غريب الحديث في بحارالانوار المجلد 1

اشارة

سرشناسه : حسني بيرجندي، حسين، 1321-

عنوان قراردادي : بحارالانوار. برگزيده

عنوان و نام پديدآور : غريب الحديث في بحارالانوار/ تاليف حسين الحسيني البيرجندي؛ تحقيق مركز بحوث دارالحديث.

مشخصات نشر : تهران: وزاره الثقافه والارشادالاسلامي، موسسه الطباعه والنشر، 1380.

مشخصات ظاهري : 1001ص.

فروست : العلوم الاسلاميه

يادداشت : عربي

يادداشت : كتاب حاضر در سال 1379 به صورت دوره چهارجلدي توسط همين ناشر به چاپ رسيده است.

موضوع : مجلسي، محمدباقربن محمدتقي،1037- 1111ق. بحارالانوار. غريب الحديث.

موضوع : غريب الحديث -- واژه نامه ها.

موضوع : احاديث شيعه -- قرن 11ق. -- واژه نامه ها.

شناسه افزوده : مجلسي، محمدباقربن محمدتقي، 1037- 1111ق. بحارالانوار. برگزيده

شناسه افزوده : ايران. وزارت فرهنگ و ارشاد اسلامي. سازمان چاپ و انتشارات

شناسه افزوده : دارالحديث

رده بندي كنگره : BP135/م 3ب 30725 1380

رده بندي ديويي : 297/212

شماره كتابشناسي ملي : م 80-22070

ص: 1

اشاره

ص: 2

ص: 3

ص: 4

ص: 5

ص: 6

ص: 7

ص: 8

ص: 9

ص: 10

ص: 11

المقدّمة

بس_م اللّه الرّحمن الرّحي_مالمقدّمةيواجه جميع الذين يتعاطون مع النصوص القديمة ويحاولون فهم أفكار القدماء عبر استنطاق ما خلّفوه من تراث مكتوب ، مشكلة المفردات الغريبة الموجودة بين ثناياه . إذ أنّ تلك المفردات التي يتعسّر أو يتعذّر فهمها قد تقع أحيانا في موضع أساسيّ وحسّاس من الكلام فتجعله غامضا ، وتترك في قلب السامع أو القارئ حسرة استيعاب المعنى الذي أراده القائل أو الكاتب . أمّا كيف تُمسي تلك المفردة غريبة ، ولماذا يستخدمها أُناس أكابر كالمعصومين عليهم السلامكما هو الحال في محتوى الكتاب الذي بين أيدينا؟ فهذا بحث آخر تناوله الكثير من علماء اللغة والمتخصّصون في علوم القرآن و علوم الحديث وبيّنه مصنّفو غريب الحديث في كتبهم أكثر من غيرهم . ولكنّهم على أيّ حال كانوا يدركون أنّه متى ما استعصى على المخاطب فهم المعنى بنفسه ، فالأمر يستلزم عندئذٍ وجود وسيط يُفسّر له الألفاظ والمفاهيم الغريبة بشكل يتناسب مع المقصود الأصلي للقائل ، وينسجم مع العناصر الاُخرى المؤثّرة في صياغاته اللغوية ونقل معانيها إليه ولو بشكل آخر وبقالب أكثر وضوحا لديه ، حتّى وإن كان ذلك القالب أقلّ سعة وأدنى دقّة . اهتمّ مصنّفو غريب الحديث المسلمون _ كنظرائهم من الاُدباء _ ببذل جهود كبرى في هذا المجال ، وعملوا إلى جانب تدوين العلوم الأدبيّة والبلاغيّة على تكريس جزء من مساعيهم لشرح وتفسير الألفاظ الغريبة في النصوص الدينيّة (القرآن والحديث) ونجحوا

.

ص: 12

في مساعيهم تلك واجتازوا خلال عدّة قرون من العمل الدؤوب مرحلة الإبداع والتأليف وتمكّنوا من تدوين جوامع لغويّة يسهل الرجوع إليها ، وخلّفوا وراءهم آثارا قيّمة في مضمار تدوين غريب الحديث ، حتى أصبح علم اللغة والحديث مدينا لهما بالفضل . سنحاول هنا ومن خلال دراسة تأريخيّة تسليط الأضواء على مراحل ومسار تدوين كتب غريب الحديث :

1 _ بدء تدوين المفردات :أدّى اهتمام المسلمين بالقرآن الكريم وإقبالهم على تعلّمه وانتقال معارفه وانتشار مفاهيمه ودخول أقوام من غير العرب في الإسلام وتداخل اللغة العربيّة مع لغات اُخرى ، إلى وجوب تفسير وشرح بعض المفردات القرآنيّة التي كان يندر تداولها في اللغة العربيّة التي كان يتحدّث بها هؤلاء ، وكانت تلك الألفاظ غريبة عليهم وغير مأنوسة لديهم . فاهتمّ بعض علماء الشيعة كابن عباس وأبان بن تغلب بتصنيف كتب صغيرة في غريب ألفاظ القرآن ، وبعد مائة وخمسين سنة من ذلك التاريخ ؛ أي في بداية القرن الثالث للهجرة ، بدأ تدوين غريب الحديث من أجل نفس هذه الغاية . لقد ظهرت إلى الوجود في بداية تدوين هذا العلم _ وكما هو الحال بالنسبة للعلوم والفنون الاُخرى _ آثار قليلة تعدّ بالأصابع جاءت كحصيلة للجهود الفكريّة للبناة الأوائل الذين اهتمّوا بشرح المفردات الغريبة للأحاديث التي جُمع منها عدد قليل حينذاك ، ودُوِّنت تلك الشروح والتفاسير بلا أيّ ترتيب منطقي ، وفُقد الكثير منها على مرّ التاريخ . وإنّ مجرّد وصف واحد من تلك الكتب الاُولى يقوّي الظنّ لدينا بأنّ أكثرها كانت مرتّبة ترتيبا موضوعيّا (1) مثلما هو الحال بالنسبة للكتب الفقهيّة التي دوّنت مرتّبة على أبواب الفقه والسنن . وإن كان يُحتمل أنّ الترتيب الموضوعي لبعضها جاء على غرار الكتب الاُولى في اللغة ؛ وذلك لأنَّ مؤلّفيها كأبي عبيدة ( المتوفى210هجريّة ) ، والأصمعي ( المتوفى

.


1- .قال ابن درستويه في وصف غريب الحديث لأبي عدنان : «ذكر فيه الأسانيد وصنّفه على أبواب السنن والفقه ، إلاّ أنّه ليس بالكبير» .

ص: 13

216هجريّة ) كانوا علماء لغة بالدرجة الاُولى . شهدت تلك المرحلة تصنيف كتب عديدة ولكنّهاكانت صغيرة من حيث الحجم ، وهي وإن لم تصل إلينا ، إلاّ أنّ موضوعاتها ومعطياتها كانت موضع استفادة من قبل العلماء اللاحقين الذين اهتمّوا بتدوين غريب الحديث ، واتّخذوها كنواة اُولى لما صنّفوه في هذا المضمار ، وأصبحت منطلقا لحركتهم العلميّة . وقد أورد ابن النديم وابن الأثير وغيرهم شرحا مقتضبا عنها سنورده في جدول الترتيب الزمني في نهاية هذه المقدّمة . من المؤسف أنّ هذه المعلومات غيروافية ولا يمكن التعرّف من خلالها على أوّل من صنّف في موضوع غريب الحديث ؛ وذلك لأنّ ابن الأثير ذكر أنّ مؤسّس هذا العلم هو أبو عبيدة معمّر بن المثنّى ( المتوفى 210هجريّة ) ، بينما ذهب الحسين بن عبداللّه الطيبي إلى أنّه شخص آخر هو أبوالحسن النضر بن شُمَيل المازني ( المتوفى 203هجريّة ) ، وأخيرا قال الدكتور حسين نصّار في كتابه «المعجم العربي ، نشأته وتطوّره» استنادا إلى ماجاء في كتاب ابن النديم أنّ أبا عدنان (عبدالرحمن بن عبدالأعلى السلمي) هو صاحب قصب السبق في هذا الميدان . ومهما يكن من أمر ؛ فقد شهدت العُقود الاُولى من القرن الثالث للهجرة جهودا علميّة لعدد من علماء غريب الحديث ؛ بيد أنّ تلك الجهود لم تضطلع إلاّ بمهمّة شقّ الطريق وتمهيده ولم تقدّم حلاًّ حقيقيّا لمشكلة المهتمّين بعلم الحديث ؛ إذ لم تكن الكتب التي صُنّفت آنذاك كبيرة ولا شاملة ولا مرتّبة كي يكون استخراج الكلمة الغريبة منها يسيرا ، ومن هنا ظهرت الحاجة إلى كتاب جامع في غريب الحديث وذي نظم منطقي وترتيب سه_ل .

2 _ عهد التدوين بالترتيب المسندي :كانت الحاجة إلى عالِم عالي الهمّة يضع مشروعا جديدا ينقل بواسطته علم غريب الحديث خطوة إلى الأمام ، هي التي حفّزت أباعبيد القاسم بن سلام ( المتوفى 242هجريّة ) إلى أن يقضي أربعين سنة من عمره في جمع المعاني النادرة والفوائد الغنيّة من الأحاديث

.

ص: 14

النبويّة وتقديم خلاصة مباحثه في كتابه المعروف ب_ «غريب الحديث» . فقد جمع في كتابه الكبير نسبيّا الأحاديث التي كانت تستعصي على الفهم بسبب وجود ألفاظ غامضة فيها ، وجعلها ضمن نظم وترتيب خاصّ ، وهو الترتيب الذي كان شائعا في تدوين كتب الحديث عند السُّنّة في ذلك الوقت ؛ أي طريقة تدوين المسانيد . أورد أبوعبيد _ وفقا لطريقة كُتّاب المسانيد _ أحاديث الرسول صلى الله عليه و آله ومن بعدها روايات الصحابة والتابعين كلاًّ على حدة ، وأفرد فصلاً لكلّ راوٍ ، ولكنّه لم يضع ترتيبا خاصا في داخل الفصل والمسند ، وشرح بعد درج اسناد الحديث ، الألفاظ الغريبة فيه . وفّر التبويب المنهجي الذي اتّبعه أبوعبيد في عرض تلك الأحاديث ، على الباحثين الكثير من عناء التنقيب والتتبّع . كما أنّ استشهاده بالاستعمالات القرآنيّة وإتيانه بتطبيقات مشابهة لكلمات غريبة وردت في أحاديث اُخرى منقولة عن الراوي المروي عنه أو عن رواة آخرين غيره ، استقطب اللغويّين والمحدّثين والفقهاء نحو كتابه إلى الحدّ الذي دفع شمر بن حمدويه الهروي ( المتوفى 255هجريّة ) الذي يعتبر نفسه من كبار مصنّفي غريب الحديث في القرن الثالث إلى القول : «ما للعرب كتاب أفضل من مصنّف أبيعبيد» (1) . وعرضه عبداللّه بن أحمد بن حنبل على أبيه فأثنى عليه وقال : «جزاه اللّه تعالى خيرا» (2) . وقد نقل ياقوت الحموي ثناء كثيرٍ من العلماء في حقّ أبي عبيد وكتابه (3) . تجدر الإشارة إلى أنّ هناك انتقادات ومؤاخذات طرحت ضدّ كتاب أبي عبيد من قبيل ماكتبه ابن قتيبة ( المتوفى 276هجريّة ) في «إصلاح غلط أبي عبيد» ، وقال إبراهيم الحربي ( المتوفى 285هجريّة ) : إنّ ثلاثة وخمسين من أحاديث كتابه لا أصل لها . وعند المقارنة بين ماتعرّض له كتاب أبي عبيد من انتقادات وثناء ، يمكن ترجيح كفّة الثناء ؛ لأنّ كتابه هو الكتاب الوحيد الذي وصلنا من بين الكتب المتعدّدة التي صُنّفت في النصف الأوّل من القرن الثالث للهجرة ؛ ككتاب ابن الأعرابي ( المتوفى 231هجريّة )

.


1- .تهذيب اللغة : 1 / 19 .
2- .النزهة لابن الأنباري : 191 .
3- .انظر : معجم الاُدباء : 5 / 2198 .

ص: 15

والشيباني ( المتوفى 231هجريّة ) ، والأثرم ( المتوفى 232هجريّة ) ، والبيري ( المتوفى 238 أو 239هجريّة ) ، وكذلك الكتاب الكبير لشمر بن حمدويه الهروي ، وهذا يدلّ على الاستنساخ الكثير والاستقبال الواسع الذي لقيه هذا الكتاب . وكذلك لم يبق من الكتب التي ردّت عليه سوى أسماء بعضها ؛ مثل كتاب حسن بن عبداللّه الأصفهاني المعروف بلغدة ( القرن الثالث الهجري ) ، وكتاب عليّ بن حمزة البصري ( المتوفى 325هجريّة ) . ومع أنّ تلك الانتقادات والردود أجاب عليها لاحقا أشخاصٌ (1) كابن عبدون ( المتوفى 527هجريّة ) ، ويوسف بن عبداللّه التميمي ( المتوفى 336 هجريّة ) ، وأبي عبداللّه المروزي ( المتوفى 294هجريّة ) ، ومحمّد بن القاسم الأنباري ( المتوفى 328هجريّة ) ، بيد أنّ الآراء النقديّة التي اُثيرت ضدّه تدلّ على إمكانيّة إكماله وتوسيعه وتدقيقه . وهكذا عزم ابن قتيبة على إكماله ؛ وبعد أن نقده بادر إلى البحث والتنقيب إلى أن عثر على أحاديث اُخرى بقدر الأحاديث التي جمعها أبوعبيد ، وكانت فيها ألفاظ غريبة لم يتناولها أبوعبيد ؛ فجمعها ابن قتيبة ونسّقها وفقا لنفس تلك الطريقة التي كانت متّبعة في تنظيم المسانيد . والفارق الوحيد الذي ميّز اُسلوب ابن قتيبة عن اُسلوب أبي عبيد ، هو أنّه قدّم _ قبل الدخول في تفسير غريب الحديث _ نبذة في شرح مصطلحات فقهيّة ؛ كالوضوء ، وأنواع البيع ، والنكاح والطلاق ، وتحدّث بعد ذلك عن أسماء القرآن والكتب السماويّة الاُخرى إضافة إلى بعض المصطلحات القرآنيّة . وهذا ما جعل كتابه يتّخذ طابعا فقهيّا ولكن ليس بالقدر الذي اتّخذه كتاب أبي عبيد ، وأبعده عن غايته الأساسيّة ؛ وهي شرح المفردات الغريبة . كان إهتمام ابن قتيبة بجمع أحاديث اُخرى غير الأحاديث التي شرحها أبوعبيد ، واشتمال كلا الكتابين ؛ أي كتاب أبي عبيد وكتاب ابن قتيبة ، على ماورد في الكتب التي سبقتهما ، سببا لتحفيز الخطابي ( المتوفى 388هجريّة ) _ وهو ثالث مصنِّف كبير يسير على هذا الترتيب ؛ أي الترتيب المسندي _ إلى إكمال عمل الاثنين ، وتصنيف قسم ثالث من

.


1- .انظر الجدول الذي ذكرناه في آخر المقدّمة ، فقد ذكرنا فيه نقّاد كتب غريب الحديث ومن ردّ عليهم .

ص: 16

الأحاديث التي تشتمل على ألفاظ غريبة . كان هذا العالم على معرفة باحتواء هذين الكتابين على ماورد في الكتب التي سبقتهما ، ودفعه تواضعه العلمي إلى إقرار ما توصّلا إليه والاكتفاء بتفسير غريب الأحاديث التي لم تُشرح من ذي قبل . والمثير في الأمر أنّه استطاع العثور على أحاديث تحتاج إلى الشرح والتفسير بقدر ما فعله أبوعبيد وابنِ قتيبة ؛ وبهذا فقد جعل لعلم غريب الحديث ثلاث كتب متماثلة . ولكن كانت هناك حاجة لخطوة اُخرى ، وهي تسهيل عمليّة المراجعة وإكمال طريقة الترتيب أو تغيير الاُسلوب المسندي ؛ وذلك لأنّ البحث عن لفظة غريبة واحدة كان يتطلّب من الباحث معرفة اسم راوي الحديث الذي تقع فيه تلك اللفظة ، من أجل العثور عليها في واحد من تلك الكتب . وبعبارة اُخرى ؛ كان عدم معرفة اسم راوي الحديث يستلزم صرف كثير من العناء والوقت من أجل العثور على معاني الكلمات الغريبة . ولغرض سدّ هذا النقص ألّف إبراهيم بن إسحاق الحربي (198 _ 285 هجريّة) كتابا كبيرا في غريب الحديث ، مزج فيه بين الاُسلوب الذي كان متداولاً في تدوين غريب الحديث ؛ أي الاُسلوب المسندي ، وبين اُسلوب علماء اللغة في تدوين المعاجم اللغوية ، وبدأ بجهدٍ فائق على هذا السبيل ، إلاّ أنّه لم ينجح في تلك الجهود . فقد اختار من بين طريقة الترتيب على أساس الحروف وبين الترتيب الموضوعي ، اُسلوبا يقوم على ترتيب الحروف على أساس مخارجها وتقليب (1) المواد ، ورتّب الأحاديث التي تأتي في ذيل تلك اللفظة ترتيبا مسنديّا ولكن بما أنّه لم يكن من المحتّم وجود أحاديث لرواة مختلفين في ذيل الكلمات المقلوبة للمدخل الحروفي لذلك الفصل ، أو لعلّ الراوي الذي اُفرِد له ذلك الفصل لم يأتِ بحديث يشتمل على لفظة من تلك المادة ؛ لذلك اختلّ ترتيب الكتاب . وفضلاً عن ذلك فإنّ طريقة مخارج الحروف وتقليب المواد تتّسم بالصعوبة ، إلى

.


1- .طريقة التقاليب عند اللغويّين هي قائمة على تصنيف الحروف حسب مخرجها من الحلق ؛ فأوّل الحروف فيه هي حروف الحلق ثمّ الأقرب فالأقرب ، وتوضع الكلمة في أوّل باب يعترضها فيه حَرفُه ، ثمّ تُقلب الكلمة فيما بعد ويُبيّن المُهمل فيها والمستعمل .

ص: 17

جانب الحجم الضخم للكتاب ، إذ أنّه يحتوي إضافة إلى الأحاديث ، على أسنادها ، والمتون المشابهة ، ومايماثلها من الاشتقاقات ، وهذا ماجعل جهود الحربي غير ناجحة . وعلى الرغم من أهمّية الكتاب الذي يتضمّن أحد مجلّداته فقط مايربو على ألف شاهد شعري إلاّ أنّه تُرك ، ولم يسلم من نوائب الدهر وحوادث التأريخ إلاّ المجلّد الخامس منه ، أمّا بقيّة الكتاب فلم يُعثر عليه حتى الآن .

3 _ العهد الألفبائي :مهّدت الجهود غير الناجحة التي بذلها الحربي ، الأرضيّة لحصول تطوّر أساسي في ترتيب الألفاظ الغريبة . وعلى الرغم من استمرار السير على طريقة تدوين المسانيد من بعده ، إلاّ أنّ علم غريب الحديث دخل في نهاية القرن الرابع ، ومع ظهور أبي عبيد آخر _ أي أحمد بن محمّد الهروي _ مرحلته الثالثة . فقد سأل أبوعبيد نفسه : ما الذي يبحث عنه من يراجع كتب غريب الحديث أو غريب القرآن؟ هل يبحث عن الأحاديث الغريبة ؟ وهل سند الرواية وطريقها مهمّ بالنسبة إليه أم لا ؟ وما الفرق عنده أن تكون المفردة الغامضة مرويّة عن ابن عباس أو أبى أبوهريرة ؟ ولماذا تأتي اللفظة الغريبة المرويّة في حديثين وعن راويين ، في موضعين؟! وبعبارة اُخرى ؛ إنّ الغرض الأساسي من تصنيف كتب غريب الحديث هو معرفة المعنى والإعراب وهيئة المفردة الغريبة المستعملة في الحديث ، كما هو المتعارف في كتب اللغة تماما . وبالإضافة إلى ذلك ، كان لابدّ من جمع كل ماكُتب في غريب الحديث وتقديمه للمهتمّين جملة واحدة ؛ من أجل إغنائهم عن المراجعات المتعدّدة لكتب مختلفة . ولغرض تلبية هذه الحاجة ، فقد جمع أبوعبيد الهروي كتبا متعدّدة من كتب غريب الحديث ؛ ومن جملتها كتب المؤلّفين الثلاثة الأوائل في هذا العلم ، وهم : أبوعبيد الهروي الأوّل ، وابن قتيبة الدينوري ، والخطابي البُستي . ووضع هذه الكتب الثلاثة إلى جانب كتب الحديث الاُخرى ، ثمّ وضعها كلّها إلى جانب كتب غريب القرآن ، وجمعها كلّها سويّة وألّف منها كتاب «الغريبين» ورتّب في كتابه هذا المفردات على أساس حروفها الأصليّة وفقا

.

ص: 18

للطريقة الألفبائيّة . واتّسم هذا الاُسلوب بالاختصار والخلو من أي خلل أو نقص ، ممّا جعل كتابه يلقى إقبالاً واسعا ، ولم يتخلَّ عن موقعه في ميادين البحوث والدراسات حتّى بعد ظهور كتابٍ غنيّ وغزير في محتواه ككتاب «الفائق» لمؤلّف شهير وقدير كالزمخشري ( المتوفى 548هجريّة ) وهو الكتاب الذي وصفه ابن الأثير بأنّه اسم على مسمّى . بقيت طريقة أبيعبيد متداولة على مدى قرون عديدة ، وأضحت محورا لإكمال مجاميع غريب الحديث . ولهذا السبب أقبل علماء آخرون في غريب الحديث على إكمال كتابه ؛ لأنّ كتابه لو اكتمل وفقا لتلك الطريقة المبتكرة ، لما كانت هناك حاجة لكتاب جامع آخر ، أو لكتاب آخر ينتهج طريقة اُخرى . وعلى هذا الأساس جمع أبوموسى محمّد بن أبيبكر بن عمر المديني الأصفهاني ؛ الذي كان من مشاهير عصره في القرن السادس للهجرة ، كلّ مافات أبو عبيد الهروي ، في كتاب باسم «المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث» . ووصف ابن الأثير في مقدّمة «النهاية» هذا الكتاب مقايسا له مع كتاب أبيعبيد بالقول : «يناسبه قدرا وفائدة ويماثله حجما وعائدة» . والحقيقة هي أنّ حجم هذا الكتاب وادّعاء مؤلّفه بأنّه استدراك على كتاب أبي عبيد ، يخلق لدى المرء تصوّرا بأنّه لو وضع هذا الكتاب إلى جانب كتاب أبي عبيد لأمكنه أن يدّعي بأنّه جمع فيه غريب الحديث كلّه ، ولولا مشكلة حجمه الكبير ، لكان خاتمةً لكلّ كتب غريب الحديث . وانطلاقا من هذه الرؤية وضع ابن الأثير ( المتوفى 606هجريّة ) قدمه على هذا الطريق وعمل على عزل المفردات القرآنيّة منه رغبة في تقليل حجمه ؛ غير أنّه تنبّه منذ البداية إلى وجود مفردات كثيرة اُخرى في كتب الحديث كصحيحي البخاري ومُسلم ، تحتاج إلى شرح وتفسير . فواصل البحث والتنقيب ، وطالع تقريبا جميع اُمّهات كتب الحديث من أجل العثور على المفردات الغريبة فيها . ثمّ أضاف ما عثر عليه من مفردات جديدة إلى مجموع كتابي الهروي والمديني . ومعنى هذا أنّ كتاب ابن الأثير يتألّف من ثلاثة أقسام أساسيّة هي : مفردات «الغريبين» للهروي ، ومفردات «المجموع المغيث» للمديني ، وما جمعه هو بنفسه .

.

ص: 19

رتّب ابن الأثير هذه الأقسام الثلاثة وفقا للترتيب الألفبائي المعروف على أساس موادّ الكلمات وأورد _ بعد ذكر مادّة المفردة الغريبة التي هي بحاجة إلى الشرح _ العبارة التي تقع فيها تلك اللفظة من الحديث لا كلّ الحديث . واتّبع اُسلوبا مختصرا في تفسير معاني المفردات الغريبة . وهذا الاُسلوب الحسن الذي اتّبعه ابن الأثير ، إضافة إلى الإحاطة والشموليّة التي يتميّز بهما كتابه الذي يضمّ حتّى المفردات الغريبة الواردة في كلام الصحابة والتابعين ، أدّى به إلى تسمية كتابه ب_ «النهاية» . وهذا العمل الرائع البديع لم يترك مجالاً واسعا حتّى لكتب كبيرة ككتاب ابن الحاجب ( المتوفى 646هجريّة ) الذي يتألّف من عشرة مجلّدات ، وحتى أنّه جعل كتابه الآخر المسمّى ب_ «منال الطالب في شرح طوال الغرائب» يبقى سنوات طويلة طيّ النسيان والمجهوليّة . ولهذا السبب اقتصرت الجهود التي بُذلت بعده على تذييل وتلخيص «النهاية» . يمكن القول بأنّ قسم الأحاديث النبويّة من كتاب «النهاية» يمثّل أفضل مصدر يمكن أن يعوّل عليه الأشخاص الذين لايقصدون الاجتهاد والتتبّع والتحقيق في اللغة ، وإنّما يقصدون الحصول على معنىً مناسب للعبارة وتفسير ينسجم مع مواد القائل . إلاّ أنّ هذه الجهود لم تملأ فراغا واسعا يتعلّق بالروايات المنقولة عن أهل البيت عليهم السلام ؛ سواء الروايات التي صدرت عن الأئمّة عليهم السلام مباشرة ، أم الروايات التي نقلوها عن النبيّ صلى الله عليه و آله . فالأئمّة عليهم السلام هم السلسلة الذهبيّة لأحاديث الرسول صلى الله عليه و آله وهم أدرى من غيرهم بما كان لدى جدّهم . وكان نقلهم _ بشهادة الأحاديث التي وصلتنا _ أصحّ وأوجز وأكثر اعتبارا ، بل لايمكن مقارنتها بالأحاديث العابرة التي نُقلت عبر حلقات منفصلة في العقود الاُولى لظهور الإسلام . ومن هنا كان من الضروري استخراج الغريب من حديث الأئمّة عليهم السلام في جميع المجالات التي تحدّثوا فيها وخاصّة في الأدعية والمناجاة التي تتميّز بلحن يختلف عن الكلام العادي . ولكن من المؤسف أنّ مهجوريّة حديث أهل البيت عليهم السلام ، وقلّة الإمكانات المتاحة في المجتمعات الخاضعة للحكومات الجائرة ، حجب هذا العمل عن كثير من الأشخاص ، أو جعله باهض الثمن وغير ممكن على البعض الآخر منهم . ولعلّ بإمكان المرء أن يعتبر ظهور كتب لغويّة كبيرة ، والتدوين الألفبائي للمعاجم اللغوية كالصحاح للجوهري ،

.

ص: 20

وتاج العروس للزبيدي ، واحتواء بعضها على المفردات الغريبة واعتمادها على الكتب المتقدّمة من غريب الحديث ؛ كلسان العرب لابن منظور ، سببا آخر لعدم النهوض لتلبية هذه الحاجة التي تأخّر قضاؤها عشرة قرون حرم خلالها العالم الإسلامي من معانٍ ذات مغزىً عميق تكمن وراء أحاديث أهل البيت عليهم السلام . وفي القرن الحادي عشر شرع فخر الدين بن محمّدعلي الخفاجي المعروف بالطريحي ( المتوفى 1087 هجريّة ) والذي كان من فقهاء الشيعة واُدبائها ومن الذين نهلوا من علوم أهل البيت عليهم السلام ، بعمل كبير تمثّل في البحث والتنقيب عن غريب القرآن والحديث ، وبعد عشرات السنوات من الجهد العلمي الذي تمخّض عنه تأليف أربعين كتابا في شتّى أبواب العلوم ، قدّم في آخر حياته الزاخرة بالعطاء للباحثين والمهتمّين بحديث أهل البيت عليهم السلامكتابه المعروف ب_ «مجمع البحرين ومطلع النيّرين» . وقد اهتمّ في كتابه هذا بشرح وتفسير المفردات المهمّة في القرآن والحديث ، إضافة إلى تقديم نبذة عن تاريخ الأنبياء ، والمحدّثين ، والعلماء ، والملوك ، وحتى الأماكن إلى جانب شرح العقائد ومذاهب الفِرق ؛ وبذلك فهو قد جعل من كتابه هذا دائرة معارف شيعيّة صغيرة . استفاد الطريحي في تدوين «مجمع البحرين» من جميع الكتب المهمّة في غريب الحديث ومعاجم اللغة ، فضلاً عمّا لديه من مخزون علمي . وسار في ترتيب كتابه على النهج الذي سار عليه الجوهري في ترتيب «الصحاح» ، ونسّق المفردات فيه على الترتيب الألفبائي وفقا لمادّة المفردة وعلى أساس الحرف الأخير منها . وقد جعل الهمزة والألف المنقلبة من «الواو» و«الياء» في باب واحد من أجل أن يكون التناول أسهل على من لايجيدون علم الصرف والاشتقاق ، وأورد جميع الكلمات المهموزة اللام والناقِصة في باب «حرف الألف» . ركّز الطريحي عند شرحه وتفسيره للأحاديث والمفردات الغريبة على مصدرها الأساسي ؛ ليتخلّص من التفاسير المتكرّرة التي لايوجد لها سند أو اعتبار وإنّما هي من وضع أصحاب الأخبار والقصّاصين _ وليست صادرة عن رواة الوحي _ وكان أحيانا يذكر المصاديق التي تنطبق عليها معاني الكلمات ، كمعانٍ لتلك المفردات .

.

ص: 21

4 _ حاجة اليوم :قد يظنّ البعض بأنّ الحاجة إلى علم غريب الحديث قد انتفت من بعد تأليف «مجمع البحرين» ، وبأنّ عصر تدوين كتب غريب الحديث قد انتهى ، إلاّ أنّ هذا الظنّ يميل إلى الضعف استنادا إلى ما مرَّ ذكرهُ ، وبناءً على نسبيّة مفهوم الغريب ؛ وذلك لأنّ الاُنس بالكلمات القديمة وفهم معانيها يتضاءل مع تقدّم الزمن ، ولأنّ الحديث كلّما اتّسع نطاق استخدامه بين الناس وازداد انتشاره بين المجتمعات البشريّة ، وكثر التساؤل عن معانيه ، تزداد إلى جانب ذلك المباحث اللغوية . وبعبارة اُخرى ؛ ليست هناك ألفاظا جديدة تظهر إلى الوجود ، ولكن من الممكن أنّ المفردة التي كانت بالأمس متداولة معروفة وواضحة المعنى يترك استعمالها وتترك جانبا فيتراكم عليها غبار الغربة تدريجيّا إلى أن تصبح غريبة . ولوْ كُنّا نعتقد بالساعة اللغوية لقلنا إنّ شروحات وتفاسير غريب الألفاظ نفسها تحتاج من خلال تقادم الزمن إلى شرح وتبسيط ، ولابدّ من تقديم ترجمة لها تتناسب مع الزمن . وأخيرا لابدّ _ ومن أجل صيانة المقصود الأصلي لصاحب النصّ وفهمه على الوجه الصحيح وعدم التأثّر بما لدينا من افتراضات وتصوّرات مسبقة _ أن تُعطى المفردات معانيها من منظار قائلها إلى الحقائق وفي ضوء التراكيب التي استُخدمت تلك الألفاظ في صياغتها . وهذا يعني أحدث عمل في مجال تدوين غريب الحديث وهو العمل الذي قام به علماء غريب الحديث السابقين على نحو مبعثر ، وطُبّق عمليّا في الكتاب الذي بين أيديكم والذي يحمل عنوان «غريب الحديث في بحارالأنوار» وانتظمت فيه جهود العلاّمة المجلسي في هذا المضمار . لقد فسّر العلاّمه المجلسي أثناء تدوينه لكتاب «بحارالأنوار» وشرحه للجوامع الروائيّة الشيعيّة مفردات كثيرة ، واستطاع عبر إتقانه المدهش للّغة ولكتب غريب الحديث ، وكذلك من خلال إحاطته بموارد استعمال تلك الألفاظ في الأحاديث الاُخرى ، أن يُقدّم تفسيرا للأحاديث بالأحاديث . إنّ المبادرة إلى جمع كلّ هذه الألفاظ وتنسيقها وفق الترتيب الألفبائي ، وذكر المصادر

.

ص: 22

التي عوّل عليها العلاّمة المجلسي كان باستطاعتها إخراج غريب أحاديث الشيعة إلى الوجود وأن تبعث الحياة من جديد في البيانات التي جاءت متفرّقة في بحارالأنوار . وها هو هذا العمل الكبير يُنجز بهمّة سماحة حجّة الإسلام والمسلمين الشيخ حسين الحسني البيرجندي ويُصحّح ويعدّ للنشر بفضل جهود الزملاء العاملين في مركز بحوث دارالحديث . فقد جمع سماحته على مدى ستّ سنوات من البحث الدؤوب كلّ البيانات التي أدلى بها المرحوم المجلسي في شرح المفردات الغريبة ؛ ورتّبها حسب مادّة الكلمة معتمدا على الترتيب الألفبائي سائرا على نهج ابن الأثير في نهايته (1) . وأمّا الضابطة التي اعتمدها المؤلّف في تحديد كون المفردة غريبة فهي شرح العلاّمة المجلسي لها ، أو ورودها في كتاب النهاية لابن الأثير . ثمّ إنّه عرض مداخل النهاية على بحارالأنوار واستخرج شروحها منه عبر الاستفادة من المعاجم اليدويّة والكومبيوتريّة . وانطلاقا من أهميّة نهج البلاغة ووفرة المفردات الغريبة فيه ، فقد استخرج منه أيضا كلّ ما بدا غريبا وشرَحَه الدكتور صبحي الصالح ولم يكن موجودا في المداخل الأوّليّة المأخوذة من البحار أو من النهاية ، وعرضه على البحار فشرحه . وبالإضافة إلى ذلك فإنّه جعل الألفاظ التي شرحها المعصومون عليهم السلامكمداخل أيضا وشرحها . تجدر الإشارة إلى أنّ مؤلّف الكتاب تحمّل عناء مراجعة المصادر التي اعتمدها العلاّمة المجلسي واستقى شروح المفردات من اُمّهات كتب اللغة وغريب الحديث . جزاه اللّه تعالى خيرا . وحان لنا الآن أن نذكر أسماء مؤلّفي غريب الحديث حسب ترتيب وفياتهم : 1 _ أبوالحسن نضر بن شُمَيل خرشة المازني (203ه ) 2 _ محمّد بن المستنير (قطرب) (206ه ) 3 _ أبوعمرو إسحاق بن مرار الشيباني (206ه ) (2)

.


1- .أبدع ابن الأثير إضافةً إلى الترتيب الألفبائي ، اُسلوبا جديداً لكي يسهل العثور على المفردات التي يشكل تمييز الحروف الأصليّه من غير الأصليّة فيها لغير الماهرين في علم الصرف والاشتقاق ؛ كأثلب وأجدل ، فاعتمد الهيئة الظاهريّة وفرض الهمزة أصليّة في المثالين ، وأدرجهما في باب حرف الهمزة مصرّحا بزيادتها لكي لا يتّهم بقلّه الاطّلاع .
2- .وقيل عام 210 ه .

ص: 23

4 _ أبوعبيدة معمر بن المثنّى (210ه ) 5 _ أبوعدنان عبدالرحمن بن عبدالأعلى معاصر لأبي عبيدة 6 _ عبدالملك بن قُرَيب الأصمعي (213ه ) (1) 7 _ أبوزيد سعيد بن أوس بن ثابت الأنصاري (215ه ) 8 _ أبوعلي الحسن بن محبوب السرّاد (زرّاد) (2) (224ه ) 9 _ سلمة بن عاصم الكوفي تلميذ الفرّاء 10 _ أبوعبيد القاسم بن سلاّم الهروي (224ه ) 11 _ محمّد بن زياد (ابن الأعرابي) (231ه ) 12 _ عمرو بن أبي عمرو الشيباني (231ه ) 13 _ علي بن المغيرة الأثرم (232ه ) 14 _ أبومروان عبدالملك بن حبيب الالبيري (238 أو 239ه ) 15 _ أبوجعفر محمّد بن حبيب البغدادي النحوي (245ه ) 16 _ أبوجعفر محمّد بن عبداللّه بن قادم (251ه ) 17 _ شَمِر بن حمدويه الهروي (251ه ) 18 _ ثابت بن أبي ثابت (ثابت بن عبدالعزيز) (3) (213 أو 223ه ) 19 _ أبومحمّد عبداللّه بن مسلم (ابن قتيبة) (276ه ) 20 _ أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي (285ه ) 21 _ أبوالعباس محمّد بن يزيد (المبرّد) (285 أو 286ه ) 22 _ محمّد بن عبدالسلام الخُشَني (286ه ) 23 _ أبوالعباس أحمد بن يحيى (ثعلب) (291ه ) 24 _ محمّد بن أحمد بن إبراهيم (ابن كيسان) (299ه ) (4)

.


1- .وقيل عام 216 ه .
2- .من أصحاب الإمام الرضا عليه السلام .
3- .كان ورّاقا لأبي عبيد .
4- .وقيل عام 320 ه .

ص: 24

25 _ قاسم بن ثابت السَّرقُسْطي (1) (302ه ) 26 _ أبومحمّد القاسم بن محمّد الأنباري (304ه ) 27 _ أبوموسى سليمان بن محمّد بن أحمد الحامض (305ه ) 28 _ أبومحمّد سلمة بن عاصم الكوفي (310ه ) 29 _ أبوبكر محمّد بن الحسن (ابن دريد) (321ه ) 30 _ محمّد بن عثمان الجعد (322ه ) 31 _ أبوبكر محمّد بن القاسم الأنباري (327 أو 328ه ) 32 _ أبوالحسين عمر بن محمّد بن القاضي المالكي(ابن درهم) (2) (328ه ) 33 _ أبوعمر محمّد بن عبدالواحد المطرز الباوردي (غلام ثعلب) (3) (345ه ) 34 _ أبومحمّد عبداللّه جعفر (ابن درستويه) (347ه ) 35 _ أبومحمّد القاسم بن محمّد الديمرتي الأصبهاني (حوالي 355ه ) 36 _ أبوسليمان حمد بن محمّد إبراهيم الخطّابيالبستي الشافعي (388ه ) 37 _ أبوعبيد أحمد بن محمّد الهروي (4) (401ه ) 38 _ أبوالقاسم إسماعيل بن الحسن بن الغازي البيهقي (5) (402ه ) 39 _ أبوالفتح سليم بن أيّوب الرازي الشافعي (6) (447ه ) 40 _ إسماعيل بن عبدالغافر الفارسي (449ه ) 41 _ إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم النسوي (519ه ) 42 _ أبوالحسن عبدالغافر بن إسماعيل بن عبدالغافر الفارسي (7) (529ه )

.


1- .اسم كتابه «الدلائل» طبعته مجلّة «معهد المخطوطات العربية» في عددها العاشر عام 1384ه على الصفحات من 167 _ 184، في باب «حديث الشعبي في صفة الغيث».
2- .وصف ياقوت الحموي كتابه بأ نّه «كبير لم يتمّ» (5/2097) .
3- .شرح غريب الألفاظ في مسند أحمد بن حنبل فقط، ولهذا سُمّيَ كتابه «غريب مسند أحمد» .
4- .كتابه لا يختص بغريب الحديث ، وإنّما يضم غريب القرآن أيضا ، ومن هنا سُمّي ب_ «الغريبين» .
5- .اسم كتابه «سمط الثريّا في معاني غريب الحديث» .
6- .جمع في كتابه «تقريب الغريبين» كتابي أبي عبيد وابن قتيبة، وعمد أحيانا إلى اختصار بعض المطالب. ذكر أ نّه انتهى من تأليفه في عام 424ه .
7- .ذكر في كتابه «مجمع الغرائب ومنبع الرغائب» الذي يضم تقريبا جميع الكتب المهمّة التي سبقته في موضوع غريب الحديث، بأ نّه انتهى من تأليفه في عام 526 ه .

ص: 25

43 _ ابن عياض اليحصبي (1) (544ه ) 44 _ أبوالحسن علي بن عبداللّه بن أبي جرادة (2) (548ه ) 45 _ أبوالمكارم علي بن محمّد النحوي (561ه ) 46 _ أبوموسى محمّد بن عمر المديني الأصفهاني (581ه ) 47 _ أبوالقاسم جار اللّه محمود بن محمّد الزمخشري (583ه ) 48 _ أبوشجاع محمّد بن علي بن شعيب الدهّان (590ه ) 49 _ أبوالفرج عبدالرحمن بن علي (ابن الجوزي) (597ه ) 50 _ مجدالدين أبوالسعادات المبارك بن محمّد الجزري (ابن الأثير) (3) (606ه ) 51 _ موفّق الدين عبداللّه بن أحمد بن قدامة المقدسي (4) (620ه ) 52 _ موفّق الدين عبداللطيف بن يوسف بن محمّد الموصلي الشافعي (ابن اللبان) (5) (629ه ) 53 _ محمّد بن علي الغسّاني المالقي (ابن عسكر) (6) (636ه ) 54 _ أبوعمرو عثمان بن عمر (ابن الحاجب) (646ه ) 55 _ ابن طاووس (7) (664ه ) 56 _ صفيّ الدين محمّد بن أبي بكر الاُرمَوي (8) (723ه ) 57 _ عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن محمّد بن بردس البعلبكي الحنبلي (9) (785ه ) 58 _ جلال الدين السيوطي (10) (911ه )

.


1- .جمع في كتابه «مشارق الأنوار على صحاح الآثار» المفردات الغريبة الموجودة في ثلاثة كتب فقط، وفي «الموطّأ» و «البخاري» و «مسلم».
2- .ذكر ياقوت الحموي في «معجم الاُدباء» (ج1، ص121) أ نّه أ لّف كتابا رتّب فيه كتاب أبي عبيد القاسم بن سلام ترتيبا ألفبائيا، ولكنّه لم يتمكّن من إنهائه.
3- .اسم كتابه المشهور هو «النهاية»، وله كتاب آخر يحمل عنوان «منال الطالب في شرح طوال الغرائب» .
4- .اسم كتابه «قنعة الأريب في تفسير الغريب من حديث رسول اللّه صلى الله عليه و آله والصحابة والتابعين» .
5- .اسم كتابه «المجرّد في غريب الحديث» .
6- .اسم كتابه «الشرع الروي في الزيادة على غريب الهروي» .
7- .لخّص كتاب «غريب مسند أحمد لأبي عمر المطرز» (الذريعة: 16/50) .
8- .كتابه ذيل على «النهاية» لابن الأثير .
9- .نظم «النهاية» لابن الأثير شعرا، وسمّى كتابه «الكفاية في نظم النهاية» .
10- .لخّص «النهاية» لابن الأثير ، وكتب عليها تذييلاً وتذنيبا .

ص: 26

59 _ عيسى بن محمّد الصفوي (953ه ) 60 _ علي بن حسام الدين المتّقي الهندي (975ه ) 61 _ فخر الدين محمّد علي بن أحمد بن طريح النجفي (1) (1085ه ) 62 _ أحمد بن محمّد المرزوقي (2) (بعد1281ه ) 63 _ صلاح الدين الحنفي (3) معاصر ويجدر هاهنا ذكر بعض نقّاد كتب غريب الحديث : 1 _ أبوسعيد أحمد بن أبي خالد الضرير الكندي (4) (214ه ) 2 _ عبدالواحد بن أحمد المليحي (5) (462ه ) 3 _ موفّق الدين عبد اللطيف بن يوسف الموصلي البغدادي (6) (629ه ) 4 _ ابن قتيبة (اسم كتابه «إصلاح الغلط») (7) (276ه ) 5 _ حسن بن عبداللّه الأصفهاني (لغدة) 8 (القرن الثالث ) 6 _ علي بن حمزة البصري ) 9 (375ه ) 7 _ أبوالفضل محمّد بن أبيمنصور الناصر بن محمّد الفارسي 10 (550ه ) 8 _ الحافظ أبوموسى محمّد بن عمر المديني الأصفهاني )11 (581ه ) 9 _ حسن بن عبداللّه الأصفهاني (لغدة) 12 (القرن الثالث ) 10 _ أبو بكر محمّد بن القاسم الأنباري ) 13 (327 أو 328ه ) وقد اهتمّ بعض المؤلّفين بالردّ على الانتقادات ، وللدفاع عن أبي عبيدالقاسم بن سلاّم مكانة خاصّة في هذا المجال ؛ فدافع عنه أربعة أشخاص في مقابل انتقادات ابن قتيبة ،

.


1- .كتب أوّلاً «غريب أحاديث الخاصّة» ثم «مجمع البحرين» .
2- .اسم كتابه «بلوغ المرام لبيان ألفاظ سيّد الأنام» .
3- .لخّص أيضا كتاب «النهاية» لابن الأثير، وسمّاه «مختصر النهاية في غريب الحديث والأثر» .
4- .هؤلاء الثلاثة نقدوا كتاب أبي عبيدة معمّر بن المثنّى .
5- .هؤلاء الثلاثة نقدوا كتاب أبي عبيدالقاسم بن سلام .
6- .اسم كتاب الفارسي «التنبيه على الألفاظ التي وقع في نقلها وضبطها تصحيف وخطأ في كتاب الغريبين» واسم كتاب المديني «هفوات الغريبين» وكلاهما نقدٌ لكتاب أبي عبيد الهروي .
7- .كلاهما نقدا كتاب ابن قتيبة .

ص: 27

وهم كلٌّ من: 1 _ محمّد بن نصر، أبوعبيد اللّه المروزي (294ه ) 2 _ يوسف بن عبداللّه القفصي التميمي (326ه ) 3 _ أبو بكر محمّد بن القاسم الأنباري (327 أو 328ه ) 4 _ ابن عبدون عبدالمجيد الفهري (527ه )

إنجازات دارالحديث على الكتاب :إنّ مؤسّسة دارالحديث قد ألزمت نفسها منذ بدء تأسيسها وتعهّدت بالاهتمام بالحديث وعلومه ، وقد رأت الثغرة الموجودة في المكتبة الشيعيّة في مجال غريب الحديث ، فلذا ارتأت الاهتمام بالكتاب وتكميل نواقصه وتصحيحه وتهذيبه كي يكون كتابا مرجعا فريدا في بابه ، ويكون كفيلاً بسدّ تلك الثغرة على أحسن وجه . ويمكننا أن نلخّص ما قامت به المؤسّسة بما يلي : 1 _ مقابلة جميع الأحاديث الواردة في الكتاب وبدقّة كاملة ، وإكمال نواقصها وإصلاح صدرها ، وكان الاعتماد على طبعة بيروت (1) . 2 _ مقابلة بيانات العلاّمة المجلسي _ المشار إليها ب_ «المجلسي» _ بتمامها ، وإصلاحها ، وإضافة رقم الجزء والصفحة للبيان ؛ تسهيلاً للمراجعة ، لأنّ البيانات والتوضيحات ليس بالضرورة أن تكون في نفس الصفحة التي ذُكر فيها الحديث ، بل في كثير من الأحيان تأتي بعد صفحات عديدة . 3 _ مقابلة أكثر الشروح المأخوذة من كتب اللغة مع مصادرها . 4 _ تقويم النصّ ، ويشمل : أ _ التدقيق في المتون المنقولة وصحّة دخولها في المواد المدرجة تحتها .

.


1- .تجدر الإشارة إلى أنّ طبعة بيروت تختلف عن طبعة إيران في كون فهارسها وضعت فيالأجزاء الثلاثة الأخيرة بينما في طبعة إيران قد وضعت في الوسط في الأجزاء 54 و 55 و 56 ، فلذا كان الجلد 54 من طبعة بيروت يقابله الجلد 57 من طبعة إيران ، وهكذا إلى آخر المجلّدات .

ص: 28

ب _ تصحيح و ضبط الكلمات الغريبة والمشكلة والضروريّة في الحديث وفي شرحه ، وكذا ضبط الآيات الشريفة . ج _ وضع علامات الترقيم . نأمل أن يكون هذا الكتاب قادرا على تقطير قطرات من شهد حكمة أهل البيت عليهم السلامفي أفواه المتعطّشين لها . وأن يحظى هذا الجهد المتواضع بالقبول عند الباري تعالى . وفي الختام نشكر الإخوة الذين ساهموا في إنجاز هذا المشروع ، ونخصّ بالذكر الإخوة : حسنين الدبّاغ ، ميثم الدبّاغ ، نعمان النصري ، حيدر المسجدي ، حيدر الوائلي ، رعد البهبهاني ، عبدالكريم المسجدي ، سيد علي الموسوي ، محمّد باقر النجفي . ولا ننسى أن نتقدّم بالشكر الجزيل إلى وزارة الإرشاد في الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة للمساهمة في نشر هذا الكتاب . قسم تدوين الموسوعات الحديثيّة عبدالهادي المسعودي

.

ص: 29

ح_رف الهمزة

باب الهمزة مع الباء

حرف الهمزةباب الهمزة مع الباءأبب : عن الجاحظ :«سُئِل أبو بكر عن قوله تعالى : «وَفاكِهَةً وَأبّاً» ، فقال : أمّا الفاكهة فأعرفها ، وأمّا الأبّ فاللّه أعلم !» (المجلسي : 40 / 223) .

* وفي رواية أهل البيت عليهم السلام أ نّه بلغ ذلك أميرالمؤمنين عليه السلامفقال :«إنّ الأبَّ هو الكلأ والمرعى ، وإنّ قوله تعالى : «وَفاكِهَةً وَأبّاً» اعتدادٌ من اللّه على خلقه فيما غذاهم به وخلقه لهم ولأنعامهم ممّا يحيا به أنفسهم» : 40 / 223 . الأبُّ : المَرْعى المُتَهيّئُ للرَّعْي والقطع . وقيل : الأبُّ من المَرْعى للدّوابّ ، كالفاكهة للإنسان (النهاية) .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في الحوض :«وعرضه ما بين صنعاء إلى أبّ ، فيه قدحان فضّة وذهب» : 23 / 138 . الأبُّ : بلد باليمن ، وبالكسر : قرية باليمن (القاموس المحيط) . وفي بعض النسخ : «اُ بُلَّة» وسيأتي في محلّه .

أبد : في وصف أميرالمؤمنين عليه السلام :«أ بَّدَ الأوصاف وحصّن الأطراف» : 46 / 322 . أي جَعَل الأوصاف الحسنة جاريةً بين الناس . أو بتخفيف الباء المكسورة ؛ من قولهم : أبِدَ _ كفَرِحَ _ إذا غضب وتوحّش ، فالمراد الأوصاف الرديّة (المجلسي : 46 / 324) .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في الحجّ :«قال له سراقة بن جعشم : ألِعامنا هذا أم للأبَد ؟ قال : دَخلت العُمرَة في الحَجِّ مرّتين ، لا بل لأبَد أبَد» : 21 / 404 . الأبَد : الدَّهر ، أي هي لآخر الدَّهر (النهاية) .

* وعن فاطمة عليهاالسلام :«وتفاوتَ عن الإدراكِ أبَدُها» : 29 / 221 . الضمير للنعم المذكورة في

.

ص: 30

الحديث ، والتفاوُت : البُعد ، والأبَد : الدَّهر والدائم والقديم الأزليّ ، وبُعده عن الإدراك لعدم الانتهاء (المجلسي : 29 / 251) .

أبر : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«خير مال المرء مُهرَةٌ مَأْمُورَةٌ ، أو سِكَّةٌ مَأْبُورَةٌ» : 61 / 162 . السِّكَّة : الطريقةُ المُصطَفَّة من النخل ، والمَأبورَةُ : المُلَقَّحَة ، يقال : أبَرتُ النخلَةَ وأبَّرتُها فهي مَأْبورَةٌ ومُؤَبَّرةٌ ، والاسم الإبار . وقيل : السِّكّة سِكّة الحَرْث ، والمَأبورَةُ : المُصلَحَةُ له ، أراد : خير المال نتاجٌ أو زرعٌ (النهاية) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام في دعائه على الخوارج :«أصابكم حاصبٌ ، ولا بَقي منكم آبرٌ» : 33 / 360 . أي رجل يقوم بتأبير النخل وإصلاحها ، فهو اسم فاعل من أبَرَ المخفّفة . ويروى بالثاء المثلّثة ؛ وهو الذي يأْثِر الحديث ويَرويه ، كأ نّه قال : «لا بقي منكم مُخبِر» . ويروى بالزاء المعجمة ؛ وهو الواثِب .

* وفي زيارة الحسين عليه السلام :«وأبِرْ حُماتَهم وجماعتهم» : 98 / 306 . أي أهلِكهُم .

أبرد : عن النبيّ صلى الله عليه و آله في البطّيخ :«يَغسل المثانة ويَقطع الإبرِدَةَ» : 63 / 195 . الإبرِدَة _ بكسر الهمزة والراء _ : علّة معروفة من غلبة البرد والرطوبة تُفَتِّرُ عن الجِماع ، وهمزتها زائدة ، وإنّما أوردناها هاهنا حملاً على ظاهر لفظها (النهاية) .

* وعنه صلى الله عليه و آله :«كُلوا التينَ الرَطْب واليابس فإنّه... يَنفَعُ من النِّقْرِس والإبرِدَة» : 63 / 186 .

أبرز : عن أميرالمؤمنين عليه السلام لرجل :«إنّ اللّه يحوّله في يدك ذهباً إبْرِيزاً . فتناولَ أحجاراً ثمّ مدرا فانقلبت له ذهباً أحمر» : 42 / 23 . الذَّهب الإبْرِيز : أي الخالص ، وهو الإبْرِيزيُّ أيضاً ، والهمزة والياء زائدتان (النهاية) .

أبز : في حديث الأعرابيّ :«اقتصَروا على ضراعة الوهْز ، وكثرة الأبْز» : 46 / 323 . الأبْز : الوَثْب والبَغي (المجلسي : 46 / 325) . يقال : أبَزَ الظبيُ يأبِزُ : وثب وركض فهو آبزٌ ، وأبَزَ بصاحبه : بغى عليه وظَلَمه .

أبط : عن عليّ بن الحسين عليهماالسلام في حديث الطفّ :«خُذه إليك ، أما لو ضَربتَ في طلبه آباطَ الإبل حَولاً لكان قليلاً» : 45 / 183 . ضربُ آباط الإبل كناية عن الرَكْض والاستِعجال ، فإنّ

.

ص: 31

المُستَعجِل يضرب رِجلَيه بإبْطَي الإبل لِيَعدُو ، أي لو سافرتَ سَفَراً سَرِيعاً في طلبه حَولاً (المجلسي : 45 / 184) .

أبق : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في ذِكرِ من لا يستجاب له :«ورجل أبَقَ مَملوكُه ثلاث مرّات ولم يَبِعْه» : 100 / 129 . أبَقَ العَبد يَأبَقُ ويأبِقُ إباقاً : إذا هَرَبَ ، وتَأبَّقَ : إذا استَتَرَ . وقيل : اِحْتَبَسَ (النهاية) .

أبل : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في البصرة :«سيكون التي تسمّى الاُبُلَّة موضع أصحاب العشور» : 32 / 254 . الاُبُلَّة _ بضمّ الهمزة والباء وتشديد اللام _ : البلد المعروف قرب البصرة من جانبها البحريّ . وقيل : هو اسمٌ نَبَطيٌّ . وقال الأصمعيّ : جنان الدنيا ثلاث : غوطة دمشق ، ونهر بلخ ، ونهر الاُبُلَّة .

* ومنه عن أبي جعفر عليه السلام في وصف الحوض :«طوله ما بين اُبُلَّة وصنعاء» : 65 / 99 . وفي بعض النسخ : «أيْلَة» بفتح الهمزة وسكون الياء ، وهو بلد معروف فيما بين مصر والشام (المجلسي : 65 / 100) .

* وعنه صلى الله عليه و آله :«الناس كَإبلٍ مائةٍ لا تجد فيها راحِلَة» : 58 / 66 . يعني أنّ المَرضِيَّ المُنتَجَب من النّاس في عِزّة وجودِهِ كالنَّجِيبِ من الإبِل ، القويّ على الأحمال والأسْفار ، الذي لا يوجد في كثير من الإبل . قال الأزهريّ : الذي عندي فيه أنّ اللّه ذمّ الدنيا وحذّر العباد سوءَ مَغَبَّتِها ، وضَرب لهم فيها الأمثال ليَعتبروا ويَحذَرُوا ، كقوله تعالى : «إنّما مَثَلُ الحَياةِ الدُّنيا كَماءٍ أنزَلناهُ» الآية ، وما أشْبهها من الآي . وكان النبيّ صلى الله عليه و آلهيُحَذِّرهم ما حَذَّرهم اللّه ويزهّدهم فيها ، فرَغِب أصحابُه بعده فيها وتنافسوا عليها ، حتّى كان الزهد في النادر القليل منهم ، فقال : «تَجِدُون الناس بعدي كإبلٍ مائةٍ ليس فيها راحلة» ؛ أي أنّ الكامل في الزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة قليل كقِلّة الراحلة في الإبل . والراحلة : هي البَعير القويّ على الأسفار والأحمال ، النَّجيب التامّ الخَلْق الحَسَن المنظَرِ . ويقع على الذكر والاُنثى . والهاء فيه للمبالغة (النهاية) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام :«سألني عيسى بن موسى عن الغنم للأيتام ، وعن الإبل المُؤَبَّلَة ، ما يحلّ منهنّ ؟» : 72 / 3 . إذا كانت الإبل مهملةً قيل : إبِلٌ اُبَّل ، فإذا كانت لِلقُنية قيل : إبِلٌ مُؤَبَّلَة (النهاية) .

.

ص: 32

* وعن الإمام الحسن عليه السلام أ نّه قال لرجلٍ أبَلَ من عِلَّة :إنّ اللّه قد ذكّرَكَ فاذكره» : 75 / 106 . أبَلَ من مرضه : برأ منه ، والاُبْلَة _ بوزن العُهْدة _ : العاهة والآفة .

* ومن شعر معبد : كادَت تُهَدُّ من الأصواتِ راحِلَتيإذ سالَت الأرض بالجُرد الأبابيل : 20 / 40 . الأبَابِيل : الجماعات الكثيرة ، يقال : جاءت إبِلُك أبابِيل ؛ أي فِرَقاً . والجُرد _ بالضمّ _ : جمع الجريدة ، وهي من الخيل جماعة جُرِّدت من سائرها (المجلسي : 20 / 46) .

أبلم : قال أبو بكر في السقيفة :«نحن الاُمراء وأنتم الوزراء ، والأمر بيننا نصفان كقَدّ الاُبْلُمَة» : 28 / 326 . الاُبلُمة _ بضمّ الهمزة واللام وفتحهما وكسرهما _ : خُوصَةُ المُقْلِ ، وهمزتها زائدة ، وإنّما ذكرناها هاهنا حملاً على ظاهر لفظها . يقول : نحن وإيّاكم في الحكم سواء ، لا فَضْل لأميرٍ على مأمور ، كالخُوصة إذا شُقّت باثنتين متساويتين (النهاية) .

أبن : في صفة مجلس النبيّ صلى الله عليه و آله :«لا تُرفع فيه الأصوات ، ولا تُؤْبَنُ فيه الحُرَمُ» : 16 / 152 . أي لا يُذكَرنَ بقبيح ، كان يُصان مجلسه صلى الله عليه و آلهعن رَفَثِ القول ، يقال : أبَنتُ الرَّجل أبِنُه وأبُنُه إذا رَمَيتَه بِخَلَّةِ سوء ، فهو مأبُونٌ ، وهو مأخوذ من الاُبَنِ ؛ وهي العُقَدُ تكون في القِسِيّ تُفسِدها وتُعاب بها (النهاية) .

* وفي الدعاء :«اِبْتَزّ اُمُورَنا معادِنُ الاُبَن» : 82 / 230 . أي الذين هم محالّ العيوب الفاضحة ؛ من العلّة المعروفة وغيرها ، كما اشتهر بها رؤساؤهم . وقد ورد في الخبر أ نّه لا يتسمّى بأميرالمؤمنين بغير استحقاقه إلاّ من ابتلي بتلك العلّة الشنيعة التي تَذهب بالحياء رأساً (المجلسي : 82 / 250) .

* ومنه عن أبي عبداللّه عليه السلام :«إنّ اللّه عزّوجلّ أعْفى شيعتنا من ... الجُذام ، والبَرَص ، والاُبنة» : 76 / 29 .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في قريش :«قطعوا رَحِمي ، وسَلَبُوني سُلطان ابن اُمّي» : 34 / 24 . قال ابن أبي الحديد : يعني به الخلافة ، وابن اُمّه هو رسول اللّه صلى الله عليه و آله ؛ لأ نّهما ابنا فاطمة بنت عمرو بن عمران بن مخزوم ، اُمّ عبداللّه وأبي طالب . وقال الراونديّ : يعني نفسه ؛ لأ نّه ابن اُمّ نفسه . ولا يخفى ما فيه . وقيل : لأنّ فاطمة بنت أسد كانت تربّي رس_ول اللّه صلى الله عليه و آلهحين كفله أبو

.

ص: 33

طالب ، فهي كالاُمّ له . ويحتمل أن يكون المراد «سلطان أخي» مجازاً ومبالغةً في تأكّد الاُخوّة التي جرت بينه وبين النبيّ صلى الله عليه و آله (المجلسي : 34 / 26) .

* وعن أمير المؤمنين عليه السلام :«هذا إبَّان وُرود كلّ موعود ، ودُنوّ من طلعة ما لا تعرفون» : 51 / 117 . الإبَّان : الوقت والزمان (المجلسي : 51/117) . والنون أصليّة ، فيكون فِعّالاً . وقيل : هي زائدة ، وهو فِعْلان ؛ من أبَّ الشيء إذا تهيّأ للذهاب (النهاية) .

* ومنه في حديث الجارود :«يا رسول اللّه ، إنّ قَسّاً كان يَنْتَظِرُ زمانَك ، ويَتَوكّف إبّانَك» : 26 / 300 .

* ومنه في حديث المباهلة :«نحن في حَمارَّة القَيظ ، وإبّانَ الهَجير» : 21 / 323 .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله لاُسامة :«فأغِرْ صباحاً على أهل اُبْنَى وحَرِّقْ عليهم» : 21 / 410 . هي بضمّ الهمزة والقصر : اسم موضع من فِلَسطِين بين عَسْقَلان والرَّملة ، ويقال لها : «يُبنَى» بالياء (النهاية) .

* وفيه :«أرسل رسول اللّه صلى الله عليه و آله إلى نَفَر من الأبْناء رسولاً» : 21 / 411 . الأبناءُ في الأصل جمع ابن ، ويقال لأولاد فارس : الأبناء ، وهم الذين أرسلهم كسرى مع سيف بن ذِي يَزَن لمّا جاء يَسْتَنْجِدُه على الحبشة ، فنصروه وملكوا اليمن وتَدَيَّرُوها وتزوّجوا في العرب ، فقيل لأولادهم : الأبناء ، وغلب عليهم هذا الاسم لأنّ اُمّهاتهم من غير جنس آبائهم (النهاية) .

أبه : عن أميرالمؤمنين عليه السلام في حديث الدنيا :«كم من ... ذي خُدَع قد خَدَعَتْه ، وذِي اُبَّهَةٍ قد صيّرته حقيراً» : 75 / 15 . الاُبَّهَة _ بالضمّ وتشديد الباء _ : العظمة والبهاء (النهاية) .

* ومنه في عهده عليه السلام لمالك الأشتر :«إذا أحدَثَ لك ما أنت فيه من سلطانك اُبَّهَةً ، فانظُر إلى عِظَم مُلك اللّه فَوقك» : 33 / 601 .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في أهل الجنّة :«كلّ أشْعث أغْبر ذي طِمْرَين لا يُؤبَهُ به» : 74 / 91 . أي لا يُحْتَفَل به لحقارته ، يقال : أبَهتُ له آبَهُ (النهاية) .

أبهر : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«ما زالت اُكْلَة خيبر ... تُعاوِدني ، فهذا أوانُ قَطَعَتْ أبْهَري» :

.

ص: 34

17 / 396 . الأبْهَرُ : عِرْقٌ في الظَهر ، وهما أبْهَران . وقيل : هما الأكْحَلان اللّذان في الذراعين . وقيل : هو عِرْقٌ مُستَبْطِنُ القلب ، فإذا انقطع لم تبقَ معه حياة . وقيل : الأبْهَرُ عِرْقٌ منشؤه من الرأس ويمتدّ إلى القدم ، وله شرايينُ تَتَّصل بأكثر الأطراف والبدن ، فالذي في الرأس منه يسمّى النّأمَة ، ومنه قولهم : أسكَتَ اللّهُ نأمتهُ ؛ أي أماته ، ويمتدّ إلى الحلق فيسمّى فيه الوريد ، ويمتدّ إلى الصدر فيسمّى الأبْهَر ، ويمتدّ إلى الظَهر فيسمّى الوَتِين ، والفُؤاد معلَّق به ، ويمتدّ إلى الفَخِذ فيسمّى النَّسَا ، ويمتدّ إلى الساق فيسمّى الصافِن . والهمزة في الأبهر زائدة ، وأوردناه هاهنا لأجل اللفظ (النهاية) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام في المغترّ بالدنيا :«حتّى يُؤخَذ بكَظَمِه ، ويُقْطَعَ أبْهَراه» : 75 / 61 .

أبا : في ابن ذي يَزَن :«قال له عبد المطّلب : فأنتَ أبَيتَ اللَّعْن مَلِك العرب» : 15 / 187 . كان هذا من تَحايا الملوك في الجاهليّة والدعاء لهم ، ومعناه : أبيت أن تفعل فعلاً تُلْعَن بسببه وتُذَمّ (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام لبعض عمّاله :«كأنّك لا أبا لغيرك ، حَدَرتَ على أهل تراثك من أبيك» : 33 / 499 . لا أبا لغيرك : عبارة تُقال للتَّوبِيخ ، مع التَحامي من الدعاء على مَن يناله التقريع (صبحي الصالح) .

* وعنه عليه السلام في النهروان :«لم آتِ _ لا أبا لكم _ بُجْراً ، ولا أرَدتُ بكم ضرّاً» : 33 / 357 . البُجْر : الأمر العظيم والداهية ، ويُروى : «هُجْرا» وهو الساقط من القول ، ويُروى : «عَرّاً» والعَرُّ والمَعَرَّةُ : الإثم (المجلسي : 33 / 358) . وقد تكرّر في الحديث «لا أبا لَكَ» وهو أكثر ما يُذْكَر في المدح ؛ أي لا كافي لك غَيْر نَفْسك . وقد يذكر في معرض الذمّ كما يقال : لا اُمّ لك . وقد يذكر في معرض التَعَجُّب ودَفْعاً للعين ، كقولهم : للّه دَرُّكَ . وقد يذكر بمعنى جِدَّ في أمرِك وشَمِّر ؛ لأنّ من له أبٌ اتَّكَل عليه في بعض شأنه ، وقد تحذف اللام فيقال : «لا أباكَ» بمعناه (النهاية) .

* وفي كتابه عليه السلام :«لَعَمر أبي لن تحبّوا أن تكون فينا الخلافة والنبوّة !» : 29 / 140 . هذه كلمة جارية على ألسن العرب تَستعملها كثيراً في خطابها وتريد بها التأكيد . وقد نهى النبيّ صلى الله عليه و آلهأن

.

ص: 35

باب الهمزة مع التاء

يحلف الرجل بأبِيهِ ، فيحتمل أن يكون هذا القول قبل النهي ، ويحتمل أن يكون جرى منه على عادة الكلام الجاري على الألسن ولا يقصد بها القسم ؛ كاليمين المَعْفُوّ عنها من قَبِيل اللَغْو ، أو أراد به توكيد الكلام لا اليمين ، فإنّ هذه اللفظة تجري في كلام العرب على ضَربَين : للتعظيم ؛ وهو المراد بالقسم المنهيّ عنه ، وللتوكيد ؛ كقول الشاعر : لَعَمْرُ أبي الواشِينَ لا عَمرُ غَيْرِهِملَقَدْ كَلَّفَتْني خُطَّةً لا اُريدُها فهذا توكيد لا قَسم ؛ لأ نّه لا يَقْصد أن يحلف بأبي الواشين ، وهو في كلامهم كثير (النهاية) .

* وفي الحديث :قالوا لعبد المطّلب : «هَنيئاً لك أبَا البَطْحاء» : 15 / 404 . إنّما سَمَّوه أبَا البَطحاء لأ نّهم شَرُفُوا به وعُظِّموا بدعائه وهدايته ، كما يقال لِلمِطْعام : أبو الأضياف (النهاية) .

* وعن المنهال :«مَرَرتُ بالأبْواء وقد وُلد لأبي عبداللّه عليه السلام ، فسَبَقْتُهُ إلى المدينة ودَخَل بعدي بيوم ، فأطْعَمَ الناس ثلاثاً» : 48 / 4 . الأبْواء _ بفتح الهمزة وسكون الباء والمدّ_ : جبل بين مكّة والمدينة ، وعنده بلد يُنْسَب إليه (النهاية) .

باب الهمزة مع التاءأتم : عن أبي جعفر عليه السلام :«يُصنَع للميّت مَأْتَمٌ ثلاثة أيّام» : 79 / 88 . المأْتَمُ في الأصل : مُجْتَمَعُ الرجال والنساء في الغَمِّ والفَرَح ، ثمّ خُصَّ به اجتماع النساء للموت . وقيل : هو للشَّوابِّ من النساء لا غير (النهاية) .

* وفي الخبر :«ثمّ أتِمَ أميرالمؤمنين عليه السلام طَويلاً ساكتاً» : 93 / 165 . أتَمَ يأتُمُ _ كنَصَرَ _ أتْما : قطع ، وأتِمَ بالمكان يَأْتَمُ اُتوماً من باب تَعِب _ لغةٌ _ : أقام ، واسم المصدر والزمان والمكان : «مَأْتَم» على مَفْعَل . والمعنى أ نّه قَطَع كلامه ، أو بَقِي على هيئته ، أو أبْطَأ في الكلام وهو يريد ذلك . ويروى : «أزَمَ» ، ويأتي في محلّه .

أتن : في مناجاة اللّه عزّوجلّ لموسى عليه السلام :«اُوصيك ... بابن البتول عيسى بن مريم صاحب الأتان والبُرْنُس» : 13 / 332 . الأتانُ : الحمارَة الاُنثى خاصَّةً ، ولا يقال فيها أتانة (النهاية) .

.

ص: 36

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في المِدْرَعة :«قال لي : اِقذف بها قَذف الاُتُن ، لا يَرتَضِيها لِيَرقعها» : 40 / 346 . الاُتُن _ هو بضمّتين _ : جمع الأتان وهي الحِمارة ، والتّشبيه بقذفها لكونها أشدّ امتناعاً للحمل من غيرها ، وربّما يقرأ : «الاُبَن» بالباء الموحّدة المفتوحة وضمّ الهمزة : جمع الاُبْنَة ؛ وهي العَيْب والقَبِيح (المجلسي : 40 / 349) .

أتي : عن أبي جعفر عليه السلام في حديث البيت :«جاءَهم سَيْل أتِيٌّ لهم ، فذهب بهم» : 15 / 171 . سيل أتِيّ _ بالتشديد على وزن فعيل _ : جاءك ولم يُصِبك مَطَره ، والسيل الأتِيّ أيضاً : الغريب (المجلسي : 15 / 171) . ويقال : سيلٌ أتِيّ وأتاويّ (النهاية) .

* وعن رجل لأبي عبداللّه عليه السلام :«إنّ لي أخاً لا يؤتى من مَحَبّتِكم وإجلالكم غير أ نّه يَشْرَبُ الخَمر» : 65 / 126 . أتَيتَهُ : جِئْتَه ، وأتى عليه الدهر : أهلَكَه ، واُتيَ فلان _ كَعُنِيَ _ : أشرَفَ عليه العَدُوّ . أي لا يأتيه الشيطان من جهة محبّتكم ، أو لا يُهلَك بسبب ترك المحَبّة (المجلسي : 65 / 126) .

* وعن الإمام الباقر عليه السلام :«وهم في عباده مِثْل الجَراد ، لا يَقَعُون على شيءٍ إلاّ أتَوا عليه» : 75 / 180 . أي أهْلَكُوه وأفْنَوه .

* ومنه في الزيارة :«إنّ بَيْنِي وبَيْن اللّه تعالى ذُنُوباً ، لا يأتي عليها إلاّ رضاه» : 97 / 307 . أي لا يُذْهبها ولا يُفْنِيها .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في التحكيم :«فأيْن يُتاه بكم ، ومن أين اُتِيتُم ؟» : 33 / 371 . أي هلكتُم ، أو دَخَلَ عَلَيكُم الشَيطان الشبهَة والحيلة .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله :«ما أحْبَبْتَ أن يَأتيه الناس إلَيك ، فَأْتِه إليهم ، وما كَرِهْتَ أن يَأتيه الناس إليك فلا تَأْتِهِ إليهم» : 72 / 36 . كأ نّه على الحذف والإيصال ؛ أي يأتي به الناس إليك ، أو هو من قولهم : أتى الأمر أي فعله ؛ أي يَفْعَله الناس مُنْتَهِياً إلَيك ، ويمكن أن يُقْرَأ على بناء التفعيل من قولهم : أتَّيْتَ الماء تأتِيةً ؛ أي سَهَّلْتَ سَبِيله (المجلسي : 72 / 36) .

* وعن أبي الحسن عليه السلام في التواضع :«لا يُحِبّ أن يَأتِي إلى أحد إلاّ مثل ما يُؤْتي إليه» : 72 / 135 . «لا يحبّ أن يَأتي إلى أحد» من قبل اللّه أو من قبله أو الأعمّ ، «إلاّ مثل ما يُؤتى إليه» كأنّ المناسب للمعنى الذي ذكرنا أن يُؤتي إليه على المعلوم ، وكأنّ الظرف فيهما مقدّر ،

.

ص: 37

باب الهمزة مع الثاء

والتقدير : لا يحبّ أن يَأتي إلى أحد بشيء إلاّ مثل ما يُؤتي به إليه . ويمكن أن يُقرأ على بناء التفعيل في الموضعين من قولهم : أتَّيْتَ الماء تأتيةً وتَأتّياً ؛ أي سَهّلْتَ سبيله ليخرج إلى موضع ، لكنّه بعيد (المجلسي : 72 / 136) .

* وفي الخبر :«قالوا لعمرو : كَيْف أنت يا أبا ثور إذا لَقِيك هذا الغلام القرشيّ [ عليّ عليه السلام ]فأخَذَ منك الإتاوَة ؟» : 21 / 357 . الإتاوَة _ بالفتح _ : الخَراج (المجلسي : 21 / 358) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلامفي عمرو :«إنّه لم يُبايِعْ معاوية حتّى شَرَطَ له أن يُؤْتِيَه أتِيَّة» : 33 / 221 . الأتِيّة : العطيّة .

* وعنه عليه السلام :«إنّ لأهل الدِين علامات : ... وقِلَّة المُواتاة للنِّساء» : 66 / 364 . المُواتاة : حسن المُطاوعَة والمُوافَقَة ، وأصله الهمزة ، فخُفِّف وكثر حتّى صار يقال بالواو الخالصة ، وليس بالوَجْه (النهاية) .

* ومنه عن الإمام الصادق عليه السلام :«فإن كان مُواتِياً ، فهو الصديق المصافي» : 75 / 235 .

* ومنه في أميرالمؤمنين عليه السلام :«إنّه أخوه الهادي ، ووزيره المُو?تي» : 9 / 317 و 17 / 341 . من المُؤاتاة ؛ وهي حسن المُطاوعَة والموافقة (المجلسي : 17 / 346) .

باب الهمزة مع الثاءأثث : عن أمير المؤمنين عليه السلام :«اللبيب لا يتأثَّث في دارِ النقلة» : 67 / 322 . يعني لا يتّخذ أثاثاً للبيت . في الصحاح : الأثاث : متاع البيت . وقال الفرّاء : لا واحد له ، وقال أبو زيد : الأثاث المال أجمع ؛ الإبل ، والغنم ، والعبيد ، والمتاع ، الواحدة أثاثة .

أثر : عن أمير المؤمنين عليه السلام في الخلافة :«فإنّها كانَت أثَرَةً شحّت عليها نفوس قوم» : 38 / 159 . الأثَرَة _ بفتح الهمزة والثاء _ : الاسم من آثر يُوثر إيثاراً ؛ إذا أعطى . والاستئثار : الانْفراد بالشيء (النهاية) .

* وعنه عليه السلام في قوم لحقوا بمعاوية :«علموا أنّ الناس عندنا في الحقّ اُسوة ، فهربوا إلى الأثَرَة» : 33 / 522 .

.

ص: 38

* وسُئِل أبو عبداللّه عليه السلام :«عن الرجل يقول : اِستَأْثَرَ اللّه بفلان . فقال : ذا مكروه . فقيل : فلانٌ يَجُود بنَفْسه . فقال : لا بأس» : 6 / 117 .

* وعن أبي جعفر عليه السلام :«وحرف عند اللّه اسْتَأْثَرَ به في علم الغيب عنده» : 27 / 25 . أي استبدّ وتفرّد به كائناً هو في سائر الغيوب التي تفرّد بعلمها أو معها (المجلسي : 27 / 25) .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«خمسةٌ لَعَنتُهم وكلُّ نبيّ مُجاب : ... والمُسْتَأْثِر بالفيء» : 69 / 116 .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في طلحة والزبير :«وأيُّ قَسْم استَأْثَرْتُ عليكما به ؟» : 32 / 50 . الاستئثار عليهما به : هو أن يأخذ حقّهما لنفسه (المجلسي : 32 / 51) .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في فتح مكّة :«ألا إنّ كلّ مال ومَأْثَرَةٍ ودم يُدّعى تحت قَدَمَيّ هاتين» : 21 / 105 . مَآثِرُ العَرَب : مَكارِمُها ومَفاخِرُها التي تُؤْثَرُ عنها ؛ أي تُروى وتُذكر (النهاية) . وتحت قدميّ هاتين ؛ أراد خفاءها وإعدامها وإذلال أمر الجاهليّة ونقض سنّتها (المجلسي : 21 / 110) .

* ومنه عن عبدالمطّلب في زمزم :«هي مَأْثَرَتُنا وعِزّنا ، فهلمّوا نحفرها» : 15 / 164 .

* وفي الحديث :«فابشر يا محمّد بالنبوّة الأثِيرة ، والرئاسة الخطيرة» : 15 / 354 . الأثِيرة : المُكرّمة المختارَة (المجلسي : 15 / 357) .

* وفي حديث المباهلة :«أيّها النَبِيه الخطير ، والعليم الأثِير» : 21 / 301 . يقال : فلان أثِيري ؛ أي من خُلَصائي (القاموس المحيط) .

* وقال أبو سفيان لقيصر لمّا سأله عن النبيّ صلى الله عليه و آله :«لولا حيائي أن يأثُرَ أصحابي عنّي الكذب لأخبرته بخلاف ما هو عليه» : 20 / 379 . أثَرتَ الحديث ، إذا ذكرتَه عن غيرك (الصحاح) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام في حديث الصحف :«ليس هذا العلم إنّما هذه الاُثرة» : 26 / 61 . الاُثْرَة _ بالضمّ _ : المَكرُمَة المُتَوارَثة ؛ كالمَأْثَرَةِ والمَأْثُرَة ، والبقيّة من العلم تُؤثَر ؛ كالأثَرَة والأثارَة (القاموس المحيط) .

* ومنه عن عليّ بن الحسين عليهماالسلام :«يقتحمون في أغمار الشبهات بغير قبس نور من الكتاب ، ولا أثَرَة علم من مظانّ العلم» : 27 / 193 .

.

ص: 39

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«أرسله بالدِين المشهور ، والعلم المأْثُور» : 18 / 217 . العلم _ إمّا بالكسر أو بفتحتين _ : أي ما يُهتدى به . والمَأْثُور : المقدّم على غيره والمنقول ، ولا يخفى مناسبتهما (المجلسي : 18 / 218) .

أثف : عن الإمام الصادق عليه السلام :«أثافِيّ الإسلام ثلاثة : الصلاة ، والزكاة ، والولاية» : 65 / 330 . الأثافِيّ : هي جمع اُثْفِيَّة ، وقد تُخَفّف الياء في الجمع ؛ وهي الحجارة التي تُنْصَبُ وتُجْعَل القِدرُ عليها . يقال : أثفَيتُ القِدر ؛ إذا جعلتَ لها الأثافِيّ ، وثَفَّيتُها ؛ إذا وَضَعتَها عليها ، والهمزة فيها زائدة (النهاية) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام في صلاة النبيّ صلى الله عليه و آله :«سُمع لصدره أزِيزٌ كأزيزِ المِرجَل على الأثافِيّ» : 10 / 40 .

أثل : قوله تعالى : «ذَواتَي اُكُلٍ خَمْطٍ وأثْلٍ» قال [عليّ بن إبراهيم] : هو نوع من الطَّرْفاء : 14 / 144 . الأثْلُ : شجر شبيه بالطَّرْفاء إلاّ أ نّه أعظم منه (النهاية) .

* وعن يزيد بن مسعود :«هذا الحسين بن عليّ ... ذو الشرف الأصيل ، والرأي الأثِيل» : 44 / 338 . يقال : مالٌ مُؤَثَّل ، ومجدٌ مُؤَثَّل ؛ أي مجموع ذو أصل ، وأثْلَةُ الشيء : أصله (النهاية) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«تعالى عمّا ينحله المحدّدون من صفات الأقدار ، ونهايات الأقطار ، وتأثُّلِ المساكن» : 4 / 307 . التأثّل : التأصّل .

أثلب : عن فاطمة الصغرى عليهاالسلام في الكوفة :«بِفِيك أيّها القائل الكَثْكَث ، ولك الأثْلَب ، اِفْتَخَرْتَ بقتل قوم زكّاهم اللّه !» : 45 / 111 . الأثْلَب _ بكسر الهمزة واللام وفتحهما ، والفتحة أكثر _ : الحَجَر . وقيل : دقاق الحجارة . وقيل : التراب (النهاية) .

أثم : عن امرأة العزيز :«ما اشتملت بعدُ على هيئة التأثُّم» : 12 / 254 . يقال : تَأثَّم فلانٌ ؛ إذا فَعَلَ فِعلاً خرج به من الإثم ، كما يقال : تَحَرَّجَ ؛ إذا فعل به ما يخرج به من الحَرَج (النهاية) .

* ومنه عن عليّ بن محمّد عليهماالسلام في إبليس :«تأثَّمَ نوح بكلامه ومسألته ، فأوحى اللّه إليه أن كلّمه وسَله» : 60 / 250 .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«أيّكم يحبُّ أن يغدو إلى العقيق ... فيُؤتى بناقتين كَوْماوَين

.

ص: 40

باب الهمزة مع الجيم

حسنتين ، فيدعا (1) بهما إلى أهله من غير مأْثَمٍ ؟» : 89 / 186 . المأْثم : الأمر الذي يأثم به الإنسان ، أو هو الإثم نفسُهُ وَضْعاً للمصدر موضع الاسم (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«إنّهم أعْوان الأثَمَة ، وإخوان الظلمة» : 74 / 244 . الأ ثَمَة جمع آثِم ، وهو فاعل الإثم ؛ أي الذنب (صبحي الصالح) .

* وعن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى : «ومَن يَفعَل ذلك يَلقَ أثاماً» قال : «أثام وادٍ من أودية جهنّم ، من صُفْر مُذاب ، قُدّامها حَرَّةٌ في جهنّم ، يكون فيه مَن عَبَدَ غير اللّه » : 8 / 289 . الأثام _ بالفتح _ : الإثم ، يقال : أثِمَ يأْثَم أثاماً . وقيل : هو جَزاء الإثم (النهاية) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام لإبليس :«قلت : من أين أقْبَلْتَ يا لَعِين ؟ قال : من الأثام . فقلت : وأين تريد ؟ قال : الأثام» : 39 / 192 .

* ومنه عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«أعوذ بك من المَأْثم والحرام» : 92 / 183 .

اُثيل : في الحديث :«فرحل رسول اللّه صلى الله عليه و آله ونزل الاُثَيل ؛ وهو من بَدر على ستّة أميال» : 19 / 259 . هو مصغّر ، موضع قرب المدينة ، وبه عين ماء لآل جعفر بن أبي طالب (النهاية) .

باب الهمزة مع الجيمأجج : عن أبيجعفر عليه السلام فيالطينة :«ثمّ أمر ناراً فاُجِّجَتْ ، فقال لأصحاب الشمال : اُدخلوها ، فهابوها» :64/114 . الأجِيجُ :تَلَهُّبُ النار ، كالتَّأجُّج. وأجَّجْتُها تأجِيجاً فَتَأجَّجَتْ (القاموس المحيط) .

* ومنه عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«وحشيشها زعفران يَنِيعُ ، وأ لَنْجُوج يَتَأجّجُ من غير وقود» : 65 / 71 . واليانِع : الأحمر من كلّ شيء والثمر الناضج ، كَاليَنيع . والألَنجُوج : عود البخور (المجلسي : 65 / 74) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام في الدعاء :«يا من شعشع ضياء الشمس بنور تَأجُّجِه» : 84 / 339 . الأجيج : تلهّب النار ، والمعنى : فرّق أو مدّ وطوّل شعاع الشمس بنور يحصل من

.


1- .يشبه أن يكون مصحّفاً (الهامش : 89 / 186) ، وفي أمالي الطوسي «فيُدعى» .

ص: 41

تلهّب ذلك الضياء ، أو مزج ضياء الشمس القائم بها بنور يحصل من تلهّبه ؛ وهو الشعاع الممتدّ المتفرّق في الآفاق . وقد يحتمل أن يكون إرجاع ضمير تأجّجه إلى الموصول ؛ أي بسبب ظهوره الذي هو مقتضى ذاته أزلاً وأبداً (المجلسي : 84 / 344) .

* وعنه عليه السلام :«عيشها رَنْقٌ وعَذبُها اُجاج» : 75 / 15 . الاُجاج _ بالضمّ _ : الماء الملْحُ الشديدُ المُلوحَة (النهاية) .

أجد : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«قيل للفرس : إجِدْ ؛ لأنّ أوّل من ركب الخيل قابيل يوم قَتَل أخاه هابيل وأنشأ يقول : أجد اليوم وماترك النّاس دما فقيل للفرس : إجد ، لذلك» : 11 / 235 . الظاهر أنّ هذه الكلمة إنّما كانت تُقال لتلك الدابّة عند إرادة زجرها . قال الفيروزآبادي : إجِدْ _ بكسرتين ساكنة الدالّ _ : زَجْرٌ للإبِل . أقول : لعلّها كانت لزجر الفرس ، فَاستُعمِلت للإبل ، ويحتمل أن تكون اسماً للفرس فَتُرِكَتْ ؛ فلذا لم يذكرها اللغويّون (المجلسي : 11 / 235) .

أجدل : عن فاطمة لعليّ عليهماالسلام :«نَقَضْتَ قادمة الأجْدَل ، فخانك ريش الأعْزل» : 29 / 234 . الأجْدَلُ : الصَّقر ، واحد الأجادِل . والأعْزَلُ : الذي لا سلاح مَعَهُ . قيل : لعلّها عليهاالسلامشبّهت الصقر الذي نُقضت قوادمه بمن لا سلاح له ، والمعنى : تَرَكْتَ طَلَبَ الخلافة في أوّل الأمر قبل أن يتمكّنوا منها ويشيّدوا أركانها ، وظننت أنّ الناس لا يرون غيرك أهلاً للخلافة ، ولا يقدّمون عليك أحداً ، فكنت كمن يتوقّع الطيران من صقر منقوضة القوادم (المجلسي : 29 / 313) .

أجر : عن أبي عبداللّه عليه السلامفي أبي الخطّاب :«أمّا قوله إنّي قلت : أعلم الغيب ، فلا آجَرَني اللّه في أمواتي ولا بارك لي في أحيائي إن كنتُ قلت له» : 25 / 321 . آجَرَهُ يُؤجِرُهُ : إذا أثابَه وأعطاه الأجْر والجزاء . وكذلك أجَرَهُ يَأجُرُهُ ، والأمر منهما آجِرْني وأجُرْني (النهاية) . أي لا أعطاني في مصيبة أمواتي المثوبات التي وعدها أربابها ، فإنّه من أعظم الخسران والحرمان ، ولا بارك لي في أحيائي ؛ أي لم يعطني بركة فيمن هو حيّ من أتباعي وأولادي وعشيرتي (المجلسي : 25 / 322) .

.

ص: 42

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في زكاة الإبل :«من أتانا بها مُؤتَجِراً فله أجرها» : 44 / 12 . أي طالباً للأجر والثواب .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام :«بسم اللّه أرقِيك ... من الوَرَم الأجِر» : 92 / 66 . أجِرَتْ يدُه تُوجر أجْراً واُجُوراً : إذا جُبِرَت على عُقدَةٍ وغير اسْتِواء ، فبَقِيَ لها خروجٌ عن هَيْئَتها (النهاية) .

أجص : عن الإمام الرضا عليه السلام :«أرى الإجّاص يطفئ الحرارة ويسكّن الصفراء» : 63 / 189 . الإجّاص _ بالكسر مشدّدة _ : ثَمَرٌ معروف دَخيلٌ ؛ لأنَّ الجيم والصاد لا يَجْتَمِعان في كلمةٍ ، الواحدةُ بِهاءٍ . ولا تَقُل : إنجاصٌ ، أو لُغَيَّةٌ . يسهّل الصفراء ، ويسكّن العطش وحرارة القلب ، وأجوده الحلو الكبير . والإجّاص : المِشْمِش ، والكُمَّثرى بِلُغة الشاميّين (القاموس المحيط) .

أجل : في قنوت موسى بن جعفر عليهماالسلام :«أسألك ... أن تعجّل ما قد تَأجّل» : 82 / 220 . التَأجُّل تفعّل من الأجل ؛ وهو الوقت المضروب المحدود في المستقبل (النهاية) .

* وعن الإمام الصادق عليه السلام :«من انتظر بمُعاجلة الفرصة مُؤاجلة الاستقصاء ، سلبته الأيّام فرصته» : 75 / 268 . لعلّ المراد : إنّ من وجد الفرصة ولم يستقدمها وينتظر زمنا حتّى يستوفي من المطلوب بنحوٍ أتمّ ذهبت هذه الفرصة أيضا ، ولم ينل شيئا من المطلوب أبدا (الهامش : 75 / 268) .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله لعليّ عليه السلام :«تسألني أن أدعو ربّي لأجَل مُؤجّل» : 28 / 48 . أي لأمر محتوم لا يمكن تغييره (المجلسي : 28 / 48) .

أجم : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«الريح والآجام موكّلة بثمرها» : 65 / 171 . الآجام _ بالجيم _ من قولهم : تأجّم النهار ؛ أي اشتدّ حرُّه ، أو بالحاء المهملة والميمين من قولهم : أحمَّ الماءَ ؛ سَخّنه (المجلسي : 65 / 174) .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«من يأجم أن يلعن من لعنه اللّه فعليه لعنة اللّه » : 25 / 319 . أجَمَهُ كَضَربَهُ : كَرِهَهُ . يقال : أجَمْتُ الطعام أجِمُه ؛ إذا كرهتَه من المداومة عليه (النهاية) .

أجن : عن أبي عبداللّه عليه السلام في يوسف عليه السلام :«كان ... يأخذ الخبز ويجعله في إجّانَة ويصبّ عليه الماء» : 12 / 268 . الإجّانة _ بالتشديد _ : إناء يُغْسَلُ فيه الثياب ، والجمع أجاجِين .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«إذا ارتَوَى من آجن ... جلس بين الناس قاضياً» : 101 / 267 . هو

.

ص: 43

باب الهمزة مع الحاء

الماء المتغيّر الطعم واللون . ويقال فيه : أجِنَ وأجَنَ يأجَنُ ويأجِنُ أجْناً واُجُوناً فهو آجِنٌ وأجِنٌ (النهاية) .

* وعنه عليه السلام :«تأكلون الطعام الجَشْب ، وتشربون الماء الآجِن» : 30 / 8 .

باب الهمزة مع الحاءأحد : في أسمائه تعالى :«الأحَدُ الواحد» . الأحد معناه أ نّه واحد في ذاته ليس بذي أبعاض ولا أجزاء ولا أعضاء ، ولا يجوز عليه الأعداد والاختلاف ؛ لأنّ اختلاف الأشياء من آيات وحدانيّته ممّا دلّ به على نفسه ، ويقال : لم يزل اللّه واحداً . ومعنىً ثانٍ : أ نّه واحد لا نظير له ولا يشاركه في معنى الوحدانيّة غيره ؛ لأنّ كلّ من كان له نظراء أو أشباه لم يكن واحداً في الحقيقة ، ويقال : فلان واحد الناس ؛ أي لا نظير له فيما يوصف به ، واللّه واحد لا من عدد ، لأ نّه عزّوجلّ لا يعدّ في الأجناس ، ولكنّه واحد ليس له نظير . وقال بعض الحكماء في الواحد والأحد : إنّما قيل : الواحد لأ نّه متوحّد ، والأوّل لا ثاني له ، ثمّ ابتدع الخلق كلّهم محتاجاً بعضهم إلى بعض ، والواحد من العدد في الحساب ليس قبله شيء بل هو قبل كلّ عدد ، والواحد كيف ما أردته أو جزّأته لم يزد فيه شيء ولم ينقص منه شيء ، تقول : واحد في واحد فلم يزد عليه شيء ولم يتغيّر اللفظ عن الواحد ، فدلّ أ نّه لا شيء قبله ، وإذا دلّ أ نّه لا شيء قبله دلّ أ نّه محدِث الشيء ، وإذا كان هو مفني الشيء دلّ أ نّه لا شيء بعده ، فإذا لم يكن قبله شيء ولا بعده شيء فهو المتوحّد بالأزل ، فلذلك قيل : واحد أحد ، وفي الأحد خصوصيّة ليست في الواحد ، تقول : ليس في الدار واحد ، يجوز أنّ واحداً من الدوابّ أو الطير أو الوحوش أو الإنس لا يكون في الدار ، وكان الواحد بعض الناس وغير الناس ، وإذا قلت : ليس في الدار أحد فهو مخصوص للآدميّين دون سائرهم ، والأحد ممتنع من الدخول في الضرب والعدد والقسمة وفي شيء من الحساب ، وهو متفرّد بالأحديّة ، والواحد منقاد للعدد والقسمة وغيرهما داخل في الحساب ، تقول : واحد واثنان وثلاثة ، فهذا العدد والقسمة ، والواحد علّة العدد وهو خارج من العدد وليس بعدد ، وتقول : واحد في اثنين أو ثلاثة فما فوقها ، وتقول في القسمة : واحد بين اثنين أو ثلاثة لكلّ واحد من الاثنين واحد

.

ص: 44

باب الهمزة مع الخاء

ونصف ، ومن الثلاثة ثلث ، فهذه القسمة ، والأحد ممتنع في هذه كلّها ، لا يقال : أحد واثنان ، ولا أحد في أحد ، ولا يقال : أحد بين اثنين ، والأحد والواحد وغيرهما من هذه الألفاظ كلّها مشتقّة من الوحدة : 4 / 187 .

* وعن هشام بن سالم عن أبي عبداللّه عليه السلام :«كان عليّ بن الحسين عليهماالسلام يقول : ويل لمن غلبت آحادُه أعشارَه . فقلت له : وكيف هذا ؟ فقال : أما سمعت اللّه عزّوجلّ يقول : «مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أمْثالِها وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى إلاّ مِثْلها» ؟ فالحسنة الواحدة إذا عملها كتبت له عشراً ، والسيّئة الواحدة إذا عملها كتبت له واحدة ، فنعوذ باللّه ممّن يرتكب في يومٍ واحد عشر سيّئات ، ولا تكون له حسنة واحدة ، فتغلبُ حسناتِه سيّئاتُه» : 68 / 243 .

* وفي رواية اُخرى :«يا سوأتاه لمن غلبت إحداتُه عشراتِه» يريد أنّ السيّئة بواحدة والحسنة بعشرة : 75 / 139 .

أحن : عن جعفر عليه السلام :«من عادى عدوّنا لا لإحْنةٍ كانت بينه وبينه ... غفر اللّه تعالى له» : 27 / 54 . الإحْنَةُ : الحقد ، وجمعها إحَن وإحَنات (النهاية) .

* ومنه عن زينب عليهاالسلام :«وكيف يَستَبطئ في بغضنا أهل البيت من نظر إلينا بالشَّنَف والشَّنَآن ، والإحَن والأضغان ؟ !» : 45 / 134 .

أحيا : روى أهل السِّيَر :«إنّ النبيّ صلى الله عليه و آله : بَعث عُبيدةَ ... إلى أبي سفيان فتراموا بالأحْياء» : 19 / 174 . بفتح الهمزة وسكون الحاء وياء تحتها نقطتان : ماء بالحجاز .

باب الهمزة مع الخاءأخذ : عن زينب عليهاالسلام ليزيد :«أخذتَ علينا أقطار الأرض وآفاق السماء» : 45 / 133 . يقال : أخَذْتُ على فلان ، إذا مَنَعتَه عمّا يريد أن يَفعَلَه (النهاية) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«خُذوا على يدي الظالم السفيه» : 4 / 267 . أي امنعوه عمّا يريد فعله وأمسكوا يده (مجمع البحرين) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام في المعجون :«فإذا برد صفّيته وأخذتَ منه على غدائك» :

.

ص: 45

63 / 509 . أخذتَ منه على غدائك : أي شربته بعدها (المجلسي : 63 / 509) .

أخر : في أسمائه تعالى :«الأوّل والآخِر» . معناهما أ نّه الأوّل بغير ابتداء ، والآخر بغير انتهاء : 4 / 189 .

* وعن ابن أبي يعفور عن أبي عبداللّه عليه السلام _ في قوله تعالى : «هُوَ الأوَّلُ وَالآخِرُ» _ : «قلت : أمّا الأوّل ، فقد عرفناه ، وأمّا الآخر ، فبيّن لنا تفسيره . فقال : إنّه ليس شيء إلاّ يَبيد أو يتغيَّر ، أو يدخله التغيّر والزوال ، أو ينتقل من لون إلى لون ، ومن هيئة إلى هيئة ، ومن صفة إلى صفة ، ومن زيادة إلى نقصان ، ومن نقصان إلى زيادة ، إلاّ ربّ العالمين ؛ فإنّه لم يزل ولا يزال واحدا ، هو الأوّل قبل كلّ شيء ، وهو الآخر على ما لم يزل ، لا تختلف عليه الصفات والأسماء» : 4 / 182 .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«لا تذكروا الاُخرى إلاّ بخير ، فإنّ اللّه هو الاُخرى» : 73 / 357 .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«أنا الأوّل وأنا الآخِر» فتعجّب الأعرابيّ من قوله ، فقال عليه السلام : «أنا أوّل من آمن برسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وأنا الآخر ، آخر من نظر فيه لمّا كان في لَحدِه» : 39 / 347 .

* وعنه عليه السلام :«سُمّيت الآخرة آخرة لأنّ فيها الجزاء والثواب» : 10 / 13 . أي : والجزاء متأخّر عن العمل (المجلسي : 10 / 14) .

* وعن ابن عبّاس في ثواب من قرأ سورة التوحيد :«غفر له ذنب مِائة سنة ، خمسين مستقبلة وخمسين مستأخرة» : 89 / 359 .

* وسأل يزيد بن سلام النبيّ صلى الله عليه و آله :«لِمَ سُمّيت الآخرة آخرة ؟ قال : لأ نّها متأخّرة تجيء من بعد الدنيا» : 54 / 356 .

* وعن جابر :«كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله في آخرنا في اُخْرَيات الناس فيجزي الضعيف ويردف» : 16 / 233 . الآخَرُ يُجمع على الأواخر ، والاُخْرى على الاُخْرَيات واُخَر ، مثل كُبرى وكُبرَيات وكُبَر ، ومنه قولُهم : في اُخرَياتِ الناس ؛ أي في أواخِرِهم . واُخَر جمع اُخْرى ، واُخرى تأنيث آخَر ، وهو غير منصرف (مجمع البحرين) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في صفّين :«رأيتكم بأخَرَة تحوزونهم» : 32 / 495 . محرّكة ؛ أي آخر الأمر .

.

ص: 46

باب الهمزة مع الدال

* ومنه عن ابن عبّاس لمعاوية :«حتّى بَعَثْتَ به معذّراً بأخَرَة» : 33 / 99 .

أخا : عن أبي عبداللّه عليه السلام :«عندنا أهل البيت اُصول العلم ... وأواخيّه» : 26 / 31 . الآخيّة _ بالمدّ والتشديد _ : حُبَيلٌ أو عُوَيدٌ يُعْرَض في الحائط ويُدفَنُ طرفاه فيه ، ويصير وَسَطه كالعُروَة وتُشَدُّ فيها الدابّة ، وجمعها : الأواخِيّ _ مشدّداً _ والأخايا على غير قياس (النهاية) . أي عندنا ما يُشدّ به العلم ويحفظ عن الضياع والتفرّق (المجلسي : 26 / 31) .

اُخيرج : عن النعمان :«فما زلنا معه حتّى نزلنا الاُخَيرِجَة» : 27 / 23 . اُخَيرجَة : اسم موضع في طريق مكّة إلى الحجّ (الهامش : 27 / 23) . وقال الطريحي : الاُخَيْرِجَة : أوّل منزل يعدِل من فَيْد إلى المدينة (مجمع البحرين) .

باب الهمزة مع الدالأدب : عن أميرالمؤمنين عليه السلام لعثمان بن حُنيف :«بَلَغني أنّ رجلاً من فتية أهل البصرة دعاك إلى مَأْدُبَة فأسرعت إليها» : 40 / 340 . المَأْدُ بَة : الطعام الذي يَصنَعُه الرجل يدعُو إليه الناس . والمشهور فيها ضمّ الدال ، وأجاز فيها بعضهم الفتح . وقيل : هي بالفتح مَفْعَلَة من الأدْبِ (النهاية) .

* ومنه عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«القرآن مأْدُبَة اللّه فتعلّموا مأْدُبَته ما استطعتم» : 89 / 19 . يعني مدْعاتَه ، شبّه القرآن بصَنِيع صَنَعه اللّه للناس لهم فيه خَيْرٌ ومنافع (النهاية) .

* وعنه صلى الله عليه و آله في الرؤيا :«فالملك : اللّه ، والدار : الدنيا ، والمأْدُبَة : الجنّة» : 18 / 337 .

أدد : عن اُمّ سلمة :«سمعت النبيّ صلى الله عليه و آله يقول : معد بن عدنان بن اُدَد ؛ وسمّي اُدَد لأنّه كان مادّ الصوت كثير الغرّ» : 15 / 105 . أدّ الشيء : مدّه . واُدَد _ كعمر _ مصروفاً ، وبضمّتين : أبو قبيلة (القاموس المحيط) .

أدر : في الحديث :«أتاه] صلى الله عليه و آله ] رجل وبه اُدْرَة عظيمة» : 16 / 416 . الاُدْرَة _ بالضمّ _ : نَفْخَةٌ في الخُصْية ، يقال : رجل آدَر بيّن الأدَر بفتح الهمزة والدال . وهي التي تسمّيها الناس : القيلة (النهاية) .

.

ص: 47

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«إذا كان الغلام ملتاث الاُدْرَة ... يُرجى خيره» : 57 / 361 . كأنّ المراد بها هنا نفس الخصية ؛ أي مسترخي الخصية متدلّيها ، وفي بعض النسخ بالزاي ؛ أي هيئة الائتزار (المجلسي : 57 / 361) .

أدم : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«نِعم الإدام الخَلّ» : 63 / 301 . الإدام بالكسر ، والاُدْم بالضمّ : ما يُؤكَلُ مع الخُبز أيّ شيء كان (النهاية) .

* وعنه صلى الله عليه و آله :«خير الإدام في الدنيا والآخرة اللحم» : 59 / 293 .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في الخلقة :«أدَمَه اللّه بيده فلم يفضل شيء من الطين يحتاج إلى الماء» : 10 / 13 . الأدْمُ : الاُلفة والإتّفاق ، يقال : أدَمَ اللّه بينهما ؛ أي أصلح وأ لّف (المجلسي : 10 / 14) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام :«إنّما سمّي آدمُ آدمَ لأنّه خلق من أديم الأرض» : 11 / 100 . قال الصدوق رحمه الله : اسم الأرض الرابعة أديم ، وخُلِق آدم منها ؛ فلذلك قيل : خلق من أديم الأرض . لقد اختُلف في اشتقاق اسم آدم فقيل : اسم أعجميّ لا اشتقاق له كآذر . وقيل : اشتقّ من الاُدمة بمعنى السمرة ؛ لأ نّه عليه السلامكان أسمر اللون . وقيل : من الأدْمَة _ بالفتح _ بمعنى الاُسوة . وقيل : من أديم الأرض ؛ أي وجهها ، وقد روي هذا في أخبار العامّة أيضاً . وقيل : من الإدام ؛ بمعنى ما يؤتدم به ، وقيل : من الاُدم ؛ بمعنى الاُلفة والاتّفاق . وما ورد في الخبر هو المتّبع ، وأمّا ما ذكره الصدوق رحمه اللهمن كون الأديم إسماً للأرض الرابعة فلم نجد له أثراً في كتب اللغة ، ولعلّه وصل إليه بذلك خبر (المجلسي : 11 / 100) .

* وعن وهب :«إنّ نوحاً عليه السلام كان إلى الاُدمة ما هو» : 11 / 287 . اُدمَةُ الأرض : لونها (النهاية) . أي كان مائلاً إلى الاُدمة وما هو بآدم (المجلسي : 11 / 287) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام في الجامعة :«تلك صحيفة سبعون ذراعاً في عرض الأديم» : 26 / 22 . الأديم : الجلد أو أحمره أو مدبوغه (المجلسي : 26 / 22) .

* ومنه عن الرضا عليه السلام :«ذا واللّه حقّ فانقلوه إلى أديم» : 25 / 367 .

* ومنه عن الإمام الصادق عليه السلام في الجنين :«إذا ... قوي أديمه على مباشرة الهواء ...

.

ص: 48

باب الهمزة مع الذال

هاج الطلق باُمّه» : 3 / 62 .

* وفي مناقبهم عليهم السلام: «من الشجرة المباركة ، صحيح الأديم ، واضح البرهان» : 26 / 252 . الأديم : الطعام المأْدوم ، والجلد . وأديم النهار : بياضه ، ومن الضحى : أوّله (القاموس المحيط) .

أدا : عن أبي ذرّ ، قال :«هلمّي مِزودي وإداوتي» : 22 / 421 . الإداوَة _ بالكسر _ : إناء صغير من جلْد يُتَّخَذ للماء كالسَّطيحة ونحوها ، وجمعها أداوَى (النهاية) .

* ومنه في الحديبية :«ففاض الماء فشربوا وملؤوا أداواهم ومَياضِيهم» : 17 / 233 .

* وعن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى : «وَإنّا لَجَمِيعٌ حاذِرُونَ» : «يقول : مُؤْدُون في الأداة ؛ وهو الشاكي فيالسلاح» : 13 / 107 . يقال : آدِنِي عليه _ بالمدّ _ : أي قوّني . ورجل مُؤْدٍ : تامّ السلاح ، كاملُ أداة الحرب (النهاية) .

* وعن حبيب بن مظاهر في الطفّ :يا شرَّ قومٍ حَسَباً وآدا : 45 / 26 . الآدُ والأيْدُ : القوّة (الصحاح) .

* وعن المغيرة :«يستأْدون بآل محمّد» : 45 / 352 . تقول : اِستَأدَيْت الأمير على فلان ، فآدَاني عليه ؛ بمعنى استَعْدَيتُه فأعداني عليه ، وآدَيْتُه : أعَنْتُه (المجلسي : 45 / 387) . وقد أبدل الهمزة من العين لأ نّهما من مخرج واحد (النهاية) .

باب الهمزة مع الذالإذخر : عن العبّاس في حرمة الحرم :«إلاّ الإذْخِرَ فإنّه للقبر والبيوت» : 21 / 135 . الإذْخِرُ _ بكسر الهمزة _ : حشيشة طيّبة الرائحة تُسَقَّفُ بها البيوت فوق الخشب ، وهمزتها زائدة ، وإنّما ذكرناها هاهنا حملاً على ظاهر لفظها (النهاية) .

أذرب : عن أبي بكر :«تألمون ضجائع الصوف الأذرَبيّ كأنّ أحدكم على حسك السَّعْدان» : 30 / 135 . الأذْرَبيّ منسوب إلى أذْرَبِيجان على غير قياس ، هكذا تقوله العرب ، والقياس أن يقول : آذَرِيّ بغير باء ، كما يقال في النسب إلى رامَهُرْمُز : رامِيّ ، وهو مطّرد في النسب

.

ص: 49

إلى الأسماء المركّبَة (النهاية) .

أذرح : في الخبر :«كتب رسول اللّه صلى الله عليه و آله لأهل جَرْباء وأذرُح كتاباً» : 21 / 246 . هو _ بفتح الهمزة وضمّ الراء وحاء مهملة _ : قرية بالشام ، وكذلك جَرْبَى (النهاية) .

أذن : عن عليّ بن الحسين عليهماالسلام في قوله تعالى : «وأذانٌ مِنَ اللّهِ ورَسُولِه» قال : «الأذان أميرالمؤمنين عليه السلام» وفي ، حديث آخر قال أميرالمؤمنين عليه السلام : «كنت أنا الأذان في الناس» : 35 / 292 . الأذان : الإعلان . ويحتمل أن يكون المصدر بمعنى اسم الفاعل ، أو يكون المعنى أنّ المؤذّن بذلك الأذان كان عليّاً (المجلسي : 35 / 293) .

* ومنه في الخبر :«لمّا أذّن أميرالمؤمنين عليه السلام بمكّة أن لا يدخل المسجد الحرام مشرك بعد ذلك العام جزعت قريش جزعاً شديداً وقالوا : ذهبت تجارتنا» : 35 / 293 .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«يُغفر للمؤذّن مدّ صوته وبصره» : 81 / 104 . الأذان : الإعلام بالشيء . يقال : آذَنَ يُؤْذِن إيذاناً ، وأذَّن يؤذِّن تأذيناً ، والمشدّد مخصوص في الاستعمال بإعلام وقت الصلاة (النهاية) .

* وعن الحسن بن عليّ عليهماالسلام :«إنّ الأشعث بنى في داره مِئذنة ، فكان يرقى إليها إذا سمع الأذان في أوقات الصلاة في مسجد جامع الكوفة ، فيصيح من أعلى مِئذنته : يا رجل ، إنّك لكذّاب ساحر» : 41 / 306 . المِئذَنة _ بالكسر _ : موضع الأذان والمنارة والصومعة (المجلسي : 41 / 307) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام :«لا يشربنّ من اُذُن الكوز» : 63 / 469 . الاُذُن _ بالضمّ وبضمّتين _ : المقبض والعروة من كلّ شيء (القاموس المحيط) .

* وفي مزاحه صلى الله عليه و آله :«يا ذا الاُذنين» : 16 / 294 . قيل : معناه الحضّ على حُسْنِ الاستِماع والوَعي ؛ لأنّ السمع بحاسّة الاُذُن ، ومن خلق اللّه له اُذُنين فأغفَل الاستِماع ولم يُحسِن الوَعي لم يُعذَر . وقيل : إنّ هذا القول من جملة مَزحِه صلى الله عليه و آلهولطيف أخلاقه ، كما قال للمرأة عن زَوجِها : «ذاك الذي في عينه بياض» (النهاية) .

* وفي الدعاء :«اللهمّ إنّي أسألك ... باسمك الذي ... أذِنَت له النفوس» : 87 / 47 . لعلّه بمعنى استمَعَ ؛ يقال : أذِنَ له ؛ أي استمع . أو بمعنى الحبّ والشهوة ؛ يقال : أذن لرائحة الطعام ؛ أي اشتهاه . أو بمعنى الإباحة ؛ أي رضِيَت بكلّ ما يأتي به إليها ، والظاهر : «ذلّت له النفوس»

.

ص: 50

باب الهمزة مع الراء

كما في بعض النسخ (المجلسي : 87 / 47) .

* وعن أمير المؤمنين عليه السلام :«إنّ الشيطان قد ... تَأذَّنَ لمقال نصيحتك» : 33 / 122 . بفتح الذال ؛ أي تَسَمَّع .

أذي : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«لُجَج بحار زاخرة ، تَلتَطِمُ أواذِيّ أمواجِها» : 74 / 324 . الآذيّ _ بالمدّ والتشديد _ : الموج الشديد ، ويجمع على أواذِيّ (النهاية) .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله :«إماطَتك الأذى عن الطريق صدقة» : 72 / 50 . وهو ما يو?ي فيها ؛ كالشَّوك والحجَر والنَّجاسة ونحوها (النهاية) .

باب الهمزة مع الراءأرب : في الخبر :«فجاء الأعرابيّ فلمّا نظر إلى النبيّ صلى الله عليه و آله عرفه ، قال (1) بمحجنه على رأس ناقة رسول اللّه صلى الله عليه و آله عند ذنب ناقته ، فأقبل الناس تقول : ما أجرأك يا أعرابيّ ؟ ! قال النبيّ صلى الله عليه و آله : دَعُوه فإنّه أرِبٌ ، ثمّ قال : ما حاجتك ؟» : 16 / 185 . قال الجزريّ _ بعد أن روى قول النبيّ صلى الله عليه و آله : «دعُوا الرجل أرب ماله» _ : في هذه اللفظة ثلاث روايات : إحداها «أرِبَ» بوزن عَلِمَ ، ومعناها الدّعاء عليه ؛ أي اُصيبت آرابه وسقطت ، وهي كلمةٌ لا يُرادُ بِها وقوع الأمر ؛ كما يقال : تَرِبَتْ يَداك ، وقاتلك اللّه ، وإنّما تذكر في معرض التَعَجُّب . وفي هذا الدعاء من رسول اللّه صلى الله عليه و آلهقولان : أحدهما : تَعَجُّبه من حرص السائل ومُزاحَمَته . والثاني : أ نّه لمّا رآه بهذه الحال من الحرص غَلَبه طبع البَشَريّة فدعا عليه (2) . وقيل معناه : احتاج فَسأل ؛ من أرِبَ الرجُل يَأرَبُ إذا احتاج ، ثمّ قال : ما لهَ ؟ أي : أيّ شيء به ؟ وما يريد ؟ والرواية الثانية : «أرَبٌ ما لَه» بوزن جَمَل ، أي : حاجة له ، و«ما» زائدة للتقليل ، أي : له حاجة يسيرة . وقيل معناه : حاجة جاءت به ، فحذف ، ثمّ سأل فقال : ما له ؟ والرواية الثالثة : «أرِب» بوزن كتِف ، والأربُ : الحاذقُ الكامل ، أي : هو أرِبٌ ، فحذف

.


1- .لعلّ المعنى : مالَ أو أشار بمحجنه .
2- .وذلك يصحّ عند من يرى جواز غلبة طبع البشريّة عليه ؛ كالجزري وأمثاله ، وأمّا الإماميّة فهم لا يجوّزون ذلك .

ص: 51

المبتدأ ، ثمّ سأل فقال : ما لَه ؟ أي : ما شأنه (المجلسي : 16 / 187) .

* ومن شعر معبد الخزاعيّ : إنّي نذير لأهل السير ضاحيةًلكلّ ذي إربَة منهم ومعقول : 20 / 41 . الإرْبَة : الحيلة .

* ومنه عن معاوية ليزيد في ابن الزبير :«يؤاربُك مُؤارَبَة الثعلب للكلب» : 44 / 311 . آرَبَهُ مُؤارَبَةً : داهاه وخاتله ، ومنه : «مُؤارَبة الأريب جهل وعناء» من حيث أنّ الأريب _ وهو العاقل _ لا يُختَل عن عقله .

* وعن عليّ عليه السلام :«واللّه ما كانت لي في الخلافة رغبة ولا في الولاية إرْبَة» : 32 / 50 . الإرْبَةُ : الحاجة ، وفيه لغات : الأرَبُ والإرْبُ والإرْبَةُ والمأرَبَةُ والمأرُبَةُ (النهاية) .

* ومنه عن موسى بن جعفر عليهماالسلام :«إنّ اللّه عزّوجلّ يبغض ... المشّاء إلى غير إرْب» : 1 / 148 .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«أنشأ سبحانه ريحاً اعتقم مهبّها وأدام مُرَبَّها» : 74 / 301 . المُرَبّ _ بضمّ الميم _ : مصدر ميمي من أرَبَّ بالمكان : لازمه ، فالمرَبّ : الملازمة (صبحي الصالح) .

* وعنه عليه السلام في الحسين عليه السلام :«إنّ النبيّ صلى الله عليه و آله ... كشف عن اُرْبِيَّتِه وقام فصلّى من غير أن يتوضّأ» : 77 / 224 . الاُربِيّة كاُثفيّة _ بالضمّ والتشديد _ : أصل الفخذ (المجلسي : 77 / 225) .

* ومنه في الخبر عن قاتل حمزة عليه السلام :«هززتُ حربتي ... فأصبته في اُرْبِيَّتِه» : 20 / 84 .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام :«لا تأكل جرّيثاً ... ولا إربيان» : 62 / 177 . الإربيان _ بكسر الألف _ : سمك أبيض كالدود وكالجراد . والمشهور حلّه ، وله فلس ، ويأكله أهل البحرين ويذكرون له خواصّاً (المجلسي : 62 / 178) .

أرث : عن عليّ بن موسى عليهماالسلام :«إنّ الإمامة هي ... إرث الأوصياء» : 25 / 122 . أي ميراثهم ، وأصل همزته واو لأ نّه من وَرِث يَرِث (النهاية) .

* ومنه عن فاطمة عليهاالسلام :«تزعمون أن لا إرث لنا» : 29 / 226 . أي ميراث .

أرج : عن حبّابة الوالبيّة _ في الإمام الباقر عليه السلام_ :«إنّ هذا ... النسيم الأرِج ، والحقّ

.

ص: 52

المرج» : 46 / 259 . الأرِج _ بكسر الراء _ : من الأرَج بالتحريك ؛ وهو تَوَهّج ريح الطيب . وأرج الطيب : إذا فاح .

* ومنه في الزيارة :«تعفير الخدّ على أريج تُرابِكم» : 99 / 205 .

أردش : «من كتاب أميرالمؤمنين عليه السلام إلى عامله على أردَشِيرخُرَّة» :33 / 516 . هو بالفتح ثمّ السكون ، وفتح الدال المهملة ، وكسر الشين المعجمة ، وياء ساكنة ، وراء ، وخاء معجمة مضمومة ، وراء مفتوحة مشدّدة ، وهاء : هو اسم مركّب معناه «بهاءأردشير» ، و«أردشير» ملك من ملوك الفرس ، وهي من أجلّ كور فارس .

أرر : عن أميرالمؤمنين عليه السلام في الطاووس :«يُفضي كإفضاء الديكة ، ويَؤُرُّ بملاقِحهِ أرّ الفحول المغتلمة» : 62 / 30 . الأرُّ : الجماع . يقال : أرَّ يَؤُرُّ أرّاً ، وهو مِئَرٌّ _ بكسر الميم _ أي كثير الجماع (النهاية) .

أرز : عن أبي عبداللّه عليه السلام :«يَأْرِزُ العلم بين المسجدين كما تَأْرِزُ الحيّة في جُحرها» : 52 / 134 . أي ينضمّ إليهما ويجتمع بعضه إلى بعض فيهما (النهاية) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«إنّ العلم لا يَأْرِزُ كلّه ولا ينقطع موادّه» : 23 / 55 .

* وعنه عليه السلام في الإسلام :«لا ينقله إليكم أبداً حتّى يَأْرِز الأمر إلى غيركم» : 32 / 81 . أي ينقبض وينضمّ ويجتمع (المجلسي : 32 / 82) .

* وعنه عليه السلام في الأرض :«وأرَّزَها [أي الجبال] فيها أوتاداً ، فسكنت على حركتها من أن تَمِيدَ بأهلها» : 54 / 39 . أي أثبتها . إن كانت الزاي مخفّفة فهي من أرِزَتِ الشجَرَة تأرِز ؛ إذا ثبتت في الأرض . وإن كانت مشدّدة فهي من أرَزّت الجرادة ورزّت ؛ إذا أدخلت ذنبها في الأرض لتلقي فيها بيضها . ورَزَزْتُ الشيءَ في الأرض رَزّاً : أثبتّه فيها ؛ وحينئذٍ تكون الهمزة زائدة والكلمة من حرف الراء (النهاية) .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«مثل الكافر مثل الأرْزَة لا يزال مستقيماً لا يشعر» : 74 / 142 . الأرْزَة _ بسكون الراء وفتحها _ : شجرة الأرزن ؛ وهو خشب معروف . وقيل : هو الصنوبر (النهاية) .

.

ص: 53

أرس : في كتاب النبيّ صلى الله عليه و آله إلى هِرَقْل :«أسْلِمْ يؤتِك اللّه أجرك مرّتين ، فإنْ تولّيت فإنّ عليك إثم اليَريسِين» : 20 / 386 . قد اختُلِفَ في هذه اللفظة صيغةً ومعنىً ؛ فرُوي «الأرِيسِين» بوزن الكريمين ، وروي «الإرّيسِين» بوزن الشِّرِّيبين ، وروي «الأرِيسِيّين» بوزن العظِيمِيِّين ، وروي بإبدال الهمزة ياء مفتوحة . وأمّا معناها ؛ فقال أبو عبيد : هم الخدم والخَوَل [أي العبيد] ، يعني لصدّه إيّاهم عن الدين ، كما قال : «رَبَّنا إنّا أطَعْنا سادَتَنا» . أي عليك مِثلُ إثمهم . وقال ابن الأعرابيّ : أرَسَ يَأْرِسُ أرْساً فهو أرِيسٌ ، وأرَّسَ يُؤَرِّسُ تَأْرِيساً فهو إرِّيس ، وجمعها أرِيسون وإرّيسون وأرارِسَة ؛ وهم الأكّارُون . وإنّما قال ذلك لأنّ الأكّارين كانوا عندهم من الفُرس ، وهم عَبَدة النّار ، فجَعَل عليه إثمهم . وقال أبو عبيد في كتاب الأموال : أصحاب الحديث يقولون : الأرِيسِيّين منسوباً مجموعاً ، والصحيح الأريسِين ؛ يعني بغير نسب ، وردّه الطحاوي عليه ، وقال بعضهم : إنّ في رهط هِرَقْل فرقة تعرف بالأروسِيَّة ، فجاء على النسب إليهم . وقيل : إنّهم أتباع عبداللّه بن أرِيس _ رجل كان في الزمن الأوّل _ قتلوا نبيّاً بعثه اللّه إليهم . وقيل : الإرّيسُون ، الملوك واحدهم إرّيس . وقيل : هم العشّارون (النهاية) .

أرش : عن عليّ بن الحسين عليهماالسلام :«إنّ البيع لازم لا يُردّ ويَأخذ أرْش العيب» : 100 / 109 . قد تكرّر ذكر الأرْش المشروع في الحكومات ؛ وهو الذي يأخذه المشتري من البائع إذا اطّلع على عيب في المبيع . واُروشُ الجنايات والجراحات من ذلك ؛ لأ نّها جابرة لها عمّا حصل فيها من النقص . وسمّي أرْشاً لأ نّه من أسباب النزاع ، يقال : أرّشْتُ بين القوم ؛ إذا أوقعتَ بينهم (النهاية) .

* ومنه عن أبي عبداللّه عليه السلام :«في كتاب عليّ عليه السلام كلّ شيء يُحتاج إليه حتّى الخَدْش والأرْش (1) والهرْش» : 26 / 50 . لعلّ المراد بالهرْش : عضّ السباع . والتهريش : التحريش بين

.


1- .كذا في البحار ، وفي بصائر الدرجات : 148 / 6 «حتّى أرش الخدش».

ص: 54

الكلاب والإفساد بين النّاس (المجلسي : 26 / 50) .

أرض : في حديث اُمّ معبد :«شرب رسول اللّه صلى الله عليه و آله آخرهم ثمّ أراضُوا» : 19 / 41 . أي شربوا عَلَلاً بعد نَهَلٍ حتّى رَوُوا ؛ من أراض الوادي إذا اسْتَنقَعَ فيه الماء . وقيل : أراضوا ؛ أي ناموا على الإراض ، وهو البساط . وقيل : حتّى صبُّوا اللَبَن على الأرض (النهاية) .

* وعن جعفر عليه السلام في سليمان عليه السلام :«لا توجَد الأرَضَة في مكان إلاّ وعندها ماء وطين» : 14 / 137 . الأرَضَة : دُوَيْبَّة تأكل الخشب ؛ يقال : اُرِضَتِ الخَشَبة فهي مَأروضَة ، وجمع الأرَضَة أرَض وأرَضات ؛ مثل قَصَبَة وقَصَب وقَصَبات (المصباح المنير) .

أرف : عن أميرالمؤمنين عليه السلام في الإسلام :«بَيَّنَ حُجَجَه ، وأرَّفَ اُرَفَه» : 53 / 79 . الاُرَف : جمع اُرْفَة ؛ وهي الحدود والمعالم (النهاية) .

أرق : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«إنّ أخا الحرب الأرِق ، ومن نامَ لم يُنَم عنه» : 33 / 597 . الأرَقُ : السَّهَر ، ورجل أرِقٌ : إذا سهر لعلّة ، فإن كان السهر من عادته قيل اُرُق بضمّ الهمزة والراء (النهاية) .

* ومنه :«إذا خفت الأرَق فقل عند منامك : سبحان اللّه ذي الشأن دائم السلطان» : 73 / 197 .

أرك : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في الجنّة :«وجعل في كلّ قبّة أرِيْكَة من دُرّة بيضاء غشاؤها السندس» : 43 / 41 . الأرِيْكَة : السرير في الحَجَلة من دونه سِتر ، ولا يسمّى منفرداً أرِيكة . وقيل : هو كلّ ما اتُّكِئَ عليه من سرير أو فِراشٍ أو مِنَصَّة (النهاية) .

* وعن النجاشي :«إنّ اللّه عزّوجلّ قد نصر نبيّه محمّداً ... بوادٍ يقال له بَدْر ، كثير الأرَاك» : 72 / 124 . الأرَاكُ : شجر من الحَمْض يُسْتاك بقُضبانه ، الواحدة «أراكة» ، ويقال : هي شجرة طويلة ناعمة كثيرة الوَرَق والأغصان خوّارَة العود ولها ثَمَر في عناقيد يسمّى «البَرِير» ، يملأ العنقودُ الكفَّ (المصباح المنير) .

* ومنه عن أبي عبداللّه عليه السلام :«إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله قال : أصحاب الأراك لا حجّ لهم . يعني الذين يقفون عند الأراك» : 96 / 252 . والمراد به هنا مَوضِع بعَرَفَة من ناحية الشام قرب نَمِرَة ، وكأ نّه حدٌّ من حدود عرفة ، والوقوف به ليس بوقوف ؛ فلا يكون مبرئاً للذمّة (مجمع البحرين) .

.

ص: 55

أرم : في الخبر :«إذ وقعوا في جبال رملٍ يقال له : رَملُ عالِج ، يتّصل برمل إرَمَ ذات العِماد» : 51 / 231 . اختلف فيها على أقوال : أحدها : أ نّه اسم قبيلة . ثانيها : أنّ إرَم اسم بلد ، ثمّ قيل : هو دمشق ، وقيل : مدينة الإسكندريّة ، وقيل : مدينة بناها شدّاد بن عاد . وثالثها : أ نّه ليس بقبيلة ولا بلد بل هو لقبٌ لعاد وكان عاد يُعرف به .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام في المهديّ عليه السلام :«ينقض بهم طيّ الجنادل من إرَم ، ويملأ منهم بطنان الزيتون» : 51 / 123 . أي يهدم اللّه بهم ركناً وثيقاً هو أساس دولة بني اُميّة ، وينقض بهم الأبنية التي طويت وبنيت بالجنادل والأحجار من بلاد إرَم ؛ وهي دمشق والشام إذ كان مستقرّ ملكهم في أكثر زمانهم تلك البلاد ، لا سيّما في زمانه صلوات اللّه عليه (المجلسي : 51 / 127) .

* وعن عبد المطّلب لابن ذي يزن :«وأنبَتَك منبتاً طابت أرُومَته ، وعذبت جُرْثُومَته» : 15 / 187 . الأرُومة _ بوزن الأكولة _ : الأصل (النهاية) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام في رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«أخرجه من أفضل المعادن منبتاً ، وأعزّ الأرُومات مغرساً» : 16 / 379 .

أرنب : عن كعب الأحبار في هارون عليه السلام :«كان أطول من موسى ، وكان على أرْنَبَته شامة» : 13 / 12 . الأرْنَبَة : طرف الأنف (النهاية) .

أري : عن سليمان الجعفري في الرضا عليه السلام :«نظر إلى غلمانه يعملون بالطين أوارِيّ الدواب» : 49 / 106 . قال الجوهري : ممّا يضعه النّاس في غير موضعه قولهم للمِعْلَف : آرِيٌّ ، وإنّما الآرِيّ مَحْبِسُ الدابّة . وقد تُسَمَّى الآخِيَّةُ أيضاً آرِيّاً ؛ وهو حبل تُشدّ به الدابّة في مَحبِسها ، والجمع الأوارِيّ ، يخفّف ويشدّد (المجلسي : 49 / 106) .

أريحاء : في يوشع :«لمّا توفّي موسى عليه السلام بعث اللّه يوشع بن نون ... وأمره بالمسير إلى أريحا مدينة الجبّارين» : 13 / 372 . أرِيحَاء _ بفتح الهمزة وكسر الراء وبالحاء المهملة _ : اسم قرية بالغَور قريباً من القدس (النهاية) .

.

ص: 56

باب الهمزة مع الزاء

باب الهمزة مع الزاءأزب : عن النبيّ صلى الله عليه و آله للأنصار في ليلة العقبة :«ألا تسمعون ما يقول هذا أزَبّ الكعبة» يعني شيطانها ، وقد روي : «أزيب العقبة» : 18 / 224 . الأزَبّ في اللغة : الكثير الشَّعر (النهاية) .

أزر : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«إنّ ريح الجنّة ... لا يجدها ... جارُّ إزارِه خُيَلاء» : 71 / 62 . يطلق الإزار _ بالكسر _ غالباً على الثوب الذي يُشدّ على الوسط تحت الرداء ، وجُفاة العرب كانوا يُطيلون الإزار ، فيُجرّ على الأرض ... وقد يطلق على ما يُشدّ فوق الثوب على الوسط مكان المِنطَقة ؛ فالمراد إسبال طرفيه تكبّراً كما فعله بعض أهل الهند (المجلسي : 71 / 62) .

* ومنه عن أبي جعفر عليه السلام :«العزّ رداءُ اللّه والكِبْر إزارُه» : 70 / 213 . ضُرِب الإزار والرداء مثلاً في انفراده تعالى بصفة العظمة والكبرياء ، أي ليستا كسائر الصفات التي يَتَّصِف بها الخلق مجازاً كالرحمة والكرم وغيرهما ، وشَبَّههما بالإزار والرداء لأنّ المتّصف بهما يَشْمَلانه كما يشمل الرداء الإنسان ، ولأ نّه لا يشاركه في إزاره وردائه أحد ، فكذلك اللّه تعالى لا ينبغي أن يُشْرِكه فيهما أحد (النهاية) .

* وفي حديث البيعة :«نمنعك بما نمنع به اُزُرَنا» : 19 / 26 . أي نساءنا وأهلنا ، كنّى عنهنّ بالإزار ، وقيل : أراد أنفسنا . وقد يُكَنّى عن النفس بالإزار (النهاية) .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في صفة المؤمنين :«المُتَّزِرون على أوساطهم» : 64 / 276 . المِئزَر : الإزار ؛ أراد تَشْمِيرَهم للعبادة ، يقال : شَدَدْتُ لهذا الأمر مئزري ؛ أي تشمّرت له (النهاية) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«كان صلى الله عليه و آله ... يشدّ مِئزَره في العشر الأواخر من شهر رمضان» : 94 / 10 .

* وعنه عليه السلام :«كنّ النساء ... يؤمرن أن لا يرفعن رؤوسهن قبل الرجال ؛ لضيق الاُزُر» : 85 / 42 . قيل : المراد اُزُر الرجال ؛ فإنّها لمّا كانت مضيّقة كان يقع نظرهنّ أحيانا إلى فروج الرجال إذا رفعن رؤوسهنّ قبلهم ... وقيل : المراد اُزُر النساء ؛ فإنّ الرجال كانوا ينظرون من بين الرِجْلَيْن أو بطرف العينين إلى النساء في وقت رفع الرأس عن السجود ، وكان لضيق

.

ص: 57

اُزُرهنّ يرون بعض محاسنهنّ أو زينتهنّ . وقد يصحّف ويقرأ : الأزَز _ بالزاءين المعجمتين _ أي : كثير الزحام ليس فيه متّسَع ، والناس أزَز : إذا انضمّ بعضهم إلى بعض . وهذا مع أ نّه مخالف للنسخ ، لا يستقيم التّعليل إلاّ بتكلّف (المجلسي : 85 / 42) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام في حديث نوح عليه السلام :«فلمّا نبتت الأشجار وتَأزَّرَت وتسوّقت وتغصّنت» : 11 / 329 . الأزْرُ : الإحاطَة والقوّة . والمُؤازَرَة : أن يقوّي الزرع بعضُه بعضاً فيلتفّ (القاموس المحيط) .

أزرق : من كبار فرق الخوارج :الأزارقة أصحاب نافع بن الأزرق ، وهم أكبر الفرق ، غلبوا على الأهواز وبعض بلاد فارس وكرمان في أيّام عبداللّه بن الزبير : 33 / 434 .

أزز : عن عليّ عليه السلام :«لا يقطع الصلاة الرُّعَاف ولا القَيء ولا الأزّ» : 81 / 293 . الأزيز : صوت الرّعد ، وصوت غَلَيان القِدر ، وقد أزَّت القِدر تَؤُزّ أزيزاً : غَلَت . والأزّ : التهييج والإغراء (الصحاح) . والظاهر أنّ المراد هنا قَراقِر البطن (المجلسي : 81 / 293) .

* وفي الحديث :«كان لصدره [ صلى الله عليه و آله ] أو لجَوفِه أزيزٌ كأزيز المِرْجَل» : 81 / 248 . أي خَنين من الخوف _ بالخاء المعجمة _ وهو صوت البكاء . وقيل : هو أن يَجِيش جَوْفُه ويَغْلي بالبكاء (النهاية) .

* ومنه في دفن الحسن عليه السلام :«كانت [عائشةُ] تؤزّ النّاس وبني اُميّة على الحسين عليه السلام» : 44 / 141 . أي تهيّجهم وتُغريهم عليه .

أزف : عن أبي عبداللّه عليه السلام :«كأ نّه قد أزِفَ منك رحيل» : 65 / 247 . في القاموس : أزِفَ الترحّل _ كفرح _ أزَفاً واُزُوفاً : دَنا (المجلسي : 65 / 247) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«هل ينتظر ... أهل مدّة البقاء إلاّ آونة الفناء ، مع قرب الزِّيال ، واُزوف الانتقال ؟» : 74 / 424 .

أزق : في المختار :«أزالهم عن مآزق الحرب زوال السراب» : 45 / 372 . المآزِق جمع المَأزِق : المضيق ؛ ومنه سُمّي موضع الحرب مَأْزِقا (المجلسي : 45/389) . ويستعار للدلالة على الموقف الحرج .

.

ص: 58

أزل : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«إنّ اللّه تبارك وتعالى ... لم يجبر كسر عظم من الاُمم إلاّ بعد أزْلٍ وبلاء» : 51 / 122 . الأزْل : الشدّة والضِّيق ، وقد أزَلَ الرجُل يَأْزِلُ أزْلاً ؛ أي صار في ضيق وجَدْب (النهاية) .

* ومنه عن ابن عبّاس في جهينة بن العوسان :«خرجوامن شدّة الأزْل ... في طلب النبات» : 14 / 160 .

* ومنه في شعر أعرابيّ أتى رسولَ اللّه صلى الله عليه و آله يشكو : أتَيناك ياخيرَ البَرِيّة كلّهالِترحَمنا ممّا لَقِينا من الأزْلِ : 18 / 1 .

أزم : في رأس ابن زياد :«خرجت الحيّة فأزَمَت بأنفه» : 45 / 336 . يقال : أزَمَ الرجُل بصاحبه إذا لَزِمه ، عن أبي زيد . وأزَمَهُ أيضاً : أي عَضَّه (الصحاح) .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله لاُهَيب :«أتذكر الأزْمَةَ التي أصابت قومك ؟» : 21 / 375 . الأزْمَة : السَنَةُ المُجدِبَة (النهاية) .

* وعنه صلى الله عليه و آله لحمزة والعبّاس في أبي طالب :«أصاب النّاس ما ترَون من هذه الأزْمَة ، فانطلق بنا نخفّف من عياله» : 38 / 295 .

* في الرواية :«أصل الطبّ الأزْم وهو ضبط الشفتين والرفق باليدين» : 59 / 269 . أزَمَ القوم : أمسكوا عن الكلام كما يمسك الصائم عن الطعام ، وإمساك الأسنان بعضها على بعض . ومنه سُمّيت الحِمْيَة أزْما (النهاية) .

* ومنه :«أزَمَ أميرالمؤمنين عليه السلام طويلاً ساكتاً» : 93 / 165 . ويروى (أتِمَ) ، وتقدّم في الألف مع التاء .

إزاء : عن المذريّ :«مرّ بنا عليّ عليه السلام ووقف يصلّي بإزائنا» : 71 / 73 . الإزاء : المحاذاة والمقابلة (النهاية) .

* ومنه في يوم الجمل :«مضى الفتى بالمصحف حتّى وقف بإزاء عسكر عائشة» : 28 / 112 .

.

ص: 59

باب الهمزة مع السين

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في وصف رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«لا يُوازَى فضله ، ولا يُجبر فَقده» : 18 / 221 . أي لا يساوَى فضله ولا يبلغه أحد (المجلسي : 18 / 222) . وأنكر الجوهري أن يقال : وازَيْنا (النهاية) .

باب الهمزة مع السينإستبرق : عن البراء بن عازب : «نهى رسول اللّه صلى الله عليه و آله ... عن لبس الحرير والديباح والإستَبْرَق» :80 / 254 . الإسْتَبْرَق : هو ما غَلُظ من الحرير والإبْريسَم ، وهي لفظة أعجميّة مُعَرَّبَة أصلها : اسْتَبْرَه . وقد ذكرها الجوهري في الباء من القاف على أنّ الهمزة والسين والتاء زوائد ، وأعاد ذكرها في السين من الراء . وذكرها الأزهري في خُماسِيّ القاف على أنّ همزتها وحدها زائدة ، وقال : أصلها بالفارسيّة : اسْتَفْرَه . وقال أيضاً : إنّها وأمثالها من الألفاظ حروف عَربيّة وقع فيها وفاق بين العجميّة والعربيّة ، وقال : هذا عندي هو الصواب . فذكرناها نحن هاهنا حملاً على لفظها (النهاية) .

* ومنه عن أبي عبداللّه عليه السلام :«من كسا مؤمنا ثوباً كساه اللّه من إسْتَبْرَق الجنّة» : 71 / 381 .

أسد : في الزيارة :«الذادة الحماة ، والآساد السقاة» : 99 / 148 . الآساد جمع أسد ؛ أي صاروا كالأسد في الشجاعة . يقال : أسِدَ واستأسَدَ إذا اجترأ (النهاية) . ولا يبعد أن يكون «السقاة» تصحيف السعاة (المجلسي : 99 / 159) .

* ومنه الدعاء :«ربّ كلّ أسد مستأسد» : 10 / 97 .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في المؤمنين :«رهبان بالليل اُسُدٌ بالنهار» : 64 / 276 . أي شجعان في الجهاد كالاُسُد .

أسر : عن أميرالمؤمنين عليه السلام في النبيّ صلى الله عليه و آله :«اُسرته خير اُسْرَة ، وشجرته خير شجرة» : 18 / 222 . الأسْر : القوّة والحبس ، والاُسْرَة : عشيرة الرّجل وأهل بيته ؛ لأ نّه يتقوّى بهم (النهاية) .

* وعنه عليه السلام :«شهد على ذلك العقل إذا خرج من أسْر الهوى» : 33 / 486 . الأسر : الحبس .

.

ص: 60

* ومنه في الأدوية :«تنفع بإذن اللّه تعالى من ... الاُسْر والزَّحِير» : 59 / 240 . أي احتباس البول (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في صفة العلم :«يجعل مطلق الوحش مأسُوراً» : 75 / 6 . المأسور : الأسير .

* وعنه عليه السلام :«استَقَيْتُ لامرأة من الأنصار عشر دلاء فأخذت عشر تمرات واُسرة من كرّاث» : 63 / 201 . كأنّ المراد بالاُسرة : الحُزمة المشدودة (المجلسي : 63 / 201) .

* ومن شعر يوم الطفّ : نَحن رَضَضنا الصَّدر بَعْد الظَّهرِبِكُلّ يَعبُوب شديد الأسْرِ : 45 / 59 . الأسْر : الشدّ والربط ، وشِدّة الخَلْق والخُلُق . وشدّ اللّه أسْرَه : أي قوّى إحكام خَلْقِه ؛ من قولهم : «ما أحسن ما أسَرَ قَتَبَه» وهو أن يربط طرفي عرقوبي القَتَب برباط . واليعبوب : الفرس الكثير الجري .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«أشرفت على اليمن فإذا هم بأسْرِهِم مُقبلون» : 21 / 362 . أي جميعهم .

* ومنه عن آمنة عليهاالسلام :«وقائل يقول : قَبَضَ محمّد على الدنيا بأسْرِها» : 15 / 327 .

أسس : عن عليّ بن موسى عليهماالسلام :«إنّ الإمامة اُسّ الإسلام النامي ، وفرعه السامي» : 25 / 123 . اُسّ الحائط _ بالضم _ : أصلُه ، وجمعه أساس ؛ مثل : قُفل وأقفال ، وربّما قيل : إساس ؛ مثل عُسّ وعِساس .

* ومنه في زيارة أبي عبداللّه عليه السلام :«السلام عليك يا اُسّ الإسلام» : 98 / 260 .

أسف : في حديث الصلاة :«إنّ أبا بكر رجل أسِيفٌ إذا قام مقامك لم يستطع أن يصلّي بالنّاس» : 28 / 137 . الأسِيف : سريع البكاء والحُزْن ، وقيل : هو الرقيق (النهاية) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام :«أسِفَ اللّه عزّوجلّ وضعّف لهم الثرثار» : 77 / 202 . يقال : أسِفَ يأسَفُ أسَفاً فهو آسِف ؛ إذا غَضب (النهاية) .

* وعنه عليه السلام في قوله تعالى : «فَلَمّا آسَفُونا انتَقَمنا مِنهُم» : «إنّ اللّه تبارك وتعالى لا يَأسَف

.

ص: 61

كأسَفِنا ، ولكنّه خَلَق أولياء لنفسه يأسَفُون ويرضَون ، وهم مخلوقون مدبَّرون» :4 / 65 .

إسكندر : عن ابن سليمان قال :«قرأت في بعض كتب اللّه عزّوجلّ أنّ ذا القرنين كان رجلاً من أهل الإسْكَندَرِيّة واُمّه عجوز من عجائزهم ليس لها ولد غيره يقال له : إسْكَنْدَروس» : 12 / 183 . في وجه تسميته بذلك : أنّ اُمّه هلالة بنت ملك الروم كانت بها نَتن ورائحة كريهة ، فاجتمع رأي أهل المعرفة في مداواتها على شجرة يقال لها «إسكَندَروس» ، فلمّا ولدت غلاماً سمّته باسم الشجرة التي غسلت بها وهي إسكندروس ، ثمّ خفّف فقيل «إسكَندَر» .

أسل : عن أميرالمؤمنين عليه السلام في الملائكة :«لم تَجِفّ لِطول المُناجاة أسَلات ألسِنَتهم» : 74 / 323 . الأسَلات : جمع أسَلَة ؛ وهي طرف اللسان (النهاية) .

* وعنه عليه السلام في اُحُد : وقالوا نحنُ أكثر إذ نَفرناغَداة الرَّوعِ بالأسَل الطِّوالِ : 20 / 118 . الأسَل : الرماح .

* ومنه عن عمّار :«الجنّة تحت ظِلال السيوف ، والموت تحت أطراف الأسَل» : 33 / 14 .

أسن : عن أبي جعفر عليه السلام في خلق الماء :«ثمّ فجّر منها ماءً اُجاجاً آسِناً» : 5 / 230 . أسَنَ الماء يأسِن وأسَن يأسُنُ فهو آسِنٌ : إذا تَغَيَّرَت ريحُه (النهاية) .

* ومنه عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في صفة الجنّة :«أنهار من ماء غير آسِن» : 43 / 100 .

أسا : عن أبي عبداللّه عليه السلام :«قد مات رسول اللّه صلى الله عليه و آله فما لَكَ به اُسوة ؟» : 79 / 80 . الاُسْوَة والمُواساة _ بكسر الهمزة وضمّها _ : القُدوَة ، والمُواساة : المشاركة والمساهَمَة في المعاش والرزق ، وأصلها الهمزة فقلبت واواً تخفيفاً (النهاية) .

* وعنه عليه السلام :«سيّد الأعمال ... مُواساتك الأخ في المال» : 72 / 31 .

* ومنه في تفضيل الأئمّة عليهم السلام :«جعلتهم من ودائع حجّتي ، والاُساة في بريّتي» : 26 / 313 . الاُساة : جمع الاُسوة ؛ أي القُدوَة .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام لطلحة والزبير :«أمّا ما ذكرتما من أمر الاُسوة فإنّ ذلك أمر لم أحكم أنا فيه برأيي ... بل وجدت أنا وأنتما ما جاء به رسول اللّه صلى الله عليه و آله» : 32 / 50 .

.

ص: 62

باب الهمزة مع الشين

* وعنه عليه السلام :«وآسِ بينهم في اللحظة والنظرة» : 33 / 581 .

* وعنه عليه السلام في زيارة القبور :«مُصَبِّرٌ لهم على فقده ، يُذَكِّرُهم اُسَى الماضين» : 79 / 158 . الإسوَة والاُسوَة _ بالكسر والضمّ ؛ لُغَتان _ : وهي ما يَأْتَسِي به الحزين ، يتعزّى به ، وجمعها إسىً واُسىً ، ثمّ سمّي الصبرُ أسىً (الصحاح) . واُسى الماضين : أي التأسّي بهم .

* ومنه عن ابن عبّاس :«ما آسَى على شيء إلاّ على أن أحُجَّ ماشياً» : 43 / 339 . أي أحزَنُ ؛ من قولهم : أسِيَ أسىً من باب تعب : حَزِنَ ، فهو آسٍ ؛ أي حزين (مجمع البحرين) .

* وفي حديث نجران :«يُفسِد في بعض ساعة ما لا يستطيع الآسي الحليم له رَتْقاً» : 21 / 308 . الآسي _ كالقاضي _ : الطبيب (المجلسي : 21 / 333) .

* ومن شعر أبي هاشم الجعفري في الإمام الهادي عليه السلام :أنت آسِي الأدواء فيالدين والدنيا : 50 / 222 .

* ومنه في مراثي يوم الطفّ : لقد كُسِّرت للدين في يوم كربلاكَسائرُ لا تُؤسَى ولا هي تُجبَر : 45 / 249 . من أسَوْت الجرح : أي داويته (المجلسي : 45 / 249) .

باب الهمزة مع الشينأشب : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«اُخبركم عنّا وعمّن سِرنا إليه من جموع أهل البصرة ومن تأشَّب إليهم» : 32 / 231 . أياجتمع معهم ، والاُشابة : أخلاط الناس تجتمع من كلّ أوْب(النهاية) .

* وعنه عليه السلام :«ويا أسفاً ؛ أسفاً يَكْلِم القلب ، ويُدمِن الكَرْب ، من فَعَلات شيعتنا بعد مَهلكي على قُرب مَودّتِها وتَأشُّب اُلفَتها» : 32 / 44 .

أشر : عن عليّ بن الحسين عليهماالسلام :«إنّ الجسد إذا لم يمرض يَأشَر ، ولا خير في جسد يَأشَر» : 75 / 158 . الأشَر : البَطَر . وقيل : أشَدُّ البَطَر (النهاية) .

* ومنه عن الحسين بن عليّ عليهماالسلام :«إنّي لم أخرج أشَراً ولا بَطَراً» : 44 / 329 .

.

ص: 63

باب الهمزة مع الصاد

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله :«يا اللّه آهِيّاً ، هُوَ اللّه اشراهِيّاً» : 90 / 254 . يأتي في «أهى» .

أشا : عن النبيّ صلى الله عليه و آله :«اِئْتِ الأشاءَتَين ... فقل لهما : اِجتمعا» : 17 / 367 . الأشاء _ بالمدّ والهمز _ : صغار النخل ، الواحدة أشاءة ، وهمزتها منقلبة من الياء ؛ لأنّ تصغيرها اُشَيٌّ ، ولو كانت أصليّة لقيل اُشَيْءٌ (النهاية) .

باب الهمزة مع الصادأصر : عن الرضا عليه السلام في الإنجيل :«البارقليطا جاء من بعده ، وهو يخفّف الآصار» : 16 / 90 . الإصر : _ بالكسر _ : العهد . والإصْرُ أيضا : الذنب . قيل : وأصل الإصْر الضّيق والحَبْس . يقال : أصَرَهُ يَأْصِرُهُ ؛ إذا ضَيَّق عليه وحَبَسَه . ويقال للثِّقل أيضا إصْر ؛ لأ نّه يأْصِر صاحبه من الحركة لثقله (مجمع البحرين) .

* ومنه في قوم موسى عليه السلام :«وقد أتاهم بالتوراة أبَوْا أن يقبلوها ويعملوا بما فيها ؛ للآصار والأثقال والأغلال التي كانت فيها» : 13 / 247 .

* ومنه فيما كُتِب في اللوح :«بهم أكشف الزلازل وأدفع الآصار» : 36 / 197 .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في صفة الملائكة :«لم تُثقلهم مُؤصِرات الآثام» : 74 / 321 . المُؤصِرات : المُثقِلات (صبحي الصالح) .

* ومن شعر أبي طالب : ورُمتُم بأحمدَ ما رُمتُمُعلَى الآصِرات وقرب النسب : 35 / 95 . الآصرة : ما عطفك على رجل من رَحِم أو قرابة أو صِهر أو معروف ، والجمع : الأواصِر . يقال : ما تَأْصِرُني على فلان آصِرَة ؛ أي ما تعطِفُني عليه قَرابة ولا مِنّة (الصحاح) .

* ومنه عن عبداللّه بن جعفر لمعاوية :«لو عطفتك أواصِر الأحلام ... ما أرعيت بني الإماء المُتك» : 42 / 164 . ويحتمل أن يكون تصحيف الأقاصر جمع الأقصر ؛ أي الأحلام القصيرة فكيف طوالها (المجلسي : 42 / 172) .

.

ص: 64

باب الهمزة مع الضاد

باب الهمزة مع الطاء

أصص : في المهديّ عليه السلام :«فيخطّ مسجداً له ألف باب يسع النّاس ، عليه أصيص» : 52 / 331 . أصَّ الشيء : بَرَقَ . والأصِيص كأمير : الرِّعْدَة والذُّعْر والبِناءُ المحكم . والأصِيصَة : البُيوتُ المُتَقارِبَة . وهم أصِيصَة واحدة : أي مُجتَمِعُون . وَتَأصَّصُوا : اجتَمَعوا (القاموس المحيط) .

إصطخر : عن موسى بن جعفر عليهماالسلام في ولادة النبيّ صلى الله عليه و آله :«وبَدا من فِيهِ نور رأى أهل مكّة ... القصور البيض من إصطَخْر وما يَليها» : 15 / 261 . إصْطَخْر_ بالكسر ، وسكون الخاء المعجمة ، والنسبة إليها إصطَخرِي _ : بلد بفارس معروف بينه وبين شيراز اثنا عشر فرسخاً .

أصل : عن حبّابة الوالبيّة :«رأيت رجلاً بمكّة أصِيلاً في الملتزم» : 46 / 259 . الأصِيل _ كأمير _ : ما بين العصر إلى المغرب ، وجمعه اُصُل بضمّتين ، ثمّ آصال بالمدّ (مجمع البحرين) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام في دعائه :«سبحان اللّه بالغدوّ والآصال» : 83 / 84 .

* وعن زينب عليهاالسلام :«لقد نَكَأْتَ القُرحة ، واسْتَأْصَلْتَ الشَّأْفَة» : 45 / 159 . أي أذهبتها ، والشَّأْفة : قُرحة تخرج في أسفل القدم فتُكوى فتذهب . يقال في المثل : اِستَأْصَل اللّه شأفتَه ؛ أي أذهبه اللّه كما أذهب تلك القرحة بالكَيّ (الصحاح) .

باب الهمزة مع الضادأضم : في حديث ركانة :«كان يرعى غنماً له بواد يقال له وادي إضَم» : 17 / 368 . الإضَم _ بالكسر ثمّ الفتح _ : اسمٌ لمواضع ؛ منها ماء يطؤه الطريق بين مكّة واليمامة عند السُّمَينة ، ومنها واد يشقّ الحجاز حتّى يفرغ في البحر (معجم البلدان) .

باب الهمزة مع الطاءأطر : عن النبيّ صلى الله عليه و آله :«من السنّة أن يؤخذ الشارب حتّى يبلغ الإطار» : 73 / 112 . يعني !حَرْفَ الشَّفة الأعلى الذي يحول بين منابت الشَّعر والشَّفة ، وكلّ شيء أحاط بشيء فهو إطارٌ له (النهاية) .

أطط : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«أطّت السماء وحقّ لها أن تَئِطّ ، ما فيها موضع أربع أصابع إلاّ

.

ص: 65

باب الهمزة مع الفاء

وملك واضع جبهته للّه ساجداً» : 56 / 199 . الأطِيطُ : صوت الأقتاب . وأطِيطُ الإبِل : أصواتُها وحَنينُها . أي أنّ كثرة ما فيها من الملائكة قد أثْقَلَها حتّى أطّت . وهذا مَثَل وإيذان بكثرة الملائكة وإن لم يكن ثَمّ أطيط ، وإنّما هو كلامُ تَقريب اُريد به تقرير عظمة اللّه تعالى (النهاية) .

* ومنه عن الأعرابي :«ما لنا بعير يَئِطّ ، ولا غنم يَغِطّ» : 18 / 1 . أي يَحِنّ ويَصيح ، يريد : ما لنا بعير أصلاً ؛ لأنّ البعير لابدّ أن يَئِطّ (النهاية) .

* ومنه في تأليف أميرالمؤمنين عليه السلامالقرآن :«وقد حمله في إزارٍ معه وهو يَئِطّ من تحته» : 28 / 308 .

* ومنه عن عمرو لمعاوية :«يوم دعاك إلى البراز فالتمع لونك وأطَّت أضلاعُك» : 33 / 50 .

أطم : في الحديث :«كان [ صلى الله عليه و آله ] قاعداً في ظلّ اُطُم من آطامهم» : 18 / 110 . الاُطُم _ بالضم _ : بناء مُرتَفع ، وجمعه آطام (النهاية) .

* ومنه الحديث :«نظر رجل من اليهود وهو على اُطُم» : 19 / 104 .

باب الهمزة مع الفاءأفد : عن الحسين بن عليّ عليهماالسلام :«كأنّ المَخُوف قد أفِدَ بمَهُول وُرودِه» : 75 / 120 . أفِدَ : أي دنا وقته وقَرُب . ورجل أفِد : أي مُستعجِل (النهاية) والمهول ذوالهول .

أفع : في الحديث :«إنّ الجويرية اللَّكاع لتلعب بالاُفْعُوان» : 21 / 300 . هو بالضمّ : ذَكَر الأفاعي (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في الدنيا :«ولا لذّاتها في عيني إلاّ ... سمّ أفعاة» : 74 / 392 . أراد الأفعى ؛ ضَربٌ من الحيّات معروف (النهاية) .

أفف : عن أميرالمؤمنين عليه السلام في التحكيم :«اُفٍّ لكم لقد لقيت منكم برحاً» : 33 / 371 . الاُفّ : الاستقذار ، وقيل معناه : الاحتقار والاستقلال ، وهي صَوت إذا صَوَّت به الإنسان عُلم أ نّه مُتَضجِّرٌ مُتَكَرِّه . وقيل : أصل الاُفّ من وسخ الإصْبع إذا فُتِل . وقد أفَّفْتُ بفلان تَأفِيفاً ، وأفَفْت به ؛ إذا قلت له اُفٍّ لك . وفيها لغات هذه أفصحها وأكثرها استعمالاً (النهاية) .

.

ص: 66

أفق : عن معاوية :«كتبنا في الآفاق نَنْهى عن ذِكر مناقب عليّ وأهل بيته» : 44 / 124 . آفاق الأرض : نواحيها ، واحدها اُفُق (النهاية) .

* وعن أبي بصير عن أبي عبداللّه عليه السلام :«لأن اُطعم رجلاً من المسلمين أحبّ إليّ من أن اُطعم اُفُقاً من النّاس . قلت : وما الاُفُق ؟ قال : مِائة ألف أو يزيدون» : 71 / 371 . لم يَرِد الاُفُق بهذا المعنى في اللغة ، بل هو بالضمّ وبضمّتين : الناحية ، ويمكن أن يكون المراد أهل ناحية ، والتفسير بمائة ألف أو يزيدون معناه أنّ أقلّه مِائة ألف ، أو يطلق على عدد كثير يقال فيهم : هم مِائة ألف أو يزيدون ، كما هو أحد الوجوه في قوله تعالى : «وأرْسَلناه إلى مِائةِ ألفٍ أو يَزيدُون» (المجلسي :71 / 371) .

* وعن محمّد بن أبي حمزة عنه عليه السلام :«من قال في كلّ يوم من شعبان سبعين مرّة : أستغفر اللّه الذي ... كُتِب في الاُفق المبين . قلت : وما الاُفق المبين ؟ قال : قاع بين يدي العرش فيها أنهار تطّرد ، فيه من القِدحان عدد النجوم» : 94 / 91 .

* وعن أمير المؤمنين عليه السلام في الدجّال :«يقتله اللّه ... على عَقَبَة تعرف بعَقَبَة أفِيق» : 52 / 194 . أفِيق كأمير : قرية بين حَوْران والغَوْر .

* وعنه عليه السلام لمّا وجّهه رسول اللّه صلى الله عليه و آله إلى اليمن :«لمّا صِرتُ بأعلى عقبة أفيق» : 21 / 362 .

أفك : عن أبي جعفر عليه السلام :«من اُفِكَ عن الولاية اُفِكَ عن الجنّة» : 23 / 379 . أي صُرف عنها ، يقال : أفَكَه يأفِكُه أفْكاً إذا صرفه عن الشيء وقَلَبَه ، واُفِكَ ؛ فهو مأفوك .

* ومنه عن الرضا عليه السلام في الواقفيّة :«الذي تأفّكوا به من حياة أبي صلّى اللّه عليه» : 23 / 296 . تأفَّكوا به : تكلّفوا الإفك والكَذِب بسببه . (المجلسي : 23 / 296) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام لأهل البصرة :«ياأهل المؤتَفِكة ! يا جند المرأة ، وأتباع البهيمة !» : 32 / 226 . المؤتَفِكَة : القرى التي ائتفكت بأهلها ؛ أي انقَلَبت ، يعني البصرة ؛ غَرِقَتْ مَرَّتَين ، فَشَبَّه غَرَقَها بانقلابها (النهاية) .

أفكل : في مجلس معاوية :«فالتمع لون عبداللّه بن جعفر وَاعْتَراه أفْكَل» : 42 / 164 . الأفْكَل _ بالفتح _ : الرِّعدَة من بَرْد أو خوف ، ولا يُبنى منه فعل ، وهمزته زائدة ، ووزنه أفْعَل ،

.

ص: 67

باب الهمزة مع القاف

ولهذا إذا سمّيت به لم تَصرِفه ؛ للتعريف ووزن الفعل (النهاية) .

أفن : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«إيّاك ومشاورة النساء ؛ فإنّ رأيهنّ إلى الأفْن» : 74 / 213 . الأفْن : النقص . ورجل أفِين ومأفون ؛ أي ناقص العقل (النهاية) .

* ومنه عن الحسن عليه السلام :«أكرمنا اللّه بالإسلام ... وطهّرنا من كلّ أفْن وغَيّة» : 10 / 139 .

* ومنه عن فاطمة عليهاالسلام :«قُبحاً لاُفُون الرأي ، وخَطَل القول» : 43 / 161 .

باب الهمزة مع القافأقحوان : عن أميرالمؤمنين عليه السلام في الجنّة :«فنُثرت عليهم الياسمين والاُقْحُوان» : 7 / 220 . الاُقحوان : نبت معروف تُشَبَّه به الأسنان ، وهو نبت طيّب الريح ، ووزنه اُفْعُلان ، والهمزة والنون زائدتان ، ويُجمَع على أقاح (النهاية) .

* ومنه عن ابن مهزيار في المهديّ عليه السلام :«قد كسر بُرْدَته على عاتقه ، وهو كاُقحُوانة اُرجُوان» : 52 / 11 . والاُرجُوان _ بالضمّ _ : الأحمر . ولعلّ المعنى أ نّه في اللطافة كان مثل الاُقحُوان ، وفي اللون كالاُرجُوان ؛ فإنّ الاُقحُوان أبيض . ولا يبعد أن يكون في الأصل «كاُقحُوانة واُرجُوان» أو الاُرجُوان بدل الاُقحُوانة ، فجمعهما النُسّاخ (المجلسي : 52 / 12) .

أقسوس : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«كان بأرض الروم مدينة يقال لها : اُقسوس ، وكان لها ملك صالح» : 14 / 413 . قال الثعلبي : يقال : هي طرسوس ، كان اسمها في الجاهلية اُقسوس ، فلمّا جاء الإسلام سمّوها : طرسوس (الهامش : 14 / 413) . ولكنّ ياقوت ذكرها بالفاء بدل القاف فقال : اُفسوس _ بضمّ الهمزة وسكون الفاء والسينان مهملتان والواو ساكنة _ : بلد بثغور طرطوس يقال إنّه بلد أصحاب الكهف (معجم البلدان) .

أقط : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله لعليّ عليه السلام :«اشترِ سَمْناً وتمراً وأقِطاً» : 43 / 132 . الأقِط : لَبَن مُجَفَّفٌ يابس مُسْتَحْجِرٌ يُطبَخ به (النهاية) .

* ومنه عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«توضّؤوا ممّا مسّته النّارُ ، ولو من ثَورِ أقِط» : 77 / 224 . والثَّوْر : القطعة من الأقِط .

.

ص: 68

باب الهمزة مع الكاف

باب الهمزة مع الكافأكر : عن أبي جعفر عليه السلام :«كان عليّ عليه السلام ... يوصي بالأكّارين ؛ وهم الفلاّحون» : 100 / 172 . يقال : أكَرْتُ الأرضَ ؛ أي حفرتها . والاُكْرَةُ : الحُفرة ، وبه سُمّي الأكّار (النهاية) .

* ومنه عن المهديّ عليه السلام في صُرّةٍ اُرسلت إليه :«لأ نّها من ثمن حِنطةٍ حَاف صاحبها على أكّاره في المقاسَمة» : 52 / 82 .

