فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة المجلد 3

هوية الكتاب

المؤلف: السيد مرتضى الفيروزآبادي

الناشر: منشورات فيروزآبادي

الطبعة: 4

الموضوع : الحديث وعلومه

تاريخ النشر : 1402 ه-.ق

الصفحات: 432

المكتبة الإسلامية

منشورات فيروز آبادي

(هوية الكتاب)

اسم الكتاب: فضائل الخمسة من الصحاح الستة

المؤلف: آية اللّه العظمی السيد مرتضی الفيروزآبادي قدس سره

الناشر: منشورات فيروزآبادي - قم، تلفن 7741545

تاريخ النشر: شوال 1424 ه ق - 1382 ه ش

الطبعة: الثانية

المطبعة: امير

الصفحات: 1360 صفحة (ثلاث مجلدات)

الكمية: 1000 نسخة

رقم الشابك: 1-18-6406-964 ISBN

حقوق الطبع والتقليد محفوظة للناشر، لايجوز للغير.

فضائل الخمسة من الصحاح الستة

وغيرها من الكتب المعتبرة عند أهل السنة والجماعة

تأليف: العلامة السيد مرتضی الحسيني الفيروزآبادي

الجزء الثالث

منشورات فيروزآبادي

تلفن: 7741545-0251

ص: 1

اشارة

فضائل الخمسة

3

ص: 2

فضائل الخمسة من الصحاح الستة

وغيرها من الكتب المعتبرة عند أهل السنة والجماعة

تأليف: العلامة السيد مرتضی الحسيني الفيروزآبادي

الجزء الثالث

ص: 3

ص: 4

الطبعة الرابعة

جميع الحقوق محفوظة للناشر

1402 ه- - 1982 م

ص: 5

ص: 6

المؤلف

بِسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ

أحمد اللّه تعالى على آلائه واشكره سبحانه على نعمائه واصلى واسلّم على النبى الاعظم محمّد الذي انقذنا من الجهالة وحيرة الضلالة وعلى اهل بيته الطاهرين أولى النهى والهداية الّذين من تمسك بهم نجا ومن تخلف عنهم هوى ( أما بعد ) فهذا هو الجزء الثالث من كتابنا الموسوم ( بفضائل الخمسة من الصحاح الستة ) نقدمه الى القراء الكرام راجين منهم القبول والعفو عن الزلل والخطأ فإن الانسان محل السهو والنسيان واسأل اللّه التوفيق لما يحبّ ويرضى وأن يجعل عاقبة امرى خيرا انه أجود مسؤل واكرم من اعطى

المؤلف

ص: 7

ص: 8

باب : في عيش علي عليه السّلام واستقائه كل دلو بتمرة ليقيت به النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 159 ] روى بسنده عن محمد ابن كعب القرظى إن عليا عليه السلام قال : لقد رأيتنى مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وإنى لأربط الحجر على بطنى من الجوع وإن صدقتى اليوم لأربعون الفا ، ( أقول ) ورواه ابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج 4 ص 23 ) وقال ما لفظه : لم يرد بقوله أربعين الفا زكاة ماله وإنما أراد الوقوف التى جعلها صدقة كان الحاصل من دخلها صدقة هذا العدد فان أمير المؤمنين عليا عليه السلام لم يدّخر ما لا ( قال ) ودليله ما نذكره من كلام ابنه الحسن عليه السّلام فى مقتله إنه لم يترك إلا ستمائة درهم اشترى بها خادما ( انتهى ) وقد تقدم كلام ابنه الحسن عليه السلام بطرق متعددة فى باب علىّ عليه السلام يقاتل وجبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره فى ( ج 2 ص 354 ) وبعض طرقه فى باب علىّ لم يسبقه الأولون بعلم ولا يدركه الآخرون فى ( ج 2 ص 247 ).

[ الاستيعاب لابن عبد البر ج 2 ص 465 ] قال : وذكر عبد

ص: 9

الرزاق عن الثورى عن أبى حيان التيمى عن أبيه قال : رأيت على بن أبى طالب عليه السّلام على المنبر يقول : من يشترى منى سيفى هذا؟ فلو كان عندى ثمن أزار ما بعته فقام اليه رجل فقال : نسلفك ثمن أزار ( قال ) قال عبد الرزاق : وكانت بيده الدنيا كلها إلا ما كان من الشام ، ( أقول ) ورواه ابن سعد أيضا فى طبقاته ( ج 6 ص 165 ) عن أبى رجاء وقال : خرج على عليه السلام بسيف له إلى السوق فقال : لو كان عندى ثمن أزار لم أبعه ، وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 409 ) عن على بن الأرقم عن أبيه قال : رأيت على بن أبى طالب عليه السلام يعرض سيفا له فى رحبة الكوفة ويقول : من يشترى منى سيفى هذا؟ واللّه لقد جلوت به غير مرة عن وجه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، ولو أن عندى ثمن أزار ما بعته ، ورواه أبو نعيم أيضا فى حليته ( ج 1 ص 83 ) وقال فيه : لطالما كشفت به الكرب عن وجه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[ صحيح ابن ماجة فى أبواب الرهون ] فى باب الرجل يستسقى كل دلو بتمرة ، روى بسنده عن ابن عباس قال : أصاب نبى اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم خصاصة فبلغ ذلك عليا عليه السلام فخرج يلتمس عملا يصيب فيه شيئا ليقيت به رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فأتى بستانا لرجل من اليهود فاستسقى له سبعة عشر دلوا كل دلو بتمرة فخيره اليهودى من تمره سبع عشرة عجوة فجاء بها إلى نبى اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، ( أقول ) ورواه البيهقى أيضا فى سننه ( ج 6 ص 119 ) وقال فى آخره : فقال : من أين هذا يا أبا الحسن؟ قال : بلغنى ما بك من الخصاصة يا نبى اللّه فخرجت ألتمس عملا لأصيب لك طعاما قال : فحملك على هذا حب اللّه ورسوله؟ قال على عليه السّلام : نعم يا نبى اللّه ، فقال نبى اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : واللّه ما من عبد يحب اللّه ورسوله إلا الفقر أسرع اليه من جرية السيل على وجهه ، من

ص: 10

أحب اللّه ورسوله فليعد تجفافا (1) وإنما يعنى الصبر ، انتهى ، وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 3 ص 321 ) على نحو رواية البيهقى وقال : فليعد للبلاء تجفافا.

[ كنز العمال ج 4 ص 42 ] قال : عن أبى قلابة عن على عليه السلام قال : لقيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى بعض طرق المدينة بالهاجرة فقلت : بأبى أنت وأمى ما أخرجك هذه الساعة؟ قال : وصل يا على الجوع إلي ، فقلت : بأبى أنت وأمى هل أنت منتظرى حتى آتيك؟ قال : فجلس فى ظل حائط فأتيت رجلا بالمدينة له ودى قد غرسه فقلت : هل أنت معطى استسقى كل جرة بتمرة لا تعطنى حشفة ولا ندرة؟ قال : أعطيك من غير صنيع عندى ، فجعلت كلما استقيت جرة وضع تمرة حتى اجتمع قبضة من تمر ، فقلت : هل أنت واهب لى صرة من كراث يعنى قبضة؟ فأعطانى فأتيت النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم وهو جالس فبسط طرف ثوبه فألقيته عليه فأكل ثم قال : أشبعت جوعى أشبع اللّه جوعك ، قال : أخرجه الحافظ أبو الفتح بن أبى الفوارس فى الأفراد ، ( أقول ) الودى بالياء المشددة هو صغار النخل قبل أن يحمل.

[ الرياض النضرة ج 2 ص 232 ] قال : وعن أسماء بنت عميس عن فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أتاها يوما فقال : أين ابناى يعنى حسنا وحسينا؟ قالت : قلت : أصبحنا وليس فى بيتنا شئ نذوقه ، فقال علىّ : أذهب

ص: 11


1- الذى قاله ابن الأثير الجزرى فى نهاية غريب الحديث بمادة ( جفف ) : عليه تجفاف هو شئ من سلاح يترك على الفرس بقيه الأذى وقد يلبسه الإنسان أيضا وجمعه تجافيف ، وقال أيضا بمادة ( تجف ) : وفى الحديث ( أعد للفقر تجفافا ) التجفاف ما يجلل به الفرس من سلاح وآلة تقيه الجراح ، وفرس مجفف عليه تجفاف والجمع التجافيف والتاء فيه زائدة.

بهما فانى أتخوف أن يبكيا عليك وليس عندك شئ ، فذهب بهما إلى فلان اليهودى فتوجه اليه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فوجدهما يلعبان فى مسربة (1) بين أيديهما فضل من تمر فقال : يا علىّ ألا تقلب ابنىّ قبل أن يشتد الحر عليهما؟ قال : فقال على عليه السلام : أصبحنا وليس فى بيتنا شئ فلو جلست يا رسول اللّه حتى أجمع لفاطمة تمرات ، فجلس رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وعلى عليه السلام ينزع لليهودى كل دلو بتمرة حتى اجتمع له شئ من تمر فجعله فى حجزته ثم أقبل ، فحمل رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أحدهما وحمل على عليه السّلام الآخر ، قال : أخرجه الدولابى فى الذرية الطاهرة فى مسند أسماء بنت عميس عن فاطمة عليها السلام.

