الوافي المجلد 4

اشارة

سرشناسه : فیض کاشانی، محمد بن شاه مرتضی، 1006-1091ق.

عنوان و نام پديدآور : ...الوافی/ محمدمحسن المشتهر بالفیض الکاشانی؛ تحقیق مکتبةالامام امیرالمومنین علی علیه السلام (اصفهان)، سیدضیاءالدین حسینی «علامه»؛ اشراف السیدکمال الدین فقیه ایمانی.

مشخصات نشر : اصفهان: عطر عترت، 1430ق.= 1388.

مشخصات ظاهری : 26 ج.

شابک : 2000000 ریال: دوره 978-964-7941-93-8 : ؛ ج. 1 978-964-7941-94-5 : ؛ ج. 2 978-964-7941-95-2 : ؛ ج. 3 978-964-7941-96-9 : ؛ ج. 4 978-964-7941-97-6 : ؛ ج. 5 978-600-5588-03-3 : ؛ ج. 6 978-600-5588-04-0 : ؛ ج. 7 978-600-5588-05-7 : ؛ ج. 8 978-600-5588-06-4 : ؛ ج. 9 978-600-5588-07-1 : ؛ ج. 10 978-600-5588-08-8 : ؛ ج. 11 978-600-5588-09-5 : ؛ ج. 12 978-600-5588-10-1 : ؛ ج. 13 978-600-5588-11-8 : ؛ ج. 14 978-600-5588-12-5 : ؛ ج. 15 978-600-5588-13-2 : ؛ ج. 16 978-600-5588-14-9 : ؛ ج. 17 978-600-5588-15-6 : ؛ ج. 18 978-600-5588-16-3 : ؛ ج. 19 978-600-5588-17-0 : ؛ ج. 20 978-600-5588-18-7 : ؛ ج. 21 978-600-5588-19-4 : ؛ ج. 22 978-600-5588-20-0 : ؛ ج. 23 978-600-5588-21-7 : ؛ ج. 24 978-600-5588-22-4 : ؛ ج. 25 978-600-5588-23-1 : ؛ ج. 26 978-600-5588-24-8 :

يادداشت : عربی.

یادداشت : کتابنامه.

مندرجات : ج. 1. کتاب العقل والعلم والتوحید.- ج. 2 و 3. کتاب الحجة.- ج. 4 و 5. کتاب الایمان والکفر.- ج. 6. کتاب الطهارة والتزین.- ج. 7، 8 و 9. کتاب الصلاة والدعاء والقرآن.- ج. 10. کتاب الزکاة والخمس والمیراث.- ج. 11. کتاب الصیام والاعتکاف والمعاهدات.- ج. 12، 13و 14. کتاب الحج والعمرة والزیارات.- ج. 15و 16. کتاب الحسبة والاحکام والشهادات.- ج. 17و 18. کتاب المعایش والمکاسب والمعاملات.- ج. 19 و 20. کتاب المطاعم والمشارب والتجملات.- ج. 21، 22 و 23. کتاب النکاح والطلاق والولادات.- ج. 24 و 25. کتاب الجنائز والفرائض والوصیات.- ج. 26. کتاب الروضة.

موضوع : احادیث شیعه -- قرن 10ق.

شناسه افزوده : علامه، سیدضیاءالدین، 1290 - 1377.

شناسه افزوده : فقیه ایمانی، سیدکمال

شناسه افزوده : Faghih Imani,

Kamal

شناسه افزوده : کتابخانه عمومی امام امیرالمومنین علی علیه السلام(اصفهان)

رده بندی کنگره : BP134/ف9و2 1388

رده بندی دیویی : 297/212

شماره کتابشناسی ملی : 1911094

اشارة

بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول اللّٰه ثم على أهل بيت رسول اللّٰه ثم على رواة أحكام اللّٰه ثم على من انتفع بمواعظ اللّٰه <القسم الأول من الجزء الثالث>

كتاب الإيمان و الكفر

اشارة

و هو الثالث من أجزاء كتاب الوافي تصنيف محمد بن مرتضى المدعو بمحسن أيده اللّٰه

الآيات

اشارة

قال اللّٰه سبحانه وَ لٰكِنَّ اللّٰهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمٰانَ وَ زَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَ كَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَ الْفُسُوقَ وَ الْعِصْيٰانَ و قال عز و جل وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّٰهِ وَ رُسُلِهِ أُولٰئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَ الشُّهَدٰاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ وَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ كَذَّبُوا بِآيٰاتِنٰا أُولٰئِكَ أَصْحٰابُ الْجَحِيمِ و قال تعالى وَ يَوْمَ تَقُومُ السّٰاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّٰالِحٰاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ وَ أَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَ كَذَّبُوا بِآيٰاتِنٰا وَ لِقٰاءِ الْآخِرَةِ فَأُولٰئِكَ فِي

الوافي، ج 4، ص: 20

الْعَذٰابِ مُحْضَرُونَ إلى غير ذلك من الآيات و هي كثيرة جدا يكفي هاهنا ما ذكر إن شاء اللّٰه.

بيان

يُحْبَرُونَ أي يسرون سرورا تهلل له وجوههم

الوافي، ج 4، ص: 23

أبواب الطينات و بدء الخلائق

الآيات

قال اللّٰه عز و جل فِطْرَتَ اللّٰهِ الَّتِي فَطَرَ النّٰاسَ عَلَيْهٰا لٰا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللّٰهِ

الوافي، ج 4، ص: 25

باب 1 طينة المؤمن و الكافر و ما يتعلق بذلك

[1]
اشارة

1643- 1 الكافي، 2/ 2/ 1/ 1 علي عن أبيه عن حماد عن ربعي عن رجل عن علي بن الحسين ع قال إن اللّٰه عز و جل خلق النبيين من طينة عليين قلوبهم و أبدانهم و خلق قلوب المؤمنين من تلك الطينة و جعل خلق أبدان المؤمنين من دون ذلك و خلق الكفار من طينة سجين قلوبهم و أبدانهم فخلط بين الطينتين فمن ذلك يلد المؤمن الكافر و يلد الكافر المؤمن و من هاهنا يصيب المؤمن السيئة و من هاهنا يصيب الكافر الحسنة فقلوب المؤمنين تحن إلى ما خلقوا منه و قلوب الكافرين تحن إلى ما خلقوا منه

بيان

الطينة الخلقة و الجبلة و عليين جمع علي أو هو مفرد و يعرب بالحروف و الحركات يقال للجنة و السماء السابعة و الملائكة الحفظة الرافعين لإعمال عباد اللّٰه الصالحين إلى اللّٰه سبحانه و المراد به أعلى الأمكنة و أشرف المراتب و أقربها

الوافي، ج 4، ص: 26

من اللّٰه و له درجات كما يدل عليه ما ورد في بعض الأخبار الآتية من قولهم أعلى عليين و كما وقع التنبيه عليه في هذا الخبر بنسبة خلق القلوب و الأبدان كليهما إليه مع اختلافهما في الرتبة فيشبه أن يراد به عالم الجبروت و الملكوت جميعا اللذين فوق عالم الملك أعني عالم العقل و النفس و خلق قلوب النبيين من الجبروت معلوم لأنهم المقربون.

و أما خلق أبدانهم من الملكوت فذلك لأن أبدانهم الحقيقية هي التي لهم في باطن هذه الجلود المدبرة لهذه الأبدان و إنما أبدانهم العنصرية أبدان أبدانهم لا علاقة لهم بها فكأنهم و هم في جلابيب من هذه الأبدان قد نفضوها و تجردوا عنها لعدم ركونهم إليها و شدة

شوقهم إلى النشأة الأخرى و لهذا نعموا بالوصول إلى الآخرة و مفارقة هذا الأدنى و من هنا

ورد في الحديث الدنيا سجن المؤمن و جنة الكافر

و تصديق هذا

ما قاله أمير المؤمنين ع في وصف الزهاد كانوا قوما من أهل الدنيا و ليسوا من أهلها فكانوا فيها كمن ليس منها عملوا فيها بما يبصرون و بادروا فيها ما يحذرون تقلب أبدانهم بين ظهراني أهل الآخرة يرون أهل الدنيا يعظمون موت أجسادهم و هم أشد إعظاما لموت قلوب أحيائهم

. و إنما نسب خلق أبدان المؤمنين إلى ما دون ذلك لأنها مركبة من هذه و من هذه لتعلقهم بهذه الأبدان العنصرية أيضا ما داموا فيها.

و سجين فعيل من السجن بمعنى الحبس و يقال للنار و الأرض السفلى و المراد به أسفل الأمكنة و أخس المراتب و أبعدها من اللّٰه سبحانه فيشبه أن يراد به حقيقة الدنيا و باطنها التي هي مخبوءة تحت عالم الملك أعني هذا العالم العنصري فإن الأرواح مسجونة فيه و لهذا

ورد في الحديث المسجون من سجنته الدنيا عن الآخرة

و خلق أبدان الكفار من هذا العالم ظاهر و إنما نسب خلق قلوبهم إليه لشدة ركونهم إليه و إخلادهم إلى الأرض و تثاقلهم إليها فكأنه ليس لهم من الملكوت

الوافي، ج 4، ص: 27

نصيب لاستغراقهم في الملك و الخلط بين الطينتين إشارة إلى تعلق الأرواح الملكوتية بالأبدان العنصرية بل نشؤها منها شيئا فشيئا فكل من النشأتين غلبت عليه صار من أهلها فيصير مؤمنا حقيقيا أو كافرا حقيقيا أو بين الأمرين على حسب مراتب الإيمان و الكفر و الحنين الشوق و توقان النفس

[2]
اشارة

1644- 2 الكافي، 2/ 3/ 2/ 1 محمد عن محمد بن الحسن

عن النضر بن شعيب عن عبد الغفار الجازي عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن اللّٰه تعالى خلق المؤمن من طينة الجنة و خلق الكافر من طينة النار- و قال إذا أراد اللّٰه بعبد خيرا طيب روحه و جسده فلا يسمع شيئا من الخير إلا عرفه و لا يسمع شيئا من المنكر إلا أنكره قال و سمعته يقول- الطينات ثلاث طينة الأنبياء و المؤمن من تلك الطينة إلا أن الأنبياء من صفوتها هم الأصل و لهم فضلهم و المؤمنون الفرع من طين لازب كذلك

الوافي، ج 4، ص: 28

لا يفرق اللّٰه تعالى بينهم و بين شيعتهم و قال طينة الناصب من حمإ مسنون- و أما المستضعفون فمن تراب لا يتحول مؤمن عن إيمانه و لا ناصب عن نصبه و لله المشيئة فيهم

بيان

صدر الحديث مصدق لما قررنا في الخبر السابق و كذا قوله ع ألا إن الأنبياء من صفوتها هم الأصل و لهم فضلهم و المؤمنون الفرع من طين لازب و ذلك لأن الجبروت صفوة الملكوت و أصله و الملكوت فرع الجبروت و اللازب اللازم للشي ء و اللاصق به و إنما كانت طينتهم لازبة للزومها لطينة أئمتهم و لصوقها بها لخلطها بها و تركبها من العالمين جميعا كما عرفت أ لا ترى إلى شوقهم إلى أئمتهم و حنينهم إليهم و كما أن الأمر كذلك كذلك لا يفرق اللّٰه بين أئمتهم و بينهم و الحمأ الطين الأسود و المسنون المنتن و هو كناية عن باطن الدنيا و حقيقة تلك العجوز الشوهاء و أما خلق المستضعفين من التراب أعني ما له قبول الأشكال المختلفة و حفظها فذلك لعدم لزومهم لطريقة أهل الإيمان و لا لطريقة أهل الكفر و

عدم تقيدهم بعقيدة لا حق و لا باطل ليس لهم نور الملكوت و لا ظلمة باطن الملك بل لهم قبول كل من الأمرين بخلاف الآخرين فإنهما لا يتحولان عما خلقوا له و أما قوله و لله المشية فيهم فهو رد لتوهم الإيجاب في فعله سبحانه و فيه إشارة إلى قوله عز و جل وَ لَوْ شٰاءَ لَهَدٰاكُمْ أَجْمَعِينَ

[3]
اشارة

1645- 3 الكافي، 2/ 3/ 3/ 1 علي عن أبيه عن السراد عن صالح بن سهل قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع جعلت فداك من أي شي ء خلق اللّٰه تعالى طينة المؤمن فقال من طينة الأنبياء فلن تنجس أبدا

الوافي، ج 4، ص: 29

بيان

يعني لن يتعلق بالدنيا تعلق ركون و إخلاد يذهله عن الآخرة

[4]

1646- 4 الكافي، 2/ 5/ 5/ 1 محمد عن أحمد عن محمد بن خالد عن صالح بن سهل قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع المؤمنون من طينة الأنبياء قال نعم

[5]
اشارة

1647- 5 الكافي، 2/ 4/ 4/ 1 محمد و غيره عن أحمد و غيره عن محمد بن خلف عن أبي نهشل الكافي، 1/ 390/ 4/ 1 العدة عن أحمد عن محمد بن خالد عن أبي نهشل عن محمد بن إسماعيل عن الثمالي قال سمعت أبا جعفر ع يقول إن اللّٰه تعالى خلقنا من أعلى عليين و خلق قلوب شيعتنا مما خلقنا منه و خلق أبدانهم من دون ذلك و قلوبهم تهوي إلينا لأنها خلقت مما خلقنا ثم تلا هذه الآية كَلّٰا إِنَّ كِتٰابَ الْأَبْرٰارِ لَفِي عِلِّيِّينَ وَ مٰا أَدْرٰاكَ مٰا عِلِّيُّونَ كِتٰابٌ مَرْقُومٌ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ و خلق عدونا من سجين و خلق قلوب شيعتهم مما خلقهم منه و أبدانهم من دون ذلك فقلوبهم تهوي إليهم لأنها خلقت مما خلقوا منه ثم تلا هذه الآية كَلّٰا إِنَّ كِتٰابَ الفُجّٰارِ لَفِي سِجِّينٍ وَ مٰا أَدْرٰاكَ مٰا سِجِّينٌ كِتٰابٌ مَرْقُومٌ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ

الوافي، ج 4، ص: 30

بيان

كل ما يدركه الإنسان بحواسه يرتفع منه أثر إلى روحه و يجتمع في صحيفة ذاته و خزانة مدركاته و كذلك كل مثقال ذرة من خير أو شر يعمله يرى أثره مكتوبا ثمة و لا سيما ما رسخت بسببه الهيئات و تأكدت به الصفات و صار خلقا و ملكة فالأفاعيل المتكررة و الاعتقادات الراسخة في النفوس هي بمنزلة النقوش الكتابية في الألواح كما قال اللّٰه تعالى أُولٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمٰانَ و هذه الألواح النفسية يقال لها صحائف الأعمال و إليه الإشارة بقوله سبحانه وَ إِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ و قوله عز و جل وَ كُلَّ إِنسٰانٍ أَلْزَمْنٰاهُ طٰائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَ نُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيٰامَةِ كِتٰاباً يَلْقٰاهُ مَنْشُوراً فيقال له لَقَدْ كُنْتَ

فِي غَفْلَةٍ مِنْ هٰذٰا فَكَشَفْنٰا عَنْكَ غِطٰاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ- هٰذٰا كِتٰابُنٰا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنّٰا كُنّٰا نَسْتَنْسِخُ مٰا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ.

فمن كان من أهل السعادة و أصحاب اليمين و كانت معلوماته أمورا قدسية و أخلاقه زكية و أعماله صالحة فقد أوتي كتابه بيمينه أعني من جانبه الأقوى الروحاني و هو جهة عليين و ذلك لأن كتابه من جنس الألواح العالية و الصحف المكرمة المرفوعة المطهرة بأيدي سفرة كرام بررة يشهده المقربون.

و من كان من الأشقياء المردودين و كانت معلوماته مقصورة على الجرميات و أخلاقه سيئة و أعماله خبيثة فقد أوتي كتابه بشماله أعني من جانبه الأضعف الجسماني و هو جهة سجين و ذلك لأن كتابه من جنس الأوراق السفلية

الوافي، ج 4، ص: 31

و الصحائف الحسية القابلة للاحتراق فلا جرم يعذب بالنار و إنما عود الأرواح إلى ما خلقت منه كما قال سبحانه كَمٰا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ- كَمٰا بَدَأْنٰا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ فما خلق من عليين فكتابه في عليين و ما خلق من سجين فكتابه في سجين

[6]
اشارة

1648- 6 الكافي، 2/ 4/ 5/ 1 العدة عن سهل و غير واحد عن الحسين بن الحسن جميعا عن محمد بن أورمة عن محمد بن علي عن إسماعيل بن يسار عن عثمان بن يوسف عن عبد اللّٰه بن كيسان عن أبي عبد اللّٰه ع قال قلت له جعلت فداك أنا مولاك عبد اللّٰه بن كيسان قال أما النسب فأعرفه و أما أنت فلست أعرفك قال قلت له إني ولدت بالجبل و نشأت في أرض فارس و إنني أخالط الناس في التجارات و غير ذلك فأخالط الرجل فأرى له حسن السمت و حسن الخلق و كثرة الأمانة- ثم أفتشه

فأتبينه عن عداوتكم- و أخالط الرجل فأرى منه سوء الخلق و قلة الأمانة و زعارة ثم أفتشه فأتبينه عن ولايتكم فكيف يكون ذلك قال فقال لي أ ما علمت يا ابن كيسان أن اللّٰه أخذ طينة من الجنة و طينة من النار فخلطهما جميعا ثم نزع هذه من هذه و هذه من هذه فما رأيت في أولئك من الأمانة و حسن الخلق و حسن السمت فمما مسهم من طينة الجنة و هم يعودون إلى ما خلقوا منه- و ما رأيت من هؤلاء من قلة الأمانة و سوء الخلق و الزعارة فمما مسهم من طينة النار و هم يعودون إلى ما خلقوا منه

الوافي، ج 4، ص: 32

بيان

السمت هيئة أهل الخير و الطريق و الزعارة بالزاي و العين المهملة و تشديد الراء سوء الخلق لا يصرف منه فعل و يقال للسيئ الخلق الزعرور و ربما يوجد في بعض النسخ الدعارة بالمهملات و هي الفساد و الشر ثم نزع هذه من هذه و هذه من هذه معناه أنه نزع طينة الجنة من طينة النار و طينة النار من طينة الجنة بعد ما مست إحداهما الأخرى ثم خلق أهل الجنة من طينة الجنة و خلق أهل النار من طينة النار و أولئك إشارة إلى الأعداء و هؤلاء إلى الأولياء و ما خلقوا منه في الأول طينة النار و في الثاني طينة الجنة

[7]
اشارة

1649- 7 الكافي، 2/ 5/ 7/ 1 علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد عن الحسين بن يزيد عن ابن أبي حمزة عن إبراهيم عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن اللّٰه جل و عز لما أراد أن يخلق آدم ع بعث جبرئيل ع في أول ساعة من يوم الجمعة فقبض بيمينه قبضة بلغت قبضته من السماء السابعة إلى السماء الدنيا و أخذ من كل سماء تربة و قبض قبضة أخرى من الأرض السابعة العليا إلى الأرض السابعة القصوى فأمر اللّٰه عز و جل كلمته فأمسك القبضة الأولى بيمينه و القبضة الأخرى بشماله ففلق الطين فلقتين فذرأ من الأرض ذروا و من السماوات ذروا- فقال للذي بيمينه منك الرسل و الأنبياء و الأوصياء و الصديقون و المؤمنون و السعداء و من أريد كرامته فوجب لهم ما قال كما قال و قال للذي بشماله منك الجبارون و المشركون و الكافرون و الطواغيت و من أريد هوانه و شقوته فوجب لهم ما

قال كما قال ثم إن الطينتين خلطتا جميعا

الوافي، ج 4، ص: 33

و ذلك قول اللّٰه جل و عز إِنَّ اللّٰهَ فٰالِقُ الْحَبِّ وَ النَّوىٰ فالحب طينة المؤمنين ألقى اللّٰه عليها محبته و النوى طينة الكافرين الذين نأوا عن كل خير و إنما سمي النوى من أجل أنه نأى عن كل خير و تباعد منه- و قال اللّٰه تعالى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَ مُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ فالحي المؤمن الذي يخرج طينته من طينة الكافر و الميت الذي يخرج من الحي هو الكافر الذي يخرج من طينة المؤمن فالحي المؤمن و الميت الكافر و ذلك قوله عز و جل أَ وَ مَنْ كٰانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنٰاهُ فكان موته اختلاط طينته مع طينة الكافر و كان حياته حين فرق اللّٰه عز و جل بينهما بكلمته كذلك يخرج اللّٰه عز و جل المؤمن في الميلاد من الظلمة بعد دخوله فيها إلى النور و يخرج الكافر من النور إلى الظلمة بعد دخوله إلى النور و ذلك قوله عز و جل لِيُنْذِرَ مَنْ كٰانَ حَيًّا وَ يَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكٰافِرِينَ

بيان

لما كان خلق آدم ع بعد خلق السماوات و الأرض ضرورة تقدم البسيط على المركب منه و كان خلق السماوات و الأرض و أقواتها في ستة أيام من الأسبوع و قد جمعت جميعا في الجمعة صار بدو خلق الإنسان فيه و كان المراد بالتربة ما له مدخل في تهيئة المادة القابلة لأن يخلق منها شي ء فتشمل الطينة بمعنى الجبلة و آثار القوى السماوية المربية للنطفة و بالجملة ما له مدخل في السبب القابلي و المراد بالكلمة جبرئيل إذ هو القابض للقبضتين و الفلق الشق و الفصل و الذر و الإذهاب

و التفريق و كان الفلق كناية عن إفراز ما يصلح من المادتين لخلق الإنسان و تفسير

الوافي، ج 4، ص: 34

باقي الحديث يظهر مما مر

[8]
اشارة

1650- 8 الكافي، 2/ 6/ 1/ 1 القمي و محمد عن محمد بن إسماعيل عن علي بن الحكم عن أبان عن زرارة عن أبي جعفر ع قال لو علم الناس كيف ابتداء الخلق ما اختلف اثنان إن اللّٰه عز و جل قبل أن يخلق الخلق قال كن ماء عذبا أخلق منك جنتي و أهل طاعتي و كن ملحا أجاجا أخلق منك ناري و أهل معصيتي ثم أمرهما فامتزجا فمن ذلك صار يلد المؤمن الكافر و الكافر المؤمن ثم أخذ طينا من أديم الأرض فعركه عركا شديدا فإذا هم كالذر يدبون- فقال لأصحاب اليمين إلى الجنة بسلام و قال لأصحاب الشمال إلى النار و لا أبالي ثم أمر نارا فأسعرت فقال لأصحاب الشمال ادخلوها فهابوها و قال لأصحاب اليمين ادخلوها فدخلوها فقال كوني بردا و سلاما فكانت بردا و سلاما فقال أصحاب الشمال يا رب أقلنا فقال قد أقلتكم فأدخلوها فذهبوا فهابوها فثم ثبتت الطاعة و المعصية- فلا يستطيع هؤلاء أن يكونوا من هؤلاء و لا هؤلاء من هؤلاء

بيان

عبر عن المادة تارة بالماء و أخرى بالتربة لاشتراكهما في قبول الأشكال و لاجتماعهما في طينة الإنسان و تركيب خلقته و أديم الأرض وجهها و كأنه كناية عما ينبت منها مما يصلح لأن يصير غذاء للإنسان و يحصل منه النطفة أو تتربى به و العرك الدلك و كأنه كناية عن مزجه بحيث يحصل منه المزاج المستعد للحياة و الذر النمل الحمر الصغار واحدتها ذرة و وجه الشبه الحس و الحركة و كونهم محل الشعور مع صغر الجثة و الخفاء و هذا الخطاب إنما كان في عالم الأمر كما مر بيانه في باب العرش و الكرسي من كتاب

التوحيد و لشدة ارتباط الملك

الوافي، ج 4، ص: 35

بالملكوت و قوامه به جاز إسناد مادته إليه و إن كان عالم الأمر مجردا عن المادة و اجتماعهم في الوجود عند اللّٰه إنما هو لاجتماع الأجسام الزمانية عنده سبحانه دفعة واحدة في عالم الأمر و إن كانت متفرقة مبسوطة متدرجة في عالم الخلق و وجودهم في عالم الأمر وجود ملكوتي ظلي ينبعث من حقيقته هذا الوجود الخلقي الجسماني و هو صورة علمه سبحانه بها و عنه عبر بالظلال في الحديث الآتي و أمره تعالى إياهم إلى الجنة و النار هدايته إياهم إلى سبيليهما ثم توفيقه أو خذلانه.

و لعل المراد بالنار المسعرة بعد ذلك التكاليف الشرعية و تحصيل المعرفة المحرقة للقلوب لصعوبة الخروج عن عهدتها و استقالة أصحاب الشمال كناية عن تمنيهم الإطاعة و عدم قدرتهم التامة عليها لغلبة الشقوة عليهم و كونهم مسخرة تحت سلطان الهوى كما قالوا رَبَّنٰا غَلَبَتْ عَلَيْنٰا شِقْوَتُنٰا وَ كُنّٰا قَوْماً ضٰالِّينَ

[9]
اشارة

1651- 9 الكافي، 8/ 89/ 56 الثلاثة عن جميل بن دراج عن زرارة عن أحدهما ع قال إن اللّٰه تعالى خلق الأرض ثم أرسل عليها الماء المالح أربعين صباحا و الماء العذب أربعين صباحا حتى إذا التقت و اختلطت أخذ بيده قبضة فعركها عركا شديدا جميعا ثم فرقها فرقتين فخرج من كل واحدة منهما عنق مثل عنق الذر فأخذ عنق إلى الجنة و عنق إلى النار

بيان

العنق بالضم و بالضمتين الجماعة من الناس

[10]
اشارة

1652- 10 الكافي، 1/ 436/ 2/ 1 محمد عن محمد بن الحسين عن محمد بن

الوافي، ج 4، ص: 36

إسماعيل عن صالح بن عقبة عن عبد اللّٰه بن محمد الجعفي و عقبة جميعا عن أبي جعفر ع قال إن اللّٰه جل و عز خلق الخلق فخلق من أحب مما أحب و كان ما أحب أن خلقه من طينة الجنة و خلق من أبغض مما أبغض و كان ما أبغض أن خلقه من طينة النار ثم بعثهم في الظلال فقلت و أي شي ء الظلال- فقال أ لم تر إلى ظلك في الشمس شيئا و ليس بشي ء ثم بعث منهم النبيين فدعوهم إلى الإقرار بالله عز و جل و هو قوله عز و جل وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللّٰهُ ثم دعوهم إلى الإقرار بالنبيين فأقر بعضهم و أنكر بعض ثم دعوهم إلى ولايتنا فأقر بها و اللّٰه من أحب و أنكرها من أبغض- و هو قوله فَمٰا كٰانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمٰا كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ ثم قال أبو جعفر ع كان التكذيب ثم

بيان

قد مضى هذا الحديث بعينه في باب أخذ الميثاق بولايتهم ع من كتاب الحجة و إنما كررناه كما كرره في الكافي لمناسبته التامة بالبابين

الوافي، ج 4، ص: 37

جميعا و قد سبق ما يصلح لأن يكون شرحا له و بيانا في باب العرش و الكرسي من كتاب التوحيد و سنعيد محصله عن قريب

[11]
اشارة

1653- 11 الكافي، 2/ 11/ 2/ 1 محمد عن أحمد عن محمد بن خالد عن بعض أصحابنا عن عبد اللّٰه بن سنان قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع جعلت فداك إني لأرى بعض أصحابنا يعتريه النزق و الحدة و الطيش فأغتم لذلك غما شديدا و أرى من خالفنا فأراه حسن السمت قال لا تقل حسن السمت فإن السمت سمت الطريق و لكن قل حسن السيماء فإن اللّٰه عز و جل يقول سِيمٰاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ قال قلت فأراه حسن السيماء له وقار فأغتم لذلك- قال لا تغتم لما رأيت من نزق أصحابك و لما رأيت من حسن سيما من خالفك إن اللّٰه تبارك و تعالى لما أراد أن يخلق آدم خلق تلك الطينتين ثم فرقهما فرقتين فقال لأصحاب اليمين كونوا خلقا بإذني- فكانوا خلقا بمنزلة الذر يسعى و قال لأهل الشمال كونوا خلقا بإذني- فكانوا خلقا بمنزلة الذر يدرج ثم رفع لهم نارا فقال ادخلوها بإذني فدخلوها فكان أول من دخلها محمد ص ثم اتبعه أولوا العزم من الرسل و أوصياؤهم و أتباعهم ثم قال لأصحاب الشمال ادخلوها بإذني فقالوا ربنا خلقتنا لتحرقنا فعصوا فقال لأصحاب اليمين اخرجوا بإذني من النار فخرجوا لم تكلم النار منهم كلما و لم تؤثر فيهم أثرا فلما رآهم أصحاب الشمال قالوا ربنا نرى أصحابنا قد سلموا

فأقلنا و مرنا بالدخول قال قد أقلتكم فأدخلوها فلما دنوا و أصابهم الوهج رجعوا

الوافي، ج 4، ص: 38

فقالوا يا ربنا لا صبر لنا على الاحتراق فعصوا و أمرهم بالدخول ثلاثا كل ذلك يعصون و يرجعون و أمر أولئك ثلاثا كل ذلك يطيعون و يخرجون- فقال لهم كونوا طينا بإذني فخلق منه آدم قال فمن كان من هؤلاء لا يكون من هؤلاء و من كان من هؤلاء لا يكون من هؤلاء و ما رأيت من نزق أصحابك و خلقهم فمما أصابهم من لطخ أصحاب الشمال و ما رأيت من حسن سيما من خالفكم و وقارهم فمما أصابهم من لطخ أصحاب اليمين

بيان

النزق بالنون و الزاي و الحدة و الطيش متقاربة المعاني و هي ما يعتري الإنسان عند الغضب من الخفة و ما يتبعها و إنما منعه من إطلاق حسن السمت على سيما المخالف لأن طريقه ليس بحسن و إن كانت سيماه أي هيئة ظاهره حسنة و إنما كان أول من دخل تلك النار رسول اللّٰه ص لأنه أشد الناس تسليما و أكثرهم انقيادا لله عز و جل و الكلم الجرح و الوهج التوقد

[12]
اشارة

1654- 12 الكافي، 2/ 7/ 2/ 1 الثلاثة عن ابن أذينة عن زرارة أن رجلا سأل أبا جعفر ع عن قول اللّٰه عز و جل وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلىٰ أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قٰالُوا بَلىٰ إلى آخر الآية فقال و أبوه يسمع ع حدثني أبي أن اللّٰه عز و جل قبض قبضة من تراب التربة التي خلق منها آدم ع فصب عليها الماء العذب الفرات ثم تركها أربعين صباحا ثم صب عليها

الوافي، ج 4، ص: 39

الماء المالح الأجاج فتركها أربعين صباحا فلما اختمرت الطينة أخذها فعركها عركا شديدا فخرجوا كالذر من يمينه و شماله و أمرهم جميعا أن يقعوا في النار فدخل أصحاب اليمين فصارت عليهم بردا و سلاما و أبى أصحاب الشمال أن يدخلوها

بيان

لعل معنى إشهاد ذرية بني آدم على أنفسهم بالتوحيد استنطاق حقائقهم بالسنة قابليات جواهرها و السن استعدادات ذواتها و تصديقهم به كان بلسان طباع الإمكان قبل نصب الدلائل لهم أو بعد نصب الدلائل و أنه نزل تمكينهم من العلم به و تمكنهم منه بمنزلة الإشهاد و الاعتراف على طريقة التخييل نظير ذلك قوله عز و جل إِنَّمٰا قَوْلُنٰا لِشَيْ ءٍ إِذٰا أَرَدْنٰاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ و قوله عز و جل فَقٰالَ لَهٰا وَ لِلْأَرْضِ ائْتِيٰا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قٰالَتٰا أَتَيْنٰا طٰائِعِينَ و معلوم أنه لا قول ثمة و إنما هو تمثيل و تصوير للمعنى و يحتمل أن يكون ذلك النطق باللسان الملكوتي الذي به يسبح كل شي ء بحمد ربه و ذلك لأنهم مفطورون على التوحيد و قد مضى في باب العرش و الكرسي من أبواب الجزء الأول تمام الكلام في

هذا المعنى.

و قد ورد في الحديث النبوي لا تضربوا أطفالكم على بكائهم فإن بكاءهم أربعة أشهر شهادة أن لا إله إلا اللّٰه و أربعة أشهر الصلاة على النبي و آله ص- و أربعة أشهر الدعاء لوالديه

و السر فيه أن الطفل أربعة أشهر لا يعرف سوى اللّٰه عز و جل الذي فطر على معرفته و توحيده.

الوافي، ج 4، ص: 40

فبكاؤه توسل إليه و التجاء به سبحانه خاصة دون غيره فهو شهادة له بالتوحيد و أربعة أخرى يعرف أمه من حيث أنها وسيلة لاغتذائه فقط لا من حيث أنها أمه و لهذا يأخذ اللبن من غيرها أيضا في هذه المدة غالبا فلا يعرف فيها بعد اللّٰه إلا من كان وسيلة بين اللّٰه و بينه في ارتزاقه الذي هو مكلف به تكليفا طبيعيا من حيث كونها وسيلة لا غير و هذا معنى الرسالة فبكاؤه في هذه المدة بالحقيقة شهادة بالرسالة و أربعة أخرى يعرف أبويه و كونه محتاجا إليهما في الرزق فبكاؤه فيها دعاء لهما بالسلامة و البقاء في الحقيقة

[13]
اشارة

1655- 13 الكافي، 2/ 12/ 1/ 1 الثلاثة عن بعض أصحابنا عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع كيف أجابوا و هم ذر قال جعل فيهم ما إذا سألهم أجابوه يعني في الميثاق

بيان

هذا يؤيد ما شرحنا به الخبر السابق

[14]
اشارة

1656- 14 الكافي، 2/ 7/ 3/ 1 علي عن أبيه عن البزنطي عن أبان عن محمد بن علي الحلبي عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن اللّٰه عز و جل لما أراد أن يخلق آدم ع أرسل الماء على الطين ثم قبض قبضة فعركها ثم فرقها فرقتين بيده ثم ذرأهم فإذا هم يدبون ثم رفع لهم نارا فأمر أهل الشمال أن يدخلوها فذهبوا إليها فهابوها و لم يدخلوها ثم أمر أهل اليمين أن يدخلوها فذهبوا فدخلوها فأمر اللّٰه عز و جل النار فكانت عليهم بردا و سلاما- فلما رأى ذلك أهل الشمال قالوا ربنا أقلنا فأقالهم ثم قال لهم ادخلوها فذهبوا فقاموا عليها و لم يدخلوها فأعادهم طينا و خلق منها آدم

الوافي، ج 4، ص: 41

ع و قال أبو عبد اللّٰه ع فلن يستطيع هؤلاء أن يكونوا من هؤلاء و لا هؤلاء أن يكونوا من هؤلاء قال فيرون أن رسول اللّٰه ص أول من دخل تلك النار فذلك قوله عز و جل- قُلْ إِنْ كٰانَ لِلرَّحْمٰنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعٰابِدِينَ

بيان

فأعادهم طينا و خلق منها آدم عبر عن إظهاره إياهم في عالم الخلق مفصلة متفرقة مبسوطة متدرجة بالإعادة لأن هذا الوجود مباين لذاك متعقب له

[15]
اشارة

1657- 15 الكافي، 2/ 8/ 1/ 1 محمد عن أحمد عن علي بن الحكم عن داود العجلي عن زرارة عن حمران عن أبي جعفر ع قال إن اللّٰه تبارك و تعالى حيث خلق الخلق خلق ماء عذبا و ماء مالحا أجاجا فامتزج الماءان فأخذ طينا من أديم الأرض فعركه عركا شديدا- فقال لأصحاب اليمين و هم كالذر يدبون إلى الجنة بسلام و قال لأصحاب الشمال إلى النار و لا أبالي ثم قال أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قٰالُوا بَلىٰ شَهِدْنٰا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيٰامَةِ إِنّٰا كُنّٰا عَنْ هٰذٰا غٰافِلِينَ- ثم أخذ الميثاق على النبيين فقال أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ و إن هذا محمد رسولي- و إن هذا علي أمير المؤمنين قٰالُوا بَلىٰ فثبت لهم النبوة و أخذ الميثاق على أولي العزم- إنني ربكم و محمد رسولي و علي أمير المؤمنين و أوصياؤه من بعده ولاة أمري و خزان علمي ع و أن المهدي أنتصر به لديني و أظهر به دولتي و أنتقم به من أعدائي و أعبد به طوعا و كرها قالوا أقررنا يا رب

الوافي، ج 4، ص: 42

و شهدنا و لم يجحد آدم و لم يقر فثبتت العزيمة لهؤلاء الخمسة في المهدي و لم يكن لآدم عزم على الإقرار به- و هو قوله عز و جل وَ لَقَدْ عَهِدْنٰا إِلىٰ آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَ لَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً- قال إنما هو فترك ثم أمر نارا فأججت فقال لأصحاب الشمال ادخلوها فهابوها و قال لأصحاب اليمين ادخلوها فدخلوها فكانت عليهم بردا

و سلاما فقال أصحاب الشمال يا رب أقلنا فقال قد أقلتكم اذهبوا فأدخلوها فهابوها فثم ثبتت الطاعة و الولاية و المعصية

بيان

أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيٰامَةِ يعني فعل ذلك كراهة أن تقولوا و أريد بأولى العزم نوح و إبراهيم و موسى و عيسى و نبينا محمد ص و لما كانوا معهودين معلومين جاز أن يشار إليهم بهؤلاء الخمسة مع عدم ذكرهم مفصلا و إنما زاد في أخذ الميثاق على من زاد في رتبته و شرفه لأن التكليف إنما يكون بقدر الفهم و الاستعداد فكلما زادا زاد و إنما يعرف مراتب الوجود من له حظ منها و بقدر حظه منها و أما آدم فلما لم يعزم على الإقرار بالمهدي لم يعد من أولى العزم و إن عزم على الإقرار بغيره من الأوصياء إنما هو فترك يعني معنى فنسي هاهنا ليس إلا فترك و لعل السر في عدم عزم آدم على الإقرار بالمهدي استبعاده أن يكون لهذا النوع الإنساني اتفاق على أمر واحد

[16]
اشارة

1658- 16 الكافي، 2/ 8/ 2/ 1 محمد عن أحمد و علي عن أبيه و السراد عن هشام بن سالم عن حبيب السجستاني قال سمعت أبا جعفر ع يقول إن اللّٰه عز و جل لما أخرج ذرية آدم ع

الوافي، ج 4، ص: 43

من ظهره ليأخذ عليهم الميثاق بالربوبية له و بالنبوة لكل نبي فكان أول من أخذ له عليهم الميثاق بنبوته محمد بن عبد اللّٰه ص ثم قال اللّٰه جل و عز لآدم انظر ما ذا ترى قال فنظر آدم ع إلى ذريته و هم ذر قد ملئوا السماء- قال آدم ع يا رب ما أكثر ذريتي و لأمر ما خلقتهم فما تريد منهم بأخذك الميثاق عليهم قال اللّٰه عز و جل يَعْبُدُونَنِي لٰا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً- و يؤمنون برسلي و يتبعونهم قال آدم يا

رب فما لي أرى بعض الذر أعظم من بعض و بعضهم له نور كثير و بعضهم له نور قليل و بعضهم ليس له نور- فقال اللّٰه عز و جل كذلك خلقتهم لأبلوهم في كل حالاتهم قال آدم ع يا رب فتأذن لي في الكلام فأتكلم قال اللّٰه جل و عز تكلم- فإن روحك من روحي و طبيعتك خلاف كينونتي [كينونيتي]- قال آدم يا رب فلو كنت خلقتهم على مثال واحد و قدر واحد و طبيعة واحدة و جبلة واحدة و ألوان واحدة و أعمار واحدة و أرزاق سواء لم يبغ بعضهم على بعض و لم يكن بينهم تحاسد و لا تباغض و لا اختلاف في شي ء من الأشياء- قال اللّٰه عز و جل يا آدم بروحي نطقت و بضعف طبيعتك تكلفت ما لا علم لك به و أنا الخالق العليم بعلمي خالفت بين خلقهم و بمشيتي يمضي فيهم أمري و إلى تدبيري و تقديري صائرون لا تبديل لخلقي- و إنما خلقت الجن و الإنس ليعبدوني و خلقت الجنة لمن عبدني و أطاعني منهم و اتبع رسلي و لا أبالي و خلقت النار لمن كفر بي و عصاني و لم يتبع رسلي و لا أبالي- و خلقتك و خلقت ذريتك من غير فاقة بي إليك و إليهم و إنما خلقتك و خلقتهم لأبلوك و أبلوهم أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا في دار الدنيا في حياتكم

الوافي، ج 4، ص: 44

و قبل مماتكم و لذلك خلقت الدنيا و الآخرة و الحياة و الموت و الطاعة و المعصية و الجنة و النار و كذلك أردت في تقديري و تدبيري و بعلمي النافذ فيهم خالفت بين صورهم و أجسامهم و ألوانهم و

أعمارهم- و أرزاقهم و طاعتهم و معصيتهم فجعلت منهم الشقي و السعيد و البصير و الأعمى و القصير و الطويل و الجميل و الذميم و العالم و الجاهل و الغني و الفقير و المطيع و العاصي و الصحيح و السقيم و من به الزمانة و من لا عاهة به فينظر الصحيح إلى الذي به العاهة فيحمدني على عافيته و ينظر الذي به العاهة إلى الصحيح فيدعوني و يسألني أن أعافيه و يصبر على بلائي فأثيبه جزيل عطائي- و ينظر الغني إلى الفقير فيحمدني و يشكرني و ينظر الفقير إلى الغني فيدعوني و يسألني و ينظر المؤمن إلى الكافر فيحمدني على ما هديته- فلذلك خلقتهم لأبلوهم في السراء و الضراء و فيما أعافيهم و فيما أبتليهم و فيما أعطيهم و فيما أمنعهم و أنا اللّٰه الملك القادر و لي أن أمضي جميع ما قدرت على ما دبرت و لي أن أغير من ذلك ما شئت إلى ما شئت و أقدم من ذلك ما أخرت و أؤخر من ذلك ما قدمت و إن اللّٰه الفعال لما أريد- لا أسأل عما أفعل و أنا أسأل خلقي عما هم فاعلون

بيان

إنما ملئوا السماء لأن الملكوت إنما هو في باطن السماء و قد ملئوه و كانوا يومئذ ملكوتيين و السر في تفاوت الخلائق في الخيرات و الشرور و اختلافهم في السعادة و الشقاوة اختلاف استعداداتهم و تنوع حقائقهم لتباين المواد السفلية في اللطافة و الكثافة و اختلاف أمزجتهم في القرب و البعد من الاعتدال الحقيقي و اختلاف الأرواح التي بإزائها في الصفاء و الكدورة و القوة و الضعف و ترتب درجاتهم في القرب من اللّٰه سبحانه و البعد عنه كما

الوافي، ج 4، ص: 45

أشير إليه

في الحديث الناس معادن كمعادن الذهب و الفضة خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام.

و أما سر هذا السر أعني سر اختلاف الاستعدادات و تنوع الحقائق فهو تقابل صفات اللّٰه تعالى و أسمائه الحسنى التي هي من أوصاف الكمال و نعوت الجلال و ضرورة تباين مظاهرها التي بها يظهر أثر تلك الأسماء فكل من الأسماء يوجب تعلق إرادته سبحانه و قدرته إلى إيجاد مخلوق يدل عليه من حيث اتصافه بتلك الصفة فلا بد من إيجاد المخلوقات كلها على اختلافها و تباين أنواعها لتكون مظاهر لأسمائه الحسنى جميعا و مجالي لصفاته العليا قاطبة كما أشير إلى لمعة منه في هذا الحديث و تمام الكلام في هذا المقام قد مضى في كتاب التوحيد و قد اطلعت على حديث مبسوط في الطينات و بدؤ الخلائق جامع لأكثر مقاصدهما تأبى نفسي إلا إيراده في هذا المقام لتضمنه فوائد جمة و لإيضاحه لبعض مهمات هذا الباب.

و هو ما رواه بعض مشايخنا رحمهم اللّٰه عن أحمد بن محمد الكوفي رضي اللّٰه عنه عن حنان بن سدير عن أبيه سدير الصيرفي عن أبي إسحاق الليثي قال قلت للإمام الباقر محمد بن علي ع يا ابن رسول اللّٰه أخبرني عن المؤمن من شيعة أمير المؤمنين ص إذا بلغ و كمل في المعرفة هل يزني قال ع لا قلت فيلوط قال لا قلت فيسرق قال لا قلت فيشرب خمرا قال لا قلت فيذنب ذنبا قال لا- قال الراوي فتحيرت من ذلك و كثر تعجبي منه قلت يا ابن رسول اللّٰه إني أجد من شيعة أمير المؤمنين ع و من مواليكم من يشرب الخمر و يأكل الربا و يزني و

يلوط و يتهاون بالصلاة و الزكاة و الصوم و الحج و الجهاد و أبواب البر- حتى أن أخاه المؤمن يأتيه في حاجة يسيرة فلا يقضيها له فكيف هذا يا ابن رسول اللّٰه و من أي شي ء هذا قال فتبسم الإمام ع و قال يا أبا إسحاق هل عندك شي ء غير ما ذكرت قلت نعم يا ابن رسول اللّٰه و إني أجد

الوافي، ج 4، ص: 46

الناصب الذي لا أشك في كفره يتورع عن هذه الأشياء لا يستحل الخمر و لا يستحل درهما لمسلم و لا يتهاون بالصلاة و الزكاة و الصيام و الحج و الجهاد و يقوم بحوائج المؤمنين و المسلمين لله و في اللّٰه تعالى فكيف هذا و لم هذا- فقال ع يا إبراهيم لهذا أمر باطن و هو سر مكنون و باب مغلق مخزون و قد خفي عليك و على كثير من أمثالك و أصحابك و إن اللّٰه عز و جل لم يأذن أن يخرج سره و غيبة إلا إلى من يحتمله و هو أهله قلت يا ابن رسول اللّٰه إني و اللّٰه لمتحمل من أسراركم و لست بمعاند و لا بناصب فقال ع يا إبراهيم نعم أنت كذلك و لكن علمنا صعب مستصعب لا يحتمله إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو مؤمن امتحن اللّٰه قلبه للإيمان و أن التقية من ديننا و دين آبائنا و من لا تقية له فلا دين له يا إبراهيم لو قلت إن تارك التقية كتارك الصلاة- لكنت صادقا يا إبراهيم إن من حديثنا و سرنا و باطن علمنا ما لا يحتمله ملك مقرب و لا نبي مرسل و لا مؤمن ممتحن- قلت يا سيدي و مولاي فمن

يحتمله إذا قال من شاء اللّٰه و شئنا ألا من أذاع سرنا إلا إلى أهله فليس منا ثلاثا ألا من أذاع سرنا أذاقه اللّٰه حر الحديد ثم قال يا إبراهيم خذ ما سألتني علما باطنا مخزونا في علم اللّٰه تعالى الذي حبا اللّٰه جل جلاله به رسوله ص و حبا به رسوله وصية أمير المؤمنين ص ثم قرأ ع هذه الآية عٰالِمُ الْغَيْبِ فَلٰا يُظْهِرُ عَلىٰ غَيْبِهِ أَحَداً إِلّٰا مَنِ ارْتَضىٰ مِنْ رَسُولٍ ويحك يا إبراهيم إنك قد سألتني عن المؤمنين- من شيعة مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع و عن زهاد الناصبة و عبادهم من هاهنا- قال اللّٰه عز و جل وَ قَدِمْنٰا إِلىٰ مٰا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنٰاهُ هَبٰاءً مَنْثُوراً و من

الوافي، ج 4، ص: 47

هاهنا قال اللّٰه عز و جل عٰامِلَةٌ نٰاصِبَةٌ تَصْلىٰ نٰاراً حٰامِيَةً تُسْقىٰ مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ و هذا الناصب قد جبل على بغضنا و رد فضلنا و يبطل خلافة أبينا أمير المؤمنين ص و يثبت خلافة معاوية و بني أمية و يزعم أنهم خلفاء اللّٰه في أرضه- و يزعم أن من خرج عليهم وجب عليه القتل و يروي في ذلك كذبا و زورا- و يروى أن الصلاة جائزة خلف من غلب و إن كان خارجيا ظالما و يروى أن الإمام الحسين بن علي ص كان خارجيا خرج على يزيد بن معاوية عليهما اللعنة و يزعم أنه يجب على كل مسلم أن يدفع زكاة ماله إلى السلطان و إن كان ظالما- يا إبراهيم هذا كله رد على اللّٰه عز و جل و على رسوله ص- سبحان اللّٰه قد افتروا على اللّٰه الكذب و تقولوا على رسول اللّٰه ص

الباطل و خالفوا اللّٰه و خالفوا رسوله و خلفاءه يا إبراهيم لأشرحن لك هذا من كتاب اللّٰه الذي لا يستطيعون له إنكارا و لا منه فرارا و من رد حرفا من كتاب اللّٰه فقد كفر بالله و رسوله فقلت يا ابن رسول اللّٰه إن الذي سألتك في كتاب اللّٰه قال نعم هذا الذي سألتني في أمر شيعة أمير المؤمنين ع و أمر عدوه الناصب في كتاب اللّٰه عز و جل قلت يا ابن رسول اللّٰه هذا بعينه قال نعم هذا بعينه في كتاب اللّٰه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد يا إبراهيم اقرأ هذه الآية الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبٰائِرَ الْإِثْمِ وَ الْفَوٰاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وٰاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ- أ تدري ما هذه الأرض قلت لا قال ع اعلم أن اللّٰه عز و جل خلق أرضا طيبة طاهرة و فجر فيها ماء عذبا زلالا فراتا سائغا فعرض عليها ولايتنا أهل البيت فقبلتها فأجرى عليها ذلك الماء سبعة أيام ثم نضب عنها ذلك

الوافي، ج 4، ص: 48

الماء بعد السابع فأخذ من صفوة ذلك الطين طينا فجعله طين الأئمة ع ثم أخذ جل جلاله ثفل ذلك الطين فخلق منه شيعتنا و محبونا من فضل طينتنا فلو ترك طينتكم يا إبراهيم كما ترك طينتنا لكنتم أنتم و نحن سواءقلت يا ابن رسول اللّٰه ما صنع بطينتنا قال مزج طينتكم و لم يمزج طينتنا قلت يا ابن رسول اللّٰه و بما ذا مزج طينتنا قال ع خلق اللّٰه عز و جل أيضا أرضا سبخة خبيثة منتنة و فجر فيها ماء أجاجا مالحا آسنا ثم عرض

عليها جلت عظمته ولاية أمير المؤمنين ص فلم تقبلها و أجرى ذلك الماء عليها سبعة أيام ثم نضب ذلك الماء عنها ثم أخذ من كدورة ذلك الطين المنتن الخبيث و خلق منه أئمة الكفر و الطغاة و الفجرة ثم عمد إلى بقية ذلك الطين فمزجه بطينتكم و لو ترك طينتهم على حاله و لم يمزج بطينتكم ما عملوا أبدا عملا صالحا و لا أدوا أمانة إلى أحد و لا شهدوا الشهادتين و لا صاموا و لا صلوا و لا زكوا و لا حجوا و لا شبهوكم في الصور أيضا- يا إبراهيم ليس شي ء أعظم على المؤمن أن يرى صورة حسنة في عدو من أعداء اللّٰه عز و جل و المؤمن لا يعلم أن تلك الصورة من طين المؤمن و مزاجه يا إبراهيم ثم مزج الطينتان بالماء الأول و الماء الثاني فما تراه من شيعتنا و محبينا من ربا و زنا و لواطة و خيانة و شرب خمر و ترك صلاة و صيام و زكاة و حج و جهاد- فهي كلها من عدونا الناصب و سنخه و مزاجه الذي مزج بطينته و ما رأيته في هذا العدو الناصب من الزهد و العبادة و المواظبة على الصلاة و أداء الزكاة و الصوم- و الحج و الجهاد و أعمال البر و الخير فذلك كله من طين المؤمن و سنخه و مزاجه- فإذا عرض أعمال المؤمن و أعمال الناصب على اللّٰه يقول اللّٰه عز و جل أنا عدل لا أجور و منصف لا أظلم و عزتي و جلالي و ارتفاع مكاني ما أظلم مؤمنا بذنب مرتكب من سنخ الناصب و طينه و مزاجه- هذه الأعمال الصالحة كلها من طين

المؤمن و مزاجه و الأعمال الردية التي

الوافي، ج 4، ص: 49

كانت من المؤمن من طين العدو الناصب و يلزم اللّٰه تعالى كل واحد منهم ما هو من أصله و جوهره و طينته و هو أعلم بعباده من الخلائق كلهم أ فترى هاهنا يا إبراهيم ظلما أو جورا أو عدوانا ثم قرأ ع مَعٰاذَ اللّٰهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلّٰا مَنْ وَجَدْنٰا مَتٰاعَنٰا عِنْدَهُ إِنّٰا إِذاً لَظٰالِمُونَ- يا إبراهيم إن الشمس إذا طلعت فبدأ شعاعها في البلدان كلها أ هو بائن من القرصة أم هو متصل بها شعاعها يبلغ في الدنيا في المشرق و المغرب حتى إذا غابت يعود الشعاع و يرجع إليها أ ليس ذلك كذلك قلت بلى يا ابن رسول اللّٰه قال فكذلك كل شي ء يرجع إلى أصله و جوهره و عنصره فإذا كان يوم القيامة ينزع اللّٰه تعالى من العدو الناصب سنخ المؤمن و مزاجه و طينته و جوهره و عنصره مع جميع أعماله الصالحة و يرده إلى المؤمن و ينزع اللّٰه تعالى من المؤمن سنخ الناصب و مزاجه و طينته و جوهره و عنصره مع جميع أعماله السيئة الردية و يرده إلى الناصب عدلا منه جل جلاله و تقدست أسماؤه و يقول للناصب لا ظلم عليك هذه الأعمال الخبيثة من طينك و مزاجك و أنت أولى بها- و هذه الأعمال الصالحة من طين المؤمن و مزاجه و هو أولى بها الْيَوْمَ تُجْزىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمٰا كَسَبَتْ لٰا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللّٰهَ سَرِيعُ الْحِسٰابِ أ فترى هاهنا ظلما و جورا- قلت لا يا ابن رسول اللّٰه بل أرى حكمة بالغة فاضلة و عدلا بينا واضحا ثم قال ع أزيدك بيانا في هذا المعنى من القرآن

قلت بلى يا ابن رسول اللّٰه قال ع أ ليس اللّٰه عز و جل يقول الْخَبِيثٰاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَ الْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثٰاتِ وَ الطَّيِّبٰاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَ الطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبٰاتِ أُولٰئِكَ مُبَرَّؤُنَ مِمّٰا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَ رِزْقٌ كَرِيمٌ و قال عز و جل وَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ لِيَمِيزَ اللّٰهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَ يَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلىٰ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ

الوافي، ج 4، ص: 50

أُولٰئِكَ هُمُ الْخٰاسِرُونَ- فقلت سبحان اللّٰه العظيم ما أوضح ذلك لمن فهمه و ما أعمى قلوب هذا الخلق المنكوس عن معرفته فقال ع يا إبراهيم من هذا قال اللّٰه تعالى- إِنْ هُمْ إِلّٰا كَالْأَنْعٰامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ما رضي اللّٰه تعالى أن يشبههم بالحمير و البقر و الكلاب و الدواب حتى زادهم فقال بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا يا إبراهيم قال اللّٰه عز و جل ذكره في أعدائنا الناصبة وَ قَدِمْنٰا إِلىٰ مٰا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنٰاهُ هَبٰاءً مَنْثُوراً و قال عز و جل يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً- و قال جل جلاله يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلىٰ شَيْ ءٍ أَلٰا إِنَّهُمْ هُمُ الْكٰاذِبُونَ و قال جل و عز وَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمٰالُهُمْ كَسَرٰابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مٰاءً حَتّٰى إِذٰا جٰاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً كذلك الناصب يحسب ما قدم من عمله نافعة حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ثم ضرب مثلا آخر أَوْ كَظُلُمٰاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشٰاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحٰابٌ ظُلُمٰاتٌ بَعْضُهٰا فَوْقَ بَعْضٍ إِذٰا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرٰاهٰا وَ مَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللّٰهُ لَهُ نُوراً فَمٰا لَهُ مِنْ نُورٍ ثم قال ع يا إبراهيم أزيدك في هذا المعنى من القرآن قلت بلى يا ابن رسول اللّٰه- قال

ع قال اللّٰه تعالى يُبَدِّلُ اللّٰهُ سَيِّئٰاتِهِمْ حَسَنٰاتٍ وَ كٰانَ اللّٰهُ غَفُوراً رَحِيماً يبدل اللّٰه سيئات شيعتنا حسنات و حسنات أعدائنا سيئات

الوافي، ج 4، ص: 51

يَفْعَلُ اللّٰهُ مٰا يَشٰاءُ و يَحْكُمُ مٰا يُرِيدُ- لٰا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ و لا راد لقضائه لٰا يُسْئَلُ عَمّٰا يَفْعَلُ وَ هُمْ يُسْئَلُونَ هذا يا إبراهيم من باطن علم اللّٰه المكنون و من سره المخزون أ لا أزيدك من هذا الباطن شيئا في الصدور قلت بلى يا ابن رسول اللّٰه قال ع قٰالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنٰا وَ لْنَحْمِلْ خَطٰايٰاكُمْ وَ مٰا هُمْ بِحٰامِلِينَ مِنْ خَطٰايٰاهُمْ مِنْ شَيْ ءٍ إِنَّهُمْ لَكٰاذِبُونَ وَ لَيَحْمِلُنَّ أَثْقٰالَهُمْ وَ أَثْقٰالًا مَعَ أَثْقٰالِهِمْ وَ لَيُسْئَلُنَّ يَوْمَ الْقِيٰامَةِ عَمّٰا كٰانُوا يَفْتَرُونَ- و اللّٰه الذي لا إله إلا هو فالق الإصباح فاطر السماوات و الأرض لقد أخبرتك بالحق و أنبأتك بالصدق و اللّٰه أعلم و أحكم.

و هذا الحديث رواه الصدوق طيب اللّٰه ثراه أيضا في علل الشرائع على اختلاف في ألفاظه.

و جملة القول في بيان السر فيه أنه قد تحقق و ثبت أن كلا من العوالم الثلاثة له مدخل في خلق الإنسان و في طينته و مادته من كل حظ و نصيب فلعل الأرض الطيبة كناية عما له في جملة طينته من آثار عالم الملكوت الذي منه الأرواح المثالية و القوى الخيالية الفلكية المعبر عنهم بالمدبرات أمرا و الماء العذب عما له في طينته من إفاضات عالم الجبروت الذي منه الجواهر القدسية و الأرواح العالية المجردة عن الصور المعبر عنهم بالسابقات سبقا و الأرض الخبيثة عما له في طينته من أجزاء عالم الملك الذي منه الأبدان العنصرية المسخرة تحت الحركات الفلكية المسخرة لما فوقها.

و الماء الأجاج المالح

الآسن عما له في طينته من تهييجات الأوهام الباطلة

الوافي، ج 4، ص: 52

و الأهواء المموهة الردية الحاصلة من تركيب الملك مع الملكوت مما لا أصل له و لا حقيقة ثم الصفوة من الطينة الطيبة عبارة عما غلب عليه إفاضة الجبروت من ذلك و الثفل منه غالب عليه أثر الملكوت منه و كدورة الطين المنتن الخبيث عما غلب عليه طبائع عالم الملك و ما يتبعه من الأهواء المضلة و إنما لم يذكر نصيب عالم الملك للأئمة ع مع أن أبدانهم العنصرية منه لأنهم لم يتعلقوا بهذه الدنيا و لا بهذه الأجساد تعلق ركون و إخلاد فهم و إن كانوا في النشأة الفانية بأبدانهم العنصرية و لكنهم ليسوا من أهلها كما مضى بيانه.

قال الصادق ع في حديث حفص بن غياث يا حفص ما أنزلت الدنيا من نفسي إلا بمنزلة الميتة إذا اضطررت إليها أكلت منها

فلا جرم نفضوا أذيالهم منها بالكلية إذا ارتحلوا عنها و لم يبق معهم منها كدورة و إنما لم يذكر نصيب الناصب و أئمة الكفر من إفاضة عالم الجبروت مع أن لهم منه حظ الشعور و الإدراك و غير ذلك لعدم تعلقهم به و لا ركونهم إليه و لذا تراهم تشمئز نفوسهم من سماع العلم و الحكمة و يثقل عليهم فهم الأسرار و المعارف فليس لهم من ذاك العالم إِلّٰا كَبٰاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمٰاءِ لِيَبْلُغَ فٰاهُ وَ مٰا هُوَ بِبٰالِغِهِ وَ مٰا دُعٰاءُ الْكٰافِرِينَ إِلّٰا فِي ضَلٰالٍ- نَسُوا اللّٰهَ فَأَنْسٰاهُمْ أَنْفُسَهُمْ فلا جرم ذهب عنهم نصيبهم من ذلك العالم حين أخلدوا إلى الأرض و اتبعوا أهواءهم فإذا جاء يوم الفصل و يميز اللّٰه الخبيث من الطيب ارتقى من غلب عليه إفاضات عالم الجبروت

إلى الجبروت و أعلى الجنان و التحق بالمقربين و من غلب عليه آثار الملكوت إلى الملكوت و مواصلة الحور و الولدان و التحق بأصحاب اليمين و بقي من غلب عليه الملك في الحسرة و الثبور و الهوان و التعذب بالنيران إذ فرق الموت بينه و بين محبوباته و مشتهياته.

فالأشقياء و إن انتقلوا إلى نشأة من جنس نشأة الملكوت خلقت بتبعيتها

الوافي، ج 4، ص: 53

بالعرض إلا أنهم يحملون معهم من الدنيا من صور أعمالهم و أخلاقهم و عقائدهم مما لا يمكن انفكاكهم عنه ما يتأذون به و يعذبون بمجاورته من سموم و حميم وَ ظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ و من حيات و عقارب ذوات لدغ و سموم و من ذهب و فضة كنزوها في دار الدنيا و لم ينفقوها في سبيل اللّٰه و أشرب في قلوبهم محبتها فَتُكْوىٰ بِهٰا جِبٰاهُهُمْ وَ جُنُوبُهُمْ وَ ظُهُورُهُمْ هٰذٰا مٰا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مٰا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ و من آلهة يعبدونها من دون اللّٰه من حجر أو خشب أو حيوان أو غيرها مما يعتقدون فيه أنه ينفعهم و هو يضرهم إذ يقال لهم إِنَّكُمْ وَ مٰا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللّٰهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ.

و بالجملة المرء مع من أحب فمحبوب الأشقياء لما كان من متاع الدنيا الذي لا حقيقة له و لا أصل بل هو متاع الغرور فإذا كان يوم القيامة و برزت حواق الأمور كسد متاعهم و صار لا شيئا محضا فيتألمون بذلك و يتمنون الرجوع إلى الدنيا التي هي وطنهم المألوف لأنهم من أهلها ليسوا من أهل النشأة الباقية لأنهم رضوا بالحياة الدنيا و اطمأنوا بها فإذا فارقوها عذبوا بفراقها في نار جهنم أعمالهم التي أحاطت بهم و جميع المعاصي و

الشهوات يرجع إلى متاع هذه النشأة الدنياوية و محبتها.

فمن كان من أهلها عذب بمفارقتها لا محالة و من ليس من أهلها و إنما ابتلي بها و ارتكبها مع إيمان منه بقبحها و خوف من اللّٰه سبحانه في إتيانها فلا جرم يندم على ارتكابها إذا رجع إلى عقله و أناب إلى ربه فتصير ندامته عليها و الاعتراف بها و ذل مقامه بين يدي ربه حياء منه تعالى سببا لتنوير قلبه و هذا معنى تبديل سيئاتهم حسنات فالأشقياء إنما عذبوا بما لم يفعلوا لحنينهم إلى ذلك و شهوتهم له و عقد ضمائرهم على فعله دائما إن تيسر لهم لأنهم كانوا من أهله و

الوافي، ج 4، ص: 54

من جنسه وَ لَوْ رُدُّوا لَعٰادُوا لِمٰا نُهُوا عَنْهُ. و السعداء إنما يخلدوا في العذاب و لم يشتد عليهم العقاب بما فعلوا من القبائح لأنهم ارتكبوا على كره من عقولهم و خوف من ربهم لأنهم لم يكونوا من أهلها و لا من جنسها بل أثيبوا بما لم يفعلوا من الخيرات لحنينهم إليه و عزمهم عليه و عقد ضمائرهم على فعله دائما أن تيسر لهم فإنما الأعمال بالنيات و إنما لكل امرئ ما نوى و إنما ينوي كل ما ناسب طينته و يقتضيه جبلته كما قال اللّٰه سبحانه قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلىٰ شٰاكِلَتِهِ

و لهذا ورد في الحديث أن كلا من أهل الجنة و النار إنما يخلدون فيما يخلدون على نياتهم و إنما يعذب بعض السعداء حين خروجهم من الدنيا بسبب مفارقة ما مزج بطينتهم من طينة الأشقياء مما آنسوا به قليلا و ألفوه بسبب ابتلائهم به ما داموا في الدنيا

روى الشيخ الصدوق رحمه اللّٰه في اعتقاداته مرسلا أنه لا يصيب أحدا

من أهل التوحيد ألم في النار إذا دخلوها و إنما تصيبهم الآلام عند الخروج منها فتكون تلك الآلام جزاء بما كسبت أيديهم و ما اللّٰه بظلام للعبيد

[17]
اشارة

1659- 17 الكافي، 1/ 443/ 15/ 1 العدة عن أحمد عن ابن فضال عن أبي جميلة عن محمد الحلبي عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن رسول اللّٰه

الوافي، ج 4، ص: 55

ص قال إن اللّٰه تعالى مثل لي أمتي في الطين و علمني أسماءهم كما علم آدم الأسماء كلها فمر بي أصحاب الرايات فاستغفرت لعلي و شيعته أن ربي وعدني في شيعة علي خصلة- قيل يا رسول الهّٰك و ما هي قال المغفرة لمن آمن منهم و إن كان لا يغادر منهم صغيرة و لا كبيرة و لهم تبدل السيئات حسنات

بيان

قد تبين معنى تمثيلهم له في الطين مما قدمناه و في تشبيه تعليمه الأسماء بتعليم آدم إياها إيماء إلى أن المراد بالأسماء في الآية أسماء أولياء اللّٰه و أعدائه كما ورد في إحدى الروايتين و في الأخرى أن المراد بها أسماء الموجودات كلها و لكل منهما وجه و أصحاب الرايات رؤساء الأديان المختلفة و المراد بالمغفرة لمن آمن منهم المغفرة بمجرد الإيمان و يؤيده الأخبار السابقة في هذا الباب و تبدل السيئات يزيد التأييد

[18]
اشارة

1660- 18 الكافي، 1/ 444/ 16/ 1 علي عن أبيه عن الحسن بن سيف عن أبيه عمن ذكره عن أبي عبد اللّٰه ع قال خطب رسول اللّٰه ص الناس ثم رفع يده اليمنى قابضا على كفه ثم قال أ تدرون أيها الناس ما في كفي قالوا الله و رسوله أعلم قال أسماء أهل الجنة و أسماء آبائهم و قبائلهم إلى يوم القيامة ثم رفع يده الشمال فقال أيها الناس أ تدرون ما في كفي قالوا اللّٰه و رسوله أعلم فقال أسماء أهل النار و أسماء آبائهم و قبائلهم إلى يوم القيامة ثم قال حكم اللّٰه و عدل حكم اللّٰه و عدل حكم اللّٰه و عدل فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَ فَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ

الوافي، ج 4، ص: 56

بيان

لما كان نجاة الناجين من الأمة و هلاك الهالكين منهم مسببين عن رسالته ص و بها صار أحد الفريقين من أصحاب اليمين و الآخر من أصحاب الشمال جاز التعبير عن هذا المعنى كون أسمائهما في كفيه المباركتين و أما عدل اللّٰه في هذا الحكم فقد تبين مما أسلفناه

الوافي، ج 4، ص: 57

باب 2 أن الفطرة على التوحيد

[1]

1661- 1 الكافي، 2/ 12/ 1/ 2 الثلاثة عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللّٰه ع قال قلت له فِطْرَتَ اللّٰهِ الَّتِي فَطَرَ النّٰاسَ عَلَيْهٰا قال التوحيد

[2]

1662- 2 الكافي، 2/ 13/ 4/ 1 علي عن أبيه عن ابن فضال عن أبي جميلة عن محمد بن علي الحلبي عن أبي عبد اللّٰه ع في قول اللّٰه تعالى فِطْرَتَ اللّٰهِ الَّتِي فَطَرَ النّٰاسَ عَلَيْهٰا قال فطرهم على التوحيد

[3]

1663- 3 الكافي، 2/ 12/ 3/ 2 محمد عن أحمد عن السراد عن ابن رئاب عن زرارة قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن قول اللّٰه تعالى- فِطْرَتَ اللّٰهِ الَّتِي فَطَرَ النّٰاسَ عَلَيْهٰا قال فطرهم جميعا على التوحيد

[4]

1664- 4 الكافي، 2/ 12/ 2/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن

الوافي، ج 4، ص: 58

عبد اللّٰه بن سنان عن أبي عبد اللّٰه ع قال سألته عن قول اللّٰه تعالى فِطْرَتَ اللّٰهِ الَّتِي فَطَرَ النّٰاسَ عَلَيْهٰا ما تلك الفطرة قال هي الإسلام فطرهم اللّٰه حين أخذ ميثاقهم على التوحيد قال أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ و فيهم المؤمن و الكافر

[5]
اشارة

1665- 5 الكافي، 2/ 12/ 4/ 1 الثلاثة عن ابن أذينة عن زرارة عن أبي جعفر ع قال سألته عن قول اللّٰه تعالى حُنَفٰاءَ لِلّٰهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ قال الحنيفية من الفطرة التي فطر اللّٰه الناس عليها لا تبديل لخلق اللّٰه قال فطرهم على المعرفة به قال زرارة و سألته عن قول اللّٰه تعالى وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلىٰ أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قٰالُوا بَلىٰ الآية قال أخرج من ظهر آدم ذريته إلى يوم القيامة- فخرجوا كالذر فعرفهم و أراهم نفسه و لو لا ذلك لم يعرف أحد ربه- و قال قال رسول اللّٰه ص كل مولود يولد على الفطرة يعني على المعرفة بأن اللّٰه تعالى خالقه كذلك قوله تعالى وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللّٰهُ

بيان

الدليل على ذلك ما نرى أن الناس يتوكلون بحسب الجبلة على اللّٰه و يتوجهون

الوافي، ج 4، ص: 59

توجها غريزيا إلى مسبب الأسباب و مسهل الأمور الصعاب و إن لم يتفطنوا لذلك و يشهد لهذا قول اللّٰه عز و جل قُلْ أَ رَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتٰاكُمْ عَذٰابُ اللّٰهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السّٰاعَةُ أَ غَيْرَ اللّٰهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صٰادِقِينَ بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء و تنسون ما تشركون

و في تفسير مولانا العسكري ع أنه سئل مولانا الصادق ع عن اللّٰه فقال للسائل يا عبد اللّٰه هل ركبت سفينة قط قال بلى قال فهل كسرت بك حيث لا سفينة تنجيك و لا سباحة تغنيك قال بلى قال فهل تعلق قلبك هناك أن شيئا من الأشياء قادر على أن يخلصك من ورطتك قال بلى- قال الصادق

ع فذلك الشي ء هو اللّٰه القادر على الإنجاء حين لا منجى و على الإغاثة حين لا مغيث

و لهذا جعلت الناس معذورين في تركهم اكتساب المعرفة بالله عز و جل متروكين على ما فطروا عليه مرضيا عنهم بمجرد الإقرار بالقول و لم يكلفوا الاستدلالات العلمية في ذلك و إنما التعمق لزيادة البصيرة و لطائفة مخصوصة و أما الاستدلال فللرد على أهل الضلال ثم إن أفهام الناس و عقولهم متفاوتة في قبول مراتب العرفان و تحصيل الاطمئنان كما و كيفا شدة و ضعفا سرعة و بطءا حالا و علما و كشفا و عيانا و إن كان أصل المعرفة فطريا إما ضروريا أو يهتدي إليه بأدنى تنبيه فلكل طريقة هداه اللّٰه عز و جل إليها إن كان من أهل الهداية و الطرق إلى اللّٰه بعدد أنفاس الخلائق و هم درجات عند اللّٰه يَرْفَعِ اللّٰهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجٰاتٍ قال بعض المنسوبين إلى العلم اعلم أن أظهر الموجودات و أجلاها هو اللّٰه عز و جل فكان هذا يقتضي أن يكون معرفته أول المعارف و أسبقها إلى الأفهام و أسهلها على العقول و نرى الأمر بالضد من ذلك فلا بد من بيان السبب فيه و إنما قلنا أن أظهر

الوافي، ج 4، ص: 60

الموجودات و أجلاها هو اللّٰه تعالى لمعنى لا نفهمه إلا بمثال و هو أنا إذا رأينا إنسانا يكتب أو يخيط مثلا كان كونه حيا من أظهر الموجودات فحياته و علمه و قدرته للخياطة أجلى عندنا من سائر صفاته الظاهرة و الباطنة إذ صفاته الباطنة كشهوته و غضبه و خلقه و صحته و مرضه و كل ذلك لا نعرفه و صفاته الظاهرة لا نعرف

بعضها و بعضها نشك فيه كمقدار طوله و اختلاف لون بشرته و غير ذلك من صفاته أما حياته و قدرته و إرادته و علمه و كونه حيوانا فإنه جلي عندنا من غير أن يتعلق حس البصر بحياته و قدرته و إرادته فإن هذه الصفات لا تحس بشي ء من الحواس الخمس ثم لا يمكن أن نعرف حياته و قدرته و إرادته إلا بخياطته و حركته.

فلو نظرنا إلى كل ما في العالم سواه لم نعرف به صفاته فما عليه إلا دليل واحد و هو مع ذلك جلي واضح و وجود اللّٰه و قدرته و علمه و سائر صفاته يشهد له بالضرورة كل ما نشاهده و ندركه بالحواس الظاهرة و الباطنة من حجر و مدر و نبات و شجر و حيوان و سماء و أرض و كوكب و بر و بحر و نار و هواء و جوهر و عرض و الأول شاهد عليه أنفسنا و أجسامنا و أصنافنا و تقلب أحوالنا و تغير قلوبنا و جميع أطوارنا في حركاتنا و سكناتنا و أظهر الأشياء في علمنا أنفسنا ثم محسوساتنا بالحواس الخمس ثم مدركاتنا بالبصيرة و العقل و كل واحد من هذه المدركات له مدرك واحد و شاهد واحد و دليل واحد و جميع ما في العالم شواهد ناطقة و أدلة شاهدة بوجود خالقها و مدبرها و مصرفها و محركها و دالة على علمه و قدرته و لطفه و حكمته و الموجودات المدركة لا حصر لها.

فإن كان حياة الكاتب ظاهرة عندنا و ليس يشهد له إلا شاهد واحد و هو ما أحسسنا من حركة يده فكيف لا يظهر عندنا من لا يتصور في الوجود شي ء داخل نفوسنا و خارجها

إلا و هو شاهد عليه و على عظمته و جلاله إذ كل ذرة فإنها تنادي بلسان حالها أنه ليس وجودها بنفسها و لا حركتها بذاتها و إنما تحتاج إلى موجد و محرك لها يشهد بذلك أولا تركيب أعضائنا و ائتلاف عظامنا و لحومنا

الوافي، ج 4، ص: 61

و أعصابنا و نبات شعورنا و تشكل أطرافنا و سائر أجزائنا الظاهرة و الباطنة.

فإنا نعلم أنها لم تأتلف بنفسها كما نعلم أن يد الكاتب لم تتحرك بنفسها و لكن لما لم يبق في الوجود مدرك و محسوس و معقول و حاضر و غائب إلا و هو شاهد و معرف عظم ظهوره فانبهرت العقول و دهشت عن إدراكه فإذن ما يقصر عن فهمه عقولنا له سببان أحدهما خفاؤه في نفسه و غموضه و ذلك لا يخفى مثاله و الآخر ما يتناهى وضوحه و هذا كما أن الخفاش يبصر بالليل و لا يبصر بالنهار لا لخفاء النهار و استتاره و لكن لشدة ظهوره فإن بصر الخفاش ضعيف يبهره نور الشمس إذا أشرق فيكون قوة ظهوره مع ضعف بصره سببا لامتناع إبصاره فلا يرى شيئا إلا إذا امتزج الظلام بالضوء و ضعف ظهوره.

فكذلك عقولنا ضعيفة و جمال الحضرة الإلهية في نهاية الإشراق و الاستنارة و في غاية الاستغراق و الشمول حتى لا يشذ عن ظهوره ذرة من ملكوت السماوات و الأرض فصار ظهوره سبب خفائه فسبحان من احتجب بإشراق نوره و اختفى عن البصائر و الأبصار بظهوره و لا يتعجب من اختفاء ذلك بسبب الظهور فإن الأشياء تستبان بأضدادها و ما عم وجوده حتى لا ضد له عسر إدراكه فلو اختلف الأشياء فدل بعضها دون البعض أدركت التفرقة على قرب و

لما اشتركت في الدلالة على نسق واحد أشكل الأمر و مثاله نور الشمس المشرق على الأرض فإنا نعلم أنه عرض من الأعراض يحدث في الأرض و يزول عند غيبة الشمس فلو كانت الشمس دائمة الإشراق لا غروب لها لكنا نظن أن لا هيئة في الأجسام إلا ألوانها و هي السواد و البياض و غيرها.

فإنا لا نشاهد في الأسود إلا السواد و في الأبيض إلا البياض فأما الضوء فلا ندركه وحده لكن لما غابت الشمس و أظلمت المواضع أدركت تفرقة بين الحالتين فعلمنا أن الأجسام كانت قد استضاءت بضوء و اتصفت بصفة فارقتها عند الغروب فعرفنا وجود النور بعدمه و ما كنا نطلع عليه لو لا عدمه إلا بعسر شديد و ذلك لمشاهدتنا الأجسام متشابهة غير مختلفة في الظلام و النور.

الوافي، ج 4، ص: 62

هذا مع أن النور أظهر المحسوسات إذ به يدرك سائر المحسوسات فما هو ظاهر في نفسه و هو مظهر لغيره انظر كيف تصور استهام أمره بسبب ظهوره لو لا طريان ضده فإذن الرب تعالى هو أظهر الأمور و به ظهرت الأشياء كلها و لو كان له عدم أو غيبة أو تغير لانهدمت السماوات و الأرض و بطل الملك و الملكوت و لأدركت التفرقة بين الحالتين و لو كان بعض الأشياء موجودا به و بعضها موجودا بغيره لأدركت التفرقة بين الشيئين في الدلالة و لكن دلالته عامة في الأشياء على نسق واحد و وجوده دائم في الأحوال يستحيل خلافه فلا جرم أورث شدة الظهور خفاء فهذا هو السبب في قصور الأفهام و أما من قويت بصيرته و لم تضعف منته فإنه في حال اعتدال أمره لا يرى إلا اللّٰه و أفعاله و أفعاله

أثر من آثار قدرته فهي تابعة له فلا وجود لها بالحقيقة و إنما الوجود للواحد الحق الذي به وجود الأفعال كلها و من هذا حاله فلا ينظر في شي ء من الأفعال إلا و يرى فيه الفاعل و يذهل عن الفعل من حيث أنه سماء و أرض و حيوان و شجر بل ينظر فيه من حيث أنه صنع فلا يكون نظره مجاوزا له إلى غيره كمن نظر في شعر إنسان أو خطه أو تصنيفه و رأى فيه الشاعر و المصنف و رأى آثاره من حيث هي آثاره لا من حيث أنها حبر و عفص و زاج مرقوم على بياض فلا يكون قد نظر إلى غير المصنف فكل العالم تصنيف اللّٰه تعالى فمن نظر إليها من حيث أنها فعل اللّٰه عز و جل و عرفها من حيث أنها فعل اللّٰه و أحبها من حيث أنها فعل اللّٰه لم يكن ناظرا إلا في اللّٰه و لا عارفا إلا بالله و لا محبا إلا لله و كان هو الموحد الحق الذي لا يرى إلا اللّٰه.

بل لا ينظر إلى نفسه من حيث نفسه بل من حيث هو عبد اللّٰه فهذا هو الذي يقال فيه أنه فني في التوحيد و أنه فنى من نفسه و إليه الإشارة بقول من قال كنا بنا ففنينا عنا فبقينا بلا نحن فهذه أمور معلومة عند ذوي البصائر أشكلت لضعف الأفهام عن دركها و قصور قدرة العلماء عن إيضاحها و بيانها بعبارة مفهمة موصلة للغرض إلى الأفهام و لاشتغالهم بأنفسهم و اعتقادهم أن بيان ذلك لغيرهم

الوافي، ج 4، ص: 63

مما لا يعنيهم فهذا هو السبب في قصور الأفهام عن معرفة اللّٰه تعالى.

و انضم إليه أن

المدركات كلها التي هي شاهدة على اللّٰه إنما يدركها الإنسان في الصبي عند فقد العقل قليلا قليلا و هو مستغرق الهم بشهواته و قد أنس بمدركاته و محسوساته و ألفها فسقط وقعها عن قلبه بطول الأنس و لذلك إذا رأى على سبيل الفجأة حيوانا غريبا أو فعلا من أفعال اللّٰه خارقا للعادة عجيبا انطلق لسانه بالمعرفة طبعا فقال سبحان اللّٰه و هو يرى طول النهار نفسه و أعضاءه و سائر الحيوانات المألوفة و كلها شواهد قاطعة و لا يحس بشهادتها لطول الأنس بها و لو فرض أكمه بلغ عاقلا ثم انقشعت غشاوة عن عينه فامتد بصره إلى السماء و الأرض و الأشجار و النبات و الحيوان دفعة واحدة على سبيل الفجأة يخاف على عقله أن ينبهر لعظم تعجبه من شهادة هذه العجائب على خالقها فهذا و أمثاله من الأسباب مع الانهماك في الشهوات هي التي سدت على الخلق سبيل الاستضاءة بأنوار المعرفة و السباحة في بحارها الواسعة و الجليات إذا صارت مطلوبة صارت معتاصة فهذا سد الأمر فليتحقق و لذلك قيل

لقد ظهرت فلا تخفى على أحد. إلا على أكمه لا يعرف القمرا.

لكن بطنت بما أظهرت محتجبا. و كيف يعرف من بالعرف استترا.

أقول و في كلام سيد الشهداء أبي عبد اللّٰه الحسين صلوات اللّٰه على جده و أبيه و أمه و أخيه و عليه و على بنيه ما يرشدك إلى هذا العيان بل يغنيك عن هذا البيان

حيث قال في دعاء عرفة كيف يستدل عليك بما هو في وجوده مفتقر إليك أ يكون لغيرك من الظهور ما ليس لك حتى يكون هو المظهر لك متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك و

متى بعدت حتى تكون الآثار هي التي توصل إليك عميت عين لا تراك و لا تزال عليها رقيبا و خسرت صفقة عبد لم تجعل له من حبك نصيبا و قال أيضا تعرفت لكل شي ء فما جهلك شي ء- و قال تعرفت إلي في كل شي ء فرأيتك ظاهرا في كل شي ء فأنت الظاهر لكل شي ء

الوافي، ج 4، ص: 65

باب 3 أن الصبغة هي الإسلام و السكينة هي الإيمان

[1]

1666- 1 الكافي، 2/ 14/ 2/ 1 العدة عن سهل عن البزنطي عن داود بن سرحان عن عبد اللّٰه بن فرقد عن حمران عن أبي عبد اللّٰه ع في قول اللّٰه تعالى صِبْغَةَ اللّٰهِ وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّٰهِ صِبْغَةً قال الصبغة هي الإسلام

[2]

1667- 2 الكافي، 2/ 14/ 3/ 1 حميد عن ابن سماعة عن غير واحد عن أبان عن محمد عن أحدهما ع في قول اللّٰه تعالى صِبْغَةَ اللّٰهِ وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّٰهِ صِبْغَةً قال الصبغة هي الإسلام و قال في قول اللّٰه تعالى- فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطّٰاغُوتِ وَ يُؤْمِنْ بِاللّٰهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقىٰ قال هي الإيمان

[3]
اشارة

1668- 3 الكافي، 2/ 14/ 1/ 2 علي عن أبيه و محمد عن أحمد جميعا عن السراد عن عبد اللّٰه بن سنان عن أبي عبد اللّٰه ع في قول اللّٰه تعالى صِبْغَةَ اللّٰهِ وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّٰهِ صِبْغَةً قال الإسلام و قال في قوله

الوافي، ج 4، ص: 66

تعالى فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقىٰ قال هي الإيمان بالله وحده لا شريك له

بيان

تمام الآية و ما يتعلق بها هكذا وَ قٰالُوا كُونُوا هُوداً أَوْ نَصٰارىٰ تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرٰاهِيمَ حَنِيفاً وَ مٰا كٰانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قُولُوا آمَنّٰا بِاللّٰهِ وَ مٰا أُنْزِلَ إِلَيْنٰا وَ مٰا أُنْزِلَ إِلىٰ إِبْرٰاهِيمَ وَ إِسْمٰاعِيلَ وَ إِسْحٰاقَ وَ يَعْقُوبَ وَ الْأَسْبٰاطِ وَ مٰا أُوتِيَ مُوسىٰ وَ عِيسىٰ وَ مٰا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لٰا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَ نَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مٰا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَ إِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمٰا هُمْ فِي شِقٰاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّٰهُ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ صِبْغَةَ اللّٰهِ وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّٰهِ صِبْغَةً وَ نَحْنُ لَهُ عٰابِدُونَ يعني قالت اليهود كونوا هودا و قالت النصارى كونوا نصارى بل ملة إبراهيم أي بل نكون أهل ملة إبراهيم أو بل نتبع ملة إبراهيم و الحنيف المائل عن كل دين إلى دين الحق و ما كان من المشركين تعريض بأهل الكتابين فإنهم كانوا يدعون اتباع ملة إبراهيم و هم مع ذلك على الشرك و الأسباط حفدة يعقوب و نصب صبغة اللّٰه على المصدرية من قوله آمنا بالله فيكون مفعولا مطلقا من غير لفظ فعله و قيل على البدلية من ملة إبراهيم و قيل على الإغراء أي الزموا صبغة اللّٰه أو اتبعوا.