أكف : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«خمس لا أدَعَهنّ : .... وركوبي الحمار مُؤْكَفاً» : 16 / 215 . إكاف الحمار _ ككتاب _ : بَرذَعَتُه (المجلسي : 16 / 216) . والبَرذَعَة _ بالذال والدال _ : الحِلْسُ الذي يُلقى تحت الرَّحل والجمع البَراذِعُ . هذا في الأصل ، وفي عرف زماننا : هي للحمار ما يُركب عليه بمنزلة السَّرج للفَرَس (مجمع البحرين) .

* وعنه صلى الله عليه و آله في جهنّم :«إنّ أدنى عقربة منها كالبغال المؤكِفة» : 57 / 92 . إكاف الحمار _ ككتاب وغراب _ ووِكافه : بَرْذَعته ، وآكَفَ الحمارَ إيكافاً وأكَّفَهُ تأكيفاً : شَدَّهُ عليه (المجلسي : 57 / 94) .

* وعن عليّ بن الحسين عليهماالسلام في الشام :«نسوتنا خلفي على بغال فأكف» : 45 / 154 . فأكف : أي أميل واُشرف على السقوط ، والأظهر «واكفة» أي كانت البغال بإكاف ؛ أي برذعة من غير سرج (المجلسي : 45 / 154) .

أكل : عن أبي جهل في بدر :«ما هو إلاّ اُكلَة رأس» : 19 / 251 . الأكلة : المرّة الواحدة حتّى تشبع ، والاُكلة _ بالضمّ _ : اللقمة ، تقول : أكلت اُكلة واحدة ؛ أي لقمة ؛ وهي القُرصة أيضاً ، وهذا الشيء اُكلة لك ، أي طعمة (الصحاح) .

* ومنه عن النبيّ صلى الله عليه و آله في الشاة المسمومة :«ما زالت اُكلةُ خَيبر ... تعاوِدُني» : 17 / 396 . الاُكْلة _ بالضمّ _ : اللقمة التي أكَل من الشّاة ، وبعض الرواة يفتح الألف ، وهو خطأ ؛ لأ نّه لم يأكل منها إلاّ لقمة واحدة (النهاية) .

* وعن الصادق عليه السلام :«من أيقظ فِتنة فهو اُكَلُها» : 75 / 208 . هي جمع اُكْلة _ بالضم _ وهي اللقمة .

.

ص: 69

باب الهمزة مع اللام

* وعن عليّ بن الحسين عليهماالسلام :«إيّاك ومصاحبة الفاسق ؛ فإنّه بايعك بأكلة» : 71 / 208 . إمّا بالفتح ؛ أي بأكلة واحدة ، أو بالضمّ ؛ أي لقمة (المجلسي : 71 / 209) .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«الغِيبة أسرع في دين الرجل المسلم من الأكِلَة في جوفه» : 72 / 220 . الأكِلة _ كَفَرِحَة _ : داء في العضو يَأْتَكِلُ منه . وقد يُقرأ بمدّ الهمزة على وزن فاعلة ؛ أي العلّة التي تأكل اللحم . وقيل : بالضمّ ؛ وهي اللقمة (المجلسي : 72 / 220) .

* وعنه صلى الله عليه و آلهفي الخلال بالرُّمّان والآس والقَصَب :«هُنّ يُحَرِّكن عِرق الأكِلَة» : 63 / 441 .

أكم : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في الاستسقاء :«على رؤوس الظِّراب ... وظهور الإكام» : 20 / 300 . الإكام _ بالكسر _ : جَمع أكَمة ؛ وهي الرابية ، وتُجمع الإكام على أكَم ، والأكَم على آكام (النهاية) .

* ومنه عن أبي جعفر عليه السلام في العَوذة :«الخراب والعمران والآكام والآجام» : 60 / 266 .

باب الهمزة مع اللامألب : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«إن وجَدَ فيه [أي في قلبه] حُبّ من أَ لّب علينا فلْيعلم أنّ اللّه عدوّه» : 27 / 83 . الإلْب _ بالفتح والكسر _ : القوم يجتمعون على عداوة إنسان ، وقد تأ لّبوا ؛ أي تَجَمَّعوا (النهاية) .

* ومنه عن الحسين بن عليّ عليهماالسلام :«أصبحتم إلْباً على أوليائكم» : 45 / 8 .

* ومنه في الزيارة :«فلعنة اللّه على من ... خذلك ، وأ لّبَ عليك» : 98 / 234 .

ألت : في الحديث القدسي :«عبادي ! أعطيتكم اُجوركم ، ولم أَلِتكم من أعمالكم شيئاً» : 8 / 222 . يقال : أ لَتَه يَألِتُه ، وآ لَتَهُ يُؤلِتُه : إذا نَقَصه (النهاية) .

ألس : عن أميرالمؤمنين عليه السلام «فكأنّ قلوبكم مأ لُوسة ؛ فأنتم لا تعقلون» :74 / 333 . الألْس : هو اختلاط العَقل . يقال : ألِسَ فهو مَأ لُوس . وقال القتيبي : هو الخيانة ، من قولهم : لا يُدالِسُ ولا يُوالِسُ (النهاية) .

ألف : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«المؤمن إلْفٌ مأ لُوفٌ» : 64 / 309 . الإلف _ بالكسر _ : مَن تَأْلِفُه

.

ص: 70

ويَأْلِفُك (المجلسي : 64 / 309) .

* وعن الصادق عليه السلام في الدنيا :«تَغار على اُلاّفٍ ، وتَحسد أهلَ النِّعَم» : 46 / 84 . الاُلاّف : جمع الإلف _ بالكسر _ بمعنى الأليف (المجلسي : 46 / 87) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«كانوا جميعاً فتشتّتوا ، واُلاّفاً فافترقوا» : 74 / 433 .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام في قوله تعالى : «والمُؤَلَّفَةِ قُلوبُهُم» قال : «قوم تأ لَّفَهم رسول اللّه صلى الله عليه و آلهوقسّم فيهم الفيء» : 93 / 58 . التأ لُّف : المداراة والإيناس لِيَثبُتوا على الإسلام رَغبة فيما يصل إليهم من المال (النهاية) .

* وعنه عليه السلام :«يا مؤلَّفة ! قد رأيت ما تصنعون ، إذا سمعتم الأذان أخذتم نعالكم وخرجتم من المسجد» : 85 / 94 . خطابه للشيعة بالمؤلّفة تأديب لهم ، وتنبيه على أ نّهم ليسوا من شيعتهم واقعاً ، بل هم من المؤلّفة قلوبهم ، وذلك لأ نّهم كانوا يسمعون قوله ولا يتّبعونه في التقيّة ؛ لأ نّهم بعد الأذان كانوا يخرجون من المسجد لئلاّ يصلّوا مع المخالفين ، فيدلّ على لزوم الصلاة خلفهم عند التقيّة (المجلسي : 85 / 94) .

ألق : في دعائه صلى الله عليه و آله :«فبسط يديه بالدعاء ، فتَأ لَّق السَّحاب ، وجاء الغَيث» : 18 / 5 . تَأ لَّق البَرق ؛ أي لَمَع ، وائتلق ؛ أي التمع .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام في الطاووس :«فهو بِبَياضه في سوادِ ما هنالك يأْتَلِقُ» : 62 / 31 . أي يلتمع .

* وعنه عليه السلام في الخُفّاش :«وأكَنّها في مَكامنها عن الذَّهاب في بُلَج ائْتِلاقِها» : 61 / 323 .

ألل : عن عتبة :«إنّ محمّداً له إلٌّ وذمّة» : 19 / 252 . الإلّ _ بالكسر _ : العهد ، والحَلْف ، والجار ، والقرابة (المجلسي : 19 / 262) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام في ابن النابغة عمرو بن العاص :«يخون العهد ويقطع الإلّ» : 33 / 221 .

ألنجوج : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«وأ لَنْجُوجُ يَتَأجّج من غير وَقُود» : 65 / 71 . هو العود الذي يُتَبَخَّر به . يقال : أ لَنْجُوج ويَلَنجُوج وأ لَنْجَج ، والألف والنون زائدتان ، كأ نّه يَلَجّ في تضوّع رائحته وانتشارها (النهاية) .

.

ص: 71

أله : في أسماء اللّه تعالى «اللّه ، والإله» ، اللّه وإله :المستحقّ للعبادة ، ولا تحقّ العبادة إلاّ له ، وتقول : لم يزل إلهاً بمعنى أ نّه يحقّ له العبادة ، ولهذا لمّا ضلّ المشركون فقدّروا أنّ العبادة تجب للأصنام سمّوها : آلهة . وأصله الألهة ؛ وهي العبادة ، ويقال : أصله الإله ، يقال : ألِه الرجل يأله إليه ؛ أي فزع إليه من أمر نزل به . وأ لَهَه ؛ أي أجاره ، ومثاله من الكلام «الإمام» فاجتمعت الهمزتان في كلمة كثر استعمالهم لها ، فاستثقلوهما فحذفوا الأصليّة ؛ لأ نّهم وجدوا فيما بقي دلالة عليها فاجتمعت لامان أولاهما ساكنة ، فأدغموها في الاُخرى ، فصارت لاماً مثقّلة في قولك : «اللّه » : 4 / 187 .

* وعن الحسن بن عليّ بن محمّد عليهم السلام :«اللّه هو الذي يَتَأ لّه إليه عند الحوائج والشدائد كلُّ مخلوق» : 3 / 41 . ألِه إليه _ كفرِح _ : فزِع ولاذ (القاموس المحيط) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«اللّه معناه المعبود الذي يَأْ لَه فيه الخلق ، ويُؤلَه إليه» . وقال الباقر عليه السلام : «اللّه معناه المعبود الذي ألِه الخلق عن درك مائيّته والإحاطة بكيفيّته» ، ويقول العرب : ألِه الرجل : إذا تحيّر في الشيء فلم يُحط به علماً ، ووَلِه : إذا فزِع إلى شيء ممّا يحذره ويخافه ، فالإله هو المستور عن حواسّ الخلق : 3 / 222 .

* وفي الحديث :«اللهمّ حصّن فرجي» : 77 / 180 . قال الفرّاء : أصل اللهمّ : يا اللّه اُمّنا بالخير ؛ أي اقصدنا به ، فخُفّف لكثرة دَوَرانه على الألسن ، والأكثر على أنّ أصله : يا اللّه ، فحذف حرف النداء ، وعوّض عنه الميم المشدّدة في آخره . وردّ الشيخ الرضي كلام الفرّاء بأ نّه يقال : اللهمّ لا تؤمّهم بالخير . وأورد عليه الشيخ البهائي وغيره بأ نّه لا منافاة بين «اُمَّنا بالخير» و «لا تؤمّهم بالخير» ، واُجيب بأ نّه يمكن أن يكون مراده إنّا ما سمعنا هذا الكلام من العرب إلاّ خالياً عن العطف ، ولوكان الأصل «يا اللّه اُمّنا بالخير» لكان الأفصح بعده : «ولا تؤمّهم بالخير» بالعطف لعدم تحقّق شيء من أسباب الفصل (المجلسي : 77 / 180) .

ألي : عن الحسن بن عليّ عليهماالسلام :«اُقسم باللّه قَسَماً تَألِّياً لو أنّ النّاس سَمِعوا قول اللّه ورسوله لأعطتهم السماءُ قَطْرها والأرضُ بَرَكتها» : 10 / 142 . التأ لّي على التفعّل : الحُكم بالجزم ، والحَلْف على الشيء (المجلسي : 10 / 144) . يقال : آلى يؤلي إيلاءً ، وتَأ لّى يَتَأ لّى تَأ لّياً ، والاسم الألِيّة (النهاية) .

.

ص: 72

باب الهمزة مع الميم

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«إنّ رجلاً قال يوماً : واللّه لا يغفر اللّه لفلان ، قال اللّه عزّوجلّ : من ذا الذي تَأ لّى على أن لا أغفر لفلان ؟ ! فإنّي قد غفرت لفلان ، وأحبطت عمل المُتَأ لِّي بقوله : لا يغفر اللّه لفلان» : 6 / 4 .

* وفي الخبر :«فآلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله من نسائه شهراً» : 22 / 241 . أي حَلَف لا يدخل عليهنّ ، وإنّما عدّاه بمِن حملاً على المعنى ؛ وهو الامتناع من الدخول (النهاية) .

* وعن أبي الحسن عليه السلام في التوكّل :«تعلم أ نّه لايَأْ لُوك خيراً وفضلاً» : 68 / 129 . ألا الرّجلُ يَألو ، من باب دعا ؛ أي قصّر . وفلان لايَأ لُوكَ نُصْحاً ؛ أي لا يُقصّر في نُصْحِك (الصحاح) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«فوَلِي الأمرَ وُلاة لم يَأْلوا الناسَ خيراً» : 32 / 61 .

* وقال عليه السلام في عائشة :«إنّها لا تَأْلو شرّاً ولكن أرُدُّها إلى بيتها» : 32 / 267 . أي لا تقصّر فيه .

* وعن فاطمة عليهاالسلام بعد منعها فدك :«وسُبوغ آلاء أسداها» : 29 / 220 . الآلاء : النعم واحدها ألاً _ بالفتح والقصر _ وقد تُكسر الهمزة (النهاية) .

* وعن البزنطي :«سألته عن رجل يكون له الغنم يقطع من أ لْياتِها» : 77 / 77 . جمع أ لْيَة ؛ وهي طَرَف الشاة (النهاية) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام :«فتجيء عُنُق من العذاب من قِبَل يمينه فتقول الصلاة : إليكَ عن وليّ اللّه » : 8 / 210 . إليك : من أسماء الأفعال ؛ أي تَنَحَّ (المجلسي : 40 / 345) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«يا دنيا إليكِ عنّي» : 40 / 345 .

باب الهمزة مع الميمأمت : في دعاء الندبة :«أين المنتظَر لإقامة الأمْت والعِوَج» : 99 / 107 . الأمْت : الانخفاض والارتفاع والاختلاف في الشيء (المجلسي : 99 / 123) . ومنه قوله تعالى : «لا ترى فيها عِوَجاً ولا أمْتاً» .

أمد : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«واحد لا من عدد ، ودائم لا بأمَد» : 4 / 222 . الأمَد : الغاية (النهاية) .

.

ص: 73

* ومنه عن فاطمة عليهاالسلام بعد منعها فدك :«نأى عن الجزاء أمَدها» : 29 / 221 . الأمَد _ بالتحريك _ : الغاية المنتهى ؛ أي بَعُد عن الجزاء بالشكر غايتها ، فالمراد بالأمَد إمّا الأمَد المفروض ؛ إذ لا أمَد لها على الحقيقة ، أو الأمَد الحقيقي لكلّ حدّ من حدودها المفروضة . ويحتمل أن يكون المراد بأمَدها : ابتداؤها . ويحتمل _ على بُعدٍ _ أن يُقرأ بكسر الميم ، قال الفيروزآبادي : والأمِد : المَمْلُوّ من خير وشرّ ، والسفينة المشحونة (المجلسي : 29 / 250) .

* وعن أبي جعفر عليه السلام في قوم يونس عليه السلام :«فصرف اللّه عنهم العذاب إلى جبال آمِد» : 14 / 400 . بكسر الميم : أعظم مُدُن ديار بكر ، وما أظنّها إلاّ لفظة روميّة .

أمر : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«خير مال المرء مُهرة مأمُورة ؛ أو سِكّة مأبورة» : 61 / 162 . هي الكثيرة النَّسل والنِّتاج ، يقال : أمَرَهُم اللّه فأمِروا ؛ أي كَثُرُوا . وفيه لغتان : أمَرها فهي مَأْمُورة ، وآمَرَها فهي مُؤمَرَةٌ (النهاية) .

* وعن أبي سفيان :«لقد أمِرَ أمْرُ ابن أبي كبشة» : 20 / 386 . أي كثر وارتفع شأنه ، يعني النبيّ صلى الله عليه و آله .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام لمّا بويع بالخلافة :«فلئن أمِر الباطلُ لقديماً ما فعل» : 29 / 585 . أي كَثُر الباطل ، يعني ليس كثرة الباطل ببديع حتّى تستغرب أو يستدلّ بها على حقيّة أهله (المجلسي : 29 / 592) .

* وعن موسى بن جعفر عليهماالسلام في الباكرة :«لا يجوز نِكاحها إلاّ أن تُستأمر» : 10 / 253 . استأمرها : شاورها .

* ومنه عن اُمّ شريك :«أ نّها استأمرت النبيّ صلى الله عليه و آله في قتل الوُزْغان» : 62 / 236 .

* ومنه عن رجل لأميرالمؤمنين عليه السلام :«وائتمِرْ ، فأمض ائتمارك» : 74 / 357 . أي مشاورتك .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله :«ثمانية إن اُهينوا فلا يلوموا إلاّ أنفسهم ... والمُتأمِّر على ربّ البيت» : 74 / 48 . تَأمّر عليه : تسلّط وتحكّم عليه .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في مروان :«أما إنّ له إمْرَةً كَلَعْقَةِ الكلبِ أنْفَه» : 32 / 235 . الإمرة بالكسر : الإمارة .

.

ص: 74

* وعن عمّ ناصر الدولة في المهديّ عليه السلام :«فقال لي : يا حسين ، ولا هو أمّرني ولا كنّاني» : 52 / 57 . أي لم يقل لي : أيّها الأمير ، ولا : يا أبا عبداللّه ، تعظيماً وتوقيراً ، بل سمّاني باسمي وقال : يا حسين ، تحقيراً .

أمص : عن سعد بن سعد :«سألت الرضا عليه السلام عن الآمُص ، فقال : ما هو ؟ فذهبتُ أصِفُه فقال : أليس اليَحامِيرَ ؟ قلت : بلى . قال : أليس يأكلونه بالخلّ والخَرْدَل والأبْزار ؟ قلت : بلى» : 62 / 85 . كذا في أكثر النسخ : اليحامير ؛ وهو جمع اليحمور ؛ وهو حمار الوحش . وفي القاموس : الآمُص والآميص : طعام يُتَّخَذُ من لحم عِجلٍ بجلده ، أو مرق السِّكباج المبرَّد المصفّى من الدُّهن ، مُعرّب خاميز . انتهى . فلعلّهم كانوا يعملون الآمص من لحوم اليحامير . وبعض النسخ : «الخامير» مكان «اليحامير» وهو أنسب بما ذكره الفيروزآبادي لكن ظاهر العنوان في المحاسن الأوّل ، حيث قال : لحوم الظباء واليحامير ، وذكر هذه الرواية فقط (المجلسي : 62 / 85) .

أمع : عن أبي الحسن موسى عليه السلام :«لا تَكونَنَّ إمَّعَة ... قال : وما الإمَّعة ؟ قال : لا تقولنّ : أنا مع النّاس ، وأنا كواحد من النّاس» : 2 / 21 . بكسر الهمزة وتشديد الميم : الذي لارأي له ، فهو يتابع كلّ أحد على رأيه ، والهاء فيه للمبالغة . ويقال فيه : إمّع أيضاً ، ولا يقال للمرأة : إمّعة ، وهمزته أصليّة ؛ لأ نّه لا يكون أفْعَل وصفاً . وقيل : هو الذي يقول لكلّ أحد : أنا معك (النهاية) .

أمل : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله أ نّه قال لإبليسَ :«بئس _ لعمرُ اللّه _ عملُ الشيخ المُتوسِّم ، والشابّ المُؤَمِّل» : 39 / 164 . المؤمّل _ على بناء الفاعل _ : أي الراجي للاُمور العظيمة ، أو لطول البقاء ، أو لإضلال الخلق ، أو على بناء المفعول ؛ أي تجعل النّاس بحيث يأملون منك الخير ... وقال الزمخشري في الفائق : إنّ رجلاً من الجنّ أتاه في صورة شيخ فقال : إنّي كنت آمر بإفساد الطعام وقطع الأرحام ، وإنّي تائب إلى اللّه ، فقال : بئس _ لعمرُ اللّه _ عمل الشيخ المتوسّم والشابّ المتلوّم ، قالوا : المتوسّم : المتحلّي بِسِمة الشيوخ ، والمتلوّم : المتعرّض للأئمّة بالفعل القبيح (المجلسي : 39 / 165) .

* وفي رواية عنه صلى الله عليه و آله :«بئس _ لعمري _ الشابُّ المؤمَّل ، والكَهل المؤمَّر» : 27 / 14 .

أمم : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«الخمر جِمَاع الإثم ، واُمّ الخبائث» : 76 / 149 . أي التي تَجْمَع

.

ص: 75

كلّ خبث . وإذا قيل : اُمّ الخير ؛ فهي التي تجمع كلّ خير ، وإذا قيل : اُمّ الشَّرّ ؛ فهي التي تَجمَع كلّ شرّ (النهاية) .

* وعن رجل لأبي عبداللّه عليه السلام :«إنّ لي صبيّاً ربّما أخذه ريح اُمّ الصبيان» : 92 / 148 . يعني الريح التي تَعْرِض لهم ، فربّما غُشي عليهم منها (النهاية) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام :«يُحشر عبد المطّلب يوم القيامة اُمّةً وَحْده» : 15 / 157 . الاُمّة : الرجل المُنفَرِد بدِينٍ ، كقوله تعالى : «إنّ إبراهيمَ كان اُمّةً قانتاً للّه » (النهاية) .

* وفي حديث البغلة :«فصرعتْ بالّذي أرسلتُ بها معه فأمَّتْه» : 59 / 222 . أي شجّته شجّة بلغت اُمّ الدماغ . وفي بعض النسخ : «فأوهنتْه» ؛ أي أضعفته ، وكأ نّه أظهر (المجلسي : 59 / 222) .

* وفي الديَة :«فإن كانت ثاقبة فتلك تسمّى المَأْمُومة» : 101 / 416 . هي الشَّجَّة التي بَلَغَت اُمّ الرأس ؛ وهي الجِلدة التي تَجمع الدماغ . يقال : رجل أمِيم ومَأْمُوم (النهاية) .

* وفي توحيد المفضّل :«انظر ... إلى ذوات الأربع كيف تراها تَتْبع اُمّاتِها» : 3 / 93 . الاُمّات : جمع الاُمّ ، وقيل : إنّما تستعمل في البهائم ، وأمّا في النّاس فيقال : اُمّهات (المجلسي : 3 / 95) .

* وفي أميرالمؤمنين عليه السلام :«فأمّ الجبّانة ، ولحِقه جماعة» : 74 / 402 . يقال : أمَّه يَؤمُّه أمّاً وتَأمَّمه وتَيَمَّمَه ؛ أي قصده .

* وعنه عليه السلام في مدح هَمْدان : تَيَمَّمتُ همْدان الذين هُمُ هُمُإذا ناب أمرٌ جُنّتي وسهامي : 32 / 497 . تَيَمَّمْت ؛ أي قصدت .

* وعن عَدِيّ بن حاتم في صفّين :«يا أميرالمؤمنين ! أمّا إذا كنتَ حيّاً فالأمر أمَمٌ» : 32 / 509 . الأمَم : القُرْب ، واليسير . وقال ابن السكّيت : الأمَم : بين القريب والبعيد ، وهو من المقاربة . والأمم : الشيء اليسير . ويقال : أخذت ذلك من أمَمٍ ؛ أي من قُربٍ ، وداري أمَمُ داره ؛ أي مقابِلَتُها (المجلسي : 32 / 524) .

.

ص: 76

أمن : في أسماء اللّه تعالى :«المؤمِن» ، معناه المصدِّق ، والإيمان : التصديق في اللغة ... وقال الصادق عليه السلام : «سمّي البارئ عزّوجلّ مؤمِناً ؛ لأ نّه يؤمِن من عذابه مَن أطاعه ، وسمّي العبد مؤمناً ؛ لأ نّه ... المؤمن الذي يأتَمِنُه المسلمون على أموالهم ودمائهم» : 4 / 196 .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام :«نَهْران مؤمنان ، ونهران كافران ؛ الكافِران : نهر بَلْخ ودجلة ، والمؤمنان : نيل مصر والفرات» : 101 / 115 . جعلهما مؤمِنَين على التشبيه ؛ لأ نّهما يَفيضان على الأرض فيَسقيان الحَرث بلا مؤونة وكُلفَة ، وجعل الآخرين كافرين ؛ لأ نّهما لا يَسقيان ولا يُنتفع بهما إلاّ بمؤونة وكُلفَةٍ ، فهذان في الخير والنفع كالمؤمِنَين ، وهذان في قلّة النفع كالكافِرَين (النهاية) .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«النساء عندكم عَوانٌ ... أخذتُموهنّ بأمانة اللّه » : 21 / 381 . أي جعلكم أميناً عليهنّ ، وأمركم بحفظهنّ ؛ فهنّ ودائع اللّه عندكم . وقال الطيّبي في شرح المشكاة : أي بعهده ؛ وهو ما عهد إليهم من الرِّفق والشفَقة (المجلسي : 21 / 382) .

* وعنه صلى الله عليه و آله :«المجالس بالأمانة» : 72 / 467 . هذا نَدْبٌ إلى ترك إعادة ما يَجري في المجلس من قول أو فِعْل ، فكأنّ ذلك أمانةٌ عند من سَمِعَه أو رآه ، والأمانة تقع على الطاعة والعبادة والوديعة والثقة والأمان ، وقد جاء في كلّ منها حديث (النهاية) .

* وفي الدعاء :«وارزقني رزقاً حلالاً طيّباً نؤدّي به أماناتنا» : 87 / 175 . أي طاعاتنا ؛ فإنّها أمانة اللّه عندنا ، أو عهودنا ، أو ما ائتمننا النّاس عليها ، أو بالعكس ، أو الأعمّ ، أو كوننا اُمناء (المجلسي : 87 / 257) .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله :«النجوم أمَنَة من السماء لأهل السماء ، فإذا تناثرت دنا من أهل السماء ما يوعَدون» : 7 / 100 . الأمَنة : جمع أمين ، وهو الحافظ .

* وعنه صلى الله عليه و آله :«أنا أمَنَة لأصحابي ، فإذا قُبِضت دنا من أصحابي ما يوعَدون ، وأصحابي أمَنَة لاُمّتي ، فإذا قُبِض أصحابي دنا من اُمّتي ما يوعَدون» : 22 / 309 . أراد بوعْد أصحابه ، ما وقع بَيْنَهم من الفتن ، وكذلك أراد بوعْد الاُمّة . والإشارة في الجملة إلى مجيء الشرّ عند ذهاب أهل الخير (النهاية) .

.

ص: 77

باب الهمزة مع النون

آمين : عنهم صلوات اللّه عليهم أ نّهم :«حرّموا أن يقال بعد قراءة فاتحة الكتاب : آمين ، كما تقول العامّة» : 82 / 49 . هو بالمدّ والقصر ، وقد يشدّد الممدود ، ويُمال أيضاً ، وهو اسم مبنيّ على الفتح ومعناه : اللهمّ استجب لي . وقيل : معناه : كذلك فلْيكُن ، يعني الدعاء ، يقال : أمّن فلانٌ يؤمِّن تأميناً (النهاية) . وقال الزمخشري : إنّه صوت سمّي به الفعل الذي هو : استجب (المجلسي : 82 / 50) .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله :«لا تزال اُمّتي بخير ... ما لم تكن لهم ضجّة بآمين» : 82 / 49 . والمشهور بين الأصحاب تحريمه وبطلان الصلاة به .

باب الهمزة مع النونأنب : في الخبر :«إنّ سَوْدة الهَمْدانيّة دَخَلَتْ على معاوية بعد موت عليّ عليه السلام ، فجعل يؤنِّبُها» : 41 / 119 . التَّأْنيبُ : المبالغة في التّوبيخ والتعنيف (النهاية) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«أنّب عليه السلام جماعة ممّن أبطأوا عنه» : 32 / 355 .

أنث : عن العسكري عليه السلام في بلوهر :«أ نّه كان مِئْناثاً لا يُولَد له ذكر» : 75 / 384 . المِئناثُ : التي تلد الإناث كثيراً ، كالمِذْكار ؛ التي تلد الذكور (النهاية) .

أندر : عن أبي عبداللّه عليه السلام في أبرهة :«فإذا هاتفٌ ... يا أهل مكّة ! أتاكم أهل عكّة بجَحْفَل جرّار ، يملأ الأندار ، مِل?الجِفار» : 15 / 140 . الأنْدَر : البَيدر ؛ وهو الموضع الذي يداس فيه الطعام ، بِلُغة الشام . والأندر _ أيضاً _ : صُبرة من الطعام ، وهمزة الكلمة زائدة (النهاية) .

* ومنه عن البزنطي عن الرضا عليه السلام في الحصاد :«كان أبي عليه السلام إذا حضَر حصْدُ شيء من هذا ، فرأى أحداً من غلمانه يُصدِّق بكفّيه صاح به وقال : أعطه بِيَدٍ واحدة ، القَبْضة بعد القَبْضة ، والضغث بعد الضغث من السنبل ، وأنتم تسمّونه عندكم : الأنْدَر» : 93 / 94 .

* وعنه عليه السلام :«من أراد أن يبيّض أسنانه فلْيأخذ جزءاً من ملح أندراني» : 59 / 317 . هو الذي يشبه البلّور ، كما في القانون ، ويسمّونه بالفارسية : «التركي» (المجلسي : 59 / 340) .

أنس : عن أبي عبداللّه عليه السلام :«لا عليك إن آنَسْتَ من أحد خيراً أن تَنْبِذ إليه الشيء نَبْذاً» :

.

ص: 78

71 / 404 . أي أبصرت ، يقال : آ نَسْتُ منه كذا . أي عَلِمْتُ ، واستَأْ نَسْتُ : اسْتَعْلَمْتُ (النهاية) .

* ومنه عن ابن عبّاس في اليتيم :«إلاّ أن لا تؤنِس منه رشداً ... فيمسك عليه وليّه» : 100 / 161 .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام :«سمّي الإنسان إنساناً ؛ لأنّه يَنسى» : 57 / 264 . الإنسان : فِعلان _ عند البصريّين _ لموافقته مع الاُنس لفظا ومعنىً ، وقال الكوفيّون : هو إفعان من «نسي» ، أصله إنسِيان ، على إفعِلان ، فحذفت الياء استخفافاً ؛ لكثرة ما يجري على ألسنتهم ، فإذا صغّروه ردّوه إلى أصله ؛ لأنّ التصغير لا يَكْثُر ، وهذا الخبر يدلّ على مذهب الكوفيّين ، ورواه العامّة عن ابن عبّاس أيضاً . قال الخليل في كتاب العين : سمّي الإنسان من النسيان . والإنسان في الأصل إنسِيان ؛ لأنّ جماعته : أناسِي ، وتصغيره : اُنَيسِيان ، بترجيع المدّة التي حُذِفت ، وهي الياء ، وكذلك إنسان العين . وحكى الشيخ في التبيان عن ابن عبّاس أ نّه قال : إنّما سمّي إنساناً ؛ لأ نّه عُهد إليه فنسي ، قال اللّه تعالى : «ولقد عَهِدْنا إلى آدمَ من قبلُ فَنَسِي ولم نجِدْ له عَزْماً» ، وقال الراغب في مفرداته : الإنسان قيل : سمّي بذلك لأ نّه خُلِق خِلْقَة لا قوام له إلاّ باُنس بعضهم ببعض ، ولهذا قيل : الإنسان مدنيّ بالطبع ؛ من حيث إ نّه لا قوام لبعضهم إلاّ ببعض ، ولا يمكنه أن يقوم بجميع أسبابه . وقيل : سمّي بذلك لأ نّه يأنَس بكلّ ما يأ لَفُه (المجلسي : 57 / 264) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«الرادع أناسِي الأبصار عن أن تَنالَه أو تُدرِكَه» : 54 / 106 . جمع إنسان . وإنسان العين : هو ما يُرى وسَط الحَدَقة ممتازاً عنها في لونها .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«كلّ ذي ناب من السباع ، ومِخْلَب من الطير ، والحُمُر الإنْسِيَّة ، حرام» : 62 / 182 . يعني التي تَأ لَف البُيوت . والمشهور فيها : كسر الهمزة ، منسوبة إلى الإنْس ؛ وهم بَنو آدم ، الواحد إنْسيّ . وفي كتاب أبي موسى ما يدلّ على أنّ الهمزة مضمومة ، فإنّه قال : هي التي تألف البيوت والاُنْسَ ؛ وهو ضِدّ الوَحْشة ، والمشهور في ضِدّ الوحشة : الاُنْس _ بالضمّ _ ، وقد جاء فيه الكسر قليلاً . قال : ورواه بعضهم : بفتح الهمزة والنون ، وليس بشيء . قلت : إن أراد أنّ الفتح غير معروف في الرواية ، فيجوز ، وإن أراد أ نّه ليس بمعروف في اللغة ، فلا ؛ فإنّه مصدر أنِسْتُ به آ نَسُ أ نَساً وأ نَسَةً (النهاية) .

.

ص: 79

* وعنه صلى الله عليه و آله في النهي عن التخلّي عند الشجر :«...لمكان الملائكة الموكّلين بها ، ولذلك يكون الشجر والنخل اُنْساً إذا كان فيه حِمله» : 77 / 171 . اُ نْساً _ بالضمّ _ : مصدر بمعنى المفعول ، وربّما يقرأ بضمّتين ، جمع الأنوس من الكلاب ؛ وهو ضدّ العقور ، ولا يخفى بُعُده (المجلسي : 77 / 171) .

أنف : عن أبي عبداللّه عليه السلام :«أنِفَ اللّه للمؤمنين من وُلْد آدم من تعيير الملائكة لهم» : 56 / 325 . أنِف من الشيء _ كعلم _ : استنكف (المجلسي : 56 / 326) .

* وعن هشام بن الحكم : «سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن سبحان اللّه ، قال :أنَفَة اللّه » : 90 / 176 . الأنَفَة _ بالفتحات _ يعني تنزيهٌ لذاته تعالى عن كلّ ما لا يليق به .

* وعن أبي بكر :«اخترت لكم خيركم في نفسي ، فكلّكم وَرِمَ لذلك أنْفُهُ» : 30 / 135 . أي اغتاظ من ذلك ، وهو من أحسن الكنايات ؛ لأنّ المغتاظ يَرِمُ أنْفُهُ ويَحْمَرّ .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في عهده للأشتر :«املك حَميّة أنْفك وسَوْرَة حَدّك» : 33 / 611 . يقال : أنِفَ من الشيء يَأنَفُ أ نَفاً : إذا كرهه وشَرُفت نفسه عنه ، وأراد به هاهنا : أخَذَتْه الحميّة من الغَيْرَة والغَضَب . وقيل : هو _ بسكون النون _ : العضو ؛ أي إن اشتدّ غضبك وغيظك ، من طريق الكناية ، كما يقال للمتغيّظ : وَرِم أنْفه (النهاية) .

* وعن أبي البختري رفعه قال :سمعته يقو ل : «المؤمنون هَيِّنون لَيّنون كالجمل الأنِف» : 64 / 355 . أي المأنوف ؛ وهو الذي عَقَر الخِشاشُ أنْفَه ، فهو لا يمتنِعُ على قائدِه ؛ للوَجَع الذي به . وقيل : الأنِفُ : الذَّلول ، يقال : أنِفَ البعيرُ يأنَفُ أ نَفاً فهو أنِفٌ ؛ إذا اشتكى أنْفَه من الخِشاش . وكان الأصل أن يقال : مأ نُوف ؛ لأ نّه مفعول به ، كما يقال : مَصْدورٌ ومَبطُونٌ للّذي يشتكي صدره وبطنه . وإنّما جاء هذا شاذّاً . ويُروى كالجمل الآنِف _ بالمدّ _ وهو بمعناه (النهاية) .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«لكلّ شيء أنَف ، وأنَف الصلاة التكبير» : 81 / 373 . في أكثر روايات العامّة : «اُنْفَة» ، واُنْفَةُ الشيء : ابتداؤه ، كذا روي بضمّ الهمزة ، قال الهروي : والصحيح بالفتح (النهاية) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«لم يمهِّدوا في سلامة الأبدان ، ولم يعتبروا في اُ نُفِ الأوان» : 74 / 424 . الاُنُف _ بضمّتين _ : أوّل الشيء .

.

ص: 80

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«اُنزلت عليَّ آنفاً سورة» : 8 / 16 . أي الآن .

* وفي صفة أميرالمؤمنين عليه السلام :«ضِرغامة كبير العينين ، آنِف الفَخِذين» : 38 / 56 . الآنِف : القريب (المجلسي : 38 / 57) .

أنق : عن النبيّ موسى عليه السلام :«يُخرج اللّه منها [أي البُذور] ... هذه الأشجار الباسِقة المؤنِقَة» : 13 / 268 .المؤنِقَة : الحسنة المُعْجِبة . قال في النهاية : والأ نَق _ بالفتح _ : الفَرَح والسرور ، والشيء الأنيق : المُعْجِب .

* ومنه عن الحسين عليه السلام :«القرآن ظاهره أنيق ، وباطنه عميق» : 89 / 20 .

* وعنه عليه السلام في جواب معاوية :«ترقّيت إلى مَرْقَبَة ... يقصر دونها الأنُوْق» : 33 / 119 . الأنوق : الرَّخَمَة ؛ لأ نّها تبِيض في رؤوس الجبال والأماكن الصعبة ، فلا يكاد يُظفَر بها (النهاية) .

أنك : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«يأتي على الناس زمان يذوب فيه قلب المؤمن في جوفه كما يذوب الآ نُك في النّار» : 28 / 48 . الآ نُكُ : الرَّصاص الأبيض . وقيل : الأسود . وقيل : هو الخالص منه . ولم يَجِئ على أفعُل واحداً غَير هذا . فأمّا أشُدُّ فَمُختلفٌ فيه هل هو واحد أو جمع . وقيل : يحتمل أن يكون الآ نُك فاعُلاً ، لا أفْعُلاً ، وهو أيضاً شاذّ (النهاية) .

أنن : في حديث سطيح :«تنفّس الصُّعَداء ، وأنّ كمداً» : 15 / 308 . من الأنين : التَأوُّه . قيل : وأصله صوت المريض وشكواه من الوَصَب (المجلسي : 88 / 311) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«اللهمّ ارحم أنين الآ نّة ، وحنين الحانّة» : 88 / 295 . الآ نّة : الشاة ، والحانّة : الناقة ، يقال : ما له آ نّة ولا حانّة ؛ أي ناقة ولا شاة .

* وعنه عليه السلام :«المرء في ... غمرةٍ كارثة وأ نّةٍ موجعة» : 74 / 428 . بفتح وتشديدٍ : الواحدة من الأنّ ؛ أي التوجّع .

أنا : عن أميرالمؤمنين عليه السلام في حديث طلحة والزبير :«استأنيت بهما أمام الوقاع فغمطا النعمة وردّا العافية» : 32 / 78 . أي انتظرت وتربّصت ، يقال : أ نَيتُ ، وأ نَّيتُ ، وتَأ نَّيتُ ، واستَأْ نَيتُ (النهاية) .

.

ص: 81

باب الهمزة مع الواو

* ومنه عن النبيّ صلى الله عليه و آله للّذي يتخطّى النّاس :«رأيتُك آنيتَ وآذيتَ» : 86 / 175 . أي أخّرت المجيء وأبطأت ، وآذيت النّاس بتخطّيك .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام في الصدقة :«ولْيَسْتَأْنِ بالنَّقِبِ والظالِع» : 33 / 525 .

* وفي الدعاء :«وأثْبَتّ مشيّ_تك ، ولم تأنَّ فيها لمُؤْنَة» : 87 / 204 . تأنّى في الأمر ؛ أي ترفّق وتنظّر (الصحاح) .

* وفي قنوت الإمام الحسن عليه السلام :«وحُطام عُقباه حميمٌ آنٍ» : 82 / 213 . يقال : أنِيَ الحميمُ : انتهى حرّه ، فهو آنٍ (القاموس المحيط) .

* وفي وصف أميرالمؤمنين عليه السلام :«وأوانٍ آنٍ أرونانٍ» : 46 / 322 . آنٍ ؛ أي حارّ ، كناية عن الشدّة ، ويومٌ أرونان : صعب (المجلسي : 46 / 324) .

باب الهمزة مع الواوأوب : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«من صلّى سُدُس ليلة ، كُتِبَ من الأوّابين» : 84 / 171 . هو جمع أوّاب ؛ وهو الكثير الرجوع إلى اللّه تعالى بالتوبة . وقيل : هو المطيع . وقيل : هو المُسَبِّحُ (النهاية) .

* ومنه عن النبيّ صلى الله عليه و آله :«آئِبُون تائِبُون إن شاء اللّه » : 73 / 253 . وهو جمع سلامة لآئب (النهاية) .

* وفي المعراج :«فأقبلوا من كلّ أوْبٍ يلبّون دعوة جبرئيل» : 18 / 317 . أي من كلّ مآبٍ ومُستَقَرٍّ (النهاية) .

أود : عن أميرالمؤمنين عليه السلام في معاوية :«فيا لَهُ خَطْباً يَستفرغ العَجَبَ ، ويُكثِر الأوَد» : 38 / 159 . الأوَدُ : العِوَج (النهاية) .

* ومنه في الحديث القدسي :«لأجبرَ كسر عبادي ، واُقيمَ بهم [أي بالأوصياء] أوَدهم» : 26 / 313 .

* ومنه في الحارث :«فجعل ... يَتأوّد في مِشيته» : 27 / 159 . أوِدَ _ كفرح _ : اعوجّ ،

.

ص: 82

وأوّدته فتأوّد : عطفته فانعطف ، وآدَه الأمر : بلغ منه المجهود ، وآدَ : مالَ ورجع ، وتأوّد الأمر وتأدّاه : ثقل عليه .

أور : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«إنّ طاعة اللّه حِرزٌ من ... اُوار نِيران مُوقَدة» : 67 / 284 . الاُوار _ بالضمّ _ : حرارة النار والشمس ، والعطش (النهاية) .

أوز : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«الوَزّ : جاموس الطّير» : 62 / 5 . الوزّ : لغة في الإوَزّ ، وكونه جاموس الطير لاُنسه بالحَماءة والمياه (المجلسي : 62 / 5) .

أوق : عن عليّ بن الحسين عليهماالسلام :«إنّ النبيّ صلى الله عليه و آله أجرى الخيل ، وجعل فيها سبع أواقٍ من فضّة» : 100 / 190 . الأواقي : جمع اُوقِيّة _ بضمّ الهمزة وتشديد الياء _ والجمع يشدّد ويخفّف ، مثل اُثفية وأثافيّ وأثافٍ . وربّما يجيء في الحديث : وَقِيّة ؛ وليست بالعالية ، وهمزتها زائدة ، وكانت الاُوقيّة قديماً عبارة عن أربعين درهماً ، وهي _ في غير الحديث _ : نصف سدس الرِّطْل ؛ وهو جزء من اثني عشر جزءاً ، وتختلف باختلاف اصطلاح البلاد (النهاية) .

* ومنه في أسرى بدر :«كان العبّاس أخذ معه أربعين اُوقيّة من ذهب ، فغنِمها رسول اللّه صلى الله عليه و آله» : 19 / 258 .

* وعن فاطمة عليهاالسلام لنساء المهاجرين والأنصار :«لقد قلّدْتُهم رِبْقَتها ، وحَمّلْتُهم أوقَتها» : 43 / 160 . الأوْق : الثِّقْل . يقال : ألقى عليه أوقَهُ ، وقد أوّقتُهُ تأويقاً ؛ أي حمّلته المشقّة والمكروه (الصحاح) .

أول : عن أبي بصير :«قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : مَن آلُ محمّد ؟ قال : ذُرّيّته» : 25 / 216 .

* وعنه عليه السلام :«إنّما آلُ محمّد من حرّم اللّه عزّوجلّ على محمّد صلى الله عليه و آلهنكاحه» : 25 / 216 .

* وعن الرضا عليه السلام في احتجاجه :«لو كنتم من آله لحرُم عليه بناتُكم ، كما حرُم عليه بناتي ؛ لِأنّا من آله ، وأنتم من اُمّته ، فهذا فرق بين الآل والاُمّة ؛ لأنّ الآل منه ، والاُمّة إذا لم تكن من الآل فليست منه» : 25 / 232 . قد اختلف في آل النبيّ صلى الله عليه و آله ، فالأكثر على أ نّهم أهل بيته ؛ وهم صليبة بني هاشم وبني عبد المطّلب . وقيل : آ لُه : أصحابه ومن آمن به ، وهو في اللغة يقع على الجميع (النهاية) . وعن بعض أهل الكمال في تحقيق معرفة الآل : أنّ آل النبيّ صلى الله عليه و آلهكلّ من يؤول إليه ، وهم قسمان : الأوّل : من يؤول إليه مآلاً صُوْريّاً جسمانيّاً كأولاده ومن يحذو حذوهم

.

ص: 83

من أقاربه الصُّوْريين الذين تحرُم عليهم الصدقة في الشريعة المحمّدية . والثاني : مَن يؤول إليه مآلاً معنويّاً رُوحانيّاً ؛ وهم أولاده الروحانيّون من العلماء الراسخين ، والأولياء الكاملين ، والحكماء المتأ لّهين المقتبسين من مشكاة أنواره (مجمع البحرين) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام في قريش :«إنّما سُمّوا آلَ اللّه ؛ لأ نّهم في بيت اللّه الحرام» : 15 / 258 .

* وفي حديث الهجرة :«فلمّا وافى ذا الحليفة ... فدلّوه فرفعه الآلُ» : 19 / 104 . الآل : الشخص . والآل : الذي تراه في أوّل النهار وآخره كأ نّه يرفع الشُّخوص ، وليس هو السراب (الصحاح) .

* ومنه عن الجارود بن المنذر العبدي : يا نبيّ الهدى أتتك رجالٌقَطعتْ قَرْدَداً وآلاً فآلاً : 26 / 299 . الآل : السراب ، والقَرْدَد : الموضع المرتفع من الأرض .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«إنّما أتخوّف على اُمّتي من بعدي ... أن يتأوّلوا القرآن على غير تأويله» : 89 / 108 . وهو من آلَ الشيء يؤول إلى كذا ؛ أي رجع وصار إليه . والمراد بالتأويل : نقْل ظاهر اللفظ عن وضعه الأصلي إلى ما يحتاج إلى دليل لولاه ما تُرك ظاهر اللفظ (النهاية) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«ما نزلت آية من كتاب اللّه إلاّ وقد قرّأنيها رسول اللّه صلى الله عليه و آلهوعلّمني تأويلها» : 40 / 186 . أي معناها الخفيّ الذي هو غير المعنى الظاهري ، لما تُقُرِّر من أنّ لكلّ آية ظهراً وبطناً . والمراد أ نّه صلى الله عليه و آلهأطْلَعه على تلك المخفيّات المصونة والأسرار المكنونة (مجمع البحرين) .

* ومنه عن أبي الحسن الثاني عليه السلام :«رأيت البارحةَ مولىً لعليّ بن يقطين وبين عينيه غُرّةٌ بيضاء ، فتأوّلْتُ ذلك على الدين» : 58 / 160 .

أوم : في كتابٍ لمحمّد بن حبيب الضبّي : تُطفي يداي به غليلاً فيكمُبين الحَشا لم ترقَ منه اُوامُ

.

ص: 84

: 49 / 321 . الاُوام _ بالضمّ _ : حرّ العطش . ولم ترقَ ؛ أي لم تسكن (المجلسي : 49 / 322) .

أومأ : عن عليّ بن الحكم :«رأيت أبا عبداللّه عليه السلام في المَحْمِل يسجد على القِرطاس ، وأكثر ذلك يومي إيماءً» : 81 / 91 . الإيماء : الإشارة بالأعضاء كالرأس واليد والعين والحاجب ، وإنّما يريد به هاهنا الرأسَ . يقال : أومأتُ إليه ، اُومئ إيماءً ، وَوَمَأْتُ : لغة فيه ، ولا يقال : أوْمَيتُ . وقد جاءت في الحديث غير مهموزة على لغة من قال في قرأتُ : قَرَيْت ، وهمزة الإيماء زائدة ، وبابها الواو (النهاية) .

أون : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«هل ينتظر أهل ... مدّة البقاء ، إلاّ آوِنَة الفناء» : 74 / 424 . جمع أوان ؛ وهو الحين والزمان (النهاية) .

* ومنه عن النبيّ صلى الله عليه و آله في اُكْلَة خيبر :«فهذا أوانُ قطعت أبهري» : 17 / 396 .

أوه : عن أبي عبداللّه عليه السلام :«آه اسم من أسماء اللّه ؛ فمن قال آه ، استغاث باللّه عزّوجلّ» : 78 / 202 . يمكن أن يقال : لمّا كان «آه» إظهاراً للعلّة والحاجة إلى الشفاء ، والافتقار إلى ربّ الأرض والسماء ، فكأ نّه يسمّى اللّه عنده ، مع أ نّه لا استبعاد في ظاهره (المجلسي : 78 / 203) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام حينما مرّ على كربلاء :«أوَّهْ ، أوَّهْ ، ما لي ولاِلِ أبي سفيان ؟ !» : 44 / 252 . أوْهِ : كلمة يقولها الرجل عند الشكاية والتوجّع ، وهي ساكنة الواو مكسورة الهاء ، وربّما قلبوا الواو ألفاً فقالوا : آهِ من كذا ، وربّما شدّدوا الواو وكسروها وسكّنوا الهاء فقالوا : أوِّه . وربّما حذفوا الهاء فقالوا : أوِّ . وبعضهم يفتح الواو مع التشديد فيقول : أوَّهْ (النهاية) .

* وعن أبي جعفر عليه السلام ، في قوله تعالى : «إنّ إبراهيم لأوّاه» : «الأوّاه : الدعّاء» : 12 / 12 . الأوّاه : المتأوِّه المُتَضَرِّع . وقيل : هو الكثير البكاء . وقيل : الكثير الدعاء (النهاية) .

أوي : عن عليّ بن الحسين عليهماالسلام :«الحمد للّه الذي ... كفانا وأيّدنا وآوانا» : 63 / 376 . أي ردّنا إلى مأْوىً لنا ، ولم يجعلنا منتشرين كالبهائم ، والمأْوى : المنزل ؛ من أوَى يأوي . يقال : أويت إلى المنزل ، وأويت غيري ، وآويته . وأنكر بعضهم المقصور المتعدّي ، وقال الأزهري : هي لغة فصيحة (النهاية) .

* وعن أبي إبراهيم عليه السلام :«اللهمّ إنّي اُنشدك بِوَأْيِك على نفسك لأوليائك لَتُظفِرنّهم على عدوّك» : 83 / 235 . الوأي : الوعد . وفي أكثر نسخ الحديث والدعاء : «بإيوائك» ، ولم يرد في

.

ص: 85

باب الهمزة مع الهاء

اللغة بهذا المعنى ، ولا بمعنى يناسب المقام ... وقال الشيخ البهائي قدس سره : الإيواء _ بالياء المثنّاة التحتانيّة وآخره ألف ممدودة _ : العهد ، ولا أدري من أين أخذه ؟ ! ويمكن أن يكون استُعمِل هنا مجازاً ؛ فإنّ من وعد شيئاً فكأ نّه آواه وأنزله من نفسه منزلاً حصيناً . وقد ورد مثله في أخبار العامّة ؛ قال في النهاية : في حديث وهب : إنّ اللّه تعالى قال : «إنّي أوَيْت على نفسي أن أذكر من ذكرني» . قال القتيبي : هذا غلط يُشبِه أن يكون من المقلوب ، والصحيح : وَأيْت ، من الوأْي بمعنى الوعد ، يقال : وَأيْتُ على نفسي ؛ أي جعلته وَعْداً على نفسي (المجلسي : 83 / 237) .

باب الهمزة مع الهاءأهب : في الحديث :«دخل عليه[ صلى الله عليه و آله ] عمر وفي البيت اُهُبٌ عَطِنَة» : 16 / 257 . الاُهُب _ بضمّ الهمزة والهاء وبفتحهما _ : جمع إهاب ؛ وهو الجِلد . وقيل : إنّما يقال للجلد : إهاب قبل الدبغ ، فأمّا بعده فلا . والعَطِنَة : المُنتِنَة التي هي في دباغها (النهاية) .

* ومنه عن أبي عبداللّه عليه السلام :«لقد خلّف رسول اللّه صلى الله عليه و آله عندنا جِلداً ما هو ... إلاّ إهاب شاة» : 26 / 41 .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله :«لو كان القرآن في إهاب ما مسّته النّار» : 89 / 184 . قيل : كان هذا مُعجِزَة للقرآن في زمن النبيّ صلى الله عليه و آله ، كما تكون الآيات في عُصور الأنبياء . وقيل : المعنى : مَن علّمه اللّه القرآن لم تحْرقه نار الآخرة ، فجُعِل جِسم حافظ القرآن كالإهاب له (النهاية) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام في دفن الميّت :«ضعه أسفل من القبر ... حتّى يأخذ لذلك اُهْبَتَه» : 79 / 28 . أي عُدّته ، يقال : تأهّب للشيء : استعدّ له ، وجَمْع الأُهْبَة : اُهَب ، كغرفة وغرف (مجمع البحرين) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«خذوا للحرب اُهْبَتها» : 74 / 339 . اُهبَة الحرب : عُدَّتُها (الصحاح) .

أهل : في تبوك :«كان زادهم الشعير المَسُوس ... والإهالة السّنِخة» : 21 / 203 . كلّ شيء

.

ص: 86

من الأدهان ممّا يُؤتدم به : إهالة . وقيل : هو ما اُذِيب من الأ لْية والشحم . وقيل : الدَّسَم الجامد ، والسَّنِخة : المتغيّرة الريح (النهاية) .

* وفي الخبر :«إنّ حنّاطاً دعا النبيّ صلى الله عليه و آله ، فأتاه بطعام قد جَعل فيه قَرْعاً بإهالة» : 63 / 229 .

* وعن فاطمة عليهاالسلام بعد منعها فدك :«سَرْعانَ ما أحْدَثتُم ، وعَجلانَ ذا إهالة» : 29 / 227 . أصْلُه : أنّ رجلاً كانت له نَعْجَة عَجْفاء ، وكانت رُغامُها يَسيل من مَنْخريها لهزالها ، فقيل له : ما هذا الذي يسيل ؟ فقال : وَدَكُها ، فقال السائل : سَرعان ذا إهالةً ، ونَصَب إهالةً على الحال ، وذا إشارة إلى الرُّغام ؛ أي سرُع هذا الرُّغام حال كونه إهالة ، أو تمييز على تقدير نَقل الفعل ، كقولهم : تصبّب زَيد عَرَقاً ، والتقدير : سرعان إهالة هذه . وهو مثل يُضرب لمن يُخبِرُ بكينونة الشيء قبل وقته (القاموس المحيط) .

* وعنه صلى الله عليه و آله :«إنّ أهل القرآن في أعلى درجة من الآدميّين ما خلا النبيّين» : 89 / 180 . أي حفظة القرآن ، العاملون به ، المختصّون به اختصاص أهل الإنسان (النهاية) .

* وعن زرارة :«سألته عن أكل الحُمُر الأهليّة ؟» : 62 / 176 . هي التي تأْ لَف البُيوت ، ولها أصحاب ، وهي مثل الإنْسيّة ؛ ضدّ الوحشيّة (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام ، في الدعاء :«تُفيضُ سِجال عطاياك على غير المُستأهِلين» : 87 / 172 . في كتاب تقويم اللسان لابن الجوزي : أ نّه يقال : فلان أهل لكذا ، ومستأهل غلط ، إنّما المستأهل متّخذ من الإهالة ؛ وهي ما يؤتدم به من السمن والوَدَك ، وكذا قاله الجوهري في صحاحه ، والحريري في درّته . قال الصنعاني في تكملته : قال الأزهري : خطّأ بعضهم من يقول : فلان يستأهل كذا ، بمعنى يستحقّ ، قال : ولا يكون الاستيهال إلاّ من الإهالة . قال الأزهري : أمّا أنا فلا اُنكره ولا اُخطِّئ قائله ؛ لأنّي سمعت أعرابيّاً فصيحاً أسديّاً يقول لرجل شكر عنده يداً : «أولها تستأهل يا أبا حازم ما أوليت» ، وحضر ذلك جماعة من الأعراب ، فما أنكروا قوله . قلت : والصحيح ما ذكره الأزهري ، بدليل قول أميرالمؤمنين عليه السلامفي هذا الدعاء ، وكذا قوله في مناجاته : «إلهي إن كنتُ غير مستأهل لما أرجو من رحمتك ، فأنت أهل أن تجود

.

ص: 87

باب الهمزة مع الياء

على المذنبين بسَعة رحمتك» : 91 / 105 ، فيبطل حينئذٍ ما قاله ابن الجوزي والجوهري (المجلسي : 87 / 255) .

أهي : عن أهل البيت عليهم السلام: «تقول آهِيّاً شَراهِيّاً أرني في منامي كذا وكذا» : 88 / 379 . المضبوط في نسخ الدعاء : «آهِيّاً شَراهيّاً» بمدّ الألف ، ثمّ الهاء المكسورة ، ثم الياء المشدّدة المنوّنة ، ثمّ الشين المفتوحة ، ثمّ الراء المهملة بعدها الألف ، ثمّ الهاء المكسورة ، ثمّ الياء المشدّدة المفتوحة ، وفي القاموس : «وأهَياً شَراهياً _ بفتح الهمزة والشين _ يونانيّة ؛ أي الأزَليّ الذي لم يزل ، والناس يغلَطون ويقولون : آهياً شراهياً ، وهو خطأ على ما يزعُمُه أحبار اليهود» (المجلسي : 88 / 379) .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله :«يا اللّه آهِيّا ، هو اللّه اشراهِيّاً» : 90 / 254 .

باب الهمزة مع الياءأيد : في المعراج :«محمّد صفوتي من خلقي أيّدته بوزيره» : 43 / 99 . أي قوّيتُهُ ونصرتُهُ بعليّ ، والأيْد : القوّة ، ورجل أيِّد _ بالتشديد _ : أي قويّ (النهاية) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام في صفة السماء :«أمسَكَها من أن تمور في خَرْق الهواء بأيْدِهِ» : 74 / 320 . أي بقوّته .

أير : عن أميرالمؤمنين عليه السلام لعبداللّه بن قيس :«يا عاضّ أيرِ أبيه» : 32 / 87 . الأيْرُ : الذَّكَرُ . وفي النهاية : في حديث عليّ عليه السلام : «من يَطُل أيْرُ أبيه يَنتطِق به» هذا مَثَلٌ ضَرَبه ؛ أي مَن كَثُرت إخوته اشتَدَّ ظَهْره بهم ، انتهى . ولعلّ المعنى هنا أخْذُه بسنّة أبيه الكافر ولزومه بجهله وعصبيّته ومعائبه ، أو قلّة أعوانه وأنصاره ودناءتِه (المجلسي : 32 / 91) .

أيض : عن أميرالمؤمنين عليه السلام حينما مرّ بابن حميد فقال :«هذا _ أيْضاً _ ممّن أوضع في قتالنا» : 32 / 208 . يقال : آضَ يئِيض أيضاً مثل باع يبيع بيعاً ؛ إذا رجع . فقولهم : «أفعلُ ذلك أيضا» معناه أفعلُه عَودا إلى ما تقدّم (المصباح المنير) .

* وفي قضائه عليه السلام :«ورّث الزوج أيضاً من دية امرأته» : 32 / 215 .

.

ص: 88

أيك : في المباهلة :«آثرتُما دينَكُما وغضارةَ أيْكَتِكُما» : 21 / 323 . الأيْك : الشجر الكثير ، والواحدة : أيْكَة (القاموس المحيط) .

أيل : عن أبي عبداللّه عليه السلام :«يعقوب هو إسرائيل ، ومعنى إسرائيل عبداللّه ؛ لأنّ الإسراء هو عبد ، وئيل هو اللّه » . وفي خبر آخر : «إنّ الإسراء هو القوّة ، وئيل هو اللّه » : 12 / 265 .

* وفي حديث هِرَقْل :«فأتَوهم بإيلِياء ، فدعاهم في مجلسه وحوله عظماء الروم» : 20 / 384 . إيلِياء _ بالمدّ والتخفيف _ : اسم مدينة بيت المقدس ، وقد تُشدَّد الياء الثانية وتُقْصَر الكلمة . وهو معرَّب (النهاية) .

* ومنه في دعاء السّمات :«بمجدك الذي تجلّيت به ... ليعقوبَ نبيّك في بيت إيْلٍ» : 87 / 98 .

* وفي بغاله صلى الله عليه و آله :«كانت له بغلة يقال لها الإيلِيّة» : 16 / 126 . منسوبة إلى قرية بالشام (المجلسي : 16 / 128) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام في حديث المعراج :«فرفع رأسه فإذا أيْلَةُ قد رُفعت له» : 18 / 384 . هي جبل بين مكّة والمدينة قرب ينبع ، وبلد بين ينبع ومصر ، وإيْلَة _ بالكسر _ : قرية بباخرز ، وموضعان آخران (القاموس المحيط) .

أيم : في الخبر :«سئل أبو عبداللّه عليه السلام : أكان عليّ عليه السلام يتعوّذ من بَوار الأيِّم ؟ فقال : نعم ، وليس حيث تذهب ، إنّما كان يتعوّذ من العاهات ، والعامّة يقولون : بوار الأيِّم ، وليس كما يقولون» : 92 / 135 . الأيِّم في الأصل : التي لا زوج لها بِكراً كانت أو ثيّبا ، مطلّقة كانت أو مُتَوفّى عنها ، والاسم : الأيْمَة ، ويقال للرجال أيضاً : أيِّم كالمرأة (النهاية) .

* ومنه عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«أعوذ بك من ... غلبة الرجال وبَوار الأيِّم» : 83 / 187 . أي كسادها ؛ من بارت السوق . والأيِّم : التي لا زوج لها (النهاية) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام في ذمّ أهل العراق :«مات قيّمها ، وطال تأ يُّمها» : 34 / 103 .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام :«إنّ قوماً من الناس قلّت مداراتهم للناس فاُنفوا من قريش ؛ وأيْمُ اللّهِ ما كان بأحسابهم بأس» : 72 / 441 . أيْمُ اللّه : من ألفاظ القَسَم كقولك : لَعَمْرُ اللّه وعَهدُ اللّه ،

.

ص: 89

وفيها لغات كثيرة ، وتُفتَح همزتها وتكسر . وهمزتها وصْل ، وقد تُقطَع . وأهل الكوفة من النحاة يزعمون أ نّها جمع يَمين ، وغيرهم يقول : هي اسم موضوع للقَسَم ، أوردناها هاهنا على ظاهر لفظها (النهاية) .

* وفي الخبر :«إذا نحن بِبريق أيِّم طالع» : 60 / 111 . والأيِّم : الحيّة الذكَر .

أين : عن أبي جعفر عليه السلام :«أوَما آن لكم أن تعلموا كيف نحن ؟» : 64 / 238 . أي : أما حان وقَرُبَ . آنَ يَئينُ أيناً ، هو مثل : أنى يأني أنىً ؛ مقلوبٌ منه (النهاية) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام في الأرض :«اسكُني فلم يَأْنَ لك» : 25 / 380 . أي ليس هذا وقت زَلْزَلَتك العظمى التي أخبر اللّه عنك ؛ فإنّها في القيامة .

إيه : عن موسى بن جعفر عليهماالسلام في فدك :«أمّا الحدّ الأوّل فعَدَن ، فتغيّر وجه الرشيد وقال : إيهاً» : 48 / 144 . إيهِ : هذه كلمة يراد بها الاستزادة ، وهي مبنيّة على الكسر ، فإذا وصَلْتَ نَوَّنْتَ فقلت : إيهٍ حدِّثنا ، وإذا قلت : إيهاً _ بالنصب _ فإنّما تأمره بالسكوت ... وقد ترد المنصوبة بمعنى التصديق والرضا بالشيء (النهاية) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام :«تراءى _ واللّهِ _ إبليسُ لأبي الخطّاب ... فكأنّي أنظر إليه وهو يقول : إيهاً تَظفَر الآن ، إيهاً تَظفَر الآن» : 25 / 281 . الظاهر أنّ إبليس إنّما قال له ذلك عندما أتى العسكر لقتله ، فحرّضه على القتال ليكون أدعى لقتله ، فالمعنى : اسكت ولا تتكلّم بكلمةِ توبةٍ واستكانةٍ ؛ فإنّك تظفِر عليهم الآن ، ويحتمل الرضا والتصديق أيضا (المجلسي : 25 / 281) .

* وفي حديث المصارعة :«جعل رسول اللّه صلى الله عليه و آله يقول : إيهٍ يا حسن ... هذا جبرئيل عليه السلاميقول : إيهٍ يا حسين» : 37 / 87 .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«اعتبروا بالآيِ السواطع» : 74 / 430 . هي جمع آية ؛ وهي الدليل .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«عددُ دَرْجِ الجنّة ، عددُ آيِ القرآن» : 89 / 22 . جمع الآية ، والآية من كتاب اللّه : جماعة حروف وكلمات ، من قولهم : خرج القوم بآيتهم ؛ أي بجماعتهم لم يَدَعوا وَراءهم شَيْئاً ، والآية _ في غير هذا _ : العلامة ، وأصل آية : أوَيَة _ بفتح الواو _ ،

.

ص: 90

وموضع العين واو ، والنسبة إليها أوَوِيٌّ . وقيل : أصلها فاعلة ، فذهبت منها اللام أو العين تخفيفاً ، ولو جاءت تامّة لكانت آيِيَة ، وإنّما ذكرناها في هذا الموضع حملاً على ظاهر لفظها (النهاية) .

إي : عن زينب عليهاالسلام لأهل الكوفة :«إي واللّهِ فابكوا كثيراً ، واضحكوا قليلاً» : 45 / 109 . إيْ : بمعنى نعم ، إلاّ أ نّها تختصّ بالمجيء مع القَسَم إيجاباً لما سبقه من الاستعلام (النهاية) .

.

ص: 91

ح_رف الباء

باب الباء مع الهمزة

حرف الباءباب الباء مع الهمزةبأر : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«البِئْر جُبارٌ ، والمعدن جُبارٌ» : 101 / 391 . قيل : هي العاديَة القديمة لا يُعلَم لها حافر ولا مالك ، فيقع فيها الإنسان أو غيره ، فهو جُبارٌ ؛ أي هَدَرٌ ، وقيل : هو الأجير الذي ينزل إلى البئر ، فَيُنَقّيها ويُخرج شيئاً وقع فيها ، فيموت (النهاية) .

* ومن شعر حسّان : وهان على سَراة بني لؤيّحريقٌ بالبؤيرةِ مستطيرُ : 20 / 159 . البؤيرة : تصغير بؤرة ؛ وهي إرَةُ النار ؛ أي حفرتها (المجلسي : 20 / 159) .

* وعن أبي بصير عن أبي الحسن موسى عليه السلام في الطوفان :«قال نوح : بارات قني ، بارات قني ، قال : قلت : ... أيّ شيء هذا الكلام ؟ فقال : اللهمّ أصلح ، اللهمّ أصلح» : 11 / 338 .

بأس : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«لم يحكموا بغير ما أنزل اللّه إلاّ جعل اللّه بَأْسَهم بينهم» : 70 / 368 . البأس : العذاب والشدّة في الحرب (القاموس المحيط) . أي جعل عذابهم وحربهم بينهم ، يتسلّط بعضهم على بعض ، ويتغالبون ويتحاربون ، ولا ينتصف بعضهم من بعض ، وترتُّب هذا على الجور في الحكم ظاهر (المجلسي :70 / 369) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في الصدقة :«بؤساً لمن خصمه عند اللّه الفقراء» : 33 / 528 . المذكور في النسخ بالتنوين ، وكذا صحّحه الراوندي ، فيكون انتصابه على المصدر ، كما يُقال سُحْقا لك وبُعْدا لك (المجلسي : 33 / 529) .

* وعنه عليه السلام :«كنّا إذا احمرّ البأس ... اتّقينا برسول اللّه صلى الله عليه و آله» : 16 / 232 . يريد الخوف ، ولا

.

ص: 92

باب الباء مع الباء

باب الباء مع التاء

يكون إلاّ مع الشدّة (النهاية) .

* وعنه عليه السلام في الاستسقاء :«فكنتَ الرجاء للمبتئس ، والبلاغ للملتمس» : 88 / 319 . والمُبتَئِس : الكاره والحزين (مجمع البحرين) .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«إنّ اللّه ... يُبغِض البُؤس والتبَؤُّس» : 74 / 159 . التباؤس _ بالمدّ ، ويجوز التبؤُّس بالقصر والتشديد _ ؛ وهو التفاقر عند النّاس .

بابل : عن جويرية قال :«قال لي عليّ عليه السلام : أيُّ موضع يسمّى هذا ؟ قلت : هذه بابل ... قال : أما إنّه لا يحلّ لنبيّ ولا وصيّ نبيّ أن يصلّي بأرض قد عُذّبت مرّتين» : 41 / 178 . بابِل : هذا الصُّقْع المعروف بالعراق ، وألِفه غير مهموزة (النهاية) .

بأو : عن أميرالمؤمنين عليه السلام في الأرض :«رُدّت من نخوةِ بأوِهِ واعتلائه» : 74 / 325 . البأْو : الكِبْر والفخر .

* ومنه عن الحسن بن عليّ عليهماالسلام :«من كان يُباء بجَدٍّ ؛ فإنّ جدّي الرسول صلى الله عليه و آله ، أو كان يُباء باُمّ ؛ فإنّ اُمّي البتول ، أو كان يُباء بِزَور ؛ فزَورنا جبرئيل» : 43 / 352 . من البَأْو : بمعنى الكِبْر والفخر ، يقال : بَأوْتُ على القوم أبْأى بَأْواً (المجلسي : 43 / 352) .

باب الباء مع الباءببغ : عن الحسين عليه السلام :«إذا صاح البَبْغاء يقول : من ذَكر ربّه غفر ذنبه» : 61 / 28 . البَبْغاء : طائر معروف . والتأنيث للّفظ لا للمسمّى ، كالهاء في حمامة ونَعامَةٍ ، ويقع على الذكر والاُنثى فيقال : بَبْغاءُ ذَكَرُ ، وبَبْغاءُ اُنثى . والجمع : بَبْغاوات مثل صحراء وصحراوات (المصباح المنير) وفي القاموس : البَبْغاء ، وقد تشدّد الباء الثانية .

باب الباء مع التاءبت : عن سعد الإسكاف :«خرج عَلَيَّ اثنا عشر رجلاً يُشبهون الزُّطّ ، وعليهم أقْبِية ضيّقات وبُتُوت وخِفاف» : 46 / 269 . البَتّ : كِساء غليظ مربَّع . وقيل : طَيلَسان من خَزّ ، ويُجمَع على بُتوت (النهاية) .

.

ص: 93

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«لا تُكرّهوا عبادة اللّه إلى عباد اللّه ، فتكونوا كالراكب المُنْبَتّ الذي لا سفراً قَطَع ولا ظَهْراً أبْقى» : 68 / 212 . يقال للرجل إذا انقُطع به في سفره وعَطِبت راحلتُه : قد انْبَتَّ ؛ من البَتّ : القطع ، وهو مُطاوع بَتَّ ، يقال : بَتّه وأبَتَّه ، يريد أ نّه بقي في طريقه عاجزاً عن مقصده لم يَقْض وَطَره ، وقد أعطَبَ ظَهْرُه (النهاية) .

* وفي الخبر :«سئل موسى بن جعفر عليهماالسلام عن الصدقة يجعلها الرجل للّه مَبْتُوتة ؟» : 10 / 291 . صدقة بَتَّة ؛ أي مُنقطعة عن الإملاك . يقال : بَتَّة والْبَتَّة (النهاية) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام في الدنيا :«غُرّي غيري قد بَتَتُّكِ ثلاثة» : 75 / 23 . والمبتوتة : المطلّقة بائناً . وطلّقها بتّة ؛ أي قاطعة .

* وعن البزنطي ، عن الرضا عليه السلام :«سألته عن الرجل يتزوّج المرأة متعة ، أيحلّ له أن يتزوّج ابنتها بَتاتاً ؟ قال : لا» : 101 / 16 . يعني دائماً .

* ومنه عن أبي عبداللّه عليه السلام :«جعل الشهود في تزويج البَتّة من أجل الولد» : 100 / 267 . أي التزويج الدائم .

* ومنه الدعاء :«وعَجِّل لهم البَتات» : 91 / 119 . من البتّ : القطع المُسْتأصِل .

* ومنه عن أبي عبداللّه عليه السلام :«من زار قبر الحسين عليه السلام في كلّ جمعة غُفر له ألبَتَّة» : 98 / 96 .

بتر : عن ابن وائل :«إنّ محمّداً رجل أبْتَر لا ولد له ، فلو قد مات انقطع ذِكره» : 44 / 80 . الأبْتَر : الذي لا عَقِب له (النهاية) .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«كلّ أمر ذي بال لم يُذكر فيه بسم اللّه فهو أبْتَر» : 89 / 242 . أي أقطع . والبَتْر : القطع .

* وعنه صلى الله عليه و آله :«لا تصلّوا عليَّ صلاة مَبْتُورة إذا صلّيتم عليّ» : 5 / 209 . أي ناقصة .

* وعن زيد بن عليّ للبَتْرِيّة :«أتتبرّأُون من فاطمة ؟ بَتَرتم أمرنا بَتَركم اللّه » فيومئذٍ سُمّوا : البترية : 37 / 31 .

* وعن عطية السعدي في سَبْي هوازن :«عجوز يا رسول اللّه ، سَبِيّة بَتْراء ، ما لها أحد» : 18 / 17 . البَتْراء : التي لا ولد لها .

بتع : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«البِتْع من العسل ، والمِزْر من الشعير» : 76 / 173 . البِتْع

.

ص: 94

باب الباء مع الثاء

_ بسكون التاء _ : نَبيذ العسل ؛ وهو خمر أهل اليمن ، وقد تُحرّك التاء كقِمْع وقِمَع (النهاية) .

بتك : في الحديث القدسي :«من وَصَلَك وصلْتُه ، ومن قَطَعَك بَتَكْتُه» : 18 / 338 . البَتْكُ : القطع . وقد بَتَكَه يَبْتِكُه ويَبْتُكُه ؛ أي قطَعه (الصحاح) .

بتل : عن عليّ عليه السلام :«إنّ النبيّ صلى الله عليه و آله سُئِل ما البَتُول ؟ فإنّا سمعناك يا رسول اللّه تقول : إنّ مريم بَتُول ، وفاطمة بَتُول . فقال صلى الله عليه و آله : البَتُول : التي لم تر حُمرة قطّ ؛ أي لم تحِض ؛ فإنّ الحيض مكروه في بنات الأنبياء» : 43 / 15 . التَّبَتُّل : الانقطاع عن النساء وتَرْك النكاح ، وامرأة بَتُول : مُنْقَطِعَةٌ عن الرجال لا شهوة لها فيهم . وبها سمّيت مريم اُمّ المسيح عليهماالسلام . وسمّيت فاطمة : البَتول ؛ لانقطاعها عن نساء زمانها فضْلاً وديناً وحَسَباً . وقيل : لانقطاعها عن الدّنيا إلى اللّه تعالى (النهاية) .

* وعن موسى بن جعفر عليهماالسلام في صدقته :«حبيساً بَتّاً بَتْلاً لا مَثْنَوِيّة فيها» : 48 / 282 . أي أوجبها وملّكها مِلْكاً لا يتطرّق إليه نَقْض . يقال : بَتَلَه يَبْتُلُه بَتْلاً : إذا قطعه (النهاية) .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله :«لا تقتلوا وليداً ، ولا مُتَبَتِّلاً في شاهقٍ» : 19 / 179 . التبتّل : الانقطاع عن الدنيا إلى اللّه (المجلسي : 19 / 180) .

* وعن الرضا عليه السلام في الوضوء :«غَسلُ اليدين لِيُقلِّبهما ، ويرغب بهما ، ويرهب ويتبتّل» : 77 / 231 .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام :«التبتّل تُحرِّك السبّابة اليسرى ؛ ترفعها في السّماء رِسْلاً ، وتضعها رِسْلاً» : 90 / 307 .

* وعن موسى بن جعفر عليهماالسلام :«التبتّل أن تقلِّب كفّيك في الدعاء إذا دعوتَ» : 90 / 337 .

باب الباء مع الثاءبثّ : عن أبي عبداللّه عليه السلام في الإخوان :«...بثّهُ همّه ، ففرِح لفرحه» : 71 / 251 . بثّ الخبر وأبثّه بمعنىً ؛ أي نشره ، يقال : أبْثَثْتُك سِرّي ؛ أي أظهرته لك (الصحاح) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في صفة الطاووس :«فهو كالأزاهير المبثوثة ، لم تُرَبِّها أمطارُ ربيع» : 62 / 31 . البثّ : النشر والتفريق (المجلسي : 62 / 39) .

.

ص: 95

باب الباء مع الجيم

* ومنه في توقيع المهديّ عليه السلام :«فتنة هي أمارة لاُِزوف حركتنا ، ومباثَّتكم بأمرنا ونهينا» : 53 / 175 .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في ذكر الموت :«فخالَطه بثٌّ لا يعرفه» : 74 / 436 . البثّ : أشدّ الحزن الذي لا يصبر عليه صاحبه حتّى يَبُثَّه أو يشكوه (مجمع البحرين) .

بثر : عن عليّ بن جعفر :«سألته عن المُحْرِم تكون به البَثْرَةُ تؤذيه ، هل يصلُح له أن يقطع رأسها ؟» : 96 / 179 . البَثْرةُ _ بالفتح وسكون المثلّثة وقد تفتح _ : واحدة البَثْر كتَمْرة وتَمْر . يقال : بَثَرَ الجلدُ بَثْراً _ من باب قتل _ : خرج به خُراج صغير . وجمع البَثْرة : بُثور كتمور (مجمع البحرين) .

بثق : عن أبي عبداللّه عليه السلام في علائم الظهور :«يَنْبَثِقُ الفُرات حتّى يدخل أزِقّةَ الكوفة» : 52 / 217 . انبَثَق الماء ؛ أي انْفَجَر وجَرى (النهاية) .

* ومنه في الاستخارة :«تَطرح البُندقتين في إناء فيه ماء ... فايّهما انْبَثَقَت قبل الاُخرى فخذها واعمل بها» : 88 / 238 .

بثن : في أيوّب النبيّ عليه السلام :«كانت له البَثْنَة من أرض الشام» : 12 / 356 . البَثْنَة : ناحية من رُسْتاق دمشق (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في حديث الدنيا :«فشبّهتها بِبُثَينَةَ بنت عامر الجُمَحي ، وكانت من أجمل نساء قريش» : 70 / 84 . مصغّرة على وزن جُهَينة ، كأ نّها كانت مشهورة بالحُسْن والجمال عند نساء العرب . وعامر الجُمَحي : لعلّه ابن مسعود بن اُميّة بن خلف القُرَشي الجُمَحي (الهامش : 70 / 84) .

باب الباء مع الجيمبجج : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«إنّ للّه تعالى ملكاً في صورة ديك أبَجَّ» : 56 / 183 . في بعض النسخ بالباء الموحّدة والجيم ، وهو واسعُ مَأْقِ العَين . وفي بعضها : بالحاء المهملة من البحّة ؛ وهي غِلظة الصوت (المجلسي : 56 / 183) .

بجح : في قريش :«أشدُّ من مُصابنا بهؤلاء تبجُّح محمّد وتبذُّخه بأ نّهم قُتِلُوا بهذه

.

ص: 96

الأحجار» : 17 / 261 . التبَجُّح _ بتقديم الجيم على الحاء _ : إظهار الفرح (المجلسي : 17 / 264) . وبَجَّحَني فبَجِحْتُ ؛ أي فرَّحَني ففرِحت ، وقيل : عَظَّمني فَعَظُمَتْ نفسي عندي ، يقال : فلان يَتَبَجَّح بكذا ؛ أي يتعظّم ويفتخر (النهاية) .

* وعن الحسن بن عليّ عليهماالسلام في مروان :«إنّما ... يتكبّر من يريد رفع نفسه ، ويتبجّح من يريد الاستطالة» : 44 / 94 .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«فلا تَنْدَمنّ على عفو ، ولا تَبْجَحَنّ بِعُقوبة» : 74 / 241 . بَجِح : كفَرِح لفظاً ومعنىً .

بجد : في وقائع السنة التاسعة :«مات عبداللّه بن عبدِ نُهمْ بن عفيف ذو البِجادَين» : 21 / 369 . البِجاد : الكِساء ، وجمعه بُجُد . ومنه تَسْمِية رسول اللّه صلى الله عليه و آلهعبداللّه بن عبد نُهْم : ذا البِجادَين ؛ لأ نّه حين أراد المسير إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آلهقطعت اُمُّه بِجاداً لها قِطعَتين ، فارتدى بإحداهما ، وائتزر بالأُخرى (النهاية) .

بجر : عن أميرالمؤمنين عليه السلام : أشكو إليك عُجَري وبُجَريومعشراً أعشَوا عليّ بَصَري : 34 / 416 . أي همومي وأحزاني . وأصل العُجْرة : نفخة في الظَهر ، فإذا كانت في السُرَّة فهي بُجرة . وقيل : العُجْر : العروق المتعقّدة في الظَهر ، والبُجْر : العروق المتعقّدة في البطن ، ثمّ نُقلا إلى الهموم والأحزان . أراد أ نّه يشكو إلى اللّه اُموره كلّها ؛ ما ظَهَرَ منها وما بَطَنَ (النهاية) .

* وعنه عليه السلام في تخويف أهل النهروان :«ولم آتِ _ لا أبا لكم _ بُجْراً ، ولا أردتُ لكم ضُرّاً» : 33 / 357 . البَُجْر _ بالفتح والضمّ _ : الأمر العظيم والداهية . ويروى : هُجْراً ؛ وهو الساقط من القول . ويُروى : عُرّاً ؛ والعُرّ والمَعَرّة : الإثم (المجلسي : 33 / 357) .

* ومنه عن أبي بكر :«إنّما هو البَجْر أو الفَجْر» : 30 / 135 . أي إن انتظرت حتّى يُضيء لك الفجر أبْصَرت الطريق ، وإن خَبَطْت الظلماء أفْضَت بك إلى المكروه ، ويُروى : البحر _ بالحاء _ يريد غمرات الدنيا شبّهها بالبحر ؛ لتبحّر أهلها فيها (النهاية) .

بجس : عن أمير المؤمنين عليه السلام في صفة الطاووس :«يبِيض لا من لِقاح فحلٍ سوى الدمعِ

.

ص: 97

باب الباء مع الحاء

المُنْبَجِس» : 62 / 31 . بَجَّس الماء تَبجيساً : فجّره فتبجّس وانبجس ... زعم قوم أنّ اللقاح في الطاووس بالدمعة ، وأميرالمؤمنين عليه السلام لم يُحِلْ ذلك ، ولكنّه قال : ليس بأعجب من مُطاعمة الغُراب ، والعرب تزعم أنّ الغراب لا يَسْفَد ، ومن أمثالهم : «أخفى من سِفاد الغُراب» فيزعُمون أنّ اللِّقاح من المطاعمة وانتقال جزء من الماء الذي في قانصة الذكر إلى الاُنثى من منقاره (المجلسي : 62 / 35 و 36) .

بجل : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«بجِّلوا المشايخ ؛ فإنّ من إجلال اللّه تَبجيلَ المشايخ» : 72 / 136 . التبجيل : التعظيم . يقال : بَجَّلتُه تَبْجِيلاً : وقّرته وعظّمته .

باب الباء مع الحاءبحبح : عن الرضا عليه السلام في الجنّة :«في نعيمها يتقلّبون ، وفي خيراتها يَتَبَحْبَحُون» : 13 / 341 . بُحبوحَة الدّار : وَسَطُها . يقال : تَبَحْبَحَ إذا تمكّن وتوسّط المنزل والمُقام (النهاية) .

* ومنه عن أمير المؤمنين عليه السلام في القرآن :«فهو معدِن الإيمان وبُحْبُوحَتُه» : 89 / 21 .

* وفي الخبر :«قالت اليهود للنبيّ صلى الله عليه و آله : لا يغترّ بمثل هذا إلاّ ضعفاؤك الذين تَبَحْبَحُ في عقولهم» : 17 / 337 . أي تتمكّن وتستقرّ في عقولهم ... وفي بعض النسخ : بالنونَين والجيمَين ؛ من قولهم : تَنَجْنَجَ : إذا تحرَّكَ وتَحَيّر (المجلسي : 17 / 346) .

بحت : عن أبي عبداللّه عليه السلام :«عينٌ يشرب بها المقرّبون بَحْتاً» : 24 / 6 . البَحْت : الخالص الذي لا يخالطه شيء (النهاية) .

* ومنه عن عليّ عليه السلام في حديث الإنذار :«فعَدَدْتهم [بني هاشم بحتاً] فكانوا أربعين» : 35 / 145 .

بحح : عن عمرو بن عبد وُدّ في يوم الخندق : ولقد بَحَحْتُ من النداءِ بجمعهم هل من مبارز ؟ : 20 / 255 . البُحَّة _ بالضمّ _ : غِلظة في الصوت . يقال : بَحَّ يَبَحُّ بُحُوحاً . وإن كان من داء فهو البُحاح .

* وعن الحسين بن عليّ عليهماالسلام في الاستسقاء :«بَحّاً بَحّاحاً سائلاً مُسِيلاً عامّاً» : 88 / 322 .

.

ص: 98

باب الباء مع الخاء

أي ذات صوت شديد يصير سبباً لصياح النّاس وبُحَّتهم فرحاً (المجلسي : 88 / 326) .

بحر : ركب النبيّ صلى الله عليه و آله فرساً لأبي طلحة فقال :«وإنْ وجدناه لَبَحْراً» : 16 / 232 . أي واسع الجَرْي . وسمّي البحر بحراً لِسَعَتِهِ . وتَبَحَّر في العلم ؛ أي اتّسع (النهاية) .

* وعن ابن باطا في التوراة :«يبعث نبيّا في آخر الزمان يكون مخرجه بمكّة ، ومُهاجَره في هذه البُحَيْرة» : 20 / 222 . البُحَيْرَة : مدينة الرسول صلى الله عليه و آله ، وهو تصغير البَحْرَة . وقد جاء في رواية مُكَبَّراً . والعرب تسمّي المُدُن والقُرى : البِحار (النهاية) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام :«البَحِيرة إذا وَلَدَتْ ، ووَلَدَ وَلَدُها بُحِرَت» : 61 / 146 . كانوا إذا وَلَدت إبِلُهم سَقْباً بَحَروا اُذُ نَه ؛ أي شَقّوها وقالوا : اللهمّ إن عاش فَفَتِيّ وإن مات فَذَكيّ ، فإذا مات أكلوه وسَمُّوه : البَحِيرة . وقيل : البَحِيرة هي بنت السائبة ؛ كانوا إذا تابعت الناقة بَيْن عَشْر إناث لم يُركَب ظَهرها ، ولم يُجَزَّ وَبَرُها ، ولم يَشرب لَبَنها إلاّ ولدُها أو ضَيْفٌ ، وتركوها مُسَيَّبة لسَبيلها ، وسَمَّوها : السائبة ؛ فما ولدت بعد ذلك من اُنثى شَقُّوا اُ ذُنها ، وخَلَّوا سَبيلها ، وحَرُم منها ما حَرُم من اُمّها ، وسمَّوها : البَحِيرَة (النهاية) .

باب الباء مع الخاءبخ : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«بَخٍ بَخٍ ، خَمسٌ ما أثقلَهنّ في الميزان !» : 79 / 117 . هي كلمه تقال عند المدح والرِّضا بالشيء ، وتُكرَّر للمبالغة ، وهي مَبْنِيّة على السكون ، فإن وَصَلْتَ جَرَرتَ ونَوَّنتَ فقلتَ : بَخٍ بَخٍ ، وربّما شُدِّدَت . وبَخْبَخْت الرجل : إذا قلت له ذلك ، ومعناه تعظيم الأمر وتفخيمه (النهاية) .

بخت : عن موسى بن جعفر عليهماالسلام :«سألتُ أبي ... عن بُخْتِيّ مُغْتَلِم قَتَلَ رجلاً» : 10 / 289 . هو ذَكَرُ جِمالٍ طِوال الأعناق ، وتُجمَع على بُختٍ وبَخاتيّ ، واللفظة مُعرّبة (النهاية) .

* وقال اليهود في النبيّ صلى الله عليه و آله :«هذا رجل مَبْخُوت مؤتى له ، والمَبْخُوت تؤتى له العجائب» : 17 / 339 . البخت : كلمة فارسيّة معناها الجَدّ والحَظّ ، والمَبخوت هو الذي يؤاتيه بخته بما يريد (الهامش : 17 / 339) .

بختج : عن معاوية بن عمّار لأبي عبداللّه عليه السلام :«الرجل من أهل المعرفة يأتيني بالبُخْتُج» :

.

ص: 99

63 / 502 . البُختُج : العصير المطبوخ . وأصله بالفارسيّة : مِيبُخته ؛ أي عصير مطبوخ (النهاية) .

بختر : عن أبي عبداللّه عليه السلام في أبي دجانة :«أرخى عَذَبَة العِمامة بين كَتِفَيه حتّى جَعل يَتَبَخْتَر» : 20 / 116 .التَّبَخْتُر : هي مِشْيَة المتكبّر المُعجَب بنفسه (النهاية) .

بخر : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«لا تستقبلوا الشمس ؛ فإنّها مَبخَرةٌ تَشْحَبُ اللونَ» : 73 / 183 . أي مَظِنّة للبَخَر ؛ وهو تغيّر ريح الفَم (النهاية) .

* ومنه عن موسى بن جعفر عليهماالسلام :«السِّواك فيالخلاء يُورِث البَخْر» : 73 / 135 .

بخس : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«استحلّوا الخمر بالنبيذ ، والبَخْس بالزكاة» : 32 / 298 . البَخْس : ما يأخذه الوُلاة باسم العُشْر والمُكُوس ؛ يتأوّلون فيها الزكاة والصدقة (النهاية) .

* ومنه الزيارة :«ولم يَبْخَسْني حظّي من زيارة قبره» : 99 / 163 . يقال : بَخَسَه حَقّه كمنعه : نَقَصَه (المجلسي : 99 / 174) .

بخع : عن جعفر بن محمّد عليهماالسلام في هَوازِن :«لم يَبْخَع القوم له[ صلى الله عليه و آله] بالصلاة ولا الزكاة» : 21 / 153 . بَخَع بالحقّ بُخوعاً : أقرّ به ، وخضع له (الصحاح) .

* ومنه في الزيارة الجامعة :«بَخَعَ كلّ متكبّر لطاعتكم» : 99 / 132 . وفي بعض النسخ بالنون . يقال : نَخَع لي بحقّي _ كمنع _ : أي أقرّ (المجلسي : 99 / 143) .

* ومنه في المباهلة :«فما عندكم فيه قولوا ، وأنجزوا ، أبُخوعٌ وإقرار ، أم نُزوع ؟» : 21 / 289 .

بخل : عن النبيّ صلى الله عليه و آله :«الولد مَجْهَلةٌ مَجْبَنَةٌ مَبْخَلَةٌ» : 5 / 110 . هو مَفْعَلة من البُخْل ومَظِنّةٌ له ؛ أي يحمل أبويه على البُخْل ، ويدعوهما إليه ، فيَبْخَلان بالمال لأجله (النهاية) .

بخمر : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«إبراهيم المقتول بباخَمرا» : 41 / 352 . باخَمرا : موضع بين الكوفة وواسط به قبر إبراهيم بن عبد اللّه بن الحسن ؛ قتله بها أصحاب المنصور .

* ومنه عن دعبل :وقبرٌ بباخمرا لَدَى الغُرُباتِ : 49 / 248 .

.

ص: 100

باب الباء مع الدال

باب الباء مع الدالبدأ : في أسماء اللّه تعالى :«المُبْدِئ» : 4 / 210 . هو الذي أنشأ الأشياء واخترعها ابْتِداءً من غير سابق مثال (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام : وفي الأحَد البناءُ لأنّ فيهتَبَدّى اللّهُ في خَلق السماءِ : 56 / 28 . تَبَدّى ؛ أي ابْتَدَأ ، قلبت الهمزة ألِفاً . ويؤيّده قول الجوهري : إنّ أهل المدينة يقولون : بَدَيْنا بمعنى بَدَأنا ... والظاهر أن يكون الأصل في كلامه عليه السلام: «لأنّ فيه ابتدأ اللّه » على الماضي من الافتعال ، فأسقط الكتّاب الهمزة من أوّله حفظاً لرعاية الوزن عند القطع عن المصراع الأوّل ، ولم يتفطّنوا لجواز الوصل لتلك الرعاية ، ثمّ كتبوا الهمزة الأخيرة بالياء على ما اشتُهر من الخطأ في أمثاله (المجلسي : 56 / 29) .

* وعنه عليه السلام :«أنشأ صُنوف البَرِيّة لا عن اُصول كانت بَدِيَّة» : 75 / 34 .

* وعنه عليه السلام :«بدايا خلائق أحكم صنعها» : 4 / 276 . بدايا : خبر مبتدأ محذوف ؛ أي هي بَدايا مخلوقات ، وبدايا _ هاهنا _ جمع بديئة ؛ وهي الحالة العجيبة ، يقال : أبدى الرجل : إذا جاء بالأمر المعجِب البَديء ، والبديئة أيضاً : الحالة المبتدَأة المبتَكَرة (المجلسي : 4 / 283) .

* وعنه عليه السلام :«إنّ الدار قد رجعت إلى بَدْئِها» : 10 / 120 . أي إلى الكفر بعد الإيمان .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«من أذاع فاحشة كان كمُبْتَدِئِها» : 70 / 384 . أي فاعلها ، وإنّما عبّر عنه بالمبتدئ ؛ لأنّ المذيع كالفاعل ؛ فهو بالنسبة إليه مبتدئ(المجلسي : 70 / 384) .

* ومنه :«كان النبيّ صلى الله عليه و آله إذا قدم من سفر بَدَأ بفاطمة عليهاالسلام» : 70 / 86 .

بادجنام : عن النبيّ صلى الله عليه و آله :«عليك بالخِلال ؛ فإنّه يَذهب بالبادجنام» : 63 / 437 . كأ نّه معرّب بادشنام ؛ وهو _ على ما ذكره الأطبّاء _ حُمرة منكَرة تُشبه حمرة مَن يبتدئ به الجُذام ، ويظهر على الوجه وعلى الأطراف خصوصاً في الشتاء وفي البرد ، وربما كان معه قُرُوح (المجلسي : 63 / 437) .

.

ص: 101

بدح : عن اُمّ سلمة لعائشة لمّا أرادت الخروج إلى البصرة :«قد جَمع القرآنُ ذَيْلَكِ فلا تَبْدَحِيه» : 32 / 151 و 160 . من البَداح ؛ وهو المتّسع من الأرض ؛ أي لا تُوَسّعيه بالحركة والخروج . والبَدْح : العلانيَة . وبَدَح بالأمر : باح به (النهاية) . والمُثبَت بالنون ، وسيُذكر في بابه .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في المهديّ عليه السلام :«أبيض مُشرّبٌ حُمرةً مُبْدَحُ البطن» : 51 / 35 . مُبْدَحُ البطن ؛ أي واسعه وعريضه ، قال الفيروزآبادي : البَداح _ كسحاب _ : المتّسع من الأرض أو اللَّيِّنة الواسعة ، والبِدْح _ بالكسر _ : الفضاء الواسع ، وامرأة بَيْدَح : بادِنٌ ، والأبدَح : الرجل الطويل [السمين] والعريض الجنبين من الدوابّ (المجلسي : 51 / 35) .

بدد : عن الحسين بن عليّ عليهماالسلام :«اللهمّ أحْصِهم عَدَداً ، واقتلهم بِدَداً» : 45 / 36 . يروى بكسر الباء : جمع بُدَّة ؛ وهي الحِصّة والنصيب ؛ أي اقتلهم حِصصاً مقسّمة لكلّ واحد حِصّته ونَصيبه ، ويروى بالفتح ؛ أي متفرّقين في القتل واحداً بعد واحد من التَّبديد (النهاية) .

* وعن فاطمة عليهاالسلام :«أبشروا ... هرجٌ دائم شامل ، واستِبْداد من الظالمين» : 43 / 162 . يقال : اسْتَبَدّ بالأمر يَسْتَبِدّ به اسْتِبداداً : إذا تَفَرَّدَ به دون غيره (النهاية) .

* ومنه عن أمير المؤمنين عليه السلام :«الاستِبداد علينا بهذا المقام ونحن الأعلَون نسباً ...» : 38 / 159 . الاستبداد بالشيء : التفرّد به (المجلسي : 38 / 160) .

بدر : في زيارة عون بن عبداللّه بن جعفر :«تَلقى بوجهك بوادِرَ السّهام» : 98 / 244 . أي أوائلها أو حدّها (المجلسي : 98 / 251) .

* وعن أبي جعفر عليه السلام :«إنّ الرجل لَيأتي بأيّ بادِرَة فيكفر» : 70 / 237 . البادرة من الكلام : الذي يسبق من الإنسان في الغضب .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«لا تتحفّظوا منّي بما يُتحفّظ به عند أهل البادِرَة» : 74 / 358 . أهل البادرة : الملوك والسلاطين ؛ أي لا تحتشموا منّي كما يُحتشم من السلاطين والاُمراء .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«لا يَنال درجةَ المؤمنين حتّى يأمنَ ... جارُه بوادِرَه» : 74 / 177 . أي غضبه وحِدّته .

* وفي خبر تزويج المأمون ابنته لأبي جعفر عليه السلام :«أمر أن يُنثر عليه ثلاثة أطباق ... الثالث

.

ص: 102

فيه بِدَر» : 10 / 384 . البِدَر _ بكسر الباء وفتح الدال _ : جمع بَدْرَة ؛ التي يجعل فيها الدراهم والدنانير (المجلسي : 10 / 384) .

* ومنه عن ضرار في عليّ عليه السلام عند معاوية :«لا تُغْلق له السُّتور ، ولا يَدّخر عنّا البُدُور» : 41 / 15 . جمع البَدْرة (المجلسي : 41 / 15) .

بدع : في أسماء اللّه تعالى :«البديع» : 4 / 190 . هو الخالق المُختَرع لا عن مِثال سابِق ، فَعِيل بمعنى مُفْعِل ، يقال : أبدع فهو مُبْدِعٌ (النهاية) .

* وعن أبي جعفر عليه السلام :«إنّ اللّه ابْتَدَعَ الأشياء كلّها على غير مثال كان ، وابتدع السماوات والأرض ولم يكن قبلهنّ سماوات ولا أرَضون» : 54 / 85 .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«إذا رأيتم أهل الريب والبِدَع من بعدي فأظهِروا البراءة منهم» : 71 / 202 . البِدْعة بِدعَتان : بدعة هُدى ، وبدعة ضلال ؛ فما كان في خلاف ما أمَرَ اللّه به ورسوله فهو في حيّز الذمّ والإنكار ، وما كان واقعاً تحت عموم ما ندب اللّه إليه وحَضَّ عليه اللّه أو رسوله فهو في حيّز المدح ، وما لم يكن له مثال موجود كنوع من الجُود والسخاء وفعل المعروف فهو من الأفعال المحمودة . ولا يجوز أن يكون ذلك في خلاف ما وَرَدَ الشرع به ؛ لأنّ النبيّ صلى الله عليه و آلهقد جعل له في ذلك ثواباً فقال : «من سَنَّ سُنَّةً حَسنة كان له أجْرها وأجْر من عَمِل بها» وقال في ضِدِّه : «ومن سنّ سُنّة سيّئة كان عليه وِزْرها وَوِزْر من عمل بها» وذلك إذا كان في خلاف ما أمر اللّه به ورسوله . ومن هذا النوع قول عمر [في قيام رمضان] : «نعمت البِدْعَة هذه» . لمّا كانت من أفعال الخير وداخلة في حيّز المدح سمّاها بدعة ومَدَحَها ؛ لأنّ النبيّ صلى الله عليه و آلهلم يَسُنَّها لهم ، وإنّما صلاّها ليالي ثمّ تركها ، ولم يحافظ عليها ، ولا جمع النّاس لها ، ولا كانت في زمن أبي بكر ، وإنّما عمر جمع النّاس عليها ، ونَدَبَهم إليها ، فبهذا سمّاها : بدعة (النهاية) .

بدل : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«إن جامَعْتَها في ليلة الجمعة ... فإنّه يُرجى أن يكون ولداً بِدْلاً من الأبدال إن شاء اللّه » : 100 / 283 . الأبدال : هم الأولياء والعُبّاد ، الواحد بِدْل كحِمْل وأحمال ، وبَدَل كجَمَل ، سُمُّوا بذلك ؛ لأ نّهم كلّما مات واحد منهم اُبْدِل بآخَر (النهاية) .

* وعن الخالد بن الهيثم قال :«قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام : إنّ الناس يزعُمون أنّ في

.

ص: 103

الأرض أبدالاً ، فمن هؤلاء الأبدال ؟ قال : صدقوا ، الأبْدال هم الأوصياء ، جعلهم اللّه عزّوجلّ في الأرض بدل الأنبياء إذ رُفع الأنبياء» : 27 / 48 .

* ومنه عن أبي جعفر عليه السلام :«يبايِع القائمَ بين الركن والمقام ثلاثُمائة ... فيهم الأبدال من أهل الشام» : 52 / 334 .

* ومنه في عمل اُمّ داود :«اللهمّ صلّ على الأبْدال والأوتاد والسُّيّاح» : 95 / 401 .

بدن : عن عليّ بن الحسين عليهماالسلام في أبي جهل :«ثقل عليه وقميصه حتّى صار أثقل من بَدَنات حديد» : 22 / 340 . البَدَن : الدرع من الزَّرَد . وقيل : هي القصيرة منها (النهاية) .

* ومن شعر عبدالمسيح : أزرقُ ضخمُ النابِ صرّارُ الاُذَنْأبْيَضُ فضْفاضُ الرداءِ والبَدَنْ : 15 / 265 . أي واسع الدرع . يريد به كثرة العطاء . وقيل : كناية عن سعة الصدر .

* عن أبي عبداللّه عليه السلام في دفن أبيه عليه السلام :«شققنا له القبر شقّاً ؛ من أجل أ نّه كان رجلاً بَديناً» : 79 / 40 . البادِن والبَدين والمُبَدّن _ كمُعَظّم _ : الجَسيم (المجلسي : 79 / 44) .

* ومنه في صفته صلى الله عليه و آله :«كان ... معتدل الخلق ، بادِناً ، متماسكاً» : 16 / 149 .

* ومنه عن نوف البكالي :«نحن معه إلى نفر مُبَدَّنين قد أفاضوا في الاُحدوثات تفكُّهاً» : 65 / 192 . بضمّ الميم وتشديد الدال المفتوحة ؛ أي سماناً ملحّمين كما هو هيئة المترفين بالنعم .

* وفي الخبر :«حجّ أبو بكر بالناس ومعه عشرون بَدَنة لرسول اللّه صلى الله عليه و آله» : 35 / 309 . البَدَنَةُ : تقع على الجمل والناقة والبقرة ، وهي بالإبل أشبه . وسمّيت بَدَنة ؛ لعِظَمِها وسِمْنِها (النهاية) .

بده : عن أبي جعفر عليه السلام :«أعداء اللّه يَبْدَهُون سبَّنا» : 5 / 252 . أي يأتون به بَدِيْهَة وفُجأة بلا رَوِيّة . وفي بعض النسخ بالنون ، يقال : نَدَهْتُ الإبلَ ؛ أي سُقْتُها مجتمعة ، والنُّدهة _ بالضمّ والفتح _ : الكثرة من المال (المجلسي : 5 / 252) .

* وفي صفته صلى الله عليه و آله :«من رآه بَدِيْهَة هابه» : 16 / 147 . أي مفاجأة وبغتة ، يعني من لقيه قبل الاختلاط به هابه لوَقاره وسكونه ، وإذا جالسه وخالطه بانَ له حسن خلقه (النهاية) .

.

ص: 104

بدا : في الدعاء :«أنت ... المحيي المميت البَدِيء» : 84 / 78 . البَدِيّ _ بالتشديد _ : الأوّل ، ومنه قولهم : افعل هذا بادِيَ بَدِيٍّ ؛ أي أوّل كلّ شيء (النهاية) .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله :«مَنْ بَدا جَفا» : 62 / 282 . أي من نزل البادية صار فيه جفاء الأعراب (النهاية) .

* وعنه صلى الله عليه و آله لأبي ذر :«اُبدُ فيها ، فَبَدا فيها» : 81 / 232 .

* ومنه في الاستسقاء :«واسقِ بَدْونا وحَضَرنا حتّى تُرخِص به أسعارنا» : 88 / 322 . البدو : البادية .

* ومنه في الحِلْف :«هذا ما اجتمع عليه أهل اليمن حاضِرها وبادِيها» : 33 / 523 .

* وعن الرضا عليه السلام :«ما بعث اللّه نبيّاً قطّ إلاّ بتحريم الخمر ، وأن يُقِرّ له بالبَداء» : 4 / 108 . قال الصدوق رحمه الله : ليس البَداء كما تظنّه جهّال النّاس بأ نّه بَداء ندامة _ تعالى اللّه عن ذلك علوّاً كبيراً _ ولكن يجب علينا أن نُقِرّ للّه عزّوجلّ بأنّ له البداء ، معناه أنّ له أن يبدأ بشيء من خلقه فيخلقه قبل شيء ، ثمّ يعدم ذلك الشيء ويبدأ بخلق غيره ، أو يأمر بأمر ثمّ ينهى عن مثله ، أو ينهى عن شيء ثمّ يأمر بمثل ما نهى عنه ، وذلك مثل نسخ الشرائع ، وتحويل القبلة ، وعدّة المتوفّى عنها زوجها . ولا يأمر اللّه عباده بأمر في وقت مّا إلاّ وهو يعلم أنّ الصلاح لهم في ذلك الوقت في أن يأمرهم بذلك ، ويعلم أنّ في وقتٍ آخرَ الصلاح لهم في أن ينهاهم عن مثل ما أمرهم به ، فإذا كان ذلك الوقت أمرهم بما يصلحهم ، فمن أقرّ للّه عزّوجلّ بأنّ له أن يفعل ما يشاء ويؤخّر ما يشاء ويخلق مكانه ما يشاء ويؤخّر ما يشاء كيف يشاء فقد أقرّ بالبَداء ، وما عُظّم اللّه عزّوجلّ بشيء أفضل من الإقرار بأنّ له الخلق والأمر ، والتقديم والتأخير ، وإثبات ما لم يكن ، ومحو ما قد كان . والبَداء هو ردّ على اليهود ؛ لأ نّهم قالوا : إنّ اللّه قد فرغ من الأمر ، فقلنا : إنّ اللّه كلّ يوم في شأن ؛ يحيي ويميت ، ويرزق ، ويفعل ما يشاء . والبَداء ليس من ندامة وإنّما هو ظهور أمر ، تقول العرب : بَدا لي شخص في طريقي ؛ أي ظهر ، وقال اللّه عزّوجلّ : «وَبَدا لَهُمْ مِن اللّهِ ما لَمْ يَكونُوا يَحتَسِبُونَ» ؛ أي ظهر لهم ، ومتى ظهر للّه _ تعالى ذِكرُه _ من عبدٍ صلةٌ لرحِمه زاد في عمره ، ومتى ظهر له قطيعة رحم نقَص من عمره ، ومتى ظهر له من عبد إتيان الزنا نقص من رزقه وعمره ، ومتى ظهر له منه التعفّف عن الزنا زاد في رزقه

.

ص: 105

باب الباء مع الذال

وعمره ، ومن ذلك قول الصادق عليه السلام : «ما بَدا للّه بَداء كما بدا له في إسماعيل ابني» : يعني : ما ظهر للّه أمر كما ظهر له في إسماعيل ابني ؛ إذ اخترمه قبلي ليُعلم بذلك أ نّه ليس بإمام بعدي (المجلسي : 4 / 108 و 109) .

باب الباء مع الذالبذأ : عن موسى بن جعفر عليهماالسلام :«البَذاء من الجَفاء ، والجَفاء في النار» : 1 / 149 . البَذاء : المُباذاة ؛ وهي المفاحشة . وقد بَذُوَ يَبْذُو بَذاءة . وهذه الكلمة بالمعتلّ أشبه منها بالمهموز . وسيجيء مبيّناً في موضعه (النهاية) .

بذج : «كان النبيّ صلى الله عليه و آله في دار جابر فقَدّم إليه الباذِنْجان ، فجعل يأكل» :63 / 224 . الباذِنْجان _ بالذال المعجمة _ : مُعرَّب بادنجان _ بالمهملة _ واسمه في الأصل عند العرب : المَغَد _ بالفتح والتحريك _ ، والوَغد _ بالفتح _ ، والأنَب _ بالتحريك _ (المجلسي : 63 / 225) .

بذخ : عن أميرالمؤمنين عليه السلام في صفة الأرض :«... وحَمْلِ شَواهق الجبال الشُمَّخ البُذَّخ على أكتافها» : 74 / 325 . البَذَخ _ بالتحريك _ : الفَخْر والتطاوُل . والباذِخ : العالي ، ويُجمع على بُذَخ (النهاية) .

* وعن اُمّ سلمة لعائشة لمّا أرادت الخروج إلى البصرة :«قد جمع القرآنُ ذيلك فلا تَبذَخِيه» : 32 / 162 . بَذِخ من باب تعب : طال ، أو تكبّر ، وقد ذكره في النهاية في «بدح» وقال : يروى بالنون ، وأمّا رواية «البذخ» فلم أرها إلاّ هنا .

بذذ : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«البَذاذة من الإيمان» . قيل : هي الدُّون من الثياب : 70 / 207 . البذاذة : رَثاثة الهيْ_ئة . يقال : بَذُّ الهيئة ؛ وباذّ الهيئة : أي رَثّ اللِّبسة . أراد التواضع في اللباس ، وتركَ التبجُّح به (النهاية) .

* وفي حديث المباهلة :«هم الملوك الأكابر في مثل هيئة المساكين بَذاذة» : 21 / 301 .

* وعن الحسن بن عليّ عليهماالسلام في وصف أخ كان له :«فإذا قال بَذَّ القائلين» : 75 / 108 . أي سَبَقهم وغلبهم ، يَبُذُّهم بَذّاً (النهاية) .

.

ص: 106

باب الباء مع الراء

* وفي صفته صلى الله عليه و آله :«إذا جاء مع القوم بَذَّهُم» : 16 / 145 . أي أ نّه كان يغلبهم في الحُسن والبَهاء ، ويمتاز بينهم (المجلسي : 16 / 145) .

بذر : عن عائشة في فاطمة عليهاالسلام عند وفاة أبيها :«بينما هي تبكي إذ ضحِكت ، فسأ لْتها فقالت : إذاً إنّي لَبَذِرَةٌ» : 43 / 25 . البَذِر : الذي يُفشي السرّ ، ويُظهر ما يَسْمعه (النهاية) .

* ومنه عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في المؤمنين :«ليسوا بالمَذاييع البُذُر» : 72 / 79 . جَمع بَذُور . يقال : بَذَرتُ الكلام بين النّاس كما تُبذر الحبوب ؛ أي أفشيته وفرّقته (النهاية) .

بذرق : عن دِعْبِل :«رجع إليّ جميع ما كان معي ، ثمّ بَذْرَقْنا» : 49 / 243 . البَذْرَقَة معرّب «بَدْرَقَة» ؛ وهي الجماعة التي تتقدّم القافلة ، وتكون معها تحرسها وتمنعها العدوّ (مجمع البحرين) .

بذل : في صلاة الاستسقاء :«يستحبّ الخروج بسكينة خاشعاً مُتَبَذِّلاً» : 88 / 340 . أي لابس البِذْلَة ؛ وهي ما يمتهن من الثياب دون ثياب الصون والتجمّل ؛ لأ نّه يوم خشوع واستكانة لا يوم سرور وزينة (الكفعمي) .

* ومنه في المباهلة :«أ لْقَوا عنهم ثياب بِذْلَتهم ، ولبسوا ثياب صَوْنهم» : 21 / 319 . البِذْلة _ بالكسر _ : ما لا يُصان من الثياب (المجلسي : 21 / 335) .

* وعن الحسين بن عليّ عليهماالسلام :«صُن وجهك عن بِذْلَة المسألة» : 75 / 118 . البِذْلَة : ترك الصون .

بذا : عن أميرالمؤمنين عليه السلام للمرأة المراديّة :«اسكتي يا جَرِيّة ، يا بَذِيَّة» : 40 / 141 . البَذاء _ بالمدّ _ : الفُحش في القول . وفلان بَذِيُّ اللسان . تقول : بَذَوْت على القوم وأبْذَيْتُ أبْذُو بَذاءً ... ويقال في هذا الهمز ، وقد سبق في أوّل الباب (النهاية) .

باب الباء مع الراءبرأ : في أسماء اللّه تعالى :«البارئ» : 4 / 191 . معناه أ نّه بارئ البرايا ؛ أي خالق الخلائق ، برأَهم يَبْرَؤهم ؛ أي خلقهم يخلقهم ، والبريئة : الخليقة ، وأكثر العرب على ترك همزتها ، وهي فعيلة بمعنى مفعولة ، وقال بعضهم : بل هي مأخوذة من بريت العود ، ومنهم من

.

ص: 107

يزعم أ نّه من البريء ؛ وهو التراب ؛ أي خلقهم من التراب ، وقالوا : لذلك لا يهمز (المجلسي : 4 / 191) . ولهذه اللفظة من الاختصاص بخَلْق الحيوان ما ليس لها بغيره من المخلوقات ، وقلّما تُسْتَعمَل في غير الحيوان ، فيقال : بَرأ اللّه النَّسَمَة ، وخلق السماوات والأرض (النهاية) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«صاغ أشباحها ، وبَرأ أرواحها ، واستنبط أجناسها خلقاً مَبْرُوءاً» : 25 / 26 . المَبْرُوء : المخلوق من العدم .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام في أبي ذر :«أخذ عسيباً يابساً وكسّره ليَستَبْرئ به نوم رسول اللّه صلى الله عليه و آله» : 16 / 172 . الاستبراء : كناية عن الامتحان ؛ أي فَعَل ذلك ليَستعلِم أ نّه صلى الله عليه و آله نائم أم لا (المجلسي : 16 / 172) .

* وعن ابن زياد في مسلم :«استَبْرئ الدور ، وجُسّ خِلالها حتّى تأتيَني بهذا الرجل» : 44 / 352 . الاستبراء : تبيّن الحال والاختبار .

* وعن الصادق عليه السلام فيما يقال للمتمتّع بها :«عليكِ الاستبراءَ خمسة وأربعين يوماً» : 53 / 30 .

بربخ : عن أميرالمؤمنين عليه السلام في أصحاب الرسّ :«فاتّخذوا أنابيب طِوالاً من رَصاص ... مثل البَرابِخ» : 14 / 151 . هو _ بالباءين الموحّدتين والخاء المعجمه _ : ما يعمل من الخزف للبئر ومجاري الماء (المجلسي : 14 / 152) .

بربر : عن سطيح الكاهن :«تُقبِل البَرْبَرُ بالرايات الصُّفْر على البَراذِين السُّبُر» : 51 / 163 . البَرْبَر : جيل ، الجمع : بَرابِرة ، وهم بالمغرب ، واُمّة اُخرى بين الحبوش والزَّنْج يقطعون مذاكير الرجال ويجعلونها مهور نسائهم (القاموس المحيط) يقال : أوّل من سمّاهم بهذا الاسم إفريقس الملك لمّا ملك بلادهم .

* ومنه عن أبي جعفر عليه السلام :«إنّي لأعترض السوق فاشتري بها اللحم ... ما أظنّ كلّهم يُسَمُّون ؛ هذه البَرْبَر ، وهذه السودان» : 62 / 153 .

* وعن خالد بن الوليد في أميرالمؤمنين عليه السلام :«لمّا رآني اشمَأزّ وبَرْبَرَ» : 29 / 162 . البَربَرَةُ : التخليط في الكلام مع غضب ونفور (النهاية) .

.

ص: 108

بربط : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«ستّة لا ينبغي أن يُسلَّم عليهم ... أصحاب الخَمر والبَرْبَط» : 76 / 252 . البربط : مَلهاة تُشْبه العُود ، وهو فارسي معرّب ، وأصله بَرْبَت ؛ لأنّ الضارب به يَضَعه على صدره ، واسم الصَّدر : بَر (النهاية) .

برث : عن أميرالمؤمنين عليه السلام في مسجد بُراثا :«بناه رجل اسمه بُراثا ؛ فسمّي المسجد بِبُراثا باسم الباني له» : 52 / 218 . بُراثا _ بالثاء المثلثة والقصر _ : محلّة كانت في طرف بغداد في قبلة الكَرخ وجنوبي باب مُحوَّل ، وكان لها جامع مفرد تصلّي فيه الشيعة ، وقد خرب عن آخره (معجم البلدان) .

برثن : في صفة النبيّ صلى الله عليه و آله :«سَبْطُ البَنان عظيم البَراثِن» : 16 / 185 . البُرْثُن _ كقنفذ _ : الكفّ مع الأصابع ، ومِخلب الأسد . أو هو للسبع كالأصابع للإنسان (القاموس المحيط) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«إنّ للّه تعالى ملكاً في صورة ديك ... بَراثِنُه في الأرَضين السابعة السفلى» : 56 / 183 .

برج : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«إذ لا سماءٌ ذات أبْراج ، ولا حُجُب ذات أرتاج» : 4 / 310 . قيل : هو جمع البُرج _ بالضمّ _ بمعنى الركن ، وأركانها أجزاؤها وتداويرها وخوارجها ومتمّماتها ، أوالبُرج بالمعنى المصطلح ؛ أي البروج الإثنا عشر ، والأظهر عندي أ نّه جمع البَرَج بالتحريك ؛ أي الكواكب (المجلسي : 4 / 311) . ورُبّما يتوهّم أ نّه جمع البُرج _ بالضمّ _ وهو بعيد ؛ إذ هو إنّما يُجْمَع على بُروج في الغالب . وقد قيل : إنّه يُجمَع على أبراج أيضاً . قال في مصباح اللغة : بُرْج الحَمام : مأواه . والبُرج في السماء قيل : منزل القمر ، وقيل : الكوكب العظيم ، وقيل : باب السماء ، والجمع فيهما بُروج وأبراج (المجلسي : 84 / 188) .

* وفي الدعاء :«جعلتَ ... القَمَر والنجوم أبْراجاً» : 87 / 207 هو جمع البَرَج _ بالتحريك _ وهو الجميل الحسن الوجه ، أو المضيء البيّن المعلوم (القاموس المحيط) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«يا من ... أتقن صنع الفَلَك الدوّار في مقادير تَبَرُّجه» : 84 / 339 . التبرّج : إظهار المرأة زينتها ، كما قال تعالى : «ولا تَبَرَّجْنَ تبرُّجَ الجاهلية الاُولى» (المجلسي : 84 / 343) .

* ومنه عن النبيّ صلى الله عليه و آله :«خير نسائكم ... المُتَبَرِّجة من زوجها ، الحِصان عن غيره» : 100 / 235 .

.

ص: 109

* وفي الخبر :«ما خرجت سفينة ... إلاّ خرج عليها البَوارِج» : 51 / 330 . جمع بارِجةٍ ؛ وهو الشرِّير ، يقال : ما فلان إلاّ بارِجَةٌ قد جمع فيه كلّ الشرّ ؛ أي أ نّه شرير .

برجس : عن الصادق عليه السلام في هشام :«نُصب البُرْجاس حِذاءه ، وأشياخ قومه يرمون» : 46 / 306 . البُرْجاس _ بالضمّ _ : غرض في الهواء على رأس رمح ونحوه ، مولَّد (القاموس المحيط) .

برجم : عن جبرئيل عليه السلام :«يا محمّد ! كيف ننزل عليكم وأنتم ... لا تغسلون بَراجِمكم ؟» : 77 / 210 . هي العُقَد التي في ظهور الأصابع يجتمع فيها الوَسَخ ، الواحدة بُرْجُمة _ بالضم _ (النهاية) .

برح : عن الصادق عليه السلام :«اشتدّت البلوى ... والوثوب إلى نُوح بالضرب المُبَرِّح» : 11 / 326 . أصل التبريح : المَشَقَّة والشدّة ، يقال : بَرَّحَ به إذا شقّ عليه وضربٌ مُبرِّح ؛ أي شاقّ (النهاية) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام في البصرة :«أخرَجوا ابن حنيف عاملي بعد الضرب المُبَرِّح» : 32 / 171 .

* وفي رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«كان يأخذه من البُرَحاء عند نزول الوحي» : 20 / 287 . أي شدّة الكَرْب من ثِقْل الوَحي (النهاية) .

* وعن أبي ذر :«بَرِحَ الخفاء ، سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آلهيقول : إنّما مَثَل أهل بيتي» : 23 / 123 . بَرِحَ الخفاء _ كسمع _ : وَضَحَ الأمر (القاموس المحيط) .

* ومنه في الدعاء :«اللهمَّ عَظُم البلاء وبَرِحَ الخفاء» : 88 / 190 .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«إنّ حافِظَيْك لا يَبْرَحان يكتبان لك الحسنات» : 63 / 371 . يقال : لا أبْرَح أفعل ذلك ؛ أي لا أزال أفعله (المجلسي : 63 / 371) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في الجنّ :«كنتُ في بَرَحات منذ ثلاث» : 39 / 148 . كأ نّه جمع البَراح ؛ وهو المتّسع من الأرض لا زرع بها ولا شجر ، وهو غير موافق للقياس ، وفي بعض النسخ بالجيم ، وكأ نّه أيضاً جمع البرج على غير القياس ، ولعلّ فيه تصحيفاً (المجلسي : 39 / 149) .

.

ص: 110

* ومنه في بني إسرائيل :«خرج إليهم موسى وهم في بَراح من الأرض» : 13 / 256 . أي متّسع منه .

* وفي الخبر :«رجل ... ملقى في أصل شجر لا يستطيع براحاً» : 75 / 391 . براحاً ؛ أي تحوّلاً .

برد : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«سِرِ البَردَين» : 32 / 396 . البَرْدان والأبْرَدان : الغَداة والعَشيّ . وقيل : ظِلاّهما (النهاية) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام :«سيروا البَردَين» : 73 / 277 .

* وعن أبي جعفر عليه السلام :«من أصبح يجد بَرْد حبّنا على قلبه فلْيحمد اللّه على بادئ النِّعَم» : 27 / 146 . أي لذّته وراحته . قال الجزريّ : كلّ محبوب عندهم بارد (المجلسي : 27 / 146) .

* ومنه الدعاء للوالدين :«افسح لهما في لحديهما ، وبَرِّد عليهما مضاجِعَهما» : 87 / 152 .

* ومنه الدعاء :«وبَرْد العيش عند الموت» : 87 / 205 . والعرب تعبّر عن الرّاحة بالبَرْد (المجلسي : 72 / 89) .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله لبُرَيْدَة الأسلمي :«من أنت ؟ قال : أنا بُرَيدَةٌ ، فالتفت إلى أبي بكر فقال : بَرَدَ أمرُنا» : 19 / 40 . أي سَهُل (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام فيمن أصاب مالاً من معاوية :«لا تُبْرِد له على ظهرك» : 41 / 117 . يقال : بَرَدَ حقّي : وجب ولزم (القاموس المحيط) .

* وفي العجل :«أمر اللّه موسى فبرَدَه بالمبارد ، وأخذ سُحالته فذَرَأها في البحر» : 13 / 239 . بَرَدَ الحديد : أخذ منه بالمِبْرَد ... يقال بالفارسيّة : سوهان (الهامش : 13 / 239) .

* وفي الخبر :«قال اجلس حتّى يخرج صاحب البَرِيد» : 56 / 20 . البريد كلمة فارسيّة يُراد بها في الأصل البَغْل ، وأصلها بُرِيده دُم ؛ أي محذوف الذَّنَب ؛ لأنّ بغال البريد كانت محذوفة الأذناب كالعَلامَة لها ، فاُعربت وخُفّفت ، ثمّ سمّي الرسول الذي يركبه بريداً ، والمسافة التي بَيْن السِّكَّتَين بريداً . والسكّة موضع كان يَسْكنه الفُيُوج المُرَتَّبون من بيت أو قبَّة أو رِباط ، وكان يُرتَّب في كلّ سِكّة بِغال ، وبُعد ما بين السكّتين فَرْسَخان ، وقيل : أربعة (النهاية) .

.

ص: 111

* وفي موسى بن جعفر عليهماالسلام :«اُتِي بأضلاع باردة» : 63 / 310 . أي هزيلة ، يقال : فلان بارِد العظام ، وصاحبه حارّ العظام ، للهزيل والسمين (أساس البلاغة) .

* وفي التابوت :«إنّه كان من بَرْدِيّ» : 13 / 52 . البَرْدِي _ بفتح الباء _ : نبات كالقَصَب كان قدماء المصريين يتّخذون قِشْره للكتابة (الهامش : 13 / 52) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام في رُقْيَة الحُمّى :«أرقيك ... من الطعام وعُقْره ، ومن الشراب وبَرَده» : 92 / 66 . بَرَد الشراب _ بالتحريك _ : ما يوجب التُّخمة وثِقْل الطعام على المعدة ، سمّيت بذلك ؛ لأ نّها تُبْرُد المعدة ، فلا تستمرئ الطعام (النهاية) .

* وفي لباس النبيّ صلى الله عليه و آله :«يلبس بُرْداً حِبَرَة يمنيّة» : 16 / 227 . البُرد : نوع من الثياب معروف ، والجمع أبراد وبُرُود . والبُرْدَة : الشَّمْلَة المُخَطَّطَة . وقيل : كساء أسود مربّع فيه صِغر تَلْبسه الأعراب ، وجمعها بُرَد (النهاية) .

بردعة : عن الكلبي في أبي جعفر عليه السلام :«فإذا بشيخ على مصلّى بلا مِرْفَقة ولا بَرْدَعة» : 47 / 229 . هي بالدال أو الذال : الحِلس الذي يُلقى تحت الرحل ، والمِرْفَقة _ بالكسر _ المِخَدّة (المجلسي : 47 / 231) .

برر : في أسماء اللّه تعالى :«البَرُّ» : 4 / 206 . هو العَطوف على عباده ببِرّه ولطفه . والبَرّ والبارّ بمعنى ، وإنّما جاء في أسماء اللّه تعالى «البَرُّ» دون البارّ . والبِرّ _ بالكسر _ : الإحسان (النهاية).

* ومنه في دعاء الجوشن الكبير :«يا جبّار يا صبّار يا بارّ» : 91 / 392 .

* وفي الحديث :«هذا كان بارّاً بوالديه ، ولم يمش بالنميمة» : 71 / 65 . هو _ في حقّهما والأقْرَبِينَ من الأهل _ : ضدّ العُقُوق ؛ وهو الإساءة إليهم . والتَّضْيِيع لحقّهم . يقال : بَرَّ يَبَرُّ فهو بارّ ، وجمعه بَرَرَة ، وجمع البَرّ أبرار ؛ وهو كثيراً ما يُخَصّ بالأولياء والزهّاد والعُبّاد (النهاية) .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«تَمَسَّحُوا بالأرض ؛ فإنّها اُمّكم ، وهي بكم بَرّة» : 57 / 94 . أي مُشفِقَة عليكم كالوالدة البَرَّة بأولادها ، يعني أنّ منها خَلْقكم ، وفيها مَعَاشَكُم ، وإليها بَعْد الموت كِفاتَكم (النهاية) .

.

ص: 112

* وفي مدح النبيّ صلى الله عليه و آله : وبَشَّر به البَرّان عيسى بن مريمٍوموسى بن عمران فيا قُرْبَ موعِدِ : 16 / 15 . البَرّ _ بالفتح _ : التوسّع في فعل الخير ، ويستعمل في الصدق . وبَرَّ العبد ربّه : توسّع في طاعته (المجلسي : 68 / 7) .

* ومنه في المؤمن إذا اُدخِلَ القبر :«قال الصبر للصلاة والزكاة والبِرّ : دونَكم صاحبَكم» : 68 / 73 .البِرُّ : يطلق على مطلق أعمال الخير ، وعلى مطلق الإحسان إلى الغير ، وعلى الإحسان إلى الوالدين ، أو إليهما وإلى ذوي الأرحام ، والمراد هنا أحد المعاني سوى المعنى الأوّل ، قال الراغب : البَرُّ خلاف البَحر ، وتُصُوِّر منه التوسّع فاشتُقّ منه البِرّ ؛ أي التوسّع في فعل الخير ، وينسب ذلك إلى اللّه تارة نحو : «إنّه هو البَرُّ الرحيمُ» ، وإلى العبد تارة فيقال : «بَرّ العبدُ ربَّه» : أي توسّع في طاعته ، فمن اللّه تعالى الثواب ومن العبد الطاعة ، وبِرّ الوالدين : التوسّع في الإحسان إليهما ، وضدّه العقوق (المجلسي : 68 / 73) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام في حقّ المسلم على المسلم :«أن تَبَرَّ قَسَمَه ، وتُجيب دعوته» : 71 / 238 . بَرَّت اليمين تبُرُّ وتبِرُّ كيمُلُّ ويحُلّ بِرّاً وبُروراً ، وأبرّها : أمضاها على الصدق (القاموس المحيط) . والمشهور بين الأصحاب استحباب العمل بما أقسمه عليه غيره إذا كان مباحاً استحباباً مؤكّداً ، ولا كفّارة بالمخالفة على أحدهما ، وفي مرسلة ابن سنان : «إذا أقسم الرجل على أخيه فلم يَبرَّ قسمه فعلى المقسِم كفّارة يمين» ، وهو قول لبعض العامّة ، وحملها الشيخ على الاستحباب . وقيل : المراد بإبرار القَسَم أن يعمل بما وعد الأخ لغيره من قبله بأن يقضي حاجته ، فيفي بذلك ، ولا يخفى ما فيه (المجلسي : 71 / 241) .

* وعنه عليه السلام :«الحافظ للقرآن العامل به ، مع السفرة الكرام البَرَرَة» : 89 / 177 . أي مع الملائكة .

* وفي زمزم :«أتاه آتٍ فقال له : احْفِر بَرَّة» : 15 / 163 . سمّاها بَرَّة ؛ لكَثرة منافعها ، وسَعَة مائها (النهاية) .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«من كُنوز البِرّ كِتمان المصائب» : 79 / 103 . قال الأزهري : البِرّ:

.

ص: 113

هو الجنّة ، ومنه قوله تعالى : «لن تنالوا البِرّ ...» وقد جاء من وجه آخر : «من كُنوز الجنّة ...» (المجلسي : 79 / 103) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في آخر الزمان :«خالِطوهم بالبَرَّانِيَّة ، يعني في الظاهر وخالِفوهم في الباطن» : 1 / 179 .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«ما من عبد إلاّ وله جوّانيّ وبرّانيّ ، يعني سريرة وعلانية ، فمن أصلح جوّانيه أصلح اللّه عزّوجلّ برّانيه ، ومن أفسد جوّانيه أفسد اللّه برّانيه» : 68 / 365 . أراد بالبرّاني العلانية ، والألف والنون من زيادات النسب كما قالوا في صنعاء : صنعاني ، وأصله من قولهم : «خرج فلان بَرّاً» أي خرج إلى البرّ والصحراء . وليس من قديم الكلام وفصيحه (النهاية) .

برز : في حديث اُمّ معبد :«كانت بَرْزَةً جَلِدة ، تحتبي بفناء الخيمة» : 19 / 41 . يقال امرأة بَرْزَة : إذا كانت كهْلة لا تَحتَجب احتجاب الشباب ، وهي مع ذلك عفيفة عاقلة تَجلس للناس وتحدّثهم ، من البُروز ؛ وهو الظهور والخروج (النهاية) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلامفي الاستنجاء :«عليك إعادة الوضوء والصلاة ، وغُسل ذَكَرك ؛ لأنّ البول مثل البَراز» : 77 / 208 . البَراز _ بالفتح _ : اسم للفضاء الواسع ، فكَنَّوا به عن قضاء الغائط كما كَنَّوا عنه بالخلاء ؛ لأ نّهم كانوا يَتَبَرَّزون في الأمكنة الخالية من النّاس . قال الخطّابي : المحدِّثون يروُونه بالكسر ، وهو خطأ ؛ لأ نّه بالكسر مصدر من المُبارَزة في الحرب . وقال الجوهري بخلافه ، وهذا لفظه : البِرازُ : المُبارَزَة في الحرب ، والبِراز أيضاً : كناية عن ثُفْل الغذاء ؛ وهو الغائط ، ثمّ قال : والبَراز _ بالفتح _ : الفضاء الواسع ، وتَبَرَّز الرجل ؛ أي خرج إلى البَراز للحاجة (النهاية) .

* ومنه عن عائشة في الإفك :«خَرَجَتْ معي اُمّ مسطح قبل المناصع وهو مُتَبَرّزُنا ، ولا نخرج إلاّ ليلاً إلى ليل» : 20 / 311 .

* ومنه عن الحسين بن عليّ عليهماالسلام :«اللهمّ أرِ محمّد بن الأشعث ذُ لاًّ في هذا اليوم ... فخرج من العسكر يَتَبَرَّز ، فسلّط اللّه عليه عقرباً ، فلدغته فمات بادي العورة» : 44 / 317 .

.

ص: 114

* وعن جعفر بن محمّد عليهماالسلام في صلاة الكسوف :«ما اُحبّ إلاّ أن تصلّي في البَراز» : 88 / 168 . أي الفضاء الواسع .

* وعن أبي بصير :«قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : يغتسل الرّجل بارِزاً» : 73 / 80 . يريد الموضع المنكشف بغير سُترة (النهاية) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام :«من أظهر للنّاس ما يحبّ اللّه ، وبارَزَ اللّه بما كرهه ، لقى اللّه وهو ماقت له» : 69 / 288 . كأنّ المراد به أبْرَزَ وأظهر للّه بما كرهه اللّه من المعاصي ؛ فإنّ ما يفعله في الخلوة يراه اللّه ويعلمه ، والمستفاد من اللغة أ نّه من المُبارَزَة فيالحرب ؛ فإنّ من يعصي اللّه بمرأى منه ومسمع ؛ فكأ نّه يبارِزُه ويقاتله (المجلسي : 69 / 288) .

برزخ : عن أميرالمؤمنين عليه السلام في الأموات :«سلكوا في بطون البَرْزَخ سبيلاً» : 79 / 156 . البَرْزَخُ : الحاجز بين الشيئين ، وما بين الدنيا والآخرة من وقت الموت إلى البعث ، فالمراد هنا القبر ؛ لأ نّه حاجز بين الميّت والدنيا (المجلسي : 79 / 161) كالحائط المبنيّ بين اثنين ؛ فإنّه بَرْزَخ بينهما . ويجوز أن يريد به الوقت الذي بين حال الموت إلى حال النُّشور .

* ومنه عن أبي عبداللّه عليه السلام :«واللّه أتخوّف عليكم في البَرْزَخ ، قلت : وما البرزخ ؟ قال : القبر منذ حين موته إلى يوم القيامة» : 6 / 267 .

برس : عن عليّ بن محمّد : «دعا الوزيرُ (1) الباقطانيَّ فقال له :برس : عن عليّ بن محمّد : «دعا الوزيرُ 2 الباقطانيَّ فقال له : اِلْقَ بني الفرات والبُرْسِيِّين وقل لهم : لا تزوروا مقابر قريش ؛ فقد أمر الخليفة أن يتفقّد كلّ من زار فيقبض عليه» : 51 / 312 . بُرْس : أجَمة معروفة بالعراق ، وهي الآن قرية (النهاية) . قال المجلسي(51 / 312) : بُرْس : قرية بين الحلّة والكوفة ، والمراد بزيارة مقابر قريش زيارة الكاظمين عليهماالسلام .

برسم : عن سيف التمّار :«مرض بعضُ رفقائنا بمكّة فَبَرْسَمَ» : 63 / 281 . البِرْسام _ بالكسر _ : علّة يُهذى فيها ، بُرْسِمَ _ بالضمّ _ فهو مُبَرْسَمٌ . وقال في بحر الجواهر : البِرسام في الينابيع بالكسر ، وفي التهذيب بالفتح . قال الشيخ نجيب الدّين : هو تورّم يعرض للحجاب بين الكبد والمعدة ، وقال نفيس الدّين : إنّه قد خالف جمهور القوم في تعريف هذا المرض ،

.


1- .قال المجلسي : الوزير أبو الفتح الفضل بن جعفر بن فرات ، كان من وزراء بني العبّاس ، وهو الذي صحّح طريق الخطبة الشقشقيّة (51 / 312) .

ص: 115

فإنّهم اتّفقوا على أ نّه ورم في الحجاب نفسه ، وهو الحجاب المعترض بين القلب والمعدة ، وأمّا الحجاب الحائل بين المعدة والكبد فممّا لم يقل به أحد من الفضلاء غير الطبري (المجلسي : 63 / 281) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«لا يجوز طلاق مَعتوه ولا مُبَرْسَم ولا صاحب هذيان» : 101 / 160 .

* ومنه عن أبي جعفر عليه السلام في علّة الموت :«أنزل اللّه عزّوجلّ المُوم وهو البِرْسام ، ثمّ أنزل بعده الداء» : 12 / 14 .

برض : في الحديبية :«نزل ... على ثمد قليل الماء إنّما يَتَبَرَّضه النّاس تَبَرُّضاً» : 20 / 331 . أي يأخذونه قليلاً قليلاً . والبَرْضُ : الشيء القليل (النهاية) .

برطل : في قلنسوة النبي صلى الله عليه و آله : «كان يلبس البُرْطُلَة» :16 / 250 . البُرْطُلَة _ بالضمّ _ : قلنسوة طويلة (المجلسي : 16 / 255).

برع : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«محرّم على بَوارِع ناقبات الفطن تحديده» : 4 / 222 . البَوارِع : جمع البارِعَة وهي الفائقة ، يقال : بَرَعَ الرجلُ ، وبَرُعَ الرجلُ _ بالضمّ أيضاً _ براعةً : أي فاقَ أصحابَه في العلم وغيره ، فهو بارعِ (الصحاح) .

* ومنه في أميرالمؤمنين عليه السلام :«تحيّرتْ من صفة ما فيك مِن بارِع الفضل عقولُنا» : 74 / 359 .

برق : في المعراج :«جمل أورق ، عليه غرارتان ؛ إحداهما سوداء ، والاُخرى بَرْقاءُ» : 18 / 119 . البَرْقاء : التي في خلال لونها الأبيض طاقات سود .

* وفي وصيّة رسول اللّه صلى الله عليه و آله لعليّ عليه السلام :«يا بلال عليَّ بالمغفر ... والبرد والأبْرقَة ... فإذا هي من أبْرُق الجنّة ، فقال : يا عليّ ، إنّ جبرئيل أتاني بها ، فقال : يا محمّد ، اِجعلها في حلقة الدرع ، واستوفر بها مكان المنطقة» : 22 / 456 . الأبْرَق : الجبل الذي فيه لونان ، وكلّ شيء اجتمع فيه سواد وبياض (المجلسي : 22 / 457) .

* ومنه في دخول فاطمة عليهاالسلام الجنّة :«على كلّ نجيب أبْرقة من سندس منضود» : 8 / 172 . وفي المصدر «نَمرقة» .

* وعن عمّار :«كنت أرعى غنيمة أهلي وكان محمّد صلى الله عليه و آله يرعى أيضاً ، فقلت : يا محمّد ، هل

.

ص: 116

لك في فخّ ؛ فإنّي تركتها روضة بَرَق ؟» : 16 / 224 . قال الفيروزآبادي : البَرَق _ محرّكة _ : الحَمَل ، معرَّب «بَرَّه» ، وقال : الأبْرَق : غِلَظٌ فيه حجارة ورمل وطين مختلطة . والبُرْقَةُ _ بالضمّ _ : غِلَظٌ ، كالأبْرَق . وبُرَقُ ديارِ العرب تنيف على مائة ، منها : بُرْقَة الأثماد ، والأجاول ، والأجداد _ وعدّها إلى أن قال : _ والنجد ، ويثرب ، واليمامة ؛ هذه بُرَق العرب (المجلسي : 16 / 224) .

* وعن أبي الحسن الثاني عليه السلام في الحيطان السبعة التي وقَفَها رسول اللّه صلى الله عليه و آله على فاطمة عليهاالسلام :«... والبُرْقَة» : 22 / 297 . بضمّ الباء وسكون الراء : موضع بالمدينة به مال كانت صدقات رسول اللّه صلى الله عليه و آلهمنها (النهاية) . وعن ابن شهاب : فأمّا الصافية وبُرْقَة والدلال والميثب فمجاورات بأعلى الصورين من خلف قصر مروان بن الحكم ويسقيها مهزور (المجلسي : 22 / 298) .

* وعن هانئ لابن زياد :«إذاً واللّه تكثر البارِقة حول دارك» : 44 / 346 . أي لمعان السيوف ، يقال : بَرَقَ بسيفه وأبْرَقَ إذا لَمع به (النهاية) .

* ومنه عن عليّ عليه السلام :«ضلّيل قد نعق بالشام ... هدرتْ شقاشقُه ، وبَرَقَتْ بَوارِقُه» : 41 / 356 .

* وعنه عليه السلام في أبي بكر :«هو ذا يُبْرِق وعيداً ويرعد تهديداً» : 29 / 142 . أرعَدَ الرجلُ وأبْرَقَ : إذا تهدَّد وأوعد (الصحاح) .

* وعن أبي جعفر عليه السلام في المعراج :«أتى جبرئيل[ عليه السلام] رسول اللّه صلى الله عليه و آله بالبُراق ؛ أصغر من البغل ، وأكبر من الحمار» : 18 / 311 . وهي الدابّة التي ركبها صلى الله عليه و آله ليلة الإسراء . سمّي بذلك لنُصُوع لَونه وشدّة بَرِيقه ، وقيل : لسرعة حركته ، شَبَّهه فيهما بالبَرْق (النهاية) .

برك : في صلاة الميّت :«وبارِكْ على محمّد وآل محمّد» : 78 / 352 . أي أثْبِت لَه وأدِمْ ما أعطَيْتَه من التشريف والكرامة . وهو من بَرَكَ البعيرُ : إذا أناخَ في موضع فلَزِمَه . وتُطلَق البَرَكة أيضاً على الزيادة . والأصل الأوّل (النهاية) .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آلهلاُمّ سلمة :«ما لي لا أرى في بيتك البَرَكَة ؟ قالت : بلى يا رسول اللّه ، والحمد للّه ، إنّ البَرَكَة لفي بيتي ! فقال : إنّ اللّه أنزل ثلاث بَرَكات : الماء والنّار والشاة» : 61 / 134 . البَرَكة : النماء والزيادة والسعادة ، والبِرْكة _ بالكسر _ : الشاة الحلوبة ، والاثنتان بِرْكَتان ،

.

ص: 117

والجمع بِرْكات (القاموس المحيط) . وبَرَكة النّار لعلّها تحريض على إيقادها للطبخ في البيت ؛ فإنّه يوجب البَرَكة (المجلسي : 61 / 134) .

* وفيما اُوحِي إلى عيسى عليه السلام :«فبُورِكْتَ كبيراً ، وبُورِكْتَ صغيراً حيثما كنتَ» : 14 / 289 . أي زِيد في علمك وقربك وكمالك في صغرك وكبرك ، أو جعلتُك ذا بَرَكَة في اليد واللسان بإحياء الموتى ، وإبراء ذوي العاهات ، وتكثير القليل من الطعام والشراب (المجلسي : 14 / 299) .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في الجنّة :«ينطلقون صفّاً واحداً ... لا يفوّت اُذن ناقةٍ ناقتها ولا بِرْكَة ناقة بِرْكَتها» : 65 / 72 . أي صدرها .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في صفة الأرض ودحوها على الماء :«ألقت السحابُ بَرْك بَوانِيها» : 54 / 112 . البَرْك : الصدر ، والبَواني : أركان البِنْيَة (النهاية) .

* وفي سنن إدريس عليه السلام :«إذا بَرَكْتُم وسجدتم فأبعدوا عن نفوسكم أفكار الدنيا» : 11 / 283 .

بركن : عن عليّ بن جعفر في لباس الرجل :«أيصلح له أن يلبس الطيلسان فيه ديباج ، والبَرَّكان عليه حرير ؟» : 10 / 263 . يقال للكساء الأسود : البَرَّكان (القاموس المحيط) .

* وفي حديث سليمان عليه السلام :«انتهى إلى جزيرة بَرْكاوان» : 14 / 72 . بالفتح والسكون : ناحية بفارس (معجم البلدان) .

برم : عن أبي عبداللّه عليه السلام في بيعة النساء للنبيّ صلى الله عليه و آله :«دعا بِتَورِ برام فصبّ فيه نضوحاً» : 21 / 134 . البُرْمَة : القِدر مطلقاً ، وجمعها بِرام ، وهي في الأصل المتّخذة من الحَجَر المعروف بالحجاز واليمن (النهاية) .

* ومنه عن اُمّ سلمة في حديث الكساء :«فجاءت فاطمة ببُرْمَة فيها حريرة» : 35 / 223 . أي بقِدر .

* وعن أعرابي للنبيّ صلى الله عليه و آله :«اِنقطعت الأنواء ، واحترقت العَنَمة ، وخفّت البَرَمَة» : 21 / 376 . البَرَمَة : زَهْر الطَّلْح ، وجمعها بَرَم ، يعني أ نّها سَقَطَت من أغصانها للجَدْب (النهاية) .

.

ص: 118

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام في صفة المؤمن :«لا يَتَبَرَّم بطلب الحوائج قلبه» : 64 / 296 . من بَرِمَ _ بالكسر _ يَبْرَمُ بَرَماً _ بالتحريك _ : إذا سئمه وملّه (النهاية) .

* وفي حديث خلقة آدم عليه السلام :«فَمِنَ التراب ... فَظاظته وبَرَمه» : 58 / 288 . أي ملالته .

* وعن الحسين بن عليّ عليهماالسلام :«لا أرى الموت إلاّ سعادة ، والحياة مع الظالمين إلاّ بَرَماً» : 44 / 192 . البَرَم _ بالتحريك _ : السآمة والملال .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في النبيّ صلى الله عليه و آله :«أرسله على حين فترة من الرّسل ... وانتقاض من المُبْرَم» : 18 / 222 . المُبْرَم من الحبل : المفتول ، وانتقاضه كناية عن تعطيل قواعد الشرع ، وتزلزل أساس الدين (المجلسي : 18 / 222) .

برن : في المأمون وقد أعطى غلامه الرمّان ليسمّ به الرضا عليه السلام :«أخْرَجَهُ مِن بَرْنِيَّةٍ» : 49 / 305 . البَرْنِيّة _ بفتح الباء وكسر النون وتشديد الياء _ : إناء من خَزَف (المجلسي : 49 / 305) .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله :«العجوة التي هي من البَرْنِيّ ... شفاء من السمّ» : 63 / 127 . هو تمر معروف ، معرّب ، أصله بَرِنِيكْ ؛ أي الحِمل الجيّد (القاموس المحيط) .

برنس : عن أبي عبداللّه عليه السلام في لباس النبيّ صلى الله عليه و آله :«كان له بُرْنُس يَتَبَرْنَس به» : 16 / 121 . هو كلّ ثوب رأسه منه مُلتَزق به ، من دُرّاعة أو جُبّ_ة أو مِمْطَر أو غيره . وقال الجوهري : هو قَلَنْسُوَة طويلة كان النُسّاك يلبسونها في صدر الإسلام ، وهو من البِرْس _ بكسر الباء _ : القُطْن ، والنون زائدة . وقيل : إنّه غير عربيّ (النهاية) .

برنم : في الحسن بن عليّ عليهماالسلام :«قدم ... عند معاوية فأحضر بارْنامَجاً بحمل عظيم ... لمّا أراد الخروج خصف خادمٌ نعلَه فأعطاه البارْنامَج» : 43 / 343 . بارْنامَج _ مُعَرّب بارْنامه _ : أي تفصيل الأمتعة (المجلسي : 43 / 343) .

بره : عن أبي عبداللّه عليه السلام :«كان بُرَةُ ناقة رسول اللّه صلى الله عليه و آله من فضّة» : 16 / 124 . البُرَة : حَلْقةٌ تُجعَل في لَحْم الأنف ، وربّما كانت من شَعر . وليس هذا موضعها ، وإنّما ذكرناها على ظاهر لفظها لأنّ أصلها بَرْوَة ، مثل فَرْوَة . وتُجمَع على بُرىً وبُراتٌ وبُرِينَ ، بضمّ الباء (النهاية) .

* ومنه في أصحاب المختار :«وأرخَوا الأعِنّة وجَذَبوا البُرَى» : 45 / 372 .

.

ص: 119

* عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«ما بَرِحَ اللّه عزّت آلاؤه في البُرْهَةِ بعد البُرْهَة» : 66 / 325 . البُرْهَة _ بالضمّ كما في النسخ ، وبالفتح أيضاً _ : المدّة ، أو الزمان الطويل (المجلسي : 66 / 326) .

* وفي النبيّ صلى الله عليه و آله :«أصله يتيم ضالّ بُرْهَة من زمانه» : 14 / 298 . أي طائفة من زمانه ؛ أي ضالّ من بين قومه لا يعرفونه بالنبوّة ، فكأ نّه ضلّ عنهم ثمّ وجدوه .

برهن : في الصلاة :«سُئل عليّ بن الحسين عليهماالسلام : ما افتتاحها ؟ قال : التكبير . قال : ما بُرْهانها ؟ قال : القراءة» : 81 / 245 . البُرْهان : الحجّة ، وكون القراءة برهان الصلاة لكونها حجّة لصحّتها وقبولها ، أو بها نورها وظهورها ، أو بها يتميّز المؤمن عن المخالف الذي لا يعتقد وجوبها (المجلسي : 81 / 245) .

برهوت : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«شرّ ماء على وجه الأرض ماء بَرَهُوت ، وهو الذي بحضْرموت» : 6 / 289 . البَرَهُوت _ بفتح الباء والراء _ : بئر عميقة بحضْرموت لا يُستطاع النزول إلى قَعْرها . ويقال : بُرْهُوت ، بضمّ الباء وسكون الراء ، فتكون تاؤها على الأوّل زائدة ، وعلى الثاني أصليّة (النهاية) .

* وعنه عليه السلام في رواية اُخرى :«وادٍ باليمن يقال له : بَرَهُوت ، وهو من أودية جهنّم» : 57 / 206 .

برا : عن أميرالمؤمنين عليه السلام في صفة المتّقين :«قد بَراهُم الخوف بَرْيَ القِداح» : 64 / 316 . بَرَى السهمَ يَبْرِيهِ بَرْياً ، وابْتَراهُ : نَحَتَه . وبَراهُ السفرُ يَبْرِيهِ بَرْياً : هَزَلَهُ (القاموس المحيط) . والقِدح _ بالكسر _ : السهم قبل أن يُراش وينصّل (المجلسي : 57 / 364) .

* ومنه عن عليّ بن الحسين عليهماالسلام في العُبّاد :«كأ نّهم القِداح قد بَراهُم الخوف من العبادة» : 70 / 44 .

* وعن الرضا عليه السلام :«إنّ اللّه تعالى بعث محمّداً صلى الله عليه و آله على فترة من الرسل ، وقريش في أنفسها وأموالها لا يرون أحداً يساميهم ولا يُبارِيهم» : 49 / 209 . من المُباراة : المجاراة والمُسابَقَة ، وفلان يُباري فلاناً ؛ أي يعارضه ويفعل مثل فعله (المجلسي : 49 / 215) .

* ومنه عن العبّاس لرسول اللّه صلى الله عليه و آله :«من يطيقك وأنت تُباري ، الريح !» : 22 / 456 .

.

ص: 120

باب الباء مع الزاء

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«واللّه ما بَرَأ اللّه من بَرِيّة أفضل من محمّد» : 1 / 181 .تقول : بَراه اللّه يَبْرُوه بَرْواً ؛ أي خلقه ، ويُجْمَع على البَرايا والبَرِيّات ، من البَرَى : التراب ، هذا إذا لم يُهْمَز . ومَن ذهب إلى أنّ أصله الهمز أخذه من بَرَأ اللّه الخلق يَبْرَؤهم : أي خلقهم ، ثمّ تُرك فيها الهَمز تخفيفاً ولم تُستَعمَل مهموزة (النهاية) .

* وعن الأعرابي للنبيّ صلى الله عليه و آله : أتيناك يا خير البَرِيّة كلّهالترحمنا ممّا لقينا من الأزْلِ : 88 / 331 . البَرِيّة فعيلة بمعنى مفعولة .

باب الباء مع الزاءبزر : في حديث موسى بن جعفر عليهماالسلام :«اُتي بجُبْن مُبَزَّر» : 48 / 118 . أعاده في : 63 / 310 . وفيه : «جنب مُبَرَّز» ، وقال : في أكثر النسخ بتقديم المهملة على المعجمة ، فيحتمل أن يكون كناية عن السمن ؛ أي بجنب شاة ارتفع لسمنها . وفي بعضها بالعكس ، وكأ نّه من الأبازير والأدوية الحارّة التي تُلقى في القدر (المجلسي : 63 / 310) .

* ومنه في سلمان :«جاء بخُبْز ومِلح ساذج لا أبْزارَ عليه» : 22 / 384 . أي ليس معه شيء من الحبوب التي تخلط بالملح (الهامش : 22 / 384) .

* وفي أميرالمؤمنين عليه السلام :«ثمّ رأى في البيت أبْزار سَمِل» : 41 / 135 . الأبْزار : ما يصلح به الأثواب السملة من الإبرة ونحوها (الهامش : 41 / 135) .

بزرقطونا : عن الإمام الصادق عليه السلام :«من حمّ فشرب وَزْن دِرهَمين بَزْر القطونا ... أمِنَ من البِرسام» : 59 / 220 . قال ابن بيطار : بزرقطونا : هو «الأسقيوس» بالفارسية ، و«فسليون» باليونانية (المجلسي : 59 / 220) .

بزز : عن أبي جعفر عليه السلام في عبداللّه بن الحسن :«واللّه لكأنّي به صريعاً مسلوباً بَزّته» : 47 / 282 . البَزّ : الثياب والسلاح ، كالبِزّة بالكسر . والبِزّة _ بالكسر _ : الهيئة (القاموس المحيط) .

* ومنه في رجل نصراني :«أظهر بَزَّة النصرانيّة وحليتها» : 48 / 86 .

.

ص: 121

* ومنه عن أبي عبداللّه عليه السلام :«كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله وعليّ وعمّار يعملون مسجداً ، فمرّ عثمان في بِزّة له يخطر» : 30 / 237 . البِزّة _ بالكسر _ : الهيئة ، والبِزَّةُ أيضا السلاحُ ، ذكره الجوهري ، وقال : خَطَرانُ الرجل ... اهتِزَازُهُ في المَشي وَتَبَخْتُرُه (المجلسي : 30 / 238) .

* وعن لقمان عليه السلام :«يا بنيّ ، لا تنشر بَزَّك إلاّ عند باغيه» : 13 / 417 . أي لا تعرض متاعك من العلم والحكمة إلاّ عند طالبه ومن هو أهله (المجلسي : 13 / 418) .

* وفي كتاب أميرالمؤمنين عليه السلامإلى معاوية :«اِبْتِزازك لما اختُزِن دونك» : 33 / 118 . أي استلابك لما اختزن دونك (المجلسي : 33 / 120) .

* ومنه عن أبي عبداللّه عليه السلام :«المعروف : أميرالمؤمنين عليه السلام ... المنكَر : اللّذان ظلماه حقّه وابْتَزّاه أمره» : 10 / 208 .

بزع : عن عبد اللّه بن المغيرة :«عن بَزِيع المؤذّن قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام» : 81 / 338 . البَزِيعُ : الظريف من النّاس ، وتَبَزَّع الغلام : أي ظَرُف ، وتَبَزَّع الشرّ : أي تفاقَم (النهاية) .

بزغ : عن أبي عبداللّه عليه السلام في حجّ إبراهيم عليه السلام :«إذا بَزَغَت الشمس خرج إلى عرفات» : 12 / 125 . البُزوغ : الطلوع . يقال : بَزغت الشمس وبزَغ القمر وغيرهما إذا طلعت (النهاية) .

بزق : في مناهي النبيّ صلى الله عليه و آله :«إنّه نهى أن يُمحى شيء من كتاب اللّه عزّوجلّ بالبُزاق» : 89 / 34 . هو _ بالضمّ _ : ماء الفَم إذا خرج منه . وما دام فيه فهو ريق . وفي مجمع البحرين : وقد يقال : بَزَقَ يَبْزُقُ _ من باب قتل _ بَزْقاً وبُزاقاً بمعنى بَصَقَ .

* وعن أبي جعفر عليه السلام في البُخور :«تأخذ لباناً ، وسندروساً ، وبُزاق الفم» : 59 / 156 . وفي بعض النسخ : «بُزاق القمر» ... قال ابن بيطار : بُصاق القمر _ ويسمّى أيضاً رغوة القمر وزبد القمر _ : وهو الحجر القمريّ . قال : وزعم قوم أ نّه حجر يقال له : بُزاق القمر ؛ لأ نّه يؤخذ بالليل في زيادة القمر . وقد يكون ببلاد المغرب . وهو حجر أبيض له شفيف . وقد يحمل هذا الحجر ويسقى ما يحكّ مَن به صرع . وقد تلبسه النساء مكان التعويذ . وقد يقال : إنّه إذا علّق على الشجر ولد فيها الثمر (المجلسي : 59 / 157) .

بزل : عن عليّ بن الحسين عليهماالسلام في وصف بعض الطوائف :«يتفسّخون تحت أعباء

.

ص: 122

الديانة تفسّخ حاشية الإبِل تحت أوراق البُزَّل» : 27 / 193 . البُزَّل _ كرُكَّع ويخفّف _ : جمع بازِل ؛ وهو جمل أو ناقة طلع نابهما ، وذلك فيالسنة التاسعة . وقد شبّه عليه السلام ضعفهم عن إقامة السنن ونفورهم عنها لإلفهم بالبدع بناقة صغيرة ضرب عليها فحل قويّ بازل لا تطيقه فتمتنع منه (المجلسي : 27 / 194) . قال الجزري : البازِل من الإبل الذي أتمّ ثمانيَ سنين ودخل في التاسعة ، ثم يقال له بعد ذلك : بازلُ عامٍ وبازلُ عامين .

* ومنه عن أمير المؤمنين عليه السلامفي يوم بدر : بازِل عامين حديثٌ سِنِّيسنحنح الليل كأنّي جنّي : 19 / 291 . يقول : أنا مُستَجمع الشباب مُسْتَكمل القوّة (المجلسي : 19 / 292) .

* ومنه في الطرمّاح :«ركب جملاً بازِلاً فتيقاً» : 33 / 286 .

بزن :عن الرضا عليه السلام : «من أراد أن يذهب بالريح الباردة ... عليه بالتكميد بالماء الحارّ في الأبْزَن» : 59 / 325 . الأبْزَن : ظرف فيه ماء حارّ بأدوية يجلس المريض فيه (المجلسي : 59 / 352) . الأبْزَن _ مُثلَّثَة الأوّل _ : حوض يُغتسل فيه ، وقد يُتّخَذ من نحاس ، معرَّب «آبْ زَنْ» ، وأهل مكّة يقولون : «بازان» للأبْزَن الذي يأتي إليه ماء العين عند الصَّفا ، يريدون «آبْ زَنْ» ؛ لأ نّه شبْه حوضٍ ، ورأيتُ بعض العلماء العصريّين أثبت وصحّح في بعض كتبه هذا اللحن ، فقال : وعينُ بازانَ من عيون مكّة ، فنبَّهتُه فتنبَّهَ (القاموس المحيط) .

بزا : عن أبي طالب يعاتب قريشاً في أمر النبيّ صلى الله عليه و آله : كَذبتُم وبيتِ اللّه يُبْزَى محمّدولَمّا نُطاعِن دونَه ونُناضِل : 19 / 255 . يُبْزَى : أي يُقهَر ويُغلَب ، أراد : لا يُبزَى ، فحَذَفَ «لا» من جواب القسم ، وهي مُرادة ، أي لا يُقهَر ولم نقاتل عنه وندافع (النهاية) .

* ومنه الخبر :«نساؤكم خير النساء ، ونسلكم خير نسل ، لا يُخزَى ولا يُبْزَى» : 45 / 110 .

* وعن الشاكري في أبي محمّد عليه السلام :«كان يركب بسرج صفّته بِزْيَوْن مِسكي وأزرق» : 50 / 251 . البِزْيَوْن _ كجِرْدَحْلٍ وعُصفُورٍ _ : السُّندُس (المجلسي : 50 / 253) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«ما أخذ البازِي ... فقتله فلا تأكل منه» : 62 / 269 . قال في

.

ص: 123

باب الباء مع السين

القاموس : الباز والبازِي : ضرب من الصقور ، والجمع بَوازٍ وبُزاة ، كأ نّه من بَزا يَبْزُو ، إذا تطاوَلَ ، وتأنَّسَ ... وقال الدميري : البازي أفصح لغاته بازي مخفّفة الياء ، والثانية : باز ، والثالثة : بازيّ بتشديد الياء ، وهو مذكّر . ويقال في التثنية : بازان ، وفي الجمع : بُزاة ، كقاضٍ وقضاة . ولفظه مشتقّ من البَزَوان وهو الوثب (المجلسي : 62 / 269) .

باب الباء مع السينبسأ : عن أميرالمؤمنين عليه السلام في ولاة الجور :«كأنّي أنظر إلى فاسقهم وقد صحب المنكر فألفه وبَسَأ به» : 29 / 613 . بَسأ _ بفتح السين وكسرها _ : أي اعتاد واستأنس به (النهاية) .

بس : عن كميل :«قلت لأميرالمؤمنين عليه السلام : ما حدّ الاستغفار ؟ قال : التوبة . قلت : بَسْ ؟ قال : لا» : 6 / 27 . أي حَسْب وكفاية ، كلمة مأخوذة من الفارسيّة (الهامش : 6 / 27) .

بسبس : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«تجوب مفاوز البَسابِس» : 29 / 58 . البَسْبَسُ : البَرّ المُقْفِر الواسع (النهاية) .

بسر : في المعراج :«رأى ملكاً باسِر الوجه وبيده لوح» : 18 / 382 . البَسْر _ بالمهملة _ : القُطوب . بَسَرَ وجهَه يَبْسُرُهُ (النهاية) .

* ومنه الخبر :«الشقيّ من أخذ كتابه بشماله ... وانصرف إلى أهله باسِر الوجه بَسْراً» : 74 / 41 .

* ومنه عن أبي سعيد الخدري في أميرالمؤمنين عليه السلام :«لا عَبَسَ ولا بَسَرَ ولا عَسَرَ» : 22 / 127 .

بسس : عن أبي جعفر عليه السلام في مكّة :«تسمّى بَسّاسَة ؛ كانوا إذا ظلموا فيها بَسَّتْهم» : 15 / 171 . من أسماء مكّة الباسَّة ، سُمّيت بها لأ نّها تَحْطِمُ من أخطأ فيها . والبَسُّ : الحَطْم ، ويروى بالنون من ؛ النَّسّ : الطرْد (النهاية) .

* وفي حديث الاستسقاء :«اِسقنا غيثا ... بَسّاً بَسّاساً» : 88 / 326 . البَسّ : السَّوق الليّن ، وبَسَسْت المال في البلاد فانْبَسّ : إذا أرسلتَه فتفرّق فيها (الصحاح) . أي يكون ذا سَوق ليّن

.

ص: 124

يَبُسّ المطر في البلاد (المجلسي : 88 / 326) .

بسط : في أسماء اللّه تعالى :«الباسِط» : 4 / 202 . هو الذي يَبسُطُ الرزق لعباده ويُوسِّعه عليهم بجُوده ورحمته ، ويَبسُطُ الأرواح في الأجساد عند الحياة (النهاية) .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«من أحبّ أن يرى موضعه في الجنّة فلْيَكْسُ المساجد بالبُسُط» : 8 / 145 . جمع البِساط : ضرب من الطنافس (الهامش : 8 / 145) . في الصحاح : البِساط ما يُبْسَط ، وبالفتح : الأرض الواسعة (المجلسي : 70 / 45) .

