الوافي المجلد 2

اشارة

سرشناسه : فیض کاشانی، محمد بن شاه مرتضی، 1006-1091ق.

عنوان و نام پديدآور : ...الوافی/ محمدمحسن المشتهر بالفیض الکاشانی؛ تحقیق مکتبةالامام امیرالمومنین علی علیه السلام (اصفهان)، سیدضیاءالدین حسینی «علامه»؛ اشراف السیدکمال الدین فقیه ایمانی.

مشخصات نشر : اصفهان: عطر عترت، 1430ق.= 1388.

مشخصات ظاهری : 26 ج.

شابک : 2000000 ریال: دوره 978-964-7941-93-8 : ؛ ج. 1 978-964-7941-94-5 : ؛ ج. 2 978-964-7941-95-2 : ؛ ج. 3 978-964-7941-96-9 : ؛ ج. 4 978-964-7941-97-6 : ؛ ج. 5 978-600-5588-03-3 : ؛ ج. 6 978-600-5588-04-0 : ؛ ج. 7 978-600-5588-05-7 : ؛ ج. 8 978-600-5588-06-4 : ؛ ج. 9 978-600-5588-07-1 : ؛ ج. 10 978-600-5588-08-8 : ؛ ج. 11 978-600-5588-09-5 : ؛ ج. 12 978-600-5588-10-1 : ؛ ج. 13 978-600-5588-11-8 : ؛ ج. 14 978-600-5588-12-5 : ؛ ج. 15 978-600-5588-13-2 : ؛ ج. 16 978-600-5588-14-9 : ؛ ج. 17 978-600-5588-15-6 : ؛ ج. 18 978-600-5588-16-3 : ؛ ج. 19 978-600-5588-17-0 : ؛ ج. 20 978-600-5588-18-7 : ؛ ج. 21 978-600-5588-19-4 : ؛ ج. 22 978-600-5588-20-0 : ؛ ج. 23 978-600-5588-21-7 : ؛ ج. 24 978-600-5588-22-4 : ؛ ج. 25 978-600-5588-23-1 : ؛ ج. 26 978-600-5588-24-8 :

يادداشت : عربی.

یادداشت : کتابنامه.

مندرجات : ج. 1. کتاب العقل والعلم والتوحید.- ج. 2 و 3. کتاب الحجة.- ج. 4 و 5. کتاب الایمان والکفر.- ج. 6. کتاب الطهارة والتزین.- ج. 7، 8 و 9. کتاب الصلاة والدعاء والقرآن.- ج. 10. کتاب الزکاة والخمس والمیراث.- ج. 11. کتاب الصیام والاعتکاف والمعاهدات.- ج. 12، 13و 14. کتاب الحج والعمرة والزیارات.- ج. 15و 16. کتاب الحسبة والاحکام والشهادات.- ج. 17و 18. کتاب المعایش والمکاسب والمعاملات.- ج. 19 و 20. کتاب المطاعم والمشارب والتجملات.- ج. 21، 22 و 23. کتاب النکاح والطلاق والولادات.- ج. 24 و 25. کتاب الجنائز والفرائض والوصیات.- ج. 26. کتاب الروضة.

موضوع : احادیث شیعه -- قرن 10ق.

شناسه افزوده : علامه، سیدضیاءالدین، 1290 - 1377.

شناسه افزوده : فقیه ایمانی، سیدکمال

شناسه افزوده : Faghih Imani,

Kamal

شناسه افزوده : کتابخانه عمومی امام امیرالمومنین علی علیه السلام(اصفهان)

رده بندی کنگره : BP134/ف9و2 1388

رده بندی دیویی : 297/212

شماره کتابشناسی ملی : 1911094

اشارة

بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول اللّٰه ثم على أهل بيت رسول اللّٰه ثم على رواة أحكام اللّٰه ثم على من انتفع بمواعظ اللّٰه

كتاب الحجة

اشارة

و هو الثاني من أجزاء كتاب الوافي تصنيف محمد بن مرتضى المدعو بمحسن أيده اللّٰه

الآيات

قال اللّٰه عز و جل لَقَدْ أَرْسَلْنٰا رُسُلَنٰا بِالْبَيِّنٰاتِ وَ أَنْزَلْنٰا مَعَهُمُ الْكِتٰابَ وَ الْمِيزٰانَ لِيَقُومَ النّٰاسُ بِالْقِسْطِ

الوافي، ج 2، ص: 20

أبواب وجوب الحجة و معرفته و حقوقه و كونه مبتلى و مبتلى به

الآيات

قال اللّٰه عز و جل وَ مٰا كُنّٰا مُعَذِّبِينَ حَتّٰى نَبْعَثَ رَسُولًا و قال سبحانه وَ لَوْ أَنّٰا أَهْلَكْنٰاهُمْ بِعَذٰابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقٰالُوا رَبَّنٰا لَوْ لٰا أَرْسَلْتَ إِلَيْنٰا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيٰاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَ نَخْزىٰ.

و قال عز و علا إِنَّمٰا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هٰادٍ و قال سبحانه يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّٰهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ

الوافي، ج 2، ص: 21

باب 1 الاضطرار إلى الحجة

[1]
اشارة

479- 1 الكافي، 1/ 168/ 1/ 1 علي عن أبيه عن العباس بن عمرو الفقيمي عن هشام بن الحكم عن أبي عبد اللّٰه ع أنه قال للزنديق الذي سأله من أين أثبت الأنبياء و الرسل قال إنا لما أثبتنا أن لنا خالقا صانعا متعاليا عنا و عن جميع ما خلق و كان ذلك الصانع حكيما متعاليا- لم يجز أن يشاهده خلقه و لا يلامسوه فيباشرهم و يباشروه و يحاجهم و يحاجوه ثبت أن له سفراء في خلقه يعبرون عنه إلى خلقه و عباده- و يدلونهم على مصالحهم و منافعهم و ما به بقاؤهم و في تركه فناؤهم فثبت الآمرون و الناهون عن الحكيم العليم في خلقه و المعبرون عنه جل و عز و هم الأنبياء و صفوته من خلقه حكماء مؤدبين في الحكمة مبعوثين بها غير

الوافي، ج 2، ص: 22

مشاركين للناس على مشاركتهم لهم في الخلق و التركيب في شي ء من أحوالهم [و أفعالهم] مؤيدون عند الحكيم العليم بالحكمة ثم ثبت ذلك في كل دهر و زمان مما أتت به الرسل و الأنبياء من الدلائل و البراهين لكيلا تخلو أرض اللّٰه من حجة يكون معه علم يدل على صدق مقالته و جواز عدالته

بيان

هذا الحديث كأنه من تتمة الحديث الذي مضى في باب الدليل على أنه تعالى واحد و السفراء الرسل جمع سفير

[2]
اشارة

480- 2 الكافي، 1/ 169/ 3/ 1 علي عن أبيه عن الحسن بن إبراهيم عن يونس بن يعقوب قال كان عند أبي عبد اللّٰه ع جماعة من أصحابه- منهم حمران بن أعين و محمد بن النعمان و هشام بن سالم و الطيار و جماعة فيهم هشام بن الحكم و هو شاب فقال أبو عبد اللّٰه ع يا هشام أ لا تخبرني كيف صنعت بعمرو بن عبيد و كيف سألته قال هشام يا بن رسول اللّٰه إني أجلك و أستحييك و لا يعمل لساني بين يديك

الوافي، ج 2، ص: 23

فقال أبو عبد اللّٰه ع إذا أمرتكم بشي ء فافعلوا- قال هشام بلغني ما كان فيه عمرو بن عبيد و جلوسه في مسجد البصرة فعظم ذلك علي فخرجت إليه و دخلت البصرة يوم الجمعة فأتيت مسجد البصرة فإذا أنا بحلقة عظيمة فيها عمرو بن عبيد و عليه شملة سوداء- متزر بها من صوف و شملة مرتد بها و الناس يسألونه فاستفرجت الناس فأفرجوا لي ثم قعدت في آخر القوم على ركبتي ثم قلت أيها العالم إني رجل غريب تأذن لي في مسألة فقال لي نعم- فقلت له أ لك عين فقال يا بني أي شي ء هذا من السؤال و شي ء تراه كيف تسأل عنه فقلت هكذا مسألتي- فقال يا بني سل و إن كانت مسألتك حمقاء قلت أجبني فيها قال لي سل قلت أ لك عين قال نعم

الوافي، ج 2، ص: 24

قلت فما تصنع بها قال أرى بها الألوان و الأشخاص- قلت فلك أنف قال نعم قلت

فما تصنع به قال أشم به الرائحة- قلت أ لك فم قال نعم قلت فما تصنع به قال أذوق به الطعم- قلت فلك أذن قال نعم قلت فما تصنع بها قال أسمع بها الصوت- قلت أ لك قلب قال نعم- قلت فما تصنع به قال أميز به كل ما ورد على هذه الجوارح و الحواس- قلت أ و ليس في هذه الجوارح غنى عن القلب فقال لا- قلت و كيف ذلك و هي صحيحة سليمة قال يا بني إن الجوارح إذا شكت في شي ء شمته أو رأته أو ذاقته أو سمعته ردته إلى القلب- فتستيقن اليقين و تبطل الشك- قال هشام فقلت له فإنما أقام اللّٰه القلب لشك الجوارح قال نعم

الوافي، ج 2، ص: 25

قلت لا بد من القلب و إلا لم تستيقن الجوارح قال نعم- فقلت له يا أبا مروان فالله تعالى لم يترك جوارحك حتى جعل لها إماما يصحح لها الصحيح و تتيقن به ما شكت فيه و يترك هذا الخلق كلهم في حيرتهم و شكهم و اختلافهم لا يقيم لهم إماما يردون إليه شكهم و حيرتهم- و يقيم لك إماما لجوارحك ترد إليه حيرتك و شكك- قال فسكت و لم يقل لي شيئا ثم التفت إلي فقال أنت هشام بن الحكم فقلت لا- فقال أ من جلسائه قلت لا- قال فمن أين أنت قال قلت من أهل الكوفة قال فأذن أنت هو- ثم ضمني إليه و أقعدني في مجلسه و زال عن مجلسه و ما نطق حتى قمت- قال فضحك أبو عبد اللّٰه ع و قال يا هشام من علمك هذا قلت شي ء أخذته منك و ألفته فقال هذا و اللّٰه مكتوب

في صحف إبراهيم و موسى

بيان

وصف المسألة بالحمقاء تجوز من قبيل نهاره صائم و ليله قائم

[3]
اشارة

481- 3 الكافي، 1/ 171/ 4/ 1 علي عن أبيه عمن ذكره عن يونس بن يعقوب قال كنت عند أبي عبد اللّٰه ع فورد عليه رجل من أهل

الوافي، ج 2، ص: 26

الشام فقال إني رجل صاحب كلام و فقه و فرائض و قد جئت لمناظرة أصحابك فقال أبو عبد اللّٰه ع كلامك من كلام رسول اللّٰه ص أو من عندك- فقال من كلام رسول اللّٰه ص و من عندي- فقال أبو عبد اللّٰه ع فأنت إذن شريك رسول اللّٰه ص قال لا- قال فسمعت الوحي عن اللّٰه عز و جل يخبرك قال لا- قال فتجب طاعتك كما تجب طاعة رسول اللّٰه ص قال لا- فالتفت أبو عبد اللّٰه ع إلي فقال يا يونس بن يعقوب هذا قد خصم نفسه قبل أن يتكلم- ثم قال يا يونس لو كنت تحسن الكلام كلمته قال يونس فيا لها من حسرة فقلت جعلت فداك إني سمعتك تنهى عن الكلام و تقول ويل لأصحاب الكلام يقولون هذا ينقاد و هذا لا ينقاد و هذا ينساق و هذا لا ينساق و هذا نعقله و هذا لا نعقله- فقال أبو عبد اللّٰه ع إنما قلت فويل لهم إن تركوا ما أقول- و ذهبوا إلى ما يريدون- ثم قال لي اخرج إلى الباب فانظر من ترى من المتكلمين فأدخله- قال فأدخلت حمران بن أعين و كان يحسن الكلام و أدخلت الأحول و كان يحسن الكلام و أدخلت هشام بن سالم و كان يحسن الكلام و أدخلت

الوافي، ج 2، ص: 27

قيس الماصر و كان عندي أحسنهم كلاما و كان قد تعلم الكلام

من علي بن الحسين ع فلما استقر بنا المجلس و كان أبو عبد اللّٰه ع قبل الحج يستقر أياما في جبل في طرف الحرم في فازة له مضروبة- قال فأخرج أبو عبد اللّٰه ع رأسه من فازته فإذا هو ببعير يخب فقال هشام و رب الكعبة قال فظننا أن هشاما رجل من ولد عقيل كان شديد المحبة له قال فورد هشام بن الحكم و هو أول ما اختطت لحيته و ليس فينا إلا من هو أكبر منه سنا- قال فوسع له أبو عبد اللّٰه ع و قال ناصرنا بقلبه و لسانه و يده ثم قال يا حمران كلم الرجل فكلمه فظهر عليه حمران ثم قال يا طاقي كلمه فكلمه فظهر عليه الأحول ثم قال يا هشام بن سالم كلمه فتعاركا ثم قال أبو عبد اللّٰه ع لقيس الماصر كلمه فكلمه فأقبل أبو عبد اللّٰه ع يضحك من كلامهما مما قد أصاب الشامي فقال للشامي كلم هذا الغلام يعني هشام بن الحكم فقال نعم فقال لهشام يا غلام سلني في إمامة هذا فغضب هشام حتى ارتعد ثم قال للشامي يا هذا أ ربك أنظر لخلقه أم خلقه لأنفسهم- فقال الشامي بل ربي أنظر لخلقه قال ففعل بنظره ما ذا قال

الوافي، ج 2، ص: 28

أقام لهم حجة دليلا كيلا يتشتتوا أو يختلفوا يتألفهم و يقيم أودهم و يخبرهم بفرض ربهم- قال فمن هو قال رسول اللّٰه ص قال هشام فبعد رسول اللّٰه ص من قال الكتاب و السنة- قال هشام فهل نفعنا اليوم الكتاب و السنة في رفع الاختلاف عنا- قال الشامي نعم قال فلم اختلفت أنا و أنت و صرت إلينا من الشام في مخالفتنا إياك

قال فسكت الشامي- فقال أبو عبد اللّٰه ع للشامي ما لك لا تتكلم قال الشامي إن قلت لم نختلف كذبت و إن قلت إن الكتاب و السنة يرفعان عنا الاختلاف أبطلت لأنهما يحتملان الوجوه و إن قلت قد اختلفنا و كل واحد منا يدعي الحق فلم ينفعنا إذا الكتاب و السنة إلا أن لي عليه هذه الحجة- فقال أبو عبد اللّٰه ع سله تجده مليا فقال الشامي يا هذا من أنظر للخلق أ ربهم أو أنفسهم فقال هشام ربهم أنظر لهم منهم لأنفسهم فقال الشامي فهل أقام لهم من يجمع لهم كلمتهم و يقيم أودهم و يخبرهم بحقهم من باطلهم قال هشام في وقت رسول اللّٰه ص أو الساعة قال الشامي في وقت رسول اللّٰه ص و الساعة من فقال هشام هذا القاعد الذي يشد إليه الرحال و يخبرنا بأخبار السماء وراثة عن أب عن جد- قال الشامي فكيف لي أن أعلم ذلك قال هشام سله عما بدا لك- قال الشامي قطعت عذري فعلي السؤال

الوافي، ج 2، ص: 29

فقال أبو عبد اللّٰه ع يا شامي أخبرك كيف كان سفرك و كيف كان طريقك كان كذا و كان كذا فأقبل الشامي يقول صدقت أسلمت لله الساعة- فقال أبو عبد اللّٰه ع بل آمنت بالله الساعة إن الإسلام قبل الإيمان و عليه يتوارثون و يتناكحون و الإيمان عليه يثابون- فقال الشامي صدقت فأنا الساعة أشهد أن لا إله إلا اللّٰه و أن محمدا رسول اللّٰه و أنك وصي الأوصياء ثم التفت أبو عبد اللّٰه ع إلى حمران فقال تجري الكلام على الأثر فتصيب و التفت إلى هشام بن سالم فقال تريد الأثر و لا تعرفه ثم التفت

إلى الأحول فقال قياس رواغ تكسر باطلا بباطل إلا أن باطلك أظهر ثم التفت إلى قيس الماصر فقال تتكلم و أقرب ما تكون من الخبر عن رسول اللّٰه ص أبعد ما تكون منه تمزج الحق مع الباطل و قليل الحق يكفي عن كثير الباطل أنت و الأحول قفازان حاذقان- قال يونس فظننت و اللّٰه إنه يقول لهشام قريبا مما قال لهما ثم قال يا هشام لا تكاد تقع تلوي رجليك إذا هممت بالأرض طرت مثلك فليكلم الناس فاتق الزلة و الشفاعة من ورائها إن شاء اللّٰه

بيان

هذا ينقاد و هذا لا ينقاد إشارة إلى ما يقوله أهل المناظرة في مجادلاتهم سلمنا هذا و لكن لا نسلم ذلك و هذا ينساق و هذا لا ينساق إشارة إلى قولهم للخصم أن يقول كذا و ليس له أن يقول كذا.

إن تركوا ما أقول و ذهبوا إلى ما يريدون أي تركوا ما ثبت منا و صح نقله عنا من مسائل الدين و أخذوا بآرائهم فيها فنصروها بمثل هذه المجادلات و الأحول هو أبو جعفر محمد بن النعمان الملقب بالطاقي و مؤمن الطاق و الفازة الخيمة

الوافي، ج 2، ص: 30

الصغيرة و الخبب بالخاء المعجمة و الموحدتين ضرب من العدو.

فقال هشام يعني هذا الراكب هشام فظننا أن هشاما رجل أي ظننا أنه يريد بقوله هشام ذلك الرجل ناصرنا أي هو ناصرنا فظهر عليه غلبة فتعاركا لم يغلب أحدهما على الآخر في إمامة هذا يعني أبا عبد اللّٰه ع كأنه أساء أدب الإمام ع أو استهزأ بهشام و لهذا غضب كيلا يتشتتوا يتفرقوا أودهم اعوجاجهم هذه الحجة يعني الحجة التي كانت له علي يشد إليه الرحال كناية عن إتيان الناس إليه

من كل فج و إقبالهم عليه في مواسم الحج و الرحل مركب البعير و ما يصحبه الإنسان من الأثاث.

تجري الكلام على الأثر أي تتبع كلامك ما وصل إليك من الأخبار تريد الأثر أي الخبر قياس على صيغة المبالغة أي أنت كثير القياس و كذلك رواغ بإهمال أوله و إعجام آخره أي كثير الروغان و هو ما يفعله الثعلب من المكر و الحيل و يقال للمصارعة أيضا و أقرب ما تكون من الخبر عن رسول اللّٰه ص أبعد ما تكون منه أي إذا قربت من الاستشهاد بحديث نبوي و أمكنك أن تتشبث به تركته و أخذت أمرا آخر بعيدا من مطلوبك و القفاز بالقاف ثم الفاء ثم الزاي الوثاب تلوي رجليك يعني مع أنك لا تكاد تقع تلوي رجليك كأنك تكاد تقع إذا هممت بالأرض أي إذا صرت كأنك تكاد تقع طرت أي قمت منتصبا قياما سريعا رفيعا يشبه الطيران و في الكلام استعارات و ترشيحات

[4]
اشارة

482- 4 الكافي، 1/ 188/ 15/ 1 النيسابوريان عن صفوان عن منصور بن حازم قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع إن اللّٰه أجل و أكرم من أن يعرف

الوافي، ج 2، ص: 31

بخلقه بل الخلق يعرفون بالله قال صدقت قلت إن من عرف أن له ربا فقد ينبغي له أن يعرف أن لذلك الرب رضاء و سخطا و أنه لا يعرف رضاه و سخطه إلا بوحي أو رسول فمن لم يأته الوحي فينبغي له أن يطلب الرسل فإذا لقيهم عرف أنهم الحجة و أن لهم الطاعة المفترضة فقلت للناس أ ليس تعلمون أن رسول اللّٰه ص كان هو الحجة من اللّٰه على خلقه قالوا بلى- قلت فحين مضى ع من

كان الحجة قالوا القرآن فنظرت في القرآن فإذا هو يخاصم به المرجئي و القدري و الزنديق الذي لا يؤمن به حتى يغلب الرجال بخصومته فعرفت أن القرآن لا يكون حجة إلا بقيم فما قال فيه من شي ء كان حقا فقلت لهم من قيم القرآن فقالوا ابن مسعود قد كان يعلم و عمر يعلم و حذيفة يعلم قلت كله قالوا لا فلم أجد أحدا يقال إنه يعرف القرآن كله إلا عليا ع و إذا كان الشي ء بين القوم فقال هذا لا أدري و قال هذا لا أدري و قال هذا لا أدري و قال هذا أنا أدري- فأشهد أن عليا ع كان قيم القرآن و كانت طاعته مفترضة- و كان الحجة على الناس بعد رسول اللّٰه ص و أن ما قال في القرآن فهو حق فقال رحمك اللّٰه فقلت إن عليا ع لم يذهب حتى ترك حجة من بعده كما ترك رسول اللّٰه ص

الوافي، ج 2، ص: 32

و إن الحجة بعد علي الحسن بن علي ع و أشهد على الحسن ع أنه لم يذهب حتى ترك حجة من بعده كما ترك أبوه و جده و أن الحجة بعد الحسن الحسين ع و كانت طاعته مفترضة فقال رحمك اللّٰه فقبلت رأسه فقلت و أشهد على الحسين ع أنه لم يذهب حتى ترك حجة من بعده علي بن الحسين ع و كانت طاعته مفترضة- فقال رحمك اللّٰه فقبلت رأسه قلت و أشهد على علي بن الحسين ع أنه لم يذهب حتى ترك حجة من بعده محمد بن علي أبا جعفر ع و كانت طاعته مفترضة فقال رحمك اللّٰه قلت أعطني رأسك حتى أقبله فضحك قلت أصلحك اللّٰه قد

علمت أن أباك لم يذهب حتى ترك حجة من بعده كما ترك أبوه و أشهد بالله أنك أنت الحجة و أن طاعتك مفترضة فقال كف رحمك اللّٰه قلت أعطني رأسك أقبله فقبلت رأسه فضحك و قال سلني عما شئت فلا أنكرك بعد اليوم أبدا

بيان

يعني عرفتك اليوم و عرفت أنك من شيعتنا

[5]
اشارة

483- 5 الكافي، 1/ 242/ 1/ 1 محمد بن أبي عبد اللّٰه و محمد بن الحسن عن سهل و محمد عن أحمد جميعا عن الحسن بن العباس بن الحريش عن أبي

الوافي، ج 2، ص: 33

جعفر الثاني ع قال قال أبو عبد اللّٰه ع بينا أبي ع يطوف بالكعبة إذا رجل معتجر قد قيض له فقطع عليه أسبوعه حتى أدخله إلى دار جنب الصفا فأرسل إلي فكنا ثلاثة فقال مرحبا بابن رسول اللّٰه ص- ثم وضع يده على رأسي و قال بارك اللّٰه فيك يا أمين اللّٰه بعد آبائه يا أبا جعفر إن شئت فأخبرني و إن شئت فأخبرتك و إن شئت سلني و إن شئت سألتك و إن شئت فاصدقني و إن شئت صدقتك قال كل ذلك أشاء- قال فإياك أن ينطق لسانك عند مسألتي بأمر تضمر لي غيره قال إنما يفعل ذلك من في قلبه علمان يخالف أحدهما صاحبه فإن اللّٰه تبارك و تعالى أبى أن يكون له علم فيه اختلاف قال هذه مسألتي و قد فسرت طرفا منها أخبرني عن هذا العلم الذي ليس فيه اختلاف من يعلمه- قال أما جملة العلم فعند اللّٰه تعالى و أما ما لا بد للعباد منه فعند الأوصياء- قال ففتح الرجل عجيرته و استوى جالسا و تهلل وجهه و قال هذه أردت و لها أتيت زعمت أن علم ما لا اختلاف فيه من العلم عند الأوصياء- فكيف يعلمونه قال كما كان رسول اللّٰه ص يعلمه إلا أنهم لا يرون ما كان رسول اللّٰه ص يرى لأنه كان نبيا و هم

الوافي، ج 2، ص: 34

محدثون و أنه كان يفد

إلى اللّٰه تعالى فيسمع الوحي و هم لا يسمعون- فقال صدقت يا بن رسول اللّٰه سأسألك مسألة صعبة أخبرني عن هذا العلم ما له لا يظهر كما كان يظهر مع رسول اللّٰه ص قال فضحك أبي ع و قال أبى اللّٰه أن يطلع على علمه إلا ممتحنا للإيمان به كما قضى على رسول اللّٰه ص أن يصبر على أذى قومه و لا يجاهدهم إلا بأمره فكم من اكتتام قد اكتتم به حتى قيل له- فَاصْدَعْ بِمٰا تُؤْمَرُ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ و ايم اللّٰه أن لو صدع قبل ذلك لكان آمنا و لكنه إنما نظر في الطاعة و خاف الخلاف فلذلك كف فوددت أن عينك تكون مع مهدي هذه الأمة و الملائكة بسيوف آل داود بين السماء و الأرض تعذب أرواح الكفرة من الأموات و تلحق بهم أرواح أشباههم من الأحياء- ثم أخرج سيفا ثم قال ها إن هذا منها قال فقال أبي إي و الذي اصطفى محمدا على البشر قال فرد الرجل اعتجاره و قال أنا اليأس ما سألتك عن أمرك و بي منه جهالة غير أني أحببت أن يكون هذا الحديث قوة لأصحابك و سأخبرك بآية أنت تعرفها إن خاصموا بها فلجوا قال فقال له أبي إن شئت أخبرتك بها قال قد شئت قال إن شيعتنا إن قالوا لأهل الخلاف لنا أن اللّٰه تعالى يقول لرسوله ص- إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ إلى آخرها فهل كان رسول اللّٰه ص يعلم من العلم شيئا لا يعلمه في تلك الليلة أو يأتيه به جبرئيل ع في غيرها فإنهم سيقولون لا فقل لهم فهل كان لما علم بد من أن يظهر فيقولون لا فقل لهم فهل

كان فيما أظهر رسول اللّٰه ص

الوافي، ج 2، ص: 35

من علم اللّٰه تعالى اختلاف فإن قالوا لا فقل لهم فمن حكم بحكم اللّٰه فيه اختلاف فهل خالف رسول اللّٰه ص فيقولون نعم فإن قالوا لا فقد نقضوا أول كلامهم فقل لهم ما يعلم تأويله إلا اللّٰه و الراسخون في العلم فإن قالوا من الراسخون في العلم فقل من لا يختلف في علمه- فإن قالوا فمن هو ذاك فقل كان رسول اللّٰه ص صاحب ذلك فهل بلغ أو لا فإن قالوا قد بلغ فقل فهل مات ص و الخليفة من بعده يعلم علما ليس فيه اختلاف فإن قالوا لا فقل إن خليفة رسول اللّٰه ص مؤيد و لا يستخلف رسول اللّٰه ص إلا من يحكم بحكمه و إلا من يكون مثله إلا النبوة و إن كان رسول اللّٰه ص لم يستخلف في علمه أحدا- فقد ضيع من في أصلاب الرجال ممن يكون بعده فإن قالوا لك فإن علم رسول اللّٰه ص كان من القرآن فقل- حم وَ الْكِتٰابِ الْمُبِينِ إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبٰارَكَةٍ إلى قوله إِنّٰا كُنّٰا مُرْسِلِينَ- فإن قالوا لك لا يرسل اللّٰه تعالى إلا إلى نبي فقل هذا الأمر الحكيم الذي يفرق فيه هو من الملائكة و الروح التي تنزل من سماء إلى سماء أو من سماء إلى الأرض فإن قالوا من سماء إلى سماء فليس في السماء أحد يرجع من طاعة إلى معصية فإن قالوا من سماء إلى أرض و أهل الأرض أحوج الخلق إلى ذلك فقل فهل لهم بد من سيد يتحاكمون إليه فإن قالوا فإن الخليفة هو حكمهم- فقل اللّٰهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمٰاتِ إِلَى النُّورِ إلى قوله

خٰالِدُونَ

الوافي، ج 2، ص: 36

لعمري ما في الأرض و لا في السماء ولي لله تعالى إلا و هو مؤيد و من أيد لم يخط و ما في الأرض عدو لله تعالى إلا و هو مخذول و من خذل لم يصب كما أن الأمر لا بد من تنزيله من السماء يحكم به أهل الأرض كذلك و لا بد من وال فإن قالوا لا نعرف هذا فقل قولوا ما أحببتم أبى اللّٰه بعد محمد أن يترك العباد و لا حجة عليهم- قال أبو عبد اللّٰه ع ثم وقف فقال هاهنا يا بن رسول اللّٰه باب غامض أ رأيت إن قالوا حجة اللّٰه القرآن قال إذن أقول لهم إن القرآن ليس بناطق يأمر و ينهى و لكن للقرآن أهل يأمرون و ينهون و أقول قد عرضت لبعض أهل الأرض مصيبة ما هي في السنة و الحكم الذي ليس فيه اختلاف و ليست في القرآن أبى اللّٰه تعالى لعلمه بتلك الفتنة أن تظهر في الأرض و ليس في حكمه راد لها و مفرج عن أهلها فقال هاهنا تفلجون يا بن رسول اللّٰه أشهد أن اللّٰه قد علم بما يصيب الخلق من مصيبة في الأرض أو في أنفسهم من الدين أو غيره فوضع القرآن دليلا قال فقال الرجل هل تدري يا بن رسول اللّٰه دليل ما هو- قال أبو جعفر ع نعم فيه جمل الحدود و تفسيرها عند الحكم- فقد أبى اللّٰه أن يصيب عبدا بمصيبة في دينه أو في نفسه أو في ماله ليس في أرضه من حكمه قاض بالصواب في تلك المصيبة قال فقال الرجل أما في هذا الباب فقد فلجتم بحجة إلا أن يفتري خصمكم على اللّٰه

فيقول ليس لله تعالى حجة و لكن أخبرني عن تفسير لِكَيْلٰا تَأْسَوْا عَلىٰ مٰا فٰاتَكُمْ مما خص به علي ع وَ لٰا تَفْرَحُوا بِمٰا آتٰاكُمْ قال في أبي فلان و أصحابه واحدة مقدمة و واحدة مؤخرة

الوافي، ج 2، ص: 37

لِكَيْلٰا تَأْسَوْا عَلىٰ مٰا فٰاتَكُمْ مما خص علي ع به وَ لٰا تَفْرَحُوا بِمٰا آتٰاكُمْ من الفتنة التي عرضت لكم بعد رسول اللّٰه ص فقال الرجل- أشهد أنكم أصحاب الحكم الذي لا اختلاف فيه ثم قام الرجل و ذهب فلم أره

بيان

معتجر ذو معجر على رأسه قيض من باب التفعيل أي جي ء به من حيث لا يحتسب أسبوعه طوافه يا أبا جعفر تقدير الكلام ثم التفت إلى أبي فقال يا أبا جعفر فإن اللّٰه تعالى أبى فيه إشارة إلى أن علمه من علم اللّٰه و المراد بهذا العلم علم الشرائع أصولها و فروعها و العلم بما كان و ما سيكون كما سيظهر من سياق الحديث هذه مسألتي يعني مسألتي هي أن اللّٰه تعالى هل له علم ليس فيه اختلاف أم لا ثم العلم الذي لا اختلاف فيه عند من هو.

و قد فسرت أنت بعض ذلك و هو السؤال الأول جملة العلم يعني كله عجيرته معجره تهلل وجهه تلألأ فرحا ما كان رسول اللّٰه ص يرى يعني جبرئيل و سائر الملائكة ع و هم محدثون يعني يحدثهم الملك و لا يرونه يفد يقدم من الوفود فيسمع الوحي أي من اللّٰه تعالى بلا واسطة سأسألك مسألة في بعض النسخ سآتيك بمسألة و المعنى واحد أن يطلع من باب الإفعال فَاصْدَعْ بِمٰا تُؤْمَرُ أظهر و احكم بالحق جهارا عينك في بعض النسخ أعينك بصيغة الجمع بسيوف آل داود أي

داود و أهله يعني السيوف التي أمر اللّٰه سبحانه بأن يقاتل بها كما

الوافي، ج 2، ص: 38

أمر اللّٰه تعالى بمقاتلة داود النبي و أهله مع جالوت على ما حكى اللّٰه عز و جل في القرآن أو المراد بها تلك السيوف بعينها قال يعني أبا عبد اللّٰه ع.

فقال أبي يعني قال بعد هذا الكلام تأكيدا له إن خاصموا بها فلجوا بالجيم يعني إن خاصم أصحابك بها أهل الخلاف ظفروا و فازوا بالغلبة عليهم.

و تقرير هذه الحجة على ما يطابق عبارة الحديث مع مقدماتها المطوية أن يقال قد ثبت أن اللّٰه سبحانه أنزل القرآن في ليلة القدر على رسول اللّٰه ص.

و أنه كان تنزل الملائكة و الروح فيها من كل أمر ببيان و تأويل سنة فسنة كما يدل عليه فعل المستقبل الدال على التجدد في الاستقبال فنقول هل كان لرسول اللّٰه ص طريق إلى العلم الذي يحتاج إليه الأمة سوى ما يأتيه من السماء من عند اللّٰه سبحانه إما في ليلة القدر أو في غيرها أم لا و الأول باطل لما أجمع عليه الأمة من أن علمه ليس إلا من عند اللّٰه سبحانه كما قال تعالى إِنْ هُوَ إِلّٰا وَحْيٌ يُوحىٰ فثبت الثاني.

ثم نقول فهل يجوز أن لا يظهر هذا العلم الذي يحتاج إليه الأمة أم لا بد من ظهوره لهم و الأول باطل لأنه إنما يوحى إليه ليبلغ إليهم و يهديهم إلى اللّٰه عز و جل فثبت الثاني ثم نقول فهل في ذلك العلم النازل من السماء من عند اللّٰه جل و علا إلى الرسول اختلاف بأن يحكم في أمر في زمان بحكم ثم يحكم في ذلك الأمر بعينه في ذلك الزمان بعينه بحكم آخر

يخالفه أم لا و الأول باطل لأن الحكم إنما هو من عند اللّٰه جل و عز و هو متعال عن ذلك كما قال وَ لَوْ كٰانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللّٰهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلٰافاً كَثِيراً.

الوافي، ج 2، ص: 39

ثم نقول فمن حكم بحكم فيه اختلاف كالذي يجتهد في الحكم الشرعي بتأويله المتشابه برأيه ثم ينقض ذلك الحكم راجعا عن ذلك الرأي لزعمه أنه قد أخطأ فيه هل وافق رسول اللّٰه ص في فعله ذلك و حكمه أم خالفه و الأول باطل لأن رسول اللّٰه ص لم يكن في حكمه اختلاف فثبت الثاني ثم نقول فمن لم يكن في حكمه اختلاف فهل له طريق إلى ذلك الحكم من غير جهة اللّٰه سبحانه إما بواسطة أو بغير واسطة و من دون أن يعلم تأويل المتشابه الذي بسببه يقع الاختلاف أم لا و الأول باطل فثبت الثاني.

ثم نقول فهل يعلم تأويل المتشابه الذي بسببه يقع الاختلاف إلا اللّٰه و الراسخون في العلم الذين ليس في علمهم اختلاف أم لا و الأول باطل لأن اللّٰه سبحانه يقول وَ مٰا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللّٰهُ وَ الرّٰاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ثم نقول فرسول اللّٰه ص الذي هو من الراسخين في العلم هل مات و ذهب بعلمه ذلك و لم يبلغ طريق علمه بالمتشابه إلى خليفته من بعده أم بلغه و الأول باطل لأنه لو فعل ذلك فقد ضيع من في أصلاب الرجال ممن يكون بعده فثبت الثاني.

ثم نقول فهل خليفته من بعده كسائر آحاد الناس يجوز عليه الخطأ و الاختلاف في العلم أم هو مؤيد من عند اللّٰه يحكم بحكم رسول اللّٰه ص بأن يأتيه الملك و يحدثه من غير وحي و رؤية

أو ما يجري مجرى ذلك و هو مثله إلا في النبوة و الأول باطل لعدم إغنائه حينئذ لأن من يجوز عليه الخطأ لا يؤمن عليه الاختلاف في الحكم و يلزم التضييع من ذلك أيضا فثبت الثاني فلا بد من خليفة بعد رسول اللّٰه ص راسخ في العلم عالم بتأويل المتشابه مؤيد من عند اللّٰه لا يجوز عليه الخطأ و لا الاختلاف في العلم يكون حجة على العباد و هو المطلوب.

الوافي، ج 2، ص: 40

فإن قالوا لك هذا إيراد سؤال على الحجة تقريره أن علم رسول اللّٰه ص لعله كان من القرآن فحسب ليس مما يتجدد في ليلة القدر في شي ء فأجاب بأن اللّٰه سبحانه يقول فِيهٰا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أَمْراً مِنْ عِنْدِنٰا إِنّٰا كُنّٰا مُرْسِلِينَ فهذه الآية تدل على تجدد الفرق و الإرسال في تلك الليلة المباركة بإنزال الملائكة و الروح فيها من السماء إلى الأرض دائما فلا بد من وجود من يرسل إليه الأمر دائما.

فإن قالوا لك هذا سؤال آخر تقريره أنه يلزم مما ذكرتم جواز إرسال الملائكة إلى غير النبي ص مع أنه لا يجوز ذلك فأجاب عنه بالمعارضة بمدلول الآية الذي لا مرد له و لا استبعاد في أن يكون للنبي ص خليفة تقرب مرتبته من مرتبته في التأييد من عند اللّٰه و تحديث الملك و إن لم يكن نبيا يوحى إليه فإن المخالفين أيضا

يروون عن النبي ص أنه قال إن في أمتي محدثين

يعني يحدثهم الملك و يسددهم.

فإن قالوا فإن الخليفة هو حكمهم بفتح الكاف يعني هو السيد المتحاكم إليه فقل إذا لم يكن الخليفة مؤيدا محفوظا من الخطأ فكيف يخرجه اللّٰه و يخرج به عباده من الظلمات إلى النور

و قد قال اللّٰه سبحانه اللّٰهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمٰاتِ إِلَى النُّورِ وَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيٰاؤُهُمُ الطّٰاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمٰاتِ ثم وقف يعني أبا جعفر ع.

فقال يعني إلياس مصيبة أي قضية مشكلة و مسألة معضلة ما هي في السنة و الحكم الذي ليس فيه اختلاف يعني ليس حكمها يوجد في السنة و لا في الحكم الذي ليس فيه اختلاف و لا في القرآن أن تظهر يعني تلك الفتنة و هو

الوافي، ج 2، ص: 41

مفعول أبى مع الجملة الحالية التي بعده و العائد في حكمه راجع إلى اللّٰه إن اللّٰه قد علم بما يصيب الخلق من مصيبة في الأرض أي في الخارج من أنفسهم كالمال أو في أنفسهم كالدين فيه إشارة إلى قوله تعالى مٰا أَصٰابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَ لٰا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلّٰا فِي كِتٰابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهٰا إِنَّ ذٰلِكَ عَلَى اللّٰهِ يَسِيرٌ لِكَيْلٰا تَأْسَوْا عَلىٰ مٰا فٰاتَكُمْ وَ لٰا تَفْرَحُوا بِمٰا آتٰاكُمْ جمل الحدود أي مجملاتها و تفسيرها عند الحكم بفتح الكاف يعني الحجة و لفظة من في من حكمه إما اسم موصول فتكون اسم ليس أو حرف جر فتكون صلة للخروج الذي يتضمنه معنى القضاء في قاض أي قاض خارج من حكمه بالصواب مما خص علي ع به هذا من كلام أبي جعفر ع ففي الكلام حذف يعني قال مما خص علي ع به يعني الخلافة و الإمامة و كأنه سقط من قلم النساخ.

و يحتمل أن يكون من كلام الرجل بِمٰا آتٰاكُمْ يعني خلافة أبي بكر و أبي فلان كناية عنه و أصحابه يعني عمر و عثمان واحدة مقدمة يعني تخصيص علي بالخلافة و الإمامة قد

تقدم من رسول اللّٰه ص و فاتكم و واحدة مؤخرة يعني فتنة خلافة أبي بكر قد تأخرت عن ذلك و قد أتتكم فقوله ثانيا لِكَيْلٰا تَأْسَوْا إلى آخره بيان للأمرين و المخاطب بإحداهما الشيعة و بالأخرى مخالفوهم.

و قد تبين من هذا الحديث معنى إنزال القرآن في ليلة القدر مع ما ثبت أنه أنزل نجوما في نحو من عشرين سنة و قد تكلف المفسرون في تفسيره بتكلفات بعيدة مثل قولهم إنه أنزل إلى السماء الدنيا جملة في ليلة القدر ثم أنزل منه إلى الأرض نجوما في تلك المدة و مثل قولهم إن ابتداء نزوله كان في ليلة القدر و مثل قولهم إنا أنزلنا القرآن في شأن ليلة القدر و هو قوله تعالى لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ

الوافي، ج 2، ص: 42

إلى غير ذلك و يأتي ما يقرب من الأول عن الصادق ع في باب متى نزل القرآن من أبواب القرآن و فضائله من كتاب الصلاة إن شاء اللّٰه تعالى.

و المستفاد من هذا الحديث أن معنى إنزاله في ليلة القدر إنزال بيانه بتفصيل مجمله و تأويل متشابهه و تقييد مطلقه و تفريق محكمه من متشابهه و بالجملة تتميم إنزاله بحيث يكون هدى للناس و بينات من الهدى و الفرقان كما قال سبحانه شَهْرُ رَمَضٰانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ يعني في ليلة القدر منه هُدىً لِلنّٰاسِ وَ بَيِّنٰاتٍ مِنَ الْهُدىٰ وَ الْفُرْقٰانِ تثنية لقوله عز و جل إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبٰارَكَةٍ إِنّٰا كُنّٰا مُنْذِرِينَ فِيهٰا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أي محكم أَمْراً مِنْ عِنْدِنٰا إِنّٰا كُنّٰا مُرْسِلِينَ فقوله فِيهٰا يُفْرَقُ و قوله وَ الْفُرْقٰانَ معناهما واحد.

و روي في معاني الأخبار بإسناده عن الصادق ع أن القرآن

جملة الكتاب و الفرقان المحكم الواجب العمل به

انتهى و يأتي هذا الحديث مسندا في آخر كتاب الصلاة إن شاء اللّٰه و قد قال تعالى إِنَّ عَلَيْنٰا جَمْعَهُ وَ قُرْآنَهُ أي حين أنزلناه نجوما فَإِذٰا قَرَأْنٰاهُ عليك حينئذ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ أي جملته ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنٰا بَيٰانَهُ في ليلة القدر بإنزال الملائكة و الروح فيها عليك و على أهل بيتك من بعدك بتفريق المحكم من المتشابه و بتقدير الأشياء و تبيين أحكام خصوص الوقائع التي تصيب الخلق في تلك السنة إلى ليلة القدر الآتية.

هذا ما استنفدته من مجموع هذا الحديث مع ما يأتي من الأخبار في هذا الباب و في باب ليلة القدر من كتاب الصيام و في بعض أخبار ذلك الباب أنه لم ينزل

الوافي، ج 2، ص: 43

القرآن إلا في ليلة القدر و أنه لو رفعت ليلة القدر لرفع القرآن.

و قال في الفقيه تكامل نزول القرآن ليلة القدر و هو مؤيد لما قلنا

[6]
اشارة

484- 6 الكافي، 1/ 247/ 2/ 1 و عن أبي عبد اللّٰه ع قال بينا أبي ع جالس و عنده نفر إذا استضحك حتى اغرورقت عيناه دموعا- ثم قال هل تدرون ما أضحكني قال فقالوا لا قال زعم ابن عباس أنه من الَّذِينَ قٰالُوا رَبُّنَا اللّٰهُ ثُمَّ اسْتَقٰامُوا- فقلت له هل رأيت الملائكة يا بن عباس تخبرك بولايتها لك في الدنيا و الآخرة مع الأمن من الخوف و الحزن قال فقال إن اللّٰه تعالى يقول- إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ و قد دخل في هذا جميع الأمة فاستضحكت ثم قلت صدقت يا بن عباس أنشدك اللّٰه تعالى هل في حكم اللّٰه تعالى اختلاف- قال فقال لا فقلت ما ترى في رجل ضرب رجلا

أصابعه بالسيف حتى سقطت ثم ذهب و أتى رجل آخر فأطار كفه فأتى به إليك و أنت قاض- كيف أنت صانع قال- أقول لهذا القاطع أعطه دية كفه و أقول لهذا المقطوع صالحه على ما شئت و ابعث به إلى ذوي عدل قلت- جاء الاختلاف في حكم اللّٰه تعالى و نقضت القول الأول أبى اللّٰه تعالى أن يحدث في خلقه شيئا من الحدود ليس تفسيره في الأرض اقطع قاطع الكف أصلا ثم أعطه دية الأصابع هكذا حكم اللّٰه تبارك و تعالى ليلة ينزل فيها أمره أن جحدتها بعد ما سمعت من رسول اللّٰه ص فأدخلك اللّٰه النار كما أعمى بصرك يوم جحدتها علي بن أبي طالب ع قال فلذلك

الوافي، ج 2، ص: 44

عمى بصري قال و ما علمك بذلك فو الله إن عمى بصره إلا من صفقة جناح الملك- قال فاستضحكت ثم تركته يومه ذلك لسخافة عقله ثم لقيته فقلت- يا بن عباس ما تكلمت بصدق مثل أمس قال لك علي بن أبي طالب إن ليلة القدر في كل سنة و إنه ينزل في تلك الليلة أمر السنة و إن لذلك الأمر ولاة بعد رسول اللّٰه ص فقلت من هم فقال أنا و أحد عشر من صلبي أئمة محدثون فقلت لا أراها كانت إلا مع رسول اللّٰه ص فتبدأ لك الملك الذي يحدثه فقال كذبت يا عبد اللّٰه رأت عيناي الذي حدثك به علي و لم تره عيناه و لكن وعى قلبه و وقر في سمعه ثم صفقك بجناحه فعميت- قال فقال ابن عباس ما اختلفنا في شي ء فحكمه إلى اللّٰه فقلت له فهل حكم اللّٰه في حكم من حكمه بأمرين قال لا فقلت هاهنا

هلكت و أهلكت

بيان

اغرورقت افعيعال من الغرق قٰالُوا رَبُّنَا اللّٰهُ ثُمَّ اسْتَقٰامُوا يعني وحدوا اللّٰه ثم استقاموا على طاعة اللّٰه و طاعة رسوله كما ينبغي من غير مخالفة يعني بهم المعصومين ص هل رأيت الملائكة أشار به إلى قوله سبحانه إِنَّ الَّذِينَ قٰالُوا رَبُّنَا اللّٰهُ ثُمَّ اسْتَقٰامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلٰائِكَةُ أَلّٰا تَخٰافُوا وَ لٰا تَحْزَنُوا وَ أَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيٰاؤُكُمْ فِي الْحَيٰاةِ الدُّنْيٰا وَ فِي الْآخِرَةِ.

صدقت صدقه على سبيل التهكم و ابعث به إلى ذوي عدل أي أرسله

الوافي، ج 2، ص: 45

إليهما لتقدير الحكومة في الأصابع جاء الاختلاف لعدم إمكان الاتفاق في مثله ليلة ينزل فيها أمره يعني ليلة القدر.

قال اللّٰه تعالى إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبٰارَكَةٍ إِنّٰا كُنّٰا مُنْذِرِينَ فِيهٰا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ و قال إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ إلى قوله مِنْ كُلِّ أَمْرٍ إن جحدتها يعني تلك الليلة قال فلذلك عمى بصري هذا الكلام تصديق و إقرار منه له ع قال و ما علمك بذلك يعني قال ابن عباس لأبي من أين علمت أن ذلك سبب عماي كأنه تعجب من علمه بما هو بمنزلة الغيب فو الله هذا من كلام الصادق ع معترض و لم تره عيناه هذا من تتمة كلام الملك و العائد في عيناه راجع إلى علي ع يعني لم تره عينا علي لأنه ليس بملك و لا نبي و يأتي ما يؤيد هذا التفسير في هذا الباب.

وقر في سمعه أي ثبت فيه و استقر من الوقرة يعني النقرة في الصخرة و في الحديث التعلم في الصغر كالوقرة في الحجر أراد أنه يثبت في القلب ثبات النقرة في الحجر ما اختلفنا في شي ء فحكمه إلى

اللّٰه أشار به إلى قوله عز و جل وَ مَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْ ءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللّٰهِ أي مردود إليه كأنه نفى بهذا الكلام أن يكون في الأمة من علم حكم المختلف فيه.

فاحتج ع عليه بأنه إذا كان الحكم مردودا إلي اللّٰه و ليس عند اللّٰه في الواقع إلا حكم واحد فكيف يحكمون تارة بأمر و تارة بآخر و هل هذا إلا مخالفة لله سبحانه في أحد الحكمين التي هي سبب الهلاك و الإهلاك

[7]
اشارة

485- 7 الكافي، 1/ 248/ 3/ 1 بهذا الإسناد عن أبي جعفر ع قال

الوافي، ج 2، ص: 46

قال اللّٰه تعالى في ليلة القدر فِيهٰا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ يقول ينزل فيها كل أمر حكيم و المحكم ليس بشيئين إنما هو شي ء واحد فمن حكم بما ليس فيه اختلاف فحكمه من حكم اللّٰه تعالى و من حكم بأمر فيه اختلاف فرأى أنه مصيب فقد حكم بحكم الطاغوت إنه لينزل في ليلة القدر إلى ولي الأمر تفسير الأمور سنة سنة يؤمر فيها في أمر نفسه بكذا و كذا و في أمر الناس بكذا و كذا و إنه ليحدث لولي الأمر سوى ذلك كل يوم علم اللّٰه الخاص و المكنون العجيب المخزون مثل ما ينزل في تلك الليلة من الأمر ثم قرأ وَ لَوْ أَنَّ مٰا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلٰامٌ وَ الْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مٰا نَفِدَتْ كَلِمٰاتُ اللّٰهِ إِنَّ اللّٰهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ

بيان

فسر ع الحكيم بالمحكم في ضمن قوله و المحكم ليس بشيئين و فسر المحكم بما لا يحتمل غير معناه كما هو المشهور في تفسيره لأنه هو الذي ليس بشيئين و إنما هو شي ء واحد لا اختلاف فيه و أما الذي يحتمل غير معناه فهو شيئان و لا بد فيه من الاختلاف و ما أحكم هذا الحديث في إبطال القول بالاجتهاد و الرأي و أبينه و كأنه أراد ع بعلم اللّٰه الخاص العلم اللدني المتعلق بمعرفة أسرار المبدأ و المعاد مما يخصهم أعني غير المتعلق بأفعال العباد و بالمكنون العجيب المخزون ما يجب من ذلك صونه عن غير أهله لعدم احتمال أفهام الجمهور له

كما قال أمير المؤمنين ع اندمجت على مكنون علم

لو بحت به لاضطربتم- اضطراب الأرشية في الطوي البعيدة

الوافي، ج 2، ص: 47

[8]
اشارة

486- 8 الكافي، 1/ 248/ 4/ 1 بهذا الإسناد عن أبي عبد اللّٰه ع قال كان علي بن الحسين ع يقول إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ صدق اللّٰه عز و جل أنزل اللّٰه القرآن في ليلة القدر وَ مٰا أَدْرٰاكَ مٰا لَيْلَةُ الْقَدْرِ قال رسول اللّٰه ص لا أدري- قال اللّٰه تعالى لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ليس فيها ليلة القدر قال لرسول اللّٰه ص و هل تدري لم هي خير من ألف شهر قال لا قال لأنها تنزل فيها الملائكة و الروح بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ و إذا أذن اللّٰه بشي ء فقد رضيه سَلٰامٌ هِيَ حَتّٰى مَطْلَعِ الْفَجْرِ يقول تسلم عليك يا محمد ملائكتي و روحي بسلامي من أول ما يهبطون إلى مطلع الفجر- ثم قال في بعض كتابه وَ اتَّقُوا فِتْنَةً لٰا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً- في إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ و قال في بعض كتابه وَ مٰا مُحَمَّدٌ إِلّٰا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ مٰاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلىٰ أَعْقٰابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلىٰ عَقِبَيْهِ- فَلَنْ يَضُرَّ اللّٰهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اللّٰهُ الشّٰاكِرِينَ- يقول في الآية الأولى إن محمدا حين يموت يقول أهل الخلاف لأمر اللّٰه تعالى مضت ليلة القدر مع رسول اللّٰه ص فهذه فتنة أصابتهم خاصة و بها ارتدوا على أعقابهم لأنهم إن قالوا لم تذهب فلا بد أن يكون لله تعالى فيها أمر و إذا أقروا بالأمر لم يكن له من صاحب بد

الوافي، ج 2، ص: 48

بيان

روي أن النبي ص أري له في منامه أن القردة تصعد منبره ترد الناس عن الدين القهقرى فغمه ذلك فنزل عليه جبرئيل ع بهذه السورة

تسلية له ص و أخبره أن بني أمية يملكون الأمر من بعده إلى ألف شهر

و تأتي هذه الرواية في باب نقض عهد الصحابة من هذا الكتاب و في باب ليلة القدر من كتاب الصيام بأدنى تفاوت فقوله تعالى خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ يعني خير من ألف شهر يملك فيها بنو أمية الأمر بعدك ليس لهم فيها ليلة القدر لاختصاصها بك و بأهل بيتك من بعدك بنزول الأمر لهم فيها و بشيعتهم بتضاعف حسناتهم فيها.

قوله إذا أذن اللّٰه بشي ء تفسير للإذن بالرضا و حاصل معنى آخر الحديث و اللّٰه أعلم ثم قائله أن الفتنة في هذه السورة فتنتان فتنة تصيب الذين ظلموا منهم خاصة و هي إنكارهم لليلة القدر بعد النبي ص أصلا و رأسا و ارتدادهم على أعقابهم كفرا و نفاقا و أصحاب هذه الفتنة ليسوا مخاطبين بهذه الآية لأنهم ليسوا بأهل للخطاب و لا ينفعهم النصح و فتنة أخرى لا تصيبن الذين ظلموا خاصة بل تعمهم و غير الظالمين و هي عدم المبالاة بمعرفة صاحب هذا الأمر بعد رسول اللّٰه ص و أن ليلة القدر بعده لمن و أن تنزل الملائكة و الروح فيها على من.

و أصحاب هذه الفتنة أهل الحيرة الذين لا يهتدون إلى الحق سبيلا و هم المخاطبون بهذه الآية يقول اللّٰه لهم اجتهدوا في معرفة الأمور المذكورة و تعرفوها من قبل أن يخرج طريق تعرفها من أيديكم و هذا معنى اتقاء الفتنة و الآية الثانية نزلت في جماعة فروا من الزحف في بعض الغزوات مرتدين على أعقابهم زعما منهم أن الرسول ص قد قتل حين نادى إبليس فيهم بذلك و هم في الحقيقة أهل الفتنة الأولى المنكرون لبقاء ليلة القدر بعد

الرسول بل لبقاء

الوافي، ج 2، ص: 49

الدين أيضا.

يقول اللّٰه تعالى لهم و ما محمد إلا كسائر الرسل الذين مضوا فإنه سيمضي كما مضوا فإذا مضى مضى معه الدين فتنقلبوا بعد إيمانكم كفارا أف لكم و لأيمانكم كلا بل الدين باق بعده و الأمر باق و صاحب الأمر باق و ليلة القدر باقية و تنزل الملائكة و الروح فيها على صاحب الأمر باق ما بقيت الدنيا و أهلها و أنه يكون بعد الرسول ص خليفة بعد خليفة و وصي بعد وصي و نزول أمر بعد نزول أمر و بيان متشابهات بعد بيان متشابهات إلى غير ذلك.

فقوله ع يقول في الآية الأولى إلى آخره إشارة إلى ما قلناه و بيان لارتباط إحدى الآيتين بالأخرى و تنبيه على أن الذين ظلموا في الأولى هم المشار إليهم بالانقلاب على الأعقاب في الثانية بالحقيقة و قوله أهل الخلاف لأمر اللّٰه إشارة إلى أصحاب الفتنة الأولى و قوله و بها ارتدوا إشارة إلى أنهم في الحقيقة هم المرتدون في تلك الغزوة على أعقابهم و أنهم بهذه الفتنة ارتدوا و قوله لأنهم إن قالوا تعليل لقولهم بمضي ليلة القدر و ارتدادهم عن الدين و ذلك لأنهم إن اعترفوا ببقاء ليلة القدر فلا بد لهم من الاعتراف بالحق كما بينه ع

[9]
اشارة

487- 9 الكافي، 1/ 249/ 5/ 1 و عن أبي عبد اللّٰه ع قال كان علي ع كثيرا ما يقول اجتمع التيمي و العدوي عند رسول اللّٰه ص و هو يقرأ إنا أنزلناه بتخشع و بكاء فيقولان ما أشد رقتك لهذه السورة فيقول رسول اللّٰه لما رأت عيني و وعى قلبي و لما يرى قلب هذا من بعدي فيقولان و

ما الذي رأيت و ما الذي يرى قال فيكتب لهما في التراب تَنَزَّلُ الْمَلٰائِكَةُ وَ الرُّوحُ فِيهٰا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ قال ثم يقول هل بقي شي ء بعد قوله تعالى كُلِّ أَمْرٍ- فيقولان لا فيقول هل تعلمان من المنزل إليه بذلك فيقولان أنت

الوافي، ج 2، ص: 50

يا رسول اللّٰه فيقول نعم فيقول هل تكون ليلة القدر من بعدي فيقولان نعم قال فيقول فهل ينزل ذلك الأمر فيها فيقولان نعم- قال فيقول إلى من فيقولان لا ندري فيأخذ برأسي فيقول إن لم تدريا فادريا هو هذا من بعدي قال فإن كانا ليعرفان تلك الليلة بعد رسول اللّٰه ص من شدة ما يداخلهما من الرعب

بيان

التيمي و العدوي كنايتان عن الأولين لما رأت عيني إشارة إلى الملائكة المتنزلين في تلك الليلة و وعى قلبي إشارة إلى ما حدثته من تبيين الأمور و إحكام الأحكام و لما يرى قلب هذا من بعدي يعني من الملائكة و تحديثهم إياه و أشار بهذا إلى أمير المؤمنين ع و قد مضى في خبر آخر أنه وعى قلبه و وقر في سمعه فإن كانا ليعرفان إن مخففة من المثقلة و ضمير الشأن محذوف بقرينة لام التأكيد في الخبر يعني فإن الشأن أنهما كانا ليعرفان البتة تلك الليلة بعد النبي ص لشدة الرعب الذي يداخلهما فيها

[10]
اشارة

488- 10 الكافي، 1/ 249/ 6/ 1 و عن أبي جعفر ع قال يا معشر الشيعة خاصموا بسورة إنا أنزلناه تفلجوا فو الله إنها لحجة اللّٰه تعالى على الخلق بعد رسول اللّٰه ص و إنها لسيدة دينكم و إنها لغاية علمنا يا معشر الشيعة خاصموا ب حم وَ الْكِتٰابِ الْمُبِينِ إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبٰارَكَةٍ إِنّٰا كُنّٰا مُنْذِرِينَ فإنها لولاة الأمر خاصة بعد رسول اللّٰه ص يا معشر الشيعة يقول اللّٰه تعالى وَ إِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلّٰا خَلٰا فِيهٰا نَذِيرٌ قيل يا أبا

الوافي، ج 2، ص: 51

جعفر نذيرها محمد ص فقال صدقت فهل كان نذير و هو حي من البعثة في أقطار الأرض فقال السائل لا قال أبو جعفر ع أ رأيت بعيثه أ ليس نذيره كما أن رسول اللّٰه في بعثته من اللّٰه تعالى نذير فقال بلى قال فكذلك لم يمت محمد إلا و له بعيث نذير قال فإن قلت لا فقد ضيع رسول اللّٰه ص من في أصلاب الرجال من أمته قال و ما يكفيهم القرآن قال

بلى إن وجدوا له مفسرا قال و ما فسره رسول اللّٰه ص قال بلى قد فسره لرجل واحد و فسر للأمة شأن ذلك الرجل و هو علي بن أبي طالب ع قال السائل يا أبا جعفر كان هذا أمر خاص لا يحتمله العامة قال أبي اللّٰه أن يعبد إلا سرا حتى يأتي إبان أجله الذي يظهر فيه دينه كما أنه كان رسول اللّٰه ص مع خديجة ع مستترا حتى أمر بالإعلان قال السائل ينبغي لصاحب هذا الدين أن يكتم قال أ و ما كتم علي بن أبي طالب ع يوم أسلم مع رسول اللّٰه ص حتى ظهر أمره قال بلى قال فكذلك أمرنا حتى يبلغ الكتاب أجله

بيان

أنها لحجة اللّٰه على الخلق قد مضى بيان كونها حجة لسيدة دينكم يعني لسيدة حجج دينكم لغاية علمنا أي نهاية ما يحصل لنا من العلم لكشفها عن ليلة القدر التي تحصل لنا فيها غرائب العلم و مكنوناته و في بعض النسخ غاية ما علمنا فإنها لولاة الأمر خاصة أي هذه الآيات إنما هي للأئمة المعصومين بعد النبي ص و في شأنهم ليست لغيرهم يعني هذا الإنزال إنما هو عليهم

الوافي، ج 2، ص: 52

بعده و هذا الإنذار إنما يكون بهم بعده و إرسال الأمر المذكور فيها إنما هو إليهم خاصة.

وَ إِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلّٰا خَلٰا فِيهٰا نَذِيرٌ يعني لا بد لكل أمة من نذير حي يكون بين أظهرهم ينذرهم في كل زمان و كذلك كان ما كانت الدنيا نذيرها محمد يعني نذير هذه الأمة محمد ص صدقت صدقه باعتبار نذارته ص للأمة كافة بلا واسطة بينه و بين اللّٰه تعالى ثم أخذ في الاحتجاج على السائل للاضطرار إلى

النذير في كل قرن حتى في قرنه ص لمن كان في أقطار الأرض بعيدا منه.

من البعثة أي من جهة بعثته ص أصحابه إلى أقطار الأرض أو هي بفتحتين جمع بعيث بمعنى المبعوث فأخطأ السائل حين أنكر ذلك فنبهه على خطائه بقوله ع أ رأيت بعيثه أ ليس نذيره يعني بل إنما يكون من يبعثه من أصحابه إلى أقطار الأرض نيابة عن نفسه نذيره في بعثته كما أنه هو نذير من اللّٰه في بعثته فكذلك لم يمت محمد إلا و له بعيث نذير يعني كما كان الأمر في حال حياة الرسول كذلك يكون بعد موته فلم يمت محمد إلا و له خليفة قد بعثه إلى الخلق لإنذارهم و هكذا كل خليفة ما بقيت الدنيا و إلا لزم أن يكون الرسول قد ضيع من في أصلاب الرجال من أمته كما أنه لو لم يبعث في حال حياته إلى من غاب عنه في أقطار الأرض لكان قد ضيعهم إبان أجله بتشديد الباء الموحدة يعني وقت حلول أجله

[11]
اشارة

489- 11 الكافي، 1/ 250/ 7/ 1 و عن أبي جعفر ع قال لقد خلق اللّٰه تعالى ليلة القدر أول ما خلق الدنيا و لقد خلق فيها أول نبي يكون و أول وصي يكون و لقد قضى أن يكون في كل سنة ليلة يهبط فيها بتفسير الأمور

الوافي، ج 2، ص: 53

إلى مثلها من السنة المقبلة من جحد ذلك فقد رد على اللّٰه تعالى علمه لأنه لا يقوم الأنبياء و الرسل و المحدثون إلا أن يكون عليهم حجة بما يأتيهم في تلك الليلة مع الحجة التي يأتيهم بها جبرئيل ع قلت و المحدثون أيضا يأتيهم جبرئيل ع أو غيره من الملائكة

قال أما الأنبياء و الرسل فلا شك و لا بد لمن سواهم من أول يوم خلقت فيه الأرض إلى آخر فناء الدنيا أن تكون على أهل الأرض حجة- ينزل ذلك في تلك الليلة إلى من أحب من عباده و ايم اللّٰه لقد نزل الروح و الملائكة بالأمر في ليلة القدر على آدم و ايم اللّٰه ما مات آدم إلا و له وصي- و كل من بعد آدم من الأنبياء قد أتاه الأمر فيها و وضع لوصيه من بعده و ايم اللّٰه إن كان النبي ليؤمر فيما يأتيه من الأمر في تلك الليلة من آدم إلى محمد ص أن أوص إلى فلان- و لقد قال اللّٰه تعالى في كتابه لولاة الأمر من بعد محمد ص خاصة وَعَدَ اللّٰهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصّٰالِحٰاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ- كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ إلى قوله فَأُولٰئِكَ هُمُ الْفٰاسِقُونَ يقول أستخلفكم لعلمي و ديني و عبادتي بعد نبيكم كما استخلف وصاة آدم من بعده حتى يبعث النبي الذي يليه- يَعْبُدُونَنِي لٰا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً يقول يعبدونني بإيمان لا نبي بعد محمد ص فمن قال غير ذلك فَأُولٰئِكَ هُمُ الْفٰاسِقُونَ فقد مكن ولاة الأمر بعد محمد ص بالعلم و نحن هم فاسألونا فإن صدقناكم فأقروا و ما أنتم بفاعلين أما علمنا فظاهر و أما أبان أجلنا الذي يظهر فيه الدين منا حتى لا يكون بين الناس اختلاف فإن له أجلا من ممر الليالي

الوافي، ج 2، ص: 54

و الأيام إذا أتى ظهر و كان الأمر واحدا- و ايم اللّٰه لقد قضي الأمر أن لا يكون بين المؤمنين اختلاف و لذلك جعلهم شهداء على الناس ليشهد محمد علينا و لنشهد على

شيعتنا و لتشهد شيعتنا على الناس أبي اللّٰه تعالى أن يكون في حكمه اختلاف أو بين أهل علمه تناقض ثم قال أبو جعفر ع فضل إيمان المؤمن بحمله إنا أنزلناه و بتفسيرها على من ليس مثله في الإيمان بها كفضل الإنسان على البهائم و إن اللّٰه تعالى ليدفع بالمؤمنين بها عن الجاحدين لها في الدنيا لكمال عذاب الآخرة لمن علم أنه لا يتوب منهم ما يدفع بالمجاهدين عن القاعدين- و لا أعلم أن في هذا الزمان جهادا إلا الحج و العمرة و الجوار- قال و قال رجل لأبي جعفر ع يا بن رسول اللّٰه لا تغضب علي قال لما ذا قال لما أريد أن أسألك عنه قال قل قال و لا تغضب قال و لا أغضب قال أ رأيت قولك في ليلة القدر و تنزل الملائكة و الروح فيها إلى الأوصياء يأتونهم بأمر لم يكن رسول اللّٰه ص قد علمه أو يأتونهم بأمر كان رسول اللّٰه ص يعلمه- و قد علمت أن رسول اللّٰه ص مات و ليس من علمه شي ء إلا و علي ع له واع قال أبو جعفر ما لي و لك أيها الرجل و من أدخلك علي قال أدخلني عليك القضاء لطلب الدين قال فافهم ما أقول لك إن رسول اللّٰه ص لما أسري به لم يهبط حتى أعلمه اللّٰه تعالى علم ما قد كان و ما سيكون و كان كثير من علمه ذلك جملا يأتي تفسيرها في ليلة القدر و كذلك كان علي بن أبي طالب ع قد علم جمل العلم و يأتي تفسيره في ليالي القدر كما كان مع رسول اللّٰه ص قال السائل أ و ما كان في الجمل

تفسير

الوافي، ج 2، ص: 55

قال بلى و لكنه إنما يأتي بالأمر من اللّٰه تعالى في ليالي القدر إلى النبي ص و إلى الأوصياء افعل كذا و كذا لأمر قد كانوا علموه- أمروا كيف يعملون فيه قلت فسر لي هذا قال لم يمت رسول اللّٰه ص إلا حافظا لجملة العلم و تفسيره قلت فالذي كان يأتيه في ليالي القدر علم ما هو قال الأمر و اليسر فيما كان قد علم قال السائل فما يحدث لهم في ليالي القدر علم سوى ما علموا قال هذا مما أمروا بكتمانه و لا يعلم تفسير ما سألت عنه إلا اللّٰه تعالى قال السائل فهل يعلم الأوصياء ما لا يعلم الأنبياء قال لا و كيف يعلم وصي غير علم ما أوصى إليه- قال السائل فهل يسعنا أن نقول إن أحدا من الوصاة يعلم ما لا يعلم الآخر قال لا لم يمت نبي إلا و علمه في جوف وصيه و إنما تنزل الملائكة و الروح في ليلة القدر بالحكم الذي يحكم به بين العباد قال السائل و ما كانوا علموا ذلك الحكم قال بلى قد علموه لكنهم لا يستطيعون إمضاء شي ء منه حتى يؤمروا في ليالي القدر كيف يصنعون إلى السنة المقبلة قال السائل يا أبا جعفر لا أستطيع إنكار هذا قال أبو جعفر من أنكره فليس منا قال السائل يا أبا جعفر أ رأيت النبي ص هل كان يأتيه في ليالي القدر شي ء لم يكن علمه قال لا يحل لك أن تسأل عن هذا أما علم ما كان و ما سيكون فليس يموت نبي و لا وصي إلا و الوصي الذي بعده يعلمه أما هذا العلم الذي تسأل عنه فإن اللّٰه

تعالى أبى أن يطلع الأوصياء عليه إلا أنفسهم قال السائل يا بن رسول اللّٰه كيف أعرف أن ليلة القدر تكون في كل سنة قال إذا أتى شهر رمضان فاقرأ سورة الدخان في كل ليلة مائة مرة إذا أتت ليلة ثلاث و عشرين فإنك ناظر إلى تصديق الذي سألت عنه قال و قال أبو جعفر ع لما ترون من بعثه اللّٰه تعالى بالشقاء على أهل الضلالة

الوافي، ج 2، ص: 56

من أجناد الشياطين و أزواجهم أكثر مما ترون خليفة اللّٰه الذي بعثه للعدل- و الصواب من الملائكةقيل يا أبا جعفر و كيف يكون شي ء أكثر من الملائكة قال كما شاء اللّٰه تعالى قال السائل يا أبا جعفر إني لو حدثت بعض الشيعة بهذا الحديث لأنكروه قال كيف ينكرونه قال يقولون إن الملائكة أكثر من الشياطين قال صدقت افهم عني ما أقول إنه ليس من يوم و لا ليلة- إلا و جميع الجن و الشياطين يزور أئمة الضلال و يزور إمام الهدى عددهم من الملائكة حتى إذا أتت ليلة القدر فيهبط فيها من الملائكة إلى ولي الأمر خلق اللّٰه- أو قال قيض اللّٰه تعالى من الشياطين بعددهم ثم زاروا ولي الضلالة فأتوه بالإفك و الكذب حتى لعله يصبح فيقول رأيت كذا و كذا فلو سأل ولي الأمر عن ذلك لقال رأيت شيطانا أخبرك بكذا و كذا حتى يفسر له تفسيرا و يعلمه الضلالة التي هو عليها و ايم اللّٰه إن من صدق بليلة القدر ليعلم أنها لنا خاصة لقول رسول اللّٰه ص لعلي ع حين دنا موته هذا وليكم من بعدي فإن أطعتموه رشدتم و لكن من لا يؤمن بما في ليلة القدر منكر و من آمن بليلة

القدر ممن على غير رأينا فإنه لا يسعه في الصدق إلا أن يقول إنها لنا و من لم يقل فإنه كاذب إن تعالى أعظم من أن ينزل الأمر مع الروح و الملائكة إلى كافر فاسق فإن قال إنه ينزل إلى الخليفة الذي هو عليها فليس قولهم ذلك بشي ء و إن قالوا إنه ليس ينزل إلى أحد فلا يكون أن ينزل شي ء إلى غير شي ء و إن قالوا

الوافي، ج 2، ص: 57

سيقولون ليس هذا بشي ء فقد ضلوا ضلالا بعيدا

بيان

لعل السر في كون خلق ليلة القدر مع أول خلق الدنيا و خلق أول نبي أو وصي يكون فيها أن ليلة القدر يدبر فيها كل أمر يكون في الدنيا و يقدر فيها كل شي ء يوجد في العالم و تنزل الملائكة و الروح فيها بإذن ربهم من كل أمر إلى نبي أو وصي كما تقرر ذلك كله في النصوص و تعيين الوصي للنبي إنما يكون في تلك الليلة فلو كانت الدنيا متقدمة على ليلة القدر لزم أن يكون إمضاؤها قبل تدبيرها و تقديرها و لو كانت ليلة القدر متقدمة على الدنيا لزم أن لا تتنزل الملائكة و الروح فيها لفقد المنزل إليه.

ثم إن الدنيا إنما كانت دنيا لدنوها من الإنسان بالإضافة إلى الآخرة فهما حالتان للإنسان فلا دنيا قبل إنسان و لا إنسان قبل نبي أو وصي إذ لا يقوم هذا النوع إلا بحجة كما يأتي بيانه من الأخبار فخلق النبي الأول و الوصي الأول من حيث كونه وصيا إنما يكون في ليلة القدر و لا ليلة قدر و لا دنيا إلا و فيهما نبي أو وصي و لا نبي و لا وصي إلا و لهما ليلة قدر

فقد رد على اللّٰه علمه لأن علم اللّٰه في الأمور المتجددة في كل سنة لا بد أن ينزل في ليلة القدر إلى الأرض ليكون حجة على الأنبياء و المحدثين لنبوتهم و ولايتهم فالراد لليلة القدر هو الراد على اللّٰه علمه الجاحد أن يكون علمه في الأرض.

فلا شك أي في إتيان جبرئيل لم يتعرض ع لجواب السائل بل أعرض عنه إلى غيره تنبيها له على أن هذا السؤال غير مهم له و إنما المهم له التصديق بنزول الأمر على الأوصياء ليكون حجة لهم على أهل الأرض و أما أن النازل بالأمر هل هو جبرئيل أو غيره فليس العلم به بمهم له أو إنه لم ير المصلحة في إظهار ذلك له لكونه أجنبيا كما يشعر به قوله ع فيما بعد و ما أنتم بفاعلين و وضع أي النبي الأمر أو على البناء للمفعول أو بالتنوين عوضا عن

الوافي، ج 2، ص: 58

المضاف إليه عطف على الأمر.

بإيمان لا نبي بعد محمد يعني أن نفي الشرك عبارة عن أن لا يعتقد النبوة في الخليفة الظاهر الغالب أمره و من قال غير ذلك هذا تفسير لقوله تعالى وَ مَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذٰلِكَ فَأُولٰئِكَ هُمُ الْفٰاسِقُونَ يعني و من كفر بهذا الوعد بأن قال إن مثل هذا الخليفة لا يكون إلا نبيا و لا نبي بعد محمد ص فهذا الوعد غير صادق أو كفر بهذا الموعود بأن قال إذا ظهر أمره هذا نبي أو قال هذا ليس بخليفة لاعتقاده الملازمة بين الأمرين فقوله ع غير ذلك إشارة إلى الأمرين و السر في هذا التفسير أن العامة لا يعتقدون مرتبة متوسطة بين مرتبة النبوة و مرتبة آحاد أهل الإيمان من الرعية في

العلم اللدني بالأحكام و لهذا ينكرون إمامة أئمتنا ع زعما منهم أنهم كسائر آحاد الناس فإذا سمعوا منهم من غرائب العلم أمرا زعموا أنهم ع يدعون النبوة لأنفسهم.

لكمال عذاب الآخرة أي ليكمل العذاب عليهم و الجوار أي قضاء حق المجاورة و الصبر على أذى الجار و العشير كأنه ع شبه العبادات الثلاث بالجهاد و جعلها عوضا عنه في هذا الزمان لما فيها من جهاد النفس على مشاقها و لا سيما ما يتحمل من أذى الأعداء الجاحدين للحق و تنزل الملائكة بصيغة المصدر مجرورا عطفا على ليلة القدر يعني ما قولك في شأن ليلة القدر و في تنزل الملائكة و الروح فيها جملا كان المراد بالجمل العلم بها على الوجه الكلي المنطبق على جزئياته فردا فردا بحيث لا يفوته معلوم و لكنه من دون الخصوصيات و التعينات و لما كان فهم ذلك متعسرا على السائل أخذ يكرر عنه السؤال و تقرير شبهته أن الجملة إن كانت مشتملة على كل ما اشتمل عليه التفسير فما الذي يأتيهم في ليلة القدر من العلم.

و إن لم تكن مشتملة على الجميع و كان يبقى من العلم ما لم يأتهم بعد و إنما يأتيهم

الوافي، ج 2، ص: 59

في ليالي القدر فيلزم أن لا يعلم الرسول ص ذلك الباقي الأمر و اليسر يعني خصوص الأمر و سهولته إذ قد تشخص و تعين و صار بحيث يتيسر لهم إلقاؤه إلى الناس جزئيا محسوسا فيما كان قد علم يعني على الوجه الكلي المحتمل لأفراده المتكثرة و لما كرر السائل سؤاله و أعاد بعد هذا الجواب الواضح ما كان يسأله أولا و جزم ع بأنه ليس من شأنه أن يفهم ذلك عدل عن جوابه

بالبيان إلى جوابه بالأمر بالكتمان و أنه لا يعلم تفسير ذلك و بيانه لمثل هذا الرجل بحيث يفهم أو يسكت سوى اللّٰه سبحانه.

إذ الأفهام إنما هو بيد اللّٰه سبحانه و إنما المعلم فاتح للمتعلم و معد لأن يصير بحيث يفهم من اللّٰه عز و جل ما يلقيه إليه و إنما أمروا بكتمانه لأنهم ع أمروا أن يكلموا الناس على قدر عقولهم فمن لم يكن مقدار عقله صالحا لفهم أمر وجب كتمان ذلك الأمر عنه هل كان يأتيه في ليالي القدر هذه هي المرة التاسعة لسؤاله ذلك و حينئذ حرم ع عليه السؤال و ما أصبره بأبي و أمي على مخاطبته و الرفق في جوابه ص.

أن يطلع من باب الإفعال و المراد الاطلاع الكاشف عن سر الأمر على ما هو عليه إلا أنفسهم يعني إلا اطلاع كل منهم صاحبه ناظر إلى تصديق الذي سألت يعني ينكشف لك بعلامة أنها ليلة القدر إذا تشوفت إلى ذلك بإخلاص منك لما ترون مبتدأ و اللام المفتوحة لتأكيد الحكم و خبره أكثر مما ترون خليفة اللّٰه أي لخليفة اللّٰه كما شاء اللّٰه إنما أجابه ع بذلك لأن سؤاله كان ساقطا مع أنه لم يلزم من كلامه ع ذلك إذ لا يجب أن يكون كل ملك مرئيا لهم حينئذ لجواز أن لا يكون الكل مبعوثين للخليفة أو يكون الكل مبعوثين له و لكن لا يكونون مشهودين لهم و لهذا لما أعاد السائل هذا السؤال أعرض عن جوابه بعد تصديقه الإجمالي إلى قوله افهم عني ما أقول.

الوافي، ج 2، ص: 60

خلق اللّٰه جواب إذا من الشياطين بعددهم لا منافاة بين هذا و ما سبق من أن ما ترون من الشياطين يكون أكثر

مما ترون من الملائكة لجواز أن يكونوا يرون جميع الشياطين و لا يرون جميع الملائكة بل بعضها خاصة و يعلمه الضلالة من الإعلام منكر أي لنا إلى الخليفة الذي هو عليها أي على الضلالة و إن قالوا سيقولون أي إن قالوا ليس ينزل إلى أحد فسيقولون بعد التنبه إنه ليس بشي ء

الوافي، ج 2، ص: 61

باب 2 أن الحجة لا تقوم لله على خلقه إلا بإمام

[1]

490- 1 الكافي، 1/ 177/ 1/ 1 محمد عن ابن عيسى عن ابن أبي عمير عن السراد عن داود الرقي عن العبد الصالح ع قال إن الحجة لا تقوم لله على خلقه إلا بإمام حتى يعرف

[2]

491- 2 الكافي، 1/ 177/ 2/ 1 الاثنان عن الوشاء قال سمعت الرضا ع يقول إن أبا عبد اللّٰه ع قال الحديث

[3]
اشارة

492- 3 الكافي، 1/ 177/ 3/ 1 أحمد عن محمد بن الحسن عن عباد بن سليمان عن سعد بن سعد عن محمد بن عمارة عن أبي الحسن الرضا ع مثله

بيان

حتى يعرف بالتشديد من التعريف أي يعرفهم اللّٰه أو يعرفهم الطريق إلى اللّٰه أو معالم الدين أو يدلهم على المعرفة و يحتمل البناء للمفعول مخففا أو مشددا و الضمير عائد إلى اللّٰه

[4]
اشارة

493- 4 الكافي، 1/ 177/ 4/ 1 محمد عن أحمد عن البرقي عن خلف بن حماد عن أبان بن تغلب قال قال أبو عبد اللّٰه ع الحجة قبل

الوافي، ج 2، ص: 62

الخلق و مع الخلق و بعد الخلق

بيان

يعني أنها تكون قبل الخلق و بعدهم كما تكون معهم و لهذا بدأ اللّٰه تعالى أولا بخلق الخليفة ثم خلق الخليقة كما قال عز و جل إِنِّي جٰاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً.

و يأتي في الباب الآتي أن آخر من يموت الإمام و ثبت أنه إذا قبض اللّٰه تعالى القائم خربت الدنيا و فني الخلق كلهم و الغرض من هذا الحديث بيان وجوب استمرار وجود الحجة في العالم و ابتناء بقاء العالم عليه

الوافي، ج 2، ص: 63

باب 3 أن الأرض لا تخلو من حجة

[1]

494- 1 الكافي، 1/ 178/ 1/ 1 العدة عن ابن عيسى عن ابن أبي عمير عن الحسين بن أبي العلاء قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع تكون الأرض ليس فيها إمام قال لا قلت يكون إمامان قال لا إلا و أحدهما صامت

[2]

495- 2 الكافي، 1/ 178/ 2/ 1 الثلاثة عن بزرج و سعدان بن مسلم عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد اللّٰه ع قال سمعته يقول إن الأرض لا تخلو إلا و فيها إمام كي ما إن زاد المؤمنون شيئا ردهم و إن نقصوا شيئا أتمه لهم

[3]

496- 3 الكافي، 1/ 178/ 3/ 1 محمد عن أحمد عن علي بن الحكم عن ربيع بن محمد المسلي عن عبد اللّٰه بن سليمان العامري عن أبي عبد اللّٰه ع قال ما زالت الأرض إلا و لله فيها الحجة يعرف الحلال و الحرام و يدعو الناس إلى سبيل اللّٰه

الوافي، ج 2، ص: 64

[4]

497- 4 الكافي، 1/ 178/ 4/ 1 أحمد بن مهران عن محمد بن علي عن الحسين بن أبي العلاء عن أبي عبد اللّٰه ع قال قلت له تبقى الأرض بغير إمام قال لا

[5]

498- 5 الكافي، 1/ 178/ 5/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أحدهما ع قال قال إن اللّٰه لم يدع الأرض بغير عالم و لو لا ذلك لم يعرف الحق من الباطل

[6]

499- 6 الكافي، 1/ 178/ 6/ 1 محمد عن أحمد عن الحسين عن القاسم بن محمد عن علي عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن اللّٰه تعالى أجل و أعظم من أن يترك الأرض بغير إمام عادل

[7]

500- 7 الكافي، 1/ 178/ 7/ 1 علي بن محمد عن سهل عن السراد و علي عن أبيه عن السراد عن الشحام و هشام بن سالم عن أبي حمزة عن أبي إسحاق عمن يثق به من أصحاب أمير المؤمنين ع أن أمير المؤمنين ع قال اللهم إنك لا تخلي أرضك عن حجة لك على خلقك

[8]

501- 8 الكافي، 1/ 178/ 8/ 1 علي عن محمد بن عيسى عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال قال و اللّٰه ما ترك اللّٰه أرضا منذ قبض اللّٰه آدم ع إلا و فيها إمام يهتدى به إلى

الوافي، ج 2، ص: 65

اللّٰه و هو حجته على عباده و لا تبقى الأرض بغير إمام حجة لله على عباده

[9]
اشارة

502- 9 الكافي، 1/ 179/ 10/ 1 بهذا الإسناد عن أبي حمزة قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع تبقي الأرض بغير إمام قال لو بقيت الأرض بغير إمام لساخت

بيان

يعني انخسفت بأهلها و ذهبت بهم

[10]

503- 10 الكافي، 1/ 179/ 9/ 1 الاثنان عن بعض أصحابنا عن أبي علي بن راشد قال قال أبو الحسن ع إن الأرض لا تخلو من حجة و أنا و اللّٰه ذلك الحجة

[11]

504- 11 الكافي، 1/ 179/ 11/ 1 علي عن محمد بن عيسى عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الرضا ع قال قلت له أ تبقى الأرض بغير إمام قال لا قلت فإنا نروى عن أبي عبد اللّٰه ع أنها لا تبقى بغير إمام إلا أن يسخط اللّٰه على أهل الأرض أو على العباد فقال لا لا تبقى إذا لساخت

[12]

505- 12 الكافي، 1/ 179/ 13/ 1 الاثنان عن الوشاء قال سألت الرضا ع

الوافي، ج 2، ص: 66

هل تبقى الأرض بغير إمام قال لا قلت إنا نروي أنها لا تبقى- إلا أن يسخط اللّٰه تعالى على العباد قال لا تبقى إذا لساخت

[13]

506- 13 الكافي، 1/ 179/ 12/ 1 علي عن محمد بن عيسى عن أبي عبد اللّٰه المؤمن عن أبي هراسة عن أبي جعفر ع قال لو أن الإمام رفع من الأرض ساعة لماجت بأهلها كما يموج البحر بأهله

[14]

507- 14 الكافي، 1/ 179/ 1/ 1 محمد عن أحمد عن محمد بن سنان عن ابن الطيار قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول لو لم يبق في الأرض إلا اثنان لكان أحدهما الحجة الكافي، 1/ 180/ 4/ 1 العدة عن البرقي عن علي بن إسماعيل عن ابن سنان عن حمزة بن الطيار مثله و زاد أو الثاني الحجة و الشك من أحمد بن محمد

[15]

508- 15 الكافي، 1/ 179/ 2/ 1 القمي و محمد جميعا عن أحمد عن العبيدي الكافي، 1/ 180/ 2/ 1 محمد بن الحسن عن سهل عن العبيدي عن محمد بن سنان عن حمزة بن الطيار عن أبي عبد اللّٰه ع قال لو بقي اثنان لكان أحدهما الحجة على صاحبه

الوافي، ج 2، ص: 67

[16]

509- 16 الكافي، 1/ 180/ 3/ 1 محمد عمن ذكره عن الخشاب عن جعفر بن محمد عن كرام قال قال أبو عبد اللّٰه ع لو كان الناس رجلين لكان أحدهما الإمام و قال إن آخر من يموت الإمام لئلا يحتج أحد على اللّٰه تعالى أنه تركه بغير حجة لله عليه

[17]

510- 17 الكافي، 1/ 180/ 5/ 1 أحمد عن محمد بن الحسن عن النهدي عن أبيه عن يونس بن يعقوب عن أبي عبد اللّٰه ع قال سمعته يقول لو لم يكن في الأرض إلا اثنان لكان الإمام أحدهما

الوافي، ج 2، ص: 68

باب 4 طبقات الأنبياء و الرسل ع

[1]
اشارة

511- 1 الكافي، 1/ 174/ 1/ 1 محمد عن أحمد عن أبي يحيى الواسطي عن هشام بن سالم و درست عنه قال قال أبو عبد اللّٰه ع الأنبياء و المرسلون على أربع طبقات فنبي منبأ في نفسه لا يعدو غيرها و نبي يرى في النوم و يسمع الصوت و لا يعاينه في اليقظة و لم يبعث إلى أحد و عليه إمام مثل ما كان إبراهيم على لوط ع و نبي يرى في منامه و يسمع الصوت و يعاين الملك و قد أرسل إلى طائفة قلوا أو كثروا كيونس قال اللّٰه تعالى ليونس وَ أَرْسَلْنٰاهُ إِلىٰ مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ قال يزيدون ثلاثين ألفا و عليه إمام و الذي يرى في منامه و يسمع الصوت و يعاين في اليقظة و هو إمام مثل أولي العزم و قد كان إبراهيم ع نبيا و ليس بإمام حتى قال اللّٰه له إِنِّي جٰاعِلُكَ لِلنّٰاسِ إِمٰاماً قٰالَ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي فقال اللّٰه لٰا يَنٰالُ عَهْدِي الظّٰالِمِينَ- من عبد صنما أو وثنا لا يكون إماما

بيان

منبأ أي أنبأه الملك في نومه إما بأن يراه فيه أو يسمع صوته في نفسه لا يعدو غيرها يعني أنه يوحى إليه أمر نفسه فقط لا يتجاوز حكمه إلى غيره و يسمع

الوافي، ج 2، ص: 69

الصوت أي صوت الملك في المنام و اليقظة

[2]

512- 2 الكافي، 1/ 175/ 2/ 1 محمد بن الحسن عمن ذكره عن محمد بن خالد عن محمد بن سنان عن الشحام قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول إن اللّٰه تعالى اتخذ إبراهيم ع عبدا قبل أن يتخذه نبيا و إن اللّٰه اتخذه نبيا قبل أن يتخذه رسولا و إن اللّٰه اتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا و إن اللّٰه اتخذه خليلا قبل أن يجعله إماما فلما جمع له الأشياء قال إِنِّي جٰاعِلُكَ لِلنّٰاسِ إِمٰاماً قال فمن عظمها في عين إبراهيم قٰالَ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي قٰالَ لٰا يَنٰالُ عَهْدِي الظّٰالِمِينَ قال لا يكون السفيه إمام التقي

[بيان]

إنما ترتب هذه الخصال و المكارم بعضها على بعض لأن كل لاحق منها يشتمل على سابقه مع زيادة خصلة عليه و ذلك لأن النبوة لا تحصل إلا بعد العبودية و الرسالة لا تتأتى إلا بعد النبوة أو ما في حكمها من تحديث الملك و الخلة لا تكون إلا بعد الرسالة أو ما في حكمها من فرض الطاعة و الإمامة لا تعطى إلا بعد الخلة فهي أشرف المقامات

[3]

513- 3 الكافي، 1/ 175/ 4/ 1 علي بن محمد عن سهل عن محمد بن الحسين عن إسحاق بن عبد العزيز أبي السفاتج عن جابر عن أبي جعفر ع

الوافي، ج 2، ص: 70

مثله إلى قوله الظّٰالِمِينَ

[4]

514- 4 الكافي، 1/ 382/ 1/ 1 العدة عن ابن عيسى عن السراد عن هشام بن سالم عن يزيد الكناسي قال سألت أبا جعفر ع أ كان عيسى بن مريم حين تكلم في المهد حجة اللّٰه على أهل زمانه فقال كان يومئذ نبيا حجة لله غير مرسل أ ما تسمع لقوله حين قال إِنِّي عَبْدُ اللّٰهِ آتٰانِيَ الْكِتٰابَ وَ جَعَلَنِي نَبِيًّا وَ جَعَلَنِي مُبٰارَكاً أَيْنَ مٰا كُنْتُ وَ أَوْصٰانِي بِالصَّلٰاةِ وَ الزَّكٰاةِ مٰا دُمْتُ حَيًّا قلت فكان يومئذ حجة لله على زكريا في تلك الحال و هو في المهد فقال كان عيسى في تلك الحال آية للناس و رحمة من اللّٰه لمريم حين تكلم فعبر عنها و كان نبيا حجة على من سمع كلامه في تلك الحال- ثم صمت فلم يتكلم حتى مضت له سنتان و كان زكريا الحجة لله عز و جل على الناس بعد صمت عيسى بسنتين ثم مات زكريا فورثه ابنه

الوافي، ج 2، ص: 71

يحيى الكتاب و الحكمة و هو صبي صغير أ ما تسمع لقوله عز و جل يٰا يَحْيىٰ خُذِ الْكِتٰابَ بِقُوَّةٍ وَ آتَيْنٰاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا فلما بلغ عيسى ع سبع سنين- تكلم بالنبوة و الرسالة حين أوحى اللّٰه إليه فكان عيسى الحجة على يحيى و على الناس أجمعين و ليس تبقى الأرض يا أبا خالد يوما واحدا بغير حجة لله- على الناس منذ يوم خلق اللّٰه آدم ع و أسكنه الأرض فقلت جعلت

فداك أ كان علي ع حجة من اللّٰه و رسوله على هذه الأمة في حياة رسول اللّٰه ص فقال نعم يوم أقامه للناس و نصبه علما و دعاهم إلى ولايته و أمرهم بطاعته- قلت فكانت طاعة علي ع واجبة على الناس في حياة رسول اللّٰه ص و بعد وفاته فقال نعم و لكنه صمت فلم يتكلم مع رسول اللّٰه ص و كانت الطاعة لرسول اللّٰه ص على أمته و على علي ع في حياة رسول اللّٰه ص و كانت الطاعة من اللّٰه و من رسوله على الناس كلهم لعلي ع بعد وفاة رسول اللّٰه ص و كان علي ع حكيما عليما

[5]
اشارة

515- 5 الكافي، 1/ 175/ 3/ 1 العدة عن أحمد عن محمد بن يحيى الخثعمي عن هشام عن ابن أبي يعفور قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول سادة النبيين و المرسلين خمسة و هم أولوا العزم من الرسل و عليهم دارت الرحى نوح و إبراهيم و موسى و عيسى و محمد صلوات اللّٰه عليه و عليهم و على جميع الأنبياء

الوافي، ج 2، ص: 72

بيان

كأنه كني بالرحى عن الشرائع شبهها بالرحى لدورانها بين الأمم مستمرة إلى يوم القيامة و شبه أولي العزم بالماء الذي تدور عليه الرحى أو كنى بالرحى عن الأفلاك فإنها تدور و تدوم بوجود الأنبياء و دوام آثارهم و لولاهم لما دارت و لما بقيت

كما ورد في الحديث القدسي في حق نبينا ص لولاك لما خلقت الأفلاك

الوافي، ج 2، ص: 73

باب 5 الفرق بين الرسول و النبي و المحدث

[1]
اشارة

516- 1 الكافي، 1/ 176/ 1/ 1 العدة عن أحمد عن البزنطي عن ثعلبة بن ميمون عن زرارة قال سألت أبا جعفر ع عن قول اللّٰه تعالى وَ كٰانَ رَسُولًا نَبِيًّا ما الرسول و ما النبي قال النبي الذي يرى في منامه و يسمع الصوت و لا يعاين الملك و الرسول الذي يسمع الصوت- و يرى في المنام و يعاين الملك قلت الإمام ما منزلته قال يسمع الصوت و لا يرى و لا يعاين الملك ثم تلا هذه الآية و ما أرسلنا من قبلك من رسول و لا نبي و لا محدث

الوافي، ج 2، ص: 74

بيان

قوله و لا محدث إنما هو في قراءة أهل البيت ع و هو بفتح الدال المشددة الذي يحدثه الملك و يأتي باب أنهم ع محدثون

[2]
اشارة

517- 2 الكافي، 1/ 176/ 2/ 1 علي عن أبيه عن ابن مرار قال كتب الحسن بن العباس المعروفي إلى الرضا ع جعلت فداك أخبرني ما الفرق بين الرسول و النبي و الإمام قال فكتب أو قال الفرق بين الرسول و النبي و الإمام أن الرسول الذي ينزل عليه جبرئيل ع فيراه و يسمع كلامه و ينزل عليه الوحي و ربما رأى في منامه نحو رؤيا إبراهيم ع و النبي ربما سمع الكلام و ربما رأى الشخص و لم يسمع- و الإمام هو الذي يسمع الكلام و لا يرى الشخص

بيان

نحو رؤيا إبراهيم يعني رؤياه في ذبح ابنه كما حكى اللّٰه عنه في القرآن و ربما رأى الشخص و لم يسمع كأن المراد به أنه لم يجمع له بين الأمرين كما يجمع للرسول

[3]
اشارة

518- 3 الكافي، 1/ 176/ 3/ 1 محمد عن أحمد عن السراد عن مؤمن الطاق قال سألت أبا جعفر ع عن الرسول و النبي و المحدث قال الرسول الذي يأتيه جبرئيل قبلا فيراه و يكلمه فهذا الرسول و أما

الوافي، ج 2، ص: 75

النبي فهو الذي يرى في منامه نحو رؤيا إبراهيم و نحو ما كان رأى رسول اللّٰه ص من أسباب النبوة قبل الوحي حتى أتاه جبرئيل ع من عند اللّٰه بالرسالة و كان محمد ص حين جمع له النبوة و جاءته الرسالة من عند اللّٰه يجيئه بها جبرئيل ع و يكلمه بها قبلا و من الأنبياء من جمع له النبوة و يرى في منامه و يأتيه الروح و يكلمه و يحدثه من غير أن يكون يرى في اليقظة و أما المحدث فهو الذي يحدث فيسمع و لا يعاين و لا يرى في منامه

بيان

قبلا بضمتين و فتحتين كصرد و عنب أي عيانا و مقابلة و نحو ما كان رأى رسول اللّٰه ص يعني في المنام و يقال إن ذلك له كان في مدة ستة أشهر قبل أن يوحى إليه في اليقظة و ربما يقال

إن قوله ع إن رؤيا المؤمن جزء من ستة و أربعين جزءا من أجزاء النبوة

معناه أن نسبة مدة نبوته بطريق الرؤيا التي هي ستة أشهر إلى مجموع مدة نبوته التي كانت ثلاثة و عشرين سنة نسبة واحد إلى ستة و أربعين جمع له النبوة أي تمت

[4]

519- 4 الكافي، 1/ 177/ 4/ 1 أحمد و محمد عن محمد بن الحسين عن علي بن حسان عن ابن فضال عن علي بن يعقوب الهاشمي عن مروان بن مسلم عن العجلي عن أبي جعفر و أبي عبد اللّٰه ع في قوله تعالى و ما أرسلنا من قبلك من رسول و لا نبي و لا محدث قلت جعلت فداك ليست هذه قراءتنا فما الرسول و النبي و المحدث قال الرسول الذي يظهر له الملك فيكلمه و النبي هو الذي يرى في منامه و ربما اجتمعت النبوة و الرسالة لواحد و المحدث الذي يسمع الصوت و لا يرى الصورة قال قلت أصلحك اللّٰه كيف يعلم أن الذي رأى في النوم حق و أنه من الملك قال

الوافي، ج 2، ص: 76

يوفق لذلك حتى يعرفه لقد ختم اللّٰه بكتابكم الكتب و ختم بنبيكم الأنبياء

[5]
اشارة

520- 5 الكافي، 1/ 271/ 4/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن رجل عن محمد قال ذكر المحدث عند أبي عبد اللّٰه ع فقال إنه يسمع الصوت و لا يرى الشخص فقلت له أصلحك اللّٰه كيف يعلم أنه كلام الملك قال إنه يعطى السكينة و الوقار حتى يعلم أنه كلام ملك

بيان

جملة القول في تحقيق حصول العلم في قلوب المستعدين له أن حقائق الأشياء كلها مسطورة في اللوح المحفوظ و إنما تفيض على قلوبنا من ذلك العالم بواسطة القلم العقلي الكاتب في ألواح نفوسنا كما قال عز و جل أُولٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمٰانَ و قال سبحانه عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسٰانَ مٰا لَمْ يَعْلَمْ و قلب الإنسان صالح لأن ينتقش فيه العلوم كلها و هو كمرآة مستعدة لأن يتجلى فيه حقيقة الحق في الأمور كلها من اللوح المحفوظ و إنما خلي عما عنه من العلوم إما لنقصان في ذاته كقلب الصبي و هو يشبه نقصان صورة المرآة كجوهر الحديد قبل أن يصيقل.