أقول و على هذه الأخبار يحتمل

أن يكون منصوبة على المصدر من مسلمون ثم يحتمل أن يكون معناها و موردها مختصا بالخواص و الخلص المخاطبين يقولوا دون سائر أفراد بني آدم بل يتعين هذا المعنى إن فسر الإسلام بالخضوع و الانقياد للأوامر و النواهي كما فعلوه و إن فسر بالمعنى العرفي فتوجيه التعميم فيه كتوجيه التعميم في فطرة اللّٰه و الأصل في الصبغة أن النصارى كانوا

الوافي، ج 4، ص: 67

يغمسون أولادهم في ماء أصفر يسمونه العمودية و يقولون هو تطهير لهم فأمر المسلمون أن يقولوا آمنا و صبغنا اللّٰه بالإيمان صبغة لا مثل صبغتكم و طهرنا به تطهيرا لا مثل تطهيركم و لا صبغة أحسن من صبغة اللّٰه

[4]

1669- 4 الكافي، 2/ 15/ 1/ 1 محمد عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن الثمالي عن أبي جعفر ع قال سألته عن قول اللّٰه تعالى- أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ قال هو الإيمان قال و سألته عن قول اللّٰه تعالى وَ أَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ قال هو الإيمان

[5]

1670- 5 الكافي، 2/ 15/ 4/ 1 الثلاثة عن حفص بن البختري و هشام بن سالم و غيرهما عن أبي عبد اللّٰه ع في قول اللّٰه تعالى هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ قال هو الإيمان

[6]

1671- 6 الكافي، 2/ 15/ 5/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن جميل قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن قوله تعالى هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ قال هو الإيمان قال قلت وَ أَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ قال هو الإيمان و عن قوله تعالى وَ أَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوىٰ قال هو الإيمان

الوافي، ج 4، ص: 68

[7]

1672- 7 الكافي، 2/ 15/ 3/ 1 العدة عن البرقي عن السراد عن العلاء عن محمد عن أبي جعفر ع قال السكينة هي الإيمان

الوافي، ج 4، ص: 69

باب 4 بدو خلق المؤمن و صونه من الشر

[1]
اشارة

1673- 1 الكافي، 2/ 14/ 1/ 1 محمد عن أحمد عن ابن فضال عن إبراهيم بن مسلم الحلواني عن أبي إسماعيل الصيقلي الرازي عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن في الجنة لشجرة تسمى المزن فإذا أراد اللّٰه أن يخلق مؤمنا أقطر منها قطرة فلا تصيب بقلة و لا ثمرة أكل منها مؤمن أو كافر إلا أخرج اللّٰه تعالى من صلبه مؤمنا

بيان

قد مضى ما يصلح لأن يكون شرحا و بيانا ما لهذا الحديث و الجنة تشمل جنان الجبروت و الملكوت و المزن السحاب و هو أيضا يعم سحاب ماء الرحمة و الجود و الكرم و سحاب ماء المطر و الخصب و الديم و كما أن لكل قطرة من ماء المطر صورة و سحابا انفصلت منه في عالم الملك كذلك له صورة و سحاب انفصلت منه في عالمي الملكوت و الجبروت و كما أن البقلة و الثمرة تتربى بصورتها الملكية كذلك تتربى بصورتها الملكوتية و الجبروتية المخلوقتين من ذكر اللّٰه تعالى اللتين من شجرة المزن الجناني و كما أنهما تتربيان بها قبل الأكل كذلك تتربيان بها بعد الأكل في بدن الآكل فإنها ما لم تستحل إلى صورة العضو فهي بعد في التربية.

الوافي، ج 4، ص: 70

فالإنسان إذا أكل بقلة أو ثمرة و ذكر اللّٰه عز و جل عندها و شكر اللّٰه تعالى عليها و صرف قوتها في طاعة اللّٰه سبحانه و الأفكار الإيمانية و الخيالات الروحانية فقد تربت تلك البقلة أو الثمرة في جسده بماء المزن الجناني فإذا فضلت من مادتها فضلة منوية فهي من شجرة المزن التي أصلها في الجنة و إذا أكلها على غفلة من اللّٰه سبحانه و لم يشكر اللّٰه عليها و

صرف قوتها في معصية اللّٰه تعالى و الأفكار المموهة الدنيوية و الخيالات الشهوانية فقد تربت تلك البقلة أو الثمرة في جسده بماء آخر غير صالح لخلق المؤمن إلا أن يكون قد تحقق تربيتها بماء المزن الجناني قبل الأكل و أما مأكولة الكافر التي يخلق منها المؤمن فإنما يتحقق تربيتها بذلك الماء قبل أكله لها غالبا و لذكر اللّٰه عند زرعها أو غرسها مدخل في تلك التربية و كذلك لحل ثمنها و تقوى زارعها أو غارسها إلى غير ذلك من الأسباب

[2]
اشارة

1674- 2 الكافي، 2/ 13/ 1/ 1 الاثنان عن الوشاء عن علي بن ميسرة قال قال أبو عبد اللّٰه ع إن نطفة المؤمن لتكون في صلب المشرك فلا يصيبه من الشر شي ء حتى إذا صار في رحم المشركة لم يصبه من الشر شي ء حتى تضعه فإذا وضعته لم يصبه من الشر شي ء حتى يجري عليه القلم

بيان

و ذلك لأن اللّٰه سبحانه يحفظها من أن تصيبها آفة فَاللّٰهُ خَيْرٌ حٰافِظاً وَ هُوَ أَرْحَمُ الرّٰاحِمِينَ

[3]

1675- 3 الكافي، 2/ 13/ 2/ 1 الثلاثة عن علي بن يقطين عن أبي الحسن

الوافي، ج 4، ص: 71

موسى ع قال قلت له إنني قد أشفقت من دعوة أبي عبد اللّٰه ع على يقطين و ما ولد فقال يا أبا الحسن ليس حيث تذهب إنما المؤمن في صلب الكافر بمنزلة الحصاة في اللبنة يجي ء المطر- فيغسل اللبنة و لا يضر الحصاة شيئا

آخر أبواب الطينات و بدو الخلائق و الحمد لله أولا و آخرا

الوافي، ج 4، ص: 75

أبواب تفسير الإيمان و الإسلام و ما يتعلق بهما

الآيات

قال اللّٰه عز و جل قٰالَتِ الْأَعْرٰابُ آمَنّٰا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَ لٰكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنٰا وَ لَمّٰا يَدْخُلِ الْإِيمٰانُ فِي قُلُوبِكُمْ و قال تعالى يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللّٰهِ وَ رَسُولِهِ وَ الْكِتٰابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلىٰ رَسُولِهِ وَ الْكِتٰابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ و قال سبحانه إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذٰا ذُكِرَ اللّٰهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَ إِذٰا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيٰاتُهُ زٰادَتْهُمْ إِيمٰاناً وَ عَلىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلٰاةَ وَ مِمّٰا رَزَقْنٰاهُمْ يُنْفِقُونَ أُولٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجٰاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَ مَغْفِرَةٌ وَ رِزْقٌ كَرِيمٌ

الوافي، ج 4، ص: 77

باب 5 أن الإيمان أخص من الإسلام

[1]

1676- 1 الكافي، 2/ 25/ 1/ 1 محمد عن أحمد عن السراد عن جميل بن صالح عن سماعة قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع أخبرني عن الإسلام و الإيمان أ هما مختلفان فقال إن الإيمان يشارك الإسلام و الإسلام لا يشارك الإيمان فقلت فصفهما لي فقال الإسلام شهادة أن لا إله إلا اللّٰه و التصديق برسول اللّٰه ص به حقنت الدماء و عليه جرت المناكح و المواريث و على ظاهره جماعة الناس- و الإيمان الهدى و ما يثبت في القلوب من صفة الإسلام و ما ظهر من العمل به و الإيمان أرفع من الإسلام بدرجة إن الإيمان يشارك الإسلام في الظاهر- و الإسلام لا يشارك الإيمان في الباطن و إن اجتمعا في القول و الصفة

[2]
اشارة

1677- 2 الكافي،/ 2/ 26/ 5/ 1 العدة عن سهل و محمد عن أحمد جميعا عن السراد عن ابن رئاب عن حمران بن أعين عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول الإيمان ما استقر في القلب و أفضى به إلى اللّٰه و صدقه العمل بالطاعة لله و التسليم لأمر اللّٰه و الإسلام ما ظهر من قول أو فعل و هو الذي عليه جماعة الناس من الفرق كلها و به حقنت الدماء و عليه جرت المواريث و جاز النكاح و اجتمعوا على الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج فخرجوا بذلك من الكفر و أضيفوا إلى الإيمان و الإسلام لا يشرك

الوافي، ج 4، ص: 78

الإيمان و الإيمان يشرك الإسلام و هما في القول و الفعل يجتمعان كما صارت الكعبة في المسجد و المسجد ليس في الكعبة فكذلك الإيمان يشرك الإسلام و الإسلام لا يشرك الإيمان- و قد قال اللّٰه تعالى قٰالَتِ

الْأَعْرٰابُ آمَنّٰا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَ لٰكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنٰا وَ لَمّٰا يَدْخُلِ الْإِيمٰانُ فِي قُلُوبِكُمْ فقول اللّٰه أصدق القول قلت فهل للمؤمن فضل على المسلم في شي ء من الفضائل و الأحكام و الحدود و غير ذلك فقال لا هما يجريان في ذلك مجرى واحدا و لكن للمؤمن فضل على المسلم في إعمالهما و ما يتقربان به إلى اللّٰه تعالى قلت أ ليس اللّٰه تعالى يقول- مَنْ جٰاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثٰالِهٰا و زعمت أنهم مجتمعون على الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج مع المؤمن قال أ ليس قد قال اللّٰه تعالى فَيُضٰاعِفَهُ لَهُ أَضْعٰافاً كَثِيرَةً فالمؤمنون هم الذين يضاعف اللّٰه تعالى لهم حسناتهم لكل حسنة سبعين ضعفا فهذا فضل المؤمن و يزيده اللّٰه في حسناته على قدر صحة إيمانه أضعافا كثيرة و يفعل اللّٰه بالمؤمنين ما يشاء من الخير- قلت أ رأيت من دخل في الإسلام أ ليس هو داخلا في الإيمان فقال لا و لكنه قد أضيف إلى الإيمان و خرج من الكفر و سأضرب لك مثلا تعقل به فضل الإيمان على الإسلام أ رأيت لو أبصرت رجلا في المسجد أ كنت تشهد أنك رأيته في الكعبة قلت لا يجوز لي ذلك قال فلو أبصرت رجلا في الكعبة أ كنت شاهدا أنه قد دخل المسجد الحرام قلت نعم قال كيف ذلك قلت إنه لا يصل دخول الكعبة حتى يدخل المسجد- فقال أصبت و أحسنت ثم قال كذلك الإيمان و الإسلام

الوافي، ج 4، ص: 79

بيان

و أفضى به إلى اللّٰه أي جعل وجه القلب إلى اللّٰه من الفضائل و الأحكام أي الفضائل الدنيوية و الأحكام الشرعية و أراد السائل بقوله أ ليس اللّٰه يقول

من جاء بالحسنة أنه إذا كانا مجتمعين في الحسنات و الحسنة بالعشر فكيف يكون له فضل عليه في الأعمال و القربات فأجابه ع بأنهما شريكان في العشر و المؤمن يفضل بما زاد عليها و أراد بما يشاء من الخير إيتاء العلم و الحكمة و زيادة اليقين و المعرفة

[3]

1678- 3 الكافي، 2/ 25/ 2/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن موسى بن بكر و الفضيل بن يسار عن أبي عبد اللّٰه ع قال الإيمان يشارك الإسلام و الإسلام لا يشارك الإيمان

[4]

1679- 4 الكافي، 2/ 26/ 3/ 1 الثلاثة عن جميل بن دراج عن الفضيل بن يسار قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول إن الإيمان يشارك الإسلام و لا يشاركه الإسلام إن الإيمان ما وقر في القلوب و الإسلام ما عليه المناكح و المواريث و حقن الدماء و الإيمان يشارك الإسلام و الإسلام لا يشارك الإيمان

[5]

1680- 5 الكافي، 2/ 24/ 2/ 1 الثلاثة عن العلاء عن محمد عن أحدهما ع قال الإيمان إقرار و عمل و الإسلام إقرار بلا عمل

[6]

1681- 6 الكافي، 2/ 38/ 4/ 1 العدة عن البرقي عن عثمان عن

الوافي، ج 4، ص: 80

ابن مسكان عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللّٰه ع قال قلت له ما الإسلام فقال دين اللّٰه اسمه الإسلام و هو دين اللّٰه قبل أن تكونوا حيث كنتم و بعد أن تكونوا فمن أقر بدين اللّٰه فهو مسلم و من عمل بما أمر اللّٰه تعالى به فهو مؤمن

[7]

1682- 7 الكافي، 2/ 38/ 5/ 1 عنه عن النضر عن يحيى بن عمران الحلبي عن أيوب بن الحر عن أبي بصير قال كنت عند أبي جعفر ع فقال له سلام إن خيثمة بن أبي خيثمة يحدثنا عنك أنه سألك عن الإسلام فقلت إن الإسلام من استقبل قبلتنا و شهد شهادتنا- و نسك نسكنا و والى ولينا و عادى عدونا فهو مسلم فقال صدق خيثمة قلت و سألك عن الإيمان فقلت الإيمان بالله و التصديق بكتاب اللّٰه و أن لا يعصى اللّٰه فقال صدق خيثمة

[8]
اشارة

1683- 8 الكافي، 2/ 38/ 6/ 1 محمد عن ابن عيسى عن ابن أبي عمير عن جميل بن دراج قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن الإيمان فقال- شهادة أن لا إله إلا اللّٰه و أن محمدا رسول اللّٰه قال قلت أ ليس هذا عمل قال بلى قلت فالعمل من الإيمان قال لا يثبت له الإيمان إلا بالعمل و العمل منه

بيان

المجرور في له للمؤمن المدلول عليه بالأيمان

الوافي، ج 4، ص: 81

[9]

1684- 9 الكافي، 2/ 38/ 3/ 1 القميان عن صفوان أو غيره عن العلاء عن محمد عن أبي عبد اللّٰه ع قال سألته عن الإيمان فقال شهادة أن لا إله إلا اللّٰه و الإقرار بما جاء من عند اللّٰه و ما استقر في القلوب من التصديق بذلك قال قلت الشهادة أ ليست عملا قال بلى قلت العمل من الإيمان قال نعم الإيمان لا يكون إلا بعمل و العمل منه و لا يثبت الإيمان إلا بعمل

[10]

1685- 10 الكافي، 2/ 39/ 8/ 1 محمد بن الحسن عن بعض أصحابنا عن الأشعث بن محمد عن محمد بن حفص بن خارجة قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول و سأله رجل عن قول المرجئة في الكفر و الإيمان و قال- إنهم يحتجون علينا و يقولون كما أن الكافر عندنا هو الكافر عند اللّٰه- فكذلك نجد المؤمن إذا أقر بإيمانه أنه عند اللّٰه مؤمن فقال سبحان اللّٰه و كيف يستوي هذان و الكفر إقرار من العبد فلا يكلف بعد إقراره ببينة- و الإيمان دعوى لا يجوز إلا ببينة و بينته عمله و نيته فإذا اتفقا فالعبد عند اللّٰه مؤمن و الكفر موجود بكل جهة من هذه الجهات الثلاث من نية أو قول أو عمل و الأحكام تجري على القول و العمل فما أكثر من يشهد له المؤمنون بالإيمان و يجري عليه أحكام المؤمنين و هو عند اللّٰه كافر و قد أصاب من أجري عليه أحكام المؤمنين بظاهر قوله و عمله

[11]

1686- 11 الكافي، 2/ 26/ 4/ 1 العدة عن البرقي عن السراد عن

الوافي، ج 4، ص: 82

الكناني قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع أيهما أفضل الإيمان أو الإسلام فإن من قبلنا يقولون إن الإسلام أفضل من الإيمان فقال الإيمان أرفع من الإسلام قلت فأوجدني ذلك قال ما تقول فيمن أحدث في المسجد الحرام متعمدا قال قلت يضرب ضربا شديدا قال أصبت قال فما تقول فيمن أحدث في الكعبة متعمدا قلت يقتل قال أصبت أ لا ترى أن الكعبة أفضل من المسجد و أن الكعبة تشرك المسجد و المسجد لا يشرك الكعبة و كذلك الإيمان يشرك الإسلام و الإسلام لا يشرك الإيمان

[12]
اشارة

1687- 12 الكافي، 2/ 27/ 1/ 1 علي عن العباس بن معروف عن التميمي عن حماد بن عثمان عن عبد الرحيم القصير قال كتبت مع عبد الملك بن أعين إلى أبي عبد اللّٰه ع أسأله عن الإيمان ما هو فكتب إلي مع عبد الملك بن أعين سألت رحمك اللّٰه عن الإيمان و الإيمان هو الإقرار باللسان و عقد في القلب و عمل بالأركان و الإيمان بعضه من بعض و هو دار و كذلك الإسلام دار و الكفر دار فقد يكون العبد مسلما قبل أن يكون مؤمنا و لا يكون مؤمنا حتى يكون مسلما فالإسلام قبل الإيمان و هو يشارك الإيمان فإذا أتى العبد كبيرة من كبائر المعاصي أو صغيرة من صغار المعاصي التي نهى اللّٰه تعالى عنها كان خارجا من الإيمان ساقطا عنه اسم الإيمان و ثابتا عليه اسم الإسلام- فإن تاب و استغفر عاد إلى دار الإيمان و لا يخرجه إلى الكفر إلا الجحود و الاستحلال أن يقول للحلال هذا حرام و للحرام

هذا حلال و دان بذلك- فعندها يكون خارجا من الإسلام و الإيمان داخلا في الكفر و كان بمنزلة من دخل الحرم ثم دخل الكعبة و أحدث في الكعبة حدثا فأخرج عن الكعبة و عن الحرم فضربت عنقه و صار إلى النار

الوافي، ج 4، ص: 83

بيان

إنما شبه الإيمان و الإسلام بالدار لأن كلا منها بمنزلة حصن لصاحبه يدخل فيها و يخرج منها كما أن الدار حصن لصاحبه كذلك قوله و هو يشارك الإيمان معناه أنه كلما يتحقق الإيمان فهو يشاركه في التحقق و أما ما مضى في الأخبار أنه لا يشارك الإيمان فمعناه أنه ليس كلما تحقق تحقق الإيمان فلا منافاة و يحتمل أن يكون قد سقط من الكلام شي ء و كان هكذا و هو يشارك الإسلام و الإسلام لا يشارك الإيمان فيكون على وتيرة ما سبق

[13]

1688- 13 الكافي، 2/ 28/ 2/ 1 العدة عن أحمد عن عثمان عن سماعة قال" سألته عن الإيمان و الإسلام قلت له أ فرق بين الإسلام و الإيمان قال- فأضرب لك مثلة قال قلت أورد ذلك قال مثل الإيمان و الإسلام مثل الكعبة الحرام من الحرم قد يكون في الحرم و لا يكون في الكعبة و لا يكون في الكعبة حتى يكون في الحرم و قد يكون مسلما و لا يكون مؤمنا- و لا يكون مؤمنا حتى يكون مسلما قال قلت فيخرج من الإيمان شي ء قال نعم قلت فيصيره إلى ما ذا قال إلى الإسلام أو الكفر و قال لو أن رجلا دخل الكعبة فأفلت منه بوله أخرج من الكعبة و لم يخرج من الحرم فغسل ثوبه و تطهر ثم لم يمنع أن يدخل الكعبة و لو أن رجلا دخل الكعبة فبال فيها معاندا أخرج من الكعبة و من الحرم و ضربت عنقه

[14]

1689- 14 الكافي، 2/ 24/ 4/ 1 محمد عن أحمد عن علي بن الحكم عن سفيان بن السمط قال سأل رجل أبا عبد اللّٰه ع عن الإسلام و الإيمان ما الفرق بينهما فلم يجبه ثم سأله فلم يجبه ثم

الوافي، ج 4، ص: 84

التقيا في الطريق و قد أزف من الرجل الرحيل فقال له أبو عبد اللّٰه ع كأنه قد أزف منك رحيل فقال نعم قال فالقني في البيت فلقيه فسأله عن الإسلام و الإيمان ما الفرق بينهما فقال- الإسلام هو الظاهر الذي عليه الناس شهادة أن لا إله إلا اللّٰه و أن محمدا رسول اللّٰه و إقام الصلاة و إيتاء الزكاة و حج البيت و صيام شهر رمضان فهذا الإسلام و قال

الإيمان معرفة هذا الأمر مع هذا فإن أقربها و لم يعرف هذا الأمر كان مسلما و كان ضالا

[15]
اشارة

1690- 15 الكافي، 2/ 24/ 1/ 1 الثلاثة عن الحكم بن أيمن الكافي، 2/ 25/ 6/ 1 الاثنان و العدة عن أحمد عن الحسين عن الحكم عن القاسم الصيرفي شريك المفضل قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول الإسلام يحقن به الدم و تؤدى به الأمانة و يستحل به الفروج و الثواب على الإيمان

بيان

إن قيل أداء أمانة الكافر أيضا واجب فلم خص بالمسلم قلنا إنما يجب أداء أمانة الكافر إذا صار في حكم المسلم بالذمة

[16]

1691- 16 الكافي، 2/ 25/ 5/ 1 الاثنان و العدة عن أحمد جميعا عن الوشاء عن أبان عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول قٰالَتِ الْأَعْرٰابُ آمَنّٰا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَ لٰكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنٰا فمن زعم أنهم آمنوا فقد كذب و من زعم أنهم لم يسلموا فقد كذب

الوافي، ج 4، ص: 85

[17]

1692- 17 الكافي، 2/ 24/ 3/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن جميل بن دراج قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن قول اللّٰه تعالى قٰالَتِ الْأَعْرٰابُ آمَنّٰا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَ لٰكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنٰا وَ لَمّٰا يَدْخُلِ الْإِيمٰانُ فِي قُلُوبِكُمْ فقال لي أ لا ترى أن الإيمان غير الإسلام

الوافي، ج 4، ص: 87

باب 6 حدود الإيمان و الإسلام و دعائمهما

[1]
اشارة

1693- 1 الكافي، 2/ 18/ 2/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن عجلان أبي صالح قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع أوقفني على حدود الإيمان فقال شهادة أن لا إله إلا اللّٰه و أن محمدا رسول اللّٰه ص- و الإقرار بجميع ما جاء به من عند اللّٰه و صلوات الخمس و أداء الزكاة و صوم شهر رمضان و حج البيت و ولاية ولينا و عداوة عدونا و الدخول مع الصادقين

بيان

لعل المراد بالدخول مع الصادقين متابعة أهل بيت العصمة و الطهارة في أقوالهم و أفعالهم و هو ناظر إلى قوله سبحانه يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّٰهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّٰادِقِينَ

[2]
اشارة

1694- 2 الكافي، 2/ 18/ 1/ 1 الاثنان عن الوشاء عن أبان عن الفضيل عن الثمالي عن أبي جعفر ع قال بني الإسلام على خمس على الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج و الولاية و لم يناد بشي ء كما نودي بالولاية

الوافي، ج 4، ص: 88

بيان

يعني أدخل هذه الأعمال في حقيقة الإسلام و اعتبرت فيه و عد تاركها من الكفار و الولاية بالفتح بمعنى المحبة و المودة و هي المراد بها في الحديث السابق و لهذا لم يكتف بها حتى أردفه بقوله و الدخول مع الصادقين و بالكسر تولي الأمر و مالكية التصرف فيه و هو المراد بها هاهنا و فيما يأتي و النداء بالولاية إشارة إلى حديث يوم الغدير

[3]

1695- 3 الكافي، 2/ 21/ 8/ 1 علي عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن أبان عن الفضيل عن أبي جعفر ع قال بني الإسلام على خمس الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج و لم يناد بشي ء ما نودي بالولاية يوم الغدير

[4]

1696- 4 الكافي، 2/ 18/ 3/ 1 القمي عن الكوفي عن العباس بن عامر عن أبان عن الفضيل عن أبي جعفر ع قال بني الإسلام على خمس على الصلاة و الزكاة و الحج و الصوم و الولاية و لم يناد بشي ء كما نودي بالولاية فأخذ الناس بأربع و تركوا هذه يعني الولاية

[5]

1697- 5 الكافي، 2/ 21/ 7/ 1 العدة عن سهل عن البزنطي عن مثنى الحناط عن عبد اللّٰه بن عجلان عن أبي جعفر ع قال بني الإسلام على خمس الولاية و الصلاة و الزكاة و صوم شهر رمضان و الحج

[6]
اشارة

1698- 6 الكافي، 2/ 22/ 12/ 1 الاثنان عن محمد بن جمهور عن فضالة عن أبي يزيد [زيد] الحلال عن عبد الحميد بن أبي العلاء الأزدي

الوافي، ج 4، ص: 89

قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول إن اللّٰه تعالى فرض على خلقه خمسا فرخص في أربع و لم يرخص في واحدة

بيان

لعل الرخصة في الأربع سقوط الصلاة عن فاقد الطهورين و الزكاة عمن لم يبلغ ماله النصاب و الحج عمن لم يستطع و الصوم عن الذين لا يطيقونه

[7]
اشارة

1699- 7 الكافي، 2/ 18/ 5/ 1 علي عن أبيه و عبد اللّٰه بن الصلت عن حماد عن حريز عن زرارة عن أبي جعفر ع قال بني الإسلام على خمسة أشياء على الصلاة و الزكاة و الحج و الصوم و الولاية قال زرارة فقلت و أي شي ء من ذلك أفضل قال الولاية أفضل لأنها مفتاحهن و الوالي هو الدليل عليهن قلت ثم الذي يلي ذلك في الفضل فقال الصلاة إن رسول اللّٰه ص قال الصلاة عماد [عمود] دينكم قال قلت ثم الذي يليها في الفضل قال الزكاة لأنه قرنها بها و بدأ بالصلاة قبلها و قال رسول اللّٰه ص الزكاة تذهب الذنوب قلت و الذي يليها في الفضل قال الحج قال اللّٰه تعالى وَ لِلّٰهِ عَلَى النّٰاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطٰاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَ مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللّٰهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعٰالَمِينَ و قال رسول اللّٰه ص لحجة مقبولة خير من عشرين صلاة نافلة و من طاف بهذا البيت طوافا أحصى فيه أسبوعه و أحسن ركعتيه غفر اللّٰه له و قال في يوم عرفة و يوم المزدلفة ما قال قلت فما ذا يتبعه قال الصوم قلت و ما بال الصوم صار آخر ذلك أجمع قال

الوافي، ج 4، ص: 90

قال رسول اللّٰه ص الصوم جنة من النار قال ثم قال إن أفضل الأشياء ما إذا أنت فاتك لم تكن منه توبة دون أن ترجع إليه فتؤديه بعينه إن الصلاة و الزكاة و الحج و الولاية ليس ينفع شي ء مكانها

دون أدائها و إن الصوم إذا فاتك أو قصرت أو سافرت فيه أديت مكانه أياما غيرها و جبرت ذلك الذنب بصدقة و لا قضاء عليك و ليس من تلك الأربعة شي ء يجزيك مكانه غيره- قال ثم قال ذروة الأمر و سنامه و مفتاحه و باب الأشياء و رضاء الرحمن الطاعة للإمام بعد معرفته إن اللّٰه تعالى يقول مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطٰاعَ اللّٰهَ- وَ مَنْ تَوَلّٰى فَمٰا أَرْسَلْنٰاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً أما لو أن رجلا قام ليله و صام نهاره و تصدق بجميع ماله و حج جميع دهره و لم يعرف ولاية ولي اللّٰه فيواليه و يكون جميع أعماله بدلالته إليه ما كان له على اللّٰه حق في ثوابه و لا كان من أهل الإيمان ثم قال أولئك المحسن منهم يدخله اللّٰه الجنة بفضل رحمته

بيان

استدل ع على أن فضل الزكاة بعد الصلاة و قبل غيرها بمجموع مقارنتهما في الذكر مع البدأة بذكر الصلاة ثم أكد الجزء الأخير بذكر الحديث و قال في يوم عرفة و يوم المزدلفة ما قال أشار ع بذلك إلى ما جاء في ثواب عبادة اليومين و فضل الوقوف بالمشعرين و إنما ذكر ع أولا حديثا في فضل الصوم رفعا لما عسى أن يتوهم السائل أنه مما لا فضل فيه أو أنه قليل الأجر ثم ذكر قاعدة كلية في معرفة الأفضل و ذكر أن الصوم قد يقضى مع الفوات أياما أخر و قد لا يقضى بل ينوب غيره منابه كالفدية لمن يطيقه بخلاف الأربعة فإنها مما لا ينوب غيره منابه قوله أو قصرت يعني في شي ء من شرائطه أو أركانه و أشار بإيراد آية طاعة الرسول إلى أن طاعة الإمام هي بعينها

طاعة الرسول إما لأنه أمر بطاعته أو أنه نائب منابه أو أن الرسول يشمل

الوافي، ج 4، ص: 91

الإمام في المعنى

[8]
اشارة

1700- 8 الكافي، 2/ 19/ 6/ 1 محمد عن أحمد عن صفوان الكافي، 2/ 21/ 6/ 1 القميان عن صفوان عن عيسى بن السري أبي اليسع قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع أخبرني بدعائم الإسلام التي لا يسع أحدا التقصير عن معرفة شي ء منها التي من قصر عن معرفة شي ء منها فسد عليه دينه و لم يقبل منه عمله و من عرفها و عمل بها صلح له دينه و قبل منه عمله و لم يضر به مما هو فيه لجهل شي ء من الأمور جهله فقال شهادة أن لا إله إلا اللّٰه و الإيمان بأن محمدا رسول اللّٰه و الإقرار بما جاء به من عند اللّٰه و حق في الأموال الزكاة و الولاية التي أمر اللّٰه تعالى بها ولاية آل محمد ص قال فقلت له هل في الولاية شي ء دون شي ء فضل يعرف لمن أخذ به قال نعم قال اللّٰه تعالى يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّٰهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ و قال رسول اللّٰه ص من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية و كان رسول اللّٰه ص و كان علي ع و قال الآخرون كان معاوية ثم كان الحسن ثم كان الحسين و قال الآخرون يزيد بن معاوية و حسين بن علي و لا سواء قال ثم سكت ثم قال أزيدك- فقال له حكم الأعور نعم جعلت فداك قال ثم كان علي بن الحسين ثم كان محمد بن علي أبا جعفر و كانت الشيعة قبل أن يكون أبو جعفر

و هم لا يعرفون مناسك حجهم و حلالهم و حرامهم حتى كان أبو جعفر ففتح لهم و بين لهم مناسك حجهم و حلالهم و حرامهم حتى صار الناس يحتاجون إليهم من بعد ما كانوا يحتاجون إلى الناس و هكذا يكون الأمر

الوافي، ج 4، ص: 92

و الأرض لا تكون إلا بإمام و من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية- أحوج ما تكون إلى ما أنت عليه إذا بلغت نفسك هذه و أهوى بيده إلى حلقه و انقطعت عنك الدنيا تقول لقد كنت على أمر حسن

بيان

لم يضر به على البناء للمفعول و جهله فعل ماض و من في مما صلة الضرر أو على البناء للفاعل و جهله على المصدر فاعله و من ابتدائية و الجملة معترضة يقال ضره و ضر به و حق في الأموال إما عطف مفرد على مفرد و الزكاة بدل من حق و إما إقامة جملة مقام المفرد لتبيين و تأكيد و إنما لم يذكر الصلاة لظهور أمرها فاكتفي عنها بما جاء به و أراد ع بالولاية المأمور بها من اللّٰه بالكسر الإمارة و أولوية التصرف و بالأمر بها ما ورد فيها من الكتاب و السنة كالآية المذكورة في هذا الحديث و كآية إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اللّٰهُ و حديث الغدير و غير ذلك.

و لعل مراد السائل بقوله هل في الولاية شي ء دون شي ء فضل يعرف لمن أخذ به أنه هل يوجد فضل في رجل خاص من آل محمد ع بعينه يقتضي أن يكون هو ولي الأمر دون غيره يعرفه من أخذ به كما يستفاد من جوابه ع و ذكر أن ذلك الرجل كان أولا رسول اللّٰه ص ثم كان علي ع و قال

الآخرون بل كان معاوية في زمن علي إماما دون علي ثم كان الحسن ع إماما بعد علي ع ثم كان الحسين ع بعد الحسن إماما و قال الآخرون بل كان يزيد بن معاوية بعد معاوية إماما مع الحسين بن علي ع و لا سواء أي لا سواء علي و معاوية و لا الحسين ع و يزيد حتى لا يعرف الفضل و يلتبس الأمر فهو جواب لقول السائل يعرف لمن أخذ به أبا جعفر نصبه بتقدير أعني يحتاجون إليهم يعني إلى الشيعة إلى الناس يعني فقهاء العامة و النفس بالتسكين الروح

الوافي، ج 4، ص: 93

[9]

1701- 9 الكافي، 2/ 21/ 9/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن حماد بن عثمان عن عيسى بن السري أبي اليسع عن أبي عبد اللّٰه ع قال قلت له حدثني عما بنيت عليه دعائم الإسلام إذا أنا أخذت بها زكا عملي و لم يضرني جهل ما جهلت بعده فقال شهادة أن لا إله إلا اللّٰه- و أن محمدا ص رسول اللّٰه و الإقرار بما جاء به من عند اللّٰه و حق في الأموال الزكاة و الولاية التي أمر اللّٰه بها ولاية آل محمد فإن رسول اللّٰه ص قال من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية قال اللّٰه تعالى أَطِيعُوا اللّٰهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فكان علي ثم صار من بعده الحسن ثم من بعده الحسين ثم من بعده علي بن الحسين ثم من بعده محمد بن علي ثم هكذا يكون الأمر إن الأرض لا تصلح إلا بإمام و من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية و أحوج ما يكون أحدكم إلى معرفته إذا بلغت

نفسه هاهنا قال و أهوى بيده إلى صدره يقول حينئذ لقد كنت على أمر حسن

[10]
اشارة

1702- 10 الكافي، 2/ 21/ 10/ 1 عنه عن أبي الجارود قال قلت لأبي جعفر ع يا ابن رسول اللّٰه هل تعرف مودتي لكم و انقطاعي إليكم و موالاتي إياكم قال فقال نعم قال قلت فإني أسألك مسألة تجيبني فيها فإني مكفوف البصر قليل المشي و لا أستطيع زيارتكم كل حين قال هات حاجتك قلت أخبرني بدينك الذي تدين اللّٰه تعالى به أنت و أهل بيتك لأدين اللّٰه تعالى به قال إن كنت أقصرت الخطبة فقد أعظمت المسألة و اللّٰه لأعطينك ديني و دين آبائي الذي ندين اللّٰه

الوافي، ج 4، ص: 94

تعالى به شهادة أن لا إله إلا اللّٰه و أن محمدا رسول اللّٰه و الإقرار بما جاء به من عند اللّٰه و الولاية لولينا و البراءة من عدونا و التسليم لأمرنا و انتظار قائمنا و الاجتهاد و الورع

بيان

لعله ع أراد بالخطبة بالضم ما مهده قبل السؤال و إقصاره إياها اكتفاؤه بالاستفهام من غير بيان و إعلام

[11]

1703- 11 الكافي، 2/ 22/ 11/ 1 علي عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن علي عن أبي بصير قال سمعته يسأل أبا عبد اللّٰه ع فقال له جعلت فداك أخبرني عن الدين الذي افترض اللّٰه على العباد- ما لا يسعهم جهله و لا يقبل منهم غيره ما هو فقال أعد علي فأعاد عليه- فقال شهادة أن لا إله إلا اللّٰه و أن محمدا رسول اللّٰه و إقام الصلاة و إيتاء الزكاة و حج البيت من استطاع إليه سبيلا و صوم شهر رمضان ثم سكت قليلا ثم قال و الولاية مرتين ثم قال هذا الذي فرض اللّٰه تعالى على العباد لا يسأل الرب العباد يوم القيامة فيقول أ لا زدتني على ما افترضت عليك و لكن من زاد زاده اللّٰه إن رسول اللّٰه ص سن سننا حسنة جميلة ينبغي للناس الأخذ بها

[12]
اشارة

1704- 12 الكافي، 2/ 22/ 13/ 13 الاثنان عن الوشاء عن أبان عن إسماعيل الجعفي قال دخل رجل على أبي جعفر ع و معه صحيفة فقال له أبو جعفر هذه صحيفة مخاصم سال عن الدين الذي يقبل فيه العمل فقال رحمك اللّٰه هذا الذي أريد فقال أبو جعفر ع شهادة أن لا إله إلا اللّٰه وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله

الوافي، ج 4، ص: 95

و تقر بما جاء من عند اللّٰه و الولاية لنا أهل البيت و البراءة من عدونا و التسليم لأمرنا و الورع و التواضع و انتظار قائمنا فإن لنا دولة إذا شاء اللّٰه جاء بها

بيان

صحيفة مخاصم سأل أي صحيفة مناظر سأل فيها يعني جئتني لتناظرني في الدين الذي يقبل فيه العمل و في بعض النسخ سل فعل أمر يعني لا تناظرني بل سل من غير تعنت و هو أوضح

[13]
اشارة

1705- 13 الكافي، 2/ 23/ 14/ 1 علي عن أبيه و القميان جميعا عن صفوان عن عمرو بن حريث قال دخلت على أبي عبد اللّٰه ع و هو في منزل أخيه عبد اللّٰه بن محمد فقلت له جعلت فداك ما حولك إلى هذا المنزل فقال طلب النزهة فقلت جعلت فداك أ لا أقص عليك ديني فقال بلى قلت أدين اللّٰه بشهادة أن لا إله إلا اللّٰه وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله و أن الساعة آتية لا ريب فيها و أن اللّٰه يبعث من في القبور و إقام الصلاة و إيتاء الزكاة و صوم شهر رمضان و حج البيت و الولاية لعلي أمير المؤمنين بعد رسول اللّٰه ص و الولاية للحسن و الحسين و الولاية لعلي بن الحسين و الولاية لمحمد بن علي و لك من بعده صلوات اللّٰه عليهم أجمعين و أنكم أئمتي عليه أحيى و عليه أموت و أدين اللّٰه به- فقال يا عمرو هذا و اللّٰه دين اللّٰه و دين آبائي الذي أدين اللّٰه به في السر و العلانية فاتق اللّٰه و كف لسانك إلا من خير و لا تقل إني هديت نفسي بل اللّٰه هداك فأد شكر ما أنعم اللّٰه به عليك و لا تكن ممن إذا أقبل طعن في عينه و إذا أدبر طعن في قفاه و لا تحمل الناس على كاهلك فإنك أوشك إن حملت الناس على كاهلك أن

يصدعوا شعب كاهلك

الوافي، ج 4، ص: 96

بيان

لا تقل إني هديت نفسي يعني لا تفسد دينك بالعجب بل زد يقينك بالشكر ثم نهاه ع عن التظاهر بدينه بحيث يطعنه المخالفون في حضوره و غيبته و يؤذونه بما يثقل عليه و لا يطيق حمله و الشعب بالتحريك بعد ما بين المنكبين

[14]
اشارة

1706- 14 الكافي، 2/ 23/ 15/ 1 محمد عن أحمد عن علي بن النعمان عن ابن مسكان عن سليمان بن خالد عن أبي جعفر ع قال أ لا أخبرك بالإسلام أصله و فرعه و ذروة سنامه قلت بلى جعلت فداك- قال أما أصله فالصلاة و فرعه الزكاة و ذروة سنامه الجهاد ثم قال إن شئت أخبرتك بأبواب الخير قلت نعم جعلت فداك قال الصوم جنة و الصدقة تذهب بالخطيئة و قيام الرجل في جوف الليل بذكر اللّٰه ثم قرأ تَتَجٰافىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضٰاجِعِ

بيان

إنما صارت الصلاة أصل الإسلام لأن الإسلام بدونها لا يثبت على ساق و إنما صارت الزكاة فرع الإسلام لأنها بدونه لا تصح و لا تقبل و إنما صار الجهاد ذروة سنامه لأنه فوق كل بر كما ورد في الحديث و معنى الحديث الأخير أن أبواب الخير ثلاثة أحدها جنة من النار و الثاني مذهب لدرن الخطايا و الثالث موجب لما أخفى لأهل الجنة من قرة أعين و يأتي هذا الحديث مسندا إلى رسول اللّٰه ص بأدنى تفاوت في ألفاظه في باب فضل الصلاة من كتاب الصلاة إن شاء اللّٰه

الوافي، ج 4، ص: 97

[15]
اشارة

1707- 15 الكافي، 2/ 18/ 4/ 1 محمد عن ابن عيسى عن الحسين عن ابن العرزمي عن أبيه عن الصادق ع قال أثافي الإسلام ثلاثة الصلاة و الزكاة و الولاية لا [تصح] تصلح واحدة منهن إلا بصاحبتيها

بيان

الأثافي جمع الأثفية بالضم و الكسر و هو الحجر يوضع عليه القدر و إنما اقتصر في هذا الحديث على هذه الثلاث لأنها أهمهن

الوافي، ج 4، ص: 99

باب 7 مجمل القول في الإيمان و مفصله

[1]
اشارة

1708- 1 الكافي، 2/ 33/ 3/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن سلام الجعفي قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن الإيمان فقال الإيمان أن يطاع اللّٰه فلا يعصى

بيان

هذا مجمل القول في الإيمان و تفصيله الأخبار الآتية بعض التفصيل و أما الضابط الكلي الذي يحيط بحدوده و مراتبه و يعرفه حق التعريف فهو ما سنح لي بيانه في بعض مؤلفاتي من قبل هذا بنحو من عشرين سنة باستفادة من محكمات القرآن و بعض الأخبار و لا بأس بإيراد محصله هاهنا ملخصا فنقول و بالله التوفيق الأيمان الكامل الخالص المنتهي تمامه هو التسليم لله تعالى و التصديق بجميع ما جاء به النبي ص لسانا و قلبا على بصيرة مع امتثال جميع الأوامر و النواهي كما هي و ذلك إنما يمكن تحققه بعد بلوغ الدعوة النبوية إليه في جميع الأمور.

أما من لم يصل إليه الدعوة في جميع الأمور أو في بعضها لعدم سماعه أو عدم فهمه فهو ضال أو مستضعف ليس بكافر و لا مؤمن و هو أهون الناس عذابا بل أكثر هؤلاء لا يرون عذابا و إليهم الإشارة بقوله سبحانه إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجٰالِ وَ النِّسٰاءِ وَ الْوِلْدٰانِ لٰا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَ لٰا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا و من وصلت إليه الدعوة فلم

الوافي، ج 4، ص: 100

يسلم و لم يصدق و لو ببعضها إما لاستكبار و علو أو لتقليد للأسلاف و تعصب لهم أو غير ذلك فهو كافر بحسبه أي بقدر عدم تسليمه و ترك تصديقه كفر جحود و عذابه عظيم على حسب جحوده و إليهم الإشارة بقوله سبحانه إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوٰاءٌ عَلَيْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لٰا يُؤْمِنُونَ خَتَمَ اللّٰهُ عَلىٰ قُلُوبِهِمْ

وَ عَلىٰ سَمْعِهِمْ وَ عَلىٰ أَبْصٰارِهِمْ غِشٰاوَةٌ وَ لَهُمْ عَذٰابٌ عَظِيمٌ.

و من وصلت إليه الدعوة فصدقها بلسانه و ظاهره لعصمة ماله أو دمه أو غير ذلك من الأغراض و أنكرها بقلبه و باطنه لعدم اعتقاده بها فهو كافر كفر نفاق و هو أشدهم عذابا و عذابه أليم بقدر نفاقه و إليهم الإشارة بقوله سبحانه وَ مِنَ النّٰاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنّٰا بِاللّٰهِ وَ بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَ مٰا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ يُخٰادِعُونَ اللّٰهَ وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ مٰا يَخْدَعُونَ إِلّٰا أَنْفُسَهُمْ وَ مٰا يَشْعُرُونَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزٰادَهُمُ اللّٰهُ مَرَضاً وَ لَهُمْ عَذٰابٌ أَلِيمٌ بِمٰا كٰانُوا يَكْذِبُونَ إلى قوله إِنَّ اللّٰهَ عَلىٰ كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ.

و من وصلت إليه الدعوة فاعتقدها بقلبه و باطنه لظهور حقيتها لديه و جحدها أو بعضها بلسانه و لم يعترف بها حسدا و بغيا و عتوا و علوا أو تقليدا و تعصبا أو غير ذلك فهو كافر كفر تهود و عذابه قريب من عذاب المنافق و إليهم الإشارة بقوله عز و جل الَّذِينَ آتَيْنٰاهُمُ الْكِتٰابَ يَعْرِفُونَهُ كَمٰا يَعْرِفُونَ أَبْنٰاءَهُمْ وَ إِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَ هُمْ يَعْلَمُونَ و قوله فَلَمّٰا جٰاءَهُمْ مٰا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللّٰهِ عَلَى الْكٰافِرِينَ و قوله إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مٰا أَنْزَلْنٰا مِنَ الْبَيِّنٰاتِ وَ الْهُدىٰ مِنْ بَعْدِ مٰا بَيَّنّٰاهُ لِلنّٰاسِ فِي الْكِتٰابِ أُولٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللّٰهُ وَ يَلْعَنُهُمُ اللّٰاعِنُونَ و قوله وَ يَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَ نَكْفُرُ بِبَعْضٍ

الوافي، ج 4، ص: 101

وَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذٰلِكَ سَبِيلًا أُولٰئِكَ هُمُ الْكٰافِرُونَ حَقًّا و قوله أَ فَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتٰابِ وَ تَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ إلى قوله أَشَدِّ الْعَذٰابِ.

و من وصلت إليه الدعوة فصدقها بلسانه و قلبه و لكن لا يكون على بصيرة

من دينه إما لسوء فهمه مع استبداده بالرأي و عدم تابعيته للإمام أو نائبه المقتفى أثره حقا و إما لتقليد و تعصب للآباء و الأسلاف المستبدين بآرائهم مع سوء إفهامهم أو غير ذلك فهو كافر كفر ضلالة و عذابه على قدر ضلالته و قدر ما يضل فيه من أمر الدين و إليهم الإشارة بقوله عز و جل يٰا أَهْلَ الْكِتٰابِ لٰا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَ لٰا تَقُولُوا عَلَى اللّٰهِ إِلَّا الْحَقَّ حيث قالوا عزير ابن اللّٰه أو المسيح ابن الهّٰا و بقوله تعالى يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لٰا تُحَرِّمُوا طَيِّبٰاتِ مٰا أَحَلَّ اللّٰهُ لَكُمْ وَ لٰا تَعْتَدُوا إِنَّ اللّٰهَ لٰا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ

و بقول نبينا ص اتخذ الناس رؤساء جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا و أضلوا.

و من وصلت إليه الدعوة فصدقها بلسانه و قلبه على بصيرة و اتباع للإمام أو نائبه الحق إلا أنه لم يمتثل جميع الأوامر و النواهي بل أتى ببعض دون بعض بعد أن اعترف بقبح ما يفعله و لكن لغلبة نفسه و هواه عليه فهو فاسق عاص و الفسق لا ينافي أصل الأيمان و لكن ينافي كماله و قد يطلق عليه الكفر و عدم الإيمان أيضا إذا ترك كبار الفرائض أو أتى بكبار المعاصي كما في قوله عز و جل وَ لِلّٰهِ عَلَى النّٰاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطٰاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَ مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللّٰهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعٰالَمِينَ

و قول النبي ص لا يزني الزاني حين يزني و هو

الوافي، ج 4، ص: 102

مؤمن

و ذلك لأن إيمان مثل هذا لا يدفع عنه أصل العذاب و دخول النار و إن دفع عنه الخلود فيها فحيث لا يفيده في جميع الأحوال فكأنه مفقود و التحقيق

فيه أن المتروك إن كان أحد الأصول الخمسة التي بني الإسلام عليها أو المأتي به إحدى الكبائر من المنهيات فصاحبه خارج عن أصل الإيمان أيضا ما لم يتب أو لم يحدث نفسه بتوبة لعدم اجتماع ذلك مع التصديق القلبي فهو كافر كفر استخفاف و عليه يحمل ما روي من دخول العمل في أصل الإيمان.

روى ابن أبي شعبة عن الصادق ع في حديث طويل أنه قال لا يخرج المؤمن من صفة الإيمان إلا بترك ما استحق أن يكون به مؤمنا و إنما استوجب و استحق اسم الإيمان و معناه بأداء كبار الفرائض موصولة و ترك كبار المعاصي و اجتنابها و إن ترك صغار الطاعة و ارتكب صغار المعاصي فليس بخارج من الإيمان و لا تارك له ما لم يترك شيئا من كبار الطاعة و ارتكاب شي ء من كبار المعاصي فما لم يفعل ذلك فهو مؤمن يقول اللّٰه إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبٰائِرَ مٰا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئٰاتِكُمْ وَ نُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيماً يعني مغفرة ما دون الكبائر فإن هو ارتكب كبيرة من كبائر المعاصي كان مأخوذا بجميع المعاصي صغارها و كبارها معاقبا عليها معذبا بها

إلى هنا كلام الصادق ع.

إذا عرفت هذا فاعلم أن كل من جهل أمرا من أمور دينه بالجهل البسيط فقد نقص إيمانه بقدر ذلك الجهل و كل من أنكر حقا واجب التصديق لاستكبار أو هوي أو تقليد أو تعصب فله عرق من كفر الجحود و كل من أظهر بلسانه ما لم يعتقد بباطنه و قلبه لغير غرض ديني كالتقية في محلها و نحو ذلك أو عمل عملا أخرويا لغرض دنيوي فله عرق من النفاق و كل من كتم حقا بعد عرفانه أو أنكر ما لم

يوافق هواه و قبل ما يوافقه فله عرق من التهود و كل من استبد برأيه و لم يتبع إمام زمانه أو نائبه الحق أو من هو أعلم منه في أمر من الأمور الدينية فله

الوافي، ج 4، ص: 103

عرق من الضلالة و كل من أتى حراما أو شبهه أو توانى في طاعة مصرا على ذلك فله عرق من الفسوق فإن كان ذلك ترك كبير فريضة أو إتيان كبير معصية فله عرق من كفر الاستخفاف.

و من أسلم وجهه لله في جميع الأمور من غير غرض و هوى و اتبع إمام زمانه أو نائبه الحق آتيا بجميع أوامر اللّٰه و نواهيه من غير توان و لا مداهنة فإذا أذنب ذنبا استغفر من قريب و تاب أو زلت قدمه استقام و أناب فهو المؤمن الكامل الممتحن و دينه هو الدين الخالص و هو الشيعي حقا و الخاصي صدقا أولئك أصحاب أمير المؤمنين بل هو من أهل البيت ع إذا كان عالما بأمرهم محتملا لسرهم كما قالوا سلمان منا أهل البيت

[2]
اشارة

1709- 2 الكافي، 2/ 33/ 2/ 1 محمد عن أحمد عن المحمدين عن الكناني عن أبي جعفر ع قال قيل لأمير المؤمنين ع من شهد أن لا إله إلا اللّٰه و أن محمدا رسول اللّٰه كان مؤمنا قال فأين فرائض اللّٰه قال و سمعته يقول كان علي ع يقول لو كان الإيمان كلاما لم ينزل فيه صوم و لا صلاة و لا حلال و لا حرام قال و قلت لأبي جعفر ع إن عندنا قوما يقولون إذا شهد أن لا إله إلا الهّٰا- و أن محمدا رسول اللّٰه فهو مؤمن قال فلم يضربون الحدود و لم تقطع

أيديهم و ما خلق اللّٰه تعالى خلقا أكرم على اللّٰه من مؤمن لأن الملائكة خدام المؤمنين و إن جوار اللّٰه للمؤمنين و إن الجنة للمؤمنين و إن الحور العين للمؤمنين ثم قال فما بال من جحد الفرائض كان كافرا

بيان

يعني لو لم يعتبر الفرائض في الإيمان لما كان جاحدها كافرا فإن قيل إن أردتم باعتبار الفرائض في الإيمان اعتبار الاعتقاد بها فذلك داخل في الشهادة

الوافي، ج 4، ص: 104

بالرسالة و إن أردتم اعتبار العمل بها فلا يتم المدعى إذ تركها لا يستلزم جحودها قلنا كما أن من عرف أن شرب السم يقتله لا يجترئ على شربه كذلك من عرف أن ترك الفرائض يوجب النار لا يجترئ على تركها فتركها ينبئ عن عدم اعتقاده بها و خصوصا إذا لم يكن له شهوة في تركها و إنما كان مجرد استخفاف كما في ترك الصلاة و تمام الكلام فيه يأتي في الخبر الآتي

[3]
اشارة

1710- 3 الكافي، 2/ 28/ 1/ 1 علي بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن إسحاق عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبي جعفر ع قال إن أناسا تكلموا في هذا القرآن بغير علم و ذلك أن اللّٰه تعالى يقول هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتٰابَ مِنْهُ آيٰاتٌ مُحْكَمٰاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتٰابِ وَ أُخَرُ مُتَشٰابِهٰاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مٰا تَشٰابَهَ مِنْهُ ابْتِغٰاءَ الْفِتْنَةِ وَ ابْتِغٰاءَ تَأْوِيلِهِ وَ مٰا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللّٰهُ الآية- فالمنسوخات من المتشابهات و المحكمات من الناسخات إن اللّٰه تعالى بعث نوحا إلى قومه أَنِ اعْبُدُوا اللّٰهَ وَ اتَّقُوهُ وَ أَطِيعُونِ- ثم دعاهم إلى اللّٰه وحده و أن يعبدوه و لا يشركوا به شيئا ثم بعث الأنبياء ع على ذلك إلى أن بلغوا محمدا ص فدعاهم إلى أن يعبدوا اللّٰه و لا يشركوا به شيئا و قال شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مٰا وَصّٰى بِهِ نُوحاً وَ الَّذِي أَوْحَيْنٰا

إِلَيْكَ وَ مٰا وَصَّيْنٰا بِهِ إِبْرٰاهِيمَ وَ مُوسىٰ وَ عِيسىٰ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَ لٰا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مٰا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللّٰهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشٰاءُ وَ يَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ فبعث الأنبياء إلى قومهم بشهادة أن لا إله

الوافي، ج 4، ص: 105

إلا اللّٰه و الإقرار بما جاء من عند اللّٰه فمن آمن مخلصا و مات على ذلك- أدخله اللّٰه الجنة بذلك و ذلك أن اللّٰه ليس بظلام للعبيد و ذلك أن اللّٰه لم يكن يعذب عبدا حتى يغلظ عليه في القتل و المعاصي التي أوجب اللّٰه عليه بها النار لمن عمل بها فلما استجاب لكل نبي من استجاب له من قومه من المؤمنين جعل لكل نبي منهم شرعة و منهاجا و الشرعة و المنهاج سبيل و سنة و قال اللّٰه لمحمد ص إِنّٰا أَوْحَيْنٰا إِلَيْكَ- كَمٰا أَوْحَيْنٰا إِلىٰ نُوحٍ وَ النَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ و أمر كل نبي بالأخذ بالسبيل و السنة- و كان من السبيل و السنة التي أمر اللّٰه تعالى بها موسى ع أن جعل عليهم السبت فكان من أعظم السبت و لم يستحل أن يفعل ذلك من خشية اللّٰه أدخله اللّٰه الجنة و من استخف بحقه و استحل ما حرم اللّٰه عليه من العمل الذي نهاه اللّٰه عنه فيه أدخله اللّٰه تعالى النار و ذلك حيث استحلوا الحيتان و احتبسوها و أكلوها يوم السبت غضب اللّٰه عليهم من غير أن يكونوا أشركوا بالرحمن و لا شكوا في شي ء مما جاء به موسى ع قال اللّٰه تعالى وَ لَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ- فَقُلْنٰا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خٰاسِئِينَ ثم بعث اللّٰه عيسى ع بشهادة أن لا إله إلا اللّٰه

و الإقرار بما جاء من عند اللّٰه و جعل لهم شرعة و منهاجا فهدمت السبت الذي أمروا به أن يعظموه قبل ذلك و عامة ما كانوا عليه من السبيل و السنة التي جاء بها موسى ع فمن لم يتبع سبيل عيسى أدخله اللّٰه النار و إن كان الذي جاء به النبيون جميعا أن لا يشرك بالله شيئا ثم بعث اللّٰه محمدا ص و هو بمكة عشر سنين فلم يمت بمكة في تلك العشر سنين أحد يشهد أن لا إله إلا اللّٰه و أن

الوافي، ج 4، ص: 106

محمدا رسول اللّٰه إلا أدخله اللّٰه الجنة بإقراره و هو إيمان التصديق و لم يعذب اللّٰه أحدا ممن مات و هو متبع لمحمد ص على ذلك إلا من أشرك بالرحمن و تصديق ذلك أن اللّٰه تعالى أنزل عليه في سورة بني إسرائيل بمكة وَ قَضىٰ رَبُّكَ أَلّٰا تَعْبُدُوا إِلّٰا إِيّٰاهُ وَ بِالْوٰالِدَيْنِ إِحْسٰاناً- إلى قوله تعالى إِنَّهُ كٰانَ بِعِبٰادِهِ خَبِيراً بَصِيراً أدب و عظة و تعليم و نهي خفيف و لم يعد عليه و لم يتواعد على اجتراح شي ء مما نهى عنه و أنزل نهيا عن أشياء حذر عنها و لم يغلظ فيها و لم يتواعد عليها- و قال وَ لٰا تَقْتُلُوا أَوْلٰادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلٰاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَ إِيّٰاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كٰانَ خِطْأً كَبِيراً وَ لٰا تَقْرَبُوا الزِّنىٰ إِنَّهُ كٰانَ فٰاحِشَةً وَ سٰاءَ سَبِيلًا وَ لٰا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّٰهُ إِلّٰا بِالْحَقِّ وَ مَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنٰا لِوَلِيِّهِ سُلْطٰاناً فَلٰا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كٰانَ مَنْصُوراً وَ لٰا تَقْرَبُوا مٰالَ الْيَتِيمِ إِلّٰا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتّٰى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَ أَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كٰانَ مَسْؤُلًا وَ أَوْفُوا

الْكَيْلَ إِذٰا كِلْتُمْ وَ زِنُوا بِالْقِسْطٰاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذٰلِكَ خَيْرٌ وَ أَحْسَنُ تَأْوِيلًا وَ لٰا تَقْفُ مٰا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ- إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤٰادَ كُلُّ أُولٰئِكَ كٰانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا وَ لٰا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَ لَنْ تَبْلُغَ الْجِبٰالَ طُولًا كُلُّ ذٰلِكَ كٰانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً ذٰلِكَ مِمّٰا أَوْحىٰ إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَ لٰا تَجْعَلْ مَعَ اللّٰهِ إِلٰهاً آخَرَ فَتُلْقىٰ فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَدْحُوراً و أنزل في و الليل إذا يغشى فَأَنْذَرْتُكُمْ نٰاراً تَلَظّٰى لٰا يَصْلٰاهٰا إِلَّا الْأَشْقَى الَّذِي كَذَّبَ وَ تَوَلّٰى فهذا مشرك و أنزل في إذا السماء انشقت وَ أَمّٰا مَنْ أُوتِيَ كِتٰابَهُ وَرٰاءَ ظَهْرِهِ فَسَوْفَ يَدْعُوا ثُبُوراً وَ يَصْلىٰ سَعِيراً إِنَّهُ كٰانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ بلى فهذا

الوافي، ج 4، ص: 107

مشرك- و أنزل في تبارك كُلَّمٰا أُلْقِيَ فِيهٰا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهٰا أَ لَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ قٰالُوا بَلىٰ قَدْ جٰاءَنٰا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنٰا وَ قُلْنٰا مٰا نَزَّلَ اللّٰهُ مِنْ شَيْ ءٍ فهؤلاء مشركون و أنزل في الواقعة وَ أَمّٰا إِنْ كٰانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضّٰالِّينَ فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ وَ تَصْلِيَةُ جَحِيمٍ فهؤلاء مشركون و أنزل في الحاقة وَ أَمّٰا مَنْ أُوتِيَ كِتٰابَهُ بِشِمٰالِهِ فَيَقُولُ يٰا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتٰابِيَهْ وَ لَمْ أَدْرِ مٰا حِسٰابِيَهْ يٰا لَيْتَهٰا كٰانَتِ الْقٰاضِيَةَ مٰا أَغْنىٰ عَنِّي مٰالِيَهْ إلى قوله إِنَّهُ كٰانَ لٰا يُؤْمِنُ بِاللّٰهِ الْعَظِيمِ فهذا مشرك و أنزل في طسم وَ بُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغٰاوِينَ وَ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مٰا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللّٰهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ فَكُبْكِبُوا فِيهٰا هُمْ وَ الْغٰاوُونَ وَ جُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ- جنود إبليس ذريته من الشياطين- و قوله وَ مٰا أَضَلَّنٰا

إِلَّا الْمُجْرِمُونَ يعني المشركين الذين اقتدوا بهم هؤلاء- فاتبعوهم على شركهم و هم قوم محمد ص ليس فيهم من اليهود و النصارى أحد و تصديق ذلك قول اللّٰه تعالى كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ- كَذَّبَ أَصْحٰابُ الْأَيْكَةِ- كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ ليس هم اليهود الذين قالوا عزير ابن اللّٰه و لا النصارى الذين قالوا المسيح ابن اللّٰه سيدخل اللّٰه اليهود و النصارى النار و يدخل كل قوم بأعمالهم و قولهم وَ مٰا أَضَلَّنٰا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ

الوافي، ج 4، ص: 108

إذ دعونا إلى سبيلهم ذلك قول اللّٰه تعالى فيهم حين جمعهم إلى النار- قٰالَتْ أُخْرٰاهُمْ لِأُولٰاهُمْ رَبَّنٰا هٰؤُلٰاءِ أَضَلُّونٰا فَآتِهِمْ عَذٰاباً ضِعْفاً مِنَ النّٰارِ- و قوله كُلَّمٰا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهٰا حَتّٰى إِذَا ادّٰارَكُوا فِيهٰا جَمِيعاً بري ء بعضهم من بعض و لعن بعضهم بعضا يريد بعضهم أن يحج بعضا رجاء الفلج فيفلتوا من عظيم ما نزل بهم و ليس بأوان بلوى و لا اختبار و لا قبول معذرة و الآلات حين نجاة و الآيات و أشباههن مما نزل بمكة و لا يدخل اللّٰه النار إلا مشركا- فلما أذن اللّٰه لمحمد ص في الخروج من مكة إلى المدينة بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا اللّٰه و أن محمدا ص عبده و رسوله و إقام الصلاة و إيتاء الزكاة و حج البيت و صيام شهر رمضان و أنزل عليه الحدود و قسمة الفرائض و أخبره بالمعاصي التي أوجب اللّٰه تعالى عليها و بها النار لمن عمل بها و أنزل في بيان القاتل وَ مَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزٰاؤُهُ جَهَنَّمُ خٰالِداً فِيهٰا وَ غَضِبَ اللّٰهُ عَلَيْهِ وَ لَعَنَهُ وَ أَعَدَّ لَهُ عَذٰاباً عَظِيماً و لا يلعن اللّٰه مؤمنا- قال

اللّٰه تعالى إِنَّ اللّٰهَ لَعَنَ الْكٰافِرِينَ وَ أَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً خٰالِدِينَ فِيهٰا أَبَداً لٰا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَ لٰا نَصِيراً و كيف يكون في المشية و قد ألحق به حين جزاه جهنم الغضب و اللعنة قد بين ذلك من الملعونون في كتابه و أنزل في مال اليتيم من أكله ظلما إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوٰالَ الْيَتٰامىٰ ظُلْماً إِنَّمٰا يَأْكُلُونَ

الوافي، ج 4، ص: 109

فِي بُطُونِهِمْ نٰاراً وَ سَيَصْلَوْنَ سَعِيراً و ذلك أن آكل مال اليتيم يجي ء يوم القيامة و النار تلتهب في بطنه حتى يخرج لهب النار من فيه يعرفه أهل الجمع أنه آكل مال اليتيم و أنزل في الكيل وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ و لم يجعل الويل لأحد حتى يسميه كافرا- قال اللّٰه تعالى فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ و أنزل في العهد إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّٰهِ وَ أَيْمٰانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلًا أُولٰئِكَ لٰا خَلٰاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَ لٰا يُكَلِّمُهُمُ اللّٰهُ وَ لٰا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيٰامَةِ وَ لٰا يُزَكِّيهِمْ وَ لَهُمْ عَذٰابٌ أَلِيمٌ و الخلاق النصيب فمن لم يكن له نصيب في الآخرة فبأي شي ء يدخل الجنة و أنزل بالمدينة الزّٰانِي لٰا يَنْكِحُ إِلّٰا زٰانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَ الزّٰانِيَةُ لٰا يَنْكِحُهٰا إِلّٰا زٰانٍ أَوْ مُشْرِكٌ- وَ حُرِّمَ ذٰلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ فلم يسم اللّٰه الزاني مؤمنا و لا الزانية مؤمنة- و قال رسول اللّٰه ص ليس يمتري فيه أهل العلم إنه قال لا يزني الزاني حين يزني و هو مؤمن و لا يسرق السارق حين يسرق و هو مؤمن فإنه إذا فعل ذلك خلع اللّٰه عنه الإيمان كخلع القميص و أنزل بالمدينة وَ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنٰاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدٰاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمٰانِينَ جَلْدَةً وَ لٰا

تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهٰادَةً أَبَداً وَ أُولٰئِكَ هُمُ الْفٰاسِقُونَ إِلَّا الَّذِينَ تٰابُوا مِنْ بَعْدِ ذٰلِكَ وَ أَصْلَحُوا فَإِنَّ اللّٰهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ فبرأه اللّٰه ما كان مقيما على الفرية من أن يسمى بالإيمان

الوافي، ج 4، ص: 110

قال اللّٰه تعالى أَ فَمَنْ كٰانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كٰانَ فٰاسِقاً لٰا يَسْتَوُونَ و جعله اللّٰه منافقا- قال اللّٰه تعالى إِنَّ الْمُنٰافِقِينَ هُمُ الْفٰاسِقُونَ و جعله اللّٰه تعالى من أولياء إبليس قال إِلّٰا إِبْلِيسَ كٰانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ و جعله ملعونا فقال إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنٰاتِ الْغٰافِلٰاتِ الْمُؤْمِنٰاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيٰا وَ الْآخِرَةِ وَ لَهُمْ عَذٰابٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَ أَيْدِيهِمْ وَ أَرْجُلُهُمْ بِمٰا كٰانُوا يَعْمَلُونَ- و ليست تشهد الجوارح على مؤمن إنما تشهد على من حقت عليه كلمة العذاب فأما المؤمن فيعطى كتابه بيمينه- قال اللّٰه عز و جل فَمَنْ أُوتِيَ كِتٰابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولٰئِكَ يَقْرَؤُنَ كِتٰابَهُمْ وَ لٰا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا و سورة النور أنزلت بعد سورة النساء و تصديق ذلك أن اللّٰه تعالى أنزل عليه في سورة النساء وَ اللّٰاتِي يَأْتِينَ الْفٰاحِشَةَ مِنْ نِسٰائِكُمْ- فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتّٰى يَتَوَفّٰاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللّٰهُ لَهُنَّ سَبِيلًا و السبيل الذي قال اللّٰه تعالى سُورَةٌ أَنْزَلْنٰاهٰا وَ فَرَضْنٰاهٰا وَ أَنْزَلْنٰا فِيهٰا آيٰاتٍ بَيِّنٰاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ الزّٰانِيَةُ وَ الزّٰانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وٰاحِدٍ مِنْهُمٰا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَ لٰا تَأْخُذْكُمْ بِهِمٰا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللّٰهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّٰهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ لْيَشْهَدْ عَذٰابَهُمٰا طٰائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ

الوافي، ج 4، ص: 111

بيان

المحكم ما لا يحتمل غير المعنى المقصود منه و المتشابه بخلافه و لما كان بعض المحكمات مقصور الحكم على الأزمنة السابقة منسوخا بآيات أخرى

و نسخها خافيا على أكثر الناس فيزعمون بقاء حكمها صارت متشابه من هذه الجهة و لهذا قال ع فالمنسوخات من المتشابهات و في بعض النسخ من المشتبهات و إنما غير الأسلوب في أختها و قال و المحكمات من الناسخات دون أن يقول و الناسخات من المحكمات لأن المحكم أخص من الناسخ من وجه بخلاف المتشابه فإنه أعم من المنسوخ مطلقا أدخله اللّٰه النار و إن كان الذي جاء به النبيون جميعا كان هاهنا تامة يعني و إن كان منه الإقرار بما جاء به النبيون و هو التوحيد و نفي الشرك.

فقوله أن لا يشرك بالله شيئا بدل من الذي جاء و لم يعذب اللّٰه أحدا إلى قوله إلا من أشرك بالرحمن و ذلك لأنهم لم يكلفوا بعد إلا بالشهادتين فحسب و إنما نهوا عن أشياء نهي أدب و عظة و تخفيف ثم نسخ ذلك بالتغليظ في الكبائر و التواعد عليها و لم يكن التغليظ و التواعد يومئذ إلا في الشرك خاصة فلما جاء التغليظ و الإيعاد بالنار في الكبائر ثبت الكفر و العذاب بالمخالفة فيها و المرح الاختيال و التبختر و الحور الرجوع و الغواية الضلال و الكبكبة الرمي في الهوة من الكب جعل التكرير في اللفظ دليلا على التكرير في المعنى كأنه إذا ألقي في النار يكب مرة بعد مرة حتى يستقر في قعر جهنم أعاذنا اللّٰه منها و هم قوم محمد ص لعل المراد أن القائلين بهذا القول أعني قولهم وَ مٰا أَضَلَّنٰا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ هم مشركو قوم نبينا ص الذين اتبعوا آباءهم المكذبين

الوافي، ج 4، ص: 112

للأنبياء بدليل أن اللّٰه سبحانه ذكر عقيب ذلك في مقام التفصيل المكذبين للأنبياء طائفة بعد طائفة

و ليس المراد بهم أحدا من اليهود و النصارى الذين صدقوا نبيهم و إنما أشركوا من جهة أخرى و إن كان الفريقان يدخلان النار أيضا.

فقوله سيدخل اللّٰه استدراك لدفع توهم عدم دخولهما النار و عدم دخول غيرهما ممن أساء العمل إذا اداركوا لحق آخرهم بأولهم و أصله تداركوا أن يحج بعضا بالحجة و الفلج الظفر و الفوز و الإفلات التخلص و ليس بأوان بلوى يعني أنهم يطمعون في غير مطمع و التاء في و الآلات حين نجاة كما يوجد في بعض النسخ زائدة أصلها لا و كيف يكون في المشيئة يعني كيف يكون أمر القاتل في مشيئة اللّٰه إن شاء عذبه و إن شاء غفر له و الحال أنه قد ألحق به بعد أن جزاه جهنم الغضب و اللعنة المختصين بالكفار

[4]

1711- 4 الكافي، 2/ 278/ 5/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن حماد عن نعمان الرازي قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول من زنى خرج من الإيمان و من شرب الخمر خرج من الإيمان و من أفطر يوما من شهر رمضان متعمدا خرج من الإيمان

[5]
اشارة

1712- 5 الكافي، 2/ 284/ 21/ 1 الثلاثة عن محمد بن حكيم قال قلت لأبي الحسن ع الكبائر تخرج من الإيمان قال نعم و ما دون الكبائر قال رسول اللّٰه ص لا يزني الزاني و هو مؤمن و لا يسرق السارق و هو مؤمن

بيان

يعني و ما دون الكبائر أيضا يخرج من الإيمان و يستفاد منه أن الزنا و السرقة

الوافي، ج 4، ص: 113

دون الكبائر و سيأتي لهذا الحديث تفسير و لهذا المعنى تحقيق في باب تأييد المؤمن بروح الإيمان و أنه يفارقه عند الذنب من أبواب الذنوب و تداركها إن شاء اللّٰه

[6]

1713- 6 الكافي، 2/ 285/ 22/ 22 الثلاثة عن علي الزيات عن عبيد بن زرارة قال دخل ابن قيس الماصر و عمرو بن ذر و أظن معهما أبو حنيفة على أبي جعفر ع فتكلم ابن قيس الماصر فقال إنا لا نخرج أهل دعوتنا و أهل ملتنا من الإيمان في المعاصي و الذنوب قال فقال له أبو جعفر ع يا ابن قيس أما إن رسول اللّٰه ص قد قال لا يزني الزاني و هو مؤمن و لا يسرق السارق و هو مؤمن فاذهب أنت و أصحابك حيث شئت

[7]

1714- 7 الكافي، 2/ 285/ 23/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن عبد اللّٰه بن سنان قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن الرجل يرتكب الكبيرة من الكبائر فيموت هل يخرجه ذلك من الإسلام و إن عذب كان عذابه كعذاب المشركين أم له مدة و انقطاع فقال من ارتكب كبيرة من الكبائر فزعم أنها حلال أخرجه ذلك من الإسلام و عذب أشد العذاب- و إن كان معترفا أنه ذنب و مات عليها أخرجه من الإيمان و لم يخرجه من الإسلام و كان عذابه أهون من عذاب الأول

[8]

1715- 8 الكافي، 2/ 280/ 10/ 1 علي عن الاثنين عن أبي عبد اللّٰه ع أنه قيل له أ رأيت المرتكب للكبيرة يموت عليها أ يخرجه من الإيمان و إن عذب بها فيكون عذابه كعذاب المشركين أو له انقطاع قال يخرج من الإسلام إذا زعم أنها حلال و لذلك يعذب أشد العذاب و إن كان معترفا بأنها كبيرة و هي عليه حرام و أنه يعذب عليها و أنها غير حلال

الوافي، ج 4، ص: 114

فإنه معذب عليها و هو أهون عذابا من الأول و يخرجه من الإيمان و لا يخرجه من الإسلام

الوافي، ج 4، ص: 115

باب 8 أن الإيمان مبثوث في الجوارح

[1]
اشارة

1716- 1 الكافي، 2/ 33/ 1/ 1 علي عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد اللّٰه ع قال قلت له أيها العالم أخبرني أي الأعمال أفضل عند اللّٰه قال ما لا يقبل اللّٰه شيئا إلا به قلت و ما هو قال الإيمان بالله الذي لا إله إلا هو أعلى الأعمال درجة و أشرفها منزلة و أسناها حظا قال قلت أ لا تخبرني عن الإيمان أ قول هو و عمل أم قول بلا عمل فقال الإيمان عمل كله و القول بعض ذلك العمل بفرض من اللّٰه بين في كتابه واضح نوره ثابتة حجته يشهد له به الكتاب و يدعوه إليه- قال قلت صفه لي جعلت فداك حتى أفهمه قال الإيمان حالات و درجات و طبقات و منازل فمنه التام المنتهي تمامه و منه الناقص البين نقصانه و منه الراجح الزائد رجحانه قلت إن الإيمان ليتم و ينقص و يزيد- قال نعم قلت كيف ذلك قال لأن اللّٰه تعالى فرض الإيمان على

جوارح ابن آدم و قسمه عليها و فرقه فيها فليس من جوارحه جارحة إلا و قد وكلت من الإيمان بغير ما وكلت به أختها فمنها قلبه الذي به يعقل و يفقه و يفهم- و هو أمير بدنه الذي لا ترد الجوارح و لا تصدر إلا عن رأيه و أمره و منها عيناه اللتان يبصر بهما و أذناه اللتان يسمع بهما و يداه اللتان يبطش بهما و رجلاه اللتان يمشي بهما و فرجه الذي الباءة من قبله و لسانه الذي ينطق به و رأسه الذي فيه وجهه

الوافي، ج 4، ص: 116

فليس من هذه جارحة إلا و قد وكلت من الإيمان بغير ما وكلت به أختها- بفرض من اللّٰه تبارك و تعالى اسمه ينطق به الكتاب لها و يشهد به عليها ففرض على القلب غير ما فرض على السمع و فرض على السمع غير ما فرض على العينين و فرض على العينين غير ما فرض على اللسان و فرض على اللسان غير ما فرض على اليدين و فرض على اليدين غير ما فرض على الرجلين- و فرض على الرجلين غير ما فرض على الفرج و فرض على الفرج غير ما فرض على الوجه- فأما ما فرض على القلب من الإيمان فالإقرار و المعرفة و العقد و الرضا و التسليم بأن لا إله إلا اللّٰه وحده لا شريك له إلها واحدا لم يتخذ صاحبة و لا ولدا و أن محمدا عبده و رسوله ص- و الإقرار بما جاء من عند اللّٰه من نبي أو كتاب فذلك ما فرض اللّٰه على القلب من الإقرار و المعرفة و هو عمله و هو قول اللّٰه تعالى إِلّٰا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ

مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمٰانِ وَ لٰكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً و قال أَلٰا بِذِكْرِ اللّٰهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ و قال الَّذِينَ قٰالُوا آمَنّٰا بِأَفْوٰاهِهِمْ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ و قال إِنْ تُبْدُوا مٰا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحٰاسِبْكُمْ بِهِ اللّٰهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشٰاءُ وَ يُعَذِّبُ مَنْ يَشٰاءُ فذلك ما فرض اللّٰه تعالى على القلب من الإقرار و المعرفة و هو عمله و هو رأس الإيمان و فرض اللّٰه تعالى على اللسان القول و التعبير عن القلب بما عقد عليه و أقر به- قال اللّٰه تعالى وَ قُولُوا لِلنّٰاسِ حُسْناً و قال قُولُوا آمَنّٰا بِاللّٰهِ وَ مٰا أُنْزِلَ إِلَيْنٰا

الوافي، ج 4، ص: 117

و ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَ إِلٰهُنٰا وَ إِلٰهُكُمْ وٰاحِدٌ وَ نَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ فهذا ما فرض اللّٰه تعالى على اللسان و هو عمله و فرض على السمع أن يتنزه عن الاستماع إلى ما حرمه اللّٰه و أن يعرض عما لا يحل له مما نهى اللّٰه تعالى عنه و الإصغاء إلى ما أسخط اللّٰه تعالى فقال في ذلك وَ قَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتٰابِ أَنْ إِذٰا سَمِعْتُمْ آيٰاتِ اللّٰهِ يُكْفَرُ بِهٰا وَ يُسْتَهْزَأُ بِهٰا فَلٰا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتّٰى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ثم استثنى اللّٰه تعالى موضع النسيان فقال وَ إِمّٰا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطٰانُ فَلٰا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرىٰ مَعَ الْقَوْمِ الظّٰالِمِينَ و قال فَبَشِّرْ عِبٰادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولٰئِكَ الَّذِينَ هَدٰاهُمُ اللّٰهُ وَ أُولٰئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبٰابِ و قال تعالى قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلٰاتِهِمْ خٰاشِعُونَ وَ الَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ وَ الَّذِينَ هُمْ لِلزَّكٰاةِ فٰاعِلُونَ و قال إِذٰا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ و قال إِذٰا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرٰاماً فهذا ما فرض اللّٰه

على السمع من الإيمان أن لا يصغى إلى ما لا يحل له و هو عمله و هو من الإيمان و فرض على البصر أن لا ينظر إلى ما حرم اللّٰه عليه و أن يعرض عما نهى اللّٰه عنه مما لا يحل له و هو عمله و هو من الإيمان فقال تبارك و تعالى قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصٰارِهِمْ وَ يَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ فنهاهم عن أن

الوافي، ج 4، ص: 118

ينظروا إلى عوراتهم و أن ينظر المرء إلى فرج أخيه و يحفظ فرجه أن ينظر إليه و قال وَ قُلْ لِلْمُؤْمِنٰاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصٰارِهِنَّ وَ يَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ من أن تنظر إحداهن إلى فرج أختها و تحفظ فرجها من أن ينظر إليها و قال كل شي ء في القرآن من حفظ الفرج فهو من الزنا إلا هذه الآية فإنها من النظر- ثم نظم ما فرض على القلب و اللسان و السمع و البصر في آية أخرى فقال وَ مٰا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَ لٰا أَبْصٰارُكُمْ وَ لٰا جُلُودُكُمْ يعني بالجلود الفروج و الأفخاذ و قال وَ لٰا تَقْفُ مٰا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤٰادَ كُلُّ أُولٰئِكَ كٰانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا فهذا ما فرض اللّٰه على العينين- من غض البصر عما حرم اللّٰه و هو عملهما و هو من الإيمان و فرض على اليدين أن لا يبطش بهما إلى ما حرم اللّٰه تعالى و أن يبطش بهما إلى ما أمر اللّٰه عز و جل و فرض عليهما من الصدقة و صلة الرحم و الجهاد في سبيل اللّٰه و الطهور للصلوات فقال يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذٰا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلٰاةِ- فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَ أَيْدِيَكُمْ إِلَى

الْمَرٰافِقِ وَ امْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَ أَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ و قال فَإِذٰا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقٰابِ حَتّٰى إِذٰا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثٰاقَ فَإِمّٰا مَنًّا بَعْدُ وَ إِمّٰا فِدٰاءً حَتّٰى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزٰارَهٰا- فهذا ما فرض اللّٰه على اليدين لأن الضرب من علاجهما و فرض على الرجلين أن لا يمشي بهما إلى شي ء من معاصي اللّٰه و فرض عليهما المشي إلى ما يرضى اللّٰه تعالى فقال وَ لٰا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ

الوافي، ج 4، ص: 119

تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَ لَنْ تَبْلُغَ الْجِبٰالَ طُولًا و قال وَ اقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَ اغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوٰاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ و قال فيما شهدت الأيدي و الأرجل في أنفسهما و على أربابهما من تضييعهما لما أمر اللّٰه تعالى به و فرضه عليهما الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلىٰ أَفْوٰاهِهِمْ وَ تُكَلِّمُنٰا أَيْدِيهِمْ وَ تَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمٰا كٰانُوا يَكْسِبُونَ- فهذا أيضا مما فرض اللّٰه على اليدين و على الرجلين و هو عملهما و هو من الإيمان و فرض على الوجه السجود بالليل و النهار في مواقيت الصلاة فقال يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَ اسْجُدُوا وَ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَ افْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ و هذه فريضة جامعة على الوجه و اليدين و الرجلين و قال في موضع آخر وَ أَنَّ الْمَسٰاجِدَ لِلّٰهِ فَلٰا تَدْعُوا مَعَ اللّٰهِ أَحَداً و قال فيما فرض على الجوارح من الطهور و الصلاة بها و ذلك أن اللّٰه تعالى لما صرف نبيه ص- إلى الكعبة عن بيت المقدس فأنزل اللّٰه تعالى وَ مٰا كٰانَ اللّٰهُ لِيُضِيعَ إِيمٰانَكُمْ إِنَّ اللّٰهَ بِالنّٰاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ فسمى الصلاة إيمانا فمن لقي اللّٰه تعالى حافظا لجوارحه موفيا كل جارحة من جوارحه ما فرض

اللّٰه تعالى عليها لقي اللّٰه مستكملا لإيمانه و هو من أهل الجنة و من خان في شي ء منها أو تعدى ما أمر اللّٰه عز و جل فيها لقي اللّٰه عز و جل ناقص الإيمان قلت قد فهمت نقصان الإيمان و تمامه فمن أين جاءت زيادته

الوافي، ج 4، ص: 120

فقال قول اللّٰه تعالى وَ إِذٰا مٰا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زٰادَتْهُ هٰذِهِ إِيمٰاناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزٰادَتْهُمْ إِيمٰاناً وَ هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ وَ أَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزٰادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ و قال نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ- إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَ زِدْنٰاهُمْ هُدىً و لو كان كله واحدا لا زيادة فيه و لا نقصان لم يكن لأحد منهم فضل على الآخر و لاستوت النعم فيه- و لاستوى الناس و بطل التفضيل و لكن بتمام الإيمان دخل المؤمنون الجنة- و بالزيادة في الإيمان تفاضل المؤمنون بالدرجات عند اللّٰه و بالنقصان دخل المفرطون النار

بيان

واضح نوره صفة للفرض و كذا ثابتة حجته يشهد له أي لكونه عملا أو للعامل به أي بذلك الفرض و يدعوه إليه أي يدعو العامل إلى ذلك الفرض أثخنتموهم قتلتم أكثرهم و أوهنتموهم و ضعفتموهم حَتّٰى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزٰارَهٰا أثقالها يعني تنتهي و العلاج المزاولة

[2]

1717- 2 الكافي، 2/ 38/ 7/ 1 بعض أصحابنا عن علي بن العباس عن علي بن ميسر عن حماد بن عمرو النصيبي قال سأل رجل العالم ع فقال أيها العالم أخبرني في الحديث إلى قوله و أن محمدا عبده و رسوله بأدنى اختصار و تفاوت

[3]

1718- 3 الكافي، 2/ 37/ 2/ 1 العدة عن البرقي و محمد عن ابن عيسى

الوافي، ج 4، ص: 121

جميعا عن محمد بن خالد البرقي عن النضر عن يحيى الحلبي عن عبيد اللّٰه بن الحسن عن الحسن بن هارون قال قال لي أبو عبد اللّٰه ع إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤٰادَ كُلُّ أُولٰئِكَ كٰانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا قال يسأل السمع عما سمع و البصر عما نظر إليه و الفؤاد عما عقد عليه

الوافي، ج 4، ص: 123

باب 9 السبق إلى الإيمان

[1]
اشارة

1719- 1 الكافي، 2/ 40/ 1/ 1 علي عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد اللّٰه ع قال قلت له إن للإيمان درجات و منازل يتفاضل المؤمنون فيها عند اللّٰه قال نعم قلت صفه لي رحمك اللّٰه حتى أفهمه قال إن اللّٰه سبق بين المؤمنين كما يسبق بين الخيل يوم الرهان ثم فضلهم على درجاتهم في السبق إليه فجعل كل امرئ منهم على درجة سبقه- لا ينقصه فيها من حقه و لا يتقدم مسبوق سابقا و لا مفضول فاضلا تفاضل بذلك أوائل هذه الأمة أواخرها و لو لم يكن للسابق إلى الإيمان فضل على المسبوق إذن للحق آخر هذه الأمة أولها نعم و لتقدموهم إذا لم يكن لمن سبق إلى الإيمان الفضل على من أبطأ عنه و لكن بدرجات الإيمان قدم اللّٰه السابقين و بالإبطاء عن الإيمان أخر اللّٰه المقصرين- لأنا نجد من المؤمنين من الآخرين من هو أكثر عملا من الأولين و أكثرهم صلاة و صوما و حجا و زكاة و جهادا و إنفاقا و لو لم تكن سوابق يفضل بها المؤمنون بعضهم بعضا عند اللّٰه لكان الآخرون بكثرة

العمل مقدمين على الأولين و لكن أبى اللّٰه تعالى أن يدرك آخر درجات الإيمان أولها و يقدم فيها من أخر اللّٰه أو يؤخر فيها من قدم اللّٰه قلت أخبرني عما ندب اللّٰه

الوافي، ج 4، ص: 124

تعالى المؤمنين إليه من الاستباق إلى الإيمان- فقال قول اللّٰه تعالى سٰابِقُوا إِلىٰ مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَ جَنَّةٍ عَرْضُهٰا كَعَرْضِ السَّمٰاءِ وَ الْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللّٰهِ وَ رُسُلِهِ و قال وَ السّٰابِقُونَ السّٰابِقُونَ أُولٰئِكَ الْمُقَرَّبُونَ و قال وَ السّٰابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهٰاجِرِينَ وَ الْأَنْصٰارِ- وَ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسٰانٍ رَضِيَ اللّٰهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ فبدأ بالمهاجرين الأولين على درجة سبقهم ثم ثنى بالأنصار ثم ثلث بالتابعين لهم بإحسان- فوضع كل قوم على قدر درجاتهم و منازلهم عنده- ثم ذكر ما فضل اللّٰه تعالى به أولياءه بعضهم على بعض فقال تعالى تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنٰا بَعْضَهُمْ عَلىٰ بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللّٰهُ وَ رَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجٰاتٍ إلى آخر الآية و قال وَ لَقَدْ فَضَّلْنٰا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلىٰ بَعْضٍ و قال انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنٰا بَعْضَهُمْ عَلىٰ بَعْضٍ وَ لَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجٰاتٍ وَ أَكْبَرُ تَفْضِيلًا و قال هُمْ دَرَجٰاتٌ عِنْدَ اللّٰهِ و قال وَ يُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ و قال الَّذِينَ آمَنُوا وَ هٰاجَرُوا وَ جٰاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللّٰهِ بِأَمْوٰالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللّٰهِ و قال فَضَّلَ اللّٰهُ الْمُجٰاهِدِينَ عَلَى الْقٰاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً دَرَجٰاتٍ مِنْهُ وَ مَغْفِرَةً وَ رَحْمَةً و قال لٰا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَ قٰاتَلَ أُولٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ

الوافي، ج 4، ص: 125

أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَ قٰاتَلُوا و قال يَرْفَعِ اللّٰهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجٰاتٍ و قال ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ

لٰا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَ لٰا نَصَبٌ وَ لٰا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللّٰهِ وَ لٰا يَطَؤُنَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفّٰارَ وَ لٰا يَنٰالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلّٰا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صٰالِحٌ و قال وَ مٰا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللّٰهِ و قال فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقٰالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقٰالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ فهذا ذكر درجات الإيمان و منازله عند اللّٰه تعالى

بيان

الغرض من هذا الحديث أن يبين أن تفاضل درجات الإيمان بقدر السبق و المبادرة إلى إجابة الدعوة إلى الإيمان و هذا يحتمل عدة معان أحدها أن يكون المراد بالسبق السبق في الذر و عند الميثاق كما يدل عليه الخبران الإتيان و على هذا يكون المراد بأوائل هذه الأمة و أواخرها أوائلها و أواخرها في الإقرار و الإجابة هناك فالفضل للمتقدم في قوله بلى و المبادرة إلى ذلك ثم المتقدم و المبادر و المعنى الثاني أن يكون المراد بالسبق السبق في الشرف و الرتبة و العلم و الحكمة و زيادة العقل و البصيرة في الدين و وفور سهام الإيمان الآتي ذكرها و لا سيما اليقين كما يستفاد من أخبار الباب الآتي.