* ومنه عن عليّ بن الحسين عليهماالسلام في الزهّاد :«اِتّخذوا الأرض بِساطاً ، والتراب فراشاً» : 70 / 43 .

* وعن الصادق عليه السلام :«إذا سجدت فلا تَبْسُط ذراعيك كما يَبْسُط السبع ذراعيه» : 82 / 137 . أي لا تَفْرِشْهُما على الأرض في الصلاة (النهاية) .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله :«فاطمة شجنة منّي ... يَبْسُطني ما يَبْسُطها» : 43 / 39 . أي يسُرُّني ما يسرُّها ؛ لأنّ الإنسان إذا سُرَّ انبسط وجْهُه واستَبْشَرَ (النهاية) .

بسق : عن المنصور لأبي عبداللّه عليه السلام :«لولا ما تجمعني وإيّاه من شجرة مباركة طاب أصلُها وبَسَقَ فرعُها» : 10 / 217 . الباسق : المُرْتَفِع في عُلُوِّه (النهاية) .

* ومنه عن موسى عليه السلام :«يخرج اللّه ... هذه الأشجار الباسِقة» : 13 / 268 .

* ومنه عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«أذهب بالإسلام ما كان من نخوة الجاهليّة وتفاخرها بعشائرها وباسِق أنسابِها» : 22 / 118 .

* وعنه صلى الله عليه و آله في السحاب :«كيف تَرون بَواسِقَها» : 17 / 156 . البَواسِق : فروعها المستطيلة إلى وسط السماء إلى الاُفُق الآخر ، وكذلك كلّ طويل فهو باسِق (الصدوق) .

بسل : في دفن فاطمة عليهاالسلام :«وقع بين عليّ عليه السلام وعمر كلام حتّى تلاحيا واسْتَبْسَل» : 43 / 206 . المُباسَلة : المصاولة في الحرب ، والمُستَبسِل : الذي يوطِّن نفسه على الموت ، واستَبسَلَ : أي طرح نفسه في الحرب وهو يريد أن يُقتل لا محالة (المجلسي : 43 / 206) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام : فاستعجِلوا للطعن والضرابواستَبْسِلوا للموت والمآب : 21 / 36 . والمآب : المرجع في الآخرة .

.

ص: 125

باب الباء مع الشين

* وعن الحجاج السلمي لأميرالمؤمنين عليه السلام في يوم اُحد :«وشددتُ شدّة باسِل فكشفتهم» : 20 / 90 . من البَسالة : الشجاعة .

* ومنه في الطفّ :«فتقدّم سُوَيد بن عمر ... فقاتل قتال الأسد الباسِل» : 45 / 24 . أي البطل الشجاع (المجلسي : 45 / 78) . سمّي به الشجاع لامتناعه مِمّن يَقصده (النهاية) .

بسن : في حديث قنبر وعليّ عليه السلام :«فانطلق إلى بيته فإذا باسِنَة مملوءة جامات من ذهب وفضّة» : 34 / 312 . كذا في نسخ الغارات . وفي القاموس : الباسِنة : جُوالِق غليظ من مُشاقة الكتّان ، انتهى . ويحتمل أن يكون «بأشنّة» بالشين المعجمة ؛ جمع الشَّنّ وهي القربة (المجلسي : 34 / 313) .

باب الباء مع الشينبشر : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«المؤمن بِشْرُهُ في وجهه ، وحُزنُه في قلبه» : 64 / 305 . البِشْر _ بالكسر _ : طلاقة الوجه وبشاشته ، أي بِشْره في وجهه تحبّباً إلى النّاس ، وحزنه في قلبه اصطباراً على مكاره الدنيا وشدائدها (مجمع البحرين) .

* ومنه عن الباقر عليه السلام :«البِشْر الحسن وطلاقة الوجه مَكْسبة للمحبّة ... وعبوس الوجه وسوء البِشْر مكسبة للمقت» : 75 / 176 . والمقت : البغض .

* وعن الصادق عليه السلام :«لكلّ شيء بُشْرَى ، وبُشْرَى البرايا «إنّا أنْزَلْناه»» : 89 / 331 .

* وعنه عليه السلام للشيعة :«أبشِروا ثمّ أبشِروا ، فأنتم واللّه المرحومون» : 65 / 49 . يقال : بَشَّرتُه بمولودٍ فأبْشَرَ إبْشاراً ، أي سُرَّ . وتقول : أبشِر بخَيرٍ ، بقطع الألف (الصحاح) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في المهديّ عليه السلام :«ما أقرب اليوم من تَباشِير غد !» : 51 / 117 . أي أوائله ، أو من البُشرى به (المجلسي : 51 / 117) . وتَباشِير الصبح : أوائله ، وكذلك أوائل كلّ شيء ، ولا يكون منه فِعْل (الصحاح) .

.

ص: 126

باب الباء مع الصاد

* ومنه في المباهلة :«جاءتنا فيه البيّنة من تَباشِير الأناجيل والكتب الخالية» : 21 / 306 . التَباشِير : البُشرى .

* ومنه الدعاء :«أرني في يومي من علامات إجابتك وتَباشِير قبولك» : 86 / 379 .

بشش : عن أميرالمؤمنين عليه السلام في المسجد :«إنّه ليَتَبَشبَش من عُمّاره إذا غاب عنه ثمّ قدم ، كما يَتَبَشبَش أحدكم بغائبه إذا قدم عليه» : 80 / 380 . البَشُّ : فرح الصديق بالصديق ، واللطف فيالمسألة ، والإقبال عليه ، وقد بَشِشْتُ به أبَشُّ (النهاية) .

* ومنه عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري :«وفد على رسول اللّه صلى الله عليه و آله أهل اليمن يَبَشّون بَشيشاً» : 36 / 112 .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«البَشاشة فخّ المودّة» : 75 / 39 .

بشع : عن الحسين بن عليّ عليهماالسلام :«فكأنّ المخوف قد أفِدَ بمَهُول وروده ، ونَكِير حلوله ، وبَشَعِ مَذاقه» : 75 / 120 . البَشِع : الخشن الكريه الطعم (النهاية) .

* ومنه في توحيد المفضّل :«إذا سقم بدنه احتاج إلى الأدوية المُرّة البَشِعة» : 3 / 125 .

بشق : عن الحسين بن عليّ عليهماالسلام :«إذا صاح الباشِق يقول : آمنت باللّه واليوم الآخر» : 61 / 28 . الباشِق : معرّب «باشه» ، وهو معروف (المجلسي : 61 / 31) .

بشم : عن الرضا عليه السلام في قول إبليس ليحيى النبيّ عليه السلام :«إذا أفطرتَ أكلتَ وبَشَمتَ ، فيمنعك ذلك من بعض صلاتك» : 14 / 173 . البَشَم : التُّخمة عن الدَّسَم ورجل بَشِم ، بالكسر (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في الدنيا :«أمرّ على فؤادي من حنظلة يلوكها ذو سقم فيَبْشَمُها» : 40 / 348 .

باب الباء مع الصادبصبص : عن جويرية في أميرالمؤمنين عليه السلام :«إذا أنا بالأسد قد أقبل نحوه يُبَصْبِص له بذَ نَبِهِ» : 80 / 325 . يقال : بَصْبَصَ الكلب بذَ نَبِه إذا حرّكه ، وإنّما يَفعل ذلك من طَمَع أو خَوف (النهاية) .

.

ص: 127

* ومنه :«سئل أبو عبداللّه عليه السلام عن رفع الإصبع ما هو ؟ قال : البَصْبَصَة» : 47 / 67 .

* وعن موسى بن جعفر عليهماالسلام :«أنّ البَصْبَصة أن ترفع سبّابتيك إلى السماء وتحرّكهما وتدعو» : 90 / 337 .

بصر : في أسمائه تعالى :«البَصير» . معناه : إذا كانت المُبصَرات كان لها مُبصِراً ، فلذلك جاز أن يقال : لم يزل بصيراً ، ولم يجز أن يقال : لم يزل مُبصِراً ؛ لأ نّه يتعدّى إلى مبصر ويوجب وجوده . والبَصارة في اللغة مصدر البَصيرة وبَصُرَ بَصارة ، واللّه عزّوجلّ بصير لذاته ، وليس وصفنا له تبارك وتعالى بأ نّه سميع بصير وصفاً بأ نّه عالم ، بل معناه ما قدّمناه من كونه مدركاً ، وهذه الصفة صفة كلّ حيّ لا آفة به : 4 / 189 . البصير هو الذي يشاهد الأشياء كلَّها ظاهرها وخافيها بغير جارحة . والبصر في حَقّه عبارة عن الصفة التي ينكشف بها كمال نُعوت المُبْصَرات (النهاية) .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في صفة الحوض :«عرضه ما بين بُصْرَى وصنعاء» : 8 / 22 . بُصْرَى _ كحُبلى _ : موضع بالشام . وصنعاء _ بالمدّ _ قصبة باليمن كثيرة الأشجار (القاموس المحيط) .

* وعن السجّاد عليه السلام في دعائه :«جاء بالنهار مُبْصِراً برحمته» : 87 / 211 . أي مضيئاً يبصرون فيه ، قال الطبرسي رحمه الله : وإنّما قال : «والنّهار مُبصِراً» وإنّما يبصر فيه ؛ تشبيهاً ومجازاً واستعارة في صفة الشيء بسببه على وجه المبالغة ، كما يقال : سرٌّ كاتم ، وليل نائم ، قال رؤبة : «قد نام ليلي وتجلّى همّي» . وقال الجوهري : المُبصِرة : المضيئة ، ومنه قوله تعالى : «فلمّا جاءتهم آياتنا مُبصِرة» . قال الأخفش : إنّها تُبَصِّرهم ؛ أي تجعلهم بُصَراء (المجلسي : 87 / 275) .

* وفي الدعاء :«اللهمّ إنّي أسألك قُوّة في عبادتك وتَبَصُّراً في كتابك» : 87 / 338 . التَّبَصُّر : التأمّل والتعرّف (المجلسي : 87 / 340) .

* وفي حديث اُمّ معبد :«فأرسلت إليهم شاة فرأى فيها بُصْرة من لبن» : 19 / 98 . تُريد أثراً قليلاً يُبصِره الناظر إليه (النهاية) .

* وعن معاوية لأميرالمؤمنين عليه السلام :«ثمّ قَذَفَك على دَكادِك شوامخ الأبْصار» : 33 / 127 . الأبْصار : كأ نّه جمع البُصر _ بالضمّ _ وهو الجانب وحرف كلّ شيء (المجلسي : 33 / 130) .

.

ص: 128

باب الباء مع الضاد

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«إنّ البَصْرة مَهْبِط إبليس ومَغرِس الفتن» : 33 / 492 . سُمِّيت بذلك لأنّ البَصْرَة الحِجارةُ الرِّخْوَة ، وهي كذلك ، فسُمِّيت بها (مجمع البحرين) . وقيل : البصرة في كلام العرب : الأرض الغليظة . وقيل : الأرض الغليظة التي فيها حجارة تقطع وتقلع حوافر الدوابّ . وقيل : إنّما سمّيت البصرة لأنّ فيها حجارة سوداء صلبة ، وهي البصرة .

بصص : عن نوف الشامي :«رأيت عليّاً يتوضّأ وكأ نّي أنظر إلى بَصِيص الماء على منكبيه» : 77 / 311 . بَصَّ الشيءُ يَبِصُّ بَصيصا : برق ولمع ، والبَصيص : البريق (الصحاح) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام في الطاووس :«علاه بكثرة صقاله وبريقه وبَصِيص ديباجه» : 62 / 31 .

باب الباء مع الضادبضض : في عين تبوك :«العين مثل الشراك تَبِضُّ بشيء يسير من الماء» : 21 / 250 . يقال : بَضَّ الماءُ : إذا قَطَرَ وسالَ (المجلسي : 15 / 332) .

* ومنه في خبيب :«يده على جراحته وهي تَبِضّ دماً» : 20 / 154 .

* ومنه في النبيّ صلى الله عليه و آله :«فاجتمع أهل المدينة فأكلوا وصدروا والتمر تَبِضّ من أطراف الثوب» : 20 / 247 .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«هل ينتظر أهل بَضاضَة الشباب إلاّ حواني الهرم ؟!» : 74 / 424 . البَضاضَة : رِقَّة اللون وصفاؤه الذي يؤثّر فيه أدنى شيء (النهاية) .

* ومنه عن اُمّ أنس في صفة فاطمة عليهاالسلام :«كانت بيضاء بَضَّة» : 43 / 6 .

* ومنه في حديث رُقَيقَة :«ألا فانظروا رجلاً منكم طوالاً عظاما ، أبيض بَضّاً» : 15 / 403 .

بضع : عن أبي جعفر عليه السلام :«كان لسليمان عليه السلام ... قوّة أربعين رجلاً في مُباضَعة النساء» : 14 / 72 . المباضَعة : المجامَعة (الهامش : 14 / 72) .

* وعن أبيالحسن عليه السلام :«كان رسول اللّه صلى الله عليه و آلهله بُضْع أربعين رجلاً» : 22 / 211 . البُضْع _ بالضمّ _ : الجماع (المجلسي : 22 / 211) .

.

ص: 129

باب الباء مع الطاء

* وعن أبي جعفر عليه السلام :«كان الحجّاج ابن شيطان يُباضِع ذي الردهة» : 60 / 256 . أي يجامع . وذي الردهة نعت أو عطف بيان للشيطان ، إن لم يكن في الكلام تصحيف (المجلسي : 60 / 256) .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله :«فاطمة بَضْعَة منّي» : 43 / 39 . البَضْعةُ _ بالفتح _ : القطعة من اللحم ، وقد تُكسر ؛ أي أ نّها جزء منّي ، كما أنّ القطعة من اللحم جزء من اللحم (النهاية) .

* وعنه صلى الله عليه و آله في المارقين :«رجل أسود في إحدى يديه مثل ثدي المرأة ، أو مثل البَضْعة» : 22 / 38 .

* وعنه صلى الله عليه و آله :«ستفترق اُمّتي على بِضْعة وسبعين فرقة» : 2 / 312 . البِضْع في العدد _ بالكسر ، وقد يُفتَح _ : ما بين الثلاث إلى التسع ، وقيل : ما بين الواحد إلى العشرة ؛ لأ نّه قطعة من العدد . وقال الجوهري : تقول : بِضْع سنين وبِضْعة عشر رجلاً ، فإذا جاوزت لفظ العشر لا تقول بِضع وعشرون ، وهذا يخالف ما جاء في الحديث (النهاية) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام :«في الباضِعة ثلاث من الإبِل» : 101 / 428 . هي التي تأخذ في اللحم ؛ أي تَشُقُّه وتَقطعه (النهاية) .

* وعنه عليه السلام :«كان رجل يشتري الأردية ، فأردت أن اُبْضِعه ، فقال أبي : لا تَبْضِعه» : 76 / 143 . الإبْضاع : هو أن يدفع الإنسان إلى غيره مالاً ليبتاع به متاعاً ولا حصّة له في ربحه ، بخلاف المضاربة (مجمع البحرين) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«الصحّة بِضاعة ، والتواني إضاعة» : 78 / 173 . البِضاعة _ بالكسر _ : رأس المال ؛ أي الصحة رأس مال الإنسان في اقتناء الصالحات واكتساب السعادات (المجلسي : 78 / 174) .

باب الباء مع الطاءبطأ : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«إيّاكم وفضول المِطعَم ؛ فإنّه ... يُبَطِّئُ بالجوارح للطاعة» : 100 / 27 . أي يؤخّر . يقال : بَطَّأ به وأبْطَأ به بمعنىً (النهاية) .

* وعن زينب عليهاالسلام :«كيف يَستَبطِئ في بغضنا أهل البيت مَن نظر إلينا بالشَّنَف والشنآن ؟!» :

.

ص: 130

45 / 134 . أي لا يطلب منه الإبطاء والتأخير في البغض . والشَّنَف _ بالتحريك _ : البغض والتنكّر (المجلسي : 45 / 153) . وأبطَحُه : حصاه اللّيّن في بطْن المَسيل (النهاية) .

* وفي الحديث :«جاء أهل البِطاح يضجّون : يا رسول اللّه ، الغرق !» : 18 / 2 . البِطاح _ بالكسر _ : جمع الأبْطَح ، وهو مسيل واسع فيه دقاق الحصى (المجلسي : 18 / 4) .

بطح : عن أبي جعفر عليه السلام في الجانّ :«فكَوَّمَ كومةً من بَطْحاء المسجد ، ثمّ وضع ذَ نَبه عليها ، ثمّ مَثَلَ في الهواء» : 46 / 253 . البَطحاء : الحصى الصغار . وبَطحاء الوادي ، وأبطَحُه : حصاه اللّيّن في بطْن المَسيل (النهاية) .

* وفي الحديث :«جاء أهل البِطاح يضجّون : يا رسول اللّه ، الغرق !» : 18 / 2 . البِطاح _ بالكسر _ : جمع الأبْطَح ، وهو مسيل واسع فيه دقاق الحصى (المجلسي : 18 / 4) .

* وفي الاستسقاء :«يناطح الأباطِح ، مُغدَودِقاً مُطبَوبِقاً» : 88 / 322 . والأباطِح جمع أبطَح .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام :«سُمّي الأبطَحُ أبطَحَ لأنّ آدم اُمر أن يَنبَطِح في بَطحاء جَمْع ، فتَبَطَّحَ حتّى انفجر الصبح» : 11 / 166 .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«كلّ مجنون وذي عاهة ينام على وجهه مُنْبَطِحاً» : 10 / 81 . بَطَحَهُ _ كمَنَعَهُ _ : ألقاه على وجهه فانبَطَحَ (المجلسي : 10 / 83) .

* وعن عيسى عليه السلام للحواريّين :«إنّي بَطَحْتُ لكم الدنيا وجلستم على ظهرها» : 14 / 327 . ولعلّه من بَطَحْته بَطْحاً ؛ بمعنى بسطته .

بطر : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«لا تكن عند النعماء بَطِراً ولا عند البأساء فشِلاً» : 33 / 491 . البَطَر : الطغيان عند النعمة وطُول الغنى (النهاية) .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«إنّما الكِبْر بَطَر الحقّ» : 2 / 143 . هو أن يجعل ما جعله اللّه حَقّاً _ من توحيده وعبادته _ باطلاً . وقيل : هو أن يَتَجبَّرَ عند الحقّ فلا يراه حقّاً . وقيل : هو أن يتكبَّرَ عن الحقّ فلا يقبلُه (النهاية) .

.

ص: 131

* وعن أبي عبداللّه الحسين عليه السلام :«إنّي لم أخرج أشَراً ولا بَطَراً» : 44 / 329 .

* وفي حديث الاحتضار :«ومنهم من ... يكون عليه بَطَر أو اضطراب» : 8 / 353 . البَطَر _ بالتحريك _ : الدهش والحيرة (المجلسي : 8 / 353) .

بطرق : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في دقيانوس :«ذات يوم في عيد والبَطارِقة عن يمينه والهراقلة عن يساره» : 14 / 415 . البَطارِقَة : جمع بِطْرِيق ، وهو الحاذق بالحرب واُمورِها بِلُغَة الرُّوم ، وهو ذُو مَنصِب وتَقَدُّم عندهم (النهاية) .

بطش : في حديث الصادق عليه السلام لأبان :«كيف أنت إذا وقعت البَطْشَة بين المسجدين !» : 52 / 134 . قال بعض شرّاح الحديث : كأ نّه إشارة إلى وقعة عسكر السفياني بين المسجدين ، وإلى الفتنة التي من عسكره في عراق العرب ، وظهور رجل مترفِّع من الشيعة في العراق ، ودلالة عسكر السفياني على الشيعة . والمراد من الحديث كلّه ظهور المهديّ عليه السلام(مجمع البحرين) .

بطط : عن أميرالمؤمنين عليه السلام في اُحُد :«شاهت الوجوه ، وقُطَّت وبُطَّت ولُطَّت ، إلى أين تفرّون ؟!» : 20 / 53 . البَطُّ : شَقُّ الدُّمَّل والخُراج ونَحوهما (النهاية) . والقَطّ : القطع ... واللَّطّ : المنع (المجلسي : 20 / 67) .

* ومنه حديث الطبيب :«إنّا نَبُطّ الجرحَ ونكوي بالنّار» : 59 / 67 .

* وعن الحسين بن عليّ عليهماالسلام :«إذا صاح البَطَّة تقول : غفرانك يا اللّه » : 61 / 28 . البَطُّ من طير الماء ، والبَطَّة واحدته ، وليست الهاء للتأنيث ، وإنّما هي للواحد من الجنس ؛ يقال : «هذه بَطَّة» للذكر والاُنثى جميعاً ، مثل حمامة ودجاجة . والبَطّ عند العرب صغاره ، وكباره : الأوز (مجمع البحرين) .

بطل : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في فضيلة سورة البقرة وسورة آل عمران :«فإنّ أخذهما بركة وتركهما حسرة ، ولا يستطيعهما البَطَلَة» . يعني السَّحَرة : 7 / 292 . يقال : أبْطَلَ إذا جاء بالباطل (النهاية) .

* وعنه صلى الله عليه و آله :«يحمل هذا الدين في كلّ قرن عدولٌ يَنْفون عنه تأويل المُبْطِلِين ، وتحريف الغالين» : 2 / 93 .

.

ص: 132

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«أنا مُجدِّل الأبْطال» : 35 / 45 . الأبْطال : جمع البَطَل وهو الشجاع . وقد بَطُلَ _ بالضمّ _ بَطالة وبُطُولة (النهاية) .

* ومنه في الزيارة :«السيّد الحُلاحِل والبَطَل المُنازِل» : 99 / 191 . البَطَل _ بالتحريك _ : الشجاع تَبطُل جِراحتُه فلا يكترث لها ، وتَبطُل عنده دماء الأقران . والمنازَلة : المقابَلة والمبارَزة في القتال (المجلسي : 99 / 194) .

بطن : في أسماء اللّه تعالى :«الباطِن» . معناه : أ نّه قد بَطَنَ عن الأوهام ، فهو باطن بلا إحاطة ، لا يحيط به محيط ؛ لأ نّه قدم الفكر فخبت عنه ، وسَبَقَ العلومَ فلم تُحِط به ، وفاتَ الأوهامَ فلم تَكْتَنِهْهُ ، وحارَتْ عنه الأبصارُ فلم تُدرِكه ، فهو باطن كلّ باطن ، ومحتجب كلّ محتجب ، بَطَنَ بالذات ، وظَهَرَ وعلا بالآيات ، فهو الباطن بلا حجاب ، والظاهر بلا اقتراب . ومعنىً ثانٍ : أ نّه باطن كلّ شيء ؛ أي خبير بصير بما يسرّون وما يعلنون وبكلّ ما ذرأ . وبِطانة الرجل : وَلِيجَته من القوم الذين يداخِلهم ويداخِلونه في دِخْلَة أمرِه . والمعنى : أ نّه عزّوجلّ عالم بسرائرهم ، لا أ نّه عزّوجلّ يبطن في شيء يواريه : 4 / 192 .

* وفي الاستسقاء :«لا تَحبِسْه عنّا لِتَبَطُّنِك سرائرَنا» : 88 / 295 . أي لِعِلْمِكَ ببواطننا وما نسرّه فيها . في القاموس : اِستَبطَنَ أمرَه : أي وَقَفَ على دِخْلَتِه (المجلسي : 88 / 309) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«أبِيتُ مِبْطاناً وحولي بُطون غرثى !» : 40 / 341 . المِبطان : الكثير الأكل ، والعظيم البَطْن (النهاية) .

* ومنه عن عليّ بن الحسين عليهماالسلام :«بات ... آل يعقوب شِباعاً بِطاناً» : 12 / 272 . بَطِنَ _ بالكسر _ يَبْطَن بَطَناً : عظم بطنه من الشبع (المجلسي : 12 / 276) .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في أميرالمؤمنين عليه السلام :«إنّك الأنزع البَطين» . يعني : منزوع من الشرك ، بَطين من العلم : 40 / 78 .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام لابن عبّاس :«جعلتك شعاري وبِطانَتي» : 42 / 181 . بِطانَة الرجل : صاحب سرّه وداخلة أمره الذي يشاوره في أحواله (النهاية) .

* ومنه عن الرضا عليه السلام :«لابدّ من فتنة صَمّاء صَيْلَم يسقط فيها كلّ بِطانَة ووَلِيجة» : 51 / 152 . وليجة الرجل : دخلاؤه وخاصّته (النهاية) . أي يزلّ فيها خواصّ الشيعة (المجلسي : 51 / 153) .

.

ص: 133

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام في المهديّ عليه السلام :«إذا رأيت ذلك التَقَتْ حَلَق البِطان ، ولا مردّ لأمر اللّه » : 47 / 381 . البِطان للقَتَب : الحزام الذي يجعل تحت بطن البعير . ويقال : «اِلتَقَتْ حَلْقَتا البِطان» للأمر إذا اشتدّ (المجلسي : 47 / 381) .

* وعن أحمد الدينوري في أبي جعفر العمريّ :«وَجَدتُه شيخاً متواضعاً عليه مُبَطَّنة بيضاء» : 51 / 301 . بفتح الطاء المشدّدة : الثوب الذي جعلت له بِطانة ، وهي خلاف الظِّهارة . يقال : بَطَّنَ الثوبَ تَبطينا وأبطَنَه : أي جعل له بِطانة (المجلسي : 51 / 306) .

* وفي المعراج :«رأيت في بُطْنان العرش مَلَكاً بيده سيف» : 18 / 353 . أي من وَسَطه . وقيل : من أصله . وقيل : البُطنان : جَمع بَطْن وهو الغامض من الأرض ؛ يريد من دَواخِل العَرش (النهاية) .

* ومنه عن ابن عبّاس :«في بُطنان الفِردَوس قُصور بِيض» : 43 / 224 .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام في الاستسقاء :«تَروَى بها القيعان ، وتَسيل بها البُطْنان» : 88 / 313 . بالضمّ : جمع باطِن ، وهو مسيل الماء ، والغامض من الأرض (المجلسي : 88 / 315) .

* وعنه في القائم عليه السلام :«ينقض بهم طيّ الجنادل من إرم ، ويملأ منهم بُطنان الزيتون» : 51 / 123 . والزيتون : مسجد دمشق ، أو جبال الشام ، وبلد بالصّين (القاموس المحيط) . والمعنى : أنّ اللّه يملأ منهم وسط مسجد دمشق أو دواخل جبال الشام . والغرض بيان استيلاء هؤلاء القوم على بني اُميّة في وسط ديارهم ، والظفر عليهم في محلّ استقرارهم (المجلسي : 51 / 128) .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«الشهيد ... والطعين والمَبْطون» : 78 / 245 . المَبْطون : الذي يموت بمَرَض بَطْنه كالاستِسقاء ونحوه (النهاية) .

* ومنه عن أبي جعفر عليه السلام :«كان أبي مَبطوناً يوم قُتل أبوه عليه السلام» : 45 / 91 .

* وعن سدير :«رأيت أبا جعفر عليه السلام يأخذ عارِضَيْه ويُبَطِّن لِحْيَته» : 46 / 299 . أي يأخذ الشَّعر من تحت الحَنَكِ والذَّقَن (النهاية) .

* وعن أبي جعفر عليه السلام :«إنّ للقرآن بَطْناً ، وللبَطْن بَطْن ، وله ظَهر ، وللظهر ظهر» : 89 / 95 .

.

ص: 134

باب الباء مع الظاء

باب الباء مع العين

أراد بالظَّهر ما ظَهَر بيانه ، وبالبَطْن ما احْتِيج إلى تفسيره (النهاية) .

بطي : عن عليّ بن جعفر :«سألته عن الشراب في الإناء يشرب فيه الخمر ، قدح عيدان أو باطِيَةٌ» : 77 / 160 . الباطِية : الناجُودُ . وحكى سيبويه : البِطْية بالكسر ، ولا عِلمَ لي بموضوعِها ، إلاّ أن يكون أبْطَيتُ لُغَة في أبْطَأتُ (القاموس المحيط) . الناجود : الخمر وإناؤها ، ويظهر من الخبر أ نّه نوع خاصّ من الإناء (المجلسي : 77 / 160) . وعن أبي عمرو : أ نّها إناء من الزجاج يملأ من الشراب يوضع بين الشَّرْب يغترفون منه (الهامش : 77 / 160) .

باب الباء مع الظاءبظر : عن أبي بكر لرسول قريش :«اُمْصُص بَظْر اللاّت» : 20 / 331 . البَظْر _ بفتح الباء _ : الهَنَة التي تَقْطعها الخافِضَة من فَرج المرأة عند الخِتان . ومنه الحديث : «يابن مُقَطِّعَة البُظُور» ، ودعاه بذلك لأنّ اُمّه كانت تختن النساء . والعرب تطلق هذا اللفظ في معرض الذمّ ، وإن لم تكن اُمُّ من يقال له خاتنةً (النهاية) . وقيل : البَظر هَنَة بين ناحِيَتَي الفرج ، وهي ما تبقيه الخافضة عند القطع . واللات : المراد بها الصنم (المجلسي : 20 / 343) .

* وعن معاوية في محفن بن أبي محفن :«وَلما قامَتْ اُمّ محفن عنه ألْأَم وأبخل وأجبن وأعيا لبَظْر اُمّه» : 33 / 254 . وإنّما ذكر هاهنا للاستخفاف به وبنسبه ، واللام للتعليل (المجلسي : 33 / 258) .

باب الباء مع العينبعث : في أسمائه تعالى :«الباعِث» : 4 / 206 . هو الذي يَبْعَث الخَلْقَ ؛ أي يُحييهم بعد الموت يوم القيامة (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام يصف النبيّ صلى الله عليه و آله :«شَهيدُك يوم الدّين ، وبَعِيثُك نِعمَةً» : 16 / 381 . أي مَبعُوثك الذي بَعَثتَه إلى الخَلق ؛ أي أرسَلتَه ، فعيل بمعنى مفعول (النهاية) .

* وعنه عليه السلام :«إذا حانَ أجَلي انبَعَثَ أشقاها» : 5 / 113 . يقال : اِنبَعَثَ فلان لشأنه : إذا ثار

.

ص: 135

ومضى ذاهباً لقضاء حاجته (النهاية) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام :«تَنَوَّقوا في الأكفان ؛ فإنّكم تُبعَثون بها» : 7 / 43 . أي تُنشَرون بها .

* وفي الأوس والخزرج :«كان آخر حرب بينهم يوم بُعاث» : 19 / 8 . هو _ بضمّ الباء _ يوم مشهور . وبُعاث اسم حصن للأوس ، وبعضهم يقوله بالغين المعجمة ، وهو تصحيف (النهاية) .

بعثر : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«كيف بكم لو تناهت بكم الاُمور وبُعْثِرَت القبور !» : 70 / 82 . بُعثِرَت القبور : قُلِبَ ثراها واُخرِجَ موتاها ؛ من قولهم : «تَبَعْثَرَت نفسي» أي جاشَت وانقَلَبت (النهاية) .

بعج : عن أبي جهل :«لو امتنعت لم آمن أن يَبْعَجوا بالحِراب بطني» : 10 / 37 . أي يشقّوا (النهاية) .

* ومنه في الإمام الحسين عليه السلام يوم الطفّ :«فجَعَلَ لا يلحق منهم أحداً إلاّ بَعَجَهُ بسيفه» : 45 / 52 .

* ومنه الخبر :«إنّ أربعة نفر ... سكروا فَتَباعَجُوا بالسكاكين» : 101 / 394 .

بعد : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في أهل النّار :«فقيل لصاحب التابوت : ما بال الأبْعَد قد آذانا ؟!» : 8 / 281 . معناه : المُتَباعِد عن الخير والعِصمة . يقال : بَعِدَ _ بالكسر _ عن الخير فهو باعِد ؛ أي هالك . والبُعد : الهلاك . والأبعَد : الخائن أيضاً (النهاية) .

* وعن العسكريّ عليه السلام :«ما بال عمر أدخل البُعَداء من قريش في الشورى ؟ !» : 2 / 14 . قال الجزري بعد ذكر حديث مهاجري الحبشة : «وجئنا إلى أرض البُعَداء» : هم الأجانب الذين لا قَرابَة بيننا وبينهم ، واحِدُهُم بَعيد (النهاية) .

* وفي أبي براء :«قرأ عليه [ صلى الله عليه و آله ] القرآن فلم يسلم ولم يُبْعِد» : 20 / 147 . أي لم ينكر كثيراً (المجلسي : 20 / 149) .

* ومنه عن الحسين بن عليّ عليهماالسلام :«إن حالَ القضاءُ دون الرجاء ، فلم يُبْعِد من كان الحقُّ نيّته» : 44 / 365 . أي من الخير .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في قومٍ لحقوا بمعاوية :«فبُعْداً لهم وسُحقاً» : 33 / 522 . أي

.

ص: 136

هلاكاً . ويجوز أن يكون من البُعْد ضِدّ القُرب (النهاية) . وقد شاع قولهم : بُعْداً له ، وأبعَدَهُ اللّه .

* وفي كتابه عليه السلام إلى سهل بن حُنيف :«أمّا بَعْدُ» : 33 / 521 . قد تكرّرت هذه اللفظة في الحديث ، وتَقدِير الكلام فيها : أمّا بَعْدَ حَمدِ اللّه تعالى فكذا وكذا . «وبَعْدُ» من ظروف المكان التي بابُها الإضافة ، فإذا قُطِعَت عنها وحُذِفَ المضاف إليه بُنِيَت على الضمّ كقَبْلُ . ومثله قوله تعالى : «للّه الأمر من قَبْلُ ومن بَعْدُ» ؛ أي من قَبْلِ الأشياء ومن بَعْدِها (النهاية) .

* وعنه عليه السلام في قريش :«أمّا بنو عبد شمس فأبْعَدها رأياً» : 34 / 343 . قال ابن ميثم : فلان بَعيد الرأي ، إذا كان يرى المصلحة من بَعيد لقوّة رأيه (المجلسي : 34 / 343) .

بعر : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«لا يفقه الرجل كلَّ الفقه حتّى يرى النّاس في جنب اللّه تبارك وتعالى أمثال الأباعِر» : 74 / 83 . هي جمع بَعير ، ويقع على الذّكر والاُنثى من الإبل ، ويُجمع على أبْعِرَة وبُعران أيضاً (النهاية) .

بعض : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«لو أنَّ الدُّنيا كانت تعدل عند اللّه جناح بَعُوضة ... ما سُقي الكافر منها شربة من ماء» : 74 / 79 . البَعُوضة : واحدةُ البَعوض وهو البَقّ . وقيل : صغاره (النهاية) .

بعع : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«فلمّا ألقت السحابُ ... بَعاعَ ما استَقَلَّت به من العب ء المحمول عليها» : 74 / 327 . البَعاع _ بالفتح _ . شدّة المطر (النهاية) .

بعق : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«وانْشُر علينا رحمتك بالسّحاب المُنْبَعِق» : 88 / 319 . البُعاق _ بالضمّ _ : المطر الكثير الغزير الواسع . وقد تَبَعَّقَ يَتَبَعَّقُ ، وانْبَعَقَ يَنْبَعِقُ (النهاية) .

* ومنه في استسقاء النبيّ صلى الله عليه و آله :«دُفاق العَزائِل جَمّ البُعاق» : 20 / 300 .

بعل : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في صوم التشريق :«فإنّها أيّام أكْل وشُرْب وبِعال» : 93 / 264 . البِعال : النكاح ومُلاعبة الرجل أهلَه . والمُباعَلَة : المُباشَرة . ويقال لحديث العَروسَين : بِعالٌ . والبَعْل والتَّبَعُّل : حُسن العِشرَة (النهاية) .

* وعن الرضا عليه السلام في الزكاة :«أخْرِج منه العُشر إن كان سُقِي بماء المطر أو كان بَعْلاً» : 93 / 45 . هو ما شرِب من النَّخيل بعُروقه من الأرض من غير سَقْي سَماء ولا غيرها . قال

.

ص: 137

باب الباء مع الغين

الأزهري : هو ما يَنْبُت من النَّخل في أرضٍ يَقْرُبُ ماؤها ، فرَسَخَت عُرُوقها في الماء واسْتَغْنَت عن ماء السماء والأنهار وغيرها (النهاية) .

* ومنه عن النبيّ صلى الله عليه و آله في العَجْوة :«إنّها نزل بَعْلُها من الجنّة» : 63 / 128 . أي أصلها . قال الأزهري : أراد ببَعْلِها قَسْبَها الراسخَ عُرُوقُه في الماء ، لا يُسقى بنَضْح ولا غيره ، ويجيء ثمره يابساً له صوت ، وقد اسْتَبْعَلَ النَّخلُ إذا صار بَعْلاً (النهاية) .

* وفي الحديث القدسي :«ووقْع السّهام فبَعِلَ بنفسه» : 92 / 464 . أي دَهِشَ ، وهو بكَسرِ العَين (النهاية) .

باب الباء مع الغينبغت : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«الموت يأتيكم بَغْتَةً» : 1 / 201 . البَغْتَة : الفَجْأة ، يقال : بَغَتَهُ يَبْغَتُهُ بَغْتاً ؛ أي فاجأه (النهاية) .

* وعن الصادق عليه السلام :«للاُمور بَغَتاتٌ ، فكن على حذر» : 75 / 250 . البَغَتات : جمع بَغْتَة ؛ أي الفجأة .

* ومنه عن الحسين بن عليّ عليهماالسلام :«بادروا بصحّة الأجسام في مدّة الأعمار كأ نّكم بِبَغَتات طَوارِقه» : 75 / 120 . والطوارِق : جمع الطارِقة : الداهية (الهامش : 75 / 120) .

بغث : عن الحسين بن عليّ عليهماالسلام متمثّلاً : بُغاث الطّير أكثرها فِراخاًواُمّ الصَّقر مقلاة نَزورُ (1) : 44 / 209 . البُغاثة : هي الضَّعيف من الطير ، وجمعها بُغاث . وقيل : هي لِئامها وشِرارها (النهاية) .

بغر : عن ابن مسلم في ابن حصين :«رأيته يشرب الماء حتّى يَبْغَر ثمّ يقيئه» : 44 / 389 . بَغِرَ الرجلُ _ كفَرِحَ _ بَغَراً : شَرِبَ فلم يَرْوَ ، فهو بَغِير وبَغَر . والبَغَر _ بالتحريك _ : داء وعطش

.


1- .القائل هو عبّاس بن مرداس السلمي .

ص: 138

باب الباء مع القاف

يأخذ الإبل فتشرب فلا تَروى ، وتمرض عنه فتموت (الصحاح) .

بغل : قال ابن عبّاس لعائشة :«يوماً تجَمَّلتِ ، ويوماً تَبَغَّلْتِ ، وإن عشتِ تفَيَّلتِ» : 44 / 154 . البَغْلُ معروف ، وجمع القِلَّة أبْغال ، وجمع الكثرة بِغال . والاُنثى بَغْلَة بالهاء ، والجمع بَغَلات ، مثل سجْدة وسَجَدات ، وبِغالٌ أيضاً (المصباح المنير) .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في الحديبية :«أبغُوني رجلاً يأخذني على غير هذا الطريق» : 20 / 365 . يقال : ابغِني كذا _ بهمزة الوصل _ : أي اطْلُب لي ، وأبْغِني _ بهمزة القطع _ ، أي أعِنّي على الطلب (النهاية) .

* ومنه عن عليّ بن الحسين عليهماالسلام :«يا بُنَيّ أبْغِني وضوء» : 77 / 17 . يقال : بَغَى يَبْغِي بُغاء _ بالضمّ _ إذا طلب .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«أن لا تَبْغِيا الدنيا وإن بَغَتْكُم» : 42 / 256 .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«إنّ أعجل الشرّ عقوبة البَغْي» : 72 / 276 . بَغَى عليه يَبْغِي بَغْياً : عَلا وظَلَمَ وعَدَلَ عن الحقّ واسْتَطالَ وكَذَبَ . وفي مِشْيَتِه : اختالَ . والبَغْيُ : الكثيرُ من البَطَر . وفِئَةٌ باغِيةٌ : خارجَةٌ عن طاعة الإمام العادل (القاموس المحيط) .

* وعنه صلى الله عليه و آله في عمّار :«تَقْتُلُكَ الفِئَة الباغِية» : 22 / 334 .

باب الباء مع القافبقر : في مناهي النبيّ صلى الله عليه و آله :«نهى عن التَّبَقُّر في الأهل والمال» : 73 / 344 . قال الأصمعي : أصل التَّبَقُّر : التوسُّع والتفتُّح ، ومنه يقال : بَقَرْتُ بطنَه ؛ إنّما هو شَقَقتُه وفَتَحتُه . وسمّي أبو جعفر عليه السلام الباقِرَ لأ نّه بَقَرَ العلمَ ؛ أي شَقَّه وفَتَحَه (المجلسي : 73 / 344) .

* ومنه عن أبي عبداللّه عليه السلام :«ما كانت بنو هاشم يحسنون يحجّون ولا يصلّون حتّى علّمهم أبي وبَقَرَ لهم العلمَ» : 26 / 213 . أي وَسَّع وشَقّ (المجلسي : 26 / 213) .

* ومنه عن حبيب بن مظاهر لميثم :«لكأ نّي بشيخ ... قد صُلِب في حبّ أهل بيت نبيّه صلى الله عليه و آله ، ويُبْقَر بطنُه على الخشبة» : 45 / 92 .

.

ص: 139

* وعن العاقب :«يكون الأسد في الباقِر كأ نّه راعيها» : 21 / 300 . الباقِر : جماعة البَقَر مع رعاتها (المجلسي : 21 / 331) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«فسلوني قبل أن تَبْقُر برجلها فتنة شرقيّة تطأ في حطامها» : 51 / 57 . قال الجزري _ بعد أن ذكر حديث رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «فتنةٌ باقِرة تدَع الحليم حيران» _ أي واسعة عظيمة . وفي بعض النسخ بالنون والفاء ؛ أي تنفر ضاربةً برجلها . والضمير في «حطامها» راجع إلى الدّنيا بقرينة المقام ، أو إلى الفتنة بملابسة أخذها والتصرّف فيها (المجلسي : 51 / 57) .

بقط : في الخبر :«إنّ عليّاً عليه السلام حمل على المشركين ، فما زالوا يُبَقِّطُون ؛ يعني تعادوا إلى الجبال منهزمين» : 41 / 68 . أي يَتَعادَوْن إلى الجبل مُتَفَرّقين . بَقَّطَ الرّجلُ ، إذا صعد الجبل . والبَقْط : التَّفرقة (النهاية) .

بقع : عن عليّ بن جعفر :«سألته عن الغراب الأبْقَع والأسود أيحلّ أكله ؟» : 10 / 280 . الأبْقَع ما خالط بَياضَه لونٌ آخر . والبَقَع _ بالتحريك _ في الطير والكلاب بمنزلة البَلَق في الدوابّ (الصحاح) .

* ومنه عن بريد عن أبي جعفر عليه السلام :«اِتَّقِ جمع الأصهب . قلت : وما الأصهب ؟ قال : الأبْقَع . قلت : وما الأبْقَع ؟ قال : الأبرص» : 52 / 269 .

* ومنه عن الإمام الحسين عليه السلام لشمر :«أنت الأبْقَع الذي رأيتك في منامي» : 45 / 56 .

* ومنه عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«اللهمّ في اُصول الشِّيح ومراتع البُقْع» : 10 / 30 . البُقْع _ بالضمّ _ : جمع الأبْقَع . وهو ما خالط بياضَه لون آخر . ولعلّ المراد الغراب الأبقع ؛ فإنّه يفرّ من النّاس ويرتع في البوادي ، ويحتمل أن يكون في الأصل البَقيع أو لفظ آخر ، والظاهر أنّ فيه تصحيفاً (المجلسي : 10 / 49) .

* وعن أبي سفيان :«اُخرُج معي إلى بَقِيع الغَرْقَد» : 44 / 78 . البَقيع من الأرض : المكان المُتَّسِع ، ولا يسمّى بَقيعاً إلاّ وفيه شجر أو اُصولها . وبَقِيعُ الغَرقَد : موضع بظاهر المدينة فيه قُبُور أهلها ، كان به شجر الغَرقَد ، فذهب وبقي اسمه (النهاية) .

بقق : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«مسكين ابن آدم ... تؤلمه البَقّة وتقتله الشّرقة» : 75 / 84 .

.

ص: 140

البَقّ : كبار البعوض ، الواحدة بَقَّة (المصباح المنير) .

* ومنه عن رسول اللّه صلى الله عليه و آلهللحسين عليه السلام :«حُزُقّةٌ حُزُقّهْ تَرَقَّ عينَ بَقَّهْ» : 43 / 286 . الحُزُقّة : القصير الصغير الخُطى ، وعين بَقَّة : أصغر الأعين . أراد بالبَقَّة فاطمة فقال للحسين : «يا قُرَّةَ عينِ بَقَّة تَرَقَّ» .

بقل : عن الوليد :«خرج رسول اللّه صلى الله عليه و آلهيوماً في صحب له حتّى إذا نزلنا على مَبْقَلَة» : 17 / 412 . مَبْقَلَة : موضع البَقْل ، ويقال : كلّ نبات اخضرّت له الأرض فهو بَقْل (المجلسي : 17 / 413) .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله :«من أكل من هاتين البَقْلَتَين فلا يقربنّ مسجدنا» . يعني الثوم والكرّاث : 63 / 205 .

بقي : في أسماء اللّه تعالى :«الباقِي» . معناه : الكائن بغير حدوث ولا فناء ، والبَقاء ضدّ الفناء ، بَقِيَ الشيءُ بَقاءً . ويقال : ما بَقِيَت منهم باقِية ولا وَقَتْهم من اللّه واقِية . والدائم في صفاته هو الباقي أيضاً الذي لا يبيد ولا يفنى : 4 / 190 .

* وفي المؤمن :«أضربه بالنعاس الليلة والليلتين ؛ نظراً منّي إليه وإبقاءً عليه» : 69 / 328 . يقال : أبْقَيتُ عليه اُبْقي إبْقاءً ، إذا رَحِمْتَه وأشْفَقْتَ عليه . والاسم البُقْيا (النهاية) .

* ومنه عن أبي جعفر عليه السلام :«ليس أحد من الظلمة إلاّ ولهم بُقْيا ، إلاّ آل فلان فإنّهم لا بُقْيا لهم» : 46 / 257 . البُقْيا _ بالضمّ _ : الرحمة والشفقة (المجلسي : 46 / 257) .

* وعنه عليه السلام قال :«الإبْقاء على العمل أشدّ من العمل . قال [الراوي] : وما الإبْقاء على العمل ؟ قال : يصل الرجل بِصِلة ويُنفق نفقة للّه وحده لا شريك له فتُكتب له سرّاً ، ثمّ يذكرها فتُمحى فتُكتب له علانية ، ثمّ يذكرها فتُمحى وتُكتب له رياء» : 69 / 292 . الإبْقاء على العمل : أي حفظه ورعايته والشفقة عليه من ضياعه (المجلسي : 69 / 292) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلاملحبيب بن مسلمة :«لا أبْقَى اللّه عليك إن أبْقَيتَ» : 32 / 456 .

* وفي أبي حارثة :«قام فيهم خطيباً ... وكانت فيه بَقِيّة ، وله رأي ورويّة» : 21 / 288 . أي من القوّة ، أو شفقة وإبْقاء على قومه . في القاموس : أبقَيتُ ما بيننا : لم اُبالِغ في إفساده .

.

ص: 141

باب الباء مع الكاف

والاسم : البقيّة . و «اُولو بَقيّةٍ يَنهَون» : أي إبقاءٍ ، أو فَهْمٍ (المجلسي : 21 / 325) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«فإذا طمعنا في خصلة يلمّ اللّه بها شعثنا ونتدانى بها إلى البَقِيّة فيما بيننا رغبنا فيها» : 33 / 369 . أي إلى بَقاء ما بَقِي فيما بيننا من الإسلام كما ذكره ابن ميثم . والأظهر عندي أ نّه من الإبْقاء بمعنى الرحم والإشفاق والإصلاح ، كما في الصحيفة : «لا تُبْقي على من تضرّع إليها» (المجلسي : 33 / 370) .

* وعنه عليه السلام :«الطريق الوسطى هي الجادّة عليها باقِي الكتاب» : 75 / 3 . هو مايَبْقى من أثر مشيه وموضع قدمه كأ نّه مشى على الطريق الوسطى . وقيل : باقِي الكتاب هو ما لم ينسخ منه . لكنّ الأوّل هو الصواب (الهامش : 75 / 3) .

* وعن فاطمة عليهاالسلام :«للّه فيكم عهد قدمه إليكم ، ونحن بَقِيّة استَخلَفَنا عليكم» : 29 / 241 . بَقِيّة الرجل : ما يخلفه في أهله ، والمراد بالبَقِيّة أهل البيت ، وبالعهد ما أوصاهم به فيهم (المجلسي : 29 / 257) .

باب الباء مع الكافبكأ : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«قام النبيّ صلى الله عليه و آله إلى شاة لنا بَكِيء فدرّت» : 37 / 72 . يقال : بَكَأتِ الناقة والشاة إذا قلّ لبنها ، فهي بَكيء وبكيئَة (النهاية) .

بكت : عن أبي عبداللّه عليه السلام :«إنّ اللّه ... إذا أراد بعبدٍ شرّاً حاسبه على رؤوس النّاس وبَكَّتَه» : 7 / 325 . التَّبْكِيت : التَّقْرِيع والتوبيخ . يقال له : يا فاسق ، أما اسْتَحيَيتَ ؟! أما اتَّقَيتَ اللّه ؟! قال الهَروي : و[قد] يكون باليد والعصا ونحوه (النهاية) .

* ومنه ما في حديث المشركين :«لقد استفحل أمر محمّد ... فتعالوا نبدأ بتقريعه وتَبْكِيْتِه» : 9 / 269 .

بكر : عن النبيّ صلى الله عليه و آله في الجمعة :«من غسل يوم الجمعة واغتسل ثمّ بَكَّر وَابْتَكَر» : 89 / 213 . بَكَّرَ : أتى الصّلاة في أوّل وقتها . وكلّ من أسرع إلى شيء فقد بَكَّر إليه . وأمّا ابْتَكَرَ فمعناه أدْرَك أوّل الخُطبة . وأوّل كلّ شيء باكورَتُه . وابْتَكَرَ الرجلُ إذا أكل باكُورة الفواكه .

.

ص: 142

وقيل : معنى اللفظتين واحد ؛ فَعَّلَ وافْتَعَلَ ، وإنّما كُرّر للمبالغة والتوكيد ، كما قالوا : جادٌّ مُجِدّ (النهاية) .

* ومنه عن ابن عبّاس :«كان أميرالمؤمنين عليه السلام يشبه ... الربيع الباكِر» : 32 / 605 . الربيع الباكِر : أي أوّل ما دخل ؛ فإنّه أكثر مطراً وأظهر آثاراً . وكلّ من بادر إلى شيء فقد أبْكَرَ إليه وبَكَّرَ أيّ وقت كان (المجلسي : 32 / 607) .

* ومنه عن عبداللّه بن الحسن :«يا أبا عبداللّه ، ما بَكَّرَ بك ؟ !» : 71 / 126 .

* وفي الخبر :«كانت ضَرَبات عليّ عليه السلام مُبتَكَرات لا عُوناً» : 41 / 67 . أي أنّ ضَرْبَتَهُ كانت بِكْراً يَقتُل بواحدة منها لا يحتاج أن يعيد الضربة ثانياً . يقال : ضربةٌ بِكْرٌ إذا كانت قاطِعَةً لا تُثْنى . والعُون : جمع عَوان ، وهي في الأصل الكَهْلَة من النساء ، ويريد بها هاهنا المثنّاة (النهاية) .

* وفي ليلة المبيت :«فجعل خالد يقمص قماص البَكْر» : 19 / 61 . البَكْر _ بالفتح _ : الفَتِيُّ من الإبل ، بمنزلة الغلام من الناس . والاُنثى بَكْرَة . وقد يُستعار للناس (النهاية) .

* وفي ليلة العقبة :«فجاءت قريش على بَكْرَة أبيها قد أخذوا السلاح» : 19 / 48 . هذه كلمة للعرب يريدون بها الكَثرة وتوفّر العَدَد ، وأ نّهم جاؤوا جميعاً لم يَتَخَلَّف منهم أحد ، وليس هُناك بَكْرَة في الحقيقة ؛ وهي التي يُستَسقى عليها الماء ، فاستُعيرت في هذا الموضع (النهاية) .

بكك : عن أبي جعفر عليه السلام في مكّة :«كانت تُسمَّى بَكَّة ؛ لأ نّها تبكّ أعناق الباغين إذا بغوا فيها» : 15 / 170 . قيل : بَكَّة موضع البَيت ومكّة سائر البلد . وقيل : هما اسم البَلدَة ، والباء والميم يتعاقبان . وسُمِّيَت بَكَّة لأ نّها تَبُكُّ أعناق الجَبابرة ؛ أي تَدُقّها (النهاية) .

* ومنه سأل رجلٌ أمير المؤمنين عليه السلام :«لِمَ سُمِّيَت بَكَّة ؟ قال عليه السلام : لأ نّها بَكَّت رقاب الجبّارين ، وأعناق المذنبين» : 10 / 127 .

* وعن أبي جعفر عليه السلام :«إنّما سُمِّيت مكّةُ بَكَّة لأنّه يُبَكّ بها الرجال والنساء» : 80 / 334 . أي لأنّ النّاس يَبُكُّ بعضهم بعضاً في الطواف ؛ أي يَزْحَمُ ويَدْفَع (النهاية) .

.

ص: 143

باب الباء مع اللام

* وسأل رجلٌ أميرالمؤمنين عليه السلام :«أين بَكَّة من مكّة ؟ فقال : مكّة أكناف الحرم ، وبَكَّة موضع البيت» : 10 / 127 .

بكل : في الحديث :«نَوْف البِكالي» : 75 / 28 . بِكال _ ككتاب _ بطن من حِمْيَر ، منهم نَوْف بن فُضالة التابعيّ (القاموس) . وقال في مجمع البحرين : هو بفتح الباء وتخفيف الكاف كان صاحب عليّ عليه السلام . ونقل عن ثعلب أ نّه منسوب إلى بَكالَة ؛ قبيلة . وقال القطب الراوندي : هو منسوب إلى «بَكال» حَيّ من هَمْدان . وقال ابن أبي الحديد : إنّما بنو بِكال _ بكسر الباء _ قبيلة من حِميَر ، فمنهم هذا الشيخ وهو نَوْف بن فضالة صاحب عليّ عليه السلام (مجمع البحرين) .

بكا : عن أبي عبداللّه عليه السلام :«مَن أنشَدَ في الحسين شعراً فتَباكَى فله الجنّة» : 44 / 282 . تَباكَى : أي تَكَلَّف البُكاءَ (النهاية) .

* وعنه عليه السلام :«إن لم يَجِئك البُكاء فتَباكَ» : 90 / 334 .

باب الباء مع اللامبلبل : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«لَتُبَلْبَلُنَّ بَلْبَلَة ، ولَتُغَرْبَلُنَّ غَرْبَلَة» : 5 / 218 . أي لتخلطنّ ؛ من تَبَلْبَلَت الألسن أي اختَلَطَت ، أو من البَلابِل وهي الهموم والأحزان ووسوسة الصدر : (المجلسي : 5 / 218) .

* وفي كتابه عليه السلام لشريح :«فما أدرَكَ هذا المشتري فيما اشترى من دَرَك ، فَعَلى مُبَلْبِل أجسام الملوك ... إشخاصهم جميعا إلى موقف العرض والحساب» : 41 / 156 . ما : شرطيّة . وأدرَكَ بمعنى لَحِقَ ، واسم الإشارة مفعوله . والدَرَك _ بالتحريك _ : التَّبِعة . والبَلْبَلَة : الاضطراب والاختلاط وإفساد الشيء بحيث يخرج عن حدّ الانتفاع به ، والمراد به : الموت أو مَلَكه أو الربّ تعالى شأنه . وقوله : «إشخاص» مبتدأ ، و«على مُبَلْبِل» خبره (المجلسي : 41 / 157) .

* وعنه عليه السلامفي الصوم :«ثلاثة أيّام في كلّ شهر يذهب بَلابِل الصدر» : 93 / 341 .

بلج : عن اُمّ معبد في صفة النبيّ صلى الله عليه و آله :«ظاهر الوضاءة ، أبْلَج الوجه» : 19 / 41 . أي

.

ص: 144

مُشرِقُ الوجه مُسْفِرُه . ومنه : «تَبَلَّجَ الصُّبح وانْبَلَجَ» . فأمّا الأبْلَج _ فهو الذي قد وَضَح ما بين حاجبيه فلم يَقترنا ، والاسم البَلَج _ بالتحريك _ لم تُرِدْه اُمّ معبد ؛ لأ نّها قد وَصَفَتْه في حديثها بالقَرَن (النهاية) .

* ومنه عن الوالبيّة في صفة الإمام الباقر عليه السلام :«النور الأبْلَج المُسْرج» : 46 / 259 . الأبْلَج : الواضح والمضيء (المجلسي : 46 / 259) .

* ومنه عن ابن مهزيار في صفة صاحب الأمر عليه السلام :«واضح الجَبين ، أبْلَج الحاجب» : 52 / 34 . البُلْجَة : نقاوة ما بين الحاجبين . يقال : رجلٌ أبْلَجُ بَيِّنُ البَلَج إذا لم يكن مقروناً (المجلسي : 52 / 38) .

* وفي الدعاء :«يا مَن دَلَعَ لسان الصباح بنطق تَبَلُّجِه» : 84 / 339 . بُلْجَة الصبح _ بالضمّ والفتح _ : ضوؤه .

* وعن الحسن بن عليّ عليهماالسلام :«الحقّ أبْلَج ، والباطل لَجْلَج» : 44 / 122 . أي أنّ الحقّ ظاهر ، والباطل غير مستقيم بل متردّد (المجلسي : 91 / 248) .

بلح : عن أبي عبداللّه عليه السلام :«التمر ... يكون مرّة بَلَحاً ومرّة بُسْراً» : 4 / 183 . البَلَح : أوّل ما يُرطِب من البُسر ، واحدها بَلَحة (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«إنّ من ورائكم اُموراً مُتماحِلةً رُدُحاً ، وبلاءً مُبْلِحاً» : 41 / 317 . أي مُعْيِياً . بَلَّحَ الرجلُ : إذا انقطع من الإعياء فلم يقدر أن يتحرّك . وقد أبْلَحَهُ السَّير فانقُطِع به . يريد به وقوعهم في الهلاك بإصابة البلاء . وقد تُخَفَّف اللام (النهاية) .

بلد : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«وطِّنوا أنفسكم على ... المُبالَطَة والمُبالَدَة» : 32 / 566 . في القاموس : بالَطَ القومُ : تَجالَدوا بالسيوف ، كتَبالَطوا ، وبَني فُلانٍ : نازَلوهم بالأرض . وقال : المُبالَدَة : المُبالَطَة بالسيوف والعِصيّ (المجلسي : 32 / 566) .

* وعنه عليه السلام :«إنّ المنيّة قبل الدنيّة ، والتَّجَلُّد قبل التَّبَلُّد» : 74 / 284 . البَلادَةُ نقيض النفاذ والمضيّ في الأمر . ولعلّ معناه أنّ الإنسان إذا تَجَلَّد وتَصَبَّر على الأمر وصل إلى الراحة التي هي عدم التَّبَلُّد . واللّه أعلم (مجمع البحرين) .

.

ص: 145

بلدح : عن أميرالمؤمنين عليه السلام في مصقلة بن هبيرة :«قد حمل حمالة ، ولا أراكم إلاّ وسَتَرْونَه عن قريب مُبَلْدِحاً» : 33 / 416 . بَلْدَحَ : ضَرَبَ بنَفْسِه الأرضَ ، ووَعَدَ ولم يُنجِز العِدَة (القاموس المحيط) .

* وفي صلح الحديبية :«قالوا : يا رسول اللّه ... الوادي يابس ، وقريش في بَلْدَح في ماء كثير» : 18 / 37 . بفتح الباء وسكون اللام والحاء المهملة : اِسم موضع بالحجاز قُرْب مكّة (النهاية) .

بلس : في الحديث :«أبْلَسَ ابن أبي العوجاء ولم يدرِ ما يقول» : 10 / 210 . أبْلَسَ أي اُسكِتَ . والمُبْلِس : الساكت من الحُزْن أو الخَوْف . والإبْلاس : الحَيْرَة (النهاية) .

* ومنه الحديث :«فَبَقِيَ يَحيَى والفقهاء بُلْساً خُرْساً» : 10 / 385 .

* ومنه عن الرضا عليه السلام :«سُمّي إبْلِيس لأنّه أبْلَسَ من رحمة اللّه » : 60 / 242 . الإبْلاس : الحُزن المعترض من شدّة اليأس ، يقال : أبْلَسَ فلانٌ . ومنه اشتُقّ إبْلِيس فيما قيل . قال تعالى : «ويوم تَقومُ الساعةُ يُبْلِسُ المُجرمون» .

* ومنه عن أبي جعفر عليه السلام :«أعوذ بك من شرّ ما يُبْلِس به إبْلِيس وجنوده» : 83 / 294 . كذا في أكثر النسخ ، وفي بعضها : «ما يُلَبِّس» ؛ من التلبيس ، وهو ظاهر ... فالمعنى : من شرّ الذنوب التي صارت سبباً ليأس إبليس من رحمة اللّه ، أو ما يسكت فيه _ حيلةً ومكراً _ ليتمّ إضلاله . ويمكن أن يكون استُعمل بأحد المعاني السابقة متعدّياً وإن لم يرد في اللغة ، أو يكون اشتقاقاً جعليّاً ؛ أي ما يُعمِل فيه شيطنته (المجلسي : 83 / 294) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«قد اُدرِجَ في أكفانه مُبْلِساً ، وجُذِبَ منقاداً سلساً» : 74 / 428 . أي آيساً من أهله وماله .

* وفي الخبر :«من أراد أن يرقّ قلبه فَلْيُدمِن أكل البَلَس» : 63 / 186 . هو بفتح الباء واللام : التّين . وقيل : هو شيء باليمن يُشْبه التّين . وقيل : هو العَدَس . وهو عن ابن الأعرابي مضموم الباء واللام (النهاية) .

بلط : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في المعراج :«ضربت بيدي إلى بَلاطه فشَمَمتُه فإذا هو مسك» :

.

ص: 146

8 / 26 . البَلاط : ضَربٌ من الحِجارة تُفرَش به الأرض (النهاية) .

* وعنه صلى الله عليه و آلهفي حديث الكنيسة :«عدّوا سبع بَلاطات ، ثمّ ارفعوا البَلاطة الثامنة فإنّكم تجدُون تحتها عصا موسى عليه السلام» : 18 / 132 .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«وطِّنوا أنفسكم على ... المُبارَزة والمُبالَطة» : 32 / 566 . المُبالَطة : المُضارَبة بالسيوف . وتَبالَطوا : أي تَجالَدوا (الصحاح) .

بلطح : في رؤيا فاطمة بنت أسد :«خرج [ السيف ] عن يدي ، ومَرّ نحو الجبال يَجُوب بُلاطِحها ، ويخرق صُلاطِحها» : 35 / 42 . البُلْطُح : المكان الواسع ، وكذا الصُّلْطُح (1) . وصُلاطِحٌ بُلاطِحٌ : إتْباع (المجلسي : 35 / 44) .

* ومنه عن الحسن بن عليّ عليهماالسلام في الاستسقاء :«اِسقِنا مطراً ... سُلاطِحاً بُلاطِحاً» : 88 / 322 . السُّلاطِح _ كعُلابِط _ : العريض . وسُلاطِحٌ بُلاطِحٌ : إتباع (القاموس المحيط) .

بلعم : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«إذا وَلِيَ الاُمّة الأعيَن الواسع البُلْعوم ... فلتأخذ الاُمّة حذرها منه» : 22 / 416 . البُلْعُوم _ بالضمّ _ والبُلْعُم : مَجرى الطعام في الحلق ، وهو المريء (النهاية) .

* وعنه صلى الله عليه و آله :«يجتمع أمر هذه الاُمّة على رجل واسع السُّرْم ، ضخم البُلْعُوم» : 44 / 60 . يريد على رجل شديدٍ عَسُوف ، أو مُسرِف في الأموال والدماء ، فوصفه بسعة المَدخَل والمَخرَج (النهاية) .

بلغ : عن أبي عبداللّه عليه السلام :«اللهمّ صبّ الرزق علينا صبّاً صبّاً ، بَلاغاً للآخرة والدنيا» : 83 / 6 . البَلاغ : ما يُتَبَلَّغ ويُتَوَصَّل به إلى الشيء المطلوب (النهاية) .

* ومنه عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في الاستسقاء :«تجعله بَلاغاً للحاضر مِنّا والباد» : 20 / 299 .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام في تحريم الخمر :«فأمره أن ينال منه بقدر البُلْغَة لا غير» : 62 / 134 . البُلْغَة _ بالضمّ _ : ما يُتَبَلَّغ به من العيش (القاموس المحيط) .

* ومنه عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«الدنيا دار بلاء ، ومنزل بُلْغَة وعناء» : 74 / 185 .

.


1- .ويقال أيضاً : السلاطح _ بالسين _ كما سيأتي وكما في كتب اللغة .

ص: 147

بلق : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«إنّ في الجنّة لشجرةً يخرج من أعلاها الحُلَل ، ومن أسفلها خَيلٌ بُلْق» : 93 / 115 . جمع أبْلَق ، وهو الذي في لونه سواد وبياض .

* ومنه الحديث :«قلت للصادق عليه السلام : وما الدابّة المشهورة ؟ قال : البَلْقاء» : 75 / 252 . مؤنّث الأبْلَق ، كحمراء وأحْمَر (الهامش : 75 / 252) .

* وفي تبوك :«قدم عساكرُ الروم البَلْقاء» : 21 / 210 . البَلْقاء : بلد بالشام .

بلقع : عن أبي جعفر عليه السلام :«إنّ اليمين الكاذبة وقطيعة الرّحم لَتَذَران الديار بَلاقِعَ من أهلها» : 71 / 134 . البَلاقِع : جمع بَلْقَع وبَلْقَعَة ، وهي الأرض القَفْر التي لا شيء بها . يريد أنّ الحالف بها يَفْتَقِرُ ويذهب ما في بيته من الرزق . وقيل : هو أن يُفرّق اللّه شمله ويُغَيِّر عليه ما أولاه من نِعَمِه (النهاية) .

* ومنه عن دعبل : ديار رسول اللّه أصبحن بَلْقَعاًوآل زيادٍ تسكن الحجرات : 49 / 250 .

* ومنه عن الجهم في صفّين :«عرّس بنا في أرض بَلْقَع» : 33 / 39 .

بلل : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«فإن شَكَوْا ... انقطاع شرْب أو بالَّة» : 33 / 606 . الشِّرب _ بالكسر _ : الحظّ من الماء . ويقال : لا تَبُلُّكَ عندي بالَّة : أي لا يُصيبك منّي ندىً ولا خَيْر (النهاية) .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«بُلُّوا أرحامَكم ولَو بِالسَّلام» : 74 / 165 . أي نَدُّوها بِصِلَتِها . وهم يُطْلِقون النَّداوَة على الصّلة كما يُطلقون اليُبْس على القَطيعة ؛ لأ نّهم لمّا رأوا بعضَ الأشياء يَتَّصِل ويختلِط بالنَّداوة ويحصل بينهما التَّجافي والتفرُّق باليُبْس استعاروا البَلَلَ لمَعْنَى الوَصْل ، واليُبسَ لمعنى القطيعة (النهاية) .

بلور : في مائدة فاطمة عليهاالسلام :«فدَخَلتْ فرأتْ فيه طبقاً من البِلَّور» : 43 / 311 . هو بكسر الباء مع فتح اللام _ كسِنَّوْر _ وبفتح الباء مع ضمّ اللام _ كتَنُّور _ : حجر من المعادن ، واحدته بِلَّوْرة (مجمع البحرين) .

.

ص: 148

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في خلق نوره صلى الله عليه و آله :«كان أصل ذلك القميص من ستّة أشياء ... ودِخْرِيصه من البِلَّور الأصفر» : 15 / 5 .

بله : عن النبيّ صلى الله عليه و آله :«إنّ اللّه يقول ... ولا خَطَرَ على قَلْب بَشَر ، بَلْهَ ما أطْلَعْتُكُم عليه» : 8 / 92 . بَلْهَ : من أسماء الأفعال بمعنى دَعْ واتْرُك ، تقول : بَلْهَ زيداً . وقد يوضع مَوضع المصدر ويُضاف ، فيقال : بَلْهَ زيدٍ ؛ أي تَرْكَ زيدٍ . وقوله : «ما أطْلَعْتُكُم عليه» يحتمل أن يكون مَنصوب المَحَلّ ومجروره على التَّقدِيرَين ، والمعنى : دَعْ ما أطْلَعْتُكُمْ عليه من نَعيم الجنّة وعَرَفْتُمُوه من لذّاتها (النهاية) .

* ومنه في كتاب معاوية لأميرالمؤمنين عليه السلام :«فكيف يكون حال من قَتَلَ أعلام المسلمين وسادات المهاجرين ؟ ! بَلْهَ ما طحنت رحا حربه» : 33 / 81 .

* وعن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمّد عليهماالسلام قال :«قال النبيّ صلى الله عليه و آله : دخلتُ الجنّة فرأيتُ أكثر أهلها البُلْه . قال : قلت : ما الأبْلَه ؟ فقال [ عليه السلام] : العاقل في الخير ، الغافل عن الشرّ ، الذي يصوم في كلّ شهر ثلاثة أيّام» : 67 / 9 . البُلْهُ _ جمع الأبْلَه _ : هو الغافل عن الشَّرّ ، المَطْبوع على الخَيْر . وقيل : هم الذين غَلَبَت عليهم سلامة الصُّدور وحُسن الظنّ بالنّاس ؛ لأ نّهم أغْفَلوا أمرَ دُنياهُم فَجَهِلوا حِذْقَ التَّصَرُّفِ فيها ، وأقبَلُوا على آخِرتِهم فَشَغَلُوا أنفُسَهُم بها ، فَاسْتَحَقُّوا أن يكونوا أكثر أهل الجنّة . فأمّا الأبْلَه وهو الذي لا عقل له فغير مُرادٍ في الحديث (النهاية) .

* وعن أبي جعفر عليه السلام :«إذا كان يوم القيامة احتجّ اللّه عزّوجلّ على خمسة ... والأبْلَه ، والمجنون الذي لا يعقل» : 5 / 289 . الأبْله : هو مَنْ ضَعُفَ عَقْلُه وعَجَز رأيه (الهامش : 5 / 289) .

بلهن : في الحديث :«وما ذكرتُ ... وأنا في بُلَهْنِيَةٍ إلاّ كدَّرها ، ولا شدّة إلاّ فرَّجها» : 65 / 196 . بضمّ الباء : الرَّخاءُ وسَعَةُ العَيش (المجلسي : 65 / 199) . يقال : هو في بُلَهْنِيَةٍ من العيش ؛ أي سَعة ورفاغِية . وهو مُلحَق بالخماسيّ بألف في آخره ، وإنّما صارت ياءً لكسرة ما قبلها (الصحاح) .

* ومنه عن فاطمة عليهاالسلام :«أنتم في بُلَهْنِيَةٍ وادِعون آمِنون» : 29 / 270 .

بلا : في الحديث القُدسي :«إنّما أبْتَلِيه لما هو خير له ... فليصبر على بَلائي» : 69 / 331 . قال

.

ص: 149

باب الباء مع النون

القتيبي : يقال : من الخير أبْلَيْتُهُ اُبْلِيهِ إبْلاءً ، ومن الشرّ بَلَوْتُهُ أبْلُوهُ بَلاءً . والمعروف أنّ الابْتِلاء يكون في الخير والشرّ معاً من غير فرق بين فِعْلَيهِما ، ومنه قوله تعالى : «ونَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً» (النهاية) .

* وعن الرضا عليه السلام في حديث المأمون :«وكافَأ إحسانَ المُحسنين ، وحَفِظَ بَلاءَ المُبْلِين» : 49 / 158 . الإبْلاء : الإنعام والإحسان ، يقال : بَلَوْت الرَّجلَ وأبْلَيتُ عنده بَلاءً حسناً . والابْتِلاءُ في الأصل الاختِبارُ والامتحان ، يقال : بَلَوْتُهُ وأبْلَيْتُه وابْتَلَيْتُه (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«الأقاويل محفوظة ، والسرائر مَبْلُوّة» : 75 / 83 . أي بَلاها اللّه واخْتبرها وعلمها . يريد أنّ ظاهر الأعمال وخفيّها معلوم للّه (الهامش : 75 / 83) .

* وفي عهده عليه السلام إلى مالك الأشتر :«إنّ أحقَّ مَن حسُن ظنّك به لَمَن حسُن بَلاؤك عنده» : 74 / 245 . أي اختبارك عنده .

* وعنه عليه السلام :«لو وجدتُ يوم بويع أخو تيم أربعين رهطاً لجاهدْتُهم في اللّه إلى أن اُبْلي عذري» : 29 / 420 . أبْلاهُ عُذْراً : أدّاهُ إليه فَقَبِلَهُ (القاموس المحيط) .

* وفي الحديث القدسي :«هؤلاء في الجنّة ولا اُبالِي ... هؤلاء في النّار ولا اُبالِي» : 5 / 255 . حكى الأزهري عن جماعة من العلماء أنّ معناه : لا أكره (النهاية) .

* ومنه عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«من لم يُبالِ من أين اكتسب المال ، لم يُبالِ اللّه عزّوجلّ من أين أدخله النّار» : 74 / 86 .

باب الباء مع النونبنج : عن أبي إبراهيم عليه السلام في وصف الدواء :«يُؤخَذُ سنبل ... وبَنْج وخَرْبَق» : 59 / 179 . البَنْج _ كفَلْس _ تعريب «بَنْك» : نبت معروف له حبّ يُسكِر (مجمع البحرين) . المراد بالبَنْج بزره أو ورقه قبل أن يعمل ويصير مسكِراً . وقد يقال : إنّه نوع آخر غير ما يعمل منه المسكِر (المجلسي : 59 / 179) .

بنق : عن رجل من ثقيف :«اِستعمَلَني عليّ بن أبي طالب عليه السلامعلى بانِقْيا» : 41 / 128 . قال

.

ص: 150

ابن إدريس في السرائر : «بانِقْيا» هي القادسيّة وما والاها من أعمالها ، وإنّما سمّيت القادسيّة بدعوة إبراهيم عليه السلام ؛ فإنّه قال : «كونِي مقدَّسة» أي مطهَّرة . وإنّما سُمّيَت «بانِقْيا» لأنّ إبراهيم عليه السلاماشتراها بمائة نعجة من غنمه ؛ لأنّ «با» مائة ، و «نِقْيا» شاة بِلُغة النبط . وقد ذكر «بانِقْيا» أعشى قيس في شعره ، وفسّره علماء اللغة وواضِعو كتب الكوفة من أهل السيرة بما ذكرناه (المجلسي : 41 / 129) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«إنّ إبراهيم عليه السلاممرّ ببانِقْيا فكان يُزَلْزَل بها ، فبات بها فأصبح القوم ولم يُزَلْزَل بهم ... فقالوا : أقم عندنا ونحن نجري عليك ما أحببت ، قال : لا ، ولكن تبيعوني هذا الظهر ولا يُزَلْزَل بكم ... فاشتراه بسبع نعاج وأربعة أحمرة ، فلذلك سمّي بانِقْيا ؛ لأنّ النعاج بالنبطيّة نِقْيا» : 12 / 77 .

بنن : عن أميرالمؤمنين عليه السلام في جنود إبليس :«يضربون منكم كلّ بَنان» : 14 / 466 . هي الأصابع . وقيل : أطرافها . واحدتها بَنانَة (النهاية) . سُمّيت بَنانَة لأنّ بها صلاح الأحوال التي تستقرّ معها (مجمع البحرين) .

* ومنه في صحيفة إدريس عليه السلام :«ما يحيط خطّ كلّ بَنان ، ولا يحوي نُطق كلّ لسان» : 92 / 458 .

بنا : في موسى عليه السلام :«انّ الملك قد تَبنَّى ابْناً» : 13 / 39 . أي اتَّخَذه ابْناً ، وهو تَفَعَّل من الابن (النهاية) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام :«كنت آمر في كلّ يوم أن يوضع عشر بُنَيّات ، يقعد على كلّ بُنَيَّة عشرة ، كلّما أكل عشرة جاء عشرة اُخرى ، يُلقى لكلّ نفس منهم مدّ من رطب» : 47 / 51 . في بعض النسخ : «بُنَيّات» بالباء الموحّدة ثمّ النون ثمّ الياء المثنّاة التحتانية على بناء التصغير . قال في النهاية : في الحديث : «أ نّه سأل رجلاً قَدِم من الثغر : هل شرب الجيش في البُنَيّات الصغار ؟ قال : لا ، إنّ القوم ليُؤْتَون بالإناء فيتداولونه حتّى يشربوه كلّهم» . البُنَيّات هاهنا : الأقداح الصغار . وقال : بَسَطْنا له بِناءً : أي نِطْعاً ، هكذا جاء تفسيره ، ويقال له أيضاً : «المَبْناة» . انتهى .

.

ص: 151

باب الباء مع الواو

وفي بعض النسخ : «ثُبْنَة» بالثاء المثلّثة ثمّ الباء الموحّدة فالنون ، وهو أظهر (المجلسي : 47 / 51) . ويأتي في محلّه .

* وعن أبي طالب لقريش :«وربّ البَنِيَّة لا يقوم منكم أحد إلاّ جللته بالسيف» : 35 / 126 . يُريد الكعبة . وكانت تُدعى بَنِيَّة إبراهيم عليه السلام ؛ لأ نّه بناها ، وقد كثر قَسَمُهُم بربّ هذه البَنِيَّة (النهاية) .

* وفي الدعاء :«اللهمّ صلِّ على محمّد وآل محمّد وشَرِّف بُنْيانَه» : 87 / 132 . أي اجعل بناء دينه وشريعته مشرفاً عالياً (المجلسي :87 / 220) .

* وفي حديث هيت ومانع :«قالا لرجل : إذا افتتحتُم الطائف ... فعليك بِابْنَة غيلان ... إذا جلستْ تَبَنَّت» : 22 / 88 . كما في روايات العامّة . أي فَرَّجَت رجليها لضِخَم رَكَبِها ، كأ نّه شبَّهها بالقُبَّة من الأدَم ، وهي المَبْناة لِسمنها وكثرة لحمها . وقيل : شَبَّهها بها إذا ضُربت وطُنِّبَت انفرجت ، وكذلك هذه إذا قعدت تَرَبَّعَت وفَرَّجت رجْليها (النهاية) . لكن المجلسي ذكرها بلفظ «تَثَنَّت» ، قال : أي تردّ بعضَ أعضائها على بعض ؛ من ثَنَى الشيءَ ، كسَعَى (المجلسي : 22 / 89) .

* وعن أبي إبراهيم عليه السلام :«حدّثني أبي أ نّه حيث بَنَى بالثقفية ...» : 26 / 216 . البِناء : الدخول بالزوجة . والأصل فيه أنّ الرجل كان إذا تزوّج امرأة بَنَى عليها قُبَّة ليَدخُل بها فيها ، فيقال : بَنَى الرجل على أهله . قال الجوهري : ولا يقال بَنَى بأهله . وهذا القول فيه نظر ؛ فإنّه قد جاء في غير موضع من الحديث وغير الحديث . وعاد الجوهري استعمله في كتابه (النهاية) .

باب الباء مع الواوبوأ : عن أميرالمؤمنين عليه السلام في السقيفة :«وإلاّ فَبُوؤوا بالظلم وأنتم تعلمون» : 28 / 185 . أي الْتَزِموا وارجِعوا وأقِرّوا . وأصلُ البَواء اللُّزوم (النهاية) .

* وعن اُبيّ بن خلف :«هذا ابن أبي كبشة ، بُؤ بذنبك ، لا نجوتُ إن نجوتَ !» : 20 / 95 . أي اعْتَرِف ، أو ارْجِع به (المجلسي : 20 / 100) .

.

ص: 152

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«فيكون الثواب جزاءً ، والعقاب بَواءً» : 5 / 316 . أي سواء (النهاية) .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله :«فمَن كَذب عَلَيّ مُتَعمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقعده من النّار» : 2 / 160 . قد تكرّرت هذه اللفظة في الحديث ، ومعناها : لِيَنْزِل مَنْزِلَهُ مِن النّار . يقال : بَوَّأه اللّه مَنزِلاً ؛ أي أسكَنَه إيّاه ، وتَبَوَّأتُ مَنْزِلاً ؛ أي اتَّخَذتُه . والمَباءَة : المنزل (النهاية) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام في أهل القبور :«فكلتا الغايتين مدَّت لهم إلى مَباءَة» : 74 / 434 . أي ضُرِب لها أجل ينتهون فيه إلى مَباءة ، وهي المرجع إلى الجنّة أو النّار .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله :«مَنِ اسْتطاع مِنْكم الباءَة فليَتزوَّج» : 100 / 220 . الباءَة : مُؤَن النكاح ، وبالمدّ _ لغةً _ : الجماع ، ثمّ قيل لعقد النكاح . وحكي في ذلك أربع لغات : «الباءة» _ بالمدّ مع الهاء _ وهو المشهور . وحذفها . و«الباهَة» _ وزان العاهة _ . و«الباه» _ مع الهاء _ . وقيل : الأخيرة تصحيف . وإنّما سمّي النكاح «باهاً» لأ نّه من المباءَة : المنزل ؛ لأنّ من تزوّج امرأة بَوَّأها منزلاً . وقيل : لأنّ الرَّجل يَتَبَوَّأ مِنْ أهلِه ؛ أي يتمكّن ، كما يَتَبَوَّأ من منزله (مجمع البحرين) .

بوج : عن جندب : «أنّ عليّا عليه السلام اِجتمع عنده في يوم عيد أطعمة فقال :اِجْعَلْها بَأْجاً ، وخلط بعضها ببعض» : 40 / 326 . قال الفيروزآبادي : بأجا واحدا : أي لونا وضَربا ، وقد لا يُهمز (المجلسي : 40 / 326) . وهو فارسيّ معرّب .

بوح : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«لقد اندمجت على علم لو بُحْتُ به لاضطربتم» : 28 / 234 . أي أجهر به ؛ مِن باحَ بالشيء يَبُوح به : إذا أعلَنَه (النهاية) .

* وعنه عليه السلام :«إنّ اللِّسان يَبُوح من القلب» : 74 / 273 . وفي بعض النسخ : «ينزح» .

* وعنه عليه السلام لمعاوية :«لئن جمعَتْني وإيّاك جوامعُ الأقدار لا أزال بِباحَتِك حتّى يحكم اللّه بيننا» : 33 / 117 . من باحَة الدّار : وَسَطها (المجلسي : 33 / 118) .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آلهفي أشراط الساعة :«إن سكتوا اسْتَباحُوهم ليَستَأثروا بفيئهم» : 6 / 307 . اِسْتَباحَهُم : اِسْتأصَلَهُم (المجلسي : 6 / 309) .

* ومنه عن الكاظم عليه السلام :«أصبحت في أمان اللّه الذي لا يُسْتَباح» : 87 / 135 . أي لا يعدّ

.

ص: 153

نقض ذلك الأمان مُباحاً ؛ كناية عن عدم جرأة أحد على نقضه . ويقال : اِسْتَباحُوهم ؛ أي استَأْصَلوهم (المجلسي : 87 / 221) .

* وعن البزنطي عن الرضا عليه السلام قال :«قُدّام هذا الأمر قتلٌ بَيُوح . قلت : وما البَيُوح ؟ قال : دائم لا يفتر» : 52 / 182 . البُوح _ بالضمّ _ : الاختلاط في الأمر . وباحَ : ظَهَرَ ، وبِسِرّه بَوْحاً وبُؤوحاً وبُؤوحَةً : أظهَرَه ، وهو بَؤوحٌ بما في صدره . واسْتَباحَهُم : استَأصَلَهُم (القاموس المحيط) .

* وفي رواية اُخرى عن البزنطي قال :«سمعت الرضا عليه السلام يقول : قبل هذا الأمر بُؤوح ، فلم أدرِ ما البُؤوح ، فحججت فسمعت أعرابيّاً يقول : هذا يوم بُؤوح ، فقلت له : ما البُؤوح ؟ فقال : الشديد الحَرّ» : 52 / 242 .

بور : عن الرضا عليه السلام :«الإمام ... عزّ المسلمين ... وبَوار الكافرين» : 25 / 124 . البَوارُ : الهَلاك . بارَ الرّجل يَبُورُ بَوْراً فهو بائِر . وأبارَ غَيرَه فهو مُبِيرٌ (النهاية) .

* ومنه عن النبيّ صلى الله عليه و آله :«يكون في ثقيف كذّاب ومُبِير» : 18 / 142 . أي مُهلِك يُسرف في إهلاك النّاس (النهاية) .

* وعن الخضر لموسى عليهماالسلام :«لا تَعَلَّم لتُحدِّث ؛ فيكون عليك بُوره ، ويكون على غيرك نوره» : 1 / 227 . بالضمّ : جمع بَوار _ وهو الهلاك والكساد _ وبالفتح المصدر ، وقد يكون المصدر بالضمّ أيضاً (المجلسي : 1 / 227) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«ليس عند أهل ذلك الزمان سلعة أبْوَر من الكتاب» : 74 / 366 . من بارَت السوق ، إذا كسدت (النهاية) .

* ومنه عن النبيّ صلى الله عليه و آله :«اللهمّ إنّي أعوذ بك من ... غلبة الرجال ، وبَوار الأيِّم» : 83 / 187 . أي كسادها . والأيِّم : التي لا زوج لها وهي مع ذلك لا يَرغَب فيها أحد (النهاية) .

* وسئل أبو عبداللّه عليه السلام :«أكان عليّ عليه السلام يتعوّذ من بَوار الأيِّم ؟ فقال : نعم ، وليس حيث تذهب ، إنّما كان يتعوّذ من العاهات ، والعامّة يقولون : بَوار الأيِّم ، وليس كما يقولون» : 92 / 135 .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«بُورُوا أولادكم بحبّ عليّ بن أبي طالب» : 27 / 156 . البُور : الاختبار . وبارَهُ : جرَّبهُ ، والناقةَ : عرَضَها على الفحل لينظر ألاقحٌ أم لا (القاموس المحيط) .

.

ص: 154

* ومنه عن أبي جعفر عليه السلام _ لمّا سأله علقمة :من كان على دين اللّه تشهد أ نّه من أهل الجنّة ؟ _ : «بُورُوا أنفسكم ، فإن لم تكونوا قارَفْتُم الكبائر فأنا أشهد» : 27 / 125 .

* وعن الصادق عليه السلام :«عليكم بالباذنجان البُورانِيّ ؛ فإنّه شفاء يؤمن من البرص» : 63 / 223 . البُورانِيّة : طعام يُنسب إلى بُوران بنت الحسن بن سهل زوج المأمون (القاموس المحيط) .

* وعن عليّ بن جعفر قال :«سألته عن البَوارِي يبلّ قَصَبها بماء قذر» : 80 / 286 . هي الحَصير المعمول من القَصَب . ويقال فيها : بارِيَّة وبُورِياء (النهاية) .

بوط : في غزواته صلى الله عليه و آله :«غزا رسول اللّه صلى الله عليه و آله ... يريد قريشاً حتّى بلغ بُواط» : 19 / 187 . بُواط : بضمّ الباء وفتح الواو المخفّفة . وعن بعض أ نّه بالفتح وقد يضمّ . وفي الإمتاع والسيرة أ نّه من ناحية رضوى . وعن الزرقانيّ أ نّه جبل من جبال جهينة بقرب ينبُع على أربعة بُرُد من المدينة . وعن السهيلي أنّ بُواط جبلان فرعان لأصل واحد ، أحدهما «جلسى» ، والآخر «غورى» (الهامش : 19 / 187) .

بوع : عن النبيّ صلى الله عليه و آله :«تأخذون كما أخذت الاُمم من قبلكم ذراعاً بذراع ، وشبراً بشبر ، وباعاً بِباع» : 28 / 7 . الباع : قَدْرُ مدّ اليدين وما بينهما من البدن (النهاية) .

* ومنه عن أبي إبراهيم عليه السلام في رؤيا عبد المطّلب :«تجلاّه النّوم ، فرأى رجلاً طويل الباع» : 15 / 165 . يقال : طويل الباع ورحب الباع ؛ أي كريم مقتدر (الهامش : 15 / 165) .

بوغ : من شعر عبد المسيح :تلفُّه في الرّيح بَوْغاء الدِّمَن : 15 / 265 . البَوْغاء : التُّراب النّاعم ، والدِّمَن : ما تَدَمَّن منه ؛ أي تَجَمَّع وتَلَبَّد . وهذا اللفظ كأ نّه من المقلوب ، تقديره : تَلفّه الريح في بَوْغاء الدِّمَن ، ويشهد له الرواية الاُخرى : «تلفُّه الريح بِبَوْغاء الدِّمَن» (النهاية) .

بوق : عن أبي عبداللّه عليه السلام :«أيّما ثلاثة مؤمنين اجتمعوا عند أخ لهم يؤمنون بَوائِقَه» : 71 / 349 . البائِقَة : النازِلة ، وهي الداهية والشرّ الشديد . والجمع : البَوائِق (المصباح المنير) .

* ومنه عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«لم يخافوا نزول فادحة ولا بَوائِق كلّ حادثة» : 74 / 125 .

.

ص: 155

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في مسيره إلى صفّين :«أسمع صوت بُوق التبريز لمعاوية من دمشق» وقد بُني هناك مشهد يقال له مشهد البُوق : 17 / 257 . أي البُوق الذي يُنفَخ فيه لخروج العسكر إلى الغزو (المجلسي : 17 / 259) . البُوق : شيء مجوَّف مُستَطيل يُنفَخ فيه ويُزْمَر (القاموس المحيط) . ويقال : نُفخ في البُوق ؛ بمعنى اُعلن على رؤوس الأشهاد .

بول : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«كلّ أمر ذي بالٍ لم يُذكَر فيه بسم اللّه فهو أبتَر» : 89 / 242 . البالُ : الحال والشَّأن . وأمرٌ ذو بالٍ : أي شريفٌ يُحتَفَلُ له ويُهْتَمُّ به . والبالُ في غير هذا : القلب (النهاية) .

* ومنه الحديث :«ما بالُ القرآن لا يزدادُ على النّشر إلاّ غَضاضةً ؟!» : 89 / 15 .

* وعن أبي جعفر عليه السلام في الشيطان :«إذا طلع الفجر بالَ في اُذُنه ثمّ انْصاعَ» : 84 / 170 . قيل : معناه سَخِر منه وظَهَر عَليْه حتّى نام عن طاعة اللّه عزّوجلّ ، كقول الشاعر : بالَ سُهَيلٌ في الفَضِيخ فَفَسَد أي لمّا كان الفضيخُ يَفْسُد بطلوع سُهيل كان ظُهوره عليه مُفْسِداً له (النهاية) .

* ومنه عن أبي عبداللّه عليه السلام :«فإن قام وإلاّ فَحَجَ الشيطانُ فَبالَ في اُذُنه» : 84 / 169 . وهذا على سبيل المجاز والتمثيل (النهاية) . وقيل : تمثيل لتثاقل نومه وعدم تنبّهه بصوت المؤذِّن بحال مَن بِيلَ في اُذُنه وفسد حسّه . وقال القاضي عياض : لا يبعد كونه على ظاهره ، وخصّ الاُذُن لأ نّه حاسّة الانتباه (المجلسي : 84 / 169) .

بوم : عن الحسين عليه السلام :«إذا صاحت البُومَة يقول : البُعد من النّاس اُنسٌ» : 61 / 28 . البُومُ والبُومَةُ _ بالضمّ فيهما _ : طائر معروفٌ ، ويقع على الذكر والاُنثى . نقل المسعودي عن الجاحظ أنّ البُومَة لا تظهر بالنّهار خوفاً من أن تصاب بالعين لحسنها وجمالها ، ولما تصوّر في نفسها أ نّها أحسن الحيوان لم تظهر إلاّ بالليل (مجمع البحرين) .

بون : عن العسكريّ عليه السلام :«تستقرّ بَوانِي العزّ في قرارها» : 52 / 36 . بَوانِي العزّ : أي اُسسه مجازا ؛ فإنّ البواني قوائم الناقة . أو الخصال التي تبني العزّ وتؤسّسه (المجلسي : 52 / 40) . وقال الجزري : البَواني في الأصل أضْلاع الصدر . وقيل : الأكتاف والقوائم . الواحدة بانِيَةٌ . ومن حقّ هذه الكلمة أن تجيء في باب الباء والنون والياء ، وإنّما ذكرناها هاهنا حملاً على

.

ص: 156

باب الباء مع الهاء

ظاهرها ؛ فإنّها لم ترد حيث وردت إلاّ مَجموعةً (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«فلمّا ألْقَت السحاب بَرْكَ بَوانِيها» : 54 / 112 . يريد ما فيها من المطر (النهاية) .

* ومنه عن عليّ بن مهزيار في صاحب الأمر عليه السلام :«إذا هو كغُصنِ بانٍ أو قَضيبِ رَيحانٍ» : 52 / 11 .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله لعليّ عليه السلام :«لو سألتَ اللّهَ أن ... يُقلِّب لك ما في بحارها الاُجاج ماءً عذباً أو زئبقاً أو باناً ... لَفَعَلَ» : 37 / 145 . البانُ : شجر معتدل القوام ، ليّن ، ورقه كورق الصفصاف ، يؤخذ من حبّه دهن طيّب (الهامش : 37 / 145) .

بوه : عن العبّاس في حُنين :«شُوهَة بُوهَة ، أفي مثل هذه الحال ؟ !» : 21 / 179 . البُوهَة _ بالضمّ _ : الصَّقْر يسقُط ريشُه ، والرجل الضاوِيّ الطائش ، والأحمق . والبَوْه _ بالفتح _ : اللّعن (القاموس المحيط) .

باب الباء مع الهاءبهت : عن النبيّ صلى الله عليه و آله في بيعة النساء :«ولا يأْتِينَ بِبُهْتانٍ يَفْتَرِينَه» : 21 / 113 . هو الباطل يُتَحيّر منه ، وهو من البُهْت : التَّحيُّر ، والألف والنّون زائدتان ، يقال : بَهَتَه يَبْهَتُه . والمعنى : لا يَأْتِينَ بوَلَدٍ مِن غيرِ أزواجِهنَّ فَيَنسبنَهُ إليهم . والبُهت : الكذب والافتِراء (النهاية) .

* وعنه صلى الله عليه و آله :«إن كان فيه ما تقول فقد اغْتَبتَه ، وإن لم يكن فيه فقد بَهَتَّه» : 72 / 222 . أي كذبت وافتَريتَ عليه (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في القبر :«اُقعِدَ في حُفرته نَجيّاً لبَهْتَةِ السؤال» : 6 / 244 . بَهَتَه : أخذه بغتةً ، وبُهِتَ : أي دهش وتحيَّر (المجلسي : 6 / 244) .

* عن عبداللّه بن سلام :«إنّ اليَهود قوم بُهْتٌ» : 9 / 304 . هو جَمع بُهُوت ؛ من بِناء المبالغة في البُهْت ، مثل صَبُور وصُبُر ، ثمّ سُكّن تخفيفاً (النهاية) .

بهج : في الدعاء :«اِجعل ما يتلقّاني في المعاد مُبْهِجاً» : 63 / 381 . يقال : بَهُجَ الشّيء يَبْهُجُ

.

ص: 157

فهو بَهِيجٌ ، وبَهِجَ به _ بالكسر _ : إذا فَرِح وسُرَّ (النهاية) .

بهر : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«ولكنّه عرض لي بُهْرٌ حالَ بيني وبين الكلام» : 7 / 265 . البُهْر _ بالضمّ _ : ما يَعْتَري الإنسانَ عند السَّعي الشَّديد والعَدْوِ ، من النَّهيج وتَتابُع النَّفَس (النهاية) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام في حديث المغيرة :«فأتى سَمَرة فاستظلّ بها لو أتاها بعضكم ما أبهره ذلك» : 22 / 161 . «ما» نافية لبيان قرب المسافة ، أو للتعجّب لبيان بُعدها ومشقّتها . والبُهر : انقطاع النَّفَس من الإعياء (المجلسي : 22 / 163) . وقال الطريحي وقد ذَكَر الحديث : البَهْر _ بالفتح فالسكون _ : العَجَب ؛ يقال : بَهْرا لفلان ؛ أي عَجَبا . أراد : ما أعجبه الجُلوس تحت ظِلّها لكثرة شَوكها وعدم تمكّن المستظِلّ من فَيئها (مجمع البحرين) .

* وفي بني إسرائيل :«فلمّا بَهَرَهُم موسى عليه السلام» : 13 / 268 . أي غَلَبهُم .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام في الطاووس :«فسُبحان الذي بَهَرَ العُقول عن وصف خَلقٍ جَلاّه للعيون» : 62 / 32 .

* ومنه في خطبة الاستسقاء :«الذي جعل ... القمر نوراً والنُّجوم بُهُوراً» : 55 / 6 . البَهر الإضاءة ؛ كالبُهور ، والغَلَبة ، والعَجَب . وبَهَرَ القَمَرُ _ كمنع _ : غَلَب ضَوْؤه ضوء الكواكب (القاموس المحيط) .

بهرج : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«لاُبهرِجنّ ستّين قبيلة ما لها في الإسلام نصيب» : 22 / 314 . يقال : بَهْرَجَ دمَه ؛ أي أبطله (النهاية) .

* وعنه عليه السلام عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«تَرِدُ عَلَيّ راية فرعون اُمّتي فيهم أكثر النّاس وهم المُبهرِجُون . قلت ... وما المُبهرجون ؟ أبَهْرَجوا الطريق ؟ قال : لا ، ولكنّم بَهْرَجوا دينهم» : 8 / 15 . البَهْرَج : الباطل ، والرَّديء ، والمُباح . والبَهْرَجَة : أن يُعْدَلَ بالشّيء عن الجادّة القاصِدة إلى غيرها . والمُبَهْرَجُ من المياه : المُهمَل الذي لا يُمنع عنه . ومن الدّماء : المهدور . وقول أبي مِحْجَن لابن أبي وقّاص «بَهْرَجْتَني» : أي هَدَرْتَني بإسقاط الحدّ عنّي (القاموس المحيط) .

بهرسير : في الخبر :«بعث أميرالمؤمنين عليه السلام عديّ بن حاتم على مدينة بهرسير وآستانها» : 32 / 357 . «بهرسير» ربّما يقرأ بالباء الموحّدة المفتوحة والسين المهملة

.

ص: 158

المفتوحة : المعدّ للتنزّه . وربّما يُقرأ بالنون والشين المعجمة : أي نهر اللبن الذي أجراه فرهاد لشيرين (المجلسي : 32 / 363) . بَهُرَسِير _ بالفتح ثم الضمّ وفتح الراء وكسر السين المهملة وياء ساكنة وراء _ : من نواحي سواد بغداد قرب المدائن ويقال : بَهُرَسِير الرُّومَقان . وقال حمزة : بهرسير إحدى المدائن السبع التي سُمّيت بها المدائن ، وهي معرّبة من «دِه أردَشير» (معجم البلدان) .

بهس : من كبار فرق الخوارج :البَيْهَسِيَّة أصحاب أبي بَيْهَسْ هيصم بن جابر ، وكان بالحجاز ، وقُتل في زمن الوليد : 33 / 434 .

بهظ : في الحديث القدسي :«أما تذكر أمري إيّاك أن تدعوني بمحمّد وآله الطيّبين عند شدائدك ودواهيك وفي النوازل تَبْهَظُك» : 11 / 192 . أي تثقل عليك من قولهم : بَهَظَه الحِمْل يَبْهَظُه بَهْظاً ؛ أي أثقَلَه وعجز عنه (المجلسي : 11 / 193) .

* ومنه الدعاء :«خطايا ... بَهَظَني من الاستقلال بحملها» : 91 / 114 .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«سيَبْهَظُك كربه ... في يوم لا يُغني النادم نَدَمه» : 33 / 83 .

بهقذ : في الخبر :«بعث أميرالمؤمنين عليه السلام قرظة بن كعب على البِهقُباذات» : 32 / 357 . وفي معجم البلدان : بِهقُباذ _ بالكسر ثمّ السكون وضمّ القاف وباء موحّدة وألف وذال معجمة _ : اسم لثلاث كُور ببغداد من أعمال سَقي الفرات ، منسوبة إلى قُباذ بن فيروز والد أنوشيروان بن قُباذ العادل ، بِهقباذ الأعلى ، والأوسط والأسفل . وفي مجمع البحرين : البَهقياذات _ بالباء الموحّدة ثم الهاء ثم القاف ثم الألف بعد ياء مثنّاة تحتانيّة ثم ذال معجمة ثم ألف ثم تاء _ : رُستاق من رَساتيق المدائن مملكة كسرى ، دُفن فيها سلمان الفارسي رضى الله عنه .

بهل : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في المباهلة :«على من ظلمكم حقّكم ... بَُهْلَةُ اللّه تَتابَع إلى يوم القيامة» : 21 / 355 . بَهْلَة اللّه : أي لَعْنَة اللّه ، وتضمّ باؤها وتُفتح . والمُباهَلَة : الملاعنة ؛ وهو أن يجتمع القوم إذا اختلفوا في شيء فيقولوا : لعنة اللّه على الظالم منّا(النهاية) .

* وعن موسى بن جعفر عليهماالسلام :«الابتِهالُ : أن تبسُطهما وتقدّمهما» أي الكفّين : 90 / 337 .

.

ص: 159

وأصله التضَرُّع والمبالغة في السؤال (النهاية) .

* وفي حديث الأعمى :«هذا الذي بَهَلَهُ بُرَيق» : 94 / 39 . أي الذي لعنه ودعا عليه ؛ من المُباهَلَة : المُلاعنة . وبُرَيق : اسم رجل .

* وعن عليّ بن الحسين عليهماالسلام في أميرالمؤمنين عليه السلام :«سَمِحٌ ، سَخِيٌّ ، بَهِيٌ ، بُهْلُولٌ» : 45 / 139 . البُهْلُول _ بالضمّ _ : الضحّاك ، والسيّد الجامع لكلّ خَيرٍ(المجلسي : 35 / 98) .

* ومنه عن أبي طالب :«اصطَفانا ... عُرفاء خُلصاء وحجبة بَهاليل» : 35 / 98 .

بهم : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«بعث اللّه تبارك وتعالى النّاس من حُفَرهِم غُرْلاً بُهْماً» : 7 / 268 . البُهْم جمع بَهيم ؛ وهو في الأصل الذي لا يُخالط لونَه لونٌ سواه ، يعني لَيْس فيهم شَيء من العاهات والأعْراض التي تكون في الدنيا كالْعَمى والعَوَر والعَرَج وغير ذلك ، وإنّما هي أجْساد مُصَحَّحة لخُلُود الأبد في الجنّة أو النّار(النهاية) .

* ومنه عن أبي عبداللّه عليه السلام :«إنّ اللّه خلق قلوب المؤمنين مُبْهَمَةً على الإيمان» : 66 / 318 . أي مُصْمَتَة ، كأ نّه أراد بقوله «مُبْهَمَة» أي لا يُخالِطها شيء سوى الإيمان(مجمع البحرين) .

* وعنه عليه السلام :«إنّما كره الحرير المُبْهَم للرّجال» : 80 / 240 . أي الخالص الذي لا يمازجه شيء (مجمع البحرين) .

* وعن صفوان الجمّال :«أقبل أبوالحسن عليه السلام ... ومعه بَهْمَة عناق مكّية» : 48 / 19 . واحدة البَهْم ؛ وهي ولد الضَأْن الذكر والاُنثى ، وجمع البَهْم بِهام ، وأولاد المَعز سِخال ، فإذا اجتمعا اُطلق عليهما البَهْم والبِهام(النهاية) .

* وعن المهديّ عليه السلام :«وشفّعنا ذلك الآن من مستقرّ لنا ، ينصب في شِمْراخ من بَهماء صرنا إليه آنفاً» : 53 / 176 . البَهْماء : المجهولة . والشِّمراخ : رأس الجبل ، وفي العبارة تصحيف ولعلّه كان هكذا : «وشفعنا لك الآن» أي لنجح حاجتك التي طلبت «في مستقرّ لنا» أي مخيّم تنصب لنا في رأس جبل «من مفازة بهماء» أي مجهولة(المجلسي : 53 / 178) .

* وعن الرضا عليه السلام :«ضادّ النور بالظلمة ، والجلاية بالبُهْم» : 4 / 229 . الجلاية : الوضوح والظهور ، والبُهْم : الخفاء . وفي النهج : «والوضوح بالبُهْمَة» ، وفسّرهما الشُرّاح بالبياض

.

ص: 160

باب الباء مع الياء

والسواد ، ولا يخفى بُعده(المجلسي : 4 / 239) .

* وعن ابن عبّاس في وصف أميرالمؤمنين عليه السلام :«إن أردت شجاعته فبُهْمَة حَرب» : 40 / 52 . البُهْمَة _ بالضمّ _ : الشجاع الذي لا يُهتدى من أين يُؤتى (المجلسي : 40 / 52) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«بي كان يُفرى جماجم البُهَم وهام الأبطال» : 29 / 56 .

* وعن عمر في مدحه عليه السلام :«الضارب بالبُهَم ، الشديد على من طغى وبغى» : 20 / 52 . البُهَم _ بضمّ الباء وفتح الهاء _ : جمع البُهْمَة بالضمّ ؛ وهي الحيلة الشديدة ، والشجاع الذي لا يُدرى من أين يؤتى ، والصخرة ، والجيش . والأنسب هنا الأوّل والآخر(المجلسي : 20 / 67) .

بها : في حديث اُمّ معبد :«فحَلَب فيه ثَجّاً حتّى عَلاهُ البَهاء» : 19 / 41 . أراد بَهاءَ اللّبن ؛ وهو وَبِيصُ رَغوته(النهاية) .

* وعن الصادق عليه السلام في الأخ :«لا تُمارِيَنَّه ، ولا تُباهِيَنَّه ، ولا تُشارَّنَّه» : 75 / 291 . المُباهاة : المُفاخَرة ، وقد باهى به يُباهي مُباهاة(النهاية) .

* ومنه الحديث القدسي :«فإن صَبَر باهَيتُ به مَلائكتي» : 39 / 253 . أي يُحلّه من قربه وكرامته بين اُولئك المَلأ محلّ الشيء المباهى به ، وذلك لأنّ اللّه عزّوجلّ غنيّ عن التعزّز بما اخترعه ثمّ تعبّده ، ولأنّ المُباهاة موضوعة للمخلوقين فيما يترفّعون به على أكفائهم ، واللّه تعالى غنيّ عن ذلك ، فهو من باب المجاز(مجمع البحرين) .

* وفي الخبر :«إنّ المعتصم ... كان جالساً في بَهْوٍ» : 50 / 46 . البَهْو : البيت المقدّم أمام البُيوت (المجلسي : 50 / 46) .

باب الباء مع الياءبيت : في خديجة :«بشِّرها أنّ لها في الجنّة بيتاً من قَصَب» : 18 / 243 . بَيْتُ الرّجُل : دارُه وقَصْرُه وشَرَفُه ، أراد : بَشِّرها بِقَصْر من زُمُرُّدة أو لُؤلُؤة مُجَوّفَة(النهاية) .

* وعن العبّاس يمدح النبيّ صلى الله عليه و آله : حَتّى احْتَوى بَيْتُك المُهَيمِنُ مِنخِنْدِفَ عَلْياءَ تَحْتَها النُّطُقُ : 22 / 287 . أراد شرفه ، فجعله في أعلى خِندِف بيتاً . والمُهَيمِن : الشاهد بفَضلك (النهاية) .

.

ص: 161

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام :«إنّ قوماً من غير قُريش حسُنت مُداراتهم فَاُلحِقوا بالبَيت الرّفيع» : 72 / 441 . المراد بالبيت هنا : الشرف والكرامة ... أو المراد : أهل البيت الرفيع ؛ وهم آل النبيّ صلى الله عليه و آله(المجلسي : 72 / 443) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«لا يأمن البَيات مَن عَمِل السيّئات» : 70 / 317 . المراد بالبَيات نزول الحوادث عليه ليلاً ، أو غفلةً وإن كان بالنّهار . قال في المصباح المنير : البَيات _ بالفتح _ : الإغارة ليلاً ، وهو اسم من بَيَّتَه تَبيِيتاً ، وبَيَّت الأمر : دبّره ليلاً (المجلسي : 70 / 317) .

* ومنه عن أبي عبداللّه عليه السلام في صوم عاشوراء :«صُمْه من غير تَبيِيتٍ وأفطره من غير تَشمِيتٍ» : 98 / 309 . أي من غير أن تُبَيِّت نيّة الصوم من الليل (المجلسي : 98 / 307) .

* وعن أبي جعفر عليه السلام :«من كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فلا يَبِيتَنَّ إلاّ بِوَترٍ» : 84 / 145 . قال في المصباح المنير : بَاتَ يَبِيتُ بَيْتُوتَةً ومَبِيتاً ومَباتاً ، فهو بائِتٌ ، ولذلك معنيان أشهرهما اختصاص ذلك الفعل بالليل كما اختصّ الفعل في «ظَلَّ» بالنّهار ، فإذا قلت : باتَ يفعل كذا ، فمعناه فَعَله بالليل ، ولا يكون إلاّ مع السهر ، وعليه قوله تعالى : «والذين يَبِيتُون لِربِّهِم سُجَّداً وقِياماً» . وقال الأزهري : قال الفرّاء : باتَ الليل : إذا سهر الليل كلّه في طاعة أو معصية . وقال الليث : مَن قال «باتَ» بمعنى «نام» فقد أخطأ ، ألا ترى أ نّك تقول : باتَ يرعى النجوم ، ومعناه : ينظر إليها ، وكيف ينام من يُراقب النُّجوم ! وقال ابن القَطّاع وغيره : باتَ يفعل كذا ، إذا فعله ليلاً ، ولا يقال بمعنى نام . والمعنى الثاني يكون بمعنى صار ، يقال : باتَ بموضع كذا ؛ أي صار به ، سواء كان في ليل أو نهار . وعليه قوله صلى الله عليه و آله : «لا يدري أين باتَت يده» ، والمعنى : صارت ووصلت . وعلى هذا قول الفقهاء : بات عند امرأته ليلة ، أي صار عندها ، سواء حصل عنده نوم أو لا (المجلسي : 84 / 145) .

بيد : في الحديث :«إذا توسّطوا الصفائح ... بالبَيْداء يُخسَف بهم» : 53 / 83 . البَيْداء :

.

ص: 162

المَفازة التي لا شيء بها ، وقد تكرّر ذكرها في الحديث ، وهي هاهنا اسم موضع مخصوص بين مكّة والمدينة ، وأكثر ما تَرِد ويُراد بها هذه(النهاية) .

* ومنه في السفياني :«فينادي منادٍ من السماء : يا بَيْداء أبِيدي القوم . فيُخْسَفُ بهم» : 52 / 238 . أي أهلكيهم . والإبادَة : الإهلاك . أبادَه يُبيدُه ، وبادَ هُوَ يَبِيدُ(النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في ذمّ الدنيا :«فإنّها ... غَرّارة زائلة بائِدَة» : 75 / 14 . أي هالكة .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله :«أنا أفصح العرب مَيْدَ أ نّي من قُريش ... وأنزل اللّه القرآن بِلُغَتي وهي أفضل اللُغات ، بَيْدَ أ نّي رُبّيت في بني سعد بن بكر» : 17 / 158 . مَيْدَ وبَيْدَ لغتان بمعنى غَير ، وقيل : معناهما : على أنّ(النهاية) .

بيدر : قال ابن أبي العوجاء :«إلى كم تَدُوسون هذا البَيْدَر ، وتَلوذون بهذا الحَجَر» : 10 / 209 . البَيْدَر : الموضع الذي يُجمع فيه الحَصيد ويُداس(الهامش : 10 / 209) .

بيس : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«شرّ اليهود يهود بَيْسان» : 57 / 44 . قرية بالشّام ، وقرية بمرو ، وموضع باليمامة ، ولعلّ الأوّل هنا أظهر(المجلسي : 57 / 44) .

بيض : عن دُريد بن الصمّة في حُنين :«لم تصنع في تقدمة بَيْضَة هوازن إلى نُحور الخَيل شيئاً» : 21 / 148 . بَيْضَةُ القوم : مجتمعُهم وموضع سُلطانهم (المجلسي : 21 / 151) . وبَيْضَةُ الدار : وَسَطُها ومُعظَمُها(النهاية) .

* ومنه عن أبي جرول للنبيّ صلى الله عليه و آله يوم فتح خيبر أو حُنين : اُمنُن على بَيضَةٍ قد عاقَها قدرٌمُفرّق شملها في دهرِها عبرُ : 21 / 12 . البَيْضَة : الأصل والعشيرة .

* ومنه عن اُخت عمرو : لكنّ قاتل عَمرو لا يُعاب بهِمَن كان يُدعى قَديماً بَيْضَة البلدِ : 20 / 260 .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«لو أنّ غراباً طار من أصلها ما بلغ أعلاها حتّى يَبْياضّ هَرَماً» :

.

ص: 163

64 / 290 . اِبْيَضَّ وابْياضَّ : ضدّ اسْوَدَّ واسْوادَّ(القاموس المحيط) . وابْيِضَاض الغُراب عند غاية كِبره (المجلسي : 64 / 290) .

* وسُئل ابن مسعود عن أيّام البيض ، ما سببها وكيف سمعتَ ؟ قال :«سمعت النبيّ صلى الله عليه و آلهيقول : إنّ آدم لمّا عصى ربّه عزّوجلّ ناداه منادٍ من لدُن العرش : يا آدم اُخرج من جِواري ، فإنّه لا يجاورني أحد عصاني ، فبكى وبكت الملائكة ، فبعث اللّه عزّوجلّ إليه جَبرئيل فأهبطه إلى الأرض مسودّاً ، فلمّا رأته الملائكة ضجّت وبكت وانتحبت وقالت : يا ربّ خلقاً خلقته ونفخت فيه من روحك وأسجدت له ملائكتك بذنب واحد حوّلت بياضه سواداً ؟ ! فناداه منادٍ من السماء : صُم لربّك اليوم . فصام ، فوافق يوم الثالث عشر من الشهر فذهب ثلث السواد . ثمّ نودي يوم الرابع عشر أن صُم لربّك اليوم ، فصام ، فذهب ثلثا السواد . ثمّ نودي في خمسة عشر بالصيام فصام وقد ذهب السواد كلّه . فسمّيت أيّام البيض للّذي ردّ اللّه عزّوجلّ فيه على آدم من بياضه . ثمّ نادى من السماء : يا آدم ! هذه الثلاثة أيّام جعلتها لك ولولدك ، من صامها في كلّ شهر فإنّما صام الدهر» : 94 / 96 . قال الصدوق رحمه الله : هذا الخبر صحيح ، ولكنّ اللّه تبارك وتعالى فوّض إلى نبيّه محمّد صلى الله عليه و آلهأمر دينه ، فقال عزّوجلّ : «ما آتاكُمُ الرَّسولُ فَخُذوهُ وما نَهاكُم عَنهُ فَانتَهوا» ، فسنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آلهمكان أيّام البيض خميساً في أوّل الشهر ، وأربعاء في وسط الشهر ، وخميساً في آخر الشهر ، وذلك صوم السنّة ، من صامها كان كمن صام الدهر ... وإنّما ذكرت الحديث لما فيه من ذكر العلّة ، وليُعلم أنّ السبب في ذلك لأنّ الناس أكثرهم يقولون : إنّ أيّام البيض إنّما سُمّيت بيضاً لأنّ لياليها مقمرة من أوّلها إلى آخرها(المجلسي : 94 / 97) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«بين يدي القائم موتٌ أحمر وموتٌ أبْيَض ... فأمّا الموت الأحمر فالسيف ، وأمّا الموت الأبْيَض فالطاعون» : 52 / 211 . الأبْيَض : ما يأتي فُجأة ولم يكن قبله مَرَضٌ يُغَيِّر لونَه ، والأحمَر : المَوتُ بالقَتل لأجل الدّم(النهاية) .

بيع : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«لا تُجحِف بالفريقين مع البائع والمُبْتاع» : 74 / 256 . المُبْتاع : المشتري(الهامش : 74 / 257) .

* وعنه عليه السلام في التجّار :«إنّ في كثير منهم ... احتكاراً للمنافع ، وتحكُّماً في البِياعات» :

.

ص: 164

74 / 256 . جمع بِياعَة _ بالكسر _ : السِّلعَة (المجلسي : 33 / 629) .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«البَيِّعان بالخِيار ما لم يَفتَرِقا» : 100 / 109 . هما البايع والمُشتَري . يُقال لكلّ واحدٍ بَيِّع وبائع (النهاية) . والمراد بالتفرّق ما كان بالأبدان كما ذهب إليه معظم الفقهاء . وقيل : إنّه بالأقوال ، وليس بالمعتمد(مجمع البحرين) .

* وعنه صلى الله عليه و آله لأصحابه :«ألا تُبايِعُوني ؟ فقالوا : قد بايَعْناك يا رسول اللّه . قال : تُبايِعُوني على أن لا تَسألوا النّاس شيئا» : 93 / 158 . هو عبارة عن المُعاقَدَة عليه والمُعاهَدَة ، كأنّ كلّ واحد منهما باع ما عِندَه من صاحبه وأعطاه خالِصَة نفسه وطاعَتَه ودَخيلَةَ أمره(النهاية) .

* وعن الباقر عليه السلام :«إنّ عليّاً عليه السلام رأى مسجداً بالكوفة قد شُرّف فقال : كأ نّه بِيعَةٌ» : 80 / 352 . هي معبد النصارى ، وجمعها بِيَع _ بكسر الموحّدة وتحريك المثنّاة _ كسِدرَة وسِدَر(مجمع البحرين) .

* وعنه عليه السلام في إبليس :«صوّر لهم مثال يَغُوث ... وبنوا عليه بيتاً من حَجَر وتبايَعُوا أن لا يَفتَحُوا باب ذلك البيت إلاّ في رأس كلّ سنة ، وسمّيت البِيعَة يومئذٍ لأ نّهم تبايعوا وتعاقدوا عليه» : 3 / 251 .

بيغ : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«إذا تَبَيَّغَ بأحدكُم الدَّم فليَحتَجم» : 59 / 118 . أي غَلَبة الدّم على الإنسان ، يقال : تَبَيَّغ به الدَّم ؛ إذا تردّد فيه . ومنه : تَبَيَّغ الماء ؛ إذا تردّد وتَحَيَّر في مَجْراه . ويقال : فيه تَبَوّغ ، بالواو . وقيل : إنّه من المَقلوب ، أي : إذا يَبغي عليه الدّم فَلْيَحتَجِم ، مِن البَغْي : مجاوزة الحَدّ . والأوّل الوجه(النهاية) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«إنّ اللّه عزّوجلّ فَرَضَ على أئِمَّةِ العَدْل أن يُقَدّرُوا أنفُسَهُمْ بِضَعَفَة النّاس ، كَيْلا يَتَبَيَّغَ بالفَقيرِ فَقْرُهُ» : 40 / 337 .

بين : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«إنّ مِن البَيان لَسِحْراً» : 1 / 218 . البَيان : إظهار المَقصُود بأبلَغ لَفْظٍ ، وهو من الفَهْم وذكاء القَلْب ، وأصلُه الكَشْف والظُّهُور . وقيل : معناه أنّ الرجل يكون عليه الحَقّ وهو أقْوَم بحُجَّتِه من خَصْمِه فيَقْلِب الحقّ ببيانِه إلى نَفْسِهِ ؛ لأنّ معنى السِّحْر قَلْبُ الشَّيء في عَيْن الإنسان ، وليس بقَلْب الأعْيان ، ألا ترى أنّ البَليغ يمدح إنساناً حتّى يَصْرِف قُلُوبَ السّامِعين إلى حُبِّه ثمّ يَذُمُّهُ حتّى يَصْرِفَها إلى بُغْضِه !(النهاية) .

.

ص: 165

* وفي كلام الدودة مع داود عليه السلام :«يا داود ! هل سمعت حسّي ، أو اسْتَبَنتَ على الصفا أثَري ؟» : 14 / 17 . أي : اِستَوضَحتَه وعرفتَه بيّناً(الهامش : 14 / 17) .

* ومنه قول الصادق عليه السلام لفقير شكا إليه فقره :«ما أعرفك فَقِيراً . قال : واللّه يا سيّدي ما اسْتَبَنْتَ» : 64 / 147 . أي ما حقّقتَ حالي وما اسْتَوضحتَها ، حيث لم تعرفني فقيراً (المجلسي : 64 / 147) .

* ومنه عن أبي عبداللّه عليه السلام :«إنّ اللّه تبارك وتعالى لمّا أنزل ألواح موسى عليه السلام أنزَلها عليه وفيها تِبْيانُ كلّ شيء» : 13 / 225 . أي كَشْفُهُ وإيضاحُهُ ، وهو مَصْدَر قليل ؛ فإنّ مَصادر أمثاله بالفَتح (النهاية) .

* وفي صفة النبيّ صلى الله عليه و آله :«لم يكن بالطّويل البائِن» : 16 / 181 . أي المُفْرِط طُولاً الذي بَعُد عن قَدْر الرجال الطِوال (النهاية) .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«مَن عال ثلاث بَناتٍ ... حتّى يَبِنَّ إلى أزواجِهِنَّ» : 101 / 99 . يقال : أبانَ فُلانٌ بِنْتَهُ وبَيَّنَها : إذا زَوَّجَها ، وبانَتْ هِي : إذا تَزَوّجَتْ . وكأ نّه من البَيْنِ : البُعْد ، أي بَعُدَت عن بَيت أبيها (النهاية) .

بيا : عن جبرئيل لآدم عليهماالسلام :«يقول اللّه تعالى : يا آدم حَيّاك اللّه وبَيّاكَ . قال : أمّا حَيّاك اللّه فأعرفه ، فما بَيّاك ؟ قال : أضحكك» : 11 / 172 . قيل : هو إتْباع لحَيّاك . وقيل : معناه أضحَكك . وقيل : عَجَّلَ لك ما تُحِبُّ . وقيل : اعْتَمَدَك بالمُلك . وقيل : تَغَمَّدَك بالتَّحيّة . وقيل : أصلُه «بَوَّأك» مَهموزاً فخُفِّف وقُلب ، أي : أسكَنك مَنزلاً في الجنّة وهيّأك له(النهاية) .

.

ص: 166

. .

ص: 167

ح_رف التاء

باب التاء مع الهمزة

حرف التاءباب التاء مع الهمزةتئد : عن لقمان :«ألْزِم نَفسَكَ التُّؤَدَة في اُمورِك» : 13 / 419 . التُّؤَدَة : التَّأنّي . يقال : اِتَّأدَ في فعله وقوله وتَوَأّدَ : إذا تَأنّى وتَثَبَّتَ وَلَم يَعجَل . واتَّئِدْ في أمرِك : أي تَثَبَّتْ . وأصل التاء فيها واو (النهاية) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«عشرة يَفتِنون أنفسهم وغيرهم ... الكادّ عند المُتَّئِد ، والمُتَّئِد الذي ليس له مع تَؤُدَتِه علم» : 74 / 400 .

تأر : عن أميرالمؤمنين عليه السلام في صفة الطاووس :«أرَتْك مرّةً حمرةً وردِيّةً ، وتارَةً خُضرَةً زَبَرجَدِيّةً» : 62 / 32 . التّارة _ جمعها تارات وتِيَر وتِئَر _ : الحين والمرّة . وتُرك همزها لكثرة الاستعمال ، يقال : «فعلت تارةً هذا وتارةً ذاك» و«تارةً بعد تارة» .

* وعنه عليه السلام :«إعلموا أنّ مجازكم على الصراط ومزالق دحضه وأهاويل زلله وتارات أهواله» : 74 / 426 . أي نوباته ودفعاته .

* ومنه في فتن البصرة :«تارات عظيمة منها عُصبة تَقتل بعضها بعضاً» : 32 / 255 . أي ترد عليهم فتَن عظيمة مرّة بعد اُخرى (المجلسي : 32 / 259) .

تأق : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«أتْأقَ الحِياض بِمَواتِحِه» : 65 / 344 . تَئِقَ الحوض _ كفرح _ : أي امتلأ ، وأتْأقَه : مَلَأهُ . والماتح : المستقي الذي يستخرج الدلو (المجلسي : 65 / 345) .

* وعنه عليه السلام في الاستسقاء :«وَانشُر علينا رحمتك بالسحاب المُتْئِق» : 88 / 294 . على بناء

.

ص: 168

باب التاء مع الباء

اسم الفاعل من باب الإفعال ؛ أي الذي يملأ الغدران والجباب والعيون . ويمكن أن يُقرأ على بناء اسم المفعول ، أو اسم الفاعل من باب الافتعال ؛ أي المُمتَلئ ماءً(المجلسي : 88 / 301) .

تأم : عنه عليه السلام :«الحِلم والأناة تَوْأمان تنتجهما عُلُوّ الهمّة» : 68 / 428 . التَّوْأمان : المولودان في بطن واحد . والتشبيه في الاقتران والتوالد من أصل واحد(صبحي الصالح) .

* ومنه قوله عليه السلام :«إنّ الوَفاء تَوْأم الصدق» : 72 / 97 .

باب التاء مع الباءتبب : عن زينب عليهاالسلام :«تَبّاً لكم يا أهل الكُوفة» : 45 / 111 . التَبُّ : الهَلاك . يقال : تَبَّ يَتِبُّ تَبّاً ، وهو منصوب بفعل مُضمَر مَتروك الإظهار(النهاية) .

* ومنه عن عليّ بن الحسين عليهماالسلام :«لقد خاب السّعي وتَبَّت الأيدي» : 45 / 109 .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام عند القتال :«أو أمضي بغير يقينٍ فيكون سَعْيي في تَبابٍ» : 33 / 453 . التَّباب : الخسران والهلاك(الصحاح) .

* وقال المشركون في دار الندوة :«أوكِؤوا في ذلك أفواهكم حتّى يستَتِبَّ أمرُكم» : 19 / 59 . استَتَبَّ الأمر : تَهيَّأ واسْتَقامَ(الصحاح) .

* ومنه قيل لأميرالمؤمنين عليه السلام :«أعط هذا المال ... حتّى إذا استَتَبّ لك ما تريد» : 75 / 96 .

تبت : في دعاء السمات :«كَلّمْتَ به عبدَك ... فوق تابُوت الشّهادة في عمود النُّور» : 87 / 98 . قال الكفعمي : التّابُوت هو صندوق التَّوراة . وفي كتاب الزّبدة عن الباقر عليه السلام : هذا التّابُوت هو الذي أنزله اللّه تعالى على اُمّ موسى فوضعَته فيه فألقَته في البحر ، فلمّا حضرت موسى الوفاة وضع فيه الألواح ودِرعه وما كان عنده من آثار النبوّة وأودعه وصيّه يوشع بن نون ، فلم يزل بنو إسرائيل يتبرّك[_ون] به وهم في عِزّ وشرف حتّى استخفّوا به فكانت الصبيان تلعب به ، فرفعه اللّه تعالى عنهم . قيل : كان في أيدي العمالقة حتّى غلبوهم فردّه اللّه عليهم ، وقيل : إنّ هذا التابوت اُنزل على آدم عليه السلام وفيه صور الأنبياء عليهم السلام ، فتوارثته أولاده إلى أن وصل إلى بني إسرائيل فكانوا

.

ص: 169

يستفتحون به على عدوّهم . وعن عليّ عليه السلام : كانت فيه ريح هفّافة من الجنّة لها وجه كوجه الإنسان . وعند أهل الكتاب : أنّ التابوت حُمل إلى ناحية كرزيم من ناحية طور سيناء ، فكانت تظلّه بالنّهار غمامة ويشرق عليه بالليل عمود من نار ، وكان يدلّهم على الطريق ليلاً(المجلسي : 87 / 110) .

* ومنه عن أبي جعفر عليه السلام في وفاة النبيّ صلى الله عليه و آله :«أتاهم آتٍ ... فقال : السلام عليكم أهل البيت ورحمة اللّه وبركاته ...أورثكم كتابه وجعلكم تابُوت علمه» : 22 / 537 . أي جعلكم بمنزلة التابُوت في بني إسرائيل ؛ لكونه مخزناً لعلومهم ، وهم خُزّان علوم هذه الاُمّة (المجلسي : 22 / 538) .

* وروي أنّ زيداً لمّا قرأ «التّابُوه» ، قال عليّ عليه السلام :«اكتبه التّابُوت» : 40 / 156 . هو بالتاء لغة جُمهور العرب ، والتابوه _ بالهاء _ لغة الأنصار (مجمع البيان) .

تبر : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«فواللّه ما كنزْتُ من دنياكُم تِبْراً» : 40 / 340 . التِّبْر : هو الذهب والفضّة قبل أن يُضربا دَنانير ودراهِم ، فإذا ضُرِبا كانا عَيْناً ، وقد يُطلق التِّبْر على غيرهما من المعْدِنيّات ؛ كالنُّحاس والحَديد والرَّصاص ، وأكثر اختصاصه بالذّهب . ومنهم من يجعلُه في الذَّهب أصلاً وفي غيره فَرْعاً ومَجازاً(النهاية) .

* ومنه عن أبي عبداللّه عليه السلام :«وكانوا يتبايعون بالتِّبر ؛ وهو الذهب والفضّة» : 22 / 84 .

* وعن أبي جعفر عليه السلام :«وكلّ ودائع اللّه فقد تَبَّرُوا» : 23 / 141 . أي الكتاب والكعبة والعترة . يقال : تَبَّره تَتْبِيراً : أي كَسَره وأهلَكَه ، والتَّبَار : الهَلاك(النهاية) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«فإنّ تَضييع المَرء ما وُلِّي ، وتكلّفه ما كُفِي ، لَعَجز حاضر ، ورأي مُتَبَّر» : 33 / 522 . رأيٌ مُتَبَّر _ كمُعَظّم _ مِن تبّره تتبيرا ؛ إذا أهلكه : أي هالك صاحبه(صبحي الصالح) .

تبع : عن أبي عبداللّه عليه السلام في الزكاة :«إذا كانت الثلاثين ففيها تَبِيعٌ أو تَبِيعةٌ» : 93 / 55 . التَبِيعُ : ولد البقرة أوّل سَنَة . وبَقَرة مُتْبع : معها ولدها (النهاية) . والاُنثى تَبِيعة .

* وسئل أميرالمؤمنين عليه السلام :لِمَ سُمّي تُبَّع تُبَّعاً ؟ قال : «لأنّه كان غُلاماً كاتباً ... فكان إذا

.

ص: 170

كَتَب : بسم اللّه الذي خَلَق ... فتابعه النّاس على ذلك ، فسُمّي تُبَّعاً» : 10 / 80 . تُبَّع : ملِك في الزمان الأوّل ، قيل : اسمه أسْعَد أبوكَرِب . والتَّبابِعَة : مُلوك اليمَن . قيل : كان لا يُسمّى تُبَّعاً حتّى يملِك حَضْرَمَوت وسَبَأ وحِميَر(النهاية) .

* وعنه عليه السلام في أموال المحتضر :«أخَذها من مُصرَّحاتِها ومُشتَبِهاتها ، قد لزِمَته تَبِعَات جَمْعِها» : 6 / 164 . يريد بها ما يَتْبَع المال من نَوائب الحقوق . وهو من تَبِعْتُ الرّجل بِحَقّي (النهاية) . أي ما يطالبه به الناس من حقوقهم فيها ، وما يحاسبه به اللّه من منع حقّه منها ، وتخطّي حدود شرعه في جمعها (صبحي الصالح) .

* وعن الرضا عليه السلام في صلاة الميّت :«تابِعْ بَيننا وَبَينهُم بِالخَيرات» : 78 / 352 . أي اجْعَلنا نَتَّبعهُم على ما هُم عَليه(النهاية) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام في صفة الطاووس :«وقد يتحسّر من رِيشه ، ويَعْرى من لباسه ، فيسقُط تَتْرى ، ويَنبُت تِباعاً» : 62 / 31 . التِّباع _ بالكسر _ : الولاء . أي : لا فَتراتَ بينهما(المجلسي : 62 / 40) .

* وعنه عليه السلام :«فإنّ صَبْرَك على ضِيقٍ تَرجو انفراجَه وفضل عاقبته ، خيرٌ من غَدر تَخاف تَبِعَتَه» : 74 / 263 . التَّبِعَة : ما يترتَّبُ على الفعل من الخير أو الشرّ ، واستعماله في الشرّ أكثر (الهامش : 74 / 263) .

* وعن هاشم عن أبي عبداللّه عليه السلام :«حدّثني أبي ... عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله قال : ما من رجل من فُقراء شيعتنا إلاّ وليس عليه تَبِعَةٌ ، قلت : جُعلت فداك وما التَّبِعَة ؟ قال : مِن الإحدى والخمسين ركعة ، ومن صوم ثلاثة أيّام من الشهر» : 7 / 193 .

* وفي حِرز أميرالمؤمنين عليه السلام :«اطرُد عن صاحب هذا الكتاب كلّ ... تابِعٍ وتابِعَةٍ» : 91 / 193 . التّابِع _ هنا _ : جِنّي يَتْبَع المرأةَ يُحبّها . والتّابِعَة : جِنِّيَّة تَتْبَع الرّجلَ تُحِبُّه(النهاية) .

تبل : في تشرين الأوّل :«يُستعمَل فيه أكل اللُّحوم بالتَّوابِل» : 59 / 313 . جمع تابِل : وهو ما يُطَيَّب به الأكل كالفلفل (الهامش : 59 / 314) . وفي مجمع البحرين : هي الكباب وما شابهها .

تبن : في أميرالمؤمنين عليه السلام :«أفضوا إليه وهو في حائط له ، وعليه تُبّان يتركّل على

.

ص: 171

باب التاء مع التاء

باب التاء مع الجيم

مِسحاتِه» : 30 / 113 . تُبّان _ كرُمّان _ : سَراويل صغير يستر العورة المُغَلَّظَة فقط ، ويُكثر لُبسَه الملاّحُون(النهاية) .

* ومنه في الخُنثى :«فأمر أن يشدّ عليه تُبّانٌ وأخلاه في بيت ... وعَدَّ أضلاعَه» : 40 / 259 .

* وعن النابغة :فلا زال قبرٌ بين تُبْنى وجاسم : 79 / 183 . تُبْنى _ بالضمّ ثمّ السكون وفتح النّون والقصر _ : بلدة بحوران من أعمال دمشق . وجاسِم : اسم قرية بينها وبين دمشق ثمانية فراسخ على يمين الطريق الأعظم إلى طَبَرية (معجم البلدان) .

باب التاء مع التاءتتر : عن أميرالمؤمنين عليه السلام في صفة الطاووس :«وقد يتحسَّر من رِيشه ، ويَعْرى مِن لباسه ، فيسقُط تَتْرى» : 62 / 31 . أي مُتَفرّقاً غير مُتَتابع ، والتاء الاُولى مُنقَلبة عن واوٍ ، وهو من المُواتَرَة . والتَّواتُر : أن يَجيء الشَّيء بَعد الشَّيء بزمان ، ويُصرَف «تَتْرى» ولا يُصْرَف ، فمن لم يَصرِفه جَعَل الألِف للتأنيث كغَضْبى ، ومن صرفه لم يجعلها للتأنيث كألف مِعْزى(النهاية) .

* وعنه عليه السلام في الحشر :«تَفيض من الدُّموع بعد الدُّموع تَترى» : 74 / 372 .

* وعنه عليه السلام في الخوارج :«كتبتُ إلى الفرقة الثالثة ووجَّهتُ رُسُلي تَتْرى» : 33 / 383 .

باب التاء مع الجيمتجر : عن الصادق عليه السلام :«التّاجِر فاجرٌ إلاّ مَن أعطى الحقّ وأخذه» : 88 / 235 . سمّاه فاجراً لما في البيع والشّراء من الأيمان الكاذبة والغَبْن والتَدليس والرِّبا الذي لا يَتَحاشاهُ أكثرُهُم ، ولا يَفْطُنُون لَه ، ولهذا قال في تمامه : «إلاّ مَن أعطى الحقّ وأخذه» . وقيل : أصل التّاجِر عندهم الخَمّار ، اسمٌ يخُصُّونه به من بين التُجّار . وجمع التّاجِر تُجّار بالضمّ والتشديد ، وتُِجار بالكسر والتخفيف وبالضمّ والتخفيف(النهاية) .

.

ص: 172

باب التاء مع الحاء

تجف : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«مَن أحبّنا أهل البيت فَليُعِدّ للفَقر جلباباً أو تِجْفافاً» : 27 / 143 . هو ما يُجَلَّل به الفرس من سلاح وآلة تَقِيه الجراحَ ، وفَرَسٌ مُجَفَّف : عليه تِجفافٌ . والجمع التَّجافيف ، والتاء فيه زائدة . وإنّما ذكرناه هاهنا حملاً على لفظه (النهاية) . وقد يلبسه الإنسان أيضاً .

* وعن المتوكّل لعليّ بن محمّد عليهماالسلام :«استحضرتُك لنظارة خُيُولي . وقد كان أمَرَهم] أي العَسكر] أن يلبسُوا التَّجافِيف» : 50 / 155 .

تجه : في صلاة الخوف :«فوقف بعضهم تُجاه العَدُوّ وقد أخَذوا سلاحهم» : 86 / 110 . أي مُقابلهم وحِذاءَهُم ، والتاء فيه بدل من واو «وِجاه» ، أي : ممّا يلي وُجُوهَهُم (النهاية) .

* ومنه :«كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله أكثر ما يجلس تُجاه القبلة» : 16 / 240 .

باب التاء مع الحاءتحف : عن الحسن بن عليّ عليهماالسلام :«تُحْفَة الصائم أن يَدْهُن لِحيته ... وتُحْفَة المرأة الصائمة أن تُمشّط رأسها» : 93 / 289 . يعني أ نّه يُذهب عنه مَشَقَّة الصوم وشدّته . والتُّحفَة : طُرْفة الفاكهة ، وقد تُفتَح الحاء ، والجمع التُّحَف ، ثم تُستَعْمَل في غير الفاكِهة من الألطاف . قال الأزهري : أصل تُحْفَة «وُحْفَة» ، فاُبدِلت الواو تاء ، فيكون على هذا من حرف الواو(النهاية) .

* ومنه عن المفضّل عن أبي عبداللّه عليه السلام :«إنّ المؤمن ليُتْحِفُ أخاه التُّحْفَة ، قلت : وأيّ شيء التُّحفَة ؟ قال : مِن مجلسٍ ومُتَّكأ وطَعامٍ وكِسوَةٍ وسلامٍ ، فتطاول الجنّة مكافأة له» : 71 / 300 . على بناء الإفعال ، وهو إعطاء التُّحْفَة _ بالضم وكهمزة _ وهي البرّ واللطف والهديّة (المجلسي : 71 / 300) .

تحم : في المباهَلَة :«لبسوا ثياب صَوْنِهم من الأتْحَمِيّات» : 21 / 319 . الأتْحمِيَّة : نوع من البُرُود(المجلسي : 21 / 335) .

* ومنه عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في مرضه :«إيتيني بالأتْحَمِيَّة والسَّحاب» : 22 / 501 . والسَّحاب : اسمٌ لعمامته صلى الله عليه و آله .

.

ص: 173

باب التاء مع الخاء

تحا : عن أبي عبداللّه عليه السلام في التشهّد :«أشهد ... أنّ محمّداً نعم الرسول ، التَحِيّاتُ للّه » : 82 / 290 . التَحِيّات : جمع تَحِيَّة ، قيل : أراد بها السلام ، يقال : حَيّاك اللّه ؛ أي سلَّم عليك . وقيل : التَحِيَّة : المُلك . وقيل : البَقاء . وإنّما جَمع التَحِيَّة لأنّ ملوك الأرض يُحَيَّون بتَحِيّات مختلفة ؛ فيقال لبعضهم : أبَيْتَ اللَّعن ، ولبعضهم : أنْعم صباحاً ، ولبعضهم : اِسْلَم كثيراً ، ولبعضهم : عِشْ ألف سنة ، فقيل للمسلمين : قُولوا : «التحيّات للّه » ؛ أي الألفاظ التي تدلّ على السلام والمُلك والبقاء هي للّه تعالى . والتَّحِيَّة تَفْعِلةٌ من الحَياة ، وإنّما اُدْغمت لاجتماع الأمثال ، والهاء لازمة لها ، والتاء زائدة ، وإنّما ذكرناها هاهنا حملاً على ظاهر لفظها(النهاية) .

باب التاء مع الخاءتخت : في ابن ذي يزن :«أمر لكّل واحد منهم بجارية ... وبتَخْت ثياب فاخرة» : 15 / 150 . التَّخْت : وعاء يُجعل فيه الثياب (المجلسي : 51 / 306) .

* ومنه في الأموال التي وصلت إلى صاحب الزمان عليه السلام :« ... وتَخْتاً من الثِّياب» : 51 / 302 .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«إنّ آصَف أورد تَخْتاً من مسافة شهرين بمقدار طَرْفَة عين» : 25 / 380 . التَّخت بهذا المعنى عَجَمي (المجلسي : 25 / 380) . أي عرشا (الهامش : 25 / 380) .

* وفي فحص عبيداللّه عن أصحاب مسلم :«فنزعوا تَخاتج المسجد ، وجعلوا يخفضون بشعل النّار في أيديهم» : 44 / 351 . جمع تَخْتَجْ ، معرّب تَخْتَه(المجلسي : 44 / 362) .

تخم : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«من صبر على الطاعة كتب اللّه له سِتّمِائَة دَرَجة ، ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين تُخُوم الأرض إلى العَرش» : 68 / 77 . تُخُوم الأرض : مَعالِمها وحُدُودها ، واحدها تَخْم (النهاية) .

* وعنه صلى الله عليه و آله :«إنّ للّه تبارك وتعالى دِيكاً رِجلاه في تُخُوم الأرض السابعة» : 56 / 181 .

* ومنه :«خَضعت له رَواتب الصعاب في محلّ تُخوم قَرارها» : 4 / 222 . التَّخْم : منتهى الشيء . والجمع تُخوم بالضم (المجلسي : 4 / 226) .

.

ص: 174

باب التاء مع الراء

باب التاء مع الراءترب : عن النبيّ صلى الله عليه و آله :«احْثُوا في وُجوه المَدّاحِين التُّراب» : 70 / 294 . قيل : أراد به الردّ والخَيْبة ؛ كما يُقال للطالب المردُود والخائب : لم يحصل في كفّه غير التراب . وقيل : أراد به التراب خاصّة . وأراد بالمدّاحين الذين اتّخذوا مَدْح النّاس عادة وجعلوه صناعة يَسْتأكِلُون به الممدوح (النهاية) .

* وعن العبّاس بن عبدالمطّلب في الخلافة :«قد تَرِبَتْ أيديكم منها آخر الدهر» : 28 / 286 . تَرِب : أي خَسِر وافْتَقَر ، وتَرِبَتْ يَداه : لا أصاب خيراً (القاموس المحيط) .

* ومنه عن موسى عليه السلام :«يا ربِّ ، مَن أهلك الذين تظلّهم في ظلّ عرشك ... ؟ فأوحى اللّه إليه : الطاهرة قُلُوبهم ، والتَرِبَة أيْدِيهم» : 81 / 17 . هي كناية عن الفقر .

* وعن أبي جعفر عليه السلام :«إنّ بنت جحش قالت لرسول اللّه صلى الله عليه و آله : لا تعدل وأنت نبيّ ؟ ! فقال صلى الله عليه و آله : تَرِبَت يداكِ ! إذا لم أعدل فمن يَعدِل ؟ قالت : دعوتَ اللّه يارسول اللّه لِيَقطع يداي ؟ فقال : لا ، ولكن لِتَتْرَبان» : 22 / 220 . تَرِبَ الرجلُ : إذا افْتَقَر ؛ أي لَصِقَ بالتُراب . وأتْرَبَ : إذا اسْتَغنى . وهذه الكلمة جارية على ألسِنة العرب لا يريدون بها الدعاء على المُخاطَب ولا وُقُوع الأمر به ، كما يقولون : قاتَلَه اللّه . وقيل : معناها : للّه دَرُّك . وقيل : أراد به المَثَل ليَرى المَأمور بذلك الجدّ وأ نّه إن خالفه فقد أساء . وقال بعضهم : هو دُعاء على الحَقيقة (النهاية) .

* وعنه عليه السلام في قوله تعالى : «أو مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَة» : «يعني أميرالمؤمنين عليه السلام مُتْرِبٌ بالعلم» : 24 / 283 . على بناء الفاعل ؛ أي : مُستغنٍ ، يقال : أتْرَبَ الرجل : إذا استَغنى ، كأ نّه صار له من المال بقدر التُراب (المجلسي : 9 / 252) .

* وفي الرضا عليه السلام :«أ نّه كان يُتَرِّبُ الكتاب» : 49 / 104 . أي يَذُرُّ على مَكتوبه بعد تمامه التُراب . وقيل : كناية عن التواضع فيه ، وقيل : المعنى : جَعْله على الأرض عند تسليمه إلى الحامل ، ولا يخفى بُعدهما (المجلسي : 49 / 104) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام فيمن قرأ «حمعسق» : «وله فيها جَوارٍ أتْرابٌ من الحور العين» :

.

ص: 175

7 / 295 . جمع تِرْب ، وهو في الأصل الجارية التي تلعب مع نظائرها في التراب إبّان الصّغر (الهامش : 7 / 295) .

* ومنه عن عليّ بن إبراهيم في قوله تعالى : «أتراباً» : «يعني مُستويات الأسنان» : 8 / 134 . يقال : هذه تِرْب فلانة ، إذا كانت على سنّها .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلامفي بني اُميّة :«لئِن بَقِيتُ لهُم لأنْفُضَنّهم نَفْضَ اللَّحّام الوِذام التَّرِبَة» . ويُروى : «التِّراب الوَذِمَة» : 31 / 469 . التِّراب : جمع تَرْبٍ تخفيف تَرِب ، يريد اللُّحوم التي تَعَفَّرَت بسُقوطها فِي التُراب ، والوَذِمَة : المُنْقَطِعَة الأوْذام ؛ وهي السّيُور التي يُشَدُّ بها عُرَى الدَّلو . قال الأصْمَعي : سألني شُعبة عن هذا الحرف ، فقلت : ليس هو هكذا ، إنّما هو نَفْضُ القَصّاب الوِذام التَّرِبَة ؛ وهي التي قد سَقطت في التراب ، وقيل : الكُروش كلّها تُسمّى تَرِبَة ؛ لأ نّها يَحصل فيها التُّراب من المَرتَع ، والوَذِمَة : التي اُخْمِلَ باطنُها ، والكُرُوش وَذِمَة لأ نّها مُخْمَلةٌ ، ويقال لخَمْلِها الوَذَم . ومعنى الحديث : لئِن بقِيتُ لهم لاُطَهِّرَنَّهُم من الدَّنَس ، ولاُطَيّبَنّهُم بَعد الخبث . وقيل : أراد باللحّام [أي القصّاب] : السَبُع ، والتِّراب : أصْل ذِراع الشاة ، والسَبُعُ إذا أخذ الشاة قَبَض على ذلك المكان ثمّ نَفَضها(النهاية) .

ترث : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في الفقير :«قلّ تُراثه ، وقلّت بواكيه» : 69 / 57 . التُّراثُ : ما يُخَلِّفُه الرجل لوَرَثَتِه . والتاء فيه بدل من الواو ، وذكرناه هاهنا حملاً على ظاهر لفظه (النهاية) .

ترج : في الخبر :«إنّ جبرئيل عليه السلام نزل على رسول اللّه صلى الله عليه و آله وبيده اُتْرُجَّةٌ» : 39 / 120 . بضمّ الهمزة وتشديد الجيم ، واحدة الاُتْرُجّ ، وهي فاكهة معروفة ، وفي لغة ضَعيفة : تُرَنْجَةٌ (مجمع البحرين) .

ترجم : عن أبي عبداللّه عليه السلام :«سبحان من ليس له ... بَوّابٌ يُرشى ، ولا تُرْجُمان يُناجى» : 81 / 178 . بالضمّ والفتح : هو الذي يُتَرجِم الكلام ؛ أي يَنقُله من لغة إلى لغة اُخرى ، والجمع تَراجم . والتاء والنون زائدتان (النهاية) .

ترح : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«ما من دار فيها فَرْحةٌ إلاّ يتْبَعُها تَرْحَةٌ» : 68 / 242 . التَّرَح ضدّ الفَرَح ، وهو الهلاك والانقطاع أيضاً . والتَرْحة : المرّة الواحدة (النهاية) .

* ومنه عن الحسين بن عليّ عليهماالسلام :«تَبّاً لكم أيّتها الجماعة وتَرَحاً» : 45 / 8 .

.

ص: 176

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام في الأرزاق :«ثم قرن ... بِفُرَج أفْراحِها (1) غُصَصَ أتْراحِها» : 5 / 148 . أي غُمُومها .

ترر : عن أبي جعفر عليه السلام :«إنّ بيننا وبين كلّ أرض تُرّاً مثل تُرِّ البَنّاء ، فإذا اُمرنا في الأرض بأمرٍ أخذنا ذلك التُرَّ فأقبَلت إلينا الأرض بكُلِّيّتها» : 46 / 255 . التُرُّ _ بالضمّ _ : الخَيط يُقَدِّرُ به البَنّاء (المجلسي : 25 / 367 و 66 / 4) . وفي اللسان : هو الخيط الذي يُمدّ على البِناء فيُبنى عليه ، فارسي معرّب ، وهو بالعربيّة : الإمام .

* ومنه عن أبي عبداللّه عليه السلام :«التُرُّ تُرُّ حُمران . ثمّ قال : يا حُمْران ! مُدَّ المِطْمَر بينك وبين العالَم . قلت : يا سيّدي وما المِطمَر ؟ فقال : أنتُم تُسمُّونه خَيط البَنّاء ، فمن خالفكم على هذا الأمر فهو زِنديقٌ» : 46 / 179 .

* ومنه في حديث ابن سنان :«قال أبو عبداللّه عليه السلام : لَيس بينكُم وبين مَن خالفكم إلاّ المِطْمَر . قلت : وأيّ شيء المِطمَر ؟ قال : الذي تُسَمّونه التُرّ» : 46 / 179 . المطمر : الزِّيْج الذي يكون مع البَنّائين (المجلسي : 46 / 179) .

* وفي عبيداللّه المهديّ :«كان ... رَخْصَ البدن ، تارَّ الأطراف» : 41 / 352 . التارّ : الممتلئ البدن ، تَرَّ يَتِرُّ تَرارة(النهاية) .

* وفي أميرالمؤمنين عليه السلام :«فلمّا بَسَط يده ليُبايعَه أخذ كَفَّه عن كَفّ مَروان فَتَرَّها» : 32 / 230 . كذا في أكثر النسخ بالتاء والراء المهملة . تَرَّ العَظْم يَتُرُّ ، ويَتِرُّ تَرّاً وتُروراً : بان وانقَطَعَ . وعن بلده : تَباعَدَ ، والتَّتَرْتُر : التَزَلزُل والتَقَلْقُل ، وتَرتَرُوا السَّكران : حَرَّكوه وزَعْزَعُوه واسْتَنْكَهُوْهُ حتّى توجد منه رِيح الخمر(القاموس المحيط) . وفي بعض النسخ : «فَنَثَرَها» بالنون والثاء المثلّثة ، أي نَفَضها . وفي بعضها : بالنون والتاء المثنّاة من النَّتْر ؛ وهو الجَذب بقُوّة (المجلسي : 32 / 230) .

ترع : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«حوضُنا مُتَّرِع فيه مَثْعَبانِ» : 65 / 61 . اتَّرَعَ _ كافتعل _ : امْتَلَأَ(المجلسي : 65 / 62) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام في الاستسقاء :«تَتْرَع بالقيعان غُدرانها» : 88 / 295 . أي

.


1- .في البحار : «يفرج أفراجها» ، وما أثبتناه هو الصحيح كما في نهج البلاغة .

ص: 177

تمتلئ ، من قولهم : تَرِع الإناء _ كعَلِم _ يَتْرَع تَرَعا امتلأ ، وأترعْتُه أنا (المجلسي : 88 / 308) . والقِيعان : جمع القاع ؛ أرض سهلة .

* ومنه الدعاء :«مَناهلَ الرجاء إليك مُتْرَعَة» : 88 / 71 .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله :«مِنْبَري على تُرْعَة من تُرَع الجنّة» : 43 / 185 . التُرعة في الأصل : الرَوْضة على المكان المرتفع خاصّة ، فإذا كانت في المُطْمئنّ ؛ فهي رَوْضة . قال القُتَيبي : معناه أنّ الصلاة والذِّكر في هذا الموضع يُؤدّيان إلى الجنّة ، فكأ نّه قِطْعة منها . وقيل : التُرْعَة : الدَرَجة . وقيل : الباب(النهاية) .

ترف : عن أبي عبد اللّه عليه السلام : «إنّ النبيّ صلى الله عليه و آله اُتي بسَوِيق لَوْز فيه سُكَّر طَبَرْزَد فقال :هذا طعام المُتْرَفِين» : 63 / 281 . المُتْرَف : المُتَنعِّم المُتَوسِّع في مَلاذّ الدنيا وشَهَواتها(النهاية) .

* ومنه :«مرّ عمر بن عبد العزيز وعليه شراكا فضّة ... فنظر إليه عليّ بن الحسين عليهماالسلام فقال : يا عبداللّه بن عطاء ! أترى هذا المُترَفَ ؟» : 46 / 327 . أترفَتْه النعمة : أطغَتْه (المجلسي : 46 / 327) .

ترق : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في المارِقِين :«يقرؤون القُرآن لا يُجاوِز تَراقِيَهم» : 21 / 173 . التَّراقِي : جمع تَرْقُوَة ؛ وهي العَظْم الذي بين ثُغرَة النَحر والعاتِق ؛ وهما تَرقُوَتان من الجانِبَين ، ووزنها فَعْلُوَة بالفتح . والمعنى : أنّ قراءتهم لا يرفعها اللّه ولا يَقْبَلُها ، فكأ نّها لم تَتجاوَز حُلُوقَهُم . وقيل : المعنى أ نّهم لا يَعمَلُون بالقُرآن ولا يُثابُون على قراءته ، فلا يحصل لهم غير القراءة(النهاية) .

* ومنه عن أبي عبداللّه عليه السلام :«لو أنّ عبداً عَبَدَ اللّه مِائة عام ... حتّى تلتقي تَراقِيْه هَرَماً ، جاهلاً لحقّنا لم يكن له ثَواب» : 27 / 177 . والتِقاؤُها كناية عن نهاية الذُّبول والدِّقّة والتجَفّف (المجلسي : 27 / 177) . وعن الصادق عليه السلام : «إنّ أفضل التِّرْياق ما عُوْلِج من لُحوم الأفاعي» : 10 / 173 . التِّرياق : ما يُستَعمَل لدفع السَمّ من الأدوية والمَعاجِين ، وهو مُعرّب . ويُقال بالدال أيضاً (النهاية) . اخترعه ماغَنِيْسُ ، وتمّمه أنْدَروماخِسُ القَديمُ بزيادة لحوم الأفاعي فيه ، وبها كَمَل الغَرَض ، وهو مُسَمِّيه بهذا (القاموس المحيط) .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله :«لو يعلم النّاس ما في المِلح ما احْتاجُوا معه إلى تِرْياق» : 63 / 395 .

.

ص: 178

باب التاء مع السين

* ترك : عن أميرالمؤمنين عليه السلام في أصحابه :«أنتم تَرِيْكَة الإسلام ، وبَقِيّة النّاس» : 34 / 86 . التَرِيْكَة : بيضة النَعامَة تَتْرُكها في مَجْثَمِها . أي ؛ أنتُم خَلَف الإسلام وبقيّته ، كالبيضة التي تتركها النَعامة (المجلسي : 34 / 88) .

* وعنه عليه السلام في صفة قوم :«ميامينُ الرأي ، مَقاويلُ بالحقّ ، مَتارِيكُ للبَغي» : 34 / 91 . المتاريك : جمع مِتْراك ؛ أي كثير الترك (المجلسي : 34 / 93) .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«إذا ظهرت القلانِسُ المُتَرَّكة ظهر الرياء (الزنا خ ل)» : 18 / 145 . يحتمل أن يكون «المُتَرَّكة» مأخوذا من التَّرْك الذي يطلق في لغة الأعاجم ؛ أي ما يكون فيه أعلام مُحيطة كالمعروف عندنا بالبكتاشي ونحوه ، أو مِن التَّرْك بالمعنى العربي ؛ أي يكون فيه زوائد متروكة فوق الرأس ، وهو معروف عندنا بالشرواني ؛ وهي القلانس الطويلة العريضة التي يكسر بعضها فوق الرأس ، وبعضها من جهة الوجه ، أو بمعنى التُركيّة بهذا المعنى أيضاً ؛ فإنّها منسوبة إليهم ، أو من التَّرْكَة بمعنى البيضة من الحديد ؛ أي ما يُشبهها من القَلانِس (الهامش : 18 / 146) .

تره : عن عبّاد بن قيس في أميرالمؤمنين عليه السلام :«جئنا نطلب غنائمنا ، فجاءنا بالتُّرَّهات» : 32 / 222 . هي كِناية عن الأباطيل ، واحدها تُرَّهَة _ بضمّ التّاء وفَتح الراء المشدّدة _ وهي في الأصل : الطُرُق الصّغار المُتَشَعِّبة عن الطريق الأعظم (النهاية) .

* وعن الإمام الصادق عليه السلام :«من اغتاب أخاه المؤمن من غَير تِرَة بينهما ...» : 72 / 250 . التِرَة : النقص . وقيل : التَبِعة . والتاء عوض من الواو المحذوفة ، مثل وَعَدته عِدَة . وذكرناها هاهنا حملاً على ظاهره (النهاية) .

باب التاء مع السينتسع : سئل أبو عبداللّه عليه السلام عن صوم تاسُوْعاء ؟ فقال :«تاسُوْعاء يوم حُوصِر فيه الحسين عليه السلام وأصحابه بكربلاء» : 45 / 95 . التاسُوعاء : قبل يوم العاشوراء ، وأظنّه مولَّداً (الصحاح) . قال في التاج : فيه نظر ؛ فإنّ المولَّد هو اللفظ الذي ينطق به غير العرب من المحدثين ، وهذه لفظة وردت في الحديث الشريف ، فأنّى يتصوّر فيه التوليد ؟ !

.

ص: 179

باب التاء مع العين

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«إنّه يسلّط على الكافر في قبره تسعة وتسعين تِنّيناً» : 6 / 219 . قال الشيخ البهائي رحمه الله : قال بعض أصحاب الحال : ولا ينبغي أن يُتعجّب من التخصيص بهذا العدد ، فلعلّ عدد هذه الحيّات بقدر عدد الصفات المذمومة من الكِبْر والرياء والحسد والحِقد وسائر الأخلاق والملَكات الردِيّة ؛ فإنّها تنشعب وتتنوّع أنواعاً كثيرةً ، وهي بعينها تنقلب حيّات في تلك النَّشْأة . (المجلسي : 6 / 219) .

باب التاء مع العينتعتع : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«لن تُقدَّس اُمّةٌ لا يُؤخذ للضعيف فيها حقُّه من القوي غيرَ مُتَعْتَع» : 33 / 608 . بفتح التاء ؛ أي من غير أن يُصيبَه أذىً يُقَلقِلُه ويُزْعِجُه . يقال : تَعْتَعْتُه فَتَتَعْتَع . و«غير» منصوب ؛ لأ نّه حال للضّعيف (النهاية) .

* ومنه عن عثمان في حديث أبي ذرّ :«ثمّ أنْجُوْا به النّاقة ، وتَعْتِعوه حتّى توصِلَه الرَّبَذة» : 22 / 397 . أنْجُوا ؛ أي أسْرِعوا (المجلسي : 22 / 397) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام لابن ملجم :«قد أخبرتْك اُمُّك أ نّها حملت بك في بعض حيضها فَتَعْتَعَ هُنَيْئة ثمّ قال : نعم» : 42 / 198 . تَعْتَعَ في الكلام ؛ أي تَرَدَّد من حَصْرٍ أو عَيّ (المجلسي : 42 / 198) .

* ومنه في زيارته عليه السلام :«ونَطَقْتَ حين تَتَعْتَعُوا» : 97 / 355 .

تعس : عن فاطمة الصغرى :«قُتل وَلَدُه بالأمس في بيت من بُيُوت اللّه تعالى فيه مَعْشَر مَسْلَمة بألسنتهم ، تَعْساً لرؤوسهم !» : 45 / 110 . يقال : تَعِسَ يَتْعَسُ : إذا عَثَر وانْكَبَّ لوجهه ، وقد تُفتَح العين ، وهو دُعاء عليه بالهلاك (النهاية) .

* ومنه عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«من أبغضني فقد أبغضَ اللّه ، وأتْعَسَ اللّهُ جَدَّه (1) » : 38 / 109 .

* ومنه عن أبي الحسن عليه السلام :«إذا عَثَرت الدابّة تحت الرَّجُل فقال لها : تَعِسْتِ تقول : تَعِسَ وانتكَسَ أعصانا لربّه» : 61 / 209 .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله :«تَعِسَ عبدُ الدِّرْهَم ، تعِس عبدُ الدينار» : 70 / 320 . أي هلك .

.


1- .جَدّ : هنا مفرد جُدود ؛ أي حُظوظ .

ص: 180

باب التاء مع الفاء

باب التاء مع القاف

باب التاء مع الفاءتفث : عن أبي عبد اللّه عليه السلام في قوله تعالى : «ثُمّ ليَقضوا تَفَثَهُم» : «هو الحَلْق وما في جِلْد الإنسان» :96 / 317 . هو ما يفعله المُحْرِم بالحَجّ إذا حَلَّ ، كَقَصِّ الشارِب والأظفار ، ونَتْفِ الإبْط ، وحَلْق العانَة . وقيل : هو إذهاب الشَّعَث والدَّرَن والوَسَخ مُطْلقاً . والرجلُ تَفِثٌ(النهاية) .

تفل : عن النبيّ صلى الله عليه و آله :«لا تمنعوا إماء اللّه مساجد اللّه ، ولْيَخْرُجْنَ تَفِلات» : 87 / 354 . أي غيرمتطيّبات ، وهو بالتاء المثنّاة فوق والفاء المكسورة .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«لا يَتْفُل المؤمن في القِبلة» : 73 / 56 . التَفْل : نفخٌ معه أدنى بُزاق ، وهو أكثر من النَّفْث . يقال : الأوّل البُزاق ، ثمّ التَفل ، ثمّ النَّفْث ، ثمّ النَّفْخ ، وتَفَلَ يَتْفِلُ ويَتْفُلُ كسراً وضمّاً : فَعَل ذلك (مجمع البحرين) .

تفه : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«إيّاك ومصادقة الفاجر ؛ فإنّه يبيعك بالتّافِه» : 71 / 199 . التّافه : الحقير . يقال : تَفِهَ يَتْفَهُ فهو تافِه (النهاية) .

باب التاء مع القافتقا : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«كنّا إذا احمَرّ البَأس اتَّقَينا برسول اللّه صلى الله عليه و آله» : 19 / 191 . أي جعلناه قُدّامَنا ، واسْتَقبَلنا العدُوّ به ، وقُمنا خَلفَه . والتاء فيها مُبْدَلة من الواو ؛ لأنّ أصلها من الوقاية ، وتقديرها «اِوْتقى» ، فقُلبت واُدغمت ، فلمّا كثُر استعماله توهّموا أنّ التاء من نفس الحرف فقالوا : اتَّقى يَتَّقي _ بفتح التاء فيهما _ وربّما قالوا : تَقى يَتْقي ، مثل رَمى يَرْمي (النهاية) .