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 135 ] روى بسنده عن مجاهد قال : قال على عليه السلام : جعت مرة بالمدينة جوعا شديدا فخرجت أطلب العمل فى عوالى المدينة فاذا أنا بامرأة قد جمعت مدرا فظننتها تريد بله فأتيتها فقاطعتها كل ذنوب على تمرة فمددت ستة عشر ذنوبا حتى مجلت يداى ، ثم أتيت الماء فأصبت منه ثم أتيتها فقلت : بكفى هكذا بين يديها وبسط إسماعيل - يعنى الراوى - يديه وجمعهما فعدت لى ست عشرة تمرة فأتيت النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فأخبرته فأكل معى ، ( أقول ) ورواه أبو نعيم أيضا فى حليته ( ج 1 ص 70 وص 71 ) قال فى الأول : فذهبت بالتمر إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال لى خيرا ودعا لى ، وقال فى الثانى : ثم جئت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم بملء كفى فأكل بعسه وأكلت بعضه ( أنتهى ) ، ورواه غيرهما أيضا من أئمة الحديث.

ص: 12


1- المسربة : المرعى.

باب : في زهد علي عليه السّلام

( أقول ) قد تقدم فى باب على عليه السّلام أول من أسلم ( ج 1 ص 178 ) وغيره من أبواب متعددة قول سعد بن أبى وقاص فى على عليه السلام : ألم يكن أول من أسلم ، ألم يكن أول من صلى مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، ألم يكن أزهد الناس ، ألم يكن أعلم الناس ( الخ ) وقد تقدم أيضا فى باب على عليه السّلام يقاتل وجبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره ( ج 2 ص 354 ) قول الحسن بن على عليهما السلام فى أبيه بطرق متعددة ، وما ترك على أهل الأرض صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة درهم فضلت من عطاياه أراد أن يبتاع بها خادما لأهله ( الخ ) فهذان الحديثان مما دل على زهده عليه السلام ، بل وإنه أزهد الناس ، واليك باقى ما ورد فى هذا المعنى مما ظفرت به على العجالة.

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج 1 ص 80 ] روى بسنده عن على بن ربيعة الوالبى عن على بن أبى طالب عليه السلام قال : جاءه ابن النباج فقال : يا أمير المؤمنين امتلأ بيت مال المسلمين من صفراء وبيضاء

ص: 13

فقال : اللّه أكبر فقام متوكئا على ابن النباج حتى قام على بيت مال المسلمين فقال :

هذا جناى وخياره فيه *** وكل جان يده إلى فيه

يابن النباج عليّ بأشياع الكوفة ، قال : فنودى فى الناس فأعطى جميع ما فى بيت مال المسلمين وهو يقول : يا صفراء ويا بيضاء غرّى غيرى ها وها حتى ما بقى منه دينار ولا درهم ، ثم أمره بنضحه وصلى فيه ركعتين ، وروى

أيضا فى ( ص 81 ) بسنده عن مجمع التيمى قال : كان على عليه السلام يكنس بيت المال ويصلى فيه يتخذه مسجدا رجاء أن يشهد له يوم القيامة ، ( أقول ) وذكرهما على بن سلطان أيضا فى مرقاته ( ج 5 ص 750 ) فى الشرح وقال : أخرجهما أحمد - يعنى ابن حنبل.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 131 ] قال : وعن عبد اللّه بن أبى نجا إن عليا أتى يوم البصرة بذهب وفضة فقال : ابيضى واصفرى وغرى غيرى أهل الشام غدا إذا ظهروا عليك ، فشق قوله ذلك على الناس ، فذكر ذلك له فأذن للناس فذخلوا عليه ، قال : إن خليلى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : يا عليّ إنك ستقدم على اللّه وشيعتك راضين مرضيين ويقدم عليه عدوك غضابا مقمحين ، ثم جمع يده إلى عنقه يريهم الإقماح ، قال : رواه الطبرانى فى الأوسط.

[ الاستيعاب لابن عبد البر ج 2 ص 465 ] روى بسنده عن عنترة الشيبانى قال : كان على عليه السلام يأخذ فى الجزية والخراج من أهل كل صناعة من صناعته وعمل يده حتى يأخذ من أهل الأبر والمال والخيوط والحبال ثم يقسمه بين الناس ، وكان لا يدع فى بيت المال مالا يبيت فيه حتى يقسمه إلا أن يغلبه فيه شغل فيصبح اليه ، وكان يقول : يا دنيا لا تغرينى غرى غيرى وينشد :

ص: 14

هذا جناى وخياره فيه *** وكل جان يده إلى فيه

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 78 ] روى بسنده عن عبد اللّه ابن زرير أنه قال : دخلت على علىّ بن أبى طالب عليه السلام يوم الأضحى فقرب الينا حريرة (1) فقلت : أصلحك اللّه لو قربت الينا من هذا البط - يعنى الوز - فان اللّه عز وجل قد أكثر الخير ، فقال : يابن زرير إنى سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : لا يحل للخليفة من مال اللّه إلا قصعتان قصعة يأكلها هو وأهله ، وقصعة يضعها بين يدى الناس.

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج 1 ص 71 ] روى بسنده عن عمار بن ياسر يقول : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : يا علىّ إن اللّه تعالى قد زينك بزينة لم تزين العباد بزينة أحب إلى اللّه تعالى منها هى زينة الأبرار عند للّه عز وجل ، الزهد فى الدنيا فجعلك لا ترزأ (2) من الدنيا شيئا ولا ترزأ الدنيا منك شيئا ، ووهب لك حب المساكين فجعلك ترضى بهم أتباعا ويرضون بك إماما ، ( أقول ) ورواه ابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج 4 ص 23 ) وزاد فى آخره : فطوبى لمن أحبك وصدق فيك ، وويل لمن أبغضك وكذب عليك ، فاما الذين أحبوك وصدقوا فيك فهم جيرانك فى دارك ورفقاؤك فى قصرك ، وأما الذين أبغضوك وكذبوا عليك فحق على اللّه أن يوقفهم موقف الكذابين ( انتهى ) ورواه غيرهما أيضا.

[ حلية الأولياء أيضا ج 1 ص 81 ] روى بسنده عن عبد اللّه بن

ص: 15


1- 1 ) - الحريرة : بالحاء المفتوحة ثم الراء بعدها الياء المثناة التحتانية بعدها الراء ثم الهاء - دقيق يطبخ بلبن أو دسم. ( المنجد )
2- لا ترزأ : بالراء ثم الزاى بعدها الهمزة - أى لا تصيب.

شريك عن جده عن على بن أبى طالب عليه السلام إنه أتى بفالوذج (1) فوضع قدامه فقال : إنك طيب الريح حسن اللون طيب الطعم لكن أكره أن أعوّد نفسى ما لم تعتده.

[ حلية الأولياء أيضا ج 1 ص 82 ] روى بسنده عن زيد بن وهب قال : قدم على على عليه السّلام وفد من أهل البصرة فيهم رجل من أهل الخوارج يقال له الجعد بن نعجة فعاتب عليا عليه السلام فى لبوسه فقال على عليه السلام : ما لك وللبوسى؟ إن لبوسى أبعد من الكبر وأجدر أن يقتدى بى المسلم ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى الرياض النضرة ( ج 2 ص 234 ) وقال : أخرجه أحمد وصاحب الصفوة.

[ أسد الغابة لابن الأثير الجزرى ج 4 ص 24 ] روى بسنده عن أبى نعيم قال : سمعت سفيان يقول : ما بنى على عليه السلام لبنة على لبنة ولا قصبة على قصبة وإن كان ليؤتى بحبوته من المدينة فى جراب.

[ أسد الغابة أيضا ج 4 ص 24 ] روى بسنده عن أبى بحر عن شيخ لهم قال : رأيت على علىّ عليه السلام أزارا غليظا قال : اشتريته بخمسة دراهم فمن أراد أربحنى فيه درهما بعته. قال : ورأيت معه دراهم مصرورة فقال : هذه بقية نفقتنا من ينبع.

[ أسد الغابة أيضا ج 4 ص 24 ] روى بسنده عن أبى النوار بياع الكرابيس قال : أتانى على بن أبى طالب عليه السلام ومعه غلام له فاشترى منى قميصى كرابيس فقال لغلامه : إختر أيهما شئت فأخذ أحدهما وأخذ علىّ عليه السلام الآخر فلبسه ثم مد يده فقال : إقطع الذى يفضل من قدر يدى فقطعه ولبسه وذهب.