و على هذا يكون المراد بأوائل هذه الأمة و أواخرها أوائلها و أواخرها في مراتب الشرف و العقل و العلم فالفضل للأعقل و الأعلم و الأجمع للكمالات و هذا المعنى يرجع إلى المعنى الأول لتلازمهما و وحدة مالهما و اتحاد محصلهما و الوجه في أن

الوافي، ج 4، ص: 126

الفضل للسابق على هذين المعنيين ظاهر لا مرية فيه و مما يدل على إرادة هذين المعنيين اللذين مرجعهما إلى واحد قوله ع و لو لم تكن سوابق يفضل بها المؤمنون إلى قوله

من قدم اللّٰه و لا سيما قوله أبى اللّٰه تعالى أن يدرك آخر درجات الإيمان أولها.

و من تأمل في تتمة الحديث أيضا حق التأمل يظهر له أنه المراد إن شاء اللّٰه تعالى و المعنى الثالث أن يكون المراد بالسبق السبق الزماني في الدنيا عند دعوة النبي ص إياهم إلى الإيمان و على هذا يكون المراد بأوائل هذه الأمة و أواخرها أوائلها و أواخرها في الإجابة للنبي ص و قبول الإسلام و التسليم بالقلب و الانقياد للتكاليف الشرعية طوعا و يعرف الحكم في سائر الأزمنة بالمقايسة و سبب فضل السابق على هذا المعنى أن السبق في الإجابة للحق دليل على زيادة البصيرة و العقل و الشرف التي هي الفضيلة و الكمال و المعنى الرابع أن يراد بالسبق السبق الزماني عند بلوغ الدعوة فيعم الأزمنة المتأخرة عن زمن النبي ص.

و هذا المعنى يحتمل وجهين أحدهما أن يكون المراد بالأوائل و الأواخر ما ذكرناه أخيرا و كذا السبب في الفضل و الآخر أن يكون المراد بالأوائل من كان في زمن النبي ص و بالأواخر من كان بعد ذلك و يكون سبب فضل الأوائل صعوبة قبول الإسلام و ترك ما نشئوا عليه في تلك الزمن و سهولته فيما بعد استقرار الأمر و ظهور الإسلام و انتشاره في البلاد مع أن الأوائل سبب لاهتداء الأواخر إذ بهم و بنصرتهم استقر ما استقر و قوي ما قوي و بان ما استبان و اللّٰه المستعان

[2]

1720- 2 الكافي، 1/ 441/ 6/ 1 العدة عن أحمد الكافي، 2/ 10/ 1/ 1 محمد عن أحمد عن السراد عن صالح بن سهل عن أبي عبد اللّٰه ع أن بعض قريش قال لرسول اللّٰه ص

الوافي،

ج 4، ص: 127

بأي شي ء سبقت الأنبياء و أنت بعثت آخرهم و خاتمهم فقال إني كنت أول من آمن بربي و أول من أجاب حين أخذ اللّٰه ميثاق النبيين و أشهدهم على أنفسهم أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ فكنت أنا أول نبي قال بلى فسبقتهم بالإقرار بالله تعالى

[3]
اشارة

1721- 3 الكافي، 2/ 12/ 3/ 1 محمد عن محمد بن الحسين عن علي بن إسماعيل عن محمد بن إسماعيل عن سعدان بن مسلم عن صالح بن سهل عن أبي عبد اللّٰه ع قال سئل رسول اللّٰه ص بأي شي ء سبقت ولد آدم قال إنني أول من آمن [أقر] بربي إن اللّٰه أخذ ميثاق النبيين و أشهدهم على أنفسهم- أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قٰالُوا بَلىٰ فكنت أول من أجاب

بيان

قد مضى في باب العرش و الكرسي من الجزء الأول حديث في هذا المعنى و بيان له و في باب العقل منه أيضا ما يصلح لشرحه

الوافي، ج 4، ص: 129

باب 10 درجات الإيمان و منازله

[1]
اشارة

1722- 1 الكافي، 2/ 42/ 1/ 1 العدة عن البرقي عن السراد عن عمار بن أبي الأحوص عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن اللّٰه تعالى وضع الإيمان على سبعة أسهم على البر و الصدق و اليقين و الرضا و الوفاء و العلم و الحلم ثم قسم ذلك بين الناس فمن جعل فيه هذه السبعة الأسهم فهو كامل محتمل و قسم لبعض الناس السهم و لبعض السهمين- و لبعض الثلاثة حتى انتهوا إلى سبعة ثم قال لا تحملوا على صاحب السهم سهمين و على صاحب السهمين ثلاثة فتبهظوهم ثم قال كذلك حتى ينتهي إلى سبعة

بيان

لما كان تعدد درجات الإيمان و منازله تارة بحسب الأخلاق الحسنة كثرة و قلة و شدة و ضعفا و تارة بحسب الاعتقادات الحقة قوة و ضعفا كلا و بعضا و تارة بحسب الأعمال الصالحة كثرة و قلة خالصة و مشوبة و لا يدخل شي ء من ذلك تحت الحصر و العد و إنما يتعين عددها باعتبار المعتبر بإدخال بعضها في بعض جاز أن يخبر عنها تارة بالسبعة أسهم و أخرى بالعشر درجات و أخرى بغير ذلك فلا منافاة بين أخبار هذا الباب فتبهظوهم بالمعجمة تثقلوا عليهم و توقعوهم في المشقة

الوافي، ج 4، ص: 130

[2]
اشارة

1723- 2 الكافي، 2/ 42/ 2/ 1 القميان و محمد عن ابن عيسى جميعا عن ابن فضال عن الحسن بن الجهم عن أبي اليقظان عن يعقوب بن الضحاك عن رجل من أصحابنا سراج و كان خادما لأبي عبد اللّٰه ع قال بعثني أبو عبد اللّٰه ع في حاجة و هو بالحيرة أنا و جماعة من مواليه قال فانطلقنا فيها ثم رجعنا مغتمين قال و كان فراشي في الحائر الذي كنا فيه نزولا فجئت و أنا بحال فرميت بنفسي- فبينا أنا كذلك إذ أنا بأبي عبد اللّٰه ع قد أقبل- قال فقال قد أتيناك أو قال جئناك فاستويت جالسا و جلس على صدر فراشي و سألني عما بعثني إليه فأخبرته فحمد اللّٰه تعالى ثم جرى ذكر قوم فقلت جعلت فداك إنا نتبرأ منهم إنهم لا يقولون ما نقول- قال فقال يتولونا و لا يقولون ما تقولون و تبرءون منهم قال قلت نعم- قال فهو ذا عندنا ما ليس عندكم فينبغي لنا أن نبرأ منكم قال قلت لا جعلت فداك قال و هو

ذا عند اللّٰه ما ليس عندنا أ فتراه اطرحنا قال قلت لا و اللّٰه جعلت فداك ما نفعل- قال فتولوهم و لا تبرءوا منهم إن من المسلمين من له سهم و منهم من له سهمان و منهم من له ثلاثة أسهم و منهم من له أربعة أسهم و منهم من له خمسة أسهم و منهم من له ستة أسهم و منهم من له سبعة أسهم فليس ينبغي أن يحمل صاحب السهم على ما عليه صاحب السهمين و لا صاحب السهمين على ما عليه صاحب الثلاثة و لا صاحب الثلاثة على ما عليه صاحب الأربعة و لا صاحب الأربعة على ما عليه صاحب الخمسة- و لا صاحب الخمسة على ما عليه صاحب الستة و لا صاحب الستة على ما عليه صاحب السبعة و سأضرب لك مثلا إن رجلا كان له جار و كان

الوافي، ج 4، ص: 131

نصرانيا فدعاه إلى الإسلام و زينه له فأجابه فأتاه سحيرا فقرع عليه الباب فقال له من هذا قال أنا فلان قال و ما حاجتك فقال توضأ و البس ثوبيك و مر بنا إلى الصلاة قال فتوضأ و لبس ثوبيه و خرج معه- قال فصليا ما شاء اللّٰه ثم صليا الفجر ثم مكثا حتى أصبحا فقام الذي كان نصرانيا يريد منزله فقال له الرجل أين تذهب النهار قصير و الذي بينك و بين الظهر قليل قال فجلس معه إلى أن صلى الظهر ثم قال و ما بين الظهر و العصر قليل فاحتبسه حتى صلى العصر قال ثم قام و أراد أن ينصرف إلى منزله فقال له إن هذا آخر النهار و أقل من أوله فاحتبسه حتى صلى المغرب ثم أراد أن

ينصرف إلى منزله فقال له إنما بقيت صلاة واحدة قال فمكث حتى صلى العشاء الآخرة ثم تفرقا فلما كان سحيرا غدا عليه فضرب عليه الباب فقال من هذا قال أنا فلان- قال و ما حاجتك قال توضأ و البس ثوبيك و اخرج بنا فصل قال اطلب لهذا الدين من هو أفرغ مني و أنا إنسان مسكين و علي عيال فقال أبو عبد اللّٰه ع أدخله في شي ء أخرجه منه أو قال أدخله من مثل هذا و أخرجه من مثل هذا

بيان

الحيرة بالكسر بلد قرب الكوفة و الحائر البستان و أنا بحال أي بحال سوء من الغم

[3]

1724- 3 الكافي، 2/ 44/ 2/ 1 محمد عن محمد بن أحمد عن بعض أصحابه عن الحسن بن علي بن أبي عثمان عن محمد بن عثمان عن محمد بن حماد الخزاز عن عبد العزيز القراطيسي قال قال لي أبو عبد اللّٰه

الوافي، ج 4، ص: 132

ع يا عبد العزيز إن الإيمان عشر درجات بمنزلة السلم يصعد منه مرقاة بعد مرقاة فلا يقولن صاحب الاثنين لصاحب الواحد لست على شي ء حتى ينتهي إلى العاشرة فلا تسقط من هو دونك فيسقطك من هو فوقك و إذا رأيت من هو أسفل منك بدرجة فارفعه إليك برفق- و لا تحملن عليه ما لا يطيق فتكسره فإن من كسر مؤمنا فعليه جبره

[4]

1725- 4 الكافي، 2/ 45/ 4/ 1 محمد عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن محمد بن سنان عن الصباح بن سيابة عن أبي عبد اللّٰه ع قال ما أنتم و البراءة يبرأ بعضكم من بعض إن المؤمنين بعضهم أفضل من بعض و بعضهم أكثر صلاة من بعض و بعضهم أنفذ بصرا من بعض و هي درجات

[5]

1726- 5 الكافي، 2/ 45/ 3/ 1 محمد عن ابن عيسى عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن سدير قال قال لي أبو جعفر ع إن المؤمنين على منازل منهم على واحدة و منهم على اثنين و منهم على ثلاث و منهم على أربع و منهم على خمس و منهم على ست و منهم على سبع فلو ذهبت تحمل على صاحب الواحدة ثنتين لم يقو و على صاحب الثنتين ثلاثا لم يقو- و على صاحب الثلاث أربعا لم يقو و على صاحب الأربع خمسا لم يقو و على صاحب الخمس ستا لم يقو و على صاحب الست سبعا لم يقو و على هذه الدرجات

[6]

1727- 6 الكافي، 2/ 44/ 1/ 1 أحمد عن الحسن بن موسى عن أحمد بن عمر عن يحيى بن أبان عن شهاب قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول لو علم الناس كيف خلق اللّٰه تعالى هذا الخلق لم

الوافي، ج 4، ص: 133

يلم أحد أحدا فقلت أصلحك اللّٰه و كيف ذاك- قال إن اللّٰه تعالى خلق أجزاء بلغ بها تسعة و أربعين جزءا ثم جعل الأجزاء أعشارا فجعل الجزء عشرة أعشار ثم قسمه بين الخلق فجعل في رجل عشر جزء و في آخر عشري جزء حتى بلغ به جزءا تاما و في آخر جزءا و عشر جزء و آخر جزءا و عشري جزء و آخر جزءا و ثلاثة أعشار جزء حتى بلغ به جزءين تامين ثم بحساب ذلك حتى بلغ بأرفعهم تسعة و أربعون جزءا فمن لم يجعل فيه إلا عشر جزء لم يقدر على أن يكون مثل صاحب العشرين و كذلك صاحب العشرين لا يكون مثل صاحب الثلاثة الأعشار

و كذلك من تم له جزء لا يقدر على أن يكون مثل صاحب الجزءين و لو علم الناس أن اللّٰه تعالى خلق هذا الخلق على هذا لم يلم أحد أحدا

الوافي، ج 4، ص: 135

باب 11 أركان الإيمان و صفاته

[1]

1728- 1 الكافي، 2/ 47/ 2/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه عن أبيه ع قال قال أمير المؤمنين ع الإيمان له أركان أربعة التوكل على اللّٰه و تفويض الأمر إلى اللّٰه و الرضا بقضاء اللّٰه و التسليم لأمر اللّٰه تعالى

[2]
اشارة

1729- 2 الكافي، 2/ 47/ 3/ 1 العدة عن البرقي عن أبيه عمن ذكره عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه عن أبي عبد اللّٰه ع قال إنكم لا تكونون صالحين حتى تعرفوا و لا تعرفون حتى تصدقوا و لا تصدقون حتى تسلموا أبوابا أربعة لا يصلح أولها إلا بآخرها ضل أصحاب الثلاثة و تاهوا تيها بعيدا إن اللّٰه تعالى لا يقبل إلا العمل الصالح و لا يتقبل إلا بالوفاء بالشروط و العهود و من وفى لله بشرطه و استكمل ما وصف في عهده نال ما عنده و استكمل وعده إن اللّٰه تعالى أخبر العباد بطرق الهدى و شرع لهم فيها المنار و أخبرهم كيف يسلكون- فقال وَ إِنِّي لَغَفّٰارٌ لِمَنْ تٰابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صٰالِحاً ثُمَّ اهْتَدىٰ و قال إِنَّمٰا يَتَقَبَّلُ اللّٰهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ- فمن اتقى اللّٰه تعالى فيما أمره لقي اللّٰه تعالى مؤمنا بما جاء به محمد

الوافي، ج 4، ص: 136

ص هيهات هيهات فات قوم و ماتوا قبل أن يهتدوا و ظنوا أنهم آمنوا و أشركوا من حيث لا يعلمون إنه من أتى البيوت من أبوابها اهتدى و من أخذ في غيرها سلك طريق الردى وصل اللّٰه تعالى طاعة ولي أمره بطاعة رسوله و طاعة رسوله بطاعته فمن ترك طاعة ولاة الأمر لم يطع اللّٰه و لا رسوله و هو الإقرار بما نزل من عند اللّٰه خُذُوا زِينَتَكُمْ

عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ و التمسوا البيوت التي أذن اللّٰه أن ترفع و يذكر فيها اسمه فإنه قد خبركم أنهم رِجٰالٌ لٰا تُلْهِيهِمْ تِجٰارَةٌ وَ لٰا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللّٰهِ وَ إِقٰامِ الصَّلٰاةِ وَ إِيتٰاءِ الزَّكٰاةِ يَخٰافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَ الْأَبْصٰارُ إن اللّٰه قد استخلص الرسل لأمره ثم استخلصهم مصدقين لذلك في نذره فقال وَ إِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلّٰا خَلٰا فِيهٰا نَذِيرٌ تاه من جهل و اهتدى من أبصر و عقل إن اللّٰه تعالى يقول فَإِنَّهٰا لٰا تَعْمَى الْأَبْصٰارُ وَ لٰكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ و كيف يهتدي من لم يبصر و كيف يبصر من لم ينذر اتبعوا رسول اللّٰه ص و أقروا بما نزل من عند اللّٰه و اتبعوا آثار الهدى فإنهم علامات الأمانة و التقى و اعلموا أنه لو أنكر رجل عيسى بن مريم ع و أقر بمن سواه من الرسل لم يؤمن اقتصوا الطريق بالتماس المنار و التمسوا من وراء الحجب الآثار تستكملوا أمر دينكم و تؤمنوا بالله ربكم

بيان

يعني أن الصلاح موقوف على المعرفة و المعرفة موقوفة على التصديق و التصديق موقوف على تسليم أبواب أربعة لا يتم بعضها بدون بعض و هي التوبة عن

الوافي، ج 4، ص: 137

الشرك و الإيمان بالتوحيد و العمل الصالح و الاهتداء بالإمام فصاحب الثلاثة الأول من دون الاهتداء بالإمام ضال تائه لا تقبل توبته و لا توحيده و لا عمله لعدم وفائه بجميع الشروط و العهود أجمل ع هذا المعنى أولا ثم فصل بقوله إن اللّٰه أخبر العباد بطرق الهدى إلى آخر ما قال و كنى بالمنار عن الأئمة ع فإنها صيغة جمع على ما صرح به ابن الأثير في نهايته و

بتقوى اللّٰه فيما أمره عن الاهتداء إلى الإمام و الاقتداء به و بإتيان البيوت من أبوابها عن الدخول في المعرفة من جهة الإمام ع و أشار بقوله وصل اللّٰه إلى قوله بطاعته إلى قوله عز و جل يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّٰهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ.

و أول الزينة بمعرفة الإمام و المسجد بمطلق العبادة و البيوت ببيوت أهل العصمة س و الرجال بهم ع و المراد بعدم الهائم البيع و التجارة عن الذكر إنهم يجمعون بين ذين و ذا لا إنهم يتركونهما رأسا كما ورد النص عليه في خبر آخر و ثم في قوله ثم استخلصهم مصدقين لذلك في نذره للتراخي في الرتبة دون الزمان يعني وقع ذلك الاستخلاص لهم حال كونهم مصدقين لذلك الاستخلاص في سائر نذره أيضا بمعنى تصديق كل منهم لذلك في الباقين و استشهد على استمرارهم في الإنذار بقوله تعالى وَ إِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلّٰا خَلٰا فِيهٰا نَذِيرٌ ثم بين وجوب النذير و وجوب معرفته بتوقف الاهتداء على الأبصار و توقف الأبصار على الإنذار و توقف الإنذار على وجود النذير و معرفته و أشار بآثار الهدى إلى الأئمة ع و في بعض النسخ ابتغوا آثار الهدى بتقديم الموحدة على المثناة و الغين المعجمة و نبه بقوله لو أنكر رجل عيسى ع على وجوب الإيمان بهم جميعا من غير تخلف عن أحد منهم ثم كرر الوصية بالاقتداء بهم معللا بأنهم منار طريق اللّٰه و أمر بالتماس آثارهم إن لم يتيسر

الوافي، ج 4، ص: 138

الوصول إليهم

[3]
اشارة

1730- 3 الكافي، 2/ 49/ 1/ 1 علي عن أبيه و محمد عن ابن عيسى و العدة عن البرقي جميعا عن

السراد عن يعقوب السراج عن جابر عن أبي جعفر ع و بأسانيد مختلفة عن الأصبغ بن نباتة قال خطبنا أمير المؤمنين ع في داره أو قال في القصر و نحن مجتمعون ثم أمر ص فكتب في كتاب و قرئ على الناس و روى غيره أن ابن الكواء سأل أمير المؤمنين ع عن صفة الإسلام و الإيمان و الكفر و النفاق- فقال أما بعد فإن اللّٰه تعالى شرع الإسلام و سهل شرائعه لمن ورده و أعز أركانه لمن حاربه و جعله عزا لمن تولاه و سلما لمن دخله و هدى لمن ائتم به و زينة لمن تحلله و عذرا لمن انتحله و عروة لمن اعتصم به و حبلا لمن استمسك به و برهانا لمن تكلم به و نورا لمن استضاء به و شاهدا لمن خاصم به و فلجا لمن حاج به و علما لمن وعاه و حديثا لمن روى و حكما لمن قضى و حلما لمن جرب و لباسا لمن تدثر و فهما لمن تفطن و يقينا لمن عقل و بصيرة لمن عزم و آية لمن توسم و عبرة لمن اتعظ و نجاة لمن صدق و تؤدة لمن أصلح و زلفى لمن اقترب و ثقة لمن توكل و رجاء لمن فوض و سبقة لمن أحسن و خيرا لمن سارع و جنة لمن صبر و لباسا لمن اتقى و ظهيرا لمن رشد- و كهفا لمن آمن و آمنة لمن أسلم و روحا لمن صدق و غنى لمن قنع- فذلك الحق سبيله الهدى و مأثرته المجد و صفته الحسنى فهو أبلج المنهاج مشرق المنار ذاكي المصباح رفيع الغاية يسير المضمار جامع الحلبة- سريع السبقة أليم النقمة كامل العدة

كريم الفرسان فالإيمان منهاجه

الوافي، ج 4، ص: 139

و الصالحات منارة و الفقه مصابيحه و الدنيا مضماره و الموت غايته و القيامة حلبته و الجنة سبقته و النار نقمته و التقوى عدته و المحسنون فرسانه فبالإيمان يستدل على الصالحات و بالصالحات يعمر الفقه و بالفقه يرهب الموت و بالموت تختم الدنيا و بالدنيا تجوز القيامة و بالقيامة تزلف الجنة و الجنة حسرة أهل النار و النار موعظة للمتقين و التقوى سنخ الإيمان

بيان

الشريعة مورد الشاربة و تقال لما شرع اللّٰه تعالى لعباده إذ به حياة الأرواح كما بالماء حياة الأبدان و أعز أركانه كأنه جعلها قاهرة غالبة منيعة قوية و محاربة الإسلام إما كناية عن محاربة أهله و أما على حقيقته بمعنى أنه حاربه في نفسه ببغضه له و شنئانه إياه.

و في نهج البلاغة و أعز أركانه على من غالبة و هو أوضح و السلم بالكسر الصلح و المسالم و ربما يفتح و بالتحريك الاستسلام تحلله جعله حله على نفسه و في بعض النسخ بالجيم من الجلل بمعنى الغطاء و الستر و لعله الأصح و عذرا لمن انتحله أي ادعاه كاذبا و الفلج بالجيم الظفر على الخصم و الحلم يجوز أن يكون بمعنى العقل و بمعنى الأناة فإن كليهما يحصلان باختيار الإسلام و التدثر بالمثلثة بين المهملتين الاشتمال بالثوب و التوسم التفرس و التؤدة الرزانة و التأني و التثبت في الأمر و المأثرة المكرمة لأنها تؤثر أي تروى و الأبلج بالجيم المتضح.

ذاكي المصباح من الذكاء بمعنى التوقد و اشتداد اللهب و المضمار الموضع الذي تضمر فيه الخيل و الحلبة بالمهملة و الموحدة و التسكين خيل تجمع للسباق من كل أوب فبالإيمان يستدل على الصالحات أي يستدل

بوجوده في قلب العبد على ملازمته لها و يعمر بصدورها منه فقهه و إيمانه و بفقهه و قوة إيمانه يرهب الموت الذي يحول بينه و بين العمل له و لما بعده و بالموت تختم الدنيا

الوافي، ج 4، ص: 140

لأن الدنيا عبارة عما فيه الإنسان قبل موته و بالدنيا تجوز القيامة بالجيم و الزاي من الجواز و في بعض النسخ تجاز بالبناء للمفعول و لعله الأصح و ربما يوجد في بعضها بالمهملة من الحيازة و على التقادير فالوجه فيه أن كل ما يلقاه العبد في القيامة فإنما هو نتائج أعماله و أخلاقه و عقائده المكتسبة في الدنيا فبالدنيا تجاز القيامة أو تحاز

[4]
اشارة

1731- 4 الكافي، 2/ 50/ 1/ 1 بالإسناد الأول عن جابر عن أبي جعفر ع قال سئل أمير المؤمنين ع عن الإيمان فقال إن اللّٰه تعالى جعل الإيمان على أربع دعائم على الصبر و اليقين و العدل و الجهاد فالصبر من ذلك على أربع شعب على الشوق و الإشفاق و الزهد و الترقب فمن اشتاق إلى الجنة سلا عن الشهوات و من أشفق من النار رجع عن المحرمات و من زهد في الدنيا هانت عليه المصيبات و من راقب الموت سارع إلى الخيرات و اليقين على أربع شعب تبصرة الفطنة و تأول الحكمة- و معرفة العبرة و سنة الأولين فمن أبصر الفطنة عرف الحكمة و من تأول الحكمة عرف العبرة و من عرف العبرة عرف السنة و من عرف السنة فكأنما كان مع الأولين و اهتدى للتي هي أقوم و نظر إلى من نجا بما نجا و من هلك بما هلك و إنما أهلك اللّٰه من أهلك بمعصيته و أنجى من أنجى

بطاعته- و العدل على أربع شعب غامض الفهم و غمر العلم و زهرة الحكم و روضة الحلم فمن فهم فسر جميع العلم و من علم عرف شرائع الحكم و من حلم لم يفرط في أمره و عاش في الناس حميدا و الجهاد على أربع شعب- على الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و الصدق في المواطن و شنئان الفاسقين- فمن أمر بالمعروف شد ظهر المؤمن و من نهى عن المنكر أرغم أنف المنافق و أمن كيده و من صدق في المواطن قضى الذي عليه و من شنأ الفاسقين

الوافي، ج 4، ص: 141

غضب لله و من غضب لله غضب اللّٰه تعالى له فذلك الإيمان و دعائمه و شعبه

بيان

الإشفاق الخوف و سلا عن الشي ء نسيه فتسلى و تبصرة الفطنة جعلها بصيرة بالشي ء و تأول الحكمة تأويلها أي جعلها مكشوفة بالتدبر فيها و معرفة العبرة أي المعرفة بأنه كيف ينبغي أن يعتبر من الشي ء أي يتعظ به و ينتقل منه إلى ما يناسبه للتي هي أقوم أي الطريقة التي هي أقوم الطرق غامض الفهم أي الفهم الغامض المتعمق الغائر و غمر العلم أي العلم الكثير و زهرة الحكم أي الحكم الزاهر الواضح و روضة الحلم أي الحلم الواسع النزه الأنيق و الشنئان البغض.

و هذا الحديث أورده السيد رضي الدين طاب ثراه في كتاب نهج البلاغة على اختلاف في بعض ألفاظه و حذف لبعض فقرأته و أردفه بذكر دعائم الكفر و الشك كما يأتي ذكره و أورد بدل معرفة العبرة موعظة العبرة و بدل غامض الفهم غائص الفهم بالصاد المهملة و بدل غمر العلم غور العلم و بدل روضة الحلم رساخة الحلم قال فمن فهم علم غور العلم

و من علم غور العلم صدر عن شرائع الحكم و ذكر المنافقين مكان الفاسقين

[5]
اشارة

1732- 5 الكافي، 2/ 45/ 1/ 1 العدة عن البرقي عن بعض أصحابنا رفعه قال قال أمير المؤمنين ع لأنسبن الإسلام نسبة لم ينسبه أحد قبلي و لا ينسبه أحد بعدي إلا بمثل ذلك إن الإسلام هو التسليم و التسليم هو اليقين و اليقين هو التصديق و التصديق هو الإقرار و الإقرار هو العمل و العمل هو الأداء إن المؤمن لم يأخذ دينه عن رأيه و لكن أتاه من ربه فأخذه إن المؤمن يرى يقينه في عمله و الكافر يرى إنكاره في عمله

الوافي، ج 4، ص: 142

فو الذي نفسي بيده ما عرفوا أمرهم فاعتبروا إنكار الكافرين و المنافقين- بأعمالهم الخبيثة

بيان

أريد بالإسلام هاهنا الإيمان لا معناه الأعم أ لا ترى إلى قوله إن المؤمن لم يأخذ دينه عن رأيه و قوله إن المؤمن يرى يقينه في عمله

[6]

1733- 6 الكافي، 2/ 46/ 2/ 1 عنه عن أبيه عن عبد اللّٰه بن القاسم الكافي، 2/ 46/ 2/ 1 علي عن أبيه عن علي بن معبد عن عبد اللّٰه بن القاسم عن مدرك بن عبد الرحمن عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص الإسلام عريان فلباسه الحياء و زينته الوفاء و مروءته العمل الصالح و عماده الورع و لكل شي ء أساس و أساس الإسلام حبنا أهل البيت

[7]

1734- 7 الكافي، 2/ 46/ 3/ 1 العدة عن أحمد عن عبد العظيم بن عبد اللّٰه الحسني عن أبي جعفر الثاني عن أبيه عن جده ع قال قال أمير المؤمنين ع قال رسول اللّٰه ص إن اللّٰه خلق الإسلام فجعل له عرصة و جعل له نورا و جعل له حصنا و جعل له ناصرا فأما عرصته فالقرآن و أما نوره فالحكمة و أما حصنه فالمعروف و أما أنصاره فأنا و أهل بيتي و شيعتنا فأحبوا أهل بيتي و شيعتهم و أنصارهم- فإنه لما أسري بي إلى السماء الدنيا فنسبني جبرئيل لأهل السماء استودع اللّٰه حبي و حب أهل بيتي و شيعتهم في قلوب الملائكة فهو عندهم وديعة إلى يوم القيامة ثم هبط بي إلى أهل الأرض

الوافي، ج 4، ص: 143

فنسبني لأهل الأرض فاستودع اللّٰه حبي و حب أهل بيتي و شيعتهم في قلوب مؤمني أمتي فمؤمنو أمتي يحفظون وديعتي في أهل بيتي إلى يوم القيامة ألا فلو أن الرجل من أمتي عبد اللّٰه تعالى عمره أيام الدنيا ثم لقي اللّٰه تعالى مبغضا لأهل بيتي و شيعتي ما فرج اللّٰه صدره إلا عن نفاق

الوافي، ج 4، ص: 145

باب 12 فضل الإيمان على الإسلام و التقوى على الإيمان و اليقين على التقوى

[1]

1735- 1 الكافي، 2/ 51/ 2/ 1 العدة عن سهل و الاثنان عن الوشاء عن أبي الحسن ع قال سمعته يقول الإيمان فوق الإسلام بدرجة- و التقوى فوق الإيمان بدرجة و اليقين فوق التقوى بدرجة و ما قسم في الناس شي ء أقل من اليقين

[2]

1736- 2 الكافي، 2/ 52/ 6/ 1 محمد عن ابن عيسى عن البزنطي عن الرضا ع مثله

[3]

1737- 3 الكافي، 2/ 52/ 5/ 1 علي عن محمد بن عيسى عن يونس قال سألت أبا الحسن الرضا ع عن الإيمان و الإسلام فقال قال أبو جعفر ع إنما هو الإسلام و الإيمان فوقه بدرجة و التقوى فوق الإيمان بدرجة و اليقين فوق التقوى بدرجة و لم يقسم بين الناس شي ء أقل من اليقين قال قلت فأي شي ء اليقين قال التوكل على اللّٰه- و التسليم لله و الرضا بقضاء اللّٰه و التفويض إلى اللّٰه قلت فما تفسير ذلك قال هكذا قال أبو جعفر ع

[4]

1738- 4 الكافي، 2/ 52/ 4/ 1 العدة عن البرقي عن أبيه عن هارون بن

الوافي، ج 4، ص: 146

الجهم أو غيره عن عمر بن أبان الكلبي عن عبد الحميد الواسطي عن أبي بصير قال قال لي أبو عبد اللّٰه ع يا أبا محمد الإسلام درجة قلت نعم قال و الإيمان على الإسلام درجة قال قلت نعم قال و التقوى على الإيمان درجة قال قلت نعم قال و اليقين على التقوى درجة قال قلت نعم قال فما أوتي الناس أقل من اليقين- و إنما تمسكتم بأدنى الإسلام فإياكم أن يفلت من أيديكم

[5]

1739- 5 الكافي، 2/ 51/ 1/ 1 القمي عن محمد بن سالم عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن جابر قال قال لي أبو عبد اللّٰه ع يا أخا جعف إن الإيمان أفضل من الإسلام و إن اليقين أفضل من الإيمان- و ما من شي ء أعز من اليقين

[6]

1740- 6 الكافي، 2/ 52/ 3/ 1 محمد عن ابن عيسى عن السراد عن ابن رئاب عن حمران بن أعين قال سمعت أبا جعفر ع يقول إن اللّٰه فضل الإيمان على الإسلام بدرجة كما فضل الكعبة على المسجد الحرام

الوافي، ج 4، ص: 147

باب 13 حقيقة الإيمان و اليقين

[1]
اشارة

1741- 1 الكافي، 2/ 54/ 4/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال أمير المؤمنين ع إن على كل حق حقيقة و على كل صواب نورا

بيان

أريد بالحقيقة ما يثبت به الشي ء و يتضح كما يظهر من الأخبار الآتية و النور ما يظهر به الشي ء و قد مضى هذا الحديث في الجزء الأول عن النبي ص مع ذيل له

[2]
اشارة

1742- 2 الكافي، 2/ 52/ 1/ 1 العدة عن البرقي عن ابن بزيع عن محمد بن عذافر عن أبيه عن أبي جعفر ع قال بينا رسول اللّٰه ص في بعض أسفاره إذ لقيه ركب فقالوا السلام عليك يا رسول اللّٰه فقال ما أنتم فقالوا نحن [قوم] مؤمنون يا رسول اللّٰه قال فما حقيقة إيمانكم قالوا الرضا بقضاء اللّٰه- و التفويض إلى اللّٰه و التسليم لأمر اللّٰه فقال رسول اللّٰه ص علماء حلماء كادوا أن يكونوا من الحكمة أنبياء فإن كنتم صادقين فلا تبنوا ما لا تسكنون و لا تجمعوا ما لا تأكلون و اتقوا اللّٰه الذي إليه ترجعون

الوافي، ج 4، ص: 148

بيان

الحلم بالكسر العقل و منه قوله تعالى أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلٰامُهُمْ

[3]

1743- 3 الكافي، 2/ 48/ 4/ 1 البرقي عن أبيه عن الجعفري عن أبي الحسن الرضا عن أبيه ع قال رفع إلى رسول اللّٰه ص قوم في بعض غزواته فقال من القوم فقالوا مؤمنون يا رسول اللّٰه فقال و ما بلغ من إيمانكم قالوا الصبر عند البلاء و الشكر عند الرخاء و الرضا بالقضاء فقال رسول اللّٰه ص حلماء علماء كادوا من الفقه أن يكونوا أنبياء إن كنتم كما تصفون فلا تبنوا ما لا تسكنون و لا تجمعوا ما لا تأكلون و اتقوا اللّٰه الذي إليه ترجعون

[4]
اشارة

1744- 4 الكافي، 2/ 53/ 2/ 1 محمد عن ابن عيسى و علي عن أبيه جميعا عن السراد عن أبي محمد الوابشي و إبراهيم بن مهزم عن إسحاق بن عمار قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول إن رسول اللّٰه ص صلى بالناس الصبح فنظر إلى شاب في المسجد و هو يخفق و يهوي برأسه مصفرا لونه قد نحف جسمه و غارت عيناه في رأسه فقال له رسول اللّٰه ص كيف أصبحت يا فلان قال أصبحت يا رسول اللّٰه موقنا فعجب رسول اللّٰه ص من قوله و قال له إن لكل يقين حقيقة فما حقيقة يقينك- فقال إن يقيني يا رسول اللّٰه هو الذي أحزنني و أسهر ليلي و أظمأ هواجري فعزفت نفسي عن الدنيا و ما فيها حتى كأني أنظر إلى عرش

الوافي، ج 4، ص: 149

ربي و قد نصب للحساب و حشر الخلائق لذلك و أنا فيهم و كأني أنظر إلى أهل الجنة يتنعمون في الجنة و يتعارفون على الأرائك متكئون و كأني أنظر إلى أهل النار و هم فيها معذبون مصطرخون و كأني الآن أسمع زفير

النار يدور في مسامعي فقال رسول اللّٰه ص لأصحابه هذا عبد نور اللّٰه قلبه بالإيمان ثم قال له الزم ما أنت عليه- فقال الشاب ادع اللّٰه يا رسول اللّٰه أن أرزق الشهادة معك فدعا له رسول اللّٰه ص فلم يلبث أن خرج في بعض غزوات النبي ص فاستشهد بعد تسعة نفر و كان هو العاشر

بيان

الخفقة بالخاء المعجمة و الفاء و القاف تحريك الرأس بسبب النعاس و الهاجرة اشتداد الحر نصف النهار و العزوف عن الشي ء الزهد فيه و الاصطراخ الاستغاثة و هذا التنوير الذي أشير به في الحديث إنما يحصل بزيادة الإيمان و شدة اليقين فإنهما ينتهيان بصاحبهما إلى أن يطلع على حقائق الأشياء محسوساتها و معقولاتها فينكشف له حجبها و أستارها فيعرفها بعين اليقين على ما هي عليه من غير وصمة ريب أو شائبة شك فيطمئن لها قلبه و يستريح بها روحه و هذه هي الحكمة الحقيقية التي من أوتيها فقد أوتي خيرا كثيرا و إليه أشار أمير المؤمنين ع

بقوله هجم بهم العلم على حقائق الأمور و باشروا روح اليقين و استلانوا ما استوعره المترفون و أنسوا بما استوحش منه الجاهلون و صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحل الأعلى.

أراد ع بما استوعره المترفون يعني المتنعمون رفض الشهوات البدنية و قطع التعلقات الدنيوية و ملازمة الصمت و السهر و الجوع و المراقبة و الاحتراز عما لا يعني و نحو ذلك و إنما يتيسر ذلك بالتجافي عن دار الغرور و الترقي إلى عالم النور و الأنس بالله و الوحشة مما سواه و صيرورة الهموم جميعا

الوافي، ج 4، ص: 150

هما واحدا و ذلك لأن القلب مستعد لأن يتجلى فيه حقيقة الحق في الأشياء كلها

من اللوح المحفوظ الذي هو منقوش بجميع ما قضى اللّٰه به إلى يوم القيامة و إنما حيل بينه و بينها حجب كنقصان في جوهره أو كدورة تراكمت عليه من كثرة الشهوات أو عدول به عن جهة الحقيقة المطلوبة أو اعتقاد سبق إليه و رسخ فيه على سبيل التقليد و القبول بحسن الظن أو جهل بالجهة التي منها يقع العثور على المطلوب و إلى بعض هذه الحجب أشير في

الحديث النبوي لو لا أن الشياطين يحومون على قلوب بني آدم لنظروا إلى ملكوت السماء

[5]

1745- 5 الكافي، 2/ 54/ 3/ 1 محمد عن أحمد عن محمد بن سنان عن عبد اللّٰه بن سنان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع قال استقبل رسول اللّٰه ص حارثة بن مالك بن النعمان الأنصاري فقال له كيف أنت يا حارثة بن مالك فقال يا رسول اللّٰه مؤمن حقا فقال له رسول اللّٰه ص لكل شي ء حقيقة فما حقيقة قولك فقال يا رسول اللّٰه عزفت نفسي عن الدنيا فأسهرت ليلي و أظمأت هواجري فكأني أنظر إلى عرش ربي و قد وضع للحساب و كأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون في الجنة و كأني أسمع عواء أهل النار في النار فقال رسول اللّٰه ص عبد نور اللّٰه قلبه أبصرت فاثبت فقال يا رسول اللّٰه ادع اللّٰه لي أن يرزقني الشهادة معك فقال ص اللهم ارزق حارثة الشهادة فلم يلبث إلا أياما حتى بعث رسول اللّٰه

الوافي، ج 4، ص: 151

ص سرية فبعثه فيها فقاتل فقتل تسعة أو ثمانية ثم قتل

[6]
اشارة

1746- 6 الكافي، 2/ 54/ 3/ 1 و في رواية القاسم بن بريد عن أبي بصير قال" استشهد مع جعفر بن أبي طالب بعد تسعة نفر و كان هو العاشر

بيان

العواء الصياح و كأنه بالذئب و الكلب أخص

الوافي، ج 4، ص: 153

باب 14 صفات المؤمن و علاماته

[1]
اشارة

1747- 1 الكافي، 2/ 226/ 1/ 1 محمد عن محمد بن إسماعيل عن عبد اللّٰه بن داهر عن الحسن بن يحيى عن قثم أبي قتادة الحراني عن عبد اللّٰه بن يونس عن أبي عبد اللّٰه ع قال قام رجل يقال له همام و كان عابدا ناسكا مجتهدا إلى أمير المؤمنين ع و هو يخطب فقال يا أمير المؤمنين صف لنا صفة المؤمن كأننا ننظر إليه- فقال يا همام المؤمن هو الكيس الفطن بشره في وجهه و حزنه في قلبه- أوسع شي ء صدرا و أذل شي ء نفسا زاجر عن كل فان حاض على كل حسن لا حقود و لا حسود و لا وثاب و لا سباب و لا عياب و لا مغتاب يكره الرفعة و يشنأ السمعة طويل الغم بعيد الهم كثير الصمت وقور ذكور- صبور شكور مغموم بفكره مسرور بفقره سهل الخليقة لين العريكة- رصين الوفاء قليل الأذى لا متأفك و لا متهتك إن ضحك لم يخرق و إن

الوافي، ج 4، ص: 154

غضب لم ينزق ضحكه تبسم و استفهامه تعلم و مراجعته تفهم كثير علمه عظيم حلمه كثير الرحمة لا يبخل و لا يعجل و لا يضجر و لا يبطر- و لا يحيف في حكمه و لا يجور في علمه نفسه أصلب من الصلد و مكادحته أحلى من الشهد لا جشع و لا هلع و لا عنف و لا صلف و لا متكلف و لا متعمق جميل المنازعة كريم المراجعة عدل إن غضب رفيق إن طلب لا يتهور و لا يتهتك و لا يتجبر خالص الود وثيق العهد وفي العقد شفيق وصول

حليم حمول قليل الفضول- راض عن اللّٰه تعالى مخالف لهواه لا يغلظ على من يؤذيه و لا يخوض فيما لا يعنيه ناصر للدين محامي عن المؤمنين كهف للمسلمين لا يخرق الثناء سمعه و لا ينكى الطمع قلبه و لا يصرف اللعب حكمه و لا يطلع الجاهل علمه- قوال عمال عالم حازم لا بفحاش و لا بطياش وصول في غير عنف- بذول في غير سرف و لا بختار و لا بغدار و لا يقتفي أثرا و لا يحيف بشرا رفيق بالخلق ساع في الأرض عون للضعيف غوث للملهوف لا يهتك سترا- و لا يكشف سرا كثير البلوى قليل الشكوى إن رأى خيرا ذكره و إن عاين شرا ستره يستر العيب و يحفظ الغيب و يقيل العثرة و يغفر الزلة- لا يطلع على نصح فيذره و لا يدع جنح حيف فيصلحه أمين رصين تقي نقي ذكي رضي يقبل العذر و يجمل الذكر و يحسن بالناس الظن و يتهم على العيب نفسه يحب في اللّٰه بفقه و علم و يقطع في اللّٰه بحزم و عزم- لا يخرق به فرح و لا يطيش به مرح مذكر للعالم معلم للجاهل لا يتوقع له بائقة و لا يخاف له غائلة كل سعي أخلص عنده من سعيه- و كل نفس أصلح عنده من نفسه عالم بعيبه شاغل بغمه لا يثق بغير ربه قريب وحيد حزين يحب في اللّٰه و يجاهد في اللّٰه- ليتبع رضاه و لا ينتقم لنفسه بنفسه و لا يوالي في سخط ربه مجالس لأهل الفقر مصادق لأهل الصدق مؤازر لأهل الحق عون للغريب أب لليتيم

الوافي، ج 4، ص: 155

بعل للأرملة حفي بأهل المسكنة مرجو لكل كريمة مأمول لكل شدة-

هشاش بشاش لا بعباس و لا بجساس صليب كظام بسام دقيق النظر عظيم الحذر لا يبخل و إن بخل عليه صبر عقل فاستحيى و قنع فاستغنى- حياؤه يعلو شهوته و وده يعلو حسده و عفوه يعلو حقده لا ينطق بغير صواب و لا يلبس إلا الاقتصاد مشيه التواضع خاضع لربه بطاعته راض عنه في كل حالاته نيته خالصة أعماله ليس فيها غش و لا خديعة نظره عبرة و سكوته فكرة و كلامه حكمة مناصحا متباذلا متواخيا ناصح في السر و العلانية لا يهجر أخاه و لا يغتابه و لا يمكر به و لا يأسف على ما فاته- و لا يحزن على ما أصابه و لا يرجو ما لا يجوز له الرجاء و لا يفشل في الشدة و لا يبطر في الرخاء- يمزج العلم بالحلم و العقل بالصبر تراه بعيدا كسله دائما نشاطه قريبا أمله قليلا زلله متوقعا لأجله خاشعا قلبه ذاكرا ربه قانعة نفسه منفيا جهله سهلا أمره حزينا لذنبه ميتة شهوته كظوما غيظه صافيا خلقه آمنا منه جاره ضعيفا كبره قانعا بالذي قدر له متينا صبره محكما أمره- كثيرا ذكره يخالط الناس ليعلم و يصمت ليسلم و يسأل ليفهم و يتجر ليغنم لا ينصت للخير ليفخر به و لا يتكلم ليتجبر به على من سواه نفسه منه في عناء و الناس منه في راحة أتعب نفسه لآخرته فأراح الناس من نفسه- إن بغى عليه صبر حتى يكون اللّٰه الذي ينتصر له- بعده ممن تباعد منه بغض و نزاهة و دنوة ممن دنا منه لين و رحمة ليس تباعده تكبرا و لا عظمة و لا دنوة خديعة و لا خلابة بل يقتدى بمن كان قبله

من أهل الخير فهو إمام لمن بعده من أهل البر قال فصاح همام صيحة ثم وقع مغشيا عليه فقال أمير المؤمنين ع أما و اللّٰه لقد كنت أخافها عليه و قال هكذا تصنع الموعظة البالغة بأهلها فقال له قائل فما بالك يا أمير المؤمنين فقال إن لكل أجلا لن يعدوه و سببا لا يجاوزه

الوافي، ج 4، ص: 156

فمهلا و لا تعد فإنما نفث على لسانك شيطان

بيان

همام هذا هو همام بن شريح بن يزيد بن مرة و كان من شيعة علي ع و أوليائه البشر بالكسر الطلاقة و الحض الترغيب و الوثبة الطيش و الشناءة البغض و السمعة الصيت و العريكة الطبيعة لأنت عريكته إذا انكسرت نخوته الرصين كأمين بالمهملتين المحكم الثابت الإفك الكذب الخرق الحمق النزق الطيش الضجر الملال البطر إفراط الفرح الحيف الظلم و يقال حجر صلد أي صلب أملس الكدح الكد و السعي و حلاوة مكادحته لحلاوة ثمرتها و يقينه في نيلها فإن التعب في سبيل المحبوب راحة الجشع محركة أشد الحرص و أسوؤه و إن تأخذ نصيبك و تطمع في نصيب غيرك و الهلع الجزع الصلف أن تدعي ما ليس فيك من الكمال الرفق المداراة التهور إيقاع النفس فيما لا تطيق و النكاية الجرح و نفي الخرق و النكاية كناية عن عدم التأثر بهما و الحكم الحكمة و الختر الغدر و الخديعة أو أقبح الغدر و نفي اقتفاء الأثر كناية عن عدم التجسس لعيوب الناس الجنح الجانب الحزم التيقظ المرح شدة الفرح يعني لا يحمله الفرح على الحماقة و لا شدته على العدول عن الحق و الميل إلى الباطل يقال طاش السهم عن الهدف أي عدل البائقة الشر الغائلة الشدة المؤازرة

المعاونة مرجو لكل كريمة أي خصلة كريمة و في بعض النسخ كريهة بالهاء و هو أوفق لقوله مأمول لكل شدة و المراد رفعهما و الهشاشة الارتياح و الخفة و البشاشة طلاقة الوجه و رجل هشاش

________________________________________

كاشانى، فيض، محمد محسن ابن شاه مرتضى، الوافي، 26 جلد، كتابخانه امام امير المؤمنين علي عليه السلام، اصفهان - ايران، اول، 1406 ه ق

الوافي؛ ج 4، ص: 157

الوافي، ج 4، ص: 157

بشاش و هش بش أي طلق الوجه طيبة الاقتصاد في الملبس أن لا تلبس ما يلحقك بدرجة المترفين و لا ما يلحقك بأهل الخسة و الدناءة و يحتمل أن يكون المراد جعله الاقتصاد لباسا لنفسه يعني مقتصد في كل أموره و التواضع في المشي العدل بين رذيلتي المهانة و الكبر بغض و نزاهة أي بغض له في اللّٰه أو بغض لما في أيدي الناس من متاع الدنيا و نزاهة عنه.

و في نهج البلاغة زهد و نزاهة و هو أوضح و الخلابة الخديعة باللسان و هذه الصفات و العلامات قد يتداخل بعضها في بعض و لكن تورد بعبارة أخرى أو تذكر مفردة ثم تذكر ثانيا مركبة مع غيرها و هذه الخطبة من جليل خطبه و بليغ وصفه فعلت بهمام ما فعلت و قد أوردها صاحب نهج البلاغة باختلافات كثيرة في ألفاظه و في آخره فصعق همام صعقة كانت نفسه فيها يعني مات منها قول السائل فما بالك أي لم تقع مغشيا عليك أو ذكرت له ذلك مع خوفك عليه الموت فأجابه ع بالإشارة إلى السبب البعيد و هو الأجل المحكوم به القضاء الإلهي و هو جواب مقنع للسامع مع أنه حق و صدق.

و أما السبب القريب للفرق بينه و بين

همام و نحوه فقوة نفسه القدسية على قبول الواردات الإلهية و تعوده بها و بلوغ رياضته حد السكينة عند ورود أكثرها و ضعف نفس همام عما ورد عليه من خوف اللّٰه و رجائه و أيضا فإنه ع كان متصفا بهذه الصفات لم يفقدها حتى يتحسر على فقدها قيل و لم يجب ع بمثل هذا الجواب لاستلزامه تفضيل نفسه أو لقصور فهم السائل و نهيه له عن مثل هذا السؤال و التنفير عنه بكونه من نفثات الشيطان لوضعه له في غير موضعه و هو من آثار الشيطان و بالله العصمة و التوفيق إن قيل كيف جاز منه ع أن يجيبه مع غلبة ظنه بهلاكه و هو كالطبيب يعطي كلا من المرضى بحسب احتمال طبيعته من الدواء قلت إنه لم يكن يغلب على ظنه إلا الصعقة عن الوجد الشديد فإما أن تلك الصعقة فيها موته فلم

الوافي، ج 4، ص: 158

يكن مظنونا له كذا قاله ابن ميثم رحمه اللّٰه

[2]
اشارة

1748- 2 الكافي، 2/ 230/ 2/ 1 علي عن أبيه عن السراد عن جميل بن صالح عن عبد اللّٰه بن غالب عن أبي عبد اللّٰه ع قال ينبغي للمؤمن أن يكون فيه ثمان خصال وقور عند الهزاهز صبور عند البلاء- شكور عند الرخاء قانع بما رزقه اللّٰه لا يظلم الأعداء و لا يتحامل للأصدقاء بدنه منه في تعب و الناس منه في راحة إن العلم خليل المؤمن- و الحلم وزيره و الصبر أمير جنوده و الرفق أخوه و اللين [البر] والده

بيان

الهزاهز الفتن و لا يتحامل للأصدقاء أي لا يتكلف لهم يقال تحامل في الأمر و به تكلفه على مشقة

و في الحديث النبوي أنا و أتقياء أمتي براء من التكلف

[3]

1749- 3 الكافي، 2/ 231/ 3/ 1 القميان عن ابن فضال عن بزرج عن الثمالي عن علي بن الحسين ع قال المؤمن يصمت ليسلم و ينطق ليغنم لا يحدث أمانته الأصدقاء و لا يكتم شهادته من البعداء- و لا يعمل شيئا من الخير رياء و لا يتركه حياء إن زكي خاف مما يقولون- و يستغفر اللّٰه لما لا يعلمون لا يغره قول من جهله و يخاف إحصاء ما عمله

[4]
اشارة

1750- 4 الكافي، 2/ 111/ 2/ 1 محمد عن أحمد عن علي بن النعمان عن ابن مسكان عن أبي حمزة قال" المؤمن خلط علمه بالحلم يجلس ليعلم و ينطق ليفهم و لا يحدث أمانته الأصدقاء و لا يكتم شهادته للأعداء الحديث بأدنى تفاوت

الوافي، ج 4، ص: 159

بيان

يعني إن الصداقة لا تحمله على أن يؤدي الأمانة إلى غير أهلها و كذا البعد أو العداوة لا تحمله على كتمان الشهادة

[5]
اشارة

1751- 5 الكافي، 2/ 231/ 4/ 1 العدة عن البرقي عن بعض من رواه رفعه إلى أبي عبد اللّٰه ع قال المؤمن له قوة في دين و حزم في لين و إيمان في يقين و حرص في فقه و نشاط في هدى و بر في استقامة و علم في حلم و كيس في رفق و سخاء في حق و قصد في غنى و تجمل في فاقة و عفو في قدرة و طاعة لله في نصيحة و انتهاء في شهوة و ورع في رغبة و حرص في جهاد [اجتهاد] و صلاة في شغل و صبر في شدة- و في الهزاهز وقور و في المكاره صبور و في الرخاء شكور و لا يغتاب و لا يتكبر- و لا يقطع الرحم و ليس بواهن و لا فظ و لا غليظ لا يسبقه بصره و لا يفضحه بطنه و لا يغلبه فرجه و لا يحسد الناس يعير و لا يعير و لا يسرف- ينصر المظلوم و يرحم المسكين نفسه منه في عناء و الناس منه في راحة- لا يرغب في عز الدنيا و لا يجزع من ذلها للناس هم قد أقبلوا عليه و له هم قد شغله لا يرى في حكمه نقص و لا في رأيه وهن و لا في دينه ضياع يرشد من استشاره و يساعد من ساعده و يكتع عن الخناء و الجهل

بيان

لعل المراد بالصلاة في الشغل ذكر اللّٰه في إشغاله أو أن المراد أنه لا يشغله إشغاله عن إتيان الصلاة بل يدع الشغل و يأتي الصلاة ثم يعود إليه و يشملهما قوله سبحانه رِجٰالٌ لٰا تُلْهِيهِمْ تِجٰارَةٌ وَ لٰا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللّٰهِ يعير و

لا يعير من التعيير و في

الوافي، ج 4، ص: 160

بعض النسخ لا يحسد الناس بعز أي بسبب عزه و لا يقتر و لا يسرف و لعله الأصح و الكتع بالمثناة الفوقانية الهرب و بالتحتانية التجنب و كلاهما موجودان في النسخ

[6]
اشارة

1752- 6 الكافي، 2/ 232/ 5/ 1 عنه عن بعض أصحابنا رفعه عن أحدهما ع قال مر أمير المؤمنين ع بمجلس من قريش فإذا هو بقوم بيض ثيابهم صافية ألوانهم كثير ضحكهم يشيرون بأصابعهم إلى من يمر بهم ثم مر بمجلس للأوس و الخزرج فإذا أقوام بليت منهم الأبدان و دقت منهم الرقاب و اصفرت منهم الألوان و قد تواضعوا بالكلام فتعجب علي ع من ذلك و دخل على رسول اللّٰه ص فقال [و قال] بأبي أنت و أمي إني مررت بمجلس لآل فلان ثم وصفهم و مررت بمجلس للأوس و الخزرج فوصفهم ثم قال و جميع مؤمنون فأخبرني يا رسول اللّٰه بصفة المؤمن فنكس رسول اللّٰه ص ثم رفع رأسه- فقال عشرون خصلة في المؤمن فإن لم تكن فيه لم يكمل إيمانه إن من أخلاق المؤمنين يا علي الحاضرون الصلاة و المسارعون إلى الزكاة و المطعمون المسكين الماسحون رأس اليتيم المطهرون أطمارهم المتزرون على أوساطهم الذين إن حدثوا لم يكذبوا و إذا وعدوا لم يخلفوا و إذا ائتمنوا لم يخونوا و إن تكلموا صدقوا رهبان بالليل أشداء بالنهار صائمون النهار قائمون الليل لا يؤذون جارا و لا يتأذى بهم جار الذين مشيهم على الأرض هون و خطاهم إلى بيوت الأرامل و على أثر الجنائز جعلنا اللّٰه و إياكم من المتقين

الوافي، ج 4، ص: 161

بيان

الاتزار بالوسط إما كناية عن اجتهادهم البليغ في العبادة أو محمول على ظاهره رهبان من الرهبة أي خاشعون من خشية اللّٰه أشداء بالنهار يعني على الكفار كما قال اللّٰه عز و جل أَشِدّٰاءُ عَلَى الْكُفّٰارِ رُحَمٰاءُ بَيْنَهُمْ و في بعض النسخ أسد بالمهملة و هو جمع أسد و المعدود من

الخصال تسع عشرة و لعل واحدة منها سقطت من قلم النساخ و لا يبعد أن يكون تلك رحماء بينهم

[7]

1753- 7 الكافي، 2/ 232/ 6/ 1 الثلاثة عن القاسم بن عروة عن أبي العباس قال قال أبو عبد اللّٰه ع من سرته حسنة و ساءته سيئة فهو مؤمن

[8]

1754- 8 الكافي، 2/ 233/ 11/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن صفوان الجمال قال قال أبو عبد اللّٰه ع إنما المؤمن الذي إذا غضب لم يخرجه غضبه من حق و إذا رضي لم يدخله رضاه في باطل و إذا قدر لم يأخذ أكثر مما له

[9]
اشارة

1755- 9 الكافي، 2/ 233/ 12/ 1 محمد عن ابن عيسى عن علي بن النعمان عن ابن مسكان عن سليمان بن خالد قال قال أبو جعفر ع يا سليمان أ تدري من المسلم قلت جعلت فداك أنت أعلم قال المسلم من سلم المسلمون من لسانه و يده ثم قال و تدري من المؤمن قال قلت أنت أعلم قال المؤمن من ائتمنه المسلمون على أموالهم و أنفسهم و المسلم حرام على المسلم أن يظلمه أو يخذله أو يدفعه دفعة تعنته

الوافي، ج 4، ص: 162

بيان

العنت محركة الفساد و الإثم و الهلاك و دخول المشقة على الإنسان و أعنته غيره و لقاء الشدة و الوهي و الانكسار و عنته تعنيتا شدد عليه و ألزمه ما يصعب عليه أداؤه كذا في القاموس و الكل محتمل

[10]

1756- 10 الكافي، 2/ 235/ 19/ 1 القميان عن الحسن بن علي عن أبي كهمش عن سليمان بن خالد عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّٰه ص ألا أنبئكم بالمؤمن من ائتمنه المؤمنون على أنفسهم و أموالهم إلا أنبئكم بالمسلم من سلم المسلمون من لسانه و يده و المهاجر من هجر السيئات و ترك ما حرم اللّٰه و المؤمن حرام على المؤمن أن يظلمه أو يخذله أو يغتابه أو يدفعه دفعة

[11]

1757- 11 الكافي، 2/ 234/ 13/ 1 محمد عن أحمد عن السراد عن الخراز عن الحذاء عن أبي جعفر ع قال إنما المؤمن الذي إذا رضي لم يدخله رضاه في إثم و لا باطل و إذا سخط لم يخرجه سخطه من قول الحق و الذي إذا قدر لم يخرجه قدرته إلى التعدي إلى ما ليس له بحق

[12]
اشارة

1758- 12 الكافي، 2/ 234/ 14/ 1 العدة عن البرقي عن أبيه عن أبي البختري رفعه قال سمعته يقول المؤمنون هينون لينون كالجمل الآلف- إن قيد انقاد و إن أنيخ على صخرة استناخ

الوافي، ج 4، ص: 163

بيان

هينون لينون بالتخفيف و التشديد معا و قال ابن الأعرابي العرب تمدح بالهين و اللين مخففين و تذم بهما مثقلين و هين فيعل من الهون و هي السكينة و الوقار و السهولة فعينه واو و شي ء هين و هين أي سهل و الآلف في النسخ التي رأيناها باللام من الألفة أي الذي لا يكون وحشيا و في كتب اللغة صحح بالنون من أنف البعير إذا اشتكى أنفه من الحلقة التي تجعل فيه فهو أنف ككتف و صاحب فهو لا يمتنع على قائده للوجع الذي به فهو ذلول منقاد و كان الأصل فيه أن يقال مأنوف لأنه مفعول به كما قالوا مصدور للذي يشتكي صدره و المبطون و جميع ما في الجسد و لكنه جاء شاذا

[13]

1759- 13 الكافي، 2/ 126/ 9/ 1 العدة عن البرقي عن علي بن حسان عمن ذكره عن داود بن فرقد عن أبي عبد اللّٰه ع قال ثلاث من علامات المؤمن علمه بالله و من يحب و من يبغض

[14]
اشارة

1760- 14 الكافي، 2/ 235/ 15/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال ثلاثة من علامات المؤمن العلم بالله و من يحب و من يكره

بيان

يعني و يعلم من يحبه اللّٰه ممن يكرهه أو يعلم من ينبغي حبه و من ينبغي بغضه يعني حبه لمن يحب و بغضه لمن يبغض على بصيرة و علم و لعل الثاني أقرب

[15]
اشارة

1761- 15 الكافي، 2/ 235/ 16/ 1 بهذا الإسناد قال قال رسول اللّٰه ص المؤمن كمثل شجرة لا يتحات ورقها في شتاء

الوافي، ج 4، ص: 164

و لا صيف قالوا يا رسول اللّٰه و ما هي قال النخلة

بيان

يعني أنه مستقيم الأحوال ينتفع منه دائما

[16]

1762- 16 الكافي، 2/ 235/ 17/ 1 العدة عن سهل عن محمد بن أورمة عن أبي إبراهيم الأعجمي عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اللّٰه ع قال المؤمن حليم لا يجهل و إن جهل عليه يحلم و لا يظلم و إن ظلم غفر و لا يبخل و إن بخل عليه صبر

[17]
اشارة

1763- 17 الكافي، 2/ 235/ 18/ 1 العدة عن البرقي عن إسماعيل بن مهران عن منذر بن جيفر عن آدم أبي الحسن اللؤلؤي عن أبي عبد اللّٰه ع قال المؤمن من طاب مكسبه و حسنت خليقته و صحت سريرته و أنفق الفضل من ماله و أمسك الفضل من كلامه و كفى الناس شره و أنصف الناس من نفسه

بيان

الموجود في كتب الرجال آدم أبو الحسين اللؤلؤي مصغرا و كأنه صحف في الكافي

[18]
اشارة

1764- 18 الكافي، 2/ 239/ 29/ 1 عنه عن ابن فضال عن عاصم بن حميد عن الثمالي عن عبد اللّٰه بن الحسن عن أمه فاطمة بنت الحسين بن علي بن

الوافي، ج 4، ص: 165

الحسين بن علي ع قال قال رسول اللّٰه ص ثلاث خصال من كن فيه استكمل خصال الإيمان إذا رضي لم يدخله رضاه في باطل و إذا غضب لم يخرجه الغضب من الحق و إذا قدر لم يتعاط ما ليس له

بيان

الموجود في نسخ الكافي التي رأيناها في إسناد هذا الحديث هكذا و الظاهر أن الراوي هو الحسين بن علي و أن بن تصحيف عن و التعاطي التناول

[19]
اشارة

1765- 19 الكافي، 2/ 239/ 30/ 1 عنه عن أبيه عن عبد اللّٰه بن القاسم عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال أمير المؤمنين ع إن لأهل الدين علامات يعرفون بها صدق الحديث و أداء الأمانة و وفاء العهد و صلة الأرحام و رحمة الضعفاء و قلة المراقبة للنساء- أو قال قلة المواتاة للنساء و بذل المعروف و حسن الخلق و سعة الخلق و اتباع العلم و ما يقرب إلى اللّٰه تعالى زلفى طُوبىٰ لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ و طوبى شجرة في الجنة أصلها في دار النبي ص و ليس من مؤمن إلا و في داره غصن منها لا يخطر على قلبه شهوة شي ء إلا أتاه به ذلك- و لو أن راكبا مجدا سار في ظلها مائة عام ما خرج منه و لو طار من أسفلها غراب ما بلغ أعلاها حتى يسقط هرما إلا ففي هذا فارغبوا إن المؤمن من نفسه في شغل و الناس منه في راحة إذا جن عليه الليل افترش وجهه- و سجد لله تعالى بمكارم بدنه يناجي الذي خلقه في فكاك رقبته ألا

الوافي، ج 4، ص: 166

فهكذا فكونوا

بيان

المواتاة المطاوعة و الزلفى القرب و تأويل طوبى العلم فإن لكل نعيم من الجنة مثالا في الدنيا و مثال شجرة طوبى شجرة العلوم الدينية التي أصلها في دار النبي ص الذي هو مدينة العلم و في دار كل مؤمن غصن منها و إنما شهوات المؤمن و مثوباته في الآخرة فروع معارفه و أعماله الصالحة في الدنيا فإن المعرفة بذر المشاهدة و العمل الصالح غرس النعيم إلا أن من لم يذق لم يعرف و لا يذوق إلا من أخلص دينه لله

و قوي إيمانه بالله بأن يتصف بصفات المؤمن المذكورة في هذا الباب

[20]

1766- 20 الكافي، 2/ 240/ 31/ 1 عنه عن إسماعيل بن مهران عن سيف بن عميرة عن سليمان بن عمرو النخعي عن الحسين بن سيف عن أخيه علي عن سليمان عمن ذكره عن أبي جعفر ع قال سئل النبي ص عن خيار العباد فقال الذين إذا أحسنوا استبشروا و إذا أساءوا استغفروا و إذا أعطوا شكروا و إذا ابتلوا صبروا و إذا غضبوا غفروا

[21]
اشارة

1767- 21 الكافي، 2/ 240/ 32/ 1 بإسناده عن أبي جعفر ع قال قال النبي ص إن خياركم أولوا النهى قيل يا رسول اللّٰه من أولوا النهى قال هم أولوا الأخلاق الحسنة و الأحلام الرزينة و صلة الأرحام و البررة بالأمهات و الآباء و المتعاهدون للفقراء و الجيران و اليتامى و يطعمون الطعام و يفشون السلام في العالم و يصلون و الناس نيام غافلون

الوافي، ج 4، ص: 167

بيان

الأحلام الرزينة العقول المتينة

[22]
اشارة

1768- 22 الكافي، 2/ 240/ 33/ 1 عنه عن النهدي عن عبد العزيز بن عمر عن بعض أصحابه عن يحيى الحلبي قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع أي الخصال بالمرء أجمل فقال وقار بلا مهابة و سماح بلا طلب مكافأة- و تشاغل بغير متاع الدنيا

بيان

مهابة بالباء الموحدة و السماح العطاء

[23]
اشارة

1769- 23 الكافي، 2/ 240/ 34/ 1 محمد عن ابن عيسى عن السراد عن أبي ولاد الحناط عن أبي عبد اللّٰه ع قال كان علي بن الحسين ع يقول إن المعرفة بكمال دين المسلم تركه الكلام فيما لا يعنيه و قلة مرائه و حلمه و صبره و حسن خلقه

بيان

المراء المجادلة و الاعتراض على كلام الغير من غير غرض ديني

[24]
اشارة

1770- 24 الكافي، 2/ 240/ 35/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن محمد بن عرفة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال النبي ص أ لا أخبركم بأشبهكم بي قالوا بلى يا رسول اللّٰه قال أحسنكم خلقا و ألينكم كنفا و أبركم بقرابته و أشدكم حبا لإخوانه في

الوافي، ج 4، ص: 168

دينه و أصبركم على الحق و أكظمكم للغيظ و أحسنكم عفوا و أشدكم من نفسه إنصافا في الرضا و الغضب

بيان

الكنف الجانب

[25]
اشارة

1771- 25 الكافي، 2/ 241/ 36/ 1 محمد عن أحمد عن السراد عن مالك بن عطية عن الثمالي عن علي بن الحسين ع قال من أخلاق المؤمن الإنفاق على قدر الإقتار و التوسع على قدر التوسع- و إنصاف الناس من نفسه و ابتداؤه إياهم بالسلام عليهم

بيان

يعني يقتر على أهله و عياله بقدر ما قتر اللّٰه عليه و يوسع عليهم بقدر ما وسع اللّٰه عليه

[26]
اشارة

1772- 26 الكافي، 2/ 241/ 38/ 1 علي عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد اللّٰه ع قال المؤمن حسن المعونة خفيف المئونة جيد التدبير لمعيشته لا يلسع من جحر مرتين

بيان

يعني لا يقع في آفة بعد وقوعه فيها بل يكون شديد التيقظ في أمر قد غفل عنه يوما ما

[27]
اشارة

1773- 27 الكافي، 2/ 241/ 39/ 1 ابن بندار عن إبراهيم بن إسحاق عن

الوافي، ج 4، ص: 169

سهل بن الحارث عن الدلهاث مولى الرضا ع قال سمعت الرضا ع يقول لا يكون المؤمن مؤمنا حتى تكون فيه ثلاث خصال سنة من ربه و سنة من نبيه و سنة من وليه فأما السنة من ربه فكتمان سره قال اللّٰه تعالى عٰالِمُ الْغَيْبِ فَلٰا يُظْهِرُ عَلىٰ غَيْبِهِ أَحَداً إِلّٰا مَنِ ارْتَضىٰ مِنْ رَسُولٍ و أما السنة من نبيه فمداراة الناس فإن اللّٰه تعالى أمر نبيه ص بمداراة الناس فقال خُذِ الْعَفْوَ وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ و أما السنة من وليه فالصبر في البأساء و الضراء

بيان

لما كان صبر أمير المؤمنين و أولاده المعصومين ع في البأساء و الضراء غير خاف لم يتعرض ع لبيانه كما تعرض للآخرين فإنهم لم يزالوا صبارين في بأس أعدائهم و ضرهم

[28]
اشارة

1774- 28 الكافي، 2/ 233/ 7/ 1 محمد عن ابن عيسى عن محمد بن الحسن و علان عن أبي إسحاق الخراساني عن عمرو بن جميع العبدي عن أبي عبد اللّٰه ع قال شيعتنا السائحون الذابلون الناحلون الذين إذا جنهم الليل استقبلوه بحزن

الوافي، ج 4، ص: 170

بيان

السائح بالمهملتين بينهما مثناة تحتانية الملازم للمساجد و السيح أيضا الذهاب في الأرض للعبادة و في بعض النسخ بالشين المعجمة و تقديم المهملة على الموحدة و الشحب تغير اللون و الهزال و الذابل اليابس الشفة و الناحل من ذهب جسمه من مرض و نحوه

[29]

1775- 29 الكافي، 2/ 233/ 8/ 1 علي عن أبيه عن حماد بن عيسى عن اليماني عن رجل عن أبي عبد اللّٰه ع قال شيعتنا أهل الهدى و أهل التقوى و أهل الخير و أهل الإيمان و أهل الفتح و الظفر

[30]
اشارة

1776- 30 الكافي، 2/ 233/ 9/ 1 محمد عن ابن عيسى عن محمد بن إسماعيل عن بزرج عن المفضل قال قال أبو عبد اللّٰه ع إياك و السفلة فإنما شيعة علي من عف بطنه و فرجه و اشتد جهاده و عمل لخالقه و رجا ثوابه و خاف عقابه فإذا رأيت أولئك فأولئك شيعة جعفر

بيان

السفلة أراذل الناس و أدانيهم و قد ورد النهي عن مخالطتهم و معاملتهم و فسر في الحديث بمن لا يبالي ما قال و لا ما قيل له و بمعان أخر يأتي ذكرها في باب من يكره معاملته و مخالطته من كتاب المعايش و هاهنا قوبل بالشيعة الموصوفين بالصفات المذكورة و حذر عن مخالطتهم و رغب في مصاحبة هؤلاء

[31]
اشارة

1777- 31 الكافي، 2/ 233/ 10/ 1 العدة عن سهل عن السراد عن ابن

الوافي، ج 4، ص: 171

رئاب عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن شيعة علي كانوا خمص البطون ذبل الشفاه أهل رأفة و علم و حلم يعرفون بالرهبانية فأعينوا على ما أنتم عليه بالورع و الاجتهاد

بيان

خماص البطن كناية عن قلة الأكل أو العفة عن أكل أموال الناس

[32]

1778- 32 الكافي، 2/ 235/ 20/ 1 محمد عن ابن عيسى عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن أبي أيوب العطار عن جابر قال قال أبو جعفر ع إنما شيعة علي ع الحلماء العلماء الذبل الشفاه تعرف الرهبانية على وجوههم

[33]

1779- 33 الكافي، 8/ 315/ 494 محمد عن سلمة بن الخطاب عن عبد اللّٰه عن محمد بن سنان عن عبد اللّٰه بن القاسم عن عمرو بن أبي المقدام قال قال أبو عبد اللّٰه ع إن اللّٰه تعالى زين شيعتنا بالحلم و غشاهم بالعلم لعلمه بهم قبل أن يخلق آدم ع

[34]

1780- 34 الكافي، 2/ 236/ 23/ 1 علي عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن المفضل بن عمر قال قال أبو عبد اللّٰه ع إذا أردت أن تعرف أصحابي فانظر من اشتد ورعه و خاف خالقه و رجا ثوابه فإذا رأيت هؤلاء فهؤلاء أصحابي

[35]

1781- 35 الكافي، 2/ 236/ 24/ 1 العدة عن البرقي عن ابن شمون عن عبد اللّٰه بن عمرو بن الأشعث عن عبد اللّٰه بن حماد الأنصاري عن

الوافي، ج 4، ص: 172

عمرو بن أبي المقدام عن أبيه عن أبي جعفر ع قال قال أمير المؤمنين ع شيعتنا المتباذلون في ولايتنا المتحابون في مودتنا المتزاورون في إحياء أمرنا الذين إن غضبوا لم يظلموا و إن رضوا لم يسرفوا بركة على من جاوروا سلم لمن خالطوا

[36]
اشارة

1782- 36 الكافي، 2/ 238/ 27/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن مهزم و بعض أصحابنا عن محمد بن علي عن محمد بن إسحاق الكاهلي و القمي عن الكوفي عن العباس بن عامر عن ربيع بن محمد جميعا عن مهزم الأسدي قال قال أبو عبد اللّٰه ع يا مهزم شيعتنا من لا يعدو [لا يعلو] صوته سمعه و لا شحناؤه بدنه و لا يتمدح بنا معلنا- و لا يجالس لنا عائبا و لا يخاصم لنا قاليا إن لقي مؤمنا أكرمه و إن لقي جاهلا هجره قلت جعلت فداك فكيف أصنع بهؤلاء المتشيعة قال فيهم التمييز و فيهم التبديل و فيهم التمحيص يأتي عليهم سنون تفنيهم و طاعون يقتلهم و اختلاف يبددهم شيعتنا من لا يهر هرير الكلب- و لا يطمع طمع الغراب و لا يسأل عدونا و إن مات جوعا قلت جعلت فداك فأين أطلب هؤلاء قال في أطراف الأرض أولئك الخفيض عيشهم المتنقلة ديارهم إن شهدوا لم يعرفوا و إن غابوا لم يفتقدوا و من الموت لا يجزعون و في القبور يتزاورون و إن لجأ إليهم ذو حاجة منهم رحموه- لن تختلف قلوبهم و إن اختلفت بهم الديار ثم قال

قال رسول اللّٰه ص أنا المدينة و علي الباب و كذب من زعم أنه يدخل المدينة إلا من قبل الباب و كذب من زعم أنه يحبني و يبغض عليا

الوافي، ج 4، ص: 173

بيان

الشحناء العداوة القلاء البغض التمحيص الاختبار و الامتحان السنون القحط الهرير صوت الكلب دون نباحه من قلة صبره على البرد خفض العيش دناءته

[37]

1783- 37 الكافي، 2/ 74/ 3/ 1 القمي عن محمد بن سالم و البرقي عن أبيه جميعا عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال لي يا جابر أ يكتفي من انتحل التشيع أن يقول بحبنا أهل البيت فو الله ما شيعتنا إلا من اتقى اللّٰه و أطاعه و ما كانوا يعرفون يا جابر إلا بالتواضع و التخشع و الأمانة و كثرة ذكر اللّٰه و الصوم و الصلاة و البر بالوالدين و التعهد للجيران من الفقراء و أهل المسكنة و الغارمين و الأيتام و صدق الحديث- و تلاوة القرآن و كف الألسن عن الناس إلا من خير و كانوا أمناء عشائرهم في الأشياء قال جابر فقلت يا ابن رسول اللّٰه ما نعرف اليوم أحدا بهذه الصفة فقال يا جابر لا تذهبن بك المذاهب حسب الرجل أن يقول أحب عليا و أتولاه ثم لا يكون مع ذلك فعالا فلو قال إني أحب رسول اللّٰه ص فرسول اللّٰه خير من علي ثم لا يتبع سيرته و لا يعمل بسنته ما نفعه حبه إياه شيئا فاتقوا اللّٰه و اعملوا لما عند الهّٰ ليس بين اللّٰه و بين أحد قرابة أحب العباد إلى اللّٰه تعالى- و أكرمهم عليه أتقاهم و أعملهم بطاعته يا جابر و اللّٰه ما يتقرب إلى اللّٰه تعالى إلا بالطاعة ما معنا براءة من النار و لا على اللّٰه لأحد من حجة من كان لله مطيعا فهو لنا ولي و من كان لله عاصيا

فهو لنا عدو و ما تنال ولايتنا إلا بالعمل و الورع

الوافي، ج 4، ص: 174

[38]
اشارة

1784- 38 الكافي، 2/ 235/ 21/ 1 العدة عن البرقي عن السراد عن عبد اللّٰه بن سنان عن معروف بن خربوذ عن أبي جعفر ع قال صلى أمير المؤمنين ع بالناس الصبح بالعراق فلما انصرف وعظهم فبكى و أبكاهم من خوف اللّٰه ثم قال أما و اللّٰه لقد عهدت أقواما على عهد خليلي رسول اللّٰه ص و إنهم ليصبحون و يمسون شعثا غبرا خمصا بين أعينهم كركب المعز يبيتون لربهم سجدا و قياما يراوحون بين أقدامهم و جباههم يناجون ربهم و يسألونه فكاك رقابهم من النار و اللّٰه لقد رأيتهم مع هذا و هم خائفون مشفقون

بيان

الركب جمع الركبة و المعز من الغنم خلاف الضأن و المراوحة بين الأقدام و الجباة أن يقوم على القدمين مرة و يضع جبهته على الأرض أخرى

[39]
اشارة

1785- 39 الكافي، 2/ 236/ 22 عنه عن السندي بن محمد عن محمد بن الصلت عن الثمالي عن علي بن الحسين ع قال صلى أمير المؤمنين ع الفجر ثم لم يزل في موضعه حتى صارت الشمس على قيد رمح و أقبل على الناس بوجهه فقال و اللّٰه لقد أدركت أقواما يبيتون لربهم سجدا و قياما يخالفون بين جباههم و ركبهم- كان زفير النار في آذانهم إذا ذكر اللّٰه عندهم مادوا كما يميد الشجر- كأنما القوم باتوا غافلين قال ثم قام فما رئي ضاحكا حتى قبض ع

الوافي، ج 4، ص: 175

بيان

القيد المقدار المخالفة هنا بمعنى المراوحة هناك ماد يميد إذا مال و تحرك كأنما القوم يعني أنهم مع ذلك كانوا خائفين وجلين كأنما باتوا غافلين

[40]
اشارة

1786- 40 الكافي، 2/ 237/ 25/ 1 عنه عن محمد بن علي عن محمد بن سنان عن عيسى النهربيري عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص من عرف اللّٰه و عظمه منع فاه من الكلام و بطنه من الطعام و عنى نفسه بالصيام و القيام قالوا بآبائنا و أمهاتنا يا رسول اللّٰه هؤلاء أولياء اللّٰه قال إن أولياء اللّٰه سكتوا فكان سكوتهم ذكرا و نظروا فكان نظرهم عبرة و نطقوا فكان نطقهم حكمة و مشوا فكان مشيهم بين الناس بركة لو لا الآجال التي قد كتبت عليهم لم تقر أرواحهم في أجسادهم خوفا من العذاب و شوقا إلى الثواب

بيان

هذا الخبر رواه الشيخ الصدوق رحمه اللّٰه عن الحسين بن أحمد بن إدريس عن أبيه عن البرقي عن محمد بن علي عن محمد بن سنان عن عيسى الجريري عن أبي عبد اللّٰه عن أبيه عن أبيه عن أبيه عن أبيه أمير المؤمنين ع قال قال رسول اللّٰه ص الحديث و زاد فيه هكذا سكتوا فكان سكوتهم فكرا و تكلموا فكان كلامهم ذكرا

و عيسى الجريري هو المذكور في كتب الرجال موثقا و هو ابن أعين الأسدي و كأنه مما

الوافي، ج 4، ص: 176

صحف في نسخ الكافي عنى نفسه بالعين المهملة و النون المشددة أي أتعب و العناء بالفتح و المد التعب بآبائنا أي نفديك بهم هؤلاء أولياء اللّٰه استفهام أن أولياء اللّٰه إما رد لقولهم و قول بأنهم أناس أخر صفاتهم فوق هذه الصفات أو تصديق لقولهم و وصف لأولياء اللّٰه بصفات أخرى زيادة على ما ذكر و ما في رواية الصدوق من جعل كلامهم تارة ذكرا و أخرى حكمه إشعار بأنه لا

يخرج عن هذين فالأول في الخلوة و الثاني بين الناس كذا قيل و في آخر الحديث إشعار بأن خوفهم و رجاءهم في الدرجة العليا و الغاية القصوى كما ينبغي أن يكونا

[41]
اشارة

1787- 41 الكافي، 2/ 237/ 26/ 1 عنه عن بعض أصحابه من العراقيين رفعه قال خطب الناس الحسن بن علي ع فقال أيها الناس إنا أخبركم عن أخ لي كان من أعظم الناس في عيني و كان رأس ما عظم به في عيني صغر الدنيا في عينه كان خارجا من سلطان بطنه فلا يشتهي ما لا يجد و لا يكثر إذا وجد كان خارجا من سلطان فرجه فلا يستخف له عقله و لا رأيه كان خارجا من سلطان الجهالة فلا يمد يده إلا على ثقة لمنفعته- كان لا يتشهى و لا يتسخط و لا يتبرم كان أكثر دهره صماتا فإذا قال بذ القائلين كان لا يدخل في مراء و لا يشارك في دعوى و لا يدلي بحجة حتى يرى قاضيا و كان لا يغفل عن إخوانه و لا يخص نفسه بشي ء دونهم- كان ضعيفا مستضعفا فإذا جاء الجد كان ليثا عاديا كان لا يلوم أحدا فيما يقع العذر في مثله حتى يرى اعتذارا كان يفعل ما يقول و يفعل ما لا يقول كان إذا ابتزه أمران لا يدري أيهما أفضل نظر إلى أقربهما إلى الهوي فخالفه كان لا يشكو وجعا إلا عند من يرجو عنده البرء و لا يستشير إلا من يرجو عنده النصيحة كان لا يتبرم و لا يتسخط و لا يتشكى و لا يتشهى و لا ينتقم و لا يغفل عن العدو فعليكم بمثل هذه الأخلاق

الوافي، ج 4، ص: 177

الكريمة أن

أطقتموها فإن لم تطيقوها كلها فأخذ القليل خير من ترك الكثير و لا حول و لا قوة إلا بالله

بيان

لا يتبرم لا يتسام و لا يغتم بذ القائلين سبقهم و غلبهم لا يدلي بحجة لا يأتي بها ليثا أسدا حتى يرى اعتذارا يعني يمهل حتى يرى اعتذارا ابتزه غلبه و هجم عليه و يأتي أخبار أخر في وصف الشيعة في باب حقوق الإخوة إن شاء اللّٰه

[42]

1788- 42 التهذيب، 6/ 52/ 37/ 1 روي عن أبي محمد الحسن بن علي العسكري ع أنه قال علامات المؤمن خمس صلاة الخمسين و زيارة الأربعين و التختم باليمين و تعفير الجبين و الجهر ببسم اللّٰه الرحمن الرحيم

الوافي، ج 4، ص: 179

باب 15 النوادر

[1]

1789- 1 الكافي، 2/ 457/ 16/ 1 علي عن أبيه عن السراد عن إبراهيم بن مهزم عن الحكم بن سالم قال دخل قوم فوعظهم ثم قال ما منكم من أحد إلا و قد عاين الجنة و ما فيها و عاين النار و ما فيها إن كنتم تصدقون بالكتاب

[2]

1790- 2 الكافي، 8/ 395/ 595 على رفعه قال قال أبو عبد اللّٰه ع لرجل ما الفتى عندكم فقال له الشاب فقال لا الفتى المؤمن إن أصحاب الكهف كانوا شيوخا فسماهم اللّٰه عز و جل فتية بإيمانهم

آخر أبواب تفسير الإيمان و الإسلام و ما يتعلق بهما و الحمد لله أولا و آخرا

الوافي، ج 4، ص: 183

أبواب تفسير الكفر و الشرك و ما يتعلق بهما

الآيات

اشارة

قال اللّٰه تعالى في إبليس أَبىٰ وَ اسْتَكْبَرَ وَ كٰانَ مِنَ الْكٰافِرِينَ.