* ومنه عن حذيفة لرسول اللّه صلى الله عليه و آله :«وهل للسيف _ وفي بعض النسخ : قلت : وبعد السيف _ من تَقِيَّة ؟ قال : تَقِيَّة على أقْذاء ، وهُدنة على دَخَنٍ» : 28 / 44 . وفي شرح السنّة وغيره : «بقيّة» بالباء الموحّدة ، والمعاني متقاربة ؛ أي هل بعد السيف شيء يُتّقى به من الفتنة ؟ أو يُتّقى ويُشْفَق به على النفس ؟ (المجلسي : 28 / 44) . التَقِيّة والتُّقاة بمعنىً ، يريد أ نّهم يَتَّقُون

.

ص: 181

باب التاء مع الكاف

باب التاء مع اللام

بعضهم بعضاً ، ويُظهِرون الصلح والاتّفاق ، وباطنُهم بخلاف ذلك (النهاية) .

* ومنه عن النبيّ صلى الله عليه و آله :«من أكْرَمَه النّاس اتِّقاءَ شرّه فليس مِنّي» : 72 / 279 .

باب التاء مع الكافتكأ : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«أ نّه نهى عن الأكل مُتَّكِئا» : 63 / 389 . المُتَّكِئ في العربيّة : كلّ مَن اسْتوى قاعداً على وِطاء مُتمكّناً ، والعامّة لا تَعرف المُتّكِئ إلاّ مَن مالَ في قعوده معتمداً على أحَد شِقَّيه ، والتاء فيه بدل من الواو ، وأصله من الوِكاء ؛ وهو ما يُشَدُّ به الكيس وغيره ، كأ نّه أوكأ مَقْعَدَتَهُ وشدّها بالقُعود على الوِطاء الذي تحته . ومعنى قوله صلى الله عليه و آله : «لا آكل مُتَّكِئا» ، أي إنّي إذا أكلتُ لم أقعد مُتَمَكِّناً فِعلَ مَن يُريد الاستِكثار منه ، ولكن آكل بُلْغَةً ، فيكون قعودي له مُسْتَوفِزاً . ومَن حمل الاتّكاء على المَيْل على أحد الشِّقَّين تأوّله على مذهب الطبّ ؛ فإنّه لا يَنْحَدِر في مَجاري الطعام سَهْلاً ، ولا يُسيغُه هنيئاً ، وربما تأذّى به (النهاية) .

* وعن أبي جعفر عليه السلام :«إنّ الملائكة لتزاحمنا على تُكَآتِنا» : 56 / 185 . التُّكَأة _ بوزن الهُمَزة _ : ما يُتَّكَأ عليه ، ورجل تُكَأة : كثير الاتِّكاء . والتاء بدل من الواو وبابها حرف الواو (النهاية) .

باب التاء مع اللامتلب : «جاء المُسَيَّب بن نجيّة ... مُتلبِّباً بعبداللّه بن سبأ» :42 / 146 . يقال : لَبَّبَهُ وأخذ بتَلبِيبِه وتلابِيبِه : إذا جمعْتَ ثيابه عند صَدره ونحره ، ثمّ جَرَرْتَه ، وكذلك إذا جعلت في عُنُقه حَبلاً أو ثوباً ثمّ أمسكتَه به . والمُتَلبَّب : موضع القلادة . واللَّبَّة : موضع الذبح ، والتاء في التَلبِيب زائدة ، وليس بابُه (النهاية) .

تلد : في رؤيا أبي طالب :«فاُتي لك بالولد ، ومالِكِ البلد ، وعظيم التَّلَد» : 38 / 47 . التَّلَد _ بالفتح والضمّ والتحريك _ : ما وُلِد عندك من مالك أو نَتَج . وخَلْق مُتْلَد كمُعْظَم : قديم . والتَّلَد محرَّكة : من وُلِد بالعَجَم ، فحُمل صَغيراً ، فَنَبت بدار الإسلام . وتَلَد كنصر وفرح : أقام ، وتطبيقه على أحد المعاني يحتاج إلى تكلّف إمّا لفظاً أو معنىً (المجلسي : 38 / 49) .

.

ص: 182

* وفي دعاء الندبة :«بنفسي أنت من تِلاد نِعَمٍ لا تُضاهى» : 99 / 108 . التِّلاد : القَديم . والمُضاهاة : المُشابهة (المجلسي : 99 / 124) .

* وفي عليّ الرضا عليه السلام : أرى لهم طارفا مونِقاولا يُشبِه الطارفُ التّالدا : 49 / 5 . الطارف : المستحدث خلاف التالِد ، والمراد بالطارِف : الرضا عليه السلام ، وبالتالِد : المأمون (المجلسي : 49 / 6) .

* وفي زيد بن الحسن : إذا انتُحِل العزُّ الطريفُ فإنّهملهم إرث مجدٍ ما يُرام تَلِيْد : 44 / 164 . التَّلِيْد : القَديم ، ضدّ الطريف .

* وفي فتح مكّة : لاهُمّ إنّي ناشدٌ محمّداًحِلْفَ أبينا وأبيه الأتْلَدا : 21 / 101 . الأتْلَد : الأقْدَم .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام في الأئمّة عليهم السلام: «تَنْمي ببركتهم التِّلادُ» : 25 / 151 . والتخصيص به لأ نّه أبعد من النموّ ، أو لأنّ الاعتناء به أكثر . ويحتمل أن يكون كناية عن تجديد الآثار القديمة المندرِسة (المجلسي : 25 / 153) .

تلع : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في المطر :«تَعُمّ الأوهادَ والتِّلالَ والتِّلاعَ» : 3 / 54 . التِّلاع : مَسايل الماء من عُلُوٍّ إلى سُفْل ، واحدُها تَلْعَة . وقيل : هو من الأضداد ، يَقَع على ما انْحَدَر من الأرض ، وأشرَف منها (النهاية) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«ما عَلَوتُم تَلْعَةً ، ولا هبطتم بطن وادٍ إلاّ بقضاء من اللّه وقَدَر» : 5 / 13 .

* وعنه عليه السلام :«لقد أتْلَعُوا أعْناقَهم إلى أمْرٍ لم يكونوا أهْلَه ، فَوُقِصُوا دونَه» : 32 / 212 . أي رَفَعُوها (النهاية) .

تلعب : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«عَجباً لابن النّابغة !! يزعُم ... أ نّي امرؤٌ تِلْعابَة ، اُعافِس

.

ص: 183

باب التاء مع الميم

واُمارِس !» : 33 / 221 . التِّلْعابة والتِّلِعّابَة _ بتشديد العين _ والتِّلْعِيبة : الكثير اللّعِب والمزَح ، والتاء زائدة (النهاية) .

تلل : قال يهودي لأميرالمؤمنين عليه السلام :«إنّ هذا إبراهيم عليه السلام قد أضْجَعَ وَلَدَه وتَلَّهُ للجَبين» : 10 / 32 . يقال : تَلَّه تَلاًّ _ من باب قتل _ : صَرَعه ؛ وهو كما يقال : كبّه لوجهه (مجمع البحرين) .

* وفي البيعة :«انطلَقوا بعليّ عليه السلام يُتَلُّ حتّى انتُهي به إلى أبي بكر» : 28 / 270 . أي يُجذب جذباً ، ويُجَرُّ جرّاً عنيفاً . وفي بعض النسخ : «يُعتل» ، ومعناهما واحد . وعن الاحتجاج : «مُلبَّباً يُتَلّ» .

تلَى : في حديث سطيح :«إذا كَثُرت التلاوَة ، وبُعِث صاحب الهِراوة» : 15 / 265 . أي تلاوة القرآن . تَلَوْتُ الرجل أتْلُوه تُلُوّاً _ على فُعُول _ : تَبِعْتُه ، فأنا له تالٍ ، وتِلْوٌ أيضاً وِزانُ حِمل (المصباح المنير) . وسُمّي القارئ تالياً ؛ لأ نّه يَتْبَعُ ما يُقرأ (مجمع البحرين) .

* وعن أبي جعفر عليه السلام :«كونوا النُّمْرُقة الوسطى ، يَرجِع إليكم الغالي ، ويَلحَق بكم التّالي ... قيل له : ما التّالي ؟ قال : المُرتاد يريد الخير يبلغه الخير يؤجر عليه» : 67 / 101 .

* وعن الجارود في النبيّ صلى الله عليه و آله : أنبأ الأوّلُون باسمك فيناوبأسماءَ بعده الى : 38 / 43 . يقال : «جاءت الخَيل تتالياً» ؛ أي متتابعة .

باب التاء مع الميمتمر : عن الأعرابي في مدح أميرالمؤمنين عليه السلام :«ولو ردُّوه إلى ... التامُور العزيز ألفَوه قائماً» : 46 / 323 . التّامور : الوعاء ، والنفس وحياتها ، والقلب وحياته ، ووزير الملِك ، والماء ، ولكلّ وجه مناسبة (المجلسي : 46 / 325) .

* وفي دعاء عرفة :«وما اشتمل عليه تامُور صدري» : 95 / 218 .

تمرح : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«زعم ابن النّابغة أ نّي تِلْعابَة مزّاحة» : 33 / 223 . وفي النهاية : «تِمْراحة» من المَرَح ، والمرَح : النشاط والخفّة ، والتاء زائدة ، وهو من أبنية المبالغة . وذكرناها هاهنا حملاً على ظاهرها .

.

ص: 184

تمك : في الدعاء :«أهِّلني لتأدية المناسك ، ونحر الهَدْي التَّوامِك» : 91 / 118 . تَمَكَ السَنام يَتْمُكُ تَمْكاً ؛ أي طال وارتفع ، فهو تامِك (الصحاح) .

تمم : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في الحسن والحسين عليهماالسلام :«اُعيذُكما بكلمات اللّه التّامّة» : 60 / 18 . إنّما وَصَف كلامه بالتّمام ؛ لأ نّه لا يجوز أن يكون في شيء من كلامه نقص أو عيب ، كما يكون في كلام النّاس . وقيل : معنى التمام _ هاهنا _ أ نّها تنفع المتَعوِّذ بها ، وتَحفظُه من الآفات وتكفيه (النهاية) .

* ومنه :«أعوذ بكلمات اللّه التّامّات» : 60 / 20 .

* وعن النبي صلى الله عليه و آله أنّه :«نهى عن التّمائِم والتِوَل» : 60 / 18 . التَّمائِم جمع تَمِيمة ؛ وهي خَرَزات كانت العرب تُعلّقُها على أولادهم يَتَّقُون بها العَيْن في زَعمهم ، فأبطَلَها الإسلام (النهاية) .

* ومنه عن أبي عبداللّه عليه السلام في قميص يوسف عليه السلام :«فلمّا حضر إبراهيمَ عليه السلام الموتُ جعله [أي قميصه] في تَمِيْمة ، وعلّقه على إسحاق عليه السلام» : 17 / 143 . التَّمِيْمة : ما يُجعل فيه العَوْذات ، ويُعلَّق لدفع العين ، وغير ذلك (الهامش : 17 / 143) .

* ومنه في عليّ بن الحسين عليهماالسلام : وإنّ غلاماً بين كِسرى وهاشملأكرَم مَن نِيطت عليه التَّمائِم : 46 / 4 .

* وفي الدعاء :«ومكابد ليلة التّمام بالسَهر» : 98 / 372 . هي ليلة أربع عشرة من الشهر ؛ لأنّ القَمَر يَتمّ فيها نُورُه ، وتُفتَح تاؤه وتُكسر . وقيل : ليل التِّمام _ بالكسر _ أطول ليلة في السنة (النهاية) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام في الأئمّة عليهم السلام: «كأ نّهم النُجُوم الزّاهرة إذا توسّطهم القمر المنير ليلة تمّه» : 25 / 32 .

* وفي بدر :«وسمعناهم يقولون : رُوَيداً تَتامّ اُخراكم» : 19 / 343 . أي جاءَته مُتَوافِرة مُتَتابِعَة (النهاية) .

* ومنه في حديث رقيقة :«وتَتامَّت عنده قريش» : 15 / 404 .

.

ص: 185

باب التاء مع النون

باب التاء مع الواو

باب التاء مع النونتنبل : ومن شعر معبد الخزاعي : تُرْدي باُسد كرامٍ لا تَنابلَةٍعند اللّقاء ولا خُرْقٍ معاذيلِ : 20 / 41 . التَّنابلة : جمع تِنْبَل كدرهم ، أو تِنْبال _ بالكسر _ ؛ وهما القصير ، ولعلّه استُعير للجبان أو الكَسلان كما هو المعروف في لغة العَجَم (المجلسي : 20 / 46) .

تنر : عن النبيّ صلى الله عليه و آله في نوح عليه السلام :«لمّا فار التَنُّور وكثُر الماء» : 11 / 303 . التَنُّور : الذي يُخبَز فيه . ويقال : إنّه في جَميع اللُّغات كذلك (النهاية) .

تنن : عن الصادق عليه السلام :«تُدخِل يدك في فَمِ التِنِّين إلى المِرْفَق خيرٌ لك من طلب الحوائج إلى من لم يكن له فكان» : 75 / 248 . قال الدميري : التِنِّين : ضَرْبٌ من الحَيّات وكُنيته أبو مِرْداس ، وقال القزويني : إنّه شرّ من الكَوسَج ، في فمه أنيابٌ مثل أسِنّة الرماح ، وهو طويل كالنّخلة السَّحُوْق ، أحمر العَينين مثل الدّم ، واسع الفَم والجَوف ، برّاق العينين ، يبتلع كَثيراً من الحيوانات ، يخافه حيوانُ البرّ والبَحر ، إذا تَحَرّك يموج البحر ؛ لقوّته الشديدة (المجلسي : 61 / 78) .

باب التاء مع الواوتوتيا : كتب الحِمْيَري إلى القائم عليه السلام :«هل يجوز للمحرم أن يُصيِّر على إبْطه المَرْتَك أو التُّوتيا ؟» : 96 / 168 . التُّوتيا : حَجَر يُكتحَل به ، يونانية ، والتُّوتيا المعدنيّة هي ما يُسمّيه الإفرنج بالزنك ، وتُشبه التَنَك .

توث : في الهِرَقْلي :«أ نّه خرج ... على فَخِذه الأيسر تُوْثَة مقدار قبضة الإنسان» : 52 / 61 . التُّوْثَة ، وهكذا «التُّوْتة» : لحمة متدلّية كالتُّوْت ؛ أعني الفِرْصاد ، قد تكون حمراء ، وقد تصير سوداء ، وأغلب ما تخرج في الخدّ والوَجْنة ، صعب العلاج حتّى الآن ، ويظهر من الجوهري أنّ الصحيح «التُّوتة» لا «التُّوثة» (الهامش : 52 / 61) .

.

ص: 186

توج : عن الشمعوني في صفته صلى الله عليه و آله :«صاحب ... القَضيب والتّاج ؛ يعني العِمامة» : 15 / 236 .

* وفي الكتب السالفة :«وأمّا التاج فالمراد به العِمامة ، ولم يكن حينئذٍ إلاّ للعَرَب ، والعَمائم تِيْجانُ العرب» : 16 / 131 . جمع تاج : وهو ما يُصاغ للمُلوك من الذهب والجوهر . وقد توَّجتُه إذا ألبَستَهُ التّاج ، أراد أنّ العمائم للعرب بمنزلة التيجان للمُلوك ؛ لأ نّهم أكثر ما يكونون في البَوادي مكشوفي الرؤوس أو بالقَلانِس ، والعمائم فيهم قليلة (النهاية) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام :«عَمَّم رسول اللّه صلى الله عليه و آله عليّاً عليه السلام بيده ، فَسَدَلها من بين يديه ، وقصّرها من خلفه قدر أربع أصابع ثمّ قال : ... هكذا تِيْجان الملائكة» : 42 / 69 .

تور : في فضائل أميرالمؤمنين عليه السلام :«وكُتِب على أتوار الشمع الاثني عشر التي حُملت إلى مشهده عليه السلام» : 35 / 5 . الأتوار جمع تَوْر ؛ وهو إناء من صُفْر أو حجارة كالإجّانة ، وكأنّ المراد هنا ما ينصبّ فيه الشمع (الهامش : 35 / 5) .

* ومنه :سئل أبو عبداللّه عليه السلام «عن الجُنُب يجعل الرَّكْوَة أو التَّوْر ، فيُدخِل إصْبَعه فيها» :77 / 17.

* وعن جابر يوم الخندق :«أمَرَنا [أي النبيّ صلى الله عليه و آله] أن نجمع التَواري _ يعني قِصاعاً كانت من خشب _ والجِفان» : 17 / 233 .

توق : عن أميرالمؤمنين عليه السلام في الخَبِيْص :«لكنّي أكره أن تَتُوْقَ إليه نفسي» : 63 / 323 . تاقَ إليه تَوْقا وتَوَقانا : اشتاق (المجلسي : 63 / 323) . وقال الجزري : التّوْق هو الشّوق إلى الشيء والنزوع إليه (النهاية) .

* ومنه عن عليّ بن الحسين عليهماالسلام إلى الزُّهري يعضُه :«فتاقَتْ نفوسهم [أي العامّة] إلى أن يبلُغوا من العلم ما بَلَغْتَ» : 75 / 134 .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام في الدنيا :«النفوس بها مشغوفة ، والقُلوب إليها تائِقة» : 70 / 108 .

تول : عن النبيّ صلى الله عليه و آله أنّه :«نهى عن التمائم والتِوَل» : 60 / 18 . واحدها التِّوَلَة _ بكسر التاء وفتح الواو _ : ما يُحبِّب المرأة إلى زوجها من السّحر وغيره (النهاية) .

.

ص: 187

باب التاء مع الهاء

باب التاء مع الياء

توَى : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«مَن كتم الشهادة ... لِيَتْوي مال امرئ مسلم أتى يوم القيامة ولِوَجهه ظُلْمةٌ مدّ البصرِ» : 7 / 218 . من التَّوَى : الهلاك (النهاية) .

* وعنه صلى الله عليه و آله في ابني حابس وحصين :«اللهمّ تَوِّهْ سهمَيهما» : 21 / 173 . أي أهلك وضَيِّع ، من التَوى ؛ وهو الهلاك ، والهاء للسكت ، أو من التَّوْه ؛ وهو الهلاك والذهاب (المجلسي : 21 / 176) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«السّرف مَتْواة ، والقصد مَثراة» : 74 / 401 . المَتْواة : ما يسبّب الخسارة والضياع ، والمَثْراة : ما يسبّب مزيد الثروة (الهامش : 74 / 401) .

باب التاء مع الهاءتهم : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«إيّاك ومواطن التُّهْمَة» : 72 / 90 . هي فُعْلَة من الوَهْم ، والتاء بدل من الواو ، وقد تُفتَح الهاء . واتَّهَمْتُهُ ؛ أي ظنَنتُ فيه ما نُسِب إليه (النهاية) .

* وعنه عليه السلام في وصف المتّقين :«فهم لأنفسهم مُتَّهِمون ، ومن أعمالهم مُشفِقون» : 64 / 316 . يعني أ نّهم يظنّون بأنفسهم التقصير أوالمَيل إلى الدنيا ، أو عدم الإخلاص في النيّة ، أو الأعَمّ ، أو يشُكُّون في شأنها ونيّاتها ، ويخافون أن يكون مقصودها في العبادات الرّياء والسُّمعَة ، وأن تجرّها العبادة إلى العُجْب ؛ فلا يعتمدون عليها (المجلسي : 64 / 325) .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله :«أولى النّاس بالتُّهْمة من جالس أهل التُّهْمة» : 72 / 90 .

باب التاء مع الياءتيح : عن أميرالمؤمنين عليه السلام في عثمان :«فاُتِيحَ له قَوم قتلوه ، وبايَعَني النّاس» : 32 / 84 . يقال : أتاح اللّه لفُلان كذا ؛ أي قَدَّره لَه ، وأنزله بِه . وتاحَ له الشَّيء : تَهَيَّأ (النهاية) .

* ومنه عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«فبِي حلَفتُ لاُتِيحَنَّ لهم فِتْنةً تَترك الحَليم منهم حَيْرانَ» : 70 / 85 .

.

ص: 188

* ومنه الدعاء :«بيدك الخير ، وأنت وليُّه مُتِيْحُ الرّغائب» : 87 / 147 . أي مُقدّر المطالب ، من قولهم : تاحَ له الشّيء ، واتُيح له ؛ أي قُدّر له (المجلسي : 87 / 233) .

تير : في الحديث :«قد وُضع له في كفّة سيّئاته من الآثام ما هو أعظم من ... البِحار التَّيّارة» : 65 / 107 . التَّيّار : موج البَحر ولُجَّته (النهاية) .

* ومنه عن الصادق عليه السلام في الدعاء :«فَحَبَسْتَه في الهواء على صَمِيْم تيّار اليَمّ» : 87 / 45 .

تيس : قال الحسن بن عليّ عليهماالسلام لجُبير :«يا تَيّاس أهل الحجاز !» : 44 / 15 . التَيس : ذَكَر الظِّباء والمَعْز ، والتيّاس : بيّاع عَسْب الفَحْل (المجلسي : 44 / 19) .

* وفي الخبر :«أدمى وجهَ رسول اللّه صلى الله عليه و آله رجلٌ ، فدعا عليه ، فكان حَتْفه أن سلّط اللّه عليه تَيْساً فنطحه حتّى قتله» : 20 / 20 .

تيع : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في الزكاة :«وعلى التِّيْعَة شاة» : 93 / 82 . التِّيْعَةُ : اسم لأدنى ما تجب فيه الزكاة من الحيوان ، وكأنّها الجُملة التي للسُعاة عليها سبيلٌ ، مِن تاعَ يَتِيعُ إذا ذَهب إليه ، كالخَمس من الإبل ، والأربعين من الغنم (النهاية) .

تيم : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«والتِّيمَةُ لصاحبها» : 93 / 82 . التِّيمة _ بالكسر _ : الشاة الزائدة على الأربعين حتّى تبلغ الفريضة الأُخرى . وقيل : هي الشاة تكون لصاحبها في منزله يَحْتَلبُها ، وليست بسائِمة (النهاية) .

تين : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في قوله تعالى : «والتّينِ والزيتونِ» : «والتّين : المدينة ، والزيتون : بيت المقدّس» : 96 / 77 . لعلّه إنّما كنّى عن المدينة بالتِّين لوفوره وجودته فيها ، أو لكونها من أشارف البلاد ، كما أنّ التين من أفاضل الثِّمار (المجلسي : 57 / 205) .

تيه : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«وتاهت في أدنى أدانيها طامِحات العُقول» : 4 / 269 . تاهَ يَتِيه تَيْها : إذا تَحَيَّر وضَلَّ ، وإذا تَكَبَّرَ (النهاية) .

* وعنه عليه السلام لعثمان بن حُنَيف :«أو أعْتسِف طريق المَتاهة» : 40 / 341 . المَتاهةُ : محلّ التَّيه ، وهو الضلال (المجلسي : 40 / 343) .

* وعن عمرو :«إنّ عليّاً رجل نَزِق تَيّاه» : 33 / 61 . أي كَثير التِّيه ؛ وهو الكِبر .

.

ص: 189

ح_رف الثاء

باب الثاء مع الهمزة

.

.

ص: 190

باب الثاء مع الباء

حرف الثاءباب الثاء مع الهمزةثأب : عن أبي عبداللّه عليه السلام :«التَّثاؤُب من الشَّيطان ، والعُطاس من اللّه عزّوجلّ» : 73 / 52 . تَثاءَب : استرخى فوه واسعاً من غير قصد . ومَصدره التَثاؤُب ، والاسم : الثُّؤَباء . وإنّما جعله من الشيطان كَراهَةً له ؛ لأ نّه إنّما يكون مع ثِقل البدن وامْتلائه واسْتِرخائِه ومَيلِه إلى الكَسل والنَّوم ، فأضافَه إلى الشيطان ؛ لأ نّه الذي يدعُو إلى إعطاء النّفس شهوتها ، وأراد به التَحذير من السَّبب الذي يَتَولَّد منه ؛ وهو التَوسّع في المَطعَم والشَّبَع ، فَيَثْقُل عن الطاعات ، ويكْسَل عن الخيرات (النهاية) .

* ومنه في حديث المرأة :«إنّ ابني قد أشرف على حياض الموت ، كلّما أتيته بطعام وقع عليه التَثاؤُب» : 16 / 416 . أي أصابه كسل وفترة كفترة النُّعاس .

ثأر : عن أبي عبداللّه عليه السلام في قَتَلَة الحسين عليه السلام :«لا يُوفّقون أبداً حتّى يقوم ثائِرُ الحسين عليه السلام» : 45 / 217 . أي طالب دمه ، يقال : ثَأرْتُ القَتيلَ وثَأرتُ به فأنا ثائر ؛ أي قَتَلتُ قاتله (النهاية) .

* وعن الرضا عليه السلام في الملائكة عند قبر الحسين عليه السلام :«شعارهم يا لَثاراتِ الحُسين» : 44 / 286 . أي يا لَأهل ثاراته ، ويا أيّها الطالِبون بدمه ، فحذف المضاف ، وأقام المُضاف إليه مقامه . وقال الجوهري : يقال : يا ثارات فُلان : أي يا قتلة فلان ، فعلى الأوّل يكون قد نادى طالبي الثار ليُعينوه على استِيفائِه وأخْذه ، وعلى الثاني يكون قَدْ نادى القَتَلة تعريفاً لهم وتَقْريعاً وتَفظيعاً للأمر عليهم ، حتّى يَجْمَع لهم عند أخذ الثأر بين القتل وبين تعريف الجُرم .

.

ص: 191

وتسميته وقَرْع أسماعِهم ؛ لِيَصْدَعَ قُلوبهم ، فيكون أنكى فيهم وأشْفى للنَّفس (النهاية) .

* ومنه في حديث سليمان بن صُرَد :«يا آل ثارات الحسين» : 45 / 358 .

* ومنه في زيارته عليه السلام :«أشهدُ ... أ نّك ثار اللّه في الأرض مِن الدم الذي لا يُدرَك ثاره من الأرض إلاّ بأوليائك» : 98 / 148 . الثأر بالهمز : الدّم وطلب الدّم ؛ أي أ نّك أهل ثار اللّه والذي يطلب اللّه بدمه من أعدائه ، أو هو الطالب بدمه ودماء أهل بيته بأمر اللّه في الرجعة . وقيل : هو تصحيف «ثائر» والثائر : من لا يُبقي على شيء حتّى يدرك ثاره . ثمّ اعلم أنّ المضبوط في نسخ الدّعاء بغير همز ، والذي يظهر من كتب اللّغة أ نّه مهموز ، ولعلّه خُفّف في الاستعمال (المجلسي : 98 / 151) .

ثأل : عن أبي عبداللّه عليه السلام :«تُمرّ يدك على مَوضع الثَآلِيلِ ثمّ تقول» : 92 / 98 . الثَآلِيل : جمع ثُؤلُول ؛ وهو هذه الحبّة التي تظهر في الجلد ، كالحِمَّصَة فما دونها (النهاية) .

* ومنه عن الرضا عليه السلام :«خذ لكلّ ثُؤلُوْل سبع شُعيرات ، واقرأ على كلّ شُعَيرة سبع مرّات «إذا وَقَعَتِ الواقِعةُ»» : 92 / 97 .

باب الثاء مع الباءثبت : عن أبي عبداللّه عليه السلام في حديث المرأة :«فلمّا أثْبَتَتْ أ نّه رسول اللّه صلى الله عليه و آلهصرخت به» : 20 / 365 . الثَّبَت _ بالتحريك _ : الحُجّة والبيّنة (النهاية) . يقال : أثْبَتَه ؛ أي عرَفه حقّ المعرفة (المجلسي : 20 / 368) .

* ومنه عن ابن سليط لأبي إبراهيم عليه السلام :«هل تَثْبُت هذا الموضع الذي نحن فيه» : 50 / 25 . أي تَعْرِفه .

ثبج : عن أميرالمؤمنين عليه السلام في صِفّين :«عليكم بهذا ... الرِّواق المُطَنَّب فاضْربُوا ثَبَجَه ؛ فإنّ الشيطان كامِن في كِسره» : 32 / 557 . ثَبَجُ الشيء _ بالتحريك _ : وسطه ومعظمه ، وما بين الكاهل إلى الظَهْر (النهاية) .

* ومنه في زيارة أبي عبداللّه عليه السلام :«قد شَحَطت أوداجُك على أثباجِك» : 98 / 196 .

.

ص: 192

باب الثاء مع الجيم

والجمع باعتبار الأجزاء . والأوداج : هي ما أحاط بالعُنُق من العروق التي يقطعها الذابح (المجلسي : 98 / 197) .

* ومنه عن ابن مسعود في أميرالمؤمنين عليه السلام :«لقد رأيته ثَبَج بحر يسيل سيلاً» : 89 / 105 .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في الأرض :«وتَصطفق متقاذفاتُ أثْباجِها» : 74 / 324 . أي وسطها ومعظمها .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في حديث اللّعان :«فإن جاءت بأصهب اُثَيْبِج ... فهو لشريك» : 21 / 368 . تصغير الأثْبَج ، وهو النّاتئ الثَبَج ؛ أي ما بين الكَتِفين والكاهِل . ورجلٌ أثْبَج أيضاً : عظيم الجوف (النهاية) .

ثبر : في الدعاء :«أسألك ... أن تجيرني ... من دعوة الثُّبُور» : 84 / 320 . أي من أن أقول في النار : وا ثُبُوراه . الثُّبُور : الهلاك ، وقد ثَبَر يَثْبُرُ ثُبُوراً (النهاية) .

* ومنه عن الحسن بن عليّ عليهماالسلام في الموت :«أعظم ثُبُورٍ يَرِد على الكافرين» : 6 / 154 .

* وفي احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام على اليهود :«ومن لم أقبل ذلك منه رجع مَثْبُوراً» : 10 / 42 . ثَبَرَه : خيّبَه .

* وعن محمّد بن عبيداللّه في المهديّ عليه السلام :«لقيت بالمدينة رجلاً ... يقال إنّه يعلم من هذا الأمر شيئاً ، فثابَرتُ عليه» : 52 / 4 . المُثابَرَة : الحِرْص على الفعل والقول ، ومُلازمتهما (النهاية) .

* ومنه الحديث :«من يُثابِر هذا الدّين يَغلِبْه» : 68 / 218 .

* وفي حديث بناء الكعبة :«ثمّ ثُبَير» : 11 / 197 . هو الجَبَل المعروف عند مكّة ؛ وهو اسم ماء في ديار مُزينة ، أقطعه النبيّ صلى الله عليه و آلهشريسَ بن ضمْرة (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«من استمع آية من القرآن خيرٌ له من ثَبِير ذهباً» والثبير : اسم جبل عظيم باليمن : 89 / 20 .

ثبط : عن عليّ بن الحسين عليهماالسلام في اختلاف الاُمّة :«يقتحمون في أغمار الشُّبُهات ودَياجير الظُلُمات بغير قَبَس نور من الكتاب ولا أثَرة علم من مظانّ العلم ، بتحذير مُثبِّطين» : 27 / 193 . حال عن فاعل يَقتحِمون ؛ أي حال كونهم مُعوّقين النّاس عن قبول الحَقّ ومتابعة

.

ص: 193

باب الثاء مع الخاء

باب الثاء مع الدال

أهله بتحذيرهم عنه بالشبهات ، يقال : ثَبَّطَهُ عن الأمر ؛ أي عوّقه وبطّأ به عنه ، ويحتمل أن يكون «بتحذير» مضافاً إلى مثبّطين ؛ أي اقتحامهم في الشبهات بسبب تحذير قوم عوّقوهم عن متابعة الأئمّة (المجلسي : 27 / 195) .

* وفي الحديث القدسي في المرأة البَغِيّة :«أوجبتُ لها الجنّة بتَثْبِيْطها عبدي فلاناً عن معصيتي» : 14 / 496 . ثَبَّطه عن الأمر : عوّقه وشغَله عنه .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«إنّ الشيطان قد ثَبَّطَك عن أن تراجع أحسن اُمورك» : 33 / 122 .

ثبن : عن أبي عبد اللّه عليه السلام :«كنت آمُر في كلّ يوم أن يوضع عشر ثُبُنات ، يقعد على كلّ ثُبْنة عشرة ، كلّما أكل عشرة جاء عشرة اُخرى يُلقى لكلّ نفس منهم مُدٌّ من رُطَب» : 47 / 51 . في بعض النسخ : «بُنَيّات» ؛ وتقدّم . وفي بعضها : «ثُبْنَة» بالثاء المثلّثة ثمّ الباء الموحّدة فالنّون ، وهو أظهر . وقال الجزري : الثُبان : الوعاء الذي يُحمل فيه الشيء ، ويوضع بين يدي الإنسان ؛ فإن حُمل في الحِضن فهو خُبْنَة . يقال : ثَبَنتُ الثَّوب أثبِنه ثَبْناً وثَباناً ؛ وهو أن تعطف ذيل قميصك ، فتجعل فيه شيئاً تحمله ، الواحدة ثُبْنَة .

باب الثاء مع الجيمثج : في حديث اُمّ معبد :«فحَلَب فيه ثَجّاً حتّى عَلَته الثُّمال» : 18 / 43 . ثَجّاً ؛ أي لَبَناً سائِلاً كَثيراً (النهاية) .

* وفي استسقاء عبدالمطّلب :«وكَظّ الوادي بثَجِيْجِه» : 15 / 404 . أي امتلأ بسَيله (النهاية) .

* وعن أبي جعفر عليه السلام :«إنّ اللّهَ إذا أحبّ عبداً ... ثَجَّه بالبلاء ثَجّاً» : 78 / 196 . ثَجّ الماء : سال ، وأثَجَّه : أساله . ويحتمل أن يكون فيه حذف وإيصال ، والباء زائدة ؛ أي ثجّ عليه بالبلاء ، أو يكون تسييله كناية عن شدَّة ألمه وحزنه ، كأ نّه يذوب من البلاء ويسيل ، أو عن توجّهه إلى جناب الحقّ تعالى للدعاء والتضرّع لدفعه (المجلسي : 78 / 197) .

* وعن جبرئيل عليه السلام :«يا محمّد ، مُر أصحابك بالعَجّ والثَجّ» فالعجّ : رفع الأصوات

.

ص: 194

باب الثاء مع الراء

بالتلبية ، والثَجّ : نَحرُ البدن : 96 / 286 . أي سيلان دماء الهدي والأضاحي .

ثجر : عن الرضا عليه السلام في النُّورة :«ويدلك الجسد بعد الخروج منها بشيء كوَرَق الخوخ وثجِيْر العُصْفُر» : 59 / 323 . العُصْفُر _ كبُرْثُن _ : زهر القِرْطِم ، ويسمّى البهرمان ... وثَجِيره : ثُفْلَه(الهامش : 59 / 323) .

ثجل : في حديث اُمّ معبد :«لم تعبه ثُجْلَة» ، وفي رواية : «نِحلة» : 19 / 42 . من رواه بالنون والحاء قال : من نَحَل جسمه نُحولاً ، ومن رواه بالثاء والجيم ، قال : هو من قولهم : رجل أثْجَل ؛ أي عظيم البطن (المجلسي : 19 / 45) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في وصف النبيّ صلى الله عليه و آله :«لم تزْرِ به مُقْلة ، لم تَعِبْه ثُجْلة» : 16 / 180 .

باب الثاء مع الخاءثخن : عن أبي عبداللّه عليه السلام في أبي دُجانة :«فلم يزل يقاتل حتّى أثْخَنَتْهُ الجِراحة» : 20 / 108 . الإثْخان في الشيء : المبالغة فيه ، والإكثار منه . يقال : أثْخَنَه المرض : إذا أثقله ووَهَنه (النهاية) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«وأوْطَؤُوكم إثْخان الجراحة» : 14 / 466 . أي جعلوكم واطئين لإثْخانها ؛ وهو كثرتها كما قيل ؛ فهو مفعول ثان للإيطاء . ويحتمل أن يكون مفعولاً أوّلاً ؛ وهو أظهر (المجلسي : 14 / 478) .

باب الثاء مع الدالثدا : عن أميرالمؤمنين عليه السلام في الخوارج :«وإنّ فيهم لرجلاً يقال له : ذُو الثُّدَيَّة» : 41 / 283 . الثُّدَيّة : تَصغِير الثَّدْي ، وإنّما أدخل فيه الهاء وإن كان الثدي مُذَكَّراً ؛ كأ نّه أراد قِطْعة من ثَدْي ؛ وهو تصغير الثَّنْدُوة بحذف النون ؛ لأ نّها من تركيب الثَّدي ، وانقِلاب الياء فيها واواً ؛ لضمّة ما قبلها ، ولم يَضُرّ ارتكاب الوزن الشاذّ ؛ لظهور الاشتِقاق . ويُروى : ذُو اليُديَّة بالياء بدل الثاء ، تصغير اليد ، وهي مؤنّثة (النهاية) .

.

ص: 195

باب الثاء مع الطاء

باب الثاء مع الراءثرب : عن أميرالمؤمنين عليه السلام في عزله عمر بن أبي سلمة عن البحرين :«نَزَعتُ يدك من غير ذمّ لك ولا تَثْرِيب عليك» : 33 / 515 . التَثْريب : التَّعيير والاستقصاء في اللوم (المجلسي : 33 / 515) .

* وعن تُبَّع في شعر له :فعفَوت عنهم عفو غير مُثَرِّبِ : 15 / 182 . من التَثْريب : التَعيير والتَّوبيخ .

* ومنه في وصيّة موسى بن جعفر عليهماالسلام :«إن كره فله أن يخرجهم غير مُثَرَّبٍ عليه» : 49 / 224 .

ثرثر : عن النبيّ صلى الله عليه و آله :«أبعدكم منّي يوم القيامة الثَرثارُون ؛ وهم المُستَكبرون» : 68 / 385 .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام :«إنّ قوماً اُفرغت عليهم النعمة ، وهم أهل الثَرْثار» : 77 / 202 . الثَّرْثار : وادٍ عظيم بالجزيرة يمدّ إذا كثرت الأمطار ، فأمّا في الصيف فليس فيه إلاّ مناقع ومياه حامية وعيون قليلة ملحة ، وهو في البريّة بين سِنجار وتَكريت ، وأصله من الثَّرّ ؛ وهو الكثير ، قاله الكُوفيُّون كما قالوا في مَلَّ : تَمَلمَلَ ، وفي الضَحّ ، وهو حرّ الشمس : الضَحْضاح (معجم البلدان) .

ثرد : عن النبيّ صلى الله عليه و آله :«بورك لاُمّتي في الثَرْد والثَرِيْد» . وقال جعفر : «الثَّرْد : ما صَغُر ، والثَّرِيْد : ما كَبُر» : 63 / 80 . هذا الفرق لم أجده في كلام اللغويّين ، قال في المصباح : الثَرِيد : فعيل بمعنى مفعول ، ويقال أيضاً : مَثْرُود ، يقال : ثَرَدْتُ الخُبز ثرداً ، من باب قتل ، وهو أن تَفتّه ثمّ تبلّه بمرق ، والاسم الثَرْدَة (المجلسي : 63 / 80) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام :«أوّل من ثَرَد الثَرِيد إبراهيم عليه السلام ، وأوّل مَن هشم الثَرِيد هاشم» : 63 / 79 . كأنّ الفرق بينه وبين الهَشْم : أنّ الثَّرْد في غير اليابس ، والهشم فيه (المجلسي : 63 / 79) .

ثرم : عن أميرالمؤمنين عليه السلام للبُرْج بن مُسْهِر لمّا قال :لا حُكم إلاّ للّه : «يا أثْرَم !» :

.

ص: 196

باب الثاء مع العين

باب الثاء مع الغين

33 / 365 . أي ساقط الثَّنِيَّة من الأسنان . والثَرَم : سقوط الثَنِيَّة من الأسنان . وقيل : الثَنِيَّة والرُباعيَّة . وقيل : هو أن تَنْقَلع السِنّ من أصلها مطلقاً (النهاية) .

* ومنه في أولاد الإمام الحسن عليه السلام :«والحسين الأثْرَم والحسن ، اُمّهما خَولة» : 44 / 168 .

ثرا : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«إنّ القوم ليكونون فُجّاراً فيتواصلون فتَنْمِي أموالهم ويَثرُوْن» : 71 / 134 . يحتمل الإفعال والمجرّد ، كيرمُون أو يدْعون ، ويحتمل بناء المفعول ... في الصحاح : الثَرْوَة : كثرة العدد . وقال الأصمعيّ : ثَرى القَوم يَثرُوْن : إذا كَثُرُوا ونَمَوا . وثَرَى المال نفسُه يَثْرُو : إذا كَثُر ، وقال أبو عمرو : ثَرَى اللّه القومَ : كَثَّرَهُم ، وأثْرَى الرجل : إذا كَثُرَت أمواله (المجلسي : 71 / 135) .

* ومنه عن حليمة السعديّة في النبيّ صلى الله عليه و آله :«فعرفنا البَرَكة والزيادة في ... رِياشنا حتّى أثْرَينا» : 15 / 333 .

* ومنه عن الصّادق عليه السلام :«صدقة السرّ مَثْراة للمال» : 75 / 207 . مفعلة من الثَرى : الكثرة .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«لو كان العلم مَنوطاً بالثُرَيّا لتناوله رجال مِن فارس» : 1 / 195 . الثُرَيّا _ بالقصر _ : النَّجم المَعروف ، وهو تَصغير ثَرْوى ؛ مجموعة كواكب في عُنُق الثَور ؛ سُمّيت بذلك ؛ لكثرة كواكبها مع ضيق المحلّ ، ويشبّهون بها الجموع الخفيفة في حُسن النظام وتناسب الأفراد وتلازم المُجتمعين ، حتّى كأ نّهم لا يتفارقون .

* وفي الدعاء :«عدد الحصى والثَّرى» : 83 / 170 . الثَّرى : النَّدَى ، والتُّراب النَّديّ ، أو الذي إذا بُلّ لم يَصِرْ طيناً لازباً (القاموس المحيط) .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله في امرأة :«فوجَدَتْ كلباً يأكل الثَّرى من العَطَش» : 62 / 65 . أي التُراب النّدِيّ (النهاية) .

باب الثاء مع الطاءثطط : سدير عن أبي عبداللّه عليه السلام في أهل العراق :«ويلٌ لهم من الثَطّ . قلت : مَن الثَطّ ؟ قال : قوم آذانهم كآذان الفأر صِغَراً ... مُرْد جُرْد» : 47 / 123 . الثَطّ : الكَوْسَج الذي عَرِيَ وَجهه من الشَعر إلاّ طاقات في أسْفَل حَنَكه . رجُلٌ ثَطٌّ وأثطّ (النهاية) .

.

ص: 197

باب الثاء مع الفاء

باب الثاء مع العينثعب : في ابن جموح :«اُمِيطَتْ يده عن جرحه فَثَعَب الدّم» : 20 / 131 . أي جرى .

* ومنه عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«حوضُنا مُتَّرِعٌ فيه مَثْعَبان يَنْصَبّان من الجَنّة» : 8 / 20 . المَثعَب _ بالفتح _ : واحد مَثاعب الحياض ، ومنه مثاعب المدينة ؛ أي مسايل مائها (القاموس المحيط) .

ثعجر : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«يحملها الأخْضر المُثْعَنْجَر» : 54 / 38 . هو أكثر مَوْضع في البَحْر ماءً . والميم والنون زائدتان (النهاية) .

* ومنه عن ابن عبّاس :«فإذا علمي بالقرآن في علم عليّ عليه السلامكالقَرارة في المُثْعَنجَر» قال [النقّاش] : القَرارة : الغَدير ، والمُثْعَنجَر : البَحر : 89 / 106 .

ثعلب : عن أميرالمؤمنين عليه السلام في اُحُد : ومصعب ظلّ ليثاً دونه حرداًحتّى تزمّل منه ثَعْلَب جسد : 20 / 120 . الثَعْلَب : طرف الرُّمح الداخل في السنان (المجلسي :20 / 122) .

* ومن فرق الخوارج :الثَعالِبة ؛ أصحاب ثَعْلَبَة بن عامر : 33 / 434 .

* وعن ابن عتيبة :«لقي رجل الحسين بن عليّ عليهماالسلام بالثَعلبيّة وهو يريد كربلاء» : 26 / 157 . الثَعْلَبِيّة : موضع بطريق مكّة (المجلسي : 26 / 157) .

باب الثاء مع الغينثغر : عن أبي عبداللّه عليه السلام :«يَثْغَر الغلام لسبع سنين» : 57 / 360 . الإثغار : سقوط سنّ الصبيّ ونَباتُها ، والمراد به هاهنا : السقوط . يقال : إذا سَقَطَت رَواضع الصَبيّ قيل : ثُغِر فهو مَثغور ، فإذا نَبَت بعد السقوط قيل : اثَّغَرَ . واثَّغَر _ بالثاء والتاء _ ، تقديره : اثْتَغَرَ ؛ وهو افتعل من الثَّغَر ، وهو ما تقدّم من الأسنان ، فمنهم من يَقْلب تاء الافتِعال ثاء ويُدغم فيها الثاء الأصليّة ، ومنهم من يَقْلب الثاء الأصليّة تاءً ويدغمها في تاء الافتعال (النهاية) .

* وفي ابن زياد :«يَنكُت بقضيب على أسنان الحسين عليه السلامويقول : إنّه كان حَسَن الثَّغْر» :

.

ص: 198

باب الثاء مع القاف

45 / 118 . الثَّغْر : المبسم ثمّ اُطْلِقَ على الثنايا ، والثُّغْرَة _ بالضمّ _ : نُقْرة النحر التي بين التَرْقُوَتَين (مجمع البحرين) .

* وعن الرضا عليه السلام :«بالإمام ... إمضاء الحُدود والأحكام ومنع الثُغُور» : 25 / 123 . جمع الثَّغْر : الموضع الذي يكون حَدّاً فاصلاً بين بلاد المسلمين والكفّار ؛ وهو موضع المخافة من أطراف البلاد (النهاية) .

* وفي يوم الخندق :«خرج أميرالمؤمنين عليّ عليه السلام في نَفَر معه من المسلمين حتّى أخذوا عليهم الثُغرة» : 20 / 253 . الثُغرة _ بالضمّ _ : الثُلمة التي كانت في الخندق .

ثغا : عن يهودي في النبيّ صلى الله عليه و آله :«لا ثاغِية ، ولا راغِية ، فَعَلى ما أسْلُفُه ؟» : 9 / 219 . الثُغاء : صِياح الغَنَم . يقال : ما له ثاغِية ؛ أي شيء من الغنم (النهاية) .

* ومنه في قوم صالح عليه السلام :«فلم يبق لهم ثاغِية ولا راغِية ولا شيء إلاّ أهلكَه اللّه » . وفي بعض النسخ : «فلم يبق لهم ناعِقة ولا راعِية» : 11 / 390 .

باب الثاء مع الفاءثفأ : عن النبيّ صلى الله عليه و آله :«الثُفّاء دواء لكلّ داء» : 63 / 244 . الثُّفّاء : الخَرْدَل وقيل : الحُرْف ، ويسمّيه أهل العراق : حَبّ الرَّشاد ، الواحدة : ثُفّاءة (النهاية) .

ثفر : في حديث أسماء :«فأمرها رسول اللّه صلى الله عليه و آله فاستَثْفَرَت ... وأحرَمت» : 21 / 379 . هو أن تَشُدّ فرجها بخِرْقة عريضة بعد أن تَحْتَشي قُطْناً ، وتُوثِقَ طَرَفَيها في شَيء تَشدُّه على وَسَطها ، فتمنع بذلك سَيْل الدَّم . وهو مأخوذ من ثَفَر الدّابة الذي يُجْعل تحت ذَ نَبها (النهاية) .

* ومنه عن الزبير بن العوّام في وفد الجِنّ :«وإذا رجال طِوال كأ نّهم الرّماح مُسْتَثْفِرِي ثيابِهِم من بين أرجلهم» : 60 / 294 . هو أن يُدخِل الرجل ثوبه بين رِجْلَيه كما يَفْعَل الكَلْب بذَ نَبِه(النهاية).

* وفي الحَجّاج الثقفي :«أ نّه كان مِثْفاراً ؛ أي ذا اُبْنة ، وكان يُمسك الخُنْفُساء حيّة ليشفي بحركتها المَوضع !» : 41 / 333 .

ثفرق : في كتاب النجاشي إلى النبيّ صلى الله عليه و آله :«إنّ عيسى ما يزيد على ما ذكرتَ ثُفْرُوقاً» : 20 / 392 . أي شَيئاً ، قال الفيروزآباديّ : الثُّفْرُوق _ بالضمّ _ : قِمَع التمرة ، أو ما يلتزق به قِمَعها .

.

ص: 199

وما له ثُفْرُوق ؛ أي شيء (المجلسي : 20 / 396) .

ثفل : عن ابن عبّاس في أميرالمؤمنين عليه السلام :«أجالهم فيها جَوَلان الرحى المسرّحة بثِفالها» : 32 / 602 . الثِفال _ بالكسر _ : جِلدة تُبسَط تحت رحا اليد ليقع عليها الدقيق ، ويسمّى الحجر الأسفل ثفالاً بها (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في الحضّ على الجهاد :«استحار مدارها ، واضطرب ثِفالها» : 34 / 96 .

* وعنه عليه السلام :«فلا يبقى يومئذ منكم إلاّ ثِفالةٌ كثِفالة القدر» : 34 / 240 . ثفالة القِدر _ بالضم (1) _ : ما ثقل فيه من الطبيخ ؛ وهي كناية عن الأراذل ومن لا ذِكْر له بين الناس ؛ لعدم الاعتداد بقتلهم (المجلسي : 34 / 244) .

ثفن : عن نوف البكالي في أميرالمؤمنين عليه السلام :«كأنّ جبينه ثَفِنَة بَعير» : 4 / 313 . الثَّفِنَة _ بكسر الفاء _ : ما وَلِيَ الأرْضَ مِن كلّ ذات أرْبع إذا بَرَكَت ، كالرُّكْبَتين وغيرهما ، ويحصل فيه غِلظ من أثَر البُرُوك (النهاية) .

* وعن الباقر عليه السلام :«كان لأبي عليه السلام في موضع سجوده آثار ناتِئة ، وكان يقطعها في السنة مرّتين ، في كلّ مرّة خمس ثَفَنات ، فسمّي : ذا الثَفَنات لذلك» : 46 / 6 .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«أكثِر مُدارسة العلماء ، ومُثافَنَة الحكماء» : 74 / 245. كما في بعض النسخ بتقديم المثلّثة على النون ، وهي المعاوَنة . وقال الراوندي رحمه الله : اشتقاقه من ثَفِنَة البعير ؛ وهي ما يقع على الأرض من أعضائه إذا استُنيخ ، كأنّك ألصَقتَ ثَفِنة رُكبتك بركبته (المجلسي : 33 / 619) . وفي بعض النسخ : «منافثة» ؛ وهي المحادثة .

باب الثاء مع القافثقب : عن الإمام الباقر عليه السلام :«اجتنبوا أهل الشّقاق ... عن البدر الزاهر ، والبحر الزّاخر ، والشِهاب الثاقِب» : 46 / 318 . أهل الشقاق ؛ أي يا أهل الشقاق . والثاقب : المُضيء (المجلسي : 46 / 318) .

.


1- .كذا في المصدر ، والظاهر أنّ الصحيح بالكسر .

ص: 200

باب الثاء مع الكاف

باب الثاء مع اللام

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«محرّم على ... عوامق ثاقبات الفكر تكييفه» : 4 / 222 . أي الأفكار المُضيئة أو النّافِذة (المجلسي : 4 / 225) .

ثقف : عن الإمام الحسن عليه السلام لمروان :«يا أعور ثَقِيْف ! ما أنت من قريش فاُفاخرَك» : 44 / 94 . أي ذُو فطنة وذكاء . ورجل ثَقِف وثَقُف وثِقْف (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في دار الندوة :«إبليس الملعون حاضر في صورة أعور ثَقِيْف» : 19 / 46 .

* وفي الزيارة الجامعة :«ومنعوكم من ... لَمّ الشّعث وسدّ الخلل ، وتَثْقِيف الأوَد» : 99 / 165 . قال الجزري : فيه «وأقام أوَدَه بثِقافه» ، الثِّقاف : ما يُقَوَّم به الرّماح ؛ يريد أ نّه سوّى عَوَج المسلمين (المجلسي : 99 / 174) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام :«ومَنَعَ خليفَتك من سدّ الثُّلَم ... وتَثْقِيْف الأوَد» : 83 / 60 . تثقيف الرماح : تسويتها . والأوَد _ بالتحريك _ : الاعوِجاج (المجلسي : 83 / 60) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«أما واللّه ليُسلَّطَنّ عليكم غلامُ ثَقِيْف» : 41 / 332 . قال بعضهم : هو الحَجّاج بن يوسُف ، من الأخلاف ؛ قومٌ من ثَقِيف (مجمع البحرين) .

ثقل : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«إنّي خلّفت فيكم الثَّقَلَين : كتاب اللّه وعِترتي» : 23 / 135 . سَمّاهُما ثَقَلَين ؛ لأنّ الأخذ بهما والعمل بهما ثَقِيلٌ . ويقال لكلّ خطير : ثَقَل ، فسَمّاهُما : ثَقَلَين ؛ إعظاماً لقَدْرهما (النهاية) .

* وعن جعفر الصادق عليه السلام في موت الكافر :«إنّه لَيُناشِد حامليه بصوت يسمعه كلّ شَيء إلاّ الثَقَلان» : 6 / 222 . الثَقَلان : هُما الجِنّ والإنس ؛ لأ نّهما قُطّان الأرض . والثَقَل _ في غير هذا _ : مَتاع المُسافر (النهاية) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام :«لا يدخل النّار من في قلبه مِثْقال حَبَّة من خَرْدَل من إيمان» : 8 / 355 . المِثْقال في الأصل : مِقدارٌ مِن الوَزن ، أيّ شيء كان من قَليل أو كَثير ، فمعنى مِثقال حَبَّة : وَزن حَبّة . والنّاس يُطْلِقُونه في العُرف على الدّينار خاصّة ، وليس كذلك (النهاية) .

.

ص: 201

باب الثاء مع الكافثكل : عن الإمام الحسين عليه السلام للحُرّ :«ثَكِلَتْك اُمّك ما تُريد ؟ فقال له الحُرّ : أما لو غيرك من العَرَب يقولها ... ما تَرَكتُ ذكر اُمّه بالثُّكْل» : 44 / 377 . الثُّكْل : فقد الوَلَد ، وامرأةٌ ثاكِل وثَكْلى ، ورجلٌ ثاكِل وثَكْلان ، كأ نّه دَعا عليه بالمَوتِ ؛ لسوء فِعله أو قَوله . والمَوت يَعُمّ كلّ أحَد ، فإذَنْ الدُّعاء عليه كَلا دُعاء ، أو أراد : إذا كُنتَ هكَذا فالمَوتُ خيرٌ لك لئَلاّ تَزدادَ سوءا ، ويجوز أن يكون من الألفاظ التي تَجْري على ألسنة العرب ولا يُرادُ بها الدُّعاء ، كقولهم : تَرِبَت يداك ، وقاتَلَك اللّه (النهاية) .

* ومنه عن الصادق عليه السلام في موت ابنه إسماعيل :«فمَن لم يَثْكَل أخاه ثَكِلَهُ أخوه» : 79 / 73 . الثُّكْل _ بالضمّ _ : الموت والهلاك ، وفِقدان الحبيب أو الولد (المجلسي : 79 / 74) .

باب الثاء مع اللامثلب : عن أبي عبداللّه عليه السلام في وصف الشيعة :«لا يجالِس لنا عائباً ، ولا يحدِّث لنا ثالِباً» : 65 / 165 . ثَلَبَهُ يَثْلِبُهُ : لامَه وعابَه (القاموس المحيط) .

* ومنه :«فقام معاوية فخطب خُطبة ... ثَلَبَ فيها أميرالمؤمنين عليه السلام» : 44 / 91 . يقال : ثَلَبَه ثَلْبا ؛ إذا صرّح بالعيب وتنقّصه (المجلسي : 44 / 91) .

* وعن فاطمة الصغرى :«بِفِيك أيّها القائل الكَثْكَث ، ولك الأثْلَب» : 45 / 111 . الأثْلَبُ _ بالفتح والكسر _ : التُّراب ، والحِجارَةُ ، أو فُتاتُها (القاموس المحيط) .

* ومنه عن النبيّ صلى الله عليه و آله :«الوَلَدُ للفراش وللعاهِرِ الأثْلَب» : 101 / 65 . أي الحَجَر ، قيل : معناه الرّجم ، وقيل : هو كناية عن الخَيبة (مجمع البحرين) .

ثلث : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«قُل هُوَ اللّهُ أحَد تَعْدِلُ ثُلْثَ القُرآن» : 89 / 353 . جَعَلها تَعْدِل الثُلْث ؛ لأنّ القرآن العَزيز لا يَتجاوز ثَلاثَة أقسام ، وهي : الإرْشاد إلى معْرفة ذات اللّه تعالى وتَقْديسه ، أو مَعرفة صِفاته وأسمائِه ، أو معرفة أفعاله وسُنَّته في عباده . ولمّا اشْتَمَلت سورة الإخلاص على أحَد هذه الأقسام الثَلاثة ؛ وهو التَّقدِيس ، وازَنَها رسول اللّه صلى الله عليه و آلهبثُلْث القُرآن ؛

.

ص: 202

باب الثاء مع الميم

لأنّ مُنتَهى التَّقدِيس أن يَكون واحداً في ثلاثَة اُمور : لا يكون حاصلاً منه مَن هُوَ مِن نَوعِه وشِبْهِه ، ودَلّ عَليه قوله : «لَمْ يَلِد» ، ولا يَكون هو حاصلاً ممّن هو نظيرُه وشبهُه ، ودلّ عليه قوله : «وَلَمْ يُولَد» ، ولا يكون في دَرَجته _ وإن لم يكن أصلاً له ولا فرعاً _ مَن هُو مِثْلُه ، ودلّ عليه قوله : «وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أحَدٌ» . ويجمع جميع ذلك قوله : «قُلْ هُوَ اللّهُ أحَد» ، وجملته تَفصيل قولك : «لا إله إلاّ اللّه » . فهذه أسرار القُرآن . ولا تتناهى أمثالها فيه . «ولا رَطْبٍ ولا يابِسٍ إلاّ في كِتابٍ مُبينٍ» (النهاية) .

* وعنه صلى الله عليه و آله :«شَرّ النّاس المُثَلِّث . قيل : يا رسول اللّه ، وما المُثَلِّث ؟ قال : الذي يَسعى بأخيه إلى السُلطان ، فيُهلِك نفسه ، ويُهلك أخاه ، ويُهلك السلطان» : 72 / 377 .

* وفي العوذة :«أعيذُ ديني ونَفسي ... من شرّ ... الحُمّى والمُثَلَّثة» : 91 / 205 . المُثَلَّثة : ما تأخذ من الحُمّى في ثلاثة أيّام يوماً (الهامش : 91 / 205) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام للوليد بن صُبيح :«ما مَنَعك من هذا الكَرْكُور ؟ فإنّه أصوَنُ شَيء في الجَسَد» يعني المُثَلَّثة ؛ وهي أن يُؤخذ قفيز أرُزّ ، وقفيز حِمِّص ، وقفيز حنطة أو باقِلاّ ، أو غيره من الحُبوب ، ثمّ ترضّ جميعاً وتطبخ : 63 / 84 .

* وفي الدعاء :«وهَب لي في الثُلَثاء ثَلاثاً» : 87 / 188 . الثُلَثاء : صَحَّحه في الصحاح بِفتح الثاء والألف بعد اللام ومدّ آخره ، وكذا في القاموس ، لكن قال : ويضمّ ، وفي بعض النسخ بالضمّ كذلك ، وفي بعضها بفتح اللام من غير ألف بعدها (المجلسي : 87 / 263) .

ثلج : عن فاطمة عليهاالسلام في الدعاء :«بِبشرى منك يا ربّ ليست من أحدٍ غيرك تثْلجُ بها صَدْري» : 83 / 67 . يقال : ثَلِجَتْ نَفسي بالأمرِ تَثْلَجُ ثَلَجاً ، وثَلَجَت تَثْلُجُ ثُلُوجاً إذا اطْمَأ نَّت إليه وسَكَنَتْ ، وثَبَتَ فيها ووَثِقَتْ بِه (النهاية) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام فيمن يذكر الحسين عليه السلام ويلعن قاتله عند شرب الماء :«حشره اللّه يوم القيامة ثَلِج الفؤاد» : 63 / 465 .

* ومنه عن أبي جعفر عليه السلام :«ترد على رسول اللّه صلى الله عليه و آله ... ويَثْلُجُ قلبك» : 46 / 362 .

ثلغ : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في الرؤيا :«فإذا هو يهوي بالصَّخرة لرأسِه فَيَثْلَغُ رأسه» : 58 / 184 . الثَّلْغ : الشَّدْخ . وقيل : هو ضَرْبُك الشَّيء الرَّطْب بالشيء اليابِس حتّى يَنشَدِخَ(النهاية) .

.

ص: 203

* وعنه صلى الله عليه و آله :«أخشى أن يكذّبني النّاس ويَثْلَغُوا رأسي» : 9 / 94 .

ثلل : في الحديث القُدسي :«محمّد الأمين ... من ثُلَّة الأوّلين الماضِين» : 74 / 32 . الثُلَّة : الجَماعة من النّاس (النهاية) . أي أ نّه صلى الله عليه و آلهمِن سُلالة أشارف الأنبياء (الهامش : 74 / 32) .

* وفي خِلقة آدم عليه السلام :«خلط الماءين ... ثمّ ألقاهما قُدّام عرشه وهما ثلَّةٌ من طِين» : 58 / 300 . في الصحاح : ثَلَّة البِئر : ما اُخرج من تُرابها . والثُّلَّة _ بالضمّ _ : الجماعة من النّاس ، انتهى . وفي التفسير : «سُلالة من طِين» ، وسلالة الشيء : ما استُلّ منه (المجلسي : 58 / 301) .

* ومنه في إبراهيم عليه السلام :«فوضَعت به اُمّه بين أثلال بشاطئ نهر» : 35 / 20 . في الروضة وروضة الواعظين : «أثلاث» . ولعلّه مصحّف «أتلال» جمع التلّ نادراً (الهامش : 35 / 20) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام :«وحَكَم سُليمان عليه السلام [في الحَرث] الرِّسْل والثَّلَّة ؛ وهو اللّبن والصُوف في ذلك العام» : 14 / 132 .

ثلم : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«لا تشرَبوا من ثُلْمة الإناء» : 63 / 469 . أي مَوْضِع الكَسْرِ منه . وإنّما نَهى عنه ؛ لأ نّه لا يَتَماسَك عليها فَمُ الشّارِب ، ورُبّما انْصَبَّ الماءُ على ثَوبه وبَدَنه . وقيل : لأنّ موضعها لا يَنالُه التَنظِيف التّامّ إذا غُسِل الإناء (النهاية) .

* ومنه عن الصادق عليه السلام :«إذا مات المُؤمن الفَقيه ثُلِمَ في الإسلام ثُلْمة لا يَسدّها شيء» : 1 / 220 . أي أحدث في الإسلام خَلَلاً لا يسدّها شيءٌ (الهامش : 1 / 220) .

* ومنه عن عليّ بن يقطين :«استأذَنتُ مولاي أبا إبراهيم عليه السلام في خِدمة القَوم فيما لا يَثْلِم ديني» : 72 / 379 . ثُلْمَة ؛ أي خَلَلٌ .

* ومنه في حَمزة وشَيبة :«تَضارَبا بالسَيفين حتّى انثَلَما» : 19 / 254 . اِنثلم السيف وتَثَلَّم : اِنكسر حَرْفه (المجلسي : 19 / 263) .

باب الثاء مع الميمثمد : «عَدَلَ رسول اللّه صلى الله عليه و آله حتّى نَزَل بأقْصَى الحُدَيْبية عَلى ثَمَد» :20 / 331 . الثَمَد _ بالتحريك _ : الماء القليل (النهاية) .

.

ص: 204

باب الثاء مع النون

* ومنه عن أبي جعفر عليه السلام :«يمُصّون الثَّماد ، ويَدَعُون النَّهر العَظِيم . قيل له : وما النَّهر العظيم ؟ قال : رسول اللّه صلى الله عليه و آله» : 17 / 131 . كأ نّه أراد أن يُبيّن أنّ العلم الذي أعطاه اللّه نبيّه صلى الله عليه و آلهثمّ أميرالمؤمنين عليه السلام هو اليوم عنده ، وهو نهرٌ عظيمٌ يَجري اليوم من بين أيديهِم فيَدَعُونه ويمُصُّونَ الثَّماد ؛ وهو كناية عن الاجتهادات والأهواء وتقليد الأبالسة والآراء ، فلمّا رأى أنّ السائلَ كان ممَّن ينادي من مكان بعيدٍ ، وممّن لم يفتح اللّه مسامع قلبه ، أعرض عن التصريح بما أراد ، ولم يتمّ كلامه ، واكتفى بما أفاده صلوات اللّه وسلامه عليه (الوافي) .

* ومنه في المباهلة :«قدم علينا أحمدُ يثربَ وبِئارُنا ثِماد» : 21 / 295 .

ثمر : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«إذا مات وَلَدُ العَبد قال اللّه تعالى لملائكته : ... قَبَضْتُم ثَمَرَة فُؤادِه ؟» : 79 / 119 . قيل للولد : «ثَمَرة» ؛ لأنّ الثَمَرة ما يُنْتِجُه الشَّجَر ، والولد يُنتِجُه الأب (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في البيت الحرام :«تَهوي إليه ثِمارُ الأفْئدَة من مَفاوِز قِفار» : 14 / 470 . ثمرة الفؤاد : هي سُوَيداء القَلب . وثمرة قَلبه ؛ أي خالص عَهدِه .

* وعنه عليه السلام في الاستسقاء :«زاكياً نَبْتُها ، ثامِراً فَرْعُها» : 88 / 319 . يقال : شجرٌ ثامِرٌ ، إذا أدرَك ثَمرُهُ (النهاية) .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«لا قَطعَ في ثَمَر ولا كَثَر» : 74 / 57 . الثَمر : الرُّطَب ما دام في رأس النَّخلة ، فإذا قُطع فهو الرُّطَب ، فإذا كُنِزَ فهو التَّمر . والكَثَر : الجُمّار ، وواحِد الثَّمَر ثَمَرَة ، ويقع على كلّ الثمار ، ويَغْلِب عَلَى ثَمَر النَّخل (النهاية) .

* وفي الدعاء :«ووسِّع رِزقي أبداً ما أبقَيتني ، وثَمِّرهُ ووَفِّرهُ» : 86 / 377 . يقال : ثَمَّرَ اللّهُ مالَهُ : أي كَثَّرَهُ (الصحاح) .

ثمل : عن جابر :«تَثَمَّل قومٌ من آل ذُريح وفتيات لهم ليلة» : 17 / 412 . الثَّمِلُ : الذي أخَذ منه الشَّراب والسُّكر (النهاية) .

* ومنه عن اُمّ الفضل :«نهضت من ساعتي وصرتُ إلى المأمون وقد كان ثَمِلاً من الشّراب» : 50 / 69 .

* وعن زينب عليهاالسلام :«يا خليفة الماضي وثِمالَ الباقي» : 45 / 2 . الثِّمال _ بالكسر _ : المَلْجَأ

.

ص: 205

والغِياث . وقيل : هو المُطْعِم في الشِّدَّة (النهاية) .

* ومنه عن أبي طالب يَمدح النبيّ صلى الله عليه و آله : وأبيَضُ يُسْتَسْقَى الغَمامُ بِوَجهِهِثِمالُ الْيَتامى عِصْمَةٌ لِلْأرامِلِ : 20 / 300 .

* وفي مدح أميرالمؤمنين عليه السلام :«كنتَ عِزّ ضُعفائِنا وثِمالَ فُقرائِنا» : 74 / 361 .

* وفي حديث اُمّ مَعبد :«فحَلَب فيه ثَجّاً حتّى عَلَتهُ الثُمال» : 18 / 43 . هو _ بالضمّ _ : الرَّغْوَة ، واحده ثُمالَة (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«لا تنطوي ثَمِيْلَتي على قلّة من خيانة ، ولأخرجنّ منها خَميصاً» : 34 / 356 . الثَّمِيلَة _ كسفينة _ : البقيّة من الطعام والشّراب في البطن . والثَّمِيلَة : ما يكون فيه الطعام والشراب في الجوف (المجلسي : 34 / 356) .

ثمم : عن الرضا عليه السلام :«حضرت الصلاة فنزلتُ فصُرتُ إلى ثُمامة» : 81 / 247 . الثُّمام : نَبْت ضعيف قَصير لا يَطُول (النهاية) والظاهر أنّ المصير إلى الثُّمامة ؛ لكونها سُترة (المجلسي : 81 / 247) .

* ومنه عن وهب بن منبّه في أيّوب عليه السلام بعد قوله تعالى : «وخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً» : «أخذ ضِغْثاًمن قُضبانٍ دِقاقٍ من شجرة يقال لها : الثُّمام» : 12 / 352 .

ثمن : عن الصادق عليه السلام : اُثامِن بالنفس النفيسة ربّهافليس لها في الخَلق كلّهُم ثَمَنْ : 47 / 25 . يقال : ثامَنْتُ الرَّجُل في المَبيع اُثامِنُه : إذا قاوَلْتَهُ في ثَمَنِه ، وساوَمْتَهُ على بَيْعِه واشْتِرائِه (النهاية) .

باب الثاء مع النونثند : في صفة النبيّ صلى الله عليه و آله :«عارِي الثَديَيْن والبطن» : 16 / 149 . وفي النهاية : «الثَّنْدُوَتَيْن» . الثَّنْدُوَتان للرَّجُل كالثَّدْيَيْنِ للمرأة ؛ فمن ضَمّ الثاء هَمَز ، ومن فَتَحَها لم يَهْمز ، أراد أ نّه لم يكن

.

ص: 206

باب الثاء مع الواو

على ذلك الموضع منه كَبِير لَحْم .

* ومنه الخبر :«لَحَظ العبّاس وَهْناً في درع الشامي ، فأهوى إليه بيدِه ، فهَتَكه إلى ثَنْدُوَتِه» : 32 / 592 .

ثنن : عن وحشي في حمزة رضى الله عنه :«أخذتُ حَربَتي فهززتُها ورَميتُه ، فوقَعَتْ في خاصِرَته وخَرَجَتْ من ثُنَّتِه (خ ل) » : 20 / 55 . وفي المصدر المطبوع : «مثانَتُه» . الثُّنَّة : ما بين السُّرَّة والعانة من أسْفَل البَطْن (النهاية) .

ثنا : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«ضَحِّ بثَنِيٍّ فصاعِداً» : 10 / 264 . الثَنِيَّة من الغنم : ما دَخل في السنة الثالثة ، ومن البَقَر كذلك ، ومن الإبل في السادسة ، والذَّكَر ثَنِيّ (النهاية) .

* ومنه عن سعد بن عبداللّه في الإبل :«إذا دَخل في السادسة سُمّي ثَنِيّاً ؛ لأنّه ألقى ثَنِيَّته» : 93 / 51 .

* وفي صفة النبيّ صلى الله عليه و آله :«ليس بالطَّويل المُتَثَنِّي» : 16 / 186 . هو الذّاهِب طولاً . وأكثر ما يُستَعْمَل في طَوِيل لا عَرْض له (النهاية) .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله :«صلاة اللّيل مَثْنى مَثْنى» : 84 / 199 . أي رَكعتان رَكعَتان بتشهُّدٍ وتَسليمٍ ؛ فهي ثُنائِيّة لا رُباعِيّة ، ومَثْنى مَعدُول من اثنَين اثنَين (النهاية) .

* وعنه صلى الله عليه و آله في المعراج :«أذَّن جبرئيل عليه السلام مَثْنى مَثْنى ، وأقام مَثْنى مَثْنى» : 81 / 139 . أي اثنين اثنين .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«تَداكُّوا عَلَيّ تَداكّ الإبل الهِيْم يَوم وُرُودها (1) ، قد أرسَلها راعِيها ، وخُلِعَت مَثانِيها» : 32 / 555 . المَثاني : جَمع مَثناة _ بفتح الميم وكسرها _ ؛ وهي حَبل من صُوف أو شَعر أو غيره ، تُثنى ويُعقل بها البَعِير (المجلسي : 32 / 555) .

* وعنه عليه السلام :«فليَكُن مُعسكَركم في قِبَل الأشراف ... أو أثْناء الأنْهار» : 32 / 411 . الثِنْي : واحد أثْناء الشَيء ؛ أي تضاعيفه . والثِنْي من الوادي والجبل : مُنعَطَفه (الصحاح) .

* ومنه عن الإمام العسكري لابنه صاحب الأمر عليهماالسلام :«كأنّك بالرّايات الصُّفر ... تخفِق على أثْناء أعْطافك ، ما بين الحَطيم وزَمْزَم» : 52 / 35 . أثْناءُ الشَّيء : قُواه وطاقاته ، واحدها

.


1- .كذا ، وفي النهج : وِرْدها .

ص: 207

ثِني بالكسر (المجلسي : 52 / 39) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«لَمّا أهبط آدمَ وزوجته حوّاء على الأرض كانت رِجلاه على ثَنِيَّة الصَّفا ، ورأسه دون اُفُق السَّماء» : 11 / 127 . الثَّنِيَّة في الجَبَل كالعَقَبة فيه . وقيل : هو الطَّريق العالي فيه . وقيل : أعلى المَسِيل في رأسه (النهاية) .

* وعن الديصاني لأبي عبداللّه عليه السلام :«إذا ذكر العُلماء فبك تُثَنّى الخناصر» : 3 / 39 . أي أنت تعدّ أوّلاً قبلهم ؛ لكونك أفضل وأشهر منهم ، وإنّما يُبدأ في العَدّ بالخِنْصِر . والثَنْيُ : العَطف (المجلسي : 3 / 40) .

* وعنه عليه السلام في تسبيح فاطمة عليهاالسلام :«قبل أنْ يَثْنِي رِجْلَيه» : 82 / 328 . أراد قبل أن يَصْرِف رِجْليه عن حالته التي هي عَليها في التَّشَهُّد (النهاية) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«أما وَاللّه لو ثُنِيَتْ لِي وِسادة ...» : 10 / 118 . ثَنَى الوسادة : جعل بعضها على بعض لترتفع فيجلس عليها كما يُصنع للأكابر والمُلوك ، وهاهنا كناية عن التمكّن في الأمر والاستيلاء على الحكم (المجلسي : 10 / 121) .

* وعن موسى بن جعفر عليهماالسلامفي صَدَقَته :«بَتْلاً لا مَثْنَوِيّة فيها ولا رَدّ أبداً» : 48 / 282 . لا مَثنَويّة فيها ؛ أي لا استثناء (المجلسي : 48 / 282) .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«فاتحة الكِتاب هي السَّبع المَثانِي» : 89 / 227 . سُمِّيت بذلك ؛ لأ نّها تُثْنَى في كلّ صلاة ؛ أي تُعاد . وقيل : المَثاني : السُّوَر التي تَقصُر عن المِئين ، وتَزيد عن المُفصَّل ، كأنّ المِئين جُعِلت مَبادي ، والتي تَلِيها مَثاني (النهاية) .

* وعن العسكري لابنه صاحب الأمر عليهماالسلام :«كأنّك بترادُف البَيعة ... يَتناظم عَليك تناظُم الدُّرّ في مَثانِي العُقُود» : 52 / 35 . أي العُقُود المَثْنِيَّة المَعْقُودة التي لا يَتَطَرَّق إليها التَبَدُّد ، أو في موضع ثَنْيِها ؛ فإنّها في تلك المَواضع أجمع وأكثف (المجلسي : 52 / 39) .

باب الثاء مع الواوثوب : في الحديث : «سُئل أبو عبداللّه عليه السلام عن التَثْوِيب الذي يكون بين الأذان والإقامة ؟ فقال :ما نعرِفه» : 81 / 167 . الظاهر أنّ المراد بالتثويب قول : «الصلاة خير من النوم» كما هو

.

ص: 208

المشهور بين الأصحاب منهم الشيخ في المبسوط وابن أبي عقيل والسيّد رضي اللّه عنهم ، وبه صرّح جماعة من أهل اللغة ... وفسّره القاموس بمعانٍ ، منها : الدعاء إلى الصلاة ، وتَثْنِيَة الدعاء ، وأن يقول في أذان الفجر «الصلاة خير من النوم» مرّتين ... وفي النهاية : ... الأصل في التَّثْوِيب أن يَجيء الرّجُل مُسْتَصْرِخاً فيُلَوِّح بثَوبه لِيُرى وَيَشتهر ، فسُمِّي الدعاء تَثويباً لذلك . وكلّ داعٍ مُثَوِّبٌ . وقيل : إنّما سُمّي تَثْويباً من : ثابَ يَثُوب إذا رَجَعَ ؛ فهو رُجُوعٌ إلى الأمر بالمُبادرة إلى الصلاة ؛ وأنّ المؤذّن إذا قال : «حَيّ عَلَى الصَّلاةِ» فقد دعاهم إليها ، وإذا قال بعدها : «الصلاة خيرٌ من النَّوم» فقد رَجَع إلى كَلام معناه المبادرة إليها ... وقال في (المغرب) : التثويب القديم : هو قول المؤذّن في أذان الصبح : «الصلاة خير من النّوم» والمحدث : «الصلاة الصلاة» أو «قامت قامت» . وقال الشيخ في النهاية : التثويب : تكرير الشهادتين والتكبيرات ، زائداً على القدر الموظّف شرعاً ، وقال ابن إدريس : هو تكرير الشهادتين دُفعتين ؛ لأ نّه مأخوذ من ثاب إذا رجع . وقوله عليه السلام : «ما نعرفه» : أي ليس له أصل ؛ إذ لو كان لكنّا نعرفه (المجلسي : 81 / 167 و 168) .

* وعن اُمّ سلمة لعائشة :«إنّ عَمُودَ الإسلامِ لن يُثاب بالنِّساء» : 32 / 151 . أي لا يَعُود إلى اسْتوائِه ، من ثاب يَثوب ، إذا رَجَعَ (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في طلحة والزبير :«ولقد استَثَبْتُهما قبل القِتال» : 32 / 78 . استفعال من ثاب يَثوب ، إذا رجع ؛ أي طلبت منهما أن يرجعا ، وروي بالتاء المثنّاة ؛ من التوبة (المجلسي : 32 / 79) .

* ومنه في اُحُد :«وثابَ إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله جماعة» : 20 / 95 . أي رَجَعَ .

* وفي الدعاء :«وَأوِّبْهُم إلى شَرّ دارٍ ... وأقبحِ مَثاب» : 82 / 228 . المثاب : المنزل .

* ومنه عن اُمّ سلمة :«كان بساطاً لنا على المَثَابة» : 35 / 224 . وهي المنزل ؛ لأنّ أهله يَثُوبُون إليه ؛ أي يَرجِعُون . ومنه قوله تعالى : «وَإذْ جَعَلْنا الْبَيْتَ مَثابَةً لِلنّاسِ» أي مرجِعاً ومُجْتَمَعاً (النهاية) وفي بعض النسخ : «المنامة» ؛ وهو أظهر (المجلسي : 35 / 225) .

.

ص: 209

باب الثاء مع الياء

* وعن أبي جعفر عليه السلام في القاتل :«فإن كان قتله في طاعة اللّه عزّوجلّ اُثِيْبَ القاتل وذُهِب بالمَقتُول إلى النّار» : 7 / 217 . يقال : أثابَه يُثِيبُه إثابةً ، والاسم الثَّواب ، ويكون في الخَيْر والشَّرّ ، إلاّ أ نّه بالخَير أخصّ وأكثر اسْتِعمالاً (النهاية) .

ثور : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«المدينة حَرَمٌ ما بَيْن عَيْر إلى ثَوْر» : 96 / 378 . هما جَبَلان ؛ أمّا عَير فجبلٌ معروف بالمَدينة ، وأمّا ثَوْر فَالمعروف أ نّه بمكّة : وفي رواية قَليلة : «ما بَين عَيْر واُحُدٍ» واُحُد بالمَدينة ، فيكون ثَور غَلَطاً من الرّاوي وإن كان هو الأشهر في الرّواية والأكثر . وقيل : إنّ عَيْراً جَبَلٌ بمكّة ، ويكون المراد أ نّه حرّم من المدينة قَدر ما بين عَير وثَوْر من مكّة ، أوحَرَّم المَدينة تَحريماً مثل تحريم ما بين عَير وثَور بمكّة ، على حَذف المُضاف ووَصف المصدر المحذوف (النهاية) .

* وفي خبر بناء الكعبة :«أذِن اللّه للجِبال ... وكان أوّل جبلٍ شقّ بحجارة منه أبو قُبيس ؛ لقربه منه ، ثمّ حِراء ، ثمّ ثَوْر» : 11 / 197 . جبلٌ بمكّة فيه الغار الذي اختَفى فيه النبيّ صلى الله عليه و آله(الهامش : 11 / 197) .

* وعن الحسن بن عليّ عليهماالسلام :«لو كُنتُ أنا وهؤلاء مُثاوِرِين في مسجد رسول اللّه صلى الله عليه و آله ...» : 44 / 73 . المُثاوِرَة : المُواثِبَة والمُنازِعة (المجلسي : 44 / 86) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في صفة المتّقين :«يَسْتَثِيرون به [أي بالقرآن] دَواء دائِهم» : 64 / 315 . من ثار الشَّيء يثُور : إذا انْتَشَر وارتَفَع (النهاية) . ولعلّ المراد بالدواء العلم ، وبالداء : الجهل ، واستِثارة العِلم بالتدبّر والتذكُّر ... ويُحتمل أن يراد استِثارة العلوم الكامنة في النفس ، على حسب الاسْتِعداد والكَمال ، بالتدبُّر والتَّفَكُّر والتَذَكُّر (المجلسي : 64 / 323) .

* وعنه عليه السلام في علائم الظهور :«يَفتح لهم أبواباً يَسيلُون من مُستَثارِهم» : 74 / 345 . المستثار : موضع ثَوَرانِهم وهَيَجانِهم (المجلسي : 51 / 126) .

* وعن الصادق عليه السلام :«الثِّيران خَلَقها فُحولة ؛ وإخصاؤها أوفق» : 10 / 174 . الثِّيران : جمع الثَّوْر ؛ الذَّكر من البَقَر ، وسُمّي الثَّور ثَوْراً ؛ لأ نّه يُثير الأرض كما سُمّيت البقرة بقرةً ؛ لأ نّها تَبْقَرُها (مجمع البحرين) .

.

ص: 210

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«تَوَضَّؤوا مِمّا مسّته النّار ولو مِن ثَوْرِ أقطٍ» : 77 / 224 . هي قطعة من الأقط ؛ وهو لبن جامد مُستَحجر (النهاية) .

ثول : عن موسى عليه السلام في كَثيب أعْفَر :«فضَربه بعَصاه ، فانْثال عَليهم قُمَّلاً» : 13 / 82 . أي اجتمع وانصبَّ مِن كلّ وَجه ، وهو مُطاوع ثالَ يَثُول ثَولاً : إذا صَبَّ ما فِي الإناء . والثَّول : الجماعة (النهاية) .

* ومنه في حجّ محمّد بن عليّ الباقر عليه السلام :«أقبَلَ النّاس يَنثالُون عَليه» : 46 / 258 . أي يَجْتَمِعون عليه .

ثوَى : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«إنّكم وما تَأمُلون من هذه الدّنيا أثْوياء مُؤجَّلون» : 100 / 108 . الأثْوِياء : جمع ثَوِيّ _ كَغَنِيّ _ ؛ وهو الضّعيف (صبحي الصالح) .

* وفي القَبر :«أشكُو إليكم طُول الثَّوى» : 6 / 258 . الثَّواء _ بالمدّ _ : وهو الإقامة (الهامش : 6 / 258) .

* ومنه الحديث :«ويقولون له طِبتَ وطاب مَثْواك» : 74 / 27 . المَثوى : المَنزلِ من ثَوى بالمَكان يَثوي : إذا أقام فيه (النهاية) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام في قبر أميرالمؤمنين عليه السلام :«إذا خرجتم فجُزتُم الثُّوَيَّة والقائِم وصُرتُم من النّجف» : 97 / 237 . الثُّوَيّة _ بضمّ الثاء وفتح الواو وتشديد الياء ، ويقال : بفتح الثاء وكسر الواو _ : موضع بالكوفة ، به قبر أبي موسى الأشعري والمُغيرة (النهاية) .

* وفي رِماحه صلى الله عليه و آله :« ...المُسْتَوفى ، وكان له عنزة يقال لها المثنّى» : 16 / 110 . وفي النهاية : «أنّ رُمح النبيّ صلى الله عليه و آلهكان اسمه المُثْوِيّ» . سُمِّي به لأ نّه يُثْبِت المَطْعُون به ، من الثَّوى : الإقامة .

باب الثاء مع الياءثيب : عن أبي جعفر عليه السلام :«إن كانت بِكراً فلْيَبِت عندها سبعاً ، وإن كانت ثَيِّباً فثلاث» : 101 / 54 . الثَيِّب : مَن لَيس بِبِكر ، ويقع على الذَّكر والاُنثى ، رَجُلٌ ثَيِّبٌ وامرأة ثَيِّب ، وقد يُطْلَق

.

ص: 211

ح_رف الجيم

باب الجيم مع الهمزة

على المرأة البالغة وإن كانت بِكْراً ؛ مجازاً واتّساعاً . وأصل الكلمة الواو ؛ لأ نّه من ثاب يَثُوب : إذا رَجَعَ ، كأنّ الثَيِّب بصَدَد العَود والرُّجوع ، وذكرناه هاهنا حملاً على ظاهر لَفظه (النهاية) .

ثيل : عن عليّ بن جعفر :«سألته عن الرجل هل يصلح له أن يصلّي على الحشَيِش النّابِت أوالثَّيِّل» : 81 / 93 . هو نبات له قُضبان طَويلة ذات عُقَد تمتدّ على الأرض ، والعامّة تسميّه الثّين .

.

ص: 212

باب الجيم مع الباء

حرف الجيمباب الجيم مع الهمزةجؤجؤ : عن أميرالمؤمنين عليه السلام في البصرة :«كأنّي أنظر إلى مسجدها كجُؤجُؤ سَفينة» : 32 / 245 . الجُؤْجُؤ : الصَّدر . وقيل : عِظامُه ، والجمع : الجَآجِئ (النهاية) .

* ومن شعر عبدالمسيح :حَتّى أتى عارِي الجَآجِئ والقَطَنْ : 15 / 265 .

* ومنه عن أبيالحسن عليه السلام في سفينه نوح عليه السلام :«فضرب جُؤجُؤ السفينة الجبل» : 11 / 338 .

جأر : عن أميرالمؤمنين عليه السلام في يوم الأضحى :«لو ... جأرتُم جُؤارَ مُتَبَتّلي الرُّهبان» : 88 / 100 . الجُؤار : رَفْع الصَّوت والاستِغاثة . جَأر يَجْأر (النهاية) .

* ومنه عن عليّ بن الحسين عليهماالسلامفي العُبّاد :«هُم يَجْأرُون إلى ربّهم ؛ يَسعَوْن في فَكاك رِقابِهم» : 70 / 44 .

* وفي الدعاء :«إليك جَأرَتْ نَفسي وأنت مُنتهى حيلتي» : 87 / 133 .

جأش : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«غُضُّوا الأبصار ؛ فإنّه أربَط للجَأْش» : 32 / 563 . الجَأش : القلب ، والنّفس ، والجَنان . يقال : فُلان رابِط الجَأْش ؛ أي ثابت القَلب لا يَرتاع ولا يَنْزعج للعِظام والشَّدائد (النهاية) .

* ومنه عن فاطمة عليهاالسلام :«اطمئنّوا للفتنة جَأْشاً» : 43 / 162 . أي اجعلوا قُلوبكم مطمئنّة لنزول الفتنة (المجلسي : 43 / 169) .

.

ص: 213

* ومنه عن الحسين عليه السلام :«السيف لم يُشهر ، والجَأْش طامِن» : 45 / 8 . طامِن : أي ساكن مطمئنّ (المجلسي : 45 / 77) .

باب الجيم مع الباءجبب : عن العبّاس :«يا رسول اللّه ! أفأجُبّ نفسي ؟» : 28 / 49 . الجَبُّ : القَطع (النهاية) .

* وفي جريح القِبطي :«كَشف عن عَوْرته ؛ فإذا هو مَجْبُوب» : 22 / 154 . أي مقطوع الذَّكَر (النهاية) .

* وفي الحديث :«إنّ الإسلام يَجُبُّ ما كان قَبْله» : 9 / 222 . أي يَقْطَعُ ويَمحُو ما كان قبله من الكُفر والمَعاصِي والذُّنوب (النهاية) .

* ومنه الدعاء :«وَجَبَّ سَنامه ، وأرْغَم أنْفه» : 82 / 222 . والسَّنام _ بالفتح _ : مَعروف وجَبّ سَنامه : كناية عن إذهاب ما يوجب عزّه ورفعته (المجلسي : 82 / 243) .

* وفي دعاء آخر :«وتَجُبُّ سَنامه وتَجْدَع مُراغمه» : 82 / 230 .

* وعن عليّ بن الحسين عليهماالسلام :«وللجُثَث الزّاكية على الجَبُوب الضّاحِية» : 45 / 160 . الجَبُوب _ بالفتح _ : الأرض الغليظة . وقيل : هو المَدَر ، واحدتها جَبُوبة (النهاية) .

* ومنه حديث مُسَيلمة :«فغارَ ماؤه ، وصار كالجَبُوب» : 17 / 234 .

* وفي الحديث :«الرجل يتَّخذ الثّياب الكَثيرة ؛ الجِباب والطَّيالسة» : 76 / 306 . الجِباب : جمع جُبّة ؛ ثَوب مَقطوع الكُمّ طويل ، يُلبَس فَوق الثِّياب (الهامش : 76 / 306) .

* وفي الحديث القُدسي :«إنّه في جُبّ من سِجِّين» : 91 / 1 . الجُبّ : بِئْر لم تُطْوَ ، وهو مُذكّر . وقال الفَرّاء : يُذَكَّر ويُؤنَّث ، والجمع أجْباب وجِبابٌ وجِبَبَة مثل عِنَبَة (المصباح المنير) .

* ومنه في الاستسقاء :«سقيا تَسيل منه الرّحاب وتملأ به الجِباب» : 88 / 316 .

جبت : في قنوت الإمام الهادي عليه السلام :«وعَبَدُوا طَواغيتهم وجَوابِيْتَهُم بَدَلاً منك» : 82 / 227 . جمع جِبْتٍ ؛ وهي كلمة تَقَع على الصَّنَم والكاهِن والسّاحِر ونحو ذلك ، وهذا ليس من مَحض العَرَبيّة ؛ لاجتماع الجِيم والتاء في كلمة واحدة من غير حرفٍ ذَولَقِي (الصحاح) .

.

ص: 214

جبجب : في بيعة الأنصار :«صرخ الشيطان ... يا أهل الجُباجِب» : 19 / 26 . هي جمع جُبْجُب _ بالضمّ _ : وهو المُسْتوي من الأرض ليس بحَزْن ، وهي هاهنا أسْماء منازل بمِنىً ، سُمِّيت به ، قيل : لأنّ كُروش الأضاحي تُلقى فيها أيّام الحَجّ ، والجَبْجَبَة : الكَرِش يُجعَل فيها اللَّحم ، يُتَزَوَّد في الأسفار (النهاية) .

جبذ : في حديث الصلاة على الإمام العسكري عليه السلام :«خَرَج صَبِيّ فجَبَذَ رِداء جعفر بن عليّ» : 52 / 67 . الجَبْذ : لُغة في الجَذب . وقيل : هو مَقلُوب (النهاية) .

جبر : من أسمائه تعالى :«الجَبّار» معناه القاهِر الذي لا يُنال ، وله التَجَبُّر والجَبَروت ؛ أي التعظُّم والعظمة ، ويقال للنخلة التي لا تُنال : «جَبّارَة» . والجَبر : أن تَجبُرَ إنساناً على ما يكرهه قهراً ، تقول : جَبَرتُه على ما لَيس كذا وكذا ، وقال الصادق عليه السلام : «لا جَبر ولا تَفوِيض ، بل أمرٌ بين أمْرَين» عنى بذلك أنّ اللّه تبارك وتعالى لم يجبر عِباده على المَعاصِي ، ولم يُفوِّض إليهم أمر الدّين ، حتّى يقولوا بآرائهم ومقائيسهم : 4 / 197 .

* وفي أميرالمؤمنين عليه السلام :«ويعلِّق بالجَبّار بيده ، ويَجْذِبه فيقتله» : 41 / 275 . الجَبّار : العَظيم القَوِيّ الطَويل (المجلسي : 41 / 275) .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في امرأة :«دَعُوها ؛ فإنّها جَبّارة» : 70 / 210 . أي مُستَكْبِرة عاتِية (النهاية) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام :«إذا خَلَق اللّه العبدَ في أصل الخِلقة كافِراً ... ابتَلاه بالكِبر والجَبَرِيّة» : 70 / 396 . يقال : فيه جَبَرِيَّةٌ ، وجَبَرُوَّةٌ ، وجَبَرُوتٌ ، وجَبُّوْرَةٌ مثل فَرُّوجَةٌ ؛ أي كِبْرٌ (الصحاح) .

* وفي الدعاء :«اللهمّ اغفر لي ، وارزقني ، وارْحَمني ، واجْبُرني» : 87 / 135 . أي أغنِني ، من : جَبَر اللّه مُصيبَته ؛ أي ردّ عليه ما ذَهَب منه وعَوَّضه . وأصْلُه من جَبْر الكَسْر (النهاية) .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«العَجماء جُبارٌ ، والبِئر جُبارٌ ، والمَعدِن جُبارٌ ... والجُبار الهَدَر» : 101 / 391 . الجُبار _ بالضمّ والتخفيف _ : الهَدَر ، يعني لا غَرَم فيه . والعَجماء : البَهِيمة ، سُمِّيت بذلك ؛ لأ نّها لا تتكلَّم ، والمعنى أنّ البَهِيمة العَجماء تَنْفَلِت فتُتلِف شيئاً ، فذلك الشَّيء هَدَر ، وكذلك المَعدِن إذا انهارَ على أحد ؛ فهو هَدَر (مجمع البحرين) .

.

ص: 215

* وعن أبي عبداللّه عليه السلامفي أصحاب القائم عليه السلام :«يَغزُوا بهم الإمام ... ما بين جابَرْسا إلى جابَلْقا ؛ وهما مدينتان واحدة بالمَشرق ، واُخرى بالمَغرب» : 27 / 43 . رواه عن بصائر الدرجات وفيه أيضاً كذلك ، وفي القاموس : «جابَلَص» _ بفتح الباء واللام أو سكونها _ : بَلَدٌ بالمغرِب ليس وَراءه إنسيّ ، وجابَلَقُ : بلدٌ بالمَشرِق .

جبس : وعنه عليه السلام في المعادن :«وما يخرج منها من الجواهر المختلفة مثل الجِصّ ، والكِلْس ، والجِبْسين» : 57 / 186 . الجِبْس _ بالكسر _ : الجِصّ . وفي أكثر النُسخ «الجبسين» ولم أجِده فيما عندنا من كتب اللغة ، لكن في لغة الطِّب كما في أكثر النّسخ (المجلسي : 57 / 187) .

جبل : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«ولاطَها بالبَلّة حتّى لَزَبَت ، فجَبَلَ منها صورة» : 11 / 122 . جَبَلَ أي خَلَق (النهاية) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام :«إنّ اللّه جَبَل النبِيِّين على نُبُوّتهم ؛ فلا يرتَدُّون أبداً ، وجَبَل الأوصياء على وصاياهم ؛ فلا يَرتَدُّون أبداً ، وجبل بعض المؤمنين على الإيمان ؛ فلا يَرتَدُّون أبداً» : 66 / 220 . جَبَلَهم اللّه تعالى يَجْبُلُ ويَجْبِلُ : خَلَقَهُم ، وعلى الشَّيء : طَبَعه وجَبَرَه كأجْبَلَه (القاموس المحيط) .

* وعن فاطمة عليهاالسلام :«جَبّالُ القُلُوب على فِطرتها ، شَقيِّها وسَعيدها» : 83 / 116 . أي خلق القُلوب على قابِليّاتها المُخْتلِفة واستعداداتِها المُتبايِنة ، أو طبَعها على الإيمان به إذا خُلّيت وطِباعَها (المجلسي : 83 / 118) ورواه في ج 91 / 83 عن نهج البلاغة : «جابل» ، ورواه في النهاية عن عليّ عليه السلام : «جَبّار» .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام في المهديّ عليه السلام :«مَن ... لم يُسلِم قَتلوه ، حتّى لا يبقى بين المشرِق والمغرِب ، وما دون الجَبَل أحدٌ إلاّ أقَرَّ» : 27 / 43 . الجَبَل : أي المُحيط بالدّنيا (المجلسي : 27 / 44) .

* ومنه عن فاطمة عليهاالسلام في النبيّ صلى الله عليه و آله :«وسمّاه قبل أن اجْتَبَله» : 29 / 221 . جَبَلَه على الشيء ؛ أي طبعه عليه ، ولعلّ المعنى أ نّه تعالى سمّاه لأنبيائه قبل أن يَخلُقه ، ولعلّ زيادة البناء للمبالغة تنبيهاً على أ نّه خلق عظيم . وفي بعض النسخ بالحاء المُهملة ، يقال : احتَبَل الصيد ؛ أي أخذه بالحِبالة ، فيكون المُراد به الخَلق أو البَعث مجازاً . وفي بعضها : «قبل أن

.

ص: 216

باب الجيم مع الثاء

اجْتَباه» ؛ أي اصطفاه بالبَعثة . وكلّ منها لا يخلو من تكلُّف (المجلسي : 29 / 254) .

جبن : عن كُمَيل في أميرالمؤمنين عليه السلام :«أخْرَجَني إلى الجَبّانَة» : 1 / 189 . الجَبّان والجَبّانة : الصَّحراء ، وتُسمّى بهما المَقابِر ؛ لأ نّها تَكون في الصحراء ؛ تسمية للشيء بمَوضعه (النهاية) .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«الوَلَد مَجْهَلة مَجْبَنَة» : 5 / 110 . أي يحملون آباءهم على الجُبْن (المجلسي : 5 / 110) .

* وعن الصادق عليه السلام :«الجُبْنُ يَهضِم ما قبله ، ويُشهّي ما بعده» : 63 / 106 . الجُبْنُ المَأكُول ، فيه ثلاث لغات : أجْوَدها سُكون الباء ، والثانية ضَمُّها للاِتْباع ، والثالثة _ وهي أقلّها _ التَّثْقِيل (المجلسي : 63 / 106) .

جبه : عن أبي حنيفة في موسى بن جعفر عليهماالسلام :«واللّه لأجْبَهَنَّه بين يَدَي شِيعته» : 77 / 172 . جَبَهْتُه : صَكَكْتُ جَبْهَته . وجَبَهْتُه بالمَكرُوه : إذا استَقبَلتَه بِه (الصحاح) .

* ومنه الدعاء :«لا تَجْبَهَنِّي بالرَّدّ وقَد انْتَصَبتُ بَين يَديك» : 97 / 408 .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام في حال الشيعة :«أيَجِيء الرَّجُل مِنكُم إلى أخيه ، فيُدخِل يده في كِيسه ، ويأخذ حاجته لا يَجْبَهُه ؟» : 71 / 232 .

جبا : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«من أجْبا فَقَدْ أرْبى» الإجباء : بَيع الحَرث قبل أن يَبْدُوَ صلاحه : 100 / 125 . وقيل : هو أن يُغَيِّب إبِلَه عن المُصَدِّق ، من أجْبأْته إذا وارَيْته . والأصل في هذه اللفظة الهمز ، ولكنّه رُوي هكذا غير مهموز ، فإمّا أن يَكون تَحْرِيفاً من الرّاوي ، أو يكون تَرك الهَمز للازْدِواج بأرْبى . وقيل : أراد بالإجْباء العِينة ؛ وهو أن يَبيع من رجل سِلعة بثَمَن معلوم إلى أجل مُسَمّى ، ثمّ يشتريها منه بالنَّقد بأقلّ من الثَّمَن الذي باعها به (النهاية) .

* وفي قنوت الإمام الحسين عليه السلام :«وَفَتِّنْهُم برحمتك لرحمتك في نعمتك تَفْتِينَ الاجْتِباء» : 82 / 214 . وفَتِّنْهُم ؛ أي اِمتَحِنهُم ، من قولهم فَتَنْتُ الذَّهَب : إذا أدْخَلتَهُ النّار لتَخْليصِه ، والاجْتِباء : الاختِبار والاصطِفاء . «تَفتِين الاجتِباء» : أي اختِباراً يَصير سبباً لاجْتِبائهم واستِخلاصِهم من الشكّ والشّرك ، لا اختباراً يوضح عن ضلالهم وكُفرهم (المجلسي : 82 / 236 و 237) .

.

ص: 217

باب الجيم مع الحاء

باب الجيم مع الثاءجثث : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«ستعقبون مِنّي جُثَّة خَلاء» : 42 / 207 . الجُثَّةُ : شَخص الإنسان قاعداً أو نائماً . وجُثَّة خَلاء ؛ أي جَسَدا خالِيا من الروح .

* وعنه عليه السلام :«إذا اجْتُثُّوا في العَذاب لا يُفَتَّر عنهم بِشَرَره» : 74 / 271 . اجْتُثُّوا ؛ أي اقتُلِعُوا ؛ وعن بعض النسخ : «جثوا» .

* وعن سليمان عليه السلام :«إنّ الكَرْم لم يُجتَثّ من أصله ، وإنّما اُكل حَلَمُه» : 14 / 133 . جَثَّه : قَلَعَه .

* ومنه في حديث القُمَّل :«فأتى على زُروعهم كلّها ، واجْتَثَّها من أصلها» : 13 / 82 .

* ومنه في قُنُوت الصادق عليه السلام :«واجْتَثّه ، واستأصِلْه ، وجُثَّه ، وجُثَّ نعمتَك عنه» : 82 / 218 . وفي بعض النسخ : «حُتَّه وحُتّ نعمتك» بالحاء المهملة وبالتّاء المثنّاة . قال الجوهري : الحتّ : حكّ الورق من الغصن ، والمنيّ من الثَوب (المجلسي : 82 / 240) .

جثلق : في خبر الجاثليق :«عن هشام بن الحكم ، عن جاثَلِيْق من جَثَالِقَة النصارى» : 10 / 234 . الجاثَلِيق _ بفتح الثاء المثلّثة _ : رئيس للنّصارى في بِلادِ الإسلام بمدينة السَّلام ، ويكون تحْت يد بِطْرِيق أنطاكِية ، ثمّ المَطْران تحت يده ، ثمّ الاُسْقُف يكون في كُلّ بلَد من تَحْت يد المَطْران ، ثمّ القِسِّيس ، ثمّ الشُّمّاس (القاموس المحيط) .

جثم : في غنم أيّوب عليه السلام :«حتّى إذا تَوَسَّطها [أي إبليس] صاح صوتاً تَجَثَّمت أمواتاً» : 12 / 358 . تَجَثَّمَ الطّائر ، أو الرجل ، أو الحيوان : تَلَبَّدَ بالأرض (الهامش : 12 / 358) .

* ومنه في أميرالمؤمنين عليه السلام :«فإذا نحن بالأسد جاثِماً في الطريق» : 80 / 324 . وهو بمنزلة البُروك للإبل .

* ومنه عن أبي عبداللّه عليه السلام :«إنّ الشيطان يدبّر ابن آدم في كلّ شيء ، فإذا أعياه جَثَمَ له عند المال فأخَذَ برقَبته» : 60 / 260 . جَثَمَ الإنسانُ والطائر : لزم مكانه فلم يبرح ، أو وقع على صدره (المجلسي : 60 / 260) .

.

ص: 218

جثا : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«من دَعا بدعاء الجاهليّة فله جُثْوَة مِن جُثا جهنّم» : 66 / 404 . الجُثا : جمع جُثْوَة _ بالضمّ _ وهو الشيء المجموع (النهاية) .

* عن معاوية :«أمّا عبد اللّه بن الزبير ... فإنّه يَجْثُو لك كما يَجْثُو الأسد لفريسته» : 44 / 311 . جَثا _ كدعا ورمى _ جُثُوّاً وجُثِيّاً _ بضمّهما _ : جلس على ركبتيه ، أو قام على أطراف أصابعه (المجلسي : 44 / 323) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام في صفة المتّقين :«إذا مَرّوا بآية فيها تَشويق ... ظنّوا أ نّها نصب أعينهم جاثِين على أوساطهم» : 64 / 343 . والمراد هنا : إمّا الجُلوس على وجه الخُضوع ، والنسبة إلى الأوساط على المجاز ، أو القيام كذلك ، أو الركوع بتَضمين معنى الانحناء ... وفي بعض النسخ «حانين» كما في سائر الروايات ، وهو أظهر (المجلسي : 64 / 348) .

* ومنه عن موسى بن جعفر عليهماالسلام :«زاحِموا العُلماء في مَجالسهم ولو جُثُوّاً على الرُّكَب» : 1 / 146 .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«أنا أوّل مَن يَجْثُو بين يدي اللّه عزّوجلّ يوم القيامة للخصومة» : 39 / 234 .

باب الجيم مع الحاءجحجح : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«فقتل اللّه عزّوجلّ بيدي وليداً وشيبة سوى مَن قتلتُ مِن جَحاجِحَة قُريش في ذلك اليَوم» : 19 / 326 . الجَحاجِحَة : جمع جَحْجاح ، وهو السيّد الكَريم ، والهاء فيه لتأكيد الجَمع (النهاية) .

* ومنه عن ابن عبّاس في صفّين :«فتَفَرّقُوا عن سبعين ألف قتيل من جَحاجِحَة العَرَب» : 32 / 610 .

* ومنه في مدح أميرالمؤمنين عليه السلام :«النّاطق بالسَّداد ، شُجاع مَكّي جَحْجاحٌ» : 40 / 281 .

جحح : عن ميثم :«أتت امرأة مُجِحّ أميرالمؤمنين عليه السلام فقالت : يا أميرالمؤمنين ، إنّي زنيتُ فطهِّرني» : 40 / 290 . المُجِحّ : الحامل المُقْرِب التي دَنا وِلادُها (النهاية) .

.

ص: 219

باب الجيم مع الدال

جحر : عن أميرالمؤمنين عليه السلام لابن قيس :«اُخْرُج مِن جُحْرِك وانْدُب مَن مَعَك» : 32 / 65 . الجُحْر _ بالضمّ _ : كلّ شيء تَحفره السباع والهوام لأنفسها (المجلسي : 32 / 66) .

* ومنه عن أبي عبداللّه عليه السلام :«المؤمن ... لا يُلسَع من جُحْر مَرَّتين» : 64 / 362 .

جحش : في الخبر :«ركب رسول اللّه صلى الله عليه و آله فرساً إلى الغابة ، فسقط عنه فجُحِش فخذه الأيمن» : 20 / 298 . أي انخَدَشَ جِلْده وانْسَحَجَ (النهاية) .

* وعن الحسن بن عليّ عليهماالسلام في مروان :«ما لَه والافتِخار عند ... مُجاحَشَة الأقْران ؟ !» : 44 / 94 . المُجاحَشَة : المُدافعة (المجلسي : 44 / 96) .

جحف : عن عليّ بن الحسين عليهماالسلام في دعائه :«ربِّ ، نفسي غَريق خطايا مُجْحِفَة» : 87 / 69 . أجْحَفَ به : أي ذَهَب به . وسَيل جُحاف _ بالضمّ _ : إذا جَرَف كلّ شَيء وذهَب به (الصحاح) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في الصدقة :«ولا توكّل بها إلاّ ناصحاً ... غَير مُعْنِفٍ ولا مُجْحِفٍ» : 33 / 525 . أي الذي يسوق المال سوقا عنيفا فيُجْحِف به ؛ أي يهلكه ، أو يذهب بكثير من لحمه . ويحتمل أن يكون المراد من يخُون فيه ويستَلبه (المجلسي : 33 / 526) .

جحفل : في فرس أميرالمؤمنين عليه السلام :«فبَلَغَت جَحْفَلَته اُذُ نَه» : 21 / 224 . هي لذِي الحافِر كالشَّفة للإنسان (الهامش : 21 / 224) .

* ومنه في بدر :«إذا صهل الفَرَس وَثَبَتْ على جَحْفَلَتِه» : 19 / 251 .

* وعن موسى بن جعفر عليهماالسلام :«إذا رأيتَ المُشوّه الأعرابِي في جَحْفَل جرّار فانْتَظِر فَرَجَك» : 75 / 332 . الجَحْفَل _ كجعفر _ : الجَيش الكَبير .

جحم : عن أميرالمؤمنين عليه السلام في جهنّم :«قد تأجّج جَحِيمها وغلى حَميمها» : 75 / 66 . هو اسم من أسماء جَهَنّم ، وأصله ما اشتدّ لَهَبه من النّيران (النهاية) .

* وعنه عليه السلام : هَب البعث لم تأتِنا رسلهوجاحِمة النّار لم تُضرم : 75 / 69 .

.

ص: 220

باب الجيم مع الدالجدب : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في الدابّة :«فإن كانت الأرض مُجْدِبَةً فانْجُوا عليها» : 72 / 62 . مُجْدِبة : أي مُمْحِلة ، من الجَدْب _ بفتح الجيم وسكون المهملة _ : خلاف الخِصْب ، يقال : جَدُبَ البلدُ _ بالضمّ _ جُدوبةً فهو جَدْب . وأجْدَ بَت البلادُ : غَلَت أسْعارها (مجمع البحرين) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«أخبرتهم عن الكلأ والماء فخالفوك إلى المعاطش والمَجادِب» : 32 / 83 .

جدث : عن فاطمة عليهاالسلام في أبيها :«أودعوه الجَدَثَ المَجْدُوث» : 36 / 353 . الجَدَث : القَبْر ، ويُجمع على أجْداث (النهاية) . والمَجدُوث : المَقبُور .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«والنّفس مظانّها في غدٍ جَدَث تنقطع في ظُلمته آثارُها» : 33 / 474 .

جدح : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«وجَدَحُوا بَيْني وبَيْنَهُم شِرباً وَبِيئاً» : 38 / 160 . أي خَلَطُوا بَيني وبَينَهم وأفْسَدُوا . الجَدْح : أن يُحَرَّك السَّويقُ بالماء ويُخَوَّض حتّى يَسْتَوي . وكذلك اللّبن ونحوه . والمِجْدَح : عُود مُجَنَّح الرّأس تُساط به الأشْربة ، وربّما يكون له ثلاث شُعَب (النهاية) .

* ومنه عن اُمّ سلمة :«اِستسقى الحسن فقام رسول اللّه صلى الله عليه و آله فَجَدَحَ له في غُمَر كان لهم» : 37 / 77 . والغُمَر _ بضمّ الغين وفتح الميم _ : القدَح الصغير (النهاية) .

جدجد : عن العبّاس فيالخلافة :«يصُرُّ بِنَا وبهم الحقُّ صرير الجُدْجُد» : 28 / 328 . هو حيوان كالجَراد يُصَوِّت في الليل . قيل : هو الصَّرْصَر (النهاية) .

جدد : عن أبي جعفر عليه السلام :«شيئان يفسد النّاس بهما صلاتهم : قول الرجل : تباركَ اسْمُك وتعالى جَدُّكَ ، وإنّما هو شيء قالته الجنُّ بجهالة فحكى اللّه عنهم ، وقول الرّجل : السلام علينا وعلى عباد اللّه الصالحين» : 81 / 320 . تعالى جَدُّكَ : أي عَلا جَلالُك وعَظَمتُك . والجَدُّ : الحظُّ والسَّعادة والغِنى (النهاية) . والمنع لأنَّ الجنَّ أرادوا بقولهم هذا : البخت ، ولا يجوز إطلاق ذلك

.

ص: 221

عليه تعالى ... لا سيّما في الصّلاة ، وما ورد في بعض الأدعية فلعلّه أيضا من طريق المخالفين ، أو اُريد به معنىً آخر ، أو يقال : لا ينبغي ذكر مثل ذلك في الصّلاة وإن جاز في غيرها ، وعلى أيّ حال ، الظاهر أنَّ المراد به إفساد الكمال إن لم يرد به معنىً ينافي عظمة ذي الجلال . وأمّا التّسليم فالمراد به ذكره في التشهّد الأوّل كما هو دأبهم ، واستمرَّ إلى اليوم ... وقال الصدوق في الفقيه بعد إيراد الرواية : يعني في التشهّد الأوّل ، وأمّا في التشهّد الثاني بعد الشهادتين فلا بأس به ، لأنّ المصلّي إذا تشهّد الشهادتين في التشهّد الأخير فقد فرغ من الصلاة (المجلسي : 81 / 322) .

* وفي الدّعاء :«اللهمّ ... باسمك العظيم وجَدِّك الأعلى» : 88 / 69 . الجَدُّ هنا بمعنى العظمة والغناء ، وما نُهي عن استعماله فيه سبحانه لعلّه محمول على ما اُريد به البخت (المجلسي : 88 / 86) .

* وفي دعاء النبيّ صلى الله عليه و آله :«ولا يَنْفَع ذا الجَدّ منك الجَدُّ» : 83 / 134 . أي لا يَنْفع ذا الغِنى منك غِناه ، وإنَّما ينفعُه الإيمانُ والطاعة (النهاية) .

* وعنه صلى الله عليه و آله :«ومن أبغضني فقد أبغض اللّه وأتْعس اللّه جَدَّه» : 38 / 109 . أي حظّه .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«عَيْبُك مستور ما أسعدك جَدُّك» : 75 / 90 .

* وفي الخبر :«قال الملائكة بعد قتل الحسين عليه السلام : يا ربّنا ائذن لنا ... حتّى نَجُدُّهم من جَدِيد الأرض» : 45 / 228 . يقال : جَدَدْتُ الشيءَ أجُدُّهُ _ بالضمّ _ جَدّا : قطعتُه (الصحاح) . وجَدِيد الأرض : وجْهها (النهاية) .

* عن عليّ بن الحسين عليهماالسلام :«إنَّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله نَهى عن الجَداد والحصاد بالليل» : 93 / 98 . الجَداد _ بالفتح والكسر _ : صِرام النخل ، وهو قطع ثمرتها . يقال : جَدَّ الثَّمرةَ يَجُدُّها جَدّا . وإنَّما نَهى عن ذلك لأجل المساكين حتّى يحضُروا في النهار فيُتَصدَّق عليهم منه (النهاية) .

* وفي الحديث :«كان عليّ عليه السلام يوتر على راحلته إذا جَدَّ به السير» : 81 / 96 . أي إذا اهْتَمَّ به وأسرع فيه . يقال : جَدَّ يَجُدُّ ويَجِدُّ _ بالضمّ والكسر _ . وجَدَّ به الأمرُ وجَدَّ فيه وأجَدَّ : إذا اجتهد (النهاية) .

* وعن عليّ بن الحسين عليهماالسلام :«اِتّقوا الكذب الصّغير منه والكبير ، في كلّ جِدٍّ وهزل» :

.

ص: 222

69 / 235 . يقال : جَدَّ يَجِدُّ جِدّا . والجِدّ _ بكسر الجيم _ : ضدّ الهزل (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«أقمت لكم عَلَى سَنَنِ الحقّ في جَوادِّ المَضَلَّة» : 32 / 237 . الجَوادُّ : الطُّرُق ، واحدها جادَّة ، وهي سَواء الطريق ووسَطه . وقيل : هي الطَّريق الأعظم التي تجْمع الطُّرُق ولا بُدّ من المرور عليها (النهاية) .

* وعنه عليه السلام :«اليمين والشمال مَضَلّة ، والطريق الوسطى هي الجادَّة» : 75 / 3 .

* وعنه عليه السلام :«البصير من ... انتفع بالعِبَر وسلك جَدَدا واضحا» : 74 / 407 . الجَدَدُ _ بفتحتين _ : الأرض الصلبة المستوية التي يسهل المشي فيها (الهامش : 74 / 407) .

* ومنه الدعاء :«ونبيّك ... السالك جَدَد الرشاد إليك» : 84 / 60 . وفي المثل : «من سَلَكَ الجَدَد أمِنَ العِثارَ» (الصحاح) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«أيُّ الجَدِيدَيْنِ ظَعَنُوا فيه كان عليهم سَرْمَدا» : 74 / 434 . الجَدِيدان : الليلُ والنهار . فإن ذهبوا في نهار فلا يعرفون له ليلاً ، أو في ليل فلا يعرفون نهارا (الهامش : 74 / 434) .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«أنتم في مهل الأنفاس ، وجِدَّة الأحلاس» : 74 / 184 . جَدَّ الشيءُ يَجِدُّ _ بالكسر _ جِدَّةً : صار جَدِيدا ؛ وهو نقيض الخَلَقِ (الصحاح) .

* وعنه صلى الله عليه و آله :«لا يُضَحّى بالجَدّاء ولا بالجرباء» والجَدّاء : المَقْطُوعَة الأطْباء ؛ وهي حلمات الضرع ، والجرباء : التي بها الجرب : 96 / 282 .

جدر : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«الهديّة تورث المودَّة وتَجْدُر الاُخوّة» : 74 / 166 . من الجِدار ؛ أي حَوَطها وحَجَزها (الهامش : 74 / 166) .

* وعن أبي هاشم :«كنت عند أبيالحسن عليه السلام وهو مُجَدَّر ، فقلت للمتطبّب : آب گرفت ، ثمَّ التَفَتَ إليّ وتبسّم وقال : تظنُّ أن لا يحسن الفارسيّة غيرك ؟! فقال له المتطبّب : جعلت فداك ، تحسنها ؟ فقال : أمّا فارسيّة هذا فنعم ، قال لك : اِحتمل الجُدَرِيُّ ماء» : 50 / 136 . الجُدَريّ _ بضمّ الجيم وفتح الدال _ : قروح تتنفّط عن الجلد ممتلئة ماءً ثمَّ تتقيّح ، وصاحبها مَجدُور ومُجَدَّر (مجمع البحرين) .

.

ص: 223

باب الجيم مع الذال

جدع : عن أميرالمؤمنين عليه السلام في الحجّ :«أ نّه نَهى عن الجَدْعاء والهرمة ، فَالجَدْعاء المَجْدُوعة الاُذن ؛ أي مقطوعتها» : 96 / 282 . الجَدْع : قَطْع الأنف والاُذن والشَّفة ، وهو بالأنف أخصُّ ، فإذا اُطْلق غَلَب عليه . يقال : رجل أجْدَع ومَجدُوع ، إذا كان مقطوع الأنف (النهاية) .

* عن أبي جعفر عليه السلام :«كانت له صلى الله عليه و آله ناقتان يقال لإحداهما : العضباء ، وللاُخرى : الجَدْعاء» : 16 / 98 . أي المقطوعة الاُذن ، وقيل : لم تكن ناقَتُه مقطوعة الاُذن ، وإنّما كان هذا اسما لها (النهاية) .

* ومنه عن فاطمة عليهاالسلام :«فجَدْعا وعَقْرا وبُعْدا للقوم الظالمين» : 43 / 160 .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام عند تطوافه على القتلى في صفّين :«هذه قريش ، جَدَعْتُ أنفي وشَفَيْتُ نفسي» : 32 / 207 . أي لم أكن اُحبُّ قتل هؤلاء وهم من قبيلتي وعشيرتي ، ولكن اضطررت إلى ذلك (المجلسي : 32 / 209) .

جدف : في خبر الرجل الذي سَبَتْه الجنّ :«قال له عمر : ... فما كان شرابهم ؟ قال : الجَذَف» . وهو الرغوة ؛ لأ نّها تجذف عن الماء ، وقيل : نبات يقطع ويؤكل ، وقيل : كلّ إناء كُشف عنه غطاؤه : 60 / 297 . ذكره الجزري في «جدف» بالدال المهملة وقال : الجَدَف _ بالتَّحريك _ : نبات يكون باليمَنِ لا يَحْتاج آكلُه معه إلى شُرْب ماء . وقيل : هو كلُّ ما لا يُغَطَّى من الشّراب وغَيْره . وقال القُتَيْبي : أصله من الجَدْف : القَطع ، أراد ما يُرْمى به عن الشراب من زبَد أو رَغْوة أو قَذىً ، كأ نّه قُطع من الشّراب فَرُمي به ، هكذا حكاه الهروي عنه . والذي جاء في صحاح الجوهري : أنّ القَطع هو الجذْف بالذال المعجمة ، ولم يذكره في الدال المهملة ، وأثبته الأزهري فيهما (النهاية) .

جدل : عن النبيّ صلى الله عليه و آله :«ما ضَلَّ قوم إلاّ أوثقوا الجَدلَ» : 2 / 138 . الجَدل : مُقابَلة الحُجَّة بالحجَّة . والمُجادَلَةُ : المُناظَرةُ والمخاصَمة . والمراد به في الحديث الجدل على الباطل ، وطَلبُ المغالَبة به . فأمّا الجَدَل لإظهار الحقّ فإنَّ ذلك مَحْمودٌ ؛ لقوله تعالى : «وجَادِلْهم بِالَّتي هِيَ أحْسن» (النهاية) .

* وعنه صلى الله عليه و آله في أهل البيت عليهم السلام :«إنّي وإيّاك وهذين وهذا المُنْجَدِلُ يوم القيامة في مكان واحد» : 43 / 284 . أي مُلْقىً على الجَدالة ، وهي الأرض (النهاية) .

.

ص: 224

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«أنا مُجَدِّلُ الأبطال وقاتل الفرسان» : 35 / 45 .

* ومنه في الزيارة :«السلام على المُجَدَّلِين في الفلوات» : 98 / 319 .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله في الجنّة :«لتستقبلهم بنوق من نوق العزّ ... خطمها جُدُل الاُرجوان» : 8 / 157 . الجُدُل _ جمع الجَدِيلِ _ : الزمام المَجدُول من أدم أو شعر في عنق البعير (المجلسي : 7 / 173) .

جدا : عن عليّ بن الحسين عليهماالسلام :«أرِني مبشّرات من إجابتك ... فإنّه ضمانك للمُجْتَدِين» : 87 / 79 . المُجتَدي : طالب الجَدْوى ، وهي العطيّة (المجلسي : 87 / 81) . وفي مطبوعة الكمباني : «للمجتهدين» (الهامش : 87 / 79) .

* ومنه في مناجاته عليه السلام :«اللهمّ ارحم ... فقيرا لا يُغْنيه إلاّ جَدْواك» : 91 / 162 . أي عطاؤك .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله في الاستسقاء :«اِسقنا وأغثنا غيثا ... جَدا» : 20 / 299 . الجَدا : المطر العامّ . ومنه اُخِذ «جَدا» العَطِيَّة والجَدْوَى (النهاية) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام :«لو كان لي شيعة بعدد هذه الجِداء ما وَسعني القعود» : 47 / 373 . واحد الجَدْي من أولادِ المَعزِ . وهو ما بلغ ستّة أشهر أو سبعة (النهاية) .

* وعنهم عليهم السلام :«ضَعْ الجَدْيَ على قفاك وصَلِّ» : 81 / 55 . الجَدْي _ بالفتح فالسكون _ : نجم إلى جنب القُطب تُعرف به القبلة ، ويقال له : «جَدْيُ الفَرْقد» ، وقيل : هوالجُدَيّ مصغّرا ، والأوّل أعرف . والمنجّمون يسمّونه «الجُدَيّ» على لفظ التصغير ؛ فرقاً بينه وبين البرج (مجمع البحرين) .

باب الجيم مع الذالجذب : في الخبر :«إذا كان اللحم مع الطحال في السَّفُّود أكل اللّحم والجُوذابَة» : 62 / 256 . الجُوذابُ _ بالضمّ _ : طَعامٌ يتّخذ من سُكّرٍ وأرُزّ وَلَحمْ . والظاهر أنَّ المراد هنا الخبز المثرود تحت الطحال واللحم اللذين على السفّود . والسَّفُّود _ كتَنُّور _ : الحديدة التي تُشوى بها اللحم (المجلسي : 62 / 257) .

* ومنه في الخبر عن أبي عبداللّه عليه السلام أ نّه سُئل :«إن كان الطعام في سفّود مع لحم وتحته

.

ص: 225

خبز _ وهو الجُوذاب _ أيؤكل ما تحته ؟ قال : نعم ، يؤكل اللحم والجُوذاب» : 62 / 257 .

جذذ : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«أرتئي بين أن أصولَ بِيَدٍ جَذَّاء» : 29 / 497 . أي مقطُوعة ، كنَى به عن قُصور أصْحابه وتَقاعُدِهِم عن الغَزْوِ ؛ فإنَّ الجُنْد للأمير كاليَدِ . ويُروى بالحاء المهملة (النهاية) .

* وعنه عليه السلام :«ألقى ربّي بيدٍ جَذّاء صِفراء من لذّاتكم» : 29 / 141 . أي مقطوعة أو مكسُورة . والصِّفْرُ _ بالكسر _ : الخالي (المجلسي : 29 / 151) .

* وعنه عليه السلام في وصف الإسلام :«ولا عَفاءَ لِشرائعه ، ولا جَذَّ لفروعه» : 65 / 344 . الجَذُّ _ بالجيم والذال المعجمة _ : القَطع ، أو القطع المستأصل ، وفي بعض النسخ بالحاء المهملة ، وهوالقطع ، وفي بعضها بالجيم والدال المهملة ، وهوالقطع أيضاً . والفعل في الجميع كمَدَّ (المجلسي : 65 / 346) .

جذر : عن أميرالمؤمنين عليه السلام في حديث الإنذار :«تناول رسول اللّه صلى الله عليه و آلهجَذْرَة لحم فشقّها بأسنانه» : 38 / 223 . الجَذْرَة : القطعة . وفي رواية اُخرى «جِذْمة» : 18 / 192 . وهي _ بالكسر _ القطعة .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام في سدرة المنتهى :«رسول اللّه صلى الله عليه و آلهجَذْرها ، وعليّ عليه السلام ذَرْوها» : 24 / 140 . الجَذْر _ بالذّال المعجمة ، بفتح الجيم وكسرها _ : الأصل من كلّ شيء . وفي بعض النسخ «جِذْيها» قال الفيروزآبادي : الجِذْية _ بالكسر _ : أصْل الشَّجَرِ ، وجِذْيُ الشيء _ بالكسر _ : أصْله (المجلسي : 24 / 140) .

جذع : عن قرظة لرسول اللّه صلى الله عليه و آله :«يا لهفاً أن لا أكون لك جَذَعَةً !» : 18 / 309 . أي كنتُ شابّاً حينما تزعم أ نّك أتيتَ بيت المقدس ؛ حتّى اُبالغ في نصرتك ونصرة الإسلام . وأصْل الجَذَع من أسنان الدّوابّ ، وهو ما كان منها شابّاً فتيّاً ؛ فهو من الإبل ما دخل في السّنَة الخامسة ، ومن البَقر والمَعْز ما دخل في السَّنَة الثانية . وقيل : البقر في الثالثة ، ومن الضأن ما تَمَّت له سَنَةٌ ، وقيل : أقلّ منها (النهاية) .

* ومنه عن ابن المنذر في السقيفة :«إن شئتم لَنُعِيْدها جَذَعَة» : 28 / 325 . أي نعيد

.

ص: 226

المحاربة التي كانت في بدو الأمر مستأنفة جديدة . قال الجوهري : قولهم : فلان في هذا الأمر جَذَع ، إذا كان أخذ فيه حديثا (المجلسي : 28 / 358) .

* ومنه عن شريك :«عادت المسألة جَذَعَة ، ما عندي في هذا عن رسول اللّه صلى الله عليه و آلهشيء» : 47 / 404 . أي عادت الحالة السابقة المسألة الاُولى حيث لا أعلمها (المجلسي : 47 / 404) .

* وعن الصادقين عليهماالسلام في صدقة الإبل :«إذا بَلَغَتْ ستّين ففيها جَذَعَة» : 93 / 49 .

* ومنه عن أميرالمو?نين عليه السلام :«من ضحّى منكم فلْيُضَحِّ بِجَذَع من الضأن ، ولا يجزي عنه جَذَع من المعز» : 88 / 100 .

جذف : عن لقمان عليه السلام :«السفينة إيمان ... ومَجاذِيْفها الصوم والصلاة» : 13 / 427 . مِجْذاف السفينة _ بالذال والدال جميعا ، لغتان فصيحتان _ : خشبة في رأسها لَوح عريض تُدفع بها ، والجمع مجاذيف . ومجذافا الطائر : جناحاه ؛ ومنه سُمّي مجذاف السفينة .

* ومنه عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في الجنّة :«يسيرون ... في سفن الياقوت ، مَجاذِيفها اللّؤلؤ» : 8 / 117 .

* وفي خبر الرجل الذي سَبَتْه الجنّ :«قال له عمر : ... فما كان شرابهم ؟ قال : الجَذَف» . وهو الرغوة ؛ لأ نّها تجذف عن الماء ، وقيل : نبات يقطع ويؤكل ، وقيل : كلّ إناء كُشف عنه غطاؤه : 60 / 297 . وقد تقدّم في «جدف» بالدال المهملة .

جذل : عن زينب عليهاالسلام ليزيد :«نظرتَ في عِطْفك جَذْلان مَسْروراً حين رأيت الدنيا لك مستوسقة» : 45 / 133 . الجَذَل _ بالتحريك _ : الفرحُ ، وقد جَذِلَ _ بالكسر _ يَجْذَلُ فهو جَذْلانُ . وأجْذَلَهُ غيره أي أفرحه (الصحاح) .

* ومنه عن فاطمة الصغرى فيالكوفة :«فلا تَدعُوَنّكم أنفسكم إلى الجَذَل بما أصَبْتم من دمائنا» : 45 / 111 .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله في حديث حذيفة :«إن رأيتَ يومئذٍ خليفة عدل فالزمْه ، وإلاّ فَمُتْ عاضّاً على جِذْلِ شجرة» : 28 / 42 . الجِذْل _ بالكسر والفتح _ : أصلُ الشَّجرة يُقطع ، وقد يُجْعل العُود جِذْلاً (النهاية) . ورواه في (22 / 106) بالزاي ، وقال : الجَزْلَ : الحطب اليابس ، أو الغليظ العظيم منه .

.

ص: 227

باب الجيم مع الراء

* وعن ابن المنذر في السقيفة :«أنا جُذَيْلُها المُحَكَّك وعُذَيْقُها المُرَجَّب» : 28 / 181 . هو تَصْغِير جِذْل ، وهو العُود الذي يُنْصب للإبل الجَرْبَى لتَحْتَكّ به ، وهو تَصْغِير تَعْظِيم : أي أنا ممَّن يُستَشْفى برأيه كما تَسْتَشْفي الإبل الجَربَى بالاحْتِكاك بهذا العُود (النهاية) .

جذم : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«يجيء كلُّ ناكِث بَيعةِ إمامٍ أجْذَمَ حتّى يدخل النار» : 72 / 287 . قيل : الأجْذَم هنا مقطوع اليد ؛ من الجَذْم : القَطْع . وقيل : المَجْذُوم . وقيل : مقطوع الحجّة . وقيل : منقطع السبب . وقيل : خالي اليد من الخير ، صِفر من الثواب (مجمع البحرين) .

* وعنه صلى الله عليه و آله :«من تَعَلّم القرآن ثمّ نَسِيَه مُتَعَمِّداً لَقي اللّه يوم القيامة مَجْذُوماً» : 73 / 361 .

* وعنه صلى الله عليه و آله :«لا يبغضنا أهل البيت أحد إلاّ بعثه اللّه أجْذَم» : 7 / 212 .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«الناس في فتن انجَذَم فيها حبل الدِّين» : 18 / 217 . أي انقطع . وفي بعض النسخ بالزاي بمعناه (المجلسي : 18 / 218) .

* وعنه عليه السلام :في الدنيا : « ولَدنياكم أهون عندي من ورقة في فيِ جرادة تقضمها ، وأقذر عندي من عُراقة خنزير يقذف بها أجْذَمُها» : 40 / 348 . والجُذام هو الداء المعروف المُسري ، وفيه من المبالغات في الإنكار ما لا يتصوّر فوقها ، وضمير «أجْذَمها» للدنيا أو الجرادة بأدنى ملابسة . والعُراقة _ بالضمّ _ : العظم إذا اُكل لحمه (المجلسي :40 / 355) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام :«مرّ عليّ بن الحسين عليهماالسلام على المَجذُومِين ... وهم يتغدّون ، فدعوه إلى الغداء فقال : أما إنّي لولا أنّي صائم لفعلت» : 72 / 130 . المَجذُوم : الذي أصابه الجُذام ، وهو الدّاء المعروف ، كأ نّه من جُذِمَ فهو مَجْذُوم (النهاية) .

* وفي الحديث :«إنّ النبيّ أخَذَ بيَد مَجْذوم وقال : بسم اللّه كُلْ ثقةً باللّه وتوكّلاً عليه وأدخلها معه الصحفة» : 62 / 82 . وإنّما فَعل ذلك لِيُعْلِم النّاسَ أنّ شيئاً من ذلك لا يكون إلاّ بتقدير اللّه تعالى (النهاية) .

* وعنه صلى الله عليه و آله :«لا تطيلوا النظر إلى المَجْذُوم ، وإذا كلّمتموه فليكن بينكم وبينه قيد رمح» : 62 / 83 .

جذا : عن النبيّ صلى الله عليه و آله :«مَثَل المنافق مثل الأرْزَة المُجْذِيَة» : 64 / 218 . هي الثّابتة المُنتَصبة . يقال : جَذَتْ تَجْذُو ، أجْذَتْ تُجْذِي (النهاية) .

.

ص: 228

باب الجيم مع الراءجرأ : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«إنّ اللّه ... يَمْقت البذِخ الجَرِيء» : 74 / 145 . اِجتَرَأ على القول _ بالهمز _ : أسرع بالهجوم عليه من غير تروٍّ . والاسم الجُرْأة كغُرْفة ، وربّما تركت الهمزة فيقال : الجُرَة كالكُرَة . والجَرِيء _ على فَعِيل _ : اسم من جَرُؤَ جَراءةً كضَخُم ضَخامة (مجمع البحرين) . والمعنى : لا يبالي ما قال أو ما قيل فيه . والبَذَخ : الفخر والكبر .

* ومنه عن أميرالمو?نين عليه السلام لامرأة :«يا سَلْفَع ، يا جَرِيئة ، يا بَذِيّة» : 41 / 293 .

جرب : عن أميرالمؤمنين عليه السلام في النبيّ صلى الله عليه و آله :«ألبسه قميص الرضا ... وكان أصل ذلك القميص من ستّة أشياء ... وجُرُبّانه من المَرجان الأحمر» : 15 / 5 . جُرُبّان القميص _ بضمّ الجيم والراء وتشديد الباء _ : معرّب «گريبان» (المجلسي : 15 / 6) هو جَيبُ القميص (النهاية) .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله لعليّ عليه السلام :«قد قَطَعْتُ لك جُرُبّان دِرْعه ، فاضرب حبل عاتقه» : 41 / 74 .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«إنّ مَعْصية الناصح الشفيق العالم المُجَرَّب تُورث الحسرة» : 33 / 322 . المُجَرَّبُ : الذي قد جَرَّبَتْهُ الاُمور وأحكمتْهُ . فإن كسرت الراء جعلته فاعلاً ، إلاّ أنَّ العرب تكلَّمَتْ بالفتح (الصحاح) .

* وعن الحسين بن عليّ عليهماالسلام :«فيملأْنَ منّي أكراشاً جُوفا وأجْرِبَةً سُغبا» : 44 / 367 . جمع الجِرابِ ، وهو الهميان . اُطْلق على بطونها على الاستعارة (المجلسي : 45 / 74) .

* وفي الخبر :«كتب رسول اللّه صلى الله عليه و آله ... لأهل جَرْبَاء وأذْرُح كتابا» : 21 / 246 . هما قريتان بالشّام بينَهُما ثلاث لَيالٍ (النهاية) .

جرث : عن أبي عبداللّه عليه السلام :«لا تأكل جِرِّيثا ولا مارْماهِيجا» : 62 / 177 . هو نَوْع من السَّمك يُشْبه الحيّات . ويقال له بالفارسيّة : المارْماهِي (النهاية) . وظاهر الخبر مغايرة الجِرِّيث للمارماهيج ، وهو معرّب المارماهي ، ويمكن أن يكون العطف للتفسير . وظاهر بعض الأصحاب أيضا المغايرة (المجلسي : 62 / 177) .

.

ص: 229

جرثم : عن عبد المطّلب لابن ذي يزن :«أنبَتَك منبتا طابت اُرُومَته ، وعذبت جُرْثُومَته» : 15 / 187 . الجُرْثُومَة : الأصل . و«عذبت» في أكثر النسخ بالباء الموحّدة ، وفي بعضها بالمثنّاة ؛ من العذاة : الأرض الطيّبة البعيدة من الماء والسِّباخ ، وفي بعضها : «عزّت» ، وفي بعضها : «عظمت» (المجلسي : 15 / 192) .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله :«قد دعوتُ اللّه تعالى أن يذيق من أضاع سرِّي هذا جَراثِيم جهنّم» : 92 / 306 . جمع جُرْثُومة ، وجُرْثُومة الشيء _ بالضمّ فالسكون _ : أصله ، والمراد قعر جهنّم وأسفلها .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«وركوبها أعْناق سهول الأرضين وجَراثِيمِها» : 74 / 326 . الجُرْثُومة : قيل : التراب المجتمع في اُصول الشجر . ولعلّ المراد ب_ «_جراثيمها» المواضع المرتفعة (الهامش : 74 / 326) .

* ومنه عن النبيّ صلى الله عليه و آله :«إنّ عيسى عليه السلام ... قام على رأس جُرْثُومَة فحمد اللّه وأثنى عليه» : 55 / 207 .

جرجر : عن النبيّ صلى الله عليه و آله للشارب من آنية الذهب والفضّة :«إنّما يُجَرْجِر في بَطْنه نار جهنّم» : 63 / 531 . أي يُحْدِر فيها نار جهنّم ، فجعل الشُّرب والجَرْع جَرْجَرة ؛ وهي صَوْت وُقُوع الماء في الجَوف . قال الزمخشري : يُروى برفع النار ، والأكثر النَّصْب ، وهذا القَول مَجاز ؛ لأنَّ نار جهنّم على الحقيقة لا تُجَرْجِرُ في جَوْفه . والجَرْجَرة : صَوت البَعير عند الضَّجر ، ولكِنّه جَعَل صَوت جَرْع الإنسان للماء في هذه الأواني المخصوصة _ لِوُقُوع النَّهي عنها واسْتِحْقاق العقاب على استِعْمالها _ كجَرْجَرة نار جهنّم في بطْنِه من طَريق المجاز ، هذا وجْه رفع النّار . ويكون قد ذكر «يُجَرْجِرُ» بالياء للفصْل بيْنه وبَيْن النار . فأمّا على النَّصب فالشّارب هو الفاعِل والنّار مفعوله ، يُقال : جَرْجَرَ فلان الماء إذا جرعَه جَرْعا متواتِرا له صَوْت . فالمعنى : كأ نّما يَجْرَع نار جهنّم (النهاية) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«دعوتُكم إلى غياث إخوانكم ... فجَرْجَرْتُم عليّ جَرْجَرة الجمل الأسَرّ» : 33 / 565 . الجَرْجَرة : صوت يردّده البعير في حنجرته عند عَسْفِهِ . والأسَرّ : المصاب بداء السَّرَر ، وهو مرض في كَرْكَرة البعير _ أي زَوْره _ ينشأ من الدَّبَرة والقَرحة (صبحي الصالح) .

.

ص: 230

جرجس : عن أبي عبداللّه عليه السلام :«ما خلق اللّه عزّوجلّ خَلْقا أصغر من البَعُوض ، والجِرْجِس أصغر من البعوض» : 61 / 319 . الجِرْجِس _ بالكسر _ : لغة في القِرْقِس ، وهو البعوض الصغار (الصحاح) . ولعلّ قوله عليه السلام : «أصغر من البعوض» يعني به أصغر من سائر أنواعه ؛ ليستقيم قوله عليه السلام : «ما خلق اللّه خلقا أصغر من البعوض» ، ويوافق كلام أهل اللغة (المجلسي : 61 / 319) .

جرح : عن أمير المؤمنين عليه السلام :«ما كان قوم قطّ في غضّ نعمة من عيش فزال عنهم إلاّ بذنوب اجْتَرَحُوها» : 6 / 57 . اِجْتَرَحَ الذَنْبَ : اِكتسبه وارتكبه . والجَوارِح : الكواسب ؛ أي الصوائد من السباع والطير ، سُمّيت بذلك لأ نّها كواسب بأنفسها . وجَوارح الإنسان : أعضاؤه التي يكتسب بها كيديه ورجليه (مجمع البحرين) .

جرد : عن أميرالمؤمنين عليه السلام في القيامة :«بعث اللّه تبارك وتعالى النّاس من حُفَرِهم غُرْلاً مُهلاً جُرْدا» : 7 / 268 . هو _ بالضمّ _ جمع الأجْرَد الذي ليس على بَدَنه شَعَر (النهاية) .

* ومنه في صفته صلى الله عليه و آله :«كان ... أجْرَد ذا مَسْرُبَة» : 16 / 181 . ولم يكن كذلك ، وإنّما أراد به أنّ الشَّعَر كان في أماكن من بدنه ، كالمسْرُبة ، والساعِدين ، والسّاقين ؛ فإنَّ ضِدّ الأجْرَد الأشْعَرُ ، وهو الذي على جميع بدَنه شَعَر (النهاية) .

* ومنه عن أبي جعفر عليه السلام :«إنَّ أهل الجنّة جُرْدٌ مُرْدٌ» : 8 / 220 . أي لا شعر عليهم .

* ومنه عن عامر بن الطفيل للنبيّ صلى الله عليه و آله :«واللّه لأمْلأ نَّها عليك خَيْلاً جُرْدا» : 21 / 372 . فرسٌ أجْرَد : قصيرُ الشَّعر رقيقُه ، والأجْرَد : السَّبّاقُ (القاموس المحيط) .

* وعن أبي جعفر عليه السلام في المهديّ عليه السلام :«ثمَّ يرسل جَرِيدَة خيل إلى الروم» : 52 / 344. يقال : جَرِيدة من خيل لجماعة جُرِّدَتْ من سائرها لِوَجْهٍ (المجلسي : 52 / 345) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام : ونحن وهبناك العلاء ولم تكنعليّا وحطنا حولك الجُرْدَ والسّمرا : 32 / 114 . أرضٌ جَرْدَةٌ وفضاء أجْرَدُ : لا نبات فيه ، والجمع الأجارِدُ (الصحاح) . والسَّمُرة _ بضمّ الميم _ : من شجر الطَّلْحِ ، والجمع سَمُرٌ وسَمُرات _ بالضمّ _ وأسْمُرٌ (الصحاح) .

* وعنه عليه السلام لبعض عمّاله :«بلغني أنّك جَرَدْتَ الأرض فأخذتَ ما تحت قدميك» : 33 / 515 .

.

ص: 231

أي أخْرَبْتَ الضياع وأخذتَ حاصلها لنفسك . يقال : جَرَدْتُ الشيءَ _ كنصرت _ أي أقْشَرْتُه وأزَلتُ ما عليه . ومنه سُمّي الجَراد ؛ لأ نّه يَجْرُد الأرض (المجلسي : 33 / 515) .

* ومنه :«قيل لأبي عبداللّه عليه السلام : لأيّ شيء يُوضع مع الميّت الجَرِيدة ؟» : 6 / 215 . الجَرِيد : الذي يُجْرَدُ عنه الخُوص ، ولا يسمّى جَرِيدا مادام عليه الخُوص ، وإنّما يسمّى سَعَفا ، والواحدة جَرِيدة . وكلّ شيء قشرتَه عن شيء فقد جَرَدْتَهُ عنه ، والمقشور مَجرُودٌ ، وما قُشِرَ عنه جُرادَة (الصحاح) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام :«إنّ عليّا تَزَوّج فاطمة عليهاالسلام على جَردِ بُرْدٍ» : 43 / 143 . الجَرْد _ بالفتح _ : الخَلَق البالي (المجلسي : 64 / 307) . ويقال : اِنْجَرَدَ الثوبُ : اِنسَحَقَ ولانَ (مجمع البحرين) .

* ومنه في المؤمن :«ترويه الشربة ، ويواريه الجَرْد» : 64 / 307 .

* وفي عبد بني رياح :«ثمّ أطلقه من جُرَيْده وغسّله وكفّنه» : 39 / 254 . لعلّه تَصغير الجَرْد ، وهو الثوب الخَلَق ؛ أي نزع ثيابَه البالية (المجلسي : 39 / 254) .

* وعن أمير المؤمنين عليه السلام في النسّاك :«تُفارقهم عقولهم إذا غَلَتْ بهم مراجل المجْرَد إلى اللّه سبحانه غلياناً» : 65 / 170 . المجْرَد : إناء يُغلى لتصفية ما فيه من العصير (الهامش : 65 / 170) . في بعضِ النسخ بالجيم ، وكأ نّه على المفعول من بناء التفعيل ؛ من قولهم : تَجَرَّدَ للأمر أي جَدَّ فيه ، وانجَرَدَ بنا السير أي امتدَّ ، أو من التَّجْريد ، وهو التعرية من الثياب ؛ كناية عن قطع العلائق متوجّهاً إلى اللّه سبحانه (المجلسي : 65 / 173) . وفي بعض النسخ : المحْرَد _ بالحاء المهملة _ من الحَرْد . وسيجيء في محلّه .

* وفي صفته صلى الله عليه و آله :«ضخم الكَرادِيس ، أنْور المُتَجَرَّد» : 16 / 149 . أي ما جُرِّد عن الثّياب من جَسده وكُشِف ، يُريد أ نّه كان مُشْرِقَ الجَسد (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في طلحة :«ما استعجل مُتَجَرِّدا للطّلب بدم عثمان إلاّ خوفا من أن يطالب بدمه» : 32 / 95 . أي مُجِدّا . وتَجَرَّدَ للأمر : أي جَدَّ فيه (الصحاح) .

جرذ : عن أبي عبداللّه عليه السلام لرجل في أسماء التمور :«قال للمُشان : ما هذا ؟ فقال له : المُشان ، قال : هو عندنا اُم جُرْذان» : 63 / 136 . هُو نَوْع من التَّمر كبار . قيل : إنّ نَخله يَجْتَمع تَحْته

.

ص: 232

الفَأر ، وهو الذي يُسَمّى بالكوفة «المُوشان» ، يَعنُون الفَأرَ بالفارسيَّة . والجُرْذانُ : جمع جُرَذ ، وهو الذَّكَر الكبير من الفَأر (النهاية) .

جرر : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«أمّا هذه المَجَرَّة فأبواب السماء فتحها اللّه على قوم نوح» : 10 / 89 . المَجَرَّة : هي البَياض المعْتَرِض في السماء ، والنَّسْران من جانِبَيْها (النهاية) .

* وسُئِل عليه السلام :«عن المَجَرَّة التي تكون في السماء ؟ قال : هي شرج السماء ، وأمان لأهل الأرض من الغرق ، ومنه أغرق اللّه قوم نوح بماء منهمر» : 55 / 90 .

* وعن عليّ بن جعفر :«سألته عن فأْرة أو كلب شرب ... ؟ قال : إن كان جَرَّة أو نحوها فلا يأكله» : 10 / 261 . الجَرُّ والجِرارُ جمع جَرَّة ، وهو الإناء المعروف من الفَخّار (النهاية) .

* ومنه عن أبي عبداللّه عليه السلام :«في جوف كلّ أسود سبعون ألف جَرَّة سمّ» : 8 / 287 .

* وعنه عليه السلام في الظروف التي يُصْنعُ فيها النبيذ :«الحَنْتَم جِرارُ الاُردُنّ» : 77 / 161 .

* وعن حبابة الوالبيّة في أميرالمؤمنين عليه السلام :«رأيت أمير المؤمنين عليه السلام ... ومعه درّة يَضْرب بها بَيّاعي الجِرِّي» : 25 / 176 . بالكسر والتشديد : نَوع من السَّمك يُشْبه الحيَّة ، ويُسمَّى بالفارسيّة : مارْماهي (النهاية) .

* وسُئل أبو عبداللّه عليه السلام عن معنى السائبة قال :«الرجل يعتق غلامه ويقول له ... ليس لي من ميراثك شيء ، وليس عليّ من جَرِيرَتك شيء» : 101 / 362 . الجَرِيرة : الجِناية والذَّنْب (النهاية) .

* ومنه الدعاء :«يا من لم يؤاخذ بالجَرِيرة» : 84 / 81 .

* وفي ناقة صالح عليه السلام :«فطلع رأس الناقة وهي تجْتَرُّ» : 11 / 383 . يقال : اِجْتَرَّ البعيرُ يَجْترُّ : إذا أخرج ما في بَطْنه ليمضُغَه ثمّ يَبْلعه (النهاية) .

* ومنه في حديث اُمّ معبد :«فتفاجّت عليه ودَرَّت واجْتَرَّت» : 19 / 41 .

جرز : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«لم يدع جُرُز الأرض التي تقصر مياه العيون عن روابيها» : 54 / 112 . الجُرُز : الأرض التي لا نبات بها ولا ماء (النهاية) .

جرس : عن طلحة لعمر :«قد حنّكَتْك الاُمور ، وجرَّسَتْك الدُّهُور» : 40 / 254 . أي حَنَكَتْك وأحكَمَتْك وجعَلَتْك خبيرا بالاُمور مُجَرّبا . ويروى بالشين المعجمة بمعناه (النهاية) .

.

ص: 233

* وعن الحسن بن عليّ عليهماالسلام :«لا تسمع لواطئ حسّا ، ولا لنافخ نارٍ جِرْسا» : 43 / 335 . أي حركةً ولا صوتا . في القاموس : الجَرْسُ : الصّوتُ ، أو خَفيُّه ، ويكسرُ . أو إذا اُفرِدَ فُتِحَ فقيل : ما سمعت له جَرْسا ، وإذا قالوا : ما سمِعْتُ له حِسّا ولا جِرْسا ، كَسرُوا .

* ومنه في الوحي :«كان النبيّ صلى الله عليه و آله يسمع حسّه وجِرْسهُ» : 8 / 305 .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في الوحي :«أحيانا يأْتيني مثل صَلْصَلة الجَرَس» : 18 / 260 . الجَرَس : الذي يعلَّق في عنق البعير (مجمع البحرين) .

جرش : في أميرالمؤمنين عليه السلام :«كان يجعل جَرِيش الشعير في وعاء ويختم عليه» : 63 / 322 . يقال : المِلحُ الجريش : المَجْروش الذي لم ينعم دقّه ، من قولهم : جَرَشْتُ الشيءَ : إذا لم تنعم دقّه ، فهو جَرِيْش . وفي الصحاح : مِلْح جَرِيش : لم يُطيَّب (مجمع البحرين) .

* وفي حديث سطيح :«يملكنّ ما بين أبين إلى جُرَش» : 15 / 232 . بضمّ الجيم وفتح الراء : مِخْلاف من مَخاليف اليمن . وبفَتحهما : بلد بالشام (النهاية) .

* وفي الحديث :«دخل رسول اللّه صلى الله عليه و آله على عليّ فوجده هو وفاطمة عليهماالسلام يطحنان في الجَارُوش» : 43 / 51 . الجارُوش والجارُوشة _ والجمع الجَوارِش _ : رحى اليد يُجْرَش بها القمح المسلوق ونحوه .

* وعن الرضا عليه السلام :«من أراد أن يذهب البلغم من بدنه ويُنقصه فلْيأكل كلّ يوم بُكرةً شيئا من الجَوارِش الحريف» : 59 / 325 . هو نَوع من الأدْوية المُرَكّبة ، يُقَوّي المَعِدة ، ويَهْضِم الطعام . وليْسَت اللفظة عربيّة (النهاية) .

جرض : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«هل ينتظر أهل بضاضة الشباب إلاّ ... عَلَز القَلَق وألم المَضَض وغصَصَ الجَرَض» : 74 / 424 . الجَرَض _ بالتحريك _ : أن تَبْلُغ الروح الحلْق ، والإنسان جَريض (النهاية) .

* وعن ابن عبّاس في عمرو :«لأذهلت عقله وأجْرَضْتُه بِرِيقِه» : 42 / 166 . يقال : جَرَض بريقه : أي ابتلعه على همّ وحزن (المجلسي : 42 / 173) .

* وعن عليّ بن الحسين عليهماالسلام : وإن أبْكِهم اُجْرِض وكيف تجلُّديوفي القلب منّي لوعة لا اُطيقها : 75 / 157 . أي أهلكُ . واللوعة : الحرق وألمه (الهامش :75 / 157) .

.

ص: 234

جرع : عن الحسن بن عليّ عليهماالسلام :«أ نّه كره تَجَرُّع اللبن ، وكان يعبّه عبّا وقال : إنّما يَتَجَرَّع أهل النار» : 63 / 474 . التَّجَرُّع : شرْبٌ في عَجلة . وقيل : هو الشُّرب قليلاً قليلاً ، أشار به إلى قوله تعالى : «يَتَجَرَّعهُ وَلا يَكاد يُسِيغه» (النهاية) .

* وفي المحتضر :«يقول له ملك الموت : ما لك تَتَجَرَّع غُصَصك ؟ !» : 24 / 27 . تَجَرَّعَ الغصص : مستعار من الجُرْعة ، وهي من الماء كاللقمة من الطعام حَسْوة منه ، وهو ما يُجْرَع مرّة واحدة (مجمع البحرين) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في الدنيا :«لم تبقَ منها إلاّ ... جُرْعَة كجُرْعَة الإناء» : 70 / 107 . يُروى بالضمّ والفتح ، فالضمّ الاسم من الشرب اليسير ، والفتح المرّة (مجمع البحرين) .

جرف : وعن مبارك الخباز في أبي عبداللّه عليه السلام وهو في الحيرة :«فركب وركبت معه حتّى دخل الجُرْف ثمّ نزل فصلّى» : 97 / 247 . الجُرْف _ بالضمّ _ : ما تَجَرَّفَتهُ السُّيولُ وأكَلَتْه من الأرض ، كالجُرُف بضمّتين (القاموس المحيط) .

* ومنه سُئِل الحسن بن عليّ عليهماالسلام :«أين دفنتم أمير المؤمنين عليه السلام ؟ قال : على شفير الجُرْف» : 42 / 218 .

* ومنه في الزيارة الجامعة :«وأنْقَذَنا بكم من شَفا جُرُفِ الهَلَكات» : 99 / 132 .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«هات بِمِجْرَفة ، ثمّ قال : سيروا بِنا إلى قبر والد الصبي» : 40 / 225 . المِجْرَفَة _ بكسر الميم _ : مِسحاة تُتَّخذ م_ن الخشب يُجْرَفُ بها التراب ونحوه (مجمع البحرين) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام :«الطاعون الأبيض : الموت الجارِف ، والطاعون الأحمر : السيف» : 52 / 119 . سُمّي جارِفا لأ نّه كان ذَرِيعا ، جَرَف النّاسَ كجَرْف السَّيل (النهاية) .

* ومنه في الجمل :«وضربه ضربة مُجْرِفة» : 32 / 175 . جَرَفَهُ جَرْفاً وجَرْفَةً : ذَهَبَ به كلّه (القاموس المحيط) .

جرل : عن ابن هاشم :«قد ابتلّت أقدام الرجال من نقع الجِرْيال إذ تضايقت بك المسالك

.

ص: 235

وأشرفت فيها على المهالك» : 33 / 35 . الجِرْيال : صبغ أحمر ، عن الأصمعي . وجِريال الذهب : حمرته . والجِريال : الخمر . وجِريال الخمر لونها (الصحاح) . وهنا كناية عن الدم ، والنقع : محبس الماء (المجلسي : 33 / 38) .

جرم : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«من أصبح لا يهمّ بظلم أحد غفر اللّه له ما اجْتَرَمَ» : 72 / 330 . الجُرْم : الذَّنْب . وقد جَرَمَ ، واجْتَرَمَ ، وتَجَرَّمَ (النهاية) . و«ما» يحتمل المصدريّة والموصلة .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«عمّا قليل ... تَجِدُونَ وَخيم ما اجْتَرَمْتُم» : 28 / 241 . والاجْتِرام : اِكتساب الجُرْم والذنب ... وفي بعض النسخ : «اِجْتَنَيْتم» ؛ من اجتناء الثمرة ، أو بمعنى كسب الجُرم والجناية ، والأخير أنسب ، لكنّه لم يرد في اللغة (المجلسي : 28 / 245) .

* وعنه عليه السلام :«أيّها الذامّ للدّنيا ، أنت المُتَجَرِّم عليها أم هِي المُتَجَرِّمة عليك ؟ !» : 75 / 17 . يقال : تَجَرَّمَ عليَّ فلان ؛ أي ادَّعى ذنبا لم أفعله (الصحاح) .

* وعنه عليه السلام :«فلَبِثْنا أحوالاً كاملةً مُجَرَّمةً تامّةً وما يعبد اللّه ... غيرنا» : 33 / 111 . يقال : حَوْلٌ مُجَرَّم وسنةٌ مُجَرَّمَةٌ ؛ أي تامّةٌ (الصحاح) .

* وعنه عليه السلام :«اللهمّ ... أنْشَأْتَ آدم له جِرْما ، فأودعته منه قرارا» : 25 / 26 . الجِرْم _ بالكسر _ : الجَسَد (المجلسي : 25 / 33) .

* وفي الحديث :«لا جَرَم إنّي لا أعود» : 6 / 34 . هذه كلمة تَرِد بمعْنى تَحْقيق الشّيء . وقد اخْتُلف في تقديرها ، فقِيل : أصْلَها التَّبْرِئة بمعني لا بُدَّ ، ثمّ اسْتُعمِلت في معْنى حَقّا . وقيل : جَرَمَ بمعنى كَسَبَ . وقيل : بمعنى وَجَبَ وحُقَّ ، و«لا» رَدٌّ لما قَبْلَها من الكَلام ، ثمَّ يُبْتَدَأُ بها ، كقوله تعالى : «لا جَرَمَ أنَّ لَهُم النارَ» ؛ أي ليس الأمرُ كَما قالوا ، ثم ابْتَدَأ فقال : وجَبَ لهم النّار (النهاية) .

جرمق : عن ابن الأشعث لعبيداللّه :«أتَظُنّ أنّك بعثتَني إلى ... جُرْمُقانِيّ من جَرامِقَة الحيرة ؟!» : 44 / 354 . الجَرامِقَة : قوم من العَجَم صاروا بالموصل في أوائِل الإسلام ، الواحد جُرْمُقانيّ . (القاموس المحيط) .

* ومنه في المنصور :«وكان ... عن يساره مِرْفَقة جُرْمُقانيّة» : 47 / 196 .

.

ص: 236

باب الجيم مع الزاي

جرن : عن عليّ بن الحسين عليهماالسلام في الناقة :«ووضعتْ جِرَانَها على الأرض ، فنزل رسول اللّه صلى الله عليه و آله» : 19 / 116 . الجِران : باطن العُنُق (النهاية) .

* ومنه عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في أشراط الساعة :«وذلك حين يضرب الإسلام بِجِرانِه» : 28 / 18 . أي قَرَّ قَرارهُ واسْتَقام ، كما أنّ البعير إذا برَك واسْتَراح مَدَّ عُنُقَه على الأرض (النهاية) .

* ومنه عن العسكريّ عليه السلام :«اللهمّ وقد استحصد زرع الباطل ... وبَسَق فرعه وضرب بِجِرانِه» : 82 / 230 .

* وعن السيّد الحميري في المهديّ عليه السلام : يسير إلى أعدائه بلوائهفيقتلهم قتلاً كجَرّانَ مغضب : 47 / 318 . يقال للرجل والدّابّة إذا تعوّد الأمرَ ومَرَن عليه : قد جَرَنَ يَجْرُنُ جُرُونا (الصحاح) .

* وفي حديث اُبيّ :«كان له جَرِينُ تمر ، وكان يجده ينقص» : 60 / 316 . الجَرِينُ : موضع تَجْفيف التَّمْر ، وهُوَ له كالبَيْدر للحِنْطة ، ويُجْمع على جُرُن بضَمَّتَين (النهاية) .

جرا : عن النبيّ صلى الله عليه و آله :«إذا مات المؤمن انقطع عمله إلاّ من ثلاث : صَدَقة جارِية» : 2 / 22 . أي دارّة متَّصِلة ، كالوُقُوف المُرْصَدة لأبواب البِرّ (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«دع المماراة ومُجَارَاة من لا عقل له» : 2 / 129 . المُجَارَاة : الجَرْي مع الخصم في المناظرة (المجلسي : 2 / 129) .

* وعنه عليه السلام للحارث الأعور :«إذا أحببتني فلا ... تُجارِيني ولا تُمازِحني» : 27 / 254 . أي لا تَجْري معي في المُنَاظَرة والجِدَال لإظهَار عِلْمك إلى النّاس رياءً وسُمْعَة (النهاية) .

* وعن العبّاس في فاطمة عليهاالسلام وقد أقعدت الحسن والحسين عليهماالسلام :«كأ نّها لَبُؤَة بين يديها جِراؤها» : 39 / 23 . الجِرْو : صغير كلّ شيء ، وولد الكلب والأسد (المجلسي : 46 / 239) .

* وعن أبي جعفر عليه السلام في دخول موسى عليه السلام المَسْبعَة :«فلمّا دخل جَعَلْنَ يُبَصْبِصْنَ تحت رجليه كأ نّهنّ جِراء» : 13 / 134 .

.

ص: 237

باب الجيم مع الزايجزأ : عن أبي عبداللّه عليه السلام :«رأي المؤمن ورؤياه في آخر الزمان على سبعين من أجْزَاء النبوّة» : 58 / 177 . الجُزْء : القطعة والنَّصِيب من الشيء (النهاية) . يقال : جَزَّأْتُ الشَّيءَ قَسَّمْتُه وجعلته أجزاءً ، وكذلك التَّجْزِئَة . قال بعض الشارحين : معناه : هذه الخلال ونحوها من شمائل الأنبياء ، فاقتدوا بهم فيها ، ولا يريد أنّ النبوّة تَتَجَزَّأ ، ولا أنّ مَن جَمَع هذه الخلال كان فيه جزء من النبوّة (مجمع البحرين) .

* ومنه عن النبيّ صلى الله عليه و آله :«الرؤيا الصادقة جُزْءٌ من سبعين جُزْءاً من النبوّة» : 49 / 283 .

* ومنه عنه صلى الله عليه و آله :«الملائكة على ثلاثة أجْزاء : فجُزْء لهم جناحان ، وجُزْء لهم ثلاثة أجنحة ، وجُزْء لهم أربعة أجنحة» : 56 / 177 . أجْزاء : أي أقْسام (مجمع البحرين) .

* ومنه عن أبي عبداللّه عليه السلام :«الجنّ على ثلاثة أجْزاء : فجُزْء مع الملائكة ، وجُزْء يطيرون في الهواء ، وجُزْء كلاب وحيّات» : 60 / 78 .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«من ثنّاه فقد جَزَّأهُ ، ومن جَزَّأهُ فقد جهله» : 74 / 300 . أي جعل له أجْزاء وأقساماً .

* وعن الصادق عليه السلام :«عندي مُصحف مُجَزَّأ أربعة عشر جُزْءاً» : 47 / 47 .