ص: 16


1- الفالوذج : بالفاء بعدها الألف ثم اللام والواو ثم الذال للمعجمة بعدها الجيم حلواء تعمل من الدقيق والماء والعسل ، فارسية. ( المنجد )

[ الاستيعاب لابن عبد البر ج 2 ص 465 ] روى بسنده عن أبجر ابن جرموز عن أبيه قال : رأيت على بن أبى طالب عليه السّلام يخرج من مسجد الكوفة وعليه قطريتان متزرا بالواحدة مترديا بالأخرى وإزاره إلى نصف الساق وهو يطوف فى الأسواق ومعه درة يأمرهم بتقوى اللّه وصدق الحديث وحسن البيع والوفاء بالكيل والميزان ، وروى أيضا فى الصفحة المذكورة عن عطاء قال : رأيت على على عليه السلام قميص كرابيس غير غسيل ( قال ) وعن أبى قيس الأودى قال : أدركت الناس وهم ثلاث طبقات ، أهل دين يحبون عليا عليه السلام ، وأهل دنيا يحبون معاوية ، وخوارج.

[ كنز العمال 2 ص 161 ] قال : عن أبى جعفر قال : أكل علىّ عليه السلام من تمر دقل ثم شرب عليه الماء ثم ضرب على بطنه وقال : من أدخله بطنه في النار فأبعده اللّه ثم تمثل :

فانك مهما تعط بطنك سؤله *** وفرجك نالا منتهى الذم أجمعا

قال : أخرجه العسكرى.

[ كنز العمال ج 6 ص 409 ] قال : عن عمرو بن قيس قال : رئى على على عليه السلام إزار مرقوع فقيل له فقال : يقتدى به المؤمن ويخشع به القلب ( قال ) أخرجه هناد وأبو نعيم فى حليته.

[ كنز العمال ج 6 ص 410 ] قال : عن أبى مطر قال : خرجت من المسجد فاذا رجل ينادى خلفى إرفع إزارك فانه أتقى لربك وأنقى لثوبك وخذ من رأسك إن كنت مسلما ، فاذا هو على عليه السلام ومعه الدرة فانتهى إلى سوق الإبل فقال : بيعوا ولا تحلفوا فان اليمين تنفق السلعة وتمحق البركة ثم أتى صاحب التمر فاذا خادم تبكى فقال : ما شأنك؟ فقالت : باعنى هذا تمرا بدرهم فأبى مولاى أن يقبله ، فقال : خذه وأعطها درهمها فانه ليس لها أمر فكأنه أبى فقلت : ألا تدرى من

ص: 17

هذا؟ قال : لا ، قلت : علىّ أمير المؤمنين عليه السّلام فصب تمره وأعطاها درهمها وقال : أحب أن ترضى عنى يا أمير المؤمنين قال : ما أرضانى عنك إذا وفيتهم ، ثم مر مجتازا بأصحاب التمر فقال : أطعموا المسكين يربو كسبكم ، ثم مر مجتازا حتى انتهى إلى أصحاب السمك فقال : لا يباع فى سوقنا طافى ، ثم أتى دار بزاز وهى سوق الكرابيس فقال : يا شيخ أحسن بيعى فى قميص بثلاثة دراهم فلما عرفه لم يشتر منه شيئا ، ثم أتى غلاما حدثا فاشترى منه قميصا بثلاثة دراهم ولبسه ما بين الرسغين إلى الكعب ، فجاء صاحب النوب فقيل له : إن ابنك باع من أمير المؤمنين قميصا بثلاثة دراهم قال : فهلا أخذت منه بدرهمين فأخذ الدرهم ثم جاء به إلى على عليه السلام فقال : أمسك هذا الدرهم قال : ما شأنه؟ قال : كان قميصنا ثمن درهمين باعك ابنى بثلاثة دراهم ، قال : باعنى برضاى وأخذت برضاه ، ( قال ) أخرجه ابن راهويه وأحمد فى الزهد وعبد بن حميد وأبو يعلى والبيهقى وابن عساكر.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 410 ] قال : عن زيد بن وهب قال : خرج علينا على عليه السلام وعليه رداء وإزار قد وثقه بخرقة فقيل له : فقال : إنما ألبس هذين الثوبين ليكون أبعد لى من الزهو وخيرا لى فى صلاتى وسنة للمؤمنين ( قال ) أخرجه ابن المبارك.

[ الرياض النضرة ج 2 ص 229 ] قال : وعن على عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : يا علىّ كيف أنت إذا زهد الناس فى الآخرة ورغبوا فى الدنيا ، وأكلوا التراث أكلا لما ، وأحبوا المال حبا جما ، واتخذوا دين اللّه دغلا ، ومال اللّه دولا ، قلت : أتركهم وما اختاروا وأختار اللّه ورسوله والدار الآخرة ، وأصبر على مصيبات الدنيا وبلواها حتى ألحق بك إن شاء اللّه تعالى ، قال : صدقت اللّهم افعل ذلك به ( قال ) أخرجه الحافظ الثقفى فى الأربعين.

[ الرياض النضرة أيضا ج 2 ص 230 ] قال : وعن ابن عباس

ص: 18

قال : اشترى على بن أبى طالب عليه السلام قميصا بثلاثة دراهم وهو خليفة وقطع كمه من موضع الرسغين وقال : الحمد للّه الذى هذا من رياشه ( قال ) أخرجه السلفى.

[ الرياض النضرة أيضا ج 2 ص 230 ] قال : وعن على بن ربيعة قال : كان لعلى عليه السلام امرأتان فكان إذا كان يوم هذه اشترى لحما بنصف درهم ، وإذا كان يوم هذه اشترى لحما بنصف درهم.

[ ذخائر العقبى ص 93 ] قال : عن أبى الحمراء قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : من أراد أن ينظر إلى آدم فى علمه وإلى نوح فى فهمه وإلى ابراهيم فى حلمه وإلى يحيى بن زكريا فى زهده وإلى موسى فى بطشه فلينظر إلى على بن أبى طالب عليه السلام ( قال ) أخرجه أبو الخير الحاكمى.

ص: 19

باب : في ورع علي عليه السّلام وعدله وعصمته

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج 1 ص 82 ] روى بسنده عن عبد الملك ابن عمير يقول : حدثنى رجل من ثقيف إن عليا عليه السّلام استعمله على عكبرا قال : ولم يكن السواد يسكنه المصلون وقال لى : إذا كان عند الظهر فرح إلي فرحت اليه فلم أجد عنده حاجبا يحبسنى عنه دونه ، فوجدته جالسا وعنده قدح وكوز من ماء فدعا بظبية (1) فقلت فى نفسى : لقد أمننى حتى يخرج إلي جوهرا ولا أدرى ما فيها فاذا عليها خاتم فكسر الخاتم فاذا فيها سويق فأخرج منها فصب فى القدح فصب عليه ماء فشرب وسقانى فلم أصبر فقلت : يا أمير المؤمنين أتصنع هذا بالعراق وطعام العراق أكثر من ذلك؟ قال : أما واللّه ما أختم عليه بخلا عليه ولكنى أبتاع قدر ما يكفينى فأخاف أن يفنى فيصنع من غيره ، وإنما حفظى لذلك وأكره أن أدخل بطنى إلا طيبا ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى الرياض النضرة ( ج ، ص 235 ) وقال : أخرجه فى

ص: 20


1- الظبية : جراب صغير من جلد ظبى عليه شعره.

الصفوة والملا فى سيرته.

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج 1 ص 82 ] روى بسنده عن هارون ابن عنترة عن أبيه قال : دخلت على على بن أبى طالب عليه السلام بالخورنق وهو يرعد تحت سمل قطيفة فقلت : يا أمير المؤمنين إن اللّه قد جعل لك ولأهل بيتك فى هذا المال وأنت تصنع بنفسك ما تصنع فقال : واللّه ما أرزأكم من مالكم شيئا وإنها لقطيفتى التى خرجت بها من منزلى أو قال من المدينة ( انتهى ) وروى أيضا فى الصفحة المذكورة عن الأعمش قال : كان على عليه السلام يغدى ويعشى ويأكل هو من شيء يجيئه من المدينة.

[ حلية الأولياء أيضا ج 1 ص 81 ] روى بسنده عن أبى عمرو ابن العلاء عن أبيه : إن على بن أبى طالب عليه السلام خطب الناس فقال : واللّه الذى لا إله إلا هو ما رزأت من فيئكم إلا هذه ، وأخرج قارورة من كم قميصه فقال : أهداها إلى مولاى دهقان ، ( أقول ) ورواه أيضا فى ( ج 9 ص 53 ) وقال فيه : سمعت على بن أبى طالب عليه السلام يقول : ما أصبت منذ دخلت الكوفة إلا هذه القارورة أهداها إلى دهقان ( انتهى ) ، وذكره المتقى ايضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 406 ) وقال : خطب على عليه السلام فقال : يا أيها الناس واللّه الذى لا إله إلا هو ما رزأت من مالكم قليلا ولا كثيرا إلا هذه وأخرج قارورة من كم قميصه فيها طيب فقال : أهداها إلي دهقان ، ثم ذكر جماعة من أئمة الحديث أنهم قد أخرجوه ورووه.