و قال عز و جل إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللّٰهِ وَ رُسُلِهِ وَ يُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللّٰهِ وَ رُسُلِهِ وَ يَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَ نَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذٰلِكَ سَبِيلًا أُولٰئِكَ هُمُ الْكٰافِرُونَ حَقًّا وَ أَعْتَدْنٰا لِلْكٰافِرِينَ عَذٰاباً مُهِيناً.

و قال سبحانه وَ مَنْ يَكْفُرْ بِاللّٰهِ وَ مَلٰائِكَتِهِ وَ كُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلٰالًا بَعِيداً.

و قال جل ذكره وَ مٰا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّٰهِ إِلّٰا وَ هُمْ مُشْرِكُونَ

بيان

قد ورد أن المراد بالشرك في هذه الآية شرك الطاعة لا شرك العبادة

الوافي، ج 4، ص: 184

أقول معنى شرك العبادة أن يعبد غير اللّٰه من صنم أو كوكب أو إنسان أو غير ذلك و يسمى بالشرك الجلي و معنى شرك الطاعة أن يطيع غير اللّٰه فيما لا يرضى اللّٰه من هوى أو شيطان أو إنسان أو غير ذلك و يسمى بالشرك الخفي و الوجه في أن المراد بالشرك في هذه الآية شرك الطاعة أن اللّٰه سبحانه نسبهم إلى الإيمان مع أنه أثبت لهم الشرك و شرك العبادة لا يجتمع مع الإيمان إلا أنه ينبغي أن يعلم أن شرك الطاعة لاستلزامه معصية اللّٰه عز و جل يرجع إلى شرك العبادة و لذا أطلق اسم الشرك عليه و ذلك لأن كل من أطاع مخلوقا في معصية الخالق فقد عبده و كل من عبد غير الخالق فقد عبد هواه كما قال اللّٰه سبحانه أَ فَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلٰهَهُ هَوٰاهُ و من عبد هواه فقد عبد الشيطان كما قال عز و جل أَ لَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يٰا بَنِي آدَمَ أَنْ لٰا تَعْبُدُوا الشَّيْطٰانَ و

تمام الكلام في هذا المقام يأتي في باب وجوه الشرك إن شاء اللّٰه

الوافي، ج 4، ص: 185

باب 16 وجوه الكفر

[1]
اشارة

1791- 1 الكافي، 2/ 389/ 1/ 1 علي عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد اللّٰه ع قال قلت له أخبرني عن وجوه الكفر في كتاب اللّٰه تعالى قال الكفر في كتاب اللّٰه تعالى على خمسة أوجه فمنها كفر الجحود و الجحود على وجهين و الكفر بترك ما أمر اللّٰه تعالى و كفر البراءة و كفر النعمة- فأما كفر الجحود فهو الجحود بالربوبية و هو قول من يقول لا رب و لا جنة و لا نار و هو قول صنفين من الزنادقة يقال لهم الدهرية و هم الذين يقولون و ما يهلكنا إلا الدهر و هو دين وضعوه لأنفسهم بالاستحسان منهم على غير تثبت منهم و لا تحقيق لشي ء مما يقولون قال اللّٰه تعالى إِنْ هُمْ إِلّٰا يَظُنُّونَ إن ذلك كما يقولون و قال إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوٰاءٌ عَلَيْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لٰا يُؤْمِنُونَ يعني بتوحيد اللّٰه تعالى فهذا أحد وجوه الكفر و أما الوجه الآخر من الجحود على معرفة و هو أن يجحد الجاحد و هو يعلم أنه حق قد استيقن عنده و قد قال اللّٰه تعالى وَ جَحَدُوا بِهٰا وَ اسْتَيْقَنَتْهٰا

الوافي، ج 4، ص: 186

أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَ عُلُوًّا و قال اللّٰه عز و جل وَ كٰانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمّٰا جٰاءَهُمْ مٰا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللّٰهِ عَلَى الْكٰافِرِينَ فهذا تفسير وجهي الجحود- و الوجه الثالث من الكفر كفر النعمة و ذلك قول اللّٰه تعالى يحكي قول سليمان ع هٰذٰا

مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَ أَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَ مَنْ شَكَرَ فَإِنَّمٰا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَ مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ و قال لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَ لَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذٰابِي لَشَدِيدٌ و قال فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَ اشْكُرُوا لِي وَ لٰا تَكْفُرُونِ- و الوجه الرابع من الكفر ترك ما أمر اللّٰه تعالى به و هو قول اللّٰه تعالى- وَ إِذْ أَخَذْنٰا مِيثٰاقَكُمْ لٰا تَسْفِكُونَ دِمٰاءَكُمْ وَ لٰا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيٰارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَ أَنْتُمْ تَشْهَدُونَ ثُمَّ أَنْتُمْ هٰؤُلٰاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَ تُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيٰارِهِمْ إلى قوله تعالى وَ تَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فكفرهم بترك ما أمر اللّٰه تعالى به و نسبهم إلى الإيمان و لم يقبله منهم و لم ينفعهم عنده فقال فَمٰا جَزٰاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذٰلِكَ مِنْكُمْ إِلّٰا خِزْيٌ فِي الْحَيٰاةِ الدُّنْيٰا وَ يَوْمَ الْقِيٰامَةِ يُرَدُّونَ إِلىٰ أَشَدِّ الْعَذٰابِ- وَ مَا اللّٰهُ بِغٰافِلٍ عَمّٰا تَعْمَلُونَ و الوجه الخامس من الكفر كفر البراءة و ذلك قوله تعالى يحكي قول إبراهيم ع كَفَرْنٰا بِكُمْ وَ بَدٰا بَيْنَنٰا وَ بَيْنَكُمُ الْعَدٰاوَةُ وَ الْبَغْضٰاءُ أَبَداً حَتّٰى تُؤْمِنُوا بِاللّٰهِ وَحْدَهُ يعني تبرأنا منكم و قال يذكر

الوافي، ج 4، ص: 187

إبليس و تبريه من أوليائه من الإنس يوم القيامة إِنِّي كَفَرْتُ بِمٰا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ و قال إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللّٰهِ أَوْثٰاناً إلى قوله وَ يَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً يعني يتبرأ بعضكم من بعض

بيان

لما كان الجحود في اللغة مطلق الإنكار و كان المراد به هاهنا إنكار ما يتعلق بالربوبية أعني ما جاء من قبل الرب تعالى فسره ع بذلك و خصه به و أن في أن ذلك كما يقولون بفتح الهمزة و تشديد النون متعلق بيظنون و إنما

خص نفي الإيمان في الآية بتوحيد اللّٰه لأن سائر ما يكفرون به من توابع التوحيد على معرفة هكذا في النسخ التي رأيناها و الصواب و أما الوجه الآخر من الجحود فهو الجحود على معرفة و لعله سقط من قلم النساخ و هذا الكفر هو كفر التهود كما أشرنا إليه من قبل و كفر النعمة هو الذي يسمى بالكفران و هو في مقابلة الشكر و كفر ترك ما أمر اللّٰه به هو كفر المخالفة و لعله ع إنما لم يذكر كفر النفاق في هذا الحديث لأنه جعل النفاق قسيما للكفر لا قسما منه لأن فيه إذعانا و يؤيده قوله سبحانه يٰا أَيُّهَا النَّبِيُّ جٰاهِدِ الْكُفّٰارَ وَ الْمُنٰافِقِينَ حيث عطف أحدهما على الآخر

[2]
اشارة

1792- 2 الكافي، 2/ 383/ 1/ 1 العدة عن أحمد عن السراد عن داود بن كثير الرقي قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع سنن رسول اللّٰه ص كفرائض اللّٰه تعالى فقال إن اللّٰه تعالى فرض فرائض موجبات على العباد فمن ترك فريضة من الموجبات فلم

الوافي، ج 4، ص: 188

يعمل بها و جحدها كان كافرا و أمر اللّٰه تعالى بأمور كلها حسنة فليس من ترك بعض ما أمر اللّٰه به عباده من الطاعة بكافر و لكنه تارك للفضل منقوص من الخير

بيان

يعني أن الكل بأمر اللّٰه سبحانه على لسان نبيه ص بعضه فرائض موجبات تركها مع الجحود يوجب الكفر و بعضه فضل تركه يوجب نقص الخير

[3]

1793- 3 الكافي، 2/ 384/ 4/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن ابن بكير عن زرارة عن حمران بن أعين قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن قوله تعالى إِنّٰا هَدَيْنٰاهُ السَّبِيلَ إِمّٰا شٰاكِراً وَ إِمّٰا كَفُوراً قال إما آخذ فهو شاكر و إما تارك فهو كافر

[4]
اشارة

1794- 4 الكافي، 2/ 384/ 5/ 1 الاثنان عن الوشاء عن حماد عن عبيد بن زرارة قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن قوله تعالى وَ مَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمٰانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ قال ترك العمل الذي أقر به من ذلك أن يترك الصلاة من غير سقم و لا شغل

بيان

إسناد هذا الحديث في بعض النسخ هو إسناد سابقة بعينه فسر ع الكفر هاهنا بترك العمل و هو كفر المخالفة و فسر الإيمان بالإقرار بوجوب العمل ثم ذكر لذلك مثالا

الوافي، ج 4، ص: 189

[5]
اشارة

1795- 5 الكافي، 2/ 387/ 12/ 1 محمد عن أحمد عن ابن فضال عن ابن بكير عن عبيد بن زرارة قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن قول اللّٰه تعالى وَ مَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمٰانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ قال من ترك العمل الذي أقر به قلت فما موضع ترك العمل حتى يدعه أجمع قال منه الذي يدع الصلاة متعمدا لا من سكر و لا من علة

بيان

لعل المراد من السؤال استعلام أول ما يوجب الدخول في الكفر من ترك العمل حتى يترك العمل كله فينتهي في الكفر و ذلك لأن من المعلوم أنه ليس ترك كل عمل مما يوجب الكفر و يحتمل أن يكون المراد استعلام مطلق العمل الذي تركه يوجب الكفر و يكون قوله حتى يدعه أجمع استفهاما آخر يعني أ هو ترك الأعمال أجمع فأجاب ع بأنه قد يكون ترك بعض الأعمال كالصلاة

[6]

1796- 6 الكافي، 2/ 386/ 9/ 1 علي عن الاثنين قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع و سئل ما بال الزاني لا تسميه كافرا و تارك الصلاة قد سميته كافرا و ما الحجة في ذلك فقال إن الزاني إنما يفعل ذلك لمكان الشهوة لأنها تغلبه و تارك الصلاة لا يتركها إلا استخفافا بها- و ذلك أن الزاني لا يأتي المرأة إلا و هو مستلذ لإتيانه إياها قاصدا إليها- و كل من ترك الصلاة قاصدا إليها فليس يكون قصده بتركها اللذة فإذا نفيت اللذة وقع الاستخفاف فإذا وقع الاستخفاف وقع الكفر قال

الوافي، ج 4، ص: 190

و سئل أبو عبد اللّٰه ع و قيل له ما فرق بين من نظر إلى امرأة فزنى بها أو خمر فشربها و بين من ترك الصلاة حتى لا يكون الزاني- و شارب الخمر مستخفا كما استخف تارك الصلاة و ما الحجة في ذلك و ما العلة التي تفرق بينهما قال الحجة أن كل ما أدخلت أنت نفسك فيه لم يدعك إليه داع و لم يغلبك عليه غالب شهوة مثل الزاني و شارب الخمر و أنت دعوت نفسك إلى ترك الصلاة و ليس ثم شهوة فهو الاستخفاف بعينه و هذا فرق ما

بينهما

[7]

1797- 7 الكافي، 2/ 388/ 20/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر ع قال إن اللّٰه تعالى نصب عليا علما بينه و بين خلقه فمن عرفه كان مؤمنا و من أنكره كان كافرا- و من جهله كان ضالا و من نصب معه شيئا كان مشركا و من جاء بولايته دخل الجنة و من جاء بعداوته دخل النار

[8]

1798- 8 الكافي، 2/ 389/ 21/ 1 يونس عن موسى بن بكر عن أبي إبراهيم ع قال إن عليا باب من أبواب الجنة فمن دخل بابه كان مؤمنا و من خرج من بابه كان كافرا و من لم يدخل فيه و لم يخرج منه كان في الطبقة التي لله تعالى فيهم المشيئة

[9]

1799- 9 الكافي، 2/ 388/ 18/ 1 الاثنان عن الوشاء عن إبراهيم بن أبي بكر قال سمعت أبا الحسن ع يقول إن عليا ع باب من أبواب الهدي فمن دخل الحديث

[10]

1800- 10 الكافي، 2/ 388/ 16/ 1 الاثنان عن الوشاء عن محمد

الوافي، ج 4، ص: 191

[عبد اللّٰه] بن سنان عن أبي حمزة قال سمعت أبا جعفر ع يقول إن عليا ع باب فتحه اللّٰه تعالى من دخله كان مؤمنا و من خرج منه كان كافرا

[11]

1801- 11 الكافي، 2/ 388/ 17/ 1 العدة عن سهل عن يحيى بن المبارك عن ابن جبلة عن إسحاق بن عمار و ابن سنان و سماعة عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص طاعة علي ذل و معصيته كفر قيل يا رسول اللّٰه و كيف تكون طاعته ذلا و معصيته كفرا قال إن عليا يحملكم على الحق فإن أطعتموه ذللتم و إن عصيتموه كفرتم بالله تعالى

[12]

1802- 12 الكافي، 2/ 387/ 15/ 1 محمد عن أحمد عن السراد عن الخراز عن محمد قال سمعت أبا جعفر ع يقول كل شي ء يجره الإقرار و التسليم فهو الإيمان و كل شي ء يجره الإنكار و الجحود فهو الكفر

الوافي، ج 4، ص: 193

باب 17 وجوه الشرك

[1]
اشارة

1803- 1 الكافي، 2/ 397/ 3/ 1 العدة عن سهل عن يحيى بن المبارك عن ابن جبلة عن سماعة عن أبي بصير و إسحاق بن عمار عن أبي عبد اللّٰه ع في قول اللّٰه تعالى وَ مٰا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّٰهِ إِلّٰا وَ هُمْ مُشْرِكُونَ قال يطيع الشيطان من حيث لا يعلم فيشرك

بيان

و ذلك مثل اتباع البدع و الاستبداد بالرأي في الأمور الشرعية و سوء الفهم لها و نحو ذلك إذا لم يتعمد المعصية فإن ذلك كله إطاعة للشيطان من حيث لا يعلم و هو شرك طاعة ليس بشرك عبادة لأنه تعالى نسبهم إلى الإيمان و لهذا قيدناه بعدم التعمد فإنه مع التعمد كفر و خروج عن الإيمان و شرك عبادة و بهذا يحصل التوفيق بين أخبار هذا الباب المختلف ظواهرها و تمام الفرق بين الكفر و الشرك يأتي عن قريب إن شاء اللّٰه

[2]
اشارة

1804- 2 الكافي، 2/ 397/ 4/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن ابن بكير عن ضريس عن أبي عبد اللّٰه ع في قول اللّٰه تعالى وَ مٰا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّٰهِ إِلّٰا وَ هُمْ مُشْرِكُونَ قال شرك طاعة و ليس بشرك

الوافي، ج 4، ص: 194

عبادة و عن قوله تعالى وَ مِنَ النّٰاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللّٰهَ عَلىٰ حَرْفٍ الآية قال إن الآية تنزل في الرجل ثم تكون في أتباعه ثم قلت كل من نصب دونكم شيئا فهو ممن يعبد اللّٰه على حرف فقال نعم و قد يكون مختصا

بيان

يعني أن الآية قد يكون نزولها مختصا برجل و يكون حكمها عاما لكل من فعل ما فعله ذلك الرجل و قد يكون حكمها أيضا مختصا بمن نزلت فيه و ربما يوجد في النسخ محضا بالحاء المهملة و الضاد المعجمة من دون تاء بينهما فإما أن يكون المراد بالمحوضة الاختصاص أو هو غلط من النساخ قال في مجمع البيان عَلىٰ حَرْفٍ أي على ضعف في العبادة كضعف القائم على حرف أي على طرف جبل و ذلك من اضطرابه في طريق العلم إذا لم يتمكن من الدلائل المؤدية إلى الحق فينقاد لأدنى شبهة لا يمكنه حلها و قيل على حرف أي على شك كما يأتي في الحديث

[3]

1805- 3 الكافي، 2/ 398/ 5/ 1 يونس عن داود بن فرقد عن حسان الجمال عن عميرة عن أبي عبد اللّٰه ع قال سمعته يقول أمر الناس بمعرفتنا و الرد إلينا و التسليم لنا ثم قال و إن صاموا و صلوا و شهدوا أن لا إله إلا اللّٰه و جعلوا في أنفسهم أن لا يردوا إلينا كانوا بذلك

الوافي، ج 4، ص: 195

مشركين

[4]

1806- 4 الكافي، 2/ 398/ 6/ 1 علي عن أبيه عن البزنطي عن الكاهلي قال قال أبو عبد اللّٰه ع لو أن قوما عبدوا اللّٰه تعالى وحده لا شريك له و أقاموا الصلاة و آتوا الزكاة و حجوا البيت و صاموا شهر رمضان ثم قالوا لشي ء صنعه اللّٰه أو صنعه رسول اللّٰه ص ألا صنع بخلاف الذي صنع أو وجدوا ذلك في قلوبهم لكانوا بذلك مشركين ثم تلا هذه الآية فَلٰا وَ رَبِّكَ لٰا يُؤْمِنُونَ حَتّٰى يُحَكِّمُوكَ فِيمٰا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لٰا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمّٰا قَضَيْتَ وَ يُسَلِّمُوا تَسْلِيماً ثم قال أبو عبد اللّٰه ع فعليكم بالتسليم

[5]
اشارة

1807- 5 الكافي، 2/ 398/ 7/ 1 العدة عن البرقي عن أبيه عن الكاهلي عن ابن مسكان عن أبي بصير قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن قول اللّٰه تعالى اتَّخَذُوا أَحْبٰارَهُمْ وَ رُهْبٰانَهُمْ أَرْبٰاباً مِنْ دُونِ اللّٰهِ فقال أما و اللّٰه ما دعوهم إلى عبادة أنفسهم و لو دعوهم إلى عبادة أنفسهم ما أجابوهم و لكن أحلوا لهم حراما و حرموا عليهم حلالا فعبدوهم من حيث لا يشعرون

بيان

هذا الخبر قد مضى مرة أخرى في باب التقليد من أبواب العقل و العلم بدون ذكر محمد بن خالد البرقي في السند في جملة أخبار و كلمات تناسب هذا الباب

الوافي، ج 4، ص: 196

[6]

1808- 6 الكافي، 2/ 398/ 8/ 1 علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد و الثلاثة عن رجل عن أبي عبد اللّٰه ع قال من أطاع رجلا في معصية فقد عبده

[7]

1809- 7 الكافي، 6/ 434/ 24 الاثنان عن أحمد بن محمد بن إبراهيم الأرمني عن ابن يقطين عن أبي جعفر ع قال من أصغى إلى ناطق فقد عبده فإن كان الناطق يروي عن اللّٰه فقد عبد اللّٰه عز و جل و إن كان الناطق يروي عن الشيطان فقد عبد الشيطان

الوافي، ج 4، ص: 197

باب 18 الفرق بين الكفر و الشرك و إن الكفر أقدم

[1]

1810- 1 الكافي، 2/ 383/ 2/ 1 الأربعة عن زرارة عن أبي جعفر ع قال و اللّٰه إن الكفر لأقدم من الشرك و أخبث و أعظم- قال ثم ذكر كفر إبليس حين قال اللّٰه تعالى له اسجد لآدم فأبى أن يسجد فالكفر أعظم من الشرك فمن اختار على اللّٰه تعالى و أبى الطاعة و أقام على الكبائر فهو كافر و من نصب دينا غير دين المؤمنين فهو مشرك

[2]

1811- 2 الكافي، 2/ 386/ 8/ 1 علي عن الاثنين قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع و سئل عن الكفر و الشرك أيهما أقدم فقال الكفر أقدم و ذلك أن إبليس أول من كفر و كان كفره من غير شرك لأنه لم يدع إلى عبادة غير اللّٰه و إنما دعا إلى ذلك بعد فأشرك

[3]
اشارة

1812- 3 الكافي، 2/ 384/ 3/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن ابن بكير عن زرارة عن أبي جعفر ع قال ذكر عنده سالم بن أبي حفصة و أصحابه فقال إنهم ينكرون أن يكون من حارب عليا ع مشركين فقال أبو جعفر ع فإنهم يزعمون أنهم كفار ثم قال إن الكفر أقدم من الشرك ثم ذكر كفر إبليس حين قال له اسجد فأبى أن يسجد و قال الكفر أقدم من الشرك فمن

الوافي، ج 4، ص: 198

اجترى على اللّٰه و أبى الطاعة و أقام على الكبائر فهو كافر يعني مستخفا كافر

بيان

المستتر في قال الذي في أول الحديث يرجع إلى ابن بكير و في ذكر إلى زرارة ذم زرارة سالما و أصحابه الزيديين البتريين بأنهم لم يعتقدوا شرك محاربي علي ع فأجابه ع بما أجابه و معنى آخر الحديث أن الإقامة على الكبائر إنما تكون كفرا إذا كانت على جهة الاستخفاف دون غلبة الشهوة

[4]
اشارة

1813- 4 الكافي، 2/ 385/ 6/ 1 العدة عن سهل عن ابن أسباط عن موسى بن بكر قال سألت أبا الحسن ع عن الكفر و الشرك أيهما أقدم قال فقال لي ما عهدي بك تخاصم الناس قلت أمرني هشام بن سالم أن أسألك عن ذلك فقال لي الكفر أقدم و هو الجحود- قال اللّٰه تعالى إِلّٰا إِبْلِيسَ أَبىٰ وَ اسْتَكْبَرَ وَ كٰانَ مِنَ الْكٰافِرِينَ

بيان

ما عهدي بك يعني لم تكن قبل هذا ممن يخاصم الناس

الوافي، ج 4، ص: 199

باب 19 أدنى الكفر و الشرك و الضلال

[1]
اشارة

1814- 1 الكافي، 2/ 290/ 5/ 1 الثلاثة عن الحسن بن عطية عن يزيد الصائغ قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع رجل على هذا الأمر إن حدث كذب و إن وعد أخلف و إن ائتمن خان ما منزلته قال هي أدنى المنازل من الكفر و ليس بكافر

بيان

يعني إنها أقرب منزلة من منازل الإيمان إلى الكفر إذا جاوزها العبد دخل الكفر و بهذا يعرف أول منزلة من الكفر و لهذا أوردنا هذا الحديث هاهنا

[2]
اشارة

1815- 2 الكافي، 2/ 397/ 1/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن العجلي عن أبي جعفر ع قال سألته عن أدنى ما يكون العبد به مشركا فقال من قال للنواة أنها حصاة و للحصاة إنها [هي] نواة ثم دان به

بيان

يعني اعتقده بقلبه و جعله دينا و الوجه في كونه شركا أنه يرجع إلى متابعة الهوى أو تقليد من يهوى فصاحبه و إن عبد اللّٰه و أطاعه فقد أطاع هواه أو من يهواه مع اللّٰه و أشركه معه

الوافي، ج 4، ص: 200

[3]

1816- 3 الكافي، 2/ 397/ 2/ 1 عنه عن ابن مسكان عن أبي العباس قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن أدنى ما يكون به العبد مشركا- فقال من ابتدع رأيا فأحب عليه أو أبغض عليه

[4]

1817- 4 الفقيه، 3/ 572/ 4955 محمد عن أبي جعفر ع قال أدنى الشرك أن يبتدع الرجل رأيا فيحب عليه و يبغض

[5]

1818- 5 الفقيه، 3/ 572/ 4956 السراد عن عبد اللّٰه بن سنان عن الثمالي قال قلت لأبي جعفر ع ما أدنى النصب قال أن يبتدع الرجل شيئا فيحب عليه و يبغض عليه

[6]
اشارة

1819- 6 الكافي، 2/ 414/ 1/ 1 علي عن أبيه عن حماد عن اليماني عن ابن أذينة عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس قال سمعت عليا ع يقول و أتاه رجل فقال له ما أدنى ما يكون به العبد مؤمنا و أدنى ما يكون به العبد كافرا و أدنى ما يكون به العبد ضالا قال له قد سألت فافهم الجواب أما أدنى ما يكون به العبد مؤمنا أن يعرفه اللّٰه تعالى نفسه فيقر له بالطاعة و يعرفه نبيه ص فيقر له بالطاعة و يعرفه إمامه و حجته في أرضه و شاهده على خلقه فيقر له بالطاعة قلت يا أمير المؤمنين و إن جهل جميع الأشياء إلا ما وصفت قال نعم إذا أمر أطاع و إذا نهي انتهى و أدنى ما يكون به العبد كافرا- من زعم أن شيئا نهى اللّٰه تعالى عنه أن اللّٰه تعالى أمر به و نصبه دينا يتولى عليه و يزعم أنه يعبد الذي أمره به و إنما يعبد الشيطان و أدنى

الوافي، ج 4، ص: 201

ما يكون به العبد ضالا أن لا يعرف حجة اللّٰه تعالى و شاهده على عباده الذي أمر اللّٰه بطاعته و فرض ولايته- قلت يا أمير المؤمنين صفهم لي فقال الذين قرنهم اللّٰه تعالى بنفسه و نبيه فقال يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّٰهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ قلت يا أمير المؤمنين جعلني اللّٰه فداك أوضح لي قال الذين قال

رسول اللّٰه ص في آخر خطبته يوم قبضه اللّٰه إليه إني قد تركت فيكم أمرين لن تضلوا بعدي ما إن تمسكتم بهما كتاب اللّٰه و عترتي أهل بيتي فإن اللطيف الخبير قد عهد إلي أنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض و جمع بين مسبحتيه و لا أقول كهاتين و جمع بين المسبحة و الوسطى فتسبق إحداهما الأخرى فتمسكوا بهما لا تزلوا و لا تضلوا و لا تقدموهم فتضلوا

بيان

أريد بالكافر في هذا الحديث ما يعم المشرك كما يظهر من الجواب

باب 20 وجوه الضلال و المزلة بين الإيمان و الكفر

اشارة

الوافي، ج 4، ص: 203

[1]
اشارة

1820- 1 الكافي، 2/ 401/ 1/ 1 الثلاثة عن البجلي عن هشام صاحب الثريد [هاشم صاحب البريد] قال كنت أنا و محمد بن مسلم و أبو الخطاب مجتمعين فقال لنا أبو الخطاب ما تقولون فيمن لا يعرف هذا الأمر فقلت من لا يعرف هذا الأمر فهو كافر فقال أبو الخطاب ليس بكافر حتى تقوم الحجة عليه فإذا قامت عليه الحجة فلم يعرف فهو كافر فقال له محمد بن مسلم سبحان اللّٰه ما له إذا لم يعرف و لم يجحد فيكفر ليس بكافر إذا لم يجحد قال فلما حججت دخلت على أبي عبد اللّٰه ع فأخبرته بذلك فقال إنك قد حضرت و غابا- و لكن موعدكم الليلة جمرة الوسطى بمنى فلما كانت الليلة اجتمعنا عنده و أبو الخطاب و محمد بن مسلم فتناول وسادة فوضعها في صدره ثم قال لنا ما تقولون في خدمكم و نسائكم و أهليكم أ ليس يشهدون أن لا إله إلا اللّٰه قلت بلى قال أ ليس يشهدون أن محمدا رسول اللّٰه ص قلت

الوافي، ج 4، ص: 204

بلى قال أ ليس يصلون و يصومون و يحجون قلت بلى قال فيعرفون ما أنتم عليه قلت لا قال فما هم عندكم قلت من لم يعرف هذا الأمر فهو كافر قال سبحان اللّٰه أ ما رأيت أهل الطرق و أهل المياه قلت بلى قال أ ليس يصلون و يصومون و يحجون أ ليس يشهدون أن لا إله إلا اللّٰه و أن محمدا رسول اللّٰه قلت بلى قال فيعرفون ما أنتم عليه قلت لا قال فما هم عندكم قلت من لم يعرف هذا الأمر فهو كافر- قال سبحان اللّٰه أ ما

رأيت الكعبة و الطواف و أهل اليمن و تعلقهم بأستار الكعبة قلت بلى قال أ ليس يشهدون أن لا إله إلا اللّٰه و أن محمدا رسول اللّٰه و يصلون و يصومون و يحجون قلت بلى قال فيعرفون ما أنتم عليه قلت لا قال فما تقولون فيهم قلت من لم يعرف فهو كافر قال سبحان اللّٰه هذا قول الخوارج ثم قال إن شئتم أخبرتكم فقلت أنا لا فقال أما إنه شر عليكم أن تقولوا بشي ء ما لم تسمعوه منا قال فظننت أنه يديرنا على قول محمد بن مسلم

بيان

إنما لم يرض الراوي بإخباره ع بالحق لأنه فهم منه أنه يخبر [يخبره] بخلاف رأيه فيفضح عند خصميه و لعله في نفسه رجع إلى الحق و دان به

[2]
اشارة

1821- 2 الكافي، 2/ 402/ 2/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن رجل عن زرارة عن أبي جعفر ع قال قلت له ما تقول في مناكحة الناس فإني قد بلغت ما ترى و ما تزوجت قط فقال و ما يمنعك من ذلك قلت ما يمنعني إلا أنني أخشى أن لا يحل لي مناكحتهم

الوافي، ج 4، ص: 205

فما تأمرني فقال فكيف تصنع و أنت شاب أ تصبر قلت اتخذ الجواري قال فهات الآن فبما تستحل الجواري قلت لأن الأمة ليست بمنزلة الحرة إن رابتني بشي ء بعتها و اعتزلتها- قال فحدثني بما استحللتها قال فلم يكن عندي جواب فقلت له فما ترى أتزوج فقال ما أبالي أن تفعل قلت أ رأيت قولك ما أبالي أن تفعل فإن ذلك على وجهين تقول لست أبالي أن تأثم من غير أن آمرك فبما تأمرني أفعل ذلك بأمرك فقال لي قد كان رسول اللّٰه ص تزوج بمثل عائشة و حفصة و قد كان من أمر امرأة نوح و امرأة لوط ما قد كان إنهما كٰانَتٰا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبٰادِنٰا صٰالِحَيْنِ فقلت إن رسول اللّٰه ص ليس في ذلك بمنزلتي إنما هي تحت يده و هي مقرة بحكمه مقرة بدينه قال فقال لي ما ترى أمر الخيانة- في قول اللّٰه تعالى فَخٰانَتٰاهُمٰا ما يعني بذلك إلا الفاحشة و قد زوج رسول اللّٰه ص فلانا- قال قلت أصلحك اللّٰه ما تأمرني أنطلق فأتزوج بأمرك فقال لي إن كنت فاعلا فعليك بالبلهاء من النساء

قلت و ما البلهاء قال ذوات الخدور العفائف قلت من هي على دين سالم بن أبي حفصة قال لا قلت من هي على دين ربيعة الرأي قال لا و لكن العواتق اللواتي لا ينصبن كفرا و لا يعرفن ما تعرفون قلت فهل تعدو أن تكون مؤمنة أو كافرة قال تصوم و تصلي و تتقي اللّٰه تعالى و لا تدري ما أمركم- فقلت قد قال اللّٰه تعالى هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كٰافِرٌ وَ مِنْكُمْ مُؤْمِنٌ لا

الوافي، ج 4، ص: 206

و اللّٰه لا يكون أحد من الناس ليس بمؤمن و لا بكافر قال فقال أبو جعفر ع قول اللّٰه تعالى أصدق من قولك يا زرارة أ رأيت قول اللّٰه تعالى خَلَطُوا عَمَلًا صٰالِحاً وَ آخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللّٰهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ فلما قال عَسَى اللّٰهُ قلت ما هم إلا مؤمنون أو كافرون قال فقال ما تقول في قوله تعالى إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجٰالِ وَ النِّسٰاءِ وَ الْوِلْدٰانِ لٰا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَ لٰا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا إلى الإيمان فقلت ما هم إلا مؤمنون أو كافرون فقال و اللّٰه ما هم بمؤمنين و لا كافرين ثم أقبل علي فقال ما تقول في أصحاب الأعراف فقلت ما هم إلا مؤمنون أو كافرون إن دخلوا الجنة فهم مؤمنون و إن دخلوا النار فهم كافرون فقال و اللّٰه ما هم بمؤمنين و لا كافرين و لو كانوا مؤمنين لدخلوا الجنة كما دخلها المؤمنون و لو كانوا كافرين لدخلوا النار كما دخلها الكافرون و لكنهم قوم استوت حسناتهم و سيئاتهم فقصرت بهم الأعمال و إنهم لكما قال اللّٰه تعالى فقلت أ من أهل الجنة هم أم من أهل النار فقال اتركهم من حيث تركهم

اللّٰه تعالى قلت أ فترجئهم قال نعم أرجئهم كما أرجأهم اللّٰه تعالى إن شاء أدخلهم الجنة برحمته و إن شاء ساقهم إلى النار بذنوبهم و لم يظلمهم فقلت هل يدخل الجنة كافر قال لا قلت هل يدخل النار إلا كافر قال فقال لا إلا أن يشاء اللّٰه تعالى يا زرارة إني أقول ما شاء اللّٰه و أنت لا تقول ما شاء اللّٰه أما إنك إن كبرت رجعت و تحللت عنك عقدك

بيان

فرق بين الحرة و الأمة بأن الحرة إذا لم توافقه ذهبت بصداقها مجانا مع ما

الوافي، ج 4، ص: 207

في ذلك من الحزازة بخلاف الأمة فإنه يمكن بيعها و انتقاد ثمنها و رابتني من الريب و معنى قوله ع بما استحللتها إنك قبل أن تدخلها في دينك و تكلمها في ذلك كيف جاز لك نكاحها على زعمك فعجز عن الجواب فأشار ع له بعدم البأس بذلك و هو قد أخذ بظاهر كلامه تارة و أوله بما وافق ما زعمه أخرى و اقتصر على ذكر الثاني و أحال بالأول على ظهوره و قوله ع بمثل عائشة و حفصة ليس في بعض النسخ و لعل حذفه إنما كان للتقية في سالف الزمان و قوله ع ما يعني بذلك إلا الفاحشة استفهام إنكار يعني أنك زعمت أن المراد بالخيانة إنما هو الزنا ليس ذلك كذلك بل المراد به الخروج عن الدين و طاعة الرسول.

ثم ذكر ع تزويج رسول اللّٰه ص عثمان بنته ردا لقول زرارة إنما هي تحت يده فإن الأمر هناك كان بالعكس من ذلك و لما كان معنى البلهاء ظاهرا أعرض ع عن تفسيرها أولا إلى ذكر بعض صفاتها ثم لما ظهر أنه منعه عن

فهمه إياها ما استقر في ضميره من نفي المنزلة بين المنزلتين فسرها له بما فسره و ربيعة الرأي كان فقيه أهل المدينة سمي بالإضافة إلى الرأي لأنه كان من أهل الرأي و العاتق الجارية أول ما أدركت أ فترجئهم أي تؤخرهم حتى يفعل اللّٰه بهم ما يريد من الإرجاء بمعنى التأخير و لعل زرارة كان حينئذ ابتداء أمره و شرخ شبابه لم يحنكه التجارب بعد يقال للرجل إذا سكن غضبه تحللت عقده

[3]

1822- 3 الكافي، 2/ 408/ 1/ 1 بهذا الإسناد و محمد عن أحمد عن ابن فضال عن ابن بكير عن زرارة قال قال أبو جعفر ع ما تقول في أصحاب الأعراف الحديث

الوافي، ج 4، ص: 208

[4]
اشارة

1823- 4 الكافي، 2/ 385/ 7/ 1 الثلاثة عن البجلي عن زرارة قال قلت لأبي جعفر ع يدخل النار مؤمن قال لا و اللّٰه قال قلت فما يدخلها إلا كافر قال لا إلا من شاء اللّٰه تعالى قال فلما رددت عليه مرارا قال لي أي زرارة إني أقول لا و أقول إلا من شاء اللّٰه و أنت تقول لا و لا تقول إلا من شاء اللّٰه قال فحدثني هشام بن الحكم و حماد عن زرارة قال قلت في نفسي شيخ لا علم له بالخصومة قال فقال لي يا زرارة ما تقول فيمن أقر لك بالحكم أ تقبله ما تقول في خدمكم و أهليكم أ تقبلهم فقلت أنا و اللّٰه لا علم لي بالخصومة

بيان

قال فحدثني المستتر في قال يعود إلى ابن أبي عمير شيخ يعني به الإمام ع يعني لا يعلم طريق المجادلة فيمن أقر لك بالحكم يعني قال لك أنا على مذهبك كل ما حكمت على أن أعتقده أعتقده و أدين اللّٰه به أ تقبله يعني تحكم عليه بالإيمان بمجرد تقليده إياك و كذا القول في الخدم و الأهلين فعجز زرارة عن الجواب فعلم أنه الذي لا علم له بالخصومة دون الإمام ع و إنما عجز عن الجواب لأنه كيف يحكم عليهم بالإيمان بمجرد التقليد المحض من دون بصيرة و كيف يحكم عليهم بالكفر و هم يقولون إنا ندين بدينك و نقر لك بكل ما تحكم علينا فثبت المنزلة بين المنزلتين قطعا

[5]
اشارة

1824- 5 الكافي، 2/ 382/ 3/ 1 الثلاثة عن هشام بن سالم عن زرارة قال دخلت أنا و حمران أو أنا و بكير على أبي جعفر ع قال- فقلنا له إنا نمد المطمار-/ قال و ما المطمار قلت التر فمن وافقنا من علوي أو غيره توليناه و من خالفنا من علوي أو غيره برئنا منه فقال لي يا زرارة قول اللّٰه تعالى أصدق من قولك فأين الذين قال اللّٰه عز و جل إِلَّا

الوافي، ج 4، ص: 209

الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجٰالِ وَ النِّسٰاءِ وَ الْوِلْدٰانِ لٰا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَ لٰا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا- أين المرجون لأمر اللّٰه أين الذين خلطوا عملا صالحا و آخر سيئا أين أصحاب الأعراف أين المؤلفة قلوبهم و زاد حماد في الحديث قال- فارتفع صوت أبي جعفر ع و صوتي حتى كاد يسمعه من على باب الدار فزاد فيه جميل عن زرارة فلما كثر الكلام بيني و بينه قال لي يا زرارة حقا

على اللّٰه تعالى أن يدخل الضلال الجنة

بيان

المطمار بالمهملتين خيط للبناء يقدر به و كذا التر بضم المثناة الفوقانية و الراء المشددة يعني أنا نضع ميزانا لتولينا الناس و براءتنا منهم و هو ما نحن عليه من التشيع فمن استقام معنا عليه فهو ممن توليناه و من مال عنه و عدل فنحن منه براء كائنا من كان

[6]

1825- 6 الكافي، 2/ 388/ 19/ 1 محمد عن أحمد عن ابن سنان عن ابن بكير عن زرارة عن أبي عبد اللّٰه ع قال لو أن العباد إذا جهلوا وقفوا و لم يجحدوا لم يكفروا

[7]
اشارة

1826- 7 الكافي، 2/ 278/ 7/ 1 يونس عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد اللّٰه ع قال قلت له بين الضلال و الكفر منزلة قال ما أكثر عرى الإيمان

بيان

أراد السائل هل يوجد ضال ليس بكافر أو كل من كان ضالا فهو كافر

الوافي، ج 4، ص: 210

فأشار ع في جوابه باختيار الشق الأول و بين ذلك بأن عرى الإيمان كثيرة منها ما هو بحيث من يتركها يصير كافرا و منها ما هو بحيث من يتركها لا يصير كافرا بل يصير ضالا فقد تحقق المنزلة بينهما بتحقق بعض عرى الإيمان دون بعض

الوافي، ج 4، ص: 211

باب 21 أصناف الناس

[1]
اشارة

1827- 1 الكافي، 2/ 381/ 2/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن حماد عن حمزة بن الطيار قال قال أبو عبد اللّٰه ع الناس على ست فرق يؤلون كلهم إلى ثلاث فرق الإيمان و الكفر و الضلال و هم أهل الوعدين الذين وعدهم اللّٰه تعالى الجنة و النار المؤمنون و الكافرون- و المستضعفون و المرجون لأمر اللّٰه إما يعذبهم و إما يتوب عليهم و المعترفون بذنوبهم خلطوا عملا صالحا و آخر سيئا و أهل الأعراف

بيان

يعني أن الناس ينقسمون أولا إلى ثلاث فرق بحسب الإيمان و الكفر و الضلال ثم أهل الضلال ينقسمون إلى أربع فيصير المجموع ست فرق الأولى أهل الوعد بالجنة و هم المؤمنون و أريد بهم من آمن بالله و بالرسول و بجميع ما جاء به الرسول بلسانه و قلبه و أطاع اللّٰه بجوارحه و الثانية أهل الوعيد بالنار و هم الكافرون و أريد بهم من كفر بالله أو برسوله أو بشي ء مما جاء به الرسول إما بقلبه أو بلسانه أو خالف اللّٰه في شي ء من كبائر الفرائض استخفافا و الثالثة المستضعفون و هم الذين لا يهتدون إلى الإيمان سبيلا لعدم استطاعتهم كالصبيان و المجانين و البله و من لم تصل الدعوة إليه و الرابعة المرجون لأمر اللّٰه و هم المؤخر حكمهم إلى يوم القيامة من الإرجاء بمعنى التأخير يعني لم يأت لهم وعد و لا وعيد في الدنيا و إنما أخر أمرهم إلى مشيئة اللّٰه فيهم.

الوافي، ج 4، ص: 212

إما يعذبهم و إما يتوب عليهم و هم الذين تابوا من الكفر و دخلوا في الإسلام إلا أن الإسلام لم يتقرر في قلوبهم و لم يطمئنوا إليه بعد و منهم المؤلفة

قلوبهم و من يعبد اللّٰه على حرف قبل أن يستقرا على الإيمان أو الكفر و هذا التفسير للمرجئين بحسب هذا التقسيم الذي في الحديث و إلا فأهل الضلال كلهم مرجون لأمر اللّٰه كما تأتي الإشارة إليه في حديث آخر و الخامسة فساق المؤمنين الذين خلطوا عملا صالحا و آخر سيئا ثم اعترفوا بذنوبهم فعسى اللّٰه أن يتوب عليهم و السادسة أصحاب الأعراف و هم قوم استوت حسناتهم و سيئاتهم لا يرجح أحدهما على الآخر ليدخلوا به الجنة أو النار فيكونون في الأعراف حتى يرجح أحد الأمرين بمشيئة اللّٰه سبحانه و هذا التفسير و التفصيل يظهر من الأخبار الآتية إن شاء اللّٰه

[2]
اشارة

1828- 2 الكافي، 2/ 381/ 1/ 1 العدة عن سهل عن ابن أسباط عن سليم مولى طربال عن هشام عن حمزة بن الطيار قال قال لي أبو عبد اللّٰه ع الناس على ستة أصناف قال قلت تأذن لي أن أكتبها قال نعم قلت ما أكتب قال اكتب أهل الوعدين أهل الجنة و أهل النار و اكتب وَ آخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صٰالِحاً وَ آخَرَ سَيِّئاً قال قلت من هؤلاء قال وحشي منهم قال و اكتب وَ آخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللّٰهِ إِمّٰا يُعَذِّبُهُمْ وَ إِمّٰا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ قال و اكتب إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجٰالِ وَ النِّسٰاءِ وَ الْوِلْدٰانِ لٰا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَ لٰا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا لا يستطيعون حيلة إلى الكفر و لا يهتدون سبيلا إلى الإيمان فَأُولٰئِكَ عَسَى اللّٰهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ قال و اكتب أصحاب الأعراف قال قلت و ما أصحاب

الوافي، ج 4، ص: 213

الأعراف قال قوم استوت حسناتهم و سيئاتهم فإن أدخلهم النار فبذنوبهم و إن أدخلهم الجنة فبرحمته

بيان

وحشي قاتل حمزة رضي اللّٰه عنه و قد أسلم بعد ذلك و هو عمله الصالح كما أن قتله حمزة عمله السيئ و لا ينافي ذلك دخوله في المرجئين أيضا كما في الحديث الآتي لأن هؤلاء أيضا مرجون لأمر اللّٰه و إن كانوا قسيما لهم من جهة أخرى هذا هو توجيه هذا الحديث و أما الأصل في الفرق بين الفرق فهو ما حققناه سابقا كما يظهر من الأخبار الآتية

[3]

1829- 3 الكافي، 2/ 407/ 1/ 1 محمد عن أحمد عن علي بن الحكم عن موسى بن بكر عن زرارة عن أبي جعفر ع في قول اللّٰه تعالى وَ آخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللّٰهِ قال قوم كانوا مشركين فقتلوا مثل حمزة و جعفر و أشباههما من المؤمنين رحمة اللّٰه عليهم ثم إنهم دخلوا في الإسلام فوحدوا اللّٰه و تركوا الشرك و لم يعرفوا الإيمان بقلوبهم فيكونوا من المؤمنين فتجب لهم الجنة و لم يكونوا على جحودهم فيكفروا فتجب لهم النار و هم على تلك الحال إما يعذبهم و إما يتوب عليهم

[4]

1830- 4 الكافي، 2/ 407/ 2/ 1 العدة عن سهل عن علي بن حسان عن موسى بن بكر الواسطي عن رجل قال قال أبو جعفر ع المرجون قوم كانوا مشركين فقتلوا مثل حمزة و جعفر و أشباههما رحمة اللّٰه عليهم من المؤمنين ثم إنهم بعد ذلك دخلوا في الإسلام فوحدوا اللّٰه

الوافي، ج 4، ص: 214

و تركوا الشرك و لم يكونوا يؤمنون فيكونوا من المؤمنين و لم يؤمنوا فتجب لهم الجنة و لم يكفروا فتجب لهم النار فهم على تلك الحال مرجون لأمر اللّٰه

[5]

1831- 5 الكافي، 2/ 410/ 1/ 1 محمد عن أحمد عن على بن الحكم عن موسى بن بكر و علي عن العبيدي عن يونس عن رجل جميعا عن زرارة عن أبي جعفر ع قال الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ قوم وحدوا اللّٰه تعالى و خلعوا عباده من دون اللّٰه تعالى و لم تدخل المعرفة قلوبهم أن محمدا ص نبي فكان رسول اللّٰه ص يتألفهم و يعرفهم لكيما يعرفوا و يعلمهم

[6]
اشارة

1832- 6 الكافي، 2/ 411/ 2/ 1 الثلاثة عن ابن أذينة عن زرارة عن أبي جعفر ع قال سألته عن قول اللّٰه تعالى وَ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ- قال هم قوم وحدوا اللّٰه و خلعوا عبادة من يعبد من دون اللّٰه و شهدوا أن لا إله إلا اللّٰه و أن محمدا رسول اللّٰه و هم في ذلك شكاك في بعض ما جاء به محمد ص فأمر اللّٰه تعالى نبيه ص أن يتألفهم بالمال و العطاء حتى يحسن إسلامهم و يثبتوا على دينهم- الذي قد دخلوا فيه و أقروا به و أن محمدا ص يوم حنين تألف رؤساء من رءوس العرب من قريش و سائر مضر منهم أبو سفيان بن حرب و عيينة بن حصين الفزاري و أشباههم من الناس- فغضبت الأنصار و اجتمعوا إلى سعد بن عبادة فانطلق بهم إلى رسول اللّٰه ص بالجعرانة فقال يا رسول اللّٰه أ تأذن لي في

الوافي، ج 4، ص: 215

الكلام فقال نعم فقال إن كان هذا الأمر من هذه الأموال التي قسمت بين قومك شيئا أنزله اللّٰه رضينا به و إن كان غير ذلك لم نرض [به] قال زرارة و سمعت أبا جعفر ع يقول فقال رسول اللّٰه ص يا معشر الأنصار أ كلكم

على قول سيدكم سعد فقالوا سيدنا اللّٰه و رسوله ثم قالوا في الثالثة نحن على مثل قوله و رأيه- قال زرارة و سمعت أبا جعفر ع يقول فحط اللّٰه تعالى نورهم- ففرض للمؤلفة قلوبهم سهما في القرآن

بيان

مضر أبو قبيله و الجعرانة بالجيم و المهملتين و النون موضع قريب من مكة و قد يشدد الراء فتكسر العين و أشار سعد بهذه الأموال إلى غنائم دار الحرب لم يرض هو و قومه أن يشركهم فيها أحد و إن فعل ذلك رسول اللّٰه ص نقص اللّٰه بسبب ذلك نورهم ثم فرض اللّٰه للمؤلفة سهما في مال الزكاة و أنزل فيه القرآن

[7]
اشارة

1833- 7 الكافي، 2/ 411/ 3/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن رجل عن زرارة عن أبي جعفر ع قال الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ لم يكونوا قط أكثر منهم اليوم

بيان

و ذلك لأن أكثر المسلمين في أكثر الأزمنة و البلاد دينهم مبتن على دنياهم إن أعطوا من الدنيا رضوا بالدين و إن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون

[8]

1834- 8 الكافي، 2/ 412/ 4/ 1 الثلاثة عن إبراهيم بن عبد الحميد عن

الوافي، ج 4، ص: 216

إسحاق بن غالب قال قال أبو عبد اللّٰه ع يا إسحاق كم ترى أهل هذه الآية إن أعطوا منها رضوا و إن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون قال ثم قال هم أكثر من ثلثي الناس

[9]

1835- 9 الكافي، 2/ 412/ 5/ 1 العدة عن سهل عن علي بن حسان عن موسى بن بكر عن رجل قال قال أبو جعفر ع ما كانت الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ قط أكثر منهم اليوم و هم قوم وحدوا اللّٰه تعالى و خرجوا من الشرك و لم تدخل معرفة محمد ص قلوبهم- و ما جاء به فتألفهم رسول اللّٰه ص و تألفهم المؤمنون بعد رسول اللّٰه ص لكيما يعرفوا

[10]

1836- 10 الكافي، 2/ 413/ 1/ 1 الثلاثة عن ابن أذينة عن الفضيل و زرارة عن أبي جعفر ع في قول اللّٰه تعالى وَ مِنَ النّٰاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللّٰهَ عَلىٰ حَرْفٍ فَإِنْ أَصٰابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَ إِنْ أَصٰابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلىٰ وَجْهِهِ- خَسِرَ الدُّنْيٰا وَ الْآخِرَةَ ذٰلِكَ هُوَ الْخُسْرٰانُ الْمُبِينُ قال زرارة سألت عنها أبا جعفر ع فقال هؤلاء قوم عبدوا اللّٰه و خلعوا عبادة من يعبد من دون اللّٰه و شكوا في محمد و ما جاء به فتكلموا بالإسلام و شهدوا أن لا إله إلا اللّٰه و أن محمدا رسول اللّٰه و أقروا بالقرآن و هم في ذلك شاكون في محمد ص و ما جاء به فليسوا شكاكا في اللّٰه تعالى- قال اللّٰه تعالى وَ مِنَ النّٰاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللّٰهَ عَلىٰ حَرْفٍ يعني على شك في محمد ص و ما جاء به فَإِنْ أَصٰابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ

الوافي، ج 4، ص: 217

يعني عافية في نفسه و ماله و ولده اطمأن به و رضي وَ إِنْ أَصٰابَتْهُ فِتْنَةٌ بلاء في جسده أو ماله تطير و كره المقام على الإقرار بالنبي ص فرجع إلى الوقوف و الشك و نصب العداوة لله و لرسوله ص- و الجحود بالنبي ص و

ما جاء به

[11]

1837- 11 الكافي، 2/ 413/ 2/ 1 محمد عن أحمد عن علي بن الحكم عن موسى بن بكر عن زرارة الكافي، 2/ 414/ 2/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن رجل عن زرارة عن أبي جعفر ع قال سألته عن قول اللّٰه تعالى وَ مِنَ النّٰاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللّٰهَ عَلىٰ حَرْفٍ قال هم قوم وحدوا اللّٰه و خلعوا عباده من يعبد من دون اللّٰه تعالى فخرجوا من الشرك و لم يعلموا أن محمدا رسول اللّٰه فهم يعبدون اللّٰه على شك في محمد و ما جاء به فأتوا رسول اللّٰه ص و قالوا ننظر فإن كثرت أموالنا و عوفينا في أنفسنا و أولادنا علمنا أنه صادق و أنه رسول اللّٰه و إن كان غير ذلك نظرنا قال اللّٰه تعالى فَإِنْ أَصٰابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ يعني عافية في الدنيا وَ إِنْ أَصٰابَتْهُ فِتْنَةٌ يعني بلاء في نفسه و ماله انقلب على وجهه انقلب على شكه إلى الشرك خسر الدنيا و الآخرة ذلك هو الخسران المبين يدعو من دون اللّٰه ما لا يضره و ما لا ينفعه قال ينقلب مشركا يدعو غير اللّٰه و يعبد غيره فمنهم من يعرف فيدخل الإيمان قلبه فيؤمن و يصدق و يزول عن منزلته من الشك

الوافي، ج 4، ص: 218

إلى الإيمان و منهم من يثبت على شكه و منهم من ينقلب على الشرك

[12]
اشارة

1838- 12 الكافي، 2/ 409/ 1/ 1 محمد عن أحمد عن مروك بن عبيد عن رجل عن أبي عبد اللّٰه ع قال لعن اللّٰه القدرية لعن اللّٰه الخوارج لعن اللّٰه المرجئة لعن اللّٰه المرجئة قال فقلت لعنت هؤلاء مرة مرة و لعنت هؤلاء مرتين قال إن هؤلاء يقولون إن

قتلتنا مؤمنون فدماؤنا متلطخة بثيابهم إلى يوم القيامة إن اللّٰه تعالى حكى عن قوم في كتابه أَلّٰا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتّٰى يَأْتِيَنٰا بِقُرْبٰانٍ تَأْكُلُهُ النّٰارُ قُلْ قَدْ جٰاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنٰاتِ- وَ بِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صٰادِقِينَ قال كان بين القائلين و القاتلين خمسمائة عام فألزمهم اللّٰه تعالى القتل برضاهم بما فعلوا

بيان

القدرية هم القائلون بالتفويض و إن أفعالنا مخلوقة لنا و ليس لله فيه صنع و لا مشيئة و لا إرادة و الخوارج الذين يخرجون على الإمام ع و المرجئة المؤخرون أمير المؤمنين ع عن مرتبته في الخلافة أو القائلون بأن لا يضر مع الأيمان معصية هؤلاء يقولون يعني بهم المرجئة قتلتنا يعني قاتلي الأئمة المعصومين ع و إنما كان دماؤهم ع متلطخة بثياب هؤلاء لرضاهم بقتلهم أو عدم مبالاتهم بذلك

[13]
اشارة

1839- 13 الكافي، 2/ 410/ 6/ 1 محمد عن محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن أبان عن الفضيل بن يسار عن أبي عبد اللّٰه ع قال

الوافي، ج 4، ص: 219

لا تجالسوهم يعني المرجئة لعنهم اللّٰه و لعن مللهم المشركة الذين لا يعبدون اللّٰه تعالى على شي ء من الأشياء

بيان

يظهر من قوله ع مللهم أن المراد بالمرجئة المعنى الأول لأنهم الذين في مللهم كثرة

[14]
اشارة

1840- 14 الكافي، 2/ 409/ 2/ 1 الثلاثة عن محمد بن حكيم و حماد بن عثمان عن أبي مسروق قال سألني أبو عبد اللّٰه ع عن أهل البصرة ما هم فقلت مرجئة و قدرية و حرورية قال لعن اللّٰه تلك الملل الكافرة المشركة التي لا تعبد اللّٰه على شي ء

بيان

الحرورية فرقة من الخوارج تنسب إلى حروراء و هي قرية بقرب الكوفة كان أول اجتماعهم بها

[15]

1841- 15 الكافي، 2/ 387/ 14/ 1 عنه عن الخطاب بن مسلمة و أبان عن الفضيل قال دخلت على أبي جعفر ع و عنده رجل فلما قعدت قام الرجل فخرج فقال لي يا فضيل ما هذا عندك قلت و ما هو قال حروري قلت كافر قال إي و اللّٰه مشرك

[16]
اشارة

1842- 16 الكافي، 2/ 410/ 5/ 1 محمد عن ابن عيسى عن الحسين عن فضالة عن سيف بن عميرة عن الحضرمي قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع أهل الشام شر أم أهل الروم فقال إن الروم كفروا و لم

الوافي، ج 4، ص: 220

يعادونا و إن أهل الشام كفروا و عادونا

بيان

هذا مع أن أهل الروم كانوا يومئذ كفرة و أهل الشام كانوا يدعون الإسلام

[17]

1843- 17 الكافي، 2/ 409/ 3/ 1 محمد عن أحمد عن علي بن الحكم عن بزرج عن سليمان بن خالد عن أبي عبد اللّٰه ع قال أهل الشام شر من أهل الروم و أهل المدينة شر من أهل مكة و أهل مكة يكفرون بالله جهرة

[18]

1844- 18 الكافي، 2/ 410/ 4/ 1 العدة عن البرقي عن عثمان عن سماعة عن أبي بصير عن أحدهما ع قال إن أهل مكة يكفرون بالله تعالى جهرة و إن أهل المدينة أخبث منهم بسبعين ضعفا

[19]

1845- 19 الكافي، 2/ 404/ 1/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن بعض أصحابه عن زرارة قال سألت أبا جعفر ع عن المستضعف- قال هو الذي لا يستطيع حيلة إلى الكفر فيكفر و لا يهتدي سبيلا إلى الإيمان لا يستطيع أن يؤمن و لا يستطيع أن يكفر فمنهم الصبيان و من كان من الرجال و النساء على مثل عقول الصبيان مرفوع عنهم القلم

[20]

1846- 20 الكافي، 2/ 404/ 2/ 1 الثلاثة عن جميل عن زرارة عن أبي جعفر ع قال المستضعفون الذين لا يستطيعون حيلة- و لا يهتدون سبيلا قال لا يستطيعون حيلة إلى الإيمان و لا يكفرون الصبيان و أشباه عقول الصبيان من الرجال و النساء

الوافي، ج 4، ص: 221

[21]

1847- 21 الكافي، 2/ 404/ 3/ 1 العدة عن سهل عن السراد عن ابن رئاب عن زرارة قال سألت أبا جعفر ع عن المستضعف- فقال هو الذي لا يستطيع حيلة يدفع عنه بها الكفر و لا يهتدي بها إلى سبيل الإيمان لا يستطيع أن يؤمن و لا يكفر قال و الصبيان و من كان من الرجال و النساء على مثل عقول الصبيان

[22]
اشارة

1848- 22 الكافي، 2/ 405/ 5/ 1 محمد عن أحمد عن الحسين عن فضالة عن عمر بن أبان قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن المستضعفين- فقال هم أهل الولاية فقلت أي الولاية فقال أما إنها ليست بالولاية في الدين و لكنها الولاية في المناكحة و الموارثة و المخالطة و هم ليسوا بالمؤمنين و لا بالكفار و هم المرجون لأمر اللّٰه

بيان

المراد بالمرجين لأمر اللّٰه في هذا الحديث معناه الأعم كما مر ليستقيم إدخال المستضعفين فيهم

[23]
اشارة

1849- 23 الكافي، 2/ 405/ 6/ 1 الاثنان عن الوشاء عن مثنى الحناط عن إسماعيل الجعفي قال سألت أبا جعفر ع عن الدين الذي لا يسع العباد جهله فقال الدين واسع و لكن الخوارج ضيقوا على أنفسهم من جهلهم قلت جعلت فداك أحدثك بديني الذي أنا عليه- فقال نعم قلت أشهد أن لا إله إلا اللّٰه و أن محمدا عبده و رسوله

الوافي، ج 4، ص: 222

و الإقرار بما جاء من عند اللّٰه تعالى و أتولاكم و أبرأ من أعدائكم و من ركب رقابكم و تأمر عليكم و ظلمكم حقكم فقال ما جهلت شيئا هو و اللّٰه الذي نحن عليه قلت فهل سلم أحد لا يعرف هذا الأمر فقال لا إلا المستضعفين قلت من هم قال نساؤكم و أولادكم ثم قال أ رأيت أم أيمن فإني أشهد أنها من أهل الجنة و ما كانت تعرف ما أنتم عليه

بيان

لعل أم أيمن كانت امرأة في ذلك الزمان معروفة للمخاطب أو المراد بها أم أيمن التي كانت في عهد النبي ص و شهد لها النبي ص بأنها من أهل الجنة

[24]
اشارة

1850- 24 الكافي، 2/ 406/ 10/ 1 الثلاثة عن أبي المغراء عن أبي بصير الكافي، 2/ 405/ 7/ 1 علي عن أبيه عن العبيدي عن يونس عن ابن مسكان عن أبي بصير قال قال أبو عبد اللّٰه ع من عرف اختلاف الناس فليس بمستضعف

بيان

لعل المراد بالمعرفة الفهم و الإدراك دون مجرد السماع

[25]

1851- 25 الكافي، 2/ 404/ 4/ 1 محمد عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن عبد اللّٰه بن جندب عن سفيان بن السمط البجلي قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع ما تقول في المستضعفين فقال لي شبيها بالفزع و تركتم أحدا يكون مستضعفا و أين المستضعفون فو الله لقد مشى

الوافي، ج 4، ص: 223

بأمركم هذا العواتق إلى العواتق في خدورهن و تحدثت [تحدث] به السقايات في طريق المدينة

[26]

1852- 26 الكافي، 2/ 406/ 11/ 1 العدة عن سهل عن إسماعيل بن مهران عن محمد بن منصور الخزاعي عن علي بن سويد عن أبي الحسن موسى ع قال سألته عن الضعفاء فكتب إلي الضعيف من لم ترفع إليه حجة و لم يعرف اختلاف الناس فإذا عرف الاختلاف فليس بضعيف

[27]

1853- 27 الكافي، 2/ 406/ 12/ 1 بعض أصحابنا عن علي بن الحسين [الحسن] عن علي بن حبيب الخثعمي عن أبي سارة إمام مسجد بني هلال عن أبي عبد اللّٰه ع قال ليس اليوم مستضعف- أبلغ الرجال الرجال و النساء النساء

[28]

1854- 28 الكافي، 2/ 406/ 8/ 1 محمد عن ابن عيسى عن السراد عن جميل بن دراج قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع إني ربما ذكرت هؤلاء المستضعفين فأقول نحن و هم في منازل الجنة فقال أبو عبد اللّٰه ع لا يفعل اللّٰه تعالى ذلك بكم أبدا

[29]
اشارة

1855- 29 الكافي، 2/ 406/ 9/ 1 عنه عن التيمي عن أخويه محمد و أحمد

الوافي، ج 4، ص: 224

ابني الحسن عن علي بن يعقوب عن هارون بن مسلم عن أيوب بن الحر قال قال رجل لأبي عبد اللّٰه ع و نحن عنده جعلت فداك إنا نخاف أن ننزل بذنوبنا منازل المستضعفين قال فقال لا و اللّٰه لا يفعل اللّٰه ذلك بكم أبدا

بيان

إنما قال ع لا يفعل اللّٰه ذلك بكم أبدا لأن منازل المؤمنين في الجنة أرفع من منازل المستضعفين و إن كانوا جميعا يدخلونها و كان مذنبو المؤمنين إنما يدخلونها بعد التمحيص و التطهير

الكافي، 2/ 406/ 10/ 1 الثلاثة عن رجل عن أبي عبد اللّٰه ع مثله

[30]

1856- 30 الكافي، 2/ 408/ 2/ 1 العدة عن سهل عن علي بن حسان عن موسى بن بكر عن رجل قال قال أبو جعفر ع الذين خَلَطُوا عَمَلًا صٰالِحاً وَ آخَرَ سَيِّئاً فأولئك قوم مؤمنون يحدثون في أيمانهم من الذنوب- التي يعيبها المؤمنون و يكرهونها فأولئك عَسَى اللّٰهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ

الوافي، ج 4، ص: 225

باب 22 دعائم الكفر و النفاق و شعبهما

[1]
اشارة

1857- 1 الكافي، 2/ 391/ 1/ 1 علي عن أبيه عن حماد عن اليماني عن ابن أذينة عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين ع قال بني الكفر على أربع دعائم الفسق و الغلو و الشك و الشبهة و الفسق على أربع شعب [على] الجفاء و العمى و الغفلة و العتو فمن جفا احتقر الحق [الخلق] و مقت الفقهاء- و أصر على الحنث العظيم و من عمي نسي الذكر و اتبع الظن و بارز خالقه- و ألح عليه الشيطان و طلب المغفرة بلا توبة و لا استكانة و من غفل جنى على نفسه و انقلب على ظهره و حسب غيه رشده و غرته الأماني و أخذته الحسرة و الندامة إذا قضي الأمر و انكشف عنه الغطاء و بدا له ما لم يكن يحتسب و من عتا عن أمر اللّٰه شك و من شك تعالى [تعاطى] اللّٰه عليه فأذله بسلطانه و صغره بجلاله كما اغتر بربه الكريم ففرط في أمره- و الغلو على أربع شعب على التعمق في الرأي [بالرأي] و التنازع فيه و الزيغ و الشقاق فمن تعمق لم ينب إلى الحق و لم يزدد إلا غرقا في الغمرات و لم تنحسر عنه فتنة إلا غشيته أخرى و انخرق دينه فهو يهوي في أمر

مريج و من نازع في الرأي [الدين] و خاصم شهر بالفشل من طول اللجاج و من زاغ قبحت عنده الحسنة و حسنت عنده السيئة و من شاق أوعزت عليه طرقه و اعترض عليه أمره فضاق عليه مخرجه إذا [و] لم يتبع سبيل المؤمنين

الوافي، ج 4، ص: 226

و الشك على أربع شعب على المرية و الهوى و التردد و الاستسلام و هو قول اللّٰه تعالى فَبِأَيِّ آلٰاءِ رَبِّكَ تَتَمٰارىٰ- و في رواية أخرى على المرية و الهول من الحق و التردد و الاستسلام للجهل و أهله فمن هاله ما بين يديه نكص على عقبيه و من امترى في الدين تردد في الريب و سبقه الأولون من المؤمنين و أدركه الآخرون و وطأه سنابك الشيطان و من استسلم لهلكة الدنيا و الآخرة هلك فيهما [فيما بينهما] و من نجى من ذلك فمن فضل اليقين و لم يخلق اللّٰه تعالى خلقا أقل من اليقين- و الشبهة على أربع شعب إعجاب بالزينة و تسويل النفس و تأول المعوج و لبس الحق بالباطل و ذلك بأن الزينة تصدف عن البينة و إن تسويل النفس يقحم على الشهوة و إن العوج يميل بصاحبه ميلا عظيما و إن اللبس ظلمات بعضها فوق بعض فذلك الكفر و دعائمه و شعبه- قال و النفاق على أربع دعائم الهوى و الهويناء و الحفيظة و الطمع فالهوى على أربع شعب على البغي و العدوان و الشهوة و الطغيان فمن بغى كثرت غوائله و تخلى منه و نصر عليه و من اعتدى لم يؤمن بوائقه و لم يسلم قلبه- و لم يملك نفسه عن الشهوات و من لم يعذل نفسه في الشهوات خاض في الخبيثات و من

طغى ضل على عمد بلا حجة- و الهويناء على أربع شعب على الغرة و الأمل و الهيبة و المماطلة و ذلك بأن الهيبة ترد عن الحق و المماطلة تفرط في العمل حتى يقدم عليه الأجل- و لو لا الأمل علم الإنسان حسب ما هو فيه و لو علم حسب ما هو فيه مات خفاتا من الهول و الوجل و الغرة تقصر بالمرء عن العمل

الوافي، ج 4، ص: 227

و الحفيظة على أربع شعب على الكبر و الفخر و الحمية و العصبية فمن استكبر أدبر عن الحق و من فخر فجر و من حمي أصر على الذنب و من أخذته العصبية جار عن الصراط فبئس الأمر أمر بين إدبار و فجور و إصرار و جور على الصراط- و الطمع على أربع شعب الفرح و المرح و اللجاجة و التكاثر و الفرح مكروه عند اللّٰه تعالى و المرح خيلاء و اللجاجة بلاء لمن اضطرته إلى حمل الآثام و التكاثر لهو و لعب و شغل و استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير- فذلك النفاق و دعائمه و شعبه و اللّٰه تعالى قاهر فوق عباده تعالى ذكره و جل وجهه و أحسن كل شي ء خلقه و انبسطت يداه و وسعت كل شي ء رحمته و ظهر أمره و أشرق نوره و فاضت بركته و استضاءت حكمته و هيمن كتابه- و فلجت حجته و خلص دينه و استظهر سلطانه و حقت كلمته و أقسطت موازينه و بلغت رسله فجعل السيئة ذنبا و الذنب فتنة و الفتنة دنسا- و جعل الحسنى عتبى و العتبى توبة و التوبة طهورا فمن تاب اهتدى و من افتتن غوى ما لم يتب إلى اللّٰه و يعترف

بذنبه و لا يهلك على اللّٰه تعالى إلا هالك- اللّٰه اللّٰه فما أوسع ما لديه من التوبة و الرحمة و البشرى و الحلم العظيم و ما أنكل ما عنده من الانكال و الجحيم و البطش الشديد فمن ظفر بطاعته اجتلب كرامته و من دخل في معصيته ذاق وبال نقمته و عما قليل ليصبحن نادمين

بيان

الفسق الخروج عن الطاعة و الغلو مجاوزة الحد و الشك يعني في الدين و الشبهة ما يشبه الحق و ليس به و الجفاء نقيض الصلة و الغلظة و اليبس و الانقباض و العمى ذهاب بصر القلب و العتو الاستكبار و الحنث بالكسر الإثم و الميل من الحق إلى الباطل و الذكر ما جاء في

الوافي، ج 4، ص: 228

الكتاب و السنة و الزيغ الميل و الرجوع عن الحق و الشقاق الخلاف و العداوة و الانحسار الانكشاف و أمر مريج أي مختلط و الفشل الضعف و الجبن و إنما شهر بالفشل لأن خصمه المبطل لا ينقاد للحق بل لا يزال يجادل بالباطل ليدحض به الحق فيظهر ضعف هذا المحق فيشهر به.

و الوعر ضد السهل يقال أوعرته الطريق إذا وعر عليه و أفضى به إلى وعر و الاعتراض المنع نكص على عقبيه أي رجع القهقرى عما كان عليه من خير و السنبك كقنفذ طرف الحافر و التسويل التزيين و تأول المعوج أي التأويل الغير المستقيم و الصدف عن البينة الصرف عنها و قحم في الأمر قحوما رمى بنفسه فيه فجأة بلا روية و الهويناء تصغير الهوناء تأنيث أهون و الحفيظة الغضب و الغوائل الدواهي و كذا البوائق و العذل اللوم و الهيبة أريد بها من غير اللّٰه و المماطلة التسويف حسب ما هو

فيه محركة أي عدده و قدره و قد يسكن و خفت خفاتا مات.