أو لكثرة المعاصي و الخبث الذي تراكم عليه من كثرة الشهوات المانعة من صفائه و جلائه و هذا يشبه خبث المرآة و صداها أو لعدوله عن جهة الحقيقة المطلوبة لاستيعاب همه بتهيئة أسباب المعيشة و تفصيل الأعمال البدنية المانعة من التأمل في الحضرة الربوبية و الحقائق الخفية الإلهية فلا ينكشف له إلا ما هو متفكر فيه و هذا يشبه كون المرآة معدولا بها عن جهة الصورة أو لحجاب بينه

الوافي، ج 2، ص: 77

و بين المطلوب من اعتقاد سبق إليه منذ الصبا على سبيل التقليد و القبول بحسن الظن فإن ذلك يحول بينه و بين حقائق الحق و يمنع أن ينكشف في قلبه

خلاف ما تلقفه من ظاهر التقليد.

و هذا يشبه الحجاب المرسل بين المرآة و بين الصورة المطلوب رؤيتها أو لجهل بالجهة التي يقع فيها العثور على المطلوب فإن طالب العلم ليس يمكنه أن يحصل العلم المطلوب إلا بالتذكر للعلوم التي تناسب مطلوبه حتى إذا ذكرها و رتبها في نفسه ترتيبا مخصوصا حصل له المطلوب فإذا لم يكن عنده العلوم المناسبة لذلك لم يحصل له المطلوب و هذا يشبه الجهل بالجهة التي فيها الصورة المطلوبة.

فهذه هي الأسباب المانعة لإدراك الحقائق ثم إن العلوم التي ليست ضرورية إنما تحصل في القلب تارة بالاكتساب بطريق الاستدلال و التعلم و يسمى اعتبارا و استبصارا و يختص به العلماء و الحكماء و تارة بهجومه على القلب كأنه ألقي فيه من حيث لا يدرى سواء كان عقيب طلب و شوق أو لا و سواء كان مع الاطلاع على السبب الذي منه استفيد ذلك العلم أو لا فإنه قد يكون بمشاهدة الملك الملقي في القلب و سماع حديثه و قد يكون بمجرد السماع من غير مشاهدة و قد يكون بنفثة في الروع من غير سماع ينكت في القلب نكتا أو يلهم إلهاما.

و قد يكون ذلك الهجوم في النوم كما يكون في اليقظة و المشاهدة تختص بالأنبياء و الرسل ص و خص باسم الوحي عرفا و غيرها قد يكون لغيرهم و كما أن الحجاب بين المرآة و الصورة يزال تارة بتعمل اليد المتصرفة و تارة بهبوب ريح تحركه فكذلك استفادة العلوم بالقلم الإلهي للإنسان قد تكون بقوة فكرته المتصرفة في تجريد الصور عن الغواشي و الانتقال من بعضها إلى بعض و قد تهب رياح الألطاف الإلهية فتكشف الحجب و الغواشي عن عين بصيرته فيتجلى

الوافي، ج 2، ص: 78

فيها بعض ما هو مثبت في اللوح الأعلى فيكون تارة عند المنام فيظهر به ما سيكون في المستقبل.

و تارة ينقشع الحجاب بلطف خفي من اللّٰه فيلمع في القلب من وراء ستر الغيب شي ء من غرائب أسرار الملكوت في اليقظة فربما يدوم و ربما يكون كالبرق الخاطف و دوامه في غاية الندور فلم يفارق الإلهام و حديث الملك الاكتساب في العلم و لا في محله و لا في سببه و لكن يفارقه في طريقه زوال الحجاب و جهته و لم يفارق الوحي الإلهام و الحديث في شي ء من ذلك بل في شدة الوضوح و النورية و مشاهدة الملك المفيد للعلم و الكل مشتركة في أنها بواسطة الملك الذي هو القلم كما قال عز و جل عَلَّمَ بِالْقَلَمِ و لعل الإشارة إلى هذه المراتب الثلاث في قوله سبحانه وَ مٰا كٰانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللّٰهُ إِلّٰا وَحْياً أَوْ مِنْ وَرٰاءِ حِجٰابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا.

قال بعض العلماء السر في اطلاع النبي على الملك الموحي دون غيره أنه لما صقل روحه بصقالة العقل للعبودية التامة و زالت عنه غشاوة الطبيعة و رين المعصية بالكلية و كانت نفسه قدسية شديدة القوى قوية الإنارة لما تحتها لم يشغلها جهة فوقها عن جهة تحتها فتضبط الطرفين و تسع الجانبين و لا يستغرقها حسها الباطن عن حسها الظاهر فإذا توجهت إلى الأفق الأعلى و تلقت أنوار المعلومات بلا تعليم بشري من اللّٰه يتعدى تأثيرها إلى قواها و تتمثل صورة ما تشاهده لروحها البشري و منها إلى ظاهر الكون فتمثل للحواس الظاهرة سيما السمع و البصر لكونهما أشرف الحواس الظاهرة و ألطفها فيرى شخصا محسوسا و يسمع كلاما منظوما في

غاية الجودة و الفصاحة أو يرى صحيفة مكتوبة.

فالشخص هو الملك النازل الحامل للوحي الإلهي و الكلام هو كلام اللّٰه و الكتاب كتابه و قد نزل كل منها من عالم الأمر القولي القضائي و ذاته الحقيقة

الوافي، ج 2، ص: 79

و صورته الأصلية إلى عالم الخلق الكتابي القدري في أحسن صورة و أجمل كسوة كتمثل جبرئيل ع لنبينا ص في صورة دحية بن خليفة الكلبي الذي كان أجمل أهل زمانه و يقال ما رآه في صورته الحقيقية إلا مرتين و ذلك أنه ص سأله أن يراه نفسه على صورته فواعده ذلك بحراء فطلع له جبرئيل ع فسد الأفق من المشرق إلى المغرب و في رواية كان له ستمائة جناح و رآه مرة أخرى على صورته ليلة المعراج عند سدرة المنتهى

الوافي، ج 2، ص: 80

باب 6 معرفة الإمام و الرد إليه

[1]
اشارة

521- 1 الكافي، 1/ 180/ 1/ 1 الاثنان عن الوشاء عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال قال لي أبو جعفر ع إنما يعبد اللّٰه من يعرف اللّٰه فأما من لا يعرفه فإنما يعبده هكذا ضلالا قلت جعلت فداك فما معرفة اللّٰه قال تصديق اللّٰه تعالى و تصديق رسوله ص- و موالاة علي ع و الايتمام به و بأئمة الهدى ع- و البراءة إلى اللّٰه تعالى من عدوهم هكذا يعرف اللّٰه عز و جل

بيان

في بعض النسخ فأما من لا يعرف اللّٰه مظهرا كأنه أشار بقوله هكذا إلى

الوافي، ج 2، ص: 81

عبادة جماهير الناس و ضلالا تمييز له أو بدل

[2]
اشارة

522- 2 الكافي، 1/ 180/ 2/ 1 الاثنان عن الوشاء عن أحمد بن عائذ عن أبيه عن ابن أذينة عن غير واحد عن أحدهما ع أنه قال لا يكون العبد مؤمنا حتى يعرف اللّٰه و رسوله و الأئمة كلهم ع و إمام زمانه و يرد إليه و يسلم له ثم قال كيف يعرف الآخر و هو يجهل الأول

بيان

يعني كيف يعرف إمام زمانه و هو يجهل قدر أمير المؤمنين ع و مرتبته من الخلافة و الإمامة و الوصاية

[3]
اشارة

523- 3 الكافي، 1/ 180/ 3/ 1 محمد عن أحمد عن السراد عن هشام بن سالم عن زرارة قال قلت لأبي جعفر ع أخبرني عن معرفة الإمام منكم واجبة على جميع الخلق فقال إن اللّٰه تعالى بعث محمدا ص إلى الناس أجمعين رسولا و حجة لله على جميع خلقه في

الوافي، ج 2، ص: 82

أرضه فمن آمن بالله و بمحمد رسول اللّٰه و اتبعه و صدقه فإن معرفة الإمام منا واجبة عليه و من لم يؤمن بالله و برسوله و لم يتبعه و لم يصدقه و يعرف حقهما- فكيف تجب عليه معرفة الإمام و هو لا يؤمن بالله و رسوله و يعرف حقهما قال قلت فما تقول في من يؤمن بالله و رسوله و يصدق رسوله في جميع ما أنزل اللّٰه- أ يجب على أولئك حق معرفتكم قال نعم أ ليس هؤلاء يعرفون فلانا و فلانا قلت بلى قال أ ترى أن اللّٰه هو الذي أوقع في قلوبهم معرفة هؤلاء- و اللّٰه ما أوقع ذلك في قلوبهم إلا الشيطان لا و اللّٰه ما ألهم المؤمنين حقنا إلا اللّٰه

بيان

و يعرف حقهما في الموضعين على النفي عطفا على المنفي يعرفون فلانا يعني بالخلافة أراد ع أنهم لما تفطنوا بوجوب الخليفة و تمكنوا من معرفته فما المانع لهم من الاهتداء لما هو الحق فيه ليس المانع إلا الشيطان لأن اللّٰه عز و جل أقدرهم على ذلك و أعطاهم آلة المعرفة فوجب عليهم تحصيل معرفة الإمام معرفة هؤلاء يعني بكونهم خلفاء رسول اللّٰه ص و في هذا الحديث دلالة على أن الكفار ليسوا مكلفين بشرائع الإسلام كما هو الحق خلافا لما اشتهر بين متأخري أصحابنا

[4]

524- 4 الكافي، 1/ 181/ 4/ 1 عنه عن أحمد عن السراد عن عمرو بن أبي المقدام عن جابر قال سمعت أبا جعفر ع يقول إنما يعرف اللّٰه تعالى و يعبده من عرف اللّٰه و عرف إمامه منا أهل البيت و من لا يعرف اللّٰه تعالى و يعرف الإمام منا أهل البيت فإنما يعرف و يعبد غير اللّٰه هكذا و اللّٰه ضلالا

الوافي، ج 2، ص: 83

[5]
اشارة

525- 5 الكافي، 1/ 181/ 5/ 1 الاثنان عن محمد بن جمهور عن فضالة عن ابن وهب عن ذريح قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن الأئمة بعد النبي ص فقال كان أمير المؤمنين ع إماما ثم كان الحسن إماما ثم كان الحسين إماما ثم كان علي بن الحسين إماما ثم كان محمد بن علي إماما من أنكر ذلك كان كمن أنكر معرفة اللّٰه تعالى و معرفة رسول اللّٰه ص ثم قال قلت ثم أنت جعلت فداك فأعدتها عليه ثلاث مرات فقال لي إني إنما حدثتك- لتكون من شهداء اللّٰه تعالى في أرضه

بيان

قوله ثم أنت تصديق أو استفهام و السكوت على الأول تقرير و على الثاني إما للتقية أو لأمر آخر و كأنه ع أشار بآخر الحديث إلى قوله سبحانه وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّٰهِ وَ رُسُلِهِ أُولٰئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَ الشُّهَدٰاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ

[6]
اشارة

526- 6 الكافي، 1/ 181/ 6/ 1 العدة عن البرقي عن أبيه عمن ذكره عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه عن أبي عبد اللّٰه ع قال إنكم لا تكونون صالحين حتى تعرفوا و لا تعرفون حتى تصدقوا

الوافي، ج 2، ص: 84

و لا تصدقون حتى تسلموا أبوابا أربعة لا يصلح أولها إلا بآخرها ضل أصحاب الثلاثة و تاهوا تيها عظيما [بعيدا] إن اللّٰه تعالى لا يقبل إلا العمل الصالح و لا يقبل اللّٰه إلا الوفاء بالشروط و العهود فمن وفى لله تعالى بشرطه و استعمل ما وصف في عهده نال ما عنده و استكمل وعده إن اللّٰه تعالى أخبر العباد بطرق الهدى و شرع لهم فيها المنار و أخبرهم كيف يسلكون فقال وَ إِنِّي لَغَفّٰارٌ لِمَنْ تٰابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صٰالِحاً ثُمَّ اهْتَدىٰ و قال إِنَّمٰا يَتَقَبَّلُ اللّٰهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ فمن اتقى اللّٰه فيما أمره لقي اللّٰه مؤمنا بما جاء به محمد ص هيهات هيهات فات قوم و ماتوا قبل أن يهتدوا و ظنوا أنهم آمنوا و أشركوا من حيث لا يعلمون إنه من أتى البيوت من أبوابها اهتدى و من أخذ في غيرها سلك طريق الردى وصل اللّٰه طاعة ولي أمره بطاعة رسوله و طاعة رسوله بطاعته فمن ترك طاعة ولاة الأمر لم يطع اللّٰه و لا رسوله و هو الإقرار بما نزل من عند

اللّٰه تعالى خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ و التمسوا البيوت التي أَذِنَ اللّٰهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ فإنه أخبركم أنهم رِجٰالٌ لٰا تُلْهِيهِمْ تِجٰارَةٌ وَ لٰا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللّٰهِ وَ إِقٰامِ الصَّلٰاةِ وَ إِيتٰاءِ الزَّكٰاةِ يَخٰافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَ الْأَبْصٰارُ إن اللّٰه قد استخلص الرسل لأمره ثم استخلصهم مصدقين بذلك في نذوره- فقال وَ إِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلّٰا خَلٰا فِيهٰا نَذِيرٌ تاه من جهل و اهتدى من أبصر

الوافي، ج 2، ص: 85

و عقل إن اللّٰه تعالى يقول فَإِنَّهٰا لٰا تَعْمَى الْأَبْصٰارُ وَ لٰكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ- و كيف يهتدي من لم يبصر و كيف يبصر من لم يتدبر اتبعوا رسول اللّٰه و أهل بيته و أقروا بما نزل من عند اللّٰه و اتبعوا آثار الهدى فإنهم علامات الأمانة و التقى و اعلموا أنه لو أنكر رجل عيسى بن مريم ع و أقر بمن سواه من الرسل لم يؤمن اقتصوا الطريق بالتماس المنار و التمسوا من وراء الحجب الآثار تستكملوا أمر دينكم و تؤمنوا بالله ربكم

بيان

أشار بالأبواب الأربعة إلى التوبة عن الشرك و الإيمان بالوحدانية و العمل الصالح و الاهتداء إلى الحجج ع كما يتبين مما ذكر بعده و أصحاب الثلاثة إشارة إلى من لم يهتد إلى الحجج تاهوا تيها حاروا حيرة و الشروط و العهود كناية عن الأمور الأربعة المذكورة إذ هي شروط للمغفرة و عهود و المنار جمع منارة على ما قاله ابن الأثير و هي علم الطريق فمن اتقى اللّٰه أي من الشرك في أمره خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ كأنه ع أشار بذكر الآيتين إلى تأويل الزينة بمعرفة الإمام و المسجد بمطلق العبادة و

البيوت ببيوت أهل العصمة و الرجال بهم ع استخلص استمحض مصدقين بذلك أي حال كون كل منهم مصدقا بالجميع في نذره في سائر منذريه أو في إنذاراته اقتصوا اقتفوا و كنى بالمنار عن الأئمة ع قوله و التمسوا من وراء الحجب الآثار كأنه أراد به إن لم يتيسر لكم الوصول إلى الإمام فالتمسوا آثاره و يأتي لهذا الحديث مزيد بيان في باب أركان الإيمان و صفاته من كتاب الإيمان و الكفر إن شاء اللّٰه

الوافي، ج 2، ص: 86

[7]
اشارة

527- 7 الكافي، 1/ 183/ 7/ 1 العدة عن أحمد عن الحسين عن محمد بن الحسين بن صغير عمن حدثه عن ربعي عن أبي عبد اللّٰه ع أنه قال أبى اللّٰه أن يجري الأشياء إلا بأسباب فجعل لكل شي ء سببا و جعل لكل سبب شرحا و جعل لكل شرح علما و جعل لكل علم بابا ناطقا عرفه من عرفه و جهله من جهله ذلك رسول اللّٰه ص و نحن

بيان

يعني ذلك الباب رسول اللّٰه و نحن فمن الباب يمكن الدخول إلى العلم و من العلم يمكن الوصول إلى الشرح و من الشرح يعرف السبب و من السبب يعلم المسبب فالعلم بالأشياء كلها موقوف على معرفة الإمام و الأخذ منه

[8]
اشارة

528- 8 الكافي، 1/ 184/ 9/ 1 الاثنان عن محمد بن جمهور عن عبد اللّٰه بن عبد الرحمن عن الهيثم بن واقد عن مقرن قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول جاء ابن الكواء إلى أمير المؤمنين ع فقال يا أمير المؤمنين وَ عَلَى الْأَعْرٰافِ رِجٰالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمٰاهُمْ فقال نحن على الأعراف نعرف أنصارنا بسيماهم و نحن الأعراف الذين لا يعرف اللّٰه تعالى إلا بسبيل معرفتنا و نحن الأعراف يعرفنا اللّٰه تعالى يوم القيامة على الصراط- فلا يدخل الجنة إلا من عرفنا و عرفناه و لا يدخل النار إلا من أنكرنا و أنكرناه إن اللّٰه تعالى لو شاء لعرف العباد نفسه و لكن جعلنا أبوابه

الوافي، ج 2، ص: 87

و صراطه و سبيله و الوجه الذي يؤتى منه فمن عدل عن ولايتنا أو فضل علينا غيرنا فإنهم عن الصراط لناكبون فلا سواء من اعتصم الناس به و لا سواء- حيث ذهب الناس إلى عيون كدرة يفرغ بعضها في بعض و ذهب من ذهب إلينا إلى عيون صافية بأمر ربها لا نفاد لها و لا انقطاع

بيان

فلا سواء من اعتصم الناس به يعني ليس كل من اعتصم الناس به سواء في الهداية و لا سواء فيما يسقيهم بل بعضهم يهديهم إلى الحق و إلى طريق مستقيم و يسقيهم من عيون صافية و بعضهم يذهب بهم إلى الباطل و إلى طريق الضلال و يسقيهم من عيون كدرة كما يفسره فيما بعده يفرغ أي يصب بعضها في بعض حتى يفرغ

[9]

529- 9 الكافي، 1/ 184/ 10/ 1 الاثنان عن علي بن محمد عن بكر بن صالح عن الريان بن شبيب عن يونس عن الخراز عن أبي حمزة قال قال أبو جعفر ع يا أبا حمزة يخرج أحدكم فراسخ فيطلب لنفسه دليلا و أنت بطرق السماء أجهل منك بطرق الأرض فاطلب لنفسك دليلا

[10]
اشارة

530- 10 الكافي، 1/ 185/ 11/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن أيوب بن الحر عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع في قول اللّٰه تعالى- وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً فقال طاعة اللّٰه و معرفة

الوافي، ج 2، ص: 88

الإمام

بيان

الحكمة عبارة عن العلم التحقيقي اللدني الذي مضى وصفه في صدر مقدمات الكتاب مع الإتيان بطاعة اللّٰه عز و جل كما ينبغي فإن أريد بمعرفة الإمام معرفة مقامه و مرتبته كما هي لقوم فمعنى الحديث ظاهر لأن هذه المعرفة هي غاية ذلك العلم و إن أريد بها معرفة شخصه فقط كما هي لآخرين فهو تفسير للمسبب بسببه الموصل إليه و ذلك لأن العلم اللدني إنما يحصل بتقوى اللّٰه التي هي طاعة اللّٰه كما ينبغي و الإتيان بالطاعة كما ينبغي يتوقف على معرفة كيفيتها و معرفة كيفية الطاعة على وجهها إنما تستفاد من الإمام و الاستفادة من الإمام إنما تتأتى بعد معرفته ع و يأتي هذا الحديث بنحو آخر في باب تفسير الكبائر من كتاب الإيمان و الكفر إن شاء اللّٰه

[11]

531- 11 الكافي، 1/ 185/ 12/ 1 محمد عن عبد اللّٰه بن محمد عن علي بن الحكم عن أبان عن أبي بصير قال قال لي أبو جعفر ع هل عرفت إمامك قال قلت إي و اللّٰه قبل أن أخرج من الكوفة فقال حسبك إذا

[12]

532- 12 الكافي، 1/ 185/ 13/ 1 محمد عن أحمد عن محمد بن إسماعيل عن بزرج عن العجلي قال سمعت أبا جعفر ع يقول في قول اللّٰه تعالى أَ وَ مَنْ كٰانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنٰاهُ وَ جَعَلْنٰا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النّٰاسِ فقال

الوافي، ج 2، ص: 89

مَيْتاً لا يعرف شيئا و نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النّٰاسِ إماما يأتم به كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمٰاتِ لَيْسَ بِخٰارِجٍ مِنْهٰا قال الذي لا يعرف الإمام

[13]

533- 13 الكافي، 1/ 185/ 14/ 1 الاثنان عن محمد بن أورمة و محمد بن عبد اللّٰه عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال أبو جعفر ع دخل أبو عبد اللّٰه الجدلي على أمير المؤمنين ع فقال يا أبا عبد اللّٰه أ لا أخبرك بقول اللّٰه تعالى- مَنْ جٰاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهٰا وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ وَ مَنْ جٰاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النّٰارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلّٰا مٰا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ قال بلى يا أمير المؤمنين جعلت فداك فقال الحسنة معرفة الولاية و حبنا أهل البيت و السيئة إنكار الولاية و بغضنا أهل البيت ثم قرأ عليه الآية

الوافي، ج 2، ص: 90

باب 7 فرض طاعة الأئمة ع

[1]
اشارة

534- 1 الكافي، 1/ 185/ 1/ 1 الأربعة عن زرارة عن أبي جعفر ع قال ذروة الأمر و سنامه و مفتاحه و باب الأشياء و رضاء الرحمن تعالى الطاعة للإمام بعد معرفته ثم قال إن اللّٰه تعالى يقول مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطٰاعَ اللّٰهَ وَ مَنْ تَوَلّٰى فَمٰا أَرْسَلْنٰاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً

بيان

يعني كما أن طاعة الرسول ص طاعة اللّٰه كذلك طاعة الإمام طاعة اللّٰه لأنه يدعو إلى ما يدعو إليه الرسول لأنه خليفته

[2]

535- 2 الكافي، 1/ 189/ 17/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن حماد عن عبد الأعلى قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول السمع و الطاعة أبواب الخير السامع المطيع لا حجة عليه و السامع العاصي

الوافي، ج 2، ص: 91

لا حجة له و إمام المسلمين تمت حجته و احتجاجه يوم يلقى اللّٰه تعالى ثم قال يقول اللّٰه عز و جل يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنٰاسٍ بِإِمٰامِهِمْ

[3]

536- 3 الكافي، 1/ 186/ 4/ 1 محمد عن أحمد عن الحسين عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن بعض أصحابنا عن أبي جعفر ع في قول اللّٰه تعالى وَ آتَيْنٰاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً قال الطاعة المفروضة

[4]

537- 4 الكافي، 1/ 186/ 2/ 1 الاثنان عن الوشاء عن أبان عن الكناني قال أشهد أني سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول أشهد أن عليا إمام فرض اللّٰه طاعته و أن الحسن إمام فرض اللّٰه طاعته و أن الحسين إمام فرض اللّٰه طاعته و أن علي بن الحسين إمام فرض اللّٰه طاعته و أن محمد بن علي إمام فرض اللّٰه طاعته

[5]

538- 5 الكافي، 1/ 186/ 3/ 1 بهذا الإسناد عن الوشاء عن حماد بن عثمان عن بشير العطار قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول نحن قوم فرض اللّٰه طاعتنا و أنتم تأتمون بمن لا يعذر الناس بجهالته

[6]
اشارة

539- 6 الكافي، 1/ 186/ 6/ 1 العدة عن أحمد عن ابن أبي عمير عن سيف بن عميرة عن الكناني قال قال أبو عبد اللّٰه ع نحن قوم

الوافي، ج 2، ص: 92

فرض اللّٰه طاعتنا لنا الأنفال و لنا صفو المال و نحن الراسخون في العلم- و نحن المحسودون الذين قال اللّٰه تعالى أَمْ يَحْسُدُونَ النّٰاسَ عَلىٰ مٰا آتٰاهُمُ اللّٰهُ مِنْ فَضْلِهِ

بيان

الأنفال الغنائم و ما لم يوجف عليه بخيل و لا ركاب من الأرضين و رءوس الجبال و بطون الأودية و الآجام و ما يجري مجرى ذلك و الصفو من الغنيمة ما اختاره الرئيس لنفسه قبل القسمة و خالص كل شي ء و يأتي هذا الخبر تارة أخرى بإسناد آخر في أبواب الخمس من كتاب الزكاة مع ما في معناه ببيان و تفسير إن شاء اللّٰه

[7]
اشارة

540- 7 الكافي، 1/ 189/ 16/ 1 محمد عن ابن عيسى عن محمد بن خالد البرقي عن الجوهري عن الحسين بن أبي العلاء الكافي، 1/ 187/ 7/ 1 العدة عن أحمد عن علي بن الحكم عن الحسين بن أبي العلاء قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع الأوصياء طاعتهم مفترضة قال نعم هم الذين قال اللّٰه تعالى أَطِيعُوا اللّٰهَ وَ أَطِيعُوا

الوافي، ج 2، ص: 93

الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ و هم الذين قال اللّٰه تعالى إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اللّٰهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلٰاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكٰاةَ وَ هُمْ رٰاكِعُونَ

بيان

حديث إعطاء أمير المؤمنين ع خاتمه للسائل في الركوع مشهور و أما نسبة ذلك إلى سائر الأئمة فهي إما باعتبار أنه إذا فعل واحد من قوم فعلا جاز أن ينسب ذلك الفعل إليهم جملة و إما باعتبار أنه وقع ذلك من كل منهم ع كما ورد في بعض الروايات

[8]

541- 8 الكافي، 1/ 186/ 5/ 1 العدة عن أحمد عن محمد بن سنان عن أبي خالد القماط عن أبي الحسن العطار قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول أشرك بين الأوصياء و الرسل في الطاعة

[9]

542- 9 الكافي، 1/ 187/ 8/ 1 العدة عن أحمد عن معمر بن خلاد قال سأل رجل فارسي أبا الحسن ع فقال طاعتك مفترضة فقال نعم قال مثل طاعة علي بن أبي طالب ع قال نعم

[10]

543- 10 الكافي، 1/ 187/ 9/ 1 أحمد عن علي بن الحكم عن علي عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع قال سألته عن الأئمة هل يجرون في

الوافي، ج 2، ص: 94

الأمر و الطاعة مجرى واحدا قال نعم

[11]

544- 11 الكافي، 1/ 187/ 10/ 1 بهذا الإسناد عن مروك بن عبيد عن محمد بن زيد الطبري قال كنت قائما على رأس الرضا ع بخراسان و عنده عدة من بني هاشم و فيهم إسحاق بن موسى بن عيسى العباسي فقال يا إسحاق بلغني أن الناس يقولون إنا نزعم أن الناس عبيد لنا لا و قرابتي من رسول اللّٰه ص ما قلته قط و لا سمعته من أحد من آبائي قاله و لا بلغني عن أحد من آبائي قاله و لكني أقول الناس عبيد لنا في الطاعة موال لنا في الدين فليبلغ الشاهد الغائب

[12]

545- 12 الكافي، 1/ 187/ 11/ 1 علي عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن أبي سلمة عن أبي عبد اللّٰه ع قال سمعته يقول نحن الذين فرض اللّٰه طاعتنا لا يسع الناس إلا معرفتنا و لا يعذر الناس بجهالتنا- من عرفنا كان مؤمنا و من أنكرنا كان كافرا و من لم يعرفنا و لم ينكرنا كان ضالا حتى يرجع إلى الهدي الذي افترض اللّٰه عليه من طاعتنا الواجبة فإن يمت على ضلالته يفعل اللّٰه به ما يشاء

[13]

546- 13 الكافي، 1/ 187/ 12/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن محمد بن الفضيل قال سألته عن أفضل ما يتقرب به العباد إلى اللّٰه تعالى قال أفضل ما يتقرب به العباد إلى اللّٰه تعالى طاعة اللّٰه و طاعة رسوله و طاعة أولي الأمر قال أبو جعفر ع حبنا إيمان و بغضنا كفر

الوافي، ج 2، ص: 95

[14]
اشارة

547- 14 الكافي، 8/ 270/ 399 السراد عن هشام بن سالم عن عبد الحميد بن أبي العلاء قال دخلت المسجد الحرام فرأيت مولى لأبي عبد اللّٰه ع فملت إليه لأسأله عن أبي عبد اللّٰه ع فإذا أنا بأبي عبد اللّٰه ع ساجد فانتظرته طويلا فطال سجوده علي فقمت و صليت ركعات و انصرفت و هو بعد ساجد فسألت مولاه متى سجد فقال من قبل أن تأتينا فلما سمع كلامي رفع رأسه ثم قال أبا محمد ادن مني فدنوت منه فسلمت عليه فسمع صوتا خلفه فقال ما هذه الأصوات المرتفعة فقلت هؤلاء قوم من المرجئة و القدرية و المعتزلة فقال إن القوم يريدوني فقم بنا فقمت معه فلما رأوه نهضوا نحوه فقال لهم كفوا أنفسكم عني و لا تؤذوني و تعرضوني للسلطان فإني لست بمفت لكم ثم أخذ بيدي و تركهم و مضى- فلما خرج من المسجد قال لي يا أبا محمد و اللّٰه لو أن إبليس سجد لله تعالى بعد المعصية و التكبر عمر الدنيا- ما نفعه ذلك و لا قبله اللّٰه تعالى ما لم يسجد لآدم ع كما أمره اللّٰه تعالى أن يسجد له و كذلك هذه الأمة العاصية المفتونة بعد نبيها ص- و بعد تركهم الإمام الذي نصبه نبيهم ص فلن يقبل اللّٰه تعالى لهم

عملا و لن يرفع لهم حسنة حتى يأتوا اللّٰه تعالى من حيث أمرهم و يتولوا الإمام الذي أمروا بولايته و يدخلوا في الباب الذي فتحه اللّٰه و رسوله لهم يا أبا محمد إن اللّٰه افترض على أمة محمد ص خمس فرائض الصلاة و الزكاة و الصيام و الحج و ولايتنا- فرخص لهم في أشياء من الفرائض الأربعة و لم يرخص لأحد من المسلمين في ترك ولايتنا لا و اللّٰه ما فيها رخصة

الوافي، ج 2، ص: 96

بيان

سيأتي بيان الرخصة في الفرائض الأربع مع أخبار أخر في هذا المعنى في باب حدود الإيمان و الإسلام و دعائمها من كتاب الإيمان و الكفر إن شاء اللّٰه

[15]

548- 15 الكافي، 1/ 188/ 13/ 1 محمد بن الحسن عن سهل عن محمد بن عيسى عن فضالة عن أبان عن عبد اللّٰه بن سنان عن إسماعيل بن جابر قال قلت لأبي جعفر ع أعرض عليك ديني الذي أدين اللّٰه تعالى به قال فقال هات قال فقلت أشهد أن لا إله إلا اللّٰه وحده لا شريك له و أن محمدا ص عبده و رسوله و الإقرار بما جاء به من عند اللّٰه و أن عليا كان إماما فرض اللّٰه طاعته ثم كان بعده الحسن إماما فرض اللّٰه طاعته ثم كان بعده الحسين إماما فرض اللّٰه طاعته ثم كان بعده علي بن الحسين إماما فرض اللّٰه طاعته حتى انتهى الأمر إليه- ثم قلت أنت يرحمك اللّٰه قال فقال هذا دين اللّٰه و دين ملائكته

[16]
اشارة

549- 16 الكافي، 8/ 146/ 123 يحيى الحلبي عن بشير الكناسي قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول وصلتم و قطع الناس و أحببتم و أبغض الناس و عرفتم و أنكر الناس و هو الحق إن اللّٰه اتخذ محمدا ص عبدا قبل أن يتخذه نبيا و إن عليا ع كان عبدا ناصحا لله تعالى فنصحه و أحب اللّٰه فأحبه إن حقنا في كتاب اللّٰه بين لنا صفو المال و لنا الأنفال و إنا قوم فرض اللّٰه تعالى طاعتنا- و إنكم تأتمون بمن لا يعذر الناس بجهالته و قال رسول اللّٰه ص

الوافي، ج 2، ص: 97

من مات و ليس عليه إمام مات ميتة جاهلية عليكم بالطاعة فقد رأيتم أصحاب علي ع

بيان

وصلتم أي وصلتمونا و كذلك في البواقي و هو الحق أي ما فعلتم هو الحق الذي يجب أن يفعل و يعتقد اتخذ محمدا عبدا يعني أن رتبة العبودية رتبة عظيمة رفيعة لا ينالها كل أحد و إن تلك الرتبة كانت ثابتة لعلي ع و إن لم يثبت له النبوة و النصح خلاف الغش فقد رأيتم أصحاب علي يعني سمعتموهم كيف يطيعونه و المراد سلمان و مقداد و أبو ذر و عمار و محمد بن أبي بكر و مالك الأشتر و حذيفة بن اليمان و أبو الهيثم بن التيهان و صعصعة بن صوحان و كميل بن زياد و الحارث الأعور و نظراؤهم رضوان اللّٰه عليهم

[17]
اشارة

550- 17 الكافي، 1/ 188/ 14/ 1 علي عن أبيه عن السراد عن هشام بن سالم عن أبي حمزة عن أبي إسحاق عن بعض أصحاب أمير المؤمنين ع قال قال أمير المؤمنين ع اعلموا أن صحبة العالم و اتباعه دين يدان اللّٰه به و طاعته مكسبة للحسنات ممحاة للسيئات- و ذخيرة للمؤمنين و رفعة فيهم في حياتهم و جميل بعد مماتهم

بيان

العالم هنا يحتمل معنيين أحدهما الإمام المعصوم و الثاني الأعم منه و من كل عالم يعمل بعلمه و الأول أظهر و لذا أورده صاحب الكافي في هذا الباب دون باب صحبة العلماء من كتاب العلم و جميل بعد مماتهم أي قول جميل

الوافي، ج 2، ص: 98

باب 8 وجوب النصيحة لهم و اللزوم لجماعتهم

[1]
اشارة

551- 1 الكافي، 1/ 403/ 1/ 1 العدة عن ابن عيسى عن البزنطي عن أبان عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد اللّٰه ع إن رسول اللّٰه ص خطب الناس في مسجد الخيف فقال نضر اللّٰه عبدا سمع مقالتي فوعاها و حفظها و بلغها من لم يسمعها فرب حامل فقه غير فقيه- و رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم إخلاص العمل لله و النصيحة لأئمة المسلمين و اللزوم لجماعتهم- فإن دعوتهم محيطة من ورائهم المسلمون إخوة تتكافى دماؤهم و يسعى بذمتهم أدناهم

و رواه أيضا عن حماد بن عثمان عن أبان عن ابن أبي يعفور مثله و زاد فيه و هم يد على من سواهم و ذكر في حديثه أنه خطبة في حجة الوداع بمنى في مسجد الخيف

بيان

لا يغل من الغلول أو الأغلال أي لا يخون و يحتمل أن يكون من الغل بمعنى الحقد و الشحناء أي لا يدخله حقد يزيله عن الحق و محيطة من ورائهم شاملة كلهم لا يشذ عنها أحد منهم بذمتهم قال في النهاية الذمة و الذمام بمعنى

الوافي، ج 2، ص: 99

العهد و الأمان و الضمان و الحرمة و الحق و سمي أهل الذمة لدخولهم في عهد المسلمين و أمانهم و منه الحديث يسعى بذمتهم أدناهم إذا أعطى أحد من الجيش العدو أمانا جاز ذلك على جميع المسلمين و ليس لهم أن يخفروه و لا أن ينقضوا عليه عهده يد على من سواهم في النهاية أي هم مجتمعون على أعدائهم لا يسعهم التخاذل بل يعاون بعضهم بعضا على جميع الأديان و الملل كأنه جعل أيديهم يدا واحدة و فعلهم فعلا واحدا

و المراد بأئمة المسلمين أوصياؤه الاثنا عشر المعصومون ص كما تأتي الإشارة إليه في الخبر الآتي و لما كان هذا المعنى خافيا على جماهير الناس صدر الحديث بما صدر و مهد له ما مهد ص

[2]
اشارة

552- 2 الكافي، 1/ 403/ 2/ 1 محمد بن الحسن عن بعض أصحابنا عن علي بن الحكم عن الحكم بن مسكين عن رجل من قريش من أهل مكة قال قال سفيان الثوري اذهب بنا إلى جعفر بن محمد قال فذهبت معه إليه فوجدناه قد ركب دابته فقال له سفيان يا أبا عبد اللّٰه حدثنا بحديث خطبة رسول اللّٰه ص في مسجد الخيف قال دعني حتى أذهب في حاجتي فإني قد ركبت فإذا جئت حدثتك فقال أسألك بقرابتك من رسول اللّٰه لما حدثتني قال فنزل فقال له سفيان مر لي بدواة و قرطاس حتى أثبته فدعا به ثم قال اكتب بسم اللّٰه الرحمن الرحيم خطبة رسول اللّٰه ص في مسجد

الوافي، ج 2، ص: 100

الخيف نضر اللّٰه عبدا سمع مقالتي فوعاها و بلغها من لم تبلغه يا أيها الناس ليبلغ الشاهد الغائب فرب حامل فقه ليس بفقيه و رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم إخلاص العمل لله تعالى و النصيحة لأئمة المسلمين و اللزوم لجماعتهم فإن دعوتهم محيطة من ورائهم المؤمنون إخوة تتكافى دماؤهم و هم يد على من سواهم يسعى بذمتهم أدناهم فكتبه سفيان ثم عرضه عليه و ركب أبو عبد اللّٰه ع و جئت أنا و سفيان فلما كنا في بعض الطريق قال لي كما أنت حتى أنظر في هذا الحديث فقلت له قد و اللّٰه ألزم أبو عبد اللّٰه

رقبتك شيئا لا يذهب من رقبتك أبدا فقال و أي شي ء ذلك فقلت ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم إخلاص العمل لله قد عرفناه و النصيحة لأئمة المسلمين- من هؤلاء الأئمة الذين يجب علينا نصيحتهم معاوية بن أبي سفيان و يزيد بن معاوية و مروان بن الحكم و كل من لا تجوز شهادته عندنا و لا تجوز الصلاة خلفهم و قوله و اللزوم لجماعتهم فأي الجماعة مرجئ يقول من لم يصل و لم يصم و لم يغتسل من جنابة و هدم الكعبة و نكح أمه فهو على إيمان جبرئيل و ميكائيل أو قدري يقول لا يكون ما شاء اللّٰه و يكون ما شاء إبليس أو حروري يبرأ من علي بن أبي طالب و يشهد عليه بالكفر أو جهمي يقول إنما هي معرفة اللّٰه وحده- ليس الإيمان شي ء غيرها قال ويحك و أي شي ء يقولون فقلت يقولون إن علي بن أبي طالب ع و اللّٰه الإمام الذي يجب علينا نصيحته و لزوم جماعتهم أهل بيته قال فأخذ الكتاب فخرقه ثم قال لا تخبر بها أحدا

الوافي، ج 2، ص: 101

بيان

المرجئي من يقول بأن الإيمان لا يضر معه معصية و القدري من يقول بالتفويض و الحروري الخارجي منسوب إلى قرية بالكوفة كانت مجمع الخوارج تسمى بالحروراء و الجهمي أصحاب جهم بن صفوان و لعمري إن الثوري بخرقة الكتاب قد أتى بالغلول في ثلاثهن جميعا و خرج من الإسلام بالنص النبوي كما لا يخفى على أولي النهى

[3]

553- 3 الكافي، 1/ 404/ 3/ 1 علي عن أبيه و محمد عن أحمد جميعا عن حماد عن حريز عن العجلي عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّٰه ص ما نظر اللّٰه عز و جل إلى ولي له يجهد نفسه بالطاعة لإمامه و النصحية إلا كان معنا في الرفيق الأعلى

[4]
اشارة

554- 4 الكافي، 1/ 404/ 4/ 1 العدة عن أحمد عن ابن فضال عن أبي جميلة عن محمد الحلبي عن أبي عبد اللّٰه ع قال من فارق جماعة المسلمين قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه

بيان

القيد بالكسر القدر و الربق بالكسر حبل فيه عدة عرى يشد به البهم كل عروة ربقة بالكسر و الفتح

الوافي، ج 2، ص: 102

[5]
اشارة

555- 5 الكافي، 1/ 405/ 5/ 1 بهذا الإسناد عن أبي عبد اللّٰه ع قال من فارق جماعة المسلمين و نكث صفقة الإمام جاء إلى اللّٰه تعالى أجذم

بيان

الصفقة البيعة و الأجذم المقطوع اليد أو الذاهب الأنامل

[6]
اشارة

556- 6 الكافي، 8/ 178/ 201 علي عن علي بن الحسين عن محمد الكناسي قال حدثني من رفعه إلى أبي عبد اللّٰه ع في قول اللّٰه عز و جل هَلْ أَتٰاكَ حَدِيثُ الْغٰاشِيَةِ قال الذين يغشون الإمام إلى قوله لٰا يُسْمِنُ وَ لٰا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ قال لا ينفعهم و لا يغنيهم لا ينفعهم الدخول و لا يغنيهم القعود

بيان

يغشون بتشديد الشين من الغش فإن الغاشي أصله غاشش أو بالتخفيف من الغشيان بمعنى الإتيان و معنى الدخول و القعود الدخول على الإمام و القعود عنه و يأتي بقية تأويلها و تأويل بقيتها في باب ما نزل فيهم و في أعدائهم من هذا الكتاب إن شاء اللّٰه تعالى

[7]
اشارة

557- 7 الكافي، 1/ 405/ 3/ 1 محمد عن بعض أصحابنا عن الاثنين عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال أمير المؤمنين ع لا تختانوا ولاتكم و لا تغشوا هداتكم و لا تجهلوا أئمتكم و لا تصدعوا عن حبلكم

الوافي، ج 2، ص: 103

فتفشلوا و تذهب ريحكم و على هذا فليكن تأسيس أموركم و ألزموا هذه الطريقة فإنكم لو عاينتم ما عاين من قد مات منكم ممن خالف ما قد تدعون إليه لبدرتم و خرجتم و لسمعتم و لكن محجوب عنكم ما قد عاينوا و قريبا ما يطرح الحجاب

بيان

لا تصدعوا عن حبلكم لا تفرقوا عن عهدكم و أمانكم و بيعتكم فتفشلوا فتضعفوا و تكسلوا و تجبنوا ريحكم قوتكم و غلبتكم و نصرتكم و دولتكم لبدرتم و خرجتم يعني إلى ما تدعون إليه و لسمعتم سماع إجابة

الوافي، ج 2، ص: 104

باب 9 وجوب موالاتهم و الاقتداء بهم و الكون معهم

[1]
اشارة

558- 1 الكافي، 1/ 208/ 3/ 1 أحمد و محمد عن محمد بن الحسين عن محمد بن عبد الحميد عن بزرج عن سعد بن طريف عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّٰه ص من أحب أن يحيى حياة تشبه حياة الأنبياء و يموت ميتة تشبه ميتة الشهداء و يسكن الجنان التي غرسها الرحمن فليتول عليا و ليوال وليه و ليقتد بالأئمة من بعده- فإنهم عترتي خلقوا من طينتي اللهم ارزقهم فهمي و علمي و ويل للمخالفين لهم من أمتي اللهم لا تنلهم شفاعتي

بيان

غرسها الرحمن أي صنع اللّٰه غرسها برحمانيته من دون توسط غارس

[2]

559- 2 الكافي، 1/ 209/ 5/ 1 العدة عن ابن عيسى عن الحسين عن فضالة عن أبي المغراء عن محمد بن سالم عن أبان بن تغلب قال

الوافي، ج 2، ص: 105

سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول قال رسول اللّٰه ص من أراد أن يحيى حياتي و يموت ميتتي و يدخل جنة عدن التي غرسها ربي بيده فليتول علي بن أبي طالب ع و ليتول وليه و ليعاد عدوه- و ليسلم للأوصياء من بعده فإنهم عترتي من لحمي و دمي أعطاهم اللّٰه فهمي و علمي إلى اللّٰه أشكو أمر أمتي المنكرين لفضلهم القاطعين فيهم صلتي و ايم اللّٰه ليقتلن ابني لا أنالهم اللّٰه شفاعتي

[3]
اشارة

560- 3 الكافي، 1/ 209/ 6/ 1 محمد عن محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن عبد اللّٰه بن القاسم عن عبد القهار عن جابر الجعفي عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّٰه ص من سره أن يحيى حياتي و يموت ميتتي و يدخل الجنة التي وعدنيها ربي و يتمسك بقضيب غرسه ربي بيده فليتول علي بن أبي طالب و أوصياءه من بعده- فإنهم لا يدخلونكم في باب ضلال و لا يخرجونكم من باب هدى فلا تعلموهم فإنهم أعلم منكم و إني سألت ربي أن لا يفرق بينهم و بين الكتاب حتى يردا علي الحوض هكذا و ضم بين إصبعيه و عرضه ما بين صنعاء إلى أيلة فيه قدحان فضة و ذهب عدد النجوم

بيان

لعله ص كنى بالقضيب المغروس بيد الرب عن شجرة

الوافي، ج 2، ص: 106

أهل البيت ع و أريد بالكتاب القرآن و بعدم الفرق بينهم و بينه عدم مزايلتهم عن علمه و عدم مزايلته عما يحتاجون إليه من العلم و بالحوض الكوثر و تأويله العلم و صنعاء بلد باليمن كثيرة الأشجار و المياه تشبه دمشق و قرية بباب دمشق و أيلة بالفتح و المثناة التحتانية جبل بين مكة و المدينة و بلد بين ينبع و مصر و قدحان جمع قدح قاله في المهذب عدد النجوم أي كل من نوعي القدحان بعدد النجوم أو كلاهما معا بعددها أو كناية عن الكثرة و كأن اختلاف جوهري النوعين في الشرف بحسب اختلاف جوهري التحقيق و التقليد في العلم

[4]

561- 4 الكافي، 1/ 210/ 7/ 1 الاثنان عن محمد بن جمهور عن فضالة عن الصيقل عن الفضيل بن يسار قال قال أبو جعفر ع إن الروح و الراحة و الفلج و العون و النجاح و البركة و الكرامة و المغفرة و المعافاة و اليسر و البشري و الرضوان و القرب و النصر و التمكن و الرجاء و المحبة من اللّٰه تعالى لمن تولى عليا ع و ائتم به و بري ء من عدوه و سلم لفضله- و للأوصياء من بعده حقا علي أن أدخلهم في شفاعتي و حق على ربي تبارك و تعالى أن يستجيب لي فيهم فإنهم اتباعي و من تبعني فإنه مني

[5]
اشارة

562- 5 الكافي، 1/ 208/ 4/ 1 محمد عن محمد بن الحسين عن النضر بن سويد [شعيب] عن محمد بن الفضيل عن الثمالي قال سمعت أبا

الوافي، ج 2، ص: 107

جعفر ع يقول قال رسول اللّٰه ص إن اللّٰه تبارك و تعالى يقول استكمال حجتي على الأشقياء من أمتك من ترك ولاية علي و والى أعداءه و أنكر فضله و فضل الأوصياء من بعده فإن فضلك فضلهم و طاعتك طاعتهم و حقك حقهم و معصيتك معصيتهم و هم الأئمة الهداة من بعدك جرى فيهم روحك و روحك ما جرى فيك من ربك و هم عترتك من طينتك و لحمك و دمك و قد أجرى اللّٰه عز و جل فيهم سنتك و سنة الأنبياء قبلك و هم خزاني على علمي من بعدك حق علي لقد اصطفيتهم و انتجبتهم و أخلصتهم و ارتضيتهم و نجا من أحبهم و والاهم و سلم لفضلهم و لقد أتاني جبرئيل بأسمائهم و أسماء آبائهم و أحبائهم و المسلمين

لفضلهم

بيان

على الأشقياء من أمتك خبر استكمال حجتي و من ترك بدل من الأشقياء يفسره

[6]
اشارة

563- 6 الكافي، 1/ 208/ 2/ 1 محمد عن أحمد عن البزنطي عن أبي الحسن الرضا ع قال سألته عن قول اللّٰه عز و جل يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّٰهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّٰادِقِينَ قال الصادقون هم الأئمة و الصديقون بطاعتهم

بيان

لعل المراد أن الصادقين صنفان صنف منهم الأئمة المعصومون ص و الآخر المصدقون بأن طاعتهم مفترضة من اللّٰه تعالى كمال التصديق أو

الوافي، ج 2، ص: 108

كل من صدق بالحق غاية التصديق بطاعته لربه أو بطاعته إياهم

[7]

564- 7 الكافي، 1/ 208/ 1/ 1 الاثنان عن الوشاء عن أحمد بن عائذ عن ابن أذينة عن العجلي قال سألت أبا جعفر ع عن قول اللّٰه عز و جل اتَّقُوا اللّٰهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّٰادِقِينَ قال إيانا عنى

[8]

565- 8 الكافي، 1/ 215/ 1/ 1 محمد عن أحمد عن السراد عن عبد اللّٰه بن غالب عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال لما نزلت هذه الآية يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنٰاسٍ بِإِمٰامِهِمْ قال المسلمون يا رسول اللّٰه أ لست إمام الناس كلهم أجمعين قال فقال رسول اللّٰه ص أنا رسول اللّٰه إلى الناس أجمعين و لكن سيكون من بعدي أئمة على الناس- من اللّٰه من أهل بيتي يقومون في الناس فيكذبون و يظلمهم أئمة الكفر و الضلال و أشياعهم فمن والاهم و اتبعهم و صدقهم فهو مني و معي و سيلقاني ألا و من ظلمهم و كذبهم فليس مني و لا معي و أنا منه بري ء

[9]

566- 9 الكافي، 1/ 216/ 2/ 1 محمد عن أحمد و محمد بن الحسين عن محمد بن يحيى عن طلحة بن زيد عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال إن الأئمة في كتاب اللّٰه إمامان قال اللّٰه تعالى وَ جَعَلْنٰاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنٰا لا بأمر الناس يقدمون أمر اللّٰه قبل أمرهم و حكم اللّٰه قبل حكمهم قال

الوافي، ج 2، ص: 109

وَ جَعَلْنٰاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النّٰارِ يقدمون أمرهم قبل أمر اللّٰه و حكمهم قبل حكم اللّٰه و يأخذون بأهوائهم خلاف ما في كتاب اللّٰه تعالى

الوافي، ج 2، ص: 110

باب 10 التسليم و فضل المسلمين

[1]
اشارة

567- 1 الكافي، 1/ 390/ 1/ 1 العدة عن ابن عيسى عن ابن سنان عن ابن مسكان عن سدير قال قلت لأبي جعفر ع إني تركت مواليك مختلفين يتبرأ بعضهم من بعض قال فقال و ما أنت و ذاك إنما كلف الناس ثلاثة معرفة الأئمة و التسليم لهم فيما ورد عليهم و الرد إليهم فيما اختلفوا فيه

بيان

المجرور في عليهم عائد إلى الناس و في لهم و إليهم إلى الأئمة

[2]
اشارة

568- 2 الكافي، 1/ 390/ 2/ 1 العدة عن البرقي عن البزنطي عن حماد بن عثمان عن الكاهلي قال قال أبو عبد اللّٰه ع لو أن قوما عبدوا اللّٰه وحده لا شريك له و أقاموا الصلاة و آتوا الزكاة و حجوا البيت و صاموا شهر رمضان ثم قالوا لشي ء صنعه اللّٰه عز و جل أو صنعه رسول اللّٰه ص إلا صنع خلاف الذي صنع أو وجدوا ذلك في قلوبهم لكانوا بذلك مشركين ثم تلا هذه الآية فَلٰا وَ رَبِّكَ لٰا يُؤْمِنُونَ حَتّٰى يُحَكِّمُوكَ فِيمٰا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لٰا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمّٰا قَضَيْتَ وَ يُسَلِّمُوا تَسْلِيماً ثم قال أبو

الوافي، ج 2، ص: 111

عبد اللّٰه ع عليكم بالتسليم

بيان

يُحَكِّمُوكَ يجعلوك حكما فِيمٰا شَجَرَ بَيْنَهُمْ فيما تنازعوا فيه حَرَجاً ضيقا

[3]
اشارة

569- 3 الكافي، 1/ 390/ 3/ 1 محمد عن أحمد عن الحسين عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن الشحام عن أبي عبد اللّٰه ع قال قلت له إن عندنا رجلا يقال له كليب فلا يجي ء عنكم شي ء إلا قال أنا أسلم فسميناه كليب تسليم قال فترحم عليه ثم قال أ تدرون ما التسليم فسكتنا فقال هو و اللّٰه الإخبات قول اللّٰه عز و جل الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّٰالِحٰاتِ وَ أَخْبَتُوا إِلىٰ رَبِّهِمْ

بيان

الإخبات الخشوع و التواضع

[4]
اشارة

570- 4 الكافي، 1/ 391/ 4/ 1 الاثنان عن الوشاء عن أبان عن محمد عن أبي جعفر ع في قول اللّٰه تبارك و تعالى وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهٰا حُسْناً قال الاقتراف التسليم لنا و الصدق علينا و أن لا يكذب علينا

الوافي، ج 2، ص: 112

بيان

الاقتراف أي اقتراف الحسنة و أصل الاقتراف الاكتساب و ربما يفسر اقتراف الحسنة هنا بمحبة أهل البيت ع و المعنيان متقاربان

[5]
اشارة

571- 5 الكافي، 1/ 391/ 5/ 1 علي بن محمد بن عبد اللّٰه عن البرقي عن أبيه عن محمد بن عبد الحميد عن بزرج عن بشير الدهان عن كامل التمار قال قال أبو جعفر ع قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ أ تدري من هم قلت أنت أعلم قال قد أفلح المؤمنون المسلمون إن المسلمين هم النجباء فالمؤمن غريب فطوبى للغرباء

بيان

إنما فرع غربة المؤمن على تفسيره بالمسلم و وصف المسلم بالنجيب لقلة المسلم و النجيب فيما بين الناس و شذوذه جدا و هذا معنى الغربة كما قيل

و للناس فيما يعشقون مذاهب و لي مذهب فرد أعيش به وحدي

[6]
اشارة

572- 6 الكافي، 1/ 391/ 6/ 1 علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن الخشاب عن العباس بن عامر عن ربيع المسلي عن يحيى بن زكريا الأنصاري عن أبي عبد اللّٰه ع قال سمعته يقول من سره أن يستكمل الإيمان كله فليقل القول مني في جميع الأشياء قول آل محمد فيما أسروا و ما أعلنوا و فيما بلغني عنهم و فيما لم يبلغني

بيان

في بعض النسخ و ليقبل مكان فليقل و كأنه تصحيف

الوافي، ج 2، ص: 113

[7]
اشارة

573- 7 الكافي، 1/ 391/ 7/ 1 الثلاثة عن ابن أذينة عن زرارة أو العجلي عن أبي جعفر ع قال قال لقد خاطب اللّٰه عز و جل أمير المؤمنين ع في كتابه قال قلت في أي موضع قال في قوله تعالى وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جٰاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللّٰهَ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللّٰهَ تَوّٰاباً رَحِيماً فَلٰا وَ رَبِّكَ لٰا يُؤْمِنُونَ حَتّٰى يُحَكِّمُوكَ فِيمٰا شَجَرَ بَيْنَهُمْ فيما تعاقدوا عليه لئن أمات اللّٰه محمدا أن لا يردوا هذا الأمر في بني هاشم ثُمَّ لٰا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمّٰا قَضَيْتَ عليهم من القتل أو العفو وَ يُسَلِّمُوا تَسْلِيماً

بيان

أراد ع أن المراد بظلمهم أنفسهم تعاقدهم فيما بينهم منازعين لله و لرسوله و للمؤمنين أن يصرفوا الأمر عن بني هاشم و أنه المراد بقوله فِيمٰا شَجَرَ بَيْنَهُمْ أي فيما وقع النزاع بينهم مع اللّٰه و رسوله و المؤمنين بهذا التعاقد فإن اللّٰه كان معهم و فيما بينهم كما قال سبحانه وَ هُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مٰا لٰا يَرْضىٰ مِنَ الْقَوْلِ وَ كٰانَ اللّٰهُ بِمٰا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً و الرسول أيضا كان عالما بما أسروا من مخالفته فكأنه كان فيهم شاهدا على منازعتهم إياه.

و معنى تحكيمهم أمير المؤمنين ع على أنفسهم أن يقولوا له إنا ظلمنا أنفسنا بظلمنا إياك و إرادتنا صرف الأمر عنك مخالفة لله و لرسوله فاحكم علينا بما شئت و طهرنا كما شئت أما بالقتل أو العفو فالخطاب في كل من جاءوك و ربك و يحكموك إلى أمير المؤمنين ع و لعمري أنه هكذا ينبغي أن يكون معناه أ لا ترى إلى قوله عز و جل وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ و لو كان الخطاب

إلى الرسول لقال و استغفرت لهم

الوافي، ج 2، ص: 114

[8]
اشارة

574- 8 الكافي، 1/ 391/ 8/ 1 أحمد بن مهران عن عبد العظيم الحسني عن ابن أسباط عن علي بن عقبة عن الحكم بن أيمن عن أبي بصير قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن قول اللّٰه عز و جل الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ إلى آخر الآية قال هم المسلمون لآل محمد الذين إذا سمعوا الحديث لم يزيدوا فيه و لم ينقصوا منه جاءوا به كما سمعوه

بيان

يعني أنهم يتبعون محكمات كلامهم دون متشابهاته يعني يقفون على ظواهره مسلمين لهم لا يتصرفون فيه بآرائهم مأولين له بزيادة و نقصان في المعنى و هذا المعنى هو المناسب للتسليم و الأحسن و أما حمله على الزيادة و النقصان في اللفظ من دون تغيير في المعنى فلا يناسبها مع أنهم ع رخصوا في ذلك كما مضى في أبواب العقل و العلم

الوافي، ج 2، ص: 115

باب 11 وجوب إتيان الإمام بعد قضاء مناسك الحج

[1]
اشارة

575- 1 الكافي، 1/ 392/ 1/ 1 الثلاثة عن ابن أذينة عن الفضيل عن أبي جعفر ع قال نظر إلى الناس يطوفون حول الكعبة فقال هكذا كانوا يطوفون في الجاهلية إنما أمروا أن يطوفوا بها ثم ينفروا إلينا- فيعلمونا ولايتهم و مودتهم و يعرضوا علينا نصرتهم ثم قرأ هذه الآية فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النّٰاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ

بيان

هكذا كانوا يطوفون يعني من دون معرفة لهم بالمقصود الأصلي من الأمر بالإتيان إلى الكعبة و الطواف فإن إبراهيم على نبينا و آله و عليه السلام حين بنى الكعبة و جعل لذريته عندها مسكنا قال رَبَّنٰا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوٰادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنٰا لِيُقِيمُوا الصَّلٰاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النّٰاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ فاستجاب اللّٰه دعاءه و أمر الناس بالإتيان إلى الحج من كل فج ليتحببوا إلى ذريته و يعرضوا عليهم نصرتهم و ولايتهم ليصير ذلك سببا لنجاتهم و وسيلة إلى رفع درجاتهم و ذريعة إلى تعرف أحكام دينهم و تقوية أيمانهم و يقينهم و عرض النصرة أن يقولوا لهم هل لكم من حاجة في نصرتنا لكم في أمر من الأمور و سيأتي هذا الخبر بإسناد آخر في كتاب الحج إن شاء اللّٰه مع أخبار أخر في هذا المعنى

الوافي، ج 2، ص: 116

[2]
اشارة

576- 2 الكافي، 1/ 392/ 2/ 1 الاثنان عن ابن أسباط عن داود بن النعمان عن الحذاء قال سمعت أبا جعفر ع و رأى الناس بمكة و ما يعملون قال فقال فعال كفعال الجاهلية أما و اللّٰه ما أمروا إلا أن يقضوا تفثهم وَ لْيُوفُوا نُذُورَهُمْ فيمروا بنا فيخبرونا بولايتهم و يعرضوا علينا نصرتهم

بيان

التفث محركة في المناسك الشعث و إذهابه و إذهاب مطلق الوسخ و ما كان من نحو قص الأظفار و الشارب و حلق العانة و غير ذلك و تأويل قضاء التفث لقاء الإمام كما ورد في حديث ذريح عن أبي عبد اللّٰه ع و سيأتي ذكره في أبواب الزيارات من كتاب الحج إن شاء اللّٰه و جهة الاشتراك بين التفسير و التأويل التطهير فإن أحدهما تطهير للبدن عن الأوساخ الظاهرة و ما يجري مجراها و الآخر تطهير للقلب من الأوساخ الباطنة التي هي الجهل و الضلال و العمى

[3]

577- 3 الكافي، 4/ 549/ 2/ 1 محمد عن محمد بن الحسين عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن جابر عن أبي جعفر ع قال تمام الحج لقاء الإمام

[4]
اشارة

578- 4 الكافي، 1/ 392/ 3/ 1 علي عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير و محمد عن ابن عيسى عن ابن فضال جميعا عن أبي جميلة عن خالد بن عمار عن سدير قال سمعت أبا جعفر ع و هو داخل و أنا خارج و أخذ بيدي ثم استقبل البيت فقال يا سدير إنما أمر الناس أن يأتوا هذه الأحجار فيطوفوا بها ثم يأتونا فيعلمونا ولايتهم لنا و هو قول

الوافي، ج 2، ص: 117

اللّٰه عز و جل وَ إِنِّي لَغَفّٰارٌ لِمَنْ تٰابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صٰالِحاً ثُمَّ اهْتَدىٰ- ثم أومى بيده إلى صدره إلى ولايتنا ثم قال يا سدير أ فأريك الصادين عن دين اللّٰه ثم نظر إلى أبي حنيفة و سفيان الثوري في ذلك الزمان و هم حلق في المسجد فقال هؤلاء الصادون عن دين اللّٰه عز و جل- بلا هدى من اللّٰه تبارك و تعالى و لا كتاب مبين إن هؤلاء الأخابث لو جلسوا في بيوتهم فجال الناس فلم يجدوا أحدا يخبرهم عن اللّٰه عز و جل و عن رسوله ص حتى يأتونا فنخبرهم عن اللّٰه تبارك و تعالى و عن رسوله ص

بيان

و هو داخل أي في المسجد الحرام إلى ولايتنا أي اهتدى إلى ولايتنا فجال بالجيم من الجولان بمعنى الدوران و السير

الوافي، ج 2، ص: 118

باب 12 من دان اللّٰه تعالى بغير إمام من اللّٰه

[1]

579- 1 الكافي، 1/ 374/ 1/ 1 العدة عن أحمد عن البزنطي عن أبي الحسن ع في قول اللّٰه عز و جل وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوٰاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللّٰهِ قال يعني من اتخذ دينه رأيه بغير إمام من أئمة الهدى

[2]
اشارة

580- 2 الكافي، 1/ 374/ 2/ 1 محمد عن محمد بن الحسين عن صفوان عن العلاء عن محمد قال سمعت أبا جعفر ع يقول كل من دان اللّٰه بعبادة يجهد فيها نفسه و لا إمام من اللّٰه فسعيه غير مقبول

الوافي، ج 2، ص: 119

و هو ضال متحير و اللّٰه شانئ لأعماله و مثله كمثل شاة ضلت عن راعيها و قطيعها فهجمت ذاهبة و جائية يومها فلما جنها الليل بصرت بقطيع مع غير راعيها فحنت إليها و اغترت بها و باتت معها في مربضها فلما أن ساق الراعي قطيعة أنكرت راعيها و قطيعها فهجمت متحيرة تطلب راعيها و قطيعها فبصرت بغنم مع راعيها فحنت إليها و اغترت بها فصاح بها الراعي الحقي براعيك و قطيعك فإنك تائهة متحيرة عن راعيك و قطيعك- فهجمت ذعرة متحيرة نادة لا راعي لها يرشدها إلى مرعاها أو يردها- فبينا هي كذلك إذ اغتنم الذئب ضيعتها فأكلها و كذلك و اللّٰه يا محمد من أصبح من هذه الأمة لا إمام له من اللّٰه جل و عز ظاهرا عادلا أصبح ضالا تائها و إن مات على هذه الحال مات ميتة كفر و نفاق و اعلم يا محمد أن أئمة الجور و أتباعهم لمعزولون عن دين اللّٰه قد ضلوا و أضلوا فأعمالهم التي يعملونها كَرَمٰادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عٰاصِفٍ لٰا يَقْدِرُونَ مِمّٰا كَسَبُوا عَلىٰ شَيْ ءٍ ذٰلِكَ هُوَ الضَّلٰالُ

الْبَعِيدُ

بيان

شانئ مبغض فهجمت طرقت حنت اشتاقت ذعرة خائفة

الوافي، ج 2، ص: 120

نادة شاردة نافرة ضيعتها ضياعها مات ميتة كفر و نفاق إشارة إلى

الحديث النبوي المشهور من مات و لم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية

[3]
اشارة

581- 3 الكافي، 1/ 375/ 3/ 1 العدة عن ابن عيسى عن السراد عن عبد العزيز العبدي عن ابن أبي يعفور قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع إني أخالط الناس فيكثر عجبي من أقوام لا يتولونكم و يتولون فلانا و فلانا- لهم أمانة و صدق و وفاء و أقوام يتولونكم ليس لهم تلك الأمانة و لا الوفاء و الصدق قال فاستوى أبو عبد اللّٰه ع جالسا فأقبل علي كالغضبان ثم قال لا دين لمن دان اللّٰه بولاية إمام جائر ليس من اللّٰه- و لا عتب على من دان اللّٰه بولاية إمام عادل من اللّٰه قلت لا دين لأولئك و لا عتب على هؤلاء قال نعم لا دين لأولئك و لا عتب على هؤلاء- ثم قال أ لا تسمع لقول اللّٰه عز و جل اللّٰهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمٰاتِ إِلَى النُّورِ يعني ظلمات الذنوب إلى نور التوبة و المغفرة لولايتهم كل إمام عادل من اللّٰه و قال وَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيٰاؤُهُمُ الطّٰاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمٰاتِ إنما عنى بهذا أنهم كانوا على نور الإسلام فلما أن تولوا كل إمام جائر ليس من اللّٰه عز و جل خرجوا بولايتهم من نور الإسلام إلى ظلمات الكفر فأوجب اللّٰه لهم النار مع الكفار ف أُولٰئِكَ أَصْحٰابُ النّٰارِ هُمْ فِيهٰا خٰالِدُونَ

بيان

لعل السر فيه أن إيمان المهتدين لما كان مبنيا على أصل أصيل و متابعتهم لإمام معصوم مطهر من الذنب فالذنب الذي يصدر منهم إنما يصدر على وجل

الوافي، ج 2، ص: 121

و خوف و اضطراب فلذلك يوفقون للتوبة و المغفرة بخلاف مخالفيهم فإنه ليس بناء إيمانهم على أصل ثابت و لا متابعتهم لمعصوم فالطاعة التي تصدر

منهم إنما تصدر مع عدم خلوص نية و لا صفاء طوية فتصير سببا للإعجاب و الغرور و الذنب الذي يصدر منهم إنما يصدر مع عدم مبالاة به و قلة خوف لأن أئمتهم كذلك فلذلك يصير ذلك سبب تراكم الظلمة على قلوبهم حتى يؤدي إلى الكفر و الجحود و استحقاق النار مع الخلود

[4]

582- 4 الكافي، 1/ 376/ 4/ 1 عنه عن هشام بن سالم عن حبيب السجستاني عن أبي جعفر ع قال قال اللّٰه تبارك و تعالى لأعذبن كل رعية في الإسلام دانت بولاية كل إمام جائر ليس من اللّٰه- و إن كانت الرعية في إعمالها برة تقية و لأعفون عن كل رعية في الإسلام- دانت بولاية كل إمام عادل من اللّٰه و إن كانت الرعية في أنفسها ظالمة مسيئة

[5]

583- 5 الكافي، 1/ 376/ 5/ 1 علي بن محمد عن ابن جمهور عن أبيه عن صفوان عن ابن مسكان عن عبد اللّٰه بن سنان عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال إن اللّٰه لا يستحيي أن يعذب أمة دانت بإمام ليس من اللّٰه و إن كانت في إعمالها برة تقية و إن اللّٰه ليستحيي أن يعذب أمة دانت بإمام من اللّٰه و إن كانت في إعمالها ظالمة مسيئة

[6]
اشارة

584- 6 الكافي، 1/ 377/ 4/ 1 بعض أصحابنا عن عبد العظيم بن عبد اللّٰه الحسني عن مالك بن عامر عن المفضل بن زائدة عن المفضل بن عمر قال قال أبو عبد اللّٰه ع من دان اللّٰه بغير سماع عن صادق ألزمه اللّٰه البتة إلى العناء و من ادعى سماعا من غير الباب الذي فتحه اللّٰه فهو

الوافي، ج 2، ص: 122

مشرك و ذلك الباب المأمون على سر اللّٰه المكنون

بيان

ألزمه اللّٰه البتة في بعض النسخ التيه بتقديم المثناة الفوقانية على المثناة التحتانية بمعنى الحيرة و على التقديرين لا بد من تضمين ما يتعدى بإلى أو تقديره كالوصول في الأول و الموصل في الثاني و ما يقرب منهما

[7]
اشارة

585- 7 الكافي، 8/ 161/ 163 سهل عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن مرازم و يزيد بن حماد جميعا عن عبد اللّٰه بن سنان فيما أظن عن أبي عبد اللّٰه ع أنه قال لو أن غير ولي علي ع أتى الفرات قد أشرف ماؤه على جنبيه و هو يزخ زخيخا فتناول بكفه و قال بسم اللّٰه فلما فرغ قال الحمد لله كان دما مسفوحا و لحم خنزير

بيان

الزخيخ بالمعجمات البريق و الدفع في وهدة أراد ع أن ماء الفرات مع بركته و وفوره و بريقه و صفائه و ذكر اللّٰه عز و جل عند شربه أولا و آخرا حرام على من لم يكن لعلي ع وليا كحرمة الدم و لحم الخنزير

الوافي، ج 2، ص: 123

باب 13 من مات و ليس له إمام من أئمة الهدى

[1]

586- 1 الكافي، 1/ 376/ 1/ 1 الاثنان عن الوشاء عن أحمد بن عائذ عن ابن أذينة عن الفضيل بن يسار قال ابتدأنا أبو عبد اللّٰه ع يوما- و قال قال رسول اللّٰه ص من مات و ليس له إمام فميتته ميتة جاهلية فقلت قال ذلك رسول اللّٰه ص فقال إي و اللّٰه قد قال قلت فكل من مات و ليس له إمام فميتته ميتة جاهلية قال نعم

[2]

587- 2 الكافي، 1/ 376/ 2/ 1 الاثنان عن الوشاء عن عبد الكريم بن عمرو عن ابن أبي يعفور قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن قول رسول اللّٰه ص من مات و ليس له إمام فميتته ميتة جاهلية قال فقلت ميتة كفر قال ميتة ضلال قلت فمن مات اليوم و ليس له إمام فميتته ميتة جاهلية فقال نعم

[3]
اشارة

588- 3 الكافي، 1/ 377/ 3/ 1 القميان عن صفوان عن الفضيل عن الحارث بن المغيرة قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع قال رسول اللّٰه ص من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية قال نعم قلت جاهلية جهلاء أو جاهلية لا يعرف إمامه قال جاهلية كفر و نفاق و ضلال

الوافي، ج 2، ص: 124

بيان

جهلاء تأكيد للجاهلية

الوافي، ج 2، ص: 125

باب 14 فيمن عرف الحق من ولد فاطمة ع و من أنكر

[1]
اشارة

589- 1 الكافي، 1/ 377/ 1/ 1 العدة عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن الجعفري قال سمعت الرضا ع يقول إن علي بن عبد اللّٰه بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع و امرأته و بنيه من أهل الجنة ثم قال من عرف هذا الأمر من ولد علي و فاطمة ع لم يكن كالناس

بيان

________________________________________

كاشانى، فيض، محمد محسن ابن شاه مرتضى، الوافي، 26 جلد، كتابخانه امام امير المؤمنين علي عليه السلام، اصفهان - ايران، اول، 1406 ه ق

الوافي؛ ج 2، ص: 125

و ذلك لأن أسباب البغض و الحسد في ذوي القربى أكثر و أحكم و أشد فمن نفى عن نفسه ذلك منهم مع ذلك فقد أكمل الفتوة و المروة و الرجولية

[2]
اشارة

590- 2 الكافي، 1/ 377/ 2/ 1 الاثنان عن الوشاء عن أحمد بن عمر الحلال قال قلت لأبي الحسن ع أخبرني عمن عاندك و لم يعرف حقك من ولد فاطمة هو و سائر الناس سواء في العقاب قال كان علي بن الحسين ع يقول عليهم ضعفا العقاب

بيان

الضعف المثل و إنما ضوعف عليهم العقاب لأن ضرر جحودهم أكثر لإفضائه إلى ضلال الناس بهم أكثر من ضلالهم بغيرهم

الوافي، ج 2، ص: 126

[3]
اشارة

591- 3 الكافي، 1/ 377/ 3/ 2 الاثنان عن الحسن بن راشد عن علي الميثمي عن ربعي عن البصري قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع المنكر لهذا الأمر من بني هاشم و غيرهم سواء فقال لي لا تقل المنكر- و لكن قل الجاحد من بني هاشم و غيرهم قال أبو الحسن فتفكرت- فذكرت قول اللّٰه عز و جل في إخوة يوسف فَعَرَفَهُمْ وَ هُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ

بيان

الجحد الإنكار مع العلم و الإنكار يقابل المعرفة و لما كانت بنو هاشم عالمين بأمرهم ع ما ناسب إطلاق الإنكار على فعلهم معهم بل كان إطلاق الجحد عليه أوفق و إنما اكتفى ع في جواب السائل بهذا الاعتراض لأن السائل نفسه اكتفى به و بفهم جوابه بنفسه عن إعادة السؤال ثانيا فاغتنم ع الفرصة للسكوت عنه

[4]

592- 4 الكافي، 1/ 378/ 4/ 1 العدة عن أحمد عن البزنطي قال سألت الرضا ع قلت له الجاحد منكم و من غيركم سواء فقال الجاحد منا له ذنبان و المحسن له حسنتان

الوافي، ج 2، ص: 127

باب 15 ما يجب على الناس عند مضي الإمام

[1]

593- 1 الكافي، 1/ 378/ 1/ 1 محمد عن محمد بن الحسين عن صفوان عن يعقوب بن شعيب قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع إذا حدث على الإمام حدث كيف يصنع الناس قال أين قول اللّٰه عز و جل فَلَوْ لٰا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طٰائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذٰا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ- قال هم في عذر ما داموا في الطلب و هؤلاء الذين ينتظرونهم في عذر حتى يرجع إليهم أصحابهم

[2]
اشارة

594- 2 الكافي، 1/ 379/ 3/ 1 عنه عن ابن عيسى عن محمد بن خالد عن النضر عن يحيى الحلبي عن العجلي عن محمد قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع أصلحك اللّٰه بلغنا شكواك و أشفقنا فلو أعلمتنا أو علمنا من فقال إن عليا ع كان عالما و العلم يتوارث فلا يهلك عالم إلا بقي من بعده من يعلم مثل علمه أو ما شاء اللّٰه قلت أ فيسع الناس إذا مات العالم ألا يعرفوا الذي بعده فقال أما أهل هذه البلدة فلا يعني المدينة و أما غيرها من البلدان فبقدر مسيرهم إن اللّٰه يقول وَ مٰا كٰانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْ لٰا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طٰائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذٰا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ قال قلت أ رأيت من

الوافي، ج 2، ص: 128

مات في ذلك فقال هو بمنزلة من خرج من بيته مهاجرا إلى اللّٰه و رسوله- ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على اللّٰه قال قلت فإذا قدموا بأي شي ء يعرفون صاحبهم قال يعطى السكينة و الوقار و الهيبة

بيان

شكواك علتك أشفقنا خفنا أن تجيب داعي اللّٰه و تختار الآخرة على الدنيا فنبقى في حيرة من أمرنا فلو أعلمتنا من الإمام بعدك أو علمنا من طريق آخر من هو و لو للتمني و إنما لم يعلمه به بشخصه خوفا من الإذاعة إذ التقية كانت يومئذ شديدة أو ما شاء اللّٰه يعني من العلم أو من إفناء العالم

[3]
اشارة

595- 3 الكافي، 1/ 378/ 2/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن حماد عن عبد الأعلى قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن قول العامة إن رسول اللّٰه ص قال من مات و ليس له إمام مات ميتة جاهلية فقال الحق و اللّٰه قلت فإن إماما هلك و رجل بخراسان لا يعلم من وصيه لم يسعه ذلك قال لا يسعه إن الإمام إذا هلك وقعت حجة وصيه على من هو معه في البلد و حق النفر على من ليس بحضرته إذا بلغهم إن اللّٰه عز و جل يقول فَلَوْ لٰا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طٰائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ- وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذٰا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ- قلت فنفر قوم فهلك بعضهم قبل أن يصل فيعلم قال إن اللّٰه جل و عز يقول وَ مَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهٰاجِراً إِلَى اللّٰهِ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللّٰهِ قلت فبلغ البلد بعضهم فوجدك مغلقا عليك بابك

الوافي، ج 2، ص: 129

و مرخى عليك سترك لا تدعوهم إلى نفسك و لا يكون من يدلهم عليك فبما يعرفون ذلك قال بكتاب اللّٰه المنزل قلت فبقول اللّٰه جل و عز كيف- قال أراك قد تكلمت في هذا قبل اليوم قلت أجل قال فذكر ما أنزل اللّٰه

في علي ع و ما قال له رسول اللّٰه ص في حسن و حسين ع و ما خص اللّٰه به عليا و ما قال فيه رسول اللّٰه ص من وصيته إليه و نصبه إياه و ما يصيبهم و إقرار الحسن و الحسين ع بذلك و وصيته إلى الحسن و تسليم الحسين له- يقول اللّٰه النَّبِيُّ أَوْلىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ أَزْوٰاجُهُ أُمَّهٰاتُهُمْ وَ أُولُوا الْأَرْحٰامِ بَعْضُهُمْ أَوْلىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتٰابِ اللّٰهِ قلت فإن الناس تكلموا في أبي جعفر ع و يقولون كيف تخطت من ولد أبيه من له مثل قرابته و من هو أسن منه و قصرت عمن هو أصغر منه فقال يعرف صاحب هذا الأمر بثلاث خصال لا تكون في غيره هو أولى الناس بالذي قبله و هو وصيه- و عنده سلاح رسول اللّٰه ص و وصيته و ذلك عندي لا أنازع فيه قلت إن ذلك مستور مخافة السلطان قال لا يكون في ستر إلا و له حجة ظاهرة إن أبي استودعني ما هناك فلما حضرته الوفاة قال ادع لي شهودا فدعوت أربعة من قريش فيهم نافع مولى عبد اللّٰه بن عمر قال اكتب- هذا ما أوصى به يعقوب بنيه يٰا بَنِيَّ إِنَّ اللّٰهَ اصْطَفىٰ لَكُمُ الدِّينَ- فَلٰا تَمُوتُنَّ إِلّٰا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ و أوصى محمد بن علي إلى جعفر بن محمد و أمره أن يكفنه في برده الذي كان يصلي فيه الجمع و أن يعممه بعمامته

الوافي، ج 2، ص: 130

و أن يربع قبره و يرفعه أربع أصابع ثم يخلي عنه فقال اطووه ثم قال للشهود انصرفوا رحمكم اللّٰه فقلت بعد ما انصرفوا ما كان في هذا يا أبه أن تشهد عليه فقال إني

كرهت أن تغلب و أن يقال إنه لم يوص فأردت أن تكون لك حجة فهو الذي إذا قدم الرجل البلد قال من وصي فلان قيل فلان- قلت فإن أشرك في الوصية قال تسألونه فإنه سيبين لكم

بيان

تخطت أي تجاوزت الإمامة و قصرت عمن هو أصغر منه أي لم تنله و لم تبلغه أولى الناس بالذي قبله أي أخص به و بأموره في حياته و هو وصيه أي وصيه في السر و العلانية بحيث يعلم المؤالف و المخالف جميعا أنه وصيه و إن لم يعرفوه بالإمامة جميعا كما نص ع عليه بقوله و له حجة ظاهرة ثم بين ذلك بقوله إن أبي استودعني إلى آخر ما قال و حاصله أن الإمام السابق و إن لم يوص إلى اللاحق بالإمامة مخافة السلطان إلا أنه أوجب له الوصاية المطلقة و عين له الإتيان ببعض الأمور التي لا بأس بذكرها ليستدل شيعته بذلك على أنه الإمام بعده حيث فوض إليه الوصية دون غيره و إن لم يعرفه شهود الوصية بذلك إني كرهت أن تغلب يعني على الإمامة و أن يقال أي يقوله الشيعة فيما بينهم

الوافي، ج 2، ص: 131

باب 16 دلائل الحجية

[1]

596- 1 الكافي، 1/ 284/ 1/ 1 محمد عن أحمد عن البزنطي قال قلت لأبي الحسن الرضا ع إذا مات الإمام بم يعرف الذي بعده فقال للإمام علامات منها أن يكون أكبر ولد أبيه و يكون فيه الفضل و الوصية و يقدم الركب فيقول إلى من أوصى فلان فيقال إلى فلان و السلاح فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل تكون الإمامة مع السلاح حيث ما كان

[2]
اشارة

597- 2 الكافي، 1/ 284/ 2/ 1 عنه عن محمد بن الحسين عن شعر عن الغنوي عن عبد الأعلى قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع المتوثب على هذا الأمر المدعي له ما الحجة عليه قال يسأل عن الحلال و الحرام- قال ثم أقبل علي فقال ثلاثة من الحجة لم تجتمع في أحد إلا كان صاحب هذا الأمر أن يكون أولى الناس بمن كان قبله و يكون عنده السلاح و يكون صاحب الوصية الظاهرة التي إذا قدمت المدينة سألت عنها العامة و الصبيان إلى من أوصى فلان فيقولون إلى فلان بن فلان

بيان

إنما كان السؤال عن الحلال و الحرام حجة على المدعي المتكلف إذا عجز عن الجواب أو كان السائل عالما بالمسألة لا مطلقا و لهذا أضرب ع عن ذلك و جعل الحجة أمرا آخر و قد وقع التصريح بعدم حجيته في حديث آخر كما يأتي

الوافي، ج 2، ص: 132

[3]

598- 3 الكافي، 1/ 284/ 3/ 1 الثلاثة عن هشام بن سالم و حفص بن البختري عن أبي عبد اللّٰه ع قال قيل له بأي شي ء يعرف الإمام قال بالوصية الظاهرة و بالفضل إن الإمام لا يستطيع أحد أن يطعن عليه في فم و لا بطن و لا فرج فيقال كذاب و يأكل أموال الناس و ما أشبه هذا

[4]

599- 4 الكافي، 1/ 284/ 4/ 1 محمد عن محمد بن إسماعيل عن علي بن الحكم عن ابن وهب قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع ما علامة الإمام الذي بعد الإمام فقال طهارة الولادة و حسن المنشأ و لا يلهو و لا يلعب

[5]

600- 5 الكافي، 1/ 285/ 5/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن أحمد بن عمر عن أبي الحسن الرضا ع قال سألته عن الدلالة على صاحب هذا الأمر فقال الدلالة عليه الكبر و الفضل و الوصية إذا قدم الركب المدينة فقالوا إلى من أوصى فلان قيل إلى فلان بن فلان و دوروا مع السلاح حيثما دار فأما المسائل فليس فيها حجة

[6]

601- 6 الكافي، 1/ 285/ 6/ 1 محمد عن أحمد عن أبي يحيى الواسطي عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللّٰه ع أن الأمر في الكبير ما لم تكن به عاهة

الوافي، ج 2، ص: 133

[7]

602- 7 الكافي، 1/ 285/ 7/ 1 أحمد بن مهران عن محمد بن علي عن أبي بصير قال قلت لأبي الحسن ع جعلت فداك بم يعرف الإمام- قال فقال بخصال أما أولها فإنه بشي ء قد تقدم من أبيه فيه و بإشارة إليه فيكون عليهم حجة و يسأل فيجيب و إن سكت عنه ابتدأ و يخبر بما في غد و يكلم الناس بكل لسان ثم قال لي يا أبا محمد أعطيك علامة قبل أن تقوم فلم ألبث أن دخل علينا رجل من أهل خراسان فكلمه الخراساني بالعربية فأجابه أبو الحسن ع بالفارسية فقال له الخراساني و اللّٰه جعلت فداك ما منعني أن أكلمك بالخراسانية غير أني ظننت أنك لا تحسنها فقال سبحان اللّٰه إذا كنت لا أحسن أجيبك فما فضلي عليك ثم قال لي يا أبا محمد إن الإمام لا يخفى عليه كلام أحد من الناس و لا طير و لا بهيمة و لا شي ء فيه الروح فمن لم يكن هذه الخصال فيه فليس هو بإمام

[8]

603- 8 الكافي، 1/ 238/ 1/ 1 العدة عن أحمد عن علي بن الحكم عن ابن وهب عن سعيد السمان قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول إنما مثل السلاح فينا مثل التابوت في بني إسرائيل كانت بنو إسرائيل أي أهل بيت وجد التابوت على بابهم أوتوا النبوة فمن صار إليه السلاح منا أوتي الإمامة

[9]

604- 9 الكافي، 1/ 238/ 2/ 1 الثلاثة عن محمد بن السكين عن نوح بن دراج عن ابن أبي يعفور قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول إنما مثل السلاح فينا مثل التابوت في بني إسرائيل حيثما دار التابوت دار الملك- فأينما دار السلاح دار العلم

الوافي، ج 2، ص: 134

[10]

605- 10 الكافي، 1/ 238/ 3/ 1 محمد عن محمد بن الحسين عن صفوان عن أبي الحسن الرضا ع قال قال أبو جعفر ع إنما مثل السلاح فينا مثل التابوت في بني إسرائيل حيثما دار التابوت أوتوا النبوة- و حيثما دار السلاح فينا فثم الأمر قلت فيكون السلاح مزايلا للعلم قال لا

[11]

606- 11 الكافي، 1/ 238/ 4/ 1 العدة عن أحمد عن البزنطي عن أبي الحسن الرضا ع قال قال أبو جعفر ع إنما مثل السلاح فينا كمثل التابوت في بني إسرائيل أينما دار التابوت دار الملك- و أينما دار السلاح فينا دار العلم

الوافي، ج 2، ص: 135

باب 17 إن الإمامة بعد السبطين ع في الأعقاب

[1]

607- 1 الكافي، 1/ 285/ 1/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن الحسين بن ثوير بن أبي فاختة عن أبي عبد اللّٰه ع قال لا تعود الإمامة في أخوين بعد الحسن و الحسين أبدا إنما جرت من علي بن الحسين كما قال اللّٰه تعالى وَ أُولُوا الْأَرْحٰامِ بَعْضُهُمْ أَوْلىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتٰابِ اللّٰهِ فلا تكون بعد علي بن الحسين إلا في الأعقاب و أعقاب الأعقاب

[2]

608- 2 الكافي، 1/ 286/ 2/ 1 علي بن محمد عن سهل عن محمد بن الوليد عن يونس بن يعقوب عن أبي عبد اللّٰه ع أنه سمعه يقول أبى اللّٰه أن يجعلها لأخوين بعد الحسن و الحسين ع

[3]

609- 3 الكافي، 1/ 286/ 3/ 1 محمد عن ابن عيسى عن ابن بزيع عن أبي الحسن الرضا ع أنه سئل أ تكون الإمامة في عم أو خال فقال لا فقلت ففي أخ قال لا قلت ففي من قال في ولدي و هو يومئذ لا ولد له

[4]

610- 4 الكافي، 1/ 286/ 4/ 1 محمد عن محمد بن الحسين عن التميمي

الوافي، ج 2، ص: 136

عن الجعفري عن حماد بن عيسى عن أبي عبد اللّٰه ع أنه قال لا تجتمع الإمامة في أخوين بعد الحسن و الحسين ع إنما هي في الأعقاب و أعقاب الأعقاب

[5]

611- 5 الكافي، 1/ 286/ 5/ 1 محمد عن محمد بن الحسين عن التميمي عن عيسى بن عبد اللّٰه بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبي عبد اللّٰه ع قال قلت له إن كان كون و لا أراني اللّٰه فبمن أئتم فأومى إلى ابنه موسى قال قلت فإن حدث بموسى حدث فبمن أئتم قال بولده قلت فإن حدث بولده حدث و ترك أخا كبيرا و ابنا صغيرا فبمن أئتم قال بولده ثم واحدا فواحدا- و في نسخة الصفواني الحسين بن أبي العلاء قال قلت

الوافي، ج 2، ص: 137

باب 18 ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة

[1]
اشارة

612- 1 الكافي، 1/ 343/ 1/ 1 علي عن أبيه عن السراد عن سلام بن عبد اللّٰه و محمد بن الحسن و علي بن محمد عن سهل و القمي عن محمد بن حسان جميعا عن محمد بن علي عن ابن أسباط عن سلام بن عبد اللّٰه الهاشمي قال محمد بن علي و قد سمعته منه عن أبي عبد اللّٰه ع قال بعث طلحة و الزبير رجلا من عبد القيس يقال له خداش إلى أمير المؤمنين ع و قالا له إنا نبعثك إلى رجل طال ما كنا نعرفه و أهل بيته بالسحر و الكهانة و أنت أوثق من بحضرتنا من أنفسنا من أن تمنع من ذلك و أن تحاجه لنا حتى تقفه على أمر معلوم- و اعلم أنه أعظم الناس دعوى فلا يكسرنك ذلك عنه و من الأبواب التي يخدع الناس بها الطعام و الشراب و العسل و الدهن و أن يخالي الرجل فلا تأكل له طعاما و لا تشرب له شرابا و لا تمس له عسلا و لا دهنا و لا تخل معه و احذر

هذا كله منه و انطلق على بركة اللّٰه فإذا رأيته فاقرأ آية السخرة و تعوذ بالله من كيده و كيد الشيطان فإذا جلست إليه فلا تمكنه من بصرك كله و لا تستأنس به ثم قل له إن أخويك في الدين و ابني عمك في القرابة يناشدانك القطيعة و يقولان لك أ ما تعلم أنا تركنا الناس لك- و خالفنا عشائرنا فيك منذ قبض اللّٰه عز و جل محمد ص فلما نلت أدنى منال ضيعت حرمتنا و قطعت رجاءنا- ثم قد رأيت أفعالنا فيك و قدرتنا على النأي عنك و سعة البلاد دونك

الوافي، ج 2، ص: 138

و إن من كان يصرفك عنا و عن صلتنا كان أقل لك نفعا و أضعف عنك دفعا منا و قد وضح الصبح لذي عينين و قد بلغنا عنك انتهاك لنا و دعاء علينا فما الذي يحملك على ذلك فقد كنا نرى أنك أشجع فرسان العرب أ تتخذ اللعن لنا دينا و ترى أن ذلك يكسرنا عنك- فلما أتى خداش أمير المؤمنين ع صنع ما أمراه فلما نظر إليه علي ع و هو يناجي نفسه ضحك و قال هاهنا يا أخا عبد قيس و أشار له إلى مجلس قريب منه فقال ما أوسع المكان أريد أن أؤدي إليك رسالة قال بل تطعم و تشرب و تحل ثيابك و تدهن ثم تؤدي رسالتك قم يا قنبر فأنزله قال ما بي إلى شي ء مما ذكرت حاجة قال فأخلو بك قال كل سر لي علانية قال فأنشدك بالله الذي هو أقرب إليك من نفسك الحائل بينك و بين قلبك الذي يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور- أ تقدم إليك الزبير بما عرضت عليك

قال اللهم نعم- قال لو كتمت بعد ما سألتك ما ارتد إليك طرفك فأنشدك اللّٰه هل علمك كلاما تقوله إذا أتيتني قال نعم اللهم قال علي ع آية السخرة قال نعم قال فاقرأها فقرأها و جعل علي ع يكررها و يرددها و يفتح عليه إذا أخطأ حتى إذا قرأها سبعين مرة قال الرجل ما يرى أمير المؤمنين ع أمره بترددها سبعين مرة قال له أ تجد قلبك اطمأن قال إي و الذي نفسي بيده قال فما قالا لك فأخبره فقال قل لهما كفى بمنطقكما حجة عليكما و لكن اللّٰه لا يهدي القوم الظالمين زعمتما إنكما أخواي في الدين و ابنا عمي في النسب فأما النسب فلا أنكره و إن كان النسب مقطوعا إلا ما وصله اللّٰه بالإسلام- و أما قولكما إنكما أخواي في الدين فإن كنتما صادقين فقد فارقتما كتاب اللّٰه عز و جل و عصيتما أمره بأفعالكما في أخيكما في الدين و إلا فقد كذبتما و افتريتما بادعائكما إنكما أخواي في الدين و أما مفارقتكما الناس

الوافي، ج 2، ص: 139

منذ قبض اللّٰه محمدا ص فإن كنتما فارقتماهم بحق- فقد نقضتما ذلك الحق بفراقكما إياي أخيرا و إن فارقتماهم بباطل فقد وقع إثم ذلك الباطل عليكما مع الحدث الذي أحدثتما مع أن صفتكما بمفارقتكما الناس لم تكن إلا لطمع الدنيا زعمتما و ذلك قولكما فقطعت رجاءنا لا تعيبان بحمد اللّٰه من ديني شيئا- و أما الذي صرفني عن صلتكما فالذي صرفكما عن الحق و حملكما على خلعه من رقابكما كما يخلع الحرون لجامه و هو اللّٰه ربي لا أشرك به شيئا- فلا تقولا أقل نفعا و أضعف دفعا فتستحقا اسم الشرك مع النفاق و أما

قولكما إني أشجع فرسان العرب و هربكما من لعني و دعائي عليكما فإن لكل موقف عملا إذا اختلفت الأسنة و ماجت لبود الخيل و ملأ سحراكما أجوافكما فثم يكفيني اللّٰه بكمال القلب و أما إذا أبيتما بأني أدعو اللّٰه- فلا تجزعا من أن يدعو عليكما رجل ساحر من قوم سحرة زعمتما- اللهم أقعص الزبير بشر قتلة و أسفك دمه على ضلالة و عرف طلحة المظلة و ادخر لهما في الآخرة شرا من ذلك إن كانا ظلماني و افتريا علي و كتما شهادتهما و عصياك و عصيا رسولك في قل آمين قال خداش آمين- ثم قال خداش لنفسه و اللّٰه ما رأيت لحية قط أبين خطأ منك حامل حجة ينقض بعضها بعضا لم يجعل اللّٰه لها مساكا أنا أبرأ إلى اللّٰه منهما قال علي ع ارجع إليهما و أعلمهما ما قلت قال لا و اللّٰه حتى تسأل اللّٰه أن يردني إليك عاجلا و أن يوفقني لرضاه فيك ففعل فلم يلبث أن انصرف و قتل معه يوم الجمل رحمه اللّٰه

الوافي، ج 2، ص: 140

بيان

من أنفسنا من بيان لمن أي من الذين هم منا من أن تمنع على البناء للمفعول متعلق بأوثق و في بعض النسخ تمتنع و أن تحاجه تخاصمه عطف على ذلك أي أوثق من أن تمتنع من أن تحاجه تقفه من الوقف بمعنى الإيقاف أي تقيمه و في بعض النسخ بتقديم الفاء من التفقه بحذف إحدى التاءين و تضمين معنى الاطلاع أي تتفهم و تطلع منه و أن يخالي الرجل يخلو به يناشدانك القطيعة يقسمان عليك بقطيعة الرحم و عظم أمرها أو بالله فيها و النأي البعد و هو يناجي نفسه حين يقرأ آية

السخرة الحائل بينك و بين قلبك أشار به إلى قوله عز و جل أَنَّ اللّٰهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَ قَلْبِهِ نبهه بذلك على خيبته من نيل ما أرسل له لو كتمت بعد ما سألتك يعني كتمت تقدم الزبير إليك بالمعروض عليك بعد سؤالي عنه ما ارتد إليك طرفك أي مت و هلكت بغتة من غير مهلة مع الحدث الذي أحدثتما و هو نصرتكما لي مع أني كنت على الباطل بزعمكما مع أن صفتكما أي وصفكما أنفسكما بمفارقة الناس لأجلي قبل ذلك.

و إنما نسبه إلى وصفهما لأنهما لم يفارقا الناس في السر و إنما كانا تراءيا له ذلك نفاقا.