[ أسد الغابة لابن الأثير ج 4 ص 24 ] روى بسنده عن عبد الملك ابن عمير قال : حدثنى رجل من ثقيف قال : استعملنى على بن أبى طالب عليه السّلام على مدرج سابور فقال : لا تضربن رجلا سوطا فى جباية درهم ، ولا تتبعن لهم رزقا ولا كسوة شتاء ولا صيف ولا دابة

ص: 21

يعملون عليها ، ولا تقيمن رجلا قائما فى طلب درهم قلت : يا أمير المؤمنين إذن أرجع اليك كما ذهبت من عندك قال : وإن رجعت ويحك إنما أمرنا أن نأخذ منهم العفو - يعنى الفضل.

[ الصواعق المحرقة لابن حجر ص 79 ] قال : وأخرج ابن عساكر إن عقيلا سأل عليا عليه السلام فقال : إنى محتاج وإنى فقير فاعطنى قال : اصبر حتى يخرج عطاؤك مع المسلمين فأعطيك معهم فألح عليه فقال لرجل : خذ بيده وانطلق به إلى حوانيت أهل السوق فقل له : دق هذه الأقفال وخذ ما فى هذه الحوانيت ، قال : تريد أن تتخذنى سارقا؟ قال : وأنت تريد أن تتخذنى سارقا أن آخذ أموال المسلمين فأعطيكها دونهم ، قال : لآتين معاوية قال : أنت وذاك فأتى معاوية فسأله فأعطاه مائة الف ثم قال : إصعد على المنبر فاذكر ما أولاك به علىّ وما أوليتك فصعد فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس إنى أخبركم إنى أردت عليا عليه السلام على دينه فاختار دينه وأنى أردت معاوية على دينه فاختارنى على دينه ( قال ) ابن حجر : وقال معاوية لخالد ابن معمر : لم أحببت عليا علينا؟ قال : على ثلاث خصال على حلمه إذا غضب وعلى صدقه إذا قال وعلى عدله إذا حكم.

[ الرياض النضرة ج 2 ص 236 ] قال : وعن عمر بن يحيى عن أبيه قال : أهدى إلى على بن أبى طالب عليه السلام ازقاق سمن وعسل فرآها قد نقصت قال : فقيل له : بعثت أم كلثوم فأخذت منه فبعث إلى المقوّمين فقوموا خمسة دراهم فبعث إلى أم كلثوم إبعثى لى خمسة دراهم ( قال ) أخرجه فى الصفوة ( ثم ) قال : وعن عاصم بن كليب عن أبيه قال : قدم على على بن أبى طالب عليه السلام مال من اصبهان فقسمه سبعة أسباع ، فوجد فيه رغيفا فقسمه سبع كسر وجعل على كل جزء كسرة ثم أقرع بينهم أيهم يعطى أولا ( قال ) أخرجه أحمد والقلعى ، وقال أيضا عن أبى صالح قال : دخلت على أم كلثوم بنت على عليه

ص: 22

السلام وإذا هى تمتشط فى ستر بينى وبينها فجاء الحسن والحسين عليهما السلام فدخلا عليها وهى جالسة تمتشط ، فقالت : ألا تطعمون أبا صالح شيئا؟ ( قال ) فأخرجوا لى قصعة فيها مرق بحبوب ( قال ) فقلت : تطعمون هذا وأنتم أمراء؟ قالت أم كلثوم : يا أبا صالح كيف لو رأيت أمير المؤمنين؟ تعنى عليا عليه السلام - واتى بأترج فذهب الحسين عليه السلام فأخذ منها أترجة فنزعها من يده ثم أمر به فقسم بين الناس.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 158 ] قال : وعن ربعى بن حراش قال : استأذن عبد اللّه بن عباس على معاوية وقد علقت عنده بطون قريش وسعيد بن العاص جالس عن يمينه فلما رآه معاوية مقبلا قال : يا سعيد واللّه لألقين على ابن عباس مسائل يعبى بجوابها ، فقال له سعيد : ليس مثل ابن عباس يعنى بمسائلك ، فلما جلس قال له معاوية : ( وساق الحديث إلى أن قال ) فما تفول فى على بن أبى طالب؟ قال : رحم اللّه أبا الحسن كان واللّه علم الهدى وكهف التقى ومحل الحجى وطود النهى ونور السرى فى ظلم الدجى داعيا إلى المحجة العظمى عالما بما فى الصحف الأولى وقائما بالتأويل والذكرى متعلقا بأسباب الهدى وتاركا للجور والأذى وحائدا عن طرقات الردى وخير من آمن وأتقى وسيد من تقمص وارتدى وأفضل من حج وسعى وأسمح من عدل وسوّى وأخطب أهل الدنيا ( إلى أن قال ) وزوج خير النساء وأبو السبطين لم تر عينى مثله ولا ترى إلى يوم القيامة واللقاء من لعنه فعليه لعنة اللّه والعباد إلى يوم القيامة ( الحديث ).

[ الهيثمى أيضا ج 9 ص 165 ] قال : وعن على بن علىّ الهلالى عن أبيه قال : دخلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى شكاته التى قبض فيها فاذا فاطمة عليها السلام عند رأسه قال : فبكت حتى ارتفع صوتها ، فرفع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم طرفه اليها ، فقال : حبيبتى فاطمة ما الذى يبكيك؟ فقالت : أحشى الضيعة

ص: 23

بعدك فقال : يا حبيبتى أما علمت أن اللّه عز وجل اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختار منها أباك فبعثه برسالته ثم اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختار منها بعلك؟ ( إلى أن قال ) يا فاطمة لا تحزنى ولا تبكى فان اللّه عز وجل أرحم بك وأرأف عليك منى وذلك لمكانك من قلبى ، وزوجك اللّه زوجا وهو أشرف أهل بيتك حسبا وأكرمهم منصبا وأرحمهم بالرعية وأعدلهم بالسوية وأبصرهم بالقضية ، وقد سألت ربى عز وجل أن تكونى أول من يلحقنى من أهل بيتى ، قال على عليه السّلام : لم تبق فاطمة بعده إلا خمسة وسبعين يوما حتى ألحقها اللّه عز وجل به ( قال ) رواه الطبرانى فى الكبير والأوسط.

[ كنز العمال ج 6 ص 393 ] روى بسنده عن المأمون عن الرشيد عن المهدى عن المنصور عن أبيه عن عبد اللّه بن عباس قال : سمعت عمر بن الخطاب يقول : كفوا عن ذكر على بن أبى طالب فلقد رأيت من رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فيه خصالا لأن تكون واحدة منهن فى آل الخطاب أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ، كنت أنا وأبو بكر وأبو عبيدة فى نفر من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فانتهيت إلى باب أم سلمة وعلى عليه السلام قائم على الباب فقلنا : أردنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال : يخرج اليكم فخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فثرنا اليه فاتكأ على علىّ بن أبى طالب عليه السلام ثم ضرب بيده على منكبه ثم قال : إنك مخاصم تخاصم ، أنت أول المؤمنين إيمانا وأعلمهم بأيام اللّه وأوفاهم بعهده وأقسمهم بالسوية وأرأفهم بالرعية وأعظمهم رزية ( الحديث ).

[ تاريخ بغداد للخطيب البغدادى ج 14 ص 49 ] روى بسنده عن عمار ابن ياسر قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : إن حافظى علىّ ابن أبى طالب عليه السلام ليفخران على سائر الحفظة لكينونتهما مع علىّ ابن أبى طالب ، وذلك أنهما لم يصعدا إلى اللّه تعالى

ص: 24

بعمل يسخطه ، ( أقول ) وهذا الحديث الشريف قد رواه بطريقين آخرين أيضا عن عمار بن ياسر قال فى الأخير منهما : لم يصعدا إلى اللّه تعالى بشئ يسخط منه قط ، وعلى كل حال هو مما دل على عصمة على عليه السلام من الذنوب وارتكاب المعاصى فان حافظيه إذا لم يصعدا إلى اللّه تعالى بعمل يسخطه قط فهو لا محالة ممن لا يذنب ولا يرتكب المعاصى وهذا واضح.

ص: 25

باب : في تواضع علي عليه السّلام وسخائه وعفوه

[ الرياض النضرة ج 2 ص 234 ] قال : وعن زاذان قال : رأيت عليا عليه السلام يمشى فى الأسواق فيمسك الشسوع بيده ويناول الرجل الشسع ويرشد الضال ويعين الحمال على الحمولة وهو يقرأ هذه الآية ( تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ) ثم يقول : هذه الآية نزلت فى ذى القدرة من الناس ( قال ) أخرجه أحمد فى المناقب.