و الجور الميل عن القصد و المرح الأشر و البطر و الاختيال و النشاط و التبختر و التكاثر يعني في الأموال و الأولاد و فضول المعاش و يعني بالذي هو أدنى الدنيا و بالذي هو خير الآخرة هيمن كتابه أي جعله شاهدا و رقيبا و مؤتمنا و فلجت حجته أي قامت و ظهرت و العتبى الرجوع عن الذنب و الإساءة و جعل الحسنى عتبى ناظر إلى قوله سبحانه إِنَّ الْحَسَنٰاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئٰاتِ و على في قوله و لا يهلك على اللّٰه للإضرار أو على تضمين معنى الاجتراء و نحوه أي حين كونه خصما له جل جلاله و مضادا له في طاعته غير معترف بذنبه و إساءته إلا هالك لا يرجى نجاته و ذلك ليسر التكليف و تمام الحجة و قرب الأمر و دنو المسافة و سهولة الوصول و العناية البالغة و الرأفة السابغة و الفضل العظيم و الرحمة الواسعة

الوافي، ج 4، ص: 229

[2]

1858- 2 الكافي، 2/ 289/ 1/ 1 الحسين بن محمد عن أحمد بن إسحاق عن بكر بن محمد عن أبي بصير قال قال أبو عبد اللّٰه ع أصول الكفر ثلاثة الحرص و الاستكبار و الحسد فأما الحرص فإن آدم حين نهي عن الشجرة حمله الحرص على أن أكل منها و أما الاستكبار فإبليس حيث أمر بالسجود لآدم بالسجود فأبى و أما الحسد فابنا آدم حيث قتل أحدهما صاحبه

[3]
اشارة

1859- 3 الكافي، 2/ 289/ 2/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال النبي ص أركان الكفر أربعة الرغبة و الرهبة و السخط و الغضب

بيان

لعل المراد بالرغبة الرغبة في فضول الشهوات و بالرهبة الرهبة من الناس في مخالفتهم في النواميس و العادات و بالسخط السخط لقضاء اللّٰه فيما يخالف الهوى و بالغضب الغضب لغير اللّٰه فيما لا يرضى قال بعض الحكماء رؤساء الشياطين ثلاثة شوائب الطبيعة و نواميس العامة و وساوس العادة

[4]

1860- 4 الكافي، 2/ 293/ 14/ 1 الثلاثة عن ميسر عن أبيه عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّٰه ص خمسة لعنتهم و كل نبي مجاب الزائد في كتاب اللّٰه و التارك لسنتي و المكذب بقدر اللّٰه و المستحل من عترتي ما حرم اللّٰه و المستأثر بالفي ء المستحل له

الوافي، ج 4، ص: 231

باب 23 الشك

[1]
اشارة

1861- 1 الكافي، 2/ 399/ 1/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن الحسين بن الحكم قال كتبت إلى العبد الصالح ع أخبره أني شاك و قد قال إبراهيم ع رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتىٰ و إني أحب أن تريني شيئا فكتب ع إليه أن إبراهيم ع كان مؤمنا و أحب أن يزداد إيمانا و أنت شاك و الشاك لا خير فيه و كتب ع إنما الشك ما لم يأت اليقين فإذا جاء اليقين لم يجز الشك إن اللّٰه تعالى يقول وَ مٰا وَجَدْنٰا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ- وَ إِنْ وَجَدْنٰا أَكْثَرَهُمْ لَفٰاسِقِينَ قال نزلت في الشكاك

بيان

ما لم يأت اليقين يعني ما يوجب اليقين فإن الشك بعد ذلك تشاكك

[2]
اشارة

1862- 2 الكافي، 2/ 399/ 2/ 1 العدة عن سهل عن ابن أسباط عن أبي إسحاق الخراساني قال كان أمير المؤمنين ع يقول في خطبته لا ترتابوا فتشكوا و لا تشكوا فتكفروا

الوافي، ج 4، ص: 232

بيان

كان الارتياب مبدأ الشك

[3]

1863- 3 الكافي، 2/ 399/ 4/ 1 البرقي عن أبيه عن النضر بن سويد عن يحيى بن عمران الحلبي عن هارون بن خارجة عن أبي بصير قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن قول اللّٰه تعالى الَّذِينَ آمَنُوا وَ لَمْ يَلْبِسُوا إِيمٰانَهُمْ بِظُلْمٍ قال بشك

[4]

1864- 4 الكافي، 2/ 400/ 5/ 1 الحسين بن محمد عن أحمد بن إسحاق عن بكر بن محمد عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن الشك و المعصية في النار ليسا منا و لا إلينا

[5]
اشارة

1865- 5 الفقيه، 3/ 573/ 4959 الأزدي عن أبي عبد اللّٰه عن أمير المؤمنين ع مثله

بيان

كني بهما عن أهليهما لأن استحقاق الشاك و العاصي النار إنما هو من جهة الشك و المعصية و لاستلزامهما من يقومان به

[6]

1866- 6 الكافي، 2/ 400/ 6/ 1 العدة عن البرقي عن عثمان عن رجل عن أبي عبد اللّٰه ع قال من شك في اللّٰه تعالى بعد مولده على الفطرة لم يف إلى خير أبدا

الوافي، ج 4، ص: 233

[7]

1867- 7 الكافي، 2/ 400/ 7/ 1 عنه عن أبيه رفعه إلى أبي جعفر ع قال لا ينفع مع الشك و الجحود عمل

[8]

1868- 8 الكافي، 2/ 400/ 8/ 1 و في رواية المفضل قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول من شك أو ظن فأقام على أحدهما أحبط اللّٰه تعالى عمله إن حجة اللّٰه تعالى هي الحجة الواضحة

[9]
اشارة

1869- 9 الكافي، 2/ 400/ 9/ 1 عنه عن ابن أسباط عن العلاء عن محمد عن أحدهما ع قال قلت إنا لنرى الرجل له عبادة- و اجتهاد و خشوع و لا يقول بالحق فهل ينفعه ذلك شيئا فقال يا محمد إنما مثل أهل البيت مثل أهل بيت كانوا في بني إسرائيل كان لا يجتهد أحد منهم أربعين ليلة إلا دعا فأجيب فإن رجلا منهم اجتهد أربعين ليلة- ثم دعا فلم يستجب له- فأتى عيسى بن مريم ع يشكو إليه ما هو فيه ليسأله الدعاء له [قال] فتطهر عيسى ع ثم صلى و دعا اللّٰه- فأوحى اللّٰه تعالى إليه يا عيسى إن عبدي أتاني من غير الباب الذي أوتى منه إنه دعاني و في قلبه شك منك فلو دعاني حتى ينقطع عنقه و تنتثر أنامله ما استجبت له قال فالتفت إليه عيسى ع فقال تدعو ربك و أنت في شك من نبيه فقال يا روح الهّٰن و كلمته قد كان و اللّٰه ما قلت فادع اللّٰه لي أن يذهبه عني قال فدعا له عيسى ع فتاب اللّٰه تعالى عليه و قبل منه و صار في حد أهل بيته

بيان

إنما مثل ع أهل بيت النبي ص و أمته

الوافي، ج 4، ص: 234

بعيسى ع و أمته في أنهم إذا شكوا فيهم لم تستجب دعوتهم و لم تقبل منهم عباده و فيه تنبيه على أن الشك فيهم كالشك في النبي ص لأن عيسى ع كان نبيا

[10]
اشارة

1870- 10 الكافي، 2/ 399/ 3/ 1 العدة عن البرقي عن أبيه عن خلف بن حماد عن الخراز عن محمد قال كنت عند أبي عبد اللّٰه ع جالسا عن يساره و زرارة عن يمينه إذ دخل عليه أبو بصير فقال يا أبا عبد اللّٰه عليك السلام ما تقول فيمن شك في اللّٰه تعالى- قال كافر يا أبا محمد قال فشك في رسول اللّٰه ص فقال كافر ثم التفت إلى زرارة فقال إنما يكفر إذا جحد

بيان

يعني أنه لا يكفر ما دام شاكا فإذا جحد كفر أو أن المراد بالشاك المقر تارة و الجاحد أخرى و إنه كلما أقر فهو مؤمن و كلما جحد فهو كافر و الأول أظهر

[11]

1871- 11 الكافي، 2/ 386/ 10/ 1 محمد عن ابن عيسى عن السراد عن عبد اللّٰه بن سنان عن أبي عبد اللّٰه ع قال من شك في اللّٰه تعالى و في رسوله ص فهو كافر

[12]
اشارة

1872- 12 الكافي، 2/ 387/ 11/ 1 علي عن أبيه عن صفوان عن منصور بن حازم قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع من شك في رسول اللّٰه ص قال كافر قال قلت فمن شك في كفر الشاك فهو كافر فأمسك عني فرددت عليه ثلاث مرات فاستبنت

الوافي، ج 4، ص: 235

في وجهه الغضب

بيان

إنما أمسك ع عن جوابه و غضب منه لأن هذا ليس مما ينبغي أن يسأل عنه و ظاهر أن هذا الشك ليس مما يوجب الكفر كيف و السائل نفسه كان شاكا فيه جاهلا به و لهذا سأل عنه إلا أن يقال بإيجابه للكفر بعد سماعه عنه ع مشافهة و الكفر من هذه الجهة يرجع إلى تكذيبه ع و هذا حديث آخر

الوافي، ج 4، ص: 237

باب 24 النفاق

[1]
اشارة

1873- 1 الكافي، 2/ 395/ 2/ 1 محمد عن الحسين بن إسحاق عن علي بن مهزيار عن محمد بن عبد الحميد و الحسين بن سعيد جميعا عن محمد بن الفضيل قال كتبت إلى أبي الحسن ع أسأله عن مسألة فكتب إلي إِنَّ الْمُنٰافِقِينَ يُخٰادِعُونَ اللّٰهَ وَ هُوَ خٰادِعُهُمْ وَ إِذٰا قٰامُوا إِلَى الصَّلٰاةِ قٰامُوا كُسٰالىٰ إلى آخر الآيتين ليسوا من الكافرين و ليسوا من المؤمنين و ليسوا من المسلمين يظهرون الإيمان و يصيرون إلى الكفر و التكذيب لعنهم اللّٰه تعالى

بيان

إنما لم يكونوا من الكافرين لإظهارهم الشهادتين و الإيمان و إنما لم يكونوا من المؤمنين و المسلمين لإنكار قلوبهم

الوافي، ج 4، ص: 238

[2]
اشارة

1874- 2 الكافي، 2/ 396/ 3/ 1 الاثنان عن محمد بن جمهور عن الأصم عن الهيثم بن واقد عن محمد بن سليمان عن ابن مسكان عن الثمالي عن علي بن الحسين ع قال إن المنافق ينهى و لا ينتهي و يأمر بما لا يأتي و إذا قام إلى الصلاة اعترض قلت يا ابن رسول اللّٰه و ما الاعتراض قال الالتفات فإذا ركع ربض يمسي و همه العشاء و هو مفطر و يصبح و همه النوم و لم يسهر إن حدثك كذبك و إن ائتمنته خانك- و إن غبت اغتابك و إن وعدك أخلفك

بيان

الربوض استقرار الغنم و شبهه على الأرض و كان المراد أنه يسقط نفسه على الأرض من قبل أن يرفع رأسه من الركوع كإسقاط الغنم عند ربوضه و العشاء بالفتح و المد الطعام الذي يتعشى به وقت العشاء

[3]
اشارة

1875- 3 الكافي، 2/ 396/ 4/ 1 عنه عن ابن جمهور عن سليمان بن سماعة عن عبد الملك بن بحر رفعه مثل ذلك و زاد فيه إذا ركع ربض و إذا سجد نقر و إذا جلس شغر

بيان

النقر التقاط الطائر الحب بمنقاره و الشغر بالغين المعجمة رفع إحدى الرجلين و كأن المراد أنه يجلس مستعجلا مستوفزا ليس على الأرض إلا إحدى رجليه

الوافي، ج 4، ص: 239

[4]
اشارة

1876- 4 الكافي، 2/ 396/ 6/ 1 العدة عن سهل عن الثلاثة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص ما زاد خشوع الجسد على ما في القلب فهو عندنا نفاق

بيان

قد تبين السر في ذلك فيما أسلفنا في تحقيق مراتب الإيمان و الكفر

[5]
اشارة

1877- 5 الكافي، 2/ 290/ 8/ 1 العدة عن سهل عن بعض أصحابه عن عبد اللّٰه بن سنان عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص ثلاث من كن فيه كان منافقا و إن صام و صلى و زعم أنه مسلم من إذا ائتمن خان و إذا حدث كذب و إذا وعد أخلف إن اللّٰه تعالى قال في كتابه إِنَّ اللّٰهَ لٰا يُحِبُّ الْخٰائِنِينَ و قال أَنَّ لَعْنَتَ اللّٰهِ عَلَيْهِ إِنْ كٰانَ مِنَ الْكٰاذِبِينَ و في قوله وَ اذْكُرْ فِي الْكِتٰابِ إِسْمٰاعِيلَ إِنَّهُ كٰانَ صٰادِقَ الْوَعْدِ وَ كٰانَ رَسُولًا نَبِيًّا

بيان

إنما غير ع الأسلوب في قوله و في قوله و لم يقل و قال لأن الآيتين الأوليين تدلان على المقت صريحا و الثالثة ضمنا

[6]

1878- 6 الكافي، 2/ 396/ 5/ 1 القمي عن الكوفي عن عثمان عن سعيد بن يسار عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه

الوافي، ج 4، ص: 240

ص مثل المنافق مثل جذع النخل أراد صاحبه أن ينتفع به في بعض بنائه فلم يستقم له في الموضع الذي أراد فحولة في موضع آخر فلم يستقم له و كان آخر ذلك أن أحرقه بالنار

الوافي، ج 4، ص: 241

باب 25 المستودع و المعار

[1]
اشارة

1879- 1 الكافي، 2/ 418/ 4/ 1 علي عن أبيه عن ابن مرار عن يونس عن بعض أصحابه عن أبي الحسن ع قال إن اللّٰه تعالى خلق النبيين على النبوة فلا يكونون إلا أنبياء و خلق المؤمنين على الإيمان فلا يكونون إلا مؤمنين و أعار قوما إيمانا فإن شاء تممه لهم و إن شاء سلبهم إياه قال و فيهم جرت فمستقر و مستودع و قال لي إن فلانا كان مستودعا إيمانه فلما كذب علينا سلب إيمانه ذلك

بيان

أريد بفلان أبو الخطاب محمد بن مقلاص الغالي الملعون على لسان الصادق ع كما يظهر من الحديث الآتي و هذا الحديث أورده مرة أخرى في مقدمة الكتاب و ذكر مكان و خلق المؤمنين على الإيمان فلا يكونون إلا مؤمنين و خلق الأوصياء على الوصية فلا يكونون إلا أوصياء

[2]
اشارة

1880- 2 الكافي، 2/ 418/ 3/ 1 الثلاثة عن حفص بن البختري و غيره عن عيسى شلقان قال كنت قاعدا فمر أبو الحسن موسى ع و معه بهمة قال فقلت يا غلام ما ترى ما يصنع أبوك يأمرنا بالشي ء ثم ينهانا عنه أمرنا أن نتولى أبا الخطاب ثم أمرنا أن نلعنه و نتبرأ منه فقال أبو الحسن ع و هو غلام إن اللّٰه تعالى خلق خلقا للإيمان

الوافي، ج 4، ص: 242

لا زوال له و خلق خلقا للكفر لا زوال له و خلق خلقا بين ذلك أعارهم الإيمان يسمون المعارين إذا شاء سلبهم و كان أبو الخطاب ممن أعير الإيمان قال فدخلت على أبي عبد اللّٰه ع فأخبرته بما قلت لأبي الحسن ع و ما قال لي فقال لي أبو عبد اللّٰه ع إنه نبعة نبوة

بيان

البهمة بالفتح أولاد الضأن و المعز نبعة نبوة يعني أنه نبع من ينبوع النبوة

[3]

1881- 3 الكافي، 2/ 417/ 1/ 1 محمد عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن الخراز عن محمد عن أحدهما ع قال سمعته يقول إن اللّٰه تعالى خلق خلقا للإيمان لا زوال له و خلق خلقا للكفر لا زوال له و خلق خلقا بين ذلك و استودع بعضهم الأيمان فإن شاء أن يتمه لهم أتمه و إن شاء أن يسلبهم إياه سلبهم و كان فلان منهم معارا

[4]

1882- 4 الكافي، 2/ 419/ 5/ 1 محمد عن ابن عيسى عن الحسين عن القاسم بن حبيب عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن اللّٰه تعالى جبل النبيين على نبوتهم فلا يرتدون أبدا و جبل الأوصياء على وصاياهم فلا يرتدون أبدا و جبل بعض المؤمنين على الإيمان فلا يرتدون أبدا و منهم من أعير الإيمان عارية فإذا هو دعا و ألح في الدعاء مات على الإيمان

[5]

1883- 5 الكافي، 2/ 418/ 2/ 1 محمد عن أحمد عن الحسين عن فضالة

الوافي، ج 4، ص: 243

و الجوهري عن كليب بن معاوية الأسدي عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن العبد يصبح مؤمنا و يمسي كافرا و يصبح كافرا و يمسي مؤمنا- و قوم يعارون الإيمان ثم يسلبونه و يسمون المعارين ثم قال فلان منهم

[6]

1884- 6 الكافي، 2/ 416/ 1/ 1 محمد عن ابن عيسى عن السراد عن الصحاف قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع لم يكون الرجل عند اللّٰه مؤمنا قد ثبت له الإيمان عنده ثم ينقله اللّٰه عز و جل بعد من الإيمان إلى الكفر فقال إن اللّٰه تبارك و تعالى هو العدل إنما دعا العباد إلى الإيمان به و لا يدعو أحدا إلى الكفر به فمن آمن بالله تعالى ثم ثبت له الإيمان عند اللّٰه عز و جل لم ينقله اللّٰه عز و جل من الإيمان إلى الكفر قلت له فيكون الرجل كافرا قد ثبت له الكفر عند اللّٰه عز و جل ثم ينقله اللّٰه عز و جل بعد ذلك من الكفر إلى الإيمان قال فقال إن اللّٰه تعالى خلق الناس كلهم على الفطرة التي فطرهم عليها لا يعرفون إيمانا بشريعة و لا كفرا بجحود ثم بعث اللّٰه عز و جل الرسل تدعو العباد إلى الإيمان به فمنهم من هدى اللّٰه و منهم من لم يهده اللّٰه

[7]

1885- 7 الكافي، 2/ 419/ 1/ 1 محمد عن أحمد عن محمد بن سنان عن المفضل الجعفي قال قال أبو عبد اللّٰه ع إن الحسرة و الندامة و الويل كله لمن لم ينتفع بما أبصره و لم يدر ما الأمر الذي هو عليه مقيم أ نفع له أم ضر قلت فبم يعرف الناجي من هؤلاء جعلت فداك قال من كان فعله لقوله موافقا فأثبت له الشهادة بالنجاة و من لم يكن فعله لقوله موافقا فإنما ذلك مستودع

الوافي، ج 4، ص: 245

باب 26 سهو القلب و تيقظه

[1]
اشارة

1886- 1 الكافي، 2/ 420/ 1/ 1 الثلاثة عن جعفر بن عثمان عن سماعة عن أبي بصير و غيره عن أبي عبد اللّٰه ع قال سمعته يقول إن القلب ليكون في الساعة من الليل و النهار ليس فيه إيمان و لا كفر كالثوب الخلق- قال ثم قال لي أ ما تجد ذلك من نفسك قال ثم تكون النكتة من الهّٰ تعالى في القلب بما شاء من كفر و إيمان

بيان

النكت إن تنكت في الأرض بقضيب و نحوه أي تضرب فتؤثر فيها

[2]

1887- 2 الكافي، 2/ 420/ 1/ 1 العدة عن سهل عن محمد بن الحسين عن ابن أبي عمير مثله

[3]

________________________________________

كاشانى، فيض، محمد محسن ابن شاه مرتضى، الوافي، 26 جلد، كتابخانه امام امير المؤمنين علي عليه السلام، اصفهان - ايران، اول، 1406 ه ق

الوافي؛ ج 4، ص: 245

1888- 3 الكافي، 2/ 421/ 6/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن أبي المغراء عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع قال سمعته يقول إن القلب يكون في الساعة من الليل و النهار ليس فيه إيمان و لا كفر أ ما تجد ذلك ثم تكون بعد ذلك نكتة من اللّٰه في قلب عبده بما شاء إن شاء بإيمان و إن شاء بكفر

الوافي، ج 4، ص: 246

[4]
اشارة

1889- 4 الكافي، 8/ 167/ 188 علي عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن صباح الحذاء عن الشحام قال زاملت أبا عبد اللّٰه ع قال فقال لي اقرأ فافتتحت سورة من القرآن فقرأتها فرق و بكى- ثم قال يا أبا أسامة ارعوا قلوبكم بذكر اللّٰه تعالى و احذروا النكت فإنه يأتي على القلب تارات أو ساعات الشك من صباح ليس فيه إيمان و لا كفر شبه الخرقة البالية أو العظم النخر يا أبا أسامة أ ليس ربما تفقدت قلبك فلا تذكر به خيرا و لا شرا و لا تدري أين هو قال قلت له بلى إنه ليصيبني و أراه يصيب الناس قال أجل ليس يعرى منه أحد- قال فإذا كان ذلك فاذكروا اللّٰه تعالى و احذروا النكث فإنه إذا أراد بعبد خيرا نكت إيمانا و إذا أراد به غير ذلك فنكت غير ذلك قال قلت و ما غير ذلك جعلت فداك ما هو قال إذا أراد كفرا نكت كفرا

بيان

ارعوا من الرعي أو الرعاية و النكث بالثاء المثلثة نقض العهد و المراد هنا نقض عهد الإيمان بالشك و ربما يوجد في بعض النسخ بالمثناة فيكون المراد احذروا أن لا يكون ما ينكت في قلوبكم بعد هذه الحالة نكت كفر و النخر البالي المتفتت

[5]

1890- 5 الكافي، 2/ 420/ 2/ 1 محمد عن ابن عيسى عن العباس بن معروف عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن أبي بصير قال سمعت أبا جعفر ع يقول يكون القلب ما فيه إيمان و لا كفر شبه المضغة أ ما يجد أحدكم ذلك

الوافي، ج 4، ص: 247

[6]
اشارة

1891- 6 الكافي، 2/ 421/ 4/ 1 محمد عن أحمد عن محمد بن سنان عن الحسين بن المختار عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن القلب ليترجج فيما بين الصدر و الحنجرة حتى يعقد على الإيمان فإذا عقد على الإيمان قر و ذلك قول اللّٰه تعالى وَ مَنْ يُؤْمِنْ بِاللّٰهِ يَهْدِ قَلْبَهُ

بيان

ليترجج بالجيمين أي يتحرك و يضطرب و ربما يوجد في بعض النسخ بإهمال آخره أي يطلب الرجحان

[7]
اشارة

1892- 7 الكافي، 2/ 421/ 5/ 1 العدة عن البرقي عن ابن فضال عن أبي جميلة عن محمد الحلبي عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن القلب ليتخلخل في الجوف و يطلب الحق فإذا أصابه اطمأن و قر ثم تلا أبو عبد اللّٰه ع فَمَنْ يُرِدِ اللّٰهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلٰامِ إلى قوله كَأَنَّمٰا يَصَّعَّدُ فِي السَّمٰاءِ

بيان

ليتخلخل بالخائين المعجمتين أي يتحرك و في بعض النسخ بالجيمين و هما متقاربان و لعله في الأخير يعتبر الصوت

[8]

1893- 8 الكافي، 2/ 422/ 7/ 1 العدة عن سهل عن ابن شمون عن الأصم عن عبد اللّٰه بن القاسم عن يونس بن ظبيان عن أبي عبد اللّٰه

الوافي، ج 4، ص: 248

ع قال إن اللّٰه تعالى خلق قلوب المؤمنين مبهمة على الإيمان- فإذا أراد استنارة ما فيها فتحها بالحكمة و زرعها بالعلم و الزارع لها و القيم عليها رب العالمين

[9]
اشارة

1894- 9 الكافي، 2/ 421/ 3/ 1 محمد عن العمركي عن علي بن جعفر عن أبي الحسن موسى ع مثله إلا أنه قال مطوية مبهمة و قال نضحها بالحكمة

بيان

في بعض النسخ استثارة ما فيها بالثاء المثلثة بدل النون بمعنى التهييج و النضح السقي

الوافي، ج 4، ص: 249

باب 27 أصناف القلوب و تنقل أحوال القلب

[1]
اشارة

1895- 1 الكافي، 2/ 422/ 2/ 1 العدة عن البرقي عن أبيه عن هارون بن الجهم عن المفضل [عن سعد] بن سعيد عن أبي جعفر ع قال القلوب أربعة قلب فيه نفاق و إيمان و قلب منكوس و قلب مطبوع و قلب أزهر أجرد فقلت ما الأزهر قال فيه كهيئة السراج قال فأما المطبوع فقلب المنافق و أما الأزهر فقلب المؤمن إن أعطاه شكر و إن ابتلاه صبر و أما المنكوس فقلب المشرك ثم قرأ هذه الآية أَ فَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلىٰ وَجْهِهِ أَهْدىٰ أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلىٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِيمٍ- و أما القلب الذي فيه إيمان و نفاق فهم قوم كانوا بالطائف إن أدرك أحدهم أجله على نفاقه هلك و إن أدركه على إيمانه نجا

بيان

أريد بالأجرد الصافي عن الكدر أعني ما يقابل المطبوع فإن الطبع الرين مكبا أي منقلبا

[2]
اشارة

1896- 2 الكافي، 2/ 423/ 3/ 1 العدة عن سهل عن السراد عن الثمالي عن أبي جعفر ع قال القلوب ثلاثة قلب منكوس لا يعي

الوافي، ج 4، ص: 250

شيئا من الخير و هو قلب الكافر و قلب فيه نكتة سوداء فالخير و الشر فيه يعتلجان فأيهما كانت منه غلب عليه و قلب مفتوح فيه مصابيح يزهر- لا يطفئ نوره إلى يوم القيامة و هو قلب المؤمن

بيان

الاعتلاج المصارعة و ما يشبهها

[3]
اشارة

1897- 3 الكافي، 2/ 422/ 1/ 1 محمد عن ابن عيسى عن ابن فضال عن علي بن عقبة عن عمر عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال لنا ذات يوم تجد الرجل لا يخطي بلام و لا واو خطيبا مسقعا و لقلبه أشد ظلمة من الليل المظلم و تجد الرجل لا يستطيع تعبيرا عما في قلبه بلسانه و قلبه يزهر كما يزهر المصباح

بيان

المسقع بالسين و الصاد البليغ أو العالي الصوت أو من لم يرتج عليه في كلامه و لا يتتعتع

[4]
اشارة

1898- 4 الكافي، 2/ 423/ 1/ 1 علي عن أبيه و العدة عن سهل و محمد عن أحمد جميعا عن السراد عن مؤمن الطاق عن سلام بن المستنير قال كنت عند أبي جعفر ع فدخل عليه حمران بن أعين فسأله عن أشياء فلما هم حمران بالقيام قال لأبي جعفر ع أخبرك أطال اللّٰه بقاءك لنا و أمتعنا بك إنا نأتيك فما نخرج من عندك حتى ترق قلوبنا و تسلو أنفسنا عن الدنيا و تهون علينا ما في أيدي الناس من هذه الأموال ثم نخرج من عندك فإذا صرنا مع الناس و التجار أحببنا الدنيا

الوافي، ج 4، ص: 251

قال فقال أبو جعفر ع إنما هي القلوب مرة تصعب و مرة تسهل ثم قال أبو جعفر ع أما إن أصحاب محمد ص قالوا يا رسول اللّٰه نخاف علينا النفاق قال فقال لهم و لم تخافون ذلك فقالوا إذا كنا عندك فذكرتنا و رغبتنا وجلنا و نسينا الدنيا و زهدنا حتى كأنا نعاين الآخرة و الجنة و النار و نحن عندك و إذا خرجنا من عندك و دخلنا هذه البيوت و شممنا الأولاد و رأينا العيال و الأهل نكاد أن نحول عن الحال التي كنا عليها عندك و حتى كأنا لم نكن على شي ء أ فتخاف علينا النفاق و إن ذلك نفاق فقال لهم رسول اللّٰه ص كلا إن هذه خطوات الشيطان فترغبكم في الدنيا و اللّٰه لو تدومون على الحال التي وصفتم أنفسكم بها لصافحتكم الملائكة و مشيتم على الماء و لو لا أنكم تذنبون فتستغفرون اللّٰه تعالى

لأتى اللّٰه تعالى بخلق يذنبون و يستغفرون فيغفر لهم إن المؤمن مفتن تواب أ ما سمعت قول اللّٰه تعالى إِنَّ اللّٰهَ يُحِبُّ التَّوّٰابِينَ و قال اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ

بيان

المفتن الواقع في الإثم

الوافي، ج 4، ص: 253

باب 28 الوسوسة و حديث النفس

[1]

1899- 1 الكافي، 2/ 424/ 1/ 1 الاثنان عن الوشاء عن محمد بن حمران قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن الوسوسة و إن كثرت فقال لا شي ء فيها تقول لا إله إلا اللّٰه

[2]

1900- 2 الكافي، 2/ 424/ 2/ 1 الثلاثة عن جميل بن دراج عن أبي عبد اللّٰه ع قال قلت إنه يقع في قلبي أمر عظيم فقال قل لا إله إلا اللّٰه قال جميل فكلما وقع في قلبي شي ء قلت لا إله إلا اللّٰه فذهب عني

[3]

1901- 3 الكافي، 2/ 425/ 3/ 1 ابن أبي عمير عن محمد عن أبي عبد اللّٰه ع قال جاء رجل إلى النبي ص فقال يا رسول اللّٰه هلكت فقال له هل أتاك الخبيث فقال لك من خلقك فقلت اللّٰه تعالى فقال لك اللّٰه من خلقه فقال له إي و الذي بعثك بالحق لكان كذا فقال رسول اللّٰه ص ذاك و اللّٰه محض الإيمان قال ابن أبي عمير فحدثت بذلك عبد الرحمن بن الحجاج فقال حدثني أبي عن أبي عبد اللّٰه ع أن رسول اللّٰه ص إنما عنى بقوله هذا و اللّٰه محض الإيمان خوفه أن يكون قد هلك حيث عرض ذلك في قلبه

الوافي، ج 4، ص: 254

[4]

1902- 4 الكافي، 2/ 425/ 4/ 1 العدة عن سهل و محمد عن أحمد جميعا عن علي بن مهزيار قال كتب رجل إلى أبي جعفر ع يشكو إليه لمما يخطر على باله فأجابه في بعض كلامه إن اللّٰه إن شاء ثبتك- فلا تجعل لإبليس عليك طريقا قد شكا قوم النبي ص لمما يعرض لهم لأن تهوى بهم الريح أو يقطعوا أحب إليهم من أن يتكلموا به فقال رسول اللّٰه ص أ تجدون ذلك قالوا نعم قال و الذي نفسي بيده إن ذلك لصريح الإيمان فإذا وجدتموه فقولوا آمنا بالله و رسوله و لا حول و لا قوة إلا بالله

[5]

1903- 5 الكافي/ 2/ 425/ 5/ 1 العدة عن البرقي عن إسماعيل بن محمد عن محمد بن بكر بن جناح عن زكريا بن محمد عن أبي اليسع داود الأبزاري عن حمران عن أبي جعفر ع قال إن رجلا أتى رسول اللّٰه ص فقال يا رسول اللّٰه إني نافقت- فقال و اللّٰه ما نافقت و لو نافقت لما أتيتني تعلمني ما الذي رابك أظن العدو الحاضر أتاك فقال من خلقك فقلت اللّٰه تعالى خلقني فقال لك من خلق اللّٰه تعالى فقال إي و الذي بعثك بالحق لكان كذا فقال إن الشيطان أتاكم من قبل الأعمال فلم يقو عليكم فأتاكم من هذا الوجه لكي يستزلكم فإذا كان كذلك فليذكر أحدكم اللّٰه تعالى وحده

الوافي، ج 4، ص: 255

باب 29 النوادر

[1]
اشارة

1904- 1 الكافي، 2/ 415/ 1/ 1 علي عن أبيه عن القاسم بن محمد عن المنقري عن سفيان بن عيينة عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن بني أمية أطلقوا للناس تعليم الإيمان و لم يطلقوا تعليم الشرك لكي إذا حملوهم عليه لم يعرفوه

بيان

يعني أنهم لحرصهم على إطاعة الناس إياهم اقتصروا لهم على تعريف الإيمان و لم يعرفوهم معنى الشرك لكي إذا حملوهم على إطاعتهم إياهم لم يعرفوا أنها من الشرك فإنهم إذا عرفوا أن إطاعتهم شرك لم يطيعوهم

[2]
اشارة

1905- 2 الكافي، 8/ 274/ 413 القميان عن علي بن حديد عن جميل بن دراج عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن الطيار دخل عليه فسأله و أنا عنده فقال له جعلت فداك أ رأيت قوله تعالى يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا في غير مكان فهي مخاطبة المؤمنين أ يدخل في هذا المنافقون قال نعم- يدخل في هذا المنافقون و الضلال و كل من أقر بالدعوة الظاهرة

بيان

سيأتي تمام هذا الحديث في كتاب الروضة في باب أن إبليس ليس من

الوافي، ج 4، ص: 256

الملائكة إن شاء اللّٰه تعالى.

هذا آخر أبواب تفسير الكفر و الشرك و ما يتعلق بهما و الحمد لله أولا و آخرا

الوافي، ج 4، ص: 259

أبواب جنود الإيمان من المكارم و المنجيات

الآيات

اشارة

قال اللّٰه عز و جل يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صٰابِرُوا وَ رٰابِطُوا وَ اتَّقُوا اللّٰهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ و قال سبحانه الصّٰابِرِينَ وَ الصّٰادِقِينَ وَ الْقٰانِتِينَ وَ الْمُنْفِقِينَ وَ الْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحٰارِ و قال تعالى خُذِ الْعَفْوَ وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْجٰاهِلِينَ وَ إِمّٰا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطٰانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّٰهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ و قال جل اسمه وَ لٰا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَ لَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُ عَدٰاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَ مٰا يُلَقّٰاهٰا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَ مٰا يُلَقّٰاهٰا إِلّٰا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ إلى غير ذلك من الآيات التي أمر فيها بالمكارم و المنجيات و هي كثيرة.

الوافي، ج 4، ص: 260

بيان

يعني بالآية الأولى اصْبِرُوا على مشاق الطاعات و ما يصيبكم من الشدائد و غالبوا أعداء اللّٰه في الصبر على شدائد الحرب و أعدى عدوكم في الصبر على مخالفة الهوى و تخصيصه بعد الأمر بالصبر مطلقا لشدته وَ رٰابِطُوا أبدانكم و خيولكم في الثغور مترصدين للغزو و أنفسكم على الطاعة

كما ورد في الحديث إن من الرباط انتظار الصلاة بعد الصلاة

و الرباط إما مصدر رابطت أي لازمت و إما اسم لما يربط به الشي ء أي يشد فإن المنتظر للصلاة يربط نفسه عن المعاصي و يكفها عن المحارم وَ اتَّقُوا اللّٰهَ بالتبري عما سواه لكي تفلحوا غاية الفلاح أو اتقوا القبائح لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ بنيل المقامات الثلاثة المترتبة التي هي الصبر على مضض الطاعات و مصابرة النفس في رفض العادات و مرابطة السر على جناب الحق لترصد الواردات المعبر عنها بالشريعة و الطريقة و الحقيقة.

و حصر في الآية الثانية مقامات السالك على أحسن ترتيب فإن معاملته مع اللّٰه

تعالى إما توسل و إما طلب و التوسل إما بالنفس و هو منعها عن الرذائل و حبسها على الفضائل و الصبر يشملهما و إما بالبدن و هو إما قولي و هو الصدق و إما فعلي و هو القنوت الذي هو ملازمة الطاعات و إما بالمال و هو الإنفاق في سبيل الخير و إما الطلب فهو الاستغفار لأن المغفرة أعظم المطالب بل الجامع لها و توسيط الواو بينها للدلالة على استقلال كل واحد منها و كمالهم فيها أو لتغاير الموصوفين بها و تخصيص الأسحار لأن الدعاء فيها أقرب إلى الإجابة لأن العبادة حينئذ أشق و النفس أصفى و الروع أجمع خُذِ الْعَفْوَ أي خذ ما عفا من أفعال الناس و تسهل و لا تطلب ما يشق عليهم من العفو الذي هو ضد الجهد أو خذ العفو عن المذنبين.

وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ بالمعروف المستحسن من الأفعال وَ أَعْرِضْ عَنِ الْجٰاهِلِينَ فلا تمارهم و لا تكافهم بمثل أفعالهم و هذه الآية جامعة لمكارم الأخلاق آمرة للرسول باستجماعها وَ إِمّٰا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطٰانِ نَزْغٌ يغرزنك منه غرز أي

الوافي، ج 4، ص: 261

وسوسة يحملك على خلاف ما أمرت به كاعتراء غضب و نكر شبه وسوسته الناس إغراء لهم على المعاصي و إزعاجا بغرز السائق ما يسوقه وَ لٰا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَ لَا السَّيِّئَةُ في الجزاء و حسن العاقبة و لا الثانية مزيدة لتأكيد النفي ادْفَعْ أي السيئة حيث اعترضتك بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ أي أحسن ما يمكن دفعها به من الحسنات وَ مٰا يُلَقّٰاهٰا أي هذه السجية و هي مقابلة الإساءة بالإحسان إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا فإنها تحبس النفس عن الانتقام ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ يعني من الخير و كمال اليقين

الوافي، ج 4،

ص: 263

باب 30 جوامع المكارم

[1]
اشارة

1906- 1 الفقيه، 1/ 204/ 612 قال سليمان بن خالد للصادق ع جعلت فداك أخبرني عن الفرائض التي فرض اللّٰه على العباد ما هي قال شهادة أن لا إله إلا اللّٰه و أن محمدا رسول اللّٰه و أقام الصلوات الخمس و إيتاء الزكاة و حج البيت و صيام شهر رمضان و الولاية- فمن أقامهن و سدد و قارب و اجتنب كل مسكر دخل الجنة و كان أمير المؤمنين ص يقول إن أفضل ما يتوسل به المتوسلون الإيمان بالله و الرسول و الجهاد في سبيل اللّٰه و كلمة الإخلاص فإنها الفطرة- و إقام الصلاة فإنها الملة و إيتاء الزكاة فإنها من فرائض اللّٰه تعالى و الصوم فإنه جنة من عذابه و حج البيت فإنه منفاة للفقر و مدحضة للذنب و صلة الرحم فإنها مثراة في المال منسأة في الأجل و صدقة السر فإنها تطفئ الخطيئة و تطفئ غضب الرب عز و جل و صنائع المعروف فإنها تدفع ميتة السوء و تقي مصارع الهوان ألا فاصدقوا فإن اللّٰه مع الصادقين و جانبوا الكذب فإنه يجانب الإيمان ألا إن الصادق على شفا منجاة و كرامة ألا إن الكاذب على شفا مخزاة و هلكة ألا و قولوا خيرا تعرفوا به و اعملوا به تكونوا من أهله و أدوا الأمانة إلى من ائتمنكم و صلوا أرحام من قطعكم- و عودوا بالفضل على من حرمكم

بيان

سدد و قارب أي اقتصد في أموره كلها و ترك الغلو و التقصير كذا في

الوافي، ج 4، ص: 264

النهاية الأثيرية المدحضة الإبطال و المثراة الإكثار و المنسأة التأخير و المنجاة الإنجاء و المخزاة الإخزاء مصادر ميمية و يحتمل أن تكون أسماء آلات

[2]

1907- 2 الكافي، 2/ 56/ 2/ 1 العدة عن البرقي عن عثمان عن ابن مسكان عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن اللّٰه تعالى خص رسله بمكارم الأخلاق فامتحنوا أنفسكم فإن كانت فيكم فاحمدوا اللّٰه- و اعلموا أن ذلك من خير و إن لا تكن فيكم فاسألوا اللّٰه و ارغبوا إليه فيها- قال فذكرها عشرة اليقين و القناعة و الصبر و الشكر و الحلم و حسن الخلق و السخاء و الغيرة و الشجاعة و المروة قال و روى بعضهم بعد هذه الخصال العشر و زاد فيها الصدق و أداء الأمانة

[3]

1908- 3 الفقيه، 3/ 554/ 4901 ابن مسكان عن أبي عبد اللّٰه ع مثله إلى قوله و المروة بأدنى تفاوت

[4]

1909- 4 الكافي، 2/ 56/ 3/ 1 البرقي عن بكر بن صالح عن جعفر بن محمد الهاشمي عن إسماعيل بن عباد قال بكر و أظنني قد سمعته عن إسماعيل عن عبد اللّٰه بن بكير عن أبي عبد اللّٰه ع قال إنا لنحب من كان عاقلا فهما فقيها حليما مداريا صبورا صدوقا وفيا إن اللّٰه تعالى خص الأنبياء بمكارم الأخلاق فمن كانت فيه فليحمد اللّٰه على ذلك و من لم تكن فيه فليتضرع إلى اللّٰه تعالى و ليسأله إياها قال قلت جعلت فداك و ما هن قال هن الورع و القناعة و الصبر و الشكر و الحلم و الحياء و السخاء و الشجاعة و الغيرة و البر و صدق الحديث و أداء الأمانة

الوافي، ج 4، ص: 265

[5]
اشارة

1910- 5 الكافي، 2/ 55/ 1/ 1 محمد عن ابن عيسى عن النهدي عن شعر عن الحسين بن عطية عن أبي عبد اللّٰه ع قال المكارم عشر فإن استطعت أن تكون فيك فلتكن فإنها تكون في الرجل و لا تكون في ولده و تكون في الولد و لا تكون في أبيه و تكون في العبد و لا تكون في الحر قيل و ما هن قال صدق البأس و صدق اللسان و أداء الأمانة و صلة الرحم و إقراء الضيف و إطعام السائل و المكافاة على الصنائع و التذمم للجار و التذمم للصاحب و رأسهن الحياء

بيان

أريد بصدق البأس موافقة خشوع ظاهره و إخباته لخشوع باطنه و إخباته لا يرى التخشع في الظاهر أكثر مما في باطنه و الأمانة تعم المال و العرض و السر و غيرها و إقراء الضيف طلبه للضيافة و الصنيعة العطية و الكرامة و الإحسان و التذمم الاستنكاف

[6]

1911- 6 الكافي، 2/ 56/ 4/ 1 محمد عن ابن عيسى عن السراد عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن اللّٰه تعالى ارتضى لكم الإسلام دينا فأحسنوا صحبته بالسخاء و حسن الخلق

[7]

1912- 7 الكافي، 2/ 99/ 3/ 1 محمد عن أحمد عن السراد عن أبي ولاد الحناط عن أبي عبد اللّٰه ع قال أربع من كن فيه كمل إيمانه- و إن كان من قرنه إلى قدمه ذنوبا لم ينقصه ذلك قال و هو الصدق و أداء الأمانة و الحياء و حسن الخلق

[8]

1913- 8 الكافي، 2/ 107/ 7/ 1 محمد عن أحمد عن بكر بن صالح عن

الوافي، ج 4، ص: 266

الحسن بن علي عن عبد اللّٰه بن إبراهيم عن علي بن أبي اللهبي عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص أربع من كن فيه و كان من قرنه إلى قدمه ذنوبا بدلها اللّٰه حسنات الصدق و الحياء و حسن الخلق و الشكر

[9]

1914- 9 الكافي، 2/ 56/ 6/ 1 الاثنان عن الوشاء عن عبد اللّٰه بن سنان عن رجل من بني هاشم قال أربع من كن فيه كمل إسلامه و لو كان من قرنه إلى قدمه خطايا لم تنقصه الصدق و الحياء و حسن الخلق و الشكر

[10]

1915- 10 الفقيه، 1/ 482/ 1393 قال الصادق ع تعلموا من الديك خمس خصال محافظته على أوقات الصلوات و الغيرة و السخاء و الشجاعة و كثرة الطروقة

[11]
اشارة

1916- 11 الفقيه، 1/ 482/ 1394 و قال ع تعلموا من الغراب ثلاث خصال استتاره بالسفاد و بكوره في طلب الرزق- و حذره

بيان

طروقة الفحل أنثاه و السفاد النكاح إلا أنه يقال في غير الإنسان

[12]
اشارة

1917- 12 الكافي، 2/ 57/ 7/ 1 العدة عن سهل و علي عن أبيه جميعا عن السراد عن ابن رئاب عن الثمالي عن جابر بن عبد اللّٰه قال قال رسول اللّٰه ص أ لا أخبركم بخير رجالكم قلنا بلى يا رسول اللّٰه قال إن من خير رجالكم التقي النقي السمح

الوافي، ج 4، ص: 267

الكفين النقي الطرفين البر بوالديه و لا يلجئ عياله إلى غيره

بيان

السماحة الجود و طرفا الإنسان لسانه و ذكره

[13]

1918- 13 الكافي، 8/ 307/ 477/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال أمير المؤمنين ع كانت الفقهاء و العلماء إذا كتب بعضهم إلى بعض كتبوا بثلاث ليس معهن رابعة من كان همته آخرته كفاه اللّٰه همه من الدنيا و من أصلح سريرته أصلح اللّٰه علانيته و من أصلح فيما بينه و بين اللّٰه تعالى أصلح اللّٰه تعالى فيما بينه و بين الناس

[14]

1919- 14 الفقيه، 4/ 396/ 5845 السكوني عن أبي عبد اللّٰه عن أبيه عن آبائه ع قال قال أمير المؤمنين ع الحديث إلا أنه قال الحكماء بدل العلماء

[15]

1920- 15 الفقيه، 4/ 405/ 5876 قال أمير المؤمنين ع جمع الخير كله في ثلاث خصال النظر و السكوت و الكلام فكل نظر ليس فيه اعتبار فهو سهو و كل سكوت ليس فيه فكرة فهو غفلة و كل كلام ليس فيه ذكر فهو لغو فطوبى لمن كان نظره عبرا و سكوته فكرا و كلامه ذكرا و بكى على خطيئته و آمن الناس شره

[16]
اشارة

1921- 16 الفقيه، 4/ 405/ 5877 قال الصادق ع أوحى اللّٰه تعالى إلى آدم ع يا آدم إني أجمع لك الخير كله في

الوافي، ج 4، ص: 268

أربع كلمات واحدة لي و واحدة لك و واحدة فيما بيني و بينك و واحدة فيما بينك و بين الناس فأما التي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئا و أما التي لك فأجازيك بعملك أحوج ما تكون إليه و أما التي فيما بيني و بينك فعليك الدعاء و علي الإجابة و أما التي بينك و بين الناس- فترضى للناس ما ترضى لنفسك

بيان

يأتي هذا الحديث في باب الإنصاف و في آخره و تكره لهم ما تكره لنفسك

الوافي، ج 4، ص: 269

باب 31 اليقين

[1]

1922- 1 الكافي، 2/ 57/ 1/ 1 الاثنان عن الوشاء عن المثنى بن الوليد عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع قال ليس شي ء إلا و له حد قال قلت جعلت فداك فما حد التوكل قال اليقين قلت فما حد اليقين قال ألا تخاف مع اللّٰه شيئا

[2]
اشارة

1923- 2 الكافي، 2/ 57/ 2/ 1 الاثنان عن الوشاء عن عبد اللّٰه بن سنان و محمد عن أحمد عن السراد عن أبي ولاد الحناط و عبد اللّٰه بن سنان عن أبي عبد اللّٰه ع قال من صحة يقين المرء المسلم أن لا يرضي الناس بسخط اللّٰه و لا يلومهم على ما لم يؤته اللّٰه فإن الرزق لا يسوقه حرص حريص و لا يرده كراهية كاره و لو أن أحدكم فر من رزقه كما يفر من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت ثم قال إن اللّٰه بعدله و قسطه جعل الروح و الراحة في اليقين و الرضا و جعل الهم و الحزن في الشك و السخط

بيان

لعل المراد بقوله و لا يلومهم على ما لم يؤته اللّٰه أن لا يشكوهم على ترك صلتهم إياه بالمال و نحوه فإن ذلك شي ء لم يقدر اللّٰه له و لم يرزقه إياه و من كان من أهل اليقين عرف أن ذلك كذلك فلا يلوم أحدا بذلك و عرف أن

الوافي، ج 4، ص: 270

ذلك مما اقتضته ذاته بحسب استحقاقه و مما أوجبته حكمة اللّٰه تعالى في أمره.

و يحتمل أن يكون المراد أن لا يلومهم على ما لم يؤته اللّٰه إياهم فإن اللّٰه خلق كل أحد على ما هو عليه و كل ميسر لما خلق له و هذا

كقوله ع لو علم الناس كيف خلق اللّٰه هذا الخلق لم يلم أحد أحدا

[3]

1924- 3 الكافي، 2/ 57/ 3/ 1 السراد عن هشام بن سالم قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول إن العمل الدائم القليل على اليقين أفضل عند اللّٰه من العمل الكثير على غير يقين

[4]

1925- 4 الكافي، 2/ 58/ 4/ 1 الاثنان عن الوشاء عن أبان عن زرارة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال أمير المؤمنين ع على المنبر لا يجد أحد [أحدكم] طعم الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه و ما أخطأه لم يكن ليصيبه

[5]

1926- 5 الكافي، 2/ 58/ 7/ 1 العدة عن البرقي عن علي بن الحكم عن صفوان الجمال عن أبي عبد اللّٰه ع قال كان أمير المؤمنين ع يقول لا يجد عبد طعم الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه و أن ما أخطأه لم يكن ليصيبه و أن الضار النافع هو اللّٰه تعالى

[6]
اشارة

1927- 6 الكافي، 2/ 58/ 5/ 1 الثلاثة عن الشحام عن أبي عبد اللّٰه ع إن أمير المؤمنين ع جلس إلى حائط مائل يقضي بين الناس فقال بعضهم لا تقعد تحت هذا الحائط فإنه معور- فقال أمير المؤمنين ع حرس امرأ أجله فلما قام سقط

الوافي، ج 4، ص: 271

الحائط قال و كان أمير المؤمنين ع مما يفعل هذا و أشباهه- و هذا اليقين

بيان

معور أي ذا خلل و شق يتخوف منه من العورة حرس امرأ أجله يعني أن أجل المرء حارسه عن الآفات حتى يدركه

[7]
اشارة

1928- 7 الكافي، 2/ 58/ 8/ 1 محمد عن ابن عيسى عن الوشاء عن عبد اللّٰه بن سنان عن الثمالي عن سعيد بن قيس الهمداني قال نظرت يوما في الحرب إلى رجل عليه ثوبان فحركت فرسي فإذا أمير المؤمنين ع فقلت يا أمير المؤمنين في مثل هذا الموضع فقال نعم يا سعيد بن قيس إنه ليس من عبد إلا و له من اللّٰه تعالى حافظ و واقية معه ملكان يحفظانه من أن يسقط من رأس جبل أو يقع في بئر فإذا نزل القضاء خليا بينه و بين كل شي ء

بيان

واقية أي جنة واقية كأنها من الصفات الغالبة أو التاء فيها للمبالغة عطف تفسيري للحافظ

[8]

1929- 8 الكافي، 2/ 59/ 10/ 1 محمد عن أحمد عن علي بن الحكم عن العرزمي عن أبيه عن أبي عبد اللّٰه ع قال كان قنبر غلام علي ع يحب عليا ع حبا شديدا فإذا خرج علي ص خرج على أثره بالسيف فرآه ذات ليلة فقال يا قنبر ما لك قال جئت لأمشي خلفك يا أمير المؤمنين قال ويحك أ من أهل

الوافي، ج 4، ص: 272

السماء تحرسني أو من أهل الأرض قال لا من أهل الأرض فقال إن أهل الأرض لا يستطيعون لي شيئا إلا بإذن اللّٰه من السماء فارجع فرجع

[9]
اشارة

1930- 9 الكافي، 2/ 59/ 11/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عمن ذكره قال قيل للرضا ع إنك تتكلم بهذا الكلام و السيف يقطر دما فقال إن لله تعالى واديا من ذهب حماه بأضعف خلقه النمل فلو رامه البخاتي لم تصل إليه

بيان

يعني بالسيف سيف السلطان و لعل كلامه ع كان متعلقا بأمر من أمورهم

[10]

1931- 10 الكافي، 2/ 58/ 6/ 1 العدة عن البرقي عن البزنطي عن صفوان الجمال قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن قول اللّٰه تعالى- وَ أَمَّا الْجِدٰارُ فَكٰانَ لِغُلٰامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَ كٰانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمٰا فقال أما إنه ما كان ذهبا و لا فضة و إنما كان أربع كلمات أنا اللّٰه لا إله إلا أنا من أيقن بالموت لم يضحك سنه و من أيقن بالحساب لم يفرح قلبه- و من أيقن بالقدر لم يخش إلا اللّٰه

[11]
اشارة

1932- 11 الكافي، 2/ 59/ 9/ 1 الاثنان عن ابن أسباط سمعت أبا الحسن الرضا ع يقول كان في الكنز الذي قال اللّٰه تعالى وَ كٰانَ تَحْتَهُ

الوافي، ج 4، ص: 273

كَنْزٌ لَهُمٰا كان فيه بسم اللّٰه الرحمن الرحيم عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح و عجبت لمن أيقن بالقدر كيف يحزن و عجبت لمن رأى الدنيا و تقلبها بأهلها كيف يركن إليها و ينبغي لمن عقل عن اللّٰه تعالى أن لا يتهم اللّٰه في قضائه و لا يستبطئه في رزقه فقلت جعلت فداك أريد أن أكتبه قال فضرب و اللّٰه يده إلى الدواة ليضعها بين يدي فتناولت يده فقبلتها و أخذت الدواة فكتبته

بيان

إنما اختلف ألفاظ الروايتين مع أنهما إخبار عن أمر واحد لأنهما إنما تخبران عن المعنى دون اللفظ فلعل اللفظ كان غير عربي و أما ما يتراءى فيهما من الاختلاف في المعنى فيمكن إرجاع إحداهما إلى الأخرى و ذلك لأن التوحيد و التسمية مشتركان في الثناء و لعلهما كانا مجتمعين فاكتفي في كل من الروايتين بذكر أحدهما و من أيقن بالقدر علم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه و ما أخطأه لم يكن ليصيبه فلم يحزن على ما فاته و لم يخش إلا اللّٰه و من أيقن بالحساب نظر إلى الدنيا بعين العبرة و رأى تقلبها بأهلها فلم يركن إليها فلم يفرح بما آتاه فهذه خصال متلازمة اكتفي في إحدى الروايتين ببعضها و في الأخرى بآخر و أما قوله و ينبغي إلى آخره فلعله من كلام الرضا ع دون أن يكون من جملة ما في الكنز و على تقدير أن يكون من جملة ذلك فذكره في إحدى الروايتين لا ينافي السكوت عنه في

الأخرى

الوافي، ج 4، ص: 275

باب 32 الرضا بالقضاء

[1]

1933- 1 الكافي، 2/ 60/ 1/ 1 الثلاثة عن جميل بن صالح عن بعض أشياخ بني النجاشي عن أبي عبد اللّٰه ع قال رأس طاعة اللّٰه الصبر و الرضا عن اللّٰه فيما أحب العبد أو كره و لا يرضى عبد عن اللّٰه فيما أحب أو كره إلا كان خيرا له فيما أحب أو كره

[2]
اشارة

1934- 2 الكافي، 2/ 60/ 3/ 1 العدة عن البرقي عن يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد عن عاصم بن حميد عن الثمالي عن علي بن الحسين ع قال الصبر و الرضا عن اللّٰه رأس طاعة اللّٰه تعالى و من صبر و رضي عن اللّٰه فيما قضي عليه فيما أحب أو كره لم يقض اللّٰه تعالى فيما أحب أو كره إلا ما هو خير له

بيان

قد مضى أن الرضا بقضاء اللّٰه من أركان الإيمان

[3]

1935- 3 الكافي، 2/ 60/ 2/ 1 العدة عن البرقي عن أبيه عن حماد بن عيسى عن ابن مسكان عن ليث المرادي عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن أعلم الناس بالله أرضاهم بقضاء اللّٰه تعالى

الوافي، ج 4، ص: 276

[4]
اشارة

1936- 4 الكافي، 2/ 60/ 4/ 1 محمد عن ابن عيسى عن السراد عن داود الرقي عن الحذاء عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّٰه ص قال اللّٰه تبارك و تعالى إن من عبادي المؤمنين عبادا لا يصلح لهم أمر دينهم إلا بالغنى و السعة و الصحة في البدن- فأبلوهم بالغنى و السعة و صحة البدن فيصلح عليهم أمر دينهم و إن من عبادي المؤمنين لعبادا لا يصلح لهم أمر دينهم إلا بالفاقة و المسكنة و السقم في أبدانهم فأبلوهم بالفاقة و المسكنة و السقم فيصلح عليهم أمر دينهم و أنا أعلم بما يصلح عليه أمر دين عبادي المؤمنين- و إن من عبادي المؤمنين لمن يجتهد في عبادتي فيقوم من رقاده و لذيذ وساده فيتهجد لي الليالي فيتعب نفسه في عبادتي فأضربه بالنعاس الليلة و الليلتين نظرا مني له و إبقاء عليه فينام حتى يصبح فيقوم و هو ماقت لنفسه زارئ عليها و لو أخلي بينه و بين ما يريد من عبادتي لدخله العجب من ذلك فيصيره العجب إلى الفتنة بأعماله فيأتيه من ذلك ما فيه هلاكه لعجبه بأعماله و رضاه عن نفسه حتى يظن أنه قد فاق العابدين و جاز في عبادته حد التقصير فيتباعد مني عند ذلك و هو يظن أنه يتقرب إلي- فلا يتكل العاملون لي على أعمالهم التي يعملونها لثوابي فإنهم لو اجتهدوا و أتعبوا أنفسهم و أفنوا أعمارهم في

عبادتي كانوا مقصرين غير بالغين في عبادتهم كنه عبادتي فيما يطلبون عندي من كرامتي و النعيم في جناتي و رفيع درجات العلى في جواري و لكن فبرحمتي فليثقوا و بفضلي فليفرحوا و إلى حسن الظن بي فليطمئنوا فإن رحمتي عند ذلك تداركهم و مني يبلغهم رضواني و مغفرتي تلبسهم عفوي فإني أنا اللّٰه الرحمن الرحيم و بذلك تسميت

الوافي، ج 4، ص: 277

بيان

أبلوهم أي أجربهم و أختبرهم زارئ عليها بالزاي أولا و الراء أخيرا أي عاتب ساخط غير راض و يأتي كلام في بيان أواخر الحديث في باب حسن الظن بالله إن شاء اللّٰه

[5]

1937- 5 الكافي، 2/ 61/ 5/ 1 العدة عن سهل عن البزنطي عن صفوان الجمال عن أبي الحسن الأول ع قال ينبغي لمن عقل عن اللّٰه تعالى أن لا يستبطئه في رزقه و لا يتهمه في قضائه

[6]

1938- 6 الكافي، 2/ 61/ 6/ 1 القميان عن محمد بن إسماعيل عن علي بن النعمان عن عمرو بن نهيك بياع الهروي قال قال أبو عبد اللّٰه ع قال اللّٰه تعالى عبدي المؤمن لا أصرفه في شي ء إلا جعلته خيرا له فليرض بقضائي و ليصبر على بلائي و ليشكر نعمائي اكتبه يا محمد من الصديقين عندي

[7]

1939- 7 الكافي، 2/ 61/ 7/ 1 محمد عن ابن عيسى عن السراد عن مالك بن عطية عن داود بن فرقد عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن فيما أوحى اللّٰه تعالى إلى موسى بن عمران يا موسى بن عمران ما خلقت خلقا أحب إلي من عبدي المؤمن و إني إنما أبتليه لما هو خير له- و أزوي عنه لما هو خير له و أنا أعلم بما يصلح عليه عبدي فليصبر على بلائي و ليشكر نعمائي و ليرض بقضائي أكتبه في الصديقين عندي إذا عمل برضاي و أطاع أمري

[8]

1940- 8 الكافي، 2/ 62/ 8/ 1 القميان عن صفوان عن فضيل بن عثمان

الوافي، ج 4، ص: 278

عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد اللّٰه ع قال عجبت للمرء المسلم لا يقضي اللّٰه عليه بقضاء إلا كان خيرا له إن قرض بالمقاريض كان خيرا له و إن ملك مشارق الأرض و مغاربها كان خيرا له

[9]

1941- 9 الكافي، 2/ 62/ 9/ 1 محمد عن ابن عيسى عن ابن سنان عن صالح بن عقبة عن عبد اللّٰه بن محمد الجعفي عن أبي جعفر ع قال أحق خلق اللّٰه أن يسلم لما قضى اللّٰه تعالى من عرف اللّٰه تعالى و من رضي بالقضاء أتى عليه القضاء و عظم اللّٰه أجره و من سخط القضاء مضى عليه القضاء و أحبط اللّٰه أجره

[10]

1942- 10 الكافي، 2/ 62/ 10/ 1 علي عن أبيه عن الجوهري عن المنقري عن علي بن هاشم بن البريد عن أبيه قال قال علي بن الحسين ع الزهد عشرة أجزاء أعلى درجة الزهد أدنى درجة الورع و أعلى درجة الورع أدنى درجة اليقين و أعلى درجة اليقين أدنى درجة الرضا

[11]
اشارة

1943- 11 الكافي، 2/ 62/ 11/ 1 العدة عن البرقي عن محمد بن علي عن ابن أسباط عمن ذكره عن أبي عبد اللّٰه ع قال لقي الحسن بن علي عبد اللّٰه بن جعفر فقال يا عبد اللّٰه كيف يكون المؤمن مؤمنا و هو يسخط قسمه و يحقر منزلته و الحاكم عليه اللّٰه و أنا الضامن لمن لم يهجس في قلبه إلا الرضا أن يدعو اللّٰه فيستجاب له

بيان

القسم بالكسر الحظ و النصيب و البارز فيه و في منزلته للمؤمن لم يهجس أي لم يخطر

الوافي، ج 4، ص: 279

[12]

1944- 12 الكافي، 2/ 62/ 12/ 1 عنه عن أبيه عن ابن سنان عمن ذكره عن أبي عبد اللّٰه ع قال قلت له بأي شي ء يعلم المؤمن أنه مؤمن- قال بالتسليم لله و الرضا فيما ورد عليه من سرور أو سخط

[13]

1945- 13 الكافي، 2/ 63/ 13/ 1 عنه عن أبيه عن ابن سنان عن الحسين بن المختار عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد اللّٰه ع قال لم يكن رسول اللّٰه ص يقول لشي ء قد مضى لو كان غيره

الوافي، ج 4، ص: 281

باب 33 التفويض إلى اللّٰه و التوكل عليه

[1]
اشارة

1946- 1 الكافي، 2/ 63/ 1/ 1 محمد عن أحمد عن محمد بن سنان عن المفضل عن أبي عبد اللّٰه ع قال أوحى اللّٰه تعالى إلى داود ع ما اعتصم بي عبد من عبادي دون أحد من خلقي عرفت ذلك من نيته ثم تكيده السماوات و الأرض و من فيهن إلا جعلت له المخرج من بينهن و ما اعتصم عبد من عبادي بأحد من خلقي عرفت ذلك من نيته إلا قطعت أسباب السماوات من يديه و أسخت الأرض من تحته- و لم أبال بأي واد هلك

بيان

أسخت الأرض من تحته أي خسفتها به من الإساخة و قد مضى أن التفويض إلى اللّٰه و التوكل عليه من أركان الإيمان

[2]
اشارة

1947- 2 الكافي، 2/ 63/ 2/ 1 القميان عن السراد الكافي، 2/ 64/ 2/ 1 علي عن أبيه عن السراد عن أبي حفص الأعشى عن عمر بن خالد عن الثمالي عن علي بن الحسين ع قال خرجت حتى انتهيت إلى هذا الحائط فاتكيت عليه فإذا رجل عليه ثوبان أبيضان ينظر في تجاه وجهي ثم قال يا علي بن الحسين ما لي أراك كئيبا حزينا أ على الدنيا فرزق اللّٰه حاضر للبر

الوافي، ج 4، ص: 282

و الفاجر قلت ما على هذا أحزن و إنه لكما تقول قال فعلى الآخرة فوعد صادق يحكم فيه ملك قاهر أو قال قادر قلت ما على هذا أحزن و إنه لكما تقول فقال فمم حزنك قلت مما نتخوف من فتنة ابن الزبير و ما فيه الناس قال فضحك ثم قال يا علي بن الحسين هل رأيت أحدا دعا اللّٰه فلم يجبه قلت لا قال فهل رأيت أحدا توكل على اللّٰه فلم يكفه قلت لا قال فهل رأيت أحدا سأل اللّٰه فلم يعطه قلت لا ثم غاب عني

بيان

لعل الرجل كان هو الخضر على نبينا و آله و عليه السلام

[3]

1948- 3 الكافي، 2/ 64/ 3/ 1 العدة عن سهل عن علي الكافي، 2/ 65/ 3/ 1 العدة عن البرقي عن محمد بن علي عن علي عن عمه عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن الغنى و العز يجولان- فإذا ظفرا بموضع التوكل أوطنا

[4]

1949- 4 الكافي، 2/ 65/ 4/ 1 محمد عن ابن عيسى عن السراد عن عبد اللّٰه بن سنان عن أبي عبد اللّٰه ع قال أيما عبد أقبل قبل ما يحب اللّٰه تعالى أقبل اللّٰه تعالى قبل ما يحب و من اعتصم بالله عصمه اللّٰه و من أقبل اللّٰه قبله و عصمه لم يبال لو سقطت السماء على الأرض أو كانت نازلة نزلت على أهل الأرض فشملتهم بلية كان في حزب اللّٰه بالتقوى من كل بلية أ ليس اللّٰه تعالى يقول إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقٰامٍ أَمِينٍ

الوافي، ج 4، ص: 283

[5]
اشارة

1950- 5 الكافي، 2/ 65/ 5/ 1 العدة عن البرقي عن غير واحد عن ابن أسباط عن أحمد بن عمر الحلال عن علي بن سويد عن أبي الحسن الأول ع قال سألته عن قول اللّٰه تعالى وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللّٰهِ فَهُوَ حَسْبُهُ فقال التوكل على الهّٰس تعالى درجات منها أن تتوكل على اللّٰه في أمورك كلها فما فعل بك كنت عنه راضيا تعلم أنه لا يألوك خيرا و فضلا و تعلم أن الحكم في ذلك له فتوكل على اللّٰه بتفويض ذلك إليه- و ثق به فيها و في غيرها

بيان

الألو التقصير و لعل سائر درجات التوكل أن يتوكل على اللّٰه في بعض أموره دون بعض و تعددها بحسب كثرة الأمور المتوكل فيها و قلتها

[6]

1951- 6 الكافي، 2/ 65/ 6/ 1 العدة عن سهل و علي عن أبيه جميعا عن يحيى بن المبارك عن ابن جبلة عن ابن وهب عن أبي عبد اللّٰه ع قال من أعطي ثلاثا لم يمنع ثلاثا من أعطي الدعاء أعطي الإجابة و من أعطي الشكر أعطي الزيادة و من أعطي التوكل أعطي الكفاية ثم قال أ تلوت كتاب اللّٰه تعالى وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللّٰهِ فَهُوَ حَسْبُهُ و قال لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ و قال ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ

[7]

1952- 7 الكافي، 2/ 66/ 7/ 1 الاثنان عن أبي علي عن محمد بن الحسن عن الحسين بن راشد عن الحسين بن علوان قال كنا في مجلس نطلب فيه

الوافي، ج 4، ص: 284

العلم و قد نفدت نفقتي في بعض أسفاري فقال لي بعض أصحابنا من تؤمل لما قد نزل بك قلت فلانا فقال إذن و اللّٰه لا يسعف حاجتك و لا يبلغك أملك و لا ينجح طلبتك قلت و ما علمك رحمك اللّٰه قال إن أبا عبد اللّٰه ع حدثني أنه قرأ في بعض الكتب أن اللّٰه تعالى يقول و عزتي و جلالي و مجدي و ارتفاعي على عرشي لأقطعن أمل كل مؤمل غيري باليأس و لأكسونه ثوب المذلة عند الناس و لأنحينه من قربي- و لأبعدنه من وصلي [فضلي]- أ يؤمل غيري في الشدائد و الشدائد بيدي و يرجو غيري و يقرع بالفكر باب غيري و بيدي مفاتيح الأبواب و هي مغلقة و بابي مفتوح لمن دعاني فمن ذا الذي أملني لنوائبه فقطعته دونها و من ذا الذي رجاني لعظيمة فقطعت رجاءه مني جعلت آمال عبادي عندي محفوظة فلم يرضوا بحفظي و ملأت سماواتي ممن لا

يمل من تسبيحي و أمرتهم أن لا يغلقوا الأبواب بيني و بين عبادي فلم يثقوا بقولي أ لم يعلم من طرقته نائبة من نوائبي أنه لا يملك كشفها أحد غيري إلا من بعد إذني و ما لي أراه لاهيا عني أعطيته بجودي ما لم يسألني ثم انتزعته منه فلم يسألني رده و سأل غيري- أ فيراني أبدا بالعطاء قبل المسألة ثم اسأل فلا أجيب سائلي- أ بخيل أنا فيبخلني عبدي أ و ليس الجود و الكرم لي أ و ليس العفو و الرحمة بيدي- أ و ليس أنا محل الآمال فمن يقطعها دوني أ فلا يخشى المؤملون أن يؤملوا غيري فلو أن أهل سماواتي و أهل أرضي أملوا جميعا ثم أعطيت كل واحد منهم مثل ما أمل الجميع ما انتقص من ملكي مثل عضو ذرة- و كيف ينقص ملك أنا قيمه فيا بؤسا للقانطين من رحمتي و يا بؤسا لمن عصاني و لم يراقبني

الوافي، ج 4، ص: 285

[8]

1953- 8 الكافي، 2/ 67/ 8/ 1 محمد عن محمد بن الحسين [الحسن] عن بعض أصحابنا عن عباد بن يعقوب الرواجني عن سعد [سعيد] بن عبد الرحمن قال كنت مع موسى بن عبد اللّٰه بينبع و قد نفدت نفقتي في بعض الأسفار فقال لي بعض ولد الحسين من تؤمل لما قد نزل بك- فقلت موسى بن عبد اللّٰه فقال إذن لا يقضى حاجتك ثم لا ينجح طلبتك قلت و لم ذاك قال لأني وجدت في بعض كتب آبائي أن اللّٰه تعالى يقول ثم ذكر مثله فقلت يا ابن رسول اللّٰه أمل علي فأملاه علي فقلت لا و اللّٰه ما أسأله حاجة بعدها أبدا

الوافي، ج 4، ص: 287

باب 34 الخوف و الرجاء

[1]

1954- 1 الكافي، 2/ 67/ 1/ 1 العدة عن أحمد عن علي بن حديد عن بزرج عن الحارث بن المغيرة أو أبيه عن أبي عبد اللّٰه ع قال قلت له ما كان في وصية لقمان قال كان فيها الأعاجيب و كان أعجب ما كان فيها أن قال لابنه خف اللّٰه تعالى خيفة لو جئته ببر الثقلين لعذبك و ارج اللّٰه رجاء لو جئته بذنوب الثقلين لرحمك ثم قال أبو عبد اللّٰه ع كان أبي يقول إنه ليس من عبد مؤمن إلا و في قلبه نوران نور خيفة و نور رجاء لو وزن هذا لم يزد على هذا و لو وزن هذا لم يزد على هذا

[2]

1955- 2 الكافي، 2/ 71/ 13/ 1 الثلاثة عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللّٰه ع قال كان أبي ع يقول الحديث

[3]

1956- 3 الكافي، 8/ 302/ 462 محمد بن أحمد عن عبد اللّٰه بن الصلت عن يونس عن سنان بن طريف قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع ينبغي للمؤمن أن يخاف اللّٰه تعالى خوفا كأنه مشرف على النار و يرجو رجاء كأنه من أهل الجنة ثم قال إن اللّٰه تعالى عند ظن عبده إن خيرا فخيرا و إن شرا فشرا

الوافي، ج 4، ص: 288

[4]

1957- 4 الكافي، 2/ 67/ 2/ 1 محمد بن الحسن عن سهل عن يحيى بن المبارك عن ابن جبلة عن إسحاق بن عمار قال قال أبو عبد اللّٰه ع يا إسحاق خف اللّٰه كأنك تراه و إن كنت لا تراه فإنه يراك و إن كنت ترى أنه لا يراك فقد كفرت و إن كنت تعلم أنه يراك ثم برزت بالمعصية فقد جعلته من أهون الناظرين إليك

[5]

1958- 5 الكافي، 2/ 68/ 3/ 1 محمد عن ابن عيسى عن السراد عن الهيثم بن واقد قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول من خاف اللّٰه تعالى أخاف اللّٰه تعالى منه كل شي ء و من لم يخف اللّٰه تعالى أخافه اللّٰه من كل شي ء

[6]
اشارة

1959- 6 الكافي، 2/ 68/ 4/ 1 العدة عن البرقي عن أبيه عن حمزة بن عبد اللّٰه الجعفري عن جميل بن دراج عن أبي حمزة قال قال أبو عبد اللّٰه ع من عرف اللّٰه خاف اللّٰه و من خاف اللّٰه سخت نفسه عن الدنيا

بيان

أي تركتها

[7]

1960- 7 الكافي، 2/ 68/ 5/ 1 العدة عن البرقي عن التميمي عمن ذكره عن أبي عبد اللّٰه ع قال قلت له قوم يعملون بالمعاصي و يقولون نرجو فلا يزالون كذلك حتى يأتيهم الموت فقال هؤلاء قوم يترجحون في الأماني كذبوا ليسوا براجين إن من رجا شيئا طلبه و من خاف من شي ء هرب منه

الوافي، ج 4، ص: 289

[8]
اشارة

1961- 8 الكافي، 2/ 68/ 6/ 1 و رواه علي بن محمد رفعه قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع إن قوما من مواليك يلمون بالمعاصي و يقولون نرجو فقال كذبوا ليسوا لنا بموال أولئك قوم ترجحت بهم الأماني من رجا شيئا عمل له و من خاف شيئا هرب منه

بيان

الترجح الميل يعني مالت بهم عن الاستقامة أمانيهم الكاذبة.

و في نهج البلاغة، عن أمير المؤمنين ص أنه قال بعد كلام طويل لمدع كاذب أنه يرجو اللّٰه يدعي بزعمه أنه يرجو اللّٰه كذب و اللّٰه العظيم ما باله لا يتبين رجاؤه في عمله و كل من رجا عرف رجاؤه في عمله إلا رجاء اللّٰه فإنه مدخول- و كل خوف محقق إلا خوف اللّٰه فإنه معلول يرجو اللّٰه في الكبير و يرجو العباد في الصغير فيعطى العبد ما لا يعطى الرب فما بال اللّٰه جل ثناؤه يقصر به عما يصنع لعباده أ تخاف أن يكون في رجائك له كاذبا أو تكون لا تراه للرجاء موضعا و كذلك إن هو خاف عبدا من عبيده أعطاه من خوفه ما لا يعطى ربه فجعل خوفه من العباد نقدا و خوفه من خالقه ضمارا و وعدا.

قال ابن الميثم رحمه اللّٰه في شرح هذا الكلام المدخول الذي فيه شبهة و ريبة و المعلول الغير الخالص و الضمار الذي لا يرجي من الموعود قال و بيان الدليل إن كل من رجا أمرا من سلطان أو غيره فإنه يخدمه الخدمة التامة و يبالغ في طلب رضاه و يكون عمله بقدر قوة رجائه له و خلوصه و نرى هذا المدعي للرجاء غير عامل فنستدل بتقصيره في الأعمال الدينية على عدم رجائه الخالص في اللّٰه و كذلك

كل خوف محقق إلا خوف اللّٰه فإنه معلول توبيخ للسامعين في رجاء اللّٰه مع تقصيرهم في الأعمال الدينية و تقدير الاستثناء الأول مع المستثنى منه و كل رجاء لراج يعرف في عمله أي يعرف خلوص رجائه إلا رجاء الراجي

الوافي، ج 4، ص: 290

لله فإنه غير خالص.

و روي و كل رجاء إلا رجاء اللّٰه فإنه مدخول و التقدير و كل رجاء محقق أو خالص لتطابق الكليتين على مساق واحد و ينبه على الإضمار في الكلية الأولى قوله في الثانية محقق فإنه يفسر المضمر هناك انتهى.

قال بعض أصحابنا رحمهم اللّٰه إن الأحاديث الواردة في سعة عفو اللّٰه سبحانه و جزيل رحمته و وفور مغفرته كثيرة جدا و لكن لا بد لمن يرجوها و يتوقعها من العمل الخالص المعد لحصولها و ترك الانهماك في المعاصي المفوت لهذا الاستعداد كمن ألقى البذر في أرض و ساق إليها الماء في وقته و نقاها من الشوك و الأحجار و بذل جهده في قلع النباتات الخبيثة المفسدة للزرع ثم جلس ينتظر كرم اللّٰه و لطفه سبحانه مؤملا أن يحصل له وقت الحصاد مائة قفيز مثلا فهذا هو الرجاء الممدوح.

و أما من تغافل عن الزراعة و اختار الراحة طول السنة و صرف أوقاته في اللهو و اللعب ثم جلس منتظرا أن ينبت اللّٰه له زرعا من دون سعي و كد و تعب و كان طامعا أن يحصل له كما حصل لصاحبه الذي صرف ليله و نهاره في السعي و الكد و التعب فهذا حمق و غرور لا رجاء فالدنيا مزرعة الآخرة و القلب الأرض و الإيمان البذر و الطاعات هي الماء الذي يسقي به الأرض و تطهير القلب من المعاصي و الأخلاق

الذميمة بمنزلة تنقية الأرض من الشوك و الأحجار و النباتات الخبيثة و يوم القيامة هو وقت الحصاد فاحذر أن يغرك الشيطان و يثبطك عن العمل و يقنعك بمحض الرجاء و الأمل و انظر إلى حال الأنبياء و الأولياء و اجتهادهم في الطاعات و صرفهم العمر في العبادات ليلا و نهارا أ ما كانوا يرجون عفو اللّٰه و رحمته بلى و اللّٰه إنهم كانوا أعلم بسعة رحمة اللّٰه و أرجى لها منك و من كل أحد و لكن علموا أن رجاء الرحمة من دون العمل غرور محض و سفه بحت فصرفوا في العبادات أعمارهم و قصروا على الطاعات ليلهم و نهارهم

الوافي، ج 4، ص: 291

[9]

1962- 9 الكافي، 2/ 71/ 11/ 1 محمد عن أحمد عن ابن سنان عن ابن مسكان عن الحسين [الحسن] بن أبي سارة قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يكون خائفا راجيا- و لا يكون خائفا راجيا حتى يكون عاملا لما يخاف و يرجو

[10]

1963- 10 الكافي، 2/ 70/ 10/ 1 محمد عن ابن عيسى عن السراد عن داود الرقي عن أبي عبد اللّٰه ع في قول اللّٰه تعالى وَ لِمَنْ خٰافَ مَقٰامَ رَبِّهِ جَنَّتٰانِ قال من علم أن اللّٰه يراه و يسمع ما يقول و يعلم ما يعمله من خير أو شر فيحجزه ذلك عن القبيح من الأعمال فذلك الذي خاف مقام ربه و نهى النفس عن الهوى

[11]
اشارة

1964- 11 الكافي، 2/ 69/ 8/ 1 علي عن البرقي عن الحسن بن الحسين عن محمد بن سنان عن أبي سعيد المكاري عن الثمالي عن علي بن الحسين ع قال إن رجلا ركب البحر بأهله فكسر بهم- فلم ينج ممن كان في السفينة إلا امرأة الرجل فإنها نجت على لوح من ألواح السفينة حتى ألجئت إلى جزيرة من جزائر البحر و كان في تلك الجزيرة رجل يقطع الطريق و لم يدع لله حرمة إلا انتهكها فلم يعلم إلا

الوافي، ج 4، ص: 292

و المرأة قائمة على رأسه فرفع رأسه إليها- فقال إنسية أم جنية فقالت إنسية فلم يكلمها كلمة حتى جلس منها مجلس الرجل من أهله فلما أن هم بها اضطربت فقال لها ما لك تضطربين فقالت افرق من هذا و أومأت بيدها إلى السماء قال فصنعت من هذا شيئا قالت لا و عزته قال فأنت تفرقين منه هذا الفرق و لم تصنعي من هذا شيئا و أنا استكرهتك استكراها فإنا و اللّٰه أولى بهذا الفرق و الخوف و أحق منك قال فقام و لم يحدث شيئا و رجع إلى أهله- و ليست له همة إلا التوبة و المراجعة فبينا هو يمشي إذا صادفه [جاءه] راهب يمشي في الطريق فحمئت عليهما

الشمس فقال الراهب للشاب ادع اللّٰه يظلنا بغمامة فقد حمئت علينا الشمس- فقال الشاب ما أعلم أن لي عند ربي حسنة فأتجاسر على أن أسأله شيئا قال فأدعو أنا و تؤمن أنت قال نعم فأقبل الراهب يدعو و الشاب يؤمن فما كان بأسرع من أن أظلتهما غمامة فمشيا تحتها مليا من النهار- ثم انفرجت [انفرقت] الجادة جادتين فأخذ الشاب في واحدة و أخذ الراهب في واحدة فإذا السحابة مع الشاب فقال الراهب أنت خير مني- لك استجيب و لم يستجب لي فخبرني ما قصتك فأخبره بخبر المرأة- فقال غفر لك ما مضى حيث دخلك الخوف فانظر كيف تكون فيما تستقبل

بيان

الفرق بالتحريك الخوف مليا من النهار أي ساعة طويلة

[12]
اشارة

1965- 12 الكافي، 2/ 69/ 7/ 1 العدة عن البرقي عن بعض أصحابه عن صالح بن حمزة رفعه قال قال أبو عبد اللّٰه ع إن من

الوافي، ج 4، ص: 293

العبادة شدة الخوف من اللّٰه تعالى يقول اللّٰه تعالى إِنَّمٰا يَخْشَى اللّٰهَ مِنْ عِبٰادِهِ الْعُلَمٰاءُ و قال جل ثناؤه فَلٰا تَخْشَوُا النّٰاسَ وَ اخْشَوْنِ و قال تعالى وَ مَنْ يَتَّقِ اللّٰهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً قال و قال أبو عبد اللّٰه ع إن حب الشرف و الذكر لا يكونان في قلب الخائف الراهب

بيان

يعني من كان خائفا راهبا من اللّٰه سبحانه لا يحب أن يكون شريفا مذكورا بالمحامد عند الناس بل همه أن يكون خاملا نؤمة لا يعرفه سوى اللّٰه تعالى.

قال المحقق الطوسي نصير الملة و الدين طاب ثراه في بعض مؤلفاته ما حاصله أن الخوف و الخشية و إن كانا في اللغة بمعنى واحد إلا أن بين خوف اللّٰه و خشيته في عرف أرباب القلوب فرقا هو أن الخوف تألم النفس من العقاب المتوقع بسبب ارتكاب المنهيات و التقصير في الطاعات و هو يحصل لأكثر الخلق و إن كانت مراتبه متفاوتة جدا و المرتبة العليا منه لا تحصل إلا للقليل و الخشية تحصل له عند الشعور بعظمة الحق و هيبته و خوف الحجب عنه و هذه الحالة لا تحصل إلا لمن اطلع على جلال الكبرياء و ذاق لذة القرب و لذلك قال سبحانه و تعالى إِنَّمٰا يَخْشَى الهَٰة مِنْ عِبٰادِهِ الْعُلَمٰاءُ و الخشية خوف خاص و قد يطلقون عليها الخوف أيضا

[13]

1966- 13 الكافي، 2/ 71/ 12/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن الفصيل بن عثمان عن الحذاء عن أبي عبد اللّٰه ع قال المؤمن بين

الوافي، ج 4، ص: 294

مخافتين ذنب قد مضى لا يدري ما صنع اللّٰه فيه و عمر قد بقي لا يدري ما يكتسب فيه من المهالك فهو لا يصبح إلا خائفا و لا يصلحه إلا الخوف

[14]
اشارة

1967- 14 الكافي، 2/ 70/ 9/ 1 محمد عن أحمد عن علي بن النعمان عن حمزة بن حمران قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول إن مما حفظ من خطب النبي ص أنه قال أيها الناس إن لكم معالم فانتهوا إلى معالمكم و إن لكم نهاية فانتهوا إلى نهايتكم إلا أن المؤمن يعمل بين مخافتين بين أجل قد مضى لا يدرى ما اللّٰه صانع فيه و بين أجل قد بقي لا يدري ما اللّٰه قاض فيه فليأخذ العبد المؤمن من نفسه لنفسه- و من دنياه لآخرته و من الشيبة قبل الكبر و في الحياة قبل الممات فو الذي نفس محمد بيده ما بعد الدنيا من مستعتب و ما بعدها من دار إلا الجنة أو النار

بيان

المعلم ما جعل علامة للطرق و الحدود مثل أعلام الحرم و معاملة المضروبة عليه و لعل المراد بالمعالم معالم الدين و الشريعة و بالنهايات المستقر في الجنة و القرار في دار القرار فليأخذ العبد المؤمن من نفسه لنفسه يعني ليجتهد في الطاعة و العبادة و يروض نفسه بالأعمال الصالحة في أيام قلائل لراحة الأبد و النعيم المؤبد و من دنياه لآخرته أي ليزهد في نعيم الدنيا الفاني لنعيم الآخرة الباقي و المستعتب موضع الاستعتاب أي طلب الرضا قال ابن الأثير في نهايته أعتبني فلان إذا عاد إلى مسرتي و استعتب طلب أن يرضى عنه كما تقول استرضيته فأرضاني و المعتب المرضي و منه الحديث لا يتمنين أحدكم الموت إما محسنا فلعله يزداد و إما مسيئا فلعله يستعتب أي يرجع عن الإساءة و يطلب الرضا و منه الحديث و لا بعد الموت من مستعتب أي ليس بعد الموت إلا دار جزاء

لا دار عمل

الوافي، ج 4، ص: 295

باب 35 حسن الظن بالله

[1]
اشارة

1968- 1 الكافي، 2/ 71/ 1/ 1 العدة عن أحمد عن السراد عن داود الرقي عن الحذاء عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّٰه ص قال اللّٰه تعالى لا يتكل العاملون على أعمالهم التي يعملونها لثوابي فإنهم لو اجتهدوا و أتعبوا أنفسهم و أفنوا أعمارهم في عبادتي كانوا مقصرين غير بالغين في عبادتهم كنه عبادتي فيما يطلبون عندي من كرامتي و النعيم في جناتي و رفيع الدرجات العلى في جواري- و لكن برحمتي فليثقوا و فضلي فليرجوا و إلى حسن الظن بي فليطمئنوا فإن رحمتي عند ذلك تدركهم و مني يبلغهم رضواني و مغفرتي تلبسهم عفوي فإني أنا اللّٰه الرحمن الرحيم و بذلك تسميت

بيان

لا يتكل العاملون على أعمالهم أي لا يعتمدوا عليها و إن أتوا بها حسنة تامة الأركان على أن المفسدات الخفية كثيرة جدا و قلما يخلو عمل عنها يدل على ذلك

ما رواه جمال الدين أحمد بن فهد في كتاب عدة الداعي عن معاذ بن جبل عن رسول اللّٰه ص أنه قال إن اللّٰه خلق سبعة أملاك قبل أن يخلق السماوات فجعل في كل سماء ملكا قد جللها بعظمته- و جعل على كل باب من أبواب السماوات ملكا بوابا فتكتب الحفظة عمل العبد- من حين يصبح إلى حين يمسي ثم ترتفع الحفظة بعمله و له نور كنور الشمس

الوافي، ج 4، ص: 296

حتى إذا بلغ سماء الدنيا فتزكيه و تكثره فيقول قفوا و اضربوا بهذا العمل وجه صاحبه أنا ملك الغيبة فمن اغتاب لا أدع عمله يجاوزني إلى غيري أمرني بذلك ربي- قال ثم تجي ء الحفظة من الغد و معهم عمل صالح فتمر به تزكيه و تكثره حتى تبلغه السماء الثانية فيقول

الملك الذي في السماء الثانية قفوا و اضربوا بهذا العمل وجه صاحبه إنما أراد بهذا عرض الدنيا أنا صاحب الدنيا لا أدع عمله يجاوزني إلى غيري قال ثم تصعد الحفظة بعمل العبد مبتهجا بصدقة و صلاة فتتعجب به الحفظة و تجاوزه إلى السماء الثالثة فيقول الملك قفوا و اضربوا بهذا العمل وجه صاحبه و ظهره أنا صاحب الكبر إنه عمل و تكبر على الناس في مجالسهم أمرني ربي أن لا أدع عمله يجاوزني إلى غيري فقال و تصعد الحفظة بعمل العبد يزهر كالكوكب الدري في السماء له دوي بالتسبيح و الصوم و الحج فتمر به إلى السماء الرابعة- فيقول لهم الملك قفوا و اضربوا بهذا العمل وجه صاحبه و بطنه أنا ملك العجب إنه كان يعجب بنفسه و إنه عمل و أدخل بنفسه العجب أمرني ربي أن لا أدع عملا يجاوزني إلى غيري قال و تصعد الحفظة بعمل العبد كالعروس المزفوفة إلى بعلها فتمر به إلى ملك السماء الخامسة بالجهاد و الصدقة ما بين الصلاتين و لذلك العمل ضوء كضوء الشمس فيقول الملك قفوا أنا ملك الحسد اضربوا بهذا العمل على وجه صاحبه و احملوه على عاتقه إنه كان يحسد من يتعلم أو يعمل لله بطاعته و إذا رأى لأحد فضلا في العمل و العبادة حسده و وقع فيه فتحمله على عاتقه و يلعنه عمله قال و تصعد الحفظة بعمل العبد فتتجاوز السماء السادسة- فيقول الملك قفوا أنا صاحب الرحمة اضربوا بهذا العمل وجه صاحبه و اطمسوا عينيه إن صاحبه لا يرحم شيئا إذا أصاب عبد من عباد اللّٰه ذنبا للآخرة- أو ضرا في الدنيا شمت به أمرني ربي أن لا أدع عمله يجاوزني قال

و تصعد

الوافي، ج 4، ص: 297

الحفظة بعمل العبد بفقه و اجتهاد و ورع و له صوت كالرعد و ضوء كضوء البرق- و معه ثلاثة آلاف ملك فتمر بهم إلى ملك السماء السابعة فيقول الملك قفوا و اضربوا بهذا العمل وجه صاحبه أنا ملك الحجاب أحجب كل عمل ليس لله- إنه أراد رفعه عند القواد و ذكرا في المجالس و صيتا في المدائن أمرني ربي أن لا أدع عملا يجاوزني إلى غيري ما لم يكن لله خالصا- قال و تصعد الحفظة بعمل العبد مبتهجا به من صلاة و زكاة و صيام و حج و عمرة و خلق حسن و صمت و ذكر كثير تشيعه ملائكة السماوات و الملائكة السبعة بجماعتهم فيطئون الحجب كلها حتى يقوموا بين يدي اللّٰه سبحانه فيشهدوا له بعمل و دعاء فيقول أنتم حفظة عمل عبدي و أنا رقيب على ما في نفسه إنه لم يردني بهذا العمل عليه لعنتي فتقول الملائكة عليه لعنتك و لعنتنا.

