الوافي المجلد 3

اشارة

سرشناسه : فیض کاشانی، محمد بن شاه مرتضی، 1006-1091ق.

عنوان و نام پديدآور : ...الوافی/ محمدمحسن المشتهر بالفیض الکاشانی؛ تحقیق مکتبةالامام امیرالمومنین علی علیه السلام (اصفهان)، سیدضیاءالدین حسینی «علامه»؛ اشراف السیدکمال الدین فقیه ایمانی.

مشخصات نشر : اصفهان: عطر عترت، 1430ق.= 1388.

مشخصات ظاهری : 26 ج.

شابک : 2000000 ریال: دوره 978-964-7941-93-8 : ؛ ج. 1 978-964-7941-94-5 : ؛ ج. 2 978-964-7941-95-2 : ؛ ج. 3 978-964-7941-96-9 : ؛ ج. 4 978-964-7941-97-6 : ؛ ج. 5 978-600-5588-03-3 : ؛ ج. 6 978-600-5588-04-0 : ؛ ج. 7 978-600-5588-05-7 : ؛ ج. 8 978-600-5588-06-4 : ؛ ج. 9 978-600-5588-07-1 : ؛ ج. 10 978-600-5588-08-8 : ؛ ج. 11 978-600-5588-09-5 : ؛ ج. 12 978-600-5588-10-1 : ؛ ج. 13 978-600-5588-11-8 : ؛ ج. 14 978-600-5588-12-5 : ؛ ج. 15 978-600-5588-13-2 : ؛ ج. 16 978-600-5588-14-9 : ؛ ج. 17 978-600-5588-15-6 : ؛ ج. 18 978-600-5588-16-3 : ؛ ج. 19 978-600-5588-17-0 : ؛ ج. 20 978-600-5588-18-7 : ؛ ج. 21 978-600-5588-19-4 : ؛ ج. 22 978-600-5588-20-0 : ؛ ج. 23 978-600-5588-21-7 : ؛ ج. 24 978-600-5588-22-4 : ؛ ج. 25 978-600-5588-23-1 : ؛ ج. 26 978-600-5588-24-8 :

يادداشت : عربی.

یادداشت : کتابنامه.

مندرجات : ج. 1. کتاب العقل والعلم والتوحید.- ج. 2 و 3. کتاب الحجة.- ج. 4 و 5. کتاب الایمان والکفر.- ج. 6. کتاب الطهارة والتزین.- ج. 7، 8 و 9. کتاب الصلاة والدعاء والقرآن.- ج. 10. کتاب الزکاة والخمس والمیراث.- ج. 11. کتاب الصیام والاعتکاف والمعاهدات.- ج. 12، 13و 14. کتاب الحج والعمرة والزیارات.- ج. 15و 16. کتاب الحسبة والاحکام والشهادات.- ج. 17و 18. کتاب المعایش والمکاسب والمعاملات.- ج. 19 و 20. کتاب المطاعم والمشارب والتجملات.- ج. 21، 22 و 23. کتاب النکاح والطلاق والولادات.- ج. 24 و 25. کتاب الجنائز والفرائض والوصیات.- ج. 26. کتاب الروضة.

موضوع : احادیث شیعه -- قرن 10ق.

شناسه افزوده : علامه، سیدضیاءالدین، 1290 - 1377.

شناسه افزوده : فقیه ایمانی، سیدکمال

شناسه افزوده : Faghih Imani,

Kamal

شناسه افزوده : کتابخانه عمومی امام امیرالمومنین علی علیه السلام(اصفهان)

رده بندی کنگره : BP134/ف9و2 1388

رده بندی دیویی : 297/212

شماره کتابشناسی ملی : 1911094

[تتمة كتاب الحجة]

أبواب خصائص الحجج و فضائلهم ع

الآيات

قال اللّٰه سبحانه إِنَّ اللّٰهَ اصْطَفىٰ آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْرٰاهِيمَ وَ آلَ عِمْرٰانَ عَلَى الْعٰالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُهٰا مِنْ بَعْضٍ إلى غير ذلك من الآيات التي يأتي ذكرها في ضمن الأخبار.

باب 54 فضل الإمام و جملة صفاته

[1]
اشارة

990- 1 الكافي، 1/ 198/ 1/ 1 أبو محمد القاسم بن العلاء رحمه اللّٰه رفعه عن عبد العزيز بن مسلم قال كنا مع الرضا ع بمرو فاجتمعنا في الجامع يوم الجمعة في بدو مقدمنا فأداروا أمر الإمامة و ذكروا كثرة اختلاف الناس فيها فدخلت على سيدي ع فأعلمته خوض الناس فيه فتبسم ع ثم قال يا عبد العزيز جهل القوم و خدعوا عن آرائهم إن اللّٰه تعالى لم يقبض نبيه ص حتى أكمل له الدين و أنزل عليه القرآن فيه تبيان كل شي ء بين فيه الحلال و الحرام و الحدود و الأحكام و جميع ما يحتاج إليه الناس كملا فقال تعالى مٰا فَرَّطْنٰا فِي الْكِتٰابِ مِنْ شَيْ ءٍ و أنزل في حجة الوداع و هي آخر عمره الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلٰامَ دِيناً و أمر الإمامة من تمام الدين و لم يمض ص حتى بين لأمته معالم دينهم و أوضح لهم سبيلهم و تركهم على قصد سبيل الحق و أقام لهم عليا ع علما و إماما و ما ترك شيئا يحتاج إليه الأمة إلا بينه فمن زعم أن اللّٰه تعالى لم يكمل دينه فقد رد كتاب اللّٰه و من رد كتاب اللّٰه تعالى فهو كافر به هل يعرفون قدر الإمامة و محلها من الأمة فيجوز فيها اختيارهم أن الإمامة أجل

الوافي، ج 3، ص: 481

قدرا و أعظم شأنا و أعلى مكانا و أمنع جانبا و أبعد غورا من

أن يبلغها الناس بعقولهم- أو ينالوها بآرائهم أو يقيموا إماما باختيارهم أن الإمامة خص اللّٰه بها إبراهيم الخليل ع بعد النبوة و الخلة مرتبة ثالثة و فضيلة شرفه بها- و أشاد بها ذكره فقال إِنِّي جٰاعِلُكَ لِلنّٰاسِ إِمٰاماً فقال الخليل ع سرورا بها وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي قال اللّٰه تعالى لٰا يَنٰالُ عَهْدِي الظّٰالِمِينَ فأبطلت هذه الآية إمامة كل ظالم إلى يوم القيامة و صارت في الصفوة ثم أكرمه اللّٰه تعالى بأن جعلها في ذريته أهل الصفوة و الطهارة فقال وَ وَهَبْنٰا لَهُ إِسْحٰاقَ وَ يَعْقُوبَ نٰافِلَةً وَ كُلًّا جَعَلْنٰا صٰالِحِينَ وَ جَعَلْنٰاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنٰا وَ أَوْحَيْنٰا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرٰاتِ وَ إِقٰامَ الصَّلٰاةِ وَ إِيتٰاءَ الزَّكٰاةِ وَ كٰانُوا لَنٰا عٰابِدِينَ فلم تزل في ذريته يرثها بعض عن بعض قرنا فقرنا حتى ورثها اللّٰه تعالى النبي ص فقال جل و تعالى إِنَّ أَوْلَى النّٰاسِ بِإِبْرٰاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَ هٰذَا النَّبِيُّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا- وَ اللّٰهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ- فكانت له خاصة فقلدها ص عليا ع بأمر اللّٰه تعالى على رسم ما فرض اللّٰه فصارت في ذريته الأصفياء- الذين آتاهم اللّٰه العلم و الإيمان بقوله تعالى وَ قٰالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَ الْإِيمٰانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتٰابِ اللّٰهِ إِلىٰ يَوْمِ الْبَعْثِ فهي في ولد علي ع خاصة إلى يوم القيامة إذ لا نبي بعد محمد ص فمن أين يختار هؤلاء الجهال أن الإمامة هي منزلة الأنبياء و إرث الأوصياء أن الإمامة خلافة اللّٰه و خلافة الرسول ص و مقام أمير المؤمنين ع

الوافي، ج 3، ص: 482

و ميراث الحسن و الحسين ع إن الإمامة زمام الدين و نظام المسلمين و صلاح الدنيا و عز المؤمنين إن الإمامة أس الإسلام

النامي و فرعه السامي بالإمام تمام الصلاة و الزكاة و الصيام و الحج و الجهاد و توفير الفي ء و الصدقات و إمضاء الحدود و الأحكام و منع الثغور و الأطراف- الإمام يحل حلال اللّٰه و يحرم حرام اللّٰه و يقيم حدود اللّٰه و يذب عن دين اللّٰه و يدعو إلى سبيل ربه بالحكمة و الموعظة الحسنة و الحجة البالغة- الإمام كالشمس الطالعة المجللة بنورها للعالم و هي في الأفق بحيث لا تنالها الأيدي و الأبصار الإمام البدر المنير و السراج الزاهر و النور الساطع و النجم الهادي في غياهب الدجى و إجواز البلدان و القفار و لجج البحار الإمام الماء العذب على الظمإ و الدال على الهدى و المنجي من الردي الإمام النار على اليفاع الحار لمن اصطلى به و الدليل في المهالك من فارقه فهالك- الإمام السحاب الماطر و الغيث الهاطل و الشمس المضيئة و السماء الظليلة- و الأرض البسيطة و العين الغزيرة و الغدير و الروضة الإمام الأنيس الرفيق- و الوالد الشفيق و الأخ الشقيق و الأم البرة بالولد الصغير و مفزع العباد في الداهية [و] النآد- الإمام أمين اللّٰه في خلقه و حجته على عباده و خليفته في بلاده- و الداعي إلى اللّٰه و الذاب عن حرم اللّٰه الإمام المطهر من الذنوب و المبرئ عن العيوب المخصوص بالعلم الموسوم بالحلم نظام الدين و عز المسلمين و غيظ المنافقين و بوار الكافرين الإمام واحد دهره لا يدانيه أحد و لا يعادله عالم- و لا يوجد منه بدل و لا له مثل و لا نظير مخصوص بالفضل كله من غير طلب منه له و لا اكتساب بل اختصاص من المفضل الوهاب فمن ذا الذي

يبلغ معرفة الإمام أو يمكنه اختياره هيهات هيهات ضلت العقول و تاهت الحلوم و حارت الألباب و خسئت العيون و تصاغرت العظماء و تحيرت

الوافي، ج 3، ص: 483

الحكماء و تقاصرت الحلماء و حصرت الخطباء و جهلت الألباء و كلت الشعراء و عجزت الأدباء و عييت البلغاء عن وصف شأن من شأنه أو فضيلة من فضائله و أقرت بالعجز و التقصير و كيف يوصف بكله أو ينعت بكنهه أو يفهم شي ء من أمره أو يوجد من يقوم مقامه و يغني غناه لا- كيف و أنى و هو بحيث النجم من يد المتناولين و وصف الواصفين فأين الاختيار من هذا و أين العقول عن هذا و أين يوجد مثل هذا- أ تظنون أن ذلك يوجد في غير آل الرسول ص كذبتهم و اللّٰه أنفسهم و منتهم الأباطيل فارتقوا مرتقا صعبا دحضا تزل عنه إلى الحضيض أقدامهم راموا إقامة الإمام بعقول حائرة بائرة ناقصة و آراء مضلة فلم يزدادوا منه إلا بعدا قاتلهم اللّٰه أنى يؤفكون و لقد راموا صعبا و قالوا إفكا و ضلوا ضلالا بعيدا و وقعوا في الحيرة إذ تركوا الإمام عن بصيرة- و زين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل و كانوا مستبصرين رغبوا عن اختيار اللّٰه و اختيار رسوله ص و أهل بيته إلى اختيارهم و القرآن يناديهم وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ مٰا يَشٰاءُ وَ يَخْتٰارُ مٰا كٰانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ من أمرهم سُبْحٰانَ اللّٰهِ وَ تَعٰالىٰ عَمّٰا يُشْرِكُونَ- و قال اللّٰه عز و جل وَ مٰا كٰانَ لِمُؤْمِنٍ وَ لٰا مُؤْمِنَةٍ إِذٰا قَضَى اللّٰهُ وَ رَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ الآية و قال مٰا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ أَمْ لَكُمْ كِتٰابٌ فِيهِ

تَدْرُسُونَ إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمٰا تَخَيَّرُونَ أَمْ لَكُمْ أَيْمٰانٌ عَلَيْنٰا بٰالِغَةٌ إِلىٰ يَوْمِ الْقِيٰامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمٰا تَحْكُمُونَ سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذٰلِكَ زَعِيمٌ أَمْ لَهُمْ شُرَكٰاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكٰائِهِمْ إِنْ كٰانُوا صٰادِقِينَ و قال تعالى أَ فَلٰا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلىٰ قُلُوبٍ

الوافي، ج 3، ص: 484

أَقْفٰالُهٰا أم طبع اللّٰه عَلىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لٰا يَفْقَهُونَ أم قٰالُوا سَمِعْنٰا وَ هُمْ لٰا يَسْمَعُونَ- إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللّٰهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لٰا يَعْقِلُونَ وَ لَوْ عَلِمَ اللّٰهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأَسْمَعَهُمْ وَ لَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَ هُمْ مُعْرِضُونَ أم قالوا سمعنا و عصينا بل هو فضل اللّٰه يؤتيه من يشاء و اللّٰه ذو الفضل العظيم فكيف لهم باختيار الإمام و الإمام عالم لا يجهل و داع لا ينكل معدن القدس و الطهارة و النسك و الزهادة و العلم و العبادة- مخصوص بدعوة الرسول و نسل المطهرة البتول لا مغمز فيه في نسب و لا يدانيه ذو حسب في البيت من قريش و الذروة من هاشم و العترة من الرسول ص و الرضا من اللّٰه تعالى شرف الأشراف و الفرع من عبد مناف نامي العلم كامل الحلم مضطلع بالإمامة عالم بالسياسة مفروض الطاعة قائم بأمر اللّٰه ناصح لعباد اللّٰه حافظ لدين اللّٰه إن الأنبياء و الأئمة ع يوفقهم اللّٰه و يؤتيهم من مخزون علمه و حكمه ما لا يؤتيه غيرهم فيكون علمهم فوق علم أهل أزمانهم في قوله تعالى أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لٰا يَهِدِّي إِلّٰا أَنْ يُهْدىٰ فَمٰا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ- و قوله تعالى وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً و قوله في طالوت إِنَّ اللّٰهَ اصْطَفٰاهُ عَلَيْكُمْ وَ زٰادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ

وَ الْجِسْمِ وَ اللّٰهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشٰاءُ وَ اللّٰهُ وٰاسِعٌ عَلِيمٌ

الوافي، ج 3، ص: 485

و قال لنبيه ص أَنْزَلَ اللّٰهُ عَلَيْكَ الْكِتٰابَ وَ الْحِكْمَةَ- وَ عَلَّمَكَ مٰا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَ كٰانَ فَضْلُ اللّٰهِ عَلَيْكَ عَظِيماً و قال في الأئمة من أهل بيت نبيه و عترته و ذريته ص أَمْ يَحْسُدُونَ النّٰاسَ عَلىٰ مٰا آتٰاهُمُ اللّٰهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنٰا آلَ إِبْرٰاهِيمَ الْكِتٰابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْنٰاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَ مِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَ كَفىٰ بِجَهَنَّمَ سَعِيراً و إن العبد إذا اختاره اللّٰه تعالى لأمور عباده شرح صدره لذلك و أودع قلبه ينابيع الحكمة و ألهمه العلم إلهاما فلم يعي بعده بجواب و لا تحير فيه عن الصواب فهو معصوم مؤيد موفق مسدد قد أمن الخطأ و الزلل و العثار يخصه اللّٰه بذلك ليكون حجته على عباده و شاهده على خلقه و ذلك فضل اللّٰه يؤتيه من يشاء و اللّٰه ذو الفضل العظيم- فهل يقدرون على مثل هذا فيختارونه أو يكون مختارهم بهذه الصفة فيقدمونه تعدوا و بيت اللّٰه الحق و نبذوا كتاب اللّٰه وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون- و في كتاب اللّٰه الهدى و الشفاء فنبذوه و اتبعوا أهواءهم فذمهم اللّٰه و مقتهم و أتعسهم فقال جل و تعالى وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوٰاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللّٰهِ- إِنَّ اللّٰهَ لٰا يَهْدِي الْقَوْمَ الظّٰالِمِينَ و قال فَتَعْساً لَهُمْ وَ أَضَلَّ أَعْمٰالَهُمْ و قال كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللّٰهِ وَ عِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذٰلِكَ يَطْبَعُ اللّٰهُ عَلىٰ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبّٰارٍ و صلى اللّٰه على محمد و آله و سلم

الوافي، ج 3، ص: 486

بيان

إسناد هذا الخبر في كتاب

إكمال الدين للشيخ الصدوق رحمه اللّٰه هكذا محمد بن موسى بن المتوكل رحمه اللّٰه قال حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال حدثنا أبو محمد القاسم بن العلاء قال حدثنا القاسم بن مسلم عن أخيه عبد العزيز بن مسلم و رواه أيضا عن أبي العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي اللّٰه عنه عن القاسم بن محمد بن علي المروزي عن أبي حامد عمران بن موسى بن إبراهيم عن الحسن بن القاسم الدقاق عن القاسم بن مسلم عن أخيه عبد العزيز بن مسلم فارتفع رفعه بذلك و في عرض المجالس للشيخ الصدوق طاب ثراه وافق ما في الكافي إلا أنه أسقط لفظة رفعه و بذلك رفعه بدو مقدمنا أي ابتداء قدومنا و ندى مقدمنا بالنون كما في بعض النسخ تصحيف و أمر الإمامة من تمام الدين و ذلك لأن الإمام مضطر إليه في أحكام الدين كما مضى بيانه في باب الاضطرار إلى الحجة قصد سبيل الحق استقامته أمنع جانبا جانبه أشد منعا من أن يصل إليه يد أحد أشاد رفع لٰا يَنٰالُ عَهْدِي الظّٰالِمِينَ يعني من كان ظالما من ذريتك لا يناله عهدي إليه بالإمامة و إنما يمكن أن يناله من لم يكن ظالما منهم نافلة عطية و يقال النافلة لولد الولد أيضا و الإقام مصدر كالإقامة و القرن عدة من السنين طويلة و من الناس أهل زمان واحد.

أَوْلَى النّٰاسِ أخصهم به و أقربهم من الولي و هو القرب لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ في زمانه و بعده وَ هٰذَا النَّبِيُّ خصوصا وَ الَّذِينَ آمَنُوا من أمته و إن نصب النبي فمعناه اتبعوه و اتبعوا هذا النبي و الأس الأصل و السامي العالي و الفي ء الغنيمة و الثغر

ما يلي دار الحرب و موضع المخافة من فروج البلدان و الذب المنع و الدفع و التجليل بالجيم اللبس و الساطع المرتفع و الغيهب الظلمة و الدجى ظلمة الليل و الجوز وسط الشي ء و معظمه

الوافي، ج 3، ص: 487

و القفار الخالي من الماء و الكلإ و الردى الهلاك و اليفاع ما ارتفع من الأرض و الهاطل المطر المتتابع المتفرق العظيم القطر و الغزيرة بإعجام الغين و تقديم المعجمة بعدها الكثير الدر و المفزع الملجإ و الداهية الأمر العظيم النآد كسحاب بمعناها و البوار الهلاك خسئت العيون كلت عييت عجزت.

منتهم أضعفتهم و أعجزتهم دحضا بالتحريك و التسكين زلقا يؤفكون يصرفون إفكا كذبا لا ينكل لا يضعف و لا يجبن لا مغمز فيه أي لا مطعن أو مطمع مضطلع بالإمامة قوي عليها يَهْدِي يهتدي بإدغام التاء في الدال و قال في الأئمة يعني أن المراد بالناس في قوله تعالى أَمْ يَحْسُدُونَ النّٰاسَ إنما هو الأئمة ع مِنْ فَضْلِهِ يعني الخلافة بعد النبوة فَقَدْ آتَيْنٰا آلَ إِبْرٰاهِيمَ الْكِتٰابَ يعني النبوة وَ الْحِكْمَةَ يعني الفهم و القضاء وَ آتَيْنٰاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً يعني الطاعة المفروضة كذا ورد عنهم ع كما يأتي و هو إلزام لهم بما عرفوه من إيتاء اللّٰه الكتاب و الحكمة آل إبراهيم الذين هم أسلاف آل محمد و إنه ليس ببدع أن يؤتيهم اللّٰه مثل ما أوتي أسلافهم ع بل هم أولى بذلك لأن محمدا أفضل من إبراهيم ع و التعس الهلاك و العثار السقوط و الشر و البعد و الانحطاط

[2]
اشارة

991- 2 الكافي، 1/ 203/ 2/ 1 محمد عن ابن عيسى عن السراد عن إسحاق بن غالب عن أبي عبد اللّٰه ع في خطبة

له يذكر فيها حال الأئمة ع و صفاتهم أن اللّٰه تعالى أوضح بأئمة الهدى من أهل بيت نبينا عن دينه و أبلج بهم عن سبيل منهاجه و فتح بهم عن باطن ينابيع علمه

الوافي، ج 3، ص: 488

فمن عرف من أمة محمد ص واجب حق إمامه- وجد طعم حلاوة إيمانه و علم فضل طلاوة إسلامه لأن اللّٰه تعالى نصب الإمام علما لخلقه و جعله حجة على أهل موادة و عالمه ألبسه اللّٰه تعالى تاج الوقار و غشاه من نور الجبار يمد بسبب إلى السماء لا ينقطع عنه موادة و لا ينال ما عند اللّٰه إلا بجهة أسبابه و لا يقبل اللّٰه أعمال العباد إلا بمعرفته فهو عالم بما يرد عليه من ملتبسات الدجى و معميات السنن و مشبهات الفتن فلم يزل اللّٰه تعالى يختارهم لخلقه من ولد الحسين ع من عقب كل إمام يصطفيهم لذلك و يجتبيهم و يرضى بهم لخلقه و يرتضيهم كلما مضى منهم إمام نصب لخلقه من عقبه إماما علما بينا و هاديا نيرا و إماما قيما و حجة عالما أئمة من اللّٰه يهدون بالحق و به يعدلون حجج اللّٰه و دعاته و رعاته على خلقه- يدين بهم العباد و يستهل بنورهم البلاد و ينمو ببركتهم التلاد جعلهم اللّٰه حياة للأنام و مصابيح للظلام و مفاتيح للكلام و دعائم للإسلام جرت بذلك فيهم مقادير اللّٰه على محتومها فالإمام هو المنتجب المرتضى و الهادي المنتجى و القائم المرتجى اصطفاه اللّٰه بذلك و اصطنعه على عينه في الذر حين ذرأه و في البرية حين برأه ظلا قبل خلق نسمة عن يمين عرشه محبوا بالحكمة في عالم الغيب عنده اختاره بعلمه و انتجبه لطهره بقية من

آدم ع و خيرة من ذرية نوح و مصطفى من آل إبراهيم و سلالة من إسماعيل و صفوة من عترة محمد ص لم يزل مرعيا بعين اللّٰه يحفظه و يكلؤه بستره مطرودا عنه حبائل إبليس و جنوده مدفوعا عنه وقوب الغواسق و نفوث كل فاسق مصروفا عنه قوارف السوء مبرئا عن العاهات

الوافي، ج 3، ص: 489

محجوبا عن الآفات- معصوما من الفواحش كلها معروفا بالحلم و البر في يفاعه منسوبا إلى العفاف و العلم و الفضل عند انتهائه مسندا إليه أمر والده صامتا عن المنطق في حياته فإذا انقضت مدة والده إلى أن انتهت به مقادير اللّٰه إلى مشيته و جاءت الإرادة من اللّٰه فيه إلى محبته و بلغ منتهى مدة والده فمضى و صار أمر اللّٰه إليه من بعده و قلده دينه و جعله الحجة على عباده و قيمة في بلاده و أيده بروحه و أتاه علمه و أنبأه فضل بيانه- و استودعه سره و انتدبه لعظيم أمره و أنبأه فضل بيان علمه و نصبه علما لخلقه و جعله حجة على أهل عالمه و ضياء لأهل دينه و القيم على عباده- رضي اللّٰه به إماما لهم استودعه سره و استحفظه علمه و استخبأه حكمته- و استرعاه لدينه و انتدبه لعظيم أمره و أحيا به مناهج سبيله و فرائضه و حدوده- فقام بالعدل عند تحير أهل الجهل و تحيير أهل الجدل بالنور الساطع و الشفاء النافع بالحق الأبلج و البيان اللائح من كل مخرج على طريق المنهج الذي مضى عليه الصادقون من آبائه ع فليس يجهل حق هذا العالم إلا شقي و لا يجحده إلا غوي و لا يصد عنه إلا جرى على اللّٰه تعالى

بيان

أبلج

أوضح و في بعض النسخ منح مكان فتح أي أعطي بوسيلتهم و الطلاوة مثلثة الحسن و البهجة و القبول أهل موادة أهل زياداته المتصلة و تكميلاته المتواترة الغير المنقطعة مطيعا كان أو عاصيا و الضمير لله أو للإمام و كذا

الوافي، ج 3، ص: 490

في و عالمه بفتح اللام و هو عطف تفسيري للأهل أو عطف للأعم على الأخص يمد على البناء للمفعول و الضمير للإمام و البارز في موادة لله أو للسبب و في الكلام استعارات لطيفة لا تخفى و الضمير في أسبابه و معرفته راجع إلى الإمام و كذا في يختارهم و ما بعده باعتبار الأئمة يدين بهم العباد أي ينقادون لله و يطيعونه و يتعبدونه ببركتهم و يسيرون إليه بوسيلتهم و في بعض النسخ بهداهم مكان بهم أي بهدايتهم إن ضممنا الهاء و فتحنا الدال و سيرتهم و طريقتهم إن فتحنا و اسكنا و يستهل يتنور و التلاد المال القديم و هو نقيض الطارف و المنتجى صاحب السر و اصطنعه على عينه اختاره على شهود منه بحاله في الذر في عالم الذر و هو في الأصل صغار النمل كني به عن أولاد آدم حين استخرجوا من صلبه لأخذ الميثاق منهم و الحباء العطاء و السلالة بالضم الولد و ما استخرج من شي ء برفق و الوقوب دخول الظلام و الغاسق الليل المظلم و النفوث كالنفخ و القرفة التهمة و الهجنة في يفاعه أوائل سنه يقال أيفع الغلام إذا شارف الاحتلام و لم يحتلم عند انتهائه أي بلوغه متعلق بمنسوبا إلى محبته و في بعض النسخ إلى حجته أي حجيته و هو أوضح و جواب إذا فمضى و انتدبه اختاره و استخبأه بالخاء المعجمة

أودع عنده و أمره بالكتمان و استرعاه اعتنى بشأنه و في بعض النسخ و استدعاه

[3]

992- 3 الفقيه، 4/ 418/ 5914 أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي عن التيملي عن أبيه عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا ع قال للإمام علامات يكون أعلم الناس و أحكم الناس و أتقى الناس و أحلم الناس و أشجع الناس و أعبد الناس و أسخى الناس و يولد مختونا و يكون مطهرا و يرى من خلفه كما يرى من بين يديه و لا يكون له ظل و إذا وقع على الأرض من بطن أمه وقع على راحتيه رافعا صوته بالشهادتين و لا يحتلم و تنام عينه و لا ينام قلبه و يكون محدثا و يستوي عليه درع رسول اللّٰه ص

الوافي، ج 3، ص: 491

و لا يرى له بول و لا غائط لأن اللّٰه تعالى وكل الأرض بابتلاع ما يخرج منه و تكون رائحته أطيب من المسك و يكون أولى بالناس منهم بأنفسهم و أشفق عليهم من آبائهم و أمهاتهم و يكون أشد الناس تواضعا لله عز و جل ذكره و يكون آخذ الناس بما يأمر به و أكف الناس عما ينهى عنه- و يكون دعاؤه مستجابا حتى أنه لو دعا على صخرة لانشقت بنصفين- و يكون عنده سلاح رسول اللّٰه ص و سيفه ذو الفقار و يكون عنده صحيفة فيها أسماء شيعته إلى يوم القيامة و صحيفة فيها أسماء أعدائه إلى يوم القيامة- و يكون عنده الجامعة و هي صحيفة طولها سبعون ذراعا فيها جميع ما يحتاج إليه ولد آدم و يكون عنده الجفر الأكبر و الأصغر إهاب ماعز و إهاب كبش فيهما جميع العلوم حتى أرش

الخدش و حتى الجلدة و نصف الجلدة و ثلث الجلدة و يكون عنده مصحف فاطمة ع

الوافي، ج 3، ص: 492

باب 55 أخذ الميثاق بولايتهم ع

[1]
اشارة

993- 1 الكافي، 1/ 436/ 1/ 1 محمد بن الحسن و علي بن محمد عن سهل عن السراد عن ابن رئاب عن بكير بن أعين قال كان أبو جعفر ع يقول إن اللّٰه أخذ ميثاق شيعتنا بالولاية و هم ذر يوم أخذ الميثاق على الذر و الإقرار له بالربوبية و لمحمد ص بالنبوة

بيان

إنما أخذ اللّٰه المواثيق الثلاثة على الناس أجمعين إلا أنهم أقروا بالربوبية جميعا و أنكر النبوة و الولاية بقلبه من كان ينكره بعد خلقه في هذا العالم و إنما خص أخذ ميثاق الولاية بالشيعة لاختصاص قبوله بهم

و في تفسير علي بن إبراهيم عن ابن مسكان عن أبي عبد اللّٰه ع قال قلت له معاينة كان هذا قال نعم- فثبتت المعرفة و نسوا الموقف و سيذكرونه و لو لا ذلك لم يدر أحد من خالقه و رازقه- فمنهم من أقر بلسانه في الذر و لم يؤمن بقلبه فقال اللّٰه فَمٰا كٰانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمٰا كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ

[2]
اشارة

994- 2 الكافي، 2/ 12/ 1/ 1 الثلاثة عن بعض أصحابنا عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع كيف أجابوا و هم ذر قال جعل

الوافي، ج 3، ص: 493

فيهم ما إذا سألهم أجابوه يعني في الميثاق

بيان

قد مضى تحقيق معنى عالم الذر و أخذ الميثاق في باب العرش و الكرسي من كتاب التوحيد

[3]
اشارة

995- 3 الكافي، 1/ 437/ 9/ 1 محمد عن أحمد عن السراد عن ابن رئاب عن بكير بن أعين قال كان أبو جعفر ع يقول إن اللّٰه أخذ ميثاق شيعتنا بالولاية لنا و هم ذر يوم أخذ الميثاق على الذر بالإقرار له بالربوبية- و لمحمد ص بالنبوة و عرض اللّٰه عز و جل على محمد أمته في الطين و هم أظلة و خلقهم من الطينة التي خلق منها آدم و خلق اللّٰه أرواح شيعتنا قبل أبدانهم بألفي عام و عرضهم عليه و عرفهم رسول اللّٰه ص و عرفهم عليا ص و نحن نعرفهم في لحن القول

بيان

لحن القول فحواه و معناه و كأن المراد بالقبلية القبلية بالرتبة و التعبير بألفي عام على التقدير و التمثيل يعني لو قدر دخولها في الزمان و تمثلت لكانت ألفي عام و تثنية الألف لعلها لتثنية عالمي العقل و الخيال المتقدمين على عالم الأجسام أو يكون تنزل كل روح من مرتبتها التي في سلسلة البدو إلى قراره في البدن في سلسلة العود في ألفي عام زماني من حيث التربية الأبدانية و العلم عند اللّٰه

[4]

996- 4 الكافي، 1/ 436/ 2/ 1 محمد عن محمد بن الحسين عن ابن بزيع عن صالح بن عقبة عن عبد اللّٰه بن محمد الجعفي عن أبي جعفر ع

الوافي، ج 3، ص: 494

و عن عقبة عن أبي جعفر ع قال إن اللّٰه خلق الخلق فخلق من أحب مما أحب و كان ما أحب أن خلقه من طينة الجنة و خلق من أبغض مما أبغض و كان ما أبغض أن خلقه من طينة النار ثم بعثهم في الظلال- فقلت و أي شي ء الظلال قال أ لم تر إلى ظلك في الشمس شي ء و ليس بشي ء ثم بعث اللّٰه فيهم النبيين يدعونهم إلى الإقرار بالله و هو قوله وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللّٰهُ ثم دعاهم إلى الإقرار بالنبيين ص- فأقر بعضهم و أنكر بعض ثم دعاهم إلى ولايتنا فأقر بها و اللّٰه من أحب- و أنكرها من أبغض و هو قوله فَمٰا كٰانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمٰا كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ ثم قال أبو جعفر ع كان التكذيب ثم

[5]

997- 5 الكافي، 1/ 437/ 3/ 1 محمد عن سلمة بن الخطاب عن علي بن سيف عن العباس بن عامر عن أحمد بن رزق الغمشاني عن محمد بن عبد الرحمن عن أبي عبد اللّٰه ع قال ولايتنا ولاية اللّٰه التي لم يبعث نبي قط إلا بها

[6]

998- 6 الكافي، 1/ 437/ 4/ 1 محمد عن بنان عن محمد بن عبد الحميد عن يونس بن يعقوب عن عبد الأعلى قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول ما من نبي جاء قط إلا بمعرفة حقنا و تفضيلنا على من سوانا

[7]

999- 7 الكافي، 1/ 437/ 5/ 1 محمد عن ابن عيسى عن المحمدين عن الكناني عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول و اللّٰه إن في السماء

الوافي، ج 3، ص: 495

لسبعين صفا من الملائكة لو اجتمع أهل الأرض كلهم يحصون عدد كل صف منهم ما أحصوهم و إنهم ليدينون بولايتنا

[8]

1000- 8 الكافي، 1/ 437/ 6/ 1 محمد عن أحمد عن السراد عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن ع قال ولاية علي مكتوبة في جميع صحف الأنبياء و لن يبعث اللّٰه رسولا إلا بنبوة محمد ص و وصية علي ع

الوافي، ج 3، ص: 496

باب56 أنهم شهداء اللّٰه على خلقه

[1]
اشارة

1001- 1 الكافي، 1/ 190/ 1/ 1 علي بن محمد عن سهل عن يعقوب بن يزيد عن زياد القندي عن سماعة قال قال أبو عبد اللّٰه ع في قول اللّٰه تعالى فَكَيْفَ إِذٰا جِئْنٰا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَ جِئْنٰا بِكَ عَلىٰ هٰؤُلٰاءِ شَهِيداً- قال نزلت في أمة محمد ص خاصة في كل قرن منهم إمام منا شاهد عليهم و محمد ص شاهد علينا

بيان

لما كان الأنبياء و الأوصياء ع معصومين من الكذب و جاز الوثوق بشهادتهم لله سبحانه على الأمم دون سائر الناس جعل اللّٰه تعالى في كل أمة منهم شهيدا يشهد عليهم بأن اللّٰه أرسل رسوله إليهم و أتم حجته عليهم و بأن منهم من أطاعه و منهم من عصاه لئلا ينكروه غدا فالنبي ص يشهد لله على الأئمة الأوصياء ص بأن اللّٰه أرسله إليهم و أنهم أطاعوه و أدوا ما عليهم من أمر الخلافة فمن الأمة من أطاع و منهم من عصى و الأئمة

الوافي، ج 3، ص: 497

ع يشهدون لله سبحانه على الأمم بأن اللّٰه أرسل النبي إليهم و للنبي بأنه بلغهم و أن منهم من أطاعه و منهم من عصاه و كما أن نبينا ص يشهد لله على أوصيائه كذلك يشهد له على سائر الأنبياء و هذا لا ينافي نزول الآية في هذه الأمة خاصة لأن حكمها عام.

روى ذلك الشيخ الطبرسي رحمه اللّٰه في كتاب الاحتجاج عن أمير المؤمنين ع في حديث طويل يذكر فيه أحوال أهل الموقف قال فيقام الرسل فيسألون عن تأدية الرسالات التي حملوها إلى أممهم فأخبروا أنهم قد أدوا ذلك إلى أممهم و يسألوا الأمم فيجحدون كما قال اللّٰه فَلَنَسْئَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَ لَنَسْئَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ

فيقولون مٰا جٰاءَنٰا مِنْ بَشِيرٍ وَ لٰا نَذِيرٍ فيستشهد الرسل رسول اللّٰه ص فيشهد بصدق الرسل و بكذب من جحدها من الأمم فيقول لكل أمة منهم بلى فَقَدْ جٰاءَكُمْ بَشِيرٌ وَ نَذِيرٌ وَ اللّٰهُ عَلىٰ كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ أي مقتدر على شهادة جوارحكم عليكم بتبليغ الرسل إليكم رسالاتهم و لذلك قال اللّٰه تعالى لنبيه فَكَيْفَ إِذٰا جِئْنٰا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَ جِئْنٰا بِكَ عَلىٰ هٰؤُلٰاءِ شَهِيداً فلا يستطيعون رد شهادته خوفا من أن يختم اللّٰه على أفواههم و أن تشهد عليهم جوارحهم بما كانوا يعملون و يشهد على منافقي قومه و أمته و كفارهم بإلحادهم و عنادهم و نقضهم عهده و تغييرهم سنته و اعتدائهم على أهل بيته و انقلابهم على أعقابهم و ارتدادهم على أدبارهم و احتذائهم في ذلك سنة من تقدمهم من الأمم الظالمة الخائنة لأنبيائها- فيقولون بأجمعهم رَبَّنٰا غَلَبَتْ عَلَيْنٰا شِقْوَتُنٰا وَ كُنّٰا قَوْماً ضٰالِّينَ

و أما

ما روته العامة أن

الوافي، ج 3، ص: 498

الأمم ينكرون يوم القيامة تبليغ الأنبياء فيطالب اللّٰه الأنبياء بالبينة على أنهم قد بلغوا و هو أعلم فيؤتى عليهم بالشهداء فتأتي أمة محمد ص فيشهدون للأنبياء بأنهم بلغوا فيقول الأمم من أين عرفتم فيقولون علمنا ذلك بإخبار اللّٰه تعالى في كتابه الناطق على لسان نبيه الصادق فيؤتى بمحمد ص فيسأل عن حال أمته فيزكيهم و يشهد بعدالتهم و ذلك قوله تعالى- فَكَيْفَ إِذٰا جِئْنٰا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَ جِئْنٰا بِكَ عَلىٰ هٰؤُلٰاءِ شَهِيداً

فقد جاء عنهم ع ما يشهد بعدم صحته.

روى محمد بن شهرآشوب في مناقبه عن الصادق ع قال إنما أنزل اللّٰه وَ كَذٰلِكَ جَعَلْنٰاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدٰاءَ عَلَى النّٰاسِ وَ يَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً- قال

و لا يكون شهداء على الناس إلا الأئمة و الرسل فأما الأمة فإنه غير جائز أن يستشهدها اللّٰه و فيهم من لا يجوز شهادته في الدنيا على حزمة بقل

و يأتي تمام الكلام في هذه الآية في هذا الباب إن شاء اللّٰه تعالى و لما كان الشهيد كالرقيب و المهيمن على المشهود له جي ء بكلمة الاستعلاء و منه قوله تعالى وَ اللّٰهُ عَلىٰ كُلِّ شَيْ ءٍ شَهِيدٌ

[2]
اشارة

1002- 2 الكافي، 1/ 190/ 2/ 1 الاثنان عن الوشاء عن أحمد بن عائذ عن ابن أذينة عن العجلي قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن قول اللّٰه تعالى وَ كَذٰلِكَ جَعَلْنٰاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدٰاءَ عَلَى النّٰاسِ فقال نحن الأمة الوسطى و نحن شهداء اللّٰه على خلقه و حججه في أرضه قلت قول

الوافي، ج 3، ص: 499

اللّٰه تعالى مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرٰاهِيمَ قال إيانا عنى خاصة هُوَ سَمّٰاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ في الكتب التي مضت و في هذا القرآن لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ- فرسول اللّٰه ص الشهيد علينا بما بلغنا عن اللّٰه تعالى و نحن الشهداء على الناس فمن صدق صدقناه يوم القيامة و من كذب كذبناه يوم القيامة

بيان

وَسَطاً عدلا خيارا و واسطة بين الرسول و سائر الأمة إذ المراد بالخطاب ليس إلا الأئمة ع كما مر و كما ورد في أخبار كثيرة و كما فسره ع هاهنا و في تفسير علي بن إبراهيم إنما نزلت و كذلك جعلناكم أئمة وسطا.

و روى العياشي في تفسيره عن الصادق ع قال ظننت أن اللّٰه عنى بهذه الآية جميع أهل القبلة من الموحدين أ فترى من لا يجوز شهادته في الدنيا على صاع من تمر يطلب اللّٰه شهادته يوم القيامة و يقبلها منه بحضرة جميع الأمم الماضية كلا لم يعن اللّٰه مثل هذا من خلقه يعني الأمة التي وجبت لها دعوة إبراهيم كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنّٰاسِ و هم الأئمة الوسطى و هم خير أمة أخرجت

الوافي، ج 3، ص: 500

للناس

و قد مضى في الباب الأول من هذا الكتاب

في حديث ليلة القدر عن الباقر ع أنه قال و ايم اللّٰه لقد قضي الأمر أن لا يكون بين

المؤمنين اختلاف و لذلك جعلهم شهداء على الناس ليشهد محمد ص علينا- و لنشهد على شيعتنا و لتشهد شيعتنا على الناس فرسول اللّٰه ص شاهد علينا و نحن شهداء اللّٰه على خلقه و حجته في أرضه و نحن الذين قال اللّٰه وَ كَذٰلِكَ جَعَلْنٰاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً

و ضمير المتكلم في بلغنا يحتمل الفاعل و المفعول كما سبق بيانه فمن صدق أي صدق النبي في الدنيا فيما جاء به و لا سيما في تبليغ ما نزل عليه في علي و أهل بيته ع صدقناه يوم القيامة و يحتمل تخفيف صدق و كذب و إرادة صدقهم و كذبهم في الآخرة كما في الحديث الآتي

[3]

1003- 3 الكافي، 1/ 190/ 3/ 1 الاثنان عن الوشاء عن أحمد بن عمر الحلال قال سألت أبا الحسن ع عن قول اللّٰه تعالى أَ فَمَنْ كٰانَ عَلىٰ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شٰاهِدٌ مِنْهُ فقال أمير المؤمنين ع الشاهد على رسول اللّٰه ص و رسول اللّٰه ص على بينة من ربه

[4]

1004- 4 الكافي، 1/ 191/ 4/ 1 الثلاثة عن ابن أذينة عن العجلي قال قلت لأبي جعفر ع قول اللّٰه تبارك و تعالى وَ كَذٰلِكَ جَعَلْنٰاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدٰاءَ عَلَى النّٰاسِ وَ يَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً قال نحن الأمة الوسط و نحن شهداء اللّٰه تعالى على خلقه و حججه في أرضه قلت قوله يٰا أَيُّهَا

الوافي، ج 3، ص: 501

الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَ اسْجُدُوا وَ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَ افْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَ جٰاهِدُوا فِي اللّٰهِ حَقَّ جِهٰادِهِ هُوَ اجْتَبٰاكُمْ قال إيانا عني و نحن المجتبون و لم يجعل اللّٰه تبارك و تعالى في الدين من ضيق فالحرج أشد من الضيق مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرٰاهِيمَ إيانا عنى خاصة هُوَ سَمّٰاكُمُ الْمُسْلِمِينَ اللّٰه تعالى سمانا المسلمين من قبل في الكتب التي مضت و في هذا القرآن لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَ تَكُونُوا شُهَدٰاءَ عَلَى النّٰاسِ فرسول اللّٰه ص الشهيد علينا بما بلغنا عن اللّٰه تعالى و نحن الشهداء على الناس فمن صدق يوم القيامة صدقناه و من كذب كذبناه

[5]
اشارة

1005- 5 الكافي، 1/ 191/ 5/ 1 علي عن أبيه عن حماد بن عيسى عن اليماني عن سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين ع قال إن اللّٰه تعالى طهرنا و عصمنا و جعلنا شهداء على خلقه و حجته في أرضه و جعلنا مع القرآن و جعل القرآن معنا لا نفارقه و لا يفارقنا

بيان

يعني لا نفارق علم القرآن و لا يفارقنا علمه أي ليس علمه عند غيرنا و قد مضى بيان هذا مشروحا

الوافي، ج 3، ص: 502

باب 57 أنهم الهداة

[1]

1006- 1 الكافي، 1/ 191/ 1/ 1 العدة عن أحمد عن الحسين عن النضر و فضالة عن موسى بن بكر عن الفضيل قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن قول اللّٰه تعالى وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هٰادٍ فقال كل إمام هاد للقرن الذي هو فيهم

[2]

1007- 2 الكافي، 1/ 191/ 2/ 1 الثلاثة عن ابن أذينة عن العجلي عن أبي جعفر ع في قول اللّٰه تعالى إِنَّمٰا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هٰادٍ فقال- رسول اللّٰه ص المنذر و لكل زمان منا هاد يهديهم إلى ما جاء به نبي اللّٰه ص ثم الهداة من بعده علي ثم الأوصياء واحد بعد واحد

[3]
اشارة

1008- 3 الكافي، 1/ 192/ 3/ 1 الاثنان عن محمد بن جمهور عن محمد بن إسماعيل عن سعدان عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع إِنَّمٰا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هٰادٍ فقال رسول اللّٰه ص المنذر

الوافي، ج 3، ص: 503

و علي الهادي يا أبا محمد هل من هاد اليوم قلت بلى جعلت فداك- ما زال منكم هاد من بعد هاد حتى دفعت إليك فقال رحمك اللّٰه يا أبا محمد لو كانت إذا نزلت آية على رجل ثم مات ذلك الرجل ماتت الآية مات الكتاب و لكنه حي يجري فيمن بقي كما جرى فيمن مضى

بيان

يعني أن كل آية من الكتاب لا بد أن يقوم تفسيرها و العلم بتأويلها بقيم عالم راسخ في العلم حي فلو لم يكن في كل زمان هاد عالم بالآيات حي ماتت الآيات لفقد المنفعة بها فمات الكتاب و لكن الكتاب لا يجوز موته لأنه الحجة على الناس

[4]

1009- 4 الكافي، 1/ 192/ 4/ 1 محمد عن أحمد عن الحسين عن صفوان عن منصور عن عبد الرحيم القصير عن أبي جعفر ع في قول اللّٰه تعالى إِنَّمٰا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هٰادٍ فقال رسول اللّٰه ص المنذر و علي الهادي أما و اللّٰه ما ذهبت منا و ما زالت فينا إلى الساعة

الوافي، ج 3، ص: 504

باب 58 أنهم ولاة أمر اللّٰه و خزنة علمه

[1]
اشارة

1010- 1 الكافي، 1/ 192/ 1/ 1 محمد عن أحمد بن أبي زاهر عن الحسن بن موسى عن علي عن عمه قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول نحن ولاة أمر اللّٰه و خزنة علم اللّٰه و عيبة وحي اللّٰه

بيان

العيبة زبيل من أدم و من الرجل موضع سره

[2]

1011- 2 الكافي، 1/ 192/ 2/ 1 العدة عن أحمد عن الحسين عن ابن أسباط عن أبيه عن سورة بن كليب قال قال لي أبو جعفر ع و اللّٰه إنا لخزان اللّٰه في سمائه و أرضه لا على ذهب و لا فضة إلا على علمه

[3]

1012- 3 الكافي، 1/ 192/ 3/ 2 علي بن موسى عن أحمد عن الحسين و محمد بن خالد البرقي عن النضر رفعه عن سدير عن أبي جعفر ع قال قلت له جعلت فداك ما أنتم قال نحن خزان علم اللّٰه و نحن تراجمة وحي اللّٰه نحن الحجة البالغة على من دون السماء و من فوق الأرض

الوافي، ج 3، ص: 505

[4]
اشارة

1013- 4 الكافي، 1/ 193/ 4/ 1 محمد عن محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال سمعت أبا جعفر ع يقول قال رسول اللّٰه ص قال اللّٰه تبارك و تعالى استكمال حجتي على الأشقياء من أمتك من ترك ولاية علي و الأوصياء من بعدك فإن فيهم سنتك و سنة الأنبياء من قبلك و هم خزاني على علمي من بعدك ثم قال رسول اللّٰه ص لقد أنبأني جبرئيل ع بأسمائهم و أسماء آبائهم

بيان

قد مضى هذا الخبر في باب وجوب موالاتهم مع زيادة و بيان

[5]
اشارة

1014- 5 الكافي، 1/ 193/ 5/ 1 القميان عن محمد بن خالد عن فضالة عن ابن أبي يعفور قال أبو عبد اللّٰه ع يا بن أبي يعفور إن اللّٰه واحد متوحد بالوحدانية متفرد بأمره فخلق خلقا فقدرهم لذلك الأمر فنحن هم يا بن أبي يعفور فنحن حجج اللّٰه في عباده و خزانة على علمه- و القائمون بذلك

بيان

متوحد بالوحدانية أي في ذاته متفرد بأمره أي بفعله فقدرهم من التقدير لذلك الأمر لأن يكونوا قائمين به

[6]

1015- 6 الكافي، 1/ 193/ 6/ 1 علي بن محمد عن سهل عن موسى بن القاسم بن معاوية و محمد عن العمركي جميعا عن علي بن جعفر عن أبي الحسن موسى ع قال قال أبو عبد اللّٰه ع إن اللّٰه تعالى

الوافي، ج 3، ص: 506

خلقنا فأحسن خلقنا و صورنا فأحسن صورتنا و جعلنا خزانة في سمائه و أرضه و لنا نطقت الشجر و بعبادتنا عبد اللّٰه و لولانا ما عبد اللّٰه

الوافي، ج 3، ص: 507

باب 59 أنهم خلفاء اللّٰه في أرضه و أبوابه

[1]

1016- 1 الكافي، 1/ 193/ 1/ 1 الاثنان عن أحمد عن أبي مسعود عن الجعفري قال سمعت أبا الحسن ع يقول الأئمة خلفاء اللّٰه تعالى في أرضه

[2]

1017- 2 الكافي، 1/ 193/ 3/ 1 الاثنان عن الوشاء عن عبد اللّٰه بن سنان قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن قول اللّٰه تعالى وَعَدَ اللّٰهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصّٰالِحٰاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ- قال هم الأئمة ص

[3]

1018- 3 الكافي، 1/ 193/ 2/ 1 الاثنان عن محمد بن جمهور عن سليمان بن سماعة عن عبد اللّٰه بن القاسم عن أبي بصير قال قال أبو عبد اللّٰه ع الأوصياء هم أبواب اللّٰه تعالى التي يؤتى منها و لولاهم ما عرف اللّٰه تعالى و بهم احتج اللّٰه على خلقه

[4]
اشارة

1019- 4 الكافي، 1/ 437/ 8/ 1 الاثنان عن الوشاء عن عبد اللّٰه بن سنان عن أبي حمزة قال سمعت أبا جعفر ع يقول إن عليا ص

الوافي، ج 3، ص: 508

باب فتحه اللّٰه فمن دخله كان مؤمنا و من خرج منه كان كافرا- و من لم يدخل فيه و لم يخرج منه كان في الطبقة الذين قال اللّٰه تعالى فيهم لي فيهم المشيئة

بيان

يعني إن شاء عذبه و إن شاء غفر له

الوافي، ج 3، ص: 509

باب 60 أنهم نور اللّٰه

[1]
اشارة

1020- 1 الكافي، 1/ 194/ 1/ 1 الاثنان عن علي بن مرداس عن صفوان بن يحيى و السراد عن الخراز عن أبي خالد الكابلي قال سألت أبا جعفر ع عن قول اللّٰه تعالى فَآمِنُوا بِاللّٰهِ وَ رَسُولِهِ وَ النُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنٰا فقال يا أبا خالد النور و اللّٰه الأئمة من آل محمد ص إلى يوم القيامة- و هم و اللّٰه نور اللّٰه الذي أنزل و هم و اللّٰه نور اللّٰه في السماوات و الأرض و اللّٰه يا أبا خالد لنور الإمام في قلوب المؤمنين أنور من الشمس المضيئة بالنهار- و هم و اللّٰه ينورون قلوب المؤمنين و يحجب اللّٰه تعالى نورهم عمن يشاء فيظلم قلوبهم و اللّٰه يا أبا خالد لا يحبنا عبد و لا يتولانا حتى يطهر اللّٰه قلبه و لا يطهر اللّٰه قلب عبد حتى يسلم لنا و يكون سلما لنا فإذا كان سلما لنا سلمه اللّٰه من شديد الحساب و آمنه من فزع يوم القيامة الأكبر

بيان

حتى يسلم لنا إما من الإسلام بمعنى الانقياد أو من التسليم و السلم بالكسر خلاف الحرب

[2]

1021- 2 الكافي، 1/ 195/ 4/ 1 أحمد بن مهران عن عبد العظيم بن عبد اللّٰه

الوافي، ج 3، ص: 510

الحسنى عن ابن أسباط و السراد عن الخراز عن أبي خالد الكابلي قال سألت أبا جعفر ع عن قول اللّٰه تعالى فَآمِنُوا بِاللّٰهِ وَ رَسُولِهِ وَ النُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنٰا فقال يا أبا خالد النور و اللّٰه الأئمة ع يا أبا خالد لنور الإمام في قلوب المؤمنين أنور من الشمس المضيئة بالنهار و هم الذين ينورون قلوب المؤمنين و يحجب اللّٰه نورهم عمن يشاء فيظلم قلوبهم و يغشاهم بها

[3]

1022- 3 الكافي، 1/ 194/ 2/ 1 علي بإسناده عن أبي عبد اللّٰه ع في قول اللّٰه تعالى الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرٰاةِ وَ الْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهٰاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ يُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبٰاتِ وَ يُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبٰائِثَ إلى قوله وَ اتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ قال النور في هذا الموضع أمير المؤمنين و الأئمة ع

[4]
اشارة

1023- 4 الكافي، 1/ 194/ 3/ 1 القميان عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن أبي الجارود قال قلت لأبي جعفر ع لقد آتى اللّٰه أهل الكتاب خيرا كثيرا قال و ما ذلك قلت قول اللّٰه تعالى الَّذِينَ آتَيْنٰاهُمُ الْكِتٰابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ إلى قوله أُولٰئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمٰا صَبَرُوا قال فقال قد آتاكم اللّٰه كما آتاهم ثم تلا يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّٰهَ وَ آمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَ يَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ يعني إماما تأتمون به

الوافي، ج 3، ص: 511

بيان

الكفل بالكسر الضعف و النصيب و الحظ

[5]

1024- 5 الكافي، 1/ 195/ 5/ 1 علي بن محمد و محمد بن الحسن عن سهل عن ابن شمون عن الأصم عن عبد اللّٰه بن القاسم عن صالح بن سهل الهمداني قال قال أبو عبد اللّٰه ع في قول اللّٰه تعالى اللّٰهُ نُورُ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكٰاةٍ فاطمة ع فِيهٰا مِصْبٰاحٌ الحسن الْمِصْبٰاحُ فِي زُجٰاجَةٍ الحسين الزُّجٰاجَةُ كَأَنَّهٰا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ فاطمة كوكب دري بين نساء أهل الدنيا يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبٰارَكَةٍ إبراهيم ع زَيْتُونَةٍ لٰا شَرْقِيَّةٍ وَ لٰا غَرْبِيَّةٍ لا يهودية و لا نصرانية يَكٰادُ زَيْتُهٰا يُضِي ءُ يكاد العلم ينفجر بها وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نٰارٌ نُورٌ عَلىٰ نُورٍ إمام منها بعد إمام يَهْدِي اللّٰهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشٰاءُ يهدي اللّٰه للأئمة ع من يشاء وَ يَضْرِبُ اللّٰهُ الْأَمْثٰالَ لِلنّٰاسِ قلت أَوْ كَظُلُمٰاتٍ قال الأول و صاحبه يَغْشٰاهُ مَوْجٌ الثالث مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ ظلمات الثاني بَعْضُهٰا فَوْقَ بَعْضٍ معاوية و فتن بني أمية إذا أخرج يده المؤمن في ظلمة فتنتهم لم يكد يراها وَ مَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللّٰهُ لَهُ نُوراً إماما من ولد فاطمة ع فَمٰا لَهُ مِنْ نُورٍ إمام يوم القيامة و قال في قوله يَسْعىٰ نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ بِأَيْمٰانِهِمْ أئمة المؤمنين يوم القيامة يسعى بين أيدي المؤمنين و بأيمانهم حتى ينزلوهم منازل أهل الجنة

[6]
اشارة

1025- 6 الكافي، 1/ 195/ 5/ 1 عنهما عن سهل عن موسى بن القاسم

الوافي، ج 3، ص: 512

البجلي و محمد عن العمركي جميعا عن علي بن جعفر عن أخيه موسى ع مثله

بيان

يعني أن مصباحا الأول المنكر كناية عن الحسن ع و الثاني المعرف كناية عن الحسين ع و الزجاجة التي هي المشكاة كناية عن فاطمة ع زيتونة تمد النور و النار التعليم قال الأول و صاحبه يَغْشٰاهُ مَوْجٌ يعني أن الظلمات الأول كناية عن الأول و الموج الأول عن الثاني و الموج الثاني عن الثالث و الظلمات الثاني التي بعضها فوق بعض عن معاوية و فتن بني أمية

[7]

1026- 7 الكافي، 1/ 195/ 6/ 1 القمي عن الحسين بن عبيد اللّٰه عن محمد بن الحسن و موسى بن عمر عن السراد عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن ع قال سألته عن قول اللّٰه تعالى يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ الهِٰام بِأَفْوٰاهِهِمْ قال يريدون ليطفئوا ولاية أمير المؤمنين ع بأفواههم- قلت قوله تعالى وَ اللّٰهُ مُتِمُّ نُورِهِ قال يقول و اللّٰه متم الإمامة و الإمامة هي النور و ذلك قوله فَآمِنُوا بِاللّٰهِ وَ رَسُولِهِ وَ النُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنٰا قال النور هو الإمام

الوافي، ج 3، ص: 513

باب 61 أنهم أركان الأرض و أنه جرى لهم ما جرى للنبي ص

[1]
اشارة

1027- 1 الكافي، 1/ 196/ 1/ 1 أحمد بن مهران عن محمد بن علي و محمد عن أحمد جميعا عن محمد بن سنان الكافي، الاثنان عن محمد بن جمهور العمي عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن أبي عبد اللّٰه ع قال ما جاء به علي ع أخذ به و ما نهى عنه انتهى عنه جرى له من الفضل مثل ما جرى لمحمد ص و لمحمد ص الفضل على جميع من خلق اللّٰه المتعقب عليه في شي ء من أحكامه كالمتعقب على اللّٰه و على رسوله و الراد عليه في صغيرة أو كبيرة على حد الشرك بالله كان أمير المؤمنين ص باب اللّٰه الذي لا يؤتى إلا منه و سبيله الذي من سلك بغيره هلك و كذلك يجري لأئمة الهدى واحدا بعد واحد جعلهم اللّٰه أركان الأرض أن تميد بأهلها و حجته البالغة على من فوق الأرض و من تحت الثرى و كان أمير المؤمنين ع كثيرا ما يقول أنا قسيم اللّٰه بين الجنة و النار و أنا الفاروق الأكبر و أنا صاحب العصا و الميسم و لقد

أقرت لي جميع الملائكة و الروح و الرسل بمثل ما أقروا به لمحمد ص و لقد حملت على مثل حمولته و هي حمولة الرب و أن رسول اللّٰه ص

الوافي، ج 3، ص: 514

يدعى فيكسى و أدعى فأكسى و يستنطق و أستنطق فأنطق على حد منطقه- و لقد أعطيت خصالا ما سبقني إليها أحد قبلي علمت المنايا و البلايا و الأنساب و فصل الخطاب فلم يفتني ما سبقني و لم يعزب عني ما غاب عني أبشر بإذن اللّٰه و أؤدي عنه كل ذلك من اللّٰه مكنني فيه بعلمه

بيان

أخذ و انتهى على البناء للمفعول و المتعقب الطاعن و المعترض و الضمير في عليه لعلي ع في صغيرة أو كبيرة صفتان للكلمة أو للخصلة أو المسألة أو نحو ذلك تميد تتحرك أنا قسيم اللّٰه قسيم من اللّٰه بين الجنة و النار أي أهليهما و ذلك لأن حبه موجب للجنة و بغضه موجب للنار فبه يقسم الفريقان و به يتفرقان و أنا الفاروق الأكبر إذ به يفرق بين الحق و الباطل و أهليهما صاحب العصا أي عصا موسى التي صارت إليه من شعيب و إلى شعيب من آدم يعني هي عندي أقدر بها على ما قدر عليه موسى كما يأتي ذكره و الميسم بالكسر المكواة لما كان بحبه و بغضه ع يتميز المؤمن من المنافق فكأنه كان يسم على جبين المنافق بكي النفاق حملت على التكلم و البناء للمفعول و الحمولة بالضم الأحمال يعني كلفني اللّٰه ربي مثل ما كلف محمدا من أعباء التبليغ و الهداية.

و هي حمولة الرب أي الأحمال التي وردت من اللّٰه سبحانه لتربية الناس و تكميلهم يدعى فيكسى يعني يوم القيامة و كأن الدعوة

كناية عن الإقبال الذي مر بيانه في شرح حديث جنود العقل و الجهل و هو السير إلى اللّٰه في سلسلة العود و الكسوة كناية عن تغشيهما بنور الجبار و غفران إنيتهما في الجليل الغفار و اضمحلال وجودهما في الواحد القهار

كما ورد في الحديث النبوي ص

الوافي، ج 3، ص: 515

علي ممسوس في ذات اللّٰه تعالى

قال العلامة المحقق نصير الدين محمد الطوسي رحمه اللّٰه إشارة إلى هذا المعنى العارف إذا انقطع عن نفسه و اتصل بالحق رأى كل قدرة مستغرقة في قدرته المتعلقة بجميع المقدورات و كل علم مستغرقا في علمه الذي لا يعزب عنه شي ء من الموجودات و كل إرادة مستغرقة في إرادته التي لا يتأبى عنها شي ء من الممكنات بل كل وجود و كل كمال وجود فهو صادر عنه فائض من لدنه فصار الحق حينئذ بصره الذي به يبصر و سمعه الذي به يسمع و قدرته التي بها يفعل و علمه الذي به يعلم و وجوده الذي به يوجد فصار العارف حينئذ متخلقا بأخلاق اللّٰه بالحقيقة و استنطاقهما و نطقهما عبارة عن ثنائهما بحمد ربهما و شفاعتهما لأولي الألباب كما مضى بيانه في شرح حديث العقل المنايا و البلايا آجال الناس و مصائبهم و فصل الخطاب الخطاب المفصول الغير المشتبه لم يفتني ما سبقني أي علم ما مضى ما غاب عني أي علم ما يأتي

[2]

1028- 2 الكافي، 1/ 197/ 2/ 1 علي بن محمد و محمد بن الحسن عن سهل عن محمد بن الوليد شباب الصيرفي عن سعيد الأعرج قال دخلت أنا و سليمان بن خالد على أبي عبد اللّٰه ع فابتدأنا و قال يا سليمان ما جاء عن أمير المؤمنين ع

يؤخذ به و ما نهى عنه ينتهى عنه- الحديث بأدنى تفاوت

[3]
اشارة

1029- 3 الكافي، 1/ 197/ 3/ 1 محمد و أحمد عن محمد بن الحسن عن علي بن حسان عن أبي عبد اللّٰه الرياحي عن أبي الصامت الحلواني عن أبي جعفر ع قال فضل أمير المؤمنين ع ما جاء به أخذ به و ما نهى عنه انتهى عنه جرى له من الطاعة بعد رسول اللّٰه ص ما لرسول اللّٰه ص و الفضل لمحمد ص المتقدم بين يديه كالمتقدم بين يدي اللّٰه و رسوله و المتفضل عليه كالمتفضل

الوافي، ج 3، ص: 516

على رسول اللّٰه ص و الراد عليه في صغيرة أو كبيرة على حد الشرك بالله فإن رسول اللّٰه ص باب اللّٰه الذي لا يؤتى إلا منه و سبيله الذي من سلكه وصل إلى اللّٰه تعالى و كذلك كان أمير المؤمنين ع من بعده و جرى للأئمة واحدا بعد واحد جعلهم اللّٰه أركان الأرض أن تميد بأهلها و عمد الإسلام و رابطة على سبيل هداه لا يهدي هاد إلا بهداهم و لا يضل خارج من الهدى إلا بتقصير عن حقهم أمناء اللّٰه على ما أهبط من علم أو عذر أو نذر و الحجة البالغة على من في الأرض يجري لآخرهم من اللّٰه مثل الذي جرى لأولهم و لا يصل أحد إلى ذلك إلا بعون اللّٰه تعالى و قال أمير المؤمنين ع أنا قسيم اللّٰه بين الجنة و النار- لا يدخلها داخل إلا على حد قسمي و أنا الفاروق الأكبر و أنا الإمام لمن بعدي و المؤدي عمن كان قبلي لا يتقدمني أحد إلا أحمد ص و إني و إياه لعلى سبيل واحد إلا أنه هو المدعو

باسمه و لقد أعطيت الست علم المنايا و البلايا و الوصايا و فصل الخطاب و إني لصاحب الكرات و دولة الدول و إني لصاحب العصا و الميسم و الدابة التي تكلم الناس

بيان

فضل أمير المؤمنين ع على البناء للمفعول من باب التفعيل يعني على سائر الخلق بعد النبي ص و يحتمل المصدر و الفضل لمحمد يعني الفضل عليه لمحمد دون غيره أو ذلك الفضل هو بعينه فضل محمد لأنهما نفس واحدة و الثاني أوفق بالحديث الأول و عمد الإسلام بضمتين جمع عمود لمناسبة جمع الأركان و يحتمل كونه بفتحتين على الإفراد لمناسبة إفراد الرابط و الرابط ما يمنع الشي ء بشدة عن التفرقة و الشمل أو عذر أو نذر العذر إمحاء الإساءة و النذر التخويف على فعل هو المدعو باسمه يعني أنه دعي باسمه في كتاب اللّٰه صريحا بالرسالة و النبوة دوني أعطيت الست أي الخصال الست

الوافي، ج 3، ص: 517

و الوصايا أي وصايا أنبياء ع لصاحب الكرات أي الرجعات إلى الدنيا.

و دولة الدول أي غلبة الغلبات و كلتاهما عبارة عن الخصلة الخامسة و البواقي عن السادسة أو أن العلوم الأربعة عبارة عن الخصلة الأولى لاشتراكها في العلم أو عن الأولى و الثانية لامتياز أوليها عن الأخيرين بالجزئية و الكلية و حينئذ تكون كلتا الكرات و الدول عبارة عن الثالثة و أشار بالدابة إلى قوله سبحانه وَ إِذٰا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنٰا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النّٰاسَ كٰانُوا بِآيٰاتِنٰا لٰا يُوقِنُونَ

قال علي بن إبراهيم رحمه اللّٰه في تفسيره قال أبو عبد اللّٰه ع قال رجل لعمار بن ياسر يا أبا اليقظان آية في كتاب اللّٰه قد أفسدت قلبي و شككتني قال عمار و

أية آية هي قال قول اللّٰه وَ إِذٰا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنٰا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ- تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النّٰاسَ كٰانُوا بِآيٰاتِنٰا لٰا يُوقِنُونَ فأية دابة هذه قال عمار و اللّٰه ما أجلس و لا آكل و لا أشرب حتى أريكها فجاء عمار مع الرجل إلى أمير المؤمنين و هو يأكل تمرا و زبدا فقال يا أبا اليقظان هلم فجلس عمار و أقبل يأكل معه فتعجب الرجل منه فلما قام عمار قال الرجل سبحان اللّٰه يا أبا اليقظان حلفت أنك لا تأكل و لا تشرب و لا تجلس حتى ترينيها قال عمار قد أريتكها إن كنت تعقل

و قد مضى خبر آخر في هذا المعنى في الأبواب المتقدمة

الوافي، ج 3، ص: 518

باب 62 أنهم المحسودون الذين ذكرهم اللّٰه تعالى

[1]
اشارة

1030- 1 الكافي، 1/ 205/ 1/ 1 الاثنان عن الوشاء عن أحمد بن عائذ عن ابن أذينة عن العجلي قال سألت أبا جعفر ع عن قول اللّٰه تعالى- أَطِيعُوا اللّٰهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فكان جوابه أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتٰابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَ الطّٰاغُوتِ وَ يَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هٰؤُلٰاءِ أَهْدىٰ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا يقولون لأئمة الضلال و الدعاة إلى النار هؤلاء أهدى من آل محمد سبيلا أُولٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللّٰهُ وَ مَنْ يَلْعَنِ اللّٰهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيراً أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ يعني الإمامة و الخلافة فَإِذاً لٰا يُؤْتُونَ النّٰاسَ نَقِيراً نحن الناس الذين عنى اللّٰه و النقير النقطة التي في وسط النواة أَمْ يَحْسُدُونَ النّٰاسَ عَلىٰ مٰا آتٰاهُمُ اللّٰهُ مِنْ فَضْلِهِ نحن الناس المحسودون على ما آتانا اللّٰه من الإمامة دون خلق اللّٰه أجمعين فَقَدْ آتَيْنٰا آلَ إِبْرٰاهِيمَ الْكِتٰابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْنٰاهُمْ

مُلْكاً عَظِيماً يقول جعلنا منهم الرسل و الأنبياء و الأئمة- فكيف يقرون به في آل إبراهيم و ينكرونه في آل محمد ص فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَ مِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَ كَفىٰ بِجَهَنَّمَ سَعِيراً إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيٰاتِنٰا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نٰاراً كُلَّمٰا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنٰاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهٰا لِيَذُوقُوا الْعَذٰابَ إِنَّ اللّٰهَ كٰانَ عَزِيزاً حَكِيماً

الوافي، ج 3، ص: 519

بيان

سئل ع عن معنى أولي الأمر فأجاب السائل ببيان آية أخرى ليفهم منه ما يريد مع إيضاح و تشييد و الجبت اسم صنم فاستعمل في كل ما عبد من دون اللّٰه و الطاغوت الشيطان نزلت في اليهود حين سألهم مشركو العرب أ ديننا أفضل أم دين محمد قالوا بل دينكم أفضل و قيل إنهم مع ذلك سجدوا لأصنامهم ليكونوا أنصارا لهم على محاربة رسول اللّٰه ص فأطاعوا إبليس فيما قالوا و فعلوا وصفهم بالبخل و الحسد و أنكر أن يكون لهم نصيب من الملك ثم قال لو كان لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون الناس مقدار النقرة في ظهر النواة لفرط بخلهم ثم ألزمهم بما عرفوه من إيتاء اللّٰه آل إبراهيم الرسالة و النبوة و أنه ليس ببدع أن يؤتى آل محمد الخلافة و الإمامة

[2]

1031- 2 الكافي، 1/ 206/ 2/ 1 العدة عن أحمد عن الحسين عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن ع في قول اللّٰه تعالى أَمْ يَحْسُدُونَ النّٰاسَ عَلىٰ مٰا آتٰاهُمُ اللّٰهُ مِنْ فَضْلِهِ قال نحن المحسودون

[3]

1032- 3 الكافي، 1/ 206/ 4/ 1 الاثنان عن الوشاء عن حماد بن عثمان عن الكناني قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن قول اللّٰه تعالى أَمْ يَحْسُدُونَ النّٰاسَ عَلىٰ مٰا آتٰاهُمُ اللّٰهُ مِنْ فَضْلِهِ فقال يا أبا الصباح نحن و اللّٰه الناس المحسودون

الوافي، ج 3، ص: 520

[4]

1033- 4 الكافي، 1/ 206/ 5/ 1 الثلاثة عن ابن أذينة عن العجلي عن أبي جعفر ع في قول اللّٰه تعالى فَقَدْ آتَيْنٰا آلَ إِبْرٰاهِيمَ الْكِتٰابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْنٰاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً جعل منهم الرسل و الأنبياء و الأئمة ع- فكيف يقرون في آل إبراهيم ع و ينكرونه في آل محمد ص قال قلت قوله وَ آتَيْنٰاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً قال الملك العظيم أن جعل فيهم أئمة من أطاعهم أطاع اللّٰه و من عصاهم عصى اللّٰه- فهو الملك العظيم

[5]

1034- 5 الكافي، 1/ 206/ 3/ 1 محمد عن أحمد عن الحسين عن النضر عن يحيى الحلبي عن مؤمن الطاق عن حمران بن أعين قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع قول اللّٰه عز و جل فَقَدْ آتَيْنٰا آلَ إِبْرٰاهِيمَ الْكِتٰابَ فقال النبوة قلت الْحِكْمَةَ قال الفهم و القضاء قلت وَ آتَيْنٰاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً فقال الطاعة

الوافي، ج 3، ص: 521

باب 63 أنهم العلامات و الآيات التي ذكرها اللّٰه تعالى

[1]

1035- 1 الكافي، 1/ 206/ 1/ 1 الاثنان عن أبي داود المسترق عن داود الجصاص قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول وَ عَلٰامٰاتٍ وَ بِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ قال النجم رسول اللّٰه ص و العلامات هم الأئمة ع

[2]

1036- 2 الكافي، 1/ 207/ 2/ 1 الاثنان عن الوشاء عن أسباط بن سالم قال سأل الهيثم أبا عبد اللّٰه ع و أنا عنده عن قول اللّٰه تعالى- وَ عَلٰامٰاتٍ وَ بِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ فقال رسول اللّٰه النجم و العلامات هم الأئمة ع

[3]

1037- 3 الكافي، 1/ 207/ 3/ 1 الاثنان عن الوشاء قال سألت الرضا ع عن قول اللّٰه تعالى وَ عَلٰامٰاتٍ وَ بِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ قال نحن العلامات و النجم رسول اللّٰه ص

[4]
اشارة

1038- 4 الكافي، 2/ 388/ 20/ 1 الاثنان عن محمد بن جمهور عن يونس

الوافي، ج 3، ص: 522

عن حماد بن عثمان عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر ع قال إن اللّٰه عز و جل نصب عليا ع علما بينه و بين خلقه فمن عرفه كان مؤمنا و من أنكره كان كافرا و من جهله كان ضالا و من نصب معه كان مشركا و من جاء بولايته دخل الجنة

بيان

نصب معه يعني أشرك معه غيره في منصبه

[5]

1039- 5 الكافي، 1/ 207/ 1/ 1 الاثنان عن أحمد بن محمد بن عبد اللّٰه عن أحمد بن هلال عن أمية بن علي عن داود الرقي قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن قول اللّٰه تبارك و تعالى وَ مٰا تُغْنِي الْآيٰاتُ وَ النُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لٰا يُؤْمِنُونَ قال الآيات الأئمة و النذر الأنبياء صلوات اللّٰه عليهم أجمعين

[6]

1040- 6 الكافي، 1/ 207/ 2/ 2 أحمد بن مهران عن عبد العظيم بن عبد اللّٰه الحسني عن موسى بن محمد العجلي عن يونس بن يعقوب رفعه عن أبي جعفر ع في قول اللّٰه تعالى كَذَّبُوا بِآيٰاتِنٰا كُلِّهٰا يعني الأوصياء كلهم

الوافي، ج 3، ص: 523

[7]

1041- 7 الكافي، 1/ 207/ 3/ 2 محمد عن أحمد عن ابن أبي عمير أو غيره عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال قلت له جعلت فداك إن الشيعة يسألونك عن تفسير هذه الآية عَمَّ يَتَسٰاءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ قال ذلك إلي إن شئت أخبرتهم و إن شئت لم أخبرهم ثم قال لكني أخبرك بتفسيرها قلت عَمَّ يَتَسٰاءَلُونَ قال فقال هي في أمير المؤمنين ع كان أمير المؤمنين ع يقول ما لله تعالى آية هي أكبر مني و لا لله من نبإ أعظم مني

الوافي، ج 3، ص: 524

باب 64 أنهم أهل الأمانات التي ذكرها اللّٰه تعالى

[1]
اشارة

1042- 1 الكافي، 1/ 276/ 1/ 1 الاثنان عن الوشاء عن أحمد بن عائذ عن ابن أذينة عن العجلي قال سألت أبا جعفر ع عن قول اللّٰه تعالى- إِنَّ اللّٰهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمٰانٰاتِ إِلىٰ أَهْلِهٰا وَ إِذٰا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النّٰاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ فقال إيانا عني أن يؤدي الأول إلى الإمام الذي بعده الكتب و العلم و السلاح وَ إِذٰا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النّٰاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ الذي في أيديكم ثم قال للناس يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّٰهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ إيانا عنى خاصة أمر جميع المؤمنين إلى يوم القيامة بطاعتنا فإن خفتم تنازعا في أمر فردوه إلى اللّٰه تعالى و إلى الرسول و إلى أولي الأمر منكم كذا نزلت و كيف يأمرهم اللّٰه تعالى بطاعة ولاة الأمر- و يرخص في منازعتهم إنما قيل ذلك للمأمورين الذين قيل لهم أَطِيعُوا اللّٰهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ

بيان

رد ع بكلامه في آخر الحديث على المخالفين حيث قالوا معنى قوله سبحانه فَإِنْ تَنٰازَعْتُمْ فِي شَيْ ءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّٰهِ وَ الرَّسُولِ فإن اختلفتم أنتم و أولو الأمر

الوافي، ج 3، ص: 525

منكم في شي ء من أمور الدين فارجعوا فيه إلى الكتاب و السنة وجه الرد أنه كيف يجوز الأمر بإطاعة قوم مع الرخصة في منازعتهم فقال ع إن المخاطبين بالتنازع ليسوا إلا المأمورين بالإطاعة خاصة و إن أولي الأمر داخلون في المردود إليهم

[2]

1043- 2 الكافي، 1/ 276/ 2/ 1 الاثنان عن الوشاء عن أحمد بن عمر قال سألت الرضا ع عن قول اللّٰه تعالى إِنَّ اللّٰهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمٰانٰاتِ إِلىٰ أَهْلِهٰا قال هم الأئمة من آل محمد ص أن يؤدي الإمامة إلى من بعده و لا يخص بها غيره و لا يزويها عنه

[3]

1044- 3 الكافي، 1/ 276/ 3/ 1 محمد عن أحمد عن الحسين عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الرضا ع في قول اللّٰه تعالى إِنَّ اللّٰهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمٰانٰاتِ إِلىٰ أَهْلِهٰا قال هم الأئمة يؤدي الإمام إلى الإمام من بعده و لا يخص بها غيره و لا يزويها عنه

[4]

1045- 4 الكافي، 1/ 277/ 4/ 1 محمد عن أحمد عن محمد بن سنان عن إسحاق بن عمار عن ابن أبي يعفور عن المعلى بن خنيس قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن قول اللّٰه تعالى إِنَّ اللّٰهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمٰانٰاتِ إِلىٰ أَهْلِهٰا قال أمر اللّٰه الإمام الأول أن يدفع إلى الإمام الذي بعده كل شي ء عنده

الوافي، ج 3، ص: 526

باب 65 أنهم أهل الذكر المسئولون

[1]
اشارة

1046- 1 الكافي، 1/ 211/ 7/ 1 محمد عن محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن العلاء عن محمد عن أبي جعفر ع قال إن من عندنا يزعمون أن قول اللّٰه تعالى فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لٰا تَعْلَمُونَ أنهم اليهود و النصارى قال إذا يدعونكم إلى دينهم ثم قال بيده إلى صدره نحن أهل الذكر و نحن المسئولون

بيان

هذا المعنى مما روته العامة أيضا

روى الشهرستاني في تفسيره المسمى بمفاتيح الأسرار عن جعفر بن محمد ع أن رجلا سأله فقال من عندنا يقولون قوله تعالى فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لٰا تَعْلَمُونَ إن الذكر هو التوراة و أهل الذكر هم علماء اليهود فقال ع إذا و اللّٰه يدعوننا إلى دينهم بل نحن و اللّٰه أهل الذكر- الذين أمر اللّٰه تعالى برد المسألة إلينا

قال و كذا نقل عن علي ع أنه قال نحن أهل الذكر

[2]
اشارة

1047- 2 الكافي، 1/ 210/ 1/ 1 الاثنان عن الوشاء عن عبد اللّٰه بن عجلان عن أبي جعفر ع في قول اللّٰه تعالى فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ

الوافي، ج 3، ص: 527

كُنْتُمْ لٰا تَعْلَمُونَ قال رسول اللّٰه ص الذكر أنا و الأئمة أهل الذكر و قوله تعالى وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ قال أبو جعفر ع نحن قومه و نحن المسئولون

بيان

في قول اللّٰه يعني قال في قول اللّٰه وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ يعني القرآن

[3]

1048- 3 الكافي، 1/ 210/ 2/ 1 الاثنان عن محمد بن أورمة عن علي عن عمه قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لٰا تَعْلَمُونَ- قال الذكر محمد ص و نحن أهله المسئولون قال قلت قوله وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ قال إيانا عني و نحن أهل الذكر و نحن المسئولون

[4]
اشارة

1049- 4 الكافي، 1/ 210/ 3/ 1 الاثنان عن الوشاء قال سألت الرضا ع فقلت له جعلت فداك فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لٰا تَعْلَمُونَ- فقال نحن أهل الذكر و نحن المسئولون قلت فأنتم المسئولون و نحن السائلون قال نعم قلت حقا علينا أن نسألكم قال نعم قلت حقا عليكم أن تجيبونا- قال لا ذاك إلينا إن شئنا فعلنا و إن شئنا لم نفعل أ ما تسمع قول اللّٰه تعالى- هٰذٰا عَطٰاؤُنٰا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسٰابٍ

الوافي، ج 3، ص: 528

بيان

قال لا و ذلك لأن كل سؤال ليس بمستحق للجواب و لا كل سائل بالحري أن يجاب و رب جوهر علم ينبغي أن يكون مكنونا و رب حكم ينبغي أن يكون مكتوما هٰذٰا عَطٰاؤُنٰا مورده و إن كان سليمان ع إلا أنه يجري في سائر الولاة و الأئمة ع فَامْنُنْ من المنة و هي العطاء أي فأعط منه ما شئت أَوْ أَمْسِكْ مفوضا إليك التصرف فيه لا حساب عليك في ذلك

[5]
اشارة

1050- 5 الكافي، 1/ 211/ 4/ 1 العدة عن أحمد عن الحسين عن النضر عن عاصم بن حميد عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع في قول اللّٰه تعالى وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ فرسول اللّٰه ص الذكر و أهل بيته ع المسئولون و هم أهل الذكر

بيان

كأن في الحديث إسقاطا أو تبديلا لإحدى الآيتين بالأخرى سهوا من الراوي أو الناسخ و العلم عند اللّٰه

[6]

1051- 6 الكافي، 1/ 211/ 5/ 1 أحمد عن الحسين عن حماد عن ربعي عن الفضيل عن أبي عبد اللّٰه ع في قول اللّٰه تعالى وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ

الوافي، ج 3، ص: 529

وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ قال الذكر القرآن و نحن قومه و نحن المسئولون

[7]

1052- 7 الكافي، 1/ 211/ 6/ 1 محمد عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل عن بزرج عن الحضرمي قال كنت عند أبي جعفر ع و دخل عليه الورد أخو الكميت فقال جعلني اللّٰه فداك اخترت لك سبعين مسألة ما يحضرني منها مسألة واحدة قال و لا واحدة يا ورد قال بلى قد حضرني منها واحدة قال و ما هي قال قول اللّٰه تعالى فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لٰا تَعْلَمُونَ من هم قال نحن قال قلت علينا أن نسألكم قال نعم قلت عليكم أن تجيبونا قال ذاك إلينا

[8]

1053- 8 الكافي، 1/ 212/ 8/ 1 العدة عن أحمد عن الوشاء عن أبي الحسن الرضا ع قال سمعته يقول قال علي بن الحسين ع على الأئمة من الفرض ما ليس على شيعتهم و على شيعتنا ما ليس علينا أمرهم اللّٰه تعالى أن يسألونا قال فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لٰا تَعْلَمُونَ- فأمرهم أن يسألونا و ليس علينا الجواب إن شئنا أجبنا و إن شئنا أمسكنا

[9]
اشارة

1054- 9 الكافي، 1/ 212/ 9/ 1 أحمد عن البزنطي قال كتبت إلى الرضا ع كتابا فكان في بعض ما كتبت قال اللّٰه تعالى فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لٰا تَعْلَمُونَ و قال اللّٰه تعالى وَ مٰا كٰانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْ لٰا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طٰائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذٰا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ

الوافي، ج 3، ص: 530

يَحْذَرُونَ فقد فرضت عليهم المسألة و لم يفرض عليكم الجواب قال قال اللّٰه تعالى فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمٰا يَتَّبِعُونَ أَهْوٰاءَهُمْ وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوٰاهُ

بيان

و لم يفرض عليكم الجواب استفهام استبعاد كأنه استفهم السر فيه فأجابه الإمام ع بقول اللّٰه سبحانه و لعل المراد أنه لو كنا نجيبكم عن كل ما سألتم فربما يكون في بعض ذلك ما لا تستجيبونا فيه فتكونون من أهل هذه الآية فالأولى بحالكم أن لا نجيبكم إلا فيما نعلم أنكم تستجيبونا فيه أو أن المراد أن عليكم أن تستجيبوا لنا في كل ما نقول و ليس لكم السؤال بلم و كيف

الوافي، ج 3، ص: 531

باب 66 أنهم أهل العلم و الراسخون فيه

[1]

1055- 1 الكافي، 1/ 212/ 1/ 1 علي عن أبيه عن ابن المغيرة عن عبد المؤمن بن القاسم الأنصاري عن سعد عن جابر الكافي، 1/ 212/ 2/ 1 العدة عن أحمد عن الحسين عن النضر عن جابر عن أبي جعفر ع في قول اللّٰه تعالى هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لٰا يَعْلَمُونَ- إِنَّمٰا يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبٰابِ قال أبو جعفر ع إنما نحن الذين يعلمون- و عدونا الذين لا يعلمون و شيعتنا أولو الألباب

[2]

1056- 2 الكافي، 1/ 213/ 1/ 1 العدة عن أحمد عن الحسين عن النضر عن أيوب بن الحر و عمران بن علي عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع قال نحن الراسخون في العلم و نحن نعلم تأويله

[3]
اشارة

1057- 3 الكافي، 1/ 213/ 2/ 1 علي بن محمد عن عبد اللّٰه بن علي عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد اللّٰه بن حماد عن العجلي عن أحدهما ع في قول اللّٰه تعالى وَ مٰا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللّٰهُ وَ الرّٰاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ

الوافي، ج 3، ص: 532

فرسول اللّٰه ص أفضل الراسخين في العلم قد علمه اللّٰه تعالى- جميع ما أنزل عليه من التنزيل و التأويل و ما كان اللّٰه لينزل عليه شيئا لم يعلمه تأويله و أوصياءه من بعده يعلمونه كله و الذين لا يعلمون تأويله إذا قال العالم فيهم بعلم فأجابهم اللّٰه عز و جل بقوله يَقُولُونَ آمَنّٰا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنٰا و القرآن خاص و عام و محكم و متشابه و ناسخ و منسوخ فالراسخون في العلم يعلمونه

بيان

و الذين لا يعلمون تأويله أراد بهم الشيعة إذا قال العالم فيهم يعني به الراسخ في العلم الذي بين أظهرهم و في بعض النسخ فيه أي في القرآن أو التأويل بعلم أي بمحكم أو تأويل متشابه فأجابهم اللّٰه يعني أجاب اللّٰه الراسخين من قبل الشيعة بقوله يَقُولُونَ يعني الشيعة آمَنّٰا بِهِ كُلٌّ من المحكم و المتشابه مِنْ عِنْدِ رَبِّنٰا

[4]

1058- 4 الكافي، 1/ 213/ 3/ 1 الاثنان عن محمد بن أورمة عن علي عن عمه عن أبي عبد اللّٰه قال الراسخون في العلم أمير المؤمنين و الأئمة من بعده ع

الوافي، ج 3، ص: 533

باب 67 أن الآيات البينات في صدورهم

[1]

1059- 1 الكافي، 1/ 213/ 1/ 2 أحمد بن مهران عن محمد بن علي عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن أبي بصير قال سمعت أبا جعفر ع يقول في هذه الآية بَلْ هُوَ آيٰاتٌ بَيِّنٰاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ فأومى بيده إلى صدره

[2]

1060- 2 الكافي، 1/ 214/ 2/ 1 عنه عن محمد بن علي عن السراد عن عبد العزيز العبدي عن أبي عبد اللّٰه ع في قول اللّٰه تعالى بَلْ هُوَ آيٰاتٌ بَيِّنٰاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ قال هم الأئمة ع

[3]

1061- 3 الكافي، 1/ 214/ 5/ 1 العدة عن أحمد عن الحسين عن محمد بن الفضيل قال سألته عن قول اللّٰه عز و جل بَلْ هُوَ آيٰاتٌ بَيِّنٰاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ قال هم الأئمة ع خاصة

[4]

1062- 4 الكافي، 1/ 214/ 4/ 1 محمد عن محمد بن الحسين عن شعر عن الغنوي عن أبي عبد اللّٰه ع مثله

الوافي، ج 3، ص: 534

[5]
اشارة

1063- 5 الكافي، 1/ 214/ 3/ 1 أحمد بن مهران عن محمد بن علي عن عثمان عن سماعة عن أبي بصير قال قال أبو جعفر ع هذه الآية بَلْ هُوَ آيٰاتٌ بَيِّنٰاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ثم قال أما و اللّٰه يا أبا محمد ما قال بين دفتي المصحف قلت من هم جعلت فداك قال من عسى أن يكونوا غيرنا

بيان

قال أبو جعفر هذه الآية يعني تلاها و ما في ما قال نافية يعني ما قال آيات بينات بين دفتي المصحف بل قال آيٰاتٌ بَيِّنٰاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ

الوافي، ج 3، ص: 535

باب 68 أنهم السابقون من المصطفين

[1]
اشارة

1064- 1 الكافي، 1/ 214/ 1/ 1 الاثنان عن محمد بن جمهور عن حماد بن عيسى عن عبد المؤمن عن سالم قال سألت أبا جعفر ع عن قول اللّٰه تعالى ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتٰابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنٰا مِنْ عِبٰادِنٰا فَمِنْهُمْ ظٰالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سٰابِقٌ بِالْخَيْرٰاتِ بِإِذْنِ اللّٰهِ قال السابق بالخيرات الإمام- و المقتصد العارف للإمام و الظالم لنفسه الذي لا يعرف الإمام

بيان

المشهور بين العامة أن المراد بالمصطفين في هذه الآية كل الأمة المرحومة

و روى عمر هم عن النبي ص أنه قال سابقنا سابق و مقتصدنا ناج و ظالمنا مغفور

و هذا الخبر مع خبر الأصل و إن كانا لا يأبيان ذلك إلا أنه ينبغي توفيقهما مع الخبرين الآتيين و سائر الأخبار عن الأئمة الأطهار بتخصيصهما بآل محمد ع إلا من دعا منهم إلى ضلال

و روي عن أبي عبد اللّٰه ع أنه قال الظالم يحوم حول نفسه و المقتصد يحوم حول قلبه و السابق يحوم حول ربه

[2]

1065- 2 الكافي، 1/ 214/ 2/ 2 الاثنان عن الوشاء عن عبد الكريم عن

الوافي، ج 3، ص: 536

سليمان بن خالد عن أبي عبد اللّٰه ع قال سألته عن قوله تعالى- ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتٰابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنٰا مِنْ عِبٰادِنٰا فقال أي شي ء تقولون أنتم- قلت نقول إنها في الفاطميين قال ليس حيث تذهب ليس يدخل في هذا- من أشار بسيفه و دعا الناس إلى ضلال فقلت فأي شي ء الظالم لنفسه- قال الجالس في بيته لا يعرف حق الإمام و المقتصد العارف بحق الإمام- و السابق بالخيرات الإمام

[3]
اشارة

1066- 3 الكافي، 1/ 215/ 3/ 1 الاثنان عن الوشاء عن أحمد بن عمر قال سألت أبا الحسن الرضا ع عن قول اللّٰه تعالى ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتٰابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنٰا مِنْ عِبٰادِنٰا الآية قال فقال ولد فاطمة و السابق بالخيرات الإمام و المقتصد العارف بالإمام و الظالم لنفسه الذي لا يعرف الإمام

بيان

ينبغي تخصيص ولد فاطمة هاهنا بمن لا يدعو الناس بسيفه إلى ضلال ليوافق لحديث السابق

الوافي، ج 3، ص: 537

باب 69 أنهم النعمة التي ذكرها اللّٰه تعالى

[1]

1067- 1 الكافي، 1/ 217/ 1/ 1 الاثنان عن بسطام بن مرة عن إسحاق بن حسان عن الهيثم بن واقد عن علي بن الحسين العبدي عن سعد الإسكاف عن الأصبغ قال قال أمير المؤمنين ص ما بال أقوام غيروا سنة رسول اللّٰه ص و عدلوا عن وصيه لا يتخوفون أن ينزل بهم العذاب ثم تلا هذه الآية أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللّٰهِ كُفْراً وَ أَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دٰارَ الْبَوٰارِ جَهَنَّمَ ثم قال نحن النعمة التي أنعم اللّٰه بها على عباده و بنا يفوز من فاز يوم القيامة

[2]

1068- 2 الكافي، 1/ 217/ 4/ 1 الاثنان عن محمد بن أورمة عن علي عن عمه قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن قول اللّٰه تعالى أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللّٰهِ كُفْراً الآية قال عني بها قريشا قاطبة الذين عادوا رسول اللّٰه ص و نصبوا له الحرب و جحدوا وصية وصيه

[3]

1069- 3 الكافي، 1/ 217/ 2/ 1 الاثنان رفعه في قول اللّٰه تعالى فَبِأَيِّ آلٰاءِ رَبِّكُمٰا تُكَذِّبٰانِ أ بالنبي أم بالوصي تكذبان نزلت في الرحمن

الوافي، ج 3، ص: 538

[4]

1070- 4 الكافي، 1/ 217/ 3/ 1 الاثنان عن محمد بن جمهور عن عبد اللّٰه بن عبد الرحمن عن الهيثم بن واقد عن أبي يوسف البزاز قال تلا أبو عبد اللّٰه ع هذه الآية فَاذْكُرُوا آلٰاءَ اللّٰهِ قال أ تدري ما آلاء اللّٰه قلت لا قال هي أعظم نعم اللّٰه على خلقه و هي ولايتنا

الوافي، ج 3، ص: 539

باب 70 أنهم المتوسمون

[1]
اشارة

1071- 1 الكافي، 1/ 218/ 1/ 1 أحمد بن مهران عن عبد العظيم بن عبد اللّٰه الحسني عن ابن أبي عمير عن أسباط بياع الزطي قال كنت عند أبي عبد اللّٰه ع فسأله رجل عن قول اللّٰه تعالى إِنَّ فِي ذٰلِكَ لَآيٰاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ وَ إِنَّهٰا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ قال فقال نحن المتوسمون و السبيل فينا مقيم

بيان

الزط بالضم جيل من الهند معرب جت بالفتح و القياس يقتضي فتح معربة أيضا الواحد زطي و التوسم التفرس و معرفة سمة الشي ء يقال توسمت في فلان كذا أي عرفت وسمة فيه و المقيم الثابت يعني أن آيات الفراسة لبسبيل ثابت لا يتخلف عنه و السبيل فينا مقيم يعني لا يخرج منا و في تفسير علي بن إبراهيم و السبيل طريق الجنة يعني يوصل سالكه إليها

[2]
اشارة

1072- 2 الكافي، 1/ 218/ 2/ 1 محمد عن سلمة بن الخطاب عن يحيى بن إبراهيم عن أسباط بن سالم قال كنت عند أبي عبد اللّٰه ع فدخل عليه رجل من أهل هيت فقال له أصلحك اللّٰه ما تقول في قول اللّٰه تعالى الحديث

الوافي، ج 3، ص: 540

بيان

الهيت بالكسر اسم بلد على شاطئ الفرات

[3]
اشارة

1073- 3 الكافي، 1/ 218/ 3/ 1 النيسابوريان عن حماد بن عيسى عن ربعي عن محمد عن أبي جعفر ع في قول اللّٰه عز و جل إِنَّ فِي ذٰلِكَ لَآيٰاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ قال هم الأئمة ع قال رسول اللّٰه ص اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور اللّٰه في قول اللّٰه تعالى إِنَّ فِي ذٰلِكَ لَآيٰاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ

بيان

قوله في قول اللّٰه ثانيا متعلق بقوله قال رسول اللّٰه ص

[4]

1074- 4 الكافي، 1/ 218/ 4/ 1 محمد عن الكوفي عن عبيس بن هشام عن عبد اللّٰه بن سليمان عن أبي عبد اللّٰه ع في قول اللّٰه إِنَّ فِي ذٰلِكَ لَآيٰاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ فقال هم الأئمة ع وَ إِنَّهٰا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ قال لا يخرج منا أبدا

[5]

1075- 5 الكافي، 1/ 218/ 5/ 1 محمد عن محمد بن الحسين عن محمد بن أسلم عن إبراهيم بن أيوب عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال أمير المؤمنين ع في قوله إِنَّ فِي ذٰلِكَ لَآيٰاتٍ

الوافي، ج 3، ص: 541

لِلْمُتَوَسِّمِينَ قال كان رسول اللّٰه ص المتوسم و أنا من بعده- و الأئمة من ذريتي المتوسمون الكافي، و في نسخة أخرى عن أحمد بن مهران عن محمد بن علي عن محمد بن أسلم عن إبراهيم بن أيوب بإسناده مثله

الوافي، ج 3، ص: 542

باب 71 أنهم يعرفون أولياءهم و أعداءهم

[1]