[ الأدب المفرد للبخارى فى باب الكبر ] روى بسنده عن صالح بياع الأكيسة عن جدته قالت : رأيت عليا عليه السلام اشترى تمرا بدرهم

فحمله فى ملحفته فقلت له ( أو قال له رجل ) : أحمل عنك يا أمير المؤمنين؟ قال : لا أبو العيال أحق أن يحمل ، ( أقول ) وذكره على بن سلطان أيضا فى مرقاته ( ج 5 ص 570 ) فى الشرح وقال : أخرجه البغوى فى معجمه.

[ سنن البيهقى ج 10 ص 136 ] روى بسنده عن الشعبى قال : خرج على بن أبى طالب عليه السلام إلى السوق فاذا هو بنصرانى يبيع

ص: 26

درعا قال : فعرف على عليه السلام الدرع فقال : هذه درعى بينى وبينك قاضى المسلمين قال : وكان قاضى المسلمين شريح كان على عليه السلام استقضاه قال : فلما رأى شريح أمير المؤمنين قام من مجلس القضاء وأجلس عليا عليه السلام فى مجلسه وجلس شريح قدامه إلى جنب النصرانى ، فقال له على عليه السلام : أما يا شريح لو كان خصمى مسلما لقعدت معه مجلس الخصم ولكنى سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : لا تصافحوهم ولا تبدؤهم بالسلام ولا تعودوا مرضاهم ولا تصلوا عليهم وألجئوهم إلى مضايق الطريق وصغروهم كما صغرهم اللّه ، إقض بينى وبينه يا شريح ، فقال شريح : ما تقول يا أمير المؤمنين؟ قال : فقال على عليه السلام : هذه درعى ذهبت منى منذ زمان قال : فقال شريح : ما تقول يا نصرانى؟ قال : فقال النصرانى : ما أكذّب أمير المؤمنين الدرع هى درعى قال : فقال شريح : ما أرى أن تخرج من يده فهل من بينة؟ فقال على عليه السلام : صدق شريح قال : فقال النصرانى : أما أنا أشهد أن هذه أحكام الأنبياء أمير المؤمنين يجئ إلى قاضيه وقاضيه يقضى عليه ، هى واللّه يا أمير المؤمنين درعك اتبعتك من الجيش وقد زالت عن جملك الأورق فأخذتها فانى أشهد أن لا إله إلا اللّه وأن محمدا رسول اللّه ، قال : فقال علىّ عليه السّلام : أما إذا أسلمت فهى لك وحمله على فرس عتيق قال : فقال الشعبى : لقد رأيته يقاتل المشركين ، ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 4 ص 6 ) وقال فيه : فقال شريح : صدقت واللّه يا أمير المؤمنين إنها لدرعك ولكن لا بد من شاهدين فدعا قنبر مولاه والحسن بن على عليهما السلام فشهدا أنها لدرعه فقال شريح : أما شهادة مولاك فقد أجزناها وأما شهادة ابنك لك فلا نجيزها ، فقال على عليه السلام : ثكلتك أمك أما سمعت عمر يقول : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة؟ قال : اللّهم نعم قال : أفلا تجيز شهادة سيدى شباب أهل

ص: 27

الجنة ، ثم قال لليهودى : خذ الدرع ، فقال اليهودى : أمير المؤمنين جاء معى إلى قاضى المسلمين فقضى على على ( عليه السلام ) ورضى ، صدقت واللّه يا أمير المؤمنين إنها لدرعك سقطت عن جمل لك التقطتها ، أشهد أن لا إله إلا اللّه وأن محمدا رسول اللّه فوهبها له على عليه السلام وأجازه بسبعمائة ولم يزل معه حتى قتل يوم صفين ( قال ) أخرجه الحاكم فى الكنى وابن الجوزى ، وذكره عن ابن عساكر أيضا باختلاف يسير.

[ الإمامة والسياسة لابن قتيبة ص 97 ] قال : وذكروا أن عبد اللّه ابن أبى محجن قدم على معاوية فقال : يا أمير المؤمنين إنى أتيتك من عند الغبى الجبان البخيل ابن أبى طالب ، فقال معاوية : اللّه أنت تدرى ما قلت؟ أما قولك : الغبى فو اللّه لو أن ألسن الناس جمعت فجعلت لسانا واحدا لكفاها لسان علىّ ، وأما قولك إنه جبان فثكلتك أمك هل رأيت أحدا قط بارزه إلا قتله ، وأما قولك إنه بخيل فو اللّه لو كان له بيتان أحدهما من تبر والآخر من تبن لأنفد تبره قبل تبنه ، فقال الثقفى : فعلى م تقاتله إذا؟ قال : على دم عثمان ( الخ ).

[ كنز العمال ج 3 ص 324 ] قال : عن الأصبغ بن نباتة قال : جاء رجل إلى على عليه السلام فقال : يا أمير المؤمنين إن لى اليك حاجة قد رفعتها

إلى اللّه تعالى قبل أن أرفعها اليك فان أنت قضيتها حمدت اللّه وشكرتك ، وإن لم تقضها حمدت اللّه وعذرتك ، فقال على عليه السلام : اكتب على الأرض فانى أكره أن أرى ذل السؤال فى وجهك ، فكتب : إنى محتاج ، فقال علىّ عليه السلام : عليّ بحلة فأتي بها فأخذها الرجل فلبسها ثم أنشأ يقول :

كسوتنى حلة تبلى محاسنها *** فسوف أكسوك من حسن الثنا حللا

إن نلت حسن ثنائى نلت مكرمة *** ولست تبغى بما قد قلته بدلا

إن الثناء ليحيى ذكر صاحبه *** كالغيث يحيى نداه السهل والجبلا

ص: 28

لا تزهد الدهر فى خير توفقه *** فكل عبد سيجزى بالذى عملا

فقال على عليه السلام : عليّ بالدنانير فأتي بمائة دينار فدفعها اليه ، قال الأصبغ : فقلت : يا أمير المؤمنين حلة ومائة دينار؟ قال : نعم سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : أنزلوا الناس منازلهم ، وهذه منزلة هذا الرجل عندى ( قال ) أخرجه ابن عساكر وأبو موسى المدينى.

[ الرياض النضرة ج 2 ص 228 ] قال : وعن جعفر بن محمد عن أبيه ( عليهم السلام ) إن عمر أقطع عليا عليه السلام ينبع ثم اشترى أرضا إلى جنب قطعته فحفر فيها عينا فبينما هم يعملون فيها إذ انفجر عليهم مثل عنق الجزور من الماء فأتي على عليه السّلام فبشر بذلك ، فقال : بشروا الوارث ، ثم تصدق بها على الفقراء والمساكين وابن السبيل وفى سبيل اللّه القريب والبعيد فى السلم والحرب ليوم تبيض وجوه وتسود وجوه ليصرف اللّه بها وجهى عن النار وليصرف النار عن وجهى ( قال ) أخرجه ابن السمان فى الموافقة.

[ كنز العمال ج 3 ص 310 ] قال : عن عبيد اللّه بن محمد بن عائشة قال : وقف سائل على أمير المؤمنين على عليه السلام فقال للحسن أو للحسين ( عليهما السلام ) : إذهب إلى أمك فقل لها : تركت عندك ستة دراهم فهات منها درهما ، فذهب ثم رجع فقال : قالت : إنما تركت ستة دراهم للدقيق فقال على عليه السلام : لا يصدق إيمان عبد حتى يكون بما فى يد اللّه أوثق منه بما فى يده ، قل لها : ابعثى بالستة دراهم ، فبعثت بها اليه فدفعها إلى السائل قال : فما حل حبوته حتى مرّ به رجل معه جمل يبيعه فقال على عليه السلام : بكم الجمل؟ قال : بمائة وأربعين درهما ، فقال على عليه السلام : إعقله عليّ إنا نؤخرك بثمنه شيئا فعقله الرجل ومضى ، ثم أقبل رجل فقال : لمن هذا البعير؟ فقال على عليه السلام : لى فقال : أتبيعه؟ قال : نعم ،

ص: 29

قال : بكم؟ قال : بمائتى درهم ، قال : قد ابتعته قال : فأخذ البعير وأعطاه المائتين ، فأعطى الرجل الذى أراد أن يؤخره مائة وأربعين درهما وجاء بستين درهما إلى فاطمة ( عليها السلام ) فقالت : ما هذا؟ قال : هذا ما وعدنا اللّه على لسان نبيه صلى اللّه عليه وآله وسلم ( مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ) قال : أخرجه العسكرى.

[ ذخائر العقبى ص 79 ] قال : وعن عبد اللّه بن عياش بن أبى ربيعة - وقد سئل عن على عليه السلام - فقال : كان له واللّه ما شاء من ضرس قاطع والبسطة فى النسب وقرابته من رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ومصاهرته والسابقة فى الإسلام والعلم بالقرآن والفقه والسنة والنجدة فى الحرب والجود فى الماعون ( قال ) أخرجه المخلص الذهبى.