الحديث و هو طويل أخذنا منه موضع الحاجة و هو ينبهك على أن العمل الخالص من الشوائب أقل قليل إلا أن معاذا راوي هذا الحديث كان من المنافقين و لا وثوق بما تفرد بروايته و لا سيما و الرواية مأخوذة من كتب العامة قوله ع و مني يبلغهم رضواني بفتح الميم عطف على رحمتي عند ذلك تدركهم و كذا قوله و مغفرتي تلبسهم عفوي

[2]

1969- 2 الكافي، 2/ 71/ 2/ 1 السراد عن جميل بن صالح عن العجلي عن أبي جعفر ع قال وجدنا في كتب علي ع أن رسول اللّٰه ص قال و هو على منبره و الذي لا إله إلا هو ما أعطي مؤمن قط

خير الدنيا و الآخرة إلا بحسن ظنه بالله و رجائه له و حسن خلقه و الكف عن اغتياب المؤمنين و الذي لا إله إلا هو لا يعذب اللّٰه مؤمنا بعد التوبة و الاستغفار إلا بسوء ظنه بالله و تقصيره من رجائه و سوء خلقه و اغتيابه للمؤمنين و الذي لا إله إلا هو لا يحسن ظن عبد مؤمن بالله إلا كان اللّٰه عند ظن عبده المؤمن لأن اللّٰه كريم بيده

الوافي، ج 4، ص: 298

الخيرات يستحي أن يكون عبده المؤمن قد أحسن به الظن ثم يخلف ظنه و رجاءه فأحسنوا بالله الظن و ارغبوا إليه

[3]

1970- 3 الكافي، 2/ 72/ 3/ 1 محمد عن ابن عيسى عن ابن بزيع عن أبي الحسن الرضا ع قال أحسن الظن بالله فإن اللّٰه تعالى يقول- أنا عند ظن عبدي بي إن خيرا فخيرا و إن شرا فشرا

[4]

1971- 4 الكافي، 2/ 72/ 4/ 1 علي عن أبيه عن الجوهري عن المنقري عن سفيان بن عيينة قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول حسن الظن بالله أن لا ترجو إلا اللّٰه و لا تخاف إلا ذنبك

الوافي، ج 4، ص: 299

باب 36 الاعتراف بالتقصير

[1]

1972- 1 الكافي، 2/ 72/ 1/ 1 محمد عن ابن عيسى عن السراد عن سعد بن أبي خلف عن أبي الحسن موسى ع قال قال لبعض ولده يا بني عليك بالجد لا تخرجن نفسك من حد التقصير في عبادة اللّٰه و طاعته فإن اللّٰه تعالى لا يعبد حق عبادته

[2]
اشارة

1973- 2 الكافي، 2/ 73/ 4/ 1 القمي عن عيسى بن أيوب عن علي بن مهزيار عن الفضل بن يونس الكافي، 2/ 579/ 7/ 1 أحمد عن السراد عن الفضل بن يونس عن أبي الحسن ع قال قال أكثر من أن تقول اللهم لا تجعلني من المعارين و لا تخرجني من التقصير قال قلت أما المعارون فقد عرفت أن الرجل يعار الدين ثم يخرج منه فما معنى لا تخرجني من التقصير فقال كل عمل تريد به اللّٰه تعالى فكن فيه مقصرا عند نفسك فإن الناس كلهم في أعمالهم فيما بينهم و بين اللّٰه مقصرون إلا من عصمه اللّٰه تعالى

بيان

المعار على البناء للمفعول من الإعارة يعني بهم الذين يكون الإيمان عارية عندهم غير مستقر في قلوبهم و لا ثابت في صدورهم كما فسره الراوي و قد مضى بيانه في باب المستودع و المعار

الوافي، ج 4، ص: 300

[3]

1974- 3 الكافي، 2/ 72/ 2/ 1 العدة عن البرقي عن بعض العراقيين عن محمد بن المثنى الحضرمي عن أبيه عن عثمان بن زيد عن جابر قال قال لي أبو جعفر ع يا جابر لا أخرجك اللّٰه من النقص و لا التقصير

[4]
اشارة

1975- 4 الكافي، 2/ 73/ 3/ 1 عنه عن ابن فضال عن الحسن بن الجهم قال سمعت أبا الحسن ع يقول إن رجلا من بني إسرائيل عبد اللّٰه أربعين سنة ثم قرب قربانا فلم يقبل منه فقال لنفسه ما أوتيت إلا منك و ما الذنب إلا لك قال فأوحى اللّٰه تعالى إليه ذمك لنفسك أفضل من عبادتك أربعين سنة

بيان

ما أوتيت إلا منك على البناء للمفعول أي ما دخل علي البلاء إلا من جهتك

الوافي، ج 4، ص: 301

باب 37 الطاعة و التقوى

[1]
اشارة

1976- 1 الكافي، 2/ 73/ 1/ 1 علي عن أبيه عن البزنطي عن محمد أخي عرام عن محمد عن أبي جعفر ع قال لا تذهب بكم المذاهب فو الله ما شيعتنا إلا من أطاع اللّٰه تعالى

بيان

إسناد الإذهاب إلى المذاهب مجاز و المعنى لا تذهبوا المذاهب في طلب الرخص و المعاذير في تقصيركم في طاعة اللّٰه تعالى بسبب انتسابكم إلينا و لا تحسبوا أن مجرد القول بالتشيع كاف في النجاة أو أن التشيع مجرد القول و إظهار المحبة من دون مشايعة لنا في عبادة اللّٰه تعالى

[2]
اشارة

1977- 2 الكافي، 2/ 74/ 3/ 1 القمي عن محمد بن سالم و البرقي عن أبيه جميعا عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال لي يا جابر أ يكفي من انتحل التشيع أن يقول بحبنا أهل البيت فو الله ما شيعتنا إلا من اتقى اللّٰه و أطاعه إلى أن قال فاتقوا اللّٰه و اعملوا لما عند اللّٰه ليس بين اللّٰه و بين أحد قرابة أحب العباد إلى اللّٰه تعالى و أكرمهم عليه أتقاهم و أعملهم بطاعته يا جابر و اللّٰه ما يتقرب إلى اللّٰه تعالى إلا بالطاعة ما معنا براءة من النار و لا على اللّٰه لأحد من حجة من كان لله مطيعا فهو لنا ولي و من كان لله عاصيا فهو لنا

الوافي، ج 4، ص: 302

عدو و ما تنال ولايتنا إلا بالعمل و الورع

بيان

انتحال الشي ء ادعاؤه بغير حق يقال انتحل فلان شعر غيره أو قول غيره إذا ادعاه لنفسه و تمام الحديث قد مضى في باب صفات المؤمن و علاماته

[3]
اشارة

1978- 3 الكافي، 2/ 75/ 6/ 1 حميد عن ابن ساعة عن بعض أصحابه عن أبان عن عمر [عمرو] بن خالد عن أبي جعفر ع قال يا معشر الشيعة شيعة آل محمد كونوا النمرقة الوسطى يرجع إليكم الغالي و يلحق بكم التالي فقال له رجل من الأنصار يقال له سعد جعلت فداك ما الغالي قال قوم يقولون فينا ما لا نقوله في أنفسنا- فليس أولئك منا و لسنا منهم قال فما التالي قال المرتاد يريد الخير يبلغه الخير يؤجر عليه ثم أقبل علينا فقال و اللّٰه ما معنا من اللّٰه براءة و لا بيننا و بين اللّٰه قرابة و لا لنا على اللّٰه حجة و لا نتقرب إلى اللّٰه إلا بالطاعة فمن كان منكم مطيعا لله تنفعه ولايتنا و من كان منكم عاصيا لله لم تنفعه ولايتنا ويحكم لا تغتروا ويحكم لا تغتروا

بيان

النمرقة مثلثة الوسادة الصغيرة و في الكلام استعارة و المراد أنه كما كانت الوسادة التي يتوسد عليها الرجل إذا كانت رفيعة جدا أو خفيضة جدا لا تصلح للتوسد بل لا بد لها من حد من الارتفاع و الانخفاض حتى تصلح لذلك

الوافي، ج 4، ص: 303

أنتم في دينكم و أئمتكم لا تكونوا غالين تجاوزون بهم عن مرتبتهم التي أقامهم اللّٰه عليها و جعلهم أهلا لها و هي الإمامة و الوصاية النازلتان عن الألوهية و النبوة كالنصارى الغالين في المسيح المعتقدين فيه الألوهية أو البنوة للإله و لا تكونوا أيضا مقصرين فيهم تنزلونهم و تجعلونهم كسائر الناس أو أنزل كاليهود و المقصرين في المسيح المنزلين له عن مرتبته بل كونوا كالنمرقة الوسطى و هي المقتصدة للتوسد يرجع إليكم الغالي و يلحق بكم التالي

قوله ع يقولون فينا ما لا نقوله في أنفسنا يعني ما يزيد عن مرتبتنا من الربوبية أو النبوة أو نحو ذلك و المرتاد الطالب للاهتداء الذي لا يعرف الإمام و مراسم الدين بعد يريد التعلم و نيل الحق يبلغه الخير بدل من الخير يعني يريد أن يبلغه الخير ليؤجر عليه

[4]

1979- 4 الفقيه، 4/ 403/ 5869 قال رسول اللّٰه ص قال اللّٰه تعالى أيما عبد أطاعني لم أكله إلى غيري و أيما عبد عصاني وكلته إلى نفسه ثم لم أبال في أي واد هلك

[5]

1980- 5 الفقيه، 4/ 404/ 5871 قال رسول اللّٰه ص قال اللّٰه جل جلاله إذا عصاني من خلقي من يعرفني- سلطت عليه من خلقي من لا يعرفني

[6]

1981- 6 الكافي، 8/ 182/ 205 العدة عن سهل عن السراد عن ابن رئاب عن الحذاء عن أبي جعفر ع قال قام رسول اللّٰه ص على الصفا فقال يا بني هاشم يا بني عبد المطلب إني رسول اللّٰه إليكم و إني شفيق عليكم و إن لي عملي و لكل رجل منكم عمله لا تقولوا إن محمدا منا و سندخل مدخله

الوافي، ج 4، ص: 304

فلا و الهّٰر ما أوليائي منكم و لا من غيركم يا بني عبد المطلب إلا المتقون- ألا فلا أعرفكم يوم القيامة تأتون تحملون الدنيا على ظهوركم و يأتيني الناس يحملون الآخرة إلا أني قد أعذرت إليكم فيما بيني و بينكم- و فيما بيني و بين اللّٰه تعالى فيكم

[7]
اشارة

1982- 7 الكافي، 8/ 182/ 204 الثلاثة عن البجلي عن محمد عن أبي عبد اللّٰه ع قال لما ولي علي ع صعد المنبر فحمد اللّٰه و أثنى عليه ثم قال إني و اللّٰه لا أرزؤكم من فيئكم درهما ما قام لي عذق بيثرب فلتصدقكم أنفسكم أ فتروني مانعا نفسي و معطيكم قال فقام إليه عقيل كرم اللّٰه وجهه فقال له و اللّٰه لتجعلني و أسود بالمدينة سواء فقال اجلس أ ما كان هاهنا أحد يتكلم غيرك و ما فضلك عليه إلا بسابقة أو تقوى

بيان

لا أرزؤكم بتقديم المهملة على المعجمة لا أنقصكم و الفي ء الغنيمة و العذق بالفتح النخلة بحملها و بالكسر الكباسة و هي من التمر بمنزلة العنقود من العنب و يثرب مدينة الرسول فلتصدقكم من الصدق أ فتروني إثبات لا إنكار و يحتمل أن يكون إنكارا و يكون الممنوع منه نفسه ع جزاء العدل في الآخرة و إنما شكا عقيل رضي اللّٰه عنه التسوية لا المنع من العطاء فأجابه ع بأن العدل يقتضي ذلك و أريد بالسابقة إلى الإيمان و المبادرة إلى الهجرة أو خصلة من خصال الخير كما مر تحقيقه في باب السبق إلى الإيمان فإن قيل فما باله ع كان لا يراعي التقوى و السابقة في العطاء بالتفضيل بل كان يسوي بينهم جميعا قلنا لأن ذلك مما يؤجر عليه في الآخرة دون الدنيا التي احتياجهم فيها سواء

الوافي، ج 4، ص: 305

[8]
اشارة

1983- 8 الكافي، 8/ 234/ 312 السراد عن مالك بن عطية عن الثمالي عن علي بن الحسين ع قال لا حسب لقرشي و لا لعربي إلا بتواضع و لا كرم إلا بتقوى و لا عمل إلا بالنية و لا عبادة إلا بالتفقه ألا و إن أبغض الناس إلى اللّٰه من يقتدي بسنة إمام و لا يقتدي بأعماله

بيان

أريد بالحسب الشرف و المجد و بالنية نية وجه اللّٰه سبحانه أو طلب ثوابه أو الهرب من عقابه و بالسنة الطريقة و المذهب و العقيدة

[9]
اشارة

1984- 9 الكافي، 8/ 79/ 34 العدة عن سهل عن بكر بن صالح عن الحسن بن علي عن ابن المغيرة عن جعفر بن إبراهيم عن أبي عبد اللّٰه عن أبيه ع قال قال رسول اللّٰه ص حسب المرء دينه و مروته عقله و شرفه جماله و كرمه تقواه

بيان

أريد بالجمال الزينة الظاهرة من الأخلاق الحسنة و الأطوار المستحسنة

[10]
اشارة

1985- 10 الكافي، 8/ 49/ 9 علي بن محمد عمن ذكره عن

الوافي، ج 4، ص: 306

محمد بن الحسين و حميد عن ابن سماعة جميعا عن الميثمي عن رجل من أصحابه قال قرأت جوابا من أبي عبد اللّٰه ع إلى رجل من أصحابه أما بعد فإني أوصيك بتقوى اللّٰه فإن اللّٰه قد ضمن لمن اتقاه أن يحوله عما يكره إلى ما يحب و يرزقه من حيث لا يحتسب فإياك أن تكون ممن يخاف على العباد من ذنوبهم و يأمن العقوبة من ذنبه فإن اللّٰه تعالى لا يخدع عن جنته و لا ينال ما عنده إلا بطاعته إن شاء اللّٰه

بيان

أشار ع بقوله إن اللّٰه قد ضمن إلى قوله سبحانه وَ مَنْ يَتَّقِ اللّٰهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً لا يخدع عن جنته يعني لا يمكن دخول جنته بالمخادعة معه سبحانه و المكر به تعالى عن ذلك

[11]

1986- 11 الكافي، 8/ 222/ 279 العدة عن سهل عن محمد بن عبد الحميد عن يونس عن العقرقوفي قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع شي ء يروى عن أبي ذر رضي اللّٰه عنه إنه كان يقول ثلاث يبغضها الناس و أنا أحبها أحب الموت و أحب الفقر و أحب البلاء فقال إن هذا ليس ما تروون إنما عنى الموت في طاعة اللّٰه- أحب إلي من الحياة في معصية اللّٰه و البلاء في طاعة اللّٰه أحب إلي من الصحة في معصية اللّٰه و الفقر في طاعة اللّٰه أحب إلي من الغنى في معصية اللّٰه

[13]
اشارة

1987- 12 الكافي، 2/ 75/ 5/ 1 محمد عن أحمد عن محمد بن سنان عن

الوافي، ج 4، ص: 307

الفضيل بن عثمان عن الحذاء عن أبي جعفر ع قال كان أمير المؤمنين ع يقول لا يقل عمل مع تقوى و كيف يقل ما يتقبل

بيان

أشار بآخر الحديث إلى قوله سبحانه إِنَّمٰا يَتَقَبَّلُ اللّٰهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ

[13]
اشارة

1988- 13 الكافي، 2/ 76/ 7/ 1 العدة عن البرقي عن عثمان عن المفضل بن عمر قال كنت عند أبي عبد اللّٰه ع فذكرنا الأعمال فقلت أنا ما أضعف عملي فقال مه استغفر اللّٰه ثم قال لي إن قليل العمل مع التقوى خير من كثير بلا تقوى قلت كيف يكون كثير بلا تقوى قال نعم مثل الرجل يطعم طعامه و يرفق جيرانه و يوطئ رحله فإذا ارتفع له الباب من الحرام دخل فيه فهذا العمل بلا تقوى و يكون الآخر ليس عنده شي ء فإذا ارتفع له الباب من الحرام لم يدخل فيه

بيان

لعل ردعه ع المفضل عن استقلاله العمل و أمره بالاستغفار منه كان لاستشمامه منه رائحة الاتكال على العمل مع أن العمل هين جدا في جنب التقوى لاشتراط قبوله بها و لهذا نبهه على ذلك و توطئة الرحل كناية عن التواضع و التذلل يقال فرش وطئ لا يؤذي جنب النائم يعني رحله ممهد يتمكن منه من يصاحبه و لا يتأذى أو كناية عن الكرم و الضيافة كما يأتي

الوافي، ج 4، ص: 308

في باب حسن الخلق إن شاء اللّٰه تعالى

[14]

1989- 14 الكافي، 2/ 76/ 8/ 1 الاثنان عن أبي داود المسترق عن محسن الميثمي عن يعقوب بن شعيب قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول ما نقل اللّٰه تعالى عبدا من ذل المعاصي إلى عز التقوى إلا أغناه من غير مال و أعزه من غير عشيرة و آنسه من غير بشر

[15]
اشارة

1990- 15 الكافي، 2/ 77/ 9/ 1 محمد عن ابن عيسى عن علي بن النعمان عن الشحام قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول عليكم بتقوى اللّٰه و الورع و الاجتهاد و صدق الحديث و أداء الأمانة- و حسن الخلق و حسن الجوار و كونوا دعاة إلى أنفسكم بغير ألسنتكم- و كونوا زينا و لا تكونوا شينا و عليكم بطول الركوع و السجود فإن أحدكم إذا أطال الركوع و السجود هتف إبليس من خلفه و قال يا ويله أطاعوا و عصيت و سجدوا و أبيت

بيان

كونوا دعاة إلى أنفسكم بغير ألسنتكم أي كونوا داعين الناس إلى طريقتكم المثلي و مذهبكم الحق بمحاسن أعمالكم و مكارم أخلاقكم فإن الناس إذا رأوكم على سيرة حسنة و هدى جميل نازعتهم أنفسهم إلى الدخول فيما ذهبتم إليه من التشيع و تصويبكم فيما تقلدتم من طاعة أئمتكم ع و كونوا زينا أي لنا و لا تكونوا شينا يعني علينا و الويل الحزن و الهلاك و المشقة من العذاب و كل من وقع في هلكة دعا بالويل و معنى النداء فيه يا حزني و يا هلاكي و يا عذابي احضر فهذا وقتك و أوانك فكأنه نادى الويل أن يحضره لما عرض له من الأمر الفظيع و هو الندم على ترك

الوافي، ج 4، ص: 309

السجود لآدم ع و أضاف الويل إلى ضمير الغائب حملا على المعنى و عدل عن حكاية قول إبليس يا ويلي كراهة أن يضيف الويل إلى نفسه كذا في النهاية الأثيرية

الوافي، ج 4، ص: 311

باب 38 محاسبة النفس و محافظة الوقت

[1]
اشارة

1991- 1 الكافي، 2/ 148/ 2/ 1 علي عن أبيه و علي بن محمد جميعا عن الجوهري عن المنقري عن حفص بن غياث قال قال أبو عبد اللّٰه ع إذا أراد أحدكم أن لا يسأل ربه شيئا إلا أعطاه فلييأس من الناس كلهم و لا يكون له رجاء إلا من عند اللّٰه تعالى فإذا علم اللّٰه تعالى ذلك من قلبه لم يسأله شيئا إلا أعطاه فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا عليها فإن للقيامة خمسين موقفا كل موقف مقام ألف سنة ثم تلا فِي يَوْمٍ كٰانَ مِقْدٰارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ

بيان

تفريع المحاسبة على الأمر باليأس عن الناس و الرجاء من اللّٰه يدل على أن الإنسان إنما يرجو الناس من دون اللّٰه في عامة أمره و هو غافل عن ذلك و إن عامة المحاسبات إنما ترجع إلى ذلك و ذكر الوقوف في مواقف يوم القيامة بعد الأمر بمحاسبة النفس يدل على أن الوقفات هناك إنما تكون للمحاسبات فمن حاسب نفسه في الدنيا يوما فيوما لم يحتج إلى تلك الوقفات في ذلك اليوم قال اللّٰه تعالى وَ لْتَنْظُرْ نَفْسٌ مٰا قَدَّمَتْ لِغَدٍ و هذه إشارة إلى المحاسبة على ما مضى من الأعمال

و ورد في الخبر ينبغي أن يكون للعاقل أربع ساعات ساعة

الوافي، ج 4، ص: 312

يحاسب فيها نفسه.

و في مصباح الشريعة، عن الصادق ع قال لو لم تكن للحساب مهولة إلا حياء العرض على اللّٰه عز و جل و فضيحة هتك الستر على المخفيات يحق للمرء أن لا يهبط من رءوس الجبال و لا يأوي إلى عمران و لا يشرب و لا ينام إلا عن اضطرار متصل بالتلف و مثل ذلك يفعل من يرى القيامة بأهوالها و

شدائدها قائمة في كل نفس و يعاين بالقلب الوقوف بين يدي الجبار حينئذ يأخذ نفسه بالمحاسبة كأنه إلى عرصاتها مدعو و في غمراتها مسئول قال اللّٰه عز و جل وَ إِنْ كٰانَ مِثْقٰالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنٰا بِهٰا وَ كَفىٰ بِنٰا حٰاسِبِينَ

انتهى كلامه ص.

و معنى المحاسبة أن يطالب نفسه أولا بالفرائض التي هي بمنزلة رأس ماله فإن أدتها على وجهها شكر اللّٰه عز و جل عليه و رغبها في مثلها و إن فوتتها من أصلها طالبها بالقضاء فإن أدتها ناقصة كلفها الجبران بالنوافل و إن ارتكبت معصية اشتغل بعتابها و تعذيبها و معاقبتها و استوفي منها ما يتدارك به ما فرط كما يصنع التاجر بشريكه و كما أنه يفتش في حساب الدنيا عن الحبة و القيراط فيحفظ مداخل الزيادة و النقصان حتى لا يغبن في شي ء منها فينبغي أن يتقي غائلة النفس و مكرها فإنها خداعة ملبسة مكارة فليطالبها أولا بتصحيح الجواب عن جميع ما تكلم به طول نهاره و ليتكفل بنفسه من الحساب ما سيتولاه غيره في صعيد القيامة.

و هكذا عن نظره بل عن خواطره و أفكاره و قيامه و قعوده و أكله و شربه و نومه حتى عن سكوته أنه لم سكت و عن سكونه أنه لم سكن فإذا عرف مجموع الواجب على النفس و صح عنده قدر ما أدى الحق فيه كان ذلك القدر محسوبا له فيظهر له الباقي عليها فليثبته عليها و ليكتب على صحيفة قلبه كما يكتب

الوافي، ج 4، ص: 313

الباقي الذي على شريكه على قلبه و على جريدته ثم النفس غريم يمكن أن يستوفي منه الديون أما بعضها فبالغرامة و الضمان و بعضها برد عينه و بعضها بالعقوبة

له على ذلك و لا يمكن شي ء من ذلك إلا بعد تحقيق الحساب و تمييز الباقي من الحق الواجب عليه فإذا حصل ذلك اشتغل بعده بالمطالبة و الاستيفاء

[2]

1992- 2 الكافي، 2/ 453/ 2/ 1 علي عن أبيه عن حماد بن عيسى عن اليماني عن أبي الحسن الماضي ع قال ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم فإن عمل حسنة استزاد اللّٰه تعالى و إن عمل سيئة استغفر اللّٰه تعالى منها و تاب إليه

[3]

1993- 3 الكافي، 2/ 454/ 3/ 1 محمد عن ابن عيسى عن علي بن النعمان عن إسحاق بن عمار عن أبي النعمان العجلي الكافي، 2/ 454/ 3/ 1 العدة عن البرقي عن عثمان عن بعض أصحابنا عن ابن مسكان عن أبي النعمان قال قال أبو جعفر ع يا أبا النعمان لا يغرنك الناس من نفسك فإن الأمر يصل إليك دونهم و لا تقطع نهارك بكذا و كذا فإن معك من يحفظ عليك عملك فأحسن فإني لم أر شيئا أحسن دركا و لا أسرع طلبا من حسنة محدثة لذنب قديم

[4]

1994- 4 الكافي، 2/ 454/ 5/ 1 العدة عن البرقي عن بعض أصحابه رفعه قال قال أبو عبد اللّٰه ع احمل نفسك لنفسك فإن لم تفعل لم يحملك غيرك

الوافي، ج 4، ص: 314

[5]

1995- 5 الكافي، 2/ 454/ 6/ 1 عنه رفعه قال قال أبو عبد اللّٰه ع لرجل إنك قد جعلت طبيب نفسك و بين لك الداء- و عرفت آية الصحة و دللت على الدواء فانظر كيف قيامك على نفسك

[6]

1996- 6 الكافي، 2/ 454/ 7/ 1 عنه رفعه قال قال أبو عبد اللّٰه ع لرجل اجعل قلبك قرينا برا أو ولدا واصلا و اجعل علمك والدا تتبعه- و اجعل نفسك عدوا تجاهدها و اجعل مالك عارية تردها

[7]
اشارة

1997- 7 الفقيه، 4/ 410/ 5892 ابن مسكان عن ابن أبي يعفور قال قال الصادق ع لرجل اجعل قلبك قرينا تزاوله- و اجعل علمك والدا الحديث

بيان

تزاوله أي تعالجه و تطالبه

[8]

1998- 8 الفقيه، 4/ 410/ 5893 قال ع جاهد هواك كما تجاهد عدوك

[9]
اشارة

1999- 9 الكافي، 8/ 149/ 130 علي عن الاثنين عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن رجلا أتى النبي ص فقال له يا رسول اللّٰه أوصني فقال له رسول اللّٰه ص فهل أنت مستوص إن أنا أوصيتك حتى قال له ذلك ثلاثا و في كلها يقول له الرجل نعم يا رسول اللّٰه فقال له رسول اللّٰه

الوافي، ج 4، ص: 315

ص فإني أوصيتك إذا أنت هممت بأمر فتدبر عاقبته- فإن يك رشدا فأمضه و إن يك غيا فانته عنه

بيان

هذه الوصية من محاسبة النفس بل هي رأسها

[10]

2000- 10 الكافي، 2/ 455/ 8/ 1 العدة عن البرقي رفعه قال قال أبو عبد اللّٰه ع اقصر نفسك عما يضرها من قبل أن تفارقك و اسع في فكاكها كما تسعى في طلب معيشتك فإن نفسك رهينة بعملك

[11]

2001- 11 الكافي، 2/ 455/ 9/ 1 عنه عن بعض أصحابه رفعه قال قال أبو عبد اللّٰه ع كم من طالب للدنيا لا يدركها و مدرك لها قد فارقها فلا يشغلنك طلبها عن عملك و التمسها من معطيها و مالكها- فكم من حريص على الدنيا قد صرعته و اشتغل بما أدرك منها عن طلب آخرته ففني عمره و أدركه أجله و قال أبو عبد اللّٰه ع المسجون من سجنته دنياه عن آخرته

[12]

2002- 12 الكافي، 2/ 455/ 10/ 1 عنه رفعه عن أبي جعفر ع قال قال إذا أتت على الرجل أربعون سنة قيل له خذ حذرك فإنك غير معذور و ليس ابن الأربعين أحق بالحذر من ابن العشرين فإن الذي يطلبهما واحد و ليس براقد فاعمل لما أمامك من الهول و دع عنك فضول القول

الوافي، ج 4، ص: 316

[13]

2003- 13 الكافي، 8/ 108/ 84 محمد عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن داود عن سيف عن أبي بصير قال قال أبو عبد اللّٰه ع إن العبد لفي فسحة من أمره ما بينه و بين أربعين سنة- فإذا بلغ أربعين سنة أوحى اللّٰه تعالى إلى ملكيه قد عمرت عبدي هذا عمرا فغلظا و شددا و تحفظا و اكتبا عليه قليل عمله و كثيره و صغيره و كبيره

[14]

2004- 14 الكافي، 2/ 455/ 11/ 1 العدة عن البرقي عن علي بن الحكم عن حسان عن الشحام قال قال أبو عبد اللّٰه ع خذ لنفسك من نفسك خذ منها في الصحة قبل السقم و في القوة قبل الضعف و في الحياة قبل الممات

[15]

2005- 15 الكافي، 2/ 455/ 12/ 1 عنه عن علي بن الحكم عن هشام بن سالم عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن النهار إذا جاء قال يا ابن آدم اعمل في يومك هذا خيرا أشهد لك به عند ربك يوم القيامة فإنني لم آتك فيما مضى و لا آتيك فيما بقي و إذا جاء الليل قال مثل ذلك

[16]

2006- 16 الفقيه، 4/ 397/ 5849 في رواية السكوني قال قال علي ع ما من يوم يمر على ابن آدم إلا قال له ذلك اليوم أنا يوم جديد و أنا عليك شهيد فقل في خيرا و اعمل في خيرا أشهد لك به يوم القيامة فإنك لن تراني بعد هذا أبدا

[17]

2007- 17 الكافي، 2/ 523/ 8/ 1 العدة عن سهل عن الأشعري عن

الوافي، ج 4، ص: 317

القداح عن أبي عبد اللّٰه ع قال ما من يوم يأتي على ابن آدم الحديث

[18]
اشارة

2008- 18 الكافي، 2/ 453/ 1/ 1 علي عن أبيه و العدة عن سهل جميعا عن السراد عن ابن رئاب عن الثمالي عن علي بن الحسين ع قال كان أمير المؤمنين ع يقول إنما الدهر ثلاثة أيام أنت فيما بينهن مضى أمس بما فيه فلا يرجع أبدا فإن كنت عملت فيه خيرا لم تحزن لذهابه و فرحت بما أسلفته منه و إن تكن قد فرطت فيه فحسرتك شديدة لذهابه و تفريطك فيه و أنت في يومك الذي أصبحت فيه من غد في غرة و لا تدري لعلك لا تبلغه و إن بلغته- لعل حظك فيه في التفريط مثل حظك في الأمس الماضي عنك فيوم من الثلاثة قد مضى أنت فيه مفرط و يوم تنتظره لست أنت منه على يقين من ترك التفريط و إنما هو يومك الذي أصبحت فيه و قد ينبغي لك إن عقلت و فكرت فيما فرطت في الأمس الماضي مما فات فيه من حسنات ألا تكون اكتسبتها و من سيئات ألا تكون أقصرت عنها فأنت [فإنك] مع هذا مع استقبال غد على غير ثقة من أن تبلغه و على غير يقين من اكتساب حسنة أو مرتدع عن سيئة محبطة و أنت من يومك الذي تستقبل- على مثل يومك الذي استدبرت فاعمل عمل رجل ليس يأمل من الأيام- إلا يومه الذي أصبح فيه و ليلته فاعمل أو دع و اللّٰه تعالى المعين على ذلك

الوافي، ج 4، ص: 318

بيان

إن عقلت بفتح الهمزة إن أثبت الواو بعده و إلا فبالكسر و في بعض النسخ وددت بدل و فكرت من دون واو و عليها فالكسر متعين و إلا في الموضعين للتحضيض

[19]

2009- 19 الكافي، 2/ 454/ 4/ 1 العدة عن البرقي عن عثمان عن بعض أصحابنا قال قال أبو عبد اللّٰه ع اصبروا على الدنيا فإنما هي ساعة فما مضى منه لا تجد له ألما و لا سرورا و ما لم يجئ فلا تدري ما هو و إنما هي ساعتك التي أنت فيها فاصبر فيها على طاعة اللّٰه تعالى و اصبر فيها عن معصية اللّٰه تعالى

[20]
اشارة

2010- 20 الكافي، 2/ 459/ 21/ 1 العدة عن البرقي عن عثمان عن سماعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال سمعته يقول اصبروا على طاعة اللّٰه و تصبروا عن معصية اللّٰه فإنما الدنيا ساعة فما مضى فلست تجد له سرورا و لا حزنا و ما لم يأت فلست تعرفه فاصبر على تلك الساعة التي أنت فيها فكأنك قد اغتبطت

بيان

اغتبطت في النسخ التي رأيناها بالغين المعجمة أي قد حسن حالك و ذهبت الشدة و يحتمل إهمالها و الاعتباط بالمهملتين إدراك الموت يقال أعبطه الموت و اعتبطه و مات فلان عبطة أي صحيحا شابا

[21]
اشارة

2011- 21 الكافي، 2/ 459/ 22/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن رجل عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال الخضر لموسى ع يا

الوافي، ج 4، ص: 319

موسى إن أصلح يومك الذي هو أمامك و انظر [فانظر] أي يوم هو فأعد له الجواب فإنك موقوف و مسئول و خذ موعظتك من الدهر فإن الدهر طويل قصير فاعمل كأنك ترى ثواب عملك ليكون أطمع لك في الآخرة [الأجر] فإن ما هو آت من الدنيا كما قد ولى منها

بيان

أما طول الدهر فلطول الأمل فيه و لإمكان تحصيل كثير من زاد الآخرة في زمان يسير منه و أما قصره فلأنه يمر مر السحاب و يسرع في الذهاب و الإذهاب

[22]

2012- 22 الفقيه، 4/ 396/ 5846 قال رسول اللّٰه ص طوبى لمن طال عمره و حسن عمله فحسن منقلبه إذ رضي عنه ربه- و ويل لمن طال عمره و ساء عمله فساء منقلبه إذ سخط عليه ربه تعالى

[23]
اشارة

2013- 23 الفقيه، 3/ 558/ 4918 قال الصادق ع ثلاث من كن فيه فلا يرجى خيره أبدا من لم يخش اللّٰه في الغيب و لم يرعو عند الشيب و لم يستح من العيب

الكافي، 8/ 219/ 271 علي بن محمد عن أبيه عن ابن أسباط عن مولى لبني هاشم عن أبي عبد اللّٰه ع قال ثلاث من كن فيه فلا ترج خيره من لم يستح من العيب و يخشى اللّٰه بالغيب و يرعو عند الشيب

بيان

رعا يرعو كف عن الأمور يقال فلان حسن الرعوة و الرعوى و الارعواء و قد ارعوى عن القبيح و الاسم الرعيا بالضم و الرعوى بالفتح

الوافي، ج 4، ص: 321

باب 39 أداء الفرائض و اجتناب المحارم

[1]

2014- 1 الكافي، 2/ 81/ 1/ 1 العدة عن سهل و علي عن أبيه جميعا عن السراد عن الثمالي قال قال علي بن الحسين ع من عمل بما افترض اللّٰه عليه فهو من خير الناس

[2]

2015- 2 الكافي، 2/ 81/ 2/ 1 علي عن أبيه عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد اللّٰه ع في قول اللّٰه تعالى اصْبِرُوا وَ صٰابِرُوا قال اصبروا على الفرائض

[3]

2016- 3 الكافي، 2/ 81/ 3/ 1 العدة عن سهل عن التميمي عن حماد بن عيسى عن أبي السفاتج عن أبي عبد اللّٰه ع في قول اللّٰه تعالى اصْبِرُوا وَ صٰابِرُوا وَ رٰابِطُوا قال اصبروا على الفرائض و صابروا على المصائب و رابطوا على الأئمة ع

[4]

2017- 4 الكافي، 2/ 81/ 3/ 1 و في رواية السراد عن أبي السفاتج و زاد فيه و اتقوا اللّٰه ربكم فيما افترض عليكم

الوافي، ج 4، ص: 322

[5]

2018- 5 الكافي، 2/ 82/ 4/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص اعمل بفرائض اللّٰه تكن أتقى الناس

[6]

2019- 6 الكافي، 2/ 84/ 7/ 1 الاثنان عن الوشاء عن عاصم بن حميد عن الثمالي عن علي بن الحسين ع قال من عمل بما افترض اللّٰه عليه فهو من أعبد الناس

[7]

2020- 7 الكافي، 2/ 82/ 5/ 1 العدة عن أحمد عن ابن فضال عن أبي جميلة عن محمد الحلبي عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال اللّٰه تعالى ما تحبب إلي عبدي بأحب مما افترضت عليه

[8]

2021- 8 الكافي، 2/ 80/ 4/ 1 الثلاثة عن هشام بن سالم عن الحذاء عن أبي عبد اللّٰه ع قال من أشد ما فرض اللّٰه تعالى على خلقه ذكر اللّٰه كثيرا ثم قال لا أعني سبحان اللّٰه و الحمد لله و لا إله إلا اللّٰه و اللّٰه أكبر و إن كان منه و لكن ذكر اللّٰه عند ما أحل و حرم فإن كان طاعة عمل بها و إن كان معصية تركها

[9]
اشارة

2022- 9 الكافي، 2/ 81/ 5/ 1 ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن سليمان بن خالد قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن قول اللّٰه تعالى- وَ قَدِمْنٰا إِلىٰ مٰا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنٰاهُ هَبٰاءً مَنْثُوراً قال أما و اللّٰه إن كانت أعمالهم أشد بياضا من القباطي و لكن كانوا إذا عرض لهم الحرام لم

الوافي، ج 4، ص: 323

يدعوه

بيان

القباطي الثياب البيض الرقاق المصرية و القبط بالكسر يقال لأهل مصر

[10]

2023- 10 الكافي، 2/ 81/ 6/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص من ترك معصية لله مخافة اللّٰه تعالى أرضاه اللّٰه تعالى يوم القيامة

[11]

2024- 11 الكافي، 2/ 80/ 2/ 1 علي عن أبيه عن حماد بن عيسى عن اليماني عن أبي جعفر ع قال كل عين باكية يوم القيامة غير ثلاث عين سهرت في سبيل اللّٰه و عين فاضت من خشية اللّٰه و عين غضت عن محارم اللّٰه

[12]

2025- 12 الكافي، 2/ 80/ 3/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عمن ذكره عن أبي عبد اللّٰه ع قال فيما ناجى اللّٰه تعالى به موسى يا موسى ما تقرب إلي المتقربون بمثل الورع عن محارمي فإني أبيحهم جنات عدن لا أشرك معهم أحدا

الوافي، ج 4، ص: 325

باب 40 الورع

[1]
اشارة

2026- 1 الكافي، 2/ 76/ 1/ 1 الثلاثة عن أبي المغراء عن الشحام عن عمرو بن سعيد بن هلال الثقفي عن أبي عبد اللّٰه ع قال قلت له إني لا ألقاك إلا في السنين فأخبرني بشي ء آخذ به قال أوصيك بتقوى اللّٰه و الورع و الاجتهاد و اعلم أنه لا ينفع اجتهاد لا ورع فيه

بيان

الورع كف النفس عن المعاصي و منعها عما لا ينبغي و الاجتهاد تحمل المشقة في العبادة

[2]

2027- 2 الكافي، 2/ 78/ 11/ 1 محمد عن ابن عيسى عن ابن فضال عن علي بن عقبة عن أبي كهمش عن عمرو بن سعيد الثقفي قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع أوصني قال أوصيك بتقوى اللّٰه الحديث

[3]

2028- 3 الكافي، 2/ 77/ 4/ 1 العدة عن البرقي عن ابن فضال عن أبي جميلة عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد اللّٰه ع قال لا ينفع اجتهاد لا ورع فيه

الوافي، ج 4، ص: 326

[4]

2029- 4 الكافي، 2/ 76/ 2/ 1 محمد عن أحمد عن السراد عن حديد بن حكيم قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول اتقوا اللّٰه و صونوا دينكم بالورع

[5]

2030- 5 الكافي، 2/ 76/ 3/ 1 القميان عن صفوان عن يزيد بن خليفة قال وعظنا أبو عبد اللّٰه ع فأمر و زهد ثم قال عليكم بالورع- فإنه لا ينال ما عند اللّٰه إلا بالورع

[6]

2031- 6 الكافي، 2/ 77/ 5/ 1 العدة عن البرقي عن أبيه عن فضالة عن الصيقل عن الفضيل بن يسار قال قال أبو جعفر ع إن أشد العبادة الورع

[7]

2032- 7 الكافي، 2/ 77/ 6/ 1 محمد عن ابن عيسى عن ابن بزيع عن حنان بن سدير عن الكناني أنه قال لأبي عبد اللّٰه ع ما نلقى من الناس فيك فقال أبو عبد اللّٰه ع و ما الذي تلقى من الناس في- فقال لا يزال يكون بيننا و بين الرجل الكلام فيقول جعفري خبيث فقال يعيركم الناس بي فقال له الكناني نعم قال فما أقل و اللّٰه من يتبع جعفرا منكم إنما أصحابي من اشتد ورعه و عمل لخالقه و رجا ثوابه هؤلاء أصحابي

[8]

2033- 8 الكافي، 2/ 77/ 7/ 1 حنان بن سدير عن أبي سارة الغزال عن أبي جعفر ع قال قال اللّٰه تعالى ابن آدم اجتنب ما حرمت عليك تكن من أورع الناس

الوافي، ج 4، ص: 327

[9]
اشارة

2034- 9 الكافي، 2/ 78/ 13/ 1 علي عن أبيه عن السراد عن ابن رئاب عن أبي عبد اللّٰه ع قال إنا لا نعد الرجل مؤمنا حتى يكون لجميع أمرنا متبعا مريدا ألا و إن من اتباع أمرنا و إرادته الورع فتزينوا به يرحمكم اللّٰه و كبدوا أعداءنا به ينعشكم اللّٰه

بيان

التكبيد بالباء الموحدة إيصال الألم و النعش الرفع

[10]

2035- 10 الكافي، 2/ 78/ 14/ 1 محمد عن أحمد عن الحجال عن العلاء عن ابن أبي يعفور قال قال أبو عبد اللّٰه ع كونوا دعاة للناس بغير ألسنتكم ليروا منكم الورع و الاجتهاد و الصلاة و الخير فإن ذلك داعية

[11]

2036- 11 الكافي، 2/ 79/ 15/ 1 الحسين بن محمد عن علي بن محمد بن سعيد عن محمد بن مسلم عن محمد بن حمزة العلوي عن عبيد اللّٰه بن علي عن أبي الحسن الأول ع قال كثيرا ما كنت أسمع أبي يقول ليس من شيعتنا من لا تتحدث المخدرات بورعه في خدورهن و ليس من أوليائنا من هو في قرية فيها عشرة آلاف رجل فيهم خلق لله أورع منه

[12]
اشارة

2037- 12 الكافي، 2/ 78/ 10/ 1 محمد عن ابن عيسى عن علي بن أبي زيد عن أبيه قال كنت عند أبي عبد اللّٰه ع فدخل عيسى بن عبد اللّٰه القمي فرحب به و قرب من مجلسه ثم قال يا عيسى بن عبد اللّٰه ليس منا و لا كرامة من كان في مصر فيه مائة ألف أو يزيدون

الوافي، ج 4، ص: 328

و كان في ذلك المصر أحد أورع منه

بيان

لعل المراد أن يكون في المخالفين أورع منه و ذلك لأن أصحابنا بعضهم أورع من بعض فيلزم أن لا يكون منهم إلا الفرد الأعلى خاصة

[13]

2038- 13 الكافي، 2/ 78/ 12/ 1 محمد عن أحمد عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن الكناني عن أبي جعفر ع قال أعينونا بالورع فإنه من لقي اللّٰه تعالى منكم بالورع كان له عند اللّٰه فرجا إن اللّٰه تعالى يقول مَنْ يُطِعِ اللّٰهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّٰهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَدٰاءِ وَ الصّٰالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولٰئِكَ رَفِيقاً فمنا النبي و منا الصديق و الشهداء و الصالحون

[14]
اشارة

2039- 14 الكافي، 8/ 240/ 328 العدة عن سهل عن الحسن بن علي عن كرام عن أبي الصامت عن أبي عبد اللّٰه ع قال مررت أنا و أبو جعفر ع على الشيعة و هم ما بين القبر و المنبر- فقلت لأبي جعفر ع شيعتك و مواليك جعلني اللّٰه فداك- فقال أين هم فقلت أراهم ما بين القبر و المنبر فقال اذهب بي إليهم فذهب فسلم عليهم ثم قال و اللّٰه إني لأحب ريحكم و أرواحكم فأعينوا مع هذا بورع و اجتهاد إنه لا ينال ما عند اللّٰه إلا بورع و اجتهاد و إذا ائتممتم بعبد فاقتدوا به أما و اللّٰه إنكم لعلى ديني و دين آبائي إبراهيم و إسماعيل و إن كان هؤلاء على دين أولئك فأعينوا على هذا بورع و اجتهاد

الوافي، ج 4، ص: 329

بيان

و إذا ائتممتم بعبد يعني به إذا جعلتموه إماما لأنفسكم أراد ع إنكم لما قلتم بإمامتنا فلا بد لكم أن تقتدوا بنا لتصح دعواكم أراد ع بهؤلاء آباءه الأقربين و بأولئك الأبعدين و إن لم يجر للأقربين ذكر إلا أنه اكتفى بقرينة المقام و الظاهر أن يكون قد سقط من قلم النساخ ذكرهم ع كما يظهر مما يأتي في باب اصطفاء المؤمن

[15]

2040- 15 الكافي، 2/ 77/ 8/ 1 علي عن أبيه و علي بن محمد عن القاسم بن محمد عن المنقري عن حفص بن غياث قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن الورع من الناس فقال الذي يتورع عن محارم اللّٰه تعالى

الوافي، ج 4، ص: 331

باب 41 العفة

[1]

2041- 1 الكافي، 2/ 79/ 1/ 1 الأربعة عن زرارة عن أبي جعفر ع قال ما عبد اللّٰه بشي ء أفضل من عفة بطن و فرج

[2]

2042- 2 الكافي، 2/ 79/ 2/ 1 محمد عن أحمد عن محمد بن إسماعيل عن حنان بن سدير عن أبيه قال قال أبو جعفر ع إن أفضل العبادة عفة البطن و الفرج

[3]

________________________________________

كاشانى، فيض، محمد محسن ابن شاه مرتضى، الوافي، 26 جلد، كتابخانه امام امير المؤمنين علي عليه السلام، اصفهان - ايران، اول، 1406 ه ق

الوافي؛ ج 4، ص: 331

2043- 3 الكافي، 2/ 79/ 3/ 1 العدة عن سهل عن الأشعري عن القداح عن أبي عبد اللّٰه ع قال كان أمير المؤمنين ص يقول أفضل العبادة العفاف

[4]

2044- 4 الكافي، 2/ 79/ 4/ 1 العدة عن البرقي عن أبيه عن النضر عن يحيى الحلبي عن معلى أبي عثمان عن أبي بصير قال قال رجل لأبي جعفر ع إني ضعيف العمل قليل الصيام و لكني أرجو أن لا آكل إلا حلالا قال فقال له أي الاجتهاد أفضل من عفة بطن و فرج

[5]

2045- 5 الكافي، 2/ 79/ 5/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال

الوافي، ج 4، ص: 332

قال رسول اللّٰه ص أكثر ما يلج به أمتي النار الأجوفان البطن و الفرج

[6]
اشارة

2046- 6 الكافي، 2/ 79/ 5/ 1 الأربعة الفقيه، 4/ 407/ 5881 السكوني الكافي عن أبي عبد اللّٰه ع ش قال قال رسول اللّٰه ص ثلاث أخافهن على أمتي من بعدي الضلالة بعد المعرفة [الهدى] و مضلات الفتن و شهوة البطن و الفرج

بيان

أريد بمضلات الفتن الامتحانات التي تصير سببا للضلالة

[7]

2047- 7 الكافي، 2/ 80/ 7/ 1 القميان عن بعض أصحابه عن ميمون القداح قال سمعت أبا جعفر ع يقول ما من عبادة أفضل من عفة بطن و فرج

[8]

2048- 8 الكافي، 2/ 80/ 8/ 1 محمد عن أحمد عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن منصور بن حازم عن أبي جعفر ع قال ما من عبادة أفضل عند اللّٰه من عفة بطن و فرج

الوافي، ج 4، ص: 333

باب 42 الصبر

[1]

2049- 1 الكافي، 2/ 87/ 1/ 1 العدة عن سهل عن السراد عن ابن رئاب عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد اللّٰه ع قال الصبر رأس الإيمان

[2]

2050- 2 الكافي، 2/ 89/ 4/ 1 محمد عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن أبي محمد عبد اللّٰه السراج رفعه إلى علي بن الحسين ع قال الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد و لا إيمان لمن لا صبر له

[3]

2051- 3 الكافي، 2/ 89/ 5/ 1 علي عن أبيه عن حماد بن عيسى عن ربعي عن الفضيل بن يسار عن أبي عبد اللّٰه ع قال الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد فإذا ذهب الرأس ذهب الجسد- كذلك إذا ذهب الصبر ذهب الإيمان

[4]

2052- 4 الكافي، 2/ 87/ 2/ 2 القمي عن ابن عيسى عن محمد بن سنان عن العلاء بن الفضيل عن أبي عبد اللّٰه ع مثله

[5]
اشارة

2053- 5 الكافي، 2/ 89/ 6/ 1 العدة عن البرقي عن أبيه عن علي بن النعمان عن ابن مسكان عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد اللّٰه

الوافي، ج 4، ص: 334

ع يقول إن الحر حر على جميع أحواله إن نابته نائبة صبر لها- و إن تداكت عليه المصائب لم تكسره و إن أسر و قهر و استبدل باليسر عسرا- كما كان يوسف الصديق الأمين لم يضرر حريته إن استعبد و قهر و أسر- و لم يضرره ظلمة الجب و وحشته و ما ناله أن من اللّٰه عليه فجعل الجبار العاتي له عبدا بعد إذ كان مالكا فأرسله و رحم به أمه و كذلك الصبر يعقب خيرا فاصبروا و وطنوا أنفسكم على الصبر تؤجروا

بيان

إن نابته نائبة أصابته مصيبة تداكت تداقت عليه مرة بعد أخرى و الجب البئر

[6]

2054- 6 الكافي، 2/ 90/ 8/ 1 علي عن أبيه عن السراد عن عبد اللّٰه بن مرحوم عن ابن يسار [ابن أبي سيار] عن أبي عبد اللّٰه ع قال إذا دخل المؤمن قبره كانت الصلاة عن يمينه و الزكاة عن يساره و البر مظل عليه و يتنحى الصبر ناحية فإذا دخل عليه الملكان اللذان يليان مساءلته قال الصبر للصلاة و الزكاة و البر دونكم صاحبكم فإن عجزتم عنه فأنا دونه

[7]

2055- 7 الكافي، 2/ 89/ 7/ 1 محمد عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن ابن بكير عن حمزة بن حمران عن أبي جعفر ع قال الجنة محفوفة بالمكاره و الصبر فمن صبر على المكاره في الدنيا دخل الجنة و جهنم محفوفة باللذات و الشهوات فمن أعطى نفسه لذتها و شهوتها دخل النار

[8]
اشارة

2056- 8 الكافي، 2/ 75/ 4/ 1 الخمسة عن هشام بن الحكم عن

الوافي، ج 4، ص: 335

أبي عبد اللّٰه ع قال إذا كان يوم القيامة يقوم عنق من الناس- فيأتون باب الجنة فيضربونه فيقال لهم من أنتم فيقولون نحن أهل الصبر- فيقال لهم على ما صبرتم فيقولون كنا نصبر على طاعة اللّٰه و نصبر عن معاصي اللّٰه فيقول اللّٰه تعالى صدقوا أدخلوهم الجنة و هو قول اللّٰه تعالى إِنَّمٰا يُوَفَّى الصّٰابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسٰابٍ

بيان

العنق بالضم و بالضمتين الجماعة من الناس

[9]

2057- 9 الكافي، 2/ 90/ 11/ 1 محمد عن أحمد عن ابن سنان عن أبي الجارود عن الأصبغ قال قال أمير المؤمنين ع الصبر صبران صبر عند المصيبة حسن جميل و أحسن من ذلك الصبر عند ما حرم اللّٰه عز و جل عليك و الذكر ذكران ذكر اللّٰه تعالى عند المصيبة- و أفضل من ذلك ذكر اللّٰه عند ما حرم عليك فيكون حاجزا

[10]

2058- 10 الفقيه، 1/ 187/ 565 قال الصادق ع الصبر صبران فالصبر عند المصيبة حسن جميل و أفضل من ذلك الصبر عما حرم اللّٰه عز و جل ليكون لك حاجزا

[11]

2059- 11 الكافي، 2/ 91/ 14/ 1 العدة عن البرقي عن أبيه عن يونس بن عبد الرحمن رفعه إلى أبي جعفر ع قال الصبر صبران صبر على البلاء حسن جميل و أفضل الصبرين الورع عن المحارم

الوافي، ج 4، ص: 336

[12]
اشارة

2060- 12 الكافي، 2/ 91/ 15/ 1 محمد عن ابن عيسى عن يحيى بن سليم الطائفي عن عمرو بن شمر اليماني يرفع الحديث إلى علي ع قال قال رسول اللّٰه ص الصبر ثلاثة صبر عند المصيبة- و صبر على الطاعة و صبر عن المعصية فمن صبر على المصيبة حتى يردها بحسن عزائها كتب اللّٰه له ثلاثمائة درجة ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين السماء و الأرض و من صبر على الطاعة كتب اللّٰه له ستمائة درجة ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين تخوم الأرض إلى العرش و من صبر عن المعصية كتب اللّٰه له تسعمائة درجة ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين تخوم الأرض إلى منتهى العرش

بيان

تخوم الأرض بالمثناة الفوقية و الخاء المعجمة حدودها واحدها تخم كفلس و فلوس

[13]

2061- 13 الفقيه، 4/ 400/ 5860 ابن فضال عن غالب بن عثمان عن العقرقوفي عن الصادق جعفر بن محمد ع قال من ملك نفسه إذا رغب و إذا رهب و إذا اشتهى و إذا غضب و إذا رضي حرم اللّٰه جسده على النار

[14]

2062- 14 الفقيه، 4/ 407/ 5882 و مر رسول اللّٰه ص بقوم يتناولون حجرا فقال ما هذا و ما يدعوكم إليه- قالوا نعرف أشدنا و أقوانا قال أ فلا أدلكم على أشدكم و أقواكم

الوافي، ج 4، ص: 337

قالوا بلى يا رسول اللّٰه قال أشدكم و أقواكم الذي إذا رضي لم يدخله رضاه في إثم و لا باطل و إذا سخط لم يخرجه سخطه من قول الحق و إذا ملك لم يتعاط ما ليس له

[15]

2063- 15 الفقيه، 4/ 407/ 5882 و في خبر آخر و إذا قدر لم يتعاط ما ليس له بحق

[16]
اشارة

2064- 16 الكافي، 2/ 92/ 16/ 1 محمد عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن يونس بن يعقوب قال أمرني أبو عبد اللّٰه ع أن آتي المفضل و أعزيه بإسماعيل و قال أقرئ المفضل السلام و قل له إنا قد أصبنا بإسماعيل فصبرنا فاصبر كما صبرنا إنا أردنا أمرا و أراد اللّٰه تعالى أمرا- فسلمنا لأمر اللّٰه تعالى

بيان

كان المراد بإسماعيل ابنه ع و لعل المفضل كان ممن أحبه و آنس به

[17]

2065- 17 الكافي، 2/ 92/ 17/ 1 الثلاثة عن سيف بن عميرة عن الثمالي قال قال أبو عبد اللّٰه ع من ابتلي من المؤمنين ببلاء فصبر عليه- كان له مثل أجر ألف شهيد

[18]

2066- 18 الكافي، 2/ 92/ 18/ 1 محمد عن ابن عيسى عن محمد بن سنان التهذيب، 6/ 377/ 222/ 1 الصفار عن الزيات عن محمد بن

الوافي، ج 4، ص: 338

سنان عن عمار بن مروان عن سماعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن اللّٰه تعالى أنعم على قوم فلم يشكروا فصارت عليهم وبالا و ابتلى قوما بالمصائب فصبروا فصارت عليهم نعمة

[19]

2067- 19 الكافي، 2/ 92/ 19/ 1 الخمسة عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبان بن أبي مسافر عن أبي عبد اللّٰه ع في قول اللّٰه تعالى يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صٰابِرُوا قال اصبروا على المصائب

[20]

2068- 20 الكافي، 2/ 92/ 19/ 1 و في رواية ابن أبي يعفور عن أبي عبد اللّٰه ع قال صابروا على المصائب

[21]

2069- 21 الكافي، 2/ 92/ 20/ 1 العدة عن البرقي عن محمد بن عيسى عن علي بن محمد بن أبي جميلة عن جده أبي جميلة عن بعض أصحابه قال لو لا أن الصبر خلق قبل البلاء لتفطر المؤمن كما تتفطر البيضة على الصفا

[22]

2070- 22 الكافي، 2/ 92/ 21/ 1 القميان عن صفوان عن إسحاق بن عمار و عبد اللّٰه بن سنان عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص قال اللّٰه تعالى إني جعلت الدنيا بين عبادي قرضا فمن أقرضني منها قرضا أعطيته بكل واحدة عشرا إلى سبعمائة ضعف و ما شئت من ذلك و من لم يقرضني منها قرضا فأخذت منه شيئا قسرا فصبر أعطيته ثلاث خصال لو أعطيت واحدة منهن ملائكتي لرضوا

الوافي، ج 4، ص: 339

بها مني قال ثم تلا أبو عبد اللّٰه ع قول اللّٰه تعالى الَّذِينَ إِذٰا أَصٰابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قٰالُوا إِنّٰا لِلّٰهِ وَ إِنّٰا إِلَيْهِ رٰاجِعُونَ أُولٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوٰاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ- فهذه واحدة من ثلاث خصال وَ رَحْمَةٌ اثنتان وَ أُولٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ثلاث- ثم قال أبو عبد اللّٰه ع هذا لمن أخذ اللّٰه منهم شيئا قسرا

[23]

2071- 23 الكافي، 2/ 91/ 12/ 1 القمي عن الكوفي عن العباس بن عامر عن العرزمي عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص سيأتي على الناس زمان لا ينال الملك فيه إلا بالقتل و التجبر و لا الغني إلا بالغصب و البخل و لا المحبة إلا باستخراج الدين و اتباع الهوى فمن أدرك ذلك الزمان فصبر على الفقر و هو يقدر على الغنى و صبر على البغضة و هو يقدر على المحبة و صبر على الذل و هو يقدر على العز آتاه اللّٰه ثواب خمسين صديقا ممن صدق بي

[24]

2072- 24 الكافي، 2/ 93/ 22/ 1 علي عن أبيه عن القاساني عن القاسم بن محمد عن المنقري عن يحيى بن آدم عن شريك عن جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر ع قال مروءة الصبر في حال الفاقة و الحاجة و التعفف و الغنى أكثر من مروءة الإعطاء

[25]

2073- 25 الكافي، 2/ 93/ 24/ 1 حميد عن ابن سماعة عن بعض أصحابه عن أبان عن عبد الرحمن بن سيابة عن أبي النعمان عن أبي عبد اللّٰه أو أبي جعفر ع قال من لا يعد الصبر لنوائب الدهر يعجز

الوافي، ج 4، ص: 340

[26]

2074- 26 الكافي، 2/ 91/ 13/ 1 العدة عن البرقي عن إسماعيل بن مهران عن درست عن عيسى بن بشير عن الثمالي قال قال أبو جعفر ع لما حضرت أبي علي بن الحسين ع الوفاة ضمني إلى صدره ثم قال يا بني أوصيك بما أوصاني به أبي حين حضرته الوفاة و بما ذكر أن أباه ع أوصاه به يا بني اصبر على الحق و إن كان مرا

[27]

2075- 27 الفقيه، 4/ 410/ 5891 الثمالي قال قال أبو جعفر ع لما حضرت أبي الوفاة ضمني إلى صدره و قال يا بني- اصبر على الحق و إن كان مرا توف أجرك بغير حساب

[28]

2076- 28 الكافي، 2/ 93/ 25/ 1 الاثنان عن الوشاء عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللّٰه ع قال إنا صبر و شيعتنا أصبر منا قلت جعلت فداك كيف صار شيعتكم أصبر منكم قال لأنا نصبر على ما نعلم و شيعتنا يصبرون على ما لا يعلمون

[29]
اشارة

2077- 29 الكافي، 2/ 90/ 9/ 1 علي عن أبيه عن الأشعري عن القداح عن أبي عبد اللّٰه ع قال دخل أمير المؤمنين ع المسجد فإذا هو برجل على باب المسجد كئيب حزين فقال له أمير المؤمنين ع ما لك قال يا أمير المؤمنين أصبت بأبي و أخي و أخشى أن أكون قد وجلت فقال أمير المؤمنين ع عليك بتقوى اللّٰه و الصبر تقدم عليه غدا و الصبر في الأمور بمنزلة الرأس من الجسد فإذا فارق الرأس الجسد فسد الجسد و إذا فارق الصبر الأمور فسدت الأمور

الوافي، ج 4، ص: 341

بيان

لعل المراد بخشية الرجل خوفه أن يكون قد انشق مرارته من شدة ما أصابه من الألم

[30]

2078- 30 الكافي، 2/ 90/ 10/ 1 محمد عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن سماعة عن أبي الحسن ع قال قال لي ما حبسك عن الحج قال قلت جعلت فداك وقع علي دين كثير و ذهب مالي- و ديني الذي قد لزمني هو أعظم من ذهاب مالي فلو لا أن رجلا من أصحابنا أخرجني ما قدرت أن أخرج فقال لي إن تصبر تغتبط و إلا تصبر ينفذ اللّٰه مقاديره راضيا كنت أم كارها

[31]

2079- 31 الكافي، 2/ 93/ 23/ 1 القميان عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن جابر قال قلت لأبي جعفر ع يرحمك اللّٰه ما الصبر الجميل قال ذاك صبر ليس فيه شكوى إلى الناس

[32]
اشارة

2080- 32 الكافي، 2/ 88/ 3/ 1 علي عن أبيه و القاساني جميعا عن القاسم بن محمد الأصبهاني عن المنقري عن حفص بن غياث قال قال أبو عبد اللّٰه ع يا حفص إن من صبر صبر قليلا و إن من جزع جزع قليلا- ثم قال عليك بالصبر في جميع أمورك فإن اللّٰه تعالى بعث محمد ص فأمره بالصبر و الرفق فقال وَ اصْبِرْ عَلىٰ مٰا يَقُولُونَ وَ اهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلًا وَ ذَرْنِي وَ الْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ و قال تعالى ادْفَعْ

الوافي، ج 4، ص: 342

بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُ عَدٰاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَ مٰا يُلَقّٰاهٰا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَ مٰا يُلَقّٰاهٰا إِلّٰا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ فصبر ص حتى نالوه بالعظائم و رموه بها فضاق صدره فأنزل اللّٰه تعالى وَ لَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمٰا يَقُولُونَ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَ كُنْ مِنَ السّٰاجِدِينَ- ثم كذبوه و رموه فحزن لذلك فأنزل اللّٰه تعالى قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لٰا يُكَذِّبُونَكَ وَ لٰكِنَّ الظّٰالِمِينَ بِآيٰاتِ اللّٰهِ يَجْحَدُونَ وَ لَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلىٰ مٰا كُذِّبُوا وَ أُوذُوا حَتّٰى أَتٰاهُمْ نَصْرُنٰا فألزم النبي ص نفسه الصبر فتعدوا فذكروا الهّٰ تعالى و كذبوه- فقال قد صبرت في نفسي و أهلي و عرضي و لا صبر لي على ذكر إلهي فأنزل اللّٰه تعالى وَ لَقَدْ خَلَقْنَا السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضَ وَ مٰا بَيْنَهُمٰا فِي سِتَّةِ أَيّٰامٍ وَ مٰا

مَسَّنٰا مِنْ لُغُوبٍ فَاصْبِرْ عَلىٰ مٰا يَقُولُونَ فصبر ع في جميع أحواله ثم بشر في عترته بالأئمة و وصفوا بالصبر فقال تعالى و تبارك وَ جَعَلْنٰا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنٰا لَمّٰا صَبَرُوا وَ كٰانُوا بِآيٰاتِنٰا يُوقِنُونَ فعند ذلك قال النبي ص الصبر من الإيمان كالرأس من الجسد فشكر اللّٰه تعالى ذلك له- فأنزل اللّٰه تعالى وَ تَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنىٰ عَلىٰ بَنِي إِسْرٰائِيلَ بِمٰا صَبَرُوا وَ دَمَّرْنٰا مٰا كٰانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَ قَوْمُهُ وَ مٰا كٰانُوا يَعْرِشُونَ فقال ص إنه بشرى و انتقام فأباح اللّٰه تعالى له قتال المشركين فأنزل فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَ خُذُوهُمْ وَ احْصُرُوهُمْ وَ اقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ

الوافي، ج 4، ص: 343

وَ اقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ فقتلهم اللّٰه على أيدي رسول اللّٰه ص و أحبائه و عجل له الثواب ثواب صبره مع ما ادخر له في الآخرة فمن صبر و احتسب لم يخرج من الدنيا حتى يقر اللّٰه عينه في أعدائه مع ما يدخر له في الآخرة

بيان

نالوه بالعظائم و رموه بها يعني نسبوه إلى الكذب و الجنون و السحر و غير ذلك و افتروا عليه فذكروا اللّٰه أي نسبوا اللّٰه إلى ما لا يليق بجنابة و اللغوب الإعياء بشرى و انتقام يعني نزول هذه الآية إشارة إلى بشرى لي و انتقام من أعدائي

[33]

2081- 33 الكافي، 8/ 160/ 159 العدة عن سهل عن السراد عمن ذكره قال انقطع شسع نعل أبي عبد اللّٰه ع و هو في جنازة- فجاءه رجل بشسعه ليناوله فقال أمسك عليك شسعك فإن صاحب المصيبة أولى بالصبر عليها

[34]
اشارة

2082- 34 الكافي، 6/ 464/ 14/ 1 العدة عن أحمد عن السراد عن يعقوب السراج قال كنا نمشي مع أبي عبد اللّٰه ع و هو يريد أن يعزي ذا قرابة له بمولود له فانقطع شسع نعل أبي عبد اللّٰه ع فتناول نعله من رجله ثم مشى حافيا فنظر إليه ابن أبي يعفور فخلع نعل نفسه عن رجله و خلع الشسع منها و ناوله أبا عبد اللّٰه ع فأعرض عنه كهيئة المغضب ثم أبى أن يقبله ثم قال ألا إن صاحب المصيبة أولى

الوافي، ج 4، ص: 344

بالصبر عليها فمشى حافيا حتى دخل على الرجل الذي أتاه ليعزيه

بيان

المصيبة في الحديثين إنما هي انقطاع شسع النعل و إنما وقعت بحسب الاتفاق في الجنازة و العراء و ليس لهما مدخل فيها و إنما كان صاحبهما غيره ع فموضع الحديثين هذا الباب لا كتاب الجنائز أو غيره كما في الكافي

الوافي، ج 4، ص: 345

باب 43 الشكر

[1]

2083- 1 الكافي، 2/ 94/ 1/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص الطاعم الشاكر له من الأجر كأجر الصائم المحتسب و المعافى الشاكر له من الأجر كأجر المبتلى الصابر- و المعطى الشاكر له من الأجر كأجر المحروم القانع

[2]
اشارة

2084- 2 الكافي، 2/ 94/ 4/ 1 العدة عن البرقي عن محمد بن علي عن ابن أسباط عن يعقوب بن سالم عن رجل عن أبي عبد اللّٰه ع قال المعافى الشاكر الحديث

بيان

الشكر باللسان أن يحمد اللّٰه و بالقلب أن يرى النعمة من اللّٰه و بالجوارح أن يصرفها في طاعة اللّٰه و يستفاد من الأخبار الآتية أن لكل منها أجرا و مزيدا و إن كان للمجموع مزيد أجر و مزيد و المحتسب الذي يبتغي أجره من اللّٰه

[3]

2085- 3 الكافي، 2/ 94/ 2/ 1 بهذا الإسناد قال قال رسول اللّٰه ص ما فتح اللّٰه على عبد باب شكر فخزن عنه [عليه] باب الزيادة

الوافي، ج 4، ص: 346

[4]
اشارة

2086- 4 الكافي، 2/ 94/ 3/ 1 محمد عن ابن عيسى عن جعفر بن محمد البغدادي عن عبد اللّٰه بن إسحاق الجعفري عن أبي عبد اللّٰه ع قال مكتوب في التوراة اشكر من أنعم عليك و أنعم على من شكرك- فإنه لا زوال للنعماء إذا شكرت و لا بقاء لها إذا كفرت الشكر زيادة في النعم و أمان من الغير

بيان

يعني من التغير قال في النهاية في حديث الاستسقاء من يكفر اللّٰه يلقى الغير أي تغير الحال و انتقالها من الصلاح إلى الفساد و الغير الاسم من قولك غيرت الشي ء فتغير

[5]

2087- 5 الكافي، 2/ 95/ 8/ 1 العدة عن سهل عن يحيى بن المبارك عن ابن جبلة عن ابن وهب عن أبي عبد اللّٰه ع قال من أعطي الشكر أعطي الزيادة يقول اللّٰه عز و جل لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ

[6]

2088- 6 الكافي، 2/ 95/ 9/ 1 القميان عن صفوان عن إسحاق بن عمار عن رجلين من أصحابنا سمعاه عن أبي عبد اللّٰه قال ما أنعم اللّٰه على عبد من نعمة فعرفها بقلبه و حمد اللّٰه ظاهرا بلسانه فتم كلامه حتى يؤمر له بالمزيد

[7]
اشارة

2089- 7 الكافي، 2/ 94/ 5/ 1 العدة عن البرقي عن البزنطي عن داود بن الحصين عن البقباق قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن قول اللّٰه

الوافي، ج 4، ص: 347

عز و جل وَ أَمّٰا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ قال الذي أنعم عليك بما فضلك و أعطاك و أحسن إليك ثم قال فحدث بدينه و ما أعطاه اللّٰه و ما أنعم به عليه

بيان

يعني فحدث رسول اللّٰه ص بعد ما أمر بذلك

[8]
اشارة

2090- 8 الكافي، 2/ 95/ 6/ 1 حميد عن ابن سماعة عن وهيب بن حفص عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال كان رسول اللّٰه ص عند عائشة ليلتها فقالت يا رسول اللّٰه لم تتعب نفسك و قد غفر اللّٰه لك ما تقدم من ذنبك و ما تأخر فقال يا عائشة أ لا أكون عبدا شكورا قال و كان رسول اللّٰه ص يقوم على أطراف أصابع رجليه فأنزل اللّٰه سبحانه عليه طه مٰا أَنْزَلْنٰا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقىٰ

بيان

الشقي استمرار ما يشق على النفس و نقيضه السعادة كذا في مجمع البيان،

[9]

2091- 9 الكافي، 2/ 95/ 7/ 1 العدة عن أحمد عن ابن فضال عن الحسن بن الجهم عن أبي اليقظان عن عبيد اللّٰه بن الوليد قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول ثلاث لا يضر معهن شي ء الدعاء عند الكرب و الاستغفار عند الذنب و الشكر عند النعمة

الوافي، ج 4، ص: 348

[10]

2092- 10 الكافي، 2/ 95/ 10/ 1 العدة عن البرقي عن بعض أصحابنا عن محمد بن هشام عن ميسر عن أبي عبد اللّٰه ع قال شكر النعمة اجتناب المحارم و تمام الشكر قول الرجل الحمد لله رب العالمين

[11]

2093- 11 الكافي، 2/ 95/ 11/ 1 الثلاثة عن علي بن عيينة [عطية] عن عمر بن يزيد قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول شكر كل نعمة و إن عظمت أن تحمد اللّٰه عز و جل عليها

[12]

2094- 12 الكافي، 2/ 97/ 18/ 1 الاثنان عن الوشاء عن حماد قال خرج أبو عبد اللّٰه ع من المسجد و قد ضاعت دابته فقال لئن ردها اللّٰه علي لأشكرن اللّٰه حق شكره قال فما لبث أن أتي بها فقال الحمد لله- فقال قائل له جعلت فداك أ ليس قلت لأشكرن اللّٰه حق شكره فقال أبو عبد اللّٰه ع أ لم تسمعني قلت الحمد لله

[13]

2095- 13 الكافي، 2/ 97/ 19/ 1 محمد عن ابن عيسى عن القاسم عن جده عن مثنى الحناط عن أبي عبد اللّٰه ع قال كان رسول اللّٰه ص إذا ورد عليه أمر يسره قال الحمد لله على هذه النعمة و إذا ورد عليه أمر يغتم به قال الحمد لله على كل حال

[14]
اشارة

2096- 14 الكافي، 2/ 95/ 12/ 1 العدة عن البرقي عن إسماعيل بن مهران عن سيف بن عميرة عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع هل للشكر حد إذا فعله العبد كان شاكرا قال نعم قلت ما هو قال يحمد اللّٰه على كل نعمة عليه في أهل و مال و إن كان فيما أنعم عليه في

الوافي، ج 4، ص: 349

ماله حق أداه و منه قوله جل و عز سُبْحٰانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنٰا هٰذٰا وَ مٰا كُنّٰا لَهُ مُقْرِنِينَ- و منه قوله تعالى رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبٰارَكاً وَ أَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ و قوله رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَ أَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَ اجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطٰاناً نَصِيراً

بيان

يعني و من الحق الذي يجب أداؤه فيما أنعم اللّٰه عليه أن يقول عند ركوب الفلك أو الدابة اللتين أنعم اللّٰه بهما عليه ما قاله سبحانه تعليما لعباده و إرشادا لهم حيث قال عز و جل وَ جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَ الْأَنْعٰامِ مٰا تَرْكَبُونَ لِتَسْتَوُوا عَلىٰ ظُهُورِهِ ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه و تقولوا سُبْحٰانَ الَّذِي الآية و أن يقول عند نزوله من إحداهما رَبِّ أَنْزِلْنِي الآية و أن يقول عند دخوله الدار أو البيت رَبِّ أَدْخِلْنِي الآية

[15]
اشارة

2097- 15 الكافي، 2/ 96/ 13/ 1 محمد عن ابن عيسى عن معمر بن خلاد قال سمعت أبا الحسن ع يقول من حمد اللّٰه على النعمة فقد شكره و كان الحمد أفضل من تلك النعمة

بيان

يعني أنه نعمة فوق تلك النعمة تستدعي شكرا آخر

[16]

2098- 16 الكافي، 2/ 96/ 14/ 1 محمد عن أحمد عن علي بن الحكم عن

الوافي، ج 4، ص: 350

صفوان الجمال عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال لي ما أنعم اللّٰه على عبد بنعمة صغرت أو كبرت فقال الحمد لله إلا أدى شكرها

[17]

2099- 17 الكافي، 2/ 96/ 15/ 1 القمي عن عيسى بن أيوب عن علي بن مهزيار عن القاسم بن محمد عن إسماعيل بن أبي الحسن عن رجل عن أبي عبد اللّٰه ع قال من أنعم اللّٰه عليه بنعمة فعرفها بقلبه فقد أدى شكرها

[18]

2100- 18 الكافي، 2/ 98/ 27/ 1 الثلاثة عن البجلي فيما أعلم أو غيره عن أبي عبد اللّٰه ع قال أوحى اللّٰه عز و جل إلى موسى ع يا موسى اشكرني حق شكري فقال يا رب و كيف أشكرك حق شكرك و ليس من شكر أشكرك به إلا و أنت أنعمت به علي قال يا موسى الآن شكرتني حين علمت أن ذلك مني

[19]
اشارة

2101- 19 الكافي، 8/ 323/ 592 علي بن محمد عن بعض أصحابه رفعه قال كان علي بن الحسين ع إذا قرأ هذه الآية

الوافي، ج 4، ص: 351

وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللّٰهِ لٰا تُحْصُوهٰا يقول سبحان من لم يجعل في أحد من معرفة نعمة إلا المعرفة بالتقصير عن معرفتها كما لم يجعل في أحد من معرفة إدراكه أكثر من العلم إنه لا يدركه فشكر تعالى معرفة العارفين بالتقصير عن معرفة شكره فجعل معرفتهم بالتقصير شكرا كما علم علم العالمين أنهم لا يدركونه فجعله إيمانا علما منه إنه قد وسع العباد فلا يتجاوز ذلك فإن شيئا من خلقه لا يبلغ مدى عبادته و كيف يبلغ مدى عبادته من لا مدى له و لا كيف تعالى اللّٰه عن ذلك علوا كبيرا

بيان

فجعله إيمانا إشارة إلى قوله سبحانه وَ الرّٰاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنّٰا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنٰا

قال أمير المؤمنين ع إن الراسخين في العلم هم الذين أغناهم اللّٰه عن اقتحام السدد المضروبة دون الغيوب فلزموا الإقرار بجملة ما جهلوا تفسيره من الغيب المحجوب فمدح اللّٰه اعترافهم بالعجز عن تناول ما لم يحيطوا به علما و سمى تركهم التعمق فيما لم يكلفهم البحث عن كنهه رسوخا

[20]

2102- 20 الكافي، 2/ 99/ 28/ 1 الثلاثة عن ابن رئاب عن الهاشمي قال قال أبو عبد اللّٰه ع إذا أصبحت و أمسيت فقل عشر مرات اللهم ما أصبحت بي من نعمة أو عافية في دين أو دنيا فمنك وحدك لا شريك لك لك الحمد و لك الشكر بها علي يا رب حتى ترضى و بعد الرضا فإنك إذا قلت ذلك كنت قد أديت شكر ما أنعم اللّٰه به عليك في ذلك اليوم و في تلك الليلة

الوافي، ج 4، ص: 352

[21]
اشارة

2103- 21 الكافي، 2/ 99/ 29/ 1 الثلاثة عن حفص بن البختري عن أبي عبد اللّٰه ع قال كان نوح ع يقول ذلك إذا أصبح فسمي بذلك عبدا شكورا قال و قال رسول اللّٰه ص من صدق اللّٰه نجا

بيان

لعله ع أشار بآخر الحديث إلى أن هذه الكلمات تصديق لله سبحانه فيما وصف اللّٰه به نفسه و شهد به من التوحيد

[22]

2104- 22 الكافي، 2/ 97/ 20/ 1 الثلاثة عن الخراز عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال تقول ثلاث مرات إذا نظرت إلى المبتلى من غير أن تسمعه الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به و لو شاء فعل قال من قال ذلك لم يصبه ذلك البلاء أبدا

[23]

2105- 23 الكافي، 2/ 97/ 21/ 1 حميد عن ابن سماعة عن غير واحد عن أبان عن حفص الكناسي عن أبي عبد اللّٰه ع قال ما من عبد يرى مبتلى فيقول الحمد لله الذي عدل عني ما ابتلاك به و فضلني عليك بالعافية اللهم عافني مما ابتليته به إلا لم يبتل بذلك البلاء أبدا

[24]
اشارة

2106- 24 الكافي، 2/ 98/ 22/ 1 العدة عن البرقي عن عثمان عن خالد بن نجيح عن أبي عبد اللّٰه ع قال إذا رأيت الرجل قد ابتلي و أنعم اللّٰه عليك فقل اللهم إني لا أسخر و لا أفخر و لكني أحمدك على عظيم نعمائك علي

الوافي، ج 4، ص: 353

بيان

يعني لا أسخر من هذا المبتلى بابتلائه بذلك و لا أفخر عليه ببراءتي منه

[25]

2107- 25 الكافي، 2/ 98/ 23/ 1 عنه عن أبيه عن هارون بن الجهم عن حفص بن عمر عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص إذا رأيتم أهل البلاء فاحمدوا اللّٰه- و لا تسمعوهم فإن ذلك يحزنهم

[26]

2108- 26 الكافي، 2/ 98/ 24/ 1 عنه عن عثمان عن ابن مسكان عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن رسول اللّٰه ص كان في سفر يسير على ناقة له إذ نزل فسجد خمس سجدات فلما ركب قالوا يا رسول اللّٰه إنا رأيناك صنعت شيئا لم تصنعه فقال نعم استقبلني جبرئيل فبشرني ببشارات من اللّٰه عز و جل فسجدت لله شكرا لكل بشرى سجدة

[27]

2109- 27 الكافي، 2/ 98/ 25/ 1 عنه عن عثمان عن يونس بن عمار عن أبي عبد اللّٰه ع قال إذا ذكر أحدكم نعمة اللّٰه عز و جل- فليضع خده على التراب شكرا لله فإن كان راكبا فلينزل فليضع خده على التراب شكرا لله و إن لم يكن يقدر على النزول للشهرة فليضع خده على قربوسه فإن لم يقدر فليضع خده على كفه ثم ليحمد اللّٰه على ما أنعم عليه

[28]

2110- 28 الكافي، 2/ 98/ 26/ 1 الثلاثة عن علي بن عطية عن هشام بن أحمر قال كنت أسير مع أبي الحسن ع في بعض أطراف

الوافي، ج 4، ص: 354

المدينة إذ ثنى رجله عن دابته فخر ساجدا فأطال و أطال ثم رفع رأسه و ركب دابته فقلت جعلت فداك قد أطلت السجود فقال إنني ذكرت نعمة أنعم اللّٰه بها علي فأحببت أن أشكر ربي

[29]

2111- 29 الكافي، 2/ 99/ 30/ 1 علي عن أبيه عن القاسم بن محمد عن المنقري عن سفيان بن عيينة عن عمار الدهني قال سمعت علي بن الحسين ع يقول إن اللّٰه يحب كل قلب حزين و يحب كل عبد شكور يقول اللّٰه تبارك و تعالى لعبد من عبيده يوم القيامة أ شكرت فلانا فيقول بل شكرتك يا رب فيقول لم تشكرني إذا لم تشكره ثم قال أشكركم لله أشكركم للناس

[30]
اشارة

2112- 30 الفقيه، 4/ 406/ 5878 قال الصادق ع العافية نعمة خفية إذا وجدت نسيت و إذا فقدت ذكرت

بيان

يعني يفوت الناس شكرها

الوافي، ج 4، ص: 355

باب 44 التفرغ للعبادة

[1]

2113- 1 الكافي، 2/ 83/ 1/ 1 العدة عن أحمد عن السراد عن عمر بن يزيد عن أبي عبد اللّٰه ع قال في التوراة مكتوب يا ابن آدم تفرغ لعبادتي أملأ قلبك غنى و لا أكلك إلى طلبك و على أن أسد فاقتك و أملأ قلبك خوفا مني و أن لا تفرغ لعبادتي أملأ قلبك شغلا بالدنيا ثم لا أسد فاقتك و أكلك إلى طلبك

[2]

2114- 2 الكافي، 2/ 83/ 2/ 1 علي عن العبيدي عن أبي جميلة قال قال أبو عبد اللّٰه ع قال اللّٰه تبارك و تعالى يا عبادي الصديقين- تنعموا بعبادتي في الدنيا فإنكم تتنعمون بها في الآخرة

[3]

2115- 3 الكافي، 2/ 83/ 3/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن عمرو بن جميع عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص أفضل الناس من عشق العبادة فعانقها- و أحبها بقلبه و باشرها بجسده و تفرغ لها فهو لا يبالي على ما أصبح من الدنيا على عسر أم على يسر

الوافي، ج 4، ص: 356

[4]
اشارة

2116- 4 الكافي، 2/ 85/ 1/ 1 محمد عن ابن عيسى عن السراد عن مؤمن الطاق عن سلام بن المستنير عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّٰه ص كفى بالموت موعظة- و كفى باليقين غنى و كفى بالعبادة شغلا

بيان

قد مضى لهذا الحديث صدر في باب الأخذ بالسنة من أبواب العقل و العلم و كان مضمونه أنه لا ينبغي أن تتجاوز عبادة أحد سنة رسول اللّٰه ص و إن نشط للزيادة عليها

الوافي، ج 4، ص: 357

باب 45 المداومة على العبادة

[1]

2117- 1 الكافي، 2/ 82/ 2/ 1 الأربعة عن زرارة عن أبي جعفر ع قال قال أحب الأعمال إلى اللّٰه تعالى ما داوم عليه العبد و إن قل

[2]
اشارة

2118- 2 الكافي، 2/ 82/ 3/ 1 القمي عن عيسى بن أيوب عن علي بن مهزيار عن فضالة عن ابن عمار عن نجبة عن أبي جعفر ع قال ما من شي ء أحب إلى اللّٰه عز و جل من عمل يداوم عليه و إن قل

بيان

نجبة بالنون و الجيم المفتوحتين و الباء الموحدة

[3]

2119- 3 الكافي، 2/ 82/ 4/ 2 عنه عن فضالة عن ابن عمار عن أبي عبد اللّٰه ع قال كان علي بن الحسين ص يقول إني لأحب أن أداوم على العمل و إن قل

[4]
اشارة

2120- 4 الكافي، 2/ 83/ 5/ 1 عنه عن فضالة عن العلاء عن محمد عن أبي جعفر ع قال كان علي بن الحسين ص يقول إني لأحب أن أقدم على ربي و عملي مستوي

الوافي، ج 4، ص: 358

بيان

يعني لا يزيد و لا ينقص على حسب الأزمنة بإفراط و تفريط

[5]

2121- 5 الكافي، 2/ 84/ 6/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص ما أقبح الفقر بعد الغنى و أقبح الخطيئة بعد المسكنة و أقبح من ذلك العابد لله ثم يدع عبادته

[6]

2122- 6 الكافي، 2/ 83/ 6/ 1 العدة عن أحمد عن محمد بن إسماعيل عن جعفر بن بشير عن عبد الكريم بن عمرو عن سليمان بن خالد قال قال أبو عبد اللّٰه ع إياك أن تفرض على نفسك فريضة فتفارقها اثني عشر هلالا [شهرا]

[7]

2123- 7 الكافي، 2/ 82/ 1/ 1 الخمسة قال قال أبو عبد اللّٰه ع إذا كان الرجل على عمل فليدم عليه سنة ثم يتحول عنه إن شاء إلى غيره و ذلك أن ليلة القدر يكون فيها في عامه ذلك ما شاء اللّٰه أن يكون

الوافي، ج 4، ص: 359

باب 46 الاقتصاد في العبادة

[1]

2124- 1 الكافي، 2/ 86/ 1/ 1 محمد عن ابن عيسى عن محمد بن سنان عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّٰه ص إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق و لا تكرهوا عبادة اللّٰه إلى عباد اللّٰه فتكونوا كالراكب المنبت الذي لا سفرا قطع و لا ظهرا أبقى

[2]
اشارة

2125- 2 الكافي، 2/ 86/ 1/ 1 محمد بن سنان عن مقرن عن محمد بن سوقة عن أبي جعفر ع مثله

بيان

الإيغال السير الشديد و الإمعان في السير و الوغول الدخول في الشي ء يعني سيروا في الدين برفق و أبلغوا الغاية القصوى منه بالرفق لا على التهافت و الخرق و لا تحملوا على أنفسكم و لا تكلفوها ما لا تطيق فتعجز و تترك الدين و العمل و المنبت بفتح الموحدة بعد النون و تشديد المثناة من فوق يقال للرجل إذا انقطع به في سفره و عطبت راحلته قد أنبت من البت بمعنى القطع فهو مطاوع بت و الظهر المركب يريد أنه بقي في طريقه عاجزا عن مقصده لم يقض وطره و قد أعطب مركبة

الوافي، ج 4، ص: 360

[3]

2126- 3 الكافي، 2/ 87/ 6/ 1 حميد عن الخشاب عن ابن بقاح عن معاذ بن ثابت عن عمرو بن جميع عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص يا علي إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق و لا تبغض إلى نفسك عبادة ربك فإن المنبت يعني المفرط لا ظهرا أبقى و لا أرضا قطع فاعمل عمل من يرجو أن يموت هرما- و احذر حذر من يتخوف أن يموت غدا

[4]

2127- 4 الكافي، 2/ 86/ 2/ 2 الخمسة عن حفص بن البختري عن أبي عبد اللّٰه ع قال لا تكرهوا إلى أنفسكم العبادة

[5]

2128- 5 الكافي، 2/ 86/ 3/ 1 محمد عن ابن عيسى عن محمد بن إسماعيل عن حنان بن سدير قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول إن اللّٰه عز و جل إذا أحب عبدا فعمل قليلا جزاه بالقليل الكثير و لم يتعاظمه أن يجزي بالقليل الكثير له

[6]

2129- 6 الكافي، 2/ 86/ 4/ 1 العدة عن أحمد عن ابن فضال عن الحسن بن الجهم عن منصور عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع قال مر بي أبي و أنا بالطواف و أنا حدث و قد اجتهدت في العبادة فرآني و أنا أتصاب عرقا فقال لي يا جعفر يا بني إن اللّٰه أحب عبدا أدخله الجنة- و رضي عنه باليسير

[7]

2130- 7 الكافي، 2/ 87/ 5/ 1 الثلاثة عن حفص بن البختري و غيره عن أبي عبد اللّٰه ع قال اجتهدت بالعبادة و أنا شاب فقال لي أبي يا بني دون ما أراك تصنع فإن اللّٰه عز و جل إذا أحب عبدا رضي عنه باليسير

الوافي، ج 4، ص: 361

باب 47 نية العبادة

[1]
اشارة

2131- 1 الكافي، 2/ 84/ 1/ 1 علي عن أبيه عن السراد عن مالك بن عطية عن الثمالي عن علي بن الحسين ص قال لا عمل إلا بنية

بيان

يعني لا عمل يحسب من عبادة اللّٰه تعالى و يعد من طاعته بحيث يصح أن يترتب عليه الأجر في الآخرة إلا ما يراد به التقرب إلى اللّٰه تعالى و الدار الآخرة أعني يقصد به وجه اللّٰه سبحانه أو التوصل إلى ثوابه أو الخلاص من عقابه و بالجملة امتثال أمر اللّٰه تعالى في ما ندب عباده إليه و وعدهم الأجر عليه و إنما يأجرهم على حسب أقدارهم و منازلهم و نياتهم فمن عرف اللّٰه بجماله و جلاله و لطف فعاله فأحبه و اشتاق إليه و أخلص عبادته له لكونه أهلا للعبادة و لمحبته له أحبه اللّٰه و أخلصه و اجتباه و قربه إلى نفسه و أدناه قربا معنويا و دنوا روحانيا كما قال في حق بعض من هذه صفته وَ إِنَّ لَهُ عِنْدَنٰا لَزُلْفىٰ وَ حُسْنَ مَآبٍ.