و في بعض النسخ صفقكما أي بيعتكما إياي فإن الصفق ضرب إحدى اليدين على الأخرى عند البيعة زعمتما أي زعمتما إنكما تصيبانها بتلك المفارقة الحرون بالمهملتين الدابة الصعبة الأسنة جمع سنان و ماجت اضطربت لبود الخيل جمع لبد يعني به لبد السرج و السحر بالفتح و الضم و التحريك الرئة

الوافي، ج 2، ص: 141

و ملؤهما أجوافهما انتفاخهما من الخوف و الإقعاص بالمهملتين القتل و المضلة مصدر ميمي من الضلال يعني عرفه أنه في ضلال و في بعض النسخ المذلة لحية أي ذا لحية فإن العرب كثيرا ما يعبر عن الرجل باللحية و المساك ما يتمسك به

[2]
اشارة

613- 2 الكافي، 1/ 345/ 2/ 1 علي بن محمد و محمد بن الحسن عن سهل و القمي عن محمد بن حسان جميعا عن محمد بن علي عن نصر بن مزاحم عن عمر [عمرو] بن سعيد عن جراح بن عبد اللّٰه عن رافع بن سلمة قال كنت مع علي بن أبي طالب ص يوم النهروان فبينا علي بن أبي طالب

ص جالس إذ جاء فارس- فقال السلام عليك يا علي فقال له علي ع و عليك السلام- ما لك ثكلتك أمك لم تسلم علي بإمرة المؤمنين قال بلى سأخبرك عن ذلك كنت إذ كنت على الحق بصفين فلما حكمت الحكمين برئت منك و سميتك مشركا فأصبحت لا أدري إلى أين أصرف ولايتي و اللّٰه لئن أعرف هداك من ضلالتك أحب إلي من الدنيا و ما فيها- فقال له علي ع ثكلتك أمك قف مني قريبا أريك علامات الهدى من علامات الضلالة فوقف الرجل قريبا منه فبينما هو كذلك إذ أقبل فارس يركض حتى أتى عليا ع فقال يا أمير المؤمنين أبشر بالفتح أقر اللّٰه عينك قد و اللّٰه قتل القوم أجمعون فقال له من دون النهر أو من خلفه قال بل من دونه فقال كذبت

الوافي، ج 2، ص: 142

و الذي فلق الحبة و برأ النسمة لا يعبرون أبدا حتى يقتلوا فقال الرجل فازددت فيه بصيرة فجاء آخر يركض على فرس له فقال له مثل ذلك- فرد عليه أمير المؤمنين ع مثل الذي رد على صاحبه قال الرجل الشاك و هممت أن أحمل على علي ع فأفلق هامته بالسيف ثم جاء فارسان يركضان قد أعرقا فرسيهما فقالا أقر اللّٰه عينك يا أمير المؤمنين أبشر بالفتح قد و اللّٰه قتل القوم أجمعون فقال علي ع أ من خلف النهر أو من دونه فقالا لا بل من خلفه إنهم لما اقتحموا خيلهم النهروان و ضرب الماء لبات خيولهم رجعوا فأصيبوا فقال أمير المؤمنين ع صدقتما فنزل الرجل عن فرسه فأخذ بيد أمير المؤمنين ع و برجله فقبلهما فقال علي ع هذه لك آية

بيان

ثكلتك أمك أي فقدتك لم

تسلم علي بإمرة المؤمنين أي لم تقل السلام عليك يا أمير المؤمنين و إنما ازداد الرجل بصيرة بتكذيبه ع المخبر الأول لما رأى من جرأته ع على تكذيب المدعي للمشاهدة المعطية لليقين بالغيب الدال على أنه على بينة من أمره و يحتمل أن يكون ازددت بمعنى استزدت يعني طلبت فيه زيادة بصيرة و استقصرت تلك البصيرة الحاصلة و هذا المعنى أولى لأنه لم يكن له بصيرة فيه قبل ذلك أصلا حتى يكون قد ازدادها بذلك و إنما هم بقتله ع بتكذيبه المخبر الثاني لتكذيبه الأمر الثابت بالتواتر المفيد للقطع الدال بحسب الظاهر على كذبه و إلهامه الرأس

الوافي، ج 2، ص: 143

و الاقتحام الدخول في الشي ء بتكلف و اللبة المنحر و موضع القلادة من الصدر

[3]
اشارة

614- 3 الكافي، 1/ 346/ 3/ 1 علي بن محمد عن أبي علي محمد بن إسماعيل بن موسى بن جعفر عن أحمد بن القاسم العجلي عن أحمد بن يحيى المعروف بكرد عن محمد بن خداهي عن عبد اللّٰه بن أيوب عن عبد اللّٰه بن هاشم عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي عن حبابة الوالبية قالت رأيت أمير المؤمنين ع في شرطة الخميس و معه درة لها سبابتان يضرب بها بياعي الجري و المارماهي و الزمار و يقول لهم يا بياعي مسوخ بني إسرائيل و جند بني مروان فقام إليه فرات بن أحنف فقال يا أمير المؤمنين و ما جند بني مروان قال فقال له أقوام حلقوا اللحى و فتلوا الشوارب فمسخوا فلم أر ناطقا أحسن نطقا منه ثم اتبعته فلم أزل أقفو أثره حتى قعد في رحبة المسجد فقلت له يا أمير المؤمنين ما دلالة الإمامة يرحمك اللّٰه قالت

فقال ائتيني بتلك الحصاة و أشار بيده إلى حصاة فأتيته بها فطبع لي فيها بخاتمه ثم قال لي يا حبابة إذا ادعى مدع الإمامة فقدر أن يطبع كما رأيت فاعلمي أنه إمام مفترض الطاعة و الإمام لا يعزب عنه شي ء يريده- قالت ثم انصرفت حتى قبض أمير المؤمنين ع فجئت إلى الحسن ع و هو في مجلس أمير المؤمنين ع و الناس يسألونه- فقال يا حبابة الوالبية فقلت نعم يا مولاي فقال هاتي ما معك- قالت فأعطيته فطبع فيها كما طبع أمير المؤمنين ع قالت ثم أتيت الحسين ع و هو في مسجد رسول اللّٰه ص فقرب و رحب ثم قال لي إن في الدلالة دليلا على ما تريدين أ فتريدين دلالة الإمامة فقلت نعم يا سيدي فقال هاتي ما معك فناولته

الوافي، ج 2، ص: 144

الحصاة فطبع لي فيها قالت ثم أتيت علي بن الحسين ع و قد بلغ بي الكبر إلى أن أرعشت و أنا أعد يومئذ مائة و ثلاث عشرة سنة فرأيته راكعا و ساجدا و مشغولا بالعبادة فيئست من الدلالة فأومى إلي بالسبابة فعاد إلي شبابي قالت فقلت يا سيدي كم مضى من الدنيا و كم بقي منها فقال أما ما مضى فنعم و أما ما بقي فلا- قالت ثم قال لي هاتي ما معك فأعطيته الحصاة فطبع فيها ثم أتيت أبا جعفر ع فطبع لي فيها ثم أتيت أبا عبد اللّٰه ع طبع لي فيها ثم أتيت أبا الحسن موسى ع فطبع لي فيها ثم أتيت الرضا ع فطبع لي فيها و عاشت حبابة بعد ذلك تسعة أشهر- على ما ذكر محمد بن هشام

بيان

حبابة بفتح المهملة و الموحدتين و التشديد

و الشرطة بالضم و كصرد أول طائفة من الجيش تشهد الواقعة و الخميس الجيش لأنه مقسوم بخمسة أقسام المقدمة و الساق و الميمنة و الميسرة و القلب و الدرة بالكسر التي يضرب بها و السبابة الشقة و الجري و أخواه أنواع من الحيتان ممنوع أكلها فتلوا لووا أقفو أتبع و الرحبة الفضاء لا يعزب بالمهملة و الزاي لا يغيب فقرب أدناني من نفسه و رحب وسع لي في المكان أو قال لي مرحبا بك يعني وسع اللّٰه مكانك توسيعا أما ما مضى فنعم أي لنا سبيل إلى معرفته و أما ما بقي فلا أي لا سبيل إلى معرفته لأنه غيب لا يعلمه إلا اللّٰه

[4]
اشارة

615- 4 الكافي، 1/ 347/ 4/ 1 محمد بن أبي عبد اللّٰه و علي بن محمد عن

الوافي، ج 2، ص: 145

إسحاق بن محمد النخعي عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري قال كنت عند أبي محمد ع فاستؤذن لرجل من أهل اليمن عليه- فدخل رجل عبل طويل جسيم فسلم عليه بالولاية فرد عليه بالقبول و أمره بالجلوس فجلس ملاصقا لي فقلت في نفسي ليت شعري من هذا فقال أبو محمد ع هذا من ولد الأعرابية صاحبة الحصاة التي طبع آبائي ع فيها بخواتيمهم فانطبعت و قد جاء بها معه يريد أن أطبع فيها ثم قال هاتها فأخرج حصاة و في جانب منها موضع أملس- فأخذها أبو محمد ع ثم أخرج خاتمه فطبع فيها فانطبع فكأني أرى نقش خاتمه الساعة الحسن بن علي فقلت لليماني رأيته قبل هذا قط قال لا و اللّٰه و إني لمنذ دهر حريص على رؤيته حتى كان الساعة أتاني شاب لست أراه- فقال لي قم فادخل

فدخلت ثم نهض اليماني و هو يقول رحمة اللّٰه و بركاته عليكم أهل البيت ذرية بعضها من بعض أشهد بالله أن حقك لواجب- كوجوب حق أمير المؤمنين ع و الأئمة من بعده صلوات اللّٰه عليهم أجمعين ثم مضى فلم أره بعد ذلك قال إسحاق قال أبو هاشم الجعفري و سألته عن اسمه فقال اسمي مهجع بن الصلت بن عقبة بن سمعان بن غانم بن أم غانم و هي الأعرابية اليمانية صاحبة الحصاة التي طبع فيها أمير المؤمنين ع و السبط إلى وقت أبي الحسن ع

بيان

عبل أي ضخم فسلم عليه بالولاية يعني قال له السلام عليك يا ولي اللّٰه و السبط ولد الولد

[5]

616- 5 الكافي، 1/ 355/ 15/ 1 علي بن محمد عن بعض أصحابنا ذكر اسمه

الوافي، ج 2، ص: 146

قال حدثنا محمد بن إبراهيم قال أخبرنا موسى بن محمد بن إسماعيل بن عبد اللّٰه بن العباس بن علي بن أبي طالب ع قال حدثني جعفر بن زيد بن موسى عن أبيه عن آبائه ع قالوا جاءت أم أسلم إلى النبي ص و هو في منزل أم سلمة فسألتها عن رسول اللّٰه ص فقالت خرج في بعض الحوائج و الساعة يجي ء فانتظرته عند أم سلمة حتى جاء ع- فقالت أم أسلم بأبي أنت و أمي يا رسول اللّٰه إني قد قرأت الكتب و علمت كل نبي و وصي فموسى كان له وصي في حياته و وصي بعد موته- و كذلك عيسى فمن وصيك يا رسول اللّٰه فقال لها يا أم أسلم وصيي في حياتي و بعد مماتي واحد ثم قال لها يا أم أسلم من فعل فعلي فهو وصيي ثم ضرب بيده إلى حصاة من الأرض ففركها بإصبعه فجعلها شبه الدقيق ثم عجنها ثم طبعها بخاتمه- ثم قال من فعل فعلي هذا فهو وصيي في حياتي و بعد مماتي- فخرجت من عنده فأتيت أمير المؤمنين ع فقلت بأبي أنت و أمي- أنت وصي رسول اللّٰه ص قال نعم يا أم أسلم ثم ضرب بيده إلى حصاة ففركها فجعلها كهيئة الدقيق ثم عجنها و ختمها بخاتمه ثم قال يا أم أسلم من فعل فعلي هذا فهو وصيي فأتيت الحسن ع و هو غلام فقلت له يا سيدي أنت وصي

أبيك فقال نعم يا أم أسلم و ضرب بيده و أخذ حصاة ففعل بها كفعلهما- فخرجت من عنده فأتيت الحسين ع و إني لمستصغرة لسنه- فقلت له بأبي أنت و أمي أنت وصي أخيك فقال نعم يا أم أسلم ائتيني بحصاة ثم فعل كفعلهم فعمرت أم أسلم حتى لحقت بعلي بن

الوافي، ج 2، ص: 147

الحسين بعد قتل الحسين ع في منصرفه فسألته أنت وصي أبيك فقال نعم ثم فعل كفعلهم صلوات اللّٰه عليهم أجمعين

[6]
اشارة

617- 6 الكافي، 1/ 348/ 5/ 1 محمد عن أحمد عن السراد عن ابن رئاب عن الحذاء و زرارة جميعا الكافي، 1/ 348/ 5/ 1 الأربعة عن زرارة عن أبي جعفر ع قال لما قتل الحسين ع أرسل محمد بن الحنفية إلى علي بن الحسين ع فخلا به فقال له يا ابن أخي قد علمت أن رسول اللّٰه ص دفع الوصية و الإمامة من بعده إلى أمير المؤمنين ع ثم إلى الحسن ثم إلى الحسين ع و قد قتل أبوك رضي اللّٰه عنه و صلى على روحه و لم يوص و أنا عمك و صنو أبيك و ولادتي من علي ع في سني و قدمتي أحق بها منك في حداثتك- فلا تنازعني في الوصية و الإمامة و لا تحاجني- فقال له علي بن الحسين ع يا عم اتق اللّٰه و لا تدع ما ليس لك بحق إني أعظك أن تكون من الجاهلين إن أبي يا عم ص أوصى إلي قبل أن يتوجه إلى العراق و عهد إلي في ذلك قبل أن يستشهد بساعة و هذا سلاح رسول اللّٰه ص عندي فلا تتعرض لهذا فإني أخاف عليك نقص العمر و تشتت الحال

إن اللّٰه عز و جل جعل الوصية و الإمامة في عقب الحسين ع فإذا أردت أن تعلم ذلك فانطلق بنا إلى الحجر الأسود حتى نتحاكم إليه و نسأله عن ذلك

الوافي، ج 2، ص: 148

قال أبو جعفر ع و كان الكلام بينهما بمكة فانطلقا حتى أتيا الحجر الأسود فقال علي بن الحسين ع لمحمد بن الحنفية ابدأ أنت فابتهل إلى اللّٰه عز و جل و سله أن ينطق لك الحجر ثم سل فابتهل محمد في الدعاء و سأل اللّٰه عز و جل ثم دعا الحجر فلم يجبه فقال علي بن الحسين ع يا عم لو كنت وصيا و إماما لأجابك الحجر قال له محمد فادع اللّٰه أنت يا ابن أخي و اسأله فدعا اللّٰه علي بن الحسين ع بما أراد ثم قال أسألك بالذي جعل فيك ميثاق الأنبياء و ميثاق الأوصياء و ميثاق الناس أجمعين لما أخبرتنا من الوصي و الإمام بعد الحسين بن علي ع قال فتحرك الحجر حتى كاد أن يزول عن موضعه ثم أنطقه اللّٰه عز و جل بلسان عربي مبين فقال اللهم إن الوصية و الإمامة بعد الحسين بن علي ابن فاطمة بنت رسول اللّٰه ص لك- قال فانصرف محمد بن علي و هو يتولى علي بن الحسين ع

بيان

الصنو بالكسر الأخ الشقيق قدمتي بالضم أي في القرابة أو تقدم أيامي و عمري و معنى ميثاق الحجر قد مضى في شرح حديث جنود العقل من الجزء الأول

[7]
اشارة

618- 7 الكافي، 1/ 356/ 16/ 1 محمد عن أحمد عن الحسين عن الحسين بن جارود عن موسى بن بكر بن دأب عمن حدثه أن زيد بن علي بن الحسين ع

الوافي، ج 2، ص: 149

دخل على أبي جعفر محمد بن علي ع و معه كتب من أهل الكوفة يدعونه فيها إلى أنفسهم و يخبرونه باجتماعهم و يأمرونه بالخروج- فقال له أبو جعفر ع هذه الكتب ابتداء منهم أو جواب ما كتبت به إليهم و دعوتهم إليه فقال بل ابتداء من القوم لمعرفتهم بحقنا و بقرابتنا من رسول اللّٰه ص و لما يجدونه في كتاب اللّٰه عز و جل- من وجوب مودتنا و فرض طاعتنا و لما نحن فيه من الضيق و الضنك و البلاء- فقال له أبو جعفر إن الطاعة مفروضة من اللّٰه عز و جل و سنة أمضاها في الأولين و كذلك يجريها في الآخرين و الطاعة لواحد منا و المودة للجميع- و أمر اللّٰه يجري لأوليائه بحكم موصول و قضاء مفصول و حتم مقضي و قدر مقدور و أجل مسمى لوقت معلوم فلا يستخفنك الذين لا يوقنون إنهم لن يغنوا عنك من اللّٰه شيئا و لا تعجل فإن اللّٰه لا يعجل لعجلة العباد- و لا تسبقن اللّٰه فتعجزك البلية فتصرعك قال فغضب زيد عند ذلك- ثم قال ليس الإمام منا من جلس في بيته و أرخى ستره و ثبط عن الجهاد- و لكن الإمام منا من منع حوزته و جاهد في سبيل اللّٰه حق

جهاده و دفع عن رعيته و ذب عن حريمه- قال أبو جعفر ع هل تعرف يا أخي من نفسك شيئا مما نسبتها إليه فتجي ء عليه بشاهد من كتاب اللّٰه و حجة من رسول اللّٰه ص أو تضرب به مثلا فإن اللّٰه عز و جل أحل حلالا و حرم حراما- و فرض فرائض و ضرب أمثالا و سن سننا و لم يجعل الإمام القائم بأمره في شبهة فيما فرض له من الطاعة أو أن يسبقه بأمر قبل محله أو يجاهد فيه

الوافي، ج 2، ص: 150

قبل حلوله و قد قال اللّٰه عز و جل في الصيد لٰا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَ أَنْتُمْ حُرُمٌ أ فقتل الصيد أعظم أم قتل النفس التي حرم اللّٰه و جعل لكل شي ء محلا و قال اللّٰه عز و جل وَ إِذٰا حَلَلْتُمْ فَاصْطٰادُوا- و قال عز و جل لٰا تُحِلُّوا شَعٰائِرَ اللّٰهِ وَ لَا الشَّهْرَ الْحَرٰامَ فجعل الشهور عدة معلومة فجعل منها أربعة حرما و قال فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَ اعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّٰهِ ثم قال تبارك و تعالى فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ فجعل لذلك محلا و قال وَ لٰا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكٰاحِ- حَتّٰى يَبْلُغَ الْكِتٰابُ أَجَلَهُ فجعل لكل شي ء محلا و لكن أجل كتابا فإن كنت على بينة من ربك و يقين من أمرك و تبيان من شأنك فشأنك و إلا فلا ترومن أمرا أنت منه في شك و شبهة و لا تتعاط زوال ملك لم ينقض أكله و لم ينقطع مداه و لم يبلغ الكتاب أجله- فلو قد بلغ مداه و انقطع أكله و بلغ الكتاب أجله لانقطع الفصل و تتابع النظام و لأعقب

اللّٰه في التابع و المتبوع الذل و الصغار أعوذ بالله من إمام ضل عن وقته فكان التابع فيه أعلم من المتبوع أ تريد يا أخي أن تحيي ملة قوم قد كفروا بآيات اللّٰه و عصوا رسوله و اتبعوا أهواءهم بغير هدى من اللّٰه و ادعوا الخلافة بلا برهان من اللّٰه و لا عهد من رسوله أعيذك بالله يا أخي أن تكون غدا المصلوب بالكناسة ثم ارفضت عيناه و سالت دموعه ثم قال اللّٰه بيننا و بين من هتك سترنا و جحدنا حقنا و أفشى سرنا

الوافي، ج 2، ص: 151

و نسبنا إلى غير جدنا و قال فينا ما لم نقله في أنفسنا

بيان

لواحد منا يعني به من جاء بإمامته النص من اللّٰه و رسوله دون سائر ذوي القربى بحكم موصول متصل بعضه ببعض وارد لواحد بعد واحد قضاء مفصول غير مشتبه أو مفروغ عنه وَ لٰا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لٰا يُوقِنُونَ لا يحملنك على الخفة و القلق عرض بهذه الآية لأهل الكوفة لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللّٰهِ شَيْئاً لن ينصروك بدفع السوء عنك إذا أراده اللّٰه بك و لا تعجل أي في إظهار دولة الحق قبل أوانه فإن اللّٰه لا يعجل أي فيما قدر له وقتا بتقديمه إياه لعجلة العباد و لا يسبقن اللّٰه أي في أموره و ثبط عن الجهاد شغل عنه غيره و عوقه من منع حوزته بالمهملة ثم الزاي أي بيضة ملكه و ذب عن حريمه طرد العدو عنه.

فلا ترومن فلا تطلبن و لا تتعاط لا تتناول زوال ملك يعني به ملك بني أمية أكله بضمتين رزقه أو حظه من الدنيا مداه غايته لانقطع الفصل أي الفصل الذي بين دولتي الحق في التابع و

المتبوع من أهل الباطل و الكناسة موضع بالكوفة ارفضت بتشديد المعجمة رشت اللّٰه بيننا يحكم بيننا و ليس هذا تعريضا لزيد حاشاه بل لمن عاداه و عاداه و سيأتي أخبار في علو شأن زيد و أنه و أصحابه يدخلون الجنة بغير حساب و أنه كان إنما يطلب الأمر لرضاء آل محمد ما طلبه لنفسه و أنه كان يعرف حجة زمانه و كان مصدقا به ص فليس لأحد أن يسي ء الظن فيه رضوان اللّٰه عليه

[8]
اشارة

619- 8 الكافي، 1/ 358/ 17/ 1 بعض أصحابنا عن محمد بن حسان عن

الوافي، ج 2، ص: 152

محمد بن زنجويه عن عبد اللّٰه بن الحكم الأرمني عن عبد اللّٰه بن إبراهيم بن محمد الجعفري قال أتينا خديجة بنت عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع نعزيها بابن بنتها فوجدنا عندها موسى بن عبد اللّٰه بن الحسن فإذا هي في ناحية قريبا من النساء فعزيناهم ثم أقبلنا عليه فإذا هو يقول لابنة أبي يشكر الراثية قولي فقالت

أعدد رسول اللّٰه و اعدد بعده أسد الإله و ثالثا عباسا

و اعدد علي الخير و اعدد جعفرا و اعدد عقيلا بعد ذا الرؤسا

فقال أحسنت و أطربتني زيديني فاندفعت تقول

و منا إمام المتقين محمد و حمزة منا و المهذب جعفر

و منا علي صهره و ابن عمه و فارسه ذاك الإمام المطهر

فأقمنا عندها حتى كاد الليل أن يجي ء ثم قالت خديجة سمعت عمي محمد بن علي ص و هو يقول إنما تحتاج المرأة في المأتم إلى النوح- لتسيل دمعتها و لا ينبغي لها أن تقول هجرا فإذا جاء الليل فلا تؤذي الملائكة بالنوح ثم خرجنا فغدونا إليها غدوة فتذاكرنا

عندها اختزال منزلها من دار أبي عبد اللّٰه جعفر بن محمد ع فقال هذه تسمى دار السرقة فقالت هذا ما اصطفى مهدينا تعني محمد بن عبد اللّٰه بن الحسن تمازحه بذلك فقال موسى بن عبد اللّٰه و اللّٰه لأخبرنكم بالعجب رأيت أبي رحمه اللّٰه لما أخذ في أمر محمد بن عبد اللّٰه و أجمع على لقاء أصحابه- فقال لا أجد هذا الأمر يستقيم إلا أن ألقى أبا عبد اللّٰه جعفر بن محمد فانطلق و هو متك علي فانطلقت معه حتى أتينا أبا عبد اللّٰه ع فلقيناه خارجا

الوافي، ج 2، ص: 153

يريد المسجد فاستوقفه أبي و كلمه فقال له أبو عبد اللّٰه ع ليس هذا موضع ذلك نلتقي إن شاء اللّٰه فرجع أبي مسرورا ثم أقام حتى إذا كان الغد أو بعده بيوم انطلقنا حتى أتيناه فدخل عليه أبي و أنا معه فابتدأ الكلام ثم قال له فيما يقول قد علمت جعلت فداك أن السن لي عليك و أن في قومك من هو أسن منك و لكن اللّٰه عز و جل قد قدم لك فضلا ليس هو لأحد من قومك و قد جئتك معتمدا لما أعلم من برك- و اعلم فديتك أنك إذا أجبتني لم يتخلف عني أحد من أصحابك و لم يختلف علي اثنان من قريش و لا غيرهم فقال له أبو عبد اللّٰه ع إنك تجد غيري أطوع لك مني و لا حاجة لك في فو الله إنك لتعلم أني أريد البادية أو أهم بها فأثقل عنها و أريد الحج فما أدركه إلا بعد كد و تعب و مشقة على نفسي- فاطلب غيري و سله ذلك و لا تعلمهم أنك جئتني فقال له إن

الناس ما دون أعناقهم إليك و إن أجبتني لم يتخلف عني أحد و لك أن لا تكلف قتالا و لا مكروها قال و هجم علينا ناس فدخلوا و قطعوا كلامنا فقال أبي جعلت فداك ما تقول فقال نلتقي إن شاء اللّٰه- فقال أ ليس على ما أحب قال على ما تحب إن شاء اللّٰه من إصلاحك ثم انصرف حتى جاء البيت فبعث رسولا إلى محمد في جبل بجهينة يقال له الأشقر على ليلتين من المدينة فبشره و أعلمه أنه قد ظفر له بوجه حاجته و ما طلب- ثم عاد بعد ثلاثة أيام فوقفنا بالباب و لم نكن نحجب إذا جئنا فأبطأ الرسول ثم أذن لنا فدخلنا عليه فجلست في ناحية الحجرة و دنا أبي إليه فقبل رأسه ثم قال جعلت فداك قد عدت إليك راجيا مؤملا قد انبسط رجائي و أملي و رجوت الدرك لحاجتي- فقال له أبو عبد اللّٰه ع يا بن عم إني أعيذك بالله من التعرض لهذا الأمر الذي أمسيت فيه و إني لخائف عليك أن يكسبك شرا فجرى الكلام بينهما حتى أفضى إلى ما لم يكن يريد و كان من قوله بأي شي ء كان الحسين

الوافي، ج 2، ص: 154

أحق بها من الحسن فقال أبو عبد اللّٰه ع رحم اللّٰه الحسن و رحم اللّٰه الحسين و كيف ذكرت هذا قال لأن الحسين ع كان ينبغي له إذا عدل أن يجعلها في الأسن من ولد الحسن فقال أبو عبد اللّٰه ع إن اللّٰه تبارك و تعالى لما أن أوحى إلى محمد ص أوحى إليه بما شاء و لم يؤامر أحدا من خلقه و أمر محمد ص عليا ع بما شاء ففعل ما أمر

به و لسنا نقول فيه إلا ما قال رسول اللّٰه ص من تبجيله و تصديقه فلو كان أمر الحسين أن يصيرها في السن أو ينقلها في ولدهما يعني الوصية لفعل ذلك الحسين ع و ما هو بالمتهم عندنا في الذخيرة لنفسه و لقد ولى و ترك ذلك و لكنه مضى لما أمر به و هو جدك و عمك فإن قلت خيرا فما أولاك به و إن قلت هجرا فيغفر اللّٰه لك- أطعني يا بن عم و اسمع كلامي فو الله الذي لا إله إلا هو لا آلوك نصحا و حرصا فكيف و لا أراك تفعل و ما لأمر اللّٰه من مرد فسر أبي عند ذلك فقال له أبو عبد اللّٰه ع و اللّٰه إنك لتعلم أنه الأحول الأكشف الأخضر- المقتول بسدة أشجع عند بطن مسيلها فقال أبي ليس هو ذاك و اللّٰه ليحاربن باليوم يوما و بالساعة ساعة و بالسنة سنة و ليقومن بثار بني أبي طالب جميعا فقال له أبو عبد اللّٰه ع يغفر اللّٰه لك ما أخوفني أن يكون هذا البيت يلحق صاحبنا منتك نفسك في الخلاء ضلالا لا و اللّٰه لا يملك أكثر من حيطان المدينة و لا يبلغ عمله الطائف إذا أحفل يعني إذا جهد نفسه و ما للأمر من بد أن يقع فاتق اللّٰه و ارحم نفسك و بني أبيك- فو الله إني لأراه أشأم سلحة أخرجتها أصلاب الرجال إلى أرحام النساء و اللّٰه إنه المقتول بسدة أشجع بين دورها و اللّٰه لكأني به صريعا مسلوبا بزته بين رجليه لبنة و لا ينفع هذا الغلام ما يسمع قال موسى بن عبد اللّٰه يعنيني و ليخرجن معه فيهزم و يقتل صاحبه

ثم يمضي فيخرج معه راية أخرى فيقتل كبشها

الوافي، ج 2، ص: 155

و يهزم جيشها فإن أطاعني فليطلب الأمان عند ذلك من بني العباس حتى يأتيه اللّٰه بالفرج و لقد علمت بأن هذا الأمر لا يتم و إنك لتعلم و نعلم أن ابنك الأحول الأخضر الأكشف المقتول بسدة أشجع بين دورها عند بطن مسيلها- فقام أبي و هو يقول بل يغني اللّٰه عنك و لتعودن أو ليقي اللّٰه بك و بغيرك- و ما أردت بهذا إلا امتناع غيرك و أن تكون ذريعتهم إلى ذلك فقال أبو عبد اللّٰه ع اللّٰه يعلم ما أريد إلا نصحك و رشدك و ما علي إلا الجهد فقام أبي يجر ثوبه مغضبا فلحقه أبو عبد اللّٰه ع فقال له أخبرك أني سمعت عمك و هو خالك يذكر أنك و بني أبيك ستقتلون فإن أطعتني و رأيت أن تدفع بالتي هي أحسن فافعل و و اللّٰه الذي لا إله إلا هو عالم الغيب و الشهادة- الرحمن الرحيم الكبير المتعال على خلقه لوددت أني فديتك بولدي و بأحبهم إلي- و بأحب أهل بيتي إلي و ما يعدلك عندي شي ء فلا ترى أني غششتك فخرج أبي من عنده مغضبا أسفا- قال فما أقمنا بعد ذلك إلا قليلا عشرين ليلة أو نحوها حتى قدمت رسل أبي جعفر فأخذوا أبي و عمومتي سليمان بن الحسن و الحسن بن الحسن و إبراهيم بن الحسن و داود بن الحسن و علي بن الحسن و سليمان بن داود بن الحسن و علي بن إبراهيم بن الحسن و الحسن بن جعفر بن الحسن و طباطبا إبراهيم بن إسماعيل بن الحسن و عبد اللّٰه بن داود قال فصفدوا في الحديد ثم

حملوا في محامل أعراء لا وطاء فيها و وقفوا بالمصلي لكي يشمتهم الناس قال فكف الناس عنهم و رقوا لهم للحال التي هم فيها ثم انطلقوا بهم حتى وقفوا عند باب مسجد رسول اللّٰه ص قال عبد اللّٰه بن إبراهيم الجعفري فحدثتنا خديجة بنت عمر بن علي أنهم لما

الوافي، ج 2، ص: 156

أوقفوا عند باب المسجد الباب الذي يقال له باب جبرئيل أطلع عليهم أبو عبد اللّٰه ع و عامة ردائه مطروح بالأرض ثم أطلع من باب المسجد فقال- لعنكم اللّٰه يا معاشر الأنصار ثلاثا ما على هذا عاهدتم رسول اللّٰه ص و لا بايعتموه أما و اللّٰه إن كنت حريصا و لكني غلبت و ليس للقضاء مدفع ثم قام و أخذ إحدى نعليه فأدخلها رجله و الأخرى في يده و عامة ردائه يجره في الأرض ثم دخل بيته فحم عشرين ليلة لم يزل يبكي فيها الليل و النهار حتى خفنا عليه فهذا حديث خديجة قال الجعفري و حدثنا موسى بن عبد اللّٰه بن الحسن أنه لما طلع بالقوم في المحامل قام أبو عبد اللّٰه ع من المسجد ثم أهوى إلى المحمل الذي فيه عبد اللّٰه بن الحسن يريد كلامه فمنع أشد المنع و أهوى إليه الحرسي فدفعه و قال تنح عن هذا فإن اللّٰه سيكفيك و يكفي غيرك ثم دخل بهم الزقاق و رجع أبو عبد اللّٰه ع إلى منزله فلم يبلغ بهم البقيع حتى ابتلي الحرسي بلاء شديدا رمحته ناقة فدقت وركه فمات فيها و مضى بالقوم فأقمنا بعد ذلك حينا- ثم أتى محمد بن عبد اللّٰه بن الحسن فأخبر أن أباه و عمومته قتلوا قتلهم أبو جعفر إلا حسن بن جعفر و

طباطبا و علي بن إبراهيم و سليمان بن داود و داود بن الحسن و عبد اللّٰه بن داود قال فظهر محمد بن عبد اللّٰه عند ذلك و دعا الناس لبيعته قال فكنت ثالث ثلاثة بايعوه و استوسق الناس لبيعته و لم يختلف عليه قرشي و لا أنصاري و لا عربي قال و شاور عيسى بن زيد و كان من ثقاته و كان على شرطه فشاوره في البعثة إلى وجوه قومه فقال له عيسى بن زيد إن دعوتهم دعاء يسيرا لم يجيبوك أو تغلظ عليهم فخلني و إياهم فقال له محمد امض إلى

الوافي، ج 2، ص: 157

من أردت منهم- فقال ابعث إلى رئيسهم و كبيرهم يعني أبا عبد اللّٰه جعفر بن محمد ع فإنك إذا غلظت عليه علموا جميعا أنك ستمرهم على الطريق التي أمررت عليها أبا عبد اللّٰه ع قال فو الله ما لبثنا إذ أتي بأبي عبد اللّٰه ع حتى أوقف بين يديه فقال له عيسى بن زيد أسلم تسلم فقال له أبو عبد اللّٰه ع أ حدثت نبوة بعد محمد ص فقال له محمد لا و لكن بايع تأمن على نفسك و مالك و ولدك و لا تكلفن حربا فقال له أبو عبد اللّٰه ع ما في حرب و لا قتال و قد تقدمت إلى أبيك و حذرته الذي حاق به و لكن لا ينفع حذر من قدر يا بن أخي عليك بالشباب و دع عنك الشيوخ فقال له محمد ما أقرب ما بيني و بينك في السن- فقال له أبو عبد اللّٰه ع إني لم أعادك و لم أجي ء لأتقدم عليك في الذي أنت فيه فقال له محمد لا و اللّٰه لا

بد من أن تبايع فقال له أبو عبد اللّٰه ع ما في يا بن أخي طلب و لا هرب و إني لأريد الخروج إلى البادية فيصدني ذلك و يثقل علي حتى يكلمني في ذلك الأهل غير مرة و ما يمنعني منه إلا الضعف و اللّٰه و الرحم أن تدبر عنا و نشقى بك فقال له يا أبا عبد اللّٰه قد و اللّٰه مات أبو الدوانيق يعني أبا جعفر فقال له أبو عبد اللّٰه ع و ما تصنع بي و قد مات قال أريد الجمال بك قال ما إلى ما تريد سبيل لا و اللّٰه ما مات أبو الدوانيق إلا أن يكون مات موت النوم- قال و اللّٰه لتبايعني طائعا أو مكرها و لا تحمد في بيعتك فأبى عليه إباء شديدا فأمر به إلى الحبس فقال له عيسى بن زيد إما أن طرحناه في السجن و قد خرب السجن و ليس اليوم عليه غلق خفنا أن يهرب منه فضحك أبو عبد اللّٰه ع ثم قال لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم أ و تراك تسجنني قال

الوافي، ج 2، ص: 158

نعم و الذي أكرم محمدا ص بالنبوة لأسجننك و لأشددن عليك فقال عيسى بن زيد احبسوه في المخبإ و ذاك دار ربطة اليوم- فقال أبو عبد اللّٰه ع إني سأقول ثم أصدق فقال له عيسى بن زيد لو تكلمت لكسرت فمك فقال له أبو عبد اللّٰه ع أما و اللّٰه يا أكشف يا أزرق لكأني بك تطلب لنفسك جحرا تدخل فيه و ما أنت في المذكورين عند اللقاء و إني لأظنك إذا صفق خلفك طرت مثل الهيق النافر- فنفر عليه محمد بانتهار احبسه و

شدد عليه و أغلظ عليه فقال له أبو عبد اللّٰه ع أما و اللّٰه لكأني بك خارجا من سدة أشجع إلى بطن الوادي و قد حمل عليك فارس معلم في يده طرادة نصفها أبيض و نصفها أسود على فرس كميت أقرح فطعنك فلم يصنع فيك شيئا و ضربت خيشوم فرسه فطرحته- و حمل عليك آخر خارج من زقاق آل أبي عمار الدئليين عليه غديرتان مضفورتان قد خرجتا من تحت بيضته كثير شعر الشاربين فهو و اللّٰه صاحبك فلا رحم اللّٰه رمته فقال له محمد يا أبا عبد اللّٰه حسبت فأخطأت و قام إليه السراقي بن سلخ الحوت فدفع في ظهره حتى أدخل السجن و اصطفى ما كان له من مال و ما كان لقومه ممن لم يخرج مع محمد قال فطلع بإسماعيل بن عبد اللّٰه بن جعفر بن أبي طالب و هو شيخ كبير ضعيف قد ذهبت إحدى عينيه- و ذهبت رجلاه و هو يحمل حملا فدعاه إلى البيعة- فقال له يا بن أخي إني شيخ كبير ضعيف و أنا إلى برك و عونك أحوج فقال له لا بد من أن تبايع فقال له و أي شي ء تنتفع ببيعتي و اللّٰه إني لأضيق عليك مكان اسم رجل إن كتبته قال لا بد لك أن تفعل و أغلظ له في القول فقال له إسماعيل ادع لي جعفر بن محمد فلعلنا نبايع جميعا قال فدعا جعفرا ع

الوافي، ج 2، ص: 159

فقال له إسماعيل جعلت فداك إن رأيت أن تبين له فافعل لعل اللّٰه يكفه عنا قال قد أجمعت ألا أكلمه فلير في رأيه فقال إسماعيل لأبي عبد اللّٰه ع أنشدك اللّٰه هل تذكر يوما أتيت أباك محمد

بن علي و علي حلتان صفراوان فأدام النظر إلي فبكى فقلت له ما يبكيك- فقال لي يبكيني أنك تقتل عند كبر سنك ضياعا لا ينتطح في دمك عنزان- قال فقلت متى ذاك قال إذا دعيت إلى الباطل فأبيته و إذا نظرت إلى الأحول مشئوم قومه يتمنى من آل الحسن على منبر رسول اللّٰه ص يدعو إلى نفسه قد تسمى بغير اسمه فأحدث عهدك و اكتب وصيتك فإنك مقتول في يومك أو من غد فقال له أبو عبد اللّٰه ع نعم و هذا و رب الكعبة لا يصوم من شهر رمضان إلا أقله فأستودعك اللّٰه يا أبا الحسن و أعظم اللّٰه أجرنا فيك و أحسن الخلافة على من خلفت و إنا لله و إنا إليه راجعون- قال ثم احتمل إسماعيل و رد جعفر إلى الحبس قال فو الله ما أمسينا حتى دخل عليه بنو أخيه بنو معاوية بن عبد اللّٰه بن جعفر فتوطئوه حتى قتلوه و بعث محمد بن عبد اللّٰه إلى جعفر فخلى سبيله قال و أقمنا بعد ذلك حتى استهللنا شهر رمضان فبلغنا خروج عيسى بن موسى يريد المدينة قال فتقدم محمد بن عبد اللّٰه على مقدمته يزيد بن معاوية بن عبد اللّٰه بن جعفر و كان على مقدمته عيسى بن موسى ولد الحسن بن زيد بن الحسن بن الحسن و قاسم و محمد بن زيد و علي و إبراهيم بنو الحسن بن زيد فهزم يزيد بن معاوية و قدم عيسى بن موسى المدينة و صار القتال بالمدينة فنزل بذباب و دخلت علينا المسودة من خلفنا و خرج محمد في أصحابه حتى بلغ السوق فأوصلهم و مضى ثم تبعهم حتى انتهى إلى مسجد الخوامين فنظر

إلى ما هناك فضاء ليس فيه

الوافي، ج 2، ص: 160

مسود و لا مبيض فاستقدم حتى انتهى إلى شعب فزارة ثم دخل هذيل ثم مضى إلى أشجع فخرج إليه الفارس الذي قال أبو عبد اللّٰه ع من خلفه من سكة هذيل فطعنه فلم يصنع فيه شيئا و حمل على الفارس فضرب خيشوم فرسه فطعنه الفارس فأنفذه في الدرع و انثنى عليه محمد فضربه فأثخنه و خرج عليه حميد بن قحطبة و هو مدبر على الفارس يضربه من زقاق العماريين فطعنه طعنة أنفذ السنان فيه فكسر الرمح و حمل على حميد فطعنه حميد بزج الرمح فصرعه- ثم نزل إليه فضربه حتى أثخنه و قتله و أخذ رأسه و دخل الجند من كل جانب و أخذت المدينة و أجلينا هربا في البلاد قال موسى بن عبد اللّٰه فانطلقت حتى لحقت بإبراهيم بن عبد اللّٰه فوجدت عيسى بن زيد مكمنا عنده- فأخبرته بسوء تدبيره و خرجنا معه حتى أصيب ثم مضينا مع ابن أخي الأشتر عبد اللّٰه بن محمد بن عبد اللّٰه بن الحسن حتى أصيب بالسند ثم رجعت شريدا طريدا تضيق على البلاد فلما ضاقت علي الأرض و اشتد الخوف ذكرت ما قال أبو عبد اللّٰه ع فجئت إلى المهدي و قد حج و هو يخطب الناس في ظل الكعبة فما شعر إلا و أني قد قمت من تحت المنبر فقلت لي الأمان يا أمير المؤمنين- و أدلك على نصيحة لك عندي فقال نعم ما هي قلت أدلك على موسى بن عبد اللّٰه بن الحسن فقال لي نعم لك الأمان فقلت له أعطني ما أثق به فأخذت منه عهودا و مواثيق و وثقت لنفسي ثم قلت أنا موسى

بن عبد اللّٰه فقال لي إذن تكرم و تحبأ فقلت له أقطعني إلى بعض أهل بيتك يقوم بأمري عندك فقال لي انظر من أردت فقلت عمك العباس بن محمد فقال العباس لا حاجة لي فيك- فقلت و لكن لي فيك الحاجة أسألك بحق أمير المؤمنين إلا قبلتني فقبلني شاء أو أبى و قال المهدي من يعرفك و حوله أصحابنا و أكثرهم فقلت هذا الحسن بن زيد يعرفني

الوافي، ج 2، ص: 161

و هذا موسى بن جعفر يعرفني و هذا الحسن بن عبد اللّٰه بن العباس يعرفني- فقالوا نعم يا أمير المؤمنين كأنه لم يغب عنا ثم قلت للمهدي يا أمير المؤمنين- لقد أخبرني بهذا المقام أبو هذا الرجل و أشرت إلى موسى بن جعفر قال موسى بن عبد اللّٰه و كذبت على جعفر كذبة فقلت له و أمرني أن أقرئك السلام و قال إنه إمام عدل و سخاء قال فأمر لموسى بن جعفر بخمسة آلاف دينار فأمر لي منها موسى بألفي دينار و وصل عامة أصحابه و وصلني فأحسن صلتي فحيث ما ذكر ولد محمد بن علي بن الحسين فقولوا صلى اللّٰه عليهم و ملائكته و حملة عرشه و الكرام الكاتبون و خصوا أبا عبد اللّٰه بأطيب ذلك و جزى موسى بن جعفر عني خيرا فأنا و اللّٰه مولاهم بعد اللّٰه

بيان

قولي أي أنشدي مرثية أرادت بأسد الإله حمزة بن عبد المطلب عم النبي ص و بعباس أخاه و بعلي الخير بالإضافة أمير المؤمنين ع و بجعفر و عقيل أخويه فاندفعت أي أخذت و شرعت هجرا بالضم ما لا طائل تحته اختزال منزلها انقطاعه فقال هذه تسمى دار السرقة العائد في فقال يرجع إلى موسى و

كان الدار مما صار في أيديهم ممن خالف أخاه محمدا كما يظهر من جواب خديجة له حين مازحته أجمع عزم فديتك معترضة بين اعلم و مفعوله أي صرت فداك يقال له الأشقر أي للجبل أو ينقلها في ولدهما يعني ولد أحدهما بأن يكون التعيين إليه أو يعني من ولداه جميعا.

و لقد ولي أي الأمر أو بالتشديد أي أدبر فما أولاك به أي بقول الخير فيه لا آلوك نصحا و حرصا أي لا أقصر في نصيحتك و الحرص في إصلاحك لتعلم أنه الأحول الأكشف أي لتعلم أن ابنك محمدا هذا هو الأحول الأكشف الذي أخبر به المخبر الصادق أنه سيخرج بغير حق و يقتل صاغرا و الأكشف الذي نبتت له شعيرات في قصاص ناصيته دائرة و لا تكاد تسترسل

الوافي، ج 2، ص: 162

و العرب تتشأم به و الأخضر ربما يقال للأسود أيضا و في هذا المقام يحتمله و السدة بالضم باب الدار و أشجع قبيلة سميت باسم أبيهم ليحاربن يعني أعداءنا و الضمير المرفوع لابنه و في بعض النسخ ليجازين بالجيم و الزاي باليوم يوما يعني بكل يوم حاربونا يوما.

هذا البيت يعني البيت الذي ينشد منه بعد ذلك مصراعا و هو قوله منتك من التمني و أراد بالصاحب المخاطب لا يملك يعني ابنك محمد إذا أحفل كأنه بالحاء المهملة و الفاء و السلحة النجو و البزة السلاح و الثياب بين رجليه لبنة كناية عن ستر عورته بها و الكبش أمير الجيش و لتعودن أي في أمرنا أو ليقي بالقاف من الوقاية أي ليقي ابني القتل و في بعض النسخ بالفاء مهموزا من الفي ء أي ليرجع إليه الأمر و ما أردت بهذا أي بهذا الامتناع و

التخلف عنا عمك و هو خالك كأنه أراد به أباه ع أن تدفع بالتي هي أحسن أي تدفع ما زعمته مني سيئة بالصفح و الإحسان.

أشار به إلى قوله سبحانه ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُ عَدٰاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ فصفدوا قيدوا لا وطأ فيها لا ستر عليها عطف بيان لأعراء يشمتهم بتقديم الميم على التاء الفوقانية من الشماتة فكف الناس عنهم عن إيذائهم ثم أطلع بتخفيف الطاء يعني رأسه إن كنت إن مخففة من المثقلة و ضمير الشأن محذوف حريصا يعني على دفع هذا الأمر عنهم بالنصيحة لهم الحرسي الذي يحرس المحامل سيكفيك سيهلكك رمحته ضربته برجلها و استوسق الناس استجمعهم و في بعض النسخ بالثاء المثلثة في الثاني أي طلب الوثيقة منهم.

و الشرط كصرد العسكر أسلم بفتح الهمزة من الإسلام بمعنى الانقياد تسلم بفتح التاء من السلامة حاق به أحاط به بالشباب بالفتح جمع

الوافي، ج 2، ص: 163

شاب لم أعادك من المعاداة و في بعض النسخ لم أغازك من الغزا بمعنى المحاربة و في بعضها لم أعازك بالمهملة و الزاي المشددة من العزة بمعنى الغلبة و اللّٰه و الرحم الواو للقسم أي أحذرك بالله و بالرحم التي بيني و بينك أن تدبر عنا بالخطاب من الإدبار أي تهلك و تقتل و نشقى بك أي يلحقنا الشقاء بسببك أي نقع في التعب و العناء بسبب مبايعتك دار ربطة قيل أي ربطة الخيل.

ثم أصدق بتخفيف الدال و تشديدها جحرا بتقديم الجيم المضمومة على المهملة الساكنة و هو ما تحتفره الهوام و السباع لأنفسها عند اللقاء أي لقاء العدو و التصفيق ضرب إحدى اليدين بالأخرى و الهيق بالمثناة التحتانية الذكر من النعامة و

النفر الزجر و الغلظة و الانتهار الزبر و الخشونة و الطرادة رمح قصير و الأقرح الفرس الذي في وجهه ما دون الغرة و الخيشوم من الأنف ما بينه و بين الدماغ أو عرق في بطن الأنف و الغديرة بالغين المعجمة و الدال المهملة الذؤابة و المضفورة بالضاد المعجمة و الفاء المنسوجة و الرمة بالكسر العظام البالية حسبت إما من الحساب أو الحسبان لا ينتطح في دمك عنزان كناية عن نفي وقوع التخاصم في طلب دمه.

و الانتطاح بالمهملتين الإصابة بالقرن بغير اسمه يعني المهدي كما سبقت الإشارة إليه في كلام خديجة في يومك أي في يومك ذاك و هذا و رب الكعبة لا يصوم أشار به إلى محمد بن عبد اللّٰه بذباب هو جبل بالمدينة المسودة بكسر الواو و هم الذين كانوا يلبسون السود من الثياب يعني بهم أصحاب الدولة العباسية الذين كانوا مع عيسى بن موسى و الخوامين يشبه أن يكون بالحاء المهملة بمعنى الأماكن الغلاظ المنقادة جمع خومانة و فزارة و هذيل كأشجع قبائل سموا بأسماء آبائهم و السكة الزقاق و انثنى انعطف فأثخنه بالغ الجراحة فيه و أتم قتله بزج الرمح يعني حديدة أسفله و أجلينا تركنا بلادنا

الوافي، ج 2، ص: 164

و الشريد و الطريد بمعنى فجئت إلى المهدي أي الخليفة و تحبأ من الحباء بمعنى العطاء

[9]
اشارة

620- 9 الكافي، 1/ 348/ 6/ 1 الاثنان عن محمد بن علي عن سماعة عن الكلبي النسابة قال دخلت المدينة و لست أعرف شيئا من هذا الأمر- فأتيت المسجد فإذا جماعة من قريش فقلت أخبروني عن عالم أهل هذا البيت فقالوا عبد اللّٰه بن الحسن فأتيت منزله فاستأذنت فخرج إلي رجل ظننت أنه غلام

له فقلت له استأذن لي على مولاك فدخل ثم خرج فقال لي ادخل فدخلت فإذا أنا بشيخ معتكف شديد الاجتهاد فسلمت عليه فقال لي من أنت فقلت أنا الكلبي النسابة فقال ما حاجتك فقلت جئت أسألك فقال أ مررت بابني محمد قلت بدأت بك فقال سل فقلت أخبرني عن رجل قال لامرأته أنت طالق عدد نجوم السماء- فقال تبين برأس الجوزاء و الباقي وزر عليه و عقوبة فقلت في نفسي واحدة فقلت فما تقول أيها الشيخ في المسح على الخفين فقال قد مسح قوم صالحون و نحن أهل البيت لا نمسح فقلت في نفسي ثنتان فقلت ما تقول في أكل الجري أ حلال هو أم حرام فقال حلال إلا أنا أهل البيت نعافه فقلت في نفسي ثلاث فقلت فما تقول في شرب النبيذ- قال حلال إلا أنا أهل البيت لا نشربه فقمت فخرجت من عنده و أنا أقول هذه العصابة تكذب على أهل هذا البيت فدخلت المسجد فنظرت إلى جماعة من قريش و غيرهم من الناس فسلمت عليهم ثم قلت لهم- من أعلم أهل هذا البيت فقالوا عبد اللّٰه بن الحسن فقلت قد أتيته فلم أجد عنده شيئا فرفع رجل من القوم رأسه فقال ائت جعفر بن محمد ع فهو أعلم أهل هذا البيت فلأمه بعض

الوافي، ج 2، ص: 165

من كان بالحضرة فقلت إن القوم إنما منعهم من إرشادي إليه أول مرة الحسد فقلت له ويحك إياه أردت فمضيت حتى صرت إلى منزله فقرعت الباب فخرج غلام له فقال ادخل يا أخا كلب فو الله لقد أدهشني فدخلت و أنا مضطرب و نظرت فإذا شيخ على مصلى بلا مرفقة و لا بردعة فابتدأني بعد أن

سلمت عليه فقال لي من أنت فقلت في نفسي يا سبحان اللّٰه غلامه يقول لي بالباب ادخل يا أخا كلب و يسألني المولى من أنت فقلت له أنا الكلبي النسابة فضرب بيده على جبهته- و قال كذب العادلون بالله و ضلوا ضلالا بعيدا و خسروا خُسْرٰاناً مُبِيناً يا أخا كلب إن اللّٰه عز و جل يقول وَ عٰاداً وَ ثَمُودَ وَ أَصْحٰابَ الرَّسِّ وَ قُرُوناً بَيْنَ ذٰلِكَ كَثِيراً أ فتنسبها أنت فقلت لا جعلت فداك فقال لي أ فتنسب نفسك قلت نعم أنا فلان بن فلان بن فلان حتى ارتفعت- فقال لي قف ليس حيث تذهب ويحك أ تدري من فلان بن فلان- قلت نعم فلان بن فلان قال إن فلان بن فلان ابن فلان الراعي الكردي إنما كان فلان الراعي الكردي على جبل آل فلان فنزل إلى فلانة امرأة فلان من جبلة الذي كان يرعى غنمه عليه فأطعمها شيئا و غشيها- فولدت فلانا و فلان بن فلان من فلانة و فلان بن فلان- ثم قال أ تعرف هذه الأسامي قلت لا و اللّٰه جعلت فداك فإن رأيت أن تكف عن هذا فعلت فقال إنما قلت فقلت فقلت إني لا أعود- قال لا نعود إذا و سل عما جئت له فقلت له أخبرني عن رجل قال لامرأته أنت طالق عدد نجوم السماء فقال ويحك أ ما تقرأ سورة الطلاق قلت بلى قال فاقرأ فقرأت فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَ أَحْصُوا الْعِدَّةَ قال أ ترى

الوافي، ج 2، ص: 166

هاهنا نجوم السماء قلت لا قلت فرجل قال لامرأته أنت طالق ثلاثا- قال ترد إلى كتاب اللّٰه و سنة نبيه ص ثم قال لا طلاق إلا على طهر من غير

جماع بشاهدين مقبولين فقلت في نفسي واحدة ثم قال سل قلت ما تقول في المسح على الخفين فتبسم ثم قال إذا كان يوم القيامة و رد اللّٰه كل شي ء إلى شيئه و رد الجلد إلى الغنم فترى أصحاب المسح أين يذهب وضوؤهم فقلت في نفسي ثنتان ثم التفت إلي فقال سل فقلت أخبرني عن أكل الجري فقال إن اللّٰه عز و جل مسخ طائفة من بني إسرائيل فما أخذ منهم بحرا فهو الجري و الزمار و المارماهي و ما سوى ذلك و ما أخذ منهم برا فالقردة و الخنازير و الوبر و الورل و ما سوى ذلك فقلت في نفسي ثلاثة ثم التفت إلي فقال سل و قم فقلت ما تقول في النبيذ فقال حلال فقلت إنا ننبذ فنطرح فيه العكر و ما سوى ذلك فنشربه فقال شه شه تلك الخمرة المنتنة فقلت جعلت فداك فأي نبيذ تعني- فقال إن أهل المدينة شكوا إلى رسول اللّٰه ص تغيير الماء و فساد طبائعهم فأمرهم أن ينبذوا فكان الرجل يأمر خادمه أن تنبذ له فتعمد إلى كف من التمر فتقذف به في الشن فمنه شربه و منه طهوره فقلت و كم كان عدد التمر الذي في الكف فقال ما حمل الكف فقلت واحدة و ثنتان فقال ربما كانت واحدة و ربما كانت ثنتين- فقلت و كم كان يسع الشن فقال ما بين الأربعين إلى الثمانين إلى ما فوق ذلك فقلت بالأرطال فقال نعم أرطال بمكيال العراق قال سماعة قال الكلبي ثم نهض ع و قمت فخرجت و أنا أضرب بيدي على

الوافي، ج 2، ص: 167

الأخرى و أنا أقول إن كان شي ء فهذا فلم يزل الكلبي يدين اللّٰه

بحب آل هذا البيت حتى مات

بيان

سند نبذ من هذا الخبر كما يأتي في كتاب المطاعم و المشارب هكذا الاثنان عن محمد بن علي الهمداني عن علي بن عبد اللّٰه الحناط عن سماعة برأس الجوزاء يعني بعدده أراد أنه يقع به ثلاث طلقات لأن كل رأس من رأسي الجوزاء ثلاثة كواكب واحدة يعني هذه علامة واحدة لجهله نعافه نكرهه تكذب على أهل هذا البيت يعني في نسبة العلم إلى من لا علم عنده منهم لقد أدهشني إنما أدهشه لأنه أخبر بنسبة من غير تقدم معرفة به و المرفقة بالكسر المخدة و البردعة بإهمال الدال و ربما تعجم و العين المهملة ما يقال له بالفارسية پلاس.

كذب العادلون بالله يعني الذين يعدلون به إلى غيره و المراد المشركون به الجاعلون له مثلا فإن الأنساب لا يعرفها سوى اللّٰه سبحانه و غشيها أي جامعها لعدتهن وقت عدتهن و هو الطهر واحدة أي علامة واحدة لعلمه و الوبر دويبة كالسنور و الورل محركة دابة كالضب أو العظيم من أشكال الوزغ طويل الذنب صغير الرأس و العكر الدردي من كل شي ء أراد به هنا دردي النبيذ شه شه كلمة تقبيح و الشن القربة الخلق البالية الصغيرة

[10]
اشارة

621- 10 الكافي، 1/ 351/ 7/ 1 محمد عن ابن عيسى عن أبي يحيى الواسطي عن هشام بن سالم قال كنا بالمدينة بعد وفاة أبي عبد اللّٰه ع أنا و صاحب الطاق و الناس مجتمعون على عبد اللّٰه بن جعفر أنه صاحب الأمر بعد أبيه فدخلنا عليه أنا و صاحب الطاق و الناس عنده- و ذلك أنهم رووا عن أبي عبد اللّٰه ع أنه قال إن الأمر في الكبير

الوافي، ج 2، ص: 168

ما لم تكن به عاهة فدخلنا عليه

نسأله عما كنا نسأل عنه أباه- فسألناه عن الزكاة في كم تجب فقال في مائتين خمسة فقلنا في مائة فقال درهمان و نصف فقلنا و اللّٰه ما تقول المرجئة هذا قال فرفع يده إلى السماء فقال و اللّٰه ما أدري ما تقول المرجئة قال فخرجنا من عنده ضلالا- لا ندري إلى أين نتوجه أنا و أبو جعفر الأحول فقعدنا في بعض أزقة المدينة باكين حيارى لا ندري إلى أين نتوجه و لا من نقصد نقول إلى المرجئة إلى القدرية إلى الزيدية إلى المعتزلة إلى الخوارج فنحن كذلك إذ رأيت رجلا شيخا لا أعرفه يومي إلي بيده فخفت أن يكون عينا من عيون أبي جعفر المنصور و ذلك أنه كان له بالمدينة جواسيس ينظرون إلى من اتفقت شيعة جعفر ع عليه فيضربون عنقه- فخفت أن يكون منهم فقلت للأحول تنح فإني خائف على نفسي- و عليك و إنما يريدني لا يريدك فتنح عني لا تهلك و تعين على نفسك- فتنحى غير بعيد و تبعت الشيخ و ذلك أني ظننت أني لا أقدر على التخلص منه فما زلت أتبعه و قد عزمت على الموت حتى ورد بي على باب أبي الحسن ع ثم خلاني و مضى فإذا خادم بالباب فقال لي ادخل رحمك اللّٰه فدخلت فإذا أبو الحسن موسى ع فقال لي ابتداء منه لا إلى المرجئة و لا إلى القدرية و لا إلى الزيدية و لا إلى المعتزلة و لا إلى الخوارج إلي إلي فقلت جعلت فداك مضى أبوك قال نعم قلت مضى موتا قال نعم قلت فمن لنا من بعده فقال إن شاء اللّٰه أن يهديك هداك قلت جعلت فداك إن عبد اللّٰه يزعم أنه

من بعد أبيه قال يريد عبد اللّٰه أن لا يعبد اللّٰه قال قلت جعلت فداك فمن لنا من بعده قال إن شاء اللّٰه أن يهديك هداك قال قلت جعلت فداك- فأنت هو قال لا ما أقول ذلك

الوافي، ج 2، ص: 169

قال فقلت في نفسي لم أصب طريق المسألة ثم قلت له جعلت فداك عليك إمام قال لا فداخلني شي ء لا يعلمه إلا اللّٰه عز و جل إعظاما له و هيبة أكثر مما كان يحل بي من أبيه إذا دخلت عليه ثم قلت له جعلت فداك أسألك كما كنت أسأل أباك فقال سل تخبر و لا تذع فإن أذعت فهو الذبح فسألته فإذا هو بحر لا ينزف قلت جعلت فداك شيعتك و شيعة أبيك ضلال فألق إليهم و ادعهم إليك فقد أخذت علي الكتمان- قال من آنست منهم رشدا فألق إليه و خذ عليه الكتمان فإن أذاعوا فهو الذبح و أشار بيده إلى حلقه قال فخرجت من عنده فلقيت أبا جعفر الأحول فقال لي ما وراك قلت الهدى فحدثته بالقصة قال ثم لقينا الفضيل و أبا بصير فدخلا عليه و سمع كلامه و ساءلاه و قطعا عليه بالإمامة ثم لقينا الناس أفواجا فكل من دخل عليه قطع إلا طائفة عمار و أصحابه و بقي عبد اللّٰه لا يدخل إليه إلا قليل من الناس فلما رأى ذلك قال ما حال الناس فأخبر أن هشاما صد عنك الناس قال هشام فأقعد لي بالمدينة غير واحد ليضربوني

بيان

صاحب الطاق هو أبو جعفر الأحول محمد بن النعمان الملقب بمؤمن الطاق و عبد اللّٰه بن جعفر هو الملقب بالأفطح الذي تنسب إليه الفطحية القائلون بإمامته قبل الكاظم ع و المرجئة هم

القائلون بخلافة أبي بكر من الإرجاء بمعنى التأخير لتأخيرهم أمير المؤمنين ع عن مرتبته لا ينزف لا يفنى ماؤه إلا طائفة عمار يعني عمار بن موسى الساباطي و أصحابه يعني سائر القائلين بإمامة عبد اللّٰه بن جعفر فأقعد لي يعني عبد اللّٰه

الوافي، ج 2، ص: 170

[11]
اشارة

622- 11 الكافي، 1/ 352/ 8/ 1 علي عن أبيه الكافي، 1/ 353/ 8/ 2 محمد عن أحمد عن محمد بن الحسن عن إبراهيم بن هاشم عن محمد بن محمد بن فلان الواقفي قال كان لي ابن عم يقال له الحسن بن عبد اللّٰه و كان زاهدا و كان من أعبد أهل زمانه و كان يتقيه السلطان لجده في الدين و اجتهاده و ربما استقبل السلطان بكلام صعب يعظه و يأمره بالمعروف و ينهاه عن المنكر- و كان السلطان يحتمله لصلاحه فلم يزل هذه حالته حتى كان يوم من الأيام إذ دخل عليه أبو الحسن موسى ع و هو في المسجد فرآه فأومى إليه فأتاه فقال له يا أبا علي ما أحب إلي ما أنت فيه و أسرني إلا أنه ليست لك معرفة فاطلب المعرفة قال جعلت فداك و ما المعرفة قال قال اذهب فتفقه و اطلب الحديث قال عمن قال عن فقهاء أهل المدينة ثم أعرض علي الحديث قال فذهب فكتب ثم جاءه فقرأه عليه فأسقطه كله ثم قال له اذهب فاعرف المعرفة و كان الرجل معنيا بدينه قال فلم يزل يترصد أبا الحسن ع حتى خرج إلى ضيعة له فلقيه في الطريق فقال له جعلت فداك إني أحتج عليك بين يدي اللّٰه فدلني على المعرفة قال فأخبره بأمير المؤمنين ع و ما كان بعد رسول اللّٰه

ص و أخبره بأمر الرجلين فقبل منه ثم قال له فمن كان بعد أمير المؤمنين ع قال الحسن ع ثم الحسين ع حتى انتهى إلى نفسه ثم سكت قال فقال له جعلت فداك فمن هو اليوم- قال إن أخبرتك تقبل قال بلى جعلت فداك قال أنا هو قال فشي ء

الوافي، ج 2، ص: 171

أستدل به قال اذهب إلى تلك الشجرة و أشار إلى أم غيلان فقل لها يقول لك موسى بن جعفر أقبلي قال فأتيتها فرأيتها و اللّٰه تخد الأرض خدا- حتى وقفت بين يديه ثم أشار إليها فرجعت قال فأقر به ثم لزم الصمت و العبادة فكان لا يراه أحد يتكلم بعد ذلك

بيان

معنيا بدينه اسم مفعول من العناية يعني ذا عناية من اللّٰه سبحانه بدينه تخد الأرض تشقها

[12]
اشارة

623- 12 الكافي، 1/ 366/ 18/ 1 بعض أصحابنا عن محمد بن حسان عن محمد بن زنجويه عن عبد اللّٰه بن الحكم الأرمني عن عبد اللّٰه بن جعفر بن إبراهيم الجعفري قال حدثنا عبد اللّٰه بن المفضل مولى عبد اللّٰه بن جعفر بن أبي طالب قال لما خرج الحسين بن علي المقتول بفخ و احتوى على المدينة دعا موسى بن جعفر إلى البيعة فأتاه فقال له يا بن عم لا تكلفني ما كلف ابن عمك عمك أبا عبد اللّٰه فيخرج مني ما لا أريد كما خرج من أبي عبد اللّٰه ما لم يكن يريد فقال له الحسين إنما عرضت عليك أمرا فإن أردته دخلت فيه و إن كرهته لم أحملك عليه و اللّٰه المستعان ثم ودعه فقال له أبو الحسن موسى بن جعفر حين ودعه يا بن عم إنك مقتول فأجد الضراب فإن القوم فساق يظهرون إيمانا و يسرون شركا و إنا لله و إنا إليه راجعون أحتسبكم عند اللّٰه من عصبة ثم خرج الحسين و كان من أمره ما كان قتلوا كلهم كما قال ع

بيان

فأجد الضراب أمر من الجودة و الضراب القتال أحتسبكم أطلب

الوافي، ج 2، ص: 172

الأجر في مصيبتكم و العصبة محركة يقال لقوم الرجل الذين يتعصبون له و من بيان لضمير المفعول البارز في أحتسبكم

[13]
اشارة

624- 13 الكافي، 1/ 366/ 19/ 1 بهذا الإسناد عن عبد اللّٰه بن إبراهيم الجعفري قال كتب يحيى بن عبد اللّٰه بن الحسن إلى موسى بن جعفر ع أما بعد فإني أوصي نفسي بتقوى اللّٰه و بها أوصيك فإنها وصية اللّٰه في الأولين و وصيته في الآخرين خبرني من ورد علي من أعوان اللّٰه على دينه- و نشر طاعته بما كان من محبتك مع خذلانك و قد شاورت في الدعوة للرضا من آل محمد ص و قد احتجبتها و احتجبها أبوك من قبلك و قديما ادعيتم ما ليس لكم و بسطتم آمالكم إلى ما لم يعطكم اللّٰه- فاستهويتم و أضللتم و أنا محذرك ما حذرك اللّٰه من نفسه فكتب إليه أبو الحسن موسى بن جعفر ع من موسى بن عبد اللّٰه جعفر و علي مشتركين في التذلل لله و طاعته إلى يحيى بن عبد اللّٰه بن الحسن أما بعد فإني أحذرك اللّٰه و نفسي و أعلمك أليم عذابه و شديد عقابه و تكامل نقماته و أوصيك و نفسي بتقوى اللّٰه فإنها زين الكلام و تثبيت النعم أتاني كتابك تذكر فيه أني مدع و أبي من قبل و ما سمعت ذلك مني و ستكتب شهادتهم و يسألون و لم يدع حرص الدنيا و مطالبها لأهلها مطلبا لآخرتهم- حتى يفسد عليهم مطلب آخرتهم في دنياهم و ذكرت أني ثبطت الناس عنك لرغبتي فيما في يديك و ما منعني من مدخلك الذي أنت

فيه لو كنت راغبا ضعف عن سنة و لا قلة بصيرة بحجة و لكن اللّٰه تبارك و تعالى خلق الناس أمشاجا و غرائب و غرائز فأخبرني عن حرفين أسألك عنهما- ما العترف في بدنك و ما الصهلج في الإنسان ثم اكتب إلي بخبر ذلك و أنا

الوافي، ج 2، ص: 173

متقدم إليك أحذرك معصية الخليفة و أحثك على بره و طاعته و أن تطلب لنفسك أمانا قبل أن تأخذك الأظفار و يلزمك الخناق من كل مكان- فتروح إلى النفس من كل مكان و لا تجده حتى يمن اللّٰه عليك بمنه و فضله- و رقة الخليفة أبقاه اللّٰه فيؤمنك و يرحمك و يحفظ فيك أرحام رسول اللّٰه ص و السلام على من اتبع الهدى إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذب و تولى قال الجعفري فبلغني أن كتاب موسى بن جعفر ع وقع في يدي هارون فلما قرأه قال الناس يحملوني على موسى بن جعفر و هو بري ء مما يرمى به

بيان

فإنها وصية اللّٰه في الأولين و وصيته في الآخرين إشارة إلى قوله سبحانه وَ لَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتٰابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَ إِيّٰاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللّٰهَ بما كان من محبتك يعني لنا أو للإمامة و الخلافة و في بعض النسخ من تحننك مع خذلانك يعني إيانا أو مع أنك مخذول و قد شاورت أي الناس في الدعوة في دعوتهم لمن يرتضيه آل محمد و قد احتجبتها احتجبت عن مشاورتي و لم تحضرها فصار ذلك سببا لتعوق الناس عني ما ليس لكم يعني الإمامة فاستهويتم و أضللتم ذهبتم بأهواء الناس و عقولهم و أضللتموهم ما حذرك اللّٰه من نفسه أشار به إلى قوله سبحانه وَ

يُحَذِّرُكُمُ اللّٰهُ نَفْسَهُ عبد اللّٰه جعفر كنى عنه أولا بالعبودية ثم صرح باسمه و علي كأنه ع أشرك أخاه علي بن جعفر رضي اللّٰه عنه معه في المكاتبة ليصرف بذلك عنه ما يصرف عن نفسه من الدعوى لئلا يظن به الظن كما ظن به ع مشتركين بصيغة التثنية

الوافي، ج 2، ص: 174

حال عنهما في التذلل لله و طاعته يعني ليسا من عصيان اللّٰه سبحانه و مخالفة أمره و ادعائهما ما ليس لهما بحق و إضلالهما الناس و عدم حذرهما ما حذر اللّٰه في شي ء و أعلمك من الإعلام و تكامل نقماته نقماته المتكاملة البالغة إلى النهاية فإنها أي الوصية بالتقوى و تثبيت النعم سبب تثبيت النعم و يسألون يعني عن شهادتهم الزور هدده بذكر الآية و خوفه بالله عز و جل و لم يدع حرص الدنيا يعني أن حرصك على الدنيا و مطالبها صار سببا لفساد آخرتك في دنياك و التثبيط التعويق و التأخير فيما في يديك يعني دعوى الإمامة من مدخلك الذي أنت فيه يعني الدعوى التي دخلتها عن سنة يعني من السنن التي لا بد منها في هذا الأمر بحجة يعني حجة احتج بها على الناس في إثباته أمشاجا أخلاطا شتى و غرائب ذوي عجائب فإنك تدعي هذا الأمر مع جهلك و ضلالتك و أنا لا أدعية مع وفور علمي و هداي و أي غريبة أغرب من ذلك و أعجوبة أعجب منه و غرائز طبائع مختلفة أن تأخذك الأظفار كأنه كناية عن الأسر و يلزمك الخناق أي الحبل الذي يخنق به كناية عن الإشراف على الهلاك فتروح من التروح بحذف إحدى التاءين إلى النفس بفتح الفاء تطلبه و تحتاج إليه و رقة

الخليفة عطف على منه و فضله

[14]
اشارة

625- 14 الكافي، 1/ 355/ 14/ 1 الاثنان عن أحمد بن محمد بن عبد اللّٰه قال كان عبد اللّٰه بن هليل يقول بعبد اللّٰه فصار إلى العسكر فرجع عن ذلك- فسألته عن سبب رجوعه فقال إني عرضت لأبي الحسن ع أسأله عن ذلك فوافقني في طريق ضيق فمال نحوي حتى إذا حاذاني أقبل نحوي بشي ء من فيه فوقع على صدري فأخذته فإذا هو رق فيه مكتوب

الوافي، ج 2، ص: 175

ما كان هنالك و لا كذلك

بيان

يقول بعبد اللّٰه يعني بإمامة عبد اللّٰه الأفطح إلى العسكر أي سر من رأى و لعل المراد بأبي الحسن الهادي ع

[15]
اشارة

626- 15 الكافي، 1/ 353/ 10/ 1 محمد عن أحمد أو غيره عن علي بن الحكم عن الحسين بن عمر بن يزيد قال دخلت على الرضا ع و أنا يومئذ واقف و قد كان أبي سأل أباه عن سبع مسائل فأجابه في ست و أمسك عن السابعة فقلت و اللّٰه لأسألنه عما سأل أبي أباه فإن أجاب بمثل جواب أبيه كانت دلالة فسألته فأجاب بمثل جواب أبيه أبي في المسائل الست فلم يزد في الجواب واوا و لا ياء و أمسك عن السابعة و قد كان أبي قال لأبيه إني أحتج عليك عند اللّٰه يوم القيامة أنك زعمت أن عبد اللّٰه لم يكن إماما- فوضع يده على عنقه ثم قال له نعم احتج علي بذلك عند اللّٰه عز و جل- فما كان فيه من إثم فهو في رقبتي فلما ودعته قال إنه ليس أحد من شيعتنا يبتلي ببلية أو يشتكي فيصبر على ذلك إلا كتب اللّٰه له أجر ألف شهيد فقلت في نفسي و اللّٰه ما كان لهذا ذكر فلما مضيت و كنت في بعض الطريق خرج بي عرق المديني فلقيت منه شدة فلما كان من قابل حججت فدخلت عليه و قد بقي من وجعي بقية فشكوت إليه فقلت له جعلت فداك عوذ رجلي و بسطتها بين يديه فقال لي ليس على رجلك هذه بأس و لكن أرني رجلك الصحيحة فبسطتها بين يديه فعوذها فلما خرجت لم ألبث إلا يسيرا حتى خرج بي العرق و كان وجعه يسيرا

الوافي، ج 2، ص: 176

بيان

واقف أي كنت أقف بالإمامة على أبيه لم أجاوز به إليه ص لاعتقادي في أبيه الغيبة و أنه الحي القائم الذي سيملأ الأرض

قسطا و عدلا لما روي عن أبي عبد اللّٰه ع أن من ولده من هو كذلك فأوله الضالون المضلون على الولد بلا واسطة

[16]

627- 16 الكافي، 1/ 354/ 11/ 1 أحمد بن مهران عن محمد بن علي عن ابن قياما الواسطي و كان من الواقفة قال دخلت على علي بن موسى الرضا ع فقلت له يكون إمامان قال لا إلا و أحدهما صامت- فقلت له هو ذا أنت ليس لك صامت و لم يكن ولد له أبو جعفر بعد فقال لي و اللّٰه ليجعلن اللّٰه مني ما يثبت به الحق و أهله و يمحق به الباطل و أهله- فولد له بعد سنة أبو جعفر ع فقيل لابن قياما أ لا تقنعك هذه الآية فقال أما و اللّٰه إنها لآية عظيمة و لكن كيف أصنع بما قال أبو عبد اللّٰه ع في ابنه

[17]
اشارة

628- 17 الكافي، 1/ 354/ 12/ 1 الاثنان عن الوشاء قال أتيت خراسان و أنا واقف فحملت معي متاعا و كان معي ثوب وشي في بعض الرزم و لم أشعر به و لم أعرف مكانه فلما قدمت مرو و نزلت في بعض منازلها لم أشعر إلا و رجل مدني من بعض مولديها فقال لي إن أبا الحسن الرضا ع يقول لك ابعث إلي الثوب الوشي الذي عندك قال فقلت و من أخبر أبا الحسن بقدومي و أنا قدمت آنفا و ما عندي ثوب وشي فرجع إليه و عاد إلي فقال يقول لك بلى هو في موضع كذا و كذا و رزمته كذا و كذا فطلبته حيث قال فوجدته في أسفل الرزمة فبعثت به إليه

الوافي، ج 2، ص: 177

بيان

الوشي نقش الثوب و يكون من كل لون و الرزمة بالكسر ما شد في ثوب واحد و رزم الثياب ترزيما شدها

[18]

629- 18 الكافي، 1/ 355/ 13/ 1 التيملي عن ابن المغيرة قال كنت واقفا و حججت على تلك الحال فلما صرت بمكة خلج في صدري شي ء فتعلقت بالملتزم ثم قلت اللهم قد علمت طلبتي و إرادتي فأرشدني إلى خير الأديان فوقع في نفسي أن آتي الرضا ع فأتيت المدينة فوقفت ببابه و قلت للغلام قل لمولاك رجل من أهل العراق بالباب قال فسمعت نداءه و هو يقول ادخل يا عبد اللّٰه بن المغيرة ادخل يا عبد اللّٰه بن المغيرة فدخلت فلما نظر إلي قال لي قد أجاب اللّٰه دعاءك و هداك لدينه- فقلت أشهد أنك حجة اللّٰه و أمينه على خلقه

[19]

630- 19 الكافي، 8/ 257/ 370 الحسين بن أحمد بن هلال عن ياسر الخادم قال قلت لأبي الحسن الرضا ع رأيت في النوم كان قفصا فيه سبعة عشر قارورة إذ وقع القفص فتكسرت القوارير فقال إن صدقت رؤياك يخرج رجل من أهل بيتي يملك سبعة عشر يوما ثم يموت فخرج محمد بن إبراهيم بالكوفة مع أبي السرايا فمكث سبعة عشر يوما ثم مات

الوافي، ج 2، ص: 178

[20]

631- 20 الكافي، 8/ 257/ 371 عنه عن أحمد بن هلال عن محمد بن سنان قال قلت لأبي الحسن الرضا ع في أيام هارون إنك قد شهرت نفسك بهذا الأمر و جلست مجلس أبيك و سيف هارون يقطر الدم- فقال جرأني على هذا ما قال رسول اللّٰه ص إن أخذ أبو جهل من رأسي شعرة فأشهدوا أني لست بنبي و أقول لكم إن أخذ هارون من رأسي شعرة فأشهدوا أني لست بإمام

[21]
اشارة

632- 21 الكافي، 1/ 353/ 9/ 1 محمد و أحمد عن محمد بن الحسن عن أحمد بن الحسين عن محمد بن الطيب عن عبد الوهاب بن منصور عن محمد بن أبي العلاء قال سمعت يحيى بن أكثم قاضي سامراء بعد ما جهدت به و ناظرته و حاورته و واصلته و سألته عن علوم آل محمد فقال بينا أنا ذات يوم دخلت أطوف بقبر رسول اللّٰه ص فرأيت محمد بن علي الرضا ع يطوف به فناظرته في مسائل عندي فأخرجها إلي- فقلت له و اللّٰه إني أريد أن أسألك مسألة و إني و اللّٰه لأستحيي من ذلك- فقال لي أنا أخبرك قبل أن تسألني تسألني عن الإمام فقلت هو و اللّٰه هذا فقال أنا هو فقلت علامة فكان في يده عصا فنطقت و قالت- إن مولاي إمام هذا الزمان و هو الحجة

بيان

جهدت به امتحنته و المحاورة مراجعة النطق تحاوروا تراجعوا في الكلام و المواصلة المحابة و تأتي دلالات أخرى و علامات أخرى للإمام ع في باب فضل الإمام و جملة صفاته من أبواب خصائص الحجج و فضائلهم إن شاء اللّٰه تعالى

الوافي، ج 2، ص: 179

باب 19 من ادعى الإمامة بغير حق و من صدقه و من جحد الإمام

[1]

633- 1 الكافي، 1/ 372/ 1/ 1 محمد عن أحمد عن محمد بن سنان عن أبي سلام عن سورة بن كليب عن أبي جعفر ع قال قلت قول اللّٰه عز و جل وَ يَوْمَ الْقِيٰامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللّٰهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ قال من قال إني إمام و ليس بإمام قال قلت و إن كان علويا قال و إن كان علويا قلت و إن كان من ولد علي بن أبي طالب ع قال و إن كان

[2]

634- 2 الكافي، 1/ 372/ 3/ 1 الاثنان عن محمد بن جمهور عن عبد اللّٰه بن عبد الرحمن عن الحسين بن المختار قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع جعلت فداك وَ يَوْمَ الْقِيٰامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللّٰهِ قال كل من زعم أنه إمام و ليس بإمام قلت و إن كان فاطميا علويا قال و إن كان فاطميا علويا

[3]

635- 3 الكافي، 1/ 372/ 2/ 1 محمد عن بنان عن علي بن الحكم عن أبان عن الفضيل عن أبي عبد اللّٰه ع قال من ادعى الإمامة و ليس من أهلها فهو كافر

الوافي، ج 2، ص: 180

[4]

636- 4 الكافي، 1/ 373/ 4/ 1 العدة عن أحمد عن الوشاء عن داود الحمار عن ابن أبي يعفور الكافي، 1/ 374/ 12/ 1 الاثنان عن أبي داود المسترق عن علي بن ميمون عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد اللّٰه ع قال سمعته يقول ثلاثة لا يكلمهم اللّٰه يوم القيامة و لا يزكيهم و لهم عذاب أليم من ادعى إمامة من اللّٰه ليست له و من جحد إماما من اللّٰه و من زعم أن لهما في الإسلام نصيبا

[5]
اشارة

637- 5 الكافي، 1/ 373/ 5/ 1 محمد عن أحمد عن ابن سنان عن يحيى أخي أديم عن الوليد بن صبيح قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول إن هذا الأمر لا يدعيه غير صاحبه إلا بتر اللّٰه عمره

بيان

البتر بتقديم الموحدة على الفوقانية القطع و الاستئصال

[6]

638- 6 الكافي، 1/ 373/ 6/ 1 محمد عن محمد بن الحسين عن محمد بن سنان عن طلحة بن زيد عن أبي عبد اللّٰه ع قال من أشرك مع إمام إمامته من عند اللّٰه من ليست إمامته من اللّٰه كان مشركا بالله

[7]

639- 7 الكافي، 1/ 373/ 7/ 1 محمد عن أحمد عن محمد بن إسماعيل عن بزرج عن

الوافي، ج 2، ص: 181

محمد قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع رجل قال لي اعرف الآخر من الأئمة و لا يضرك أن لا تعرف الأول قال فقال لعن اللّٰه هذا فإني أبغضه و لا أعرفه و هل عرف الآخر إلا بالأول

[8]

640- 8 الكافي، 1/ 373/ 8/ 1 الاثنان عن محمد بن جمهور عن صفوان عن ابن مسكان قال سألت الشيخ ع عن الأئمة ص- قال من أنكر واحدا من الأحياء فقد أنكر الأموات

[9]

641- 9 الكافي، 1/ 373/ 9/ 1 العدة عن أحمد عن الحسين عن أبي وهب عن محمد بن منصور قال سألته عن قول اللّٰه عز و جل وَ إِذٰا فَعَلُوا فٰاحِشَةً قٰالُوا وَجَدْنٰا عَلَيْهٰا آبٰاءَنٰا وَ اللّٰهُ أَمَرَنٰا بِهٰا قُلْ إِنَّ اللّٰهَ لٰا يَأْمُرُ بِالْفَحْشٰاءِ أَ تَقُولُونَ عَلَى اللّٰهِ مٰا لٰا تَعْلَمُونَ قال فقال هل رأيت أحدا زعم أن اللّٰه أمر بالزنا و شرب الخمر أو شي ء من هذه المحارم فقلت لا قال ما هذه الفاحشة التي يدعون أن اللّٰه أمرهم بها قلت اللّٰه أعلم و وليه فقال فإن هذا في أئمة الجور ادعوا أن اللّٰه أمرهم بالايتمام بقوم لم يأمرهم اللّٰه بالايتمام بهم فرد اللّٰه ذلك عليهم فأخبر أنهم قد قالوا عليه الكذب و سمي ذلك منهم فاحشة

[10]
اشارة

642- 10 الكافي، 1/ 374/ 10/ 1 بهذا الإسناد عن محمد بن منصور قال سألت عبدا صالحا ع عن قول اللّٰه عز و جل قُلْ إِنَّمٰا حَرَّمَ رَبِّيَ

الوافي، ج 2، ص: 182

الْفَوٰاحِشَ مٰا ظَهَرَ مِنْهٰا وَ مٰا بَطَنَ قال فقال إن القرآن له ظهر و بطن- فجميع ما حرم اللّٰه في القرآن هو الظاهر و الباطن من ذلك أئمة الجور و جميع ما أحل اللّٰه في الكتاب هو الظاهر و الباطل من ذلك أئمة الحق

بيان

لعل المراد بالحديث أن كل ما ورد في القرآن من ذكر الفواحش و الخبائث و المحرمات و المنهيات و العقوبات المترتبة عليها فتأويله و باطنه أئمة الجور من اتبعهم يعني دعوتهم للناس إلى أنفسهم من عند أنفسهم و تأمرهم عليهم و إضلالهم إياهم ثم إجابة الناس لهم و تدينهم بدينهم و طاعتهم إياهم و محبتهم لهم إلى غير ذلك و كل ما ورد فيه من ذكر الصالحات و الطيبات و المحللات و الأوامر و المثوبات المترتبة عليها فتأويله و باطنه أئمة الحق و من اتبعهم يعني دعوتهم للناس إلى أنفسهم بأمر ربهم و إرشادهم لهم و هدايتهم إياهم ثم إجابة الناس لهم و تدينهم بدينهم و طاعتهم إياهم و محبتهم لهم إلى غير ذلك كما ورد عنهم ع في كثير من الآيات مفصلا و طائفة منها مذكورة في أجزاء هذا الكتاب متفرقة و خصوصا في هذا الجزء و لا سيما في أبوابه الأخيرة

[11]

643- 11 الكافي، 1/ 374/ 11/ 1 محمد عن ابن عيسى عن السراد عن عمرو بن ثابت عن جابر قال سألت أبا جعفر ع عن قول اللّٰه عز و جل وَ مِنَ النّٰاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللّٰهِ أَنْدٰاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّٰهِ قال هم و اللّٰه أولياء فلان و فلان اتخذوهم أئمة دون الإمام الذي جعله اللّٰه للناس إماما فلذلك قال وَ لَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذٰابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّٰهِ جَمِيعاً وَ أَنَّ

الوافي، ج 2، ص: 183

اللّٰهَ شَدِيدُ الْعَذٰابِ إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَ رَأَوُا الْعَذٰابَ وَ تَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبٰابُ وَ قٰالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنٰا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمٰا تَبَرَّؤُا مِنّٰا كَذٰلِكَ يُرِيهِمُ اللّٰهُ

أَعْمٰالَهُمْ حَسَرٰاتٍ عَلَيْهِمْ وَ مٰا هُمْ بِخٰارِجِينَ مِنَ النّٰارِ- ثم قال أبو جعفر ع هم و اللّٰه يا جابر أئمة الظلم و أشياعهم

الوافي، ج 2، ص: 184

باب 20 أن عامة الصحابة نقضوا عهدهم و ارتدوا بعد رسول اللّٰه ص

[1]
اشارة

644- 1 الكافي، 8/ 344/ 542 محمد عن حمدان [أحمد] بن سليمان عن عبد اللّٰه بن محمد اليماني عن منيع [مسمع] بن الحجاج عن صباح الحذاء عن صباح المزني عن جابر عن أبي جعفر ع قال لما أخذ رسول اللّٰه ص بيد علي ع يوم الغدير صرخ إبليس في جنوده صرخة فلم يبق منهم أحد في بر و لا بحر إلا أتاه فقالوا يا سيدهم و مولاهم ما ذا دهاك فما سمعنا لك صرخة أوحش من صرختك هذه فقال لهم فعل هذا النبي فعلا إن تم لم يعص اللّٰه أبدا- فقالوا يا سيدهم أنت كنت لآدم فلما قال المنافقون إنه ينطق عن الهوى- و قال أحدهما لصاحبه أ ما ترى عينيه تدوران في رأسه كأنه مجنون يعنون رسول اللّٰه ص صرخ إبليس صرخة يطرب فجمع أولياءه ثم قال أ ما علمتم أني كنت لآدم من قبل قالوا نعم قال آدم نقض العهد و لم يكفر بالرب و هؤلاء نقضوا العهد و كفروا بالرسول فلما

الوافي، ج 2، ص: 185

قبض رسول اللّٰه ص و أقام الناس غير علي ع لبس إبليس تاج الملك و نصب منبرا و قعد في ألويته و جمع خيله و رجله ثم قال لهم اطربوا لا يطاع اللّٰه حتى يقوم إمام و تلا أبو جعفر ع وَ لَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلّٰا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فقال أبو جعفر ع كان تأويل هذه الآية لما قبض رسول اللّٰه ص و الظن من إبليس حين قالوا

لرسول اللّٰه ص إنه ينطق عن الهوى فظن بهم إبليس ظنا فصدقوا ظنه

بيان

دهاك أصابك أنت كنت لآدم يعني قدرت على إغوائه مع جلالة قدره و صلاحيته للاصطفاء فكيف لا تقدر على إغواء هؤلاء الذين ليسوا بتلك المثابة أحدهما لصاحبه يعني بهما الأولين و الألوية جمع اللواء و الرجل بالتسكين جمع الراجل خلاف الفارس

[2]
اشارة

645- 2 الكافي، 8/ 343/ 541 علي عن أبيه عن حماد بن عيسى عن اليماني عن سليم بن قيس الهلالي قال سمعت سلمان الفارسي رضي اللّٰه عنه يقول لما قبض رسول اللّٰه ص و صنع الناس ما صنعوا و خاصم أبو بكر و عمر و أبو عبيدة بن الجراح الأنصار فخصموهم بحجة علي ع قالوا يا معشر الأنصار قريش أحق منكم بالأمر- لأن رسول اللّٰه ع من قريش و المهاجرون منهم إن اللّٰه عز ذكره بدأ بهم في كتابه و فضلهم و قد قال رسول اللّٰه ص الأئمة من قريش قال سلمان رضي اللّٰه عنه فأتيت عليا ع

الوافي، ج 2، ص: 186

و هو يغسل رسول اللّٰه ص فأخبرته بما صنع الناس- و قلت إن أبا بكر الساعة على منبر رسول اللّٰه ص و اللّٰه ما يرضى أن يبايعوه بيد واحدة إنهم ليبايعونه بيديه جميعا بيمينه و شماله- فقال لي يا سلمان هل تدري من أول من بايعه على منبر رسول اللّٰه ص قلت لا أدري إلا أني رأيت في ظلة بني ساعدة حين خصمت الأنصار و كان أول من بايعه بشر بن سعد و أبو عبيدة بن الجراح ثم عمر ثم سالم قال لست أسألك عن هذا و لكن تدري أول من بايعه حين صعد على منبر رسول اللّٰه ص قلت لا و لكني رأيت شيخا كبيرا متوكئا على عصاه بين يديه سجادة

شديد التشمير صعد إليه أول من صعد و هو يبكي و يقول الحمد لله الذي لم يمتني من الدنيا حتى رأيتك في هذا المكان ابسط يدك فبسط يده فبايعه ثم نزل فخرج من المسجد- فقال علي ع هل تدري من هو قلت لا و لقد ساءتني مقالته- كأنه شامت بموت النبي ص فقال ذاك إبليس لعنه اللّٰه- أخبرني رسول اللّٰه ص أن إبليس و رؤساء أصحابه- شهدوا نصب رسول اللّٰه ص إياي للناس بغدير خم بأمر اللّٰه عز و جل فأخبرهم أني أولى بهم من أنفسهم و أمرهم أن يبلغ الشاهد الغائب فأقبل إلى إبليس أبالسته و مردة أصحابه فقالوا إن هذه أمة مرحومة و معصومة و ما لك و ما لنا عليهم سبيل قد أعلموا إمامهم و مفزعهم بعد نبيهم فانطلق إبليس لعنه اللّٰه كئيبا حزينا و أخبرني رسول اللّٰه ص أنه لو قبض إن الناس يبايعون أبا بكر في ظلة بني ساعدة بعد ما يختصمون ثم يأتون المسجد فيكون أول من يبايعه على منبري إبليس في صورة رجل شيخ مشمر يقول كذا و كذا ثم يخرج فيجمع شياطينه و أبالسته فينخر و يكسع و يقول كلا زعمتم أن ليس لي عليهم سبيل فكيف رأيتم ما صنعت بهم حتى تركوا أمر اللّٰه عز ذكره و طاعته

الوافي، ج 2، ص: 187

و ما أمرهم به رسول اللّٰه ص

بيان

بحجة علي و هي تفضيل قريش و سيما المهاجرين منهم على غيرهم كما يفسره و التشمير رفع الثوب و إظهار التقشف و الشماتة إظهار الفرح ببلية العدو و النخير التصويب بالأنف و الكسع ضرب الدبر باليد أو بصدر القدم

[3]
اشارة

646- 3 الكافي، 8/ 237/ 320 الاثنان عن الوشاء عن أبان عن أبي هاشم قال لما أخرج بعلي ع خرجت فاطمة ع واضعة قميص رسول اللّٰه ص على رأسها آخذة بيد ابنيها فقالت ما لي و لك يا أبا بكر تريد أن تؤتم ابني و ترملني من زوجي و اللّٰه لو لا أن تكون سيئة لنشرت شعري و لصرخت إلى ربي- فقال رجل من القوم ما تريد إلا هذا ثم أخذت بيده و انطلقت به

بيان

لما أخرج بعلي ع أخرجوه ليأخذوا منه البيعة لأبي بكر فإن أبى قتل تؤتم من اليتم ترملني تجعلني أرملة و هي من لا زوج لها من النساء إلا هذا يعني عليا ع

[4]
اشارة

647- 4 الكافي، 8/ 238/ 321 أبان عن علي بن عبد العزيز عن عبد الحميد الطائي عن أبي جعفر ع قال و اللّٰه لو نشرت شعرها ماتوا طرا

الوافي، ج 2، ص: 188

بيان

طرا جميعا

[5]
اشارة

648- 5 الكافي، 1/ 460/ 5/ 1 محمد عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل عن صالح بن عقبة عن عبد اللّٰه بن محمد الجعفي عن أبي جعفر و أبي عبد اللّٰه ع قالا إن فاطمة ع لما أن كان من أمرهم ما كان أخذت بتلابيب عمر فجذبته إليها ثم قالت أما و اللّٰه يا بن الخطاب لو لا أني أكره أن يصيب البلاء من لا ذنب له لعلمت أني سأقسم على اللّٰه ثم أجده سريع الإجابة

بيان

أخذت بتلابيب عمر يعني جمعت ثيابه عند منحره جمع تلبيب و هو ما في موضع اللبب أي المنحر من الثياب

[6]
اشارة

649- 6 الكافي، 8/ 375/ 564 حميد عن ابن سماعة عن الميثمي عن أبان عن محمد بن المفضل قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول جاءت فاطمة إلى سارية في المسجد و هي تقول و تخاطب النبي ص

قد كان بعدك أنباء و هنبثة لو كنت شاهدها لم يكثر الخطب

إنا فقدناك فقد الأرض وابلها و اختل قومك فاشهدهم و لا تغب

بيان

السارية الأسطوانة و الهنبثة بالنون و الباء الموحدة ثم الثاء المثلثة الأمر

الوافي، ج 2، ص: 189

الشديد و الاختلاط في القول و الخطب الأمر صغر أو عظم و الوابل المطر

[7]
اشارة

650- 7 الكافي، 8/ 345/ 543 محمد عن ابن عيسى عن علي بن حديد عن جميل بن دراج عن زرارة عن أحدهما ع قال أصبح رسول اللّٰه ص يوما كئيبا حزينا فقال له علي ع ما لي أراك يا رسول اللّٰه كئيبا حزينا فقال و كيف لا أكون كذلك و قد أريت في ليلتي هذه أن بني تيم و بني عدي و بني أمية يصعدون منبري هذا يردون الناس عن الإسلام القهقرى فقلت يا رب في حياتي أو بعد موتي فقال بعد موتك

بيان

هذا الخبر مما روته العامة أيضا إلا أنهم حذفوا منه لفظتي بني تيم و بني عدي و تيم جد الأول و عدي جد الثاني و إنما أري ص رد الناس عن الإسلام القهقرى لأن الناس كانوا يظهرون الإسلام و كانوا يصلون إلى القبلة و مع هذا كانوا يخرجون من الإسلام شيئا فشيئا كالذي يرتد عن الصراط السوي القهقرى و يكون وجهه إلى الحق حتى إذا بلغ غاية سعيه رأى نفسه في الجحيم

[8]
اشارة

651- 8 الكافي، 8/ 222/ 280 سهل عن محمد بن عبد الحميد عن يونس عن علي بن عيسى القماط عن عمه قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول هبط جبرئيل ع على رسول اللّٰه ص و رسول اللّٰه ص كئيب حزين فقال يا رسول اللّٰه ما لي أراك كئيبا حزينا فقال إني رأيت الليلة رؤيا قال و ما الذي رأيت قال رأيت بني أمية يصعدون المنابر و ينزلون منها فقال و الذي بعثك بالحق نبيا ما علمت بشي ء من هذا و صعد جبرئيل ع

الوافي، ج 2، ص: 190

إلى السماء ثم أهبط اللّٰه تعالى بآي من القرآن يعزيه بها قوله أَ فَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنٰاهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جٰاءَهُمْ مٰا كٰانُوا يُوعَدُونَ مٰا أَغْنىٰ عَنْهُمْ مٰا كٰانُوا يُمَتَّعُونَ- و أنزل اللّٰه جل ذكره إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَ مٰا أَدْرٰاكَ مٰا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ للقوم فجعل اللّٰه ليلة القدر لرسوله ص خيرا من ألف شهر

بيان

قد حوسب ملك بني أمية فكان ألف شهر من دون زيادة يوم و لا نقصان يوم و هذا من جملة أخباره ص بالغيب

[9]

652- 9 الكافي، 8/ 345/ 544 جميل عن زرارة عن أحدهما ع قال قال رسول اللّٰه ص لو لا أني أكره أن يقال إن محمدا استعان بقوم حتى إذا ظفر بعدوه قتلهم لضربت أعناق قوم كثير

[10]
اشارة

653- 10 الكافي، 8/ 103/ 78 الاثنان عن أبان عن أبي بصير عن أبي جعفر و أبي عبد اللّٰه ع أنهما قالا إن الناس لما كذبوا برسول اللّٰه ص هم اللّٰه بهلاك أهل الأرض إلا عليا فما سواه بقوله فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمٰا أَنْتَ بِمَلُومٍ ثم بدا له فرحم المؤمنين ثم

الوافي، ج 2، ص: 191

قال لنبيه ص وَ ذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرىٰ تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ

بيان

تكذيبهم به إشارة إلى قولهم إنه ينطق عن الهوى في نصبه ابن عمه و كأن المراد بما سواه أهل البيت ع

[11]

654- 11 الكافي، 4/ 545/ 28/ 1 العدة عن سهل عن ابن فضال عن سفيان بن إبراهيم الجريري عن الحارث بن حصيرة الأزدي عن أبي جعفر ع قال كنت دخلت مع أبي الكعبة فصلى على الرخامة الحمراء بين العمودين فقال في هذا الموضع تعاقد القوم إن مات رسول اللّٰه ص أو قتل أن لا يردوا هذا الأمر في أحد من أهل بيته أبدا قال قلت و من كان قال الأول و الثاني و أبو عبيدة بن الجراح و سالم بن الحبيبة

[12]
اشارة

655- 12 الكافي، 4/ 566/ 2/ 1 محمد عن محمد بن الحسين التهذيب، 3/ 263/ 66/ 1 محمد بن أحمد عن محمد بن الحسين عن الحجال عن عبد الصمد بن بشير عن الفقيه، 2/ 559/ 3144 حسان الجمال قال حملت أبا عبد اللّٰه ع من المدينة إلى مكة فلما انتهينا

الوافي، ج 2، ص: 192

إلى مسجد الغدير نظر إلى ميسرة المسجد فقال ذاك موضع قدم رسول اللّٰه ص حيث قال من كنت مولاه فعلي مولاه- الفقيه التهذيب اللهم وال من والاه و عاد من عاداه- ش ثم نظر إلى الجانب الآخر فقال ذاك موضع فسطاط أبي فلان و فلان- و سالم مولى أبي حذيفة و أبي عبيدة بن الجراح فلما أن رأوه رافعا يديه قال بعضهم انظروا إلى عينيه تدوران كأنهما عينا مجنون فنزل جبرئيل ع بهذه الآية وَ إِنْ يَكٰادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصٰارِهِمْ لَمّٰا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَ يَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ وَ مٰا هُوَ إِلّٰا ذِكْرٌ لِلْعٰالَمِينَ- الفقيه التهذيب ثم قال يا حسان لو لا أنك جمالي لما حدثتك بهذا الحديث

بيان

أبي فلان و فلان كناية عن أبي بكر و عمر و أورد في الفقيه المنافقين مكان أبي فلان و فلان

الوافي، ج 2، ص: 193

[13]