1076- 1 الكافي، 1/ 438/ 1/ 1 محمد عن أحمد عن السراد عن صالح بن سهل عن أبي عبد اللّٰه ع أن رجلا جاء أمير المؤمنين ع و هو مع أصحابه فسلم عليه ثم قال له أنا و اللّٰه أحبك و أتولاك فقال له أمير المؤمنين ع كذبت قال بلى و اللّٰه إني أحبك و أتولاك- فقال له أمير المؤمنين ع كذبت ما أنت كما قلت إن اللّٰه خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام ثم عرض علينا المحب لنا فو الله ما رأيت روحك فيمن عرض فأين كنت فسكت الرجل عند ذلك و لم يراجعه

[2]

1077- 2 الكافي، 1/ 438/ 1/ 1 و في رواية أخرى قال أبو عبد اللّٰه ع كان في النار

[3]

1078- 3 الكافي، 1/ 438/ 2/ 1 محمد عن أحمد عن الحسين عن عمرو بن ميمون عن عمار بن مروان عن جابر عن أبي جعفر ع قال إنا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان و حقيقة النفاق

[4]
اشارة

1079- 4 الكافي، 1/ 438/ 3/ 1 القمي و محمد عن الكوفي عن عبيس بن هشام عن عبد اللّٰه بن سليمان عن أبي عبد اللّٰه ع قال سألته عن الإمام فوض اللّٰه إليه كما فوض إلى سليمان بن داود ع

الوافي، ج 3، ص: 543

فقال نعم و ذلك أن رجلا سأله عن مسألة فأجابه فيها و سأله آخر عن تلك المسألة فأجابه بغير جواب الأول ثم سأله آخر فأجابه بغير جواب الأولين ثم قال هذا عطاؤنا فامنن أو أعط بغير حساب و هكذا هي في قراءة علي ع قال قلت أصلحك اللّٰه فحين أجابهم بهذا الجواب يعرفهم الإمام ع قال سبحان اللّٰه أ ما تسمع اللّٰه يقول إِنَّ فِي ذٰلِكَ لَآيٰاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ و هم الأئمة وَ إِنَّهٰا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ لا يخرج منها أبدا ثم قال لي نعم إن الإمام إذا أبصر إلى الرجل عرفه و عرف لونه و إن سمع كلامه من خلف حائط عرفه و عرف ما هو إن اللّٰه يقول وَ مِنْ آيٰاتِهِ خَلْقُ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلٰافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَ أَلْوٰانِكُمْ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لَآيٰاتٍ لِلْعٰالِمِينَ و هم العلماء- فليس يسمع شيئا من الأمر ينطق به إلا عرفه ناج أو هالك فلذلك يجيبهم بالذي يجيبهم

بيان

يأتي باب التفويض فيما بعد إن شاء اللّٰه و البارز في سأله يرجع إلى الإمام في المواضع الثلاثة ثم قال هٰذٰا عَطٰاؤُنٰا أي تلا هذه الآية النازلة في سليمان بن داود فَامْنُنْ أي أنعم به على من شئت بقدر معلوم أو أعط بغير حساب و هكذا أي أعط مكان أمسك

الوافي، ج 3، ص: 544

باب 72 عرض الأعمال عليهم

[1]
اشارة

1080- 1 الكافي، 1/ 219/ 1/ 1 محمد عن أحمد عن الحسين عن القاسم بن محمد عن علي عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع قال تعرض الأعمال على رسول اللّٰه ص أعمال العباد كل صباح أبرارها و فجارها فاحذروها و هو قول اللّٰه تعالى اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللّٰهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ و سكت

بيان

قوله و سكت يعني لم يقل وَ الْمُؤْمِنُونَ كأن الوقت يأبى عن ذكر عرض الأعمال على الأئمة ع

[2]

1081- 2 الفقيه، 1/ 191/ 583 الحديث مرسلا مقطوعا و زاد- و الأئمة بعد رسول اللّٰه ص و قال وَ الْمُؤْمِنُونَ مكان و سكت

[3]

1082- 3 الكافي، 1/ 219/ 2/ 1 العدة عن أحمد عن الحسين عن النضر عن يحيى الحلبي عن عبد الحميد الطائي عن يعقوب بن شعيب قال

الوافي، ج 3، ص: 545

سألت أبا عبد اللّٰه ع عن قول اللّٰه تعالى اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللّٰهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ قال هم الأئمة ع

[4]

1083- 4 الكافي، 1/ 219/ 3/ 1 علي عن أبيه عن عثمان عن سماعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال سمعته يقول ما لكم تسوءون رسول اللّٰه ص فقال له رجل كيف نسوؤه فقال أ ما تعلمون أن أعمالكم تعرض عليه فإذا رأى فيها معصية ساءه ذلك فلا تسوءوا رسول اللّٰه ص و سروه

[5]
اشارة

1084- 5 الكافي، 1/ 219/ 4/ 1 علي عن أبيه عن القاسم بن محمد الزيات عن عبد اللّٰه بن أبان الزيات و كان مكينا عند الرضا ع قال قلت للرضا ع ادع اللّٰه لي و لأهل بيتي فقال أ و لست أفعل و اللّٰه إن أعمالكم لتعرض علي في كل يوم و ليلة قال فاستعظمت ذلك فقال لي أ ما تقرأ كتاب اللّٰه تعالى وَ قُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللّٰهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ قال هو و اللّٰه علي بن أبي طالب ع

بيان

يعني عليا و أولاده الأئمة ع و إنما خص عليا بالذكر لأنه كان خاصة الموجود في زمان المأمورين بالعمل مشافهة و المعروف بينهم

الوافي، ج 3، ص: 546

[6]

1085- 6 الكافي، 1/ 220/ 5/ 1 أحمد بن مهران عن محمد بن علي عن أبي عبد اللّٰه الصامت عن يحيى بن مساور عن أبي جعفر ع أنه ذكر هذه الآية فَسَيَرَى اللّٰهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ قال هو و اللّٰه علي بن أبي طالب

[7]

1086- 7 الكافي، 1/ 220/ 6/ 1 العدة عن أحمد عن الوشاء قال سمعت الرضا ع يقول إن الأعمال تعرض على رسول اللّٰه ص أبرارها و فجارها

[8]

1087- 8 الكافي، 8/ 254/ 361/ 1 الثلاثة عن محمد بن أبي حمزة و غير واحد عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص إن لكم في حياتي خيرا و في مماتي خيرا قال فقيل يا رسول اللّٰه أما حياتك فقد علمنا فما لنا في وفاتك فقال أما في حياتي فإن اللّٰه تعالى قال وَ مٰا كٰانَ اللّٰهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِيهِمْ و أما في مماتي فتعرض علي أعمالكم فأستغفر لكم

[9]
اشارة

1088- 9 الفقيه، 1/ 191/ 582 قال النبي ص حياتي خير لكم و مماتي خير لكم قالوا يا رسول اللّٰه فكيف ذلك فقال أما حياتي فإن اللّٰه جل ذكره يقول وَ مٰا كٰانَ اللّٰهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِيهِمْ و أما مفارقتي إياكم فإن أعمالكم تعرض علي كل يوم فما كان من حسن استزدت اللّٰه لكم و ما كان من قبيح استغفرت اللّٰه لكم قالوا و قد رممت

الوافي، ج 3، ص: 547

يا رسول اللّٰه يعنون صرت رميما فقال كلا إن اللّٰه تبارك و تعالى حرم لحومنا على الأرض أن تطعم منها شيئا

بيان

يأتي معنى تحريم لحومهم ع على الأرض في أبواب المزار من كتاب الحج إن شاء اللّٰه

الوافي، ج 3، ص: 548

باب 73 أنهم معدن العلم و شجرة النبوة و مختلف الملائكة

[1]
اشارة

1089- 1 الكافي، 1/ 221/ 1/ 1 أحمد بن مهران عن محمد بن علي عن غير واحد عن حماد عن ربعي قال قال علي بن الحسين ع ما ينقم الناس منا فنحن و اللّٰه شجرة النبوة و بيت الرحمة و معدن العلم و مختلف الملائكة

بيان

ينقم ينكر

[2]

1090- 2 الكافي، 1/ 221/ 2/ 1 محمد عن بنان عن أبيه عن ابن المغيرة عن السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه ع قال قال أمير المؤمنين ع إنا أهل البيت شجرة النبوة و موضع الرسالة- و مختلف الملائكة و بيت الرحمة و معدن العلم

الوافي، ج 3، ص: 549

[3]
اشارة

1091- 3 الكافي، 1/ 221/ 3/ 1 أحمد عن محمد بن الحسين عن عبد اللّٰه بن محمد عن الخشاب عن بعض أصحابنا عن خيثمة قال قال لي أبو عبد اللّٰه ع يا خيثمة نحن شجرة النبوة و بيت الرحمة و مفاتيح الحكمة و معدن العلم و موضع الرسالة و مختلف الملائكة و موضع سر اللّٰه و نحن وديعة اللّٰه في عباده و نحن حرم اللّٰه الأكبر و نحن ذمة اللّٰه و نحن عهد اللّٰه فمن وفى بعهدنا فقد وفى بعهد اللّٰه و من خفرها فقد خفر ذمة اللّٰه و عهده

بيان

الخفر بالخاء المعجمة و الفاء نقض العهد

الوافي، ج 3، ص: 550

باب 74 أنه يرث العلم بعضهم من بعض و أنهم ورثوا علم جميع الأنبياء

[1]
اشارة

1092- 1 الكافي، 1/ 221/ 1/ 2 العدة عن أحمد عن الحسين عن النضر عن يحيى الحلبي عن العجلي عن محمد عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن عليا ع كان عالما و العلم يتوارث و لن يهلك عالم إلا بقي من بعده من يعلم علمه أو ما شاء اللّٰه

بيان

يعني من يعلم مثل علمه أو ما شاء اللّٰه من العلم و يحتمل أن يكون ما شاء اللّٰه كناية عما بعد زمان الصاحب ع يعني أو لم يبق و الأول أظهر

[2]

1093- 2 الكافي، 1/ 222/ 2/ 1 الأربعة عن زرارة و الفضيل عن أبي جعفر ع قال إن العلم الذي نزل مع آدم ع لم يرفع و العلم يتوارث و كان علي ع عالم هذه الأمة و إنه لم يهلك منا عالم قط إلا خلفه من أهله من علم مثل علمه أو ما شاء اللّٰه

[3]

1094- 3 الكافي، 1/ 222/ 3/ 1 القميان عن صفوان عن موسى بن بكر عن الفضيل بن يسار قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول إن في علي ع سنة ألف نبي من الأنبياء و إن العلم الذي نزل مع آدم ع لم يرفع و ما مات عالم فذهب علمه و العلم يتوارث

الوافي، ج 3، ص: 551

[4]

1095- 4 الكافي، 1/ 222/ 4/ 1 محمد عن أحمد عن الحسين عن فضالة عن عمر بن أبان قال سمعت أبا جعفر ع يقول إن العلم الذي نزل مع آدم لم يرفع و ما مات عالم فذهب علمه

[5]
اشارة

1096- 5 الكافي، 1/ 222/ 5/ 1 محمد عن أحمد عن علي بن النعمان رفعه عن أبي جعفر ع قال قال يمصون الثماد و يدعون النهر العظيم قيل له و ما النهر العظيم قال رسول اللّٰه ص و العلم الذي أعطاه اللّٰه إن اللّٰه تعالى جمع لمحمد ص سنن الأولين- من آدم و هلم جرا إلى محمد ص قيل له و ما تلك السنن- قال علم النبيين بأسره و إن رسول اللّٰه ص صير ذلك كله عند أمير المؤمنين ع فقال له رجل يا بن رسول اللّٰه- فأمير المؤمنين أعلم أم بعض النبيين فقال أبو جعفر اسمعوا ما يقول إن اللّٰه يفتح مسامع من يشاء إني حدثته أن اللّٰه جمع لمحمد ص علم النبيين و أنه جمع ذلك كله عند أمير المؤمنين ع و هو يسألني أ هو أعلم أم بعض النبيين

بيان

الثمد الماء القليل كأنه ع أراد أن يبين أن العلم الذي أعطاه اللّٰه نبيه ص ثم أمير المؤمنين ع هو اليوم عنده و هو نهر عظيم يجري اليوم من بين أيديهم فيدعونه و يمصون الثماد و هو كناية عن الاجتهادات و الأهواء و تقليد الأبالسة و الآراء فلما رأى أن السائل كان ممن ينادي من مكان بعيد و ممن لم يفتح اللّٰه مسامع قلبه أعرض عن التصريح بما أراد و لم يتم كلامه و اكتفى بما أفاد ص

الوافي، ج 3، ص: 552

[6]

1097- 6 الكافي، 1/ 223/ 6/ 1 محمد عن أحمد عن البرقي عن النضر عن يحيى الحلبي عن عبد الحميد الطائي عن محمد قال قال أبو جعفر ع إن العلم يتوارث فلا يموت عالم إلا ترك من يعلم مثل علمه أو ما شاء اللّٰه

[7]

1098- 7 الكافي، 1/ 223/ 7/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن الحارث بن المغيرة قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول إن العلم الذي نزل مع آدم ع لم يرفع و ما مات عالم إلا و قد ورث علمه إن الأرض لا تبقى بغير عالم

[8]
اشارة

1099- 8 الكافي، 1/ 223/ 1/ 1 علي عن أبيه عن عبد العزيز بن المهتدي عن ابن جندب أنه كتب إليه الرضا ع أما بعد فإن محمدا ص كان أمين اللّٰه في خلقه فلما قبض ع كنا أهل البيت ورثته فنحن أمناء اللّٰه في أرضه عندنا علم البلايا و المنايا- و أنساب العرب و مولد الإسلام و إنا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان و حقيقة النفاق و إن شيعتنا لمكتوبون بأسمائهم و أسماء آبائهم أخذ اللّٰه علينا و عليهم الميثاق يردون موردنا و يدخلون مدخلنا ليس على ملة الإسلام غيرنا و غيرهم نحن النجباء النجاة و نحن إفراط الأنبياء و نحن أبناء الأوصياء- و نحن المخصوصون في كتاب اللّٰه تعالى و نحن أولى الناس بكتاب اللّٰه و نحن أولى الناس برسول اللّٰه و نحن الذين شرع اللّٰه لنا دينه فقال في كتابه شَرَعَ لَكُمْ يا آل محمد مِنَ الدِّينِ مٰا وَصّٰى بِهِ نُوحاً قد وصانا بما وصى به نوحا في كتابه وَ الَّذِي أَوْحَيْنٰا إِلَيْكَ يا محمد وَ مٰا وَصَّيْنٰا بِهِ إِبْرٰاهِيمَ وَ مُوسىٰ وَ عِيسىٰ فقد علمنا و بلغنا علم ما علمنا و استودعنا علمهم نحن ورثة أولي العزم من الرسل أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ يا آل محمد وَ لٰا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ و كونوا على جماعة كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ من أشرك بولاية

الوافي، ج 3، ص: 553

علي مٰا

تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ من ولاية علي إن اللّٰه يا محمد يَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ من يجيبك إلى ولاية علي ع

بيان

الفرط بالتحريك المتقدم للماء و بالتسكين العلم المستقيم يهتدى به

[9]
اشارة

1100- 9 الكافي، 1/ 224/ 2/ 1 محمد عن أحمد عن علي بن الحكم عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّٰه ص إن أول وصي كان على وجه الأرض هبة اللّٰه بن آدم و ما من نبي مضى إلا و له وصي و كان جميع الأنبياء مائة ألف نبي و عشرين ألف نبي منهم خمسة أولو العزم نوح و إبراهيم و موسى و عيسى و محمد ص و إن علي بن طالب كان هبة اللّٰه لمحمد و ورث علم الأوصياء و علم من كان قبله أما إن محمدا ورث علم من كان قبله من الأنبياء و المرسلين على قائمة العرش مكتوب حمزة أسد اللّٰه و أسد رسوله و سيد الشهداء- و في ذؤابة العرش علي أمير المؤمنين ع فهذه حجتنا على من أنكر حقنا و جحد ميراثنا و ما منعنا من الكلام و إمامنا اليقين فأي حجة تكون أبلغ من هذا

بيان

ذؤابة العرش أعلاه

الوافي، ج 3، ص: 554

[10]
اشارة

1101- 10 الكافي، 1/ 224/ 3/ 1 محمد عن سلمة بن الخطاب عن عبد اللّٰه بن محمد عن عبد اللّٰه بن القاسم عن زرعة عن المفضل بن عمر قال قال أبو عبد اللّٰه ع إن سليمان ورث داود و إن محمدا ورث سليمان و إنا ورثنا محمدا و إن عندنا علم التوراة و الإنجيل و الزبور و تبيان ما في الألواح قال قلت إن هذا لهو العلم قال ليس هذا هو العلم إن العلم الذي يحدث يوما بعد يوم و ساعة بعد ساعة

بيان

ما في الألواح أي ألواح موسى كما في الخبر الآتي و يأتي تفسير آخر الحديث

[11]
اشارة

1102- 11 الكافي، 1/ 225/ 4/ 1 القميان عن صفوان عن شعيب الحداد عن ضريس الكناسي قال كنت عند أبي عبد اللّٰه ع و عنده أبو بصير فقال أبو عبد اللّٰه ع إن داود ورث علم الأنبياء و إن سليمان ورث داود و إن محمدا ص ورث سليمان و إنا ورثنا محمدا ص و إن عندنا صحف إبراهيم و ألواح موسى فقال أبو بصير إن هذا لهو العلم فقال يا أبا محمد ليس هذا هو العلم إنما العلم ما يحدث بالليل و النهار يوما بيوم و ساعة بساعة

بيان

لعل المراد و العلم عند اللّٰه أن العلم ليس ما يحصل بالسماع و قراءة الكتب و حفظها فإن ذلك تقليد و إنما العلم ما يفيض من عند اللّٰه سبحانه على قلب المؤمن يوما فيوما و ساعة فساعة فينكشف به من الحقائق ما تطمئن به النفس و ينشرح له الصدر و يتنور به القلب و يتحقق به العالم كأنه ينظر إليه و يشاهده

الوافي، ج 3، ص: 555

[12]

1103- 12 الكافي، 1/ 225/ 5/ 1 محمد عن الصهباني عن محمد بن إسماعيل عن علي بن النعمان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال لي يا أبا محمد إن اللّٰه تعالى لم يعط الأنبياء شيئا إلا و قد أعطاه محمدا و قد أعطى محمدا جميع ما أعطى الأنبياء و عندنا الصحف التي قال اللّٰه صُحُفِ إِبْرٰاهِيمَ وَ مُوسىٰ قلت جعلت فداك هي الألواح قال نعم

[13]
اشارة

1104- 13 الكافي، 1/ 226/ 7/ 1 محمد عن أحمد بن أبي زاهر أو غيره عن محمد بن حماد عن أخيه أحمد عن إبراهيم عن أبيه عن أبي الحسن الأول ع قال قلت له جعلت فداك أخبرني عن النبي ص ورث النبيين كلهم قال نعم قلت من لدن آدم حتى انتهى إلى نفسه قال ما بعث اللّٰه نبيا إلا و محمد ص أعلم منه قال قلت إن عيسى بن مريم كان يحيي الموتى بإذن اللّٰه قال صدقت و سليمان بن داود كان يفهم منطق الطير و كان رسول اللّٰه ص يقدر على هذه المنازل قال فقال إن سليمان بن داود قال للهدهد حين فقده و شك في أمره فقال مٰا لِيَ لٰا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كٰانَ مِنَ الْغٰائِبِينَ- حين فقده فغضب عليه فقال لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذٰاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطٰانٍ مُبِينٍ و إنما غضب لأنه كان يدله على الماء فهذا و هو طائر قد أعطي ما لم يعط سليمان و قد كانت الريح و النمل و الجن و الإنس و الشياطين و المردة له طائعين و لم يكن يعرف الماء تحت الهواء و كان الطير يعرفه و إن اللّٰه يقول في كتابه

وَ لَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبٰالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ

الوافي، ج 3، ص: 556

الْمَوْتىٰ و قد ورثنا نحن هذا القرآن الذي فيه ما تسير به الجبال و تقطع به البلدان و تحيا به الموتى و نحن نعرف الماء تحت الهواء و إن في كتاب اللّٰه لآيات ما يراد بها أمر إلا أن يأذن اللّٰه به مع ما قد يأذن اللّٰه مما كتبه الماضون جعله اللّٰه لنا في أم الكتاب إن اللّٰه تعالى يقول وَ مٰا مِنْ غٰائِبَةٍ فِي السَّمٰاءِ وَ الْأَرْضِ إِلّٰا فِي كِتٰابٍ مُبِينٍ ثم قال ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتٰابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنٰا مِنْ عِبٰادِنٰا فنحن الذين اصطفانا اللّٰه و أورثنا هذا الذي فيه تبيان كل شي ء

بيان

وَ لَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبٰالُ يعني لو كان شي ء من القرآن كذلك لكان هذا القرآن كذا في تفسير علي بن إبراهيم رحمه اللّٰه و تقطيع الأرض قطعها بالسير و الطي إلا أن يأذن اللّٰه به أي يسهله اللّٰه بسببها مع ما يسهله مما في الكتب السالفة في أم الكتاب أي اللوح المحفوظ

الوافي، ج 3، ص: 557

باب 75 أن جميع الكتب المنزلة عندهم

[1]
اشارة

1105- 1 الكافي، 1/ 225/ 6/ 1 محمد عن أحمد عن الحسين عن النضر عن عبد اللّٰه بن سنان عن أبي عبد اللّٰه ع أنه سأله عن قول اللّٰه تعالى وَ لَقَدْ كَتَبْنٰا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ ما الزبور و ما الذكر قال الذكر عند اللّٰه و الزبور الذي أنزل على داود و كل كتاب منزل فهو عند أهل العلم و نحن هم

بيان

كأن الذكر كناية عن اللوح المحفوظ و لهذا قال الذكر عند اللّٰه قال اللّٰه تعالى وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتٰابِ أي اللوح المحفوظ

[2]
اشارة

1106- 2 الكافي، 1/ 227/ 1/ 1 علي عن أبيه عن الحسن بن إبراهيم عن يونس عن هشام بن الحكم في حديث بريه أنه لما جاء معه إلى أبي

الوافي، ج 3، ص: 558

عبد اللّٰه ع فلقي أبا الحسن موسى بن جعفر ع فحكى له هشام الحكاية فلما فرغ قال أبو الحسن لبريه يا بريه كيف علمك بكتابك قال أنا به عالم قال كيف ثقتك بتأويله قال ما أوثقني بعلمي فيه قال فابتدأ أبو الحسن يقرأ الإنجيل فقال بريه إياك كنت أطلب منذ خمسين سنة أو مثلك قال فآمن بريه و حسن إيمانه و آمنت المرأة التي كانت معه فدخل هشام و بريه و المرأة على أبي عبد اللّٰه ع فحكى له هشام الكلام الذي جرى بين أبي الحسن موسى و بين بريه فقال أبو عبد اللّٰه ع ذُرِّيَّةً بَعْضُهٰا مِنْ بَعْضٍ وَ اللّٰهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ فقال بريه أنى لكم التوراة و الإنجيل و كتب الأنبياء قال هي عندنا وراثة من عندهم- نقرؤها كما قرءوها و نقولها كما قالوا إن اللّٰه لا يجعل حجة في أرضه يسأل عن شي ء فيقول لا أدري

بيان

في بعض النسخ بريهة مكان برية في جميع المواضع

[3]
اشارة

1107- 3 الكافي، 1/ 227/ 2/ 1 علي بن محمد و محمد بن الحسن عن سهل عن بكر بن صالح عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال أتينا باب أبي عبد اللّٰه ع و نحن نريد الإذن عليه فسمعناه يتكلم بكلام ليس بالعربية فتوهمنا أنه بالسريانية ثم بكى فبكينا لبكائه ثم خرج إلينا الغلام فأذن لنا فدخلنا عليه فقلنا أصلحك اللّٰه أتيناك نريد الإذن عليك- فسمعناك تتكلم بكلام ليس بالعربية فتوهمنا أنه بالسريانية ثم بكيت فبكينا لبكائك فقال نعم ذكرت إلياس النبي و كان من عباد أنبياء

الوافي، ج 3، ص: 559

بني إسرائيل فقلت كما كان يقول في سجوده ثم اندفع فيه بالسريانية فلا و اللّٰه ما رأينا قسا و لا جاثليقا أفصح لهجة منه به ثم فسره لنا بالعربية فقال كان يقول في سجوده أ تراك معذبي و قد أظمأت لك هواجري أ تراك معذبي و قد عفرت لك في التراب وجهي أ تراك معذبي و قد اجتنبت لك المعاصي أ تراك معذبي و قد أسهرت لك ليلي قال قال فأوحى اللّٰه إليه أن ارفع رأسك فإني غير معذبك قال فقال إن قلت لا أعذبك ثم عذبتني فما ذا- أ لست عبدك و أنت ربي قال فأوحى اللّٰه إليه أن ارفع رأسك- فإني غير معذبك فإني إذا وعدت وعدا وفيت به

بيان

اندفع شرع و القس بالفتح رئيس النصارى في العلم كالقسيس و الجاثليق يكون فوقه و يطلق على قاضيهم و الهاجرة نصف النهار حين يستكن الناس في بيوتهم كأنهم قد تهاجروا شدة الحر

الوافي، ج 3، ص: 560

باب 76 أنه لم يجمع القرآن و علمه إلا هم

[1]

1108- 1 الكافي، 1/ 228/ 1/ 1 محمد عن أحمد عن السراد عن عمرو بن أبي المقدام عن جابر قال سمعت أبا جعفر ع يقول ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله كما أنزل إلا كذاب و ما جمعه و حفظه كما نزله اللّٰه تعالى إلا علي بن أبي طالب و الأئمة من بعده ع

[2]

1109- 2 الكافي، 1/ 228/ 2/ 1 محمد بن الحسين عن محمد بن الحسن عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن منخل عن جابر عن أبي جعفر ع أنه قال ما يستطيع أحد أن يدعي أن عنده جميع القرآن كله- ظاهره و باطنه غير الأوصياء

[3]
اشارة

1110- 3 الكافي، 1/ 229/ 3/ 1 علي بن محمد و محمد بن الحسن عن سهل عن القاسم بن الربيع عن عبيد بن عبد اللّٰه بن أبي هاشم الصيرفي عن عمرو بن مصعب عن سلمة بن محرز قال سمعت أبا جعفر ع يقول إن من علم ما أوتينا تفسير القرآن و أحكامه و علم تغير الزمان و حدثانه إذا أراد اللّٰه بقوم خيرا أسمعهم و لو أسمع من لم يسمع لولي معرضا كأن لم يسمع ثم أمسك هنيئة ثم قال لو وجدنا أوعية أو مستراحا لقلنا و اللّٰه المستعان

الوافي، ج 3، ص: 561

بيان

أسمعهم أي بمسامعهم الباطنية و لو أسمع ظاهرا من لم يسمع باطنا لولي معرضا كأن لم يسمع ظاهرا أوعية حفظة لأسرارنا أو مستراحا من نستريح إليه بإيداع شي ء من أسرارنا لديه

[4]

1111- 4 الكافي، 1/ 229/ 4/ 1 محمد عن محمد بن الحسين عن محمد بن عيسى عن أبي عبد اللّٰه المؤمن عن عبد الأعلى مولى آل سام قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول و اللّٰه إني لأعلم كتاب اللّٰه من أوله إلى آخره كأنه في كفي فيه خبر السماء و خبر الأرض و خبر ما كان و خبر ما هو كائن قال اللّٰه تعالى فيه تبيان كل شي ء

[5]
اشارة

1112- 5 الكافي، 1/ 229/ 5/ 1 محمد عن أحمد بن أبي زاهر عن الخشاب عن علي عن عمه عن أبي عبد اللّٰه ع قال قٰالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتٰابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ قال ففرج أبو عبد اللّٰه بين أصابعه فوضعها في صدره ثم قال و عندنا و اللّٰه علم الكتاب كله

بيان

عِلْمٌ مِنَ الْكِتٰابِ شي ء من علم الكتاب و هو آصف بن برخيا وزير سليمان بن داود على نبينا و آله و عليه السلام أَنَا آتِيكَ بِهِ أي بعرش بلقيس

الوافي، ج 3، ص: 562

[6]

1113- 6 الكافي، 1/ 229/ 6/ 1 الثلاثة و محمد عن محمد بن الحسن عمن ذكره عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن العجلي قال قلت لأبي جعفر ع قُلْ كَفىٰ بِاللّٰهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتٰابِ قال إيانا عني و علي أولنا و أفضلنا و خيرنا بعد النبي ص

الوافي، ج 3، ص: 563

باب 77 ما أعطوا من اسم اللّٰه الأعظم

[1]

1114- 1 الكافي، 1/ 230/ 1/ 1 محمد و غيره عن أحمد عن علي بن الحكم عن محمد بن الفضيل عن شريس الوابشي عن جابر عن أبي جعفر ع قال إن اسم اللّٰه الأعظم على ثلاثة و سبعين حرفا و إنما كان عند آصف منها حرف واحد فتكلم به فخسف بالأرض ما بينه و بين سرير بلقيس حتى تناول السرير بيده ثم عادت الأرض كما كانت أسرع من طرفة عين و عندنا نحن من الاسم الأعظم اثنان و سبعون حرفا و حرف عند اللّٰه تعالى استأثر به في علم الغيب عنده و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم

[2]

1115- 2 الكافي، 1/ 230/ 3/ 1 الاثنان عن أحمد بن محمد بن عبد اللّٰه عن علي بن محمد النوفلي عن أبي الحسن صاحب العسكر ص قال سمعته يقول اسم اللّٰه الأعظم ثلاثة و سبعون حرفا و إنما كان عند آصف حرف فتكلم به فانخرقت له الأرض فيما بينه و بين سبإ فتناول عرش بلقيس حتى صيره إلى سليمان ثم انبسطت الأرض في أقل من طرفة عين و عندنا منه اثنان و سبعون حرفا و حرف عند اللّٰه استأثر به في

الوافي، ج 3، ص: 564

علم الغيب

[3]

1116- 3 الكافي، 1/ 230/ 2/ 1 محمد عن أحمد عن الحسين و محمد بن خالد عن زكريا بن عمران القمي عن هارون بن الجهم عن رجل من أصحاب أبي عبد اللّٰه ع لم أحفظ اسمه قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول إن عيسى بن مريم أعطي حرفين كان يعمل بهما- و أعطي موسى أربعة أحرف و أعطي إبراهيم ثمانية أحرف و أعطي نوح خمسة عشر حرفا و أعطي آدم خمسة و عشرين حرفا و إن اللّٰه تعالى جمع ذلك كله لمحمد و إن اسم اللّٰه الأعظم ثلاثة و سبعون حرفا أعطي محمد ص اثنين و سبعين حرفا و حجب عنه حرف واحد

الوافي، ج 3، ص: 565

باب 78 ما عندهم من آيات الأنبياء

[1]
اشارة

1117- 1 الكافي، 1/ 231/ 1/ 1 محمد عن سلمة بن الخطاب عن عبد اللّٰه بن محمد عن منيع بن الحجاج البصري عن مجاشع عن معلى عن محمد بن الفيض عن أبي جعفر ع قال كانت عصا موسى لآدم فصارت إلى شعيب ثم صارت إلى موسى بن عمران و إنها لعندنا و إن عهدي بها آنفا و هي خضراء كهيئتها حين انتزعت من شجرتها و إنها لتنطق إذا استنطقت أعدت لقائمنا ع يصنع بها ما كان يصنع موسى و إنها لتروع و تلقف ما يأفكون و تصنع ما تؤمر به و إنها حيث أقبلت تلقف ما يأفكون يفتح لها شعبتان إحداهما في الأرض و الأخرى في السقف- و بينهما أربعون ذراعا تلقف ما يأفكون بلسانها

بيان

آنفا قريبا لتروع لتخوف و تلقف تلقم

[2]

1118- 2 الكافي، 1/ 231/ 2/ 1 القمي عن عمران بن موسى عن موسى بن جعفر البغدادي عن ابن أسباط عن محمد بن الفضيل عن الثمالي عن أبي عبد اللّٰه ع قال سمعته يقول ألواح موسى ع عندنا و عصا موسى عندنا و نحن ورثه النبيين

الوافي، ج 3، ص: 566

[3]

1119- 3 الكافي، 1/ 231/ 3/ 1 محمد عن محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن عبد اللّٰه بن القاسم عن أبي سعيد الخراساني عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال أبو جعفر ع إن القائم إذا قام بمكة و أراد أن يتوجه إلى الكوفة نادى مناديه ألا لا يحمل أحد منكم طعاما و لا شرابا- و يحمل حجر موسى بن عمران و هو وقر بعير فلا ينزل منزلا إلا انبعث عين منه فمن كان جائعا شبع و من كان ظاميا روي فهو زادهم حتى ينزلوا النجف من ظهر الكوفة

[4]
اشارة

1120- 4 الكافي، 1/ 231/ 4/ 1 عنه عن محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن أبي الحسن الأسدي عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال خرج أمير المؤمنين ص ذات ليلة بعد عتمة و هو يقول- همهمة همهمة و ليلة مظلمة خرج عليكم الإمام عليه قميص آدم و في يده خاتم سليمان و عصا موسى

بيان

العتمة محركة الثلث الأول من الليل بعد غيبوبة الشفق و الهمهمة الكلام الخفي

[5]
اشارة

1121- 5 الكافي، 1/ 232/ 5/ 1 محمد عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل عن أبي إسماعيل السراج عن بشر بن جعفر عن المفضل بن عمر عن أبي عبد اللّٰه ع قال سمعته يقول أ تدري ما كان قميص يوسف ع قال قلت لا قال إن إبراهيم ع لما أوقدت له النار أتاه جبرئيل ع بثوب من ثياب الجنة- فألبسه إياه فلم يضره معه حر و لا برد فلما حضر إبراهيم الموت جعله في

الوافي، ج 3، ص: 567

تميمة و علقه على إسحاق و علقه إسحاق على يعقوب فلما ولد يوسف ع علقه عليه فكان في عضده حتى كان من أمره ما كان فلما أخرجه يوسف بمصر من التميمة وجد يعقوب ريحه و هو قوله تعالى إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْ لٰا أَنْ تُفَنِّدُونِ فهو ذلك القميص الذي أنزله اللّٰه من الجنة- قلت جعلت فداك فإلى من صار ذلك القميص قال إلى أهله ثم قال كل نبي ورث علما أو غيره فقد انتهى إلى آل محمد ص

بيان

التميمة الخرزة التي تعلق على الإنسان و غيره من الحيوانات و تقال لكل عوذة تعلق عليه تُفَنِّدُونِ تنسبوني إلى الفند و هو نقصان عقل يحدث من الهرم

الوافي، ج 3، ص: 568

باب 79 ما عندهم من سلاح رسول اللّٰه ص و متاعه

[1]
اشارة

1122- 1 الكافي، 1/ 232/ 1/ 1 العدة عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن ابن وهب عن سعيد السمان قال كنت عند أبي عبد اللّٰه ع إذ دخل عليه رجلان من الزيدية فقالا له أ فيكم إمام مفترض الطاعة قال فقال لا قال فقالا له قد أخبرنا عنك الثقات أنك تفتي و تقر و تقول به و نسميهم لك فلان و فلان و هم أصحاب ورع و تشمير و هم ممن لا يكذب فغضب أبو عبد اللّٰه ع و قال ما أمرتهم بهذا فلما رأيا الغضب في وجهه خرجا فقال لي أ تعرف هذين قلت نعم هما من أهل سوقنا و هما من الزيدية و هما يزعمان أن سيف رسول اللّٰه ص عند عبد اللّٰه بن الحسن فقال كذبا لعنهما اللّٰه و اللّٰه ما رآه عبد اللّٰه بن الحسن بعينيه و لا بواحدة من عينيه و لا رآه أبوه اللهم إلا أن يكون رآه عند علي بن الحسين ع فإن كانا صادقين فما علامة في مقبضه و ما أثر في موضع مضربه و إن عندي لسيف رسول اللّٰه ص و إن عندي لراية رسول اللّٰه ص و درعه و لأمته و مغفرة فإن كانا صادقين فما علامة في درع رسول اللّٰه ص و إن عندي لراية رسول اللّٰه ص المغلبة و إن عندي ألواح موسى و عصاه و إن عندي لخاتم سليمان بن داود ع و إن عندي الطست الذي كان

موسى يقرب بها القربان و إن عندي الاسم الذي كان رسول اللّٰه ص إذا وضعه بين

الوافي، ج 3، ص: 569

المسلمين و المشركين لم يصل من المشركين إلى المسلمين نشابة و إن عندي لمثل الذي جاءت به الملائكة و مثل السلاح فينا كمثل التابوت في بني إسرائيل كانت بنو إسرائيل في أي أهل بيت وجد التابوت على أبوابهم أوتوا النبوة و من صار إليه السلاح منا أوتي الإمامة و لقد لبس أبي درع رسول اللّٰه ص فخطت على الأرض خطيطا و لبستها أنا فكانت و كانت و قائمنا من إذا لبسها ملأها إن شاء اللّٰه تعالى

بيان

تفتي و تقر و تقول به أي بأن فيكم إماما مفترض الطاعة و التشمير رفع الثوب و التهيؤ للأمر و يكنى به عن التقوي و الطهارة و اللأمة ضرب من الدرع و المغفر نسيج الدرع يلبس تحت القلنسوة أو حلق يتقنع بها المتسلح و المغلبة كأنها اسم إحدى راياته فإنه ص كان يسمي ثيابه و دوابه و أمتعته و النشابة بالتشديد السهم العربي لمثل الذي جاءت به الملائكة يعني ما يشبه ذلك و ما هو نظير له لعله ع أشار بذلك إلى ما أخبر اللّٰه عنه في القرآن بقوله عز و جل وَ قٰالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التّٰابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَ بَقِيَّةٌ مِمّٰا تَرَكَ آلُ مُوسىٰ وَ آلُ هٰارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلٰائِكَةُ قيل إن التابوت رفع عنهم بعد موسى مدة ثم جاءت به الملائكة و هم ينظرون إليه قال علي بن إبراهيم رحمه اللّٰه في تفسيره إن ذلك هو التابوت الذي أنزل اللّٰه على موسى فوضعته فيه أمه و ألقته في اليم فكان في بني

إسرائيل يتبركون به فلما حضر موسى الوفاة وضع فيه الألواح و درعه و ما كان عنده من آيات النبوة و أودعه يوشع وصيه فلم يزل التابوت بينهم حتى استخفوا به و كان الصبيان يلعبون به في الطرقات فلم يزل بنو إسرائيل في عز و شرف ما دام التابوت عندهم فلما عملوا بالمعاصي و استخفوا بالتابوت رفعه اللّٰه منهم

الوافي، ج 3، ص: 570

فلما سألوا النبي و بعث اللّٰه إليهم طالوت ملكا يقاتل معهم رد اللّٰه عليهم التابوت كما قال اللّٰه تعالى إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التّٰابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَ بَقِيَّةٌ مِمّٰا تَرَكَ آلُ مُوسىٰ وَ آلُ هٰارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلٰائِكَةُ قال البقية ذرية الأنبياء قوله فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فإن التابوت كان يوضع بين يدي العدو و بين المسلمين فيخرج منه ريح طيبة لها وجه كوجه الإنسان

قال حدثني أبي عن الحسن بن خالد عن الرضا ع أنه قال السكينة ريح من الجنة لها وجه كوجه الإنسان و كان إذا وضع التابوت بين يدي المسلمين و الكفار فإن تقدم التابوت رجل لا يرجع حتى يقتل أو يغلب و من رجع عن التابوت كفر و قتله الإمام فأوحى اللّٰه إلى نبيهم أن جالوت يقتله من يستوي عليه درع موسى ع و هو رجل من ولد لاوي بن يعقوب ع اسمه داود بن آسي

الحديث بطوله فكانت و كانت يعني قد تصل إلى الأرض و قد لا تصل يعني لم تختلف علي و على أبي اختلافا محسوسا ذا قدر

[2]
اشارة

1123- 2 الكافي، 1/ 234/ 4/ 1 الاثنان عن الوشاء عن أبان عن الفضيل بن يسار عن أبي عبد اللّٰه ع قال لبس أبي درع رسول

اللّٰه ص ذات الفضول فخطت و لبستها أنا ففضلت

بيان

ذات الفضول لقب لدرعه ص و ربما يقال ذو الفضول سميت بذلك لفضله كانت فيها وسعة ففضلت بصيغة المتكلم أي كنت أفضل منها ليطابق الخبر السابق

الوافي، ج 3، ص: 571

[3]
اشارة

1124- 3 الكافي، 1/ 234/ 2/ 1 الاثنان عن الوشاء عن حماد بن عثمان عن عبد الأعلى بن أعين قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول عندي سلاح رسول الهّٰ ص لا أنازع فيه ثم قال إن السلاح مدفوع عنه لو وضع عند شر خلق اللّٰه لكان خيرهم ثم قال إن هذا الأمر يصير إلى من يلوى له الحنك فإذا كانت من اللّٰه فيه المشيئة خرج فيقول الناس ما هذا الذي كان و يضع اللّٰه له يدا على رأس رعيته

بيان

مدفوع عنه أي تدفع عنه الآفات مثل أن يسرق أو يغصب أو يكسر أو يستعمله غير أهله من يلوى له الحنك كني به عن الانقياد و الطاعة و المراد به القائم ع ما هذا الذي كان أي يتعجبون من سيرته و عدله و وضع يده على الرعية كناية عن لطفه بهم و إشفاقه عليهم

[4]
اشارة

1125- 4 الكافي، 1/ 234/ 3/ 1 محمد عن ابن عيسى عن الحسين عن النضر عن يحيى الحلبي عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال ترك رسول اللّٰه ص في المتاع- سيفا و درعا و عنزة و رحلا و بغلته الشهباء فورث ذلك كله علي بن أبي طالب ع

بيان

العنزة رميح بين العصا و الرمح و الرحل مركب البعير و الشهباء التي

الوافي، ج 3، ص: 572

غلب بياضها على سوادها

[5]
اشارة

1126- 5 الكافي، 1/ 235/ 6/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن محمد بن حكيم عن أبي إبراهيم ع قال السلاح موضوع عندنا مدفوع عنه لو وضع عند شر خلق اللّٰه كان خيرهم لقد حدثني أبي أنه حيث بنى بالثقفية و قد كان شق له في الجدار فنجد البيت فلما كانت صبيحة عرسه رمى ببصره فرأى حذوه خمسة عشر مسمارا ففزع لذلك و قال لها تحولي فإني أريد أن أدعو موالي لي في حاجة فكشطه فما منها مسمار إلا وجده مصرفا طرفه عن السيف و ما وصل إليه منها شي ء

بيان

________________________________________

كاشانى، فيض، محمد محسن ابن شاه مرتضى، الوافي، 26 جلد، كتابخانه امام امير المؤمنين علي عليه السلام، اصفهان - ايران، اول، 1406 ه ق

الوافي؛ ج 3، ص: 572

بنى بالثقفية أي تزوج بها و الأصل فيه أن الرجل إذا تزوج امرأة بنى عليها قبة ليدخل بها فيها فيقال بنى الرجل على أهله و بأهله قد كان شق له أي للسلاح فنجد أي زين ظاهر جداره بعد إخفاء السلاح فيه ففزع لذلك خاف أن يكون السيف قد انكسر بالمسامير و قال لها أي للمرأة الثقفية فكشطه كشف عن السيف استشهد بذكر القصة على كونه مدفوعا عنه

[6]

1127- 6 الكافي، 1/ 234/ 5/ 1 محمد و أحمد عن محمد بن الحسن عن محمد بن عيسى عن أحمد بن أبي عبد اللّٰه عن أبي الحسن الرضا ع قال سألته عن ذي الفقار سيف رسول اللّٰه ص من أين هو قال هبط به جبرئيل ع من السماء و كانت حليته من فضة و هو عندي

الوافي، ج 3، ص: 573

[7]

1128- 7 الكافي، 8/ 267/ 391/ 1 محمد عن ابن عيسى عن علي بن محمد بن أشيم عن صفوان بن يحيى قال سألت أبا الحسن الرضا ع عن ذي الفقار سيف رسول اللّٰه ص فقال نزل به جبرئيل ع من السماء و كانت حليته من فضة

[8]
اشارة

1129- 8 الكافي، 1/ 235/ 7/ 1 محمد عن محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن ابن مسكان عن حجر عن حمران عن أبي جعفر ع قال سألته عما يتحدث الناس أنه دفعت إلى أم سلمة صحيفة مختومة فقال إن رسول اللّٰه ص لما قبض ورث علي ع علمه و سلاحه و ما هناك ثم صار إلى الحسن ع ثم صار إلى الحسين ع فلما خشينا أن تغشى استودعها أم سلمة ثم قبضها بعد ذلك علي بن الحسين ع قال فقلت نعم ثم صار إلى أبيك ثم انتهى إليك و صار بعد ذلك إليك قال نعم

بيان

سألته عما يتحدث الناس كأنه سأله عن المكتوب في الصحيفة المستودعة فأجابه ع بأنها كانت مشتملة على علم و كان معها أشياء أخر و هذه الصحيفة غير الكتاب الملفوف و الوصية الظاهرة اللذين استودعهما الحسين ع عند ابنته الكبرى فاطمة بكربلاء كما مر في باب النص على علي بن الحسين ع أن تغشى أي يؤتى عليها فتذهب به و تفوت استودعها يعني الحسين ع حين أراد التوجه إلى العراق

الوافي، ج 3، ص: 574

[9]

1130- 9 الكافي، 1/ 235/ 8/ 1 محمد عن أحمد عن الحسين عن فضالة عن عمر بن أبان قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عما يتحدث الناس- أنه دفع إلى أم سلمة صحيفة مختومة فقال إن رسول اللّٰه ص لما قبض ورث علي ع علمه و سلاحه و ما هناك ثم صار إلى الحسن ع ثم صار إلى الحسين ع قال قلت ثم صار إلى علي بن الحسين ثم صار إلى ابنه ثم انتهى إليك فقال نعم

[10]

1131- 10 الكافي، 1/ 236/ 9/ 1 محمد بن الحسين و علي بن محمد عن سهل عن محمد بن الوليد شباب الصيرفي عن أبان عن أبي عبد اللّٰه ع قال لما حضرت رسول اللّٰه ص الوفاة دعا العباس بن عبد المطلب و أمير المؤمنين ع فقال للعباس يا عم محمد تأخذ تراث محمد و تقضي دينه و تنجز عداته فرد عليه فقال يا رسول اللّٰه شيخ كثير العيال قليل المال من يطيقك و أنت تباري الريح قال فأطرق رسول اللّٰه ص هنيئة ثم قال يا عباس أ تأخذ تراث محمد و تنجز عداته و تقضي دينه فقال بأبي أنت و أمي شيخ كثير العيال قليل المال و أنت تباري الريح قال أما إني سأعطيها من يأخذها بحقها ثم قال يا علي يا أخا محمد أ تنجز عدات محمد و تقضي دينه و تقبض تراثه فقال نعم بأبي أنت و أمي ذاك علي و لي قال فنظرت إليه حتى نزع خاتمه من إصبعه فقال تختم بهذا في حياتي قال فنظرت إلى الخاتم حين وضعته في إصبعي فتمنيت من جميع ما ترك الخاتم ثم صاح يا بلال علي بالمغفر و

الدرع و الراية و القميص و ذي الفقار و السحاب و البرد و الأبرقة و القضيب- قال فو الله ما رأيتها قبل ساعتي تلك يعني الأبرقة فجي ء بشقة كادت تخطف الأبصار فإذا هي من أبرق الجنة فقال يا علي إن جبرئيل ع أتاني بها و قال يا محمد اجعلها في حلقة الدرع و استذفر بها مكان المنطقة

الوافي، ج 3، ص: 575

ثم دعا بزوجي نعال عربيين جميعا أحدهما مخصوف و الآخر غير مخصوف- و القميصين القميص الذي أسري به فيه و القميص الذي خرج فيه يوم أحد و القلانس الثلاث قلنسوة السفر و قلنسوة العيدين و الجمع و قلنسوة كان يلبسها و يقعد مع أصحابه ثم قال يا بلال علي بالبغلتين الشهباء و الدلدل و الناقتين العضباء و القصواء و الفرسين الجناح كانت توقف بباب المسجد لحوائج رسول اللّٰه ص يبعث الرجل في حاجته- فيركبه فيركضه في حاجة رسول اللّٰه ص و حيزوم و هو الذي كان يقول أقدم يا حيزوم و الحمار عفير فقال أقبضها في حياتي فذكر أمير المؤمنين ع أن أول شي ء من الدواب توفي عفير ساعة قبض رسول اللّٰه ص فقطع خطامه ثم مر يركض حتى أتى بئر بني حطمة بقبا فرمى بنفسه فيها فكانت قبره

[11]
اشارة

1132- 11 الكافي، 1/ 237/ 9/ 1 و روي أن أمير المؤمنين ص قال إن ذلك الحمار كلم رسول اللّٰه ص فقال بأبي أنت و أمي إن أبي حدثني عن أبيه عن جده عن أبيه أنه كان مع نوح في السفينة فقام إليه نوح فمسح على كفله ثم قال يخرج من صلب هذا الحمار حمار يركبه سيد النبيين و خاتمهم فالحمد لله الذي جعلني ذلك الحمار

بيان

في تقديم ذكر أخذ التراث على قضاء الدين و إنجاز العدات في مخاطبة العباس و بالعكس في مخاطبة أمير المؤمنين ع لطف لا يخفى تباري الريح أي تسابقه كنى به عن علو همته ثم قال يا عباس لعل إلقاء هذا القول على عمه أولا ثم تكريره ص ذلك عليه إنما هو لإتمام الحجة عليه و ليظهر للناس أنه ليس مثل ابن عمه في أهلية الوصية قال فنظرت

الوافي، ج 3، ص: 576

الضمير لعلي ع و في الكلام التفات في حكاية حال فتمنيت من جميع ما ترك الخاتم كأنه أراد بذلك أنه قلت في نفسي لو لم يكن فيما ترك غير هذا الخاتم لكفاني به شرفا و فخرا و عزا و يمنا و بركة و السحاب هو اسم عمامته و الأبرقة كأنها ثوب مستطيل يصلح لأن يشد بها الوسط و هي الشقة بالكسر و الضم كما فسرها بها و في الكلام تقديم و تأخير و التقدير فجي ء بشقة فو الله ما رأيتها و الاستذفار شد الوسط بالمنطقة و نحوها الشهباء و الدلدل هما اسمان للبغلتين.

العضباء بالعين المهملة و الضاد المعجمة الناقة المشقوقة الأذن و القصواء بالقاف و الصاد المهملة المقطوع طرف أذنها و ليس ناقتاه ص كذلك و لكنهما لقبتا

بذلك أقدم يا حيزوم كأنه ص كان يخاطبه بالإقدام فيجيبه و حيزوم اسم فرس جبرئيل ع أيضا قال ابن الأثير في نهايته في حديث بدر أقدم حيزوم و هو أمر بالأقدام و هو التقدم في الحرب و الإقدام الشجاعة و قد تكسر همزة أقدم و يكون أمرا بالتقدم لا غير و الصحيح الفتح من أقدم عفير كزبير بالمهملة اسم لحماره ص و الخطام بالخاء المعجمة و الطاء المهملة الزمام

[12]

1133- 12 الكافي، 8/ 331/ 511/ 1 أبان عن يحيى بن أبي العلاء قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول درع رسول اللّٰه ص ذات الفضول لها حلقتان من ورق في مقدمها و حلقتان من ورق في مؤخرها و قال لبسها علي ع يوم الجمل

[13]

1134- 13 الكافي، 8/ 331/ 512/ 1 أبان عن يعقوب بن شعيب عن أبي عبد اللّٰه ع قال شد علي ع على بطنه يوم الجمل بعقال أبرق نزل به جبرئيل ع من السماء و كان رسول اللّٰه

الوافي، ج 3، ص: 577

ص يشد به على بطنه إذا لبس الدرع

[14]
اشارة

1135- 14 الفقيه، 4/ 177/ 5403 يونس بن عبد الرحمن عن عاصم عن محمد بن قيس عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ع قال إن اسم النبي ص في صحف إبراهيم ع الماحي و في توراة موسى ع الحاد و في إنجيل عيسى ع أحمد و في الفرقان محمد قيل فما تأويل الماحي فقال الماحي صورة الأصنام و ماحي الأوثان و الأزلام و كل معبود دون الرحمن قيل فما تأويل الحاد قال يحاد من حاد اللّٰه و دينه قريبا كان أو بعيدا قيل فما تأويل أحمد قال حسن ثناء اللّٰه عز و جل في الكتب بما حمد من أفعاله قيل فما تأويل محمد قال إن اللّٰه و ملائكته و جميع أنبيائه و رسله و جميع أممهم يحمدونه و يصلون عليه و إن اسمه المكتوب على العرش محمد رسول اللّٰه و كان يلبس من القلانس اليمنية و البيضاء و المصرية ذات الأذنين في الحروب و كانت له عنزة يتكى ء عليها و يخرجها في العيدين فيخطب بها- و كان له قضيب يقال له الممشوق و كان له فسطاط يسمى الكن و كانت له قصعة تسمى السعة و كان له قعب يسمى الري و كان له فرسان يقال لأحدهما المرتجز و للآخر السكب و كان له بغلتان يقال لإحداهما الدلدل و للأخرى الشهباء و كان له ناقتان يقال لإحداهما

العضباء و للأخرى الجدعاء- و كان له سيفان يقال لأحدهما ذو الفقار و للآخر العون- و كان له سيفان آخران يقال لأحدهما المخذم و للآخر الرسوم و كان له حمار يسمى اليعفور و كانت له عمامة تسمى السحاب و كان له درع تسمى

الوافي، ج 3، ص: 578

ذات الفضول لها ثلاث حلقات فضة حلقة بين يديها و حلقتان خلفها- و كانت له راية تسمى العقاب و كان له بعير يحمل عليه يقال له الديباج- و كان له لواء تسمى المعلوم و كان له مغفر يقال له الأسعد فسلم ذلك كلها إلى علي ع عند موته و أخرج خاتمه و جعله في إصبعه فذكر علي ع أنه وجد في قائم سيف من سيوفه صحيفة فيها ثلاثة أحرف- صل من قطعك و قل الحق و لو على نفسك و أحسن إلى من أساء إليك

بيان

الممشوق يقال للقضيب الطويل الدقيق و الكن يقال للوقاء و الستر و القعب القدح الضخم أو الذي يروي و الري بالكسر و المرتجز من الرجز سمي به لحسن صهيله و السكب بالتسكين و التحريك يقال للجواد من الخيل قيل هو أول فرس ملكه النبي ص و كان كميتا أغر محجلا مطلق اليمين و الجدعاء بالجيم و المهملتين المقطوعة الأنف أو الأذن أو اليد أو الشفة و لم تكن ناقته ص كذلك و لكنها لقبت به و المخذم كمنبر بالمعجمتين من الخذم بمعنى القطع و يقال خذم ككتف للسيف القاطع و الرسوم كأنه بالفتح من الرسم بمعنى التأثير و الغيبوبة في الشي ء و العقاب بالضم و يقال لكل مرتفع لم يطل جدا و الديباج بالمهملة ثم المثناة التحتية ثم الموحدة ثم الجيم يقال للناقة الشابة

الوافي، ج 3، ص: 579

باب 80 أن عندهم الجفر و الجامعة و مصحف فاطمة ع

[1]
اشارة

1136- 1 الكافي، 1/ 238/ 1/ 2 العدة عن أحمد عن الحجال عن أحمد بن عمر الحلبي عن أبي بصير قال دخلت على أبي عبد اللّٰه ع فقلت جعلت فداك إني أسألك عن مسألة هاهنا أحد يسمع كلامي قال فرفع أبو عبد اللّٰه ع سترا بينه و بين بيت آخر فاطلع فيه ثم قال يا أبا محمد سل عما بدا لك قال قلت جعلت فداك إن شيعتك يتحدثون أن رسول اللّٰه ص علم عليا بابا يفتح له منه ألف باب- قال فقال يا أبا محمد علم رسول اللّٰه ص عليا ع ألف باب يفتح من كل باب ألف باب قال قلت هذا و اللّٰه العلم قال فنكت ساعة في الأرض ثم قال إنه لعلم و ما هو بذاك قال ثم قال يا أبا محمد و إن عندنا الجامعة و ما يدريهم ما الجامعة قال قلت جعلت فداك و ما الجامعة قال صحيفة طولها سبعون ذراعا بذراع رسول اللّٰه ص و إملائه من فلق فيه و خط علي بيمينه فيها كل حلال و حرام و كل شي ء يحتاج إليه الناس حتى الأرش في الخدش- و ضرب بيده إلي فقال تأذن لي يا أبا محمد قال قلت جعلت فداك إنما أنا لك فاصنع ما شئت قال فغمزني بيده و قال حتى أرش هذا كأنه مغضب قال قلت هذا و اللّٰه العلم قال إنه لعلم و ليس بذاك ثم سكت ساعة ثم قال و إن عندنا الجفر و ما يدريهم ما الجفر قال قلت و ما الجفر قال وعاء من أدم فيه علم النبيين و الوصيين و علم العلماء الذين مضوا من

الوافي، ج 3،

ص: 580

بني إسرائيل قال قلت إن هذا هو العلم قال إنه لعلم و ليس بذاك ثم سكت ساعة ثم قال و إن عندنا لمصحف فاطمة ع و ما يدريهم ما مصحف فاطمة قال قلت و ما مصحف فاطمة قال مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات و اللّٰه ما فيه من قرآنكم حرف واحد قال قلت هذا و اللّٰه العلم قال إنه لعلم و ما هو بذاك ثم سكت ساعة ثم قال إن عندنا علم ما كان و علم ما هو كائن إلى أن تقوم الساعة قال قلت جعلت فداك هذا و اللّٰه هو العلم قال إنه لعلم و ليس بذاك قال قلت جعلت فداك فأي شي ء العلم قال ما يحدث بالليل و النهار الأمر بعد الأمر و الشي ء بعد الشي ء إلى يوم القيامة

بيان

هاهنا أحد يسمع كلامي استفهام نبه به على أن مسئوله أمر ينبغي صونه عن الأجنبي هذا و اللّٰه العلم يحتمل الاستفهام و الحكم و ليس بذاك أي ليس بالعلم الخاص الذي هو أشرف علومنا و قد مضى شرح لهذا الكلام فيما سبق و إملائه على المصدر و الإضافة و الضمير للرسول عطف على الظرف مسامحة أو في الكلام حذف أي كتبت بإملائه من فلق فيه أي شق فمه تأذن لي أي في غمزي إياك بيدي حتى تجد الوجع في بدنك حتى أرش هذا أي بسبب الجناية و الأرش الدية كأنه مغضب كان ما يشبه الغضب منه عند هذا القول إنما هو على من أنكر علمهم ع بأمثال ذلك أو المراد أن غمزه كان شبيها بغمز المغضب وعاء من أدم أي جلد فيه علم النبيين أي كتب مشتملة على علمهم ما

يحدث بالليل و النهار قد مضى معناه

[2]
اشارة

1137- 2 الكافي، 1/ 240/ 2/ 1 العدة عن أحمد عن عمر بن عبد العزيز عن حماد بن عثمان قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول تظهر الزنادقة

الوافي، ج 3، ص: 581

في سنة ثمان و عشرين و مائة و ذلك أني نظرت في مصحف فاطمة ع قال قلت و ما مصحف فاطمة ع قال إن اللّٰه لما قبض نبيه ص دخل على فاطمة ع من وفاته من الحزن ما لا يعلمه إلا اللّٰه عز و جل فأرسل إليها ملكا يسلي عنها غمها و يحدثها- فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين ع فقال لها إذا أحسست بذلك و سمعت الصوت قولي لي فأعلمته بذلك فجعل أمير المؤمنين ع يكتب كل ما سمع حتى أثبت من ذلك مصحفا قال ثم قال أما إنه ليس فيه شي ء من الحلال و الحرام و لكن فيه علم ما يكون

بيان

فشكت ذلك لرعبها ع من الملك حال وحدتها به و انفرادها بصحبته

[3]
اشارة

1138- 3 الكافي، 1/ 241/ 5/ 1 محمد عن أحمد عن السراد عن ابن رئاب عن الحذاء قال سأل أبا عبد اللّٰه ع بعض أصحابنا عن الجفر فقال هو جلد ثور مملوء علما قال له فالجامعة قال تلك صحيفة طولها سبعون ذراعا في عرض الأديم مثل فخذ الفالج فيها كل ما يحتاج الناس إليه و ليس من قضية إلا و هي فيها حتى أرش الخدش قال فمصحف فاطمة ع قال فسكت طويلا ثم قال إنكم لتبحثون عما تريدون و عما لا تريدون إن فاطمة ع مكثت بعد رسول اللّٰه ص خمسة و سبعين يوما و كان دخلها حزن شديد على أبيها- و كان جبرئيل ع يأتيها فيحسن عزاها على أبيها و يطيب نفسها و يخبرها عن أبيها و مكانه و يخبرها بما يكون بعدها في ذريتها و كان علي ع يكتب ذلك فهذا مصحف فاطمة ع

الوافي، ج 3، ص: 582

بيان

الأديم الجلد و الفالج الجمل العظيم ذو السنامين

[4]
اشارة

1139- 4 الكافي، 1/ 241/ 6/ 1 العدة عن أحمد عن صالح بن سعيد عن أحمد بن أبي بشر [بشير] عن بكر بن كرب الصيرفي قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول إن عندنا ما لا نحتاج معه إلى الناس و إن الناس ليحتاجون إلينا و إن عندنا كتابا بإملاء رسول اللّٰه ص و خط علي ع صحيفة فيها كل حلال و حرام و إنكم لتأتون [نا] بالأمر فنعرف إذا أخذتم به و نعرف إذا تركتموه

بيان

فنعرف إذا أخذتم به يعني بعد ما نجيبكم فيه

[5]
اشارة

1140- 5 الكافي، 1/ 240/ 3/ 1 العدة عن أحمد عن علي بن الحكم عن الحسين بن أبي العلاء قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول إن عندي الجفر الأبيض قال قلت و أي شي ء فيه قال زبور داود و توراة موسى و إنجيل عيسى و صحف إبراهيم و الحلال و الحرام و مصحف فاطمة ع ما أزعم أن فيه قرآنا و فيه ما يحتاج الناس إلينا و لا نحتاج إلى أحد حتى فيه الجلدة و نصف الجلدة و ربع الجلدة و أرش الخدش و عندي الجفر الأحمر قال قلت و أي شي ء في الجفر الأحمر قال السلاح و ذلك إنما يفتح للدم يفتحه صاحب السيف للقتل فقال له عبد اللّٰه بن أبي يعفور أصلحك اللّٰه أ فيعرف هذا بنو الحسن فقال إي و اللّٰه كما يعرفون الليل أنه ليل و النهار أنه نهار و لكنهم يحملهم الحسد و طلب الدنيا على الجحود

الوافي، ج 3، ص: 583

و الإنكار و لو طلبوا الحق بالحق لكان خيرا لهم

بيان

ما يحتاج الناس إلينا العائد فيه محذوف أي فيه أو في علمه و ربما يوجد في بعض النسخ إليه بدل إلينا صاحب السيف يعني المهدي الموعود ص أ فيعرف هذا بنو الحسن يعني أ يعرفون أن ذلك عندكم و لو طلبوا الحق أي العلم الحق أو حقهم من الدنيا بالحق أي بالإقرار بحقنا و فضلنا

[6]
اشارة

1141- 6 الكافي، 1/ 241/ 4/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عمن ذكره عن سليمان بن خالد قال قال أبو عبد اللّٰه ع إن في الجفر الذي يذكرونه لما يسوؤهم لأنهم لا يقولون الحق و الحق فيه فليخرجوا قضايا علي و فرائضه إن كانوا صادقين و سلوهم عن الخالات و العمات- و ليخرجوا مصحف فاطمة ع فإن فيه وصية فاطمة ع و معه سلاح رسول اللّٰه ص إن اللّٰه تعالى يقول فأتوا [ائْتُونِي] بِكِتٰابٍ مِنْ قَبْلِ هٰذٰا أَوْ أَثٰارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صٰادِقِينَ

بيان

يذكرونه يعني بني الحسن لا يقولون الحق يعني في المسائل إذا سئلوا عنها و الحق فيه يعني في الجفر و هو خلاف ما يقولون فليخرجوا يعني ليس ذلك عندهم و لا يدرون ما فيه من ذلك عن الخالات و العمات يعني مواريثهن و معه أي مع الجفر أو مع مصحف فاطمة أَوْ أَثٰارَةٍ أي بقية بقيت عليكم من علوم الأولين

الوافي، ج 3، ص: 584

[7]
اشارة

1142- 7 الكافي، 1/ 242/ 7/ 1 الثلاثة عن ابن أذينة عن فضيل بن يسار و العجلي و زرارة أن عبد الملك بن أعين قال لأبي عبد اللّٰه ع إن الزيدية و المعتزلة قد أطافوا بمحمد بن عبد اللّٰه فهل له سلطان فقال و اللّٰه إن عندي لكتابين فيهما تسمية كل نبي و كل ملك يملك الأرض لا و اللّٰه ما محمد بن عبد اللّٰه في واحد منهما

بيان

محمد بن عبد اللّٰه هو محمد بن عبد اللّٰه بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب المتسمي بالمهدي الذي مرت قصته

[8]

1143- 8 الكافي، 1/ 242/ 8/ 1 محمد عن أحمد عن الحسين عن القاسم بن محمد عن عبد الصمد بن بشير عن فضيل [بن] سكرة قال دخلت على أبي عبد اللّٰه ع فقال يا فضيل أ تدري في أي شي ء كنت أنظر قبيل قال قلت لا قال كنت أنظر في كتاب فاطمة ليس من ملك يملك إلا و هو مكتوب فيه باسمه و اسم أبيه و ما وجدت لولد الحسن ع فيه شيئا

الوافي، ج 3، ص: 585

باب 81 أنهم يزدادون في ليلة الجمعة علما و لو لا ذلك لنفد ما عندهم

[1]
اشارة

1144- 1 الكافي، 1/ 253/ 1/ 1 محمد و القمي عن الكوفي عن موسى بن سعدان عن عبد اللّٰه بن أيوب عن أبي يحيى الصنعاني عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال لي يا أبا يحيى إن لنا في ليالي الجمعة لشأنا من الشأن قال قلت جعلت فداك و ما ذاك الشأن قال يؤذن لأرواح الأنبياء الموتى ع و أرواح الأوصياء الموتى و روح الوصي الذي بين ظهرانيكم يعرج بها إلى السماء حتى توافي عرش ربها فتطوف به أسبوعا و تصلي عند كل قائمة من قوائم العرش ركعتين ثم ترد إلى الأبدان التي كانت فيها فيصبح الأنبياء و الأوصياء قد ملئوا سرورا و يصبح الوصي الذي بين ظهرانيكم و قد زيد في علمه مثل جم الغفير

بيان

ظهرانيكم بفتح النون وسطكم جم الغفير الجمع الكثير و قد مر أخبار في أنهم يزدادون في ليالي القدر أيضا مع كلمات مبسوطة في شأن سورة القدر في باب الاضطرار إلى الحجة

[2]

1145- 2 الكافي، 1/ 254/ 2/ 1 محمد عن أحمد بن أبي زاهر عن جعفر بن محمد الكوفي عن يوسف الأبزاري عن المفضل قال قال لي أبو عبد اللّٰه ع ذات يوم و كان لا يكنيني قبل ذلك يا أبا عبد اللّٰه قال

الوافي، ج 3، ص: 586

قلت لبيك قال إن لنا في كل ليلة جمعة سرورا قلت زادك اللّٰه و ما ذاك قال إذا كان ليلة الجمعة وافى رسول اللّٰه ص العرش و وافى الأئمة ع معه و وافينا معهم فلا ترد أرواحنا إلى أبداننا إلا بعلم مستفاد و لو لا ذلك لأنفدنا

[3]

1146- 3 الكافي، 1/ 254/ 3/ 1 محمد عن سلمة بن الخطاب عن عبد اللّٰه بن محمد عن الحسين بن أحمد المنقري عن يونس أو المفضل عن أبي عبد اللّٰه ع قال ما من ليلة جمعة إلا و لأولياء اللّٰه فيها سرور قلت كيف ذلك جعلت فداك قال إذا كان ليلة الجمعة وافى رسول اللّٰه ص العرش و وافى الأئمة ع و وافيت معهم فما أرجع إلا بعلم مستفاد و لو لا ذلك لنفد ما عندي

[4]

1147- 4 الكافي، 1/ 254/ 1/ 1 علي بن محمد و محمد بن الحسن عن سهل عن البزنطي عن صفوان بن يحيى الكافي، 1/ 254/ 1/ 1 محمد عن أحمد عن محمد بن خالد عن صفوان قال سمعت أبا الحسن ع يقول كان جعفر بن محمد ع يقول لو لا أنا نزداد لأنفدنا

[5]

1148- 5 الكافي، 1/ 254/ 2/ 2 محمد عن أحمد عن الحسين عن النضر عن يحيى الحلبي عن ذريح قال قال لي أبو عبد اللّٰه ع يا ذريح لو لا أنا نزداد لأنفدنا

[6]

1149- 6 الكافي، 1/ 255/ 3/ 1 محمد عن أحمد عن البزنطي عن ثعلبة

الوافي، ج 3، ص: 587

عن زرارة قال سمعت أبا جعفر ع يقول لو لا أنا نزداد لأنفدنا قال قلت تزدادون شيئا لا يعلمه رسول اللّٰه ص قال أما إنه إذا كان ذلك عرض على رسول اللّٰه ص ثم على الأئمة ثم انتهى الأمر إلينا

[7]

1150- 7 الكافي، 1/ 255/ 4/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللّٰه ع قال ليس يخرج شي ء من عند اللّٰه تعالى حتى يبدأ برسول اللّٰه ص ثم بأمير المؤمنين ص ثم بواحد بعد واحد لكيلا يكون آخرنا أعلم من أولنا

الوافي، ج 3، ص: 588

باب 82 أنهم يعلمون جميع العلوم التي خرجت إلى الملائكة و الأنبياء و الرسل ع

[1]

1151- 1 الكافي، 1/ 255/ 1/ 1 علي بن محمد و محمد بن الحسن عن سهل عن ابن شمون عن الأصم عن عبد اللّٰه بن القاسم عن سماعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن لله تعالى علمين علما أظهر عليه ملائكته و أنبياءه و رسله فما أظهر عليه ملائكته و رسله و أنبياءه فقد علمناه و علما استأثر به فإذا بدا لله في شي ء منه أعلمنا ذلك و عرض على الأئمة الذين كانوا من قبلنا

[2]

1152- 2 الكافي، 1/ 255/ 1/ 1 عنهما عن سهل عن موسى بن القاسم و محمد عن العمركي جميعا عن علي بن جعفر عن أخيه موسى ع مثله

[3]

1153- 3 الكافي، 1/ 255/ 2/ 1 العدة عن أحمد عن الحسين عن القاسم بن محمد عن علي عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن لله علمين علما عنده لم يطلع عليه أحدا من خلقه و علما نبذه إلى ملائكته و رسله فما نبذه إلى ملائكته و رسله فقد انتهى إلينا

الوافي، ج 3، ص: 589

[4]

1154- 4 الكافي، 1/ 255/ 3/ 2 علي عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن ضريس قال سمعت أبا جعفر ع يقول إن لله علمين علما مبذولا و علما مكفوفا فأما المبذول فإنه ليس من شي ء يعلمه الملائكة و الرسل إلا نحن نعلمه و أما المكفوف فهو الذي عند اللّٰه تعالى في أم الكتاب إذا خرج نفد

[5]
اشارة

1155- 5 الكافي، 1/ 256/ 4/ 1 القميان عن محمد بن إسماعيل عن علي بن النعمان عن سويد القلاء عن الخراز عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال إن لله تعالى علمين علما لا يعلمه إلا هو و علما علمه ملائكته و رسله فما علمه ملائكته و رسله ع فنحن نعلمه

بيان

قد مضى أخبار أخر في هذا المعنى في كتاب التوحيد

الوافي، ج 3، ص: 590

باب 83 أنهم لا يعلمون الغيب إلا أنهم متى شاءوا أن يعلموا أعلموا

[1]

1156- 1 الكافي، 1/ 257/ 4/ 1 أحمد عن محمد بن الحسن عن الفطحية قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن الإمام يعلم الغيب فقال لا- و لكن إذا أراد أن يعلم الشي ء أعلمه اللّٰه ذلك

[2]
اشارة

1157- 2 الكافي، 1/ 256/ 1/ 1 العدة عن ابن عيسى عن معمر بن خلاد قال سأل أبا الحسن ع رجل من أهل فارس فقال له أ تعلمون الغيب فقال قال أبو جعفر ع يبسط لنا العلم فنعلم و يقبض عنا فلا نعلم و قال سر اللّٰه أسره إلى جبرئيل ع و أسره جبرئيل إلى محمد ص و أسره محمد إلى من شاء اللّٰه

بيان

أراد بمن شاء اللّٰه أمير المؤمنين ع قال علي بن إبراهيم رحمه اللّٰه في تفسير قوله تعالى عٰالِمُ الْغَيْبِ فَلٰا يُظْهِرُ عَلىٰ غَيْبِهِ أَحَداً إِلّٰا مَنِ ارْتَضىٰ مِنْ رَسُولٍ يعني عليا المرتضى من الرسول ص و هو منه قال اللّٰه تعالى فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ رَصَداً قال في قلبه العلم و من خلفه الرصد يعلمه علمه و يزقه

الوافي، ج 3، ص: 591

العلم زقا و يعلمه اللّٰه إلهاما و الرصد التعليم من النبي ص ليعلم النبي ص أن قد أبلغ رسالات ربه و أحاط علي بما لدى الرسول من العلم و أحصى كل شي ء عددا ما كان و يكون منذ يوم خلق اللّٰه آدم إلى أن تقوم الساعة من فتنة أو زلزلة أو خسف أو قذف أو أمة هلكت فيما مضى أو تهلك فيما بقي و كم من إمام جائر أو عادل يعرفه باسمه و نسبه و من يموت موتا أو يقتل قتلا و كم من إمام مخذول لا يضره خذلان من خذله و كم من إمام منصور لا ينفعه نصر من نصره

[3]

1158- 3 الكافي، 1/ 258/ 1/ 1 علي بن محمد و غيره عن سهل عن النخعي عن صفوان بن يحيى عن ابن مسكان عن بدر بن الوليد عن أبي الربيع الشامي عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن الإمام إذا شاء أن يعلم علم الكافي، 1/ 258/ 2/ 1 القميان عن صفوان مثله إلا أنه قال إذا شاء أن يعلم أعلم

[4]

1159- 4 الكافي، 1/ 258/ 3/ 1 محمد عن عمران بن موسى عن موسى بن جعفر عن عمرو بن سعيد عن أبي عبيدة المدائني عن أبي عبد اللّٰه ع قال إذا أراد الإمام أن يعلم شيئا أعلمه اللّٰه عز و جل ذلك

[5]
اشارة

1160- 5 الكافي، 1/ 257/ 3/ 1 أحمد عن محمد بن الحسن عن عباد بن سليمان عن محمد بن سليمان عن أبيه عن سدير قال كنت أنا و أبو

الوافي، ج 3، ص: 592

بصير و يحيى البزاز و داود بن كثير في مجلس أبي عبد اللّٰه ع إذ خرج إلينا و هو مغضب فلما أخذ مجلسه قال يا عجبا لأقوام يزعمون أنا نعلم الغيب ما يعلم الغيب إلا اللّٰه لقد هممت بضرب جاريتي فلانة فهربت مني فما علمت في أي بيوت الدار هي قال سدير فلما أن قام من مجلسه و صار في منزله دخلت أنا و أبو بصير و ميسر و قلنا له جعلنا فداك سمعناك و أنت تقول كذا و كذا في أمر جاريتك و نحن نعلم أنك تعلم علما كثيرا- و لا ننسبك إلى علم الغيب قال فقال يا سدير أ لم تقرأ القرآن قلت بلى- قال فهل وجدت فيما قرأت من كتاب اللّٰه قٰالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتٰابِ- أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ قال قلت جعلت فداك قد قرأته قال فهل عرفت الرجل و هل علمت ما كان عنده من علم الكتاب قال قلت أخبرني به قال قدر قطرة من الماء في البحر الأخضر فما يكون ذلك من علم الكتاب قال قلت جعلت فداك ما أقل هذا فقال يا سدير ما أكثر هذا أن ينسبه اللّٰه

تعالى إلى العلم الذي أخبرك به يا سدير فهل وجدت فيما قرأت من كتاب اللّٰه تعالى أيضا- قُلْ كَفىٰ بِاللّٰهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتٰابِ قال قلت قد قرأته جعلت فداك قال فمن عنده علم الكتاب كله أفهم أمن عنده علم الكتاب بعضه قلت لا بل من عنده علم الكتاب كله قال فأومى بيده إلى صدره و قال علم الكتاب و اللّٰه كله عندنا- علم الكتاب و اللّٰه كله عندنا

بيان

و لا ننسبك إلى علم الغيب إما إخبار أو استفهام إنكار و محصل جوابه ع

الوافي، ج 3، ص: 593

لهم عدم المنافاة بين عدم علمهم ع بأمثال هذه الأمور الجزئية الحسية أحيانا و بين أن يكونوا ذوي علم كثير كلي دائما بل و أن يكون عندهم علم الكتاب كله فأخبرهم بأن علمه ع أكثر من علم آصف بن برخيا وزير سليمان الذي أحضر له عرش بلقيس بأسرع من طرفة عين أضعافا مضاعفة و مع ذلك ذهب عنه أمر جاريته في تلك الحال و لا غرو في ذلك

الوافي، ج 3، ص: 594

باب 84 أنهم يعلمون متى يموتون و أنهم لا يموتون إلا باختيار منهم ع

[1]

1161- 1 الكافي، 1/ 258/ 1/ 2 محمد عن سلمة بن الخطاب عن سليمان بن سماعة و عبد اللّٰه بن محمد عن عبد اللّٰه بن القاسم البطل عن أبي بصير قال قال أبو عبد اللّٰه ع أي إمام لا يعلم ما يصيبه و إلى ما يصير فليس ذلك بحجة لله على خلقه

[2]
اشارة

1162- 2 الكافي، 1/ 259/ 4/ 1 علي بن محمد عن سهل عن محمد بن عبد الحميد عن الحسن بن الجهم قال قلت للرضا ع إن أمير المؤمنين ع قد عرف قاتله و الليلة التي يقتل فيها و الموضع الذي يقتل فيه و قوله لما سمع صياح الإوز في الدار صوائح تتبعها نوائح و قول أم كلثوم لو صليت الليلة داخل الدار و أمرت غيرك يصلي بالناس فأبى عليها- و كثر دخوله و خروجه تلك الليلة بلا سلاح و قد عرف ع أن ابن ملجم لعنه اللّٰه قاتله بالسيف كان هذا مما لم يجز تعرضه فقال ذلك كان- و لكنه خير في تلك الليلة لتمضي مقادير اللّٰه

بيان

الإوز البط أراد السائل أنه ص كان عارفا بقتله في ذلك الوقت و قد قال عند سماع صياح الإوز صوائح تتبعها نوائح و قد منعته أم كلثوم عن الخروج من الدار في ذلك الوقت و هذه دلائل واضحة على أنه لم يشك في قتله

الوافي، ج 3، ص: 595

حينئذ و مع ذلك فأبى إلا الخروج و هذا مما لم يجز تعرضه في الشرع أو لم يحل أو لم يحسن على اختلاف النسخ فقد قال اللّٰه تعالى وَ لٰا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ فأجابه ع بأنه ص خير في تلك الليلة أي جعل إليه الأمر بأن يختار لقاء اللّٰه أو البقاء في الدنيا فاختار لقاء اللّٰه فسقط عنه وجوب حفظ النفس و ربما يوجد في بعض النسخ بإهمال الحاء فإن صحت فينبغي حملها على الحيرة في اللّٰه تعالى التي هي حيرة أولى الألباب دون الحيرة في الأمر التي هي حيرة أهل النظر و إعجام الخاء أوفق بما يأتي من

الأخبار في نظائره و بما عقد عليه الباب في الكافي كما أوردناه

[3]
اشارة

1163- 3 الكافي، 1/ 260/ 8/ 1 العدة عن أحمد عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن عبد الملك بن أعين عن أبي جعفر ع قال أنزل اللّٰه تعالى النصر على الحسين ع حتى كان ما بين السماء و الأرض ثم خير النصر أو لقاء اللّٰه تعالى فاختار لقاء اللّٰه تعالى

بيان

أنزل اللّٰه تعالى النصر يعني أنزل اللّٰه من السماء ملائكة ينصرونه ع على الأعداء حتى إذا صاروا بين السماء و الأرض خير بين الأمرين

[4]

1164- 4 الكافي، 1/ 259/ 3/ 1 محمد عن أحمد عن ابن فضال عن أبي جميلة عن عبد اللّٰه بن أبي جعفر قال حدثني أخي عن جعفر عن أبيه أنه أتى علي بن الحسين ع ليلة قبض فيها بشراب فقال يا أبت اشرب هذا فقال يا بني إن هذه الليلة التي أقبض فيها و هي الليلة التي

الوافي، ج 3، ص: 596

قبض فيها رسول اللّٰه ص

[5]
اشارة

1165- 5 الكافي، 1/ 260/ 7/ 1 عنه عن أحمد عن الوشاء عن أحمد بن عائذ عن أبي خديجة عن أبي عبد اللّٰه ع قال كنت عند أبي في اليوم الذي قبض فيه فأوصاني بأشياء في غسله و في كفنه و في دخوله قبره- فقلت يا أبة و اللّٰه ما رأيتك منذ اشتكيت أحسن منك اليوم ما رأيت عليك أثر الموت فقال يا بني أ ما سمعت علي بن الحسين ع ينادي من وراء الجدار يا محمد تعال عجل

بيان

اشتكيت مرضت

[6]
اشارة

1166- 6 الكافي، 1/ 258/ 2/ 2 علي عن محمد بن عيسى عن الحسن بن محمد بن بشار قال حدثني شيخ من أهل قطيعة الربيع من العامة ببغداد ممن كان ينقل عنه قال قال لي قد رأيت بعض من يقولون بفضله من أهل هذا البيت فما رأيت مثله قط في فضله و نسكه فقلت له من و كيف رأيته- قال جمعنا أيام السندي بن شاهك ثمانين رجلا من الوجوه المنسوبين إلى الخير فأدخلنا على موسى بن جعفر ع فقال لنا السندي يا هؤلاء انظروا إلى هذا الرجل هل حدث به حدث فإن الناس يزعمون أنه قد فعل به و يكثرون في ذلك و هذا منزله و فراشه موسع عليه غير مضيق و لم يرد به أمير المؤمنين سوءا و إنما ينتظر به أن يقدم فيناظر أمير المؤمنين و هذا هو صحيح موسع عليه في جميع أموره فسلوه قال و نحن ليس لنا هم إلا النظر إلى الرجل- و إلى فضله و سمته فقال موسى بن جعفر ع أما ما ذكر من التوسعة و ما أشبهها فهو على ما ذكر غير أني أخبركم أيها النفر أني قد

الوافي، ج 3، ص: 597

سقيت السم في سبع تمرات و أنا غدا أخضر و بعد غد أموت قال فنظرت إلى السندي بن شاهك يضطرب و يرتعد مثل السعفة

بيان

ينقل عنه يعني الحديث و في رواية الشيخ الصدوق رحمه اللّٰه يقبل قوله و قال في آخره قال الحسن و كان الشيخ من خيار العامة شيخ صدوق مقبول القول ثقة جدا ثقة عند الناس أيام السندي أي أيام دولته و وزارته لهارون الرشيد قد فعل به يعني ما يوجب هلاكه من سقي

السم و نحوه و في رواية الصدوق أنه قد فعل مكروه في ذلك و المراد بأمير المؤمنين هارون عليه اللعنة فإنه كان حبسه عند السندي تلك الأيام ليسقيه السم و السمت الطريق و هيئة أهل الخير و أنا غدا أخضر بالمعجمتين من الاخضرار يعني يصير لوني إلى الخضرة و السعفة ورق النخل الذي يتخذ منه المكنسة

روى الشيخ الصدوق رحمه اللّٰه في كتاب عرض المجالس عن أبيه عن علي بن إبراهيم عن العبيدي عن أحمد بن عبد اللّٰه الغروي عن أبيه قال دخلت على الفضل بن الربيع و هو جالس على سطح فقال لي ادن مني فدنوت حتى حاذيته ثم قال لي أشرف إلى البيت في الدار- فأشرفت فقال ما ترى في البيت قلت ثوبا مطروحا فقال انظر حسنا فتأملت و نظرت فتيقنت فقلت رجل ساجد فقال لي تعرفه قلت لا قال هذا مولاك قلت و من مولاي فقال تتجاهل علي فقلت ما أتجاهل و لكني لا أعرف لي مولى فقال هذا أبو الحسن موسى بن جعفر إني أتفقده بالليل و النهار فلم أجده في وقت من الأوقات إلا على الحال التي أخبرك بها إنه يصلي الفجر فيعقب ساعة في دبر صلاته إلى أن تطلع الشمس ثم يسجد سجدة فلا يزال ساجدا حتى تزول الشمس و قد وكل من يترصد له الزوال فلست أدري متى يقول الغلام قد زالت الشمس إذ يثب فيبدي بالصلاة من غير أن يجدد وضوءا فاعلم أنه لم ينم في

الوافي، ج 3، ص: 598

سجوده و لا أغفى فلا يزال كذلك إلى أن يفرغ من صلاة العصر فإذا صلى العصر سجد سجدة فلا يزال ساجدا إلى أن تغيب الشمس فإذا غابت الشمس

وثب من سجدته فصلى المغرب من غير أن يحدث حدثا و لا يزال في صلاته و تعقيبه إلى أن يصلي العتمة فإذا صلى العتمة أفطر على شوى يؤتى به ثم يجدد الوضوء ثم يسجد ثم يرفع رأسه فينام نومة خفيفة ثم يقوم فيجدد الوضوء ثم يقوم- فلا يزال يصلي في جوف الليل حتى يطلع الفجر فلست أدرى متى يقول الغلام إن الفجر قد طلع إذ قد وثب هو لصلاة الفجر فهذا دأبه منذ حول إلي فقلت اتق اللّٰه و لا تحدثن في أمره حدثا يكون منه زوال النعمة فقد تعلم أنه لم يفعل أحد بأحد منهم سوءا إلا كانت نعمته زائلة فقال قد أرسلوا إلي في غير مرة يأمروني بقتله فلم أجبهم إلى ذلك و أعلمتهم أني لا أفعل ذلك و لو قتلوني ما أجبتهم إلى ما سألوني- فلما كان بعد ذلك حول إلى الفضل بن يحيى البرمكي فحبس عنده أياما فكان الفضل بن الربيع يبعث إليه في كل ليلة مائدة و منع أن تدخل إليه من عند غيره فكان لا يأكل و لا يفطر إلا على المائدة التي يؤتى بها حتى مضى على تلك الحال ثلاثة أيام و لياليها فلما كانت الليلة الرابعة قدمت إليه مائدة للفضل بن يحيى قال فرفع يده إلى السماء فقال يا رب إنك تعلم أني لو أكلت قبل اليوم كنت قد أعنت على نفسي قال فأكل فمرض فلما كان من غد بعث إليه بالطبيب ليسأله عن العلة فقال له الطبيب ما حالك فتغافل عنه فلما أكثر عليه أخرج عليه راحته فلما رآها الطبيب قال هذه علتي و كانت خضرة وسط راحتيه على أنه سم فاجتمع في ذلك الموضع قال

فانصرف الطبيب إليهم و قال و اللّٰه فهو أعلم بما فعلتم به منكم ثم توفي ع

[7]
اشارة

1167- 7 الكافي، 1/ 260/ 5/ 1 علي عن محمد بن عيسى عن بعض أصحابنا عن أبي الحسن موسى ع قال إن اللّٰه تعالى غضب

الوافي، ج 3، ص: 599

على الشيعة فخيرني نفسي أو هم فوقيتهم و اللّٰه بنفسي

بيان

فخيرني نفسي أو هم يعني خيرني اللّٰه في أن أوطن نفسي على الهلاك و الموت أو أرضى بإهلاك الشيعة فوقيتهم و اللّٰه بنفسي فاخترت هلاكي دونهم

[8]
اشارة

1168- 8 الكافي، 1/ 260/ 6/ 1 محمد عن أحمد عن الوشاء عن مسافر أن أبا الحسن الرضا ع قال له يا مسافر هذه القناة فيها حيتان- قال نعم جعلت فداك فقال إني رأيت رسول اللّٰه ص البارحة و هو يقول يا علي ما عندنا خير لك

بيان

كأنه ع كان يعجبه القناة التي كانت في داره و حيتانها

الوافي، ج 3، ص: 600

باب 85 أنهم يعلمون علم ما كان و ما يكون و أنه لا يخفى عليهم شي ء

[1]
اشارة

1169- 1 الكافي، 1/ 260/ 1/ 1 أحمد و محمد عن محمد بن الحسين عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر عن عبد اللّٰه بن حماد عن سيف التمار قال كنا مع أبي عبد اللّٰه ع جماعة من الشيعة في الحجر فقال علينا عين فالتفتنا يمنة و يسرة فلم نر أحدا فقلنا ليس علينا عين فقال و رب الكعبة و رب البنية ثلاث مرات لو كنت بين موسى و الخضر لأخبرتهما أني أعلم منهما و لأنبأتهما بما ليس في أيديهما لأن موسى و الخضر ع أعطيا علم ما كان و لم يعطيا علم ما يكون و ما هو كائن حتى تقوم الساعة- و قد ورثناه من رسول اللّٰه ص وراثة

بيان

العين الجاسوس و البنية بالباء الموحدة ثم النون ثم التحتانية المشددة الكعبة

[2]

1170- 2 الكافي، 1/ 261/ 2/ 1 العدة عن أحمد عن محمد بن سنان عن يونس بن يعقوب عن الحارث بن المغيرة و عدة من أصحابنا منهم عبد الأعلى و أبو عبيدة و عبد اللّٰه بن بشر الخثعمي سمعوا أبا عبد اللّٰه ع يقول إني لأعلم ما في السماوات و ما في الأرض و أعلم ما في الجنة و أعلم ما في النار و أعلم ما كان و ما يكون قال ثم مكث هنيئة فرأى أن

الوافي، ج 3، ص: 601

ذلك كبر على من سمعه منه فقال علمت ذلك من كتاب اللّٰه تعالى أن اللّٰه تعالى يقول فيه تبيان كل شي ء

[3]

1171- 3 الكافي، 1/ 261/ 3/ 1 علي بن محمد عن سهل عن البزنطي عن عبد الكريم عن جماعة بن سعد الخثعمي أنه قال كان المفضل عند أبي عبد اللّٰه ع فقال له المفضل جعلت فداك يفرض اللّٰه تعالى طاعة عبد على العباد و يحجب عنه خبر السماء قال لا اللّٰه أكرم و أرحم و أرأف بعباده من أن يفرض طاعة عبد على العباد ثم يحجب عنه خبر السماء صباحا و مساء

[4]
اشارة

1172- 4 الكافي، 1/ 262/ 6/ 1 محمد عن أحمد عن عمر بن عبد العزيز عن محمد بن الفضيل عن الثمالي قال سمعت أبا جعفر ع يقول لا و اللّٰه لا يكون عالم جاهلا أبدا عالما بشي ء جاهلا بشي ء ثم قال اللّٰه أجل و أعز و أكرم من أن يفرض طاعة عبد يحجب عنه علم سمائه و أرضه ثم قال لا يحجب ذلك عنه

بيان

لا يكون عالم جاهلا يعني لا يكون العالم عالما على الحقيقة حتى يكون عالما بكل شي ء ربما يحتاج إليه الناس و إلا فليس أحد إلا و هو عالم بشي ء فلا يكون في الأرض جاهل أبدا

[5]
اشارة

1173- 5 الكافي، 1/ 262/ 5/ 1 علي عن أبيه عن علي بن معبد عن

الوافي، ج 3، ص: 602

هشام بن الحكم قال سألت أبا عبد اللّٰه ع بمنى عن خمسمائة حرف من الكلام فأقبلت أقول يقولون كذا و كذا قال فيقول قل كذا و كذا قلت جعلت فداك هذا الحلال و هذا الحرام أعلم أنك صاحبه- و أنك أعلم الناس به و هذا هو الكلام فقال لي ويسك يا هشام يحتج اللّٰه تعالى على خلقه بحجة لا يكون عنده كل ما يحتاجون إليه

بيان

خمسمائة حرف من الكلام أي خمسمائة مسألة من علم الكلام ويس كلمة يستعمل في موضع رأفة و استملاح و ليست هذه الكلمة في بعض النسخ يحتج اللّٰه استفهام إنكار و يوجد في بعض النسخ لا يحتج اللّٰه

[6]

1174- 6 الكافي، 1/ 261/ 4/ 1 محمد عن أحمد عن السراد عن ابن رئاب عن ضريس الكناسي قال سمعت أبا جعفر ع يقول و عنده أناس من أصحابه عجبت من قوم يتولونا و يجعلونا أئمة و يصفون أن طاعتنا مفترضة عليهم كطاعة رسول اللّٰه ص ثم يكسرون حجتهم و يخصمون أنفسهم بضعف قلوبهم فينقصونا حقنا و يعيبون ذلك على من أعطاه اللّٰه تعالى برهان حق معرفتنا و التسليم لأمرنا أ ترون أن اللّٰه تعالى افترض طاعة أوليائه على عباده ثم يخفى عنهم أخبار السماوات و الأرض و يقطع عنهم مواد العلم فيما يرد عليهم مما فيه قوام دينهم فقال له حمران جعلت فداك أ رأيت ما كان من أمر قيام علي بن أبي طالب و الحسن و الحسين ع و خروجهم و قيامهم بدين اللّٰه تعالى و ما أصيبوا من قتل الطواغيت إياهم و الظفر بهم حتى قتلوا و غلبوا فقال أبو جعفر ع يا حمران إن اللّٰه تعالى قد كان قدر ذلك عليهم و قضاه

الوافي، ج 3، ص: 603

و أمضاه و حتمه على سبيل الاختيار ثم أجراه فبتقدم علم إليهم من رسول اللّٰه ص قام علي و الحسن و الحسين و بعلم صمت من صمت منا و لو أنهم يا حمران حيث نزل بهم ما نزل من أمر اللّٰه تعالى و إظهار الطواغيت عليهم سألوا اللّٰه تعالى أن يدفع عنهم ذلك و ألحوا عليه في

طلب إزالة ملك الطواغيت و ذهاب ملكهم إذا لأجابهم و دفع ذلك عنهم ثم كان انقضاء مدة الطواغيت و ذهاب ملكهم أسرع من سلك منظوم انقطع فتبدد و ما كان ذلك الذي أصابهم يا حمران لذنب اقترفوه و لا لعقوبة معصية خالفوا اللّٰه فيها و لكن لمنازل و كرامة من اللّٰه أراد اللّٰه أن يبلغوها- فلا تذهبن بك المذاهب فيهم

الوافي، ج 3، ص: 604

باب 86 أن اللّٰه تعالى لم يعلم نبيه ص علما إلا أمره أن يعلمه أمير المؤمنين ع و أنه كان شريكه في العلم ثم انتهى إليهم ص

[1]

1175- 1 الكافي، 1/ 263/ 1/ 1 الثلاثة عن ابن أذينة عن عبد اللّٰه بن سليمان عن حمران بن أعين عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن جبرئيل أتى رسول اللّٰه ص برمانتين فأكل رسول اللّٰه ص إحداهما و كسر الأخرى بنصفين فأكل نصفا و أطعم عليا نصفا ثم قال له رسول اللّٰه ص يا أخي هل تدري ما هاتان الرمانتان قال لا قال أما الأولى فالنبوة ليس لك فيها نصيب و أما الأخرى فالعلم أنت شريكي فيه فقلت أصلحك اللّٰه كيف كان يكون شريكه فيه قال لم يعلم اللّٰه محمدا ص علما إلا و أمره أن يعلمه عليا ع

[2]

1176- 2 الكافي، 1/ 263/ 2/ 1 الثلاثة عن ابن أذينة عن زرارة عن أبي جعفر ع قال نزل جبرئيل ع على رسول اللّٰه ص برمانتين من الجنة فأعطاه إياهما فأكل واحدة و كسر الأخرى بنصفين فأعطى عليا ع نصفها فأكلها فقال يا علي أما الرمانة الأولى التي أكلتها فالنبوة ليس لك فيها شي ء و أما الأخرى فهو العلم فأنت شريكي فيه

الوافي، ج 3، ص: 605

[3]

1177- 3 الكافي، 1/ 263/ 3/ 1 محمد عن محمد بن الحسن عن محمد بن عبد الحميد عن بزرج عن ابن أذينة عن محمد قال سمعت أبا جعفر ع يقول نزل جبرئيل ع على محمد ص برمانتين من الجنة فلقيه علي ع فقال ما هاتان الرمانتان اللتان في يدك فقال أما هذه فالنبوة ليس لك فيها نصيب و أما هذه فالعلم- ثم فلقها رسول اللّٰه ص بنصفين فأعطاه نصفها و أخذ رسول اللّٰه ص نصفها ثم قال أنت شريكي فيه و أنا شريكك فيه قال فلم يعلم و اللّٰه رسول اللّٰه ص حرفا- مما علمه اللّٰه تعالى إلا و قد علمه عليا ع ثم انتهى العلم إلينا- ثم وضع يده على صدره