* وعن أبي جعفر عليه السلام في القنوت :«لا يَجزِي بآلائك أحد» : 84 / 198 . أي لا يقدر أحد على جَزاء نعمائك . في القاموس : الجَزاء : المُكافَأة على الشيءِ ، جَزاه به وعليه ، انتهى . ويحتمل أن يكون المعنى أنّ جَزاء نعمائك لا يكون إلاّ بنعمائك ، فكيف تكون نعمتك جَزاء لنعمتك ؟! بل تكون علاوة لها (المجلسي : 84 / 199) .

جزر : عن جابر :«قد كان رجل نَحَر ثلاث جَزَائِر» : 21 / 64 . الجَزُور : البَعِير ذكراً كان أو اُنثى ، إلاّ أنَّ اللفظة مؤنّثة ، تقول : هذه الجَزُور وإن أردْت ذكرا ، والجمْع جُزُرٌ وجَزَائِر (النهاية) .

* وعن أبي جهل في بدر :«عليكم بأهل يثرب فاجْزُرُوهم جزْراً» : 19 / 255 . أي فاقتلوهم

.

ص: 238

كما يَجْزِرُ الجَزَّار الإبل (المجلسي : 19 / 264) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في فتنة بني اُميّة :«فعند ذلك تَوَدّ قريش _ بالدّنيا وما فيها _ لو يرَوْنني مَقاماً واحداً ولو قَدْر جَزْرِ جَزُورٍ لأِقبَلَ منهم ما أطلب اليوم بعضه فلا يعطونني !» : 41 / 349 . الجَزُور من الإبل يقع على الذَّكر والاُنثى ، وجَزَرَها : ذَبَحها (المجلسي : 41 / 351) .

* وعنه عليه السلام في المهديّ عليه السلام :«واللّه لودّت قريش أنّ عندها موقفاً واحداً جَزْر جَزُورٍ بكلّ ما ملكت وكلّ ما طلعت عليه الشمس أو غربت !» : 52 / 342 . جَزْر جَزُورٍ : أي تودّ قريش أن يعطوا كلّ ما ملكوا وكلّ ما طلعت عليه الشمس ، ويأخذوا موقفا يقفون فيه ويختفون منه عليه السلامقدر زمان ذبح بعير . ويحتمل المكان أيضا (المجلسي : 52 / 345) .

* وفي الخبر :«تجلونهم ... من جَزِيْرَة العرب ، ولا تقرّون بها كافراً» : 9 / 184 . جزيرة العرب اختلف في تحديدها ، فعن الخليل بن أحمد : سُمّيت جَزِيْرة لانقطاعها عن معظم البَرّ ، وقد اكتنفتها البحار والأنهار من أكثر الجهات ، كبحر البصرة وعمان إلى بركة بني إسرائيل وبحر الشام والنيل ودجلة والفرات ، والقدر الذي يتّصل بالبَرّ فقد انقطع بالقفار والرمال عن العمرانات . وعن أبي عبيدة : هي ما بين حفر أبي موسى الأشعري إلى أقصى اليمن في الطول ، والعرض ما بين رمل بئرين إلى منقطع السماوة . وعن الأصمعي : هي ما بين عدن إلى أطراف الشام طولاً ، وأمّا العرض فمن جُدّة وما والاها من شاطئ البحر إلى ريف العراق . وعن البكري : جزيرة العرب مكّة والمدينة واليمن واليمامة . وعن بعضهم : جزيرة العرب خمسة أقسام : تهامة ونجد وحجاز وعروض ويمن . وفي المجمع : جزيرة العرب اسم صقع من الأرض وهو ما بين حفر أبي موسى إلى أقصى اليمن في الطول ، وما بين رمل بئرين إلى منقطع السماوة في العرض (مجمع البحرين) .

* ومنه عن النبيّ صلى الله عليه و آله :«خَسْف بالمغرب وخَسْف بِجَزِيرَة العرب» : 52 / 278 .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«إنّ للشمس ثلاثمائة وستّين برجاً ، كلّ برج منها مثل جَزِيرَة من جَزائِر العرب» : 55 / 141 .

* وسُئِل أميرالمؤمنين عليه السلام عن المدّ والجَزْر ما هما ؟ فقال :«ملك موكَّل بالبحار ... فإذا

.

ص: 239

وضع قدميه في البحر فاض ، وإذا أخرجهما غاض» : 57 / 29 . المدّ : هو مضيّ الماء بسجيّته وسنن جريه ، والجزر : هو رجوع الماء على ضدّ سنن مضيّه وانعكاس ما يمضي عليه في نهجه ، وهما يكونان في البحر الحبشي . (المجلسي :57 / 31) .

جزز : عن أميرالمؤمنين عليه السلام لشمعون :«تُعْطيني جِزَّة من صُوف تغزلها لك ابنة محمّد بثلاثة أصوع» : 35 / 237 . الجِزَّة _ بالكسر _ : ما يُجَزُّ من صوف الشَّاة في كلّ سنَة ، وهو الذي لم يُسْتَعْمَل بَعدما جُزَّ ، وجمعها جِزَزٌ (النهاية) . والجُزَازَة _ بالضمّ _ : ما سقط .

* ومنه عن أبي جعفر عليه السلام :«من أخذ أظفاره و شاربه كلّ جمعة ... لم يسقط منه قلامة ولا جُزَازَة إلاّ كتب اللّه له بها عتق رقبة» : 73 / 123 .

جزع : فيالحديث :«قاسوا ... الأجْزَاع والجبال» : 11 / 137 . الأجْزَاع جمع الجِزْع _ بالكسر وقد يفتح _ : وهو مُنْعطف الوادي ، وَوَسَطه ، أو مُنْقَطَعه أو منحناه ، أو لا يسمّى جِزْعاً حتّى تكون له سَعة تُنبت الشجرَ ، أو هو مكان بالوادي لا شجر فيه ، وربّما كان رملاً ، ومحلّة القوم (القاموس المحيط) .

* ومنه عن دعبل : أخاف بأن أزدارهم فتشوقنيمصارعهم بِالجِزْع فالنخلات : 49 / 248 . أي أخاف من زيارتهم أن يهيج حزني عند رؤية مصارعهم الواقعة بين الوادي وأشجار النخل (المجلسي : 49 / 258) .

* وفي عمرو :«كان أوّلَ فارس جَزَعَ من المداد» : 41 / 88 . أي قَطَع الخندقَ ، ولا يكون إلاّ عَرْضاً (النهاية) . والمداد بمعنى الخندق غير معروف (المجلسي : 41 / 91) .

* ومنه عن محمّد بن عبداللّه البكريّ في أبي الحسن عليه السلام :«خرج إليّ ومعه غلام ومعه مِنْسَف فيه قديد مُجَزَّع» : 48 / 102 . المِنْسَف _ كمنبر _ : ما ينفض به الحبّ ؛ شيء طويل متصوِّب الصدر أعلاه مرتفع . والمُجَزَّع : المُقطَّع (المجلسي : 48 / 102) .

* وعن الخدري :إنّ النبيّ صلى الله عليه و آله : «تفل في عَيْنَيْه فقام كأنّهما جَزْعان» : 41 / 85 . الجَزْع _ بالفتح _ : الخَرَزُ اليماني ، الواحدة جَزْعة (النهاية) .

.

ص: 240

باب الجيم مع السين

* ومنه عن عائشة :«فلمستُ صدري فإذا بعِقْد من جَزْع ظَفَار قد انقطع» : 20 / 310 .

جزف : عن أبي جعفر عليه السلام :«تَوَقَّ مُجَازَفَةَ الهوى بدلالة العقل» : 75 / 163 . جازَفَ في كلامه : تكلَّم بدون تبصّر وبلا رويّة . وجازَفَ في البيع : بايعه بلا كيل ولا وزن ولا عدد . وجازَفَ بنفسه : خاطَرَ بها (الهامش : 75 / 163) .

جزل : عن أبي جعفر عليه السلام لجابر الجعفي :«اِحْفر حَفيرة واملأها حَطَبا جَزْلاً» : 46 / 261 . جَزْلاً : أي غَليظاً قويّا (النهاية) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام في علائم الظهور :«وتَشُبُّ نار بالحطَب الجَزْل» : 52 / 272 .

جزم : عن أبي الحسن عليه السلام في الشكّ :«يبني على الجَزْم ، ويسجد سجدتي السهو» : 85 / 170 . الجَزْم : القطع واليقين (1) .

جزا : عن أبي عبداللّه عليه السلام :«إذا قال الرجل لصاحبه : جَزاكَ اللّه خيرا ، فإنّما يعني بذلك تلك المنازل التي أعدّها اللّه عزّوجلّ لصفوته وخيرته من خلقه» : 8 / 162 . أي أعطاك جزاءَ ما أسلفتَ من طاعتك (النهاية) .

* ومنه الحديث :«الصَّوم لي وأنا أجْزِي به» : 93 / 254 . قد أكْثَر الناسُ في تأويل هذا الحديث ، أحْسَنها أنّ جميع العِبَادات التي يتقرّب بها العِبَاد إلى اللّه عزّوجلّ _ من صلاة ، وحَجّ ، وصَدَقة ، واعْتكاف ، وتَبَتّل ، ودُعاء ، وقُرْبان ، وهَدْي ، وغير ذلك من أنواع العبادات _ قَدْ عَبَدَ المُشْرِكون بها آلِهتَهم ، وما كانوا يتَّخذونه من دون اللّه أندادا ، ولم يُسْمَع أنّ طائفة من طوائف المشركين وأرباب النِّحَل في الأزمان المُتَقَادِمة عَبَدت آلهَتها بالصَّوم ، ولا تقَرَّبَتْ إليها به ، ولا عُرف الصوم في العبادات إلاّ من جهة الشرائع ، فلذلك قال اللّه عزّوجلّ : الصوم لي وأنا أجْزِي به ؛ أي لم يُشَاركْني أحدٌ فيه ، ولا عُبد به غيري ، فأنَا حينئذٍ أجْزي به وأتَولَّى الجزاء عليه بنَفْسي ، لا أكِلهُ إلى أحد من مَلَك مُقرّب أو غيره على قَدْر اخْتصاصه بي (النهاية) .

.


1- .) عن الصادق عليه السلام : التَّكْبير جَزْم في الأذَان مع الإفصاح بالهاء والألف . الوسائل : 4 / 639 . أراد أ نَّه لا يُمَدُّ ولا يُعْرب أوَاخِر حُروفِه ، ولكنْ يُسَكَّن فيقال : اللّه أكْبَرْ . والجَزْم ، القَطْع ، ومنه سُمّي جَزْم الإعراب ، وهو السُّكون (النهاية) .

ص: 241

* وفي حديث آخر :«كلّ أعمال بني آدم بعشرة أضعافها ... إلاّ الصّبر فإنّه لي وأنا أجْزِي به» : 93 / 252 .

* وعن الكميت : وستّة لا يُتَجازى بهمبنو عقيل خير فرسان : 45 / 243 . التَّجازِي : التَّقاضي ، يقال : تَجَازَيْتُ دَيني عليه : أي تقاضَيْتُه (النهاية) .

* وعن أبي جعفر عليه السلام :«لا يقبل صاحب هذا الأمر الجِزْيَة» : 52 / 345 . الجِزْيَة : المال الذي يُعْقَد للْكتابي عليه الذِّمَّة ، وهي فِعْلة ؛ من الجَزاء ، كأنّها جَزَت عن قتله (النهاية) .

* ومنه الحديث :«بعث رسول اللّه صلى الله عليه و آله ... إلى نجران ليجمع صدقاتهم وجِزْيَتَهم» : 21 / 373 .

باب الجيم مع السينجسأ : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«ضادَّ النورَ بالظلمة ، والجُسُوءَ بالبلل» : 4 / 305 . الجُسُوء : الصلابة والخشونة واليبوسة (لسان العرب) .

* ومنه عن المفضّل :«وخلق له منقار صلب جاسٍ» : 3 / 103 . جَسا _ كدعا _ : صلُب ويبس (المجلسي : 3 / 105) .

* ومنه عن الصادق عليه السلام :«لولا الحَرّ لما كانت الثمار الجَاسِيَة المرّة تنضج» : 3 / 119 . الجاسِيَة : أي الصلبة .

جسد : عن اُهيب في صنمه :«عَتَرْتُ له عَتِيرة ، ثمّ جَسِدْتُه بِدَمها» : 21 / 376 . جَسِدَ الدَّمُ به _ كفرح _ : لَصِقَ . وثَوْبٌ مُجْسَدٌ ومُجَسَّدٌ : مَصْبوغٌ بالزَّعْفَرانِ (المجلسي : 21 / 377) .

* ومنه عن مروان في الحسين عليه السلام : كأ نّه بات بِمِجْسَدَيْنِشفيت منك النّفس يا حسين : 45 / 124 . المُجَسَّدُ كمُكرَّم ومُعظَّم : الأحمر من الثياب ، أو هو المصبوغ بالزعفران ، وكمِبْرَد : ما يلي الجسد من الثياب (الهامش : 45 / 124) .

.

ص: 242

باب الجيم مع الشين

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام : وشيبةَ قد قَتلْنا يوم ذاكُمعلى أثوابه عَلَقا جَسِيدا : 20 / 119 و 75 / 88 . من قولهم : جَسِد به الدم : إذا لصِق به (المجلسي : 20 / 122) .

جسر : عن أميرالمؤمنين عليه السلام لكُميل :«قد صِرْت جِسْرا لمن أراد الغارة» : 33 / 522 . أي يَعْبُر عليك العدوّ كما يَعْبُر الناس على الجُسُور ، وكما أنَّ الجِسْر لا يمنع من يَعْبُر به ويمرّ عليه ، فكذلك أنت (ابن أبي الحديد) .

* وفي عُوج بن عناق :«لمّا قُتل وقَع على نيل مصر ، فجَسَرهُم سَنَةً» : 13 / 187 . أي صَارَ لهم جسرا يَعْبرُون عليه ، وتُفتَح جِيمُه وتُكْسر (النهاية) .

* عن البُخْتُري : فأعْلَمت فيكم كلّ هَوْجاء جَسْرةٍذَمُوْل السُّرى يقتاد في كلِّ مُقتادِ : 50 / 217 . الجَسْر _ بالفتح _ : العظيم من الإبل ، والاُنثى جَسْرة . والهَوْجاءُ : الناقة المسرعة (المجلسي : 50 / 218) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام في الخمر :«ويحمله على أن يَجْسُر على المحارم» : 62 / 135 . من الجَسارة : الجرأة والإقدام على الشيء (النهاية) .

جسس : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في صفات المؤمن :«لا حَسّاس ، ولا جَسّاس» : 64 / 311 . التَّجَسُّسُ _ بالجيم _ : التَّفْتيش عن بَواطِن الاُمور ، وأكْثر ما يُقال في الشَّرّ . والجَاسُوس : صاحب سرّ الشَّرّ . والنَّامُوسُ : صاحب سرّ الخير . وقيل : التَّجَسسُ _ بالجيم _ : أن يَطلُبَه لِغَيره ، وبالحاء : أن يَطْلُبَه لنَفْسِه . وقيل : بالجيم : البَحثُ عن العَوْرَات ، وبالحاء : الاسْتِماع ، وقيل : مَعْناهما واحِدٌ في تَطلُّب مَعرفة الأخبار (النهاية) .

* وعن الصادق عليه السلام أ نّه تعالى :«لا يُحَسُّ ولا يُجَسُّ» : 3 / 258 . بالجيم إمّا مِن جَسَّه بيده ؛ أي مسّه بيده ليتعرّفه ، أو بعينه ؛ أي أحدَّ النظر إليه ليتبَيّنه ، وإمّا من جَسَّ الأخبار والاُمور ؛ أي بَحَث وتفحّص عنها (الهامش : 3 / 258) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«قد لطف برُبوبيّته عن المَحاسّة والمَجاسّة» : 25 / 28 .

.

ص: 243

باب الجيم مع العين

* وعنه عليه السلام في صفة اللّه جلّ وعلا :«مؤْمن لا بعبادة ، مُدرِك لا بِمَجَسَّة» : 4 / 27 . الجَسّ : المسّ باليد ، وموضعه المَجَسَّة ، وجمعها مَجَاسّ . ومِجَسّات : آلة الجَسّ . والمفاعلة منه الملامسة .

باب الجيم مع الشينجشأ : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«أطولكم جُشاء في الدنيا أطولكم جُوعا يوم القيامة» : 63 / 339 . تَجَشَّأ الإنسان تَجَشُّؤا ، والاسم الجُشاء وِزان غُراب ؛ وهو صوتٌ مع ريحٍ يحصل من الفم عند حصول الشِّبَع (المصباح المنير) .

* وعنه صلى الله عليه و آله :«إذَا تَجَشَّأْتم فلا ترفعوا جُشاءَكم إلى السماء» : 73 / 56 .

جشب : عن سلمان :«كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله يأكل الجَشِبَ» : 22 / 361 . الجَشِب : الغليظ الخَشِن من الطعام . وقيل : غير المأدوم . وكلُّ بَشع الطَّعم جَشْبٌ (النهاية) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«أكون اُسوة لهم في جُشُوبَة العيش» : 40 / 341 .

جشش : عن اُمّ سلمة :«أراد رسول اللّه صلى الله عليه و آله سفرا وأنا أجُشّ له جَشيشا» : 32 / 163 . الجَشيش والجَشِيشة بمعنىً ، وتصغيره جُشَيْشَة . قال في النهاية : الجَشِيشة : هي أن تُطْحَن الحِنطَة طَحنا جليلاً ، ثم تُجْعَل في القُدُور ، ويُلقَى عليها لَحْم أو تَمْر ، وتُطْبَخ ، وقد يقال لها دَشِيشَة ، بالدَّال .

* ومنه عن ابن أخطب لكعب بن أسد :«إنْ أغْلَقْتَ دوني إلاّ على جُشَيْشَة تَكره أنْ نأكل منها» : 20 / 201 . وفي بعض النسخ بالخاء المعجمة : الغزال الصغير (المجلسي : 20 / 214) .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في العصا :«يَدعَم عليها إذا أعيى ، ويَجُشُّ بها الماء» : 73 / 234 . أي يستخرجه ، مِن جَشّ الباكي دَمْعَه : امتراه (الهامش : 73 / 234) .

جشع : في الهجرة :«بكى عليّ عليه السلام جَشَعا لفراق رسول اللّه صلى الله عليه و آله» : 19 / 61 . أي فَزَعا . والجَشَع : الجَزَع لفِرَاق الإلْف (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«هيهات أن يغلِبني ... جَشَعي إلى تخيّر الأطعمة» : 40 / 341 . الجَشَع : أشدّ الحِرصْ (المجلسي : 40 / 343) .

.

ص: 244

* ومنه عن أبي عبداللّه عليه السلام :«لَألْعَقُ أصابعي من المأدوم حتّى أخاف أن يرى خادمي أنَّ ذلك من جَشَع» : 77 / 202 .

جشم : عن قَيْصَر _ بعدما سمِع أوصاف النبيّ صلى الله عليه و آله _ :«ولو أرجو أن أخلُص إليه لَتَجشَّمْتُ لُقْياه» : 20 / 379 . يقال : جَشِمْتُ الأمْر _ بالكسر _ ، وتَجَشَّمْتُه : إذا تَكلَّفْتَه ، وجَشَّمْتُهُ غَيْري _ بالتَّشديد _ ، وأجْشَمْته : إذا كَلَّفْتَه إيّاه (النهاية) . وقد تكرّر في الحديث .

باب الجيم مع العينجعجع : عن أميرالمؤمنين عليه السلام في الحَكَمَيْن :«فأخَذْنا عليهما أن يُجَعْجِعَا عند القرآن ، ولا يُجَاوِزَاه» : 33 / 375 . أي يُقيما عنده . يقال : جَعْجَع القَوم : إذا أنَاخُوا بالجَعْجَاع ؛ وهي الأرض . والجَعْجاع أيضا : الموْضع الضَّيّق الخَشِن (النهاية) .

* وعن عبيداللّه للحرّ :«فَجَعْجِع بالحسين حين بَلَغَك كتابي هذا» : 44 / 380 . أي ضَيِّقْ عليه المكان (النهاية) .

* ومنه عن الورد بن زيد : حتّى إذا قذفتْ أرضُ العراق بهإلى الحجاز أنَاخُوه بجَعْجَاع : 46 / 346 . وقيل : كلّ أرض جَعْجاع (المجلسي : 46 / 346) .

جعد : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في المُلاعَنَة :«إن جاءت بأوْرَقَ جَعْدا جَمالِيّا» : 21 / 368 . الجَعْد في صِفات الرجال يكون مَدْحا وذَمّا ؛ فالمدْح مَعْناه أن يكون شَدِيد الأسْرِ والخَلْق ، أو يكون جَعْدَ الشَّعَر ؛ وهو ضدّ السَّبْط ؛ لأنّ السُّبُوطة أكْثَرُها في شُعور العَجم . وأمّا الذَّمُّ فهو القَصير المُتَردّدُ الخَلْق . وقد يُطْلق على البخيل أيضا ، يقال : رَجُل جَعْدُ اليَدَيْن ، ويُجْمَع على الجِعَاد (النهاية) .

* ومنه في صفة جبرئيل عليه السلام :«له ثمانون ذؤابة ، وقُصَّته جَعْدة» : 9 / 338 . أي شعر ناصيته .

جعر : عن الصادق عليه السلام :«إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله أقبل إلى الجِعْرَانة ، فقسّم فيها الأموال» :

.

ص: 245

باب الجيم مع الفاء

16 / 226 . هو موضع قريب من مكّة ، وهي في الحِلّ ، ومِيقاتٌ للإحْرام ، وهي بِتَسْكِين العَين والتَّخْفيف ، وقد تُكْسَر العين وتُشدّد الراء (النهاية) .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله :«لا تَخرُصْ جُعْرُوْرا ولا مِعافارة» : 93 / 46 . الجُعْروُر : ضَرْبٌ من الدَّقَل يَحْمِل رُطَبا صِغَارا لا خَيْر فيه (النهاية) . والمِعافارة _ أو أمعاءُ الفارة _ : كلمة مركّبة من المِعى ؛ أي أحشاء البطن بعد المعدة ، وفارة : وهي الدويبة الفويسقة المعروفة ، شُبّه نوع من التمور الرديئة به لرداءته (الهامش : 93 / 46)) .

جعسس : عن الحارث في يوم بدر :«واللّه ما ترى إلاّ جَعَاسِيس يَثْرِب» : 19 / 324 . الجَعاسِيسُ : اللّئام في الخَلْق والخُلُق ، الواحد جُعْسُوس ، بالضمّ (النهاية) .

جعشم : عن أبي عبداللّه عليه السلام في الطواف :«أقبل رجل طِوال جُعْشُمٌ مُتعَمِّم بعِمامة» : 96 / 204 . الجُعْشُم : الرجل الغليظ مع شدّة (الهامش : 96 / 204) .

جعظريّ : عن النبيّ صلى الله عليه و آله :«إنّ ريح الجنّة ... ما يجدها عاقّ ... ولا جَعْظَرِيّ . قال : قلت : فما الجعظريّ ؟ قال : الذي لا يَشبع من الدنيا» : 8 / 193 . الجَعْظَرِيّ : الفَظُّ الغَليظُ ، أو الأكولُ الغليظ (القاموس المحيط) .

* وعنه صلى الله عليه و آله :«إنّ اللّه عزّوجلّ حرّم على ... الحريص والجَعْظَرِيّ ... الجنّة» : 73 / 369 .

جعف : عن النبيّ صلى الله عليه و آله :«مَثَل المنافق مثل الأرْزَة المجذِية التي لا يصيبها شيء حتّى يكون انجِعافها مَرّة واحدة» : 64 / 217 . الانجعاف : الانقطاع ، يقال : جَعَفْت الرجلَ : صرعته (المجلسي : 64 / 218) .

جعفر : عن الصادق عليه السلام لضريس الكناني :«إنّ أبي سمّاني جعفرا بِعِلْمٍ ، على أ نّه اسم نهر في الجنّة ، أما سمعت قول ذي الرُّمَّة : أبكي الوليدَ أبا الولي__دِ أخا الوليد فتى العَشيرهْ قد كان غَيثا في السِني__نِ وجَعفرا غَدَقا ومِيرهْ : 47 / 26 . الجعفر : النهر الصغير ، والكبير الواسع ضدٌّ . والغَدَق _ محرَّكة _ : الماء الكثير . والمِيرة : ما يُمتار من الطعام (المجلسي : 47 / 27) .

.

ص: 246

جعل : سُئل عليّ عليه السلام عن أجْعَال الغَزْو فقال :«لا بأس أن يغزو الرّجل عن الرجل ، ويأخذ منه الجُعل» : 97 / 31 . الجُعْل _ بضمّ الجيم وإسكان العين _ : ما يُجعَل للإنسان على عمل يعمله . والمراد في الحديث أن يُكْتَب الغَزْوُ على الرجُل ، فيُعْطِي رَجُلاً آخر شيئا ليخْرُج مكانه ، أو يَدْفع المُقيمُ إلى الغازي شيئا فيُقِيم الغازي ويَخْرُج هو . وقيل : الجُعْل أن يُكْتب البَعْث على الغُزَاة فيَخْرُج من الأربعة والخمسة رجُل واحد ، ويُجْعل له جُعْل (النهاية) .

* ومنه عن عليّ بن جعفر :«سألته عن جُعْل الآبق والضّالّة» : 10 / 264 .

* وعن أبي جعفر عليه السلام :«إنّ اللّه ليعذّب الجُعَل في جُحْرها» : 70 / 329 . الجُعَل : حيَوان معروف كالخُنْفُسَاء (النهاية) .

* ومنه عن الحسن عليه السلام للمغيرة بن شعبة :«كيف تَرُومه الضِّبعان ، وتناوَلُه الجِعْلان ؟!» : 44 / 95 .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في المرأة :«يا سَلَقْلَق ويا جَلِعَة !» : 41 / 294 . السَّلَقْلَق : السليط ، وأصله من السَّلْقِ ، وهو الذّئب . والجَلِعة : البذيّة اللسان (ابن أبي الحديد) .

باب الجيم مع الفاءجفأ : في المباهلة :«فصِرتم جُفَاءً كأمْسِ الذاهب» : 21 / 290 . الجُفاء : ما قَذَفَه السيل . يقال : جَفأ الوادِي جُفَاء : إذا رَمَى بالزَّبَد والقَذَى (النهاية) .

جفر : عن حليمة السعديّة :«فكان يَشِبُّ شَبَابا لا يُشْبِه الغلمان ، حتّى كان غلاما جَفْرا» : 15 / 365 . اسْتَجْفَر الصَّبيّ : إذا قَوِي على الأكل . وأصْله في أولاد المَعز إذا بَلَغ أربعة أشْهر ، وفُصِل عن اُمّه ، وأخَذ في الرَّعْي قيل له : جَفْر ، والاُنثى جَفْرة (النهاية) .

* ومنه الحديث القدسي :«ثمّ ادعُ وَحْش الجبل ... فاعمد إلى جَفْرة منهنّ اُنثى ، وهي تدعى الجَفْرة حين ناهد قَرْناها الطلوع» : 26 / 26 .

* ومنه عن أبي لهب في حديث الإنذار :«إنّ منّا نفراً يأكل أحدهم الجَفْرة» : 18 / 212 .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام في حديث أبْرَهة :«فإذا هاتف ... أتاكم أهل عكّة بجَحْفل جرّار ،

.

ص: 247

يملأ الأندار ، مِلْ ءَ الجِفَار» : 15 / 140 . الجِفار : جمع جَفْر ؛ وهو من أولاد الشاة ما عَظُم ، وجمع جُفْرة ؛ وهي جَوْف الصدر ، وَسَعَة في الأرض مستديرة (المجلسي : 15 / 141) .

* وعن الحسين بن أبي العلاء :«سمعت أبا عبداللّه عليه السلام يقول : إنّ عندي الجَفْر الأبيض . قلنا : وأيّ شيء فيه ؟ فقال : ... فيه ما يحتاج الناس إلينا ... وعندي الجفر الأحمر . قال : قلت : جُعلت فداك ، وأيّ شيء في الجفر الأحمر ؟ قال : السلاح ، وذلك أ نّها تفتح للدّم يفتحها صاحب السيف للقتل» : 26 / 37 .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام في الجَفْر :«إنّما هو جلد ثور مدبوغ كالجِراب ، فيه كُتُبٌ وعلمُ ما يحتاج إليه النّاس إلى يوم القيامة من حلالٍ أو حرام» : 26 / 49 .

* وعنه عليه السلام :«أتدرون ما الجَفْر ؟ إنّما هو جلد شاة ليست بالصغيرة ولا بالكبيرة ، فيها خطّ عليّ عليه السلام وإملاء رسول اللّه صلى الله عليه و آله من فِلْق فيه ، ما من شيء يُحتاج إليه إلاّ وهو فيه ، حتّى أرْش الخَدش» : 26 / 46 . الجَفْر والجامعة : كتابان لعليّ عليه السلام قد ذَكر فيهما _ على طريقة علم الحروف _ الحوادث إلى انقراض العالم ، وكان الأئمّة المعروفون من أولاده يعرفونهما ويَحكمون بهما (مجمع البحرين) . الجَفْر _ ويسمّى «علم الحروف» _ : علم يدّعي أصحابه أنّهم يعرفون به الحوادث إلى انقراض العالم .

* وفي الحديث :«أقبلنا من مكّة ، حتّى إذا كنّا بوادي الأجْفُر» : 80 / 59 . هو _ بضمّ الفاء _ موضع بين الخُزَيميّة وفَيْد (القاموس المحيط) .

* ومنه :«إنّ عادا كانت بلادهم في البادية من الشُّقُوق إلى الأجْفر أربعة منازل» : 11 / 350 .

جفف : في سحر لبيد اليهودي للنبيّ صلى الله عليه و آله :«رفعوا [أي عليٌّ والزبير وعمّار] الصخرةَ ، وأخرجوا الجُفّ» : 38 / 303 . الجُفّ : وعاء الطَّلْع ؛ وهو الغِشاء الذي يكون فَوْقَه (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«عقدوا له في إحدى عشرة عُقْدة ، وجعلوه في جُفّ من طَلْع» : 60 / 22 .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله :«سَبَق العلم ، وجَفَّ القلم ، وتمّ القضاء» : 5 / 48 . يريد أنّ ما كُتِب في اللوح المحفوظ من المَقادِير والكائنات ، والفَراغ منها ؛ تمثيلاً بفراغ الكاتب من كتابته ، ويُبْس قَلمه (النهاية) .

.

ص: 248

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله للعبّاس :«يا عمّ ! ويلٌ لوُلدي من وُلدك . فقال : يا رسول اللّه ! أفأجُبُّ نفسي ؟ قال : جفَّ القلم بما فيه» : 28 / 48 . لعلَّ المراد بجَفّ القلم : جريان القضاء والحكم الإلهي بعدم معاقبة رجل لفعل آخر ، وعدم المعاقبة قبل صدور الذنب ، أو أ نّه ولدُ عبداللّه الذي يكون هذا النسل الخبِيث منه ، فلا ينفع الجَبّ . وبالجملة إنّه من أسرار القضاء والقدر التي تحيّر فيها عقول أكثر البشر (المجلسي : 28 / 49) .

جفل : عن ابن عبّاس في يوم اُحد :«اِنْجَفَل النّاس عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله ... ولم يبق معه غير عليّ عليه السلام» : 39 / 111 . أي ذَهبوا مُسرِعين عنه . يقال : جَفَل ، وأجْفَل ، وانْجَفَل (النهاية) .

* ومنه عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«ليَبعَثَنّ اللّه عليكم رجلاً ... يضرب رقابكم وأنتم مُجْفِلون عن الدين» : 20 / 364 . وفي المصدر «خارجون» .

* وعن جابر بن عبداللّه :«جاءنا رسول اللّه صلى الله عليه و آله ... فقال : ترقُدون في المسجد ؟ قلنا : قد أجْفَلْنا وأجْفَلَ عليّ معنا» : 37 / 260 . جَفَله إذا طرحه وألقاه ... يقال : ضربه فَجَفله ؛ أي ألقاه على الأرض (الهامش : 37 / 260) .

جفن : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«تُستطاب لك الألوان ، وتُنقل إليك الجِفان» : 40 / 340 . جمع الجَفْنَة : القَصْعة الكبيرة (الهامش : 40 / 340) .

* ومنه الحديث :«أخرجت فاطمة عليهاالسلام الجَفْنَة ، فوضعتها بين أيديهما [أي النبيّ صلى الله عليه و آلهوعليّ عليه السلام]» : 41 / 30 .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في الخُفّاش :«فهي مُسْدَلَة الجُفُون بالنهار على حداقِها» : 61 / 323 . الجَفْنُ _ بالفتح _ : غِطاء العين من أعلاها وأسفلها ، والجمع : أجْفان وجُفون وأجْفُن (المجلسي : 61 / 326) .

* ومنه عن الرضا عليه السلام :«إنّ يوم الحسين أقرح جُفُونَنا» : 44 / 284 .

* وعن مالك بن عوف :«اِكسروا جُفُون سيوفكم ، واكمِنوا في شِعاب هذا الوادي» : 21 / 149 . جُفُون السُّيوف : أغمادُها ، واحدُها جَفْن (النهاية) .

جفا : عن فاطمة عليهاالسلام عند وفاتها :«يا عليّ ! جَافِ الثوب» : 43 / 203 . هُو من الجَفَاء : البُعْد

.

ص: 249

باب الجيم مع اللام

عَن الشيء ، يقال : جَفَاه : إذا بَعُدَ عنه ، وأجْفاه : إذا أبْعَدَهُ (النهاية) . المعنى : خذ الثوب وارفعه قليلاً حتّى أتحوّل من جانب إلى جانب (المجلسي : 43 / 206) .

* ومنه الدعاء :«هيِّئ لي ... التَّجافي عن دار الغُرور» : 87 / 206 .

* ومنه عن أبي عبداللّه عليه السلام :«إذا أجلسك الإمام في موضع يجب أن تقوم فيه فَتَجافَ» : 85 / 85 . هو من الجَفَاء : البُعْد عَن الشيء (النهاية) . وهو مستحبّ في هذا الموضع كما ذكره الأصحاب ، وقد يفهم من كلام بعضهم أ نّه الإقعاء على العَقِبَين ، ومن بعضهم الجلوس على القدمين ، ولعلّه يتحقّق في كلّ منهما (المجلسي : 85 / 85) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام لابن حُنيف :«تُجيب إلى طعام قوم عائلهم مَجْفُوّ ، وغنيّهم مَدْعُوّ» : 33 / 474 . المَجْفوّ : المُبعَد . والجَفاءُ نقيضُ الصِّلة (المجلسي : 33 / 476) .

* ومنه عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :في الإبل : «فيها الشَّقاء والجَفاء والعَناء» : 61 / 121 . الجَفاء : البعد عن الشيء ، وترك الصلة والبِرّ ، وغِلَظ الطبع . وفي القاموس : جفا عليه كذا : ثَقُل ، وجفا ماله : لم يلازمه ، وأجفى الماشية : أتعبها ولم يدعها تأكل . وأقول : أكثر المعاني مناسب ؛ فإنّ فيها غلظ الطبع ومن يلازمها يصير كذلك ، كما يرى في الأعراب والجمّالين ويَبعد عن صاحبه للرعي ، وإن كان المراد بِبُعد الدار أيضا ذلك ، وتُتعِب صاحبها ، وتثقل على صاحبها لقلّة منافعها (المجلسي : 61 / 122) .

* وعنه صلى الله عليه و آله :«شرّ نسائكم الجفَّة الفرتع» . والجفة من النساء : القليلة الحياء . والفرتع : العابسة : 100 / 240 .

* وعن موسى بن جعفر عليهماالسلام :«البَذاء من الجَفَاءِ ، والجَفَاءُ في النار» : 1 / 149 . البَذاء _ بفتح الباء ممدودا _ : الفُحْش وكلّ كلام قبيح . والجَفاء _ ممدودا _ : خلاف البرّ والصلة ، وقد يطلق على البعد عن الآداب ، قال المطرّزي : الجَفاء : الغِلظ في العِشْرة ، والخُرْق في المعاملة ، وترك الرِّفْق (المجلسي : 1 / 149) .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله :«مَن بَدا جَفَا» : 62 / 282 . بَدَا بالدّال المُهْملة : خَرَج إلى البَادِية ؛ أي مَن سَكَن البادِية غَلُظَ طَبْعُهُ لِقِلَّة مُخالَطة الناس . والجَفَاء : غِلَظُ الطبع (النهاية) .

* وعنه صلى الله عليه و آله :في صفة العُبّاد : «ليسوا بالمذاييع البُذُر ولا بالجُفَاةِ المُرائين» : 72 / 79 .

.

ص: 250

* وفي صفته صلى الله عليه و آله :«ليس بالجَافي ولا بالمُهين» : 16 / 150 . أي ليس بالغَلِيظ الخِلْقة والطَّبْع ، أو لَيْس بالّذي يَجْفو أصْحَابَه . والمُهين : يُروى بضم الميم وفتحها ؛ فالضّمُّ على الفَاعِلِ ، مِن أهان ؛ أي لا يُهين مَن صَحِبَه ، والفتح على المفعُول ، من المهانة ؛ الحَقارة . وهو مَهين ؛ أي حَقير (النهاية) .

باب الجيم مع اللامجلب : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :فيالصدقة : «لا جَلَبَ ولا جَنَبَ» : 93 / 81 . الجَلَب : يكون في شَيئين : أحَدُهما : في الزّكاة ؛ وهو أن يَقْدَم المُصَدِّق على أهْل الزكاة ؛ فَينْزِلَ مَوْضِعا ، ثمّ يُرْسِلَ مَنْ يَجْلِب إليه الأمْوال من أماكِنِها ليأخذ صدَقَتها ، فنُهِيَ عن ذلك ، واُمِر أن تُؤخَذَ صَدَقَاتُهم على مياهِهم وأماكنهم . الثاني : أن يكون في السِّباق . وهُو أن يَتْبَع الرجُل فرسَه ، فَيزْجُره ويَجْلِب عليه ويصيح حثّا لَه على الجَرْي ، فنُهِيَ عن ذلك (النهاية) .

* وعن عيسى عليه السلام :«مرّ بقوم مُجْلِبين ... قال : يَجْلِبون اليوم ، ويبكون غدا» : 14 / 244 . الجَلْبة : اختلاط الصوت (المجلسي : 14 / 245) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في طلحة :«أراد أن يغالِط بما أجْلَب فيه ، لِيَلْتَبِسَ الأمر» : 32 / 95 . يقال أجْلَبوا عليه : إذا تَجمّعوا وتألّبوا . وأجلَبَه : أعانه . وأجْلَبَ عليه : إذا صاح به واسْتَحثَّهُ (النهاية) .

* وعنه عليه السلام في إبليس :«وأجْلَبَ بِخَيْلِهِ عليكم ، وقصدَ بِرَجِلِهِ سَبيلَكم» : 14 / 466 . أي صاحَ عليكم بخيله ورجله .

* وعنه عليه السلام في رواية اُخرى :«استجلب جَلَبَه ليعود الجَوْر إلى أوطانه» : 32 / 53 . الجَلَب : الجماعة من الناس وغيرهم يُجْمَع ويؤلف (المجلسي : 32 / 54) .

* وعنه عليه السلام في اختلاف الناس :«معرُوف الضريبة ، منكَر الجَلِيْبة» : 5 / 254 . الضريبة : الخلق والطبيعة ، والجَلِيبة : ما يجلِبه الإنسان ويتكلّفه ؛ أي خلقه حَسَنٌ يتكلّف فعل القبيح ، وحمله ابن ميثم على العكس (المجلسي : 5 / 254) .

.

ص: 251

* وعنه عليه السلام :«من أحَبَّنَا أهْل البيت فَلْيُعِدَّ للفَقْر جِلْبابا» : 27 / 143 . أي لِيزهدْ في الدّنيا ، ولْيَصْبِرْ على الفَقْر والقِلَّة . والجِلْباب : الإزارُ والرّداء . وقيل : المِلْحَفَة . وقيل : هو كالمِقْنَعَةِ تُغَطّي به المرأة رأسها وظَهْرَها وصدرَها ، وجَمْعُه جَلابيبُ ، كنّى به عن الصَّبر ؛ لأ نّه يَسْتُر الفَقْر كما يَسْتُر الجلباب البَدَن . وقيل : إنّما كنّى بالجِلْباب عن اشتماله بالفَقر ؛ أي فَلْيَلْبَسْ إزار الفَقْر . ويكون منه على حالةٍ تَعُمُّهُ وتَشْمَلهُ ؛ لأنّ الغِنَى من أحوال أهل الدنيا ، ولا يَتهيَّأ الجمع بين حُبّ الدنيا وحُبّ أهل البيت (النهاية) .

* وعنه عليه السلام :«اِسْتشعروا الخشية وتَجَلْبَبُوا السَّكِيْنة» : 32 / 557 .

* وعن أبي جعفر عليه السلام :«الجَلِيب الذي لا يدري إلاّ ما قُلتَ له» : 69 / 161 . الجَلِيْب : المجلوب ؛ وهو الخادم يساق من موضع إلى آخر ، ومن بلد إلى بلد للتجارَة ، يستوي فيه المذكّر والمؤنّث . وإنّما لا يدري إلاّ ما قُلتَ له ؛ فإنّه لا يَعرِفُ في البلد إلاّ مالِكَه (الهامش : 69 / 161) .

جلجل : عن أبي جعفر عليه السلام :«كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله يَسْتَعِطُ بدُهن الجُلْجُلانِ إذا وَجِعَ رأسُه» : 59 / 143 . الجُلْجُلان : السِّمْسِمُ . وقيل : حَبٌّ كالكُزْبَرة (النهاية) .

* وعن الصادق عليه السلام :«إنّ القلب لَيَتَجَلْجَلُ في الجوف يطلب الحقَّ» : 66 / 317 . الجَلْجَلة : حركة مع صوت (النهاية) الجَلْجَلَة : شدَّة الصوت ، وصوت الرعد ، وسَحَابٌ مُجَلْجِلٌ (القاموس المحيط) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«سبحان من لا يخفى عليه ... ما يَتَجَلْجَلُ به الرعد في اُفُق السماء» : 4 / 314 . أي يعلم ما يُصَوِّت به الرعدُ .

* وعنه عليه السلام في صلاة الاستسقاء :«اللهمّ اسْقنا غَيْثا ... طَبَقا مُجَلْجَلاً» : 88 / 294 .

* وعن عليّ بن جعفر :«وسألته عن الرجل أيصلُح أن يركب دابّة عليها الجُلْجُل ؟» : 10 / 264 . هو الجَرَسُ الصَّغير الذي يُعَلَّق في أعناق الدَّوابّ وغيرها (النهاية) .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله :«حوراء ... على رأس كلّ ذُوَابةٍ جُلْجُلٌ من ذَهب حَشْوُها المِسْك والعنبر ، إذا حَرّكت رأسها خرج من وسط الجُلْجُل أصوات لا يُشبه بعضها بعضا» : 87 / 310 . الجُلْجُل

.

ص: 252

_ بالضمّ _ الجَرسُ الصغير (المجلسي : 87 / 336) .

* وفي قارون :«أخَذَتْه وابْتَلَعَتْه وإنّه ليتَجَلْجَلُ ما بَلَغ» : 13 / 254 . أي يَغُوص في الأرض حين يُخْسَفُ به (النهاية) .

جلح : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«إنّي لأكره للرجل أن تُرى جَبْهَته جَلْحاء» : 83 / 217 . الجلحاء : التي ليس فيها أثر السجود . قال الفيروزآباديّ : الجَلَح _ محرّكة _ انحصار الشعر عن جانبي الرأس ، والأجلح : هودج ما له رأس مرتفع ، وسطح لم يحجّز بجدار ، والجِلحاءة _ بالكسر _ الأرض التي لا تنبت ، وفي النهاية : شاة جَلْحَاء : هي التي لا قَرْنَ لها ولعلّ الذمّ تعلّق بمن فعل ذلك عمدا ليرى الناس أنّه يكثر السجود (المجلسي : 83 / 217) .

جلد : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«التَجَلُّدُ قبل التَبلُّد» : 74 / 284 . الجَلْد : القويّ الشديد وبالتحريك : الصلابة . والتَجَلّد : تكلّف الجَلادة ، والتبلّد ضدّه (مجمع البحرين) .

* ومنه عن أبيجعفر عليه السلام :«إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله لما أن قدم مكّة... أمر الناس أن يَتَجَلَّدُوا» : 96 / 195 .

* ومنه في اُحد :«بعث أبو سفيان مائتين من أصحابه الجَلْد» : 17 / 268 . أي من أصحابه الشديد القويّ .

* وعن الطِّرِمّاح حينما قال له معاوية :كيف خلّفتَ عليّا ؟ قال : «خلّفتُه واللّهِ جَلْدا» : 33 / 287 . الجَلْد : الصلابة والجَلادة تقول منه : جَلُدَ الرجل _ بالضمّ _ فهو جَلْد (المجلسي : 33 / 288) .

* وفي الخبر :«وثب موسى إلى الخِضْر ، وجَلَدَ به الأرض» : 13 / 280 . أي رَمى به على الأرض .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«البركة عَشَرة أجزاء ؛ تسعة أعشارها في التجارة ، والعُشر الباقي في الجُلُود» : 100 / 5 . قال الصدوق : يعني بالجلود : الغنم لقوله صلى الله عليه و آله : «تسعة أعشار الرزق في التجارة ، والجزء الباقي في السائِبات ؛ يعني الغنم» (المجلسي : 100 / 5) .

* وفيه صلى الله عليه و آله يوم حنين :«وقد رأى مُجْتَلَد الناس» : 19 / 191 . المُجْتَلَد : مَوضع الجِلاد ؛ وهو الضَّربُ بالسَّيف في القتال ، يقال : جَلَدْتُه بالسَّيف والسَّوط ونَحْوه : إذا ضربته بِه (النهاية) .

.

ص: 253

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام :«الخُلُق الحسن يُمِيث الخطيئة ، كما تُمِيث الشَّمسُ الجلِيدَ» : 14 / 464 . هو الماء الجَامِد من البَرْد (النهاية) .

جلذ : عن رُقَيقة قالت :فقد فقدنا الحَيا واجْلَوَّذ المَطرُ : 15 / 404 . أي امْتَدّ وَقْتُ تأخّرِه وانْقِطَاعه (النهاية) .

جلز : عن بشّار المُكاري :«رأيت جِلْوَازا يضرب رأس امرأة» : 97 / 441 . الجِلْوَاز : الشرطي ؛ لجَلْوزَته في ذِهابه ومجيئه ، وجمعه : جَلاوِزَة .

* ومنه في السجّاد عليه السلام :«قال يزيد لجِلْوَازه : أدْخِلْه في هذا البستان ، واقتُلْه وادفُنه فيه» : 45 / 176 .

جلس : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في الجنّ :«فأسكنتُ المسلمين الجَلْسَ ، وأسكنتُ المشركين الغَوْر» : 60 / 296 . كلّ مرتفع من الأرض : جَلْسٌ ، وكلّ منخفض : غَوْر (المجلسي :60 / 296) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله ... يَجْلِس جِلْسة العبد» : 16 / 285 . هي أن يضع قَصَبَتَي ساقيه على الأرض ، ويعتمد عليها بباطن فَخِذَيه ، يقال لها بالفارسيّة : «دوزانو» (المجلسي : 16 / 285) .

جلع : في صفة موسى ابن الإمام الجواد عليه السلام :«عزّاف يأكل ويشرب ، ويعشَق وَيتَجالَع» : 50 / 4 . مرأة جالِعَةٌ ؛ أي قليلةُ الحَياء تتكلّم بالفُحْش ، وكذلك الرجل جَلِعٌ وجالِعٌ . ومُجَالَعَةُ القوم : مجَاوَبَتهم بالفحش ، وتَنَازعهم عند الشرب والقمار . وفي بعض النسخ بالخاء المعجمة ؛ وهو أيضا كناية عن قلّة الحياء (المجلسي : 50 / 4) .

جلف : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«ألِقْ دواتَك ، وأطِلْ جَلْفَةَ قلمك» : 34 / 320 . الجَلْفُ : القَشْرُ ، يقال : جَلَفتُ الطين عن رأس الدَنِّ أجْلُفُه _ بالضمّ _ ، وجَلَفْتُ الشيء : قطعتُه واستأْصلْتُه (الصحاح) . والجَلْفَة : هَيْئة فتحة القلم ، وأصْله : القَشْر (المجلسي : 34 / 320) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام :«أيّهما أشرف ؛ من كان من نفس رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، أو من كان من نفس أعرابيّ جِلْف بائل على عَقِبيه ؟» : 64 / 169 . في أكثر النسخ بالجيم ... والجِلْف : الأحْمَق . وفي

.

ص: 254

بعض النسخ بالخاء المفتوحة واللام الساكنة ؛ وهو الرديء من كلّ شيء (المجلسي : 64 / 171) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«وبقيتُ بين جِلْفين خائفين ذليلين ... العبّاس وعقيل» : 29 / 468 .

* وفي صفة النبيّ صلى الله عليه و آله :«كان الجِلْف البدويّ يرى وجهه الكريم فيقول : واللّه ما هذا وجه كذّاب» : 16 / 175 . الجِلْف : الغليظ الجافي (الهامش : 16 / 175) .

جلل : في أسمائه تعالى :«الجليل» . معناه السيّد ، يقال لسيّد القوم : جَلِيلهم وعَظِيمهم ، وجلّ جلال اللّه فهو الجليل ، ذو الجلال والإكرام ، ويقال : جلّ فلان في عيني ؛ أي عَظُم ، وأجْلَلته ؛ أي عظّمته : 4 / 206 .

* ومنه عن النبيّ صلى الله عليه و آله :«ألِظُّوا بيا ذا الجلال والإكرام» : 90 / 235 .

* وعن المرأة التي قُتِل أقاربها في اُحد :«كل مصيبة جَلَلٌ بعدك» : 20 / 98. الجَلَل _ بالتحريك _ : الأمر العظيم والهَيّن ، وهو من الأضداد ، والمراد هنا الثاني ؛ أي كلّ مصيبة سهلة هَيّنَة بعد سلامتك (المجلسي : 20 / 100) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«إنَّ المُصاب بك لجَليل ، وإنّه قبلك وبعدك لَجَلل» : 79 / 134. أي سهل هيّن بالنسبة إلى مصابك . وقيل : أراد به أنَّ المصاب به قبله عظيم على المسلمين لحذرهم منه ، وبعده عظيم لاختلال أمرهم وأمر الدّين بفقده ، والأوَّل أظهر (المجلسي : 79 / 134) .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله :«فَجَلَّلَ السُّفْرة بمِنْديل وقال : أدخل عليّ عشرة بعد عشرة» : 43 / 132 . أي ستر ما فيها بمنديل لئلاّ يرى الآكلون ما فيها ، فيحصل فيها البركة . وقد تكرَّر ذلك في الأخبار المشتملة على إعجاز البَرَكة (المجلسي : 43 / 135) .

* وعنه صلى الله عليه و آله في الاستسقاء :«اللهمّ اسقنا غيثا ... مُجَلِّلاً» : 88 / 326 . أي يُجلِّلُ الأرض بمائه ، أو بنَباته . ويُروى بفتح اللام على المفعول (النهاية) . وفي استسقاء أميرالمؤمنين عليه السلام : «مُجَلْجِل» وتقدّم .

* وعن ابن عبّاس :«جُلّ ما تعلّمتُ من التفسير من عليّ بن أبي طالب عليه السلام» : 89 / 105 . جُلُّ كلّ شيء _ بالضَّم _ : مُعْظَمه (النهاية) .

.

ص: 255

باب الجيم مع الميم

* وعن الجارود :«ما كان إبطائي عنك إلاّ أنَّ جُلَّةَ قومي أبطؤوا عن إجابتي» : 26 / 299 . أي أكابرهم وعظمائهم . ويجوز أن يكون أراد مُعْظمهم .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام :«لا تَشْرب من ألبان الإبل الجَلاّلَة» : 62 / 249 . الجَلاّلة من الحَيوان : التي تأكُل العَذِرة . والجِلَّة : البَعَر ، فوُضِع مَوْضع العَذِرَة . يقال : جَلَّت الدابَّة الجِلَّة ، واجْتَلَتْها ، فهي جَالَّة ، وجَلاّلة : إذا الْتَقَطَتْها (النهاية) .

* وعن أمير المؤمنين عليه السلام :«وحَقّت بِجَلائِلها القيامة» : 7 / 115 . حَقّت ؛ أي لزِمت وثَبَتت . وجلائلها : شدائدها ، والباء تحتمل التعدية (المجلسي : 7 / 116) .

* وفي الخبر :«أقبل مروان حتّى جلس إلى الحسين عليه السلام وعنده من الجِلّة» : 44 / 207 . هو جمع جليلٍ مثل صبيٍّ وصِبْية . ومَشْيخَة جِلَّة ؛ أي مَسَانّ (الصحاح) .

جلم : عن أبي عبداللّه عليه السلام في أميرالمؤمنين عليه السلام :«إذا فضل عن ثيابه شيء دعا بِالجَلَم فجَزَّه» : 41 / 130 . الجَلَم : الذي يُجَزُّ به الشَّعَر والصُّوف . والجَلَمان شَفْرَتَاه ، وهكذا يقال مُثَنّىً كالمِقَصّ والمِقَصَّيْنِ (النهاية) .

* ومنه عن أمير المؤمنين عليه السلام :«فلتكن الدّنيا عندكم أصغر من ... قراضة الجَلَم» : 75 / 5 .

جلهق : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«ستّة في هذه الاُمّة من أخلاق قوم لوط : الجُلاهِقُ ؛ وهو البُنْدُقُ» : 12 / 151 . الجُلاهِقُ : جسم صغير كرويّ من طين أو رصاص يُرمَى به . وقيل : هي القوس التي يُرمى بها البُنْدُقُ ، فارسيّة .

جلا : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في صفة المهديّ عليه السلام :«أفْرَقُ الثَّنايا ، أجْلَى الجَبْهة» : 51 / 80 . الأجْلى : الخفيف شَعَر ما بين النَّزعَتين من الصُّدغين ، والذي انحسر الشَّعر عن جَبْهته (النهاية) .

* وفي مرضه صلى الله عليه و آله :«وتَجَلاّه الغَشْيُ» : 28 / 176 . أي غطَّاه وغَشّاه . وأصْلُه : تَجَلّله ، فاُبْدلَت إحدى اللامات ألِفا ، مثل تَظَنّى وتَمطَّى في تَظنَّنَ وتَمطَّطَ (النهاية) .

* ومنه عن أبي إبراهيم عليه السلام في زَمْزَم :«فلم يحفِر إلاّ ذِراعا ، حتّى تَجلاّه النوم» : 15 / 165 .أي غَشِيَه ، وغلب عليه .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«خيِّرْه بين حرب مُجْلِية ، أو سِلْم مُخْزِية» : 32 / 392 . أي

.

ص: 256

حرب مُخْرِجة عن الدّار والمال . ومن كلام العرب : «اخْتاروا ؛ فإمّا حَرْبٌ مُجْلِيَةٌ ، وإمّا سِلْم مُخْزِية» أي إمّا حرْب تُخرِجُكم عن دياركم ، أو سلم تُخْزِيكم وتُذِلُّكم . يقال : جَلا عن الوطن يَجلُو جَلاءً ، وأجْلى يُجْلِي إجلاء : إذا خرج مُفَارِقا . وجَلَوْته أنا وأجْلَيتُه . وكلاهما لازم مُتَعدّ (النهاية) .

* وعن فاطمة عليهاالسلام في خطبتها في معنى فدك :«وشرائعه المَكتوبة ، وبَيّناته الجَالية» : 6 / 107 . أي الواضحة .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله :«إنّ السواك ... مَجْلاةٌ للعين» : 74 / 67 . أي آلة لتقوية البصر وكشف لما يغطّيه (مجمع البحرين) .

* وفي زيارة الشهداء :«السلام على القاسم بن الحسن ... نادى الحسين عمّه ، فَجلى عليه عمُّه كالصقر» : 98 / 271 . أي ذهب وكشف النّاس عنه حتّى أدركه ، أو على بناء التفعيل ؛ أي نظر إليه . في الصحاح : أجْلَوا عن القتيل ؛ أي انفرجوا عنه . وجَلَوْتُ ؛ أي أوضحتُ وكشفتُ . وجَلَّى ببصره تَجْلِيَةً : إذا رمى به كما ينظر الصَّقر إلى الصيد . ويقال أيضا : جَلّى الشيءَ ؛ أي كشفه (المجلسي : 98 / 275) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«إنّ اللّه سبحانه جَعَل الذِّكر جَلاَء للقلوب» : 66 / 325 . جَلاَ فلان السَّيْفَ والمرآة جَلْوا _ بالفتح _ وجِلاءً ؛ أي صَقَلَها (المجلسي : 66 / 326) .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله :«اللهمّ اجْلِ قلبه» : 37 / 291 . اجل _ بالتخفيف _ من الجلاء ، أو بالتشديد ؛ أي اجعل قلبه جليلاً عظيما بما تجعل فيه من المعارف الإلهيّة والأخلاق البهيّة . وفي بعض النسخ بالخاء المعجمة ؛ أي أخلِ قلبه عن الصفات الذميمة والشبهات الرديئة (المجلسي : 37 / 292) .

باب الجيم مع الميمجمح : عن الصادق عليه السلام :«العاقل من كان ذلولاً عند إجابة الحقّ ... جَمُوحا عند الباطل» : 1 / 130 . جَمَحَ الفَرس جِماحا _ بالكسر _ : اعْتزّ فارِسَهُ وغلبه (الصحاح) .

* ومنه عن الرضا عليه السلام في الغُلُوّ :«أبى القوم إلاّ جِماحا» : 25 / 278 .

.

ص: 257

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام في إبليس :«حتّى إذا انقادت له الجامِحَة منكم» : 14 / 466 . الجامحة ؛ أي النفوس الجامحة ، من جَمَحَ الفرس : إذا اعتزّ راكبه وغلبه (المجلسي : 14 / 478) . وأراد بها هنا الطائفة التي لم تُطِعه (صبحي الصالح) .

* وعنه عليه السلام في عهده للأشتر :«وأمره أن يكسر نفسه من الشهوات ، ويَزَعَها عند الجَمَحات» : 33 / 600 . قال الجوهري : وَزَعْتُه أزَعُه : كَفَفْتُه فاتّزَعَ هو ؛ أي كفَّ . والجَمُوح من الرجال : الذي يركب هواه فلا يمكن ردّه ، وجَمَحَ ؛ أي أسرع . قال أبوعبيد في قوله تعالى : «لَوَلَّوا إلَيهِ وَهُم يَجْمَحُون» ؛ أي يسرعون (المجلسي : 33 / 613) .

جمد : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«لا عليك أن تصحب ذا العقل وإن لم تَجْمد كَرَمه» : 75 / 43 . كذا ورد ، ولعلّه تصحيف «تَحمد» كما ورد في (71 / 188) . وقال الجزري بعد ذكره حديث التيمي : «إنّا ما نَجمُد عند الحقّ» : يقال : جَمَد يَجْمُدُ : إذا بَخِل بما يَلْزَمه من الحقّ (النهاية) .

* وفي رثاء الحسين عليه السلام : فالدين يبكي والملائك تشتكيوالجوُّ أكلفُ والسّنون جَمَادُ : 45 / 290 . الجَمَاد _ بالفتح _ : الأرض التي لم يُصِبْها مطر . وسَنَةٌ جَمَادٌ : لا مطَرَ فيها (مجمع البحرين) .

جمر : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«لا تُجَمِّروا الأكفانَ ، ولا تمسحوا موتاكم بالطِّيب» : 78 / 313 . التَّجَمُّر : التَّبَخُّر . يقال : ثَوْب مُجْمَر ومُجَمَّر . وأجْمَرْت الثَّوْبَ وجَمَّرْتُه : إذا بَخَّرتَه بالطيب ، والذي يَتَولّى ذلك : مُجْمِرٌ ومُجَمِّر (النهاية) .

* ومنه الخبر في الميّت :«إنّي أكره أن يُتَجَمَّر ويُتْبَع بالمَجْمَرة ، ولكن يُجَمَّر الكَفَنُ» : 78 / 318 . نقل في المعتبر إجماع علمائنا على كراهة تجمير الكَفَن ... ولا يبعد حمل الأخبار الواردة بالجواز على التقيّة (المجلسي : 78 / 313) .

* وعن أبي جعفر عليه السلام :«فإذا ... ميّت على سرير مسجّى بالديباج حوله المجامِر» : 14 / 459 . المَجامر : جَمْع مِجْمَر ومُجْمَر ، فالمِجْمر _ بكسر الميم _ : هو الذي يُوضَع فيه النار للبَخُور ، والمُجْمَر _ بالضم _ : الذي يُتَبَخَّر به ، واُعِدّ له الجَمْر (النهاية) .

.

ص: 258

* وعن ابن أبي العوجاء ، قال لأصحابه :«سألتكم أن تلتمسوا لي جَمْرة ، فألقيتموني على جَمْرة» : 10 / 210 . الجَمْرة _ بالفتح _ : النار المتّقدة ، والحصاة والمراد بالأوّل الثاني ، وبالثاني الأوّل ؛ أي سألتكم أن تطلبوا لي حصاة ألعب بها وأرميها ، فألقيتموني في نار متّقدة لم يمكنّي التخلّص منها (المجلسي : 10 / 211) .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«يأتي على الناس زمان الصابر منهم على دينه كالقابض على الجَمْر» : 28 / 47 . الجَمْر _ بالفتح _ : جمع الجَمْرة ؛ وهي النار المتّقدة (المجلسي : 28 / 47) .

* وعنه صلى الله عليه و آله :«ولم يُجَمِّرهم في ثغورهم» : 27 / 247 . بالجيم ثمّ الميم ثمّ الراء المهملة كما عن قرب الإسناد ، وهو أظهر ؛ نظرا إلى التعليل . وتَجْمِير الجيش : جَمْعهم في الثُّغور ، وحَبْسهم عن العَوْد إلى أهْلهم . وفي بعض النسخ : بالخاء المعجمة ثمّ الباء الموحّدة ثم الزاء المعجمة . والخَبْز : السَوق الشديد ، وفي بعضها بالجيم والنون ، من قولهم : جَنَزَهُ يَجْنِزُه : إذا سَتَره وجَمَعه (المجلسي : 27 / 247) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«أما والبيتِ ، والمُفضي إلى البيت ... والخِفاف إلى التَجْمير لولا عَهْدٌ عَهِده إليّ النبيّ صلى الله عليه و آله لأوردتُ المخالفين خَليج المَنِيّة» : 28 / 242 . أي رمي الجمار والخِفاف بالخاء المعجمة والفاءَين في كثير من النسخ . وعن بعض الأفاضل : لم أقف لها على معنى مناسب ، وهو كما ترى ؛ لإمكان أن يراد بالخفاف الإبل الخِفاف الماشية إلى التجمير ، ويَتِمّ المعنى (مجمع البحرين) .

* وعن الرضا عليه السلام :«كان النبيّ صلى الله عليه و آله يأكل الطلع والجُمَّار بالتمر» : 63 / 126 . هو جَمْع جُمَّارة : قلْبُ النَّخْلة وشَحْمَتها (النهاية) .

جمز : عن الحسن بن عليّ عليهماالسلام في تمر الصدقة :«فَجَمَزْتُ ، فتناولت تمرة ، فجعلتها في فِيَّ» : 93 / 76 . أي أسْرَعتُ .

جمس : عن أميرالمؤمنين عليه السلام في النملة :«لا يحرمها الديّان ولو في ... الحَجَر الجَامِس» : 3 / 26 . جَمَسَ الماء : جَمَدَ . وصَخْرَة جَامِسةٌ : لَزِمَتْ مَكانا (العين) .

* وعنه عليه السلام :«الوَزّ : جَامُوس الطّير» : 62 / 5 . الجَاموس : فارسيّ معرّب ، وهو حيوان

.

ص: 259

عنده شَجاعة وشدّة بأس ، وهو مع ذلك أعجز خلق اللّه ، يَفْرَق من عَضّ بعوضة ، ويهرُب منها إلى الماء ، والأسدُ يخافُه ، ويقال : إنّه لا ينام أصلاً ؛ لكثرة حراسته لنفسه (مجمع البحرين) .

* وفي الخبر :«المَجُوس ... كان لهم نبيٌّ فقتلوه ، وكتاب يقال له : جَاماست ، كان يقع في اثني عشر ألف جلد ثور فَحَرَقُوه» : 14 / 463 . جَامَاست بالجيم والميم بعد الألف ، وبالسين المهملة والتاء المثنّاة الفوقانية .

جمع : في أسماء اللّه :«الجَامع» : 4 / 210 . هو الذي يَجمَع الخلائق ليَوْم الحِسَاب وقيل : هو المؤلّف بين المُتَماثِلاتِ ، والمتبايِنَات ، والمتضادّات في الوُجود (النهاية) .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«الخَمْر جِمَاع الإثْم» : 21 / 211 . أي مَجْمَعُه ومَظِنَّتهُ (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«إنّ اللّه تعالى خصّكم بالإسلام ... لأنّه اسم سلامة ، وجِمَاع كرامة» : 32 / 39 . جِماع الشيء _ بالكسر _ : جَمْعُه . يقال : الخمر جِماع الإثم (الصحاح) .

* وعنه عليه السلام في عهده للأشتر :«ثمّ أهل النجدة والشجاعة والسخاء والسماحة ؛ فإنّهم جِمَاع من الكرم» : 33 / 604 . أي مجمع من مجامع الكرم ، أو تلك الصفات من الصفات الجامِعة من جملة صفات الكرم ، وفي إتيان ضمير ذوي العقول تجوّز كقوله : «فإنّهم عدوٌّ لي إلاّ ربَّ العالَمين» ، وقال ابن أبي الحديد : أي مجمع الكرم ... و«مِن» هاهنا زائدة وإن كان في الإيجاب على مذهب الأخفش (المجلسي : 33 / 621) .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله في الشهداء :«والمرأة تَمُوت جُمْعا . قالوا : وكيف تموت جُمْعا يا رسول اللّه ؟ قال : يَعْتَرِض ولدُها في بطنها» : 78 / 245 . أي تَموت وفي بَطْنِها وَلَد . وقيل : التي تموت بِكْرا . والجُمْع _ بالضمّ _ : بمعْنى المجْمُوع ، كالذُّخر بمعْنى المَذْخُور ، وكسَر الكسائي الجيم . والمعنى أ نَّها ماتَتْ مع شيء مَجْموع فيها غير مُنْفَصِل عنها ، من حَمْل أو بَكارَة (النهاية) .

* وعن الصادق عليه السلام :«وأعوذ بِجَمْعك أن تُمِيتَني غرقا أو حرقا» : 83 / 264 . أي بجامعيّتك للكمالات ، أو بجيشك من الملائكة والأنبياء والأوصياء عليهم السلام . _ وفي النهاية الجَمْع : الجيش _ ، أو بجمعك للأشياء وحفظك لها (المجلسي : 83 / 265) .

* ومنه في الدعاء :«اُعيذ نفسي ... من اللّه وعفو اللّه وحِلم اللّه وجَمْع اللّه » : 83 / 141 .

.

ص: 260

* وعن أبي بصير في جاره :«كان يَجْمع الجُمُوع ، ويشرب المُسكر» : 47 / 145 . الجَمْعُ : جَمَاعة الناس ، وجَمعُهُ : جُموع (القاموس المحيط) .

* وفي الهجرة :«دخل المدينة ، فَجَمّعَ في بني سالم» : 15 / 370 . جَمّعَ _ بالتشديد _ أي صلّى صلاة الجمعة . سُمّي به ؛ لاجتماع الناس فيه (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«أجمعتَ عليه من أدَبك» : 74 / 201 . أي عَزَمتَ .

* وفي الحديث :«إنّه لمّا أجْمع أبو بكر على منع فاطمة عليهاالسلامفدكَ ...» : 29 / 216 . الإجماع : إحكام النيّة والعزيمة . أجمعتُ الرأي ، وأزمعته ، وعزمت عليه بمعنىً (النهاية) .

* وعن عطاء بن السائب عن أبي جعفر عليه السلام عن النبيّ صلى الله عليه و آله :«اُعطِيتُ جَوامِع الكَلِم . فقال عطا : سألت أبا جعفر عليه السلام : ما جَوامِع الكَلِم ؟ قال : القرآن» : 89 / 15 . جَمع اللّه بلُطْفِه في الألفاظ اليَسِيرَة مِنْه مَعَاني كَثِيرَة ، واحِدُها جَامِعَة ؛ أي كلمة جَامِعَة (النهاية) .

* وفي صفته صلى الله عليه و آله :«كان ... يتكَلّم بِجَوامِع الكَلِم فصلاً» : 16 / 150 . أي أ نّه كان كثير المعاني ، قَلِيلَ الأ لْفاظ (النهاية) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام :«أتى رسولَ اللّه صلى الله عليه و آله رجلٌ بدوي فقال : إنّي أسكن البادية ؛ فعلّمني جَوامِع الكلام» :70 / 274 .

* وعنه عليه السلام :«إنّ عندنا الجَامِعَة ... فقيل له : وما الجَامِعة ؟ قال : صحيفة طولها سبعون ذِراعاً بِذراع رسول اللّه صلى الله عليه و آله وإملائه من فِلْق فيه ، وخطّ عليّ عليه السلامبيمينه ، فيها كلّ حلال وحرام ، وكلّ شيء يحتاج النّاس إليه ، حتّى الأرْش في الخدش» : 26 / 39 .

* وعن ابن عبّاس في النبيّ صلى الله عليه و آله :«وكانت له مِقراض تسمّى : الجامع» : 16 / 127 . لأ نّه يجمع ما يراد قرضُه به ، وذلك من جودته (المجلسي : 16 / 128) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام :«إنّ قريشا كانت تَفِيض من جَمْع» : 96 / 256 . جَمْع _ بالفتح فالسكون _ : المشعر الحرام ؛ وهو أقرب الموقِفين إلى مكّة المشرّفة (مجمع البحرين) .

* وعنه عليه السلام في حج آدم عليه السلام :«ثمّ انتهى به إلى جَمْعٍ ثُلثَ الليل ، فجمَعَ فيها بين صلاة المغرب وبين صلاة العشاء الآخرة ، فلذلك سُمّيت جَمْعا» : 96 / 30 . وقيل : سُمّي به ؛ لأنّ الناس

.

ص: 261

يَجْتَمعون فيه ، ويزدلِفون إلى اللّه تعالى ؛ أي يتقرّبون إليه بالعبادة والخير والطاعة . وقيل : لأنّ آدم اجتمع فيها مع حوّاء ، فازدلف ودنا منها (مجمع البحرين) .

* وعن دعبل : فكم حسراتٍ هاجها بمحسّروُقوفيَ يوم الجَمْع من عرفاتِ : 49 / 246 . يوم الجَمْع : يوم عَرَفَة .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في القبر :«ونَشِبَتِ الجَوامِع ، حتّى أكلت لحوم السواعد» : 8 / 307 . هي جَمْع جَامِعة ؛ وهي الغُلُّ ؛ لأ نّها تَجْمع اليدين إلى العُنُق (المجلسي : 8/307) .

* وعن الباقر عليه السلام في وصف جهنّم :«فيها حيّاتٌ من نار ، وعقاربُ من نار ، وجوامِعُ من نار» : 8 / 290 .

جمل : عن الحسين بن عليّ عليه السلام في أصحابه :«هذا الليل قد غَشِيكم ، فاتّخذوه جَمَلاً ، وتَفَرّقوا في سواده» : 44 / 316 . يقال للرجُل إذا سَرى لَيْلَته جَمْعَاء ، أو أحْياها بصَلاةٍ أو غيرها من العِبَادات : اتَّخَذ الليل جَمَلاً ، كأ نّه رَكِبَه ، ولم يَنَمْ فيه (النهاية) .

* ومنه عن أبي سفيان في اُحد :«اتَّخِذوا الليل جَمَلاً وانصرِفوا» : 20 / 97 .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام للمنذر بن الجارود :«ولئن كان ما بلغني عنك حقّا ؛ لَجَمَلُ أهلك وشِسْع نعلك خيرٌ منك» : 33 / 506 . جَمَل الأهل : ممّا يُتمثّل به في الهوان ، وأصله _ فيما قيل _ : أنّ الجمل يكون لأبي القبيلة ، فيصير ميراثا لهم يسوقه كلّ منهم ، ويصرفه في حاجته ، فهو ذليل حقير بينهم (ابن ميثم) .

* وعن سعد بن أبي وقّاص في اُحد :«رأيت القوم قد تَجَمَّلوا سائرين» : 20 / 97 . تَجَمّلوا ؛ أي ركِبوا الجمل .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«وأعْط ما أعْطَيتَ هَنَيئا ، وامْنع في إجْمال» : 33 / 608 . أي إذا مَنَعْتَ فامنَعْ بلطف . يقال : أجْمَلَ في العمل : أحْسَنَ ، وفي الكلام : تلطّف ، وفي الطلب : اعتدل ولم يُفرِط .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«فاتّقوا اللّه وأجمِلوا في الطلب» : 67 / 96 . أي اطْلُبوا طلبا جميلاً ، ولا يكن كدُّكم كدّا فاحشاً .

.

ص: 262

قال الشيخ البهائي قدس سره : يحتمل معنيين : الأوّل : أن يكون المراد اتّقوا اللّه في هذا الكدِّ الفاحش ؛ أي لا تقيموا عليه كما تقول : اتّق اللّه في فعل كذا ؛ أي لا تفعله . والثاني : أن يكون المراد أ نّكم إذا اتّقيتموه لا تحتاجون إلى هذا الكدِّ والتعب ، ويكون إشارة إلى قوله تعالى : «ومَن يَتّقِ اللّهَ يَجعلْ لَهُ مَخرَجا ويَرزُقْهُ مِن حَيثُ لا يَحتسِب» (المجلسي : 67 / 96) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في وصف المتّقين :«من عَلامة أحدهم أنّك ترى له ... تَجَمُّلاً في فاقة ، وصبرا في شدّة» : 64 / 316 . التَّجَمُّل : التَّزيّن ، وتكلّف الجميل وإظهاره . والتجمّل في الفاقة : سلوك مسلك الأغنياء والمتجمّلين في حال الفقر ، وذلك بترك الشكوى إلى الخلق ، والابتهاج بما أعطى اللّه ، وإظهار الغنى عن الخلق أو التجمّل والتزيّن في الفاقة بما أمكن ، وعدم إظهار الفاقة للناس ، إلاّ ما لا يمكن ستره ، أو زائدا على ما هو الواقع ، كالفقراء الطامعين فيما في أيدي الناس (المجلسي : 64 / 326) .

* ومنه عن الصادق عليه السلام :«عليكم بِمُجامَلة أهل الباطل» : 75 / 211 . المُجامَلة : المعاملة بالجميل .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«إنّ من سعادة المرء ... المرأة الجَمْلاء ذات دِين» : 100 / 217 . أي جَمِيلَة مَلِيحة . ولا أفْعَلَ لَها من لفْظِها ، كَدِيمَةٍ هَطْلاء (النهاية) .

* وعنه صلى الله عليه و آله في المُلاعَنة :«وان جَاءَتْ بأوْرقَ جَعْدا جُمَاليّا» : 21 / 368 . الجُماليُّ _ بالتَّشديد _ : الضخم الأعضاء ، التَّامّ الأوصَال . يقال : ناقة جُمَالِيَّة مُشبَّهَة بالجَمَل عِظَما وبَدَانَةً (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«عقولُ النساء في جَمَالِهنّ ، وجمال الرجال في عقولهم» : 1 / 82 . الجمال : الحُسْن في الخُلْق والخَلْق . وقوله عليه السلام : «عقول النساء في جمالهنّ» لعلّ المراد أ نّه لا ينبغي أن ينظر إلى عقلهنّ لندرته ، بل ينبغي أن يكتفى بجمالهنّ ، أو المراد أنّ عقلهنّ غالبا لازم لجمالهنّ . والأوّل أظهر (المجلسي : 1 / 82) .

* وعنه عليه السلام :«إنّ اللّه عزّوجلّ جَمِيل يُحِبّ الجمال» : 10 / 92 . أي حَسَنُ الأفعال كَامِل الأوْصاف (النهاية) .

جمجم : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«الكوفة جُمْجُمَةُ العرب» : 62 / 172 . أي سادَاتها ؛ لأنّ

.

ص: 263

باب الجيم مع النون

الجُمْجُمة الرأسُ ؛ وهو أشرف الأعضاء . وقيل : جماجم العرب : التي تجمع البطون فينسب إليها دُونهم (النهاية) .

* ومنه عن الحسن بن عليّ عليهماالسلام :«قد كان جَماجِمُ العرب في يدي ، يحارِبون من حاربْتُ» : 44 / 15 .

* وعن قنبر في مدح أميرالمؤمنين عليه السلام :«البطلُ الجَماجِم والليثُ المزاحم» : 42 / 134 . ولعلّ الألف واللام في «البطل» زِيدَ من النسّاخ (المجلسي : 42 / 135) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«لو اُذن لي لقلعت من جَماجم شجعانكم ما اُقرحُ به آماقَكم» : 29 / 140 . الجُمْجُمَة _ بالضّم _ : عظم الرأس المشتمل على الدماغ (مجمع البحرين) .

جمم : عن أبي جعفر عليه السلام :«قد اُلهموا إلهاما من العلم عِلْما مثل جَمِّ الغَفير» : 26 / 87 . هكذا جاءت الرواية . قالوا : والصواب جَمّاء غفيرا . يقال : جاء القوم جَمّا غفيرا ، والجَمّاءَ الغفير ، وجَمَّاءَ غفيرا ؛ أي مُجْتمعين كَثيرينَ . والذي اُنكرَ من الرواية صحيح ، فإنّه يُقال : جاؤوا الجَمَّ الغفير ، ثمَّ حذَفَ الألف واللاّم ، وأضاف ، من باب صَلاة الاُولى ، ومَسْجد الجامع . وأصْلُ الكلمة من الجُمُوم والجَمَّة ، وهو الاجتماع والكَثْرة ، والغفير من الغَفْر ؛ وهو التّغطية والستر ، فجُعِلَت الكلمَتان في مَوضع الشُّمُول والإحاطة ، ولم تَقُل العرب : الجَمَّاء إلاّ مَوصوفا ، وهو منصوب على المصدر ، كطُرّا وقاطبَة ؛ فإنّها أسماء وُضِعَتْ موضع المصدر (النهاية) .

* ومنه عن النبيّ صلى الله عليه و آله في المرسلين :«ثلاثُمِائَة وثلاثة عشر جَمَّا غفيرا» : 11 / 32 .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام في البصرة :«إنّ عندي من ذلك عِلْما جَمّا» : 32 / 255 . أي كثيرا .

* وفي الحديث القدسي :«لا يجوزُني ظُلم ظالم ... ونطحة ما بين الشاة القرناء إلى الشاة الجَمّاء» : 6 / 30 . الجَمّاء : التي لا قَرْن لها (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«إنّ المساجد لا تُشرَّفُ ، تُبنى جُمّاً» : 80 / 352 . أي لا شُرَفَ لها . وجُمٌّ : جمع أجَمّ ، شبَّه الشُّرَفَ بالقُرُون (النهاية) .

* وعن عبدالمطّلب :«أتَيتُ كاهنة قريش وعليَّ مُطْرَف خَزّ ، وجُمّتي تضرب مَنْكِبي» : 15 / 254 . الجُمّة من شعر الرأس : ما سقَطَ على المَنْكِبين (النهاية) .

.

ص: 264

* ومنه عن عائشة في صفة رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«كان شعره فوق الوَفْرة ، ودون الجُمّة» : 16 / 182 .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في السَفَرجل :«يُجِمُّ الفؤاد» : 63 / 167 . أي يُرِيحُه . وقيل : يَجْمَعه ويُكَمِّلُ صلاحَه ونشاطه (النهاية) .

* ومنه عن الباقر عليه السلام :«واطلب راحة البدن بإجْمَامِ القلب ، وتخلّص إلى إجْمَام القلب بقلّة الخطأ» : 75 / 164 .

* ومنه عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في الحديبية :«وإلاّ فَقَد جَمُّوا» : 20 / 331 . أي اسْتراحُوا وكَثُروا (النهاية) .

* وفي مدحٍ لأمير المؤمنين عليه السلام في مجلس الوليد بن يزيد :«وبرز غيرُه وهو أكْشَفُ ، أمْيَل ، أجَمّ ، أعزَل» : 46 / 323 . الأكشف : من ينهزم في الحرب . والأمْيَل : الجبان . والأجمّ : الرجل بلا رمح . والأعزل : الرجل المنفرد المنقطع ، ومن لا سلاح معه (المجلسي : 46 / 325) .

جمن : في الوحي :«إنّه لَيَنْحدرُ عنه مِثْل الجُمَان من العَرَق» : 20 / 312 . هو اللّؤلؤ الصّغار . وقيل : حَبٌّ يُتَّخذ من الفِضَّة أمْثال اللؤلؤ (النهاية) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام في أهل الجنّة :«يَطُوف عليكم وِلدان كأ نّهم الجُمان» : 8 / 283 .

* ومنه فيالصادق عليه السلام :«أقبل يبكي ودموعه تَنحدِر على ديباجَتَي خدّه كأ نّها الجُمَان» : 46 / 171 .

جمهر : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«أين من بنى الدور ، وشَرّف القصور ، وجَمْهَر الاُلوف» : 74 / 374 . جَمْهَرتُ الشيء : إذا جَمَعْتَه (النهاية) .

* وفي اليهود :«قد اعتقد عامّتهم أن يقعوا برسول اللّه صلى الله عليه و آله فيقتلوه ، ولو أ نّه في جماهير من أصحابه» : 9 / 309 . أي جَماعَاتِهم ، واحِدُها جُمْهور (النهاية) .

باب الجيم مع النونجنب : عن معاوية في الحسن بن عليّ عليهماالسلام :«واللّه ما رأيته قطّ إلاّ كَرِهْتُ جَنَابَه» : 44 / 70 . الجَنَابُ : الناحِيةُ والفناءُ والرَّحْلُ ، وبالضمِّ : ذات الجنب ، وبالكسر : فَرَسٌ طَوْعُ الجِناب ، سَلِسُ القِياد . ولَجَّ في جِنَابٍ قَبيحٍ _ بالكسر _ أي مُجانَبَةِ أهلِه (القاموس المحيط) .

.

ص: 265

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في الأموات :«لَأنْ يهبِطوا بهم جَنَابَ ذِلَّةٍ أحْجى من أن يقوموا بهم مَقام عِزّة» : 79 / 156 . الجَنَابُ : الناحية ؛ أي يذُلّوا ويخشعوا بذكر مصارعهم ، أو يذكّروهم بالموت والاندراس والذلّة (المجلسي : 79 / 160) .

* وعنه عليه السلام في الاستسقاء :«وَجَرى آثارَ هَيْدَبِهِ جَنابُهُ» : 88 / 294 . والمراد هنا الأرض التي يقع الغيث عليها (المجلسي : 88 / 306) .

* ومنه في زيارة الحسين بن عليّ عليه السلام :«صَبَرتَ على الأذى في جَنْبِه محتسبا» : 98 / 350 .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«أنا جَنْبُ اللّه الذي يقول : «أنْ تَقولَ نَفسٌ يا حَسرتى عَلى ما فَرّطتُ في جَنْبِ اللّه »» : 4 / 9 . قال الفرّاء : الجَنْب : القرب ؛ أي في قرب اللّه وجواره ويقال : فلان يعيش في جَنْب فلان ؛ أي في قربه وجواره ، ومنه قوله تعالى : «والصاحِبِ بالجَنْبِ» : فيكون المعنى على هذا القول : على ما فرّطت في طلب جَنْب اللّه ؛ أي في طلب جواره وقربه ؛ وهو الجنّة . وقال الزّجاج : أي فرّطت في الطريق الذي هو طريق اللّه ، فيكون الجَنْب بمعنى الجانب ؛ أي قصّرت في الجانب الذي يؤدِّي إلى رضا اللّه . انتهى (المجلسي : 98 / 351) .

* وعن أبي رهم الغفاري في يوم بدر :«اِنطلقنا نحو المُجَنِّبَة اليُسرى من أصحاب محمّد» : 19 / 343 . مُجَنِّبة الجيْش : هي التي تكون في المَيْمنة والمَيْسرة ، وهُما مُجَنِّبتان ، والنون مكسورة . وقيل : هي الكَتِيبة التي تأخذ إحْدى نَاحِيَتِي الطريق ، والأوّل أصحّ (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«لا في مُتُون الأرض جَنَباتٌ ولا في رِتاج الرياح حركاتٌ» : 25 / 30 . الجَنَبَات : جمع جَنَبَة _ بالتحريك _ وهو من الوادي : ناحِيَتهُ (المجلسي : 25 / 35) .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في اُحد :«إن كانوا ركِبوا الخيل وجَنبوا الإبل فهم يريدون المدينة ... وإن كانوا ركبوا الإبل وجَنَبوا الخَيْل فإنّهم يريدون مكّة» : 20 / 64 . جَنَبَه ؛ أي قادَهُ إلى جَنْبِه ، فهو جَنِيبٌ ومَجْنُوبٌ (المجلسي : 20 / 68) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في الجنّة :«إذا ضُرِبَتْ جَنَائِبُهم صوّتت رواحلهم» : 65 / 172 . جَمْع الجَنِيبَة ؛ وهي الفَرَس تُقاد ولا تُركب (المجلسي : 65 / 175) .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله في الزكاة :«لا جَلَبٌ ولا جَنَبٌ» : 93 / 81 . الجَنَبُ _ بالتَّحريك _ في

.

ص: 266

السّباق : أن يَجْنُب فَرَسا إلى فَرَسه الذي يُسابِق عليه ، فإذا فَتَر المركوبُ تَحوّل إلى المجْنوب . وهو في الزكاة : أن يَنْزل العاملُ بأقصَى مَواضِع أصحاب الصَّدَقَةِ ، ثمّ يأمُرَ بالأموال أن تُجْنَب إليه ؛ أي تُحْضَر ، فنُهوا عن ذلك . وقيل : هو أن يَجْنُب ربّ المَال بمَاله ؛ أي يُبْعِدَه عن موضِعه حتّى يَحْتَاج العاملُ إلى الإبعاد في اتِّباعه وطَلَبه (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في الاستسقاء :«لا مكذِّبٍ رَعْدُه ، ولا عَاصِفةٍ جَنَائِبُهُ» : 88 / 294 . جمع جَنُوب : ريحٌ تخالف الشَّمال (القاموس المحيط) أي لا تكون رياح جُنُوبِه شديدة مُهلكة مفسدة .

جنح : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«إخوان الثقة فَهُم الكفّ والجَنَاح» : 64 / 193 . الجَناح : اليد ، والعَضُد ، والإبط ، والجانب ، ونفس الشيء ، والكَنَف ، والناحية (القاموس المحيط) . وأكثر المعاني مناسبة ، والعَضُد أظهر ... أي هم بمنزلة عضدك في إعانتك ، فراعهم كما تراعي عضدك (المجلسي : 64 / 194) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام لمّا سُئِل :ما حدّ حُسن الخلق ؟ قال : «تُليِّن جَنَاحَك ، وتُطَيّب كلامك» : 71 / 171 . تليين الجناح : كناية عن عدم تأذّي من يجاوره ويجالسه ويحاوره من خشونته ، بأن يكون سَلِسَ الانقياد لهم ، ويكفّ أذاه عنهم ، أو كناية عن شفقته عليهم ، كما أنَّ الطائر يبسط جناحه على أولاده ليحفظهم ويَكنُفهم كقوله تعالى : «وَاخْفِضْ لَهما جَناحَ الذُّلّ مِنَ الرَّحْمَة» قال الراغب : الجناح جناح الطائر ، وسمّي جانبا الشيء جناحاه ، فقيل : جناحا السفينة وجناحا العسكر وجناحا الإنسان لجانبيه (المجلسي : 71 / 171) .

* وعن الصادق عليه السلام في السجود :«اجْنِح بهما ؛ فإنَّ رسول اللّه صلى الله عليه و آلهكان يُجَنِّحُ بهما» : 82 / 138 . هو أن يرفع ساعِدَيه في السُّجود عن الأرض ولا يَفْتَرِشهُما ، ويُجافيهما عن جَانِبَيه ، ويَعْتَمد على كَفَّيه فيصِيرَان له مِثْل جَنَاحَي الطائر (النهاية) .

* ومنه عن حمّاد في صلاته عليه السلام :«كان مُجَنِّحا ، ولم يضع ذراعيه على الأرض» : 81 / 186 . أي رافعا مرفقيه عن الأرض حال السجود ، جَاعِلاً يديه كالجناحين فقوله : «ولم يضع ذراعيه على الأرض» عطف تفسيريّ (المجلسي : 81 / 200) .

.

ص: 267

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«إنّ الملائكة لَتَضع أجْنِحَتها لطالب العِلم رِضا به» : 1 / 164 . أي تَضَعُها لِتَكون وِطَاءً له إذا مَشَى . وقيل : هو بمَعْنَى التَّواضُعِ له تَعْظِيما لحقِّه . وقيل : أراد بوَضْع الأجْنِحَة نُزُولَهم عند مَجالِس العِلم وتركَ الطَّيَران . وقيل : أراد به إظْلالَهُم بها (النهاية) .

* وعن الرضا عليه السلام :«فلمّا جَنَحَت السفينة في البَحْر قام الخِضْر» : 13 / 279 . جَنَحَت السفينة : بلغت ماءً رقيقا ، فلصِقت بالأرض (الهامش : 13 / 279) .

* وعن اُمّ هانئ :«خرج رسول اللّه صلى الله عليه و آله مع جَنَاح الصبح إلى غارِ ثَور» : 19 / 57 . لعلّ المراد بجَناح الصبح أوّله ، شبّه أوّل امتداد ظهوره بالجناح المبسوط . وفي القاموس : جُنُوح الليل : إقباله . والجَناح : اليد ، والعضد ، والإبْط ، والجانب ، ونفس الشيء ، ومن الدُّرِّ : نَظْمٌ يُعَرِّضُ ، أو كلّ ما جعلته في نظام ، والكَنَف ، والناحية ، والطائفة من الشيء ، انتهى . وربّما يناسب بعض تلك المعاني مع تكلّف (المجلسي : 19 / 57) .

* وعن الحسن بن عليّ عليهماالسلام في قنوته :«ترى تَخَاذُل أهْل الخَبَال ، وجُنُوحهم إلى ما جَنَحوا إليه من عاجل فانٍ» : 82 / 213 . الجُناح : الإثْم والمَيْل (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«أبَوْا حتّى جَنَحَت الحرب» : 33 / 307 . أي أقْبَلَت .

جند : عن أبي عبداللّه عليه السلام :«إنّ الأرواح جُنود مُجَنَّدة ، فما تعارف منها في الميثاق ائتَلَف هاهنا ، وما تناكر منها ... اخْتَلف» : 58 / 139 . مُجَنَّدَة ؛ أي مَجْموعَة ، كما يُقال : اُ لُوف مُؤلَّفَة ، وقناطِيرُ مُقَنْطَرَة ، ومعناه الإخْبار عن مَبْدأ كَوْن الأرْوَاح وتَقَدُّمِها الأجْساد ؛ أي أ نَّها خُلِقَت أوّل خَلْقِها على قِسْمَين : من ائتِلاف واخْتِلاف ، كالجُنود المَجْمُوعة إذا تَقَابَلَتْ وتَواجَهَت . ومعْنَى تَقابُل الأرواح : ما جَعَلَها اللّه عليه من السَّعادَة ، والشَّقاوَة ، والأخلاق في مبْدأ الخلق . يقول : إنّ الأجساد التي فيها الأرواح تَلتَقي في الدُّنْيا فتَأتَلِفُ وتَخْتَلِفُ على حَسَب ما خُلِقَتْ عليه ، ولهذا ترى الخَيِّر يُحِبُّ الأخيارَ ويَميل إليهم ، والشِّرِّيرَ يُحِبُّ الأشرارَ ويَمِيل إليهم (النهاية) .

* وعن أبي إبراهيم عليه السلام في النصراني :«كان اسم جَدّك جبرئيل ... دَخَلَتْ عليه أجْنَادٌ ، فقتلوه في منزله غَيْلة ، والأجْنَاد من أهل الشام» : 48 / 88 . الشَّامُ خَمْسةُ أجْنَادٍ : فِلَسْطين ، والاُرْدُنُّ ،

.

ص: 268

ودِمَشْق ، وحِمْصُ وقِنَّسرِين ، كلّ واحد منها كان يُسَمَّى جُنْدا ؛ أي المُقيمين بها من المسْلمين المُقَاتِلين (النهاية) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«يا محمّد بن أبي بكر إنّي قد وَلَّيتك أعظم أجْنَادي في نفسي ، أهل مصر» : 33 / 582 . أي عساكري وأعواني وأقَالِيمي وبُلْداني . قال ابن أبيالحديد : يقال للأقَالِيم والأطْراف : أجْنَاد (المجلسي : 33 / 584) .

جنز : في الزيارة الجامعة :«وشهيد فوق الجَنَازة قد شُكّت أكْفَانُه بالسهام» : 102 / 167 .الجِنازة _ بالكسر _ : الميّت بسَريره . وقيل : بالكَسْر : السَّرير ، وبالفتح : الميّت (مجمع البحرين) .

* وعن زُرارة :«رأيت ابنا لأبي عبداللّه عليه السلام ... يقال له عبداللّه فطيم قد دَرَج ... فطُعِن في جَنَازَة الغلام فمات» : 47 / 265 . تقول العَرب إذا أخْبرتْ عن مَوتِ إنسان : رُمِي في جنَازَتِه ؛ لأنّ الجنَازة تَصِير مَرْميّا فيها . والمراد بالرَّمي : الحَمْل والوضع (النهاية) . وفي التهذيب : «جنان» وهو أظهر . وقيل : هو حِتار _ بالكسر _ قال في القاموس : الحِتار حَلْقة الدّبر أو ما بينه وبين القُبل ، أو الخطّ بين الخُصيتين ، وزيقُ الجفن ، وشيء في أقصى فم البعير (المجلسي : 47 / 265) .

جنف : عن عمر في السقيفة :«من ذا يُخَاصِمنا في سلطان محمّد ؟ ... إلاّ مدلٍ بباطل أو مُتَجَانِف لإثم» : 28 / 345 . الجَنَف : المَيْل والجَوْر (النهاية) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«إمساكُك على أخيك مع لطفٍ خيرٌ من بذلٍ مع جَنَفٍ» : 74 / 209 .

* ومنه عن تفسير القمي :«رجل يكون له ورثة فيجعل المال كلّه لبعض ورثته ويُحرمُ بعضا ، فالوصيّ جائز له أن يردّه إلى الحقّ وهو قوله : «جَنَفا أو إثما» فالجَنَفَ الميل إلى بعض ورثتك دون بعض ، والإثم أن يأمر بعمارة بيوت النيران واتّخاذ المسكر ، فيحلُّ للوصيّ أن لا يعمل بشيء من ذلك» : 100 / 302 .

جنق : في معجزات أميرالمؤمنين عليه السلام :«أ نّه صَعُب على المسلمين قلعة فيها كفّار ؛ فقَعد في المَنْجَنيق ورماه الناس إليها وفي يده ذو الفقار» :42 / 18 . بفتح الميم وكسرها وقيل : هي

.

ص: 269

باب الجيم مع الواو

والنون الاُولى زائدتان ؛ لِقَوْلِهم : جَنَقَ يَجْنِق إذا رَمى . وقيل : الميم أصلية ؛ لجَمْعِه على مجَانيق . وقيل : هو أعجميّ مُعَرّب ، والمَنْجَنيق مؤنّثة (النهاية) .

* ومنه في حديث الأعرابي :«فانقضّ عليه كَسَوْذَنِيْق أو كصَيْخُودَة مَنْجَنِيق ، فَوَقَصَه» : 46 / 322 . يقال صخرة صَيْخُود : لا تعمل فيها المعاول (الهامش : 46 / 325) .

جنن : سئل أبو جعفر عليه السلام :«فلم سُمّي الجِنُّ جِنّا ؟ قال : لأنّهم اسْتَجنَّوا فلم يُرَوا» : 60 / 95 . قيل : إنّ الجِنَّ أجسام هوائيّة قادرة على التشكّل بأشكال مختلفة ، لها عقول وأفهام وقدرة على الأعمال الشاقّة . وحكى ابنُ الأعرابي إجماع المسلمين على أ نّهم يأكلون ويشربون وينكحون ، خلافا للفلاسفة النافين لوجودهم (مجمع البحرين) .

* وعنه عليه السلام :«أنا في الحِجْر جالس إذ نظرت إلى جَانّ قد أقبل من ناحية المشرق» : 46 / 252 . الجَانُّ : اسمُ جمْع للجِنِّ ، وحَيَّةٌ أكْحَلُ العين لا تُؤْذي ، كثيرة في الدور (القاموس المحيط) والجَانُّ : الشَّيْطان (النهاية) .

* وعنه عليه السلام :«في زَمَن نوح عليه السلام إنّما تحيض المرأة في كلّ سنة حيضة ، حتىّ خرج نسوةٌ من مَجَانّهنّ» : 11 / 326 . جَمْعُ المِجَنَّة : المَوضِع الذي يُستتر فيه (الهامش : 11 / 326) .

* ومنه في الدعاء :«واْطَّلع على ما تَجُنُّ القلوب» : 83 / 102 . وكُلُّ ما سُتِر عَنْك فقد جُنَّ عَنْك .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«الصيام جُنَّة» : 93 / 249 . أي يَقي صاحِبَه ما يُؤذِيه من الشَّهوات . والجُنَّة : الوقَايَة (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام لابن عبّاس :«لمّا رأيت الزمان على ابن عمّك قد كَلِب ... قَلَبْتَ لابْن عَمِّك ظَهْر المِجَنِّ» : 33 / 499 . هذه كَلِمَة تُضْرب مَثَلاً لِمَنْ كان لِصَاحِبه على مَوَدّة أو رِعَاية ثُم حَالَ عن ذلك ، ويُجْمَع على مَجَانَّ (النهاية) .

* وعنه عليه السلام في وصف الأتراك :«كأنّي أراهم قوما كأنّ وجُوههُم المَجانُّ المُطْرَقة» : 41 / 335 . المجانّ جمع مجنّ وهو التُّرْس ، والمُطْرَقة _ بسكون الطاء _ : التي قد أطرق بعضها إلى بعض ؛ أي ضمّت طبقاتها ، فجعل يتلو بعضها بعضا كطبقات النعل ، ويروى بتشديد الراء ؛ أي كالتُّرْسة المتّخذة من حديد مطرّقة بالمطرقة ، والطرق : الدقّ (المجلسي : 41 / 336) .

.

ص: 270

جنه : عن الفرزدق يمدح عليّ بن الحسين عليهماالسلام : في كفّه جُنَهِيٌّ رِيحُه عَبِقٌمِنْ كَفِّ أرْوَعَ في عِرْنينِه شَمَمُ : 46 / 126 . كما رواه الجزري ، قال : الجُنَهِيّ : الخيزُران ، ويروى : «في كفّه خيزُران» (النهاية) .

جنى : عن أميرالمؤمنين عليه السلام : هَذَا جَنَايَ وخِيَارُه فِيهْإذْ كُلُّ جَانٍ يَدهُ إلى فيهْ : 40 / 333 . هذا مَثَل ، أوّلُ من قاله عَمْرو ابن اُخْتِ جَذِيمَة الأبْرش ، كان يَجْنِي الكَمْأة مع أصحاب له ، فكانُوا إذا وَجَدُوا خيار الكَمْأة أكَلُوها ، فسارت مثلاً . وأراد عليّ رضياللّه عنه بقَوْلها : أ نّه لم يَتَلَطَّخ بشيء من فَيءِ المسلمين ، بل وَضَعه مَواضِعَه . يقال : جَنَى واجْتَنى والجَنَاء : اسْم ما يُجْتَنَى من الثَّمَر ، ويُجْمَع الجنَا على أجْنٍ مثل عَصا وأعْصٍ (النهاية) .

* وعنه عليه السلام في الطاووس :«إنْ شَبّهتَه بما أنْبَتَتِ الأرض قلت : جَنِيّ من زهْرة كلّ ربيع» : 62 / 31 . جَنَيْتُ الثمرة والزهرة واجْتَنَيتها بمعنىً . والجَنِيّ : فعيل منه . وفي بعض النسخ : جَنى كحصى ؛ وهو ما يُجنى من الشجر ما دام غضّا بمعنى فعيل ، ولفظة الفعل المجهول ليست في بعض النسخ (المجلسي : 62 / 36) .

* في صلح بني النضير :«أيّ رجل من اليهود من النَّضِير قتل رجلاً من بني قُريظة أن يُجَنّيه ويُحَمّم ، والتجنية أن يقعد على جمل ، ويولّي وجهه إلى ذنب الجمل ، ويُلَطّخ وجهَه بالحَمْأة» : 20 / 166 . كذا بالجيم والنون في أكثر النسخ ، وكأ نّه من الجِناية ؛ أي يظهر عليه أثر الجِناية ، وفي بعضها بالحاء المهملة . والظاهر «أن يحمّمه» من التحميم بدون «ويحمّم» كما سيأتي (المجلسي : 20 / 168) .

باب الجيم مع الواوجوب : في أسمائه تعالى :«المُجِيب» : 4 / 210 . وهو الذي يُقابِل الدّعاء والسؤالَ بالقَبول والعَطاء ، وهو اسْمُ فاعلٍ من أجاب يُجِيب (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في صفة الأرض :«متسرِّبة في جَوْبَات خَياشِيمها» : 74 / 326 .

.

ص: 271

الجَوْبات : جَمْع الجَوْبَة : الحُفْرة المسْتَديرة الواسعة . وكُلُّ مُنْفَتِق بلا بناء : جَوْبَة (النهاية) .

* ومنه في النهرَوان :«انْتَهَينا إلى جَوْبَة قتلى» : 33 / 400 . الجَوْبَة : الحُفْرة (المجلسي : 33 / 401) .

* ومنه عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«اللهمّ حَوالَينا ولا علينا . فانْجَابَ السَّحابُ عن السماء» : 88 / 332 . أي انجمع وتَقَبَّض بَعْضُه إلى بعض ، وانْكَشَف عنها (النهاية) .

* وعن فاطمة بنت أسد في رؤيا رأتها :«صار السيف شبلاً ... ومرّ نحو الجبال يَجُوبُ بَلاَطِحَها» : 35 / 42 . جَابَ يَجُوبُ جَوبا : خرق وقطع ، والبَلْطَح : المكان الواسع (المجلسي : 35 / 44) .

* وعن المهديّ عليه السلام :«وجُبْتُ صَرائم الأرض تنظرني الغاية التي عندها يحِلُّ الأمر» : 52 / 35 . يقال : جُبت البلاد ؛ أي قطعتها ودُرت فيها ... وفي بعض النسخ «خبت» بالخاء المعجمة ؛ وهو المطمئنّ من الأرض فيه رمل ... والصريمة ما انصرم من معظم الرّمل ، والأرض المحصود زرعها (المجلسي : 52 / 39) .

جوح : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«أرادَ قومنا قتل نبيّنا ، واجْتِياح أصلِنا» : 33 / 111 . الاجْتِياح : الاستيصال ، من الجَائِحَة ؛ وهي الآفَة التي تُهْلِك الثّمار والأمْوال وتَسْتأصِلُها ، وكلُّ مُصِيبَة عظيمة وفِتْنَةٍ مُبِيرَة : جائِحة ، والجَمع جوائِح . وجَاحَهُم يَجُوحُهُم جَوْحا : إذا غَشِيَهم بالجوائح وأهلكهم (النهاية) .

* ومنه في قنوت الإمام العسكري عليه السلام :«عجِّل اللهمّ اجْتِيَاح أهل الكَيد» : 82 / 228 .

* ومنه عن عليّ بن الحسين عليهماالسلام :«نحمَدُه على ... عظيم المَصَائب ... الفَادِحة الجَائِحة» : 45 / 148 .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«فَنَزَلَت بأهْل النار من اللّه سَطْوَةٌ مُجِيْحة» : 75 / 66 . أي مُهلِكة ومُستأصِلة (الهامش : 75 / 66) .

جوخ : عن الرضا عليه السلام في الأهواز :«فامْضِيا إلى شاذروان الماء ، واعبراه ، فيرفع لكم جُوْخان ؛ أي بَيْدَر» : 49 / 118 . البَيْدَر : الموضع الذي يُداس فيه الطعام ، ولعل «جوخان»

.

ص: 272

مركّب ؛ أي موضع الشعير . والجُوْخة : الحُفرة ، تعريب كوچاه ، ومعناه البئر التي لا قعر لها .

جود : في رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«ثمّ انْطلق جَوادا» : 62 / 173 . أي سريعا كالفَرس الجَواد . ويَجُوز أن يُريد سَيْرا جَوادا ، كما يقال : سِرْنا عُقْبةً جَوادا ؛ أي بعيدة (النهاية) .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله في الجنّة :«بُعْد ما بين كل درجتين كحُضْر الفرس الجَوَاد» : 85 / 6 . أي الجيّد للعَدْوِ ، يقال : جَادَ الفرسُ جُوْدةً _ بالضمّ والفتح _ فهو جَوَاد ، والجَمع جِيَاد ، وسُمّي بذلك ؛ لأ نّه يجود بجَرْيه ، والاُنثى جَواد أيضا (مجمع البحرين) . والحُضْر _ بالضمّ _ : العَدْو (المجلسي : 85 / 6) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام :«قَدْرُ قَطرةٍ من المطرِ الجَوْدِ في البحر الأخْضر» : 26 / 171 . الجَوْد : المطر الواسِع الغَزِير . جادَهُم المطر يَجُودهم جَوْدا (النهاية) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام في الاستسقاء :«وأخْلَفَتْنا مَخَائِل الجَوْد» : 88 / 294 . وفي بعض النسخ «الجُود» _ بالضّم _ ، ولعلّه تصحيف ، وإن كان المعنى مستقيما . والمَخِيْلة : السحابة الخليقة بالمطر التي تحسبها ماطرة (المجلسي : 88 / 299) .

* وسُئِل أبو عبداللّه عليه السلام :«فلان يَجُود بنفسه ، فقال : لا بأس ، أما تراه يَفْتح فاه عند موته مرّتين أو ثلاثاً ؟ فذلك حين يَجُود بها لما يرى من ثواب اللّه عزّوجلّ ، وقد كان بها ضَنِينا» : 6 / 117 . يَجُود بنفسه ؛ أي يُخْرِجُها ويَدْفَعُها كما يَدْفَع الإنسان ماله يَجُودُ به . والجُودُ : الكرم . يُريد أ نّه في النَّزْع وسيَاق الموْت (النهاية) .

* ومنه عن زينب للحسين عليه السلام :«ما لي أراك تَجُود بنفسك يا بَقيّة جدّي ؟» : 28 / 57 .

* وعن أبي جعفر عليه السلام :«سمع نُوح صرير السفينة على الجُوديّ» : 11 / 339 . قال الزجّاج : الجُوديّ : جَبَل بناحية آمد ، وقال غيره : بقرب جزيرة الموصل ، وقال أبو مسلم : الجُوديّ : اسم لكلّ جبل وأرض صلبة (المجلسي : 11 / 339) .

جور : عن الصادق عليه السلام :«إنّ اللّه بعث نبيّه بإيّاك أعني واسمعي يَا جَاره» : 9 / 222 . هو من أمْثال العرب ، قيل : أوّل من قال ذلك سهلُ بن مالك الفزاري ، وذلك أ نّه خرج فمرّ ببعض أحياءِ طي ، فسأل عن سيّد الحي فقيل : هو حارثة بن لأْم الطائي ، فأمَّ رحله فلم يُصِبه

.

ص: 273

شاهدا ، فقالت له اُخته : انزِل في الرحب والسَّعة ، فنزل فأكرمته وألْطفته ، ثمّ خرجت من خباءٍ فرآها أجمل أهل زمانها ، فوقع في نفسه منها شيءٌ ، فجعل لا يدري كيف يرسل إليها ، ولا ما يوافقها من ذلك ، فجلس بفِناء الخِباء وهي تسمع كلامه فجعل يُنشِد . يا اُخْتَ خَير البَدْوِ والحضَارَهْكيفَ ترينَ في فتَى فَزارَهْ أصبَح يَهْوَى حُرّةً مِعْطارهْإيّاك أعني واسمعي يا جارَهْ فلمّا سمعت قوله علمت أ نّه إيّاها يعني ، فضُرب مَثَلاً (مجمع البحرين) .

* وعن الرضا عليه السلام في قوله تعالى : «عَفا اللّهُ عَنكَ لِمَ أذِنتَ لَهم» : «هذا ممّا نزل بإيّاك أعني واسمعي يا جارَه ، خاطب اللّه عزّوجلّ بذلك نبيّه صلى الله عليه و آلهوأراد به اُمّته» : 17 / 90 .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«كان صلى الله عليه و آله يجاوِرُ في كلّ سنة بِحِراءَ» : 38 / 320 . أي يَعْتَكِف . وقد تكرّر ذكرها في الحديث بمعنى الاعْتكاف . وهي مُفاعَلة من الجِوَار (النهاية) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام :«أحْسِنوا جِوارَ النعم . قيل : وما جِوار النِّعَم ؟ قال : الشكر لِمَنْ أنعم بها ، وأداء حقوقها» : 68 / 54 .

* وفي الدعاء :«أصْبَحتُ ... في جُوارِ اللّه الذي لا يُضام» : 87 / 135 . الجُوار _ بالضم والكسر _ : الأمان . والجار : من أمِنْته . والضَّيم : الظلم (المجلسي : 87 / 221) .

* ومنه عن النبيّ صلى الله عليه و آله :«إنّه يُجِير على الناس أدْناهم» : 19 / 353 . أي إذا أجارَ واحِدٌ من المسلمين واحدا أو جماعة من الكفّار وخَفَرهم وأمّنَهم ، جاز ذلك على جميع المسلمين لا يُنْقَضُ عليه جِوارُه وأمانُه (النهاية) .

* ومنه الدعاء :«كما تُجِير مَن في البحور» : 84 / 320 . وفي بعض النسخ : «بين البحور» وكذلك في النهاية ؛ أي تَفْصِل بينها ، وتمنع أحَدَها من الاخْتلاط بالآخر ، والبَغْي عليه .

* وفيه :«أنا بريء من الذين في أفعالهم جوَّرُوك» : 84 / 110 . أي نسبوا الجَور والظلم إليك في أفعالهم ؛ بأن قالوا : هو سبحانه يُجْبِرنا على أعمالنا ، ويعاقبنا عليها (المجلسي : 84 / 112) .

جوز : عن موسى بن جعفر عليهماالسلام :أجلَسَني أبي بين يديه وقال : يا بُنَيّ اكتب : تنحَّ عن القبيحِ ولا تُرِدْهُ

.

ص: 274

ثمَّ قال : أجِزْهُ . فقلت : ومن أولَيته حُسْنا فَزِدْهُ : 48 / 109 . الإجازَةُ : أن تُتمَّ مِصْراع غيرك (الصحاح) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«لا تُجِيزُوا على جريح» : 32 / 187 . قال الأصمعي : أجْهَزْتُ على الجريح : إذا أسرعتَ قتلَه ، وقد تَمَّمْتَ عليه . ولا تقل : أجَزْتُ على الجريح (الصحاح) . والرواية مع ضبط النسخ تدلّ على كونه فصيحا بهذا المعنى (المجلسي : 32 / 187) .

* ومنه في صفّين :«كان عليه السلام لا يَتْبَع مُوَلّيهم ، ولا يُجيز على جريحهم» : 33 / 444 .

* وعنه عليه السلام :«فَجَزَتْ قُرَيْشا عَنّي الْجَوَازِي» : 34 / 24 . الجَوَازِي : جمع جَازِية ؛ وهي النفس التي تجزِي ، كناية عن المكافاة . وقوله «جَزَأتْهُم الجَوازي» دعاء عليهم بالجزاء على أعمالهم (صبحي الصالح) . أي جَزَتْ قريشا عنّي بما صنعت كلّ خصلة من نَكبة ، أو شدّة ، أو مصيبة ؛ أي جعل اللّه هذه الدّواهي كلّها جزاء قريش بما صنعت (المجلسي : 34 / 25) .

* عن أبي عبداللّه عليه السلام في فضل قراءة القرآن :«يقول الربّ ... قبلْتُ شهادتكم لعبدي وأجَزْتُها له» : 89 / 324 . أيأنْفَذْتُها وأمْضَيْتُها ، من أجاز أمْرَه يُجيزه : إذا أمضَاه وجَعَله جائزا (النهاية) .

* وفي زيارتهم عليهم السلام :«والوليّ المكرّم ، وجَوْزُ البلاد ، وغَيْث العباد» : 99 / 221 . جَوْزُ الشيء : وَسَطُه ومُعْظَمُهُ ؛ أي أشْرَف أهل البِلاد (المجلسي : 99 / 228) .

جوس : في الدعاء :«أنْتَ العالم بِجَوائِل فكري ، وجَوَائِس صدري» : 88 / 271 . أي ما يتَخَلّل في صدري من الوَسَاوِسِ والخَيالات ، أو ما يتردّد من ظنون صدري في المخلوقات . قال الجوهري : والجَوْسُ : مصدر قولك : جَاسُوا خلال الديار ؛ أي تخلّلوها فطلبوا ما فيها ، كما يَجُوسُ الرجل الأخبار ؛ أي يطلبها . والجَوَسَانُ _ بالتحريك _ : الطَوَفان بالليل (المجلسي : 88 / 274) .

* ومنه في المناجاة الصغرى للنبي صلى الله عليه و آله :«اِجْعَلنا ممّن جَاسُوا خِلال ديار الظالمين» : 91 / 126 .

جوسق : عن أبي الأديان في جعفر الكذّاب :«كنت أعْرِفه بشرب النبيذ ، ويقامر في الجَوْسَق» : 52 / 67 . الجَوْسَقُ : القَصْرُ ، وقَلْعَةٌ ، ودارٌ بُنِيَتْ للمُقْتَدِرِ في دار الخلافَةِ ، في وسَطها

.

ص: 275

بِرْكَةٌ من الرَّصاصِ ثلاثونَ ذراعا في عِشْرينَ (المجلسي : 50 / 312) .

جوظ : في الخبر :«إنّ ريح الجنّة ... ما يجدها ... جَوّاظٌ ولا جَعْظَرِيّ» : 79 / 33 . الجَوّاظ : الجَمُوع المنُوع . وقيل : الكَثيرُ اللَّحم ، المُختال في مِشْيَته . وقيل : القَصِير البَطين (النهاية) .

جوع : عن أبي جعفر عليه السلام :«من حقّ المؤمن على أخيه المؤمن أن يُشْبِع جَوْعَتَه» : 71 / 237. إسناد الشبع إلى الجوعة مجازٌ ، يقال : أشبَعْته ؛ أي أطْعَمته حتّى شَبع . وفي المصباح المنير : جاع الرجل جَوْعاً . والاسم الجُوْع والجَوْعة (المجلسي : 71 / 237) .

* ومنه عن عليّ بن الحسين عليهماالسلام :«يَقتل القائم عليه السلام من أهل المدينة ... ويُصِيبَهم مَجاعَةٌ شديدة» : 52 / 387 . المَجاعَة : مَفعلة من الجُوع . والمَجْوَعة _ بتسكين الجيم _ : عام الجُوع (لسان العرب) .

جوف : عن أبي عبداللّه عليه السلام :«وقف ... أبو ذرّ بين يدي رسول اللّه وبه طعنة جَائِفَة» : 22 / 403 . هي الطَّعْنة التي تَنْفذُ إلى الجَوْف . يقال : جُفتُه : إذا أصَبْتَ جَوْفه ، وأجَفْتُه الطَّعْنَةَ ، وجُفْتُه بها . والمراد بالجَوف _ هاهنا _ : كلّ ما له قُوَّة مُحِيلَةٌ كالبَطنْ والدّماغ (النهاية) .

* ومنه عن فقه الرضا عليه السلام :«في الجَائِفَة ثلث دِيَة النفس» : 101 / 419 .

* وعن سعدبن الربيع :«قد طُعِنْتُ اثني عشر طعنة كلّها قد جَافَتْني» : 20 / 62 . أيدخلت جَوْفي .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله لخديجة عليهاالسلام :«فإذا جَنَّكِ الليل فأجِيفي الباب» : 16 / 78 . أجَافَ البَابَ : رَدَّه عليه .

* وعنه صلى الله عليه و آله :«أكثر ما تلج به اُمّتي النار الأجْوَفَان : البطن والفرج» : 68 / 269 . الأجْوَف : الذي له جَوْف (النهاية) .

جوق : في المحتضِر :«ميكائيل ... نزل في جَوْق من الملائكة» : 6 / 173 . الجَوْق : جَمْعه أجْواق . والجَوْقة : الجماعة من الناس . ويقال : جوقة الملائكة ، والجوقة الموسيقيّة .

جول : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«اِجْتَالَتْهُم الشياطين عن معرفته» : 11 / 60 . أي اسْتَخَفَّتْهم ، فَجالُوا مَعهم في الضَّلال . يقال : جَال واجْتَال : ذهب وجاء . ومنه الجَوَلاَن في الحرب . واجْتال الشّيءَ : إذا ذَهَب به وسَاقَه . والجَائِل : الزَّائلُ عن مكانه (النهاية) .

.

ص: 276

* وعن أبي جعفر عليه السلام :«إنّ المؤمن إذا جَال جَوْلة ، ثمّ أخذ بيد أخيه ، نظر اللّه إليهما بوجهه» : 73 / 27 .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«وَدَعْ عنْكَ قُريشا ... وَتَجْوَالهم في الشّقاق» : 34 / 24 . التَجْوَال : مبالغة في الجَوْل والجَوَلان (صبحي الصالح) .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«من صفات المؤمن أن يكون جَوَّال الفِكر» : 64 / 310 . أي فِكره في الحركة دائما (المجلسي : 64 / 312) .

* وعن المهديّ عليه السلام :نظر إلى خاتم أبيه وقال : «بأبي يدا طالما جُلْتَ فيها» : 52 / 33 . أي بأبي فدَيْت يد أبيمحمّد عليه السلام طالما جُلْتَ أ يّها الخاتمُ فيها . وقد اُشكلت الحروف بالإعراب والبناء في النسخة المشهورة بكمپاني طِبق ما قرأ المصنّف هذه الجملة ، فسطره الكاتب هكذا : «ثم قال : بأبي يدا طالما جُلْتُ (اُجِبْت خ ل) فيها ... إلخ» وهو تصحيف غريب . وفي نسخة : «طالما جليت» فهو من الجلاء لا من الجَوَلان (الهامش : 52 / 33) .

جون : عن أبي عبداللّه عليه السلام :«أهدى إلى الكلبيّة جُؤَنا لِتَسْتَعين بها على مأتم الحسين عليه السلام» : 45 / 170 . الجَوْنيُّ : ضَرب من القطا ، سود البطون والأجنحة ، ذكره الجوهري . وكأنّ الجُون _ بالضمّ أو كصُرَد _ . جَمْعُه . أهدى ؛ أي رَجُل ، والظاهر اُهدي على بناء المجهول ، ورفع جونٌ (المجلسي : 45 / 170) . والجُوْنَة بالضمّ : جُونة العطّار ؛ وهي سَفَطٌ مغشّىً بجلدٍ ، ظرفٌ لِطِيب العَطّار ، وأصله الهمزة ، وجمعه جُوَنٌ كصُرَد (مجمع البحرين) . وإهداء الطيب والغالية ليستعين بها على المأتم ، فهو أمر صحيح ؛ حيث إنّ الإنسان إذا بكى كثيرا غُشِي عليه ، وإذا تغلّى بالغالية أفاق وقوي ونشط على البكاء ثانيا (الهامش : 45 / 171) .

* ومنه عن أبي طالب في ولادة أميرالمؤمنين عليه السلام :«جَلَسْنَ بين يديها ومعهنّ جُؤَنَة من فضّة» : 35 / 13 .

* وعن أبي هاشم الجعفريّ في العسكريّ عليه السلام في الحبس :«إذا أفطر أكلنا معه ما كان يحمله إليه غلامه في جَوْنَة مختومة» : 50 / 255 . الجَوْنَة : الخابية مَطلِيّة بالقار (المجلسي : 50 / 255) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام فيالفئة الباغية :«طالت جَلْبَتها ، وانْكَفَتْ جُونَتها ، لَيعودَنّ

.

ص: 277

باب الجيم مع الهاء

الباطل إلى نصابه» : 32 / 56 . الجَلْبة : الأصوات ، كناية عمّا ظهر من القوم من تهديدهم وتوعّدهم بالقتال . وجُونَتها _ بالضّم _ : سوادها (المجلسي :32 / 57) .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :في السحابة : «كيف ترون جَوْنها ؟» : 17 / 156 . الجَوْن _ بالفتح _ : النبات يَضرب إلى سواد من خُضْرَته ، والأحمر ، والأبيض ، والأسود . والجمع جُون _ بالضم _ والمراد هنا المبالغة في السواد (المجلسي : 17 / 157) .

* وفيه : اِحمرّت الأرض من قتل الحسين كمااخضرّ عند سقوط الجَوْنة العَلَقُ : 45 / 236 . الجَوْنة : عين الشمس ، وإنّما سمّيت جَوْنة عند مغيبها ؛ لأ نّها تسوَدُّ حين تغيب . والعلق : القطعة من الدّم ؛ أي كما يخضرُّ الاُفق عند سقوط الشفق ، ولعلَّ الأظهر : كما احمرّ (المجلسي : 45 / 237) .

* وفي شعر رقيقة :فجاد بالماء جُونيٌّ له سبلُ : 15 / 404 . الجُونيٌّ : السَّحاب الأسود . والسُّبُل : المطر النازل من السحاب قبل أن يصل إلى الأرض (الهامش : 15 / 406) .

جوا : عن أبي جعفر عليه السلام :«خالِطوهم بالبَرّانِيّة ، وخالِفوهم بالجَوّانِيّة إذا كانت الإمرة صبيانيّة» : 72 / 436 . في النهاية : «من أصلح جوّانيّه أصلح اللّه برّانيّه» أراد بالبرّاني : العلانية ، والألف والنون من زيادات النسب كما قالوا في صنعاء : صنعانيّ . وأصله من قولهم : خرج فلان برّا ؛ أي خرج إلى البرّ والصحراء ، وليس من قديم الكلام وفصيحه ، وقال أيضا : إنّ لكلّ امرئ جوّانياً وبرّانيا ، أي باطنا وظاهرا وسرّا وعلانية ، وهو منسوب إلى جَوّ البيت وهو داخله ، وزيادة الألف والنون للتأكيد . انتهى (المجلسي : 72 / 436) .

* ومنه عن سلمان :«سمعت فاطمة عليهاالسلام تقرأ القرآن من جوّا ، والرَّحى تَدُورُ من برَّا» : 43 / 45 . المراد بالجوّا : داخل البيت ، وبالبرَّا : خارجه ، ولم أظفر بهما في اللّغة _ غير ما تقدّم في الحديث السابق _ (المجلسي : 43 / 46) .

.

ص: 278

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«أنشأ سبحانه فَتقَ الأجْوَاءِ ، وشَقَّ الأرْجاءِ» : 74 / 301 . الأجْوَاء : جَمْع جَوّ ؛ وهُو ما بين السَّماء والأرض (النهاية) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام في صفة جهنّم :«ما يخرج من جُبّ الجَوى» : 6 / 288 . يقال جَوِي يَجْوَى : إذا أنْتن (النهاية) .

* وعن أبي ذرّ للنبيّ صلى الله عليه و آله :«إنّي قد اجْتَوَيْتُ المدينة ، أفتأذن لي أن أخرج» : 18 / 117 . أي أصابَني الجَوى ؛ وهُو المَرض ودَاء الجوْف إذا تَطاول ، وذلك إذا لم يُوَافِقه هَواؤها واسْتَوخَمها ، ويقال : اجْتَوَيْتُ البَلَدَ : إذا كَرهْتَ المُقام فيه وإن كُنْت في نعمَة (النهاية) .

* ومنه في دعاء الندبة :«أزِلْ عنه به الأسَى والجَوى» : 99 / 109 . والأسى _ بالفتح مقصورا _ الحُزْن ، والجَوى _ كذلك _ المرض وداء الجوف إذا تطاول (المجلسي : 99 / 124) .

* ومنه فيالمباهلة :«يُشفي به جَوى الصدور» : 21 / 305 .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«رحم اللّه امرءا ... جعل الصبر مطيّة نجاته ، والتقوى عدَّة وفاته ، ودواء أجوائه» : 74 / 349 .

* وفي الخبر :«رمقَتْ خديجة رمق الهوى ، ونزل بها دهش الجَوى» : 16 / 25 . الجَوى : شدّة الوَجْد من عشْق أو حُزْن (النهاية) .

باب الجيم مع الهاءجهد : في حديث عن اُمّ معْبَد للنبي صلى الله عليه و آله في شاة لها :«شاة خَلَّفَها الجَهْد من الغَنم قال : هل بها من لبن ؟ قالت : هي أجْهد من ذلك» : 19 / 41 . الجُهد بالضّم : الوُسْع والطّاقة ، وبالفَتْح : المَشَقَّة . وقيل : المُبالَغَة والغَايَة . وقيل : هُما لُغَتان في الوُسْع والطّاقَة ، فأمَّا في المشقَّة والغَاية فالفتح لا غير . ويريد في حديث اُمّ معْبَد : الهُزَال (النهاية) .

* وعن اُمّ عبداللّه في ابنها :«إنّه لَمجْهُود في عقله ، يُحْدث في ثوبه» : 52 / 196 . أي أصاب عقله جَهْد البَلاء فهو مخبَّط . يقال : جَهَد المرض فلانا : هزله (المجلسي : 52 / 197) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«سلُوا اللّه العافية من جَهْد البلاء ؛ فإنّ جَهْد البلاء ذهاب الدين» :

.

ص: 279

92 / 134 جَهْد البلاء : الحالة التي يختار عليها الموت .

* ومنه :«لا تُخيّبْ دعاءنا ، ولا تَجْهدْ بلاءنا» : 87 / 189 .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«جَهْد البلاء أن يقدَّم الرجل فيُضرب عُنُقه صبرا ، والأسير ما دام في وَثاق العدوّ ، والرجل يجد على بطن امرأته رجلاً» : 92 / 134 .

* ومنه عن أبي عبداللّه عليه السلام :«من أغاث أخاه المؤمن اللهفان اللهثان عند جَهْده» : 71 / 319 .

* وعنه عليه السلام :«أيّما رجل من أصحابنا استعان به رجل من إخوانه في حاجة ، فلم يبالغ فيها بكلّ جُهْده ، فقد خان اللّه » : 72 / 182 . الجُهْد _ بالضمّ _ : الوسع والطاقة .

* ومنه عن أبي بصير عن أحدهما عليهماالسلام قال :«قلت له : أيُّ الصَّدَقة أفْضَل ؟ قال : جُهْد المُقِلّ» : 93 / 179 . أي قَدْر ما يَحْتَمِله حال القليل المال (النهاية) .

* وعن معاذ :«فإن لم تجد في سنّة رسول اللّه صلى الله عليه و آله ؟ قال : أجْتَهِد رأيي» : 2 / 310 . الاجْتِهادُ : بَذْل الوُسع في طَلَب الأمر ، وهو افْتِعَال من الجُهْد : الطّاقة . والمُرادُ به : رَدّ القَضِيَّة التي تَعْرض للحاكم من طريق القياس إلى الكتاب والسُّنَّة ، ولم يُرِد الرّأي الذي يراه من قِبَل نَفسه من غَيْر حَمْل على كِتَاب أو سنّة (النهاية) .

جهر : في حُنين :«قال صلى الله عليه و آله للعبّاس _ وكان رجلاً جَهْوَريّا صيّتا _: نادِ بالقوم» : 21 / 156 . أي شَدِيداً عاليا . والواو زائدة . وهو منسوب إلى جَهْوَر بصَوته (النهاية) .

* وفي الحديث :«كان عمر رجُلاً مُجْهِرا» : 28 / 145 . أي صاحب جَهْر ورفْع لصَوْته . يقال : جَهَرَ بالقول : إذا رفع به صَوْتَه فهو جَهِير وأجْهَر فهو مُجْهِر : إذا عُرفَ بشدّة الصّوت . وقال الجوهري : رجُل مِجْهر بكسر الميم : إذا كان من عَادَتِه أن يَجْهَر بكلامه (النهاية) .

* ومنه في نفخ الصور :«ينادي الجبّار جلّ جلاله بصوت جهْوَريّ ، يُسمع أقطارَ السماوات والأرَضين» : 6 / 324 .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في أصحاب الرّس :«إبليس ... يحرّك الصَّنَوْبَرة تحريكا شديدا ، ويتكلّم من جوفها كلاما جَهْوَرِيّا» : 14 / 150 .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«اجتمعت النطفتان منّي ومن عليّ ، فولّدتا الجَهِر والجَهيرُ :

.

ص: 280

الحسنان» : 22 / 111 . كأ نّهما من ألقابهما أو أسمائهما في الكتب السالفة . في القاموس : جَهِرٌ وجَهيرٌ : بَيِّن الجُهورَة والجَهَارَة ، ذُو مَنْظَرٍ . والجُهْرُ _ بالضّم _ : هَيْئَة الرجُل وحُسْنُ مَنْظَره . والجَهير : الجميل والخَليق للمَعْروف (المجلسي : 22 / 112) .

* وفي عليّ بن الحسين عليهماالسلام :«حجّ في السنة التي حجّ فيها هشام بن عبد الملك وهو خليفة ، فَاسْتَجهَرَ الناس منه عليه السلام» : 46 / 141 . أي تَعجَّبُوا منه . يقال : جَهَرْتُ الرجل واجْتَهَرتُه : إذا رأيتَه عَظِيم المَنْظر (النهاية) .

جهز : «إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله قد أمر الناس أن يُجَهِّزوا» :21 / 136 . تجهيز الغازي : تَحْمِيله وإعْداد ما يَحْتاج إليه في غَزْوه . ومنه تَجْهِيز العَروس ، وتجهيز الميّت (النهاية) .

* وعنه صلى الله عليه و آله فيإبراهيم :«يا عليّ ! قم فجهِّز ابني» : 81 / 380 .

* ومنه عن طلحة بن أبي طلحة :«تزعمون أ نّكم تُجَهِّزونا بأسيافكم إلى النار ، ونُجَهِّزكم بأسيافنا إلى الجنّة» : 20 / 50 .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«لا تُجْهزُوا على جريح ، ولا تُهيجوا النساء بِأذىً» : 33 / 458 . يقال : أجْهَز على الجَريح يُجْهِز : إذا أسْرع قَتْلَه وحرَّره (النهاية) .

* ومنه عن الإمام الهادي عليه السلام :«إنّ عليّا عليه السلام يوم الجمل لم يتبع مولّيا ، ولم يُجْهِزْ على جَرِيحهم» : 50 / 170 . أي مَن صُرِع منهم وكُفِي قِتالُه لا يُقْتَل ؛ لأ نّهم مسْلِمون ، والقصْد من قتالِهم دَفْعُ شرِّهم ، فإذا لم يُمْكِن ذلك إلاّ بقَتلهم قُتِلوا (النهاية) .

جهش : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله اعْتَنَقَني ثمّ أجهش باكيا» : 28 / 54 . الجهْشُ : أن يَفْزَع الإنسان إلى الإنسان وَيَلْجأ إليه ، وهو مع ذلك يريد البُكاء ، كما يَفْزَع الصّبِيّ إلى اُمِّه وأبيه . يقال : جَهَشْتُ وأجْهَشْت (النهاية) .

* ومنه عن أبي هريرة :«أصابنا عطش في الحُدَيبية ، فَجَهَشْنا إلى النبيّ صلى الله عليه و آله» : 18 / 5 .

جهض : عن أميرالمؤمنين عليه السلام : أخوك الذي إن أجْهَضَتْكَ مُلِمّةٌمن الدهر لم يبرح لبثّك واجما : 32 / 554 . يقال : أجْهَضْتُه عن مكانه ؛ أي أزَلْتَه . والإجْهاض : الإزْلاق (النهاية) .

.

ص: 281

* وعن الطِّرِمّاح في دمشق :«سأل عن قوّاد معاوية فقيل له : من تريد منهم ؟ فقال : اُريد جَرْوَلاً وجَهْضَما وصلادة» : 33 / 286 . الجَرْوَل : الحجارة . والجَهْضَم : الضخم الهامة ، المستدير الوجه . ويحتمل أن تكون تلك أسامي خدمه ، وأن يكون قال ذلك نبزا واستهزاءً (المجلسي : 33 / 288) .

جهل : عن النبيّ صلى الله عليه و آله :«الولد مَجْهَلَة ... مَبْخَلَة» : 5 / 110 . أي مَظِنّة له ؛ أي يحمل أبويه على الجهل ، ويدعوهما إليه ، فيجهلان الاُمور لأجله (النهاية) .

* وعنه في رواية اُخرى ، وهو محتضنٌ حسنا أو حسينا :«إنّكم لتُجَنِّبُون ، وتُجَهِّلُون ، وتُبَخِّلُون» : 43 / 280 . أي تَحْمِلُون الآباء على الجهْلِ حفظا لقُلوبهم (النهاية) .

* وعنه صلى الله عليه و آله :«من كان في قلبه حبّة من خَرْدَل من عصبيّة ، بعثه اللّه تعالى يوم القيامة مع أعراب الجاهليّة» : 70 / 284 . هي الحال التي كانت عليها العرب قبل الإسلام ، من الجَهْل باللّه ورسوله وشرائع الدِّين ، والمفاخَرة بالأنساب والكِبْرِ والتَّجَبُّر وغير ذلك (النهاية) .

* ومنه في الزيارة :«لم تدنّسكم الجاهلية الجَهْلاء» : 97 / 203 . وهو تأكيد للأوّل يشتقّ له من اسمه ما يؤكّده به كقولهم : ليلة لَيْلاء ، ويوم أيْوم ، ونحو ذلك (مجمع البحرين) .

* وعن محمّد القسريّ عن أبي عبداللّه عليه السلام في الصدقة :«لا يُعطى من سهم الغارمين ، الذين ينادُون نداء الجاهليّة . قلت : وما نداء الجاهليّة ؟ قال : الرّجل يقول : يا آل بني فلان ، فيقع فيهم القتل والدّماء» : 93 / 60 .

جهم : قال كعب بن أسد لحُيَي بن أخطب :«جِئتَني واللّه بِذُلّ الدهر ، بِجَهامٍ قد اهراق ماؤه بِرعد وبِبرق» : 20 / 201 . الجَهام : السَّحاب الذي فرغ ماؤه ؛ أي الذي تَعْرِضُه عليَّ من الدّين لا خَيْر فيه ، كالجَهام الذي لا ماء فيه (النهاية) مثل يضرب للرجل لا يزال يَخدع صاحبه حتّى يظفر به .

* وفي حليمة السعديّة :«إنّ ثديها الأيمن كان جهاما» : 15 / 345 . أي كان خاليا من اللبن .

* ومنه الحديث :«إن قلتَ : غيما قُلْتُه ، وإن قلت : جَهاما خِلْتُه» : 15 / 141 . أي الذي لا ماء فيه .

.

ص: 282

باب الجيم مع الياء

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في الدنيا :«فهي مُتَجَهِّمَة لأهلها» : 18 / 218 . أي تلقاهم بالغِلْظة والوجه الكريه (النهاية) . وتَجَهّمَتْهُ : إذا كَلَحَتْ في وجهه (الصحاح) .

* ومنه عن أبي جعفر عليه السلام :«عظِّموا أصحابكم ووقّروهم ، ولا يتجَهّم بعضكم بعضا» : 71 / 254 .

* ومنه في الدعاء :«اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب تَجَهَّمتُ فيه وليّا من أوليائك» : 84 / 333 .

جهن : عن النبيّ صلى الله عليه و آله في علائم الظهور :«يخسف اللّه بهم عندها ، ولا يَفْلُتُ منها إلاّ رجلان من جُهَينة ، فلذلك جاء القول : وعند جُهَيْنَة الخبرُ اليقين» : 52 / 187 . نزل حصين بن عمرو منزلاً ومعه رجل من بني جُهَيْنَة يقال له : الأخنس ، فقام الجُهَني فقتله ، وأخذ ماله ، وكانت اُخته تبكيه في المواسم ، فقال الأخنس في أشعار له : تُسائِلُ عن حُصَينٍ كُلّ رَكْبٍوعِنْدَ جُهَيْنَة الخَبَرُ اليقينُ يُضرب في معرفة الشيء حقيقةً .

* وعن أبي جعفر عليه السلام :«إنَّ الجُهَني أتى إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله فقال : يا رسول اللّه ! إنّ لي إبِلاً وغنما وغِلْمَة ، فاُحبُّ أن تأمرني ليلة أدخل فيها ، فأشهد الصلاة وذلك في شهر رمضان ، فدعاه رسول اللّه صلى الله عليه و آلهفسارَّه في اُذُنه . قال : فكان الجُهَني إذا كانت ليلة ثلاث وعشرين ، دخل بإبله وغنمه وأهله ووُلده وغِلْمَته ... المدينة فإذا أصبح خرج بأهله وغنمه وإبله إلى مكانه» : 95 / 160 .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«إنّ الحَرّ من فَيح جهنّم» : 8 / 283 . هي لفظة أعجميّة ، وهو اسْم لِنَار الآخرة . وقيل : هي عربيّة . وسُمّيت بها لبُعْد قَعْرها . ومنه رَكِيَّةٌ جِهِنَّام _ بكسر الجيم والهاء والتشديد _ أي بعيدة القعر . وقيل : تعريب كِهِنّام بالعِبراني (النهاية) .

باب الجيم مع الياءجيب : عن أميرالمؤمنين عليه السلام في أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«إذا ذُكر اللّه هَمَلَت أعينهم حتّى تَبُلَّ جُيُوبَهم» : 66 / 307 . جَيْب القميص : ما يَنْفَتِحُ على النَّحر ، والجَمْعُ أجْيَاب وجُيُوب (المصباح المنير) .

.

ص: 283

* وعن الحسن بن علي عليهماالسلام :«أنا ابن قليلات العيوب ، نقيّات الجُيوب» : 43 / 356 . هي كناية عن عِفَّتهنّ ، كما أنّ طهارة الذيل في عرف العجم كناية عنها (المجلسي : 43 / 356) .

* ومنه في حديث نجران :«أنت الناصح جَيبا ، المأمون عَيبا» : 21 / 322 . رجل ناصح الجيب ؛ أي أمين (المجلسي : 21 / 335) .

جيح : عن أبي عبداللّه عليه السلام في أنهار الأرض :«منها : سَيْحان ، وجَيْحان ؛ وهو نهر بَلْخ» : 57 / 46 . وفي أكثر النسخ هنا جيحان بالألف ، وفي بعضها بالواو ، وهو أصوب لما عرفت أنّ نهر بلخ بالواو ، وعلى الأوّل إن كان التفسير من بعض الرواة ، فيمكن أن يكون اشتباها منه ، ولو كان من الإمام عليه السلام وصحّ الضبط كان الاشتباه من اللّغويّين (المجلسي : 57 / 47) . وفي النهاية : السيحان والجيحان نهران بالعواصم عند المَصِّيْصَة وطَرْسوس .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«أنْزل اللّه من الجنّة إلى الأرض خمسة أنهار : سَيْحون ؛ وهو نهر الهند ، وجَيْحون ؛ وهو نهر بَلْخ» : 57 / 38 .

جيد : في صفته صلى الله عليه و آله :«كأنّ عُنُقَه جيد دُمْيَة في صفاء الفضّة» : 16 / 149 . الجِيد : العُنُق (النهاية) .

* وفي إسماعيل عليه السلام عندما أوحى اللّه إليه :«أن اخْرج فادع بذلك الكنز ، فخرج إلى أجْياد» : 61 / 157 . هو موضع بأسفل مكّة معروف من شِعَابها (النهاية) .

* وعن عليّ بن جعفر :«سألته عن جِياد لم سمّي جِيادا ؟ قال : لأنّ الخيل كانت وحوشا ، فاحتاج إليها إبراهيم وإسماعيل ، فدعا اللّه تبارك وتعالى أن يسخّرها له ، فأمره أن يصعد على أبي قبيس فينادي : ألا هلاّ ، ألا هَلُمّ ، فأقبلت حتّى وقفتْ بجِياد ، فنزل إليها فأخذها ، فلذلك سمّي جِيادا» : 61 / 157 .

* وعن ابن عبّاس :«خرج إبراهيم وإسماعيل حتّى صعدا جِيادا ، فقالا : ألا هلاّ ، ألا هَلُمّ ، فلم يبق في أرض العرب فرس إلاّ أتاه وتذلّل له وأعطت بنواصيها ، وإنّما سُمّيت جيادا لهذا» : 12 / 104 .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«فها أنا ذا قد قَرُبَت جِيادي ، ورحَلَت ركابي» : 33 / 496 . جاد الفرَسُ ؛ أي صار رائعا ، يَجُودُ جُودَةً _ بالضمّ _ ، فهو جَوَاد ، للذكر والاُنثى ، من خَيلٍ جِيادٍ وأجْيَادٍ وأجاويدَ (الصحاح) .

.

ص: 284

جيش : في الحُديبية :«ما زال يَجِيش لهم بالرّيّ حتّى صدرُوا» : 20 / 331 . أي يَفُور ماؤه ويَرْتَفِع (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في عثمان :«جاشت جيشَ المِرْجَل ، وقامت الفتنة» : 32 / 84 . أي غَلَت .

* ومنه عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله لأميرالمؤمنين عليه السلام فيالخلافة :«فاذا قُلِّدتَها جاشت عليك الصُّدور» : 32 / 243 .

* وفي الزيارة الجامعة :«دامِغِ جَيْشَاتِ الأباطِيل» : 99 / 179 . هي جَمْع جَيْشَة ؛ وهي المرّة من جَاش : إذا ارْتفَعَ (النهاية) .

جيض : عن أبي جعفر عليه السلام في عمّار :«قد كان جاضَ جَيْضَةً» : 22 / 440 . يقال : جاضَ في القتال إذا فرّ . وجاضَ عن الحقّ : عَدل . وأصْلُ الجَيْض المَيْل عن الشيء . ويُرْوى بالحاء والصاد المهملتين ، وسيذكر في موضعه (النهاية) .

جيف : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«إنّ ريح الجنّة ... ما يجدها ... جَيّوف ؛ وهو النّبّاش» : 79 / 33 .

* وفي رواية اُخرى :«ولا جيّاف ؛ وهو النبّاش» : 76 / 130 . سُمّي به ؛ لأ نّه يأخذ الثّياب عن جِيَف الموتى ، أو سُمّي به ؛ لِنَتْن فِعْله (النهاية) .

جيل : عن لقمان عليه السلام :«يا بُنَيَّ إنّ الدنيا بحر ، وقد غرق فيها جِيْل كثير» : 13 / 416 . الجِيلُ : الصِّنف من الناس . وقيل : الاُمّة . وقيل : كلّ قَوم يَخْتَصُّون بلُغَة : جِيلٌ (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في أهل البصرة :«يقتلهم إخوان الجنّ ؛ وهم جِيل ...» : 32 / 255 .

.

ص: 285

ح_رفُ الحاء

باب الحاء مع الباء

.

.

ص: 286

حرفُ الحاءباب الحاء مع الباءحبب : فيالخبر :«زيد بن حارثة صاحب رسول اللّه صلى الله عليه و آله وحِبُّه» : 44 / 107 . الحِبّ _ بالكسر _ : المحْبوب . والاُنثى حِبّة (النهاية) .

* وعن دِعْبِل في الحسين عليه السلام : لم يحفظوا حِبَّ النبيّ محمّدٍإذ جرّعوه حرارةً ما تبردُ : 45 / 243 .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«وفّقنا اللّه وإيّاكم لِمَحابِّه» : 33 / 497 . جمع المحبّة بمعنى الحُبّ ؛ أي الأعمال المحبوبة (المجلسي : 33 / 497) .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في قوم خرجوا من النار :«فَينْبُ_تُون كما تَنْبُت الحِبَّة في حَميل السَّيْل» : 8 / 371 . الحِبَّة _ بالكسر _ : بُزُور البُقُول وحَبُّ الرياحين . وقيل : هو نَبْت صغير يَنْبُت في الحشيش . فأمّا الحَ_بَّة _ بالفتح _ فهي الحِنْطَة والشعير ونحوُهُما (النهاية) .

* وفي دعاء الأمان :«أيا حَبَّة قلبي تقطّعت أسباب الخدائع ، واضمحلّ عنّي كلّ باطل» : 97 / 421 . حَبَّة القَلْب : سُوَيْداؤه ، أو مُهْجَتُهُ ، أو ثَمَرَتُهُ ، أو هَنَةٌ سَوْداءُ فيه (القاموس المحيط) .

* وعن السيّد الحِمْيريّ في حديث الخُفّ : ألا يا قومِ للعَجَب العُجابِلِخُفِّ أبي الحسين وللحُباب : 41 / 243 . الحُباب _ بالضمّ _ : اسم للشيطان . ويقع على الحيَّة أيضا ، كما يقال لها :

.

ص: 287

شيطان ، فهُمَا مُشْتَركان فيهما . وقيل : الحُباب : حيَّة بِعَيْنِها (النهاية) .

حبر : عن أبي عبداللّه عليه السلام في الشيعة :«أنتم واللّهِ فيالجنّة تُحبَرون ، وفي النار تطلبون» : 65 / 51 . الحَبْرة _ بالفتح _ : النَّعْمة وسَعَة العيش ، وكذلك الحُ_بُور (النهاية) .

* ومنه عن أبي جعفر عليه السلام للحسن بن العبّاس :«يا محبور! واللّهِ مايُلهَم الإقرارُ بما ترى إلاّ الصالحون» : 26 / 87 .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«من عزَّى حزينا كُسِي فيالموقف حُلّة يُحَبَّر بها» : 79 / 111 . يقال : حَبَّرْتُ الشيء تحبيرا : إذا حَسَّنْتَه ؛ أي يُحسَّن ويزيَّن بها (المجلسي : 79 / 112) .

* وعن أمير المؤمنين عليه السلام في وصف المتّقين :«تالين كلامَ ربّهم يُحبِّرونه تَحْبِيرا» : 75 / 73 .

* وعن حسّان بن ثابت في مدح أميرالمؤمنين عليه السلام : أيذهب مدحي والمحبَّر ضائعوما المدح في جنب الإله بضائعِ : 35 / 197 .

* وعن المنصور لأبي عبداللّه عليه السلام :«إنّك حَبْرُ الدهر وناموسُه» : 10 / 217 . الحَبْر والحِبْر _ بالفتح والكسر _ : العالم . وكان يقال لابن عبّاس : الحَبر والبحر ؛ لعلمه وسعته (النهاية) .

* وفيه :«كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله يلبس بُرُدا حِبَرة يَمَنيّة» : 16 / 227 . الحِبَرَة بوزن عِنَبة على الوصف والإضافة ، وهو بُرْدُ يمانٍ ، والجَمْع حِبَر وحِبَرات (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام فيفتح مكّة :«أخْرجوا من آويتم . فجعلوا يذرِقون كما يذرِق الحُبارَى خوفا منه» : 21 / 131 . الحُبارَى : معروف ، يضرب بها المثل في الحمق والجبن .

حبس : عن جعفر الصادق عليه السلام :«إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله أمر بردّ الحُبُس ، وإنفاذ المواريث» : 100 / 186 . الحَبْس . هو كلّ وقف إلى وقت غير معلوم ، هو مردود على الورثة (الصدوق) . الحُبُسُ : جمع حَبيس ؛ وهو بضمّ الباء ، وأراد به ما كان أهلُ الجاهلية يُحَ_بِّسُونه ويُحَرِّمونه ، من ظهور الحامي ، والسائبة ، والبَحِيرة ، وما أشْبَهها ، فنزل القرآن بإحْلال ما حَرّموا منها ، وإطلاق ما حَبَّسُوه (النهاية) .

* وعن عليّ بن الحسين عليهماالسلام :«الذُّنوب التي تَحْبِس غيث السّماء : جَوْر الحكّام في القضا ،

.

ص: 288

وشهادة الزّور ، وكتمان الشهادة ، ومنع الزكاة» : 70 / 376 .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في الاستسقاء :«اللهمّ خَرَجنا إليك حين فاجَأتنا المضائق الوَعِرة ، وألْجَأتْنا المَحابِس العَسِرة» : 88 / 293 . أي الشدائد التي صعب علينا الصبر عليها (المجلسي : 88 / 298) .

* وعنه عليه السلام يمدح النبيّ صلى الله عليه و آله :«حتّى أورى قَبَسا لقابس ، وأنار علما لِحابِس» : 91 / 85 . الحابِس : مَنْ حَبَس ناقته وعَقَلها حيرةً منه لا يدري كيف يهتدي ، فيقف عن السير (صبحي الصالح) .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله :«ما هذا لها عادة ، ولكن حَبَسها حابِسُ الفيل» : 20 / 329 . هو فيلُ أبْرَهَة الحبشي الذي جاء يَقْصِد خَراب الكعبة ، فحَبس اللّه الفيل فلم يَدْخُل الحَرَم ، ورَدّ رأسه راجعاً من حيثُ جاء . يعني أنّ اللّه حَبس ناقة النبيّ صلى الله عليه و آله لمّا وصل إلى الحُديْبية ، فلم تَتَقَدّم ولم تَدْخُل الحَرم ؛ لأ نّه أراد أن يَدْخُل مكّة بالمسلمين (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«بادِروا بالأعمال عُمُرا ناكسا ، أو مَرَضا حَابِسا» : 70 / 83 . الحابِس : المانع من العمل (صبحي الصالح) .

* وعنه عليه السلام في طلحة والزبير :«أبرَزا حَبِيس رسول اللّه صلى الله عليه و آله لهما ولغيرهما في جيشٍ» : 32 / 92 . حَبِيس : فعيل بمعنى مفعول ؛ يستوي فيه المذكّر والمؤنّث . واُمّ المؤمنين كانت محبوسة لرسول اللّه صلى الله عليه و آله ، لا يجوز لأحد أن يمسّها بعده ، كأ نّها في حياته (صبحي الصالح) .

حبش : قال سيّد الأحَابِيش لأبي سفيان في الحُدَيبِيَة :«أما واللّه لَتُخَلِّيَنّ عن محمّد وما أراد أو لأنفرِدَنّ في الأحَابِيش» : 20 / 366 . هم أحْياء من القَارَة ، انْضَمُّوا إلى بني لَيْث في مُحارَبتِهم قُرَيشا . والتَّحَبُّش : التَّجمُّع . وقيل : حالفوا قُريشا تحت جبل يُسمَّى حُبْشِيّا ، فسُمُّوا بذلك (النهاية) .

* وفي أبي سفيان :«اِستَأجر يوم اُحد ألفين من الأحَابِيش يقاتل بهم النبيّ صلى الله عليه و آله» : 17 / 180 .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«الدُّرّاج حَبَش الطّير» : 62 / 5 . لسَواده .

* وفي خاتم النبيّ صلى الله عليه و آله :«وكان فَصُّه حَبَشِيّا» : 16 / 251 . يحتمل أ نّه أراد مِن الجَزْع أو العَقيق ؛ لأنّ مَعْدِنَهما اليمنُ والحَبَشة ، أو نوعا آخر يُنْسَبُ إليها (النهاية) .

.

ص: 289

حبط : عن النبيّ صلى الله عليه و آله :«من نكح امرأة حراما ... أحْبَطَ اللّه عمله» : 7 / 214 . أي أبْطَله . يقال : حَبِط عملُه يَحْبَط ، وأحْبَطَه غيرُه ، وهو من قولهم : حَبِطَت الدابّ_ة حَبَطا _ بالتحريك _ إذا أصابت مَرْعىً طَيِّبا ، فأفْرَطَت في الأكل حتّى تنتفخَ فَتَمُوت (النهاية) . وقد تكرّر في الحديث .

حبنط : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله فيالسَّقط :«لَيظلُّ مُحْبَنْطِئا على باب الجنّة يقال له : اُدخل . يقول : حتّى يدخل أبواي» : 79 / 117 . المُحبَنْطئ _ بالهمز وتَرْكه _ : المُتَغَضِّب المُسْتَبْطئ للشيء . وقيل : هو الممتَنِع امْتناع طَلِبَة ، لا امْتنَاعَ إباء . يقال : احْبَنْطَأْتُ ، واحْبَنْطَيْتُ . والحَبَنْطَى : القصير البَطين ، والنون والهمزة والألف والياء زوائد للإلحاق (النهاية) .

* وعن الاُسْقُف في الخلافة :«هذا الجالس الغليظ الكَفَلُ المحْبَنطئ ليس هو لهذا المكان بِأهل» : 10 / 60 . أي الممتلئ غَيظا (المجلسي : 10 / 60) .

حبك : عن عمرو بن مُرّة يمدح النبيّ صلى الله عليه و آله : لأصْبَحْتَ خَيْرَ النَّاسِ نَفسا وَوَالدارَسوُلَ مَلِيك النَّاسِ فَوْقَ الحبَائكِ : 18 / 103 . الحَبائك : الطُّرُق ، واحِدُها حِبيكَة : يَعْني بها السَّماوات ؛ لأنّ فيها طُرُق النّجوم . ومنه قوله تعالى : «والسَّماءِ ذاتِ الحُبُك» واحدها حِبَاك ، أو حَبِيْك (النهاية) .

* عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام في قول اللّه سبحانه : «والسَّماءِ ذاتِ الحُبُك» ؟ قال : «هي مَحبُوكَة إلى الأرض _ وشبّك بين أصابعه _ فقلت : كيف تكون محبوكة إلى الأرض واللّه يقول : «رَفَعَ السَّمواتِ بِغَيرِ عَمَدٍ تَرَونَها» ؟ فقال : سبحان اللّه ! أليس يقول : «بِغَيرِ عَمَدٍ تَرَونَها» ؟ قلت : بلى . فقال : فَثَمَّ عَمدٌ ولكن لا ترونها . قلت : كيف ذلك ؟ جعلني اللّه فداك . قال : فبسط كفّه اليسرى ، ثمّ وضع اليمنى عليها ، فقال : هذه أرض الدنيا ، والسماء الدنيا عليها فوقَها قبّة ، والأرض الثانية فوق السماء الدنيا ، والسماء الثانية فوقها قبّة ، والأرض الثالثة فوق السماء الثانية ، والسماء الثالثة فوقها قبّة ، والأرض الرابعة فوق السماء الثالثة ، والسماء الرابعة فوقها قبّة ، والأرض الخامسة فوق السماء الرابعة ، والسماء الخامسة فوقها قبّة ، والأرض السادسة فوق السماء الخامسة ، والسماء السادسة فوقها قبّة ، والأرض السابعة فوق السماء السادسة ، والسماء السابعة فوقها قبّة ، وعرش الرحمن تبارك وتعالى فوق السماء السابعة ، وهو

.

ص: 290

قول اللّه : «الَّذي خَلَقَ سَبعَ سَمواتٍ ومِنَ الأرضِ مِثلَهُنّ يَتنَزّلُ الأمرُ بَينَهن»» : 57 / 79 . في القاموس : الحَبْكُ : الشدّ والإحكام وتحسين أثر الصنعة في الثوب . يَحْبُكُه ويَحْبِكُه فهو حبيكٌ ومَحْبُوك . والحُبُك من السماء : طرائق النجوم . والتحبيكُ : التوثيق والتخطيط ، انتهى . فالمراد بكونها محبوكة : أ نّها متّصلة بالأرض معتمدة عليها ، وأنّ كلّ سماء على كلّ أرض كالقبّة الموضوعة عليها . ولمّا كان هذا ظاهرا مخالفا للحسّ والعيان ، فيمكن تأويله بوجهين : أوّلهما _ وهو أقربهما وأوفقهما للشواهد العقليّة _ : أن يكون المراد بالأرض ما سوى السماء من العناصر ، ويكون المراد نفي توهّم أنّ بين السماء والأرض خلأ ، بل هو مملوّ من سائر العناصر ، والمراد بالأرَضين السبع هذه الأرض وستّة من السماوات التي فوقنا ؛ فإنّ الأرض ما يستقرّ عليه الحيوانات وسائر الأشياء ، والسماء ما يظلّهم ويكون فوقهم ، فسطح هذه الأرض أرض لنا ، والسماء الاُولى سماء لنا تظلّنا ، والسطح المحدّب للسماء الاُولى أرض للملائكة المستقرّين عليها ، والسماء الثانية سماء لهم ، وهكذا محدّبُ كلّ سماء أرضٌ لما فوقها ، ومقعّرُ السماء الذي فوقها سماء بالنسبة إليها إلى السماء السابعة ؛ فإ نّها سماء وليست بأرض ، والأرض التي نحن عليها أرض وليست بسماء ، والسماوات الستّة الباقية كلّ منها سماء من جهة وأرض من جهة . وثانيهما : أن يكون المعنى أنّ السماوات سبع كرات في جوف كلّ سماء أرض ، وليست السماوات بعضها في جوف بعض كما هو المشهور ، بل بعضها فوق بعض معتمدا بعضها على بعض ، فالمراد بقوله «إلى الأرض» أي مع الأرض ، أو إلى أن ينتهي إلى هذه الأرض التي نحن عليها (المجلسي : 57 / 80) .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في غُرَف الجنّة :«سُقُوفها الذهب محبُوْكة بالفضّة» : 8 / 128 . أي منقوشة بها (المجلسي : 8 / 130) .

* وفي صفة جبرئيل عليه السلام :«ورأسه مُحَ_بَّك حُبُك مثل اللؤلؤ كأ نّه الثلج» : 56 / 259 . أي شَعَرُ رأسِه مُتَكَسِّر من الجُعُودة ، مثل الماء السَّاكِن ، أو الرَّمْل إذا هَبَّتْ عليهما الرّيح ، فيَتَجَعّدان ويَصِيران طَرَائقَ (النهاية) . وفي بعض النسخ : ورأسه حُبُكٌ حُبُكٌ مثل المرجان ؛ وهو اللؤلؤ .

حبل : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«تَرَكْتُ فيكم حَبْلَيْن ... كتاب اللّه ؛ حَبْل مَمْدُود من السَّماء إلى الأرض ، وعِتْرَتي أهل بيتي» : 36 / 21 . أي نُور مَمْدُودٌ ، يعني نورَ هُدَاه . والعرب تُشبّه النُّور

.

ص: 291

الممتدّ بالحبل والخَيط . ومنه قوله تعالى : «حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الخَيطُ الأبيَضُ مِنَ الخَيطِ الأسوَد» يعني نُور الصُّبح من ظلمة الليل (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«أنا حَبْل اللّه المَتِين» : 39 / 339 . إشارة إلى قوله تعالى : «واعتَصِموا بحَبلِ اللّهِ جَميعا» وإنّما شُبّه بالحبل ؛ لأ نّه وسيلة الخلق ؛ إذ به وبولايته ومتابعته يَصِلون إلى قرب اللّه وحبّه وكرامته وجنّته ، فكأ نّه حبل ممدود بين اللّه وبين الخلق (المجلسي : 39 / 339) . وقيل : الحَبْل : العَهْد والأمان والميثاق (النهاية) .

* وعنه عليه السلام :« ... يا دنيا ، فحبلك على غارِبك قد انسلَلْتُ من مخالبك ، وأفْلَتُّ من حبائِلِك» : 40 / 342 . حبائلها : أي مصايدها ، واحدها حِبالة _ بالكسر _ : وهي ما يُصادُ بها من أيّ شيء كان (النهاية) .

* وفي نوح عليه السلام :«آخر شيء أخرج حَبَلة العِنَب» : 63 / 503 . الحَبَلة _ بفتح الحاء والباء ، وربّما سُكِّنت _ : الأصْل أو القَضِيب من شجر الأعْناب (النهاية) .

* ومنه في رسول اللّه صلى الله عليه و آله في الطائف :«استَظَلّ في ظلّ حَبَلَة» : 19 / 6 .

* وفي حجّة الوداع :«كلّما أتى حَبْلاً من الحِبَال أرخى لها قليلاً ، حتّى أتى المزدَلِفة» : 21 / 405 . الحَبْل : المسْتَطيل من الرّمل . وقيل : الضّخْم منه ، وجَمْعهُ حِبال . وقيل : الحِبال في الرّمل كالجِبَال في غير الرمل (النهاية) .

* ومنه في الموقف :«وجعل حَبْل المُشاة بين يديه» : 21 / 405 . أي طَرِيقَهم الذي يَسْلُكُونه في الرَّمل . وقيل : أراد صَفَّهم ومُجْتَمعهم في مَشْيِهم تَشْبيها بحَبْل الرَّمل (النهاية) .

* وفي الخبر :«نهى صلى الله عليه و آله عن بيع حَبَل الحَبَلة» ، ومعناه ولد ذلك الجنين الذي في بطن الناقة : 73 / 342 . الحَبَل _ بالتحريك _ : مصدر سُمِّي به المحْمُول ، كما سُمِّي بالحَمْل ، وإنّما دخَلت عليه التاء للإشعار بمعنى الاُ نُوثةِ فيه ، فالحَبَلُ الأوّل يراد به ما في بُطون النُّوق من الحَمْل ، والثاني حَبَلُ الذي في بطون النوق . وإنّما نُهِي عنه لمعْنيَين : أحدُهما أ نّه غَرَرٌ وبَيعُ شيء لم يُخْلَق بَعْدُ ؛ وهو أن يَبيعَ ماسَوْف يَحْمِلُه الجنين الذي في بطن الناقة ، على تقدير أن تكون اُنثَى ، فهو بَيع نِتاج النِّتاج . وقيل : أراد بحَبَل الحَبَلة أن يَبيعه إلى أجَلٍ يُنْتَج فيه الحَمْل الذي في بطن الناقة ، فهو أجَل مجهول ولا يَصِحُّ (النهاية) .

.

ص: 292

باب الحاء مع التاء

حبن : عن أبي عبداللّه عليه السلام :«إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله اُتِيَ برجُلٍ أحْبَن قد استسقى بطنه» : 12 / 341 . الأحْبَن : المُسْتَسْقي ، من الحبَنَ _ بالتحريك _ : وهو عِظَم البَطْن (النهاية) . الحبن : داء في البطن يَعظُمُ منه ويَرِمُ (المجلسي : 12/341) .

* ومنه في الأسود بن عبد يغوث :«استسقى ماء ، ومات حَبِنا» : 18 / 63 .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله أنّه :«رأى بِلالاً وقد خرج بطنُه فقال صلى الله عليه و آله : اُمّ حُبَيْن » ،واُمّ حُبَين ضَرب من العَظاية ويقال : إ نّها الحِرباء : 16 / 295 . اُمّ حُبَين : دُوَيْبَّة كالحِرْباء ، عظيمة البَطْن ، إذا مشَتْ تُطَأطِئ رأسَها كَثيرا وتَرْفَعُه لِعِظَم بَطْنِها ، فَهي تَقَع على رأسها وتَقُوم (النهاية) .

حبا : عن أبي عبداللّه عليه السلام في إبراهيم عليه السلام :«حُسِرت النار عنه وإنّه لَمُحْتَبٍ» : 12 / 24 . الاحْتِباء : هو أن يَضُمّ الإنسان رجْلَيْه إلى بَطْنه بثَوْب يَجْمَعُهما به مع ظَهْره ، ويَشُدُّه عليها . وقد يكون الاحتِباء باليَدَيْنِ عِوَض الثَّوب (النهاية) .

* وعنه عليه السلام :«يُكره الاحْتِباء في المسجد الحرام ؛ إعظاما للكعبة» : 96 / 60 .

* وعنه عليه السلام :«ما تبالي ... أن لا تكون مُحْتَبيا بسيفك في ظلّ رِواق القائم عليه السلام» : 52 / 142 .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله في صلاة العشاء والصبح :«لو يَعلمون مافيهما لأتوهُما ولَوْ حَبْوا» : 85 / 17 . الحَبْوُ : أن يمشي على يَدَيْه ورُكبَتَيه ، أو اسْته . وحَبا البَعيرُ : إذا بَرَك ثم زَحفَ من الإعْياء . وحَبَا الصَّبيُّ : إذا زحف على اسْتِه (النهاية) .