[ كنز العمال ج 6 ص 393 ] روى بسنده عن عبد اللّه بن عباس حديثا ، قال فى آخره : ثم قال ابن عباس : ولقد فاز على عليه السلام بصهر رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وبسطة فى العشيرة وبذلا للماعون وعلما بالتنزيل وفقها للتأويل ونيلا للأقران.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 392 ] قال : عن جبير الشعبى قال : قال على عليه السلام : إنى لأستحى من اللّه أن يكون ذنب أعظم من عفوى ، أو جهل أعظم من حلمى ، أو عورة لا يواريها سترى ، أو خلة لا يسدها جودى.

[ سنن البيهقى ج 8 ص 181 ] روى بسنده عن على بن الحسين قال : دخلت على مروان بن الحكم فقال : ما رأيت أحدا أكرم غلبة من أبيك ما هو إلا ولينا يوم الجمل فنادى مناديه لا يقتل مدبر ولا يذفف على جريح (1).

ص: 30


1- يقال : ذفف على الجريح إذا أجهز عليه أى شد عليه وأسرع وأتم قتله.

باب : إن عليا عليه السّلام لأخشن في ذات اللّه وفي سبيل اللّه

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 134 ] روى بسنده عن أبى سعيد الخدرى قال : شكا على بن أبى طالب عليه السلام الناس إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فقام فينا خطيبا فسمعته يقول : أيها الناس لا تشكوا عليا فو اللّه إنه لأخشن فى ذات اللّه وفى سبيل اللّه ( قال ) هذا حديث صحيح الإسناد ، ( أقول ) ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 3 ص 68 ) وابن عبد البر أيضا فى استيعابه ( ج 2 ص 731 ) عن زينب بنت كعب بن عجرة قالت : اشتكى الناس عليا عليه السلام فقام رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فينا خطيبا فسمعته يقول : أيها الناس لا تشكوا عليا فو اللّه إنه لأخشن فى ذات اللّه من أن يشتكى به ( قال ) ذكره ابن اسحاق.

[ تاريخ ابن جرير الطبرى ج 2 ص 402 ] روى بسنده عن زينب بنت كعب بن عجرة - وكانت عند أبى سعيد الخدرى - عن أبى سعيد الخدرى قال : شكا الناس على بن أبى طالب عليه السلام فقام رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فينا خطيبا فسمعته يقول : يا

ص: 31

أيها الناس لا تشكوا عليا فو اللّه إنه لأخشن فى ذات اللّه ، أو فى سبيل اللّه.

[ الاستيعاب ج 2 ص 465 ] روى بسنده عن اسحاق بن كعب بن عجرة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : علىّ مخشوشن فى ذات اللّه.

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج 1 ص 68 ] روى بسنده عن اسحاق بن كعب بن عجرة عن أبيه قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : لا تسبوا عليا فانه ممسوس فى ذات اللّه تعالى ، ( أقول ) وذكره الهيتمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 130 ) وقال : رواه الطبرانى فى الكبير والأوسط.

[ الرياض النضرة ج 2 ص 196 ] قال : وعن محمد بن زياد قال : كان عمر حاجا فجاءه رجل قد لطمت عينه فقال : من لطم عينك؟ قال : على بن أبى طالب ، فقال : لقد وقعت عليك عين اللّه ولم يسأل ما جرى منه ولم لطمه ، فجاء على عليه السلام والرجل عند عمر ، فقال على عليه السلام : هذا الرجل رأيته يطوف وهو ينظر إلى الحرم فى الطواف ، فقال عمر : لقد نظرت بنور اللّه ، ( أقول ) وذكره بطريق آخر ، قال فيه : لأنى رأيته يتأمل حرم المؤمنين فى الطواف.

[ ذخائر العقبى ص 223 ] قال : وعن ابن عباس قال : دخل رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم على أم هانى بنت أبى طالب يوم الفتح وكان جائعا فقالت : يا رسول اللّه إن أصهارا لى قد لجأوا إلي وإن على بن أبى طالب لا تأخذه فى اللّه لومة لائم وإنى أخاف أن يعلم بهم فيقتلهم فاجعل من دخل دار أم هانى آمنا حتى يسمع كلام اللّه ، فآمنهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وقال : أجرنا من أجارت أم هانى ( الحديث ).

ص: 32

( ثم ) إن هاهنا كلاما لعائشة يناسب ذكره فى خاتمة هذا الباب ، قال ابن عبد البر فى استيعابه : ( ج 2 ص 469 ) ما لفظه : وقالت عائشة لما بلغها قتل على عليه السلام : لتصنع العرب ما شاءت فليس لها أحد ينهاها.

ص: 33

باب : في مواظبة عليّ عليه السلام على الذكر

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 151 ] روى بسنده عن عبد الرحمن ابن أبى ليلى عن على بن أبى طالب عليه السلام قال : أتانا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فوضع رجله بينى وبين فاطمة فعلمنا ما نقول إذا أخذنا مضاجعنا ، فقال : يا فاطمة إذا كنتما بمنزلتكما فسبحا اللّه ثلاثا وثلاثين ، واحمدا ثلاثا وثلاثين ، وكبرا أربعا وثلاثين ، قال على عليه السلام : واللّه ما تركتها بعد ، فقال له رجل كان فى نفسه شئ : ولا ليلة صفين ، قال على عليه السلام : ولا ليلة صفين ( قال ) صحيح على شرط الشيخين ، ( أقول ) ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 1 ص 144 ) وفى ( ج 2 ص 166 ) وقال فيه : فقال له ابن الكوا : ولا ليلة صفين ، قال على عليه السلام : ولا ليلة صفين ورواه غيرهما أيضا من أئمة الحديث. ( وفى فتح البارى ) ج 13 ص 370 بعد قوله فقال له رجل ( ما لفظه ) قال زهير اراه الاشعث بن قيس ولا ليلة صفين قال ولا ليلة صفين ( قال ) وفى رواية السائب فقال له ابن الكواء ولا ليلة صفين فقال قاتلكم اللّه يا اهل العراق نعم ولا ليلة صفين ( الى

ص: 34

ان قال ) وقد وقع فى رواية زيد بن ابى انيسه عن الحكم فقال ابن الكواء ولا ليلة صفين فقال ويحك ما اكثر ما تعنتنى لقد ادركتها من السحر ( قال ) وفى رواية على بن أعبد ما تركتهن منذ سمعتهن الا ليلة صفين فأنى ذكرتها من آخر الليل فقلتها ( قال ) وفى رواية له الا ليلة صفين فانى نسيتها حتى ذكرتها من آخر الليل ( قال ) وفى رواية شبث بن ربعى مثله وزاد فقلتها ( انتهى ).

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج 1 ص 69 ] روى بسنده عن شبث بن ربعى عن على بن أبى طالب عليه السلام ، إنه قال : قدم على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم سبى فقال على عليه السلام لفاطمة سلام اللّه عليها : إئتى أباك فسليه خادما تتقى به العمل ، فأتت أباها حين أمست ، فقال لها : مالك يا بنية؟ قالت : لا شىء جئت لأسلم عليك واستحيت أن تسأل شيئا فلما رجعت قال لها على عليه السلام : ما فعلت؟ قالت : لم أسأله شيئا واستحييت منه حتى إذا كانت الليلة القابلة قال لها : إئتى أباك فسليه خادما تتقى به العمل ، فأتت أباها فاستحيت أن تسأله شيئا حتى إذا كانت الليلة الثالثة مساء خرجنا جميعا حتى أتينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال : ما أتى بكما؟ فقال على ( عليه السلام ) يا رسول اللّه ، شق علينا العمل فأردنا أن تعطينا خادما نتقى به العمل ، فقال لهما رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : هل أدلكما على خير لكما من حمر النعم؟ قال على ( عليه السلام ) يا رسول اللّه نعم قال : تكبيرات وتسبيحات وتحميدات مائة حين تريدان تنامان فبيتا على الف حسنة ومثلها حين تصبحان فتقومان على الف حسنة فقال على عليه السلام : فما فاتنى منذ سمعتها من رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إلا ليلة صفين فانى نسيتها حتى ذكرتها من آخر الليل فقلتها.

[ حلية الأولياء أيضا ج 1 ص 70 ] روى بسنده عن ابن أعبد

ص: 35

قال : قال لى على عليه السلام : يابن أعبد هل تدرى ما حق الطعام؟ قال : وما حقه يا علىّ؟ قال : تقول : بسم اللّه اللّهم بارك لنا فيما رزقتنا ، ثم قال : أتدرى ما شكره إذا فرغت؟ قلت : وما شكره؟ قال : تقول : الحمد للّه الذى أطعمنا وسقانا ، ثم قال : ألا أخبرك عنى وعن فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم؟ كانت أكرم أهله عليه وكانت زوجتى فجرّت بالرحى حتى أثر الرحى بيدها ، واستقت بالقربة حتى أثّرت القربة بنحرها ، وقمت البيت حتى اغبرت ثيابها ، وأو قدت تحت القدر حتى دنست ثيابها ، فأصابها من ذلك ضر فقدم على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم سى أو خدم ، فقلت لها : انطلقى إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فسليه خادما يقيك ضر ما أنت فيه ( فذكر ) نحو حديث شبث بن ربعى المتقدم عن على عليه السّلام ( إلى آخره ).