الوافي، ج 3، ص: 606

باب 87 جهات علومهم ع

[1]
اشارة

1178- 1 الكافي، 1/ 264/ 1/ 1 محمد عن أحمد عن ابن بزيع عن عمه حمزة بن بزيع عن علي السائي عن أبي الحسن الأول موسى ع قال قال مبلغ علمنا على ثلاثة وجوه ماض و غابر و حادث فأما الماضي فمفسر و أما الغابر فمزبور و أما الحادث فقذف في القلوب و نقر في الأسماع- و هو أفضل علمنا و لا نبي بعد نبينا

بيان

السائي بالسين المهملة و المثناة التحتانية بعد الألف منسوب إلى قرية قريبة من المدينة يقال لها الساءة الغابر هنا بمعنى الآتي بقرينة مقابلته بالماضي و في الحديث الآتي بمعنى الماضي و قد جاء بالمعنيين فمفسر أي مفسر لنا فمزبور أي مكتوب عندنا فقذف في القلوب يعني من طريق الإلهام و نقر في الإسماع أي ضرب عليها من طريق تحديث الملك كما يأتي بيانه و لما كان هذا القول منه ع يوهم ادعاءه النبوة فإن الإخبار عن الملك عند الناس مخصوص بالأنبياء رد ذلك الوهم بقوله و لا نبي بعد نبينا و ذلك لأن الفرق بين النبي و المحدث إنما هو برؤية الملك و عدم رؤيته لا السماع منه

[2]

1179- 2 الكافي، 1/ 264/ 3/ 1 علي عن أبيه عمن حدثه عن المفضل بن عمر قال قلت لأبي الحسن ع روينا عن أبي عبد اللّٰه ع

الوافي، ج 3، ص: 607

أنه قال إن علمنا غابر و مزبور و نكت في القلوب و نقر في الإسماع فقال أما الغابر فما تقدم من علمنا و أما المزبور فما يأتينا و أما النكت في القلوب فإلهام و أما النقر في الإسماع فأمر الملك

[3]
اشارة

1180- 3 الكافي، 1/ 264/ 2/ 1 محمد عن أحمد بن أبي زاهر عن علي بن موسى عن صفوان بن يحيى عن الحارث بن المغيرة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قلت أخبرني عن علم عالمكم قال وراثة من رسول اللّٰه ص و من علي ع قال قلت إنا نتحدث أنه يقذف في قلوبكم و ينكت في آذانكم قال أو ذاك

بيان

أو ذاك يعني قد يكون ذا و قد يكون ذاك

الوافي، ج 3، ص: 608

باب 88 أن مستقى العلم من عندهم و أن لا حق إلا ما خرج من بيتهم ع

[1]

1181- 1 الكافي، 1/ 398/ 2/ 1 علي بن محمد عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر عن عبد اللّٰه بن حماد عن صباح المزني عن الحارث بن حصيرة عن الحكم بن عتيبة قال لقي رجل الحسين بن علي ع بالثعلبية و هو يريد كربلاء فدخل عليه فسلم عليه فقال له الحسين ع من أي البلاد أنت قال من أهل الكوفة قال أما و اللّٰه يا أخا أهل الكوفة لو لقيتك بالمدينة لأريتك أثر جبرئيل ع من دارنا و نزوله بالوحي على جدي يا أخا أهل الكوفة أ فمستقى الناس للعلم من عندنا فعلموا و جهلنا هذا ما لا يكون

[2]

1182- 2 الكافي، 1/ 398/ 1/ 1 العدة عن أحمد عن السراد قال حدثنا يحيى بن عبد اللّٰه أبي الحسن صاحب الديلم قال سمعت جعفر بن محمد ع يقول و عنده أناس من أهل الكوفة عجبا للناس أنهم أخذوا علمهم كله عن رسول اللّٰه ص فعلموا به و اهتدوا و يرون أن أهل بيته لم يأخذوا علمه و نحن أهل بيته و ذريته في منازلنا نزل الوحي و من عندنا خرج العلم إليهم أ فيرون أنهم علموا و اهتدوا و جهلنا نحن و ضللنا- إن هذا لمحال

الوافي، ج 3، ص: 609

[3]

1183- 3 الكافي، 1/ 399/ 1/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن ابن مسكان عن محمد قال سمعت أبا جعفر ع يقول ليس عند أحد من الناس حق و لا صواب و لا أحد من الناس يقضي بقضاء حق إلا ما خرج منا أهل البيت و إذا تشعبت بهم الأمور كان الخطأ منهم و الصواب من علي ع

[4]
اشارة

1184- 4 الكافي، 1/ 399/ 3/ 1 العدة عن أحمد عن الوشاء عن ثعلبة بن ميمون عن أبي مريم قال قال أبو جعفر ع لسلمة بن كهيل و الحكم بن عتيبة شرقا و غربا فلا تجدان علما صحيحا إلا شيئا خرج من عندنا أهل البيت

بيان

سلمة هذا من رؤساء البترية كحكم و قد ورد ذمهما و لعنهما عن المعصومين ص

[5]

1185- 5 الكافي، 1/ 400/ 5/ 1 علي عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن أبان عن أبي بصير قال سألت أبا جعفر ع عن شهادة ولد الزنا تجوز فقال لا فقلت إن الحكم بن عتيبة يزعم أنها تجوز- فقال اللهم لا تغفر ذنبه ما قال اللّٰه للحكم إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ فليذهب الحكم يمينا و شمالا فو الله لا يؤخذ العلم إلا من أهل بيت نزل عليهم جبرئيل ع

الوافي، ج 3، ص: 610

[6]

1186- 6 الكافي، 1/ 399/ 2/ 1 العدة عن أحمد عن البزنطي عن المثنى عن زرارة قال كنت عند أبي جعفر ع فقال له رجل من أهل الكوفة يسأله عن قول أمير المؤمنين ع سلوني عما شئتم- فلا تسألوني عن شي ء إلا نبأتكم به قال إنه ليس أحد عنده علم إلا شي ء خرج من عند أمير المؤمنين ع فليذهب الناس حيث شاءوا فو الله ليس الأمر إلا من هاهنا و أشار بيده إلى بيته

[7]

1187- 7 الكافي، 1/ 399/ 4/ 1 محمد عن أحمد عن الحسين عن النضر عن يحيى الحلبي عن معلى بن عثمان عن أبي بصير قال قال لي إن الحكم بن عتيبة ممن قال اللّٰه وَ مِنَ النّٰاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنّٰا بِاللّٰهِ وَ بِالْيَوْمِ الْآخِرِ- وَ مٰا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ فليشرق الحكم و ليغرب أما و اللّٰه لا يصيب العلم إلا من أهل بيت نزل عليهم جبرئيل

[8]
اشارة

1188- 8 الكافي، 1/ 400/ 6/ 1 العدة عن الحسين بن الحسن بن يزيد عن بدر عن أبيه قال حدثني سلام أبو علي الخراساني عن سلام بن سعيد المخزومي قال بينا أنا جالس عند أبي عبد اللّٰه ع إذ دخل عليه عباد بن كثير عابد أهل البصرة و ابن شريح فقيه أهل مكة و عند أبي عبد اللّٰه ع ميمون القداح مولى أبي جعفر ع فسأله عباد بن كثير فقال يا أبا عبد اللّٰه في كم ثوب كفن رسول اللّٰه ص قال في ثلاثة أثواب ثوبين صحاريين و ثوب حبرة و كان في البرد قلة فكأنما أزور

الوافي، ج 3، ص: 611

عباد بن كثير من ذلك فقال أبو عبد اللّٰه ع إن نخلة مريم إنما كانت عجوة و نزلت من السماء فما نبت من أصلها كان عجوة و ما كان من لقاط فهو لون فلما خرجوا من عنده قال عباد بن كثير لابن شريح و اللّٰه ما أدري ما هذا المثل الذي ضربه لي أبو عبد اللّٰه ع فقال ابن شريح هذا الغلام يخبرك فإنه منهم يعني ميمون فسأله فقال ميمون أ ما تعلم ما قال لك قال لا و اللّٰه قال إنه ضرب لك مثل نفسه فأخبرك أنه ولد من

ولد رسول اللّٰه ص و علم رسول اللّٰه ص عندهم فما جاء من عندهم فهو صواب و ما جاء من عند غيرهم فهو لقاط

بيان

الحبرة كعنبة برد يماني و كان في البرد قلة أي كان البرد يومئذ عزيزا كأنه ع اعتذر عن جعل تمام الثلاثة بردا ازور عدل و انحرف و العجوة أجود تمر بالمدينة أكبر من الصيحاني يضرب إلى السواد و في الحديث العجوة من الجنة و اللقاط بالضم ما كان ساقطا مما لا قيمة له و اللون أردأ التمر

الوافي، ج 3، ص: 612

باب 89 أنهم لو ستر عليهم لأخبروا كل امرئ بما له و عليه

[1]
اشارة

1189- 1 الكافي، 1/ 264/ 1/ 2 العدة عن أحمد عن الحسين عن فضالة عن أبان عن عبد الواحد بن المختار قال قال أبو جعفر ع لو كان لألسنتكم أوكية لحدثت كل امرئ بما له و عليه

بيان

الوكاء ككساء رباط القربة و نحوها

[2]
اشارة

1190- 2 الكافي، 1/ 264/ 2/ 2 بهذا الإسناد عن أحمد عن ابن سنان عن ابن مسكان قال سمعت أبا بصير يقول قلت لأبي عبد اللّٰه ع من أين أصاب أصحاب علي ما أصابهم مع علمهم بمناياهم و بلاياهم- قال فأجابني شبه المغضب ممن ذلك إلا منهم قلت ما يمنعك جعلت فداك قال ذاك باب أغلق إلا أن الحسين بن علي ص فتح منه شيئا يسيرا ثم قال يا أبا محمد إن أولئك كانت على أفواههم أوكية

بيان

كأن السائل استبعد إصابة العالم بمناياه و بلاياه ما يصيبه و لا استبعاد في ذلك لما دريت تحقيقه في بيان القدر من أبواب كتاب التوحيد و لهذا رده ع

الوافي، ج 3، ص: 613

شبه المغضب و قال ما أصابهم ما أصابهم إلا منهم قال اللّٰه سبحانه مٰا أَصٰابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمٰا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ فقال السائل ما يمنعك أي من أن تخبر أصحابك بمناياهم و بلاياهم كما أخبر علي أصحابه فأجابه ع بأن باب ذلك مغلق عليهم لم يؤذن لهم في فتحه إلا يسيرا و هو ما أخبر به الحسين ع أصحابه من ذلك ثم بين ع السبب في إغلاق الباب عليهم دون جديه ع و هو أن أولئك كانوا كاتمين لأسرار أئمتهم و هؤلاء مذيعون لها

الوافي، ج 3، ص: 614

باب 90 التفويض إليهم في أمر الدين

[1]
اشارة

1191- 1 الكافي، 1/ 265/ 1/ 1 محمد عن أحمد بن أبي زاهر عن علي بن إسماعيل عن صفوان بن يحيى عن عاصم بن حميد عن أبي إسحاق النحوي قال دخلت على أبي عبد اللّٰه ع فسمعته يقول إن اللّٰه تعالى أدب نبيه ص على محبته فقال وَ إِنَّكَ لَعَلىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ثم فوض إليه فقال تعالى وَ مٰا آتٰاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ مٰا نَهٰاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا و قال تعالى مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطٰاعَ اللّٰهَ قال ثم قال و إن نبي اللّٰه فوض إلى علي و ائتمنه فسلمتم و جحد الناس فو الله لنحبكم أن تقولوا إذا قلنا و أن تصمتوا إذا صمتنا و نحن فيما بينكم و بين اللّٰه تعالى ما جعل اللّٰه لأحد خيرا في خلاف أمرنا

بيان

أدب نبيه على محبته يعني علمه و فهمه ما يوجب تأدبه بأدب اللّٰه و تخلقه بأخلاق اللّٰه لحبه إياه أو حال كونه محبا له و هذا مثل قوله سبحانه وَ يُطْعِمُونَ الطَّعٰامَ عَلىٰ حُبِّهِ أو علمه ما يوجب محبة اللّٰه له أو محبته لله التي هي سبب لسعة

الوافي، ج 3، ص: 615

الخلق و عظم الحلم و في قوله ع أن تقولوا إذا قلنا و أن تصمتوا إذا صمتنا دلالة واضحة على نفي الاجتهاد و القول بالرأي

[2]

1192- 2 الكافي، 1/ 265/ 1/ 1 العدة عن أحمد عن التميمي عن عاصم عن أبي إسحاق عن أبي جعفر ع نحوه

[3]
اشارة

1193- 3 الكافي، 1/ 266/ 3/ 1 العدة عن أحمد الكافي، 1/ 267/ 5/ 1 محمد عن أحمد عن الحجال عن ثعلبة الكافي، 1/ 267/ 5/ 1 القميان عن ابن فضال عن ثعلبة عن زرارة أنه سمع أبا جعفر و أبا عبد اللّٰه ع يقولان إن اللّٰه تعالى فوض إلى نبيه ص أمر خلقه لينظر كيف طاعتهم ثم تلا هذه الآية مٰا آتٰاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ مٰا نَهٰاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا

بيان

لينظر كيف طاعتهم يعني طاعتهم للرسول ص كما يأتي في خبر زرارة و إنما اختبرهم بذلك لأن طاعة بني نوع واحد بعضهم لبعض مما يكبر في الصدور و تشمئز منه النفوس و إذا تحقق ذلك كما ينبغي دل على إخلاص النية في الطاعة لله عز و جل

[4]

1194- 4 الكافي، 1/ 267/ 8/ 1 محمد عن محمد بن الحسن قال وجدت في

الوافي، ج 3، ص: 616

نوادر محمد بن سنان عن عبد اللّٰه بن سنان قال قال أبو عبد اللّٰه ع لا و اللّٰه ما فوض اللّٰه إلى أحد من خلقه إلا إلى رسول اللّٰه ص و إلى الأئمة ع قال اللّٰه تعالى إِنّٰا أَنْزَلْنٰا إِلَيْكَ الْكِتٰابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النّٰاسِ بِمٰا أَرٰاكَ اللّٰهُ و هي جارية في الأوصياء ع

[5]
اشارة

1195- 5 الكافي، 1/ 266/ 4/ 1 الثلاثة عن ابن أذينة عن الفضيل بن يسار قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول لبعض أصحاب قيس الماصر إن اللّٰه تعالى أدب نبيه فأحسن أدبه فلما أكمل له الأدب قال إِنَّكَ لَعَلىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ثم فوض إليه أمر الدين و الأمة ليسوس عباده فقال تعالى مٰا آتٰاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ مٰا نَهٰاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا و إن رسول اللّٰه ص كان مسددا موفقا مؤيدا بروح القدس لا يزل و لا يخطئ في شي ء مما يسوس به الخلق فتأدب بآداب اللّٰه ثم إن اللّٰه تعالى فرض الصلاة ركعتين ركعتين عشر ركعات فأضاف رسول اللّٰه ص إلى الركعتين ركعتين و إلى المغرب ركعة فصارت عديل الفريضة لا يجوز تركهن إلا في سفر و أفرد الركعة في المغرب فتركها قائمة في السفر و الحضر فأجاز اللّٰه له ذلك كله فصارت الفريضة سبع عشرة ركعة ثم سن رسول اللّٰه ص النوافل أربعا و ثلاثين ركعة مثلي الفريضة فأجاز اللّٰه تعالى له ذلك و الفريضة و النافلة إحدى و خمسون ركعة منها ركعتان بعد العتمة جالسا تعد بركعة مكان الوتر و فرض اللّٰه في السنة صوم شهر رمضان و سن

الوافي، ج 3،

ص: 617

رسول اللّٰه صوم شعبان و ثلاثة أيام في كل شهر مثلي الفريضة فأجاز اللّٰه تعالى له ذلك و حرم اللّٰه تعالى الخمر بعينها و حرم رسول اللّٰه ص المسكر من كل شراب فأجاز اللّٰه تعالى له ذلك و عاف رسول اللّٰه ص أشياء و كرهها لم ينه عنها نهي حرام إنما نهى عنها نهي إعافة و كراهة ثم رخص فيها فصار الأخذ برخصة واجبا على العباد كوجوب ما يأخذون بنهيه و عزائمه و لم يرخص لهم رسول اللّٰه ص فيما نهاهم عنه نهي حرام و لا فيما أمر به أمر فرض لازم فكثير المسكر من الأشربة نهاهم عنه نهي حرام لم يرخص فيه لأحد و لم يرخص رسول اللّٰه ص لأحد تقصير الركعتين اللتين ضمهما إلى ما فرض اللّٰه تعالى بل ألزمهم ذلك إلزاما واجبا لم يرخص لأحد في شي ء من ذلك إلا للمسافر و ليس لأحد أن يرخص شيئا لم يرخصه رسول اللّٰه ص فوافق أمر رسول اللّٰه ص أمر اللّٰه تعالى و نهيه نهي اللّٰه تعالى و وجب على العباد التسليم له كالتسليم لله تعالى

بيان

قيس الماصر هو من المتكلمين تعلم الكلام من علي بن الحسين ع و صحب الصادق ع و هو من أصحاب مجلس الشامي و عاف رسول اللّٰه ص أشياء و كرهها و ذلك مثل لحوم الحمر الأهلية و طائفة من الحيوانات كما يأتي في كتاب المطاعم و يستفاد من فحوى قوله ع فكثير المسكر من الأشربة نهاهم عنه نهي حرام إن القليل منه ليس بحرام و إنما تحريم القليل مختص بالخمر بعينها و فيه إشكال لما يأتي في كتاب المطاعم من أن قليله و كثيره حرام كالخمر

و لعله ع اكتفى بذكر الكثير لأن المخاطب كان لا يحتمل حرمة القليل لأنه كان من المخالفين الذين يحلون القليل منه الذي لا يسكر

الوافي، ج 3، ص: 618

[6]
اشارة

1196- 6 الكافي، 1/ 265/ 2/ 1 علي عن أبيه عن يحيى بن أبي عمران عن يونس عن بكار بن بكر عن موسى بن أشيم قال كنت عند أبي عبد اللّٰه ع فسأله رجل عن آية من كتاب اللّٰه فأخبره بها ثم دخل عليه داخل فسأله عن تلك الآية فأخبره بخلاف ما أخبر به الأول- فدخلني من ذلك ما شاء اللّٰه حتى كان قلبي يشرح بالسكاكين فقلت في نفسي تركت أبا قتادة بالشام لا يخطئ في الواو و شبهه و جئت إلى هذا يخطئ هذا الخطأ كله فبينا أنا كذلك إذ دخل عليه آخر فسأله عن تلك الآية- فأخبره بخلاف ما أخبرني و أخبر صاحبي فسكنت نفسي فعلمت أن ذلك منه تقية قال ثم التفت إلي فقال لي يا بن أشيم إن اللّٰه تعالى فوض إلى سليمان بن داود ع فقال هٰذٰا عَطٰاؤُنٰا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسٰابٍ- و فوض إلى نبيه ص فقال مٰا آتٰاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ مٰا نَهٰاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا فما فوض إلى رسول اللّٰه ص فقد فوضه إلينا

بيان

السكاكين جمع سكين ما أخبرني كأنه كان شريكا للسائل الأول فيما أخبره به في الاستماع و التوجه و لهذا نسبه إلى نفسه فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ أعط من شئت و امنع من شئت

[7]

1197- 7 الكافي، 1/ 267/ 6/ 1 محمد عن أحمد عن محمد بن سنان عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن اللّٰه تعالى أدب

الوافي، ج 3، ص: 619

نبيه ص فلما انتهى به إلى ما أراد قال له إِنَّكَ لَعَلىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ففوض إليه دينه فقال وَ مٰا آتٰاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ مٰا نَهٰاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا و إن اللّٰه تعالى فرض الفرائض و لم يقسم للجد شيئا و إن رسول اللّٰه ص أطعمه السدس فأجاز اللّٰه تعالى له ذلك و ذلك قول اللّٰه تعالى هٰذٰا عَطٰاؤُنٰا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسٰابٍ

[8]

1198- 8 الكافي، 1/ 267/ 7/ 1 الاثنان عن الوشاء عن حماد بن عثمان عن زرارة عن أبي جعفر ع قال وضع رسول اللّٰه ص دية العين و دية النفس و حرم النبيذ و كل مسكر فقال له رجل وضع رسول اللّٰه ص من غير أن يكون جاء فيه شي ء- فقال نعم ليعلم من يطيع الرسول ممن يعصيه ص

[9]

1199- 9 الكافي، 1/ 268/ 9/ 1 محمد عن محمد بن الحسن عن يعقوب بن يزيد عن الحسن بن زياد عن محمد بن الحسن الميثمي عن أبي عبد اللّٰه ع قال سمعته يقول إن اللّٰه تعالى أدب رسوله حتى قومه على ما أراد ثم فوض إليه فقال تعالى مٰا آتٰاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ مٰا نَهٰاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا- فما فوض اللّٰه إلى رسوله فقد فوضه إلينا

[10]

1200- 10 الكافي، 1/ 268/ 10/ 1 علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن

الوافي، ج 3، ص: 620

الحسين بن عبد الرحمن عن صندل الخياط عن الشحام قال سألت أبا عبد اللّٰه ع في قوله تعالى هٰذٰا عَطٰاؤُنٰا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسٰابٍ قال أعطى سليمان ملكا عظيما ثم جرت هذه الآية في رسول اللّٰه ص فكان له أن يعطي ما شاء من شاء و يمنع من شاء و أعطاه أفضل مما أعطى سليمان ع لقوله تعالى مٰا آتٰاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ مٰا نَهٰاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا

[11]
اشارة

1201- 11 الكافي، 1/ 451/ 40/ 1 السراد عن عبد اللّٰه بن سنان عن أبي عبد اللّٰه ع قال سمعته يقول اللهم صل على محمد صفيك- و خليلك و نجيك المدبر لأمرك

بيان

يأتي في باب بدو خلقهم ع ما يناسب هذا الباب

الوافي، ج 3، ص: 621

باب 91 أنهم ليسوا بأنبياء و لكنهم محدثون

[1]

1202- 1 الكافي، 1/ 270/ 7/ 1 العدة عن أحمد عن الحسين عن عبد اللّٰه بن بحر عن ابن مسكان عن البصري عن محمد قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول الأئمة بمنزلة رسول اللّٰه ص إلا أنهم ليسوا بأنبياء و لا يحل لهم من النساء ما يحل للنبي فأما ما خلا ذلك فهم بمنزلة رسول اللّٰه ص

[2]
اشارة

1203- 2 الكافي، 1/ 268/ 1/ 1 القميان عن صفوان عن حمران بن أعين قال قلت لأبي جعفر ع ما موضع العلماء قال مثل ذي القرنين و صاحب سليمان و صاحب موسى ع

بيان

أريد بالعلماء الأئمة المعصومون ص و بذي القرنين إسكندر الرومي و بصاحب سليمان آصف بن برخيا و بصاحب موسى يوشع بن نون

روى علي بن إبراهيم رحمه اللّٰه في تفسيره عن أمير المؤمنين ع أنه سئل عن ذي القرنين أ نبيا كان أم ملكا فقال لا نبيا و لا ملكا عبد أحب اللّٰه فأحبه اللّٰه و نصح لله فنصح له فبعثه إلى قومه فضربوه إلى قرنه الأيمن فغاب عنهم ما شاء اللّٰه أن يغيب ثم بعثه الثانية فضربوه قرنه الأيسر فغاب عنهم ما شاء اللّٰه أن يغيب ثم بعثه الثالثة فمكن اللّٰه له في الأرض و فيكم مثله يعني نفسه الحديث

الوافي، ج 3، ص: 622

[3]

1204- 3 الكافي، 1/ 269/ 5/ 1 الثلاثة عن ابن أذينة عن العجلي عن أبي جعفر و أبي عبد اللّٰه ع قال قلت له ما منزلتكم و من تشبهون ممن مضى قال صاحب موسى و ذو القرنين كانا عالمين و لم يكونا نبيين

[4]
اشارة

1205- 4 الكافي، 1/ 268/ 2/ 1 الثلاثة عن الحسين بن أبي العلاء قال قال أبو عبد اللّٰه ع إنما الوقوف علينا في الحلال و الحرام فإما النبوة فلا

بيان

يعني إنما عليكم أن تقفوا علينا في إثبات علم الحلال و الحرام لنا و ليس لكم أن تتجاوزوا بنا إلى إثبات النبوة لنا

[5]

1206- 5 الكافي، 1/ 269/ 3/ 1 محمد عن أحمد عن البرقي عن النضر بن سويد عن يحيى بن عمران الحلبي عن أيوب بن الحر قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول إن اللّٰه تعالى ختم بنبيكم النبيين فلا نبي بعده أبدا و ختم بكتابكم الكتب فلا كتاب بعده أبدا و أنزل فيه تبيان كل شي ء و خلقكم و خلق السماوات و الأرض و نبأ ما قبلكم و فصل ما بينكم و خبر ما بعدكم و أمر الجنة و النار و ما أنتم سائرون إليه

[6]
اشارة

1207- 6 الكافي، 1/ 269/ 6/ 1 محمد عن أحمد عن البرقي عن أبي طالب عن سدير قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع إن قوما يزعمون أنكم آلهة

الوافي، ج 3، ص: 623

يتلون علينا بذلك قرآنا وَ هُوَ الَّذِي فِي السَّمٰاءِ إِلٰهٌ وَ فِي الْأَرْضِ إِلٰهٌ فقال يا سدير سمعي و بصري و بشري و لحمي و دمي و شعري من هؤلاء بري ء و بري ء اللّٰه منهم ما هؤلاء على ديني و لا على دين آبائي و اللّٰه لا يجمعني اللّٰه و إياهم يوم القيامة إلا و هو ساخط عليهم قال قلت و عندنا قوم يزعمون أنكم رسل يقرءون علينا بذلك قرآنا يٰا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبٰاتِ وَ اعْمَلُوا صٰالِحاً إِنِّي بِمٰا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ فقال يا سدير سمعي و بصري و شعري و بشري و لحمي و دمي من هؤلاء بري ء بري ء اللّٰه منهم و رسوله ما هؤلاء على ديني و لا على دين آبائي و اللّٰه لا يجمعني اللّٰه و إياهم يوم القيامة إلا و هو ساخط عليهم قال قلت فما أنتم قال نحن خزان علم اللّٰه نحن تراجمة

أمر اللّٰه نحن قوم معصومون أمر اللّٰه تعالى بطاعتنا و نهى عن معصيتنا نحن الحجة البالغة على من دون السماء و فوق الأرض

بيان

تراجمة جمع ترجمان و هو المفسر للسان

[7]
اشارة

1208- 7 الكافي، 1/ 270/ 1/ 1 محمد عن أحمد عن الحجال عن القاسم بن محمد عمن ذكره عن عبيد بن زرارة قال أرسل أبو جعفر إلى زرارة أن يعلم الحكم بن عتيبة أن أوصياء محمد ص محدثون

الوافي، ج 3، ص: 624

بيان

المحدث بفتح الدال و تشديده هو الذي يحدثه الملك في باطن قلبه و يلهمه معرفة الأشياء و يفهمه و ربما يسمع صوت الملك و إن لم ير شخصه

روى سعد بن عبد اللّٰه في كتاب مختصر البصائر عن ابن عيسى و أحمد بن إسحاق بن سعيد عن الحسن بن العباس بن الحريش عن أبي جعفر الثاني ع قال قال أبو جعفر الباقر ع إن الأوصياء محدثون يحدثهم روح القدس و لا يرونه- و كان علي ع يعرض على روح القدس ما يسأل عنه فيوجس في نفسه أن قد أصبت بالجواب فيخبر به فيكون مما قال

و قد مر أخبار أخر في معنى المحدث

[8]

1209- 8 الكافي، 1/ 270/ 1/ 1 أحمد و محمد عن محمد بن الحسن عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن إسماعيل قال سمعت أبا الحسن ع يقول الأئمة علماء صادقون مفهمون محدثون

[9]
اشارة

1210- 9 الكافي، 1/ 270/ 2/ 1 محمد عن أحمد عن السراد عن جميل بن صالح عن زياد بن سوقة عن الحكم بن عتيبة قال دخلت على علي بن الحسين ع يوما فقال يا حكم هل تدري الآية- التي كان علي بن أبي طالب ع يعرف قاتله بها و يعرف بها الأمور العظام التي كان يحدث بها الناس قال الحكم فقلت في نفسي قد وقعت على علم من علم علي بن الحسين ع أعلم بذلك تلك الأمور العظام قال فقلت لا و اللّٰه لا أعلم قال ثم قلت الآية تخبرني بها يا بن رسول اللّٰه قال

الوافي، ج 3، ص: 625

هو و اللّٰه قول اللّٰه تعالى و ما أرسلنا قبلك من رسول و لا نبي و لا محدث و كان علي بن أبي طالب محدثا فقال له رجل يقال له عبد اللّٰه بن زيد كان أخا علي لأمه سبحان اللّٰه محدثا كأنه ينكر ذلك فأقبل عليه أبو جعفر فقال أما و اللّٰه إن ابن أمك بعد قد كان يعرف ذلك قال فلما قال ذلك سكت الرجل فقال هي التي هلك فيها أبو الخطاب فلم يدر ما تأويل المحدث و النبي

بيان

أبو الخطاب و محمد بن مقلاص الأسدي الكوفي كان غاليا ملعونا

[10]
اشارة

1211- 10 الكافي، 1/ 271/ 4/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن رجل عن محمد قال ذكر المحدث عند أبي عبد اللّٰه ع فقال إنه يسمع الصوت و لا يرى الشخص فقلت له أصلحك اللّٰه كيف يعلم أنه كلام الملك قال إنه يعطى السكينة و الوقار حتى يعلم أنه كلام ملك

بيان

كني بالسكينة و الوقار عن سكون النفس و طمأنينة القلب اللذين يدلان عن أن المنكشف هو الحق و الصواب

[11]

1212- 11 الكافي، 1/ 271/ 5/ 1 محمد عن أحمد عن الحسين عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن الحارث بن المغيرة عن حمران بن أعين قال قال أبو جعفر ع إن عليا ع كان محدثا فخرجت إلى أصحابي فقلت جئتكم بعجيبة فقالوا و ما هي قلت سمعت أبا جعفر ع يقول كان علي ع محدثا فقالوا ما صنعت شيئا إلا سألته من كان يحدثه فرجعت إليه فقلت إني حدثت أصحابي بما حدثتني فقالوا ما صنعت شيئا إلا سألته من كان يحدثه فقال لي يحدثه ملك قلت تقول إنه نبي قال فحرك يده هكذا أو كصاحب سليمان أو كصاحب موسى أو كذي القرنين أ و ما بلغكم إنه قال و فيكم

الوافي، ج 3، ص: 626

مثله

[12]
اشارة

1213- 12 الكافي، 1/ 269/ 4/ 1 العدة عن أحمد عن الحسين عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن الحارث بن المغيرة قال قال أبو جعفر ع إن عليا ع كان محدثا قلت فتقول نبي- قال فحرك يده هكذا ثم قال أو كصاحب سليمان أو كصاحب موسى أو كذي القرنين أ و ما بلغكم أنه قال و فيكم مثله

بيان

فحرك يده هكذا كأنه رفع يده و أشار برفع يده إلى نفى النبوة و أشار بلفظه أو التي بمعنى بل إلى أن تحديث الملك كما يكون للنبي كذلك قد يكون للوصي كما كان لهؤلاء قال في الصحاح قد يكون أو بمعنى بل في توسع الكلام و أشار بقوله أ و ما بلغكم إلى ما نقلنا من تفسير علي بن إبراهيم من قوله ص بعد قصة ذي القرنين و فيكم مثله

الوافي، ج 3، ص: 627

باب 92 ما خصوا ع به من الأرواح

[1]
اشارة

1214- 1 الكافي، 1/ 271/ 1/ 1 محمد عن أحمد عن الحسين عن حماد بن عيسى عن اليماني عن جابر الجعفي قال قال أبو عبد اللّٰه ع يا جابر إن اللّٰه تعالى خلق الخلق ثلاثة أصناف و هو قول اللّٰه تعالى وَ كُنْتُمْ أَزْوٰاجاً ثَلٰاثَةً فَأَصْحٰابُ الْمَيْمَنَةِ مٰا أَصْحٰابُ الْمَيْمَنَةِ وَ أَصْحٰابُ الْمَشْئَمَةِ مٰا أَصْحٰابُ الْمَشْئَمَةِ وَ السّٰابِقُونَ السّٰابِقُونَ أُولٰئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فالسابقون هم رسل اللّٰه ع و خاصة اللّٰه من خلقه جعل فيهم خمسة أرواح أيدهم بروح القدس فبه عرفوا الأشياء و أيدهم بروح الإيمان فبه خافوا اللّٰه تعالى- و أيدهم بروح القوة فبه قدروا على طاعة اللّٰه و أيدهم بروح الشهوة فبه اشتهوا طاعة اللّٰه تعالى و كرهوا معصيته و جعل فيهم روح المدرج الذي به يذهب الناس و يجيئون و جعل في المؤمنين أصحاب الميمنة روح الإيمان فبه خافوا اللّٰه و جعل فيهم روح القوة فبه قدروا على طاعة اللّٰه تعالى و جعل فيهم روح الشهوة فبه اشتهوا طاعة اللّٰه و جعل فيهم روح المدرج الذي به يذهب الناس و يجيئون

بيان

إنما خلقهم ثلاثة أصناف لأن أصول العوالم و النشآت ثلاثة عالم الجبروت

الوافي، ج 3، ص: 628

و هو عالم العقل المجرد عن المادة و الصورة و أصحابه السابقون و فيهم روح القدس و عالم الملكوت و هو عالم المثال و الخيال المجرد عن المادة دون الصورة و أصحابه أصحاب الميمنة و فيهم روح الإيمان و عالم الملك و هو عالم الشهادة المحسوس المادي و أصحابه أصحاب المشأمة و فيهم روح المدرج من درج دروجا إذا مشى و عالم الغيب يشمل الأولين و كذا عالم الأرواح و ربما يطلق الملكوت أيضا على ما

يعمهما

[2]

1215- 2 الكافي، 1/ 272/ 2/ 1 محمد عن محمد بن أحمد عن موسى بن عمر عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن المنخل عن جابر عن أبي جعفر ع قال سألته عن علم العالم فقال لي يا جابر إن في الأنبياء و الأوصياء خمسة أرواح روح القدس و روح الإيمان و روح الحياة- و روح القوة و روح الشهوة فبروح القدس يا جابر عرفوا ما تحت العرش إلى ما تحت الثرى ثم قال يا جابر إن هذه الأربعة أرواح يصيبها الحدثان- إلا روح القدس فإنها لا تلهو و لا تلعب

[3]
اشارة

1216- 3 الكافي، 1/ 272/ 3/ 1 الاثنان عن عبد اللّٰه بن إدريس عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن أبي عبد اللّٰه ع قال سألته عن علم الإمام بما في أقطار الأرض و هو في بيته مرخى عليه ستره فقال يا مفضل إن اللّٰه تعالى جعل في النبي ع خمسة أرواح- روح الحياة فبه دب و درج و روح القوة فبه نهض و جاهد و روح الشهوة فبه أكل و شرب و أتى النساء من الحلال و روح الإيمان فبه آمن و عدل و روح القدس فبه حمل النبوة فإذا قبض النبي ص انتقل روح

الوافي، ج 3، ص: 629

القدس فصار إلى الإمام و روح القدس لا ينام و لا يغفل و لا يلهو و لا يزهو- و الأربعة أرواح تنام و تغفل و تلهو و تزهو و روح القدس كان يرى به

بيان

الزهو الباطل و الكذب و الاستخفاف كان يرى به يعني ما غاب عنه في أقطار الأرض و ما في أعنان السماء و بالجملة ما دون العرش إلى ما تحت الثرى

الوافي، ج 3، ص: 630

باب 93 الروح التي يسددهم اللّٰه تعالى بها

[1]
اشارة

1217- 1 الكافي، 1/ 273/ 1/ 1 العدة عن أحمد عن الحسين عن النضر عن يحيى الحلبي عن الكناني عن أبي بصير قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن قول اللّٰه تعالى وَ كَذٰلِكَ أَوْحَيْنٰا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنٰا مٰا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتٰابُ وَ لَا الْإِيمٰانُ قال خلق من خلق اللّٰه تبارك و تعالى أعظم من جبرئيل و ميكائيل كان مع رسول اللّٰه ص يخبره و يسدده- و هو مع الأئمة من بعده ص

بيان

كأن المراد بهذا الروح غير روح القدس و ليسا أمرا واحدا لأن روح القدس لا يفارقهم كما لا تفارقهم الأرواح الأربعة التي دونه و هذا الروح قد يفارقهم كما يأتي أنه ليس كلما طلب وجد إلا أن يقال إن روح القدس فيهم كان يبلغ إلى مقام هذا الروح و يصير متحدا معه في بعض الأحيان فيقوم مقامه

[2]
اشارة

1218- 2 الكافي، 1/ 273/ 2/ 1 محمد عن محمد بن الحسين عن ابن أسباط عن أسباط بن سالم قال سأله رجل من أهل هيت و أنا حاضر عن

الوافي، ج 3، ص: 631

قول اللّٰه تعالى وَ كَذٰلِكَ أَوْحَيْنٰا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنٰا فقال منذ أنزل اللّٰه تعالى ذلك الروح على محمد ص ما صعد إلى السماء و إنه لفينا

بيان

الهيت بالكسر بلد بالعراق و إنما لم يصعد ذلك الروح إلى السماء لعدم خلو الأرض عن الحجة و لا بد أن يكون معه من يسدده

[3]
اشارة

1219- 3 الكافي، 1/ 273/ 3/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن ابن مسكان عن أبي بصير قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن قول اللّٰه تعالى يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي قال خلق أعظم من جبرئيل و ميكائيل كان مع رسول اللّٰه ص و هو مع الأئمة و هو من الملكوت

بيان

المراد بالملكوت هاهنا ما يقابل الملك فيشمل الجبروت أيضا و هذا الروح من عالم الجبروت

[4]
اشارة

1220- 4 الكافي، 1/ 273/ 4/ 1 الثلاثة عن الخراز عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي قال خلق أعظم من جبرئيل و ميكائيل لم يكن مع أحد ممن مضى غير محمد ص و هو مع الأئمة يسددهم و ليس كلما طلب وجد

الوافي، ج 3، ص: 632

بيان

إنما لم يكن مع غير نبينا ص من الأنبياء ص لاختصاص له به كما قال أول ما خلق اللّٰه روحي فإضافة إلى نفسه

[5]
اشارة

1221- 5 الكافي، 1/ 273/ 5/ 1 محمد عن عمران بن موسى عن موسى بن جعفر عن ابن أسباط عن محمد بن الفضيل عن الثمالي قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن العلم أ هو علم يتعلمه العالم من أفواه الرجال أم في الكتاب عندكم تقرءونه فتعلمون منه قال الأمر أعظم من ذلك و أوجب- أ ما سمعت قول اللّٰه تعالى وَ كَذٰلِكَ أَوْحَيْنٰا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنٰا مٰا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتٰابُ وَ لَا الْإِيمٰانُ ثم قال أي شي ء يقول أصحابكم في هذه الآية- أ يقرون أنه كان في حال لا يدري ما الكتاب و لا الإيمان فقلت لا أدري جعلت فداك ما يقولون فقال بلى قد كان في حال لا يدري ما الكتاب و لا الإيمان حتى بعث اللّٰه تعالى الروح التي ذكر في الكتاب فلما أوحاها إليه علم بها العلم و الفهم و هي الروح التي يعطيها اللّٰه تعالى من شاء فإذا أعطاها عبدا علمه الفهم

بيان

إنما كان الأمر أوجب من ذلك لأن الأمرين المذكورين مما يشترك فيه سائر الناس فلا بد في الحجة من أمر يمتاز به عن سائر الناس لا يحتمل الخطأ و الشك

الوافي، ج 3، ص: 633

[6]

1222- 6 الكافي، 1/ 274/ 6/ 1 محمد عن محمد بن الحسين عن ابن أسباط عن الحسين بن أبي العلاء عن سعد الإسكاف قال أتى رجل أمير المؤمنين ع يسأله عن الروح أ ليس هو جبرئيل ع فقال له أمير المؤمنين ع جبرئيل ع من الملائكة و الروح غير جبرئيل فكرر ذلك على الرجل فقال له لقد قلت عظيما من القول ما أحد يزعم أن الروح غير جبرئيل فقال له أمير المؤمنين ع إنك ضال تروي عن أهل الضلال يقول اللّٰه تعالى لنبيه ص أَتىٰ أَمْرُ اللّٰهِ فَلٰا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحٰانَهُ وَ تَعٰالىٰ عَمّٰا يُشْرِكُونَ يُنَزِّلُ الْمَلٰائِكَةَ بِالرُّوحِ و الروح غير الملائكة ص

الوافي، ج 3، ص: 634

باب 94 أن الملائكة تدخل بيوتهم و تطأ بسطهم و تأتيهم بالأخبار

[1]
اشارة

1223- 1 الكافي، 1/ 393/ 1/ 1 العدة عن أحمد عن ابن سنان عن مسمع قال كنت لا أزيد على أكلة بالليل و النهار فربما استأذنت على أبي عبد اللّٰه ع و أجد المائدة قد رفعت لعلي لا أراها بين يديه فإذا دخلت دعا بها فأصيب معه من الطعام و لا أتأذى بذلك و إذا عقبت بالطعام عند غيره لم أقدر على أن أقر و لم أنم من النفخة فشكوت ذلك إليه- و أخبرته بأني إذا أكلت عنده لم أتأذ به فقال يا أبا سيار إنك تأكل طعام قوم صالحين تصافحهم الملائكة على فرشهم قال قلت و يظهرون لكم قال فمسح يده على بعض صبيانه فقال هم ألطف بصبياننا منا بهم

بيان

و أجد المائدة قد رفعت جملة حالية يعني استأذنت عليه و الحال إني أجد في نفسي أن المائدة قد رفعت و إنما فعلت ذلك لكيلا أرى المائدة بين يديه ع و المعنى كنت أ تعمد الاستيذان عليه بعد رفع المائدة لئلا يلزمني الأكل لزعمي أني أتضرر به

[2]
اشارة

1224- 2 الكافي، 1/ 393/ 2/ 1 محمد عن أحمد عن محمد بن خالد عن محمد بن القاسم عن الحسين بن أبي العلاء عن أبي عبد اللّٰه ع

الوافي، ج 3، ص: 635

قال قال يا حسين و ضرب بيده إلى مساور في البيت مساور طال ما اتكت عليها الملائكة و ربما التقطنا من زغبها

بيان

المسورة الوسادة التي تكون للتكأة و الزغب بالزاي و الغين المعجمة محركة الشعيرات الصفر من ريش الفراخ

[3]
اشارة

1225- 3 الكافي، 1/ 393/ 3/ 1 محمد عن أحمد عن علي بن الحكم عن مالك بن عطية الأحمسي عن الثمالي قال دخلت على علي بن الحسين ع فاحتبست في الدار ساعة ثم دخلت البيت و هو يلتقط شيئا- و أدخل يده من وراء الستر فناوله من كان في البيت فقلت جعلت فداك- هذا الذي أراك تلتقطه أي شي ء هو فقال فضلة من زغب الملائكة نجمعه إذا خلونا سبحا لأولادنا فقلت جعلت فداك و إنهم ليأتونكم- فقال يا أبا حمزة أنهم ليزاحمونا على تكأتنا

بيان

خلونا من التخلية بمعنى الترك يعني إذا تركونا و انصرفوا عنا و السبحة بالضم خرزات يسبح بها و لعله ع أراد بذلك جعلها منظومة في خيط كالخرزات التي يسبح بها و تعليقها على الأولاد للعوذة و ذلك لأن اتخاذ التمائم و العوذات من الخرزات على هيئة السبحة كان متعارفا في سوالف الأزمنة كما هو اليوم و ربما تسمى سبحة و إن لم يسبح بها و في بعض النسخ بالنون و هو اليمن و البركة و ربما يضبط بالياء المثناة التحتانية بمعنى الكساء المخطط

الوافي، ج 3، ص: 636

[4]
اشارة

1226- 4 الكافي، 1/ 394/ 4/ 1 محمد عن محمد بن الحسن عن محمد بن أسلم عن علي بن أبي حمزة عن أبي الحسن ع قال سمعته يقول ما من ملك يهبطه اللّٰه في أمر ما يهبطه إلا بدا بالإمام فعرض ذلك عليه- و إن مختلف الملائكة من عند اللّٰه تبارك و تعالى إلى صاحب هذا الأمر

بيان

إنما كرر ما يهبطه لتأكيد النفي و تعميم الحكم كل ملك و كل إهباط لملك

الوافي، ج 3، ص: 637

باب 95 أن الجن يأتيهم فيسألونهم عن معالم دينهم و يتوجهون في أمورهم

[1]
اشارة

1227- 1 الكافي، 1/ 394/ 1/ 1 بعض أصحابنا عن محمد بن علي عن يحيى بن مساور عن سعد الإسكاف قال أتيت أبا جعفر ع في بعض ما أتيته فجعل يقول لا تعجل حتى حمئت الشمس علي و جعلت أتتبع الأفياء فما لبثت أن خرج علي قوم كأنهم الجراد الصفر عليهم البتوت قد انتهكتهم العبادة قال فو الله لأنساني ما كنت فيه من حسن هيئة القوم فلما دخلت عليه قال لي أراني قد شققت عليك قلت أجل و اللّٰه لقد أنساني ما كنت فيه قوم مروا بي لم أر قوما أحسن هيئة منهم في زي رجل واحد كان ألوانهم الجراد الصفر قد انتهكتهم العبادة فقال يا سعد رأيتهم قلت نعم قال أولئك إخوانك من الجن قال فقلت يأتونك قال نعم يأتونا يسألونا عن معالم دينهم و حلالهم و حرامهم

بيان

فجعل يقول لا تعجل أي كلما استأذنت للدخول عليه يقول لي لا تعجل فلبثت على الباب حتى حمئت الشمس أي اشتد حرها أتتبع الأفياء جمع الفي ء أي أعمد إلى ظلال الجدران لأستريح من الحر و البت بتقديم الموحدة الطيلسان انتهكتهم هزلتهم و اجتهدتهم ما كنت فيه يعني به مشقة الانتظار

الوافي، ج 3، ص: 638

شققت عليك بالتخفيف أوقعتك في المشقة يعني بها الانتظار في زي رجل واحد يعني كأن جميعهم على هيئة واحدة أو كانوا لاجتماعهم على طريقة واحدة كأنهم رجل واحد

[2]
اشارة

1228- 2 الكافي، 1/ 395/ 3/ 1 القمي و محمد عن الكوفي عن ابن فضال عن بعض أصحابنا عن سعد الإسكاف قال أتيت أبا جعفر ع أريد الإذن عليه فإذا رحال إبل على الباب مصفوفة و إذا الأصوات قد ارتفعت ثم خرج قوم معتمين بالعمائم يشبهون الزط قال فدخلت على أبي جعفر ع فقلت جعلت فداك أبطأ إذنك علي اليوم و رأيت قوما خرجوا علي متعممين بالعمائم فأنكرتهم قال [فقال] و تدري من أولئك يا سعد قال قلت لا فقال أولئك إخوانكم من الجن يأتونا فيسألونا عن حلالهم و حرامهم و معالم دينهم

بيان

الرحل مركب البعير كأنه أراد برحال الإبل الإبل التي عليها رحالها و الزط بالضم صنف من الهنود معرب جت

[3]
اشارة

1229- 3 الكافي، 1/ 394/ 2/ 1 علي بن محمد عن سهل عن علي بن حسان عن إبراهيم بن إسماعيل عن ابن جبل عن أبي عبد اللّٰه ع قال كنا ببابه فخرج علينا قوم أشباه الزط عليهم أزر و أكسية فسألنا أبا

الوافي، ج 3، ص: 639

عبد اللّٰه ع عنهم فقال هؤلاء إخوانكم من الجن

بيان

الأزر جمع إزار و الأكسية جمع كساء و هو العباء

[4]

1230- 4 الكافي، 1/ 395/ 4/ 1 محمد عن محمد بن الحسين عن إبراهيم بن أبي البلاد عن سدير الصيرفي قال أوصاني أبو جعفر ع بحوائج له بالمدينة فخرجت فبينا أنا بين فج الروحاء على راحلتي إذا إنسان يلوي بثوبه قال فملت إليه و ظننت أنه عطشان فناولته الإداوة فقال لي لا حاجة لي بها و ناولني كتابا طينه رطب قال فلما نظرت إلى الخاتم إذا خاتم أبي جعفر ع فقلت متى عهدك بصاحب الكتاب قال الساعة و إذا في الكتاب أشياء يأمرني بها ثم التفت فإذا ليس عندي أحد قال ثم قدم أبو جعفر ع فلقيته فقلت جعلت فداك رجل أتاني بكتابك و طينه رطب فقال يا سدير إن لنا خدما من الجن فإذا أردنا السرعة بعثناهم

[5]
اشارة

1231- 5 الكافي، 1/ 395/ 4/ 1 و في رواية أخرى قال إن لنا أتباعا من الجن كما أن لنا أتباعا من الإنس فإذا أردنا أمرا بعثناهم به

بيان

بالمدينة متعلق بحوائج كأنه ع كان بمكة و الفج الطريق الواسع بين جبلين و الروحاء موضع بين الحرمين على ثلاثين أو أربعين ميلا من المدينة يلوي بثوبه أي يشير و الإداوة الإناء الذي يسقى منه

الوافي، ج 3، ص: 640

[6]

1232- 6 الكافي، 1/ 395/ 5/ 1 علي بن محمد و محمد بن الحسن عن سهل عمن ذكره عن محمد بن جحرش عن حكيمة بنت موسى قالت رأيت الرضا ع واقفا على باب بيت الحطب و هو يناجي و لست أرى أحدا فقلت يا سيدي بمن تناجي فقال هذا عامر الزهرائي أتاني يسألني و يشكو إلي فقلت سيدي أحب أن أسمع كلامه فقال لي إنك إن سمعت به حممت سنة فقلت سيدي أحب أن أسمعه فقال لي اسمعي فاستمعت فسمعت شبه الصفير و ركبتني الحمى فحممت سنة

[7]
اشارة

1233- 7 الكافي، 1/ 396/ 6/ 1 محمد و أحمد عن محمد بن الحسن عن إبراهيم بن هاشم عن عمرو بن عثمان عن إبراهيم بن أيوب عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال بينا أمير المؤمنين ع على المنبر إذ أقبل ثعبان من ناحية باب من أبواب المسجد فهم الناس أن يقتلوه فأرسل أمير المؤمنين ع أن كفوا فكفوا و أقبل الثعبان ينساب حتى انتهى إلى المنبر فتطاول فسلم على أمير المؤمنين ع فأشار أمير المؤمنين ع إليه أن يقف حتى يفرغ من خطبته- و لما فرغ من خطبته أقبل عليه فقال من أنت فقال أنا عمرو بن عثمان خليفتك على الجن و إن أبي مات و أوصاني أن آتيك فأستطلع رأيك- و قد أتيتك يا أمير المؤمنين فما تأمرني به و ما ترى فقال له أمير المؤمنين ع أوصيك بتقوى اللّٰه و أن تنصرف فتقوم مقام أبيك في الجن فإنك خليفتي عليهم قال فودع عمرو أمير المؤمنين ع و انصرف فهو

الوافي، ج 3، ص: 641

خليفته على الجن فقلت له جعلت فداك فيأتيك عمرو

و ذاك الواجب عليه قال نعم

بيان

الانسياب مشي الحية و ما يشبهها و ذاك الواجب عليه أي إتيانه إليك أمر واجب عليه

[8]
اشارة

1234- 8 الكافي، 1/ 396/ 7/ 1 علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد عن محمد بن أورمة عن أحمد بن النضر عن النعمان بن بشير قال كنت مزاملا لجابر بن يزيد الجعفي فلما أن كنا بالمدينة دخل على أبي جعفر ع فودعه و خرج من عنده و هو مسرور حتى وردنا الأخرجة أول منزل تعدل من فيد إلى المدينة يوم جمعة فصلينا الزوال فلما نهض بنا البعير إذا أنا برجل طوال أدم معه كتاب فناوله جابرا فتناوله فقبله و وضعه على عينيه و إذا هو من محمد بن علي إلى جابر بن يزيد و عليه طين أسود رطب- فقال له متى عهدك بسيدي فقال الساعة فقال له قبل الصلاة أو بعد الصلاة فقال بعد الصلاة قال ففك الخاتم و أقبل يقرؤه و يقبض وجهه حتى أتى على آخره ثم أمسك الكتاب فما رأيته ضاحكا و لا مسرورا حتى وافى الكوفة فلما وافينا الكوفة ليلا بت ليلتي فلما أصبحت أتيته إعظاما له فوجدته قد خرج علي و في عنقه كعاب قد علقها- و قد ركب قصبة و هو يقول أجد منصور بن جمهور أميرا غير مأمور و أبياتا من نحو هذا- فنظر في وجهي و نظرت في وجهه فلم يقل لي شيئا و لم أقل له- و أقبلت أبكي لما رأيته و اجتمع علي و عليه الصبيان و الناس و جاء حتى

الوافي، ج 3، ص: 642

دخل الرحبة و أقبل يدور مع الصبيان و الناس يقولون جن جابر بن يزيد جن جابر فو الله ما مضت الأيام حتى

ورد كتاب هشام بن عبد الملك إلى واليه أن انظر رجلا يقال له جابر بن يزيد الجعفي فاضرب عنقه و ابعث إلي برأسه فالتفت إلى جلسائه فقال لهم من جابر بن يزيد الجعفي قالوا أصلحك اللّٰه كان رجلا له فضل و علم و حديث و حج فجن و هو ذا في الرحبة مع الصبيان على القصب يلعب معهم قال فأشرف عليه فإذا هو مع الصبيان يلعب على القصب فقال الحمد لله الذي عافاني من قتله قال و لم تمض الأيام حتى دخل منصور بن جمهور الكوفة و صنع ما كان يقول جابر

بيان

الزميل كأمير الرديف و زمله أردفه أو عادلة و الأخرجة و فيد موضعان أول منزل يعني هي أول منزل تعدل من فيد إلى المدينة كأنه أراد به أن المسافة بين الأخرجة و بين المدينة كالمسافة بين فيد و المدينة يوم جمعة متعلق بوردنا

الوافي، ج 3، ص: 643

باب 96 أن حديثهم صعب مستصعب

[1]
اشارة

1235- 1 الكافي، 1/ 401/ 1/ 1 محمد عن محمد بن الحسين عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن جابر قال قال أبو جعفر ع قال رسول اللّٰه ص إن حديث آل محمد صعب مستصعب- لا يؤمن به إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد امتحن اللّٰه قلبه للإيمان فما ورد عليكم من حديث آل محمد فلانت له قلوبكم و عرفتموه فاقبلوه و ما اشمأزت منه قلوبكم و أنكرتموه فردوه إلى اللّٰه و إلى الرسول و إلى العالم من آل محمد و إنما الهلاك أن يحدث أحدكم بشي ء منه لا يحتمله فيقول و اللّٰه ما كان هذا و اللّٰه ما كان هذا و الإنكار هو الكفر

بيان

اشمأزت نفرت و كرهت فردوه إلى اللّٰه و إلى الرسول و إلى العالم من آل محمد أي قولوا اللّٰه و رسوله و العالم من آل محمد يعلمون معناه و ما أرادوا به و لا يبلغ فهمنا إليه قال اللّٰه سبحانه فَإِنْ تَنٰازَعْتُمْ فِي شَيْ ءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّٰهِ وَ الرَّسُولِ و قال وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَ إِلىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ أن يحدث على البناء للمفعول

الوافي، ج 3، ص: 644

[2]
اشارة

1236- 2 الكافي، 1/ 401/ 2/ 1 القمي عن عمران بن موسى عن الاثنين عن أبي عبد اللّٰه ع قال ذكرت التقية يوما عند علي بن الحسين ع فقال و اللّٰه لو علم أبو ذر ما في قلب سلمان لقتله و لقد آخى رسول اللّٰه ص بينهما فما ظنكم بسائر الخلق إن علم العلماء صعب مستصعب لا يحتمله إلا نبي مرسل أو ملك مقرب أو عبد مؤمن امتحن اللّٰه قلبه للإيمان فقال و إنما صار سلمان من العلماء لأنه امرؤ منا أهل البيت فلذلك نسبته إلى العلماء

بيان

لقتله و في رواية أخرى لكفره و ذلك لأن مكنون العلم عزيز المنال دقيق المدرك صعب الوصول يقصر عن بلوغه الفحول من العلماء فضلا عن الضعفاء و لهذا إنما يخاطب الجمهور بظواهر الشرع و مجملاته دون إسراره و أغواره لقصور إفهامهم عن إدراكها و ضيق حواصلهم عن احتمالها إذ لا يسعهم الجمع بين الظاهر و الباطن فيظنون تخالفهما و تنافيهما فينكرون فينكرون و يكفرون فيقتلون امرؤ منا لفرط اختصاصه بنا و انقطاعه إلينا و اقتباسه من أنوارنا و نعما قيل لما رأيت الحديدة الحامية تتشبه بالنار فتفعل فعلها فلا تتعجب من نفس استشرقت بنور اللّٰه و استضاءت و استنارت فأطاعها الأكوان

[3]
اشارة

1237- 3 الكافي، 1/ 401/ 3/ 1 علي عن أبيه عن البرقي عن ابن سنان أو غيره رفعه إلى أبي عبد اللّٰه ع قال إن حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله إلا صدور منيرة أو قلوب سليمة أو أخلاق حسنة إن اللّٰه أخذ من شيعتنا الميثاق كما أخذ على بني آدم أ لست بربكم فمن وفى لنا وفى اللّٰه له بالجنة و من أبغضنا و لم يؤد إلينا حقنا ففي النار خالدا مخلدا

الوافي، ج 3، ص: 645

بيان

يعني أخذ من شيعتنا الميثاق بولايتنا و احتمال حديثنا بالقبول و الكتمان كما أخذ على سائر بني آدم الميثاق بربوبيته فمن وفى لنا بذلك وفى اللّٰه له بالجنة يدل على هذا

قوله ع في حديث آخر إن أمرنا سر مستور في سر مقنع بالميثاق من هتكه أذله اللّٰه

فإن المستفاد منه أن وجوب كتمان أمرهم من توابع الميثاق بالولاية فإن السر المقنع بالميثاق هو الولاية

[4]

1238- 4 الكافي، 1/ 401/ 4/ 1 محمد و غيره عن محمد بن أحمد عن بعض أصحابنا قال كتبت إلى أبي الحسن صاحب العسكر ع جعلت فداك ما معنى قول الصادق ع حديثنا لا يحتمله ملك مقرب و لا نبي مرسل و لا مؤمن امتحن اللّٰه قلبه للإيمان فجاء الجواب إنما معنى قول الصادق ع أي لا يحتمله ملك و لا نبي و لا مؤمن أن الملك لا يحتمله حتى يخرجه إلى ملك غيره و النبي لا يحتمله حتى يخرجه إلى نبي غيره و المؤمن لا يحتمله حتى يخرجه إلى مؤمن غيره فهذا معنى قول جدي ع

[5]
اشارة

1239- 5 الكافي، 1/ 402/ 5/ 1 أحمد عن محمد بن الحسين عن منصور بن العباس عن صفوان بن يحيى عن ابن مسكان عن محمد بن عبد الخالق و أبي بصير قال قال أبو عبد اللّٰه ع يا أبا محمد إن عندنا و اللّٰه سرا من سر اللّٰه و علما من علم اللّٰه و اللّٰه ما يحتمله ملك مقرب و لا نبي مرسل- و لا مؤمن امتحن اللّٰه قلبه للإيمان و اللّٰه ما كلف اللّٰه ذلك أحدا غيرنا- و لا استعبد بذلك أحدا غيرنا و إن عندنا سرا من سر اللّٰه و علما من علم اللّٰه- أمرنا اللّٰه بتبليغه فبلغناه عن اللّٰه عز و جل ما أمرنا بتبليغه فلم نجد له موضعا

الوافي، ج 3، ص: 646

و لا أهلا و لا حمالة يحتملونه حتى خلق اللّٰه لذلك أقواما خلقوا من طينة خلق منها محمد و آله و ذريته ع و من نور خلق اللّٰه منه محمدا و ذريته ع- و صنعهم بفضل صنع رحمته التي صنع منها محمدا و

ذريته- فبلغنا عن اللّٰه ما أمرنا بتبليغه فقبلوه و احتملوا ذلك فبلغهم ذلك عنا فقبلوه و احتملوه و بلغهم ذكرنا فمالت قلوبهم إلى معرفتنا و حديثنا فلو لا أنهم خلقوا من هذا لما كانوا كذلك لا و اللّٰه ما احتملوه ثم قال إن اللّٰه خلق أقواما لجهنم و النار فأمرنا أن نبلغهم كما بلغناهم و اشمأزوا من ذلك و نفرت قلوبهم و ردوه علينا و لم يحتملوه و كذبوا به و قالوا ساحر كذاب فطبع اللّٰه على قلوبهم و أنساهم ذلك ثم أطلق اللّٰه لسانهم ببعض الحق فهم ينطقون به و قلوبهم منكرة ليكون ذلك دفعا عن أوليائه و أهل طاعته- و لو لا ذلك ما عبد اللّٰه في أرضه فأمرنا بالكف عنهم و السر و الكتمان فاكتموا عمن أمر اللّٰه بالكف عنه و استروا عمن أمر اللّٰه بالستر و الكتمان عنه قال ثم رفع يده و بكى و قال اللهم إن هؤلاء لشرذمة قليلون فاجعل محيانا محياهم و مماتنا مماتهم و لا تسلط عليهم عدوا لك فتفجعنا بهم فإنك إن أفجعتنا بهم لم تعبد أبدا في أرضك و صلى اللّٰه على محمد و آل محمد و سلم تسليما

بيان

ما يحتمله ملك مقرب نفي الاحتمال إما على إطلاقه أو مقيد بما مضى في الخبر السابق ما أمرنا بتبليغه بدل من الضمير البارز في بلغناه فلم نجد له موضعا يعني حين أردنا تبليغه فبلغهم ذلك إما مطاوع بلغنا ذكر للتأكيد و إما إشارة إلى من بلغه عنهم بوساطة غيرهم من غير مشافهة لهم معه لا و اللّٰه ما احتملوه هذه الجملة بدل لقوله ما كانوا كذلك كما بلغناهم يعني كما بلغنا

الوافي، ج 3، ص: 647

الأولين

و في الكلام حذف يعني فبلغناهم فما قبلوه و اشمأزوا و نفرت قلوبهم عطف تفسير لاشمأزوا و ردوه علينا و لو كانوا ردوه إليهم لكان خيرا لهم و لكنهم لسوء طينتهم ردوه عليهم و كذبوا به و أنساهم ذلك نبه بذلك على أنهم لو كانوا ذاكرين لما سمعوه منهم ع لما نطقوا به أبدا لفرط عنادهم لهم ع و بغضهم إياهم و لكنهم لما أنساهم اللّٰه ذلك نطقوا ببعضه من طريق آخر بإنطاق اللّٰه إياهم له و إطلاقه لسانهم به لحكمة له سبحانه في ذلك و هو الدفع عن أوليائه فإنهم إذا كانوا شركاء لهم في النطق به فلا يسعهم الأذى بهم بسببه.

فقوله ليكون ذلك أي ليكون نطقهم ببعض الحق لا إنكارهم بقلوبهم فإنها جملة معترضة و إنما كانت قلوبهم منكرة لأهل هذا العلم و السر بأعيانهم حسدا منهم عليهم و عداوة لهم و ليست منكرة للعلم نفسه و لهذا ينطقون ببعضه و هذا مثل طائفة من أهل الخلاف الناطقين ببعض الأسرار الإلهية المنكرين لفضل أهل البيت الجاهلين لعلومهم و رتبتهم و ربما يوجد فيهم من يظن بنفسه أنه خير منهم و أعلم و أكمل فأمرونا ع بالكف عنهم و ستر أمرنا و أمرهم أن هؤلاء إشارة إلى العارفين بهذا العلم و السر كما هو حقه فتفجعنا بهم أي بسببهم و الإفجاع الإيجاع و الفجع أن يوجع الإنسان بشي ء يكرم عليه فيعدمه

الوافي، ج 3، ص: 648

باب 97 أنهم إذا ظهر أمرهم حكموا بحكم آل داود و لا يسألون البينة

[1]
اشارة

1240- 1 الكافي، 1/ 397/ 1/ 1 الثلاثة عن منصور عن فضل الأعور عن الحذاء قال كنا زمان أبي جعفر ع حين قبض نتردد كالغنم لا راعي لها فلقينا سالم بن أبي حفصة فقال لي يا أبا عبيدة

من إمامك فقلت أئمتي آل محمد فقال هلكت و أهلكت أ ما سمعت أنا و أنت أبا جعفر ع يقول من مات و ليس عليه [له] إمام مات ميتة جاهلية فقلت بلى لعمري و قد كان قبل ذلك بثلاث أو نحوها دخلنا على أبي عبد اللّٰه ع فرزق اللّٰه المعرفة فقلت لأبي عبد اللّٰه ع إن سالما قال لي كذا و كذا قال فقال يا أبا عبيدة إنه لا يموت منا ميت حتى يخلف من بعده من يعمل بمثل عمله و يسير بسيرته و يدعو إلى ما دعا إليه يا أبا عبيدة إنه لم يمنع ما أعطي داود أن أعطي سليمان ثم قال يا أبا عبيدة إذا قام قائم آل محمد ع حكم بحكم داود و سليمان لا يسأل بينة

بيان

دخلنا على أبي عبد اللّٰه كلام مستأنف و يحتمل أن يكون قد سقط من صدره كلمة ثم و أن يكون متعلقا بكنا زمان أبي جعفر حين قبض و يكون ما بينهما معترضا و أن يكون ذلك في قوله و قد كان قبل ذلك إشارة إلى تحديث أبي عبيدة فضلا الأعور فيكون بمعنى هذا و إن قيل إن تبديل لفظة بعد

الوافي، ج 3، ص: 649

بقبل من سهو النساخ استرحنا من هذه التكلفات و ما في ما أعطي داود إما مصدرية أي لم يمنع إعطاء الأب إعطاء الابن بل اجتمعا معا و إما موصولة أي لم يمنع تلك الفضائل التي أعطيت داود أن أعطي مثلها سليمان و المراد نفي الاستبعاد من إعطاء الإمامة لهم بعد أن أعطيت آباؤهم

[2]
اشارة

1241- 2 الكافي، 1/ 397/ 2/ 1 محمد عن أحمد عن محمد بن سنان عن أبان قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول لا تذهب الدنيا حتى يخرج رجل مني يحكم بحكومة آل داود و لا يسأل بينة يعطي كل نفس حقها

بيان

رجل مني أراد به القائم ع

[3]
اشارة

1242- 3 الكافي، 1/ 398/ 3/ 1 محمد عن أحمد عن السراد عن هشام بن سالم عن الساباطي قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع بما تحكمون إذا حكمتم قال بحكم اللّٰه و حكم داود فإذا ورد علينا الشي ء الذي ليس عندنا تلقانا به روح القدس

بيان

إذا حكمتم أي إذا صار الحكم إليكم

[4]

1243- 4 الكافي، 1/ 398/ 4/ 1 محمد بن أحمد عن محمد بن خالد عن

الوافي، ج 3، ص: 650

النضر عن يحيى الحلبي عن حمران بن أعين عن جعيد الهمداني عن علي بن الحسين ع قال سألته بأي حكم تحكمون قال حكم آل داود فإن أعيانا شي ء تلقانا به روح القدس

[5]

1244- 5 الكافي، 1/ 398/ 5/ 1 أحمد بن مهران عن محمد بن علي عن السراد عن هشام بن سالم عن الساباطي قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع ما منزلة الأئمة قال كمنزلة ذي القرنين و كمنزلة يوشع و كمنزلة آصف صاحب سليمان قال فبما تحكمون قال بحكم اللّٰه و بحكم داود و حكم محمد و يتلقانا به روح القدس

الوافي، ج 3، ص: 651

باب 98 سيرتهم مع الناس إذا ظهر أمرهم

[1]

1245- 1 الكافي، 1/ 405/ 1/ 1 الاثنان عن محمد بن جمهور عن حماد بن عثمان عن الثمالي قال سألت أبا جعفر ع ما حق الإمام على الناس قال حقه عليهم أن يسمعوا له و يطيعوه قلت فما حقهم عليه- قال يقسم بينهم بالسوية و يعدل في الرعية فإذا كان ذلك في الناس- فلا يبالي من أخذ هاهنا و هاهنا

[2]
اشارة

1246- 2 الكافي، 1/ 405/ 2/ 1 محمد عن محمد بن الحسين عن ابن بزيع عن بزرج عن الثمالي عن أبي جعفر ع مثله إلا أنه قال هكذا و هكذا و هكذا و هكذا يعني بين يديه و خلفه و عن يمينه و عن شماله

بيان

القسمة بالسوية أن يعطي الشريف و الوضيع سواء على عدد الرءوس و هذه كانت سنة رسول اللّٰه ص و قد غيرها بعده من غيرها معللا بأنه كيف يسوي الشريف بالوضيع فلما ولى أمير المؤمنين ع الناس جدد سنة رسول اللّٰه ص و قام فيها على سيرته ص فشنعوا عليه فاعتذر بأن الشرف إنما هو بحسب الدين و التقوى و يعطى الشريف بحسبهما أجره في الآخرة و هو و الوضيع بحسب الدنيا في الحاجة سواء و يأتي بيان ذلك مفصلا من كلامهم ع في أبواب الخطب من كتاب الروضة إن شاء اللّٰه فإذا

الوافي، ج 3، ص: 652

كان ذلك في الناس يعني إذا تحقق قضاء الحق من الطرفين فلا يبالي من أخذ هاهنا و هاهنا أي ذهب أينما شاء و فعل ما شاء

[3]
اشارة

1247- 3 الكافي، 1/ 406/ 4/ 1 العدة عن أحمد عن عبد الرحمن بن حماد و غيره عن حنان بن سدير الصيرفي قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول نعيت إلى النبي ص نفسه و هو صحيح ليس به وجع قال نزل به الروح الأمين قال فنادى ع الصلاة جامعة و أمر المهاجرين و الأنصار بالسلاح و اجتمع الناس فصعد النبي ص المنبر فنعى إليهم نفسه ثم قال اذكر اللّٰه الوالي من بعدي على أمتي- إلا ترحم على جماعة المسلمين فأجل كبيرهم و رحم ضعيفهم و وقر عالمهم- و لم يضر بهم فيذلهم و لم يفقرهم فيكفرهم و لم يغلق بابه دونهم فيأكل قويهم ضعيفهم و لم يخبزهم في بعوثهم فيقطع نسل أمتي ثم قال قد بلغت و نصحت فاشهدوا قال أبو عبد اللّٰه ع هذا آخر كلام تكلم به رسول اللّٰه

ص على منبره

بيان

النعي خبر الموت الصلاة جامعة منصوب على الإغراء أي ألزموا الصلاة اذكر اللّٰه من التذكير و الاسمان مفعولاه إلا ترحم استثناء من مقدر و هو فيما يفعل و نحوه يعني أن الأمر إليه في كل ما يفعل إلا في الترحم فإنه لا يجوز له تركه و إهماله و لم يفقرهم لم يجعلهم فقراء بترك إعطائه إياهم ما يكفيهم فإنهم ربما لم يصبروا على الفقر فيكفروا فصار هو سبب كفرهم

و في الحديث النبوي ص كاد الفقر أن يكون كفرا

و في بعض النسخ و لم يفرقهم أي لم يصر سبب تفرقهم و اختلاف كلمتهم و لم يغلق بابه دونهم كناية عن ترك الاهتمام بأمورهم و عدم المبالاة بقضاء حوائجهم و لم يخبزهم في

الوافي، ج 3، ص: 653

بعوثهم بالخاء المعجمة و الباء الموحدة و الزاي أي لم يسقهم سوقا شديدا و لم يجمعهم كلهم في بعثهم إلى جهاد الأعداء و في بعض النسخ بالجيم من الإجبار

[4]

1248- 4 الكافي، 1/ 407/ 8/ 1 علي عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن حنان عن أبيه عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّٰه ص لا تصلح الإمامة إلا لرجل فيه ثلاث خصال- ورع يحجزه عن معاصي اللّٰه و حلم يملك به غضبه و حسن الولاية على من يلي- حتى يكون لهم كالوالد الرحيم

[5]

1249- 5 الكافي، 1/ 407/ 8/ 1 و في رواية أخرى حتى يكون للرعية كالأب الرحيم

[6]
اشارة

1250- 6 الكافي، 1/ 406/ 5/ 1 محمد بن علي و غيره عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن رجل عن حبيب بن أبي ثابت قال جاء إلى أمير المؤمنين ع عسل و تين من همذان و حلوان فأمر العرفاء أن يأتوا باليتامى فأمكنهم من رءوس الأزقاق يلعقونها و هو يقسمها للناس قدحا قدحا فقيل له يا أمير المؤمنين ما لهم يلعقونها فقال إن الإمام أبو اليتامى و إنما ألعقتهم هذا برعاية الآباء

بيان

العرفاء هم الذين يعرفون الناس و يعرفونهم برعاية الآباء يعني بالنيابة عنهم في الرعاية

الوافي، ج 3، ص: 654

[7]
اشارة

1251- 7 الكافي، 1/ 406/ 6/ 1 العدة عن البرقي و علي عن أبيه جميعا عن القاسم بن محمد الأصبهاني عن المنقري عن سفيان بن عيينة عن أبي عبد اللّٰه ع أن النبي ص قال أنا أولى بكل مؤمن من نفسه و علي أولى به من بعدي فقيل له ما معنى ذلك فقال قول النبي ص من ترك دينا أو ضياعا فعلي و من ترك مالا فلورثته فالرجل ليست له على نفسه ولاية إذا لم يكن له مال- و ليس له على عياله أمر و لا نهي إذا لم يجر عليهم النفقة و النبي و أمير المؤمنين و من بعدها ألزمهم هذا فمن هناك صاروا أولى بهم من أنفسهم و ما كان سبب إسلام عامة اليهود إلا من بعد هذا القول من رسول اللّٰه ص و إنهم آمنوا على أنفسهم و على عيالاتهم

بيان

الضياع بالفتح العيال و إنما لم يكن لعديم المال على نفسه ولاية لعدم إنفاقه على نفسه و إنما الولاية لولي النعمة

[8]

1252- 8 الفقيه، 4/ 351/ 5759 النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن أيوب بن عطية الحذاء قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول كان رسول اللّٰه ص يقول أنا أولى بكل مؤمن من نفسه و من ترك مالا فللوارث و من ترك دينا أو ضياعا فإلي و علي

[9]

1253- 9 الكافي، 1/ 407/ 7/ 1 العدة عن أحمد عن علي بن الحكم عن أبان عن صباح بن سيابة عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص أيما مؤمن أو مسلم مات و ترك دينا لم يكن في فساد و لا إسراف فعلى الإمام أن يقضيه فإن لم يقضه فعليه إثم ذلك إن اللّٰه

الوافي، ج 3، ص: 655

تبارك و تعالى يقول إِنَّمَا الصَّدَقٰاتُ لِلْفُقَرٰاءِ وَ الْمَسٰاكِينِ الآية فهو من الغارمين و له سهم عند الإمام فإن حبسه فإثمه عليه

[10]
اشارة

1254- 10 الكافي، 1/ 407/ 9/ 1 علي بن محمد عن سهل عن معاوية بن حكيم عن محمد بن أسلم عن رجل من طبرستان يقال له محمد قال قال معاوية و لقيت الطبري محمدا بعد ذلك فأخبرني قال سمعت علي بن موسى ع يقول المغرم إذا تدين أو استدان في حق الوهم من معاوية أجل سنة فإن اتسع و إلا قضى عنه الإمام من بيت المال

بيان

المغرم كمكرم أسير الدين و التدين أن يركبه الدين بالعجز عن ثمن متاع و نحوه الوهم من معاوية أي الشك في أحد اللفظين منه

الوافي، ج 3، ص: 656

باب 99 سيرتهم في أنفسهم إذا ظهر أمرهم

[1]
اشارة

1255- 1 الكافي، 1/ 410/ 1/ 1 محمد عن ابن عيسى عن السراد عن حماد عن حميد و جابر العبدي قال قال أمير المؤمنين ع إن اللّٰه جعلني إماما لخلقه ففرض علي التقدير في نفسي و مطعمي و مشربي و ملبسي كضعفاء الناس كي يقتدي الفقير بفقري و لا يطغي الغني غناه

بيان

التقدير التضييق أراد ع أن الفقير إذا رأى إمامه قد رضي بالدون من المعيشة رضي بفقره و اقتدى به و كذلك الغني إذا رآه فقيرا لم يطغه غناه و علم أنه لو كان في الغنى خير لكان الإمام أولى به

[2]
اشارة

1256- 2 الكافي، 1/ 410/ 2/ 1 الثلاثة عن حماد بن عثمان عن معلى بن خنيس قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع يوما جعلت فداك ذكرت آل فلان و ما هم فيه من النعيم فقلت لو كان هذا إليكم لعشنا معكم فقال هيهات هيهات يا معلى أما و اللّٰه أن لو كان ذلك ما كان إلا سياسة الليل- و سياحة النهار و لبس الخشن و أكل الجشب فزوي ذلك عنا فهل رأيت ظلامة قط صيرها اللّٰه نعمة إلا هذه

الوافي، ج 3، ص: 657

بيان

فلان كناية عن عباس و هذا إشارة إلى أمر الخلافة و الإمامة سياسة الليل رياضة النفس فيه بالاهتمام لأمور الأنام و تدبير معاشهم و معادهم مضافا إلى العبادات البدنية لله و سياحة النهار رياضتها فيه بالدعوة و الجهاد و السعي في قضاء حوائج الناس ابتغاء مرضاة اللّٰه و الجشب الغليظ أو بلا أدم فزوي فصرف فهل رأيت تعجب منه ع في صيرورة الظلم عليهم نعمة لهم و حصر لمثله فيه

[3]
اشارة

1257- 3 الكافي، 1/ 410/ 3/ 1 علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد و العدة عن أحمد و غيرهما بأسانيد مختلفة في احتجاج أمير المؤمنين ع على عاصم بن زياد حين لبس العباء و ترك الملاء و شكاه أخوه الربيع بن زياد إلى أمير المؤمنين ع أنه قد غم أهله و أحزن ولده بذلك فقال أمير المؤمنين ع علي بعاصم بن زياد فجي ء به فلما رآه عبس في وجهه فقال له أ ما استحييت من أهلك أ ما رحمت ولدك أ ترى اللّٰه أحل لك الطيبات و هو يكره أخذك منها أنت أهون على اللّٰه من ذلك أ و ليس اللّٰه يقول وَ الْأَرْضَ وَضَعَهٰا لِلْأَنٰامِ فِيهٰا فٰاكِهَةٌ وَ النَّخْلُ ذٰاتُ الْأَكْمٰامِ- أ و ليس اللّٰه يقول مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيٰانِ بَيْنَهُمٰا بَرْزَخٌ لٰا يَبْغِيٰانِ إلى قوله يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجٰانُ فبالله لابتذال نعم اللّٰه بالفعال أحب إليه من ابتذاله لها بالمقال و قد قال اللّٰه عز و جل وَ أَمّٰا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ فقال عاصم يا

الوافي، ج 3، ص: 658

أمير المؤمنين فعلى ما اقتصرت في مطعمك على الجشوبة و في ملبسك على الخشونة فقال ويحك إن اللّٰه عز و جل فرض

على أئمة العدل أن يقدروا أنفسهم بضعفة الناس كيلا يتبيغ بالفقير فقره فألقى عاصم بن زياد العباء و لبس الملاء

بيان

الملاء ثوب لين رقيق و الأكمام جمع الكم بالكسر و هو وعاء الطلع مرج البحرين خلالهما لا يلتبس أحدهما بالآخر و البرزخ الحاجز بين الشيئين ابتذال النعمة بالفعال أن يصرفها فيما ينبغي متوسعا من غير ضيق و بالمقال أن يدعي الغناء و يظهر بلسانه الاستغناء بها و التحديث بها يتحقق بكلي الأمرين أن يقدروا أنفسهم يقيسوها و التبيغ الهيجان و الغلبة

الوافي، ج 3، ص: 659

باب 100 أنهم في العلم و الشجاعة و الطاعة سواء

[1]
اشارة

1258- 1 الكافي، 1/ 275/ 1/ 1 محمد عن أحمد بن أبي زاهر عن الخشاب عن علي عن عمه عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ اتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمٰانٍ أَلْحَقْنٰا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَ مٰا أَلَتْنٰاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْ ءٍ قال الَّذِينَ آمَنُوا النبي ص و أمير المؤمنين و ذريته الأئمة و الأوصياء ص- أَلْحَقْنٰا بِهِمْ و لم ننقص ذريتهم الحجة التي جاء بها محمد ص في علي ع و حجتهم واحدة و طاعتهم واحدة

بيان

مٰا أَلَتْنٰاهُمْ ما نقصناهم قوله و لم ننقص ذريتهم الحجة تفسير لقوله تعالى وَ مٰا أَلَتْنٰاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْ ءٍ فسر ع العمل بما كانوا يحتجون به على الناس من النص عليهم أو من العلم و الفهم و الشجاعة و غير ذلك فيهم و ذلك لأنها ثمرة الأعمال و العبادات المختصة بهم

[2]

1259- 2 الكافي، 1/ 275/ 2/ 1 علي بن محمد بن عبد اللّٰه عن أبيه عن محمد بن عيسى عن داود النهدي عن علي بن جعفر عن أبي الحسن ع قال قال لي نحن في العلم و الشجاعة سواء و في العطاء على قدر ما نؤمر

الوافي، ج 3، ص: 660

[3]
اشارة

1260- 3 الكافي، 1/ 275/ 3/ 2/ 1 أحمد عن محمد بن الحسن عن علي بن إسماعيل عن صفوان بن يحيى عن ابن مسكان عن الحارث بن المغيرة عن أبي عبد اللّٰه ع قال سمعته يقول قال رسول اللّٰه ص نحن في الأمر و الفهم و الحلال و الحرام نجري مجرى واحدا- فأما رسول اللّٰه ص و علي ع فلهما فضلهما

بيان

هذا الحديث النبوي منقول بمضمونه و معناه دون ألفاظه كما يدل عليه السياق

و في مختصر البصائر لسعد بن عبد اللّٰه عن ابن عيسى عن الحسين و محمد بن خالد البرقي عن النضر عن يحيى الحلبي عن أيوب بن الحر عن أبي عبد اللّٰه ع أو عمن رواه عن أبي عبد اللّٰه ع قال قلنا له الأئمة بعضهم أعلم من بعض فقال نعم و علمهم بالحلال و الحرام و تفسير القرآن واحد

الوافي، ج 3، ص: 661

باب 101 وقت ما يعلم الإمام جميع علم الإمام الذي كان قبله

[1]
اشارة

________________________________________

كاشانى، فيض، محمد محسن ابن شاه مرتضى، الوافي، 26 جلد، كتابخانه امام امير المؤمنين علي عليه السلام، اصفهان - ايران، اول، 1406 ه ق

الوافي؛ ج 3، ص: 661

1261- 1 الكافي، 1/ 274/ 1/ 1 محمد عن أحمد عن الحسين عن ابن أسباط عن الحكم بن مسكين عن بعض أصحابنا قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع متى يعرف الأخير ما عند الأول قال في آخر دقيقة تبقى من روحه

بيان

و ذلك لأن العالم لا بد أن يكون فيه عالم يكون الحجة على الناس و يكون عنده علم ما يحتاج إليه الناس فإذا قبض ذلك العالم فلا بد من وجود من يصلح أن ينوب منابه و يكون في درجته في ذلك و يحتمل أن يكون البارز في روحه عائدا إلى الأخير و يكون الوجه فيه أن ما عند الأول هو نهاية الكمال الممكن في حقهم ع فإذا بلغه الأخير كمل أمره فيقبض و هذا المعنى أوضح و لا يأباه الحديث الأول من الباب التالي لهذا الباب و أن يأباه إيراد صاحب الكافي له في هذا الباب مشيرا إلى تفسيره لهذا الحديث بما يوافق ذلك و ذلك لأن السؤال في ذلك أمر آخر فجاز افتراقهما في المعنى

[2]

1262- 2 الكافي، 1/ 274/ 2/ 1 محمد عن محمد بن الحسين عن ابن أسباط عن الحكم بن مسكين عن عبيد بن زرارة و جماعة معه قالوا سمعنا أبا عبد اللّٰه ع يقول يعرف الذي بعد الإمام علم من كان قبله في آخر دقيقة تبقى من روحه

الوافي، ج 3، ص: 662

باب 102 أن الإمام متى يعلم أن الأمر قد صار إليه

[1]

1263- 1 الكافي، 1/ 275/ 3/ 1 محمد عن محمد بن الحسين عن يعقوب بن يزيد عن ابن أسباط عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللّٰه ع قال قلت له الإمام متى يعرف إمامته و ينتهي الأمر إليه قال في آخر دقيقة تبقى من حياة الأول

[2]

1264- 2 الكافي، 1/ 381/ 4/ 1 عنه عن محمد بن الحسين عن صفوان قال قلت للرضا ع أخبرني عن الإمام متى يعلم أنه إمام حين يبلغه أن صاحبه قد مضى أو حين يمضي مثل أبي الحسن قبض ببغداد و أنت هاهنا قال يعلم ذلك حين يمضي صاحبه قلت بأي شي ء قال يلهمه اللّٰه

[3]
اشارة

1265- 3 الكافي، 1/ 381/ 3/ 1 الاثنان عن الوشاء قال قلت لأبي الحسن ع أنهم رووا عنك في موت أبي الحسن ع أن رجلا قال لك علمت ذلك بقول سعيد فقال جاء سعيد بعد ما علمت به قبل مجيئه قال و سمعته يقول طلقت أم فروة بنت إسحاق في رجب بعد موت أبي الحسن بيوم قلت طلقتها و قد علمت بموت أبي الحسن قال نعم- قلت قبل أن يقدم عليك سعيد قال نعم

الوافي، ج 3، ص: 663

بيان

لأبي الحسن يعني به الرضا ع في موت أبي الحسن يعني به الكاظم ع سعيد هذا هو الناعي بموته إلى المدينة من بغداد و أم فروة هي إحدى نساء الكاظم ع و لعل الرضا كان وكيلا في طلاقها من قبل أبيه ع و قد مضى أنه فوض أمر نسائه إليه ص و إنما جاز له ع طلاقها بعد موت أبيه لأن أحكام الشريعة إنما تجري على ظاهر الأمر دون باطنه و موت أبيه ع كان لم يتحقق بعد للناس في ظاهر الأمر هناك و إنما علمه ع بنحو آخر غير النعي المعهود إن قيل ما فائدة مثل هذا الطلاق الذي يجي ء بعده ما يكشف عن عدم صحته قلنا أمرهم ع أرفع من أن تناله عقولنا فلعلهم رأوا فيه مصلحة لا نعلمها

[4]
اشارة

1266- 4 الكافي، 1/ 381/ 6/ 1 علي عن محمد بن عيسى عن مسافر قال أمر أبو إبراهيم ع حين أخرج به أبا الحسن أن ينام على بابه في كل ليلة أبدا ما كان حيا إلى أن يأتيه خبره قال فكنا في كل ليلة نفرش لأبي الحسن في الدهليز ثم يأتي بعد العشاء فينام فإذا أصبح انصرف إلى منزله قال فمكث على هذه الحال أربع سنين فلما كان ليلة من الليالي أبطأ عنا و فرش له فلم يأت كما كان يأتي فاستوحش العيال و ذعروا و دخلنا أمر عظيم من إبطائه فلما كان من الغد أتى الدار و دخل إلى العيال و قصد إلى أم أحمد فقال لها هات الذي أودعك أبي فصرخت و لطمت وجهها و شقت جيبها و قالت مات و اللّٰه سيدي فكفها و قال لها لا تكلمي بشي ء و

لا تظهريه حتى يجي ء الخبر إلى الوالي فأخرجت إليه سفطا و ألفي دينار أو أربعة آلاف دينار فدفعت ذلك أجمع إليه دون غيره و قالت إنه قال لي فيما

الوافي، ج 3، ص: 664

بيني و بينه و كانت أثيرة عنده احتفظي بهذه الوديعة عندك لا تطلعي عليها أحدا حتى أموت فإذا مضيت فمن أتاك من ولدي فطلبها منك فادفعيها إليه و اعلمي أني قد مت و قد جاءتني و اللّٰه علامة سيدي فقبض ذلك منها و أمرهم بالإمساك جميعا إلى أن ورد الخبر و انصرف فلم يعد لشي ء من المبيت كما كان يفعل فما لبثنا إلا أياما يسيرة حتى جاءت الخريطة بنعيه- فعددنا الأيام و تفقدنا الوقت فإذا هو قد مات في الوقت الذي فعل أبو الحسن ع ما فعل من تخلفه عن المبيت و قبضه لما قبض

بيان

الذعر الخوف و سفط معرب سبد و كانت أثيرة بالثاء المثلثة ثم الياء المثناة التحتانية أي مكرمة عظيمة عنده أي عند الكاظم ع و كانت من أزواجه و الجملة معترضة و مقول القول احتفظي و العلامة طلب الإمام ع تلك الوديعة و الخريطة شدة البكاء

[5]

1267- 5 الكافي، 1/ 381/ 5/ 1 علي عن محمد بن عيسى عن أبي الفضل الشهباني عن هارون بن الفضل قال رأيت أبا الحسن علي بن محمد في اليوم الذي توفي فيه أبو جعفر ع فقال إِنّٰا لِلّٰهِ وَ إِنّٰا إِلَيْهِ رٰاجِعُونَ مضى أبو جعفر ع فقيل له و كيف عرفت قال لأنه تداخلني ذلة لله عز و جل لم أكن أعرفها

الوافي، ج 3، ص: 665

باب 103 أن الإمام لا يغسله إلا الإمام

[1]
اشارة

1268- 1 الكافي، 1/ 384/ 1/ 1 الاثنان عن الوشاء عن أحمد بن عمر الحلال أو غيره عن الرضا ع قال قلت له إنهم يحاجونا يقولون- إن الإمام لا يغسله إلا الإمام قال فقال ما يدريهم من غسله فما قلت لهم- قال قلت جعلت فداك قلت لهم إن قال مولاي إنه غسله تحت عرش ربي فقد صدق و إن قال غسله في تخوم الأرض فقد صدق قال لا هكذا فقلت فما أقول لهم قال قل لهم إني غسلته فقلت أقول لهم إنك غسلته فقال نعم

بيان

التخوم بالضم الفصل بين الأرضين من العالم و الحدود و تقرير حجتهم أنه قد ثبت و تحقق عندكم معاشر الشيعة أن الإمام لا يغسله إلا الإمام و أبو الحسن الكاظم ع إنما مات ببغداد و كان الرضا ع يومئذ بالمدينة و لم يكن ببغداد إمام يغسله فقد انتقض قولكم فأجاب ع بأنه هو الذي غسله و سر ذلك ما مضى في باب الإشارة و النص على الرضا ع

أن الكاظم ع قبل أن أراد الخروج من المدينة متوجها إلى بغداد في سفره الذي لم يرجع منه رأى النبي ص و أوصاه بوصايا من جملتها أنه قال له فإذا أردت فادع عليا يعني الرضا ع فليغسلك و ليكفنك فإنه طهر لك و لا يستقيم إلا ذلك و ذلك سنة قد مضت فاضطجع بين يديه و صف إخوته

الوافي، ج 3، ص: 666

خلفه و عمومته و مره فليكبر عليك تسعا فإنه قد استقامت وصيته و وليك و أنت حي الحديث

[2]
اشارة

1269- 2 الكافي، 1/ 385/ 3/ 1 الاثنان عن محمد بن جمهور عن يونس عن طلحة قال قلت للرضا ع إن الإمام لا يغسله إلا الإمام- فقال أ ما تدرون من حضر لعله قد حضره خير ممن غاب عنه الذين حضروا يوسف في الجب حين غاب عنه أبواه و أهل بيته

بيان

يظهر من هذا الحديث أن غاسله ع كان جبرئيل ع مع الملائكة لما ورد أنه الذي حضر يوسف في الجب و لا ينافي هذا الخبر الخبر السابق لإمكان وقوع الغسل مرتين في الحياة و بعد الممات على أنه لا دلالة في الحديث على وقوع غسل آخر فلعله ع ورى بذلك لعدم إرادته الإفصاح عن الأمر كما هو

[3]
اشارة

1270- 3 الكافي، 1/ 385/ 2/ 1 الاثنان عن محمد بن جمهور عن أبي معمر قال سألت الرضا ع عن الإمام يغسله الإمام قال سنة موسى بن عمران ع

بيان

يستفاد من هذا الخبر مع ما مر أن موسى ع إنما غسله وصيه يوشع في حياته أو ملك من الملائكة بعد مماته أو كلاهما و ذلك لأنه ع إنما مات في التيه و لم يكن معه أحد وقتئذ إلا ملك في صورة بشر كان قد حفر قبرا فدخله موسى ع فتمنى الموت فسأل اللّٰه عز و جل الموت فقبض ملك الموت

الوافي، ج 3، ص: 667

روحه هنالك

روى ذلك الشيخ الصدوق رحمه اللّٰه في كتاب عرض المجالس بإسناده عن محمد بن [أبي] عمارة عن أبيه قال قلت للصادق جعفر بن محمد ع أخبرني بوفاة موسى بن عمران ع فقال إنه لما أتاه أجله و استوفى مدته و انقطع أكله أتاه ملك الموت ع فقال له السلام عليك يا كليم اللّٰه فقال موسى و عليك السلام من أنت فقال أنا ملك الموت قال ما الذي جاء بك قال جئت لأقبض روحك فقال له موسى ع من أين تقبض روحي قال من فمك قال له موسى كيف و قد كلمت ربي جل جلاله- قال فمن يديك قال كيف و قد حملت بهما التوراة قال فمن رجليك قال كيف و قد وطئت بهما إلى طور سيناء قال فمن عينك قال كيف و لم تزل إلى ربي بالرجاء ممدودة قال فمن أذنيك قال كيف و قد سمعت بهما كلام ربي تعالى قال فأوحى اللّٰه تعالى إلى ملك الموت أن لا تقبض روحه حتى يكون هو الذي يريد ذلك و خرج

ملك الموت فمكث موسى ع ما شاء اللّٰه أن يمكث بعد ذلك- و دعا يوشع بن نون فأوصى إليه و أمره بكتمان أمره و بأن يوصي بعده إلى من يقوم بالأمر و غاب موسى عن قومه فمر في غيبته برجل و هو يحفر قبرا فقال له أ لا أعينك على حفر هذا القبر فقال له الرجل بلى فأعانه حتى حفر القبر و سوى اللحد ثم اضطجع فيه موسى بن عمران لينظر كيف هو فكشف له عن الغطاء فرأى مكانه في الجنة فقال يا رب اقبضني إليك فقبض ملك الموت روحه مكانه و دفنه في القبر و سوى عليه التراب و كان الذي يحفر القبر ملك في صورة بشر و كان ذلك في التيه- فصاح صائح من السماء مات موسى بن عمران كليم اللّٰه فأي نفس لا تموت

الوافي، ج 3، ص: 668

باب 104 تسمية أمير المؤمنين ع

[1]
اشارة

1271- 1 الكافي، 1/ 412/ 4/ 1 علي عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن أبي الربيع القزاز عن جابر عن أبي جعفر ع قال قلت له لم سمي أمير المؤمنين ع قال اللّٰه سماه و هكذا أنزل في كتابه وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلىٰ أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ و أن محمدا رسولي و أن عليا أمير المؤمنين

بيان

إنما كان الإشهاد بالنبوة و الولاية منزلا في كتاب اللّٰه عز و جل مع الإشهاد بالربوبية لأنهما مندرجتان في الربوبية إذ هما من ضروراتها اللازمة

[2]

1272- 2 الكافي، 1/ 411/ 2/ 1 محمد عن جعفر بن محمد عن إسحاق بن إبراهيم الدينوري عن عمر بن زاهر عن أبي عبد اللّٰه ع قال سأله رجل عن القائم يسلم عليه بإمرة المؤمنين قال لا ذاك اسم سمى اللّٰه به أمير المؤمنين ع لم يسم به أحد قبله و لا يتسمى به بعده إلا كافر قلت كيف يسلم عليه قال يقولون السلام عليك يا بقية اللّٰه ثم

الوافي، ج 3، ص: 669

قرأ بَقِيَّتُ اللّٰهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ

[3]

1273- 3 الكافي، 1/ 412/ 3/ 1 الاثنان عن الوشاء عن أحمد بن عمر قال سألت أبا الحسن ع لم سمي أمير المؤمنين قال لأنه يميرهم العلم أ ما سمعت في كتاب اللّٰه وَ نَمِيرُ أَهْلَنٰا

[4]
اشارة

1274- 4 الكافي، 1/ 412/ 3/ 1 و في رواية أخرى قال لأن ميرة المؤمنين من عنده يميرهم العلم

بيان

الميرة الطعام

الوافي، ج 3، ص: 670

باب 105 نفي الربوبية عنهم ع

[1]
اشارة

1275- 1 الكافي، 8/ 225/ 286 العدة عن أحمد عن السراد عن مالك بن عطية عن بعض أصحاب أبي عبد اللّٰه ع قال خرج إلينا أبو عبد اللّٰه ع و هو مغضب فقال إني خرجت آنفا في حاجة فتعرض لي بعض سودان المدينة فهتف بي لبيك يا جعفر بن محمد لبيك فرجعت عودي على بدئي إلى منزلي خائفا ذعرا مما قال حتى سجدت في مسجدي لربي و عفرت له وجهي و ذللت له نفسي و برئت إليه مما هتف بي و لو أن عيسى بن مريم عدي ما قال اللّٰه فيه إذا لصم صمما لا يسمع بعده أبدا و عمي عمى لا يبصر بعده أبدا و خرس خرسا لا يتكلم بعده أبدا ثم قال لعن اللّٰه أبا الخطاب و قتله بالحديد

بيان

عودي على بدئي أي عودا مني واقعا على بدئي أي عدت إلى منزلي من غير مكث يقال رجع عودا على بدء و عوده على بدية أي لم يقطع ذهابه حتى وصله برجوعه خائفا ذعرا أي حين استولى على الخوف من اللّٰه سبحانه و الذعر و غلب على الخضوع له تعالى و إنما خاف اللّٰه عز و جل عن قول الأسود لبيك

الوافي، ج 3، ص: 671

لدلالة قوله ذلك على أنه اعتقد فيه الربوبية عدي جاوز ما قال اللّٰه فيه و هو قوله عز و جل كَلِمَتُهُ أَلْقٰاهٰا إِلىٰ مَرْيَمَ وَ رُوحٌ مِنْهُ و إنما لعن أبا الخطاب و دعا عليه بالقتل لأنه كان سببا لمثل هذا الاعتقاد فيه ع من الناس

[2]
اشارة

1276- 2 الكافي، 8/ 231/ 303 علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد عن محمد بن أورمة عن ابن سنان عن المفضل قال كنت أنا و القاسم شريكي و نجم بن حطيم و صالح بن سهل بالمدينة فتناظرنا في الربوبية قال فقال بعضنا لبعض ما تصنعون بهذا نحن بالقرب منه و ليس منا في تقية قوموا بنا إليه قال فقمنا فو الله ما بلغنا الباب إلا و قد خرج علينا بلا حذاء و لا رداء قد قام كل شعرة من رأسه منه و هو يقول لا لا يا مفضل و يا قاسم و يا نجم لا لا بَلْ عِبٰادٌ مُكْرَمُونَ لٰا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَ هُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ

بيان

كأنهم كانوا يتناظرون في أن الأئمة ع هل بلغوا في كمالهم مرتبة الربوبية أم لا و ضمائر الغيبة تعود إلى أبي عبد اللّٰه ع

الوافي، ج 3، ص: 672

باب 106 النوادر

[1]
اشارة

1277- 1 الكافي، 8/ 308/ 480 الاثنان عن ابن أسباط عن محمد بن الحسين بن يزيد قال سمعت الرضا ع بخراسان و هو يقول إنا أهل بيت ورثنا العفو من آل يعقوب و ورثنا الشكر من آل داود و زعم أنه كان كلمة أخرى و نسيها محمد فقلت له لعله قال و ورثنا الصبر من آل أيوب فقال ينبغي قال علي بن أسباط و إنما قلت ذلك لأني سمعت يعقوب بن يقطين يحدث عن بعض رجاله قال لما قدم أبو جعفر المنصور المدينة سنة قتل محمد و إبراهيم ابني عبد اللّٰه بن الحسن التفت إلى عمه عيسى بن علي فقال له يا أبا العباس إن أمير المؤمنين قد رأى أن يعضد شجر المدينة و أن يعور عيونها و أن يجعل أعلاها أسفلها فقال له يا أمير المؤمنين هذا ابن عمك جعفر بن محمد بالحضرة فابعث إليه فاسأله عن هذا الرأي قال فبعث إليه فأعلمه عيسى فأقبل عليه فقال له يا أمير المؤمنين إن داود ع أعطي فشكر و إن أيوب ابتلي فصبر و إن يوسف عفى بعد ما قدر فاعف فإنك من نسل أولئك

بيان

في بعض النسخ ورثنا الحسد من آل يعقوب يعني أنا محسودون كما كان يوسف محسودا و العضد بالمهملة ثم المعجمة القطع و التعوير بالمهملتين الطم و حبس ماء العين و تخريبها

الوافي، ج 3، ص: 673

[2]
اشارة

1278- 2 الكافي، 1/ 380/ 2/ 1 الاثنان عن ابن أسباط قال قلت للرضا ع إن رجلا عنى أخاك إبراهيم فذكر له أن أباك في الحياة- و أنك تعلم من ذلك ما يعلم فقال سبحان اللّٰه يموت رسول اللّٰه ص و لا يموت موسى قد و اللّٰه مضى كما مضى رسول الهّٰ ص و لكن اللّٰه تبارك و تعالى لم يزل منذ قبض نبيه ص- هلم جرا يمن بهذا الدين على أولاد الأعاجم و يصرفه عن قرابة نبيه ص هلم جرا فيعطي هؤلاء و يمنع هؤلاء لقد قضيت عنه في هلال ذي الحجة ألف دينار بعد أن أشفى على طلاق نسائه و عتق مماليكه و لكن قد سمعت ما لقي يوسف عن إخوته

بيان

عنى أخاك أوقعه في العناء و التعب بتلبيسه الأمر عليه في أمر أخيه و في بعض النسخ غر أخاك بالغين المعجمة و الراء و هو أوضح و كأن الرجل قد دلس أو كان واقفيا يقول بحياة الكاظم ع و إنه الذي يملؤها عدلا كما ملئت جورا و أشار ع بقوله و يصرفه عن قرابة نبيه إلى أن القائل بذلك خارج عن الدين و في هذا الحديث دلالة على فضل العجم على العرب و لا سيما في القرون المتأخرة عن قرن النبي ص و ما يقرب منه

و مما يدل على ذلك ما رواه علي بن إبراهيم في تفسيره عند قوله عز و جل وَ لَوْ نَزَّلْنٰاهُ عَلىٰ بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مٰا كٰانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ عن الصادق ع أنه قال لو نزل القرآن على العجم ما آمنت به العرب و قد نزل على العرب فآمنت به العجم

و في كتاب الغيبة للشيخ الطوسي

رحمه اللّٰه بإسناده عن أبي عبد اللّٰه ع قال

الوافي، ج 3، ص: 674

اتق العرب فإن لهم جبر سوء أما إنه لم يخرج مع القائم منهم واحد

و من طريق العامة عن النبي ص لو كان الدين بالثريا لنالته رجال من فارس

و في المكاتيب لقطب محي لما نزل قوله تعالى وَ آخَرِينَ مِنْهُمْ لَمّٰا يَلْحَقُوا بِهِمْ قيل من هم يا رسول اللّٰه فلم يجب حتى سئل ثلاثا ثم وضع يده على كتف سلمان و قال لو كان الإيمان عند الثريا لناله رجال أو رجل من هؤلاء

لقد قضيت عنه يعني عن الذي عنى إبراهيم قيل و كأنه أخوه عباس و يحتمل أن يرجع البارز في عنه إلى إبراهيم أشفى أشرف قيل إنما هم بطلاق نسائه و عتق مماليكه لأنه أراد أن يشرد من الغرماء و لا يختموا بيوت نسائه و لا يأخذوا مماليكه

[3]
اشارة

1279- 3 الكافي، 1/ 380/ 1/ 1 القميان عن صفوان عن أبي جرير القمي قال قلت لأبي الحسن ع جعلت فداك قد عرفت انقطاعي إلى أبيك ثم إليك ثم حلفت له و حق رسول اللّٰه ص و حق فلان و فلان حتى انتهيت إليه بأنه لا يخرج مني ما تخبرني به إلى أحد من الناس و سألته عن أبيه أ حي هو أو ميت فقال قد و اللّٰه مات قلت جعلت فداك إن شيعتك يروون أن فيه سنة أربعة أنبياء قال قد و اللّٰه الذي لا إله إلا هو هلك قلت هلاك غيبة أو هلاك موت قال هلاك موت فقلت لعلك مني في تقية فقال سبحان اللّٰه قلت فأوصى إليك قال نعم قلت فأشرك معك فيها أحدا قال لا قلت فعليك من إخوتك إمام

قال لا قلت فأنت الإمام قال نعم

بيان

سنة أربعة أنبياء يعني إحداها الغيبة و وجه الغلط فيه أن ذلك مروي في القائم أعني الثاني عشر من الأئمة ص لا الكاظم ع كما

الوافي، ج 3، ص: 675

مضى في بابه إلا أن رؤساء الواقفية لبسوا الأمر على أصحابهم و من يحذو حذوهم بأمثال هذه التحريفات لأغراضهم الدنيوية خذلهم اللّٰه و لعنهم. آخر أبواب خصائص الحجج و فضائلهم ع و الحمد لله أولا و آخرا

الوافي، ج 3، ص: 679

أبواب بدو خلق الحجج و مواليدهم و مكارمهم سلام اللّٰه عليهم

الآيات

اشارة

قال اللّٰه سبحانه مٰا كٰانَ مُحَمَّدٌ أَبٰا أَحَدٍ مِنْ رِجٰالِكُمْ وَ لٰكِنْ رَسُولَ اللّٰهِ وَ خٰاتَمَ النَّبِيِّينَ و قال عز و جل ذُرِّيَّةً بَعْضُهٰا مِنْ بَعْضٍ.