* و منه عن ابن عبّاس في الصراط :«يمضي قوم ... مثل الحَبْو ، ثمّ قوم مثل الزحف» : 8 / 67 .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام :«من لم يكن منّا ثمّ حَبَوْنا له الدنيا لم يحبَّنا» : 5 / 198 . يقال : حَبَاه كذا ، وبكذا : إذا أعْطَاه . والحِبَاء : العَطِيّ_ة (النهاية) .

* وعنه عليه السلام :«إنّ المؤمن إذا اُدخل قبره ينادى : ألا إنّ أوَّلَ حَبَائِك الجنّةُ ، وأوّلَ حَباءِ من تَبِعك المغفرةُ» : 78 / 262 .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«إنّي رسول اللّه إليكم غير محابٍ لقرابتي» : 27 / 74 . غير محابٍ : بتخفيف الباء ؛ أي لا أقول فيهم ما لا يستحقّونه محاباةً لهم . في القاموس : حاباه محاباةً وحَباءً : نصره واختصّه ومال إليه (المجلسي : 27 / 75) .

.

ص: 293

باب الحاء مع الثاء

باب الحاء مع التاءحت : عن أميرالمؤمنين عليه السلام في الصلاة :«إنّها لتَحُتُّ الذُّنوب حتَّ الوَرَق» : 79 / 224 . الحَتُّ : حكّ الورق من الغصن والمني من الثوب ، يعني يزيل اللّه تعالى الذنوب من البدن ببركة الصلاة ، كما يُحتّ الورق من الشجر (مجمع البحرين) .

* وعن أبي جعفر عليه السلام في المصافحة :«فما تزال الذُّنوب تَتَحاتُّ عنهما كما يَتَحاتُّ الورق عن الشجر» : 73 / 23 . أي تتساقط .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في الطاووس :«فينحتّ من قَصَبه انحِتات أوراق الأغصان» : 62 / 31 .

حتد : عن أبي عبداللّه عليه السلام في النبيّ صلى الله عليه و آله :«في حَوْمة العزّ مولده ، وفي دَوْمة الكرم مَحْتِدُه» : 16 / 369 . المَحْتِد _ بالفتح وكسر العين _ : الأصل والطبع (مجمع البحرين) .

* ومنه عن ابن عبّاس في أميرالمؤمنين عليه السلام :«كان واللّهِ علمَ الهدى ... ومَحْتِدَ الندا» : 44 / 113 . والندا : العطاء (المجلسي : 44 / 113) .

* وعن موسى بن جعفر عليهماالسلام للرشيد :«وما أبعدك اللّه من أن تفعل ذلك وقد ... أكرَم عنصرَك ، وأعلى مَحتِدك» : 48 / 130 .

حتف : عن الحسن بن علي عليهماالسلام في الإخوان :«خلَّفوا الخلوف ، وأودت بهم الحُتُوف» : 43 / 336 . الحُتُوف : جَمْع الحَتْف ؛ وهو أنْ يَموت على فِرَاشِه ، كأ نّه سَقَط لأنْفه فَمات . والحَتْف : الهلاك . كانوا يَتَخيَّلُون أنّ رُوح المريض تَخْرُج من أنْفه ، فإن جُرح خَرجَتْ من جِرَاحَتِه (النهاية) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام في صفّين :«أنتم ... فرسانُ الطِرار وحُتُوف الأقران» : 32 / 471 . الحُتُوف : جمع الحَتف ؛ وهو الموت (المجلسي : 32 / 493) .

* ومنه في زيارة أبي عبداللّه الحسين عليه السلام :«سلامُ من لو كان معك بالطُّفوف ... بذل حُشاشته دونك للحُتُوف» : 98 / 238 .

حتك : عن وهب في سفينة نوح عليه السلام :«كانت الشاة تَحْتِكُ بالذئب ، والبقرة تَحْتِكُ

.

ص: 294

باب الحاء مع الجيم

بالأسد» : 62 / 63 . حَتَكَ يَحْتِكُ حَتْكا وحَتَكانا : مَشَى وقارب الخَطْوَ مُسْرِعا ، وحَتَك الشيء : بَحَثَه (القاموس المحيط) .

حتم : عن عليّ بن الحسين عليهماالسلام :«إنّ أمر القائم حَتْم من اللّه ، وأمر السفياني حَتْم من اللّه » : 52 / 182 . الحَتْم : اللازم الواجب الذي لا بُدّ من فِعْلِه (النهاية) .

* ومنه عن النبيّ صلى الله عليه و آله لاُمّ سعد لمّ_ا قالت :هنيئا لك يا سعد وكرامة : «لا تُحَتِّمِي على اللّه » : 6 / 217.

* و في أميرالمؤمنين عليه السلام :«الأشعث الحاتِم» : 42 / 134 . الحاتِم _ بالكسر _ : القاضي ، وبالفتح : الجواد . والأشعث : المُغبر الرأس ، وفي بعض النسخ «الأسغب» بالغين المعجمة والباء الموحّدة ؛ أي الجائع (المجلسي : 42 / 135) .

باب الحاء مع الثاءحثحث : عن أبي الأسود في شهادة أميرالمؤمنين عليه السلام : رُزئنا خير من ركب المطاياوحَثْحَثَها ومن ركب السَّفينا : 42 / 242 . حَثْحَثَ : حثَّ وأسْرع . يقال : حَثَّه على الشيء ، وَ حثْحَثَه بمعنىً . وقيل : الحَاء الثانية بدل من إحْدى الثاءين (النهاية) .

* ومنه في حديث سطيح :كأنّما حُثْحِثَ مِن حِضْنَي ثَكَن :15 / 268 .

حثل : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«بقيت حُثَالَة من الضُّلاّل لا يألون الناس خَبالاً» : 94 / 115 . الحُثَالَة : الرديء من كلّ شيء . ومنه حُثَالَة الشَّعير والأرُزّ والتَّمْر وكُلّ ذي قِشْر (النهاية) .

* وعنه عليه السلام :«فلتكن الدّنيا عندكم أصغر من حُثَالَة القَرَظ» : 75 / 5 . والقَرَظ _ بالتحريك _ : ورق السَّلَم يُدبغ به الأديم (الهامش : 75 / 5) .

.

ص: 295

حثا : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«احْثُوا في وجْوه المَدَّاحِين التُّراب» : 70 / 294 . أي ارْمُوا . يقال : حَثَا يَحْثو حَثوا ويَحْثِي حَثْيا ، يُريدُ به الخَيْبة وألاّ يُعْطَوا عليه شَيئا ، ومنهم من يُجْريه على ظاهره فيرمي فيها التُّراب (النهاية) .

* وفي الحديث :«حَثا له ثلاث حَثَيَات من تمر» : 40 / 119 . أي ثلاث غُرف بيَدَيْه ، واحدها : حَثْيَة (النهاية) .

* ومنه عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في القائم عليه السلام :«يحثُوا المال حَثْوا ، ولا يعدّه عدّا» : 28 / 18 . الحَثْو : رَمي التّراب ونحوه ، وهو كناية عن كثرة العطاء (المجلسي : 28 / 18) .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله :«من دعا بدعاء الجاهليّة فله حَثْوة من حِثي جهنم» : 97 / 15 .

باب الحاء مع الجيمحجب : عن الصادق عليه السلام في سليمان عليه السلام عندما عرض عليه الخيل :«اِشتغل بالنظر إليها حتّى تَوارَتِ الشمس بالحِجَاب» : 14 / 101 . الحِجَاب _ ها هنا _ : الاُفُقُ ، يُريد : حِين غَابت الشمس في الاُفُق واسْتَتَرَت به (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«لو كان لي واديان يسيلان ذهبا وفضّة ما أهديت إلى الكعبة شيئا ؛ لأنّه يصير إلى الحَجَبَةِ دون المساكين» : 96 / 67 . حَجَبَةَ وحُجّاب : جمع حاجبٍ ، وهو البوّاب . وحِجابة الكعبة : هي سِدانتها ، وتَوَلِّي حِفظها ، وهمُ الذين بأيديهم مِفْتاحُها (النهاية) .

* وعنه عليه السلام في صور الأطيار :«ركّبها في حِقاق مفاصل مُحتَجِبَة» : 62 / 30 . احْتِجَاب المفاصل : اسْتتارها باللحم والجلد .

حجج : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«فرض عليكم حَجّ بيته الحرام» : 96 / 15 . الحَجُّ في اللّغة : القَصْد إلى كلّ شيء ، فخصَّه الشَّرع بقصْدٍ مُعَيَّنٍ ذِي شروط معلومة ، وفيه لُغَتان : الفَتْح والكَسْر . وقيل : الفتح المَصْدر ، والكَسْر الاسم ، تقول حَجَجْتُ البيت أحُجُّه حَجّا . والحَجَّة _ بالفتح _ : المرَّة الواحدة على القياس . وقال الجوهري : الحِجَّة _ بالكسر _ : المرَّة الواحدة ، وهو من الشَّواذّ . وذُو الحِجّة _ بالكسر _ : شهر الحجّ . ورجُل حَاجّ ، وامرأة حاجّة . ورجال

.

ص: 296

حجّاج ، ونساء حواجّ . والحَجيج : الحُجّاجُ أيضا ، وربما اُطْلق الحَاجّ على الجماعة مجازا واتّساعا (النهاية) .

* ومنه عن عليّ بن الحسين عليهماالسلام :«ما أكثرَ الضجيج ، وأقلّ الحَجِيج !» : 96 / 258 .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام في يَنْبُع :«هي صدقة ... في حَجِيج بيت اللّه » : 41 / 40.

* وقيل لأبي جعفر عليه السلام :«لم سُمّي الحجّ حجّا ؟ قال : حجّ فلان ؛ أي أفلحَ» : 96 / 2 .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«أنا حَجِيجُ المارِقين ، وخصيم الناكِثين» : 31 / 500 . أي مُحَاجِجُهُم ومُغالِبُهُم بإظْهار الحُجَّة عليهم ، والحُجّة : الدليل والبُرهان ، يقال : حَاجَجْتُه حِجَاجا ومُحاجَّةً ، فأنا مُحَاجٌّ . وحَجِيجٌ : فَعِيل بمعنى مُفاعل (النهاية) .

* وعنه عليه السلام :«أنا شاهد لكم ، وحَجِيجٌ يوم القيامة عنكم» : 68 / 190 .

* ومنه عن الصادق عليه السلام :«فحجَّ آدمُ مُوسى عليهماالسلام» : 11 / 163. أي غَلَبه بالحُجَّة (النهاية) .

* وفي صفة أميرالمؤمنين عليه السلام :«حصيف خطيب مِحْجاج» : 42 / 134 . المِحْجاج _ بالكسر _ : الجَدِلُ الكامل في الحِجاج (المجلسي : 42 / 135) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«أقبل إليه الجنّ التسعة من ... الأحِجَّة» : 10 / 44 . الأحِجّة : جمع حَجِيج بمعنى مُقِيم الحُجّة على مذهبه . وفي بعض النسخ : من الأجْنِحَة ؛ أي الرؤساء ، أو اسم قبيلة منهم (المجلسي : 10 / 51) .

* وعنه عليه السلام في القرآن :«مَحاجّ لِطُرُق الصُلَحَاء» : 89 / 21. المَحَاجّ : جمع مَحَجَّة ؛ وهي الجادّة من الطرق (صبحي الصالح) .

حجر : عن أبي عبداللّه عليه السلام في الحِجْر :«إسماعيل عليه السلام دفن اُمّه فيه ، فكره أن تُوطأ ، فحجّر عليه حِجْرا ، وفيه قبور أنبياء» : 12 / 117 . الحِجْر _ بالكسر _ : اسم الحائط المسْتَدير إلى جانب الكَعْبة الغَرْبيّ . وهو أيضا اسم لأرض ثَمُودَ قوم صالح النبيّ عليه السلام (النهاية) .

* ومن المعنى الثاني عن جابر بن عبداللّه :«لمّا مرّ النبيّ صلى الله عليه و آلهبالحِجْر في غزوة تبوك قال لأصحابه : لا يَدخلنّ أحد منكم القرية» : 11 / 393 .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام في الجَمَل :«وكانت المرأة عليهم أشْأم من ناقة الحِجْر» :

.

ص: 297

32 / 321 . ومنه قوله تعالى : «كذَّبَ أصحابُ الحِجْر المُرسَلينَ» .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام :«كان الناس يستنجونَ بالحِجار» : 77 / 204 . الحِجار _ بالكسر _ : أحد جموع الحَجَر .

* وعن فقه الرضا عليه السلام :«الدّليلُ على غروب الشمس ذهاب الحمرة من جانب المشرق ، وفي الغيم سواد المَحاجِر» : 80 / 66 .المَحْجِر : الحَديقة . ومن العين ما دارَ بها وبدا من البُرقع ، أو ما يَظْهرُ من نِقابها ، وعمَامتُهُ إذا اعْتمَّ ، وماحَوْلَ القريَةِ (القاموس المحيط) .

* وعن أبي بصير في بكاء أبي عبداللّه عليه السلام :«وأبْلى الدموعُ مَحْجِرَيْه» : 51 / 219 .

* ومنه في حوّاء :«حَمَلَتْ لوَقْتِها ... وتلألأ النور في مخايلها ولَمَعَ من مَحاجِرها» : 11 / 246 .

* وعن فاطمة عليهاالسلام في أميرالمؤمنين عليه السلام :«اشتملتَ شيمة الجَنين ، وقعدتَ حُجْرَة الظَّنين» : 43 / 148 . الحُجرة _ بالضّم _ : حَظِيرة الإ بِل ، ومنه حُجْرَةُ الدار . والظّنينُ : ال_مُتَّهم . والمعنى : اختفيت عن الناس كالجَنين ، وقعدت عن طلب الحقّ ، ونزلتَ منزلة الخائف ال_مُتّهم . وفي رواية السيّد : حُجْزَة _ بالزاء المعجمة _ ؛ وهي موضع شدّ الإزار ، كناية عن الصّبر (المجلسي : 29 / 312) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«اُغدُوا بنا إلى أحْجار الزّيت محلِّقين» : 28 / 241 . موضع بالمدينة (النهاية) .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله :«الوَلَدُ للفِراش ، وللعاهرِ الحَجَر» : 73 / 350 . أي الخَيْبة . يعني أنّ الولد لِصاحب الفراش من الزّوْج أو السيّد ، وللزاني الخَيْبة والحِرْمان ، كقولك : ما لَكَ عندي شيء غير التراب ، وما بِيَدِك غير الحجر . وقد ذهب قوم إلى أ نّه كَنّى بالحجر عن الرّجْم ، وليس كذلك ؛ لأ نّه ليس كلّ زانٍ يُرْجَم (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«الحاكم اللّه ... ودع عنك نَهْبا صِيحَ في حَجَراتِه» : 38 / 159 . هذا مَثل للعرب يُضرب لمن ذهب من ماله شيء ، ثم ذهب بعدَه ما هو أجلُّ منه ، صَدْر بَيْت لامرئ القَيْس : فدَع عنك نَهْباصِيحَ في حَجَراتهولكنْ حَديثا ما حِديثُ الرَّوَاحِلِ

.

ص: 298

أي دَعِ النَّهْب الذي نُهِبَ من نواحيك ، وحدِّثْني حديث الرّواحل _ وهي الإبل التي ذَهبتَ بها _ ما فَعَلت ؟ (النهاية) .

* وعنه عليه السلام :«وجنود الملائكة المقرّبين في حُجُرات القدس مُرْجَحِنِّين» : 4 / 314 . الحُجُرات : جمع حُجْرة _ بضم الحاء _ : الغرفة . ومُرْجَحِنِّين _ كمقشعِرِّين _: أي مائلين إلى جهة التحت خضوعا لجلال الباري عزّ سلطانه .

حجز : عن محمّد بن الحنفيّة عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله يوم القيامة آخذ بحُجْزَة اللّه ، ونحن آخذون بِحُجْزَة نبيّنا ، وشيعتنا آخذون بحُجْزَتنا . قلت : يا أميرالمؤمنين ! وما الحُجْزة ؟ قال : اللّه أعظم من أن يوصف بحُجْزة أو غير ذلك ، ولكن رسول اللّه صلى الله عليه و آله آخذ بأمر اللّه ، ونحن _ آلَ محمّد _ آخذون بأمر نبيّنا ، وشيعتنا آخذون بأمرنا» : 4 / 24 . أصل الحُجْزَة : موضع شدّ الإزار ، ثمّ قيل للإزار : حُجْزَة للمُجاوَرة . واحْتَجَزَ الرجُل بالإزار : إذا شَدّه على وسَطه ، فاسْتَعاره للاعْتِصام ، والالْتجاء ، والتمسُّك بالشّيء ، والتَعلُّق به (النهاية) .

* وعنه عليه السلام :«رحم اللّه امرءا ... أخذ بحُجْزَة هادٍ فَنَجا» : 66 / 310 . استعار لفظة الحُجْزَة لهدي الهادي ولزوم قصده والاقتداء به ، وفيه إيماء إلى الحاجة إلى الشيخ في سلوك سبيل اللّه (مجمع البحرين) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام :«إنّ الصلاة حُجْزة اللّه في الأرض ... فإن كانت صلاته حَجَزته عن الفواحش والمنكر فإنّما أدرك من نفعها بقدر ما احْتَجَز» : 81 / 263 . والظاهر أنّ المراد هنا ما يحجُز النّاس عن المعاصي ، ويحتمل السّبب أيضا (المجلسي : 81 / 263) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«إنّ لكم عندي أن لا أحْتَجز دونكم سرّا ...» : 33 / 469 . قال ابن ميثم : أي لا أمنع . وقال ابن أبي الحديد : أي لا أستتر ، وكلاهما غير موجودين في كلام أهل اللّغة ، وإن كان ما ذكره الجوهري من أ نّه «يقال : احتجز الرّجل بإزاره ؛ أي شدّ إزاره على وسطه» قريبا ممّا ذكره ابن أبي الحديد ، لكنّه بهذا المعنى غير متعدّ ، وكذا أستتر ، كما ذكره في تفسيره . والمناسب هو ما ذكره ابن ميثم ، وإن كان غير موجود في كلامهم (المجلسي : 33 / 470) .

حجف : في نوفل بن خويلد يوم بدر :«ضربه [عليّ عليه السلام ]بالسيف فنَشَب في حَجْفَته» : 19 / 281 . الحَجْفَة : التُّرْسُ (النهاية) .

.

ص: 299

* ومنه في العبّاس :«عَمَد إلى خشبة وقال : لأتّخذنّ منها حَجْفَة تُظِلُّ محمّدا من حرّ الشمس» : 16 / 30 .

حجل : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«الخيلُ معقود بنواصيها الخيرُ ... فإذا أعددتَ شيئا فأعِدّه أقرحَ أرْثم مُحَجَّل الثلاثة» : 61 / 160 . هو الذي يَرْتَفِع البياض في قَوائمه إلى مَوْضِع القَيْد ، ويُجَاوِز الأرْسَاغ ، ولا يُجَاوِز الركْبَ_تَين ؛ لأ نَّهما مواضِع الأحْجال ؛ وهي الخَلاخِيل والقُيُود ، ولا يكون التَّحْجيل باليَدِ واليدَيْن ما لم يكُنْ معَها رِجْل أو رِجْلان (النهاية) .

* وعنه صلى الله عليه و آله :«عليّ بن أبيطالب ... أميرالمؤمنين ، وقائد الغُرّ المُحَجَّلِين» : 8 / 5 . أي بيضُ مواضع الوُضوء من الأيْدي والوجْه والأقْدام ، اسْتَعار أثر الوضوء في الوجه واليَدَين والرّجْلين للإنسان من البياض الذي يكون في وجه الفَرس ويَدَيه ورِجْلَيْه (النهاية) .

* وعنه صلى الله عليه و آله في صفة جبرئيل :«أغرّ أدْعَج مُحَجَّل» : 9 / 338 .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في جيش معاوية :«فيَنتزِع حِجْلَها وقُلْبَها» : 34 / 64 . الحِجْل _ بكسر الحاء وفتحها _ : الخَلْخال (المجلسي : 34 / 68) .

* وعنه عليه السلام :«يا أشباه الرِّجال ... وعقول رَبّات الحِجال» : 34 / 65 . الحَجَلَة _ بالتَّحْريك _ : بَيْت كالقُبّ_ة يُسْتَر بالثّياب ، تُجْمَع على حِجَال (النهاية) .

* وفي المُحْرِم :« ... واليَعقوب الذَّكَر والحَجَلة الاُنثى ، ففي الذكَر شاة» : 96 / 146 . الحَجَل _ بالتحريك _ : القَبَجُ ؛ لهذا الطّائر المعروف . واحده حَجَلة (النهاية) .

حجم : في الخبر :«سُئل ابن عبّاس عن قول النبيّ صلى الله عليه و آله حين رأى من يَحتَجِم في شهر رمضان : أفطَرَ الحاجِمُ والمَحْجُوم ، فقال : إنّما أفْطرا لأ نَّهما تسابّا وكذبا في سبّهما على نبيّ اللّه صلى الله عليه و آله ، لا للحِجامة» : 93 / 273 . قال الصدوق _ رحمه اللّه _ : وللحديث معنىً آخر ، وهو أنَّ من احتَجَمَ فقد عرَّضَ نفسه للاحتياج إلى الإفطار لضعفٍ لا يؤمَن أن يعرض له ، فيُحْوِجه إلى ذلك . وقد سمعت بعض المشايخ بنيسابور يذكر في معنى قول الصّادق عليه السلام : «أفطَرَ الحاجِمُ والمَحْجُوم» : أي دخلا بذلك في فطرتي وسنّتي ؛ لأنَّ الحِجامة ممّا أمر به عليه السلام ، فاستعمله .

* وعن الصادق عليه السلام :«إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله احْتَجَمَ وسط رأسه ، حَجَمَه أبو طيبة بِمِحْجَمة من

.

ص: 300

صُفْر» : 100 / 59 . المِحْجَم والمِحْجَمة _ بكسرهما _ : ما يُحْجَم به (القاموس المحيط) . وفي النهاية : المِحْجَم _ بالكسر _ : الآلة التي يَجْتَمع فيها دَمُ الحِجَامَةِ عند المَصِّ . والمِحْجَم أيضا مِشرَط الحَجَّام .

* وفي وصيّة الحسن عليه السلام لأخيه الحسين عليه السلام :«فأنشُدُك اللّه بالقرابة ... أن تُهَريقَ فيَّ مِحْجَمة من دم» : 44 / 152 .

* وعن الحارث الهمداني حين دخل على أميرالمؤمنين عليه السلام في نفر من الشيعة :«ومن متردّد مرتاب فلا يدري أيُقدِم أم يُحْجِم» : 27 / 160 . أي يَنكُص ويَتأخَّر ويَتَهيَّب (النهاية) .

* ومنه عن البطائني :«اِعتَرَضَنا أسد ، فأحْجَمْتُ خوفا» : 48 / 57 . أحْجَمَ عنه : كَفَّ أو نَكَصَ هيْبةً (المجلسي : 48 / 58) .

* ومنه في زيارة أميرالمؤمنين عليه السلام :«جاهدتَ وهم مُحْجِمون» : 97 / 360 .

* ومنه عن حكيمة في المهديّ عليه السلام :«صلّى على أميرالمؤمنين عليه السلام وعلى الأئمّة إلى أن وقف على أبيه ثمَّ أحْجَمَ» : 51 / 3 . أي كَفَّ .

حجن : عن أبي عبداللّه عليه السلام :«طاف رسول اللّه على ناقته العَضباء وجعل يَسْتَلم الأركان بمِحْجَنه ويُقبِّل المِحْجَن» : 21 / 402 . المِحْجَنُ : عَصا مُعَقَّفَة الرَّأس كالصَّوْلَجان . والميم زائدة (النهاية) .

* ومنه عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«رأيت في النار صاحب المِحْجَن الذي كان يسرق الحاجَّ بمِحْجَنه» : 62 / 65 . ويجْمع على مَحاجِن (النهاية) .

* وعنه صلى الله عليه و آله في اليهود :«رؤساؤكم كافرون ، ولأموالكم مُحْتَجِنُون» : 9 / 310 . أي مُتَملِّكون . والاحْتِجَان : جَمْعُ الشَّيء وضَمُّه إليك ، وهو افْتِعال من الحَجْنِ (النهاية) .

* وفي تفسير العسكريّ عليه السلام في قوله تعالى «أتَأمرونَ النّاسَ بالبرّ» : «نزلت في علماء اليهود ورؤسائهم المَرَدَة المنافقين المُحْتَجِنينَ أموالَ الفقراء» :69 / 222 .

* وعن الجنّ :«قد بُعث نبيُّ الاُمِّيّين رسول اللّه ، وقد صلَّينا خلفه بالحَجُونِ» : 18 / 92 . الحَجُون : الجَبَل المُشْرِف ممّا يَلي شِعْب الجَزّارِينَ بمكّة . وقيل : هو موضع بمكّة فيه اعْوِجَاجٌ . والمشهور الأوّل . وهو بفتح الحاء (النهاية) .

.

ص: 301

باب الحاء مع الدال

* وفي عبد المطّلب :«دُفِنَ بالحَجُونِ» : 15 / 156 .

حجا : عن أميرالمؤمنين عليه السلام في الأموات :«لَأنْ يهبطوا بهم جناب ذلّة أحْجَى من أن يقوموا بهم مقام عزّة» : 79 / 156 . أحْجَى : بمعنى أجْدَر وأوْلَى وأحَقّ ؛ من قولهم : حَجَا بالمكان إذا أقام وثبت (النهاية) .

* وعنه عليه السلام :«فرأيتُ أنّ الصَّبر على هاتا أحْجَى» : 29 / 497 .

* وكتب معاوية إلى أبي أيّوب :«أمّا بعد ، فحَاجَيْتُك بما لا تَنْسى شَيْباءَ . فقال أميرالمؤمنين عليه السلام : أخبَره أ نّه من قتَلة عثمان ، وأنّ من قتَل عنده بمنزلة الشَّيْباء ؛ فإنّ الشَّيْباء لا تَنسى قاتِلَ بِكْرِها ولا أبا عُذْرِها أبدا» : 40 / 196 . لعلّ معاوية _ لعنه اللّه _ كتب ذلك إلى أبي أيّوب على سبيل الإلغاز للامتحان فبيَّنه عليه السلام . قوله : «فحاجيتُك» ؛ أي فحاججتُك وخاصمتُك ، من قبيل أمْلَيْتُ وأمْلَلْتُ ، أو هو من الاُحْجِيَّة . قال الجوهري : حَاجَيْتُهُ فَحَجَوْتُهُ : إذا داعَيْتَه فغَلَبْتَه . والاسم : الحُجَيَّا والاُحْجِيَّةُ . يقال : حُجَيَّاكَ ما كان كذا أو كذا ؟ وهي لُعْبَةٌ واُغْلُوطَةٌ يتعاطاها الناس بينهم . قال أبو عُبيد : هو نحو قولهم : أخْرِج ما في يدي ولك كذا . انتهى . فعلى الأوّل : المعنى خاصمتُك بقتل عثمان ، وعَبَّر عن قتله بما سنذكره . وعلى الثاني : المعني اُلقي إليك اُحجيّة وأمتحنُك بها . وقال الجوهريُّ : باتَتْ فلانةُ بِلَيلةِ شَيْباءَ _ بالإضافة _ : إذا افتُضَّتْ ، وباتَتْ بلَيلةِ حُرَّةٍ : إذا لم تُفتَضَّ . وقال الميدانيّ في كتاب مجمع الأمثال : العرب تسمّي اللّيلةَ التي تُفْتَرَع فيها المرأةُ : ليلةَ شَيْباءَ ، وتُسمّي اللّيلةَ التي لا يَقْدِر الزوجُ فيها على افتِضاضها : ليلةَ حُرَّةٍ ، فيقال : باتتْ فلانةُ بلَيلةِ حُرَّةٍ إذا لم يغلبها الزوج ، وباتتْ بلَيلةِ شَيْباءَ إذا غلبها فافتَضَّها ، يُضرَبان للغالب والمغلوب . وقال في موضع آخر : في المَثَل : لا تنسى المرأةُ أبا عُذْرِها وقاتِلَ بِكْرِها ؛ أي أوّل ولدها ، يُضرَب في المحافظة على الحقوق . انتهى . وقال الجوهريّ : يقال : فلانٌ أبو عُذْرِها إذا كان هو الذي افتَرَعَها وافتَضَّها . فأشار معاوية إلى كونه من قَتَلَة عثمان إشارةً بعيدة ؛ حيث ذكر الشَّيباء وعدم نسيانها المأخوذ في المَثَل المعروف ، وما يشير إليه الكلام إشارة قريبة هو عدم نسيان من أزال بَكارَتها ، ولمّا كان في المَثَل المعروف يُذكر قاتلُ بِكْرِها مع أبي عُذْرِها أشار بذلك إليه إشارة بعيدة . فأمّا

.

ص: 302

كلامه عليه السلامفقوله : «أخبرَه» _ على صيغة الماضي _ أي أخبَرَ معاوية أبا أيّوب في هذا الكلام بأ نّه من قَتَلَة عثمان ، وأنّ مَن قَتَلَ عثمان عند معاوية بمنزلة الشَّيباء ؛ أي يزعم معاوية أنّ مَن قَتَلَ عثمان ينبغي أن لا يَنسى قَتْلَه أبدا وينتظر الانتقام كما لا تَنسى الشَّيباءُ قاتِلَ بِكْرِها . وفي بعض النسخ «غيره» مكان «عنده» ، وهو أظهر . ويحتمل أن يكون في كلامه عليه السلام تقديرُ مضاف ؛ أي مَن قَتَلَ عثمان عند معاوية بمنزلة قاتل بِكْر الشَّيباء ، فيكون معاوية شبّه نفسه بالشَّيباء وبيّن أ نّه لا يَنسى قَتْلَ عثمان أبدا كما لا تَنسى الشّيباءُ قاتلَ بِكْرها . فتدبّر فإنّه من غوامض الأخبار (المجلسي : 40 / 196) .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«أربعة تلزم كلّ ذي حجى» : 74 / 160 . الحِجَى _ بالكسر والقصر _ : العقل والفطنة . وأصله الستْر ؛ لأنّ العقل يمنع الإنسان من الفساد ويَحْفَظه .

* ومنه الزيارة :«السلام على ذوي النُّهى واُولي الحِجَى» : 99 / 128 .

باب الحاء مع الدالحدأ : عن المسيح عليه السلام :«لا تكونوا شبيها بالحِدَأ الخاطفة» : 1 / 146 . وَاحِدُها حِدَأة _ بِوَزن عِنَبَة _ : نوع من الغراب المعروف من الجوارح (المجلسي : 1 / 147) .

* ومنه :«لا بأس للمُحْرِم ... برمي الحِدَأة» : 96 / 146 .

حدب : عن يعقوب عليه السلام :«زعموا أنّ الذئب أكَلَه ، فاحْدَوْدَبَ لذلك ظَهري» : 12 / 245 . الحَدَب _ بالتَّحريك _ : ما ارْتَفَع وغَلُظ من الظَّهْر . وقد يكون في الصَّدر . وصاحبُه أحْدَبُ (النهاية) .

* وعن الصادق عليه السلام للطبيب الهندي :«فلِمَ كانت الكبد حَدْباء ؟» : 10 / 205 . يقال : رجلٌ أحْدَب وامرأةٌ حَدْباء .

* وفي يأجوج ومأجوج :« «وَهُم مِن كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلون» : أي من كلّ نَشْزٍ من الأرض يُسرعون . والنَشْز : المكان المرتفع؛ يعني أ نّهم يتفرّقون في الأرض فلا ترى أكَمة إلاّ وقوم منهم يهبطون منها مسرِعين» : 6 / 299 .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«فمَن أخَذ بالتقوى ... تَحَدَّبتْ عليه الرحمةُ بعد نفورها» :

.

ص: 303

67 / 284 . تَحَدَّب عليه : عَطَفَ . والحِدْب _ بالكسر _ : التعَطُّف .

* ومنه عن حذيفة لأبي ذرّ :«كنتَ بي وبالمؤمنين ... حَدِبا شفيقا» : 22 / 409 .

* وعن ابن عبّاس :«إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله خرج يريد مكّة ، فلمّا بلغ الحُدَيْبِيَة وقفت ناقته ، وزجَرها فلم تنزجر» : 20 / 329 . الحُدَيْبِيَة : قرية قريبة من مكّة سُمّيت ببئر فيها ، وهي مُخَفَّفة ، وكثير من المحدّثين يُشَدِّدها (النهاية) .

حدبر : عن أميرالمؤمنين عليه السلامفي الاستسقاء :«اللهمّ خَرجْنا إليك حين ... اعتَكَرتْ علينا حَدابِيرُ السِّنين» : 88 / 294 . الحَدابِير : جمع حِدْبارٍ ؛ وهي الناقة التي بَدَا عَظْمُ ظَهْرها ونَشَزتْ حَراقِيفُها من الهُزال ، فَشَبّه بها السّنين التي يَكْثُر فيها الجَدْب والقَحْط (النهاية) .

حدث : عن أميرالمؤمنين عليه السلام في فاطمة عليهاالسلام :«فأتَتْ النبيَّ صلى الله عليه و آلهفَوجَدَتْ عنده حُدّاثا» : 43 / 82 . أي جماعة يَتَحَدَّثُون . وهو جمعٌ على غير قياس ؛ حَمْلاً على نَظِيره ، نحو سَامِر وسُمَّ_ار ؛ فإنّ السُّمَّ_ار المُحَدِّثون (النهاية) .

* ومنه عن أبي عبداللّه عليه السلام :«من كان قراءته «إنّا أعطَيناكَ الكَوثَر» في فرائضه ونوافله سَقاه اللّه من الكوثر يوم القيامة ، وكان مُحَدَّثه عند رسول اللّه صلى الله عليه و آلهفي أصل طُوبى» : 89 / 338 .

* وعنه عليه السلام :«إنّ عليّا عليه السلام كان مُحَدَّثا» : 39 / 152 .

* وعن أبي جعفر عليه السلام :«أمّا المُحَدَّث فهو الذي يُحَدَّث فيَسمع ولا يُعايِن ولا يَرى في منامه» : 11 / 54 .

* وعن عبيد بن هلال عن الرضا عليه السلام :«إنّي اُحبُّ أن يكون المؤمن مُحَدَّثا . قال : قلت : وأيّ شيء المُحَدَّث ؟ قال : المُ_فَهَّم» : 1 / 161 . جاء في الحديث تفسيره أ نّه المُلْهَم ؛ وهو الذي يُلْقَى في نفسه الشيءُ فيُخْبِر بِه حَدْسا وفِراسةً ، وهو نوع يَخْتَصُّ به اللّهُ عزّ وجلّ من يشاء من عباده الذين اصْطَفَى ، كأ نّه حُدِّث بشيء فقالَه (النهاية) .

* وعن موسى بن جعفر عليهماالسلام :«مَن أحْدَثَ حَدَثا أو آوَى مُحْدِثا لم يقبل اللّه منه يوم القيامة صَرْفا ولا عَدْلاً» : 1 / 143 . الحَدَث : الأمر الحادِث المُنْكَر الذي ليس بمُ_عْتاد ولا معروف في السُّنَّة . والمُحْدِث : يُرْوَى بكسر الدال وفَتْحها على الفاعل والمفعول ؛ فمعنى الكَسْرِ : مَن

.

ص: 304

نَصَر جانِيا أو آواه وأجارَه مِن خَصْمه ، وحالَ بينَه وبين أن يَقْتَصَّ منه . والفَتحِ : هو الأمر المُبْتَدَع نَفْسُه ، ويكون معنى الإيواء فيه الرّضا به والصبر عليه ؛ فإنّه إذا رَضِيَ بالبِدْعة وأقرَّ فاعلَها ولم يُنْكِر عليه فقد آواه (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في الكذّاب :«كُلَّما أفْنَى اُحْدُوثة مَطَّها باُخرى» : 71 / 206 . الاُحْدُوثة : ما يُتَحَدَّثُ به (المجلسي : 71 / 207) . وهي مفرد الأحادِيث .

* وعنه عليه السلام في العلم :«يكسبه الطاعةَ في حياته ، وجميلَ الاُحْدُوثَة بعد وفاته» : 1 / 188 .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«خير الحَدِيث كتاب اللّه ، وشرّ الاُمور مُحْدَثاتُها» : 2 / 263 . جمع مُحْدَثَة بالفتح ؛ وهي ما لم يكن معروفا في كتاب ولا سُنَّة ولا إجماع (النهاية) .

* وعنه صلى الله عليه و آله :«خير الاُمور عَزائِمُها ، وشرّ الاُمور مُحْدَثاتُها» : 21 / 211 .

* وعنه صلى الله عليه و آله :«الجلوس في المسجد انتظارا للصّلاة عبادة ما لم يُحدِث . قيل : يا رسول اللّه ، وما يُحدِث ؟ قال صلى الله عليه و آله : الاغتِياب» : 74 / 150 .

* وعن أبي جعفر عليه السلام :«إنّ هذه الأرواح يصيبها الحَدَثان» : 25 / 55 . حَدَثَ أمرٌ : أي وَقَع ، والحَدَث والحُدْثَى والحادِثَة والحَدَثانُ كلّها بمعنىً (الصحاح) . والمراد هنا ما يمنعها عن أعمالها ؛ كرفْع بعض الشهوات عند الشيخوخة ، وضعفِ القوى بها وبالأمراض ، ومفارقةِ روح الإيمان بارتكاب الكبائر (المجلسي : 25 / 55) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«بالصّبر يُناضل الحِدْثان» : 75 / 11 . الحِدْثان _ بكسر فسكون _ : نوائب الدهر . والصبر يُناضِلُها : أي يُدافِعُها (صبحي الصالح) . وحِدْثانُ الدّهرِ وحَدَثانه بمعنىً .

* وعنه عليه السلام في الميّت :«عَفَت العواصفُ آثارَه ، ومَحا الحَدَثانُ مَعالِمَه» : 74 / 425 . الحَدَثانُ : مصدر يدلّ على الاضطراب بمعنى ما يَحْدُث (صبحي الصالح) .

* وعنه عليه السلام في يوم بدر : بأيديهم بِيضٌ خفافٌ قواطعٌوقد حَادَثُوها بالجِلاء وبالصَّقْل : 19 / 321 . مُحادَثةُ السيف : جِلاؤه (المجلسي : 19 / 322) .

.

ص: 305

* وعنه عليه السلام في سيف طلحة :«رَقيق الحدّ حُودِثَ بالصِّقَالِ» : 20 / 118 . حُودِثَ : أي جُلِيَ (المجلسي : 20 / 122) .

* وفي كتابه عليه السلام إلى عامله في البصرة :«حَادِثْ أهلها بالإحسان» : 33 / 492 . أي تَعَهَّدْهم بالإحسان .

حدج : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله لشقران مولاه :«اِحْدِجْ ، فحَدَجَ راحلَتَه» : 20 / 287 . الحَدْج : شَدُّ الأحْمال وتَوسِيقُها ، وشدّ الحِدَاجَة _ وهو القَتَب _ بأدَاتِه (النهاية) .

* وعن الصادقين عليهم السلام :«اُعيذ مَن عَلَّق عليه كتابي هذا من الخيل ... ومن الفالِج والقُوْلَنْج والحِداج» : 92 / 44 . حَدَج بِبَصَرِه يَحْدِج : إذا حَقَّقَ النَّظَر إلى الشَّيء وأدَامَه (النهاية) .

حدد : عن الرضا عليه السلام في المتوفَّى عنها زوجُها :«تَعتَدّ من يوم يبلغها الخبو ؛ لأنّ عليها أنْ تَحِدّ» : 101 / 184 . أحَدَّت المرأةُ على زَوْجها تُحِدُّ فهي مُحِدٌّ ، وحَدَّتْ تَحُدُّ وتَحِدُّ فهي حَادّ : إذا حَزِنَتْ عليه ، ولَبِسَت ثِياب الحُزْن ، وتَرَكَت الزِّينة (النهاية) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلامفي الغِيبة :«أمّا الأمر الظاهر فيه مثل الحِدَّة والعَجَلة فلا» : 72 / 246 . الحِدَّة كالنَّشَاط والسُّرْعَة في الاُمور والمَضَاء فيها ، مأخوذ من حَدّ السَّيف (النهاية) .

* وعنه عليه السلام :«من علامة المؤمن أن تكون فيه حِدَّة» : 5 / 241.

* وفي خُبَيب :«اِسْتَعَار ... موسى يَسْتَحِدّ بها» : 20 / 153 . كان أسيرا عنْدَهم وأرادوا قَتْله ، فاسْتَحَدَّ لئلاّ يَظْهَر شعرُ عانَته عنْد قتله . والاسْتِحْداد : حَلقُ العانةِ بالحَدِيد (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في الإسلام :«أهانَ أعداءه بكرامته ، وخَذَل مُحادِّيه بنصره» : 65 / 344 . المُحادَّة : المُعَادَاة والمُخَالَفة والمُنَازَعة ، وهي مُفَاعَلَة من الحَدِّ ؛ كأنّ كلّ واحد منهما تجاوَزَ حَدَّه إلى الآخر (النهاية) .

* وعنه عليه السلام :«اِدْرأ الحُدُودَ بالشبهات» : 74 / 243 . الحُدُود : هي مَحارم اللّه وعُقُوباته التي قَرَنَها بالذُّنوب . وأصْلُ الحَدِّ المنْعُ والفَصْلُ بين الشَّيئين ، فكأنَّ حُدُود الشَّرع فَصَلَتْ بين الحلال والحرام ؛ فمنها ما لا يُقْرَب كالفَواحش المُحَرَّمة ، ومنه قوله تعالى : «تلك حُدُودُ اللّه فلا تَقرَبُوها» ، ومنها ما لا يُتَعدَّى ، كالمواريث المعيَّنة ، وتَزْويج الأربع ، ومنه قوله تعالى :

.

ص: 306

«تلك حُدودُ اللّه فلا تَعْتَدُوها» (النهاية) .

حدر : عن جعفر بن محمّد عليهماالسلام أ نّه قال :«يُرَتِّل الأذانَ ويَحْدُرُ الإقامةَ» : 81 / 158 . أي يُسرع . حَدَرَ في قراءتِهِ وأذَانِهِ يَحْدُرُ . حَدْرا ، وهو من الحُدُور ضِدّ الصُّعود (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام لابن عبّاس :«كأ نّك ... حَدَرْتَ على أهلك تُراثَك من أبيك» : 42 / 182 . يقال : حَدَرْتُ السّفينةَ إذا أرسَلْتها إلى أسفل (المجلسي : 42 / 183) .

* وفي كتابه عليه السلام في الصدقات :«ثمّ احْدُر إلينا ما اجتمع عندك» : 33 / 525 .

* وعنه عليه السلام :«الألْوان تعظم عليهنّ البطن ، وتُحْدِر الألْيَتَيْن» : 63 / 84 . أي أكْل ألْوان الطعام يُسْمن الأليتين . غلامٌ أحْدَرُ شيء : أي أسمَنُ وأغلَظُ . يقال : حَدُرَ يَحْدُرُ حَدْرا فهو حادِر . والأحْدَر : هو الممتلئ الفَخِذ والعَجُز ، الدقيقُ الأعلى . وفي بعض النسخ : «يُخَدِّرن» ؛ أي يُضعِّفن ويُفتِرن . وفي بعض نسخ المحاسن : «وتُخَدِّرن المَتْن» ؛ أي الظهر (المجلسي : 63 / 84) .

* وعنه عليه السلام : أنَا الَّذي سَمَّتْني اُمّي حَيْدَرَهْكَلَيث غابات شديد قَسْوَرهْ : 21 / 15 . الحَيْدَرَةُ : الأسَدُ ، سُمّي به لغِلَظِ رَقَبته ، والياء زائدة . قيل : إنّه لمّا وُلِدَ عَليٌّ كان أبوه غَائبا فَسَمَّتْه اُمُّه أسَدا باسم أبيها ، فلمّا رجع سمّ_اه عَليّا . وأراد بقوله : «حَيْدَرَة» أ نّها سَمَّتْه أسدا . وقيل : بل سَمَّته حَيْدَرَة (النهاية) .

* وعن عبداللّه بن الحسن في يوم كربلاء : إن تنكروني فأنَا ابن حَيْدَرَهْضِرْغام آجامٍ وليثُ قَسْوَرَهْ : 45 / 36 .

حدق : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«لو أراد سبحانه أن يضع بيته الحَرام ... بين بُرَّة سَمْراء وروضة خضراء وأرْياف مُحْدِقَة» : 14 / 470 . المُحْدِقَة : المُطِيفَة ؛ أي المُحِيطَة من كلّ جهة . والحَدِيقَة : كلّ ما أحاط به البنَاء من البساتين وغيرها . ويقال للقطْعَة من النَّخْل حَدِيقَةٌ وإن لم يكن مُحَاطا بها . والجمع الحَدائِق (النهاية) .

* وعنه عليه السلام في الخفّاش :«مُسْدَلَة الجُفون بالنهار على أحْداقِها» : 61 / 323 . الحَدَقَة

.

ص: 307

باب الحاء مع الذال

_ محرّكة _ : سواد العين ، وتجمع على «حِداق» كما في بعض النسخ ، وعلى «أحْداق» كما فيبعضها (المجلسي : 61 / 326) .

* وعن الحسين بن عليّ عليهماالسلام :«كان عليّ بن أبي طالب عليه السلامبالكوفة في الجامع إذ قام إليه رجل ... فأحْدَقَ الناسُ بأبصارهم» : 10 / 75 . أي رَمَوْهُ بحَدَقهم ، جمع حَدَقة ؛ وهي العَيْن . والتَّحْدِيق : شدّة النّظر (النهاية) . وحَدَقُوا به وأحْدَقُوا به : أطافوا وأحاطوا (مجمع البحرين) .

حدل : عن أبي عبداللّه عليه السلام في الصراط :«ألف سنةٍ هبوط وألف سنةٍ حُدال» : 82 / 52 . يقال : قَوسٌ حُدالٌ _ كغُراب _ : تَطَامَنَتْ إحْدى سِيَتَيْها . والتَّحادُلُ : الانْحِناء على القوس (القاموس المحيط) .

* وعن زينب عليهاالسلام :«يا أهل الخَتْرِ والغَدْرِ والحَدْل!» : 45 / 163 . يقال : حَدَلَ عليه حَدْلاً وحُدُولاً : مالَ عليه بالظُّلم . وفي بعض النسخ : «الجدل» ، وفي بعضها : «الخذل» (الهامش : 45 / 163) .

حدم : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«يُوشك أن تَغْشَاكُم دَوَاجي ظُلَلِه ، واحْتِدَامُ عِلله» : 70 / 83 . أي شدّتُها ، وهو من احْتِدَامِ النّار : اِلْتهابها وشِدّة حرّها (النهاية) .

* وعنه عليه السلام :«وفي الصيف يَحْتَدِمُ الهواء فتنضج الثمار» : 3 / 112 .

حدة : في الخبر :«سئل أبو عبداللّه عليه السلام عن فريقين من أهل الحرب لكلّ واحدة منها مَلِك على حِدَةٍ» : 72 / 289 . أي مُنْفَرِدةً وحْدَها . وأصلُها من الواو ، فحُذِفَتْ من أوّلها وعُوِّض منها الهاء في آخرها ، كعِدَةٍ وزِنَة ؛ من الوَعْد والوَزْن ، وإنّما ذكرناها هاهنا لأجل لفظِها (النهاية) .

حدا : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«فإنّ تعهّدك في السرّ اُمورَهم حَدْوَةٌ لهم على استعمال الأمانة» : 74 / 253 . حَدْوَة : أي باعِث ، يقال : حَدانِي هذا الأمر _ حَدْوَةً _ على كذا . وأصله سَوق الإبل . ويقال لريح الشمال : الحَدْواء ؛ لأ نّها تسوق السحاب .

* وعن زينب عليهاالسلام :«أبدَيْتَ وجوهَهنّ تَحْدُو بهنّ الأعداء من بلد إلى بلد!» : 45 / 134 .

.

ص: 308

باب الحاء مع الراء

باب الحاء مع الذالحذذ : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«ألا وإنّ الدّنيا قد ... أدْبَرَت حَذَّاءَ» : 88 / 104 . في كثير من النسخ هكذا بالحاء المهملة ؛ أي خَفيفة سريعة . وفي بعضها بالجيم ؛ أي مقطوعة أو سريعة ، وقيل : أي منقطعة الدَّرّ والخير (المجلسي : 88 / 104) .

* وعنه عليه السلام :«أرْتَئي بين أن أصُولَ بِيَدٍ حَذّاءَ» : 29 / 497 . أي قَصيرة لا تَمْتَدّ إلى ما اُريد . ويُروى بالجيم ؛ من الجَذّ : القَطْع . وكَنى بذلك عن قصور أصحابه وتقاعدهم . وكأنّها بالجيم أشبه (النهاية) . وتقدّم .

حذف : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في الصّلاة :«يَتَخَلَّلُكم الشيطانُ تَخَلُّلَ أولاد الحَذَف» : 85 / 111 . هي الغنم الصِّغار الحِجازيَّة ، واحِدتُها حَذَفَة بالتحريك . وقيل : هي صغارٌ جُرْدٌ ليس لها آذان ولا أذنابٌ ، يُجَاءُ بها من جُرَشِ اليمن (النهاية) .

* وعن أبي جعفر عليه السلام :«اُنْظروا إلى أصحاب البَراذين الشُّهب المَحْذُوفَة» : 52 / 253 . لعلَّ المراد بالمَحْذُوفَة مقطوعة الآذان أو الأذناب ، أو قصيرتهما (المجلسي : 52 / 253) .

* وعنه عليه السلام في صفّين :«أقبَلَ الأشترُ على فرس كُمَيْت مَحْذُوف» : 32 / 530 .

حذفر : عن عليّ بن الحسين عليهماالسلام :«إنّ صلاح الدنيا بحَذافِيرها في كلمتين ...» : 46 / 231 . الحَذَافير : الجَوانِبُ ، وقيل : الأعالي . واحِدها حِذْفار ، وقيل : حُذْفُورٌ . أي أنّ صلاح الدنيا بأسْرِها فيهما (النهاية) .

* ومنه الحديث القدسي :«إنّي اُبيحُهم الجنّة بحَذافيرها» : 13 / 349 . أي بأسْرها وبِجَوانِبها كلّها .

حذق : في اُهيب :«حَذَقَ شيئا من القرآن» : 21 / 377 . حَذَقَ الصبيُّ القرآنَ والعملَ يَحْذِقُ حَذْقا وحِذْقا : إذا مَهَرَ فيه (الصحاح) . وحَذَقَ الرجلُ في صنعته _ من باب ضرَب وتعِب _ حِذْقا : مَهَرَ فيها وعرف غوامضها (مجمع البحرين) .

* ومنه عن النبيّ صلى الله عليه و آله :«أخاف على اُمّتي خصلتين : تكذيبا بالقَدَر ... وحِذْقا بالنجوم» : 55 / 277 .

.

ص: 309

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«لن يزداد امرؤٌ نقيرا بِحَذْقه ، ولن ينتقص نَقِيرا لحُمْقه» : 74 / 408 .

حذا : عن ابن عبّاس في النساء :«إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله كان يُحْذِيهِنَّ ولا يقسم لهنّ شيئا» : 100 / 161 . أي يعطيهنّ من الغنيمة (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«يا حسَن ، أحْذِ عمّك» : 42 / 111 . يقال : أحْذَيْتُه ؛ أي أعطيتُه (المجلسي : 42 / 112) .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله في ضالّة الإبل :«ما لَك ولها؟! معها حِذَاؤها وسِقَاؤها» : 101 / 252 . الحِذَاء _ بالمَدِّ _ : النّعْل . أرادَ أ نّها تَقْوَى على المشْي وقطْع الأرض ، وعلى قَصْد المياه وورُودها ، ورَعْي الشّجر ، والامتناع عن السِّباع المُفْتَرِسَة ، شَبَّهها بمن كان معه حِذَاء وسِقاء في سَفَره (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«من أراد البقاء _ ولا بقاء _ فلْيُباكِر الغَداء ويُجَيِّد الحِذاء» : 100 / 286 . الحِذاء _ بالكسر _ : النعْل . وقيل : هنا كناية عن الزَّوجة (المجلسي : 63 / 341) .

* ومنه عن سعيد :«كان إبراهيم أوّلَ الناس ... قَصَّ شاربَه واسْتَحْذَى» : 12 / 57 . أي طَلَب الحِذاءَ . والحِذاء : النعْل . وفي نسخة : «اسْتَحَدَّ» أي حَلَق العانةَ بالحديد (الهامش : 12 / 57) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام :«مَن كافَأ السفيهَ بالسفه فقد رضي بما أتى إليه ؛ حيث احْتَذَى مِثالَهُ» : 72 / 299 . الحَذْو والحِذاء : الإزاء والمقابل ، واحْتَذَى مِثالَهُ : اِقتدى به .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«لَتَركَبُنَّ سَنَنَ من كان قَبْلَكم حَذْوَ النَّعْل بالنَّعْل» : 13 / 180 . أي تَعْمَلون مثل أعمالِهم كما تُقْطَع إحدَى النَّعلَين على قَدْر النَّعل الاُخرى . والحَذْوُ : التّقدير والقَطْع (النهاية) .

باب الحاء مع الراءحرب : في صفته صلى الله عليه و آله :«كان صلى الله عليه و آله ... صابرا على البأساء والضرّاء ، وهو مَكرُوب مَحْرُوب» : 16 / 175 . أي مَسْلُوب مَنْهُوب . الحَرَب _ بالتَّحْريك _ : نهْب مَالِ الإنسان وتَرْكُه لا شَيء ل_ه (النهاية) .

* وعن أبيطالب في مدح النبيّ صلى الله عليه و آله :«وهو الأمين على الحَرائِب والحُرُم» : 35 / 125.

.

ص: 310

حَرِيبَةُ الرجلِ : مالُه الذي سُلِبَه ، أو مالُه الذي يعيش به (المجلسي : 35 / 135) .

* وعن عليّ بن الحسين عليهماالسلام في الميّت :«أشكو إليكم دارا أنفَقْتُ فيها حَرِيبَتي فصار سكّانها غيري» : 6 / 259 . الحَرِيبَة : مالُ الرجل الذي يقُوم به أمرُه (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام أ نّه كتب إلى ابن عبّاس :«لمّا رأيتَ ... العدوَّ قد حَرِبَ» : 42 / 181. أي غَضِبَ . يُقال : حَرِب يَحْرَبُ حَرَبا بالتَّحْريك (النهاية) .

* ومنه عن حميد :«جاء الحسين ... وشَدَّ شدَّةَ اللّيث الحَرِب» : 45 / 35.

* وعن الباقر عليه السلام :«إنّ عليّا عليه السلام كان يكسر المَحارِيب إذا رآها ، ويقول : كأ نّها مَذابِح اليهود» : 80 / 352 . المَحارِيبُ : جَمع مِحْراب : المَوْضع العَالي المُشْرِفُ ، وهو صَدْر المجْلس أيضا ، ومنه سُمّي مِحْراب المسْجد ، وهو صَدْرُه وأشْرَفُ مَوْضِع فيه . والمَذْبَح : واحد المَذابِح ، وهي المَقاصِير ، وقيل : المَحارِيب (النهاية) . المَذابِح : المَحارِيب ، والمَقاصِير ، وبيوتُ كُتُب النَّصارَى . الواحد كمَقْعَد (القاموس المحيط) . وهي قسمان : الأوّل : الداخلة في المسجد ؛ بأن يُبنى جداران في قبلة المسجد ويسقّف ليدخله الإمام ، وكان خلفاء الجور يفعلون ذلك خوفا من أعاديهم . والثاني : الداخلة في البناء ؛ بأن يُبنى في أصل حائط المسجد موضعٌ يدخله الإمام . والكَسْر الوارد في الخبر بالأوّل أنسب ، وإن احتمل الثاني أيضا بهدم الجدار (المجلسي : 80 / 353) .

* وعن أمير المؤمنين عليه السلام : كأ نّي بنفسي وأعقابهاوبالكربلاء ومِحْرابها : 44 / 267 . المِحْراب : محلّ الحَرْب (المجلسي : 44 / 268) .

* وعن آمنة :«وإذا أنا بفارس في يده حَرْبَة من نار» : 15 / 313 . الحَرْبَة _ وجمعها حِراب _ : آلة للحرب من الحديد قصيرة مُحَدَّدة ، وهي دون الرمح .

* ومنه عن رسول اللّه صلى الله عليه و آلهفي حور الجنّة :«بأيديهم حِرابٌ من نور على نَجائِب من نور» : 8 / 55 .

حرث : في الدعاء :«أصْلِح لي الحَرْث في الإصلاح لأمر آخرتي ودُنياي» : 83 / 94 .

.

ص: 311

الحَرْث : الكَسْب ، وجَمْعُ المال ، والمَحَجّة المَكْدُودة بالحَوافِر ، والزرْع ، والتَّفْتيش ، والتفقُّه (القاموس المحيط) . وأكثر المعاني متناسبة مع تجوّز أو بدونه (المجلسي : 83 / 94) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«إنّ كلَّ حارِث مُبتلىً في حَرْثه وعاقبة عمله ، غير حَرَثَة القرآن . فكونوا من حَرَثَته وأتباعه» : 89 / 24 . حَرَثَةُ القرآن : مُسْتَثيرُو دَفائِنه وكنوز علمه (مجمع البحرين) .

* وفي دعاء السمات :«في جبل حُوْرِيث في الوادي المقدّس» : 97 / 98 . هو جبل بأرض مَدْيَن ، خُوطب عليه موسى عليه السلام أوّل خطابه (المجلسي : 87 / 111) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«إنْ دُعي إلى حَرْثِ الدنيا عَمِلَ ، وإلى حَرْثِ الآخرة كَسِلَ» : 2 / 58 . الحَرْث _ هنا _ : كلّ ما يُصنَع ليُثمِر فائدةً (صبحي الصالح) .

حرج : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في الحيّة :«لا تَقتُلْها حتّى تُحَرّج عليها ثلاثا» : 61 / 272 . هو أن تقولَ لها : أنْتِ في حَرَج _ أي ضِيق _ إنْ عُدْتِ إليْنا ، فلا تَلُومينَا أن نُضَيِّقَ عليك بالتَّتَبُّع والطَّرْد والقَتْل (النهاية) .

* وعن الصادق عليه السلام :«إن اسْتَطَعْتُمْ ألاّ يكون منكم مُحْرِج الإمام ؛ فإنَّ مُحْرِج الإمام هو الذي يسعى بأهل الصّلاح» : 75 / 218 . كأ نّه مِن أحْرَجَه إليه : ألْجَأه . وحاصل المعنى : لا يكون منكم مَن يُلجِئ الإمام إلى ما يكرهه ، كأن يفشي أمره إلى ولاة الجور ؛ فإنّه مَنْ فَعَلَ ذلك بالإمام فقد سعى بأهل الصلاح (مجمع البحرين) .

* وفي الحديث القدسيّ :«الزّاهد ... يَتَحَرَّج من حلال الدنيا ولا يَلتَفِت إلى حرامها» : 74 / 20 . تَحَرَّجَ فُلانٌ : إذا فَعَلَ فِعْلاً يَخْرُج به من الحَرَج ؛ الإثْم والضِّيق (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«ويَنْتَهِز فُرصَتَها مَنْ لا حَرِيجَة له في الدِّين» : 72 / 287 . الحَرِيجَة : التَّحَرُّج والتَّحَرُّز من الآثام (صبحي الصالح) .

* وعن معاذ بن عمرو :«نَظَرْتُ يومئذٍ إلى أبي جَهْل في مثْل الحَرَجَة» : 19 / 337 . الحَرَجَة _ بالتحريك _ : مُجْتَمِعُ شَجَرٍ مُلْتَفٍّ كالغَيْضَة ، والجَمْع حَرَجٌ وحِراج (النهاية) .

* وعن عبد الأعلى بن أعين قال :«قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : جعلتُ فداك ، حديث يرويه

.

ص: 312

النّاس أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله قال : حَدِّث عن بني إسرائيل ولا حَرَج ؟ قال : نعم . قلت : فنُحدِّث عن بنيإسرائيل بما سمعناه ولا حَرَج علينا؟ قال : أما سمعتَ ما قال : كفى بالمرء كذبا أن يحدِّث بكلّ ما سمع ؟! فقلت : وكيف هذا ؟ قال : ما كان في الكتاب أ نّه كان في بني إسرائيل يحدِّث أ نّه كائن في هذه الاُمّة ولا حَرَج» : 28 / 9 . الحَرَجُ في الأصل الضِّيقُ ، ويَقَع على الإثْم والحرام . وقيل : الحَرَج أضْيَق الضِّيق . ومعْنَى قوله : «حدِّث عن بني إسرائيل ولا حَرَج» : لا بَأْسَ ولا إثْم عليك أنْ تُحَدِّث عنهم ما سَمِعْت وإن استحال أن يكون في هذه الاُمَّة ، مثل ما رُوي أنّ ثيابَهُم كانت تَطُول ، لا أنْ يُحدّث عنهم بالكَذب . وقيل : لم يكن عليك إثْم لطُول العَهْد ووقوع الفَتْرة . وقيل : معناه أنّ الحديث عنهم ليس على الوُجُوب ؛ أي لا حَرَجَ عليك إن لم تُحَدِّث عنهم (النهاية) .

حرجم : عن النبيّ صلى الله عليه و آلهفي اُهيب :«أتَذْكُر الأزْمة التي ... احْرَنْجَمَ لها الذِّيْخ ؟ » : 21 / 376 . أي تَقَبَّضَ واجْتَمَع كالِحا من شدّة الجَدْب ؛ أي عَمَّ المَحْلُ حتّى نال السِّباعَ والبَهائم . والذِّيخُ : ذَكَر الضِّباع . والنّون في «اِحْرَنْجَمَ» زائدة . يقال : حَرْجَمْتُ الإبلَ فاحْرَنْجَمَتْ : أي رَدَدْتَها فارْتَدَّ بعضُها على بعض واجْتَمَعَت (النهاية) .

* ومنه حين بَرَزَ أسد بن غوَيْلم :«فقال النبيّ صلى الله عليه و آله : من خَرَجَ إلى هذا المُشرك فقَتَلَه فله على اللّه الجنّة ... فاحْرَنْجَمَ الناسُ ، فبَرَزَ عليّ عليه السلام» : 41 / 95 . اِحْرَنْجَمَ : أراد الأمرَ ثمّ رجع عنه (المجلسي : 41 / 96) .

حرد : في زيارة الحجّة عليه السلام :«وبَراءتي من أعدائِكم _ أهلِ الحَرْدَةِ والجدالِ _ ثابتةٌ» : 99 / 95 . أي الانْتِباذ والتَّنَحِّي ؛ من قولهم : تَحَرَّدَ الجَملُ إذا تَنَحَّى عن الإبل فلم يَبْرُك ، فهو حَرِيد فَرِيد . وحَرَدَ الرجلُ حُرُودا إذا تَحَوَّل عن قوْمه (النهاية) . والحَرْد القصد . والحَرْد _ أيضا _ : الغَضَب (المجلسي : 99 / 122) .

* ومنه عن حاجب المنصور للصادق عليه السلام :«اُعيذُك باللّه من سَطْوة هذا الجبّار ، فإنّي رأيت حَرْدَهُ عليك شديدا» : 47 / 167 . أي غَضَبَه .

* وفي رثاء الحسين عليه السلام : وقد حَثَثتُ قَلُوصي كي اُصادفهممن قَبل أن تتلاقى الحُرَّد الحُورا

.

ص: 313

: 45 / 239 . حُرَّد : جمع حارِد ؛ من قولهم : أسدٌ حارِد ؛ أي غضبان ، أو من حَرَدَ الرَّجلُ حُرُودا إذا تَحَوَّل عن قومه . وفي رواية ابن قولويه : الخُرَّد (المجلسي : 45 / 240) . ويأتي في محلّه .

حرر : عن النبيّ صلى الله عليه و آله :«ألَم تَسِل الدماء على حُرِّ وجهي ؟!» : 22 / 508 . حُرُّ الوجه : ما أقبَلَ عليك وبَدا لك منه . وحُرُّ كلّ أرضٍ ودارٍ : وسَطُها وأطيَبُها . وحُرُّ البَقْلِ والفاكهةِ والطّينِ : جَيِّدُها (النهاية) .

* ومنه عن أبي ذرّ رضي اللّه عنه لمّا سُئل _ عند موته _ عن ماله قال :«كُنْدُوج فيه حُرُّ متاعنا» : 22 / 400 . الحُرُّ _ بالضمّ _ : خيار كلّ شيء (المجلسي : 22 / 400) .

* ومنه عن أبي عبداللّه عليه السلام :«إنّ صاحب الدِّين ... رَفَضَ الشهوات ، فصار حُرّا» : 66 / 277 . أي مِن رِقّ الشهوات (المجلسي : 66 / 278) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام لفاطمة عليهاالسلام :«لو أتَيتِ أباكِ فسَألْتِه خادِما يكفيك حَرَّ ما أنتِ فيه من هذا العمل» : 73 / 194 . يعني التَّعَب والمَشَقَّة من خِدمة البيت ؛ لأنّ الحرارة مَقْرونة بهما ، كما أنّ البَرْدَ مَقْرُون بالراحة والسّكون (النهاية) .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله :«لكلّ كَبِد حَرَّى أجْرٌ» : 71 / 370 . الحَرَّى : فَعْلَى من الحَرِّ ، وهي تأنيثُ حَرّانَ ، وهما لِلمبالغة . يُريد أ نَّها لِشِدَّة حَرِّها قد عَطِشَتْ ويَبِسَتْ من العطش . وقيل : أرادَ بالكَبد الحَرَّى حَياة صاحِبها ؛ لأ نّه إنّما تكون كبِدُه حَرَّى إذا كان فيه حَياة (النهاية) .

* ومنه عن أمير المؤمنين عليه السلام :«وحَولي بطون غَرْثى وأكباد حَرَّى» : 40 / 341 .

* وفي الخبر :«الجُرْذان قد سَبَقَتْهم إليها فنَقَّبَتْ اُصولَها وسالَ في الحَرَّةِ مِياهُها» : 16 / 409 . الحَرَّة : أرضٌ ذاتُ حجارةٍ سُودٍ نَخِرةٍ كأ نّها اُحرِقَتْ بالنار .والجمع الحِرارُ والحَرَّاتُ ، وربَّما جُمِع بالواو والنون فقيل حَرُّونَ ، كما قالوا أرَضُون (الصحاح) .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«يُقْتَل بهذه الحَرَّةِ خيارُ اُمّتي بعد أصحابي» : 18 / 125 . قد تكرّر ذكْر الحَرَّة ويَوْمِها في الحديث ، وهو يَوم مشهور في الإسلام أيّام يَزيدَ بن معاوية ، لمّا ا نْ_تَهَبَ المدينةَ عسكرُه من أهل الشام الذين نَدَبَهُم لقتال أهل المدينة من الصحابة والتابعين ، وأمَّرَ عليهم مُسْلمَ بن عُقْبَة المُرِّي في ذي الحجّة سنة ثلاث وستّين وعَقِيبَها هَلَك

.

ص: 314

يزيد . والحَرَّة هذه : أرضٌ بظاهر المدينة بها حجارةٌ سُودٌ كثيرة ، وكانت الوقعة بها (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«حَمِسَ الوَغَى واسْتَحَرَّ المَوْتُ» : 74 / 334 . أي اشْتَدَّ وكَثُر . وهو اسْتَفْعَل من الحَرِّ : الشِّدَّة (النهاية) .

* ومنه في وصف الأتراك :«ويكون هناك اسْتِحْرارُ قَتْلٍ حتّى يمشي المجروح على المقتول» : 41 / 335 . اِسْتِحْرارُ القَتْل : شِدَّته (المجلسي : 41 / 336) .

* وفي الخبر :«حَرُورِيّ يَبْرأ من عليّ بن أبيطالب ، وشهد عليه بالكفر» : 27 / 70 . نسبةً إلى الحَرُورِيّ_ة : طائفة من الخوارج نُسِبوا إلى حَرُورَاء ، بالمدّ والقصْر . وهو موضع قريب من الكوفة ، كان أوّل مُجْتَمَعهم وتحكيمهم فيها ، وهم أحَدُ الخوارج الذين قاتَلَهم عليٌّ عليه السلام . وكان عندهم من التَّشدّد في الدين ما هو معروف (النهاية) .

* وفي حديث فاطمة عليهاالسلام :«فعَمِلَتْ له حَرِيرَة» : 28 / 57 . الحَرِيرَة : الحَسَا المطبوخ من الدَّقيق والدَّسَم والماء (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«إنّما قيل للحمار حَرّ لأنّ أوّل من ركب الحمار حوّاء ؛ وذلك أ نّه كان لها حمارة ، وكانت تركبها لزيارة قبر ولدها هابيل ، فكانت تقول في مسيرها : واحَرّاه ، فإذا قالت هذه الكلمات سارت الحمارة ، وإذا أمسَكَت تَقاعَسَت ، فتَرَك الناسُ ذلك وقالوا : حَرّ» : 61 / 152 . الحَرُّ : زَجْرٌ للبعير (القاموس المحيط) . وكأ نّه كان في أوّل الحال زَجْرا للحمار ، وكذا «عَد» كان زجرا للبغل ، ولمّا كانت الإبل أشْيَع وأكثر عند العرب منهما شاع استعمالهما فيها عندهم (المجلسي : 61 / 152) .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله :«فإذا أرْضَعَتْ كان لها بكلّ مَصَّة كَعِدْل عِتْقٍ مُحَرَّر» : 101 / 107 . المُحَرَّر : الذي جُعِلَ من العبيد حُرّا فاُعْتِق . يقال : حَرَّ العَبْدُ يَحَرُّ حَرارا _ بالفتح _ : أي صار حُ_رَّا (النهاية) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«شرارُكم الذين لا يُعْتِقُون مُحَرَّرَهم . قال [الراوي] : قلت : وكيف ذلك ؟ قال : يُعْتِقون النسْمة ثمَّ يَسْتَخْدِمُونَها» : 101 / 199 . أي أنَّهم إذا أعتقُوه استَخْدَمُوه ، فإذا أراد فِرَاقَهم ادَّعَوْا رِقّه (النهاية) .

.

ص: 315

حرز : في الدعاء :«يا حِرْزَ مَن لا حِرْزَ له» : 84 / 257 . الحِرْز : العَوْذة ، والمَوْضِع الحَصين (المجلسي : 84 / 258) .

* ومنه في آخر :«لا مِقياسَ لجَبَرُوتك ، ولا اسْتِحْرازَ من قُدْرَتك» : 87 / 196 . أي لا يتَحَرَّز ولا يمتنع منه (المجلسي : 87 / 268) . ومنه سُمّي التعويذ حِرْزا . والجمع أحْراز كأحْمال (مجمع البحرين) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في مالك الأشتر :«حَرّاز الدَّوائر» : 33 / 639. في أكثر النسخ بالحاء المهملة ثمّ الراء المهملة ثمّ المعجمة ؛ أي الحارِس في الدوائر أو جلاّبها ؛ من قولهم : أحْرَزَ الأجرَ إذا حازَه ، والدّائرةُ : الغَلَبة بالنصر والظفر . وفي بعضها بالجيم والمهملتين ، وهو أنسب . وفي بعضها بالجيم ثمّ المعجمة ثمّ المهملة ، وهو أيضا مناسب ؛ أي القَتّال في الدوائر (المجلسي : 33 / 639) .

* وفي الخبر :«قالت : ما عندنا إلاّ هذه الشاة ، ومُحْرَزٌ من ذُرَة» : 17 / 232 . على بناء المفعول ؛ أي شيء قليل أحْرَزْتُه لعيالي . ولعلّ فيه تصحيفا (المجلسي : 17 / 238) .

حرس : في ميثم التمّار :«فأتاه الحَرَسيّ ... فقَطَعَ لسانَه» : 42 / 133 . الحَرَسيّ _ بفَتْح الراء _ : واحِدُ الحُرّاس والحَرَس ؛ وهم خَدَم السلطان المُرتَّبون لِحفْظه وحِراسَتِه . والحَرَسيّ واحِدُ الحَرَس ، كأ نّه منسوب إليه حيث قد صار اسْمَ جنس ، ويجوز أن يكون منسوباً إلى الجَمْع شاذّ ا (النهاية) .

حرش : عن أبي عبداللّه عليه السلام وسُئل عن التَّحْرِيش بين البهائِم فقال :«كلّه مكروه إلاّ الكلاب» : 100 / 191 . التَّحْرِيش : الإغْراء بين البهائم وتَهْييج بعضها على بعضٍ كما يُفْعل بين الجِمال والكِبَاش والدُّيوك وغيرها (النهاية) .

* ومنه في أبي لهب :«حَرَّشَ عليه صلى الله عليه و آله أوْباش قريش» : 17 / 260 .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في الحجّ :«فذَهَبْتُ إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آلهمُحَرِّشا على فاطمة» : 21 / 383 . أراد بالتَّحْرِيش هاهنا ذكر ما يُوجب عتابَه لها (النهاية) .

* وفي صحيفة إدْريس عليه السلام في الميّت :«اُطعِمَ حَرِيشاتٍ ودُودا» : 92 / 460 . الحَرِيش :

.

ص: 316

دُوَيْبَّة من كثيرات الأرجُل منتشرة خاصّةً في المناطق الحارّة ، وقد يبلغ طولها الثلاثين سَنْتِمترا ، وهي سامّة غالبا ، وتُعرَف باُمّ أربع وأربعين .

* وعن عليّ عليه السلام :«أ نّه نهى عن الضَّبّ والقُنْفُذ وغيره من حَرْشَة الأرض» : 62 / 185 . من حَرْشَة الأرض : أي من صَيْدها . في القاموس : حَرَشَ الضَّبَّ يَحْرِشُهُ حَرْشا وحَراشا وتَحْراشا : صادَه ، كاحْتَرَشَه ؛ وذلك بأن يُحرِّكَ يَدَهُ على باب جُحْرِه ليَظُنَّهُ حَيَّة ، فيُخرِجَ ذَنَبَه ليَضْرِبها ، فيأخُذَه (المجلسي : 62 / 186) . وفي بعض النسخ : «حشرات الأرض» ، وهو أظهر (المجلسي : 62 / 186) .

حرص : عن الأصمعي :«أوّل الشِّجاج الحارِصَة ؛ وهي التي تَحْرُصُ الجِلدَ ؛ أي تُشَقِّقه ، ومنه قيل : حَرَصَ القَصَّارُ الثَّوبَ إذا شَقَّه» : 101 / 428 .

حرض : في يعقوب عليه السلام :«قد صَبَرَ على فراق ولده حتّى كاد يَحْرَضُ من الحُزن» : 10 / 33 . أي يَدْنَفْ ويَسْقَم . يقال : أحْرَضَه المرضُ فهو حَرِضٌ وحَارِضٌ إذا أفْسَدَ بَدَنَه وأشفَى على الهلاك (النهاية) . والحَرَضُ _ بالتحريك _ : الذي أذابَه العشقُ والحُزن (مجمع البحرين) .

* وعن أبي جعفر عليه السلام في غسل النبيّ صلى الله عليه و آله :«وغسله ثلاث غسلات : غَسلة بالماء والحُرُض والسِّدْر ...» : 78 / 307 . الحُرُض _ بضمّتين وإسكان الراء أيضا _ : وهو الاُشْنَان بضمّ الهمزة ، سُمّي بذلك لأ نّه يُهلِك الوسخ (مجمع البحرين) .

حرف : عن أبي جعفر عليه السلام في العابد :«كان مُحارَفا لا يتوَجَّه في شيء» : 14 / 497 . المُحارَف _ بفتح الراء _ : هو المحْرُوم المجْدُود الذي إذا طَلَب لا يُرْزَق ، أو يكُون لا يَسْعَى في الكَسْب . وقد حُورِفَ كسْبُ فلان إذا شُدِّدَ عليه في معاشه وضُيِّ_قَ ، كأ نّه مِيلَ برزْقِه عنه ؛ من الانحِراف عن الشيء ، وهو المَيْل عنه (النهاية) . وهو خلاف قولك : المُبارَك (مجمع البحرين) .

* ومنه عن أبي عبداللّه عليه السلام :«المؤمن لا يكون مُحارَفا» : 100 / 86 .

* وعنه عليه السلام :«لا تَشْتَرُوا لي من مُحارَفٍ ؛ فإنّ خلْطَته لا بَرَكة فيها» : 100 / 86 .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«إنّ اللّه عزّ وجلّ يحبّ المُتَحَرِّف الأمين» : 100 / 96 . من

.

ص: 317

الاحْتِرَاف ؛ وهو الاكتِساب بالصناعة والتجارة (مجمع البحرين) .

* ومنه عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«لا تَحِلّ الصدقة ... لِمُحْتَرِف» : 93 / 66 .

* وعنه صلى الله عليه و آله :«أتاني آتٍ من اللّه ، فقال : إنَّ اللّه يأمرك أن تقرأ القرآن على حَرْفٍ واحد . فقلت : يا ربِّ ، وَسِّع على اُمّتي . فقال : إنّ اللّه يأمرك أن تقرأ القرآن على سبعة أحْرُف» : 82 / 65 .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«اُنْزل القرآن على سبعة أحْرُف كُلُّها شافٍ كافٍ» : 90 / 97 . أراد بالحَرْف اللُّغَة ؛ يعني على سَبْع لُغات من لُغات العَرب ؛ أي أ نّها مُفَرَّقة في القرآن ، فبَعْضُه بِلُغة قُريش ، وبعضُه بلُغة هُذَيْل ، وبعضه بلُغة هَوازِن ، وبعضه بلُغة اليَمن . وليس معناه أن يكون في الحَرْف الواحد سبعةُ أوْجُه (النهاية) .

* وعن حمّاد بن عثمان :«قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : إنّ الأحاديث تَخْتَلف عنكم ! فقال : إنَّ القرآن نَزَلَ على سبعة أحْرُف ، وأدنى ما للإمام أن يُفْتي على سبعة وجوه» : 89 / 49 .

* وعن أبي جعفر عليه السلام :«تفسير القرآن على سبعة أحْرُف ، منه ما كان ، ومنه ما لم يكن بَعدُ ، ذلك تَعْرِفه الأئمّة» : 89 / 98 .

حرق : عن النبيّ صلى الله عليه و آله :«تَحْتَرِقُون ، فإذا صَلَّيْتُم الفجر غَسَلَتْها ، ثمّ تَحْتَرِقُون تَحْتَرِقُون ، فإذا صَلَّيْتُم الظهر غَسَلَتْها» : 79 / 223 . أي تَهلكون . والإحْراق : الإهلاك ؛ وهو من إحْراق النار (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام : ولكنّه اعْتامَ أمر الإلهفأحْرَقَ فيهم بأنْيابها : 44 / 267 . حَرَقْتُ الشيءَ حَرْقا : بَرَدْتُه وحَكَكْتُ بعضَه ببعض ، ومنه قولهم : حَرَقَ نابَه يَحْرُقُهُ ويَحْرِقُهُ ، أي سَحَقَه حتّى سُمِعَ له صَريفٌ (الصحاح) .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله :«ضالَّة المؤمن حَرَقُ النار» : 101 / 252 . حَرَقُ النار _ بالتحريك _ : لَهَبُها ، وقد يُسَكَّن . أي أنّ ضالّة المؤمن إذا أخَذَها إنسان لِيَ_تَمَلّكها أدَّتْه إلى النار (النهاية) .

* ومنه الدعاء :«أعوذُ بكَ مِنَ ... الحَرَق والغَرَق» : 88 / 80 . الحَرَق _ بالتحريك _ : النار . وهي اسم للفعل ، وتَسْكينها خطأ (مجمع البحرين) .

.

ص: 318

* وفي الفأرة :«إنّها توْهِي السِّقاء وتُحْرِق على أهل البيت» : 61 / 247 . أي تَشقّ القِربة أو تأكل رِباطها فيهراق ماؤها ، وتُحرِق على أهل البيت ؛ لأنّها تجرّ الفَتيلة فتُحرِق ما في البيت (المجلسي : 61 / 247) .

حرم : عن النبيّ صلى الله عليه و آله :«من يُحْرَم الرِّفْق يُحْرَم الخير» : 72 / 60 . على بناء المجهول . حَرَمَه الشيءَ _ كضَرَبَهُ وعَلِمَهُ _ حَرِيما وحِرْمانا _ بالكسر _ : مَنَعَه . والمَحْرُوم : المَمنوع عن الخَيْر ، ومن لا يَنْمى له مال (القاموس المحيط) .

* ومنه الدعاء :«تَحَرَّمْتُ بمحمّد وعِتْرته» : 98 / 315 . تَحَرَّمَ منه بِحُرْمَة : تَمَنَّعَ وتَحَمَّى بذِمَّةٍ (المجلسي : 98 / 317) .

* ومنه في آخر :«أجْعَل بك اسْتِغاثَتي وبدعائك تَحَرُّمي» : 88 / 72 . بالحاء والراء المهملتين : أي اسْتِجارتي وامْتِناعي من البلايا ... وفي بعض النسخ بالجيم والراء ... وفي بعضها بالحاء المهملة والزّاي (المجلسي : 88 / 89) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«إنّ من الكَرَم الوفاءُ بالذِّمَم ، والدفْعُ عن الحُرُم» : 74 / 228 . بضمّتين : جمع الحَرِيم ؛ ما يُدافِع عنه ويَحْميه (الهامش : 74 / 228) .

* وعن المنهال للمختار :«إن رأيتَ أن ... تُحَرِّم بطعامي» : 45 / 333 . الحُرْمَة : ما لا يحلُّ انْتِهاكه ، ومنه قولهم : تَحَرَّمَ بطعامه ؛ وذلك لأنَّ العرب إذا أكل رجل منهم من طعام غيره حصلت بينهما حُرْمة وذِمّة ؛ يكون كلّ منهما آمنا من أذى صاحبه (المجلسي : 45 / 333) .

* وعن الرضا عليه السلام في الإمام :«الداعي إلى اللّه ، والذابُّ عن حُرَم اللّه » : 25 / 124 . بضمّ الحاء وفتح الراء : جمع الحُرْمَة ؛ أي يَدْفَع الضرر والفساد عن حُرُمات اللّه ، وهي ما عَظَّمَها وأمَرَ بتعظيمها ؛ من بيته وكتابه وخلفائه وفرائضه وأوامره ونواهيه (المجلسي : 25 / 131) .

* وعن الصادق عليه السلام :«إنّ للّه عزّ وجلّ حُرُماتٍ ثلاثا ليس مِثْلهنَّ شيء : كتابه ... وبيته الذي جعله قياما للناس ... وعترة نبيّكم صلى الله عليه و آله» : 81 / 68 .

* وعنه عليه السلام :«مَن اتَّهَمَ أخاه في دينه فلا حُرْمَة بينهما» : 72 / 199 . أي حُرْمَة الإيمان ؛ كناية عن سلبه . والحاصل : أ نّه انقطعت علاقة الاُخوّة وزالت الرابطة الدينيّة بينهما (المجلسي : 72 / 199) .

.

ص: 319

باب الحاء مع الزاي

* وعنه عليه السلام :«قد تَرى من المُحَرَّم من العَجَم ما لا يُراد منه ما يُراد من العالِم الفَصيح» : 82 / 62 . جِلْد مُحَرَّمٌ : أي لم تتمّ دِباغته ، وسَوطٌ مُحَرَّمٌ : لم يُلَيَّنْ بَعْدُ ، وناقةٌ مُحَرَّمَةٌ : أي لم تتمَّ رياضَتُها بَعْدُ (الصحاح) . والمراد بالمُحَرَّم من العَجَم : من لا يقْدِر على صحيح القراءة ولم يصحِّحها بَعدُ ، شُبِّه بالدابّة التي لم تُرْكَب ولم تُذَلَّل (المجلسي : 82 / 63) .

* وعنه عليه السلام :«كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله حِرْمِيّا لعِياض بن حَمّار» : 22 / 294 . كان أشْراف العرب الذين كانوا يَتَحَمَّسون في دينهم _ أي يَتَشَدّدون _ إذا حَجَّ أحدُهم لم يأكلْ إلاّ طعام رجُل من الحَرَم ، ولم يَطُف إلاّ في ثيابه ، فكان لِكلّ شريف من أشْرافهم رجلٌ من قُريش ، فيكون كلّ واحِدٍ منهما حِرْمِيَّ صاحِبِه ، كما يقال : كَرِيٌّ للمُكْرِي والمُكْتَرِي . والنَّسب في الناس إلى الحَرَم : حِرْمِيٌّ ، بكسر الحاء وسكون الرّاء ، يقال : رجلٌ حِرْمِيٌّ ، فإذا كان في غير الناس قالوا : ثَوْبٌ حَرَميٌّ (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«حَرِيم البئر العادِيّة خمسون ذراعا» : 101 / 253 . هو الموضع المُحيط بها الذي يُلقى فيه ترابُها ؛ أي أنّ البئر التي يَحْفِرُها الرجُل في مَوَاتٍ فحَرِيمها ليس لأحد أن يَنْزل فيه ، ولا يُنَازِعه عليه . وسُمّي به لأ نّه يَحْرُم منْع صاحبه منه ، أو لأ نّه يَحْرم على غيره التصرّف فيه (النهاية) .

حرن : عن فاطمة عليهاالسلام :«اِسْتَبْدلوا الذُّنابى بالقَوادِم ، والحَرُونَ بالقاحِم» : 43 / 162 . فرسٌ حَرُون : لا يَنقاد ، وإذا اشتدَّ به الجَرْيُ وَقَفَ . وقَحَمَ في الأمر قُحُوما : رمى بنفسه فيه من غير رَوِيَّ_ة . اِستُعير الأوَّل للجبان والجاهل ، والثاني للشّجاع والعالم بالاُمور الذي يأتي بها من غير احتياج إلى تَرَوٍّ وتفكُّر (المجلسي : 43 / 168) .

* ومنه عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«العقل سائِق والنفْس حَرُون» : 74 / 174 .

حرا : عن أميرالمؤمنين عليه السلام لأبي موسى :«فبِالحَرِيِ لَتُكْفَيَنَّ وأنت نائم حتّى لا يقال : أين فلان !!» : 32 / 65 . يقال : فلانٌ حَرِيٌّ بكذا وحَرَىً بكذا ، وبالحَرَى أن يكون كذا؛ أي جَدير وخَليق . والمُثَقَّل يُثنَّى ويُجْمَع ويُؤنَّث ، تقول : حَرِيّان وحَرِيُّون وحَرِيَّة . والمُخفَّف يقَع على الواحد والاثنين والجَمع والمذَكَّر والمؤنَّث على حَالة واحِدَة ؛ لأ نّه مصدر (النهاية) . قال ابن أبي الحديد : أي فجَدير أن تُكفى ما كُلِّفتَه من حضور الحرب وأنت نائم ؛ أي لستَ معدودا

.

ص: 320

عندنا ولا عند الناس من الرجال الذين تَفتقر الحروب والتدبيرات إليهم ، فسيُغني اللّه عنك ولا يقال : أين فلان !! .

* وعن ابن وهب في النبيّ صلى الله عليه و آله في فتح مكّة :«ثمّ تَحَرَّى القبلة ... فركع ثمانيَ ركَعات» : 21 / 135 . التَّحَرِّي : القَصْد والاجتهاد فيالطلب ، والعَزْم على تَخْصِيص الشيء بالفعل والقول (النهاية) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«تَحَرَّ من أمْرك ما يَقومُ به عُذرُك» : 68 / 193 .

* وعنه عليه السلام :«لقد كان[ صلى الله عليه و آله] يجاوِر في كلّ سنة بِحِرَاء» : 38 / 320 . هو _ بالكسر والمدّ _ جَبل من جبال مكّة معروف . ومنْهم من يُؤنِّ_ثُه ولا يَصْرِفه . قال الخَطّابي : وكثير من المُحَدّثين يغْلَطُون فيه ، فيفْتَحون حاءه ، ويَقْصُرونه ، ويُميلُونه ، ولا يجوز إمالتُه ؛ لأنَّ الراء قبل الألف مَفْتوحَة ، كما لا تَجُوز إمالة رَاشد ورَافع (النهاية) .

باب الحاء مع الزايحزب : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«نَزَلَتْ كَرائِهُ الاُمور وحَوَازِبُ الخُطُوب» : 41 / 348 . جَمْع حازِب ؛ وهو الأمر الشديد (النهاية) .

* ومنه عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«مَن حَزَبَهُ أمْرٌ فلْيقُل : لا حول ولا قوّة إلاّ باللّه » : 68 / 45 . أي مَن نَزَل به مُهمٌّ أو أصابه غمٌّ (النهاية) .

* ومنه عن أبي عبداللّه عليه السلام :«كان أبي إذا حَزَبَهُ أمْرٌ جَمَعَ النساء والصبيان ، ثمّ دعا وأمَّنوا» : 90 / 341.

* وعن الخدريّ في صفة أميرالمؤمنين عليه السلام :«لا لَوَى ولا تَحَزَّبَ ولا عَبَسَ» : 22 / 127 . لَوَى الرجلُ رأسَه : أمالَ وأعْرَض . وتَحَزَّبَ القومُ : تَجمَّعوا (المجلسي : 22 / 127) .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في قريش :«إنّ فيكم مَن يُطْرَح في القَلِيب ، ومن يُحَزِّب الأحْزاب» : 38 / 321 . الأحْزاب : الطوائف من الناس ، جمع حِزْب بالكسر (النهاية) . أراد به أبا سفيان يوم الخَندق . وأراد بالقَلِيب قليب بَدْر؛ طُرِحَ فيه نيّف وعشرون من أكابر قريش .

حزر : عن سويد بن غفلة في أميرالمؤمنين عليه السلام :«وَجَدْتُه جالسا بين يديه صحيفة فيها

.

ص: 321

لبن حازِر» : 40 / 331 . الحازِر : اللبن الحامِض . وقد حَزَرَ اللبنُ والنَّبِيذُ؛ أي حَمُض (الصحاح) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام :«وذُكِر عنده حَزِيران فقال : هو الشَّهر الذي دعا فيه موسى على بني إسرائيل ، فمات في يوم وليلة من بني إسرائيل ثلاثمائة ألف من الناس» : 13 / 230 . حَزِيران _ بالروميّة _ : اِسم شهر قبل تمّوز (مجمع البحرين) .

حزز : في الدعاء :«ويَشْفي حَزازات قلوبٍ نَغِلَة» : 86 / 340 . الحَزازَةُ : وَجَعٌ في القلب مِن غَيظٍ ونحوه . قال زفر : وقد يَنْبُتُ المَرْعَى على دِمَنِ الثَّرَىوَتَبْقَى حَزَازَاتُ النُّفُوسِ كما هِيا قال أبو عبيدة : ضربه مَثَلاً لرجلٍ يُظهِر مودّةً وقلبُه نَغِلٌ بالعداوة (الصحاح) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«طَعْنا في عيونكم وَحَزّا في حُلوقكم» : 14 / 466 . الحَزّ : القَطْع ، ومنه الحُزَّة ؛ وهي القِطعة من اللّحم وغيره . وقيل : الحَزّ : القَطْع في الشيء من غير إبانَة . يقال : حَزَزْتُ العُودَ أحُزُّهُ حَزّا (النهاية) .

* وعنه عليه السلام للحَكَمَين :«اُحْكُما بكتاب اللّه وسنّة نبيّه وإن كان فيهما حَزُّ حَلقي» : 33 / 321 .

* وعن أبي جعفر عليه السلام في المهديّ عليه السلام :«برأسه حَزاز ، وبوجهه أثَر» : 51 / 40 . الحَزازُ : الهِبْرِيَةُ في الرأس ، الواحدة حَزازَة . ويقال : في رأسه هِبْرِيَة ؛ وهو الذي يكون في الشَّعر مثل النُّخالة (الصحاح) .

حزق : عن النبيّ صلى الله عليه و آله في الحسين عليه السلام :قَبَّلَه ثمّ قال : حُزُقَّةٌ حُزُقَّهْتَرَقَّ عَيْنَ بَقَّةْ : 36 / 313 . الحُزُقَّة : الضعيف المُ_تَقَارب الخَطْو من ضَعْفه . وقيل : القَصِير العظِيم البَطْن ، فذِكْرُها له على سبيل المُداعَبة والتّأنيس له . وَتَرَقَّ : بمعنى اصْعَد . وعَيْن بَقَّة : كناية عن صِغَر العين . وحُزُقَّة مرفوع على خبر مبتدأ محذوف تقديره : «أنت حُزُقَّة» ، وحُزُقَّة الثاني كذلك ، أو أ نّه خبر مُكرَّر . ومن لم يُنوِّن حُزُقَّة أراد يا حُزُقَّة ، فحذف حرف النداء ، وهو من الشُّذوذ ، كقولهم : «أطْرِقْ كَرا» ؛ لأنّ حرف النداء إنّما يُحذف من العَلَم المضموم أو المضاف (النهاية) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام :«لا صلاة لحاقِن ولا لحاقِب ولا لِحازِق» : 81 / 320 . الحازِق :

.

ص: 322

باب الحاء مع السين

الذي ضاقَ عليه خُفُّهُ فحَزَقَ رجْلَه؛ أي عَصَرَها وضغَطَهَا . وهو فاعل بمعْنى مفعول (النهاية) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«لا رأيَ لحاقِن ولا حازِق» : 2 / 60 .

حزم : عن أبي عبداللّه عليه السلام :«كَظْم الغيظ من العدوّ في دَوْلاتهم تقيّةً حَزْمٌ لمن أخذ به» : 68 / 409 . الحَزْم : ضَبْط الرجُلِ أمرَه والحَذَرُ من فَواته ؛ من قولهم : حَزَمْتُ الشيء ؛ أي شَدَدْتُه (النهاية) .

* وقيل للحسن بن عليّ عليهماالسلام :فما الحَزْم ؟ قال : «طُول الأناة ، والرِّفق بالوُلاة ، والاحتِراس من جميع الناس» : 75 / 103 .

* وعن حكيمة في ولادة الإمام المهديّ عليه السلام :«فإذا أنا بِوَلِيّ اللّه نائم على قَفاه غير مَحْزُوم ولا مَقْمُوط» : 51 / 19 . حَزَمَه يَحْزِمُه : شَدَّه (المجلسي : 51 / 19) .

* وفي النبيّ صلى الله عليه و آله :«ورد عليه أعرابيّ ... مُحْتَزِم بكِساء» : 40 / 10 . اِحْتَزَمَ الرّجلُ : أي تَلَبَّبَ وشَدَّ وسَطَه .

حزن : في الدعاء :«تكفيني ... حُزُونَة من أخاف حُزُونَتَه» : 98 / 193 . الحُزُونَة : الخُشُونة .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام في النبيّ صلى الله عليه و آله :«وسَهَّلَ به الحُزُونَةَ حتّى سَرَّح الضّلال» : 18 / 225 .

* وفي زيارة صاحب الأمر عليه السلام :«تَجْمع به الممالكَ كلَّها ... حُزُونَها ووُعُورَها» : 99 / 85 . الحُزُون : جَمْع الحَزْن ، كالوُعُور جمع الوَعْر؛ وهما ما غَلُظ من الأرض (المجلسي : 99 / 120) .

* ومنه عن دريد :«لَمَسَ الأرضَ بيده فقال : ... لا حَزْنٌ ضِرْسٌ ، ولا سَهْلٌ دَهْسٌ» : 21 / 148 .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام في المؤمن :«لا يمضي عليه أربعون ليلة إلاّ عَرَضَ له أمرٌ يُحْزِنه» : 64 / 211 . أي يُوقِعه في الحُزْن . يقال : حَزَنَني الأمرُ وأحْزَنَني ، فأنا مَحْزُون . ولا يقال : مُحْزَون (النهاية) .

* وعن عيسى عليه السلام :«ما أصْنع بالأولاد ؟! إن عاشوا فَتَنوا ، وإن ماتوا حَزَنُوا» : 14 / 238 . حَزَنَه بمعنى أحْزَنَه (المجلسي : 14 / 238) .

* وفي الدعاء :«واصْرِف عنّي ... وأهل حُزَانَتي» : 83 / 90 . حُزانَتك : عِيالُك الّذينَ تَتَحَزَّنُ لأمْرهم (المجلسي : 83 / 92) .

.

ص: 323

حزور : عن أبي عبداللّه عليه السلام :«خَطَّ إبراهيمُ عليه السلام بمكّة ما بين الحَزْوَرَة إلى المَسْعى» : 12 / 104 . هو موضع بمكّة عنْدَ باب الحنّاطِين ، وهو بوزن قَسْوَرة . قال الشافعي : الناس يُشَدِّدُون الحَزْوَرَة والحُدَيْبِيَة ، وهما مُخَفّفان (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :ضَرْبَ غُلامٍ ماجِدٍ حَزَوَّرهْ : 21 / 18 . الحَزْوَر _ كجعفر ، وبتشديد الواو وفتح الزاء أيضا _ : الغلام إذا اشتَدَّ وقَوِيَ وخَدَمَ (المجلسي : 21 / 18) .

* ومنه عن الإمام الباقر عليه السلام :«إنّ لوُلد العبّاس ... لوقعة بقَرْقِيسا يشيب فيها الغلام الحَزَوَّر» : 52 / 251 .

حزا : عن أبي جعفر عليه السلام :«اِشْرَب الحَزَاءة بالماء البارد» : 63 / 242 . الحَزاءَة : نَبْتٌ بالبادِية يُشْبه الكَرَفْسَ إلاّ أ نّه أعرضُ وَرَقا منه . والحَزَاء : جِنْس لها (النهاية) .

باب الحاء مع السينحسب : من أسمائه تعالى :«الحَسِيب» . معناه : المُحْصِي لكلّ شيء ، العالم به ، لا يخفى عليه شيء . ومعنىً ثانٍ : أ نّه المُحاسِب لعباده ؛ يُحاسِبُهم بأعمالهم ويجازيهم عليها ، وهو فَعِيل على معنى مُفاعِل ، مثل جَلِيس ومُجالِس . ومعنىً ثالث : أ نّه الكافي ؛ واللّه حَسْبي وحَسْبُك : أي كافِينا ، وأحْسَبَني هذا الشيء : أي كفاني ، وأحْسَبْتهُ : أي أعطَيْته حتّى قال حَسْبي ، ومنه قوله عزّ وجلّ : «جَزاءً مِن رَبِّك عَطاءً حِسابا» ؛ أي كافِيا : 4 / 193 .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«آفَة الحَسَب الافتخار» : 70 / 228 . الحَسَب في الأصل : الشَّرَف بالآباء وما يَعُدُّه الناس من مَفاخرهم . وقيل : الحَسَب والكرم يكونان في الرجُل وإن لم يكن له آباء لهُم شَرَف ، والشَّرَف والمَجْد لا يكونان إلاّ بالآباء (النهاية) .

* ومنه عن أبي عبداللّه عليه السلام :«إنّ قوما من الناس قَلَّتْ مداراتهم للناس فاُنْفوا من قريش ، وايمُ اللّه ما كان بأحْسابِهم بأس» : 72 / 441 . والمعنى : إنَّ قوما قَلَّت مداراتهم للمخالفين ، فَنَفاهم

.

ص: 324

خلفاء الجور والضلالة من قبيلة قريش ، وضَيَّعوا أنسابهم وأحْسابهم ، مع أ نّه لم يكن في أحْساب أنفسهم شيء إلاّ ترْك المداراة والتقيّة (المجلسي : 72 / 443) . وفيه وجوه اُخَر تراجع .

* وعن الحسن بن عليّ عليهماالسلام في تعزية ابْنَته :«عند اللّه أحْتَسِبها تسليما لقضائه» : 43 / 336 . يقال : اِحْتَسَبَ فلانٌ ابْنا لَهُ : إذا مات كبيرا ، وافْتَرَطَه : إذا مات صَغيرا . ومَعْناه : اِعْتَدَّ مُصِيبَته به في جملة بلايا اللّه التي يُثاب على الصَّبر عليها (النهاية) .

* ومنه في زيارة عليّ بن الحسين عليهماالسلام :«بأبي أنت واُمّي من مُقَدّمٍ بين يَديْ أبِيك يَحْتَسِبك ويبكي عليك» : 98 / 185 .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام في محمّد بن أبي بكر :«فعند اللّه نَحْتَسِبه ولدا ناصحا» : 33 / 594 .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«من صام يوما من شعبان إيمانا واحْتِسابا غُفر له» : 47 / 20 . الاحْتِسَاب : من الحَسَب ، كالاعْتِداد من العَدّ ، وإنّما قيل لمن يَنْوي بعَمَله وجْه اللّه : اِحْتَسَبه ؛ لأنّ له حينئذٍ أن يَعْتَدَّ عَمله ، فجُعِل في حال مُباشرَة الفِعل كأ نّه مُعْتَدٌّ به . والحِسْبةُ : اِسم من الاحْتِساب ، كالعِدَّة من الاعْتِداد . والاحْتِساب في الأعمال الصالحة وعند المكروهات : هو البِدَار إلى طَلَب الأجْر وتحصيله بالتَّسليم والصَّبر ، أو باستعمال أنواع البِرّ والقيام بها على الوجْه المرْسُوم فيها طلبا للثَّواب المرْجُوّ منها (النهاية) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام :«آمَنَ أبوطالب بحِساب الجُمَّل ، وعَقَدَ بيده ثلاثة وستّين» : 35 / 77 . حِساب الجُمَّل : هو حساب الأحرف الهجائيّة المجموعة في «أبجد ...» ، ويقال له أيضا : حساب الأبجديّة .

* وعن أحمد الداوديّ قال :«كنت عند أبي القاسم الحسين بن روح قدّس اللّه روحه ، فسأله رجل : ما معنى قول العبّاس للنبيّ صلى الله عليه و آله : إنّ عمّك أباطالب قد أسْلَمَ بحِساب الجُمَّل وعَقَدَ بيده ثلاثة وستّين ؟ فقال : عَنَى بذلك : إلهٌ أحَدٌ جَوادٌ . وتفسير ذلك : أنّ الألف واحد ، واللاّم ثلاثون ، والهاء خمسة ، والألف واحد ، والحاء ثمانية ، والدال أربعة ، والجيم ثلاثة ، والواو ستّة ، والألف واحد ، والدال أربعة ، فذلك ثلاثة وستّون» : 35 / 78 . لعلّ المعنى أنّ أباطالب أظهر إسلامه

.

ص: 325

للنبيّ صلى الله عليه و آلهأو لغيره بحساب العقود ؛ بأن أظهر الألف أوّلاً بما يدلّ على الواحد ، ثمّ اللاّم بما يدلّ على الثلاثين ، وهكذا ؛ وذلك لأ نّه كان يتّقي من قريش ... وقيل : يحتمل أن يكون العاقد هو العبّاس حين أخبر النبيّ صلى الله عليه و آله بذلك . فظهر على التقديرين أنّ إظهار إسلامه كان بحساب الجُمَّل ؛ إذ بيان ذلك بالعقود لا يتمّ إلاّ بكون كلّ عدد ممّا يدلّ عليه العقود دالاًّ على حرف من الحروف بذلك الحساب (المجلسي : 35 / 79) .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله :«اِيتُوني بحُسْبَانات هؤلاء الظالمين» : 9 / 310 . الحُسْبانات _ جَمْع الحُسْبان ، بالضمّ _ : الحِساب . يقال : يَحْسُبُ حُسْبانا وحِسْبانا (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«من الحقّ عليك حِفْظ نفْسك والاحْتِساب على الرّعيّة» : 33 / 511 . أي مراقبة أعْمالها ، وتقويم ما اعوجّ منها ، وإصلاح ما فسد (صبحي الصالح) .

حسد : عن الإمام الصادق عليه السلام :«كاد الحَسَدُ أن يَغْلب القدر» : 70 / 251 . الحَسَد : أن يَرى الرجُل لأخيه نعْمة فيَتَمنَّى أن تزول عنه وتكون له دُونه . والغَبْط : أن يَتَمنَّى أن يكون له مثلُها ولا يَتَمنَّى زوالها عنه (النهاية) . المعنى : أنَّ للحسد تأثيرا قويّا في النظر في إزالة النعمة عن المحسود أو التمنّي لذلك ، فإنّه ربَّما يحمله حسده على قتْل المحسود وإهلاكِ ماله وإبطالِ معاشه ، فكأ نّه سعى في غلبة المقدور ؛ لأنّ اللّه تعالى قد قدَّر للمحسود الخير والنعمة ، وهو يسعى في إزالة ذلك عنه (المجلسي : 70 / 258) .

حسر : عن عليّ بن جعفر :«سألتُه عمَّا حَسَر عنه الماء من صَيد البَحر» : 10 / 281 . أي كَشَفَ عنه . يقال : حَسَرْتُ العمامةَ عن رأسي ، والثَّوبَ عن بدَني ؛ أي كَشَفْ_تُهما (النهاية) .

* ومنه عن أبي عبداللّه عليه السلام :«سبحانَ اللّه ! وحَسَرَ عن ذراعه» : 10 / 222 .

* وعن صاحب الأمر عليه السلام :«إذا أذنَ اللّه لنا في القول ظَهَرَ الحقُّ ، واضْمَحَلَّ الباطلُ وانْحَسَرَ عنكم» : 25 / 183 . أي انْكَشَفَ الباطل (المجلسي : 25 / 183) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«الحمد للّه الذي انْحَسَرَت الأوصافٌ عن كُنْه مَعْرِفَته» : 61 / 323 . هو انْفِعال من حَسَرَ _ إذا أعْيا وتَعِبَ _ ، يَحْسِرُ حُسُورا فهو حَسِير (النهاية) .

* وعنه عليه السلامفي النبيّ صلى الله عليه و آله :«يَحْسِرُ الحَسِيرُ ، ويَقِفُ الكَسِيرُ ... غايته» : 18 / 220 .

.

ص: 326

حَسَرَ البعيرُ _ كضَرَبَ _ إذا أعْيا وكَلَّ . والكَسِير : المكسور . وهو هنا الذي ضَعُفَ اعتقادُه أو كَلَّتْ عزيمتُه فتراخَى في السَّير على سبيل المؤمنين (صبحي الصالح) .

* ومنه في دعاء عليّ بن الحسين عليهماالسلام :«لا يَسْأمون من تقديسك ، ولا يَسْتَحْسِرون عن عبادتك» : 56 / 217 . أي لا يَملُّوا . وهو اسْتِفْعال من حَسَرَ _ : إذا أعْيا وتَعِبَ _ ، يَحْسِرُ حُسُورا فهو حَسِير (النهاية) .

حسس : عن أميرالمؤمنين عليه السلام لفاطمة عليهاالسلام :«إذا أحْسَسْتِ بذلك وسَمعْتِ الصوت قُولي لي» : 26 / 44 . الإحْساس : العِلْم بالحَواسّ ؛ وهي مَشاعِر الإنسان ، كالعين والاُذن والأنف واللسان واليَدِ (النهاية) .

* وعن أبي طالب :«إنّ ابن أخي لَيُحِسّ بنَعيم» : 15 / 407 . أي يَرَى ويَعْلمُ أنَّ له ملكا ونَعِيما (المجلسي : 15 / 413) .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في المؤمن :«لا حَسّاس ولا جَسّاس» : 64 / 311 . في القاموس : الحَسّ : الحيلة ، والقتل ، والاستئصال . وبالكسر : الصوت . والحاسُوس : الجاسُوس . وحَسِسْتُ به _ بالكسر _ : أيْقَنْتُ . وأحْسَسْتُ : ظنَنْتُ ، ووجَدْتُ ، وأبصَرْتُ . والتَّحَسُّس : الاستماعُ لحديث القوم ، وطلبُ خَبَرهم في الخير . والجَسّ : تفَحُّص الأخبار ، كالتَّجَسُّس ، ومنه الجاسُوس ، انتهى . والحاصل : أنّ الحَسّاس والجَسّاس متقاربان في المعنى ، وكأنّ الأوَّل إعمالُ الظنون في الناس ، والثاني تجَسُّسُ أحوالهم (المجلسي : 64 / 312) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«ويْلكِ يا بصرة من جيش لا رَهْجَ له ولا حِسّ !» : 32 / 255 . الحِسّ _ بالكسر _ وكذلك الحَسِيس : الصوت الخفيّ . وكأ نّه إشارة إلى خروج صاحب الزِّنْج ، وكان جيشه مُشاة حُفاة لم يكن لهم قَعْقَعة لُجُمٍ ولا حَمْحَمة خَيْل (المجلسي : 32 / 259) .

* ومنه الدعاء :«يا من حَما أهل الجنّة أن يسمعوا حَسِيسَ أهل النار» : 84 / 14 .

* ومنه عن الإمام الهادي عليه السلام :«باللّه أعوذ ... من شرّ الدَّناهِش والحَسّ» : 87 / 137 . الحَسّ : بَرْدٌ يُحرِق الكَلأ . والحَسّ : القتل . ومنه قوله تعالى : «تَحُسُّونَهُم بإذنِه» ؛ أي تقتلونهم قتلاً ذريعا (الكفعمي) .

.

ص: 327

باب الحاء مع الشين

* وعن المفضّل :«فإذا بِشَيخ مُستنِد إلى شجرة عظيمة . فلمّا رآنا تَحَسْحَس» : 60 / 128 . أي تحَرَّك (المجلسي : 60 / 130) .

حسك : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«سوف تَظهر بعدي حَسِيكَةُ النفاق» : 36 / 288 . الحَسِيكَة : العداوة والحقْد . يقال : هو حَسِكُ الصَّدر على فلان (النهاية) .

* ومنه عن عائشة لمّا قيل لها :ما يحزنك ؟ قالت : «فُقِدَ النبيّ صلى الله عليه و آله وتظاهَرَت الحَسَكات» : 36 / 349 . أي العداوات .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«لَأَن أبِيتَ على حَسَك السَّعْدان مُرَقَّدا» : 40 / 346 . الحَسَك : _ جمع حَسَكة _ : الشَّوْك . والسَّعْدان : نَبْت تَرعاه الإبل له شَوْك تُشَبَّه به حلمةُ الثدي (صبحي الصالح) .

حسم : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«فاحْسِمْ مادّة اُولئك بقَطْع أسباب تلك الأحوال» : 33 / 609 . الحَسْم : القطْع .

* وعنه عليه السلام في الاستسقاء :«لا تَجعل ... بَرْدَه علينا حُسُوما» : 88 / 294 . الحُسُوم _ بالضمّ _ الشو? أو المُتتابِع . إشارة إلى إهلاك قوم عاد بالريح الباردة ، كما قال تعالى : « ... سَخَّرَها عليهم سَبْعَ لَيالٍ وثمانيةَ أيّامٍ حُسُوما» . قال البيضاويّ : حُسُوما : مُتتابِعات ، جمع حاسِم ، أو نَحسات حَسَمَتْ كلَّ خير واسْتأصَلَتْه ، أو قاطِعات قَطَعَتْ دابِرَهم . قال : وهي كانت أيّام العجوز من صبح أربعاء إلى غروب الأربعاء الآخر (المجلسي : 88 / 304) .

* وعن الحسن بن عليّ عليهماالسلام :«إنّ اليد تُفَلّ فتُقْطَع وتُحْسَم» : 75 / 106 . الحَسْم : قَطْع الدم بالكَيّ (مجمع البحرين) .

حسن : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«قيمة كلّ امرئٍ ما يُحْسِن» : 1 / 166 . يُحْسِنُ الشيءَ : أي يَعْلمه (الصحاح) .

* وفي الدعاء :«الذين سَبَقتْ لهم منك الحُسْنَى فهُم عن النار مُبعَدون» : 87 / 206 . الحُسْنى : هي الخصْلة المُ_فَضَّلة في الحُسْن ؛ وهي السعادة . وقيل : هي البشارة بالجنّة ... وهو إشارة إلى قوله تعالى : «إنَّ الذينَ سَبَقتْ لهم منّا الحُسْنَى اُولئك عنها مُبْعَدون» (المجلسي : 87 / 273) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في البيعة :«قد انْثالوا علَيَّ مِن كلّ جانب حتّى لقد وُطِئ

.

ص: 328

الحَسَنان» : 29 / 499 . غَلَّبَ أحَد الاسْمَين على الآخر ، كَما قالوا : العُمَرَان لأبي بكر وعمر ، والقَمَران للشمس والقمر (النهاية) .

حسا : عن أبي عبداللّه عليه السلام في الحجّ :«أكَلَ رسولُ اللّه صلى الله عليه و آله وعليٌّ وحَسَيا من مَرَقها» : 21 / 393 . حَسا المَرَقَ : شَرِبه شيئا بعد شيء (المجلسي : 21 / 394) .

* وعن بزيع في أبي جعفر عليه السلام :«حَسا من الماء ثلاث حَسَيَات» : 46 / 297 . الحُسْوة _ بالضمّ _ : الجَرْعة من الشَّرَاب بقَدر ما يُحْسَى مرَّة واحدة . والحَسْوة _ بالفتح _ : المَرَّة (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في طلحة والزبير :«لاَُفْرِطَنّ لهم حَوْضا أنا ماتِحُه ! لا يَصْدُرون عنه بريّ ولا يعبّون بعده في حِسْي» : 32 / 78 . الحِسْي بالكسر وسكون السين ، وجَمْعه أحْساء : حَفِيرة قريبة القَعْر ، قيل : إنّه لا يكون إلاّ في أرض أسْفَلُها حجارة وفَوقَها رمْل ، فإذا أمْطَرت نشَّفَها الرمْلُ ، فإذا انتهى إلى الحجارة أمْسَكَتْه (النهاية) . وهذه كناية عن الحرب والهيجاء وتهديد بهما وما يتعقّبهما من القتل والهلاك (المجلسي : 32 / 79) .

* وسُئِل رسول اللّه صلى الله عليه و آله عن التَّلْبِيْنَة فقال :«الحُسُوّ باللّبَنِ» : 63 / 96 . في القاموس : التَّلْبِين _ وبِهاءٍ _ : حَساء يُتّخذ من نُخالة ولَبن وعَسل ، أو من نُخالة فقط . وقال : حَسَا زيد المَرَق : شربه شيئا بعد شيء ، كتَحَسّاه وَاحْتَساه . واسم ما يُحْتَسَى : الحَسِيَّة والحَسا ويمدُّ والحَسْو _ كدلو _ والحَسُوّ _ كعدو (القاموس المحيط) .

باب الحاء مع الشينحشد : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في سورة الإخلاص :«اِحْشِدوا فإنّي سأقْرأ عليكم ثُلث القرآن» : 89 / 358 . أي اجْتَمِعوا واسْتَحْضِروا النَّاس . والحَشْد : الجماعَة . واحْتَشَد القوم لفلان : تَجَمَّعُوا له وتأهَّبوا (النهاية) .

* ومنه في حديث اُمّ مَعْبَد :«مَحْفُودٌ مَحْشُود» : 19 / 42 . أي أنّ أصحابه يَخْدِمونه ويَجْتَمِعُون إليه (النهاية) .

حشر : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«سمّاني [اللّه ] في القيامة حاشِرا ، يحشر الناس على قدمي» :

.

ص: 329

16 / 93 . الحاشِر الذي يُحْشَر الناس خَلْفَه وعلى مِلَّته دُون مِلّة غيره (النهاية) . هو كناية عن أ نّه أوّل من يُحشر من الخلق ثمّ يُحشر الناس بعده . وقيل : أي في زمانه وعهده ، ولا نبيّ بعده . وقيل : أي يَقدم الخلق في المحشر وهم خلفه (المجلسي : 16 / 93) .

* وفي حديث المفضّل :«ضروب الهَوامّ والحَشَرات» : 3 / 99 . هي صغار دَوَابّ الأرض ؛ كالضَّبّ واليَرْبُوع . وقيل : هي هوامّ الأرض ممّا لا سمَّ له ، واحدُها حَشَرة (النهاية) .

* ومنه عن النبيّ صلى الله عليه و آله في أصناف الجنّ :«وصنف حَشَرات الأرض» : 87 / 224 .

* وعنه صلى الله عليه و آله في العصفور :«لم يَدَعني فآكل من حشارة الأرض» : 61 / 4 . أي حشرات الأرض (الهامش : 61 / 4) .

حشرج : عن زين العابدين عليه السلام :«فارْحمني إذا طاش عقلي ، وحَشْرَجَ صدري» : 91 / 122 . الحَشْرَجَة : الغَرْغَرَة عند الموت وتَرَدّد النَّفَس (النهاية) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«يعالج كربا ويقاسي تعبا ، في حَشْرَجَة السباق» : 74 / 375 .

حشش : عن الحسين بن عليّ عليهماالسلام في الطفّ :«حشَشْتُم علينا نار الفِتَنْ» : 45 / 8 . أي أوقدتم ، يقال : حَشَشْت النار أحُشُّها ؛ إذا ألْهبْتها وأضْرَمْتها (النهاية) .

* ومنه فيحديث الرؤيا :«وإذا هو عنده نارٌ له يَحُشُّها» : 58 / 185 .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في التحكيم :«لبئس حُشّاش نار الحرب أنتم» : 33 / 371 . الحُشّاش _ بضم الحاء وتشديد الشين _ : جمع حاشّ ؛ وهو الموقِد للنار . وكذلك الحِشاش بالكسر والتخفيف . وقيل : هو ما يحشّ به النار ؛ أي يوقد (المجلسي : 33 / 372) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام :«إيّاكم ومَحَاشّ النساء» : 101 / 29 . هي جمع مَحَشّة ؛ وهي الدُّبر . قال الأزهري : ويقال أيضا بالسّين المهملة ، كَنّى بالمَحاشّ عن الأدْبار كما يُكَنَّى بالحُشُوش عن مواضع الغائط (النهاية) .

* و في لقمان عليه السلام :«كتب حكمته على باب الحَشّ» : 77 / 185 . أي الكنيف وهو موضع قضاء الحاجة ، وأصله : البُسْتان ؛ لأنّهم كانوا كثيرا ما يَتَغوّطون في البَساتين (النهاية) .

* ومنه عن الباقر عليه السلام :«اُعيذ نفسي ... من شرّ ما ينزل الحمّامات والحُشُوش» : 87 / 155 .

.

ص: 330

الحُشُوش _ جمع الحُشّ مثلّثة ، والفتح أكثر _ : وهو المَخْرَج ، وأصله البستان (المجلسي : 87 / 244) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«إنّ الحرب قد أكَلتْ العرب إلاّ حُشاشَات أنْفُس بقيت» : 33 / 105 . الحُشاشَات جَمْع حُشاشَة : وهي رَمَق بَقيّة الحياة والروح (النهاية) .

* وعن مسلم بن عقيل :«لم نَنجُ إلاّبحُشَاشَة أنفُسِنا» : 44 / 335 .

حشف : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«لا تَدَعُوا العَشاء ولو على حَشَفَة» : 63 / 343 . الحَشَف : اليابِس الفاسِد من التمر . وقيل : الضعيف الذي لا نَوَى له كالشِّيص (النهاية) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام :«قضى أميرُالمؤمنين عليه السلام ... إذا قُطع من الحَشَفَة مِائَة من الإبل» : 101 / 420 . الحَشَفَة : رأس الذَّكَر إذا قطعها إنسان وجبت عليه الدِّيَة كاملَة (النهاية) .

حشم : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«لا تُحْشموا أحدا عن حاجته» : 33 / 471 . حَشَمْتُ الرجل وأحْشَمْتُهُ بمعنىً ؛ وهو أن يجلسَ إليك فتؤذِيَه وتُغضِبَه . وقال ابن الأعرابي : حَشَمْتُهُ : أخْجلته . وأحْشَمْتُهُ : أغضبته . والاسم : الحِشْمَة ؛ وهو الاستحياء والغضب أيضا (الصحاح) . وفي بعض النسخ : «ولا تَحْسِموا أحدا» بالسين المهملة ، من الحَسْم ؛ بمعنى القطع (المجلسي : 33 / 472) .

* وعن الرضا عليه السلام :«لا تَحاشَمُوا فإنّه رُوِيَ : المُحْتَشَم والمُحْتَشِم في النار» : 75 / 347 . أي لا تَغاضَبوا فإنّ المتغاضِبان في النار (الهامش : 75 / 347) .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«لا ينبغي لهم أن يصوموا إلاّ بإذن ضيفهم لئلاّ يَحْتَشِمهم» : 93 / 264 . أي يستحيي . والاحْتِشَام : افتعال من الحِشْمَة بالكسر ؛ بمعنى الانقباض والاستحياء (مجمع البحرين) .

* ومنه عن الصادق عليه السلام :«فإنّ ذهاب الحِشْمة ذهاب الحياء ، وبقاء الحِشْمة بقاء المودّة» : 75 / 253 .

حشن : عن المهديّ عليه السلام ليعقوب بن يوسف الغسّانيّ :«لا تُحاشِنْ أصحابك» : 52 / 18 . المُحاشَنَة : السِّباب . والحِشْنَة _ بالكسر _ : الحِقد (القاموس المحيط) . وفي المصدر «خاشَنَه» وهو ضدّ لايَنَه (الهامش : 52 / 18) .

حشا : عن عليّ بن الحسين عليهماالسلام :«يَتَفسّخون تحت أعْباء الديانة تَفسُّخ حاشِيَة الإبل تحت أوراق البزل» : 27 / 193 . هي صغار الإبل ، كابن المَخاض ، وابن اللَّبون . وحاشِيَة كلّ شيء :

.

ص: 331

باب الحاء مع الصاد

جانبه وطَرَفُه (النهاية) . شبّه عليه السلامضعفهم عن إقامة السُّنن ونفورهم عنها لإلفهم بالبدع بناقة صغيرة ضرب عليها فحل قويّ بازل لا تطيقه فتمتنع منه (المجلسي : 27 / 194) .

* ومنه الخبر :«لا من أموالكم ولا من حواشيها تتصدّقون» : 9 / 313 .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«من تَلِن حاشِيَته يستدم من قومه المودّة» : 40 / 163 . حاشِيَة الرجل : أهله وخاصّته .

* وعن ابن عبّاس لعائشة :«ما أنتِ إلاّ حَشِيَّته من تسع حَشَايا خلّفهنّ بعده» : 32 / 270 . الحَشِيَّة _ كمَنِيَّ_ة _ : الفراش المَحشُوّ ، والجمع : حشايا . كنّى عن النساء ، والتعبير عنهنّ بالفراش شايع (المجلسي : 32 / 271) .

* ومنه عن فضّال :«إنّ النبيّ صلى الله عليه و آله مات عن تسع حَشَايا ، وكان لهنّ الثُّمُن لمكان ولده فاطمة» : 44 / 155 .

* وعن أبي جعفر عليه السلام لعبداللّه بن عطاء :«قد أمْكَنْتَ الحِشْوَةِ من اُذُ نَيك ، واللّه ما أنا بصاحبكم» : 51 / 34 . فلان من حِشْوَةِ بني فلان _ بالكسر _ ، أي من رُذَالِهم . أي تسمع كلام أراذل الشّيعة وتقبل منهم في توهّمهم أنَّ لنا أنصارا كثيرة وأ نّه لابدَّ لنا من الخروج وأنّي القائم الموعود (المجلسي : 51 / 34) .

* وعن الرضا عليه السلام :«المستحاضة تَحْتَشي وتَغْتَسل وتصلّي» : 10 / 355 . أي تَسْتَدْخل شيئا يمنع الدَّم من القَطْر ، وبه سُمِّي الحَشْو للقُطْن ؛ لأ نّه يُحْشَى به الفُرُش وغيرها (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«من يَعْذِرني عن هؤلاء الضياطِرة ، يُقبل أحدُهم يَتَقَلَّب على حَشاياهُ» : 34 / 319 . أي على فِراشِه ، واحِدها حَشِيَّة بالتشديد (النهاية) .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله :«إنّ اللّه عزّ وجلّ ليَهَمّ بعذاب أهل الأرض جميعا لا يُحاشِي منهم أحدا» : 81 / 14 . أي لا يستثني منهم أحدا .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام في كتابه لمعاوية :«حاشَ للّه أن تلي للمسلمين بعدي صَدْرا» : 33 / 119 . أصله حاشا للّه ؛ أي معاذ اللّه ، وهو فعل ماضٍ على صيغة المفاعلة مأخوذ من الحَشَى ؛ أي النّاحية ، وفاعله : أن تلي . وقال الزجّاج حاشَ للّه : براءة للّه (المجلسي : 33 / 121) .

.

ص: 332

* وعنه عليه السلام في رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«من الشجرة ... الكريمة الحَشَى ، في كَرَمٍ غُرِسَتْ ، وفي حَرَمٍ اُنبِتَت» : 4 / 223 . الحَشَى : هو ما انْضَمَّتْ عليه الضلوع والخَواصِر . والجمع أحْشاء (النهاية) . ويقال فلان في حَشَى فلان : أي في كنفه ، وفلان خيرهم حَشىً : أي رعايةً .

باب الحاء مع الصادحصب : عن أميرالمؤمنين عليه السلام في الخوارج :«أصابكم حاصِبٌ» : 33 / 360 . أي عذاب من اللّه . وأصلُه رُمِيتُم بالحَصْباء من السماء (النهاية) .

* ومنه عن الرضا عليه السلام :«جُعِلَت الشهادة أربعة في الزنا ... لشدّة حَصْب المُحصَن» : 76 / 38 . الحَصْب : رميه بالحَصْباء والجنادل (الهامش : 76 / 38) .

* ومنه عن يهوديّ لنساء قريش :«لَيُوشِك أن يُبعث فيكنّ نبيّ فأيّكن استطاعت أن تكون له أرضا يطأها فلتفعل ، فحَصَبْنَه» : 16 / 4 .

* وعن موسى بن جعفر عليهماالسلام :«يَصومُ صَبِيحة الحَصْبة» : 9 / 291 . يوم الحَصْبَة _ بالفتح _ بعد أيّام التشريق ، وهو يوم الرابع عشر (مجمع البحرين) .

* وعن معاوية بن عمّار :«انْتَهَيْت إلى الحَصبة ؛ وهي البطحاء» : 96 / 327 . كذا ، وفي الوسائل : 14 / 284 «الحَصْباء» وفي النهاية : «المُحَصَّب» ؛ وهو الشِّعب الذي مَخْرَجُه إلى الأبْطح بين مكّة ومِنى ، وأيضا : موضع الجمار بمِنى ، سُمِّيا بذلك لِلحَصَي الذي فيهما . ويقال لموضع الجمار أيضا حِصاب ، بكسر الحاء ، انتهى . وفي مجمع البحرين : المُحَصَّب _ بضمّ الميم وتشديد الصاد _ : موضع الجمار عند أهل اللغة ، والمراد به هنا _ كما نصّ عليه بعض شرّاح الحديث _ : الأبطح ؛ إذ المُحَصّب يصحّ أن يُقال لكلّ موضع كثيرة حَصباؤه ، والأبطح مسيل واسع فيه دِقاق الحَصى ، وهذا الموضع تارةً يُسمّى بالأبطح ، واُخرى بالمُحَصّب ، أوّله عند منقطع الشِّعْب من وادي منى ، و آخره متّصل بالمقبرة التي تُسمّى عند أهل مكّة بالمُعلّى .

حصحص : عن قيس لعمر في السّقيفة :«لئن حَصْحَصْت منه شَعرة ما رجَعْتَ وفي فِيك واضِحَة» : 28 / 336 . الحَصْحَصَة : تحريك الشيء أو تَحَرُّكُه حتّى يستَقِرَّ ويَتَمكّن (النهاية) .

.

ص: 333

حصد : عن أبي جعفر عليه السلام :«لا يكون الجَداد والحَصاد بالليل» : 93 / 98 . الحَصاد _ بالفتح والكسر _ : قَطع الزرع . وإنّما نُهي عنه لمكان المساكين حتّى يَحْضُروه . وقيل : لأجل الهوامّ كَيلا تُصيب الناسَ (النهاية) .

* ومنه عن البزنطي :«سألتُ الرضا عليه السلام عن قول اللّه عزّ وجلّ : «وآتُوا حَقَّهُ يَومَ حِصادهِ» ... قال : هكذا يقرؤُها مَن قِبَلكم ؟ قلتُ : نعم ، قال : اِفْتح الفم بالحاء ، قلتُ : حَصادِه» : 93 / 94 .

* ومنه عن عليّ بن الحسين عليهماالسلام مع أصحابه على مائدة :«إنّكم تأكلون وظَلَمَة بنياُميَّة يُحْصَدُون» : 45 / 342 . أي يُقْتَلون .

* ومنه عن موسى بن جعفر عليهماالسلام :«وهل يَكُبُّ الناس على مناخرِهم في النار إلاّ حَصائدُ ألسِنتهم» : 1 / 150 . أي ما يقْتطِعُونه من الكلام الذي لا خير فيه ، واحِدتُها حَصِيدَة ، تَشْبيها بما يُحْصد من الزرع ، وتشبيها للّسان وما يَقْتَطِعه من القول بحَدّ المِنْجَل الذي يُحْصَد به (النهاية) .

* ومنه عن أبي عبداللّه عليه السلام :«ليس شيء أعْدى للرّجال من ... حَصائد ألْسِنتهم» : 67 / 82 .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«سأجْهَد ... حتّى تَخرُج المَدَرَةُ من بين حبّ الحَصِيد» : 33 / 475 . الحَصيد : المحْصود ، فَعِيل بمعنى مفعول (النهاية) . أي حتّى يُخرِج معاوية من بين المؤمنين ويخلّصهم من وجوده بينهم كما يفعل من يُصَفّي الغَلّة (ابن ميثم) .

* وعنه عليه السلام :«ضَحِكَت عنه أصدافُ البحار من ... نُثارَة الدُّرّ وحَصِيد المَرْجان» : 54 / 106 . الحصيد : المحصود ، والمراد بالمرجان صغار اللؤلؤ ، ووصفه بالحَصِيد لعلّه يناسب ما تذكره التجّار أنّ الصدف كثيرا ما يغرز عرقه في أرض البحر فتَحصُده الغوّاصون ؛ ولذا قيل إنّه حيوان يشبه النبات . وقال بعض شارحي النهج : كأنّ المراد المتبدّد من المرجان كما يتبدّد الحبّ المحصود ، ويجوز أن يعني المحكم ، من قولهم : شيء مُستَحصَد ؛ أي مستحكم . قال : ويروى «وحصباء المرجان» ، والحَصْباء : الحَصى . وقال قوم : هو البسد ؛ يعني الحجر الأحمر (المجلسي : 54 / 119) .

* ومنه عن الإمام العسكري عليه السلام :«اللهمّ وقد اسْتَحْصَد زرع الباطل ، وبلغ نهايته» : 82 / 230 . اسْتَحْصَدَ الزرعُ : أي حانَ له أن يُحصَد (مجمع البحرين) .

.

ص: 334

* ومنه عن حذيفة لأبي ذرّ :«إنّا قد اسْتَحْصَدنا ، واقترب الصَّرام» : 22 / 409 .

حصر : عن أبي عبداللّه عليه السلام :«المَحْصُور هو المريض ، والمَصْدُود : هو الذي يردّه المشركون» : 96 / 327 . الإحْصار : المنْع والحبْس . يقال : أحْصَره المرض أو السّلطان ؛ إذا منعه عن مقصده ، فهو مُحْصَر . وحَصَره ؛ إذا حَبَسه ، فهو مَحْصور (النهاية) .

* وعنه عليه السلام في الحجّ :«كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله مَصْدُودا والحسين عليه السلاممُحْصَرا» : 96 / 330 .

* وعن مسمع :«سمعتُ أبا عبداللّه عليه السلام يقول : لا يصلّي المختضب . قلت : جعلت فداك ولم ؟ قال : إنّه مُحْصَر» : 80 / 263 . أي ممنوع عن القراءة والذكر وبعض أفعال الصلاة ، قال في النهاية : الإحْصار : المنع (المجلسي : 8 / 263) .

* وفي فاطمة عليهاالسلام :«لمّا رأت عليّا جالسا إلى جَنْب رسول اللّه صلى الله عليه و آلهحَصِرَت وبَكَت» : 43 / 122 . أي اسْتَحيَت وانْقَطَعت ، كأنّ الأمر ضاق بها كما يضيق الحبس على المحْبوس(النهاية) .

* وعن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى : «سَيِّدا وحَصُورا» : «الحَصُور : الذي لا يأتي النساء» : 14 / 185 . وقيل : الحَصُور : إنّه لا يدخل في اللّعب والأباطيل ، عن المبرّد . وقيل : العنّين ، وهذا لا يجوز على الأنبياء لأ نَّه عيب وذمّ (المجلسي : 14 / 170) .

* وعن الحسين عليه السلام في معاوية :«كان يُنطِقه البَطَر ، ويُسكِته الحَصَر» : 33 / 219 . الحَصَر _ بالتحريك _ : العِيّ في المنطق (القاموس المحيط) .

حصرم : عن محمّد بن أحمد :كتبت لأبي الحسن عليه السلام : «عندنا طَبيخ يُجعل فيه الحِصْرِم» : 76 / 176 . الحِصْرِم : أوّل العِنَب مادام حامِضا (مجمع البحرين) .

حصص : في الطفّ :«أخذ ثوبه ابن حوية الحضرمي ولبسه فتغيّر وجهه وحُصَّ شَعرُه» : 45 / 302 . الحَصُّ : إذهاب الشَعر عن الرأس بحَلْق أو مَرض (النهاية) .

* ومنه الدعاء :«أعوذ بكلمات اللّه من ... اللامَّة والحاصَّة» : 73 / 207 . هي العِلَّة التي تَحُصّ الشَّعر وتُذْهِبه (النهاية) .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله :«إنّ الشيطان إذا سمع النداء أدْبَر وله حُصَاص» : 60 / 315 . الحُصاص : شدّة العَدْوِ وحِدَّته . وقيل : هو أن يَمْصَع بذَنَبه ويَصُرَّ باُذُنيْه ويَعْدُو . وقيل : هوالضُّراط (النهاية) .

.

ص: 335

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام في بدر لمعاوية :«طَلَبتُك ففررتَ ولك حُصَاص» : 33 / 125 .

* وعنه عليه السلام في الاسْتسقاء :«لا تُؤاخذنا بأعمالنا ، ولا تُحاصّنا بذُنوبنا» : 88 / 294 . المُحاصَّة : المُقاسَمَة بالحِصَصِ ، والمراد : المُقاصّة بالأعمال ، بأن يُسقط حِصَّة من الثواب لأجل الذنوب ، أو يجعل لكلّ ذنب حِصَّة من العقاب (المجلسي : 88 / 301) . أي لا تجعل نصيبا من العذاب بسبب ذنوبنا (مجمع البحرين) .

حصف : وعن قنبر في أميرالمؤمنين عليه السلام :«ضِرْغام حازِم عزّام حَصِيف» : 42 / 134 . الحَصيف : المُحْكَم العقل . وإحْصاف الأمر : إحكامه (النهاية) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«خَبِّرْ به من كانت له حَصَافَة من أصحابك» : 65 / 120 . أي استحكام عقل وضبط للكلام . في القاموس حَصُفَ _ كَكَرُمَ _ : استحكم عقله ، وأحْصَفَ الأمرَ : أحْكَمَه (المجلسي : 65/122) .

* وعن الإمام الحسين عليه السلام :«والسّيف لم يُشْهر ، والجأْش طامِن ، والرأي لم يُسْتَحْصف» : 45 / 8 .

حصل : عن المهديّ عليه السلام :«الحَوَاصِل جائزٌ لك أن تُصلّي فيه» : 53 / 197 . الحَوَاصِل : جمع حَوْصَل ؛ وهو طير كبير له حَوْصَلة عظيمة يُتّخذ منه الفَرو . قيل : وهذا الطائر يكون بمصر كثيرا ، وهو صنفان : أبيض وأسود . وهو كريه الرائحة لا يكاد يُستعمل ، والأبيض أجوَدهُ ، وحرارته قليلة ورطوبته كثيرة ، وهو قليل البقاء (مجمع البحرين) .

* وعن أبي الحسن عليه السلام :«يصلّى في السنجاب والحَواصِل الخَوارزميّة» : 80 / 228 .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«تنزّهوا عن أكل الطير الذي ليست له قانِصَة ولا صِيْصِيَة ولا حَوْصَلَة» : 10 / 93 .الحَوصَلَة _ بالتخفيف والتشديد _ : واحدة الحَوَاصِل ؛ وهي ما يجتمع فيها الحبّ وغيره من المأكول . وهي للطير كالمعدة للإنسان (مجمع البحرين) .

حصن : روي :«حدّ المُحصَن أن يكون له فرج يغدو عليه ويروح» : 76 / 49 . أصل الإحْصان : المَ_نْع . والمرأة تكون مُحْصَنة بالإسلام ، وبالعَفاف ، والحُ_رِّيّة ، وبالتّزْويج . يقال : أحْصَنَت المرأة فهي مُحصِنَةٌ ومُحْصَنَة ، وكذلك الرجلُ . والمُحْصَن _ بالفتح _ يكون بمعنى الفاعل والمفعول ، وهو أحَد الثلاثة التي جِئنَ نَوادِر . يقال : أحْصَنَ فهو مُحْصَن ،

.

ص: 336

باب الحاء مع الضاد

وأسْهَب فهو مُسْهَب ، وألْفَجَ فهو مُلْفَج (النهاية) .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«خير نساءكم ... الذليلة مع بعلها ، الحَصان مع غيره» : 100 / 239 . الحَصان _ بالفتح _ : المرأة العفيفة (النهاية) .

* وفي أميرالمؤمنين عليه السلام :«وربّما يَلْحقُ الحِصَانَ الجاري فيصدمه فيردّه على عقبيه» : 41 / 275 . الحِصان _ ككتاب _ : الفرس الذَّكَر (المجلسي : 41 / 275) .

حصا : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«إنّ للّه تبارك وتعالى تسعة وتسعين اسما ... مَن أحْصَاها دخل الجنّة» : 4 / 186 . أي مَن أحْصاها عِلْما بها وإيمانا . وقيل : أحْصاها : أي حَفِظَها على قَلْبه . وقيل : أراد مَن اسْتَخْرَجها من كتاب اللّه تعالى وأحاديث رسوله ، لأنّ النبيّ صلى الله عليه و آله لمْ يَعدّها لهم إلاّ ما جاء في روايةٍ عن أبي هريرة ، وتَكَلّموا فيها . وقيل : أراد مَن أطاق العَمَل بمقتضاها ، مِثْل من يَعْلم أ نّه سميع بصير فَيَكُفُّ لسانَه وسَمْعه عَمّا لا يجوز له ، وكذلك باقي الأسماء . وقيل : أراد من أخْطر بِبالِه عند ذِكْرها معناها ، وتَفكَّر في مَدْلولها مُعَظّما لِمُسَمّ_اها ، ومقدّسا مُعْتَبِرا بمَعانيها ، ومُتَدَبِّرا راغِبا فيها وراهبا . وبالجُملة ففي كلّ اسم يُجْرِيه على لسانه يُخْطِرُ ببالِه الوصْفَ الدّالّ عليه (النهاية) .

* وفي الحديث عن النبيّ صلى الله عليه و آله :«أ نّه نهى عن المُنابَذة والمُلامَسَة وبَيعِ الحَصاة» : 100 / 80 . هو أن يقول البائع أو المُشْتري : إذا نَبذْتُ إليك الحَصاة فقد وَجَب البيع . وقيل : هُو أن يقول : بعْتُك من السِّلَع ما تقَع عليه حصاتُك إذا رَميْتَ بها ، أو : بِعْتُك من الأرض إلى حيثُ تَنْتَهي حَصاتُك . والكُلُّ فاسِد ؛ لأنَّه من بُيُوع الجاهِليَّة ، وكُلّها غَرَر لِما فيها من الجَهالة . وجمْع الحَصاة : حَصىً (النهاية) .

* وعنه صلى الله عليه و آله في سجوده :«لا اُحصِي ثَناءً علَيكَ ، أنتَ كما أثْنَيْتَ على نَفْسِك» : 82 / 170 . أي لا اُطيقُه ولا اُحْصِي نِعَمَك وإحسانك وإن اجتهدتُ . «أنتَ كما أثنَيْتَ على نفسِك» : وهو اعتراف بالعجز ؛ أي لا اُطيق أن اُثني عليك كما تستحقّه وتحبّه ، أنت كما أثنيتَ على نفسك بقولك : «فللّه الحمدُ ربّ السّماواتِ» . و«ما» في «كما» موصولة أو موصوفة (مجمع البحرين) .

.

ص: 337

باب الحاء مع الضادحضر : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«في الجنّة ألف درجة بُعْد ما بين كلّ درجتين حُضْر الفَرس» : 23 / 261 . الحُضْر _ بالضمّ _ : العَدْوُ . وأحْضَر يُحْضِر فهو مُحْضِرٌ ؛ إذا عَدَا (النهاية) .

* وعن أبي المرهف :«قال أبو عبداللّه عليه السلام : هَلَكَت المَحَاضيرُ . قلت : وما المَحَاضير ؟ قال المُسْتَعْجِلون» : 52 / 138 . يقال : رجل مُحْضِير ؛ أي كثير العَدْوِ ، والمَحاضير جمعه . أي الذين يسْتعجلون في طلب الفرج بقيام القائم عليه السلام(المجلسي : 6 / 199) .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«لا يَبيعُ حاضِرٌ لبادٍ» : 100 / 88 . الحاضِر : المُقيم في المُدُن والقُرَى . والبَادِي : المُقِيم بالبادية . والمَ_نْهِيّ عنه أن يأتِيَ البَدَويّ البلْدة ومعه قُوتٌ يَبْغِي التّسارُع إلى بَيعه رَخِيصا ، فيقول له الحضرِي : اُتْرُكْه عندِي لاُغالي في بَيعِه . فهذا الصَّنيع مُحَرَّم ؛ لِمَا فيه من الإضْرار بالغَير . والبيع إذا جَرى مع المُغَالاة مُنْعَقِد . وهذا إذا كانت السِّلْعة ممّا تعمُّ الحاجة إليها كالأقوات ، فإنْ كانت لا تَعُمُّ ، أو كثُر القُوت واسْتُغْنِي عنه ، ففي التَّحريم تردّد (النهاية) .

* وعن رجل من الجنّ للّذين ضلّوا الطريق :«لم تكونوا تضيّعوا بِحَضْرَتي» : 71 / 272 . أي عندي . وحضرة الرجل : قُرْبُه وفِناؤه (الصحاح) .

* ومنه عن أبي عبداللّه عليه السلام :«سَمْكُ البَيت سبعة أذرع أو ثمانية أذرع ، فما فوق ذلك فَمُحْتَضَر» : 73 / 151 . أي يَحْضُرُها الجِنُّ والشياطين (النهاية) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«إيّاك ومقاعد الأسواق ؛ فإنّها مَحاضير الشيطان» : 33 / 509 .

* وعن الرضا عليه السلام في قنوته :«الفَزَع الفزع إليك يا ذا المُحاضَرَة» : 82 / 223 . المُحاضَرَةُ : المُجالَدَة والمجاثاة عند السلطان (القاموس المحيط) .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله في الجبال التي تطايرت يوم موسى عليه السلام :«وباليمن : صَبِر ، وحَضُور» : 57 / 119 . حَضُور : جبل وبلد باليمن (القاموس المحيط) .

.

ص: 338

باب الحاء مع الطاء

حضرم : عن الضحّاك في قوله تعالى : «بِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ» : «هذه البئر كانت بحَضْرَمَوْت في بلدة يقال لها حاضُوراء ، نزل بها أربعة آلاف ممّن آمن بصالح ومعهم صالح ، فلمّا حَضَرُوا ماتَ صالح ، فسُمّي المكان حَضْرَمَوْت» : 14 / 160 .

* وعن اُمّ سلمة في أميرالمؤمنين عليه السلام :«أخذ نعل رسول اللّه صلى الله عليه و آلهوهي حَضْرَمِيَّة وهو يَخصِفها» : 32 / 150 . هي النَّعل المنسوبة إلى حَضْرَمَوْت المُ_تَّخَذَة بها (النهاية) .

حضض : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«خمس لا أدعهنّ حتّى الممات : الأكْل على الحَضِيض مع العبيد ...» : 16 / 215 . الحَضيض : قَرار الأرض وأسْفَل الجبَل (النهاية) . والأكل على الحَضِيض : الأكل على الأرض من غير أن يكون خوان (المجلسي : 16/216) .

* ومنه عن الرّضا عليه السلام :«اِرتَقَوا مُرتَقىً صَعْبا دَحضا تزلّ إلى الحَضِيض أقدامهم» : 25 / 125 .

* وفي الحديث القدسي :«اُحْضُضْهم على دعائي ، فحقٌّ عَليَ إجابة الداعين» : 92 / 459 . الحَضّ على الشيء : الحَثّ عليه . يقال : حَضَّه وحَضَّضَه ، والاسم الحِضِّيضَا ، بالكسر والتّشديد والقَصْر (النهاية) .

* وعن الصادق عليه السلام :«لا بأس بأن يكْتَحل الصائم ... بالحُضَض» : 93 / 295 . يُروى بضمّ الضاد الاُولى وفتحها . وقيل : هو بِطَاءَيْن . وقيل : بِضَادٍ ثم طاء . وهُو دَوَاء معروف ، وقيل : إنّه يُعْقَد من أبْوال الإبل . وقيل : هوَ عَقّار ، منه مَكِّيّ ، ومنه هِنْدِيّ ، وهو عُصارة شجر معروف له ثمر كالفُلْفُلْ ، وتُسَمَّى ثمرتُه الحُضَض (النهاية) .

* ومنه عن الرضا عليه السلام :«يطرح في النورة شيئا من ... الحُضَض» : 59 / 322 .

حضن : عن خولة :«إنَّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله خرج وهو مُحْتَضِن أحَدَ ابْنَي ابْنَتِه» : 43 / 280 . أي حاملاً لَه في حِضْنِه . والحِضْن : الجَنْب . وهما حِضْنان (النهاية) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«إنّ الشيطان راقِدٌ في كِسْرِه ، نافِجٌ حِضْنَيْه» : 32 / 602 . كنَّى به عن التعاظُم والخُيَلاء(تاج العروس) .

* ومنه عن النبيّ صلى الله عليه و آله :«لولا أنّي احْتَضَنْتُ هذا الجِذْع ما هدأ حَنينُه إلى يوم القيامة» : 65 / 33 . احْتَضَنْتُه : حملتُه في حِضني (النهاية) .

.

ص: 339

* ومنه الحديث :«قام عليّ عليه السلام فاحْتَضَنَ قِرْبَة» : 39 / 113 .

* ومنه عن أبي طالب :«الحمد للّه الذي ... جعلنا حَضَنَة بَيْته» : 16 / 5 . من الحَضانة _ بالفتح والكسر _ : وهي ولايةٌ على الطفل لفائدة تَربِيته ، وما يتعلّق بها من مَصلحته وحِفظه (مجمع البحرين) .

باب الحاء مع الطاءحطط : في قوله تعالى : «وَقُولُوا حِطَّةٌ» : «قال أكثر أهل العلم : معناه : حُطَّ عَنَّا ذُنوبنا ، وهو أمر بالاستغفار» : 13 / 179 .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«إنَّما مَثَل أهل بيتي فيكم ... مثل باب حِطَّة من دخله نجا ، ومن لم يدخله هلك» : 23 / 105 . قال الطبرسي : قيل : هو باب حِطَّة من بيت المَقدِس ، وهوالباب الثامن . وقيل : باب القُبّة التي يُصلّي إليها موسى وبنو إسرائيل . وقال قوم : هو باب القرية التي اُمروا بدخولها (المجلسي : 13 / 179) .

* وعن الإمام الباقر عليه السلام في قوله تعالى : «وَادْخُلُوا البابَ سُجَّدا» : «إنّ ذلك حين فصل موسى من أرض التِّيْهْ فدخلوا العمران ، وكان بنو إسرائيل أخطؤوا خطيئة فأحبّ اللّه أن يُنقذهم منها إن تابوا ، فقال لهم : إذا انتَهَيتم إلى باب القرية فاسجدوا وقولوا : حِطَّة ؛ تَنْحَطّ عنكم خَطاياكم . فأمّا المحسنون ففعلوا ما اُمروا به ، وأمّا الذين ظلموا فزعموا حِنطَة حمراء ، فبدّلوا ؛ فانزل اللّه تعالى رِجْزا» : 13 / 178 .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«هؤلاء بنو إسرائيل نُصِب لهم باب حِطَّةٍ وأنتم اُمّة محمّد صلى الله عليه و آلهنُصِب لكم باب حِطَّةٍ أهل بيت محمّد صلى الله عليه و آله ... وباب حِطَّتكم أفضل من باب حِطَّتِهم ؛ لأنّ ذلك كان بأخاشيب ونحن النّاطقون» : 23 / 123 .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في تفسير أبجد :«أمّا حُطّي : فالحاء حُطُوط الخطايا عن المُستغفرين في ليلة القدر» : 2 / 317 .

حطم : عن النبيّ صلى الله عليه و آله لعليّ عليه السلام :«أيْن دِرْعك الحُطَمِيَّة ؟» : 43 / 108 . هي التي تَحْطِم

.

ص: 340

باب الحاء مع الظاء

السيوف ؛ أي تكسرها . وقيل : هي العَرِيضة الثّقيلة . وقيل : هي منسوبة إلى بطْن من عَبْد القَيس يقال لهم : حُطَمَة بن محارب ، كانوا يعملون الدروع . وهذا أشْبَه الأقوال (النهاية) .

* ومنه عن أبي عبداللّه عليه السلام في صفوان بن اُميّة :«اِسْتَعار منه رسول اللّه صلى الله عليه و آله سبعين دِرْعا حُطَمِيَّة» : 76 / 182 .

* وعن الحسن بن عليّ عليهماالسلام :«تُلْقُون ... للعَمَد حَطْما» : 43 / 360 . الحَطْم : الكسر ، أو خاصٌّ باليابس (القاموس المحيط) . أي تَحْطِمكم وتُكسّركم العَمَد (المجلسي : 43 / 360) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«يُحْصَد القائِم ويُحْطَمُ المَحْصُود» : 41 / 356 . أي ما بقي من الصلاح قائما يُحْصَدُ ، وما كان قد حُصِد يُحْطَم ويُهْشَم (صبحي الصالح) .

* وعن معاوية بن عمّار :«سألت أباعبداللّه عليه السلام عن الحَطِيم فقال : هو ما بين الحَجَر الأسود وباب البيت ، قال : وسألته : لِم سُمّي الحَطِيم ؟ قال : لأنّ الناس يَحْطِمُ بعضُهم بعضا هنالك» : 96 / 229 . حَطِيم مكّة : هو ما بين الركن والباب . وقيل : هوالحِجْر المُخْرج منها ، سمّي به لأنّ البيت رُفع وتُرِك هو مَحطُوما . وقيل : لأنَّ العرب كانت تطرَح فيه ما طافت به من الثياب فَتَبْقى حتَّى تَنْحَطِم بِطول الزمان ، فيكون فعيلاً بمعنى فاعل (النهاية) .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«يتحرّج عن حُطام الدّنيا وزينتها كما يتجنّب النّار» : 74 / 21 . حُطام الدّنيا : ما فيها من مال كثير أو قليل يفنى ولا يبقى . والحُطام : ما تَكَسّر من الشيء اليَبِس .

* وعن العبّاس في أبي سفيان يوم فتح مكّة :«حَبَسْته عند حَطْم الجبل بمضيق الوادي» : 21 / 104 . ذكر المجلسي «خَطْم» بالخاء المعجمة ، ولكنّ الجزري ذكرها بالحاء المهملة كما أثبتناها هنا ، وقال : هكذا جاءت في كتاب أبي موسى ، وقال : حَطْمُ الجبل : الموضع الذي حُطِم منه ؛ أي ثُلِم فبقي منقطعا . قال : ويحتمل أن يريد : عند مضيق الجبل حيث يزحم بعضهم بعضا . ورواه أبو نَصْر الحُمَيديْ في كتابه بالخاء المعجمة ، وفسَّرها في غريبه فقال : الخَطْم والخَطْمَة : رَعْنُ الجبل ؛ وهو الأنف النادر منه . والذي جاء في كتاب البخاري ، وهو أخْرج الحديث فيما قرأناه ورأيناه من نُسَخ كتابه : «عند حَطْم الخَيل» هكذا مضبوطا ، فإن صحَّت الرواية به ولم يكُن تحريفا من الكَتَبَة فيكون معناه _ واللّه أعلم _ أ نّه يحبسُه في

.

ص: 341

باب الحاء مع الفاء

الموضع المُتَضَايق الذي تَتَحطّم فيه الخَيْل ؛ أي يَدوس بعضها بعضا ويزحَم بعضها بعضا ، فيراها جميعَها ، وتكْثُر في عينه بمُرورها في ذلك الموضع الضَّيِّق (النهاية) .

حطا : عن ابن عبّاس :«أخذ النبيّ بقَفاي فحَطَاني حَطْوة» : 33 / 195 . قال الهروي : هكذا جاء به الرَّاوي غير مهموز . قال ابن الأعرابي : الحَطْوُ : تَحْريك الشَّيء مُزَعْزَعا . وقال : رواه شَمِر بالهمز . يقال : حَطَأه يَحْطَؤُه حَطْأً : إذا دَفَعه بكفّه . وقيل : لا يكون الحَطْ ء إلاَّ ضَربة بالكَفّ بين الكَتِفَين (النهاية) .

* وفي الحديث :«يابن يعقوب ما أسكنك مع الحطائين ؟» : 12 / 319 . الحَطيءُ من الناس : الرُّذَال . ويقال : «هو حَطيءٌ بطيءٌ» على الإتباع .

باب الحاء مع الظاءحظر : عن أميرالمؤمنين عليه السلام في الملائكة :«زجل المسبّحين منهم في حظائِر القدس» : 54 / 109 . واحدها : حَظِيرة . أراد بها الجنّة ، وهي في الأصل : الموضع الذي يُحاط عليه لتأوِيَ إليه الغنمُ والإبل ، يَقيهما البرد والرّيح (النهاية) .

* ومنه في امرأة أتَت النبيّ صلى الله عليه و آله فقالت :«يا نبيّ اللّه ادْعُ اللّه لي فقد دَفَنْت ثلاثة ، فقال : لقد احْتَظَرْتِ بِحَظَار شديد من النار» : 79 / 121 . والاحْتِظار : فِعل الحِظار ، أراد : لقد احْتَميت بحمىً عظيم من النار يقيك حرَّها ويُؤَمِّنك دخولها (النهاية) .

* ومنه الدعاء :«لا تَحْظُر عليّ رِزقي» : 83 / 144 . أي لا تمنع . والحَظْر : المنع .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«إذا أرْذَل اللّه عبدا حَظَر عليه العِلم» : 1 / 196 . أي لم يوفّقه لتحصيله (المجلسي : 1 / 196) .

حظظ : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«أمّا نُقْصان حُظُوظِهنّ فمواريثهنّ على الأنصاف من مواريث الرجال» : 32 / 247 . الحَظّ : النَّصِيب والجَدّ . وجمع القلّة : أحُظّ ، والكثير : حُظُوظ وأحَاظ (الصحاح) .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في طلب العلم :«مَن أراد به الدّنيا فهو حَظّه» : 2 / 34 . أي نصيبه ،

.

ص: 342

وليس له حَظّ في الآخرة (مجمع البحرين) .

* ومنه عن الصادق عليه السلام :«مَن أنشَدَ بيت شعرٍ يوم الجمعة فهو حَظّه» : 86 / 347 . وقيل في معناه : أي يُحبِط ثواب أعماله في ذلك اليوم . ولعلّه شعرٌ خاصّ (مجمع البحرين) .

حظا : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله لاُمّ حبيب الخافضة :«لا تستأصلي وأشِمِّي ؛ فإنّه أشرق للوجه ، وأحْظَى عند الزوج» : 22 / 132 . يقال : حَظِيَتِ المرأة عند زوجها تَحْظَى _ حُظْوَةً وحِظْوَة بالضَّم والكسر _ : أي سَعِدَت به ودَنَتْ من قلْبه وأحَبَّها (النهاية) .

* ومنه عن المأمون :«هذه الزاهريّة حَظِيَّتي ولا اُقدِّم عليها أحدا» : 49 / 30 .

* ومنه عن الحكّاك :«دعاني الخليفة وقال لي : إنّ حَظِيَّتين اخْتَصَمتا في ذلك الفصّ» : 50 / 276.

* وفي الدعاء :«أعْطني فيه ... من كلّ خير مُزْلِف في الدّنيا ، ومُحْظٍ في الآخرة» : 99 / 78 . من الحُظْوَة : وهي المكانة والمنزلة (المجلسي : 99 / 80) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«صلّى اللّه على محمّد صلاة تُزْلِفه وتُحْظِيه» : 43 / 129 . من باب الإفعال يقال : فلان أحْظى منّي ؛ أي أقرب إليه منّي (المجلسي : 43 / 135) .

* وعنه عليه السلام فيما ينبغي للمؤمن :«أن يكون شاخصا في ثلاث : مَرَمَّة لمعاش ، أو حُظْوَة لمعاد ، أو لذّة في غير محرّم» : 1 / 88 . أي يشخص لتحصيل ما يوجب المكانة والمنزلة في الآخرة (المجلسي : 1 / 88) .

باب الحاء مع الفاءحفد : في حديث اُمّ مَعْبَد :«مَحْفُودٌ مَحْشُودٌ لا عَابِسٌ ولا مُفْنِد» : 19 / 42 . المَحْفُود : الذي يَخْدِمُه أصحابه ويُعَظِّمونه ويُسْرِعون في طاعته . يقال : حَفَدْت وأحْفَدْت ، فأنا حافِد ومَحْفود . وحَفَدٌ وحَفَدَة جمع حافِد ؛ كخَدَم وكَفَرَة (النهاية) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام في قنوته :«وإليْك نَسْعى ونَحْفِد» : 97 / 452 . أي نُسْرِع في العمل والخِدْمة (النهاية) .

.

ص: 343

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام في قوله تعالى : «بَنِينَ وحَفَدَة» قال : «الحَفَدة بنو البنت ، ونحن حَفَدَة رسول اللّه صلى الله عليه و آله» : 101 / 106 . الحَفَدَة _ بالتحريكِ _ : جمع حَافِد ، مثل : كَفَرَة وكافِر ، قيل : هم الأعْوان والخدم ، وقيل : أختان ، وقيل : أصهار ، وقيل : بنو المرأة من الزوج الأوّل ، وقيل : ولد الولد لأ نّهم كالخدّام في الصغر (مجمع البحرين) .

* وعنه عليه السلام :«يُقْتَلُ حفِيدي بأرض خراسان» : 99 / 35 . يعني عليّ بن موسى الرضا عليهماالسلام .

حفر : عن أميرالمؤمنين عليه السلام في الرّمّان :«كُلْه مع قشره ؛ فإنّه يذهب بالحَفَر» : 63 / 161 . الحَفَر _ بالتحريك _ : سُلاقٌ[أي بَثر أو تقشّر ]في اُصولِ الأسْنان ، أو صُفْرَة تَعْلُوها . ويُسَكّن (القاموس المحيط) .

* ومنه عن الرضا عليه السلام :«لِيْف الأراك ... نافع من الحَفَر إذا كان باعتدال» : 59 / 317 .

حفز : عن أبي جعفر عليه السلام فيالصلاة :«لا تَلَثَّم ولا تحْتَفِز» : 81 / 202 . الحَفْز : الحثُّ والإعْجال (النهاية) . وقال الطريحي : أي لا تَتَضامَّ في سجودك ، بل تَخوّى كما يُخَوِّي البعير الضامر ، وهذا عكس المرأة ، فإنّها تَحتَفِز في سجودها ولا تُخوّي (مجمع البحرين) .

* وعنه عليه السلام في البراق :«له جَناحان يَحْفِزانَه من خلفه» : 18 / 378 . وفي النهاية : «وفي فَخِذَيْه جَناحان يَحْفِزُ بهما رجليه» .

* ومنه عن زينب عليهاالسلام :«إنّه لا تَحْفِزه البدار ، ولا يخاف فوت الثار» : 45 / 109 .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام فيالفِتَن :«لها راية تأتيكم مَزمومة مَرحولة يَحْفِزُها قائدها» : 32 / 248 . الحَفْز : السوق الشديد (المجلسي : 32 / 249) .

حفظ : في أسمائه تعالى :«الحَفِيظ» . الحَفِيظ معناه الحَافِظ ، وهو فعيلٌ بمعنى فاعل ، ومعناه أ نّه يحفظ الأشياء ويصرف عنها البلاء . ولا يوصف بالحِفْظ على معنى العلم ؛ لأ نّا نوصف بحِفْظ القرآن والعلوم على المجاز ، والمراد بذلك أنّا إذا عَلِمناه لم يذهب عنّا كما إذا حَفِظْنا الشيء لم يذهب عنّا : 4 / 193 .

حفف : عن أميرالمؤمنين عليه السلامفي الجنّة :«فيُطلِعُه عليهم في حِفَافَة القصر ، الوصائف والخدم» : 7 / 269 . في حِفافَة القَصر _ بكسر الحاء _ : أي مع من يَحُفّ القصر ويطيف به ، أو

.

ص: 344

فيهم الوصائف والخدم ، أو في جوانب القصر الوصائف والخدم ، وعلى التقادير الجملة حاليّة ، وعلى الأوّل _ أي كون «في» بمعنى «مع» _ يحتمل أن يكون الوصائف والخدم عطف بيان للحِفافَة . قال الجزري : فيه «ظَلَّلَ اللّه مكان البيت غَمامةً فكانت حِفاف البيت» أي مُحْدِقة به . وحِفَافَا الجبل : جانِباه (المجلسي : 7 / 271) .

* وعنه عليه السلام :«أهل الحفاظ الذين يَحُفُّون براياتهم» : 32 / 564 . أي يستديرون حولها (صبحي الصالح) .

* وعنه عليه السلام في المصلّي :«ملائكة حافِّينَ به من قدميه إلى أعْنان السماء» : 81 / 241 . أي مُطيفين به مُستديرين عليه (مجمع البحرين) .

* ومنه عن أبي جعفر عليه السلام :«الجنّة مَحْفُوفَة بالمكاره ... وجهنّم مَحْفُوفَة باللذّات» : 68 / 72 .

* ومنه عن النبيّ صلى الله عليه و آله :«حُفَّت الجنّة بالمكاره ، وحُفَّت النار بالشهوات» : 67 / 78 . وهذا من بديع الكلام ... يقول صلى الله عليه و آله : المكارِه مُطِيفة مُحْدقة بالجنّة ؛ وهي الطاعات ، والشهوات مُحْدِقة مستديرة بالنار ؛ وهي المعاصي . وهذا مثلٌ يعني أ نّك لا يمكنك نيل الجنّة إلاّ باحْتمال مشاقّ ومكاره وهي فعل الطاعات والامتناع عن المقبّحات ، ولا التفصّي عن النار إلاّ بترك الشهوات وهي المعاصي التي تتعلّق الشهوة بها ، فكأنّ الجنّة محفوفة بمكاره تحتاج أن تقتطعها بتكلّفها ، والنار محفوفة بملاذّ وشهوات تحتاج أن تتركها (المجلسي : 68 / 72) .

* وعنه صلى الله عليه و آله لفاطمة عليهاالسلام :«يأتيك ... بنَجيبة من نور ، زِمامها من لؤلؤ رَطْب ، عليها مِحَفَّة من ذهب» : 8 / 53 . المِحَفَّة _ بكسر الميم _ : مركب للنساء كالهودج (الهامش : 8 / 53) .

* وعن جابر في صفة أميرالمؤمنين عليه السلام :«له حِفافٌ من خلفه كأ نّه إكليل» : 35 / 2 . هو أن يَنكَشِف الشَّعر عن وسط رأسه ويَبْقَى ما حَوْله (النهاية) .

