يُلجَمُ يَومَ القِيامَةِ بِلِجامٍ مِن نارٍ ، ويُنادي مُنادٍ : هذَا الَّذي آتاهُ اللّهُ عِلماً فَبَخِلَ بِهِ عَن عِبادِ اللّهِ ، وأخَذَ عَلَيهِ طَمَعاً وَاشتَرى بِهِ ثَمَناً ، وكَذلِكَ حَتّى يَفرُغَ مِنَ الحِسابِ. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :العُلَماءُ رَجُلانِ : رَجُلٌ عالِمٌ آخِذٌ بِعِلمِهِ فَهذا ناجٍ ، وعالِمٌ تارِكٌ لِعِلمِهِ فَهذا هالِكٌ . وإنَّ أهلَ النّارِ لَيَتَأَذَّونَ مِن ريحِ العالِمِ التّارِكِ لِعِلمِهِ. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :العُلَماءُ ثَلاثَةٌ : رَجُلٌ عاشَ بِهِ النّاسُ وعاشَ بِعِلمِهِ ، ورَجُلٌ عاشَ بِهِ النّاسُ
.
ص: 456
وأهلَكَ نَفسَهُ ، ورَجُلٌ عاشَ بِعِلمِهِ ولَم يَعِش بِهِ أحَدٌ غَيرُهُ. (1)
الإمام الصادق عليه السلام :طَلَبَةُ العِلمِ ثَلاثَةٌ فَاعرِفهُم بِأَعيانِهِم وصِفاتِهِم : صِنفٌ يَطلُبُهُ لِلجَهلِ وَالمِراءِ ، وصِنفٌ يَطلُبُهُ لِلاِستِطالَةِ وَالخَتلِ ، وصِنفٌ يَطلُبُهُ لِلفِقهِ وَالعَقلِ . فَصاحِبُ الجَهلِ وَالمِراءِ موذٍ مُمارٍ مُتَعَرِّضٌ لِلمَقالِ في أندِيَةِ الرِّجالِ بِتَذاكُرِ العِلمِ وصِفَةِ الحِلمِ ، وقَد تَسَربَلَ بِالخُشوعِ وتَخَلّى مِنَ الوَرَعِ فَدَقَّ اللّهُ مِن هذا خَيشومَهُ ، وقَطَعَ مِنهُ حَيزومَهُ . وصاحِبُ الاِستِطالَةِ وَالخَتلِ ، ذو خِبٍّ ومَلَقٍ ، يَستَطيلُ عَلى مِثلِهِ مِن أشباهِهِ ، ويَتَواضَعُ لِلأَغنِياءِ مِن دونِهِ ، فَهُوَ لِحَلوائِهِم هاضِمٌ ، ولِدينِهِ حاطِمٌ ، فَأَعمَى اللّهُ عَلى هذا خَبَرَهُ وقَطَعَ مِن آثارِ العُلَماءِ أثَرَهُ . وصاحِبُ الفِقهِ وَالعَقلِ ذو كَآبَةٍ وحُزنٍ وسَهَرٍ ، قَد تَحَنَّكَ في بُرنُسِهِ ، وقامَ اللَّيلَ في حِندِسِهِ ، يَعمَلُ ويَخشى وَجِلًا داعِياً مُشفِقاً ، مُقبِلًا عَلى شَأنِهِ ، عارِفاً بِأَهلِ زَمانِهِ ، مُستَوحِشاً مِن أوثَقِ إخوانِهِ ، فَشَدَّ اللّهُ مِن هذا أركانَهُ ، وأعطاهُ يَومَ القِيامَةِ أمانَهُ. (2)
عنه عليه السلام :إنَّ مِنَ العُلَماءِ مَن يُحِبُّ أن يَخزُنَ عِلمَهُ ولا يُؤخَذَ عَنهُ ، فَذاكَ فِي الدَّرَكِ الأَوَّلِ مِنَ النّارِ . ومِنَ العُلَماءِ مَن إذا وُعِظَ أنِفَ وإذا وَعَظَ عَنُفَ ، فَذاكَ فِي الدَّرَكِ الثّاني مِنَ النّارِ . ومِنَ العُلَماءِ مَن يَرى أن يَضَعَ العِلمَ عِندَ ذَوِي الثَّروَةِ وَالشَّرَفِ ، ولا يَدري لَهُ فِي المَساكينِ وَضعاً ، فَذاكَ فِي الدَّرَكِ الثّالِثِ مِنَ النّارِ . ومِنَ العُلَماءِ مَن يَذهَبُ في عِلمِهِ مَذهَبَ الجَبابِرَةِ وَالسَّلاطِينِ ، فَإِن رُدَّ عَلَيهِ
.
ص: 457
شَيءٌ مِن قَولِهِ أو قُصِّرَ في شَيءٍ مِن أمرِهِ غَضِبَ ، فَذاكَ فِي الدَّرَكِ الرّابِعِ مِنَ النّارِ . ومِنَ العُلَماءِ مَن يَطلُبُ أحاديثَ اليَهودِ وَالنَّصارى لِيُغزِرَ بِهِ ويُكثِرَ بِهِ حَديثَهُ ، فَذاكَ فِي الدَّرَكِ الخامِسِ مِنَ النّارِ . ومِنَ العُلَماءِ مَن يَضَعُ نَفسَهُ لِلفُتيا ويَقولُ : سَلوني ، ولَعَلَّهُ لا يُصيبُ حَرفاً واحِداً وَاللّهُ لا يُحِبُّ المُتَكَلِّفينَ ، فَذاكَ فِي الدَّرَكِ السّادِسِ مِنَ النّارِ . ومِنَ العُلَماءِ مَن يَتَّخِذُ عِلمَهُ مُروءَةً وعَقلًا (1) ، فَذاكَ فِي الدَّرَكِ السّابِعِ مِنَ النّارِ. (2)
عيسى عليه السلام_ لِلحَوارِيّينَ _: بِحَقٍّ أقولُ لَكُم : إنَّ النّاسَ فِي الحِكمَةِ رَجُلانِ : فَرَجُلٌ أتقَنَها بِقَولِهِ وصَدَّقَها بِفِعلِهِ . ورَجُلٌ أتقَنَها بِقَولِهِ وضَيَّعَها بِسوءِ فِعلِهِ ، فَشَتّانَ بَينَهما ! فَطوبى لِلعُلَماءِ بِالفِعلِ ، ووَيلٌ لِلعُلَماءِ بِالقَولِ. (3)
.
ص: 458
. .
ص: 459
الفصل الخامس : الأمثال العليا في العلم والحكمة5 / 1الأَنبِياءالكتاب«أُوْلَ_ئِكَ الَّذِينَ ءَاتَيْنَ_هُمُ الْكِتَ_بَ وَالْحُكْمَ (1) وَالنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَ_ؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُواْ بِهَا بِكَ_فِرِينَ» . (2)
«وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَ_قَ النَّبِيِّينَ لَمَا ءَاتَيْتُكُم مِّن كِتَ_بٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ ءَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَ لِكُمْ إِصْرِى قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّ_هِدِينَ» . (3)
«وَ اذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ * إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِىِّ وَ الْاءِشْرَاقِ *
.
ص: 460
وَ الطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَّهُ أَوَّابٌ * وَ شَدَدْنَا مُلْكَهُ وَءَاتَيْنَ_هُ الْحِكْمَةَ وَ فَصْلَ الْخِطَابِ» . (1)
«فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَءَاتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَ_كِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَ__لَمِينَ» .
«وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَ_بَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْاءِنجِيلَ» . (2)
«إِذْ قَالَ اللَّهُ يَ_عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِى عَلَيْكَ وَعَلَى وَ لِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِى الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَ_بَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْاءِنجِيلَ» .
«وَ لَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ ءَاتَيْنَ_هُ حُكْمًا وَ عِلْمًا وَ كَذَ لِكَ نَجْزِى الْمُحْسِنِينَ» . (3)
«وَ لَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى ءَاتَيْنَ_هُ حُكْمًا وَ عِلْمًا وَ كَذَ لِكَ نَجْزِى الْمُحْسِنِينَ» .
«وَ لَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَ_تِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ وَ لِأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِى تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَ أَطِيعُونِ» . (4)
«وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَ_بَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا» .
«ذَ لِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَ_هًا ءَاخَرَ فَتُلْقَى فِى جَهَنَّمَ مَلُومًا مَّدْحُورًا». (5)
«يَ_يَحْيَى خُذِ الْكِتَ_بَ بِقُوَّةٍ وَ ءَاتَيْنَ_هُ الْحُكْمَ صَبِيًّا» .
الحديثالإمام الباقر عليه السلام :ماتَ زَكَرِيّا عليه السلام فَوَرِثَهُ ابنُهُ يَحيَى عليه السلام الكِتابَ وَالحِكمَةَ وهُوَ صَبِيٌّ صَغيرٌ، أما تَسمَعُ لِقَولِهِ عز و جل: «يَ_يَحْيَى خُذِ الْكِتَ_بَ بِقُوَّةٍ وَ ءَاتَيْنَ_هُ الْحُكْمَ صَبِيًّا» . (6)
.