656- 13 الكافي، 8/ 179/ 202 علي بن محمد عن علي بن الحسين عن علي عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع في قوله تعالى مٰا يَكُونُ مِنْ نَجْوىٰ ثَلٰاثَةٍ إِلّٰا هُوَ رٰابِعُهُمْ وَ لٰا خَمْسَةٍ إِلّٰا هُوَ سٰادِسُهُمْ وَ لٰا أَدْنىٰ مِنْ ذٰلِكَ وَ لٰا أَكْثَرَ إِلّٰا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مٰا كٰانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمٰا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيٰامَةِ إِنَّ اللّٰهَ بِكُلِّ شَيْ ءٍ عَلِيمٌ قال نزلت هذه الآية في فلان و فلان و أبي عبيدة بن الجراح و عبد الرحمن بن عوف و سالم مولى أبي حذيفة و المغيرة بن شعبة حيث كتبوا الكتاب بينهم و تعاهدوا و توافقوا لئن مضى محمد لا تكون الخلافة في بني هاشم و لا النبوة أبدا فأنزل اللّٰه تعالى فيهم هذه الآية قال قلت قوله تعالى أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنّٰا مُبْرِمُونَ أَمْ يَحْسَبُونَ أَنّٰا لٰا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَ نَجْوٰاهُمْ بَلىٰ وَ رُسُلُنٰا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ قال و هاتان الآيتان نزلتا فيهم ذلك اليوم قال أبو عبد اللّٰه ع لعلك ترى أنه كان يوم يشبه يوم كتب الكتاب إلا يوم قتل فيه الحسين ع و هكذا كان في سابق علم اللّٰه تعالى الذي أعلمه رسول اللّٰه ص أن إذا كتب الكتاب قتل الحسين و خرج الملك من بني هاشم فقد كان ذلك كله قلت وَ إِنْ طٰائِفَتٰانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمٰا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدٰاهُمٰا عَلَى الْأُخْرىٰ فَقٰاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي- حَتّٰى تَفِي ءَ إِلىٰ أَمْرِ اللّٰهِ فَإِنْ فٰاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمٰا بِالْعَدْلِ قال الفئتان إنما جاء تأويل

هذه الآية يوم البصرة و هم أهل هذه الآية و هم الذين بغوا على أمير المؤمنين ع فكان الواجب عليه قتالهم و قتلهم حتى يفيئوا إلى أمر اللّٰه و لو لم يفيئوا لكان الواجب عليه فيما نزل اللّٰه أن لا يرفع السيف عنهم- حتى يفيئوا و يرجعوا عن رأيهم لأنهم بايعوا طائعين غير كارهين و هي الفئة

الوافي، ج 2، ص: 194

الباغية كما قال اللّٰه تعالى فكان الواجب على أمير المؤمنين ص أن يعدل فيهم حيث كان ظفر بهم كما عدل رسول اللّٰه ص في أهل مكة إنما من عليهم و عفا و كذلك صنع أمير المؤمنين ع بأهل البصرة حيث ظفر بهم مثل ما صنع النبي ص بأهل مكة حذو النعل بالنعل قال قلت قوله تعالى وَ الْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوىٰ- قال هم أهل البصرة هي المؤتفكة قلت وَ الْمُؤْتَفِكٰاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنٰاتِ قال أولئك قوم لوط ائتفكت عليهم انقلبت عليهم

[14]
اشارة

657- 14 الكافي، 8/ 216/ 264 العدة عن سهل عن البزنطي عن أبان عن بعض رجاله عن أبي عبد اللّٰه ع قال لما حفر رسول اللّٰه ص الخندق مروا بكدية فتناول رسول اللّٰه ص المعول من يد أمير المؤمنين ع أو من يد سلمان رضي اللّٰه عنه فضرب بها ضربة فتفرقت بثلاث فرق فقال رسول اللّٰه ص لقد فتح علي في ضربتي هذه كنوز كسرى و قيصر فقال أحدهما لصاحبه يعدنا بكنوز كسرى و قيصر و ما يقدر أحدنا أن يخرج يتخلا

الوافي، ج 2، ص: 195

بيان

الكدية بالضم و الدال المهملة و الياء المثناة التحتانية الصخرة العظيمة الشديدة و الأرض الصلبة بين الحجارة و الطين و المعول الفأس العظيمة التي ينقر بها الصخر

[15]
اشارة

658- 15 الكافي، 8/ 189/ 216 محمد عن أحمد عن الحسين عن علي بن النعمان عن ابن مسكان عن سدير قال كنا عند أبي جعفر ع فذكرنا ما أحدث الناس بعد نبيهم ص- و استذلالهم أمير المؤمنين ع فقال رجل من القوم أصلحك اللّٰه فأين كان عز بني هاشم و ما كانوا فيه من العدد فقال أبو جعفر ع من كان بقي من بني هاشم إنما كان جعفر و حمزة فمضيا و بقي معه رجلان ضعيفان ذليلان حديثا عهد بإسلام عباس و عقيل و كانا من الطلقاء أما و اللّٰه لو أن حمزة و جعفرا كانا بحضرتهما ما وصلا إلى ما وصلا إليه- و لو كانا شاهديهما لأتلفا أنفسهما

بيان

من كان بقي استفهام إنكار و الطلقاء هم الذين خلى عنهم يوم بدر و أطلقهم فلم يسترقهم واحدهم طليق فعيل بمعنى مفعول و هو الأسير إذا أطلق سبيله و المجرور في بحضرتهما و شاهديهما للأولين و كذا المرفوع في كلي وصلا

[16]

659- 16 الكافي، 8/ 295/ 454 حميد عن ابن سماعة عن غير

الوافي، ج 2، ص: 196

واحد عن أبان عن الفضيل عن زرارة عن أبي جعفر ع قال إن الناس لما صنعوا ما صنعوا إذ بايعوا أبا بكر لم يمنع أمير المؤمنين ع من أن يدعو إلى نفسه إلا نظرا للناس و تخوفا عليهم أن يرتدوا عن الإسلام فيعبدون الأوثان و لا يشهدوا أن لا إله إلا اللّٰه و أن محمدا رسول اللّٰه- و كان الأحب إليه أن يقرهم على ما صنعوا من أن يرتدوا عن جميع الإسلام- و إنما هلك الذين ركبوا ما ركبوا فأما من لم يصنع ذلك و دخل فيما دخل فيه الناس- على غير علم و لا عداوة لأمير المؤمنين ع فإن ذلك لا يكفره و لا يخرجه من الإسلام فلذلك كتم علي ع أمره و بايع مكرها حيث لم يجد أعوانا

[17]

660- 17 الكافي، 8/ 296/ 456 بهذا الإسناد عن الفضيل و مؤمن الطاق عن زكريا النقاض عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول الناس صاروا بعد رسول اللّٰه ص بمنزلة من اتبع هارون ع و من اتبع العجل و إن أبا بكر دعا فأبى علي ع إلا القرآن و إن عمر دعا فأبى علي ع إلا القرآن و إن عثمان دعا فأبى علي ع إلا القرآن و إنه ليس من أحد يدعو

الوافي، ج 2، ص: 197

إلى أن يخرج الدجال إلا سيجد من يبايعه و من رفع راية ضلال فصاحبها طاغوت

[18]

661- 18 الكافي، 8/ 270/ 398 السراد عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه قال قلت لأبي جعفر ع إن العامة يزعمون أن بيعة أبي بكر حيث اجتمع الناس كانت رضا لله تعالى و ما كان اللّٰه ليفتن أمة محمد ص من بعده فقال أبو جعفر ع أ و ما يقرءون كتاب اللّٰه أ و ليس اللّٰه يقول وَ مٰا مُحَمَّدٌ إِلّٰا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ مٰاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلىٰ أَعْقٰابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلىٰ عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللّٰهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اللّٰهُ الشّٰاكِرِينَ قال فقلت له إنهم يفسرون على وجه آخر- فقال أ و ليس قد أخبر اللّٰه عن الذين من قبلهم من الأمم أنهم قد اختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات حيث قال وَ آتَيْنٰا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنٰاتِ وَ أَيَّدْنٰاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَ لَوْ شٰاءَ اللّٰهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مٰا جٰاءَتْهُمُ الْبَيِّنٰاتُ وَ لٰكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَ مِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَ لَوْ شٰاءَ اللّٰهُ مَا اقْتَتَلُوا وَ لٰكِنَّ اللّٰهَ يَفْعَلُ مٰا

يُرِيدُ و في هذا ما يستدل به على أن أصحاب محمد ص قد اختلفوا من بعده فمنهم من آمن و منهم من كفر

[19]
اشارة

662- 19 الكافي، 8/ 296/ 455 محمد عن ابن عيسى عن الحسين عن علي بن النعمان عن ابن مسكان عن عبد الرحيم القصير قال قلت لأبي جعفر ع إن الناس يفزعون إذا قلنا إن الناس ارتدوا- فقال يا عبد الرحيم إن الناس عادوا بعد ما قبض رسول اللّٰه ص

الوافي، ج 2، ص: 198

أهل جاهلية إن الأنصار اعتزلت فلم تعتزل بخير جعلوا يبايعون سعدا و هم يرتجزون ارتجاز الجاهلية يا سعد أنت المرجئ و شعرك المرجل و فحلك المرجم

بيان

المرجل من الشعر ما لم يكن شديد الجعودة و لا شديد السبوطة بل بينهما و كأن المراد بالفحل الشاعر الذي هاجاه و بالمرجم المرمي بالحجارة أو بالهجو فإن الفحول يقال للشعراء الغالبين بالهجاء من هاجاهم

[20]
اشارة

663- 20 الكافي، 8/ 253/ 356 الاثنان عن الوشاء عن أبان عن الحارث بن المغيرة قال سمعت عبد الملك بن أعين يسأل أبا عبد اللّٰه ع فلم يزل يسائله حتى قال فهلك الناس إذا قال إي و اللّٰه يا بن أعين فهلك الناس أجمعون قلت من في المشرق و من في المغرب- قال إنها فتحت بضلال أي و اللّٰه لهلكوا إلا ثلاثة

بيان

البارز في أنها يرجع إلى البلاد الشرقية و الغربية و إنما فتحت بضلال لأنها إنما فتحت في زمن دولة أهل الضلال بمساعيهم و مساعي تابعيهم

[21]
اشارة

664- 21 الكافي، 8/ 245/ 341 علي عن أبيه عن حنان و محمد عن أحمد عن محمد بن إسماعيل عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي جعفر ع قال كان الناس أهل ردة بعد النبي ص إلا ثلاثة فقلت و من الثلاثة فقال المقداد بن الأسود و أبو ذر الغفاري و سلمان الفارسي رضي اللّٰه عنهم ثم عرف أناس بعد يسير

الوافي، ج 2، ص: 199

و قال هؤلاء الذين دارت عليهم الرحى و أبوا أن يبايعوا حتى جاءوا بأمير المؤمنين ع مكرها فبايع و ذلك قول اللّٰه تعالى وَ مٰا مُحَمَّدٌ إِلّٰا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ مٰاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلىٰ أَعْقٰابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلىٰ عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللّٰهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اللّٰهُ الشّٰاكِرِينَ

بيان

أي دارت عليهم رحى الإسلام

روى الكشي بإسناده عن أبي جعفر ع أنه قال ارتد الناس إلا ثلاثة نفر سلمان و أبو ذر و المقداد قيل فعمار قال كان جاض جيضة ثم رجع ثم قال إن أردت الذي لم يشك و لم يدخله شي ء فالمقداد فأما سلمان فإنه عرض في قلبه أن عند أمير المؤمنين ع اسم اللّٰه الأعظم لو تكلم به لأخذتهم الأرض و هو هكذا و أما أبو ذر فأمره أمير المؤمنين ع بالسكوت و لم يأخذه في اللّٰه لومة لائم فأبى إلا أن يتكلم

أقول جاض بالجيم و الضاد المعجمة و بالمهملتين حاد و عدل

و بإسناده عنه عن أبيه عن جده عن علي ع قال ضاقت الأرض بسبعة بهم ترزقون و بهم تنصرون و بهم تمطرون منهم سلمان الفارسي و المقداد و أبو ذر و عمار و حذيفة رحمهم اللّٰه و كان علي

ع يقول و أنا إمامهم

و هم الذين صلوا على فاطمة ع

[22]

665- 22 الكافي، 8/ 246/ 343 حنان عن أبيه عن أبي جعفر

الوافي، ج 2، ص: 200

ع قال قلت له ما كان ولد يعقوب أنبياء قال لا و لكنهم كانوا أسباطا أولاد الأنبياء و لم يكن فارقوا الدنيا إلا سعداء تابوا و تذكروا ما صنعوا و أن الشيخين فارقا الدنيا و لم يتوبا و لم يتذكرا ما صنعا بأمير المؤمنين ص فعليهما لعنة اللّٰه و الملائكة و الناس أجمعين

[23]
اشارة

666- 23 الكافي، 8/ 245/ 340 علي عن أبيه عن حنان و محمد عن أحمد عن محمد بن إسماعيل عن حنان بن سدير عن أبيه قال سألت أبا جعفر ع عنهما فقال يا أبا الفضل ما تسألني عنهما فو الله ما مات منا ميت قط إلا ساخطا عليهما و ما منا اليوم إلا ساخطا عليهما يوصي بذلك الكبير منا الصغير أنهما ظلمانا حقنا و منعانا فيئنا و كانا أول من ركب أعناقنا و بثقا علينا بثقا في الإسلام لا يسكن أبدا حتى يقوم قائمنا أو يتكلم متكلمنا ثم قال أما و اللّٰه لو قد قام قائمنا و تكلم متكلمنا لأبدى من أمورهما ما كان يكتم و لكتم من أمورهما ما كان يظهر و اللّٰه ما أمست من بلية و لا قضية تجري علينا أهل البيت إلا هما أسسا أولها فعليهما لعنة اللّٰه و الملائكة و الناس أجمعين

بيان

بثقا بتقديم الموحدة على المثلثة خربا و أفسدا

[24]

667- 24 الكافي، 8/ 102/ 74 الاثنان عن الوشاء عن أبان عن البصري قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع إن اللّٰه تعالى من علينا بأن

الوافي، ج 2، ص: 201

عرفنا توحيده ثم من علينا بأن أقررنا بمحمد ص بالرسالة ثم اختصنا بحبكم أهل البيت نتولاكم و نبرأ من عدوكم و إنما نريد بذلك خلاص أنفسنا من النار قال فرققت و بكيت فقال أبو عبد اللّٰه ع سلني فو الله لا تسألني عن شي ء إلا أخبرتك به- قال فقال له عبد الملك بن أعين ما سمعته قالها لمخلوق قبلك قال قلت خبرني عن الرجلين فقال ظلمانا حقنا في كتاب اللّٰه تعالى و منعا فاطمة ميراثها من أبيها و جرى ظلمهما إلى اليوم قال و أشار إلى خلفه و نبذا كتاب اللّٰه وراء ظهورهما

[25]
اشارة

668- 25 الكافي، 8/ 102/ 75 الاثنان عن الوشاء عن أبان عن عقبة بن بشير الأسدي عن الكميت بن زيد الأسدي قال دخلت على أبي جعفر ع فقال و اللّٰه يا كميت لو كان عندنا مال لأعطيناك منه- و لكن لك ما قال رسول اللّٰه ص لحسان بن ثابت لن يزال معك روح القدس ما ذببت عنا قال قلت خبرني عن الرجلين- قال فأخذ الوسادة فكسرها في صدره ثم قال و اللّٰه يا كميت ما أهريق محجمة من دم و لا أخذ مال من غير حله و لا قلب حجر عن حجر إلا ذاك في أعناقهما

بيان

الذب الطرد و المنع

[26]
اشارة

669- 26 الكافي، 8/ 237/ 319 الاثنان عن الوشاء عن الكافي، 8/ 101/ 71 أبان عن أبي بصير قال كنت جالسا عند

الوافي، ج 2، ص: 202

أبي عبد اللّٰه ع إذ دخلت عليه أم خالد التي كان قطعها يوسف بن عمر تستأذن عليه فقال أبو عبد اللّٰه ع أ يسرك أن تسمع كلامها فقلت نعم فقال أما الآن فأذن لها قال و أجلسني معه على الطنفسة ثم دخلت فتكلمت فإذا امرأة بليغة فسألته عنهما فقال لها توليهما قالت فأقول لربي إذا لقيته إنك أمرتني بولايتهما قال نعم- قالت فإن هذا الذي معك على الطنفسة يأمرني بالبراءة منهما و كثير النواء يأمرني بولايتهما فأيهما خير و أحب إليك قال هذا و اللّٰه أحب إلي من كثير النواء و أصحابه إن هذا يخاصم فيقول وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمٰا أَنْزَلَ اللّٰهُ فَأُولٰئِكَ هُمُ الظّٰالِمُونَ- وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمٰا أَنْزَلَ اللّٰهُ فَأُولٰئِكَ هُمُ الْكٰافِرُونَ- وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمٰا أَنْزَلَ اللّٰهُ فَأُولٰئِكَ هُمُ الْفٰاسِقُونَ

بيان

قطعها كأنه أريد به أنه اصطفاها من الغنيمة و الطنفسة مثلثة الطاء و الفاء البساط و هما في توليهما يرجع إلى الأولين و لعله ع اتقاها أولا ثم لما وجدها متحيرة مستشيرة كشف لها عن الحق

[27]
اشارة

670- 27 الكافي، 8/ 224/ 283 محمد عن ابن عيسى عن السراد عن جميل بن صالح عن أبي خالد الكابلي عن أبي جعفر ع قال ضَرَبَ اللّٰهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكٰاءُ مُتَشٰاكِسُونَ وَ رَجُلًا سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ

الوافي، ج 2، ص: 203

يَسْتَوِيٰانِ مَثَلًا قال أما الذي فيه شركاء متشاكسون فلان الأول يجمع المتفرقون ولايته و هم في ذلك يلعن بعضهم بعضا و يبرأ بعضهم من بعض- و أما رجل سلم لرجل فإنه فلان الأول حقا و شيعته ثم قال إن اليهود تفرقوا من بعد موسى ع على إحدى و سبعين فرقة منها فرقة في الجنة و سبعون فرقة في النار و تفرقت النصارى بعد عيسى ع على اثنين و سبعين فرقة فرقة منها في الجنة و إحدى و سبعون في النار و تفرقت هذه الأمة بعد نبيها ص على ثلاث و سبعين فرقة اثنتان و سبعون فرقة في النار و فرقة في الجنة و من الثلاث و سبعين فرقة ثلاث عشرة فرقة ينتحل ولايتنا و مودتنا اثنتا عشرة فرقة منها في النار و فرقة في الجنة- و ستون فرقة من سائر الناس في النار

بيان

التشاكس التخالف أراد بفلان الأول في أول ما قال أبو بكر فإنه كان أول الخلفاء باطلا و في ما قاله ثانيا أمير المؤمنين ع فإنه كان أول الخلفاء حقا و إنما قيد الثاني بقوله حقا و لم يقيد الأول بقوله باطلا لاحتياج الثاني إلى تلك القرينة في فهم المراد منه بخلاف الأول كما لا يخفى و أراد بالرجل في قوله سلم لرجل رسول اللّٰه ص كما ورد في أخبار أخر

ففي معاني الأخبار عن أمير المؤمنين ع قال ألا و إني مخصوص

في القرآن بأسماء- احذروا أن تغلبوا عليها فتضلوا في دينكم أنا السلم لرسول اللّٰه ص يقول اللّٰه عز و جل وَ رَجُلًا سَلَماً لِرَجُلٍ

و الوجه في تخالف أصحاب أبي بكر أن أبا بكر لم يكن سلما لله و رسوله لا في أمر الإمرة و لا فيما يبتني عليها من

الوافي، ج 2، ص: 204

الأحكام و كان أصحابه أصحاب آراء و أهواء و هي مما يجري فيه الاختلاف بخلاف أمير المؤمنين ع و شيعته فإنهم كانوا سلما لله و لرسوله و كانوا أصحاب نص من اللّٰه و رسوله و لا اختلاف فيه و لذلك اعتقدوه مفترض الطاعة بخلاف أصحاب أبي بكر

[28]
اشارة

671- 28 الكافي، 8/ 124/ 95 العدة عن سهل عن إسماعيل بن مهران و ابن سماعة عن محمد بن أحمد النهدي عن إسماعيل بن مهران عن محمد بن منصور الخزاعي عن علي بن سويد و محمد عن محمد بن الحسين عن ابن بزيع عن عمه حمزة بن بزيع عن علي بن سويد قال كتبت إلى أبي الحسن موسى ع و هو في الحبس كتابا أسأله عن حاله و عن مسائل كثيرة فاحتبس الجواب علي أشهرا ثم أجابني بجواب هذه نسخته- بسم اللّٰه الرحمن الرحيم الحمد لله العلي العظيم الذي بعظمته و نوره أبصر قلوب المؤمنين و بعظمته و نوره عاداه الجاهلون و بعظمته و نوره ابتغى من في السماوات و من في الأرض إليه الوسيلة بالأعمال المختلفة و الأديان المتضادة- مصيب و مخطئ و ضال و مهتد و سميع و أصم و بصير و أعمى حيران- فالحمد لله الذي عرف و وصف دينه محمد ص أما بعد فإنك امرؤ أنزلك اللّٰه من آل محمد

بمنزلة خاصة و حفظ مودة لما استرعاك من دينه و ما ألهمك من رشدك و بصرك من أمر دينك بتفضيلك إياهم و ردك الأمور إليهم كتبت تسألني عن أمور كنت منها في تقية و من

الوافي، ج 2، ص: 205

كتمانها في سعة فلما انقضى سلطان الجبابرة و جاء سلطان ذي السلطان العظيم بفراق الدنيا المذمومة إلى أهلها العتاة على خالقهم رأيت أن أفسر لك ما سألتني عنه مخافة أن تدخل الحيرة على ضعفاء شيعتنا من قبل جهالتهم فاتق اللّٰه تعالى و خص بذلك الأمر أهله و احذر أن تكون سبب بلية على الأوصياء أو حارشا عليهم بإفشاء ما استودعتك و إظهار ما استكتمتك و لن تفعل إن شاء اللّٰه إن أول ما أنهي إليك إني أنعى إليك نفسي في ليالي هذه غير جازع و لا نادم و لا شاك فيما هو كائن مما قد قضى اللّٰه تعالى و حتم فاستمسك بعروة الدين آل محمد و العروة الوثقى الوصي بعد الوصي و المسالمة لهم و الرضا بما قالوا و لا تلتمس دين من ليس من شيعتك و لا تحبن دينهم فإنهم الخائنون الذين خانوا اللّٰه و رسوله و خانوا أماناتهم و تدري ما خانوا أماناتهم ائتمنوا على كتاب اللّٰه فحرفوه و بدلوه و دلوا على ولاة الأمر منهم فانصرفوا عنهم فأذاقهم اللّٰه لباس الجوع و الخوف بما كانوا يصنعون و سألت عن رجلين اغتصبا رجلا مالا كان ينفقه على الفقراء و المساكين و أبناء السبيل و في سبيل اللّٰه فلما اغتصباه ذلك لم يرضيا حيث غصباه حتى حملاه إياه كرها فوق رقبته إلى منازلهما فلما أحرزاه توليا إنفاقه أ يبلغان بذلك كفرا فلعمري لقد نافقا قبل ذلك

و ردا على اللّٰه تعالى كلامه و هزءا برسول اللّٰه ص و هما الكافران عليهما لعنة اللّٰه و الملائكة و الناس أجمعين و اللّٰه ما دخل قلب أحد منهما شي ء من الإيمان منذ خروجهما عن حالتيهما و ما ازدادا إلا شكا كانا خداعين مرتابين منافقين حتى توفتهما ملائكة العذاب إلى محل الخزي في دار المقام- و سألت عمن حضر ذلك الرجل و هو يغصب ماله و يوضع على رقبته منهم عارف و منكر فأولئك أهل الردة الأولى من هذه الأمة فعليهم لعنة اللّٰه

الوافي، ج 2، ص: 206

و الملائكة و الناس أجمعين و سألت عن مبلغ علمنا و هو على ثلاثة وجوه- ماض و غابر و حادث فأما الماضي فمفسر و أما الغابر فمزبور و أما الحادث فقذف في القلوب و نقر في الأسماع و هو أفضل علمنا و لا نبي بعد نبينا محمد ص و سألت عن أمهات أولادهم و عن نكاحهم و عن طلاقهم فأما أمهات أولادهم فهن عواهر إلى يوم القيامة نكاح بغير ولي و طلاق لغير عدة فأما من دخل في دعوتنا فقد هدم إيمانه ضلاله و يقينه شكه- و سألت عن الزكاة فيهم فما كان من الزكوات فأنتم أحق به لأنا قد أحللنا ذلك لكم من كان منكم و أين كان و سألت عن الضعفاء فالضعيف من لم ترفع إليه حجة و لم يعرف الاختلاف فإذا عرف الاختلاف فليس بضعيف و سألت عن الشهادات لهم فأقم الشهادة لله تعالى و لو على نفسك- أو الوالدين و الأقربين فيما بينك و بينهم فإن خفت على أخيك ضيما- فلا و ادع إلى شرائط اللّٰه تعالى بمعرفتنا من رجوت إجابته و لا تحصن بحصن

رياء و وال آل محمد ص و لا تقل لما بلغك عنا و نسب إلينا هذا باطل و إن كنت تعرف منا خلافه فإنك لا تدري لم قلناه و على أي وجه وضعناه آمن بما أخبرتك و لا تفش ما استكتمناك من خيرك- إن من واجب حق أخيك أن لا تكتمه شيئا تنفعه به لأمر دنياه و آخرته- و لا تحقد عليه و إن أساء و أجب دعوته إذا دعاك و لا تخل بينه و بين عدوه من الناس و إن كان أقرب إليه منك و عده في مرضه ليس من أخلاق المؤمنين الغش و لا الأذى و لا الخيانة و لا الكبر و لا الخناء و لا الفحش أمر به فإذا رأيت المشوه الأعرابي في جحفل جرار فانتظر فرجك و لشيعتك المؤمنين و إذا انكسفت الشمس فارفع بصرك إلى السماء و انظر ما فعل اللّٰه تعالى

الوافي، ج 2، ص: 207

بالمجرمين فقد فسرت لك جملا جملا و صلى اللّٰه علي محمد و آله الأخيار

بيان

الذي بعظمته و نوره يعني به أن الذي صار سببا لإبصار قلوب المؤمنين بعينه هو الذي صار سببا لعداوة الجاهلين و الذي صار سببا لابتغاء هؤلاء الوسيلة إليه بهذا الدين هو بعينه الذي صار سببا لابتغاء أولئك الوسيلة إليه بذلك الدين و ذلك لإحاطة عظمته بكل شي ء و بلوغ نوره كل ظل و في ء و جمعه بين الأضداد و تبيينه كل شي ء بما يضاد استرعاك استحفظك و من كتمانها في سعة يعني كنت يسعني إلى الآن كتمانها بفراق الدنيا يعني بفراقي الدنيا متعلق بانقضى و جاء أشار به ع إلى خروجه من الدنيا و تخلصه من أيدي الظلمة فإن وفاته ع

كانت قريبة كما صرح به بعد هذا الكلام إلى أهلها أي تاركا لها إلى أهلها بتضمين الفراق معنى الترك و تعديته بإلى و يحتمل أن يكون قد سقط من قلم النساخ كلمة تفيد مفاد الترك مثل أن كان بفراق الدنيا تاركا للدنيا المذمومة أو و رفضني الدنيا أو نحو ذلك و العاتي المستكبر المجاوز الحد سبب بلية على الأوصياء من جهة الظلمة أو حارشا عليهم مغريا لأعدائهم عليهم أنعى إليك أخبرك بموتي لباس الجوع و الخوف لأنهم لا يشبعون من جاه و مال و لا يأمنون من فناء و زوال كنى بالرجلين عن الأولين و بالرجل عن المنصوص عليه بالولاية و بالمال عما له الولاية فيه من أموال المسلمين و منكر أي و منهم منكر و الغابر الآتي فمفسر أي فسره لنا المخبر الصادق فمزبور أي مكتوب في الكتب التي ورثناها أبا عن جد فقذف في القلوب بالإلهام و نقر في الإسماع بتحديث الملك إيانا و لا نبي بعد نبينا يعني ليس ذلك بالوحي إذ الوحي مخصوص بالأنبياء و لا نبي بعد نبينا عن أمهات أولادهم يعني المخالفين فهن عواهر زواني لأنهن ملكن بغير استحقاق

الوافي، ج 2، ص: 208

و بغير إذن ولي و طلاق لغير عدة بل لبدعة كما يأتي بيانه في كتاب الطلاق و سألت عن الضعفاء يعني من هم لم ترفع إليه حجة لم تبلغه الحجة لطريق الحق و لم يعرف الاختلاف أي اختلاف الصحابة في الوصي أو اختلاف المسلمين في الدين فإن خفت يعني بسبب شهادتك لهم ضيما أي ظلما فلا أي فلا تشهد لهم و لا تحصن بحصن رياء لأنه الشرك الخفي و الخناء و الفحش متقاربان أمر به كأنه

على صيغة المجهول يعني و لا أمر بالفحش أشار به إلى قوله سبحانه قُلْ إِنَّ اللّٰهَ لٰا يَأْمُرُ بِالْفَحْشٰاءِ و المشوه القبيح الخلقة و الجحفل بتقديم الجيم على المهملة الجيش و انظر ما فعل اللّٰه بالمجرمين كأنه أمره بالاعتبار بحال الشمس على وقوع الفرج فإنه إذا لم يتركها اللّٰه مضيئا على الدوام حتى يسود وجهها أحيانا فكيف يترك المجرمين الظلمة دائمين دون أن ينتقم منهم لأوليائه المظلومين و يفرج عنهم كربتهم بعد حين و لا يبعد أن يكون المراد بالأعرابي السفياني و على هذا فالمراد بانكساف الشمس ما في غير أوانه

[29]

672- 29 الكافي، 8/ 262/ 377 حميد عن محمد بن أيوب عن ابن أسباط عن الحكم بن مسكين عن يوسف بن صهيب عن أبي عبد اللّٰه ع قال سمعت أبا جعفر ع يقول إن رسول اللّٰه ص أقبل يقول لأبي بكر في الغار اسكن فإن اللّٰه معنا و قد أخذته الرعدة و هو لا يسكن فلما رأى رسول اللّٰه ص حاله قال له تريد أن أريك أصحابي من الأنصار في مجالسهم يتحدثون و أريك جعفرا و أصحابه في البحر يغوصون قال نعم- فمسح رسول اللّٰه ص بيده على وجهه فنظر إلى الأنصار

الوافي، ج 2، ص: 209

يتحدثون و نظر إلى جعفر و أصحابه في البحر يغوصون فأضمر تلك الساعة أنه ساحر

[30]

673- 30 الكافي، 8/ 156/ 145 علي عن أبيه عن السراد عن عبد اللّٰه بن سنان قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول كانت امرأة من الأنصار تودنا أهل البيت و تكثر التعاهد لنا و إن عمر بن الخطاب لقيها ذات يوم و هي تريدنا فقال لها أين تذهبين يا عجوز الأنصار فقالت أذهب إلى آل محمد أسلم عليهم و أحدث بهم عهدا و أقضي حقهم فقال لها عمر ويلك ليس لهم اليوم حق عليك و لا علينا إنما كان لهم حق على عهد رسول اللّٰه ص فأما اليوم فليس لهم حق فانصرفي- فانصرفت حتى أتت أم سلمة فقالت لها أم سلمة ما ذا أبطأ بك عنا- قالت إني لقيت عمر بن الخطاب و أخبرتها بما قالت لعمر و ما قال لها عمر فقالت لها أم سلمة كذب لا يزال حق آل محمد على المسلمين واجبا إلى يوم القيامة

[31]
اشارة

674- 31 الكافي، 8/ 331/ 513 أبان عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر ع قال إن عثمان قال للمقداد أما و اللّٰه لتنتهين أو لأردنك إلى ربك الأول قال فلما حضرت المقداد الوفاة قال لعمار أبلغ عثمان عني أني قد رددت إلى ربي الأول

بيان

لتنتهين يعني عن نصرة أمير المؤمنين و معاداة من ظلمه حقه و الطعن فيهم أو لأردنك إلى ربك الأول يعني به اللّٰه سبحانه و كنى بالأول عن شدة طاعته لأمير المؤمنين ع كأنه كان يعبده و يتخذه ربا ثانيا مع اللّٰه سبحانه

الوافي، ج 2، ص: 210

حاشا مقداد عن ذلك بل كان إنما يطيعه لله عز و جل و بأمره فطاعته كانت طاعة اللّٰه ليست طاعة غيره و كنى برده إليه عن قتله رضوان اللّٰه عليه

[32]
اشارة

675- 32 الكافي، 3/ 251/ 8/ 1 علي عن أبيه و أحمد بن محمد الكوفي عن بعض أصحابه عن صفوان بن يحيى عن يزيد بن خليفة الجولاني و هو يزيد بن خليفة الحارثي قال سأل عيسى بن عبد اللّٰه أبا عبد اللّٰه ع و أنا حاضر فقال تخرج النساء إلى الجنازة و كان متكئا فاستوى جالسا ثم قال إن الفاسق لعنه اللّٰه آوى عمه المغيرة بن أبي العاص و كان ممن هدر رسول اللّٰه ص دمه فقال لابنة رسول اللّٰه ص لا تخبري أباك بمكانه كأنه لا يوقن أن الوحي يأتي محمدا ص فقالت ما كنت لأكتم عن رسول اللّٰه ص عدوه فجعله بين مشجب له و لحفه بقطيفة فأتى رسول اللّٰه ص الوحي فأخبر بمكانه فبعث إليه عليا ع و قال اشتمل على سيفك و ائت بيت ابنة ابن عمك فإن ظفرت بالمغيرة فاقتله فأتى البيت فجال فيه فلم يظفر به فرجع إلى رسول اللّٰه ص فأخبره فقال يا رسول اللّٰه لم أره فقال إن الوحي أتاني فأخبرني أنه في المشجب و دخل عثمان بعد خروج علي فأخذ بيد عمه فأتى به النبي ص فلما رآه أكب

عليه و لم يلتفت إليه و كان نبي اللّٰه ص حييا كريما فقال يا رسول اللّٰه هذا عمي هذا المغيرة بن أبي العاص و قد و الذي بعثك بالحق آمنته فقال أبو عبد اللّٰه ع و كذب بالذي بعثه بالحق ما آمنه

الوافي، ج 2، ص: 211

و أعادها ثلاثا و أعادها أبو عبد اللّٰه ع ثلاثا أنى آمنه إلا أنه يأتيه عن يمينه ثم يأتيه عن يساره فلما كان في الرابعة رفع رأسه إليه و قال قد جعلت لك ثلاثا فإن قدرت عليه بعد ثالثة قتلته فلما أدبر قال رسول اللّٰه ص اللهم العن المغيرة بن أبي العاص و العن من يؤويه و العن من يحمله و العن من يطعمه و العن من يسقيه و العن من يجهزه و العن من يعطيه سقاء أو حذاء أو رشاء أو وعاء و هو يعدهن بيمينه فانطلق به عثمان فآواه و أطعمه و سقاه و حمله و جهزه حتى فعل جميع ما لعن عليه النبي ص من يفعله به ثم أخرجه في اليوم الرابع يسوقه فلم يخرج من أبيات المدينة حتى أعطب اللّٰه راحلته و نقب خداه و دميت قدماه- فاستعان بيديه و ركبتيه و أثقله جهازه حتى وجس به فأتى شجرة فاستظل بها لو أتاها بعضكم ما أبهره ذلك فأتى رسول اللّٰه ص الوحي فأخبره بذلك فدعا عليا ع فقال خذ سيفك و انطلق أنت و عمار و ثالث لهما فأت المغيرة بن أبي العاص تحت شجرة كذا و كذا- فأتاه علي ع فقتله و ضرب عثمان بنت رسول اللّٰه ص و قال أنت أخبرت أباك بمكانه فبعثت إلى رسول اللّٰه ص تشكو ما لقيت فأرسل إليها رسول

اللّٰه ص أقنى حياءك فما أقبح بالمرأة ذات حسب و دين في كل يوم تشكو زوجها فأرسلت إليه مرارا كل ذلك يقول لها ذلك فلما كان في الرابعة دعا عليا ع فقال خذ سيفك و اشتمل عليه ثم ائت ابنة ابن عمك فخذ بيدها فإن حال بينك و بينها أحد فاحطمه بالسيف و أقبل رسول اللّٰه ص كالواله بين منزله و دار عثمان فأخرج علي ع ابنة رسول اللّٰه ص فلما نظرت إليه رفعت صوتها بالبكاء و النحيب و استعبر رسول اللّٰه ص و بكى ثم أدخلها منزله و كشفت عن ظهرها فلما أن رأى ما بظهرها قال

الوافي، ج 2، ص: 212

ثلاث مرات ما له قتلك قتله اللّٰه و كان ذلك يوم الأحد و بات عثمان متخليا بجاريتها فمكثت الاثنين و الثلاثاء و ماتت في اليوم الرابع فلما حضر أن يخرج بها أمر رسول اللّٰه ص فاطمة ع فخرجت و نساء المؤمنين معها و خرج عثمان يشيع جنازتها فلما نظر إليه النبي ص قال من أطاف البارحة بأهله أو بفتياته فلا يتبعن جنازتها قال ذلك ثلاثا فلم ينصرف فلما كان في الرابعة قال لينصرفن أو لأسمين باسمه فأقبل عثمان متوكئا على مولى له ممسكا بطنه- فقال يا رسول اللّٰه إني أشتكي بطني فإن رأيت أن تأذن لي أن أنصرف- و خرجت فاطمة و نساء المؤمنين و المهاجرين فصلين على الجنازة

بيان

أراد ع بالفاسق عثمان بن عفان و هو ظاهر و بابنة رسول اللّٰه ص رقية رضي اللّٰه عنها زوجته كما يستفاد مما يأتي في باب ضغطة القبر من كتاب الجنائز

من قول أبي عبد اللّٰه ع إن رقية رضي اللّٰه عنها لما قتلها عثمان وقف

رسول اللّٰه ص على قبرها

الحديث و أما ما في التهذيب في مجمل هذا الخبر كما يأتي ذكره في باب حضور النساء الجنائز من أنها زينب فكأنه سهو لأن زينب لم تكن في بيت عثمان و إنما كانت عند أبي العاص بن الربيع و المشجب بالشين المعجمة و الجيم و الباء الموحدة خشبات منصوبة يلقى عليها الثياب كذا في القاموس و قيل هي عيدان يضم رءوسها و يفرق بين قوائمها و يوضع عليها الثياب و يعلق عليها الشي ء و لحفه كمنعه غطاه باللحاف بيت ابنة ابن عمك يعني رقية أكب عليه أقبل عليه و لزم أمنته يعني حصل له منك الأمان أنى آمنه يعني من

الوافي، ج 2، ص: 213

أين آمنه بل لم يتنطق له ص بالأمان أصلا إلا أن عثمان يأتيه عن يمينه و يساره يقول أمنته لعله ص يستحيي فيعترف بأمانة إذ كان ص حييا كريما جعلت لك ثلاثا يعني أمهلته لأجل شفاعتك ثلاث ليال فإن قدرت عليه بعد ثالثة يعني إن أمكنني اللّٰه منه بعد الثالثة قتلته فلما أدبر يعني عثمان أو المغيرة من يحمله يعني على الراحلة من يجهزه يهيئ له ما يحتاج إليه في السفر و هو الجهاز و السقاء الجلد يجعل فيه الماء و الرشاء الحبل يستقى به و الإعطاب الإهلاك و النقب الثقب فاستعان يعني على المشي أثقله جهازه بسبب حمله على كاهله حتى وجس به بالجيم و المهملة أي وقع في قلبه الفزع من الموت شجرة و في بعض النسخ سمرة بالسين المهملة و الميم و هي من الشجر ما له شوك ما أبهره كناية عن قرب المسافة يعني كانت الشجرة قريبة من المدينة بحيث لو أتاها بعضكم

ما أتعبه إتيانها و البهر انقطاع النفس من الإعياء أقنى حياءك أي احفظيه و الحطم بالمهملتين الكسر و النحيب أشد البكاء و استعبر دمع عينه و الإطافة بالأهل كناية عن مباشرتها

[33]
اشارة

676- 33 الكافي، 8/ 165/ 178 سهل عن يعقوب بن يزيد عن عبد الحميد عمن ذكره عن أبي عبد اللّٰه ع قال لما نفروا برسول اللّٰه ص ناقته قالت له الناقة و اللّٰه لا أزلت خفا عن خف و لو قطعت إربا إربا

بيان

الإرب العضو و قصة نفرهم برسول اللّٰه ص

على ما رواه صاحب التهاب النيران عن حذيفة رضي اللّٰه عنه أن رسول اللّٰه ص لما نصب عليا ع للخلافة بغدير خم في رجوعه

الوافي، ج 2، ص: 214

عن حجة الوداع و أشرف على عقبة هرشي تقدم القوم و قد أخذوا معهم دبابا قد طرحوا فيها حجارة فدعاني رسول اللّٰه ص و دعا عمار بن ياسر و أمرني أن أقود بزمام الناقة و أمر عمارا أن يسوقها حتى إذا صرنا في رأس العقبة- دحرجوا أولئك النفر تلك الدباب بين قوائم الناقة ففزعت الناقة و كادت أن تنفر- فصاح بها رسول اللّٰه ص اسكني يا مباركة فليس عليك بأس- قال حذيفة فو الله الذي لا إله إلا هو لقد نطقت الناقة بلسان عربي مبين- و قالت و اللّٰه يا رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليك لا زلت يد عن يد و لا رجل عن رجل و أنت على ظهري فلما رأى القوم أن الناقة لا تنفر تقدموا إليها ليدفعوها بأيديهم- فجعلت أنا و عمار نضرب وجوههم بأسيافنا و كانت ليلة مظلمة فتأخروا عنا و قد آيسوا مما دبروه فقلت يا رسول اللّٰه من هؤلاء القوم الذين يريدون بك ما ترى- قال يا حذيفة هؤلاء المنافقون في الدنيا و الآخرة فقلت يا رسول اللّٰه أ لا تبعث إليهم رهطا من أصحابك يأتوك برءوسهم فقال أكره أن يقول الناس

دعا قوما إلى دينه فأجابوه فقاتل بهم حتى إذا ظفر بعدوه فقتلهم و لكن دعهم فإن اللّٰه لهم بالمرصاد و سيمهلهم قليلا ثم يضطرهم إلى عذاب غليظ- قلت يا رسول اللّٰه من هؤلاء قال هم فلان و فلان و سماهم لي رجلا رجلا حتى عرفتهم و لقد كان فيهم أناس كنت أكره أن يكونوا منهم فسكت عند ذلك فقال لي رسول اللّٰه ص يا حذيفة أ تحب أن أريك الذين سميتهم لك بأشخاصهم فقلت نعم فداك أبي و أمي فقال ارفع رأسك إلى القوم فرفعت طرفي نحوهم و هم فوق الثنية فدعا اللّٰه تعالى فبرقت برقة أضاء لها ما كان حولنا حتى خلتها شمسا بقدرة اللّٰه تعالى فنظرت إلى القوم فوق الثنية فعرفتهم رجلا رجلا كما سماهم رسول اللّٰه ص فإذا هم أربعة عشر رجلا تسعة من قريش و هم الأول و الثاني و الثالث و طلحة و أبو عبيدة و عبد الرحمن و سعد بن أبي وقاص و معاوية بن أبي سفيان و عمرو بن العاص و خمسة من سائر الناس و هم أبو موسى الأشعري و المغيرة بن شعبة

الوافي، ج 2، ص: 215

و الأوس بن الحدثان البصري و أبو هريرة الدوسي و أبو طلحة الأنصاري

و يأتي في أبواب الخطب من كتاب الروضة شكاية أمير المؤمنين ع عمن تقدمه في غير موضع إن شاء اللّٰه

الوافي، ج 2، ص: 216

باب 21 جحود بني أمية و كفرهم

[1]

677- 1 الكافي، 8/ 252/ 353 يحيى عن ابن مسكان عن ضريس قال تمارى أناس عند أبي جعفر ع فقال بعضهم حرب علي ع شر من حرب رسول اللّٰه ص و قال بعضهم حرب رسول اللّٰه ص شر من حرب علي ع قال فسمعهم

أبو جعفر ع فقال ما تقولون فقالوا أصلحك اللّٰه تمارينا في حرب رسول اللّٰه ص و في حرب علي ع فقال بعضنا حرب علي ع شر من حرب رسول اللّٰه ص و قال بعضنا حرب رسول اللّٰه ص شر من حرب علي ع فقال أبو جعفر ع لا بل حرب علي ع شر من حرب رسول اللّٰه ص فقلت جعلت فداك أ حرب علي ع شر من حرب رسول اللّٰه ص قال نعم و سأخبرك عن ذلك أن حرب رسول اللّٰه ص لم يقروا بالإسلام و أن حرب علي ع أقروا بالإسلام ثم جحدوه

[2]
اشارة

678- 2 الكافي، 8/ 189/ 215 حميد عن ابن سماعة عن غير واحد من أصحابنا عن أبان عن الفضيل بن الزبير قال حدثني فروة عن

الوافي، ج 2، ص: 217

أبي جعفر ع قال ذاكرته شيئا من أمرهما فقال ضربوكم على دم عثمان ثمانين سنة و هم يعلمون أنه كان ظالما فكيف يا فروة إذا ذكرتم صنميهم

بيان

أراد بالصنمين الأولين كما في دعاء صنمي قريش كأنه ع حث فروة على التقية و الإمساك عن ذكرهما بالسوء

[3]
اشارة

679- 3 الكافي، 8/ 234/ 313 السراد عن الخراز عن العجلي قال سمعت أبا جعفر ع يقول إن يزيد بن معاوية دخل المدينة و هو يريد الحج فبعث إلى رجل من قريش فأتاه فقال له يزيد أ تقر لي أنك عبد لي إن شئت بعتك و إن شئت استرققتك فقال له الرجل و اللّٰه يا يزيد ما أنت بأكرم مني في قريش حسبا و لا كان أبوك أفضل من أبي في الجاهلية و الإسلام و ما أنت بأفضل مني في الدين و لا بخير مني فكيف أقر لك بما سألت فقال له يزيد إن لم تقر لي و اللّٰه قتلتك فقال له الرجل- ليس قتلك إياي بأعظم من قتلك الحسين بن علي ع فأمر به فقتل ثم أرسل إلى علي بن الحسين ع فقال له مثل مقالته للقريشي فقال له علي بن الحسين ع أ رأيت إن لم أقر لك أ ليس تقتلني كما قتلت الرجل بالأمس فقال له يزيد لعنه اللّٰه بلى فقال له علي بن الحسين ع قد أقررت لك بما سألت أنا عبد لك مكره- فإن شئت فأمسك و إن شئت فبع فقال له يزيد لعنه اللّٰه أولى لك حقنت دمك و لم ينقصك ذلك من شرفك

الوافي، ج 2، ص: 218

بيان

أولى لك تهديد و وعيد أي قاربك ما يهلكك

[4]
اشارة

680- 4 الكافي، 8/ 204/ 246 محمد عن ابن عيسى عن السراد عن هشام بن سالم عن عمار الساباطي قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن قول اللّٰه تعالى وَ إِذٰا مَسَّ الْإِنْسٰانَ ضُرٌّ دَعٰا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ قال نزلت في أبي الفصيل أنه كان رسول اللّٰه ص عنده ساحرا فكان إذا مسه الضر يعني السقم دعا به منيبا إليه يعني تائبا إليه من قوله في رسول اللّٰه ص ما يقول ثُمَّ إِذٰا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ يعني العافية نَسِيَ مٰا كٰانَ يَدْعُوا إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ يعني نسي التوبة إلى اللّٰه تعالى مما كان يقول في رسول اللّٰه ص إنه ساحر- و لذلك قال اللّٰه تعالى قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحٰابِ النّٰارِ يعني أمرتك على الناس بغير حق من اللّٰه تعالى و من رسوله ص- قال ثم قال أبو عبد اللّٰه ع ثم عطف القول من اللّٰه تعالى في علي ع يخبر بحاله و فضله عند اللّٰه تعالى فقال أَمَّنْ هُوَ قٰانِتٌ آنٰاءَ اللَّيْلِ سٰاجِداً وَ قٰائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَ يَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ أن محمدا رسول اللّٰه ص وَ الَّذِينَ لٰا يَعْلَمُونَ- أن محمدا رسول اللّٰه ص و أنه ساحر كذاب إِنَّمٰا يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبٰابِ قال ثم قال أبو عبد اللّٰه ع هذا تأويله يا عمار

الوافي، ج 2، ص: 219

بيان

كنى بأبي الفصيل عن أبي بكر فإن الفصيل بكسر المهملة ولد الناقة كالبكر و الإمرة بالكسر الإمارة

[5]
اشارة

681- 5 الكافي، 8/ 232/ 305 علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد عن الوشاء عن كرام عن عبد اللّٰه بن طلحة قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن الوزغ فقال رجس و هو مسخ كله فإذا قتلته فاغتسل- و قال إن أبي كان قاعدا في الحجر و معه رجل يحدثه فإذا هو بوزغ يولول بلسانه فقال أبي للرجل أ تدري ما يقول هذا الوزغ قال لا علم لي بما يقول- قال فإنه يقول و اللّٰه لئن ذكرتم عثمان بشتمه لأشتمن عليا حتى يقوم من هاهنا قال و قال أبي ليس يموت من بني أمية ميت إلا مسخ وزغا قال و قال إن عبد الملك بن مروان لما نزل به الموت مسخ وزغا فذهب من بين يدي من كان عنده و كان عنده ولده فلما أن فقدوه عظم ذلك عليهم- فلم يدروا كيف يصنعون ثم اجتمع أمرهم على أن يأخذوا جذعا فيصنعوه كهيئة الرجل قال ففعلوا ذلك و ألبسوا الجذع درع حديد ثم ألقوه في الأكفان فلم يطلع عليه أحد من الناس إلا أنا و ولده

بيان

الوزغ جمع وزغة محركتين و هي سام أبرص سميت بها لخفتها و سرعة حركتها فإن التركيب للسرعة و كان الوزغ أطلق على المفرد هنا باعتبار إرادة الجنس منه قيل إنما استحب الغسل بعد قتل الوزغة لأن قاتلها يخرج من

الوافي، ج 2، ص: 220

الذنوب بسبب قتلها فهو كالتائب من الذنوب و التائب يستحب له الغسل و في فقدهم بدنه العنصري عند الموت بمسخ روحه الخبيثة دلالة على أن المسخ كما يكون للأرواح بظهورها بالأبدان المثالية كذلك يكون لها ببروزها في أبدانها العنصرية بتبديل صورها و في هذا سر

الحشر الجسماني في النشأة الأخروية

[6]
اشارة

682- 6 الكافي، 8/ 238/ 323 أبان عن البصري قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول خرج رسول اللّٰه ص من حجرته و مروان و أبوه يستمعان إلى حديثه فقال له الوزغ بن الوزغ قال أبو عبد اللّٰه ع فمن يومئذ ترون أن الوزغ يستمع الحديث

بيان

لعل المراد بالحديث أن سجية الوزغ و خلقه استماع حديث الناس و استراق السمع عند مكالمتهم و لهذا سماها رسول اللّٰه ص بالوزغ حين استمعا إلى حديثه من خارج حجرته إلا أن الناس كانوا لا يعرفون هذا الخلق من الوزغ قبل ذلك اليوم فلا يرون ذلك منه إلا من يومئذ أي بعد معرفتهم به

[7]
اشارة

683- 7 الكافي، 8/ 238/ 324 عنه عن زرارة قال سمعت أبا جعفر ع يقول لما ولد مروان عرضوا به لرسول اللّٰه ص أن يدعو له فأرسلوا به إلى عائشة ليدعو له فلما قربته منه قال- أخرجوا عني الوزغ بن الوزغ قال زرارة و لا أعلم إلا أنه قال و لعنه

الوافي، ج 2، ص: 221

بيان

هذا الحديث روته العامة هكذا الوزغ بن الوزغ و الملعون بن الملعون و لعله إلى هذا أشير بقوله و لعنه

[8]

684- 8 الكافي، 8/ 394/ 593 محمد عن محمد بن الحسين عن عبد الرحمن بن أبي هاشم عن عنبسة بن بجاد العابد عن جابر عن أبي جعفر ع قال كنا عنده فذكروا سلطان بني أمية فقال أبو جعفر ع لا يخرج على هشام أحد إلا قتله قال و ذكر ملكه عشرين سنة قال فجزعنا فقال ما لكم إذا أراد اللّٰه تعالى أن يهلك سلطان قوم أمر الملك فأسرع بسير الفلك فقدر على ما يريد قال فقلنا لزيد هذه المقالة- فقال إني شهدت هشاما و رسول اللّٰه ص يسب عنده- فلم ينكر ذلك و لم يغيره فو الله لو لم يكن إلا أنا و ابني لخرجت عليه

الوافي، ج 2، ص: 222

باب 22 أن زيد بن علي مرضي

[1]
اشارة

685- 1 الكافي، 8/ 264/ 381 علي عن أبيه عن صفوان بن يحيى عن عيص بن القاسم قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول عليكم بتقوى اللّٰه وحده لا شريك له و انظروا لأنفسكم فو الله إن الرجل ليكون له الغنم فيها الراعي فإذا وجد رجلا هو أعلم بغنمه من الذي هو فيها يخرجه و يجي ء بذلك الرجل الذي هو أعلم بغنمه من الذي كان فيها- و اللّٰه لو كانت لأحدكم نفسان فقاتل بواحدة فجرب بها ثم كانت الأخرى باقية فعمل على ما قد استبان لها و لكن له نفس واحدة إذا ذهبت فقد و اللّٰه ذهبت النوبة فأنتم أحق أن تختاروا لأنفسكم إن أتاكم آت منا فانظروا على أي شي ء تخرجون و لا تقولوا خرج زيد فإن زيدا كان عالما و كان صدوقا و لم يدعكم إلى نفسه إنما دعاكم إلى الرضا من آل محمد و لو ظهر في ظفر لوفى بما دعاكم إليه

إنما خرج إلى سلطان مجتمع لينقضه فالخارج منا اليوم إلى أي شي ء يدعوكم إلى الرضا من آل محمد فنحن نشهدكم أنا لسنا نرضى به و هو يعصينا اليوم و ليس معه أحد فهو إذا كانت الرايات و الألوية أجدر أن لا يسمع منا لا تخرج إلا مع من اجتمعت بنو فاطمة معه فو الله ما صاحبكم إلا من اجتمعوا عليه إذا كان رجب فأقبلوا على اسم اللّٰه تعالى و إن أحببتم أن تتأخروا إلى شعبان فلا ضير و إن أحببتم أن تصوموا في أهاليكم فلعل ذلك أن يكون أقوى لكم و كفاكم بالسفياني علامة

الوافي، ج 2، ص: 223

بيان

أشار بمن اجتمعت عليه بنو فاطمة إلى القائم ع و بالأشهر الثلاثة إلى أوان ظهوره و السفياني رجل من نسل أبي سفيان يخرج قبل خروج القائم ع بالباطل

[2]
اشارة

686- 2 الكافي، 1/ 174/ 5/ 1 العدة عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن أبان قال أخبرني مؤمن الطاق أن زيد بن على بن الحسين ع بعث إليه و هو مستخف قال فأتيته فقال لي يا أبا جعفر ما تقول إن طرقك طارق منا أ تخرج معه قال فقلت له إن كان أباك أو أخاك خرجت معه قال فقال لي فأنا أريد أن أخرج أجاهد هؤلاء القوم فاخرج معي قال قلت لا ما أفعل جعلت فداك قال فقال لي أ ترغب بنفسك عني قال فقلت له إنما هي نفس واحدة فإن كان لله في الأرض حجة فالمتخلف عنك ناج و الخارج معك هالك و إن لا يكن لله في الأرض حجة فالمتخلف عنك و الخارج معك سواء قال فقال لي يا أبا جعفر كنت أجلس مع أبي على الخوان فيلقمني البضعة السمينة و يبرد لي اللقمة الحارة حتى تبرد شفقة علي و لم يشفق علي من حر النار إذ أخبرك بالدين و لم يخبرني به فقلت له جعلت فداك من شفقته عليك من حر النار لم يخبرك خاف عليك ألا تقبله فتدخل النار و أخبرني أنا فإن قبلت نجوت و إن لم أقبل لم يبال أن أدخل النار ثم قلت له جعلت فداك أنتم أفضل أم الأنبياء قال بل الأنبياء قال قلت يقول يعقوب ليوسف يٰا بُنَيَّ لٰا تَقْصُصْ رُؤْيٰاكَ عَلىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً لم لم يخبرهم حتى كانوا

الوافي، ج 2، ص: 224

لا

يكيدونه و لكن كتمهم ذلك فكذا أبوك كتمك لأنه خاف عليك قال فقال أما و اللّٰه لئن قلت ذلك لقد حدثني صاحبك بالمدينة إني أقتل و أصلب بالكناسة و إن عنده لصحيفة فيها قتلي و صلبي فحججت فحدثت أبا عبد اللّٰه ع بمقالة زيد و ما قلت له فقال لي أخذته من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن يساره و من فوق رأسه و من تحت قدميه- و لم تترك له مسلكا يسلكه

بيان

البضعة بالفتح و قد تكسر القطعة من اللحم صاحبك يعني به أبا جعفر ع فإنه أخبره بذلك كما مضى في باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في أمر الإمامة و يحتمل أن يكون المراد به أبا عبد اللّٰه ع و أنه كان قد أخبره به أيضا و الكناسة محلة بالكوفة

[3]
اشارة

687- 3 الكافي، 8/ 250/ 351 يحيى الحلبي عن أبي المستهل عن سليمان بن خالد قال سألني أبو عبد اللّٰه ع فقال ما دعاكم إلى الموضع الذي وضعتم فيه زيدا قال قلت خصال ثلاث أما إحداهن فقلة من تخلف معنا إنما كنا ثمانية نفر و أما الأخرى فالذي تخوفنا من الصبح أن يفضحنا و أما الثالثة فإنه كان مضجعه الذي سبق إليه فقال كم إلى الفرات من الموضع الذي وضعتموه فيه قلت قذفة حجر فقال سبحان اللّٰه- أ فلا كنتم أوقرتموه حديدا و قذفتموه في الفرات و كان أفضل فقلت جعلت فداك لا و اللّٰه ما طقنا لهذا فقال أي شي ء كنتم يوم خرجتم مع زيد قلت مؤمنين قال فما كان عدوكم قلت كفارا قال فإني أجد في كتاب اللّٰه يا أيها الذين آمنوا فَإِذٰا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقٰابِ حَتّٰى إِذٰا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثٰاقَ فَإِمّٰا مَنًّا بَعْدُ وَ إِمّٰا فِدٰاءً حَتّٰى

الوافي، ج 2، ص: 225

تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزٰارَهٰا- فابتدأتم أنتم بتخلية من أسرتم سبحان اللّٰه ما استطعتم أن تسيروا بالعدل ساعة واحدة

بيان

إلى الموضع الذي وضعتم فيه زيدا يعني به الجرف الذي دفنوه فيه فوجده فيه الأعداء فأحرقوه كما يظهر من الحديث الآتي أَثْخَنْتُمُوهُمْ غلبتموهم و أكثرتم فيهم الجراح أَوْزٰارَهٰا سلاحها و ثقلها يعني سكنت و هدأت

[4]
اشارة

688- 4 الكافي، 8/ 161/ 164 الثلاثة عن رجل ذكره عن سليمان بن خالد قال قال لي أبو عبد اللّٰه ع كيف صنعتم بعمي زيد قلت إنهم كانوا يحرسونه فلما شف الناس أخذنا جثته- فدفناه في جرف على شاطئ الفرات فلما أصبحوا جالت الخيل يطلبونه فوجدوه فأحرقوه فقال أ فلا أوقرتموه حديدا و ألقيتموه في الفرات لعن اللّٰه قاتله

بيان

شف الناس نقصوا و الجرف بالضم و الضمتين ما أصابه السيل و أكله من الأرض

[5]
اشارة

689- 5 الكافي، 8/ 161/ 165 العدة عن سهل عن الوشاء عمن ذكره عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن اللّٰه تعالى أذن في هلاك بني

الوافي، ج 2، ص: 226

أمية بعد إحراقهم زيدا بسبعة أيام

بيان

روى الشيخ الصدوق رحمه اللّٰه في كتاب عيون أخبار الرضا ع بإسناده إلى ابن أبي عبدون عن أبيه قال لما حمل زيد بن موسى بن جعفر إلى المأمون و قد كان خرج بالبصرة و أحرق دور ولد العباس وهب المأمون جرمه لأخيه علي بن موسى الرضا ع قال له يا أبا الحسن لئن خرج أخوك و فعل ما فعل لقد خرج قبله زيد بن علي فقتل و لو لا مكانك مني لقتلته فليس ما أتاه بصغير فقال الرضا ع يا أمير المؤمنين لا تقس أخي زيدا إلى زيد بن علي فإنه كان من علماء آل محمد غضب لله فجاهد أعداءه حتى قتل في سبيله- و لقد حدثني أبي موسى بن جعفر أنه سمع أباه جعفر بن محمد ع يقول رحم اللّٰه عمي زيدا إنه دعا إلى الرضا من آل محمد و لو ظفر لوفى بما دعا إليه و لقد استشارني في خروجه فقلت له يا عمي إن رضيت أن تكون المقتول المصلوب بالكناسة فشأنك فلما ولى قال جعفر بن محمد ع ويل لمن سمع داعيته فلم يجبه فقال المأمون يا أبا الحسن أ ليس قد جاء فيمن ادعى الإمامة بغير حقها ما جاء فقال الرضا ع إن زيد بن علي لم يدع ما ليس له بحق و إنه كان اتقى اللّٰه من ذلك إنه قال أدعوكم إلى الرضا من آل محمد و إنما جاء ما جاء فيمن يدعي أن اللّٰه

تعالى نص عليه ثم يدعو إلى غير دين اللّٰه و يضل عن سبيله بغير علم و كان زيد و اللّٰه ممن خوطب بهذه الآية- وَ جٰاهِدُوا فِي اللّٰهِ حَقَّ جِهٰادِهِ هُوَ اجْتَبٰاكُمْ

و روى طاب ثراه في كتاب عرض المجالس أيضا روايات في شأن زيد بن علي لا بأس بإيراد نبذ منها هاهنا

الوافي، ج 2، ص: 227

فبإسناده عن جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عن آبائه ع قال قال رسول اللّٰه ص للحسين ع يا حسين يخرج من صلبك رجل يقال له زيد يتخطى هو و أصحابه يوم القيامة رقاب الناس غرا محجلين يدخلون الجنة بلا حساب

و بإسناده عن الثمالي قال حججت فأتيت علي بن الحسين ع فقال لي يا أبا حمزة أ لا أحدثك عن رؤيا رأيتها رأيت كأني أدخلت الجنة فأتيت بحوراء لم أر أحسن منها فبينا أنا متكئ على أريكتي إذ سمعت قائلا يقول- يا علي بن الحسين ليهنئك زيد يا علي بن الحسين ليهنئك زيد يا علي بن الحسين ليهنئك زيد قال أبو حمزة حججت بعده فأتيت علي بن الحسين فقرعت الباب ففتح لي و دخلت فإذا هو حامل زيدا على يده أو قال حامل غلاما على يده- فقال لي يا أبا حمزة هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا

و بإسناده عن أبي الجارود زياد بن المنذر قال إني لجالس عند أبي جعفر محمد بن علي الباقر ع إذ أقبل زيد بن علي فلما نظر إليه أبو جعفر و هو مقبل قال هذا سيد من أهل بيته و الطالب بأوتارهم لقد أنجبت أم ولدتك يا زيد

و بإسناده عن الفضيل بن يسار قال انتهيت إلى

زيد بن علي صبيحة يوم خرج بالكوفة فسمعته يقول من يعينني منكم على قتال أنباط أهل الشام فو الذي بعث محمدا بالحق بشيرا لا يعينني منكم على قتالهم أحد إلا أخذت بيده يوم القيامة فأدخلته الجنة بإذن اللّٰه تعالى قال فلما قتل اكتريت راحلة و توجهت نحو المدينة فدخلت على الصادق جعفر بن محمد ع قلت في نفسي لا أخبرنه بقتل زيد بن علي فيجزع عليه فلما دخلت عليه فقال لي يا فضيل ما فعل عمي زيد قال فخنقتني العبرة فقال لي قتلوه قلت إي و اللّٰه

الوافي، ج 2، ص: 228

قتلوه قال فصلبوه قلت إي و اللّٰه صلبوه قال فأقبل يبكي و دموعه تنحدر على ديباجتي خده كأنها الجمان ثم قال يا فضيل شهدت مع عمي قتال أهل الشام قلت نعم قال فكم قتلت منهم قلت ستة قال فلعلك شاك في دمائهم قال فقلت لو كنت شاكا ما قتلتهم قال فسمعته و هو يقول أشركني اللّٰه في تلك الدماء مضى و اللّٰه زيد عمي و أصحابه شهداء مثل ما مضى عليه الحسين بن علي بن أبي طالب ع و أصحابه

و بإسناده عن عبد الرحمن بن سيابة قال دفع إلي أبو عبد اللّٰه الصادق جعفر بن محمد ع ألف دينار و أمرني أن اقسمها في عيال من أصيب مع زيد بن علي فقسمتها فأصاب عبد اللّٰه بن الزبير أخا فضيل الرسان أربعة دنانير

و بإسناده عن عمرو بن خالد قال قال زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع" في كل زمان رجل منا أهل البيت يحتج اللّٰه به على خلقه- و حجة زماننا ابن أخي جعفر بن محمد ع لا يضل من تبعه

و لا يهتدي من خالفه

الوافي، ج 2، ص: 229

باب 23 الناصب و مجالسته

[1]
اشارة

690- 1 الفقيه، 3/ 408/ 4425 قال النبي ص صنفان من أمتي لا نصيب لهم في الإسلام الناصب لأهل بيتي حربا- و غال في الدين مارق منه

بيان

أي خارج منه بغلوة فيه

[2]
اشارة

691- 2 الكافي، 8/ 235/ 314 الحسين بن محمد عن علي بن محمد بن سعيد عن محمد بن سالم بن أبي سلمة عن محمد بن سعيد بن غزوان عن ابن المغيرة قال قلت لأبي الحسن الأول ع إن لي جارين أحدهما ناصب و الآخر زيدي و لا بد من معاشرتهما فمن أعاشر فقال هما سيان من كذب آية من كتاب اللّٰه فقد نبذ الإسلام وراء ظهره و هو المكذب بجميع القرآن و الأنبياء و المرسلين قال ثم قال إن هذا نصب لك و هذا الزيدي نصب لنا

بيان

يطلق الناصب على من نصب حربا لأهل البيت ص كما دل عليه الحديث السابق أو عداوة لهم ع كما يظهر من هذا الحديث

الوافي، ج 2، ص: 230

و أخبار أخر أو العداوة لشيعة أهل البيت ع من جهة الدين كما يظهر منه أيضا فإنه أحد معانيه

كما رواه الشيخ الصدوق طاب ثراه في العلل بإسناده عن عبد اللّٰه بن سنان عن أبي عبد اللّٰه ع قال ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت لأنك لا تجد رجلا يقول أنا أبغض محمدا و آل محمد و لكن الناصب من نصب لكم و هو يعلم أنكم تولونا و أنكم من شيعتنا

و عليه يحمل

ما رواه محمد بن إدريس الحلي في أواخر كتاب السرائر من كتاب مسائل الرجال و مكاتباتهم مولانا أبا الحسن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر ع في جملة مسائل محمد بن علي بن عيسى قال كتبت إليه أسأله عن الناصب هل احتاج إلى امتحانه إلى أكثر من تقديمه الجبت و الطاغوت و اعتقاده بإمامتهما فرجع الجواب من كان على هذا فهو ناصب

و إنما حملنا

هذا الحديث على سابقه لأن المعتقد لإمامة الجبت و الطاغوت إن لم ينصب الحرب أو العداوة لشيعة أهل البيت ع من جهة أنهم شيعتهم فليس بناصب و لعله ع إنما أطلق عليه الناصب لأنه كان يومئذ كذلك.

قال في الفقيه من نصب حربا لآل محمد فلا نصيب لهم في الإسلام فلهذا حرم نكاحهم قال و من استحل لعن أمير المؤمنين ع و الخروج على المسلمين و قتلهم حرمت مناكحته لأن فيها الإلقاء بالأيدي إلى التهلكة قال و الجهال يتوهمون أن كل مخالف ناصب و ليس كذلك و لا بد من معاشرتهما يعني معاشرة أحدهما سيان أي مثلان يعني في أصل التكذيب و عدم الإيمان كما فسره أولا و إلا فالناصب لهم شر من الناصب لشيعتهم كما أشار إليه آخرا و لعل سبب عداوة الزيدية لهم عدم خروجهم ع إلى المخالفين الفسقة و عدم نصرتهم للخارج إليهم

[3]

692- 3 الكافي، 3/ 14/ 1/ 1 بعض أصحابنا عن ابن جمهور عن محمد بن

الوافي، ج 2، ص: 231

القاسم عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد اللّٰه ع قال لا تغتسل من البئر التي يجتمع فيها غسالة الحمام فإن فيها غسالة ولد الزنا و هو لا يطهر إلى سبعة آباء و فيها غسالة الناصب و هو شرهما إن اللّٰه لم يخلق خلقا شرا من الكلب و إن الناصب أهون على اللّٰه من الكلب

[4]
اشارة

693- 4 الكافي، 8/ 101/ 72 محمد عن ابن عيسى عن ابن فضال عن علي بن عقبة عن عمر بن أبان عن عبد الحميد الوابشي عن أبي جعفر ع قال قلت له إن لنا جارا ينتهك المحارم كلها حتى أنه ليترك الصلاة فضلا عن غيرها فقال سبحان اللّٰه و أعظم ذلك أ لا أخبركم بمن هو شر منه قلت بلى قال الناصب لنا شر منه أما إنه ليس من عبد يذكر عنده أهل البيت فيرق لذكرنا إلا مسحت الملائكة ظهره و غفر له ذنوبه كلها إلا أن يجي ء بذنب يخرجه من الإيمان و إن الشفاعة لمقبولة و ما تقبل في ناصب و إن المؤمن ليشفع لجاره و ما له حسنة- فيقول يا رب جاري كان يكف عني الأذى فيشفع فيه فيقول اللّٰه تعالى أنا ربك و أنا أحق من كافى عنك فيدخله الجنة و ما له حسنة و إن أدنى المؤمنين شفاعة ليشفع لثلاثين إنسانا فعند ذلك يقول أهل النار فَمٰا لَنٰا مِنْ شٰافِعِينَ وَ لٰا صَدِيقٍ حَمِيمٍ

بيان

ينتهك المحارم يبالغ في إتيانها و أعظم ذلك عده عظيما و مسح الملائكة كناية عن ترحمهم له

الوافي، ج 2، ص: 232

[5]

694- 5 الكافي، 2/ 379/ 15/ 1 العدة عن البرقي عن أبيه عن القاسم بن عروة الكافي، 8/ 235/ 315 محمد بن سعيد عن القاسم بن عروة عن عبيد بن زرارة عن أبيه عن أبي جعفر ع قال من قعد في مجلس يسب فيه إمام من الأئمة يقدر على الانتصار فلم يفعل ألبسه اللّٰه تعالى الذل في الدنيا و عذبه في الآخرة و سلبه صالح ما من به عليه من معرفتنا

[6]
اشارة

695- 6 الكافي، 2/ 379/ 13/ 1 الحسين بن محمد عن علي بن محمد بن سعيد عن محمد بن سالم عن داود بن فرقد عن محمد بن سعيد الجمحي عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللّٰه ع قال إذا ابتليت بأهل النصب و مجالستهم فكن كأنك على الرضف حتى تقوم فإن اللّٰه يمقتهم و يلعنهم فإذا رأيتهم يخوضون في ذكر إمام من الأئمة ع فقم فإن سخط اللّٰه تعالى ينزل هناك عليهم

بيان

الرضف بالمهملة ثم المعجمة الحجارة المحماة

[7]

696- 7 الكافي، 2/ 379/ 14/ 1 القميان عن صفوان عن البجلي عن أبي عبد اللّٰه ع قال من قعد عند ساب لأولياء اللّٰه فقد عصى اللّٰه

الوافي، ج 2، ص: 233

[8]
اشارة

697- 8 الكافي، 2/ 378/ 11/ 1 محمد عن أحمد عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن عبد الأعلى قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فلا يقعدن في مجلس يعاب فيه إمام أو ينتقص فيه مؤمن

بيان

سيأتي هذا الخبر بإسناد أخر في باب مجالسة أهل المعاصي من أواخر كتاب الإيمان و الكفر و في أواخر أبواب الحدود من كتاب الحسبة أخبار في قتل الناصب و في آخر أبواب وجوه المكاسب من كتاب المعايش خبران في حل ماله

[9]
اشارة

698- 9 الكافي، 2/ 379/ 16/ 1 محمد و الحسين بن محمد عن علي بن محمد بن سعيد عن محمد بن سالم عن الحسن بن علي بن النعمان عن أبيه عن ابن مسكان عن اليمان بن عبد اللّٰه قال رأيت يحيى بن أم الطويل واقفا بالكناسة ثم نادى بأعلى صوته معشر أولياء اللّٰه أنا برآء مما يسمعون من سب علي ع فعلى من سبه لعنة اللّٰه و نحن برآء من آل مروان و ما يعبدون من دون اللّٰه ثم يخفض صوته و يقول من سب أولياء اللّٰه فلا تقاعدوهم و من شك فيما نحن فيه فلا تفاتحوهم و من احتاج إلى مسألتكم من إخوانكم فقد خنتموه ثم يقرأ إِنّٰا أَعْتَدْنٰا لِلظّٰالِمِينَ نٰاراً أَحٰاطَ بِهِمْ سُرٰادِقُهٰا وَ إِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغٰاثُوا بِمٰاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرٰابُ وَ سٰاءَتْ مُرْتَفَقاً

الوافي، ج 2، ص: 234

بيان

يحيى هذا كان من حواري علي بن الحسين ع قيل إنه لم يكن في زمنه ص في أول أمره إلا خمسة أنفس و ذكر من جملتهم يحيى بن أم الطويل

و عن أبي جعفر ع أن يحيى بن أم الطويل كان يظهر الفتوة- و كان إذا مشى في الطريق يضع الخلوق على رأسه و يمضغ اللبان و يطول ذيله- فطلبه الحجاج و قال تلعن أبا تراب فأبى فأمر بقطع يديه و رجليه و قتله

و عن أبي عبد اللّٰه ع قال ارتد الناس بعد قتل الحسين ع إلا ثلاثة أبو خالد الكابلي و يحيى بن أم الطويل و جبير بن مطعم ثم إن الناس لحقوا و كثروا.

فلا تفاتحوهم أي لا تفتحوا باب الكلام معهم و من احتاج إلى مسألتكم يعني من بلغ به الحاجة

من إخوانكم المؤمنين إلى مسألتكم فقد خنتموه إذ لا بد لكم أن تتفقدوا من حاله و تدفعوا عنه حاجته قبل سؤاله

الوافي، ج 2، ص: 235

باب 24 ابتلاء أهل البيت ع بالناس

[1]
اشارة

699- 1 الكافي، 8/ 252/ 352 يحيى الحلبي عن هارون بن خارجة عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن اللّٰه تعالى أعفى نبيكم أن يلقى من أمته ما لقيت الأنبياء من أممها و جعل ذلك علينا

بيان

يعني أعفاه عن أذى أمته إياه قدر ما آذت الأمم الأخر أنبياءهم و جعل أذى هذه الأمة علينا دونه ص و كأنه ع أراد بذلك الأذى الجسماني لأنه ص قد أوذي من قبل منافقي هذه الأمة من الأذى الروحاني أكثر مما أوذيت الأنبياء قبله كما

ورد عنه ص أنه قال ما أوذي نبي مثل ما أوذيت

إلا أن يقال إنه ص جعل أذى أهل بيته أذى نفسه في هذا الخبر إن صح نقله عنه

[2]
اشارة

700- 2 الكافي، 8/ 165/ 179 علي عن أبيه و العدة عن سهل عن يعقوب بن يزيد جميعا عن حماد بن عيسى عن اليماني عن رجل عن أبي عبد اللّٰه ع أنه قال يا ليتنا سيارة مثل آل يعقوب حتى يحكم الهّٰه بيننا و بين خلقه

الوافي، ج 2، ص: 236

بيان

إنما تمنى ع أن يكون مسافرا في البلاد مثل أولاد يعقوب لكثرة ما لقيه من الأذى في بلده من العشائر و السلطان الجائر و خروج بني عمه واحد بعد واحد على السلطان و هلاكه على يديه إلى غير ذلك

[3]

701- 3 الكافي، 8/ 159/ 156 علي عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن عنبسة عن أبي عبد اللّٰه ع قال إياكم و ذكر علي و فاطمة ع فإن الناس ليس شي ء أبغض إليهم من ذكر علي و فاطمة ع

[4]

702- 4 الكافي، 8/ 266/ 388 أحمد بن محمد الكوفي عن التميمي عن أبي هارون المكفوف قال كان أبو عبد اللّٰه ع إذا ذكر رسول اللّٰه ص قال بأبي و أمي و قومي و عشيرتي عجب للعرب كيف لا تحملنا على رءوسهم و اللّٰه تعالى يقول وَ كُنْتُمْ عَلىٰ شَفٰا حُفْرَةٍ مِنَ النّٰارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهٰا فبرسول اللّٰه ص أنقذوا

[5]

703- 5 الكافي، 8/ 159/ 158 جعفر بن بشير عن عمرو بن عثمان عن أبي شبل قال دخلت أنا و سليمان بن خالد على أبي عبد اللّٰه ع فقال له سليمان بن خالد إن الزيدية قوم قد عرفوا و جربوا و شهرهم الناس و ما في الأرض محمدي أحب إليهم منك فإن رأيت أن تدنيهم و تقربهم منك فافعل فقال يا سليمان بن خالد إن كان هؤلاء

الوافي، ج 2، ص: 237

السفهاء يريدون أن يصدونا عن علمنا إلى جهلهم فلا مرحبا بهم و لا أهلا- و إن كانوا يسمعون قولنا و ينتظرون أمرنا فلا بأس

[6]

704- 6 الفقيه، 4/ 405/ 5875 قال المفضل سمعت الصادق ع يقول بلية الناس علينا عظيمة أن دعوناهم لم يجيبونا و إن تركناهم لم يهتدوا بغيرنا

[7]

705- 7 الكافي، 8/ 84/ 45 محمد عن ابن عيسى عن ابن فضال عن ابن بكير و ثعلبة بن ميمون و علي بن عقبة عن زرارة عن عبد الملك قال وقع بين أبي جعفر و بين ولد الحسن ع كلام فبلغني ذلك- فدخلت على أبي جعفر ع فذهبت أتكلم فقال لي مه لا تدخل فيما بيننا و إنما مثلنا و مثل بني عمنا كمثل رجل كان في بني إسرائيل كانت له ابنتان فزوج إحداهما من رجل زارع و زوج الأخرى من رجل فخار ثم زارهما فبدأ بامرأة الزارع فقال لها كيف حالكم فقالت قد زرع زوجي زرعا كثيرا فإن أرسل اللّٰه السماء فنحن أحسن بني إسرائيل حالا ثم مضى إلى امرأة الفخار فقال لها كيف حالكم فقالت قد عمل زوجي فخارا كثيرا فإن أمسك اللّٰه السماء فنحن أحسن بني إسرائيل حالا- فانصرف و هو يقول اللهم أنت لهما و كذلك نحن

[8]
اشارة

706- 8 الكافي، 8/ 395/ 594 محمد عن محمد بن الحسين عن عبد الرحمن بن أبي هاشم عن عنبسة عن معلى بن خنيس قال كنت عند أبي عبد اللّٰه ع إذ أقبل محمد بن عبد اللّٰه فسلم ثم ذهب فرق له أبو عبد اللّٰه ع و دمعت عيناه فقلت له لقد رأيتك صنعت به ما لم تكن تصنع فقال رققت له لأنه ينسب إلى أمر ليس له لم أجده في

الوافي، ج 2، ص: 238

كتاب علي ع من خلفاء هذه الأمة و لا من ملوكها

بيان

محمد بن عبد اللّٰه هذا كأنه ابن عبد اللّٰه بن الحسن المقتول بسدة أشجع الذي كان يزعم أنه مهدي هذه الأمة و هذا هو الأمر الذي كان ينسب إليه و قد مضت قصته النكراء

________________________________________

كاشانى، فيض، محمد محسن ابن شاه مرتضى، الوافي، 26 جلد، كتابخانه امام امير المؤمنين علي عليه السلام، اصفهان - ايران، اول، 1406 ه ق

الوافي؛ ج 2، ص: 238

[9]

707- 9 الكافي، 8/ 264/ 382 علي عن أبيه عن حماد عن ربعي رفعه عن علي بن الحسين ع قال و اللّٰه لا يخرج واحد منا قبل خروج القائم إلا كان مثله مثل فرخ طار من وكره قبل أن يستوي جناحاه- فأخذه الصبيان فيعبثوا به

[10]
اشارة

708- 10 الكافي، 8/ 229/ 295 وهيب بن حفص عن أبي بصير قال قال أبو عبد اللّٰه ع ما من عبد يدعو إلى ضلالة إلا وجد من يبايعه

بيان

يجوز قراءة تبايعه بتقديم المثناة الفوقانية على الموحدة و بتقديم الموحدة على المثناة التحتانية

[11]
اشارة

709- 11 الكافي، 8/ 295/ 453 محمد عن أحمد عن علي بن

الوافي، ج 2، ص: 239

الحكم عن هشام بن سالم عن شهاب بن عبد ربه قال قال لي أبو عبد اللّٰه ع يا شهاب يكثر القتل في أهل بيت من قريش حتى يدعى الرجل منهم إلى الخلافة فيأباها ثم قال يا شهاب و لا تقل إني عنيت بني عمي هؤلاء قال شهاب أشهد أنه قد عناهم

بيان

إنما نهاه ع عن قول ذلك اتقاء للفتنة

[12]

710- 12 الكافي، 8/ 266/ 389 أحمد بن محمد الكوفي عن إبراهيم بن أبي بكر بن أبي سمال عن داود بن فرقد عن عبد الأعلى مولى آل سام عن أبي عبد اللّٰه ع قال قلت له قُلِ اللّٰهُمَّ مٰالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشٰاءُ وَ تَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشٰاءُ أ ليس قد آتى اللّٰه تعالى بني أمية الملك قال ليس حيث تذهب إليه إن اللّٰه تعالى آتانا الملك و أخذته بنو أمية بمنزلة الرجل يكون له الثوب فيأخذه الآخر فليس هو للذي أخذه

[13]

711- 13 الكافي، 8/ 234/ 311 السراد عن عبد اللّٰه بن سنان قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول ثلاثة هم شرار الخلق ابتلي بهم خيار الخلق أبو سفيان بن حرب أحدهم قاتل رسول اللّٰه ص و عاداه و معاوية قاتل عليا ع و عاداه و يزيد بن معاوية لعنه الهّٰي قاتل الحسين بن علي ع و عاداه حتى قتله

[14]
اشارة

712- 14 الكافي، 8/ 167/ 187 سهل عن يعقوب بن يزيد أو غيره عن سليمان كاتب علي بن يقطين عمن ذكره عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن الأشعث بن قيس شرك في دم أمير المؤمنين ع و ابنته

الوافي، ج 2، ص: 240

جعدة سمت الحسن و محمد ابنه شرك في دم الحسين ع

بيان

الأشعث هذا هو الكندي الساكن بالكوفة ارتد بعد النبي ص في ردة أهل ياسر و زوجه أبو بكر أخته و كانت عوراء فولدت له محمدا و كان من أصحاب أمير المؤمنين ع و كان معه ص بصفين و حارب معاوية ثم ارتد و صار رأس الخوارج فقتل فيهم و ابنته جعدة هي المسماة بأسماء و قصتها مع الحسن مشهورة و ابنه محمد هو الذي قاتل مسلم بن عقيل بالكوفة ثم الحسين ع بكربلاء

[15]
اشارة

713- 15 التهذيب، 4/ 149/ 39/ 1 ابن عقدة عن محمد بن المفضل عن الوشاء عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي عن ابن أبي يعفور و معلى بن خنيس عن أبي الصامت عن أبي عبد اللّٰه ع قال أكبر الكبائر سبع الشرك بالله العظيم و قتل النفس التي حرم اللّٰه عز و جل إلا بالحق- و أكل مال اليتيم و عقوق الوالدين و قذف المحصنات و الفرار من الزحف- و إنكار ما أنزل اللّٰه عز و جل فأما الشرك بالله العظيم فقد بلغكم ما أنزل اللّٰه فينا و ما قال رسول اللّٰه ص فردوه على اللّٰه و على رسوله- و أما قتل النفس الحرام فقتل الحسين ع و أصحابه و أما أكل أموال اليتامى فقد ظلمنا فيئنا و ذهبوا به و أما عقوق الوالدين فإن اللّٰه تعالى قال في كتابه النَّبِيُّ أَوْلىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ أَزْوٰاجُهُ أُمَّهٰاتُهُمْ و هو

الوافي، ج 2، ص: 241

أب لهم فعقوه في ذريته و في قرابته و أما قذف المحصنات فقد قذفوا فاطمة ع على منابرهم و أما الفرار من الزحف فقد أعطوا أمير المؤمنين ع البيعة طائعين غير مكرهين ثم فروا عنه و خذلوه و

أما إنكار ما أنزل اللّٰه عز و جل فقد أنكروا حقنا و جحدوا له و هذا مما لا يتعاجم فيه أحد و اللّٰه يقول إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبٰائِرَ مٰا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئٰاتِكُمْ وَ نُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيماً

بيان

يأتي تفسير الفي ء في أبواب الخمس من كتاب الزكاة إن شاء اللّٰه تعالى و التعاجم التجاهل يعني لا يسع لأحد أن يتجاهل فيه

[16]

714- 16 الفقيه، 3/ 561/ 4931 علي عن عمه عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن الكبائر سبع فينا أنزلت و منا استحلت فأولها الشرك بالله العظيم و قتل النفس التي حرم اللّٰه و أكل مال اليتيم و عقوق الوالدين و قذف المحصنة و الفرار من الزحف و إنكار حقنا فأما الشرك بالله العظيم فقد أنزل اللّٰه فينا ما أنزل و قال رسول اللّٰه ص فينا ما قال فكذبوا اللّٰه و كذبوا رسوله فأشركوا بالله و أما قتل النفس التي حرم اللّٰه فقد قتلوا الحسين ع و أصحابه و أما أكل مال اليتيم فقد ذهبوا بفيئنا الذي جعله اللّٰه لنا فأعطوه غيرنا و أما العقوق فقد أنزل اللّٰه تعالى في كتابه فقال النَّبِيُّ أَوْلىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ أَزْوٰاجُهُ أُمَّهٰاتُهُمْ- فعقوا رسول اللّٰه ص في ذريته و عقوا أمهم خديجة في ذريتها و أما قذف المحصنة فقذفوا فاطمة ع على منابرهم و أما

الوافي، ج 2، ص: 242

الفرار من الزحف فقد أعطوا أمير المؤمنين ع بيعتهم طائعين غير مكرهين ففروا عنه و خذلوه و أما إنكار حقنا فهذا مما لا يتنازعون فيه

الوافي، ج 2، ص: 243

باب 25 ابتلاؤهم ع بأصحابهم

[1]

715- 1 الكافي، 8/ 158/ 150 العدة عن سهل عن صفوان بن يحيى عن الحارث بن المغيرة قال قال أبو عبد اللّٰه ع لآخذن البري ء منكم بذنب السقيم و لم لا أفعل و يبلغكم عن الرجل ما يشينكم و يشينني فتجالسونهم و تحدثونهم فيمر بكم المار فيقول هؤلاء شر من هذا فلو أنكم إذا بلغكم عنه ما تكرهون زبرتموهم و نهيتموهم كان أبر بكم و بي

[2]

716- 2 الكافي، 8/ 158/ 152 سهل عن ابن أسباط عن العلاء عن محمد قال كتب أبو عبد اللّٰه ع إلى الشيعة ليعطفن ذوو السن منكم و النهى على ذوي الجهل و طلاب الرئاسة أو ليصيبنكم لعنتي أجمعين

[3]

717- 3 الكافي، 8/ 162/ 169 سهل عن السراد عن خطاب بن محمد عن الحارث بن المغيرة قال لقيني أبو عبد اللّٰه ع في طريق المدينة فقال من ذا حارث قلت نعم قال أما لأحملن ذنوب سفهائكم على علمائكم ثم مضى فأتيته فاستأذنت عليه فدخلت فقلت لقيتني فقلت لأحملن ذنوب سفهائكم على علمائكم فدخلني من ذلك أمر عظيم فقال نعم ما يمنعكم إذا بلغكم من الرجل منكم

الوافي، ج 2، ص: 244

ما تكرهون و ما يدخل علينا به الأذى أن تأتوه فتؤنبوه و تعذلوه و تقولوا له قولا بليغا فقلت له جعلت فداك إذا لا يطيعونا و لا يقبلون منا فقال اهجروهم و اجتنبوا مجالسهم

[4]

718- 4 الكافي، 8/ 229/ 293 حميد عن ابن سماعة عن وهيب بن حفص عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول رحم اللّٰه عبدا حببنا إلى الناس و لم يبغضنا إليهم أما و اللّٰه لو يروون محاسن كلامنا لكانوا به أعز و ما استطاع أحد أن يتعلق عليهم بشي ء و لكن أحدهم يسمع الكلمة فيحط إليها عشرا

[5]
اشارة

719- 5 الكافي، 8/ 373/ 561 الثلاثة و محمد عن ابن عيسى عن الحسين عن ابن أبي عمير عن الحسين بن أحمد المنقري عن يونس بن ظبيان قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع أ لا تنهى هذين الرجلين عن هذا الرجل فقال من هذا الرجل و من هذان الرجلان فقلت أ لا تنهى حجر بن زائدة و عامر بن جذاعة عن المفضل بن عمر فقال يا يونس قد سألتهما أن يكفا عنه فلم يفعلا فدعوتهما و سألتهما و كتبت إليهما و جعلته حاجتي إليهما فلم يكفا عنه فلا غفر اللّٰه لهما فو الله لكثير عزة أصدق في مودته منهما فيما ينتحلان من مودتي حيث يقول

الوافي، ج 2، ص: 245

أ لا زعمت بالغيب ألا أحبها إذا أنا لم يكرم علي كريمها

أما و اللّٰه لو أحباني لأحبا من أحب

بيان

كثير بضم الكاف و تشديد الياء تصغير كثير اسم رجل شاعر عاشق لعزة بفتح المهملة ثم المعجمة المشددة و هي في الأصل بنت الظبية سميت بها المرأة تشبيها و يروى لقد علمت بدل أ لا زعمت

[6]

720- 6 الكافي، 8/ 374/ 562 محمد عن ابن عيسى عن علي بن النعمان عن القاسم شريك المفضل و كان رجل صدق قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول خلق في المسجد يشهرونا و يشهرون أنفسهم- أولئك ليسوا منا و لا نحن منهم أنطلق فأداري و أستر فيهتكون ستري هتك اللّٰه سترهم يقولون إمام أما و اللّٰه ما أنا بإمام إلا لمن أطاعني فأما من عصاني فلست له بإمام لم يتعلقون باسمي ألا يلقون اسمي من أفواههم- فو الله لا يجمعني اللّٰه و إياهم في دار

الوافي، ج 2، ص: 246

باب 26 الدولات

[1]

721- 1 الكافي، 8/ 158/ 153 محمد بن أبي عبد اللّٰه و محمد بن الحسن جميعا عن صالح بن أبي حماد عن أبي جعفر الكوفي عن رجل عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن اللّٰه تعالى جعل الدين دولتين دولة لآدم ع و دولة لإبليس فدولة آدم هي دولة اللّٰه تعالى فإذا أراد اللّٰه تعالى أن يعبد علانية أظهر دولة آدم و إذا أراد أن يعبد سرا كانت دولة إبليس فالمذيع لما أراد اللّٰه ستره مارق من الدين

[2]
اشارة

722- 2 الكافي، 8/ 341/ 538 محمد عن ابن عيسى و القميان جميعا عن علي بن حديد عن جميل بن دراج عن زرارة قال كان أبو جعفر ع في المسجد الحرام فذكر بني أمية و دولتهم فقال له بعض أصحابه إنما نرجو أن تكون صاحبهم و أن يظهر اللّٰه تعالى هذا الأمر على يدك فقال ما أنا بصاحبهم و لا يسرني أن أكون صاحبهم أن أصحابهم أولاد الزنا إن اللّٰه تعالى لم يخلق منذ خلق السماوات و الأرض سنين- و لا أياما أقصر من سنيهم و أيامهم إن اللّٰه تعالى يأمر الملك الذي في يده الفلك فيطويه طيا

بيان

لعل السر في ذلك أن المدة التي تمضي في السرور و النشاط تمضي سريعا

الوافي، ج 2، ص: 247

على صاحبها لأنه يتمنى طولها و التي تمضي في الحزن و المقاساة تمضي بطيئا على صاحبها لأنه يتمنى قصرها و هذا أمر معروف مشهور يذكر كثيرا على ألسنة الشعراء كما قال قائلهم

ليلي و ليلى نفى نومي اختلافهما بالطول و الطول يا طوبى لو اعتدلا

يجود بالطول ليلي كلما بخلت بالطول ليلى و إن جادت به بخلا

[3]
اشارة

723- 3 الكافي، 8/ 331/ 509 حميد عن عبيد اللّٰه بن أحمد الدهقان عن الطاطري عن محمد بن زياد بياع السابري عن أبان عن صباح بن سيابة عن المعلى بن خنيس قال ذهبت بكتاب عبد السلام بن نعيم و سدير و بكتب غير واحد إلى أبي عبد اللّٰه ع حين ظهرت المسودة قبل أن يظهر ولد العباس بأنا قد قدرنا أن يئول هذا الأمر إليك فما ترى قال فضرب بالكتب الأرض ثم قال أف أف ما أنا لهؤلاء بإمام- أ ما يعلمون أنه إلى أن يقتل السفياني

بيان

بأنا قد قدرنا بيان للمكتوب في تلك الكتب و البارز في أنه يرجع إلى استمرار الدولة الباطلة

[4]

724- 4 الكافي، 8/ 159/ 157 علي عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن عنبسة عن جابر عن أبي جعفر ع قال إن اللّٰه تعالى إذا أراد فناء دولة قوم أمر الفلك فأسرع السير فكانت على مقدار ما يريد

الوافي، ج 2، ص: 248

[5]

725- 5 الكافي، 8/ 271/ 400 العدة عن البرقي عن عثمان عن أبي إسحاق الجرجاني عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن اللّٰه تعالى جعل لمن جعل له سلطانا أجلا و مدة من ليالي و أيام و سنين و شهور فإن عدلوا في الناس أمر اللّٰه تعالى صاحب الفلك أن يبطئ بإدارته فطالت أيامهم و لياليهم و سنونهم و شهورهم و إن جاروا في الناس و لم يعدلوا أمر اللّٰه صاحب الفلك فأسرع في إدارته فأسرع لياليهم و أيامهم و سنيهم- شهورهم و قد وفى لهم تعالى بعدد الليالي و الشهور

[6]
اشارة

726- 6 الكافي، 8/ 224/ 284 محمد عن أحمد عن السراد عن عبد اللّٰه بن سنان عن أبي عبد اللّٰه ع قال لم تزل دولة الباطل طويلة و دولة الحق قصيرة

بيان

لا تنافي بين هذا الحديث و ما قبله لأن المراد بهذا أن عدد الليالي و الشهور في مدة دولة الباطل كثير بالإضافة إلى دولة الحق و إن كانت تمضي في مدة قصيرة

[7]

727- 7 الكافي، 8/ 212/ 257 الثلاثة عن المفضل بن مزيد عن أبي عبد اللّٰه ع قال قلت له أيام عبد اللّٰه بن علي قد اختلف هؤلاء فيما بينهم فقال دع ذا عنك إنما يجي ء فساد أمرهم من حيث بدا صلاحهم

الوافي، ج 2، ص: 249

[8]

728- 8 الكافي، 8/ 295/ 452 محمد عن أحمد عن الحسين عن حماد عن الحسين بن المختار عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع قال كل راية ترفع قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت يعبد من دون اللّٰه تعالى

الوافي، ج 2، ص: 250

باب 27 النوادر

[1]
اشارة

729- 1 الكافي، 8/ 87/ 51 محمد عن أحمد عن علي بن الحكم عن حسان بن أبي علي قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول لا تذكروا سرنا بخلاف علانيتنا و لا علانيتنا بخلاف سرنا حسبكم أن تقولوا ما نقول و تصمتوا عما نصمت إنكم قد رأيتم أن اللّٰه تعالى لم يجعل لأحد من الناس في خلافنا خيرا إن اللّٰه تعالى يقول فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخٰالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذٰابٌ أَلِيمٌ

بيان

يعني لا تظهروا للناس ما نكتمه عنهم و لا تقولوا لهم إن سرنا غير موافق لعلانيتنا و إنا نكتم عنهم غير ما نظهر لهم و نظهر غير ما نكتم فإن ذلك مفوت لمصلحة التقية التي بها بقاؤنا و بقاء أمرنا بل كونوا على ما نحن عليه قائلين ما نقول صامتين عما نصمت موافقين لنا غير مخالفين عن أمرنا

[2]

730- 2 الكافي، 8/ 254/ 359 الاثنان عن الوشاء عن محمد بن الفضيل عن الثمالي قال سمعت أبا جعفر ع يقول ما أحد من

الوافي، ج 2، ص: 251

هذه الأمة يدين بدين إبراهيم ع إلا نحن و شيعتنا و لا هدي من هدي من هذه الأمة إلا بنا و لا ضل من ضل من هذه الأمة إلا بنا

[3]
اشارة

731- 3 الكافي، أبان عن محمد بن مروان عن أبي عبد اللّٰه ع قال سألته عن مسألة فأبى أن يجيبني قال فقلت رحمة اللّٰه على أبي جعفر قال فقال رحمة اللّٰه على أبي جعفر أما و اللّٰه إن كان أبي ليقول يا بني و اللّٰه ليمنعني النوم أهل العراق على فراشي ثم قال يا محمد لنحتبسك يا محمد فيما بينك و بين اللّٰه

بيان

أشار السائل بترحمه لأبي جعفر ع إلى أنه كان يجيبه عن مسائله فأخبره ع أن أباه ع كان في بلاء و عناء من أهل العراق ليمنعني أي عن الاستراحة بالنوم و ذلك لكثرة دخولهم عليه و سؤالهم عما لا يعنيهم لنحتبسك لنقيمك محتبسا حتى تتفكر و تنصفنا من نفسك لتعلم أن الحق معنا إذ لا نجيب عن كل ما سئلنا عنه

[4]
اشارة

732- 4 الكافي، 8/ 341/ 539 الثلاثة عن حماد عن أبي عبد اللّٰه ع قال ولد المرداس من تقرب منهم أكفروه و من تباعد منهم أفقروه و من ناواهم قتلوه و من تحصن منهم أنزلوه و من هرب منهم أدركوه حتى تنقضي دولتهم

الوافي، ج 2، ص: 252

بيان

لعل المرداس كناية عن العباس ناواهم عاداهم أنزلوه أي من الحصن آخر أبواب وجوب الحجة و معرفته و حقوقه و كونه مبتلى و مبتلى به و الحمد لله و أولا و آخرا

الوافي، ج 2، ص: 255

أبواب العهود بالحجج و النصوص عليهم ص

الآيات

اشارة

قال اللّٰه سبحانه إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اللّٰهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلٰاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكٰاةَ وَ هُمْ رٰاكِعُونَ.

و قال عز و جل يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّٰهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ و قال جل و عز يٰا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مٰا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمٰا بَلَّغْتَ رِسٰالَتَهُ وَ اللّٰهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّٰاسِ إِنَّ اللّٰهَ لٰا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكٰافِرِينَ.

و قال جل ذكره إِنَّمٰا يُرِيدُ اللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً.