* وعن الحسن الزيّات في أبي جعفر عليه السلام :«قد حَفَّ لحيته واكتحل» : 46 / 293 . حَفّ رأسُه يَحِفُّ حُفوفا : بَعُدَ عَهْدُه بالدُّهنِ ، وشارِبَه ورأسَه : أحْفاهما (القاموس المحيط) أقول : لعلّ الأخير هنا أنسب (المجلسي : 46 / 293) .

* وفي الخبر :«سألته عن المرأة أتَحُفّ الشَّعر عن وجهها ؟» : 10 / 260 . حَفَّتِ المرأة

.

ص: 345

باب الحاء مع القاف

وجهها من الشعر تَحِفُّ حِفافا وحَفَّاً : قَشَرَتْه (القاموس المحيط) .

* وفي الدعاء :«سجد لك ... دَوِيّ الماء ، وحَفِيف الشجر» : 97 / 413 . حَفِيْفُ الشجر : دَوِيّ ورقه (مجمع البحرين) .

حفل : عن النبيّ صلى الله عليه و آله :«من اشتَرى مُحَفَّلةً فردّها فلْيَرُدَّ معها صاعا» : 100 / 110 . المُحَفَّلَة : الشاة ، أو البقرة ، أو الناقة ، لا يَحْلُبُها صاحبها أيّاما حتّى يَجتَمِع لَبَنُها في ضَرْعها ، فإذا احْتَلبها المُشْتري حَسِبها غزيرة ، فزاد في ثَمنها ، ثم يَظهر له بعد ذلك نَقْصُ لَبنها عن أيّام تَحْفِيلها . سُمِّيَت مُحَفَّلَة ؛ لأنّ اللبن حُفِّل في ضَرْعها : أي جُمِع (النهاية) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام في الاستسقاء :«مُحَفَّلَة متّصلة زاكيا نبتها» : 88 / 294 . أي مالئا للحياض والأودية . في القاموس : حَفَل الماء : اجْتمع ، والوادي بالسّيل : جاء بمل ءجنبيه ، والسّماء : اشتدّ مطرها . وفي بعض النسخ «منجفلة» بالجيم ، والأوّل أظهر(المجلسي : 88/307) .

* وعنه عليه السلام :«ولا أحْفِل بمن خَذَلَني» : 17 / 324 . لا أحْفِلُ بفلان : أي لا اُبالي به (لسان العرب) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام في موسى بن عبداللّه :«لا يبلغ عمله الطائف إذا أحفل» يعني إذا أجهد نفسه : 47 / 282 . في القاموس : الاحْتِفال : المبالغة وحسن القيام بالاُمور ، رجل حَفِيل : مُبالِغ فيما أخذ فيه . والطائف : طائف الحجاز ، وقيل : المراد هنا موضع قرب المدينة (المجلسي : 47 / 289) .

حفن : في الوليد بن المغيرة وسعيد بن العاص :«أخذا حَفْنَة من البطحاء ... وسجدا عليه» : 17 / 56 . الحَفْنَة _ بالفتح والسكون _ : مِل ء الكَفّ (القاموس المحيط) .

* ومنه عن أبي عبداللّه عليه السلام :«تُعطي الحَفْنَة بعد الحَفْنَة ... إذا حصدته» : 93 / 95 .

حفا : في أسمائه تعالى :«الحَفِيّ» . الحَفِيّ معناه العالم ، ومنه قوله عزَّوجلَّ : «يَسْألُونَكَ كأنَّكَ حَفِيٌّ عَنْها» أي يسألونك عن الساعة كأ نّك عالم بوقت مجيئها . ومعنىً ثانٍ : أ نّه اللّطيف ، والحِفَايَة مصدر الحَفِيّ : اللّطيف المحتفي بك ببرّك وبلطفك : 4 / 194 .

* وعن حذيفة لأبي ذرّ :«كنتَ بي وبالمؤمنين حَفِيّا» : 22 / 409 . يقال : أحْفَى فلان

.

ص: 346

بصاحبه ، وحَفِيَ به ، وتَحَفَّى : أي بالَغ في بِرِّه والسُّؤال عن حاله (النهاية) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«سَتُنبِّئُك ابْنتُك بتظافُر اُمّتك على هَضْمها ، فَأحْفِها السؤال» : 43 / 193 . الإحْفاء : المبالغة فيالسؤال (المجلسي : 43 / 194) .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله :«أحْفُوا الشوارِبَ وأعْفُوا اللّحى» : 73 / 112 . يقرأ بفتح الألف مع القطع ، وبضمّها مع الوصل ؛ أي بالِغوا في جَزّها حتّى يَلزق الجَزّ بالشَّفة (مجمع البحرين) .

* ومنه عن الرضا عليه السلام :«من سُنن المرسلين : العِطر ، وإحْفاء الشَّعر» : 75 / 335 .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله :« ما زال جبرئيل عليه السلام يوصيني بالسواك حتّى خشيت أن أدْرَد واُحْفِي» : 16 / 272 . أي أسْتَقصي على أسناني فاُذْهِبُها بالتّسَوّك (النهاية) .

* وفي ذات السلاسل :«خافوا أن ينقطعوا من التعب وتَحْفَى دَوابّهم» : 21 / 71 . حَفِيَ من كثرة المشي : أي رقّت قدمه أو حافِره (المجلسي : 21 / 74) .

* ومنه عن أبي عبداللّه عليه السلام في أميرالمؤمنين عليه السلام :«أعْتَق ألف مملوك من صلب ماله كلّ ذلك تَحفّى فيه يداه» : 41 / 130 .

* وعنه عليه السلام في قوم هود :«رُفِعَت لهم ثلاث سحابات فقالوا : هذه حَفَا ؛ يعني التي ليس فيها ماء» : 11 / 359 . كأنّ قولهم : «حفا» من الحَفْو ؛ بمعنى المنع (المجلسي : 11 / 359) .

باب الحاء مع القافحقب : عن أبي عبداللّه عليه السلام :«لا صلاة لِحَاقِن ولا لِحَاقِب» : 81 / 320 . الحاقِبُ : الذي احتاج إلى الخَلاء فلم يَتَبرَّز فانْحَصَر غائطُه (النهاية) .

* وعن أحمد بن إسحاق في ثوب العجوز :«وكان ذلك الثوب في حَقِيْبَة لي فَنسِيْتُه» : 52 / 82 . الحَقِيبَة : ما يُجْعل في مؤخّر القَتَبْ أو السَّرْج من الخُرج ، ويقال لها بالفارسيّة : الهكبة (المجلسي : 52 / 88) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام : وَسْط مَنايا بينها أحْقابهااليوم عنّي يَنجلي جِلبابها

.

ص: 347

: 19 / 322 . الحَقَب _ بالتحريك _ : حَبْل يُشَدُّ به الرَّحْل إلى بَطْن البعير (المجلسي : 19 / 322) .

* وعن الحسين عليه السلام :«ما من عبد ... دمعت عيناه فينا دمعة إلاّ بوّأه اللّه بها في الجنّة حُقْبا» : 44 / 280 . الحُقْب كناية عن الدوام . قال الفيروزآبادي : الحِقْبَة _ بالكسر _ من الدَّهْر : مدَّةٌ لا وَقْتَ لها ، والسَّنَةُ . والحُقْبُ _ بالضم ، وبضمّتين _ : ثمانون سَنَةً أو أكْثر ، والدهر ، والسَّنَة أو السّنون ، والجمع أحْقاب وأحْقُبْ (المجلسي : 44 / 280) .

* ومنه عن أبي عبداللّه عليه السلام في قوله عزّوجلّ : «لابِثينَ فِيها أحْقابا» : «الأحْقاب ثمانية أحْقاب ، والحقبة ثمانون سنة ، والسنة ثلاث مائة وستّون يوما واليوم كألف سنة ممّا تعدّون» : 8 / 283 .

* وعنه عليه السلام :«واحْتَقَبوا ثِقْل الأوْزار بغصبهم نِحْلَة النبيّ المختار» : 29 / 140 . اِحْتَقَبَ : أي احتَمَل ؛ ومنه قيل : اِحْتَقَبَ فلانٌ الإثم ؛ كأ نّه جَمَعه واحتَقَبَه مِن خَلفِه (الصحاح) .

* وعن فاطمة عليهاالسلام في الخلافة :«فاحْتَقَبُوها دَبِرَة الظَّهر نَقِبَة الخُفّ» : 29 / 230 . والأنسب في هذا المقام اُحْقَبُوها _ بصيغة الإفعال _ : أي شدّوا عليها ذلك وهيّؤوها للركوب ، لكن فيما وصل إلينا من الروايات على بناء الافتعال (المجلسي : 29 / 300) .

* ومنه الدعاء :«مطالِبين بما احْتَقَبُوا ، ومحاسَبِين هناك على ما ارتَكَبُوا» : 82 / 217.

حقحق : عن هاتِفٍ : خُذها ولا تَعجَلْ وخُذها عن ثِقَةٍفإنّ شرّ السَّيْر سَيْر الحَقْحَقَه : 18 / 94 . هو المُتعِب من السَّير . وقيل : هو أن تُحمَل الدابّة على ما لا تُطِيقه (النهاية) .

حقر : عن أبي جعفر عليه السلام :«اِتّقوا المُحَقَّرات من الذُّنوب» : 70 / 321 . هي أن يذنبَ الرجلُ بذنبٍ فيقول : طوبى لي لو لم يكن لي غير ذلك ، وذلك بأنّ من اسْتصغر ذنبَه اسْتحوَذَ عليه الشيطان . وأراد بالمحَقَّرات : الصغائر من الذنوب (مجمع البحرين) .

حقف : عن موسى بن جعفر عليهماالسلام في قوم عاد :«هؤلاء أصحاب الأحْقَاف . فقال له المهديّ : يا أبا الحسن وما الأحْقَاف ؟ قال : الرمل» : 11 / 356 . الأحْقَاف جمع حِقْف ؛ وهو

.

ص: 348

الرمل المستطيل العظيم لا يبلغ أن يكون جبلاً ، قال المبرّد : هو الرمل الكثير المكتنز غير العظيم وفيه اعْوجاج ، ثم قال : هو وادٍ بين عُمَان ومَهَرَة ، عن ابن عبّاس . وقيل : رمال فيما بين عُمَّان إلى حَضْرَمَوت ، عن ابن إسحاق . وقيل : رمال مشرفة على البحر بالشِّحْر من اليَمَن ، عن قتادة . وقيل : أرض خلالها رمالٌ ، عن الحسن (الطبرسي) .

* ومنه عن أعرابيّ لأبي جعفر عليه السلام :«أقبلت من الأحْقاف ، قال : أيّ الأحْقاف ؟ قال : أحْقاف عاد» : 61 / 331 .

حقق : في أسمائه تعالى :«الحقّ» . الحقّ معناه المحقّ ، ويوصف به توسُّعا لأ نّه مصدر ، وهو كقولهم : غياث المستغيثين . ومعنىً ثانٍ : يراد به أنّ عبادة اللّه هي الحقّ ، وعبادة غيره هي الباطل ، ويؤيّد ذلك قوله عزَّوجلَّ : «ذلكَ بِأنَّ اللّهَ هُوَ الحَقُّ وأنَّ ما يَدْعُونَ من دُونهِ هُوَ الباطِل» أي يبطل ويذهب ، ولا يملك لأحد ثوابا ولا عقابا : 4 / 193 .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله :«مَن رآني فقد رأى الحَقَّ» : 58 / 235 . أي رؤيا صادِقة ليست من أضغاث الأحلام . وقيل : فَقَدْ رآني حقيقة غير مُشَبَّه (النهاية) .

* وعنه صلى الله عليه و آله :«هل تدري ما حقّ العباد على اللّه ؟» : 3 / 10 . أي ثَوابُهم الذي وعَدَهم به ، فهو واجب الإنجازِ ثابتٌ بوعْدِه الحَقّ (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«إذا بَلغ النِّساء نَصَّ الحِقَاق فالعَصَبة أوْلَى» : 101 / 134 . الحِقَاق : المخاصَمة ، وهو أن يقول كل واحد من الخَصْمين : أنا أحَقّ به . ونَصُّ الشيء : غايتُه ومُنْتهاه . والمعنى : أنّ الجارية ما دَامت صغيرة فاُمُّها أولَى بها ، فإذا بَلَغت فالعَصَبة أولى بأمرها . فمعنى «بَلَغت نصّ الحِقاق» غاية البلوغ . وقيل : أراد بِنَصَّ الحِقاق بلوغَ العَقْل والإدراك ؛ لأ نّه إنّما أراد مُنْتَهى الأمر الذي تَجب فيه الحقوق . وقيل : المراد بلوغ المرأة إلى الحَدّ الذي يجوز فيه تَزْويجُها وَتَصَرُّفُها في أمْرِها ، تشبيها بالحِقَاق من الإبِل ، جمع حِقٍّ وحِقَّة ؛ وهو الذي دخَل في السَّنة الرّابعة ، وعند ذلك يُتَمكَّن من ركوبه وتَحْمِيله . ويروى : «نصّ الحَقائِق» جمع الحَقِيقة : وهو ما يصير إليه حقّ الأمر وَوُجوبه ، أو جَمْع الحِقَّة من الإبل (النهاية) .

.

ص: 349

* وعنه عليه السلام :«إنّ المانع للذّمار عند نزول الحَقائق هم أهل الحِفاظ» : 32 / 564 . الأظهر أنّ الحَقائق هنا جمع الحقيقة ؛ بمعنى ما يحقّ للرجل أن يحميه . والمراد بنزول الحقائق : نزولها به ، أو نزوله بها ، وما يعرض للإنسان في الحرب هي حالة تحقّ أن يحمي عنها . ويحتمل أن يكون جمع الحقيقة ؛ بمعنى الراية ، كما ذكره الجوهري والفيروزآبادي . وأمّا ما ذكره ابن أبي الحديد وتبعه غيره من أنّ الحقائق جمع حاقّة ؛ وهي الأمر الصعب الشديد ، ففي كونه جمعا لها نظر (المجلسي : 32 / 565) .

* وعنه عليه السلام :«إذا رَجَفَت الراجِفَة وحَقّت بجَلائلها القيامة» : 7 / 115 . حَقَّتْ : أي لزمت وثبتت . وجَلائِلها : شدائدها (المجلسي : 7/116) .

* وعن أبي بصير :«أخرج أبو عبداللّه عليه السلام حُقّا فأخْرج منه ورقة» : 3 / 285 . الحُقّة _ بالضمّ _ : وعاء من خشب ، والجمع : حُقٌّ .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله :«أعْطوا المجالس حَقَّها . قيل : وما حقّها ؟ قال : غضّوا أبصاركم ، وردّوا السلام ، وأرشدوا الأعمى ، وأْمروا بالمعروف ، وانهوا عن المنكر» : 16 / 241 .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في الزّهاد :«فحُقَّ لنا أن نظمأ إليهم ، ونعضّ الأيدي على فراقهم» : 33 / 363 . يقال : حُقَّ لك أن تفعل ؛ أي خليق بك (الصحاح) .

* وعنه عليه السلام :«من شبّه ربّنا الجليل ... بتلاحُم أحقاق مفاصلهم» : 4 / 276 . الحُقّة _ بالضمّ _ : رأس الورك الذي فيها عظم الفخذ ، ورأس العضد الذي فيه الوابِلة ، والجمع أحقاق وحِقاق بالكسر (المجلسي : 4 / 283) .

* وعنه عليه السلام في الأطيار :«ركَّبَها في حِقاق مَفاصِل محتجِبة» : 62 / 30 .

* وعن أبي جعفر وأبي عبداللّه عليهماالسلام في زكاة الإبل :«فإذا بلغت خمسة وأربعين ففيها حِقَّةٌ طَروقةُ الفحل» : 93 / 49 . الحِقّ والحِقَّة من الإبل : ما دخل في السنة الرابعة إلى آخرِها . وسُمِّي بذلك ؛ لأ نّه اسْتَحقَّ الركوب والتَّحميل ، ويُجمع على حِقَاق وحقائق (النهاية) . وطَروقة الفحل : اُنثاهُ التي بلغت أن يضرِبها (الصحاح) .

حقل : في الخبر :إنّ النبيّ صلى الله عليه و آله : «نهى عن المُحَاقَلة ... فالمحَاقلَة : بيع الزرع وهو في سنبله

.

ص: 350

باب الحاء مع الكاف

بالبُرّ ، وهو مأخوذ من الحَقل ، والحقل : هو الذي يسمّيه أهل العراق : القَراح» : 100 / 125 . المُحَاقَلَة : مُختَلف فيها . قيل : هي اكْتِراء الأرض بالحِنْطة . هكذا جاء مُفَسَّرا في الحديث ، وهو الذي يُسمِّيه الزَّرَّاعون : المُحارثة . وقيل : هي المُزارَعة على نَصِيب معلوم كالثلث والرُّبع ونحوهما . وقيل : هي بَيْع الطعام في سُنْبُله بالبُرّ . وقيل : بيع الزرع قبل إدْراكه . وإنَّما نُهي عنها ؛ لأ نّها من المَكِيل ، ولا يجوز فيه إذا كانا من جنْسٍ واحد إلاّ مِثْلاً بمثل ويدا بيَد . وهذا مجهول لا يُدْرَى أ يُّهما أكْثَر (النهاية) .

* وفي مناهي النبيّ صلى الله عليه و آله :«نهى صلى الله عليه و آله عن المحاقلة يعني بيع التمر بالرُطب ، والعنب بالزبيب ، وما أشبه ذلك» : 73 / 330.

حقن : عن أبي عبداللّه عليه السلام :«لا صلاة لِحَاقِن ولا لحاقِب» : 81 / 320 . الحاقِن : هو الذي حبس بوله ، كالحاقِب للغائط (النهاية) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«لا رَأي لِحاقِن ولا حازِق» : 2 / 60 .

* وعنه عليه السلام في صفّين :«اللهمّ احقن دماءنا ودماءهم» : 32 / 561 . يقال : حَقَنْت له دمه : إذا منعتَ من قَتله وإراقَتِه ؛ أي جَمَعْته له وحبَسْته عليه (النهاية) .

* ومنه الحديث :«مَن شهد الشهادتين فقد حَقَنَ ماله ودمه» : 10 / 394 .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«أفضل ما تداويتم به الحُقْنَة» : 10 / 116 . وهو أن يُعطَى المريضُ الدَّواء من أسْفلِه ، وهي معروفة عند الأطِبَّاء (النهاية) .

حقا : عن الصادق عليه السلام في التكفين :«واشْدد على حَقْويه خِرقة كالإزار» : 78 / 334 . الحَقْو : مَعقِد الإزَار ، وجَمْعه أحْقٍ وأحْقاء (النهاية) .

* ومنه عن رسول اللّه صلى الله عليه و آلهفي عيادة المريض :«إذا خرجتَ من عنده خُضتَها مقبلاً ومدبرا ، وأوْمأ بيده إلى حَقْوَيه» : 78 / 223 . والإيماء إليهما كناية عن كثرة الرحمة ، فكأ نّه شبَّه الرحمة بماء يخوض فيه ، فَيَصل إلى حَقْوَيه (المجلسي : 78 / 223) .

.

ص: 351

باب الحاء مع الكافحكر : عن أميرالمؤمنين عليه السلام للأشتر :«من قارف حُكْرةً بعد نهيك فنَكِّل به» : 100 / 89 . احْتكَر الطعام : اشْتراه وحَبسه ليَقلَّ فيَغْلو . والحُكْر والحُكْرَة : الاسْم منه (النهاية) .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله :«المُحْتكِر ملعون» : 59 / 292 .

* وعنه صلى الله عليه و آله :«الحُكْرَة في ستّة أشياء : في الحنطة والشعير والتمر والزبيب والسّمن والزيت» : 100 / 87 .

حكك : عن أبي الحسن عليه السلام :«علامات الدم أربعة : الحِكَّة ...» : 59 / 97 . الحِكَّة _ بالكسر _ : داء يكون بالجسد . وفي كتب الطب : هي خَلْط يحدُث تحت الجلد ، ولا يحدث منه مِدَّةٌ ، بل هي شيءٌ كالنُّخالة ، وهو سريع الزوال (مجمع البحرين) .

* وعن الحباب بن المنذِر في السقيفة :«أنا جُذَيلُها المُحكَّك» : 28 / 181 . أراد أ نّه يُسْتَشْفَى برأْيه كما تَسْتَشْفِي الإبل الجَرْبَى باحْتِكاكِها بالعُود المُحَكّك ؛ وهو الذي كَثُر الاحْتِكاك به . وقيل : أراد أ نّه شديد البأس ، صُلْب المَكْسَر ، كالجِذْل المُحَكَّك . وقيل : معناه : أنا دون الأنصار جِذْلُ حِكاكٍ ، فبي تُقْرَن الصَّعبَة والتصغير للتعظيم (النهاية) .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في الجنّة :«سقوفها الذهبُ مَحْكُوكة بالفضّة» : 8 / 128 . أي منقوشة بها ، وفي بعض النسخ : محبوكة ، وهو أظهر (المجلسي : 8 / 130) .

حكم : في أسمائه تعالى :«الحَكِيم» . الحَكِيم : معناه أ نّه عالم ، والحِكْمة في اللّغة : العلم ، ومنه قوله عزَّوجلَّ : «يُؤتي الحِكْمَةَ مَن يَشاء» . ومعنىً ثانٍ أ نّه مُحكِم ، وأفعاله محكَمة متقَنة من الفساد ، وقد حَكَمْتُه وأحْكَمْتُه لغتان ، وحَكَمَة اللّجام ، سمّيت بذلك ؛ لأ نّها تمنعه من الجري الشديد ، وهي ما أحاطت بحَنَكه : 4 / 193 .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله في القرآن :«وهو الذِّكر الحَكيم» : 89 / 25 . أي الحاكِمُ لكم وعليكم ، أو هو المُحْكَمُ الذي لا اختلاف فيه ولا اضْطِراب ، فَعِيلٌ بمعنى مُفعَلٍ ، اُحْكِمَ فهو مُحْكَمٌ (النهاية) .

* وعنه صلى الله عليه و آله :«لا تُسمّوا أولادكم الحَكَم ، ولا أبا الحَكَم ؛ فإنّ اللّه هو الحَكَم» : 73 / 175 . كَرِه

.

ص: 352

باب الحاء مع اللام

ذلك لئلاّ يشارِكون اللّه تعالى في صفته (النهاية) . وقيل : لأ نّه من أسْماء الجاهليّة . وقيل : من أسْماء إبليس لعنة اللّه عليه (مجمع البحرين) .

* وعنه صلى الله عليه و آله :«إنّ من ... الشِّعْر حُكْما» : 1 / 218 . أي إنّ من الشِعر كلاما نافعا يمْنع من الجهل والسَّفَه ، ويَنْهَى عنهما . قيل : أراد بها المواعِظ والأمثال التي يَنْتَفِعُ بها الناس . والحُكمُ : العلْمُ والفقه والقضاء بالعدل ، وهو مصدر حَكَمَ يَحْكُم (النهاية) .

* وسئل أبو عبداللّه عليه السلام عن قول اللّه : «ومَن يُؤْتَ الحِكمةَ فَقد اُوتيَ خَيْرا كَثيرا» . فقال : «إنّ الحِكْمَة : المعرفة ، والتفقّه في الدّين ، فمن فَقِه منكم فهو حَكيم» : 1 / 215 . قيل : الحِكمة تحقيق العلم وإتْقان العمل . وقيل : ما يمنع من الجهل . وقيل : هي الإصابة في القول . وقيل : هي طاعة اللّه . وقيل : هي الفِقْه في الدين . وقال ابن دريد : كلّ ما يو?ّي إلى مكرمة ، أو يمنع من قبيح . وقيل : ما يتضمّن صلاح النشأتَين ، والتفاسير متقاربة . والظاهر من الأخبار أ نّها العلوم الحقّة النافعة مع العمل بمقتضاها ، وقد يُطلق على العلوم الفائضة من جنابه تعالى على العبد بعد العمل بما يعلم (المجلسي : 1 / 215) .

* وعن عليّ بن الحسين عليهماالسلام في وصف العُبّاد :«أمّا النهار فحُكَماء علماء برَرَة» : 70 / 44.

* وفي الحديث القدسيّ :«إنّ لي عبادا اُبِيحهم جنّتي ، واُحَكِّمُهم فيها» : 71 / 288 . في القاموس : حَكَّمَه في الأمر تَحْكِيما : أمره أن يَحكُم ، انتهى . أي أجعلُهم فيها حُكّاما يَحكُمون على الملائكة والحور والغلمان بما شاؤوا ، أو يشفعون ويُدخِلون فيها من شاؤوا (المجلسي : 71 / 289) .

* وعن أبي بكر :«اُدْع لنا عليّا ، فقال عمر : يؤتَى الحَكَمُ في بيته» : 40 / 298 . الحَكَم _ بالتحريك _ : الحاكم ، وفي المثل : «في بيته يؤتى الحَكَم» . قال الميداني : هذا ممّا زَعَمَت العرب عن ألسن البهائم ، قالوا : إنّ الأرنب الْتقطت تمرة فاختلسها الثعلب فأكلها ، فانطلقا يختصمان إلى الضبّ ، فقالت الأرنب : يا أبا الحسل . فقال : سميعا دعوتِ . قالت : أتيناك لنختصم إليك . قال : عادلاً حكّمتما . قالت : فاخرج إلينا . قال : في بيته يؤتى الحَكم . فذهب قوله مثلاً (المجلسي : 40 / 298) .

* وعن الصادق عليه السلام :«ما من عبدٍ إلاّ وفي رأسه حَكَمَة ، ومَلَك يُمسكها» : 70 / 224 .

.

ص: 353

الحَكَمَة : حديدة في اللجام تكون على أنف الفرس وحَنَكِهِ ، تمنعه عن مخالفة راكبه . ولمّا كانت الحَكَمة تأخذ بِفَم الدابّة ، وكان الحَنَكُ مُتَّصلاً بالرأس ؛ جعلها تمنع مَن هي في رأسه ، كما تَمنَع الحَكَمَة الدابّة (النهاية) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام في دحو الأرض على الماء :«أصبح ... في حَكَمَة الذُّلِّ منقادا أسيرا» : 74 / 325.

حكا : عن أبي جعفر عليه السلام :«ألا أحْكي لَكُم وُضوء رسول اللّه صلى الله عليه و آله» : 77 / 284 . هو من قولهم : حَكى الشّيء عن غَيرِه حِكايةً : إذا أتى به على الصفة التي أتى بها غيره قبْلَه من غير زيادة ولا نقصان منه (مجمع البحرين) .

باب الحاء مع اللامحلأ : عن بُرَير في الإمام الحسين عليه السلام :«أسْلَمْتموهم إلى ابن زياد ، وَحَلّأْتموهم عن ماء الفرات» : 45 / 5 . أي صَدَدْتموهم عنه ، ومَنَعْتموهم من ورُوده (النهاية) .

* ومنه عن جعفر الصادق عليه السلام في عيسى بن موسى :«المتلعِّب بدمائنا ، واللّهِ لا يُحَلَأ منها بشيء» : 47 / 305 . أي لا يُمنَع .

* ومنه الزيارة :«أوْرِدْنا مَوْرِدهم ، غير مُحَلَّئين عن وِرْدٍ في دار المُقامة» :99 / 195.

حلب : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«عليكم بالحُلْبة ، ولو تعلم اُمّتي ما لها في الحُلْبة لتداوَوا بها ولو بوزنها ذهبا» : 59 / 233 . الحُلْبة : حَبّ معروف . وقيل : هو ثَمرُ العِضاه . والحُلْبة أيضا : العَرْفَج والقَتاد ، وقد تُضمُّ اللاّم (النهاية) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام :«ما من مؤمن يكون في منزله عَنْزٌ حَلُوْب إلاّ قُدِّس أهل ذلك المنزل» : 73 / 163 . العَنْز : الاُنثى من المَعَز . والحَلُوب : أي ذات اللبن ؛ يقال : ناقة حَلُوب : أي هي ممّا يُحْلَب . وقيل : الحَلُوبُ والحَلُوبة سَواء . وقيل : الحَلُوب الاسم والحَلُوبة الصِّفة . وقيل : الواحدة والجماعة (النهاية) .

* ومنه حديث اُمّ مَعْبَد :«ولا حَلُوبَة بالبيت» : 19 / 41 . أي شاة تُحْلب .

.

ص: 354

* ومنه عن الرضا عليه السلام فيما خلّف رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«وشاتين حَلُوبَتيْن ، وأربعين ناقة حَلُوبا» : 29 / 210 .

* وعن سلمان في أمر الخلافة :«إن أبيْتم لتَحْلُبنّ به دما» : 28 / 300 . كناية عن فعل ما يورث الندم (المجلسي : 28 / 307) .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«إنّ شَدْقي يَتَحَلَّبُ ، وأجِدني أشْتَهي حَرِيرة مَدُوسة» : 17 / 330 . أي يتهيّأ رُضابُه للسَّيَلان (النهاية) .

* ومنه عن زينب عليهاالسلام :«فهذه الأيدي تَنطُف من دمائنا ، والأفواه تَتَحَلَّبُ من لحومنا» : 45 / 135 . يقال : تحلَّب عينه وفوه ، أي سالا (المجلسي : 45 / 153) . وتنطُف ؛ أي تقطُر

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في الأموات :«الذين كانت لهم مَقاوِم العِزّ ، وحَلَباتُ الفَخْر» : 74 / 433 . جَمْع حَلْبة _ بالفتح _ وهي الدّفعة من الخيل في الرهان (صبحي الصالح) .

* وعنه عليه السلام لأصحابه في أهل الشام :«ويُرْجَموا بالكتائب تَقْفوها الحَلائِب» : 33 / 456 . جمع حَلْبة ، الجماعة من الخيل تجتمع من كلّ صوب للنُّصرة (صبحي الصالح) . والكتائب : جمع كَتِيبة ، من المئة إلى الألف ، وفي نسخة : «الجلائب» .

* ومنه عن أبي عبداللّه عليه السلام :«ألا ترى أنّ الناس يسمّون الذي يلي السّابق في الحَلْبة : المصلّي ؟» : 24 / 300 .

* وفي الخبر :«النطفة ... تمرّ في فَقَار الظَّهر ... حتّى تصير إلى الحالِبَين» : 57 / 375 . الحالِبان : عِرْقان مُكْتَنِفان للسُّرَّة (الصحاح) .

حلس : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«شيعتي ... أنضاء عبادة ، أحْلاس زهادة» : 65 / 177 . أي ملازمون للزهد ، أو ملازمون للبيوت لزهدهم (المجلسي : 65 / 177) . الأحْلاس : جَمْع حِلْس ؛ وهو الكِساء الذي يَلِي ظَهْر البعير تحت القَتَب (النهاية) .

* ومنه عن عليّ عليه السلام لعُمَر في إبل الأعرابي :«كنتَ اشترطتَ عليه أقتابَها وأحْلاسها ؟» : 40 / 230 .

* ومنه عن العسكري عليه السلام في الفتنة :«كن حِلْسا من أحْلاس بيتك» : 50 / 297 . أي لا تبْرح . وأحْلاس البيوت : ما يُبسَط تحت الحُرّ من الثياب (الصحاح) .

.

ص: 355

* وعن أمير المؤمنين عليه السلامفي نهاية بني اُميّة :«لا يُعطِيهم إلاّ السيف ، ولا يُحْلِسهم إلاّ الخوفُ» : 41 / 349 . لا يُحْلِسهم ؛ أي لا يُلبسهم (المجلسي : 41 / 351) .

* ومنه عن رسول اللّه صلى الله عليه و آلهلعليّ عليه السلام في الخلافة :«فكن حِلْس بيتك حتّى تُقلَّدَها» : 32 / 243 .

حلف : عن النبيّ صلى الله عليه و آله :«إنّ دماء الجاهليّة موضوع ، وحِلْفها لا يزيده الإسلام إلاّ شدّة ، ولا حِلْفَ في الإسلام» : 18 / 137 . أصل الحِلْف : المُعاقَدةُ والمعاهدة على التّعاضُد والتّساعُد والاتّفاق ، فما كان منه في الجاهليّة على الفِتَن والقتال بين القبائل والغارات فذلك الذي ورد النَّهْي عنه في الإسلام بقوله صلى الله عليه و آله : «لا حِلْفَ في الإسلام» وما كان منه في الجاهليّة على نصْر المَظْلوم وصلة الأرحام كحِلْف المُطَيَّبين وما جرى مَجْراه فذلك الذي قال فيه صلى الله عليه و آله : «لا يزيده الإسلام إلاّ شدّة» ، يريد من المعاقدة على الخير ونصرة الحقّ ، وبذلك يجتمع الحديثان . وهذا هو الحِلْف الذي يقتضيه الإسلام ، والمَمْنُوع منه ما خالف حُكم الإسلام (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام لمعاوية :«منّا أسَد اللّه ، ومنكم أسَد الأحْلاف» : 33 / 58 . أسَد اللّه : حمزة رضياللّه عنه وأرضاه ، وأسَد الأحلاف : هو أسد بن عبد العُزّى (المجلسي : 33 / 69) . أسد الأحْلاف : أبو سفيان ؛ لأ نّه حزّب الأحزاب وحالفهم على قتال النّبيّ صلى الله عليه و آله في غزوة الخندق (صبحي الصالح) . والحِلف _ بالكسر _ : العهد بين القوم ، والصداقة ، والصديق يَحْلِف لصاحبه أن لا يغدر به ، والجمع : أحْلاف . والأحْلاف في قول زُهير : أسَد وغَطفَان ؛ لأ نّهم تحالفوا على التناصر . والأحلاف : قوم من ثَقيف (القاموس المحيط) . والأحلاف ستُّ قبائل : عبدُ الدار وجُمَحُ ، ومَخْزُوم ، وعَدِيّ ، وكَعْب ، وسَهْم ، سُمُّوا بذلك ؛ لأ نّهم لمّا أرادت بَنُو عبد مَناف أخْذَ ما في أيدي عبد الدار من الحِجابة والرفادة واللواء والسقاية ، وأبَتْ عبد الدار ، عَقَد كلُّ قوم على أمْرهم حِلفا مؤكَّدا على أن لا يتخاذلوا ، فأخرجت بنو عبد مناف جَفْنة مملوءة طِيبا ، فوضعتها لأحْلافهم ، وهمْ أسَدٌ وزُهرة وتَيْم ، في المسجد عند الكعبة ، ثمّ غَمَس القوم أيديهم فيها وتَعاقدوا ، وتعاقدت بنو عبد الدار وحلفاؤها حِلْفا آخر مُوكَّدا ، فسُمُّوا الأحلاف لذلك (النهاية) .

* وعنه صلى الله عليه و آله :«إنّ اللّه تعالى بعثني ... لأمحق ... اُمور الجاهلية وأوثانها وأزلامها

.

ص: 356

وأحْلافها» : 76 / 126 .

* وعنه صلى الله عليه و آله :«المؤمن ... إلْفُه التُّقى ، وحِلْفه الحياء» : 64 / 311 . الحِلْف _ بالكسر : _ الصديق يَحْلف لصاحبه أن لا يغدر به (المجلسي : 64 / 312) .

حلق : عن الصادق عليه السلام في دعاء الاستخارة :«وحَصِّنّي ... من كَلِمَتك الحالِقة» : 88 / 271 . أي حُكْمك بالعقوبة المستأصِلة (المجلسي : 88 / 274) . الحالِقة : الخَصْلة التي من شأنها أن تَحلِق ؛ أي تُهْلِك وتَستأصِل الدِّين ، كما يَسْتأصِل المُوسَى الشعر . وقيل : هي قطيعة الرَّحم والتَّظالُم (النهاية) .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«إنّ في التباغض الحالِقةَ . لا أعني حالِقة الشَّعر ، ولكن حالقة الدِّين» : 71 / 132 .

* وعنه صلى الله عليه و آله :«إنّ المُبِيرة الحالِقة للدِّين فسادُ ذات البَيْن» : 42 / 248 .

* وعن بني سالم :«يا رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، هلمّ إلى الجِدّ والجَلْد والحَلْقة» : 19 / 108. الحَلْقة _ بسكون اللام _ : السلاح عامّا . وقيل : هي الدروع خاصّة (النهاية) . وفي بعض النسخ بالفاء ، وهي _ بالكسر _ : المعاقدة والمعاهدة (المجلسي : 19 / 114) .

* وعنه صلى الله عليه و آله في بني النضير :«اُخرجوا ولكم دماؤكم وما حملت الإبل إلاّ الحَلْقة» وهي السلاح : 20 / 166 .

* وعنه صلى الله عليه و آله في اليهود :«أصناف الأموال منحدرة عليهم من حالِق» : 9 / 310 . الحالق : الجبل المرتفع . أي من مكان مُشْرِف (المجلسي : 9 / 312) .

* ومنه حديث الخُفّ :«انقضّت غراب ، فحلّقت ثمّ ألْقاها» : 41 / 243 . تحليق الطائر : ارْتفاعه في طيرانه (المجلسي : 41 / 244) .

* ومنه عن النبيّ صلى الله عليه و آله :«العين تُنزِل الحالِق ؛ وهو ذُروة الجبل» : 60 / 17 .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في أرواح المؤمنين في ظهر الكوفة :«في هذه حِلَقا حِلَقا يتزاورون» : 97 / 235 . الحِلَق _ بكسر الحاء وفتح اللام _ : جمع الحَلْقة مثل قَصْعة وقِصَع ؛ وهي الجماعة من الناس مستديرون كحَلْقة الباب وغيره . وقال الجوهري : جمع الحَلْقة

.

ص: 357

حَلَق _ بفتح الحاء _ على غير قياس ، وحكى عن أبي عمرو أنّ الواحد حَلَقة _ بالتحريك _ ، والجمع حَلَق _ بالفتح _ . وقال ثعلب : كلّهم يُجِيزه على ضعفه . وقال الشّيباني : ليس في الكلام حَلَقة _ بالتحريك _ إلاّ جَمْع حالِق (النهاية) .

* ومنه عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«بادِروا إلى رياض الجنّة . فقالوا : وما رياض الجنّة ؟ قال : حَلَق الذِّكر» : 90 / 156 .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام في الفَرَجْ :«إذا رأيت ذلك الْتَقَتْ حِلَق البِطان ، ولا مردّ لأمر اللّه » : 97 / 443 . يقال : التَقَتْ حَلْقتا البطان للأمر إذا اشتدّ . وفي الصحاح : البِطان للقَتَب : الحزام الذي يجعل تحت بطن البعير .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله :«أنا بريء ممّن حَلَق وصَلَق» ، أي حلق الشعر ، ورفع صوته : 79 / 93 .أي حَلق شعرَه عند المُصيبة إذا حلّت به (النهاية) .

* وعن هند بنت عتبة في بدر :«حَلاقي ! أنا أبكيهم ، فيبلغ محمّدا وأصحابه ، فيشمَتوا بنا ؟» : 19 / 341 . حَلاقي _ بالقاف _ : أي يا مَنِيَّتي أقْبِلي ، فهذه أوانُك . قال في القاموس : وكقَطَامِ وسَحابِ : المَنِيَّةُ . وفي بعض النسخ : بالفاء ؛ أي تمنعني مُحالفتي قريشا أن لا أبكيهم (المجلسي : 19 / 366) .

حلك : في الحديث :«لمّا هدأتِ العيون بالرقاد ، واسْتَحْلَكَ جِلْباب الليل» : 41 / 227 . حَلَكَ واستَحْلَك : اشتدّ سواده .

* ومنه عن عبدالمطّلب في ابن ذي يزن :«فإذا برأسه ولحيته حالِكا» : 15 / 150.

* ومنه عن نصر :«كان الأشتر يومئذٍ على فرس له ... أدْهم كأ نّه حَلَك الغراب» : 32 / 443 .

* ومنه عن جعفر بن محمّد عليهماالسلام :«ستّة عشر صنفا ... لا يحبّونا ، ولا يحبِّبونا إلى الناس ... والحُلْكُوك من الرجال» : 5 / 278 . بالضمّ والفتح : الشديد السواد (المجلسي : 5 / 279) .

حلل : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«لَعَن اللّه المُحَلِّل والمُحَلَّل له» : 22 / 136 . هو أن يُطَلِّق الرجل امرأته ثلاثا ، فيتزوّجها رجل آخر على شريطة أن يُطَلِّقها بعد وَطْئها لتَحُلَّ لزوجها الأوّل . وقيل : سُمّي مُحَلِّلاً بقصده إلى التحليل ، كما يُسَمَّى مُشْتريا إذا قصد الشّراء (النهاية) .

.

ص: 358

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام :«إذا قام قائمنا ... فعند ذلك يرتاب المُبْطِلون ويضمحِلّ المُحِلُّون» : 53 / 97 . يقال : رجل مُحِلٌّ . مُنْتَهِك للحرام ، أو لا يرى للشهر الحرام حُرمة (المجلسي : 53 / 97) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين7 لبعض عمّاله :«أقْبِلْ إلينا لعلّك تَلْقى معنا هذا العدوَّ المُحِلَّ» : 32 / 400 .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«مَن عزّى حَزينا كُسِي في الموقف حُلّة يُحْبَرُ بها» : 79 / 111 . الحُلّة : واحدة الحُلَل ؛ وهي بُرود اليمن ، ولا تُسَمّى حُلَّة إلاّ أن تكون ثوبَين من جنس واحد (النهاية) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام في صفة الطاووس :«إن ضاهَيْتَه بالملابس فهو كَمَوْشِيِّ الحُلَل» : 62 / 31 والمَوْشِيّ _ كمرميّ _ : المُنَقَّش .

* وعن جعفر الصادق عليه السلام :«إذا أصاب الحلالُ صيدا في الحَرَم» : 96 / 166 . يقال : حَلّ المُحْرِم يَحِلّ حَلالاً وحِلاًّ ، وأحَلَّ يُحِلّ إحْلالاً : إذا حَلَّ له ما يَحْرُم عليه من مَحْظورات الحجّ . ورجُلٌ حِلٌّ من الإحْرام ؛ أي حَلال . والحَلال : ضِدّ الحرام . ورجُلٌ حَلال ؛ أي غير مُحْرِم ولا مُتلبِّس بأسباب الحجّ . وأحَلَّ الرَّجل : إذا خرج إلى الحِلّ عن الحَرم . وأحَلّ إذا دخل في شُهور الحِلّ (النهاية) .

* ومنه الحديث :«إذا مات المُحرم فلْيُغسَّل وليكفّن كما يُغسّل الحَلال» : 78 / 319 .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله «أ نّه نهى أن يدخل الرجل حَلِيلَته إلى الحمّام» :73 / 69 . حَلِيْلَة الرجل : امرأته ، والرجل حلِيلُها ؛ لأ نّها تَحُلّ معه ، ويَحُلّ معها . وقيل : لأنّ كلّ واحد منهما يَحِلّ للآخر (النهاية) .

* ومنه في الصلاة على الزهراء عليهاالسلام :«اللهمّ وكما جعلتها اُم أئمّة الهدى ، وحَلِيْلَة صاحب اللواء» : 91 / 74 .

* وروي في الصلاة :«أنّ تَحْريمها التكبير ، وتَحْلِيلها التَّسْليم» : 81 / 207 . أي صار المُصَلّي بالتَسْليم يَحِلّ له ما حَرُم عليه فيها بالتكبير من الكلام والأفْعال الخارجة عن كلام الصلاة وأفْعالها ، كما يَحِلّ للمُحْرِم بالحجّ عند الفراغ منه ما كان حراما عليه (النهاية) .

.

ص: 359

* وعن الزهريّ :قلت لعليّ بن الحسين عليهماالسلام : أيُّ الأعمال أفضل ؟ قال : «الحالُّ المُرتَحِل . قلت : وما الحالُّ المُرتَحِل ؟ قال : فتحُ القرآن وخَتمه ، كلّما حلَّ في أوّله ارتحل في آخره» : 89 / 204 . هو الذي يَخْتِم القرآن بتلاوته ، ثم يَفتَتِح التِّلاوة من أوّله ، شبّهه بالمسافر يبلغ المنْزِل فَيَحُلُّ فيه ، ثم يفْتتح سَيْره ؛ أي يَبْتَدئُه . وكذلك قُرّاء أهل مكّة إذا خَتَموا القرآن بالتِّلاوة ابتدؤوا وقرؤوا الفاتحة وخَمْس آيات من أوّل سورة البقرة إلى «واُولئِكَ هُمُ المُفلِحُون» ثم يَقْطَعون القراءة ، ويُسمُّون فاعل ذلك : الحَالَّ المُرتَحِل ؛ أي خَتم القرآن وابْتدأ بأوّله ، ولم يفْصِل بينهما بزمان . وقيل : أراد بالحالّ المرتَحِل الغازي الذي لا يَقْفُل عن غزْوٍ إلاّ عَقَبه بآخر (النهاية) .

* ومنه عن أبي عبداللّه عليه السلام :«قيل : يا رسول اللّه ، أيُّ الرّجال خير ؟ قال : الحالّ المرتحِل . قيل : يا رسول اللّه ، وما الحالّ المرتَحِل ؟ قال : الفاتح الخاتم الذي يفتح القرآن ويختمه» : 89 / 205.

* وعن الحسن بن عليّ عليهماالسلام في الأموات :«بيوت مُوحِشة ، وحُلُول مُضْجعة» : 43 / 336 . بالضمّ جمع حالّ ، من قولهم : حَلّ بالمكان ؛ أي نزل فيه (المجلسي : 43 / 336) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«ثمّ بعث راحلته وقال : حَلْ» : 32 / 132 . حَلْ : زجر للناقة إذا حثَثْتها على السير (النهاية) .

* وفي زيارة أميرالمؤمنين عليه السلام :«السيّد الحُلاحِل ، والبطل المنازل» : 99 / 191 . الحُلاحِل : السيّد الركينُ ، والجمع الحَلاحِل ، بالفتح (الصحاح) .

حلم : في أسمائه تعالى :«الحليم» . معناه أ نّه حليم عمّن عصاه ، لا يعجل بعقوبة : 4 / 193 . وهو الذي لا يَسْتَخِفُّه شيء من عِصْيان العباد ، ولا يستفِزُّه الغضب عليهم ، ولكنّه جعل لكلّ شيء مقدارا فهو مُنْتَهٍ إليه (النهاية) .

* وعن الرضا عليه السلام في صلاة الجماعة :«وليكن من يلي الإمام منكم اُولو الأحلام والتُّقى» : 85 / 105 . أي ذوُو الألباب والعقول ، واحدها حِلْم _ بالكسر _ ، وكأ نّه من الحِلْم : الأناة والتَّثَبُّت في الاُمور ، وذلك من شعار العقلاء (النهاية) .

* وعن الرضا عليه السلام :«لا يكون الرجل عابدا حتّى يكون حَليما» : 68 / 403 . الحِلْم : ضبط

.

ص: 360

باب الحاء مع الميم

النفس والطبع عن هيَجان الغضب . وقيل : الحلم : الأناة والتثبّت في الاُمور ، وهو يحصل من الاعتدال في القوَّة الغضبيّة ، ويمنع النّفس من الانفعال عن الواردات المكروهة المؤذية ، ومن آثاره عدم جزع النفس عند الاُمور الهائلة ، وعدم طيشها في المؤاخذة ، وعدم صدور حركات غير منتظمة منها ، وعدم إظهار المزيّة على الغير ، وعدم التهاون في حفظ ما يجب حفظه شرعا وعقلاً (المجلسي : 68 / 403) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«صبرا على دنيا تمرّ بِلَأْوائها كَلِيلةً بأحْلامها» : 40 / 348 . اللّأواء : الشدّة . والأحلام : جمع حُلْم _ بالضمّ وبضمّتين _ وهي الرّؤيا (المجلسي : 40 / 354) . والحُلْم : عبارة عمّا يراه النائم في نومه من الأشياء ، لكن غَلَبَت الرؤيا على ما يراه من الخير والشيء الحسن ، وغَلَب الحُلْم على ما يراه من الشرّ والقبيح (النهاية) .

* ومنه عن النبيّ صلى الله عليه و آله :«الرؤيا من اللّه ، والحُلْم من الشيطان» : 58 / 191.

* وعن الباقر عليه السلام في أميرالمؤمنين عليه السلام :«لم يقصّر من الصلاة حتّى يخرج من احْتلام البيوت» : 86 / 27 . لا أعْرف لاحتلام البيوت معنىً مناسبا في المقام إلاّ أن يكون كناية عن غيبة شبحها ؛ فإنّها بمنزلة الخيال والمنام ، أو يكون بالجيم بمعنى القطع (المجلسي : 86 / 29) .

* وعنه عليه السلام :«في المُحرِم الذي ينزع عن بعيره القِرْدان والحَلَم : أنّ عليه الفدية» : 96 / 155 . واحدتها الحَلَمة _ بالتحريك _ : القُراد الكبير (النهاية) .

* وفي ليلة المبيت :«أقبل القوم على عليّ عليه السلام قذْفا بالحجارة والحَلَم» : 19 / 61 . الحَلَمَة : شَجَرَة السَّعدان ونَبات آخر (المجلسي : 19 / 68) . وقيل : هو نبات ينبت في السَّهل (النهاية) .

* وفي الأرنب :«يُصيبها المُحْرم حُلاّن» : 61 / 116 . كذا بالنون ، وذكره في النهاية في مادّة حلم فقال : «يقتله المُحْرم بحُلاَّم» ، جاء تفسيره في الحديث : أ نّه الجَدْي . وقيل : إنّه يقع على الجَدي والحَمل حين تضَعه اُمّه ، ويروى بالنون ، والميم بدل منها . وقيل : هو الصغير الذي حَلَّمه الرَّضاع : أي سَمَّنه ، فتكون الميم أصليّة . ثمّ أعاده في مادّة حلن فقال : «بِحُلاَّن» وهو الحُلاّم ، والنون والميم يَتَعَاقَبان . وقيل : إنّ النون زائدة ، وإن وزْنه فُعْلان لا فُعّال .

.

ص: 361

حلا : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«لكن احْلَوْلَت الدنيا في أعْينهم» : 29 / 499 . يقال : حَلِيَ الشيء بعَيني يَحْلَى إذا اسْتَحْسَنْته ، وحَلا بِفَمي يَحْلُو (النهاية) . في النهج والنهاية : «لكنّهم حَلِيَت» . وفي معاني الأخبار وعلل الشرايع : «احلولت» وهو بمعناه .

* وعن الجواد عليه السلام :«فإن احلولى بقلبك بعد الاستخارة بيعُها فبعْها» : 88 / 264 . من الحَلاوة . يقال : حَلاَ الشيء واحْلولى : إذا صار حُلوا (المجلسي : 88 / 42) .

* وفي المباهلة :«مياهنا مَلِحَة ... ومَجَّ في بعضٍ ، فعادت عِذابا مُحْلَوْلِية» : 21 / 295 . احْلَوْلى ؛ أي صار حُلوا (المجلسي : 21 / 329) .

* وعن فاطمة عليهاالسلام :«قد خثر بهم الرّيُّ غير مُتَحَلٍّ بطائل» : 43 / 162 . التحلّي : التّزيّن . وقولهم : لم يَحْلَ منه بطائل ؛ أي لم يستفد منها كبير فائدة (الصحاح) .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله :«لكلّ شيء حِلْية ، وحِلْية القرآن الصوت الحسن» : 89 / 190 . الحَلْيُ : اسم لكلّ ما يُتزيَّن به من مَصاغ الذهب والفِضَّة ، والجمعُ : حُلِيٌّ _ بالضّم والكسر _ . وجمع الحِلْيَة : حِلىً ، مثل لِحْية ولِحىً ، وربّما ضُمَّ . وتُطْلق الحِلية على الصِّفة أيضا (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في الطاووس :«إن شاكَلْتَه بالحُلِيّ فهو كفُصُوص ذات ألوان قد نُطِّقت باللُّجَين المُكَلّل» : 62 / 31 . الحُلِيّ _ بضم الحاء وكسر اللام وتشديد الياء _ : جمع حَلْي _ بالفتح والتخفيف _ وهو ما يزيّن به من مصوغ المعدنيّات أو الحجارة (المجلسي : 62 / 37) .

* وعنه عليه السلام في التوحيد :«وحَلَّوْهُ حِلْيَة المخلوقين بأوهامهم» : 4 / 275 . حِلْية المخلوقين ؛ أي صفاتهم الخاصّة بهم من الجسمانيّة وما يتبعها (صبحي الصالح) .

باب الحاء مع الميمحمأ : عن أميرالمؤمنين عليه السلام في شأْن طلحة والزبير :«وإنّها لَلفِئة الباغية فيها الحَمَأُ والحُمَة» : 32 / 78 . قال ابن أبي الحديد : الحَمَأُ : الطين الأسود . وحُمَة العقرب سَمّها ؛ أي في هذه الفئة الضلال والفساد . ويروى «الحما» بألف مقصورة وهو كناية عن الزبير ؛ لأنّ كلّ من كان نسيب الرجل فهم الأحماء ، واحدهم حما ، مثل قَفا وأقفاء ، وما كان نسيب المرأة فهم

.

ص: 362

الأحمأة (1) ... وكان الزبير ابن عمّة رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وقد كان النبيّ صلى الله عليه و آله أعلمَ عليّا بأنّ فئة تبغي عليه في أيّام خلافته فيها بعض زوجاته وبعض أحمائه ، فكنّى عليه السلام عن الزوجة بالحُمَة ؛ وهي سمّ العقرب . و «الحماء» يضرب مثلاً لغير الطيّب الغير الصافي (المجلسي : 32 / 78) .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله :«إذا دخلتم بلدة ... فعليكم بِبَصَلها ؛ فإنّه ... يذهب بالحَمَاء ؛ وهو السواد في الوجه» : 63 / 252 .

حمحم : عن أميرالمؤمنين عليه السلام في الملاحم :«لا قَعْقَعةُ لُجُم ، ولا حَمْحَمة خَيلٍ» : 32 / 250 . الحَمْحَمة : صوت الفرس دون الصَّهِيل (النهاية) .

* وعن سعد في شجاعته عليه السلاميوم بدر :«جَعل يُحَمْحِم كما يُحَمْحِم الفرسُ» :37 / 266 .

حمد : في أسمائه تعالى :«الحميد» . معناه المحمود ؛ وهو فعيل في معنى مفعول . والحمد : نقيض الذمّ ، ويقال : حمدتُ فلانا : إذا رضِيتَ فعله ، ونشرته في الناس : 4 / 194 .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«بعث رسول اللّه صلى الله عليه و آله سريّة فقال : اللهمّ إنَّ لك عليَّ إن رددتهم سالمين غانمين أن أشكرك حقَّ الشكر . قال : فما لبثوا أن جاؤوا كذلك ، فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : الحمد للّه على سابغ نِعَم اللّه » : 90 / 214 . الحمد والشكر مُتَقاربان ، والحمد أعَمُّهما ، لأ نَّك تَحمَد الإنسان على صِفاته الذّاتيّة وعلى عطائه ، ولا تَشْكُره على صِفاته (النهاية) .

* وفي كتابه عليه السلام إلى معاوية :«فإنّي أحْمَد إليك اللّه » : 33 / 100 . أي أحمَده معك ، فأقام «إلى» مقام «مع» . وقيل : معناه أحمد إليك نعمة اللّه بتحديثك إيّاها (النهاية) .

* ومنه في كتابه إلى المدائن :«إنّي أحْمدُ إليكم اللّه » : 28 / 88 .

* ومنه في كتاب يعقوب عليه السلام ليوسف عليه السلام :«فإنّي أحمد إليك اللّه » : 12 / 269 .

* وفي الدعاء :«سبحانك اللهمّ وبِحَمدك» : 83 / 120 . أي وبِحَمْدك أبْتدئ . وقيل : بحمدك سَبَّحت . وقد تحذف الواو وتكون الباء للتَّسْبيب ، أو للمُلابسة ؛ أي التّسْبيح مُسبَّب بالحمد ، أو ملابِس له (النهاية) .

.


1- .كذا في البحار ، وفي شرح نهج البلاغة : «فهم الأخاتن» .

ص: 363

وعن سماعة عن أبي عبداللّه عليه السلام : «قلت له : للشكر حدٌّ إذا فعله الرجل كان شاكرا ؟ قال : نعم . قلت : وما هو ؟ قال : الحمد للّه على كلّ نعمة أنعمها عليّ» : 90 / 212 .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«ولِواء الحمد بِيدي يوم القيامة» : 9 / 290 . يريد به انفراده بالحمد يوم القيامة وشُهْرَته به على رؤوس الخلق . والعَرَبُ تَضَع اللِّواء موضع الشُهْرة (النهاية) .

* وفي الدعاء :«وابْعَثْه المقام المحمود الذي وَعَدْتَه» : 83 / 68 . أي الذي يَحْمَده فيه جميع الخلق ؛ لتعْجيل الحساب ، والإراحة من طُول الوقوف . وقيل : هو الشَّفاعة (النهاية) .

* وعن اُمّ سلمة :«حُمادَيات النِّساء غَضُّ الأبصار وخَفْر الأعراض» : 32 / 154 . أي غَايَاتُهُنّ ومُنْتَهى ما يُحْمد منهنّ . يقال : حُماداك أن تَفْعل ، وقُصاراك أن تَفْعَل ؛ أي جُهْدُك وغايَتُك (النهاية) .

* وفي الميّت :«تغسل قبله ودبره بثلاث حَمِيْدِيّات» : 78 / 290 . إناء كبير ، ينسب إلى حميد ، ولعلّه كان رجلاً فخّارا يصنع الإناء الكبير (الهامش : 78 / 290) .

حمر : عن النبيّ صلى الله عليه و آله :«بُعِثْتُ إلى الأحْمَر والأسْود» : 16 / 308 . أي العَجم والعرب ؛ لأنّ الغالب على ألْوان العجم الحُمْرة والبياض ، وعلى ألوان العرَب الاُدْمَة والسُّمرة . وقيل : أراد الجنّ والإنس . وقيل : أراد بالأحمر الأبيض مطلقاً ؛ فإنّ العرَب تقول : امْرأة حَمْراء ؛ أي بيضاء . وسئل ثعلب : لِمَ خَصَّ الأحْمَر دُون الأبيض ؟ فقال : لأنّ العرب لا تقول رجل أبْيَض اللَّون ، وإنّما الأبيض عندهم الطّاهِر النَّقيّ من العُيوب ، فإذا أرادوا الأبيض من اللَّون قالوا : الأحْمَر . وفي هذا القول نَظَر ؛ فإنّهم قد اسْتَعْمَلوا الأبْيض في ألوان الناس وغيرهم (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«كنّا إذا احْمَرّ البأسُ ... اتَّقَيْنا برسول اللّه » : 16 / 232 . أي إذا اشْتَدَّت الحرْب اسْتَقْبَلْنا العدُوّ به ، وجَعَلْناه لنا وقاية . وقيل : أراد إذا اضْطَرمَتْ نار الحرْب وتَسَعَّرت ، كما يقال في الشَّرّ بيْن القوم : اضْطَرَمَتْ نارُهم ، تَشْبيها بحُمْرة النّار ، وكثيرا ما يُطْلقون الحُمْرة على الشِّدّة (النهاية) .

* وعنه عليه السلام في البصرة :«سيُبْتلى أهلك بالموت الأحمر» : 41 / 331 . يعني القَتْل لِما فيه من حُمْرة الدم ، أو لِشِدّته . يقال : مَوت أحْمَر ؛ أي شديد (النهاية) .

.

ص: 364

* وعن عليّ بن الحسين عليهماالسلام :«ما اُحبُّ أنَّ لي بِذُلِّ نفسي حُمْرَ النَّعَم» : 68 / 406 .النَّعَم : المال الراعي ؛ وهو جمع لا واحد له من لفظه ، وأكثر ما يقع على الإبل ... وقال الكرمانيُّ : حُمْر النَّعَم _ بضمِّ الحاء وسكون الميم _ : أي أقواها وأجْلدها . وقال الطَّيّبي : أي الإبل الحمر ؛ وهي أنفس أموال العرب . وقال في المغرب : حُمْر النعم كرائمها ، وهي مثل في كلّ نفيس ، وقيل : الحُسْن أحمر ، انتهى . وربّما يقرأ _ النِعَم بالكسر _ جمع نَعمة ، فالحمرة كناية عن الحُسْن ؛ أي محاسن النعم ، والأوّل أشهر وأظهر ... والمعنى : أ نّي ما أرضى أن أذلَّ نفسي ولي بذلك كرائم الدّنيا (المجلسي : 68 / 406) .

* وفي المباهلة :«نحن في حَمَارَّة القَيْظ ، وإبّان الهجير» : 21 / 323 . أي شدّة الحرّ ، وقد تخفّف الراء (النهاية) .

* وفي الخبر :«إنّ الحُمَّرَة فُجعت بأحد ولدها فجاءت إلى النبيّ صلى الله عليه و آله» : 16 / 414 . الحُمَّرة _ بضمّ الحاء وتشديد الميم ، وقد تخفّف _ : طائر صغير كالعصفور (النهاية) .

* وعن زياد وكان عاملاً لعليّ عليه السلام على بعض فارس :«لو خلص الأمر إليّ ليجدنّي أحْمَر ضرّابا بالسيف» : 32 / 502 . الأحمَر يعني أ نّه مولى ، فلمّا ادّعاه معاوية صار عربيّا (المجلسي : 32 / 502) . والعرب تسمّي الموالي : الحمراء (النهاية) .

* ومنه عن الأشعث :«يا أميرالمؤمنين ! غَلَبَتْنا هذه الحَمْراء على وجهك» : 34 / 319 . يَعْني العَجم والروم (النهاية) .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله لعليّ عليه السلام :«أشقى الناس رجلان ، اُحيمر ثمود ، ومن يضربك» : 32 / 312 . أي عاقر ناقة صالح ... وابن ملجم (المجلسي : 32 / 312) .

* وعنه صلى الله عليه و آله :«يا حُمَيراء ! إنّه لمّا كانت ليلة اُسري بي» : 37 / 64 . يَعْني عائشة ، كان يقول لها أحياناً : يا حُمَيراء ؛ تصغير الحَمْراء ، يريد البيضاء (النهاية) .

حمز : عن النبيّ صلى الله عليه و آله :«أفْضل الأعمال أحْمَزُها» : 67 / 237 . أي أقْواها وأشدّها . يقال : رجل حامِز الفُؤاد وحَمِيزُهُ ؛ أي شديده (النهاية) .

حمس : عن أبي عبداللّه عليه السلام :«كانت العرب في الجاهليّة على فرقتين : الحُلّ والحُمْس ،

.

ص: 365

فكانت الحُمْس قريشا ، وكانت الحُلّ سائر العرب» : 22 / 294 . الحُمْس جَمْع الأحْمَس ؛ وهم قريش ، ومن ولَدَتْ قريش ، وكنانة ، وجَدِيلة قَيْسٍ ، سُمُّوا حُمْسا ؛ لأ نّهم تَحَمَّسُوا في دِينهم ؛ أي تَشَدَّدوا . والحَماسَة : الشَّجاعة . كانوا يقفون بمُزْدَلِفة ولا يَقِفُون بعَرفَة ، ويقولون : نحن أهل اللّه فلا نَخْرج من الحَرم . وكانوا لا يدخلون البيوت من أبوابها وهم مُحْرِمون (النهاية) .

* ومنه الخبر :«إنّ الحُمْس كانوا لا يُفِيضون من جمع» : 96 / 257 .

* وفي البراءة :«بعث النبيّ صلى الله عليه و آله أبا بكر إلى الموسم ... وأمره أن يرفع الحُمْس من قريش وكِنانة وخُزاعة إلى عرفات» : 35 / 300 .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«لو حَمِسَ الوغى ، واسْتَحَرَّ الموت» : 74 / 334 . حَمِسَ _ كفرح _ اشتدّ وصَلُبَ . والوغى : الحرب (الهامش : 74 / 334) .

حمش : عن عليّ عليه السلام في الإنذار :«قمتُ وإنّي ... أعظمهم بطنا ، وأحمشهم ساقا» : 18 / 192 . يقال : رجل حَمْش السّاقين ، وأحْمَش السّاقين ؛ أي دقِيقُهما (النهاية) .

* وعنه عليه السلام في الطاووس :«قوائِمه حَمْشٌ كقوائِم الدِّيَكَة الخِلاسِيّة» : 62 / 31 .

* وعن فاطمة عليهاالسلام في الشيطان :«أحْمَشَكم ، فألفاكم غِضابا» : 29 / 225 . أحْمَشْتُ الرّجُلَ : أغْضَبْتُهُ . وأحْمَشتُ النار ألْهبتُها . أي حملكم الشيطان على الغضب ، فوجدكم مغضَبين لغضبه أو من عند أنفسكم . وفي المناقب القديم : عِطافا _ بالعين المهملة والفاء _ من العطف بمعنى الميل والشفقة (المجلسي : 29 / 274) (1) .

حمص : عن أبي عبداللّه عليه السلام :«تأخذ بعدها أبْهَل مُحَمَّصا» : 59 / 197 . الأبْهَل : حَمْلُ شجرٍ كبيرٍ ؛ ورقُه كالطَّرفاء ، وثمرُه كالنَّبْق . وحَبٌّ مُحَمَّص ؛ أي مَقْلُوّ (القاموس المحيط) .

* وسئل أحدهما عليهماالسلام عن أكل تربة الحسين عليه السلام فقال :«الشيء منه مثل الحِمَّصة» : 57 / 154 . والظّاهر أ نّه لا يجوز التجاوز عن مقدار عدسة ؛ لرواية معاوية بن عمّار : «قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : إنّ النّاس يروون أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله قال : إنّ العدس بارك عليه سبعون نبيّا .

.


1- .ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام : «أما دين يجمعكم ، ولا حميّة تَحمَشكم ؟» الخطبة 39 . أي تغضبكم على أعدائكم .

ص: 366

فقال : هو الذي تسمّونه عندكم الحِمَّص ، ونحن نسمّيه العدس» : 57 / 161 . لأ نّه يدلّ على أ نّه يطلق الحِمَّص على العَدس أيضا ، فيمكن أن يكون المراد بالحِمَّصة في تلك الأخبار العدسة ، لكنّ العدول عن الحقيقة لمحض إطلاقه في بعض الأخبار على غيره غيرُ مُوَجّه (المجلسي : 57 / 161) .

حمض : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«اللّحْم حَمْض العرب» : 63 / 62 . أي إذا ملّوا من أكل الحلو كالتمر وأشباهه اشتهوا اللحم ومالوا إليه ... والحَمْض : من النّبات ، وهو للإبل كالفاكهة للإنسان (المجلسي : 63 / 62) .

حمق : عن النبيّ صلى الله عليه و آله :«النومُ بعدَ العصر حُمْقٌ» : 73 / 185 . أي فساد عقل . والحُمْق _ بالضم وبضمّتين _ : قلّة العقل وفساده (مجمع البحرين) .

حمل : عن النبيّ صلى الله عليه و آله في القيامة :«يَنْبُتون كما تنبُت الحِبَّة في حَمِيل السَّيل» : 8 / 371 . وهو ما يجيء به السَّيْل من طين أو غُثاء وغيره ، فَعِيل بمعنى مفعول ، فإذا اتَّفَقَت فيه حِبَّة ، واسْتَقَرّت على شَطّ مَجْرَى السَّيل ، فإنّها تَنْبُت في يوم وليلة ، فشُبِّه به سُرْعة عَوْد أبْدانهم وأجْسامِهم إليهم بَعْدَ إحْراق النّار لها (النهاية) .

* وعن عبدالرحمن بن الحجّاج عن أبي عبداللّه عليه السلام :«سألتُه عن الحَمِيْل فقال : وأيُّ شيء الحميل ؟ فقلت : المرأة تُسبى من أرضها مع الولد الصغير ، فتقول : هو ابني» : 101 / 62 .

* وعن رجل قال :«إنّي تَحَمَّلتُ في قومي حَمالة» : 32 / 132 . الحَمالَة _ بالفتح _ : ما يَتَحَمَّله الإنسان عن غيره من دِيَة أو غَرامة ، مثل أن يقع حَرْب بين فَرِيقين تُسْفَك فيها الدّماء ، فيَدْخل بينَهُم رجل يَتَحَمَّلُ دِيَاتِ القَتْلَى ؛ ليُصْلح ذات البَيْن . والتَّحَمُّل : أن يَحْمِلَها عنهم على نَفْسه (النهاية) .

* ومنه عن الحسين بن عليّ عليهماالسلام :«إنّ المسألة لا تصلح إلاّ في غُرْم فادح ، أو فَقر مُدقِع ، أو حَمَالة مُقطعة» : 75 / 118 .

* وفي الدعاء :«اللهمّ توسّلت بك إليك ، وتَحَمَّلْتُ بك عليك» : 83 / 311. أي اسْتَشْفَعْت بك .

* وعن أمير المؤمنين عليه السلام لابن عبّاس في الخوارج :«لا تخاصمْهم بالقرآن ؛ فإنّ القرآن

.

ص: 367

حَمّالٌ ذو وُجُوه» : 33 / 376 . أي يُحْمَل عليه كُلّ تأويل فَيحتمله . وذو وجوه ؛ أي ذو معانٍ مختلفة (النهاية) .

* ومنه عن اُمّ هاني لفاطمة عليهاالسلام :«فقلتُ : احْتَمِليني فَدَيْتُك» : 21 / 132 . يقال : احْتَمَلتُ ما كان منه ، بمعنى العفو والإغضاء (المصباح المنير) .

* وسئل أبو جعفر عليه السلام عن لحوم الحُمُر الأهليَّة فقال :«نهى رسول اللّه صلى الله عليه و آله عن أكلها ؛ لأ نّها كانت حَمُولةَ الناس يومئذٍ» : 62 / 177 . الحَمُولة _ بالفتح _ : ما يَحْتَمل عليه الناس من الدّوابّ ، سواء كانت عليها الأحْمال أو لم تكن كالرَّكُوبة (النهاية) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام :«قضاء حاجة المؤمن خير ... من حُمْلان ألف فرس في سبيل اللّه » : 71 / 324 . في القاموس : حَمَلَه يحمِلُه حَمْلاً وحُمْلانا . والحُمْلان _ بالضمّ _ : ما يُحمَل عليه من الدّوابّ في الهبة خاصّة ، انتهى . والمراد هنا المصدر بمعنى حمل الغير على الفرس ، وبعْثُه إلى الجهاد ، أو الأعمّ منه ومن الحجّ والزيارات (المجلسي : 71 / 324) .

* وفي الزكاة :«ليس في الفُصْلان ... ولا في الحُمْلان شيء حتّى يحُول عليها الحول» : 93 / 88 . وهو _ بالضّم _ : جمع حَمَل _ محرّكة _ ولد الضأن (المصباح المنير) .

حملق : في الشيخ :«أقبل أبو جعفر عليه السلام يمسح بإصْبَعه الدّموع من حَمالِيق عينيه» : 46 / 362 . حِملاق العين _ بالكسر والضمّ _ : باطِنُ أجْفا نها الذي يَسْوَدّ بالكحل . وجَمْعه حَماليقُ (المجلسي : 46 / 363) .

* ومنه عن زيد النرسي :«رأيت أبا عبداللّه عليه السلام قد أرسل دمعته من حَمالِيق عينيه» : 47 / 378 .

حمم : عن أميرالمؤمنين عليه السلام في الناكثين :«إنّها لَلْفئةُ الباغية ، فيها الحَمُّ والحُمَّة» : 32 / 56 . الحَمّ _ بفتحٍ وتشديد الميم _ : بقية الإلية التي اُذيبت واُخذ دهنها . والحُمَّة : السواد . وهما استعارتان لأراذل الناس وعوامّهم ؛ لمشابهتهم حَمّ الإلية وما اسودَّ منها في قلّة المنفعة والخير (المجلسي : 32 / 56) .

* وفي كتاب بني النظير وبني قريظة :«أيّما رجل من بني النَّضِير قتل رجلاً من بني قُرَيظة

.

ص: 368

دفع نصف الدّية ، وحَمَّم وجهَه» : 90 / 69 . ومعنى حمّم وجهه : سَخَّم وجهه بالسواد ، ومعناه حَمَّمَهُ بالفحم .

* ومنه الخبر :«ينقضُّ الحسين في النار ... فيُخرِج المختار حُمَمَةً» : 45 / 345 . والحُمَم _ بضمّ الحاء وفتح الميم _ : الرّماد ، والفحم ، وكلّ ما احترق من النار (المجلسي : 45 / 345) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام :«نهى رسول اللّه صلى الله عليه و آله عن الاستشفاء بالحَمِيّات ؛ وهي العيون الحارّة التي تكون في الجبال التي توجد فيها روائح الكبريت ، فإنّها من فَوْح جهنّم» : 8 / 315 . الحَمَّة : عَيْن ماء حارّ يستشفي بِها المَرْضَى (النهاية) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام في الصلاة :«شبّهها رسول اللّه صلى الله عليه و آلهبالحَمَّة تكون على باب الرجل ، فهو يغتسل منها في اليوم والليلة خمس مرّات» : 79 / 225 .

* وعن الباقر عليه السلام في حمل مريم عليهاالسلام :«خرجتْ من المُسْتَحَمّ وهي حامل» : 14 / 225 . المسْتَحَمُّ : الموضع الذي يُغْتسل فيه بالحَميم ، وهو في الأصل : الماء الحارُّ ، ثم قيل للاغتِسال بأيّ ماء كان : استحمام (النهاية) .

* ومنه عن توحيد المفضّل في الماء :«وبه يَسْتَحمّ المتعب الكالّ ، فيجد الراحة من أوصابه» : 57 / 88 .

* وعن الحسن بن عليّ عليهماالسلام :«قد اخْتَرَمتْهُم الأيّام ، ونزل بهم الحِمَام» : 43 / 336 . هوالمَوْت . وقيل : هو قَدَرُ الموت وقَضاؤه ، من قولهم حُمَّ كذا ؛ أي قُدِّر (النهاية) .

* ومنه الزيارة :«ما فارقْتُك حتّى ألْقى حِمامي دونك» : 98 / 272 .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله :«اللهم هؤلاء أهلُ بَيْتي وحامَّتي ، فأذْهِبْ عنهم الرِّجس ، وطَهّرْهم تطهيرا» : 35 / 222 . حامّة الرجل : خاصَّته ومن يَقْرُب منه . وهو الحَميم أيضا (النهاية) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«لا تقطعنَّ لأحَدٍ من حَشَمك ولا حَامّتِك قَطِيعة» : 74 / 261 . والقَطِيعة : من الإقطاع ؛ المِنحة من الأرض .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«لِيَكن شعاركم حم لا يُنصرون ؛ فإنّه اسم من أسماء اللّه » : 97 / 35 . في النهاية : «إذا بُيِّتُّم فقولوا حم لا يُنْصرون» قيل معناه : اللهمّ لا ينصرون ، ويريد به الخَبر لا

.

ص: 369

باب الحاء مع النون

الدُّعاء ؛ لأ نّه لو كان دُعاء لقال : لا يُنْصَروا مَجْزوما ، فكأ نّه قال : واللّه لا يُنْصرون . وقيل : إنّ السُّوَر التي في أوّلها حم سُوَرٌ لَها شَأن ، فَنَبّه أنّ ذِكْرها لِشَرف مَنْزِلتها ممّا يُسْتَظْهَر به على استِنْزال النَّصْر من اللّه . وقوله : لا يُنْصَرون : كلام مُسْتأ نَف ، كأ نّه حين قال : قولوا حم ، قيل : ماذا يكون إذا قلنا ؟ فقال : لا يُنصرون .

حمه : عن الرضا عليه السلام :«من قرأ آية الكرسيّ دُبُر كلّ صلاة لم يضرَّه ذو حُمَة» : 83 / 37 . الحُمَة _ بالتخفيف _ : السَّمُّ ، وقد يُشَدّد ، وأنكره الأزهري ، ويُطْلق على إبْرة العَقْرب للمُجاورة ، لأنّ السَّمّ منها يَخْرج وأصلُها حُمَوٌ ، أو حُمَيٌ بوزن صُرَد ، والهاء فيها عِوَض من الواو المحذوفة أو الياء (النهاية) .

* ومنه حديث نوح عليه السلام :«أذهبَ اللّه عزّوجلّ حُمَة كلّ ذي حُمَة» : 62 / 63 .

حما : عن عليّ بن الحسين عليهماالسلام :«لم تُدخِلِ الجنّة حَمِيَّة غير حَمِيَّة حمزة» : 70 / 285 . الحَميّة : الأ نَفَة والغَيْرة (النهاية) . وذلك حين أسلم غضبا للنبيّ صلى الله عليه و آله .

* ومنه عن الحسين بن عليّ عليهماالسلام :«اُنوف حميّة ، ونفوس أبيّة ، لا تؤثر مصارع اللّئام على مصارع الكرام» : 45 / 9 .

* ومنه عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«من رعى ماشيته قرب الحِمى نازعَتْه نفسه إلى أن يرعاها في الحِمى . ألا وإنّ لكلِّ مَلكٍ حِمىً ، ألا وإنّ حِمَى اللّه عزّوجلّ مَحارمُه» : 71 / 280 . يقال : أحْمَيْتُ المكان فهو مُحْمىً : إذا جَعَلْتَه حِمىً ، وهذا شيء حِمىً : أي مَحْظور لا يُقْرَب ، وحَمَيْتُه حِماية : إذا دَفَعْتَ عنه ومَنَعْتَ منه من يَقْرُبه (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«اثنان عليلان أبدا : صحيح مُحْتَمٍ ، وعليل مخلِّط» : 75 / 83 . احْتَمَى المريض : امْتَنع ومنه اتّقاه ، وخلّط المريضُ _ من باب التفعيل _ : أكل ما يضرّه (الهامش : 75 / 83) .

* وعنه عليه السلام :«عَجِبْتُ لأقوام يَحْتَمون الطعام مَخافَة الأذى ، كيف لا يَحْتَمون الذنوب مخافة النّار ؟!» : 75 / 41 . واطلاق الحِمْيَة على الذنوب من باب المُشاكلة (مجمع البحرين) .

* وعن عائشة :«رحم اللّه عليّا ! إنّه كان على الحقّ ، ولكنّي كنت امرأة من الأحماء» :

.

ص: 370

38 / 35 . واحدها الحَمُ : أقارب الزَّوج (النهاية) .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله في يوم حنين :«الآن حَمِي الوَطيس» : 19 / 191 . الوَطِيس : التَّنُّور ؛ وهو كناية عن شِدّة الأمر واضْطِرام الحرب . ويقال : إنّ هذه الكلمة أوّلُ من قالها النبيّ صلى الله عليه و آلهلمَّا اشتدّ البأسُ يومئذٍ ، ولم تُسْمَع قَبله ، وهي من أحْسن الاسْتِعارات (النهاية) .

باب الحاء مع النونحن_أ : عن فاطمة بنت عليّ :«ما تَحَنّأتْ امرأة منّا ... حتّى بعث المختار رأس عبيداللّه بن زياد» : 45 / 386 . حَنَّأت المرأة يدها _ بالتشديد _ : خَضَبَتْها بالحِنّاء . والتخفيفُ _ من باب نفع _ لغةٌ (المصباح المنير) .

حنت : عن المهديّ عليه السلام لمحمّد بن جعفر :«اِقْبض الحَوَانيت من محمّد بن هارون» : 51 / 294 . الحَانُوت : دكّان البايع . واختُلف في وزنها ، فقيل : أصلها فَعَلُوت مثل : مَلَكوت من الملك ، ورَهَبُوت من الرَّهْبة ، لكن قُلبت الواو ألِفا لتحرّكها وانفتاح ما قبلها ، كما فُعل بجالوت . والجمع الحَوانيت (مجمع البحرين) .

حنتم : عن الإمام الصادق عليه السلام :«نَهى رسول اللّه صلى الله عليه و آله عن الدُّبَّاء ... والحَنْتَم» : 77 / 161 . الحَنْتَم : جِرَار مدْهُونة خُضْرٌ كانت تُحْمَل الخمْر فيها إلى المدينة ، ثمّ اتُّسِع فيها فقيل للخزف كلّه : حنتم ، واحدتها حَنْتَمة . وإنّما نُهي عن الانْتِباذ فيها ؛ لأ نَّها تُسْرع الشّدّة فيها لأجْل دَهْنها . وقيل : لأ نّها كانت تُعْمل من طين يُعجن بالدَّم والشَّعر ، فنُهِي عنها ليُمتنع من عَملها . والأوّل الوجه (النهاية) .

* وفي الحديث :«عطف القول على ابن حَنْتَمة» : 36 / 6 . حَنْتَمة : اُمُّ عُمر بن الخطّاب ؛ وهي بنت هِشام بن المُغيرة ابْنَة عمّ أبي جهل (النهاية) .

حنث : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«أيّما رجل قَدَّم ثلاثة أولاد لم يَبْلغوا الحِنْث» : 79 / 116 . أي لم يبلغوا مَبْلَغ الرجال ، ويجري عليهم القلم ، فيُكْتَب عليهم الحِنْث ؛ وهو الإثم . وقال الجوهري : بَلَغ الغُلام الحِنث ؛ أي المَعْصية والطّاعة (النهاية) .

* ومنه :«سئل أبو عبداللّه عليه السلام عمّن لم يُدرك الحِنْث» : 5 / 293 .

.

ص: 371

* وعن الباقر عليه السلام لنصراني :«إنّك حانِث في يمينك» : 46 / 310 . الحِنْث في اليمين : نَقضُها ، والنَّكْث فيها . يقال : حَنِث في يمينه يَحْنَث ، وكأ نّه من الحِنْث : الإثم والمعصية (النهاية) .

حنجر : في الحديث القدسي :«بسطت لهم التوبة حتّى تبلغ النّفس الحَنْجَرة» : 68 / 249 . الحَنْجَرة : رأس الغَلْصَمة حيث تراه ناتِئا من خارج الحَلْق . والجَمْع الحَناجِر (النهاية) .

* ومنه عن أبيعبداللّه عليه السلام :«شَخَصَت الأبصار ، وبَلَغت القلوبُ الحناجر» : 4 / 7 . أي صَعِدت عن مواضعها من الخوف إليها (النهاية) .

حندس : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«أمّا صاحب الفقه والعقل تراه ... قد قام اللّيْل في حِنْدِسه» : 2 / 47 . الحِنْدِس _ بالكسر _ : الظُّلْمة ، وقوله : «في حِنْدِسه» بدل من اللّيل ، ويحتمل أن يكون «في» بمعنى «مع» ويكون حالاً من الليل (المجلسي : 2 / 47) .

* ومنه في الخبر :«كان هاشم إذا مشى في الظلام أنارت منه الحَنادِس» : 15 / 37 .

* ومنه عن موسى بن جعفر عليهماالسلام في دعائه :«لا تغشاك الظلمات الحِنْدِسيّة» : 48 / 30 .

حنذ : في الدخان قبل الساعة :«يدخل أسْماعهم ، حتّى أنَّ رؤوسهم تكون كالرأس الحَنيذ» : 6 / 301 . حَنَذْتُ الشاةَ أحْنِذُها حَنْذا ؛ أي شَوَيْتُها ، وجعلتُ فوقها حِجارة مُحْمَاةً لتُنضِجَها ، فهي حَنِيذٌ (الصحاح) .

* وعن العسكريّ عليه السلام في صاعد بن مخلّد وزير المعتمد :«يا صاعد ! لِمَ لا تشغل بأكل حيدانك عمّا لا أنت منه ولا إليه» : 50 / 281 . كذا كان في المنقول منه ، ولعلّه تصحيف جيّداتك ، أي اللحوم الجيّدة ، أو حنذاتك من قولهم : حَنَذْت الشاة (المجلسي : 50 / 282) .

حنش : في حديث سطيح :«أحْلف بما بَيْن الحَرّتَين من حَنَش» : 15 / 232 . الحَنَش : فَم الأفْعى . وقيل : الحَنش : ما أشْبه رأسُه رأس الحَيّات ، من الوَزَغ والحِرباء وغيرهما . وقيل : الأحناش : هَوَامّ الأرض (النهاية) .

حنط : عن عبداللّه بن محمّد :«لمّا حضرت فاطمة الوفاة ... دعت بطيب فتَحَنَّطَت به» : 78 / 335 . الحَنُوط والحِنَاط واحد ؛ وهو ما يُخْلط من الطِّيب لأكفان الموْتَى وأجْسَامِهم خاصَّة (النهاية) .

.

ص: 372

* ومنه عن الصادق عليه السلام للمنصور :«وما جئتك إلاّ مغتِسلاً مُحَنَّطا» : 47 / 181 .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله في تعليم الأبناء :«لا تسلّمه سيّاءً ... ولا حَنَّاطا» : 100 / 77 . بفتح الحاء والتشديد : بيّاع _ الحِنْطَة بالكسر _ وهي القمح ، والبُرّ _ بضمّ الباء _ والجمع حِنَطٌ (مجمع البحرين) . والسيّاء : الذي يبيع الأكفان .

حنف : في إبراهيم عليه السلام :«أنزل اللّه عليه الحنيفيّة ؛ وهي الطهارة ، وهي عشرة أشياء : خمسة منها في الرأس ، وخمسة منها في البدن ، فأمّا التي في الرأس فأخذ الشارب ، وإعفاء اللّحى ، وطمُّ الشعر ، والسواك ، والخلال ، وأمّا التي في البدن فحلق الشعر من البدن ، والختان ، وتقليم الأظفار ، والغسل من الجنابة ، والطهور بالماء ، فهذه الحنيفيّة الطاهرة التي جاء بها إبراهيم عليه السلام ، فلم تنسخ ولا تنسخ إلى يوم القيامة» : 12 / 56 .

* وسئل أبو جعفر عليه السلام عن قوله تعالى : «حُنَفَاءَ للّه غير مشركين» قال : «الحنيفيّة من الفطرة التي فَطَر الناس عليها» : 64 / 135 . قال الطبرسي : «حُنَفَاء للّه » ؛ أي مستقيمي الطريقة على ما أمر اللّه مائلين عن سائر الأديان . وفي النهاية : «خَلَقْتُ عبادي حُنَفاء» : أي طاهري الأعْضاء من المعاصي ، لا أ نّه خَلَقهم كُلَّهم مُسْلِمين ، لقوله تعالى : «هو الذي خَلَقَكم فمِنْكم كافرٌ ومنكم مؤمن» . وقيل : أراد أ نّه خَلقهم حُنفاء مؤمنين لمَّا أخذ عليهم الميثاق : «ألسْتُ بربّكم قالوا بلى» فلا يوجَد أحَدٌ إلاّ وهو مُقِرٌّ بأنّ له ربّا وإن أشرك به ، واختلفوا فيه . والحُنَفاء جمع حَنيف ؛ وهو المائل إلى الإسلام الثابت عليه . والحَنيف عند العرب : من كان على دين إبراهيم عليه السلام . وأصْل الحَنَف المَيْلُ .

* ومنه عن النبيّ صلى الله عليه و آله :«إنّ اللّه بعث عيسى بالرهبانيّة ، وبُعثت بالحَنيفِيّة السمْحة» : 87 / 343 .

* وعن أبيعبداللّه عليه السلام :«إنّ العرب لم يزالوا على شيء من الحَنيفيّة ؛ يصلون الرحم ويُقرُون الضيف» : 15 / 172 .

حنق : في الباقر عليه السلام :«ثم جلس [هشام بن الملك] فازداد ... عليه حَنَقا بتركه السّلام بالخلافة» : 46 / 264 . الحَنَق : الغَيْظ . يقال : حَنِق عليه _ بالكَسر _ يَحْنَقُ فهو حَنِق ، وأحْنَقَهُ غيرُه فهو مُحنَق .

.

ص: 373

باب الحاء مع الواو

* ومنه الخبر :«يزأر حَنَقا ويُشَمْذِر شَفَقا» : 46 / 321 .

* ومنه الدعاء :«لا تجعلني من أهل الحَنَق والغيظ على آل محمّد» : 53 / 190 .

حنك : عن أبيعبداللّه عليه السلام :«ما أظنّ أحدا يُحَنَّك بماء الفرات إلاّ أحبّنا أهل البيت» : 97 / 228 . حَنَّكه ؛ أي دَلك به حَنَكه ، يقال : حَنَّك الصَّبيَّ وحَنَكَه (النهاية) .

* ومنه في عليّ بن عبداللّه :«لمّا وُلِد أخْرجه أبوه ... إلى عليّ عليه السلام ، فأخذه وتَفَل في فيه ، وحَنَّكه بتمرة» : 41 / 353 .

* وعن الصادق عليه السلام :«من تعمّم ولم يتحنّك فأصابه داء لا دواء له فلا يلومنّ إلاّ نفسه» : 80 / 194 . التحَنُّك : هو إدارة جزء من العمامة تحت الحَنَك . والحَنَكُ : ما تحت الذَّقْن من الإنسان وغيره ؛ الأعلى داخل الفم ، والأسفل في طرف مقدّم اللّحيَينِ من أسفلهما ، والجمع أحْنَاك (مجمع البحرين) .

* وعن طلحة لعمر :«قد حَنَّكَتْك الاُمور» : 40 / 254 . أي رَاضَتكَ وهَذَّبتك . يقال : بالتخفيف والتَّشديد ، وأصْلُه من حَنَك الفَرسَ يَحْنُكُه : إذا جعل في حَنَكه الأسْفَل حَبْلاً يَقُوده به (النهاية) .

* وفي المختار :«مارَسَ التجارب فحنّكَتْه ، ولابَسَ الخُطوب فهذّبته» : 45 / 350 .

* وعن فاطمة عليهاالسلام :«على أيّة ذُرِّيّةٍ أقْدموا واحتَنَكوا» : 43 / 160 . اِحْتَنَك الجراد الأرض ؛ أي أكل ما عليها ، وأتى على نبتها ، وقوله تعالى حاكيا عن إبليس : «لأحتَنِكَنّ ذرِّيّتَه» قال الفرّاء : لأستولينّ عليهم . والمراد بالذرّيّة : ذرّيّة الرسول صلى الله عليه و آله (المجلسي : 43 / 168) .

حنن : في النبيّ صلى الله عليه و آله :«حَنَّ إليه العُود وهو على المنبر» : 9 / 176 . أي نَزَع واشْتاق . وأصل الحَنِين : تَرْجيع الناقة صَوْتَها إثْر ولَدِها (النهاية) . وقال الجوهري : الحَنين : الشوق وتَوَقان النفس .

* ومنه عن الصادق عليه السلام :«علامات ولد الزنا : سوء المحضر ، والحَنِين إلى الزنا» : 27 / 145 .

* ومنه عن عليّ بن الحسين عليهماالسلام :«قلوب المؤمنين تحِنّ إلى ما خُلقوا منه ، وقلوب الكافرين تحِنّ إلى ما خُلقوا منه» : 64 / 78 . أي تميل وتشتاق (المجلسي : 64 / 79) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في الاستسقاء :«اللهمّ ارحم أنين الآ نّة ، وحنين الحانّة» :

.

ص: 374

88 / 295 . الحانّة : الناقة ، يقال : ما له حانّة ولا آ نّة ؛ أي ناقة ولاشاة (المجلسي : 88 / 311) .

* وفي كتابه إلى معاوية :«هيهات ! لقد حَنَّ قِدْحٌ ليس منها» : 33 / 58 . هو مَثَل يُضْرب للرجل يَنْتَمِي إلى نَسبٍ ليس منه ، أو يَدَّعي ما ليس منه في شيء . والقِدْح _ بالكسر _ : أحدُ سِهام المَيْسر ، فإذا كان من غير جَوْهر أخواته ثمّ حرّكها المُفيض بها خرج له صوت يخالف أصواتها فعرف به (النهاية) .

حنا : عن النبيّ صلى الله عليه و آله :«لو صَلّيْتم حتَّى تكونوا كالحَنايا» : 74 / 87 . هي جَمْع حَنِيَّة ، أو حَنِيّ ؛ وهُما القوس ، فعِيل بمعنى مفعول ؛ لأ نّها مَحنِيَّة ؛ أي مَعْطوفة (النهاية) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام في صفة خلق آدم عليه السلام :«جَبَلَ منها صورةً ذات أحْنَاء» : 11 / 122 . أي ذات معاطف (النهاية) .

* وعنه عليه السلام في خلق العالَم :«عارفا بقرائنها وأحْنائها» : 74 / 301 .

* وعنه عليه السلام :«فهل يَنتَظِر أهلُ بَضَاضَة الشَّبَاب إلاّ حَوَانيَ الهَرَم ؟» : 74 / 424 . هي جَمع حانِيَة ؛ وهي التي تَحنِي ظَهر الشَّيخ وتُكِبُّه (النهاية) .

* وعن عائشة في طلحة :«لكأ نّي أنظر إلى إصبعه وهو يبايع له حَنَوْها» : 32 / 137 . أي جعلوا إصبعه مُنْحَنِية للبيعَة (المجلسي : 32 / 140) .

* ومن ألقاب فاطمة عليهاالسلام :«الحانية» : 43 / 17 . أي المُشْفِقَة على زوجها وأولادها . قال الجزريّ : الحانية التي تقيم على ولدها لا تتزوّج شفقةً وعطفاً (المجلسي : 43 / 17) .

* ومنه عن النبيّ صلى الله عليه و آله في نساء قريش :«أحْنَاهنَّ على زوج» : 100 / 233 .

باب الحاء مع الواوحوب : عن زينب عليهاالسلام في يزيد :«فَرحا بقتل ولده وسَبْي ذرّيته غير مُتحوِّب» : 45 / 158 . التَّحوُّب : صَوْت مع تَوجُّع ، والحُوْبَة والحَيْبَة : الهَمُّ والحُزْن (النهاية) .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله :«دعوة المظلوم مستجابة وإن كانت من فاجر مَحُوْبٍ على نفسه» : 90 / 356 . الحُوْب : الذنب .

.

ص: 375

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في خطبته الغرّاء :«وانْفساح الحَوبَة قبل الضنْك والمَضِيْق» : 74 / 430 . الحَوبَة : الحاجة (النهاية) وانفساح الحَوبة : سعة وقت الحاجة (ابن أبيالحديد) .

* وعنه في النبيّ صلى الله عليه و آله :وأفدِيك حَوْبائي وما قَدْرُ مُهْجَتي ؟ : 38 / 337 . الحَوْباء : روح القلب ، وقيل : هي النفس (النهاية) .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله لنِسائه :«أيّتُكنّ ... تخرج فتَنْبَحُها كلاب الحَوأب» : 18 / 113 . الحَوأبُ : مَنْزل بين مكّة والبَصْرة ، وهو الذي نزلته عائشة لمَّا جاءت إلى البصرة في وقْعة الجَمل (النهاية) .

حوج : عن أبي عبداللّه عليه السلام :«مياسير شيعتنا اُمناؤنا على مَحَاوِيجهم» : 69 / 27 . المحاويج : جمع المُحْوِج ، لكن على غير القياس ، لأنّ القياس جمع مفعال على مفاعيل . قال صاحب مصباح اللّغة : أحْوَج _ وِزَان أكْرَم _ من الحاجة ، فهو مُحْوِج ، وقياس جَمعِهِ بالواو والنون ؛ لأ نّه صفة عاقِل ، والنّاس يقولون : مَحَاوِيج مثل مَفَاطير ومَفَاليس ، وبعضهم ينكره ويقول : غير مسموع ، انتهى . ووروده في الحديث يدلُّ على مجيئه ، لكن قال بعضهم : إنّه جمع مِحْواج اسم آلة استعمل في المحوج للمبالغة (المجلسي : 69 / 27) .

* ومنه الدعاء :«وأولِجْني محلّ ... وَفْدِك ومحاويجك» : 91 / 118 .

حوذ : عن الحسين بن عليّ عليهماالسلام :«لقد اسْتَحْوَذ عليكم الشيطان ، فأنْساكم ذكر اللّه » : 45 / 6 . أي اسْتَوْلَى عليكم وحَوَاكم إليه . وهذه اللّفظة أحدُ ما جاء على الأصْل من غير إعلال خارِجةً عن أخَوَاتها ، نحو استَقَال واسْتَقَام (النهاية) . وقد تكرّر في الحديث .

* وفي صفته عليه السلام : كان مثل النبيّ زهدا وعلماوسريعا إلى الوغى أحْوذيّا : 39 / 77 . الأحْوَذِيّ : الجَادُّ المنكمش في اُموره ، الحَسَنُ السِّيَاق للاُمور (النهاية) .

* وعن النابغة :فينبت حَوْذَاناً وعَوْفا منوّرا 79 / 183 . الحَوْذَان : بَقْلة لها قُضُبٌ وورَق ونَوْر أصْفر (النهاية) .

.

ص: 376

حور : عن موسى بن جعفر عليهماالسلام في القيامة :«ينادي : أين حَوَارِيّ الحسين بن عليّ ؟ فيقوم كلّ من استشهد معه» : 44 / 112 . حَوَاريّ الرجل : خاصَّته من أصحابه وناصروه (النهاية) .

* وقيل للرضا عليه السلام :«لِمَ سُمّي الحواريّون الحواريِّين ؟ قال : أمّا عند الناس فإنّهم سُمّوا حواريّين ؛ لأ نّهم كانوا قصّارين يخلّصون الثياب من الوسخ بالغسل ، وهو اسم مشتقّ من الخبز الحُوّارَى ، وأمّا عندنا فسُمّي الحواريّون حواريّين لأ نّهم كانوا مُخلصين في أنفسهم ومخلِّصِين لغيرهم من أوساخ الذنوب بالوعظ والتذكير» : 14 / 272 .

* وعن عبدالمطّلب في حليمة السعديّة :«لكِ ... كلّ يوم عشرة أمنان خُبْزُ حُوَّارَى» : 15 / 345 . الخُبْزُ الحُوَّارَى : الذي نُخِل مرّة بعد مرّة (النهاية) .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله في سليمان عليه السلام :«كان يأكل الشعير ويُطْعم النّاس الحُوَّارَى» : 74 / 95 . الحُوَّارَى _ بالضمّ وتشديد الواو المفتوحة _ : الدقيق الأبيض (الهامش : 74 / 95).

* وفي زيارته صلى الله عليه و آله :«يا ذا الوجه الأقمر ، والجبين الأزهر ، والطّرْف الأحْوَر» : 97 / 174 . الحُورُ في العين : شدّة بياض العين في شدّة سوادها (المجلسي : 97 / 180) .

* وفي صفته صلى الله عليه و آله :«أغرّ أبلج أحْوَر» : 16 / 180 . ومنه الحُور العين في الحديث ؛ وهُنَّ نِسَاء أهل الجنّة ، واحِدَتُهنّ حَوْراء (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في صفة الجنّة :«كَبَسها بالعوابِق من حَوْرها» : 65 / 171 . الحَوْر جمع أحْور وحوراء . وعَبِقَ به الطيب _ كفرح _ : لزِق به . أو بالتاء المثنّاة جمع عاتق ؛ وهي الجارية أوّل ما أدركتْ .

* وعن فاطمة عليهاالسلام :«أعُوذ بك يا ربّ من الحَوْر بَعْدَ الكَوْر» : 36 / 354 . أي من النُّقْصَان بَعد الزِّيادة . وقيل : من فساد اُمورِنا بعد صَلاحِها . وقيل : من الرّجُوع عن الجماعة بَعْد أن كُنَّا منهم . وأصله من نَقْض العِمَامة بعد لَفِّها (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في الموت :«هل من ... قرار أو مَحَارٍ» : 41 / 358. المحار : المرجع ، من حار يَحور ؛ أي رجع ، وفي بعض النسخ : أو مجاز .

* وعنه عليه السلام :«حتّى يَرجع إليْكما ابْناكُما بِحَوْر ما بعثْتُما به» : 41 / 111 . أي بجواب ذلك .

.

ص: 377

يقال : كلّمتُه فما ردّ إليَّ حَوْرا ؛ أي جَوابا . وقيل : أراد به الخيبة والإخْفاق . وأصل الحَوْر الرجوع إلى النَّقْص (النهاية) .

* وعن عبدة بن مسهر ، قال للنبيّ صلى الله عليه و آله :«أخْبرني عمّا أسألك ما أحَرْتُ ، وما أبصرتُ _ يريد في المنام _ فقال صلى الله عليه و آله : أمّا ما أحرتَ فسيفك الحسام» : 18 / 139 . أحرت بالحاء المهملة المخفّفة ؛ أي رددت . أو بالخاء المعجمة المشدّدة ؛ أي تركت وراء ظهرك (المجلسي : 18 / 140) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«ما حار من استخار» : 75 / 45 . من التحيّر والرجوع إلى النقصان .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في العلم :«قوسُه المداراة ، وجيشه محاورة العلماء» : 1 / 175 . المُحاوَرة : المجاوبة ، يقال : تَحَاوَر الرجلان : إذا ردّ كلّ منهما على صاحبه (مجمع البحرين) .

حوز : عن اُمّ سليم في صلاة عليّ بن الحسين عليهماالسلام :«وكان يطوِّل فيها ، ولا يتحوّز فيها» : 25 / 189 . تحوَّزَ : تلوّى وتنحّى ، ولعلّه كناية عن عدم الفصل بين الصلوات وكثرة التشاغل بها (المجلسي : 25 / 190) . وفي النهاية : «فَتَحوّز كلّ منهم فَصَلّى صلاة خفيفة» أي تَنَحّى وانْفَرد . ويُروى بالجيم من السُّرعة والتّسهيل ، انتهى .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«من أصْبح معافىً في جسده ، آمنا في سِربه ، عنده قوت يومه ؛ فكأ نّما حِيْزَتْ له الدنيا» : 74 / 114 . حازهُ يَحُوزه : إذا قبضه وملكه واستبدّ به (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في اُحُد :«حِيزَتْ عنّي الشهادة ، فشقّ ذلك عليّ» : 32 / 241 . حِيْزَتْ عنّي ؛ أي مُنِعت (المجلسي : 32 / 242) .

* وعنه في الخلافة :«صيّرها ... في حَوْزة خشناء» : 29 / 498 . أي في ناحية ، يقال : حِزتُ الشيء أحوزه حوزا : إذا جمعتَه ، والحَوْزة : ناحية الدار وغيرها (المجلسي : 29 / 501) .

* ومنه في أبي جعفر الباقر عليه السلام : كم جُزت فيك من احْواز وأيفاعِوأوقع الشوق بي قاعا إلى قاعِ : 46 / 345 . الأحْواز : جمع الحوزة ؛ وهي النّاحية (المجلسي : 46 / 346) .

.

ص: 378

حوش : في ذي القرنين :«تَحُوْشُ عليك الاُمم من ورائك» : 12 / 187 . يقال : احْتَوش القوم على فُلان : إذا جعَلوه وَسَطهم . وتَحوَّشوا عليه : تَجمَّعوا عليه (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«إنّ أهل مكّة أقبلوا إلينا على بكرة أبيهم قد اسْتَحاشُوا مَن يَليهم من قبائل العرب» : 38 / 170 . يقال : حُشْتُ عليه الصَّيد وأحَشْته : إذا نفّرتَه نحوه وسُقْته إليه وجَمَعْته عليه (النهاية) .

* وعنه عليه السلام :«إنّ اللّه سبحانه وضع الثواب على طاعته ، والعقاب على معصيته ذيادة لعباده عن نِقْمَته ، وحِيَاشة لهم إلى جَنَّتِه» : 6 / 114 . من حاش الصيد : جاءه من حوالَيْه ليصرفه إلى الحِبالة ، ويسوقه إليها ليصيدهُ ؛ أي سَوْقا إلى جنّته (صبحي الصالح) .

* ومنه عن العسكري عليه السلام :«وفّقتنا للدعاء إليه ، وحِيَاشة أهل الغفلة عليه» : 82 / 231 .

* وفي وصيّته صلى الله عليه و آله لمعاذ :«أنْفِذْ فيهم أمر اللّه ، ولا تحاش في أمره ... أحدا» : 74 / 127 . من حاش يحوش ؛ أي لا تفزع لذلك ، ولا تكترث ، ولا تنفر منه (النهاية) .

حوص : عن أميرالمؤمنين عليه السلام في ذمّ أصحابه :«كما تُدارَى ... الثيابُ المتداعيةُ ، كلّما حِيصَت من جانِب تَهَتَّكت من اُخرى» : 34 / 79 . الحَوْص : الخياطة ، يقال : حاص الثّوبَ يَحُوصه حَوْصا : إذا خاطَه (النهاية) .

* وإنّه عليه السلام :«اشْترى قمِيصا ، فقطع ما فضَل عن أصابعه ، ثمّ قال للرجل : حُصْه» : 40 / 322 . أي خِطْ كَفافه (النهاية) .

حوض : عن أميرالمؤمنين عليه السلام في الإسلام :«وسَقى مَن عطش من حِياضِه» : 65 / 344 . الحَوضُ : واحد أحواض الماء ، والحِياض بالكسر ؛ مثل : أبواب وثياب (مجمع البحرين) . والمراد منها هنا قوانينه ، أو النبيّ صلى الله عليه و آله والأئمّة عليهم السلام ، أو العلماء أيضا ، وماؤها : العلم والهداية (المجلسي : 65 / 345) .

* وعنه عليه السلام : أنا ابن ذي الحوضين عبد المطّلبْوهاشم المطعِم في العام السغِبْ : 19 / 300 . يعني اللّتين صَنَعهما عبد المطّلب عند زمزم لسقاية الحاجّ (المجلسي :

.

ص: 379

19 / 301) . ويحتمل أ نّه أراد العلم والهدى (مجمع البحرين) .

حوط : في ذي القرنين :«النور يهديك ، والظلمة تَحُوطك» : 12 / 187 . أي تحفظك وتعهّدك . حاطه يَحُوطُه حَوْطا وحِيَاطة : إذا حَفِظه وصَانَه ، وذَبَّ عنه ، وتَوَفَّر على مصَالِحه (النهاية) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام في العشيرة :«هم أشَدُّ الناس حَيْطَة من ورائه» : 71 / 122 .

* وعنه عليه السلام :«ولا تصحّ نصيحتهم إلاّ بحَيْطَتهم على ولاة اُمورهم» : 33 / 604 .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام في الدعاء :«لم تُحِط به كبيرة من الذنوب» : 84 / 8 . أي لم تستولِ عليه بحيث تشمل جملة أحْواله ، كما قيل في قوله تعالى : «بَلَى مَن كَسَبَ سَيّئةً وأحاطَت بهِ خَطِيئتُه» (المجلسي : 84 / 8) .

* وفي فاطمة عليهاالسلام :«أوْصَت بحَوائطِها السبعة» : 43 / 185 . الحائط : البستان من النخيل إذا كان عليه حائط ؛ وهو الجِدَار (النهاية) .

* وفي زيارة أميرالمؤمنين عليه السلام :«كنت ... أحْوَطهم على رسول اللّه صلى الله عليه و آله» : 97 / 355 . أي أحفظهم وأحماهم له (مجمع البحرين) .

* ومنه عن جعفر بن محمّد عليهماالسلام في زائر المدينة :«أن يبْدأ _ بعدَ حَوْطَةِ رَحْلِهِ _ بمسجد رسول اللّه صلى الله عليه و آله» : 96 / 378 .

حوف : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في صفة الجنّة :«يسيرون على حافَتَي ... النهر» : 8 / 117 . أي جانبيه وطرفيه (النهاية) . وحافَة الوادي _ بالتخفيف _ : جانبه (المجلسي : 8 / 117) .

* وعنه صلى الله عليه و آله :«حافَتا الصراط يوم القيامة : الرَّحِم والأمانة» : 71 / 118 . الظاهر أ نّه بتخفيف الفاء من الأجوف لا بتشديده من المضاعف كما توهّمه بعض الأفاضل . قال في القاموس في الحوف : حافَتا الوادي وغيره : جانباه . وقال في حفَّ : الحِفاف _ ككتاب _ : الجانب ، وكأنّ هذا منشأ توهّم هذا الفاضل . وتشبيه الخصلتين بالحافتين ؛ لأ نّهما يمنعان عن السقوط من الصراط في الجحيم (المجلسي : 71 / 118) .

حوك : عن أميرالمؤمنين عليه السلام في معاوية :«أتاني كتاب منك ... أساطير لم يَحُكْها منك

.

ص: 380

عِلمٌ ولا حِلم» : 33 / 119 . حَوك الكلام : صَنعَته ونظمه (المجلسي : 33 / 120) .

* وعنه عليه السلام في الأشعث :«حَائِك ابن حَائِك» : 33 / 431 . قيل : كان الأشعث وأبوه ينسجان بُرُود اليمن . وقيل : لأ نّه كان إذا مشى يحرّك منكبيه ويَفْحَج بين رجليه ، وهذه المشية تعرف بالحياكة . وعلى هذا فلعلّ الأقرب أ نّه كناية عن نقصان عقله . وذكر ابن أبي الحديد أنّ أهل اليمن يعيّرون بالحياكة ، وليس هذا ممّا يخصّ الأشعث . وأمّا التعبير بالحياكة فقيل : إنّه لنقصان عقولهم ، وقيل : لأ نّه مظنّة الخيانة والكذب . ويمكن أن يكون المراد بالحياكة نسج الكلام ، فيكون كناية عن كونه كذّابا كما روي عن أبي عبداللّه عليه السلام أ نّه ذكر عنده : «إنّ الحائك ملعون ، فقال : إنّما ذاك الذي يَحُوك الكذب على اللّه وعلى رسوله» (المجلسي : 33 / 432) .

* وعن موسى بن جعفر عليهماالسلام :«لا تستشيروا المعلِّمين ولا الحَوَكَة ؛ فإنّ اللّه تعالى قد سلبهم عقولهم» : 100 / 78 .

حول : عن جعفر الصادق عليه السلام :«أكْثِر من قول : لا حَوْلَ ولا قوّةَ إلاّ باللّه » : 75 / 201 . الحَوْل _ ها هنا _ : الحَركَة . يقال : حالَ الشَّخْص يَحُول : إذا تَحرَّكَ . المَعْنى : لا حَركة ولا قوّة إلاّ بِمَشيئة اللّه تعالى . وقيل : الحَوْل : الحِيلة . والأوّل أشْبه (النهاية) .

* ومنه الدعاء :«باللّه اُحاوِل واُصاوِل» : 83 / 170 . هو من المُفاعَلة . وقيل : المُحاولة طَلَب الشيء بحِيلة (النهاية) .

* وفي الدعاء :«أعوذ بك من ... نصرة المُحال الزائل» : 87 / 292 . المُحَال : المُتَغيّر ، مِن أحَالَه : إذا غيّره ، والمُحال من الكلام _ بالضّم أيضا _ ما عُدِل عن وجهه (المجلسي : 87 / 335) .

* وفي دعاء آخر :«تعالَيت في ارتفاع شأنك عن أن ينفذ فيك حكم التغيير ، أو يَحتَالَ منك بحال يصِفُك بها الملحدُ إلى تبديل» : 87 / 141 . أي تعاليت عن أن يَحتَال الملحدُ أن يجد منك حالاً تستلزم اتّصافك بالتبديل والتغيير . وفي بعض النسخ : «أن يلاقيك بحال يصفك بها الملحد بتبديل» فالملحد فاعل لقوله : «يلاقيك ويصفك» على التنازع (المجلسي : 87 / 229) .

* وفي الاستسقاء :«اللهمّ حَوَالَينا ولا عَلَينا» : 88 / 332 . يقال : رأيتُ الناس حَوْلَه

.

ص: 381

وحَوالَيه ؛ أي مُطِيفين به من جوانبه ، يريد : اللهمّ أنْزِل الغَيْثَ في مواضع النَّبات لا في مواضع الأبنيَة (النهاية) .

* وعن أبي طالب :«إنّ المال رزق حائِل» : 16 / 16 . أي مُتغيّر .

* وفي حديث اُمّ مَعْبَد :«والشاء عازِب حِيَال» : 19 / 99 . أي غير حَوَامِل . حالت تَحُول حِيَالاً ، وهي شاءٌ حِيَال ، وإبلٌ حِيال ، والواحدة حائِل ، وجَمْعها حُول أيضا بالضّم (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«يكاد أصْلَبهم عُودا ... تَسْتَحِيله الكلمة الواحدة» : 75 / 83 . أي تُحوِّله عمّا هو عليه .

* وعنه عليه السلام :«قد يرى الحُوَّلُ القُلَّبُ وجه الحيلة» : 97 / 365 . الحُوَّل : ذوالتصرّف والاحْتيال في الاُمور (النهاية) .

* وعنه عليه السلام في النبيّ صلى الله عليه و آله :«لَقُمنا بجَهْدنا في مُحَاوِلة من حَاوَلك» : 74 / 362 . حَاوَلك ؛ أي قَصدَك .

* وفي عهده عليه السلام إلى الأشتر :«أو إحالةَ أرضٍ اغْتَمَرَها غَرَقٌ» : 74 / 253 . إحالة الأرض ؛ أي تَحويلها البذور إلى فساد بالتعفّن (صبحي الصالح) .

* وعن أبي الحسن عليه السلام للفتح بن يزيد :«أحَلت ثبّتك اللّه » : 4 / 173 . أحالَ الرجلُ : أتى بالمُحال وتكلّم به (الصحاح) .

حولق : في أميرالمؤمنين عليه السلام :«فلمّا فَتح الكتاب وجده بياضا فَحوْلَقَ» : 32 / 571 . أي قال : لا حول ولا قوّة إلاّ باللّه . الحَوْلَقَة : لَفْظة مَبْنيَّة مِن «لا حَول ولا قوّة إلاّ باللّه » ، كالبَسْمَلَة من «بسم اللّه » ، والحَمْدَلَة من «الحمد للّه » . هكذا ذَكَرَه الجوهري بتقديم اللاّم على القَاف ، وغيره يقول الحَوْقَلة ؛ بتقديم القاف على اللاّم . والمراد من هذه الكلمة إظهارُ الفَقْر إلى اللّه بِطَلب المَعُونة منه على ما يُحاوِل من الاُمور ، وهو حَقيقة العُبوديَّة . ورُوي عن ابن مَسعود أ نّه قال : «مَعْناه لا حَوْل عن مَعْصِية اللّه إلاّ بِعصْمَة اللّه ، ولا قُوّة على طاعة اللّه إلاّ بِمعُونة اللّه » (النهاية) .

* وسأل عباية أميرالمؤمنين عليه السلام عن تأويله فقال :«لا حَوْل منّا عن معاصي اللّه إلاّ

.

ص: 382

باب الحاء مع الياء

بعِصْمته ، ولا قوّة لنا على طاعة اللّه إلاّ بعون اللّه » : 90 / 186 .

* ومنه عن النّبيّ صلى الله عليه و آله :«من بَسْملَ وحَوْلَق كلّ يوم عشرا خرج من ذنوبه كيوم ولدته اُمّه» :84 / 5 .

حوم : عن أميرالمؤمنين عليه السلام في الفتن :«يَحُمْنَ حَوْمَ الرياح يُصِبنَ بلدا ، ويُخْطئن بلدا» : 41 / 349 . حام الطائر حَوْل الماء يَحُوم حَوْما وحَومانا ؛ أي دار ، شبّه عليه السلام الفتن في دورانها ووقوعها من دعاة الضلال في بلد دون بلد بالرّياح (المجلسي : 41 / 350) .

* ومنه عن الإمام الصادق عليه السلام في قوله تعالى : «فمنهم ظالمٌ لنفسه ومنهم مقتصدٌ ومنهم سابقٌ بالخيرات» : «الظالم يَحُوم حَوْم نفسه ، والمقتصد يَحُوم حَوم قلبه ، والسابق يَحُوم حَوْم ربّه» : 23 / 214 .

* وعنه عليه السلام :«أكْرمَهم عليه محمّد بن عبداللّه صلى الله عليه و آله ، في حَوْمَة العزّ مَوْلده» : 16 / 369 . حَوْمَة البحر والرمل والقتال وغيره : مُعْظَمه ، وأشدّ موضع منه (المجلسي : 16 / 370) .

* ومنه عن المهديّ عليه السلام في زيارة الحسين عليه السلام :«فاسْتقبِل القبلة بوجهك ؛ فإنَّ هناك حَوْمة الشّهداء» : 45 / 65 .

حوا : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«يُمْن الخيل في كلّ أحْوى أحمر» : 61 / 173 . هو الكُمَيْت الذي يَعْلوه سَوادٌ . والحُوَّة : الكُمْتَة . وقد حَوِيَ فهو أحْوَى (النهاية) .

* ومنه عن البطائنيّ عن الصادق عليه السلام في نزول الملائكة عند قيام القائم عليه السلام :«وثُلث على خيول حُوٍّ ، قلت : وما الحُوُّ ؟ قال : الحُمر» : 52 / 356 . الحُوَّة : لون يخالط الكُمْتَة مثل صدأ الحديد . وقال الأصمعيّ : الحُوَّة حُمرة تَضرب إلى السواد (المجلسي : 52 / 356) .

* وعن المفضّل عن أبي عبداللّه عليه السلام :«من زعَم أنّ اللّه عزّوجلّ من شيء ، أو في شيء ، أو على شيء ، فقد كفر . قلت : فسِّرْ لي . قال : أعني بالحِواية من الشيء له» : 3 / 333 . الحِوَاء : اسم المكان الذي يَحْوِي الشَّيء ؛ أي يَضُمُّه ويَجْمَعه (النهاية) . وقوله : «بالحِواية من الشيء له» تفسير لقوله : «في شيء» (المجلسي : 3 / 333) .

* وعنه عليه السلام :«حُرّم على بني إسرائيل كلّ ذي ظفر والشحوم إلاّ ما حَمَلت ظهورهما أو الحَوَايا» : 62 / 181 . هي جمع حَاوِيَة ؛ وهي ما تحوي البطنُ من الأمعاء (مجمع البحرين) .

.

ص: 383

باب الحاء مع الياءحيد : في الحديث القدسي :«خالَفوا طرائقهم ، وحادُوا عن سبيلهم» : 9 / 311 . حَادَ عن الشيء والطَّريق يَحِيد : إذا عَدَل (النهاية) .

* ومنه عن أنس :«إنّ النّبيّ صلى الله عليه و آله ركب بغلة فَحادَت به» : 61 / 189 .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«جَعَل اسمي في التوراة اُحَيْد» : 16 / 92 . بضمّ الهمزة ، وفتح المهملة ، وسكون التحتيّة ، فدال مهملة . وقيل : بفتح الهمزة ، وسكون المهملة ، وفتح التحتيّة . قال : «سُمّيت اُحَيْدا ؛ لأ نّي أحيد باُمّتي عن نار جهنّم ؛ أي أعْدِل بهم» (شرح الشفاء) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«فإذا جاء القتال قُلتم : حِيدي حَيادِ» : 34 / 70 . حِيدي حيادِ : كلمة يقولها الهارب عند الفرار ، وهي من الحَيَدان : الميل والانحراف عن الشيء . وحَيادِ : مَبْنيّ على الكسر ، كما في قولهم : فِيحي فَيَاحِ ، وهي من أسماء الأفعال كَنَزالِ (صبحي الصالح) (1)

حير : في الحديث :«راموا إقامة الإمام بعقول حائِرة بائِرة» : 25 / 125 . رجل حائِر ؛ أي مُتَحيّر في أمْرِه لا يَدْري كَيف يَهْتدي فيه (النهاية) .

* وفي حديث إبراهيم عليه السلام :«أمر به نمرود ، فاُوثق وعمل له حَيْرا» : 12 / 45 . الحَيْرُ _ بالفتح _ مخفّف حَائر : وهو الحظيرة والموضع الذي يتحيّر فيه الماء (مجمع البحرين) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام في أصحاب الاُخدود :«ثم بنَوا له حَيْرا ثم مَلَؤوه نارا» : 14 / 443 .

* وفي الخبر :«طين الأرض : مكّة والمدينة والكوفة وبيت المقدس والحَيْر» : 25 / 49 . الحَيْر : حائر الحسين عليه السلام .

* ومنه عن عليّ بن محمّد عليهماالسلام :«إنّ للّه تبارك وتعالى بِقاعا يُحِبّ أن يُدعى فيها ،

.


1- .وعنه عليه السلامفي ذمّ الدنيا : «الحَيود المَيود» نهج البلاغة : الخطبة 191 . هذا البناء من أبنية المبالغة (النهاية) .

ص: 384

فيَسْتَجيب لمن دعاه ، والحَيْر منها» : 98 / 114 .

* وعن خادم أبي عبداللّه عليه السلام :«بعثني ... في حاجة وهو بالحِيْرة» : 66 / 161 . بالكسر : البلد القديم بظهر الكوفة ، ومحلّة معروفة بنَيْسابور (النهاية) .

حيزم : عن أميرالمؤمنين عليه السلام في اُحُد :«أسمَعُ : أقْدِمْ حَيْزُوم» : 20 / 108 . جاء في التفسير أ نّه اسم فرَس جبرئيل عليه السلام . أراد : أقْدِمْ يا حَيزُوم ، فَحذف النِّداء ، والياء فيه زائدة (النهاية) .

* وعنه عليه السلام : اشْدُدْ حَيازيمَك لِلْمَوْتِفإنَّ الموت لاقِيكَ : 42 / 194 . الحيازيم : جمع الحيْزُوم ؛ وهو الصَّدر . وقيل : وسَطه . وهذا الكلام كِناية عن التَّشْمير للأمر والاسْتِعْداد له (النهاية) .

* وعنه عليه السلام :«شُقّوا متلاطمات أمواج الفتن بِحَيازيم سفن النّجاة» : 29 / 140 . جَمع الحَيْزُوم ؛ وهو ما اسْتَدارَ بالظَّهْر والبطن ، أو ضِلْعُ الفؤاد ، وما اكتنف الحُلْقُوم من جانِبِ الصَّدر ... ولعلّ المراد هنا صدر السفينة ؛ فإنّه يشقّ الماء ، ولا يبعد أن يكون تصحيف المَجاذيف : جَمْع المِجْذاف الذي به تُحرّك السفينة (المجلسي : 29 / 146) .

حيس : في الخبر :«إنَّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله تزوّج زينب فأوْلم ، فكانت وليمَته الحَيْس» : 32 / 347 . هو الطّعام المتَّخَذ من التمر والأقِط والسّمن . وقد يُجْعل عِوَض الأقِطِ الدّقيقُ أوالفَتيتُ (النهاية) .

حيص : في عظماء الروم حين عرض عليهم هِرَقْل الإيمان بالنبيّ صلى الله عليه و آله :«فَحاصوا حَيْصة حُمُر الوحش» : 15 / 231 . أي جَالُوا جَوْلة يَطْلبُون الفِرار . والمَحِيص : المَهرب والمَحِيد (النهاية) .

* ومنه عن أبي جعفر عليه السلام في عمّار :«قد كان حاصَ حَيْصة ثمّ رجع» : 28 / 239 . كذا في أكثر النسخ ، وفي بعضها بالجيم والصاد المهملة ، وفي بعضها بالمعجمتين بهذا المعنى أيضا .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام في الخوارج :«حاجَّهم بالسُّنَّة فإنّهم لن يجدوا عنها مَحِيصا» : 33 / 376 .

.

ص: 385

حيض : عن الصادق عليه السلام :«والمُسْتَحاضَة تغتسل وتحتشي وتصلّي» : 78 / 90 . الاسْتحاضة : أن يَسْتَمِرّ بالمرأة خروج الدّم بعد أيّام حَيْضها المعتادة . يقال : اسْتُحيضت فهي مُسْتَحاضَة ، وهو اسْتِفْعال من الحَيض (النهاية) .

* عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله لعائشة :«ليست حِيْضتك في يدك» : 78 / 108 . الحِيْضَة _ بالكسر _ الاسْم من الحَيْض ، والحال التي تَلْزَمُها الحائض من التَّجنُّب والتَّحَيُّض ، كالجِلْسة والقِعْدة . من الجلُوس والقُعود ، فأمّا الحَيْضة _ بالفتح _ فالمرَّة الواحدة من دُفَع الحيْض ونُوَبه (النهاية) .

حيف : عن أميرالمؤمنين عليه السلام في حاكم المسلمين :«ولا الحَائِف للدُّوَل فيتّخِذَ قوما دون قوم» : 25 / 167 . من الحَيْف : الجَوْر والظلم (النهاية) .

* وعنه عليه السلام في صفة المؤمن :«لا يَحِيف على من يُبغض» : 64 / 316 .

حيق : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«تُخَوِّفُ مِن الساعة التي مَنْ سار فيها حَاقَ به الضُّرُّ ؟» : 33 / 362 . هو مِن حَاق يحيق حَيْقا وحاقا ؛ أي لزمه ووجب عليه ، والحَيْق : ما يشْتَمل على الإنسان من مكروه (النهاية) .

* وفي رواية اُخرى :«تَصرِف عن السّاعة التي يَحِيقُ السوء بمن سار فيها» : 33 / 346 .

حيك : عن النبيّ صلى الله عليه و آله :«مَنْ أكل الهِنْدِباء ، ثمّ نام عليه لم يَحِكْ فيه سِحْرٌ ولا سَمٌّ» : 63 / 210 . أي لم يؤثّر فيه ، يقال : ما يَحِيك كلامك في فلان ؛ أي ما يؤثّر (النهاية) .

* ومنه قال لفاطمة عليهاالسلام :«ألا اُعلّمك دعاء لا يدعو به أحد إلاّ استجيب له ، ولا يَحِيْك في صاحبه سَمّ ولا سحر» : 91 / 219 .

حيل : عن موسى بن جعفر عليهماالسلام في الصلاة في السفينة :«لا بأس أن تكون النساء بِحِيالهم» : 85 / 81 . أي تِلْقاء وجوههم (النهاية) .

* وفي الدعاء :«أدْعوك دعاء من اشْتدّت فاقته ، وقلّت حيلته» : 90 / 268 . الحِيلَة : هي الحَوْل ، قُلبت واوه ياءً لانكسار ما قبلها (مجمع البحرين) .

* وفي الدعاء :«اللهمّ يا ذا الحَيْل الشديد» : 84 / 320 . الحَيْل : القوّة . قال الأزهري : المحدّثون يروونه الحبل _ بالباء _ ولا معنى له ، والصواب بالياء (النهاية) .

.

ص: 386

* ومنه عن أكثم :«نِعْم ... حِيلَةُ من لا حِيلَة له ، الصبرُ» : 51 / 252 .

حين : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في الملاعنة :«تَحَيّنُوا بها الولادة» : 21 / 368 . أي اطْلبوا حينَها . والحين : الوقت (النهاية) .

* وعن سدير :«فحَانَت الصلاة» : 64 / 161 . أي قرب أو دخل وقتها (المجلسي : 64 / 162) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في الدنيا :«لا حَان حِيْنُك» : 33 / 251 . أي لا قرُب وقت انْخداعي بك ، وغرورك لي (المجلسي : 33 / 251) .

* وفي سيف الزبير :«طالما جلّى به الكرب عن وجه رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، ولكن الحَيْن ومصارع السوء» : 32 / 200 . الحَيْن _ بالفتح _ : الهلاك .

* ومنه عن عليّ بن الحسين عليهماالسلام :«تقديم الحَذَر قبل الحَيْن» : 75 / 128 .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«البغي سائق إلى الحَيْن» : 74 / 281 .

حيا : عن أبي عبداللّه عليه السلام :«الحياءُ من الإيمان» : 68 / 329 . جَعل الحَياء ؛ وهو غريزة من الإيمان ؛ وهو اكتساب ؛ لأنّ المستحيِي يَنْقَطِع بحَيَائه عن المعاصي ، وإن لم تكن له تَقِيّة ، فصار كالإيمان الذي يَقْطَع بينها وبينه . وإنّما جعلَه بعضَه ؛ لأنّ الإيمان يَنْقَسم إلى ائتِمار بما أمر اللّه به ، وانتهاء عمّا نهى اللّه عنه ، فإذا حَصَل الانتهاء بالحياء كان بعض الإيمان (النهاية) .

* وعن موسى بن جعفر عليهماالسلام :«رحم اللّه من اسْتحيَا من اللّه حَقّ الحَياء» : 1 / 142 . فُسِّر بأن تحفَظَ الرأس وما وَعَى ، والبطنَ وما حَوَى وتذكُر الموت والبِلَى (مجمع البحرين) .

* وقد جاء عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«رحِم اللّه عبدا استحيا من ربّه حقّ الحياء ، فحفِظ الرأس وما حوى ، والبطن وما وَعَى ، وذكر القبر والبِلى ، وذكر أنّ له في الآخرة معادا» : 68 / 336 .

* وعن أبيالحسن الأوّل عليه السلام :«ما بقي من أمثال الأنبياء عليهم السلام إلاّ كلمة : إذا لم تَسْتَحِ فاعْمَل ما شئت» : 68 / 335 . يقال : اسْتحْيا يَسْتَحيي ، واسْتَحَى يسْتحِي ، والأوّل أعْلى وأكْثر ، وله تأويلان : أحدهما ظاهر ، وهو المشهور ؛ أي إذا لم تَسْتحْيِ من العيب ، ولم تَخْش العارَ ممّا تفعله فافعل ما تُحَدّثك به نفْسُك من أغراضها حَسَنا كان أو قبيحا ، ولفظه أمر ، ومعناه توبيخٌ وتهديد ، وفيه إشعار بأنّ الذي يَرْدَع الإنسان عن مُواقعة السوء هو الحَياء ، فإذا انْخَلع منه

.

ص: 387

كان كالمأمور بارتكاب كلّ ضلالة وتعاطي كلّ سيّئة . والثاني : أن يُحْمل الأمر على بابه ، يقول : إذا كنت في فعلك آمنا أن تَسْتَحيِي منه ؛ لجريك فيه على سَنَن الصواب ، وليس من الأفعال التي يُسْتحيا منها فاصنَع منها ما شئت (النهاية) .

* وعن الإمام الصادق عليه السلام :«قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إذا لم تستحِ فافعل ما شئت . أي إذا فارقت الحياء فكلُّ ما عملت من خير وشرّ فأنت به معاقب» : 68 / 336 .

* وعنه صلى الله عليه و آله في الاستسقاء :«اللهمّ اسْقِنا وأغثنا غَيْثا ... وحَيا ربيعا» : 20 / 299 . الحيا مقصورا : المطر لإحْيائه الأرض . وقيل : الخِصْب وما يَحْيا به الناس (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في خِلقة الطيور :«ابْتدعهم خَلْقا عجيبا من حَيَوان ومَوات» : 62 / 30 . بالتّحريك : جنس الحيّ ، ويكون بمعنى الحياة (المجلسي : 62 / 32) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام :«وأنّ محمّدا نِعْمَ الرسولُ ، التحيّات للّه » : 82 / 290 . التحِيّة : تَفْعِلَة من الحياة (النهاية) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام :«لا يُؤكل من الشاة عشرة : ... والاُنثَيان والرحم ، والحياء» : 63 / 35 . قال في القاموس : الحياء : الفَرْج من ذوات الخفّ والظِّلْف والسباع ، وقد يُقْصر . انتهى . والظاهر أنّ المراد به فرج الاُنثى . ويحتمل شموله لحلقة الدّبر من الذّكر والاُنثى . قال في المصباح : حياء الشاة ممدود ، قال أبو زيد : الحياء اسم للدّبر من كلّ اُنثى من ذوات الظِّلْف والخفّ وغير ذلك ، وقال الفارابيّ في باب فَعَال : الحياء فرج الجارية والناقة (المجلسي : 63 / 35) .

* وقال جبرئيل عليه السلام :«يا آدم حيّاك اللّه وبيّاك . قال : أمّا حيّاك اللّه فأعْرفه» : 11 / 172 . معنى حَيّاك : أبْقاك من الحياة . وقيل : هو من اسْتقبال المُحَيَّا ؛ وهو الوَجه . وقيل : ملَّكك وفرّحك . وقيل : سَلَّمَ عليك ، وهو من التَّحيَّة : السّلام (النهاية) .

* ومنه عن ابن عبّاس :«هبط ... جبرئيل وبيده تفّاحة ، فحيّى بها النّبيَّ ، وحيّى بها النّبيُّ صلى الله عليه و آله عليّا ، فتحيّى بها عليٌّ عليه السلام» : 37 / 99 . وكأنّ المراد بالتحيّة هنا الإتحافُ والإهداء ، وبالتحيّي قبولها (المجلسي : 37 / 99) .

.

ص: 388

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«صلّوا بهم العصر والشمسُ بيضاء حيّة» : 79 / 365 . أي صافية اللون لم يدخلها التغيّر بدُنوّ المغيب ، كأ نّه جعل مغيبها لها مَوتا ، وأراد تقديم وقتها (النهاية) .

* وفي الدعاء :«أنَّ لك الممات والمَحْيا» : 91 / 268 . المَحْيا : مَفْعَلٌ من الحياة ، ويَقَع على المصدر والزمان والمكان (النهاية) .

* ومنه عن النّبيّ صلى الله عليه و آله :«معكم المَحْيا ومعكم الممات» : 17 / 41 .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«حيَّ على الصلاة ؛ أي هلمّوا إلى خير أعمالكم ودعوة ربّكم ... وفي المرّة الثانية : حيّ على الصلاة ؛ أي قوموا إلى مناجاة ربّكم ، وعرض حاجاتكم على ربّكم» : 81 / 133 .

.

ص: 389

ح_رفُ الخاء

باب الخاء مع الباء

.

.

ص: 390

حرفُ الخاءباب الخاء مع الباءخبأ : عن النّبيّ صلى الله عليه و آله في ابن صيّاد :«إنّي قَد خَبأتُ لك خَبْأً» : 52 / 196 . الخَبْ ءُ : كُلُّ شيء غَائِب مستور . يقال : خَبَأْتُ الشيء أخْبَؤُه خَبْأً : إذا أخْفَيْتَه . والخبْ ءُ والخبيءُ والخبيئةُ : الشيء المَخْبُوء (النهاية) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«ما قال الناس لشيء : طُوبى له ، إلاّ وقد خَبَأ الدهر له يوم سَوء» : 60 / 27 .

* وعنه عليه السلام في الدعاء :«هذا من المخبيّات ممّا علّمني رسول اللّه صلى الله عليه و آله» : 83 / 25 . قال الشهيد في الذكرى : المخبيّات من «حُبِيَ» لما لم يسمَّ فاعله ، ولولاه لكان المخبوّات ، وكلاهما صحيح (المجلسي : 83 / 26) .

* وعنه عليه السلام في مناجاته :«وقد علمْتَ مخبيّات السرّ» : 87 / 172 .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام في الإمام :«اسْتَحْفَظه علمَه ، واسْتَخْبَأه حِكْمَتَه» : 25 / 153 .بالهمز أو بالتخفيف ؛ أي استكتَمَه ، وفي بعض النسخ : بالحاء المهملة ؛ أي طلب منه أن يحبوَ النّاس الحكمة (المجلسي : 25 / 156) .

خبب : عن أبي عبداللّه عليه السلام في الزيارة :«اللهمّ ... الْعَنْ ... من كان منهم فَخَبَّ وأوضَع معهم» : 98 / 305 . الخَبَبُ : ضَرْب من العَدْوِ ، تقول : خَبَّ الفرسُ يَخُبُّ _ بالضم _ : إذا راوح بين يديه ورجليه ؛ أي ق_ام على إحداهما مرّة وعلى الاُخرى مرّة (الصحاح) . والإيضاع : حمل الدابّة على الإسراع (المجلسي : 98 / 307) .

.

ص: 391

* ومنه عن جعفر الصادق عليه السلام في إفاضة رسول اللّه صلى الله عليه و آله من المزدلفة :«وقف على بَطْن مُحَسِّر ، فقرع ناقته ، فخَبَّب حتّى خرج» : 96 / 271 .

* ومنه حديث دريد : يا ليتني فيها جَذَعْأخُبّ فيها وأضَعْ : 21 / 166 .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«الفاجر خَبٌّ لئيم» : 64 / 283 . الخَبُّ _ بالفتح _ : الخدَّاعُ ؛ وهو الجُرْبُزُ الذي يسعى بين الناس بالفَساد . رجلٌ خَبٌّ وامرأةٌ خَبَّة . وقد تُكسر خاؤه . فأمّا المصدر فبالكسر لا غير (النهاية) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام في ابن الزبير :«خَبٌّ صَبّ يروم أمرا ولا يدركه» : 41 / 351 . والصبابة : الشوق . وفي بعض النسخ : بالهمز فيهما ؛ فالخب ء : السرّ ، وهو أيضا كناية عن الغدر والحيلة ، وصبأ _ كمنع وكرم _ صَبَأً : خرج من دين إلى آخر (المجلسي : 41 / 355) .

خبت : عن أبي عبداللّه عليه السلام :«اجْعَلني من ... المُخْبِتين إليك» : 84 / 65 . الإخْباتُ : الخُشوع والتَّواضع ، وقد أخْبتَ للّه يُخْبِتُ . وأصْله من الخَبْت : المُطمَئنّ من الأرض (النهاية) .

* ومنه في الزيارة :«اللهمّ إنّ قلوب المُخْبِتين إليك والِهة» : 97 / 264 .

* وفيها أيضا :«ما أبْقاني ربّي بنيّة صادقة ... وإخْبات» : 99 / 134 . الإخْبات : الخضوع .

خبث : عن أبي عبداللّه عليه السلام :«أعوذ باللّه من الرِّجْس النَّجِس الخَبيثِ المُخْبِثِ» : 77 / 193 . الخَبِيثُ : ذُوالخُبْث في نَفْسه ، والمُخْبِث : الذي أعوانه خُبَثاء ، كما يقال للّذي فرسه ضَعيف : مُضْعِف . وقيل : هو الذي يُعلّمهم الخُبْث ، ويُوقعهم فيه (النهاية) .

* وعن الصادق عليه السلام :«نهى رسول اللّه عن الدَواء الخَبِيث أن يُتداوى به» : 59 / 87 . قال في النهاية _ بعد أن ذكر حديث : «أ نّه نهى عن كلّ دواء خبيث» _ : هو من جهتين : إحْداهما النَّجاسة ؛ وهو الحَرام كالخمر والأرواث والأبوال ، كلّها نَجسة خَبيثَة ، وتَناوُلها حرام إلاّ ما خصَّته السُّنَّة من أبوال الإبل عند بعضهم ، ورَوْثَ ما يُؤكل لحمُه عند آخرين . والجهة الاُخْرى من طريق الطَّعم والمَذَاق ، ولا يُنْكر أن يكون كَرِه ذلك لما فيه من المشقّة على

.

ص: 392

الطّباع ، وكراهية النفوس لها .

* وفي الخبر :«لا تصلِّ وبك شيء من الأخْبَثَين» : 81 / 205 . هما الغَائط والبول (النهاية) .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«المدينة تنفي خُبْث الرجال ، كما ينفي الكير خُبْث الحديد» : 57 / 222 . يعني أنّ أهلها يُتمحّضون ؛ فينتفي عنها الأشرار ، ويبقى فيها الأخيار ، ويفارقها الأخلاط والأقشاب ، ولا يصبر عليها إلاّ الصميم واللباب ، فيكون بمنزلة الكِير الذي ينفي الأخباث والأدران ، ويخلّص الرصاص (المجلسي : 57 / 221) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام :«ما من شيء أنفع للداء الخبيث من طين الحَيْر» : 59 / 212 . لعلّ المراد بالداء الخبيث : الجذام أوالبرص (المجلسي : 59 / 212) .

* وعن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام :«سألته عن الخبيثة يتزوّجها الرجلُ ؟ قال : لا» : 101 / 11 . أي المتولّدة من الزنا ، ويُحتمل الزانية .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام :«الخبثي حرام ، وشاربه كشارب الخمر» : 63 / 485 . في بعض النسخ كذلك ، ولم أجد له معنى ، وفي بعضها «الحثى» بالحاء المهملة والثاء المثلّثة ، وفي بعضها بالتاء المثنّاة . وفي القاموس : «الحَثَى» كالثرى قشور التمر . انتهى . ولعلّ المراد به النبيذ المتّخذ من قشور التمر وشبهها (المجلسي : 63 / 485) .

خبج : عن ابن مسعود في آية الكرسي :«لا يقرؤها أحد إذا دخل بيته إلاّ خرج الشيطان له خَبَجٌ كخَبَج الحمار» : 60 / 112 . الخَبَج _ بالتحريك _ : الضُّراط (النهاية) .

خبر : في أسمائه تعالى :«الخبير» . معناه العالم ، والخَبِر والخبير في اللّغة واحد ، والخُبْر : علمك بالشيء ، يقال : لي به خُبْر ؛ أي علم : 4 / 206 .

* وفي الحديث :«نهى رسول اللّه صلى الله عليه و آله عن المُخابرة وهي المزارعة بالنصف والثلث والربع ... وهو الخُبْر أيضا» : 73 / 341 . الخُبْرة : النَّصيبُ ، وقيل : هو من الخَبار : الأرض الليِّنة . وقيل : أصل المخابرة من خَيْبر ؛ لأنّ النبيّ صلى الله عليه و آلهأقرَّها في أيدي أهلها على النِّصف من محصولها فقيل : خَابَرهم ؛ أي عاملهم في خَيبر (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«إذا أراد شيئا كان ... لا مظاهرة ولا مُخَابَرة» : 28 / 240 .

.

ص: 393

المخابَرة في اللّغة : المزارعة على النصف ، ولعلَّ المراد نفي المشاركة ؛ أي لم يشاركه أحد في الخلق . ويحتمل أن يكون مُشْتَقّا من الخَبَر ؛ بمعنى العِلم أو الاخْتبار (المجلسي : 28 / 243) .

* وعن الحسن بن عليّ عليهماالسلام لبعض ولده :«إذا اسْتَنْبطْتَ الخُبْرةَ ... فآخِهِ على إقالة العَثرة» : 75 / 106 . الخُبْرة : الاخْتبار والعلم عن تجربة .

* وعن فاطمة عليهاالسلام :«تلبسكم الدَّعوة وتشملُكم الخَبْرة» : 29 / 228 . بالفتح من الخُبْر _ بالضمّ _ بمعنى العلم ، أو الخِبْرَة _ بالكسر _ بِمَعْناه . والمراد بالدعوة : نداء المظلوم للنصرة ، وبالخَبرة : علمهم بمظلوميّتها صلوات اللّه عليها ... وفي رواية ابن أبي طاهر : الحيرة _ بالحاء المهملة __ ، ولعلّه تصحيف ، ولا يخفى توجيهه (المجلسي : 29 / 290) .

خبس : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«لا تنفكُّ هذه الشيعة حتّى تكون بمنزلة المَعْز لا يدري الخابِس على أ يّها يضع يده» : 51 / 114 . خَبَس الشيء بكفّه : أخذه ، وفلانا حقّه : ظلمه ؛ أي يكون كلّهم مشتركين في العَجَز حتّى لا يدري الظالم أ يَّهم يظلم ؛ لاشتراكهم في احْتمال ذلك ، كقصّاب يتعرَّض لقطيع من المَعْز لا يدري أ يَّهم يأخذ للذبح (المجلسي : 51 / 114) .

* وعن أبي جعفر عليه السلام :«تنتظرون حتّى تكونوا كالمعزى الموات التي لا يبالي الخابِس أين يضع يده منها» : 52 / 264 . الخابِس : الأسد المفترس ، فهو إذا رأى معزى موات لا يبالي بأيّ عضو من أعضائه ابتدأ (الهامش : 52 / 265) .

خبص : عن أصحاب أبي عبداللّه عليه السلام :«أطْعَمَنا الفراني والأخْبِصَة» : 47 / 22 . في بحر الجواهر : الخَبيص : حلواء يُعمل بأن يُغلى من الشِّيْرِج ؛ وهو دهن السمسم رطل ، فيجعل فيه عند غليانه من الدقيق الحُوَّارَى رِطل ، ويغلي حتّى تفوح رائحته ، ثمّ يلقى عليه ثلاثة أرطال من السكّر أو العسل أو الدبس ، ويطبخ بنار هادئة ويحرّك بإسْطام حتّى يقذف الدهن فيرفع (المجلسي : 63 / 286) .

خبط : عن أبي عبداللّه عليه السلام في القائم عليه السلام :«يَخْبِطهم بالسيف هو وأصحابه خَبْطا» : 51 / 59 . خَبَطَه يخبِطُه : ضربه شديدا ، وخَبَطَ القوم بسيفه : جَلَدَهم (القاموس المحيط) .

* وفي عليّ عليه السلام :«فجاء وهو غضبان مُلَطّخ يديه بالخَبَط» : 40 / 237 . الخَبَطُ _ محرّكة _ :

.

ص: 394

باب الخاء مع التاء

ورقٌ يُنفض بالمخابط ، ويُجفّف ويُطحن ويُخلط بدقيق أو غيره ، ويُوْخَف بالماء ، فتُوجَرُه الإبل ، وكلُّ ورقٍ مخبوطٍ (القاموس المحيط) .

* ومنه عن جابر :«فَنيَ زادنا وأكلنا الخَبَط» : 21 / 64 .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في القاضي :«رَكّاب شبهات ، خَبّاط جهالات» : 2 / 100 . في النهاية : خبّاط عَشْوات ؛ أي يَخْبِط في الظَّلام ، وهو الذي يمشي في الليل بلا مِصباح ، فيتحيّر ويَضلّ ، وربّما تَردّى في بئر أو سَقطَ على سبُع ، وهو كقولهم : يَخْبِط في عَمْياء : إذا ركب أمرا بجهالة .

* وعنه عليه السلام في رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«أضاء الطريق للخابط» : 16 / 378 . أي الذي يخبِط لولا ضوء نوره (المجلسي : 16 / 379) .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«وأعوذ بك أن يَتَخبَّطني الشيطان» : 92 / 362 . أي يَصْرَعَني ويَلْعَبَ بي . والخَبْط باليدين كالرَّمْح بالرِّجلَين (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام لرجلٍ قدّم له طبقا من الحلوى :«أمُخْتَبِطُ أنت أم ذو جِنّة» : 40 / 348 . مُخْتَبِط ؛ أي مختلٌّ نظامُ إدْراكك (صبحي الصالح) .

* ومنه عن الصادق عليه السلام في جماع أوّل الشهر :«إن رَزَقك وَلَدا كان مخْبُوطا» : 100 / 292 .

خبل : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في تمر البَرْنِيّ :«يُقوّي الظهر ، ويَخْبِل الشيطان» : 63 / 125 . قال في القاموس : الخَبْل : فساد الأعضاء ، والفالِج ، ويُحرَّك فيهما ، وقطع الأيدي والأرجل ، والحبس ، والمنع . وبالتحريك : فسادٌ في القوائم ، والجنون . وكسَحاب : النقصان والهلاك والعناء . وخَبَلَه الحُزن وخَبَّلَه واخْتَبَلَه : جَنَّنَه وأفسد عُضوه أو عَقله ، انتهى . وأقول : أكثر المعاني هنا مناسبة كما لا يخفى (المجلسي : 63 / 125) .

* ومنه عن أبي عبداللّه عليه السلام :«من أذاع سرّنا ... يموتَ بخَبْل» : 2 / 74 .

* وعن أبي جعفر عليه السلام :«خُلق عدوّنا من طينة خَبال» : 25 / 8 .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام :«من بهت مؤمنا أو مؤمنة بما ليس فيه بعثه اللّه في طينة خَبال ... قلت : وما طينة خَبال ؟ قال : صديد يخرج من فروج المُومِسات» : 72 / 244 . الخَبال : عصارة أهل

.

ص: 395

النار . والخَبال في الأصل : الفساد في الأفعال والأبْدان والعقول (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام عندما دخل الكوفة :«قالوا له : أتنزل القصر ؟ قال : قصر الخَبال ؟! لا تُنْزلونيه !!» : 32 / 355 . أي الفساد (النهاية) .

خبا : في الحديث :«ضعوا لي الماء في الخِبَاء» : 47 / 266 . هو بالكسر والمدّ كالكساء : واحد الأخبية من وبر أو صوف ولا يكون من شعر . وهو على عمودين أو ثلاثة ، وما فوق ذلك فهو بيت (الصحاح) .

* ومنه عن أبي عبداللّه عليه السلام في ماء الفرات :«أما لو علم الناس ما فيه من البركة لضربوا الأخْبِيَة على حافَتَيْه» : 97 / 229 .

* وعنه عليه السلام في يوسف عليه السلام :«يأخذ الخبز ، ويجعله في خابِيَة» : 63 / 306 . الخابِيَة : الحُبُّ ، تركوا هَمزَتها (الصحاح) .

باب الخاء مع التاءختر : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«الدنيا ... هي ... الخاتِرة لمن انقاد إليها» : 74 / 185 . الخَتْر : الغدر . يقال : خَتَر يَخْتِرُ فهو خاتِر ، وخَتَّار للمبالغة (النهاية) .

* وعن الصادق عليه السلام :«العاقل غفور ، والجاهل خَتُور» : 75 / 269 .

* ومنه عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله عن اللّه جل جلاله في خطابه للجنّة :«لا يدخلكِ ... ختّار ؛ وهو الذي لا يوفي بالعهد» : 73 / 351 .

ختل : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«ويل للّذين يَخْتِلون الدنيا بالدين» : 70 / 85 . أي يطلبون الدنيا بعمل الآخرة . يقال : خَتَلَه ؛ يَخْتِله ؛ إذا خَدعه وراوَغَه . وخَتَل الذئب الصَّيْد : إذا تَخَفَّى له (النهاية) .

* وعن زينب عليهاالسلام في أهل الكوفة :«يا أهل الخَتْل والغَدْر» : 45 / 109 .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في طلاّب العلم :«صنف منهم يتعلّمون للاستطالة والخَتْل» : 2 / 46 .

.

ص: 396

باب الخاء مع الثاء

باب الخاء مع الجيم

باب الخاء مع الدال

* ومنه في نساء الجنّة :«لا دخّالات ، ولا ختّالات» : 8 / 140 .

ختم : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«لم يجز لنبيّ نبوَّة حتّى يأخذ خاتَِما من محمّد صلى الله عليه و آله ، فلذلك سُمّي خاتم النبيِّين» : 39 / 347 . يجوز فيه فتح التاء وكسرها ، فالفتح بمعنى الزينة ، مأخوذ من الخاتَم الذي هو زينة لِلابِسِه ، والكسر اسم فاعل بمعنى الآخر (مجمع البحرين) .

* ومن أسمائه صلى الله عليه و آله :«الخاتِم» . قال اللّه تعالى : «وخاتَمَ النبيّين» من قولك : خَتَمت الشيء ؛ أي تمّمته ، وبلغت آخره . وهي خاتمة الشيء وختامه ، ومنه ختم القرآن ، «وخِتامُهُ مِسْك» ؛ أي آخرُ ما يستطعمونه عند فراغهم من شربه ريحُ المسك ، فسمّي به ؛ لأ نّه آخر النبيِّين بعثة : 16 / 118 . فهو تمّم النبوّة بمجيئه ، فلا يأتي بعده نبيّ ولا رسول .

ختن : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«إذا الْتقى الختانان وجَبَ عليه الغُسْل» : 40 / 234 . هما مَوْضع القَطْع من ذَكر الغلام وفَرْج الجارية . ويقال لقَطْعِهما : الإعذار والخَفْض (النهاية) .

* وعن ابن سلام :«يا محمّد ... فأخْبرني هل اخْتَتن آدم أم لا ؟ قال : نعم ... خَتَن نفسه بيده» : 57 / 246 .

* وسُئِل أبو عبداللّه عليه السلام :«مَن قبلنا يقولون : إنّ إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام خَتَن نفسه بقَدوم على دَنّ ، فقال : سبحان اللّه ! ليس كما يقولون ، كذِبوا على إبراهيم عليه السلام» : 12 / 100 .

* وسأل الشاميُّ أميرالمؤمنين عليه السلام :عمّن خَلق اللّه من الأنبياء مختونا ، فقال : «خلق اللّه آدم مختونا ووُلد شيث مختونا ، وإدريس ونوح وسام بن نوح وإبراهيم وداود وسليمان ولوط وإسماعيل وموسى وعيسى ومحمّد صلوات اللّه عليه وعليهم» : 12 / 151 .

* وعن أبي حنيفة سايق الحاجّ :«مرّ بنا المفضّل وأنا وخَتَني نتشاجر في ميراث» : 73 / 45 . الخَتَن _ بالتحريك _ : زوج بنت الرجل ، وزوج اُخْته ، أو كلّ من كان من قِبَل المرأة (المجلسي : 73 / 45) .

* ومنه عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله لعليّ عليه السلام :«ونِعْمَ الخَتَنُ أنت» : 43 / 112 .

.

ص: 397

باب الخاء مع الثاءخثر : عن اُمّ سلمة :«إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله ... اسْتيقَظ وهو خاثِر» : 18 / 124 . أي ثقيل النفس غير طيّب ولا نشيط (النهاية) .

* وعن فاطمة عليهاالسلام :«قد خَثَر بهم الرّيّ» : 43 / 162 . في رواية الشيخ : بالخاء المعجمة والثاء المثلّثة ؛ أي أثقلهم ، من قولك : أصبح فلان خاثِر النفس ؛ أي ثقيل النّفس والرّيّ _ بالكسر والفتح _ ضدّ العطش (المجلسي : 43 / 166) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام إلى أبي موسى الأشعري :«يُخْلَطُ زُبْدُك بخاثِرِك ، وذائِبُك بجامِدِك» : 32 / 65 . الخاثِر : اللبن الغليظ . والزُّبْد : خلاصة اللبن وصفوَته ، يقال للرجل إذا ضُرب حتّى اُثخن : «ضُرب حتّى خُلط زُبْده بِخَاثِرِه ، وذائبه بجامده» كأ نّه خلط ما رقّ ولطف من أخلاطه بما كثف وغلظ منها ، وهذا مَثل ، ومعناه : ليفسدنّ حالك ، وليضطربنّ ما هو الآن منتظم من أمرك (المجلسي : 32 / 66) .

باب الخاء مع الجيمخجج : عن السدّي في بناء البيت :«بعث اللّه ريحا خَجُوجا ، فكنست له ما حول الكعبة» : 12 / 91 . يقال : ريح خَجُوج ؛ أي شديدة المرور في غير استواء . وأصل الخَجّ : الشَّقّ (النهاية) .

باب الخاء مع الدالخدج : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«من لم يعرف تأويل صلاته فصلاته كلّها خِداجٌ» : 79 / 270 . الخِداج : النُّقْصان . يقال : خَدَجَت الناقة : إذا ألْقَتْ ولَدها قَبل أوَانِه وإن كان تَامَّ الخلْق ، وأخْدَجَتْه : إذا ولدته ناقص الخلْق وإن كان لتمام الحمل ، وإنّما قال : فَصَلاته خداج ، والخِداج مصدر على حذف المضاف ؛ أي ذات خِداج ، أو يكون قد وَصَفَها بالمَصْدر نفْسه مبالغة كقوله :

.

ص: 398

فإنّما هي إقْبال وإدْبار (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام لعامل الصدقة :«تُسلِّم عليهم ، ولا تُخْدِج بالتّحيَّة لهم» : 33 / 525 . أي لا تَنْقُصْها .

* وعنه عليه السلام لجَيشه :«اِلتمسوا فيهم المُخْدَج» : 33 / 330 . أي ناقص الخلق .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام في القائم عليه السلام :«وقد لبس درع رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، فينتفض هو بها ، فتستدير عليه ، فيُغشيها بخداجة من استبرق» : 52 / 328 . لم أرَ لها معنىً مناسبا . وفي غيبة النعماني : «الخداعة» ، وهي أيضا كذلك ، ولا يبعد أن يكون من الخدع والستر ؛ أي الثوب الذي يستر الدِّرع أو يخدع النّاس ؛ لكون الدِّرع مستورا تحته ، ويمكن أن يكون الأوَّل مصحّف «الخلاّجة» ، والخلاّج _ ككتّان _ : نوع من البرود لها خطط ، وكونه من استبرق لا يخلو من إشكال ، ولعلّه محمول على ما كان مخلوطا بالقطن (المجلسي : 52 / 329) .

خدد : عن أبي جعفر عليه السلام :«فجَرى ذكر أصحاب الاُخْدُود» : 14 / 439 . الاُخْدُود : الشَّقُّ في الأرض ، وجمعه الأخاديد (النهاية) .

* ومنه عن عليّ بن الحسين عليهماالسلام في أصحاب السبت :«خَدُّوا أخادِيْد ، وعملوا طرقا تؤدّي إلى حِياض» : 14 / 57 .

* ومنه عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«إنّ أنهار الجنّة تجري في غير اُخْدُود» : 8 / 219 . أي في غير شقّ في الأرض (النهاية) .

* وعن أبي الحسن عليه السلام في زيارة الإخوان :«فلا يبقى على وجه إبليس مُضْغة لحم إلاّ تَخَدَّد» : 71 / 263 . خَدّدَ لحمُهُ وتَخَدَّد : هُزِل ونَقَصَ (القاموس المحيط) .

خدر : عن الصادق عليه السلام :«ليس من شيعتنا من لا يتحدّث المُخدَّرات بوَرَعه في خُدُورِهنَّ» : 67 / 303 . الخِدْر : ناحية في البيت يُتْرك عليها سِتْر فتكون فيه الجارية البكر ، خُدِّرت فهي مُخَدَّرة . وجمع الخِدْر الخُدُور (النهاية) . والمعنى : اشتهر ورعه بحيث تتحدَّث النساء المسْتورات غير البارزات بوَرَعه في بيوتهنَّ . وقيل : إنّه يدلُّ على أنَّ إظهار الصلاح ليشتهر

.

ص: 399

باب الخاء مع الذال

أمرٌ مطلوب ، ولكن بشرط أن لا يكون لقصد الرياء والسمعة (المجلسي : 67 / 303) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام في معاوية :«أنت قعيدة بنت البكر المُخدَّرة» : 33 / 129 .

* وعن اُمّ سلمة في عليّ عليه السلام :«ما دخل ... حتّى علم أن_ّي قد رجعت إلى خِدْري» : 43 / 126 . الخِدْر _ بالكسر _ : السّتر (المجلسي : 43 / 135) .

* وعن ابن عبّاس :«كان أميرالمؤمنين يشبه ... الأسد الخادِر» : 32 / 605 . خَدَرَ الأسَد وأخْدَرَ فهو خَادِرٌ ومُخْدِرٌ : إذا كان في خِدْرِه ؛ وهو بيتُه (النهاية) .

خدش : عن أميرالمؤمنين عليه السلام في المهديّ عليه السلام :«حَصِدٌ مُخْدِشٌ ذِكْرٌ» : 51 / 115 . أي يُخْدِش الكفّار ويجرحهم . وحَصِد ؛ أي يحصد الناس بالقتل . والذِّكر من الرجال _ بالكسر _ : القويّ الشجاع الأبيّ (المجلسي : 51 / 116) .

خدع : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«إنّما الحَرْب خَدْعَة» : 20 / 207 . يروى بفتح الخاء وضمّها مع سكون الدال ، وبضمّها مع فتح الدال ، فالأوّل معناه أنّ الحَرْب يَنْقضي أمرُها بِخَدْعَة واحدَة ، من الخِدَاع ؛ أي أنّ المُقَاتلَ إذا خُدع مرَّة واحدة لم تكن لها إقَالَة ، وهي أفصح الروايات وأصحّها . ومعنى الثاني : هو الاسْمُ من الخِداع . ومعنى الثالث : أنّ الحرب تَخْدع الرجال وتُمنّيهم ولا تَفي لهم ، كما يقال : فلانٌ رجل لُعَبَة وضُحَكَة ؛ أي كثير اللّعب والضَّحِك (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«إنّ بين يدي القائم سنينَ خَدَّاعَة» : 52 / 245 . أي تَكثُر فيها الأمطار ، ويقلّ الرَّيْع ، فذلك خدَاعُها ؛ لأنّها تُطْمِعُهم في الخِصْب بالمطر ، ثمّ تُخْلِف . وقيل : الخَدَّاعَة : القليلة المطر ، من خَدَع الرِّيقُ : إذا جَفَّ (النهاية) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام :«كان النبيّ صلى الله عليه و آله يَحْتَجِم في الأخْدَعَين» : 59 / 122 . الأخْدَعانِ : عِرْقان في جانبي العُنُق (النهاية) .

* وعنه عليه السلام في ولادة النبيّ موسى عليه السلام :«حَمَلَتْه فأدْخَلَتهُ المَخْدَع» : 13 / 39 . المَخْدَع : هو البيت الصغير الذي يكون داخل البيت الكبير ، وتُضَمّ مِيْمُه وتُفْتح (النهاية) .

* ومنه عن ابن عبّاس في أبي أيّوب :«كان طعامه في سَلّة في المَخْدَع» : 60 / 113 .

خدلج : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في اللعان :«إن جاءت بأوْرَق ... خَدَلَّج الساقين فهو لغير الذي

.

ص: 400

رُمِيَت به» : 21 / 368 . أي عظيمهما (النهاية) .

* ومنه في حديث ابن هند :خَدَلَّجُ الساقين ممسوح القدم : 19 / 150 .

خدم : عن أميرالمؤمنين عليه السلام لفاطمة عليهاالسلام :«لو أتيتِ أباكِ فسألتِه خادما يكفيك حَرّ ما أنتِ فيه» : 73 / 194 . الخادم : واحد الخدم ، ويقع على الذكر والاُنثى ؛ لإجْرائه مُجْرى الأسماء غير المأخوذة من الأفعال كحائِض وعاتِق (النهاية) .

* وسُئِل أبو عبداللّه عليه السلام :«هل وُلِد القائم ؟ قال : لا ، ولو أدْركته لخَدَمْتُه أيّام حياتي» : 51 / 148 . خَدَمْتُه ؛ أي ربّيته وأعَنْته (المجلسي : 51 / 148) .

خدن : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في عليّ عليه السلام :«أخي في الدنيا وخَدِيني في الآخرة» : 37 / 257 . الخِدْن والخَدِين : الصَّديق (النهاية) .

* ومنه في زيارة عليّ بن الحسين عليهماالسلام :«فطيم الوصيّة ، خِدْن التأويل» : 99 / 192 . الخِدْن _ بالكسر _ : الصاحب ، ومن يخادنك في كلِّ أمر ظاهر وباطن (المجلسي : 99 / 195) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«فإن ... احتاج إلى معونته أو مكافأته فشرّ خليل ، وألأم خَدِين» : 41 / 109 .

خدا : عن أميرالمؤمنين عليه السلام في عقيل :«ياحسنُ اخد عمَّك» : 42 / 111 . يقال : أخديته ؛ أي أعطيته (المجلسي : 42 / 112) . كذا في البحار ، والظاهر أنّه تصحيف «أحْذِ» ، وقد تقدّم في «حذا» .

باب الخاء مع الذالخذرف : في الدعاء :«اِسْتَحْصد زرع الباطل ... واستحكم عموده ... وخَذْرَفَ وليده» : 82 / 230 . الخُذْروف _ كعُصْفور _ : شيء يُدَوِّرُه الصَّبيّ بِخَيْط في يَدَيه ، فيُسْمَعُ له دَوِيٌّ . والسَّريع في جريه . وخَذْرَفَ : أسرَع ، والإناءَ : ملأه ، والسَّيفَ : حَدَّدَه ، وفُلانا بالسَّيف : قَطَعَ أطرافَه (القاموس المحيط) .

.

ص: 401

باب الخاء مع الراء

* وفي دعاء آخر :«وعَقْد عزمات يقيني ... وخَذاريف مارِن عِرْنِيني» : 95 / 218 . العِرْنِين : الأنف ، والمارِن : طَرَفه أو ما لانَ منه ، وخَذَارِيفه ؛ أي قِطَعاته .

خذف : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«من أخلاق قوم لوط الجَلاهِق ... والخَذْف» : 12 / 151 . الخَذْف : هو رَمْيك حَصَاةً أو نَوَاةً تأخُذُها بين سَبَّابَتَيك وتَرْمي بها ، أو تَتَّخذَ مِخْذَفَة من خشب ، ثمّ ترمي بها الحصاة بين إبْهامك والسبّابة (النهاية) .

* ومنه في قوم لوط عليه السلام :«كانوا يرمون ابن السبيل بالحجارة بالخَذْف ، فأ يّهم أصابه كان أولى به ، ويأخذون ماله ، ويَنكحونه ، ويَغرمونه ثلاثة دراهم» : 12 / 145 .