ص: 461
الكافي عن عليّ بن أسباط :رَأَيتُ أبا جَعفَرٍ عليه السلام وقَد خَرَجَ عَلَيَّ فَأَخَذتُ النَّظَرَ إلَيهِ، وجَعَلتُ أنظُرُ إلى رَأسِهِ ورِجلَيهِ لِأَصِفَ قامَتَهُ لِأَصحابِنا بِمِصرَ، فَبَينا أنَا كَذلِكَ حَتّى قَعَدَ فَقالَ: يا عَلِيُّ، إنَّ اللّهَ احتَجَّ فِي الإِمامَةِ بِمِثلِ مَا احتَجَّ بِهِ فِي النُّبُوَّةِ، فَقالَ: «وَ ءَاتَيْنَ_هُ الْحُكْمَ صَبِيًّا» ، «وَ لَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ» (1) ، «وَ بَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً» (2) ، فَقَد يَجوزُ أن يُؤتَى الحِكمَةَ وهُوَ صَبِيٌّ ، ويَجوزُ أن يُؤتاها وهُوَ ابنُ أربَعينَ سَنَةً. (3)
مجمع البيان عن عليّ بن أسباط :قَدِمتُ المَدينَةَ وأنَا اُريدُ مِصرَ، فَدَخَلتُ عَلى أبي جَعفَرٍ مُحَمَّدٍ بنِ عَلِيٍّ الرِّضا عليهماالسلام وهُوَ إذ ذاكَ خُماسِيٌّ ، فَجَعَلتُ أتَأَمَّلُهُ لِأَصِفَهُ لِأَصحابِنا بِمِصرَ، فَنَظَرَ إلَيَّ فَقالَ لي: يا عَلِيُّ، إنَّ اللّهَ قَد أخَذَ فِي الإِمامَةِ كَما أخَذَ فِي النُّبُوَّةِ، قالَ: «وَ لَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى ءَاتَيْنَ_هُ حُكْمًا وَ عِلْمًا» (4) وقالَ: «وَ ءَاتَيْنَ_هُ الْحُكْمَ صَبِيًّا» فَقَد يَجوزُ أن يُعطَيَ الحُكمَ ابنَ أربَعينَ سَنَةً، ويَجوزُ أن يُعطاهُ الصَّبِيَّ. (5) الأمثال العليا في العلم والحكمة
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :قالَ الغِلمانُ لِيَحيَى بنِ زَكَرِيّا عليه السلام : اِذهَب بِنا نَلعَبُ. فَقالَ يَحيى عليه السلام : ما لِلَّعِبِ خُلِقنا! اِذهَبوا نُصَلّي، فَهُوَ قَولُ اللّهِ: «وَ ءَاتَيْنَ_هُ الْحُكْمَ صَبِيًّا» . (6)
الإمام عليّ عليه السلام_ في ذِكرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله _: اِختارَهُ مِن شَجَرَةِ الأَنبِياءِ ، ومِشكاةِ الضِّياءِ ،
.
ص: 462
وذُؤابَةِ (1) العَلياءِ ، وسُرَّةِ البَطحاءِ ، ومَصابيحِ الظُّلمَةِ ، ويَنابيعِ الحِكمَةِ. (2)
الإمام الصادق عليه السلام :سَأَلَ داوُدُ النَّبِيُّ سُلَيمانَ عليهماالسلام وأرادَ عِلمَ ما بَلَغَ مِنَ الحِكمَةِ . قالَ : يا بُنَيَّ أخبِرني أيُّ شَيءٍ أبرَدُ ؟ قالَ: عَفوُ اللّهِ عَنِ النّاسِ ، وعَفوُ النّاسِ بَعضِهِم عَن بَعضٍ لا شَيءَ أبرَدُ مِنهُ . قالَ : فَأَيُّ شَيءٍ أحلى ؟ قالَ : المَحَبَّةُ ، هِيَ رَوحُ اللّهِ بَينَ عِبادِهِ حَتّى إنَّ الفَرَسَ لَيَرفَعُ حافِرَهُ عَن وَلَدِهِ . فَضَحِكَ داوُدُ عليه السلام عِندَ إجابَةِ سُلَيمانَ عليه السلام . (3)
5 / 2آلُ إبراهيمالكتاب«أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا ءَاتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ ءَاتَيْنَا ءَالَ إِبْرَ هِيمَ الْكِتَ_بَ وَالْحِكْمَةَ وَءَاتَيْنَ_هُم مُّلْكًا عَظِيمًا» . (4)
الحديثالإمام الباقر عليه السلام_ في تَفسيرِ قَولِهِ تَعالى: «فَقَدْ ءَاتَيْنَآ ءَالَ إِبْرَ هِيمَ الْكِتَ_بَ وَالْحِكْمَةَ وَءَاتَيْنَ_هُم مُّلْكًا عَظِيمًا» _: فَأَمَّا الكِتابُ فَهُوَ النُّبُوَّةُ، وأمَّا الحِكمَةُ فَهُمُ الحُكَماءُ مِنَ الأَنبِياءِ مِنَ الصَّفوَةِ. (5)
.
ص: 463
عنه عليه السلام :إنَّمَا الحُجَّةُ في آلِ إبراهيمَ عليه السلام لِقَولِ اللّهِ عز و جل: «فَقَدْ ءَاتَيْنَآ ءَالَ إِبْرَ هِيمَ الْكِتَ_بَ وَالْحِكْمَةَ وَءَاتَيْنَ_هُم مُّلْكًا عَظِيمًا» فَالحُجَّةُ الأَنبِياءُ عليهم السلام وأهلُ بُيوتاتِ الأَنبِياءِ عليهم السلام حَتّى تَقومَ السّاعَةُ، لِأَنَّ كِتابَ اللّهِ يَنطِقُ بِذلِكَ ووَصِيَّةُ اللّهِ جَرَت بِذلِكَ فِي العَقِبِ مِنَ البُيوتِ الَّتي رَفَعَها تَبارَكَ وتَعالى عَلَى النّاسِ فَقالَ : «فِى بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ» (1) وهِيَ بُيوتاتُ الأَنبِياءِ وَالرُّسُلِ وَالحُكَماءِ وأئِمَّةِ الهُدى. (2)
5 / 3بَنو إسرائيلَ«وَ لَقَدْ ءَاتَيْنَا بَنِى إِسْرَ ءِيلَ الْكِتَ_بَ وَ الْحُكْمَ وَ النُّبُوَّةَ وَ رَزَقْنَ_هُم مِّنَ الطَّيِّبَ_تِ وَ فَضَّلْنَ_هُمْ عَلَى الْعَ_لَمِينَ» . (3)
5 / 4آلُ مُحَمَّدٍالإمام عليّ عليه السلام_ في وَصفِ أهلِ البَيتِ عليهم السلام _: هُم مَوضِعُ سِرِّهِ (4) ولَجَأُ أمرِهِ ، وعَيبَةُ (5) عِلمِهِ، ومَوئِلُ (6) حُكمِهِ، وكُهوفُ كُتُبِهِ، وجِبالُ دينِهِ. (7)
.
ص: 464
عنه عليه السلام_ أيضا _: هُم مَصابيحُ الظُّلَمِ، ويَنابيعُ الحِكَمِ، ومَعادِنُ العِلمِ، ومَواطِنُ الحِلمِ. (1)
الإمام عليّ عليه السلام :إنَّهُم خاصَّةُ نورٍ يُستَضاءُ بِهِ ، وأئِمَّةٌ يُقتَدى بِهِم ، وهُم عَيشُ العِلمِ ومَوتُ الجَهلِ ، هُمُ الَّذينَ يُخبِرُكُم حُكمُهُم [ حِلمُهُم ]عَن عِلمِهِم ، وصَمتُهُم عَن مَنطِقِهِم ، وظاهِرُهُم عَن باطِنِهِم ، لا يُخالِفونَ الدّينَ ولا يَختَلِفونَ فيهِ. (2)
عنه عليه السلام :نَحنُ شَجَرَةُ النُّبُوَّةِ، ومَحَطُّ الرِّسالَةِ، ومُختَلَفُ المَلائِكَةِ، ومعادِنُ العِلمِ، ويَنابيعُ الحُكمِ، ناصِرُنا ومُحِبُّنا يَنتَظِرُ الرَّحمَةَ، وعَدُوُّنا ومُبغِضُنا يَنتَظِرُ السَّطوَةَ. (3)
عنه عليه السلام :ألا وإنّا أهلَ البَيتِ أبوابُ الحِكَمِ ، وأنوارُ الظُّلَمِ ، وضِياءُ الاُمَمِ. (4)
الإمام الصادق عليه السلام :نَحنُ شَجَرَةُ النُّبُوَّةِ، وبَيتُ الرَّحمَةِ، ومَفاتيحُ الحِكمَةِ، ومَعدِنُ العِلمِ. (5)
الإمام عليّ عليه السلام :تَاللّهِ لَقَد عُلِّمتُ تَبليغَ الرِّسالاتِ، وإتمامَ العِداتِ، وتَمامَ الكَلِماتِ، وعِندَنا _ أهلَ البَيتِ _ أبوابُ الحُكمِ، وضِياءُ الأَمرِ. (6)
تاريخ دمشق عن عبد اللّه (ابن مسعود) :كُنتُ عِندَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله فَسُئِلَ عَن عَلِيٍّ عليه السلام . فَقالَ: قُسِمَتِ الحِكمَةُ عَشَرَةَ أجزاءٍ فَاُعطِيَ عَلِيٌّ تِسعَةَ أجزاءٍ، وَالنّاسُ
.
ص: 465
جُزءاً واحِداً. (1)
الكافي عن يزيد الكناسيّ :سَأَلتُ أبا جَعفَرٍ عليه السلام ... فَقالَ : ... لَيسَ تَبقَى الأَرضُ يا أبا خالِدٍ يَوماً واحِداً بِغَيرِ حُجَّةٍ للّهِِ عَلَى النّاسِ مُنذُ يَومِ خَلَقَ اللّهُ آدَمَ عليه السلام وأسكَنَهُ الأَرضَ . فَقُلتُ: جُعِلتُ فِداكَ، أكانَ عَلِيٌّ عليه السلام حُجَّةً مِنَ اللّهِ ورَسولِهِ عَلى هذِهِ الاُمَّةِ في حَياةِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ؟ فَقالَ: نَعَم، يَومَ أقامَهُ لِلنّاسِ ونَصَبَهُ عَلَماً ودَعاهُم إلى وَلايَتِهِ وأمَرَهُم بِطاعَتِهِ . قُلتُ: وكانَت طاعَةُ عَلِيٍّ عليه السلام واجِبَةً عَلَى النّاسِ في حَياةِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله وبَعدَ وَفاتِهِ؟ فَقالَ: نَعَم، ولكِنَّهُ صَمَتَ فَلَم يَتَكَلَّم مَعَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وكانَتِ الطّاعَةُ لِرَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَلى اُمَّتِهِ وعَلى عَلِيٍّ عليه السلام في حَياةِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وكانَتِ الطّاعَةُ مِنَ اللّهِ ومِن رَسولِهِ عَلَى النّاسِ كُلِّهِم لِعَلِيٍّ عليه السلام بَعدَ وَفاةِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وكانَ عَلِيٌّ عليه السلام حَكيماً عالِماً. (2)
5 / 5لُقمانرسول اللّه صلى الله عليه و آله :حَقًّا أقولُ: لَم يَكُن لُقمانُ نَبِيًّا ولكِن كانَ عَبداً كَثيرَ التَّفَكُّرِ، حَسَنَ
.