و قال تعالى فَقُلْ تَعٰالَوْا نَدْعُ أَبْنٰاءَنٰا وَ أَبْنٰاءَكُمْ وَ نِسٰاءَنٰا وَ نِسٰاءَكُمْ وَ أَنْفُسَنٰا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللّٰهِ عَلَى الْكٰاذِبِينَ.

بيان

قد مر الكلام في الآية الأولى في باب فرض طاعة الأئمة ع و يأتي

الوافي، ج 2، ص: 256

أيضا تفسيرها و تفسير سائر هذه الآيات في الأخبار إن شاء اللّٰه تعالى و أريد بالرجس الشك و بالتطهير التزكية عن الذنوب و الخطايا المنبعثتين منه نزلت في آل العبا كما هو مشهور و على ألسنة الجمهور مذكور و الخطاب في تَعٰالَوْا إلى نصارى بني نجران حين أرادوا مباهلة النبي ص و الأبناء كناية عن الحسنين و النساء عن فاطمة و الأنفس عن أمير المؤمنين ع و القصة مشهورة

الوافي، ج 2، ص: 257

باب 28 أن الإمامة عهد من اللّٰه تعالى معهود لواحد فواحد

[1]
اشارة

733- 1 الكافي، 1/ 277/ 1/ 1 الاثنان عن الوشاء عن عمر بن أبان عن أبي بصير قال كنت عند أبي عبد اللّٰه ع فذكروا الأوصياء و ذكرت إسماعيل فقال لا و اللّٰه يا أبا محمد ما ذاك إلينا و ما هو إلا إلى اللّٰه ينزل واحدا بعد واحد

بيان

يعني بإسماعيل ابنه ع و معنى ذكره له أنه هل يوصي له بالإمامة بعده

[2]

734- 2 الكافي، 1/ 277/ 2/ 1 محمد عن أحمد عن الحسين عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن عمرو بن الأشعث الكافي، 1/ 278/ 1/ 1 الاثنان عن محمد بن جمهور عن حماد بن عيسى عن منهال عن عمرو بن الأشعث قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول أ ترون الموصي منا يوصي إلى من يريد لا و اللّٰه و لكن عهد من اللّٰه و رسوله ص لرجل فرجل حتى ينتهي الأمر إلى صاحبه

الوافي، ج 2، ص: 258

[3]
اشارة

735- 3 الكافي، 1/ 279/ 4/ 1 محمد عن أحمد عن ابن أبي عمير عن ابن بكير و جميل عن عمرو بن مصعب قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول أ ترون أن الموصي منا يوصي إلى من يريد لا و اللّٰه و لكنه عهد من رسول اللّٰه ص إلى رجل فرجل حتى انتهى إلى نفسه

بيان

يعني إلى نفس الموصي

[4]

736- 4 الكافي، 1/ 277/ 7/ 1 القميان عن البرقي عن فضالة عن سليمان بن خالد عن أبي عبد اللّٰه ع قال ما مات عالم حتى يعلمه اللّٰه تعالى إلى من يوصي

[5]

737- 5 الكافي، 1/ 277/ 5/ 1 محمد عن محمد بن الحسين عن السراد عن العلاء عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد اللّٰه ع قال لا يموت الإمام حتى يعلم من يكون من بعده فيوصي إليه

[6]

738- 6 الكافي، 1/ 277/ 6/ 1 القميان عن صفوان عن معلى أبي عثمان عن معلى بن خنيس عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن الإمام يعرف الإمام الذي من بعده فيوصي إليه

[7]
اشارة

739- 7 الكافي، 1/ 278/ 3/ 1 الاثنان عن علي بن محمد عن بكر بن

الوافي، ج 2، ص: 259

صالح عن محمد بن سليمان عن عيثم بن أسلم عن ابن عمار عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن الإمامة عهد من اللّٰه تعالى معهود لرجال مسمين ليس للإمام أن يزويها عن الذي يكون من بعده إن اللّٰه تعالى أوحى إلى داود ع أن اتخذ وصيا من أهلك فإنه قد سبق في علمي أن لا أبعث نبيا إلا و له وصي من أهله و كان لداود أولاد عدة و فيهم غلام- كانت أمه عند داود و كان لها محبا فدخل داود ع عليها حين أتاه الوحي فقال لها إن اللّٰه عز و جل أوحى إلي يأمرني أن اتخذ وصيا من أهلي فقالت له امرأته فليكن ابني قال ذاك أريد و كان السابق في علم اللّٰه المحتوم عنده أنه سليمان فأوحى اللّٰه إلى داود أن لا تعجل دون أن يأتيك أمري فلم يلبث داود أن ورد عليه رجلان يختصمان في الغنم و الكرم- فأوحى اللّٰه إلى داود أن اجمع ولدك فمن قضى بهذه القضية و أصاب فهو وصيك من بعدك فجمع داود ع ولده فلما أن قص الخصمان- قال سليمان ع يا صاحب الكرم متى دخلت غنم هذا الرجل كرمك قال دخلته ليلا قال قد قضيت عليك يا صاحب الغنم بأولاد غنمك و أصوافها في عامك هذا ثم قال له داود ع فكيف لم تقض

برقاب الغنم و قد قوم ذلك علماء بني إسرائيل فكان ثمن الكرم قيمة الغنم فقال سليمان إن الكرم لم يجتث من أصله و إنما أكل حمله و هو عائد في قابل فأوحى اللّٰه تعالى إلى داود أن القضاء في هذه القضية ما قضى سليمان به يا داود أردت أمرا و أردنا أمرا غيره فدخل داود على امرأته- فقال أردنا أمرا و أراد اللّٰه أمرا غيره و لم يكن إلا ما أراد اللّٰه تعالى فقد رضينا بأمر اللّٰه و سلمنا ذلك و كذلك الأوصياء ع ليس لهم أن يتعدوا بهذا الأمر فيجاوزون صاحبه إلى غيره

الوافي، ج 2، ص: 260

بيان

يزويها يصرفها و الجث انتزاع الشجر من أصله و الحمل بكسر الحاء ما يحمله الشجر من الثمرة قال في الكافي معنى الحديث الأول أن الغنم لو دخلت الكرم نهارا لم يكن على صاحب الغنم شي ء لأن لصاحب الغنم أن يسرح غنمه بالنهار ترعى و على صاحب الكرم حفظه و على صاحب الغنم أن يربط غنمه ليلا و لصاحب الكرم أن ينام في بيته

الوافي، ج 2، ص: 261

باب 29 أن أفعالهم معهودة من اللّٰه تعالى

[1]
اشارة

740- 1 الكافي، 1/ 279/ 1/ 1 محمد و الحسين بن محمد عن جعفر بن محمد عن علي بن الحسين بن علي عن إسماعيل بن مهران عن أبي جميلة عن معاذ بن كثير عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن الوصية نزلت من السماء على محمد ص كتابا لم ينزل على محمد ص كتاب مختوم إلا الوصية فقال جبرئيل ع يا محمد هذه وصيتك في أمتك عند أهل بيتك فقال رسول اللّٰه ص أي أهل بيتي يا جبرئيل قال نجيب اللّٰه منهم و ذريته ليرثك علم النبوة كما ورثه إبراهيم ع و ميراثه لعلي ع و ذريتك من صلبه قال و كان عليها خواتيم قال ففتح علي ع الخاتم الأول و مضى لما فيها ثم فتح الحسن ع الخاتم الثاني و مضى لما أمر به فيها فلما توفي الحسن ع و مضى فتح الحسين ع الخاتم الثالث فوجد فيها أن قاتل فأقتل و تقتل و اخرج بأقوام للشهادة لا شهادة لهم إلا معك قال ففعل ع فلما مضى دفعها إلى علي بن الحسين قبل ذلك ففتح الخاتم الرابع فوجد فيها أن اصمت- و أطرق لما حجب العلم فلما توفي و مضى دفعها إلى محمد بن علي ع

ففتح الخاتم الخامس فوجد فيها أن فسر كتاب اللّٰه و صدق أباك- و ورث ابنك و اصطنع الأمة و قم بحق اللّٰه تعالى و قل الحق في الخوف و الأمن و لا تخش إلا اللّٰه ففعل ثم دفعها إلى الذي يليه قال قلت له

الوافي، ج 2، ص: 262

جعلت فداك فأنت هو قال فقال ما بي إلا أن تذهب يا معاذ فتروي علي قال فقلت أسأل اللّٰه الذي رزقك من آبائك هذه المنزلة أن يرزقك من عقبك مثلها قبل الممات قال قد فعل اللّٰه ذلك يا معاذ قال فقلت فمن هو جعلت فداك قال هذا الراقد و أشار بيده إلى العبد الصالح و هو راقد

بيان

كتابا يعني مكتوبا بخط إلهي مشاهد من عالم الأمر كما أن جبرئيل ع كان ينزل عليه في صورة آدمي مشاهد من هناك نجيب اللّٰه من النجابة بمعنى الكريم الحسيب كني به عن أمير المؤمنين ع و مضى لما فيها على تضمين معنى الأداء و نحوه أي مؤديا أو ممتثلا لما أمر به فيها و اصطنع الأمة ربهم و أحسن إليهم ما بي إلا أي ما بي بأس في إظهاري لك بأني هو إلا مخافة أن تروي ذلك علي فأشتهر به

[2]
اشارة

741- 2 الكافي، 1/ 280/ 2/ 1 أحمد و محمد عن محمد بن الحسين عن أحمد بن محمد عن أبي الحسن الكناني عن جعفر بن نجيح الكندي عن محمد بن أحمد بن عبيد اللّٰه العمري عن أبيه عن جده عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن اللّٰه تعالى أنزل على نبيه ع كتابا قبل وفاته- فقال يا محمد هذه وصيتك إلى النجبة من أهلك قال و ما النجبة يا جبرئيل فقال علي بن أبي طالب و ولده ع و كان على الكتاب خواتيم من ذهب فدفعه النبي ص إلى أمير المؤمنين ع و أمره أن يفك خاتما منه و يعمل بما فيه ففك أمير المؤمنين ع خاتما و عمل بما فيه ثم دفعه إلى ابنه الحسن ع

الوافي، ج 2، ص: 263

ففك خاتما و عمل بما فيه ثم دفعه إلى الحسين ع ففك خاتما- فوجد فيه أن اخرج بقوم إلى الشهادة فلا شهادة لهم إلا معك و اشر نفسك لله تعالى ففعل ثم دفعه إلى علي بن الحسين ع ففك خاتما- فوجد فيه أن أطرق و اصمت و الزم منزلك و أعبد ربك حتى يأتيك

اليقين ففعل ثم دفعه إلى محمد بن علي ع ففك خاتما فوجد فيه حدث الناس و أفتهم و لا تخافن إلا اللّٰه عز و جل فإنه لا سبيل لأحد عليك- ثم دفعه إلى ابنه جعفر ففك خاتما فوجد فيه حدث الناس و أفتهم و انشر علوم أهل بيتك و صدق آباءك الصالحين و لا تخافن إلا اللّٰه تعالى و أنت في حرز و أمان ففعل ثم دفعه إلى ابنه موسى ع و كذلك يدفعه موسى إلى الذي بعده ثم كذلك أبدا إلى قيام المهدي ص

بيان

لعل الخواتيم كانت متفرقة في مطاوي الكتاب بحيث كلما نشرت طائفة من مطاويه انتهى النشر إلى خاتم يمنع من نشر ما بعدها من المطاوي إلا أن يفض الخاتم و اشر نفسك أي بعها من الشراء بمعنى البيع

[3]

742- 3 الكافي، 1/ 281/ 3/ 1 محمد عن أحمد عن السراد عن ابن رئاب عن ضريس الكناسي عن أبي جعفر ع قال قال له حمران جعلت فداك أ رأيت ما كان من أمر علي و الحسن و الحسين ع و خروجهم و قيامهم بدين اللّٰه عز و جل و ما أصيبوا من قتل الطواغيت إياهم- و الظفر بهم حتى قتلوا و غلبوا فقال أبو جعفر ع يا حمران إن اللّٰه تبارك و تعالى قد كان قدر ذلك عليهم و قضاه و أمضاه و حتمه ثم أجراه- فبتقدم علم ذلك إليهم من رسول اللّٰه ص قام علي و الحسن و الحسين ع و بعلم صمت من صمت منا

الوافي، ج 2، ص: 264

[4]
اشارة

743- 4 الكافي، 1/ 281/ 4/ 1 الاثنان عن أحمد عن الحارث بن جعفر عن علي بن إسماعيل بن يقطين عن عيسى بن المستفاد أبي موسى الضرير عن موسى بن جعفر ع قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع أ ليس كان أمير المؤمنين ع كاتب الوصية و رسول اللّٰه ص المملي عليه و جبرئيل و الملائكة المقربون ع شهود قال فأطرق طويلا ثم قال يا أبا الحسن قد كان ما قلت و لكن حين نزل برسول اللّٰه ص الأمر نزلت الوصية من عند اللّٰه كتابا مسجلا نزل به جبرئيل مع أمناء اللّٰه تبارك و تعالى من الملائكة- فقال جبرئيل يا محمد مر بإخراج من عندك إلا وصيك لتقبضها منا و تشهدنا بدفعك إياها إليه ضامنا لها يعني عليا ع فأمر النبي ص بإخراج من كان في البيت ما خلا عليا و فاطمة فيما بين الستر و الباب فقال جبرئيل يا محمد ربك يقرئك

السلام و يقول هذا كتاب ما كنت عهدت إليك و شرطت عليك و شهدت به عليك- و أشهدت عليك به ملائكتي و كفى بي يا محمد شهيدا قال فارتعدت مفاصل النبي ص و قال يا جبرئيل ربي هو السلام و منه السلام و إليه يعود السلام صدق عز و جل و بر هات الكتاب فدفعه إليه- و أمره بدفعه إلى أمير المؤمنين ع و قال له اقرأه فقرأه حرفا حرفا و قال يا علي هذا عهد ربي تبارك و تعالى إلي و شرطه علي و أمانته و قد بلغت و نصحت و أديت فقال علي ع و أنا أشهد لك بأبي و أمي- أنت بالبلاغ و النصيحة و الصدق على ما قلت و يشهد لك به سمعي و بصري و لحمي و دمي فقال جبرئيل و أنا لكما على ذلك من الشاهدين فقال رسول اللّٰه ص يا علي أخذت وصيتي و عرفتها و ضمنت لله و لي الوفاء بما فيها فقال علي ع نعم بأبي أنت و أمي علي ضمانها و على اللّٰه عوني و توفيقي على أدائها فقال رسول اللّٰه ص

الوافي، ج 2، ص: 265

يا علي إني أريد أن أشهد عليك بموافاتي بها يوم القيامة- فقال علي ع نعم اشهد فقال النبي ص إن جبرئيل و ميكائيل فيما بيني و بينك الآن و هما حاضران معهما الملائكة المقربون لأشهدهم عليك قال نعم ليشهدوا و أنا بأبي و أمي أشهدهم فأشهدهم رسول اللّٰه ص و كان فيما اشترط عليه النبي ص بأمر جبرئيل فيما أمره اللّٰه عز و جل أن قال له يا علي تفي بما فيها من موالاة من والى اللّٰه و رسوله و

البراءة و العداوة لمن عادى اللّٰه و رسوله و البراءة منهم على الصبر منك على كظم الغيظ و على ذهاب حقك و غصب خمسك و انتهاك حرمتك فقال نعم يا رسول اللّٰه فقال أمير المؤمنين ع و الذي فلق الحبة و برأ النسمة- لقد سمعت جبرئيل ع يقول للنبي ص يا محمد عرفه أنه تنتهك الحرمة و هي حرمة اللّٰه و حرمة رسول اللّٰه ص و على أن تخضب لحيته من رأسه بدم عبيط قال أمير المؤمنين ص فصعقت حين فهمت الكلمة من الأمين جبرئيل حتى سقطت على وجهي و قلت نعم قبلت و رضيت و إن انتهكت الحرمة و عطلت السنن و مزق الكتاب و هدمت الكعبة و خضبت لحيتي من رأسي بدم عبيط صابرا محتسبا أبدا حتى أقدم عليك ثم دعا رسول اللّٰه ص فاطمة و الحسن و الحسين ع و أعلمهم مثل ما أعلم أمير المؤمنين ع فقالوا مثل قوله فختمت الوصية بخواتيم من ذهب لم تمسه النار و دفعت إلى أمير المؤمنين ع فقلت لأبي الحسن بأبي أنت و أمي أ لا تذكر ما كان في الوصية فقال سنن اللّٰه و سنن رسوله ص فقلت أ كان في الوصية توثبهم

الوافي، ج 2، ص: 266

و خلافهم على أمير المؤمنين ع فقال نعم و اللّٰه شيئا شيئا و حرفا حرفا أ ما سمعت قول اللّٰه عز و جل إِنّٰا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتىٰ وَ نَكْتُبُ مٰا قَدَّمُوا وَ آثٰارَهُمْ- وَ كُلَّ شَيْ ءٍ أَحْصَيْنٰاهُ فِي إِمٰامٍ مُبِينٍ و اللّٰه لقد قال رسول اللّٰه ص لأمير المؤمنين و فاطمة ع أ ليس قد فهمتما ما تقدمت به إليكما و قبلتماه فقالا بلى و صبرنا على ما

ساءنا و غاظنا و في نسخة الصفواني زيادة

بيان

قد كان ما قلت يعني بعد ما نزل برسول اللّٰه ص الأمر و العبيط الطري لم تمسه النار و ذلك لأنه كان من عالم الأمر و الملكوت منزها عن مواد العناصر و تراكيبها و التوثب الاستيلاء على الشي ء ظلما

[5]
اشارة

744- 5 الكافي، 1/ 283/ 4/ 1 علي عن أبيه عن الأصم عن أبي عبد اللّٰه البزاز عن حريز قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع جعلت فداك- ما أقل بقاءكم أهل البيت و أقرب آجالكم بعضها من بعض مع حاجة الناس إليكم فقال إن لكل واحد منا صحيفة فيها ما يحتاج إليه أن يعمل به في مدته فإذا انقضى ما فيها مما أمر به علم أن أجله قد حضر- فأتاه النبي ص ينعى إليه نفسه و أخبره بما له عند اللّٰه- و إن الحسين ع قرأ صحيفته التي أعطيها و فسر له ما يأتي بنعي و بقي فيها أشياء لم تقض فخرج للقتال و كانت تلك الأمور التي بقيت أن

الوافي، ج 2، ص: 267

الملائكة سألت اللّٰه في نصرته فأذن لها فمكثت تستعد للقتال و تتأهب لذلك حتى قتل فنزلت و قد انقضت مدته و قتل ع فقالت الملائكة يا رب أذنت لنا في الانحدار و أذنت لنا في نصرته فانحدرنا و قد قبضته- فأوحى اللّٰه تعالى إليهم أن الزموا قبره حتى تروه و قد خرج فانصروه و أبكوا عليه و على ما فاتكم من نصرته فإنكم قد خصصتم بنصرته و بالبكاء عليه- فبكت الملائكة تعزيا و حزنا على ما فاتهم من نصرته فإذا خرج يكونون أنصاره

بيان

ينعى إليه نفسه يخبره بموته حتى تروه و قد خرج إشارة إلى رجعته في زمان القائم ع

روى الحسن بن سليمان الحلي بإسناده عن أحمد بن عقبة عن أبيه عن أبي عبد اللّٰه ع أنه سئل عن الرجعة أ حق هي قال نعم فقيل من أول من يخرج قال الحسين ع يخرج على أثر القائم قلت و معه الناس

كلهم قال لا بل كما ذكره اللّٰه في كتابه يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوٰاجاً قوم بعد قوم

و بإسناده عنه ع قال يقبل الحسين ع في أصحابه الذين قتلوا معه و معه سبعون نبيا كما بعثوا مع موسى بن عمران فيدفع إليه القائم الخاتم فيكون الحسين ع هو الذي يلي غسله و كفنه و حنوطه و إبلاغه حفرته

و بإسناده عن المعلى بن خنيس قال قال لي أبو عبد اللّٰه ع أول من يرجع إلى الدنيا الحسين بن علي ع فيملك حتى يسقط حاجباه على عينيه من الكبر

و قد ذكر في معناها أخبارا كثيرة و قد استفاض أخبار الرجعة و تفاصيلها عنهم ع في كتب كثيرة من أصحابنا بحيث لا سبيل إلى

الوافي، ج 2، ص: 268

إنكارها و يأتي ذكر بعضها في أواخر هذه الأبواب إن شاء اللّٰه و لها وجه وجيه عند أرباب العقول السليمة و ليست بمخالفة لقوانين الحكمة كما يظن و في عزمي أن أكتب في تصحيحها و تأويلها رسالة أكشف عنها قناع الخفاء بحيث لا يبقى لأحد فيها ريب فيؤمن بها أصحابنا عيانا كما آمنوا بالغيب

و قد قال أبو جعفر ع لأبي الصباح الكناني حيث سأله عنها تلك القدرة و لا تنكرها إلا القدرية لا تنكرها تلك القدرة لا تنكرها

الوافي، ج 2، ص: 269

باب 30 ما نص اللّٰه و رسوله صلى اللّٰه عليه و آله و سلم عليهم

[1]
اشارة

745- 1 الكافي، 1/ 286/ 1/ 1 علي عن العبيدي و علي بن محمد عن سهل عن العبيدي عن يونس عن ابن مسكان عن أبي بصير الكافي، 1/ 288/ 1/ 1 محمد عن ابن عيسى عن محمد بن خالد و الحسين عن النضر عن يحيى بن عمران الحلبي عن أيوب بن الحر و عمران بن علي الحلبي

عن أبي بصير قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن قول اللّٰه تعالى- أَطِيعُوا اللّٰهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ قال فقال نزلت في علي بن أبي طالب و الحسن و الحسين ع فقلت له إن الناس يقولون فما له لم يسم عليا و أهل بيته ع في كتاب اللّٰه عز و جل قال فقال قولوا لهم إن رسول اللّٰه ص نزلت عليه الصلاة- و لم يسم اللّٰه تعالى لهم ثلاثا و لا أربعا حتى كان رسول اللّٰه ص هو الذي فسر ذلك لهم و نزلت عليه الزكاة و لم يسم لهم من كل أربعين درهما درهم حتى كان رسول اللّٰه ص هو الذي فسر ذلك لهم و نزل الحج فلم يقل لهم طوفوا أسبوعا حتى كان رسول اللّٰه ص هو الذي فسر ذلك لهم و نزلت أَطِيعُوا اللّٰهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ و نزلت في علي و الحسن و الحسين ع فقال

الوافي، ج 2، ص: 270

رسول اللّٰه ص في علي من كنت مولاه فعلي مولاه- و قال أوصيكم بكتاب اللّٰه تعالى و أهل بيتي فإني سألت اللّٰه تعالى أن لا يفرق بينهما حتى يوردهما على الحوض فأعطاني ذلك و قال لا تعلموهم فهم أعلم منكم و قال إنهم لن يخرجوكم من باب هدى و لن يدخلوكم في باب ضلالة فلو سكت رسول اللّٰه ص فلم يبين من أهل بيته لادعاها آل فلان و آل فلان و لكن اللّٰه تعالى أنزل في كتابه تصديقا لنبيه ص إِنَّمٰا يُرِيدُ اللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً فكان علي و الحسن و الحسين و فاطمة ع فأدخلهم رسول اللّٰه ص

تحت الكساء في بيت أم سلمة ثم قال اللهم إن لكل نبي أهلا و ثقلا و هؤلاء أهل بيتي و ثقلي فقالت أم سلمة أ لست من أهلك فقال إنك إلى خير و لكن هؤلاء أهلي و ثقلي فلما قبض رسول اللّٰه ص كان علي ع أولى الناس بالناس لكثرة ما بلغ فيه رسول اللّٰه ص و إقامته للناس و أخذه بيده فلما مضى علي ع لم يكن يستطيع علي و لم يكن ليفعل أن يدخل محمد بن علي و لا العباس بن علي و لا واحدا من ولده إذا لقال الحسن و الحسين إن اللّٰه تعالى أنزل فينا كما أنزل فيك و أمر بطاعتنا كما أمر بطاعتك و بلغ فينا رسول اللّٰه ص كما بلغ فيك و أذهب عنا الرجس كما أذهبه عنك فلما مضى علي ع كان الحسن أولى بها لكبره فلما توفي لم يستطع أن يدخل ولده- و لم يكن ليفعل ذلك و اللّٰه عز و جل يقول وَ أُولُوا الْأَرْحٰامِ بَعْضُهُمْ أَوْلىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتٰابِ اللّٰهِ فيجعلها في ولده إذا لقال الحسين أمر اللّٰه بطاعتي كما أمر

الوافي، ج 2، ص: 271

بطاعتك و طاعة أبيك و بلغ في رسول اللّٰه ص كما بلغ فيك و في أبيك و أذهب اللّٰه عني الرجس كما أذهب عنك و عن أبيك- فلما صارت إلى الحسين لم يكن أحد من أهل بيته يستطيع أن يدعي عليه- كما كان هو يدعي على أخيه و على أبيه لو أرادا أن يصرفا الأمر عنه و لم يكونا ليفعلا ثم صارت حين أفضت إلى الحسين ع فجرى تأويل هذه الآية وَ أُولُوا الْأَرْحٰامِ بَعْضُهُمْ أَوْلىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتٰابِ اللّٰهِ ثم

صارت من بعد الحسين لعلي بن الحسين ثم صارت من بعد علي بن الحسين إلى محمد بن علي و قال الرجس هو الشك و اللّٰه لا نشك في ربنا أبدا

بيان

أن لا يفرق بينهما أي يودع علم الكتاب عندهم و لا يودع عند غيرهم يعني يجعل ألواح نفوسهم منتقشة بصور علم الكتاب و أرواحهم خزانة لأسراره كما أن ألواح القرآن و روحه كذلك و لا يعطي أحدا المعرفة بالكتاب كله من دون أن يعطيه درجتهم و المعرفة بفضلهم و علمهم فعلم الكتاب كله لا يوجد إلا عندهم و لا يحصل إلا بمعرفتهم و نيل درجتهم و المعرفة بهم كما هم عليه لا تحصل إلا من المعرفة بالكتاب كله فمن ادعى المعرفة التامة بأحدهما من دون أن يكون له المعرفة بالآخر فقد كذب لأن اللّٰه سبحانه أجاب دعوة الرسول ص في عدم الفرق بينهما كما قال فأعطاني ذلك فهم المصدقون للكتاب الهادون إليه و الكتاب هو المصدق لهم الهادي إليهم حتى يوردهما اللّٰه على نبيه الحوض و الحوض كناية عن علم النبي المحيط بهما و بعلمهما فعند ورودهما الحوض يصير علومهم كلها مع علم النبي ص علما واحدا بل يصير العلم هناك عينا و المعرفة مشاهدة فلا يبقى للفرق مجال لاقتضائه كثرة

الوافي، ج 2، ص: 272

و تعددا

و في بعض ألفاظ الخطبة النبوية في غدير خم معاشر الناس إن عليا و الطيبين من ولده هم الثقل الأصغر و القرآن هو الثقل الأكبر و كل واحد منبئ عن صاحبه لن يفترقا حتى يردا علي الحوض أمناء اللّٰه على خلقه و حكامه في أرضه ثم قال بعد كلام طويل القرآن يعرفكم أن الأئمة من ولد علي و

ولدي- و عرفتكم أنهم مني و منه لأنه مني و أنا منه حيث يقول اللّٰه عز و جل وَ جَعَلَهٰا كَلِمَةً بٰاقِيَةً فِي عَقِبِهِ و قلت لن تضلوا ما إن تمسكتم بهم.

أقول لعل السر في أصغريتهم بالنسبة إلى القرآن استفادة علمهم من القرآن و تغذيهم الروحاني به و إن صاروا مثله بعد الكمال

كما قال أمير المؤمنين أنا كلام اللّٰه الناطق

و الثقل بالتحريك الشي ء النفيس المصون و كان الحسن أولى بها يعني من الحسين لكبره يعني في السن مع أنهما كانا سيان في غيره و اللّٰه تعالى يقول هذه جملة معترضة معناها أنه لو أدخل ولده لكان له وجه لأن اللّٰه يقول وَ أُولُوا الْأَرْحٰامِ بَعْضُهُمْ أَوْلىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتٰابِ و الولد أولى في الرحم من الأخ أن يدعي عليه يعني يقول له أمر اللّٰه بطاعتي إلى آخر ما قال لأبيه و أخيه لأنه ع هو آخر أهل البيت المنصوص عليهم بالخصوص و الحضور

[2]
اشارة

746- 2 الكافي، 1/ 290/ 6/ 1 محمد عن أحمد و محمد بن الحسين جميعا عن ابن بزيع الكافي، 1/ 291/ 6/ 1 الاثنان عن محمد بن جمهور عن ابن بزيع عن بزرج عن أبي الجارود قال سمعت أبا جعفر ع يقول

الوافي، ج 2، ص: 273

فرض اللّٰه تعالى على العباد خمسا أخذوا أربعا و تركوا واحدة قلت أ تسميهن لي جعلت فداك فقال الصلاة و كان الناس لا يدرون كيف يصلون فنزل جبرئيل ع فقال يا محمد أخبرهم بمواقيت الصلاة ثم نزلت الزكاة فقال يا محمد أخبرهم من زكاتهم ما أخبرتهم من صلاتهم ثم نزل الصوم فكان رسول اللّٰه ص إذا كان يوم عاشوراء بعث إلى ما حوله من القرى

فصاموا ذلك اليوم فنزل شهر رمضان بين شعبان و شوال ثم نزل الحج فنزل جبرئيل ع فقال- أخبرهم من حجهم ما أخبرتهم من صلاتهم و زكاتهم و صومهم ثم نزلت الولاية و إنما أتاه ذلك في يوم الجمعة بعرفة أنزل اللّٰه تعالى الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي و كان كمال الدين بولاية علي بن أبي طالب ع فقال عند ذلك رسول اللّٰه ص أمتي حديث عهد بالجاهلية و متى أخبرتهم بهذا في ابن عمي يقول قائل و يقول قائل فقلت في نفسي من غير أن ينطق به لسانه فاتتني عزيمة من اللّٰه تعالى بتلة أوعدني إن لم أبلغ أن يعذبني فنزلت يٰا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مٰا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ- وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمٰا بَلَّغْتَ رِسٰالَتَهُ وَ اللّٰهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّٰاسِ إِنَّ اللّٰهَ لٰا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكٰافِرِينَ فأخذ رسول اللّٰه ص بيد علي ع و قال يا أيها الناس إنه لم يكن نبي من الأنبياء ممن كان قبلي إلا و قد عمره اللّٰه ثم دعاه فأجابه فأوشك أن أدعى فأجيب و أنا مسئول و أنتم مسئولون فما ذا أنتم قائلون فقالوا نشهد أنك قد بلغت و نصحت و أديت ما عليك فجزاك اللّٰه أفضل جزاء المرسلين فقال اللهم اشهد ثلاث مرات ثم قال يا معشر المسلمين هذا وليكم من بعدي فليبلغ الشاهد

الوافي، ج 2، ص: 274

منكم الغائب قال أبو جعفر ع كان و اللّٰه أمين اللّٰه على خلقه- و غيبه و دينه الذي ارتضاه لنفسه ثم إن رسول اللّٰه ص حضره الذي حضره فدعا عليا فقال يا علي إني أريد أن ائتمنك على ما ائتمنني اللّٰه عليه من غيبه و علمه

و من خلقه و من دينه الذي ارتضاه لنفسه فلم يشرك و اللّٰه فيها يا زياد أحدا من الخلق ثم إن عليا ع حضره الذي حضره فدعا ولده و كانوا اثني عشر ذكرا فقال لهم يا بني إن اللّٰه تعالى قد أبى إلا أن يجعل في سنة من يعقوب و إن يعقوب دعا ولده و كانوا اثني عشر ذكرا فأخبرهم بصاحبهم ألا و إني أخبركم بصاحبكم ألا إن هذين ابنا رسول اللّٰه ص الحسن و الحسين ع فاسمعوا لهما و أطيعوا و وازروهما فإني قد ائتمنتهما على ما ائتمنني عليه رسول اللّٰه ص مما ائتمنه اللّٰه عليه من خلقه و من غيبه و من دينه الذي ارتضاه لنفسه فأوجب اللّٰه لهما من علي ع ما أوجب لعلي ع من رسول اللّٰه ص فلم يكن لأحد منهما فضل على صاحبه إلا بكبره و إن الحسين ع كان إذا حضر الحسن ع لم ينطق في ذلك المجلس حتى يقوم ثم إن الحسن ع حضره الذي حضره فسلم ذلك إلى الحسين ع ثم إن حسينا ع حضره الذي حضره فدعا ابنته الكبرى فاطمة بنت الحسين فدفع إليها كتابا ملفوفا و وصية ظاهرة و كان علي بن الحسين ع مبطونا لا يرون إلا أنه لما به فدفعت فاطمة الكتاب إلى علي بن الحسين ع ثم صار و اللّٰه ذلك الكتاب إلينا

الوافي، ج 2، ص: 275

بيان

إنما كان كمال الدين بولاية علي ع لأنه لما نصب للناس وليا و أقيم لهم إماما صار معولهم على أقواله و أفعاله في جميع ما يحتاجون إليه في أمر دينهم ثم على خليفته من بعده و هكذا إلى يوم القيامة فلم يبق لهم من

أمر دينهم ما لا يمكنهم الوصول إلى علمه لأن كلا منهم ص ملي ء بإصدار ما ورد عليه من أمر الدين كائنا ما كان فكمل الدين بهم و تمت النعمة بوجودهم واحدا بعد واحد ص و لله الحمد على ما هدانا و له الشكر على ما أولانا.

و في بعض ألفاظ هذه الخطبة النبوية

فعلي وليكم الذي نصبه اللّٰه بعدي- أمين خلقه إنه مني و أنا منه إنه يخبركم بما تسألون عنه و يبين لكم ما لا تعلمون- إن الحلال و الحرام أكثر من أن أحصيهما فآمر بالحلال و أنهى عن الحرام في مقام واحد فأمرت أن آخذ عليكم البيعة بقبول ما جئت به عن اللّٰه عز و جل في علي أمير المؤمنين و الأئمة من بعده الذين هم مني و منه

حديث عهد أي قريب عهد من الحدوث و في بعض النسخ حديثو عهد بالجمع يقول قائل و يقول قائل يعني يعترضون علي باللم و الكيف حسدا و حمية عزيمة من اللّٰه أي آية حتم لا رخصة فيها بتلة بالموحدة ثم المثناة الفوقانية أي جازمة مقطوع بها غير مردودة كان و اللّٰه أمين اللّٰه يعني رسول اللّٰه ص فلم يشرك و اللّٰه فيها يعني لم يشرك رسول اللّٰه مع علي أحدا في هذه الأمانة أو لم يشرك بالله في هذه الأمانة أحدا من الخلق لا هواه و لا غيره يا زياد معترض و زياد هو اسم أبي الجارود بن المنذر الراوي للحديث و هو الذي ينسب إليه الجارودية و وازروهما من الموازرة بمعنى المعاونة و تحمل الأثقال كتابا ملفوفا كان قد كتب فيه كل ما يحتاج إليه الناس كما يأتي في باب النص على علي بن الحسين

ع

الوافي، ج 2، ص: 276

و لعله كان فيه الأسرار التي لا ينبغي أن يطلع عليها المخالفون بل غير أهل البيت ع و وصية ظاهرة أي كتابا كتب فيه أنه وصيه و هو أولى بأموره من غيره و بالجملة ما لا ينبغي ستره بل يجب إظهاره للناس ليعرف شيعته بهذه العلامة إمامته كما مر بيانه في باب ما يجب على الناس عند مضي الإمام و باب دلائل الحجية لا يرون إلا أنه لما به من الرأي أي لا يعتقدون إلا أنه متهيئ لما ينزل به يعني الموت و بالجملة هذه الكلمة كناية عن الإشراف على الموت و يتكرر في الحديث و أراد بالكتاب في الموضعين الملفوف و لم يتعرض للوصية الظاهرة لأن الاحتياج إليها إنما كان في ذلك الوقت خاصة

[3]
اشارة

747- 3 الكافي، 1/ 289/ 4/ 1 الثلاثة عن ابن أذينة عن زرارة و الفضيل و بكير بن أعين و محمد و العجلي و أبي الجارود جميعا عن أبي جعفر ع قال أمر اللّٰه تعالى رسوله بولاية علي و أنزل عليه إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اللّٰهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلٰاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكٰاةَ و فرض ولاية أولي الأمر فلم يدروا ما هي فأمر اللّٰه محمدا ص أن يفسر لهم الولاية كما فسر لهم الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج فلما أتاه ذلك من اللّٰه ضاق بذلك صدر رسول اللّٰه ص و تخوف أن يرتدوا عن دينهم و أن يكذبوه فضاق صدره و راجع ربه تعالى فأوحى اللّٰه إليه يٰا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مٰا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمٰا بَلَّغْتَ رِسٰالَتَهُ وَ اللّٰهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّٰاسِ فصدع بأمر

اللّٰه تعالى فقام ص بولاية علي ع يوم غدير خم فنادى الصلاة جامعة و أمر الناس أن يبلغ الشاهد الغائب قال عمر بن أذينة قالوا جميعا غير أبي الجارود و قال أبو جعفر ع

الوافي، ج 2، ص: 277

و كانت الفريضة تنزل بعد الفريضة الأخرى و كانت الولاية آخر الفرائض فأنزل اللّٰه تعالى الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي- قال أبو جعفر ع يقول اللّٰه لا أنزل عليكم بعد هذه فريضة قد أكملت لكم الفرائض

بيان

الصلاة جامعة منصوب على الإغراء أي الزموا الصلاة حال كونها في جماعة و الغرض من هذا النداء أن يجتمع الناس إلى استماع ما أنزل اللّٰه تبارك و تعالى في علي ع

[4]
اشارة

748- 4 الكافي، 1/ 288/ 3/ 1 الاثنان عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محمد الهاشمي عن أبيه عن أحمد بن عيسى عن أبي عبد اللّٰه ع في قول اللّٰه تعالى إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اللّٰهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا قال إنما يعني أولى بكم أي أحق بكم و بأموركم و أنفسكم و أموالكم اللّٰه و رسوله وَ الَّذِينَ آمَنُوا- يعني عليا و أولاده الأئمة ع إلى يوم القيامة ثم وصفهم اللّٰه عز و جل- فقال الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلٰاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكٰاةَ وَ هُمْ رٰاكِعُونَ و كان أمير المؤمنين ع في صلاة الظهر و قد صلى ركعتين و هو راكع و عليه حلة قيمتها ألف دينار و كان النبي ص قد كساه إياها و كان النجاشي أهداها له فجاء سائل فقال السلام عليك يا ولي اللّٰه و أولى بالمؤمنين من أنفسهم تصدق على مسكين فطرح الحلة إليه و أومى بيده إليه أن احملها

الوافي، ج 2، ص: 278

فأنزل اللّٰه تعالى فيه هذه الآية و صير نعمة أولاده بنعمته فكل من بلغ من أولاده مبلغ الإمامة يكون بهذه النعمة مثله فيتصدقون و هم راكعون- و السائل الذي سأل أمير المؤمنين ع من الملائكة و الذين يسألون الأئمة من أولاده يكونون من الملائكة

بيان

و صير نعمة أولاده بنعمته يعني أتى بصيغة الجمع بعد أن جعل نعمة أولاده شبيهة بنعمته نظيرة لها منضمة إليها.

روى الشيخ الصدوق طاب ثراه في كتاب عرض المجالس بإسناده عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع في قول اللّٰه تعالى إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اللّٰهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الآية قال إن رهطا من اليهود أسلموا منهم عبد اللّٰه بن سلام و أسد و ثعلبة و

ابن أمين و ابن صوريا فأتوا النبي ص فقالوا يا نبي اللّٰه إن موسى ع أوصى إلى يوشع بن نون فمن وصيك يا رسول اللّٰه و من ولينا بعدك فنزلت هذه الآية إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اللّٰهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلٰاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكٰاةَ وَ هُمْ رٰاكِعُونَ قال رسول اللّٰه ص قوموا فقاموا فأتوا المسجد فإذا سائل خارج فقال يا سائل أ ما أعطاك أحد شيئا قال نعم هذا الخاتم قال من أعطاكه قال أعطانيه ذلك الرجل الذي يصلي قال قال على أي حال أعطاك قال كان راكعا فكبر النبي ص و كبر أهل المسجد فقال النبي ص علي بن أبي طالب وليكم بعدي قالوا رضينا بالله ربا و بالإسلام دينا و بمحمد نبيا و بعلي بن أبي طالب وليا فأنزل الهّٰل تعالى وَ مَنْ يَتَوَلَّ اللّٰهَ وَ رَسُولَهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللّٰهِ هُمُ الْغٰالِبُونَ

الوافي، ج 2، ص: 279

فروي عن عمر بن الخطاب أنه قال و اللّٰه لقد تصدقت بأربعين خاتما و أنا راكع لينزل في ما نزل في علي بن أبي طالب فما نزل

[5]

749- 5 الكافي، 1/ 288/ 2/ 1 محمد عن ابن عيسى عن أبيه عن ابن المغيرة عن ابن مسكان عن عبد الرحيم القصير عن أبي جعفر ع في قول اللّٰه عز و جل النَّبِيُّ أَوْلىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ أَزْوٰاجُهُ أُمَّهٰاتُهُمْ وَ أُولُوا الْأَرْحٰامِ بَعْضُهُمْ أَوْلىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتٰابِ اللّٰهِ فيمن نزلت فقال نزلت في الإمرة إن هذه الآية جرت في ولد الحسين من بعده فنحن أولى بالأمر و برسول اللّٰه ص من المؤمنين و المهاجرين و الأنصار- قلت فلولد جعفر فيها نصيب فقال لا

قلت فلولد العباس فيها نصيب فقال لا فعددت عليه بطون بني عبد المطلب كل ذلك يقول لا قال و نسيت ولد الحسن ع فدخلت بعد ذلك عليه فقلت له هل لولد الحسن ع فيها نصيب فقال لا و اللّٰه يا عبد الرحيم ما لمحمدي فيها نصيب غيرنا

[6]

750- 6 الكافي، 1/ 291/ 7/ 1 محمد بن الحسن عن سهل عن محمد بن عيسى عن صفوان بن يحيى عن صباح الأزرق عن أبي بصير قال قلت لأبي جعفر ع إن رجلا من المختارية لقيني فزعم أن محمد بن الحنفية إمام فغضب أبو جعفر ع ثم قال أ فلا قلت له- قال قلت لا و اللّٰه ما دريت ما أقول قال أ فلا قلت له إن رسول اللّٰه ص أوصى إلى علي و الحسن و الحسين فلما مضى علي ع أوصى إلى الحسن و الحسين ع و لو ذهب يزويها عنهما لقالا

الوافي، ج 2، ص: 280

له نحن وصيان مثلك و لم يكن ليفعل ذلك و أوصى الحسن إلى الحسين و لو ذهب يزويها عنه لقال له أنا وصي مثلك من رسول اللّٰه ص و من أبي و لم يكن يفعل ذلك قال اللّٰه عز و جل وَ أُولُوا الْأَرْحٰامِ بَعْضُهُمْ أَوْلىٰ بِبَعْضٍ هي فينا و في أبنائنا

[7]
اشارة

751- 7 الكافي، 1/ 292/ 1/ 1 محمد عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل عن بزرج عن زيد بن الجهم الهلالي عن أبي عبد اللّٰه ع قال سمعته يقول لما نزلت ولاية علي ع و كان من قول رسول اللّٰه ص سلموا على علي بإمرة المؤمنين- فكان مما أكد اللّٰه عليهما في ذلك اليوم يا زيد قول رسول اللّٰه ص لهما قوما فسلما عليه بإمرة المؤمنين فقالا أ من اللّٰه أو من رسوله يا رسول اللّٰه فقال لهما رسول اللّٰه ص من اللّٰه و من رسوله فأنزل اللّٰه عز و جل وَ لٰا تَنْقُضُوا الْأَيْمٰانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهٰا وَ قَدْ جَعَلْتُمُ اللّٰهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللّٰهَ

يَعْلَمُ مٰا تَفْعَلُونَ يعني به قول رسول اللّٰه ص لهما و قولهما أ من اللّٰه أو من رسوله وَ لٰا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهٰا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكٰاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمٰانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ .. أن تكون أئمة هي أزكى من أئمتكم- قال قلت جعلت فداك أئمة قال أي و اللّٰه أئمة قلت فإنا نقرأ أَرْبىٰ فقال ما أربى و أومى بيده فطرحها إِنَّمٰا يَبْلُوكُمُ اللّٰهُ بِهِ يعني بعلي ع وَ لَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيٰامَةِ مٰا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ وَ لَوْ شٰاءَ اللّٰهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وٰاحِدَةً وَ لٰكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشٰاءُ وَ يَهْدِي مَنْ يَشٰاءُ وَ لَتُسْئَلُنَّ يوم القيامة عَمّٰا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ وَ لٰا تَتَّخِذُوا

الوافي، ج 2، ص: 281

أَيْمٰانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهٰا يعني بعد مقالة رسول اللّٰه ص في علي ع وَ تَذُوقُوا السُّوءَ بِمٰا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللّٰهِ- يعني به عليا ع وَ لَكُمْ عَذٰابٌ عَظِيمٌ

بيان

عليهما أي الأولين كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهٰا المرأة التي غزلت ثم نقضت غزلها بعد إحكام و فتل أَنْكٰاثاً جمع نكث بالكسر و هو أن تنقض أخلاق الأكسية لتغزل ثانية قيل كانت امرأة حمقاء من قريش تغزل مع جواريها إلى انتصاف النهار ثم تأمرهن أن ينقضن ما غزلن و لا تزال كذلك دأبها و اسمها ريطة بنت عمرو و تسمى خرقاء مكة شبه اللّٰه حال ناقضي العهد و اليمين بها أو بمن كان كذلك تَتَّخِذُونَ حال دَخَلًا دغلا و خيانة و مكرا و خديعة و ذلك لأنهم كانوا حين عهدهم يضمرون الخيانة و المكر و الناس يسكنون إلى عهدهم أن تكون أئمة و المشهور أمة يعني لا تنقضوا العهد لأجل أن تكون قوم أزكى من قوم و أمة أعلى

من أمة و كأنه ع أراد بقوله ما أربى و تعجبه و طرح يده أن أربى هاهنا ليس معناه إلا أزكى و كذلك قراءته بالأئمة إشارة إلى أن الأمة في الموضعين أريد بها الأئمة خاصة فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهٰا أي فتضلوا عن الرشد بعد أن تكونوا على هدى يقال زل قدم فلان في أمر كذا إذا عدل عن الصواب بِمٰا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللّٰهِ بما منعتم الناس عن اتباع دين اللّٰه قال سلمان الفارسي رضي اللّٰه عنه تهلك هذه الأمة بنقض مواثيقها

[8]
اشارة

752- 8 الكافي، 1/ 292/ 2/ 1 محمد عن محمد بن الحسين و أحمد عن السراد عن محمد بن الفضيل عن الثمالي عن أبي جعفر ع

الوافي، ج 2، ص: 282

قال سمعته يقول لما أن قضى محمد نبوته و استكمل أيامه أوحى اللّٰه عز و جل إليه أن يا محمد قد قضيت نبوتك و استكملت أيامك فاجعل العلم الذي عندك و الإيمان و الاسم الأكبر و ميراث العلم و آثار علم النبوة في أهل بيتك عند علي بن أبي طالب فإني لن أقطع العلم و الإيمان و الاسم الأكبر- و ميراث العلم و آثار علم النبوة من العقب من ذريتك كما لم أقطعها من ذريات الأنبياء ع

بيان

يشبه أن يكون المراد بالعلم الذي عندك المعرفة بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر على سبيل المشاهدة و العيان و بالإيمان التصديق بهذه الأمور مع الانقياد المقرون بالإيقان و بالاسم الأكبر الكتاب الذي يعلم به علم كل شي ء الذي يكون مع الأنبياء ع كما فسر به في خبر عبد الحميد الآتي و بميراث العلم التخلق بأخلاق اللّٰه و بآثار علم النبوة علم الشرائع و الأحكام

[9]
اشارة

753- 9 الكافي، 8/ 113/ 92 علي عن أبيه عن السراد عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال إن اللّٰه تعالى عهد إلى آدم ع أن لا يقرب هذه الشجرة فلما بلغ الوقت الذي كان في علم اللّٰه أن يأكل منها نسي فأكل منها و هو قول اللّٰه تعالى وَ لَقَدْ عَهِدْنٰا إِلىٰ آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَ لَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً فلما أكل آدم ع من الشجرة أهبط إلى الأرض فولد له هابيل و أخته توأم و ولد له قابيل و أخته توأم ثم إن آدم ع أمر هابيل و قابيل أن يقربا قربانا و كان هابيل

الوافي، ج 2، ص: 283

صاحب غنم و كان قابيل صاحب زرع فقرب هابيل كبشا من أفاضل غنمه- و قرب قابيل من زرعه ما لم ينق فتقبل قربان هابيل و لم يتقبل قربان قابيل و هو قوله تعالى وَ اتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبٰا قُرْبٰاناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمٰا وَ لَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ الآية و كان القربان تأكله النار فعمد قابيل إلى النار- فبنى لها بيتا و هو أول من بنى بيوت النار فقال لأعبدن هذه النار حتى تتقبل مني قرباني

ثم إن إبليس لعنه اللّٰه أتاه و هو يجري من ابن آدم مجرى الدم في العروق فقال له يا قابيل قد تقبل قربان هابيل و لم يتقبل قربانك- و إنك إن تركته يكون له عقب يفتخرون على عقبك و يقولون نحن أبناء الذي تقبل قربانه فاقتله كيلا يكون له عقب يفتخرون على عقبك فقتله- فلما رجع قابيل إلى آدم قال له يا قابيل أين هابيل فقال اطلبه حيث قربنا القربان فانطلق آدم فوجد هابيل قتيلا- فقال آدم لعنت من أرض كما قبلت دم هابيل و بكى آدم ع على هابيل أربعين ليلة ثم إن آدم ع سأل ربه ولدا فولد له غلام فسماه هبة اللّٰه لأن اللّٰه تعالى وهبه له و أخته توأم فلما انقضت نبوة آدم ع و استكمل أيامه أوحى اللّٰه تعالى أن يا آدم قد قضيت نبوتك- و استكملت أيامك فاجعل العلم الذي عندك و الإيمان و الاسم الأكبر و ميراث العلم و آثار علم النبوة في العقب من ذريتك عند هبة اللّٰه فإني لن أقطع العلم و الإيمان و الاسم الأكبر و آثار النبوة من العقب من ذريتك إلى يوم القيمة و لن أدع الأرض إلا و فيها عالم يعرف به ديني و يعرف به طاعتي- و يكون نجاة لمن يولد فيما بينك و بين نوح و بشر آدم بنوح ع فقال إن اللّٰه تعالى باعث نبيا اسمه نوح و إنه يدعو إلى اللّٰه و يكذبه قومه فيهلكهم

الوافي، ج 2، ص: 284

اللّٰه بالطوفان و كان بين آدم و بين نوح ع عشرة آباء أنبياء و أوصياء كلهم و أوصى آدم إلى هبة اللّٰه أن من أدركه منكم فليؤمن به و ليتبعه

و ليصدق به فإنه ينجو من الغرق ثم إن آدم ع مرض المرضة التي مات فيها فأرسل هبة اللّٰه و قال له إن لقيت جبرئيل أو من لقيت من الملائكة فاقرأه مني السلام و قل له يا جبرئيل إن أبي يستهديك من ثمار الجنة- فقال له جبرئيل يا هبة اللّٰه إن أباك قد قبض و إنا نزلنا للصلاة عليه- فارجع فرجع فوجد آدم ع قد قبض فأراه جبرئيل ع كيف يغسله فغسله حتى إذا بلغ الصلاة عليه قال هبة اللّٰه يا جبرئيل تقدم فصل على آدم فقال له جبرئيل إن اللّٰه تعالى أمرنا أن نسجد لأبيك آدم و هو في الجنة فليس لنا أن نؤم شيئا من ولده فتقدم هبة اللّٰه فصلى على أبيه آدم و جبرئيل خلفه و جنود الملائكة و كبر عليه ثلاثين تكبيرة فأمر جبرئيل فرفع خمسا و عشرين تكبيرة و السنة اليوم فينا خمس تكبيرات و قد كان ص يكبر على أهل بدر تسعا و سبعا- ثم إن هبة اللّٰه لما دفن أباه أتاه قابيل فقال يا هبة اللّٰه إني قد رأيت أبي آدم قد خصك من العلم بما لم أخص به أنا و هو العلم الذي دعا به أخوك هابيل فتقبل قربانه و إنما قتلته لكي لا يكون له عقب فيفتخرون على عقبي- و يقولون نحن أبناء الذي تقبل قربانه و أنتم أبناء الذي ترك قربانه فإنك إن أظهرت من العلم الذي اختصك به أبوك شيئا قتلتك كما قتلت أخاك هابيل فلبث هبة اللّٰه و العقب منه مستخفين بما عندهم من العلم و الإيمان- و الاسم الأكبر و ميراث النبوة و آثار علم النبوة حتى بعث اللّٰه نوحا ع و

ظهرت وصية هبة اللّٰه حين نظروا في وصية آدم فوجدوا نوحا ع نبيا قد بشر به آدم فآمنوا به و اتبعوه و صدقوه و قد كان آدم ع وصي هبة اللّٰه أن يتعاهد هذه الوصية عند رأس كل سنة فيكون

الوافي، ج 2، ص: 285

يوم عيدهم فيتعاهدون نوحا و زمانه الذي يخرج فيه و كذلك جاء في وصية كل نبي حتى بعث اللّٰه محمدا ص و إنما عرفوا نوحا بالعلم الذي عندهم و هو قول اللّٰه تعالى وَ لَقَدْ أَرْسَلْنٰا نُوحاً إِلىٰ قَوْمِهِ إلى آخر الآية- و كان من بين آدم و نوح من الأنبياء مستخفين و لذلك خفي ذكرهم في القرآن فلم يسموا كما سمي من استعلن من الأنبياء ع و هو قول اللّٰه عز و جل وَ رُسُلًا قَدْ قَصَصْنٰاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَ رُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ يعني لم أسم المستخفين كما سميت المستعلنين من الأنبياء ع- فمكث نوح في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما لم يشاركه في نبوته أحد و لكنه قدم على قوم مكذبين للأنبياء ع الذي كانوا بينه و بين آدم ع و ذلك قول اللّٰه عز و جل كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ يعني من كان بينه و بين آدم إلى أن انتهى إلى قوله تعالى وَ إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ثم إن نوحا ع لما انقضت نبوته و استكملت أيامه أوحى اللّٰه إليه أن يا نوح قد قضيت نبوتك و استكملت أيامك فاجعل العلم الذي عندك و الإيمان و الاسم الأكبر و ميراث العلم و آثار علم النبوة في العقب من ذريتك فإني لن أقطعها كما لم أقطعها من بيوتات الأنبياء ص التي بينك و بين آدم

و لن أدع الأرض إلا و فيها عالم يعرف به ديني و يعرف به طاعتي و يكون نجاة لمن يولد فيما بين قبض النبي إلى خروج النبي الآخر و بشر نوح ساما بهود ع فكان فيما بين نوح و هود من الأنبياء ع- و قال نوح إن اللّٰه باعث نبيا يقال له هود و إنه يدعو قومه إلى اللّٰه تعالى

الوافي، ج 2، ص: 286

فيكذبونه و اللّٰه عز و جل مهلكهم بالريح فمن أدركه منكم فليؤمن به و ليتبعه فإن اللّٰه تعالى ينجيه من عذاب الريح- و أمر نوح ع ابنه ساما أن يتعاهد هذه الوصية عند رأس كل سنة- فيكون يوم عيد لهم فيتعاهدون فيه ما عندهم من العلم و الإيمان و الاسم الأكبر و مواريث العلم و آثار علم النبوة فوجدوا هودا نبيا ع و قد بشر به أبوهم نوح ص فآمنوا به و اتبعوه و صدقوه فنجوا من عذاب الريح و هو قول اللّٰه عز و جل وَ إِلىٰ عٰادٍ أَخٰاهُمْ هُوداً و قوله تعالى كَذَّبَتْ عٰادٌ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قٰالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَ لٰا تَتَّقُونَ و قال تعالى وَ وَصّٰى بِهٰا إِبْرٰاهِيمُ بَنِيهِ وَ يَعْقُوبُ و قوله وَ وَهَبْنٰا لَهُ إِسْحٰاقَ وَ يَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنٰا لنجعلها في أهل بيته وَ نُوحاً هَدَيْنٰا مِنْ قَبْلُ لنجعلها في أهل بيته و آمن العقب من ذرية الأنبياء ع من كان قبل إبراهيم لإبراهيم ع و كان بين إبراهيم و هود من الأنبياء ع و هو قول اللّٰه تعالى وَ مٰا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ و قوله تعالى فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَ قٰالَ إِنِّي مُهٰاجِرٌ إِلىٰ رَبِّي و قوله تعالى وَ إِبْرٰاهِيمَ إِذْ قٰالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا

اللّٰهَ وَ اتَّقُوهُ ذٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ- فجرى بين كل نبيين عشرة أنبياء و تسعة و ثمانية أنبياء كلهم أنبياء و جرى لكل نبي كما جرى لنوح ع و كما جرى لآدم و هود و صالح و شعيب و إبراهيم ع حتى انتهت إلى يوسف بن يعقوب ع

الوافي، ج 2، ص: 287

ثم صارت من بعد يوسف في أسباط إخوته حتى انتهت إلى موسى ع فكان بين يوسف و بين موسى من الأنبياء ع- فأرسل اللّٰه موسى و هارون ع إلى فرعون و هامان و قارون ثم أرسل الرسل تترى كلما جاء أمة رسولها كذبوه فأتبعنا بعضهم بعضا و جعلناهم أحاديث و كانت بنو إسرائيل تقتل نبيا و اثنان قائمان و يقتلون اثنين و أربعة قيام حتى أنه كان ربما قتلوا في اليوم الواحد سبعين نبيا و كان يقوم سوق قتلهم آخر النهار فلما نزلت التوراة على موسى ع بشر بمحمد ص و كان بين يوسف و موسى من الأنبياء- و كان وصي موسى يوشع بن نون ع و هو فتاة الذي ذكره اللّٰه في كتابه فلم تزل الأنبياء تبشر بمحمد ص حتى بعث اللّٰه تبارك و تعالى المسيح عيسى بن مريم فبشر بمحمد ص و ذلك قول اللّٰه تعالى يَجِدُونَهُ يعني اليهود و النصارى مَكْتُوباً يعني صفة محمد ص و اسمه عندهم يعني في التوراة و الإنجيل يأمرهم بالمعروف و ينهاهم عن المنكر و هو قول اللّٰه يخبر عن عيسى وَ مُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ و بشر موسى و عيسى بمحمد ص كما بشر الأنبياء ع بعضهم ببعض حتى بلغت محمدا ص فلما قضى محمد ص نبوته و استكمل أيامه

أوحى اللّٰه تعالى إليه يا محمد قد قضيت نبوتك و استكملت أيامك فاجعل العلم الذي عندك و الإيمان و الاسم الأكبر و ميراث العلم و آثار علم النبوة في أهل بيتك عند علي بن أبي طالب فإني لن أقطع العلم و الإيمان و الاسم الأكبر

الوافي، ج 2، ص: 288

و ميراث العلم و آثار علم النبوة من العقب من ذريتك كما لم أقطعها من بيوتات الأنبياء الذين كانوا بينك و بين أبيك آدم و ذلك قول اللّٰه تعالى إِنَّ اللّٰهَ اصْطَفىٰ آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْرٰاهِيمَ وَ آلَ عِمْرٰانَ عَلَى الْعٰالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُهٰا مِنْ بَعْضٍ وَ اللّٰهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ و إن اللّٰه تعالى لم يجعل العلم جهلا و لم يكل أمره إلى أحد من خلقه لا إلى ملك مقرب و لا إلى نبي مرسل و لكنه أرسل رسولا من ملائكته فقال له قل كذا و كذا فأمرهم بما يحب و نهاهم عما يكره فقص عليهم أمر خلقه بعلم فعلم ذلك العلم و علم أنبياءه و أصفياءه من الأنبياء- و الإخوان و الذرية التي بعضها من بعض فذلك قوله تعالى فَقَدْ آتَيْنٰا آلَ إِبْرٰاهِيمَ الْكِتٰابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْنٰاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً فأما الكتاب فهو النبوة و أما الحكمة فهم الحكماء من الأنبياء و الصفوة و أما الملك العظيم فهم الأئمة الهداة من الصفوة و كل هؤلاء من الذرية التي بعضها من بعض و العلماء الذين جعل اللّٰه فيهم البقية و فيهم العاقبة و حفظ الميثاق حتى تنقضي الدنيا و العلماء و لولاة الأمر استنباط العلم و للهداة فهذا شأن الفضل من الصفوة و الرسل و الأنبياء و الحكماء و أئمة الهدى و الخلفاء الذين هم ولاة

أمر اللّٰه تعالى و استنباط علم اللّٰه و أهل آثار علم اللّٰه من الذرية التي بعضها من بعض من الصفوة بعد الأنبياء ع من الآباء و الإخوان و الذرية من الأنبياء فمن اعتصم بالفضل انتهى بعلمهم و نجا بنصرتهم و من وضع ولاة أمر اللّٰه و أهل استنباط علمه في غير الصفوة من بيوتات الأنبياء ع- فقد خالف أمر اللّٰه تعالى و جعل الجهال ولاة أمر اللّٰه و المتكلفين بغير هدى من اللّٰه و زعموا أنهم أهل استنباط علم اللّٰه فقد كذبوا على اللّٰه تعالى

الوافي، ج 2، ص: 289

و رسوله و رغبوا عن وصيته ع و طاعته و لم يضعوا فضل اللّٰه حيث وضعه اللّٰه تعالى فضلوا و أضلوا أتباعهم و لم تكن لهم حجة يوم القيامة إنما الحجة في آل إبراهيم ع لقول اللّٰه تعالى فَقَدْ آتَيْنٰا آلَ إِبْرٰاهِيمَ الْكِتٰابَ وَ [الْحِكْمَةَ] الحكم و النبوة وَ آتَيْنٰاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً فالحجة للأنبياء ع و أهل بيوتات الأنبياء حتى تقوم الساعة لأن كتاب اللّٰه ينطق بذلك وصية اللّٰه بعضها من بعض التي وضعها على الناس فقال تعالى فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّٰهُ أَنْ تُرْفَعَ و هي بيوتات الأنبياء و الرسل و الحكماء و أئمة الهدى فهذا بيان عروة الإيمان التي نجا بها من نجا قبلكم و بها ينجو من يتبع الأئمة و قد قال اللّٰه تعالى في كتابه وَ نُوحاً هَدَيْنٰا مِنْ قَبْلُ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ دٰاوُدَ وَ سُلَيْمٰانَ وَ أَيُّوبَ وَ يُوسُفَ وَ مُوسىٰ وَ هٰارُونَ وَ كَذٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ وَ زَكَرِيّٰا وَ يَحْيىٰ وَ عِيسىٰ وَ إِلْيٰاسَ كُلٌّ مِنَ الصّٰالِحِينَ وَ إِسْمٰاعِيلَ وَ الْيَسَعَ وَ يُونُسَ وَ لُوطاً وَ كلًّا فَضَّلْنٰا عَلَى الْعٰالَمِينَ وَ مِنْ

آبٰائِهِمْ وَ ذُرِّيّٰاتِهِمْ وَ إِخْوٰانِهِمْ وَ اجْتَبَيْنٰاهُمْ وَ هَدَيْنٰاهُمْ إِلىٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِيمٍ .. أُولٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنٰاهُمُ الْكِتٰابَ وَ الْحُكْمَ وَ النُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهٰا هٰؤُلٰاءِ فَقَدْ وَكَّلْنٰا بِهٰا قَوْماً لَيْسُوا بِهٰا بِكٰافِرِينَ- فإنه وكل بالفضل من أهل بيته و الإخوان و الذرية و هو قول اللّٰه تعالى إن يكفر به أمتك فقد وكلت أهل بيتك بالإيمان الذي أرسلتك به فلا يكفرون به أبدا و لا أضيع الإيمان الذي أرسلتك به من أهل بيتك من بعدك علماء أمتك و ولاة أمري بعدك و أهل استنباط العلم الذي ليس فيه كذب- و لا أثم و لا زور و لا بطر و لا رياء فهذا بيان ما ينتهي إليه أمر هذه الأمة إن اللّٰه تعالى طهر أهل بيت نبيه ع و سألهم أجر المودة و أجرى لهم الولاية و جعلهم أوصياءه و أحباءه ثابتة بعده في أمته فاعتبروا يا أيها الناس

الوافي، ج 2، ص: 290

فيما قلت حيث وضع اللّٰه ولايته و طاعته و مودته و استنباط علمه و حججه فإياه فتقبلوا و به فاستمسكوا تنجوا به و يكون لكم الحجة يوم القيامة- و طريق ربكم عز و جل لا تصل ولاية إلى اللّٰه تعالى إلا بهم فمن فعل ذلك- كان حقا على اللّٰه عز و جل أن يكرمه و لا يعذبه و من يأتي اللّٰه عز و جل بغير ما أمره كان حقا على اللّٰه عز و جل أن يذله و أن يعذبه

بيان

أن لا يقرب هذه الشجرة

روي في تفسير العسكري ع أن الإمام ع قال إن اللّٰه عز و جل لما لعن إبليس بآبائه و أكرم الملائكة بسجودها لآدم و طاعتهم لله عز و جل أمر

آدم و حواء إلى الجنة و قال يٰا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَ زَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَ كُلٰا مِنْهٰا من الجنة رَغَداً واسعا حَيْثُ شِئْتُمٰا بلا تعب وَ لٰا تَقْرَبٰا هٰذِهِ الشَّجَرَةَ شجرة علم محمد و آل محمد الذي آثرهم اللّٰه به دون سائر خلقه فقال اللّٰه عز و جل لٰا تَقْرَبٰا هٰذِهِ الشَّجَرَةَ شجرة العلم فإنها لمحمد و آله خاصة دون غيرهم- لا يتناول منها بأمر اللّٰه إلا هم.

و منها ما كان يتناوله النبي و علي و فاطمة و الحسن و الحسين ص بعد إطعامهم المسكين و اليتيم و الأسير حتى لا يحسوا بعد بجوع و لا عطش و لا تعب و لا نصب و هي شجرة تميزت من بين أشجار الجنة إن سائر أشجار الجنة كان كل نوع منها يحمل نوعا من الثمار و المأكول و كانت هذه الشجرة و جنسها تحمل البر و العنب و التين و العناب و سائر أنواع الثمار و الفواكه و الأطعمة فلذلك اختلف الحاكون لذكر الشجرة فقال بعضهم هي برة و قال آخرون هي عنبة و قال آخرون هي تينة و قال آخرون هي عنابة قال اللّٰه تعالى وَ لٰا تَقْرَبٰا هٰذِهِ الشَّجَرَةَ تلتمسان بذلك درجة محمد و آل محمد في فضلهم فإن اللّٰه خصهم بهذه الدرجة دون غيرهم و هي الشجرة التي من تناول منها بإذن اللّٰه ألهم علم الأولين و الآخرين بغير تعليم و من تناول منها بغير إذن خاب من مراده و عصى ربه فتكونا من الظالمين

الوافي، ج 2، ص: 291

بمعصيتكما و التماسكما درجة قد أوثر بها غيركما إذ رمتما بغير حكم اللّٰه.

وَ لَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً في بعض الأخبار يعني عزما على المعصية

و

في عيون أخبار الرضا ع أنه قال في قوله عز و جل وَ عَصىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوىٰ إن اللّٰه عز و جل خلق آدم حجة في أرضه و خليفة في بلاده لم يخلقه للجنة و كانت المعصية من آدم في الجنة لا في الأرض ليتم مقادير أمر اللّٰه عز و جل فلما أهبط إلى الأرض و جعل حجة و خليفة عصم بقوله عز و جل إِنَّ اللّٰهَ اصْطَفىٰ آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْرٰاهِيمَ وَ آلَ عِمْرٰانَ عَلَى الْعٰالَمِينَ

وَ لَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ الآية تمامها قٰالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قٰالَ إِنَّمٰا يَتَقَبَّلُ اللّٰهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ- تَأْكُلُهُ النّٰارُ كان هذا في ذلك الزمان علامة قبول القربان.

و في الإكمال و كان القربان إذا قبل تأكله النار و هو أوضح واضح مجرى الدم في العروق يعني أنه مصاحب له يدور معه أينما دار كما قال اللّٰه تعالى حكاية عنه ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَ مِنْ خَلْفِهِمْ وَ عَنْ أَيْمٰانِهِمْ وَ عَنْ شَمٰائِلِهِمْ وَ لٰا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شٰاكِرِينَ و إنما شبهه بالدم لانبعاث سلطانه من الشهوة و الغضب المنبعثين من الدم فوجد هابيل قتيلا كأنه كان هذا قبل دفنه إياه أو بعده و قد وجده في التراب لعنت من أرض دعاء منه ع على الأرض بالبعد عن رحمة اللّٰه على سبيل الخطاب ثم تفسير للمخاطب بحرف البيان كما قبلت لقبولك فاجعل العلم قد مضى تفسير الألفاظ الخمسة و يكون نجاة أي وسيلة نجاة أو على تقدير به كما فيما قبله و هو في الجنة يعني حيث كان لم يبلغ بعد رتبة الخلافة و الاصطفاء فحيث بلغها كان أولى بأن نتواضع له فلا نتقدم على من نسب إليه فرفع يعني رفعها

من التكليف و خفف الأمر تسعا و سبعا على الفضل و الاستحباب حيث كان لهم مزايا من الشهادة و السعادة إلى آخر الآية

الوافي، ج 2، ص: 292

كما في سورة الأعراف و غيرها إلى أن انتهى إلى قوله تعالى و الآيات في سورة الشعراء وَ وَصّٰى بِهٰا إِبْرٰاهِيمُ بَنِيهِ يعني بهذه الوصية لنجعلها أي الوصية في أسباط أخوته على الإضافة و السبط بالكسر ولد الولد تترى متواترة يتبع بعضهم بعضا متقاربة الأوقات فأتبعنا بعضهم بعضا يعني في الإهلاك أي أهلكنا بعضهم أثر بعض أحاديث يتحدث بهم على طريق المثل في الشر و هو جمع أحدوثة و لا يقال هذا في الخير و المعنى إنما صيرناهم بحيث لم يبق بين الناس منهم إلا حديثهم لم يجعل العلم جهلا لم يخل الأرض من قائم بالعلم و لم يكل أمره أي أمر العلم أو ايتاؤه فيأخذه من يشاء أو يؤتيه من يشاء إلى من يشاء فأمرهم أي فأمر الأنبياء فعلم ذلك العلم بالتخفيف يعني الملك و علم أنبياءه من التعليم و البقية إشارة إلى صاحب الأمر الظاهر يعني المهدي الموعود المشار إليه بقوله سبحانه بَقِيَّتُ اللّٰهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ و هو صاحب الملك العظيم فيهم و مظهر العاقبة لهم حيث قال سبحانه إِنَّ الْأَرْضَ لِلّٰهِ يُورِثُهٰا مَنْ يَشٰاءُ مِنْ عِبٰادِهِ وَ الْعٰاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ و استنباط العلم إشارة إلى قوله سبحانه وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَ إِلىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ و من اعتصم بالفضل انتهى بعلمهم يعني من كان يدعي الفضل لنفسه فلا بد من أن يكون فضله منتهيا إلى علمهم و سألهم أجر المودة كذا وجد في النسخ التي رأيناها و

الصواب و سأل لهم.

و روى الشيخ الصدوق رحمه اللّٰه هذه الرواية في كتاب إكمال الدين و إتمام النعمة و أورد بدل هذه الكلمة و جعل لهم و هو أوضح و زاد في آخرها و إن

الوافي، ج 2، ص: 293

الأنبياء بعثوا خاصة و عامة فأما نوح فإنه أرسل إلى من في الأرض بنبوة عامة و رسالة عامة و أما هود فإنه أرسل إلى عاد بنبوة خاصة و 8 ما صالح فإنه أرسل إلى ثمود قرية واحدة و هي لا تكمل أربعين بيتا على ساحل البحر صغيره و أما شعيب فإنه أرسل إلى مدين و هي لا تكمل أربعين بيتا و أما إبراهيم فكانت نبوته بكوثى ربى و هي قرية من قرى السواد فيها مبدأ أول أمره ثم هاجر منها و ليست بهجرة قتال و ذلك قوله عز و جل إِنِّي ذٰاهِبٌ إِلىٰ رَبِّي سَيَهْدِينِ و كانت هجرة إبراهيم بغير قتال و أما إسحاق فكانت نبوته بعد إبراهيم و أما يعقوب فكانت نبوته بأرض كنعان ثم هبط إلى أرض مصر فتوفي فيها ثم حمل بعد ذلك جسده حتى دفن بأرض كنعان و الرؤيا التي رأى يوسف ع الأحد عشر كوكبا و الشمس و القمر له ساجدين فكانت نبوته في أرض مصر بدوها ثم إن اللّٰه تبارك و تعالى أرسل الأسباط اثني عشر بعد يوسف ثم موسى و هارون إلى فرعون و ملية إلى مصر وحدها ثم إن اللّٰه تبارك و تعالى أرسل يوشع بن نون إلى بني إسرائيل من بعد موسى فنبوته بدوها في البرية التي تاه فيها بنو إسرائيل ثم كانت أنبياء كثيرة منهم من قصه اللّٰه عز و جل على محمد ص و منهم

من لم يقصصه على محمد ثم إن اللّٰه عز و جل أرسل عيسى ع إلى بني إسرائيل خاصة و كانت نبوته ببيت المقدس و كان من بعد الحواريين اثنا عشر فلم يزل الإيمان يستسر في بقية أهله منذ رفع اللّٰه عز و جل عيسى ع و أرسل اللّٰه عز و جل محمد ص إلى الجن و الإنس عامة و كان خاتم الأنبياء و كان من بعده الاثنا عشر الأوصياء منهم من أدركنا و منهم من سبقنا

الوافي، ج 2، ص: 294

و منهم من بقي فهذا أمر النبوة و الرسالة فكل نبي أرسل إلى بني إسرائيل خاص أو عام له وصي جرت به السنة و كان الأوصياء الذين بعد النبي ص على سنة أوصياء عيسى ع و كان أمير المؤمنين ص على سنة المسيح ع فهذا تبيان السنة و أمثال الأوصياء بعد الأنبياء ع.

و في كتاب إكمال الدين أيضا أن الرسل الذين تقدموا قبل عصر نبينا ص كان أوصياؤهم أنبياء فكل وصي قام بوصية حجة تقدمه من وفاة آدم ع إلى عصر نبينا ص كان نبيا و أوصياء نبينا ص لم يكونوا أنبياء لأن اللّٰه عز و جل جعل محمدا ص خاتما لهذا الاسم كرامة و تفضيلا

[10]

754- 10 الفقيه، 4/ 174/ 5402 السراد عن مقاتل بن سليمان عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص أنا سيد النبيين و وصيي سيد الوصيين و أوصياؤه سادة الأوصياء إن آدم ع سأل اللّٰه عز و جل أن يجعل له وصيا صالحا فأوحى اللّٰه تعالى ذكره إليه أني أكرمت الأنبياء بالنبوة ثم اخترت خلقا و جعلت خيارهم الأوصياء فأوحى اللّٰه تعالى إليه يا آدم أوص

إلى شيث فأوصى آدم ع إلى شيث و هو هبة اللّٰه بن آدم و أوصى شيث إلى ابنه شبان و هو ابن بركة الحوراء التي أنزلها اللّٰه عز و جل على آدم ع من الجنة- فزوجها ابنه شيثا و أوصى شبان إلى مجلث و أوصى مجلث إلى محوق و أوصى محوق إلى عثميشا و أوصى عثميشا إلى أخنوخ و هو إدريس النبي ص و أوصى إدريس إلى ناخور و دفعها ناخور إلى نوح ع و أوصى نوح إلى سام و أوصى سام إلى عثامر و أوصى عثامر إلى برغيثاشا و أوصى

الوافي، ج 2، ص: 295

برغيثاشا إلى يافث و أوصى يافث إلى بره و أوصى برة إلى خفسية و أوصى خفسية إلى عمران و دفعها عمران إلى إبراهيم الخليل ع و أوصى إبراهيم إلى ابنه إسماعيل و أوصى إسماعيل إلى إسحاق و أوصى إسحاق إلى يعقوب و أوصى يعقوب إلى يوسف و أوصى يوسف إلى بثريا و أوصى بثريا إلى شعيب و أوصى شعيب إلى موسى بن عمران و أوصى موسى بن عمران إلى يوشع بن نون و أوصى يوشع بن نون إلى داود و أوصى داود إلى سليمان و أوصى سليمان إلى آصف بن برخيا و أوصى آصف بن برخيا إلى زكريا و دفعها زكريا إلى عيسى بن مريم و أوصى عيسى إلى شمعون بن حمون الصفا و أوصى شمعون إلى يحيى بن زكريا و أوصى يحيى بن زكريا إلى منذر و أوصى منذر إلى سليمة و أوصى سليمة إلى بردة ثم قال رسول اللّٰه ص و دفعها إلي بردة و أنا أدفعها إليك يا علي و أنت تدفعها إلى وصيك و يدفعها وصيك إلى

أوصيائك من ولدك- واحد بعد واحد حتى تدفع إلى خير أهل الأرض بعدك و ليكفرن بك الأمة- و ليختلفن عليك اختلافا شديدا الثابت عليك كالمقيم معي و الشاذ عنك في النار و النار مثوى الكافرين

الوافي، ج 2، ص: 296

باب 31 ما ورد من النصوص على عددهم و أسمائهم ع

[1]
اشارة

755- 1 الكافي، 1/ 527/ 3/ 1 محمد و محمد بن عبد اللّٰه عن عبد اللّٰه بن جعفر عن الحسن بن ظريف و علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد عن بكر بن صالح عن عبد الرحمن بن سالم عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال أبي لجابر بن عبد اللّٰه الأنصاري إن لي إليك حاجة فمتى يخف عليك أن أخلو بك فأسألك عنها فقال له جابر أي الأوقات أحببته فخلا به في بعض الأيام فقال له يا جابر أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يد أمي فاطمة بنت رسول اللّٰه ص و ما أخبرتك به أمي إنه في ذلك اللوح مكتوب فقال جابر أشهد بالله أني دخلت على أمك فاطمة ع في حياة رسول اللّٰه ص فهنيتها بولادة الحسين فرأيت في يديها لوحا أخضر ظننت أنه من زمرد و رأيت فيه كتابا أبيض شبه لون الشمس فقلت لها بأبي و أمي أنت يا بنت رسول اللّٰه ما هذا اللوح فقالت هذا لوح أهداه اللّٰه تعالى إلى رسوله ص فيه اسم أبي و اسم بعلي و اسم ابني و اسم الأوصياء من ولدي و أعطانيه أبي ليبشرني بذلك قال جابر فأعطتنيه أمك فاطمة ع فقرأته و استنسخته فقال أبي فهل لك يا جابر أن تعرضه علي قال نعم فمشى معه أبي إلى منزل جابر فأخرج صحيفة من رق فقال يا جابر انظر

في كتابك لأقرأ عليك فنظر جابر في نسخته فقرأه أبي فما خالف حرف حرفا فقال جابر أشهد بالله أني

الوافي، ج 2، ص: 297

هكذا رأيته في اللوح مكتوبا- بسم اللّٰه الرحمن الرحيم هذا كتاب من اللّٰه العزيز الحكيم لمحمد نبيه و نوره- و سفيره و حجابه و دليله نزل به الروح الأمين من عند رب العالمين عظم يا محمد أسمائي و اشكر نعمائي و لا تجحد آلائي إني أنا اللّٰه لا إله إلا أنا قاصم الجبارين و مديل المظلومين و ديان الدين إني أنا اللّٰه لا إله إلا أنا فمن رجا غير فضلي أو خاف غير عدلي عذبته عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين فإياي فأعبد و علي فتوكل إني لم أبعث نبيا فأكملت أيامه و انقضت مدته إلا جعلت له وصيا و إني فضلتك على الأنبياء و فضلت وصيك على الأوصياء- و أكرمتك بشبليك و سبطيك حسن و حسين فجعلت حسنا معدن علمي- بعد انقضاء مدة أبيه و جعلت حسينا خازن وحيي و أكرمته بالشهادة و ختمت له بالسعادة فهو أفضل من استشهد و أرفع الشهداء درجة جعلت كلمتي التامة معه و حجتي البالغة إليك عنده بعترته أثيب و أعاقب أولهم علي سيد العابدين و زين أوليائي الماضين و ابنه شبه جده المحمود محمد الباقر علمي و المعدن لحكمتي سيهلك المرتابون في جعفر الراد عليه كالراد علي حق القول مني لأكرمن مثوى جعفر و لأسرنه في أشياعه و أنصاره و أوليائه- انتجب بعده موسى فتنة عمياء حندس لأن خيط فرضي لا ينقطع و حجتي لا تخفى و إن أوليائي يسقون بالكأس الأوفى من جحد واحدا منهم فقد جحد نعمتي و من غير آية من كتابي

فقد افترى علي ويل للمفترين الجاحدين عند انقضاء مدة موسى عبدي و حبيبي و خيرتي علي وليي و ناصري و من أضع عليه أعباء النبوة و أمتحنه بالاضطلاع بها يقتله عفريت مستكبر يدفن في المدينة التي بناها العبد الصالح إلى جنب شر خلقي حق القول مني لأسرنه بمحمد ابنه و خليفته من بعده و وارث علمه فهو معدن علمي و موضع سري و حجتي على خلقي لا يؤمن عبد به إلا جعلت الجنة مثواه و شفعته في سبعين من أهل بيته كلهم قد استوجبوا النار و أختم بالسعادة لابنه علي

الوافي، ج 2، ص: 298

وليي و ناصري و الشاهد في خلقي و أميني على وحيي أخرج منه الداعي إلى سبيلي و الخازن لعلمي الحسن و أكمل ذلك بابنه م ح م د رحمة للعالمين عليه كمال موسى و بهاء عيسى و صبر أيوب فتذل أوليائي في زمانه و تتهادى رءوسهم كما تتهادى رءوس الترك و الديلم فيقتلون و يحرقون و يكونون خائفين مرعوبين وجلين تصبغ الأرض بدمائهم و يفشوا الويل و الرنة في نسائهم أولئك أوليائي حقا بهم أدفع كل فتنة عمياء حندس و بهم أكشف الزلازل و أدفع الآصار و الأغلال أُولٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوٰاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ- وَ أُولٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ قال عبد الرحمن بن سالم قال أبو بصير لو لم تسمع في دهرك إلا هذا الحديث لكفاك فصنه إلا عن أهله

بيان

لوحا أخضر كأنه كان من عالم الملكوت البرزخي و خضرته كناية عن توسطه بين بياض نور عالم الجبروت و سواد ظلمة عالم الشهادة و إنما كان مكتوبة أبيض لأنه كان من العالم الأعلى النوري المحض و الرق بالفتح و الكسر الجلد الرقيق

الذي يكتب فيه و السفير الرسول و الحجاب الواسطة مديل المظلومين من الدولة يقال أدالنا اللّٰه من عدونا و الإدالة الغلبة و الشبل ولد الأسد.

و في بعض النسخ سليليك و السليل الولد و لأسرنه من المسرة انتجب بالنون و المثناة الفوقية و الجيم بمعنى اختار فتنة أي في فتنة و في بعض النسخ أتيحت بالمثناة الفوقية ثم التحتية ثم الحاء المهملة من الإتاحة بمعنى تهيئة الأسباب و تأنيثه باعتبار الفتنة المحذوفة و التقدير فتنة موسى و نصب الفتنة المذكورة حينئذ على المصدر و وصف الفتنة بالعمياء تجوز فإن الموصوف بالعمى إنما هو أهلها و الحندس بالكسر المظلم و إنما كانت الفتنة به ع عمياء حندس لخفاء أمره أكثر من خفاء أمر آبائه لشدة الخوف الذي كان من جهة

الوافي، ج 2، ص: 299

طاغي زمانه لأن خيط فرضي تعليل للانتجاب أو الإتاحة و الفرض الحجة أو الإتيان بها و الكلام استعارة و إن أوليائي تعليل للافتتان لشدة الابتلاء فإن الابتلاء كلما كان أشد كان الكأس الذي هو جزاؤه أوفى عبدي مبتدأ خبره وليي و بهما يتعلق الظرف المتقدم عليهما أو بالمفترين الجاحدين و يحتمل أن يكون عبدي مفعولا للجاحدين و علي وليي جملة مستأنفة محذوف المبتدإ أو مبتدأ و خبرا و على التقادير عبدي كناية عن أبي الحسن الرضا ع و على التقدير الأخير يحتمل أن يكون كناية عن الكاظم ع أيضا.