* ومنه في الفيل :«يحمل كلّ طير في منقاره حصاة مثل حصاة الخَذْف» : 15 / 159 . أي صغَارا (النهاية) .

* ومنه عن النبيّ صلى الله عليه و آله :«إنّ من يدخل النار ببغض عليٍّ أكثر من حصى الخَذْف» : 38 / 69 .

خذل : عن أبي عبداللّه عليه السلام :«المسلم أخو المسلم ... لا يَخْذُلُه» : 71 / 273 . الخَذْل : ترك الإغاثة والنُّصرة (النهاية) .

* ومنه عن نعيم بن مسعود لرسول اللّه صلى الله عليه و آله :«إن أمرتَ أن اُخَذِّل بين اليهود وبين قريش فعلْتُ» : 20 / 223 . يقال : خذّل عنه أصحابه تخذيلاً ؛ أي حملهم على خذلانه (المجلسي : 20 / 239) .

خذم : عن أبي جعفر عليه السلام في رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«كان له سيفان آخران يقال لأحدهما : المِخْذَم» : 16 / 98 . الخَذْم : سُرْعة القَطْع ، وبه سُمّي السيف مِخْذَما (النهاية) .

خذا : عن أميرالمؤمنين عليه السلام في الدعاء :«فَلَكَ مولايَ انْقادَ الخلق مُسْتَخْذِئين بإقرار الربوبيّة» : 87 / 141 . خَذَا الشيء يَخْذُو خَذْوا : اِسْترخى . ويقال للأتان : الخَذْوَاء ؛ أي المسترخية الاُذُن . واسْتَخْذَيْتُ : خضَعتُ ، وقد يُهمز . وقيل لأعرابي في مجلس أبي زيد : كيف تقول : اسْتَخْذَأتُ ؟ ليُتعرّف منه الهمزُ ، فقال : العرب لا تَسْتَخْذِئ ، وهَمَزَ (الصحاح) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام في صفة الأرض :«ذلّ [أي الماء ]مُسْتَخْذيا إذ تمعّكَتْ عليه بكَوَاهلها» : 54 / 111 . أي منكسرا مسترخيا .

.

ص: 402

باب الخاء مع الراءخرأ : عن عمرو للحسن بن عليّ عليهماالسلام :«هل تَنْعَتُ الخِرَاءةَ ؟! قال : نعم ! تَبْعُدُ المَمْشَى في الأرض الصَّحْصَح ، حتّى تتوارى مِن القوم» : 43 / 356 . الخِراءَة _ بالكسر والمدّ _ : التَّخلِّي والقُعود للحَاجة . قال الخطّابي : وأكثر الرُّواة يفتحون الخاء . وقال الجوهري : إنّها الخَراءة بالفتح والمدّ ، يقال : خَرِئ خَرَاءَة مثل كَرِه كَراهة . ويحتمل أن يكون بالفتح المصدر ، وبالكسر الاسم (النهاية) .

خرب : عن إبليس :«أنا صاحب الهودج يوم الخُرَيْبَة» : 60 / 253 . الخُرَيْبة . _ بضمّ الخاء مصغّرة _ : مَحِلّة من محالّ البصرة يُنسب إليها خلق كثير (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في أسماء البصرة :«منها الخُرَيْبَة ، ومنها تَدْمُر ، ومنها المؤتفِكة» : 32 / 255 .

* وعنه عليه السلام : حسينُ فلا تضجرنْ للفراقْفَدُنْياك أضحتْ لِتَخْرابها : 44 / 267 . بالفتح : مبالغة في الخراب (المجلسي : 44 / 268) .

* وعنه عليه السلام في البصرة :«فتنة تكون بها إخْراب منازل ، وخَراب ديار» : 32 / 255 . في النهاية : «من اقتراب السّاعة إخْرابُ العامر ، وعِمارة الخراب» الإخْراب : أن يُتْرَك الموضع خَرِبا ، والتَّخريب : الهدم .

* في سليمان عليه السلام :«إنّ آية موتك أنّ شجرة تخرج في بيت المقدس يقال لها : الخُرنُوبة» : 14 / 140 . الخُرنُوب _ بضمّ الخاء ، وقد تُفتح _ : شجرٌ بَرِّيُّهُ شَوكٌ ذو حَمْلٍ كالتُّفّاح لكنّه بَشِعٌ . وشامِيُّهُ ذُو حَمْلٍ كالخِيار شَنْبَرٍ إلاّ أ نّه عَريض ، وله ربٌّ وَسَويقٌ (القاموس المحيط) . وفي النهاية : الخَرُّوبة .

خربز : عن أبي عبداللّه عليه السلام :«كان النبيّ يُعْجبه الرُّطَب بالخِرْبز» : 63 / 193 . هو البطّيخ بالفارسيّة (النهاية) .

.

ص: 403

* ومنه عن أبي عبداللّه عليه السلام لغلامه :«أردّ عليك فلانة على أن تطعمنا بدرهم خربزة چاشته» خربزة : يعني البطّيخ : 100 / 345 .

خربندج : عن أيّوب السجستانيّ في الحسن البصريّ :«ما رأينا الحسنَ قطّ إلاّ حزينا كأ نّه ... خربندج ضلّ حمارُه» : 41 / 302 . لعلّه معرّب خربنده ؛ أي مكاري الحمار (المجلسي : 41 / 302) .

* ومنه في عليّ عليه السلام :«فقمنا معه حتّى انتهى إلى خربند خز ، وحمّالين» : 97 / 60 .

خرث : في كتاب معاوية :«أن تحرز الصفراء والبيضاء ، وتقسّم الخُرْثِيَّ على أهل الحروب» : 42 / 175 . الخُرْثِيُّ _ بضم الخاء وسكون الراء _ : متاع البيت وأسقاطه ، أو أرْدأ المتاع (مجمع البحرين) .

خرج : عن أبي جعفر عليه السلام :«لا تخرج المرأة ... يوم الخُروج إلى الحلبة» : 100 / 260 . يوم الخُروج : هو يوم العيد . ويقال له : يوم الزينة ، ويوم المشرق (النهاية) . كذا ورد في البحار ، والصواب _ كما في مكارم الأخلاق _ «إلاّ الخَلِيّة» .

* وفي الخبر :«مرِضَ المتوكّل من خُراج خَرَج به» : 50 / 198 . بضمّ معجمةٍ وكسرها وخِفَّةِ راءٍ : ما يخرج في البدن من القروح والورَم ، الواحدة خُراجة (مجمع البحرين) .

خرد : عن هاتف : وقد حثثت قَلوصي كي اُصادفهممن قبل أن تتلاقى الخُرّد الحورا : 45 / 239 . الخَرِيْدُ والخَرُوْدُ : البِكْرُ لم تُمْسَسْ ، أو الخَفِرَة ، الطويلَة السّكوت ، الخافِضة الصّوت ، المُتسَتِّرة (القاموس المحيط) هكذا في رواية ابن قولويه ، وهو أظْهر . وفي البحار : «حُرّد» وتقدّم .

* ومنه في مراثيهم عليهم السلام: بنفسيَ مِن آل النبيّ خرائدُحواسِرُ لم تعرف عليهم بِسترةِ : 45 / 255 .

خرر : عن السجّاد عليه السلام في عليّ عليه السلام في أرض براثا :«فلَكَزه برجله ، فانبجستْ عينٌ

.

ص: 404

خَرَّارة» : 14 / 212 . عينٌ خَرَّارة ؛ أي كثيرة الجَرَيان (النهاية) .

* وعن الأشتر في ردّ الشمس :«سمعنا لها حين انقضّت خَرِيْرا كخَرِيْرِ المِنشار» : 80 / 324 . الخَرِير : الصوت (المجلسي : 80 / 324) .

خرز : في كتاب يزيد إلى عبيد اللّه :«تطلب ابن عقيل طلب الخَرَزَة» : 44 / 337 . الخَرَزَة _ محرّكة _ : الجوهر ، وما يُنظَم (القاموس المحيط) . كأ نّه كناية عن شدّة الطلب ؛ فإنّ من يطلب الخَرَزَة يفتّشها في كلّ مكان (المجلسي : 44 / 360) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام في الخضر عليه السلام :«فأعطاه ذوالقرنين خَرَزَة حمراء كأ نّها مِشعلة لها ضوء» : 12 / 202 .

* ومنه حديث اُمّ مَعْبَد :«كأنّ منطِقَه خَرَزات نظم يَتحدَّرْن» : 19 / 42 .

* وعن لقمان :«سافر ... بإبرتك وخيوطك ومِخْرَزك» : 73 / 270 . المِخْرَز : ما يُخرَز به ويثقب .

خرس : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«لا وليمة إلاّ في ... خُرْس ... والخُرْس النفاس بالولد» : 74 / 49 . الخُرْس : هو الطعام الذي يُدْعى إليه عند الولادة (النهاية) .

* وعن أبي جعفر عليه السلام :«إنّ شيعتنا الخُرْس» : 68 / 295 . الخُرْس _ بالضمّ _ : جمع الأخرَس ؛ أي هم لا يتكلّمون باللغو والباطل ، وفيما لا يعلمون ، وفي مقام التقيّة خوفا على أئمّتهم وأنفسهم وإخوانهم ، فكلامهم قليل ، فكأ نّهم خُرْس (المجلسي : 68 / 295) .

خرش : في البشير بن رزام :«وفي يده مِخْرَش من شَوْحَط» : 21 / 41 . المِخْرَش : خشبة يخطّ بهاالخرّاز : أي ينقُش الجلد (النهاية) . والشَّوْحَط : شجرٌ تُتّخذ منه القِسيُّ (القاموس المحيط) .

خرص : في حمزة :«قَطَعَتْ مَذاكِيره ، وقَطَعتْ اُذنيه ، وجَعَلَتْهما خُرْصَيْن ، وشَدَّتْهما في عنقها» : 20 / 55 . الخُرْص _ بالضمّ والكسر _ : الحلْقة الصغيرة من الحَلْي ، وهو من حَلْي الاُذُن (النهاية) .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«لا تُصَلّي المرأة إلاّ وعليها من الحَلْي أدناه خُرْص» : 80 / 188 .

.

ص: 405

* وعن ابن رواحة في خيبر :«إن شِئْتم أخَذْتُم بِخِرْصنا» : 100 / 171 . خَرَصَ النخلةَ والكَرْمةَ يَخْرُصها خَرْصا : إذا حَزَرَ ما عليها من الرُّطب تَمْرا ومن العنب زبيبا ، فهو من الخَرْص : الظنّ ؛ لأنّ الحَزْر إنّما هو تقدير بظنّ . والاسم الخِرْص بالكسر ، يقال : كم خِرْصُ أرضِك ؟ وفاعِل ذلك الخارِصُ (النهاية) .

* ومنه عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله للخارِص :«لا تَخْرُص عليهم هذَيْن اللونَيْن» : 93 / 47 . يعني الجُعْرُور ومِعافارَة ، وهما نوعان رديئان من التّمر .

* وعنه صلى الله عليه و آله :«بادِروا بالأعمال ستّا ... وخَرِيصَة أحدكم _ أي موته _ وأمر العامّة» : 6 / 297 .

خرط : في العنب :«كان صلى الله عليه و آله ربّما أكَلَه خَرْطا» : 63 / 119 . يقال : خَرَطَ العُنْقودَ واخْتَرَطَهُ إذا وضعه في فيه ثمّ يأخذ حبَّه ويُخْرج عُرْجُونه عاريا منه (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام لرجل أمَّ قوما وهم له كارهون :«إنّك لَخَرُوط» : 85 / 51 . الخَرُوطُ : الذي يَتَهوَّر في الاُمور ويركب رأسَه في كلّ ما يريد جهلاً وقِلَّة معرفة ، كالفَرَس الخَرُوط الذي يَجْتَذِب رَسَنَه من يد مُمْسِكه ويَمضِي لوجهه (النهاية) .

* وعن أبي جعفر عليه السلام في المهديّ عليه السلام :«معه سيف مُخْتَرَطٌ ، يفتح اللّه له الروم» : 52 / 348 . اِخْتَرَطَ سيفَه : سَلَّهُ من غِمدِه ، وهو افْتَعَل من الخَرْط (النهاية) .

* ومنه عن أبي عبداللّه عليه السلام :«لصاحب هذا الأمر غَيبة ، المتمسِّك فيها بدينه كالخارِط للقَتاد» : 52 / 111 . القَتاد : شجر عظيم له شَوْك مثل الإبَر و«خَرْطُ القَتاد» يُضرَب مَثَلاً للاُمور الصعبة (المجلسي : 52 / 112) .

خرطم : عن أميرالمؤمنين عليه السلام في البصرة :«ويْلٌ لِسِكَكِكُم العامرة والدور المُزَخْرَفة التي لها ... خَرَاطِيم كَخَراطِيم الفِيَلة» : 32 / 250 . خَراطِيمها : مَيازِيبها التي تُطْلَى بالقار ، يكون نحوا من خمسة أذْرع أو أزيد ، تُدَلَّى من السطوح حِفظا للحيطان (المجلسي : 32 / 251) .

* وعن عليّ بن الحسين عليهماالسلام :«أنا ابن من ضرَب خَرَاطِيم الخَلْق» : 45 / 138 . جمع الخُرْطُوم _ بضمّ الخاء _ : الأنف ، وهو أكرم موضع في الوجه . وخَرَاطِيمُ القوم : سادَتُهم (مجمع البحرين) .

.

ص: 406

خرف : عن أبي جعفر عليه السلام :«إنّ عبدا مكَث في النار سبعين خَرِيفا . والخَرِيف سبعون سنة» : 8 / 282 . عبّر عن سبعين سنة هنا بالخريف لكون السبعين منتهى أعمار أكثر الناس ، أو لكونه بالنّسبة إلى أعْمار المعمَّرين بمنزلة الخريف الذي يأتي على الأشجار فيذهب بطراوتها ونمائها (المجلسي : 8 / 282) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام :«إنّ فقراء المؤمنين يَتقَلّبون في رياض الجنّة قبل أغْنيائهم بأربعين خَرِيفا» : 69 / 6 . الخَرِيف : الزّمَان المَعروف من فصول السَّنَة ما بين الصَّيف والشتاء . ويريد به أربعين سَنَة لأنّ الخَرِيف لا يكون في السَّنَة إلاّ مَرَّة واحدة ، فإذا انْقَضَى أربَعُون خَرِيفا فقد مضت أربعون سنة (النهاية) .

* وعن أبي جعفر عليه السلام في ثواب عيادة المريض :«كان له ... خَرِيفٌ في الجنّة . قلت : ما الخَرِيف ؟ ... قال : زاوية في الجنّة يسير الراكب فيها أربعين عاما» : 78 / 217 . وفي النهاية : «عائد المريض في خِرافَةِ الجنّة» ؛ أي في اجْتِناء ثمرها . يقال : خَرَفْتُ النخلةَ أخْرُفُها خَرْفا وخِرافا . انتهى .

* وفي حديث آخر :«كان له خِراف في الجنّة» : 78 / 221 .

* وعن أبي جعفر عليه السلام في يوم القيامة :«اُتي بالأطفال والشيخ الكبير الذي قد أدرك السنّ ولم يعقل من الكِبَر والخَرَف» : 5 / 290 . الخَرَف _ بالتحريك _ : فساد العقل من الكِبَر ، يقال : خَرِفَ الرجلُ خَرَفا _ من باب تعِب _ : فسد عقله فهو خَرِفٌ (مجمع البحرين) .

خرق : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«الرِّفْقُ يُمْنٌ ، والخُرْقُ شُؤْمٌ» : 72 / 59 . الخُرْق _ بالضمّ _ : الجهل والحُمْقُ . وقد خَرِق يَخْرَقُ خَرَقا فهو أخْرَق . والاسم الخُرْق بالضمّ (النهاية) .

* وعن زينب عليهاالسلام :«لقد جِئتم بها صَلْعَاء عَنْقاء سَوّاء فَقْماء ... خَرْقاء» : 45 / 109 . خَرْقاء : أي حمقاء جاهلة . وهي تأنيث الأخْرَق .

* ومنه عن النبيّ صلى الله عليه و آله :«النساء أربع ... وخَرْقاء مُقْمِع» : 100 / 237 .

* ومنه عن أبي جعفر عليه السلام :«مَن قُسِم له الخُرْق يحجب عنه الإيمان» : 70 / 398 .

* وعن أبيعبداللّه عليه السلام قال :«قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لرجل أتاه : ألا أدلُّك على أمرٍ يُدخِلك اللّه به

.

ص: 407

باب الخاء مع الزاي

الجنّة ؟ قال : بلى يا رسول اللّه . قال : أنِلْ ممّا أنالك اللّه . قال : فإن كنتُ أحوَج ممّن اُنِيله ؟ قال : فانصُر المظلوم . قال : فإن كنت أضعَف ممّن أنصره ؟ قال : فاصْنَع للأخْرَق ؛ يعني أشِرْ عليه . قال : فإن كنت أخْرَق ممّن أصْنَع له ؟ قال : فاصْمت لسانك إلاّ من خير» : 68 / 296 . للأخْرَق : أي الجاهل بمصالح نفسه . وفي القاموس : صنَع إليه معروفا _ كمنَع _ صُنْعا بالضمّ ، وصنَع به صَنِيعا قبيحا : فَعَله . والشيءَ صَنْعا _ بالفتح والضمّ _ : عمِله . وصَنْعة الفرس : حُسْن القيام عليه . وأصْنعَ : أعانَ آخَر . والأخْرَقُ : تعلَّمَ وأحكَمَ . واصطنَع عنده صَنيعة : اِتّخَذها . وفي النهاية : الخُرْق _ بالضمّ _ : الجهل والحُمْق . وقد خَرِقَ يَخْرَقُ خَرَقا فهو أخْرَق . والاسم الخُرْق بالضمّ . ومنه الحديث : «تُعِين صانِعا أو تَصْنَع لاِ?ْرَق» ؛ أي جاهل بما يجب أن يعمله ، ولم يكن في يديه صنعة يكتسب بها . انتهى . والظاهر أنّ «يعني» من كلام الصادق عليه السلام ، ويحتمل كونه كلام بعض الرّواة ؛ أي ليس المراد نفعه بمال ونحوه بل برأي ومشورة ينفعه . وفيه حثّ على إرشاد كلّ من لم يعلم أمرا من مصالح الدين والدنيا (المجلسي : 68 / 296) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في السحاب :«وُكِّلَ به ملائكة يَضْرِبونه بالمَخَارِيق ؛ وهو البَرْق» : 56 / 382 . هي جمع مِخْراق ، وهو في الأصل ثوب يُلَفّ ويَضْرِب به الصِّبيانُ بعضهم بعضا . أراد أ نّه آلة تَزْجُر بها الملائكةُ السَّحابَ وتَسُوقه . ويفسّره حديث ابن عبّاس : «البَرْق سَوْط من نور تَزْجُر به الملائكةُ السحابَ» (النهاية) .

* وفي تزويج فاطمة عليهاالسلام :«فجاءت خَرِقَة من الحَياء» : 43 / 137 . أي خَجِلة مَدْهُوشَة ؛ من الخَرَق : التَّحَيُّر (النهاية) .

* ومنه عن أبي عبداللّه عليه السلام في يهوديّ_ة :«كان المغيرة ... يتعلَّم منها السحر والشَّعْبَذة والمَخَارِيق» : 25 / 289 . التَّخْريق : كثرة الكذب . والتَّخَرُّقُ : خَلْق الكذب (المجلسي : 25 / 290) .

* ومنه في العقبة :قال بعضهم لبعض : «ما أمهَر محمّدا بالمَخْرَقَة! إنّ فَيْجا مُسرعا أتاه ، أو طيرا من المدينة ؟!» : 21 / 226 . المَخْرَقة : الكذب (المجلسي : 21 / 232) .

* ومنه عن أصحاب المأمون في الرضا عليه السلام :«قد ملأ الدنيا مَخْرَقَةً وتشوُّقا بهذا المطر الوارد عند دعائه» : 49 / 182 . المَخْرَقَة _ بالقاف _ : الشعبدة والسحر ، كما يظهر من استعمالاتهم وإن لم نجد في اللّغة ، ولعلّها من الخُرْق بمعنى السَّفَه والكذب ، أو من المِخْراق

.

ص: 408

الذي يُضرب به . وفي بعض النسخ بالفاء ؛ من الخرافات (المجلسي : 49 / 185) .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«مُخَيْريق سابِق اليهود» : 22 / 298 . بالخاء المعجمة والقاف مصغّرا : هو من علماء اليهود ، أسلَمَ وأوصى بماله لرسول اللّه صلى الله عليه و آله ، فاستشهد باُحد ، فعامّة صدقات النبيّ صلى الله عليه و آلهمن ماله ، وهي الحوائِط السبع .

* وعن جعفر بن محمّد عليهماالسلام :«أ نّه كره ... الشَّرْقاء والخَرْقاء» . الشَّرْقاء : المشقوقة الاُذن باثنين ، والخَرْقاء : التي في اُذنها ثَقْب مستدير : 96 / 282 .

خرم : عن زين العابدين عليه السلام إذا رأى جنازة يقول :«الحمد للّه الذي لم يجعلني من السَّواد المُخْتَرَم» : 78 / 266 . يقال : اِخْتَرَمَهم الدهر وتَخَرَّمَهُم : أي اقْتَطَعَهم واسْتأصَلَهم (النهاية) .

* ومنه الدعاء :«أشْهد أ نّك إله لا تَخْتَرِمُ الأيّامُ ملكك» : 87 / 191 .

* وعن عائشة في فاطمة عليهاالسلام :«ما مشْيها يَخْرِم من مشْية رسول اللّه صلى الله عليه و آله» : 43 / 23 . في الصحاح : ما خَرَمْتَ منه شيئا : أي ما نقَصتَ وما قطَعتَ .

* ومنه عن عليّ بن الحسين عليهماالسلام لرجل :«للّه أبوك ! ... لم تَخْرِم ممّا قاله رسول اللّه صلى الله عليه و آلهحرفا واحدا» : 2 / 9 .

باب الخاء مع الزايخزر : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«زارنا رسول اللّه صلى الله عليه و آله فعملنا له خَزِيرَة» : 18 / 125 . الخَزِيرَة : لَحْم يُقَطَّع صغارا ويُصَبُّ عليه ماء كثير ، فإذا نَضِج ذُرَّ عليه الدَّقيق ، فإن لم يكن فيها لحم فهي عَصِيدَة . وقيل : هي حَسا من دقيق ودَسَم . وقيل : إذا كان من دَقيق فهي حَرِيرَة ، وإذا كان من نُخالة فهو خَزِيرَة (النهاية) .

* وعنه عليه السلام :«اِلْحَظُوا الخَزْرَ واطْعُنوا الشَّزْرَ» : 32 / 557 . الخَزَر _ محرّكةً وسكِّنها مراعاةً للسجعة الثانية _ : النظر من أحد الشِّقَّين ، وهو عَلامة الغَضَب (صبحي الصالح) .

* وعن أبي جعفر عليه السلام :«السيف الثالث على مشركي العجم ، كالتُّرْك والدَّيْلَم والخَزَر» : 75 / 168 . الخَزْر _ بضمّ معجمةٍ وسكون زايٍ وفتحها وفي الآخر راءٌ مهملة _ : جنس من

.

ص: 409

الاُمم خُزْر العيون من ولد يافِث بن نوح عليه السلام . من خَزِرَتِ العَيْنُ _ من باب تعِب _ إذا صغرت وضاقت (مجمع البحرين) .

* ومنه في موسى بن جعفر عليهماالسلام :«كلَّمَهم بالخَزَرِيّة والتركيّة» : 48 / 140 .

* وعن الفرزدق في عليّ بن الحسين عليهماالسلام : بكفّه خَيْزُرَانٌ رِيحُهُ عَبِقٌمن كَفِّ أرْوَعَ في عِرْنِينه شَمَمُ : 46 / 126 . الخَيْزُرَان : كلّ غُصْنٍ لَيِّنٍ مُتَثَنٍّ (النهاية) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«إنّ المسجد ليَلْتَوي عند النخامة كتَلَوّي أحدكم بالخَيْزُرَان إذا وقع به» : 80 / 381 . هو _ بالضمّ _ شجر هنديّ معروف . وتخصيصه لأنّ الضرب به أشدّ (المجلسي : 80 / 381) .

خزز : عن ابن أبي يعفور قال :«كنت عند أبي عبداللّه عليه السلام إذ دخل عليه رجل من الخَزّازِين فقال له : جعلت فداك ، ما تقول في الصلاة في الخَزّ ؟ فقال : لا بأس بالصلاة فيه . فقال له الرجل : جعلت فداك ، إنّه ميّت وهو علاجي وأنا أعرفه . فقال له أبو عبداللّه عليه السلام : أنا أعرَف به منك . فقال له الرّجل : إنّه علاجي وليس أحد أعرَف به منّي ! فتبسَّم أبوعبداللّه عليه السلام ، ثمَّ قال : أتقُول إنّه دابّ_ة تخرج من الماء أو تُصاد من الماء فتخرج فإذا فقد الماء مات ؟ فقال الرجل : صدقتَ ، جعلت فداك ، هكذا هو . فقال له أبوعبداللّه عليه السلام : فإنّك تقول : إنّه دابّة تمشي على أربع وليس هو في حدّ الحِيتان ، فتكون ذكاته خروجه من الماء ؟ فقال الرجل : إي واللّه هكذا أقول» : 80 / 219 . هو _ بتشديد الزاي _ دابّ_ة من دوابّ الماء تمشي على أربع ، تشبه الثعلب ، وترعَى من البرّ وتنزل البحر ، لها وبَ_رٌ يعمل منه الثياب ، تعيش بالماء ولا تعيش خارجه ، وليس على حدّ الحيتان ، وذكاتها إخراجها من الماء حيّ_ةً . قيل : وقد كانت في أوّل الإسلام إلى وسطه كثيرة جدّا . وعن ابن فِرِشْتا في شرح المجمع : الخَزّ : صُوفُ غنمِ البحر (مجمع البحرين) .

خزل : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في المعراج :«كنتُ جاوزتُ مرتبته واخْتَزَلَ دوني» : 5 / 146 . الاِخْتِزَال : الانْفِراد والاقْتِطاع (المجلسي : 5 / 146) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«خُزِلَتْ عنّي الشهادة» : 28 / 80 . خُزِلَتْ _ على

.

ص: 410

باب الخاء مع السين

المجهول _ : أي قُطِعت (المجلسي : 28 / 80) .

* ومنه الدعاء :«فلا اُخْتَزَلَنَّ عنك» : 82 / 257 .

* ومنه عن خديجة بنت عمر بن عليّ :«فتَذاكَرْنا عندها اخْتِزالَ منزلها من دار أبي عبداللّه جعفر بن محمّد عليه السلام» : 47 / 279 . الاِخْتِزال : الانفراد والبعد (المجلسي : 47 / 288) .

خزم : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«لَأقُودَنّ الظالم بِخِزَامته حتّى اُورده مَنهل الحقّ» : 32 / 49 . خَزَمْتُ البعيرَ بالخِزَامَة ؛ وهي حَلْقة من شَعَر تُجعل في وتَرة أنفِه يُشَدُّ فيها الزِّمام (الصحاح) .

* ومنه عن النبيّ صلى الله عليه و آله :«ما من عبد إلاّ وهو يضرب عليه بِخَزائِم معقودة» : 79 / 223 . في بعض النسخ بالحاء المهملة والزاي ، وفي بعضها بالخاء المعجمة ، وفي بعضها بالجيم والراء المهملة ... فالمعنى : يحمِل على ظهره خَزَم الخطايا التي اكتسبها أو الجرائم التي اكتسبها أو يعقد في أنفه خِزامة الآثام وما يلزمه منها ، وكلّ ذلك كناية عمّ_ا يستحقّه ويلزم عليه من العقوبات بسبب ارتكاب السيّئات (المجلسي : 79 / 223) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«لو خَزَمْتُمُوني بأنفي لأقررتُ سمعا للّه وطاعة» : 29 / 582 .

خزن : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«ما فتح اللّه على عبدٍ باب شُكرٍ فَخَزَنَ عنه باب الزيادة» : 68 / 23 . فَخَزَنَ : أي أحْرَزَ ومَنَعَ . ومثله في النهج عن أميرالمؤمنين عليه السلام : «ما كان اللّه ليفتح على عبدٍ باب الشكر ويغلق عليه باب الزيادة» (المجلسي : 68 / 24) .

خزا : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«واحْشُرنا في زُمرته غير خَزَايا ولا نادمين» : 16 / 381 . خَزايا : جمع خَزْيانَ ؛ وهو المُسْتَحِي . يقال : خَزِيَ يَخْزَى خَزَايَةً ؛ أي اسْتَحْيا ، فهو خَزْيان ، وامرأة خَزْياء . وخَزِيَ يَخْزَى خِزْيا : أي ذَلَّ وهان (النهاية) .

* ومنه عن أبي جعفر عليه السلام :«ألا وإنّ الكَاذِبَ على شَفَا مُخْزَاة وَهَلَكَة» : 66 / 387 . يُقرأ على صيغة اسم المفعول ؛ من الخِزْي _ بالكسر _ وهو الذّل والهوان والمقْت (مجمع البحرين) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«لقد كان في رسول اللّه صلى الله عليه و آله كافٍ لك في الاُسوة ... على ذمّ الدنيا ... وكثرة مَخَازِيها» : 16 / 284 . مَخَازِي _ جمع مُخْزِيَة على صيغة اسم الفاعل _ : خَصلة قبيحة (مجمع البحرين) .

.

ص: 411

باب الخاء مع الشين

* وعنه عليه السلام في معاوية :«خَيِّرْه بين حربٍ مُجْلِية ، أو سِلْمٍ مُخْزِية» : 32 / 392 .

* وفي الخبر :«سمع أبو عبداللّه عليه السلام رجلاً من قريش يكلّم رجلاً من أصحابنا ، فاستطال عليه القرشي بالقرشيّ_ة واسْتَخْزَى الرجل لقرشيّ_ته . فقال له أبو عبداللّه عليه السلام : أجِبْه ؛ فإنّك بالولاية أشرف منه نسبةً» : 22 / 314 . خَزِيَ : ذلَّ وهان ، أو استحيَى (المجلسي : 22 / 314) .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«اِسْتعيذوا باللّه من جُبِّ الخِزْي . قيل : وما هو يا رسول اللّه ؟ قال : وادٍ في جهنّم اُعِدَّ للمُرائين» : 69 / 303 .

باب الخاء مع السينخسأ : في الدعاء :«وَاخْسَأْ شيطاني» : 95 / 219 . بهمزة وصلٍ وآخِره همزة ساكنة : أي أسكِتْه صاغِرا مَطْرودا ، وأبعِدْه عنّي واجعَلْه مُبعَدا كالكلب المَهين . قيل : وإنّما قال : «شيطاني» لأنّه أراد به قرينَه من الجنّ ، أو أراد الذي يبغي غوايته ، فأضافه إلى نفسه (مجمع البحرين) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«يكون في لَظىً خَسِيْئا مُبَعَّدا» : 40 / 346 . الخَسِيء : الصاغِر والمبعَّد (المجلسي : 40 / 351) .

* وعنه عليه السلام :«خَسَأتْ به الاُمور» : 74 / 356 . يقال : خَسَأْتُ الكلبَ خسْأً : طردتُه ، وخَسَأ الكلبُ ، بنفسه يتعدّى ولا يتعدّى . وقد تُعدّى بالباء : أي طردتْه الاُمور ، أو يكون الباء للسببيّة ؛ أي بعدتْ بسببه الاُمور . وفي بعض نسخ المصدر : «حست» بالمهملتين ؛ أي اختبرتْه (الهامش : 74 / 356) .

* وعن الإمام الرضا عليه السلام :«اللهمّ ... اخْسَأ عنّا وعنهم شرّ الشيطان» : 49 / 227 . خَسَأْتُ الكلبَ _ كمنَعت _ : طردتُه وأبعدتُه (المجلسي : 49 / 232) .

خسس : عن سالم في رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«ما بال هذا الرجل ... يَرْفع خَسِيسَة ابن عمّه !» : 28 / 128 . الخَسِيسُ : الدَّنِيْء . والخَسِيسَة والخَساسَة : الحالة التي يكون عليها الخَسِيسُ . يقال : رفعتُ خَسِيسَتَهُ ومِن خَسِيسَتِه : إذا فَعَلْتَ به فِعْلاً يكون فيه رِفْعته (النهاية) .

.

ص: 412

* ومنه عن عليّ بن الحسين عليهماالسلام في تزويجه امرأة شَيْبانية :«إنَّ اللّه أتى بالإسلام فرفَع به الخَسِيسَة» : 46 / 166 .

خسف : عن أميرالمؤمنين عليه السلام في الفِتَن :«يفرِّجها اللّه ... بمن يَسُومهم خَسْفا ويَسُوقهم عُنْفا» : 41 / 349 . أي يولّيهم ذلاًّ . الخَسْفُ : النُّقْصَان و الهَوان . وأصله أن تُحْبسَ الدَّابَّة على غير عَلَفٍ ، ثمّ اسْتُعِير فوُضِع موضع الهَوَان (النهاية) .

* وعنه عليه السلام في بني اُميّة :«ليهْلكنَّهم رجال يسومونهم الخَسْف» : 32 / 592 . سامَهُ خَسْفا : أي أوْلاه ذلاًّ (المجلسي : 32 / 594) .

* ومنه عن فاطمة عليهاالسلام :«وسِيْمَ سِبطاك خَسْفا فيه لي نصب» : 43 / 196 . الخَسْف : النقصان والهوان . وسِيْمَ : كُلِّفَ واُلْزِم (المجلسي : 43 / 197) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام في الجهاد :«مَنْ تركه رغبةً عنه ألْبسه اللّه ثوب الذلّ ... وسِيمَ الخَسْفَ» : 97 / 8 .

باب الخاء مع الشينخشب : عن شريك في محمّد بن مسلم :«كان مأمونا على الحديث ، ولكن كانوا يقولون : إنّه خَشَبيّ» : 47 / 404 . قال السَّمعانى ¨ في الأنساب : الخَشَبيّ _ بفتح الخاء والشين المعجمتين وفي آخرها الباء الموحّدة _ : هذه النسبة إلى جماعة من الخَشَبِيّة ؛ وهم طائفة من الروافض يقال لكلّ واحد منهم : الخَشَبيّ . ويحكى عن منصور بن المعتمر قال : إن كان مَن يحبّ عليَّ بن أبي طالب يقال له خَشَبيّ ؛ فاشهدوا أنّي ساجة ! . والسّاجة _ واحدة السّاج _ : نوع من الخشب يُعرف شجره بالعِظم والصلابة . وفي النهاية _ في حديث ابن عمر _ : «كان يُصلّي خَلْف الخَشَبيَّة» : هم أصحاب المُخْتار بن أبي عبيد . ويقال لضربٍ من الشّيعَة : الخَشَبيَّةُ . قيل : لأ نّهم حَفظُوا خَشَبة زَيْد بن عليّ حِينَ صُلِبَ . والوجه الأوّل ؛ لأنّ صَلْب زَيْد كان بعْد ابن عمر بكثير ، انتهى (المجلسي : 47 / 404) .

.

ص: 413

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله :«مَن استعمل الخَشَبَتيْن أمِنَ من عذاب الكَلْبتين» : 59 / 291 . أي الخِلال والسِّواك (المجلسي : 59 / 302) .

* وعنه صلى الله عليه و آله في المنافقين :«خُشُبٌ بالليل ، جُدُرٌ بالنّهار» : 84 / 160 . والمراد أ نّهم ينامون اللّيل كلّه من غير قيام لصلاة ، فهم كالخُشُب الملقاة . وفي التنزيل «كأ نَّهم خُشُبٌ مُسَنَّدة» . يريد تعالى أ نّهم لا خير فيهم ولا نفع عندهم ؛ كالخُشُب الواهية التي تُدعَم لئلاّ تتهافت ، وتُمسَك لئلاّ تتساقط (الرضي) .

خشتج : عن أبي حمزة قال :«بعثت إلى أبي الحسن عليه السلام بقَصْعة فيها خشتيج» : 63 / 286 . وفي بعض النسخ : «خشنيج» ، ولم أعرف معناهما في اللّغة (المجلسي : 63 / 286) .

خشخش : عن أميرالمؤمنين عليه السلام في ذي القرنين :«خرجوا إلى أرضٍ حمراء رملة خَشْخاشَة» : 12 / 203 . الخَشْخَشَة : حركة لها صوت كصوت السلاح ، وكلّ شيء يابس إذا حلّ بعضه ببعض ، والدخول في الشيء (القاموس المحيط) .

خشر : عن سلمان رضوان اللّه عليه :«ما اُبالي إذا جاز طعامي لَهَواتِي وساغ لي في حلقي ؛ ألُبابَ البُرّ ومُخّ المَعْز كان أو خُشَارةَ الشعير !» : 22 / 361 . الخُشارة : الرَّديء من كلّ شيء (النهاية) .

* ومنه عن أبي جعفر عليه السلام في النبيّ صلى الله عليه و آله :«نَقْلٌ بعد نَقْل ، لا من ماء مَهين ولا نُطفة خَشِرَة» : 35 / 28 .

خشش : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«رأيتُ في النار صاحبة الهرّة ... كانت أوثَقَتْها ولم تكن تُطْعِمْها ولا تُرسلها تأكل من خَشاشة الأرض» : 61 / 268 . أي هَوامِّها وحَشراتِها . وجمعها الخَشاش . وفي رواية : «من خَشِيشِها» ، وهي بمعناها . ويُروى بالحاء المهملة ، وهو يابس النَّبات ، وهو وَهْمٌ . وقيل : إنّما هو خُشَيْشٌ _ بضمّ الخاء المعجمة _ تصغير خَشاشٍ على الحذف ، أو خُشَيِّشٌ من غير حذف (النهاية) .

* وعن فاطمة عليهاالسلام :«لا يُكْتَلَم خِشاشُه ، ولا يُتَعْتَع راكِبُه» : 43 / 161 . الخِشاشُ : عُوَيْدٌ يُجعل في أنْف البعير يُشَدُّ به الزِّمام ليكون أسرعَ لانقياده (النهاية) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«كنت اُقادُ كما يُقاد الجملُ المَخْشُوش حتّى اُبايِع» : 33 / 59 .

.

ص: 414

والخِشاش مُشْتقٌّ من خَشَّ في الشيء إذا دَخَل فيه ؛ لأ نّه يُدخَل في أنف البعير (النهاية) .

* وعنه عليه السلام :«خُشُّوا بين هذه الأبيات» : 32 / 553 . أي ادْخلوا . وعن بعض النسخ بالحاء المهملة .

* وعن ابن أخطب لكعب بن أسد :«إن أغلَقتَ دوني إلاّ على خُشَيْشَةٍ تكره أن نأكل منها معك» : 20 / 201 . كما في بعض النسخ . وهو _ كزُبَير _ الغزال الصغير (المجلسي : 20 / 214) .

* وعن عليان : أنا الرّجُلُ الضَرْبُ الذي تعرفونهخِشاشٌ كرأس الحيّة المتوقّدِ : 33 / 445 . يقال : رجل خِشاشٌ وخَشاش : إذا كان حادّ الرأس ماضيا لطيف المَدخَل (النهاية) .

* ولمّا مرّ أميرالمؤمنين عليه السلام بالأنبار :«استقبله بنو خُشنوشك دهاقنتها» : 100 / 55 . قال سليمان [راوي الحديث] : خُشْ : طيّب ، نوشك : راضي ، يعني بني الطيّب الراضي بالفارسيّة .

خشع : عن أبي عبداللّه عليه السلام :«خَشَعَت لك يا ربِّ الأصواتُ» : 88 / 62 . الخُشوع في الصّوت والبصر : كالخُضُوع في البدن (النهاية) .

* وعن الحسن بن عليّ عليهماالسلام في الأموات :«أجْسامهم نائية من أهلها ، خالية من أربابها ، قد أخْشَعها إخوانها» : 43 / 336 . كذا في أكثر النسخ ، ولا يناسب المقام . وفي بعضها بالجيم ، والجشع : الجزع لفراق الإلف ، ولا يبعد أن يكون تصحيف اجتنبها (المجلسي : 43/337) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«فأمّا صاحب المراء ... قد تَسَرْبل بالتخشّع» : 2 / 46 . التَّخَشُّع : تكلّف الخشوع وإظهاره (المجلسي : 2 / 47) .

* ومنه عن النبيّ صلى الله عليه و آله :«إيّاكم وتخشّع النفاق ؛ وهو أن يُرى الجسدُ خاشعا والقلبُ ليس بخاشع» : 74 / 164 .

خشف : عن داود الرقّي :«سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن بول الخَشاشِيْف» : 77 / 109 . الخُشّاف بالشين قبل الفاء كرمّان ، وهو الخُطّاف أعني الطائر بالليل ، سُمِّي به لضعف بصره ، والجمع

.

ص: 415

باب الخاء مع الصاد

خشاشيف . وعن الصنعاني : هو مقلوب ، وبتقديم الشين أفصح (مجمع البحرين) . سُمِّي خُشّافا لخَشَفانه بالليل ؛ أي جَوَلانه . ومن قال : الخُفّاش ، فاشتقاق اسمه من صِغَر عينيه (تاج العروس) . ويقال له : الوطواط . وعن جماعة : يقال للصغير : خفّاش ، وللكبير : الوطواط ، وله أربعة أسماء : خفّاش وخشّاف وخطّاف ووَطْواط (المجلسي : 61/327 _ 328) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام في الظبي :«إنّ بعضَ ... نَصَبَ شبكة لاُنثاه ، فأخذها ولها خَشَفان» : 27 / 265 . الخشْف _ مثلّثة _ : ولد الظبي أوّل ما يولد أو أوّل مشيِهِ أو التي نفَرَتْ من أولادها وتشرّدت (القاموس المحيط) .

خشكر : عن الصادق عليه السلام :«كان سليمان عليه السلام يُطْعم أضيافَه اللحم بالحُوّارَى ، وعيالَه الخشكار» : 14 / 70 . لم أجده في أكثر كتب اللّغة ، فكأ نّه معرّب مولّد ، وفي كتب الطبّ وبعض كتب اللّغة : أ نّه الخبز المأخوذ من الدقيق غير المنخول . وقيل : إنّه الخبز اليابس ، والأوّل هو المراد هاهنا (المجلسي : 14 / 70) .

* وعن فقه الرضا عليه السلام في الربا :«والخبز النقي بالخشكار بالفضل» : 100 / 122 .

خشكن : عن فاطمة عليهاالسلام في الجواري :«أخرَجْنَ لي رُطَبا أزرق كأمثال الخُشْكنانَج الكبار» : 43 / 67 . هو معرّب خُشْكنانَه ؛ وهو الخبز السكّري الذي يختبز مع الفُسْتُق واللوز (الهامش : 43 / 67) .

خشم : عن النبيّ صلى الله عليه و آله في المرزنجوش :«شِمّوه ؛ فإنّه جيّد للخُشام ، والخُشام داء» : 59 / 299 . الخُشام : داء يجعل صاحبه لا يجد ريح الشيء .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في الأرض :«وتَغلغُلِها مُتسرِّبة في جَوْبات خَياشِيمها» : 74 / 326 . جمع خَيْشوم ، وهو منفذ الأنف إلى الرأس (صبحي الصالح) . ومنهم من يُطلقه على الأنف (المصباح المنير) .

* وعنه عليه السلام :«لو ضربت خَيْشُوم المؤمن بسيفي هذا على أن يُبغِضني ما أبغضني» : 39 / 296 . وعن الصدوق رحمه الله : الخَيْشُوم : الحاجز بين المنخرين ، ووزنه فَعلول (مجمع البحرين) .

* ومنه عن النبيّ صلى الله عليه و آله :«الخِضاب ... يُلين الخَياشيم» : 73 / 99 .

.

ص: 416

خشن : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«لا تَشْكوا عليّا ؛ فإنّه و اللّهِ لأخشنُ في ذات اللّه » : 21 / 374 . الخشن : هو القويّ الشديد (المصباح المنير) . وفي النهاية :اُخيشِن ؛ وهو تصغير أخْشَن .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في طلحة والزبير :«لا يلقيانِني بعد اليوم إلاّ في كتيبة خَشْنَاء» : 32 / 6 . أي كثيرة السِّلاح خَشِنَتُهُ . واخْشَوْشَن الشيء : مبالغةٌ في خُشُونَته . واخْشَوْشَن : إذا لبس الخَشِن (النهاية) .

خشى : عن عمر بن سعد قال :«قد خشيتُ أن لا يقبل ابن زياد العافية» : 44 / 385 . أي ظننتُ أو علمت (المجلسي : 45 / 76) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«ترد عليكم فتنَتُهم شوهاء مَخْشِيَّة» : 41 / 349 . أي مَخُوفة مُرعبة (صبحي الصالح) .

باب الخاء مع الصادخصب : عن أبي الحسن عليه السلام :«لم يخصَب خِوان لا ملح عليه» : 63 / 396 . الخِصب _ وزان حِمل _ : النماء والبركة (مجمع البحرين) . وهو خلاف الجدب . أخْصَبَت الأرض ، وأخْصَب القوم ، ومكان مُخْصِب وخَصِيب (النهاية) .

* ومنه في قوم هود :«أنّهم إن تابوا أخْصَبَت بلادهم» : 11 / 346 . أي أنْبَتَ عشبها وكَلَؤها (مجمع البحرين) .

خصر : وعن الإمام الصادق عليه السلام مع المنصور :«بعث إليه بِمِخْصَرَة كانت للنبيّ صلى الله عليه و آلهطولها ذراع» : 47 / 180 . المِخْصَرَة : ما يَخْتَصره الإنسان بيده ، فيُمسِكه من عصا أو عُكَّازة ، أو مِقْرَعَة ، أو قضيب ، وقد يَتَّكئُ عليه (النهاية) .

* وعن الإمام الرضا عليه السلام في الأصنام :«دخل رسول اللّه صلى الله عليه و آله يوم فتح مكّة ... فجعل يطعنها بِمِخْصَرة في يده» : 21 / 116 .

* وعن أبي هريرة :«أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله نَهَى عن التخصّر في الصلاة» : 81 / 222 . هو أن يعتمد بيديه على وركيه . وقيل : التخصّر : قَبْضُ خَصْرِه بيده (المجلسي : 81 / 222) .

.

ص: 417

باب الخاء مع الضاد

* وفي نَعْله صلى الله عليه و آله :«كانت مُخَصَّرة معقّبة حسنة التَخْصِير» : 16 / 252 . أي قُطِع خَصْراها حتّى صارا مُسْتَدَقَّين . ورجل مُخَصَّر : دَقِيق الخَصْر . وقيل : المُخَصَّرَة : التي لها خَصْران (النهاية) .

* وفي الخبر :«أنّ الأمطار إذا توالت ... خَصِرَ الهواء» : 56 / 385 . بكسر الصاد المهملة ، يقال : خَصِر يومنا ؛ أي اشتدّ برده ، وماء خاصِر : بارد . وفي أكثر النسخ : بالحاء المهملة والسين من حَسِرَ ؛ أي كَلَّ ، وهو لا يستقيم إلاّ بتكلّف وتجوّز . وفي بعضها : بالخاء المعجمة والثاء المثلّثة من قولهم : خَثَر : إذا غلُظ (المجلسي : 56 / 386) .

* وعن الصادق عليه السلام في سؤاله الطبيبَ الهنديّ :«لِمَ انخَصَرَت القَدَم ؟» : 58 / 308 . رجلٌ مُخَصَّرُ القدَمَين : إذا كانت قَدَمُهُ تَمَسُّ الأرضَ من مُقدَّمِها وعَقِبِها ، ويَخْوَى أخمَصُها مع رِقّةٍ فيه (الصحاح) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام في الحُديبية :«أصابهم الظمأ حتّى التفّت خَواصِر الخيل» : 10 / 38 . أي جنبتاها من شدّة العطش (المجلسي : 10 / 50) .

خصص : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«إذا رأوا البصرة قد تحوّلت أخْصَاصُها دُوراً ... فالهربَ» : 32 / 254 . الخُصّ : بَيْت يُعْمَل من الخشب والقَصَب ، وجمعه خَصَاص ، وأخْصَاص ، سمّي به لما فيه من الخَصاص ؛ وهي الفُرَج والأنْقاب (النهاية) .

* ومنه في تابوت موسى عليه السلام :«قيّرتْ رأسَه وخَصاصه ، ثمّ ألقته في النيل» : 13 / 52 . الخَصاصُ : الفُرَج والأنْقاب .

* ومنه في الدخان :«تكون الأرض كلّها كبيتٍ اُوقد فيه ليس فيه خَصاص» : 6 / 301 .

خصف : في أبي إبراهيم عليه السلام :«أمر بِخَصَفَة بَواريّ ، ثمّ جلس وجلسوا» : 48 / 92 . الخَصَفة _ بالتحريك _ : واحدة الخَصَف ؛ وهي الجُلّة التي يُكنَزُ فيها التمر ، وكأ نّها فَعَل بمعنى مَفْعُول ، من الخَصْف ؛ وهو ضَمُّ الشيء إلى الشيء ؛ لأ نّه شيء منسوج من الخُوص (النهاية) .

* ومنه في بناء البيت :«كَسَوْهُ خَصَفا ... فنزعوا ذلك الخَصَف ، وأتَمُّوا كسوة البيت» : 12 / 95 .

* ومنه في بناء مسجد النبيّ صلى الله عليه و آله :«ثمّ طُرِحتْ عليه العوارض والخُصَف» : 19 / 119 .

* وعن النّبيّ صلى الله عليه و آله في أسفاره :«كان صلى الله عليه و آله لا يفارقه ... الخيوط والإبرة والمِخْصَف» :

.

ص: 418

16 / 250 . المِخْصَف : مِخْرَز الإسكاف ، من الخَصْف : الضمُّ والجمعُ .

* ومنه عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في أميرالمؤمنين عليه السلام :«خاصِف النَّعل» : 32 / 293 .

خصل : عن الإمام الباقر في أميرالمؤمنين عليهماالسلام :«برز واللّه بالسبق ، وفاز بالخَصْل» : 46 / 318 . الخَصْل : الغَلَبة في النِّصال والقَرْطسةُ في الرّمي . وأصل الخَصْل : القَطْع ؛ لأ نّ المُتراهنين يقطعون أمْرَهم على شيء معلوم . والخَصْل _ أيضا _ : الخَطَر الذي يُخاطَر عليه . وتَخاصَل القوم ؛ أي تَراهنوا في الرَّمْي ، ويُجْمع أيضا على خِصال (النهاية) .

* وفي عبداللّه بن جعفر :«واعتراه أفْكَل حتّى أرْعدت خَصائِلُه» : 42 / 164 . جمع الخَصِيلَة ؛ وهي لحم العَضُدَينِ والفَخِذَين والساقَين . وكلُّ لحم في عَصَبةٍ : خَصِيلةٌ (النهاية) .

خصم : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«إيّاكم والمِراءَ والخُصُومة ؛ فإنّهما يمرضان القلوب على الإخوان» : 70 / 399 . الخَصْمُ : مصدر خَصَمْتُه ؛ أي نازعْتُه خَصْما ، يقال : خَاصَمتُه وخَصَمتُه مُخاصَمَة وخِصاما . وأصل المُخاصَمَة : أن يتعلّق كلُّ واحد بخصم الآخر ؛ أي جانبه ، وأن يجذِب كلُّ واحد خصم الجَوالِق من جانب (مفردات الراغب) .

خصي : نهى أميرالمؤمنين عليه السلام :«عن بيع سبعة أشياء من الشاة ... النخاع والخُصْي» : 63 / 34 . الخُصي والخُصْيَة _ بضمّهما وكسرهما _ من أعضاء التناسل . وهاتان خُصْيَ_تانِ وخُصْيانِ والجمع خُصىً (القاموس المحيط) .

باب الخاء مع الضادخضب : عن النبيّ صلى الله عليه و آله :«ضَعُوا لي ماءً فيالمِخْضَب» : 28 / 141 . المِخْضَب _ بالكسر _ : شِبْه المِرْكَن ؛ وهي إجَّانةٌ تُغْسَل فيها الثياب (النهاية) .

* وفي أبي عبداللّه عليه السلام :«بَكَى حتّى خَضَبَتْ دُمُوعه لِحْيَته» : 73 / 21 . أي بَلَّتْها ، من طريق الاسْتِعارة . والأشْبَهُ أن يكون أراد المبالغة في البكاء ، حتّى احْمَرّت دموعه ، فَخَضَبتْ لحْيته (النهاية) .

خضخض : عن الإمام الحسين عليه السلام :«أنتم معاشرَ العرب إذا خَلَوْتم خَضْخَضْتُم» : 78 / 59 .

.

ص: 419

الخَضْخَضة : الاسْتمْناء ؛ وهو اسْتِنْزال المَنِيِّ في غير الفَرْج . وأصل الخَضْخَضة : التحريك (النهاية) .

* ومنه في عبداللّه الطائي :«انْتَزعَ المِغْوَل من يده وخَضْخَض به جوفه» : 44 / 47 . الخَضْخَضَة : التحريك (المجلسي : 44/49) .

خضد : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«إنّ الشجر لم يَزَلْ خَضِيْدا كلّه حتّى دُعِيَ للرّحمن ولد ... وصار له شوك حِذارَ أن ينزل به العذاب» : 63 / 112 . خَضَد الشّجَرَ : قَطَعَ شَوْكَه (القاموس المحيط) .

* ومنه في تفسير قوله تعالى : «في سِدْرٍ مَخْضُودٍ» : «شَجَر لا يكون له وَرَق ، ولا شوك فيه» : 8 / 134 .

خضر : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«ما أظلَّت الخَضْراء ، ولا أقلَّت الغبْراء ذا لهجةٍ أصدقَ من أبي ذرّ» : 22 / 329 . الخَضْرَاء : السَّماء ، والغَبْرَاء : الأرض (النهاية) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام في قوله تعالى : «قالَ الَّذي عِندَهُ عِلمٌ مِنَ الكِتاب» : «قدر قطرة من المطر الجَوْد في البحر الأخْضَر ، ما يكون ذلك من علم الكتاب؟» : 26 / 171 . البحر الأخضر : هو المحيط ؛ سُمِّيَ به لخضْرته وسواده بسبب كثرة الماء (المجلسي : 26 / 171) . والجَوْد _ بالفتح _ : المطر الغزير (القاموس المحيط) .

* وعنه عليه السلام :«إنّه الأحول الأكشف الأخضر المقتول بسدّة أشجع» : 47 / 281 . الأخضر : الأسود _ كما في القاموس _ أو المراد به : الأخضر العين (المجلسي : 47 / 289) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«أرْسى أرْضا يحْملها الأخْضر» : 54 / 38 . المراد من الأخضر : الحامل للأرض ؛ وهو البحر (صبحي الصالح) .

* وعنه عليه السلام :وفي يميني لِلّقاءِ أخضرُ : 21 / 38 . وإنّما عبّر عن السيف بالأخضر ؛ لأ نّه من الحديد ، وهو أسود ، والعرب تعبّر عن السواد بالخضرة (المجلسي : 21 / 38) .

* ومنه في فتح مكّة :«مرّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله في الكَتِيبة الخَضْرَاء» : 21 / 104 . يقال : كَتيبة

.

ص: 420

خَضْرَاء : إذا غلب عليها لُبْس الحديد (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«الدّنيا ... حُلْوَةٌ خَضِرَة» : 70 / 81 . أي غَضَّة ناعِمَةٌ طَرِيَّة (النهاية) .

* وعنه عليه السلام :«أما واللّهِ لَيُسَلَّطَنَّ عليكم غلامُ ثَقِيفٍ الذَّيَّالُ الميّالُ ، يأكل خَضِرتَكم» : 41 / 332 . في النهاية : «ويأكل خَضِرَتها» أي هنيئها ، فَشَبَّهه بالخَضِر الغَضّ النّاعم .

* وعنه عليه السلام :«إنّي ... مُبِيدُ خَضْرائِكُم» : 29 / 140 . قولهم : أبادَ اللّه خَضْراءهم أي ؛ سوادهم ومُعْظَمَهم . وأنكره الأصمعي وقال : إنّما يقال : أباد اللّه غضراءَهم ؛ أي خَيرهم وغَضارتهم (المجلسي : 82 / 252) .

* ومنه الدعاء :«لا تدعْ للجور ... خَضْراء إلاّ أبَرْتَها» : 82 / 230 .

* وفي مناهي النبيّ صلى الله عليه و آله :«نَهَى عن المُخَاضَرَة» ، وهي أن يبتاع الثمار قبل أن يَبْدو صلاحها ، وهي خُضْرٌ بَعد: 100 / 125 .

* وعنه صلى الله عليه و آله :«إيّاكم وخَضْراءَ الدِّمَن . قيل : ... وما خَضْراء الدِّمَن ؟ قال : المرأة الحسناء في مَنبِت السّوء» : 100 / 236 . ضَرَب الشجرةَ التي تنْ_بُتُ في المَزْبلة ، فتَجيء خَضِرةً ناعمة ناضرة ، ومَنبِتُها خبيث قذِر مثَلاً للمرأة الجميلة الوجه ، اللَّئيمة المنْصِب (النهاية) .

* وعن يحيى بن عبادة عن أبي عبداللّه عليه السلام :«إنّ رجلاً مات من الأنصار ، فشَهِدَه رسول اللّه صلى الله عليه و آله وقال : خَضِّروهُ ؛ فما أقلّ المُتَخَضِّرين يوم القيامة! قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : وأيّ شيء التّخْضِير ؟ قال : تؤخذ جَريدة رطبة قدر ذراع ، وتوضع هنا _ وأشار بيده إلى تَرْقُوَته _ تُلفّ مع ثيابه» : 78 / 314 .

خضرم : في دعاء النّدبة :«يابن الخَضارِمة المُنتَجَبين» : 99 / 108 . الخِضْرِم _ بكسر الخاء والراء _ : الكثير العطيّة ، مُشَبَّهٌ بالبحر الخِضْرِم ؛ وهو الكثير الماء ، وأنكر الأصمعيُّ الخِضْرِم في وصف البحر . وكلُّ شيءٍ كثيرٍ واسعٍ : خِضْرِمٌ ، والجمع : الخَضَارِم (الصحاح) .

* وفي زيارة المهديّ عليه السلام :«يابن ... الخضارِمة الأنجَبين» : 99 / 86 .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام في خيبر : اثبت لَحاكَ اللّهُ إن لم تُسلِمِلوقع سيفٍ عَجْرفيّ خِضْرِمِ : 21 / 39 .

.

ص: 421

باب الخاء مع الطاء

خضع : عن عليّ بن الحسين عليهماالسلام :«إذا رأيتم الرجل ... تماوت في منطقه ، وتَخاضَعَ في حركاته ... لا يغُرّنّكم» : 2 / 84 . تَخاضَع ؛ أي أظهر الخُضُوع (المجلسي : 2 / 85) .

* وفي الزيارة الجامعة :«وخَضَعَ كلّ جبّار لفضلكم» : 99 / 132 . أي ذلّ وانقاد .

خضل : في أبي عبداللّه عليه السلام :«بكَى حتّى أخْضَلَتْ دموعُه لحيتَه» : 73 / 35 . أي بلّت بدموعه . يقال : خضِل واخضلَّ : إذا نَدِي ، وأخْضَلْتُه أنا (النهاية) .

* وسُئِل رسول اللّه صلى الله عليه و آله عن أفْضل الصّدقة قال :«الصدقة على الأسير قد اخْضَلَّتا عيناه» : 93 / 181 . اخْضَلّت عيناه ؛ أي ترشّش بالندى وابتلّ ، لداء يعرض في قناتها السافلة السابلة إلى الأنف ، فيسدّ تلك القناة ولا ينجذب ماء العين ... وفي نسخة : «المخضرّتا عيناه» والخضرة _ وهكذا الأخضر والاُخيضر _ : داء في العين . ولكنّ الأولى أن يكون المراد بالاخضرار أو الاخضلال : سواد العين من الجوع ؛ فإنّ الذي يشتدّ جوعه يعلو عينَه شيٌء كالغبار ، فيسودّ في عينه الهواء والأجرام (الهامش : 93 / 181) .

* وعن الحسن بن عليّ عليهماالسلام :نحن اُناس نَوالُنا خَضِلُ : 43 / 341 . الخَضِل _ ككَتِف وصاحب _ : كلُّ شيء نَدٍ يُترشّف نداه . وقال الجوهريّ : الخَضِل : النبات الناعم (المجلسي : 43 / 341) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في الاستسقاء :«وأنزِلْ علينا سماءً مُخْضَلَّةً مِدْرارا» : 88 / 319 . السماء يكون بمعنى المطر ، ومُخْضَلَّة _ بتشديد اللاّم _ : أي مُبتَلّة ، وتأنيث الصّفة لظاهر لفظ السّماء ، وإن اُريد به المطر هنا ، وهو كناية عن كثرة المطر . وربّما يقرأ «مُخْضِلَة» على بناء اسم الفاعل من باب الإفعال ؛ أي التي تُخْضِل النبت وتبُلّه ، يقال : أخْضَلْتُ الشيء ؛ أي بَلَلْتُه (المجلسي : 88 / 321) .

* وفى الخبر :«اِخْضَألَّتْ (1) أغصان الشجر على النبيّ صلى الله عليه و آله حين استظلّ تحتها» : 15 / 409 .

.


1- .في البحار : «أخضَلَتْ» ، والظاهر أنّ الصحيح ما أثبتناه إذ هو المناسب للسياق .

ص: 422

اِخْضَألّ الشّجر كَاطْمَأنّ ، واخْضالّ كَاحْمارّ : كثرت أغْصانها (المجلسي : 15 / 413) .

خضم : عن أميرالمؤمنين عليه السلام في عُثمان :«قام معه بَنُو أبيه يَخْضَمُون مَالَ اللّه خَضْم الإبل نَبْتَةَ الربيع» : 29 / 499 . الخَضْم : الأكل بأقْصَى الأضراس ، والقَضْم بأدْناها . خَضِم يَخْضَم خَضْما (النهاية) .

* وعنه عليه السلام في ذمّ رجل :«لئن أمكنني اللّه منه لأخضَمَنّه خَضْم البُرّ» : 40 / 347 .

* وعن الديصاني لأبي عبداللّه عليهم السلام«أ يّها البحر الخِضَمّ» : 3 / 39 . الخِضَمّ _ على وزن الهِجَفّ _ : الكثير العطاء (الصحاح) .

باب الخاء مع الطاءخطأ : في مناجاته تعالى ليوسف عليه السلام :«يابن يعقوب ، ما أسكَنَكَ مع الخَطَّائِين ؟ قال : جُرمي» : 92 / 193 . يقال : رجل خَطَّاء : إذا كان مُلازِما للخَطَايَا غير تارك لها ، وهو من أبْنِية المُبالَغة (النهاية) .

* ومنه عن النبيّ صلى الله عليه و آله فيمن صلّى عليه وعلى أهل بيته :«صلّت عليه الملائكة سبعين صلاة وإن كان مذنباً خَطّاءً» : 91 / 56 .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«لا يجد أحدكم طعم الإيمان حتّى يعلم أنّ ما أصابه لم يكن ليُخطئه ، وما أخطأه لم يكن ليُصيبه» : 67 / 148. «لم يكن ليخطئه» : يحتمل أن يكون من المعتلّ ؛ أي يتجاوزه ، أو من المهموز ؛ أي لا يصيبه كما يخطئ السهم الرمية ... والهمز أظهر . وحاصل المعنى أنّ ما أصابه في الدّنيا كان يجب أن يصيبه ، ولم يكن بحيث يتجاوزه إذا لم يبالغ السعي فيه ، وما لم يصبه في الدّنيا لم يكن يصيبه إذا بالغ في السعي ، أو المعنى أنَّ ما أصابه في التقدير الأزليّ لا يتجاوزه ، وإن قصّر في السعي وكذا العكس ، وهذا الخبر بظاهره ممّا يوهم الجبر ، ولذا اُوّل وخصَّ بما لم يكلَّف العبد به فعلاً وتركا ، أو بما يصل إليه بغير اختياره من النعم والبلايا والصحّة والمرض وأشباهها (المجلسي : 67 / 148) . قد تكرّر ذكر الخَطَأ والخَطِيئَة في الحديث ، يقال : خَطِئ في دينه خِطْأً : إذا أثِمَ فيه ، والخِط ءْ : الذنب

.

ص: 423

والإثم . وأخْطَأ يُخْطِئ : إذا سَلَك سَبِيلَ الخَطَأ عَمْدا أو سَهْوا . ويقال : خَطِئ بمعْنى أخطَأ أيضا . وقيل : خَطِئ إذا تعَمَّدَ ، وأخْطَأ إذا لم يتَعَمَّد . ويقال لمن أراد شيئا فَفَعل غيره ، أو فَعَل غير الصواب : أخْطأ (النهاية) .

خطب : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«وهلمّ الخَطْب في ابن أبي سفيان» : 38 / 159 . الخَطْب : الحادث الجليل ، يعني الأحوال التي أدّت إلى أن صار معاوية منازعا له في الرئاسة ، قائما عند كثير من النّاس مقامه ، صالحا لأن يقع في مقابلته ، وأن يكون ندّا له (المجلسي : 38 / 162) .

* وعنه عليه السلام بعد التحكيم :«الحمد للّه وإن أتى الدهرُ بالخَطْب الفادح» : 33 / 321 . الخَطْب : الأمر العظيم ، والفادح : الثقيل (المجلسي : 33 / 322) .

* ومنه عن فاطمة عليهاالسلام : قد كان بعدك أنباء وهنبثةٌلو كنت شاهدها لم تكثُر الخطب : 29 / 239 .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«في دون ما ... استدبرتم من خَطْب معتَبرٌ» : 51 / 122 . أي الشأن والأمر (المجلسي : 51 / 124) .

خطر : عن رجل للنبيّ صلى الله عليه و آله :«ما أتيتُك حتّى لا يَخْطِر لنا فحل» : 17 / 230 . أي ما يُحَرّك ذَ نَبَه هُزالاً ؛ لِشِدَّة القَحْطِ والجَدْبِ . يقال : خَطَرَ البَعير بذَنَبه يَخْطِر : إذا رَفَعه وحَطَّه . وإنّما يَفْعل ذلك عند الشِّبَع والسِّمَن (النهاية) .

* ومنه عن فاطمة عليهاالسلام :«هَدَرَ فَنِيقُ المبطلين ، فخَطَرَ في عرصاتكم» : 29 / 225 . والفَنيق : الفحل المُكرَم من الإبل الذي لا يُركب ولا يهان .

* وقيل لعليّ بن الحسين عليهماالسلام :«مَن أعظم الناس خَطَرا؟ فقال عليه السلام : من لم يرَ الدنيا خَطَرا لِنَفْسه» : 75 / 135 . أي عوضا ومِثْلاً . والخَطَر _ بالتحريك _ في الأصل : الرَّهْن ، وما يُخاطَر عليه ، ومثل الشيء ، وعِدْله . ولا يقال إلاّ في الشيء الذي له قَدْر ومَزِيّ_ة (النهاية) .

* ومنه عن لقمان :«إنّ تاجرا سكر وخاطَرَ نديمه أن يشرب ماء البحر كلّه» : 13 / 433 . خاطره على كذا : راهنه .

.

ص: 424

* وعن الإمام الباقر عليه السلام في أمير المؤمنين عليه السلام :«وأحرز الخِطار ، فانحسرت عنه الأبصار» : 46 / 318 . الخِطار _ بالكسر _ جمع خَطَر _ بالتحريك _ وهو السبق الذي يُتراهن عليه . فانحسرت ؛ أي كلَّتْ (المجلسي : 46 / 319) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام في زيارة الإخوان :«جاء يوم القيامة يَخْطِر بين قَباطيّ من نور» : 7 / 197 . يَخْطِر في مِشْيته ؛ أي يَتَمايَل ويَمشي مِشْيَة المُعْجب (النهاية) .

* ومنه عن أبي عبداللّه عليه السلام :«إنّ اللّه أحبّ ... الخَطر فيما بين الصفَّين ... وأبغض الخَطر في الطرُقات» : 12 / 55 .

* وعن المختار :«لأقتلَنّ كلّ جبّار بكلّ لدُن خَطَّار» : 45 / 357 . خَطَر الرجل بسيفه ورمحه : رفعه مرّة ووضعه اُخرى ، والرّمح اهتزّ فهو خَطّار (المجلسي : 45 / 388) .

* وفي الدعاء بعد صلاة الوتر :«أو خَطَر بها خَطَرات الشيطان» : 86 / 302 . خَطَرات الشيطان : وساوسه (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في أهل الطاعة يوم القيامة :«لا تَعْرِضُ لهم الأخْطَار» : 7 / 114 . الأخْطَار : جمع الخَطَر ؛ وهو ما يُشْرَف به على الهَلَكة (المجلسي : 7 / 114) .

* وعنه عليه السلام :«لقد خَاطَر من استغنى برأيه» : 74 / 286 . يقال : خاطَرَ بنفسه : عرّضها للخَطَر ؛ أي أشرف نفسه للهلاك (الهامش : 74/286) .

خطط : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في الحديبية :«لا يسألوني خُطّة يعظِّمون فيها حُرُمات اللّه إلاّ أعطيتهم إيّاها» : 20 / 330 . الخُطّة : الحال والأمر والخَطْب (النهاية) .

* ومنه في مدحه صلى الله عليه و آله :«ذا منْطق عدل ، وخُطَّة فصل» : 86 / 335 . أي إذا نزل به أمْرٌ مُشكل فصل برَأيه (النهاية) .

* وعن عبدالمسيح :يا فاصل الخُطَّة أعْيَتْ مَنْ ومَنْ 15 / 264 . أي يا من يبيّن ويُظهر اُمورا أعيتْ وأعجزتْ مَن ومَن ؛ أي جماعة كثيرة ، قال

.

ص: 425

في الفائق : أراد أنّ تلك الخُطّة لصعوبتها أعجزت من الحكماء والبصراء مَن جَلّ قدره ، فحذفت الصلة ، كما حذفت في قولهم : بعد اللّتيا والتي ، إيذانا بأنّ ذلك ممّا تقصر العبارة عنه لِعِظَمه (المجلسي : 15 / 266) .

* وفي الدعاء :«اُرزقني في خِطّتي من الأرض ...فوزا من رحمتك» : 83 / 67 . أي قبري . الخِطَّة _ بالكسر _ هي الأرض يَخْتَطّها الإنسان لنفسه ؛ بأن يُعَلِّم عليها علامةً ، ويَخُطّ عليها خَطّا لِيُعْلم أ نّه قد احْتازها (النهاية) .

* وفي أميرالمؤمنين عليه السلام في غزوة ذات السلاسل :«وفي يده قناة خَطِّيَّة» : 21 / 78 . الخَطِّيّ _ بالفتح _ : الرُّمح المنسوب إلى الخَطّ ؛ وهو سِيفُ البَحر عند عُمان والبَحْرَين ؛ لأ نّها تُحمل إليه ، وتُثَقَّف به (النهاية) .

* ومنه عن حذيفة في الجنّ :«إذا هم أربعون رجلاً ... بأيديهم الرماح الخَطِّيّة» : 39 / 186 .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام :«لقد لبس أبي درع رسول اللّه صلى الله عليه و آله فخَطّت على الأرض خططا» : 26 / 202 . أي كانت زائدة عن قامته عليه السلام (المجلسي : 26/203) .

خطف : عن أبي عبداللّه عليه السلام في السِّحر :«خَطْفة وسُرعة» : 10 / 169 . الخَطْف : اسْتِلابُ الشيء ، وأخْذه بسُرعة ، يقال : خَطِف الشيء يَخطَ_فُه واخْتَطَفه يَخْتَطِفه . ويقال : خَطَف يَخْطِف ، وهو قليل (النهاية) .

* ومنه عن النبيّ صلى الله عليه و آله :«ما بال أقوام يرفعون أبصارهم في صلاتهم ليَنْتَهُنّ عن ذلك أو ليخطفنّ أبصارهم» : 81 / 266 .

* ومنه عن سويد بن غفلة :«دخلت على أميرالمؤمنين عليه السلام ...فإذا بين يديه صَحْفَة فيها خَطِيفَة» : 40 / 326 . الخَطِيفَة : لَبن يُطْبَخ بدقيق ، ويُخْتَطف بالملاعق بسُرعة (النهاية) .

* ومنه عن الحسين بن رَوْح :«لأن أخِرَّ من السماء ، فَتَخْطَفني الطير ...» : 44 / 274 . أي تأخذني بسرعة (المجلسي :44 / 274) .

* وعن أبي جعفر عليه السلام في جهنّم :«فيمطرهم حجارة وكلاليبَ وخطاطيفَ» : 8 / 323 . الخُطَّاف : الحديدة المُعْوَجّة كالكَلُّوب ، يُخْتَطَف بها الشيء ، ويجمع على خَطاطِيف (النهاية) .

.

ص: 426

باب الخاء مع الفاء

خطل : عن الرضا عليه السلام :«إيّاك والخَطَل» : 10 / 310 . الخَطَل : المَنْطقُ الفاسِد ، وقد خَطِل في كلامه وأخْطل (النهاية) .

* ومنه عن فاطمة عليهاالسلام :«فقُبْحا لاُِفُون الرّأْي ، وخَطَل القول» : 43 / 161 .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«ما وجد [ أي النبيّ صلى الله عليه و آله ] لي كَذْبة في قول ، ولا خَطْلَة في فعل» : 38 / 320 . الخَطْلَة في الفعل : الخَطَأ فيه ، وإيقاعه على غير وجهه (المجلسي : 38 / 322) .

خطم : عن النبيّ صلى الله عليه و آله في دابّ_ة الأرض :«معها عصا موسى ، وخاتم سُليمان ، فتَجْلو وجه المؤمن بالعصا ، وتَخْطِم أنف الكافر بالخَاتَم» : 6 / 300 . أي تَسِمُه بها ، من خَطَمتُ البَعير : إذا كَوَيْتَه خَطّا من الأنف إلى أحد خدَّيه ، وتُسمّى تلك السِّمَة : الخِطام (النهاية) .

* وعنه صلى الله عليه و آله في نوق الجنّة :«وخِطامها جَدْل الاُرْجُوان» : 7 / 172 . خِطَام البعير : أن يُؤخذ حَبْل من ليف أو شعَر أو كَتَّان ، فيُجْعَل في أحَد طَرَفيه حَلْقة ، ثمّ يُشَدّ فيه الطّرف الآخر حتّى يَصير كالحلقة ، ثمّ يُقَاد البَعير ، ثمّ يُثَنَّى على مَخْطِمه . وأمّا الذي يُجْعل في الأنف دَقِيقا فهو الزِّمام (النهاية) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«سلوني ... قبل أن تَشْغُر فتنة تَطأ في خِطَامها» : 66 / 227 . الوط ء في الخِطَام : كناية عن فقد القائد ، وإذا خلت الناقة من القائد تَعثُر وتَخبِط ، وتُفسِد ما تمرُّ عليه بقوائمها (المجلسي : 66 / 234) .

* وعن المفضّل :«ترى الفم مشقوقا شقّا في أسفل الخَطْم» : 3 / 95 . الخَطْم _ بالفتح _ من كلّ طائر : منقاره ، ومن كلّ دابّة : مقدّم أنْفِها وفمِها (المجلسي : 3 / 98) .

* ومنه عن النبيّ صلى الله عليه و آله :«إنّ الشيطان واضع خَطْمه على قلب ابن آدم» : 60 / 194 .

* وعن العبّاس في أبي سفيان يوم فتح مكّة :«حَبَسْته عند خَطْمِ الجبل بمضيق الوادي» : 21 / 104 . الخَطْم والخَطْمَة : رَعْن الجبل ؛ وهو الأنف النادر منه (النهاية) . وقد مرّ ذكر الحديث أيضا في مادّة «حطم» بالحاء المهملة ، فراجع .

خطا : في الحديث :«جعل يَتَخَطَّى رقَابَ المهاجرين» : 39 / 117 . أي يَخْطُو خُطْوة خُطْوة (النهاية) .

.

ص: 427

* ومنه عن أبي جعفر عليه السلام في زيارة الإخوان :«إذا انصرف شيّعه ملائكة عدد نَفَسه وخُطاه» : 73 / 34 . الخُطْوة _ بالضّمّ _ : بُعد ما بين القدمين في المشي ، وبالفتح : المرّة . وجمع الخُطوة في الكَثْرة : خُطا ، وفي القلَّة : خُطْوَات _ بسكون الطاء وضمّها وفتحها (النهاية) .

* ومنه عن النبيّ صلى الله عليه و آله فيما يُكفّر الخطايا :«وكثرة الخُطَى إلى هذه المساجد» : 77 / 301 .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام في صفِّين :«صِلُوا السيوف بالخُطَى» : 32 / 557 . الخُطَى جمع خُطْوة _ بالضّم فيهما _ والمعنى : إذا قصرت السيوف عن الضريبة ، فتقدّموا تلحقوا ، ولا تصبروا حتّى يلحقكم العدوّ ، وهذا التقدّم يورث إلقاء الرعب في قلب العدوّ (المجلسي : 32 / 559) .

باب الخاء مع الفاءخفت : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«عالم السرّ من ضمائر المضمرين ونجوى المُتَخافِتين» : 74 / 328 . التَخَافُت : المكالمة السرّيّ_ة (صبحي الصالح) .

* وعنه عليه السلام :«لِيَعِظْكُم هُدُوِّي ، وخُفُوتُ إطراقي» : 42 / 207 . خَفَتَ الصّوت خُفُوتا : سَكَنَ ، ولهذا قيل للميّت : خَفَتَ : إذا انقطع كلامه وسكت (المجلسي : 42 / 210) .

* ومنه عن أبي عبداللّه عليه السلام في قول اللّه : «ولا تَجهَرْ بصَلاتِك ولا تُخافِتْ بها» قال : «المُخَافَتة : ما دون سمعك» : 82 / 72 .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«لو علم حساب ما هو فيه مات خُفَاتا من الهَوْل» : 65 / 385 . أي فُجْأة (مجمع البحرين) .

* وعن الصادق عليه السلام في بيع السلاح :«بعهما ما يكُنُّهما : الدرعَ والخَفْتان» : 75 / 259 . الخَفْتَان _ بالفتح _ : ضرب من الثياب . دخيل (الهامش : 75 / 259) .

* ومنه في خيّاط الإمام الهادي عليه السلام :«وهو يقطع من ثياب غلاظ خَفاتِين» : 50 / 143 . جمع خَفْتان ؛ وهو الدرع من اللِّبْد (الهامش : 50 / 143) .

.

ص: 428

خفر : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في الكوثر :«لا يشربه إنسان أخْفَر ذِمّتي» : 8 / 25 . خَفَرْت الرجُل : أجَرْته وحَفِظْته . وخَفَرْته : إذا كُنت له خَفِيرا ؛ أي حَاميا وكفيلاً ، وتَخَفَّرت به إذا اسْتَجَرت به . والخِفَارة _ بالكسر والضم _ : الذّمام . وأخْفَرْتُ الرجل : إذا نَقَضْتَ عهده وذِمامه ، والهمزة فيه للإزالة ؛ أي أزلت خِفَارته ، كأشكَيته إذا أزلْت شِكَايَته ، وهو المراد في الحديث (النهاية) .

* ومنه عن حفص بن البختري :«تكفّلت برجل ، فَخَفَرني» : 14 / 508 . خفر فلان فلانا : نقض عهده ، وغدر به (الهامش : 14/508) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«بقيت بين خَفِيرَيْن ... عقيل وعبّاس» : 22 / 284 . الخَفِير : المُجار والمُجير ، والمراد هنا الأوّل ؛ أي اللّذَين اُسِرا ، فاُجيرا من القتل ، فصارا من الطلقاء ، فليسا كالمهاجرين الأوّلين (المجلسي : 22 / 284) .

* وعن اُمّ سلمة :«حُمادَياتُ النساء : غضُّ الأبصار ، وخَفَر الأعراض» : 32 / 154 . أي الحياء من كلّ ما يُكْره لهنّ أن ينظرْنَ إليه ، فأضافت الخَفَر إلى الإعْرَاض ؛ أي الذي تَسْتَعمله لأجل الإعْرَاض . ويروى : «الأعراض» _ بالفتح _ جمع العِرض ؛ أي إنّهنّ يَسْتَحْيِين ويَتَسَتَّرن لأجل أعْرَاضِهنّ وصَوْنها (النهاية) .

* ومنه عن ابن خُزَيم في زينب عليهاالسلام :«لم أرَ واللّه خَفِرَة قطُّ أنطقَ منها» : 45 / 108 . الخَفَر _ بالتحريك _ : شدّة الحياء ... وجارية خَفِرَة ومُتَخَفِّرَة (المجلسي : 49 / 252) .

خفش : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«من ... عجائب خِلْقَته ... هذه الخَفافِيش التي يَقْبِضها الضياء الباسط» : 61 / 323 . الخُفّاش _ كرُمّان _ : الخُشّاف ، وتقدّم فى خشف .

خفض : عن ابن ورقاء في الحديبية :«يا معشر قريش خفِّضوا عليكم» : 20 / 361 . أي هَوِّنوا عليكم ، مِن الخَفْض : الدَّعة والسُّكون (النهاية) .

* ومنه عن أبي عبداللّه عليه السلام في الشيعة :«الخَفِيض عَيشُهم» : 65 / 180 . الخَفْضُ ضدّ الرفع (النهاية) . أي : هم خفيفو المؤونة ، يكتفون من الدنيا بأقلّها ؛ فلا يتعبون في تحصيلها (المجلسي : 65 / 184) .

.

ص: 429

* وعن الصادق عليه السلام :«خَفْضُ النساء مَكرُمة» : 101 / 124 . الخَفْض للنساء : كالختان للرِّجال . وقد يقال للخاتنِ : خافِضٌ ، وليس بالكثير (النهاية) .

خفف : في خالد بن الوليد يوم اُحُد :«جاء من ظهر رسول اللّه صلى الله عليه و آلهيريده ... في خِفّ من أصحابه» : 20 / 83 . الخِفّ _ بالكسر _ : الجماعة القليلة (المجلسي : 20 / 90) .

* ومنه في الحديث :«خذ من الدنيا خِفّا من الطّعام» : 74 / 22 . بكسر الخاء ، مِن الخفيف .

* وفي الهجرة :«أمرهم أن ... يَتَخَفَّفُوا إذا ملأ الليل بطن كلّ وادٍ» : 19 / 65 . يَتَخَفَّفُوا ؛ أي لا يحملوا معهم شيئا يثقل عليهم (المجلسي : 19 / 69) .

* وعن عليّ بن الحسين عليهماالسلام في الطواف :«فواسوأتاهُ غدا ... إذا قيل للمُخِفِّيْن جُوزُوا ، وللمثقلين حُطّوا» : 84 / 200 . يقال : أخَفَّ الرجل فهو مُخِفٌّ وخِفٌّ وخَفِيف : إذا خَفَّت حاله ودابَّته ، وإذا كان قليل الثَّقَل . يريد به المخفَّ من الذّنوب وأسباب الدنيا وعُلقتها (النهاية) .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«وقد حان منّي خُفُوفٌ من بين أظهركم» : 22 / 467 . كما في النهاية ، أي حَركةٌ وقُرب ارْتحَال ؛ يُريد الإنذار بموته صلى الله عليه و آله (النهاية) .

* وعن الصادق عليه السلام في السِّحْر :«سرعة ، ومخاريق ، وخِفَّة» : 10 / 169 . الخِفَّة : ضدّ الثقل في العمل وغيره .

* وعن محمّد بن مسلم :«ذهبت الجارية بالماء ، فوضعته ، فاستَخْفَفْتُها ، فأصَبْتُ منها» : 47 / 266 . أي فوجدت إتيانها خفيفة سهلة ، ويحتمل أن يكون كناية عن المراودة من قولهم : استخفَّ فلانا عن رأيه ؛ أي حمله على الخفّة والجهل ، وأزاله عن رأيه (المجلسي : 47 / 267) .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«لا سَبْقَ إلاّ في حَافِر أو نَصْل أو خُفّ» : 100 / 190 . أراد بالخُفّ الإبلَ ، ولابدّ من حذف مُضافٍ ؛ أي في ذي حافر ، وذي نَصْل ، وذي خُفّ . والخُفُّ للبعير كالحافر للفرس (النهاية) .

خفق : عن الصادق عليه السلام في دعاء الاستخارة :«ولا أخْفَقَ مَن رجاك» : 88 / 272 . الإخْفاق : أن يَغْزُوَ فلا يَغْنَم شيئا ، وكذلك كلُّ طالب حاجة إذا لم تُقْضَ له . وأصله من الخَفْق : التحرُّك (النهاية) .

.

ص: 430

باب الخاء مع القاف

باب الخاء مع اللام

* ومنه في الزيارة الجامعة :«اللهمّ إنّي أعوذ بك من سوء الصّحبة ، وإخْفاقِ الأوبة» : 99 / 163 .

* ومنه عن المدائني :«لمّا جلس الرضا عليه السلام في الخِلَع بولاية العهد ... خَفَقَتِ الألوية على رأسه» : 49 / 147 . خَفْقُ الألوية : تحرُّكها واضطرابها (المجلسي : 49 / 147) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام في صلاة الاستسقاء :«اللهم اسْقنا غيثا ... متتابعا خُفُوقُه» : 88 / 294 . أي اضطراب بُروقه ، أو أصوات رعوده (المجلسي : 88 / 303) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام :«فواللّه ما خَفَقَت النّعال خلف رجل إلاّ هَلَكَ وأهْلَكَ» : 70 / 150 . أي صوت النعال . قال الجوهريّ : خَفَقَ الأرضَ بنَعله . وكلُّ ضربٍ بشيء عريضٍ : خَفْقٌ .

* وفي النبيّ صلى الله عليه و آله :«رفع مِخْفَقَة عنده ، فضربها [ أي الفَرَس ] ضربا خفيفا» : 18 / 12 . المِخْفَقَة _ كَمِكْنَسة _ : الدِّرّة أو سوط من خشب (القاموس المحيط) .

* وفي الحديث القدسي :«ياذا القرنَين ! أنت حجّتي على جميع الخلائق ما بين الخَافِقَيْن» : 12 / 186 . هما طَرَفا السماء والأرض . وقيل : المَغْرب والمشرق . وخَوافِق السماء : الجِهاتُ التي تَخْرُج منها الرِّياح الأربع (النهاية) .

* ومنه عن الحسن بن عليّ عليهماالسلام في المهديّ عليه السلام :«يملك ما بين الخَافِقَيْن أربعين عاما» : 44 / 21 .

خفا : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في السحابة :«كيف ترون برقَها أخَفْوا أم وَمِيضا ؟» : 17 / 156 . خَفا البَرْق يَخْفو ويَخْفي خَفْوا وخَفْيا : إذا بَرَق بَرْقا ضعيفا (النهاية) .

* وعنه صلى الله عليه و آله في حِلّ الميتة :«ما لم تَصْطَبِحوا أو تَغْتَبِقُوا أو تَخْتَفُوا بَقْلاً» : 62 / 148 . أي تُظْهِرُونه . يقال : اِخْتَفَيْتُ الشيء . إذا أظهرتَه ، وأخْفَيتُه : إذا سَترْته (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في الدنيا :«لا يُمسي امرؤٌ منها في جناح أمن إلاّ أصبح في خَوَافِي خوف» : 75 / 15 . الخَوَافي : الريش الصّغار التي في جناح الطائر ، ضِدُّ القَوادم ، واحدتها خَافِيَة (النهاية) .

.

ص: 431

باب الخاء مع القافخقق : عن مسروق في المخدج :«قتله عليٌ ... بين أخاقيق وطرفاء» : 33 / 332 . الأخاقيق : شُقوق في الأرض كالأخادِيد ، واحدُها اُخْقُوق . يقال : خَقَّ في الأرض وخدَّ بمعنىً . وقيل : إنَّما هي لَخاقِيقُ ، واحدها لُخْقُوق (النهاية) .

باب الخاء مع اللامخلأ : عن النبيّ صلى الله عليه و آله :«ما خَلَأتِ القَصواءُ ولكن حَبَسها حابسُ الفيل» : 20 / 330 . الخِلاء للنُّوق كالإلحاح للجِمال ، والحِران للدّوابّ . يقال : خَلأتِ الناقة ، وألَحّ الجمل ، وحَرَن الفَرس (النهاية) .

خلب : عن أميرالمؤمنين عليه السلام في صلاة الاستسقاء :«اِسْقِنا الغيث ... غير خُلَّبٍ بَرْقُه» : 88 / 294 . أي خالٍ عن المَطر . الخُلَّب : السَّحاب يُومِض بَرْقُه حتّى يُرْجَى مَطَرُه ، ثم يُخْلِف ويُقْلِع ويَنْقَشع ، وكأ ن_ّه من الخِلابة ؛ وهي الخِداع بالقول اللَطيف (النهاية) .

* ومنه عن النبيّ صلى الله عليه و آله :«لا خِلابة» يعني الخديعة ، يقال : خَلَبْتُه أخْلِبُه خِلابة : إذا خدعتُه :72 / 285 .

* وعن الصادق عليه السلام في خصال الزوجة :«إظْهار العشق له بالخِلابة» : 75 / 237 . الخِلابة _ بكسر الخاء _ : الخديعة باللسان أو بالقول الطيّب (الهامش : 75 / 237) .

خلج : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في الصراط :«فإذا ... عرفتهم وعرفوني اُخْتُلِجوا دوني» : 28 / 24 . الخَلْج : الجذب والنَّزْع (النهاية) .

* وفي حديث آخر :«ولَيُخْتَلَجُنَّ دوني» : 22 / 492 . أي يُجْتَذَبُون ويُقْتطعُون (النهاية) .

* ومنه عن العسكريّ عليه السلام :«اللهمّ ... لا اُخْتَلَجَنَّ عنك وأنا أتحرّاك» : 82 / 257 .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في الحياة :«ووصَلَ بالموت أسبابَها ، وجعله خَالِجا لأشْطَانِها» : 5 / 148 . أي مُسْرِعا في أخْذِ حِبالها (النهاية) . شبّه عليه السلام الأعمار الطويلة بالحبل (صبحي الصالح) .

.

ص: 432

* وحديثه الآخر :«تَنَكَّب المَخالِجَ عَن وَضَح السَّبيل» : 74 / 426 . أي الطّرق المُتَشَعِّبةَ عن الطَّريق الأعْظم الوَاضِح (النهاية) .

* وفي ثالث :«لولا عهد عهِدَه إليَ النبيّ صلى الله عليه و آله لأوْرَدت المخالفين خَليج المنيّة» : 28 / 242 . الخَلِيج : شعبة من البحر والنهر ، والمَنيّ_ة : الموت (المجلسي : 28 / 247) .

* ومنه عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في الحوض :«يسيل فيه خَلِيْجان من الماء» : 8 / 21 .

* وفي دعوَةِ رسول اللّه صلى الله عليه و آله على الحَكَم بن أبي العاص :«التفتَ إليه فرآه يتخلّج يحكيه ، فقال : كن كما أنت ، فبقي على ذلك سائر عمره» : 33 / 209 . أي كان يُحَرّك شفَتَيه وذَقَنَه اسْتهزاءً وحِكايةً لفعْل النبيّ صلى الله عليه و آله ، فَبَقِيَ يَرْتَعِد ويَضْطَرِب إلى أن مات (النهاية) .

* عن أبي عبداللّه عليه السلام :«قال النبيّ صلى الله عليه و آله : ...الرجل يخدش الخدشة ... حتّى ذكر في آخر حديثه اخْتِلاج العين» : 64 / 219 . قال البهائي قدّس سرّه : اِختلاج العين من الآفات ؛ لأنّ الاختلاج مرض من الأمراض ، وقد ذكره الأطبّاء ، وهو حركة سريعة متواترة غير عاديّة تعرض لجزء من البدن كالجلد ونحوه بسبب رطوبة غليظة لزجة ، تنحلّ فتصير ريحا بخاريا غليظا يعسر خروجه من المسامّ ، وتزاول الدافعة دفعه ، فتقع بينهما مدافعة واضطراب (المجلسي : 64/221) .

خلد : عن النبيّ صلى الله عليه و آله :«يا أبا جهل ! إنّك راسلتني بما ألْقاه في خَلَدك الشيطان» : 19 / 267 . الخَلَدَ بالتحريك : الروع والقلب (المجلسي : 19 / 268) .

* ومنه عن فتح بن يزيد لأبي الحسن عليه السلام :«فقد كان أوقع بَخَلَدي أ نّكم أرباب !» : 75 / 368 .

* عن زيد بن عليّ للصادق عليه السلام :«فقد تركتَ الجهاد ، وأخْلَدتَ إلى الخَفْض !» : 47 / 128 . أي رَكَنْتَ إليه ولزِمته ، ومنه قوله تعالى : «ولكنّه أخْلَدَ إلى الأرضِ واتَّبَعَ هَواه» (النهاية) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام في ذمّ الدّنيا :«فقد رأيْتُم تنكُّرها لِمَنْ دَان لَها ، وأخْلَد إليها» : 75 / 16 .

خلس : عن موسى بن جعفر عليهماالسلام :«إنّ الطمع مفتاح الذّلّ ، واخْتِلاس العقل» : 1 / 156 .

.

ص: 433

الاخْتِلاس : الاختطاف بسرعة على غفلة ، بخلاف الاستلاب ؛ فإنّه لا يشترط فيه الغفلة (الهامش : 1 / 156) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«لقد كان الرجل منّا والآخر من عدوّنا ... يَتَخالَسان أنفسهما» : 32 / 549 . التخالُس : التسالُب ؛ أي كلّ منهما يَخْتَلِس نفس صاحبه ، أو نفسه من يد صاحبه ، والأوّل أظهر (المجلسي : 32 / 550) .

* وعنه عليه السلام :«بادِروا بالأعمال عُمراً ناكساً ، أو مَرَضا حابِسا ، أو مَوتا خَالِسا» : 70 / 83 . أي يَخْتَلِسُكم على غَفْلة (النهاية) .

* وعنه عليه السلام في صفة الطاووس :«لأنّ قوائِمَه حُمْشٌ كقوائم الدِّيَكَة الخِلاسِيّة» : 62 / 31 . بالكسر : هي التي بين الدّجاجة الهنديّة والفارسيّة ، والولد بين أبوين أبيض وسوداء ، وأسود وبيضاء (المجلسي : 62 / 38) .

خلص : عن النبيّ صلى الله عليه و آله في الدجّال :«فَتَنْفِي المدينة يومئذٍ الخَبَث ، كما ينفي الكِيْرُ خَبَثَ الحديد ، يُدْعى ذلك : يوم الخَلاَص» : 36 / 366 . أي يوم يتَميَّز المؤمنون من المنافقين ، ويَخْلُص بَعْضُهم من بعض (النهاية) .

* ومنه عن أبي عبداللّه عليه السلام :«قيل له : في العذاب إذا نزل بقوم يصيب المؤمنين ؟ قال : نعم ، ولكن يَخْلُصون بعده» : 64 / 144 . أي ينجون بعد نزول العذاب بهم في البرزخ والقيامة (المجلسي : 64/144) . خَلَصَ الشيء من التلف خُلوصا من باب قعد ، وخَلاصاً ومَخْلَصاً : سَلِمَ ونَجا : وخَلَصَ الماءُ من الكَدَر : صفا (المصباح المنير) .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله لجبرئيل :«فما تفسير الإخلاص ؟ قال : المُخلِص : الذي لا يسأل الناس شيئا حتّى يجد ، وإذا وجد رضي ، وإذا بقي عنده شيء أعطاه في اللّه ، فإنّ [من] لم يسأل المخلوق فقد أقرَّ للّه عزّوجلّ بالعبوديّة ، وإذا وجد فرضي فهو عن اللّه راضٍ ، واللّه تبارك وتعالى عنه راضٍ ، وإذا أعطى للّه عزّوجلّ فهو على حدِّ الثقة بربّه عزَّوجلَّ» : 66 / 374 .

* وفي جرير :«بعثه رسول اللّه صلى الله عليه و آله إلى هدم ذي الخَلْصَة» : 21 / 371 . ذوالخَلْصة : من أصنام العرب ، وكانت مَرْوَة بيضاءَ منقوشة عليها كهيئة التاج ، وكانت بتبالة بين مكّة واليمن

.

ص: 434

على مسير سبع ليال من مكّة ، وكان سدنتها بني اُمامة من باهلة بن أعصُر ، وكانت تعظّمها وتُهدي لها خثعمُ وبجيلةُ وأزدُ السراة ومن قاربهم من بطون العرب ومن هوازن (معجم البلدان) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في صفة خَلق آدم عليه السلام :«ثمّ جَمَعَ سبحانه ... تربةً سنَّها بالماء حتّى خَلَصَتْ» : 11 / 122 . أي صارت طينة خالصة ، وفي بعض النسخ : «خَضِلت» _ بالخاء المعجمة والضاد المعجمة المكسورة _ أي ابتلّت . وسَنّ الماء : صبّه من غير تفريق (المجلسي : 11 / 123) .

خلط : في الزكاة :«لا خِلاط ولا وِرَاط» : 93 / 82 . الخِلاط : مَصْدر خَالَطه يُخَالطُه مُخَالَطة وخِلاطا . والمراد به أن يَخْلط الرجل إبله بإبل غيره أو بَقَره أو غَنَمه ليمْنَع حَقَّ اللّه منها ، ويَبْخَسَ المُصَدِّقَ فيما يَجب له وهو مَعْنى قوله صلى الله عليه و آله في الحديث الآخر : «لا يُجْمَع بين مُتَفرِّق ، ولا يُفَرَّق بين مُجْتَمِع» . أمّا الجمع بين المُتَفَرِّق فهو الخِلاط ، وذلك أن يكون ثلاثة نفر مثلاً ، ويكون لكلّ واحد أربعون شَاةً ، وقد وجَب على كلّ واحدٍ منهم شاة ، فإذا أظَلَّهُم المُصَدّق جمعوها لئلاّ يكون عليهم فيها إلاّ شَاة واحدة . وأمّا تفريق المُجْتَمع فأن يكون اثنان شريكان ، ولكلّ واحد منهما مائة شاة وشاة ، فيكون عليهما في مَالَيْهما ثلاث شياه ، فإذا أظَلَّهما المُصدّق فَرَّقَا غَنَمهما ، فلم يكن على كلّ واحد منهما إلاّ شاة واحدة (النهاية) .

* وفي الخبر :«خرج معي خَلِيطنا» : 76 / 50 . الخَلِيط : الشريك في الماء والكلاء (الهامش : 76/50) .

* ومنه عن عليّ بن الحسين عليهماالسلام :«أمّا حقُّ الخَلِيْط فأن لا تغرّه» : 71 / 18 . الخَلِيْط : المُشارك في حُقوق المِلْك ؛ كالشِّرب والطريق ونحو ذلك (النهاية) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام في المؤمن :«وكان عند أهل الدنيا كأنهّ قد خُولِط ، وإنّما خَالَط القومَ حلاوةُ حبّ اللّه » : 70 / 56 . يقال : خُولِطَ فلان في عقله مُخَالَطة إذا اخْتَلّ عَقْله (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في وصف المتّقين :«ويقول : قد خُولِطُوا ! ولقد خَالَطهم أمر عظيم» : 64 / 316 .

* وعنه عليه السلام :«اثْنان عليلان أبدا : صحيح مُحْتَمٍ ، وعليل مُخَلِّط» : 75 / 83 . احتمى المريض :

.

ص: 435

امتنع ، ومنه اتّقاه . وخَلّط المريض من باب التفعيل : أكل مايَضُرّه (الهامش : 75 / 83) .

خلع : عن المدائني :«لمّا جلس الرضا عليه السلام في الخِلَع بولاية العهد» : 49 / 147 . بكسر الخاء وفتح اللام : جمع الخِلْعَة (المجلسي : 49 / 147) . وهي ما يعطيه الإنسانُ غيرَه من الثياب مِنْحَة .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام :«من خَلَع جماعة المسلمين قدر شبر خلع رِبْق الإسلام من عُنُقه» : 2 / 267 . الخَلْعُ هنا مجاز ؛ كأنهّ شبّه جماعة المسلمين عند كونه بينهم بثوب شَمْلَة ، والمراد المفارقة . ويحتمل أن يكون أصله «فارق» فصُحّف كما في الكافي ، وورد كذلك في أخبار العامّة أيضا . قال الجزريّ : فيه : «من فارق الجماعة قدر شبر فقد خلع رِبْقَة الإسلام من عنقه» (المجلسي : 2 / 267) .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله :«إنّ اللّه ورسوله بريئان من المُخْتلعات بغير حقّ» : 101 / 164 . يعني اللاتي يَطْلُبْن الخُلْع والطّلاق من أزواجهنّ بغير عُذر . يقال : خَلَع امرأته خُلْعا ، وخَالَعَها مُخالَعة ، واخْتَلَعَتْ هي منه ، فهي خالع ، وأصلُه من خَلْع الثَّوب . والخُلْع : أن يُطلِّق زوجته على عِوَض تَبْذُله له ، وفائدتُه إبطال الرَّجْعة إلاّ بعَقْد جديد (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«خَلَعَتْ إليه العرب أعِنَّتها» : 18 / 224 . هذا مثل سائر : أي أوجفوا إليه مُسْرِعين لمُحاربته ؛ لأنّ الخيل إذا خَلَعَتْ أعنّتها كان أسرع لجريها (المجلسي : 18 / 224) .

خلف : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«يَحْملُ هذا العلمَ من كلّ خَلَف عُدولٌ يَنْفُونَ عنه تَحْرِيفَ الغالين ، وانْتِحال المُبْطلين» : 27 / 222 . الخَلَف _ بالتحريك والسكون _ : كلّ من يجيء بعد من مضى إلاّ أنّه بالتحريك في الخير ، وبالتسكين في الشَّرّ ، يقال : خَلَفُ صِدْقٍ ، وخَلْفُ سُوء . ومعناهما جميعا القَرْن من الناس . والمراد في هذا الحديث المفتوح (النهاية) .

* ومنه عن أبي جعفر عليه السلام في حقّ المؤمن على المؤمن :«فإذا مات خَلَفه في أهْله وولده» : 71 / 237 . أي كان عوضه وخليفته في قضاء حوائج أهله وولده . يقال : خَلَفتُ الرَّجل في أهله : إذا أقمتَ بعده فيهم ، وقمتَ عنه بما كان يفعله (النهاية) .

* ومنه في صلاة الميّت :«واخْلف على أهله في الغابرين» : 78 / 355 . أي كُنْ لهم بعده(النهاية).

.

ص: 436

* ومنه عن الحسن بن عليّ عليهماالسلام في موت ابنته :«نزل بهم الحِمام ، فَخلَّفوا الخُلُوف» : 43 / 336 . الخُلُوف : جمع خَلْفٍ .

* وعن لقمان :«قَتَر على نفسه وعياله مَخَافة إقتار رزق ، وسوء يقين بالخَلَف» : 13 / 414 . الخَلَف : البدل والعوض (الهامش : 13 / 414) .

* وعن ابن عبّاس في عصا موسى عليه السلام :«فإذا هي بأعظم ثعبان ... يمرّ بالصخرة مِثْل الخَلِفة من الإبل فيَلْقَمها» : 13 / 90 . الخَلِفة _ بفتح الخاء وكسر اللام _ : الحامل من النُّوق ، وتُجْمع على خَلِفات وخَلائف . وقد خَلِفَت : إذا حَملتْ ، وأخْلَفت : إذا حالَت (النهاية) .

* وفي الحديث :«لَخَلوفُ فَمِ الصَّائم أطيبُ عند اللّه من رِيح المسك» : 13 / 354 . الخِلْفَة _ بالكسر _ : تَغَيُّر ريح الفَم . وأصلها في النَّبات : أن يَنْبُت الشيء ؛ بَعْدَ الشيء لأ نّها رائحة حَدثَت بعد الرائحة الاُولى . يقال : خَلَف فمُه يَخْلُف خِلْفة وخُلُوفا (النهاية) .

* وفي خيبر سُمع صائح يصيح :«اِلحقوا حيَّكم ؛ فقد خُولِفْتم إليهم» : 21 / 30 . أي أتى عدوُّكم حيَّكم مُخالِفين لكم في الطريق . وفي القاموس : هو يُخالِف فلانة ؛ أي يأتيها إذا غاب زوجها (المجلسي : 21 / 31) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في عهده لمالك الأشتر :«أفضلَ عليهم في بذله ممّن يسعهم ويسع مَنْ وراءهم مِنَ الخُلُوف» : 74 / 248 . الخُلُوف _ بضمّتين _ : جمع خَلْف _ بفتح فسكون _ مَنْ يخلُف في الديار من النساء والعَجَزة .

* وعن أبي جعفر عليه السلام :«إنّما سُمِّي العود خِلافا ؛ لأنّ إبليس عمل صورة سِواع على خِلاف صورة وُدّ ، فسُمِّي العُود خِلافا» : 63 / 111 . الخِلافُ _ ككتاب _ : صِنْف من الصَّفْصاف ، وليس به ، سُمِّيَ خِلافا ؛ لأنّ السَّيْلَ يَجيءُ به سَبْيا فَيَنْبُتُ من خِلافِ أصْلهِ (القاموس المحيط) . ويُحكى أنّ بعض الملوك مرّ بحائِط فرأى شجر الخِلافِ فقال لوزيره : ما هذا الشجر ؟ فكره الوزير أن يقول : شجر الخلاف ؛ لنفور النفوس عن لفظه ، فسمّ_اه باسم ضدّه فقال : شجر الوِفاق ، فأعظمه الملك لنباهته (المصباح المنير) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام في أطفال المؤمنين :«يَغْذُوانِهم [ أي إبراهيم وسارة عليهماالسلام ] بشجرة

.

ص: 437

في الجنّة لها أخْلاف كأخْلاف البقر» : 5 / 293 . جمع خِلْف _ بالكسر _ وهو الضَّرْع لكلّ ذات خُفّ وظِلْف . وقيل : هو مَقْبِض يد الحالب من الضرع (النهاية) .

خلق : من أسمائه تعالى «الخالق» معناه الخلاّق ، خَلَقَ الخَلائق خَلقاً وخَلِيقَة . والخَلِيقَة :الخَلْق ، والجمع الخَلائق ، والخَلْق في اللّغة : تقديرك الشيء ، يقال في مِثْلِ : إنّي إذا خَلَقت فَرَيْت لا كمن يَخْلق ولا يَفري . وفي قول أئمّتنا عليهم السلام : «إنّ أفعال العباد مَخْلُوقة خَلْق تقدير لا خَلْق تكوين ، وخَلْق عيسى على نبيّنا وآله وعليه السلام من الطين كهيئة الطير هو خلق تقدير أيضا ، ومكوِّن الطير وخالِقه في الحقيقة اللّهُ عزَّوجلَّ» : 4 / 207 .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله في الخوارج :«هم شرُّ الخَلْق والخَلِيقَة ، يقتلهم خيرُ الخَلْق والخَلِيْقَة» : 33 / 332 . الخَلْق : الناس . والخَلِيقَة : البهائم . وقيل : هما بمعنىً واحد ، ويُريد بهما جميعَ الخلائق (النهاية) .

* وعنه صلى الله عليه و آله :«ألا اُخبركم بخير خَلائِق الدنيا والآخرة؟ العفو عمّن ظلمك ، وتصل من قطعك ، والإحسان إلى من أساء إليك» : 68 / 399 . الخَلائِق : جمع الخَلِيقة ؛ وهي الطبيعة ، والمراد هنا الملكات النفسانيّة الراسخة ؛ أي خير الصفات النافعة في الدنيا والآخرة (المجلسي : 68 / 399) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«من لم يُصلح خلائِ_قه كثُرت بَوائقه» : 75 / 53 .

* وعنه عليه السلام :«المؤمنُ ... سهلُ الخَلِيقة ، ليّن العَرِيكة» : 64 / 305 . أي الطبيعة ، وسهولتها : خلوّها عن الفظاظة والخشونة (المجلسي : 64 / 306) .

* وعن أبي جعفر عليه السلام :«إنّ أكْملَ المؤمنين إيمانا أحسنُهم خُلُقا» : 68 / 373 . الخُلُق _ بضمّ اللام وسُكونها _ : الدِّين والطَّبْع والسَّجِيَّة ، وحقيقتُه أ نّه لِصورة الإنسانِ الباطنة ؛ وهي نفْسُه وأوْصافُها ومَعانيها المُخْتصَّة بها بمنزلة الخَلْق لِصُورته الظاهرة وأوْصافِها ومَعانِيها ، ولهما أوصاف حَسَنة وقَبيحة ، والثَّواب والعِقاب ممَّا يَتَعَلَّقان بأوصاف الصورة الباطنة أكثر ممّ_ا يتعلّقان بأوصاف الصُّورة الظاهرة ، ولهذا تكرّرت الأحاديث في مدح حُسْن الخُلُق في غير موضع (النهاية) .

* وكقوله صلى الله عليه و آله :«مَنْ حَسُنَ خُلُقُه بلّغه اللّه درجة الصائم القائم» : 70 / 263 .

.

ص: 438

* وقوله صلى الله عليه و آله :«أكثر ما تلج به اُمّتي الجنّة : تقوى اللّه ، وحُسْن الخُلْق» : 68 / 375 .

* وقوله صلى الله عليه و آله :«ما يوضع في ميزان امرئٍ يوم القيامة أفضل من حُسْن الخُلُق» : 68 / 374 .

* وعن لقمان :«إنّما هو خَلاقُك وخُلُقك ، فَخَلاقُك دينك ، وخُلُقك بينك وبين الناس ؛ فلا تبتغض إليهم» : 13 / 416 . الخَلاق _ بالفتح _ : الحظّ والنصيب ، والمراد هنا : نصيبك في الآخرة (المجلسي : 13 / 416) . أو الأعمّ منها ، لأنّ الدِين يتضمّن سعادة الدنيا والآخرة ، ويبلغ المتديِّن به حظّهما (الهامش : 13 / 416) .

* ومنه عن النبيّ صلى الله عليه و آله في الحسين عليه السلام :«كأنّي أراك مرمّلاً بدمك بين عُصابة من هذه الاُمّة ... ما لهم عند اللّه من خَلاق» : 44 / 313 .

* وعن أسماء في ولادة الحسين عليه السلام :«عقّ عنه النبيّ صلى الله عليه و آلهبكَبْشَين ... وطلّى رأسه بالخَلُوق» : 43 / 239 . الخَلُوق : طِيبٌ معروف مُرَكّب يُتَّخذ من الزَّعْفَرَان وغيره من أنْواع الطّيب ، وتَغْلب عليه الحُمرة والصُّفْرة (النهاية) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام في النّجاشي :«جالِسٌ على التراب ، وعليه خُلْقَانُ الثياب» : 72 / 124 . ثوب خَلَق ؛ أي بالٍ ، يستوي فيه المذكّر والمؤنّث ؛ لأنّه في الأصل مصدر الأخْلَقِ ؛ وهو الأملس ، والجمع خُلْقَان (الصحاح) .

* وعن موسى بن جعفر عليهماالسلام :«إنَّ الطمع مفتاحُ الذّل ... وإخْلاقُ المروّات» : 1 / 156 . إخْلاق الثوب : إبلاؤه (المجلسي : 1 / 157) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في جواب رجز عمر بن أخْنَس : اليوم أعْلوك بذي رَونَقٍكالبرق في المُخْلَوْلِق المُسْبِلِ : 20 / 121 . واخلَوْلَقَ السَّحابُ : استوى وصار خليقا للمطر (القاموس المحيط) . والإسْبال : الإرسال (المجلسي : 20 / 122) .

خلل : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«إنّ إبراهيم خليل اللّه ، فإنّما هو مشتقّ من الخَلّة أو الخُلّة ، فأمّا الخَلّة فإنّما معناها الفقر والفاقة ، وقد كان خليلاً إلى ربّه فقيرا ، وإليه منقطعا ، وعن غيره متعفّفا مُعرِضا مستغنيا ، وذلك لمّا اُريد قذفه في النار ، فرُمي به في المنجنيق ، فبعث اللّه تعالى

.

ص: 439

جبرئيل عليه السلام ، وقال له : أدركْ عبدي ، فجاءه فلقيَه في الهواء فقال : كلِّفْني ما بدا لك فقد بعثني اللّه لنصرتك ، فقال : بل حسبيَ اللّه ونعم الوكيل ، إنّي لا أسأل غيره ولا حاجة لي إلاّ إليه ، فسمّاه خليله ؛ أي فقيره ومحتاجه والمنقطع إليه عمّن سواه . وإذا جعل معنى ذلك من الخُلّة(الخلل خ ل) وهو أنّه قد تخلّل معانيَه ، ووقف على أسرار لم يقف عليها غيره ، كان معناه العالم به وباُموره» : 9 / 260 . الخَلّة _ بالفتح _ : الفقر والحاجة ، وبالضمّ : غاية الصداقة والمحبّة ، اشْتُقّ من الخِلال ؛ لأنّ المحبّة تَخَلَّلت قلبه ، فصارت خِلاله ؛ أي في باطنه . وقد ذكر اللّغويّون أنّه يحتمل كون الخليل مشتقّا من الخَلّة بالفتح أو الضمّ (المجلسي : 9 / 267) .

* ومنه عن عامر بن الطفيل :«يا محمّد خالِّني ، فقال : لا حتّى تؤمن باللّه وحده» : 21 / 365 . أمْرٌ ، مِن المُخالّة ؛ وهي المحبّة الخالصة (المجلسي : 21 / 366) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«المؤمن ... مغمور بفكرته ، ضنين بخُلَّته» : 64 / 305 . والضِنَّة : البخل ... فالفقرة تحتمل وجوها : الأوّل : أنّه ضَنِيْنٌ بخلّته ؛ لترصّده مواقع الخلّة وأهلها الذين هم إخوان الصّدق في اللّه ، وهم قليلون . الثاني : أن يكون المراد أنّه إذا خالّ أحدا ؛ أي صادقه ، ضنّ أن يُضيع خلّته أو يهمل خليله ، فالمراد استحكام مودّته . الثالث : أن يكون بفتح الخاء كما روي ؛ أي إذا عرضت له حاجة ضنَّ بها أن يسأل أحدا فيها ويظهرها (المجلسي : 64 / 305) .

* ومنه عن النبيّ صلى الله عليه و آله :«المرء على دين خليله ، فلينظر أحدكم من يُخَالِل» : 71 / 192 .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام إلى معاوية :«إنَّ البغي والزور ... يُبْدِيان خَلَلَهُ عند من يَعِيْبُه» : 33 / 308 . الخَلَل في الأمر والحَرْب كالوَهْنِ والفسَاد (النهاية) .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«خَلَّتَان كثير من الناس فيهما مفتون : الصحّة والفراغ» : 74 / 140 . الخَلَّة _ بالفتح _ : الخصلة .

* وعنه صلى الله عليه و آله :«رَحِم اللّه المُتَخَلِّلِين من اُمّتي في الوضوء والطَّعَام» : 63 / 442 . التَّخَلُّل :

.

ص: 440

باب الخاء مع الميم

اسْتِعمال الخِلال لإخْراج ما بين الأسْنان من الطَّعام . والتَّخَلُّل أيضا : تَفْريق شَعَر اللِّحْية وأصَابع اليَديْن والرّجْلَيْن في الوُضوء . وأصلُه من إدْخال الشَّيء في خِلال الشيء ؛ وهو وسْطُه (النهاية) .

* وعن أبي الحسن الأوّل عليه السلام :«ملك ينادي في السماء : اللهمّ بارك في الخَلاَّلِين والمُتَخَلِّلِين ... قيل : ... وما الخَلاّلُوْن والمُتَخَلِّلُوْن ؟ قال : الذين في بيوتهم الخَلّ ، والذين يَتَخَلَّلُوْن ؛ فإنّ الخِلال نزل به جبرئيل ... من السماء» : 63 / 303 .

* وعن ملك الروم في عليّ عليه السلام ومعاوية :«تَخَلّلُوا هل تُصيبون من تجّار العرب من يَصِفُهُما لي» : 33 / 234 . أي ادْخلوا في خِلال الناس ، وتجسّسوا (المجلسي : 33 / 238) .

* وعن موسى عليه السلام في البقرة :«يَجْبُر كَسْرَكم ، ويسُدّ خَلَّتكم» : 13 / 272 . الخَلَّة _ بالفَتح _ : الحاجة والفَقْر (النهاية) .

خلا : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في تحريم مكّة :«لا يُختلى خَلاها» : 21 / 106 . الخَلا _ مَقْصُورٌ _ : النَّبات الرَّطْب الرَّقيق مادَام رَطْبا ، واخْتلاؤه : قَطْعه . وأخْلتِ الأرض : كثُر خَلاها . فإذا يبس فهو حشيش (النهاية) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام :«إذا تَخَلّى المؤمن من الدّنيا سما ووجد حلاوة حبِّ اللّه » : 70 / 56 . التَّخَلّي : التَّفَرُّغ . يقال : تَخَلَّى للعبادة ، وهو تَفَعّل ، من الخُلُوّ . والمراد التَّبَرُّؤ من الدّنيا (النهاية) .

* وعنه عليه السلام :«إنّ اللّه تبارك وتعالى خِلْو من خَلْقه ، وخَلْقه خِلْو منه» : 3 / 263 . الخِلْو _ بالكسر _ : المنفرد (النهاية) . _ بكسر الخاء وسكون اللام _ : الخَالي . وقوله عليه السلام : «خِلْو من خلقه» أي من صفات خلقه أو من مخلوقاته . وقوله عليه السلام : «خلقه خِلْو منه» أي من صفاته (المجلسي : 3 / 263) .

* ومنه عن الجواد عليه السلام :«إنَّ رضا اللّه وطاعته ... لا توجد ... إلاّ في عباد ... أخْلاء من الناس» : 75 / 363 . جمع خِلْو _ بالكسر _ : وهو الخالي عن الشيء ، ويكون بمعنى المنفرد ، ويقال : أخلاء إذا انْفردَ ؛ أي هم أخْلاء عن أخلاق عامّة الناس وأطوارهم الباطلة ، أو

.

ص: 441

منفردون عن الناس ، معتزلون عن شرارهم (الهامش : 75 / 363) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«أمّا من أسلم من قريش بَعْدُ فإنّهم ممّا نحن فيه أخْلِياء» : 33 / 112 . أي خالُون ممّا نحن فيه من البلاء ، آمِنون من الخوف أو القتل (المجلسي : 33 / 115) .

* وعنه عليه السلام :«خَلاكم ذَمٌّ ما لم تَشْرُدُوا» : 42 / 207 . يُقالُ : اِفْعلْ ذلك وخَلاكَ ذَمٌّ ؛ أي اُعذِرْت وسَقَط عنك الذَّمُّ (النهاية) ومعنى آخر ؛ أي عداكُم وجاوزَكُم (مجمع البحرين) .

* وعنه عليه السلام :«ستُعْقَبُون منّي جُثّةً خَلاءً» : 42 / 207 . أي لا روحَ معها . ومعناه الموت (مجمع البحرين) .

باب الخاء مع الميمخمر : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«خَمِّروا آنيتكم ، وأوكِئوا أسْقيتكم» : 73 / 174 . التَّخْمير : التَّغْطِية (النهاية) .

* وعن فاطمة عليهاالسلام :«تمشون لأهله وولده في الخَمَر والضرّاء» : 29 / 226 . الخَمَر _ بالتحريك _ : ما واراك من شجرٍ وغيره . يقال : توارى الصّيد عنّي في خَمَر الوادي ، ومنه قولهم : دخل فلان في خُمار النّاس _ بالضمّ _ أي ما يواريه ويستره منهم (المجلسي : 29 / 278) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام إلى زياد بن النضر وشريح بن هانئ :«فلا تَسْأما ... مِنْ نفضِ الشِّعاب والشجر والخَمَر» : 32 / 410 .

* ومنه عن الحسن بن عليّ عليهماالسلام في مجلس معاوية :«قد صارعكم النكوص ، وخَامَركم الطغيان» : 10 / 144 . المُخَامَرة : المُخَالَطة (المجلسي : 10 / 144) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«حُزْنا يُخَامِرني من أن يلي أمر هذه الاُمّة سفهاؤها» : 33 / 572 .

* وعنه عليه السلام :«أفواههم خَامِرة ، وقلوبهم قَرِحة» : 75 / 5 . خَمَرَ : سكت ولم يتكلّم .

* وعن أبي جعفر عليه السلام :«إنّ عليّا عليه السلام كان يعاتب خدمه في تَخْمِير الخَمِيْر فيقول : هو أكثر للخبز» : 63 / 268 . أي تغطيته بثوب عند الخَبز أو قبله أيضا ؛ فإنَّ وقوع الأعْيُن عليه ممّا يذهب ببركته . أو المراد به تركه زمانا طويلاً حتّى يجود (المجلسي : 63 / 268) الخَمْرُ : ترك

.

ص: 442

العجين والطين ونحوه حتّى يَجُوْدَ كالتَّخْمِير . والفعل كضَرَبَ ونَصَرَ . وهو خَمِيْرٌ . والتَّخْمِيْرُ : التَّغْطِيَة (القاموس المحيط) .

* ومنه عن ابن زياد للحسين عليه السلام :«لا أشبعُ من الخَمِيرِ أو اُلْحِقك باللّطيف الخبير» : 44 / 383 . الخمير : هو ما يجعل في العجين لِيَجُودَ . وفي رواية العامّة عن النبيّ صلى الله عليه و آله : «ولا آكُلُ الخَمِيْرَ» أي خبزا جُعِل في عجينه الخَمِيْرُ (المجلسي : 22 / 305) .

* ومنه عن دواس بن حوّاش :«تركتُ الخَمْرَ والخَمِيْرَ ، وجئتُ إلى البؤس والتُّمُور» : 15 / 206 .

* وعن أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«اقْبِضْ أرواحَنا من قبل أن نأكل خبز الخَمِيْر» : 22 / 305 .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام :«إنّ إبليس ... بالَ في أصل الكَرْمة والنخلة ، فجرى الماء في عودهما ببول عدوّ اللّه ، فمِن ثمَّ يَخْتَمر العنب والتمر» : 11 / 216 . الخَمَر _ بالتحريك _ : التغيّر عمّ_ا كان عليه . قال ابن الأعرابيّ : سمّيت الخَمْر خَمْرا ؛ لأ نّها تُركت فاخْتَمَرَتْ ، واخْتِمارُها : تَغَيُّر ريحها (المجلسي : 60 / 212 و 11 / 216) .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله لبعض نسائه :«ناوِليني الخُمْرة أسجدْ عليها» : 78 / 108 . هي مقدارُ ما يَضع الرجُل عليه وجْهه في سجوده من حَصِير أو نَسِيجة خُوص ونحوه من النَّباتِ ، ولا تكون خُمْرة إلاّ في هذا المقدار . وسُمِّيتْ خُمْرة ؛ لأنّ خُيوطها مستورة بِسَعَفِها (النهاية) .

* وعن الباقر عليه السلام في بناء إبراهيم عليه السلام البيتَ :«فبناه مِنْ خمسة أجْبُل ... وجَبَل الخَمَر» : 57 / 223 . الخَمَر : الشَّجَر الملتفّ ، وفُسّر أنّه جبل بيت المقدس ؛ لكثرة شجره (النهاية) .

خمس : عن أبي بصير في أبي عبداللّه عليه السلام :«دخلتُ إليه ومعي غلام خُماسِيّ لم يبلُغ فقال : كيف أنتم إذا احتجّ عليكم بمثل سنّه» : 25 / 102 . الخُماسيّ : من كان طوله خمسة أشبار ، والاُنثى خُماسِيَّة . ولا يقال : سُداسِيٌّ ولا سُبَاعِيٌّ ولا في غير الخَمْسة (النهاية) . وقد يُطلق في العرف على من له خمس سنين ، فعلى الأوّل إشارة إلى الجواد عليه السلام ، وعلى الثاني إلى القائم عليه السلاممع أنّه يحتمل أن يكون التشبيه في محض عدم البلوغ (المجلسي : 25 / 103) .

* وعن يزيد بن مسعود في الحسين عليه السلام :«بني تميم ... أشدّ تتابعا في طاعتك من الإبل

.

ص: 443

الظماء لورود الماء يوم خِمْسها» : 44 / 339 . الخِمْس _ بالكسر _ : مِنْ أظْماءِ الإبل ؛ وهي أن ترعى ثلاثة أيّام ، وتَرِدَ اليومَ الرابعَ (المجلسي : 44 / 361) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في أهل الشام :«يُجَرُّ ببلادهم الخَمِيْسُ يَتْلُوه الخَمِيْسُ» : 33 / 456 . الخميسُ : الجيش ، سُمّي به ؛ لأ نّه مَقْسوم بخَمْسة أقسام : المُقَدّمة ، والسَّاقة ، والميْمَنة ، والمَيْسرة ، والقَلْب ، وقيل : لأ نَّه تُخمَّس فيه الغنائم (النهاية) .

* ومنه عن الحسين بن عليّ عليهماالسلام : اُقدِّم نفسي لا اُريد بقاءهالنلقى خمِيسا في الهياج عَرَمْرَما : 44 / 192 .

خمش : عن النبيّ صلى الله عليه و آله في بيعة النساء :«أن لا تَخمِشْنَ وجها ولا تلطِمْنَ خدّا» : 79 / 77 . خَمَشَ وَجْهَه يَخْمِشه ويَخْمُشُه : خَدَشَه ولَطَمَه وَضَرَبَه وقَطَعَ عضوا منه (القاموس المحيط) .

* ومنه عن أبي عبداللّه عليه السلام :«فما أحسن مؤمن إلى مؤمن ... إلاّ خَمش وجه إبليس» : 71 / 301 .

* ومنه عن الباقر عليه السلام :«من سأل وهو بِظَهْرِ غِنىً لقي اللّهَ مَخْمُوشا وجهُه» : 93 / 157 مخموشا : حال لفاعل لقيَ المستتر ؛ أي السائل .

خمص : في صفته صلى الله عليه و آله :«خُمْصَان الأخْمَصَين» : 16 / 149 . الأخْمَص من القَدَم : الموضع الذي لا يَلْصَق بالأرض منها عند الوَطْ ء ، والخُمصَان المُبالغ منه ؛ أي أنَّ ذلك المَوْضع من أسْفَل قَدميه شَدِيد التَّجَافي عن الأرض . وسُئل ابن الأعرابي عنه فقال : إذا كان خَمْصُ الأخْمَص بقَدْر لم يَرْتَفِع جِدّا ولم يَسْتَوِ أسْفَلُ القَدم جِدّا فهو أحْسن ما يكون ، وإذا اسْتَوى أو ارْتَفع جدّا فهو مَذْمُوم ، فيكون المعنى : أن أخْمَصه مُعتدِل الخَمَصِ ، بخلاف الأوّل . والخَمْصُ والخَمْصة والمخمصَة : الجُوع والمَجَاعة (النهاية) .

* ومنه عن أبي عبداللّه عليه السلام :«إنّ شيعة عليّ عليه السلام كانوا خُمْص البطون» : 65 / 188 . خَمَصُ البطن كناية عن قلّة الأكل ، أو كثرة الصوم ، أو العفّة عن أكل أموال الناس (المجلسي : 65 / 188) .

* وعن جابر في يوم الخندق :«رأيت الناس ... يحفرون وهم خِمَاص ، ورأيت النبيّ صلى الله عليه و آلهيحفر وبطنه خَمِيْص» : 17 / 232 . يقال : رجل خُمْصَان وخَمِيص : إذا كان ضَامِر البطْن ،

.

ص: 444

باب الخاء مع النون

وجَمْع الخَميص : خِمَاص (النهاية) .

* وعن هشام بن الحكم في المسيح عليه السلام :«ذاك روحٌ طيّبة خَمِيصة» : 10 / 235 . خَمِيصة ؛ أي جائعة ، نسب الجوع إلى الروح مجازا ، والمراد أ نّه كان مرتاضا للّه ، أو كناية عن الخفاء ، أي مخفيّةٌ كيفيّةُ حدوثها عن الخلق . وقيل : ساكنة مطمئنّة ، من خَمَصَ الجُرْحُ : إذا سكن وَرَمُه (المجلسي : 10 / 239) .

* وفي الخبر :«خرج رسول اللّه صلى الله عليه و آله وعليه خَمِيصة قد اشتمل بها» : 38 / 96 . الخَمِيصة : هي ثَوْبُ خَزٍّ أو صُوفٍ مُعْلَمٌ . وقيل : لا تُسَمَّى خَمِيصة إلاّ أن تكون سَوْداءَ مُعْلَمةً ، وكانت من لِبَاس الناس قديما ، وجَمْ_عُها : الخَمائِص (النهاية) .

خمط : عن أبي جعفر عليه السلام :«أبدلهم مكان جنّاتهم جنّتين ذَوَاتَي اُكُلٍ خَمْط» : 14 / 145 . الخَمْط _ على ما نُقل عن أبي عُبيدة _ : كلُّ شجر ذي شوك . وقال غيره : الخَمْطُ : ضَرب من الأراك له حَمْل يُؤكَل (مجمع البحرين) .

خمل : في المباهلة :«أقبل مشتملاً على الحسن والحسين عليهماالسلامفي خَمِيلة له» : 35 / 263 . الخَمِيل والخَمِيلة : القَطيفَة ؛ وهي كلّ ثَوْب له خَمْلٌ من أيّ شيء كان . وقيل : الخَمِيل : الأسْوَد من الثياب (النهاية) .

* وعن عليّ بن الحسين عليهماالسلام في الدّنيا :«إنّها لَترفعُ الخَميل ، وتضعُ الشريف» : 75 / 149 . الخَمِيل : الخامِل ؛ وهو من خَفِيَ ذِكْرُه وصوته ، وكان ساقِطا لا نباهة له .

* ومنه عن فاطمة عليهاالسلام :«نطق كاظم الغاوين ، ونَبَعَ خامِل الأقلّين» : 29 / 237 . والمراد بالأقلّين : الأذلّون ، وفي بعض الروايات : الأوّلون .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله لأبي ذرّ :«اُذْكر اللّه ذكرا خَاملاً . قلت : ما الخامِل ؟ قال : الخفيّ» : 90 / 342 . خَاملاً ؛ أي مُنْخَفِضا تَوْقيرا لجلالِه . يُقال : خَمَل صَوْتَه : إذا وَضَعه وأخْفاه ولم يرفعه (النهاية) .

خمم : عن زرّ بن حبيش :«شهدوا جميعا أ نّهم سمعوا رسول اللّه صلى الله عليه و آله يقول يوم غَدِير خُمٍّ ...» : 41 / 213 . هو موضِع بين مكّة والمدينة ، تَصبُّ فيه عينٌ هناك ، وبينهما مسجد

.

ص: 445

للنبيّ صلى الله عليه و آله(النهاية) وهو المكان الذي خطب فيه النبيّ صلى الله عليه و آله بالولاية والإمامة لعليّ عليه السلام .

* وعن أبي جعفر عليه السلام :«تقرأُ على ... الخامِّ ... اُمَّ القرآن» : 92 / 75 . الخامّ : المتغيّر المنتن من اللبن واللّحم . ولعلّه داء شبه التخمة يورث فساد الطعام في الجوف بحيث يُنتِن المدفوعَ (الهامش : 92 / 75) .

خما : في كتاب الحميري إلى صاحب الزمان عليه السلام :«يسْأله عن الفصّ الخُماهن ، هل تجوز فيه الصلاة؟» : 80 / 256 . الخُماهن _ بالضمّ _ : كلمة فارسيّة ، قالوا : حجر أسود يميل إلى الحمرة ، فالظاهر أ نّه الحديد الصّيني . وقيل : فيه سواد وبياض . وفي بعض نسخ الاحتجاج : الجوهر بدل الخُماهن ، ولعلّه تصحيف (المجلسي : 80 / 256) .

باب الخاء مع النونخنث : في مناهي النبيّ صلى الله عليه و آله :«نَهَى عليه السلام عن اختِناثِ الأسْقِية» . ومعنى الاختناث أن يُثنّى أفواهها ثمّ يُشرب منها ، وأصل الاختناث التكسّر ، ومن هذا سمّي المخنّث لتكسّره ، وبه سُمّيت المرأة خُنثى . ومعنى الحديث في النهي عن اختناث الأسقية يفسَّر على وجهين : أحدهما : أ نّه يخاف أن يكون فيه دابّة ، والذي دار عليه معنى الحديث أ نّه صلى الله عليه و آله نَهَى أن يشرب من أفواهها : 73 / 345 . خَنَثتُ السِّقاء إذا ثَنَيتَ فمه إلى خارج وشرِبتَ منه ، وقَبَعتُه : إذا ثنيتَه إلى داخل . وإنّما نَهَى عنه ؛ لأ نّهُ يُنَتِّ_نُها ؛ فإنّ إدامةَ الشُّرب هكذا ممّا يُغَيِّر ريحها . وقيل : لا يُؤْمَن أن يكون فيها هامة . وقيل : لئلاّ يَتَرَشَّشَ الماء على الشارب ؛ لِسَعَة فَم السِّقاء (النهاية) .

* ومنه في مَشْرَبه صلى الله عليه و آله :«يشرب من أفواه القرب والأداوي ، ولا يَخْتَنثُها اخْتِناثا ، ويقول : إنّ اخْتِناثها يُنْتِنُها» : 16 / 246 .

* ومنه عن المأمون :«إنّ لساني لم يزل مَخْزونا عن اُمور وأنباء كراهية أن تَخْنَث النفوس عندما تنكشف» : 49 / 212 . أي كراهية انكسار بعض النفوس وحزنها . وفي بعض النسخ : بالحاء المهملة من الحِنث _ بالكسر _ وهو الإثمّ ، والخُلف في اليمين ، والميل من حقّ إلى باطل ؛ أي كراهية أن ينقضَ بعضهم عهدنا وبيعتنا (المجلسي : 49 / 215) .

.

ص: 446

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«ما يحبّنا مُخَ_نَّثٌ ولا ديّوث» : 27 / 148 . بفتح النون والتشديد ؛ وهو مَنْ يوطأ في دبره لما فيه من الانخناث ؛ وهو التكسّر والتثنّي ، ويقال : هو من الخُنْثى (مجمع البحرين) .

* ومنه عن النبيّ صلى الله عليه و آله :«لا يجد ريح الجنّة زنوقٌ ؛ وهو المُخَنَّث» : 76 / 67 .

خندق : عن أبي جعفر عليه السلام لِعبدِ الأعلى الحلبي في المهديّ عليه السلام :«وعلى الكوفة خَنْدَقٌ مُخَنْدَقٌ . قلت : خَنْدَقٌ مُخَنْدَقٌ ؟ قال : إي واللّه حتّى ينتهي إلى مسجد إبراهيم عليه السلام بالنُّخَيلة» : 52 / 344 . الخَنْدَق _ كَجَعفَر _ : حفير حول أسوار المدن ، معرّب «كَنْدَه» (القاموس المحيط) . واختلفت النسخ هاهنا ؛ ففي نسخةٍ : «خندق مخندق» وفي اُخرى : «جند مجنّد» وفي ثالثة : «جند مجنة» ، والظاهر ما اختاره المؤلّف رضوان اللّه عليه ؛ لقوله عليه السلامبعد ذلك : «ولا يجوزُ _ واللّهِ _ الخَنْدَقَ منهم مُخبِرٌ» (الهامش : 52 / 344) .

خنزب : عن ابن أبي العاص :«إنّ الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي . قال صلى الله عليه و آله : ذاك شيطان يقال له : خَنْزَب» : 21 / 364 . قال أبو عمرو : وهو لَقَبٌ له . و الخَنْزَب : قِطْعةُ لَحْمٍ مُنْتِنة ، ويروى بالكسر والضمّ (النهاية) .

خنس : في الأثر :«إنّه [ أي الشيطان ] يُوَسْوِسُ ، فإذا ذَكَرَ [ العبدُ ]ربّه خَنَسَ» : 60 / 193 . أي انقَبَضَ وتأخّر (النهاية) .

* وعن أبي بصير :«سألته [ أي الصادق عليه السلام ] عن الخَنّاس قال : إنّ إبليس يَلتقم القلبَ ، فإذا ذُكِر اللّهُ خَنَسَ ، فلذلك سُمِّي : الخَنّاس» : 60 / 197 .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله :«إنَّ الشيطان لَيَجْثِمُ على قلب بني آدم ... إذا ذَكَرَ العبدُ اللّهَ عزّ وجلّ خَنَسَ ؛ أي رجع على عقبيه ، وإذا غَفَلَ عن ذكر اللّه وَسْوَسَ» ، فاشتُقَّ له اسمان من فِعْلَيْه : الوَسْوَاس ؛ من وسوسته عند غفلة العبد ، والخَنّاس ؛ من خُنُوسه عند ذكر العبد : 67 / 49 .

* وعن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى : «فلا اُقسم بالخُنَّسِ الجَوارِ الكُنَّس» : «إمام يَخْنِس في زمانه عند انقضاء من علمه سنة ستّين ومائتين ، ثمّ يبدو كالشّهاب الوقّاد في ظلمة الليل» : 51 / 51 . قال البيضاوي : «بالخُنَّس» : بالكواكب الرّواجع ؛ مِن خَنَسَ : إذا تأخّر ، وهي ما

.

ص: 447

باب الخاء مع الواو

سِوى النيّرين من السيّارات . «الجَوارِ الكُنَّس» : أي السيّارات التي تختفي تحت ضوء الشمس ، مِن كَنَسَ الوحشُ : إذا دخل كِناسَته (المجلسي : 51/51) .

* وعن عليّ عليه السلام في قوله : «فلا اُقسم بالخُنَّسِ» قال : «هي الكواكب تُكَنّس بالليل ، وتُخَنّس بالنهار فلا تُرى» : 55 / 107 .

خنع : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«أناب إليه مؤمنا ، وخَنَعَ له مُذعنا» : 4 / 314 . الخُنوع : الخضوع والذّل (المجلسي : 4 / 315) .

* وعنه عليه السلام :«فِيمَ النَخَع والخَنَع يا أهل العراق ؟!» : 32 / 601 . قال في القاموس : الخانِع : المريب الفاجر ، وقد خَنَعَ كمنع ، وكصبور : الغادر الذي يحيد عنك . ونَخَعَ الذبيحة : جاوز منتهى الذبح ، فأصاب نُخاعها ، وأنخعُ الأسماءِ : أذَلُّها وأقهرُها (المجلسي : 32 / 602) .

خنق : عن أبي ذرّ لمّا احْتُضِر :«اللهمّ خَنِّقْني خِناقَك» : 22 / 430 . خَنِّقْني : هو طلب للموت (المجلسي : 22 / 431) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين في خطبته الغرّاء عليه السلام :«الآن عبادَ اللّهِ والخِنَاقُ مُهْمَل ، والرُّوحُ مُرسَل في فَيْنَةِ الإرشاد» : 74 / 430 . الخِنَاق : الحبل الذي يُخْنَقُ به ، وإهماله : عدم شدّهِ على العنق مدى الحياة (صبحي الصالح) .

* ومنه عن أبي جعفر عليه السلام في قنوته :«إنّ الخِنَاقَ قد اشتدّ ، والوَثاقَ قد احتدّ» : 82 / 216 .

* وفي آمنة :«وعَقَدْنَ ... على عنقها مَخانِق الدرّ» : 15 / 282 . المَخانِق : جمع المِخْنَقة كمكنسة ؛ وهي القلادة (المجلسي : 15 / 294) .

خنا : في صفة النبيّ صلى الله عليه و آله :« ... ولا متزيِّنٍ بالفُحْشِ ولا قولِ الخَ_نَاء» : 16 / 217 . الخَ_نَا : الفُحْش في القول (النهاية) .

* ومنه عن الصادق عليه السلام :«المؤمن ... يَكِيع عن الخَنَاء والجهل» : 64 / 272 .

* ومنه عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«من تمثّل ببيت شعر من الخَنَا ليلة الجمعة لم يُقبل منه صلاة تلك اللّيلة» : 86 / 312 .

.

ص: 448

باب الخاء مع الواوخوخ : عن أبي عبداللّه عليه السلام في إبليس لعنه اللّه :«أصبح يحيى عليه السلام ... فما شعر حتّى ساواه من خَوْخَة كانت في بيته» : 14 / 172 . الخَوْخَة : باب صغير كالنَّافِذَة الكَبِيرة ، وتكون بَيْن بَيْتَينِ ، يُنْصَب عليها باب (النهاية) .

* وعن عمر للنبيّ صلى الله عليه و آله حينما سدَّ الأبواب :«فأْذَنْ لي في خَوْخَة أنظر إليك منها!» : 39 / 23 .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«تَخْرَبُ سَمَرْقَنْدُ وخاخ وخَوارِزْم» : 41 / 325 . روضة خاخ _ بخاءين مُعْجَمتين _ : موضع بين مكّة والمدينة (النهاية) .

خور : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في الساعة :«لم يلبَثوا إلاّ قليلاً حتّى تَخُورَ الأرضُ خَوْرَة» : 6 / 309 . الخُوار _ بالضمّ _ : صوت شديد كصوت البقر (مجمع البحرين) .

* وعنه صلى الله عليه و آله في علائم الجاهل :«إن ضحك فَهِقَ ، وإن بَكَى خَارَ» : 1 / 119 . أي جزع وصاح كالبهائم (المجلسي : 1 / 127) وَفهِقَ ؛ أي امتلأ .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام في قوم صالح عليه السلام :«فما كان إلاّ أن خَارَتْ أرضهم بالخَسفة خُوارَ السِّكَّةِ المُحْماةِ في الأرض الخَوَّارة» : 11 / 379 . الأرض الخوّارة : السهلة اللَّيّنة (الهامش : 11 / 379) . والسِّكَّة المُحْماة : حديدة المحراث إذا اُحْمِيَت في النار ، فهي أسرع غَورا في الأرض (صبحي الصالح) .

* وعنه عليه السلام في أصحاب معاوية :«صرخ بهم ناعِق البدعة وفيهم خَوْرُ الباطل» : 32 / 606 . الخَوْر _ بالفتح والتحريك _ : الضعف . يقال : خَار يَخُور : إذا ضَعُفَت قُوَّتُه ووَهَتْ (النهاية) .

* ومنه عن فاطمة عليهاالسلام :«فقبحا لاُِ فُوْن الرأْي ، وخَطَل القول ، وخَوْرِ القناة» : 43 / 161 . والقناة : الرمح (المجلسي : 43 / 163) .

خورنق : في الخبر :«لمّا قدم أبو عبداللّه عليه السلام الحيرة ركب دابّته ومضى إلى الخَوَرْنَق» : 63 / 136 . الخَوَرْنَق : قصر للنعمان الأكبر ، معرّب خورَنكاه ؛ أي موضع الأكل ، ونهر بالكوفة (القاموس المحيط) .

.

ص: 449

خوز : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«لا تقوم الساعة حتّى تقاتلوا خُوزا وكِرْمان» : 18 / 122 . الخُوز : جيل معروف ، وكِرمان : صُقْع معروف في العجم . ويروى بالراء المهملة ، وهو من أرض فارس ، وصوّبه الدارقُطْني . وقيل : إذا أضفت فبالراء ، وإذا عطفت فبالزاي (النهاية) .

* وعنه صلى الله عليه و آله :«لا تُساكنوا الخُوزَ ، ولا تُزوِّجوا إليهم ؛ فإنّ لهم عرقا يدعوهم إلى غير الوفاء» : 22 / 313 .

خوص : عن أميرالمؤمنين عليه السلام في داود عليه السلام :«كان يعمل سفائف الخُوْصِ بيده» : 14 / 15 . الخُوْص : ورق النخل (المجلسي : 14 / 15) .

* وفي خبر اُكَيْدِر :«قتلوا حسّانا أخاهُ وعليه قباء مُخَوَّص بالذهب» : 21 / 246 . أي منسوج به ، مثل خُوص النّخل ؛ وهو وَرَقُهُ (النهاية) .

خوض : عن أميرالمؤمنين عليه السلام في رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«هُدِيَتْ به القلوب بعد خَوْضَات الفِتَن» : 16 / 378 . جمع خَوْضَة ؛ وهي المرّة من الخَوْض . قال في النهاية : أصل الخوض : المَشْي في الماء وتحريكُه ، ثمّ استُعمِل في التَّلَ_بُّس بالأمر والتصرّف فيه .

* وعنه عليه السلام في مسيره إلى صفّين :«وقف بالفرات وقال لأصحابه : أين المَخَاض ؟» : 33 / 45 . مَخَاض الماء : الموضع الذي يجوز الناس فيه مُشاةً ورُكبانا (المجلسي : 33 / 46) .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله :«رُبّ مُتَخَوِّضٍ متنعِّم فيما أفاء اللّه على رسوله» : 67 / 321 . أي رُبَّ مُتَصَرِّفٍ في مال اللّه بما لا يَرْضَاه اللّه . والتَّخوُّض : تفعُّل منه . وقيل : هو التّخليط في تحصيله من غير وجْهه كيف أمْكن (النهاية) .

* وعن أبي جعفر عليه السلام :«ما من عبد يغدو في طلب العلم ويروحُ إلاّ خَاضَ الرحمةَ خَوضا» : 1 / 174 . خاض الرحمة ؛ أي دخل فيها بحيث أحاطت به (المجلسي : 1 / 174) .

خوط : في الحديث القدسيّ :«اُكتبوا لعبدي هذا من الحسنات ... عدد كلّ قصبة وخُوْط ومرعى» : 84 / 171 . الخُوْط _ بالضمّ _ : الغُصْن النّاعم لِسَنَة ، أو كلّ قضيب . وفي الفقيه : خُوْص (المجلسي : 84 / 171) .

.

ص: 450

خول : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين اتّخذوا دينَ اللّه دَغَلاً ، وعباد اللّه خَوَلاً» : 18 / 126 . أي خَدَما وعَبيدا . يعني أ نّهم يَسْتخدمونهم ويَسْتَعبِدونَهم (النهاية) .

* وعنه صلى الله عليه و آله :«إنّي لأتَخَوّلكم بالموعظة تخَوُّلاً مخافة السأْمة عليكم» : 67 / 20 . قال في النهاية : وفيه : أنّهُ كان يتخوّلُنا بالموعظة» ؛ أي يتعهّدُنا ، من قَولهم : فلان خائلُ مالٍ ؛ وهو الذي يُصْلِحُه ويقوم به . وقال أبو عمرو : الصّواب يَتَحوَّلُنا بالحاء ؛ أي يَطلُبُ الحالَ التي ينشطون فيها للموعظة فيَعِظُهم فيها ، ولا يُكثِرُ عليهم فيمَلّوا . وكان الأصمَعيّ يرويه : يَتَخَوّننا _ بالنون _ أي يَتَعَهّدنا .

* وعن رجل لأميرالمؤمنين عليه السلام :«إنّك ... المَلِك المُخَوَّل» : 74 / 357 . أي المَلِك الذي أعطاك اللّه للإمرة علينا ، وجعلنا خدمك وتبعك .

* وفي المباهلة :«إنّ أحَدَهم يُفسد في بعض ساعته ما لا يستطيع ... الخَوَلِيُّ النفيس إصْلاحا له» : 21 / 308 . الخَوَلِيُّ عند أهل الشام : القَيِّم بأمر الإبل وإصلاحها ، مِن التَّخَوُّلِ : التَّعهُّدِ وحُسنِ الرِّعاية (النهاية) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في عهده للأشتر :«إذا أحْدثَ لكَ ما أنت فيه من سلطانك اُبَّهَةٌ أو مَخِيلة ...» : 33 / 601 . يقال : خالَ الرجلُ يخُولُ ، واخْتالَ يَخْتالُ : إذا تكبّر . وهو ذو مَخِيلة (النهاية) .

خوم : عن أبي عبداللّه عليه السلام :«المؤمنُ مؤمنان : ... ومؤمن كخامَةِ الزرع تعوَجُّ أحيانا ، وتقوم أحيانا» : 64 / 189 . هي الطاقة الغَضَّة اللَّيِّنة من الزَّرع ، وألِفُها مُنقلبةٌ عن واو (النهاية) .

* وفي دواء الشافية :«فإنّه ينفع من السحر والخامة» : 59 / 254 . في بحر الجواهر : الخام : بلغم غير طبيعيّ اختلفت أجزاؤه في الرقّة والغلظ ، ويُطلق أيضا على شيء يَرسب في القارورة رقيق الأجزاء غير مُنتنٍ (المجلسي : 59 / 256) .

خون : عن النبيّ صلى الله عليه و آله :«ما كان لنبيّ أن يكون له خائِنة الأعْيُن» : 16/388 . وفسّروها بالإيماء إلى مباح ؛ من ضرب أو قتل على خلاف ما يظهر ويشعر به الحال . وإنّما قيل له : خائنة الأعين ؛ لأ نّه شبه الخيانة من حيث إنّه يخفى ، ولا يحرم ذلك على غيره إلاّ في

.

ص: 451

باب الخاء مع الياء

محظور ، وبالجملة أن يُظهِر خلاف ما يُضمِر . وطَرَدَ بعض الفقهاء ذلك في مكايدة الحروب ، وهو ضعيف ، وقد صحّ أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله كان إذا أراد سفرا ورّى بغيره (المجلسي : 16/388) .

* وعنه صلى الله عليه و آله :«لا تجوز شهادة خائن ولا خائنة ...» . أمّا الخيانة فإنّها تدخل في أشياء كثيرة سوى الخيانة في المال ، منها أن يؤتمن على فرج فلا يؤدّي فيها الأمانة ، ومنها أن يستودع سرّا يكون إن أفشى فيه عطب المستودع أوفيه شينه ، ومنها أن يؤتمن على حكم بين اثنين أو فوقهما فلا يعدل ، ومنها أن يغلّ من المغنم شيئا ، ومنها أن يكتم شهادة ، ومنها أن يستشار فيشير بخلاف الصواب تعمّدا وأشباه ذلك : 101 / 316) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«أحصى ... عدد أنفاسِهم ، وخَائِنَة أعيُنهم» : 4 / 310 . أي ما يخونُون فيه ، من مُسارَقة النَّظر إلى ما لا يحلّ . والخائنةُ بمعنى الخيانةِ ؛ وهي من المَصادِر التي جاءت على لَفْظِ الفاعل ، كالعافية (النهاية) .

* ومنه عن ابن سلمة :«سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن قوله عزّ وجلّ : «يعلمُ خائنةَ الأعْيُنِ» فقال : ألم تَرَ إلى الرجل ينظر إلى الشيء وكأنّه لا ينظر إليه ، فذلك خَائِنَة الأعيُن» : 4 / 80 .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«إنّ اللّه وملائكته يُصلُّون على خُوَان عليه خَلّ ومِلح» : 63 / 303 . الخُوَان _ كغُراب وكِتاب _ : ما يؤكل عليه الطعام ، مُعَرَّب ، يكتب بالواو ويقرأ «خان» بالألف (الهامش : 63 / 303) .

* وروي أ نّه صلى الله عليه و آله :«لم يأكل على خُوَان قطّ» : 16 / 243 . قيل : كان تواضعا للّه تعالى لئلاّ يفتقر إلى التطاوُل في الأكل (مجمع البحرين) .

* وفي الخبر :«تنزّهنا عن البيوت والمخاني» : 75 / 389 . لعلّه جمع خان ؛ وهو الحانوت والفندق ، وفي بعض النسخ : «المخابي» (الهامش : 75 / 389) .

خوى : عن أبي عبداللّه عليه السلام :«لولا أنّ اللّه حبس الريح على أهل الدنيا لأخْوَت الأرض» : 56 / 378 . خَوَتِ الدّارُ : تَهَدَّمَت . وخَوَّتْ وخَوِيَتْ : خَلَتْ من أهْلِها . وأرض خاوِية : خالِيَة من أهلها ... كأخْوَتْ وخَوَّتْ (القاموس المحيط) .

.

ص: 452

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام في الأموات :«يَرْتَجِعون منهم أجسادا خَوَتْ وحركاتٍ سَكَنَتْ» : 79 / 156 . خَوَتْ : سقط بناؤها ، وخَلَتْ من أرواحها (صبحي الصالح) .

* ومنه عن أبي جعفر عليه السلام في عُزَيْر :«مرَّ على ... قرية بأنطاكية وهي خَاوِيَة على عُرُوشها» : 46 / 310 . وعُروشُها : سقُوفُها (النهاية) .

باب الخاء مع الياءخيب : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«من فَازَ بكم [فقد] فَازَ ... بالسهم الأخْيَب» : 34 / 70 . أي بالسّهم الخَائِب الذي لا نَصِيبَ له من قِدَاح المَيْسِر ، وهي ثلاثة : المَنيحُ ، والسَّفِيحُ ، والوَغْدُ . والخَيبَة : الحِرمان والخُسْران . وقد خابَ يَخيبُ ويَخُوب (النهاية) .

* وعنه عليه السلام :«الهَيْبَةُ خَيْبَةٌ» : 75 / 34 . أي من تهيّب أمرا خاب من إدراكه (الهامش : 75 / 34) .

* وعنه عليه السلام :«يا خَيْبَة الداعي ، من دعا! وإلاَمَ اُجيبَ؟!» : 32 / 54 . كالنداء في قوله تعالى : «يا حسرةً على العباد» . أي يا خيبةُ احضري فهذا أوانُك . و«الداعي» هو أحد الثلاثة : طلحة والزبير وعائشة ، ثمّ قال على سبيل الاستحقار لهم : «من دعا! وإلامَ اُجيبَ ؟!» أي أحقِرْ بقومٍ دعاهم هذا الداعي ، وأقْبِح بالأمر الذي أجابوه إليه ، فما أفحشه وأرذله!! (المجلسي : 32 / 55) .

خير : عن جابر :«كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله يُعَلِّمنا الاسْتِخَارَةَ في الاُمور ، كما يُعَلِّمنا السورة من القرآن» : 88 / 228 . الخَيْرُ : ضِدُّ الشرّ . تقول منه : خِرْتَ يا رجُل ، فأنتَ خائرٌ وخَيِّرٌ . وخَارَ اللّه لك ؛ أي أعطاك ما هو خَيرٌ لك . والخِيْرةُ _ بسكون الياء _ : الاسمُ منه . فأمّا بالفتح فهي الاسم من قولك : اِخْتَارَه اللّه ، ومُحَمَّدٌ صلى الله عليه و آله خِيرَةُ اللّه من خَلْقِه ، يقال بالفتح والسُّكون . والاسْتِخَارَة : طَلَبُ الخِيرَة في الشيء ، وهو اسْتِفْعَال منه . يقال : اِسْتَخِرِ اللّه يَخِرْ لَك (النهاية) .

* وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في دعاء الاستخارة :«اللهمَّ خِرْ لي واخْتَرْ لي» : 88 / 228 . أي اخْتَرْ لي أصْلَحَ الأمْرَين ، واجْعَلْ ليَ الخِيرَةَ فيه (النهاية) .

.

ص: 453

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام :«إنّي ... وصيُّ نبيِّكم صلى الله عليه و آله ، وخِيَرةُ ربّكم» : 28 / 241 .

* وعنه عليه السلام في الفتن :«ليس لأحدٍ على اللّه عزّ ذِكرُه الخِيَرةُ ، بل للّه الخِيَرةُ والأمر جميعا» : 51 / 123 . أي ليس لأحد من الخلق أن يشير بأمر على اللّه أنّ هذا خيْر ينبغي أن تفعله ، بل له أن يختار من الاُمور ما يشاء بعلمه ، وله الأمر يأمر بما يشاء في جميع الأشياء (المجلسي : 51 / 128) .

* وعن النبيّ صلى الله عليه و آله :«للّه من عباده خِيَرَتان ؛ فخِيَرَتُه من العرب قريش ، ومن العجم فارس» ، وكان يقول عليّ بن الحسين عليهماالسلام : «أنا ابن الخِيَرَتين» ؛ لأنّ جدَّه رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، واُمّه بنت يزدجرد الملك : 46 / 4 .

* وعن صالح بن سعيد في الإمام الهادي عليه السلام حين اُنزل في خان الصعاليك :«فإذا ... روضاتٌ ناضراتٌ فيهنّ خَيْراتٌ عَطِرات» : 50 / 133 . مخفّف خيّرات ؛ لأنّ خَيْرا الذي بمعنى أخْيَر لا يُجمع (المجلسي : 50 / 133) .

* وعن ابن الجهم في الرضا عليه السلام :«رأيت أبا الحسن عليه السلام يدهن بالخِيْرِيّ» : 49 / 104 . الخِيْرِي معرّب (الصحاح) . قيل : هو الخَطْمِيّ .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام :«لا تَخَايُرَ بين الأنبياء» : 25 / 323 . أي لا تَفاضُلَ (المجلسي : 25 / 324) .

خيس : عن اُمّ عليّ عليه السلام :«كان في صحن داري شجرة قد يَبِست وخاسَتْ» : 15 / 336 .أي لم تُثْمِر ، مِن قولهم : خَاس بوعده : إذا أخْلفه ، أو فَسَدَت ، مِن قولهم : خاسَ الشيء : إذا فَسَدَ (المجلسي : 15 / 337) .

* ومنه عن أميرالمؤمنين عليه السلام للأشتر :«ولا تخيسنَّ بعَهْدك» : 33 / 610 .

* ومنه الخبر :«دواء ... لا يؤذيك ولا يخيسك» : 42 / 46 . خاسَ اللحمُ : فَسَدت رائحته (الهامش : 42 / 46) .

* وعن أبي جعفر عليه السلام في عذاب الكافر :«فمِن شِدّة صيحته ... ينفر الوحش في

.

ص: 454

الخِياس» : 8 / 319 . لعلّه جمع الخِيس _ بالكسر _ : وهو الشجر الملتفّ ، أو هو تصحيف الجبال (المجلسي : 8 / 323) .

خيط : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«أدُّوا الخِياطَ والمِخْيَط» : 21 / 174 . الخِياطُ : الخَيط ، والمِخْيَطُ _ بالكسر _ : الإبْرة (النهاية) .

خيف : عن أميرالمؤمنين عليه السلام في الملائكة :«ولا اقْتَسَمَتْهُم أخْيَافُ الهِمَمِ» : 74 / 324 . جمع خَيْف _ بالفتح _ وهو في الأصل : ما انحدر عن سفح الجبل ، والمراد هنا سواقط الهِمَم (صبحي الصالح) .

* ومنه عن أبي عبداللّه عليه السلام :«سُمِّي الخَيْف ؛ لأ نّه مرتفِع عن الوادي ، وكلّ ما ارتفع عن الوادي سُمِّي خَيْفا» : 96 / 271 .

خيق : عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في الجنّة :«لا يدخلها ... خَيُّوق ؛ وهو النبّاش» : 72 / 343 . كذا ، وفي ج 5 / 10 : «ولا خيّوف ؛ وهو النبّاش» . ولم أجد اللّغويّين فسّروه بما فُسِّر به في الخبر (المجلسي : 5 / 10) .

خيل : عن أبي بكر في يوم بدر :«إنّها قريش وخُيَلاؤها ، ما آمَنَتْ منذ كَفَرَتْ» : 19 / 247 . الخُيَلاء والخِيَلاء _ بالضمّ والكسر _ : الكِبْرُ والعُجْبُ . يقال : اِخْتالَ فهو مُخْتالٌ . وفيه خُيَلاء ومَخِيلة ؛ أي كِبْر (النهاية) .

* ومنه عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«إنّ ريح الجنّة ... لا يجدها ... جارٌّ إزارَه خُيَلاء» : 71 / 62 . خُيَلاء كأ نّه مفعول لأجله . وقيل : حال عن فاعل «جارّ» أي جارٌّ ثوبه على الأرض متبخترا متكبّرا مختالاً ؛ أي متمائلاً من جانبيه . وأصله من المُخَيِّلَة ؛ وهي القطعة من السحاب يمثّل في جوّ السماء هكذا وهكذا ، وكذلك المختال يتمايل لعجبه بنفسه وكبره ، وهي مشية المطيطى ، ومنه قوله تعالى : «ذَهَبَ إلى أهله يَتَمَطَّى» (المجلسي : 71 / 63) .

* وعن أميرالمؤمنين عليه السلام في صلاة الاستسقاء :«وأخلَفَتْنا مَخَائِلُ الجَوْد» : 88 / 294 . المَخِيلة : السحابة الخليقة بالمطر التي تحسبها ماطرة . في القاموس : السحابة المُخَيِّلة التي

.

ص: 455

تحسبها ماطرة . وفي المصباح المنير : أخالت السحابة إذا رأيتها وقد ظهرت فيها دلائل المطر ، فحسِبْتَها ماطرة ، فهي مُخِيلة _ بالضّم _ اسم فاعل ، ومَخِيلة _ بالفتح _ اسم مفعول ؛ لأ نّها أحْسَبَتْك فحَسِبْتَها ، وهذا كما يقال : مرض مُخِيف _ بالضمّ _ اسم فاعل ؛ لأ نّه أخاف الناس ، ومَخُوف _ بالفتح _ لأ نّهم خافوه ، ومنه قيل : اِختال الشيء للخير والمكروه إذا ظهر فيه ذلك ، فهو مُخيل بالضمّ . وقال الأزهريّ : أخالت السّماء إذا تغيّمت فهي مُخيلة _ بالضمّ _ ، وإذا أرادوا السحابة نفسها قالوا : مَخيلة _ بالفتح _ وعلى هذا فيقال : رأيت مُخِيلة _ بالضمّ _ لأنَّ القرينة أخالت ؛ أي أحْسَبَتْ غيرها ، ومَخِيلة _ بالفتح _ اسم مفعول ؛ لأ نّك ظننتها (المجلسي : 88 / 299) .

* وفي حوّاء :«تلألأ النور في مخايِلِها» : 11 / 246 . أي مواضع الخال منها ، أو ما يُتَخَيّل فيه الحُسْنُ منها (المجلسي : 11 / 249) .

* وعن عليّ بن الحسين عليهماالسلام :«أخَذوا أنفسهم في مَخائِل الرُّهبانيّة» : 27 / 193 . المَخائِل : جمع المَخِيلة ؛ وهي موضع الخَيْل ؛ وهو الظنّ كالمَظِنّة ، وهي السحابة الخليقة بالمَطَر . ويجوز أن تكون مُسَمَّ_اة بالمَخِيلة التي هي مصدرٌ ، كالمَحبِسة من الحَبس (النهاية) .

* وعن أبي عبداللّه عليه السلام في فاطمة عليهاالسلام :«لَزِمَتِ الفراش ... وصارتْ كالخَيال» : 78 / 282 . الخَيَال والخَيَالَة : ما تشبّه لك في اليقظة والحُلْم من صورة . والخيال : كساء أسود يُنصَب على عودٍ يُخيَّل به للبهائم والطير ، فتظنّه إنسانا (القاموس المحيط) .

* وفي صفة الصادق عليه السلام :«على جسده خِيلانٌ حمرة» : 47 / 9 . هي جَمْعُ خال ؛ وهو الشامةُ في الجَسَد (النهاية) .

خيم : عن أميرالمؤمنين عليه السلام :«فللّه الأسْرة المتزَحْزِحَة غدا عن الأصل ، المُخَيِّمة بالفرع» : 32 / 44 . خيّم بالمكان ؛ أي أقام به (الصحاح) .

* ومنه عن الحسن بن عليّ عليهماالسلام :«اِسْمعوا منّي أيّها الملأُ المخيِّمون» : 44 / 74 . وفي بعض النسخ : المجتمعون .

.

ص: 456

* وعن آمنة في أبيها عبدالمطّلب :كريم الخِيم يُنميه العلاءُ : 15 / 155 . الخِيم _ بالكسر _ : السجيّ_ة والطبيعة ، لا واحدَ له من لفظه (المجلسي : 15 / 156) .

* ومنه عن الفرزدق في عليّ بن الحسين عليهماالسلام :طابت عناصره والخِيْم والشِّيَمُ : 46 / 126 . الشِّيَم _ بكسر الشين وفتح الياء _ : جمع الشِّيْمة _ بالكسر _ وهي الطبيعة (المجلسي : 46 / 129) .

.

ص: 457

الفهرس .

ص: 458

. .

ص: 459

. .

ص: 460

. .

ص: 461

. .

ص: 462

. .

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.