ص: 466
اليَقينِ، أحَبَّ اللّهَ فَأَحَبَّهُ ومَنَّ عَلَيهِ بِالحِكمَةِ. (1)
تفسير القمّي عن حمّاد :سَأَلتُ أبا عَبدِاللّهِ عليه السلام عَن لُقمانَ وحِكمَتِهِ الَّتي ذَكَرَهَا اللّهُ عز و جل . فَقالَ : أما وَاللّهِ ما اُوتِيَ لُقمانُ الحِكمَةَ بِحَسَبٍ ولا مالٍ ولا أهلٍ ولا بَسطٍ في جِسمٍ ولا جَمالٍ، ولكِنَّهُ كانَ رَجُلًا قَوِيًّا في أمرِ اللّهِ، مُتَوَرِّعاً فِي اللّهِ، ساكِتاً سَكيناً، عَميقَ النَّظَرِ، طَويلَ الفِكرِ، حَديدَ النَّظَرِ، مُستَعبِراً بِالعِبَرِ، لَم يَنَم نَهاراً قَطُّ، ولَم يَرَهُ أحَدٌ مِنَ النّاسِ عَلى بَولٍ ولا غائِطٍ ولَا اغتِسالٍ لِشِدَّةِ تَسَتُّرِهِ، وعُمقِ نَظَرِهِ، وتَحَفُّظِهِ في أمرِهِ، ولَم يَضحَك مِن شَيءٍ قَطُّ مَخافَةَ الإِثمِ، ولَم يَغضَب قَطُّ، ولَم يُمازِح إنساناً قَطُّ، ولَم يَفرَح بِشَيءٍ إن أتاهُ مِن أمرِ الدُّنيا، ولا حَزِنَ مِنها عَلى شَيءٍ قَطُّ. وقَد نَكَحَ مِنَ النِّساءِ ووُلِدَ لَهُ مِنَ الأَولادِ الكَثيرَةِ وقَدَّمَ أكثَرَهُم أفراطاً (2) ، فَما بَكى عَلى مَوتِ أحَدٍ مِنهُم، ولَم يَمُرَّ بِرَجُلَينِ يَختَصِمانِ أو يَقتَتِلانِ إلّا أصلَحَ بَينَهُما، ولَم يَمضِ عَنهُما حَتّى يُحابّا، ولَم يَسمَع قَولًا قَطُّ مِن أحَدٍ استَحسَنَهُ إلّا سَأَلَ عَن تَفسيرِهِ وعَمَّن أخَذَهُ، وكانَ يُكثِرُ مُجالَسَةَ الفُقَهاءِ وَالحُكَماءِ، وكانَ يَغشَى القُضاةَ وَالمُلوكَ وَالسَّلاطينَ، فَيَرثي لِلقُضاةِ مَا ابتُلوا بِهِ، ويَرحَمُ لِلمُلوكِ وَالسَّلاطينِ لِغِرَّتِهِم بِاللّهِ وطُمَأنينَتِهِم في ذلِكَ ، ويَعتَبِرُ ويَتَعَلَّمُ ما يَغلِبُ بِهِ نَفسَهُ ويُجاهِدُ بِهِ هَواهُ ويَحتَرِزُ بِهِ مِنَ الشَّيطانِ. فَكانَ يُداوي قَلبَهُ بِالفِكرِ ، ويُداوي نَفسَهُ بِالعِبَرِ، وكانَ لا يَظعَنُ إلّا فيما يَنفَعُهُ، فَبِذلِكَ اُوتِيَ الحِكمَةَ ومُنِحَ العِصمَةَ، فَإِنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى أمَرَ طوائِفَ مِنَ المَلائِكَهِ حينَ انتَصَفَ النَّهارُ وهَدَأَتِ العُيونُ بِالقائِلَةِ، فَنادَوا لُقمانَ حَيثُ يَسمَعُ ولا يَراهُم،
.
ص: 467
فَقالوا: يا لُقمانُ، هَل لَكَ أن يَجعَلَكَ اللّهُ خَليفَةً فِي الأَرضِ تَحكُمُ بَينَ النّاسِ؟ فَقالَ لُقمانُ: إن أمَرَنِي اللّهُ بِذلِكَ فَالسَّمعُ وَالطّاعَةُ لِأَنَّهُ إن فَعَلَ بي ذلِكَ أعانَني عَلَيهِ وعَلَّمَني وعَصَمَني، وإن هُوَ خَيَّرَني قَبِلتُ العافِيَةَ . فَقالَتِ المَلائِكَةُ: يا لُقمانُ، لِمَ قُلتَ ذلِكَ؟ قالَ: لِأَنَّ الحُكمَ بَينَ النّاسِ مِن أشَدِّ المَنازِلِ مِنَ الدّينِ وأكثَرِها فَتناً وبَلاءً ما يُخذَلُ (1) ولا يُعانُ ويَغشاهُ الظُّلَمُ مِن كُلِّ مَكانٍ، وصاحِبُهُ فيهِ بَينَ أمرَينِ، إن أصابَ فيهِ الحَقَّ فَبِالحَرِيِّ أن يَسلَمَ، وإن أخطَأَ أخطَأَ طَريقَ الجَنَّةِ، ومَن يَكُن فِي الدُّنيا ذَليلًا وضَعيفاً كانَ أهوَنُ عَلَيهِ فِي المَعادِ أن يَكونَ فيهِ حَكَماً سَرِيًّا شَريفاً، ومَنِ اختارَ الدُّنيا عَلَى الآخِرَةِ يَخسَرُهُما كِلتَيهِما، تَزولُ هذِهِ ولا تُدرَكُ تِلكَ. قالَ: فَتَعَجَّبَتِ المَلائِكَةُ مِن حِكمَتِهِ وَاستَحسَنَ الرَّحمنُ مَنطِقَهُ، فَلَمّا أمسى وأخَذَ مَضجَعَهُ مِنَ اللَّيلِ أنزَلَ اللّهُ عَلَيهِ الحِكمَةَ فَغَشّاهُ بِها مِن قَرنِهِ إلى قَدَمِهِ وهُوَ نائِمٌ، وغَطّاهُ بِالحِكمَةِ غِطاءً فَاستَيقَظَ وهُوَ أحكَمُ النّاسِ في زَمانِهِ، وخَرَجَ عَلَى النّاسِ يَنطِقُ بِالحِكمَةِ ويُثبِتُها فيها. (2)
5 / 6قُسُّ بنُ ساعِدَةَالإمام الباقر عليه السلام :بَينا رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ذاتَ يَومٍ بِفِناءِ الكَعبَةِ يَومَ افتَتَحَ مَكَّةَ إذ أقبَلَ إلَيهِ وَفدٌ فَسَلَّموا عَلَيهِ، فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : مَنِ القَومُ؟ قالوا: وَفدُ بَكرِ بنِ وائِلٍ . قالَ: فَهَل عِندَكُم عِلمٌ مِن خَبَرِ قُسِّ بنِ ساعِدَةَ الأَيادِيِّ؟ قالوا: نَعَم يا رَسولَ اللّهِ .
.
ص: 468
قالَ: فَما فَعَلَ؟ قالوا: ماتَ . فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : الحَمدُ للّهِِ رَبِّ المَوتِ ورَبِّ الحَياةِ، كُلُّ نَفسٍ ذائِقَةُ المَوتِ (1) ، كَأَنّي أنظُرُ إلى قُسِّ بنِ ساعِدَةَ الأَيادِيِّ وهُوَ بِسوقِ عُكاظٍ عَلى جَمَلٍ لَهُ أحمَرَ وهُوَ يَخطُبُ النّاسَ ويَقولُ: اِجتَمِعوا أيُّهَا النّاسُ، فَإِذَا اجتَمَعتُم فَأَنصِتوا، فَإِذا أنصَتُّم فَاسمَعوا، فَإِذا سَمِعتُم فَعوا، فَإِذا وَعَيتُم فَاحفَظوا، فَإِذا حَفِظتُم فَاصدُقوا . ألا إنَّهُ مَن عاشَ ماتَ، ومَن ماتَ فاتَ، ومَن فاتَ فَلَيسَ بِآتٍ، إنَّ فِي السَّماءِ خَبَراً ، وفِي الأَرضِ عِبَراً، سَقفٌ مَرفوعٌ، ومِهادٌ مَوضوعٌ، ونُجومٌ تَمورُ (2) ، ولَيلٌ يَدورُ، وبِحارُ ماءٍ ( لا ) تَغورُ. يَحلِفُ قُسٌّ ما هذا بِلَعِبٍ ، وإنَّ مِن وَراءِ هذا لَعَجَباً، ما لي أرَى النّاسَ يَذهَبونَ فَلا يَرجِعونَ ! أرَضوا بِالمُقامِ فَأَقاموا ؟! أم تُرِكوا فَناموا ؟! يَحلِفُ قُسٌّ يَميناً غَيرَ كاذِبَةٍ، إنَّ للّهِِ ديناً هُوَ خَيرٌ مِنَ الدّينِ الَّذي أنتُم عَلَيهِ. ثُمَّ قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : رَحِمَ اللّهُ قُسًّا يُحشَرُ يَومَ القِيامَةِ اُمَّةً وَحدَهُ . قالَ: هَل فيكُم أحَدٌ يُحسِنُ مِن شِعرِهِ شَيئاً؟ فَقالَ بَعضُهُم: سَمِعتُهُ يَقولُ: فِي الأَوَّلينَ الذّاهِبينَ مِنَ القُرونِ لَنا بَصائِر لَمّا رَأَيتُ مَوارِدَ لِلمَوتِ لَيسَ لَها مَصادِر ورَأَيتُ قَومي نَحوَها تَمضِي الأَكَابِرُ وَالأَصاغِر لا يَرجِعُ الماضِي إلَيَّ ولا مِنَ الباقينَ غابِر (3) أيقَنتُ أنّي لا مَحالَةَ حَيثُ صارَ القَومُ صائِر وبَلَغَ مِن حِكمَةِ قُسِّ بنِ ساعِدَةَ ومَعرِفَتِهِ أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله كانَ يَسأَلُ مَن يَقدَمُ عَلَيهِ مِن أيادٍ مِن حِكَمِهِ ويُصغي إلَيهِ سَمعَهُ. (4)
.