و في بعض النسخ في علي أي في أمره و على هذا يكون عبدي صفة موسى و في علي في محل مفعول الجاحدين و المفترون الجاحدون كناية عن القائلين بالوقف و الأعباء جمع العبا بالكسر و هو الحمل و الاضطلاع القيام بالأمر و العفريت الخبيث

المنكر و هو كناية عن مأمون الخليفة و العبد الصالح كناية عن ذي القرنين فإن بناء طوس ينسب إليه و شر الخلق كناية عن هارون الخليفة فإنه مدفون هناك و إنما كتب اسم الصاحب ع بالحروف المفردة لعدم جواز التنطق باسمه و كنيته كما يأتي في الأخبار و التهادي المراسلة بالهدايا و الرنة بالتشديد الصيحة و الإصر الذنب و الثقل

[2]

756- 2 الكافي، 1/ 525/ 1/ 1 العدة عن البرقي عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري عن أبي جعفر الثاني ع قال أقبل أمير المؤمنين و معه الحسن بن علي ع و هو متك على يد سلمان فدخل المسجد الحرام فجلس إذ أقبل رجل حسن الهيئة و اللباس فسلم على أمير المؤمنين ع فرد عليه السلام فجلس ثم قال يا أمير المؤمنين أسألك عن ثلاث مسائل إن أخبرتني بهن علمت أن القوم ركبوا من أمرك ما قضى عليهم و أن ليسوا بمأمونين في دنياهم و آخرتهم و إن تكن الأخرى علمت أنك

الوافي، ج 2، ص: 300

و هم شرع سواء فقال له أمير المؤمنين ع سلني عما بدا لك- قال أخبرني عن الرجل إذا نام أين يذهب روحه و عن الرجل كيف يذكر و ينسى و عن الرجل كيف يشبه ولده الأعمام و الأخوال فالتفت أمير المؤمنين إلى الحسن ع فقال يا أبا محمد أجبه قال فأجابه الحسن ع فقال الرجل أشهد أن لا إله إلا اللّٰه و لم أزل أشهد بها- و أشهد أن محمدا رسول اللّٰه و لم أزل أشهد بذلك و أشهد أنك وصي رسول اللّٰه و القائم بحجته و أشار إلى أمير المؤمنين ع و لم أزل أشهد بها- و

أشهد أنك وصيه و القائم بحجته و أشار إلى الحسن و أشهد أن الحسين بن علي وصي أخيه و القائم بحجته بعده و أشهد على علي بن الحسين أنه القائم بأمر الحسين بعده و أشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن الحسين و أشهد على جعفر بن محمد بأنه القائم بأمر محمد بن علي و أشهد على موسى أنه القائم بأمر جعفر بن محمد و أشهد على علي بن موسى أنه القائم بأمر موسى بن جعفر و أشهد على محمد بن على أنه القائم بأمر علي بن موسى و أشهد على علي بن محمد بأنه القائم بأمر محمد بن علي و أشهد على الحسن بن علي بأنه القائم بأمر علي بن محمد و أشهد على رجل من ولد الحسن لا يكنى و لا يسمى حتى يظهر أمره فيملؤها عدلا كما ملئت جورا و السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة اللّٰه و بركاته ثم قام فمضى فقال أمير المؤمنين ع يا أبا محمد اتبعه فانظر أين يقصد فخرج الحسن بن علي ع فقال ما كان إلا أن وضع رجله خارجا من المسجد فما دريت أين أخذ من أرض اللّٰه فرجعت إلى أمير المؤمنين فأعلمته فقال يا أبا محمد أ تعرفه قلت اللّٰه و رسوله و أمير المؤمنين أعلم قال هو الخضر ع

[3]
اشارة

757- 3 الكافي، 1/ 526/ 2/ 1 محمد عن الصفار عن البرقي مثله سواء قال محمد فقلت للصفار يا أبا جعفر وددت أن هذا الخبر جاء من غير جهة أحمد بن

الوافي، ج 2، ص: 301

أبي عبد اللّٰه قال فقال لقد حدثني قبل الحيرة بعشر سنين

بيان

ما قضى عليهم أي ما هو حجة عليهم دال على شقائهم شرع بالتسكين و تحرك سواء فسواء مفسر له و يستفاد من آخر هذا الخبر بأن البرقي قد تحير في أمر دينه طائفة من عمره و أن أخباره في تلك المدة ليست بنقية

و هذا الخبر رواه الشيخ الطبرسي رحمه اللّٰه في كتاب الاحتجاج عن أبي هاشم الجعفري عن أبي جعفر الثاني ع مثله و ذكر أجوبة أبي محمد الحسن ع قال أما ما سألت عنه من أمر الإنسان إذا نام أين تذهب روحه فإن روحه متعلقة بالريح و الريح متعلقة بالهواء إلى وقت ما يتحرك صاحبها لليقظة فإن أذن اللّٰه برد تلك الروح على صاحبها جذبت تلك الروح الريح و جذبت تلك الريح الهواء- فرجعت فسكنت في بدن صاحبها و إن لم يأذن اللّٰه عز و جل برد تلك الروح إلى صاحبها جذب الهواء الريح فجذبت الريح الروح فلم ترد على صاحبها إلى وقت ما يبعث- و أما ما ذكرت من أمر الذكر و النسيان فإن قلب الرجل في حق و على الحق طبق فإن صلى الرجل عند ذلك على محمد و آل محمد صلاة تامة انكشف ذلك الطبق عن ذلك الحق فأضاء القلب و ذكر الرجل ما كان نسي و إن هو لم يصل على محمد و آل محمد أو نقص من الصلاة عليهم انطبق ذلك الطبق على

ذلك الحق فأظلم القلب و نسي الرجل ما كان ذكره و أما ما ذكرت من أمر المولود- الذي يشبه أعمامه و أخواله فإن الرجل إذا أتى أهله فجامعها بقلب ساكن- و عروق هادئة و بدن غير مضطرب فأسكنت تلك النطفة جوف الرحم خرج الولد يشبه أباه و أمه و إن هو أتاها بقلب غير ساكن و عروق غير هادئة و بدن مضطرب اضطربت النطفة فوقعت في حال اضطرابها على بعض العروق فإن وقعت على عرق من عروق الأعمام أشبه الولد أعمامه و إن وقعت على عرق من عروق

الوافي، ج 2، ص: 302

الأخوال أشبه الولد أخواله فقال الرجل أشهد أن لا إله إلا اللّٰه

الحديث

[4]
اشارة

758- 4 الكافي، 1/ 529/ 4/ 1 علي عن أبيه عن حماد عن اليماني عن أبان بن أبي عياش و محمد عن أحمد عن ابن أبي عمير و علي بن محمد عن أحمد بن هلال عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس قال سمعت عبد اللّٰه بن جعفر الطيار يقول كنا عند معاوية أنا و الحسن و الحسين و عبد اللّٰه بن عباس و عمر بن أم سلمة و أسامة بن زيد فجرى بيني و بين معاوية كلام فقلت لمعاوية سمعت رسول اللّٰه ص يقول أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثم أخي علي بن أبي طالب أولى بالمؤمنين من أنفسهم فإذا استشهد علي ع فالحسن بن علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثم ابني الحسين من بعده أولى بالمؤمنين من أنفسهم فإذا استشهد فابنة علي بن الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم- و ستدركه يا علي ثم ابنه محمد بن علي أولى بالمؤمنين من

أنفسهم و ستدركه يا حسين ثم يكمله اثني عشر إماما تسعة من ولد الحسين قال عبد اللّٰه بن جعفر و استشهدت الحسن و الحسين و عبد اللّٰه بن عباس و عمر بن أم سلمة و أسامة بن زيد فشهدوا لي عند معاوية قال سليم و قد سمعت ذلك من سلمان و أبي ذر و المقداد و ذكروا أنهم سمعوا ذلك من رسول اللّٰه ص

بيان

ثم يكمله عطف على يقول يعني ثم يكمل رسول اللّٰه ص

الوافي، ج 2، ص: 303

الكلام إلى اثني عشر إماما

[5]

759- 5 الكافي، 4/ 466/ 10/ 1 محمد عن محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن عمرو بن أبي المقدام قال رأيت أبا عبد اللّٰه ع يوم عرفة بالموقف و هو ينادي بأعلى صوته أيها الناس إن رسول اللّٰه ص كان الإمام ثم كان علي بن أبي طالب ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي ثم هه فنادى ثلاث مرات- من بين يديه و عن يمينه و عن يساره و من خلفه اثنا عشر صوتا قال عمرو فلما أتيت منى سألت أصحاب العربية عن تفسير هه فقالوا هه لغة بني فلان أنا فسلوني قال ثم سألت غيرهم أيضا من أصحاب العربية فقالوا مثل ذلك

[6]
اشارة

760- 6 الكافي، 1/ 529/ 5/ 1 العدة عن البرقي عن أبيه عن عبد اللّٰه بن القاسم عن حيان السراج عن داود بن سليمان الكسائي عن أبي الطفيل قال شهدت جنازة أبي بكر يوم مات و شهدت عمر حين بويع و علي جالس ناحية فأقبل غلام يهودي جميل الوجه بهي عليه ثياب حسان و هو من ولد هارون حتى قام على رأس عمر فقال يا أمير المؤمنين أنت أعلم هذه الأمة بكتابهم و أمر نبيهم قال فطأطأ عمر رأسه فقال إياك أعني و أعاد عليه القول فقال له عمر لم ذاك قال إني جئتك مرتادا لنفسي شاكا في ديني فقال دونك هذا الشاب قال و من هذا الشاب قال هذا علي بن أبي

الوافي، ج 2، ص: 304

طالب ابن عم رسول اللّٰه ص و هذا أبو الحسن و الحسين ابني رسول اللّٰه و هذا زوج فاطمة بنت رسول اللّٰه ص فأقبل اليهودي على علي ع فقال

أ كذلك أنت قال نعم قال إني أريد أن أسألك عن ثلاث و ثلاث و واحدة قال فتبسم أمير المؤمنين ع من غير تبسم و قال يا هاروني ما منعك أن تقول سبعا قال أسألك عن ثلاث فإن أجبتني سألت عما بعدهن و إن لم تعلمهن علمت أنه ليس فيكم عالم قال علي ع فإني أسألك بالإله الذي تعبد لئن أنا أجبتك في كل ما تريد لتدعن دينك و لتدخلن في ديني قال ما جئت إلا لذاك قال فسل قال أخبرني عن أول قطرة دم قطرت على وجه الأرض أي قطرة هي و أول عين فاضت على وجه الأرض أي عين هي- و أول شي ء اهتز على وجه الأرض أي شي ء هو فأجابه أمير المؤمنين ع فقال له أخبرني عن الثلاث الأخر أخبرني عن محمد ص كم له من إمام عدل و في أي جنة يكون و من ساكنه معه في جنته فقال يا هاروني إن لمحمد اثني عشر إمام عدل لا يضرهم خذلان من خذلهم و لا يستوحشون بخلاف من خالفهم و إنهم في الدين أرسب من الجبال الرواسي في الأرض و مسكن محمد في جنته معه أولئك الاثنا عشر الإمام العدل فقال صدقت و اللّٰه الذي لا إله إلا هو إني لأجدها في كتب أبي هارون كتبه بيده و أملاه موسى عمي ع قال فأخبرني عن الواحدة أخبرني عن وصي محمد كم يعيش من بعده و هل يموت أو يقتل قال يا هاروني يعيش بعده ثلاثين سنة لا يزيد يوما و لا ينقص يوما ثم يضرب ضربة هاهنا يعني على قرنه فتخضب هذه من هذا قال- فصاح الهاروني و قطع كستيجه و هو

يقول أشهد أن لا إله إلا اللّٰه وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله و أنك وصيه ينبغي أن تفوق

الوافي، ج 2، ص: 305

و لا تفاق و أن تعظم و لا تستضعف قال ثم مضى به علي ع إلى منزله فعلمه معالم الدين

بيان

لم ذاك أي لم تسألني عن هذا مرتادا لنفسي طالبا لها ما فيه صلاحها من أمر الدين دونك خذ من غير تبسم أي ضحكا غير ذي صوت أو غير كاشف عن أسنانه أرسب أثبت الرواسي الثوابت و الكسيتج بضم الكاف و السين المهملة و تقديم المثناة التحتانية على الفوقانية و الجيم خيط غليظ يشده الذمي فوق ثيابه دون الزنار

[7]
اشارة

761- 7 الكافي، 1/ 531/ 8/ 1 محمد عن محمد بن الحسين عن مسعدة بن زياد عن أبي عبد اللّٰه ع و محمد بن الحسين عن إبراهيم عن ابن أبي يحيى المديني عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال كنت حاضرا قال لما هلك أبو بكر و استخلف عمر أقبل يهودي من عظماء يهود يثرب و تزعم يهود المدينة أنه أعلم أهل زمانه حتى رفع إلى عمر فقال له يا عمر إني جئتك أريد الإسلام فإن أخبرتني عما أسألك عنه فأنت أعلم أصحاب محمد بالكتاب و السنة و جميع ما أريد أن أسأل عنه قال فقال له عمر إني لست هناك و لكني أرشدك إلى من هو أعلم أمتنا بالكتاب و السنة و جميع ما قد تسأل عنه و هو ذاك فأومى إلى علي ع فقال له اليهودي يا عمر إن كان هذا كما تقول فما لك و لبيعة

الوافي، ج 2، ص: 306

الناس و إنما ذاك أعلمكم فزبره عمر ثم إن اليهودي قام إلى علي ع فقال أنت كما ذكر عمر قال و ما قال عمر فأخبره قال إن كنت كما قال سألتك عن أشياء أريد أن أعلم هل يعلمه أحد منكم فأعلم أنكم في دعواكم خير الأمم و أعلمها صادقون و مع

ذلك أدخل في دينكم الإسلام- فقال أمير المؤمنين ع نعم أنا كما ذكر لك عمر سل عما بدا لك أخبرك به إن شاء اللّٰه تعالى قال أخبرني عن ثلاث و ثلاث و واحدة فقال له علي ع يا يهودي و لم لم تقل أخبرني عن سبع فقال له اليهودي إنك إن أخبرتني بالثلاث سألتك عن البقية و إلا كففت فإن أنت أجبتني في هذه السبع فأنت أعلم أهل الأرض و أفضلهم و أولى الناس بالناس- فقال له سل عما بدا لك يا يهودي قال أخبرني عن أول حجر وضع على وجه الأرض و أول شجرة غرست على وجه الأرض و أول عين نبعت على وجه الأرض فأخبره أمير المؤمنين ص ثم قال له اليهودي أخبرني عن هذه الأمة كم لها من إمام هدى و أخبرني عن نبيكم محمد أين منزله في الجنة و أخبرني من معه في الجنة فقال له أمير المؤمنين إن لهذه الأمة اثني عشر إماما هدى من ذرية نبيها و هم مني و أما منزلة نبينا في الجنة ففي أفضلها و أشرفها جنة عدن و أما من معه في منزله فيها فهؤلاء الاثنا عشر من ذريته و أمهم و جدتهم و أم أمهم و ذراريهم لا يشركهم فيها أحد

بيان

كأن المستتر في قال الثانية لأبي عبد اللّٰه ع و لما هلك مقول القولين فزبره زجره و منعه و جدتهم يعني بها فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين ع و هذا الخبر رواه في كتاب الاحتجاج عن صالح بن عقبة عن

الوافي، ج 2، ص: 307

الصادق ع على اختلاف في ألفاظه و اختصار إلا أنه ذكر فيه أجوبة أمير المؤمنين ع عن المسائل

السبع جميعا

قال يا يهودي أنتم تقولون إن أول حجر وضع على وجه الأرض الحجر الذي في بيت المقدس و كذبتم هو الحجر الأسود الذي نزل مع آدم من الجنة قال صدقت و اللّٰه إنه لبخط هارون و إملاء موسى قال أمير المؤمنين ع و أما العين فأنتم تقولون إن أول عين نبعت على وجه الأرض العين التي ببيت المقدس و كذبتم هي عين الحياة التي غسل فيها نون موسى و هي العين التي شرب منها الخضر و ليس يشرب منها أحد إلا حيي- قال صدقت و اللّٰه إنه لبخط هارون و إملاء موسى ع قال علي ع و أما الشجرة فأنتم تقولون إن أول شجرة نبتت على وجه الأرض الزيتون و كذبتم هي العجوة نزل بها آدم من الجنة قال و الثلاث الأخرى كم لهذه الأمة من إمام هدي لا يضرهم من خذلهم قال اثنا عشر إماما قال صدقت و اللّٰه إنه لبخط هارون و إملاء موسى قال و أين مسكن نبيكم من الجنة قال في أعلاها درجة و أشرفها مكانا في جنات عدن قال صدقت و اللّٰه إنه لبخط هارون و إملاء موسى قال فمن ينزل معه في منزله قال اثنا عشر إماما قال صدقت و اللّٰه إنه لبخط هارون و إملاء موسى قال بقيت السابعة قال كم يعيش وصيه بعده قال ثلاثون سنة قال ثم هو يموت أو يقتل قال يضرب على قرنه فتخضب لحيته قال صدقت و اللّٰه إنه لبخط هارون و إملاء موسى ثم أسلم و حسن إسلامه

[8]
اشارة

762- 8 الكافي، 1/ 530/ 6/ 1 محمد عن محمد بن أحمد عن محمد بن الحسين عن أبي سعيد العصفوري عن عمرو

بن ثابت عن أبي حمزة قال سمعت علي بن الحسين ع يقول إن اللّٰه تعالى خلق محمدا و عليا و أحد عشر من ولده من نور عظمته فأقامهم أشباحا في ضياء نوره يعبدونه

الوافي، ج 2، ص: 308

قبل خلق الخلق يسبحون اللّٰه و يقدسونه و هم الأئمة من ولد رسول اللّٰه ص

بيان

قد مضى في أول كتاب العقل ما يوضح هذا الحديث بعض الإيضاح

[9]

763- 9 الكافي، 1/ 533/ 14/ 1 القمي عن الحسين بن عبيد اللّٰه عن الخشاب عن علي بن سماعة عن ابن رباط عن ابن أذينة عن زرارة قال سمعت أبا جعفر ع يقول الاثنا عشر الإمام من آل محمد كلهم محدث من ولد رسول اللّٰه ص و ولد علي بن أبي طالب ع فرسول اللّٰه و علي ص هما الوالدان

[10]
اشارة

764- 10 الكافي، 1/ 531/ 7/ 1 محمد عن عبد اللّٰه بن محمد الخشاب عن ابن سماعة عن ابن رباط عن ابن أذينة عن زرارة قال سمعت أبا جعفر ع يقول الاثنا عشر الإمام من آل محمد ص كلهم محدث من ولد رسول اللّٰه و من ولد علي و رسول اللّٰه و علي هما الوالدان- فقال عبد اللّٰه بن راشد و كان أخا علي بن الحسين لأمه و أنكر ذلك فصرر

الوافي، ج 2، ص: 309

أبو جعفر ع و قال أما إن ابن أمك كان أحدهم

بيان

فقال عبد اللّٰه بن راشد يعني قولا يشعر بالإنكار فحذف و أقيم و أنكر ذلك مقامه و في بعض النسخ علي بن راشد فصرر بتشديد الراء من الصرة بمعنى الصياح الشديد

[11]

765- 11 الكافي، 1/ 532/ 9/ 1 محمد عن محمد بن الحسين عن الفقيه، 4/ 180/ 5408 السراد عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع عن جابر بن عبد اللّٰه الأنصاري قال دخلت على فاطمة ع و بين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها فعددت اثني عشر آخرهم القائم ثلاثة منهم محمد و أربعة منهم علي

[12]

766- 12 الكافي، 1/ 532/ 10/ 1 علي عن العبيدي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال إن اللّٰه تعالى أرسل محمدا ص إلى الجن و الإنس و جعل من بعده اثني عشر وصيا منهم من سبق و منهم من بقي و كل وصي جرت له سنة و الأوصياء الذين من بعد محمد ص على سنة أوصياء عيسى و كانوا اثني عشر و كان أمير المؤمنين ع على سنة المسيح

الوافي، ج 2، ص: 310

[13]

767- 13 الكافي، 1/ 532/ 11/ 1 محمد عن ابن عيسى و محمد بن أبي عبد اللّٰه و محمد بن الحسن عن سهل جميعا عن الحسن بن عباس بن الحريش عن أبي جعفر الثاني ع إن أمير المؤمنين ع قال لابن عباس إن ليلة القدر في كل سنة و إنه ينزل في تلك الليلة أمر السنة- و لذلك الأمر ولاة بعد رسول اللّٰه ص فقال ابن عباس من هم قال أنا و أحد عشر من صلبي أئمة محدثون

[14]

768- 14 الكافي، 1/ 533/ 12/ 1 بهذا الإسناد قال قال رسول اللّٰه ص لأصحابه آمنوا بليلة القدر إنها تكون لعلي بن أبي طالب ع و لولده الأحد عشر من بعدي

[15]

769- 15 الكافي، 1/ 533/ 13/ 1 بهذا الإسناد إن أمير المؤمنين ع قال لأبي بكر يوما لٰا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللّٰهِ أَمْوٰاتاً بَلْ أَحْيٰاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ و أشهد أن رسول اللّٰه ص مات شهيدا و اللّٰه ليأتينك فأيقن إذا جاءك فإن الشيطان غير متمثل به فأخذ علي ع بيد أبي بكر فأراه النبي ص فقال له يا أبا بكر آمن بعلي و بأحد عشر من ولده إنهم مثلي إلا النبوة و تب إلى اللّٰه مما في يدك فإنه لا حق لك فيه قال ثم ذهب فلم ير

[16]

770- 16 الكافي، 1/ 533/ 15/ 1 الثلاثة عن سعيد بن غزوان عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال يكون تسعة أئمة بعد الحسين بن علي

الوافي، ج 2، ص: 311

تاسعهم قائمهم

[17]

771- 17 الكافي، 1/ 533/ 16/ 1 الاثنان عن الوشاء عن أبان عن زرارة قال سمعت أبا جعفر ع يقول نحن اثنا عشر إماما منهم حسن و حسين ثم الأئمة من ولد الحسين ع

[18]
اشارة

772- 18 الكافي، 1/ 534/ 17/ 1 محمد عن محمد بن أحمد عن محمد بن الحسين عن أبي سعيد العصفوري عن عمرو بن ثابت عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّٰه ص إني و اثني عشر من ولدي و أنت يا علي زر الأرض يعني أوتادها جبالها بنا أوتد اللّٰه تعالى الأرض أن تسيخ بأهلها فإذا ذهب الاثنا عشر من ولدي- ساخت الأرض بأهلها و لم ينظروا

بيان

اثني عشر من ولدي منهم فاطمة ع زر الأرض بتقديم الزاي المكسورة على الراء المشددة قوامها كما فسره ع قال في النهاية و في حديث أبي ذر يصف عليا ع و إنه لعالم الأرض و زرها الذي تسكن إليه أي قوامها و أصله من زر القلب و هو عظم صغير يكون قوام القلب به و جبالها بدل من أوتادها أن تسيخ بأهلها أي تنخسف فيغوص فيها أهلها و لم ينظروا لم يمهلوا

[19]

773- 19 الكافي، 1/ 534/ 18/ 1 بهذا الإسناد عن أبي سعيد رفعه عن أبي جعفر ع

الوافي، ج 2، ص: 312

قال قال رسول اللّٰه ص من ولدي اثنا عشر نقيبا نجباء محدثون مفهمون آخرهم القائم بالحق يملؤها عدلا كما ملئت جورا

[20]
اشارة

774- 20 الكافي، 1/ 534/ 19/ 1 علي بن محمد و محمد بن الحسن عن سهل عن ابن شمون عن الأصم عن كرام قال حلفت فيما بيني و بين نفسي أن لا آكل طعاما بنهار أبدا حتى يقوم قائم آل محمد فدخلت على أبي عبد اللّٰه ع قال فقلت له رجل من شيعتكم جعل لله عليه أن لا يأكل طعاما بنهار أبدا حتى يقوم قائم آل محمد قال فصم إذا يا كرام و لا تصم العيدين و لا ثلاثة التشريق و لا إذا كنت مسافرا و لا مريضا فإن الحسين ع لما قتل عجت السماوات و الأرض و من عليها و الملائكة- فقالوا يا ربنا ائذن لنا في هلاك الخلق حتى نجليهم عن جديد الأرض بما استحلوا حرمتك و قتلوا صفوتك فأوحى اللّٰه تعالى إليهم يا ملائكتي و يا سماواتي و يا أرضي اسكنوا ثم كشف حجابا من الحجب فإذا خلقة محمد و اثنا عشر وصيا له ع و أخذ بيد فلان القائم من بينهم فقال يا ملائكتي و يا سماواتي و يا أرضي بهذا أنتصر لهذا قالها ثلاث مرات

بيان

كنى كرام عن الصوم بما قال و العجيج الأنين نجليهم بالجيم من الأجلاء و جديد الأرض بالجيم وجهها خلقة محمد و اثني عشر كأنها بكسر المعجمة و القاف و الإضافة يعني هيئتهم و صورتهم و يحتمل الفتح و الفاء و الضمير

الوافي، ج 2، ص: 313

و رفع ما بعدها أي خلف الحجاب

[21]

775- 21 الكافي، 1/ 534/ 20/ 1 محمد و أحمد عن محمد بن الحسين عن أبي طالب عن عثمان عن سماعة قال كنت أنا و أبو بصير و محمد بن عمران مولى أبي جعفر ع في منزله بمكة فقال محمد بن عمران سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول نحن اثنا عشر محدثا فقال له أبو بصير سمعت من أبي عبد اللّٰه ع فحلفه مرة أو مرتين أنه سمعه فقال أبو بصير لكني سمعته من أبي جعفر ع

[22]

776- 22 الفقيه، 4/ 179/ 5406 محمد بن أبي عبد اللّٰه الكوفي عن موسى بن عمران النخعي عن عمه الحسين بن يزيد عن الحسين بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن يحيى بن القاسم عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن جده ع قال قال رسول اللّٰه ص الأئمة بعدي اثنا عشر أولهم علي بن أبي طالب و آخرهم القائم فهم خلفائي و أوصيائي و أوليائي و حجج اللّٰه على أمتي بعدي المقر بهم مؤمن و المنكر لهم كافر

الوافي، ج 2، ص: 314

باب 32 الإشارة و النص على أمير المؤمنين ص

[1]
اشارة

777- 1 الكافي، 1/ 293/ 3/ 1 محمد بن الحسين و غيره عن سهل عن محمد بن عيسى و محمد و محمد بن الحسين جميعا عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر و عبد الكريم بن عمرو عن عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد اللّٰه ع قال أوصى موسى ع إلى يوشع بن نون و أوصى يوشع إلى ولد هارون و لم يوص إلى ولده و لا إلى ولد موسى إن اللّٰه تعالى له الخيرة يختار من يشاء ممن يشاء و بشر موسى و يوشع بالمسيح ع فلما أن بعث اللّٰه عز و جل المسيح ع قال المسيح لهم إنه سوف يأتي من بعدي نبي اسمه أحمد من ولد إسماعيل ع يجي ء بتصديقي و تصديقكم و عذري و عذركم و جرت من بعده في الحواريين في المستحفظين و إنما سماهم اللّٰه تعالى المستحفظين لأنهم استحفظوا الاسم الأكبر و هو الكتاب الذي يعلم به علم كل شي ء الذي كان مع الأنبياء ع يقول اللّٰه تعالى لَقَدْ أَرْسَلْنٰا رُسُلَنٰا- بِالْبَيِّنٰاتِ وَ أَنْزَلْنٰا مَعَهُمُ الْكِتٰابَ وَ الْمِيزٰانَ الكتاب الاسم الأكبر

و إنما عرف مما يدعي الكتاب التوراة و الإنجيل و الفرقان فيها كتاب نوح ع و فيها كتاب صالح و شعيب و إبراهيم فأخبر اللّٰه عز و جل إِنَّ هٰذٰا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولىٰ صُحُفِ إِبْرٰاهِيمَ

الوافي، ج 2، ص: 315

وَ مُوسىٰ فأين صحف إبراهيم إنما صحف إبراهيم الاسم الأكبر و صحف موسى الاسم الأكبر فلم تزل الوصية في عالم بعد عالم حتى دفعوها إلى محمد ص فلما بعث اللّٰه تعالى محمدا ص أسلم له العقب من المستحفظين و كذبه بنو إسرائيل و دعا إلى اللّٰه تعالى و جاهد في سبيله- ثم أنزل اللّٰه تعالى عليه أن أعلن فضل وصيك فقال رب إن العرب قوم جفاة لم يكن فيهم كتاب و لم يبعث إليهم نبي و لا يعرفون فضل نبوات الأنبياء و لا شرفهم و لا يؤمنون بي إن أنا أخبرتهم بفضل أهل بيتي فقال اللّٰه تعالى وَ لٰا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ- وَ قُلْ سَلٰامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ فذكر من فضل وصيه ذكرا فوقع النفاق في قلوبهم فعلم رسول اللّٰه ص ذلك و ما يقولون فقال اللّٰه تعالى يا محمد وَ لَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمٰا يَقُولُونَ- فإنهم لا يكذبونك وَ لٰكِنَّ الظّٰالِمِينَ بِآيٰاتِ اللّٰهِ يَجْحَدُونَ لكنهم يجحدون بغير حجة لهم و كان رسول اللّٰه ص يتألفهم و يستعين ببعضهم على بعض و لا يزال يخرج لهم شيئا في فضل وصيه حتى نزلت هذه السورة- فاحتج عليهم حين أعلم بموته و نعيت إليه نفسه فقال اللّٰه تعالى فَإِذٰا فَرَغْتَ فَانْصَبْ وَ إِلىٰ رَبِّكَ فَارْغَبْ يقول فإذا فرغت فانصب علمك و أعلن وصيك- فأعلمهم فضله علانية فقال ص من كنت مولاه فعلي مولاه- اللهم وال من والاه و عاد

من عاداه ثلاث مرات ثم قال لأبعثن رجلا

الوافي، ج 2، ص: 316

يحب اللّٰه و رسوله و يحبه اللّٰه و رسوله ليس بفرار يعرض بمن رجع يجبن أصحابه و يجبنونه و قال ص علي سيد المؤمنين و قال علي عمود الدين و قال هذا الذي يضرب الناس بالسيف على الحق بعدي- و قال الحق مع علي أينما مال و قال إني تارك فيكم أمرين إن أخذتم بهما لن تضلوا كتاب اللّٰه و أهل بيتي عترتي أيها الناس اسمعوا قد بلغت أنكم ستردون على الحوض فأسألكم عما فعلتم في الثقلين و الثقلان كتاب اللّٰه و أهل بيتي فلا تسبقوهم فتهلكوا و لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم فوقعت الحجة بقول النبي ص و بالكتاب الذي يقرؤه الناس فلم يزل يلقى فضل أهل بيته بالكلام و يبين لهم بالقرآن إِنَّمٰا يُرِيدُ اللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً و قال تعالى وَ اعْلَمُوا أَنَّمٰا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْ ءٍ فَأَنَّ لِلّٰهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبىٰ ثم قال تعالى وَ آتِ ذَا الْقُرْبىٰ حَقَّهُ فكان علي ع و كان حقه الوصية التي جعلت له و الاسم الأكبر و ميراث العلم و آثار علم النبوة فقال قُلْ لٰا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبىٰ ثم قال وَ إِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ يقول أسألكم عن المودة التي أنزلت عليكم فضلها مودة القربى بأي ذنب قتلتموهم و قال تعالى فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لٰا تَعْلَمُونَ قال الكتاب الذكر و أهله آل محمد ع أمر اللّٰه تعالى بسؤالهم و لم يؤمروا بسؤال الجهال و سمى اللّٰه تعالى القرآن ذكرا

الوافي، ج 2، ص: 317

فقال تبارك و تعالى وَ أَنْزَلْنٰا

إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنّٰاسِ مٰا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ- و قال تعالى وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ و قال تعالى أَطِيعُوا اللّٰهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ و قال تعالى وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَ إِلىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ فرد الأمر أمر الناس إلى أولى الأمر منهم الذين أمر بطاعتهم و بالرد إليهم فلما رجع رسول اللّٰه ص من حجة الوداع نزل عليه جبرئيل فقال يٰا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مٰا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمٰا بَلَّغْتَ رِسٰالَتَهُ وَ اللّٰهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّٰاسِ إِنَّ اللّٰهَ لٰا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكٰافِرِينَ- فنادى الناس فاجتمعوا و أمر بسمرات فقم شوكهن ثم قال ص يا أيها الناس من وليكم و أولى بكم من أنفسكم فقالوا اللّٰه و رسوله فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه ثلاث مرات فوقعت حسكة النفاق في قلوب القوم و قالوا ما أنزل اللّٰه تعالى هذا على محمد قط و ما يريد إلا أن يرفع بضبع ابن عمه- فلما قدم المدينة أتته الأنصار فقالوا يا رسول اللّٰه إن اللّٰه تعالى قد أحسن إلينا و شرفنا بك و بنزولك بين ظهرانينا فقد فرح اللّٰه صديقنا و كبت عدونا- و قد يأتيك وفود فلا تجد ما تعطيهم فيشمت بك العدو فنحب أن تأخذ ثلث أموالنا حتى إذا قدم عليك وفد مكة وجدت ما تعطيهم فلم يرد رسول اللّٰه ص عليهم شيئا و كان ينتظر ما يأتيه من ربه فنزل

الوافي، ج 2، ص: 318

عليه جبرئيل و قال قُلْ لٰا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبىٰ

و لم يقبل أموالهم- فقال المنافقون ما أنزل اللّٰه هذا على محمد و ما يريد إلا أن يرفع بضبع ابن عمه و يحمل علينا أهل بيته يقول أمس من كنت مولاه فعلي مولاه و اليوم قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ثم نزل عليه آية الخمس فقالوا يريد أن نعطيهم أموالنا و فيئنا ثم أتاه جبرئيل ع فقال يا محمد إنك قد قضيت نبوتك و استكملت أيامك فاجعل الاسم الأكبر و ميراث العلم و آثار علم النبوة عند علي فإني لم أترك الأرض إلا و لي فيها عالم تعرف به طاعتي و تعرف به ولايتي و يكون حجة لمن يولد بين قبض النبي إلى خروج النبي الآخر قال فأوصى إليه بالاسم الأكبر- و ميراث العلم و آثار علم النبوة و أوصى إليه بألف كلمة و ألف باب يفتح كل كلمة و كل باب ألف كلمة و ألف باب

بيان

عذري و عذركم حجتي و حجتكم من قولهم أعذر إذا احتج لنفسه أو براءتي مما رميت به من السوء و براءتكم من متابعة من كان متصفا بمثله و الحواريون هم خواص عيسى على نبينا و آله و عليه السلام و أنصاره من التحوير بمعنى التبييض قيل إنهم كانوا قصارين يبيضون الثياب و ينقونها من الأوساخ و قيل بل كانوا ينقون نفوس الخلائق من الكدورات و أوساخ الصفات الذميمة و قال الأزهري هم خلصان الأنبياء و تأويله الذين خلصوا و نقوا من كل عيب و تسمية اللّٰه إياهم بالمستحفظين كأنها إشارة إلى قوله عز و جل في شأن توراة فِيهٰا هُدىً وَ نُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هٰادُوا وَ الرَّبّٰانِيُّونَ وَ الْأَحْبٰارُ بِمَا

اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتٰابِ اللّٰهِ وَ كٰانُوا

الوافي، ج 2، ص: 319

عَلَيْهِ شُهَدٰاءَ و استحفاظهم الاسم الأكبر الذي هو الكتاب الجامع للعلوم الغير المنفك عن الأنبياء لعله كناية عن انتقاش قلوبهم الصافية المصيقلة بنور اللّٰه بما في اللوح المحفوظ و صيرورتهم العقل بالفعل و بلوغهم رتبة الشهود التام و إلى قابلية الإنسان لهذه الرتبة

أشار أمير المؤمنين ص بقوله

دواؤك فيك و ما تشعر و داؤك منك و ما تبصر

و تزعم أنك جرم صغير و فيك انطوى العالم الأكبر

و أنت الكتاب المبين الذي بأحرفه يظهر المضمر

و العالم الأكبر هو الاسم الأكبر إذ العالم ما يعلم به الشي ء كالاسم ما يعلم به المسمى و من الأنبياء و الأوصياء من أوتي علم الكتاب كله و منهم من أوتي بعضه و إلى الأول أشير بقوله عز و جل قُلْ كَفىٰ بِاللّٰهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتٰابِ يعني به أمير المؤمنين ع و إلى الثاني بقوله تعالى قٰالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتٰابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ حيث أتى بمن التبعيضية يعني به آصف بن برخيا و كان المراد بالميزان الشرع و بقوله و إنما عرف مما يدعي الكتاب أن المعروف مما يسمى بالكتاب ليس سوى هذه الثلاثة مع أن كثيرا من الأنبياء كان معهم كتب غير هذه منها كذا و منها كذا و قد أخبر اللّٰه عن بعضها و ليس ذلك بمعروف بين الناس فإذا انحصر الكتب فيما عرف فأين صحف إبراهيم الذي أخبر اللّٰه عنها و الغرض من هذا الكلام الرد على من زعم أن المراد بالمستحفظين لكتاب اللّٰه علماء اليهود الحافظون للتوراة و من يحذو حذوهم في حفظ

الألفاظ و القصص فبين ع أن المراد بكتاب اللّٰه الاسم الأكبر المشتمل على كل ما في العالم من شي ء الذي كتبه الرحمن بيده كما قال سبحانه

الوافي، ج 2، ص: 320

أُولٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمٰانَ وَ أَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ

و عن أمير المؤمنين ع إن صحف إبراهيم كانت عشرين صحيفة و صحف إدريس ثلاثين و صحف شيث خمسين يعني ما كان يتلى من الاسم الأكبر على الناس

و عن أبي ذر رضي اللّٰه عنه أنه قال لرسول اللّٰه ص ما كانت صحف إبراهيم قال اقرأ يا أبا ذر قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكّٰى وَ ذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلّٰى بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيٰاةَ الدُّنْيٰا وَ الْآخِرَةُ خَيْرٌ وَ أَبْقىٰ إِنَّ هٰذٰا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولىٰ صُحُفِ إِبْرٰاهِيمَ وَ مُوسىٰ.

يعني فيها أمثال هذه الكلمات فإنهم لا يكذبونك قيل معناه أن تكذيبك أمر راجع إلى اللّٰه لأنك جئت من عنده بالمعجزات و الآيات فهم لا يكذبونك في الحقيقة و إنما يكذبون اللّٰه بجحود آياته أو المراد أنهم لا يكذبونك بقلوبهم و لكنهم يجحدون بألسنتهم أو أنهم لا يكذبونك و لا يجحدونك و لكنهم يجحدون بآيات اللّٰه و ذلك أنه ص كان يسمى عندهم بالأمين يعرفون أنه لا يكذب في شي ء و كان أبو جهل يقول ما نكذبك و إنك عندنا لمصدق و إنما نكذب ما جئتنا به

و روي أن الأخنس بن سريق قال لأبي جهل يا أبا الحكم أخبرني عن محمد أ صادق هو أم كاذب فإنه ليس عندنا أحد غيرنا فقال له و اللّٰه إن محمدا لصادق و ما كذب قط و لكن إذا ذهب بنو قصي باللواء و السقاية و الحجابة و النبوة فما ذا يكون لسائر قريش

و في روضة

الكافي عن أبي عبد اللّٰه ع

الوافي، ج 2، ص: 321

إنه قرأ رجل على أمير المؤمنين ع هذه الآية فقال بلى و اللّٰه لقد كذبوه أشد التكذيب و لكنها مخففة فإنهم لا يكذبونك و لا يأتون بباطل يكذبون به حقك.

و هذا التفسير موافق لما فسرها ع به هاهنا بقوله لكنهم يجحدون بغير حجة لهم و كأنه أريد بقوله ع مخففة أنه من أكذبه بمعنى ألفاه كاذبا و يأتي هذا الخبر مع إسناده في كتاب الروضة إن شاء اللّٰه و أريد بهذه السورة سورة أ لم نشرح كما يظهر مما بعد و جملة فاحتج عليهم معترضة و كأنه أشير بها إلى ما فعل بغدير خم و في بعض النسخ هذه الآية يعني آية فَإِذٰا فَرَغْتَ فَانْصَبْ و المشهور فيها فتح الصاد من النصب بمعنى التعب و الاجتهاد يعني إذا فرغت من عباده عقبها بأخرى و واصل بعضها ببعض و لا تخل وقتا من أوقاتك تكون فارغا فيه لم تشغله بعباده و المستفاد من هذا الحديث أنه بكسر الصاد من النصب بالتسكين بمعنى الرفع و الوضع يعني فإذا فرغت من أمر تبليغ الرسالة.

و ما يجب عليك إنهاؤه من الأحكام و الشرائع فانصب علمك بفتح اللام أي ارفع علم هدايتك للناس و ضع من يقوم به خلافتك موضعك حتى يكون قائما مقامك من بعدك بتبليغ الأحكام و هداية الأنام لئلا ينقطع خيط الهداية و الرسالة بين اللّٰه و بين عباده و يكون ذلك مستمرا بقيام إمام مقام إمام أبدا إلى يوم القيامة قال في الكشاف و من البدع ما روي عن بعض الرافضة أنه قرأ فانصب بكسر الصاد أي فانصب عليا للإمامة قال و لو صح هذا للرافضي لصح

للناصبي أن يقرأه هكذا و يجعله أمرا بالنصب الذي هو بغض علي و عداوته.

أقول نصب الإمام و الخليفة بعد الفراغ من تبليغ الرسالة أو الفراغ من العبادة أمر معقول بل واجب لئلا يكون الناس بعده في حيرة و ضلال فصح أن يترتب عليه و أما بغض علي و عداوته فما وجه ترتبه على تبليغ الرسالة أو العبادة و ما وجه

الوافي، ج 2، ص: 322

معقوليته مع أن كتب العامة مشحونة بذكر محبة النبي ص و إظهاره فضله للناس مدة حياته و أن حبه إيمان و بغضه كفر انظروا إلى هذا الملقب بجار اللّٰه العلامة مع براعته في العلوم العربية كيف أعمى اللّٰه بصيرته بغشاوة حمية التعصب في مثل هذا المقام حتى أتى بمثل هذه الترهات بلى إنها لا تعمى الأبصار و لكن تعمى القلوب التي في الصدور يعرض بمن رجع جملة حالية يعني قال ليس بفرار تعريضا بمن فر يجبن أصحابه و يجبنونه يعني به الأولين وَ إِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ بفتح الواو و تشديد الدال من غير همز و يستفاد من تأويله أنهم ع هكذا كانوا يقرءونه بسمرات سمرة بضم الميم شجرة معروفة فقم أزيل و منه القمامة حسكة النفاق أي عداوته و حقده بضبع ابن عمه بالفتح عضده بين ظهرانينا أي بيننا فإن ظهراني و ظهرا و أظهرا من المزيدات في مثله و منه قول المظاهر لامرأته أنت علي كظهر أمي أي كأمه و كبت عدونا صرعه و أخزاه و رده بغيظه وفود ورود قادمون فيشمت بك يفرح ببليتك و يحمل علينا أهل بيته يسلطهم علينا و يسخرنا تحت أوامر و نواهيهم و فيئنا غنيمتنا و خراجنا بألف كلمة و ألف باب يعني بقواعد

كلية أصولية و قوانين مضبوطة جملية أمكنه أن يستنبط منها أحكاما جزئية و مسائل فرعية تفصيلية مثال ذلك

ما رواه الصفار رحمه اللّٰه في بصائر الدرجات بإسناده عن موسى بن بكر قال قالت لأبي عبد اللّٰه ع الرجل يغمى عليه اليوم و اليومين أو ثلاثة أو أكثر من ذلك كم يقضي من صلاته فقال أ لا أخبرك بما ينتظم به هذا و أشباهه فقال كلما غلب اللّٰه عليه من أمر فالله أعذر لعبده و زاد فيه غيره قال قال أبو عبد اللّٰه ع و هذا من الأبواب التي يفتح كل باب منها ألف باب

[2]
اشارة

778- 2 الكافي، 1/ 296/ 4/ 1 علي عن أبيه و صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن يحيى بن معمر العطار عن بشير الدهان عن أبي عبد اللّٰه ع

الوافي، ج 2، ص: 323

الكافي، 8/ 146/ 123 يحيى الحلبي عن بشير الكناسي عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص في مرضه الذي توفي فيه ادعوا لي خليلي فأرسلتا إلى أبويهما فلما نظر إليهما رسول اللّٰه ص أعرض عنهما ثم قال ادعوا لي خليلي فأرسل إلى علي فلما نظر إليه أكب عليه يحدثه فلما خرج لقياه فقالا له ما حدثك.

خليلك فقال حدثني ألف باب يفتح كل باب ألف باب

بيان

أكب أقبل

[3]
اشارة

779- 3 الكافي، 1/ 297/ 9/ 1 علي بن محمد عن سهل عن محمد بن الوليد شباب الصيرفي عن يونس بن رباط قال دخلت أنا و كامل التمار على أبي عبد اللّٰه ع فقال له كامل جعلت فداك حديث رواه فلان- فقال أذكره فقال حدثني أن النبي ص حدث عليا ع بألف باب يوم توفي رسول اللّٰه ص كل باب يفتح ألف باب فذلك ألف ألف باب فقال لقد كان ذلك- قلت جعلت فداك فظهر ذلك لشيعتكم و مواليكم فقال يا كامل باب أو بابان فقلت له جعلت فداك فما يروى من فضلكم من ألف ألف باب إلا باب أو بابان قال فقال و ما عسيتم أن ترووا من فضلنا- ما تروون من فضلنا إلا ألفا غير معطوفة

الوافي، ج 2، ص: 324

بيان

من فضلكم أي من علمكم إلا ألفا غير معطوفة يعني إلا حرفا واحدا ناقصا أي أقل من حرف واحد و إنما اختار الألف لأنها أقل الحروف و أبسطها و أخفها مئونة و عدم عطفها كناية عن نقصانها فإنها تكتب في رسم الخط الكوفي هكذا أ فإذا كان طرفها غير مائل كان ناقصا

[4]

780- 4 الكافي، 1/ 297/ 8/ 1 محمد عن أحمد عن الحسين عن القاسم بن محمد عن علي بن أبي حمزة عن ابن أبي سعيد عن أبان بن تغلب عن أبي عبد اللّٰه ع قال لما حضر رسول اللّٰه ص الموت- دخل عليه علي ع فأدخل رأسه ثم قال يا علي إذا أنا مت فغسلني و كفني ثم أقعدني و سلني و اكتب

[5]
اشارة

781- 5 الكافي، 1/ 296/ 7/ 1 العدة عن أحمد عن البزنطي الكافي، 3/ 150/ 1/ 1 العدة عن التهذيب، 1/ 435/ 42/ 1 سهل عن البزنطي عن فضيل سكرة قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع جعلت فداك هل للماء الذي يغسل به الميت حد محدود قال إن رسول اللّٰه ص قال لعلي ع إذا أنا مت فاستق ست قرب من ماء بئر غرس فغسلني و كفني

الوافي، ج 2، ص: 325

و حنطني فإذا فرغت من غسلي و كفني فخذ بجوامع كفني و أجلسني ثم سلني عما شئت فو الله لا تسألني عن شي ء إلا أجبتك فيه

بيان

غرس بئر بالمدينة و في الحديث غرس من عيون الجنة

[6]

782- 6 الكافي، 1/ 296/ 5/ 1 القميان عن محمد بن إسماعيل عن بزرج عن الحضرمي عن أبي جعفر ع قال علم رسول اللّٰه ص عليا ع ألف حرف كل حرف يفتح ألف حرف

[7]
اشارة

783- 7 الكافي، 1/ 296/ 6/ 1 العدة عن أحمد عن علي بن الحكم عن علي عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع قال كان في ذؤابة سيف رسول اللّٰه ص صحيفة صغيرة فقلت لأبي عبد اللّٰه ع أي شي ء كان في تلك الصحيفة قال هي الأحرف التي يفتح كل حرف ألف حرف قال أبو بصير قال أبو عبد اللّٰه ع فما خرج منها حرفان حتى الساعة

بيان

ذؤابة كل شي ء أعلاه و أصلها الهمز قلبت واوا

[8]

784- 8 الكافي، 1/ 289/ 5/ 1 علي عن صالح بن السندي عن جعفر بن

الوافي، ج 2، ص: 326

بشير عن هارون بن خارجة عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال كنت عنده جالسا فقال له رجل حدثني عن ولاية علي أ من اللّٰه تعالى أو من رسوله فغضب ثم قال ويحك كان رسول اللّٰه ص أخوف لله من أن يقول ما لم يأمره به اللّٰه بل افترضه كما افترض اللّٰه الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج

[9]

785- 9 الفقيه، 4/ 180/ 5407 قال رسول اللّٰه ص إن لله تبارك و تعالى مائة ألف نبي و أربعة و عشرين ألف نبي أنا سيدهم و أفضلهم و أكرمهم على اللّٰه عز و جل و لكل نبي وصي أوصى إليه بأمر اللّٰه عز و جل و إن وصيي علي بن أبي طالب لسيدهم و أفضلهم و أكرمهم على اللّٰه عز و جل

[10]

786- 10 الفقيه، 4/ 179/ 5404 الفقيه، 4/ 420/ 5920 المعلى بن محمد البصري عن جعفر بن سليمان عن عبد اللّٰه بن الحكم عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال النبي ص إن عليا وصيي و خليفتي و زوجته فاطمة سيدة نساء العالمين ابنتي و الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة ولداي من والاهم فقد والاني و من عاداهم فقد عاداني و من ناواهم فقد ناواني و من جفاهم فقد جفاني و من برهم فقد برني وصل اللّٰه من وصلهم و قطع اللّٰه من قطعهم و نصر من أعانهم و خذل من خذلهم اللهم من كان له من أنبيائك و رسلك ثقل و أهل بيت فعلي و فاطمة و الحسن و الحسين أهل بيتي و ثقلي فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا

الوافي، ج 2، ص: 327

[11]

787- 11 الفقيه، 4/ 179/ 5405 روي عن ابن عباس أنه قال سمعت النبي ص يقول لعلي ع يا علي أنت وصيي أوصيت إليك بأمر ربي و أنت خليفتي استخلفتك بأمر ربي- يا علي أنت الذي يبين لأمتي ما يختلفون فيه بعدي و يقوم فيهم مقامي قولك قولي و أمرك أمري و طاعتك طاعتي و معصيتك معصيتي و معصيتي معصية اللّٰه عز و جل

الوافي، ج 2، ص: 328

باب 33 الإشارة و النص على الحسن بن علي ع

[1]

788- 1 الكافي، 8/ 233/ 307 علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد عن محمد بن عبد اللّٰه عن عبد الملك بن بشير عن أبي الحسن الأول ع قال كان الحسين ع أشبه الناس بموسى بن عمران ما بين رأسه إلى سرته و إن الحسن أشبه بموسى بن عمران ما بين سرته إلى قدمه

[2]

789- 2 الفقيه، 4/ 237/ 5566 علي بن الحكم عن زياد بن أبي الحلال قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن رسول اللّٰه ص هل أوصى إلى الحسن و الحسين مع أمير المؤمنين ع قال نعم قال و هما في ذلك السن قال نعم و لا يكون لسواهما في أقل من خمس سنين

[3]

790- 3 الكافي، 1/ 297/ 1/ 1 علي عن أبيه عن حماد بن عيسى عن اليماني و ابن أذينة عن أبان عن سليم بن قيس قال شهدت وصية أمير المؤمنين ع حين أوصى إلى ابنه الحسن ع و أشهد على وصيته الحسين و محمد و جميع ولده و رؤساء شيعته و أهل بيته ثم دفع

الوافي، ج 2، ص: 329

إليه الكتاب و السلاح و قال لابنه الحسن ع يا بني أمرني رسول اللّٰه ص أن أوصي إليك و أن أدفع إليك كتبي و سلاحي كما أوصى إلى رسول اللّٰه ص و دفع إلى كتبه و سلاحه و أمرني أن آمرك إذا حضرك الموت أن تدفعها إلى أخيك الحسين ثم أقبل على ابنه الحسين فقال له و أمرك رسول اللّٰه ص أن تدفعها إلى ابنك هذا ثم أخذ بيد علي بن الحسين ثم قال لعلي بن الحسين و أمرك رسول اللّٰه ص أن تدفعها إلى ابنك محمد بن علي و اقرأه من رسول اللّٰه ص و مني السلام

[4]

791- 4 الكافي، 1/ 298/ 5/ 1 العدة عن أحمد عن الحسين عن حماد بن عيسى عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال أوصى أمير المؤمنين ع إلى الحسن ع و أشهد على وصيته الحديث بأدنى تفاوت و زاد في آخره ثم أقبل على ابنه الحسن فقال يا بني أنت ولي الأمر و ولي الدم فإن عفوت فلك و إن قتلت فضربة مكان ضربة و لا تأثم

[5]
اشارة

792- 5 التهذيب، 9/ 176/ 14/ 1 الحسين عن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر و اليماني عن أبان عن الفقيه، 4/ 189/ 5433 سليم بن قيس الهلالي قال شهدت وصية أمير المؤمنين ع حين أوصى إلى ابنه الحسن و أشهد على وصيته الحديث إلى قوله و لا تأثم و زاد ثم قال اكتب بسم اللّٰه الرحمن الرحيم

الوافي، ج 2، ص: 330

هذا ما أوصى به علي بن أبي طالب أوصى أنه يشهد أن لا إله إلا اللّٰه وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله أرسله بالهدي و دين الحق ليظهره على الدين كله و لو كره المشركون صلى اللّٰه على محمد و آله و سلم ثم إِنَّ صَلٰاتِي وَ نُسُكِي وَ مَحْيٰايَ وَ مَمٰاتِي لِلّٰهِ رَبِّ الْعٰالَمِينَ لٰا شَرِيكَ لَهُ وَ بِذٰلِكَ أُمِرْتُ و أنا من المسلمين ثم إني أوصيك يا حسن و جميع ولدي و أهل بيتي و من بلغه كتابي من المؤمنين بتقوى اللّٰه ربكم و لا تموتن إلا و أنتم مسلمون- وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّٰهِ جَمِيعاً وَ لٰا تَفَرَّقُوا وَ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللّٰهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدٰاءً- فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فإني سمعت رسول اللّٰه

ص يقول- صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة و الصوم و إن البغضاء حالقة الدين و فساد ذات البين و لا قوة إلا بالله انظروا ذوي أرحامكم فصلوهم- يهون اللّٰه عليكم الحساب و اللّٰه اللّٰه في الأيتام فلا تغبروا أفواههم و لا يضيعوا بحضرتكم فقد سمعت رسول اللّٰه ص يقول من عال يتيما حتى يستغني أوجب اللّٰه له به الجنة كما أوجب اللّٰه لآكل مال اليتيم النار و اللّٰه اللّٰه في القرآن و لا يسبقنكم إلى العمل به غيركم و اللّٰه اللّٰه في جيرانكم فإن اللّٰه و رسوله أوصيا بهم و اللّٰه اللّٰه في بيت [اللّٰه] ربكم فلا يخلون منكم ما بقيتم فإنه إن ترك لم تناظروا و إن أدنى ما يرجع به من أمه أن يغفر له ما قد سلف و اللّٰه اللّٰه في الصلاة فإنها خير العمل و إنها عمود دينكم- و اللّٰه اللّٰه في الزكاة فإنها تطفئ غضب ربكم و اللّٰه اللّٰه في شهر رمضان فإن صيامه جنة من النار و اللّٰه اللّٰه في الفقراء و المساكين فشاركوهم في معيشتكم و اللّٰه اللّٰه في الجهاد في سبيل اللّٰه بأموالكم و أنفسكم فإنما يجاهد في سبيل اللّٰه رجلان إمام هدى و مطيع له مقتدي بهداه و اللّٰه اللّٰه في ذرية نبيكم

الوافي، ج 2، ص: 331

فلا يظلمن بين أظهركم و أنتم تقدرون على الدفع عنهم و اللّٰه اللّٰه في أصحاب نبيكم ص الذين لم يحدثوا حدثا و لم يأووا محدثا فإن رسول اللّٰه ص أوصى بهم و لعن المحدث منهم و من غيرهم و المؤوي للمحدث و اللّٰه اللّٰه في النساء و ما ملكت أيمانكم لا تخافن في اللّٰه لومة لائم فيكفيكم اللّٰه

من أرادكم و بغى عليكم فقولوا للناس حسنا كما أمر اللّٰه و لا تتركن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فيولي اللّٰه الأمر شراركم و تدعون فلا يستجاب لكم عليكم يا بني بالتواصل و التباذل و التبار و إياكم و النفاق و التقاطع و التدابر و التفرق و تعاونوا على البر و التقوى و لا تعاونوا على الإثم و العدوان و اتقوا اللّٰه إن اللّٰه شديد العقاب حفظكم اللّٰه من أهل بيت و حفظ فيكم نبيكم أستودعكم اللّٰه و أقرأ عليكم السلام ثم لم يزل يقول لا إله إلا اللّٰه حتى قبض ص في أول ليلة من العشر الأواخر من شهر رمضان ليلة إحدى و عشرين ليلة جمعة سنة أربعين من الهجرة- و زاد فيه إبراهيم بن عمر قال قال أبان و قرأتها على علي بن الحسين ع فقال علي بن الحسين ع صدق سليم

بيان

الحبل العهد و الذمة و اللّٰه اللّٰه أي أحذركم اللّٰه فلا تغبروا غبار الفم كناية عن الجوع فإن من طال إمساكه عن الطعام و الشراب أغبر فوه و إن كانت بالمثناة التحتانية كما توجد في بعض النسخ فهي من التغيير و المعنى سواء لم تناظروا لم تمهلوا من أمه قصده لم يحدثوا حدثا لم يخالفوا اللّٰه و رسوله و لم يبتدعوا بدعة كنى به عن الثلاثة و من تبعهم و لم يأووا محدثا كنى به عن الثالث و أضرابه و حفظ فيكم نبيكم أي جعلكم بحيث تكون سنته و حرمته محفوظة

الوافي، ج 2، ص: 332

فيكم حين ضيعهما غيركم و يأتي ما يقرب من هذه الوصية في كتاب الزكاة إن شاء اللّٰه

[6]

793- 6 الكافي، 1/ 298/ 2/ 1 الثلاثة عن عبد الصمد بن بشير عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال إن أمير المؤمنين ص لما حضره الذي حضره قال لابنه الحسن ادن مني حتى أسر إليك ما أسر رسول اللّٰه ص إلي و ائتمنك على ما ائتمنني عليه ففعل

[7]

794- 7 الكافي، 1/ 298/ 3/ 1 العدة عن أحمد عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن الحضرمي قال حدثني الأجلح و سلمة بن كهيل و داود بن أبي زيد و زيد اليماني قالوا حدثنا شهر بن حوشب أن عليا ع حين سار إلى الكوفة استودع أم سلمة ع كتبه و الوصية- فلما رجع الحسن ع دفعتها إليه و في نسخه الصفواني زيادة

[8]

795- 8 الكافي، 1/ 298/ 4/ 1 أحمد عن علي بن الحكم عن سيف عن الحضرمي عن أبي عبد اللّٰه ع أن عليا ص الحديث

[9]
اشارة

796- 9 الكافي، 1/ 299/ 6/ 1 الحسين بن الحسن الحسني رفعه و محمد بن الحسن عن إبراهيم بن إسحاق الأحمري رفعه قال لما ضرب أمير المؤمنين ع حف به العواد و قيل له يا أمير المؤمنين أوص فقال أثنوا لي

الوافي، ج 2، ص: 333

الوسادة ثم قال الحمد لله حق قدره متبعين أمره و أحمده كما أحب و لا إله إلا اللّٰه الواحد الأحد الصمد كما انتسب أيها الناس كل امرئ لاق في فراره ما منه يفر و الأجل مساق النفس إليه و الهرب منه موافاته كم أطردت الأيام أبحثها عن مكنون هذا الأمر فأبى اللّٰه إلا إخفاءه هيهات علم مكنون مخزون أما وصيتي فأن لا تشركوا بالله تعالى شيئا و محمد ص فلا تضيعوا سنته أقيموا هذين العمودين و أوقدوا هذين المصباحين و خلاكم ذم ما لم تشردوا حمل كل امرئ منكم مجهوده و خفف عن الجهلة رب رحيم و إمام عليم و دين قويم أنا بالأمس صاحبكم و اليوم عبرة لكم و غدا مفارقكم إن تثبت الوطأة في هذه المزلة فذاك المراد و إن تدحض القدم فإنا كنا في أفياء أغصان و ذرى رياح و تحت ظل غمامة اضمحل في الجو متلفقها و عفا في الأرض محطها و إنما كنت جارا جاوركم بدني أياما و ستعقبون مني جثة خلاء ساكنة بعد حركة و كاظمة بعد نطق ليعظكم هدوي و خفوت أطراقي و سكون أطرافي فإنه أوعظ لكم من الناطق البليغ ودعتكم وداع مرصد للتلاقي غدا ترون أيامي و

يكشف اللّٰه تعالى عن سرائري و تعرفوني بعد خلو مكاني و قيامي غير مقامي إن أبق فأنا ولي دمي و إن أفن فالفناء ميعادي العفو لي قربة و لكم حسنة فاعفوا و اصفحوا- أَ لٰا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللّٰهُ لَكُمْ فيا لها حسرة على كل ذي غفلة أن يكون عمره عليه حجة أو تؤديه أيامه إلى شقوة جعلنا اللّٰه و إياكم ممن لا يقصر به عن طاعة اللّٰه تعالى رغبة أو تحل به بعد الموت نقمة فإنما نحن له و به ثم أقبل على الحسن ع فقال يا بني ضربة مكان ضربة و لا تأثم

الوافي، ج 2، ص: 334

بيان

حف به العواد أطافوا به للعيادة أثنوا لي الوسادة لترتفع فيكون لي حسن مرأى للناس حين أجلس عليها قدره على حسب قدره و كما هو أهله فنصبه بنزع الخافض متبعين أمره أي نحمده حال كوننا متبعين أمره كما انتسب يعني في سورة التوحيد المسماة بنسبة الرب إلى آخرها لاق في فراره إشارة إلى قوله عز و جل إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلٰاقِيكُمْ و الأجل مبتدأ و جملة مساق النفس إليه خبره أطردت الأيام أتيتها و جزتها هذا الأمر كأنه أشار به إلى أمر الخلافة و بمكنونه إلى سر عدم استقامتها كما ينبغي هذين العمودين يعني بها التوحيد و النبوة أو الحسنين ع و إقامتهما كناية عن إحقاق حقوقهما و قريب منه قوله و أوقدوا هذين المصباحين و في بعض النسخ و ارفدوا هذين المصباحين بالراء و الفاء أى انصروهما و خلاكم ذم أي مضى لكم ذمة و أمان ما لم تشردوا تنفروا عن الدين هذا إذا كسرت الذال و أما إذا فتحت فمعناه ما

ذكره ابن الأثير في شرحه قال يقال افعل كذا و خلاك ذم أي أعذرت و سقط عنك الذم و هو أصوب حمل على بناء المجهول فيقدر الخبر لرب رحيم أي لكم رب رحيم أو المعلوم و الفاعل رب و الأول أولى إن تثب الوطأة يعني إن برئت و سلمت من الموت و الوطأة موضع القدم و الكلام استعارة و إن تدحض تزلق في أفياء في ظلال و ذرى رياح محال ذروها متلفقها مضموم بعضها إلى بعض و عفا انمحى محطها موقع وقوع ظلها جاوركم بدني إنما أسند مجاورتهم إلى بدنه لأن روحه ص كانت معلقة بالملإ الأعلى و هو بعد في هذه الدنيا كما قال ع في وصف إخوانه الذين تأوه شوقا إلى لقائهم

كانوا في الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالملإ الأعلى.

الوافي، ج 2، ص: 335

كاظمة ساكنة هدوي سكوني و خفوت أطراقي سكون قواي و موتها جمع طرق بالكسر بمعنى القوة أطرافي أعضائي مرصد مترقب منتظر غدا أي بعد موتي أو في القيامة و الأول أوفق بقوله تعرفوني بعد خلو مكاني و السر فيه أن الكمل إنما يعرف قدرهم بعد فقدهم إذ مع شهودهم لا يخلو من يعرفهم عن حسد منه لهم فكمال قدرهم مخبوء عن عين بصيرته لغشاوة حسده التي عليها و يكشف اللّٰه عن سرائري لأن بالموت ينكشف بعض ما يتسره الإنسان عن الناس من حسناته المتعدية إليهم و إذا جعلنا الغد بمعنى القيامة فالمعنى ظاهر و هو به أوفق و أربط العفو لي قربة و في بعض النسخ إن أعف فالعفو لي قربة و لكم حسنة أي عفوكم أو عفوي لصبركم على عفوي بعد قدرتي على الانتقام من قاتلي فاعفوا و اصفحوا

يعني عمن حمل قاتلي على قتلي كما يدل عليه ما يأتي من كلامه في نهج البلاغة و لئلا يناقض قوله ع ضربة مكان ضربة أو يكون معنى قوله ضربه إن لم تعفوا فضربة و يحتمل أن يكون أمرا بالعفو و الصفح عمن يجني عليهم بمثل ما جنى عليه و لا سيما على المعنى الأخير من معنيي و لكم حسنة فليحسن التأمل فيه و لا تأثم لا تعمل ما لا يحل لك

و في نهج البلاغة في كلام له ع يوصي به الحسنين ع يا بني عبد المطلب لا ألفينكم تخوضون دماء المسلمين خوضا تقولون قتل أمير المؤمنين قتل أمير المؤمنين ألا لا تقتلن بي إلا قاتلي انظروا إذا أنا مت من ضربته هذه فاضربوه ضربة بضربة و لا يمثل الرجل- فإني سمعت رسول اللّٰه ص يقول إياكم و المثلة و لو بالكلب العقور

[10]
اشارة

797- 10 الكافي، 1/ 300/ 7/ 1 محمد عن علي بن الحسن عن علي بن إبراهيم العقيلي رفعه قال لما ضرب ابن ملجم أمير المؤمنين ع قال للحسن ع يا بني إذا أنا مت فأقتل ابن ملجم و احفر له في الكناسة و وصف العقيلي الموضع على باب طاق المحامل موضع الشواء و الرواس ثم

الوافي، ج 2، ص: 336

ارم به فيه فإنه واد من أودية جهنم

بيان

لعله إنما صار من أودية جهنم لما كان يدفن فيه ذاك الخبيث

الوافي، ج 2، ص: 337

باب 34 الإشارة و النص على الحسين بن علي ع

[1]
اشارة

798- 1 الكافي، 1/ 300/ 2/ 1 محمد بن الحسن و علي بن محمد عن سهل عن الديلمي عن بعض أصحابنا عن المفضل بن عمر عن أبي عبد اللّٰه ع قال لما حضر الحسن بن علي ع الوفاة قال يا قنبر انظر هل ترى من وراء بابك مؤمنا من غير آل محمد فقال اللّٰه تعالى و رسوله و ابن رسوله أعلم به مني قال ادع لي محمد بن علي فأتيته فلما دخلت عليه قال هل حدث إلا خير قلت أجب أبا محمد فعجل عن [على] شسع نعله فلم يسوه و خرج معي يعدو فلما قام بين يديه سلم فقال له الحسن ع اجلس فإنه ليس مثلك يغيب عن سماع كلام يحيى به الأموات و يموت به الأحياء كونوا أوعية العلم و مصابيح الهدي فإن ضوء النهار بعضه أضوأ من بعض أ ما علمت أن اللّٰه تعالى جعل ولد إبراهيم أئمة و فضل بعضهم على بعض و آتى داود زبورا و قد علمت بما استأثر اللّٰه به محمدا يا محمد بن علي إني أخاف عليك الحسد و إنما وصف اللّٰه به الكافرين فقال اللّٰه تعالى كُفّٰاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مٰا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ و لم يجعل اللّٰه للشيطان عليك سلطانا يا محمد بن علي أ لا أخبرك بما سمعت من أبيك فيك قال بلى قال سمعت أباك ع يقول يوم البصرة من أحب أن يبرني في الدنيا و الآخرة فليبر محمدا ولدي

الوافي، ج 2، ص: 338

يا محمد بن علي لو شئت أن أخبرك و أنت نطفة

في ظهر أبيك لأخبرتك- يا محمد بن علي أ ما علمت أن الحسين بن علي بعد وفاة نفسي و مفارقة روحي جسمي إمام من بعدي و عند اللّٰه تعالى في الكتاب وراثة من النبي ص أضافها اللّٰه تعالى له في وراثة أبيه و أمه ص- فعلم اللّٰه أنكم خيرة خلقه فاصطفى منكم محمدا ص و اختار محمد عليا ع و اختارني علي بالإمامة و اخترت أنا الحسين فقال له محمد بن علي أنت إمام و أنت وسيلتي إلى محمد ص و اللّٰه لوددت أن نفسي ذهبت قبل أن أسمع منك هذا الكلام ألا و إن في رأسي كلاما لا تنزفه الدلاء و لا تغيره نغمة الرياح كالكتاب المعجم في الرق المنهم أهم بإبدائه [بأدائه] فاجدني سبقت إليه سبق الكتاب المنزل أو ما خلت به الرسل و إنه لكلام يكل به لسان الناطق و يد الكاتب حتى لا يجد قلما و يؤتى بالقرطاس حمما و لا يبلغ فضلك و كذلك يجزي اللّٰه المحسنين و لا قوة إلا بالله الحسين أعلمنا علما و أثقلنا حلما- و أقربنا من رسول اللّٰه ص رحما كان فقيها قبل أن يخلق- و قرأ الوحي قبل أن ينطق و لو علم اللّٰه في أحد غير محمد خيرا ما اصطفى محمدا ص فلما اختار اللّٰه محمدا و اختار محمد عليا و اختارك علي إماما و اخترت الحسين سلمنا و رضينا من هو الرضا و من كنا نسلم به من مشكلات أمرنا

الوافي، ج 2، ص: 339

بيان

محمد بن علي يعني به أخاه ابن الحنفية يحيى به الأموات أي أموات الجهل و يموت به الأحياء أي بالموت الإرادي عن لذات هذه النشأة الذي هو حياة

أخروية في دار الدنيا أضوأ من بعض يعني لا تستنكفوا من التعلم و إن كنتم علماء فإن فوق كل ذي علم عليم في الكتاب يعني في أم الكتاب و اللوح المحفوظ أضافها اللّٰه الضمير البارز يرجع إلى وراثة النبي لا تنزفه لا تنزحه و لا تفنيه كناية عن كثرته و لا تغيره كناية عن ثباته و عذوبته كالكتاب المعجم إما من الإعجام بمعنى التفعيل أو بمعنى عدم الإفصاح أشار به إلى أنه من الأسرار و الرموز أو من التعجيم بمعنى إزالة العجمة بالنقط أشار به إلى إبانته عن المكنونات في الرق المنهم أي الممتلئ فإن النهمة بلوغ الهمة في الشي ء و في بعض النسخ المنمنم أي الملتف المجتمع سبقت إليه أي أنت سبقتني إليه و أخوك سبق القرآن فإن فيه كل شي ء خلت مضت و في بعض النسخ جاءت و الحمم كصرد الفحم و في بعض النسخ مكان من هو الرضا من هو بغيره يرضى

[2]
اشارة

799- 2 الكافي، 1/ 300/ 1/ 1 علي عن أبيه عن بكر بن صالح و العدة عن سهل عن الديلمي عن هارون بن الجهم عن محمد قال سمعت أبا جعفر ع يقول لما حضر الحسن بن علي ع الوفاة قال للحسين ع يا أخي إني أوصيك بوصية فاحفظها إذا أنا مت فهيئني ثم وجهني إلى رسول اللّٰه ص لأحدث به عهدا ثم اصرفني إلى أمي ع ثم ردني فادفني بالبقيع و اعلم أنه سيصيبني من عائشة ما يعلم اللّٰه و الناس من صنيعها و عداوتها لله و لرسوله

الوافي، ج 2، ص: 340

ص و عداوتها لنا أهل البيت فلما قبض الحسن ع و وضع على السرير ثم انطلقوا به إلى

مصلى رسول اللّٰه ص الذي كان يصلي فيه على الجنائز فصلى عليه الحسين و حمل و أدخل المسجد- فلما أوقف على قبر رسول اللّٰه ص ذهب ذو العوينين إلى عائشة فقال لها إنهم قد أقبلوا بالحسن ليدفنوه مع النبي ص فخرجت مبادرة على بغل بسرج فكانت أول امرأة ركبت في الإسلام سرجا فقالت نحوا ابنكم عن بيتي فإنه لا يدفن في بيتي و يهتك على رسول اللّٰه ص حجابه فقال لها الحسين قديما هتكت أنت و أبوك حجاب رسول اللّٰه ص و أدخلت على بيته من لا يحب قربه و إن اللّٰه تعالى سائلك عن ذلك يا عائشة

بيان

العوين تصغير العين و كنى بذي العوينين عن الجاسوس

[3]
اشارة

800- 3 الكافي، 1/ 302/ 3/ 1 محمد بن الحسن و علي بن محمد عن سهل مثله بأدنى تفاوت و زاد في آخره إن أخي أمرني أن أقربه من أبيه رسول اللّٰه ص ليحدث به عهدا و اعلمي إن أخي أعلم الناس بالله و رسوله- و أعلم بتأويل كتابه من أن يهتك على رسول اللّٰه ص ستره- لأن اللّٰه تعالى يقول يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لٰا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلّٰا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ و قد أدخلت أنت بيت رسول اللّٰه ص الرجال بغير إذنه و قد قال اللّٰه تعالى يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لٰا تَرْفَعُوا أَصْوٰاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ و لعمري

الوافي، ج 2، ص: 341

لقد ضربت أنت لأبيك و فاروقه عند أذن رسول اللّٰه ص المعاول- و قال اللّٰه تعالى إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوٰاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللّٰهِ أُولٰئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللّٰهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوىٰ و لعمري لقد أدخل أبوك و فاروقه على رسول اللّٰه ص بقربهما منه الأذى و ما رعيا من حقه ما أمرهما اللّٰه به على لسان رسول اللّٰه ص إن اللّٰه حرم من المؤمنين أمواتا ما حرم منهم أحياء و تالله يا عائشة لو كان هذا الذي كرهته من دفن الحسن عند أبيه ع جائزا فيما بيننا و بين اللّٰه لعلمت أنه سيدفن و إن رغم معطسك قال ثم تكلم محمد بن الحنفية و قال يا عائشة يوما على بغل و يوما على جمل فما تملكين نفسك و لا تملكين الأرض عداوة لبني هاشم قال فأقبلت عليه فقالت يا بن الحنفية هؤلاء الفواطم يتكلمون فما كلامك- فقال لها الحسين ع و أنى تبعدين

محمدا من الفواطم- فو الله لقد ولدته ثلاث فواطم فاطمة بنت عمران بن عائذ بن عمرو بن مخزوم و فاطمة بنت أسد بن هاشم و فاطمة بنت زائدة بن الأصم بن رواحة بن حجر بن عبد معيص بن عامر قال فقالت عائشة للحسين نحوا ابنكم و اذهبوا به فإنكم قوم خصمون قال فمضى الحسين ع إلى قبر أمه ثم أخرجه فدفنه بالبقيع

بيان

المعطس الأنف

الوافي، ج 2، ص: 342

باب 35 الإشارة و النص على علي بن الحسين ع

[1]

801- 1 الكافي، 1/ 303/ 1/ 1 محمد عن محمد بن الحسين و أحمد عن محمد بن إسماعيل عن بزرج عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال إن الحسين ع لما حضره الذي حضره دعا ابنته الكبرى فاطمة بنت الحسين ع فدفع إليها كتابا ملفوفا و وصية ظاهرة و كان علي بن الحسين ع مبطونا معهم لا يرون إلا أنه لما به فدفعت فاطمة الكتاب إلى علي بن الحسين ع ثم صار و اللّٰه ذلك الكتاب إلينا يا زياد قال قلت ما في ذلك الكتاب جعلني اللّٰه فداك- قال فيه و اللّٰه ما يحتاج إليه ولد آدم منذ خلق اللّٰه آدم إلى أن تفنى الدنيا- و اللّٰه إن فيه الحدود حتى أن فيه أرش الخدش

[2]
اشارة

802- 2 الكافي، 1/ 304/ 2/ 1 العدة عن ابن عيسى عن الحسين عن ابن سنان عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال لما حضر الحسين ع ما حضره دفع وصيته إلى ابنته فاطمة ظاهرة في كتاب مدرج فلما أن كان من أمر الحسين ما كان دفعت ذلك إلى علي بن الحسين قلت له فما فيه يرحمك اللّٰه تعالى قال ما يحتاج إليه ولد آدم منذ كانت الدنيا إلى أن تفنى

الوافي، ج 2، ص: 343

بيان

في كتاب مدرج أي مع كتاب ملفوف كما مضى و هذا كما قيل في قوله سبحانه فَادْخُلِي فِي عِبٰادِي إن في بمعنى مع

[3]
اشارة

803- 3 الكافي، 1/ 304/ 3/ 1 العدة عن أحمد عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن الحضرمي عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن الحسين ع لما سار إلى العراق استودع أم سلمة رضي اللّٰه عنها الكتب و الوصية فلما رجع علي بن الحسين ع دفعتها إليه

بيان

كان هذه الكتب و الوصية غير الكتاب الملفوف و الوصية الظاهرة التي دفعها إلى فاطمة بنته

الوافي، ج 2، ص: 344

باب 36 الإشارة و النص على أبي جعفر ع

[1]

804- 1 الكافي، 1/ 304/ 4/ 1 في نسخة الصفواني علي عن أبيه عن حنان بن سدير عن فليج بن أبي بكر الشيباني قال و اللّٰه إني لجالس عند علي بن الحسين و عنده ولده إذ جاءه جابر بن عبد اللّٰه الأنصاري فسلم عليه ثم أخذ بيد أبي جعفر ع فخلا به فقال إن رسول اللّٰه ص أخبرني أني سأدرك رجلا من أهل بيته يقال له محمد بن علي يكنى أبا جعفر فإذا أدركته فاقرأه مني السلام قال و مضى جابر و رجع أبو جعفر ع فجلس مع أبيه علي بن الحسين و إخوته فلما صلى المغرب قال علي بن الحسين لأبي جعفر ع أي شي ء قال لك جابر بن عبد اللّٰه الأنصاري فقال قال إن رسول اللّٰه ص قال إنك ستدرك رجلا من أهل بيتي اسمه محمد بن علي يكنى أبا جعفر فاقرأه مني السلام فقال له أبوه هنيئا لك يا بني ما خصك اللّٰه به من رسوله ص من بين أهل بيتك لا تطلع إخوتك على هذا فيكيدوا لك كيدا كما كاد إخوة يوسف ليوسف ع

[2]

805- 2 الكافي، 1/ 305/ 1/ 1 القميان عن أبي القاسم الكوفي عن محمد بن

الوافي، ج 2، ص: 345

سهل عن إبراهيم بن أبي البلاد عن إسماعيل بن محمد بن عبد اللّٰه بن علي بن الحسين عن أبي جعفر ع قال لما حضر علي بن الحسين ع الوفاة قبل ذلك أخرج سفطا أو صندوقا عنده فقال يا محمد احمل هذا الصندوق قال فحمل بين أربعة فلما توفي جاء إخوته يدعون في الصندوق فقالوا أعطنا نصيبنا في الصندوق فقال و اللّٰه ما لكم فيه شي ء- و لو كان لكم

فيه شي ء ما دفعه إلي و كان في الصندوق سلاح رسول اللّٰه ص و كتبه

[3]

806- 3 الكافي، 1/ 305/ 2/ 1 محمد عن عمران بن موسى عن محمد بن الحسين عن محمد بن عبد اللّٰه بن عيسى بن عبد اللّٰه عن أبيه عن جده قال التفت علي بن الحسين ع إلى ولده و هو في الموت و هم مجتمعون عنده ثم التفت إلى محمد بن علي فقال يا محمد هذا الصندوق اذهب به إلى بيتك قال أما إنه لم يكن فيه دينار و لا درهم و لكنه كان مملوءا علما

[4]
اشارة

807- 4 الكافي، 1/ 305/ 3/ 1 محمد بن الحسن عن سهل عن محمد بن عيسى عن فضالة عن الحسين بن أبي العلاء عن أبي عبد اللّٰه ع قال سمعته يقول إن عمر بن عبد العزيز كتب إلى ابن حزم أن يرسل إليه بصدقة علي و عمر و عثمان و إن ابن حزم بعث إلى زيد بن الحسن و كان أكبرهم فسأله الصدقة فقال زيد إن الوالي كان بعد علي الحسن و بعد الحسن الحسين و بعد الحسين علي بن الحسين و بعد علي بن الحسين

الوافي، ج 2، ص: 346

محمد بن علي ع فابعث إليه فبعث ابن حزم إلى أبي فأرسلني أبي بالكتاب إليه حتى دفعته إلى ابن حزم فقال له بعضنا يعرف هذا ولد الحسن قال نعم كما يعرفون أن هذا ليل و لكن غلبهم الحسد و لو طلبوا الحق بالحق لكان خيرا لهم و لكنهم يطلبون الدنيا

بيان

بصدقة علي و عمر و عثمان أي بما وقفوا من أموالهم و حبسوه أن الوالي يعني على الصدقات بالكتاب أي كتاب الصدقات فقال له أي لأبي عبد اللّٰه ع أو لأبي جعفر ع يعرف هذا استفهام بحذف الهمزة كأنه استبعد معرفة زيد بن الحسن بهذا الأمر مع ادعائه الإمامة

[5]

808- 5 الكافي، 1/ 306/ 4/ 1 الاثنان عن الوشاء العدة عن أحمد عن الوشاء عن عبد الكريم بن عمرو عن ابن أبي يعفور قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول إن عمر بن عبد العزيز كتب إلى ابن حزم ثم ذكر مثله إلا أنه قال بعث ابن حزم إلى زيد بن الحسن و كان أكبر من أبي ع

الوافي، ج 2، ص: 347

باب 37 الإشارة و النص على أبي عبد اللّٰه ع

[1]

809- 1 الكافي، 1/ 306/ 1/ 1 الاثنان عن الوشاء عن أبان عن الكناني قال نظر أبو جعفر ع إلى أبي عبد اللّٰه ع يمشي فقال ترى هذا هذا من الذين قال اللّٰه تعالى وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوٰارِثِينَ

[2]
اشارة

810- 2 الكافي، 1/ 306/ 2/ 1 محمد عن أحمد عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللّٰه ع قال لما حضرت أبي ع الوفاة قال يا جعفر أوصيك بأصحابي خيرا قلت جعلت فداك و اللّٰه لأدعنهم و الرجل يكون منهم في المصر فلا يسأل أحدا

بيان

الواو في و الرجل للحال أي لأتركنهم علماء أغنياء لا يحتاجون إلى أحد في السؤال

[3]

811- 3 الكافي، 1/ 306/ 3/ 1 الثلاثة عن هشام بن المثنى عن سدير الصيرفي قال سمعت أبا جعفر ع يقول إن من سعادة الرجل

الوافي، ج 2، ص: 348

أن يكون له الولد يعرف فيه شبه خلقه و خلقه و شمائله و إني لأعرف من ابني هذا شبه خلقي و خلقي و شمائلي يعني أبا عبد اللّٰه ع

[4]
اشارة

812- 4 الكافي، 1/ 307/ 5/ 1 أحمد بن مهران عن محمد بن علي عن فضيل بن عثمان عن طاهر الكافي، 1/ 307/ 6/ 1 أحمد عن محمد بن خالد عن بعض أصحابنا عن يونس بن يعقوب عن طاهر الكافي، 1/ 306/ 4/ 1 العدة عن أحمد عن علي بن الحكم عن طاهر قال كنت قاعدا عند أبي جعفر ع فأقبل جعفر ع فقال أبو جعفر ع هذا خير البرية

بيان

و زاد في الإسناد الأخير في آخر الحديث أو أخير يعني أو قال أخير البرية

[5]

813- 5 الكافي، 1/ 307/ 7/ 1 محمد عن أحمد عن السراد عن هشام بن سالم عن جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر ع قال سئل عن القائم ع فضرب بيده على أبي عبد اللّٰه ع فقال هذا و اللّٰه قائم آل محمد ع قال عنبسة فلما قبض أبو جعفر ع دخلت على أبي عبد اللّٰه ع فأخبرته بذلك فقال صدق جابر ثم قال لعلكم ترون أن ليس كل إمام هو القائم بعد الإمام الذي كان قبله

الوافي، ج 2، ص: 349

[6]
اشارة

814- 6 الكافي، 1/ 307/ 8/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن عبد الأعلى عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن أبي ع استودعني ما هناك فلما حضرته الوفاة قال ادع لي شهودا فدعوت له أربعة من قريش فيهم نافع مولى عبد اللّٰه بن عمر فقال اكتب هذا ما أوصى به يعقوب بنيه يٰا بَنِيَّ إِنَّ اللّٰهَ اصْطَفىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلٰا تَمُوتُنَّ إِلّٰا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ- و أوصى محمد بن علي إلى جعفر بن محمد و أمره أن يكفنه في برده الذي كان يصلي فيه الجمعة و أن يعممه بعمامته و أن يربع قبره و يرفعه أربع أصابع- و أن يحل عنه أطماره عند دفنه ثم قال للشهود انصرفوا رحمكم اللّٰه- فقلت له يا أبت ما كان في هذا بأن يشهد عليه فقال يا بني كرهت أن تغلب و أن يقال إنه لم يوص إليه فأردت أن تكون لك الحجة

بيان

أطماره أثوابه و قد مضى تفسير هذا الحديث

الوافي، ج 2، ص: 350

باب 38 الإشارة و النص على أبي إبراهيم موسى ع

[1]

815- 1 الكافي، 1/ 308/ 2/ 1 العدة عن أحمد عن علي بن الحكم عن الخراز عن ثبيت عن معاذ بن كثير عن أبي عبد اللّٰه ع قال قلت له أسأل اللّٰه الذي رزق أباك منك هذه المنزلة أن يرزقك من عقبك قبل الممات مثلها فقال قد فعل اللّٰه ذلك قال قلت من هو جعلت فداك فأشار إلى العبد الصالح ع و هو راقد فقال هذا الراقد و هو غلام

[2]

816- 2 الكافي، 1/ 307/ 1/ 1 أحمد بن مهران عن محمد بن علي عن عبد اللّٰه القلاء عن الفيض بن المختار قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع خذ بيدي من النار من لنا بعدك فدخل عليه أبو إبراهيم ع و هو يومئذ غلام فقال هذا صاحبكم فتمسكوا به

[3]
اشارة

817- 3 الكافي، 1/ 308/ 4/ 1 عنه عن محمد بن علي عن موسى الصيقل عن المفضل بن عمر قال كنت عند أبي عبد اللّٰه ع فدخل أبو إبراهيم ع و هو غلام فقال استوص به و ضع أمره عند من تثق به من أصحابك

الوافي، ج 2، ص: 351

بيان

استوص به اطلب العهد بتعظيمه و رعاية حاله و تعاهد أمره من نفسك و من غيرك و ضع أمره أي أخبر بأمر إمامته من تثق به من يكتم عليك و لا يذيعه

[4]
اشارة

818- 4 الكافي، 1/ 308/ 5/ 1 عنه عن محمد بن علي عن يعقوب بن جعفر الجعفري قال حدثني إسحاق بن جعفر قال كنت عند أبي يوما فسأله علي بن عمر بن علي فقال جعلت فداك إلى من نفزع و يفزع الناس بعدك فقال إلى صاحب الثوبين الأصفرين و الغديرتين يعني الذؤابتين- و هو الطالع عليك من هذا الباب يفتح البابين جميعا بيده فما لبثنا أن طلعت علينا كفان آخذة بالبابين ففتحهما ثم دخل علينا أبو إبراهيم ع

بيان

الغديرة بالغين المعجمة و الدال و الراء المهملتين و في بعض النسخ يفتح الباب بيديه جميعا

[5]

819- 5 الكافي، 1/ 310/ 12/ 1 القميان عن صفوان عن ابن مسكان عن سليمان بن خالد قال دعا أبو عبد اللّٰه ع أبا الحسن ع يوما و نحن عنده فقال لنا عليكم بهذا فهو و اللّٰه صاحبكم بعدي

[6]
اشارة

820- 6 الكافي، 1/ 309/ 6/ 1 علي عن أبيه عن التميمي عن صفوان الجمال عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال له منصور بن حازم بأبي أنت

الوافي، ج 2، ص: 352

و أمي إن الأنفس يغدى عليها و يراح فإذا كان ذلك فمن قال أبو عبد اللّٰه ع إذا كان ذلك فهو صاحبكم و ضرب بيده على منكب أبي الحسن ع الأيمن فيما أعلم و هو يومئذ خماسي و عبد اللّٰه بن جعفر جالس معنا

بيان

يغدى عليها و يراح يرد عليها الحادث و يذهب عنها الوارد فإنها بمعرض الحدثان و منزل النقلان و الموت ليس ببعيد عن الإنسان خماسي أي طوله خمسة أشبار و لا يقال سداسي و لا سباعي لأنه إذا بلغ ستة أشبار فهو رجل

[7]
اشارة

821- 7 الكافي، 1/ 309/ 7/ 1 محمد عن محمد بن الحسين عن التميمي عن عيسى بن عبد اللّٰه بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبي عبد اللّٰه ع قال قلت له إن كان كون و لا أراني اللّٰه ذلك فبمن أئتم قال فأومى إلى ابنه موسى قلت فإن حدث بموسى حدث فبمن أئتم قال بولده قلت فإن حدث بولده حدث و ترك أخا كبيرا و ابنا صغيرا فبمن أئتم قال بولده ثم قال هكذا أبدا قلت فإن لم أعرفه و لا أعرف موضعه قال تقول اللهم إني أتولى من بقي من حججك من ولد الإمام الماضي فإن ذلك يجزيك إن شاء اللّٰه

بيان

كنى بالكون عن الفقد و الموت محافظة للأدب

[8]
اشارة

822- 8 الكافي، 1/ 309/ 9/ 1 محمد و القميان عن الحسن بن الحسين عن الميثمي عن فيض بن المختار في حديث طويل في أمر أبي الحسن ع

الوافي، ج 2، ص: 353

حتى قال له أبو عبد اللّٰه ع هو صاحبك الذي سألت عنه فقم إليه فأقر له بحقه فقمت حتى قبلت رأسه و يده و دعوت اللّٰه له- فقال أبو عبد اللّٰه ع أما إنه لم يؤذن لنا في أول منك قال قلت جعلت فداك فأخبر به أحدا قال نعم أهلك و ولدك و كان معي أهلي و ولدي و رفقائي و كان يونس بن ظبيان من رفقائي فلما أخبرتهم حمدوا اللّٰه تعالى و قال يونس لا و اللّٰه حتى أسمع ذلك منه و كانت به عجلة فخرج فاتبعته فلما انتهيت إلى الباب سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول له و قد سبقني إليه يا يونس الأمر كما قال لك فيض قال فقال سمعت و أطعت فقال لي أبو عبد اللّٰه ع خذه إليك يا فيض

بيان

لم يؤذن لنا في أول منك يعني لم يؤذن لنا في شأن أحد قبلك أن نخبره بذلك فأنت أول من أخبرناه بإمامته و كانت به عجلة أي كان يونس ممن يعجل في أموره

[9]
اشارة

823- 9 الكافي، 1/ 311/ 16/ 1 علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن عبيس بن هشام عن عمر الرماني عن فيض بن المختار قال إني لعند أبي عبد اللّٰه ع إذا أقبل أبو الحسن موسى ع و هو غلام فالتزمته و قبلته فقال أبو عبد اللّٰه ع أنتم السفينة و هذا ملاحها- قال فحججت من قابل و معي ألفا دينار فبعثت بألف إلى أبي عبد اللّٰه ع و ألف إليه فلما دخلت على أبي عبد اللّٰه ع قال يا فيض عدلته بي قلت إنما فعلت ذلك لقولك فقال أما و اللّٰه ما أنا فعلت ذلك بل اللّٰه تعالى فعله به

الوافي، ج 2، ص: 354

بيان

عدلته بي أي سويت بيني و بينه في الهدية

[10]
اشارة

824- 10 الكافي، 1/ 310/ 11/ 1 الاثنان عن الوشاء عن محمد بن سنان عن يعقوب السراج قال دخلت على أبي عبد اللّٰه ع و هو واقف على رأس أبي الحسن موسى و هو في المهد فجعل يساره طويلا فجلست حتى فرغ فقمت إليه فقال لي ادن من مولاك فسلم فدنوت فسلمت عليه فرد علي السلام بلسان فصيح ثم قال لي اذهب فغير اسم ابنتك التي سميتها أمس فإنه اسم يبغضه اللّٰه و كان ولدت لي ابنة سميتها بالحميراء فقال أبو عبد اللّٰه ع انته إلى أمره ترشد- فغيرت اسمها

بيان

يساره يناجيه و إنما كان اسم الحميراء مما يبغضه اللّٰه لأن مسماتها كانت عدوة لأهل بيت نبيه ص

[11]

________________________________________

كاشانى، فيض، محمد محسن ابن شاه مرتضى، الوافي، 26 جلد، كتابخانه امام امير المؤمنين علي عليه السلام، اصفهان - ايران، اول، 1406 ه ق

الوافي؛ ج 2، ص: 354

825- 11 الكافي، 1/ 311/ 15/ 1 الاثنان عن الوشاء عن علي بن الحسن عن صفوان الجمال قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن صاحب هذا الأمر فقال إن صاحب هذا لأمر لا يلهو و لا يلعب و أقبل أبو الحسن موسى ع و هو صغير و معه عناق مكية و هو يقول لها اسجدي

الوافي، ج 2، ص: 355

لربك فأخذه أبو عبد اللّٰه ع و ضمه إليه و قال بأبي و أمي من لا يلهو و لا يلعب

[12]
اشارة

826- 12 الكافي، 1/ 309/ 8/ 1 أحمد بن مهران عن محمد بن علي عن عبد اللّٰه القلاء عن المفضل بن عمر قال ذكر أبو عبد اللّٰه ع أبا الحسن ع و هو يومئذ غلام فقال هذا المولود الذي لم يولد فينا مولود أعظم بركة على شيعتنا منه ثم قال لا تجفوا إسماعيل

بيان

لا تجفوا إسماعيل من الجفاء أي لا تقصروا في حقه و هو الذي بدا لله في إمامته على ما رواه الشيخ الصدوق رحمه اللّٰه و إليه ينسب الإسماعيلية

[13]
اشارة

827- 13 الكافي، 1/ 310/ 10/ 1 محمد عن محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير عن فضيل عن طاهر قال كان أبو عبد اللّٰه ع يلوم عبد اللّٰه و يعاتبه و يعظه و يقول ما منعك أن تكون مثل أخيك فو الله إني لأعرف النور في وجهه فقال عبد اللّٰه لم أ ليس أبي و أبوه واحدا و أمي و أمه واحدة فقال له أبو عبد اللّٰه ع إنه من نفسي و أنت ابني

بيان

طاهر هذا كأنه مولى أبي عبد اللّٰه ع

الوافي، ج 2، ص: 356

[14]

828- 14 الكافي، 1/ 310/ 13/ 1 علي بن محمد عن سهل أو غيره عن محمد بن الوليد عن يونس عن داود بن زربي [رزين] عن أبي أيوب النحوي قال بعث إلي أبو جعفر المنصور في جوف الليل فأتيته- فدخلت عليه و هو جالس على كرسي و بين يديه شمعة و في يده كتاب- قال فلما سلمت عليه رمى بالكتاب إلي و هو يبكي فقال لي هذا كتاب محمد بن سليمان يخبرنا أن جعفر بن محمد قد مات فإنا لله و إنا إليه راجعون ثلاثا و أين مثل جعفر ثم قال لي اكتب قال فكتبت صدر الكتاب ثم قال اكتب إن كان أوصى إلى رجل واحد بعينه فقدمه فاضرب عنقه قال فرجع إليه الجواب أنه قد أوصى إلى خمسة أحدهم أبو جعفر المنصور و محمد بن سليمان و عبد اللّٰه و موسى و حميدة

[15]
اشارة

829- 15 الكافي، 1/ 310/ 14/ 1 علي عن أبيه عن النضر بن سويد بنحو من هذا إلا أنه ذكر أنه أوصى إلى أبي جعفر المنصور و عبد اللّٰه و موسى و محمد بن جعفر و مولى لأبي عبد اللّٰه ع قال فقال أبو جعفر ليس إلى قتل هؤلاء سبيل

بيان

قد مضى ما به ينكشف السر عن مثل هذه الوصية

[16]
اشارة

830- 16 الكافي، 1/ 308/ 3/ 1 العدة عن أحمد عن أبي علي الأرجاني الفارسي قال سألت عبد الرحمن يعني البجلي في السنة التي أخذ فيها أبو

الوافي، ج 2، ص: 357

الحسن الماضي ع فقلت له إن هذا الرجل قد صار في يد هذا- و ما ندري إلى ما يصير فهل بلغك عنه في أحد من ولده شي ء فقال لي ما ظننت أن أحدا يسألني عن هذه المسألة دخلت على جعفر بن محمد ع في منزله فإذا هو في بيت كذا من داره في مسجد له و هو يدعو- و على يمينه موسى بن جعفر ع يؤمن على دعائه فقلت له جعلني اللّٰه فداك عرفت انقطاعي إليك و خدمتي لك فمن ولي الناس بعدك- فقال إن موسى قد لبس الدرع و ساوى عليه فقلت له لا أحتاج بعد هذا إلى شي ء

بيان

أخذ فيها يعني كان في حبس هارون ما ظننت يعني لما لم أظن احتياجي إلى هذه المسألة لم أتفحص عنها إلا أن عندي ما يغني عن هذا السؤال لما ثبت و تحقق عنهم ع أن من علامات صاحب هذا الأمر أن يساوي على قامته درع النبي ص

الوافي، ج 2، ص: 358

باب 39 الإشارة و النص على أبي الحسن الرضا ع

[1]

831- 1 الكافي، 1/ 312/ 5/ 1 القميان عن اللؤلؤي عن يحيى بن عمرو عن داود الرقي قال قلت لأبي الحسن موسى ع إني قد كبرت سني و دق عظمي و إني سألت أباك ع فأخبرني بك فأخبرني فقال هذا أبو الحسن الرضا ع

[2]

832- 2 الكافي، 1/ 312/ 3/ 1 أحمد بن مهران عن محمد بن علي عن محمد بن سنان و إسماعيل بن عباد القصري جميعا عن داود الرقي قال قلت لأبي إبراهيم ع جعلت فداك إني قد كبرت سني فخذ بيدي من النار- قال فأشار إلى ابنه أبي الحسن ع فقال هذا صاحبكم من بعدي

[3]

833- 3 الكافي، 1/ 313/ 11/ 1 عنه عن محمد بن علي عن أبي علي الخزاز عن داود بن سليمان قال قلت لأبي إبراهيم ع إني أخاف أن يحدث حدث و لا ألقاك فأخبرني من الإمام العدل بعدك فقال ابني فلان يعني أبا الحسن ع

[4]

834- 4 الكافي، 1/ 313/ 12/ 1 عنه عن محمد بن علي عن سعيد بن أبي الجهم عن نصر بن قابوس قال قلت لأبي إبراهيم ع إني سألت

الوافي، ج 2، ص: 359

أباك ع من الذي يكون من بعدك فأخبرني أنك أنت هو فلما توفي أبو عبد اللّٰه ع ذهب الناس يمينا و شمالا و قلت فيك أنا و أصحابي فأخبرني من الذي يكون من بعدك من ولدك فقال ابني فلان

[5]

835- 5 الكافي، 1/ 313/ 13/ 1 عنه عن محمد بن علي عن الضحاك بن الأشعث عن داود بن زربي قال جئت إلى أبي إبراهيم ع بمال فأخذ بعضه و ترك بعضه فقلت أصلحك اللّٰه لأي شي ء تركته عندي- قال إن صاحب هذا الأمر يطلبه منك فلما أن جاءنا نعيه بعث إلي أبو الحسن ابنه ع فسألني ذلك المال فدفعته إليه

[6]

836- 6 الكافي، 1/ 312/ 6/ 1 عنه عن محمد بن علي عن زياد بن مروان القندي و كان من الواقفة قال دخلت على أبي إبراهيم و عنده ابنه أبو الحسن ع فقال لي يا زياد هذا ابني فلان كتابه كتابي و كلامه كلامي و رسوله رسولي و ما قال فالقول قوله

[7]
اشارة

837- 7 الكافي، 1/ 312/ 7/ 1 عنه عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل قال حدثني المخزومي و كانت أمه من ولد جعفر بن أبي طالب قال بعث إلينا أبو الحسن موسى ع فجمعنا ثم قال لنا أ تدرون لم دعوتكم فقلنا لا فقال اشهدوا أن ابني هذا وصيي و القيم بأمري- و خليفتي من بعدي من كان له عندي دين فليأخذه من ابني هذا و من كانت له عندي عدة فليتنجزها منه و من لم يكن له بد من لقائي فلا يلقني إلا بكتابه

الوافي، ج 2، ص: 360

بيان

كان تلك الوصية كانت عند خروجه ع إلى بغداد بأمر هارون

[8]

838- 8 الكافي، 1/ 312/ 8/ 1 عنه عن محمد بن علي عن محمد بن سنان و علي بن الحكم جميعا عن الحسين بن المختار قال خرجت إلينا ألواح عن أبي الحسن ع و هو في الحبس عهدي إلى أكبر ولدي أن يفعل كذا و أن يفعل كذا و فلان لا تنله شيئا حتى ألقاك أو يقضي اللّٰه تعالى على الموت

[9]

839- 9 الكافي، 1/ 313/ 8/ 1 العدة عن أحمد عن علي بن الحكم عن ابن المغيرة عن الحسين بن المختار قال خرج إلينا من أبي الحسن ع بالبصرة ألواح مكتوب فيها بالعرض عهدي إلى أكبر ولدي يعطي فلان كذا و فلان كذا و فلان لا يعطى حتى أجي ء أو يقضي اللّٰه تعالى على الموت إن اللّٰه يفعل ما يشاء

[10]

840- 10 الكافي، 1/ 311/ 2/ 1 العدة عن أحمد عن معاوية بن حكيم عن نعيم القابوسي عن أبي الحسن ع أنه قال إن ابني علي أكبر ولدي و أبرهم عندي و أحبهم إلي و هو ينظر معي في الجفر و لم ينظر فيه إلا نبي أو وصي نبي

[11]

841- 11 الكافي، 1/ 312/ 4/ 1 الاثنان عن أحمد بن محمد بن عبد اللّٰه عن الحسن عن ابن أبي عمير عن محمد بن إسحاق بن عمار قال قلت لأبي الحسن الأول ع أ لا تدلني إلى من آخذ عنه ديني فقال هذا

الوافي، ج 2، ص: 361

ابني علي إن أبي أخذ بيدي فأدخلني إلى قبر رسول اللّٰه ص فقال يا بني إن اللّٰه تعالى قال إِنِّي جٰاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً و إن اللّٰه تعالى إذا قال قولا وفى به

[12]

842- 12 الكافي، 1/ 311/ 1/ 1 محمد عن أحمد عن السراد عن الصحاف قال كنت أنا و هشام بن الحكم و علي بن يقطين ببغداد فقال علي بن يقطين كنت عند العبد الصالح ع جالسا فدخل عليه ابنه علي فقال لي يا علي بن يقطين هذا علي سيد ولدي أما إني قد نحلته كنيتي فضرب هشام بن الحكم براحته جبهته ثم قال ويحك كيف قلت فقال علي بن يقطين سمعت و اللّٰه منه كما قلت فقال هشام أخبرك أن الأمر فيه من بعده

[13]

13 الكافي، 1/ 311/ 1/ 1 أحمد بن مهران عن محمد بن علي عن الصحاف قال كنت عند العبد الصالح ع و في نسخة الصفواني قال كنت أنا ثم ذكر مثله

[14]

843- 14 الكافي، 1/ 313/ 10/ 1 عنه عن محمد بن علي عن ابن محرز عن علي بن يقطين عن أبي الحسن ع قال كتب إلي من الحبس أن فلانا ابني سيد ولدي و قد نحلته كنيتي

[15]
اشارة

844- 15 الكافي، 1/ 313/ 14/ 1 عنه عن محمد بن علي عن أبي الحكم الأرمني عن عبد اللّٰه بن إبراهيم بن علي بن عبد اللّٰه بن جعفر بن

الوافي، ج 2، ص: 362

أبي طالب عن يزيد بن سليط الزيدي قال أبو الحكم و أخبرني عبد اللّٰه بن محمد بن عمارة الجرمي عن يزيد بن سليط قال لقيت أبا إبراهيم ع و نحن نريد العمرة في بعض الطريق فقلت جعلت فداك هل تثبت هذا الموضع الذي نحن فيه قال نعم فهل تثبته أنت- قلت نعم أنا و أبي لقيناك هاهنا و أنت مع أبي عبد اللّٰه ع و معه إخوتك فقال له أبي بأبي أنت و أمي أنتم كلكم أئمة مطهرون و الموت لا يعرى منه أحد فأحدث إلي شيئا أحدث به من يخلفني من بعدي فلا يضل قال نعم يا أبا عبد اللّٰه هؤلاء ولدي و هذا سيدهم و أشار إليك و قد علم الحكم و الفهم و السخاء و المعرفة- بما يحتاج إليه الناس و ما اختلفوا فيه من أمر دينهم و دنياهم و فيه حسن الخلق و حسن الجواب و هو باب من أبواب اللّٰه تعالى و فيه أخرى خير من هذا كله- فقال له أبي و ما هي بأبي أنت و أمي قال ع يخرج اللّٰه تعالى منه غوث هذا الأمة و غياثها و علمها و نورها و فضلها و حكمها خير مولود و خير

ناشئ يحقن اللّٰه تعالى به الدماء و يصلح به ذات البين و يلم به الشعث و يشعب به الصدع و يكسو به العاري و يشبع به الجائع و يؤمن به الخائف و ينزل اللّٰه به القطر و يرحم به العباد خير كهل و خير ناشئ قوله حكم و صمته علم يبين للناس ما يختلفون فيه و يسود عشيرته من قبل أوان حلمه فقال له أبي بأبي أنت و أمي و هل ولد قال نعم و مرت به سنون قال يزيد فجاءنا

الوافي، ج 2، ص: 363

من لم نستطع معه كلاما قال يزيد فقلت لأبي إبراهيم ع فأخبرني أنت بمثل ما أخبرني به أبوك ع فقال لي نعم إن أبي ع كان في زمان ليس هذا زمانه فقلت له فمن يرضى منك بهذا فعليه لعنة اللّٰه قال فضحك أبو إبراهيم ع ضحكا شديداثم قال أخبرك يا أبا عمارة إني خرجت من منزلي فأوصيت إلى ابني فلان و أشركت معه بني في الظاهر و أوصيته في الباطن فأفردته وحده و لو كان الأمر إلى لجعلته في القاسم ابني لحبي إياه و رأفتي عليه- و لكن ذلك إلى اللّٰه عز و جل يجعله حيث يشاء و لقد جاءني بخبره رسول اللّٰه ص ثم أرانيه و أراني من يكون معه و كذلك لا يوصى إلى أحد منا حتى يأتي بخبره رسول اللّٰه ص و جدي علي ص و رأيت مع رسول اللّٰه خاتما و سيفا و عصا و كتابا و عمامة فقلت ما هذا يا رسول اللّٰه فقال لي أما العمامة فسلطان اللّٰه عز و جل و أما السيف فعز اللّٰه عز و جل و أما الكتاب فنور اللّٰه عز

و جل- و أما العصا فقوة اللّٰه و أما الخاتم فجامع هذه الأمور ثم قال لي و الأمر قد خرج منك إلى غيرك فقلت يا رسول اللّٰه أرنيه أيهم هو فقال رسول اللّٰه ص ما رأيت من الأئمة أحدا أجزع على فراق هذا الأمر منك و لو كانت الإمامة بالمحبة لكان إسماعيل أحب إلى أبيك منك و لكن ذلك من اللّٰه عز و جل ثم قال أبو إبراهيم ع و رأيت ولدي جميعا الأحياء منهم و الأموات فقال لي أمير المؤمنين ع هذا سيدهم و أشار إلى ابني علي فهو مني و أنا منه و اللّٰه مع المحسنين قال يزيد ثم قال أبو إبراهيم ع يا يزيد إنها وديعة عندك فلا تخبر بها إلا عاقلا أو عبدا تعرفه صادقا

الوافي، ج 2، ص: 364

و إن سئلت عن الشهادة فاشهد بها و هو قول اللّٰه عز و جل إِنَّ اللّٰهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمٰانٰاتِ إِلىٰ أَهْلِهٰا و قال لنا أيضا وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهٰادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللّٰهِ قال فقال أبو إبراهيم ع فأقبلت على رسول اللّٰه ص فقلت قد جمعتهم لي بأبي و أمي فأيهم هو فقال هو الذي ينظر بنور اللّٰه عز و جل و يسمع بفهمه و ينطق بحكمته يصيب و لا يخطئ و يعلم فلا يجهل معلما حكما و علما هو هذا و أخذ بيد علي ابني ثم قال ما أقل مقامك معه فإذا رجعت من سفرك فأوص و أصلح أمرك و افرغ مما أردت فإنك منتقل عنهم و مجاور غيرهم فإذا أردت فادع عليا فليغسلك و ليكفنك فإنه طهر لك و لا يستقيم إلا ذلك و ذلك سنة قد مضت- فاضطجع

بين يديه و صف إخوته خلفه و عمومته و مره فليكبر عليك تسعا- فإنه قد استقامت وصيته و وليك و أنت حي ثم اجمع له ولدك من تعدهم فاشهد عليهم و أشهد اللّٰه عز و جل وَ كَفىٰ بِاللّٰهِ شَهِيداً قال يزيد ثم قال لي أبو إبراهيم ع إني أوخذ في هذه السنة و الأمر هو إلى ابني علي سمي علي و علي فأما علي الأول فعلي بن أبي طالب ع و أما الآخر فعلي بن الحسين أعطى فهم الأول و حلمه و نصره و وده و دينه و محنته- و محنة الآخر و صبره على ما يكره و ليس له أن يتكلم إلا بعد موت هارون بأربع سنين ثم قال لي يا يزيد و إذا مررت بهذا الموضع و لقيته و ستلقاه فبشره إنه سيولد له غلام أمين مأمون مبارك و سيعلمك أنك قد لقيتني فأخبره عند ذلك أن الجارية التي يكون منها هذا الغلام جارية من

الوافي، ج 2، ص: 365

أهل بيت مارية جارية رسول اللّٰه ص أم إبراهيم فإن قدرت أن تبلغها مني السلام فافعل قال يزيد فلقيت بعد مضي أبي إبراهيم ع عليا ع فبدأني فقال لي يا يزيد ما تقول في العمرة- فقلت بأبي أنت و أمي ذلك إليك و ما عندي نفقة فقال سبحان اللّٰه ما كنا نكلفك و لا نكفيك فخرجنا حتى انتهينا إلى ذلك الموضع فابتدأني فقال يا يزيد إن هذا الموضع كثيرا ما لقيت فيه جيرتك و عمومتك- قلت نعم ثم قصصت عليه الخبر فقال لي أما الجارية فلم تجئ بعد- فإذا جاءت بلغتها منه السلام فانطلقنا إلى مكة فاشتراها في تلك السنة- فلم تلبث إلا قليلا

حتى حملت فولدت ذلك الغلام قال يزيد و كان إخوة علي يرجون أن يرثوه فعادوني إخوته من غير ذنب فقال لهم إسحاق بن جعفر و اللّٰه لقد رأيته و إنه ليقعد من أبي إبراهيم ع بالمجلس الذي لا أجلس فيه أنا

بيان

هل تثبت هذا الموضع تعرفه حق المعرفة يخرج اللّٰه منه أي من صلبه غوث هذه الأمة يعني به أبا الحسن الرضا ع و غياثها اسم من الإغاثة خير مولود و خير ناشئ أي هو خير في الحالين جميعا و يلم به الشعث يجمع به انتشار الأمر و يشعب به الصدع يجمع به التفرق القطر المطر قوله حكم بضم الحاء أي حكمة و يسود بضم السين من السيادة أي يصير سيدهم حلمه عقله في زمان يعني زمانا لا تقية فيه ليس هذا زمانه أي زمانا مثله لأنه كان زمان التقية الشديدة و لقد جاءني بخبره رسول اللّٰه ص هذا المجي ء و الإراءة يجوز أن يكونا في المنام و أن يكونا في اليقظة لأن للأرواح الكاملة أن يتمثلوا في صور أبدانهم عيانا لمن شاءوا في هذه النشأة

الوافي، ج 2، ص: 366

الدنياوية.

كما تمثل رسول اللّٰه ص لأبي بكر حين أنكر حق علي ع و القصة مشهورة أجزع على فراق هذا الأمر و ذلك لأنه ع كان يحب أن يجعله في القاسم كما صرح به فإذا رجعت من سفرك يعني به سفره الذي كان متوجها فيه إلى مكة فإذا أردت يعني إذا أردت مفارقتهم في السفر الأخير متوجها من المدينة إلى بغداد فإنه طهر لك أي تغسيله إياك في حياتك طهر لك من غير حاجة إلى تغسيل آخر بعد موتك و لا يستقيم إلا ذلك أي لا

يستقيم تطهيرك إلا بهذا النحو و ذلك لأن المعصوم لا يجوز أن يغسله إلا معصوم مثله و لم يكن غير علي و هو غير شاهد إذ حضره الموت و صف إخوته خلفه جملة اسمية حالية فإنه قد استقامت وصيته تعليل لجواز فعل ذلك كله له إذ لا ينبغي ذلك إلا لوصي و وليك ولي كرضي أي ولي أمرك.