بيان

في الآية الأولى رد على من كان يدعو زيدا بابن محمد قال اللّٰه تعالى ادْعُوهُمْ لِآبٰائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللّٰهِ و في إضافة الرجال إلى ضمير المخاطبين إشارة إلى ما خصه اللّٰه تعالى و أهل بيته بشرف المولد و روحانية المنشإ و نورانية المبدإ كما سيتبين من الأخبار

الوافي، ج 3، ص: 680

باب 107 بدو خلقهم ع

[1]
اشارة

1280- 1 الكافي، 1/ 440/ 3/ 1 القمي عن الحسين بن عبد اللّٰه عن محمد بن عيسى و محمد بن عبد اللّٰه عن علي بن حديد عن مرازم عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال اللّٰه تبارك و تعالى يا محمد إني خلقتك و عليا نورا يعني روحا بلا بدن قبل أن أخلق سماواتي و أرضي و عرشي و بحري فلم تزل تهللني و تمجدني ثم جمعت روحيكما فجعلتهما واحدة فكانت تمجدني و تقدسني و تهللني ثم قسمتها ثنتين و قسمت الثنتين اثنتين فصارت أربعة محمد واحد و علي واحد و الحسن و الحسين ثنتان ثم خلق اللّٰه فاطمة من نور ابتدأها روحا بلا بدن ثم مسحنا بيمينه فأفضى نوره فينا

بيان

ثم في قوله ثم جمعت روحيكما ليست للتراخي في الزمان بل في المرتبة كقوله تعالى كَلّٰا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلّٰا سَوْفَ تَعْلَمُونَ و قوله فكانت تمجدني و تقدسني و تهللني تكرير لقوله فلم تزل تهللني و تمجدني ليس إفادة أمر آخر و المعنى أني خلقتكما جميعا روحا واحدا تمجدني تلك الروح ثم قسمتها ثنتين ثم

الوافي، ج 3، ص: 681

خلق اللّٰه من كلام أبي عبد اللّٰه ع فأفضى نوره اتسع و في بعض النسخ فأضاء

[2]
اشارة

1281- 2 الكافي، 1/ 440/ 4/ 1 عنه عن الحسين عن محمد بن عبد اللّٰه عن محمد بن الفضيل عن الثمالي قال سمعت أبا جعفر ع يقول أوحى اللّٰه إلى محمد ص يا محمد إني خلقتك و لم تك شيئا و نفخت فيك من روحي كرامة مني أكرمتك بها حين أوجبت لك الطاعة على خلقي جميعا فمن أطاعك فقد أطاعني و من عصاك فقد عصاني- و أوجبت ذلك في علي و في نسله من اختصصته منهم لنفسي

بيان

يعني كان نفخ الروح و إيجاب الطاعة لك معين في حين واحد

[3]
اشارة

1282- 3 الكافي، 1/ 441/ 9/ 1 عنه عن الحسين بن عبد اللّٰه الصغير عن محمد بن إبراهيم الجعفري عن أحمد بن علي بن محمد بن عبد اللّٰه بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن اللّٰه كان إذ لا كان فخلق الكان و المكان و خلق الأنوار و خلق نور الأنوار الذي نورت منه الأنوار و أجرى فيه من نوره الذي نورت منه الأنوار و هو النور الذي خلق منه محمدا و عليا فلم يزالا نورين أولين إذ لا شي ء كون قبلهما فلم يزالا

الوافي، ج 3، ص: 682

يجريان طاهرين مطهرين في الأصلاب الطاهرة حتى افترقا في أطهر طاهرين في عبد اللّٰه و أبي طالب

بيان

قد مضى في باب العقل و الجهل ما يصلح لأن يكون شرحا لهذا الحديث

[4]
اشارة

1283- 4 الكافي، 1/ 442/ 10/ 1 الحسين عن محمد بن عبد اللّٰه عن محمد بن سنان عن المفضل عن جابر بن يزيد قال قال أبو جعفر ع يا جابر إن اللّٰه أول ما خلق خلق محمدا و عترته الهداة المهتدين فكانوا أشباح نور بين يدي اللّٰه قلت و ما الأشباح قال ظل النور أبدان نورانية بلا أرواح و كان مؤيدا بروح واحدة و هي روح القدس فبه كان يعبد اللّٰه و عترته و لذلك خلقهم حلماء علماء بررة أصفياء يعبدون اللّٰه بالصلاة و الصوم- و السجود و التسبيح و التهليل و يصلون الصلوات و يحجون و يصومون

بيان

و لذلك أي و لأجل كونهم مؤيدين بروح القدس خلقهم يعني في هذا العالم

[5]
اشارة

1284- 5 الكافي، 1/ 441/ 5/ 1 الاثنان عن أبي الفضل عبد اللّٰه بن إدريس عن محمد بن سنان قال كنت عند أبي جعفر الثاني ع فأجريت اختلاف الشيعة فقال يا محمد إن اللّٰه تبارك و تعالى لم يزل متفردا بوحدانيته ثم خلق محمدا و عليا و فاطمة فمكثوا ألف دهر ثم خلق جميع الأشياء فأشهدهم خلقها و أجرى طاعتهم عليها و فوض أمورها إليهم فهم يحلون ما يشاءون و يحرمون ما يشاءون و لن يشاءوا إلا أن يشاء اللّٰه تعالى ثم

الوافي، ج 3، ص: 683

قال يا محمد هذه الديانة التي من تقدمها مرق و من تخلف عنها محق و من لزمها لحق خذها إليك يا محمد

بيان

مرق خرج من الدين

[6]

1285- 6 الكافي، 1/ 441/ 7/ 1 علي بن محمد عن سهل عن محمد بن علي بن إبراهيم عن علي بن حماد عن المفضل قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع كيف كنتم حيث كنتم في الأظلة فقال يا مفضل كنا عند ربنا ليس عنده أحد غيرنا في ظلة خضراء نسبحه و نقدسه و نهلله و نمجده و ما من ملك مقرب و لا ذي روح غيرنا حتى بدا له في خلق الأشياء فخلق ما شاء كيف شاء من الملائكة و غيرهم ثم أنهى علم ذلك إلينا

[7]
اشارة

1286- 7 الكافي، 1/ 441/ 8/ 1 سهل عن محمد بن الوليد عن يونس بن يعقوب عن سنان بن طريف عن أبي عبد اللّٰه ع قال إنا أول أهل بيت نوه اللّٰه بأسمائنا إنه لما خلق السماوات و الأرض أمر مناديا- فنادى أشهد أن لا إله إلا اللّٰه ثلاثا أشهد أن محمدا رسول اللّٰه ثلاثة أشهد أن عليا أمير المؤمنين حقا ثلاثا

بيان

التنويه بالاسم عبارة عن رفع الذكر

الوافي، ج 3، ص: 684

باب 108 طينة أرواحهم و أجسادهم

[1]
اشارة

1287- 1 الكافي، 1/ 389/ 1/ 1 العدة عن أحمد عن أبي يحيى الواسطي عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن اللّٰه خلقنا من عليين و خلق أرواحنا من فوق ذلك و خلق أرواح شيعتنا من عليين و خلق أجسادهم من دون ذلك فمن أجل ذلك القرابة بيننا و بينهم و قلوبهم تحن إلينا

بيان

كأن المراد بالعليين عالم الملكوت و بما فوقه عالم الجبروت و بما دونه عالم الشهادة فمن أجل ذلك يعني من أجل أن أصل أجسادنا و أرواحهم واحد و إنما نسب أجسادهم إلى عليين لعدم علاقتهم ع إلى هذه الأبدان الحسية فكأنهم و هم بعد في هذه الجلابيب قد نقضوها و تجردوا عنها

[2]
اشارة

1288- 2 الكافي، 1/ 389/ 2/ 1 أحمد عن محمد بن الحسن عن العبيدي عن محمد بن شعيب عن عمران بن إسحاق الزعفراني عن محمد بن مروان عن أبي عبد اللّٰه ع قال سمعته يقول إن اللّٰه خلقنا من نور عظمته ثم صور خلقنا من طينة مخزونة مكنونة من تحت العرش فأسكن ذلك النور فيه فكنا نحن خلقا و بشرا نورانيين لم يجعل لأحد في مثل الذي

الوافي، ج 3، ص: 685

خلقنا منه نصيبا و خلق أرواح شيعتنا من طينتنا و أبدانهم من طينة مخزونة مكنونة أسفل من ذلك الطينة و لم يجعل اللّٰه لأحد في مثل الذي خلقهم منه نصيبا إلا للأنبياء و لذلك صرنا نحن و هم الناس و صار سائر الناس همجا للنار و إلى النار

بيان

أراد بالناس أولا الناس بحقيقة الإنسانية و ثانيا ما يطلق عليه الإنسان في العرف العام و الهمج محركة ذباب صغير كالبعوض يسقط على وجوه الغنم و الحمير شبههم به لازدحامهم دفعة على كل ناعق و براحهم عنه بأدنى سبب

[3]

1289- 3 الكافي، 1/ 389/ 3/ 1 علي عن علي بن حسان و محمد عن سلمة بن الخطاب و غيره عن علي بن حسان عن علي بن عطية عن ابن رئاب رفعه إلى أمير المؤمنين ع أنه قال إن لله نهرا من دون عرشه و دون النهر الذي دون عرشه نور نوره و إن في حافتي النهر روحين مخلوقين روح القدس و روح من أمره و إن لله عشر طينات خمسة من الجنة و خمسة من الأرض ففسر الجنان و فسر الأرض ثم قال ما من نبي و لا ملك من بعده جبله إلا نفخ فيه من إحدى الروحين و جعل النبي من إحدى الطينتين قلت لأبي الحسن الأول ما الجبل قال الخلق غيرنا أهل البيت فإن اللّٰه عز و جل خلقنا من العشر طينات و نفخ فينا من الروحين جميعا فأطيب بها طيبا

الوافي، ج 3، ص: 686

[4]
اشارة

1290- 4 الكافي، 1/ 390/ 3/ 1 و روى غيره عن أبي الصامت قال طين الجنان جنة عدن و جنة المأوى و النعيم و الفردوس و الخلد و طين الأرض مكة و المدينة و الكوفة و بيت المقدس و الحائر

بيان

كأنه شبه علم الأنبياء بالنهر لمناسبة ما بينهما في كون أحدهما مادة حياة الروح و الآخر مادة حياة الجسم و عبر عنه بالنور لإضاءته و عبر عن علم من دونهم من العلماء بنور النور لأنه من شعاع ذلك النور و كما أن حافتي النهر تحفظان الماء في النهر و تحيطان به ليجري إلى مستقره كذلك الروحان يحفظان العلم و يحيطان به ليجري إلى مستقره و هو قلب النبي أو الوصي و الطينات الجنانية كأنها من الملكوت و الأرضية من الملك فإن من مزجهما خلق أبدان نبينا و الأوصياء ع من أهل البيت بخلاف سائر الأنبياء و الملائكة فإنهم خلقوا من إحدى الطينتين كما أن لهم أحد الروحين خاصة من بعده جبله أي خلقه دون مرتبته فأطيب بها طيبا على صيغة فعل التعجب للمبالغة في الطيب و يأتي في أوائل كتاب الإيمان و الكفر ما يناسب هذا الباب و الباب الآتي إن شاء اللّٰه تعالى

الوافي، ج 3، ص: 687

باب 109 علوقهم و ولادتهم و قيامهم بالأمر

[1]
اشارة

1291- 1 الكافي، 1/ 387/ 2/ 1 محمد عن محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن عبد اللّٰه بن القاسم عن الحسن بن راشد قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول إن اللّٰه تبارك و تعالى إذا أحب أن يخلق الإمام- أمر ملكا فأخذ شربة من ماء تحت العرش فيسقيها أباه فمن ذلك يخلق الإمام فيمكث أربعين يوما و ليلة في بطن أمه لا يسمع الصوت ثم يسمع بعد ذلك الكلام فإذا ولد بعث ذلك الملك فيكتب بين عينيه وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلًا لٰا مُبَدِّلَ لِكَلِمٰاتِهِ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ فإذا مضى الإمام الذي كان قبله رفع لهذا منار من نور ينظر

به إلى أعمال الخلائق فبهذا يحتج اللّٰه على خلقه

بيان

لعل الماء إشارة إلى مادة الغذاء الذي تكون منه النطفة و إنما نسبه إلى ما تحت العرش لكونه ملكوتيا عذبا طيبا من طيب إلى طيب و الملك هو الموكل بالغذاء المبلغ له إلى كماله اللائق بحاله و إنما لم يسمع الصوت قبل كمال الأربعين ليلة لأنه بعد في مقام النبات لم تلجه حياة الحيوان ثم يسمع بعد ذلك الكلام أي الكلام النفساني الإلهامي و يحتمل اختصاص الإمام باستماع الكلام الحسي أيضا في بطن أمه قبل بلوغه الأوان الذي يحصل فيه السمع لسائر الناس.

و الكتابة بين العينين كأنها كناية عن ظهور نور العلم و الولاية من ناصيته

الوافي، ج 3، ص: 688

بل من جميع جهاته و في كل حركاته و سكناته يسعى نورهم بين أيديهم و بأيمانهم فلا تناقض بين هذا الخبر و الخبرين الآتيين و إطلاق الكلمة على أرواح الكمل أمر شائع في عرف الكتب المنزلة و الأنبياء ع كما ورد في شأن المسيح ع و منار النور عبارة عن حدسه و فراسته و توسمه كما قال عز و جل إِنَّ فِي ذٰلِكَ لَآيٰاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ

[2]
اشارة

1292- 2 الكافي، 1/ 387/ 3/ 1 عنه عن أحمد عن علي بن حديد عن بزرج عن يونس بن ظبيان قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول إن اللّٰه عز و جل إذا أراد أن يخلق الإمام من الإمام بعث ملكا فأخذ شربة من تحت العرش ثم أوقفها أو دفعها إلى الإمام فشربها فيمكث في الرحم أربعين يوما لا يسمع الكلام ثم يسمع الكلام بعد ذلك فإذا وضعته أمه بعث اللّٰه إليه ذلك الملك الذي أخذ الشربة فكتب على عضده الأيمن- وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلًا لٰا مُبَدِّلَ

لِكَلِمٰاتِهِ فإذا قام بهذا الأمر رفع اللّٰه له في كل بلدة منارا ينظر به إلى أعمال العباد

بيان

أوقفها أو دفعها كأن الترديد من الراوي شك في أنه ع بأي اللفظتين عبر عن هذا المعنى

[3]

1293- 3 الكافي، 1/ 387/ 4/ 1 العدة عن أحمد عن السراد عن الربيع بن محمد المسلي عن محمد بن مروان قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول إن الإمام ليسمع في بطن أمه فإذا ولد خط بين كتفيه

الوافي، ج 3، ص: 689

وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلًا لٰا مُبَدِّلَ لِكَلِمٰاتِهِ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ فإذا صار الأمر إليه جعل اللّٰه له عمودا من نور يبصر به ما يعمل أهل كل بلدة

[4]

1294- 4 الكافي، 1/ 388/ 6/ 1 العدة عن أحمد عن علي بن حديد عن جميل بن دراج قال روى غير واحد من أصحابنا أنه قال لا تتكلموا في الإمام فإن الإمام يسمع الكلام و هو في بطن أمه فإذا وضعته كتب الملك بين عينيه وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلًا لٰا مُبَدِّلَ لِكَلِمٰاتِهِ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ- فإذا قام بالأمر رفع له في كل بلدة منارا ينظر منه إلى أعمال العباد

[5]
اشارة

1295- 5 الكافي، 1/ 388/ 7/ 1 علي عن العبيدي قال كنت أنا و ابن فضال جلوسا إذ أقبل يونس فقال دخلت على أبي الحسن الرضا ع فقلت له جعلت فداك قد أكثر الناس في العمود قال فقال لي يا يونس ما تراه أ تراه عمودا من حديد يرفع لصاحبك قال قلت ما أدري قال لكنه ملك موكل بكل بلدة يرفع اللّٰه به أعمال تلك البلدة قال فقام ابن فضال فقبل رأسه و قال رحمك اللّٰه أبا محمد لا تزال تجي ء بالحديث الذي يفرج اللّٰه به الحق عنا

بيان

كأن اختصاص الإمام ع بالعمود كان شائعا بينهم و لكنهم لم يفهموا معناه و كانوا يتفاوضون فيما بينهم في تأويله فبين ع لهم ذلك

الوافي، ج 3، ص: 690

[6]
اشارة

1296- 6 الكافي، 1/ 387/ 5/ 1 الاثنان عن أحمد بن محمد بن عبد اللّٰه عن ابن مسعود عن عبد اللّٰه بن إبراهيم الجعفري قال سمعت إسحاق بن جعفر يقول سمعت أبي يقول الأوصياء إذا حملت بهم أمهاتهم أصابها فترة شبه الغشية فأقامت في ذلك يومها ذلك إن كان نهارا أو ليلتها إن كان ليلا- ثم ترى في منامها رجلا يبشرها بغلام حليم عليم فتفرح لذلك ثم تنتبه من نومها فتسمع من جانبها الأيمن في جانب البيت صوتا يقول حملت بخير و تصيرين إلى خير و جئت بخير أبشري بغلام حليم عليم و تجد خفة في بدنها- لم تجد بعد ذلك امتناعا من جنبيها و بطنها فإذا كان لتسع من شهرها- سمعت في البيت حسا شديدا فإذا كانت الليلة التي تلد فيها ظهر لها في البيت نور تراه لا يراه غيرها إلا أبوه فإذا ولدته ولدته قاعدا و تفسحت له حتى يخرج متربعا ثم يستدير بعد وقوعه إلى الأرض فلا يخطئ القبلة حتى كانت بوجهه ثم يعطس ثلاثا يشير بإصبعه بالتحميد و يقع مسرورا مختونا- و رباعيتاه من فوق و أسفل و نأباه و ضاحكاه و من بين يديه مثل سبيكة الذهب نور و يقيم يومه و ليلته تسيل يداه ذهبا و كذلك الأنبياء إذا ولدوا- و إنما الأوصياء أعلاق من الأنبياء

بيان

لم تجد بعد ذلك امتناعا في بعض النسخ ثم تجد بعد ذلك اتساعا و الحس بالكسر الحركة و الصوت و أن يمر بك الشي ء قريبا فتسمعه و لا تراه و التفسح الاتساع و المسرور المقطوع سرته و سيلان الذهب عن يديه لعله كناية عن إضاءتهما و لمعانهما و بريقهما

الوافي، ج 3، ص: 691

[7]
اشارة

1297- 7 الكافي، 1/ 385/ 1/ 1 علي بن محمد عن عبد اللّٰه بن إسحاق العلوي عن محمد بن زيد الرزامي عن الديلمي عن علي عن أبي بصير الكافي، 1/ 387/ 1/ 1 محمد و أحمد عن محمد بن الحسين عن أحمد بن الحسن عن المختار بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي بصير قال حججنا مع أبي عبد اللّٰه ع في السنة التي ولد فيها ابنه موسى ع فلما نزلنا الأبواء وضع لنا الغداء و كان إذا وضع الطعام لأصحابه أكثر و أطاب قال فبينا نحن نأكل إذ أتاه رسول حميدة فقال له إن حميدة تقول قد أنكرت نفسي و قد وجدت ما كنت أجد إذا حضرت ولادتي و قد أمرتني أن لا أسبقك بابنك هذا فقام أبو عبد اللّٰه ع فانطلق مع الرسول فلما انصرف قال له أصحابه سرك اللّٰه و جعلنا فداك فما أنت صنعت من حميدة قال سلمها اللّٰه و قد وهب لي غلاما و هو خير من برأ اللّٰه في خلقه و لقد أخبرتني حميدة عنه بأمر ظنت أني لا أعرفه و لقد كنت أعلم به منها فقلت جعلت فداك فما الذي أخبرتك به حميدة عنه قال ذكرت أنه سقط من بطنها حين سقط واضعا يديه على الأرض رافعا رأسه إلى السماء- فأخبرتها أن ذلك أمارة رسول اللّٰه ص و أمارة الوصي من بعده- فقلت جعلت فداك و ما هذا من أمارة رسول اللّٰه ص و أمارة الوصي من بعده فقال لي إنه لما كانت الليلة التي علق فيها بجدي أتى آت جد أبي بكأس فيه شربة أرق من الماء و ألين من الزبد و أحلى

من الشهد و أبرد من الثلج و أبيض من اللبن فسقاه إياه و أمره بالجماع فقام فجامع فعلق بجدي و لما أن كانت الليلة التي علق فيها بأبي أتى آت جدي فسقاه

الوافي، ج 3، ص: 692

كما سقى جد أبي و أمره بمثل الذي أمره فقام فجامع فعلق بأبي و لما أن كانت الليلة التي علق فيها بي أتى آت أبي فسقاه بما سقاهم و أمره بالذي أمرهم به- فقام فجامع فعلق بي و لما أن كانت الليلة التي علق فيها بابني أتاني آت كما أتاهم ففعل بي كما فعل بهم فقمت بعلم اللّٰه و إني مسرور بما يهب اللّٰه لي- فجامعت فعلق بابني هذا المولود فدونكم فهو و اللّٰه صاحبكم من بعدي و إن نطفة الإمام مما أخبرتك و إذا سكنت النطفة في الرحم أربعة أشهر و أنشئ فيها الروح بعث اللّٰه تبارك و تعالى ملكا يقال له حيوان فكتب على عضده الأيمن وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلًا لٰا مُبَدِّلَ لِكَلِمٰاتِهِ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ و إذا وقع من بطن أمة وقع واضعا يديه على الأرض رافعا رأسه إلى السماء فأما وضعه يديه على الأرض فإنه يقبض كل علم لله أنزله من السماء إلى الأرض و أما رفعه رأسه إلى السماء فإن مناديا ينادي به من بطنان العرش من قبل رب العزة من الأفق الأعلى باسمه و اسم أبيه يقول يا فلان بن فلان أثبت تثبت- فلعظيم ما خلقتك أنت صفوتي من خلقي و موضع سري و عيبة علمي و أميني على وحيي و خليفتي في أرضى لك و لمن تولاك أوجبت رحمتي و منحت جناني و أحللت جواري ثم و عزتي و

جلالي لأصلين من عاداك أشد عذابي- و إن وسعت عليه في دنياي من سعة رزقي فإذا انقضى الصوت صوت المنادي أجابه هو واضعا يديه رافعا رأسه إلى السماء يقول شهد اللّٰه أنه لا إله إلا هو و الملائكة و أولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم قال فإذا قال ذلك أعطاه اللّٰه العلم الأول و العلم الآخر و استحق زيارة الروح في ليلة القدر قلت جعلت فداك الروح ليس هو جبرئيل قال الروح أعظم من جبرئيل إن جبرئيل من الملائكة و إن الروح هو خلق أعظم من

الوافي، ج 3، ص: 693

الملائكة ع أ ليس يقول اللّٰه تبارك و تعالى تَنَزَّلُ الْمَلٰائِكَةُ وَ الرُّوحُ

بيان

الأبواء موضع معروف في طريق مكة قد أنكرت نفسي أي وجدت تغير حال في نفسي علق فيها من العلوق بجدي أراد بالجد السجاد ع أثبت تثبت كأن الأول من الثبوت و الثاني من الإثبات أو التثبيت أي أثبت أنت على الصراط المستقيم لتثبت غيرك عليه أو تثبت و يحتمل أن يكون كلاهما من الإثبات أي أثبت نفسك تثبت غيرك و استحق زيارة الروح في بعض النسخ زيادة الروح و لا يلائمه تفسير الروح بما فسر

[8]
اشارة

1298- 8 الكافي، 1/ 388/ 8/ 1 علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن أبي عمير عن حريز عن زرارة عن أبي جعفر ع قال للإمام عشر علامات يولد مطهرا مختونا و إذا وقع على الأرض وقع على راحتيه رافعا صوته بالشهادتين و لا يجنب و تنام عينه و لا ينام قلبه و لا يتثاءب و لا يتمطى- و يرى من خلفه كما يرى من أمامه و نجوه كرائحة المسك و الأرض موكلة بستره و ابتلاعه و إذا لبس درع رسول اللّٰه ص كانت عليه وفقا و إذا لبسها غيره من الناس طويلهم و قصيرهم زادت عليه شبرا و هو محدث إلى أن تنقضي أيامه ع

بيان

يأتي في باب بدء خلق الإنسان من أبواب الولادات من كتاب النكاح حديث يناسب هذا الباب إن شاء اللّٰه

الوافي، ج 3، ص: 694

باب 110 ما جاء في عبد المطلب و أبي طالب رضي اللّٰه عنهما

[1]

1299- 1 الكافي، 1/ 446/ 22/ 1 محمد عن ابن عيسى عن ابن أبي عمير عن جميل بن دراج عن زرارة عن أبي عبد اللّٰه ع قال يحشر عبد المطلب يوم القيامة أمة وحده عليه سيماء الأنبياء و هيبة الملوك

[2]

1300- 2 الكافي، 1/ 447/ 23/ 1 علي عن أبيه عن الأصم عن الهيثم بن واقد عن مقرن عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن عبد المطلب أول من قال بالبداء يبعث يوم القيامة أمة وحده عليه بهاء الملوك و سيماء الأنبياء

[3]
اشارة

1301- 3 الكافي، 1/ 447/ 24/ 1 بعض أصحابنا عن ابن جمهور عن أبيه عن السراد عن ابن رئاب عن البجلي و محمد بن سنان عن المفضل بن عمر جميعا عن أبي عبد اللّٰه ع قال يبعث عبد المطلب أمة وحده عليه بهاء الملك و سيماء الأنبياء و ذلك أنه أول من قال بالبداء- قال و كان عبد المطلب أرسل رسول اللّٰه ص إلى رعاية في إبل قد ندت له يجمعها فأبطأ عليه فأخذ بحلقة باب الكعبة و جعل يقول يا رب أ تهلك أ لك أن تفعل فأمر ما بدا لك فجاء رسول اللّٰه ص بالإبل و قد وجه عبد المطلب في كل طريق و في كل شعب في طلبه- و جعل يصيح يا رب أ تهلك أ لك أن تفعل فأمر ما بدا لك فلما رأى رسول اللّٰه ص أخذه فقبله و قال يا بني لا وجهتك بعد

الوافي، ج 3، ص: 695

هذا في شي ء فإني أخاف أن تغتال فتقتل

بيان

و ذلك أنه تعليل لقوله عليه سيماء الأنبياء و ما بعده تفصيل لهذا الإجمال و قد مضى تحقيق معنى البداء في كتاب التوحيد و الرعاء بالهمز جمع الراعي كالرعاة قال اللّٰه سبحانه حَتّٰى يُصْدِرَ الرِّعٰاءُ قد ندت له إما بتشديد الدال من الند بمعنى الشرد و النفور يقال ند البعير إذا شرد و نفر و إما بتخفيف الدال من الندو أو الندي بمعنى تفرق الشي ء و خروج الإبل من مرعاها و الأخير أنسب أ تهلك حذف المفعول لظهوره أ لك أن تفعل تعجب من إهلاكه لما ثبت عنده أنه سيصير نبيا يملك المشارق و المغارب ثم تفطن بإمكان البداء و المحو بعد الإثبات فقال

فأمر ما بدا لك فليس الأمر إلا لك و يحتمل أن يكون آلك مفعول أ تهلك إذ يقال آل اللّٰه لأوليائه فتكسر الهمزة في أن تفعل و على التقديرين فأمر أما صيغة أمر أو اسم و ما إبهاميه أي فأمر ما من الأمور بدا لك و الاغتيال الإهلاك و الأخذ من حيث لم يدر

[4]
اشارة

1302- 4 الكافي، 1/ 447/ 25/ 1 العدة عن ابن عيسى عن ابن أبي عمير عن محمد بن حمران عن أبان بن تغلب قال قال أبو عبد اللّٰه ع لما أن وجه صاحب الحبشة بالخيل و معهم الفيل ليهدم البيت مروا بإبل لعبد المطلب فساقوها فبلغ ذلك عبد المطلب فأتى صاحب الحبشة فدخل الآذن فقال هذا عبد المطلب بن هاشم قال و ما يشاء قال الترجمان جاء في إبل له ساقوها يسألك ردها فقال ملك الحبشة لأصحابه هذا رئيس قوم و زعيمهم جئت إلى بيته الذي يعبده لأهدمه و هو يسألني إطلاق إبله أما لو سألني الإمساك عن هدمه لفعلت ردوا عليه إبله- فقال عبد المطلب لترجمانه ما قال الملك فأخبره فقال عبد المطلب أنا

الوافي، ج 3، ص: 696

رب الإبل و لهذا البيت رب يمنعه فرد عليه إبله و انصرف عبد المطلب نحو منزله فمر بالفيل في منصرفه فقال للفيل يا محمود فحرك الفيل رأسه- فقال له أ تدري لم جاءوا بك فقال الفيل برأسه لا فقال عبد المطلب جاءوا بك لتهدم بيت ربك أ فتراك فاعل ذلك فقال برأسه لا- فانصرف عبد المطلب إلى منزله فلما أصبحوا غدوا به لدخول الحرم فأبى و امتنع عليهم- فقال عبد المطلب لبعض مواليه عند ذلك اعل الجبل فانظر ترى شيئا فصعد فقال

أرى سوادا من قبل البحر فقال له يصيبه بصرك أجمع فقال له لا و لأوشك أن يصيب فلما أن قرب قال هو طير كثير و لا أعرفه يحمل كل طير في منقاره حصاة مثل حصاة الخذف أو دون حصاة الخذف فقال عبد المطلب و رب عبد المطلب ما تريد إلا القوم حتى لما صاروا فوق رءوسهم أجمع ألقت الحصاة فوقعت كل حصاة على هامة رجل فخرجت من دبره فقتلته فما انفلت منهم إلا رجل واحد يخبر الناس فأخبرهم فلما أن أخبرهم ألقت عليه حصاة فقتلته

بيان

زعيم القوم سيدهم و المتكلم عنهم غدوا به أي بالفيل و الخذف بالمعجمتين الرمي بحصاة أو نواة أو نحوهما تؤخذ بين السبابتين يرمى بها و سيأتي هذا الخبر في كتاب الحج أيضا بأدنى تفاوت في إسناده و ألفاظه إن شاء اللّٰه

[5]
اشارة

1303- 5 الكافي، 1/ 448/ 26/ 1 علي عن أبيه عن البزنطي عن رفاعة عن أبي عبد اللّٰه ع قال كان عبد المطلب يفرش له بفناء الكعبة لا يفرش لأحد غيره و كان له ولد يقومون على رأسه فيمنعون من دنا منه- فجاء رسول اللّٰه ص و هو طفل يدرج حتى جلس على

الوافي، ج 3، ص: 697

فخذيه فأهوى بعضهم إليه لينحيه عنه فقال له عبد المطلب دع ابني فإن الملك قد أتاه

بيان

قد أتاه إما من الإيتاء يعني أنه لم يأت إلينا بنفسه بل إنما أتى به الملك أو من الإتيان يعني أنه قد أتى إليه الملك فله شأن من الشأن و لعله أشار بإتيان الملك إليه إلى

ما روي أنه ص سئل ما أول ما رأيت من النبوة فاستوى جالسا و قال بينا أنا في صخرة و إذا بكلام فوق رأسي و إذا رجل من فوق رأسي يقول لآخر أ هو هو فاستقبلاني بوجوه لم أرها على أحد فانطلقا يمشيان حتى أخذ كل واحد منهما بعضدي لا أجد لأخذه مسا فأضجعاني بلا قسر و لا هصر فقال أحدهما افلق الصدر ففلقه فيما أرى بلا دم و لا وجع- فقال له أخرج الغل و الحسد فأخرج شيئا كهيئة العلقة فطرحها فقال أدخل الرأفة و الرحمة و إذا مثل الذي أدخل شبيه بالفضة ثم هز إبهام رجلي اليمنى و قال أعد و أسلم فرجعت بها أعدو رأفة على الصغير و رحمة على الكبير و في رواية- بينا أنا مع أخ لي من بني سعد بن بكر خلف بيوتنا نرعى بهما لنا إذ جاءني رجلان و في رواية ثلاثة رجال بطست من ذهب مملوءا ثلجا فشقا بطني

من نحري إلى مراق بطني قال في غير هذه الرواية فاستخرجا قلبي فشقاه و استخرجا منه علقة سوداء- فقال هذا حظ الشيطان منك ثم غسلا قلبي و بطني بذلك الثلج حتى أنقياه ثم تناول أحدهما شيئا فإذا بخاتم في يده من نور يحار الناظر فيه أو دونه- فختم به على قلبي فامتلأ إيمانا و حكمة و أعاده مكانه و أمر الآخر يده على مفرق صدري فالتأم و إني لأجد برد الخاتم في عروقي و في رواية فقال جبرئيل قلب وكيع أي شديد فيه عينان تبصران و أذنان تسمعان ثم قال لأحدهما زنه بألف من أمته فوزنني فرجحتهم فقال دعه لو وزنته بأمته لرجحها ثم ضموني إلى

الوافي، ج 3، ص: 698

صدورهم و قبلوا رأسي و بين عيني و قالوا يا حبيب اللّٰه لن تراع إنك لو تدري ما ذا يراد بك لأقرت عيناك ما أكرمك على اللّٰه إن اللّٰه و ملائكته معك

قيل هذا كان في طفوليته ص حين كان ابن أربع سنين ثم ورد مثلها في حال نبوته

كما روي عن أبي ذر ما معناه أنه ص قال فرج سقف بيتي و أنا بمكة فنزل جبرئيل ففرج صدري ثم غسله من ماء زمزم ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة و إيمانا فأفرغه في صدري ثم أطبقه ثم أخذ بيدي فعرج بنا إلى السماء

[6]

1304- 6 الكافي، 1/ 448/ 27/ 1 محمد عن سعد عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن علي بن المعلى عن أخيه محمد عن درست عن علي عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع قال لما ولد النبي ص مكث أياما ليس له لبن فألقاه أبو طالب على ثدي نفسه فأنزل اللّٰه

فيه لبنا فرضع منه أياما حتى وقع أبو طالب على حليمة السعدية فدفعه إليها

[7]
اشارة

1305- 7 الكافي، 1/ 448/ 28/ 1 الثلاثة عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن مثل أبي طالب مثل أصحاب الكهف أسروا الإيمان و أظهروا الشرك فأتاهم اللّٰه أجرهم مرتين

بيان

إنما أسر الإيمان و أظهر الشرك ليكون أقدر على إعانة النبي ص

[8]
اشارة

1306- 8 الكافي، 1/ 448/ 29/ 1 محمد و الحسين بن محمد عن أحمد بن إسحاق عن الأزدي عن إسحاق بن جعفر عن أبيه ع قال

الوافي، ج 3، ص: 699

قيل له إنهم يزعمون أن أبا طالب كان كافرا فقال كذبوا كيف يكون كافرا و هو يقول-

أ لم تعلموا أنا وجدنا محمدا نبيا كموسى خط في أول الكتب

و في حديث آخر كيف يكون أبو طالب كافرا و هو يقول

لقد علموا أن ابننا لا مكذب لدينا و لا يعبأ بقول الأباطل

و أبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل

بيان

خط في أول الكتب أي هذا الحكم مثبت في الكتاب الأول أي اللوح المحفوظ و الأبيض الرجل النقي العرض و الثمال ككتاب الغياث الذي يقوم بأمر قومه و الأرملة من لا زوج لها من النساء

[9]
اشارة

1307- 9 الكافي، 1/ 449/ 30/ 1 الثلاثة عن هشام بن الحكم عن أبي عبد اللّٰه ع قال بينا النبي ص في المسجد الحرام و عليه ثياب له جدد فألقى المشركون عليه سلا ناقة فملئوا ثيابه بها فدخله من ذلك ما شاء اللّٰه فذهب إلى أبي طالب فقال له يا عم كيف ترى حسبي فيكم فقال له و ما ذاك يا بن أخي فأخبره الخبر فدعا أبو طالب حمزة و أخذ السيف و قال لحمزة خذ السلى ثم توجه إلى القوم و النبي ص معه فأتى قريشا و هم حول الكعبة فلما رأوه عرفوا الشر في وجهه ثم قال لحمزة أمرّ السلى على سبالهم ففعل ذلك حتى أتى على آخرهم ثم التفت أبو طالب إلى النبي ص فقال يا بن أخي هذا حسبك فينا

الوافي، ج 3، ص: 700

بيان

السلا الجلدة التي يكون فيها الولد من الناس و المواشي و سبال جمع سبلة محركة و هي ما علا الشارب من الشعر أو مجتمع الشاربين أو ما على الذقن إلى طرف اللحية كلها

[10]
اشارة

1308- 10 الكافي، 1/ 449/ 31/ 1 علي عن أبيه عن البزنطي عن إبراهيم بن محمد الأشعري عن عبيد بن زرارة عن أبي عبد اللّٰه ع قال لما توفي أبو طالب نزل جبرئيل على رسول اللّٰه ص فقال يا محمد اخرج من مكة فليس لك بها ناصر و ثارت قريش بالنبي ص فخرج هاربا حتى جاء إلى جبل بمكة يقال له الحجون فصار إليه

بيان

الثور الهيجان و الوثوب و الحجون بتقديم الحاء المهملة على الجيم

[11]

1309- 11 الكافي، 1/ 449/ 32/ 1 علي بن محمد بن عبد اللّٰه و محمد عن محمد بن عبد اللّٰه رفعه عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن أبا طالب أسلم بحساب الجمل قال بكل لسان

[12]
اشارة

1310- 12 الكافي، 1/ 449/ 33/ 1 محمد عن ابن عيسى و أخيه بنان عن أبيهما عن ابن المغيرة عن السكوني عن أبي عبد اللّٰه ع قال

الوافي، ج 3، ص: 701

أسلم أبو طالب بحساب الجمل و عقد بيده ثلاثا و ستين

بيان

قال في معاني الأخبار سئل أبو القاسم الحسين بن روح عن معنى هذا الخبر فقال عني بذلك إله أحد جواد قال و تفسير ذلك أن الألف واحد و اللام ثلاثون و الهاء خمسة و الألف واحد و الحاء ثمانية و الدال أربعة و الجيم ثلاثة و الواو ستة و الألف واحد و الدال أربعة فذلك ثلاثة و ستون.

أقول لعل المراد بالحديث أنه أظهر إسلامه بكلمات كان عددها بحساب الجمل ثلاثة و ستين ففسر ابن روح تلك الكلمات و عددها

[13]
اشارة

1311- 13 الكافي، 1/ 445/ 18/ 1 محمد عن سعد عن جماعة من أصحابنا عن أحمد بن هلال عن أمية بن علي القيسي عن درست أنه سأل أبا الحسن الأول ع أ كان رسول اللّٰه ص محجوجا بأبي طالب فقال لا و لكنه كان مستودعا للوصايا فدفعها إليه ص- قال قلت فدفع إليه الوصايا على أنه محجوج به فقال لو كان محجوجا به ما دفع إليه الوصية قال فقلت فما كان حال أبي طالب قال أقر بالنبي و بما جاء به و دفع إليه الوصايا و مات من يومه

بيان

محجوجا بأبي طالب يعني أن أبا طالب كان حجة عليه قبل أن يبعث كان مستودعا يعني أبا طالب للوصايا أي وصايا الأنبياء ع على أنه محجوج به يعني على أن يكون النبي ص

الوافي، ج 3، ص: 702

حجة عليه ما دفع إليه الوصية و ذلك لأن الوصية إنما تنتقل ممن له التقدم

[14]

1312- 14 الكافي، 1/ 446/ 21/ 1 القمي عن الحسين بن عبيد اللّٰه عن أبي عبد اللّٰه الحسين الصغير عن محمد بن إبراهيم الجعفري عن أحمد بن علي بن محمد بن عبد اللّٰه بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبي عبد اللّٰه ع و محمد عن سعد عن يعقوب بن يزيد عن ابن فضال عن بعض رجاله عن أبي عبد اللّٰه ع قال نزل جبرئيل ع على النبي ص فقال يا محمد إن ربك يقرئك السلام و يقول إني حرمت النار على صلب أنزلك و بطن حملك و حجر كفلك فالصلب صلب أبيه عبد اللّٰه بن عبد المطلب و البطن الذي حملك فآمنة بنت وهب و أما حجر كفلك فحجر أبي طالب

[15]

1313- 15 الكافي، 1/ 446/ 21/ 1 و في رواية ابن فضال و فاطمة بنت أسد

الوافي، ج 3، ص: 703

باب 111 ما جاء في رسول اللّٰه ص

[1]
اشارة

1314- 1 الكافي، 1/ 443/ 14/ 1 العدة عن أحمد عن علي بن سيف عن عمرو بن شمر عن جابر قال قلت لأبي جعفر ع صف لي نبي اللّٰه ص قال كان نبي اللّٰه ص أبيض مشرب بالحمرة أدعج العينين مقرون الحاجبين شثن الأطراف كأن الذهب أفرغ على براثنه عظيم مشاشة المنكبين إذا التفت يلتفت جميعا من شدة استرساله سربة سابلة من لبته إلى سرته كأنها وسط الفضة المصفاة و كأن عنقه إلى كاهله إبريق فضة يكاد أنفه إذا شرب أن يرد الماء و إذا مشى تكفأ كأنه ينزل في صبب لم ير مثل نبي اللّٰه ص قبله و لا بعده

بيان

مشرب ممزوج أدعج العينين أسودهما مع سعة شثن الأطراف خشنها و العرب تمدح الرجال بخشونة الكف و النساء بنعومتها أفرغ صب براثنه كفه مع الأصابع المشاشة رأس العظم الممكن المضغ استرساله استيناسه بالناس و طمأنينته إليهم سربة بضم المهملة و الراء و الموحدة الشعر وسط الصدر إلى البطن أي له سربة سابلة بالموحدة ممتدة و اللبة المنحر

الوافي، ج 3، ص: 704

و موضع القلادة من الصدر شبه صدره و بطنه بالفضة المصفاة التي في وسطها خط أخضر و الكاهل مقدم أعلى الظهر مما يلي العنق و هو الثلث الأعلى و هو ست فقر أو ما بين الكتفين أو موصل العنق في الصلب.

و كني بإشراف أنفه ورود الماء عند شربه عن ستر رأسه المنخرين و ميله إلى قدام و إذا مشى تكفأ بالهمزة تمايل إلى قدام في صبب انحدار من الأرض و هذا مما يدل على تواضعه و خضوعه لله سبحانه.

و في معاني الأخبار في حديث أبي هالة التميمي في وصفه ص- موصول ما بين

اللبة و السرة بشعر يجري كالخط عاري الثديين و البطن مما سوى ذلك أشعر الذراعين و المنكبين و أعلى الصدر طويل الزندين رحب الراحة أي واسعها أو كناية عن كثرة العطاء شثن الكفين و القدمين سائل الأطراف أي تامها غير طويلة و لا قصيرة- قال و يمشي هونا ذريع المشية أي واسعها من غير أن يظهر فيه استعجال و بدار- إذا مشى كأنه ينحط في صبب و إذا التفت التفت جميعا خافض الطرف نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء جل نظره الملاحظة يبدر من لقيه بالسلام

[2]
اشارة

1315- 2 الكافي، 1/ 446/ 20/ 1 العدة عن أحمد عن الحسين عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن إسماعيل بن عمار عن أبي عبد اللّٰه ع قال كان رسول اللّٰه ص إذا رئي في الليلة الظلماء رئي له نور كأنه شقة قمر

بيان

الشقة بالكسر القطعة المشقوقة و نصف الشي ء إذا شق كأنه شبهه ص بالبدر دون الهلال أو ما فوقه لأن القمر على هيئة الكرة فتأمل

الوافي، ج 3، ص: 705

[3]
اشارة

1316- 3 الكافي، 1/ 442/ 11/ 1 علي بن محمد و غيره عن سهل عن محمد بن الوليد شباب الصيرفي عن مالك بن إسماعيل النهدي عن عبد السلام بن حارث عن سالم بن أبي حفصة العجلي عن أبي جعفر ع قال كان في رسول اللّٰه ص ثلاثة لم تكن في أحد غيره لم يكن له في ء و كان لا يمر في طريق فيمر فيه بعد يومين أو ثلاث إلا عرف أنه قد مر فيه لطيب عرفه و كان لا يمر بحجر و لا شجر إلا سجد له

بيان

فيمر فيه على صيغة المجهول و العرف الريح

[4]
اشارة

1317- 4 الكافي، 1/ 444/ 17/ 1 محمد عن ابن عيسى عن السراد عن إسحاق بن غالب عن أبي عبد اللّٰه ع في خطبة له خاصة يذكر فيها حال النبي ص و الأئمة ع و صفاتهم فلم يمنع ربنا لحلمه و أناته و عطفه ما كان من عظيم جرمهم و قبيح أفعالهم أن انتجب لهم أحب أنبيائه إليه و أكرمهم عليه محمد بن عبد اللّٰه ص في حومة العز مولده و في دومة الكرم محتده غير مشوب حسبه و لا ممزوج نسبه و لا مجهول عند أهل العلم صفته بشرت به الأنبياء في كتبها و نطقت به العلماء بنعتها و تأملته الحكماء بوصفها- مهذب لا يداني هاشمي لا يوازي أبطحي لا يسامى شيمته الحياء و طبيعته السخاء مجبول على أوقار النبوة و أخلاقها مطبوع على أوصاف الرسالة و أحلامها إلى أن انتهت به أسباب مقادير اللّٰه إلى أوقاتها و جرى بأمر اللّٰه القضاء فيه إلى نهاياتها أدى محتوم قضاء اللّٰه إلى غاياتها يبشر به

الوافي، ج 3، ص: 706

كل أمة من بعدها و يدفعه كل أب إلى أب من ظهر إلى ظهر لم يخلطه في عنصره سفاح و لم ينجسه في ولادته نكاح من لدن آدم إلى أبيه عبد اللّٰه في خير فرقة و أكرم سبط و أمنع رهط و أكلا حمل و أودع حجر اصطفاه اللّٰه و ارتضاه و اجتباه و آتاه من العلم مفاتيحه و من الحكم ينابيعه ابتعثه رحمة للعباد و ربيعا للبلاد- و أنزل اللّٰه إليه الكتاب فيه البيان و التبيان قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون قد بينه للناس و نهجه

بعلم قد فصله و دين قد أوضحه- و فرائض قد أوجبها و حدود حدها للناس و بينها و أمور قد كشفها لخلقه- و أعلنها فيها دلالة إلى النجاة و معالم تدعو إلى هداه فبلغ رسول اللّٰه ص ما أرسل به و صدع بما أمر و أدى ما حمل من أثقال النبوة- و صبر لربه و جاهد في سبيله و نصح لأمته و دعاهم إلى النجاة و حثهم على الذكر و دلهم على سبيل الهدى بمناهج و دواع أسس للعباد أساسها و منازل رفع لهم أعلامها كي لا يضلوا من بعده و كان بهم رءوفا رحيما

بيان

حومة العز معظمه دومة الشي ء أصله المحتد المقام و المسكن لا يدانى على صيغة المجهول يعني لا يدانيه أحد و كذا الموازاة و المساماة و هي بمعنى الارتفاع و العلو يعني ليس في ارتفاعه و علوه أحد و الشيمة بالكسر الطبيعة و يهمز و الحلم بالكسر العقل و السبط ولد الولد و أمنع رهط يعني أعزهم يقال هو في عز و منعة محركة و يسكن يعني معه من يمنعه من عشيرته و أكلا حمل يعني أحفظه و أحرسه و الحجر معروف و قد يكنى به عن الأصل و منه

الحديث تزوجوا في الحجر الصالح فإن العرق دساس

أي في الأصل يقال فلان من حجر صدق و سنخ صدق و الحكم بالضم الحكمة

الوافي، ج 3، ص: 707

[5]
اشارة

1318- 5 الكافي، 5/ 308/ 20/ 1 محمد عن موسى بن جعفر البغدادي عن عبيد اللّٰه بن عبد اللّٰه عن واصل بن سليمان عن عبد اللّٰه بن سنان عن أبي عبد اللّٰه ع قال كان للنبي ص خليط في الجاهلية فلما بعث ع لقيه خليطه فقال للنبي ص جزاك اللّٰه من خليط خيرا فقد كنت تواتي و لا تماري فقال له النبي ص و أنت فجزاك اللّٰه من خليط خيرا فإنك لم تكن ترد ريحا و لا تمسك ضرسا

بيان

المواتاة المطاوعة و الموافقة و المماراة المجادلة و رد الريح كأنه كناية عن رد الكلام و إمساك الضرس عن كتمان السر يعني أنك كنت تقبل قولي و لا تكتم سرك عني فإن الريح عند العرب تطلق على النفس و التكلم يقال سكن اللّٰه ريحك و إمساك الضرس على السكوت مع التكلف

[6]

1319- 6 الفقيه، 3/ 554/ 4901 ابن مسكان عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن اللّٰه تعالى خص رسول اللّٰه ص بمكارم الأخلاق فإن كانت فيكم فاحمدوا اللّٰه عز و جل و ارغبوا إليه في الزيادة منها فذكرها عشرة اليقين و القناعة و الصبر و الشكر و الحلم و حسن الخلق و السخاء و الغيرة و الشجاعة و المروءة

[7]

1320- 7 الكافي، 8/ 268/ 393/ 1 محمد عن أحمد عن عمر بن عبد العزيز عن جميل عن أبي عبد اللّٰه ع قال كان رسول اللّٰه ص يقسم لحظاته بين أصحابه ينظر إلى ذا و ينظر إلى ذا بالسوية

الوافي، ج 3، ص: 708

[8]
اشارة

1321- 8 الكافي، 8/ 129/ 100 العدة عن سهل و القميان جميعا عن ابن فضال عن علي بن عقبة عن سعيد بن عمرو الجعفي عن محمد قال دخلت على أبي جعفر ع ذات يوم و هو يأكل متكئا قال و قد كان يبلغنا أن ذلك يكره فجعلت أنظر إليه فدعاني إلى طعامه فلما فرغ قال يا محمد لعلك ترى أن رسول اللّٰه ص ما رأته عين يأكل و هو متكئ منذ أن بعثه اللّٰه إلى أن قبضه ثم رد على نفسه فقال لا و اللّٰه ما رأته عين يأكل و هو متكئ منذ أن بعثه اللّٰه إلى أن قبضه- ثم قال يا محمد لعلك ترى أنه شبع من خبز البر ثلاثة أيام متوالية من أن بعثه اللّٰه إلى أن قبضه ثم رد على نفسه فقال لا و اللّٰه ما شبع من خبز البر ثلاثة أيام متوالية منذ بعثه اللّٰه إلى أن قبضه أما إني لا أقول إنه كان لا يجد لقد كان يجيز الرجل الواحد بالمائة من الإبل فلو أراد أن يأكل لأكل و لقد أتاه جبرئيل ع بمفاتيح خزائن الأرض ثلاث مرات يخيره من غير أن ينقصه اللّٰه تعالى مما أعد له يوم القيامة شيئا- فيختار التواضع لربه تعالى و ما سئل شيئا قط فيقول لا إن كان أعطى و إن لم يكن قال يكون- و ما أعطى على اللّٰه شيئا

قط إلا سلم ذلك إليه حتى إن كان ليعطي الرجل الجنة فيسلم اللّٰه ذلك له ثم تناولني بيده و قال و إن كان صاحبكم ليجلس جلسة العبد و يأكل أكلة العبد و يطعم الناس خبز البر و اللحم- و يرجع إلى أهله فيأكل الخبز و الزيت و إن كان ليشتري القميص السنبلاني ثم يخير غلامه خيرهما ثم يلبس الباقي فإذا جاز أصابعه قطعه و إذا جاز كعبه حذفه و ما ورد عليه أمران قط كلاهما لله رضا إلا أخذ بأشدهما على بدنه- و لقد ولي الناس خمس سنين فما وضع آجرة على آجرة و لا لبنة على لبنة و لا أقطع قطيعة و لا أورث بيضاء و لا حمراء إلا سبعمائة درهم فضلت

الوافي، ج 3، ص: 709

من عطاياه أراد أن يبتاع بها لأهله خادما و ما أطاق أحد عمله و إن كان علي بن الحسين ع لينظر في الكتاب من كتب علي ع فيضرب به الأرض و يقول من يطيق هذا

بيان

أراد بالاتكاء معناه المتعارف أعني الميل في القعود معتمدا على أحد الشقين و في النهاية الأثيرية فسر المتكي هنا بالمتمكن المطمئن الذي يريد الاستكثار من الأكل و يأتي تمام الكلام فيه في كتاب المطاعم إن شاء اللّٰه كان يجيز الرجل من الجائزة بمعنى العطية يخيره يعني بين القبول من غير نقص مما أعد اللّٰه له و بين الرد فيختار التواضع يعني الرد فإن ترك الدنيا و الزهد فيها تواضع لله سبحانه ما أعطى على اللّٰه شيئا ضمن الإعطاء معنى الضمان فعداه بعلى يعني ما ضمن على اللّٰه شيئا أن يعطيه أحدا إلا سلم اللّٰه ذلك إليه أي فوض أمره إليه.

ثم تناولني أخذني و إن

كان صاحبكم إن هي المخففة للتأكيد بحذف ضمير الشأن أراد بصاحبكم أمير المؤمنين ص سماه صاحب الشيعة لنسبتهم إليه و القميص السنبلاني سابغ الطول أو منسوب إلى بلد بالروم كأنه كان خشنا غليظا قطيعة أي أرضا لنفسه من كتب علي أي كتب أدعيته و أوراده و تحتمل كتب عطاياه و جوائزه و سائر معاملاته مع اللّٰه و مع الناس

[9]
اشارة

1322- 9 الكافي، 8/ 131/ 101 العدة عن سهل عن البزنطي عن حماد بن عثمان عن علي بن المغيرة قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول إن جبرئيل ع أتى رسول اللّٰه ص فخيره و أشار عليه بالتواضع و كان له ناصحا فكان رسول اللّٰه ص

الوافي، ج 3، ص: 710

يأكل أكلة العبد و يجلس جلسة العبد تواضعا لله تعالى ثم أتاه عند الموت بمفاتيح خزائن الدنيا يبعث بها إليك ربك ليكون لك ما أقلت الأرض من غير أن ينقصك شيئا فقال رسول اللّٰه ص في الرفيق الأعلى

بيان

أتى رسول اللّٰه ص يعني بمفاتيح خزائن الأرض كما في الحديث السابق و في آخر هذا الحديث و أشار عليه بالتواضع أي أمره به من المشورة و لذا تعدي بعلى و كان له ناصحا يعني مطلقا أو في هذا الأمر فإن الأمر بترك الدنيا مما تقتضيه النصيحة ما أقلت الأرض حملته في الرفيق الأعلى قال في النهاية في حديث الدعاء و ألحقني بالرفيق الأعلى جماعة الأنبياء الذين يسكنون أعلى عليين و هو اسم جاء على فعيل و معناه الجماعة كالصديق و الخليط و منه قوله تعالى وَ حَسُنَ أُولٰئِكَ رَفِيقاً

[10]

1323- 10 الكافي، 8/ 131/ 102 سهل عن ابن فضال عن علي بن عقبة عن عبد المؤمن الأنصاري عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص عرضت علي بطحاء مكة ذهبا- فقلت يا رب لا و لكن أشبع يوما و أجوع يوما فإذا شبعت حمدتك و شكرتك و إذا جعت دعوتك و ذكرتك

[11]

1324- 11 الكافي، 8/ 129/ 99 الثلاثة عن هشام بن سالم و غيره عن أبي عبد اللّٰه ع قال ما كان شي ء أحب إلى رسول اللّٰه ص

الوافي، ج 3، ص: 711

من أن يظل جائعا خائفا في اللّٰه

[12]

1325- 12 الكافي، 8/ 274/ 414 القميان عن علي بن حديد عن مرازم عن أبي عبد اللّٰه ع أن رجلا أتى رسول اللّٰه ص فقال يا رسول اللّٰه إني أصلي فأجعل بعض صلاتي لك فقال ذلك خير لك فقال يا رسول اللّٰه فأجعل نصف صلاتي لك فقال ذلك أفضل لك فقال يا رسول اللّٰه فإني أصلي فأجعل كل صلاتي لك فقال رسول اللّٰه ص إذا يكفيك اللّٰه ما أهمك من أمر دنياك و آخرتك ثم قال أبو عبد اللّٰه ع إن اللّٰه كلف رسوله ص ما لم يكلفه أحدا من خلقه كلفه أن يخرج على الناس كلهم وحده بنفسه إن لم يجد فئة تقاتل معه و لم يكلف هذا أحدا من خلقه قبله و لا بعده ثم تلا هذه الآية فَقٰاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّٰهِ لٰا تُكَلَّفُ إِلّٰا نَفْسَكَ ثم قال و جعل اللّٰه له أن يأخذ له ما أخذ لنفسه فقال تعالى مَنْ جٰاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثٰالِهٰا و جعلت الصلاة على رسول اللّٰه ص بعشر حسنات

[13]
اشارة

1326- 13 الكافي، 8/ 127/ 97 أبان عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع قال نزل رسول اللّٰه ص بغزوة ذات الرقاع تحت شجرة على شفير واد فأقبل سيل فحال بينه و بين أصحابه فرآه رجل من المشركين و المسلمون قيام على شفير الوادي ينتظرون متى ينقطع السيل فقال رجل من المشركين لقومه أنا أقتل محمدا فجاء

الوافي، ج 3، ص: 712

و شد على رسول اللّٰه ص بالسيف ثم قال من ينجيك مني يا محمد فقال ربي و ربك فنسفه جبرئيل ع عن فرسه فسقط على ظهره فقام رسول اللّٰه ص و أخذ السيف و جلس على صدره

و قال من ينجيك مني يا غورث فقال جودك و كرمك يا محمد فترك فقام و هو يقول و اللّٰه لأنت خير مني و أكرم

بيان

فنسفه بالمهملة بين النون و الفاء أي قلعه و أسقطه يا غورث كأنه اسمه قال في القاموس غورث بن الحارث سل سيف النبي ص ليفتك به فرماه اللّٰه بزلخة بين كتفيه يقال فتك به إذا انتهز الفرصة لقتله و الزلخة كقبرة بالزاي ثم المعجمة بعد اللام وجع في الظهر

[14]

1327- 14 الكافي، 1/ 440/ 1/ 1 محمد عن أحمد عن ابن فضال عن عبد اللّٰه بن محمد بن أخي حماد الكاتب عن الحسين بن عبد اللّٰه قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع كان رسول اللّٰه ص سيد ولد آدم فقال كان و اللّٰه سيد من خلق اللّٰه و ما برأ اللّٰه برية خيرا من محمد ص

[15]

1328- 15 الكافي، 1/ 440/ 2/ 1 عنه عن أحمد عن الحجال عن حماد عن أبي عبد اللّٰه ع و ذكر رسول اللّٰه ص فقال قال أمير المؤمنين ع ما برأ اللّٰه نسمة خيرا من محمد ص

[16]
اشارة

1329- 16 الكافي، 1/ 450/ 34/ 1 عنه عن أحمد عن ابن فضال عن

الوافي، ج 3، ص: 713

الحسين بن علوان الكلبي عن علي بن الحزور الغنوي عن أصبغ بن نباتة الحنظلي قال رأيت أمير المؤمنين ع يوم افتتح البصرة و ركب بغلة رسول اللّٰه ص ثم قال أيها الناس أ لا أخبركم بخير الخلق يوم يجمعهم اللّٰه فقام إليه أبو أيوب الأنصاري فقال بلى يا أمير المؤمنين حدثنا فإنك كنت تشهد و نغيب فقال إن خير الخلق يوم يجمعهم اللّٰه سبعة من ولد عبد المطلب لا ينكر فضلهم إلا كافر و لا يجحد به إلا جاحد فقام عمار بن ياسر فقال سمهم لنا يا أمير المؤمنين لنعرفهم- فقال إن خير الخلق يوم يجمعهم اللّٰه الرسل و إن أفضل الرسل محمد ص و إن أفضل كل أمة بعد نبيها وصي نبيها حتى يدركه نبي- ألا و إن أفضل الأوصياء وصي محمد ص ألا و إن أفضل الخلق بعد الأوصياء الشهداء ألا و إن أفضل الشهداء حمزة بن عبد المطلب و جعفر بن أبي طالب له جناحان خضيبان يطير بهما في الجنة- لم يجعل لأحد من هذه الأمة جناحان غيره شي ء كرم اللّٰه به محمدا ص و شرفه و السبطان الحسن و الحسين و المهدي ع يجعله اللّٰه من شاء منا أهل البيت ثم تلا هذه الآية وَ مَنْ يُطِعِ اللّٰهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّٰهُ عَلَيْهِمْ مِنَ

النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَدٰاءِ وَ الصّٰالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولٰئِكَ رَفِيقاً ذٰلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللّٰهِ وَ كَفىٰ بِاللّٰهِ عَلِيماً

بيان

كنت تشهد و نغيب يعني أنك لم تزل كنت شاهدا مع رسول اللّٰه ص

الوافي، ج 3، ص: 714

تسمع الحديث منه و نحن كنا نغيب عنه أحيانا لم نسمع كثيرا مما كنت تسمع

[17]
اشارة

1330- 17 الكافي، 1/ 442/ 12/ 1 علي عن أبيه عن البزنطي عن حماد بن عثمان عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع قال لما عرج برسول اللّٰه ص انتهى به جبرئيل ع إلى مكان فخلى عنه فقال له يا جبرئيل أ تخليني على هذه الحال فقال امضه فو الله لقد وطئت مكانا ما وطئه بشر و ما مشى فيه بشر قبلك

بيان

الهاء في امضه للسكت

[18]
اشارة

1331- 18 الكافي، 1/ 442/ 13/ 1 العدة عن أحمد عن الحسين عن الجوهري عن علي قال سأل أبو بصير أبا عبد اللّٰه ع و أنا حاضر- فقال جعلت فداك كم عرج برسول اللّٰه ص قال مرتين فأوقفه جبرئيل موقفا فقال له مكانك يا محمد فلقد وقفت موقفا ما وقفه ملك قط و لا نبي إن ربك يصلي فقال يا جبرئيل و كيف يصلي- قال يقول سبوح قدوس أنا رب الملائكة و الروح سبقت رحمتي غضبي- فقال اللهم عفوك عفوك قال و كان كما قال اللّٰه قٰابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنىٰ فقال له أبو بصير جعلت فداك ما قاب قوسين أو أدنى قال ما بين سيتها إلى رأسها قال فكان بينهما حجاب يتلألأ بخفق و لا أعلمه إلا و قد قال زبرجد فنظر مثل سم الإبرة إلى ما شاء اللّٰه من نور العظمة

الوافي، ج 3، ص: 715

فقال اللّٰه تبارك و تعالى يا محمد فقال لبيك ربي قال من لأمتك من بعدك قال اللّٰه أعلم قال علي بن أبي طالب أمير المؤمنين و سيد المسلمين و قائد الغر المحجلين قال ثم قال أبو عبد اللّٰه ع لأبي بصير يا أبا محمد و اللّٰه ما جاءت ولاية علي ع من الأرض و لكن جاءت من السماء مشافهة

بيان

في هذا الحديث أسرار غامضة لا ينال إليها أيدي أفهامنا الخافضة و إن نظرنا مثل سم الإبرة إلى ما شاء اللّٰه منها فحاولنا كشفه فكلما جهدنا في إبدائه زدنا في إخفائه و مع ذلك فلا بأس إن أتيت بلمعة منها لعل اللّٰه يفتح بها بابا لمن كان له أهلا فإن أصبت فمن اللّٰه و إن أخطأت فمن نفسي و اللّٰه المستعان

فأقول و بالله التوفيق إنما أوقفه جبرئيل ص ذلك الموقف الذي بلغه لأنه لم يكن له أن يرتقي إلى ما فوقه كما أشار إليه بقوله وقفت موقفا ما وقفه ملك قط و لا نبي ثم نبهه على امتناع الجواز عنه بقوله إن ربك يصلي يعني أن الاسم الذي يربيك من الأسماء الربوبية يصلي للذات المقدسة الإلهية بتنزيهه عما لا يليق بجنابة أبلغ تسبيح و تقديسه أشد تقديس و يقول كما أني ربك يا محمد فإني رب الملائكة الذين من جملتهم من يأتيك بالوحي من عندي و رب الروح الذي يسددك بإذني و إنك كنت تحتاج إلى مربوبي هذين في بلوغك هذا المقام الذي لن يبلغاه فما أحرى بك أن لا تقصد ما فوقه و لا تتمناه.

و يقول أيضا لو لا ما كان من سبق رحمتي غضبي و غلبه أسمائي الجمالية الأسماء الجلالية لما كان لك أن تصل إلى ما وصلت و تنال ما نلت فلما تنبه

الوافي، ج 3، ص: 716

ص لذلك و استشعره فعند ذلك طلب العفو من اللّٰه سبحانه عما كاد يقع فيه مما ليس له و بالجملة لما بلغ رسول اللّٰه ص الموقف الذي ما وقفه غيره كان بمحل أن يخطر بباله ما فيه ضيره بأن يذهل عن البشرية بما كان قد بقي فيه من البقية فكان بالحري أن ينبه دون وقوعه في ذلك على أن فوقه ما هو منزه عما هنالك فقيل له ما قيل فطلب العفو من اللّٰه الجليل قال و كان كما قال اللّٰه يعني و كان ذلك الموقف الذي أوقفه ما قال اللّٰه.

و لا ينافي هذا ما روي أن جبرئيل ع تأخر عنه و اعتذر بأنه لو دنا

أنملة من مقامه الذي وصله لاحترق لأن إيقافه للنبي لا يستلزم أن يكون معه في مقامه و القاب المقدار و سية القوس بكسر المهملة قبل المثناة التحتانية المخففة ما عطف من طرفيها و هو تمثيل للمقدار المعنوي الروحاني بالمقدار الصوري الجسماني و القرب المكانتي بالدنو المكاني فسر الإمام ع مقدار القوسين بمقدار طرفي القوس الواحد المنعطفين كأنه جعل كلا منهما قوسا على حدة فيكون مقدار مجموع القوسين مقدار قوس واحد و هي المسماة بقوس الحلقة و هي قبل أن يهيأ للرمي فإنها حينئذ تكون شبه دائرة و الدائرة تنقسم بما يسمى بالقوس.

و في التعبير عن هذا المعنى بمثل هذه العبارة إشارة لطيفة إلى أن السائر بهذا السير منه سبحانه نزل و إليه صعد و أن الحركة الصعودية كانت انعطافية و أنها لم تقع على نفس المسافة النزولية بل على مسافة أخرى كما مضى تحقيقه في حديث إقبال العقل و إدباره فسيره كان من اللّٰه و إلى اللّٰه و في اللّٰه و بالله و مع اللّٰه تبارك اللّٰه عز و جل فكان بينهما حجاب و هو حجاب البشرية يتلألأ لانغماسه في نور الرب تعالى بخفق أي باضطراب و تحرك و ذلك لما كاد أن يفنى عن نفسه بالكلية في نور الأنوار بغلبة سطوات الجلال.

و قد قال زبرجد أي قال حجاب زبرجد يعني أخضر و ذلك لأن النور الإلهي الذي يشبه لون البياض كان قد شابته ظلمة بشرية فصار يتراءى كأنه أخضر على لون الزبرجد فنظر أي من وراء الحجاب من لأمتك إنما سأله

الوافي، ج 3، ص: 717

عن ذلك لأنه ص كان قد أهمه أمر الأمة و كان في قلبه أن يخلف فيهم خليفة إذا ارتحل

عنهم.

و قد علم اللّٰه ذلك منه و لذلك سأله عنه و لما كان الخليفة متعينا عند اللّٰه تعالى و عند رسوله ص قال اللّٰه ما قال و وصفه بأوصاف لم يكن لغيره أن ينال أمير المؤمنين إما خبر لعلي أو وصف له و على الأول تكون الجملة قائمة مقام الجواب بهو هو و على التقديرين بيان مع برهان و قائد الغر المحجلين الغرة بالضم بياض في الجبهة و يقال للفرس أغر و التحجيل بياض في قوائم الفرس قال في النهاية المحجل هو الذي يرتفع البياض في قوائمه في موضع القيد و يجاوز الأرساغ و لا يجاوز الركبتين لأنها مواضع الأحجال و هي الخلاخيل و القيود و لا يكون التحجيل باليد و اليدين ما لم يكن رجل أو رجلان

و منه الحديث أمتي الغر المحجلون

أي بيض مواضع الوضوء من الأيدي و الأقدام استعار أثر الوضوء في الوجه و اليدين و الرجلين للإنسان من البياض الذي في وجه الفرس و يديه و رجليه و قال في الأغر

و منه الحديث غر محجلون من آثار الوضوء

يريد بياض وجوههم بنور الوضوء يوم القيامة

[19]
اشارة

1332- 19 الفقيه، 2/ 327/ 2586 محمد بن القاسم الأسترآبادي عن يوسف بن محمد بن زياد و علي بن محمد بن يسار عن أبويهما عن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع عن آبائه عن أمير المؤمنين ع قال قال رسول اللّٰه ص لما بعث اللّٰه موسى بن عمران فاصطفاه نجيا و فلق له البحر و نجى بني إسرائيل و أعطاه التوراة و الألواح رأى مكانه من ربه عز

و جل فقال يا رب لقد أكرمتني بكرامة لم تكرم بها أحدا من قبلي فقال اللّٰه جل جلاله يا موسى أ ما علمت أن محمدا أفضل عندي من جميع ملائكتي و جميع خلقي قال موسى

الوافي، ج 3، ص: 718

يا رب فإن كان محمد أكرم عندك من جميع خلقك فهل في آل الأنبياء أكرم من آلى قال اللّٰه تعالى يا موسى أ و ما علمت أن فضل آل محمد على جميع آل النبيين كفضل محمد على جميع المرسلين فقال يا رب فإن كان آل محمد كذلك فهل في أمم الأنبياء أفضل عندك من أمتي- ظللت عليهم الغمام و أنزلت عليهم المن و السلوى و فلقت لهم البحر فقال اللّٰه جل جلاله يا موسى أ ما علمت أن فضل أمة محمد على جميع الأمم- كفضله على جميع خلقي فقال موسى يا رب ليتني أراهم فأوحى اللّٰه جل جلاله إليه يا موسى إنك لن تراهم فليس هذا أوان ظهورهم و لكن سوف تراهم في الجنات جنات عدن و الفردوس بحضرة محمد في نعيمها يتقلبون و في خيراتها يتبحبحون أ فتحب أن أسمعك كلامهم قال نعم يا إلهي- قال عز و جل قم بين يدي و اشدد مئزرك قيام العبد الذليل بين يدي الملك الجليل ففعل ذلك موسى فنادى ربنا عز و جل يا أمة محمد فأجابوه كلهم و هم في أصلاب آبائهم و أرحام أمهاتهم لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد و النعمة لك و الملك لا شريك لك لبيك قال فجعل اللّٰه عز و جل تلك الإجابة شعار الحج و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة و قد أخرجته في تفسير القرآن.

بيان

التبحبح

التمكن في المقام و الحلول و تبحبح الدار توسطها و هم في ابتحاح سعة و خصب و يأتي تفسير التلبيات في كتاب الحج إن شاء اللّٰه تعالى

[20]
اشارة

1333- 20 الكافي، 2/ 17/ 1/ 1 علي عن أبيه عن البزنطي و العدة عن البرقي عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن محمد بن مروان جميعا عن أبان عمن ذكره عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن اللّٰه تعالى أعطى محمدا

الوافي، ج 3، ص: 719

ص شرائع نوح و إبراهيم و موسى و عيسى ع التوحيد و الإخلاص و خلع الأنداد و الفطرة الحنيفية السمحة لا رهبانية و لا سياحة أحل فيها الطيبات و حرم فيها الخبائث و وضع عنهم إصرهم و الأغلال التي كانت عليهم ثم افترض عليه فيها الصلاة و الزكاة و الصيام و الحج و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و الحلال و الحرام و المواريث و الحدود و الفرائض و الجهاد في سبيل اللّٰه و زيادة الوضوء- و فضله بفاتحة الكتاب بخواتيم سورة البقرة و المفصل- و أحل له المغنم و الفي ء و نصره بالرعب و جعل له الأرض مسجدا و طهورا- و أرسله كافة إلى الأبيض و الأسود و الجن و الإنس و أعطاه الجزية و أسر المشركين و فداهم ثم كلف ما لم يكلف أحد من الأنبياء أنزل عليه سيف من السماء من غير غمد و قيل له قاتل في سبيل اللّٰه لا تكلف إلا نفسك

بيان

الأنداد جمع ند و هو مثل الشي ء الذي يضاده في أموره و يناده أي يخالفه يريد بها ما كانوا يتخذونه آلهة من دون اللّٰه و الفطرة الحنيفية عطف على شرائع نوح و هي الإسلام و الميل إلى الحق و أصل الحنف الميل و السمحة السهلة المسامح فيها لا رهبانية من رهبة النصارى و أصلها الرهبة بمعنى الخوف كانوا يترهبون بالتخلي من أشغال الدنيا

و ترك ملاذها و الزهد فيها و العزلة عن أهلها و تعمد مشاقها حتى أن منهم من كان يخصي نفسه و يضع السلسلة في عنقه و إليها أشير بالأغلال و الإصر الحبس و الضيق و المفصل أواخر القرآن و اختلف في مبدئه و المغنم الغنيمة و الفي ء ما يشملها و الخراج و غير ذلك و يأتي تحقيقه في كتاب الزكاة و كأنه أريد بالأبيض و الأسود العجم و العرب

[21]

1334- 21 الكافي، 2/ 17/ 2/ 1 العدة عن البرقي عن عثمان عن سماعة

الوافي، ج 3، ص: 720

قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع قول اللّٰه تعالى فَاصْبِرْ كَمٰا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ فقال نوح و إبراهيم و موسى و عيسى و محمد ص قلت كيف صاروا أولي العزم قال لأن نوحا بعث بكتاب و شريعة- و كل من جاء بعد نوح أخذ بكتاب نوح و شريعته و منهاجه حتى جاء إبراهيم بالصحف و بعزيمة ترك كتاب نوح لا كفرا به- فكل نبي جاء بعد إبراهيم ع أخذ بشريعة إبراهيم ع و منهاجه و بالصحف حتى جاء موسى ع بالتوراة و شريعته و منهاجه و بعزيمة ترك الصحف فكل نبي جاء بعد موسى أخذ بالتوراة و بشريعته و منهاجه حتى جاء المسيح ع بالإنجيل و بعزيمة- ترك شريعة موسى و منهاجه فكل نبي جاء بعد المسيح أخذ بشريعته و منهاجه حتى جاء محمد ص بالقرآن و بشريعته و منهاجه- فحلاله حلال إلى يوم القيامة و حرامه حرام إلى يوم القيامة فهؤلاء أولوا العزم من الرسل ع

[22]
اشارة

1335- 22 الكافي، 1/ 445/ 19/ 1 الاثنان عن منصور بن العباس عن ابن أسباط عن يعقوب بن سالم عن رجل عن أبي جعفر ع قال لما قبض رسول اللّٰه ص بات آل محمد ع بأطول ليلة حتى ظنوا أن لا سماء تظلهم و لا أرض تقلهم لأن رسول اللّٰه ص وتر الأقربين و الأبعدين في اللّٰه فبينما هم كذلك إذ أتاهم آت لا يرونه و يسمعون كلامه فقال السلام عليكم أهل البيت و رحمة اللّٰه و بركاته إن في اللّٰه عزاء من كل مصيبة و نجاة من كل

هلكة و دركا لما فات كل نفس ذائقة الموت

الوافي، ج 3، ص: 721

و إنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار و أدخل الجنة فقد فاز و ما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور إن اللّٰه اختاركم و فضلكم و طهركم- و جعلكم أهل بيت نبيه و استودعكم علمه و أورثكم كتابه و جعلكم تابوت علمه و عصا عزه و ضرب لكم مثلا من نوره و عصمكم من الزلل و آمنكم من الفتن فتعزوا بعزاء اللّٰه فإن اللّٰه لم ينزع منكم رحمته و لن يزيل عنكم نعمته فأنتم أهل اللّٰه عز و جل الذين بهم تمت النعمة و اجتمعت الفرقة و ائتلفت الكلمة و أنتم أولياؤه فمن تولاكم فاز و من ظلم حقكم زهق- مودتكم من اللّٰه واجبة في كتابه على عباده المؤمنين ثم اللّٰه على نصركم إذا يشاء قدير- فاصبروا لعواقب الأمور فإنها إلى اللّٰه تصير قد قبلكم اللّٰه من نبيه وديعة و استودعكم أولياءه المؤمنين في الأرض فمن أدى أمانته أتاه اللّٰه صدقة فأنتم الأمانة المستودعة و لكم المودة الواجبة و الطاعة المفروضة و قد قبض رسول اللّٰه ص و قد أكمل لكم الدين و بين لكم سبيل المخرج فلم يترك لجاهل حجة فمن جهل أو تجاهل أو أنكر أو نسي أو تناسى فعلى اللّٰه حسابه و اللّٰه من وراء حوائجكم و أستودعكم اللّٰه و السلام عليكم فسألت أبا جعفر ع ممن أتاهم التعزية فقال من اللّٰه تبارك و تعالى

بيان

الوتر الحقد يعني أسخطهم على نفسه و أهله و جعلهم ذوي حقد عليهم في طلب رضاء اللّٰه سبحانه عزاء سلوة زحزح بوعد و طهركم إشارة إلى قوله سبحانه وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً و أورثكم

كتابه إشارة إلى قوله ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتٰابَ الَّذِينَ

الوافي، ج 3، ص: 722

اصْطَفَيْنٰا مِنْ عِبٰادِنٰا تابوت علمه و عصا عزه استعارات و ضرب لكم مثلا من نوره إشارة إلى قوله سبحانه اللّٰهُ نُورُ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ الآيات زهق بطل و هلك واجبة في كتابه إشارة إلى قوله سبحانه قُلْ لٰا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبىٰ.

قال في الكافي ولد النبي ص لاثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول في عام الفيل يوم الجمعة مع الزوال و روي أيضا عند طلوع الفجر قبل أن يبعث بأربعين سنة و حملت به أمه في أيام التشريق عند الجمرة الوسطى و كانت في منزل عبد اللّٰه بن عبد المطلب و ولدته في شعب أبي طالب في دار محمد بن يوسف في الزاوية القصوى عن يسارك و أنت داخل الدار و قد أخرجت الخيزران ذلك البيت فصيرته مسجدا يصلي الناس فيه و بقي بمكة بعد مبعثه ثلاث عشرة سنة ثم هاجر إلى المدينة و مكث بها عشر سنين ثم قبض ع لاثنتي عشرة ليلة مضت من ربيع الأول يوم الإثنين و هو ابن ثلاث و ستين سنة.

و توفي أبوه عبد اللّٰه بن عبد المطلب بالمدينة عند أخواله و هو ابن شهرين و ماتت أمه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب و هو ص ابن أربع سنين و مات عبد المطلب و للنبي ص نحو ثمان سنين و تزوج خديجة و هو ابن بضع و عشرين سنة فولد له منها قبل مبعثه ص القاسم و رقية و زينب و أم كلثوم و ولد له بعد المبعث الطيب و

الطاهر و فاطمة ع و روي أيضا أنه لم يولد له بعد المبعث إلا فاطمة ع و أن الطيب و الطاهر ولدا قبل مبعثه.

و ماتت خديجة ع حين خرج رسول اللّٰه ص من الشعب و كان ذلك قبل الهجرة بسنة و مات أبو طالب بعد موت خديجة بسنة فلما

الوافي، ج 3، ص: 723

فقدهما رسول اللّٰه ص سأم المقام بمكة و دخله حزن شديد و شكا ذلك إلى جبرئيل ع فأوحى اللّٰه إليه اخرج من هذه القرية الظالم أهلها فليس لك بمكة ناصر بعد أبي طالب و أمره بالهجرة انتهى كلامه طاب ثراه.

و المشهور أن ولادته ص كانت في السابع عشر من ربيع الأول و الخيزران اسم جارية الخليفة سأم المقام أي مله و في بعض النسخ شنأ أي أبغض.

و قال في التهذيب كنيته ص أبو القاسم ولد بمكة يوم الجمعة السابع عشر من شهر ربيع الأول في عام الفيل و صدع بالرسالة في يوم السابع و العشرين من رجب و له أربعون سنة و قبض بالمدينة مسموما يوم الإثنين لليلتين بقيتا من صفر سنة عشر من الهجرة و هو ابن ثلاث و ستين سنة و أمه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب و قبره بالمدينة في حجرته التي توفي فيها و كان قد أسكنها في حياته عائشة بنت أبي بكر بن أبي قحافة فلما قبض النبي ص اختلف أهل بيته و من حضر من أصحابه في الموضع الذي ينبغي أن يدفن فيه فقال بعضهم يدفن بالبقيع و قال آخرون يدفن في صحن المسجد.