ص: 469
5 / 7مثرمُ بنُ رَغيبٍرسول اللّه صلى الله عليه و آله_ في صِفَةِ المثرمِ بنِ زغيبِ بنِ الشَّيقبان (1) _: كانَ مِن أحَدِ العُبّادِ، قَد عَبَدَ اللّهَ تَعالى مِئَتَينِ وسَبعينَ سَنَةً، لَم يَسأَلهُ حاجَةً إلّا أجابَهُ، إنَّ اللّهَ عز و جل أسكَنَ في قَلبِهِ الحِكمَةَ، وألهَمَهُ بِحُسنِ طاعَتِهِ لِرَبِّهِ. (2)
5 / 8سَلمانالإمام عليّ عليه السلام_ لَمّا قالَ لَهُ ابنُ الكَوّا : يا أميرَالمُؤمِنينَ، فَأَخبِرني عَن سَلمانَ الفارِسِيّ _: بَخٍ بَخٍ! سَلمانُ مِنّا أهلَ البَيتِ، ومَن لَكُم بِمِثلِ لُقمانَ الحَكيمِ عَلِمَ
.
ص: 470
عِلمَ الأَوَّلِ وَالآخِرِ. (1)
الإمام الصادق عليه السلام :إنَّما صارَ سَلمانُ مِنَ العُلَماءِ ، لِأَنَّهُ امرُؤٌ مِنّا أهلَ البَيتِ ، فَلِذلِكَ نَسَبتُهُ إلَى العُلَماءِ. (2)
رجال الكشّي عن الفضيل بن يسار عن الإمام الباقر عليه السلام ، قال :قالَ لي : تَروي ما يَروِي النّاسُ أنَّ عَلِيًّا عليه السلام قالَ في سَلمانَ : أدرَكَ عِلمَ الأَوَّلِ وعِلمَ الآخِرِ؟ قُلتُ: نَعَم . قالَ: فَهَل تَدري ما عَنى؟ قُلتُ: يَعني عِلمَ بَني إسرائيلَ وعِلمَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله . فَقالَ: لَيسَ هكَذا يَعني، ولكِن عِلمَ النَّبِيِّ وعِلمَ عَلِيٍّ وأمرَ النَّبِيِّ وأمرَ عَلِيٍّ عليهماالسلام. (3)
الإمام الصادق عليه السلام :أدرَكَ سَلمانُ العِلمَ الأَوَّلَ وَالعِلمَ الآخِرَ ، وهُوَ بَحرٌ لا يُنزَحُ ، وهُوَ مِنّا أهلَ البَيتِ. (4)
5 / 9روبيلرسول اللّه صلى الله عليه و آله عَن جَبرَئيلَ عليه السلام :أنَّ يونُسَ بنَ مَتّى عليه السلام بَعَثَهُ اللّهُ إلى قَومِهِ وهُوَ ابنُ
.
ص: 471
ثَلاثينَ سَنَةً ... فَلَم يُؤمِن بِهِ ولَم يَتَّبِعهُ مِن قَومِهِ إلّا رَجُلانِ ، اسمُ أحَدِهِما روبيلُ وَاسمُ الآخَرِ تَنوخا ، وكانَ روبيلُ مِن أهلِ بَيتِ العِلمِ وَالنُّبُوَّةِ وَالحِكمَةِ، وكانَ قَديمَ الصُّحبَةِ لِيونُسَ بنِ مَتّى مِن قَبلِ أن يَبعَثَهُ اللّهُ بِالنُّبُوَّةِ، وكانَ تَنوخا رَجُلًا مُستَضعَفاً عابِداً زاهِداًمُنهَمِكاً فِي العِبادَةِ ولَيسَ لَهُ عِلمٌ ولا حُكمٌ ، وكانَ روبيلُ صاحِبَ غَنَمٍ يَرعاها ويَتَقَوَّتُ مِنها ، وكانَ تَنوخا رَجُلًا حَطّاباً يَحتَطِبُ عَلى رَأسِهِ ويَأكُلُ مِن كَسبِهِ ، وكانَ لِروبيلَ مَنزِلَةٌ مِن يونُسَ غَيرُ مَنزِلَةِ تَنوخا لِعِلمِ روبيلَ وحِكمَتِهِ وقَديمِ صُحبَتِهِ. (1)
.
ص: 472
. .
ص: 473
الفصل السادس : علماء السّوء6 / 1تَحذيرُ العالِمِ بِلا عَمَلٍرسول اللّه صلى الله عليه و آله :وَيلٌ لِمَن لا يَعلَمُ ، ووَيلٌ لِمَن عَلِمَ ثُمَّ لا يَعمَلُ. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :وَيلٌ لِمَن عَلِمَ ولَم يَنفَعهُ عِلمُهُ _ سَبعَ مَرّاتٍ _ ، ووَيلٌ لِمَن لَم يَعلَم ولَو شاءَ لَعَلِمَهُ _ ثَلاثَ مَرّاتٍ _ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :كُلُّ عِلمٍ وَبالٌ عَلى صاحِبِهِ يَومَ القِيامَةِ إلّا مَن عَمِلَ بِهِ. (3)
عنه صلى الله عليه و آله_ في وَصِيَّتِهِ لِعَبدِ اللّهِ بنِ مَسعودٍ _: يَابنَ مَسعودٍ، مَن تَعَلَّمَ العِلمَ ولَم يَعمَل بِما فيهِ حَشَرَهُ اللّهُ يَومَ القِيامَةِ أعمى. (4)
.
ص: 474
عنه صلى الله عليه و آله :العالِمُ وَالعِلمُ وَالعَمَلُ فِي الجَنَّةِ ، فَإِذا لَم يَعمَلِ العالِمُ بِما يَعلَمُ كانَ العِلمُ وَالعَمَلُ فِي الجَنَّةِ وكانَ العالِمُ فِي النّارِ. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن لَم يَنفَعهُ عِلمُهُ ضَرَّهُ جَهلُهُ. (2)
الإمام عليّ عليه السلام :جاءَ رَجُلٌ إلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله قالَ : ما يَنفي عَنّي حُجَّةَ الجَهلِ؟ قالَ : العِلمُ . قالَ : فَما يَنفي عَنّي حُجَّةَ العِلمِ؟ قالَ : العَمَلُ. (3)
عنه عليه السلام :العِلمُ كُلُّهُ حُجَّةٌ إلّا ما عُمِلَ بِهِ. (4)
عنه عليه السلام :عِلمٌ بِلا عَمَلٍ حُجَّةٌ للّهِِ عَلَى العَبدِ. (5)
عنه عليه السلام :مَن لَم يَعمَل بِالعِلمِ كانَ حُجَّةً عَلَيهِ ووَبالًا. (6)
عنه عليه السلام_ فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ _: يا عالِمُ ، قَد قامَ عَلَيكَ حُجَّةُ العِلمِ فَاستَيقِظ مِن رَقدَتِكَ. (7)
عنه عليه السلام :أشَدُّ النّاسِ نَدَماً عِندَ المَوتِ العُلَماءُ غَيرُ العامِلينَ. (8)
.
ص: 475
عنه عليه السلام :مَن لَم يَهدِهِ العِلمُ أضَلَّهُ الجَهلُ. (1)
عنه عليه السلام :مَن خالَفَ عِلمَهُ عَظُمَت جَريمَتُهُ وإثمُهُ. (2)
عنه عليه السلام :عِلمٌ لا يُصلِحُكَ ضَلالٌ ، ومالٌ لا يَنفَعُكَ وَبالٌ. (3)
عنه عليه السلام :العِلمُ بِلا عَمَلٍ وَبالٌ ، العَمَلُ بِلا عِلمٍ ضَلالٌ. (4)
عنه عليه السلام :عِلمٌ لا يَنفَعُ كَدَواءٍ لا يَنجَعُ. (5)
عنه عليه السلام_ من كِتابِهِ إلَى الحَسَنِ عليه السلام _: إنَّ خَيرَ القَولِ ما نَفَعَ ، وَاعلَم أنَّهُ لا خَيرَ في عِلمٍ لا يَنفَعُ ولا يُنتَفَعُ بِعِلمٍ لا يَحِقُّ تَعَلُّمُهُ. (6)
عنه عليه السلام :لا خَيرَ في قَلبٍ لا يَخشَعُ وعَينٍ لا تَدمَعُ وعِلمٍ لا يَنفَعُ. (7)
عنه عليه السلام_ وهُوَ يَصِفُ زَمانَهُ _: أيُّهَا النّاسُ ! إنّا قَد أصبَحنا في دَهرٍ عَنودٍ وزَمَنٍ كَنودٍ ، يُعَدُّ فيهِ المُحسِنُ مُسيئاً ، ويَزدادُ الظّالِمُ فيهِ عُتُوّاً ، لا نَنتَفِعُ بِما عَلِمنا ، ولا نَسأَلُ عَمّا جَهِلنا. (8)
عنه عليه السلام :كَفى بِالعالِمِ جَهلًا أن يُنافِيَ عِلمُهُ عَمَلَهُ. (9)
عنه عليه السلام :مَن لَم يَتَعاهَد عِلمَهُ فِي الخَلَاَ فَضَحَهُ فِي المَلَاَ (10)
.