قال أمير المؤمنين و سيد الموحدين ص ما عبدتك خوفا من نارك و لا طمعا في جنتك لكن وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك

و من لم يعرف من اللّٰه سوى كونه إلها صانعا للعالم قادرا قاهرا عالما و إن له جنة ينعم بها المطيعين و نارا يعذب بها العاصين فعبده ليفوز بجنته أو يكون له النجاة من

الوافي، ج 4، ص: 362

ناره أدخله اللّٰه بعبادته و طاعته الجنة و أنجاه من النار لا محالة كما أخبر عنه في غير موضع من كتابه فإنما لكل امرئ ما نوى كما في الحديث الآتي فلا تصغ إلى قول من ذهب إلى بطلان العبادة إذا قصد بفعلها تحصيل

الثواب أو الخلاص من العقاب زعما منه أن هذا القصد مناف للإخلاص الذي هو إرادة وجه اللّٰه سبحانه وحده.

و إن من قصد ذلك فإنما قصد جلب النفع إلى نفسه و دفع الضرر عنها لا وجه اللّٰه سبحانه فإن هذا قول من لا معرفة له بحقائق التكاليف و مراتب الناس فيها فإن أكثر الناس يتعذر منهم العبادة ابتغاء وجه اللّٰه بهذا المعنى لأنهم لا يعرفون من اللّٰه إلا المرجو و المخوف فغايتهم أن يتذكروا النار و يحذروا أنفسهم عقابها و يتذكروا الجنة و يرغبوا أنفسهم ثوابها و خصوصا من كان الغالب على قلبه الميل إلى الدنيا فإنه قلما ينبعث له داعية إلى فعل الخيرات لينال بها ثواب الآخرة فضلا عن عبادته على نية إجلال اللّٰه عز و جل لاستحقاقه الطاعة و العبودية فإنه قل من يفهمها فضلا عمن يتعاطاها و الناس في نياتهم في العبادات على أقسام أدناهم من يكون عمله إجابة لباعث الخوف فإنه يتقي النار و منهم من يعمل إجابة لباعث الرجاء فإنه يرغب في الجنة و كل من القصدين و إن كان نازلا بالإضافة إلى قصد طاعة اللّٰه و تعظيمه لذاته و لجلالة لا لأمر سواه إلا أنه من جملة النيات الصحيحة لأنه ميل إلى الموعود في الآخرة و إن كان من جنس المألوف في الدنيا.

و أما قول القائل إنه ينافي الإخلاص فجوابه أنك ما تريد بالإخلاص إن أردت به أن يكون خالصا للآخرة لا يكون مشوبا بشوائب الدنيا و الحظوظ العاجلة للنفس كمدح الناس و الخلاص من النفقة بعتق العبد و نحو ذلك فظاهر أن إرادة الجنة أو الخلاص من النار لا ينافي الإخلاص بهذا المعنى و سيأتي في الباب الآتي أن

العمل الخالص الذي لا تريد أن يمدحك عليه أحد إلا اللّٰه و إن أردت بالإخلاص أن لا يراد بالعمل سوى جمال اللّٰه و جلاله من غير شوب من

الوافي، ج 4، ص: 363

حظوظ النفس و إن كان حظا أخرويا فاشتراطه في صحة العبادة متوقف على دليل شرعي و أنى لك به بل الدلائل على خلافه أكثر من أن تذكر و من الأخبار الآتية في هذا الباب و غيره ما هو صريح فيه مع أنه تكليف بما لا يطاق بالنسبة إلى أكثر الخلائق لأنهم لا يعرفون اللّٰه بجماله و جلاله و لا تتأتى منهم العبادة إلا من خوف النار و للطمع في الجنة و أيضا فإن اللّٰه سبحانه قد قال ادْعُوهُ خَوْفاً وَ طَمَعاً- وَ يَدْعُونَنٰا رَغَباً وَ رَهَباً فرغب و رهب و وعد و أوعد فلو كان مثل هذه النيات مفسدا للعبادات لكان الترغيب و الترهيب و الوعد و الوعيد عبثا بل مخلا بالمقصود.

و أيضا فإن أولياء اللّٰه قد يعملون بعض الأعمال للجنة و صرف النار لأن حبيبهم يحب ذلك أو لتعليم الناس إخلاص العمل للآخرة إذا كانوا أئمة يقتدى بهم هذا أمير المؤمنين ع سيد الأولياء قد كتب كتابا لبعض ما وقفه من أمواله فصدر كتابه بعد التسمية بهذا

هذا ما أوصى به و قضى به في ماله عبد اللّٰه علي ابتغاء وجه اللّٰه ليولجني به الجنة و يصرفني به عن النار- و يصرف النار عني يوم تبيض وجوه و تسود وجوه

فإذا لم تكن العبادة بهذه النية صحيحة لم يصح له أن يفعل ذلك و يلقن به غيره و يظهره في كلامه.

إن قيل إن جنة الأولياء لقاء اللّٰه و قربه و نارهم فراقه و

بعده فيجوز أن يكون أمير المؤمنين ع أراد ذلك قلنا إرادة ذلك ترجع إلى طلب القرب المعنوي و الدنو الروحاني و مثل هذه النية مختص بأولياء اللّٰه كما اعترفت به فغيرهم لما ذا يعبدون و ليس في الآخرة إلا اللّٰه و الجنة و النار فمن لم يكن من أهل اللّٰه و أوليائه لا يمكن له أن يطلب إلا الجنة أو يهرب إلا من النار المعهودتين إذا لا يعرف غير ذلك و كل يعمل على شاكلته و لما يحبه و يهواه غير هذا لا يكون أبدا و لعل هذا القائل لم يعرف معنى النية و حقيقتها و إن النية ليست مجرد

الوافي، ج 4، ص: 364

قولك عند الصلاة أو الصوم أو التدريس أصلي أو أصوم أو أدرس قربة إلى اللّٰه تعالى ملاحظا معاني هذه الألفاظ بخاطرك و متصورا لها بقلبك.

هيهات إنما هذا تحريك لسان و حديث نفس و إنما النية المعتبرة انبعاث النفس و ميلها و توجهها إلى ما فيه غرضها و مطلبها إما عاجلا و إما آجلا و هذا الانبعاث و الميل إذا لم يكن حاصلا لها لا يمكنها اختراعه و اكتسابه بمجرد النطق بتلك الألفاظ و تصور تلك المعاني و ما ذلك إلا كقول الشبعان أشتهي الطعام و أميل إليه قاصدا حصول الميل و الاشتهاء و كقول الفارغ اعشق فلانا و أحبه و انقاد إليه و أطيعه بل لا طريق إلى اكتساب صرف القلب إلى الشي ء و ميله إليه و إقباله عليه إلا بتحصيل الأسباب الموجبة لذلك الميل و الانبعاث و اجتناب الأمور المنافية لذلك المضادة له فإن النفس إنما تنبعث إلى الفعل و تقصده و تميل إليه تحصيلا للغرض الملائم لها بحسب ما

يغلب عليها من الصفات.

فإذا غلب على قلب المدرس مثلا حب الشهرة و إظهار الفضيلة و إقبال الطلبة عليه و انقيادهم إليه فلا يتمكن من التدريس بنية التقرب إلى اللّٰه سبحانه بنشر العلم و إرشاد الجاهلين بل لا يكون تدريسه إلا لتحصيل تلك المقاصد الواهية و الأغراض الفاسدة و إن قال بلسانه أدرس قربه إلى اللّٰه و تصور ذلك بقلبه و أثبته في ضميره و ما دام لم يقلع تلك الصفات الذميمة من قلبه لا عبرة بنيته أصلا و كذا إذا كان قلبك عند نية الصلاة منهمكا في أمور الدنيا و التهالك عليها و الانبعاث في طلبها فلا يتيسر لك توجيهه بكليته إلى الصلاة و تحصيل الميل الصادق إليها و الإقبال الحقيقي عليها بل يكون دخولك فيها دخول متكلف لها متبرم بها و يكون قولك أصلي قربة إلى اللّٰه كقول الشبعان أشتهي الطعام و قول الفارغ اعشق فلانا مثلا.

و الحاصل أنه لا يحصل لك النية الكاملة المعتد بها في العبادات من دون ذلك الميل و الإقبال و قمع ما يضاده من الصوارف و الأشغال و هو لا يتيسر إلا إذا

الوافي، ج 4، ص: 365

صرفت قلبك عن الأمور الدنيوية و طهرت نفسك من الصفات الذميمة الدنية و قطعت نظرك عن حظوظك العاجلة بالكلية و إنما بسطنا الكلام في هذا المقام لأنه خفي هذا المعنى على الأكثرين حتى ذهب كثير من علمائنا إلى بطلان العبادة إذا قصد بفعلها تحصيل الثواب أو الخلاص من العقاب و نقل الفخر الرازي في تفسيره الكبير اتفاق المتكلمين على أن من عبد اللّٰه لأجل الخوف من العقاب أو الطمع في الثواب لم تصح عبادته أورده عند تفسيره قوله تعالى ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً

وَ خُفْيَةً و جزم في أوائل تفسير الفاتحة بأنه لو قال أصلي لثواب اللّٰه أو الهرب من عقابه فسدت صلاته و يظهر من ظاهر قوله هذا أنه لم يفهم معنى النية و لعله منه و من أمثاله سرى هذا الخطاء في أصحابنا

[2]

2132- 2 التهذيب، 4/ 186/ 1/ 1 عن النبي ص أنه قال إنما الأعمال بالنيات

[3]
اشارة

2133- 3 التهذيب، 4/ 186/ 2/ 1 و في خبر آخر إنما الأعمال بالنيات و إنما لكل امرئ ما نوى

بيان

تمام الحديث

فمن كانت هجرته إلى اللّٰه و رسوله فهجرته إلى اللّٰه و رسوله و من كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه.

و إنما قال ص ذلك حين قال له بعض الصحابة إن بعض المهاجرين إلى الجهاد ليست نيته من تلك الهجرة إلا أخذ الغنائم من الأموال و السبايا أو نيل الصيت عند الاستيلاء فبين ص

الوافي، ج 4، ص: 366

أن كل أحد ينال في عمله ما يبغيه و يصل إلى ما ينويه كائنا ما كان دنيويا أو أخرويا و هذا الخبر مما يعده أصحاب الحديث من المتواترات و هو أول ما يعلمونه أولادهم و يقولون إنه نصف العلم و هو نص فيما حققناه في شرح الحديث الأول

[4]
اشارة

2134- 4 الكافي، 2/ 84/ 5/ 1 علي عن أبيه عن السراد عن جميل عن هارون بن خارجة عن أبي عبد اللّٰه ع قال العباد ثلاثة- قوم عبدوا اللّٰه عز و جل خوفا فتلك عبادة العبيد و قوم عبدوا اللّٰه تبارك و تعالى طلب الثواب فتلك عبادة الأجراء و قوم عبدوا اللّٰه تعالى حبا له- فتلك عبادة الأحرار و هي أفضل العبادة

بيان

هذا الحديث نص في صحة عبادة الطالب للثواب و الهارب من العقاب فإن قوله ع و هي أفضل العبادة يعطي أن العبادة على الوجهين الأولين لا تخلو من فضل أيضا فضلا عن أن تكون صحيحة

[5]
اشارة

2135- 5 الكافي، 2/ 84/ 2/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص نية المؤمن خير من عمله و نية الكافر شر من عمله و كل عامل يعمل على نيته

بيان

قد ذكر في معنى هذا الحديث وجوه أكثرها مدخول لا فائدة في إيراده فلنقتصر منها على ما هو أقرب إلى الصواب و هو أربعة أحدها ما ذكره الغزالي في إحيائه و هو أن كل طاعة ينتظم بنية و عمل و كل منهما من جملة

الوافي، ج 4، ص: 367

الخيرات إلا أن النية من الطاعتين خير من العمل لأن أثر النية في المقصود أكثر من أثر العمل لأن صلاح القلب هو المقصود من التكليف و الأعضاء آلات موصلة إلى المقصود و الغرض من حركات الجوارح أن يعتاد القلب إرادة الخير و يؤكد فيه الميل إليه ليتفرغ عن شهوات الدنيا و يقبل على الذكر و الفكر فبالضرورة يكون خيرا بالإضافة إلى الغرض قال اللّٰه تعالى لَنْ يَنٰالَ اللّٰهَ لُحُومُهٰا وَ لٰا دِمٰاؤُهٰا وَ لٰكِنْ يَنٰالُهُ التَّقْوىٰ مِنْكُمْ و التقوى صفة القلب

و في الحديث إن في الجسد لمضغة إذا صلحت- صلح لها سائر الجسد.

و الثاني ما نقل عن ابن دريد و هو أن المؤمن ينوي خيرات كثيرة لا يساعده الزمان على عملها فكان الثواب المترتب على نياته أكثر من الثواب المترتب على أعماله و هذا بعينه معنى الحديث الآتي.

و الثالث ما خطر ببالي و هو أن المؤمن ينوي أن يوقع عباداته على أحسن الوجوه لأن إيمانه يقتضي ذلك ثم إذا كان يشتغل بها لا يتيسر له ذلك و لا يتأتى كما يريد فلا يأتي بها كما ينبغي فالذي ينوي دائما خير من

الذي يعمل في كل عبادة.

و الرابع أن يكون المراد بالحديث مجموع المعنيين الأخيرين لاشتراكهما في أمر واحد و هو نية الخير الذي لا يتأتى له كما يريد و يؤيده الأخبار الآتية و مما يدل عليه صريحا ما اطلعت عليه بعد شرحي لهذا الحديث

في كتاب علل الشرائع، للصدوق رحمه اللّٰه و هو ما رواه بإسناده عن أبي جعفر ع أنه كان يقول نية المؤمن خير من عمله و ذلك لأنه ينوي من الخير ما لا يدركه- و نية الكافر شر من عمله و ذلك لأن الكافر ينوي الشر و يأمل من الشر ما لا يدركه

و بإسناده عن أبي عبد اللّٰه ع إنه قال له زيد الشحام إني

الوافي، ج 4، ص: 368

سمعتك تقول نية المؤمن خير من عمله فكيف تكون النية خيرا من العمل- قال لأن العمل إنما كان رياء المخلوقين و النية خالصة لرب العالمين فيعطي عز و جل على النية ما لا يعطي على العمل

قال أبو عبد اللّٰه ع إن العبد لينوي من نهاره أن يصلي بالليل فتغلبه عينه فينام فيثبت اللّٰه له صلاته- و يكتب نفسه تسبيحا و يجعل نومه صدقة

[6]

2136- 6 الكافي، 2/ 85/ 3/ 1 العدة عن أحمد عن السراد عن هشام بن سالم عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن العبد المؤمن الفقير ليقول يا رب ارزقني حتى أفعل كذا و كذا من البر و وجوه الخير- فإذا علم اللّٰه عز و جل ذلك منه بصدق نية كتب اللّٰه له من الأجر مثل ما يكتب له لو عمله إن اللّٰه واسع كريم

[7]
اشارة

2137- 7 الكافي، 2/ 85/ 4/ 1 العدة عن البرقي عن ابن أسباط عن محمد بن إسحاق عن الحسين بن عمرو عن الحسن بن أبان عن أبي بصير قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن حد العبادة التي إذا فعلها فاعلها كان مؤديا فقال حسن النية بالطاعة

بيان

يعني أن يكون له في طاعة من يعبده نية حسنة فإن تيسر له الإتيان بما وافق نيته و إلا فقد أدى ما عليه من العبادة بحسن نيته

الوافي، ج 4، ص: 369

[8]

2138- 8 الكافي، 2/ 83/ 4/ 1 محمد عن ابن عيسى عن شاذان بن الخليل قال و كتبت من كتابه بإسناد له يرفعه إلى عيسى بن عبد اللّٰه قال قال عيسى بن عبد اللّٰه لأبي عبد اللّٰه ع جعلت فداك ما العبادة قال حسن النية بالطاعة من الوجوه التي يطاع اللّٰه منها أما إنك يا عيسى لا تكون مؤمنا حتى تعرف الناسخ من المنسوخ قال قلت جعلت فداك و ما معرفة الناسخ من المنسوخ قال فقال أ ليس تكون مع الإمام موطنا نفسك على حسن النية في طاعته فيمضي ذلك الإمام و يأتي إمام آخر فتوطن نفسك على حسن النية في طاعته قال قلت نعم قال هذا معرفة الناسخ من المنسوخ

[9]

2139- 9 الكافي، 2/ 85/ 5/ 1 علي عن أبيه عن القاسم بن محمد عن المنقري عن أحمد بن يونس عن أبي هاشم قال قال أبو عبد اللّٰه ع إنما خلد أهل النار في النار لأن نياتهم كانت في الدنيا أن لو خلدوا فيها أن يعصوا اللّٰه أبدا و إنما خلد أهل الجنة في الجنة لأن نياتهم كانت في الدنيا أن لو بقوا فيها أن يطيعوا اللّٰه أبدا فبالنيات خلد هؤلاء و هؤلاء ثم تلا قوله تعالى قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلىٰ شٰاكِلَتِهِ قال على نيته

[10]

2140- 10 الكافي، 2/ 87/ 1/ 1 الثلاثة عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللّٰه ع قال من سمع شيئا من الثواب على شي ء فصنعه- كان له أجره و إن لم يكن على ما بلغه

[11]
اشارة

2141- 11 الكافي، 2/ 87/ 2/ 1 محمد عن محمد بن الحسين عن محمد بن

الوافي، ج 4، ص: 370

سنان عن عمران الزعفراني عن محمد بن مروان قال سمعت أبا جعفر ع يقول من بلغه ثواب من اللّٰه على عمل فعمل ذلك العمل التماس ذلك الثواب أوتيه و إن لم يكن الحديث كما بلغه

بيان

و ذلك لأن الأعمال الجسمانية لا قدر لها عند اللّٰه إلا بالنيات القلبية و من يعمل بما سمع أنه عبادة فإنما يعمل به طاعة لله و انقيادا لرسول اللّٰه ص فيكون عمله مشتملا على نية التقرب و هيئة التسلم و إن كان نسبته إلى الرسول ص خطأ و ذلك لأن هذا الخطأ لم يصدر منه باجتهاده و إنما صدر من غيره و هو إنما تبع ما سمع فلا ينافي هذا ما مضى في باب الأخذ بالسنة و شواهد الكتاب من أبواب العلم و العقل إنه لا نية إلا بإصابة السنة كما حققناه هناك و قد مضى هناك حديث آخر في هذا المعنى.

و رواه الشيخ الصدوق طاب ثراه في ثواب الأعمال، عن أبيه عن علي بن موسى عن أحمد عن علي بن الحكم عن هشام عن صفوان عن أبي عبد اللّٰه ع هكذا قال من بلغه شي ء من الثواب على شي ء من الخير فعمله- كان له أجر ذلك و إن كان رسول اللّٰه ص لم يقله

[12]
اشارة

2142- 12 الفقيه، 4/ 400/ 5859 ابن فضال عن الحسن بن الجهم عن الفضيل بن يسار قال قال الصادق ع ما ضعف بدن عما قويت عليه النية

بيان

معنى الحديث إن من عزم على عمل من الأعمال و أقبل عليه بتمام همته

الوافي، ج 4، ص: 371

و كنه عزيمته من غير توان و لا فتور قوى اللّٰه بدنه على الإتيان به على سهولة و يسر و أعانه عليه و إن كان مما شق عليه لو لا تلك العزيمة

الوافي، ج 4، ص: 373

باب 48 الإخلاص

[1]
اشارة

2143- 1 الكافي، 2/ 15/ 1/ 2 علي عن العبيدي عن يونس عن ابن مسكان عن أبي عبد اللّٰه ع في قول اللّٰه تعالى حَنِيفاً مُسْلِماً قال خالصا مخلصا ليس فيه شي ء من عبادة الأوثان

بيان

في محاسن البرقي هكذا خالصا مخلصا لا يشوبه شي ء من دون ذكر عبادة الأوثان

[2]
اشارة

2144- 2 الكافي، 2/ 15/ 2/ 2 العدة عن البرقي عن أبيه رفعه إلى أبي جعفر ع قال قال رسول اللّٰه ص يا أيها الناس إنما هو اللّٰه و الشيطان و الحق و الباطل و الهدى و الضلالة- و الرشد و الغي و العاجلة و الآجلة [العاقبة] و الحسنات و السيئات- فما كان من حسنات فلله و ما كان من سيئات فللشيطان

بيان

أريد بالحسنات و السيئات الأعمال الصالحة و السيئة المترتبتان على الأمور

الوافي، ج 4، ص: 374

الثمانية الناشئتان منها فما كان من حسنات يعني ما نشأ من الحق و الهدى و الرشد و رعاية العاقبة من الأعمال الصالحة و ما كان من سيئات يعني ما نشأ من الباطل و الضلالة و الغي و رعاية العاجلة من الأعمال السيئة فكل من عمل عملا من الخير طاعة لله آتيا فيه بالحق على هدى من ربه و رشد من أمره و لعاقبة أمره فهو حسنة يتقبله اللّٰه بقبول حسن و من عمل عملا من الخير أو الشر طاعة للشيطان آتيا فيه بالباطل على ضلالة من نفسه و غي من أمره و لعاجلة أمره فهو سيئة مردود إلى من عمل له و من عمل عملا مركبا من أجزاء بعضها لله و بعضها للشيطان فما كان لله فهو لله و ما كان للشيطان فهو للشيطان فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقٰالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقٰالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ.

فإن أشرك بالله الشيطان في عمله أو في جزء من عمله فهو مردود إليه لأن اللّٰه لا يقبل الشريك كما يأتي بيانه في باب الرياء إن شاء اللّٰه و ربما يقال إن كان الباعث الإلهي مساويا للباعث الشيطاني تقاوما و تساقطا و

صار العمل لا له و لا عليه و إن كان أحدهما غالبا على الآخر بأن يكون أصلا و سببا مستقلا و يكون الآخر تبعا غير مستقل فالحكم للغالب إلا أن ذلك مما يشتبه على الإنسان في غالب الأمر فربما يظن أن الباعث الأقوى قصد التقرب و يكون الأغلب على سره الحظ النفساني فلا يحصل الأمن إلا بالإخلاص و قلما يستيقن الإخلاص من النفس فينبغي أن يكون العبد دائما مترددا بين الرد و القبول خائفا من الشوائب و اللّٰه الموفق للخير و السداد

[3]

2145- 3 الكافي، 2/ 16/ 3/ 1 العدة عن سهل عن ابن أسباط عن أبي الحسن الرضا ع أن أمير المؤمنين ص كان يقول طوبى لمن أخلص لله العبادة و الدعاء و لم يشغل قلبه بما ترى عيناه

الوافي، ج 4، ص: 375

و لم ينس ذكر اللّٰه بما تسمع أذناه و لم يحزن صدره بما أعطي غيره

[4]
اشارة

2146- 4 الكافي، 2/ 16/ 4/ 1 علي عن أبيه عن القاسم بن محمد عن المنقري عن سفيان بن عيينة عن أبي عبد اللّٰه ع في قول اللّٰه عز و جل لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا قال ليس يعني أكثر عملا و لكن أصوبكم عملا و إنما الإصابة خشية اللّٰه و النية الصادقة و الخشية ثم قال الإبقاء على العمل حتى يخلص أشد من العمل و العمل الخالص الذي لا تريد أن يحمدك عليه أحد إلا اللّٰه عز و جل و النية أفضل من العمل ألا و إن النية هو العمل ثم تلا قوله عز و جل قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلىٰ شٰاكِلَتِهِ يعني على نيته

بيان

اللام في لِيَبْلُوَكُمْ تعليل لخلق الموت و الحياة في قوله سبحانه خَلَقَ الْمَوْتَ وَ الْحَيٰاةَ و المعنى و اللّٰه أعلم أنه عز و جل خلق الموت الذي هو داع إلى حسن العمل و موجب لعدم الوثوق بالدنيا و لذاتها الفانية و أعطى الحياة التي يقتدر بها على الأعمال الصالحة الخالصة ليعاملكم في دار التكليف معاملة المختبر أيكم أحسن عملا قوله ليس يعني أكثر عملا في بعض النسخ أكثركم عملا و هو أوضح.

و لفظة و الخشية بعد قوله و النية الصادقة زائدة و لعلها من طغيان قلم النساخ و ليست في بعض النسخ الصحيحة و لو صحت يكون معناها خشية أن لا تقبل كما مر و هو غير خشية اللّٰه و النية الصادقة هي انبعاث النفس نحو الطاعة غير ملحوظ فيه شي ء سوى وجه اللّٰه سبحانه و لعل المراد بالإبقاء على العمل أن

الوافي، ج 4، ص: 376

لا يحدث به إرادة الحمد من الناس حتى يبقى خالصا لله و لا يخفى أنه

أشد من العمل و هو من موجبات الصبر و فروعه و قد تبين تمام تفسير هذا الحديث مما أسلفناه و قد مضى الفرق بين الخوف و الخشية

[5]
اشارة

2147- 5 الكافي، 2/ 16/ 5/ 1 بهذا الإسناد قال سألته عن قول اللّٰه عز و جل إِلّٰا مَنْ أَتَى اللّٰهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ قال القلب السليم الذي يلقى ربه- و ليس فيه أحد سواه قال و كل قلب فيه شرك أو شك فهو ساقط- و إنما أرادوا بالزهد في الدنيا لتفرغ قلوبهم للآخرة

بيان

يعني أن الزهد في الدنيا ليس مقصودا لذاته و إنما أمر الناس به لتكون قلوبهم فارغة عن محبة الدنيا صالحة لحب اللّٰه تعالى خالصة له عز و جل لا شركة فيها لما سوى اللّٰه و لا شك ناشئا من شدة محبتها لغير اللّٰه

[6]
اشارة

2148- 6 الكافي، 2/ 16/ 6/ 1 بهذا الإسناد عن سفيان بن عيينة عن السدي عن أبي جعفر ع قال ما أخلص عبد الإيمان بالله أربعين يوما أو قال ما أجمل عبد ذكر اللّٰه أربعين يوما إلا زهده اللّٰه في الدنيا و بصره داءها و دواءها و أثبت الحكمة في قلبه و أنطق بها لسانه ثم تلا إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنٰالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ ذِلَّةٌ فِي الْحَيٰاةِ الدُّنْيٰا وَ كَذٰلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ فلا ترى صاحب بدعة إلا ذليلا و مفتريا على اللّٰه و على رسوله و على أهل بيته ص إلا ذليلا

الوافي، ج 4، ص: 377

بيان

لعل الوجه في تلاوته ع الآية التنبيه على أن من كانت عبادته لله عز و جل و اجتهاده فيها على وفق السنة بصره اللّٰه عيوب الدنيا فزهده فيها فصار بسبب زهده فيها عزيزا لأن المذلة في الدنيا إنما تكون بسبب الرغبة فيها و من كانت عبادته على وفق الهوى أعمى اللّٰه قلبه عن عيوب الدنيا فصار بسبب رغبته فيها ذليلا فأصحاب البدع لا يزالون أذلاء صغارا و من هنا قال اللّٰه عز و جل في متخذي العجل ما قال

الوافي، ج 4، ص: 379

باب 49 تعجيل فعل الخير

[1]

2149- 1 الكافي، 2/ 142/ 4/ 1 الثلاثة عن ابن أذينة عن زرارة عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّٰه ص إن اللّٰه يحب من الخير ما يعجل

[2]

2150- 2 الكافي، 2/ 142/ 3/ 1 محمد عن ابن عيسى عن ابن أبي عمير عن مرازم بن حكيم عن أبي عبد اللّٰه ع قال كان أبي ع يقول إذا هممت بخير فبادر فإنك لا تدري ما يحدث

[3]
اشارة

2151- 3 الكافي، 2/ 142/ 1/ 1 محمد عن ابن عيسى عن علي بن النعمان عن حمزة بن حمران قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول إذا هم أحدكم بخير فلا يؤخره فإن العبد ربما صلى الصلاة أو صام الصوم فيقال له اعمل ما شئت بعدها فقد غفر لك

بيان

يعني أن العبادة التي توجب المغفرة التامة مستورة على العبد لا يدري أيها هي فكلما هم بعبادة فعليه إمضاؤها قبل أن تفوته فلعلها تكون هي تلك العبادة

الوافي، ج 4، ص: 380

[4]
اشارة

2152- 4 الكافي، 2/ 142/ 5/ 1 العدة عن البرقي عن علي بن الحكم عن أبان عن بشر بن يسار عن أبي عبد اللّٰه ع قال إذا أردت شيئا من الخير فلا تؤخره فإن العبد يصوم اليوم الحار يريد ما عند اللّٰه- فيعتقه اللّٰه به من النار و لا تستقل ما تتقرب به إلى اللّٰه عز و جل و لو شق تمرة

بيان

النهي عن الاستقلال إنما هو قبل الفعل لئلا يمنعه عن الإتيان به و أما بعد ما أتى به فلا ينبغي أن يستكثر عمله فيصير معجبا به و لو شق تمرة يعني التصدق به

[5]

2153- 5 الكافي، 2/ 142/ 6/ 1 عنه عن ابن فضال عن ابن بكير عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اللّٰه ع قال من هم بخير فليعجله و لا يؤخره فإن العبد ربما عمل العمل فيقول اللّٰه تبارك و تعالى قد غفرت لك و لا أكتب عليك شيئا أبدا و من هم بسيئة فلا يعملها فإنه ربما عمل العبد السيئة فيراه الرب سبحانه فيقول لا و عزتي و جلالي لا اغفر لك بعدها أبدا

[6]

2154- 6 الكافي، 2/ 143/ 7/ 1 الثلاثة عن هشام بن سالم عن

الوافي، ج 4، ص: 381

أبي عبد اللّٰه ع قال إذا هممت بشي ء من الخير فلا تؤخره- فإن اللّٰه عز و جل ربما اطلع على العبد و هو على شي ء من الطاعة فيقول- و عزتي و جلالي لا أعذبك بعدها أبدا و إذا هممت بسيئة فلا تعملها فإنه ربما اطلع اللّٰه على العبد و هو على شي ء من المعصية فيقول و عزتي و جلالي لا اغفر لك بعدها أبدا

[7]

2155- 7 الكافي، 2/ 143/ 8/ 1 القميان عن ابن فضال عن أبي جميلة عن محمد بن حمران عن أبي عبد اللّٰه ع قال إذا هم أحدكم بخير أو صلة فإن عن يمينه و شماله شيطانين فليبادر لئلا يكفاه عن ذلك

[8]
اشارة

2156- 8 الكافي، 2/ 143/ 9/ 1 محمد عن أحمد عن محمد بن سنان عن أبي الجارود قال سمعت أبا جعفر ع يقول من هم بشي ء من الخير فليعجله فإن كل شي ء فيه تأخير فإن للشيطان فيه نظرة

بيان

نظرة إما بسكون الظاء يعني فكرة لإحداث حيلة يكف بها العبد عن الإتيان بالخير أو بكسرها يعني مهلة يتفكر فيها لذلك

[9]

2157- 9 الكافي، 2/ 143/ 10/ 1 محمد عن محمد بن الحسين عن ابن أسباط عن العلاء عن محمد قال سمعت أبا جعفر ع يقول إن اللّٰه ثقل الخير على أهل الدنيا كثقله في موازينهم يوم القيامة و إن اللّٰه عز و جل خفف الشر على أهل الدنيا كخفته في موازينهم يوم القيامة

الوافي، ج 4، ص: 382

[10]

2158- 10 الكافي، 2/ 142/ 2/ 1 محمد عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن أبي جميلة قال قال أبو عبد اللّٰه ع افتتحوا نهاركم بخير و أملوا على حفظتكم في أوله خيرا و في آخره خيرا يغفر لكم ما بين ذلك إن شاء اللّٰه

الوافي، ج 4، ص: 383

باب 50 التفكر

[1]
اشارة

2159- 1 الكافي، 2/ 55/ 3/ 1 العدة عن البرقي عن البزنطي عن بعض رجاله عن أبي عبد اللّٰه ع قال أفضل العبادة إدمان التفكر في اللّٰه و في قدرته

بيان

ليس المراد بالتفكر في اللّٰه التفكر في ذات اللّٰه سبحانه فإنه ممنوع منه لأنه يورث الحيرة و الدهش و اضطراب العقل كما مر في أبواب التوحيد بل المراد منه النظر إلى أفعاله و عجائب صنعه و بدائع أمره في خلقه فإنها تدل على جلاله و كبريائه و تقدسه و تعاليه و تدل على كمال علمه و حكمته و على نفاذ مشيئته و قدرته و إحاطته بالأشياء و معيته لها و هذا تفكر أولي الألباب قال اللّٰه عز و جل إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلٰافِ اللَّيْلِ وَ النَّهٰارِ لَآيٰاتٍ لِأُولِي الْأَلْبٰابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّٰهَ قِيٰاماً وَ قُعُوداً وَ عَلىٰ جُنُوبِهِمْ وَ يَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ رَبَّنٰا مٰا خَلَقْتَ هٰذٰا بٰاطِلًا سُبْحٰانَكَ فَقِنٰا عَذٰابَ النّٰارِ و قال سبحانه وَ مِنْ آيٰاتِهِ في مواضع كثيرة فتلك الآيات هي مجاري التفكر في اللّٰه و في قدرته لأولي العلم لا ذاته سبحانه

فقد اشتهر عن النبي ص أنه قال تفكروا في ءالاء اللّٰه و لا تفكروا في اللّٰه فإنكم لن تقدروا قدره

الوافي، ج 4، ص: 384

[2]

2160- 2 الكافي، 2/ 55/ 4/ 1 محمد عن ابن عيسى عن معمر بن خلاد قال سمعت أبا الحسن الرضا ع يقول ليس العبادة كثرة الصلاة و الصوم إنما العبادة التفكر في أمر اللّٰه تعالى

[3]
اشارة

2161- 3 الكافي، 2/ 55/ 5/ 1 محمد عن أحمد عن إسماعيل بن سهل عن حماد عن ربعي قال قال أبو عبد اللّٰه ع قال أمير المؤمنين ع التفكر يدعو إلى البر و العمل به

بيان

أريد بالتفكر هنا ما يعم التفكر الذي مضى بيانه و الذي يأتي ذكره في بيان الحديث النبوي و التفكر في المعاملة التي بين العبد و ربه فإن الكل داع إلى البر و العمل به ثم التفكر في المعاملة التي بين العبد و ربه أما تفكر في حسنات العبد و سيئاته و أما تفكر في صفات اللّٰه و أفعاله فإذا تفكر العبد في حسناته هل هي تامة أو ناقصة موافقة للسنة أو مخالفة لها خالصة عن الشرك و الشك أو مشوبة بهما يدعوه لا محالة هذا التفكر إلى إصلاحها و تدارك ما فيها من الخلل و كذا إذا تفكر في سيئاته و ما يترتب عليها من العقوبات و البعد عن اللّٰه يدعوه ذلك إلى الانتهاء عنها و تدارك ما أتى بها بالتوبة و الندم و إذا تفكر في صفات اللّٰه و أفعاله من لطفه بعباده و إحسانه إليهم بسوابغ النعماء و بسط الآلاء و التكليف دون الطاقة و الوعد لعمل قليل بثواب جزيل و تسخيره له ما في السماوات و الأرض و ما بينهما إلى غير ذلك يدعوه ذلك لا محالة إلى البر و العمل به و الرغبة في الطاعات و الانتهاء عن المعاصي و هذا تفكر المتوسطين

[4]

2162- 4 الكافي، 2/ 54/ 1/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال كان أمير المؤمنين ع يقول نبه بالتفكر قلبك و جاف عن

الوافي، ج 4، ص: 385

الليل جنبك و اتق اللّٰه ربك

[5]
اشارة

2163- 5 الكافي، 2/ 54/ 2/ 1 علي عن أبيه عن بعض أصحابه عن أبان عن الصيقل قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عما يروي الناس أن تفكر ساعة خير من قيام ليلة قلت كيف نتفكر قال تمر بالخربة أو بالدار فتقول أين ساكنوك أين بانوك ما لك لا تتكلمين

بيان

هذا التفكر المفسر به الحديث النبوي دون الأولين في الفضل و لعل الحديث أعم منه و إنما فسر على قدر رتبة المخاطب فإن تفكر كل أحد إنما يكون بحسب رتبته

الوافي، ج 4، ص: 387

باب 51 الزهد و ذم الدنيا

[1]

2164- 1 الكافي، 2/ 128/ 1/ 1 محمد عن ابن عيسى عن السراد عن الهيثم بن واقد الحريري عن أبي عبد اللّٰه ع قال من زهد في الدنيا أثبت اللّٰه الحكمة في قلبه و أنطق بها لسانه و بصره عيوب الدنيا داءها و دواءها و أخرجه من الدنيا سالما إلى دار السلام

[2]

2165- 2 الكافي، 2/ 128/ 2/ 1 علي عن أبيه و القاساني عن القاسم بن محمد عن المنقري عن حفص بن غياث عن أبي عبد اللّٰه ع قال سمعته يقول جعل الخير كله في بيت و جعل مفتاحه الزهد في الدنيا ثم قال قال رسول اللّٰه ص لا يجد الرجل حلاوة الإيمان في قلبه حتى لا يبالي من أكل الدنيا ثم قال أبو عبد اللّٰه ع حرام على قلوبكم أن تعرف حلاوة الإيمان- حتى تزهد في الدنيا

[3]

2166- 3 الكافي، 2/ 128/ 3/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن الخراز عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال قال أمير المؤمنين ع إن من أعون الأخلاق على الدين الزهد في

الوافي، ج 4، ص: 388

الدنيا

[4]
اشارة

2167- 4 الكافي، 2/ 129/ 5/ 1 علي عن أبيه و القاساني عن القاسم بن محمد عن المنقري عن سفيان بن عيينة قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع و هو يقول كل قلب فيه شك أو شرك فهو ساقط و إنما أرادوا بالزهد في الدنيا لتفرغ قلوبهم للآخرة

بيان

قد مضى هذا الحديث مع صدر له

[5]
اشارة

2168- 5 الكافي، 2/ 129/ 6/ 1 علي عن أبيه عن السراد عن العلاء عن محمد عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال أمير المؤمنين ع إن علامة الراغب في ثواب الآخرة زهده في عاجل زهرة الحياة الدنيا أما إن زهد الزاهد في هذه الدنيا لا ينقصه مما قسم اللّٰه تعالى له فيها و إن زهد و إن حرص الحريص على عاجل زهرة الحياة الدنيا لا يزيده فيها و إن حرص فالمغبون من حرم حظه من الآخرة

بيان

زهرة الدنيا بهجتها و نضارتها و حسنها و إن زهد أي و إن سعى في صرفها عن نفسه و إن حرص أي في تحصيلها فالمراد بالزهد و الحرص الأولين القلبيان و بالآخرين الجسمانيان

[6]
اشارة

2169- 6 الكافي، 2/ 455/ 13/ 1 الاثنان عن أحمد عن شعيب بن عبد اللّٰه

الوافي، ج 4، ص: 389

عن بعض أصحابه رفعه قال جاء رجل إلى أمير المؤمنين ع فقال يا أمير المؤمنين أوصني بوجه من وجوه الخير أنج به فقال أمير المؤمنين ع أيها السائل افهم ثم استفهم ثم استيقن ثم استعمل و اعلم أن الناس ثلاثة زاهد و صابر و راغب فأما الزاهد فقد خرجت الأحزان و الأفراح من قلبه فلا يفرح بشي ء من الدنيا و لا يأسى على شي ء منها فاته فهو مستريح و أما الصابر فإنه يتمناها بقلبه- فإذا نال منها ألجم نفسه عنها لسوء عاقبتها و شناءتها و لو اطلعت على قلبه عجبت من عفته و تواضعه و حزمه و أما الراغب فلا يبالي من أين جاءته الدنيا من حلها أو من حرامها و لا يبالي ما دنس فيها عرضه و أهلك نفسه و أذهب مروته فهم في غمرتهم يعمهون و يضطربون

بيان

الشناءة على وزن الشناعة البغض و الغمرة الشدة و الزحمة من الناس و الغمر من لم يجرب الأمور

[7]
اشارة

2170- 7 الكافي، 2/ 459/ 13/ 1 العدة عن سهل عن يعقوب بن يزيد عمن ذكره عن أبي عبد اللّٰه ع قال قيل لأمير المؤمنين ع عظنا و أوجز فقال الدنيا حلالها حساب و حرامها عقاب- و أنى لكم بالروح و لما تأسوا بسنة نبيكم تطلبون ما يطغيكم و لا ترضون بما يكفيكم

بيان

لعل المراد أن الراحة لا تكون في الدنيا إلا بترك فضولها و الاقتصار على ما لا بد منه في التزود للعقبى كما كان يفعل النبي ص و أنتم

الوافي، ج 4، ص: 390

لا تتأسون به بل تتعبون و تطلبون ما يصير سبب طغيانكم الباعث على وقوعكم في الحرام الموجب للعقاب و مع ذلك ترجون الراحة و من أين لكم بذلكم

[8]

2171- 8 الكافي، 2/ 129/ 7/ 1 محمد عن أحمد عن محمد بن يحيى الخثعمي عن طلحة بن زيد عن أبي عبد اللّٰه ع قال ما أعجب رسول اللّٰه ص شي ء من الدنيا إلا أن يكون فيها جائعا خائفا

[9]

2172- 9 الكافي، 8/ 163/ 171 الثلاثة عن هشام و غيره عن أبي عبد اللّٰه ع قال ما كان شي ء أحب إلى رسول اللّٰه ص من أن يظل خائفا جائعا في اللّٰه تعالى

[10]
اشارة

2173- 10 الكافي، 2/ 129/ 8/ 1 العدة عن البرقي عن القاسم عن جده عن عبد اللّٰه بن سنان عن أبي عبد اللّٰه ع قال خرج النبي ص و هو محزون فأتاه ملك و معه مفاتيح خزائن الأرض فقال يا محمد هذه مفاتيح خزائن الأرض يقول لك ربك افتح و خذ منها ما شئت من غير أن تنقص شيئا عندي فقال رسول اللّٰه ص الدنيا دار من لا دار له و لها يجمع من لا عقل له فقال الملك و الذي بعثك بالحق نبيا لقد سمعت هذا الكلام من ملك يقوله في السماء الرابعة حين أعطيت المفاتيح

بيان

لعل المراد أن الدنيا دار من لا دار له غيرها يعني من ليس له في الآخرة نصيب فإن من كان داره الآخرة لا يطمئن إلى الدنيا و لا يتخذها دارا و لا يقر

الوافي، ج 4، ص: 391

فيها قرارا أو المراد أن من اتخذ الدنيا دارا فلا دار له لأنها لا تصلح للاستقرار و ليست بدار

[11]
اشارة

2174- 11 الكافي، 2/ 129/ 9/ 1 الثلاثة عن جميل بن دراج عن أبي عبد اللّٰه ع قال مر رسول اللّٰه ص بجدي أسك ملقى على مزبلة ميتا فقال لأصحابه كم يساوي هذا- فقالوا لعله لو كان حيا لم يساو درهما- فقال النبي ص و الذي نفسي بيده للدنيا أهون على اللّٰه من هذا الجدي على أهله

بيان

الأسك المقطوع الأذنين خلقة

[12]
اشارة

2175- 12 الكافي، 2/ 130/ 10/ 1 علي عن القاساني عمن ذكره عن عبد اللّٰه بن القاسم عن أبي عبد اللّٰه ع قال إذا أراد اللّٰه بعبد خيرا زهده في الدنيا و فقهه في الدين و بصره عيوبها و من أوتيهن فقد أوتي خير الدنيا و الآخرة و قال لم يطلب أحد الحق بباب أفضل من الزهد في الدنيا و هو ضد لما طلب أعداء الحق قلت جعلت فداك مما ذا قال من الرغبة فيها و قال إلا من صبار كريم و إنما هي أيام قلائل إلا أنه حرام عليكم أن تجدوا طعم الإيمان حتى تزهدوا في الدنيا قال و سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول إذا تخلى المؤمن من الدنيا سما و وجد حلاوة حب اللّٰه و كان عند أهل الدنيا كأنه قد خولط و إنما خالط القوم حلاوة حب اللّٰه فلم يشتغلوا بغيره قال و سمعته يقول إن القلب إذا صفا ضاقت به الأرض حتى يسمو

الوافي، ج 4، ص: 392

بيان

مما ذا أي مما ذا طلب أعداء الحق مطلوبهم إلا من صبار كريم استثناء من الرغبة يعني إلا أن تكون الرغبة فيها من صبار كريم فإنها لا تضره لأنه يزوي نفسه عنها و يزويها عن نفسه و يحتمل أن تكون الهمزة استفهامية و لا نافية و من مزيدة و المعنى ألا يوجد صبار كريم النفس يصبر عن الدنيا و يزهد فيها و إنما هي أيام قلائل و هو ترغيب في الزهد و تسهيل لتحصيله و السمو العلو و الارتفاع خولط أي فسد عقله بما خالطه من المفسد

[13]
اشارة

2176- 13 الكافي، 2/ 130/ 11/ 1 عنه عن القاساني عن القاسم بن محمد عن المنقري عن عبد الرزاق بن همام عن معمر بن راشد عن الزهري قال سئل علي بن الحسين ع أي الأعمال أفضل عند اللّٰه تعالى فقال ما من عمل بعد معرفة اللّٰه تعالى و معرفة رسوله ص أفضل من بغض الدنيا الحديث

بيان

يأتي تمامه في باب حب الدنيا

[14]

2177- 14 الكافي، 2/ 131/ 12/ 1 الثلاثة عن ابن بكير عن أبي عبد اللّٰه

الوافي، ج 4، ص: 393

ع قال قال رسول اللّٰه ص إن في طلب الدنيا إضرارا بالآخرة و في طلب الآخرة إضرارا بالدنيا فأضروا بالدنيا فإنها أحق بالإضرار

[15]

2178- 15 الكافي، 2/ 131/ 13/ 1 محمد عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن الخراز عن الحذاء قال قلت لأبي جعفر ع حدثني بما أنتفع به فقال يا أبا عبيدة أكثر ذكر الموت فإنه لم يكثر إنسان ذكر الموت إلا زهد في الدنيا

[16]

2179- 16 الكافي، 2/ 131/ 14/ 1 عنه عن علي بن الحكم عن الحكم بن أيمن عن داود الأبزاري قال قال أبو جعفر ع ملك ينادي في كل يوم ابن آدم لد للموت و اجمع للفناء و ابن للخراب

[17]
اشارة

2180- 17 الكافي، 8/ 304/ 469 الثلاثة عن الوليد بن صبيح عن أبي عبد اللّٰه ع إنه قال دخلت عليه يوما فألقى إلي ثيابا و قال يا وليد ردها على مطاويها فقمت بين يديه فقال أبو عبد اللّٰه ع رحم اللّٰه المعلى بن خنيس فظننت أنه شبه قيامي بين يديه بقيام المعلى بين يديه ثم قال أف للدنيا أف للدنيا إنما الدنيا دار بلاء يسلط اللّٰه فيها عدوه على وليه و إن بعدها دارا ليست هكذا- فقلت جعلت فداك و أين تلك الدار فقال هاهنا و أشار بيده إلى الأرض

بيان

ردها على مطاويها أي مثنياتها كما كانت حال كونها مطوية ذكر ع معلى بن خنيس و خدمته إياه بعد قتله على يدي عدو اللّٰه فترحم

الوافي، ج 4، ص: 394

عليه و تأفف للدنيا و كنى بعدو اللّٰه عن داود بن علي قاتل المعلى و بولي اللّٰه عن المعلى و بالأرض عن القبر بمعنى الآخرة

[18]
اشارة

2181- 18 الكافي، 2/ 131/ 15/ 1 محمد عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن عمر بن أبان عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال قال علي بن الحسين ع إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة و إن الآخرة قد ارتحلت مقبلة و لكل واحدة منهما بنون فكونوا من أبناء الآخرة- و لا تكونوا من أبناء الدنيا ألا و كونوا من الزاهدين في الدنيا الراغبين في الآخرة ألا إن الزاهدين في الدنيا اتخذوا الأرض بساطا و التراب فراشا و الماء طيبا و قرضوا من الدنيا تقريضا ألا و من اشتاق إلى الجنة سلا عن الشهوات و من أشفق من النار رجع عن الحرمات و من زهد في الدنيا هانت عليه المصائب ألا إن لله عبادا كمن رأى أهل الجنة في الجنة مخلدين- و كمن رأى أهل النار في النار معذبين شرورهم مأمونة و قلوبهم محزونة- أنفسهم عفيفة و حوائجهم خفيفة صبروا أياما قليلة فصاروا بعقبى راحة طويلة أما الليل فصافوا أقدامهم تجري دموعهم على خدودهم و هم يجأرون إلى ربهم يسعون في فكاك رقابهم و أما النهار فحلماء علماء بررة أتقياء كأنهم القداح قد برأهم الخوف من العبادة ينظر إليهم الناظر فيقول مرضى و ما بالقوم من مرض أم خولطوا فقد خالط القوم أمر عظيم من ذكر النار و

ما فيها

بيان

القرض القطع أي قطعوا أنفسهم من الدنيا تقطيعا بإقلاع قلوبهم عنها سلا عن الشهوات نسيها أشفق خاف يجأرون يتضرعون و القدح بالكسر السهم بلا ريش و لا نصل شبههم في نحافة أبدانهم بالأسهم ثم ذكر ما

الوافي، ج 4، ص: 395

يستعمل في السهم أعني البري و هو النحت من العبادة أي من كثرتها أن تعلق بقوله كأنهم القداح أو من قلتها أن تعلق بالخوف

[19]
اشارة

2182- 19 الكافي، 2/ 132/ 16/ 1 عنه عن علي بن الحكم عن أبي عبد اللّٰه المؤمن عن جابر قال دخلت على أبي جعفر ع فقال يا جابر و اللّٰه إني لمحزون و إني لمشغول القلب قلت جعلت فداك و ما شغلك و ما حزن قلبك فقال يا جابر إنه من دخل قلبه صافي خالص دين اللّٰه شغل قلبه عما سواه يا جابر ما الدنيا و ما عسى أن تكون الدنيا- هل هي إلا طعام أكلته أو ثوب لبسته أو امرأة أصبتها يا جابر إن المؤمنين لم يطمئنوا إلى الدنيا ببقائهم فيها و لم يأمنوا قدومهم الآخرة- يا جابر الآخرة دار قرار و الدنيا دار فناء و زوال و لكن أهل الدنيا أهل غفلة و كان المؤمنين هم الفقهاء أهل فكرة و عبرة لم يصمهم عن ذكر اللّٰه تعالى ما سمعوا بآذانهم و لم يعمهم عن ذكر اللّٰه ما رأوا من الزينة بأعينهم ففازوا بثواب الآخرة كما فازوا بذلك العلم- و اعلم يا جابر أن أهل التقوى أيسر أهل الدنيا مئونة و أكثرهم لك معونة تذكر فيعينونك [فيعينوك] و إن نسيت ذكروك قوالون بأمر اللّٰه قوامون على أمر اللّٰه قطعوا محبتهم بمحبة ربهم و وحشوا الدنيا لطاعة مليكهم و نظروا

إلى اللّٰه تعالى و إلى محبته بقلوبهم و علموا أن ذلك هو المنظور إليه لعظيم شأنه فأنزل الدنيا كمنزل نزلته ثم ارتحلت عنه أو كمال وجدته في منامك فاستيقظت و ليس معك منه شي ء إني إنما ضربت لك هذا مثلا- لأنها عند أهل اللب و العلم بالله كفي ء الظلال يا جابر فاحفظ ما استرعاك اللّٰه من دينه و حكمته و لا تسألن عما لك عنده إلا ما له عند

الوافي، ج 4، ص: 396

نفسك فإن تكن الدنيا على غير ما وصفت لك فتحول إلى دار المستعتب- فلعمري لرب حريص على أمر قد شقي به حين أتاه و لرب كاره لأمر قد سعد به حين أتاه و ذلك قول اللّٰه تعالى وَ لِيُمَحِّصَ اللّٰهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ يَمْحَقَ الْكٰافِرِينَ

بيان

قطعوا محبتهم يعني عن كل شي ء و الاسترعاء طلب الرعاية و لعل المراد بقوله و لا تسألن عما لك عنده إنك لا تحتاج إلى أحد تسأله عن ثوابك عند اللّٰه إذ ليس ذلك إلا بقدر ما له عند نفسك أعني بقدر رعايتك دينه و حكمته فاجعله المسئول و تعرف ذلك منه أو المراد لا تسأل عن ذاك بل سل عن هذا فإنك إنما تفوز بذاك بقدر رعايتك هذا ثم قال ع فإن تكن الدنيا عندك على غير ما وصفت لك فتكون تطمئن إليها فعليك أن تتحول فيها إلى دار ترضى فيها ربك يعني أن تكون في الدنيا ببدنك و في الآخرة بروحك تسعى في فكاك رقبتك و تحصيل رضاء ربك عنك حتى يأتيك الموت.

و هذا الحديث مما ذكره الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول و لم يذكر فيه لفظة غير و على هذا فلا حاجة إلى

التكلف في معناه و التمحيص الابتلاء و الاختبار

[20]

2183- 20 الكافي، 2/ 134/ 17/ 1 عنه عن علي بن الحكم عن موسى بن بكر عن أبي إبراهيم ع قال قال أبو ذر رحمه اللّٰه جزى اللّٰه الدنيا عني مذمة بعد رغيفين من الشعير أتغذى بأحدهما و أتعشى بالآخر

الوافي، ج 4، ص: 397

و بعد شملتي الصوف أتزر بإحداهما و أتردى بالأخرى

[21]
اشارة

2184- 21 الكافي، 2/ 134/ 18/ 1 عنه عن علي بن الحكم عن المثنى عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع قال كان أبو ذر رضي اللّٰه عنه يقول في خطبته- يا مبتغي العلم كان شيئا من الدنيا لم يكن شيئا إلا ما ينفع خيره و يضر شره إلا من رحم اللّٰه يا مبتغي العلم لا يشغلك أهل و لا مال عن نفسك أنت يوم تفارقهم كضيف بت فيهم ثم غدوت عنهم إلى غيرهم و الدنيا و الآخرة كمنزل تحولت منه إلى غيره و ما بين الموت و البعث إلا كنومة نمتها ثم استيقظت منها يا مبتغي العلم قدم لمقامك بين يدي اللّٰه تعالى فإنك مثاب بعملك كما تدين تدان يا مبتغي العلم

بيان

ألا ما ينفع خيره و يضر شره ألا حرف تنبيه و ما نافية و الضميران للشي ء و معنى الاستثناء أن المرحوم ينتفع بخيره و لا يتضرر من شره

[22]
اشارة

2185- 22 الكافي، 2/ 134/ 19/ 1 العدة عن البرقي عن القاسم عن جده عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص ما لي و للدنيا و ما أنا و الدنيا إنما مثلي و مثلها كمثل راكب- رفعت له شجرة في يوم صائف فقال تحتها ثم راح و تركها

بيان

قال من القيلولة

الوافي، ج 4، ص: 398

[23]
اشارة

2186- 23 الكافي، 2/ 134/ 20/ 1 علي عن العبيدي عن يحيى بن عقبة الأزدي عن أبي عبد اللّٰه ع قال كان فيما وعظ به لقمان ابنه يا بني إن الناس قد جمعوا قبلك لأولادهم فلم يبق ما جمعوا و لم يبق من جمعوا له و إنما أنت عبد مستأجر قد أمرت بعمل و وعدت عليه أجرا فأوف عملك و استوف أجرك و لا تكن في هذه الدنيا بمنزلة شاة- وقعت في زرع أخضر فأكلت حتى سمنت فكان حتفها عند سمنها و لكن اجعل الدنيا بمنزلة قنطرة على نهر جزت عليها و تركتها و لم ترجع إليها آخر الدهر أخربها و لا تعمرها فإنك لم تؤمر بعمارتها- و اعلم أنك ستسأل غدا إذا وقفت بين يدي اللّٰه تعالى عن أربع- شبابك فيما أبليته و عمرك فيما أفنيته و مالك مما اكتسبته و فيما أنفقته فتأهب لذلك و أعد له جوابا و لا تأس على ما فاتك من الدنيا- فإن قليل الدنيا لا يدوم بقاؤه و كثيرها لا يؤمن بلاؤه فخذ حذرك و جد في أمرك و اكشف الغطاء عن وجهك و تعرض لمعروف ربك و جدد التوبة في قلبك و اكمش في فراغك قبل أن يقصد قصدك و يقضى قضاؤك و يحال بينك و بين ما تريد

بيان

اكمش أسرع كان لهذا الحديث صدر في الكافي منفصل تركنا ذكره هاهنا لأنه كان يأتي بهذا الإسناد بعينه في باب حب الدنيا و كان به أنسب

[24]
اشارة

2187- 24 الكافي، 2/ 135/ 21/ 1 علي عن أبيه عن السراد عن بعض أصحابه عن ابن أبي يعفور قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول فيما ناجى اللّٰه تعالى به موسى يا موسى لا تركن إلى الدنيا ركون الظالمين و ركون من اتخذها أبا و أما يا موسى لو وكلتك إلى نفسك لتنظر

الوافي، ج 4، ص: 399

لها إذا لغلب عليك حب الدنيا و زهرتها يا موسى نافس في الخير أهله و أسبقهم [استبقهم] إليه فإن الخير كاسمه و اترك من الدنيا ما بك الغناء عنه و لا تنظر عينك إلى كل مفتون بها و مؤكل إلى نفسه و اعلم أن كل فتنة بدؤها حب الدنيا و لا تغبط أحدا بكثرة المال فإن مع كثرة المال تكثر الذنوب لواجب الحقوق و لا تغبطن أحدا برضا الناس عنه حتى تعلم أن اللّٰه راض عنه و لا تغبطن مخلوقا بطاعة الناس له فإن طاعة الناس له و اتباعهم إياه على غير الحق هلاك له و لمن تبعه

بيان

نافس ارغب كاسمه يعني أن الخير خير كله كما أن اسمه خير

[25]
اشارة

2188- 25 الكافي، 2/ 136/ 22/ 1 علي عن أبيه عن ابن المغيرة عن غياث بن إبراهيم عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن في كتاب علي ع إنما مثل الدنيا كمثل الحية ما ألين مسها و في جوفها السم الناقع يحذرها الرجل العاقل و يهوي إليها الصبي الجاهل

بيان

الناقع القاتل

[26]
اشارة

2189- 26 الكافي، 2/ 136/ 23/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن أبي جميلة قال قال أبو عبد اللّٰه ع كتب أمير المؤمنين ع إلى بعض أصحابه يعظه أوصيك و نفسي بتقوى اللّٰه من

الوافي، ج 4، ص: 400

لا يحل معصيته و لا يرجى غيره و لا الغني إلا به فإن من اتقى اللّٰه عز و قوى و شبع و روي و رفع عقله عن أهل الدنيا فبدنه مع أهل الدنيا و قلبه و عقله معاين الآخرة فأطفأ بضوء قلبه ما أبصرت عيناه من حب الدنيا فقذر حرامها و جانب شبهاتها و أضر و اللّٰه بالحلال الصافي إلا ما لا بد له من كسرة يشد بها صلبه و ثوب يواري به عورته من أغلظ ما يجد و أخشنه و لم يكن له فيما لا بد له منه ثقة و لا رجاء- فوقعت ثقته و رجاؤه على خالق الأشياء فجد و اجتهد و أتعب بدنه- حتى بدت الأضلاع و غارت العينان فأبدل اللّٰه له من ذلك قوة في بدنه و شدة في عقله و ما ذخر له في الآخرة أكثر فارفض الدنيا فإن حب الدنيا يعمي و يصم و يبكم و يذل الرقاب فتدارك ما بقي من عمرك و لا تقل غدا و بعد غد فإنما هلك من كان قبلك بإقامتهم على الأماني و التسويف حتى أتاهم أمر اللّٰه بغتة و هم غافلون فنقلوا على أعوادهم إلى قبورهم المظلمة الضيقة و قد أسلمهم الأولاد و الأهلون فانقطع إلى اللّٰه بقلب منيب من رفض الدنيا و عزم ليس فيه انكسار و لا انخزال أعاننا اللّٰه و إياك على طاعته و وفقنا و إياك لمرضاته

بيان

حب الدنيا بالكسر

محبوبها و الإضرار بالحلال أن لا ينتفع بها ثقة و لا رجاء يعني من دون اللّٰه و الأعواد جمع عود و المراد بها ما يحمل عليه الموتى إلى قبورهم أسلمهم خذلهم و الانخزال الانقطاع

[27]

2190- 27 الكافي، 2/ 136/ 24/ 1 علي عن أبيه عن ابن المغيرة و غيره عن طلحة بن زيد عن أبي عبد اللّٰه ع قال مثل الدنيا كمثل ماء البحر كلما شرب منه العطشان ازداد عطشا حتى يقتله

الوافي، ج 4، ص: 401

[28]
اشارة

2191- 28 الكافي، 2/ 137/ 25/ 1 الاثنان عن الوشاء قال سمعت الرضا ع يقول قال عيسى بن مريم ع للحواريين يا بني إسرائيل لا تأسوا على ما فاتكم من الدنيا كما لا يأسى أهل الدنيا على ما فاتهم من دينهم إذا أصابوا دنياهم

بيان

الأسى الحزن من باب علم

[29]

2192- 29 الكافي، 2/ 137/ 2/ 1 محمد عن أحمد عن السراد عن العلاء عن ابن سنان عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال قال اللّٰه تعالى و عزتي و جلالي و عظمتي و بهائي و علو ارتفاعي لا يؤثر عبد مؤمن هواي على هواه في شي ء من أمر الدنيا إلا جعلت غناه في نفسه و همه في آخرته و ضمنت السماوات و الأرض رزقه و كنت له من وراء تجارة كل تاجر

[30]
اشارة

2193- 30 التهذيب، 6/ 377/ 223/ 1 الصفار عن السندي بن الربيع عن إبراهيم بن داود عن أخيه سليم عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رجل للنبي ص يا رسول اللّٰه علمني شيئا إذا أنا فعلته أحبني اللّٰه من السماء- و أحبني أهل الأرض قال ارغب فيما عند اللّٰه يحبك اللّٰه و ازهد فيما عند الناس يحبك الناس

بيان

و ذلك لأن أحب الأعمال عند اللّٰه تعالى أن يسأل و يطلب مما عنده كما

الوافي، ج 4، ص: 402

ورد في الحديث و يأتي في باب فضل الدعاء من كتاب الصلاة و الناس بخلاف ذلك فإنهم يكرهون أن يسألوا و إنما المحبوب العزيز عندهم من لم يسألهم

و عن أمير المؤمنين ع قال الدنيا تطلب لثلاثة أشياء الغنى و العز و الراحة فمن زهد فيها عز و من قنع استغنى و من قل سعيه استراح

أقول و هذان الحديثان حقيقان أن يكتبا بأقلام النور على خدود الحور و يأتي في كتاب الروضة إن شاء اللّٰه من الكلام في ذم الدنيا و الزهد فيها ما لا مزيد عليه

[31]
اشارة

2194- 31 الكافي، 8/ 148/ 127 علي عن الاثنين عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص من أصبح و أمسى و عنده ثلاث فقد تمت عليه النعمة في الدنيا- من أصبح و أمسى معافى في بدنه آمنا في سربه عنده قوت يومه فإن كانت عنده الرابعة فقد تمت عليه النعمة في الدنيا و الآخرة و هو الإسلام

بيان

________________________________________

كاشانى، فيض، محمد محسن ابن شاه مرتضى، الوافي، 26 جلد، كتابخانه امام امير المؤمنين علي عليه السلام، اصفهان - ايران، اول، 1406 ه ق

الوافي؛ ج 4، ص: 402

آمنا في سربه بالكسر أي في نفسه و فلان واسع السرب أي رخي البال و يروى بالفتح و هو المسلك و الطريق كذا في النهاية

[32]
اشارة

2195- 32 الفقيه، 4/ 419/ 5916 قال الرضا ع من أصبح معافى في بدنه مخلى في سربه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا

بيان

حيزت جمعت

الوافي، ج 4، ص: 403

باب 52 معنى الزهد

[1]
اشارة

2196- 1 الفقيه، 4/ 400/ 5861 سئل الصادق ع عن الزاهد في الدنيا قال الذي يترك حلالها مخافة حسابه و يترك حرامها مخافة عذابه

بيان

هذا زهد المقربين و أما زهد أصحاب اليمين فبيانه في الحديث الآتي

[2]
اشارة

2197- 2 الكافي، 5/ 70/ 1/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قلت له ما الزهد في الدنيا قال ويحك حرامها فتنكبه

بيان

ويح كلمة رحمة و التنكب التنحية و الإبعاد متعد و غير متعد

[3]

2198- 3 الكافي، 5/ 70/ 2/ 1 العدة عن التهذيب، 6/ 327/ 20/ 1 البرقي عن الجهم بن الحكم عن إسماعيل بن مسلم قال قال أبو عبد اللّٰه ع ليس الزهد في الدنيا بإضاعة المال و لا تحريم الحلال بل الزهد في الدنيا أن لا تكون بما في يدك أوثق منك بما عند اللّٰه عز و جل

الوافي، ج 4، ص: 404

[4]
اشارة

2199- 4 الكافي، 5/ 71/ 3/ 1 محمد عن ابن عيسى عن محمد بن سنان عن مالك بن عطية عن معروف بن خربوذ عن أبي الطفيل قال سمعت أمير المؤمنين ع يقول الزهد في الدنيا قصر الأمل و شكر كل نعمة و الورع عن كل ما حرم اللّٰه عز و جل

بيان

شكر النعمة يكون باللسان و الجنان و الأركان كما مضى تفسيره في باب الشكر

[5]
اشارة

2200- 5 الكافي، 2/ 128/ 4/ 1 علي عن أبيه و القاساني عن القاسم بن محمد عن المنقري عن علي بن هاشم بن بريد عن أبيه أن رجلا سأل علي بن الحسين ع عن الزهد فقال عشرة أجزاء فأعلى درجة الزهد أدنى درجة الورع و أعلى درجة الورع أدنى درجة اليقين و أعلى درجة اليقين أدنى درجة الرضا ألا و إن الزهد في آية من كتاب اللّٰه تعالى- لِكَيْلٰا تَأْسَوْا عَلىٰ مٰا فٰاتَكُمْ وَ لٰا تَفْرَحُوا بِمٰا آتٰاكُمْ

بيان

في نهج البلاغة، قال ع الزهد كله بين كلمتين من القرآن قال اللّٰه سبحانه لِكَيْلٰا تَأْسَوْا عَلىٰ مٰا فٰاتَكُمْ وَ لٰا تَفْرَحُوا بِمٰا آتٰاكُمْ و من لم يأس على الماضي و لم يفرح بالآتي فقد أخذ الزهد بطرفيه

الوافي، ج 4، ص: 405

باب 53 القناعة

[1]

2201- 1 الكافي، 2/ 137/ 2/ 1 محمد عن ابن عيسى عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن الشحام عن عمرو بن هلال قال قال أبو جعفر ع إياك أن تطمح بصرك إلى من هو فوقك فكفى بما قال اللّٰه تعالى لنبيه ص فَلٰا تُعْجِبْكَ أَمْوٰالُهُمْ وَ لٰا أَوْلٰادُهُمْ و قال وَ لٰا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلىٰ مٰا مَتَّعْنٰا بِهِ أَزْوٰاجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيٰاةِ الدُّنْيٰا فان دخلك من ذلك شي ء فاذكر عيش رسول اللّٰه ص فإنما كان قوته الشعير و حلواه التمر و وقوده السعف إذا وجده

[2]

2202- 2 الكافي، 2/ 138/ 3/ 1 محمد عن ابن عيسى عن السراد عن الهيثم بن واقد عن أبي عبد اللّٰه ع قال من رضي من اللّٰه باليسير من المعاش رضي اللّٰه منه باليسير من العمل

[3]

2203- 3 الكافي، 2/ 138/ 4/ 1 العدة عن البرقي عن أبيه عن عبد اللّٰه بن القاسم عن عمرو بن أبي المقدام عن أبي عبد اللّٰه ع قال مكتوب في التوراة ابن آدم كن كيف شئت كما تدين تدان من رضي

الوافي، ج 4، ص: 406

من اللّٰه بالقليل من الرزق قبل اللّٰه منه اليسير من العمل و من رضي باليسير من الحلال خفت مئونته و زكت مكسبته و خرج من حد الفجور

[4]

2204- 4 الكافي، 2/ 138/ 5/ 1 علي عن العبيدي عن محمد بن عرفة عن أبي الحسن الرضا ع قال من لم يقنعه من الرزق إلا الكثير- لم يكفه من العمل إلا الكثير و من كفاه من الرزق القليل فإنه يكفيه من العمل القليل

[5]

2205- 5 الكافي، 2/ 138/ 6/ 1 الثلاثة عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللّٰه ع قال كان أمير المؤمنين ع يقول يا ابن آدم إن كنت تريد من الدنيا ما يكفيك فإن أيسر ما فيها يكفيك- و إن كنت إنما تريد ما لا يكفيك فإن كل ما فيها لا يكفيك

[6]
اشارة

2206- 6 الكافي، 8/ 346/ 546 العدة عن سهل عن عبيد اللّٰه عن أحمد بن عمر قال دخلت على أبي الحسن الرضا ع أنا- و الحسين بن ثوير بن أبي فاختة فقلت له جعلت فداك إنا كنا في سعة من الرزق و غضارة من العيش فتغيرت الحال بعض التغيير فادع اللّٰه تعالى أن يرد ذلك إلينا فقال أي شي ء تريدون تكونون ملوكا أ يسرك أن تكون مثل طاهر و هرثمة و إنك على خلاف ما أنت عليه قلت لا و اللّٰه ما يسرني أن لي الدنيا بما فيها ذهبا و فضة و أني على خلاف ما أنا عليه- قال فقال فمن أيسر منكم فليشكر اللّٰه إن اللّٰه تعالى يقول لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ و قال تعالى اعْمَلُوا آلَ دٰاوُدَ شُكْراً وَ قَلِيلٌ مِنْ عِبٰادِيَ الشَّكُورُ

الوافي، ج 4، ص: 407

و أحسنوا الظن بالله فإن أبا عبد اللّٰه ع كان يقول من حسن ظنه بالله كان اللّٰه عند ظنه به و من رضي بالقليل من الرزق قبل منه اليسير من العمل و من رضي باليسير من الحلال خفت مئونته و تنعم أهله و بصره اللّٰه داء الدنيا و دواءها و أخرجه منها سالما إلى دار السلام- قال ثم قال ما فعل ابن قياما قال قلت و اللّٰه إنه ليلقانا فيحسن اللقاء- فقال و أي شي ء يمنعه

من ذلك ثم تلا هذه الآية لٰا يَزٰالُ بُنْيٰانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلّٰا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ قال ثم قال تدري لأي شي ء تحير ابن قياما قال قلت لا قال إنه تبع أبا الحسن فأتاه عن يمينه و عن شماله و هو يريد مسجد النبي ص فالتفت إليه أبو الحسن ع فقال ما تريد حيرك اللّٰه- قال ثم قال أ رأيت لو رجع إليهم موسى فقالوا لو نصبته لنا فاتبعناه و اقتصصنا أثره قال فقال أ هم كانوا أصوب قولا أو من قال لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى قال قلت لا بل من قال لو نصبته لنا فاتبعناه و اقتصصنا أثره قال فقال من هاهنا أتي ابن قياما و من قال بقوله قال ثم ذكر ابن السراج فقال إنه قد أقر بموت أبي الحسن ع و ذلك أنه أوصى عند موته فقال كلما خلفت من شي ء- حتى قميصي هذا الذي في عنقي لورثة أبي الحسن و لم يقل هو لأبي الحسن و هذا إقرار و لكن أي شي ء ينفعه من ذلك و مما قال ثم أمسك

بيان

تنعم أهله يعني في الآخرة أو في الدنيا بسبب أن الزيادة على الكفاف

الوافي، ج 4، ص: 408

موجبة لتشويش الخاطر بتدبير وجوه المصرف و أداء الحقوق و عداوة الناس لطمعهم و حسدهم و يظهر من هذا الحديث أن ابن قياما كان مفتونا بالدنيا و أنه كان واقفيا يقول بحياة أبي الحسن موسى ع و ينكر إمامة الرضا ص و كان في حيرة من أمره بدعاء الكاظم ع عليه بالتحيير في أمر كان يتبعه فيه و يلح عليه و الاستشهاد بالآية لبيان استمرار حيرته إلى موته

لو رجع إليهم موسى يعني لو رجع إلى من يقول بالوقف إمامهم الذي يقولون بحياته فأنكر عليهم قولهم بالوقف و إنكارهم إمامة ابنه فقالوا له لو نصبت لنا ابنك خليفة لك لاتبعناه و اقتفينا أثره.