و قال أمير المؤمنين ع إن اللّٰه لم يقبض نبيه

إلا في أطهر البقاع- فينبغي أن يدفن في البقعة التي قبض فيها

فاتفقت الجماعة على قوله و دفن في حجرته على ما ذكرناه انتهى كلامه رحمه اللّٰه

و في مختصر البصائر لسعد بن عبد اللّٰه عن ابن عيسى عن الحسين عن الجوهري عن علي عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع قال سم رسول اللّٰه ص يوم خبير فتكلم اللحم فقال يا رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليك إني مسموم فقال النبي ص عند موته اليوم قطعت مطاي الأكلة التي أكلتها بخيبر و ما من نبي و لا وصي إلا شهيد

و المطا الظهر

الوافي، ج 3، ص: 724

باب 112 ما جاء في أمير المؤمنين ص و أمه

[1]
اشارة

1336- 1 الكافي، 1/ 452/ 1/ 2 الحسين بن محمد عن محمد بن يحيى الفارسي عن أبي حنيفة محمد بن يحيى عن الوليد بن أبان عن محمد بن عبد اللّٰه بن مسكان عن أبيه قال قال أبو عبد اللّٰه ع إن فاطمة بنت أسد جاءت إلى أبي طالب لتبشره بمولد النبي ص فقال أبو طالب اصبري سبتا آتيك بمثله إلا النبوة و قال السبت ثلاثون سنة و كان بين رسول اللّٰه ص و أمير المؤمنين ع ثلاثون سنة

بيان

السبت بالسين المهملة ثم الباء الموحدة ثم التاء المثناة الفوقانية و قد يزاد النون قبل الموحدة الدهر و البرهة من الزمان و خص في الحديث بالثلاثين

[2]
اشارة

1337- 2 الكافي، 1/ 454/ 3/ 1 بعض أصحابنا عمن ذكره عن السراد عن عمر بن أبان الكلبي عن المفضل بن عمر قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول لما ولد رسول اللّٰه ص فتح لآمنة بياض فارس و قصور الشام فجاءت فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين ع إلى أبي طالب ضاحكة مستبشرة فأعلمته ما قالت آمنة فقال لها أبو طالب

الوافي، ج 3، ص: 725

و تتعجبين من هذا إنك تحبلين و تلدين بوصية و وزيره

بيان

آمنة هذه هي ابنة وهب بن عبد مناف أم النبي ص فتح لآمنة أي كشفت لها تلك البلاد بارتفاع الحجب حتى رأتها عيانا مبشرة بفتحها لابنها

[3]

1338- 3 الكافي، 1/ 453/ 2/ 1 علي بن محمد بن عبد اللّٰه عن السياري عن محمد بن جمهور عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين ع كانت أول امرأة هاجرت إلى رسول اللّٰه ص من مكة إلى المدينة على قدميها و كانت من أبر الناس برسول اللّٰه ص فسمعت رسول اللّٰه ص و هو يقول إن الناس يحشرون يوم القيامة عراة كما ولدوا فقالت وا سوأتاه فقال لها رسول اللّٰه ص فإني أسأل اللّٰه أن يبعثك كاسية- و سمعته يذكر ضغطة القبر فقالت وا ضعفاه فقال لها رسول اللّٰه ص فإني أسأل اللّٰه أن يكفيك ذلك- و قالت لرسول اللّٰه ص يوما إني أريد أن أعتق جاريتي هذه فقال لها إن فعلت أعتق اللّٰه بكل عضو منها عضوا منك من النار- فلما مرضت أوصت إلى رسول اللّٰه ص و أمرت أن يعتق خادمها و اعتقل لسانها فجعلت تومئ إلى رسول اللّٰه ص إيماء فقبل رسول اللّٰه ص وصيتها فبينا هو ذات يوم قاعد إذ أتاه أمير المؤمنين ع و هو يبكي فقال له رسول اللّٰه ص ما يبكيك فقال ماتت أمي فاطمة فقال رسول اللّٰه ص أمي و اللّٰه و قام ص مسرعا

الوافي، ج 3، ص: 726

حتى دخل فنظر إليها و بكى ثم أمر النساء أن يغسلنها- و قال إذا فرغتن فلا تحدثن شيئا حتى تعلمنني فما فرغن أعلمنه ذلك فأعطاهن أحد قميصيه الذي يلي جلده و أمرهن

أن يكفنها فيه و قال للمسلمين إذا رأيتموني قد فعلت شيئا لم أفعله قبل ذلك فسلوني لم فعلته- فلما فرغن من غسلها و كفنها دخل ص فحمل جنازتها على عاتقه فلم يزل تحت جنازتها حتى أوردها قبرها ثم وضعها و دخل القبر فاضطجع فيه ثم قام فأخذها على يديه حتى وضعها في القبر ثم انكب عليها طويلا يناجيها و يقول لها ابنك ابنك ابنك ثم خرج و سوى عليها- ثم انكب على قبرها فسمعوه يقول لا إله إلا اللّٰه اللهم إني أستودعك إياها- ثم انصرف فقال له المسلمون إنا رأيناك فعلت أشياء لم تفعلها قبل اليوم فقال اليوم فقدت أم ابن أبي طالب إن كانت ليكون عندها الشي ء- فتؤثرني به على نفسها و ولدها و إني ذكرت القيامة و أن الناس يحشرون عراة فقالت وا سوأتاه فضمنت لها أن يبعثها اللّٰه كاسية و ذكرت ضغطة القبر فقالت وا ضعفاه فضمنت لها أن يكفيها اللّٰه ذلك فكفنتها بقميصي و اضطجعت في قبرها لذلك و انكببت عليها فلقنتها ما تسأل عنه- فإنها سئلت عن ربها فقالت و سئلت عن رسولها فأجابت و سئلت عن وليها و إمامها فارتج عليها فقلت ابنك ابنك ابنك أيام حياتها رضي اللّٰه عنهما فارتج عليها بالبناء للمفعول و التخفيف استغلق عليها الكلام

[4]
اشارة

1339- 4 الكافي، 8/ 338/ 536 السراد عن هشام بن سالم عن

الوافي، ج 3، ص: 727

أبي حمزة عن سعيد بن المسيب قال سألت علي بن الحسين ع ابن كم كان علي بن أبي طالب يوم أسلم فقال أ و كان كافرا قط إنما كان لعلي ع حيث بعث اللّٰه تعالى رسوله ص عشر سنين و لم يكن يومئذ كافرا و

لقد آمن بالله و برسوله ص- و سبق الناس كلهم إلى الإيمان بالله و برسوله و إلى الصلاة بثلاث سنين و كانت أول صلاة صلاها مع رسول اللّٰه ص الظهر ركعتين و كانت ركعتين و كذلك فرضها اللّٰه تعالى على من أسلم بمكة ركعتين ركعتين في الخمس صلوات- و كان رسول اللّٰه ص يصليها بمكة ركعتين و يصليها علي ع معه بمكة ركعتين و علي يصليها معه مدة عشر سنين حتى هاجر رسول اللّٰه ص إلى المدينة و خلف عليا ع في أمور لم يكن يقوم بها أحد غيره و كان خروج رسول اللّٰه ص من مكة في أول يوم من شهر ربيع الأول و ذلك يوم الخميس من سنة ثلاث عشرة من المبعث و قدم المدينة لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول- مع زوال الشمس فنزل بقبا فصلى الظهر ركعتين و العصر ركعتين ثم لم يزل مقيما ينتظر عليا ع يصلي الخمس صلوات ركعتين ركعتين- و كان نازلا على عمرو بن عوف فأقام عندهم بضعة عشر يوما يقولون له- أ تقيم عندنا فنتخذ لك منزلا و مسجدا فيقول لا إني أنتظر علي بن أبي طالب و قد أمرته أن يلحقني و لست مستوطنا منزلا حتى يقدم علي و ما أسرعه إن شاء اللّٰه فقدم علي ع و النبي ص في بيت عمرو بن عوف فنزل معه ثم إن رسول اللّٰه ص لما قدم عليه علي ع تحول من قبا إلى بني سالم بن عوف و علي ع معه يوم الجمعة مع طلوع الشمس فخط لهم مسجدا و نصب قبلته- فصلى بهم فيه الجمعة ركعتين و خطب خطبتين- ثم راح من يومه إلى

المدينة على ناقته التي كان قدم عليها و علي ع

الوافي، ج 3، ص: 728

معه لا يفارقه يمشي بمشيه و ليس يمر رسول اللّٰه ص ببطن من بطون الأنصار إلا قاموا إليه يسألونه أن ينزل عليهم فيقول لهم خلوا سبيل الناقة فإنها مأمورة فانطلقت به و رسول اللّٰه ص واضع لها زمامها حتى إذا انتهت إلى الموضع الذي ترى و أشار بيده إلى باب مسجد رسول اللّٰه ص الذي يصلي عنده بالجنائز- فوقفت عنده و بركت و وضعت جرانها على الأرض فنزل رسول اللّٰه ص و أقبل أبو أيوب مبادرا حتى احتمل رحله فأدخله منزله- و نزل رسول اللّٰه ص و علي ع معه حتى بنى له مسجده و بنيت له مساكنه و منزل علي ع فتحولا إلى منازلهما- فقال سعيد بن المسيب لعلي بن الحسين ع جعلت فداك كان أبو بكر مع رسول اللّٰه ص حين أقبل إلى المدينة فأين فارقه فقال إن أبا بكر لما قدم رسول اللّٰه ص إلى قبا فنزل بهم انتظر قدوم علي ع قال له أبو بكر انهض بنا إلى المدينة فإن القوم قد فرحوا بقدومك و هم يستريثون إقبالك إليهم فانطلق بنا و لا تقم هاهنا تنتظر عليا ع فما أظنه يقدم عليك إلى شهر- فقال له رسول اللّٰه ص كلا ما أسرعه و لست أريم حتى يقدم ابن عمي و أخي في اللّٰه تعالى و أحب أهل بيتي إلي فقد وقاني بنفسه من المشركين قال فغضب عند ذلك أبو بكر و اشمأز و داخله من ذلك حسد لعلي ع و كان ذلك أول عداوة بدت منه لرسول اللّٰه ص في علي ع و أول خلاف على رسول اللّٰه

ص فانطلق حتى دخل المدينة و تخلف رسول اللّٰه ص بقبا ينتظر عليا ع

الوافي، ج 3، ص: 729

قال قلت لعلي بن الحسين ع فمتى زوج رسول اللّٰه ص فاطمة من علي ع فقال بالمدينة بعد الهجرة بسنة- و كان لها يومئذ تسع سنين قال علي بن الحسين ع و لم يولد لرسول اللّٰه ص من خديجة على فطرة الإسلام إلا فاطمة ع و قد كانت خديجة ماتت قبل الهجرة بسنة و مات أبو طالب بعد موت خديجة بسنة فلما فقدهما رسول اللّٰه ص سأم المقام بمكة و دخله حزن شديد و أشفق على نفسه من كفار قريش فشكى إلى جبرئيل ع ذلك فأوحى اللّٰه إليه اخرج من القرية الظالم أهلها- و هاجر إلى المدينة فليس لك اليوم بمكة ناصر و انصب للمشركين حربا- فعند ذلك توجه رسول اللّٰه ص إلى المدنية فقلت له فمتى فرضت الصلاة على المسلمين على ما هم عليه اليوم فقال بالمدينة حين ظهرت الدعوة و قوي الإسلام فكتب اللّٰه تعالى على المسلمين الجهاد زاد رسول اللّٰه ص في الصلاة سبع ركعات في الظهر ركعتين و في العصر ركعتين و في المغرب ركعة و في العشاء الآخرة ركعتين و أقر الفجر على ما فرضت لتعجيل نزول ملائكة النهار من السماء و لتعجيل عروج ملائكة الليل إلى السماء و كان ملائكة الليل و ملائكة النهار يشهدون- مع رسول اللّٰه ص صلاة الفجر فلذلك قال اللّٰه تعالى وَ قُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كٰانَ مَشْهُوداً يشهده المسلمون و يشهده ملائكة النهار و ملائكة الليل

الوافي، ج 3، ص: 730

بيان

جران البعير مقدم عنقه من مذبحه إلى منحره يستريثون يستبطئون أريم أجاوز مقامي و اشمأز تنفر

[5]

1340- 5 الكافي، 8/ 49/ 10 العدة عن سهل عن محمد بن سليمان عن عيثم بن أشيم عن ابن عمار عن أبي عبد اللّٰه ع قال خرج النبي ص ذات يوم و هو مستبشر يضحك سرورا فقال له الناس أضحك اللّٰه سنك يا رسول اللّٰه و زادك سرورا- فقال رسول اللّٰه ص إنه ليس من يوم و لا من ليلة إلا و لي فيها تحفة من اللّٰه ألا و إن ربي أتحفني في يومي هذا بتحفة لم يتحفني بمثلها فيما مضى إن جبرئيل أتاني فأقرأني من ربي السلام و قال يا محمد إن اللّٰه تعالى اختار من بني هاشم سبعة لم يخلق مثلهم فيمن مضى و لا يخلق مثلهم فيمن بقي- أنت يا رسول اللّٰه سيد النبيين و علي بن أبي طالب وصيك سيد الوصيين و الحسن و الحسين سبطاك سيدا الأسباط و حمزة عمك سيد الشهداء- و جعفر ابن عمك الطيار في الجنة يطير مع الملائكة حيث يشاء و منكم القائم يصلي عيسى بن مريم خلفه إذا أهبطه اللّٰه إلى الأرض من ذرية علي و فاطمة من ولد الحسين ع

[6]

1341- 6 الكافي، 8/ 267/ 392 محمد عن أحمد عن محمد بن خالد عن القاسم بن محمد عن جميل بن صالح عن يوسف بن أبي سعيد قال كنت عند أبي عبد اللّٰه ع ذات يوم فقال لي إذا كان يوم القيامة و جمع اللّٰه تعالى الخلائق كان نوح أول من يدعى به فيقال له هل بلغت فيقول نعم فيقال له من يشهد لك فيقول محمد بن

الوافي، ج 3، ص: 731

عبد اللّٰه قال فيخرج نوح فيتخطى الناس حتى يجي ء إلى محمد ص و هو على

كثيب المسك و معه علي ع و هو قول اللّٰه تعالى فَلَمّٰا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا فيقول نوح ع لمحمد ص يا محمد إن اللّٰه تعالى سألني هل بلغت فقلت نعم فقال من يشهد لك فقلت محمد فيقول يا جعفر و يا حمزة اذهبا و اشهدا أنه قد بلغ فقال أبو عبد اللّٰه ع فجعفر و حمزة هما الشاهدان للأنبياء ع بما بلغوا فقلت جعلت فداك فعلي ع أين هو فقال هو أعظم منزلة من ذلك

[7]

1342- 7 الكافي، 8/ 57/ 18 العدة عن سهل عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي بصير قال بينا رسول اللّٰه ص ذات يوم جالس إذ أقبل أمير المؤمنين ع فقال له رسول اللّٰه ص إن فيك شبها من عيسى بن مريم و لو لا أن يقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت فيك قولا لا تمر بملإ من الناس إلا أخذوا التراب من تحت قدميك يلتمسون بذلك البركة الحديث و يأتي تمامه في باب ما نزل فيهم و في أعدائهم

[8]

1343- 8 الكافي، 8/ 110/ 90 حميد عن ابن سماعة عن الميثمي عن أبان عن نعمان الرازي عن أبي عبد اللّٰه ع قال انهزم الناس يوم أحد عن رسول اللّٰه ص فغضب غضبا شديدا قال و كان إذا غضب انحدر من جبينه مثل اللؤلؤ من العرق

الوافي، ج 3، ص: 732

قال فنظر فإذا علي ع إلى جنبه فقال له الحق ببني أبيك مع من انهزم عن رسول اللّٰه فقال يا رسول اللّٰه لي بك أسوة فقال فاكفني هؤلاء فحمل فضرب أول من لقي منهم فقال جبرئيل ع إن هذه لهي المواساة يا محمد فقال إنه مني و أنا منه فقال جبرئيل و أنا منكما يا محمد قال أبو عبد اللّٰه ع فنظر رسول اللّٰه ص إلى جبرئيل ع على كرسي من ذهب بين السماء و الأرض و هو يقول لا سيف إلا ذو الفقار و لا فتى إلا علي

[9]
اشارة

1344- 9 الفقيه، 4/ 419/ 5918/ 1 سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة قال قال أمير المؤمنين ع في بعض خطبه أيها الناس اسمعوا قولي و اعقلوه فإن الفراق قريب أنا إمام البرية و وصي خير الخليقة و زوج سيدة نساء العالمين و أبو العترة الطاهرة و الأئمة الهادية أنا أخو رسول اللّٰه ص و وصيه و وليه و وزيره و صاحبه و صفية و حبيبه و خليله و أنا أمير المؤمنين و قائد الغر المحجلين و سيد الوصيين- حربي حرب اللّٰه و سلمي سلم اللّٰه و طاعتي طاعة اللّٰه و ولايتي ولاية اللّٰه- و شيعتي أولياء اللّٰه و أنصاري أنصار اللّٰه و اللّٰه الذي خلقني و لم أك شيئا- لقد علم المستحفظون من أصحاب محمد

ص أن الناكثين و القاسطين و المارقين ملعونون على لسان النبي الأمي و قد خاب من افترى

بيان

نكث العهد نقضه و قسط يقسط قسطا بالفتح جار و عدل عن الحق

الوافي، ج 3، ص: 733

و مرق السهم من الرمية مروقا خرج قد أخبره النبي ص أنه سيقاتل الناكثين و القاسطين و المارقين فالناكثون طلحة و الزبير و أصحابهما حيث نقضوا عهده ع و القاسطون معاوية و أصحابه لعنهم اللّٰه حيث جاروا عليه و عدلوا عن الحق و المارقون الخوارج خذلهم اللّٰه حيث خرجوا عن الدين.

و يظهر من الحديث أن النبي ص لعنهم و لا شك أنهم ملعونون و يأتي حديث آخر من هذا الباب في باب ضمان جنايات الدواب من كتاب الحسبة و الأحكام إن شاء اللّٰه

[10]
اشارة

1345- 10 الكافي، 8/ 163/ 173 محمد عن أحمد عن علي بن النعمان عن ابن مسكان عن الصيقل قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول إن ولي علي ع لا يأكل إلا الحلال لأن صاحبه كان كذلك و إن ولي عثمان لا يبالي أ حلالا أكل أو حراما لأن صاحبه كذلك قال ثم عاد إلى ذكر علي ع فقال أما و الذي ذهب بنفسه ما أكل من الدنيا حراما قليلا و لا كثيرا حتى فارقها و لا عرض له أمران كلاهما لله طاعة إلا أخذ بأشدهما على بدنه و لا نزلت برسول اللّٰه ص شديدة قط إلا وجهه فيها ثقة به و لا أطاق أحد من هذه الأمة عمل رسول اللّٰه ص بعده غيره و لقد كان يعمل عمل رجل كأنه ينظر إلى الجنة و النار و لقد أعتق ألف مملوك من صلب ماله كل

الوافي، ج 3، ص: 734

ذلك يحفي فيه يداه و يعرق فيه جبينه التماس وجه اللّٰه تعالى و الخلاص من النار

و ما كان قوته إلا الخل و الزيت و حلواه التمر إذا وجده و ملبوسه الكرابيس فإذا فضل عن ثيابه شي ء دعا بالجلم فجزه

بيان

يحفي بالمهملة و الفاء من الإحفاء أي يبالغ و يستقصي و الجلم بالجيم المقراض

[11]
اشارة

1346- 11 الكافي، 8/ 164/ 175 محمد عن أحمد عن علي بن الحكم عن ابن وهب عن أبي عبد اللّٰه ع قال ما أكل رسول اللّٰه ص متكئا منذ بعثه اللّٰه إلى أن قبضه تواضعا لله تعالى و ما رئي ركبته أمام جليسه في مجلس قط و لا صافح رسول اللّٰه ص رجلا قط فنزع يده من يده حتى يكون الرجل هو الذي ينزع يده و لا كافي رسول اللّٰه ص بسيئة قط قال اللّٰه تعالى ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ ففعل و ما منع سائلا قط إن كان عنده أعطى و إلا قال يأتي اللّٰه به و لا أعطى على اللّٰه تعالى شيئا قط إلا إجازة اللّٰه إن كان ليعطي الجنة فيجيز اللّٰه تعالى ذلك له قال و كان أخوه من بعده و الذي ذهب بنفسه ما أكل من الدنيا حراما قط حتى خرج منها و اللّٰه إن كان ليعرض له الأمران كلاهما لله تعالى طاعة فيأخذ بأشدهما على بدنه- و اللّٰه لقد أعتق ألف مملوك لوجه اللّٰه تعالى دبرت فيهم يداه و اللّٰه ما أطاق عمل رسول اللّٰه ص من بعده أحد غيره و اللّٰه ما نزلت

الوافي، ج 3، ص: 735

برسول اللّٰه ص نازلة قط إلا قدمه فيها ثقة منه به و إن كان رسول اللّٰه ص ليبعثه برايته فيقاتل جبرئيل عن يمينه و ميكائيل عن يساره ثم ما يرجع حتى يفتح اللّٰه تعالى له

بيان

الواو في و الذي ذهب بنفسه واو القسم دبرت على البناء للمفعول أي جرحت

[12]

1347- 12 الكافي، 8/ 165/ 176 العدة عن سهل عن البزنطي عن حماد بن عثمان عن زيد بن الحسن قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول كان علي ع أشبه الناس طعمة و سيرة برسول اللّٰه ص كان يأكل الخبز و الزيت و يطعم الناس الخبز و اللحم قال و كان علي ع يستقي و يحطب و كانت فاطمة ع تطحن و تعجن و تخبز و ترقع و كانت من أحسن الناس وجها كأن وجنتيها وردتان صلى اللّٰه عليها و على أبيها و بعلها و ولدها الطاهرين

[13]

1348- 13 الكافي، 8/ 166/ 182 سهل عن يحيى بن المبارك عن ابن جبلة عن إسحاق بن عمار و ابن سنان و سماعة عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص طاعة علي ذل و معصيته كفر بالله قيل يا رسول اللّٰه كيف تكون طاعة علي ذلا و معصيته كفرا بالله- فقال إن عليا ع يحملكم على الحق- فإن أطعتموه ذللتم و إن عصيتموه كفرتم بالله

الوافي، ج 3، ص: 736

[14]

1349- 14 الفقيه، 2/ 205/ 2145 قال النبي ص النظر إلى علي عبادة

[15]

1350- 15 الفقيه، 2/ 205/ 2146 و في خبر آخر قال ذكر علي عبادة

[16]

1351- 16 الفقيه، 3/ 557/ 4915 قال النبي ص لا يحل لأحد أن يجنب في هذا المسجد إلا أنا و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و من كان من أهلي فإنه مني

[17]

1352- 17 الفقيه، 2/ 288/ 2475 روي أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع كان معه أربعة دراهم فتصدق بدرهم منها بالليل و بدرهم بالنهار و بدرهم بالسر و بدرهم في العلانية فنزلت فيه هذه الآية- الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوٰالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهٰارِ سِرًّا وَ عَلٰانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَ لٰا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لٰا هُمْ يَحْزَنُونَ

[18]
اشارة

1353- 18 الكافي، 1/ 456/ 7/ 1 محمد عن سلمة بن الخطاب عن عبد اللّٰه بن محمد عن عبد اللّٰه بن القاسم عن عيسى شلقان قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول إن أمير المؤمنين ع له خئولة في بني مخزوم و إن شابا منهم أتاه فقال يا خالي إن أخي مات و قد حزنت عليه حزنا شديدا قال فقال له تشتهي أن تراه قال بلى قال فأرني قبره- فخرج و معه بردة رسول اللّٰه ص متزرا بها فلما انتهى إلى

الوافي، ج 3، ص: 737

القبر تلملمت شفتاه ثم ركضه برجله فخرج من قبره و هو يقول بلسان الفرس- فقال أمير المؤمنين ع أ لم تمت و أنت رجل من العرب قال بلى و لكنا متنا على سنة فلان و فلان فانقلبت ألسنتنا

بيان

تلملمت تحركت و كان الفلانين كناية عن الأولين

[19]
اشارة

1354- 19 الكافي، 4/ 181/ 7/ 1 علي بن محمد عن عبد اللّٰه بن إسحاق عن الحسن بن علي بن سليمان عن محمد بن عمران عن أبي عبد اللّٰه ع قال أتي أمير المؤمنين ع و هو جالس في مسجد الكوفة بقوم- وجدهم يأكلون بالنهار في شهر رمضان فقال لهم أمير المؤمنين ع أكلتم و أنتم مفطرون قالوا نعم قال أ يهود أنتم قالوا لا قال فنصارى قالوا لا قال فعلى شي ء من هذه الأديان مخالفين للإسلام قالوا بل مسلمون قال فسفر أنتم قالوا لا قال ففيكم علة استوجبتم الإفطار و لا يشعر بها فإنكم أبصر بأنفسكم لأن اللّٰه تعالى يقول بَلِ الْإِنْسٰانُ عَلىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ قالوا بل أصبحنا ما بنا علة قال فضحك أمير المؤمنين ع ثم قال تشهدون أن لا إله إلا اللّٰه و أن محمدا رسول اللّٰه قالوا نشهد أن لا إله إلا اللّٰه و لا نعرف محمدا قال فإنه رسول اللّٰه قالوا لا نعرفه بذلك إنما هو أعرابي دعا إلى نفسه فقال إن أقررتم و إلا قتلتكم قالوا و إن فعلت فوكل بهم شرطة الخميس خرج بهم إلى الظهر ظهر الكوفة و أمر أن تحفر حفرتين و حفر إحداهما إلى جنب الأخرى ثم خرق فيما بينهما كوة ضخمة تشبه الخوخة فقال لهم إني

الوافي، ج 3، ص: 738

واضعكم في أحد هذين القليبين و أوقد في الآخر النار فأقتلكم بالدخان- قالوا و إن فعلت فإنما تقضي هذه الحياة الدنيا قال فوضعهم في أحد الجبين وضعا رفيقا ثم أمر بالنار فأوقدت في الجب الآخر ثم جعل يناديهم مرة بعد مرة ما تقولون فيجيبونه اقض ما

أنت قاض حتى ماتوا قال ثم انصرف فسار بفعله الركبان و تحدث به الناس فبينا هو ذات يوم في المسجد- إذ قدم عليه يهودي من أهل يثرب قد أقر له من في يثرب من اليهود أنه أعلمهم و كذلك كانت آباؤه من قبل قال و قدم على أمير المؤمنين ع في عدة من أهل بيته فلما انتهوا إلى المسجد الأعظم بالكوفة أناخوا رواحلهم ثم وقفوا على باب المسجد و أرسلوا إلى أمير المؤمنين ع إنا قوم من اليهود و قدمنا من الحجاز و لنا إليك حاجة فهل تخرج إلينا أم ندخل إليك قال فخرج إليهم و هو يقول سيدخلون و يستأنفون باليمين فما حاجتكم فقال له عظيمهم يا بن أبي طالب ما هذه البدعة التي أحدثت في دين محمد ص فقال له و أية بدعة فقال له اليهودي زعم قوم من أهل الحجاز أنك عمدت إلى قوم شهدوا أن لا إله إلا اللّٰه و لم يقروا أن محمدا رسوله فقتلتهم بالدخان فقال له أمير المؤمنين ع فنشدتك بالتسع آيات التي أنزلت على موسى ع بطور سيناء و بحق الكنائس الخمس القدس و بحق السمت الديان هل تعلم أن يوشع بن نون أتي بقوم بعد وفاة موسى ع شهدوا أن لا إله إلا اللّٰه- و لم يقروا أن موسى رسول اللّٰه فقتلهم بمثل هذه القتلة فقال له اليهودي نعم أشهد أنك ناموس موسى قال ثم أخرج من قبائه كتابا فدفعه إلى أمير المؤمنين ع ففضه و نظر فيه و بكى- فقال له اليهودي مما يبكيك يا بن أبي طالب إذ نظرت في هذا الكتاب

الوافي، ج 3، ص: 739

و هو كتاب سرياني و أنت رجل عربي فهل

تدري ما هو فقال له أمير المؤمنين ع نعم هذا اسمي مثبت فقال له اليهودي فأرني اسمك في هذا الكتاب و أخبرني ما اسمك بالسريانية قال فأراه أمير المؤمنين ع اسمه في الصحيفة و قال اسمي إليا فقال اليهودي أشهد أن لا إله إلا اللّٰه و أن محمدا رسول اللّٰه و أشهد أنك وصي محمد و أشهد أنك أولى الناس بالناس من بعد محمد و بايعوا أمير المؤمنين ع و دخلوا المسجد فقال أمير المؤمنين ع الحمد لله الذي لم أكن عنده منسيا الحمد لله الذي أثبتني عنده في صحيفة الأبرار

بيان

السفر بالتسكين ذو سفر يقال للمفرد و الجمع إنما ضحك ع لأنه لقنهم العذر و الحجة فما قبلوا و إن فعلت أي لا نقر بذاك و إن قتلتنا و الشرطة بالضم طائفة من أعوان الولاة أعلموا أنفسهم بعلامات يعرفون بها و الكوة الخرق في الحائط و الخوخة مخترق ما بين الدارين ما عليه باب و القليب البئر و كذا الجب بضم الجيم رفيقا من الرفق فسار بفعله الركبان ذهبوا بخبر فعله إلى البلدان من السير سيدخلون يعني في الإسلام و يستأنفون الدين الحق باليمين يعني بها اليمين التي نشدهم بها حين كلمهم و هي الآيات التسع الموسوية التي ذكرها اللّٰه تعالى في كتابه و هي الحجر و العصا و اليد البيضاء و الجبل و الطوفان و الجراد و القمل و الضفادع و الدم و الكناسة متعبد اليهود و كأنها كانت خمسا معهودة بينهم و السمت الهيئة الحسنة و الديان القهار على الطاعة يقال دنتهم فدانوا أي قهرتهم فأطاعوا و منه

الحديث النبوي علي ديان هذه الأمة

و لعل المراد بالسمت الديان سيرة النبي أو الوصي

و هديهما فإن ذلك مما يقهر الناس على الطاعة و يرغبهم فيها

الوافي، ج 3، ص: 740

[20]
اشارة

1355- 20 الفقيه، 1/ 232/ 698 التهذيب، 3/ 264/ 67/ 1 جابر بن عبد اللّٰه الأنصاري قال صلى بنا علي ع ببراثا بعد رجوعه من قتال الشراة و نحن زهاء مائة ألف رجل فنزل نصراني من صومعته فقال أين عميد هذا الجيش فقلنا هذا فأقبل إليه فسلم عليه ثم قال يا سيدي أنت نبي قال لا النبي سيدي قد مات قال فأنت وصي نبي قال نعم ثم قال له اجلس كيف سألت عن هذا- قال أنا بنيت هذه الصومعة من أجل هذا الموضع و هو براثا و قرأت في الكتب المنزلة أنه لا يصلي في هذا الموضع بذا الجمع إلا نبي أو وصي نبي- و قد جئت أسلم فأسلم و خرج معنا إلى الكوفة فقال له علي ع فمن صلى هاهنا قال صلى عيسى بن مريم و أمه فقال له علي ع فأفيدك من صلى هاهنا قال نعم قال الخليل ع

بيان

براثا بالموحدة ثم المهملة ثم المثلثة بعد الألف مسجد ببغداد و الشراة الخوارج من شرى إذا غضب و لج و زهاء بضم الزاي المقدار

[21]
اشارة

1356- 21 الكافي، 1/ 457/ 8/ 1 محمد عن أحمد و علي بن محمد عن سهل جميعا عن السراد عن الثمالي عن أبي جعفر ع قال لما قبض أمير المؤمنين ع قام الحسن بن علي ع في مسجد الكوفة فحمد اللّٰه و أثنى عليه و صلى على النبي ص ثم قال أيها الناس إنه قد قبض في هذه الليلة رجل ما سبقه الأولون و لا يدركه

الوافي، ج 3، ص: 741

الآخرون إن كان لصاحب راية رسول اللّٰه ص عن يمينه جبرئيل و عن يساره ميكائيل لا يثني حتى يفتح اللّٰه له و اللّٰه ما ترك بيضاء و لا حمراء إلا سبعمائة درهم فضلت عن عطائه أراد أن يشتري بها خادما لأهله و اللّٰه لقد قبض في الليلة التي فيها قبض وصي موسى يوشع بن نون و الليلة التي عرج فيها بعيسى بن مريم و الليلة التي نزل فيها القرآن

بيان

لا يثني لا ينصرف من الثني بمعنى الرجوع

[22]
اشارة

1357- 22 الكافي، 1/ 454/ 4/ 1 العدة عن ابن عيسى عن البرقي عن أحمد بن زيد النيسابوري عن عمر بن إبراهيم الهاشمي عن عبد الملك بن عمر عن أسيد بن صفوان صاحب رسول اللّٰه ص قال" لما كان اليوم الذي قبض فيه أمير المؤمنين ع ارتج الموضع بالبكاء و دهش الناس كيوم قبض النبي ص و جاء رجل باكيا و هو مسرع مسترجع و هو يقول اليوم انقطعت خلافة النبوة حتى وقف على باب البيت الذي فيه أمير المؤمنين ص فقال رحمك اللّٰه يا أبا الحسن كنت أول القوم إسلاما و أخلصهم إيمانا و أشدهم يقينا و أخوفهم لله و أعظمهم عناء و أحوطهم على رسول اللّٰه ص و آمنهم على أصحابه و أفضلهم مناقب و أكرمهم سوابق و أرفعهم درجة و أقربهم من رسول اللّٰه ص و أشبههم به هديا و خلقا و سمتا و فعلا- و أشرفهم منزلة و أكرمهم عليه فجزاك اللّٰه عن الإسلام و عن رسوله و عن المسلمين خيرا قويت حين ضعف أصحابه و برزت حين استكانوا و نهضت

الوافي، ج 3، ص: 742

حين وهنوا و لزمت منهاج رسول اللّٰه ص إذ هم أصحابه- كنت خليفته حقا لم تنازع و لم تضرع برغم المنافقين و غيظ الكافرين و كره الحاسدين و ضغن الفاسقين فقمت بالأمر حين فشلوا و نطقت حين تتعتعوا- و مضيت بنور اللّٰه إذ وقفوا و اتبعوك فهدوا و كنت أخفضهم صوتا و أعلاهم قنوتا [قدما] و أقلهم كلاما و أصوبهم نطقا و أكبرهم رأيا و أشجعهم قلبا و أشدهم يقينا و أحسنهم عملا و أعرفهم بالأمور كنت و

اللّٰه يعسوبا للدين أولا حين تفرق الناس و آخرا حين فشلوا كنت بالمؤمنين أبا رحيما إذ صاروا عليك عيالا فحملت أثقال ما عنه ضعفوا و حفظت ما أضاعوا و رعيت ما أهملوا و شمرت إذا اجتمعوا و علوت إذا هلعوا- و صبرت إذ أسرعوا و أدركت أوتار ما طلبوا و نالوا بك ما لم يحتسبوا كنت على الكافرين عذابا صبا و نهبا و للمؤمنين غيثا و خصبا فطرت و اللّٰه بنعمائها و فزت بحبائها و أحرزت سوابغها و ذهبت بفضائلها لم تفلل حجتك و لم يزغ قلبك و لم تضعف بصيرتك و لم تجبن نفسك و لم تخن- كنت كالجبل لا تحركه العواصف و كنت كما قال ع أمن الناس في صحبتك و ذات يدك و كنت كما قال ضعيفا في بدنك قويا في أمر اللّٰه متواضعا في نفسك عظيما عند اللّٰه كبيرا في الأرض جليلا عند المؤمنين لم يكن لأحد فيك مهمز و لا لقائل فيك مغمز و لا لأحد فيك مطمع و لا لأحد عندك هوادة الضعيف الذليل عندك قوي عزيز حتى تأخذ له بحقه و القوي العزيز عندك ضعيف ذليل حتى تأخذ منه الحق

الوافي، ج 3، ص: 743

و القريب و البعيد عندك في ذلك سواء شأنك الحق و الصدق و الرفق- و قولك حكم و حتم و أمرك حلم و حزم و رأيك علم و عزم فيما فعلت و قد نهج السبيل و سهل العسير و أطفيت النيران و اعتدل بك الدين و قوي بك الإسلام و ظهر أمر اللّٰه و لو كره الكافرون و ثبت بك الإسلام و المؤمنون- و سبقت سبقا بعيدا و أتعبت من بعدك تعبا شديدا فجللت عن

البكاء- و عظمت رزيتك في السماء و هدت مصيبتك الأنام فإنا لله و إنا إليه راجعون- رضينا عن اللّٰه قضاءه و سلمنا لله أمره فو الله لن يصاب المسلمون بمثلك أبدا كنت للمؤمنين كهفا و حصنا و على الكافرين غلظة و غيظا- فألحقك اللّٰه بنبيه ص و لا حرمنا أجرك و لا أضلنا بعدك- و سكت القوم حتى انقضى كلامه و بكى و بكى أصحاب رسول اللّٰه ص ثم طلبوه فلم يصادفوه

بيان

ارتج بالتشديد اضطرب و أحوطهم أشدهم حياطة و حفظا و صيانة و تعهدا و آمنهم من الأمن ضد الخوف أو الأمانة ضد الخيانة و الهدى و يكسر الطريقة و السيرة و السمت هيئة أهل الخير و الاستكانة الذل و الضعف و النهوض القيام إذ هم أصحابه يعني بترك منهاجه كنت خليفته حقا فيه كناية إلى بطلان خلافة الثلاثة و الضراعة الخضوع و الذل و الرغم بالمهملة ثم المعجمة الكره و المراغمة الهجران و التباعد و المغاضبة و راغمهم نابذهم و هجرهم و عاداهم و الضغن الحقد و الفشل الجبن و التتعتع التردد في الكلام من حصر أو عي و اليعسوب الرئيس الكبير و الهلع شدة الحرص و الوترة محركة خيار كل شي ء فطرت من الطيران بنعمائها الضمائر البارزة إما للخلافة أو العيشة أو الدنيا.

الوافي، ج 3، ص: 744

و في بعض النسخ بغمائها بحذف النون و المعجمة كأنه تصحيف و الحباء العطاء و الفل الثلم و الزيغ الميل و الهمز العيب و الغمز الطعن فيك مطمع أي موضع طمع لأن تميل عن الحق لرضا مخلوق و الهوادة بالدال المهملة الميل و السكون و الرخصة و المحاباة و الفقرتان متقاربتان في المعنى و الحلم بالكسر

الإناءة و العقل و إتعابه من بعده كناية عن حمله لهم على أن يتعبوا أنفسهم ليتشبهوا به في هديه و سيرته و أنى لهم بذلك و جلالته عن البكاء كناية عن عظم قدره يعني أنت أجل من أن يبكي عليك على قدر عزائك و الرزية المصيبة و الهد الهدم.

و في بعض النسخ و قنة راسيا بعد قوله كهفا و حصنا و القنة بالضم و النون الجبل راسيا أي ثابتا قال في الكافي ولد أمير المؤمنين ص بعد عام الفيل بثلاثين سنة و قتل ع في شهر رمضان لتسع بقين منه ليلة الأحد سنة أربعين من الهجرة و هو ابن ثلاث و ستين سنة بقي بعد قبض النبي ص ثلاثين سنة و أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف و هو أول هاشمي ولده هاشم مرتين و قال في التهذيب إنه ع ولد بمكة في البيت الحرام يوم الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من رجب بعد عام الفيل بثلاثين سنة و قبض قتيلا بالكوفة ليلة الجمعة لتسع ليال بقين من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة و له يومئذ ثلاث و ستون سنة و أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف و هو أول هاشمي ولد في الإسلام من هاشميين و قبره بالغري من نجف الكوفة

الوافي، ج 3، ص: 745

باب 113 ما جاء في فاطمة ع

[1]

1358- 1 الكافي، 1/ 458/ 1/ 1 محمد عن أحمد عن السراد عن ابن رئاب عن الحذاء عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن فاطمة ع مكثت بعد رسول اللّٰه ص خمسة و سبعين يوما و كان دخلها حزن شديد على أبيها و كان يأتيها جبرئيل ع فيحسن عزاءها على أبيها

و يطيب نفسها و يخبرها عن أبيها و مكانه و يخبرها بما يكون بعدها في ذريتها و كان علي ع يكتب ذلك

[2]
اشارة

1359- 2 الكافي، 1/ 458/ 2/ 1 محمد عن العمركي عن علي بن جعفر عن أخيه أبي الحسن ع قال إن فاطمة ع صديقة شهيدة و إن بنات الأنبياء لا يطمثن

بيان

يعني لا يحضن

[3]

1360- 3 الكافي، 1/ 459/ 4/ 1 العدة عن ابن عيسى عن البزنطي عن عبد الرحمن بن سالم عن المفضل بن عمر عن أبي عبد اللّٰه ع قال قلت له من غسل فاطمة ع قال ذاك أمير المؤمنين ع فكأني استعظمت ذلك من قوله فقال كأنك ضقت بما أخبرتك

الوافي، ج 3، ص: 746

به قال فقلت قد كان ذاك جعلت فداك قال فقال لا تضيقن فإنها صديقة و لم يكن يغسلها إلا صديق أ ما علمت أن مريم لم يغسلها إلا عيسى ع

[4]

1361- 4 الفقيه، 1/ 89/ 194 قال النبي ص إن فاطمة ص ليست كأحد منكن إنها لا ترى دما في حيض و لا نفاس كالحورية

[5]

1362- 5 الكافي، 1/ 460/ 6/ 1 محمد عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل عن صالح بن عقبة عن يزيد بن عبد الملك عن أبي جعفر ع قال لما ولدت فاطمة ع أوحى اللّٰه إلى ملك فأنطق به لسان محمد ص فسماها فاطمة ثم قال إني فطمتك بالعلم و فطمتك من الطمث ثم قال أبو جعفر ع و اللّٰه لقد فطمها اللّٰه بالعلم و عن الطمث في الميثاق

[6]
اشارة

1363- 6 الكافي، 1/ 460/ 7/ 1 بهذا الإسناد عن صالح بن عقبة عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال النبي ص لفاطمة يا فاطمة قومي فاخرجي تلك الصحفة فقامت فأخرجت صحفة فيها ثريد و عراق تفور فأكل النبي ص و علي و فاطمة و الحسن و الحسين ع ثلاثة عشر يوما ثم إن أم أيمن رأت الحسين معه شي ء فقالت له من أين لك هذا قال إنا لنأكله منذ أيام فأتت أم أيمن فاطمة ع فقالت يا فاطمة إذا كان عند أم أيمن شي ء فإنما هو لفاطمة و ولدها و إذا كان عند فاطمة شي ء فليس لأم أيمن منه شي ء فأخرجت لها منه فأكلت منه أم أيمن و نفدت

الوافي، ج 3، ص: 747

الصحفة فقال لها النبي ص أما لو لا أنك أطعمتها لأكلت منها أنت و ذريتك إلى أن تقوم الساعة ثم قال أبو جعفر ع و الصحفة عندنا يخرج بها قائمنا في زمانه

بيان

الصحفة إناء كالقصعة المبسوطة و هي أصغر من القصعة قال الكسائي أعظم القصاع الجفنة ثم القصعة تليها تشبع العشرة ثم الصحفة تشبع الخمسة ثم الميكلة تشبع الرجلين و الثلاثة ثم الصحيفة تشبع الرجل.

أقول و في إتيان الصحفة من الجنة لآل العبا سر لطيف و ذلك لأنهم كانوا خمسة و هي تشبع خمسة و الثريد بالمثلثة الخبز المفتت في المرق و العراق بالضم اللحم بعظمه و أكثر ما يطلق على العظم إذا أكل لحمه أو معظم لحمه و جاء جمع العرق بالفتح كما جاء جمعه مكسورا و العرق بمعناه في الإطلاقين و يقال عرقت العظم و اعترقته و تعرقته إذا أخذ عنه اللحم بالأسنان تفور أي

يظهر حرة أو حرها و أم أيمن هذه هي التي ورد في شأنها عن النبي ص أنها امرأة من أهل الجنة

[7]

1364- 7 الكافي، 1/ 460/ 8/ 1 الاثنان عن أحمد بن محمد بن علي عن علي بن جعفر قال سمعت أبا الحسن ع يقول بينا رسول اللّٰه ص جالس إذ دخل عليه ملك له أربعة و عشرون وجها فقال له رسول اللّٰه ص حبيبي جبرئيل لم أرك في مثل هذه الصورة قال الملك لست بجبرئيل يا محمد بعثني اللّٰه عز و جل أن أزوج النور من النور قال من ممن قال فاطمة من علي قال فلما ولى

الوافي، ج 3، ص: 748

الملك إذا بين كتفيه محمد رسول اللّٰه علي وصيه فقال رسول اللّٰه ص منذ كم كتب هذا بين كتفيك فقال من قبل أن يخلق اللّٰه آدم باثنين و عشرين ألف عام

[8]

1365- 8 الكافي، 1/ 461/ 10/ 1 العدة عن أحمد عن الوشاء عن الخيبري عن يونس بن ظبيان عن أبي عبد اللّٰه ع قال سمعته يقول لو لا أن اللّٰه تبارك و تعالى خلق أمير المؤمنين ع لفاطمة ع ما كان لها كفو على ظهر الأرض من آدم فمن دونه

[9]
اشارة

1366- 9 الكافي، 1/ 458/ 3/ 1 أحمد بن مهران رفعه و القميان عن القاسم بن محمد الرازي عن علي بن محمد الهرمزاني عن أبي عبد اللّٰه الحسين بن علي ع قال لما قبضت فاطمة ع دفنها أمير المؤمنين ع سرا و عفا على موضع قبرها ثم قام فحول وجهه إلى قبر رسول اللّٰه ص فقال السلام عليك يا رسول اللّٰه عني و السلام عليك عن ابنتك و زائرتك و البائتة في الثرى ببقعتك و المختار اللّٰه لها سرعة اللحاق بك قل يا رسول اللّٰه عن صفيتك صبري و عفا عن سيدة نساء العالمين تجلدي إلا أن في التأسي لي بسنتك في فرقتك موضع تعز- لقد وسدتك في ملحودة قبرك و فاضت نفسك بين نحري و صدري بلى و في كتاب اللّٰه لي أنعم القبول إنا لله و إنا إليه راجعون قد استرجعت الوديعة و أخذت الرهينة و أخلست الزهراء فما أقبح الخضراء و الغبراء يا رسول اللّٰه أما حزني فسرمد و أما ليلي فمسهد و هم لا يبرح من قلبي أو يختار اللّٰه لي دارك التي أنت فيها مقيم كمد مقيح و هم مهيج سرعان ما فرق بيننا و إلى

الوافي، ج 3، ص: 749

اللّٰه أشكو و ستنبئك ابنتك بتظافر أمتك على هضمها فأحفها السؤال و استخبرها الحال فكم من غليل معتلج بصدرها لم تجد

إلى بثه سبيلا- و ستقول و يحكم اللّٰه و هو خير الحاكمين سلام مودع لا قال و لا سئم فإن أنصرف فلا عن ملالة و إن أقم فلا عن سوء ظن بما وعد اللّٰه الصابرين واه واها و الصبر أيمن و أجمل و لو لا غلبة المستولين لجعلت المقام و اللبث لزاما معكوفا و لأعولت إعوال الثكلى على جليل الرزية فبعين اللّٰه تدفن ابنتك سرا و يهضم حقها و يمنع إرثها و لم يتباعد الدهر و لم يخلق منك الذكر و إلى اللّٰه يا رسول اللّٰه المشتكى و فيك يا رسول اللّٰه أحسن العزاء صلى اللّٰه عليك و عليها السلام و الرضوان

بيان

العفو المحو و عفا على الأرض غطاها بالنبات في هذا الحديث دلالة على أن فاطمة ع مدفونة في بقعة أبيها ص دون البقيع و المختار اللّٰه إضافة إلى الفاعل و مفعوله سرعة اللحاق و التجلد تكلف الجلد بالتحريك و هو القوة و الشدة و أشار بسنته ص إلى الصبر في المصائب فإنه ص كان صبورا في المصائب أراد ع أني قد تأسيت بسنتك في فرقتك يعني صبرت عليها فبالحري بي إن أصبر في فرقة ابنتك فإن مصيبتي بك أعظم

و قد ورد عن النبي ص أنه قال إذا أصاب أحدكم مصيبة فليذكر مصيبته بي فإنها من أعظم المصائب

و عنه ص من عظمت مصيبته فليذكر مصيبته بي فإنها ستهون عليه

و الملحودة اللحد و فيض النفس خروج الروح و الخلس السلب و السهاد الأرق و أو في أو يختار اللّٰه بمعنى إلا أن أو إلى أن و الكمد بالضم و الفتح و التحريك الحزن الشديد و القيح المدة لا يخالطها دم يقال

الوافي، ج 3، ص:

750

قاح الجرح يقيح و يقوح و قيح و أقاح و الجملتان تفسران الحزن و الهم السابقتين بحذف مبتداهما و الهضم الظلم و الغصب و إحفاء السؤال استقصاؤه و الغليل حرارة الجوف و الاعتلاج الاضطراب و البث النشر و القلاء البغض و السأمة الملال فإن أنصرف يعني عن قبرك واه منونا و غير منون كلمة تعجب و تلهف و الاعوال البكاء و الثكلى التي فقدت ولدها أو حميمها و الخلق البلى

[10]
اشارة

1367- 10 الكافي، 1/ 457/ 10/ 1 عبد اللّٰه بن جعفر و سعد بن عبد اللّٰه عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي عن السراد عن هشام بن سالم عن حبيب السجستاني قال سمعت أبا جعفر ع يقول ولدت فاطمة ع بنت محمد ص بعد مبعث رسول اللّٰه ص بخمس سنين و توفيت و لها ثمان عشرة سنة و خمسة و سبعون يوما

بيان

قال في الكافي ولدت الزهراء فاطمة ع بعد مبعث رسول اللّٰه ص بخمس سنين و توفيت ع و لها ثمان عشر سنة و خمسة و سبعون يوما و بقيت بعد أبيها ص خمسة و سبعين يوما

الوافي، ج 3، ص: 751

باب 114 ما جاء في الحسن بن علي ع

[1]
اشارة

1368- 1 الكافي، 1/ 462/ 4/ 1 محمد و أحمد عن محمد بن الحسن عن القاسم النهدي عن إسماعيل بن مهران عن الكناسي عن أبي عبد اللّٰه ع قال خرج الحسن بن علي ع في بعض عمره و معه رجل من ولد الزبير كان يقول بإمامته فنزلوا في منهل من تلك المناهل- تحت نخل يابس قد يبس من العطش ففرش للحسن ع تحت نخلة- و فرش للزبيري بحذاه تحت نخلة أخرى قال فقال الزبيري و رفع رأسه- فقال لو كان في هذا النخل رطب لأكلنا منه فقال له الحسن ع و إنك لتشتهي الرطب فقال الزبيري نعم قال فرفع يده إلى السماء فدعا بكلام لم أفهمه فاخضرت النخلة ثم صارت إلى حالها فأورقت و حملت رطبا فقال الجمال الذي اكتروا منه سحر و اللّٰه قال فقال الحسن ع ويلك ليس بسحر و لكن دعوة ابن نبي مستجابة قال فصعدوا إلى النخلة فصرموا ما كان فيها فكفاهم

بيان

المنهل المورد و هو عين ماء تردها الإبل في المراعى و تسمى المنازل التي في المفاوز على طرق السفار مناهل لأن فيها ماء

[2]
اشارة

1369- 2 الكافي، 1/ 463/ 6/ 1 الاثنان عن أحمد بن محمد عن محمد بن

الوافي، ج 3، ص: 752

علي بن النعمان عن صندل عن الشحام عن أبي عبد اللّٰه ع قال خرج الحسن بن علي ع إلى مكة سنة ماشيا فورمت قدماه فقال له بعض مواليه لو ركبت لسكن عنك هذا الورم فقال كلا إذا أتينا هذا المنزل فإنه يستقبلك أسود معه دهن فاشتر منه و لا تماكسه- فقال له مولاه بأبي أنت و أمي ما قدمنا منزلا فيه أحد يبيع هذا الدواء- فقال بلى إنه إمامك دون المنزل فسارا ميلا فإذا هو بالأسود فقال الحسن ع لمولاه دونك الرجل فخذ منه الدهن و أعطه الثمن- فقال الأسود يا غلام لمن أردت هذا الدهن فقال للحسن بن علي ع فقال انطلق بي إليه فانطلق فأدخله إليه فقال له بأبي أنت و أمي لم أعلم أنك تحتاج إلى هذا أ و ترى ذلك و لست آخذ له ثمنا إنما أنا مولاك و لكن ادع اللّٰه أن يرزقني ذكرا سويا يحبكم أهل البيت فإني خلفت أهلي تمخض فقال ع انطلق إلى منزلك فقد وهب اللّٰه لك ذكرا سويا و هو من شيعتنا

بيان

لم أعلم أنك تحتاج يعني أني لم أعتقد أن مثلك يحتاج إلى الدواء لجلالة قدرك أ و ترى ذلك بفتح الواو و الاستفهام من الرأي لا الرؤية و يحتمل سكون الواو عطفا على تحتاج

[3]
اشارة

1370- 3 الكافي، 1/ 462/ 5/ 1 أحمد و محمد عن محمد بن الحسن عن

الوافي، ج 3، ص: 753

يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن رجاله عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن الحسن ع قال إن لله مدينتين إحداهما بالمشرق و الأخرى بالمغرب عليهما سور من حديد و على كل واحد منهما ألف ألف مصراع و فيها سبعون ألف ألف لغة يتكلم كل لغة بخلاف لغة صاحبها و أنا أعرف جميع اللغات و ما فيهما و ما بينهما و ما عليهما حجة غيري و غير الحسين أخي

بيان

كأن المدينتين كنايتان عن عالمي المثال المتقدم إحداهما على الدنيا و هو المشرقي و المتأخر آخر عنها و هو المغربي و كون سورهما من حديد كناية عن صلابته و عدم إمكان الدخول فيهما إلا عن أبوابهما و كثرة اللغات كناية عن اختلاف الخلائق في السلائق و الألسن اختلافا لا يحصى و حجيته و حجية أخيه في زمانهما ظاهرة فإنها كانت عامة لجميع الخلق

[4]
اشارة

1371- 4 الكافي، 1/ 462/ 3/ 1 العدة عن أحمد عن علي بن النعمان عن سيف بن عميرة عن الحضرمي قال إن جعدة بنت الأشعث بن قيس الكندي سمت الحسن بن علي ع و سمت مولاة له فأما مولاته فقاءت السم و أما الحسن ع فاستمسك في بطنه ثم انتفط به فمات

بيان

الانتفاط الغليان

[5]
اشارة

1372- 5 الكافي، 1/ 461/ 1/ 1 محمد عن الحسين بن إسحاق عن علي بن

الوافي، ج 3، ص: 754

مهزيار عن الحسين عن النضر عن عبد اللّٰه بن سنان عمن سمع أبا جعفر ع يقول لما حضرت الحسن ع الوفاة بكى- فقيل له يا بن رسول اللّٰه تبكي و مكانك من رسول اللّٰه ص الذي أنت به و قد قال فيك ما قال و قد حججت عشرين حجة ماشيا- و قد قاسمت مالك ثلاث مرات حتى النعل بالنعل فقال ع إنما أبكي لخصلتين لهول المطلع و فراق الأحبة

بيان

مقاسمة ماله ص كانت بينه و بين الفقراء في سبيل اللّٰه و المطلع بصيغة المفعول المأتي و موضع الاطلاع من أشراف إلى انحدار و هول المطلع تشبيه لما يشرف عليه من أهوال الآخرة

[6]
اشارة

1373- 6 الكافي، 8/ 233/ 307/ 1 محمد عن صالح بن أبي حماد عن محمد بن عبد اللّٰه عن عبد الملك بن بشير عن أبي الحسن ع قال كان الحسن ع أشبه الناس بموسى بن عمران ما بين رأسه و سرته و إن الحسين أشبه بموسى بن عمران ما بين سرته إلى قدمه

بيان

في بعض النسخ الحسين مكان الحسن و بالعكس

[7]
اشارة

1374- 7 الكافي، 1/ 461/ 2/ 1 سعد بن عبد اللّٰه و عبد اللّٰه بن جعفر عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي عن الحسن بن سعيد عن محمد بن

الوافي، ج 3، ص: 755

سنان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع قال قبض الحسن بن علي ع و هو ابن سبع و أربعين سنة في عام خمسين عاش بعد رسول اللّٰه ص أربعين سنة

________________________________________

كاشانى، فيض، محمد محسن ابن شاه مرتضى، الوافي، 26 جلد، كتابخانه امام امير المؤمنين علي عليه السلام، اصفهان - ايران، اول، 1406 ه ق

الوافي؛ ج 3، ص: 755

بيان

قال في الكافي ولد الحسن بن علي ع في شهر رمضان في سنة بدر سنة اثنتين بعد الهجرة.

و روي أنه ولد في سنة ثلاث و مضى ع في شهر صفر في آخره من سنة تسع و أربعين و مضى و هو ابن سبع و أربعين سنة و أشهر و أمه فاطمة بنت رسول اللّٰه ص و اقتصر في التهذيب على التاريخ الأول في الولادة و لم يذكر الأشهر في السن و وافقه في الباقي قال و قبض بالمدينة مسموما و دفن بالبقيع من مدينة الرسول ص

الوافي، ج 3، ص: 756

باب 115 ما جاء في الحسين بن علي ع

[1]
اشارة

1375- 1 الكافي، 1/ 464/ 3/ 1 محمد عن أحمد عن الوشاء و الاثنان عن الوشاء عن أحمد بن عائذ عن أبي خديجة عن أبي عبد اللّٰه ع قال لما حملت فاطمة ع بالحسين ع جاء جبرئيل ع إلى رسول اللّٰه ص فقال إن فاطمة ستلد غلاما يقتله أمتك من بعدك فلما حملت فاطمة ع بالحسين ع كرهت حمله و حين وضعته كرهت وضعه ثم قال أبو عبد اللّٰه ع لم تر في الدنيا أم تلد غلاما تكرهه و لكنها كرهته لما علمت أنه سيقتل- قال و فيه نزلت هذه الآية وَ وَصَّيْنَا الْإِنْسٰانَ بِوٰالِدَيْهِ حسنا [إِحْسٰاناً] حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَ وَضَعَتْهُ كُرْهاً وَ حَمْلُهُ وَ فِصٰالُهُ ثَلٰاثُونَ شَهْراً

بيان

و ذلك لأن حمله كان ستة أشهر و فصاله أربعة و عشرين

[2]

1376- 2 الكافي، 1/ 464/ 4/ 1 محمد عن علي بن إسماعيل عن محمد بن عمرو الزيات عن رجل من أصحابنا عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن جبرئيل ع نزل على محمد ص فقال

الوافي، ج 3، ص: 757

له يا محمد إن اللّٰه يبشرك بمولود يولد من فاطمة يقتله أمتك من بعدك- فقال يا جبرئيل و على ربي السلام لا حاجة لي في مولود يولد من فاطمة يقتله أمتي من بعدي فعرج ثم هبط فقال له مثل ذلك فقال يا جبرئيل و على ربي السلام لا حاجة لي في مولود يقتله أمتي من بعدي- فعرج جبرئيل ع إلى السماء ثم هبط و قال يا محمد إن ربك يقرئك السلام و يبشرك بأنه جاعل في ذريته الإمامة و الولاية و الوصية- فقال ص قد رضيت ثم أرسل إلى فاطمة أن اللّٰه يبشرني بمولود يولد لك يقتله أمتي من بعدي فأرسلت إليه أن لا حاجة لي في مولود مني يقتله أمتك من بعدك فأرسل إليها أن اللّٰه جعل في ذريته الإمامة و الولاية و الوصية فأرسلت إليه أني قد رضيت فحملته كرها و وضعته كرها وَ حَمْلُهُ وَ فِصٰالُهُ ثَلٰاثُونَ شَهْراً حَتّٰى إِذٰا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ بَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قٰالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَ عَلىٰ وٰالِدَيَّ وَ أَنْ أَعْمَلَ صٰالِحاً تَرْضٰاهُ وَ أَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي فلو أنه قال أصلح لي ذريتي لكانت ذريته كلهم أئمة و لم يرضع الحسين ع من فاطمة ع و لا من أنثى كان يؤتى به النبي ص فيضع إبهامه في فيه فيمص منها

ما يكفيه اليومين و الثلاث فنبت لحم الحسين ع من لحم رسول اللّٰه ص و دمه و لم يولد لستة أشهر إلا عيسى بن مريم و الحسين بن علي ع

[3]
اشارة

1377- 3 الكافي، 1/ 465/ 4/ 1 و في رواية أخرى عن أبي الحسن الرضا ع أن النبي ص كان يؤتى به الحسين ع فيلقمه لسانه فيمصه فيجتزئ به و لم يرضع من أنثى

الوافي، ج 3، ص: 758

بيان

أوزعني ألهمني

[4]
اشارة

1378- 4 الكافي، 1/ 463/ 2/ 1 العدة عن أحمد عن علي بن الحكم عن العرزمي عن أبي عبد اللّٰه ع قال كان بين الحسن و الحسين ع طهر و كان بينهما في الميلاد ستة أشهر و عشرا

بيان

أراد بالطهر مقدار زمان الطهر لأن فاطمة ع لم تطمث و لم تر دما ثم أراد به أقل الطهر و هو عشرة أيام كما دل عليه آخر الحديث فإن مده حمل الحسين ع كانت ستة أشهر كما عرف

[5]
اشارة

1379- 5 الكافي، 1/ 465/ 5/ 1 علي بن محمد رفعه عن أبي عبد اللّٰه ع في قول اللّٰه عز و جل فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ فَقٰالَ إِنِّي سَقِيمٌ قال حسب فرأى ما يحل بالحسين ع فقال إني سقيم لما يحل بالحسين ع

بيان

قد ثبت إمكان العلم بالمغيبات من طريق حساب النجوم و سيأتي أخبار في ذلك في كتاب الروضة إن شاء اللّٰه تعالى و الحزن و الهم نوع من السقم جل جناب الخليل ص عن الكذب

الوافي، ج 3، ص: 759

[6]
اشارة

1380- 6 الكافي، 1/ 465/ 6/ 1 أحمد عن محمد بن الحسن عن العبيدي عن ابن أسباط عن سيف بن عميرة عن محمد بن حمران قال قال أبو عبد اللّٰه ع لما كان من أمر الحسين ع ما كان ضجت الملائكة إلى اللّٰه بالبكاء و قالت يفعل هذا بالحسين صفيك و ابن نبيك- قال فأقام اللّٰه لهم ظل القائم ع و قال بهذا أنتقم لهذا

بيان

الضجيج الصياح

[7]
اشارة

1381- 7 الكافي، 1/ 465/ 8/ 1 الحسين بن محمد عن أبي كريب و أبي سعيد الأشج عن عبد اللّٰه بن إدريس عن أبيه إدريس بن عبد اللّٰه الأزدي [الأودي] قال لما قتل الحسين بن علي ع أراد القوم أن يوطئوه الخيل فقالت فضة لزينب يا سيدتي إن سفينة كسر به في البحر- فخرج إلى جزيرة فإذا هو بأسد فقال يا أبا الحارث أنا مولى رسول اللّٰه ص فهمهم بين يديه حتى وقفه على الطريق و الأسد رابض في ناحية فدعيني أمضى إليه فأعلمه ما هم صانعون غدا قال فمضت إليه فقالت يا أبا الحارث فرفع رأسه فقالت له أ تدري ما يريدون أن يعملوا غدا بأبي عبد اللّٰه ع يريدون أن يوطئوا الخيل ظهره قال فمشى حتى وضع يديه على جسد الحسين ع فأقبلت الخيل فلما نظروا إليه قال لهم عمر بن سعد لعنه اللّٰه فتنة لا تثيروها انصرفوا فانصرفوا

الوافي، ج 3، ص: 760

بيان

سفينة مولى رسول اللّٰه ص يكنى أبا ريحانة كسر به في البحر يعني الفلك و أبو الحارث كنية الأسد وقفه هداه و الربوض للأسد و الشاة كالبروك في الإبل و الإثارة التهييج

[8]
اشارة

1382- 8 الكافي، 1/ 466/ 9/ 1 علي بن محمد عن سهل عن محمد بن أحمد عن الحسن بن علي عن يونس عن مصقلة الطحان قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول لما قتل الحسين ع أقامت امرأته الكلبية عليه مأتما و بكت و بكين النساء و الخدم حتى جفت دموعهن و ذهبت فبينما هي كذلك إذ رأت جارية من جواريها تبكي و دموعها تسيل فدعتها فقالت لها ما لك أنت من بيننا تسيل دموعك قالت إني لما أصابني الجهد شربت شربة سويق قال فأمرت بالطعام و الأسوقة- فأكلت و شربت و أطعمت و سقت و قالت إنما نريد بذلك أن نتقوى على البكاء على الحسين ع قال و أهدى للكلبية جونا لتستعين بها على مأتم الحسين ع فلما رأت الجون قالت ما هذه قالوا هدية أهداها فلان لتستعيني بها على مأتم الحسين ع فقالت لسنا في عرس فما نصنع بها ثم أمرت بهن فأخرجن من الدار فلما أخرجن من الدار لم يحس لهن حسا كأنما طرن بين السماء و الأرض و لم ير لهن بعد خروجهن من الدار أثر

الوافي، ج 3، ص: 761

بيان

الجون كصرد جمع الجؤنة بالضم و هي ظرف للطيب و كأن النساء كن من الجن أو كن من أرواح الماضيات تجسدن

[9]
اشارة

1383- 9 الكافي، 1/ 463/ 1/ 1 سعد و أحمد بن محمد عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي عن الحسين عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع قال قبض الحسين بن علي ع يوم عاشوراء و هو ابن سبع و خمسين سنة

بيان

قال في الكافي ولد الحسين بن علي ع في سنة ثلاث و قبض ع في شهر المحرم من سنة إحدى و ستين من الهجرة و له سبع و خمسون سنة و أشهر قتله عبيد اللّٰه بن زياد لعنه اللّٰه في خلافة يزيد بن معاوية عليه اللعنة و هو على الكوفة و كان على الخيل التي حاربته و قتلته عمر بن سعد لعنه اللّٰه بكربلاء يوم الإثنين لعشر خلون من المحرم و أمه فاطمة بنت رسول اللّٰه ص و قال في التهذيب إنه ع ولد بالمدينة آخر شهر ربيع الأول سنة ثلاث من الهجرة و قبض قتيلا بكربلاء من أرض العراق يوم الإثنين و قيل يوم الجمعة و قيل يوم السبت العاشر من المحرم قبل الزوال سنة إحدى و ستين من الهجرة و له يومئذ ثمان و خمسون سنة و قبره بطف كربلاء بين نينوى و الغاضرية في قرى النهرين

الوافي، ج 3، ص: 762

باب 116 ما جاء في علي بن الحسين ع

[1]
اشارة

1384- 1 الكافي، 1/ 466/ 1/ 1 الحسين بن الحسن الحسني رحمه اللّٰه و علي بن محمد بن عبد اللّٰه عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر عن عبد الرحمن بن عبد اللّٰه الخزاعي عن نصر بن مزاحم عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال لما أقدمت بنت يزدجرد على عمر أشرف لها عذارى المدينة و أشرق المسجد بضوئها لما دخلته فلما نظر إليها عمر غطت وجهها- و قالت أف بيروج بادا هرمز فقال عمر أ تشتمني هذه و هم بها فقال له أمير المؤمنين ع ليس ذلك لك خيرها رجلا من المسلمين و احسبها بفيئه فخيرها فجاءت حتى وضعت يدها على رأس الحسين ع فقال لها أمير المؤمنين

ع ما اسمك قالت جهان شاه فقال لها أمير المؤمنين ع بل شهربانويه ثم قال للحسين ع يا أبا عبد اللّٰه ليلدن لك منها خير أهل الأرض فولدت علي بن الحسين ع و كان يقال لعلي بن الحسين ابن الخيرتين فخيرة اللّٰه من العرب هاشم و من العجم فارس و روي أن أبا الأسود الدؤلي قال فيه

و إن غلاما بين كسرى و هاشم لأكرم من نيطت عليه التمائم

الوافي، ج 3، ص: 763

بيان

أشرف لها تطلعت إليها من فوق أف بيروج بادا هرمز كلام فارسي مشتمل على تأفيف و دعاء على أبيها هرمز تعني لا كان لهرمز يوم فإن ابنته أسرت بصغر و نظر إليها الرجال و الهرمز يقال للكبير من ملوك العجم و هم بها يعني أراد إيذاءها شهربانويه يعني أميرة البلد و إنما غير اسمها للسنة و لأن جهان شاه من الصفات المختصة بالله سبحانه نيطت علقت التمائم جمع التميمة و هي العوذة تعلق في يد الطفل

[2]

1385- 2 الكافي، 8/ 163/ 172 الخمسة عن البجلي و حفص بن البختري و سلمة بياع السابري عن أبي عبد اللّٰه ع قال كان علي بن الحسين ع إذا أخذ كتاب علي ع فنظر فيه قال من يطيق هذا من يطيق ذا قال ثم يعمل به و كان إذا قام إلى الصلاة تغير لونه حتى يعرف ذلك في وجهه و ما أطاق أحد عمل علي ع من ولده من بعده إلا علي بن الحسين ع

[3]
اشارة

1386- 3 الكافي، 1/ 467/ 2/ 1 العدة عن أحمد عن ابن فضال عن ابن بكير عن زرارة قال سمعت أبا جعفر ع يقول كان لعلي بن الحسين ع ناقة حج عليها اثنتين و عشرين حجة ما قرعها قرعة قط- قال فجاءت بعد موته و ما شعرنا بها إلا و قد جاءني بعض خدمنا أو بعض الموالي فقال إن الناقة قد خرجت فأتت قبر علي بن الحسين ع فانبركت عليه فدلكت بجرانها القبر و هي ترغو فقلت أدركوها أدركوها

الوافي، ج 3، ص: 764

و جيئوني بها قبل أن يعلموا بها أو يروها قال و ما كانت رأت القبر قط

بيان

القرع الضرب بالعصا و شبهه و جران البعير مقدم عنقه و رغاؤه صوته قبل أن يعلموا بها أو يروها يعني المخالفين

[4]
اشارة

1387- 4 الكافي، 1/ 467/ 3/ 1 علي عن أبيه عن محمد بن عيسى عن حفص بن البختري عمن ذكره عن أبي جعفر ع قال لما مات أبي علي بن الحسين ع جاءت ناقة له من الرعي حتى ضربت بجرانها على القبر و تمرغت عليه فأمرت بها فردت إلى مرعاها و إن أبي ع كان يحج عليها و يعتمر و لم يقرعها قرعة قط ابن بابويه

بيان

تمرغت تقلبت ابن بابويه هكذا وجدت هذه اللفظة في النسخ التي رأيناها في آخر الحديث و معناها غير ظاهر و ربما يقال إنه متعلق بالحديث الآتي و إن المراد به شيخنا الصدوق رحمه اللّٰه يعني أن الحديث الآتي إنما يوجد في نسخة ابن بابويه نظيره في هذا الكتاب ما صدر به بعض الأخبار بلفظة و في نسخة الصفواني و على هذا يكون من كلام من تأخر عن المصنف و عن الصدوق فزيد في الأصل و هو بعيد جدا و ربما يوجد في بعض النسخ متعلقا بالحديث الآتي هكذا ابن بابويه عن الحسين بن محمد بن عامر بإثبات عن فإن صح فالمراد بابن بابويه علي بن الحسين والد الصدوق فإنه كان معاصرا لصاحب الكافي و على

الوافي، ج 3، ص: 765

تقدير تعلقه بالحديث السابق يحتمل أن يكون أين بمعنى المكان و أبويه بمعنى والديه يعني أنى لأحد بمثل أبويه فيكون المراد بها أنه لا يوجد مثل أبويه في الشرف و لهذا كان كذلك

[5]
اشارة

1388- 5 الكافي، 1/ 468/ 4/ 1 الحسين بن محمد عن أحمد بن إسحاق عن سعدان بن مسلم عن أبي عمارة عن رجل عن أبي عبد اللّٰه ع قال لما كان في الليلة التي وعد فيها علي بن الحسين ع قال لمحمد ع يا بني ابغني وضوءا فقمت فجئت بوضوء قال لا أبغي هذا فإن فيه شيئا ميتا قال فخرجت فجئت بالمصباح فإذا فيه فأرة ميتة فجئته بوضوء غيره فقال يا بني هذه الليلة التي وعدتها فأوصى بناقته أن يحظر لها حظار و أن يقام لها علف فجعلت فيه قال فلم يلبث أن خرجت حتى أتت القبر فضربت بجرانها و رغت و

هملت عيناها فأتى محمد بن علي فقيل له إن الناقة قد خرجت فأتاها فقال صه الآن قومي- بارك اللّٰه فيك فلم تفعل فقال و إن كان ليخرج عليها إلى مكة فيعلق السوط على الرحل فما يقرعها حتى يدخل المدينة قال و كان علي بن الحسين ع يخرج في الليلة الظلماء فيحمل الجراب فيها الصرر من الدنانير و الدراهم حتى يأتي بابا بابا فيقرعه ثم ينيل من يخرج إليه فلما مات علي بن الحسين ع فقدوا ذلك فعلموا أن عليا ع كان يفعله

بيان

وعد فيها يعني الرحلة عن الدنيا ابغني وضوءا بفتح الواو أعني على طلب ماء أتوضأ به يقال أبغاه إذا أعانه على الطلب لا أبغي لا أطلب و الحظار بكسر الحاء المهملة و فتحها و الظاء المعجمة ما يعمل للإبل من شجر

الوافي، ج 3، ص: 766

و حائط ليقيها البرد و الريح هملت فاضت و إن كان إنه كان مخففة من المثقلة و ضمير الشأن محذوف

[6]

1389- 6 الكافي، 8/ 332/ 514/ 1 أبان عن فضيل و عبيد عن أبي عبد اللّٰه ع قال لما حضر محمد بن أسامة الموت دخل عليه بنو هاشم فقال لهم قد عرفتم قرابتي و منزلتي منكم و علي دين فأحب أن تضمنوه عني فقال علي بن الحسين ع ثلث دينك علي ثم سكت و سكتوا فقال علي بن الحسين ع علي دينك كله ثم قال علي بن الحسين ع أما إنه لم يمنعني أن أضمنه كله أولا إلا كراهة أن يقولوا سبقنا

[7]

1390- 7 الكافي، 1/ 468/ 5/ 1 محمد بن أحمد عن عمه عبد اللّٰه بن الصلت عن الوشاء عن أبي الحسن ع قال سمعته يقول إن علي بن الحسين ع لما حضرته الوفاة أغمي عليه ثم فتح عينيه و قرأ إذا وقعت الواقعة و إنا فتحنا لك و قال الْحَمْدُ لِلّٰهِ الَّذِي صَدَقَنٰا وَعْدَهُ- وَ أَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشٰاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعٰامِلِينَ ثم قبض من ساعته و لم يقل شيئا

[8]
اشارة

1391- 8 الكافي، 1/ 468/ 6/ 1 سعد بن عبد اللّٰه و عبد اللّٰه بن جعفر الحميري عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي عن الحسين عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع قال قبض علي بن الحسين ع و هو ابن سبع و خمسين سنة في عام خمس

الوافي، ج 3، ص: 767

و تسعين عاش بعد الحسين ع خمسا و ثلاثين سنة

بيان

قال في الكافي ولد علي بن الحسين ع في سنة ثمان و ثلاثين و قبض في سنة خمس و تسعين و له سبع و خمسون سنة و أمه شهربانو بنت يزدجرد بن شهريار بن شيرويه بن كسرى أبرويز و كان يزدجرد آخر ملوك الفرس و قال في التهذيب أمه شاه زنان بنت شيرويه بن كسرى أبرويز و قبره ببقيع المدينة و وافق صاحب الكافي في سائر المذكورات

الوافي، ج 3، ص: 768

باب 117 ما جاء في أبي جعفر محمد بن علي ع

[1]
اشارة

1392- 1 الكافي، 1/ 469/ 1/ 1 محمد عن محمد بن أحمد عن عبد اللّٰه بن أحمد الكافي، 1/ 469/ 1/ 1 محمد بن الحسن عن عبد اللّٰه بن أحمد عن صالح بن مزيد عن ابن المغيرة عن الكناني عن أبي جعفر ع قال كانت أمي قاعدة عند جدار فتصدع الجدار و سمعنا هدة شديدة فقالت بيدها لا و حق المصطفى ما أذن اللّٰه لك في السقوط فبقي معلقا في الجو حتى جازته فتصدق عنها أبي بمائة دينار قال أبو الصباح و ذكر أبو عبد اللّٰه ع جدته أم أبيه يوما فقال كانت صديقة لم تدرك في آل الحسن ع امرأة مثلها

بيان

أمه ع هي أم عبد اللّٰه بنت الحسن بن علي بن أبي طالب ع و التصدع الشق و الهدة صوت وقع الحائط و نحوه

[2]
اشارة

1393- 2 الكافي، 1/ 469/ 2/ 1 العدة عن أحمد عن محمد بن سنان عن أبان بن تغلب عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن جابر بن عبد اللّٰه

الوافي، ج 3، ص: 769

الأنصاري كان آخر من بقي من أصحاب رسول اللّٰه ص و كان رجلا منقطعا إلينا أهل البيت و كان يقعد في مسجد رسول اللّٰه ص و متعجر بعمامة سوداء و كان ينادي يا باقر العلم- فكان أهل المدينة يقولون جابر يهجر فكان يقول لا و اللّٰه ما أهجر و لكني سمعت رسول اللّٰه ص يقول إنك ستدرك رجلا مني اسمه اسمي و شمائله شمائلي يبقر العلم بقرا فذاك الذي دعاني إلى ما أقول قال فبينا جابر يتردد ذات يوم في بعض طرق المدينة إذ مر بطريق و في ذلك الطريق كتاب فيه محمد بن علي فلما نظر إليه قال يا غلام أقبل فأقبل ثم قال أدبر فأدبر ثم قال شمائل رسول اللّٰه ص و الذي نفسي بيده يا غلام ما اسمك قال اسمي محمد بن علي بن الحسين فأقبل عليه يقبل رأسه و يقول بأبي أنت و أمي أبوك رسول اللّٰه ص يقرئك السلام و يقول ذلك قال فرجع محمد بن علي بن الحسين إلى أبيه و هو ذعر فأخبره الخبر فقال له يا بني و قد فعلها جابر قال نعم قال الزم بيتك يا بني و كان جابر يأتيه طرفي النهار و كان أهل المدينة يقولون وا عجبا لجابر يأتي هذا الغلام طرفي النهار و هو آخر

من بقي من أصحاب رسول اللّٰه ص فلم يلبث أن مضى علي بن الحسين فكان محمد بن علي يأتيه على وجه الكرامة لصحبته لرسول اللّٰه ص قال فجلس يحدثهم عن اللّٰه تبارك و تعالى فقال أهل المدينة ما رأينا أحدا أجرأ من هذا فلما رأى ما يقولون حدثهم عن رسول اللّٰه ص فقال أهل المدينة ما رأينا أحدا أكذب من هذا يحدثنا عن من لم يره فلما رأى ما يقولون حدثهم عن جابر بن عبد اللّٰه قال فصدقوه و كان جابر بن عبد اللّٰه يأتيه و يتعلم منه

الوافي، ج 3، ص: 770

بيان

منقطعا إلينا حنينا إلينا عمن سوانا سمى ع باقرا لتبحره في العلم و البقر الشق و التوسيع يهجر يهذي كتاب كرمان المكتب و الذعر بالتحريك الدهش فجلس يحدثهم يعني أبا جعفر ع يحدث الناس

[3]

1394- 3 الكافي، 1/ 470/ 3/ 1 العدة عن أحمد عن علي بن الحكم عن مثنى الحناط عن أبي بصير قال دخلت على أبي جعفر ع فقلت له أنتم ورثة رسول اللّٰه ص قال نعم قلت رسول اللّٰه ص وارث الأنبياء علم كل ما علموا قال نعم قلت فأنتم تقدرون على أن تحيوا الموتى و تبرءوا الأكمه و الأبرص فقال نعم بإذن اللّٰه ثم قال ادن مني يا أبا محمد فدنوت منه فمسح على وجهي و على عيني فأبصرت الشمس و السماء و الأرض و البيوت و كل شي ء في البلد ثم قال لي أ تحب أن تكون هكذا و لك ما للناس و عليك ما عليهم يوم القيامة أو تعود كما كنت و لك الجنة خالصا قلت أعود كما كنت- فمسح على عيني فعدت كما كنت قال فحدثت ابن أبي عمير بهذا فقال- أشهد أن هذا حق كما أن النهار حق

[4]
اشارة

1395- 4 الكافي، 1/ 470/ 4/ 1 محمد [عن أحمد] عن محمد بن الحسين عن محمد بن علي عن عاصم عن محمد عن أبي جعفر ع قال كنت عنده يوما إذ وقع زوج ورشان على الحائط و هدلا

الوافي، ج 3، ص: 771

هديلهما فرد أبو جعفر ع عليهما كلامهما ساعة ثم نهضا فلما طارا على الحائط هدل الذكر على الأنثى ساعة ثم نهضا فقلت جعلت فداك ما هذا الطائر قال يا بن مسلم كل شي ء خلقه اللّٰه من طير أو بهيمة أو شي ء فيه روح فهو أسمع لنا و أطوع من ابن آدم إن هذا الورشان ظن بامرأته فحلفت له ما فعلت فقالت ترضى بمحمد بن علي فرضيا بي فأخبرته أنه لها ظالم فصدقها

بيان

الورشان محركة طائر و الهديل صوته و كأنه الحمامة الوحشية ظن بامرأته يعني السفاح

[5]
اشارة

1396- 5 الكافي، 1/ 471/ 5/ 1 الاثنان عن ابن أسباط عن صالح بن حمزة عن أبيه عن الحضرمي قال لما حمل أبو جعفر ع إلى الشام إلى هشام بن عبد الملك و صار ببابه قال لأصحابه و من كان بحضرته من بني أمية إذا رأيتموني قد وبخت محمد بن علي ثم رأيتموني قد سكت- فليقبل عليه كل رجل منكم فليوبخه ثم أمر أن يؤذن له فلما دخل عليه أبو جعفر ع قال بيده السلام عليكم فعمهم جميعا بالسلام ثم جلس- فازداد هشام عليه حنقا بتركه السلام عليه بالخلافة و جلوسه بغير إذن فأقبل يوبخه و يقول فيما يقول له يا محمد بن علي لا يزال الرجل منكم قد شق عصا المسلمين و دعا إلى نفسه و زعم أنه الإمام سفها و قلة علم- و وبخه بما أراد أن يوبخه فلما سكت أقبل عليه القوم رجل بعد رجل يوبخه حتى انقضى آخرهم فلما سكت القوم نهض ع قائما ثم قال أيها الناس أين تذهبون و أين يراد بكم بنا هدى اللّٰه أولكم و بنا

الوافي، ج 3، ص: 772

يختم آخركم فإن يكن لكم ملك معجل فإن لنا ملكا مؤجلا و ليس بعد ملكنا ملك لأنا أهل العاقبة يقول اللّٰه عز و جل وَ الْعٰاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ فأمر به إلى الحبس- فلما صار إلى الحبس تكلم فلم يبق في الحبس رجل إلا ترشفه و حن إليه فجاء صاحب الحبس إلى هشام فقال يا أمير المؤمنين إني خائف عليك من أهل الشام أن يحولوا بينك و بين مجلسك هذا ثم أخبره بخبره فأمر به

فحمل على البريد هو و أصحابه ليردوا إلى المدينة و أمر أن لا يخرج لهم الأسواق و حال بينهم و بين الطعام و الشراب فساروا ثلاثا لا يجدون طعاما و لا شرابا حتى انتهوا إلى مدين فأغلق باب المدينة دونهم- فشكى أصحابه الجوع و العطش قال فصعد جبلا يشرف عليهم فقال بأعلى صوته- يا أهل المدينة الظالم أهلها أنا بقية اللّٰه يقول اللّٰه سبحانه بَقِيَّتُ اللّٰهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَ مٰا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ قال و كان فيهم شيخ كبير فأتاهم فقال لهم يا قوم هذه و اللّٰه دعوة شعيب النبي و اللّٰه لئن لم تخرجوا إلى هذا الرجل بالأسواق لتؤخذن من فوقكم و من تحت أرجلكم فصدقوني في هذه المرة و أطيعوني و كذبوني فيما تستأنفون فإني ناصح لكم قال فبادروا فأخرجوا إلى محمد بن علي ع و أصحابه بالأسواق فأخبر هشام بن عبد الملك خبر الشيخ فبعث إليه فحمله فلم يدر ما صنع به

بيان

الحنق شدة الغيظ شق عصا المسلمين أوقع الخلاف بينهم و شوش

الوافي، ج 3، ص: 773

ائتلافهم و اجتماعهم ترشفه هكذا وجدناه في النسخ و الترشف بمعنى المص و تصحيحه في هذا المقام لا يخلو من تكلف و ظني أنه بالسين المهملة يعني مشى إليه مشى المقيد يتحامل برجله مع القيد و البريد البغلة المرتبة في رباط ثم سمى به الرسول المحمول عليها ثم سميت المسافة و قد أورد السيد الجليل أبو القاسم علي بن موسى بن طاوس طاب ثراه في كتابه المسمى بالأمان من إخطار الأسفار و الأزمان هذا الحديث نقلا عن محمد بن جرير الطبري الإمامي رحمه اللّٰه من كتابه المسمى بدلائل الإمامة على وجه مبسوط

يشتمل على أكثر ما في حديث الشامي الآتي ذكره أيضا و على أمور أخر يناسب ذكرها في هذا المقام فلا بأس بإيراده هنا

و هو ما ذكره بإسناده عن الصادق ع قال حج هشام بن عبد الملك بن مروان سنة من السنين و كان قد حج في تلك السنة محمد بن علي الباقر و ابنه جعفر بن محمد ع فقال جعفر بن محمد ع الحمد لله الذي بعث محمدا بالحق نبيا و أكرمنا به فنحن صفوة اللّٰه على خلقه و خيرته من عباده و خلفاؤه فالسعيد من اتبعنا و الشقي من عادانا و خالفنا- ثم قال فأخبر مسلمة أخاه بما سمع فلم يعرض لنا حتى انصرف إلى دمشق و انصرفنا إلى المدينة فأنفذ بريدا إلى عامل المدينة بإشخاص أبي و إشخاصي- فأشخصنا فلما وردنا مدينة دمشق حجبنا ثلاثا ثم أذن لنا في اليوم الرابع فدخلنا و إذا قد قعد على سرير الملك و جنده و خاصته وقوف على أرجلهم سماطان متسلحان و قد نصب البرجاس حذاه و أشياخ قومه يرمون فلما دخلنا و أبي إمامي و أنا خلفه فنادى أبي و قال يا محمد ارم مع أشياخ قومك الغرض فقال له أبي إني قد كبرت عن الرمي فهل رأيت أن تعفيني فقال و حق من أعزنا بدينه و نبيه محمد ص لا أعفيك- ثم أومى إلى شيخ من بني أمية أن أعطه قوسك فتناول أبي عند ذلك قوس الشيخ ثم تناول منه سهما فوضعه في كبد القوس ثم انتزع و رمى وسط

الوافي، ج 3، ص: 774

الغرض فنصبه فيه ثم رمى فيه الثانية فشق فواق سهمه إلى نصله ثم تابع الرمي حتى شق تسعة أسهم بعضها

في جوف بعض و هشام يضطرب في مجلسه فلم يتمالك إلى أن قال أجدت يا أبا جعفر و أنت أرمى العرب و العجم- هلا زعمت أنك كبرت عن الرمي ثم أدركته ندامة على ما قال و كان هشام لم يكن أجاد أحدا قبل أبي و لا بعده في خلافته فهم به و أطرق إلى الأرض إطراقة يتروى فيه و أنا و أبي واقف حذاه مواجه له فلما طال وقوفنا غضب أبي فهم به و كان أبي ع إذا غضب نظر إلى السماء نظر غضبان يرى الناظر الغضب في وجهه فلما نظر هشام إلى ذلك من أبي قال له إلي يا محمد فصعد أبي إلى السرير و أنا أتبعه فلما دنا من هشام قام إليه و اعتنقه و أقعده عن يمينه ثم اعتنقني و أقعدني عن يمين أبي ثم أقبل على أبي بوجهه فقال له يا محمد لا يزال العرب و العجم يسودها قريش ما دام فيهم مثلك لله درك من علمك هذا الرمي و في كم تعلمته فقال أبي قد علمت أن أهل المدينة يتعاطونه فتعاطيته أيام حداثتي ثم تركته فلما أراد أمير المؤمنين مني ذلك عدت فيه فقال له ما رأيت مثل هذا الرمي قط مذ عقلت و ما ظننت أن في الأرض أحدا يرمي مثل هذا الرمي- أ يرمى جعفر مثل رميك- فقال إنا نحن نتوارث الكمال و التمام اللذين أنزلهما اللّٰه على نبيه ع في قوله الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلٰامَ دِيناً و الأرض لا تخلو ممن يكمل هذه الأمور التي يقصر غيرنا عنها قال فلما سمع ذلك من أبي انقلبت عينه اليمنى فاحولت و أحمر

وجهه و كان ذلك علامة غضبه إذا غضب ثم أطرق هنيئة ثم رفع رأسه فقال لأبي أ لسنا بنو عبد مناف نسبنا و نسبكم واحد فقال أبي نحن كذلك و لكن اللّٰه جل ثناؤه اختصنا من

الوافي، ج 3، ص: 775

مكنون سره و خالص علمه بما لم يخص به أحدا غيرنا- فقال أ ليس اللّٰه جل ثناؤه بعث محمدا ص من شجرة عبد مناف إلى الناس كافة أسودها و أبيضها أحمرها من أين ورثتم ما ليس لغيركم- و رسول اللّٰه مبعوث إلى الناس كافة و ذلك قول اللّٰه تبارك و تعالى وَ لِلّٰهِ مِيرٰاثُ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ إلى آخر الآية فمن أين ورثتم هذا العلم و ليس بعد محمد ص نبي و لا أنتم أنبياء فقال من قوله تبارك و تعالى لنبيه ص- لٰا تُحَرِّكْ بِهِ لِسٰانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ الذي لم يحرك به لسانه لغيرنا أمره اللّٰه أن يخصنا به من دون غيرنا فلذلك كان ناجى أخاه عليا من دون أصحابه- فأنزل اللّٰه بذلك قرآنا في قوله وَ تَعِيَهٰا أُذُنٌ وٰاعِيَةٌ- فقال رسول اللّٰه ص لأصحابه سألت اللّٰه أن يجعلها أذنك يا علي فلذلك قال علي بن أبي طالب ص بالكوفة علمني رسول اللّٰه ص ألف باب من العلم ففتح كل باب ألف باب- خصه رسول اللّٰه ص من مكنون سره بما يخص أمير المؤمنين ع أكرم الخلق عليه كما خص اللّٰه نبيه و أخاه عليا من مكنون سره و خالص علمه بما لم يخص به أحدا من قومه حتى صار إلينا فتوارثناه من دون أهلنا- فقال هشام بن عبد الملك إن عليا كان يدعي علم الغيب و اللّٰه لم يطلع على غيبة أحدا فمن أين

ادعى ذلك فقال أبي إن اللّٰه جل ذكره أنزل على نبيه ص كتابا بين فيه ما كان و ما يكون إلى يوم القيامة في قوله تعالى- وَ نَزَّلْنٰا عَلَيْكَ الْكِتٰابَ تِبْيٰاناً لِكُلِّ شَيْ ءٍ و هُدىً وَ مَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ و في

الوافي، ج 3، ص: 776

قوله وَ كُلَّ شَيْ ءٍ أَحْصَيْنٰاهُ فِي إِمٰامٍ مُبِينٍ و في قوله تعالى مٰا فَرَّطْنٰا فِي الْكِتٰابِ مِنْ شَيْ ءٍ- و في قوله وَ مٰا مِنْ غٰائِبَةٍ فِي السَّمٰاءِ وَ الْأَرْضِ إِلّٰا فِي كِتٰابٍ مُبِينٍ- و أوحى اللّٰه إلى نبيه ص أن لا يبق في غيبة و سره و مكنون علمه شيئا إلا أن يناجي به عليا فأمره أن يؤلف القرآن من بعده و يتولى غسله و تكفينه و تحنيطه من دون قومه و قال لأصحابه حرام على أصحابي و أهلي أن ينظروا إلى عورتي غير أخي علي فإنه مني و أنا منه له ما لي و عليه ما علي و هو قاضي ديني و منجز وعدي ثم قال لأصحابه علي بن أبي طالب يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت أنا على تنزيله و لم يكن عند أحد تأويل القرآن بكماله و تمامه إلا عند علي و لذلك قال رسول اللّٰه ص أقضاكم علي أي هو قاضيكم و قال عمر بن الخطاب لو لا علي لهلك عمر يشهد له عمر و يجحده غيره فأطرق هشام طويلا ثم رفع رأسه فقال سل حاجتك فقال خلفت عيالي و أهلي مستوحشين لخروجي فقال قد آنس اللّٰه وحشتهم برجوعك إليهم و لا تقم سر من يومك فاعتنقه أبي و دعا له و فعلت أنا كفعل أبي ثم نهض و نهضت معه و خرجنا إلى بابه إذا ميدان ببابه

و في آخر الميدان أناس قعود عدد كثير قال أبي من هؤلاء فقال الحجاب هؤلاء القسيسون و الرهبان و هذا عالم لهم يقعد إليهم في كل سنة يوما واحدا يستفتونه فيفتيهم فلف أبي عند ذلك رأسه بفاضل ردائه و فعلت أنا مثل فعل أبي فأقبل نحوهم حتى قعد نحوهم و قعدت وراء أبي- و رفع ذلك الخبر إلى هشام فأمر بعض غلمانه أن يحضر الموضع فينظر ما يصنع أبى فأقبل و أقبل عدد من المسلمين فأحاطوا بنا و أقبل عالم النصارى قد شد حاجبيه بحريرة بيضاء حتى توسطنا فقام إليه جميع القسيسين و الرهبان مسلمين

الوافي، ج 3، ص: 777

عليه فجاءوا به إلى صدر المجلس فقعد فيه و أحاط به أصحابه و أبي و أنا بينهم- فأدار نظره ثم قال لأبي أ منا أم من هذه الأمة المرحومة فقال أبي بل من هذه الأمة المرحومة فقال من أين أنت من علمائها أم من جهالها فقال أبي لست من جهالها فاضطرب اضطرابا شديدا ثم قال له أسألك فقال له أبي سل فقال من أين ادعيتم أن أهل الجنة يطعمون و يشربون و لا يحدثون و لا يبولون و ما الدليل فيما تدعونه من شاهد لا يجهل فقال له أبي دليل ما ندعي من شاهد لا يجهل الجنين في بطن أمه يطعم و لا يحدث قال فاضطرب النصراني اضطرابا شديدا ثم قال هلا زعمت أنك لست من علمائها فقال له أبي و لا من جهالها و أصحاب هشام يستمعون ذلك فقال لأبي أسألك عن مسألة أخرى- فقال له أبي سل فقال من أين ادعيتم أن فاكهة الجنة أبدا غضة طرية- موجودة غير معدومة عند جميع أهل الجنة أبدا

و ما الدليل عليه فيما تدعونه من شاهد لا يجهل فقال له أبي دليل ما ندعي لأن ترابها أبدا يكون غضا طريا موجودا غير معدوم عند جميع أهل الجنة لا ينقطع فاضطرب اضطرابا شديدا ثم قال كلا زعمت أنك لست من علمائها فقال له أبي و لا من جهالها فقال له أسألك عن مسألة فقال سل فقال أخبرني عن ساعة لا من ساعات الليل و لا من ساعات النهار فقال له أبي هي الساعة التي بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس- يهدأ فيها المبتلى و يرقد فيها الساهر و يفيق المغمى عليه جعلها اللّٰه في الدنيا رغبة للراغبين و في الآخرة للعاملين لها و دليلا واضحا و حجابا بالغا على الجاحدين المتكبرين التاركين لها- قال فصاح النصراني صيحة ثم قال بقيت مسألة واحدة و اللّٰه لأسألك عن مسألة لا تهدي إلى الجواب عنها أبدا فقال له أبي سل فإنك حانث في يمينك فقال أخبرني عن مولودين ولدا في يوم واحد و ماتا في يوم واحد عمر

الوافي، ج 3، ص: 778

أحدهما مائة و خمسون سنة و الآخر خمسون سنة في دار الدنيا فقال له ذلك عزير و عزرة ولدا في يوم واحد فلما بلغا مبلغ الرجال خمسة و عشرين عاما مر عزير على حماره راكبا على قرية بأنطاكية و هي خاوية على عروشها فقال إني يحيي هذه اللّٰه بعد موتها و قد كان اصطفاه و هداه فلما قال ذلك القول غضب اللّٰه عليه فأماته اللّٰه مائة عام سخطا عليه بما قال- ثم بعثه على حماره بعينه و طعامه و شرابه و عاد إلى داره و عزرة أخوه لا يعرفه- فاستضافه فأضافه و بعث إليه ولد عزير

و ولد ولده و قد شاخوا و عزير شاب في سن خمس و عشرين سنة فلم يزل عزير يذكر أخاه و ولده و قد شاخوا و هم يذكرون ما يذكرهم و يقولون ما أعلمك بأمر قد مضت عليه السنون و الشهور- و يقول له عزرة و هو شيخ كبير ابن مائة و خمس و عشرين سنة ما رأيت شابا في سن خمس و عشرين سنة أعلم بما كان بيني و بين أخي عزير أيام شبابي منك فمن أهل السماء أنت أم من أهل الأرض فقال عزير لأخيه عزرة أنا عزير سخط اللّٰه علي بقول قلته بعد أن اصطفاني و هداني فأماتني مائة سنة ثم بعثني ليزدادوا بذلك يقينا إن اللّٰه على كل شي ء قدير و ها هو هذا حماري- و طعامي و شرابي الذي خرجت به من عندكم أعاده اللّٰه تعالى كما كان فعندها أيقنوا فأعاشه اللّٰه بينهم خمسا و عشرين سنة ثم قبضه اللّٰه و أخاه في يوم واحد فنهض عالم النصارى عند ذلك قائما و قام النصارى على أرجلهم فقال لهم عالمهم جئتموني بأعلم مني و أقعدتموه معكم حتى هتكني و فضحني و أعلم المسلمين بأن لهم من أحاط بعلومنا و عنده ما ليس عندنا لا و اللّٰه لا أكلمنكم من رأسي كلمة واحدة و لا قعدت لكم إن عشت سنة فتفرقوا و أبي قاعد مكانه و أنا معه- و رفع ذلك الخبر إلى هشام بن عبد الملك فلما تفرق الناس نهض أبي و انصرف

الوافي، ج 3، ص: 779

إلى المنزل الذي كنا فيه فوافانا رسول هشام بالجائزة و أمرنا أن ننصرف إلى المدينة من ساعتنا و لا نحتبس لأن الناس ماجوا و خاضوا

فيما دار بين أبي و بين عالم النصارى فركبنا دوابنا منصرفين و قد سبقنا بريد من عند هشام إلى عامل مدين على طريقنا إلى المدينة إن ابني أبي تراب الساحرين محمد بن علي و جعفر بن محمد الكذابين بل هو الكذاب لعنه اللّٰه فيما يظهران من الإسلام وردا علي- و لما صرفتهما إلى المدينة مالا إلى القسيسين و الرهبان من كفار النصارى و أظهرا لهم دينهما و مرقا من الإسلام إلى الكفر دين النصارى و تقربا إليهم بالنصرانية فكرهت أن أنكل بهما لقرابتهما فإذا قرأت كتابي هذا فناد في الناس- برئت الذمة ممن يشاريهما أو يبايعهما أو يصافحهما أو يسلم عليهما فإنهما قد ارتدا عن الإسلام و رأى أمير المؤمنين أن يقتلهما و دوابهما و غلمانهما و من معهما شر قتلة- قال فورد البريد إلى مدينة مدين فلما شارفنا مدينة مدين قدم أبي غلمانه ليرتادوا لنا منزلا و يشتروا لدوابنا علفا و لنا طعاما فلما قرب غلماننا من باب المدينة أغلقوا الباب في وجوهنا و شتمونا و ذكروا علي بن أبي طالب ص فقالوا لا نزول لكم عندنا و لا شراء و لا بيع يا كفار يا مشركين يا مرتدين يا كذابين يا شر الخلائق أجمعين فوقف غلماننا على الباب حتى انتهينا إليهم- فكلمهم أبي و لين القول و قال لهم اتقوا اللّٰه و لا تغلظون فلسنا كما بلغكم- و لا نحن كما تقولون فاسمعونا فقال لهم فهبنا كما تقولون افتحوا لنا الباب و شارونا و بايعونا كما تشارون و تبايعون اليهود و النصارى و المجوس فقالوا أنتم شر من اليهود و النصارى و المجوس لأن هؤلاء يؤدون الجزية و أنتم ما تؤدون فقال لهم

أبي فافتحوا لنا الباب و أنزلونا و خذوا منا الجزية كما تأخذون منهم فقالوا لا نفتح و لا كرامة لكم حتى تموتوا على ظهور دوابكم جياعا نياعا أو تموت

الوافي، ج 3، ص: 780

دوابكم تحتكم فوعظهم أبي فازدادوا عتوا و نشوزا قال فثنى أبي رجله عن سرجه ثم قال- مكانك يا جعفر لا تبرح ثم صعد على الجبل المطل على مدينة مدين و أهل مدين ينظرون إليه ما يصنع فلما صار في أعلاه استقبل بوجهه المدينة و خده ثم وضع إصبعيه في أذنيه ثم نادى بأعلى صوته وَ إِلىٰ مَدْيَنَ أَخٰاهُمْ شُعَيْباً إلى قوله بَقِيَّتُ اللّٰهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ نحن و اللّٰه بقية اللّٰه في أرضه فأمر اللّٰه ريحا سوداء مظلمة فهبت و احتملت صوت أبي فطرحته في إسماع الرجال و الصبيان و النساء فما بقي أحد من الرجال و النساء و الصبيان إلا صعد السطوح و أبي مشرف عليهم و صعد فيمن صعد شيخ من أهل مدين كبير السن فنظر إلى أبي على الجبل فنادى بأعلى صوته اتقوا اللّٰه يا أهل مدين فإنه قد وقف الموقف الذي وقف فيه شعيب ع حين دعا على قومه فإن أنتم لم تفتحوا له الباب و لم تنزلوه جاءكم من اللّٰه العذاب فإني أخاف عليكم و قد أعذر من أنذر ففزعوا و فتحوا الباب و أنزلونا و كتب بجميع ذلك إلى هشام فارتحلنا في اليوم الثاني فكتب هشام إلى عامل مدين يأمره بأن يأخذ الشيخ فيطمره رحمة اللّٰه عليه و صلواته و كتب إلى عامل مدينة الرسول أن يحتال في سم أبي في طعام أو شراب- فمضى هشام و لم يتهيأ له في أبي من ذلك شي ء

[6]
اشارة

1397- 6 الكافي، 8/ 120/ 93/ 1 العدة عن البرقي عن السراد عن الثمالي و أبي منصور عن أبي الربيع قال حججنا مع أبي جعفر ع في السنة التي كان حج فيها هشام بن عبد الملك و كان معه نافع مولى عمر بن الخطاب فنظر نافع إلى أبي جعفر ع في ركن البيت و قد اجتمع عليه الناس فقال نافع يا أمير المؤمنين من هذا الذي قد تكافأ عليه الناس فقال هذا نبي أهل الكوفة هذا محمد بن علي فقال اشهد لآتينه و لأسألنه عن مسائل لا يجيبني فيها إلا نبي أو ابن نبي أو وصي نبي

الوافي، ج 3، ص: 781

قال فاذهب إليه و اسأله لعلك تخجله فجاء نافع حتى اتكأ على الناس- ثم أشرف على أبي جعفر ع فقال يا محمد بن علي أني قرأت التوراة و الإنجيل و الزبور و الفرقان و قد عرفت [علمت] حلالها و حرامها و قد جئت أسألك عن مسائل لا يجيب فيها إلا نبي أو وصي نبي أو ابن نبي قال فرفع أبو جعفر ع رأسه فقال سل عما بدا لك فقال أخبرني كم بين عيسى و بين محمد ص من سنة قال أخبرك بقولي أو بقولك قال أخبرني بالقولين جميعا قال أما في قولي فخمسمائة سنة و أما في قولك فستمائة سنة- قال فأخبرني عن قول اللّٰه عز و جل لنبيه وَ سْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنٰا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنٰا أَ جَعَلْنٰا مِنْ دُونِ الرَّحْمٰنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ من الذي سأله محمد و كان بينه و بين عيسى خمسمائة سنة قال فتلا أبو جعفر ع هذه الآية- سُبْحٰانَ الَّذِي أَسْرىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرٰامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي

بٰارَكْنٰا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيٰاتِنٰا فكان من الآيات التي أراها اللّٰه تعالى محمدا ص حيث أسرى به إلى بيت المقدس أن حشر اللّٰه عز و جل ذكره- الأولين و الآخرين من النبيين و المرسلين ثم أمر جبرئيل ع فأذن شفعا و أقام شفعا و قال في أذانه حي على خير العمل- ثم تقدم محمد فصلى بالقوم فلما انصرف قال لهم على ما تشهدون و ما كنتم تعبدون قالوا نشهد أن لا إله إلا اللّٰه وحده لا شريك له و إنك لرسول اللّٰه أخذ على ذلك عهودنا و مواثيقنا فقال نافع صدقت يا أبا جعفر فأخبرني عن قول اللّٰه عز و جل أَ وَ لَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضَ كٰانَتٰا رَتْقاً فَفَتَقْنٰاهُمٰا قال إن اللّٰه تعالى لما أهبط آدم إلى الأرض