ص: 476
عنه عليه السلام :مَن أضاعَ عِلمَهُ التَطَمَ. (1)
عنه عليه السلام :قَطَعَ العِلمُ عُذرَ المُتَعَلِّلينَ. (2)
الإمام الحسن عليه السلام :قَطَعَ العِلمُ عُذرَ المُتَعَلِّمينَ. (3)
الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ مِن أشَدِّ النّاسِ عَذاباً يَومَ القِيامَةِ مَن وَصَفَ عَدلًا وعَمِلَ بِغَيرِهِ. (4)
عيسى عليه السلام :أشقَى النّاسِ مَن هُوَ مَعروفٌ عِندَ النّاسِ بِعِلمِهِ مَجهولٌ بِعَمَلِهِ. (5)
عنه عليه السلام :لَيسَ بِنافِعِكَ أن تَعلَمَ ما لَم تَعمَل . إنَّ كَثرَةَ العِلمِ لا يَزيدُكَ إلّا جَهلًا ما لَم تَعمَل بِهِ. (6)
عنه عليه السلام :إنَّهُ لَيسَ بِنافِعِكَ أن تَعلَمَ ما لَم تَعلَم ولَمّا تَعمَل بِما قَد عَلِمتَ ، إنَّ كَثرَةَ العِلمِ لا تَزيدُ إلّا كِبراً إذا لَم تَعمَل بِهِ. (7)
عنه عليه السلام :إلى مَتى تَصِفونَ الطَّريقَ لِلمُدلِجينَ (8) ، وأنتُم مُقيمونَ مَعَ المُتَحَيِّرينَ ؟ !إنَّما يَنبَغي مِنَ العِلمِ القَليلُ ، ومِنَ العَمَلِ الكَثيرُ. (9)
الكافي عن عليّ بن أسباط عنهم عليهم السلام: فيما وَعَظَ اللّهُ عز و جل به عيسى عليه السلام : ... يا عيسى ،
.
ص: 477
كَم اُطيلُ النَّظَرَ واُحسِنُ الطَّلَبَ وَالقَومُ في غَفلَةٍ لا يَرجِعونَ ، تَخرُجُ الكَلِمَةُ مِن أفواهِهِم لا تَعيها قُلوبُهُم ، يَتَعَرَّضونَ لِمَقتي ويَتَحَبَّبونَ بِقُربي إلَى المُؤمِنينَ ! (1)
راجع: ص 57 (العمل) و 426 (ترك العمل) و 477 (كثرة العلماء بلا عمل) و 477 (مثل العالم بلا عمل) و 479 (العالم بلا عمل جاهل) و 45 (شرط العمل) ص 144 (العمل) و 396 (العمل) .
6 / 2كَثرَةُ العُلَماءِ بِلا عَمَلٍالإمام عليّ عليه السلام :العِلمُ كَثيرٌ وَالعَمَلُ قَليلٌ. (2)
عنه عليه السلام :ما أكثَرَ مَن يَعلَمُ العِلمَ ولا يَتَّبِعُهُ ! (3)
عنه عليه السلام :إنَّ رُواةَ العِلمِ كَثيرٌ ورُعاتَهُ قَليلٌ. (4)
عنه عليه السلام :رُبَّ عالِمٍ غَيرِ مُنتَفِعٍ. (5)
6 / 3مَثَلُ العالِمِ بِلا عَمَلٍرسول اللّه صلى الله عليه و آله :العالِمُ بِغَيرِ عَمَلٍ كَالمِصباحِ يُحرِقُ نَفسَهُ ويُضيءُ لِلنّاسِ. (6)
.
ص: 478
عنه صلى الله عليه و آله :مَثَلُ العالِمِ الَّذي يُعَلِّمُ النّاسَ الخَيرَ ويَنسى نَفسَهُ كَمَثَلِ السِّراجِ يُضيءُ لِلنّاس ويُحرِقُ نَفسَهُ. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :العِلمُ الَّذي لا يُعمَلُ بِهِ كَالكَنزِ الَّذي لا يُنفَقُ مِنهُ ، أتعَبَ صاحِبُهُ نَفسَهُ في جَمعِهِ ولَم يَصِل إلى نَفعِهِ. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ مَثَلَ عِلمٍ لا يَنفَعُ كَمَثَلِ كَنزٍ لا يُنفَقُ في سَبيلِ اللّهِ. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :مَثَلُ الَّذي يَجلِسُ يَسمَعُ الحِكمَةَ ثُمَّ لا يُحَدِّثُ عَن صاحِبِهِ إلّا بِشَرِّ ما يَسمَعُ، كَمَثَلِ رَجُلٍ أتى راعِياً فَقالَ: يا راعي، أجزِرني شاةً مِن غَنَمِكَ، قالَ: اِذهَب فَخُذ بِاُذُنِ خَيرِها، فَذَهَبَ فَأَخَذَ بِاُذُنِ كَلبِ الغَنَمِ. (4)
الإمام عليّ عليه السلام :إنَّ العالِمَ العامِلَ بِغَيرِهِ كَالجاهِلِ الحائِرِ الَّذي لا يَستَفيقُ عَن جَهلِهِ. (5)
عنه عليه السلام :العالِمُ بِلا عَمَلٍ كَالرّامي بِلا وَتَرٍ. (6)
.
ص: 479
عيسى عليه السلام :مَثَلُ عُلَماءِ السَّوءِ مَثَلُ صَخرَةٍ وَقَعَت عَلى فَمِ النَّهرِ ، لا هِيَ تَشرَبُ الماءَ ولا هِيَ تَترُكُ الماءَ يَخلُصُ إلَى الزَّرعِ. (1)
لقمان عليه السلام_ في وَصِيَّتِهِ لِابنِهِ _: مَثَلُ الحِكمَةِ بِغَيرِ طاعَةٍ مَثَلُ الجَسَدِ بِلا نَفَسٍ، أو مَثَلُ الصَّعيدِ بِلا ماءٍ، ولا صَلاحَ لِلجَسَدِ بِلا نَفَسٍ ولا لِلصَّعيدِ بِغَيرِ ماءٍ ، ولا لِلحِكمَةِ بِغَيرِ طاعَةٍ. (2)
راجع : ص 386 (مثل العلماء) .
6 / 4العالِمُ بِلا عَمَلٍ جاهِلٌرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ مِنَ العِلمِ جَهلًا. (3)
مسند البزّار عن عمّار بن ياسر :بَعَثَني رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إلى حَيٍّ مِن قَيسٍ اُعَلِّمُهُم شَرائِعَ الإِسلامِ ، فَإِذا قَومٌ كَأَنَّهُمُ الإِبِلُ الوَحشِيَّةُ ، طامِحَةً أبصارُهُم ، لَيسَ لَهُم هَمٌّ إلّا شاةٌ أو بَعيرٌ ، فَانصَرَفتُ إلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله . فَقالَ : يا عَمّارُ ، ما عَمِلتَ؟ فَقَصَصتُ عَلَيهِ قِصَّةَ القَومِ ، وأخبَرتُهُ بِما بِهِم مِنَ السَّهوَةِ (4) . قالَ : يا عَمّارُ ألا اُخبِرُكَ بِأَعجَبَ مِنهُم؟
.
ص: 480
قَومٌ عَلِموا ما جَهِلَ اُولئِكَ ثُمَّ سَهَوا كَسَهوِهِم. (1)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله_ في جَوابِهِ لِسَعدٍ حينَ قالَ : يا رَسولَ اللّهِ ، أتَيتُكَ مِن قَومٍ هُم وأنعامُهُم سَواءٌ _: يا سَعدُ ، ألا اُخبِرُكَ بِأَعجَبَ مِن ذلِكَ ؟ قَومٌ عَلِموا ما جَهِلَ هؤُلاءِ ثُمَّ جَهِلوا كَجَهلِهِم. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :رُبَّ حامِلِ فِقهٍ غَيرِ فَقيهٍ ، ومَن لَم يَنفَعهُ عِلمُهُ ضَرَّهُ جَهلُهُ. (3)
الإمام عليّ عليه السلام :لا تَجعَلوا عِلمَكُم جَهلًا ويَقينَكُم شَكًّا ، إذا عَلِمتُم فَاعمَلوا ، وإذا تَيَقَّنتُم فَأَقدِموا. (4)
عنه عليه السلام :لا تَجعَل يَقينَكَ شَكًّا ، ولا عِلمَكَ جَهلًا ، ولا ظَنَّكَ حَقًّا ، وَاعلَم أنَّهُ لَيسَ لَكَ مِنَ الدُّنيا إلّا ما أعطَيتَ فَأَمضَيتَ وقَسَمتَ فَسَوَّيتَ ولَبِستَ فَأَبلَيتَ. (5)
عنه عليه السلام :رُبَّ عالِمٍ قَد قَتَلَهُ جَهلُهُ وعِلمُهُ مَعَهُ لا يَنفَعُهُ. (6)
الإمام الصادق عليه السلام_ لَمّا سَأَلَهُ الزِّنديقُ : أفَيَكونُ العالِمُ جاهِلًا؟ _: عالِمٌ بِما يَعلَمُ وجاهِلٌ بِما يَجهَلُ. (7)
عنه عليه السلام :اللّهُمَّ... وأعوذُ بِكَ مِن أن أشتَرِيَ الجَهلَ بِالعِلمِ وَالجَفاءَ بِالحِلمِ. (8)
.
ص: 481
6 / 5ذَمُّ عُلَماءِ السَّوءِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :شَرُّ النّاسِ عُلَماءُ السَّوءِ. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :شِرارُ النّاسِ شِرارُ العُلَماءِ فِي النّاسِ. (2)
عنه صلى الله عليه و آله_ لِأَبي ذَرٍّ _: يا أبا ذَرٍّ ، اِعلَم أنَّ كُلَّ شَيءٍ إذا فَسَدَ فَالمِلحُ دَواؤُهُ ، فَإِذا فَسَدَ المِلحُ فَلَيسَ لَهُ دَواءٌ. (3)
عيسى عليه السلام_ لِلحَوارِيّينَ _: يا مِلحَ الأَرضِ : لا تَفسُدوا ، فَإِنَّ كُلَّ شَيءٍ إذا فَسَدَ فَإِنَّهُ (4) يُداوى بِالمِلحِ ، و إنَّ المِلحَ إذا فَسَدَ فَلَيسَ لَهُ دَواءٌ. (5)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :يَأتي عَلَى النّاسِ زَمانٌ . . . عُلَماؤُهُم وفُقَهاؤُهُم خَوَنَةٌ فَجَرَةٌ ، ألا إنَّهُم أشرارُ خَلقِ اللّهِ ، وكَذلِكَ أتباعُهُم ومَن يَأتيهِم ويَأخُذُ مِنهُم ويُحِبُّهُم ويُجالِسُهُم ويُشاوِرُهُم أشرارُ خَلقِ اللّهِ. (6)
عنه صلى الله عليه و آله :يَأتي عَلَى النّاسِ زَمانٌ عُلَماؤُها مَيتَةٌ وحُكَماؤُها مَيتَةٌ ، تَكثُرُ المَساجِدُ وَالقُرّاءُ حَتّى لا يَجِدونَ عالِماً إلَا الرَّجُلَ بَعدَ الرَّجُلِ. (7)
.