ثم قال ع أ قولهم هذا أقرب إلى الصواب أم قول أصحاب السامري لهارون ع حين أنكر عليهم عبادتهم للعجل فقالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى من هاهنا أتي ابن قياما يعني من أجل أنهم يزعمون إصابتهم في ذلك أتاهم البلاء و الحيرة أي شي ء ينفعه من ذلك يعني لا ينفعه القول بموته حتى يقول بإمامة ابنه

[7]

2207- 7 الكافي، 2/ 139/ 9/ 1 العدة عن البرقي عن ابن فضال عن عاصم بن حميد عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال من قنع بما رزقه اللّٰه فهو من أغنى الناس

[8]

2208- 8 الكافي، 2/ 139/ 10/ 1 عنه عن ابن فضال عن ابن بكير عن حمزة بن حمران قال شكا رجل إلى أبي عبد اللّٰه ع أنه يطلب فيصيب و لا يقنع و تنازعه نفسه إلى ما هو أكثر منه و قال علمني

الوافي، ج 4، ص: 409

شيئا أنتفع به فقال أبو عبد اللّٰه ع إن كان ما يكفيك يغنيك فأدنى ما فيها يغنيك و إن كان ما يكفيك لا يغنيك فكل ما فيها لا يغنيك

[9]

2209- 9 الكافي، 2/ 140/ 11/ 1 عنه عن عدة من أصحابنا عن حنان بن سدير رفعه قال الفقيه، 4/ 418/ 5910 قال أمير المؤمنين ع من رضي من الدنيا بما يجزيه كان أيسر ما فيها يكفيه و من لم يرض من الدنيا بما يجزيه لم يكن فيها شي ء يكفيه

[10]
اشارة

2210- 10 الكافي، 2/ 139/ 7/ 1 محمد عن محمد بن الحسين عن عبد الرحمن بن محمد الأسدي عن سالم بن مكرم عن أبي عبد اللّٰه ع قال اشتدت حال رجل من أصحاب النبي ص فقالت له امرأته لو أتيت رسول اللّٰه ص فسألته فجاء إلى النبي ص فلما رآه النبي ص قال من سألنا أعطيناه و من استغنى أغناه اللّٰه فقال الرجل ما يعني غيري فرجع إلى امرأته فأعلمها فقالت إن رسول اللّٰه ص بشر فأعلمه فأتاه فلما رآه رسول اللّٰه ص قال من سألنا أعطيناه و من استغنى أغناه اللّٰه حتى فعل الرجل ذلك ثلاثا ثم ذهب الرجل فاستعار معولا ثم أتى الجبل فصعده فقطع حطبا ثم جاء به فباعه بنصف مد من دقيق فرجع به فأكله ثم ذهب من الغد فجاء بأكثر من ذلك فباعه فلم يزل يعمل و يجمع حتى اشترى معولا ثم جمع حتى اشترى بكرين و غلاما ثم

الوافي، ج 4، ص: 410

أثري حتى أيسر فجاء إلى النبي ص فأعلمه كيف جاء يسأله و كيف سمع النبي ص فقال النبي ص قلت لك من سألنا أعطيناه و من استغنى أغناه اللّٰه

بيان

المعول كمنبر الحديدة ينقر بها الجبال و البكر الفتي من الناقة و أثرى أي كثر ماله

[11]

2211- 11 الكافي، 2/ 138/ 2/ 1 الاثنان و علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد جميعا عن الوشاء عن أحمد بن عائذ عن أبي خديجة سالم بن مكرم عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص من سألنا أعطيناه و من استغنى أغناه اللّٰه

[12]

2212- 12 الكافي، 2/ 139/ 8/ 1 العدة عن البرقي عن علي بن الحكم عن الحسين بن الفرات عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّٰه ص من أراد أن يكون أغنى الناس فليكن بما في يد اللّٰه أوثق منه بما في يد غيره

الوافي، ج 4، ص: 411

باب 54 الكفاف

[1]
اشارة

2213- 1 الكافي، 2/ 140/ 1/ 1 علي عن أبيه عن غير واحد عن عاصم بن حميد عن الحذاء قال سمعت أبا جعفر ع يقول قال رسول اللّٰه ص قال اللّٰه تعالى إن من أغبط أوليائي عندي رجلا حفيف الحال ذا حظ من صلاة أحسن عبادة ربه بالغيب و كان غامضا في الناس جعل رزقه كفافا فصبر عليه عجلت منيته- فقل تراثه و قلت بواكيه

بيان

الحفف بالمهملة العيش السوء و قلة المال و الغامض الخامل الذليل و كان المراد بعجلة منيته زهده في مشتهيات الدنيا و عدم افتقاره إلى شي ء منها كأنه ميت

و قد ورد في الحديث المشهور موتوا قبل أن تموتوا

أو المراد أنه مهما قرب موته قل تراثه و قلت بواكيه لانسلاخه متدرجا عن أمواله و أولاده

[2]

2214- 2 الكافي، 2/ 141/ 6/ 1 الحسين بن محمد عن أحمد بن إسحاق عن الأزدي عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال اللّٰه تعالى إن من أغبط أوليائي عندي عبدا مؤمنا ذا حظ من صلاح أحسن عبادة ربه و عبد اللّٰه في السريرة و كان غامضا في الناس فلم يشر إليه بالأصابع و كان رزقه كفافا- فصبر عليه فعجلت به المنية فقل تراثه و قلت بواكيه

الوافي، ج 4، ص: 412

[3]

2215- 3 الكافي، 2/ 140/ 2/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص طوبى لمن أسلم و كان عيشه كفافا

[4]
اشارة

2216- 4 الكافي، 2/ 140/ 3/ 1 بهذا الإسناد قال قال رسول اللّٰه ص اللهم ارزق محمدا و آل محمد و من أحب محمدا و آل محمد العفاف و الكفاف و ارزق من أبغض محمدا و آل محمد المال و الولد

بيان

و ذلك لأن المال و الولد فتنة لمن افتتن بهما و ربما يكون الولد عدوا قال اللّٰه تعالى إِنَّمٰا أَمْوٰالُكُمْ وَ أَوْلٰادُكُمْ فِتْنَةٌ و قال عز و جل إِنَّ مِنْ أَزْوٰاجِكُمْ وَ أَوْلٰادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ و قال تعالى الْمٰالُ وَ الْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيٰاةِ الدُّنْيٰا وَ الْبٰاقِيٰاتُ الصّٰالِحٰاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوٰاباً وَ خَيْرٌ أَمَلًا

[5]
اشارة

2217- 5 الكافي، 2/ 140/ 4/ 1 العدة عن البرقي عن يعقوب بن يزيد عن إبراهيم بن محمد النوفلي رفعه إلى علي بن الحسين ع قال مر رسول اللّٰه ص براعي إبل فبعث إليه يستسقيه فقال أما ما في ضروعها فصبوح الحي و أما ما في آنيتنا فغبوقهم فقال رسول اللّٰه ص اللهم أكثر ماله

الوافي، ج 4، ص: 413

و ولده ثم مر براعي غنم فبعث إليه يستسقيه فحلب له ما في ضروعها- و أكفأ ما في إنائه في إناء رسول اللّٰه ص و بعث إليه بشاة و قال هذا ما عندنا و إن أحببت أن نزيدك زدناك قال فقال رسول اللّٰه ص اللهم ارزقه الكفاف- فقال له بعض أصحابه يا رسول اللّٰه دعوت للذي ردك بدعاء عامتنا نحبه- و دعوت للذي أسعفك بحاجتك دعاء كلنا نكرهه فقال رسول اللّٰه ص إن ما قل و كفى خير مما كثر و ألهى- اللهم ارزق محمدا و آل محمد الكفاف

بيان

الصبوح ما يشرب بالغداة و الغبوق ما يشرب بالعشي و أكفأ أي قلب و كب أسعفك بحاجتك أي قضاها لك و ألهى أي شغل عن اللّٰه و عن عبادته

[6]

2218- 6 الكافي، 2/ 141/ 5/ 1 عنه عن أبيه عن أبي البختري عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن اللّٰه تعالى يقول يحزن عبدي المؤمن إن قترت عليه و ذلك أقرب له مني و يفرح عبدي المؤمن إن وسعت عليه- و ذلك أبعد له مني

الوافي، ج 4، ص: 415

باب 55 الاستغناء عن الناس

[1]

2219- 1 الكافي، 2/ 148/ 19/ 1 محمد عن ابن عيسى عن السراد عن عبد اللّٰه بن سنان عن أبي عبد اللّٰه ع قال شرف المؤمن قيام الليل و عزه استغناؤه عن الناس

[2]

2220- 2 الكافي، 8/ 234/ 311 علي عن أبيه عن السراد عن عبد اللّٰه بن سنان قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول ثلاث هن فخر المؤمن و زينته في الدنيا و الآخرة الصلاة في آخر الليل و يأسه مما في أيدي الناس و ولايته للإمام من آل محمد ص

[3]

2221- 3 الكافي، 2/ 148/ 2/ 1 علي عن أبيه و القاساني عن القاسم بن محمد عن المنقري عن حفص بن غياث قال قال أبو عبد اللّٰه ع إذا أراد أحدكم أن لا يسأل ربه شيئا إلا أعطاه فلييأس من الناس كلهم و لا يكون له رجاء إلا عند اللّٰه فإذا علم اللّٰه تعالى ذلك من قلبه لم يسأل اللّٰه شيئا إلا أعطاه

[4]

2222- 4 الكافي، 2/ 148/ 3/ 1 بهذا الإسناد عن المنقري عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن علي بن الحسين ع قال رأيت الخير كله قد اجتمع في قطع الطمع عما في أيدي الناس و من لم يرج

الوافي، ج 4، ص: 416

الناس في شي ء و رد أمره إلى اللّٰه تعالى في جميع أموره استجاب اللّٰه تعالى له في كل شي ء

[5]

2223- 5 الكافي، 2/ 148/ 4/ 1 محمد عن أحمد عن علي بن الحكم عن الحسين بن أبي العلاء عن عبد الأعلى بن أعين قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول طلب الحوائج إلى الناس استلاب للعز مذهبة للحياء و اليأس مما في أيدي الناس عز للمؤمن في دينه و الطمع هو الفقر الحاضر

[6]

2224- 6 الكافي، 2/ 149/ 5/ 1 العدة عن البرقي عن البزنطي قال قلت لأبي الحسن الرضا ع جعلت فداك اكتب لي إلى إسماعيل بن داود الكاتب لعلي أصيب منه شيئا قال أنا أضن بك أن تطلب مثل هذا و شبهه و لكن عول على مالي

[7]

2225- 7 الكافي، 2/ 149/ 6/ 1 عنه عن أبيه عن حماد بن عيسى عن ابن عمار عن نجم بن حطيم الغنوي عن أبي جعفر ع قال اليأس مما في أيدي الناس عز المؤمن في دينه أ و ما سمعت قول حاتم إذا ما عزمت اليأس ألفيته الغنى إذا عرفته النفس و الطمع الفقر

[8]

2226- 8 الكافي، 2/ 149/ 7/ 1 محمد عن ابن عيسى عن محمد بن سنان عن عمار الساباطي عن أبي عبد اللّٰه ع قال كان أمير المؤمنين ع يقول ليجتمع في قلبك الافتقار إلى الناس- و الاستغناء عنهم فيكون افتقارك إليهم في لين كلامك و حسن بشرك- و يكون استغناؤك عنهم في نزاهة عرضك و بقاء عزك

الوافي، ج 4، ص: 417

[9]

2227- 9 الكافي، 2/ 149/ 7/ 1 علي عن أبيه عن علي بن معبد عن علي بن عمر عن يحيى بن عمران عن أبي عبد اللّٰه ع قال كان أمير المؤمنين ع يقول ثم ذكر مثله

[10]

2228- 10 الفقيه، 4/ 410/ 5894 الحسن بن راشد عن الثمالي عن أبي جعفر ع قال أتى رجل رسول اللّٰه ص فقال علمني يا رسول اللّٰه شيئا فقال عليك باليأس مما في أيدي الناس فإنه الغنى الحاضر قال زدني يا رسول اللّٰه قال إياك و الطمع فإنه الفقر الحاضر قال زدني يا رسول اللّٰه قال إذا هممت بأمر فتدبر عاقبته فإن يك خيرا أو رشدا اتبعته و إن يك شرا أو غيا تركته

[11]

2229- 11 التهذيب، 6/ 387/ 273/ 1 الصفار عن القاساني عن القاسم بن محمد عن المنقري عن يحيى بن آدم عن شريك عن جابر الجعفي عن أبي جعفر ع قال سخاء المرء عما في أيدي الناس أكثر من سخاء النفس و البذل و مروة الصبر في حال الفاقة و الحاجة- و التعفف و الغنى أكثر من مروة الإعطاء و خير المال الثقة بالله و اليأس عما في أيدي الناس

الوافي، ج 4، ص: 419

باب 56 حسن الخلق

[1]

2230- 1 الكافي، 2/ 99/ 1/ 1 محمد عن ابن عيسى عن السراد عن جميل بن صالح [دراج] عن محمد عن أبي جعفر ع قال إن أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا

[2]

2231- 2 الكافي، 2/ 99/ 2/ 1 الاثنان عن الوشاء عن عبد اللّٰه بن سنان عن رجل من أهل المدينة عن علي بن الحسين ع قال قال رسول اللّٰه ص ما يوضع في ميزان امرئ يوم القيامة أفضل من حسن الخلق

[3]

2232- 3 الكافي، 2/ 100/ 4/ 1 العدة عن البرقي عن السراد عن عنبسة العابد قال قال لي أبو عبد اللّٰه ع ما يقدم المؤمن على اللّٰه تعالى بعمل بعد الفرائض أحب إلى اللّٰه تعالى من أن يسع الناس بخلقه

[4]

2233- 4 الكافي، 2/ 100/ 5/ 1 القميان عن صفوان عن ذريح عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص إن صاحب الخلق الحسن له مثل أجر الصائم القائم

الوافي، ج 4، ص: 420

[5]

2234- 5 الكافي، 2/ 103/ 18/ 1 الثلاثة عن عبد اللّٰه بن سنان عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن حسن الخلق يبلغ بصاحبه درجة الصائم القائم

[6]

2235- 6 الكافي، 2/ 100/ 6/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص أكثر ما تلج به أمتي الجنة تقوى اللّٰه و حسن الخلق

[7]

2236- 7 الكافي، 2/ 100/ 7/ 1 الثلاثة عن حسين الأحمسي و عبد اللّٰه بن سنان عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن الخلق الحسن يميث الخطيئة كما تميث الشمس الجليد

[8]
اشارة

2237- 8 الكافي، 2/ 100/ 9/ 1 العدة عن سهل عن محمد بن عبد الحميد عن يحيى بن عثمان عن عبد اللّٰه بن سنان قال قال أبو عبد اللّٰه ع أوحى اللّٰه تعالى إلى بعض أنبيائه الخلق الحسن يميث الخطيئة كما تميث الشمس الجليد

بيان

يميث الخطيئة بالثاء المثلثة أي يذيبها و الجليد ما يسقط على الأرض من الندى فيجمد كذا في القاموس، و في النهاية الأثيرية في الحديث حسن الخلق

الوافي، ج 4، ص: 421

يذيب الخطايا كما تذيب الشمس الجليد هو الماء الجامد من البرد

[9]

2238- 9 الكافي، 2/ 100/ 8/ 1 الثلاثة عن عبد اللّٰه بن سنان عن أبي عبد اللّٰه ع قال البر و حسن الخلق يعمران الديار و يزيدان في الأعمار

[10]
اشارة

2239- 10 الكافي، 2/ 101/ 10/ 1 محمد عن ابن عيسى عن الوشاء عن عبد اللّٰه بن سنان عن أبي عبد اللّٰه ع قال هلك رجل على عهد النبي ص فأتى الحفارين فإذا هم لم يحفروا شيئا و شكوا ذلك إلى رسول اللّٰه ص فقالوا يا رسول اللّٰه ما يعمل حديدنا في الأرض فكأنما نضرب به في الصفا- فقال و لم إن كان صاحبكم لحسن الخلق ائتوني بقدح من ماء فأتوه به فأدخل يده فيه ثم رشه على الأرض رشا ثم قال احفروا قال فحفر الحفارون فكأنما كان رملا يتهايل عليهم

بيان

المستتر في فأتى للنبي ص يتهايل ينصب تعجب ص من اشتداد الأرض عليهم مع كون صاحبهم حسن الخلق

[11]
اشارة

2240- 11 الكافي، 2/ 101/ 11/ 1 عنه عن محمد بن سنان عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن الخلق منيحة [محنة] يمنحها اللّٰه خلقه فمنه سجية و منه نية قلت فأيهما أفضل فقال صاحب السجية هو

الوافي، ج 4، ص: 422

مجبول لا يستطيع غيره و صاحب النية تصبر على الطاعة تصبرا فهو أفضلهما

بيان

فمنه سجية أي جبلة و طبيعة و خلق و منه نية أي يكون عن قصد و اكتساب و تعمل

[12]
اشارة

2241- 12 الكافي، 2/ 101/ 12/ 1 عنه عن بكر بن صالح عن الحسن بن علي عن عبد اللّٰه بن إبراهيم عن علي بن أبي علي اللهبي عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن اللّٰه تعالى ليعطي العبد من الثواب على حسن الخلق كما يعطي المجاهد في سبيل اللّٰه يغدو عليه و يروح

بيان

لعل المراد أن الثواب يغدو على حسن خلقه و يروح يعني أنه ملازم له كملازمة حسن خلقه أو المراد أن المجاهد يغدو على الجهاد و يروح

[13]

2242- 13 الكافي، 2/ 101/ 13/ 1 عنه عن الحجال عن أبي عثمان القابوسي عمن ذكره عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن اللّٰه تعالى أعار أعداءه أخلاقا من أخلاق أوليائه ليعيش أولياؤه مع أعدائه في دولاتهم

[14]

2243- 14 الكافي، 2/ 101/ 13/ 1 و في رواية أخرى لو لا ذلك لما تركوا وليا لله إلا قتلوه

الوافي، ج 4، ص: 423

[15]
اشارة

2244- 15 الكافي، 2/ 101/ 14/ 1 علي عن أبيه عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن العلاء بن كامل قال قال أبو عبد اللّٰه ع إذا خالطت الناس فإن استطعت أن لا تخالط أحدا من الناس إلا كانت يدك العليا عليه فافعل فإن العبد يكون فيه بعض التقصير من العبادة و يكون له خلق حسن فيبلغه اللّٰه بحسن خلقه درجة الصائم القائم

بيان

كانت يدك العليا عليه أي كنت نفاعا له يصل نفعك إليه من أية جهة كانت

[16]
اشارة

2245- 16 الكافي، 2/ 102/ 15/ 1 العدة عن البرقي عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن بحر السقاء قال قال أبو عبد اللّٰه ع يا بحر حسن الخلق يسر ثم قال أ لا أخبرك بحديث ما هو في يدي أحد من أهل المدينة قلت بلى قال بينا رسول اللّٰه ص ذات يوم جالس في المسجد إذ جاءت جارية لبعض الأنصار و هو قائم فأخذت بطرف ثوبه فقام لها النبي ص فلم تقل شيئا و لم يقل لها النبي ص شيئا- حتى فعلت ذلك ثلاث مرات لا تقول له شيئا و لا يقول لها شيئا- فقام لها النبي ص في الرابعة و هي خلفه- فأخذت هدبة من ثوبه ثم رجعت فقال لها الناس فعل اللّٰه بك و فعل- حبست رسول اللّٰه ص ثلاث مرات لا تقولين له شيئا و لا هو يقول لك شيئا فما كانت حاجتك إليه فقالت إن لنا مريضا فأرسلني أهلي لآخذ هدبة من ثوبه يستشفي بها فلما أردت أن

الوافي، ج 4، ص: 424

آخذها رآني فقام فاستحييت أن آخذها و هو يراني و أكره أن استأمره في أخذها فأخذتها

بيان

الهدبة خمل الثوب فعل اللّٰه بك و فعل دعاء عليها

[17]
اشارة

2246- 17 الكافي، 2/ 102/ 16/ 1 الثلاثة عن حبيب الخثعمي عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص أفاضلكم أحسنكم أخلاقا الموطئون أكنافا الذين يألفون و يؤلفون و توطأ رحالهم

بيان

الأكناف بالنون جمع الكنف بمعنى الجانب و الناحية يقال رجل موطإ الأكناف أي كريم مضياف و ذكر ابن الأثير في نهايته هذا الحديث هكذا أ لا أخبركم بأحبكم إلي و أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا الموطئون أكنافا الذين يألفون و يؤلفون قال هذا مثل و حقيقته من التوطئة و هي التمهيد و التذليل و فراش وطئ لا يؤذي جنب النائم و الأكناف الجوانب أراد الذين جوانبهم وطيئة يتمكن منها من يصاحبهم و لا يتأذى

[18]

2247- 18 الكافي، 2/ 102/ 17/ 1 العدة عن سهل عن الأشعري عن القداح عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال أمير المؤمنين ص المؤمن مألوف و لا خير فيمن لا يألف و لا يؤلف

[19]

2248- 19 الفقيه، 4/ 394/ 5839 قال رسول اللّٰه ص

الوافي، ج 4، ص: 425

إنكم لم تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم

[20]
اشارة

2249- 20 الفقيه، 4/ 416/ 5905 و قال الصادق ع إن اللّٰه تعالى قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم

بيان

يعني قسمها على تفاوت و قد مضت أخبار أخر في فضيلة حسن الخلق في باب جوامع المكارم

الوافي، ج 4، ص: 427

باب 57 حسن البشر

[1]

2250- 1 الكافي، 2/ 103/ 1/ 1 العدة عن أحمد عن علي بن الحكم عن الحسن بن الحسين قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول قال رسول اللّٰه ص يا بني عبد المطلب إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فالقوهم بطلاقة الوجه و حسن البشر

[2]

2251- 2 الكافي، 2/ 103/ 1/ 1 و رواه عن القاسم عن جده عن أبي عبد اللّٰه ع إلا أنه قال يا بني هاشم

[3]

2252- 3 الكافي، 2/ 103/ 2/ 1 عنه عن عثمان عن سماعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال ثلاث من أتى اللّٰه بواحدة منهن أوجب اللّٰه له الجنة الإنفاق من إقتار و البشر لجميع العالم و الإنصاف من نفسه

[4]

2253- 4 الكافي، 2/ 103/ 3/ 1 علي عن أبيه عن السراد عن هشام بن سالم عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال أتى رسول اللّٰه ص رجل فقال يا رسول اللّٰه أوصني فكان فيما أوصاه أن قال الق أخاك بوجه منبسط

[5]

2254- 5 ألف الكافي، 2/ 103/ 4/ 1 عنه عن السراد عن بعض أصحابه عن

الوافي، ج 4، ص: 428

أبي عبد اللّٰه ع قال قلت له ما حد حسن الخلق قال تلين جناحك و تطيب كلامك و تلقى أخاك ببشر حسن

[6]

- 6 ب الفقيه، 4/ 412/ 5897 الحديث مرسلا

[7]

2255- 7 الكافي، 2/ 103/ 5/ 1 علي عن أبيه عن حماد عن ربعي عن الفضيل قال صنائع المعروف و حسن البشر يكسبان المحبة و يدخلان الجنة- و البخل و عبوس الوجه يبعدان من اللّٰه و يدخلان النار

[8]
اشارة

2256- 8 الكافي، 2/ 103/ 6/ 1 العدة عن أحمد عن عثمان عن سماعة عن أبي الحسن موسى ع قال قال رسول اللّٰه ص حسن البشر يذهب بالسخيمة

بيان

السخيمة الحقد في النفس

الوافي، ج 4، ص: 429

باب 58 الصدق و أداء الأمانة

[1]

2257- 1 الكافي، 2/ 104/ 1/ 1 محمد عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن الحسين بن أبي العلاء عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن اللّٰه تعالى لم يبعث نبيا إلا بصدق الحديث و أداء الأمانة إلى البر و الفاجر

[2]
اشارة

2258- 2 الكافي، 2/ 104/ 2/ 1 عنه عن عثمان عن إسحاق بن عمار و غيره عن أبي عبد اللّٰه ع قال لا تغتروا بصلاتهم و لا بصيامهم- فإن الرجل ربما لهج بالصلاة و الصوم حتى لو تركه استوحش و لكن اختبروهم عند صدق الحديث و أداء الأمانة

بيان

اللهج بالشي ء الحرص عليه

[3]

2259- 3 الكافي، 2/ 105/ 12/ 1 محمد عن ابن عيسى عن أبي طالب رفعه قال قال أبو عبد اللّٰه ع لا تنظروا إلى طول ركوع الرجل و سجوده فإن ذلك شي ء اعتاده فلو تركه استوحش لذلك و لكن انظروا إلى صدق حديثه و أداء أمانته

الوافي، ج 4، ص: 430

[4]

2260- 4 الكافي، 2/ 104/ 5/ 1 محمد عن ابن عيسى عن السراد عن ابن أبي كهمش قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع عبد اللّٰه بن أبي يعفور يقرئك السلام قال و عليك و عليه السلام إذا أتيت عبد اللّٰه فأقرئه السلام و قل له إن جعفر بن محمد يقول لك انظر ما بلغ به علي ع عند رسول اللّٰه ص فالزمه فإن عليا ع إنما بلغ ما بلغ به عند رسول اللّٰه ص بصدق الحديث و أداء الأمانة

[5]

2261- 5 الكافي، 2/ 104/ 6/ 1 الثلاثة عن أبي إسماعيل البصري عن الفضيل بن يسار قال قال أبو عبد اللّٰه ع يا فضيل إن الصادق أول من يصدقه اللّٰه تعالى يعلم أنه صادق فتصدقه نفسه تعلم أنه صادق

[6]

2262- 6 الكافي، 2/ 105/ 7/ 1 ابن أبي عمير عن منصور بن حازم عن أبي عبد اللّٰه ع قال إنما سمي إسماعيل صادق الوعد لأنه وعد رجلا في مكان فانتظره في ذلك المكان سنة فسماه اللّٰه تعالى صادق الوعد ثم إن الرجل أتاه بعد ذلك فقال له إسماعيل ما زلت منتظرا لك

الوافي، ج 4، ص: 431

[7]

2263- 7 الكافي، 2/ 105/ 8/ 1 القمي عن محمد بن سالم عن أحمد بن النضر الخزاز عن جده الربيع بن سعد قال قال أبو جعفر ع يا ربيع إن الرجل ليصدق حتى يكتبه اللّٰه صديقا

[8]

2264- 8 الكافي، 2/ 105/ 9/ 1 العدة عن أحمد عن الوشاء عن علي عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول إن العبد ليصدق حتى يكتب عند اللّٰه من الصادقين و يكذب حتى يكتب عند اللّٰه من الكاذبين فإذا صدق قال اللّٰه تعالى صدق و بر و إذا كذب قال اللّٰه تعالى كذب و فجر

[9]

2265- 9 الكافي، 2/ 105/ 10/ 1 عنه عن السراد عن العلاء عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد اللّٰه ع قال كونوا دعاة للناس بالخير بغير ألسنتكم ليروا منكم الاجتهاد و الصدق و الورع

[10]

2266- 10 الكافي، 2/ 105/ 11/ 1 محمد عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن الصيقل قال قال أبو عبد اللّٰه ع من صدق لسانه زكى عمله و من حسنت نيته زيد في رزقه و من حسن بر بأهل بيته مد له في عمره

[11]

2267- 11 الكافي، 8/ 219/ 269/ 1 العدة عن سهل عن البزنطي عن مثنى الحناط عن محمد عن أبي عبد اللّٰه ع مثله إلا أنه

الوافي، ج 4، ص: 432

قال زاد اللّٰه في عمره

[12]

2268- 12 الكافي، 2/ 104/ 3/ 1 العدة عن سهل عن التميمي عن مثنى الحناط عن محمد عن أبي عبد اللّٰه ع قال من صدق لسانه زكى عمله

[13]

2269- 13 الكافي، 2/ 104/ 4/ 1 محمد عن محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن عبد اللّٰه بن القاسم عن عمرو بن أبي المقدام قال قال لي أبو جعفر ع في أول دخله دخلت عليه تعلموا الصدق قبل الحديث

[14]

2270- 14 الكافي، 5/ 133/ 6/ 1 القميان عن صفوان عن إسحاق بن عمار عن حفص بن قرط قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع امرأة بالمدينة كان الناس يضعون عندها الجواري فتصلحهن و قلنا ما رأينا مثل ما صب عليها من الرزق فقال إنها صدقت الحديث و أدت الأمانة و ذلك يجلب الرزق قال صفوان و سمعته عن حفص بعد ذلك

[15]

2271- 15 الكافي، 5/ 132/ 1/ 1 الثلاثة التهذيب، 6/ 350/ 109/ 1 الحسين عن ابن أبي عمير عن الحسين بن مصعب الهمداني قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول ثلاثة لا عذر لأحد فيها أداء الأمانة إلى البر و الفاجر و الوفاء بالعهد إلى البر و الفاجر و بر الوالدين برين كانا أو فاجرين

[16]

2272- 16 التهذيب، 6/ 350/ 111/ 1 السراد عن أبي ولاد عن

الوافي، ج 4، ص: 433

أبي عبد اللّٰه ع قال كان أبي ع يقول أربع من كن فيه كمل إيمانه و لو كان ما بين قرنه إلى قدمه ذنوب لم ينقصه ذلك قال هي الصدق و أداء الأمانة و الحياء و حسن الخلق

[17]
اشارة

2273- 17 التهذيب، 6/ 350/ 112/ 1 عنه عن محمد بن الفضيل عن موسى بن بكر عن أبي إبراهيم ع قال أهل الأرض مرحومون ما يخافون و أدوا الأمانة و عملوا بالحق

بيان

يأتي أخبار أخر من هذا الباب في باب وجوب أداء الأمانة من كتاب المعايش إن شاء اللّٰه تعالى

الوافي، ج 4، ص: 435

باب 59 الحياء

[1]

2274- 1 الكافي، 2/ 106/ 1/ 1 العدة عن سهل عن السراد عن ابن رئاب عن الحذاء عن أبي عبد اللّٰه ع قال الحياء من الإيمان و الإيمان في الجنة

[2]
اشارة

2275- 2 الكافي، 2/ 106/ 2/ 1 محمد عن أحمد عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن الصيقل قال قال أبو عبد اللّٰه ع الحياء و العفاف و العي أعني عي اللسان لا عي القلب من الإيمان

بيان

عيي بالمنطق كرضي عيا بالكسر حسر

[3]
اشارة

2276- 3 الكافي، 2/ 106/ 4/ 1 علي عن أبيه عن ابن المغيرة عن يحيى أخي دارم عن معاذ بن كثير عن أحدهما ع قال الحياء و الإيمان مقرونان في قرن فإذا ذهب أحدهما تبعه صاحبه

بيان

القرن محركة حبل يجمع به البعيران

الوافي، ج 4، ص: 436

[4]

2277- 4 الكافي، 2/ 106/ 5/ 1 العدة عن سهل عن محمد بن عيسى عن ابن يقطين عن الفضيل بن كثير عمن ذكره عن أبي عبد اللّٰه ع قال لا إيمان لمن لا حياء له

[5]

2278- 5 الكافي، 2/ 106/ 6/ 1 العدة عن البرقي عن بعض أصحابنا رفعه قال قال رسول اللّٰه ص الحياء حياءان حياء عقل و حياء حمق فحياء العقل هو العلم و حياء الحمق هو الجهل

[6]

2279- 6 الكافي، 2/ 106/ 3/ 1 الحسين بن محمد عن محمد بن أحمد النهدي عن مصعب بن يزيد عن العوام بن الزبير عن أبي عبد اللّٰه ع قال من رق وجهه رق علمه

الوافي، ج 4، ص: 437

باب 60 دفع السيئة بالحسنة

[1]

2280- 1 الكافي، 2/ 107/ 1/ 1 الثلاثة عن عبد اللّٰه بن سنان عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص في خطبة أ لا أخبركم بخير أخلاق الدنيا و الآخرة العفو عمن ظلمك و تصل من قطعك و الإحسان إلى من أساء إليك و إعطاء من حرمك

[2]

2281- 2 الكافي، 2/ 107/ 2 العدة عن سهل عن محمد بن عبد الحميد عن يونس بن يعقوب عن عزة بن دينار الرقي عن أبي إسحاق السبيعي رفعه قال قال رسول اللّٰه ص أ لا أدلكم على خير أخلاق الدنيا و الآخرة تصل من قطعك و تعطي من حرمك و تعفو عمن ظلمك

الوافي، ج 4، ص: 438

[3]

2282- 3 الكافي، 2/ 108/ 10/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال ثلاث لا يزيد اللّٰه بهن المرء المسلم إلا عزا الصفح عمن ظلمه و إعطاء من حرمه و الصلة لمن قطعه

[4]

2283- 4 الكافي، 2/ 107/ 3/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن أبي عبد اللّٰه نشيب اللفائفي عن حمران بن أعين قال قال أبو عبد اللّٰه ع ثلاث من مكارم الدنيا و الآخرة تعفو عمن ظلمك- و تصل من قطعك و تحلم إذا جهل عليك

[5]
اشارة

2284- 5 الكافي، 2/ 107/ 4/ 1 الخمسة عن إبراهيم بن عبد الحميد عن الثمالي عن علي بن الحسين ع قال سمعته يقول إذا كان يوم القيامة جمع اللّٰه تعالى الأولين و الآخرين في صعيد واحد ثم ينادي مناد أين أهل الفضل قال فيقوم عنق من الناس فتلقاهم الملائكة فيقولون و ما كان فضلكم فيقولون كنا نصل من قطعنا و نعطي من حرمنا و نعفو عمن ظلمنا قال فيقال لهم صدقتم ادخلوا الجنة

بيان

هذه الخصال فضيلة و أية فضيلة و مكرمة و أية مكرمة لا يدرك كنه شرفها و فضلها إذ العامل بها يثبت بها لنفسه الفضيلة و يرفع بها عن صاحبه الرذيلة

الوافي، ج 4، ص: 439

و يغلب على صاحبه بقوة قلبه يكسر بها عدو نفسه و نفس عدوه و إلى هذا أشير في القرآن المجيد بقوله سبحانه ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ يعني السيئة فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُ عَدٰاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ثم أشير إلى فضلها العالي و شرفها الرفيع بقوله عز و جل وَ مٰا يُلَقّٰاهٰا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَ مٰا يُلَقّٰاهٰا إِلّٰا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ يعني من الإيمان و المعرفة رزقنا اللّٰه الوصول إليها و جعلنا من أهلها بمنه

الوافي، ج 4، ص: 441

باب 61 العفو

[1]

2285- 1 الكافي، 2/ 108/ 5/ 1 العدة عن البرقي عن جهم بن الحكم المدائني عن السكوني عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص عليكم بالعفو فإن العفو لا يزيد العبد إلا عزا فتعافوا يعزكم اللّٰه

[2]

2286- 2 الكافي، 2/ 108/ 6/ 1 محمد عن ابن عيسى عن محمد بن سنان عن أبي خالد القماط عن حمران عن أبي جعفر ع قال الندامة على العفو أفضل و أيسر من الندامة على العقوبة

[3]

2287- 3 الكافي، 2/ 108/ 7/ 1 العدة عن البرقي عن سعدان عن معتب قال كان أبو الحسن موسى ع في حائط له يصرم فنظرت إلى غلام له قد أخذ كارة من تمر فرمى بها وراء الحائط فأتيته و أخذته و ذهبت به إليه فقلت له جعلت فداك إني وجدت هذا و هذه الكارة فقال للغلام فلان قال لبيك قال أ تجوع قال لا يا سيدي قال فتعرى قال لا يا سيدي قال فلأي شي ء أخذت هذا قال اشتهيت ذلك قال اذهب فهي لك و قال خلوا عنه

[4]

2288- 4 الكافي، 2/ 108/ 8/ 1 عنه عن ابن فضال قال سمعت

الوافي، ج 4، ص: 442

أبا الحسن ع يقول ما التقت فئتان قط إلا نصر أعظمهما عفوا

[5]

2289- 5 الكافي، 2/ 108/ 9/ 1 محمد عن ابن عيسى عن ابن فضال عن ابن بكير عن زرارة عن أبي جعفر ع قال إن رسول اللّٰه ص أتي باليهودية التي سمت الشاة للنبي ص فقال لها ما حملك على ما صنعت- فقالت قلت إن كان نبيا لم يضره و إن كان ملكا أرحت الناس منه- قال فعفا رسول اللّٰه ص عنها

الوافي، ج 4، ص: 443

باب 62 كظم الغيظ

[1]

2290- 1 الكافي، 2/ 109/ 1/ 1 الثلاثة عن هشام بن الحكم عن أبي عبد اللّٰه ع قال كان علي بن الحسين ع يقول ما أحب أن لي بذل نفسي حمر النعم و ما تجرعت جرعة أحب إلي من جرعة غيظ لا أكافئ بها صاحبها

[2]
اشارة

2291- 2 الكافي، 2/ 111/ 12/ 1 الثلاثة عن خلاد عن الثمالي عن علي بن الحسين ع مثله

بيان

يعني ما أرضى أن أذل نفسي و لي بذلك حمر النعم أي كرائمها و هي مثل في كل نفيس و نبه بذكر تجرع الغيظ عقيب هذا على أن في التجرع العز و في المكافاة الذل و يأتي التصريح به في حديث مالك

[3]
اشارة

2292- 3 الكافي، 2/ 110/ 10/ 1 علي عن أبيه عن حماد عن ربعي عمن حدثه عن أبي جعفر ع قال قال لي أبي يا بني- ما من شي ء أقر لعين أبيك من جرعة غيظ عاقبتها صبر و ما يسرني أن لي بذل نفسي حمر النعم

الوافي، ج 4، ص: 444

بيان

عاقبتها صبر كأنه يعني به الرضا بالصبر و الختم به من دون انتقام بعده

[4]
اشارة

2293- 4 الكافي، 2/ 111/ 13/ 1 العدة عن أحمد عن الوشاء عن مثنى الحناط عن أبي حمزة قال قال أبو عبد اللّٰه ع ما من جرعة يتجرعها العبد أحب إلى اللّٰه من جرعة غيظ يتجرعها عند ترددها في قلبه- إما بصبر و إما بحلم

بيان

إما بصبر يعني إن لم يكن حليما فيتحلم و يصبر و إما بحلم يعني إن كان الحلم خلقه

[5]

2294- 5 الكافي، 2/ 109/ 2/ 1 محمد عن ابن عيسى عن محمد بن سنان و علي بن النعمان عن عمار بن مروان عن الشحام عن أبي عبد اللّٰه ع قال نعم الجرعة الغيظ لمن صبر عليها فإن عظيم الأجر لمن عظم البلاء و ما أحب اللّٰه قوما إلا ابتلاهم

[6]
اشارة

2295- 6 الكافي، 2/ 109/ 3/ 1 بهذا الإسناد عن عمار بن مروان عن أبي الحسن الأول ع قال اصبر على أعداء النعم فإنك لن تكافئ من عصى اللّٰه فيك بأفضل من أن تطيع اللّٰه فيه

بيان

أريد بأعداء النعم الحساد و بالعصيان الحسد و ما يترتب عليه و

الوافي، ج 4، ص: 445

بالطاعة الصبر على أذى الحاسد و ما يقتضيه

[7]

2296- 7 الكافي، 2/ 110/ 8/ 1 الاثنان عن الوشاء عن عبد الكريم بن عمرو عن الشحام عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال لي يا زيد اصبر على أعداء النعم فإنك لن تكافئ من عصى اللّٰه فيك بأفضل من أن تطيع اللّٰه فيه يا زيد إن اللّٰه اصطفى الإسلام و اختاره فأحسنوا صحبته بالسخاء و حسن الخلق

[8]

2297- 8 الكافي، 2/ 110/ 11/ 1 الثلاثة الفقيه، 4/ 398/ 5852 ابن أبي عمير عن ابن وهب عن معاذ بن مسلم عن أبي عبد اللّٰه ع قال اصبر على أعداء النعم فإنك لن تكافئ من عصى اللّٰه فيك بأفضل من أن تطيع اللّٰه فيه الفقيه، ابن أبي عمير عن ابن وهب عن أبي عبد اللّٰه ع مثله

[9]
اشارة

2298- 9 الفقيه، 4/ 398/ 5851 ابن أبي عمير عن ابن [أبي] زياد النهدي عن عبد اللّٰه بن وهب عن الفقيه، 4/ 409/ 5887 الصادق ع قال حسب المؤمن من اللّٰه نصرة أن يرى عدوه يعمل بمعاصي اللّٰه

الوافي، ج 4، ص: 446

بيان

يعني كفاه ذلك انتصارا له منه و لا يحتاج إلى أن يكافيه بالإيذاء

[10]

2299- 10 الكافي، 2/ 110/ 5/ 1 علي عن أبيه عن بعض أصحابه عن مالك بن حصين السكوني قال قال أبو عبد اللّٰه ع ما من عبد كظم غيظا إلا زاده اللّٰه تعالى عزا في الدنيا و الآخرة و قد قال اللّٰه تعالى وَ الْكٰاظِمِينَ الْغَيْظَ وَ الْعٰافِينَ عَنِ النّٰاسِ وَ اللّٰهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ و أثابه اللّٰه مكان غيظه ذلك

[11]

2300- 11 الكافي، 2/ 110/ 6/ 1 العدة عن البرقي عن إسماعيل بن مهران عن سيف بن عميرة قال حدثني من سمع أبا عبد اللّٰه ع يقول من كظم غيظا و لو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ اللّٰه قلبه يوم القيامة رضاه

[12]

2301- 12 الكافي، 2/ 110/ 7/ 1 القميان عن ابن فضال عن غالب بن عثمان عن عبد اللّٰه بن منذر عن الوصافي عن أبي جعفر ع قال من كظم غيظا و هو يقدر على إمضائه حشا اللّٰه قلبه أمنا و إيمانا يوم القيامة

[13]

2302- 13 الكافي، 2/ 110/ 9/ 1 علي عن أبيه عن العبيدي عن يونس

الوافي، ج 4، ص: 447

عن حفص بياع السابري عن الثمالي عن علي بن الحسين ع قال قال رسول اللّٰه ص من أحب السبيل إلى اللّٰه تعالى جرعتان جرعة غيظ تردها بحلم و جرعة مصيبة تردها بصبر

[14]

2303- 14 الكافي، 2/ 112/ 3/ 1 محمد عن ابن عيسى عن ابن فضال عن ابن بكير عن زرارة عن أبي جعفر ع قال كان علي بن الحسين ع يقول إنه ليعجبني الرجل أن يدركه حلمه عند غضبه

[15]

2304- 15 الكافي، 2/ 112/ 4/ 1 العدة عن البرقي عن علي بن الحكم عن أبي جميلة عن جابر عن أبي جعفر ع قال إن اللّٰه تعالى يحب الحيي الحليم

[16]

2305- 16 الكافي، 2/ 112/ 5/ 1 عنه عن علي بن حفص العوسي الكوفي رفعه إلى أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص ما أعز اللّٰه بجهل قط و لا أذل بحلم قط

[17]

2306- 17 الكافي، 2/ 112/ 6/ 1 عنه عن بعض أصحابه رفعه قال قال أبو عبد اللّٰه ع كفى بالحلم ناصرا و قال إذا لم تكن حليما فتحلم

الوافي، ج 4، ص: 448

[18]

2307- 18 الكافي، 2/ 112/ 7/ 1 محمد عن ابن عيسى عن الحجال عن حفص بن أبي عائشة قال بعث أبو عبد اللّٰه ع غلاما له في حاجة فأبطأ فخرج أبو عبد اللّٰه ع على أثره فوجده نائما فجلس عند رأسه يروحه حتى انتبه فلما انتبه قال له أبو عبد اللّٰه ع يا فلان و اللّٰه ما ذلك لك تنام الليل و النهار لك الليل و لنا منك النهار

[19]

2308- 19 الكافي، 2/ 112/ 8/ 1 محمد عن أحمد عن علي بن النعمان عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّٰه ص إن اللّٰه تعالى يحب الحيي الحليم العفيف المتعفف

[20]

2309- 20 الكافي، 2/ 112/ 9/ 1 القمي عن ابن محبوب عن النخعي عن عباس بن عامر عن ربيع بن محمد المسلي عن أبي محمد عن عمران عن سعيد بن يسار عن أبي عبد اللّٰه ع قال إذا وقع بين رجلين منازعة نزل ملكان فيقولان للسفيه منهما قلت و قلت و أنت أهل لما قلت ستجزى بما قلت و يقولان للحليم منهما صبرت و حلمت- سيغفر اللّٰه لك إن أتممت ذلك قال فإن رد الحليم عليه ارتفع الملكان

[21]

2310- 21 الكافي، 2/ 111/ 1/ 1 محمد عن ابن عيسى عن البزنطي عن محمد بن عبيد [عبد] اللّٰه قال سمعت الرضا ع يقول لا يكون الرجل عابدا حتى يكون حليما و إن الرجل كان إذا تعبد في بني إسرائيل لم يعد عابدا حتى يصمت قبل ذلك عشر سنين

الوافي، ج 4، ص: 449

باب 63 الصمت و الكلام

[1]

2311- 1 الكافي، 2/ 113/ 1/ 1 محمد عن ابن عيسى عن البزنطي قال قال أبو الحسن الرضا ع من علامات الفقه الحلم و العلم و الصمت إن الصمت باب من أبواب الحكمة إن الصمت يكسب المحبة إنه دليل على كل خير

[2]

2312- 2 الكافي، 2/ 113/ 2/ 1 عنه عن السراد عن عبد اللّٰه بن سنان عن أبي حمزة قال سمعت أبا جعفر ع يقول إنما شيعتنا الخرس

[3]
اشارة

2313- 3 الكافي، 2/ 113/ 3/ 1 عنه عن السراد عن أبي على الخراز [الجواني] قال شهدت أبا عبد اللّٰه ع و هو يقول لمولى له يقال له سالم و وضع يده على شفتيه و قال يا سالم احفظ لسانك تسلم و لا تحمل الناس على رقابنا

بيان

الرقبة في الأصل العنق فجعلت كناية عن جميع ذات الإنسان

[4]

2314- 4 الكافي، 2/ 113/ 4/ 1 عنه عن عثمان قال حضرت أبا الحسن ع

الوافي، ج 4، ص: 450

و قال له رجل أوصني فقال احفظ لسانك تعز- و لا تمكن الناس من قيادك فتذل رقبتك

[5]
اشارة

2315- 5 الكافي، 2/ 113/ 5/ 1 عنه عن النهدي عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص لرجل أتاه أ لا أدلك على أمر يدخلك اللّٰه به الجنة قال بلى يا رسول اللّٰه قال أنل مما أنالك اللّٰه قال فإن كنت أحوج ممن أنيله- قال فانصر المظلوم قال فإن كنت أضعف ممن أنصره قال فاصنع للأخرق يعني أشر عليه قال فإن كنت أخرق ممن أصنع له قال فأصمت لسانك إلا من خير أ ما يسرك أن تكون فيك خصلة من هذه الخصال- تجرك إلى الجنة

بيان

الخرق بالضم الجهل و الحمق و الأخرق الجاهل بما يجب أن يعلمه و من لا يحسن التصرف في الأمور و لم يكن في يديه صنعة يكتسب بها و منه الحديث تعين صانعا أو تصنع لأخرق أشر عليه يعني أرشده للخير و ما ينبغي له

[6]

2316- 6 الكافي، 2/ 114/ 6/ 1 العدة عن سهل عن الأشعري عن القداح عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال لقمان لابنه يا بني- إن كنت زعمت أن الكلام من فضة فإن السكوت من ذهب

[7]

2317- 7 الكافي، 2/ 114/ 7/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن الحلبي رفعه قال قال رسول اللّٰه ص أمسك لسانك

الوافي، ج 4، ص: 451

فإنها صدقة تصدق بها على نفسك ثم قال و لا يعرف عبد حقيقة الإيمان حتى يخزن من لسانه

[8]

2318- 8 الكافي، 2/ 114/ 8/ 1 الخمسة عن إبراهيم بن عبد الحميد عن عبيد اللّٰه بن علي الحلبي عن أبي عبد اللّٰه ع في قول اللّٰه تعالى أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ قال يعني كفوا ألسنتكم

[9]

2319- 9 الكافي، 2/ 114/ 9/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن الحلبي رفعه قال قال رسول اللّٰه ص نجاة المؤمن حفظ لسانه

[10]

2320- 10 الكافي، 2/ 114/ 10/ 1 يونس عن مثنى عن أبي بصير قال سمعت أبا جعفر ع يقول كان أبو ذر يقول يا مبتغي العلم- إن هذا اللسان مفتاح خير و مفتاح شر فاختم على لسانك كما تختم على ذهبك و ورقك

[11]

2321- 11 الكافي، 2/ 114/ 11/ 1 حميد عن الخشاب عن ابن بقاح عن معاذ بن ثابت عن عمرو بن جميع عن أبي عبد اللّٰه ع قال كان المسيح ع يقول لا تكثروا الكلام في غير ذكر اللّٰه فإن الذين يكثرون الكلام قاسية قلوبهم و لكن لا يعلمون

[12]
اشارة

2322- 12 الكافي، 2/ 114/ 12/ 1 العدة عن سهل عن التميمي عن أبي جميلة عمن ذكره عن أبي عبد اللّٰه ع قال ما من يوم إلا

الوافي، ج 4، ص: 452

و كل عضو من أعضاء الجسد يكفر للسان يقول نشدتك اللّٰه أن نعذب فيك

بيان

يكفر للسان أي يذل و يخضع و التكفير هو أن ينحني الإنسان و يطأطئ رأسه قريبا من الركوع نشدتك اللّٰه أي سألتك بالله و أقسمت عليك

[13]

2323- 13 الكافي، 2/ 115/ 13/ 1 محمد عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن إبراهيم بن مهزم الأسدي عن الثمالي عن علي بن الحسين ع قال إن لسان ابن آدم يشرف على جميع جوارحه كل صباح فيقول كيف أصبحتم فيقولون بخير إن تركتنا و يقولون اللّٰه اللّٰه فينا و يناشدونه و يقولون إنما نثاب و نعاقب بك

[14]
اشارة

2324- 14 الكافي، 2/ 115/ 14/ 1 الخمسة عن إبراهيم بن عبد الحميد عن قيس أبي إسماعيل و ذكر أنه لا بأس به من أصحابنا رفعه قال جاء رجل إلى النبي ص فقال يا رسول اللّٰه أوصني قال احفظ لسانك قال يا رسول اللّٰه أوصني قال احفظ لسانك- قال يا رسول اللّٰه أوصني قال احفظ لسانك ويحك و هل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم

بيان

حصائد ألسنتهم قال ابن الأثير يعني ما يقطعونه من الكلام الذي لا خير فيه واحدتها حصيدة تشبيها بما يحصد من الزرع و تشبيها للسان و ما يقطعه من

الوافي، ج 4، ص: 453

القول بحد المنجل الذي يحصد به

[15]
اشارة

2325- 15 الكافي، 2/ 115/ 15/ 1 القميان عن ابن فضال عمن رواه عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص من لم يحسب كلامه من عمله كثرت خطاياه و حضر عذابه

بيان

إنما حضر عذابه لأنه أكثر ما يكون يندم على بعض ما قاله و لا ينفعه الندم و لأنه قلما يكون كلام لا يكون موردا للاعتراض و لا سيما إذا كثر

[16]

2326- 16 الكافي، 2/ 115/ 16/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص يعذب اللّٰه اللسان بعذاب لا يعذب به شيئا من الجوارح فيقول أي رب عذبتني بعذاب لم تعذب به شيئا من الجوارح فيقال له خرجت منك كلمة فبلغت مشارق الأرض و مغاربها فسفك بها الدم الحرام و انتهب بها المال الحرام و انتهك بها الفرج الحرام و عزتي لأعذبنك بعذاب لا أعذب به شيئا من جوارحك

[17]

2327- 17 الكافي، 2/ 116/ 17/ 1 بهذا الإسناد قال قال رسول اللّٰه ص إن كان في شي ء شؤم ففي اللسان

[18]
اشارة

2328- 18 الكافي، 2/ 116/ 18/ 1 العدة عن سهل و الاثنان جميعا عن الوشاء قال سمعت الرضا ع يقول كان الرجل من بني إسرائيل إذا أراد العبادة صمت قبل ذلك عشر سنين

الوافي، ج 4، ص: 454

بيان

قد مضى حديث آخر في هذا المعنى

[19]

2329- 19 الكافي، 2/ 116/ 19/ 1 محمد عن أحمد عن بكر بن صالح عن الغفاري عن جعفر بن إبراهيم قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول قال رسول اللّٰه ص من رأى موضع كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه

[20]

2330- 20 الكافي، 2/ 116/ 19/ 1 القمي عن الكوفي عن عثمان عن سعيد بن يسار عن بزرج عن أبي عبد اللّٰه ع قال في حكمة آل داود على العاقل أن يكون عارفا بزمانه مقبلا على شأنه حافظا للسانه

[21]

2331- 21 الفقيه، 4/ 416/ 5903 حماد بن عثمان عن الصادق ع مثله

[22]

2332- 22 الفقيه، 4/ 396/ 5841 مر أمير المؤمنين ع برجل يتكلم بفضول الكلام فوقف عليه فقال يا هذا إنك تملي على حافظيك كتابا إلى ربك فتكلم بما يعنيك و دع ما لا يعنيك

[23]

2333- 23 الفقيه، 4/ 396/ 5842 و قال ع لا يزال العبد المؤمن يكتب محسنا ما دام ساكتا فإذا تكلم كتب محسنا أو مسيئا

[24]

2334- 24 الكافي، 2/ 116/ 21/ 1 محمد عن محمد بن الحسين عن ابن

الوافي، ج 4، ص: 455

رباط عن بعض رجاله عن أبي عبد اللّٰه ع مثله

[25]

2335- 25 الفقيه، 4/ 396/ 5843 قال الصادق ع الصمت كنز وافر و زين الحليم و ستر الجاهل

[26]

2336- 26 الفقيه، 4/ 396/ 5844 و قال ع كلام في حق خير من سكوت على باطل

[27]

2337- 27 الفقيه، 4/ 402/ 5865 قال الصادق ع النوم راحة للجسد و النطق راحة للروح و السكوت راحة للعقل

[28]
اشارة

2338- 28 الكافي، 8/ 148/ 128 علي عن الاثنين عن أبي عبد اللّٰه ع إنه قال لرجل كلمه بكلام كثير فقال أيها الرجل تحتقر الكلام و تستصغره اعلم أن اللّٰه تعالى لم يبعث رسله حيث بعثها و معها ذهب و لا فضة لكن بعثها بالكلام و إنما عرف اللّٰه تعالى نفسه إلى خلقه بالكلام و الدلالات عليه و الأعلام

بيان

لعل كلام الرجل كان فيما لا يعنيه ثم إنه أكثر منه فعد ع ذلك احتقارا للكلام و استصغارا له و يحتمل بعيدا أن يكون المنصوب في كلمه راجعا إلى الرجل و يكون الرجل اعترض على الإمام ع بكثرة الكلام فأجابه بما أجاب

[29]

2339- 29 الكافي، 8/ 107/ 81 علي عن العبيدي عن يونس

الوافي، ج 4، ص: 456

قال قال أبو عبد اللّٰه ع لعباد بن كثير البصري الصوفي ويحك يا عباد عزك أن عف بطنك و فرجك إن اللّٰه تعالى يقول في كتابه يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّٰهَ وَ قُولُوا قَوْلًا سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمٰالَكُمْ- اعلم أنه لا يتقبل اللّٰه منك شيئا حتى تقول قولا عدلا

الوافي، ج 4، ص: 457

باب 64 المداراة

[1]
اشارة

2340- 1 الكافي، 2/ 116/ 1/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص ثلاث من لم يكن فيه لم يتم له عمل ورع يحجزه عن معاصي اللّٰه و خلق يداري به الناس و حلم يرد به جهل الجاهل

بيان

المداراة غير مهموزة ملاينة الناس و حسن صحبتهم و احتمال أذاهم لئلا ينفروا عنك و قد تهمز

[2]

2341- 2 الكافي، 2/ 116/ 2/ 1 محمد عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن الحسين بن الحسن قال سمعت جعفرا ع يقول جاء جبرئيل إلى النبي ص فقال يا محمد ربك يقرئك السلام و يقول لك دار خلقي

[3]
اشارة

2342- 3 الكافي، 2/ 117/ 3/ 1 عنه عن ابن عيسى عن السراد عن هشام بن سالم عن حبيب السجستاني عن أبي جعفر ع قال في التوراة مكتوب فيما ناجى اللّٰه تعالى به موسى يا موسى اكتم مكتوم سري في سريرتك و أظهر في علانيتك المداراة عني لعدوي

الوافي، ج 4، ص: 458

و عدوك من خلقي و لا تستسب لي عندهم بإظهار مكتوم سري فتشرك عدوك و عدوي في سبي

بيان

لما كان أصل الدرء الدفع و هو مأخوذ في المداراة عديت بعن و لا تستسب لي أي لا تطلب سبي فإن من لم يفهم السر يسب من تكلم به فتشرك أي تكون شريكا له لأنك أنت الباعث له عليه

[4]

2343- 4 الكافي، 2/ 117/ 4/ 1 القميان عن ابن بزيع عن حمزة بن بزيع عن عبد اللّٰه بن سنان عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص أمرني ربي بمداراة الناس كما أمرني بأداء الفرائض

[5]

2344- 5 الكافي، 2/ 117/ 5/ 1 علي عن الاثنين عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص مداراة الناس نصف الإيمان و الرفق بهم نصف العيش ثم قال أبو عبد اللّٰه ع خالطوا الأبرار سرا و خالطوا الفجار جهرا و لا تميلوا عليهم فيظلموكم فإنه سيأتي عليكم زمان لا ينجو فيه من ذوي الدين- إلا من ظنوا أنه أبله و صبر نفسه على أن يقال إنه أبله لا عقل له

[6]
اشارة

2345- 6 الكافي، 2/ 117/ 6/ 1 علي عن بعض أصحابه ذكره عن محمد بن سنان عن حذيفة بن منصور قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول إن قوما من الناس قلت مداراتهم للناس فأنفوا من قريش و ايم اللّٰه ما كان بأحسابهم بأس و إن قوما من قريش حسنت مداراتهم فألحقوا

الوافي، ج 4، ص: 459

بالبيت الرفيع قال ثم قال من كف يده عن الناس فإنما يكف عنهم يدا واحدة و يكفون عنه أيدي كثيرة

بيان

فأنفوا من الإنفاء بمعنى النفي و في الخصال فنفوا و لعله الأصح و في بعض النسخ فألقوا من الإلقاء

الوافي، ج 4، ص: 461

باب 65 الرفق

[1]
اشارة

2346- 1 الكافي، 2/ 118/ 1/ 1 العدة عن البرقي عن أبيه عمن ذكره عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه عن أبي جعفر ع قال إن لكل شي ء قفلا و قفل الإيمان الرفق

بيان

و ذلك لأن من لم يرفق يعنف فيعنف عليه فيغضب فيحمله الغضب على قول أو فعل به يخرج الإيمان من قلبه فالرفق قفل الإيمان يحفظه

[2]

2347- 2 الكافي، 2/ 118/ 2/ 1 بإسناده قال قال أبو جعفر ع من قسم له الرفق قسم له الإيمان

[3]
اشارة

2348- 3 الكافي، 2/ 118/ 3/ 1 علي عن أبيه عن صفوان بن يحيى عن يحيى الأزرق عن حماد بن بشير عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن اللّٰه رفيق يحب الرفق فمن رفقه بعباده تسليله أضغانهم و مضادته لهواهم و قلوبهم و من رفقه بهم إنه يدعهم على الأمر يريد إزالتهم عنه رفقا بهم لكيلا يلقى عليهم عرى الإيمان و مثاقلته جملة واحدة فيضعفوا فإذا أراد ذلك الأمر نسخ الآخر فصار منسوخا

الوافي، ج 4، ص: 462

بيان

في بعض النسخ هكذا فإذا أراد ذلك نسخ الأمر بالآخر فصار منسوخا و هو أوضح و التسليل انتزاع الشي ء و إخراجه في رفق و المضادة منع الخصم عن الأمر برفق أراد ع أن اللّٰه سبحانه إنما كلف عباده بالأوامر و النواهي متدرجا لكيلا ينفروا مثال ذلك تحريم الخمر في صدر الإسلام فإنه نزلت أولا آية أحسوا منها بتحريمها ثم نزلت أخرى أشد من الأولى و أغلظ ثم ثلث بأخرى أغلظ و أشد من الأوليين و ذلك ليوطن الناس أنفسهم عليها شيئا فشيئا و يسكنوا إلى نهيه فيها و كان التدبير من اللّٰه على هذا الوجه أصوب و أقرب لهم إلى الأخذ بها و أقل لنفارهم منها

[4]

2349- 4 الكافي، 2/ 120/ 14/ 1 القميان عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عمن حدثه عن أحدهما ع قال إن اللّٰه رفيق يحب الرفق و من رفقه بكم تسليله أضغانكم و مضادته قلوبكم و إنه ليريد تحويل العبد عن الأمر فيتركه عليه حتى يحوله بالناسخ كراهية تثاقل الحق عليه

[5]
اشارة

2350- 5 الكافي، 2/ 119/ 4/ 1 محمد عن ابن عيسى عن السراد عن ابن وهب عن معاذ بن مسلم عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص الرفق يمن و الخرق شؤم

بيان

الخرق بالضم و بالتحريك ضد الرفق

[6]

2351- 6 الكافي، 2/ 119/ 5/ 1 عنه عن السراد عن عمرو بن شمر عن

الوافي، ج 4، ص: 463

جابر عن أبي جعفر ع قال إن اللّٰه تعالى رفيق يحب الرفق- و يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف

[7]

2352- 7 الكافي، 2/ 119/ 6/ 1 الثلاثة عن ابن أذينة عن زرارة عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّٰه ص إن الرفق لم يوضع على شي ء إلا زانه و لا نزع من شي ء إلا شانه

[8]

2353- 8 الكافي، 2/ 119/ 7/ 1 علي عن أبيه عن ابن المغيرة عن عمرو بن أبي المقدام رفعه إلى النبي ص قال إن في الرفق الزيادة و البركة و من يحرم الرفق يحرم الخير

[9]
اشارة

2354- 9 الكافي، 2/ 119/ 8/ 1 عنه عن عمرو بن أبي المقدام رفعه إلى النبي ص قال ما زوي الرفق عن أهل بيت إلا زوي عنهم الخير

بيان

إسناد هذا الحديث في بعض النسخ و مستنده هكذا عنه عن ابن المغيرة عمن ذكره عن أبي عبد اللّٰه ع قال ما زوي الرفق الحديث

[10]
اشارة

2355- 10 الكافي، 2/ 119/ 9/ 1 العدة عن البرقي عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن علي بن المعلى عن إسماعيل بن يسار عن أحمد بن زياد بن أرقم الكوفي عن رجل عن أبي عبد اللّٰه ع قال أيما أهل بيت أعطوا حظهم من الرفق فقد وسع اللّٰه عليهم في الرزق- و الرفق في تقدير المعيشة خير من السعة في المال و الرفق لا يعجز عنه شي ء

الوافي، ج 4، ص: 464

و التبذير لا يبقى معه شي ء إن اللّٰه تعالى رفيق يحب الرفق

بيان

لعل المراد بهذه الأخبار أن الرفق يصير سببا للتوسع في الرزق و الزيادة فيه و في الرفق الخير و البركة و أن الرفق مع التقدير في المعيشة خير من الخرق في سعة من المال و الرفيق يقدر على كل ما يريد بخلاف الأخرق و السر فيه أن الناس إذا رأوا من أحد الرفق أحبوه و أعانوه و ألقى اللّٰه له في قلوبهم العطف و الود فلم يدعوه يتعب أو يتعسر عليه أمره

[11]

2356- 11 الكافي، 2/ 119/ 10/ 1 علي رفعه عن صالح بن عقبة عن هشام بن أحمر عن أبي الحسن ع قال قال لي و جرى بيني و بين رجل من القوم كلام فقال لي ارفق بهم فإن كفر أحدكم في غضبه و لا خير فيمن كان كفره في غضبه

[12]

2357- 12 الكافي، 2/ 120/ 11/ 1 العدة عن سهل عن علي بن حسان عن موسى بن بكر عن أبي الحسن ع قال الرفق نصف العيش

[13]
اشارة

2358- 13 الكافي، 2/ 120/ 12/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص إن اللّٰه يحب الرفق و يعين عليه الحديث

بيان

يأتي تمامه في موضعه

الوافي، ج 4، ص: 465

[14]

2359- 14 الكافي، 2/ 120/ 13/ 1 العدة عن البرقي عن عثمان عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّٰه ص لو كان الرفق خلقا يرى ما كان مما [من] خلق اللّٰه شي ء أحسن منه

[15]

2360- 15 الكافي، 2/ 120/ 15/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال الفقيه، 2/ 278/ 2437 قال رسول اللّٰه ص ما اصطحب اثنان إلا كان أعظمهما أجرا و أحبهما إلى اللّٰه تعالى أرفقهما بصاحبه

[16]

2361- 16 الكافي، 2/ 120/ 16/ 1 القمي عن محمد بن حسان عن الحسن بن الحسين عن الفضيل بن عثمان قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول من كان رفيقا في أمره نال ما يريد من الناس

الوافي، ج 4، ص: 467

باب 66 التواضع

[1]
اشارة

2362- 1 الكافي، 2/ 121/ 1/ 1 علي عن أبيه عن الاثنين عن أبي عبد اللّٰه ع قال أرسل النجاشي إلى جعفر بن أبي طالب و أصحابه- فدخلوا عليه و هو في بيت له جالس على التراب و عليه خلقان الثياب قال فقال جعفر فأشفقنا منه حين رأيناه على تلك الحال فلما رأى ما بنا و تغير وجوهنا قال الحمد لله الذي نصر محمدا و أقر عينه أ لا أبشركم فقلت بلى أيها الملك فقال إنه جاءني الساعة من نحو أرضكم عين من عيوني هناك فأخبرني أن اللّٰه تعالى قد نصر نبيه محمدا ص و أهلك عدوه و أسر فلان و فلان و فلان التقوا بواد يقال له بدر كثير الأراك لكأني أنظر إليه حيث كنت أرعى لسيدي هناك- و هو رجل من بني ضمرة فقال له جعفر أيها الملك فما لي أراك جالسا على التراب و عليك هذه الخلقان فقال يا جعفر إنا نجد فيما أنزل اللّٰه على عيسى ع أن من حق اللّٰه على عباده أن يحدثوا له تواضعا عند ما يحدث لهم من نعمة فلما أحدث اللّٰه تعالى لي نعمة محمد أحدثت لله هذا التواضع فلما بلغ النبي ص قال لأصحابه إن الصدقة تزيد صاحبها كثرة فتصدقوا يرحمكم اللّٰه تعالى و إن التواضع يزيد صاحبه رفعة فتواضعوا يرفعكم اللّٰه و إن العفو يزيد صاحبه عزا فاعفوا يعزكم اللّٰه

الوافي، ج 4، ص: 468

بيان

العين الجاسوس لكأني أنظر إليه إما من كلام النجاشي أو حكاية كلام العين

[2]

2363- 2 الكافي، 2/ 122/ 2/ 1 الثلاثة عن ابن عمار عن أبي عبد اللّٰه ع قال سمعته يقول إن في السماء ملكين موكلين بالعباد فمن تواضع لله رفعاه و من تكبر وضعاه

[3]
اشارة

2364- 3 الكافي، 2/ 122/ 3/ 1 الثلاثة عن البجلي عن أبي عبد اللّٰه ع قال أفطر رسول اللّٰه ص عشية خميس في مسجد قبا فقال هل من شراب فأتاه أوس بن خولي الأنصاري بعس مخيض بعسل فلما وضعه على فيه نحاه ثم قال شرابان يكتفى بأحدهما من صاحبه لا أشربه و لا أحرمه و لكن أتواضع لله فإنه من تواضع لله رفعه اللّٰه و من تكبر خفضه اللّٰه و من اقتصد في معيشته رزقه اللّٰه و من بذر حرمه اللّٰه و من أكثر ذكر الموت أحبه اللّٰه

بيان

العس بالضم القدح

[4]

2365- 4 الكافي، 2/ 122/ 4/ 1 الاثنان عن الوشاء عن داود الحمار عن أبي عبد اللّٰه ع مثله قال و قال من أكثر ذكر اللّٰه أظله اللّٰه في جنته

[5]
اشارة

2366- 5 الكافي، 2/ 122/ 5/ 1 العدة عن البرقي عن ابن فضال عن

الوافي، ج 4، ص: 469

العلاء عن محمد قال سمعت أبا جعفر ع يذكر أنه أتى رسول اللّٰه ص ملك فقال إن اللّٰه يخيرك أن تكون عبدا رسولا متواضعا أو ملكا رسولا قال فنظر إلى جبرئيل و أومأ بيده أن تواضع فقال عبدا رسولا فقال الرسول مع أنه لا ينقصك مما عند ربك شيئا قال و معه مفاتيح خزائن الأرض

بيان

فنظر إلى جبرئيل كأنه يستشيره و هذه الجملة و ما بعدها معترضة فقال الرسول يعني الملك

[6]

2367- 6 الكافي، 2/ 123/ 7/ 1 الثلاثة عن علي بن يقطين عمن رواه عن أبي عبد اللّٰه ع قال أوحى اللّٰه تعالى إلى موسى ع أن يا موسى أ تدري لم اصطفيتك بكلامي دون خلقي- قال يا رب و لم ذاك قال فأوحى اللّٰه تعالى إليه يا موسى إني قلبت عبادي ظهرا لبطن فلم أجد فيهم أحدا أذل نفسا لي منك- يا موسى إنك إذا صليت وضعت خدك على التراب أو قال على الأرض

[7]
اشارة

2368- 7 الكافي، 2/ 123/ 8/ 1 الثلاثة عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللّٰه ع قال مر علي بن الحسين ع على المجذمين و هو راكب حماره و هم يتغدون فدعوه إلى الغداء فقال أما إني لو لا أني صائم لفعلت فلما صار إلى منزله أمر بطعام فصنع و أمر أن يتنوقوا فيه ثم دعاهم فتغدوا عنده و تغدى معهم

الوافي، ج 4، ص: 470

بيان

المجذم بفتح الذال المجذوم و التنوق في الطعام تجويده

[8]

2369- 8 الكافي، 8/ 230/ 296 العدة عن أحمد عن عبد اللّٰه بن الصلت عن رجل من أهل بلخ قال كنت مع الرضا ع في سفره إلى خراسان فدعا يوما بمائدة له فجمع عليها مواليه من السودان و غيرهم- فقلت جعلت فداك لو عزلت لهؤلاء مائدة فقال مه إن الرب تعالى واحد و الدين واحد و الأم واحدة و الأب واحد و الجزاء بالأعمال

[9]

2370- 9 الكافي، 2/ 123/ 9/ 1 العدة عن البرقي عن عثمان عن هارون بن خارجة عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن من التواضع أن يجلس الرجل دون شرفه

________________________________________

كاشانى، فيض، محمد محسن ابن شاه مرتضى، الوافي، 26 جلد، كتابخانه امام امير المؤمنين علي عليه السلام، اصفهان - ايران، اول، 1406 ه ق

الوافي؛ ج 4، ص: 470

[10]

2371- 10 الكافي، 2/ 122/ 6/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال من التواضع أن ترضى بالمجلس دون المجلس و أن تسلم على من تلقى و أن تترك المراء و إن كنت محقا و لا تحب أن تحمد على التقوى

[11]

2372- 11 الكافي، 2/ 123/ 10/ 1 العدة عن البرقي عن ابن فضال و محسن بن أحمد عن يونس بن يعقوب قال نظر أبو عبد اللّٰه ع إلى رجل من أهل المدينة قد اشترى لعياله شيئا و هو يحمله فلما رآه الرجل أستحيي منه فقال له أبو عبد اللّٰه ع اشتريته لعيالك و حملته إليهم أما و اللّٰه لو لا أهل المدينة لأحببت أن أشتري لعيالي الشي ء ثم أحمله إليهم

الوافي، ج 4، ص: 471

[12]

2373- 12 الكافي، 2/ 123/ 11/ 1 عنه عن أبيه عن عبد اللّٰه بن القاسم عن عمرو بن أبي المقدام عن أبي عبد اللّٰه ع قال فيما أوحى اللّٰه تعالى إلى داود ع يا داود كما أن أقرب الناس إلى اللّٰه المتواضعون كذلك أبعد الناس من اللّٰه المتكبرون

[13]
اشارة

2374- 13 الكافي، 2/ 124/ 12/ 1 عنه عن أبيه عن علي بن الحكم رفعه عن أبي بصير قال دخلت على أبي الحسن موسى ع في السنة التي قبض فيها أبو عبد اللّٰه ع فقلت جعلت فداك ما لك ذبحت كبشا و نحر فلان بدنة فقال يا أبا محمد إن نوحا كان في السفينة و كان فيها ما شاء اللّٰه و كانت السفينة مأمورة فطافت بالبيت و هو طواف النساء و خلى سبيلها نوح فأوحى اللّٰه تعالى إلى الجبال إني واضع سفينة نوح عبدي على جبل منكن فتطاولت و شمخت و تواضع الجودي و هو جبل عندكم فضربت السفينة بجؤجؤها الجبل قال فقال نوح عند ذلك يا ماري أتقن و هو بالسريانية رب أصلح قال فظننت أن أبا الحسن عرض بنفسه

بيان

شمخت أي ترفعت و علت و الجؤجؤ كهدهد الصدر عرض بنفسه يعني أراد بهذه الحكاية أن يتبين أنه إنما تواضع بذبح الشاة دون أن ينحر البدنة ليجبر اللّٰه تواضعه ذاك بالرفعة في قدره في الدنيا و الآخرة

[14]

2375- 14 الكافي، 2/ 124/ 13/ 1 عنه عن عدة من أصحابنا [أصحابه] عن ابن أسباط عن الحسن بن الجهم عن أبي الحسن ع قال قال التواضع أن تعطي الناس ما تحب أن تعطاه

الوافي، ج 4، ص: 472

[15]

2376- 15 الكافي، 2/ 124/ 13/ 1 و في حديث آخر قال قلت ما حد التواضع الذي إذا فعله العبد كان متواضعا فقال التواضع درجات منها أن يعرف المرء قدر نفسه فينزلها منزلتها بقلب سليم لا يحب أن يأتي إلى أحد إلا مثل ما يؤتى إليه إن رأى سيئة درأها بالحسنة كاظم الغيظ عاف عن الناس و اللّٰه يحب المحسنين

الوافي، ج 4، ص: 473

باب 67 الإنصاف و المواساة و العدل

[1]

2377- 1 الكافي، 2/ 144/ 1/ 1 محمد عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن الحسن بن حمزة عن جده عن الثمالي عن علي بن الحسين ع قال كان رسول اللّٰه ص يقول في آخر خطبته طوبى لمن طاب خلقه و طهرت سجيته و صلحت سريرته و حسنت علانيته و أنفق الفضل من ماله و أمسك الفضل من قوله و أنصف الناس من نفسه

[2]

2378- 2 الكافي، 2/ 144/ 2/ 1 عنه عن محمد بن سنان عن ابن وهب عن أبي عبد اللّٰه ع قال من يضمن لي أربعة بأربعة أبيات في الجنة أنفق و لا تخف فقرا و أفش السلام في العالم و اترك المراء و إن كنت محقا و أنصف الناس من نفسك

[3]

2379- 3 الكافي، 2/ 144/ 4/ 1 العدة عن البرقي عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن علي بن معلى عن يحيى بن أحمد عن أبي محمد الميثمي عن رومي بن زرارة عن أبيه عن أبي جعفر ع قال قال أمير المؤمنين ع في كلام له ألا إنه من ينصف الناس من نفسه- لم يزده اللّٰه إلا عزا

[4]

2380- 4 الكافي، 2/ 145/ 6/ 1 عنه عن أبيه عن النضر عن هشام بن

الوافي، ج 4، ص: 474

سالم عن زرارة عن الحسن البزاز عن أبي عبد اللّٰه ع قال في حديث له أ لا أخبركم بأشد ما فرض اللّٰه على خلقه فذكر ثلاثة أشياء أولها إنصاف الناس من نفسك

[5]
اشارة

2381- 5 الكافي، 2/ 145/ 7/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص سيد الأعمال إنصاف الناس من نفسك و مواساة الأخ في اللّٰه و ذكر اللّٰه على كل حال

بيان

المواساة بالهمزة بين الإخوان عبارة عن إعطاء النصرة بالنفس و المال و غيرهما في كل ما يحتاج إلى النصرة فيه يقال آسيته بمالي مواساة أي جعلته شريكي فيه على سوية و بالواو لغة و في القاموس في فصل الهمزة آساه بماله مواساة أناله منه أو لا تكون إلا من كفاف فإن كان من فضله فليس بمواساة و جعلها بالواو لغة ردية

[6]

2382- 6 الكافي، 2/ 147/ 17/ 1 العدة عن البرقي عن عبد الرحمن بن حماد الكوفي عن عبد اللّٰه بن إبراهيم الغفاري عن جعفر بن إبراهيم الجعفري عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص من واسى الفقير من ماله و أنصف الناس من نفسه فذلك المؤمن حقا

[7]

2383- 7 الكافي، 2/ 145/ 8/ 1 علي عن أبيه عن السراد عن هشام بن سالم عن زرارة عن الحسن البزاز قال قال لي أبو عبد اللّٰه ع أ لا أخبرك بأشد ما فرض اللّٰه تعالى على خلقه قلت

الوافي، ج 4، ص: 475

بلى قال إنصاف الناس من نفسك و مؤاساتك أخاك و ذكر اللّٰه في كل موطن أما إني لا أقول سبحان اللّٰه و الحمد لله و لا إله إلا اللّٰه و اللّٰه أكبر- و إن كان هذا من ذاك و لكن ذكر اللّٰه في كل موطن إذا هممت [هجمت] على طاعة أو على معصية

[8]
اشارة

2384- 8 الكافي، 2/ 145/ 9/ 1 السراد عن الشحام قال قال أبو عبد اللّٰه ع ما ابتلي المؤمن بشي ء أشد عليه من خصال ثلاث يحرمها- قيل و ما هن قال المواساة في ذات يده و الإنصاف من نفسه و ذكر اللّٰه كثيرا أما إني لا أقول سبحان اللّٰه و الحمد لله و لكن ذكر اللّٰه عند ما أحل له- و ذكر اللّٰه عند ما حرم عليه

بيان

ذات اليد أي الأملاك المصاحبة لليد

[9]

2385- 9 الكافي، 2/ 144/ 3/ 1 ابن عيسى عن ابن فضال عن علي بن عقبة عن جارود أبي المنذر قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول سيد الأعمال ثلاثة إنصاف الناس من نفسك حتى لا ترضى بشي ء إلا رضيت لهم بمثله و مؤاساتك الأخ في المال و ذكر اللّٰه على كل حال- ليس سبحان اللّٰه و الحمد لله و لا إله إلا اللّٰه و اللّٰه أكبر فقط و لكن إذا ورد

الوافي، ج 4، ص: 476

عليك شي ء أمر اللّٰه تعالى به أخذت به و إذا ورد عليك شي ء نهى اللّٰه تعالى عنه تركته

[10]
اشارة

2386- 10 الكافي، 2/ 146/ 10/ 1 العدة عن البرقي عن يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد عن أبيه عن جده أبي البلاد رفعه قال جاء أعرابي إلى النبي ص و هو يريد بعض غزواته- فأخذ بغرز راحلته فقال يا رسول اللّٰه علمني عملا أدخل به الجنة فقال ما أحببت أن يأتيه الناس إليك فأته إليهم و ما كرهت أن يأتيه الناس إليك فلا تأته إليهم خل سبيل الراحلة

بيان

الغرز بفتح المعجمة و سكون الراء و آخره زاي الركاب من الجلد

[11]

2387- 11 الكافي، 2/ 146/ 12/ 1 علي عن أبيه عن السراد عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللّٰه ع قال من أنصف الناس من نفسه رضي به حكما لغيره

[12]
اشارة

2388- 12 الكافي، 2/ 146/ 13/ 1 محمد عن ابن عيسى عن محمد بن سنان عن يوسف بن عمران بن ميثم عن يعقوب بن شعيب عن أبي عبد اللّٰه ع قال أوحى اللّٰه تعالى إلى آدم ع إني سأجمع لك الكلام في أربع كلمات قال يا رب و ما هن قال واحدة لي و واحدة لك و واحدة فيما بيني و بينك و واحدة فيما بينك و بين الناس قال يا رب بينهن لي حتى أعلمهن قال أما التي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئا و أما التي لك فأجزيك بعملك أحوج ما تكون إليه

الوافي، ج 4، ص: 477

و أما التي بيني و بينك فعليك الدعاء و علي الإجابة و أما التي بينك و بين الناس فترضى للناس ما ترضى لنفسك و تكره لهم ما تكره لنفسك

بيان

قد مضى هذا الحديث في آخر باب جوامع المكارم بأدنى تفاوت

[13]

2389- 13 الكافي، 2/ 147/ 16/ 1 العدة عن البرقي عن إسماعيل بن مهران عن عثمان بن جبلة عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّٰه ص ثلاث خصال من كن فيه أو واحدة منهن- كان في ظل عرش اللّٰه يوم لا ظل إلا ظله رجل أعطى الناس من نفسه ما هو سائلهم و رجل لم يقدم رجلا و لم يؤخر رجلا حتى يعلم أن ذلك لله رضا و رجل لم يعب أخاه المسلم بعيب حتى ينفي ذلك العيب عن نفسه فإنه لا ينفي منها عيبا إلا بدا له عيب و كفى بالمرء شغلا بنفسه عن الناس

[14]

2390- 14 الكافي، 2/ 145/ 5/ 1 البرقي عن عثمان عن ابن مسكان عن محمد عن أبي عبد اللّٰه ع قال ثلاثة هم أقرب الخلق إلى اللّٰه تعالى يوم القيامة حتى يفرغ من الحساب رجل لم تدعه قدرته في حال غضبه إلى أن يحيف على من تحت يده و رجل مشى بين اثنين فلم يمل مع أحدهما على الآخر بشعيرة و رجل قال بالحق فيما له و عليه

[15]

2391- 15 الكافي، 2/ 148/ 19/ 1 محمد عن أحمد عن السراد عن الخراز عن محمد بن قيس عن أبي جعفر ع قال إن لله جنة لا يدخلها

الوافي، ج 4، ص: 478

إلا ثلاثة أحدهم من حكم في نفسه بالحق

[16]

2392- 16 الكافي، 2/ 147/ 14/ 1 القميان عن ابن فضال عن غالب بن عثمان عن روح بن أخت المعلى عن أبي عبد اللّٰه ع قال اتقوا اللّٰه و اعدلوا فإنكم تعيبون على قوم لا يعدلون

[17]
اشارة

2393- 17 الكافي، 2/ 146/ 11/ 1 القمي عن الكوفي عن عبيس بن هشام عن عبد الكريم عن الحلبي الكافي، 2/ 148/ 20/ 1 الخمسة عن أبي عبد اللّٰه ع قال العدل أحلى من الماء يصيبه الظمآن ما أوسع العدل إذا عدل فيه و إن قل

بيان

فيه أي في الأمر و إن قل ذلك الأمر

[18]

2394- 18 الكافي، 2/ 147/ 15/ 1 القميان عن ابن فضال عن السراد عن ابن وهب عن أبي عبد اللّٰه ع قال العدل أحلى من الشهد و ألين من الزبد و أطيب ريحا من المسك

[19]
اشارة

2395- 19 الكافي، 2/ 147/ 18/ 1 محمد عن أحمد عن محمد بن سنان عن خالد بن نافع بياع السابري عن يوسف البزاز قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول ما تدارأ اثنان في أمر قط فأعطى أحدهما النصف صاحبه فلم يقبل منه إلا أديل منه

الوافي، ج 4، ص: 479

بيان

التدارؤ التدافع وزنا و معنى من الدرء بمعنى الدفع و الإدالة الغلبة أديل منه أي صار مغلوبا

الوافي، ج 4، ص: 481

باب 68 الحب في اللّٰه و البغض في اللّٰه

[1]

2396- 1 الكافي، 2/ 124/ 1/ 1 العدة عن ابن عيسى و البرقي و علي عن أبيه و سهل جميعا عن السراد عن ابن رئاب عن الحذاء عن أبي عبد اللّٰه ع قال من أحب لله و أبغض لله و أعطى لله فهو ممن كمل إيمانه

[2]

2397- 2 الكافي، 2/ 125/ 2/ 1 السراد عن مالك بن عطية عن سعيد الأعرج عن أبي عبد اللّٰه ع قال من أوثق عرى الإيمان أن تحب في اللّٰه و تبغض في اللّٰه و تعطي في اللّٰه و تمنع في اللّٰه

[3]

2398- 3 الكافي، 2/ 125/ 3/ 1 السراد عن مؤمن الطاق عن سلام بن المستنير عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّٰه ص ود المؤمن للمؤمن في اللّٰه من أعظم شعب الإيمان ألا و من أحب في اللّٰه و أبغض في اللّٰه و أعطى في اللّٰه و منع في اللّٰه فهو من أصفياء اللّٰه

[4]

2399- 4 الكافي، 2/ 125/ 4/ 1 الاثنان عن الوشاء عن علي عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع قال سمعته يقول إن المتحابين في اللّٰه يوم القيامة على منابر من نور قد أضاء نور وجوههم و نور أجسادهم

الوافي، ج 4، ص: 482

و نور منابرهم كل شي ء حتى يعرفوا به فيقال هؤلاء المتحابون في اللّٰه

[5]

2400- 5 الكافي، 2/ 125/ 5/ 1 الأربعة عن الفضيل بن يسار قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن الحب و البغض أ من الإيمان هو فقال و هل الإيمان إلا الحب و البغض ثم تلا هذه الآية حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمٰانَ وَ زَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَ كَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَ الْفُسُوقَ وَ الْعِصْيٰانَ أُولٰئِكَ هُمُ الرّٰاشِدُونَ

[6]

2401- 6 الكافي، 2/ 125/ 6/ 1 العدة عن البرقي عن محمد بن عيسى عن أبي الحسن علي بن يحيى فيما أعلم عن عمرو بن مدرك الطائي عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص لأصحابه أي عرى الإيمان أوثق فقالوا اللّٰه و رسوله أعلم و قال بعضهم الصلاة و قال بعضهم الزكاة و قال بعضهم الصيام و قال بعضهم الحج و العمرة و قال بعضهم الجهاد فقال رسول اللّٰه ص لكل ما قلتم فضل و ليس به و لكن أوثق عرى الإيمان الحب في اللّٰه و البغض في اللّٰه و توالي أولياء اللّٰه و التبري من أعداء اللّٰه

[7]

2402- 7 الكافي، 2/ 126/ 7/ 1 عنه عن محمد بن علي عن عمر بن جبلة الأحمسي عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّٰه ص المتحابون في اللّٰه يوم القيامة على أرض زبرجدة خضراء في ظل عرشه عن يمينه و كلتا يديه يمين وجوههم أشد بياضا و أضوأ من الشمس الطالعة يغبطهم بمنزلتهم كل ملك مقرب و كل نبي مرسل يقول الناس من هؤلاء فيقال هؤلاء المتحابون في اللّٰه

الوافي، ج 4، ص: 483

[8]

2403- 8 الكافي، 2/ 126/ 8/ 1 عنه عن أبيه عن النضر عن هشام بن سالم عن الثمالي عن علي بن الحسين ع قال إذا جمع اللّٰه تعالى الأولين و الآخرين قام مناد فنادى يسمع الناس فيقول أين المتحابون في اللّٰه قال فيقوم عنق من الناس فيقال لهم اذهبوا إلى الجنة بغير حساب قال فتلقاهم الملائكة فيقولون إلى أين فيقولون إلى الجنة بغير حساب قال فيقولون فأي ضرب [حزب] أنتم من الناس فيقولون نحن المتحابون في اللّٰه قال فيقولون و أي شي ء كانت أعمالكم قالوا كنا نحب في اللّٰه و نبغض في اللّٰه قال فيقولون نعم أجر العاملين

[9]

2404- 9 الكافي، 2/ 126/ 10/ 1 الثلاثة عن هشام بن سالم و حفص بن البختري عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن الرجل ليحبكم و ما يعرف ما أنتم عليه فيدخله اللّٰه الجنة بحبكم و إن الرجل ليبغضكم و ما يعرف ما أنتم عليه فيدخله اللّٰه ببغضكم النار

[10]
اشارة

2405- 10 الكافي، 8/ 256/ 367 القميان عن صفوان عن أبي اليسع عن أبي شبل قال صفوان و لا أعلم إلا أني قد سمعت من أبي شبل التهذيب، 1/ 468/ 181/ 1 علي بن مهزيار عن الحسين عن صفوان عن أبي شبل قال قال أبو عبد اللّٰه ع من أحبكم على ما أنتم عليه دخل الجنة و إن لم يقل كما تقولون

بيان

أراد بما أنتم عليه الصلاح و الورع دون التشيع لأن القول هنا بمعنى الاعتقاد كما هو ظاهر

الوافي، ج 4، ص: 484

[11]

2406- 11 الكافي، 8/ 315/ 495 القميان و العدة عن سهل جميعا عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن عمر بن أبان عن الصباح بن سيابة عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن الرجل ليحبكم و ما يدري ما تقولون فيدخله اللّٰه الجنة و إن الرجل ليبغضكم و ما يدري ما تقولون فيدخله اللّٰه النار و إن الرجل ليملأ صحيفته من غير عمل قلت و كيف يكون ذاك قال يمر بالقوم ينالون منا فإذا رأوه قال بعضهم لبعض كفوا فإن هذا الرجل من شيعتهم و يمر بهم الرجل من شيعتنا فيهمزونه و يقولون فيه فيكتب اللّٰه له بذلك حسنات حتى يملأ صحيفته من غير عمل

[12]

2407- 12 الكافي، 2/ 126/ 11/ 1 العدة عن البرقي عن ابن العرزمي عن أبيه عن جابر الجعفي عن أبي جعفر ع قال إذا أردت أن تعلم أن فيك خيرا فانظر إلى قلبك فإن كان يحب أهل طاعة اللّٰه و يبغض أهل معصيته ففيك خير و اللّٰه يحبك و إذا كان يبغض أهل طاعة اللّٰه و يحب أهل معصيته فليس فيك خير و اللّٰه يبغضك و المرء مع من أحب

[13]

2408- 13 الكافي، 2/ 127/ 12/ 1 عنه عن أبي علي الواسطي عن الحسين بن أبان عمن ذكره عن أبي جعفر ع قال لو أن رجلا أحب رجلا لله لأثابة اللّٰه على حبه إياه و إن كان المحبوب في علم اللّٰه من أهل النار و لو أن رجلا يبغض رجلا لله لأثابة اللّٰه على بغضه إياه و إن كان المبغض في علم اللّٰه من أهل الجنة

[14]

2409- 14 الكافي، 2/ 127/ 13/ 1 محمد عن ابن عيسى عن الحسين عن

الوافي، ج 4، ص: 485

النضر عن يحيى الحلبي عن بشير الكناسي عن أبي عبد اللّٰه ع قال قد يكون حب في اللّٰه و رسوله و حب في الدنيا فما كان في اللّٰه و رسوله فثوابه على اللّٰه و ما كان في الدنيا فليس بشي ء

[15]

2410- 15 الكافي، 2/ 127/ 14/ 1 العدة عن البرقي عن عثمان عن سماعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن المسلمين ليلتقيان فأفضلهما أشدهما حبا لصاحبه

[16]

2411- 16 الكافي، 2/ 127/ 15/ 1 عنه عن البزنطي و ابن فضال عن صفوان الجمال عن أبي عبد اللّٰه ع قال ما التقى مؤمنان قط- إلا كان أفضلهما أشدهما حبا لأخيه

[17]

2412- 17 الكافي، 2/ 127/ 16/ 1 الحسين بن محمد عن محمد بن عمران السبيعي عن ابن جبلة عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد اللّٰه ع قال كل من لم يحب على الدين و لم يبغض على الدين فلا دين له

الوافي، ج 4، ص: 487

باب 69 النوادر

[1]

2413- 1 الكافي، 8/ 228/ 291 حميد عن ابن سماعة عن الميثمي عن أبان عن عبد الأعلى مولى آل سام قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول يؤتى بالمرأة الحسناء يوم القيامة التي قد افتتنت في حسنها فتقول يا رب حسنت خلقي حتى لقيت ما لقيت فيجاء بمريم ع فيقال أنت أحسن أو هذه قد حسناها فلم تفتتن- و يجاء بالرجل الحسن الذي قد افتتن في حسنه فيقول يا رب حسنت خلقي حتى لقيت من النساء ما لقيت فيجاء بيوسف ع فيقال أنت أحسن أو هذا قد حسناه فلم يفتتن و يجاء بصاحب البلاء الذي قد أصابته الفتنة في بلائه فيقول يا رب شددت علي البلاء حتى افتتنت فيؤتى بأيوب ع فيقال أ بليتك أشد أو بلية هذا فقد ابتلي فلم يفتتن

آخر أبواب جنود الإيمان من المكارم و المنجيات و الحمد لله أولا و آخرا

________________________________________

كاشانى، فيض، محمد محسن ابن شاه مرتضى، الوافي، 26 جلد، كتابخانه امام امير المؤمنين علي عليه السلام، اصفهان - ايران، اول، 1406 ه ق

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.