الوافي، ج 3، ص: 782

كانت السماء رتقا لا تمطر شيئا و كانت الأرض رتقا لا تنبت شيئا فلما أن تاب اللّٰه تعالى على آدم ع أمر السماء فتفطرت بالغمام ثم أمرها فأرخت عزاليها ثم أمر الأرض فأنبتت الأشجار و أثمرت الثمار و تفهقت بالأنهار فكان ذلك رتقها و هذا فتقها- فقال نافع صدقت يا بن رسول اللّٰه فأخبرني عن قول اللّٰه تعالى يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَ السَّمٰاوٰاتُ أي أرض تبدل يومئذ فقال أبو جعفر ع أرض بيضاء خبزة يأكلون منها حتى يفرغ اللّٰه تعالى من الحساب فقال نافع إنهم عن الأكل لمشغولون فقال أبو جعفر ع أ هم يومئذ أشغل أم إذ هم في النار قال نافع بل إذ هم في النار قال فو الله ما شغلهم إذ دعوا بالطعام فأطعموا الزقوم و دعوا بالشراب فسقوا الحميم قال صدقت يا بن

رسول اللّٰه و لقد بقيت مسألة واحدة قال و ما هي- قال أخبرني عن اللّٰه تعالى متى كان قال ويلك متى لم يكن حتى أخبرك متى كان سبحان من لم يزل و لا يزال فردا صمدا لم يتخذ صاحبة و لا ولدا ثم قال يا نافع أخبرني عما أسألك عنه قال و ما هو قال ما تقول في أصحاب النهروان فإن قلت إن أمير المؤمنين ص قتلهم بحق فقد ارتددت و إن قلت إنه قتلهم باطلا فقد كفرت قال فولى من عنده و هو يقول أنت و اللّٰه أعلم الناس حقا حقا فأتى هشاما فقال له ما صنعت قال دعني من كلامك هذا و اللّٰه أعلم الناس حقا حقا- و هو ابن رسول اللّٰه ص حقا و يحق لأصحابه أن يتخذوه نبيا

الوافي، ج 3، ص: 783

بيان

تكافأ تمايل و في بعض النسخ تداك أي تزاحم و قال في أذانه حي على خير العمل كنى ع بذلك عن تخطئة عمر في نهيه عن هذه الكلمة في الأذان فتفطرت بالغمام بالفاء أي تشققت بخروجه عنها و هذا مثل قوله تعالى يَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمٰاءُ بِالْغَمٰامِ و العزالي بفتح المهملة ثم الزاي و بكسر اللام و فتحها معا جمع عزلاء و هو مصب الماء من الراوية و نحوها و تفهقت بالأنهار امتلأت بها يعني ملأتها فقد ارتددت وجه ارتداده حكمه بجواز قتل المسلمين و وجه كفره تخطئته خليفة رسول اللّٰه ص و قد سكت عن جوابه ع لأنه قد أخذه من جوانبه بأبين الحجج و سد عليه سبيل المخرج فكأنه قد ألقم حجرا

[7]
اشارة

1398- 7 الكافي، 8/ 122/ 94/ 1 البرقي عن إسماعيل بن أبان عن عمر بن عبد اللّٰه الثقفي قال أخرج هشام بن عبد الملك أبا جعفر ع من المدينة إلى الشام أنزله معه و كان يقعد مع الناس في مجالسهم فبينا هو قاعد و عنده جماعة من الناس يسألونه إذ نظر إلى النصارى يدخلون في جبل هناك فقال ما لهؤلاء أ لهم عيد اليوم فقالوا لا يا بن رسول اللّٰه- و لكنهم يأتون عالما لهم في هذا الجبل في كل سنة في هذا اليوم فيخرجونه- فيسألونه عما يريدون و عما يكون في عامهم- فقال أبو جعفر ع و له علم فقالوا هو من أعلم الناس- قد أدرك أصحاب الحواريين من أصحاب عيسى ع قال فهل

الوافي، ج 3، ص: 784

نذهب إليه قالوا ذاك إليك يا بن رسول اللّٰه قال فقنع أبو جعفر ع رأسه بثوبه و مضى هو و أصحابه و اختلطوا

بالناس حتى أتوا الجبل- فقعد أبو جعفر ع وسط النصارى هو و أصحابه و أخرج النصارى بساطا ثم وضعوا الوسائد ثم دخلوا فأخرجوه ثم ربطوا عينيه- فقلب عينيه كأنهما عينا أفعى ثم قصد إلى أبي جعفر ع فقال يا شيخ أ منا أنت أم من الأمة المرحومة فقال أبو جعفر ع بل من الأمة المرحومة فقال أ فمن علمائهم أنت أم من جهالهم- فقال لست من جهالهم فقال النصراني أسألك أم تسألني فقال أبو جعفر ع سلني فقال النصراني يا معشر النصارى رجل من أمة محمد ص يقول سلني إن هذا لملي ء بالمسائل ثم قال يا عبد اللّٰه أخبرني عن ساعة ما هي من الليل و لا من النهار أي ساعة هي- قال أبو جعفر ع ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس فقال النصراني فإذا لم تكن من ساعات الليل و لا من ساعات النهار فمن أي ساعات هي فقال أبو جعفر ع من ساعات الجنة و فيها تفيق مرضانا فقال النصراني فأسألك أو تسألني فقال أبو جعفر ع سلني- فقال النصراني يا معشر النصارى إن هذا لملي ء بالمسائل أخبرني عن أهل الجنة كيف صاروا يأكلون و لا يتغوطون أعطني مثلهم في الدنيا فقال أبو جعفر ع هذا الجنين في بطن أمه يأكل مما تأكل أمه و لا يتغوط فقال النصراني أ لم تقل ما أنا من علمائهم فقال أبو جعفر ع إنما قلت لك ما أنا من جهالهم فقال النصراني فأسألك أو

الوافي، ج 3، ص: 785

تسألني فقال أبو جعفر ع سلني فقال يا معشر النصارى و اللّٰه لأسألنه عن مسألة يرتطم فيها كما يرتطم الحمار في الوحل فقال له سل فقال أخبرني عن

رجل دنا من امرأته فحملت باثنين حملتهما جميعا في ساعة واحدة و ولدتهما في ساعة واحدة و ماتا في ساعة واحدة و دفنا في قبر واحد و عاش أحدهما خمسين و مائة سنة و عاش الآخر خمسين سنة من هما- فقال أبو جعفر ع هما عزير و عزرة كانا حملت أمهما بهما على ما وصفت و وضعتهما على ما وصفت و عاش عزير و عزرة كذا و كذا سنة ثم أمات اللّٰه تعالى عزيرا مائة سنة ثم بعث فعاش مع عزرة هذه الخمسين سنة و ماتا كلاهما في ساعة واحدة- فقال النصراني يا معشر النصارى ما رأيت بعيني أحدا قط أعلم من هذا الرجل لا تسألوني عن حرف و هذا بالشام ردوني قال فردوه إلى كهفه و رجع النصارى مع أبي جعفر ع

بيان

ربطوا عينيه لعل المراد بربط عينيه ربط أجفانه إلى فوق أو حاجبيه لتبقى عيناه مفتوحتين و قد مضى أنه شد حاجبيه بحريرة بيضاء و كأنه لم يقو على فتح عينيه لشدة كبره ثم قصد إلى أبي جعفر ع مال نحوه لست من جهالهم نفى عن نفسه الشريفة الجهل و لم يدع العلم تواضعا منه لله سبحانه تعجب النصراني من أمره ع إياه بأن يسأله مع وفور علمه بزعمه فقال اعترافا أو استهزاء إن هذا لملي ء بالمسائل حيث اجترأ علي بمثل هذا الأمر يرتطم يحتبس

[8]
اشارة

1399- 8 الكافي، 8/ 349/ 548 العدة عن البرقي عن الحسن بن

الوافي، ج 3، ص: 786

زيد النوفلي عن علي بن داود اليعقوبي عن عيسى بن عبد اللّٰه العلوي قال و حدثني الأسيدي و محمد بن مبشر أن عبد اللّٰه بن نافع الأزرق كان يقول لو أني علمت أن بين قطريها أحدا يبلغني إليه المطايا يخصمني أن عليا قتل أهل النهروان و هو لهم غير ظالم لرحلت إليه فقيل له و لا ولده- فقال أ في ولده عالم فقيل له هذا أول جهلك و هم يخلون من عالم قال فمن عالمهم اليوم قيل محمد بن علي بن الحسين بن علي ع قال فرحل في صناديد أصحابه حتى أتى المدينة فاستأذن على أبي جعفر ع فقيل له هذا عبد اللّٰه بن نافع فقال و ما يصنع بي و هو يبرأ مني و من أبي طرفي النهار فقال له أبو بصير الكوفي جعلت فداك إن هذا يزعم أنه لو علم أن بين قطريها أحدا يبلغه المطايا إليه يخصمه بأن عليا ع قتل أهل النهروان و هو لهم غير ظالم لرحل إليه فقال أبو

جعفر ع أ تراه جاءني مناظرا قال نعم فقال يا غلام اخرج فحط رحله و قل له إذا كان الغد فأتنا قال فلما أصبح عبد اللّٰه بن نافع غدا في صناديد أصحابه و بعث أبو جعفر ع إلى جميع أبناء المهاجرين و الأنصار فجمعهم ثم خرج إلى الناس في ثوبين ممغرين و أقبل على الناس كأنه فلقة قمر- فقال الحمد لله محيث الحيث و مكيف الكيف و مؤين الأين- الحمد لله الذي لٰا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لٰا نَوْمٌ لَهُ مٰا فِي السَّمٰاوٰاتِ وَ مٰا فِي الْأَرْضِ إلى

الوافي، ج 3، ص: 787

آخر الآية و أشهد أن لا إله إلا اللّٰه وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله اجتباه و هداه إلى صراط مستقيم الحمد لله الذي أكرمنا بنبوته و اختصنا بولايته يا معشر أبناء المهاجرين و الأنصار من كانت عنده منقبة في علي بن أبي طالب ع فليقم و ليتحدث قال فقام الناس فسردوا تلك المناقب فقال عبد اللّٰه أنا أروى لهذه المناقب من هؤلاء و إنما أحدث علي الكفر بعد تحكيمه الحكمين حتى انتهوا في المناقب إلى حديث خيبر و لأعطين الراية غدا رجلا يحب اللّٰه و رسوله و يحبه اللّٰه و رسوله كرارا غير فرار لا يرجع حتى يفتح اللّٰه على يديه فقال أبو جعفر ع ما تقول في هذا الحديث- فقال هو حق لا شك فيه و لكن أحدث الكفر بعد فقال له أبو جعفر ع ثكلتك أمك أخبرني عن اللّٰه تعالى أحب علي بن أبي طالب ع يوم أحبه و هو يعلم أنه يقتل أهل النهروان أم لم يعلم- فقال ابن نافع أعد علي فقال له أبو جعفر

ع أخبرني عن اللّٰه تعالى أحب عليا يوم أحبه و هو يعلم أنه يقتل أهل النهروان أم لم يعلم قال إن قلت لا كفرت قال فقال قد علم قال فأحبه اللّٰه على أن يعمل بطاعته أو على أن يعمل بمعصيته فقال على أن يعمل بطاعته فقال له أبو جعفر ع فقم مخصوما فقام و هو يقول حَتّٰى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ اللّٰه أعلم حيث يجعل رسالاته

بيان

بين قطريها أي قطري الأرض و المطية الدابة تسرع في سيرها و لا

الوافي، ج 3، ص: 788

ولده يعني و لا ولده أهلا لذلك و هم يخلون من عالم إنكار لخلوهم عن العلم و الصندد كزبرج السيد و الشريف ممغرين مصبوغين بالمغرة و هي الطين الأحمر كأنه فلقة قمر أي قطعة منه أنا أروى أكثر رواية لها منهم

[9]
اشارة

1400- 9 الكافي، 1/ 472/ 6/ 1 سعد بن عبد اللّٰه و الحميري عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي عن الحسين عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع قال قبض محمد بن علي الباقر ع و هو ابن سبع و خمسين سنة في عام أربع عشرة و مائة عاش بعد علي بن الحسين ع تسع عشرة سنة و شهرين

بيان

قال في الكافي ولد أبو جعفر ع سنة سبع و خمسين و قبض ع سنة أربع عشرة و مائة و له سبع و خمسون سنة و دفن بالمدينة بالبقيع في القبر الذي دفن فيه أبوه علي بن الحسين ع و كانت أمه أم عبد اللّٰه بنت الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام و على ذريتهم الهادية و قال في التهذيب أمه أم عبد اللّٰه بنت الحسن بن علي و هو هاشمي من هاشميين علوي من علويين و وافق صاحب الكافي في سائر المذكورات

الوافي، ج 3، ص: 789

باب 118 ما جاء في أبي عبد اللّٰه جعفر بن محمد الصادق ع

[1]
اشارة

1401- 1 الكافي، 1/ 472/ 1/ 1 محمد عن أحمد عن عبد اللّٰه بن أحمد عن إبراهيم بن الحسن عن وهب بن حفص عن إسحاق بن جرير قال قال أبو عبد اللّٰه ع كان سعيد بن المسيب و القاسم بن محمد بن أبي بكر و أبو خالد الكابلي من ثقات علي بن الحسين ع ثم قال ع و كانت أمي ممن آمنت و اتقت و أحسنت و اللّٰه يحب المحسنين قال ع و قالت أمي قال أبي يا أم فروة إني لأدعو اللّٰه تعالى لمذنبي شيعتنا في اليوم و الليلة ألف مرة لأنا نحن فيما ينوبنا من الرزايا نصبر على ما نعلم من الثواب و هم يصبرون على ما لا يعلمون

بيان

أمه ع هي أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر رضي اللّٰه عنهما قال أبي يعني أبا جعفر ع ينوبنا من الرزايا ينزل بنا من المصيبات

[2]
اشارة

1402- 2 الكافي، 1/ 473/ 2/ 1 بعض أصحابنا عن ابن جمهور عن أبيه عن سليمان بن سماعة عن عبد اللّٰه بن القاسم عن المفضل بن عمر قال وجه أبو جعفر المنصور إلى الحسن بن زيد و هو واليه على الحرمين أن أحرق على جعفر بن محمد داره فألقى النار في دار أبي عبد اللّٰه ع فأخذت

الوافي، ج 3، ص: 790

النار في الباب و الدهليز فخرج أبو عبد اللّٰه ع يتخطى النار و يمشي فيها و يقول أنا ابن أعراق الثرى أنا ابن إبراهيم خليل اللّٰه ع

بيان

العرق الأصل و أصول الأرض الأنبياء ع و يقال فحل معرق أي عريق النسب أصيل و تأتي قصتان أخريان له ع مع أبي الدوانيق في باب الدعاء للخوف من السلطان من أبواب الذكر و الدعاء من كتاب الصلاة إن شاء اللّٰه تعالى

[3]
اشارة

1403- 3 الكافي، 1/ 473/ 3/ 1 الاثنان عن البرقي عن أبيه عمن ذكره عن رفيد مولى يزيد بن عمر بن هبيرة قال سخط على ابن هبيرة و حلف علي ليقتلني فهربت منه و عذت بأبي عبد اللّٰه ع فأعلمته خبري فقال لي انصرف إليه و اقرأه مني السلام و قل له إني قد أجرت عليك مولاك رفيدا فلا تهجه بسوء فقلت له جعلت فداك شامي خبيث الرأي فقال اذهب إليه كما أقول لك فأقبلت فلما كنت في بعض البوادي استقبلني أعرابي فقال أين تذهب إني أرى وجه مقتول ثم قال لي أخرج يدك ففعلت فقال يد مقتول ثم قال أبرز رجلك فأبرزت رجلي فقال رجل مقتول ثم قال أبرز جسدك ففعلت فقال جسد مقتول ثم قال أخرج لسانك ففعلت فقال لي امض فلا بأس عليك فإن في لسانك رسالة لو أتيت بها الجبال الرواسي لانقادت لك- قال فجئت حي وقفت على باب ابن هبيرة فاستأذنت فلما دخلت عليه قال أتتك بخائن رجلاه يا غلام النطع و السيف ثم أمر بي فكتفت و شد رأسي و قام على السياف ليضرب عنقي فقلت أيها الأمير لم تظفر بي عنوة- و إنما جئتك من ذات نفسي و هاهنا أمر أذكره لك ثم أنت و شأنك فقال

الوافي، ج 3، ص: 791

قل فقلت أخلني فأمر من حضر فخرجوا فقلت له جعفر بن محمد يقرئك السلام و

يقول لك قد أجرت عليك مولاك رفيدا فلا تهجه بسوء فقال اللّٰه أكبر لقد قال لك جعفر هذه المقالة و أقرأني السلام- فحلفت له فردها علي ثلاثا ثم حل أكتافي ثم قال لا يقنعني منك حتى تفعل بي ما فعلت بك قلت ما تنطلق يدي بذاك و لا تطيب به نفسي- فقال و اللّٰه ما يقنعني إلا ذاك ففعلت به كما فعل بي و أطلقته فناولني خاتمه و قال أموري في يدك فدبر فيها ما شئت

بيان

أتتك بخائن رجلاه الخطاب لنفسه و فاعل أتت رجلاه و البارز للخائن و الباء للتعدية فكتفت أي شد يدي إلى خلف بالكتاف و هو حبل شديد عنوة قهرا من ذات نفسي يعني من غير أن يجي ء بي أحد أخلني بفتح الهمزة اجتمع بي في خلوة

[4]
اشارة

1404- 4 الكافي، 1/ 474/ 4/ 1 محمد عن أحمد عن عمر بن عبد العزيز عن الخيبري عن يونس بن ظبيان و مفضل بن عمر و أبو سلمة السراج و الحسين بن ثوير بن أبي فاختة قالوا كنا عند أبي عبد اللّٰه ع فقال- عندنا خزائن الأرض و مفاتيحها و لو شئت أن أقول بإحدى رجلي أخرجي ما فيك من الذهب لأخرجت قال ثم قال بإحدى رجليه فخطها في الأرض خطا فانفجرت الأرض ثم قال بيده فأخرج سبيكة ذهب قدر شبر ثم قال انظروا حسنا فنظرنا فإذا سبائك كثيرة بعضها على بعض يتلألأ فقال بعضنا جعلت فداك أعطيتم ما أعطيتم و شيعتكم محتاجون قال فقال إن اللّٰه سيجمع لنا و لشيعتنا الدنيا و الآخرة- و يدخلهم جنات النعيم و يدخل عدونا الجحيم

الوافي، ج 3، ص: 792

بيان

أن أقول بإحدى رجلي ضمن القول معنى الضرب و قد يجي ء بمعناه أيضا قاله ابن الأنباري و هو المراد به في قوله ثم قال بإحدى رجليه و قوله ثم قال بيده سيجمع لنا يعني في زمان القائم ع و الرجعة

[5]
اشارة

1405- 5 الكافي، 1/ 474/ 5/ 1 الاثنان عن بعض أصحابه عن أبي بصير قال كان لي جار يتبع السلطان فأصاب مالا فأعد قيانا فكان يجمع الجموع إليه و يشرب المسكر و يؤذيني فشكوته إلى نفسه غير مرة فلم ينته- فلما أن ألححت عليه فقال لي يا هذا أنا رجل مبتلى و أنت رجل معافا- فلو عرضتني لصاحبك رجوت أن ينقذني اللّٰه بك فوقع ذلك له في قلبي- فلما صرت إلى أبي عبد اللّٰه ع ذكرت له حاله فقال لي إذا رجعت إلى الكوفة سيأتيك فقل له يقول لك جعفر بن محمد دع ما أنت عليه و أضمن لك على اللّٰه الجنة فلما رجعت إلى الكوفة أتاني فيمن أتى- فاحتبسته عندي حتى خلا منزلي ثم قلت له يا هذا إني ذكرتك لأبي عبد اللّٰه جعفر بن محمد ع فقال لي إذا رجعت إلى الكوفة سيأتيك فقل له يقول لك جعفر بن محمد دع ما أنت عليه و أضمن لك على اللّٰه الجنة- قال فبكى ثم قال لي و اللّٰه لقد قال لك أبو عبد اللّٰه ع هذا- قال فحلفت له أنه قد قال لي ما قلت فقال لي حسبك و مضى فلما كان بعد أيام بعث إلي فدعاني و إذا هو خلف داره عريان فقال لي يا أبا

الوافي، ج 3، ص: 793

بصير لا و اللّٰه ما بقي في منزلي شي ء إلا و قد أخرجته

و أنا كما ترى قال فمضيت إلى إخواننا فجمعت له ما كسوته به ثم لم تأت عليه أيام يسيرة- حتى بعث إلي أني عليل فأتني فجعلت أختلف إليه و أعالجه حتى نزل به الموت فكنت عنده جالسا و هو يجود بنفسه فغشي عليه غشية ثم أفاق فقال لي يا أبا بصير قد وفى صاحبك لنا ثم قبض رحمه اللّٰه- فلما حججت أتيت أبا عبد اللّٰه ع فاستأذنت عليه فلما دخلت قال لي ابتداء من داخل البيت و إحدى رجلي في الصحن و الأخرى في دهليز داره يا أبا بصير قد وفينا لصاحبك

بيان

القينة الأمة المغنية يجود بنفسه يعطي روحه

[6]

1406- 6 الكافي، 1/ 475/ 6/ 1 القميان عن صفوان عن جعفر بن محمد بن الأشعث قال قال لي تدري ما كان سبب دخولنا في هذا الأمر و معرفتنا به و ما كان عندنا منه ذكر و لا معرفة شي ء مما عند الناس قال قلت له ما ذاك قال إن أبا جعفر يعني أبا الدوانيق قال لأبي محمد بن الأشعث يا محمد ابغ لي رجلا له عقل يؤدي عني فقال له أبي قد أصبته لك هذا- فلان بن مهاجر خالي قال فأتني به قال فأتيته بخالي فقال له أبو جعفر يا بن مهاجر خذ هذا المال و ائت المدينة و ائت عبد اللّٰه بن الحسن بن الحسن و عدة من أهل بيته فيهم جعفر بن محمد فقل لهم إني رجل غريب من أهل خراسان و بها شيعة من شيعتكم وجهوا إليكم بهذا المال و ادفع إلى كل واحد منهم على شرط كذا و كذا فإذا قبضوا المال فقل إني رسول و أحب أن يكون معي خطوطكم بقبضكم ما قبضتم فأخذ المال و أتى المدينة فرجع إلى أبي

الوافي، ج 3، ص: 794

الدوانيق و محمد بن الأشعث عنده فقال له أبو الدوانيق ما وراك قال أتيت القوم و هذه خطوطهم بقبضهم المال خلا جعفر بن محمد فإني أتيته و هو يصلي في مسجد الرسول ص فجلست خلفه و قلت ينصرف فأذكر له ما ذكرت لأصحابه فعجل و انصرف ثم التفت إلي فقال- يا هذا اتق اللّٰه و لا تغر أهل بيت محمد فإنهم قريبوا العهد من دولة بني مروان و كلهم محتاج فقلت و ما ذاك أصلحك اللّٰه قال

فأدنى رأسه مني و أخبرني بجميع ما جرى بيني و بينك حتى كأنه كان ثالثنا قال فقال له أبو جعفر يا بن مهاجر اعلم أنه ليس من أهل بيت نبوة إلا و فيه محدث و إن جعفر بن محمد محدثنا اليوم فكانت هذه الدلالة سبب قولنا بهذه المقالة

[7]

1407- 7 الكافي، 8/ 363/ 553 أحمد بن محمد الكوفي عن علي بن الحسن التيمي عن ابن أسباط عن علي بن جعفر قال حدثني معتب أو غيره قال بعث عبد اللّٰه بن الحسن إلى أبي عبد اللّٰه ع يقول لك أبو محمد أنا أشجع منك و أنا أسخى منك و أنا أعلم منك فقال لرسوله أما الشجاعة فو الله ما كان لك موقف يعرف فيه جبنك من شجاعتك و أما السخي فهو الذي يأخذ الشي ء من جهته فيضعه في حقه- و أما العلم فقد أعتق أبوك علي بن أبي طالب ع ألف مملوك- فسم لك خمسة منهم و أنت عالم فعاد إليه فأعلمه ثم عاد إليه فقال له- يقول لك أنت رجل صحفي فقال له أبو عبد اللّٰه ع قل إي و اللّٰه- صحف إبراهيم و موسى و عيسى ورثتها عن آبائي

الوافي، ج 3، ص: 795

[8]

1408- 8 الكافي، 8/ 87/ 50 محمد عن أحمد عن الحجال عن حفص بن أبي عائشة قال بعث أبو عبد اللّٰه ع غلاما له في حاجة فأبطأ فخرج أبو عبد اللّٰه ع على أثره لما أبطأ عليه فوجده نائما فجلس عند رأسه يروحه حتى انتبه فلما انتبه قال له أبو عبد اللّٰه ع يا فلان و اللّٰه ما ذاك لك تنام الليل و النهار لك الليل و لنا منك النهار

[9]
اشارة

1409- 9 الكافي، 8/ 87/ 49 عنه عن أحمد عن محمد بن مرازم عن أبيه قال خرجنا مع أبي عبد اللّٰه ع حيث خرج من عند أبي جعفر من الحيرة فخرج ساعة أذن له و انتهى إلى الساحلين في أول الليل- فعرض له عاشر كان يكون في الساحلين في أول الليل فقال له لا أدعك أن تجوز فألح عليه و طلب إليه فأبى إباء و أنا و مصادف معه فقال له مصادف جعلت فداك إنما هذا كلب قد آذاك و أخاف أن يردك- و ما أدري ما يكون من أبي جعفر و أنا و مرازم أ تأذن لنا أن نضرب عنقه ثم نطرحه في النهر فقال كف يا مصادف فلم يزل يطلب إليه حتى ذهب من الليل أكثره فأذن له فمضى فقال يا مرازم هذا خير أم الذي قلتماه قلت هذا جعلت فداك فقال يا مرازم إن الرجل يخرج من الذل الصغير فيدخله ذلك في الذل الكبير

بيان

الحيرة بالكسر بلد قرب الكوفة و طلب إليه أي راغبا إليه لاستمالته

الوافي، ج 3، ص: 796

و استعطافه و المستتر فيه و في ألح لأبي عبد اللّٰه ع و أنا و مرازم يعني و معك أنا و مرازم نقدر على قتله

[10]
اشارة

1410- 10 الكافي، 1/ 475/ 7/ 1 سعد بن عبد اللّٰه و عبد اللّٰه بن جعفر عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي عن الحسين عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن أبي بصير قال قبض أبو عبد اللّٰه جعفر بن محمد ع و هو ابن خمس و ستين سنة في عام ثمان و أربعين و مائة عاش بعد أبي جعفر ع أربعا و ثلاثين سنة

بيان

قال في الكافي ولد أبو عبد اللّٰه ع سنة ثلاث و ثمانين و مضى ع في شوال من سنة ثمان و أربعين و مائة و له خمس و ستون سنة و دفن بالبقيع في القبر الذي دفن فيه أبوه و جده و الحسن بن علي ع و أمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر و أمها أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر و واقفة في التهذيب قال و روي في بعض الأخبار أنهم أنزلوا على جدتهم فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف رضي اللّٰه عنها

الوافي، ج 3، ص: 797

باب 119 ما جاء في أبي الحسن موسى ع

[1]
اشارة

1411- 1 الكافي، 1/ 476/ 1/ 1 الاثنان عن علي بن السندي القمي عن عيسى بن عبد الرحمن عن أبيه قال دخل ابن عكاشة بن محصن الأسدي على أبي جعفر ع و كان أبو عبد اللّٰه ع قائما عنده فقدم إليه عنبا فقال حبة حبة يأكله الشيخ الكبير أو الصبي الصغير و ثلاثة و أربعة يأكله من يظن أنه لا يشبع و كله حبتين حبتين فإنه يستحب- فقال لأبي جعفر ع لأي شي ء لا تزوج أبا عبد اللّٰه فقد أدرك التزويج قال و بين يديه صرة مختومة فقال أما إنه سيجي ء نخاس من أهل بربر فينزل دار ميمون فنشتري له بهذه الصرة جارية قال فأتى لذلك ما أتى- فدخلنا يوما على أبي جعفر ع فقال ع أ لا أخبركم عن النخاس الذي ذكرته لكم قد قدم فاذهبوا فاشتروا بهذه الصرة منه جارية قال فأتينا النخاس فقال قد بعت ما كان عندي إلا جاريتين مريضتين إحداهما أمثل من الأخرى قلنا فأخرجهما حتى ننظر إليهما فأخرجهما فقلنا بكم تبيعنا هذه المتماثلة

قال بسبعين دينارا قلنا أحسن قال لا أنقص من سبعين دينارا قلنا له نشتريها منك بهذه الصرة ما بلغت و لا ندري ما فيها و كان عنده رجل أبيض الرأس و اللحية قال فكوا و زنوا فقال النخاس لا تفكوا فإنها إن نقصت حبة من سبعين دينارا لم أبايعكم فقال الشيخ ادنوا فدنونا و فككنا الخاتم و وزنا الدنانير فإذا

الوافي، ج 3، ص: 798

هي سبعون دينارا لا تزيد و لا تنقص- فأخذنا الجارية فأدخلناها على أبي جعفر ع و جعفر قائم عنده فأخبرنا أبا جعفر ع بما كان فحمد اللّٰه و أثنى عليه ثم قال لها ما اسمك قالت حميدة فقال ع حميدة في الدنيا محمودة في الآخرة أخبريني عنك أ بكر أنت أم ثيب فقالت بكر قال و كيف و لا يقع في أيدي النخاسين شي ء إلا أفسدوه فقالت قد كان يجيئني- فيقعد مني مقعد الرجل من المرأة فيسلط اللّٰه عليه رجلا أبيض الرأس و اللحية فلا يزال يلطمه حتى يقوم عني ففعل بي مرارا و فعل الشيخ مرارا- فقال يا جعفر خذها إليك فولدت خير أهل الأرض موسى بن جعفر ع

بيان

النخاس بياع الدواب و الرقيق أمثل أحسن هذه المتماثلة أي التي ترى حسناء

[2]

1412- 2 الكافي، 1/ 477/ 2/ 1 محمد عن محمد بن أحمد عن عبد اللّٰه بن أحمد عن علي بن الحسين عن ابن سنان عن سابق بن الوليد عن المعلى بن خنيس أن أبا عبد اللّٰه ع قال حميدة مصفاة من الأدناس كسبيكة الذهب ما زالت الأملاك تحرسها حتى أديت إلي- كرامة من اللّٰه لي و الحجة من بعدي

[3]
اشارة

1413- 3 الكافي، 1/ 477/ 3/ 1 العدة عن أحمد و علي عن أبيه جميعا عن أبي قتادة القمي عن أبي خالد الزبالي قال لما أقدم بأبي الحسن موسى ع على المهدي القدمة الأولى أنزل بزبالة فكنت أحدثه فرآني

الوافي، ج 3، ص: 799

مغموما فقال لي يا أبا خالد ما لي أراك مغموما و قلت و كيف لا أغتم و أنت تحمل إلى هذه الطاغية و لا أدري ما يحدث فيك فقال ليس علي بأس إذا كان شهر كذا و كذا و يوم كذا فوافني في أول الميل فما كان لي هم إلا إحصاء الشهور و الأيام حتى كان ذلك اليوم فوافيت الميل- فما زلت عنده حتى كادت الشمس أن تغيب و وسوس الشيطان في صدري و تخوفت أن أشك فيما قال فبينا أنا كذلك إذ نظرت إلى سواد قد أقبل من ناحية العراق فاستقبلتهم فإذا أبو الحسن ع أمام القطار على بغلة فقال أيهن يا أبا خالد قلت لبيك يا بن رسول اللّٰه فقال لا تشكن ود الشيطان أنك شككت فقلت الحمد لله الذي خلصك منهم فقال إن لي إليهم عودة لا أتخلص منهم

بيان

المهدي هو الخليفة و التاء في الطاغية للمبالغة أية بكسر الهمزة و فتحها و تنوين الهاء المكسورة و ربما يكتب النون كما في نسخ الكتاب كلمة استزادة و استنطاق

[4]
اشارة

1414- 4 الكافي، 1/ 478/ 4/ 1 أحمد بن مهران و علي عن محمد بن علي عن الحسن بن راشد عن يعقوب بن جعفر بن إبراهيم قال كنت عند أبي الحسن موسى ع إذ أتاه رجل نصراني و نحن معه بالعريض فقال له النصراني إني أتيتك من بلد بعيد و سفر شاق و سألت ربي منذ ثلاثين سنة أن يرشدني إلى خير الأديان و إلى خير العباد و أعلمهم و أتاني آت في النوم فوصف لي رجلا بعلياء دمشق فانطلقت حتى أتيته فكلمته فقال أنا أعلم أهل ديني و غيري أعلم مني فقلت أرشدني إلى من هو أعلم منك- فإني لا أستعظم السفر و لا تبعد علي الشقة

الوافي، ج 3، ص: 800

و لقد قرأت الإنجيل كلها و مزامير داود و قرأت أربعة أسفار من التوراة و قرأت ظاهر القرآن حتى استوعبته كله فقال لي العالم إن كنت تريد علم النصرانية فأنا أعلم العرب و العجم بها و إن كنت تريد علم اليهود فباطي بن شرحبيل السامري أعلم الناس بها اليوم و إن كنت تريد علم الإسلام و علم التوراة و علم الإنجيل و الزبور و كتاب هود و كل ما أنزل على نبي من الأنبياء في دهرك و دهر غيرك و ما نزل من السماء من خبر فعلمه أحد أو لم يعلمه أحد فيه تبيان كل شي ء و شفاء للعاملين و روح لمن استروح إليه و بصيرة لمن أراد اللّٰه به خيرا و أنس إلى

الحق فأرشدك إليه فأته و لو مشيا على رجليك فإن لم تقدر فحبوا على ركبتيك فإن لم تقدر فزحفا على استك فإن لم تقدر فعلى وجهك- فقلت لا بل أنا أقدر على المسير في البدن و المال قال فانطلق من فورك حتى تأتي يثرب فقلت لا أعرف يثرب قال فانطلق حتى تأتي مدينة النبي ص الذي بعث في العرب و هو النبي العربي الهاشمي فإذا دخلتها فسل عن بني غنم بن مالك بن النجار و هو عند باب مسجدها و أظهر بزة النصرانية و حليتها فإن واليها يتشدد عليهم و الخليفة أشد ثم تسأل عن بني عمرو بن مبذول و هو ببقيع الزبير ثم تسأل عن موسى بن جعفر ع و أين منزله و أين هو مسافر أم حاضر فإن كان مسافرا فألحقه فإن سفره أقرب مما ضربت إليه- ثم أعلمه أن مطران علياء الغوطة غوطة دمشق هو الذي أرشدني إليك- و هو يقرئك السلام كثيرا و يقول لك إني لأكثر مناجاة ربي أن يجعل إسلامي على يديك فقص هذه القصة و هو قائم معتمد على عصاه ثم قال إن أذنت لي يا سيدي كفرت لك و جلست فقال آذن لك أن تجلس

الوافي، ج 3، ص: 801

و لا آذن لك أن تكفر فجلس ثم ألقى عنه برنسه ثم قال جعلت فداك تأذن لي في الكلام قال نعم ما جئت إلا له فقال له النصراني- اردد على صاحبي السلام أو ما ترد السلام- فقال أبو الحسن ع على صاحبك أن هداه اللّٰه فأما التسليم فذاك إذا صار في ديننا فقال النصراني إني أسألك أصلحك اللّٰه قال سل قال أخبرني عن كتاب اللّٰه الذي أنزل على محمد

ص و نطق به ثم وصفه بما وصفه به فقال حم وَ الْكِتٰابِ الْمُبِينِ إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبٰارَكَةٍ إِنّٰا كُنّٰا مُنْذِرِينَ فِيهٰا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ما تفسيرها في الباطن فقال أما حم فهو محمد ص و هو في كتاب هود الذي أنزل عليه و هو منقوص الحروف- و أما الْكِتٰابِ الْمُبِينِ فهو أمير المؤمنين علي ع و أما الليلة ففاطمة ع و أما قوله فِيهٰا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ يقول يخرج منها خير كثير فرجل حكيم و رجل حكيم و رجل حكيم فقال الرجل صف لي الأول و الآخر من هؤلاء الرجال قال إن الصفات تشتبه و لكن الثالث من القوم أصف لك ما يخرج من نسله و إنه عندكم لفي الكتب التي نزلت عليكم إن لم تغيروا و تحرفوا و تكفروا و قديما ما فعلتم قال له النصراني إني لا أستر عنك ما علمت و لا أكذبك و أنت تعلم ما أقول في صدق ما أقول و كذبه و اللّٰه لقد أعطاك اللّٰه من فضله و قسم عليك من نعمه ما لا يخطره الخاطرون و لا يستره الساترون و لا يكذب فيه من كذب فقولي لك في ذلك الحق كل ما ذكرت فهو كما ذكرت- فقال له أبو إبراهيم ع أعجلك أيضا خبرا لا يعرفه إلا قليل ممن قرأ الكتب أخبرني ما اسم أم مريم و أي يوم نفخت فيه مريم و لكم من ساعة من النهار و أي يوم وضعت مريم فيه عيسى ع و لكم من ساعة من النهار فقال النصراني لا أدري فقال أبو إبراهيم ع

الوافي، ج 3، ص: 802

أما أم مريم فاسمها مرثا و هي وهيبة بالعربية و

أما اليوم الذي حملت فيه مريم فهو يوم الجمعة للزوال و هو اليوم الذي هبط فيه الروح الأمين و ليس للمسلمين عيد كان أولى منه عظمه اللّٰه تبارك و تعالى- و عظمه محمد ص فأمر أن يجعله عيدا فهو يوم الجمعة- و أما اليوم الذي ولدت فيه مريم فهو يوم الثلاثاء لأربع ساعات و نصف من النهار و النهر الذي ولدت عليه مريم عيسى ع هل تعرفه قال لا قال هو الفرات و عليه شجر النخل و الكرم ليس يساوى بالفرات شي ء للكروم و النخيل فأما اليوم الذي حجبت فيه لسانها و نادى فيدوس ولده و أشياعه فأعانوه و أخرجوا آل عمران لينظروا إلى مريم فقالوا لها ما قص اللّٰه عليك في كتابه و علينا في كتابه فهل فهمته قال نعم و قرأته اليوم الأحدث قال إذن لا تقوم من مجلسك حتى يهديك اللّٰه- قال النصراني ما كان اسم أمي بالسريانية و بالعربية فقال ع كان اسم أمك بالسريانية عنفالية و عنفورة كان اسم جدتك لأبيك و أما اسم أمك بالعربية فهو مية و أما اسم أبيك فعبد المسيح و هو عبد اللّٰه بالعربية و ليس للمسيح عبد قال صدقت و بررت فما كان اسم جدي قال كان اسم جدك جبرئيل و هو عبد الرحمن سميته في مجلسي هذا قال أما إنه كان مسلما قال أبو إبراهيم ع نعم و قتل شهيدا دخلت عليه أجناد فقتلوه في منزله غيلة و الأجناد من أهل الشام قال فما كان اسمي قبل كنيتي قال ع كان اسمك عبد الصليب قال فما تسميني قال أسميك عبد اللّٰه قال فإني آمنت بالله العظيم و شهدت أن لا إله إلا اللّٰه

وحده لا شريك له فردا صمدا ليس كما تصفه النصارى و ليس كما تصفه اليهود و لا جنس من أجناس الشرك- و أشهد أن محمدا عبده و رسوله أرسله بالحق فأبان به لأهله و عمي المبطلون و إنه كان رسول اللّٰه إلى الناس كافة إلى الأحمر و الأسود كل فيه

الوافي، ج 3، ص: 803

و أشهد أن وليه نطق بحكمته و أن من كان قبله من الأولياء نطقوا بالحكمة البالغة و توازروا على الطاعة لله و فارقوا الباطل و أهله و الرجس و أهله و هجروا سبيل الضلالة و نصرهم اللّٰه بالطاعة له و عصمهم من المعصية فهم لله أولياء و للدين أنصار يحثون على الخير و يأمرون به آمنت بالصغير منهم و الكبير و من ذكرت منهم و من لم أذكر و آمنت بالله تبارك و تعالى رب العالمين ثم قطع زناره و قطع صليبا كان في عنقه من ذهب ثم قال مرني حتى أضع صدقتي حيث تأمرني فقال ع هاهنا أخ لك كان على مثل دينك و هو رجل من قومك من قيس بن ثعلبة و هو في نعمه كنعمتك فتواسيا و تجاورا و لست أدع أن أورد عليكما حقكما في الإسلام- فقال و اللّٰه أصلحك اللّٰه إني لغني و لقد تركت ثلاثمائة طروق بين فرس و فرسة و تركت ألف بعير فحقك فيها أوفر من حقي فقال له أنت مولى اللّٰه و رسوله و أنت في حد نسبك على حالك فحسن إسلامه و تزوج امرأة من بني فهر و أصدقها أبو إبراهيم ع خمسين دينارا من صدقة علي بن أبي طالب ع و أخدمه و بوأه و أقام حتى أخرج أبو إبراهيم ع

فمات بعد مخرجه بثمان و عشرين ليلة

بيان

عريض كزبير واد بالمدينة فيه أموال لأهلها و علياء دمشق أعلاها و الشقة بالضم و بالكسر يقال للبعد و الناحية يقصدها المسافر و السفر البعيد.

مزامير داود ما كان يتغنى به من الزبور و ضروب الدعاء جمع مزمار فيه تبيان كل شي ء أي فيما نزل من السماء و الحبو المشي على اليدين و البطن و الزحف المشي و زحف الصبي مشى على استه و البزة بالكسر الثياب يتشدد عليهم أي على من تريد و أصحابه و ذلك لأنه ع كان في تقية

الوافي، ج 3، ص: 804

شديدة من دخول الناس عليه و إنما قال ببقيع الزبير لأنه كان بقيع بالمدينة يقال لعدة مواضع تتميز بالإضافة ضربت إليه سافرت مطران يقال لكبير النصارى و ليس بعربي محض و الغوطة بالضم مدينة دمشق أو كورتها و التكفير أن يخضع الإنسان لغيره و نوع تعظيم للفارسيين لملكهم و البرنس بالضم قلنسوة طويلة أو كل ثوب رأسه منه دراعة كان أو جبة أراد بصاحبه مطران الذي أرشده و أقرأ الإمام السلام.

أن هداه اللّٰه بفتح الهمزة يعني نسأل اللّٰه له أن يهديه و هو في كتاب هود يعني حم عبارة عن اسم محمد في كتاب هود نقص منه الميم و الدال حجبت فيه لسانها أي منعت من الكلام كما حكى اللّٰه سبحانه بقوله فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمٰنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا غيلة خدعة من حيث لا يدري و توازروا تعاونوا أخ لك أي في الدين كان على مثل دينك يعني النصرانية كنعمتك أي الاهتداء إلى ما فيه رشده و الطروق الضراب على حالك أي لا ينقص بعبوديتك لله و لرسوله من جاهك و

منزلتك

[5]
اشارة

1415- 5 الكافي، 1/ 481/ 5/ 1 علي و أحمد بن مهران عن محمد بن علي عن الحسن بن راشد عن يعقوب بن جعفر قال كنت عند أبي إبراهيم ع و أتاه رجل من أهل نجران اليمن من الرهبان و معه راهبة فاستأذن لهما الفضل بن سوار فقال له إذا كان غدا فأت بهما عند بئر أم خير قال فوافينا من الغد فوجدنا القوم قد وافوا فأمر بخصفة بواري ثم جلس و جلسوا- فبدأت الراهبة بالمسائل فسألت عن مسائل كثيرة كل ذلك يجيبها و سألها أبو إبراهيم ع عن أشياء لم يكن عندها فيها شي ء ثم أسلمت ثم أقبل

الوافي، ج 3، ص: 805

الراهب يسأله فكان يجيبه في كل ما يسأل فقال الراهب قد كنت قويا على ديني و ما خلفت أحدا من النصارى في الأرض بلغ مبلغي في العلم- و لقد سمعت برجل في الهند إذا شاء حج إلى بيت المقدس في يوم و ليلة- ثم يرجع إلى منزله بأرض الهند فسألت عنه بأي أرض هو فقيل لي إنه بسندان و سألت الذي أخبرني فقال هو علم الاسم الذي ظفر به آصف صاحب سليمان لما أتى بعرش سبإ و هو الذي ذكره اللّٰه لكم في كتابكم و لنا معشر الأديان في كتبنا فقال له أبو إبراهيم ع فكم لله من اسم لا يرد فقال الراهب الأسماء كثيرة فأما المحتوم منها الذي لا يرد سائله فسبعة فقال له أبو الحسن ع فأخبرني عما تحفظ منها- قال الراهب لا و اللّٰه الذي أنزل التوراة على موسى و جعل عيسى عبرة للعالمين و فتنة لشكر أولي الألباب و جعل محمدا بركة و رحمة و جعل عليا

عبرة و بصيرة و جعل الأوصياء من نسله و نسل محمد ما أدري و لو دريت ما احتجت فيه إلى كلامك و لا جئتك و لا سألتك فقال له أبو إبراهيم ع عد إلى حديث الهندي فقال له الراهب سمعت بهذه الأسماء و لا أدري ما بطانتها و لا شرائعها و لا أدري ما هي و لا كيف هي و لا بدعائها فانطلقت حتى قدمت سندان الهند فسألت عن الرجل- فقيل لي إنه بنى ديرا في جبل فصار لا يخرج و لا يرى إلا في كل سنة مرتين- و زعمت الهند أن اللّٰه فجر له عينا في ديره و زعمت الهند أنه يزرع له من غير زرع يلقاه و يحرث له من غير حرث يعمله فانتهيت إلى بابه فأقمت ثلاثا لا أدق الباب و لا أعالج الباب فلما كان اليوم الرابع فتح اللّٰه الباب و جاءت بقرة عليها حطب تجر ضرعها يكاد يخرج ما في ضرعها من اللبن فدفعت الباب

الوافي، ج 3، ص: 806

فانفتح فتبعتها و دخلت فوجدت الرجل قائما ينظر إلى السماء فيبكي و ينظر إلى الأرض فيبكي و ينظر إلى الجبال فيبكي- فقلت سبحان اللّٰه ما أقل ضربك في دهرنا هذا فقال لي و اللّٰه ما أنا إلا حسنة من حسنات رجل خلفته وراء ظهرك فقلت له أخبرت أن عندك اسما من أسماء اللّٰه تبلغ به في كل يوم و ليلة بيت المقدس و ترجع إلى بيتك- فقال لي و هل تعرف بيت المقدس قلت لا أعرف إلا بيت المقدس الذي بالشام قال ليس بيت المقدس و لكنه البيت المقدس و هو بيت آل محمد فقلت له أما ما سمعت به إلى يومي

هذا فهو بيت المقدس فقال لي تلك محاريب الأنبياء و إنما كان يقال لها حظيرة المحاريب حتى جاءت الفترة التي كانت بين محمد و عيسى ص و قرب البلاء من أهل الشرك و حلت النقمات في دور الشياطين فحولوا و بدلوا و نقلوا تلك الأسماء و هو قول اللّٰه تبارك و تعالى البطن لآل محمد و الظهر مثل إِنْ هِيَ إِلّٰا أَسْمٰاءٌ سَمَّيْتُمُوهٰا أَنْتُمْ وَ آبٰاؤُكُمْ مٰا أَنْزَلَ اللّٰهُ بِهٰا مِنْ سُلْطٰانٍ فقلت له إني قد ضربت إليك من بلد بعيد تعرضت إليك بحارا و غموما و هموما و خوفا و أصبحت أمسيت مؤيسا ألا أكون ظفرت بحاجتي فقال لي ما أرى أمك حملت بك- إلا و قد حضرها ملك كريم و لا أعلم أن أباك حين أراد الوقوع بأمك إلا و قد اغتسل و جاءها على طهر و لا أزعم إلا أنه قد كان درس السفر الرابع من شهره ذلك فختم له [لك] بخير ارجع من حيث شئت- فانطلق حتى تنزل مدينة محمد ص التي يقال لها طيبة و قد كان اسمها في الجاهلية يثرب ثم اعمد إلى موضع منها يقال له البقيع ثم سل عن دار يقال لها دار مروان فأنزلها و أقم ثلاثا ثم سل الشيخ الأسود الذي يكون على بابها يعمل البواري و هي في بلادهم اسمها الخصف فالطف

الوافي، ج 3، ص: 807

للشيخ و قل له بعثني إليك نزيلك الذي كان ينزل في الزاوية في البيت الذي فيه الخشيبات الأربع ثم سله عن فلان بن فلان الفلاني و سله أين ناديه و سله أي ساعة يمر فيها فليريكه أو يصفه لك فتعرفه بالصفة و سأصفه لك- قلت فإذا لقيته فاصنع ما

ذا قال سله عما كان و عما هو كائن و سله عن معالم دين من مضى و من بقي فقال له أبو إبراهيم ع قد نصحك صاحبك الذي لقيت فقال الراهب ما اسمه جعلت فداك قال هو متمم بن فيروز و هو من أبناء الفرس و هو ممن آمن بالله وحده لا شريك له و عبده بالإخلاص و الإيقان و فر من قومه لما خافهم فوهب له ربه حكما- و هداه لسبيل الرشاد و جعله من المتقين و عرف بينه و بين عباده المخلصين و ما من سنة إلا و هو يزور فيها مكة حاجا و يعتمر في رأس كل شهر مرة و يجي ء من موضعه من الهند إلى مكة فضلا من اللّٰه و عونا و كذلك يجزي الشاكرين- ثم سأله الراهب عن مسائل كثيرة كل ذلك يجيبه فيها و سأل الراهب عن أشياء لم يكن عند الراهب فيها شي ء فأخبره بها ثم إن الراهب قال أخبرني عن ثمانية أحرف نزلت فتبين في الأرض منها أربعة و بقي في الهواء منها أربعة- على من نزلت تلك الأربعة التي في الهواء و من يفسرها قال ذلك قائمنا ينزله اللّٰه عليه فيفسره و ينزل عليه ما لم ينزل على الصديقين و الرسل و المهتدين ثم قال الراهب فأخبرني عن الاثنين من تلك الأربعة الأحرف التي في الأرض ما هي قال أخبرك بالأربعة كلها- أما أوليهن فلا إله إلا اللّٰه وحده لا شريك له باقيا و الثانية محمد رسول اللّٰه مخلصا و الثالثة نحن أهل البيت و الرابعة شيعتنا منا و نحن من رسول اللّٰه ص و رسول اللّٰه من اللّٰه بسبب فقال له الراهب أشهد أن لا

إله إلا اللّٰه و أن محمدا رسول اللّٰه و أن ما جاء به من عند اللّٰه حق و أنكم صفوة اللّٰه من

الوافي، ج 3، ص: 808

خلقه و أن شيعتكم المطهرون المستدلون و لهم عاقبة اللّٰه و الحمد لله رب العالمين فدعا أبو إبراهيم ع بجبة خز و قميص قوهي و طيلسان و خف و قلنسوة فأعطاها إياه و صلى الظهر و قال له اختتن فقال اختتنت في سابعي

بيان

نجران موضع باليمن سمي بنجران بن زيذان بن سبإ و الخصف البواري و الجلة تعمل من خوص النخل لا يرد أي لا يرد سائله كما صرح به الراهب في كلامه و يحتمل في كلام الإمام ع المسئول به أيضا و فتنة امتحانا ما أدري جواب القسم بطانتها تأويلاتها و خوافيها شرائعها ظواهرها ما أقل ضربك أي مثلك و هو قول اللّٰه تعالى أي يدل على ما بدلوا و نقلوا قول اللّٰه تعالى إِنْ هِيَ إِلّٰا أَسْمٰاءٌ سَمَّيْتُمُوهٰا أَنْتُمْ وَ آبٰاؤُكُمْ أي حرفتموها عن مواضعها و نقلتموها إلى ما اشتهيتم.

و قوله البطن لآل محمد و الظهر مثل جملة معترضة و أراد بالبطن تأويل القرآن و بالظهر تفسيره يعني أن تأويل القرآن كله لآل محمد و تفسيره مثل قال اللّٰه تعالى وَ يَضْرِبُ اللّٰهُ الْأَمْثٰالَ لِلنّٰاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ لكي يهتدوا إلى تأويلها السفر الرابع بالكسر يعني من أجزاء التوراة شهرة ذلك أي الشهر الذي وقع فيه بأمك فلان بن فلان يعني به أبا الحسن موسى ع باقيا أي إلها باقيا أو وحد وحده حال كونه باقيا أو كان كونا باقيا أو قيل قولا باقيا و هذا كقوله تعالى

الوافي، ج 3، ص: 809

وَ جَعَلَهٰا كَلِمَةً بٰاقِيَةً يعني كلمة التوحيد.

مخلصا

أي أرسل حال كونه مخلصا أو أرسل رسولا مخلصا بفتح اللام و كسره فيهما أو قيل هذا القول مخلصا نحن أهل البيت يعني أهل بيت الكتاب و الحكم و النبوة و قد ذكر ع الكلمتين الأخيرتين بمضمونهما و يحتمل ذلك في الأوليين أيضا و يحتمل أن يكون المعنى أن الكلمة الثالثة نحن فإنهم ع كلمات اللّٰه الحسنى فيكون أهل البيت بدلا من نحن بسبب أي بحبل متصل و هو خبر لشيعتنا و معطوفيه المستدلون على صيغة المفعول أي المتخذين أدلاء و يحتمل إعجام الذال من الذل و في بعض النسخ المستبدلون بزيادة الموحدة أي الذين استبدل بهم غيرهم و القوهي ضرب من الثياب في سابعي أي اليوم السابع من ولادتي

[6]
اشارة

1416- 6 الكافي، 1/ 484/ 6/ 1 العدة عن أحمد عن علي بن الحكم عن ابن المغيرة قال مر العبد الصالح بامرأة بمنى و هي تبكي و صبيانها حولها يبكون و قد ماتت لها بقرة فدنا منها ثم قال لها ما يبكيك يا أمة اللّٰه قالت يا عبد اللّٰه إن لنا صبيانا يتامى و كانت لي بقرة معيشتي و معيشة صبياني كانت منها و قد ماتت و بقيت منقطعا بي و بولدي لا حيلة لنا فقال يا أمة اللّٰه هل لك أن أحييها لك فألهمت أن قالت نعم يا عبد اللّٰه فتنحى و صلى ركعتين ثم رفع يديه هنيئة و حرك شفتيه ثم قام فصوت بالبقرة فنخسها نخسة أو ضربها برجله فاستوت على الأرض قائمة فلما نظرت المرأة إلى البقرة صرخت- و قالت عيسى بن مريم و رب الكعبة فخالط الناس و صار بينهم و مضى ع

الوافي، ج 3، ص: 810

بيان

و بقيت منقطعا بي و بولدي أي عجزت عن مرادي و حيل بيني و بين ما أؤمله و كذلك ولدي

[7]
اشارة

1417- 7 الكافي، 1/ 484/ 7/ 1 أحمد بن مهران عن محمد بن علي عن سيف بن عميرة عن إسحاق بن عمار قال سمعت العبد الصالح ينعى إلى الرجل نفسه فقلت في نفسي و إنه ليعلم متى يموت الرجل من شيعته- فالتفت إلي شبه المغضب فقال يا إسحاق قد كان رشيد الهجري يعلم علم المنايا و البلايا و الإمام أولى بعلم ذلك ثم قال يا إسحاق اصنع ما أنت صانع فإن عمرك قد فني و إنك تموت إلى سنتين و إخوتك و أهل بيتك لا يلبثون بعدك إلا يسيرا حتى تتفرق كلمتهم و يخون بعضهم بعضا حتى يشمت بهم عدوهم فكان هذا في نفسك فقلت فإني أستغفر اللّٰه بما عرض في صدري فلم يلبث إسحاق بعد هذا المجلس إلا يسيرا حتى مات- فما أتى عليهم إلا قليل حتى قام بنو عمار بأموال الناس فأفلسوا

بيان

فكان هذا في نفسك يعني كان استعظامك علمي بالمنايا في نفسك كأنه ع تعجب من ذلك و ذلك لأن مثل هذه الأمور دون رتبتهم ع لأن مقدار علو مراتبهم إنما هو بحسب معرفتهم الأمور الكلية مما يقرب إلى اللّٰه سبحانه دون الأمور الجزئية الدنيوية من الأخبار بالمغيبات و لذا نسب مثلها إلى رشيد الهجري و كان من أصحاب أمير المؤمنين ثم السبطين ع.

الوافي، ج 3، ص: 811

قال الكشي إنه كان قد ألقي عليه علم البلايا و المنايا و كان أمير المؤمنين ع يسميه رشيد البلايا

[8]
اشارة

1418- 8 الكافي، 1/ 485/ 8/ 1 علي عن العبيدي عن موسى بن القاسم البجلي عن علي بن جعفر قال جاءني محمد بن إسماعيل و قد اعتمرنا عمرة رجب و نحن يومئذ بمكة فقال يا عم إني أريد بغداد و قد أحببت أن أودع عمي أبا الحسن يعني موسى بن جعفر و أحببت أن تذهب معي إليه- فخرجت معه نحو أخي و هو في داره التي بالخونة و ذلك بعد المغرب بقليل- فضربت الباب فأجابني أخي فقال من هذا فقلت علي فقال هو ذا أخرج و كان بطي ء الوضوء فقلت العجل قال و أعجل- فخرج و عليه إزار ممشق قد عقده في عنقه حتى تحت عتبة الباب- فقال علي بن جعفر فانكببت عليه فقبلت رأسه و قلت قد جئتك في أمر إن تره صوابا فالله وفق له و إن يكن غير ذلك فما أكثر ما نخطئ- قال و ما هو قلت هذا ابن أخيك يريد أن يودعك و يخرج إلى بغداد فقال ع لي ادعه فدعوته و كان متنحيا فدنا منه فقبل رأسه و قال جعلت فداك أوصني فقال

أوصيك أن تتقي اللّٰه في دمي- فقال مجيبا له من أرادك بسوء فعل اللّٰه به و جعل يدعو على من يريده بسوء ثم عاد فقبل رأسه فقال يا عم أوصني فقال أوصيك أن تتقي اللّٰه في دمي فقال من أرادك بسوء فعل اللّٰه به و فعل ثم عاد فقبل رأسه ثم قال يا عم أوصني فقال أوصيك أن تتقي اللّٰه في دمي فدعا على من أراده بسوء ثم تنحى عنه و مضيت معه فقال لي أخي يا علي

الوافي، ج 3، ص: 812

مكانك فقمت مكاني فدخل منزله ثم دعاني فدخلت إليه فتناول صرة فيها مائة دينار فأعطانيها و قال قل لابن أخيك فيستعين بها على سفره قال علي فأخذتها فأدرجتها في حاشية ردائي ثم ناولني مائة أخرى و قال أعطه أيضا ثم ناولني صرة أخرى و قال أعطه أيضا- فقلت جعلت فداك إذا كنت تخاف منه مثل الذي ذكرت فلم تعينه على نفسك فقال إذا وصلته و قطعني قطع اللّٰه أجله ثم تناول مخدة أدم فيها ثلاثة آلاف درهم وضح و قال أعطه هذه أيضا قال فخرجت إليه فأعطيته المائة الأولى ففرح بها فرحا شديدا و دعا لعمه ثم أعطيته الثانية و الثالثة ففرح بها حتى ظننت أنه سيرجع و لا يخرج ثم أعطيته الثلاثة آلاف درهم فمضى على وجهه حتى دخل على هارون فسلم عليه بالخلافة و قال ما ظننت أن في الأرض خليفتين حتى رأيت عمي موسى بن جعفر يسلم عليه بالخلافة فأرسل هارون إليه بمائة ألف درهم- فرماه اللّٰه بالذبحة فما نظر منها إلى درهم و لا مسه

بيان

محمد بن إسماعيل هو ابن إسماعيل بن أبي عبد اللّٰه ع ممشق مصبوغ بالمشق و

هو الطين الأحمر و المخدة الوسادة أراد بها الخالية عن الحشو المجعولة كيسا للدراهم و الوضح بالضاد المعجمة و الحاء المهملة الدرهم الصحيح و الذبحة كهمزة و عنبة وجع في الحلق أو دم يخنق فيقتل

[9]

1419- 9 الكافي، 8/ 86/ 48 محمد عن أحمد عن البرقي عن محمد بن يحيى عن حماد بن عثمان قال بينا موسى بن عيسى في داره التي في المسعى إذ رأى أبا الحسن موسى ع مقبلا من المروة على بغلة فأمر ابن هياج رجلا من همدان منقطعا إليه أن يتعلق

الوافي، ج 3، ص: 813

بلجامه و يدعي البغلة فأتاه فتعلق باللجام و ادعى البغلة فثنى أبو الحسن ع رجله فنزل عنها و قال لغلمانه خذوا سرجها و ادفعوها إليه فقال و السرج أيضا فقال أبو الحسن ع كذبت عندنا البينة بأنه سرج محمد بن علي ع و أما البغلة فإنا اشتريناها منذ قريب- و أنت أعلم و ما قلت

[10]
اشارة

1420- 10 الكافي، 1/ 486/ 9/ 1 سعد بن عبد اللّٰه و عبد اللّٰه بن جعفر عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي عن الحسين عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن أبي بصير قال قبض موسى بن جعفر و هو ابن أربع و خمسين سنة في عام ثلاث و ثمانين و مائة عاش بعد جعفر ع خمسا و ثلاثين سنة

بيان

قال في الكافي ولد أبو الحسن موسى ع بالأبواء سنة ثمان و قال بعضهم تسع و عشرين و مائة و قبض ع لست خلون من رجب من سنة ثلاث و ثمانين و مائة و هو ابن أربع أو خمس و خمسين سنة و قبض ع ببغداد في حبس السندي بن شاهك و كان هارون حمله من المدينة لعشر ليال بقين من شوال سنة تسع و سبعين و مائة و قد قدم هارون المدينة منصرفه من عمرة شهر رمضان ثم شخص هارون إلى الحج و حمله معه ثم انصرف على طريق البصرة فحبسه عند عيسى بن جعفر.

ثم أشخصه إلى بغداد فحبسه عند السندي بن شاهك فتوفي ع في حبسه و دفن ببغداد في مقبرة قريش و أمه أم ولد يقال لها حميدة و قال في التهذيب كنيته أبو الحسن و يكنى أبا إبراهيم و يكنى أيضا أبا علي ولد بالأبواء سنة ثمان و عشرين و مائة من الهجرة و قبض قتيلا بالسم ببغداد في حبس

الوافي، ج 3، ص: 814

السندي بن شاهك لست بقين من رجب سنة ثلاث و ثمانين و مائة من الهجرة و كانت سنة يومئذ خمسا و خمسين سنة و أمه أم ولد يقال لها حميدة البربرية و قبره ببغداد من

مدينة السلام في المقبرة المعروفة بمقابر قريش

الوافي، ج 3، ص: 815

باب 120 ما جاء في أبي الحسن الرضا ع

[1]

1421- 1 الكافي، 1/ 486/ 1/ 1 محمد عن أحمد عن السراد عن هشام بن أحمر قال قال لي أبو الحسن الأول ع هل علمت أحدا من أهل المغرب قدم قلت لا قال بلى قد قدم رجل فانطلق بنا فركب فركبت معه حتى انتهينا إلى الرجل فإذا رجل من أهل المدينة معه رقيق- فقلت له أعرض علينا فعرض علينا سبع جوار كل ذلك يقول أبو الحسن لا حاجة لي فيها ثم قال أعرض علينا فقال ما عندي إلا جارية مريضة فقال له ما عليك أن تعرضها فأبى عليه فانصرف ثم أرسلني من الغد فقال قل له كم كان غايتك فيها فإذا قال كذا و كذا فقل له قد أخذتها فأتيته فقال ما كنت أريد أن أنقصها من كذا و كذا- فقلت قد أخذتها فقال هي لك و لكن أخبرني من الرجل الذي كان معك بالأمس قلت رجل من بني هاشم فقال من أي بني هاشم فقلت ما عندي أكثر من هذا فقال أخبرك عن هذه الوصيفة أني اشتريتها من أقصى المغرب فلقيتني امرأة من أهل الكتاب فقالت ما هذه الوصيفة معك قلت اشتريتها لنفسي فقالت ما يكون ينبغي أن تكون هذه عند مثلك أن هذه الجارية ينبغي أن تكون عند خير أهل الأرض فلا تلبث إلا قليلا حتى تلد منه غلاما ما يولد بشرق الأرض و لا غربها مثله قال فأتيته بها فلم تلبث عنده إلا قليلا حتى ولدت الرضا ع

الوافي، ج 3، ص: 816

[2]
اشارة

1422- 2 الكافي، 1/ 487/ 2/ 1 محمد عن أحمد عمن ذكره عن صفوان بن يحيى قال لما مضى أبو إبراهيم ع و تكلم أبو الحسن ع خفنا عليه من

ذلك فقيل له إنك قد أظهرت أمرا عظيما و إنا نخاف عليك هذه الطاغية قال فقال ليجهد جهده فلا سبيل له علي

بيان

أريد بهذه الطاغية هارون الخليفة

[3]

1423- 3 الكافي، 8/ 257/ 371 الحسين بن محمد عن أحمد بن هلال عن محمد بن سنان قال قلت لأبي الحسن الرضا ع في أيام هارون إنك قد شهرت نفسك بهذا الأمر و جلست مجلس أبيك و سيف هارون يقطر الدم فقال جرأني على هذا ما قال رسول اللّٰه ص إن أخذ أبو جهل من رأسي شعرة فاشهدوا أني لست بنبي- و أنا أقول لكم إن أخذ هارون من رأسي شعرة فاشهدوا أني لست بإمام

[4]

1424- 4 الكافي، 1/ 487/ 3/ 1 أحمد بن مهران عن محمد بن علي عن الحسن بن منصور عن أخيه قال دخلت على الرضا ع في بيت داخل في جوف بيت ليلا فرفع يده فكانت كأن في البيت عشرة مصابيح و استأذن عليه رجل فخلا يده ثم أذن له

[5]

1425- 5 الكافي، 1/ 487/ 4/ 1 علي بن محمد عن ابن جمهور عن إبراهيم بن عبد اللّٰه عن أحمد بن عبد اللّٰه عن الغفاري قال كان لرجل من آل أبي رافع مولى النبي ص يقال له طيس علي حق

الوافي، ج 3، ص: 817

فتقاضاني و ألح علي و أعانه الناس فلما رأيت ذلك صليت الصبح في مسجد الرسول ص ثم توجهت نحو الرضا ع و هو يومئذ بالعريض فلما قربت من بابه فإذا هو قد طلع على حمار و عليه قميص و رداء فلما نظرت إليه استحييت منه فلما لحقني وقف فنظر إلي- فسلمت عليه و كان شهر رمضان- فقلت جعلني اللّٰه فداك إن لمولاك طيس علي حقا و قد و اللّٰه شهرني و أنا أظن في نفسي أنه يأمره بالكف عني و و اللّٰه ما قلت له كم له علي و لا سميت له شيئا فأمرني بالجلوس إلى رجوعه فلم أزل حتى صليت المغرب و أنا صائم فضاق صدري و أردت أن أنصرف فإذا هو قد طلع علي و حوله الناس و قد قعد له السؤال و هو يتصدق عليهم فمضى و دخل بيته ثم خرج و دعاني فقمت إليه و دخلت معه فجلس و جلست- فجعلت أحدثه عن ابن المسيب و كان أمير المدينة و كان كثيرا ما أحدثه عنه- فلما فرغت قال لا

أظنك أفطرت بعد فقلت لا فدعا لي بطعام فوضع بين يدي و أمر الغلام أن يأكل معي فأصبت و الغلام من الطعام- فلما فرغنا قال لي ارفع الوسادة و خذ ما تحتها فرفعتها فإذا دنانير فأخذتها و وضعتها في كمي و أمر أربعة من عبيده أن يكونوا معي حتى يبلغوني منزلي فقلت جعلت فداك إن طائف بن المسيب يدور و أكره أن يلقاني و معي عبيدك فقال لي أصبت أصاب اللّٰه بك الرشاد و أمرهم أن ينصرفوا إذا رددتهم فلما قربت من منزلي و أنست رددتهم فصرت إلى منزلي و دعوت بالسراج و نظرت إلى الدنانير و إذا هي ثمانية و أربعون دينارا- و كان حق الرجل علي ثمانية و عشرين دينارا و كان فيها دينار يلوح فأعجبني حسنه فأخذته و قربته من السراج فإذا هي عليه نقش واضح- حق الرجل ثمانية و عشرون دينارا و ما بقي فهو لك و لا و اللّٰه ما عرفته ما له علي و الحمد لله رب العالمين الذي أعز وليه

الوافي، ج 3، ص: 818

[6]
اشارة

1426- 6 الكافي، 1/ 488/ 5/ 1 علي عن أبيه عن بعض أصحابه عن أبي الحسن الرضا ع أنه خرج من المدينة في السنة التي خرج فيها هارون يريد الحج فانتهى إلى جبل عن يسار الطريق و أنت ذاهب إلى مكة يقال له قارع فنظر أبو الحسن ع إليه ثم قال بأني قارع و هادمه يقطع إربا إربا فلم ندر ما معنى ذلك فلما ولى وافى هارون و نزل بذلك الموضع و صعد جعفر بن يحيى ذلك الجبل و أمر أن يبني له ثم مجلس- فلما رجع من مكة صعد إليه فأمر بهدمه فلما

انصرف إلى العراق قطع إربا إربا

بيان

الإرب بالكسر العضو

[7]

1427- 7 الكافي، 1/ 488/ 6/ 1 أحمد عن محمد بن الحسن عن محمد بن عيسى عن محمد بن حمزة بن القاسم عن إبراهيم بن موسى قال ألححت على أبي الحسن الرضا ع في شي ء أطلبه منه فكان يعدني- فخرج ذات يوم ليستقبل والي المدينة و كنت معه فجاء إلى قرب قصر فلان فنزل تحت شجرات و نزلت معه أنا و ليس معنا ثالث فقلت جعلت فداك هذا العيد قد أظلنا و لا و اللّٰه ما أملك درهما فما سواه فحك بسوطه الأرض حكا شديدا ثم ضرب بيده فتناول منها سبيكة ذهب ثم قال انتفع بها و اكتم ما رأيت

[8]

1428- 8 الكافي، 1/ 491/ 10/ 1 علي بن محمد عن سهل عن القاساني قال أخبرني بعض أصحابنا أنه حمل إلى أبي الحسن الرضا ع مالا له خطر فلم أره سر به قال فاغتممت لذلك و قلت في نفسي قد

الوافي، ج 3، ص: 819

حملت مثل هذا المال و لم يسر به فقال يا غلام الطست و الماء قال فقعد على كرسي و قال بيده للغلام صب علي الماء قال فجعل يسيل من بين أصابعه في الطست ذهب ثم التفت إلي فقال لي من كان هكذا يبالي بالذي حملته إليه

[9]
اشارة

1429- 9 الكافي، 1/ 488/ 7/ 1 علي عن ياسر الخادم و الريان بن الصلت قال لما انقضى أمر المخلوع و استوى الأمر للمأمون كتب إلى الرضا ع يستقدمه إلى خراسان فاعتل عليه أبو الحسن ع بعلل- فلم يزل المأمون يكاتبه في ذلك حتى علم أنه لا محيص له و أنه لا يكف عنه فخرج ع و لأبي جعفر ع سبع سنين- فكتب إليه المأمون لا تأخذ على طريق الجبل و قم و خذ على طريق البصرة و الأهواز و فارس حتى وافى مرو فعرض عليه المأمون أن يتقلد الأمر و الخلافة فأبى أبو الحسن ع قال فولاية العهد فقال على شروط أسألكها قال المأمون سل ما شئت فكتب الرضا ع أني داخل في ولاية العهد على أن لا آمر و لا أنهى و لا أفتي و لا أقضي و لا أولي و لا أعزل و لا أغير شيئا مما هو قائم و تعفيني من ذلك كله فأجابه المأمون إلى ذلك كله- قال فحدثني ياسر قال فلما حضر العيد بعث المأمون إلى الرضا ع يسأله أن

يركب و يحضر العيد و يصلي و يخطب فبعث إليه الرضا ع قد علمت ما كان بيني و بينك من الشروط في دخول هذا الأمر- فبعث إليه المأمون إنما أريد بذلك أن تطمئن قلوب الناس و يعرفوا فضلك- فلم يزل ع يراده الكلام في ذلك فألح عليه فقال يا أمير المؤمنين إن أعفيتني من ذلك فهو أحب إلي و إن لم تعفني خرجت كما خرج رسول اللّٰه ص و أمير المؤمنين ع فقال

الوافي، ج 3، ص: 820

المأمون اخرج كيف شئت و أمر المأمون القواد و الناس أن يبكروا باب أبي الحسن ع قال فحدثني ياسر الخادم أنه قعد الناس لأبي الحسن ع في الطرقات و السطوح الرجال و النساء و الصبيان و اجتمع القواد و الجند على باب أبي الحسن ع فلما طلعت الشمس قام ع فاغتسل و تعمم بعمامة بيضاء من قطن ألقى طرفا منها على صدره و طرفا بين كتفيه و تشمر ثم قال لجميع مواليه افعلوا مثل ما فعلت ثم أخذ بيده عكازا ثم خرج و نحن بين يديه و هو حاف قد شمر سراويله إلى نصف الساق و عليه ثياب مشمرة فلما مشى و مشينا بين يديه رفع رأسه إلى السماء- و كبر أربع تكبيرات فخيل إلينا أن السماء و الحيطان تجاوبه و القواد و الناس على الباب قد تهيئوا لبسوا السلاح و تزينوا بأحسن الزينة فلما طلعنا عليهم بهذه الصورة و طلع الرضا ع وقف على الباب وقفة- ثم قال اللّٰه أكبر اللّٰه أكبر اللّٰه أكبر على ما هدانا اللّٰه أكبر على ما رزقنا من بهيمة الأنعام و الحمد لله على ما أبلانا نرفع بها أصواتنا قال ياسر فتزعزعت مرو

بالبكاء و الضجيج و الصياح لما نظروا إلى أبي الحسن و سقط القواد عن دوابهم و رموا بخفافهم لما رأوا أبا الحسن ع حافيا و كان يمشي و يقف في كل عشر خطوات و يكبر ثلاث مرات قال ياسر فتخيل إلينا أن السماء و الأرض و الجبال تجاوبه و صارت مرو ضجة واحدة من البكاء و بلغ المأمون ذلك فقال له الفضل بن سهل ذو الرئاستين يا أمير المؤمنين إن بلغ الرضا المصلى على هذا السبيل افتتن به الناس و الرأي أن تسأله أن يرجع فبعث إليه المأمون فسأله الرجوع- فدعا أبو الحسن ع بخفه فلبسه و ركب و رجع

الوافي، ج 3، ص: 821

بيان

أريد بالمخلوع أخو المأمون فإنه خلع عن الخلافة و لا أولي أي لا أجعل أحدا واليا على قوم من وليته الأمر أو أوليته و القواد رؤساء الأجناد جمع قائد و التشمير رفع الثوب و العكاز عصا ذات حديدة في أسفلها

[10]
اشارة

1430- 10 الكافي، 1/ 490/ 8/ 1 عنه عن ياسر قال لما خرج المأمون من خراسان يريد بغداد و خرج الفضل ذو الرئاستين و خرجنا مع أبي الحسن ورد على الفضل بن سهل ذي الرئاستين كتاب من أخيه الحسن بن سهل و نحن في بعض المنازل إني نظرت في تحويل السنة في حساب النجوم فوجدت فيه أنك تذوق في شهر كذا و كذا يوم الأربعاء حر الحديد و حر النار و أرى أن تدخل أنت و أمير المؤمنين و الرضا ع الحمام في هذا اليوم و تحتجم فيه و تصب على يديك الدم ليزول عنك نحسه- فكتب ذو الرئاستين إلى المأمون بذلك و سأله أن يسأل أبا الحسن ع ذلك فكتب المأمون إلى أبي الحسن يسأله ذلك فكتب إليه أبو الحسن لست بداخل الحمام غدا و لا أرى لك و لا للفضل أن تدخلا الحمام غدا فأعاد عليه الرقعة مرتين فكتب إليه أبو الحسن يا أمير المؤمنين لست بداخل غدا الحمام فإني رأيت رسول اللّٰه ص في هذه الليلة في النوم- فقال لي يا علي لا تدخل الحمام غدا و لا أرى لك و لا للفضل أن تدخلا الحمام غدا- فكتب إليه المأمون صدقت يا سيدي و صدق رسول اللّٰه ص

الوافي، ج 3، ص: 822

لست بداخل الحمام غدا و الفضل أعلم قال فقال ياسر فلما أمسينا و غابت الشمس قال لنا الرضا ع قولوا

نعوذ بالله من شر ما ينزل في هذه الليلة فلم نزل نقول ذلك فلما صلى الرضا ع الصبح قال لي- اصعد السطح فاستمع هل تسمع شيئا فلما صعدت سمعت الضجة و التحمت و كثرت فإذا نحن بالمأمون قد دخل من الباب الذي كان إلى داره من دار أبي الحسن و هو يقول يا سيدي يا أبا الحسن آجرك اللّٰه في الفضل فإنه قد أتي و كان دخل الحمام فدخل عليه قوم بالسيوف فقتلوه و أخذ ممن دخل عليه ثلاثة نفر كان أحدهم ابن خاله الفضل بن ذي القلمين قال فاجتمع الجند و القواد و من كان في رجال الفضل على باب المأمون فقالوا هذا اغتاله و قتله يعنون المأمون و لنطلبن بدمه و جاءوا بالنيران ليحرقوا الباب- فقال المأمون لأبي الحسن يا سيدي ترى أن تخرج إليهم و تفرقهم قال فقال ياسر فركب أبو الحسن ع و قال لي اركب فركبت فلما خرجنا من باب الدار نظر إلى الناس و قد تزاحموا فقال لهم بيده تفرقوا تفرقوا قال ياسر فأقبل الناس و اللّٰه يقع بعضهم على بعض و ما أشار إلى أحد إلا ركض و مر

بيان

و التحمت أي بعضها ببعض و في بعض النسخ و النحيب قد أتي بالمثناة الفوقانية و البناء للمفعول أي أشرف عليه العدو و في بعض النسخ بالموحدة من الإباء أي أبي قبول قولك

[11]
اشارة

1431- 11 الكافي، 1/ 491/ 9/ 1 الاثنان عن مسافر و الاثنان عن الوشاء عن

الوافي، ج 3، ص: 823

مسافر قال لما أراد هارون بن المسيب أن يواقع محمد بن جعفر قال لي أبو الحسن الرضا ع اذهب إليه و قل له لا تخرج غدا فإنك إن خرجت غدا هزمت و قتل أصحابك فإن سألك من أين علمت هذا فقل رأيت في النوم- قال فأتيته فقلت له جعلت فداك لا تخرج غدا فإنك إن خرجت هزمت و قتل أصحابك فقال لي من أين علمت هذا فقلت رأيت في النوم فقال نام العبد و لم يغسل استه ثم خرج فانهزم و قتل أصحابه- قال و حدثني مسافر قال كنت مع أبي الحسن الرضا ع بمنى فمر يحيى بن خالد فغطى رأسه من الغبار فقال مساكين لا يدرون ما يحل بهم في هذه السنة ثم قال و أعجب من هذا هارون و أنا كهاتين و ضم إصبعيه قال مسافر فو الله ما عرفت معنى حديثه حتى دفناه معه

بيان

أن يواقع يحارب و في بعض النسخ يوافق و كأنه كان بتقديم القاف فصحف و المواقفة أن تقف معه و يقف معك للحرب أو للخصومة كهاتين أشار به إلى قبره ع يكون عند قبره

[12]

1432- 12 الكافي، 8/ 151/ 134/ 1 العدة عن سهل عن معمر بن خلاد قال قال لي أبو الحسن الرضا ع قال لي المأمون يا أبا الحسن لو كتبت إلى بعض من يطيعك في هذه النواحي التي قد فسدت علينا قال قلت له يا أمير المؤمنين إن وفيت لي وفيت لك إنما دخلت في هذا الأمر الذي دخلت فيه- على أن لا آمر و لا أنهى و لا أولي و لا أعزل و ما زادني هذا الأمر الذي دخلت فيه في النعمة عندي شيئا و لقد كنت بالمدينة و كتابي ينفذ في المشرق و المغرب و لقد كنت أركب حماري و أمر في سكك المدينة و ما بها أعز مني و ما كان بها أحد يسألني حاجة يمكنني قضاءها إلا قضيتها له قال فقال لي أفي لك

الوافي، ج 3، ص: 824

[13]
اشارة

1433- 13 الكافي، 1/ 491/ 11/ 1 سعد بن عبد اللّٰه و عبد اللّٰه بن جعفر عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي عن الحسين عن محمد بن سنان قال قبض علي بن موسى ع و هو ابن تسع و أربعين سنة و أشهر في سنة اثنتين و مائتين- عاش بعد موسى بن جعفر عشرين سنة إلا شهرين أو ثلاثة

بيان

قال في الكافي ولد أبو الحسن الرضا ع سنة ثمان و أربعين و مائة و قبض ع في صفر من سنة ثلاث و مائتين و هو ابن خمس و خمسين سنة و قد اختلف في تاريخه إلا أن هذا التاريخ هو أقصد إن شاء اللّٰه و توفي ع بطوس في قرية يقال لها سناباذ من نوقان على دعوة و دفن بها ع و كان المأمون أشخصه من المدينة إلى مرو و على طريق البصرة و فارس فلما خرج المأمون و شخص إلى بغداد أشخصه معه فتوفي في هذه القرية و أمه أم ولد يقال لها أم البنين و وافقه في التهذيب في التاريخ الأقصد قال و قبض بطوس من أرض خراسان و قبره في طوس في سناباذ المعروف بالمشهد من أرض حميد

الوافي، ج 3، ص: 825

باب 121 ما جاء في أبي جعفر الثاني ع

[1]
اشارة

1434- 1 الكافي، 1/ 492/ 1/ 1 القمي عن محمد بن حسان عن علي بن خالد قال محمد و كان زيديا قال كنت بالعسكر فبلغني أن هناك رجل محبوس أتي به من ناحية الشام مكبولا و قالوا إنه تنبأ قال علي بن خالد فأتيت الباب- و داريت البوابين و الحجبة حتى وصلت إليه فإذا رجل له فهم فقلت يا هذا ما قصتك و ما أمرك قال إني كنت رجلا بالشام أعبد اللّٰه في الموضع الذي يقال له موضع رأس الحسين فبينا أنا في عبادتي إذ أتاني شخص فقال لي قم بنا- فقمت معه فبينا أنا معه إذ أنا في مسجد الكوفة فقال لي تعرف هذا المسجد فقلت نعم هذا مسجد الكوفة قال فصلى و صليت معه فبينا أنا معه إذ أنا في مسجد الرسول بالمدينة فسلم على رسول

اللّٰه ص فسلمت و صلى و صليت معه و صلى على رسول اللّٰه ص فبينا أنا معه إذ أنا بمكة فلم أزل معه حتى قضى مناسكه و قضيت مناسكي معه فبينا أنا معه إذ أنا في الموضع الذي كنت أعبد اللّٰه فيه بالشام و مضى الرجل فلما كان العام القابل إذ أنا به فعل مثل فعلته الأولى فلما فرغنا من مناسكنا و ردني إلى الشام و هم بمفارقتي قلت له سألتك بالحق الذي أقدرك على ما رأيت إلا أخبرتني من أنت فقال أنا محمد بن علي بن موسى قال فتراقى الخبر حتى انتهى إلى محمد بن عبد الملك الزيات فبعث إلي و أخذني و كبلني في الحديد و حملني إلى العراق قال فقلت له فارفع القصة إلى

الوافي، ج 3، ص: 826

محمد بن عبد الملك ففعل و ذكر في قصته ما كان فوقع في قصته قل للذي أخرجك من الشام في ليلة إلى الكوفة و من الكوفة إلى المدينة و من المدينة إلى مكة و ردك من مكة إلى الشام أن يخرجك من حبسك هذا قال علي بن خالد فغمني ذلك من أمره و رققت له و أمرته بالقرار و الصبر قال ثم بكرت عليه فإذا الجند و صاحب الحرس و صاحب السجن و خلق اللّٰه فقلت ما ذا فقالوا المحمول من الشام الذي تنبأ افتقد البارحة فلا يدرى أ خسفت به الأرض أو اختطفه الطير

بيان

مكبولا مقيدا و الكبل القيد تنبأ ادعى النبوة

[2]

1435- 2 الكافي، 1/ 493/ 2/ 1 الحسين بن محمد عن شيخ من أصحابنا يقال له عبد اللّٰه بن رزين قال كنت مجاورا بالمدينة مدينة الرسول ص و كان أبو جعفر ع يجي ء في كل يوم مع الزوال إلى المسجد فينزل في الصحن و يصير إلى رسول اللّٰه ص و يسلم عليه و يرجع إلى بيت فاطمة ع فيخلع نعليه و يقوم فيصلي فوسوس إلي الشيطان فقال- إذا نزل فاذهب حتى تأخذ من التراب الذي يطأ عليه فجلست في ذلك اليوم أنتظره لأفعل هذا فلما أن كان وقت الزوال أقبل ع على حمار له فلم ينزل في الموضع الذي كان ينزل فيه- و جاء حتى نزل على الصخرة التي على باب المسجد ثم دخل فسلم على رسول اللّٰه ص قال ثم رجع إلى المكان الذي كان يصلي فيه- ففعل هذا أياما فقلت إذا خلع نعليه جئت فأخذت الحصا الذي يطأ عليه بقدميه فلما أن كان من الغد جاء عند الزوال فنزل على الصخرة ثم دخل فسلم على رسول اللّٰه ص ثم جاء إلى الموضع الذي كان يصلي فيه

الوافي، ج 3، ص: 827

فصلى في نعليه و لم يخلعهما حتى فعل ذلك أياما فقلت في نفسي لم يتهيأ لي هاهنا- و لكن أذهب إلى باب الحمام فإذا دخل الحمام أخذت من التراب الذي يطأ عليه- فسألت عن الحمام الذي يدخله فقيل لي إنه يدخل حماما بالبقيع لرجل من ولد طلحة فتعرفت اليوم الذي يدخل فيه الحمام و صرت إلى باب الحمام- و جلست إلى الطلحي أحدثه و أنا أنتظر مجيئه ع فقال الطلحي إن أردت دخول الحمام فقم

فادخل فإنه لا يتهيأ لك ذلك بعد ساعة قلت و لم- قال لأن ابن الرضا ع يريد دخول الحمام- قال قلت و من ابن الرضا قال رجل من آل محمد له صلاح و ورع قلت له و لا يجوز أن يدخل معه الحمام غيره قال نخلي له الحمام إذا جاء قال فبينا أنا كذلك إذ أقبل ع و معه غلمان له و بين يديه غلام معه حصير حتى أدخله المسلخ فبسطه و وافى فسلم و دخل الحجرة على حماره و دخل المسلخ و نزل على الحصير فقلت للطلحي هذا الذي وصفته بما وصفت من الصلاح و الورع- فقال يا هذا لا و اللّٰه ما فعل هذا قط إلا في هذا اليوم- فقلت في نفسي هذا من عملي أنا جنيته ثم قلت أنتظره حتى يخرج فلعلي أنال ما أردت إذا خرج فلما خرج و تلبس دعا بالحمار فادخل المسلخ و ركب من فوق الحصير و خرج ع فقلت في نفسي قد و اللّٰه آذيته و لا أعود أروم ما رمت منه أبدا و صح عزمي على ذلك فلما كان وقت الزوال من ذلك اليوم أقبل على حماره حتى نزل في الموضع الذي كان ينزل فيه في الصحن فدخل و سلم على رسول اللّٰه ص و جاء إلى الموضع الذي كان يصلي فيه في بيت فاطمة ع و خلع نعليه و قام يصلي

[3]

1436- 3 الكافي، 1/ 494/ 4/ 1 الاثنان عن ابن أسباط قال خرج علي فنظرت إلى رأسه و رجليه لأصف قامته لأصحابنا بمصر فبينا أنا كذلك حتى قعد و قال

الوافي، ج 3، ص: 828

يا علي إن اللّٰه احتج في الإمامة بمثل ما احتج به

في النبوة فقال وَ آتَيْنٰاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا- و قال وَ لَمّٰا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ بَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً فقد يجوز أن يؤتى الحكمة صبيا و يجوز أن يعطاها و هو ابن أربعين سنة

[4]
اشارة

1437- 4 الكافي، 1/ 494/ 4/ 1 علي عن بعض أصحابنا عن محمد بن الريان قال احتال المأمون على أبي جعفر ع بكل حيلة فلم يمكنه فيه شي ء- فلما اعتل و أراد أن يبني عليه ابنته دفع إلي مائتي وصيفة من أجمل ما يكون [يكن]- إلى كل واحدة منهن جاما فيه جوهر يستقبلن أبا جعفر ع إذا قعد موضع الأخيار [الأجناد] فلم يلتفت إليهن و كان رجل يقال له مخارق صاحب صوت و عود و ضرب طويل اللحية فدعاه المأمون فقال يا أمير المؤمنين إن كان في شي ء من أمر الدنيا فأنا أكفيك أمره- فقعد بين يدي أبي جعفر فشهق مخارق شهقة اجتمع عليه أهل الدار و جعل يضرب بعوده و يغني فلما فعل ساعة و إذا أبو جعفر ع لا يلتفت إليه- و لا يمينا و لا شمالا ثم رفع إليه رأسه و قال اتق اللّٰه يا ذا العثنون قال فسقط المضراب من يده و العود فلم ينتفع بيديه إلى أن مات قال فسأله المأمون عن حاله قال لما صاح بي أبو جعفر فزعت فزعة لا أفيق منها أبدا

بيان

فلم يمكنه فيه شي ء كأنه أراد منه أن ينادمه و يشركه معه فيما يركبه من الفسوق و يبني عليه ابنته أي يزفها إليه إن كان في شي ء أي إن كان مطلوبك منه في شي ء فلما فعل ساعة جواب لما محذوف يدل عليه ما بعده و العثنون بالثاء المثلثة بعد العين المهملة ثم النونين اللحية أو ما فضل منها بعد العارضين أو طولها

الوافي، ج 3، ص: 829

[5]
اشارة

1438- 5 الكافي، 1/ 495/ 5/ 1 علي بن محمد عن سهل عن داود بن القاسم الجعفري قال دخلت على أبي جعفر ع و معي ثلاث رقاع غير معنونة و اشتبهت علي فاغتممت فتناول إحداها و قال هذه رقعة زياد بن شبيب ثم تناول الثانية فقال هذه رقعة فلان فبهت أنا فنظر إلي فتبسم قال و أعطاني ثلاثمائة دينار و أمرني أن احملها إلى بعض بني عمه و قال أما إنه سيقول لك دلني على حريف يشتري لي بها متاعا فدله عليه قال فأتيته بالدنانير فقال لي يا أبا هاشم دلني على حريف يشتري لي بها متاعا فقلت نعم قال و كلمني جمال أن أكلمه له يدخله في بعض أموره- فدخلت عليه لأكلمه له فوجدته يأكل و معه جماعة و لم يمكني كلامه- ثم قال يا أبا هاشم كل و وضع بين يدي ثم قال ابتداء منه من غير مسألة يا غلام انظر إلى الجمال الذي أتانا به أبو هاشم فضمه إليك قال و دخلت معه ذات يوم بستانا فقلت له جعلت فداك إني لمولع بأكل الطين فادع اللّٰه لي فسكت ثم قال بعد أيام ابتداء منه يا أبا هاشم قد أذهب اللّٰه عنك أكل الطين قال أبو

هاشم فما شي ء أبغض إلي منه اليوم

بيان

الحريف المعامل

[6]
اشارة

1439- 6 الكافي، 1/ 495/ 6/ 1 الاثنان عن محمد بن علي عن محمد بن حمزة الهاشمي عن علي بن محمد أو محمد بن علي الهاشمي قال دخلت على أبي جعفر ع صبيحة عرسه حيث بنى بابنة المأمون و كنت تناولت من الليل دواء فأول من دخل عليه في صبيحته أنا و قد أصابني

الوافي، ج 3، ص: 830

العطش و كرهت أن أدعو بالماء فنظر أبو جعفر ع في وجهي و قال أظنك عطشان فقلت أجل فقال يا غلام أو يا جارية اسقنا ماء- فقلت في نفسي الساعة يأتونه بماء يسمونه به فاغتممت لذلك فأقبل الغلام و معه الماء فتبسم في وجهي ثم قال يا غلام ناولني الماء فتناول الماء فشرب ثم ناولني فشربت ثم عطشت أيضا و كرهت أن أدعو بالماء- ففعل ما فعل في الأولى فلما جاء الغلام و معه القدح قلت في نفسي مثل ما قلت في الأولى فتناول القدح ثم شرب فناولني و تبسم- قال محمد بن حمزة فقال لي هذا الهاشمي و أنا أظنه كما يقولون

بيان

يسمونه به أي يجعلون فيه السم و أنا أظنه كما يقولون يعني كما تقوله الشيعة القائلون بإمامته

[7]

1440- 7 الكافي، 1/ 496/ 7/ 1 علي عن أبيه قال استأذن على أبي جعفر ع قوم من أهل النواحي من الشيعة فأذن لهم فدخلوا فسألوه في مجلس واحد عن ثلاثين ألف مسألة فأجاب ع و له عشر سنين

[8]

1441- 8 الكافي، 1/ 496/ 8/ 1 علي بن محمد عن سهل عن علي بن الحكم عن دعبل بن علي أنه دخل على أبي الحسن الرضا ع و أمر له بشي ء فأخذه و لم يحمد اللّٰه قال فقال لم لم تحمد اللّٰه قال ثم دخلت بعد على أبي جعفر ع و أمر لي بشي ء فقلت الحمد لله- فقال لي تأدبت

[9]
اشارة

1442- 9 الكافي، 1/ 496/ 9/ 1 الاثنان عن أحمد بن محمد بن عبد اللّٰه عن

الوافي، ج 3، ص: 831

محمد بن سنان قال دخلت على أبي الحسن ع فقال يا محمد حدث بآل فرج حدث فقلت مات عمر فقال الحمد لله حتى أحصيت له أربعا و عشرين مرة فقلت يا سيدي لو علمت أن هذا يسرك- لجئت حافيا أعدو إليك قال يا محمد أ و لا تدري ما قال لعنه اللّٰه لمحمد بن علي أبي قال قلت لا قال خاطبه في شي ء فقال أظنك سكران- فقال أبي اللهم إن كنت تعلم أني أمسيت لك صائما فأذقه طعم الحرب و ذل الأسر فو الله إن ذهبت الأيام حتى حرب ماله و ما كان له ثم أخذ أسيرا و هو ذا قد مات لا رحمه اللّٰه و قد أدال اللّٰه تعالى منه و ما زال يديل أولياؤه من أعدائه

بيان

أراد بأبي الحسن الثالث ع الحرب محركة سلب المال أدال اللّٰه منه أي أخذ الدولة منه و أعطاها غيره

[10]
اشارة

1443- 10 الكافي، 1/ 497/ 10/ 1 القمي عن محمد بن حسان عن أبي هاشم الجعفري قال صليت مع أبي جعفر ع في مسجد المسيب و صلى بنا في موضع القبلة سواء و ذكر أن السدرة التي في المسجد كانت يابسة ليس عليها ورق فدعا بماء و تهيأ تحت السدرة فعاشت السدرة و أورقت و حملت من عامها

بيان

سواء أي من غير انحراف عن الجدار و ذكر يعني الجعفري و تهيأ

الوافي، ج 3، ص: 832

يعني للصلاة كني بها عن الوضوء

[11]
اشارة

1444- 11 الكافي، 1/ 497/ 11/ 1 العدة عن أحمد عن الحجال و عمرو بن عثمان عن رجل من أهل المدينة عن المطرفي قال مضى أبو الحسن الرضا ع و لي عليه أربعة آلاف درهم فقلت في نفسي ذهب مالي فأرسل إلي أبو جعفر ع إذا كان غدا فأتني و ليكن معك ميزان و أوزان فدخلت على أبي جعفر ع فقال لي مضى أبو الحسن و لك عليه أربعة آلاف درهم فقلت نعم فرفع المصلى الذي كان تحته فإذا تحته دنانير فدفعها إلي

بيان

الأوزان الأثقال التي يعير بها

[12]
اشارة

1445- 12 الكافي، 1/ 497/ 12/ 1 سعد بن عبد اللّٰه و الحميري عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي عن الحسن بن سعيد عن محمد بن سنان قال قبض محمد بن علي و هو ابن خمس و عشرين سنة و ثلاثة أشهر و اثني عشر يوما توفي يوم الثلاثاء لست خلون من ذي الحجة سنة عشرين و مائتين- عاش بعد أبيه تسع عشرة سنة إلا خمسا و عشرين يوما

بيان

قال في الكافي ولد أبو جعفر محمد بن علي الثاني ع في شهر رمضان من سنة خمس و تسعين و مائة و قبض ع سنة عشرين و مائتين في آخر ذي القعدة و هو ابن خمس و عشرين سنة و شهرين و ثمانية عشر يوما و دفن ببغداد في مقابر قريش عند قبر جده موسى ع و قد كان المعتصم

الوافي، ج 3، ص: 833

أشخصه إلى بغداد في أول هذه السنة التي توفي فيها ع و أمه أم ولد يقال لها سبيكة نوبية و قيل أيضا إن اسمها كان خيزران و روي أنها كانت من أهل بيت مارية أم إبراهيم بن رسول اللّٰه ص و وافقه في التهذيب في تاريخي الولادة و القبض إلا أنه قال و له يومئذ خمس و عشرون سنة و أمه أم ولد يقال لها الخيزران و كانت من أهل بيت مارية القبطية رحمة اللّٰه عليها و دفن ببغداد في مقابر قريش في ظهر جده موسى ع