ص: 482
عنه صلى الله عليه و آله :يَخرُجُ في آخِرِ الزَّمانِ رِجالٌ يَختِلونَ الدُّنيا بِالدّينِ ، يَلبَسونَ لِلنّاسِ جُلودَ الضَّأنِ مِنَ اللّينِ، ألسِنَتُهُم أحلى مِنَ السُّكَّرِ ، وقُلوبُهُم قُلوبُ الذِّئابِ ، يَقولُ اللّهُ عز و جل : أبِيَ يَغتَرّونَ ؟ ! أم عَلَيَّ يَجتَرِئُون ؟ !، فَبي حَلَفتُ لَأَبعَثَنَّ عَلى اُولئِكَ مِنهُم فِتنَةً تَدَعُ الحَليمَ مِنهُم حَيراناً (1) . (2)
تحف العقول :قيلَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه و آله : أيُّ النّاسِ شَرٌّ ؟ قالَ : العُلَماءُ إذا فَسَدوا. (3)
سنن الدارمي عن الأحوص بن حكيم عن أبيه :سَألَ رَجُلٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله عَنِ الشَّرِّ . فقالَ : لا تَسأَلوني عَنِ الشَّرِّ وَاسأَلوني عَنِ الخَيرِ _ يَقولُها ثَلاثاً _ ثُمَّ قالَ : ألا إنَّ شَرَّ الشَّرِّ شِرارُ العُلَماءِ ، وإنَّ خَيرَ الخَيرِ خِيارُ العُلَماءِ ! (4)
الإمام عليّ عليه السلام_ في صِفَةِ أبغَضِ الخَلائِقِ إلَى اللّهِ _: . . . ورَجُلٌ قَمَشَ جَهلًا في جُهّالِ النّاسِ . . . قَد سَمّاهُ أشباهُ النّاسِ عالِماً ولَم يَغنَ فيهِ يَوماً سالِماً . . . لا يَحسَبُ العِلمَ في شَيءٍ مِمّا أنكَرَ ، ولا يَرى أنَّ وَراءَ ما بَلَغَ فيهِ مَذهَباً ، إن قاسَ شَيئاً بِشَيءٍ لَم يُكَذِّب نَظَرَهُ ، وإن أظلَمَ عَلَيهِ أمرٌ اِكتَتَمَ بِهِ لِما يَعلَمُ مِن جَهلِ نَفسِهِ. (5)
عنه عليه السلام_ مِن جَوابٍ لِكِتابٍ كَتَبَهُ مُعاوِيَةُ _: تَصِفُ الحِكمَةَ ولَستَ مِن أهلِها، وتَذكُرُ التَّقوى وأنتَ عَلى ضِدِّها ! (6)
.
ص: 483
عنه عليه السلام :إنَّ مِن أحَبِّ عِبادِ اللّهِ إلَيهِ عَبداً أعانَهُ اللّهُ عَلى نَفسِهِ . . . مِصباحُ ظُلُماتٍ ، كَشّافُ عَشَواتٍ ، مِفتاحُ مُبهَماتٍ دَفّاعُ مُعضِلاتٍ ، دَليلُ فَلَواتٍ ، يَقولُ فَيُفهِمُ ، ويَسكُتُ فَيَسلَمُ . . وآخَرُ قَد تَسَمّى عالِماً ولَيسَ بِهِ ، فَاقتَبَسَ جَهائِلَ مِن جُهّالٍ ، وأضاليلَ مِن ضُلّالٍ ، ونَصَبَ لِلنّاسِ أشراكاً مِن حَبائِلِ غُرورٍ وقَولِ زورٍ . . . يَقولُ : أقِفُ عِندَ الشُّبُهاتِ وفيها وَقَعَ ، ويَقولُ : أعتَزِلُ البِدَعَ وبَينَهَا اضطَجَعَ ، فَالصّورَةُ صورَةُ إنسانٍ ، وَالقَلبُ قَلبُ حَيَوانٍ ، لا يَعرِفُ بابَ الهُدى فَيَتَّبِعَهُ، ولا بابَ العَمى فَيَصُدَّ عَنهُ، وذلِكَ مَيِّتُ الأَحياءِ ! (1)
عنه عليه السلام :أمقَتُ العِبادِ إلَى اللّهِ الفَقيرُ المَزهُوُّ وَالشَّيخُ الزّاني وَالعالِمُ الفاجِرُ. (2)
عنه عليه السلام :لا خَيرَ فِي الكَذّابينَ ولا فِي العُلَماءِ الأَفّاكينَ. (3)
عنه عليه السلام :لا خَيرَ في عِلمِ الكَذّابينَ. (4)
عيسى عليه السلام :وَيلَكُم عُلَماءَ السَّوءِ ، الاُجرَةَ تَأخُذونَ وَالعَمَلَ لا تَصنَعونَ ! يوشِكُ رَبُّ العَمَلِ (5) أن يَطلُبَ عَمَلَهُ، ويوشِكُ أن يَخرُجوا مِنَ الدُّنيا إلى ظُلمَةِ القَبرِ ، كَيفَ يَكونُ مِن أهلِ العِلمِ مَن مَصيرُهُ إلى آخِرَتِهِ وهُوَ مُقبِلٌ عَلى دُنياهُ، وما يَضُرُّهُ أشهى إلَيهِ مِمّا يَنفَعُهُ ! (6)
.
ص: 484
عنه عليه السلام :بِحَقٍّ أقولُ لَكُم : إنَّ شَرَّ النّاسِ لَرَجُلٌ عالِمٌ آثَرَ دُنياهُ عَلى عِلمِهِ ، فَأَحَبَّها وطَلَبَها وجَهَدَ عَلَيها حَتّى لَوِ استَطاعَ أن يَجعَلَ النّاسَ في حَيرَةٍ لَفَعَلَ ، وماذا يُغني عَنِ الأَعمى سَعَةُ نورِ الشَّمسِ وهُوَ لا يُبصِرُها ؟ ! كَذلِكَ لا يُغني عَنِ العالِمِ عِلمُهُ إذ هُوَ لَم يَعمَل بِهِ . ما أكثَرَ ثِمارَ الشَّجَرِ ولَيسَ كُلُّها يَنفَعُ ويُؤكَلُ ! وما أكثَرَ العُلَماءَ ولَيسَ كُلُّهُم يَنتَفِعُ بِما عَلِمَ ! وما أوسَعَ الأَرضَ ولَيسَ كُلُّها تُسكَنُ ! وما أكثَرَ المُتَكَلِّمينَ ولَيسَ كُلُّ كَلامِهِم يُصَدَّقُ ! فَاحتَفِظوا مِنَ العُلَماءِ الكَذَبَةِ الَّذينَ عَلَيهِم ثِيابُ الصّوفِ مُنَكِّسي رُؤوسِهِم إلَى الأَرضِ يُزَوِّرونَ بِهِ الخَطايا يَرمُقونَ مِن تَحتِ حَواجِبِهِم كَما تَرمُقُ الذِّئابُ ، وقَولُهُم يُخالِفُ فِعلَهُم ، وهَل يُجتَنى مِنَ العَوسَجِ العِنَبُ ، ومِنَ الحَنظَلِ التّينُ ؟ ! وكَذلِكَ لا يُؤَثِّرُ قَولُ العالِمِ الكاذِبِ إلّا زوراً ، ولَيسَ كُلُّ مَن يَقولُ يَصدُقُ . . . وَيلَكُم يا عُلَماءَ السَّوءِ ! لا تُحَدِّثوا أنفُسَكُم أنَّ آجالَكُم تَستَأخِرُ مِن أجلِ أنَّ المَوتَ لَم يَنزِل بِكُم ، فَكَأَنَّهُ قَد حَلَّ بِكُم فَأَظعَنَكُم ، فَمِنَ الآنَ فَاجعَلُوا الدَّعوَةَ في آذانِكُم ، ومِنَ الآنَ فَنوحوا عَلى أنفُسِكُم ، ومِنَ الآنَ فَابكوا عَلى خَطاياكُم ، ومِنَ الآنَ فَتَجَهَّزوا وخُذوا اُهبَتَكُم وبادِرُوا التَّوبَةَ إلى رَبِّكُم . . . وَيلَكُم يا عُلَماءَ السَّوءِ ! ألَم تَكونوا أمواتاً فَأَحياكُم ؟ فَلَمّا أحياكُم مُتُّم ؟ ! وَيلَكُم ! ألَم تَكونوا اُمِّيّينَ فَعَلَّمَكُم ؟ فَلَمّا عَلَّمَكُم نَسيتُم ؟ ! وَيلَكُم ! ألَم تَكونوا جُفاةً فَفَقَّهَكُمُ اللّهُ ؟ فَلَمّا فَقَّهَكُم جَهِلتُم ؟ ! وَيلَكُم ! ألَم تَكونوا ضُلّالًا فَهَداكُم ؟ فَلَمّا هَداكُم ضَلَلتُم ؟ ! وَيلَكُم ! ألَم تَكونوا عُمياً فَبَصَّرَكُم ؟ فَلَمّا بَصَّرَكُم عَميتُم ؟ !
.