[ الزمخشرى فى الكشاف ] فى تفسير قوله تعالى : ( وَالصَّافَّاتِ صَفًّا فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا ) قال : والتاليات كل من تلا كتاب اللّه ( قال ) ويجوز أن يقسم بنفوس العلماء العمال الصافات أقدامها فى التهجد وسائر الصلوات وصفوف الجماعات فالزاجرات بالمواعظ والنصايح فالتاليات آيات اللّه والدارسات شرائعه ( قال ) أو بنفوس قوّاد الغزاة فى سبيل اللّه التى تصف الصفوف وتزجر الخيل للجهاد وتتلو الذكر مع ذلك لا تشغلها عنه تلك الشواغل كما يحكى عن على بن أبى طالب ( عليه السلام ).

ص: 36

باب : في وصف ضرار عليا عليه السّلام حتى بكى معاوية

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج 1 ص 84 ] روى بسنده عن أبى صالح قال : دخل ضرار بن ضمرة الكنانى على معاوية فقال له : صف لى عليا فقال : أو تعفينى يا أمير المؤمنين؟ قال : لا أعفيك قال : أما إذا لابد فانه كان بعيد المدى ، شديد القوى ، يقول فصلا ، ويحكم عدلا ، يتفجر العلم من جوانبه وتنطق الحكمة من نواحيه ، يستوحش من الدنيا وزهرتها ، ويستأنس بالليل وظلمته ، كان واللّه غزير العبرة ، طويل الفكرة ، يقلب كفه ويخاطب نفسه يعجبه من اللباس ما قصر ، ومن الطعام ما جشب ، كان واللّه كأحدنا يدنينا إذا أتيناه ، ويجيبنا إذا سألناه ، وكان مع تقربه الينا وقربه منا لا نكلمه هيبة له ، فان تبسم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم ، يعظم أهل الدين ، ويحب المساكين لا يطمع القوي فى باطله ، ولا ييأس الضعيف من عدله ، فأشهد باللّه لقد رأيته فى بعض مواقفه - وقد أرخى الليل سدوله وغارت نجومه - يميل فى محرابه قابضا على لحيته يتململ تململ السليم ، ويبكى بكاء الحزين ، فكأنى أسمعه الآن وهو يقول : يا ربنا يا ربنا ، يتضرع اليه ثم يقول للدنيا : إلى تغررت ، إلي تشوقت ، هيهات هيهات غرى غيرى ، قد بتتك

ص: 37

ثلاثا ، فعمرك قصير ، ومجلسك حقير ، وخطرك يسير ، آه آه من فلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق فوكفت دموع معاوية على لحيته ما يملكها وجعل ينشفها بكمه وقد اختنق القوم بالبكاء ، فقال : كذا كان أبو الحسن رحمه اللّه ، كيف وجدك عليه يا ضرار؟ قال : وجد من ذبح واحدها فى حجرها ، لا ترقأ دمعتها ، ولا يسكن حزنها ، ثم قام فخرج ، ( أقول ) ورواه ابن عبد البر أيضا فى استيعابه ( ج 2 ص 463 ) عن الحرمازى - رجل من همدان - وقال فيه : إلي تعرضت أم إلي تشوقت ، هيهات هيهات قد باينتك ثلاثا لا رجعة فيها ، وذكره المحب الطبرى أيضا فى الرياض النضرة ( ج 2 ص 212 ) وقال فيه : قد طلقتك ثلاثا لا رجعة فيها ، وقال : أخرجه الدولابى وأبو عمرو وصاحب الصفوة.

( ثم ) إن هاهنا حديثا فى صفة شيعة على عليه السلام يناسب ذكره فى خاتمة هذا الباب وهو ما رواه أبو نعيم فى حلية الأولياء ( ج 1 ص 86 ) عن سلمة بن كهيل عن مجاهد قال : شيعة على عليه السلام الحلماء العلماء الذبل الشفاه الأخيار ، الذين يعرفون بالرهبانية من أثر العبادة ، وروى أيضا فى الصفحة المذكورة عن على بن الحسين عليهما السلام قال : شيعتنا الذبل الشفاه والإمام منا من دعا إلى طاعة اللّه.

ص: 38

باب : إن النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم ادخل عليّا عليه السلام معه في ثوبه واحتضنه حتى قبض

[ الرياض النضرة ج 2 ص 180 ] وذخائر العقبى ( ص 72 ) قال : عن عائشة قالت : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لما حضرته الوفاة : أدعوا لى حبيبى فدعوا له أبا بكر فنظر اليه ثم وضع رأسه ثم قال : أدعوا لى حبيبى فدعوا له عمر فلما نظر اليه وضع رأسه ثم قال : ادعوا لى حبيبى فدعوا له عليا عليه السلام فلما رآه أدخله معه فى الثوب الذى كان عليه فلم يزل يحتضنه حتى قبض ويده عليه ( قال ) أخرجه الرازى.

ص: 39

باب : إن النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم توفي ورأسه في حجر علي عليه السّلام

[ الهيثمى فى مجمعه ج 1 ص 293 ] قال : وعن أبى رافع قال : توفى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ورأسه فى حجر على بن أبى طالب عليه السّلام وهو يقول لعلى عليه السلام : اللّه اللّه وما ملكت أيمانكم ، اللّه اللّه والصلاة فكان ذلك آخر ما تكلم به رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ( قال ) رواه البزار.

[ أيضا ج 9 ص 35 ] قال : وعن ابن عباس قال : جاء ملك الموت إلى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فى مرضه الذى قبض فيه فاستأذن ورأسه فى حجر على عليه السلام ، فقال : السلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته فقال له على عليه السلام : إرجع فانا مشاغيل عنك ، فقال النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : تدرى من هذا يا أبا الحسن؟ هذا ملك الموت أدخل راشدا ( الحديث ) قال : رواه الطبرانى.

[ طبقات ابن سعد ج 2 القسم 2 ص 51 ] روى بسنده عن عبد اللّه ابن محمد بن عمر بن على عن أبيه عن على بن الحسين

ص: 40

عليهما السلام ، قال : قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ورأسه فى حجر على عليه السلام ( وروى أيضا ) فى الصفحة المذكورة عن الشعبى قال : توفى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ورأسه فى حجر على عليه السلام ، وغسّله على عليه السّلام والفضل محتضنه وأسامة يناول الفضل الماء.

[ كنز العمال ج 4 ص 55 ] قال : عن على عليه السلام قال : دخلت على نبى اللّه وهو مريض فاذا رأسه فى حجر رجل أحسن ما رأيت من الخلق والنبى صلى اللّه عليه وآله وسلم نائم ، فلما دخلت عليه قلت : أدنو فقال الرجل : أدن إلى ابن عمك فانت أحق به منى ، فدنوت منهما فقام الرجل وجلست مكانه ووضعت رأس النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فى حجرى كما كان فى حجر الرجل ، فمكشت ساعة ثم إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم استيقظ فقال : أين الرجل الذى كان رأسى فى حجره؟ فقلت : لما دخلت عليك دعانى ثم قال : أدن إلى ابن عمك فانت أحق به منى ، ثم قام فجلست مكانه قال : فهل تدرى من الرجل؟ قلت : لا بأبى أنت وأمى قال : ذاك جبريل كان يحدثنى حتى خف عنى وجعى ونمت ورأسى فى حجره ( قال ) أخرجه أبو عمرو الزاهد فى فوائده ، ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص 94 ) وفى الرياض النضرة ( ج 2 ص 219 ) وقال : أخرجه أبو عمر ومحمد اللغوى ثم ذكر حديثا يناسب ذكره فى هذا المقام ، قال : وعن ابن عباس - وقد ذكر عنده على عليه السلام - قال : إنكم لتذكرون رجلا كان يسمع وطء جبريل فوق بيته ( قال ) أخرجه أحمد فى المناقب.

[ الأدب المفرد للبخارى ] فى باب حسن الملكة ، روى بسنده عن نعيم بن يزيد عن على بن أبى طالب عليه السلام إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم لما ثقل قال : يا علىّ إئتنى بطبق أكتب فيه ما لا

ص: 41

تضل أمتى فخشيت أن يسبقنى فقلت : إنى لأحفظ من ذراعى الصحيفة ، وكان رأسه بين ذراعى وعضدى يوصى بالصلاة والزكاة وما ملكت أيمانكم وقال كذلك حتى فاضت نفسه وأمره بشهادة أن لا إله إلا اللّه وأن محمدا عبده ورسوله من شهد بهما حرّم على النار.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 36 ] قال : وعن ابن عباس إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ثقل وعنده عائشة وحفصة إذ دخل على عليه السلام فلما رآه النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم رفع رأسه ثم قال : أدن منى أدن منى فأسنده اليه فلم يزل عنده حتى توفى ( الحديث ) قال : رواه الطبرانى فى الأوسط.