الوافي، ج 3، ص: 834

باب 122 ما جاء في أبي الحسن الثالث ع

[1]
اشارة

1446- 1 الكافي، 1/ 498/ 1/ 1 الاثنان عن الوشاء عن خيران الأسباطي قال قدمت على أبي الحسن ع المدينة فقال لي ما خبر الواثق عندك- قلت جعلت فداك خلفته في عافية أنا من أقرب الناس عهدا به عهدي به منذ عشرة أيام قال فقال لي إن أهل المدينة يقولون إنه مات فلما أن قال لي الناس علمت أنه هو ثم قال لي ما فعل جعفر قلت تركته أسوأ الناس حالا في السجن قال فقال أما إنه صاحب الأمر ما فعل ابن الزيات قلت جعلت فداك الناس معه و الأمر أمره قال فقال أما إنه شؤم عليه قال ثم

سكت و قال لي لا بد أن تجري مقادير اللّٰه تعالى و أحكامه يا خيران مات الواثق و قد قعد المتوكل جعفر و قد قتل ابن الزيات فقلت متى جعلت فداك قال بعد خروجك بستة أيام

بيان

فلما أن قال لي الناس يعني لما نسب ذلك القول إلى أهل المدينة علمت أن القائل هو نفسه

[2]
اشارة

1447- 2 الكافي، 1/ 498/ 2/ 1 الاثنان عن أحمد بن محمد بن عبد اللّٰه عن محمد بن يحيى عن صالح بن سعيد قال دخلت على أبي الحسن ع فقلت له جعلت فداك في كل الأمور أرادوا إطفاء نورك و التقصير بك حتى

الوافي، ج 3، ص: 835

أنزلوك هذا الخان الأشنع خان الصعاليك فقال هاهنا أنت يا بن سعيد ثم أومى بيده و قال انظر فنظرت فإذا أنا بروضات آنقات و روضات باسرات- فيهن خيرات عطرات و ولدان كأنهن اللؤلؤ المكنون و أطيار و ظباء و أنهار تفور- فحار بصري و حسرت عيني فقال حيث كنا فهذا لنا عتيد لسنا في خان الصعاليك

بيان

الصعلوك الفقير الذي لا مال له هاهنا أنت يعني أنت بعد في هذا المقام في اعتقادك فينا و في مكارمنا و الأنق الفرح و السرور يقال تأنق فلان في الروضة أي وقع فيها معجبا بها و البسر بضم الموحدة الغض من كل شي ء و الماء الطري و في بعض النسخ بالمعجمة و هو بمعنى الحسن و الجمال و العتيد الحاضر المهيأ و في كشف الغمة فإذا أنا بروضات أنيقات و أنهار جاريات و جنان فيها خيرات عطرات

[3]
اشارة

1448- 3 الكافي، 1/ 498/ 3/ 1 الاثنان عن أحمد بن محمد بن عبد اللّٰه عن علي بن محمد عن إسحاق الجلاب قال اشتريت لأبي الحسن ع غنما كثيرة فدعاني فأدخلني من إصطبل داره إلى موضع واسع لا أعرفه فجعلت أفرق تلك الغنم فيمن أمرني به فبعثت إلى أبي جعفر و إلى والدته و غيرهما ممن أمرني ثم استأذنته في الانصراف إلى بغداد إلى والدي و كان ذلك يوم التروية فكتب إلي تقيم غدا عندنا ثم تنصرف قال فأقمت فلما كان يوم عرفة أقمت عنده و بت ليلة الأضحى في رواق له فلما كان في السحر أتاني فقال يا إسحاق قم- قال فقمت ففتحت عيني فإذا أنا على بابي ببغداد قال فدخلت على والدي

الوافي، ج 3، ص: 836

و أنا في أصحابي فقلت لهم عرفت بالعسكر و خرجت ببغداد إلى العيد

بيان

أبو جعفر هذا هو ابنه المرجو للإمامة عرفت أمضيت العرفة إلى العيد إلى صلاته

[4]
اشارة

1449- 4 الكافي، 1/ 499/ 4/ 1 علي بن محمد عن إبراهيم بن محمد الطاهري قال مرض المتوكل من خراج خرج به و أشرف منه على الهلاك فلم يجسر أحد أن يمسه بحديدة فنذرت أمه إن عوفي أن تحمل إلى أبي الحسن علي بن محمد مالا جليلا من مالها و قال له الفتح بن خاقان لو بعثت إلى هذا الرجل فسألته فإنه لا يخلو أن تكون عنده صفة يفرج بها عنك فبعث إليه و وصف له علته فرد إليه الرسول بأن يؤخذ كسب الشاة فيداف بماء ورد فيوضع عليه فلما رجع الرسول و أخبرهم أقبلوا يهزءون من قوله- فقال له الفتح هو و اللّٰه أعلم بما قال و أحضر الكسب و عمل كما قال و وضع عليه فغلبه النوم و سكن ثم انفتح و خرج منه ما كان فيه و بشرت أمه بعافيته- فحملت إليه عشرة آلاف دينار تحت خاتمها ثم استقل من علته فسعى إليه البطحائي العلوي بأن أموالا تحمل إليه و سلاحا فقال لسعيد الحاجب اهجم عليه بالليل و خذ ما تجد عنده من الأموال و السلاح و أحمله إلي- قال إبراهيم بن محمد فقال لي سعيد الحاجب صرت إلى داره بالليل و معي سلم فصعدت السطح فلما نزلت على بعض الدرج في الظلمة لم أدر كيف أصل إلى الدار فناداني يا سعيد مكانك حتى يأتوك بشمعة فلم ألبث أن أتوني بشمعة فنزلت فوجدته عليه جبة صوف و قلنسوة منها و سجادة على حصير بين يديه فلم أشك أنه كان يصلي فقال لي دونك البيوت فدخلتها و فتشتها

فلم أجد فيها شيئا فوجدت البدرة في بيته مختومة بخاتم أم المتوكل و كيسا مختوما

الوافي، ج 3، ص: 837

و قال لي دونك المصلى فرفعته فوجدت سيفا في جفن غير ملبوس فأخذت ذلك و صرت إليه فلما نظر إلى خاتم أمه على البدرة بعث إليها فخرجت إليه فأخبرني بعض خدم الخاصة أنها قالت له كنت قد نذرت في علتك لما آيست منك إن عوفيت حملت إليه من مالي عشرة آلاف دينار فحملتها إليه و هذا خاتمي على الكيس و فتح الكيس الآخر فإذا فيه أربعمائة دينار فضم إلى البدرة بدرة أخرى و أمرني بحمل ذلك إليه فحملته و رددت السيف و الكيسين و قلت له يا سيدي عز علي فقال لي سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ

بيان

الخراج بالضم ما يخرج في البدن من القروح و الكسب بالضم عصارة الدهن و لعله أريد به ما تأكله الشاة منه و لهذا أضيف إليها و الدوف البل و الخلط ثم استقل برأ فسعى إليه عدا و نم تحمل إليه يعني إلى أبي الحسن ع عز علي يعني اشتد علي دخولي دارك بغير إذنك و أخذي مالك

[5]
اشارة

1450- 5 الكافي، 1/ 500/ 5/ 1 الاثنان عن أحمد بن محمد بن عبد اللّٰه عن علي بن محمد النوفلي قال قال لي محمد بن الفرج إن أبا الحسن ع كتب إليه- يا محمد اجمع أمرك و خذ حذرك قال فأنا في جمع أمري ليس أدري ما كتب به إلي حتى ورد علي رسول حملني من مصر مقيدا و ضرب على كل ما أملك- و كنت في السجن ثماني سنين ثم ورد علي منه في السجن كتاب فيه يا محمد لا تنزل في ناحية الجانب الغربي فقرأت الكتاب فقلت يكتب إلي بهذا و أنا في السجن إن هذا لعجب فما مكثت أن خلى عني و الحمد لله- قال و كتب إليه محمد بن الفرج يسأله عن ضياعه فكتب إليه سوف ترد

الوافي، ج 3، ص: 838

عليك و ما يضرك أن لا ترد عليك فلما شخص محمد بن الفرج إلى العسكر كتب إليه برد ضياعه و مات قبل ذلك قال و كتب أحمد بن الخضيب إلى محمد بن الفرج يسأله الخروج إلى العسكر فكتب إلى أبي الحسن ع يشاوره- فكتب إليه اخرج فإن فيه فرجك إن شاء اللّٰه فخرج فلم يلبث إلا يسيرا حتى مات

بيان

الحذر بالكسر الاحتراز يقال ضرب على يد فلان إذا حجر عليه

[6]
اشارة

1451- 6 الكافي، 1/ 500/ 6/ 1 الحسين بن محمد عن رجل عن أحمد بن محمد عن أبي يعقوب قال رأيته يعني محمدا قبل موته بالعسكر في عشية و قد استقبل أبا الحسن فنظر إليه و اعتل من غد و دخلت إليه عائدا بعد أيام من علته و قد ثقل- فأخبرني أنه بعث إليه بثوب فأخذه و أدرجه و وضعه تحت رأسه قال فكفن فيه- قال أحمد قال أبو يعقوب رأيت أبا الحسن ع مع ابن الخضيب فقال له ابن الخضيب سر جعلت فداك قال له أنت المقدم فما لبث إلا أربعة أيام- حتى وضع الدهق على ساق ابن الخضيب ثم نعي قال و روي أنه حين ألح عليه ابن الخضيب في الدار التي يطلبها منه بعث إليه لأقعدن بك من اللّٰه تعالى مقعدا لا يبقى لك باقية فأخذه اللّٰه تعالى في تلك الأيام

بيان

الدهق محركة خشبتان يغمز بهما الساقان فارسيته إشكنجة

[7]
اشارة

1452- 7 الكافي، 1/ 501/ 7/ 1 محمد عن بعض أصحابنا قال أخذت نسخة كتاب المتوكل إلى أبي الحسن الثالث ع من يحيى بن هرثمة في سنة

الوافي، ج 3، ص: 839

ثلاث و أربعين و مائتين و هذه نسخته بسم اللّٰه الرحمن الرحيم أما بعد فإن أمير المؤمنين عارف بقدرك راع لقرابتك موجب لحقك يقدر من الأمور فيك و في أهل بيتك ما أصلح اللّٰه به حالك و حالهم و ثبت به عزك و عزهم و ادخل اليمن و الأمن عليك و عليهم يبتغي بذلك رضاء ربه و أداء ما افترض عليه فيك و فيهم و قد رأى أمير المؤمنين صرف عبد اللّٰه بن محمد عما كان يتولاه من الحرب و الصلاة بمدينة رسول اللّٰه ص إذ كان على ما ذكرت من جهالته بحقك و استخفافه بقدرك و عند ما قرفك به و نسبك إليه من الأمور التي قد علم أمير المؤمنين براءتك منه و صدق نيتك في ترك محاولته و أنك لم تؤهل نفسك له- و قد ولى أمير المؤمنين ما كان يلي من ذلك محمد بن الفضل و أمره بإكرامك و تبجيلك و الانتهاء إلى أمرك و رأيك و التقرب إلى اللّٰه و إلى أمير المؤمنين بذلك- و أمير المؤمنين مشتاق إليك يحب إحداث العهد بك و النظر إليك و إن نشطت لزيارته و المقام قبله ما رأيت شخصت و من أحببت من أهل بيتك و مواليك و حشمك على مهلة و طمأنينة- ترحل إذا شئت و تنزل إذا شئت و تسير كيف شئت و إن أحببت أن يكون يحيى بن هرثمة مولى أمير المؤمنين

و من معه من الجند مشيعين لك- يرحلون برحيلك و يسيرون بسيرك فالأمر في ذلك إليك حتى توافي أمير المؤمنين فما أحد من إخوته و ولده و أهل بيته و خاصته ألطف منه منزلة و لا أحمد له أثره و لا هو لهم أنظر و عليهم أشفق و بهم أبر و إليهم أسكن منه إليك إن شاء اللّٰه و السلام عليك و رحمة اللّٰه و بركاته- و كتب إبراهيم بن العباس و صلى اللّٰه على محمد و آله و سلم

الوافي، ج 3، ص: 840

بيان

أمير المؤمنين كناية عن نفسه و القرفة التهمة كأنه اتهمه بطلب الخلافة محاولته أي محاولة ذلك الأمر و المحاولة المطالبة و قد ولى يعني أقام محمد بن الفضل مقام عبد اللّٰه بن محمد

[8]
اشارة

1453- 8 الكافي، 1/ 502/ 8/ 1 الحسين بن الحسن الحسني قال حدثني أبو الطيب المثنى يعقوب بن ياسر قال كان المتوكل يقول ويحكم قد أعياني أمر ابن الرضا أبى أن يشرب معي أو ينادمني أو أجد منه فرصة في هذا فقالوا له فإن لم تجد منه فهذا أخوه موسى قصاف عزاف يأكل و يشرب و يتعشق فقال ابعثوا إليه فجيئوا به حتى نموه به على الناس و نقول ابن الرضا فكتب إليه و أشخص مكرما- و تلقاه جميع بني هاشم و القواد و الناس على أنه إذا وافى أقطعه قطيعة و بنى له فيها- و حول الخمارين و القيان إليه و وصله و بره و جعل له منزلا سريا حتى يزوره هو فيه- فلما وافى موسى تلقاه أبو الحسن ع في قنطرة وصيف و هو موضع يتلقى فيه القادمون فسلم عليه و وفاه حقه ثم قال له إن هذا الرجل قد أحضرك ليهتكك و يضع منك فلا تقر له أنك شربت نبيذا قط فقال له موسى فإذا كان دعاني لهذا فما حيلتي قال فلا تضع من قدرك و لا تفعل فإنما أراد هتكك فأبى عليه فكرر عليه فلما رأى أنه لا يجيب قال له أما إن هذا مجلس لا تجتمع أنت و هو عليه أبدا فأقام ثلاث سنين يبكر كل يوم فيقال له قد تشاغل اليوم فرح فيروح فيقال قد سكر فبكر فيبكر فيقال شرب دواء فما زال على هذا

ثلاث سنين حتى قتل المتوكل و لم يجتمع معه عليه

الوافي، ج 3، ص: 841

بيان

أراد بابن الرضا أبا الحسن الثالث ع كأن موسى هذا هو الملقب بالمبرقع المدفون بقم قصاف نديم مقيم في الأكل و الشرب عزاف لعاب بالملاهي كالعود و الطنبور نموه نلبس و ندلس و نقول ابن الرضا يعني نسمي موسى بابن الرضا ليزعم الناس أنه أبو الحسن ع أقطعه قطيعة أعطاه أرضين ببغداد ليعمرها و يسكنها و القيان جمع القينة بتقديم المثناة التحتانية على النون و هي الجارية المغنية سريا عليا

[9]
اشارة

1454- 9 الكافي، 1/ 502/ 9/ 1 بعض أصحابنا عن محمد بن علي عن زيد بن علي بن الحسن بن زيد قال مرضت فدخل الطبيب علي ليلا فوصف لي دواء آخذه كذا و كذا يوما فلم يمكني فلم يخرج الطبيب من الباب حتى ورد علي نصر بقارورة فيها ذلك الدواء بعينه فقال لي أبو الحسن ع يقرئك السلام و يقول خذ هذا الدواء كذا و كذا يوما فأخذته فشربته فبرأت قال محمد بن علي قال لي زيد بن علي يأبى الطاعن أين الغلاة عن هذا الحديث

بيان

لعل المراد بقوله يأبى الطاعن أن من يطعن فيهم ع لا يقبل هذه الكرامة و بقوله أين الغلاة عن هذا الحديث أين هم حتى يتمسكوا به على معتقدهم.

قال في الكافي ولد أبو الحسن علي بن محمد ع للنصف من ذي الحجة سنة اثنتي عشرة و مائتين و روي أنه ولد ع في رجب سنة أربع عشرة و مائتين و مضى ع لأربع بقين من جمادى الآخرة سنة أربع و خمسين و مائتين و روي أنه قبض ع في رجب سنة أربع و خمسين و مائتين و له إحدى و أربعون سنة و ستة

الوافي، ج 3، ص: 842

أشهر و أربعون سنة على المولد الآخر الذي روي و كان المتوكل أشخصه مع يحيى بن هرثمة بن أعين من المدينة إلى سر من رأى فتوفي بها ع و دفن في داره و أمه أم ولد يقال لها سمانة.

و في التهذيب اقتصر على التاريخ الأول في الولادة و على الثاني في القبض قال و له يومئذ إحدى و أربعون سنة و سبعة أشهر و وافق صاحب الكافي في اسم الأم و المدفن

الوافي، ج 3، ص: 843

باب 123 ما جاء في أبي محمد ع

[1]
اشارة

1455- 1 الكافي، 1/ 503/ 1/ 1 الحسين بن محمد و محمد و غيرهما قالوا كان أحمد بن عبيد اللّٰه بن خاقان على الضياع و الخراج بقم فجرى في مجلسه يوما ذكر العلوية و مذاهبهم و كان شديد النصب فقال ما رأيت و لا عرفت بسر من رأى رجلا من العلوية مثل الحسن بن علي بن محمد بن الرضا في هديه و سكونه و عفافه و نبله و كرمه عند أهل بيته و بني هاشم و تقديمهم إياه على ذوي السن منهم و الخطر و كذلك القواد و الوزراء و عامة الناس فإني كنت يوما قائما على رأس أبي و هو يوم مجلسه للناس إذ دخل عليه حجابه- فقالوا أبو محمد بن الرضا بالباب فقال بصوت عال ائذنوا له- فتعجبت مما سمعت منهم أنهم جسروا يكنون رجلا على أبي بحضرته- و لم يكن عنده إلا خليفة أو ولي عهد أو من أمر السلطان أن يكنى فدخل رجل أسمر حسن القامة جميل الوجه جيد البدن حدث السن له جلالة و هيبة فلما نظر إليه أبي قام يمشي إليه خطى و لا أعلمه فعل هذا بأحد من بني هاشم و القواد فلما دنا منه عانقه و قبل وجهه و صدره و أخذ بيده و أجلسه على مصلاه الذي كان عليه و جلس إلى جنبه مقبلا عليه بوجهه و جعل يكلمه و يفديه بنفسه و أنا متعجب مما أرى منه إذ دخل الحاجب

الوافي، ج 3، ص: 844

فقال الموفق قد جاء و كان الموفق إذا دخل على أبي يقدم حجابه و خاصة قواده فقاموا بين مجلس أبي و بين باب الدار سماطين إلى أن

يدخل و يخرج فلم يزل أبي مقبلا على أبي محمد ع يحدثه حتى نظر إلى غلمان الخاصة فقال حينئذ إذا شئت جعلني اللّٰه فداك ثم قال لحجابه خذوا به خلف السماطين حتى لا يراه هذا يعني الموفق فقام و قام أبي و عانقه و مضى فقلت لحجاب أبي و غلمانه ويلكم من هذا الذي كنيتموه على أبي و فعل به أبي هذا الفعل- قالوا هذا علوي يقال له الحسن بن علي يعرف بابن الرضا فازددت تعجبا و لم أزل يومي ذلك قلقا متفكرا في أمره و أمر أبي و ما رأيت فيه حتى كان الليل و كانت عادته أن يصلي العتمة ثم يجلس فينظر فيما يحتاج إليه من المؤامرات و ما يرفعه إلى السلطان فلما صلى و جلس جئت فجلست بين يديه و ليس عنده أحد فقال لي يا أحمد لك حاجة قلت نعم يا أبة فإن أذنت لي سألتك عنها فقال قد أذنت يا بني فقل ما أحببت قلت يا أبة من الرجل الذي رأيتك بالغداة فعلت به ما فعلت من الإجلال و الكرامة و التبجيل و فديته بنفسك و أبويك- فقال يا بني ذاك إمام الرافضة ذاك الحسن بن علي المعروف بابن الرضا فسكت ساعة ثم قال يا بني لو زالت الإمامة عن خلفاء بني العباس ما استحقها أحد من بني هاشم غير هذا و إن هذا ليستحقها في فضله و عفافه و هديه و صيانته و زهده و عبادته و جميل أخلاقه و صلاحه و لو رأيت أباه رأيت رجلا جزلا نبيلا فاضلا فازددت قلقا و تفكرا و غيظا على أبي و ما سمعت منه و استزدته في فعله و قوله فيه

ما قال فلم يكن لي همة

الوافي، ج 3، ص: 845

بعد ذلك إلا السؤال عن خبره و البحث عن أمره فما سألت أحدا من بني هاشم و القواد و الكتاب و القضاة و الفقهاء و سائر الناس إلا وجدته عنده في غاية الإجلال و الإعظام و المحل الرفيع و القول الجميل و التقدم له على جميع أهل بيته و مشايخه- فعظم قدره عندي إذ لم أر له وليا و لا عدوا إلا و هو يحسن القول فيه و الثناء عليه فقال له بعض من حضر مجلسه من الأشعريين يا أبا بكر فما خبر أخيه جعفر فقال و من جعفر فيسأل عن خبره أو يقرن بالحسن جعفر معلن الفسق فاجر ماجن شريب للخمور أقل من رأيته من الرجال و أهتكهم لنفسه خفيف قليل في نفسه و لقد ورد على السلطان و أصحابه في وقت وفاة الحسن بن علي ما تعجبت منه و ما ظننت أنه يكون و ذلك أنه لما اعتل بعث إلى أبي أن ابن الرضا قد اعتل- فركب من ساعته فبادر إلى دار الخلافة ثم رجع مستعجلا و معه خمسة من خدم أمير المؤمنين كلهم من ثقاته و خاصته فيهم نحرير فأمرهم بلزوم دار الحسن و تعرف خبره و حاله و بعث إلى نفر من المتطببين فأمرهم بالاختلاف إليه و تعاهده صباحا و مساء فلما كان بعد ذلك بيومين أو ثلاثة أخبر أنه قد ضعف فأمر المتطببين بلزوم داره و بعث إلى قاضي القضاة فأحضره مجلسه و أمره أن يختار من أصحابه عشرة ممن يوثق به في دينه و أمانته و ورعه فأحضرهم فبعث بهم إلى دار الحسن و أمرهم بلزومه ليلا و نهارا فلم

يزالوا هناك حتى توفي رحمه اللّٰه عليه و رضوانه- فصارت سر من رأى ضجة واحدة و بعث السلطان إلى داره من فتشها و فتش حجرها و ختم على جميع ما فيها و طلبوا أثر ولده و جاءوا بنساء يعرفن الحمل فدخلن إلى جواريه ينظرن إليهن فذكر بعضهن أن هناك جارية

الوافي، ج 3، ص: 846

بها حبل فجعلت في حجرة و وكل بها نحرير الخادم و أصحابه و نسوة معهم- ثم أخذوا بعد ذلك في تهيئته و عطلت الأسواق و ركبت بنو هاشم و القواد و أبي و سائر الناس إلى جنازته- فكانت سر من رأى يومئذ شبيها بالقيامة فلما فرغوا من تهيئته بعث السلطان إلى أبي عيسى بن المتوكل فأمره بالصلاة عليه فلما وضعت الجنازة للصلاة عليه دنا أبو عيسى منه فكشف عن وجهه فعرضه على بني هاشم من العلوية و العباسية و القواد و الكتاب و القضاة و المعدلين و قال هذا الحسن بن علي بن محمد بن الرضا مات حتف أنفه على فراشه حضره من حضره من خدم أمير المؤمنين و ثقاته فلان و فلان و من القضاة فلان و فلان- و من المتطببين فلان و فلان- ثم غطى وجهه و أمر بحمله فحمل من وسط داره و دفن في البيت الذي دفن فيه أبوه فلما دفن أخذ السلطان و الناس في طلب ولده و كثر التفتيش في المنازل و الدور و توقفوا عن قسمة ميراثه و لم يزل الذين وكلوا بحفظ الجارية التي توهم عليها الحمل لازمين حتى تبين بطلان الحمل فلما بطل الحمل عنهن قسم ميراثه بين أمه و أخيه جعفر و ادعت أمه وصيته و ثبت ذلك عند القاضي و السلطان

على ذلك يطلب أثر ولده فجاء جعفر بعد ذلك إلى أبي فقال اجعل لي مرتبة أخي و أوصل إليك في كل سنة عشرين ألف دينار فزبره أبي و أسمعه و قال له يا أحمق السلطان جرد سيفه في الذين زعموا أن أباك و أخاك أئمة ليردهم عن ذلك فلم يتهيأ له ذلك فإن كنت عند شيعة أبيك و أخيك إماما فلا حاجة بك إلى السلطان يرتبك مراتبهما و لا غير السلطان و إن لم تكن عندهم بهذه المنزلة لم تنلها بنا و استقله أبي عند ذلك و استضعفه و أمر أن يحجب عنه فلم يأذن له في الدخول عليه حتى مات أبي و خرجنا و هو على تلك الحال و السلطان يطلب أثر ولد

الوافي، ج 3، ص: 847

الحسن بن علي ع

بيان

الهدى السيرة و الطريقة و النبل و الفضل و المجد يفديه بنفسه يقول له جعلت فداك و السماط الصف من الناس غلمان الخاصة يعني غلمان الخليفة و العتمة العشاء الآخرة و المؤامرة المشاورة و الجزل بالجيم و الزاي الكريم العطاء و العاقل الأصيل الرأي و استزدته عددته زائدا على ما ينبغي له جعفر هو المشهور بالكذاب و الماجن من لا يبالي بما قال و ما صنع لصلابة وجهه و أصله الصلابة و الغلظة فيهم نحرير كان شقيا من الأشقياء و تأتي فيه حكاية في تهيئته أي تجهيزه حتف أنفه يعني من غير قتل و لا ضرب و أسمعه يعني ما يكرهه و استقله عده قليلا خفيفا

[2]

1456- 2 الكافي، 1/ 506/ 2/ 1 علي بن محمد عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن جعفر قال كتب أبو محمد ع إلى أبي القاسم إسحاق بن جعفر الزبيري قبل موت المعتز بنحو عشرين يوما الزم بيتك حتى يحدث الحادث فلما قتل بريحة كتب إليه قد حدث الحادث فما تأمرني فكتب ليس هذا الحادث الحادث الآخر فكان من المعتز ما كان

[3]

1457- 3 الكافي، 1/ 506/ 2/ 1 و عنه قال كتب إلى رجل آخر بقتل ابن

الوافي، ج 3، ص: 848

محمد بن داود عبد اللّٰه قبل قتله بعشرة أيام فلما كان في اليوم العاشر قتل

[4]

1458- 4 الكافي، 1/ 506/ 3/ 1 عنه عن محمد بن إبراهيم المعروف بابن الكردي [الكرخي] عن محمد بن علي بن إبراهيم بن موسى بن جعفر قال ضاق بنا الأمر فقال لي أبي امض بنا حتى نصير إلى هذا الرجل يعني أبا محمد ع فإنه قد وصف عنه سماحة فقلت تعرفه فقال ما أعرفه و لا رأيته قط قال فقصدناه فقال لي أبي و هو في طريقه ما أحوجنا إلى أن يأمر لنا بخمسمائة درهم مائتا درهم للكسوة و مائتا درهم للدقيق و مائة للنفقة فقلت في نفسي ليته أمر لي بثلاثمائة درهم مائة أشتري بها حمارا و مائة للنفقة و مائة للكسوة و أخرج إلى الجبل قال فلما وافينا الباب خرج إلينا غلامه فقال يدخل علي بن إبراهيم و محمد ابنه فلما دخلنا عليه و سلمنا قال لأبي يا علي ما خلفك عنا إلى هذا الوقت- فقال يا سيدي استحييت أن ألقاك على هذه الحال فلما خرجنا من عنده جاءنا غلامه فناول أبي صرة فقال هذه خمسمائة درهم مائتان للكسوة و مائتان لكذا و مائة للنفقة و أعطاني صرة فقال هذه ثلاثمائة درهم اجعل مائة في ثمن حمار و مائة للكسوة و مائة للنفقة و لا تخرج إلى الجبل و صر إلى سوراء فصار إلى سوراء و تزوج بامرأة فدخله اليوم ألف دينار و مع هذا يقول بالوقف فقال محمد بن إبراهيم فقلت له ويحك أ تريد أمرا أبين

الوافي، ج 3،

ص: 849

من هذا قال فقال هذا أمر قد جرينا عليه

[5]
اشارة

1459- 5 الكافي، 1/ 507/ 4/ 1 عنه عن أبي علي محمد بن علي بن إبراهيم عن أحمد بن الحارث القزويني قال كنت مع أبي بسرمن رأى و كان أبي يتعاطى البيطرة في مربط أبي محمد ع قال و كان عند المستعين بغل لم ير مثله حسنا و كبرا و كان يمنع ظهره و اللجام و السرج و قد كان جمع عليه الراضة فلم يمكن لهم حيلة في ركوبه قال فقال له بعض ندمائه يا أمير المؤمنين أ لا تبعث إلى الحسن بن الرضا حتى يجي ء فإما أن يركبه و إما أن يقتله فتستريح منه قال فبعث إلى أبي محمد ع و مضى معه أبي فقال أبي لما دخل أبو محمد الدار كنت معه فنظر أبو محمد إلى البغل واقفا في صحن الدار فعدل إليه فوضع يده على كفله قال فنظرت إلى البغل و قد عرق حتى سال العرق منه ثم صار إلى المستعين فسلم عليه فرحب به و قرب- فقال يا أبا محمد ألجم هذا البغل فقال أبو محمد ع لأبي ألجمه يا غلام فقال المستعين ألجمه أنت فوضع طيلسانه ثم قام فألجمه ثم رجع إلى مجلسه و قعد فقال له يا أبا محمد أسرجه فقال لأبي يا غلام أسرجه فقال أسرجه أنت فقام ثانية فأسرجه و رجع فقال له ترى أن تركبه فقال نعم فركبه من غير أن يمتنع عليه ثم ركضه في الدار ثم حمله على الهملجة فمشى أحسن مشي يكون ثم رجع فنزل- فقال له المستعين يا أبا محمد كيف رأيته قال يا أمير المؤمنين ما رأيت مثله حسنا و فراهة

و ما يصلح أن يكون مثله إلا لأمير المؤمنين قال فقال

الوافي، ج 3، ص: 850

يا أبا محمد فإن أمير المؤمنين قد حملك عليه فقال أبو محمد لأبي يا غلام خذه فأخذه أبي فقاده

بيان

الهملجة ضرب من المشي فارسي معرب

[6]

1460- 6 الكافي، 1/ 507/ 5/ 1 عنه عن أبي أحمد بن راشد عن أبي هاشم الجعفري قال شكوت إلى أبي محمد ع الحاجة فحك بسوطه الأرض- قال و أحسبه غطاه بمنديل و أخرج خمسمائة دينار فقال يا أبا هاشم خذ و أعذرنا

[7]

1461- 7 الكافي، 1/ 507/ 6/ 1 عنه عن أبي عبد اللّٰه بن صالح عن أبيه عن أبي علي المطهر أنه كتب إليه سنة بالقادسية يعلمه انصراف الناس و أنه يخاف العطش فكتب ع امضوا فلا خوف عليكم إن شاء اللّٰه تعالى فمضوا سالمين و الحمد لله رب العالمين

[8]
اشارة

1462- 8 الكافي، 1/ 508/ 7/ 1 عنه عن علي بن الحسن بن الفضل اليماني قال نزل بالجعفري من آل جعفر خلق لا قبل له بهم فكتب إلى أبي محمد ع يشكو ذلك فكتب إليه تكفون ذلك إن شاء اللّٰه تعالى فخرج إليهم في نفر يسير و القوم يزيدون على عشرين ألفا و هو في أقل من ألف فاستباحهم

الوافي، ج 3، ص: 851

بيان

لا قبل له بهم لم يكن له من الجنود من يقاومهم فاستباحهم فاستأصلهم

[9]
اشارة

1463- 9 الكافي، 1/ 508/ 8/ 1 عنه عن محمد بن إسماعيل العلوي قال" حبس أبو محمد ع عند علي بن تارمش و هو أنصب الناس و أشدهم على آل أبي طالب و قيل له افعل به و افعل فما أقام عنده إلا يوما حتى وضع خديه له و كان لا يرفع بصره إليه إجلالا و إعظاما فخرج من عنده و هو أحسن الناس بصيرة و أحسنهم فيه قولا

بيان

افعل به و افعل يعني من السوء و الأذى و وضع الخدين كناية عن الانقياد و الخضوع

[10]
اشارة

1464- 10 الكافي، 1/ 508/ 9/ 1 عنه و محمد بن أبي عبد اللّٰه عن إسحاق بن محمد النخعي عن سفيان بن محمد الضبعي قال كتبت إلى أبي محمد ع أسأله عن الوليجة و هو قول اللّٰه تعالى وَ لَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللّٰهِ وَ لٰا رَسُولِهِ وَ لَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً قلت في نفسي لا في الكتاب من ترى المؤمنين هاهنا

الوافي، ج 3، ص: 852

فرجع الجواب الوليجة الذي يقام دون ولي الأمر و حدثتك نفسك عن المؤمنين من هم في هذا الموضع فهم الأئمة الذين يؤمنون على اللّٰه فيجيز أمانهم

بيان

الوليجة الدخيلة و الخاصة و المعتمد عليه و اللصيق بالرجل من غير أهله لا في الكتاب من ترى المؤمنين هاهنا يعني لم أكتب في الكتاب السؤال عن تفسير المؤمنين في هذا الموضع ما رأيه فيه ليتني كنت أكتبه

[11]
اشارة

1465- 11 الكافي، 1/ 508/ 10/ 1 إسحاق عن أبي هاشم الجعفري قال شكوت إلى أبي محمد ضيق الحبس و كتل القيد فكتب إلي أنت تصلي اليوم الظهر في منزلك فأخرجت في وقت الظهر فصليت في منزلي كما قال ع و كنت مضيقا فأردت أن أطلب منه دنانير في الكتاب فاستحييت فلما صرت إلى منزلي وجه إلي بمائة دينار و كتب إلي إذا كانت لك حاجة فلا تستحي و لا تحتشم و اطلبها فإنك ترى ما تحب إن شاء اللّٰه تعالى

بيان

كتل القيد بالمثناة الفوقانية غلظه و تلزقه و تلزجه و سوء العيش معه و في بعض النسخ كلب القيد و هو مسماره الذي يشد به

[12]

1466- 12 الكافي، 1/ 509/ 11/ 1 عنه عن أحمد بن محمد بن الأقرع عن أبي حمزة نصير [نصر] الخادم قال سمعت أبا محمد ع غير مرة يكلم غلمانه بلغاتهم ترك و روم و صقالبة فتعجبت من ذلك و قلت هذا

الوافي، ج 3، ص: 853

ولد بالمدينة و لم يظهر لأحد حتى مضى أبو الحسن و لا رآه أحد فكيف هذا- أحدث نفسي بذلك فأقبل علي فقال إن اللّٰه تعالى بين حجته من سائر خلقه بكل شي ء و يعطيه اللغات و معرفة الأنساب و الآجال و الحوادث و لو لا ذلك لم يكن بين الحجة و المحجوج فرق

[13]
اشارة

1467- 13 الكافي، 1/ 509/ 12/ 1 عنه عن الأقرع قال كتبت إلى أبي محمد ع أسأله عن الإمام هل يحتلم و قلت في نفسي بعد ما فصل الكتاب الاحتلام شيطنة و قد أعاذ اللّٰه تعالى و تبارك أولياءه من ذلك- فورد الجواب حال الأئمة في المنام حالهم في اليقظة لا يغير النوم منهم شيئا- و قد أعاذ اللّٰه أولياءه من لمة الشيطان كما حدثتك نفسك

بيان

لمة الشيطان مسه

[14]

1468- 14 الكافي، 1/ 509/ 13/ 1 عنه عن الحسن بن ظريف قال اختلج في صدري مسألتان أردت الكتاب فيهما إلى أبي محمد ع فكتبت أسأله عن القائم ع إذا قام بما يقضي و أين مجلسه الذي يقضي فيه بين الناس و أردت أن أسأله عن شي ء لحمي الربع فأغفلت خبر الحمى فجاء الجواب سألت عن القائم فإذا قام قضى بين الناس بعلمه كقضاء

الوافي، ج 3، ص: 854

داود ع لا يسأل البينة و كنت أردت أن تسأل لحمي الربع فأنسيت فاكتب في ورقة و علقه على المحموم فإنه يبرأ بإذن اللّٰه إن شاء اللّٰه- يٰا نٰارُ كُونِي بَرْداً وَ سَلٰاماً عَلىٰ إِبْرٰاهِيمَ فعلقنا عليه ما ذكر أبو محمد ع فأفاق

[15]

1469- 15 الكافي، 1/ 509/ 14/ 1 عنه عن إسماعيل بن محمد بن علي بن إسماعيل بن علي بن عبد اللّٰه بن عباس بن عبد المطلب قال قعدت لأبي محمد ع على ظهر الطريق فلما مر بي شكوت إليه الحاجة و حلفت له أنه ليس عندي درهم فما فوقه و لا غذاء و لا عشاء قال فقال تحلف بالله كاذبا و قد دفنت مائتي دينار و ليس قولي هذا دفعا لك عن العطية أعطه يا غلام ما معك فأعطاني غلامه مائة دينار ثم أقبل علي فقال لي إنك تحرمها أحوج ما تكون إليها يعني الدنانير التي دفنت و صدق ع- فكان كما قال دفنت مائتي دينار و قلت يكون ظهرا و كهفا لنا- فاضطررت ضرورة شديدة إلى شي ء أنفقه و انغلقت علي أبواب الرزق فنبشت عنها فإذا ابن لي قد عرف موضعها فأخذها و هرب فما قدرت منها على شي ء

[16]
اشارة

1470- 16 الكافي، 1/ 510/ 15/ 1 عنه عن علي بن زيد بن علي بن الحسين بن علي قال كان لي فرس و كنت به معجبا أكثر ذكره في المحال- فدخلت على أبي محمد ع يوما فقال لي ما فعل فرسك فقلت هو عندي و هو ذا هو على بابك و عنه نزلت فقال لي استبدل به قبل

الوافي، ج 3، ص: 855

المساء إن قدرت على مشتري و لا تؤخر ذلك و دخل علينا داخل و انقطع الكلام فقمت متفكرا و مضيت إلى منزلي فأخبرت أخي الخبر فقال ما أدري ما أقول في هذا و شححت به و نفست على الناس ببيعه و أمسينا فأتانا السائس و قد صلينا العتمة فقال يا مولاي نفق فرسك فاغتممت

و علمت أنه عنى هذا بذلك القول قال ثم دخلت على أبي محمد ع بعد أيام و أنا أقول في نفسي ليته أخلف علي دابة إذ كنت اغتممت بقوله فلما جلست قال نعم نخلف عليك دابة يا غلام أعطه برذوني الكميت هذا خير من فرسك و أوطأ و أطول عمرا

بيان

نفست بخلت نفق مات

[17]
اشارة

1471- 17 الكافي، 1/ 510/ 16/ 1 عنه عن ابن شمون عن أحمد بن محمد قال كتبت إلى أبي محمد ع حين أخذ المهتدي في قتل الموالي- يا سيدي الحمد لله الذي شغله عنا فقد بلغني أنه يتهددك و يقول و اللّٰه لأجلينهم عن جديد الأرض فوقع أبو محمد ع بخطه ذاك أقصر لعمره عد من يومك هذا خمسة أيام و يقتل في اليوم السادس بعد هوان و استخفاف يمر به فكان كما قال ع

الوافي، ج 3، ص: 856

بيان

الجلاء التفرق و جديد الأرض وجهها

[18]

1472- 18 الكافي، 1/ 510/ 17/ 1 عنه عن ابن شمون قال كتبت إلى أبي محمد ع أسأله أن يدعو اللّٰه لي من وجع عيني و كانت إحدى عيني ذاهبة و الأخرى على شرف ذهاب فكتب إلي حبس اللّٰه عليك عينك- فأفاقت الصحيحة و وقع في آخر الكتاب آجرك اللّٰه و أحسن ثوابك- فاغتممت لذلك و لم أعرف في أهلي أحدا مات فلما كان بعد أيام جاءتني وفاة ابني طيب فعلمت أن التعزية له

[19]

1473- 19 الكافي، 1/ 511/ 18/ 1 عنه عن عمر بن أبي مسلم قال قدم علينا بسرمن رأى رجل من أهل مصر يقال له سيف بن الليث يتظلم إلى المهتدي في ضيعة له قد غصبها إياه شفيع الخادم و أخرجه منها فأشرنا عليه أن يكتب إلى أبي محمد ع يسأله تسهيل أمرها فكتب إليه أبو محمد ع لا بأس عليك ضيعتك ترد عليك فلا تتقدم إلى السلطان و الق الوكيل الذي في يده الضيعة و خوفه بالسلطان الأعظم اللّٰه رب العالمين فلقيه فقال له الوكيل الذي في يده الضيعة قد كتب إلي عند خروجك من مصر أن أطلبك و أرد الضيعة عليك فردها عليه بحكم القاضي ابن أبي الشوارب و شهادة الشهود و لم يحتج أن يتقدم إلى المهتدي فصارت الضيعة له و في يده و لم يكن لها خبر بعد ذلك قال و حدثني سيف بن الليث هذا قال خلفت ابنا لي عليلا بمصر عند خروجي عنها و ابنا لي آخر أسن منه كان وصيي و قيمي على عيالي و في ضياعي فكتبت إلى أبي محمد ع أسأله الدعاء لابني العليل فكتب إلي قد عوفي ابنك المعتل و مات الكبير وصيك

و قيمك فاحمد اللّٰه

الوافي، ج 3، ص: 857

و لا تجزع فيحبط أجرك فورد علي الخبر أن ابني قد عوفي من علته و مات الكبير يوم ورد علي جواب أبي محمد ع

[20]
اشارة

1474- 20 الكافي، 1/ 511/ 19/ 1 عنه عن يحيى بن القنبري من قرية تسمى قنبر قال كان لأبي محمد ع وكيل قد اتخذ معه في الدار حجرة- يكون فيها معه خادم أبيض فأراد الوكيل الخادم على نفسه فأبى إلا أن يأتيه بنبيذ فاحتال له نبيذا ثم أدخله عليه و بينه و بين أبي محمد ع ثلاثة أبواب مقفلة قال فحدثني الوكيل قال إني لمنتبه إذ أنا بالأبواب تفتح حتى جاء بنفسه فوقف على باب الحجرة ثم قال يا هؤلاء اتقوا اللّٰه خافوا اللّٰه فلما أصبحنا أمر ببيع الخادم و إخراجي من الدار

بيان

ضمن الإرادة ما يتعدى بعلى كالتسلط و الركوب و نحوهما فعداها بها

[21]
اشارة

1475- 21 الكافي، 1/ 511/ 20/ 1 عنه عن محمد بن الربيع الشيباني [الشامي النسائي] قال ناظرت رجلا من الثنوية بالأهواز ثم قدمت سر من رأى و قد علق بقلبي شي ء من مقالته فإني لجالس على باب أحمد بن الخضيب إذ أقبل أبو محمد ع من دار العامة يؤم الموكب- فنظر إلي و أشار بسباحته أحدا أحدا فردا فسقطت مغشيا علي

الوافي، ج 3، ص: 858

بيان

يؤم يقصد و الموكب الجماعة ركبانا أو مشاة و في بعض النسخ المركب و السباحة بتشديد الباء كالمسبحة بمعنى السبابة

[22]

1476- 22 الكافي، 1/ 512/ 21/ 1 عنه عن أبي هاشم الجعفري قال دخلت على أبي محمد ع يوما و أنا أريد أن أسأله ما أصوغ به خاتما أتبرك به فجلست و أنسيت ما جئت له فلما ودعته و نهضت رمى إلي بالخاتم- فقال أردت فضة فأعطيناك خاتما فربحت الفص و الكراء هنأك اللّٰه يا أبا هاشم فقلت يا سيدي أشهد أنك ولي اللّٰه و إمامي الذي أدين اللّٰه بطاعته فقال غفر اللّٰه لك يا أبا هاشم

[23]

1477- 23 الكافي، 1/ 512/ 22/ 1 عنه عن محمد بن القاسم أبي العيناء الهاشمي مولى عبد الصمد بن علي عتاقة قال كنت أدخل على أبي محمد ع فأعطش و أنا عنده فأجله أن أدعو بالماء فيقول يا غلام

الوافي، ج 3، ص: 859

اسقه و ربما حدثت نفسي بالنهوض فأفكر في ذاك فيقول يا غلام دابته

[24]
اشارة

1478- 24 الكافي، 1/ 512/ 23/ 1 علي بن محمد عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد ع عن علي بن عبد الغفار قال" دخل العباسيون على صالح بن وصيف و دخل صالح بن علي و غيره من المنحرفين عن هذه الناحية على صالح بن وصيف عند ما حبس أبا محمد ع فقال لهم صالح و ما أصنع قد وكلت به رجلين من أشر من قدرت عليه فقد صارا من العبادة و الصلاة و الصيام إلى أمر عظيم فقلت لهما فيه فقالا ما تقول في رجل يصوم النهار و يقوم الليل كله لا يتكلم و لا يتشاغل و إذا نظرنا إليه ارتعدت فرائصنا و تداخلنا ما لا نملكه من أنفسنا فلما سمعوا ذلك انصرفوا خائبين

بيان

عن هذه الناحية يعني أهل البيت ع و أكثر ما يكنى بها عن صاحب الزمان ع كما يأتي في غير حديث و إنما دخلوا لإرادة السوء بأبي محمد ع و حمل صالح بن وصيف على تشديد الأمر عليه خذلهم اللّٰه فقلت لهما فيه أي قلت لهما أن يشددا في أمره و الإساءة إليه ارتعدت فرائصنا اضطربت أركاننا و الفريصة بالمهملة أوداج العنق و اللحمة بين الجنب و الكتف لا تزال ترعد

[25]

1479- 25 الكافي، 1/ 512/ 24/ 1 عنه عن الحسن بن الحسين عن محمد بن الحسن المكفوف عن بعض أصحابنا عن بعض فصادي العسكر من النصارى أن أبا

الوافي، ج 3، ص: 860

محمد ع بعث إليه يوما في وقت صلاة الظهر فقال لي افصد هذا العرق قال و ناولني عرقا لم أفهمه من العروق التي تفصد فقلت في نفسي ما رأيت أمرا أعجب من هذا يأمرني أن أفصد في وقت الظهر و ليس بوقت فصد- و الثانية عرق لا أفهمه ثم قال لي انتظر و كن في الدار فلما أمسى دعاني و قال لي سرح الدم فسرحت ثم قال لي أمسك فأمسكت ثم قال لي كن في الدار فلما كان نصف الليل أرسل إلي فقال لي سرح الدم فتعجبت أكثر من عجبي الأول و كرهت أن أسأله قال فسرحت فخرج دم أبيض كأنه الملح قال ثم قال لي احبس قال فحبست قال ثم قال كن في الدار- فلما أصبحت أمر قهرمانه أن يعطيني ثلاثة دنانير فأخذتها و خرجت حتى أتيت ابن بختيشوع النصراني فقصصت عليه القصة قال فقال لي و اللّٰه ما أفهم ما تقول و لا أعرفه في شي ء من الطب و لا

قرأته في كتاب و لا أعلم في دهرنا أعلم بكتب النصرانية من فلان الفارسي فاخرج إليه قال فاكتريت زورقا إلى البصرة و أتيت الأهواز ثم صرت إلى فارس إلى صاحبي فأخبرته الخبر قال فقال لي أنظرني أياما فأنظرته ثم أتيته متقاضيا قال فقال لي إن هذا الذي تحكيه عن هذا الرجل فعله المسيح في دهره مرة

[26]

1480- 26 الكافي، 1/ 513/ 25/ 1 عنه عن بعض أصحابنا قال كتب محمد بن حجر إلى أبي محمد ع يشكو عبد العزيز بن دلف و يزيد بن عبد اللّٰه فكتب إليه أما عبد العزيز فقد كفيته و أما يزيد فإن لك و له مقاما بين يدي اللّٰه- فمات عبد العزيز و قتل يزيد محمد بن حجر

[27]
اشارة

1481- 27 الكافي، 1/ 513/ 26/ 1 عنه عن بعض أصحابنا قال سلم أبو محمد ع إلى نحرير فكان يضيق عليه و يؤذيه قال فقالت له امرأته ويلك اتق اللّٰه لا تدري من في منزلك و عرفته صلاحه و قالت إني أخاف عليك منه فقال

الوافي، ج 3، ص: 861

لأرمينه بين السباع ثم فعل ذلك به فرأى ع قائما يصلي و هي حوله

بيان

إنما سلم إلى نحرير ليحبسه عنده في بيته و كأنه لعنه اللّٰه كان عدوا له ع

[28]
اشارة

1482- 28 الكافي، 1/ 513/ 27/ 1 محمد عن أحمد بن إسحاق قال دخلت على أبي محمد ع فسألته أن يكتب لأنظر إلى خطه فأعرفه إذا ورد- فقال نعم ثم قال لي يا أحمد إن الخط سيختلف عليك ما بين القلم الغليظ إلى القلم الدقيق فلا تشكن ثم دعا ع بالدواة فكتب و جعل يستمد إلى مجرى الدواة فقلت في نفسي و هو يكتب أستوهبه القلم الذي يكتب به فلما فرغ من الكتابة أقبل يحدثني و هو يمسح القلم بمنديل الدواة ساعة ثم قال هاك يا أحمد فناولنيه فقلت جعلت فداك إني مغتم لشي ء يصيبني في نفسي و قد أردت أن أسأل أباك فلم يقض لي ذلك فقال و ما هو يا أحمد فقلت سيدي روي لنا عن آبائك أن نوم الأنبياء على أقفيتهم و نوم المؤمنين على أيمانهم و نوم المنافقين على شمائلهم و نوم الشياطين على وجوههم فقال ع كذلك هو فقلت يا سيدي فإني أجهد أن أنام على يميني فما يمكنني و لا يأخذني النوم عليها فسكت ساعة ثم قال- يا أحمد ادن مني فدنوت منه فقال أدخل يدك تحت ثيابك فأدخلتها

الوافي، ج 3، ص: 862

فأخرج يده من تحت ثيابه و أدخلها تحت ثيابي فمسح بيده اليمنى على جانبي الأيسر و بيده اليسرى على جانبي الأيمن ثلاث مرات قال أحمد فما أقدر أن أنام على يساري منذ فعل ذلك بي ع و ما يأخذني نوم عليها أصلا

بيان

و جعل يستمد يطلب المداد بالقلم ضمن الاستمداد معنى الإنهاء و نحوه فعداه بإلى.

قال في الكافي ولد أبو محمد الحسن بن علي ع في شهر رمضان و في نسخة أخرى في شهر ربيع الآخر سنة

اثنتين و ثلاثين و مائتين و قبض ع يوم الجمعة لثمان ليال خلون من شهر ربيع الأول سنة ستين و مائتين و هو ابن ثمان و عشرين سنة و دفن في داره في البيت الذي دفن فيه أبوه بسرمن رأى و أمه أم ولد يقال لها حديث.

و في التهذيب اقتصر على التاريخ الثاني في الولادة و وافقه في سائر المذكورات

الوافي، ج 3، ص: 863

باب 124 ما جاء في الصاحب ع

[1]
اشارة

1483- 1 الكافي، 1/ 515/ 3/ 1 علي بن محمد و غير واحد من أصحابنا القميين عن محمد بن محمد العامري عن أبي سعيد غانم الهندي قال كنت بمدينة الهند المعروفة بقشمير الداخلة و أصحاب لي يقعدون على كراسي عن يمين الملك أربعون رجلا كلهم يقرأ الكتب الأربعة التوراة و الإنجيل و الزبور و صحف إبراهيم نقضي بين الناس و نفقههم في دينهم- و نفتيهم في حلالهم و حرامهم و يفزع الناس إلينا الملك فمن دونه- فتجارينا ذكر رسول اللّٰه ص فقلنا هذا النبي المذكور في الكتب قد خفي علينا أمره و يجب علينا الفحص عنه و طلب أثره و اتفق رأينا و توافقنا على أن أخرج فأرتاد لهم- فخرجت و معي مال جليل فسرت اثني عشر شهرا حتى قربت من كابل فعرض لي قوم من الترك فقطعوا علي و أخذوا مالي و جرحت جراحات شديدة و دفعت إلى مدينة كإبل فأنفذني ملكها لما وقف على خبري إلى مدينة بلخ و عليها إذ ذاك داود بن العباس بن أبي أسود فبلغه خبري و أني خرجت مرتادا من الهند و تعلمت الفارسية و ناظرت الفقهاء و أصحاب الكلام فأرسل إلى داود بن العباس فأحضرني مجلسه و جمع علي

الوافي، ج 3، ص: 864

الفقهاء

فناظروني فأعلمتهم أني خرجت من بلدي أطلب هذا النبي الذي وجدته في الكتب- فقال لي من هو و ما اسمه فقلت محمد فقالوا هو نبينا الذي تطلب فسألتهم عن شرائعه فأعلموني فقلت لهم أنا أعلم أن محمدا نبي- و لا أعلمه هذا الذي تصفون أم لا فأعلموني موضعه لأقصده فأسأله عن علامات عندي و دلالات فإن كان صاحبي الذي طلبت آمنت به فقالوا قد مضى ع فقلت فمن وصيه و خليفته فقالوا أبو بكر قلت فسموه لي فإن هذه كنيته قالوا عبد اللّٰه بن عثمان و نسبوه إلى قريش قلت فانسبوا لي محمدا نبيكم فنسبوه لي- فقلت ليس هذا صاحبي الذي طلبت صاحبي الذي أطلبه خليفته أخوه في الدين و ابن عمه في النسب و زوج ابنته و أبو ولده ليس لهذا النبي ذرية على الأرض غير ولد هذا الرجل الذي هو خليفته قال فوثبوا بي و قالوا أيها الأمير إن هذا قد خرج من الشرك إلى الكفر هذا حلال الدم- فقلت لهم يا قوم أنا رجل معي دين متمسك به لا أفارقه حتى أرى ما هو أقوى منه إني وجدت صفة هذا الرجل في الكتب التي أنزلها اللّٰه على أنبيائه و إنما خرجت من بلاد الهند و من العز الذي كنت فيه طلبا له- فلما فحصت عن أمر صاحبكم الذي ذكرتم لم يكن النبي الموصوف في الكتب فكفوا عني و بعث العامل إلى رجل يقال له الحسين بن إسكيب فدعاه فقال له ناظر هذا الرجل الهندي فقال له الحسين أصلحك اللّٰه- عندك الفقهاء و العلماء و هم أعلم و أبصر بمناظرته فقال لي ناظره كما

الوافي، ج 3، ص: 865

أقول لك و أخل به و

الطف له فقال لي الحسين بن إسكيب بعد ما فاوضته إن صاحبك الذي تطلبه هو النبي الذي وصفه هؤلاء و ليس الأمر في خليفته كما قالوا هذا النبي محمد بن عبد اللّٰه بن عبد المطلب و وصيه علي بن أبي طالب بن عبد المطلب و هو زوج فاطمة بنت محمد و أبو الحسن و الحسين سبطي محمد قال غانم أبو سعيد فقلت اللّٰه أكبر هذا الذي طلبت فانصرفت إلى داود بن العباس فقلت له أيها الأمير وجدت ما طلبت و أنا اشهد أن لا إله إلا اللّٰه و أشهد أن محمدا رسول اللّٰه قال فبرني و وصلني و قال للحسين تفقده- قال فمضيت إليه حتى آنست به و فقهني فيما احتجت إليه من الصلاة و الصيام و الفرائض قال فقلت له إنا نقرأ في كتبنا أن محمدا ع خاتم النبيين لا نبي بعده و أن الأمر من بعده إلى وصيه و وارثه و خليفته من بعده ثم إلى الوصي بعد الوصي لا يزال أمر اللّٰه جاريا في أعقابهم حتى تنقضي الدنيا فمن وصي وصي محمد قال الحسن ثم الحسين ابنا محمد ثم ساق الأمر في الوصية حتى انتهى إلى صاحب الزمان ع ثم أعلمني ما حدث فلم يكن لي همة إلا طلب الناحية- فوافى قم و قعد مع أصحابنا في سنة أربع و ستين و خرج معهم حتى وافى بغداد و معه رفيق له من أهل السند كان صحبه على المذهب- قال فحدثني غانم قال و أنكرت من رفيقي بعض أخلاقه فهجرته- و خرجت حتى صرت إلى العباسية أتهيأ للصلاة و أصلي و إني لواقف متفكر فيما قصدت لطلبه إذا أنا بآت قد أتاني فقال

أنت فلان اسمه بالهند فقلت نعم فقال أجب مولاك فمضيت معه فلم يزل يتخلل بي الطرق

الوافي، ج 3، ص: 866

حتى أتى دارا و بستانا فإذا أنا به ع جالس فقال مرحبا يا فلان بكلام الهند كيف حالك و كيف خلفت فلانا و فلانا و فلانا حتى عد الأربعين كلهم فسألني عنهم واحدا واحدا ثم أخبرني بما تجاريناه كل ذلك بكلام الهند ثم قال أردت أن تحج مع أهل قم قلت نعم يا سيدي فقال لا تحج معهم و انصرف سنتك هذه و حج في قابل ثم ألقى إلي صرة كانت بين يديه فقال اجعلها نفقتك- و لا تدخل إلى بغداد إلى فلان سماه و لا تطلعه على شي ء و انصرف إلينا إلى البلد ثم وافانا بعد الفيوج فأعلمونا أن أصحابنا انصرفوا من العقبة و مضى نحو خراسان فلما كان في قابل حج و أرسل إلينا بهدية من طرف خراسان فأقام بها مدة حتى مات رحمه اللّٰه

بيان

فتجارينا أجرينا فيما بيننا فأرتاد أطلب فاوضته كلمته و كلمني ثم أعلمني ما حدث يعني غصب الخلافة و ارتداد الصحابة و خفاء الأئمة و غيبة الصاحب ع طلب الناحية يعني الصاحب ع فوافى قم هذا من كلام محمد بن محمد و كذا قوله فيما بعد ثم وافانا بعد فإنهما رجوع من الحكاية إلى التكلم سنة أربع و ستين هكذا وجد في النسخ و لعله سقط منه عدد مئاتها أو حذف الفيوج جمع فيج بالفاء ثم الياء المثناة من تحت ثم الجيم معرب بيك و مضى يعني الغانم

[2]
اشارة

1484- 2 الكافي، 1/ 517/ 4/ 1 علي بن محمد عن سعد بن عبد اللّٰه قال إن الحسن بن النضر و أبا صدام و جماعة تكلموا بعد مضى أبي محمد ع

الوافي، ج 3، ص: 867

فيما في أيدي الوكلاء و أرادوا الفحص فجاء الحسن بن النضر إلى أبي صدام فقال إني أريد الحج فقال له أبو صدام أخره هذه السنة فقال له الحسن إني أفزع في المنام و لا بد من الخروج و أوصى إلى أحمد بن يعلى بن حماد و أوصى للناحية بمال و أمره أن لا يخرج شيئا إلا من يده إلى يده بعد ظهوره- قال فقال الحسن لما وافيت بغداد اكتريت دارا فنزلتها فجاءني بعض الوكلاء بثياب و دنانير و خلفها عندي فقلت له ما هذا قال هو ما ترى ثم جاءني آخر بمثلها و آخر حتى كبسوا الدار ثم جاءني أحمد بن إسحاق بجميع ما كان معه فتعجبت و بقيت متفكرا فوردت علي رقعة الرجل إذا مضى من النهار كذا و كذا فاحمل ما معك فرحلت و حملت ما معي- و في الطريق صعلوك

يقطع الطريق في ستين رجلا فاجتزت عليه و سلمني اللّٰه منه فوافيت العسكر و نزلت- فوردت علي رقعة أن احمل ما معك فعبيته في صنان الحمالين فلما بلغت الدهليز إذا فيه أسود قائم فقال أنت الحسن بن النضر قلت نعم قال ادخل فدخلت الدار و دخلت بيتا و فرغت صنان الحمالين و إذا في زاوية البيت خبز كثير فأعطى كل واحد من الحمالين رغيفين- و أخرجوا و إذا بيت عليه ستر فنوديت منه يا حسن بن النضر احمد اللّٰه على ما من به عليك و لا تشكن ود الشيطان إنك شككت و أخرج إلي ثوبين و قيل لي خذهما فستحتاج إليهما فأخذتهما و خرجت قال سعد و انصرف الحسن بن النضر و مات في شهر رمضان و كفن في الثوبين

الوافي، ج 3، ص: 868

بيان

و أرادوا الفحص يعني عن الصاحب ع كبسوا هجموا رقعة الرجل يعني الصاحب ع صعلوك سارق فعبيته من التعبية و الصن بالكسر شبه السلة المطبقة يجعل فيها الخبز

[3]
اشارة

1485- 3 الكافي، 1/ 518/ 5/ 1 عنه عن محمد بن حمويه السويداوي عن محمد بن إبراهيم بن مهزيار قال شككت عند مضي أبي محمد ع و اجتمع عند أبي مال جليل فحمله و ركب السفينة و خرجت معه مشيعا- فوعك وعكا شديدا فقال يا بني ردني فهو الموت و قال لي اتق اللّٰه في هذا المال و أوصى إلي فمات فقلت في نفسي لم يكن أبي ليوصي بشي ء غير صحيح أحمل هذا المال إلى العراق و أكتري دارا على الشط و لا أخبر أحدا بشي ء و إن وضح لي شي ء كوضوحه أيام أبي محمد ع أنفذته و إلا قصفت به فقدمت العراق و اكتريت دارا على الشط و بقيت أياما- فإذا أنا برقعة مع رسول فيها يا محمد معك كذا و كذا في جوف كذا و كذا حتى قص علي جميع ما معي مما لم أحط به علما فسلمته إلى الرسول و بقيت أياما لا يرفع لي رأس و اغتممت فخرج إلي قد أقمناك مكان أبيك فاحمد اللّٰه

بيان

الوعك أذى الحمى و وجعها و القصوف الإقامة في الأكل و الشرب

الوافي، ج 3، ص: 869

[4]

1486- 4 الكافي، 1/ 519/ 8/ 1 عنه قال أوصل رجل من أهل السواد مالا- فرد عليه و قيل له أخرج حق ولد عمك منه و هو أربعمائة درهم و كان الرجل في يده ضيعة لولد عمه فيها شركة قد حبسها عليهم فنظر فإذا الذي لولد عمه من ذلك المال أربعمائة درهم فأخرجها و أنفذ الباقي فقبل

[5]

1487- 5 الكافي، 1/ 519/ 10/ 1 عنه عن أبي عبد اللّٰه بن صالح قال كنت خرجت سنة من السنين ببغداد فاستأذنت في الخروج فلم يؤذن لي- فأقمت اثنين و عشرين يوما و قد خرجت القافلة إلى النهروان فأذن لي في الخروج يوم الأربعاء و قيل لي أخرج فيه فخرجت و أنا آيس من القافلة أن ألحقها فوافيت النهروان و القافلة مقيمة فما كان إلا أن أعلفت جمالي شيئا حتى رحلت القافلة فرحلت و قد دعي لي بالسلامة فلم ألق سوء و الحمد لله

[6]
اشارة

1488- 6 الكافي، 1/ 518/ 6/ 1 محمد بن أبي عبد اللّٰه عن أبي عبد اللّٰه النسائي قال أوصلت أشياء للمرزبان الحارثي فيها سوار ذهب فقبلت و رد علي السوار فأمرت بكسره فكسرته فإذا في وسطه مثاقيل حديد و نحاس أو صفر فأخرجته و أنفذت الذهب فقبل

بيان

أوصلت أشياء للمرزبان يعني إلى الصاحب ع

[7]

1489- 7 الكافي، 1/ 519/ 9/ 1 القاسم بن العلاء قال ولد لي عدة بنين

الوافي، ج 3، ص: 870

فكنت أكتب و أسأل الدعاء فلا يكتب إلي لهم بشي ء فماتوا كلهم فلما ولد لي الحسن ابني كتبت أسأل الدعاء فأجبت يبقى و الحمد لله

[8]
اشارة

1490- 8 الكافي، 1/ 518/ 7/ 1 علي بن محمد عن الفضل الخزاز المدايني مولى خديجة بنت محمد أبي جعفر قال إن قوما من أهل المدينة من الطالبيين كانوا يقولون بالحق و كانت الوظائف ترد عليهم في وقت معلوم- فلما مضى أبو محمد ع رجع قوم منهم عن القول بالولد فوردت الوظائف على من ثبت منهم على القول بالولد و قطع عن الباقين فلا يذكرون في الذاكرين و الحمد لله رب العالمين

بيان

ترد عليهم يعني من أبي محمد ع و يعني بالقول بالولد القول بأن له ع ولدا يخلفه بعده

[9]
اشارة

1491- 9 الكافي، 1/ 519/ 11/ 1 عنه عن نصر بن صباح البجلي عن محمد بن يوسف الشاشي قال خرج بي ناصور على مقعدتي فأريته الأطباء و أنفقت عليه مالا فقالوا لا نعرف له دواء فكتبت رقعة أسأل الدعاء فوقع ع إلي ألبسك اللّٰه العافية و جعلك معنا في الدنيا و الآخرة- قال فما أتت علي جمعة حتى عوفيت و صار مثل راحتي فدعوت طبيبا من أصحابنا و أريته إياه فقال ما عرفنا لهذا دواء

الوافي، ج 3، ص: 871

بيان

لعله أراد بالإراءة في الموضعين ما يعم الكشف و الوصف و إلا فلا يستقيم آخر الحديث إلا بتكلف

[10]
اشارة

________________________________________

كاشانى، فيض، محمد محسن ابن شاه مرتضى، الوافي، 26 جلد، كتابخانه امام امير المؤمنين علي عليه السلام، اصفهان - ايران، اول، 1406 ه ق

الوافي؛ ج 3، ص: 871

1492- 10 الكافي، 1/ 519/ 12/ 1 عنه عن علي بن الحسين اليماني قال كنت ببغداد فتهيأت قافلة اليمانيين فأردت الخروج معهم [معها]- فكتبت ألتمس الإذن في ذلك فخرج لا تخرج معهم فليس لك في الخروج معهم خيرة و أقم بالكوفة قال و أقمت و خرجت القافلة فخرجت عليهم حنظلة فاجتاحتهم و كتبت أستأذن في ركوب الماء فلم يؤذن لي- فسألت عن المراكب التي خرجت في تلك السنة في البحر فما سلم منها مركب خرج عليها قوم من الهند يقال لهم البوارح فقطعوا عليها قال و درت العسكر فأتيت الدرب مع المغيب و لم أكلم أحدا و لم أتعرف إلى أحد و أنا أصلي في المسجد بعد فراغي من الزيارة إذا بخادم قد جاءني فقال لي قم فقلت له إذا إلى أين فقال لي إلى المنزل فقلت و من أنا لعلك أرسلت إلى غيري فقال لا ما أرسلت إلا إليك أنت علي بن الحسين رسول جعفر بن إبراهيم فمر بي حتى أنزلني في بيت الحسين بن أحمد ثم سارة فلم أدر ما قال له حتى أتاني جميع ما أحتاج إليه و جلست عنده ثلاثة أيام و استأذنته في الزيارة من داخل فأذن لي فزرت ليلا

الوافي، ج 3، ص: 872

بيان

حنظلة قبيلة من بني تميم و الاجتياح بالجيم ثم الحاء الإهلاك و الاستيصال و البوارح بالموحدة و المهملتين يقال للشدائد و الدواهي كأنهم شبهوا بها بعد فراغي من الزيارة لعله أراد بالزيارة زيارة الصاحب ع من خارج داره بتبليغ

السلام من غير إشعار كما يدل عليه قوله من داخل في آخر الحديث

[11]
اشارة

1493- 11 الكافي، 1/ 520/ 13/ 1 الحسن بن الفضل بن يزيد الهماني [اليماني] قال كتب أبي بخطه كتابا فورد جوابه ثم كتبت بخطي فورد جوابه ثم كتب بخطه رجل من فقهاء أصحابنا فلم يرد جوابه- فنظرنا فكانت العلة أن الرجل تحول قرمطيا قال الحسن بن الفضل فزرت العراق و وردت طوس و عزمت أن لا أخرج إلا عن بينة من أمري و نجاح من حوائجي و لو احتجت أن أقيم بها حتى أتصدق قال و في خلال ذلك يضيق صدري بالمقام و أخاف أن يفوتني الحج قال فجئت يوما إلى محمد بن أحمد أتقاضاه فقال لي صر إلى مسجد كذا و كذا و إنه يلقاك رجل- قال فصرت إليه فدخل علي رجل فلما نظر إلي ضحك و قال لا تغتم فإنك ستحج في هذه السنة و تنصرف إلى أهلك و ولدك سالما- قال فاطمأننت و سكن قلبي و أقول ذا مصداق ذلك الحمد لله قال ثم وردت العسكر فخرجت إلى صرة فيها دنانير و ثوب فاغتممت و قلت في نفسي حالي عند القوم هذا و استعملت الجهل فرددتها و كتبت رقعة و لم يشر الذي قبضها مني علي بشي ء و لم يتكلم فيها بحرف ثم ندمت بعد ذلك

الوافي، ج 3، ص: 873

ندامة شديدة و قلت في نفسي كفرت بردي على مولاي- و كتبت رقعة أعتذر من فعلي و أبوء بالإثم و أستغفر من ذلك و أنفذتها- و قمت أتمسح و أنا في ذلك أفكر في نفسي و أقول إن ردت علي الدنانير لم أحلل صرارها و لم أحدث فيها حتى

أحملها إلى أبي فإنه أعلم مني ليعمل فيها بما شاء فخرج إلي الرسول الذي حمل إلى الصرة أسأت إذ لم تعلم الرجل إنا ربما فعلنا ذلك بموالينا و ربما سألوا ذلك يتبركون به و خرج إلي- أخطأت في ردك برنا فإذا استغفرت اللّٰه فالله يغفر لك فأما إذا كانت عزيمتك و عقد نيتك ألا تحدث فيها حدثا و لا تنفقها في طريقك فقد صرفناها عنك فأما الثوب فلا بد منه لتحرم فيه- قال و كتبت في معنيين و أردت أن أكتب في الثالث و امتنعت منه مخافة أن يكره ذلك فورد جواب المعنيين و الثالث الذي طويت مفسرا و الحمد لله قال و كنت وافقت جعفر بن إبراهيم النيسابوري بنيسابور على أن أركب معه و أزامله فلما وافيت بغداد بدا لي فاستقلته و ذهبت أطلب عديلا فلقيني ابن الوجناء [الوسناء] بعد أن كنت صرت إليه- و سألته أن يكتري لي فوجدته كارها فقال لي أنا في طلبك و قد قيل لي إنه يصحبك فأحسن معاشرته و اطلب له عديلا و اكتر له

بيان

القرامطة جيل من الناس الواحد قرمطي عن بينة من أمري كأنه أراد به معرفة الإمام حتى أتصدق أي أسأل الصدقة و هو كلام عامي غير فصيح قال ابن قتيبة و ما تضعه العامة غير موضعه قولهم هو يتصدق إذا سأل و ذلك غلط إنما المتصدق المعطي و في التنزيل وَ تَصَدَّقْ عَلَيْنٰا و أما المصدق بتخفيف الصاد فهو

الوافي، ج 3، ص: 874

الذي يأخذ صدقات النعم و قمت أتمسح أي لا شي ء معي يقال فلان يتمسح أي لا شي ء معه كأنه يمسح ذراعيه بعد أن كنت صرت إليه أي إلى ابن الوجناء و

هي إلى قوله كارها معترضة و لعله كره أن يكتري له ثم ورد عليه من الصاحب أنه يصحبك إلى آخر ما قيل له فأخذ في طلبه

[12]
اشارة

1494- 12 الكافي، 1/ 521/ 14/ 1 علي بن محمد عن الحسن بن عبد الحميد قال شككت في أمر حاجز فجمعت شيئا ثم صرت إلى العسكر فخرج إلي ليس فينا شك و لا فيمن يقوم مقامنا بأمرنا رد ما معك إلى حاجز بن يزيد

بيان

في أمر حاجز يعني في وكالته للصاحب ع أو ديانته

[13]
اشارة

1495- 13 الكافي، 1/ 521/ 15/ 1 عنه عن محمد بن صالح قال لما مات أبي و صار الأمر لي كان لأبي على الناس سفاتج من مال الغريم فكتبت إليه أعلمه فكتب طالبهم و استقض عليهم فقضاني الناس إلا رجل واحد- كانت عليه سفتجة بأربعمائة دينار فجئت إليه أطالبه فماطلني و استخف بي ابنه و سفه علي فشكوته إلى أبيه فقال و كان ما ذا فقبضت على لحيته و أخذت برجله و سحبته إلى وسط الدار و ركلته ركلا كثيرا فخرج ابنه يستغيث بأهل بغداد و يقول قمي رافضي قد قتل والدي فاجتمع علي منهم الخلق فركبت دابتي و قلت أحسنتم يا أهل بغداد تميلون مع الظالم على الغريب المظلوم أنا رجل من أهل همدان من أهل السنة و هذا ينسبني إلى أهل قم و الرفض ليذهب بحقي و مالي قال فمالوا عليه و أرادوا أن يدخلوا على حانوتة- حتى سكنتهم و طلب إلي صاحب السفتجة و حلف بالطلاق أن يوفيني

الوافي، ج 3، ص: 875

مالي حتى أخرجتهم عنه

بيان

السفتجة أن يعطي مالا لأحد و للآخذ مال في بلد المعطي فيوفيه إياه و الغريم كناية عن الصاحب ع و المماطلة التسويف و السحب الجر على الأرض و الركل الضرب بالرجل و طلب إلي رغب

[14]
اشارة

1496- 14 الكافي، 1/ 522/ 16/ 1 عنه عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن الحسن و العلاء بن رزق اللّٰه عن بدر غلام أحمد بن الحسن قال وردت الجبل و أنا لا أقول بالإمامة أحبهم جملة إلى أن مات يزيد بن عبد اللّٰه فأوصى في علته أن يدفع الشهري السمند و سيفه و منطقته إلى مولاه فخفت إن أنا لم أدفع الشهري إلى إذكونين نالني منه استخفاف فقومت الدابة و السيف و المنطقة بسبعمائة دينار في نفسي و لم أطلع عليه أحدا فإذا الكتاب قد ورد علي من العراق وجه السبعمائة دينار التي لنا قبلك من ثمن الشهري و السيف و المنطقة

بيان

الشهري ضرب من البرذون و أريد بإذكونين الوالي و في بعض النسخ إذكوتكين

[15]

1497- 15 الكافي، 1/ 522/ 17/ 1 عنه عمن حدثه قال ولد لي ولد فكتبت أستأذن في تطهيره يوم السابع فورد لا تفعل فمات يوم السابع أو الثامن ثم كتبت بموته فورد ستخلف غيره و تسميه أحمد و من بعد أحمد جعفرا فجاء كما قال و تهيأت للحج و ودعت الناس و كنت على الخروج فورد نحن

الوافي، ج 3، ص: 876

لذلك كارهون و الأمر إليك قال فضاق صدري و اغتممت و كتبت أنا مقيم على السمع و الطاعة غير أني مغتم بتخلفي عن الحج فوقع لا يضيقن صدرك فإنك ستحج قابل إن شاء اللّٰه قال فلما كان من قابل كتبت أستأذن فورد الإذن فكتبت أني عادلت محمد بن العباس و أنا واثق بديانته و صيانته فورد الأسدي نعم العديل فإن قدم فلا تختر عليه فقدم الأسدي و عادلته

[16]
اشارة

1498- 16 الكافي، 1/ 523/ 18/ 1 الحسن بن علي العلوي قال أودع المجروح مرداس بن علي مالا للناحية و كان عند مرداس مال لتميم بن حنظلة فورد على مرداس أنفذ مال تميم مع ما أودعك الشيرازي

بيان

المجروح هو الشيرازي

[17]
اشارة

1499- 17 الكافي، 1/ 523/ 19/ 1 علي بن محمد عن الحسن بن عيسى العريضي أبي محمد قال لما مضى أبو محمد ع ورد رجل من أهل مصر بمال إلى مكة للناحية فاختلف عليه فقال بعض الناس إن أبا محمد ع مضى من غير خلف و الخلف جعفر و قال بعضهم مضى أبو محمد عن خلف فبعث رجلا يكنى بأبي طالب فورد العسكر و معه كتاب فصار إلى جعفر و سأله عن برهان فقال لا يتهيأ في هذا الوقت فصار إلى الباب و أنفذ الكتاب إلى أصحابنا فخرج إليه آجرك اللّٰه في صاحبك فقد مات و أوصى بالمال الذي كان معه إلى ثقة ليعمل فيه بما يحب و أجيب عن كتابه

الوافي، ج 3، ص: 877

بيان

إلى الباب أي باب دار الصاحب ع فخرج إليه يعني من الصاحب ع في صاحبك يعني المصري الوارد إلى مكة و أجيب عن كتابه يعني بالوصول

[18]

1500- 18 الكافي، 1/ 523/ 20/ 1 عنه قال حمل رجل من أهل آبة شيئا يوصله و نسي سيفا بآبة فأنفذ ما كان معه فكتب إليه ما خبر السيف الذي نسيته

[19]
اشارة

1501- 19 الكافي، 1/ 523/ 21/ 1 الحسن بن خفيف عن أبيه قال بعث بخدم إلى مدينة الرسول ص و معهم خادمان و كتب إلى خفيف أن يخرج معهم فخرج معهم فلما وصلوا إلى الكوفة شرب أحد الخادمين مسكرا فما خرجوا من الكوفة حتى ورد كتاب من العسكر برد الخادم الذي شرب المسكر و عزل عن الخدمة

بيان

يعني أن الصاحب ع بعث من العسكر إلى المدينة بخدم

[20]

1502- 20 الكافي، 1/ 523/ 22/ 1 علي بن محمد عن أحمد أبي علي بن غياث عن أحمد بن الحسن قال أوصى يزيد بن عبد اللّٰه بدابة و سيف و مال

الوافي، ج 3، ص: 878

و أنفذ ثمن الدابة و غير ذلك و لم يبعث السيف فورد كتاب كان مع ما بعثتم سيف فلم يصل أو كما قال

[21]
اشارة

1503- 21 الكافي، 1/ 523/ 23/ 1 عنه عن محمد بن علي بن شاذان النيسابوري قال اجتمع عندي خمسمائة درهم تنقص عشرين درهما- فأنفت أن أبعث بخمسمائة تنقص عشرين درهما فوزنت من عندي عشرين درهما و بعثتها إلى الأسدي و لم أكتب ما لي فيها فورد وصلت خمسمائة درهم لك منها عشرون درهما

بيان

الأنفة الاستنكاف

[22]

1504- 22 الكافي، 1/ 524/ 24/ 1 الحسين بن محمد قال كان يرد كتاب أبي محمد ع في الإجراء على الجنيد قاتل فارس و أبي الحسن و آخر- فلما مضى أبو محمد ع ورد استئناف من الصاحب لإجراء أبي الحسن و صاحبه و لم يرد في أمر الجنيد شي ء قال فاغتممت لذلك فورد نعي الجنيد بعد ذلك

[23]

1505- 23 الكافي، 1/ 524/ 25/ 1 علي بن محمد عن محمد بن صالح قال كانت لي جارية كنت معجبا بها فكتبت استأمر في استيلادها فورد- استولدها يفعل اللّٰه ما يشاء فوطئتها فحبلت ثم أسقطت فماتت

[24]
اشارة

1506- 24 الكافي، 1/ 524/ 26/ 1 عنه قال كان ابن العجمي جعل ثلثه للناحية و كتب بذلك و قد كان قبل إخراجه الثلث دفع مالا لابنه أبي

الوافي، ج 3، ص: 879

المقدام لم يطلع عليه أحد فكتب إليه فأين المال الذي عزلته لأبي المقدام

بيان

يعني أين ثلث ذلك المال و ذلك لأن جعل الثلث للناحية كان قبل العزل لأبي المقدام

[25]

1507- 25 الكافي، 1/ 524/ 27/ 1 عنه عن أبي عقيل عيسى بن نصر قال كتب علي بن زياد الصيمري يسأله كفنا فكتب إليه إنك تحتاج إليه في سنة ثمانين و مات في سنة ثمانين و بعث إليه بالكفن قبل موته بأيام

[26]
اشارة

1508- 26 الكافي، 1/ 524/ 28/ 1 عنه عن محمد بن هارون بن عمران الهمداني قال كان للناحية علي خمسمائة دينار فضقت بها ذرعا ثم قلت في نفسي لي حوانيت اشتريتها بخمسمائة و ثلاثين دينارا قد جعلتها للناحية بخمسمائة دينار و لم أنطق بها فكتب إلى جعفر بن محمد اقبض الحوانيت من محمد بن هارون بالخمسمائة دينار التي لنا عليه

بيان

فضقت بها ذرعا لم أطقها و لم أقو عليها

[27]
اشارة

1509- 27 الكافي، 1/ 524/ 29/ 1 عنه قال باع جعفر فيمن باع صبية جعفرية كانت في الدار يربونها فبعث بعض العلويين و أعلم المشتري بخبرها فقال المشتري قد طابت نفسي بردها و أن لا أرزا من ثمنها شيئا فخذها فذهب العلوي فأعلم أهل الناحية الخبر فبعثوا إلى المشتري بأحد

الوافي، ج 3، ص: 880

و أربعين دينارا و أمروه بدفعها إلى صاحبها

بيان

باع جعفر يعني به المشهور بالكذاب عم الصاحب ع صبية جعفرية يعني من أولاد جعفر بن أبي طالب بخبرها يعني بأنها حرة هاشمية ليست بمملوكة لا أرزا لا أنقص و الرزء بتقديم المهملة النقص

[28]
اشارة

1510- 28 الكافي، 1/ 525/ 30/ 1 الحسين بن الحسن العلوي قال كان رجل من ندماء روزحسني و آخر معه فقال له هو ذا يجبي الأموال و له وكلاء- و سموا جميع الوكلاء في النواحي و أنهى ذلك إلى عبيد اللّٰه بن سليمان الوزير فهم الوزير بالقبض عليهم فقال السلطان اطلبوا أين هذا الرجل فإن هذا أمر غليظ فقال عبيد اللّٰه بن سليمان نقبض على الوكلاء فقال السلطان لا و لكن دسوا لهم قوما لا يعرفون بالأموال فمن قبض منهم شيئا قبض عليه قال فخرج بأن يتقدم إلى جميع الوكلاء ألا يأخذوا من أحد شيئا و أن يمتنعوا من ذلك و يتجاهلوا الأمر فاندس لمحمد بن أحمد رجل لا يعرفه و خلا به و قال معي مال أريد أن أوصله فقال له محمد غلطت أنا لا أعرف من هذا شيئا فلم يزل يتلطفه و محمد يتجاهل عليه و بثوا الجواسيس و امتنع الوكلاء كلهم لما كان تقدم إليهم

بيان

روزحسني كأنه كان واليا بالعسكر فقال له أي لروزحسني هو ذا أشار به إلى الصاحب ع يجبي يجمع و له وكلاء أي للصاحب و الدس الإخفاء بالأموال متعلق بدسوا يعني أرسلوا إليهم سرا بالأموال على أيدي من لا يعرفهم الوكلاء فخرج يعني التوقيع من الصاحب ع

الوافي، ج 3، ص: 881

بأن يتقدم يعني الموقع عليه لمحمد بن أحمد هو من الوكلاء

[29]
اشارة

1511- 29 الكافي، 1/ 525/ 31/ 1 علي بن محمد قال خرج نهي عن زيارة مقابر قريش و الحير فلما كان بعد أشهر دعا الوزير الباقطائي فقال له الق بني الفرات و البرسيين و قل لهم لا تزوروا مقابر قريش فقد أمر الخليفة أن يتفقد كل من زار فيقبض عليه

بيان

الحير و الحائر مدفن الحسين ع بكربلاء و يقالان لكربلاء كلها و لعل المراد ببني الفرات من كان بحواليه و قيل هم قوم من رهط أبي الفتح الفضل بن جعفر بن فرات من وزراء بني العباس مشهورين بمحبة أهل البيت ع و البرس بلدة بين الكوفة و الحلة و كأنهم كانوا يجعلون زيارة الحسين ع و زيارة مقابر قريش من علامة التشيع و الرفض.

قال في الكافي ولد الصاحب ع للنصف من شعبان سنة خمس و خمسين و مائتين

الوافي، ج 3، ص: 882

باب 125 ما نزل فيهم ع و في أوليائهم

[1]
اشارة

1512- 1 الكافي، 1/ 412/ 1/ 1 العدة عن أحمد عن الحسين عن بعض أصحابنا عن حنان بن سدير عن سالم الحناط قال قلت لأبي جعفر ع أخبرني عن قول اللّٰه تبارك و تعالى نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسٰانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ قال هي الولاية لأمير المؤمنين ع

بيان

لما أراد اللّٰه سبحانه أن يعرف نفسه لعباده ليعبدوه و كان لم يتيسر معرفته كما أراد على سنة الأسباب إلا بوجود الأنبياء و الأوصياء إذ بهم تحصل المعرفة التامة و العبادة الكاملة دون غيرهم و كان لم يتيسر وجود الأنبياء و الأوصياء إلا بخلق سائر الخلق ليكون أنسا لهم و سببا لمعاشهم فلذلك خلق سائر الخلق ثم أمرهم بمعرفة أنبيائه و أوليائه و ولايتهم و التبري من أعدائهم و مما يصدهم عن ذلك ليكونوا ذوي حظوظ من نعيمهم فوهب الكل معرفة نفسه على قدر معرفتهم الأنبياء و الأوصياء إذ بمعرفتهم لهم يعرفون اللّٰه و بولايتهم إياهم يتولون اللّٰه فكلما ورد من البشارة و الإنذار و الأوامر و النواهي و النصائح و المواعظ من اللّٰه سبحانه فإنما هو لذلك.