ص: 485
وَيلَكُم ! ألَم تَكونوا صُمًّا فَأَسمَعَكُم ؟ فَلَمّا أسمَعَكُم صَمِمتُم ؟ ! وَيلَكُم ! ألَم تَكونوا بُكماً فَأَنطَقَكُم ؟ فَلَمّا أنطَقَكُم بَكِمتُم ؟ ! وَيلَكُم ! ألَم تَستَفتِحوا ؟ فَلَمّا فُتِحَ لَكُم نَكَصتُم عَلى أعقابِكُم ؟ ! وَيلَكُم ! ألَم تَكونوا أذِلَّةً فَأَعَزَّكُم ؟ فَلَمّا عَزَزتُم قَهَرتُم وَاعتَدَيتُم وعَصَيتُم ؟ ! وَيلَكُم ! ألَم تَكونوا مُستَضعَفينَ فِي الأَرضِ تَخافونَ أن يَتَخَطَّفَكُمُ النّاسُ فَنَصَرَكُم وأيَّدَكُم ؟ فَلَمّا نَصَرَكُمُ استَكبَرتُم وتَجَبَّرتُم؟ ! فَيا وَيلَكُم مِن ذُلِّ يَومِ القِيامَةِ كَيفَ يُهينُكُم ويُصَغِّرُكُم .؟ ! ويا وَيلَكُم يا عُلَماءَ السَّوءِ ! إنَّكُم لَتَعمَلونَ عَمَلَ المُلحِدينَ وتَأمُلونَ أمَلَ الوارِثينَ وتَطمَئِنّونَ بِطُمَأنينَةِ الآمِنينَ ! ولَيسَ أمرُ اللّهِ عَلى ما تَتَمَنَّونَ وتَتَخَيَّرونَ ، بَل لِلمَوتِ تَتَوالَدونَ ، ولِلخَرابِ تَبنونَ وتَعمُرونَ ، ولِلوارِثينَ تَمهَدونَ ! (1)
عنه عليه السلام :يا عُلَماءَ السَّوءِ ، تَأمُرونَ النّاسَ يَصومونَ ويُصَلّونَ ويَتَصَدَّقونَ ولا تَفعَلونَ ما تَأمُرونَ ! وتَدرُسونَ ما لا تَعلَمونَ فَيا سوءَ ما تَحكُمونَ ! تَتوبونَ بِالقَولِ وَالأَمانِيِّ وتَعمَلونَ بِالهَوى ! وما يُغني عَنكُم أن تُنَقّوا جُلودَكُم وقُلوبُكُم دَنِسَةٌ. (2)
عنه عليه السلام :إلى كَم يَسيلُ الماءُ عَلَى الجَبَلِ لا يَلينُ؟! إلى كَم تَدرُسونَ الحِكمَةَ لا يَلينُ عَلَيها قُلوبُكُم؟! (3)
عنه عليه السلام :لا تَكونوا كَالمُنخُلِ يُخرِجُ مِنهُ الدَّقيقَ الطَّيِّبَ ويُمسِكُ النُّخالَةَ. كَذلِكَ أنتُم
.
ص: 486
تُخرِجونَ الحِكمَةَ مِن أفواهِكُم ويَبقَى الغِلُّ (1) في صُدورِكُم. (2)
6 / 6خَطَرُ زَلَّةِ العالِمِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :اِحذَروا زَلَّةَ العالِمِ ، فَإِنَّ زَلَّتَهُ تُكَبكِبُهُ فِي النّارِ. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّما أتَخَوَّفُ عَلى اُمَّتي مِن بَعدي ثَلاثَ خِصالٍ : أن يَتَأَوَّلُوا القُرآنَ عَلى غَيرِ تَأويلِهِ ، أو يَتَّبِعوا زَلَّةَ العالِمِ ، أو يَظهَرَ فيهِمُ المالُ حَتّى يَطغَوا ويَبطَروا . وسَاُنَبِّئُكُمُ المَخرَجَ مِن ذلِكَ . . . أمَّا العالِمُ فَانتَظِروا فَيئَتَهُ ولا تَتَّبِعوا زَلَّتَهُ. (4)
الإمام عليّ عليه السلام :زَلَّةُ العالِمِ كَانكِسارِ السَّفينَةِ ؛ تَغرَقُ وتُغرِقُ. (5)
عنه عليه السلام :زَلَّةُ العالِمِ تُفسِدُ عَوالِمَ. (6)
عنه عليه السلام :زلَّةُ العالِمِ كَبيرَةُ الجِنايَةِ. (7)
عنه عليه السلام :لا زَلَّةَ أشَدُّ مِن زَلَّةِ عالِمٍ. (8)
.
ص: 487
عنه عليه السلام_ فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ _: مَعصِيَةُ العالِمِ إذا خَفِيَت لَم تَضُرَّ إلّا بِصاحِبِها، وإذا ظَهَرَت ضَرَّت صاحِبَها وَالعامَّةَ. (1)
عيسى عليه السلام_ لَمّا قيلَ لَهُ : يا روحَ اللّهِ وكَلِمَتَهُ ، مَن أشَدُّ النّاسِ فِتنَةً ؟ _: زَلَّةُ العالِمِ ؛ إذا زَلَّ العالِمُ زَلَّ بِزَلَّتِهِ عالَمٌ كَثيرٌ. (2)
6 / 7خَطَرُ عُلَماءِ السَّوءِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :وَيلٌ لِاُمَّتي مِن عُلَماءِ السَّوءِ ، يَتَّخِذونَ هذَا العِلمَ تِجارَةً يَبيعونَها مِن اُمَراءِ زَمانِهِم رِبحاً لِأَنفُسِهِم ، لا أربَحَ اللّهُ تِجارَتَهُم. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :إيّاكُم وجيرانَ الأَغنِياءِ ، وعُلَماءَ الاُمَراءِ ، وقُرّاءَ الأَسواقِ. (4)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّما أخافُ عَلَيكُم كُلَّ مُنافِقٍ عَليمٍ، يَتَكَلَّمُ بِالحِكمَةِ ويَعمَلُ بِالجَورِ. (5)
الإمام عليّ عليه السلام :إنّي أخافُ عَلَيكُم كُلَّ عَليمِ اللِّسانِ مُنافِقِ الجَنانِ ، يَقولُ ما تَعلَمونَ ويَفعَلُ ما تُنكِرونَ. (6)
عنه عليه السلام :إذا لَم يَعمَلِ العالِمُ بِعِلمِهِ استَنكَفَ الجاهِلُ أن يَتَعَلَّمَ مِنهُ ، لِأَنَّ العالِمَ إذا
.
ص: 488
لَم يَعمَل بِالعِلمِ لا يَنفَعُ العِلمُ إيّاهُ ولا غَيرَهُ وإن جَمَعَ العِلمَ بِالأَوقارِ (1) . (2)
عنه عليه السلام :إذا ضَيَّعَ العالِمُ عِلمَهُ استَنكَفَ الجاهِلُ أن يَتَعَلَّمَ. (3)
عنه عليه السلام :آفَةُ العامَّةِ العالِمُ الفاجِرُ. (4)
عنه عليه السلام :إنَّما زَهَدَ النّاسُ في طَلَبِ العِلمِ لِما يَرَونَ مِن قِلَّةِ انتِفاعِ مَن عَلِمَ بِلا عَمَلٍ. (5)
الإمام العسكريّ عليه السلام :قيلَ لِأَميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام : مَن خَيرُ خَلقِ اللّهِ بَعدَ أئِمَّةِ الهُدى ومَصابيحِ الدُّجى؟ قالَ : العُلَماءُ إذا صَلُحوا . قيلَ : فَمَن شِرارُ خَلقِ اللّهِ بَعدَ إبليسَ وفِرعَونَ ونُمرودَ ، وبَعدَ المُتَسَمّينَ بِأَسمائِكُم ، وَالمُتَلَقِّبينَ بِأَلقابِكُم ، وَالآخِذينَ لِأَمكِنَتِكُم ، وَالمُتَأَمِّرينَ في مَمالِكِكُم؟ قالَ : العُلَماءُ إذا فَسَدوا ، هُمُ المُظهِرونَ لِلأَباطيلِ ، الكاتِمونَ لِلحَقائقِ ، وفيهِم قالَ اللّهُ عز و جل : «أُوْلَ_ئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَ يَلْعَنُهُمُ اللَّ_عِنُونَ * إِلَا الَّذِينَ تَابُواْ» (6) . (7)
عنه عليه السلام_ في صِفَةِ عُلَماءِ السَّوءِ _: هُم أضَرُّ عَلى ضُعَفاءِ شيعَتِنا مِن جَيشِ يَزيدَ عَلَى الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليهماالسلام وأصحابِهِ ، فَإِنَّهُم يَسلُبونَهُمُ الأَرواحَ وَالأَموالَ ، وهؤُلاءِ عُلَماءُ
.
ص: 489
السَّوءِ النّاصِبونَ المُتَشَبِّهونَ بِأَنَّهُم لَنا مُوالونَ ، ولِأَعدائِنا مُعادونَ ، يُدخِلونَ الشَّكَّ وَالشُّبهَةَ عَلى ضُعَفاءِ شيعَتِنا فَيُضِلّونَهُم ويَمنَعونَهُم عَن قَصدِ الحَقِّ المُصيبِ . . .. (1)
6 / 8خَطَرُ العالِمِ الفاجِرِ والجاهِلِ النّاسِكِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :هَلاكُ اُمَّتي عالِمٌ فاجِرٌ وعابِدٌ جاهِلٌ ، وشَرُّ الشَّرِّ أشرارُ العُلَماءِ ، وخَيرُ الخَيرِ خِيارُ العُلَماءِ. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :رُبَّ عابِدٍ جاهِلٍ ورُبَّ عالِمٍ فاجِرٍ ، فَاحذَرُوا الجُهّالَ مِنَ العُبّادِ ، وَالفُجّارَ مِنَ العُلَماءِ ، فَإِنَّ اُولئِكَ فِتنَةُ الفِتَنِ. (3)
الإمام عليّ عليه السلام :قَصَمَ ظَهري عالِمٌ مُتَهَتِّكٌ وجاهِلٌ مُتَنَسِّكٌ ، فَالجاهِلُ يَغُشُّ النّاسَ بِتَنَسُّكِهِ ، وَالعالِمُ يُنَفِّرُهُم بِتَهَتُّكِهِ. (4)
عنه عليه السلام :قَطَعَ ظَهرِيَ اثنانِ : عالِمٌ فاسِقٌ يَصُدُّ عَن عِلمِهِ بِفِسقِهِ ، وجاهِلٌ ناسِكٌ يَدعُو النّاسَ إلى جَهلِهِ بِنُسكِهِ. (5)
عنه عليه السلام :قَطَعَ ظَهري رَجُلانِ مِنَ الدُّنيا : رَجُلٌ عَليمُ اللِّسانِ فاسِقٌ ، ورَجُلٌ جاهِلُ القَلبِ ناسِكٌ ، هذا يَصُدُّ بِلِسانِهِ عَن فِسقِهِ ، وهذا بِنُسكِهِ عَن جَهلِهِ ، فَاتَّقُوا الفاسِقَ مِنَ العُلَماءِ وَالجاهِلَ مِنَ المُتَعَبِّدينَ ، اُولئِكَ فِتنَةُ كُلِّ مَفتونٍ ، فَإِنّي سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله
.