من تعدهم من تعتني بشأنهم من التعداد أوخذ يعني يأخذني الظالم الطاغي و لا نكفيك من الكفاية فعادوني إخوته و ذلك لإخباره عليا ع بقصة أبيه في البشارة بالولد الذي صار سببا لمحروميتهم من الميراث لقد رأيته يعني عليا ع أو يزيد بن سليط

[16]
اشارة

845- 16 الكافي، 1/ 316/ 15/ 1 بهذا الإسناد عن يزيد بن سليط قال لما أوصى أبو إبراهيم ع أشهد إبراهيم بن محمد الجعفري و إسحاق بن محمد الجعفري و إسحاق بن جعفر بن محمد و جعفر بن صالح و معاوية الجعفري و يحيى بن الحسين بن زيد بن علي و سعد بن عمران الأنصاري

الوافي، ج 2، ص: 367

و محمد بن الحارث الأنصاري و يزيد بن سليط الأنصاري و محمد بن جعفر بن سعد الأسلمي و هو كاتب الوصية الأولى أشهدهم أنه يشهد أن لا إله إلا اللّٰه وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله و أن الساعة آتية لا ريب فيها و أن اللّٰه يبعث من في القبور و أن البعث بعد الموت حق و أن الوعد حق و أن الحساب حق و القضاء حق و الوقوف بين يدي اللّٰه حق و أن ما جاء به محمد ص حق و أن ما نزل به الروح الأمين حق- على ذلك

أحيى و عليه أموت و عليه أبعث إن شاء اللّٰه تعالى و أشهدهم أن هذه وصيتي بخطي- و قد نسخت وصية جدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب و وصية محمد بن علي قبل ذلك نسختها حرفا بحرف و وصية جعفر بن محمد على مثل ذلك و إني قد أوصيت إلى علي و بني بعد معه إن شاء و آنس منهم رشدا و أحب أن يقرهم فذاك له و إن كرههم و أحب أن يخرجهم فذاك له و لا أمر لهم معه و أوصيت إليه بصدقاتي و أموالي و موالي و صبياني- الذين خلفت و ولدي إلى إبراهيم و العباس و قاسم و إسماعيل و أحمد و أم أحمد و إلى علي أمر نسائي دونهم و ثلث صدقة أبي و ثلثي يضعه حيث يرى- و يجعل فيه ما يجعل ذو المال في ماله فإن أحب أن يبيع أو يهب أو ينحل أو يتصدق بها على من سميت له و على غير من سميت فذاك له و هو أنا في وصيتي في مالي و في أهلي و ولدي- و إن رأى أن يقر إخوته الذين سميتهم في صدر كتابي هذا أقرهم و إن كره فله أن يخرجهم غير مثرب عليه و لا مردود فإن آنس منهم غير الذي فارقتهم عليه فأحب أن يردهم في ولاية فذاك له و إن أراد رجل منهم

الوافي، ج 2، ص: 368

أن يزوج أخته فليس له أن يزوجها إلا بإذنه و أمره فإنه أعرف بمناكح قومه- و أي سلطان أو أحد من الناس كفه عن شي ء أو حال بينه و بين شي ء مما ذكرت في كتابي هذا أو أحد ممن ذكرت فهو

من اللّٰه و من رسوله بري ء- و اللّٰه و رسوله منه براء و عليه لعنة اللّٰه و غضبه و لعنة اللاعنين و الملائكة المقربين و النبيين و المرسلين و جماعة المؤمنين- و ليس لأحد من السلاطين أن يكفه عن شي ء و ليس لي عنده تبعة و لا تباعة- و لا لأحد من ولدي و له قبلي مال و هو مصدق فيما ذكر فإن أقل فهو أعلم و إن أكثر فهو الصادق كذلك و إنما أردت بإدخال الذين أدخلتهم معه من ولدي التنويه بأسمائهم و التشريف لهم و أمهات أولادي من أقامت منهن في منزلها و حجابها فلها ما كان يجري عليها في حياتي إن رأى ذلك و من خرجت منهن إلى زوج فليس لها أن ترجع إلى محواي إلا أن يرى علي غير ذلك و بناتي بمثل ذلك و لا يزوج بناتي أحد من إخوتهن من أمهاتهن- و لا سلطان و لا عم إلا برأيه و مشورته فإن فعلوا غير ذلك فقد خالفوا اللّٰه و رسوله و جاهدوه في ملكه و هو أعرف بمناكح قومه فإن أراد أن يزوج زوج و إن أراد أن يترك ترك و قد أوصيتهن بمثل ما ذكرت في كتابي هذا و جعلت اللّٰه عز و جل عليهن شهيدا و هو و أم أحمد و ليس لأحد أن يكشف وصيتي و لا ينشرها و هو منها على غير ما ذكرت و سميت فمن أساء فعليه و من أحسن فلنفسه و ما ربك بظلام للعبيد و صلى اللّٰه على محمد و آله و ليس لأحد من سلطان و لا غيره أن يفض كتابي هذا الذي ختمت عليه الأسفل فمن فعل ذلك فعليه

لعنة اللّٰه عز و جل و غضبه و لعنة اللاعنين و الملائكة المقربين- و جماعة المرسلين و المؤمنين و المسلمين و علي من فض كتابي هذا و كتب و ختم أبو إبراهيم و الشهود و صلى اللّٰه على محمد و آله الكافي، 1/ 316/ 15/ 1 قال أبو الحكم فحدثني أبو عبد اللّٰه بن آدم الجعفري عن يزيد بن سليط قال كان أبو عمران الطلحي قاضي المدينة فلما مضى موسى ع

الوافي، ج 2، ص: 369

قدمه إخوته إلى الطلحي القاضي فقال العباس بن موسى أصلحك اللّٰه و أمتع بك إن في أسفل هذا الكتاب كنزا و جوهرا و يريد أن يحتجبه و يأخذه دوننا و لم يدع أبونا رحمه اللّٰه شيئا إلا ألجأه إليه و تركنا عالة و لو لا أني أكف نفسي لأخبرتك بشي ء على رءوس الملإ فوثب إليه إبراهيم بن محمد فقال إذن و اللّٰه تخبرنا بما لا نقبله منك و لا نصدقك عليه ثم تكون عندنا ملوما مدحورا نعرفك بالكذب صغيرا و كبيرا و كان أبوك أعرف بك لو كان فيك خير و إن كان أبوك لعارفا بك في الظاهر و الباطن و ما كان ليأمنك على تمرتين ثم وثب إليه إسحاق بن جعفر عمه فأخذ بتلبيبه- فقال له إنك لسفيه ضعيف أحمق أجمع هذا مع ما كان بالأمس منك و أعانه القوم أجمعون- فقال أبو عمران القاضي لعلي قم يا أبا الحسن حسبي ما لعنني أبوك اليوم- و قد وسع لك أبوك و لا و اللّٰه ما أحد أعرف بالولد من والده و لا و اللّٰه ما كان أبوك عندنا بمستخف في عقله و لا ضعيف في رأيه فقال العباس للقاضي- أصلحك اللّٰه

فض الخاتم و اقرأ ما تحته فقال أبو عمران لا أفضه حسبي ما لعنني أبوك منذ اليوم فقال العباس فأنا أفضه فقال ذلك إليك ففض العباس الخاتم فإذا فيه إخراجهم و إقرار علي لها وحده و إدخاله إياهم في ولاية علي إن أحبوا أو كرهوا و إخراجهم من حد الصدقة و غيرها و كان فتحه عليهم بلاء و فضيحة و ذلة و لعلي ع خيرة- و كان في الوصية التي فض العباس تحت الخاتم هؤلاء الشهود إبراهيم بن محمد و إسحاق بن جعفر و جعفر بن صالح و سعيد بن عمران و أبرزوا وجه أم أحمد في مجلس القاضي و ادعوا أنها ليست إياها حتى كشفوا عنها و عرفوها- فقالت عند ذلك قد و اللّٰه قال سيدي هذا إنك ستؤخذين جبرا و تخرجين إلى المجالس فزجرها إسحاق بن جعفر و قال اسكتي فإن النساء إلى الضعف ما أظنه قال من هذا شيئا ثم إن عليا ع التفت إلى

الوافي، ج 2، ص: 370

العباس فقال يا أخي إني أعلم إنما حملكم على هذا الغرائم و الديون التي عليكم فانطلق يا سعيد فتعين لي ما عليهم ثم اقض عنهم لا و اللّٰه لا أدع مواساتكم و بركم ما مشيت على الأرض فقولوا ما شئتم فقال العباس ما تعطينا إلا من فضول أموالنا و ما لنا عندك أكثر فقال قولوا ما شئتم فالعرض عرضكم فإن تحسنوا فذاك لكم عند اللّٰه و إن تسيئوا فإن اللّٰه غفور رحيم و اللّٰه إنكم لتعرفون أنه ما لي يومي هذا ولد و لا وارث غيركم و لئن حبست شيئا مما تظنون أو ادخرته فإنما هو لكم و مرجعه إليكم و اللّٰه ما ملكت

منذ مضى أبوكم رضي اللّٰه عنه شيئا إلا و قد سبته حيث رأيتم فوثب العباس فقال و اللّٰه ما هو كذلك و ما جعل الهّٰ لك من رأي علينا- و لكن حسد أبينا لنا و إرادته ما أراد مما لا يسوغه اللّٰه إياه و لا إياك فقال العباس و إنك لتعرف أني أعرف صفوان بن يحيى بياع السابري بالكوفة و لئن سلمت لأغصصنّه بريقه و أنت معه فقال علي ع لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم أما إني يا إخوتي فحريص على مسرتكم اللّٰه يعلم اللهم إن كنت تعلم أني أحب صلاحهم و أني بار بهم- واصل لهم رفيق عليهم أعني بأمورهم ليلا و نهارا فاجزني به خيرا و إن كنت على غير ذلك فأنت علام الغيوب فاجزني به ما أنا أهله إن كان شرا فشرا و إن كان خيرا فخيرا اللهم أصلحهم و أصلح لهم و اخسأ عنا و عنهم الشيطان و أعنهم على طاعتك و وفقهم لرشدك أما أنا يا أخي فحريص على مسرتكم جاهد على صلاحكم و اللّٰه على ما نقول وكيل فقال العباس ما أعرفني بلسانك و ليس لمسحاتك عندي طين فافترق القوم على هذا و صلى اللّٰه

الوافي، ج 2، ص: 371

على محمد و آله

بيان

الأولى أي الوصية الأولى و ثانيتها قوله ع و إني قد أوصيت إلى آخر ما وصى إن هذه وصيتي بخطي يعني إن هذه الشهادات التي في الوصية الأولى هي وصيتي التي كتبتها بخطي قبل ذلك و هي محفوظة عندي.

أقول و هذه من جملة الوصية المشار إليها

بقولهم ع الوصية حق على كل مسلم

و أنه لا ينبغي أن يبيت الإنسان إلا و وصيته تحت

رأسه كما يأتي في كتاب الجنائز و أراد ع بقوله و قد نسخت وصية جدي إلى قوله مثل ذلك أن هذه الشهادات هي بعينها وصية آبائي و قد نسختها قبل ذلك و أراد بمحمد بن علي أبا جعفر ع على مثل ذلك يعني كانت على مثل هذه الوصية من الشهادات و بني بعد أي بعد علي في المنزلة معه أي مشاركين معه فيها و لا أمر لهم معه يعني ليس لهم أن يخالفوه و ولدي أي أوصيت إليه مع ولدي أو و إلى ولدي فيكون إلى إبراهيم بدلا من ولدي بتقدير إلى و الأظهر تقديم إلى على ولدي و أنه اشتبه على النساخ و يجعل فيه أي يصنع فإن جعل جاء بمعنى صنع و في بعض النسخ بعد قوله في ماله زيادة و هي هذه.

إن أحب أن يغير بعض ما ذكرت في كتابي فذاك إليه و إن كره ذلك فهو إليه يفعل فيه ما يفعل ذو المال في ماله ينحل يعطي و هو أنا أي هو مثلي بحكم الوصية في التصرف في مالي و أهلي و ولدي غير مثرب عليه من التثريب بمعنى اللوم و التعيير تبعة و لا تباعة التبعة و التباعة ما يتبع المال من نوائب الحقوق و هما من تبعت الرجل بحقي و هو مصدق فيما ذكر أي ما ذكره في قدره

الوافي، ج 2، ص: 372

كذلك أي هو كذلك أو كذلك هو التنويه الرفع و التشريف و المحوي كالمعلى جماعة البيوت المتدانية من الحواية و هو و أم أحمد يعني شهيدان أيضا على غير ما ذكرت على رأي آخر غيره أن يفض يكسر ختمه و يفتحه.

الذي ختمت عليه الأسفل أي ختمت

على مطوية الأسفل و قد مضى بيان كيفية هذا الختم و الطي في باب أن أفعالهم معهودة من اللّٰه تعالى و علي من فض كتابي يعني لا يفضه غيره عالة محتاجين من العيلة بمعنى الفقر مدحورا مطرودا أخذ بتلبيبه التلبيب جمع الثياب عند النحر في الخصومة ثم الجر و التلبيب أيضا مجمع ما في موضع اللبب من ثياب الرجل و تقول أخذت بتلبيب فلان إذا جمعت عليه ثيابه الذي هو لابسه و قبضت عليه تجره أجمع تأكيد.

ما كان بالأمس منك كأنه كان صدر منه بالأمس أمر شنيع آخر قم يا أبا الحسن حسبي ما لعنني أبوك لما رأى القاضي مكتوبا في أعلى الكتاب لعن من فضه خاف على نفسه أن يلجئوه إلى الفض فقال قم يا أبا الحسن فإني أخاف أن أفض الكتاب فينالني لعن أبيك و كفاني ذلك شقاء و بعدا فزجرها إسحاق بن جعفر إنما زجرها لأن في هذا الإخبار إشعارا بأنه كان عنده شي ء من علم الغيب و في بعض النسخ بعد قوله ثم اقض عنهم و اقبض زكاة حقوقهم و خذ لهم البراءة و قد سبته بالسين المهملة و الباء الموحدة من السيب بمعنى العطاء و في بعض النسخ و قد شتته أي فرقته من التشتيت أعني بأمورهم أهتم بها ما أعرفني بلسانك تعجب يعني حسن المعرفة به فلا انخدع به ثم ضرب مثلا لعدم انخداعه و المسحاة البيل

[17]
اشارة

846- 17 الكافي، 1/ 319/ 16/ 1 محمد بن الحسن عن سهل عن محمد بن علي و عبيد اللّٰه بن المرزبان عن ابن سنان قال دخلت على أبي الحسن موسى

الوافي، ج 2، ص: 373

ع من قبل أن يقدم العراق بسنة و

علي ابنه جالس بين يديه فنظر إلي فقال يا محمد أما إنه ستكون في هذه السنة حركة فلا تجزع لذلك- قال قلت و ما يكون جعلت فداك فقد أقلقني ما ذكرت فقال أصير إلى الطاغية أما إنه لا يبدؤني منه سوء و من الذي يكون بعده قال قلت و ما يكون جعلت فداك قال يضل اللّٰه الظالمين و يفعل اللّٰه ما يشاء- قال قلت و ما ذاك جعلت فداك قال من ظلم ابني هذا حقه و جحده إمامته من بعدي كان كمن ظلم علي بن أبي طالب حقه و جحده إمامته بعد رسول اللّٰه ص قال قلت و اللّٰه لئن مد اللّٰه لي في العمر- لأسلمن له حقه و لأقرن له بإمامته قال صدقت يا محمد يمد اللّٰه في عمرك- و تسلم له حقه و تقر له بإمامته و إمامة من يكون من بعده قال قلت و من ذاك قال محمد ابنه قال قلت له الرضا و التسليم

بيان

الطاغية الجبار و الأحمق المتكبر كأنه أراد به من كان خليفة قبل هارون و قبل الذي قبله إذ ناله السوء من قبل هارون و قد وقع التصريح بأنه المهدي في حديث أبي خالد الزبالي الآتي في باب ما جاء في أبي الحسن موسى ع لا يبدؤني من البدء بالهمز بمعنى ابتداء الفعل و أشار بقوله من ظلم ابني هذا حقه إلى الواقفية و من أبدأ أولا مذهبهم السخيف لعنهم اللّٰه

الوافي، ج 2، ص: 374

باب 40 الإشارة و النص على أبي جعفر الثاني ع

[1]

847- 1 الكافي، 1/ 320/ 1/ 1 علي بن محمد عن سهل عن محمد بن الوليد عن يحيى بن حبيب الزيات قال أخبرني من كان عند أبي الحسن الرضا ع جالسا فلما نهضوا قال لهم ألقوا أبا جعفر فسلموا عليه و أحدثوا به عهدا فلما نهض القوم التفت إلي فقال يرحم اللّٰه المفضل إنه كان ليقنع بدون هذا

[2]

848- 2 الكافي، 1/ 321/ 6/ 1 أحمد بن مهران عن محمد بن علي عن معمر بن خلاد قال ذكرنا عند أبي الحسن الرضا ع شيئا بعد ما ولد له أبو جعفر ع فقال ما حاجتكم إلى ذاك هذا أبو جعفر قد أجلسته مجلسي و صيرته في مكاني

[3]
اشارة

849- 3 الكافي، 1/ 320/ 2/ 1 محمد عن أحمد عن معمر بن خلاد قال سمعت الرضا ع و ذكر شيئا فقال ما حاجتكم إلى ذلك هذا أبو جعفر قد أجلسته مجلسي و صيرته مكاني و قال إنا أهل بيت يتوارث أصاغرنا عن أكابرنا القذة بالقذة

بيان

القذة بالضم و التشديد ريش السهم يعني أشباه و أمثال كما يشبه رياش

الوافي، ج 2، ص: 375

السهم بعضها ببعض و تقدير الكلام و نتشابه تشابه القذة بالقذة أو القذة مفعول يتوارث بحذف المضاف و إقامتها مقامه

[4]

850- 4 الكافي، 1/ 320/ 3/ 1 محمد عن ابن عيسى عن أبيه قال دخلت على أبي جعفر الثاني ع فناظرني في أشياء ثم قال لي يا أبا علي ارتفع الشك ما لأبي غيري

[5]

851- 5 الكافي، 1/ 321/ 7/ 1 أحمد بن مهران عن محمد بن علي عن ابن قياما الواسطي قال دخلت على علي بن موسى ع فقلت له أ يكون إمامان قال لا إلا و أحدهما صامت فقلت له هو ذا أنت ليس لك صامت و لم يكن ولد له أبو جعفر بعد فقال لي و اللّٰه ليجعلن اللّٰه مني ما يثبت به الحق و أهله و يمحق به الباطل و أهله فولد له بعد سنة أبو جعفر ع و كان ابن قياما واقفيا

[6]

852- 6 الكافي، 1/ 320/ 4/ 1 العدة عن أحمد عن جعفر بن يحيى عن مالك بن أشيم عن الحسين بن بشار قال كتب ابن قياما إلى أبي الحسن الرضا ع كتابا يقول فيه كيف تكون إماما و ليس لك ولد- فأجابه أبو الحسن ع شبه المغضب و ما علمك أنه لا يكون لي ولد و اللّٰه لا تمضي الأيام و الليالي حتى يرزقني اللّٰه عز و جل ولدا ذكرا يفرق به بين الحق و الباطل

الوافي، ج 2، ص: 376

[7]

853- 7 الكافي، 1/ 320/ 5/ 1 بعض أصحابنا عن محمد بن علي عن معاوية بن حكيم عن البزنطي قال قال لي ابن النجاشي من الإمام بعد صاحبك فأشتهي أن تسأله حتى أعلم فدخلت على الرضا ع فأخبرته قال فقال لي لي الإمام ابني ثم قال هل يتجرأ أحد أن يقول ابني و ليس له ولد

[8]

854- 8 الكافي، 1/ 321/ 9/ 1 أحمد عن محمد بن علي عن أبي يحيى الصنعاني قال كنت عند أبي الحسن الرضا ع فجي ء بابنه أبي جعفر ع و هو صغير فقال هذا المولود الذي لم يولد مولود أعظم بركة على شيعتنا منه

[9]

855- 9 الكافي، 1/ 321/ 1/ 1 عنه عن محمد بن علي عن الحسن بن الجهم قال كنت مع أبي الحسن ع جالسا فدعا بابنه و هو صغير فأجلسه في حجري فقال لي جرده و انزع قميصه فنزعته فقال لي انظر بين كتفيه فنظرت فإذا في أحد كتفيه شبيه بالخاتم داخل في اللحم ثم قال أ ترى هذا كان مثله في هذا الموضع من أبي ع

[10]

856- 10 الكافي، 1/ 321/ 10/ 1 محمد عن ابن عيسى عن صفوان بن يحيى قال قلت للرضا ع قد كنا نسألك قبل أن يهب اللّٰه عز و جل لك أبا جعفر فكنت تقول يهب اللّٰه لي غلاما فقد وهبه اللّٰه لك فأقر عيوننا فلا

الوافي، ج 2، ص: 377

أرانا اللّٰه عز و جل يومك فإن كان كون فإلى من فأشار بيده إلى أبي جعفر ع و هو قائم بين يديه فقلت جعلت فداك هذا ابن ثلاث سنين فقال و ما يضره من ذلك فقد قام عيسى ع بالحجة و هو ابن ثلاث سنين

[11]

857- 11 الكافي، 1/ 383/ 3/ 1 محمد عن أحمد عن علي بن سيف عن بعض أصحابنا عن أبي جعفر الثاني ع قال قلت له إنهم يقولون في حداثة سنك فقال إن اللّٰه تبارك و تعالى أوحى إلى داود أن يستخلف سليمان و هو صبي يرعى الغنم فأنكر ذلك عباد بني إسرائيل و علماؤهم فأوحى اللّٰه عز و جل إلى داود ع أن خذ عصا المتكلمين- و عصا سليمان و اجعلهما في بيت و اختم عليها بخواتيم القوم فإذا كان من الغد فمن كانت عصاه قد أورقت و أثمرت فهو الخليفة فأخبرهم داود ع فقالوا قد رضينا و سلمنا

[12]

858- 12 الكافي، 1/ 383/ 4/ 1 علي بن محمد و غيره عن سهل عن يعقوب بن يزيد عن مصعب عن مسعدة عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع قال دخلت إليه و معي غلام يقودني خماسي لم يبلغ فقال لي كيف أنتم إذا احتج عليكم بمثل سنه

[13]

859- 13 الكافي، 1/ 384/ 5/ 1 سهل عن علي بن مهزيار عن ابن بزيع قال سألته يعني أبا جعفر ع عن شي ء من أمر الإمام فقلت يكون الإمام ابن أقل من سبع سنين فقال نعم و أقل من خمس سنين- فقال سهل فحدثني علي بن مهزيار بهذا في سنة إحدى و عشرين و مائتين

الوافي، ج 2، ص: 378

[14]

860- 14 الكافي، 1/ 384/ 6/ 1 الحسين بن محمد عن الخيراني عن أبيه قال كنت واقفا بين يدي أبي الحسن ع بخراسان فقال له قائل يا سيدي إن كان كون فإلى من قال إلى أبي جعفر ابني فكأن القائل استصغر سن أبي جعفر ع فقال أبو الحسن ع إن اللّٰه تبارك و تعالى بعث عيسى بن مريم ع رسولا نبيا صاحب شريعة مبتدأة في أصغر من السن الذي فيه أبو جعفر ع

[15]

861- 15 الكافي، 1/ 384/ 7/ 1 الاثنان عن ابن أسباط قال رأيت أبا جعفر ع و قد خرج علي فأجدت النظر إليه و جعلت أنظر إلى رأسه و رجليه لأصف قامته لأصحابنا بمصر فبينا أنا كذلك حتى قعد فقال يا علي إن اللّٰه تعالى احتج في الإمامة بمثل ما احتج به في النبوة فقال وَ آتَيْنٰاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا و لما بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ بَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً فقد يجوز أن يؤتى الحكمة و هو صبي و يجوز أن يؤتاها و هو ابن أربعين سنة

[16]

862- 16 الكافي، 1/ 384/ 8/ 1 علي عن أبيه قال قال علي بن حسان لأبي جعفر ع يا سيدي إن الناس ينكرون عليك حداثة سنك- فقال و ما ينكرون من ذلك قول اللّٰه عز و جل لقد [فقد] قال اللّٰه لنبيه ص قُلْ هٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللّٰهِ عَلىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِي فو الله ما تبعه إلا علي ع و له تسع سنين و إنا ابن تسع سنين

الوافي، ج 2، ص: 379

[17]

863- 17 الكافي، 1/ 321/ 11/ 1 الاثنان عن محمد بن جمهور عن معمر بن خلاد قال سمعت إسماعيل بن إبراهيم يقول للرضا ع إن ابني في لسانه ثقل فأنا أبعث به إليك غدا تمسح على رأسه و تدعو له فإنه مولاك فقال هو مولى أبي جعفر فابعث به غدا إليه

[18]
اشارة

864- 18 الكافي، 1/ 322/ 14/ 1 علي عن أبيه و القاساني جميعا عن زكريا بن يحيى بن النعمان المصري قال سمعت علي بن جعفر يحدث الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين ع فقال و اللّٰه لقد نصر اللّٰه تعالى أبا الحسن الرضا فقال له الحسن إي و اللّٰه جعلت فداك لقد بغى عليه إخوته- فقال علي بن جعفر إي و اللّٰه و نحن عمومته بغينا عليه فقال له الحسن جعلت فداك كيف صنعتم فإني لم أحضركم قال فقال له إخوته و نحن أيضا ما كان فينا إمام قط حائل اللون فقال لهم الرضا ع هو ابني قالوا فإن رسول اللّٰه ص قد قضى بالقافة فبيننا و بينك القافة قال ابعثوا أنتم إليهم و أما أنا فلا و لا تعلموهم لما دعوتموهم و ليكونوا في بيوتكم فلما جاءوا أقعدونا في البستان و اصطف عمومته و إخوته و أخواته و أخذوا الرضا ع و ألبسوه جبة صوف و قلنسوة منها- و وضعوا على عنقه مسحاة و قالوا له ادخل البستان كأنك تعمل فيه ثم جاءوا بأبي جعفر ع فقالوا ألحقوا هذا الغلام بأبيه فقالوا ليس له هاهنا أب و لكن هذا عم أبيه و هذا عم أبيه و هذا عمه و هذا عمه هذه عمته و إن يكن له هاهنا أب فهو صاحب البستان

فإن قدميه و قدميه واحدة فلما رجع أبو الحسن ع قالوا هذا أبوه قال علي بن جعفر

الوافي، ج 2، ص: 380

فقمت فمصصت ريق أبي جعفر ع ثم قلت له أشهد أنك إمامي عند اللّٰه عز و جل فبكى الرضا ع ثم قال يا عم أ لم تسمع أبي و هو يقول قال رسول اللّٰه ص يأتي ابن خيرة الإماء ابن النوبية الطيبة الفم المنجبة الرحم ويلهم لعن اللّٰه الأعيبس و ذريته صاحب الفتنة تقتلهم سنين و شهورا و أياما يسومهم خسفا و يسقيهم كأسا مصبرة و هو الطريد الشريد الموتور بأبيه و جده صاحب الغيبة يقال مات أو هلك أي واد سلك أ فيكون هذا يا عم إلا مني فقلت صدقت جعلت فداك

بيان

الحائل المتغير اللون يعني ما كان فينا إمام ليس على لون آبائه كأن لون أبي جعفر ع كان مائلا إلى السواد إذ كانت أمه حبشية فأنكروا أن يكون ابنا لأبيه و القافة جمع القائف و هو الذي يعرف الآثار و الأشباه و يحكم بالنسب يأتي ابن خيرة الإماء يعني به المهدي صاحب زماننا ص كأنه انتسبه إلى جدته أم أبي جعفر الثاني ع لأن أمه بلا واسطة كانت بنت قيصر و لم تكن بنوبية و النوبية طائفة من الحبشة يقال امرأة منجبة و منجاب تلد النجباء ويلهم يعني ويل بني عباس كما يدل عليه ما بعده و الأعيبس مصغر الأعبس و هو كناية عن العباس لاشتراكهما في معنى كثرة العبوس أو هو من باب القلب و المستتر في تقتلهم بالتاء الفوقانية للذرية و البارز للنجباء الذين منهم ابن خيرة الإماء أعني من يلده من الآباء أو المستتر لابن خيرة الإماء و البارز

للذرية فيكون بالياء التحتانية و يكون إشارة إلى ما سيقع بعد ظهوره ع على ما ورد به الأخبار و سيأتي بعضها إن شاء اللّٰه تعالى سنين و شهورا

الوافي، ج 2، ص: 381

و أياما أي في مدد متقاربة يسومهم خسفا يكلفهم نقيصة أو ذهابا في الأرض و بالجملة كناية عن الإبادة و الإهلاك مصبرة مهلكة و هو الطريد يعني ابن خيرة الإماء هو المطرود و الشريد عطف بيان للطريد الموتور بأبيه و جده المجعول وترا يتيما بلا أب و جد صاحب الغيبة أي الغيبة الطويلة المعهودة التي يقال له فيها أين هو أ مات أو هلك

[19]
اشارة

865- 19 الكافي، 1/ 322/ 12/ 1 الحسين بن محمد عن محمد بن أحمد النهدي عن محمد بن خلاد الصيقل عن محمد بن الحسن بن عمار قال كنت عند علي بن جعفر بن محمد جالسا بالمدينة و كنت أقمت عنده سنتين أكتب عنه- ما يسمع من أخيه يعني أبا الحسن إذ دخل عليه أبو جعفر محمد بن علي الرضا ع المسجد مسجد رسول اللّٰه ص فوثب علي بن جعفر بلا حذاء و لا رداء فقبل يده و عظمه فقال له أبو جعفر ع يا عم اجلس رحمك اللّٰه تعالى فقال يا سيدي كيف أجلس و أنت قائم فلما رجع علي بن جعفر إلى مجلسه جعل أصحابه يوبخونه و يقولون أنت عم أبيه و أنت تفعل به هذا الفعل فقال اسكتوا إذا كان اللّٰه تعالى و قبض على لحيته لم يؤهل هذه الشيبة و أهل هذا الفتى و وضعه حيث وضعه أنكر فضله نعوذ بالله مما تقولون بل أنا له عبد

بيان

و قبض على لحيته معترضة

الوافي، ج 2، ص: 382

باب 41 الإشارة و النص على أبي الحسن الثالث ع

[1]
اشارة

866- 1 الكافي، 1/ 323/ 1/ 1 علي عن أبيه عن إسماعيل بن مهران قال لما خرج أبو جعفر ع من المدينة إلى بغداد في الدفعة الأولى من خرجتيه قلت له عند خروجه جعلت فداك إني أخاف عليك في هذا الوجه فإلى من الأمر بعدك فكر بوجهه إلي ضاحكا و قال ليس الغيبة حيث ظننت في هذه السنة فلما أخرج به الثانية إلى المعتصم صرت إليه فقلت له جعلت فداك أنت خارج فإلى من هذا الأمر من بعدك فبكى حتى اخضلت لحيته ثم التفت إلي فقال عند هذه يخاف علي الأمر من بعدي إلى ابني علي

بيان

هذا الوجه أي هذه الجهة فكر بوجهه عطف حيث ظننت يعني إلى محل الموت و الهلاك اخضلت بلت

[2]
اشارة

867- 2 الكافي، 1/ 324/ 2/ 1 الحسين بن محمد عن الخيراني عن أبيه أنه قال كان يلزم باب أبي جعفر ع للخدمة التي كان وكل بها- و كان أحمد بن محمد بن عيسى يجي ء في السحر في كل ليلة ليعرف خبر علة أبي جعفر ع و كان الرسول الذي يختلف بين أبي جعفر و بين أبي

الوافي، ج 2، ص: 383

إذا حضر قام أحمد و خلا به أبي فخرجت ذات ليلة و قام أحمد عن المجلس- و خلا أبي بالرسول و استدار أحمد فوقف حيث يسمع الكلام فقال الرسول لأبي إن مولاك يقرأ عليك السلام و يقول لك إني ماض و الأمر صائر إلى ابني علي و له عليكم بعدي ما كان لي عليكم بعد أبي ثم مضى الرسول و رجع أحمد إلى موضعه و قال لأبي ما الذي قد قال لك قال خيرا قال قد سمعت ما قال فلم تكتمه و أعاد ما سمع فقال له أبي قد حرم اللّٰه عليك ما فعلت لأن اللّٰه تبارك و تعالى يقول وَ لٰا تَجَسَّسُوا فاحفظ الشهادة لعلنا نحتاج إليها يوما ما و إياك أن تظهرها إلى وقتها فلما أصبح أبي كتب نسخة الرسالة في عشر رقاع و ختمها و دفعها إلى عشرة من وجوه العصابة و قال إن حدث بي حدث الموت قبل أن أطالبكم بها فافتحوها و اعملوا بما فيها فلما مضى أبو جعفر ع ذكر أبي أنه لم يخرج من منزله حتى قطع على يديه نحو من أربعمائة إنسان و اجتمع رؤساء العصابة عند محمد

بن الفرج يتفاوضون هذا الأمر فكتب محمد بن الفرج إلى أبي يعلمه باجتماعهم عنده و أنه لو لا مخافة الشهرة لصار معهم إليه و يسأله أن يأتيه فركب أبي و صار إليه- فوجد القوم مجتمعين عنده فقالوا لأبي ما تقول في هذا الأمر فقال أبي لمن عنده الرقاع احضروا الرقاع فأحضروها فقال لهم هذا ما أمرت به فقال بعضهم قد كنا نحب أن يكون معك في هذا الأمر شاهد آخر فقال لهم قد أتاكم اللّٰه عز و جل به هذا أبو جعفر الأشعري يشهد لي بسماع هذه الرسالة- و سأله أن يشهد بما عنده فأنكر أحمد أن يكون سمع من هذا شيئا فدعاه أبي إلى المباهلة فقال لما حقق عليه قال قد سمعت ذلك و هذه مكرمة- كنت أحب أن تكون لرجل من العرب لا لرجل من العجم فلم يبرح القوم

الوافي، ج 2، ص: 384

حتى قالوا بالحق جميعا و في نسخة الصفواني محمد بن جعفر الكوفي عن العبيدي عن محمد بن الحسين الواسطي سمع أحمد بن أبي خالد مولى أبي جعفر يحكي- أنه أشهده على هذه الوصية المنسوخة شهد أحمد بن أبي خالد مولى أبي جعفر أن أبا جعفر محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع أشهده أنه أوصى إلى علي ابنه بنفسه و أخواته و جعل أمر موسى إذا بلغ إليه و جعل عبد اللّٰه بن المشاور قائما على تركته من الضياع و الأموال و النفقات و الرقيق و غير ذلك إلى أن يبلغ علي بن محمد صير عبد اللّٰه بن المشاور ذلك إليه يقوم بأمر نفسه و أخواته و يصير أمر

موسى إليه يقوم لنفسه بعدهما على شرط أبيهما- في صدقاته التي تصدق بها و ذلك يوم الأحد لثلاث ليال خلون من ذي الحجة سنة عشرين و مائتين و كتب أحمد بن أبي خالد شهادته بخطه- و شهد الحسن بن محمد بن عبد اللّٰه بن الحسن بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع و هو الجواني على مثل شهادة أحمد بن أبي خالد في صدر هذا الكتاب و كتب شهادته بيده و شهد نصر الخادم و كتب شهادته بيده

بيان

حتى قطع على يديه يعني حتى جزم بمعرفة الإمام بعد أبي جعفر ع

الوافي، ج 2، ص: 385

بسببه و بإخباره عنه يتفاوضون هذا الأمر يتكلمون فيه يقال فوض إليه الأمر إذا رده إليه و جعله الحاكم فيه و المفاوضة المساواة و المشاركة مفاعلة من التفويض كان كل واحد منهما رد ما عنده إلى صاحبه ليحكم فيه و مفاوضة العلماء أن يلقى أحدهم صاحبه فأخذ ما عنده و أعطاه ما عند نفسه و هذه مكرمة يعني تعريف الإمام و هداية الناس إليه و دلالتهم عليه مكرمة شريفة المنسوخة المكتوبة أمر موسى يعني ابنه الملقب بالمبرقع المدفون بقم إليه يعني إلى موسى صير يعني فإذا بلغ علي بن محمد صير و لعله سقط من قلم النساخ أو كان فصير فسقط الفاء و يصير أمر موسى إليه يعني إلى موسى و يشبه أن يكون قد سقط هنا شي ء

الوافي، ج 2، ص: 386

باب 42 الإشارة و النص على أبي محمد ع

[1]

868- 1 الكافي، 1/ 325/ 1/ 1 علي بن محمد عن محمد بن أحمد النهدي عن يحيى بن يسار القنبري قال أوصى أبو الحسن ع إلى ابنه الحسن ع قبل مضيه بأربعة أشهر و أشهدني على ذلك و جماعة من الموالي

[2]
اشارة

869- 2 الكافي، 1/ 325/ 2/ 1 عنه عن جعفر بن محمد الكوفي عن بشار بن أحمد البصري عن علي بن عمر النوفلي قال كنت مع أبي الحسن ع في صحن داره فمر بنا محمد ابنه فقلت له جعلت فداك هذا صاحبنا بعدك فقال لا صاحبكم بعدي الحسن

بيان

محمد ابنه هو أبو جعفر ولده الأكبر الذي كان مترقبا للإمامة صالحا لها مرجوا عند أصحابه

[3]

870- 3 الكافي، 1/ 326/ 3/ 1 عنه عن بشار بن أحمد عن عبد اللّٰه بن محمد

الوافي، ج 2، ص: 387

الأصبهاني قال قال أبو الحسن ع صاحبكم بعدي الذي يصلي علي قال و لم نعرف أبا محمد قبل ذلك قال فخرج أبو محمد فصلى عليه

[4]
اشارة

871- 4 الكافي، 1/ 326/ 4/ 1 عنه عن موسى بن جعفر بن وهب عن علي بن جعفر قال كنت حاضرا عند أبي الحسن ع لما توفي ابنه محمد فقال للحسن يا بني أحدث لله شكرا فقد أحدث فيك أمرا

بيان

يعني جعلك اللّٰه إماما للناس بموت أخيك قبلك بدا لله فيك بعده

[5]

872- 5 الكافي، 1/ 326/ 5/ 1 الاثنان عن أحمد بن محمد بن عبد اللّٰه بن مروان الأنباري قال كنت حاضرا عند مضي أبي جعفر محمد بن علي ع فجاء أبو الحسن فوضع له كرسي فجلس عليه و حوله أهل بيته و أبو محمد قائم في ناحية فلما فرغ من أمر أبي جعفر ع التفت إلى أبي محمد ع فقال يا بني أحدث لله تعالى شكرا فقد أحدث فيك أمرا

[6]
اشارة

873- 6 الكافي، 1/ 326/ 8/ 1 محمد و غيره عن سعد بن عبد اللّٰه عن جماعة من بني هاشم منهم الحسن بن الحسن الأفطس أنهم حضروا يوم توفي محمد بن علي بن محمد باب أبي الحسن يعزونه و قد بسط له في صحن داره و الناس جلوس حوله فقالوا قدرنا أن يكون حوله من آل أبي طالب و بني هاشم و قريش مائة و خمسون رجلا سوى مواليه و سائر الناس إذ نظر إلى الحسن بن علي ع قد جاء مشقوق الجيب حتى قام عن يمينه و نحن لا نعرفه فنظر إليه أبو الحسن ع بعد ساعة فقال يا بني

الوافي، ج 2، ص: 388

أحدث لله عز و جل شكرا فقد أحدث فيك أمرا فبكى الفتى و حمد اللّٰه تعالى و استرجع و قال الحمد لله رب العالمين و أنا أسأل اللّٰه عز و جل تمام نعمه لنا فيك و إنا لله و إنا إليه راجعون فسألنا عنه فقيل هذا الحسن ابنه- و قدرنا له في ذلك الوقت عشرين سنة أو أرجح فيومئذ عرفناه و علمنا أنه قد أشار إليه بالإمامة و إقامة مقامه

بيان

في إرشاد الشيخ المفيد ره بعد التحميد و إياه أسأل تمام النعمة علينا و إنا لله و إنا إليه راجعون

[7]
اشارة

874- 7 الكافي، 1/ 327/ 10/ 1 علي بن محمد عن إسحاق بن محمد عن أبي هاشم الجعفري قال كنت عند أبي الحسن ع بعد ما مضى ابنه أبو جعفر و إني لأفكر في نفسي أريد أن أقول كأنهما أعني أبا جعفر و أبا محمد في هذا الوقت كأبي الحسن موسى و إسماعيل ابني جعفر بن محمد ع و إن قصتهما كقصتهما إذ كان أبو محمد المرجا بعد أبي جعفر فأقبل علي أبو الحسن ع قبل أن أنطق فقال نعم يا با هاشم بدا لله في أبي محمد بعد أبي جعفر ما لم يكن يعرف له كما بدا لله في موسى بعد مضي إسماعيل ما كشف به عن حاله و هو كما حدثتك نفسك و إن كره المبطلون و أبو محمد ابني الخلف من بعدي عنده علم ما يحتاج إليه و معه آلة الإمامة

بيان

و إن قصتهما كقصتهما أي في استقرار الإمامة في أحد الأخوين بعد مضي الآخر المرجا يعني المرجو للإمامة بدا لله أي نشأ له فيه أمر و قد مضى

الوافي، ج 2، ص: 389

تحقيق معنى البداء في حقه سبحانه في باب البداء من أبواب معرفة مخلوقاته و أفعاله تبارك و تعالى من الجزء الأول

[8]

875- 8 الكافي، 1/ 327/ 9/ 1 عنه عن إسحاق بن محمد عن محمد بن يحيى بن درياب قال دخلت على أبي الحسن ع بعد مضي أبي جعفر فعزيته عنه و أبو محمد ع جالس فبكى أبو محمد ع فأقبل عليه أبو الحسن فقال إن اللّٰه تبارك و تعالى قد جعل فيك خلفا منه فاحمد اللّٰه تعالى

[9]

876- 9 الكافي، 1/ 327/ 11/ 1 عنه عن إسحاق بن محمد عن محمد بن يحيى بن درياب عن أبي بكر الفهفكي قال كتب إلي أبو الحسن ع أبو محمد ابني أنصح آل محمد غريزة و أوثقهم حجة و هو الأكبر من ولدي و هو الخلف و إليه ينتهي عرى الإمامة و أحكامها فما كنت سائلي فسله عنه فعنده ما يحتاج إليه

[10]

877- 10 الكافي، 1/ 328/ 12/ 1 عنه عن إسحاق بن محمد عن شاهويه بن عبد اللّٰه بن الجلاب قال كتب إلي أبو الحسن ع في كتاب- أردت أن تسأل عن الخلف بعد أبي جعفر و قلقت لذلك فلا تغتم فإن اللّٰه عز و جل لا يضل قوما بَعْدَ إِذْ هَدٰاهُمْ حَتّٰى يُبَيِّنَ لَهُمْ مٰا يَتَّقُونَ و صاحبك بعدي أبو محمد ابني و عنده ما تحتاجون إليه يقدم اللّٰه ما يشاء و يؤخر ما يشاء مٰا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهٰا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهٰا أَوْ مِثْلِهٰا قد كتبت بما فيه بيان و قناع لذي

الوافي، ج 2، ص: 390

عقل يقظان

[11]
اشارة

878- 11 الكافي، 1/ 326/ 7/ 1 عنه عن أبي محمد الإسبارقيني عن علي بن عمرو العطار قال دخلت على أبي الحسن العسكري ع و أبو جعفر ابنه في الأحياء و أنا أظن أنه هو فقلت له جعلت فداك من أخص من ولدك فقال لا تخصوا أحدا حتى يخرج إليكم أمري قال فكتبت إليه بعد فيمن يكون هذا الأمر قال فكتب إلي في الكبير من ولدي- قال و كان أبو محمد أكبر من جعفر

بيان

في الأحياء أي كان حيا أنه هو يعني أنه الإمام بعده من أخص يعني باعتقاد الإمامة فيه أكبر من جعفر جعفر هذا هو المشهور بالكذاب

[12]
اشارة

879- 12 الكافي، 1/ 326/ 6/ 1 عنه عن محمد بن أحمد القلانسي عن علي بن الحسين بن عمرو عن علي بن مهزيار قال قلت لأبي الحسن ع إن كان كون و أعوذ بالله فإلى من قال عهدي إلى الأكبر من ولدي

بيان

يأتي حديث آخر من هذا الباب في باب النهي عن الاسم إن شاء اللّٰه تعالى

الوافي، ج 2، ص: 391

باب 43 الإشارة و النص على صاحب الزمان ص

[1]

880- 1 الكافي، 1/ 328/ 2/ 1 محمد عن أحمد بن إسحاق عن أبي هاشم الجعفري قال قلت لأبي محمد ع جلالتك تمنعني من مسألتك فتأذن لي أن أسألك فقال سل قلت يا سيدي هل لك ولد فقال نعم فقلت فإن حدث بك حدث فأين أسأل عنه قال بالمدينة

[2]
اشارة

881- 2 الكافي، 1/ 329/ 5/ 1 الاثنان عن أحمد بن محمد بن عبد اللّٰه قال خرج إلي عن أبي محمد ع حين قتل الزبيري لعنه اللّٰه تعالى- هذا جزاء من اجترى على اللّٰه عز و جل في أوليائه يزعم أنه يقتلني و ليس لي عقب فكيف رأى قدرة اللّٰه جل و عز فيه و ولد له ولد سماه م ح م د في سنة ست و خمسين و مائتين

بيان

خرج إلي يعني توقيع و البارز في فيه يرجع إلى الزبيري و ولد له من كلام الراوي

[3]

882- 3 الكافي، 1/ 328/ 1/ 1 علي بن محمد عن محمد بن علي بن بلال قال خرج إلي من أبي محمد ع قبل مضيه بسنتين يخبرني

الوافي، ج 2، ص: 392

بالخلف من بعده ثم خرج إلي من قبل مضيه بثلاثة أيام يخبرني بالخلف من بعده

[4]

883- 4 الكافي، 1/ 328/ 3/ 1 عنه عن جعفر بن محمد الكوفي عن جعفر بن محمد المكفوف عن عمرو الأهوازي قال أراني أبو محمد ابنه ع- و قال هذا صاحبكم من بعدي

[5]
اشارة

884- 5 الكافي، 1/ 329/ 6/ 1 عنه عن الحسين و محمد ابني علي بن إبراهيم عن محمد بن علي بن عبد الرحمن العبدي من عبد قيس عن ضوء بن علي العجلي عن رجل من أهل فارس سماه قال أتيت سامراء و لزمت باب أبي محمد ع فدعاني فدخلت عليه و سلمت فقال ما الذي أقدمك قال قلت رغبة في خدمتك قال فقال لي فالزم الباب- قال فكنت في الدار مع الخدم ثم صرت أشتري لهم الحوائج من السوق- و كنت أدخل عليهم من غير إذن إذا كان في الدار رجال قال فدخلت عليه يوما و هو في دار الرجال فسمعت حركة في البيت فناداني مكانك لا تبرح فلم أجسر أن أدخل و لا أخرج فخرجت على جارية معها شي ء مغطى ثم ناداني ادخل فدخلت و نادى الجارية فرجعت إليه- فقال لها اكشفي عما معك فكشفت عن غلام أبيض حسن اللون حسن الوجه و كشف عن بطنه فإذا شعر نابت من لبته إلى سرته أخضر ليس بأسود فقال هذا صاحبكم ثم أمرها فحملته فما رأيته بعد ذلك حتى مضى أبو محمد ع

الوافي، ج 2، ص: 393

بيان

اللبة موضع القلادة من الصدر أورد هذا الحديث في الكافي مرة أخرى في مولد الصاحب ع على اختلاف في بعض ألفاظه و ذكر الحسن مكان الحسين في ابني علي بن إبراهيم و زاد بعد لفظة إبراهيم في سنة تسع و سبعين و مائتين و زاد بعد قوله فدخلت عليه و سلمت قال يا أبا فلان كيف حالك ثم قال لي اقعد يا فلان ثم سألني عن جماعة من رجال و نساء من أهلي ثم قال لي ما الذي أقدمك

ثم ساق الحديث.

و زاد في آخره فقال ضوء بن علي قلت للفارسي كم كنت تقدر له من السنين قال سنتين قال العبدي فقلت لضوء كم تقدر له أنت قال أربع عشرة قال أبو علي و أبو عبد اللّٰه و نحن نقدر له إحدى و عشرين سنة

[6]
اشارة

885- 6 الكافي، 1/ 331/ 4/ 1 عنه عن حمدان القلانسي قال قلت للعمري قد مضى أبو محمد ع فقال لي قد مضى و لكن قد خلف فيكم من رقبته مثل هذه و أشار بيده

بيان

للعمري بفتح العين هو الشيخ أبو عمر و عثمان بن سعيد وكيل صاحب الزمان ص و قبل كان بوابا لأبيه و جده ثقة لهما رقبته أي قده و قامته

[7]
اشارة

886- 7 الكافي، 1/ 341/ 25/ 1 العدة عن سعد عن النخعي قال قلت لأبي الحسن الرضا ع إني أرجو أن تكون صاحب هذا الأمر و أن يسوقه اللّٰه إليك بغير سيف فقد بويع لك و ضربت الدراهم باسمك

الوافي، ج 2، ص: 394

فقال ما منا أحد اختلف إليه الكتب و أشير إليه بالأصابع و سئل عن المسائل و حملت إليه الأموال إلا اغتيل أو مات على فراشه حتى يبعث اللّٰه لهذا الأمر غلاما منا خفي الولادة و المنشإ غير خفي في نسبه

بيان

الاغتيال الإهلاك و الأخذ من حيث لا يشعر

[8]
اشارة

887- 8 الكافي، 1/ 342/ 26/ 1 الحسين بن محمد و غيره عن جعفر بن محمد عن علي بن العباس بن عامر عن موسى بن هلاك الكندي عن عبد اللّٰه بن عطاء عن أبي جعفر ع قال قلت له إن شيعتك بالعراق كثيرة- و اللّٰه ما في أهل بيتك مثلك فكيف لا تخرج قال فقال يا عبد اللّٰه بن عطاء قد أخذت تفرش أذنيك للنوكى إي و اللّٰه ما أنا بصاحبكم قال قلت له فمن صاحبنا قال انظروا من عمى على الناس ولادته فذاك صاحبكم إنه ليس منا أحد يشار إليه بالأصابع و يمضغ بالألسن إلا مات غيظا أو رغم أنفه

بيان

قد أخذت يعني شرعت النوكي الحمقى يعني تقبل أقوال الحمقى و لا تتدبر فيها و مما يناسب ذكره في هذا الباب

ما رواه الشيخ الصدوق رحمه اللّٰه في كتاب إكمال الدين و إتمام النعمة بإسناده عن محمد بن معاوية بن حكيم و محمد بن أيوب بن نوح و محمد بن عثمان العمري رضي اللّٰه عنهم قالوا عرض علينا أبو محمد الحسن بن علي ص ابنه ع و نحن في منزله و كنا أربعين رجلا فقال هذا إمامكم من بعدي و خليفتي عليكم أطيعوه و لا تتفرقوا بعدي فتهلكوا في أديانكم أما إنكم

الوافي، ج 2، ص: 395

لا ترونه بعد يومكم هذا قالوا فخرجنا من عنده فما مضت إلا أيام قلائل حتى مضى أبو محمد ص

و بإسناده عن يعقوب بن منقوش قال دخلت على أبي محمد الحسن بن علي ص و هو جالس على دكان في الدار و عن يمينه بيت و عليه ستر مسبل- فقلت له يا سيدي من صاحب هذا الأمر فقال ارفع الستر

فرفعته فخرج إلينا غلام خماسي له عشر أو ثمان أو نحو ذلك واضح الجبين أبيض الوجه دري المقلتين شثن الكفين معطوف الركبتين في خده الأيمن خال و في رأسه ذؤابة- فجلس على فخذ أبي محمد ص ثم قال لي هذا هو صاحبكم ثم وثب فقال له يا بني أدخل إلى الوقت المعلوم فدخل البيت و أنا أنظر إليه ثم قال لي يا يعقوب انظر من في البيت فدخلت فما رأيت أحدا

و بإسناده عن أحمد بن إسحاق بن سعد الأشعري قال دخلت على أبي محمد الحسن بن علي ص و أنا أريد أن أسأله عن الخلف من بعده فقال لي مبتدئا يا أحمد بن إسحاق إن اللّٰه تبارك و تعالى لم يخل الأرض منذ خلق آدم ع و لا يخليها إلى أن تقوم الساعة من حجة اللّٰه على خلقه به يدفع البلاء عن أهل الأرض و به ينزل الغيث و به يخرج بركات الأرض قال فقلت له يا ابن رسول اللّٰه فمن الإمام و الخليفة بعدك فنهض ص مسرعا فدخل البيت ثم خرج و على عاتقه غلام كان وجهه القمر ليلة البدر من أبناء ثلاث سنين فقال يا أحمد بن إسحاق لو لا كرامتك على اللّٰه عز و جل و على حججه ما عرضت عليك ابني هذا إنه سمي رسول اللّٰه ص و كنيّه الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا- يا أحمد بن إسحاق مثله في هذه الأمة مثل الخضر ع و مثله مثل ذي القرنين و اللّٰه ليغيبن غيبة لا ينجو من الهلكة فيها إلا من ثبته اللّٰه عز و جل على القول بإمامته و وفقه للدعاء بتعجيل فرجه قال

أحمد بن إسحاق فقلت له

الوافي، ج 2، ص: 396

يا مولاي فهل من علامة يطمئن إليها قلبي فنطق الغلام ص- بلسان عربي فصيح فقال أنا بقية اللّٰه في أرضه و المنتقم من أعدائه- و لا تطلب أثرا بعد عين يا أحمد بن إسحاق قال أحمد بن إسحاق فخرجت مسرورا فرحا فلما كان من الغد عدت إليه فقلت يا ابن رسول اللّٰه لقد عظم سروري بما مننت علي فما السنة الجارية فيه من الخضر و ذي القرنين قال طول الغيبة يا أحمد قلت يا بن رسول اللّٰه فإن غيبته لتطول قال إي و ربي حتى يرجع عن هذا الأمر أكثر القائلين به فلا يبقى إلا من أخذ اللّٰه عز و جل عهده لولايتنا و كتب في قلبه الإيمان و أيده بروح منه يا أحمد بن إسحاق هذا أمر من أمر اللّٰه و سر من سر اللّٰه و غيب من غيب اللّٰه فخذ ما آتيتك و اكتمه و كن من الشاكرين تكن معنا غدا في عليين

و بإسناده عن أبي علي بن همام قال سمعت محمد بن عثمان العمري رضي اللّٰه عنه قال سمعت أبي يقول سئل أبو محمد الحسن بن علي ص و أنا عنده عن الخبر الذي روي عن آبائه ص أن الأرض لا تخلو من حجة لله على خلقه إلى يوم القيامة و أن من مات و لم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية فقال ص إن هذا حق كما أن النهار حق فقيل له يا ابن رسول الهّٰل فمن الحجة و الإمام بعدك فقال ابني م ح م د و هو الإمام و الحجة بعدي من مات و لم يعرفه مات ميتة جاهلية أما إن له غيبة يحار

فيها الجاهلون- و يهلك فيها المبطلون و يكذب فيها الوقاتون ثم يخرج فكأني أنظر إلى الإعلام البيض تخفق فوق رأسه بنجف الكوفة

الوافي، ج 2، ص: 397

باب 44 لتسمية من رآه ع

[1]
اشارة

888- 1 الكافي، 1/ 329/ 1/ 1 محمد و محمد بن عبد اللّٰه عن عبد اللّٰه بن جعفر الحميري قال اجتمعت أنا و الشيخ أبو عمرو رحمه اللّٰه عند أحمد بن إسحاق فغمزني أحمد بن إسحاق أن أسأله عن الخلف فقلت له يا أبا عمرو إني أريد أن أسألك عن شي ء و ما أنا بشاك فيما أريد أن أسألك عنه فإن اعتقادي و ديني أن الأرض لا تخلو من حجة إلا إذا كان قبل القيامة بأربعين يوما فإذا كان ذلك رفعت الحجة و أغلق باب التوبة فلم يكن ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا فأولئك أشرار من خلق اللّٰه عز و جل و هم الذين تقوم عليهم القيامة و لكني أحببت أن أزداد يقينا و إن إبراهيم ع سأل ربه عز و جل أن يريه كيف يحيي الموتى- قال أ و لم تؤمن قال بلى و لكن ليطمئن قلبي و قد أخبرني أبو علي أحمد بن إسحاق عن أبي الحسن ع قال سألته و قلت من أعامل أو عمن آخذ و قول من أقبل فقال له العمري ثقتي فما أدى إليك عني فعني يؤدي و ما قال لك عني فعني يقول فاسمع له و أطع فإنه الثقة المأمون و أخبرني أبو علي أنه سأل أبا محمد ع عن مثل ذلك فقال له العمري و ابنه ثقتان فما أديا إليك عني فعني يؤديان و ما قالا لك عني فعني يقولان فاسمع لهما و

أطعهما فإنهما الثقتان المأمونان فهذا قول إمامين قد مضيا فيك قال فخر أبو عمرو ساجدا و بكى ثم قال سل حاجتك

الوافي، ج 2، ص: 398

فقلت له أنت رأيت الخلف من بعد أبي محمد ع فقال إي و اللّٰه و رقبته مثل ذا و أومى بيده فقلت له فبقيت واحدة فقال لي هات- قلت فالاسم قال محرم عليكم أن تسألوا عن ذلك و لا أقول هذا من عندي- فليس لي أن أحلل و لا أحرم و لكنه عنه ع فإن الأمر عند السلطان أن أبا محمد مضى و لم يخلف ولدا و قسم ميراثه و أخذه من لا حق له فيه و هو ذا عياله يجولان ليس أحد يجسر أن يتعرف إليهم أو ينيلهم شيئا- و إذا وقع الاسم وقع الطلب فاتقوا اللّٰه و أمسكوا عن ذلك قال الكليني و حدثني شيخ من أصحابنا ذهب عني اسمه أن أبا عمرو سئل عند أحمد بن إسحاق عن مثل هذا فأجاب بمثل هذا

بيان

فغمزني أشارني أو نخسني فإن الغمز بالعين و الجفن و الحاجب بمعنى الإشارة و باليد بمعنى النخس واحدة أي مسألة واحدة و من لا حق له فيه كناية عن عمه الكذاب و عياله عبارة عن جواريه و خدمه و إنما كانوا يجولون لأن صاحبهم كان بعد أبي محمد الصاحب ع و كان متقيا مختفيا

[2]

889- 2 الكافي، 1/ 330/ 3/ 1 محمد عن الحسين بن رزق اللّٰه أبي عبد اللّٰه عن موسى بن محمد بن القاسم بن حمزة بن موسى بن جعفر ع قال" حدثتني حكيمة ابنة محمد بن علي ع و هي عمة أبيه أنها رأته ليلة مولده و بعد ذلك

[3]

890- 3 الكافي، 1/ 332/ 14/ 1 علي بن محمد عن محمد و الحسن ابني علي بن

الوافي، ج 2، ص: 399

إبراهيم أنهما حدثاه في سنة تسع و سبعين و مائتين عن محمد بن عبد الرحمن العبدي عن ضوء بن علي العجلي عن رجل من أهل فارس سماه" أن أبا محمد أراه إياه

[4]

891- 4 الكافي، 1/ 331/ 5/ 1 عنه عن فتح مولى الزراري قال" سمعت أبا علي بن مطهر يذكر أنه قد رآه و وصف له قده

[5]

892- 5 الكافي، 1/ 331/ 6/ 1 عنه عن محمد بن شاذان بن نعيم عن خادم لإبراهيم بن عبدة النيسابوري أنها قالت" كنت واقفة مع إبراهيم على الصفا فجاء ع حتى وقف على إبراهيم و قبض على كتاب مناسكه و حدثه بأشياء

[6]
اشارة

893- 6 الكافي، 1/ 331/ 7/ 1 عنه عن محمد بن علي بن إبراهيم عن أبي عبد اللّٰه بن صالح" أنه رآه عند الحجر الأسود و الناس يتجاذبون عليه و هو يقول ما بهذا أمروا

بيان

عليه أي على الحجر

[7]

894- 7 الكافي، 1/ 330/ 2/ 1 عنه عن محمد بن إسماعيل بن موسى بن جعفر و كان أسن شيخ من ولد رسول اللّٰه ص بالعراق فقال" رأيته بين المسجدين و هو غلام ع

الوافي، ج 2، ص: 400

[8]
اشارة

895- 8 الكافي، 1/ 331/ 8/ 1 عنه عن أبي علي أحمد بن إبراهيم بن إدريس عن أبيه أنه قال رأيته ع بعد مضي أبي محمد حين أيفع و قبلت يديه و رأسه

بيان

أيفع ارتفع و راهق العشرين فهو يافع لا موفع

[9]
اشارة

896- 9 الكافي، 1/ 331/ 9/ 1 عنه عن أبي عبد اللّٰه بن صالح و أحمد بن النضر عن القنبري رجل من ولد قنبر الكبير مولى أبي الحسن الرضا ع قال" جرى حديث جعفر بن علي فذمه فقلت له فليس غيره فهل رأيته فقال لم أره و لكن رآه غيري قلت و من رآه قال قد رآه جعفر مرتين و له حديث

بيان

جعفر هو الكذاب عم الصاحب ع فليس غيره أي فحيث كان جعفر مذموما فليس غير ابن أخيه يعني به الصاحب ع

[10]
اشارة

897- 10 الكافي، 1/ 331/ 11/ 1 عنه عن علي بن قيس عن بعض جلاوزة السواد قال شاهدت سيما آنفا بسر من رأى و قد كسر باب الدار فخرج عليه و بيده طبرزين فقال له ما تصنع في داري فقال سيما إن جعفرا زعم أن أباك مضى و له ولد فإن كانت دارك فقد انصرفت عنك فخرج عن الدار قال علي بن قيس فخرج علينا خادم من خدم الدار فسألته عن هذا الخبر فقال لي من حدثك بهذا فقلت له حدثني بعض جلاوزة السواد فقال لي لا يكاد يخفى على الناس شي ء

الوافي، ج 2، ص: 401

بيان

الجلواز الشرطي سيما اسم رجل كأنه من أتباع السلطان باب الدار أي دار أبي محمد ع فخرج عليه يعني الصاحب ع إن جعفرا يعني عمه الكذاب و له ولد في بعض النسخ و لا ولد له و هو أوفق بسياق الحديث و كسر الباب

[11]
اشارة

898- 11 الكافي، 1/ 331/ 10/ 1 عنه عن أبي محمد الوجناني أنه أخبرني عمن رآه خرج من الدار قبل الحادث بعشرة أيام و هو يقول اللهم إنك تعلم أنها من أحب البقاع لو لا الطرد أو كلام هذا نحوه

بيان

كأن الحادث هو التجسس له من السلطان و التفحص عنه و وقوع غيبته الصغرى أنها من أحب البقاع يعني سر من رأى

[12]

899- 12 الكافي، 1/ 332/ 15/ 1 عنه عن أبي أحمد بن راشد عن بعض أهل المدائن قال" كنت حاجا مع رفيق لي فوافينا الموقف فإذا شاب قاعد عليه إزار و رداء و في رجليه نعل صفراء قومت الإزار و الرداء بمائة و خمسين دينارا- و ليس عليه أثر السفر فدنا منا سائل فرددناه فدنا من الشاب فسأله فحمل شيئا من الأرض و ناوله فدعا له السائل و اجتهد في الدعاء و أطال فقام الشاب و غاب عنا فدنونا من السائل فقلنا له ويحك ما أعطاك فأرانا حصاة ذهب مضرسة قدرناها عشرين مثقالا فقلت لصاحبي مولانا عندنا و نحن لا ندري ثم ذهبنا في طلبه فدرنا الموقف كله فلم نقدر عليه فسألنا من كان حوله من أهل مكة و المدينة فقالوا شاب علوي يحج في كل سنة ماشيا

الوافي، ج 2، ص: 402

[13]

900- 13 الكافي، 1/ 332/ 13/ 1 محمد عن الحسن بن علي النيسابوري عن إبراهيم بن محمد بن عبد اللّٰه بن موسى بن جعفر عن أبي نصر ظريف الخادم" أنه رآه ع

[14]

901- 14 الفقيه، 2/ 520/ 3115 قال محمد بن عثمان رضي اللّٰه عنه و أرضاه و رأيته ص متعلقا بأستار الكعبة في المستجار و هو يقول اللهم انتقم لي من أعدائك

[15]
اشارة

902- 15 الفقيه، 2/ 520/ 3115 روى عن عبد اللّٰه بن جعفر الحميري أنه قال سئل محمد بن عثمان العمري رضي اللّٰه عنه فقال له رأيت صاحب هذا الأمر فقال نعم و آخر عهدي به عند بيت اللّٰه الحرام و هو يقول اللهم أنجز لي ما وعدتني

بيان

قد رآه ع غير واحد من الناس و شاهدوا منه المعجزات و الكرامات و لهم قصص و حكايات في ذلك و قد ذكر محمد بن أبي عبد اللّٰه الكوفي عدد من انتهى إليه و وقف على معجزاته.

و قد أورد الصدوق رحمه اللّٰه أسماءهم في كتاب إكمال الدين و إتمام النعمة مع نبذ من توقيعاته و حكاياته و ذكر الشيخ أحمد بن أبي طالب الطبرسي أيضا بعض توقيعاته في كتاب الاحتجاج و كذا الشيخ أبو جعفر الطوسي رحمه اللّٰه في كتاب الغيبة و من الناس من وصل في بعض أسفاره إلى بلدته ع و رآه فيها و سمع منه الحديث و شاهد منه الأعاجيب و يقال إن له ببلدته أولادا و أصحابا و حشما و إن اللّٰه عز و جل أخفى تلك البلدة عن أعين الناظرين

الوافي، ج 2، ص: 403

باب 45 النهي عن الاسم

[1]

903- 1 الكافي، 1/ 332/ 1/ 1 علي بن محمد عمن ذكره عن العلوي عن داود بن القاسم الجعفري قال سمعت أبا الحسن العسكري ع يقول الخلف من بعدي الحسن فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف- فقلت و لم جعلني اللّٰه فداك قال إنكم لا ترون شخصه و لا يحل لكم ذكره باسمه فقلت فكيف نذكره فقال قولوا الحجة من آل محمد ص

[2]
اشارة

904- 2 الكافي، 1/ 333/ 1/ 1 عنه عن أبي عبد اللّٰه الصالحي قال سألني أصحابنا بعد مضي أبي محمد ع أن أسأل عن الاسم و المكان فخرج الجواب إن دللتهم على الاسم أذاعوه و إن عرفتهم المكان دلوا عليه

بيان

قد مضى تمام هذا التعليل و ما يصلح لأن يكون شرحا لهذا الخبر في الباب السابق و يستفاد من ظاهر التعليل أن تحريم التسمية كان مختصا بذلك الزمان إلا أن الشيخ الصدوق رحمه اللّٰه روى في كتاب غيبته ما يدل على أنه مستمر إلى يوم ظهوره.

الوافي، ج 2، ص: 404

روى بإسناده عن جابر بن يزيد الجعفي قال سمعت أبا جعفر ع يقول سأل عمر أمير المؤمنين ع عن المهدي فقال يا بن أبي طالب أخبرني عن المهدي ما اسمه قال أما اسمه فلا إن حبيبي و خليلي عهد إلي أن لا أحدث باسمه حتى يبعثه اللّٰه عز و جل و هو مما استودع اللّٰه و رسوله في علمه

[3]

905- 3 الكافي، 1/ 333/ 3/ 1 العدة عن جعفر بن محمد عن ابن فضال عن الريان بن الصلت قال سمعت أبا الحسن الرضا ع يقول و سئل عن القائم فقال لا يرى جسمه و لا يسمى اسمه

[4]
اشارة

906- 4 الكافي، 1/ 333/ 4/ 1 محمد عن محمد بن الحسين عن السراد عن ابن رئاب عن أبي عبد اللّٰه ع قال صاحب هذا الأمر لا يسميه باسمه إلا كافر

بيان

قيل يعني من كان شبيها بالكافر في مخالفة أوامر اللّٰه و نواهيه اجتراء و معاندة و هذا كما تقول لا يجترئ على هذا الأمر إلا أسد

و روى الصدوق في كتاب الغيبة بإسناده عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي اللّٰه عنه قال سمعت أبا علي بن همام يقول سمعت محمد بن عثمان العمري قدس اللّٰه روحه يقول خرج توقيع بخطه نعرفه من سماني باسمي في مجمع من الناس فعليه لعنة اللّٰه

و بإسناده عن علي بن عاصم الكوفي قال خرج في توقيعات صاحب الزمان ع ملعون ملعون من سماني في محفل من الناس

الوافي، ج 2، ص: 405

باب 46 الغيبة

[1]
اشارة

907- 1 الكافي، 1/ 335/ 1/ 1 محمد و الحسن بن محمد عن جعفر بن محمد الكوفي عن الحسن بن محمد الصيرفي عن صالح بن خالد عن يمان التمار قال كنا عند أبي عبد اللّٰه ع جلوسا فقال لنا إن لصاحب هذا الأمر غيبة المتمسك فيها بدينه كالخارط للقتاد ثم قال هكذا بيده- فأيكم يمسك شوك القتاد بيده ثم أطرق مليا ثم قال إن لصاحب هذا الأمر غيبة فليتق اللّٰه عبد و ليتمسك بدينه

بيان

الخرط انتزاع الورق و الشوك باليد اجتذابا و القتاد شجر شوكة صلب كالإبر و خرط القتاد و خارطه مثل لكل أمر صعب و مرتكب له

[2]
اشارة

908- 2 الكافي، 1/ 336/ 2/ 1 علي بن محمد عن الحسن بن عيسى بن محمد بن علي بن جعفر عن أبيه عن جده عن علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر ع قال إذا فقد الخامس من ولد السابع فالله اللّٰه في أديانكم لا يزيلنكم عنها أحد يا بني إنه لا بد لصاحب هذا الأمر من غيبة حتى يرجع عن هذا الأمر من كان يقول به إنما هي محنة من اللّٰه عز و جل امتحن بها خلقه لو علم آباؤكم و أجدادكم دينا أصح من هذا لاتبعوه قال فقلت يا سيدي من الخامس من ولد السابع فقال يا بني

الوافي، ج 2، ص: 406

عقولكم تصغر عن هذا و أحلامكم تضيق عن حمله و لكن إن تعيشوا فسوف تدركونه

بيان

الخامس كناية عن المهدي ع و السابع كناية عن نفسه ع و إنما كانت عقولهم تصغر عنه و أحلامهم تضيق عن حمله لعظم سر الغيبة في أعين عقولهم و ضيق صدورهم عن حمل حكمتها الخفية و التصديق بوقوعها مع شمول قدرة اللّٰه الواسعة فكانوا لا يصبرون على كتمانه و كانت إذاعته تضر بالإمام و الريبة في الحكمة تضر بالأنام

[3]

909- 3 الكافي، 1/ 337/ 5/ 1 علي عن الخشاب عن عبد اللّٰه بن موسى عن أبي بكير عن زرارة قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول إن للغلام غيبة قبل أن يقوم قال قلت و لم قال يخاف و أومى بيده إلى بطنه ثم قال يا زرارة و هو المنتظر و هو الذي يشك في ولادته منهم من يقول مات أبوه بلا خلف و منهم من يقول حمل و منهم من يقول إنه ولد قبل موت أبيه بسنتين و هو المنتظر غير أن اللّٰه عز و جل يحب أن يمتحن الشيعة فعند ذلك يرتاب المبطلون يا زرارة قال قلت جعلت فداك إن أدركت ذلك الزمان أي شي ء أعمل قال يا زرارة إذا أدركت ذلك الزمان- فادع بهذا الدعاء اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك- اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني ثم قال يا زرارة لا بد من قتل غلام بالمدينة قلت جعلت فداك أ ليس يقتله جيش السفياني قال لا و لكن يقتله جيش آل بني فلان يجي ء حتى يدخل المدينة فيأخذ الغلام فيقتله فإذا قتله بغيا و عدوانا و ظلما

الوافي، ج 2، ص:

407

لا يمهلون فعند ذلك توقع الفرج إن شاء اللّٰه

[4]
اشارة

910- 4 الكافي، 1/ 342/ 29/ 1 الحسين بن أحمد عن أحمد بن هلال عن عثمان بن عيسى عن خالد بن نجيح عن زرارة مثله بأدنى تفاوت إلى قوله ضللت عن ديني و زاد قال أحمد بن هلال سمعت هذا الحديث منذ ست و خمسين سنة

بيان

يخاف يعني على نفسه من القتل إلى بطنه يعني جسده ع حمل يعني مات أبوه و هو حمل.

إنما يتوقف معرفة النبي ص على معرفة اللّٰه لأن من لم يعرف اللّٰه بأنه لا ينال و لا يرى لم يعرف أنه لا بد أن يكون بينه و بين اللّٰه واسطة مبلغ و إنما يتوقف معرفة الحجة على معرفة النبي لأن من لم يعرف الرسول بأنه لا بد من أن يكون بشرا لا يمكن أن يدوم وجوده لم يعرف أنه لا بد له من وصي يستخلفه بعد موته و لأن معرفة الحجة إنما تكون من اللّٰه بواسطة الرسول و إنما يضل المؤمن عن الدين لو لم يعرف الحجة لأن المضلين المحرفين لا يزالون باقين في كل شريعة لاقتضاء حكمة اللّٰه ذلك فلو لا الحجة الذي يميز الحق من الباطل و يهدي للتي هي أقوم لضلت الضعفاء عن الدين بل لم يثبت الأقوياء على اليقين

[5]
اشارة

911- 5 الكافي، 1/ 338/ 7/ 1 علي بن محمد عن عبد اللّٰه بن محمد بن خالد عن منذر بن محمد بن قابوس عن منصور بن السندي عن أبي داود المسترق عن ثعلبة بن ميمون عن مالك الجهني عن الحارث بن المغيرة عن الأصبغ بن نباتة قال أتيت أمير المؤمنين ع فوجدته متفكرا ينكت في الأرض فقلت يا أمير المؤمنين ما لي أراك متفكرا تنكت في

الوافي، ج 2، ص: 408

الأرض أ رغبة منك فيها فقال لا و اللّٰه ما رغبت فيها و لا في الدنيا يوما قط- و لكني فكرت في مولود يكون من ظهري الحادي عشر من ولدي هو المهدي الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما و

تكون له غيبة و حيرة يضل فيها أقوام و يهتدي فيها آخرون فقلت يا أمير المؤمنين و كم تكون الحيرة و الغيبة قال ستة أيام أو ستة أشهر أو ست سنين فقلت و إن هذا له لكائن فقال نعم كما أنه مخلوق و أنى لك بهذا الأمر يا أصبغ أولئك خيار هذه الأمة مع خيار أبرار هذه العترة فقلت ثم ما يكون بعد ذلك فقال ثم يفعل اللّٰه ما يشاء فإن له بداءات و إرادات و غايات و نهايات

بيان

النكت أن يضرب في الأرض بقضيب و نحوه فيؤثر فيها و إنما حد الحيرة و الغيبة بالست مع أن الأمر زاد على الستمائة لدخول البداء في أفعال اللّٰه سبحانه كما أشار ع إليه فيما يكون بعد هذه المدة بقوله يفعل اللّٰه ما يشاء فإن له بداءات يعني بداءة بعد بداءة تخالفها و قد مضى تحقيق معنى البداء و سره في كتاب التوحيد و إرادات يعني إرادة بعد إرادة تخالفها و غايات و نهايات يعني غاية و نهاية لأمر بعد غاية و نهاية لذلك الأمر تخالفان تلك الغاية و النهاية.

و مما يدل على ما قلناه ما ورد عنهم ع في وقت ظهور أمرهم و ما بدا لله في ذلك مرة بعد أخرى

كما رواه الثمالي عن أبي جعفر ع إن اللّٰه تعالى وقت هذا الأمر في السبعين فلما قتل الحسين ع أخره إلى أربعين و مائة فلما أذعتم الحديث رفع التوقيت عنه

و يأتي تمام الحديث عن قريب

الوافي، ج 2، ص: 409

[6]
اشارة

912- 6 الكافي، 1/ 339/ 13/ 1 عنه عن سهل و محمد و غيره عن أحمد و علي عن أبيه جميعا عن السراد عن هشام بن سالم عن أبي حمزة عن أبي إسحاق السبيعي عن بعض أصحاب أمير المؤمنين ع ممن يوثق به إن أمير المؤمنين ع تكلم بهذا الكلام و حفظ عنه و خطب به على منبر الكوفة اللهم إنه لا بد لك من حجج في أرضك حجة بعد حجة على خلقك يهدونهم إلى دينك و يعلمونهم علمك كيلا يتفرق أتباع أوليائك ظاهر غير مطاع أو مكتتم يترقب إن غاب عن الناس شخصهم في حال هدنتهم فلم يغب عنهم قديم مبثوث علمهم و

آدابهم في قلوب المؤمنين مثبتة فهم بها عاملون و يقول ع في هذه الخطبة في موضع آخر فيمن هذي و لهذا يأرز العلم إذا لم يوجد له حملة يحفظونه و يروونه كما يسمعونه- من العلماء و يصدقون عليهم فيه اللهم فإني لأعلم أن العلم لا يأرز كله- و لا ينقطع موادة و أنك لا تخلي أرضك من حجة لك على خلقك ظاهر ليس بالمطاع أو خائف مغمود كيلا تبطل حجتك و لا يضل أولياؤك بعد إذ هديتهم بل أين هم و كم هم أولئك الأقلون عددا و الأعظمون عند اللّٰه قدرا

بيان

أتباع أوليائك في بعض النسخ نبيك و في بعضها أولئك يترقب ينتظر هدنتهم سكونهم و مصالحتهم مبثوث علمهم بالمثلثتين منتشرة فيمن هذي في شأن من تكلم في العلم بغير معقول من الهذيان و لهذا و لأجل أن الناس يصيرون إلى مثل هذا و يتكلمون بالباطل يأرز العلم بتقديم المهملة ينضم بعضه إلى بعض و يجتمع عند أهله مغمود مستور بل أين هم

الوافي، ج 2، ص: 410

و كم هم يعني أين يوجد أولياؤك و كم يوجد منهم

[7]
اشارة

913- 7 الكافي، 1/ 335/ 3/ 1 علي بن محمد عن سهل عن السراد عن الشحام عن هشام و محمد عن أحمد عن السراد عن هشام بن سالم عن أبي حمزة عن أبي إسحاق قال حدثني الثقة من أصحاب أمير المؤمنين ع أنهم سمعوا أمير المؤمنين ع يقول في خطبة له اللهم و إني لأعلم أن العلم لا يأرز كله و لا ينقطع موادة و أنك لا تخلي أرضك من حجة لك على خلقك ظاهر ليس بالمطاع أو خائف مغمود كيلا تبطل حججك و لا يضل أولياؤك بعد إذ هديتهم بل أين هم و كم- أولئك الأقلون عددا و الأعظمون عند اللّٰه جل ذكره قدرا المتبعون لقادة الدين الأئمة الهادين الذين يتأدبون بآدابهم و ينهجون نهجهم فعند ذلك يهجم بهم العلم على حقيقة الإيمان فتستجيب أرواحهم لقادة العلم- و يستلينون من حديثهم ما استوعر على غيرهم و يأنسون بما استوحش منه المكذبون و أباه المسرفون أولئك أتباع العلماء صحبوا أهل الدنيا بطاعة اللّٰه تبارك و تعالى و أولياؤه و دانوا بالتقية عن دينهم و الخوف من عدوهم- فأرواحهم معلقة بالمحل الأعلى فعلماؤهم و أتباعهم خرس صمت في

دولة الباطل ينتظرون لدولة الحق و سيحق اللّٰه الحق بكلماته و يمحق الباطل هاه هاه طوبى لهم على صبرهم على دينهم في حال هدنتهم و يا شوقاه إلى رؤيتهم في حال ظهور دولتهم و سيجمعنا اللّٰه و إياهم في جنات عدن و من صلح من آبائهم و أزواجهم و ذرياتهم

بيان

يهجم بهم العلم يرد عليهم ورودا من حيث لا يشعرون فتستجيب تطيع ما استوعر ما استصعب يعني من الأسرار المكنونة صحبوا أهل الدنيا بطاعة

الوافي، ج 2، ص: 411

اللّٰه و أوليائه يعني بسبب طاعته و طاعة أوليائه أو أن مشاركتهم معهم إنما هي في طاعة اللّٰه تعالى و طاعة أوليائه ظاهرا و أما في الاعتقاد فهم في واد و أولئك في واد عن دينهم مصروفين عن دينهم بحسب الظاهر أو ذابين عنه و الخوف عطف على التقية فأرواحهم معلقة بالمحل الأعلى يعني نفضوا عن أذيال قلوبهم غبار المتعلق بهذه الخربة الموحشة الدنية و توجهت أرواحهم إلى مشاهدة جمال حضرة الربوبية فهم مصاحبون بأشباحهم لأهل هذه الدار و بأرواحهم للملائكة المقربين و الأبرار

[8]
اشارة

914- 8 الكافي، 1/ 336/ 3/ 1 محمد عن أحمد عن التميمي عن محمد بن المساور عن المفضل بن عمر قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول إياكم و التنويه أما و اللّٰه ليغيبن إمامكم سنينا من دهركم و لتمحصن حتى يقال مات قتل هلك بأي واد سلك و لتدمعن عليه عيون المؤمنين- و لتكفأن كما تكفأ السفن في أمواج البحر فلا ينجو إلا من أخذ اللّٰه ميثاقه- و كتب في قلبه الإيمان و أيده بروح منه و لترفعن اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يدرى أي من أي قال فبكيت ثم قلت فكيف نصنع قال فنظر إلى شمس داخلة في الصفة فقال يا أبا عبد اللّٰه ترى هذه الشمس قلت نعم فقال و اللّٰه لأمرنا أبين من هذه الشمس

بيان

التنويه التشهير و الدعوة كأنه يعني لا تشهروا أنفسكم أو لا تدعوا الناس إلى دينكم و التمحيص بالمهملتين الابتلاء و الاختبار و لتكفأن لتقلبن و الرايات المشتبهة من اشتراط ظهوره ع

الوافي، ج 2، ص: 412

[9]
اشارة

915- 9 الكافي، 1/ 338/ 11/ 1 الحسين بن محمد و محمد عن جعفر بن محمد عن الحسن بن معاوية عن ابن جبلة عن إبراهيم بن خلف بن عباد الأنماطي عن المفضل بن عمر قال كنت عند أبي عبد اللّٰه ع و عنده في البيت أناس فظننت أنه إنما أراد بذلك غيري فقال أما و اللّٰه ليغيبن عنكم صاحب هذا الأمر و ليخملن حتى يقال مات هلك في أي واد سلك و لتكفأن كما تكفأ السفينة في أمواج البحر لا ينجو إلا من أخذ اللّٰه ميثاقه و كتب الإيمان في قلبه و أيده بروح منه و لترفعن اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يدرى أي من أي قال فبكيت فقال ما يبكيك يا أبا عبد اللّٰه فقلت جعلت فداك كيف لا أبكي و أنت تقول اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يدرى أي من أي قال و في مجلسه كوة يدخل فيها الشمس فقال أ بينة هذه فقلت نعم قال أمرنا أبين من هذه الشمس

بيان

إنما أراد بذلك أي بالخطاب الذي سيذكره و الخمول الخفاء و الكوة بالفتح و الضم الخرق في الحائط

[10]
اشارة

916- 10 الكافي، 1/ 336/ 4/ 1 علي عن محمد بن الحسين عن التميمي عن فضالة عن سدير الصيرفي قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول إن في صاحب هذا الأمر شبها من يوسف ع قال قلت له كأنك تذكر حياته أو غيبته قال فقال لي و ما ينكر من ذلك هذه الأمة أشباه الخنازير إن إخوة يوسف كانوا أسباطا أولاد الأنبياء تاجروا يوسف و بايعوه- و خاطبوه و هم إخوته و هو أخوهم فلم يعرفوه حتى قال أنا يوسف و هذا أخي فما تنكر هذه الأمة الملعونة أن يفعل اللّٰه عز و جل بحجته في وقت من الأوقات كما فعل بيوسف

الوافي، ج 2، ص: 413

إن يوسف ع كان إليه ملك مصر و كان بينه و بين والده مسيرة ثمانية عشر يوما فلو أراد أن يعلمه لقدر على ذلك لقد سار يعقوب ع و ولده عند البشارة تسعة أيام من بدوهم إلى مصر فما تنكر هذه الأمة أن يفعل اللّٰه عز و جل بحجته كما فعل بيوسف أن يمشي في أسواقهم- و يطأ بسطهم حتى يأذن اللّٰه في ذلك كما أذن ليوسف فقالوا أ إنك لأنت يوسف قال أنا يوسف

بيان

و ما تنكر من ذلك أي من حياته أو غيبته

[11]

917- 11 الكافي، 1/ 337/ 6/ 1 محمد عن جعفر بن محمد عن إسحاق بن محمد عن يحيى بن المثنى عن ابن بكير عن عبيد بن زرارة قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول يفقد الناس إمامهم يشهد الموسم فيراهم و لا يرونه

[12]

918- 12 الفقيه، 2/ 520/ 3115 روي عن محمد بن عثمان العمري رضي اللّٰه عنه أنه قال و اللّٰه إن صاحب هذا الأمر ليحضر الموسم كل سنة يرى الناس و يعرفهم و يرونه و لا يعرفونه

[13]

919- 13 الكافي، 1/ 339/ 12/ 1 الحسين بن محمد عن جعفر بن محمد عن القاسم بن إسماعيل الأنباري عن يحيى بن المثنى عن ابن بكير عن عبيد بن زرارة عن أبي عبد اللّٰه ع قال للقائم غيبتان يشهد في إحداهما المواسم يرى الناس و لا يرونه

الوافي، ج 2، ص: 414

[14]
اشارة

920- 14 الكافي، 1/ 340/ 19/ 1 محمد عن محمد بن الحسين عن السراد عن إسحاق بن عمار قال قال أبو عبد اللّٰه ع للقائم ع غيبتان إحداهما قصيرة و الأخرى طويلة الغيبة الأولى لا يعلم بمكانه فيها إلا خاصة شيعته و الأخرى لا يعلم بمكانه فيها إلا خاصة مواليه

بيان

كأنه يريد بخاصة الموالي الذين يخدمونه لأن سائر الشيعة ليس لهم فيها إليه سبيل و أما الغيبة الأولى فكان له ع فيها سفراء تخرج إلى شيعته بأيديهم توقيعات و كان أولهم الشيخ أبو عمرو عثمان بن سعيد العمري رضي اللّٰه عنه فلما مات عثمان أوصى إلى ابنه أبي جعفر محمد بن عثمان و أوصى أبو جعفر إلى أبي القاسم الحسين بن روح و أوصى أبو القاسم إلى أبي الحسن علي بن محمد السمري رضي اللّٰه عنهم فلما حضرت السمري رضي اللّٰه عنه الوفاة سئل أن يوصي فقال لله أمر هو بالغة فالغيبة الكبرى هي التي وقعت بعد مضي السمري رضي اللّٰه عنه

[15]

921- 15 الكافي، 1/ 340/ 20/ 1 محمد و القمي عن الكوفي عن علي عن عمه عن المفضل بن عمر قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول لصاحب هذا الأمر غيبتان إحداهما يرجع منها إلى أهله و الأخرى يقال هلك في أي واد سلك قلت كيف نصنع إذا كان كذلك قال إذا ادعاها مدع فاسألوه عن أشياء يجيب فيها مثله

[16]

922- 16 الكافي، 1/ 338/ 8/ 1 علي عن أبيه عن حنان بن سدير عن معروف بن خربوذ عن أبي جعفر ع قال إنما نحن كنجوم السماء كلما غاب نجم طلع نجم حتى إذا أشرتم بأصابعكم و ملتم بأعناقكم

الوافي، ج 2، ص: 415

غيب اللّٰه عنكم نجمكم فاستوت بنو عبد المطلب فلم يعرف أي من أي فإذا طلع نجمكم فاحمدوا ربكم

[17]

923- 17 الكافي، 1/ 338/ 9/ 1 محمد عن جعفر بن محمد عن الحسن بن معاوية عن ابن جبلة عن ابن بكير الكافي، 1/ 340/ 18/ 1 العدة عن ابن عيسى عن أبيه عن ابن بكير عن زرارة قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول إن للقائم ع غيبة قبل أن يقوم قال قلت و لم قال إنه يخاف و أومى بيده إلى بطنه يعني القتل

[18]

924- 18 الكافي، 1/ 338/ 10/ 1 الثلاثة عن الخراز الكافي، 1/ 340/ 15/ 1 العدة عن أحمد عن علي بن الحكم عن الخراز عن محمد قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول إن بلغكم عن صاحب هذا الأمر غيبة فلا تنكروها

[19]
اشارة

925- 19 الكافي، 1/ 340/ 16/ 1 العدة عن أحمد عن الوشاء عن علي عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع قال لا بد لصاحب هذا الأمر من غيبة و لا بد له في غيبته من عزلة و نعم المنزل طيبة و ما بثلاثين من وحشة

الوافي، ج 2، ص: 416

بيان

طيبة هي المدينة المقدسة يعني إذا اعتزل فيها مستترا و معه ثلاثون من شيعته يأنس بعضهم ببعض فلا وحشة لهم كأنه أشار بذلك إلى غيبته القصيرة فإن في الطويلة ليس لشيعته إليه سبيل

[20]
اشارة

926- 20 الكافي، 1/ 340/ 17/ 1 بهذا الإسناد عن الوشاء عن علي بن الحسن عن أبان بن تغلب قال قال أبو عبد اللّٰه ع كيف أنت إذا وقعت البطشة بين المسجدين فيأرز العلم كما تأرز الحية في جحرها- و اختلفت الشيعة و سمى بعضهم بعضا كذابين و تفل بعضهم في وجوه بعض قلت جعلت فداك ما عند ذلك من خير فقال لي الخير كله عند ذلك ثلاثا

بيان

كأنها إشارة إلى واقعة كانت قد مضت قبل الغيبة الكبرى و يحتمل أن تكون من الأمور التي لم تقع بعد و تكون من علامات ظهوره ع كما يدل عليه الخبر الآتي و إنما يكون الخير كله في غيبة الإمام لتضاعف الحسنات فيها كما يأتي بيانه

[21]

927- 21 الكافي، 1/ 341/ 24/ 1 علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن النخعي عن أبي الحسن الثالث ع قال إذا رفع علمكم من بين

الوافي، ج 2، ص: 417

أظهركم فتوقعوا الفرج من تحت أقدامكم

[22]
اشارة

928- 22 الكافي، 1/ 341/ 22/ 1 عنه عن جعفر بن محمد عن موسى بن جعفر البغدادي عن وهب بن شاذان عن الحسن بن أبي الربيع عن محمد بن إسحاق عن أم هاني قالت سألت أبا جعفر محمد بن علي ع عن قول اللّٰه تعالى فَلٰا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوٰارِ الْكُنَّسِ قالت فقال إمام يخنس سنة ستين و مائتين ثم يظهر كالشهاب يتوقد في الليل الظلماء- فإن أدركت زمانه قرت عينك

بيان

الخنس و الكنس الاختفاء و الخنس أيضا التأخر و فسرت الخنس بالنجوم الخمسة المسماة بالمتحيرة

و عن أمير المؤمنين ع هي خمسة أنجم زحل و المشتري و المريخ و الزهرة و عطارد

و وصفها بالجوار لأنها السيارات و بالكنس لاختفائها تحت ضوء الشمس و تسميتها بالخنس إما لذلك و إما لرجوعها في السير أي تأخرها

[23]

929- 23 الكافي، 1/ 341/ 23/ 1 العدة عن سعد عن أحمد بن الحسن عن عمر بن يزيد عن الحسن بن الربيع الهمداني عن محمد بن إسحاق عن أسيد بن ثعلبة عن أم هاني قالت لقيت أبا جعفر محمد بن علي ع

الوافي، ج 2، ص: 418

فسألته عن هذه الآية فَلٰا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوٰارِ الْكُنَّسِ قال الخنس إمام يخنس في زمانه عند انقطاع من علمه عند الناس سنة ستين و مائتين- ثم يبدو كالشهاب الواقد في ظلمة الليل فإن أدركت ذلك قرت عينك

[24]
اشارة

930- 24 الكافي، 1/ 343/ 3/ 1 القمي عن محمد بن حسان عن محمد بن علي عن عبد اللّٰه بن القاسم عن المفضل بن عمر عن أبي عبد اللّٰه ع في قول اللّٰه عز و جل فَإِذٰا نُقِرَ فِي النّٰاقُورِ قال إن منا إماما مظفرا مستترا فإذا أراد اللّٰه عز ذكره إظهار أمره نكت في قلبه نكتة فظهر فقام بأمر اللّٰه تبارك و تعالى

بيان

فسرت الآية بالنفخ في الصور

[25]

931- 25 الكافي، 1/ 339/ 14/ 1 علي بن محمد عن سهل عن موسى بن القاسم بن معاوية البجلي عن علي بن جعفر عن أخيه موسى ع في قول اللّٰه عز و جل قُلْ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مٰاؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمٰاءٍ مَعِينٍ قال إذا غاب عنكم إمامكم فمن يأتيكم بإمام جديد

[26]

932- 26 الكافي، 1/ 342/ 28/ 1 محمد عن أحمد عن ابن فضال عن الحسن بن علي العطار عن جعفر بن محمد عن منصور عمن ذكره عن أبي عبد اللّٰه ع قال قلت إذا أصبحت و أمسيت لا أرى إماما أئتم

الوافي، ج 2، ص: 419

به ما أصنع قال فأحب من كنت تحبه و أبغض من كنت تبغض حتى يظهره اللّٰه عز و جل

[27]
اشارة

933- 27 الكافي، 1/ 343/ 31/ 1 محمد عن جعفر بن محمد عن أحمد بن الحسين عن محمد بن عبد اللّٰه عن محمد بن الفرج قال كتب إلي أبو جعفر ع إذا غضب اللّٰه تبارك و تعالى على خلقه نحانا عن جوارهم

بيان

و مما يناسب ذكره في هذا المقام

ما رواه الشيخ الصدوق رحمه اللّٰه في كتاب إكمال الدين بإسناده عن سدير الصيرفي قال دخلت أنا و المفضل بن عمر و أبو بصير و أبان بن تغلب على مولانا أبي عبد اللّٰه الصادق ع فرأيناه جالسا على التراب و عليه مسح خيبري مطوق بلا جيب مقصر الكمين و هو يبكي بكاء الواله الثكلى ذات الكبد الحري قد نال الحزن من وجنتيه و شاع التغيير في عارضيه و أملى الدموع محجريه و هو يقول سيدي غيبتك نفت رقادي و ضيقت علي مهادي و ابتزت مني راحة فؤادي سيدي غيبتك أوصلت مصابي بفجائع الأبد و فقد الواحد بعد الواحد يفني الجمع و العدد فما أحس بدمعة ترقى من عيني- و أنين يفتر من صدري عن دوارج الرزايا و سوالف البلايا إلا مثل لعيني عن غوائل أعظمها و أفظعها و بواقي أشدها و أنكرها نوائب مخلوطة بغضبك و نوازل معجونة بسخطك- قال سدير فاستطارت عقولنا ولها و تصدعت قلوبنا جزعا من

الوافي، ج 2، ص: 420

ذلك الخطب الهائل و الحادث الغائل و ظننا أنه سمت لمكروه قارعة أو حلت به من الدهر بائقة فقلنا لا أبكى اللّٰه يا ابن خير الورى عينيك من أية حادثة تسترق دمعتك و تستمطر عبرتك و أية حالة حتمت عليك هذا المأتم قال فزفر الصادق ع زفرة انتفخ منها جوفه و اشتد عنها خوفه

و قال ويلكم نظرت في كتاب الجفر صبيحة هذا اليوم و هو الكتاب المشتمل على علم المنايا و البلايا و علم ما كان و ما يكون إلى يوم القيامة الذي خص اللّٰه به محمدا و الأئمة من بعده ص و تأملت فيه مولد غائبنا و غيبته و إبطاءه و طول عمره- و بلوى المؤمنين في ذلك الزمان و تولد الشكوك في قلوبهم من طول غيبته و ارتداد أكثرهم عن دينهم و خلعهم ربقة الإسلام من أعناقهم التي قال اللّٰه تقدس ذكره وَ كُلَّ إِنسٰانٍ أَلْزَمْنٰاهُ طٰائِرَهُ فِي عُنُقِهِ يعني الولاية فأخذتني الرقة و استولت علي الأحزان- فقلنا يا ابن رسول اللّٰه كرمنا و فضلنا بإشراكك إيانا في بعض ما أنت تعلمه من علم ذلك قال ع إن اللّٰه تبارك و تعالى أدار في القائم منا- ثلاثة أدارها في ثلاثة من الرسل ص قدر مولده تقدير مولد موسى ع و قدر غيبته تقدير غيبة عيسى ع و قدر إبطاءه بتقدير إبطاء نوح ع و جعل من بعد ذلك عمر العبد الصالح أعني الخضر ع دليلا على عمره فقلنا اكشف لنا يا ابن رسول اللّٰه عن وجوه هذه المعاني قال ع أما مولد موسى ع فإن فرعون لما وقف على أن زوال ملكه على يده أمر بإحضار الكهنة فدلوه على نسبه و أنه يكون من بني إسرائيل و لم يزل يأمر أصحابه بشق بطون الحوامل من نساء بني إسرائيل حتى

الوافي، ج 2، ص: 421

قتل في طلبه نيفا و عشرين ألف مولود و تعذر عليه الوصول إلى قتل موسى ع لحفظ اللّٰه تبارك و تعالى إياه و كذلك بنو أمية و بنو العباس لما وقفوا على أن زوال

ملكهم و الأمراء و الجبابرة منهم على يد القائم منا ناصبونا العداوة و وضعوا سيوفهم في قتل آل رسول اللّٰه ص و إبادة نسله طمعا منهم في الوصول إلى قتل القائم ع و يأبى اللّٰه عز و جل أن يكشف أمره لواحد من الظلمة إلى أن يتم نوره و لو كره المشركون و أما غيبة عيسى ع فإن اليهود و النصارى اتفقت على أنه قتل فكذبهم اللّٰه عز و جل ذكره بقوله عز و جل وَ مٰا قَتَلُوهُ وَ مٰا صَلَبُوهُ وَ لٰكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ- كذلك غيبة القائم ع فإن الأمة ستنكره لطولها فمن قائل يهذي بأنه لم يولد و قائل يقول إنه ولد و مات و قائل يكفر بقوله إن حادي عشرنا كان عقيما و قائل يمرق بقوله إنه يتعدى إلى ثالث عشر و ما عدا- و قائل يعصي اللّٰه عز و جل بقوله إن روح القائم تنطق في هيكل غيره و أما إبطاء نوح ع فإنه لما استنزل العقوبة على قومه من السماء بعث اللّٰه تبارك و تعالى جبرئيل الروح الأمين معه سبع نوايات فقال يا نبي اللّٰه إن اللّٰه تبارك و تعالى يقول لك إن هؤلاء خلائقي و عبادي و لست أبيدهم بصاعقة من صواعقي- إلا بعد تأكيد الدعوة و إلزام الحجة فعاود اجتهادك في الدعوة لقومك فإني مثيبك عليه و أغرس هذا النوى فإن لك في نباتها و بلوغها و إدراكها إذا أثمرت الفرج و الخلاص- فبشر بذلك من اتبعك من المؤمنين فلما نبتت الأشجار و تأزرت و تسوقت و غصنت [تغصنت] و أثمرت و زها الثمر عليها بعد زمان طويل استنجز من اللّٰه العدة فأمر اللّٰه تعالى أن يغرس من

نوى تلك الأشجار

الوافي، ج 2، ص: 422

و يعاود الصبر و الاجتهاد و يؤكد الحجة على قومه و أخبر بذلك الطوائف التي آمنت به فارتد منهم ثلاثمائة رجل و قالوا لو كان ما يدعيه نوح حقا لما وقع في وعد ربه خلف ثم إن اللّٰه تبارك و تعالى لم يزل يأمره عند كل مرة بأن يغرسها تارة بعد أخرى إلى أن غرسها سبع مرات فما زالت تلك الطوائف من المؤمنين يرتد منهم طائفة بعد طائفة إلى أن عاد إلى نيف و سبعين رجلا فأوحى اللّٰه تعالى عند ذلك إليه- و قال يا نوح الآن أسفر الصبح عن الليل لعينك حين صرح الحق عن محضه و صفا من الكدر بارتداد كل من كانت طينته خبيثة فلو أني أهلكت الكفار- و أبقيت من قد ارتد من الطوائف التي كانت آمنت بك لما كنت صدقت وعدي السابق للمؤمنين الذين أخلصوا التوحيد من قومك و اعتصموا بحبل نبوتك- و بأني أستخلفهم في الأرض و أمكن لهم دينهم و أبدل خوفهم بالأمن لكي تخلص العبادة لي بذهاب الشرك من قلوبهم و كيف يكون الاستخلاف و التمكين و بذل الأمن مني لهم مع ما كنت أعلم من ضعف يقين الذين ارتدوا و خبث طينتهم و سوء سرائرهم التي كانت نتائج النفاق و سنوخ الضلالة فلو أنهم تنسموا مني الملك الذي أوتى المؤمنين وقت الاستخلاف إذا أهلكت أعداءهم لنشقوا روائح صفاته و لاستحكمت مرائر نفاقهم و ثارت خبال ضلالة قلوبهم و لكاشفوا إخوانهم بالعداوة و حاربوهم على طلب الرئاسة و التفرد بالأمر و النهي و كيف يكون التمكين في الدين و انتشار الأمر في المؤمنين مع إثارة الفتن و إيقاع الحروب- كلا فاصنع

الفلك بأعيننا و وحينا قال الصادق ع و كذلك القائم ص فإنه تمتد أيام غيبته ليصرح الحق عن محضه و يصفو الإيمان من الكدر بارتداد كل من كانت طينته خبيثة من الشيعة الذين يخشى عليهم النفاق

الوافي، ج 2، ص: 423

إذ أحسوا بالاستخلاف و التمكين و الأمر المنتشر في عهد القائم ص قال المفضل فقلت يا ابن رسول اللّٰه فإن النواصب تزعم أن هذه الآية نزلت في أبي بكر و عمر و عثمان و علي ع فقال لا لا يهدي اللّٰه قلوب الناصبة متى كان الدين الذي ارتضاه اللّٰه و رسوله متمكنا بانتشار الأمر في الأمة و ذهاب الخوف من قلوبها و ارتفاع الشك من صدورها في عهد واحد من هؤلاء و في عهد علي ص مع ارتداد المسلمين و الفتن التي كانت تثور في أيامهم و الحروب التي كانت تنشب بين الكفار و بينهم ثم تلا الصادق ع حَتّٰى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جٰاءَهُمْ نَصْرُنٰا و أما العبد الصالح أعني الخضر ع فإن اللّٰه تعالى ما طول عمره لنبوة قدرها له و لا لكتاب نزله ع و لا لشريعة ينسخ بها شريعة من كان قبله من الأنبياء و لا لإمامة يلزم عباده الاقتداء بها و لا لطاعة يفرضها له بلى إن اللّٰه تعالى لما كان في سابق علمه أن يقدر من عمر القائم ع في أيام غيبته ما قدر و علم ما يكون من إنكار عباده بمقدار ذلك العمر في الطول طول عمر العبد الصالح من غير سبب- أوجب ذلك إلا لعلة الاستدلال به على عمر القائم ص و ليقطع بذلك حجة المعاندين لئلا يكون للناس على اللّٰه حجة

و بإسناده عن

أبي بصير قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول إن سنن الأنبياء ص بما وقع بهم من الغيبات جارية في القائم منا أهل البيت حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة

و بإسناده عن الحسين ع قال في القائم منا سنن من الأنبياء سنة

الوافي، ج 2، ص: 424

من نوح و سنة من إبراهيم و سنة من موسى و سنة من عيسى و سنة من أيوب و سنة من محمد ص فأما من نوح فطول العمر و أما من إبراهيم فخفاء الولادة و اعتزال الناس و أما من موسى فالخوف و الغيبة و أما من عيسى فاختلاف الناس فيه و أما من أيوب فالفرج بعد البلوى و أما من محمد ص فالخروج بالسيف

و في رواية أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع و سنة من يوسف قال و أما سنته من يوسف فالستر يجعل اللّٰه بينه و بين الخلق حجابا يرونه و لا يعرفونه و أما سنته من محمد ص فيهتدي بهداه و يسير بسيرته

و بإسناده عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن للقائم منا غيبة يطول أمدها فقلت له و لم ذلك يا بن رسول اللّٰه قال لأن اللّٰه عز و جل أبى إلا أن يجري فيه سنن الأنبياء ص في غيباتهم و أنه لا بد له يا سدير من استيفاء مدد غيباتهم قال اللّٰه تعالى لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ أي سنن من كان قبلكم

و بإسناده عن عبد اللّٰه بن الفضل الهاشمي قال سمعت الصادق جعفر بن محمد ص يقول إن لصاحب هذا الأمر غيبة لا بد منها يرتاب فيها كل مبطل فقلت له و لم جعلت فداك قال لأمر لم

يؤذن لنا في كشفه لكم- قلت فما وجه الحكمة في غيبته قال وجه الحكمة في غيبات من تقدمه من حجج اللّٰه تعالى ذكره إن وجه الحكمة في ذلك لا ينكشف إلا بعد ظهوره كما لم ينكشف وجه الحكمة فيما أتاه الخضر ع من خرق السفينة و قتل الغلام- و إقامة الجدار لموسى ع إلا وقت افتراقهما يا ابن الفضل إن هذا الأمر أمر من أمر اللّٰه عز و جل و سر من سر اللّٰه و غيب من غيب اللّٰه و متى علمنا أنه عز و جل حكيم صدقنا بأن أفعاله كلها حكمة و إن كان وجهها غير منكشف لنا

الوافي، ج 2، ص: 425

و بإسناده عن إبراهيم الكرخي قال قلت لأبي عبد اللّٰه ص أو قال له رجل أصلحك اللّٰه أ لم يكن علي ص قويا في دين اللّٰه قال بلى قال و كيف ظهر عليه القوم و كيف لم يدفعهم و ما منعه من ذلك قال آية في كتاب اللّٰه عز و جل منعته قال قلت و أية آية هي قال قوله عز و جل- لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذٰاباً أَلِيماً و أنه كان لله عز و جل ودائع مؤمنون في أصلاب قوم كافرين و منافقين و لم يكن علي ص ليقتل الآباء حتى يخرج الودائع فلما خرج الودائع ظهر على من ظهر فقاتله و كذلك قائمنا أهل البيت لن يظهر أبدا حتى يظهر ودائع اللّٰه عز و جل فإذا ظهرت ظهر ص على من ظهر فيقتلهم

و بإسناده عن إسحاق بن يعقوب في التوقيع الذي ورد إليه عن مولانا صاحب الزمان ص و أما علة ما وقع من الغيبة فإن اللّٰه عز و

جل يقول يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لٰا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْيٰاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ إنه لم يكن أحد من آبائي ص- إلا و قد وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه و إني أخرج حين أخرج- و لا بيعة لأحد من الطواغيت في عنقي و أما وجه الانتفاع بي في غيبتي فكالانتفاع بالشمس إذا غيبتها عن الأبصار السحاب و إني لأمان أهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء فاغلقوا باب السؤال عما لا يعنيكم و لا تتكلفوا علم ما قد كفيتم و أكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فإن ذلك فرجكم و السلام عليك يا إسحاق بن يعقوب و على من اتبع الهدى

الوافي، ج 2، ص: 426

باب 47 كراهية التوقيت و الاستعجال

[1]
اشارة

934- 1 الكافي، 1/ 368/ 1/ 1 علي بن محمد و محمد بن الحسن عن سهل و محمد عن ابن عيسى جميعا عن السراد عن الثمالي قال سمعت أبا جعفر ع يقول يا ثابت إن اللّٰه تعالى قد كان وقت هذا الأمر في السبعين فلما أن قتل الحسين ع اشتد غضب اللّٰه عز و جل على أهل الأرض فأخره إلى أربعين و مائة فحدثناكم فأذعتم الحديث فكشفتم قناع الستر و لم يجعل اللّٰه عز و جل له بعد ذلك وقتا عندنا و يمحو اللّٰه ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب قال أبو حمزة فحدثت بذلك أبا عبد اللّٰه ع فقال قد كان كذلك

بيان

في السبعين يعني من الهجرة النبوية أو الغيبة المهدوية و التأخير إنما يكون بالبداء و المحو و الإثبات كما مضى تحقيقه و يؤيد كون ابتداء المدة من الهجرة طلب أبي عبد اللّٰه الحسين ع حقه بحوالي السبعين من الهجرة و استشراف ظهور أمر أبي الحسن الرضا ع فيما بعد أربعين و مائة بقليل

[2]

935- 2 الكافي، 1/ 368/ 2/ 1 محمد عن سلمة بن الخطاب عن علي عن عمه قال كنت عند أبي عبد اللّٰه ع إذ دخل عليه مهزم فقال له جعلت

الوافي، ج 2، ص: 427

فداك أخبرني عن هذا الأمر الذي ننتظره متى هو فقال يا مهزم كذب الوقاتون و هلك المستعجلون و نجا المسلمون

[3]

936- 3 الكافي، 1/ 368/ 3/ 1 العدة عن البرقي عن أبيه عن القاسم بن محمد عن علي عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع قال سألته عن القائم ع فقال كذب الوقاتون إنا أهل بيت لا نوقت

[4]

937- 4 الكافي، 1/ 368/ 4/ 1 أحمد بإسناده قال قال أبو عبد اللّٰه ع أبى اللّٰه إلا أن يخالف وقت الموقتين

[5]
اشارة

938- 5 الكافي، 1/ 368/ 5/ 1 الاثنان عن الوشاء عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر ع قال قلت لهذا الأمر وقت فقال كذب الوقاتون كذب الوقاتون كذب الوقاتون إن موسى ع لما خرج وافدا إلى ربه واعدهم ثلاثين يوما فلما زاده اللّٰه عز و جل على الثلاثين عشرا قال قومه قد أخلفنا موسى فصنعوا ما صنعوا فإذا حدثناكم الحديث فجاء على ما حدثناكم فقولوا صدق اللّٰه و إذا حدثناكم الحديث فجاء على خلاف ما حدثناكم به فقولوا صدق اللّٰه تؤجروا مرتين

بيان

إنما يجي ء على خلاف ما حدثوا لاطلاعهم عليه في كتاب المحو و الإثبات قبل إثبات المحو و محو الإثبات كما مر تحقيقه و إنما يؤجرون مرتين لإيمانهم بصدقهم أولا

الوافي، ج 2، ص: 428

و ثباتهم عليه بعد ظهور خلاف ما أخبروا به ثانيا

[6]
اشارة

939- 6 الكافي، 1/ 369/ 6/ 1 محمد و القمي عن محمد بن أحمد عن السياري عن ابن يقطين عن أخيه عن أبيه قال قال لي أبو الحسن ع الشيعة تربى بالأماني منذ مائتي سنة قال و قال يقطين لابنه علي بن يقطين ما بالنا قيل لنا فكان و قيل لكم فلم يكن قال فقال له علي إن الذي قيل لنا و لكم كان من مخرج واحد غير أن أمركم حضر فأعطيتم محضه فكان كما قيل لكم و إن أمرنا لم يحضر فعللنا بالأماني فلو قيل لنا إن هذا الأمر لا يكون إلى مائتي سنة أو ثلاثمائة سنة لقست القلوب و لرجع عامة الناس عن الإسلام و لكن قالوا ما أسرعه و ما أقربه تألفا لقلوب الناس و تقريبا للفرج

بيان

تربى من التربية يعني ينتظرون دولة الحق و يتمنونه و يرتقبون الفرج مما هم فيه من الشدة و يعيشون به و كان ما قيل ليقطين كان الإخبار بدولة أهل الباطل و ما قيل لابنه الإخبار بدولة أهل الحق أو ما قيل ليقطين كان الإخبار بالإمام المستتر بعد الإمام المستتر و ما قيل لابنه الإخبار بالإمام الظاهر بعد الإمام المستتر كما يستفاد من الجواب.