الوافي، ج 3، ص: 883

و لما كان نبينا ص سيد الأنبياء و وصيه ص سيد الأوصياء لجمعهما كمالات سائر الأنبياء و الأوصياء و مقاماتهم مع ما لهما من الفضل عليهم و كان كل منهما نفس الآخر صح أن ينسب إلى أحدهما من الفضل ما ينسب إليهم لاشتماله على الكل و جمعه لفضائل الكل و لذلك خص تأويل الآيات بهما و بأهل البيت ع الذين هم منهما ذرية بعضها من بعض و جي ء بالكلمة الجامعة التي هي الولاية فإنها مشتملة على المعرفة و المحبة و المتابعة و

سائر ما لا بد منه في ذلك

[2]
اشارة

1513- 2 الكافي، 1/ 413/ 2/ 1 محمد عن محمد بن الحسين عن الحكم بن مسكين عن إسحاق بن عمار عن رجل عن أبي عبد اللّٰه ع في قول اللّٰه عز و جل إِنّٰا عَرَضْنَا الْأَمٰانَةَ عَلَى السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبٰالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهٰا وَ أَشْفَقْنَ مِنْهٰا وَ حَمَلَهَا الْإِنْسٰانُ إِنَّهُ كٰانَ ظَلُوماً جَهُولًا قال هي ولاية أمير المؤمنين ع

بيان

إنما أبوا من حملها و أشفقوا منها لعدم قابليتهم لها إذ لم يكن في جبلتهم إمكان الخيانة و الظلم اللذين بانتفائهما تظهر الأمانة و لا كان فيهم معنى الجهل الذي يظهر برفعه المعرفة و لذلك قال في حق الإنسان إنه كان ظلوما جهولا

[3]

1514- 3 الكافي، 1/ 413/ 3/ 1 عنه عن أحمد بن أبي زاهر عن الخشاب عن علي عن عمه عن أبي عبد اللّٰه ع في قول اللّٰه عز و جل الَّذِينَ

الوافي، ج 3، ص: 884

آمَنُوا وَ لَمْ يَلْبِسُوا إِيمٰانَهُمْ بِظُلْمٍ قال بما جاء به محمد من الولاية و لم يخلطوها بولاية فلان و فلان فهو الملبس بالظلم

[4]

1515- 4 الكافي، 1/ 413/ 4/ 1 عنه عن أحمد عن السراد عن الصحاف قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن قول اللّٰه فَمِنْكُمْ كٰافِرٌ وَ مِنْكُمْ مُؤْمِنٌ- فقال عرف اللّٰه إيمانهم بولايتنا و كفرهم بها يوم أخذ عليهم الميثاق في صلب آدم ع و هم ذر

[5]

1516- 5 الكافي، 1/ 413/ 5/ 1 القمي عن محمد بن أحمد عن يعقوب بن يزيد عن السراد عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن ع في قول اللّٰه عز و جل يُوفُونَ بِالنَّذْرِ الذي أخذ عليهم من ولايتنا

[6]

1517- 6 الكافي، 1/ 413/ 6/ 1 النيسابوريان عن حماد بن عيسى عن ربعي عن أبي جعفر ع في قول اللّٰه عز و جل وَ لَوْ أَنَّهُمْ أَقٰامُوا التَّوْرٰاةَ وَ الْإِنْجِيلَ وَ مٰا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ قال الولاية

[7]

1518- 7 الكافي، 1/ 413/ 7/ 1 الاثنان عن الوشاء عن مثنى عن زرارة عن عبد اللّٰه بن عجلان عن أبي جعفر ع في قوله تعالى قُلْ لٰا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبىٰ قال هم الأئمة ع

الوافي، ج 3، ص: 885

[8]
اشارة

1519- 8 الكافي، 1/ 414/ 8/ 1 الاثنان عن ابن أسباط عن علي عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع في قول اللّٰه عز و جل وَ مَنْ يُطِعِ اللّٰهَ وَ رَسُولَهُ- في ولاية علي و الأئمة من بعده فَقَدْ فٰازَ فَوْزاً عَظِيماً هكذا نزلت

بيان

يعني بهذا المعنى نزلت و كذا الكلام في نظائره مما يأتي كما يأتي تحقيقه في أواخر كتاب الصلاة إن شاء اللّٰه

[9]

1520- 9 الكافي، 1/ 414/ 9/ 1 الاثنان عن أحمد بن النضر عن محمد بن مروان رفعه إليهم في قول اللّٰه عز و جل وَ مٰا كٰانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللّٰهِ في علي و الأئمة كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسىٰ فَبَرَّأَهُ اللّٰهُ مِمّٰا قٰالُوا

[10]

1521- 10 الكافي، 1/ 414/ 10/ 1 الاثنان عن السياري عن علي بن عبد اللّٰه قال سأله رجل عن قوله تعالى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدٰايَ فَلٰا يَضِلُّ وَ لٰا يَشْقىٰ- قال من قال بالأئمة و اتبع أمرهم و لم يجز طاعتهم

[11]

1522- 11 الكافي، 1/ 414/ 11/ 1 الاثنان عن أحمد بن محمد بن عبد اللّٰه رفعه في قوله تعالى لٰا أُقْسِمُ بِهٰذَا الْبَلَدِ وَ أَنْتَ حِلٌّ بِهٰذَا الْبَلَدِ وَ وٰالِدٍ وَ مٰا وَلَدَ قال أمير المؤمنين و ما ولد من الأئمة

الوافي، ج 3، ص: 886

[12]

1523- 12 الكافي، 1/ 414/ 12/ 1 الاثنان عن محمد بن أورمة و محمد بن عبد اللّٰه عن علي عن عمه عن أبي عبد اللّٰه ع في قول اللّٰه تعالى وَ اعْلَمُوا أَنَّمٰا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْ ءٍ فَأَنَّ لِلّٰهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبىٰ قال أمير المؤمنين و الأئمة ع

[13]

1524- 13 الكافي، 1/ 414/ 13/ 1 الاثنان عن الوشاء عن عبد اللّٰه بن سنان قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن قول اللّٰه عز و جل وَ مِمَّنْ خَلَقْنٰا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ قال هم الأئمة

[14]
اشارة

1525- 14 الكافي، 1/ 415/ 15/ 1 الاثنان عن الوشاء عن المثنى عن عبد اللّٰه بن عجلان عن أبي جعفر ع في قوله تعالى أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَ لَمّٰا يَعْلَمِ اللّٰهُ الَّذِينَ جٰاهَدُوا مِنْكُمْ وَ لَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللّٰهِ وَ لٰا رَسُولِهِ وَ لَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً يعني بالمؤمنين الأئمة ع لم يتخذوا الولائج من دونهم

بيان

الوليجة البطانة و الخاصة و صاحب السر و المعتمد عليه في الدين و الدنيا و لا ينافي ذلك اتخاذ الشيعة بعضهم بعضا وليجة لأنه يرجع إلى كونهم ع ولائج لأنهم ع جهة الربط و الجمعية بين شيعتهم

[15]
اشارة

1526- 15 الكافي، 1/ 415/ 16/ 1 الاثنان عن محمد بن جمهور عن صفوان

الوافي، ج 3، ص: 887

عن ابن مسكان عن الحلبي عن أبي عبد اللّٰه ع في قوله عز و جل وَ إِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهٰا قلت ما السلم قال الدخول في أمرنا

بيان

جنحوا مالوا

[16]

1527- 16 الكافي، 1/ 415/ 18/ 1 الاثنان عن محمد بن جمهور عن حماد بن عيسى عن عبد اللّٰه بن جندب قال سألت أبا الحسن ع عن قول اللّٰه تعالى وَ لَقَدْ وَصَّلْنٰا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ قال إمام إلى إمام

[17]
اشارة

1528- 17 الكافي، 1/ 415/ 19/ 1 محمد عن أحمد عن السراد عن مؤمن الطاق عن سلام عن أبي جعفر ع في قوله تعالى قُولُوا آمَنّٰا بِاللّٰهِ وَ مٰا أُنْزِلَ إِلَيْنٰا قال إنما عنى بذلك عليا و فاطمة و الحسن و الحسين ع و جرت بعدهم في الأئمة ع ثم رجع القول من اللّٰه في الناس فقال فَإِنْ آمَنُوا يعني الناس بِمِثْلِ مٰا آمَنْتُمْ بِهِ يعني عليا و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة ع فَقَدِ اهْتَدَوْا وَ إِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمٰا هُمْ فِي شِقٰاقٍ

بيان

معناه أن الخطاب في قُولُوا آمَنّٰا إنما هو لعلي و فاطمة و الحسن و الحسين ثم من بعدهم لسائر الأئمة ع و ذلك لأنهم هم المؤمنون بما أمروا به على

الوافي، ج 3، ص: 888

بصيرة و حقيقة و من سواهم اتبعوهم

[18]

1529- 18 الكافي، 1/ 416/ 20/ 1 الاثنان عن الوشاء عن مثنى عن عبد اللّٰه بن عجلان عن أبي جعفر ع في قوله تعالى إِنَّ أَوْلَى النّٰاسِ بِإِبْرٰاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَ هٰذَا النَّبِيُّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا قال هم الأئمة و من اتبعهم

[19]

1530- 19 الكافي، 1/ 416/ 21/ 1 الاثنان عن الوشاء عن أحمد بن عائذ عن ابن أذينة الكافي، 1/ 424/ 61/ 1 أحمد بن مهران عن عبد العظيم بن عبد اللّٰه الحسني عن ابن أذينة عن مالك الجهني قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع قوله تعالى وَ أُوحِيَ إِلَيَّ هٰذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَ مَنْ بَلَغَ قال من بلغ أن يكون إماما من آل محمد فهو ينذر بالقرآن كما أنذر به رسول اللّٰه ص

[20]

1531- 20 الكافي، 1/ 215/ 4/ 1 محمد عن أحمد عن السراد عن أبي ولاد قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن قول اللّٰه عز و جل الَّذِينَ آتَيْنٰاهُمُ الْكِتٰابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلٰاوَتِهِ أُولٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ قال هم الأئمة ع

[21]

1532- 21 الكافي، 1/ 416/ 22/ 1 العدة عن أحمد عن علي بن الحكم عن المفضل بن صالح عن جابر عن أبي جعفر ع في قول اللّٰه تعالى

الوافي، ج 3، ص: 889

وَ لَقَدْ عَهِدْنٰا إِلىٰ آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَ لَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً قال عهدنا إليه في محمد و الأئمة من بعده فترك و لم يكن له عزم أنهم هكذا و إنما سمي أولوا العزم أولي العزم أنه عهد إليهم في محمد و الأوصياء من بعده و المهدي و سيرته- و أجمع عزمهم على أن ذلك كذلك و الإقرار به

[22]

1533- 22 الكافي، 1/ 416/ 23/ 1 الاثنان عن جعفر بن محمد بن عبد اللّٰه عن محمد بن عيسى القمي عن محمد بن سليمان عن عبد اللّٰه بن سنان عن أبي عبد اللّٰه ع في قوله تعالى وَ لَقَدْ عَهِدْنٰا إِلىٰ آدَمَ مِنْ قَبْلُ- كلمات في محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة من ذريتهم فنسي هكذا و اللّٰه أنزلت على محمد ص

[23]

1534- 23 الكافي، 1/ 416/ 24/ 1 محمد عن محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن خالد بن ماد عن محمد بن الفضيل عن الثمالي عن أبي جعفر ع قال أوحى اللّٰه إلى نبيه ص فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلىٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِيمٍ قال إنك على ولاية علي و علي هو الصراط المستقيم

[24]

1535- 24 الكافي، 1/ 417/ 27/ 1 علي عن البرقي عن أبيه عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن منخل عن أبي عبد اللّٰه ع قال نزل جبرئيل على محمد ص بهذه الآية هكذا يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتٰابَ آمِنُوا بِمٰا نَزَّلْنٰا في علي نورا مبينا

الوافي، ج 3، ص: 890

[25]

1536- 25 الكافي، 1/ 418/ 33/ 1 الاثنان عن أحمد بن محمد عن أحمد بن هلال عن أبيه عن أبي السفاتج عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع في قول اللّٰه تعالى الْحَمْدُ لِلّٰهِ الَّذِي هَدٰانٰا لِهٰذٰا وَ مٰا كُنّٰا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لٰا أَنْ هَدٰانَا اللّٰهُ فقال إذا كان يوم القيامة دعي بالنبي ص و بأمير المؤمنين و بالأئمة من ولده ع فينصبون للناس فإذا رأتهم شيعتهم قالوا الْحَمْدُ لِلّٰهِ الَّذِي هَدٰانٰا لِهٰذٰا وَ مٰا كُنّٰا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لٰا أَنْ هَدٰانَا اللّٰهُ- يعني هدانا اللّٰه في ولاية أمير المؤمنين و الأئمة من ولده ع

[26]

1537- 26 الكافي، 1/ 418/ 34/ 1 الاثنان عن محمد بن أورمة و محمد بن عبد اللّٰه عن علي عن عمه عن أبي عبد اللّٰه ع في قوله تعالى عَمَّ يَتَسٰاءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ قال النبإ العظيم الولاية و سألته عن قوله هُنٰالِكَ الْوَلٰايَةُ لِلّٰهِ الْحَقِّ قال ولاية أمير المؤمنين ع

[27]

1538- 27 الكافي، 1/ 418/ 35/ 1 علي عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن علي عن أبي بصير عن أبي جعفر ع في قوله تعالى فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً قال هي الولاية

[28]
اشارة

1539- 28 الكافي، 1/ 419/ 36/ 1 العدة عن أحمد عن إبراهيم الهمداني يرفعه إلى أبي عبد اللّٰه ع في قوله تعالى وَ نَضَعُ الْمَوٰازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيٰامَةِ

الوافي، ج 3، ص: 891

قال الأنبياء و الأوصياء ع

بيان

ميزان كل شي ء هو المعيار الذي به يعرف قدر ذلك الشي ء فميزان يوم القيامة للناس ما يوزن به قدر كل إنسان و قيمته على حسب عقائده و أخلاقه و أعماله لِتُجْزىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمٰا كَسَبَتْ و ليس ذلك إلا الأنبياء و الأوصياء إذ بهم و باقتفاء آثارهم و ترك ذلك و القرب من طريقتهم و البعد عنها يعرف مقدار الناس و قدر حسناتهم و سيئاتهم فميزان كل أمة هو نبي تلك الأمة و وصي نبيها و الشريعة التي أتى بها فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوٰازِينُهُ فَأُولٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَ مَنْ خَفَّتْ مَوٰازِينُهُ فَأُولٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ و قد أشبعنا الكلام في تحقيق الميزان في كتابنا الموسوم بميزان القيامة

[29]
اشارة

1540- 29 الكافي، 1/ 419/ 39/ 1 أحمد بن مهران عن عبد العظيم بن عبد اللّٰه الحسني عن موسى بن محمد عن يونس بن يعقوب عمن ذكره عن أبي جعفر ع في قول اللّٰه تعالى وَ أَنْ لَوِ اسْتَقٰامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنٰاهُمْ مٰاءً غَدَقاً قال يعني لو استقاموا على ولاية أمير المؤمنين علي و الأوصياء من ولده ع و قبلوا طاعتهم في أمرهم و نهيهم لَأَسْقَيْنٰاهُمْ مٰاءً غَدَقاً يقول لأشربنا قلوبهم الإيمان و الطريقة هي ولاية علي بن أبي طالب و الأوصياء ع

الوافي، ج 3، ص: 892

بيان

الغدق الماء الكثير

[30]

1541- 30 الكافي، 1/ 420/ 40/ 1 الاثنان عن محمد بن جمهور عن فضالة عن حسين عن الخراز عن محمد قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن قول اللّٰه تعالى الَّذِينَ قٰالُوا رَبُّنَا اللّٰهُ ثُمَّ اسْتَقٰامُوا فقال أبو عبد اللّٰه ع استقاموا على الأئمة واحدا بعد واحد تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلٰائِكَةُ أَلّٰا تَخٰافُوا وَ لٰا تَحْزَنُوا وَ أَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ

[31]

1542- 31 الكافي، 1/ 420/ 41/ 1 الاثنان عن الوشاء عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال سألت أبا جعفر ع عن قول اللّٰه تعالى- قُلْ إِنَّمٰا أَعِظُكُمْ بِوٰاحِدَةٍ فقال إنما أعظكم بولاية علي ع هي الواحدة التي قال اللّٰه تعالى إِنَّمٰا أَعِظُكُمْ بِوٰاحِدَةٍ

[32]
اشارة

1543- 32 الكافي، 1/ 422/ 49/ 1 الاثنان عن محمد بن جمهور عن يونس قال أخبرني من رفعه إلى أبي عبد اللّٰه ع في قوله تعالى فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَ مٰا أَدْرٰاكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ يعني بقوله فَكُّ رَقَبَةٍ ولاية أمير المؤمنين ع فإن ذلك فك رقبة

الوافي، ج 3، ص: 893

بيان

اقتحم رمى نفسه في أمر فجأة بلا روية و العقبة بالتحريك المرقى الصعب من الجبال و إنما كانت الولاية فك رقبة لأن بها تفك رقبة وليه من النار

[33]

1544- 33 الكافي، 1/ 430/ 88/ 1 علي بن محمد عن سهل عن الديلمي عن أبيه عن أبان بن تغلب عن أبي عبد اللّٰه ع قال قلت له جعلت فداك قوله فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ فقال من أكرمه اللّٰه بولايتنا فقد جاز العقبة و نحن تلك العقبة التي من اقتحمها نجى قال فسكت فقال لي- فهلا أفيدك حرفا خير لك من الدنيا و ما فيها قلت بلى جعلت فداك قال قوله فَكُّ رَقَبَةٍ ثم قال الناس كلهم عبيد النار غيرك و أصحابك فإن اللّٰه فك رقابكم من النار بولايتنا أهل البيت

[34]

1545- 34 الكافي، 1/ 422/ 50/ 1 الاثنان عن محمد بن جمهور عن يونس قال أخبرني من رفعه إلى أبي عبد اللّٰه ع في قوله تعالى بَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قال بولاية أمير المؤمنين ع

[35]

1546- 35 الكافي، 1/ 422/ 53/ 1 محمد عن سلمة بن الخطاب عن علي عن عمه عن أبي عبد اللّٰه ع في قوله صِبْغَةَ اللِّّٰ وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّٰهِ صِبْغَةً قال صبغ المؤمنين بالولاية في الميثاق

الوافي، ج 3، ص: 894

[36]

1547- 36 الكافي، 1/ 423/ 54/ 1 العدة عن ابن عيسى عن ابن فضال عن المفضل بن صالح عن محمد بن علي الحلبي عن أبي عبد اللّٰه ع في قوله تعالى رَبِّ اغْفِرْ لِي وَ لِوٰالِدَيَّ وَ لِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً يعني الولاية من دخل في الولاية دخل في بيت الأنبياء و قوله إِنَّمٰا يُرِيدُ اللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً يعني الأئمة و ولايتهم من دخل فيها دخل في بيت النبي ص

[37]

1548- 37 الكافي، 1/ 423/ 55/ 1 العدة عن أحمد عن عمر بن عبد العزيز عن محمد بن الفضيل عن الرضا ع قال قلت قُلْ بِفَضْلِ اللّٰهِ وَ بِرَحْمَتِهِ فَبِذٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمّٰا يَجْمَعُونَ قال بولاية محمد و آل محمد هو خير مما يجمع هؤلاء من دنياهم

[38]

1549- 38 الكافي، 1/ 423/ 56/ 1 أحمد بن مهران عن عبد العظيم بن عبد اللّٰه الحسني عن ابن أسباط عن إبراهيم بن عبد الحميد عن الشحام قال قال لي أبو عبد اللّٰه ع و نحن في الطريق في ليلة الجمعة اقرأ فإنها ليلة الجمعة قرآنا فقرأت إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقٰاتُهُمْ أَجْمَعِينَ يَوْمَ لٰا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَ لٰا هُمْ يُنْصَرُونَ إِلّٰا مَنْ رَحِمَ اللّٰهُ فقال أبو عبد اللّٰه ع نحن و اللّٰه الذي يرحم اللّٰه و نحن و اللّٰه الذي استثنى اللّٰه لكنا نغني عنهم

[39]

1550- 39 الكافي، 1/ 423/ 57/ 1 عنه عن عبد العظيم بن عبد اللّٰه عن

الوافي، ج 3، ص: 895

يحيى بن سالم عن أبي عبد اللّٰه ع قال لما نزلت وَ تَعِيَهٰا أُذُنٌ وٰاعِيَةٌ- قال رسول اللّٰه ص هي أذنك يا علي

[40]

1551- 40 الكافي، 1/ 424/ 62/ 1 عنه عن عبد العظيم عن الحسين بن مياح عن حمزة عمن أخبره قال قرأ رجل عند أبي عبد اللّٰه ع قُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللّٰهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ فقال ليس هكذا هي إنما هي و المأمونون فنحن المأمونون

[41]
اشارة

1552- 41 الكافي، 1/ 424/ 63/ 1 عنه عن عبد العظيم عن هشام بن الحكم عن أبي عبد اللّٰه ع قال هذا صراط علي مستقيم

بيان

يعني أنه ع قرأ بإضافة الصراط إلى علي و جعله علما و لم يقرأ بالجار و المجرور كما هو المشهور

[42]
اشارة

1553- 42 الكافي، 1/ 425/ 65/ 1 العدة عن أحمد عن المحمدين عن أبي الحسن ع في قوله وَ أَنَّ الْمَسٰاجِدَ لِلّٰهِ فَلٰا تَدْعُوا مَعَ اللّٰهِ أَحَداً قال هم الأوصياء

الوافي، ج 3، ص: 896

بيان

السجود الخضوع يعني أن اللّٰه سبحانه كنى بالمساجد عن الأوصياء و جعلهم لله لأن اللّٰه أمر عباده بأن يخضعوا لهم طاعة لله عز و جل و تقربا إليه فَلٰا تَدْعُوا مَعَ اللّٰهِ أَحَداً أي فلا تشركوا به بأن تخضعوا لغيرهم بدون أمره أو تجعلوهم آلهة معه

[43]

1554- 43 الكافي، 1/ 425/ 66/ 1 محمد عن ابن عيسى عن السراد عن مؤمن الطاق عن سلام بن المستنير عن أبي جعفر ع في قوله تعالى قُلْ هٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللّٰهِ عَلىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِي قال ذاك رسول اللّٰه ص و أمير المؤمنين و الأوصياء من بعدهم ع

[44]
اشارة

1555- 44 الكافي، 1/ 425/ 67/ 1 عنه عن أحمد عن محمد بن إسماعيل عن حنان عن سالم الحناط قال سألت أبا جعفر ع عن قول اللّٰه تعالى فَأَخْرَجْنٰا مَنْ كٰانَ فِيهٰا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَمٰا وَجَدْنٰا فِيهٰا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ- فقال أبو جعفر ع آل محمد لم يبق فيها غيرهم

بيان

يعني أن الناجين من قوم لوط المخرجين معه من القرية لئلا يصيبهم العذاب النازل عليها هم آل محمد و أهل بيته و ذلك لأن آل كل كبير و أهل بيته من أقر

الوافي، ج 3، ص: 897

بفضله و اتبع أمره و سار بسيرته فالمؤمنون المنقادون المتقون من كل أمة آل لنبيهم و وصي نبيهم و أهل بيت لهما و إن كان بيوتهم بعيدة بحسب المسافة عن بيتهما فإن البيت في مثل هذا لا يراد به بيت البنيان و لا بيت النساء و الصبيان بل بيت التقوى و الإيمان و بيت النبوة و الحكمة و العرفان و كذلك كل نبي أو وصي نبي فهو آل للنبي الأفضل و الوصي الأمثل فجميع الأنبياء و الأوصياء السابقين و أممهم المتقين آل نبينا و أهل بيته و لذا

قال ص كل تقي و نقي آلي

و قال سلمان منا أهل البيت

و ورد في ابن نوح إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إلى غير ذلك و تصديق ما قلناه

في كلام الصادق ع الذي رواه المفضل بن عمر أن الأنبياء جميعا محبون لمحمد و علي متبعون أمرهما

[45]

1556- 45 الكافي، 1/ 425/ 69/ 1 عنه عن سلمة بن الخطاب عن علي عن عمه عن أبي عبد اللّٰه ع في قوله تعالى وَ شٰاهِدٍ وَ مَشْهُودٍ قال النبي ص و أمير المؤمنين ع

[46]

1557- 46 الكافي، 1/ 426/ 70/ 1 الاثنان عن الوشاء عن أحمد بن عمر الحلال قال سألت أبا الحسن ع عن قوله تعالى فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللّٰهِ عَلَى الظّٰالِمِينَ قال المؤذن أمير المؤمنين ع

[47]
اشارة

1558- 47 الكافي، 1/ 426/ 71/ 1 الاثنان عن محمد بن أورمة عن علي عن عمه عن أبي عبد اللّٰه ع في قوله تعالى وَ هُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَ هُدُوا إِلىٰ صِرٰاطِ الْحَمِيدِ قال ذلك حمزة و جعفر و عبيدة و سلمان

الوافي، ج 3، ص: 898

و أبو ذر و المقداد بن الأسود و عمار هدوا إلى أمير المؤمنين ع و قوله حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمٰانَ وَ زَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ يعني أمير المؤمنين وَ كَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَ الْفُسُوقَ وَ الْعِصْيٰانَ الأول و الثاني و الثالث

بيان

عبيدة هذا هو عبيدة بن الزبير بن عبد المطلب قتل يوم بدر رضي اللّٰه عنه

[48]

1559- 48 الكافي، 1/ 426/ 72/ 1 محمد عن أحمد عن السراد عن جميل بن صالح عن أبي عبيدة قال سألت أبي جعفر ع عن قوله تعالى- ائْتُونِي بِكِتٰابٍ مِنْ قَبْلِ هٰذٰا أَوْ أَثٰارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صٰادِقِينَ قال عنى بالكتاب التوراة و الإنجيل و أما إثارة من العلم فإنما عنى بذلك علم أوصياء الأنبياء ع

[49]
اشارة

1560- 49 الكافي، 1/ 427/ 75/ 1 محمد بن الحسن و علي بن محمد عن سهل عن موسى بن القاسم البجلي عن علي بن جعفر الكافي، 1/ 427/ 75/ 1 محمد عن العمركي عن علي بن جعفر عن أخيه موسى ع في قوله تعالى وَ بِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَ قَصْرٍ مَشِيدٍ قال البئر المعطلة الإمام الصامت و القصر المشيد الإمام الناطق

الوافي، ج 3، ص: 899

بيان

كنى عن الإمام الصامت بالبئر لأنه منبع العلم الذي هو سبب حياة الأرواح مع خفائه إلا على من أتاه كما أن البئر منبع الماء الذي هو سبب حياة الأبدان مع خفائها إلا على من أتاها و كنى عن صمته بالتعطيل لعدم الانتفاع بعلمه و كنى عن الإمام الناطق بالقصر المشيد لظهوره و علو منصبه و إشادة ذكره

[50]

1561- 50 الكافي، 1/ 427/ 76/ 1 علي عن أبيه عن الحكم بن بهلول عن رجل عن أبي عبد اللّٰه ع في قوله تعالى وَ لَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَ إِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ قال يعني إن أشركت في الولاية غيره بَلِ اللّٰهَ فَاعْبُدْ وَ كُنْ مِنَ الشّٰاكِرِينَ يعني بل اللّٰه فأعبد بالطاعة و كن من الشاكرين أن عضدتك بأخيك و ابن عمك

[51]

1562- 51 الكافي، 1/ 427/ 78/ 1 محمد عن ابن عيسى عن السراد عن مؤمن الطاق عن سلام قال سألت أبا جعفر ع عن قوله تعالى- الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً قال هم الأوصياء من مخافة عدوهم

[52]
اشارة

1563- 52 الكافي، 1/ 428/ 80/ 1 العدة عن أحمد عن علي بن سيف عن أبيه عن عمرو بن حريث قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن قول اللّٰه تعالى كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهٰا ثٰابِتٌ وَ فَرْعُهٰا فِي السَّمٰاءِ قال فقال رسول اللّٰه ص

الوافي، ج 3، ص: 900

أصلها و أمير المؤمنين ع فرعها و الأئمة من ذريتهما أغصانها و علم الأئمة ثمرها و شيعتهم و المؤمنون ورقها هل فيها فضل قال قلت لا و اللّٰه قال و اللّٰه إن المؤمن ليولد فتورق ورقة فيها و إن المؤمن ليموت فتسقط ورقة منها

بيان

هل فيها فضل كأنه ع أراد هل في الشجرة شي ء آخر غير ما ذكرت فيكون لغير من ذكرتهم مكان فيها أو هل في هذه الكلمة فضل عما هو الحق و في بعض النسخ شوب مكان فضل فيكون المراد هل فيها شوب خطإ و بطلان

[53]

1564- 53 الكافي، 1/ 430/ 84/ 1 علي بن محمد عن سهل عن السراد عن هشام بن سالم عن عمار الساباطي قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن قول اللّٰه تعالى أَ فَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوٰانَ اللّٰهِ كَمَنْ بٰاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللّٰهِ وَ مَأْوٰاهُ جَهَنَّمُ وَ بِئْسَ الْمَصِيرُ هُمْ دَرَجٰاتٌ عِنْدَ اللّٰهِ فقال الذين اتبعوا رضوان اللّٰه هم الأئمة و هم و اللّٰه يا عمار درجات للمؤمنين و بولايتهم و معرفتهم إيانا يضاعف اللّٰه لهم أعمالهم و يرفع اللّٰه لهم الدرجات العلى

[54]
اشارة

1565- 54 الكافي، 1/ 430/ 85/ 1 علي بن محمد و غيره عن سهل عن يعقوب بن يزيد عن زياد القندي عن عمار الأسدي عن أبي عبد اللّٰه ع في قول اللّٰه تعالى إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَ الْعَمَلُ الصّٰالِحُ يَرْفَعُهُ- ولايتنا أهل البيت و أومى بيده إلى صدره فمن لم يتولنا لم يرفع اللّٰه له عملا

الوافي، ج 3، ص: 901

بيان

يعني أن المراد بالعمل الصالح إنما هو ولايتنا و اتباعنا و هي التي يرفعها اللّٰه تعالى أولا ثم بتبعيتها يرفع سائر الأعمال و المستفاد من الحديث أن المستتر في يرفعه راجع إلى اللّٰه تعالى

[55]

1566- 55 الكافي، 1/ 430/ 86/ 1 العدة عن أحمد عن الحسين عن النضر عن القاسم بن سليمان عن سماعة عن أبي عبد اللّٰه ع في قول اللّٰه تعالى يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ قال الحسن و الحسين وَ يَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ قال إمام [الإمام] تأتمون به

[56]

1567- 56 الكافي، 1/ 431/ 89/ 1 الثلاثة عن سماعة عن أبي عبد اللّٰه ع في قول اللّٰه تعالى وَ أَوْفُوا بِعَهْدِي قال بولاية أمير المؤمنين ع أُوفِ بِعَهْدِكُمْ أوف لكم بالجنة

[57]
اشارة

1568- 57 الكافي، 1/ 216/ 1/ 1 محمد عن ابن عيسى عن السراد قال سألت أبا الحسن ع عن قوله تعالى وَ لِكُلٍّ جَعَلْنٰا مَوٰالِيَ مِمّٰا تَرَكَ الْوٰالِدٰانِ وَ الْأَقْرَبُونَ وَ الَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمٰانُكُمْ قال إنما عنى بذلك الأئمة بهم عقد اللّٰه تعالى أيمانكم

الوافي، ج 3، ص: 902

بيان

الموالي هنا الوارث يعني جعلنا لكل إنسان موالي يرثونه مما ترك و هو الوالدان و الأقربون مترتبين ثم الإمام فإنه وارث من لا وارث له و عقد الأيمان إما كناية عما وقع في الذر أو عما وقع في يوم الغدير فإن بيعة أمير المؤمنين مشتملة على بيعة أولاده ع و تمام الكلام في هذه الآية يأتي في أبواب المواريث من كتاب الجنائز إن شاء اللّٰه

[58]

1569- 58 الكافي، 1/ 216/ 2/ 2 الثلاثة عن إبراهيم بن عبد الحميد عن النميري عن العلاء بن سيابة عن أبي عبد اللّٰه ع في قوله تعالى إِنَّ هٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ قال يهدي إلى الإمام

[59]
اشارة

1570- 59 الكافي، 8/ 50/ 11 سهل عن الديلمي عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع قال قلت له قول اللّٰه تعالى هٰذٰا كِتٰابُنٰا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ قال فقال إن الكتاب لم ينطق و لن ينطق و لكن رسول اللّٰه ص هو الناطق بالكتاب قال اللّٰه تعالى ذكره هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق قال قلت جعلت فداك إنا لا نقرؤها هكذا فقال هكذا و اللّٰه نزل به جبرئيل ع على محمد ص و لكنه فيما حرف من كتاب اللّٰه

بيان

يعني أن ينطق في الآية على البناء للمفعول و يقال إنه هكذا في قرآن علي ع

الوافي، ج 3، ص: 903

[60]

1571- 60 الكافي، 8/ 248/ 349 محمد عن ابن عيسى عن محمد بن خالد و الحسين عن النضر عن يحيى الحلبي عن ابن مسكان عن زيد بن الوليد الخثعمي عن أبي الربيع الشامي قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن قول اللّٰه تعالى يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلّٰهِ وَ لِلرَّسُولِ إِذٰا دَعٰاكُمْ لِمٰا يُحْيِيكُمْ قال نزلت في ولاية علي ع

[61]
اشارة

1572- 61 الكافي، 8/ 93/ 66 محمد عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن إسماعيل بن عبد الخالق قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول لأبي جعفر الأحول و أنا أسمع أتيت البصرة فقال نعم قال كيف رأيت مسارعة الناس إلى هذا الأمر و دخولهم فيه قال و اللّٰه إنهم لقليل و لقد فعلوا و إن ذلك لقليل فقال عليك بالأحداث فإنهم أسرع إلى كل خير ثم قال ما يقول أهل البصرة في هذه الآية قُلْ لٰا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبىٰ قلت جعلت فداك إنهم يقولون إنها لأقارب رسول اللّٰه قال كذبوا إنما نزلت فينا خاصة في أهل البيت في علي و فاطمة و الحسن و الحسين أصحاب الكساء ع

بيان

المراد بأبي جعفر الأحول مؤمن الطاق و بهذا الأمر التشيع و ب الأحداث الشباب

[62]
اشارة

1573- 62 الكافي، 8/ 203/ 245 القميان عن صفوان عن ابن

الوافي، ج 3، ص: 904

مسكان عن أبي بصير عن أحدهما ع في قول اللّٰه تعالى أَ جَعَلْتُمْ سِقٰايَةَ الْحٰاجِّ وَ عِمٰارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرٰامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّٰهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ قال نزلت في حمزة و علي و جعفر و العباس و شيبة إنهم فخروا بالسقاية و الحجابة فأنزل اللّٰه تعالى ذكره- أَ جَعَلْتُمْ سِقٰايَةَ الْحٰاجِّ وَ عِمٰارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرٰامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّٰهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ و كان علي و حمزة و جعفر ع الذين آمنوا بالله و اليوم الآخر و جاهدوا في سبيل اللّٰه لا يستوون عند اللّٰه

بيان

كانت السقاية إلى العباس يسقي الحاج الماء و الحجابة إلى شيبة كان بيده مفتاح البيت و عمارة المسجد الحرام فأخذا يفخران على علي و حمزة و جعفر بذلك فنزلت و في الآية تعريض إلى الرجلين بعدم إيمانهما من صميم القلب و عدم مجاهدتهما في سبيل اللّٰه و كيف يستوي عند اللّٰه من عمل عمل الجوارح و من عمل عمل القلب و بينهما من الفرق ما بين الأرواح و الأجساد

[63]

1574- 63 الكافي، 8/ 255/ 364 علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللّٰه ع قال سألته عن قول اللّٰه تعالى- وَ مَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنٰا لِوَلِيِّهِ سُلْطٰاناً فَلٰا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ قال نزلت في الحسين ع لو قتل أهل الأرض به ما كان سرفا

[64]

1575- 64 الكافي، 8/ 260/ 373 الحسين بن محمد عن محمد بن أحمد النهدي عن معاوية بن حكيم عن بعض رجاله عن عنبسة بن بجاد عن أبي

الوافي، ج 3، ص: 905

عبد اللّٰه ع في قول اللّٰه تعالى وَ أَمّٰا إِنْ كٰانَ مِنْ أَصْحٰابِ الْيَمِينِ فَسَلٰامٌ لَكَ مِنْ أَصْحٰابِ الْيَمِينِ فقال قال رسول اللّٰه ص لعلي ع يا علي هم شيعتك فسلم ولدك منهم أن يقتلوهم

[65]
اشارة

1576- 65 الكافي، 8/ 330/ 506 محمد عن أحمد عن محمد بن سنان عن أبي الصباح بن عبد الحميد عن محمد عن أبي جعفر ع قال و اللّٰه للذي صنعه الحسن بن علي كان خيرا لهذه الأمة مما طلعت عليه الشمس و اللّٰه لقد نزلت هذه الآية- أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَ أَقِيمُوا الصَّلٰاةَ وَ آتُوا الزَّكٰاةَ- إنما هي طاعة الإمام و طلبوا القتال فَلَمّٰا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتٰالُ مع الحسين ع قٰالُوا رَبَّنٰا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتٰالَ لَوْ لٰا أَخَّرْتَنٰا إِلىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ نجب دعوتك و نتبع الرسل أرادوا تأخير ذلك إلى القائم ع

بيان

الذي صنعه الحسن ع هو صلحه مع معاوية و تركه الحرب المتضمن لإبقائه على المؤمنين حياتهم مدة و ظهور من في أصلابهم من الموحدين و ظاهر أن هذا خير مما على الأرض أراد أن الآية نزلت فيه و في طاعته كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ يعني عن الحرب مع معاوية فلم يرضوا به و طلبوا القتال و فعلوا ما فعلوا

[66]

1577- 66 الكافي، 8/ 338/ 35 السراد عن هشام بن سالم عن يزيد الكناسي قال سألت أبا جعفر ع عن قول اللّٰه تعالى

الوافي، ج 3، ص: 906

يَوْمَ يَجْمَعُ اللّٰهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مٰا ذٰا أُجِبْتُمْ قٰالُوا لٰا عِلْمَ لَنٰا قال فقال إن لهذا تأويلا يقول ما ذا أجبتم في أوصيائكم الذين خلفتموهم على أممكم قال فيقولون لا علم لنا بما فعلوا من بعدنا

[67]
اشارة

1578- 67 الكافي، 8/ 337/ 534 عنه عن مؤمن الطاق عن سلام بن المستنير عن أبي جعفر ع في قول اللّٰه تعالى الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيٰارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلّٰا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللّٰهُ قال نزلت في رسول اللّٰه ص و علي و حمزة و جعفر و جرت في الحسين ع

بيان

إِلّٰا أَنْ يَقُولُوا يعني أنهم لم يخرجوهم من ديارهم إلا لقولهم رَبُّنَا اللّٰهُ أخرجوهم من مكة و أخرجوا الحسين من المدينة

[68]

1579- 68 الكافي، 8/ 331/ 510 أبان عن أبي بصير قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن قول اللّٰه تعالى فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّٰهُ أَنْ تُرْفَعَ قال هي بيوت النبي ص

الوافي، ج 3، ص: 907

باب 126 ما نزل فيهم ع و في أعدائهم

[1]
اشارة

1580- 1 الكافي، 1/ 425/ 68/ 1 الاثنان عن محمد بن جمهور عن إسماعيل بن سهل عن القاسم بن عروة عن أبي السفاتج عن زرارة عن أبي جعفر ع في قوله تعالى فَلَمّٰا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ قِيلَ هٰذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ قال هذه نزلت في أمير المؤمنين و أصحابه الذين عملوا ما عملوا يرون أمير المؤمنين في أغبط الأماكن لهم فيسي ء وجوههم و يقال لهم هذا الذي كنتم به تدعون الذي انتحلتم اسمه

بيان

الزلفة القرب يعني رأوه مقربا عند اللّٰه و الغبطة حسن الحال و المسرة و الانتحال ادعاء ما ليس له يقال انتحله أي ادعى لنفسه ما لغيره و أريد بالاسم أمير المؤمنين

[2]
اشارة

1581- 2 الكافي، 1/ 426/ 73/ 1 الاثنان عمن أخبره عن علي بن جعفر قال سمعت أبا الحسن ع يقول لما رأى رسول اللّٰه ص تيما و عديا و بني أمية يركبون منبره أفظعه فأنزل اللّٰه تعالى قرآنا يتأسى به وَ إِذْ قُلْنٰا لِلْمَلٰائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلّٰا إِبْلِيسَ أَبىٰ ثم أوحى إليه يا محمد إني أمرت فلم

الوافي، ج 3، ص: 908

أطع فلا تجزع أنت إذا أمرت فلم تطع في وصيك

بيان

تيم و عدي قبيلتان من قريش الأولى رهط الأول و الثانية رهط الثاني أفظعه الأمر اشتدت عليه شناعته يتأسى به يأنس و يتعزى

[3]

1582- 3 الكافي، 1/ 426/ 74/ 1 محمد عن أحمد عن السراد عن الصحاف قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن قوله فَمِنْكُمْ كٰافِرٌ وَ مِنْكُمْ مُؤْمِنٌ فقال عرف اللّٰه إيمانهم بموالاتنا و كفرهم بها يوم أخذ عليهم الميثاق و هم ذر في صلب آدم و سألته عن قول اللّٰه تعالى أَطِيعُوا اللّٰهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ [وَ احْذَرُوا] فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمٰا عَلىٰ رَسُولِنَا الْبَلٰاغُ الْمُبِينُ- فقال أما و اللّٰه ما هلك من كان قبلكم و ما هلك من هلك حتى يقوم قائمنا إلا في ترك ولايتنا و جحود حقنا و ما خرج رسول اللّٰه ص من الدنيا حتى ألزم رقاب هذه الأمة حقنا و اللّٰه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم

[4]

1583- 4 الكافي، 1/ 417/ 25/ 1 علي عن البرقي عن أبيه عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن منخل عن جابر عن أبي جعفر ع قال نزل جبرئيل بهذه الآية على محمد ص هكذا بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمٰا أَنْزَلَ اللّٰهُ في علي بغيا

[5]
اشارة

1584- 5 الكافي، 1/ 417/ 26/ 1 بهذا الإسناد عن جابر قال نزل جبرئيل ع على محمد ص هكذا وَ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمّٰا نَزَّلْنٰا عَلىٰ عَبْدِنٰا في

الوافي، ج 3، ص: 909

علي ع فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ

بيان

يعني إن ارتبتم أنه من عند اللّٰه لا من تلقاء نفسه فأتوا بسورة من مثل القرآن فإذ لم تقدروا على ذلك فاعلموا أنه أيضا لم يقدر عليه لأنه بشر مثلكم وَ مٰا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوىٰ إِنْ هُوَ إِلّٰا وَحْيٌ يُوحىٰ

[6]
اشارة

1585- 6 الكافي، 1/ 428/ 79 1 الاثنان عن بسطام بن مرة عن إسحاق بن حسان عن الهيثم بن واقد عن علي بن الحسين العبدي عن سعد الإسكاف عن الأصبغ بن نباتة أنه سأل أمير المؤمنين ع عن قوله تعالى أَنِ اشْكُرْ لِي وَ لِوٰالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ فقال الوالدان اللذان أوجب اللّٰه تعالى لهما الشكر هما اللذان ولدا العلم و ورثا الحكم و أمر الناس بطاعتهما ثم قال اللّٰه إِلَيَّ الْمَصِيرُ- فمصير العباد إلى اللّٰه تعالى و الدليل على ذلك الوالدان ثم عطف القول على ابن حنتمة و صاحبه فقال في الخاص و العام وَ إِنْ جٰاهَدٰاكَ عَلىٰ أَنْ تُشْرِكَ بِي يقول في الوصية و تعدل عمن أمرت بطاعته فَلٰا تُطِعْهُمٰا و لا تسمع قولهما ثم عطف القول على الوالدين فقال وَ صٰاحِبْهُمٰا فِي الدُّنْيٰا مَعْرُوفاً يقول عرف الناس فضلهما و ادع إلى سبيلهما و ذلك قوله وَ اتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنٰابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فقال إلى اللّٰه ثم إلينا فاتقوا اللّٰه و لا تعصوا الوالدين فإن رضاهما رضا اللّٰه و سخطهما سخط اللّٰه

الوافي، ج 3، ص: 910

بيان

اللذان ولدا العلم يعني بهما النبي و الوصي ص و الدليل على ذلك الوالدان يحتمل معنيين أحدهما أن الذي يدلك على أن المصير إلى اللّٰه تعالى الوالدان و الثاني أن الذي يدلك على كيفية المصير إلى اللّٰه و أنه كيف يصار إليه الوالدان ابن حنتمة و صاحبه يعني بهما التيمي و العدوي قال في القاموس حنتمة بنت ذي الرمحين أم عمر بن الخطاب و ليست بأخت أبي جهل كما وهموا بل بنت عمه أقول و يأتي في كتاب الروضة قصة نسب عمر إن شاء اللّٰه تعالى

[7]
اشارة

1586- 7 الكافي، 8/ 58/ 20 محمد عن محمد بن علي عن ابن مسكان عن ميسر عن أبي جعفر ع قال قلت قوله عز و جل وَ لٰا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلٰاحِهٰا قال فقال يا ميسر إن الأرض كانت فاسدة فأصلحها اللّٰه بنبيه ص فقال وَ لٰا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلٰاحِهٰا

بيان

يعني أن الآية كناية عما أحدثوا بعد النبي ص من صرف الأمر عن أهله و توليته غير أهله

[8]

1587- 8 الكافي، 8/ 183/ 208 علي عن البرقي عن أبيه عن أبي عبد اللّٰه ع في قوله تعالى وَ كُنْتُمْ عَلىٰ شَفٰا حُفْرَةٍ مِنَ النّٰارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهٰا بمحمد هكذا و اللّٰه نزل بها جبرئيل على محمد ص

الوافي، ج 3، ص: 911

[9]
اشارة

1588- 9 الكافي، 1/ 429/ 83/ 1 العدة عن أحمد عن البزنطي عن حماد بن عثمان عن الحذاء قال سألت أبا جعفر ع عن الاستطاعة و قول الناس فقال و تلا هذه الآية وَ لٰا يَزٰالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلّٰا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَ لِذٰلِكَ خَلَقَهُمْ- يا أبا عبيدة الناس مختلفون في إصابة القول و كلهم هالك قال قلت قوله إِلّٰا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ قال هم شيعتنا و لرحمته خلقهم و هو قوله وَ لِذٰلِكَ خَلَقَهُمْ- يقول لطاعة الإمام الرحمة التي يقول وَ رَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ ءٍ يقول علم الإمام وسع علمه الذي هو من علمه كل شي ء هم شيعتنا ثم قال فَسَأَكْتُبُهٰا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ- يعني ولاية غير الإمام و طاعته ثم قال يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرٰاةِ وَ الْإِنْجِيلِ يعني النبي ص و الوصي و القائم يأمرهم بالمعروف إذا قام و ينهاهم عن المنكر و المنكر من أنكر فضل الإمام و جحده وَ يُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبٰاتِ أخذ العلم من أهله وَ يُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبٰائِثَ و الخبائث قول من خالف وَ يَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ و هي الذنوب التي كانوا فيها قبل معرفتهم فضل الإمام وَ الْأَغْلٰالَ الَّتِي كٰانَتْ عَلَيْهِمْ و الأغلال ما كانوا يقولون مما لم يكونوا أمروا به من ترك فضل الإمام فلما عرفوا فضل الإمام وضع عنهم إصرهم و الإصر الذنب و هي الإصار ثم نسبهم فقال فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ يعني بالنبي وَ

عَزَّرُوهُ وَ نَصَرُوهُ وَ اتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ و هو أمير المؤمنين و الأئمة ع أُولٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ يعني الذين اجتنبوا الجبت و الطاغوت أن يعبدوها و الجبت و الطاغوت فلان و فلان و فلان و العبادة طاعة الناس لهم ثم قال أَنِيبُوا إِلىٰ رَبِّكُمْ وَ أَسْلِمُوا لَهُ ثم جزاهم فقال لَهُمُ الْبُشْرىٰ فِي الْحَيٰاةِ الدُّنْيٰا وَ فِي الْآخِرَةِ و الإمام يبشرهم بقيام القائم و بظهوره و بقتل

الوافي، ج 3، ص: 912

أعدائهم و بالنجاة في الآخرة و الورود على محمد ص الصادقين على الحوض

بيان

عن الاستطاعة يعني هل يستطيع العبد من أفعاله شيئا أم أنها بيد اللّٰه و قول الناس يعني اختلافهم في هذه المسألة على أقوال شتى و قد مضى تحقيق ذلك في باب الاستطاعة من الجزء الأول فسر الرحمة بطاعة الإمام لأن طاعة الإمام توصل العبد إلى رحمة اللّٰه و فسر الرحمة الواسعة بعلم الإمام لأنه الهادي إليها وسع علمه أي علم الإمام الذي هو من علمه أي من علم اللّٰه تعالى هم شيعتنا أي كل شي ء من ذنوب شيعتنا وسعته رحمة ربنا و في تفسير الرحمة الواسعة بعلم الإمام إشارة إلى أنهم لو كانوا يستندون فيه إلى علمه لما اختلفوا فيما اختلفوا و المنكر من أنكر فضل الإمام و جحده المنكر بالكسر و المراد أن المنكر بالفتح هنا إنكار فضل الإمام و الأغلال ما كانوا يقولون شبه آراءهم الناشئة عن ضلالتهم و جهالتهم بالأغلال لأنها قيدتهم و حبستهم عن الاهتداء إلى الحق و الإصار حبل صغير يشد به أسفل الخباء كالإصر و لعل المراد أن الذنب يشد به رجل المذنب على القيام بالطاعة كما أن الإصار يشد به أسفل الخباء عَزَّرُوهُ

عظموه

[10]
اشارة

1589- 10 الكافي، 1/ 431/ 90/ 1 محمد عن سلمة بن الخطاب عن الحسن بن عبد الرحمن عن علي عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع في قول اللّٰه تعالى وَ إِذٰا تُتْلىٰ عَلَيْهِمْ آيٰاتُنٰا بَيِّنٰاتٍ قٰالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقٰاماً وَ أَحْسَنُ نَدِيًّا- قال كان رسول اللّٰه ص دعا قريشا إلى ولايتنا فنفروا و أنكروا ف قٰالَ الَّذِينَ كَفَرُوا من قريش لِلَّذِينَ آمَنُوا الذين أقروا لأمير المؤمنين ع

الوافي، ج 3، ص: 913

و لنا أهل البيت أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقٰاماً وَ أَحْسَنُ نَدِيًّا تعييرا منهم فقال اللّٰه ردا عليهم وَ كَمْ أَهْلَكْنٰا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ من الأمم السالفة هُمْ أَحْسَنُ أَثٰاثاً وَ رِءْياً قلت قوله مَنْ كٰانَ فِي الضَّلٰالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمٰنُ مَدًّا قال كلهم كانوا في الضلالة لا يؤمنون بولاية أمير المؤمنين ع و لا بولايتنا فكانوا ضالين مضلين فيمد لهم في ضلالتهم و طغيانهم حتى يموتوا فيصيرهم اللّٰه شرا مكانا و أضعف جندا قلت قوله حَتّٰى إِذٰا رَأَوْا مٰا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذٰابَ وَ إِمَّا السّٰاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكٰاناً وَ أَضْعَفُ جُنْداً قال أما قوله حَتّٰى إِذٰا رَأَوْا مٰا يُوعَدُونَ فهو خروج القائم و هو الساعة فسيعلمون ذلك اليوم و ما نزل بهم من اللّٰه على يدي قائمه فذلك قوله مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكٰاناً يعني عند القائم وَ أَضْعَفُ جُنْداً قلت قوله وَ يَزِيدُ اللّٰهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً قال يزيدهم ذلك اليوم هدى على هدى- باتباعهم القائم ع حيث لا يجحدونه و لا ينكرونه- قلت قوله لٰا يَمْلِكُونَ الشَّفٰاعَةَ إِلّٰا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمٰنِ عَهْداً قال إلا من دان اللّٰه بولاية أمير المؤمنين و الأئمة

من بعده فهو العهد عند اللّٰه قلت قوله إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّٰالِحٰاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمٰنُ وُدًّا قال ولاية أمير المؤمنين ع هي الود الذي قال اللّٰه قلت فَإِنَّمٰا يَسَّرْنٰاهُ بِلِسٰانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَ تُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا قال إنما يسره اللّٰه على لسانه حين أقام أمير المؤمنين علما فبشر به المؤمنين و أنذر به الكافرين و هم الذين ذكرهم اللّٰه في كتابه لُدًّا أي كفارا قال و سألته عن قول اللّٰه تعالى لِتُنْذِرَ قَوْماً مٰا أُنْذِرَ آبٰاؤُهُمْ فَهُمْ غٰافِلُونَ قال لتنذر القوم الذين أنت فيهم كما

الوافي، ج 3، ص: 914

أنذر آباؤهم فهم غافلون عن اللّٰه و عن رسوله و عن وعيده لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلىٰ أَكْثَرِهِمْ- ممن لا يقرون بولاية علي أمير المؤمنين و الأئمة من بعده فَهُمْ لٰا يُؤْمِنُونَ بإمامة أمير المؤمنين و الأوصياء من بعده فلما لم يقروا كانت عقوبتهم ما ذكر اللّٰه إِنّٰا جَعَلْنٰا فِي أَعْنٰاقِهِمْ أَغْلٰالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقٰانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ في نار جهنم ثم قال وَ جَعَلْنٰا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنٰاهُمْ فَهُمْ لٰا يُبْصِرُونَ عقوبة منه لهم حيث أنكروا ولاية أمير المؤمنين و الأئمة من بعده هذا في الدنيا و في الآخرة في نار جهنم مقمحون- ثم قال يا محمد وَ سَوٰاءٌ عَلَيْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لٰا يُؤْمِنُونَ بالله و بولاية على و من بعده ثم قال إِنَّمٰا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ يعني أمير المؤمنين وَ خَشِيَ الرَّحْمٰنَ بِالْغَيْبِ- فَبَشِّرْهُ يا محمد بِمَغْفِرَةٍ وَ أَجْرٍ كَرِيمٍ

بيان

الندي على وزن فعيل مجلس القوم و محدثهم و إن تفرقوا فليس بندي و الأثاث المتاع و الرئي المنظر مقمحون رافعون رءوسهم غاضون أبصارهم

[11]
اشارة

1590- 11 الكافي، 1/ 432/ 91/ 1 علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن السراد عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي ع قال سألته عن قول اللّٰه يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللّٰهِ بِأَفْوٰاهِهِمْ قال يريدون ليطفئوا ولاية أمير المؤمنين بأفواههم قلت وَ اللّٰهُ مُتِمُّ نُورِهِ قال و اللّٰه متم الإمامة لقوله فَآمِنُوا بِاللّٰهِ وَ رَسُولِهِ وَ النُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنٰا فالنور هو الإمام قلت هُوَ

الوافي، ج 3، ص: 915

الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدىٰ وَ دِينِ الْحَقِّ قال هو الذي أمر رسوله بالولاية لوصيه- و الولاية هي دين الحق قلت لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ قال يظهره على جميع الأديان عند قيام القائم قال يقول اللّٰه وَ اللّٰهُ مُتِمُّ نُورِهِ ولاية القائم وَ لَوْ كَرِهَ الْكٰافِرُونَ بولاية علي قلت هذا تنزيل قال نعم أما هذا الحرف فتنزيل و أما غيره فتأويل قلت ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا قال إن اللّٰه تعالى سمى من لم يتبع رسوله في ولاية وصيه منافقين و جعل من جحد وصيه إمامته كمن جحد محمدا و أنزل بذلك قرآنا فقال يا محمد إِذٰا جٰاءَكَ الْمُنٰافِقُونَ بولاية وصيك قٰالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللّٰهِ وَ اللّٰهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَ اللّٰهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنٰافِقِينَ بولاية علي لَكٰاذِبُونَ اتَّخَذُوا أَيْمٰانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللّٰهِ و السبيل هو الوصي إِنَّهُمْ سٰاءَ مٰا كٰانُوا يَعْمَلُونَ ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا برسالتك و كفروا بولاية وصيك فطبع اللّٰه عَلىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لٰا يَفْقَهُونَ قلت ما معنى لا يفقهون- قال يقول لا يقولون بنبوتك قلت وَ إِذٰا قِيلَ لَهُمْ تَعٰالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللّٰهِ قال و إذا قيل لهم ارجعوا إلى ولاية علي يستغفر لكم النبي من ذنوبكم لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ قال

اللّٰه تعالى وَ رَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ عن ولاية علي وَ هُمْ مُسْتَكْبِرُونَ عليه ثم عطف القول من اللّٰه بمعرفته بهم فقال سَوٰاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللّٰهُ لَهُمْ إِنَّ اللّٰهَ لٰا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفٰاسِقِينَ- يقول الظالمين لوصيك قلت أَ فَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلىٰ وَجْهِهِ أَهْدىٰ أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلىٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِيمٍ

الوافي، ج 3، ص: 916

قال إن اللّٰه ضرب مثلا من حاد عن ولاية علي كمن يمشي على وجهه لا يهتدي لأمره و جعل من تبعه سويا على صراط مستقيم و الصراط المستقيم أمير المؤمنين ع قال قلت قوله إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ قال يعني جبرئيل عن اللّٰه في ولاية علي قلت وَ مٰا هُوَ بِقَوْلِ شٰاعِرٍ قَلِيلًا مٰا تُؤْمِنُونَ- قال قالوا إن محمدا كذاب على ربه و ما أمره اللّٰه بهذا في علي فأنزل اللّٰه بذلك قرآنا فقال إن ولاية علي تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعٰالَمِينَ وَ لَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنٰا محمد بَعْضَ الْأَقٰاوِيلِ لَأَخَذْنٰا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنٰا مِنْهُ الْوَتِينَ ثم عطف القول فقال- إن الولاية لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ للعالمين وَ إِنّٰا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ و إن عليا لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكٰافِرِينَ و إن ولايته لَحَقُّ الْيَقِينِ فَسَبِّحْ يا محمد بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ يقول اشكر ربك العظيم الذي أعطاك هذا الفضل قلت قوله لَمّٰا سَمِعْنَا الْهُدىٰ آمَنّٰا بِهِ- قال الهدي الولاية آمنا بمولانا فمن آمن بولاية مولاه فَلٰا يَخٰافُ بَخْساً وَ لٰا رَهَقاً قلت تنزيل قال لا تأويل قلت قوله لٰا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَ لٰا رَشَداً قال إن رسول اللّٰه ص دعا الناس إلى ولاية علي فاجتمعت إليه قريش فقالوا محمد أعفنا من هذا فقال لهم رسول اللّٰه ص هذا إلى اللّٰه

ليس إلي فاتهموه و خرجوا من عنده فأنزل اللّٰه قُلْ إِنِّي لٰا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَ لٰا رَشَداً قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللّٰهِ إن عصيته أَحَدٌ وَ لَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً إِلّٰا بَلٰاغاً مِنَ اللّٰهِ وَ رِسٰالٰاتِهِ في علي قلت هذا تنزيل قال نعم ثم قال توكيدا وَ مَنْ يَعْصِ اللّٰهَ وَ رَسُولَهُ في ولاية علي فَإِنَّ لَهُ نٰارَ جَهَنَّمَ خٰالِدِينَ فِيهٰا أَبَداً قلت حَتّٰى إِذٰا رَأَوْا مٰا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نٰاصِراً وَ أَقَلُّ عَدَداً يعني

الوافي، ج 3، ص: 917

بذلك القائم و أنصاره قلت وَ اصْبِرْ عَلىٰ مٰا يَقُولُونَ قال يقولون فيك وَ اهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلًا وَ ذَرْنِي يا محمد وَ الْمُكَذِّبِينَ بوصيك أُولِي النَّعْمَةِ وَ مَهِّلْهُمْ قَلِيلًا قلت إن هذا تنزيل قال نعم قلت لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتٰابَ قال يستيقنون أن اللّٰه و رسوله و وصيه حق قلت وَ يَزْدٰادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمٰاناً قال يزدادون بولاية الوصي إيمانا قلت وَ لٰا يَرْتٰابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتٰابَ وَ الْمُؤْمِنُونَ قال بولاية علي قلت ما هذا الارتياب قال يعني بذلك أهل الكتاب و المؤمنين الذين ذكر اللّٰه فقال و لا يرتابون في الولاية قلت وَ مٰا هِيَ إِلّٰا ذِكْرىٰ لِلْبَشَرِ- قال نعم ولاية علي قلت إِنَّهٰا لَإِحْدَى الْكُبَرِ قال الولاية قلت لِمَنْ شٰاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ قال من تقدم إلى ولايتنا أخر عن سقر و من تأخر عنا تقدم إلى سقر إِلّٰا أَصْحٰابَ الْيَمِينِ قال هم و اللّٰه شيعتنا قلت لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ قال إنا لم نتول وصي محمد و الأوصياء من بعده و لا يصلون عليهم قلت فَمٰا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ قال عن الولاية معرضين قلت كَلّٰا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ

قال الولاية- قلت قوله يُوفُونَ بِالنَّذْرِ قال يوفون لله بالنذر الذي أخذ عليهم في

الوافي، ج 3، ص: 918

الميثاق من ولايتنا قلت إِنّٰا نَحْنُ نَزَّلْنٰا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلًا قال بولاية علي تنزيلا قلت هذا تنزيل قال نعم ذا تأويل قلت إِنَّ هٰذِهِ تَذْكِرَةٌ قال الولاية قلت يُدْخِلُ مَنْ يَشٰاءُ فِي رَحْمَتِهِ قال في ولايتنا قال وَ الظّٰالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذٰاباً أَلِيماً أ لا ترى أن اللّٰه يقول وَ مٰا ظَلَمُونٰا وَ لٰكِنْ كٰانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ قال إن اللّٰه تعالى أعز و أمنع من أن يظلم و أن ينسب نفسه إلى الظلم و لكن اللّٰه خلطنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه و ولايتنا ولايته ثم أنزل بذلك قرآنا على نبيه فقال وَ مٰا ظَلَمُونٰا وَ لٰكِنْ كٰانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ قلت هذا تنزيل قال نعم قلت وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ قال يقول ويل للمكذبين يا محمد بما أوحيت إليك من ولاية علي بن أبي طالب أَ لَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ قال الأولين الذين كذبوا الرسل في طاعة الأوصياء- و كَذٰلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ قال من أجرم إلى آل محمد و ركب من وصيه ما ركب قلت إِنَّ الْمُتَّقِينَ قال نحن و اللّٰه و شيعتنا ليس على ملة إبراهيم غيرنا و سائر الناس منها براء قلت يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَ الْمَلٰائِكَةُ صَفًّا لٰا يَتَكَلَّمُونَ الآية- قال نعم نحن و اللّٰه المأذون لهم يوم القيامة و القائلون صوابا قلت

الوافي، ج 3، ص: 919

ما تقولون إذا تكلمتم قال نمجد ربنا و نصلي على نبينا و نشفع لشيعتنا و لا يردنا ربنا قلت كَلّٰا إِنَّ كِتٰابَ الفُجّٰارِ لَفِي سِجِّينٍ قال هم الذين فجروا في حق الأئمة و اعتدوا عليهم قلت ثُمَّ يُقٰالُ هٰذَا

الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ قال يعني أمير المؤمنين قلت تنزيل قال نعم

بيان

أما هذا الحرف أي الذي قلته حاد مال الْوَتِينَ العرق الذي إذا قطع خرج الروح بَخْساً نقصا وَ لٰا رَهَقاً ضلالة قال نعم ذا تأويل كذا في النسخ التي رأيناها و في كتاب تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة نقل هذا الحديث عن صاحب الكافي هكذا قال لا تأويل و هو الصواب

[12]
اشارة

1591- 12 الكافي، 1/ 435/ 92/ 1 محمد عن سلمة بن الخطاب عن الحسين بن عبد الرحمن عن علي عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع في قول اللّٰه تعالى وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً قال يعني به ولاية أمير المؤمنين قلت وَ نَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيٰامَةِ أَعْمىٰ قال يعني أعمى البصر في الآخرة أعمى القلب في الدنيا عن ولاية أمير المؤمنين قال و هو متحير في القيامة يقول لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمىٰ وَ قَدْ كُنْتُ بَصِيراً قٰالَ كَذٰلِكَ أَتَتْكَ آيٰاتُنٰا فَنَسِيتَهٰا- قال الآيات الأئمة فنسيتها وَ كَذٰلِكَ الْيَوْمَ تُنْسىٰ يعني تركتها و كذلك اليوم تترك في النار كما تركت الأئمة ع فلم تطع أمرهم و لم

الوافي، ج 3، ص: 920

تسمع قولهم قلت وَ كَذٰلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَ لَمْ يُؤْمِنْ بِآيٰاتِ رَبِّهِ وَ لَعَذٰابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَ أَبْقىٰ قال يعني من أشرك بولاية أمير المؤمنين غيره و لم يؤمن بآيات ربه و ترك الأئمة معاندة فلم يتبع آثارهم و لم يتولهم قلت اللّٰهُ لَطِيفٌ بِعِبٰادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشٰاءُ قال ولاية أمير المؤمنين قلت مَنْ كٰانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ- قال معرفة أمير المؤمنين و الأئمة ع نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ قال نزيده منها قال يستوفي نصيبه من دولتهم وَ مَنْ كٰانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيٰا نُؤْتِهِ مِنْهٰا وَ مٰا

لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ قال ليس له في دولة الحق مع القائم نصيب

بيان

ضنكا ضيقا

[13]
اشارة

1592- 13 الكافي، 1/ 415/ 17/ 1 محمد عن أحمد عن السراد عن جميل بن صالح عن زرارة عن أبي جعفر ع في قوله تعالى لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ قال يا زرارة أ و لم تركب هذه الأمة بعد نبيها ص- طبقا عن طبق في أمر فلان و فلان و فلان

بيان

ركوب طبقاتهم كناية عن نصبهم إياهم للخلافة واحدا بعد واحد

[14]

1593- 14 الكافي، 1/ 424/ 60/ 1 علي بن محمد عن البرقي عن أبيه عن

الوافي، ج 3، ص: 921

أبي طالب عن يونس عن بكار عن أبيه عن جابر الكافي، 1/ 417/ 28/ 1 أحمد بن مهران عن عبد العظيم الحسني عن بكار عن جابر عن أبي جعفر ع قال هكذا نزلت هذه الآية وَ لَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مٰا يُوعَظُونَ بِهِ في علي لَكٰانَ خَيْراً لَهُمْ

[15]

1594- 15 الكافي، 1/ 417/ 29/ 1 الاثنان عن الوشاء عن مثنى الحناط عن عبد اللّٰه بن عجلان عن أبي جعفر ع في قول اللّٰه تعالى يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَ لٰا تَتَّبِعُوا خُطُوٰاتِ الشَّيْطٰانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ- قال في ولايتنا

[16]
اشارة

1595- 16 الكافي، 1/ 418/ 30/ 1 الاثنان عن عبد اللّٰه بن إدريس عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع قوله تعالى بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيٰاةَ الدُّنْيٰا قال ولايتهم وَ الْآخِرَةُ خَيْرٌ وَ أَبْقىٰ قال ولاية أمير المؤمنين ع إِنَّ هٰذٰا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولىٰ صُحُفِ إِبْرٰاهِيمَ وَ مُوسىٰ

بيان

في بعض النسخ بدل ولايتهم ولاية شبوية و الشبوة العقرب و النسبة إليها شبوية كأنه شبه الجائر بالعقرب

الوافي، ج 3، ص: 922

[17]

1596- 17 الكافي، 1/ 418/ 31/ 1 القمي عن محمد بن حسان عن محمد بن علي عن عمار بن مروان عن منخل عن جابر عن أبي جعفر ع قال جٰاءَكُمْ محمد بِمٰا لٰا تَهْوىٰ أَنْفُسُكُمُ بموالاة علي ف اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً من آل محمد كَذَّبْتُمْ وَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ

[18]
اشارة

1597- 18 الكافي، 1/ 418/ 32/ 1 الاثنان عن عبد اللّٰه بن إدريس عن محمد بن سنان عن الرضا ع في قول اللّٰه تعالى كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ بولاية علي مٰا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ يا محمد من ولاية علي هكذا في الكتاب مخطوطة

بيان

كأنها مخطوطة في الحواشي من قبيل القيود و الشروح

[19]

1598- 19 الكافي، 1/ 419/ 37/ 1 علي بن محمد عن سهل عن أحمد بن الحسن عن عمر بن يزيد عن محمد بن جمهور عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن قول اللّٰه تعالى ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هٰذٰا أَوْ بَدِّلْهُ قال قالوا أو بدل عليا ع

الوافي، ج 3، ص: 923

[20]
اشارة

1599- 20 الكافي، 1/ 419/ 38/ 1 عنه عن سهل عن إسماعيل بن مهران عن الحسن القمي عن إدريس بن عبد اللّٰه عن أبي عبد اللّٰه ع قال سألته عن تفسير هذه الآية مٰا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قٰالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ- قال عنى بها لم نك من أتباع الأئمة الذين قال اللّٰه تعالى فيهم وَ السّٰابِقُونَ السّٰابِقُونَ أُولٰئِكَ الْمُقَرَّبُونَ أ ما ترى الناس يسمون الذي يلي السابق في الحلبة مصلى فذلك الذي عنى حيث قال لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ أي لم نك من أتباع السابقين

بيان

الحلبة بالتسكين خيل تجمع للسباق و قد مضى تأويل آخر لهذه الآية

[21]

1600- 21 الكافي، 1/ 420/ 42/ 1 الاثنان عن محمد بن أورمة و علي بن عبد اللّٰه عن علي عن عمه عن أبي عبد اللّٰه ع في قول اللّٰه تعالى- إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدٰادُوا كُفْراً .. لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ- قال نزلت في فلان و فلان و فلان آمنوا بالنبي ص في أول الأمر و كفروا حيث عرضت عليهم الولاية حين قال النبي ص من كنت مولاه فهذا علي مولاه ثم آمنوا بالبيعة لأمير المؤمنين ع

الوافي، ج 3، ص: 924

ثم كفروا حيث مضى رسول اللّٰه ص فلم يقروا بالبيعة ثم ازدادوا كفرا بأخذهم من بائعه بالبيعة لهم فهؤلاء لم يبق فيهم من الإيمان شي ء

[22]

1601- 22 الكافي، 1/ 420/ 43/ 1 بهذا الإسناد عن أبي عبد اللّٰه ع في قول اللّٰه تعالى إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلىٰ أَدْبٰارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مٰا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى فلان و فلان و فلان ارتدوا عن الإيمان في ترك ولاية أمير المؤمنين ع قلت قوله تعالى ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قٰالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مٰا نَزَّلَ اللّٰهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ- قال نزلت و اللّٰه فيهما و في أتباعهما هو قول اللّٰه تعالى الذي نزل به جبرئيل على محمد ص ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل اللّٰه في علي ع سنطيعكم في بعض الأمر قال دعوا بني أمية إلى ميثاقهم أن لا يصيروا الأمر فينا بعد النبي ص و لا يعطونا من الخمس شيئا و قالوا إن أعطيناهم إياه لم يحتاجوا إلى شي ء- و لم يبالوا ألا يكون الأمر فيهم فقالوا سنطيعكم في بعض الأمر الذي دعوتمونا إليه و هو الخمس أن لا نعطيهم منه شيئا و

قوله كَرِهُوا مٰا نَزَّلَ اللّٰهُ- و الذي نزل اللّٰه ما افترض على خلقه من ولاية أمير المؤمنين ع و كان معهم أبو عبيدة و كان كاتبهم فأنزل اللّٰه أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنّٰا مُبْرِمُونَ أَمْ يَحْسَبُونَ أَنّٰا لٰا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَ نَجْوٰاهُمْ الآية

[23]

1602- 23 الكافي، 1/ 421/ 44/ 1 بهذا الإسناد عن أبي عبد اللّٰه ع

الوافي، ج 3، ص: 925

في قول اللّٰه تعالى وَ مَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحٰادٍ بِظُلْمٍ قال نزلت فيهم حيث دخلوا الكعبة فتعاهدوا و تعاقدوا على كفرهم و جحودهم بما أنزل في أمير المؤمنين فألحدوا في البيت بظلمهم الرسول و وليه فبعدا للقوم الظالمين

[24]

1603- 24 الكافي، 1/ 421/ 45/ 1 الاثنان عن ابن أسباط عن علي عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع في قول اللّٰه تعالى فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلٰالٍ مُبِينٍ يا معشر المكذبين حيث أنبأتكم رسالة ربي في ولاية علي ع و الأئمة من بعده مَنْ هُوَ فِي ضَلٰالٍ مُبِينٍ كذا أنزلت و في قوله تعالى إِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فقال إن تلووا الأمر و تعرضوا عما أمرتم به فَإِنَّ اللّٰهَ كٰانَ بِمٰا تَعْمَلُونَ خَبِيراً و في قوله فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بتركهم ولاية أمير المؤمنين عَذٰاباً شَدِيداً في الدنيا وَ لَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كٰانُوا يَعْمَلُونَ

[25]

1604- 25 الكافي، 1/ 421/ 46/ 1 الاثنان عن ابن أسباط عن علي بن منصور عن إبراهيم بن عبد الحميد عن الوليد بن صبيح عن أبي عبد اللّٰه ع ذٰلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذٰا دُعِيَ اللّٰهُ وَحْدَهُ و أهل الولاية كَفَرْتُمْ

[26]

1605- 26 الكافي، 1/ 422/ 47/ 1 علي عن أحمد عن محمد بن خالد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع في

الوافي، ج 3، ص: 926

قول اللّٰه تعالى سَأَلَ سٰائِلٌ بِعَذٰابٍ وٰاقِعٍ لِلْكٰافِرينَ بولاية علي لَيْسَ لَهُ دٰافِعٌ ثم قال هكذا و اللّٰه نزل بها جبرئيل على محمد ص

[27]
اشارة

1606- 27 الكافي، 1/ 422/ 48/ 1 محمد عن ابن عيسى عن الحسن بن سيف عن أخيه عن أبيه عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع في قوله تعالى إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ في أمر الولاية يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ قال من أفك عن الولاية أفك عنه [عن] الجنة

بيان

يؤفك يصرف

[28]

1607- 28 الكافي، 1/ 422/ 51/ 1 علي عن البرقي عن أبيه عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة [ابن أبي حمزة] عن أبي جعفر ع في قوله تعالى هٰذٰانِ خَصْمٰانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا بولاية علي قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيٰابٌ مِنْ نٰارٍ

[29]

1608- 29 الكافي، 1/ 424/ 59/ 1 أحمد بن مهران عن عبد العظيم بن عبد اللّٰه الحسني عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال نزل جبرئيل بهذه الآية هكذا إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ ظَلَمُوا آل محمد حقهم لَمْ يَكُنِ اللّٰهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَ لٰا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً إِلّٰا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خٰالِدِينَ فِيهٰا أَبَداً وَ كٰانَ ذٰلِكَ عَلَى

الوافي، ج 3، ص: 927

اللّٰهِ يَسِيراً ثم قال يٰا أَيُّهَا النّٰاسُ قَدْ جٰاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ في ولاية علي فَآمِنُوا خَيْراً لَكُمْ وَ إِنْ تَكْفُرُوا بولاية علي فَإِنَّ لِلّٰهِ مٰا فِي السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ

[30]

1609- 30 الكافي، 1/ 423/ 58/ 1 بهذا الإسناد عن أبي جعفر ع قال نزل جبرئيل بهذه الآية على محمد ص هكذا- فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا آل محمد حقهم قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنٰا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا آل محمد حقهم رِجْزاً مِنَ السَّمٰاءِ بِمٰا كٰانُوا يَفْسُقُونَ

[31]

1610- 31 الكافي، 1/ 424/ 64/ 1 بهذا الإسناد عن أبي جعفر ع قال نزل جبرئيل بهذه الآية هكذا فَأَبىٰ أَكْثَرُ النّٰاسِ بولاية علي إِلّٰا كُفُوراً- قال فنزل جبرئيل ع بهذه الآية هكذا وَ قُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ في ولاية علي فَمَنْ شٰاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَ مَنْ شٰاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنّٰا أَعْتَدْنٰا لِلظّٰالِمِينَ آل محمد نٰاراً

[32]

1611- 32 الكافي، 1/ 427/ 77/ 1 الاثنان عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محمد الهاشمي عن أبيه عن أحمد بن عيسى عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده ع في قوله تعالى يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللّٰهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهٰا قال لما نزلت إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اللّٰهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلٰاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكٰاةَ وَ هُمْ

الوافي، ج 3، ص: 928

رٰاكِعُونَ اجتمع نفر من أصحاب رسول اللّٰه ص في مسجد المدينة فقال بعضهم لبعض ما تقولون في هذه الآية فقال بعضهم إن كفرنا بهذه الآية نكفر بسائرها فإن آمنا فإن هذا ذل حين تسلط علينا ابن أبي طالب فقالوا قد علمنا أن محمدا صادق فيما يقول و لكن نتولاه و لا نطيع عليا فيما أمرنا قال فنزلت هذه الآية يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللّٰهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهٰا يعرفون يعني ولاية على بن أبي طالب وَ أَكْثَرُهُمُ الْكٰافِرُونَ بالولاية

[33]

1612- 33 الكافي، 1/ 428/ 81/ 1 محمد عن حمدان بن سليمان عن عبد اللّٰه بن محمد اليماني عن منيع بن الحجاج عن يونس عن هشام بن الحكم عن أبي عبد اللّٰه ع في قوله تعالى لٰا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمٰانُهٰا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ يعني في الميثاق أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمٰانِهٰا خَيْراً قال الإقرار بالأنبياء و الأوصياء و أمير المؤمنين خاصة قال لا ينفع إيمانها لأنها سلبت

[34]

1613- 34 الكافي، 1/ 429/ 82/ 1 بهذا الإسناد عن يونس عن صباح المزني عن أبي حمزة عن أحدهما ع في قول اللّٰه تعالى بَلىٰ مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَ أَحٰاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ قال إذا جحد إمامة أمير المؤمنين فَأُولٰئِكَ أَصْحٰابُ النّٰارِ هُمْ فِيهٰا خٰالِدُونَ

الوافي، ج 3، ص: 929

[35]

1614- 35 الكافي، 1/ 430/ 87/ 1 علي عن أبيه عن الجوهري عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللّٰه ع في قوله تعالى وَ يَسْتَنْبِئُونَكَ أَ حَقٌّ هُوَ- قال ما تقول في علي قُلْ إِي وَ رَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَ مٰا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ

[36]

1615- 36 الكافي، 1/ 414/ 12/ 1 الاثنان عن محمد بن أورمة عن علي عن عمه عن أبي عبد اللّٰه ع في قول اللّٰه تعالى هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتٰابَ مِنْهُ آيٰاتٌ مُحْكَمٰاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتٰابِ قال أمير المؤمنين و الأئمة ع- وَ أُخَرُ مُتَشٰابِهٰاتٌ قال فلان و فلان فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ أصحابهم و أهل ولايتهم فَيَتَّبِعُونَ مٰا تَشٰابَهَ مِنْهُ ابْتِغٰاءَ الْفِتْنَةِ وَ ابْتِغٰاءَ تَأْوِيلِهِ وَ مٰا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللّٰهُ وَ الرّٰاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ أمير المؤمنين و الأئمة ع

[37]

1616- 37 الكافي، 8/ 50/ 13/ 1 سهل عن الديلمي عن أبيه عن أبي عبد اللّٰه ع قال قلت له هَلْ أَتٰاكَ حَدِيثُ الْغٰاشِيَةِ قال يغشاهم القائم بالسيف قال قلت وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خٰاشِعَةٌ قال خاضعة لا تطيق الامتناع قال قلت عٰامِلَةٌ قال عملت بغير ما أنزل اللّٰه قال قلت نٰاصِبَةٌ قال نصبت غير ولاة الأمر قال قلت تَصْلىٰ نٰاراً حٰامِيَةً قال تصلى نار الحرب في الدنيا على عهد القائم ع و في الآخرة جهنم

[38]

1617- 38 الكافي، 8/ 160/ 162 العدة عن سهل عن ابن

الوافي، ج 3، ص: 930

فضال عن حنان عن أبي عبد اللّٰه ع أنه قال لا يبالي الناصب صلى أم زنى و هذه الآية نزلت فيهم عٰامِلَةٌ نٰاصِبَةٌ تَصْلىٰ نٰاراً حٰامِيَةً

[39]
اشارة

1618- 39 الكافي، 8/ 178/ 201 علي عن علي بن الحسين عن محمد الكناسي عمن رفعه عن أبي عبد اللّٰه ع في قول اللّٰه تعالى هَلْ أَتٰاكَ حَدِيثُ الْغٰاشِيَةِ قال الذين يغشون الإمام إلى قوله لٰا يُسْمِنُ وَ لٰا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ قال لا ينفعهم و لا يغنيهم لا ينفعهم الدخول و لا يغنيهم القعود

بيان

يغشون من الغش أو الغشيان كما مضى في باب وجوب النصيحة لهم

[40]
اشارة

1619- 40 الكافي، 8/ 50/ 14 عنه عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع قوله تعالى وَ أَقْسَمُوا بِاللّٰهِ جَهْدَ أَيْمٰانِهِمْ لٰا يَبْعَثُ اللّٰهُ مَنْ يَمُوتُ بَلىٰ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا وَ لٰكِنَّ أَكْثَرَ النّٰاسِ لٰا يَعْلَمُونَ قال فقال يا أبا بصير ما تقول في هذه الآية قال قلت إن المشركين يزعمون و يحلفون لرسول اللّٰه ص أن اللّٰه لا يبعث الموتى قال فقال تبا لمن قال هذا سلهم هل كان المشركون يحلفون بالله أم

الوافي، ج 3، ص: 931

باللات و العزى قال قلت جعلت فداك فأوجدنيه قال فقال لي يا أبا بصير لو قد قام قائمنا بعث اللّٰه إليه قوما من شيعتنا قبايع سيوفهم على عاتقهم فيبلغ ذلك قوما من شيعتنا لم يموتوا فيقولون بعث فلان و فلان و فلان من قبورهم و هم مع القائم فبلغ ذلك قوما من عدونا فيقولون يا معشر الشيعة ما أكذبكم هذه دولتكم فأنتم تقولون فيها الكذب لا و اللّٰه ما عاش هؤلاء و لا يعيشون إلى يوم القيامة قال فحكى اللّٰه قولهم فقال وَ أَقْسَمُوا بِاللّٰهِ جَهْدَ أَيْمٰانِهِمْ لٰا يَبْعَثُ اللّٰهُ مَنْ يَمُوتُ

بيان

أوجدنيه أظفرني به قبيعة السيف ما على طرف مقبضه من فضة أو حديدة و كونها على عاتقهم كناية عن تهيئتهم للقتال مع العدو

[41]

1620- 41 الكافي، 8/ 51/ 15 علي عن أبيه عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن بدر بن الخليل الأسدي قال سمعت أبا جعفر ع يقول في قول اللّٰه تعالى فَلَمّٰا أَحَسُّوا بَأْسَنٰا إِذٰا هُمْ مِنْهٰا يَرْكُضُونَ- لٰا تَرْكُضُوا وَ ارْجِعُوا إِلىٰ مٰا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَ مَسٰاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ قال إذا قام القائم و بعث إلى بني أمية بالشام فهربوا إلى الروم فيقول لهم الروم لا ندخلنكم حتى تتنصروا فيعلقون في أعناقهم الصلبان فيدخلونهم فإذا نزل بحضرتهم أصحاب القائم طلبوا الأمان و الصلح فيقول أصحاب القائم لا نفعل حتى تدفعوا إلينا من قبلكم منا قال فيدفعونهم إليهم فذلك قوله- لٰا تَرْكُضُوا وَ ارْجِعُوا إِلىٰ مٰا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَ مَسٰاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ قال يسألهم

الوافي، ج 3، ص: 932

الكنوز و هو أعلم بها قال فيقولون يٰا وَيْلَنٰا إِنّٰا كُنّٰا ظٰالِمِينَ فَمٰا زٰالَتْ تِلْكَ دَعْوٰاهُمْ- حَتّٰى جَعَلْنٰاهُمْ حَصِيداً خٰامِدِينَ بالسيف

[42]
اشارة

1621- 42 الكافي، 8/ 57/ 18 العدة عن سهل عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي بصير قال بينا رسول اللّٰه ص ذات يوم جالس إذ أقبل أمير المؤمنين ع فقال له رسول اللّٰه ص إن فيك شبها من عيسى بن مريم و لو لا أن يقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت فيك قولا لا تمر بملإ من الناس إلا أخذوا التراب من تحت قدميك يلتمسون بذلك البركة- قال فغضب الأعرابيان و المغيرة بن شعبة و عدة من قريش معهم فقالوا ما رضي أن يضرب لابن عمه مثلا إلا عيسى بن مريم فأنزل اللّٰه على نبيه ص فقال وَ لَمّٰا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذٰا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ وَ

قٰالُوا أَ آلِهَتُنٰا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مٰا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلّٰا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ إِنْ هُوَ إِلّٰا عَبْدٌ أَنْعَمْنٰا عَلَيْهِ وَ جَعَلْنٰاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرٰائِيلَ وَ لَوْ نَشٰاءُ لَجَعَلْنٰا مِنْكُمْ يعني من بني هاشم مَلٰائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ قال فغضب الحارث بن عمرو الفهري فقال اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك أن بني هاشم يتوارثون هرقلا بعد هرقل فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم فأنزل اللّٰه عليه مقالة الحرث و نزلت هذه الآية وَ مٰا كٰانَ اللّٰهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِيهِمْ وَ مٰا كٰانَ اللّٰهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ثم قال له

الوافي، ج 3، ص: 933

يا بن عمرو أ ما تبت و أ ما رحلت فقال يا محمد بل تجعل لسائر قريش شيئا مما في يديك فقد ذهبت بنو هاشم بمكرمة العرب و العجم فقال له النبي ص ليس ذلك إلي ذلك إلى اللّٰه تعالى- فقال يا محمد قلبي ما يتابعني على التوبة و لكن أرحل عنك فدعا براحلته فركبها فلما صار بظهر المدينة أتته جند له فرضخت هامته ثم أتى الوحي النبي ص فقال سَأَلَ سٰائِلٌ بِعَذٰابٍ وٰاقِعٍ لِلْكٰافِرينَ بولاية علي لَيْسَ لَهُ دٰافِعٌ مِنَ اللّٰهِ ذِي الْمَعٰارِجِ قال قلت جعلت فداك إنا لا نقرؤها هكذا فقال هكذا و اللّٰه نزل بها جبرئيل على محمد ص و هكذا هو و اللّٰه مثبت في مصحف فاطمة ع فقال رسول اللّٰه ص لمن حوله من المنافقين انطلقوا إلى صاحبكم فقد أتاه ما استفتح به قال اللّٰه تعالى وَ اسْتَفْتَحُوا وَ خٰابَ كُلُّ جَبّٰارٍ عَنِيدٍ

بيان

هرقل ملك الروم كأنه أراد أن سلطنة بني هاشم بالتوارث إن كان حقا

[43]

1622- 43 الكافي، 8/ 58/ 19 محمد عن محمد بن الحسين عن علي بن النعمان عن ابن مسكان عن محمد عن أبي جعفر ع في قوله تعالى ظَهَرَ الْفَسٰادُ فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ بِمٰا كَسَبَتْ أَيْدِي النّٰاسِ قال ذاك و اللّٰه حين قالت الأنصار منا أمير و منكم أمير

الوافي، ج 3، ص: 934

[44]

1623- 44 الكافي، 8/ 239/ 325 الاثنان عن الوشاء عن أبان عن البصري عن أبي العباس المكي قال سمعت أبا جعفر ع يقول إن عمر لقي عليا ع فقال له أنت الذي تقرأ هذه الآية- بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ تعرض بي و بصاحبي قال فقال له أ فلا أخبرك بآية نزلت في بني أمية فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحٰامَكُمْ فقال كذبت بنو أمية أوصل للرحم منك و لكنك أبيت إلا عداوة لبني تيم و بني عدي و بني أمية

[45]

1624- 45 الكافي، 8/ 103/ 77 بهذا الإسناد عن أبان عن الحارث النصري قال سألت أبا جعفر ع عن قول اللّٰه تعالى- الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللّٰهِ كُفْراً قال ما تقولون في ذلك قلت نقول هم الأفجران من قريش بنو أمية و بنو المغيرة قال ثم قال هي و اللّٰه قريش قاطبة إن اللّٰه تعالى خاطب نبيه ص فقال إني فضلت قريشا على العرب و أتممت عليهم نعمتي و بعثت إليهم رسولي فبدلوا نعمتي كفرا و أحلوا قومهم دار البوار

[46]

1625- 46 الكافي، 8/ 184/ 211 علي عن البرقي عن أبيه عن أبي جنادة الحصين بن المخارق بن عبد الرحمن بن ورقاء بن حبشي بن جنادة السلولي صاحب رسول اللّٰه ص عن أبي الحسن الأول ع في قول اللّٰه تعالى أُولٰئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللّٰهُ مٰا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ فقد سبقت عليهم كلمة الشقاء و سبق لهم العذاب وَ قُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ

الوافي، ج 3، ص: 935

قَوْلًا بَلِيغاً

[47]

1626- 47 الكافي، 8/ 199/ 239 محمد عن ابن عيسى عن الحسين عن محمد بن الحصين عن خالد بن يزيد القمي عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللّٰه ع في قول اللّٰه تعالى وَ حَسِبُوا أَلّٰا تَكُونَ فِتْنَةٌ- قال حيث كان النبي ص بين أظهرهم فَعَمُوا وَ صَمُّوا حيث قبض رسول اللّٰه ص ثُمَّ تٰابَ اللّٰهُ عَلَيْهِمْ حيث قام أمير المؤمنين ع قال ثُمَّ عَمُوا وَ صَمُّوا إلى الساعة

[48]

1627- 48 الكافي، 8/ 304/ 471 الثلاثة عن ابن أذينة عن زرارة قال حدثني أبو الخطاب في أحسن ما يكون حالا قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن قول اللّٰه تعالى وَ إِذٰا ذُكِرَ اللّٰهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لٰا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فقال إذا ذكر اللّٰه وحده بطاعة من أمر اللّٰه بطاعته من آل محمد ص اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة و إذا ذكر الذين لم يأمر اللّٰه بطاعتهم إِذٰا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ

[49]
اشارة

1628- 49 الكافي، 8/ 334/ 523 محمد بن أحمد القمي عن عمه عبد اللّٰه بن الصلت عن يونس بن عبد الرحمن عن عبد اللّٰه بن سنان عن الحسين الجمال عن أبي عبد اللّٰه ع في قول اللّٰه تعالى رَبَّنٰا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلّٰانٰا مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ نَجْعَلْهُمٰا تَحْتَ أَقْدٰامِنٰا لِيَكُونٰا مِنَ

الوافي، ج 3، ص: 936

الْأَسْفَلِينَ قال هما ثم قال و كان فلان شيطانا

بيان

كان فلان كناية عن الثاني و كأنه يعني به بأن الجن كناية عنه و الإنس عن الأول

[50]

1629- 50 الكافي، 8/ 334/ 524 يونس عن سورة بن كليب عن أبي عبد اللّٰه ع في قول اللّٰه تعالى رَبَّنٰا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلّٰانٰا مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ نَجْعَلْهُمٰا تَحْتَ أَقْدٰامِنٰا لِيَكُونٰا مِنَ الْأَسْفَلِينَ قال يا سورة هما ثلاثا و اللّٰه يا سورة إنا لخزان علم اللّٰه في السماء و إنا لخزان علم اللّٰه في الأرض

[51]

1630- 51 الكافي، 8/ 334/ 525 محمد عن ابن عيسى عن الحسين عن الجعفري قال سمعت أبا الحسن ع يقول في قول اللّٰه تعالى إِذْ يُبَيِّتُونَ مٰا لٰا يَرْضىٰ مِنَ الْقَوْلِ قال يعني فلانا و فلانا و أبا عبيدة بن الجراح

[52]

1631- 52 الكافي، 8/ 334/ 526 علي عن أبيه و محمد بن إسماعيل و غيره عن بزرج عن ابن أذينة عن عبد اللّٰه بن النجاشي قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول في قول اللّٰه تعالى أُولٰئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللّٰهُ مٰا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَ عِظْهُمْ وَ قُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغاً يعني و اللّٰه فلانا و فلانا وَ مٰا أَرْسَلْنٰا مِنْ رَسُولٍ إِلّٰا لِيُطٰاعَ بِإِذْنِ اللّٰهِ وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جٰاؤُكَ

الوافي، ج 3، ص: 937

فَاسْتَغْفَرُوا اللّٰهَ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللّٰهَ تَوّٰاباً رَحِيماً يعني و اللّٰه النبي ص و عليا ع مما صنعوا أي لو جاءوك بها يا علي فاستغفروا اللّٰه مما صنعوا و استغفر لهم الرسول لوجدوا اللّٰه توابا رحيما فَلٰا وَ رَبِّكَ لٰا يُؤْمِنُونَ حَتّٰى يُحَكِّمُوكَ فِيمٰا شَجَرَ بَيْنَهُمْ فقال أبو عبد اللّٰه ع هو و اللّٰه لعلي نفسه ثُمَّ لٰا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمّٰا قَضَيْتَ على لسانك يا رسول اللّٰه يعني به من ولاية علي ع وَ يُسَلِّمُوا تَسْلِيماً لعلي ع

[53]

1632- 53 الكافي، 8/ 337/ 533 السراد عن أبي ولاد و غيره من أصحابنا عن أبي عبد اللّٰه ع في قول اللّٰه تعالى وَ مَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحٰادٍ بِظُلْمٍ فقال من عبد فيه غير اللّٰه تعالى أو تولى فيه غير أولياء اللّٰه فهو ملحد بظلم و على اللّٰه تعالى أن يذيقه من عذاب أليم

[54]

1633- 54 الكافي، 8/ 377/ 568 علي عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن فيض بن المختار قال قال أبو عبد اللّٰه ع كيف تقرأ وَ عَلَى الثَّلٰاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا قال لو كان خلفوا لكانوا في حال طاعة و لكنهم خالفوا عثمان و صاحباه أما و اللّٰه ما سمعوا صوت حافر- و لا قعقعة حجر إلا قالوا أتينا فسلط اللّٰه عليهم الخوف حتى أصبحوا

[55]

1634- 55 الكافي، 8/ 378/ 572 محمد [عن أحمد] عن محمد بن

الوافي، ج 3، ص: 938

خالد و الحسين عن النضر عن يحيى الحلبي عن ابن مسكان عن عمار بن سويد قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول في هذه الآية فَلَعَلَّكَ تٰارِكٌ بَعْضَ مٰا يُوحىٰ إِلَيْكَ وَ ضٰائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْ لٰا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جٰاءَ مَعَهُ مَلَكٌ فقال إن رسول اللّٰه ص لما نزل قديدا قال لعلي ع يا علي إني سألت ربي أن يوالي بيني و بينك ففعل- و سألت ربي أن يؤاخي بيني و بينك ففعل و سألت ربي أن يجعلك وصيي ففعل فقال رجلان من قريش و اللّٰه لصاع من تمر في شن بال- أحب إلينا مما سأل محمد ربه فهلا سأل ربه ملكا يعضده على عدوه- أو كنزا يستغني به عن فاقته و اللّٰه ما دعاه إلى حق و لا باطل إلا أجابه اللّٰه إليه- فأنزل اللّٰه تعالى فَلَعَلَّكَ تٰارِكٌ بَعْضَ مٰا يُوحىٰ إِلَيْكَ وَ ضٰائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ إلى آخر الآية

[56]

1635- 56 الكافي، 8/ 50/ 12 جماعة عن سهل عن محمد عن أبيه عن أبي عبد اللّٰه ع قال سألته عن قول اللّٰه تعالى وَ الشَّمْسِ وَ ضُحٰاهٰا قال الشمس رسول اللّٰه ص به أوضح اللّٰه تعالى للناس دينهم قال قلت وَ الْقَمَرِ إِذٰا تَلٰاهٰا قال ذاك أمير المؤمنين ع تلا رسول اللّٰه ص و نفثه بالعلم نفثا قال قلت وَ اللَّيْلِ إِذٰا يَغْشٰاهٰا قال ذاك أئمة الجور الذين استبدوا بالأمر دون آل الرسول ص و جلسوا مجلسا كان آل الرسول ص أولى

الوافي، ج 3، ص: 939

به منهم فغشوا دين اللّٰه بالظلم و الجور فحكى اللّٰه

فعلهم فقال وَ اللَّيْلِ إِذٰا يَغْشٰاهٰا- قال قلت وَ النَّهٰارِ إِذٰا جَلّٰاهٰا قال ذاك الإمام من ذرية فاطمة ع يسأل عن دين رسول اللّٰه ص فيجليه لمن سأله- فحكى اللّٰه قوله فقال وَ النَّهٰارِ إِذٰا جَلّٰاهٰا

[57]

1636- 57 الكافي، 8/ 184/ 210 علي عن أبيه عن ابن أسباط عن علي عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع وَ لَوْ أَنّٰا كَتَبْنٰا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ و سلموا للإمام تسليما أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيٰارِكُمْ رضا له مٰا فَعَلُوهُ إِلّٰا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَ لَوْ أن أهل الخلاف فَعَلُوا مٰا يُوعَظُونَ بِهِ لَكٰانَ خَيْراً لَهُمْ وَ أَشَدَّ تَثْبِيتاً و في هذه الآية ثُمَّ لٰا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمّٰا قَضَيْتَ من أمر الوالي- وَ يُسَلِّمُوا لله في الطاعة تَسْلِيماً

[58]
اشارة

1637- 58 الكافي، 8/ 379/ 574 علي بن محمد عن علي بن العباس عن علي بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع في قول اللّٰه تعالى وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهٰا حُسْناً قال من تولى الأوصياء من آل محمد و اتبع آثارهم فذاك نزيده ولاية من مضى من النبيين و المؤمنين الأولين حتى يصل ولايتهم إلى آدم ع و هو قول اللّٰه تعالى مَنْ جٰاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهٰا يدخله الجنة و هو قول اللّٰه تعالى قُلْ

الوافي، ج 3، ص: 940

مٰا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ يقول أجر المودة الذي لم أسألكم غيره فهو لكم- تهتدون به و تنجون من عذاب يوم القيامة و قال لأعداء اللّٰه أولياء الشيطان- أهل التكذيب و الإنكار قُلْ مٰا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَ مٰا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ يقول متكلفا أن أسألكم ما لستم بأهله فقال المنافقون عند ذلك بعضهم لبعض- أ ما يكفي محمدا أن يكون قهرنا عشرين سنة حتى يريد أن يحمل أهل بيته على رقابنا- فقالوا ما أنزل اللّٰه هذا و ما هو إلا شي ء يتقوله يريد أن

يرفع أهل بيته على رقابنا و لئن قتل محمد أو مات لننزعنها من أهل بيته ثم لا نعيدها فيهم أبدا و أراد اللّٰه تعالى أن يعلم نبيه ص الذي أخفوا في صدورهم و أسروا به فقال في كتابه تعالى أَمْ يَقُولُونَ افْتَرىٰ عَلَى اللّٰهِ كَذِباً فَإِنْ يَشَإِ اللّٰهُ يَخْتِمْ عَلىٰ قَلْبِكَ يقول لو شئت حبست عنك الوحي فلم تكلم بفضل أهل بيتك و لا بمودتهم و قد قال اللّٰه تعالى وَ يَمْحُ اللّٰهُ الْبٰاطِلَ وَ يُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمٰاتِهِ يقول يحق لأهل بيتك الولاية إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذٰاتِ الصُّدُورِ و يقول بما القوة في صدورهم لأهل بيتك من العداوة و الظلم بعدك و هو قول اللّٰه تعالى- وَ أَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هٰذٰا إِلّٰا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَ فَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَ أَنْتُمْ تُبْصِرُونَ- و في قوله تعالى وَ النَّجْمِ إِذٰا هَوىٰ قال أقسم بقبض محمد إذا قبض مٰا ضَلَّ صٰاحِبُكُمْ بتفضيله أهل بيته وَ مٰا غَوىٰ وَ مٰا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوىٰ يقول ما يتكلم بفضل أهل بيته بهواه- و هو قول اللّٰه تعالى إِنْ هُوَ إِلّٰا وَحْيٌ يُوحىٰ و قال اللّٰه تعالى لمحمد

الوافي، ج 3، ص: 941

ص قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي مٰا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ- قال لو أني أمرت أن أعلمكم الذي أخفيتم في صدوركم من استعجالكم بموتي لتظلموا أهل بيتي من بعدي فكان مثلكم كما قال اللّٰه كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نٰاراً فَلَمّٰا أَضٰاءَتْ مٰا حَوْلَهُ يقول أضاءت الأرض بنور محمد ص كما تضي ء الشمس فضرب مثل محمد الشمس و مثل الوصي القمر و هو قوله تعالى جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيٰاءً وَ الْقَمَرَ نُوراً و قوله وَ آيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهٰارَ فَإِذٰا

هُمْ مُظْلِمُونَ و قوله تعالى ذَهَبَ اللّٰهُ بِنُورِهِمْ وَ تَرَكَهُمْ فِي ظُلُمٰاتٍ لٰا يُبْصِرُونَ- يعني قبض محمد ص و ظهرت الظلمة فلم تبصروا فضل أهل بيت رسوله و هو قوله تعالى وَ إِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدىٰ لٰا يَسْمَعُوا- وَ تَرٰاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَ هُمْ لٰا يُبْصِرُونَ ثم إن رسول اللّٰه ص وضع العلم الذي كان عنده عند الوصي و هو قول اللّٰه تعالى اللّٰهُ نُورُ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ يقول أنا هادي السماوات و الأرض مثل العلم الذي أعطيته و هو نوري الذي يهتدي به مثل المشكاة فيها المصباح فالمشكوة قلب محمد ص و المصباح نور الذي فيه العلم و قوله الْمِصْبٰاحُ فِي زُجٰاجَةٍ يقول إني أريد أن أقبضك فاجعل الذي عندك عند الوصي كما يجعل المصباح في

الوافي، ج 3، ص: 942

الزجاجة كَأَنَّهٰا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ فأعلمهم فضل الوصي يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبٰارَكَةٍ فأصل الشجرة المباركة إبراهيم ع و هو قول اللّٰه تعالى رَحْمَتُ اللّٰهِ وَ بَرَكٰاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ و هو قول اللّٰه تعالى إِنَّ اللّٰهَ اصْطَفىٰ آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْرٰاهِيمَ وَ آلَ عِمْرٰانَ عَلَى الْعٰالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُهٰا مِنْ بَعْضٍ وَ اللّٰهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ- لٰا شَرْقِيَّةٍ وَ لٰا غَرْبِيَّةٍ يقول لستم بيهود فتصلوا قبل المغرب و لا نصارى فتصلوا قبل المشرق و أنتم على ملة إبراهيم ع و قد قال اللّٰه تعالى مٰا كٰانَ إِبْرٰاهِيمُ يَهُودِيًّا وَ لٰا نَصْرٰانِيًّا وَ لٰكِنْ كٰانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَ مٰا كٰانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ و قوله تعالى يَكٰادُ زَيْتُهٰا يُضِي ءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نٰارٌ نُورٌ عَلىٰ نُورٍ يَهْدِي اللّٰهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشٰاءُ يقول مثل أولادكم الذين يولدون منكم كمثل الزيت الذي يعصر من الزيتونة يَكٰادُ

زَيْتُهٰا يُضِي ءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نٰارٌ نُورٌ عَلىٰ نُورٍ يَهْدِي اللّٰهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشٰاءُ يقول يكادون أن يتكلموا بالنبوة و لو لم ينزل عليهم ملك

بيان

الاقتراف الاكتساب أقسم بقبض محمد أي بموته يعني أن النجم كناية عن النبي ص

[59]

1638- 59 الكافي، 8/ 288/ 434 علي بن محمد عن علي بن العباس عن الحسن بن عبد الرحمن عن بزرج عن حريز عن الفضيل قال دخلت مع أبي جعفر ع المسجد الحرام و هو متكئ علي فنظر إلى

الوافي، ج 3، ص: 943

الناس و نحن على باب بني شيبة فقال يا فضيل هكذا كان يطوفون في الجاهلية لا يعرفون حقا و لا يدينون دينا يا فضيل انظر إليهم مكبين على وجوههم لعنهم اللّٰه من خلق مسخوا أراهم مكبين على وجوههم ثم تلا هذه الآية- أَ فَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلىٰ وَجْهِهِ أَهْدىٰ أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلىٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِيمٍ- يعني و اللّٰه عليا و الأوصياء ع ثم تلا هذه الآية فَلَمّٰا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ قِيلَ هٰذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ أمير المؤمنين يا فضيل لم يتسم بهذا الاسم غير علي ع إلا مفتر كذاب إلى يوم الناس هذا- أما و اللّٰه يا فضيل ما لله تعالى حاج غيركم و لا يغفر الذنوب إلا لكم- و لا يتقبل إلا منكم و إنكم لأهل هذه الآية إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبٰائِرَ مٰا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئٰاتِكُمْ وَ نُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيماً يا فضيل أ ما ترضون أن تقيموا الصلاة و تؤتوا الزكاة و تكفوا ألسنتكم و تدخلوا الجنة ثم قرأ أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَ أَقِيمُوا الصَّلٰاةَ وَ آتُوا الزَّكٰاةَ و أنتم و اللّٰه أهل هذه الآية

الوافي، ج 3، ص: 944

باب 127 النوادر

[1]

1639- 1 الكافي، 8/ 107/ 82 علي عن العبيدي عن يونس عن علي بن شجرة عن أبي عبد اللّٰه ع قال لله تعالى في بلاده خمس حرم حرمة رسول اللّٰه ص و

حرمة آل الرسول ص و حرمة كتاب اللّٰه تعالى و حرمة كعبة اللّٰه و حرمة المؤمن

[2]

1640- 2 الكافي، 8/ 261/ 374 محمد عن ابن عيسى عن الحسن بن علي عن صفوان عن محمد بن زياد بن عيسى عن الحسين بن مصعب عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال أمير المؤمنين ع كنت أبايع لرسول اللّٰه ص على العسر و اليسر و البسط و الكره إلى أن كثر الإسلام و كثف قال و أخذ عليهم على أن يمنعوا محمدا و ذريته مما يمنعون منه أنفسهم و ذراريهم فأخذتها عليهم نجا من نجا و هلك من هلك

[3]

1641- 3 الكافي، 8/ 317/ 501 العدة عن البرقي عن الحسن بن ظريف عن عبد الصمد بن بشير عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال يا أبا الجارود ما يقولون لكم في الحسن و الحسين ع قلت ينكرون علينا أنهما ابنا رسول اللّٰه ص قال فأي شي ء احتججتم عليهم قلت احتججنا عليهم بقول اللّٰه تعالى في

الوافي، ج 3، ص: 945

عيسى بن مريم ع وَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ دٰاوُدَ وَ سُلَيْمٰانَ وَ أَيُّوبَ وَ يُوسُفَ وَ مُوسىٰ وَ هٰارُونَ وَ كَذٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ وَ زَكَرِيّٰا وَ يَحْيىٰ وَ عِيسىٰ فجعل عيسى بن مريم من ذرية نوح قال فأي شي ء قالوا لكم قلت قالوا قد يكون ولد الابنة من الولد و لا يكون من الصلب قال فأي شي ء احتججتم عليهم قلت احتججنا عليهم بقول رسول اللّٰه ص تَعٰالَوْا نَدْعُ أَبْنٰاءَنٰا وَ أَبْنٰاءَكُمْ وَ نِسٰاءَنٰا وَ نِسٰاءَكُمْ وَ أَنْفُسَنٰا وَ أَنْفُسَكُمْ قال فأي شي ء قالوا قلت قالوا قد يكون في كلام العرب أبناء رجل و آخر يقول أبناءنا قال فقال أبو جعفر ع يا أبا الجارود لأعطينكها من كتاب اللّٰه تعالى إنهما من صلب رسول اللّٰه ص لا

يردها إلا كافر قلت و أين ذلك جعلت فداك قال من حيث قال اللّٰه تعالى حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهٰاتُكُمْ وَ بَنٰاتُكُمْ وَ أَخَوٰاتُكُمْ الآية إلى أن انتهى إلى قوله وَ حَلٰائِلُ أَبْنٰائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلٰابِكُمْ- فسلهم يا أبا الجارود هل كان يحل لرسول اللّٰه ص نكاح حليلتهما فإن قالوا نعم كذبوا و فجروا و إن قالوا لا فهما ابنا صلبه

[4]

1642- 4 الكافي، 8/ 162/ 167 سهل عن ابن سنان عن سعدان عن سماعة قال كنت قاعدا مع أبي الحسن الأول ع و الناس في الطواف في جوف الليل فقال لي يا سماعة إلينا إياب هذا الخلق و علينا حسابهم فما كان لهم من ذنب بينهم و بين اللّٰه تعالى حتمنا على اللّٰه تعالى في تركه لنا فأجابنا إلى ذلك و ما كان بينهم و بين الناس استوهبناه منهم فأجابوا إلى ذلك و عوضهم اللّٰه تعالى

آخر أبواب بدو خلق الحجج و مواليدهم و مكارمهم سلام اللّٰه عليهم

الوافي، ج 3، ص: 946

و بتمامه قد تم الجزء الثاني من كتاب الوافي و هو كتاب الحجة و يتلوه في الجزء الثالث كتاب الإيمان و الكفر إن شاء اللّٰه تعالى و الحمد لله أولا و آخرا

________________________________________

كاشانى، فيض، محمد محسن ابن شاه مرتضى، الوافي، 26 جلد، كتابخانه امام امير المؤمنين علي عليه السلام، اصفهان - ايران، اول، 1406 ه ق

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.