ص: 490
يَقولُ : يا عَلِيُّ ، هَلاكُ اُمَّتي عَلى يَدَي كُلِّ مُنافِقٍ عَليمِ اللِّسانِ. (1)
عنه عليه السلام :كَم مِن عالِمٍ فاجِرٍ وعابِدٍ جاهِلٍ ! فَاتَّقُوا الفاجِرَ مِنَ العُلَماءِ وَالجاهِلَ مِنَ المُتَعَبِّدينَ. (2)
عنه عليه السلام :اِتَّقُوا الفاسِقَ مِنَ العُلَماءِ وَالجاهِلَ مِنَ المُتَعَبِّدينَ ، اُولئِكَ فِتنَةُ كُلِّ مَفتونٍ. (3)
الإمام الباقر عليه السلام :إيّاكُم وَالجُهّالَ مِنَ المُتَعَبِّدينَ ، وَالفُجّارَ مِنَ العُلَماءِ ؛ فَإِنَّهُم فِتنَةُ كُلِّ مَفتونٍ ! (4)
6 / 9شِدَّةُ حِسابُ العُلَماءِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّهَ عز و جل يُعافِي الاُمِّيّينَ يَومَ القِيامَةِ ما لا يُعافِي العُلَماءَ. (5)
عنه صلى الله عليه و آله :ألا وإنَّ اللّهَ يَغفِرُ لِلجاهِلِ أربَعينَ ذَنباً قَبلَ أن يَغفِرَ لِلعالِمِ ذَنباً واحِداً ! (6)
الإمام الصادق عليه السلام :يُغفَرُ لِلجاهِلِ سَبعونَ ذَنباً قَبلَ أن يُغفَرَ لِلعالِمِ ذَنبٌ واحِدٌ. (7)
.
ص: 491
6 / 10عِقابُ عُلَماءِ السَّوءِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :أوحَى اللّهُ إلى داوُدَ عليه السلام : لا تَجعَل بَيني وبَينَكَ عالِماً مَفتوناً بِالدُّنيا فَيَصُدَّكَ عَن طَريقِ مَحَبَّتي ، فَإِنَّ اُولئِكَ قُطّاعُ طَريقِ عِبادِيَ المُريدينَ ، إنَّ أدنى ما أنَا صانِعٌ بِهِم أن أنزَعَ حَلاوَةَ مُناجاتي عَن قُلوبِهِم. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ أشَدَّ النّاسِ عَذاباً يَومَ القِيامَةِ عالِمٌ لَم يَنفَعهُ اللّهُ بِعِلمِهِ. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ أشَدَّ النّاسِ عَذاباً يَومَ القِيامَةِ مَن قَتَلَ نَبِيًّا ، أو قَتَلَ أحَدَ والِدَيهِ ، أو عالِمٌ لَم يَنتَفِع بِعِلمِهِ. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :ثَلاثَةٌ يَدخُلونَ النّارَ : قاتِلٌ لِلدُّنيا (4) ، وعالِمٌ أرادَ أن يُذكَرَ لا يَحتَسِبُ عِلمَهُ ، ورَجُلٌ وُسِعَ عَلَيهِ فَجادَ بِهِ فِي الثَّناءِ وذِكرِ الدُّنيا. (5)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن تَعَلَّمَ القُرآنَ ، ثُمَّ تَفَقَّهَ فِي الدّينِ ، ثُمَّ أتى صاحِبَ سُلطانٍ تَمَلُّقاً إلَيهِ وطَمَعاًلِما في يَدَيهِ ، خاضَ بِقَدرِ خُطاهُ في نارِ جَهَنَّمَ. (6)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ أهلَ النّارِ لَيَتَأَذَّونَ مِن ريحِ العالِمِ التّارِكِ لِعِلمِهِ ، وإنَّ أشَدَّ أهلِ النّارِ نَدامَةً
.
ص: 492
وحَسرَةً رَجُلٌ دَعا عَبداً إلَى اللّهِ فَاستَجابَ لَهُ وقَبِلَ مِنهُ ، فَأَطاعَ اللّهَ فَأَدخَلَهُ اللّهُ الجَنَّةَ ، وأدخَلَ الدّاعِيَ النّارَ بِتَركِ عِلمِهِ وَاتِّباعِهِ الهَوى وطولِ الأَمَلِ ، أمَّا اتِّباعُ الهَوى فَيَصُدُّ عَنِ الحَقِّ ، وطولُ الأَمَلِ يُنسِي الآخِرَةَ. (1)
عنه صلى الله عليه و آله_ في وَصِيَّتِهِ لِعَلِيٍّ عليه السلام _: يا عَلِيُّ ، إنَّ في جَهَنَّمَ رَحاءً مِن حَديدٍ تُطحَنُ بِها رُؤوسُ القُرّاءِ وَالعُلَماءِ المُجرِمينَ. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ في جَهَنَّمَ رَحًى تَطحَنُ عُلَماءَ السَّوءِ طَحناً. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :يُؤتى بِعُلَماءِ السَّوءِ يَومَ القِيامَةِ فَيُقذَفونَ في نارِ جَهَنَّمَ ، فَيَدورُ أحَدُهُم في جَهَنَّمَ بِقَصَبِهِ كَما يَدورُ الحِمارُ بِالرَّحى ، فَيُقالُ لَهُ : يا وَيلَكَ ، بِكَ اهتَدَينا فَما بالُكَ؟ قالَ : إنّي كُنتُ اُخالِفُ ما كُنتُ أنهاكُم. (4)
الإمام عليّ عليه السلام :لا يَستَوي عِندَ اللّهِ فِي العُقوبَةِ الَّذينَ يَعلَمونَ وَالَّذينَ لا يَعلَمونَ ، نَفَعَنَا اللّهُ وإيّاكُم بِما عَلِمنا وجَعَلَهُ لِوَجهِهِ خالِصاً إنَّهُ سَميعٌ مُجيبٌ. (5)
عنه عليه السلام :السُّلطانُ الجائِرُ وَالعالِمُ الفاجِرُ أشَدُّ النّاسِ نِكايَةً (6) . (7)
عنه عليه السلام :وَقودُ النّارِ يَومَ القِيامَةِ كُلُّ غَنِيٍّ بَخِلَ بِمالِهِ عَلَى الفُقَراءِ ، وكُلُّ عالِمٍ باعَ الدّينَ بِالدُّنيا. (8)
.
ص: 493
عنه عليه السلام :أعظَمُ النّاسِ وِزراً العُلَماءُ المُفَرِّطونَ. (1)
الإمام الصادق عليه السلام :أوحَى اللّهُ تَعالى إلى داوُدَ عليه السلام : إنَّ أهوَنَ ما أنَا صانِعٌ بِعَبدٍ غَيرِ عامِلٍ بِعِلمِهِ مِن سَبعينَ عُقوبَةً باطِنِيَّةً أن اُخرِجَ مِن قَلبِهِ حَلاوَةَ ذِكري. (2)
عيسى عليه السلام :وَيلٌ لِلعُلَماءِ السَّوءِ كَيفَ تَلَظّى عَلَيهِمُ النّارُ ؟ ! (3)
مكارم الأخلاق عن عبداللّه بن مسعود :بَكى رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله وبَكَينا لِبُكائِهِ . وقُلنا : يا رَسولَ اللّهِ ، ما يُبكيكَ ؟ فَقالَ : رَحمَةً لِلأَشقِياءِ ، يَقولُ اللّهُ تَعالى : «وَ لَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُواْ فَلَا فَوْتَ وَأُخِذُواْ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ» (4) يَعني : العُلَماءَ وَالفُقَهاءَ. (5)
راجع : ص 490 (شدّة حساب العلماء) .
الحَمدُللّهِ الّذي هَدانا لِهذا وما كُنّا لِنَهتديَ لَولا أن هَدانَا اللّهُ . اللّهُمَّ إنّي أعتَذِرُ إلَيكَ مِن جَهلي . اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ أن أشتَرِيَ الجَهلَ بِالعِلمِ . اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن أن أزِلَّ، أو أضِلَّ، أو أجهَلَ، أو يُجهَلَ عَلَيَّ . اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ أن أكونَ عِبرَةً لِأَحَدٍ مِن خَلقِكَ ، وأعوذُ بِكَ أن يَكونَ أحَدٌ مِن خَلقِكَ أسعَدَ بِما عَلَّمتَني مِنّي . اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن عِلمٍ لا يَنفَعُ .
.
ص: 494
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ و آلِهِ وانفَعنا بِما عَلَّمتَنا، وعَلِّمنا ما يَنفَعُنا وزِدنا عِلمًا . اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ نَبِيِّ رَحمَتِكَ ، وكَلِمَةِ نورِكَ، واملَأ قُلوبَنا نورَ اليَقينِ، و سَمعَنا نورَ وَعيِ الحِكمَةِ، و أيِّدنا بِالعِصمَةِ . اللّهُمَّ أرِنَا الحَقائِقَ كَما هِيَ، و عَلِّمنا مِن عِلمِكَ المَخزونِ ، وهَب لَنا نورًا نَمشي بِهِ فِي النّاسِ، ونَهتَدي بِهِ فِي الظُّلُماتِ ، و نَستَضيءُ بِهِ مِنَ الشَّكِّ والشُّبُهاتِ . اللّهُمَّ حَقِّقنا بِحَقائِقِ أهلِ القُربِ، واسلُك بِنا مَسلَكَ أهلِ الجَذبِ، واجعَلنا مِنَ الَّذينَ يُغبَقونَ كأسَ الحِكمَةِ بَعدَ الصَّبوحِ . اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ و آلِ مُحَمَّدٍ، وتَقَبَّل مِنّا ولا تُخَيِّب سَعيَنا ولا تُخزِنا يَومَ القِيامَةِ، يا مُبَدِّلَ السَّيِّئاتِ بِالحَسَناتِ ، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ .
.
ص: 495
الفهرس التفصيلي .
ص: 496
. .
ص: 497
. .
ص: 498
. .
ص: 499
. .
ص: 500
. .
ص: 501
. .
ص: 502
. .
ص: 503
. .
ص: 504
. .
ص: 505
. .
ص: 506
. .
ص: 507
. .
ص: 508
. .
ص: 509
. .
ص: 510
. .
ص: 511
. .