و يؤيد المعنى الأول

ما رواه الصدوق رحمه اللّٰه عن أبيه عن عبد اللّٰه بن جعفر بإسناده يرفعه إلى علي بن يقطين قال قلت لأبي الحسن موسى ع ما بال ما روي فيكم من الملاحم ليس كما روي و ما روي في أعاديكم قد صح فقال ع إن الذي خرج في أعدائنا كان من الحق فكان كما قيل و أنتم عللتم بالأماني- فخرج إليكم كما خرج

[7]
اشارة

940- 7 الكافي، 1/ 369/ 7/ 1 الحسين بن محمد عن جعفر بن محمد عن القاسم بن إسماعيل الأنباري عن الحسن بن علي عن إبراهيم بن مهزم عن أبيه عن أبي

الوافي، ج 2، ص: 429

عبد اللّٰه ع قال ذكرنا عنده ملوك آل فلان فقال إنما هلك الناس من استعجالهم لهذا الأمر إن اللّٰه عز و جل لا يعجل لعجلة العباد إن لهذا الأمر غاية ينتهي إليها فلو قد بلغوها لم يستقدموا ساعة و لم يستأخروا

بيان

آل فلان كناية عن بني العباس

[8]
اشارة

941- 8 الكافي، 8/ 273/ 411 العدة عن البرقي عن محمد بن علي عن حفص بن عاصم عن سيف التمار عن أبي المرهف عن أبي جعفر ع قال الغبرة على من أثارها هلك المحاصير قلت جعلت فداك و ما المحاصير قال المستعجلون أما إنهم لم يريدوا إلا من تعرض لهم ثم قال يا أبا المرهف أما إنهم لم يريدوكم بمجحفة إلا عرض اللّٰه تعالى لهم بشاغل ثم نكت أبو جعفر ع في الأرض ثم قال يا أبا المرهف قلت لبيك قال أ ترى قوما حبسوا أنفسهم على اللّٰه تعالى لا يجعل اللّٰه لهم فرجا بلى و اللّٰه ليجعلن اللّٰه لهم فرجا

بيان

الغرض من هذا الحديث حث أصحابه ع على السكوت و السكون و الصبر و ترك تكلمهم في أمر الإمامة و الكف عن استعجالهم ظهور الإمام ع و الغبرة الغبار و الإثارة التهيج كأنه مثل يضرب لمن يسعى فيما يضره يعني أن ما يصيبهم من أعدائهم ليس إلا بسبب مبادرتهم إلى التعرض لهم و المحاصير إما بالمهملات من الحصر بمعنى ضيق الصدر و إما بالمعجمة بين المهملتين من الحضر بمعنى

الوافي، ج 2، ص: 430

العدو و المجحفة بتقديم الجيم على المهملة الداهية من الإجحاف بمعنى تضييق الأمر أراد ع أنهم كلما أرادوكم بسوء شغلهم اللّٰه في أنفسهم بأمر

[9]
اشارة

942- 9 الكافي، 8/ 294/ 450 العدة عن البرقي عن محمد بن علي عن عبد الرحمن بن أبي هاشم عن سفيان الجريري عن أبي مريم الأنصاري عن هارون بن عنترة عن أبيه قال سمعت أمير المؤمنين ع مرة بعد مرة و هو يقول و شبك أصابعه بعضها في بعض ثم قال تفرجي تضيقي تضيقي تفرجي ثم قال هلكت المحاصير و نجا المقربون و ثبت الحصى على أوتادهم أقسم بالله قسما حقا أن بعد الغم فتحا عجبا

بيان

يعني من كان في الدنيا يختلف عليه الأحوال فربما يكون في فرج و ربما يكون في ضيق قال اللّٰه سبحانه فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً فالحزم أن لا يستعجل الفرج من كان في الضيق بل يصبر حتى يأتي اللّٰه له بالفرج لأنه في الضيق يتوقع الفرج و في الفرج يخاف الضيق و المقربون على صيغة الفاعل من التقريب هم الذين يعدون الفرج قريبا كما قال اللّٰه سبحانه إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَ نَرٰاهُ قَرِيباً و إنما نجوا لتيقنهم بمجيئه و انشراح صدورهم بنور اليقين قوله و ثبت الحصى على أوتادهم كأنه كناية عن استقامة أمرهم و ثباته

الوافي، ج 2، ص: 431

باب 48 التمحيص و الامتحان

[1]
اشارة

943- 1 الكافي، 1/ 369/ 1/ 1 علي عن أبيه عن السراد عن يعقوب السراج و علي بن رئاب عن أبي عبد اللّٰه ع إن أمير المؤمنين ع لما بويع بعد مقتل عثمان صعد المنبر و خطب بخطبة ذكرها يقول فيها ألا إن بليتكم قد عادت كهيئتها يوم بعث اللّٰه عز و جل نبيه ص و الذي بعثه بالحق- لتبلبلن بلبلة و لتغربلن غربلة حتى يعود أسفلكم أعلاكم و أعلاكم أسفلكم- و ليسبقن سباقون كانوا قصروا و ليقصرن سباقون كانوا سبقوا و اللّٰه ما كتمت وشمة و لا كذبت كذبة و لقد نبئت بهذا المقام و هذا اليوم

بيان

إن بليتكم قد عادت يعني صرتم أهل جاهلية حيارى في أمر دينكم مضطرين إلى من يحملكم على الهدى و يسلك بكم طريق الاستقامة طوعا منكم أو كرها كما كنتم حين بعث نبيكم ص كذلك

كما قال ع في خطبة له بعثه و الناس ضلال في حيرة و خاطئون في فتنة قد استهوتهم الأهواء و استزلتهم الكبراء- و استخفتهم الجاهلية الجهلاء حيارى في زلزال من الأمر و بلاء من الجهل فبالغ في النصيحة و مضى على الطريقة و دعا إلى الحكمة و الموعظة

و قد مضى ما يؤيد هذا المعنى في باب نقض عهد الصحابة و البلبلة اختلاط الألسنة و تفريق الآراء و شدة الهم و الوسواس و أراد بها هاهنا اختلاف أهوائهم عن الشبهات التي كان يلقيها إليهم الشيطان فإن ذلك الأمر يشبه ما كانوا عليه حين بعث الرسول ص

الوافي، ج 2، ص: 432

و الغربلة نخل الدقيق و نحوه و إنما يغربلون غربلة ليتميز محسنهم من مسيئهم لِيَمِيزَ اللّٰهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَ يَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلىٰ

بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ و قيل لفظ الغربلة مستعار لالتقاط آحادهم بالقتل و الأذى كما فعلوا بكثير من الصحابة و التابعين حتى يعود أسفلكم أعلاكم أصاغركم أكابر و أذلاؤكم أعزاء.

و في نهج البلاغة و ما يأتي في أبواب الخطب من كتاب الروضة هكذا و لتساطن سوط القدر حتى يعود أسفلكم أعلاكم و أعلاكم أسفلكم

قيل أشار به إلى ما يفعله بنو أمية بهم من خلط بعضهم ببعض و رفع أراذلهم و حط أكابرهم كما يفعل بالقدر سائطها و ليسبقن سباقون كان من حقهم السبق كانوا قصروا تأخروا ظلما و ليقصرن سباقون لم يكن من حقهم السبق قيل أشار به إلى ما علمه من سر القدر من تقصير من كان له سبق في الدين و تقدم رتبة فيه أو إلى سبق من كان قصر فيه في أوله أو سبق من كان قاصرا في أول الإسلام عن الخلافة و الإمارة في آخر الزمان إليها و تقصير من سبق إليها عن بلوغها و الوشمة بالمعجمة الكلمة أراد أنه لم يكتم كلمة مما أخبره به النبي ص و تعين عليه تبليغه و هذا المقام هو مقام بيعة الناس له و هذا اليوم يوم اجتماعهم عليه

[2]

944- 2 الكافي، 1/ 370/ 2/ 1 محمد و الحسين بن محمد عن جعفر بن محمد عن القاسم بن إسماعيل الأنباري عن الحسين بن علي عن أبي المغراء عن ابن أبي يعفور قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول ويل لطغاة العرب من أمر قد اقترب قلت جعلت فداك كم مع القائم من العرب قال نفر يسير- قلت و اللّٰه إن من يصف هذا الأمر منهم لكثير قال لا بد للناس من

أن يمحصوا و يميزوا و يغربلوا و يستخرج في الغربال خلق كثير

الوافي، ج 2، ص: 433

[3]

945- 3 الكافي، 1/ 370/ 3/ 1 عنهما عن جعفر بن محمد عن الحسن بن محمد الصيرفي عن جعفر بن محمد الصيقل عن أبيه عن منصور قال قال لي أبو عبد اللّٰه ع يا منصور إن هذا الأمر لا يأتيكم إلا بعد إياس و لا و اللّٰه حتى تميزوا و لا و اللّٰه حتى تمحصوا و لا و اللّٰه حتى يشقى من يشقى و يسعد من يسعد

[4]

946- 4 الكافي، 1/ 370/ 6/ 1 محمد بن الحسن و علي بن محمد عن سهل عن محمد بن سنان عن محمد بن منصور الصيقل عن أبيه قال كنت أنا و الحارث بن المغيرة و جماعة من أصحابنا جلوسا و أبو عبد اللّٰه ع يسمع كلامنا فقال لنا في أي شي ء أنتم هيهات هيهات لا و اللّٰه لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى تغربلوا لا و اللّٰه لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى تمحصوا لا و اللّٰه لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى تميزوا لا و اللّٰه ما يكون ما تمدون إليه أعينكم إلا بعد إياس لا و اللّٰه ما يكون [لا يكون] ما تمدون إليه أعينكم حتى يشقى من يشقى و يسعد من يسعد

[5]
اشارة

947- 5 الكافي، 1/ 370/ 4/ 1 العدة عن أحمد عن معمر بن خلاد قال سمعت أبا الحسن ع يقول الم أَ حَسِبَ النّٰاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنّٰا وَ هُمْ لٰا يُفْتَنُونَ ثم قال لي ما الفتنة قلت جعلت فداك الذي عندنا الفتنة في الدين فقال يفتنون كما يفتن الذهب ثم قال يخلصون كما يخلص الذهب

بيان

الفتنة الامتحان و الاختبار تقول فتنت الذهب إذا أدخلته إلى النار لتنظر ما جودته

الوافي، ج 2، ص: 434

[6]
اشارة

948- 6 الكافي، 1/ 370/ 5/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن سليمان بن صالح رفعه عن أبي جعفر ع قال قال إن حديثكم هذا لتشمئز منه قلوب الرجال فمن أقر به فزيدوه و من أنكره فذروه إنه لا بد من أن تكون فتنة يسقط فيها كل بطانة و وليجة حتى يسقط فيها من يشق الشعر بشعرتين- حتى لا يبقى إلا نحن و شيعتنا

بيان

الاشمئزاز النفرة و التجافي بطانة الرجل و وليجته خاصته

الوافي، ج 2، ص: 435

باب 49 أن من عرف إمامه لم يضره تقدم هذا الأمر أو تأخر

[1]
اشارة

949- 1 الكافي، 1/ 371/ 1/ 1 الأربعة عن زرارة قال قال أبو عبد اللّٰه ع اعرف إمامك فإنك إذا عرفته لم يضرك تقدم هذا الأمر أو تأخر

بيان

هذا الأمر يعني ظهور الإمام ع

[2]

950- 2 الكافي، 1/ 371/ 2/ 1 الاثنان عن محمد بن جمهور عن صفوان بن يحيى عن محمد بن مروان عن الفضيل بن يسار قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن قول اللّٰه تبارك و تعالى يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنٰاسٍ بِإِمٰامِهِمْ فقال يا فضيل اعرف إمامك فإنك إذا عرفت إمامك لم يضرك تقدم هذا الأمر أو تأخر و من عرف إمامه ثم مات قبل أن يقوم صاحب هذا الأمر كان بمنزلة من كان قاعدا في عسكره- لا بل بمنزلة من قعد تحت لوائه قال و قال بعض أصحابه بمنزلة من استشهد مع رسول اللّٰه ص

[3]
اشارة

951- 3 الكافي، 1/ 372/ 7/ 1 علي بن محمد عن سهل عن الحسين عن فضالة عن عمر بن أبان قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول أعرف العلامة

الوافي، ج 2، ص: 436

فإذا عرفته لم يضرك تقدم هذا الأمر أو تأخر إن اللّٰه عز و جل يقول يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنٰاسٍ بِإِمٰامِهِمْ فمن عرف إمامه كان كمن كان في فسطاط المنتظر

بيان

يعني بالعلامة الإمام

كما ورد عنهم ع في قوله عز و جل وَ عَلٰامٰاتٍ وَ بِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ إن العلامات هم الأئمة و النجم رسول اللّٰه ص

أو يعني بها علامة الإمام و نعته المختص به و أنه من و ابن من و في نسخة الشيخ الشهيد الثاني زين الدين العاملي اعرف الغلام يعني المهدي ع فإنه قد مضى ذكره بهذا العنوان و الفسطاط الخيمة و في بعض النسخ المهدي بدل المنتظر و في بعضها فسطاطه بالإضمار

[4]

952- 4 الكافي، 1/ 371/ 5/ 1 العدة عن أحمد عن علي بن النعمان عن محمد بن مروان عن الفضيل بن يسار قال سمعت أبا جعفر ع يقول من مات و ليس له إمام فميتته ميتة جاهلية و من مات و هو عارف لإمامه لم يضره تقدم هذا الأمر أو تأخر و من مات و هو عارف لإمامه كان كمن هو مع القائم في فسطاطه

[5]

953- 5 الكافي، 1/ 372/ 6/ 1 الحسين بن علي العلوي عن سهل بن جمهور عن عبد العظيم بن عبد اللّٰه الحسني عن الحسن بن الحسين العرني عن علي بن هاشم عن أبيه عن أبي جعفر ع قال ما ضر من مات منتظرا لأمرنا- إلا يموت في وسط فسطاط المهدي و عسكره

الوافي، ج 2، ص: 437

[6]
اشارة

954- 6 الكافي، 1/ 371/ 4/ 1 علي عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن إسماعيل بن محمد الخزاعي قال سأل أبو بصير أبا عبد اللّٰه ع و أنا أسمع- فقال تراني أدرك القائم ع فقال يا أبا بصير أ لست تعرف إمامك فقال إي و اللّٰه و أنت هو و تناول يده فقال و اللّٰه ما تبالي يا أبا بصير ألا تكون محتبيا بسيفك في ظل رواق القائم ع

بيان

الاحتباء بالمهملة الاشتمال و الرواق الفسطاط أو بيت كالفسطاط أو سقيف في مقدم البيت

[7]
اشارة

955- 7 الكافي، 1/ 371/ 3/ 1 علي بن محمد رفعه عن علي عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع جعلت فداك متى الفرج فقال يا أبا بصير و أنت ممن يريد الدنيا من عرف هذا الأمر فقد فرج عنه لانتظاره

بيان

يعني أن من عرف أن الإمام سيظهر يوما ما فهو مفرج عنه من جهة آخرته لأنه ينتظره و انتظاره إياه أفضل عباداته كما يأتي فهو مع ذلك إن أراد إدراكه فإنما يريده لأمر دنياه و توسعة في معاشه

الوافي، ج 2، ص: 438

باب 50 فضل عبادة زمان الغيبة

[1]
اشارة

956- 1 الكافي، 1/ 333/ 2/ 2 الاثنان عن علي بن مرداس عن صفوان بن يحيى و السراد عن هشام بن سالم عن عمار الساباطي قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع أيما أفضل العبادة في السر مع الإمام منكم المستتر في دولة الباطل أو العبادة في ظهور الحق و دولته مع الإمام منكم الظاهر- فقال يا عمار الصدقة في السر و اللّٰه أفضل من الصدقة في العلانية- و كذلك و اللّٰه عبادتكم في السر مع إمامكم المستتر في دولة الباطل و تخوفكم من عدوكم في دولة الباطل و حال الهدنة أفضل ممن يعبد اللّٰه عز ذكره في ظهور الحق مع الإمام الحق الظاهر في دولة الحق و ليست العبادة مع الخوف في دولة الباطل مثل العبادة و الأمن في دولة الحق و اعلموا أن من صلى منكم اليوم صلاة فريضة مستترا في جماعة مستترا بها من عدوه في وقتها [و] فأتمها كتب اللّٰه له خمسين صلاة فريضة في جماعة و من صلى منكم صلاة فريضة وحده مستترا بها من عدوه في وقتها [و] فأتمها- كتب اللّٰه عز و جل له بها خمسا و عشرين صلاة فريضة وحدانية و من صلى منكم صلاة نافلة لوقتها فأتمها كتب اللّٰه له بها عشر صلوات نوافل و من عمل منكم حسنة كتب اللّٰه له بها عشرين حسنة و يضاعف اللّٰه عز و جل

الوافي، ج 2، ص: 439

حسنات المؤمن منكم إذا أحسن أعماله و دان بالتقية على دينه و إمامه و نفسه و أمسك من لسانه أضعافا مضاعفة إن اللّٰه عز و جل كريم قلت جعلت فداك- قد و اللّٰه رغبتني في العمل و حثثتني عليه و لكن أحب أن أعلم كيف صرنا نحن اليوم أفضل أعمالا من أصحاب الإمام الظاهر منكم في دولة الحق و نحن على دين واحد فقال إنكم سبقتموهم إلى الدخول في دين اللّٰه و إلى الصلاة و الصوم و الحج و إلى كل خير و فقه و إلى عبادة اللّٰه عز و جل سرا من عدوكم مع إمامكم المستتر مطيعين له صابرين معه- منتظرين لدولة الحق خائفين على إمامكم و أنفسكم من الملوك الظلمة- تنظرون إلى حق إمامكم و حقوقكم في أيدي الظلمة قد منعوكم ذلك و اضطروكم إلى حرث الدنيا و طلب المعاش مع الصبر على دينكم و عبادتكم- و طاعة أمامكم و الخوف من عدوكم فبذلك ضاعف اللّٰه عز و جل لكم الأعمال فهنيئا لكم- قلت جعلت فداك فما نرى إذا أن نكون من أصحاب القائم و يظهر الحق و نحن اليوم في إمامتك و طاعتك أفضل أعمالا- من أصحاب دولة الحق و العدل فقال سبحان اللّٰه أ ما تحبون أن يظهر اللّٰه تعالى الحق و العدل في البلاد و يجمع اللّٰه الكلمة و يؤلف اللّٰه بين قلوب

الوافي، ج 2، ص: 440

مختلفة و لا يعصون اللّٰه عز و جل في أرضه و يقام حدوده في خلقه و يرد اللّٰه الحق إلى أهله فيظهر حتى لا يستخفي بشي ء من الحق مخافة أحد من الخلق- أما و الهّٰد يا عمار لا يموت منكم ميت على الحال التي

أنتم عليها إلا كان أفضل عند اللّٰه من كثير من شهداء بدر و أحد فأبشروا

بيان

أمسك من لسانه يعني من المخاصمة مع أهل الخلاف أو مما لا يعنيه و من للتبعيض سبقتموهم لتقدم إيمانكم بالإمام على ظهور دولته فما نرى إذن أن نكون من أصحاب القائم يعني ليس من رأينا و لا نتمنى و في رواية الشيخ الصدوق فما نتمنى إذن و هو أوضح

[2]
اشارة

957- 2 الكافي، 1/ 333/ 1/ 1 علي عن أبيه عن محمد بن خالد عمن حدثه عن المفضل بن عمر و محمد عن بنان عن أبيه عن بعض أصحابه عن المفضل عن أبي عبد اللّٰه ع قال أقرب ما يكون العباد من اللّٰه جل ذكره و أرضى ما يكون عنهم إذا افتقدوا حجة اللّٰه جل و عز و لم يظهر لهم و لم يعلموا مكانه و هم في ذلك يعلمون أنه لم تبطل حجة اللّٰه جل ذكره و لا ميثاقه فعند ذلك فتوقعوا الفرج صباحا و مساء فإن أشد ما يكون غضب اللّٰه على أعدائه إذا افتقدوا حجته و لم يظهر لهم و قد علم أن أولياءه لا يرتابون و لو علم أنهم يرتابون ما غيب حجته عنهم طرفة عين- و لا يكون ذلك إلا على رأس شرار الناس

الوافي، ج 2، ص: 441

بيان

في رواية الشيخ الصدوق رحمه اللّٰه و إن أشد ما يكون غضب اللّٰه بالواو و هو الصواب و لا يكون ذلك يعني غيبته أو ظهوره بعد غيبته و يؤيد الثاني قولهم ع يملؤها عدلا كما ملئت ظلما و جورا و على التقديرين يكون الأولياء مغمورين في الأشرار فإنهم الأقلون عددا و الأعظمون قدرا بهم يحفظ اللّٰه من سواهم.

________________________________________

كاشانى، فيض، محمد محسن ابن شاه مرتضى، الوافي، 26 جلد، كتابخانه امام امير المؤمنين علي عليه السلام، اصفهان - ايران، اول، 1406 ه ق

الوافي؛ ج 2، ص: 441

و مما يناسب ذكره في هذا الباب

ما رواه الصدوق رحمه اللّٰه في إكماله بإسناده عن العلاء بن سيابة عن أبي عبد اللّٰه ع قال من مات منكم على هذا الأمر منتظرا له كان كمن كان في فسطاط

القائم ع

و بإسناده عن عبد الحميد الواسطي عن أبي جعفر الباقر ع قال قلت له أصلحك اللّٰه لقد تركنا أسواقنا انتظارا لهذا الأمر فقال يا عبد الحميد أ ترى من حبس نفسه على اللّٰه عز و جل لا يجعل اللّٰه له مخرجا بلى و اللّٰه ليجعلن اللّٰه له مخرجا رحم اللّٰه عبدا أحيى أمرنا قال قلت فإن مت قبل أن أدرك القائم ص قال القائل منكم إن أدركت قائم آل محمد نصرته كالمقارع معه بسيفه بل كالشهيد معه

و بإسناده عن أبي الحسن عن آبائه ع إن رسول اللّٰه ص قال أفضل أعمال أمتي انتظار فرج اللّٰه

و بإسناده عن الرضا ع قال ما أحسن الصبر و انتظار الفرج أ ما سمعت قول اللّٰه عز و جل فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ فعليكم بالصبر فإنه إنما يجي ء الفرج على اليأس فقد كان الذين من قبلكم أصبر منكم

و عن أبي عبد اللّٰه ع عن آبائه عن أمير المؤمنين ع أنه

الوافي، ج 2، ص: 442

قال المنتظر لأمرنا كالمتشحط بدمه في سبيل اللّٰه

و في كشف الغمة عن علي بن الحسين ع من ثبت على موالاتنا في غيبة قائمنا أعطاه اللّٰه أجر ألف شهيد من شهداء بدر و أحد

و عنه ع طوبى لشيعتنا المتمسكين بحبلنا في غيبة قائمنا الثابتين على موالاتنا و البراءة من أعدائنا أولئك منا و نحن منهم قد رضوا بنا أئمة و رضينا بهم شيعة فطوبى لهم ثم طوبى لهم هم و اللّٰه معنا في درجتنا يوم القيامة

الوافي، ج 2، ص: 443

باب 51 علامات ظهوره ع

[1]
اشارة

958- 1 الكافي، 8/ 310/ 483 محمد عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن الخراز عن عمر بن حنظلة قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع

يقول خمس علامات قبل قيام القائم ع الصيحة و السفياني و الخسف و قتل النفس الزكية و اليماني فقلت جعلت فداك- إن خرج أحد من أهل بيتك قبل هذه العلامات أ نخرج معه قال لا- فلما كان من الغد تلوت هذه الآية إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمٰاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنٰاقُهُمْ لَهٰا خٰاضِعِينَ فقلت له أ هي الصيحة فقال أما لو كانت خضعت أعناق أعداء اللّٰه تعالى

بيان

الصيحة هي التي تأتي من السماء بأن الحق فيه و في شيعته و هي صيحتان كما يأتي و السفياني رجل من آل أبي سفيان يخرج بالشام يملك ثمانية أشهر و الخسف هو ذهاب جيش السفياني إلى باطن الأرض بالبيداء و هو موضع فيما بين مكة و المدينة و في بعض الروايات خسف بالبيداء و خسف بالمشرق و خسف بالمغرب و النفس الزكية غلام من آل محمد يقتل بين الركن و المقام اسمه محمد بن الحسن

الوافي، ج 2، ص: 444

و زاد في بعض الأخبار قتل نفس زكية أخرى بظهر الكوفة في سبعين من الصالحين و قد مضى أيضا في رواية زرارة أنه لا بد من قتل غلام بالمدينة و اليماني رجل يخرج من يمن يدعو إلى المهدي ع أما لو كانت يعني الآية أو الصيحة أما لو كانت الآية هي الصيحة.

و روى الصدوق بإسناده عن ميمون البان عن أبي عبد اللّٰه ع قال خمس قبل قيام القائم اليماني و السفياني و المنادي ينادي من السماء و خسف بالبيداء و قتل النفس الزكية

و بإسناده عن عمر بن حنظلة قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول خمس علامات محتومات اليماني و السفياني و الصيحة و قتل النفس الزكية و الخسف

بالبيداء

و بإسناده عن صالح مولى بني العذراء قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول ليس بين قيام القائم و بين قتل النفس الزكية إلا خمس عشرة ليلة

و عن المعلى بن خنيس عنه ع قال إن أمر السفياني من المحتوم و خروجه في رجب

[2]
اشارة

959- 2 الكافي، 8/ 310/ 484 عنه عن أحمد عن ابن فضال عن أبي جميلة عن محمد بن علي الحلبي قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول اختلاف بني العباس من المحتوم و النداء من المحتوم و خروج القائم من المحتوم قلت و كيف النداء قال ينادي مناد من السماء أول النهار- ألا إن عليا ع و شيعته هم الفائزون قال فينادي مناد آخر النهار ألا إن عثمان و شيعته هم الفائزون

بيان

اختلاف بني العباس أي فيما بينهم في الملك و الدولة و هو من علامات

الوافي، ج 2، ص: 445

ظهوره ع من المحتوم يعني ليس بموقوف للبداء إذ ليس مما يلحقه البداء و قد مضى مأخذ علمهم ع بالأمرين في باب البداء من أبواب الجزء الأول

[3]
اشارة

960- 3 الكافي، 8/ 209/ 253 القميان عن ابن فضال و الحجال عن داود بن فرقد قال سمع رجل من العجلية هذا الحديث قوله ينادي مناد ألا إن فلان بن فلان و شيعته هم الفائزون أول النهار و ينادي آخر النهار ألا إن عثمان و شيعته هم الفائزون قال و ينادي أول النهار غير منادي آخر النهار فقال الرجل فما يدرينا أيما الصادق من الكاذب فقال يصدقه عليها من كان يؤمن بها قبل أن ينادي إن اللّٰه تعالى يقول أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لٰا يَهِدِّي إِلّٰا أَنْ يُهْدىٰ الآية

بيان

فلان بن فلان كناية عن المهدي ع كما يظهر من خبر الدوانيقي الآتي حيث قال رجل من ولد فاطمة و يحتمل أن يكون كناية عن علي ع ليوافق الخبر السابق إلا أنه بعيد لبعد التكنية عنه ع في مثل هذا المقام

و روى الصدوق رحمه اللّٰه بإسناده عن ميمون البان عن أبي عبد اللّٰه ع قال ينادي مناد من السماء فلان بن فلان هو الإمام باسمه و ينادي إبليس من الأرض كما نادى برسول اللّٰه ليلة العقبة

و بإسناده عن زرارة عن أبي عبد اللّٰه ع قال ينادي مناد باسم القائم ع قلت خاص أو عام قال عام يسمع كل قوم بلسانهم- قلت فمن يخالف القائم و قد نودي باسمه قال لا يدعهم إبليس حتى ينادي

الوافي، ج 2، ص: 446

فيشكك الناس

و على هاتين الروايتين و ما في معناهما من تسمية القائم يحتمل أن يكون المراد بعثمان السفياني فإن اسمه عثمان بن عنبسة كما يأتي

و بإسناده عن المعلى بن خنيس عن أبي عبد اللّٰه ع قال صوت جبرئيل من السماء و صوت

إبليس من الأرض فاتبعوا الصوت الأول و إياكم و الأخير أن تفتتنوا به

يصدقه عليها أي على الصيحة أو على هذه الكلمة

و في كشف الغمة عن أبي حمزة قال قلنا لأبي جعفر ع خروج السفياني من المحتوم قال نعم و النداء من المحتوم و طلوع الشمس من مغربها محتوم و اختلاف بني العباس في الدولة محتوم و قتل النفس الزكية محتوم و خروج القائم من آل محمد محتوم قلت و كيف يكون النداء قال ينادي من السماء أول النهار ألا إن الحق مع علي و شيعته ثم ينادي إبليس في آخر النهار من الأرض ألا إن الحق مع عثمان و شيعته فعند ذلك يرتاب المبطلون قلت لا يرتاب إلا جاهل لأن منادي السماء أولى أن يقبل من منادي الأرض

انتهى كلامه و كأنه كني بطلوع الشمس من مغربها في الحديث عن ظهوره ع كما يظهر من بعض الأخبار

[4]

961- 4 الكافي، 8/ 208/ 252 القميان عن ابن فضال و الحجال جميعا عن ثعلبة عن عبد الرحمن بن سلمة الجريري قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع يوبخونا و يكذبونا إنا نقول إن صيحتين تكونان- يقولون من أين يعرف المحقة من المبطلة إذا كانتا قال فما ذا تردون عليهم قلت ما نرد عليهم شيئا قال قولوا يصدق بها إذا كانت من كان يؤمن بها من قبل إن اللّٰه تعالى يقول أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ

الوافي، ج 2، ص: 447

أَمَّنْ لٰا يَهِدِّي إِلّٰا أَنْ يُهْدىٰ فَمٰا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ

[5]

962- 5 الكافي، 8/ 209/ 255 علي عن أبيه عن التميمي و غيره عن إسماعيل بن صباح قال سمعت شيخا يذكر عن سيف بن عميرة قال كنت عند أبي الدوانيق فسمعته يقول ابتداء من نفسه- يا سيف بن عميرة لا بد من مناد ينادي باسم رجل من ولد أبي طالب قلت يرويه أحد من الناس قال و الذي نفسي بيده لسمعت أذني منه يقول لا بد من مناد ينادي باسم رجل قلت يا أمير المؤمنين إن هذا الحديث ما سمعت بمثله قط فقال لي يا سيف إذا كان ذلك فنحن أول من يجيبه- أ ما إنه أحد بنى عمنا قلت أي بني عمكم قال رجل من ولد فاطمة ع ثم قال يا سيف لو لا أني سمعت أبا جعفر محمد بن علي يقوله ثم لو حدثني به أهل الأرض ما قبلته منهم و لكنه محمد بن علي ع

[6]
اشارة

963- 6 الكافي، 8/ 210/ 256 علي عن أبيه عن السراد عن علي عن أبي بصير قال كنت مع أبي جعفر ع جالسا في المسجد إذ أقبل داود بن علي و سليمان بن خالد و أبو جعفر عبد اللّٰه بن محمد أبو الدوانيق فقعدوا ناحية من المسجد فقيل لهم هذا محمد بن علي جالس فقام إليه داود بن علي و سليمان بن خالد و قعد أبو الدوانيق مكانه حتى سلموا على أبي جعفر ع فقال لهم أبو جعفر ع ما منع جباركم من أن يأتيني فعذروه عنده فقال لي عند ذلك أبو جعفر محمد بن علي ع

الوافي، ج 2، ص: 448

أما و اللّٰه لا تذهب الليالي و الأيام حتى يملك ما بين قطريها ثم ليطأن الرجال عقبه

ثم لتذلن له رقاب الرجال ثم ليملكن ملكا شديدا- فقال له داود بن علي و إن ملكنا قبل ملككم فقال له نعم يا داود إن ملككم قبل ملكنا و سلطانكم قبل سلطاننا فقال له أصلحك اللّٰه فهل له من مدة قال نعم يا داود و اللّٰه لا يملك بنو أمية يوما إلا ملكتم مثليه و لا سنة إلا ملكتم مثليها و ليتلقفها الصبيان منكم كما يتلقف الصبيان الكرة فقام داود بن علي من عند أبي جعفر ع فرحا يريد أن يخبر أبا الدوانيق بذلك- فلما نهضا جميعا هو و سليمان بن خالد ناداه أبو جعفر ع من خلفه يا سليمان بن خالد لا يزال القوم في فسحة من ملكهم ما لم يصيبوا منا دما حراما و أومى بيده إلى صدره فإذا أصابوا ذلك الدم فبطن الأرض خير لهم من ظهرها فيومئذ لا يكون لهم في الأرض ناصر و لا في السماء عاذر ثم انطلق سليمان بن خالد و أخبر أبا الدوانيق فجاء أبو الدوانيق إلى أبي جعفر ع فسلم عليه ثم أخبره بما قال له داود بن علي و سليمان بن خالد فقال له نعم يا أبا جعفر دولتكم قبل دولتنا و سلطانكم قبل سلطاننا سلطانكم شديد عسر لا يسر فيه و له مدة طويلة- و اللّٰه لا يملك بنو أمية يوما إلا ملكتم مثليه و لا سنة إلا ملكتم مثليها و ليتلقفها صبيان منكم فضلا عن رجالكم كما يتلقف الصبيان الكرة أ فهمت ثم قال لا تزالون في عنفوان الملك ترغدون فيه ما لم تصيبوا منا دما حراما فإذا أصبتم ذلك الدم غضب اللّٰه تعالى عليكم فذهب بملككم و سلطانكم و ذهب بريحكم و

سلط اللّٰه عليكم عبدا من عبيده أعور و ليس بأعور من آل أبي سفيان يكون استيصالكم على يديه و أيدي أصحابه ثم قطع الكلام

الوافي، ج 2، ص: 449

بيان

سليمان بن خالد و في بعض النسخ ابن مخالد في المواضع كلها و هؤلاء الثلاثة كانوا من بني العباس و كانت هذه القضية قبل أن تكون لهم الخلافة حتى يملك يعني أبا الدوانيق بين قطريها أي قطري الأرض ملكا شديدا يبقى في نسله و أقربائه مدة طويلة إلا ملكتم مثليه لا يخفى أن ما مضى من ملك بني العباس كان أزيد من مثلي ملك بني أمية الذي كان ألف شهر فهذا الحكم إما من الأحكام التي يلحقها البداء و ليس من المحتوم أو أن إثبات مثلي المدة لهم لا ينافي كون مدتهم أزيد من المثلين أو سيكون لبني أمية دولة أخرى كما يكون لبني العباس في آخر الزمان و كان مجموع دولتي هؤلاء مثلي مجموع دولتي أولئك و لا يجدي ضم دولة السفياني الذي يكون في آخر الزمان إلى دولة بني أمية الماضية لأنها لا تجاوز ثمانية أشهر و لا تبلغ بعد نصف دولة بني العباس الماضية فكيف مع الآتية.

و ليتلقفها الصبيان يتناولون الخلافة بسرعة و سهولة يلعبون بها لا يزال القوم يعني بني العباس في فسحة يعني أن كلا منهم في سعة من ملكه إلى أن يصيب منا دما حراما و ذلك كما وقع فإن كل من قتل منهم إماما أو نفسا زكية ذهب ملكه أو المراد أن ذهاب ملكهم في آخر الزمان إنما يكون بسبب قتلهم النفس الزكية منهم و على التقديرين فتسليط اللّٰه الأعور عليهم إنما يكون في آخر الزمان

روى الصدوق رحمه اللّٰه

بإسناده عن علي بن الحسين ع قال إذا بني بنو العباس مدينة على شاطئ الفرات كان بقاؤهم بعدها سنة عسر لا يسر فيه

يعني يكون فيه الضيق و الشدة و الصعوبة على الناس و الرغد العيش الطيب الواسع و الريح الدولة و القوة و الغلبة و منه قوله سبحانه وَ تَذْهَبَ رِيحُكُمْ و ليس بأعور أي ليس بأعور الدجال المعهود بل هو السفياني أو ليس بأعور و لكنه يتراءى أنه أعور

روى الشيخ الصدوق رحمه اللّٰه

الوافي، ج 2، ص: 450

بإسناده عن الصادق ع أنه قال قال أبي قال أمير المؤمنين ص يخرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس و هو رجل ربعة وحش الوجه ضخم الهامة بوجهه أثر جدري إذا رأيته حسبته أعور اسمه عثمان و أبوه عنبسة و هو من ولد أبي سفيان حتى يأتي أرضا ذات قرار و معين فيستوي على منبرها

و بإسناده عنه ع أنه قال لو رأيت السفياني رأيت أخبث الناس أشقر أحمر أزرق يقول يا رب ثاري ثاري ثم النار و لقد بلغ من خبثه أنه يدفن أم ولد له و هي حية مخافة أن تدل عليه

و بإسناده عنه ع أنه سئل عن اسم السفياني فقال و ما تصنع باسمه إذا ملك كور الشام الخمس دمشق و حمص و فلسطين و الأردن و قنسرين فتوقعوا عند ذلك الفرج قلت يملك تسعة أشهر- قال لا و لكن يملك ثمانية أشهر لا يزيد يوما

[7]
اشارة

964- 7 الكافي، 8/ 224/ 285 محمد عن أحمد عن السراد عن يعقوب السراج قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع متى فرج شيعتكم- قال فقال إذا اختلف ولد العباس و وهى سلطانهم و طمع فيهم من لم يكن يطمع

فيهم و خلعت العرب أعنتها و رفع كل ذي صيصية صيصيته و ظهر الشامي و أقبل اليماني و تحرك الحسني خرج صاحب هذا الأمر من المدينة إلى مكة بتراث رسول اللّٰه ص فقلت ما تراث رسول اللّٰه ص قال سيف رسول اللّٰه ص و درعه و عمامته و برده و قضيبه و رأيته و لأمته و سرجه حتى ينزل مكة فيخرج السيف من غمده و يلبس الدرع و ينشر الراية و البردة و العمامة- و يتناول القضيب بيده و يستأذن اللّٰه في ظهوره فيطلع على ذلك بعض مواليه فيأتي الحسني فيخبره الخبر فيبتدر الحسني إلى الخروج فيثب عليه أهل مكة فيقتلونه و يبعثون برأسه إلى الشامي فيظهر عند ذلك صاحب هذا الأمر فيبايعه الناس و يتبعونه و يبعث الشامي عند ذلك جيشا إلى المدينة

الوافي، ج 2، ص: 451

فيهلكهم اللّٰه تعالى دونها فيهرب يومئذ من كان بالمدينة من ولد علي ع إلى مكة فيلحقون بصاحب هذا الأمر و يقبل صاحب هذا الأمر نحو العراق و يبعث جيشا إلى المدينة فيأمن أهلها و يرجعون إليها

بيان

الوهي الشق في الشي ء و الخرق فيه و استرخاء الرباط خلعت العرب أعنتها أي تصير مخلوعة العنان تفعل ما تشاء و الصيصية بالكسر الحصن و كل ما امتنع به و الشامي هو السفياني و اللأمة نوع من الدرع

[8]
اشارة

965- 8 الكافي، 8/ 209/ 254 علي عن أبيه عن السراد عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد اللّٰه ع قال لا ترون ما تحبون حتى يختلف بنو فلان فيما بينهم فإذا اختلفوا طمع الناس و تفرقت الكلمة و خرج السفياني

بيان

بنو فلان كناية عن بني العباس

[9]
اشارة

966- 9 الكافي، 8/ 264/ 383 العدة عن أحمد عن عثمان عن بكر بن محمد عن سدير قال قال لي أبو عبد اللّٰه ع يا سدير الزم بيتك و كن حلسا من أحلاسه و اسكن ما سكن الليل و النهار فإذا بلغك أن السفياني قد خرج فارحل إلينا و لو على رجلك

بيان

الحلس بالكسر و المهملتين و يحرك كساء يبسط في البيت تحت حر

الوافي، ج 2، ص: 452

الثياب يقال حلس بيته لمن لم يبرح مكانه

[10]
اشارة

967- 10 الكافي، 8/ 274/ 412 محمد عن محمد بن الحسين عن عبد الرحمن بن أبي هاشم عن الفضل الكاتب قال كنت عند أبي عبد اللّٰه ع فأتاه كتاب أبي مسلم فقال ليس لكتابك جواب اخرج عنا فجعلنا يسار بعضنا بعضا فقال أي شي ء تسارون يا فضل إن اللّٰه تعالى لا يعجل لعجلة العباد و لإزالة جبل عن موضعه أيسر من زوال ملك لم ينقض أجله ثم قال إن فلان بن فلان حتى بلغ السابع من ولد فلان قلت فما العلامة فيما بيني و بينك جعلت فداك قال لا تبرح الأرض يا فضل حتى يخرج السفياني فإذا خرج السفياني فأجيبوا إلينا- يقولها ثلاثا و هو من المحتوم

بيان

أبو مسلم هذا هو الخراساني الذي قتل بني أمية و أخذ ملكهم و أزالهم عن سلطانهم و مهد الأمر لبني العباس بعد أن عرضه على أبي عبد اللّٰه ع و عبد اللّٰه بن الحسن و غيرهما أن فلان يعني هو صاحبه دوني و هو كناية عن المهدي ع من ولد فلان كناية عن أحد أجداده ع

[11]
اشارة

968- 11 الكافي، 8/ 212/ 258 العدة عن سهل عن البزنطي عن ثعلبة بن ميمون عن بدر بن الخليل الأزدي قال كنت جالسا عند أبي جعفر ع فقال آيتان تكونان قبل قيام القائم ع لم تكونا منذ هبط آدم ع إلى الأرض تنكسف الشمس في النصف من شهر رمضان و القمر في آخره فقال رجل يا ابن رسول اللّٰه تنكسف الشمس في آخر الشهر و القمر في النصف فقال أبو جعفر ع

الوافي، ج 2، ص: 453

إني أعلم ما تقول و لكنهما آيتان لم تكونا منذ هبط آدم ع

بيان

روى الشيخ الصدوق رحمه اللّٰه هذا الخبر هكذا قال آيتان بين يدي هذا الأمر خسوف القمر لخمس و الشمس لخمسة عشر و لم يكن ذلك منذ هبط آدم ع إلى الأرض و عند ذلك يسقط حساب المنجمين

قال الشيخ المتقدم محمد بن محمد بن النعمان الملقب بمفيد طاب ثراه في كتاب الإرشاد قد جاءت الآثار بذكر علامات لزمان القائم المهدي ع و حوادث تكون أمام قيامه و آيات و دلالات فمنها خروج السفياني و قتل الحسني و اختلاف بني العباس في الملك و كسوف الشمس في النصف من رمضان و خسوف القمر في آخر الشهر على خلاف العادات و خسف بالبيداء و خسف بالمغرب و خسف بالمشرق و ركود الشمس من عند الزوال إلى وسط أوقات العصر و طلوعها من المغرب و قتل نفس زكية بظهر الكوفة في سبعين من الصالحين و ذبح رجل هاشمي بين الركن و المقام و هدم حائط مسجد الكوفة و إقبال رايات سود من قبل خراسان و خروج اليماني و ظهور المغربي بمصر و تملكه الشامات و نزول الترك الجزيرة و نزول الروم

الرملة و طلوع نجم بالمشرق يضي ء كما يضي ء القمر ثم ينعطف حتى يكاد يلتقي طرفاه و حمرة تظهر في السماء و تلتبس في آفاقها و نار تظهر بالمشرق طولا و تبقى في الجو ثلاثة أيام أو سبعة أيام و خلع العرب أعنتها و تملكها البلاد و خروجها على سلطان العجم و قتل أهل مصر أميرهم و خراب الشام و اختلاف ثلاث رايات فيه و دخول رايات قيس و العرب إلى مصر و رايات كندة إلى خراسان و ورود خيل من قبل المغرب حتى تربط بفناء الحيرة و إقبال رايات سود من قبل المشرق نحوها

الوافي، ج 2، ص: 454

و بثق في الفرات حتى يدخل الماء أزقة الكوفة و خروج ستين كذابا كلهم يدعي النبوة و خروج اثني عشر من آل أبي طالب كلهم يدعي الإمامة لنفسه و إحراق رجل عظيم القدر من شيعة بني العباس بين جلولاء و خانقين و عقد الجسر مما يلي الكرخ بمدينة بغداد و ارتفاع ريح سوداء بها في أول النهار و زلزلة حتى ينخسف كثير منها و خوف يشمل أهل العراق و موت ذريع فيه و نقص من الأنفس و الأموال و الثمرات و جراد يظهر في أوانه و في غير أوانه حتى يظهر على الزروع و الغلات و قلة ريع مما يزرعه الناس و اختلاف صنفين من العجم و سفك دماء كثيرة فيما بينهم و خروج العبيد عن طاعة ساداتهم و قتلهم مواليهم و مسخ لقوم من أهل البدع حتى يصيروا قردة و خنازير و غلبة العبيد على بلاد السادات و نداء من السماء يسمعه أهل الأرض كل أهل لغة بلغتهم و وجه و صدر يظهران للناس في عين

الشمس و أموات ينشرون من القبور حتى يرجعوا إلى الدنيا فيتعارفون فيها و يتزاوجون ثم يختم ذلك بأربع و عشرين مطرة تتصل فتحيى بها الأرض بعد موتها و تعرف بركاتها و يزول بعد ذلك كل عاهة عن معتقدي الحق من شيعة المهدي ع فيعرفون عند ذلك ظهوره بمكة فيتوجهون نحوه لنصرته كما جاءت بذلك الأخبار و من جملة هذه الأحداث محتومة و فيها مشترطة و اللّٰه أعلم بما يكون و إنما ذكرناها على حسب ما ثبت في الأصول و تضمنها الأثر المنقول قال صاحب كشف الغمة رحمه اللّٰه لا ريب أن هذه الحوادث فيها ما يحيله العقل و فيها ما يحيله المنجمون و لهذا اعتذر الشيخ المفيد رحمه اللّٰه في آخر إيراده لها و الذي أراه أنه إذا صحت طرقات نقلها و كانت منقولة عن النبي و الإمام ع فحقها أن يتلقى بالقبول لأنها معجزات و المعجزات خوارق للعادات كانشقاق القمر و انقلاب العصا

الوافي، ج 2، ص: 455

باب 52 الوقائع التي تكون عند ظهور الإمام ع

[1]

969- 1 الكافي، 8/ 227/ 288 العدة عن أحمد عن السراد عن مؤمن الطاق عن سلام بن المستنير قال سمعت أبا جعفر ع يحدث إذا قام القائم عرض الإيمان على كل ناصب فإن دخل فيه بحقيقته- و إلا ضرب عنقه أو يؤدي الجزية كما يؤديها اليوم أهل الذمة و يشد على وسطه الهميان و يخرجهم من الأمصار إلى السواد

[2]

970- 2 الكافي، 8/ 233/ 306 علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد عن محمد بن عبد اللّٰه بن مهران عن عبد الملك بن بشير عن عيثم بن سليمان عن ابن عمار عن أبي عبد اللّٰه ع قال إذا تمنى أحدكم القائم فليتمنه في عافية فإن اللّٰه بعث محمدا ص رحمة و يبعث القائم نقمة

[3]

971- 3 الكافي، 8/ 240/ 329 القمي عن الكوفي عن العباس بن عامر عن الربيع بن محمد المسلي عن أبي الربيع الشامي قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول إن قائمنا إذا قام مد اللّٰه لشيعتنا في إسماعهم و أبصارهم حتى لا يكون بينهم و بين القائم بريد يكلمهم فيسمعون

الوافي، ج 2، ص: 456

و ينظرون إليه و هو في مكانه

[4]

972- 4 الكافي، 8/ 294/ 449 محمد عن ابن عيسى عن الحسين عن فضالة عن سيف بن عميرة عن الحضرمي عن عبد الملك بن أعين قال قمت من عند أبي جعفر ع فاعتمدت على يدي فبكيت فقال ما لك فقلت كنت أرجو أن أدرك هذا الأمر و بي قوة فقال أ ما ترضون أن عدوكم يقتل بعضهم بعضا و أنتم آمنون في بيوتكم إنه لو قد كان ذلك أعطي الرجل منكم قوة أربعين رجلا- و جعلت قلوبكم كزبر الحديد لو قذف بها الجبال لقلعتها و كنتم قوام الأرض و خزانها

[5]
اشارة

973- 5 الكافي، 1/ 25/ 21/ 1 الاثنان عن الوشاء عن المثنى الحناط عن قتيبة الأعشى عن ابن أبي يعفور عن مولى لبني شيبان عن أبي جعفر ع قال إذا قام قائمنا وضع اللّٰه يده على رءوس العباد فجمع بها عقولهم و كملت به أحلامهم

بيان

قد مضى هذا الحديث مع بيان له في باب العقل و الجهل

[6]
اشارة

974- 6 الكافي، 8/ 313/ 487 الثلاثة عن بزرج عن إسماعيل بن جابر عن أبي خالد عن أبي عبد اللّٰه ع في قول اللّٰه

الوافي، ج 2، ص: 457

تعالى فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرٰاتِ أَيْنَ مٰا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللّٰهُ جَمِيعاً قال الخيرات الولاية و قوله تبارك و تعالى أَيْنَ مٰا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللّٰهُ جَمِيعاً يعني أصحاب القائم الثلاثمائة و البضعة عشر رجلا قال و هم و اللّٰه الأمة المعدودة قال يجتمعون و اللّٰه في ساعة واحدة قزع كقزع الخريف

بيان

القزع قطع السحاب

روى الشيخ الصدوق رحمه اللّٰه في إكمال الدين بإسناده عن أبي خالد الكابلي عن سيد العابدين علي بن الحسين ع قال المفقودون عن فرشهم ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا عدة أهل بدر فيصبحون بمكة و هو قول اللّٰه عز و جل أَيْنَ مٰا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللّٰهُ جَمِيعاً و هم أصحاب القائم ص

و بإسناده عن المفضل بن عمر قال قال أبو عبد اللّٰه ع لقد نزلت هذه الآية في المفتقدين من أصحاب القائم ص قوله عز و جل أَيْنَ مٰا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللّٰهُ جَمِيعاً إنهم لمفتقدون من فرشهم ليلا فيصبحون بمكة و بعضهم يسير في السحاب نعرف اسمه و اسم أبيه و حليته و نسبه قال فقلت جعلت فداك أيهم أعظم إيمانا قال الذي يسير في السحاب نهارا

و بإسناده عن أبان بن تغلب قال قال أبو عبد اللّٰه ع سيأتي في مسجدكم ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا يعني مسجد مكة يعلم أهل مكة أنه لم يلدهم آباؤهم و لا أجدادهم عليهم السيوف مكتوب على كل سيف كلمة تفتح ألف كلمة فيبعث اللّٰه تبارك و تعالى ريحا فينادي بكل واد هذا المهدي يقضي بقضاء داود

و سليمان ص لا يريد عليه بينة و في

الوافي، ج 2، ص: 458

بعض الأخبار أنهم أصحاب الألوية و هم حكام اللّٰه في أرضه على خلقه

[7]
اشارة

975- 7 الكافي، 8/ 295/ 451 محمد عن أحمد عن ابن فضال عن علي بن عقبة عن أبيه عن ميسر عن أبي جعفر ع قال يا ميسر كم بينكم و بين قرقيسا قلت هي قريب على شاطئ الفرات فقال أما إنه ستكون بها وقعة لم يكن مثلها منذ خلق اللّٰه تعالى السماوات و الأرض و لا يكون مثلها ما دامت السماوات و الأرض مأدبة للطير يشبع منها سباع الأرض و طيور السماء يهلك فيها قيس و لا يدعو لها داعية قال و روى غير واحد و زاد فيه و ينادي مناد هلموا إلى لحوم الجبارين

بيان

الواقعة الغزوة و المأدبة الطعام الذي يصنع لدعوة أو عرس و قيس اسم قبيلة

[8]
اشارة

976- 8 الكافي، 8/ 167/ 185 سهل عن السراد عن بعض رجاله عن أبي عبد اللّٰه ع أنه قال كأني بالقائم ع على منبر الكوفة عليه قباء فيخرج من وريان قبائه كتابا مختوما بخاتم من ذهب فيفكه فيقرؤه على الناس فيجفلون منه إجفال الغنم فلا يبق إلا النقباء فيتكلم بكلام فلا يلحقون ملجأ حتى يرجعوا إليه و إني لأعرف الكلام الذي يتكلم به

بيان

وريان القباء باطنه فيجفلون بالجيم و الفاء ينقلعون فيمضون سريعا

الوافي، ج 2، ص: 459

و في بعض الأخبار فلا يبقى منهم إلا الوزير و أحد عشر نقيبا كما بقوا مع موسى بن عمران ع فيجولون في الأرض و لا يجدون عنه مذهبا فيرجعون إليه فو الله إني لأعرف الكلام الذي يقوله لهم فيكفرون به رواه الصدوق رحمه اللّٰه في إكماله

[9]

977- 9 الكافي، 8/ 396/ 597 الاثنان عن الوشاء عن أحمد بن عمر قال قال أبو جعفر ع و أتاه رجل فقال له إنكم أهل بيت رحمة اختصكم اللّٰه تعالى بها فقال له كذلك نحن و الحمد لله- لا ندخل أحدا في ضلالة و لا نخرجه من هدى إن الدنيا لا تذهب حتى يبعث اللّٰه تعالى رجلا منا أهل البيت يعمل بكتاب اللّٰه لا يرى فيكم منكرا إلا أنكره

[10]
اشارة

978- 10 الكافي، 8/ 206/ 250 العدة عن سهل عن ابن شمون عن الأصم عن عبد اللّٰه بن القاسم البطل عن أبي عبد اللّٰه ع في قوله تعالى وَ قَضَيْنٰا إِلىٰ بَنِي إِسْرٰائِيلَ فِي الْكِتٰابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ قال قتل علي بن أبي طالب ع و طعن الحسن ع وَ لَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً قال قتل الحسين ع فَإِذٰا جٰاءَ وَعْدُ أُولٰاهُمٰا فإذا جاء نصر دم الحسين ع بَعَثْنٰا عَلَيْكُمْ عِبٰاداً لَنٰا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجٰاسُوا خِلٰالَ الدِّيٰارِ قوم يبعثهم اللّٰه قبل خروج القائم ع فلا يدعون وترا لآل محمد ص إلا قتلوه وَ كٰانَ وَعْداً مَفْعُولًا خروج القائم ع ثُمَّ رَدَدْنٰا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ خروج الحسين ع في سبعين من

الوافي، ج 2، ص: 460

أصحابه عليهم البيض المذهب لكل بيضة وجهان المؤدون إلى الناس أن هذا الحسين ع قد خرج حتى لا يشك المؤمنون فيه فإنه ليس بدجال و لا شيطان و الحجة القائم بين أظهرهم فإذا استقرت المعرفة في قلوب المؤمنين إنه الحسين ع جاء الحجة الموت فيكون الذي يغسله و يكفنه و يحنطه و يلحده في حفرته الحسين بن علي ع و لا يلي الوصي إلا وصى

بيان

لعله إنما سمي دم الحسين ع بالأولى مع تأخره عن الأوليين لكونه أعظم منهما فكان له التقدم بالرتبة فالبارز في أولاهما يرجع إلى الإفساد و العلو و التأنيث باعتبار الفعلتين و الجوس طلب الشي ء بالاستقصاء و التردد خلال الدور و البيوت و الوتر بالكسر الجناية التي يجنيها الرجل على غيره من قتل أو نهب أو سبي و منه الموتور لمن قتل له قتيل فلم يدرك بدمه و هذا الخبر صريح في وقوع الرجعة التي ذهب إليه

أصحابنا رضي اللّٰه عنهم قال شيخنا المتقدم أبو علي الطبرسي رحمه اللّٰه في مجمع البيان قد تظاهرت الأخبار عن أئمة الهدى من آل محمد ع في أن اللّٰه تعالى سيعيد عند قيام المهدي قوما ممن تقدم موتهم من أوليائه و شيعته ليفوزوا بثواب نصرته و معونته و يبتهجوا بظهور دولته و يعيد أيضا قوما من أعدائه لينتقم منهم و ينالوا بعض ما يستحقونه من العقاب في القتل على أيدي شيعته أو الذل و الخزي بما يشاهدون من علو كلمته و لا يشك عاقل أن هذا مقدور لله غير مستحيل في نفسه و قد فعل اللّٰه ذلك في الأمم الخالية و نطق القرآن بذلك في عدة مواضع مثل قصة عزير و غيره على ما فسرنا في موضعه

و صح عن النبي ص قوله سيكون في أمتي كل ما كان في بني إسرائيل

الوافي، ج 2، ص: 461

حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة حتى لو أن أحدهم دخل في جحر ضب لدخلتموه

انتهى كلامه

روى علي بن إبراهيم بن هاشم رحمه اللّٰه في تفسيره عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع قال انتهى رسول اللّٰه ص إلى أمير المؤمنين ع و هو نائم في المسجد قد جمع رملا و وضع رأسه عليه فحركة برجله ثم قال له قم يا دابة فقال الرجل من أصحابه يا رسول اللّٰه أ يسمي بعضنا بعضا بهذا الاسم فقال لا و اللّٰه ما هو إلا له خاصة و هو الدابة التي ذكرها اللّٰه في كتابه وَ إِذٰا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنٰا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النّٰاسَ كٰانُوا بِآيٰاتِنٰا لٰا يُوقِنُونَ ثم قال يا علي إذا

كان آخر الزمان أخرجك اللّٰه في أحسن صورة و معك ميسم تسم به أعداءك فقال الرجل لأبي عبد اللّٰه ع إن العامة يقولون هذه الدابة إنما تكلمهم فقال أبو عبد اللّٰه ع كلمهم اللّٰه عز و جل في نار جهنم إنما هو تكلمهم من الكلام و الدليل على أن هذا في الرجعة قوله وَ يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيٰاتِنٰا فَهُمْ يُوزَعُونَ حَتّٰى إِذٰا جٰاؤُ قٰالَ أَ كَذَّبْتُمْ بِآيٰاتِي وَ لَمْ تُحِيطُوا بِهٰا عِلْماً أَمّٰا ذٰا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ قال الآيات أمير المؤمنين و الأئمة ع فقال الرجل لأبي عبد اللّٰه ع إن العامة تزعم أن قوله يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً عنى في القيامة فقال أبو عبد اللّٰه ع يحشر اللّٰه يوم القيامة من كل أمة فوجا و يدع الباقين لا و لكنه في الرجعة و أما آية القيامة وَ حَشَرْنٰاهُمْ فَلَمْ نُغٰادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً

و روى أيضا عن أبيه عن ابن أبي عمير عن المفضل عن أبي عبد اللّٰه ع في قوله وَ يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً قال ليس أحد من المؤمنين قتل إلا يرجع حتى يموت و لا يرجع إلا من محض الإيمان محضا و محض الكفر محضا

و قد صنف الحسن بن سليمان الحلي تلميذ شيخنا الشهيد طاب ثراهما كتابا في فضائل أهل البيت ع أورد فيه أخبارا كثيرة في إثبات الرجعة و تفاصيل أحوالها و ذكر فيه أن الدابة أمير المؤمنين ع في أخبار كثيرة متوافقة المعاني و نقل أكثرها من كتاب سعد بن عبد اللّٰه المسمى بمختصر البصائر و لنورد هاهنا من كتابه حديثا واحدا و من أراد سائرها فليرجع إليه و هو

ما رواه عن

سعد عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن الحسين بن علوان عن محمد بن داود العبدي عن الأصبغ بن نباتة أن عبد اللّٰه بن الكواء اليشكري قام إلى أمير المؤمنين ع فقال يا أمير المؤمنين إن أناسا من أصحابك يزعمون أنهم يردون بعد الموت فقال أمير المؤمنين ع نعم تكلم بما سمعت و لا تردني الكلام مما قلت لهم قال قلت لا أومن بشي ء مما قلتم فقال له أمير المؤمنين ع ويلك إن اللّٰه عز و جل ابتلى قوما بما كان من ذنوبهم فأماتهم قبل آجالهم التي سميت لهم ثم ردهم إلى الدنيا ليستوفوا أرزاقهم ثم أماتهم بعد ذلك قال فكبر على ابن الكواء و لم يهتد له فقال له أمير المؤمنين ع ويلك تعلم أن اللّٰه عز و جل قال في كتابه وَ اخْتٰارَ مُوسىٰ قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقٰاتِنٰا فانطلق بهم معه ليشهدوا له إذا رجعوا عند الملإ من بني إسرائيل أن ربي قد كلمني فلو أنهم سلموا ذلك له و صدقوا به لكان خيرا لهم و لكنهم قالوا لموسى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتّٰى نَرَى اللّٰهَ جَهْرَةً قال اللّٰه عز و جل فَأَخَذَتْكُمُ الصّٰاعِقَةُ يعني الموت وَ أَنْتُمْ تَنْظُرُونَ ثُمَّ بَعَثْنٰاكُمْ

الوافي، ج 2، ص: 463

مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ أ فترى يا ابن الكواء أن هؤلاء قد رجعوا إلى منازلهم بعد ما ماتوا فقال ابن الكواء و ما ذلك ثم أماتهم مكانهم فقال له أمير المؤمنين ويلك أ و ليس قد أخبرك في كتابه حيث يقول وَ ظَلَّلْنٰا عَلَيْكُمُ الْغَمٰامَ وَ أَنْزَلْنٰا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَ السَّلْوىٰ فهذا بعد الموت إذ بعثهم و أيضا مثلهم يا ابن الكواء الملأ من بني

إسرائيل حيث يقول اللّٰه عز و جل أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيٰارِهِمْ وَ هُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقٰالَ لَهُمُ اللّٰهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيٰاهُمْ و قوله عز و جل في عزير حيث أخبر اللّٰه عز و جل- فقال أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلىٰ قَرْيَةٍ وَ هِيَ خٰاوِيَةٌ عَلىٰ عُرُوشِهٰا فقال أَنّٰى يُحْيِي هٰذِهِ اللّٰهُ بَعْدَ مَوْتِهٰا فَأَمٰاتَهُ اللّٰهُ و أخذه بذلك الذنب مِائَةَ عٰامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ و رده إلى الدنيا فقال كَمْ لَبِثْتَ فقال لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قٰالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عٰامٍ فلا تشكن يا ابن الكواء في قدرة اللّٰه عز و جل

[11]
اشارة

979- 11 التهذيب، 4/ 333/ 1044 أحمد عن علي بن الحكم عن علي عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال أبو جعفر ع يخرج القائم يوم السبت يوم عاشوراء اليوم الذي قتل فيه الحسين ع و يقطع أيدي بني شيبة و يعلقها في الكعبة

بيان

و مما يناسب ذكره في هذا الباب الحديث المشهور المتفق عليه بين أهل الإسلام و هو

قول النبي ص لم تنقض الأيام و الليالي حتى يبعث

الوافي، ج 2، ص: 464

اللّٰه رجلا من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي يملؤها عدلا و قسطا كما ملئت ظلما و جورا

و قوله ص لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول اللّٰه ذلك اليوم حتى يبعث اللّٰه فيه رجلا من ولدي يواطئ اسمه اسمي يملؤها عدلا و قسطا كما ملئت ظلما و جورا

و روى الشيخ الصدوق رحمه اللّٰه في كتاب إكمال الدين بإسناده إلى النبي ص في حديث أبي بن كعب الوارد في فضائل الأئمة و صفاتهم واحدا بعد واحد قال في آخره و إن اللّٰه جل و عز ركب في صلب الحسن يعني العسكري ع نطفة مباركة نامية زكية طيبة- طاهرة مطهرة يرضى بها كل مؤمن ممن أخذ اللّٰه ميثاقه في الولاية و يكفر بها كل جاحد فهو إمام تقي نقي بار مرضي هاد مهدي أول العدل و آخره يصدق اللّٰه عز و جل و يصدقه اللّٰه في قوله يخرج من تهامة حين تظهر الدلائل و العلامات و له بالطالقان كنوز لا ذهب و لا فضة إلا خيول مطهمة و رجال مسومة يجمع اللّٰه عز و جل من أقاصي البلدان على عدد أهل بدر ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا معه صحيفة

مختومة فيها عدد أصحابه بأسمائهم و أنسابهم و بلدانهم و صنائعهم و حلاهم- و كناهم كرارون مجدون في طاعته فقال له أبي و ما دلائله و علاماته يا رسول اللّٰه قال له علم إذا حان وقت خروجه انتشر ذلك العلم من نفسه- و أنطقه اللّٰه تبارك و تعالى فناداه العلم اخرج يا ولي اللّٰه و اقتل أعداء اللّٰه و هما رايتان و علامتان و له سيف مغمد فإذا حان وقت خروجه اقتلع ذلك السيف من غمده و أنطقه اللّٰه عز و جل فناداه السيف اخرج يا ولي اللّٰه فلا يحل لك أن تقعد عن أعداء اللّٰه فيخرج و يقتل أعداء اللّٰه حيث ثقفهم و يقيم حدود اللّٰه و يحكم بحكم اللّٰه يخرج جبرئيل عن يمينه و ميكائيل عن يساره و شعيب و صالح على مقدمه سوف تذكرون ما أقول لكم و أفوض أمري إلى اللّٰه عز و جل و لو بعد حين يا أبي طوبى لمن لقيه و طوبى لمن أحبه و طوبى لمن قال به ينجيهم اللّٰه من الهلكة بالإقرار به و برسول اللّٰه و بجميع الأئمة يفتح لهم الجنة مثلهم في الأرض

الوافي، ج 2، ص: 465

كمثل المسك يسطع ريحه فلا يتغير أبدا و مثلهم في السماء كمثل القمر المنير الذي لا يطفى نوره أبدا قال أبي يا رسول اللّٰه كيف بيان حال هؤلاء الأئمة عن اللّٰه جل و عز قال إن اللّٰه تبارك و تعالى أنزل علي اثني عشر خاتما و اثنتي عشرة صحيفة اسم كل إمام على خاتمه و صفته في صحيفته

و بإسناده عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر ع يقول القائم منا منصور بالرعب مؤيد بالنصر تطوى له الأرض

و تظهر له الكنوز و يبلغ سلطانه المشرق و المغرب و يظهر اللّٰه عز و جل به دينه على الدين كله و لو كره المشركون فلا يبقى في الأرض خراب إلا عمر و ينزل روح اللّٰه عيسى بن مريم ع فيصلي خلفه- قال فقلت له يا ابن رسول اللّٰه متى يخرج قائمكم قال إذا شبه الرجال بالنساء و النساء بالرجال و اكتفى الرجال بالرجال و النساء بالنساء و ركب ذات الفروج السروج و قبلت شهادة الزور و ردت شهادة العدول- و استخف الناس بالدماء و ارتكاب الزنا و أكل الربا و اتقي الأشرار مخافة ألسنتهم- و خروج السفياني من الشام و اليماني من اليمن و خسف بالبيداء و قتل غلام من آل محمد بين الركن و المقام اسمه محمد بن الحسن النفس الزكية و جاءت صيحة من السماء بأن الحق فيه و في شيعته فعند ذلك خروج قائمنا فإذا خرج أسند ظهره إلى الكعبة و اجتمع إليه ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا فأول ما ينطق به هذه الآية- بَقِيَّتُ اللّٰهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ثم يقول أنا بقية اللّٰه و حجته و خليفته عليكم- فلا يسلم عليه مسلم إلا قال السلام عليك يا بقية اللّٰه في أرضه فإذا اجتمع له العقد و هو عشرة آلاف رجل خرج فلا يبقى في الأرض معبود دون اللّٰه عز و جل من صنم و وثن و غيره إلا و وقعت فيه نار فاحترق و ذلك بعد غيبة طويلة ليعلم اللّٰه من يطيعه بالغيب و يؤمن به

الوافي، ج 2، ص: 466

و بإسناده عن أبي الجارود عن أبي جعفر عن أبيه عن جده ع قال قال أمير المؤمنين ص على

المنبر يخرج رجل من ولدي في آخر الزمان أبيض مشرب بحمرة مندحق البطن عريض الفخذين عظيم مشاش المنكبين بظهره شامتان شامة على لون جلده و شامة على شبه شامة النبي ص له اسمان اسم يخفى و اسم يعلن فأما الاسم الذي يخفى فأحمد و أما الاسم الذي يعلن فمحمد فإذا هز رأيته أضاء لها ما بين المشرق و المغرب و وضع يده على رءوس العباد فلا يبقى مؤمن إلا صار قلبه أشد من زبر الحديد و أعطاه اللّٰه قوة أربعين رجلا و لا يبقى ميت إلا دخلت عليه تلك الفرحة في قبره و هم يتزاورون في قبورهم و يتباشرون بقيام القائم

و بإسناده عن أبي الصلت الهروي قال قلت للرضا ع ما علامة القائم ص منكم إذا خرج فقال علامته أن يكون شيخ السن شاب المنظر حتى أن الناظر إليه ليحسبه ابن أربعين سنة أو دونها و إن من علاماته أن لا يهرم بمرور الأيام و الليالي عليه حتى يأتيه أجله

و بإسناده عن عبد اللّٰه بن عجلان قال ذكرنا خروج القائم ص عند أبي عبد اللّٰه ع فقلت له كيف لنا بعلم ذلك فقال لنا يصبح أحدكم و تحت رأسه صحيفة عليها مكتوب طاعة معروفة

و بإسناده عن أبي الجارود قال قال أبو جعفر ع إذا خرج القائم من مكة ينادي مناديه ألا لا يحملن أحد طعاما و لا شرابا و حمل معه حجر موسى بن عمران ع و هو وقر بعير و لا ينزل منزلا إلا انفجرت منه عيون فمن كان جائعا شبع و من كان ظمآنا روي و رويت دوابهم حتى ينزلوا النجف من ظهر الكوفة

الوافي، ج 2، ص: 467

و في كشف الغمة بإسناده عن

أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع قال لا يخرج القائم ع إلا في وتر من السنين سنة إحدى أو ثلاث أو خمس أو سبع أو تسع

و عنه ع قال ينادى باسم القائم ع في ليلة ثلاث و عشرين و يقوم في يوم عاشوراء و هو الذي قتل فيه الحسين ع لكأني به في يوم السبت العاشر من المحرم قائما بين الركن و المقام جبرئيل ع على يمينه ينادي البيعة لله فيصير إليه شيعته من أطراف الأرض- تطوى لهم طيا حتى يبايعوه فيملأ اللّٰه به الأرض عدلا كما ملئت جورا و ظلما

و عن أبي بكر الحضرمي عن أبي جعفر الباقر ع قال كأني بالقائم على نجف الكوفة قد سار إليها من مكة في خمسة آلاف من الملائكة جبرئيل عن يمينه و ميكائيل عن شماله و المؤمنون بين يديه و هو يفرق الجنود في البلاد

و في رواية المفضل بن عمر قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول إذا قام قائم آل محمد ع بنى في ظهر الكوفة مسجدا له ألف باب و اتصلت بيوت أهل الكوفة بنهر كربلاء

و عن عبد اللّٰه بن عمر قال قال النبي ص يخرج المهدي من قرية يقال لها كرعة

و عن حذيفة قال قال رسول اللّٰه ص المهدي رجل من ولدي لونه لون عربي و جسمه جسم إسرائيلي على خده الأيمن خال كأنه كوكب دري يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا يرضى في خلافته أهل الأرض و أهل السماء و الطير في الجو

و عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول اللّٰه ص المهدي منا أجلى الجبين أقنى الأنف

و في رواية أخرى المهدي منا أهل البيت رجل من أمتي أشم الأنف يملأ الأرض

عدلا كما ملئت جورا

الوافي، ج 2، ص: 468

و عن أبي أمامة الباهلي قال قال رسول اللّٰه ص المهدي من ولدي ابن أربعين سنة كان وجهه كوكب دري في خده الأيمن خال أسود عليه عباءتان قطويتان كأنه من رجال بني إسرائيل يستخرج الكنوز- و يفتح مدائن الشرك

و عن عبد اللّٰه بن عمر قال قال رسول اللّٰه ص يخرج المهدي و على رأسه غمامة فيها مناد ينادي هذا المهدي خليفة اللّٰه فاتبعوه- و في رواية أخرى و على رأسه ملك ينادي هذا المهدي فاتبعوه

و عن الريان بن الصلت قال قلت للرضا ع أنت صاحب هذا الأمر فقال صاحب هذا الأمر و لكني لست الذي أملؤها عدلا كما ملئت جورا و كيف أكون ذلك على ما ترى من ضعف بدني و إن القائم هو الذي إذا خرج في سن الشيوخ و منظر الشباب كان قويا في بدنه حتى لو مد يده إلى أعظم شجرة على وجه الأرض لقلعها و لو صاح بين الجبال لتدكدكت صخورها يكون معه عصا موسى و خاتم سليمان ذاك الرابع من ولدي يغيبه اللّٰه في ستره ما شاء ثم يظهر- فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما كأني بهم آنس ما كانوا إذ نودوا نداء يسمع من بعد كما يسمع من قرب يكون رحمة للمؤمنين و عذابا للكافرين

و عن المفضل بن عمر قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول إذا أذن اللّٰه جل و عز للقائم في الخروج صعد المنبر فدعا الناس إلى نفسه و ناشدهم اللّٰه و دعاهم إلى حقه و أن يسير فيهم بسنة رسول اللّٰه ص و يعمل فيهم بعمله فيبعث اللّٰه تعالى جبرئيل حتى يأتيه فينزل على

الحطيم يقول له أي

الوافي، ج 2، ص: 469

شي ء تدعو فيخبره القائم ع فيقول جبرئيل ع أنا أول من يبايعك ابسط يدك فيمسح على يده و قد وافاه ثلاثمائة و بضعة عشر رجلا- فيبايعونه و يقيم بمكة حتى يتم أصحابه عشرة آلاف ثم يسير منها إلى المدينة

و عن محمد بن عجلان عن أبي عبد اللّٰه ع قال إذا قام القائم دعا الناس إلى الإسلام جديدا و هداهم إلى أمر قد دثر فضل عنه الجمهور و إنما سمي القائم مهديا لأنه يهدي إلى أمر مضلول عنه و سمي بالقائم لقيامه بالحق

و عن أبي بصير قال قال أبو عبد اللّٰه ع إذا قام القائم ع هدم المسجد الحرام حتى يرده إلى أساسه و حول المقام إلى الموضع الذي كان فيه و قطع أيدي بني شيبة و علقها بالكعبة و كتب عليها سراق الكعبة

و عن ابن المغيرة عن أبي عبد اللّٰه ع إذا قام القائم من آل محمد أقام خمسمائة من قريش فضرب أعناقهم ثم أقام خمسمائة فضرب أعناقهم ثم خمسمائة أخرى حتى يفعل ذلك ست مرات قلت و يبلغ عدد هؤلاء هذا قال نعم منهم و من مواليهم

و عن المفضل بن عمر عن أبي عبد اللّٰه ع قال يخرج القائم ع من ظهر الكوفة في سبعة و عشرين رجلا خمسة عشر من قوم موسى الذين كانوا يهدون بالحق و به يعدلون و سبعة من أهل الكهف و يوشع بن نون و سلمان و أبا دجانة الأنصاري و المقداد و مالكا الأشتر فيكونون بين يديه أنصارا و حكاما

و عن المفضل بن عمر قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول إن قائمنا إذا قام أشرقت الأرض بنوره و استغنى العباد

عن ضوء الشمس و ذهبت الظلمة و يعمر الرجل في ملكه حتى يولد له ألف ولد ذكر لا يولد له فيهم أنثى تظهر الأرض كنوزها حتى يراها الناس على وجهها و يطلب الرجل منكم من يصله و يأخذ منه زكاته فلا يجد أحدا يقبل ذلك منه و استغنى الناس بما رزقهم اللّٰه من فضله

الوافي، ج 2، ص: 470

و عن أبي سعيد الخدري عن النبي ص أنه قال يكون المهدي من أمتي إن قصر عمره فسبع سنين و إلا فثمان و إلا فتسع يتنعم أمتي في زمانه نعيما لم يتنعموا مثله قط البر و الفاجر يرسل السماء عليهم مدرارا و لا تدخر الأرض شيئا من نباتها

و روى عبد الكريم الخثعمي قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع كم يملك القائم ع قال سبع سنين تطول له الأيام و الليالي حتى تكون السنة من سنيه مقدار عشر سنين من سنيكم فيكون سنو ملكه سبعين سنة من سنيكم هذه و إذا آن قيامه مطر الناس [السماء]- جمادى الآخرة و عشرة أيام من رجب مطرا لم تر الخلائق مثله فينبت اللّٰه به لحوم المؤمنين و أبدانهم في قبورهم و كأني أنظر إليهم مقبلين من جهته ينفضون شعورهم من التراب

انتهى ما أردنا إيراده هاهنا من كتاب كشف الغمة لعلي بن عيسى الإربلي رحمه اللّٰه.

و لصاحب الفتوحات المكية في هذا المقام كلام يعجبني إيراده قال في الباب الثلاثمائة و الست و الستين من الكتاب المذكور ألا إن لله خليفة يخرج و قد امتلأت الأرض جورا و ظلما فيملؤها قسطا و عدلا و لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد طول اللّٰه ذلك اليوم حتى يلي هذا الخليفة من عترة رسول اللّٰه

ص من ولد فاطمة يواطئ اسمه اسم رسول اللّٰه ص يبايع بين الركن و المقام يشبه رسول اللّٰه ص في الخلق بفتح الخاء و ينزل عنه في الخلق بضم الخاء لأنه لا يكون أحد مثل رسول اللّٰه ص في أخلاقه و هو أجلى الجبهة أقنى الأنف أسعد الناس به أهل الكوفة يقسم المال بالسوية و يعدل في الرعية و يفصل في القضية يأتيه الرجل فيقول يا مهدي أعطني و بين يديه المال فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن يحمله يخرج على فترة من الدين يزع اللّٰه به ما لا يزع بالقرآن يمسي الرجل في زمانه جاهلا بخيلا جبانا.

فيصبح أعلم الناس أكرم الناس أشجع الناس يمشي النصر بين يديه

الوافي، ج 2، ص: 471

يعيش خمسا أو سبعا أو تسعا يقفو أثر رسول اللّٰه ص لا يخطئ له ملك يسدده من حيث لا يراه يحمل الكل و يقوي الضعيف في الحق و يقري الضيف و يعين على نوائب الحق يفعل ما يقول و يقول ما يعلم و يعلم ما يشهد يصلحه اللّٰه في ليلة يفتح المدينة الرومية بالتكبير في سبعين ألفا من المسلمين من ولد إسحاق يشهد الملحمة العظمى مأدبة اللّٰه بمرج عكاء يبيد الظلم و أهله يقيم الدين و ينفخ الروح في الإسلام يعز الإسلام به بعد ذلة و يحيى بعد موته يضع الجزية و يدعو إلى اللّٰه بالسيف فمن أبى قتل و من نازعه خذل يظهر من الدين ما هو الدين عليه في نفسه ما لو كان رسول اللّٰه ص لحكم به يرفع المذاهب من الأرض فلا يبقى إلا الدين الخالص أعداؤه مقلدة العلماء أهل الاجتهاد لما يرونه من الحكم بخلاف ما ذهبت إليه

أئمتهم فيدخلون كرها تحت حكمه خوفا من سيفه و سطوته و رغبة فيما لديه يفرح به عامة المسلمين أكثر من خواصهم يبايعه العارفون بالله من أهل الحقائق عن شهود و كشف و تعريف إلهي له رجال إلهيون يقيمون دعوته و ينصرونه هم الوزراء يحملون أثقال المملكة و يعينونه على ما قلده اللّٰه تعالى

الوافي، ج 2، ص: 472

باب 53 النوادر

[1]

980- 1 الكافي، 7/ 297/ 5/ 1 أحمد عن محمد بن أحمد القلانسي عن أحمد بن الفضل عن ابن جبلة عن فزارة عن أنس أو هيثم بن براء عن أبي جعفر ع قال قلت أصلحك اللّٰه أ ما من علامة بين يدي هذا الأمر فقال أ ترى بالصبح من خفاء قال قلت لا قال إن أمرنا إذا كان كان أبين من فلق الصبح قال ثم قال مزاولة جبل بظفر- أهون من مزاولة ملك لم ينقض أجله فاتقوا اللّٰه و لا تقتلوا أنفسكم للظلمة

[2]

981- 2 الكافي، 8/ 263/ 379 العدة عن أحمد عن التميمي عن محمد بن سنان عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال لا ترون الذي تنتظرون حتى تكونوا كالمعزى الموات التي لا يبالي الخابس أين يضع يده منها ليس لكم شرف ترقونه و لا سناد تسندون إليه أمركم

[3]
اشارة

3 الكافي، 8/ 263/ 380 عنه عن علي بن الحكم عن ابن سنان عن أبي الجارود مثله قال قلت لعلي بن الحكم ما الموات من المعز قال التي قد استوت لا يفضل بعضها على بعض

الوافي، ج 2، ص: 473

بيان

المعزى و المعز خلاف الضأن من الشاة و الموات يقال للذي لا روح فيه و ربما يستعار للمهزول و الخابس بالخاء المعجمة و الباء الموحدة الأخذ ظلما و يروى الجازر و لعله أصوب و الشرف بالفتح المكان العالي و السناد كالعماد ما يستند إليه و كان المعنى لا ترون معاشر الشيعة ما تنتظرونه من ظهور القائم ع حتى ينتهي حالكم إلى أن تصيروا كالمعزى المتساوي أعضاؤها في الضعف و الهزال لا يبالي آخذها أين يضع يده منها لعدم نفورها عنه و لا امتناعها عليه لضعفها و فقد الحامي لها و ذلك لذهاب أكابركم بحيث لا يبقى لكم حصن و ملجأ لا مكان عال ترقونه تمتنعون به من عدوكم و لا عظيم من رؤسائكم تسندون إليه أمركم فيحميكم من عدوكم و في ألفاظ الحديث تصحيفات و تحريفات و الأقرب بأساليب الكلام ما ذكرناه

[4]

982- 4 الكافي، 1/ 535/ 1/ 1 محمد عن أحمد و علي عن أبيه جميعا عن السراد عن ابن رئاب عن أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه ع قال إن اللّٰه تعالى أوحى إلى عمران أني واهب لك ذكرا سويا مباركا يبرئ الأكمه و الأبرص و يحيي الموتى بإذن اللّٰه و جاعله رسولا إلى بني إسرائيل فحدث عمران امرأته حنة بذلك و هي أم مريم فلما حملت كان حملها بها عند نفسها غلاما فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى و ليس الذكر كالأنثى أي لا تكون البنت رسولا يقول اللّٰه تعالى وَ اللّٰهُ أَعْلَمُ بِمٰا وَضَعَتْ- فلما وهب اللّٰه تعالى لمريم عيسى كان هو الذي بشر به عمران و وعده إياه- فإذا قلنا في الرجل منا شيئا فكان في ولده أو

ولد ولده فلا تنكروا ذلك

الوافي، ج 2، ص: 474

[5]

983- 5 الكافي، 1/ 535/ 2/ 1 النيسابوريان عن حماد بن عيسى عن اليماني عن أبي عبد اللّٰه ع قال إذا قلنا في رجل قولا فلم يكن فيه و كان في ولده أو ولد ولده فلا تنكروا ذلك فإن اللّٰه تعالى يفعل ما يشاء

[6]

984- 6 الكافي، 1/ 535/ 3/ 1 الاثنان عن الوشاء عن أحمد بن عائذ عن أبي خديجة قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول قد يقوم الرجل بعدل أو بجور و ينسب إليه و لم يكن قام به فيكون ذلك ابنه أو ابن ابنه من بعده فهو هو

[7]

985- 7 الكافي، 1/ 536/ 1/ 1 العدة عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن زيد أبي الحسن عن الحكم بن أبي نعيم قال أتيت أبا جعفر ع و هو بالمدينة فقلت له علي نذر بين الركن و المقام إن أنا لقيتك إلا أخرج من المدينة حتى أعلم أنك قائم آل محمد أم لا فلم يجبني بشي ء فأقمت ثلاثين يوما ثم استقبلني في طريق فقال يا حكم و إنك لهاهنا بعد فقلت إني أخبرتك بما جعلت لله علي فلم تأمرني و لم تنهني عن شي ء و لم تجبني بشي ء فقال بكر علي غدوة المنزل فغدوت عليه فقال ع سل عن حاجتك فقلت إني جعلت لله علي نذرا- و صياما و صدقة بين الركن و المقام إن أنا لقيتك أن لا أخرج من المدينة

الوافي، ج 2، ص: 475

حتى أعلم أنك قائم آل محمد أم لا فإن كنت أنت رابطتك و إن لم تكن أنت سرت في الأرض فطلبت المعاش فقال يا حكم كلنا قائم بأمر اللّٰه قلت فأنت المهدي قال كلنا مهدي إلى اللّٰه قلت فأنت صاحب السيف قال كلنا صاحب السيف و وارث السيف قلت فأنت الذي يقتل أعداء اللّٰه و يعز بك أولياء اللّٰه و يظهر بك دين اللّٰه فقال يا حكم كيف أكون أنا و قد بلغت خمسا و أربعين و إن صاحب هذا

الأمر أقرب عهدا باللبن مني و أخف على ظهر الدابة

[8]

986- 8 الكافي، 1/ 536/ 2/ 1 الاثنان عن الوشاء عن أحمد بن عائذ عن أبي خديجة عن أبي عبد اللّٰه ع أنه سئل عن القائم فقال كلنا قائم بأمر اللّٰه واحد بعد واحد حتى يجي ء صاحب السيف فإذا جاء صاحب السيف جاء بأمر غير الذي كان

[9]

987- 9 الكافي، 1/ 341/ 21/ 1 القمي عن محمد بن أحمد عن جعفر بن القاسم عن محمد بن الوليد الخزاز عن وليد بن عقبة عن الحارث بن زياد عن شعيب عن اليماني قال دخلت على أبي عبد اللّٰه ع فقلت له أنت صاحب هذا الأمر فقال لا فقلت فولدك قال لا فقلت فولد ولدك هو قال لا فقلت فولد ولد ولدك فقال لا فقلت من هو قال الذي يملؤها عدلا كما ملئت ظلما و جورا على فترة من الأئمة كما أن رسول اللّٰه ص بعث على فترة من الرسل

الوافي، ج 2، ص: 476

[10]

988- 10 الكافي، 1/ 536/ 3/ 1 علي بن محمد عن سهل عن ابن شمون عن الأصم عن عبد اللّٰه بن القاسم البطل عن عبد اللّٰه بن سنان قال قلت لأبي عبد اللّٰه ع يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنٰاسٍ بِإِمٰامِهِمْ قال إمامهم الذي بين أظهرهم و هو قائم أهل زمانه

[11]

989- 11 الكافي، 1/ 342/ 27/ 1 محمد عن أحمد عن الحسين عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللّٰه ع قال يقوم القائم و ليس لأحد في عنقه عهد و لا عقد و لا بيعة

آخر أبواب العهود بالحجج و النصوص عليهم ص و الحمد لله أولا و آخرا و ظاهرا و باطنا

________________________________________

كاشانى، فيض، محمد محسن ابن شاه مرتضى، الوافي، 26 جلد، كتابخانه امام امير المؤمنين علي عليه السلام، اصفهان - ايران، اول، 1406 ه ق

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.