ص: 42

باب : إن نفس النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم سالت في يد علي عليه السّلام فمسح بها وجهه

[ مجمع الهيتمى ج 9 ص 112 ] قال : وعن جميع بن عمير إن أمه وخالته دخلتا على عائشة ( فساق الحديث إلى أن قال ) قالتا : فأخبرينا عن علىّ قالت : عن أى شىء تسألن؟ عن رجل وضع من رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم موضعا فسالت نفسه فى يده فمسح بها وجهه ، واختلفوا فى دفنه فقال : إن أحب البقاع إلى اللّه مكان قبض فيه نبيه ، قالتا : فلم خرجت عليه؟ قالت : أمر قضى ووددت أن أفديه ما على الأرض من شىء ( قال ) رواه أبو يعلى.

ص: 43

باب : إن عليا عليه السّلام أقرب الناس عهدا برسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 138 ] روى بسنده عن أبى موسى عن أم سلمة قالت : والذى أحلف به إن كان على عليه السلام لأقرب الناس عهدا برسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، عدنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم غداة وهو يقول : جاء علىّ جاء علىّ مرارا فقالت فاطمة (عليها السلام) : كأنك بعثته فى حاجة قالت : فجاء بعد قالت أم سلمة : فظننت أن له اليه حاجة فخرجنا من البيت فقعدنا عند الباب وكنت من أدناهم إلى الباب فأكبّ عليه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وجعل يساره ويناجيه ثم قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم من يومه ذلك ، فكان على عليه السّلام أقرب الناس عهدا ( قال ) هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ( أقول ) ورواه النسائى أيضا صاحب الصحيح المعروف فى خصائصه ( ص 40 ) وأحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 6 ص 300 ) وقالا : فأكب عليه على عليه السلام وجعل يساره ويناجيه ( الخ ) ورواه النسائى قبل هذا بطريق آخر أيضا مختصرا ، ورواه غير هؤلاء أيضا من أئمة الحديث.

ص: 44

[ الإصابة لابن حجر العسقلانى القسم 1 ج 8 ص 183 ] فى ترجمة ليلى الغفارية ، قال : وأخرج ابن مندة من رواية على بن هاشم بن البريد حدثتنى ليلى الغفارية قالت : كنت أغزو مع النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فأداوى الجرحى ، وأقوم على المرضى ، فلما خرج على عليه السلام إلى البصرة خرجت معه فلما رأيت عائشة أتيتها فقلت : هل سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فضيلة فى على ( عليه السلام )؟ قالت : نعم دخل على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وهو معى وعليه جرد قطيفة فجلس بيننا فقلت : أما وجدت مكانا هو أوسع لك من هذا؟ فقال النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم يا عائشة دعى لى أخى فانه أول الناس إسلاما ، وآخر الناس بى عهدا ، وأول الناس لى لقيا يوم القيامة.

[ كنز العمال ج 3 ص 155 ] قال : عن زافر عن رجل عن الحارث ابن محمد عن أبى الطفيل عامر بن واثلة ، قال : كنت على الباب يوم الشورى فارتفعت الأصوات بينهم فسمعت عليا عليه السّلام يقول : بايع الناس لأبى بكر وأنا واللّه أولى بالأمر منه وأحق ( إلى أن قال ) أفيكم أحد تولى غمض رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم غيرى؟ قالوا : اللّهم لا ، قال : أفيكم أحد آخر عهده برسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم حين وضعه فى حفرته؟ قالوا : اللّهم لا ( قال ) أخرجه العقيلى.

ص: 45

باب : إن عليا عليه السّلام غسل النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم وكفنه ودفنه

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 260 ] روى بسنده عن ابن عباس قال : لما اجتمع القوم لغسل رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وليس فى البيت إلا أهله عمه العباس بن عبد المطلب وعلى بن أبى طالب عليه السّلام والفضل بن عباس وقثم بن العباس وأسامة بن زيد بن حارثة وصالح مولاه فلما اجتمعوا لغسله نادى من وراء الباب أوس بن خولى الأنصارى ثم أحد بنى عوف بن الخزرج - وكان بدريا - على بن أبى طالب عليه السلام فقال له : يا علىّ نشدتك اللّه وحظنا من رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : فقال له على عليه السلام : أدخل فدخل فحضر غسل رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ولم يل من غسله شيئا قال : فأسنده على عليه السّلام إلى صدره وعليه قميصه ، وكان العباس والفضل وقثم يقلبونه مع على بن أبى طالب عليه السّلام وكان أسامة بن زيد وصالح مولاهما يصبان الماء وجعل على عليه السلام يغسله ولم ير من رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم شيئا مما يراه من الميت وهو يقول : بأبى أنت وأمى ما أطيبك حيا وميتا حتى إذا فرغوا من غسل رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم - وكان يغسل بالماء

ص: 46

والسدر - جففوه ثم صنع به ما يصنع بالميت ، ثم أدرج فى ثلاثة أثواب ثوبين أبيضين وبرد حبرة ، ثم دعا العباس رجلين فقال : ليذهب أحدكما إلى أبى عبيدة بن الجراح - وكان أبو عبيدة يضرح لأهل مكة - وليذهب الآخر إلى أبى طلحة بن سهل الأنصارى - وكان أبو طلحة يلحد لأهل المدينة - قال : ثم قال العباس لهما حين سرّحهما : اللّهم خر لرسولك قال : فذهبا فلم يجد صاحب أبى عبيدة أبا عبيدة ووجد صاحب أبى طلحة أبا طلحة فجاء به فلحد لرسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، ( أقول ) ورواه ابن ماجة أيضا فى صحيحه فى باب ما جاء فى غسل النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم عن سعيد بن المسيب مختصرا ، ورواه البيهقى أيضا فى سننه ( ج 3 ص 388 ) بطريقين عن سعيد بن المسيب.

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج 4 ص 73 ] روى بسنده عن جابر بن عبد اللّه وابن عباس قالا : لما نزلت إذا جاء نصر اللّه والفتح إلى آخر السورة ( وساق الحديث ) إلى أن قال : فقال على عليه السلام : يا رسول اللّه إذا أنت قبضت فمن يغسلك؟ ومن يصلى عليك؟ ومن يدخلك القبر؟ فقال النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : يا علىّ أما الغسل فاغسلنى أنت وابن عباس يصب علىّ الماء وجبريل ثالثكما فاذا أنتم فرغتم من غسلى فكفنونى فى ثلاثة أبواب جدد وجبريل عليه السلام يأتينى بحنوط من الجنة ، فاذا أنتم وضعتمونى على السرير فضعونى فى المسجد واخرجوا عنى ، فان أول من يصلى عليّ الرب عز وجلّ من فوق عرشه ثم جبريل ثم ميكائيل ثم إسرافيل ثم الملائكة زمرا زمرا ، ثم ادخلوا فقوموا صفوفا لا يتقدم على ، أحد ( إلى أن قال ) فقبض رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فغسله على بن أبى طالب عليه السلام وابن عباس يصب عليه الماء وجبريل عليه السلام معهما وكفن بثلاثة أثواب جدد وحمل على السرير ثم أدخلوه المسجد ووضعوه فى المسجد

ص: 47

وخرج الناس عنه فأول من صلى عليه الرب من فوق عرشه وتقدس ثم جبريل ثم ميكائيل ثم إسرافيل ثم الملائكة زمرا زمرا ، قال على عليه السلام : ولقد سمعنا فى المسجد همهمة ولم نر لهم شخصا فسمعنا هاتفا يهتف وهو يقول : أدخلوا رحمكم اللّه فصلوا على نبيكم ، فدخلنا فقمنا صفوفا كما أمرنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فكبرنا بتكبير جبريل وصلينا على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم بصلاة جبريل ما تقدم منا أحد على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، ودخل القبر على بن أبى طالب عليه السلام ( الحديث ).

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 36 ] قال : وعن ابن عباس إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ثقل وعنده عائشة وحفصة إذ دخل على عليه السلام فلما رآه النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم رفع رأسه ثم قال : أدن منى أدن منى فأسنده اليه فلم يزل عنده حتى توفّى فلما قضى قام على عليه السلام وأغلق الباب وجاء العباس ومعه بنو عبد المطلب فقاموا على الباب فجعل على عليه السلام يقول : بأبى أنت وأمى طبت حيا وطبت ميتا وسطعت ريح طيبة لم يجدوا مثلها فقال : إيها دع حنينا كحنين المرأة واقبلوا على صاحبكم ، قال على عليه السّلام : أدخلوا عليّ الفضل بن العباس فقالت الأنصار : نشدناكم باللّه ونصيبنا من رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فأدخلوا رجلا منهم يقال له أوس ابن حول يحمل جرة باحدى يديه فسمعوا صوتا فى البيت لا تجردوا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم واغسلوه كما هو فى قميصه ، فغسله على ( عليه السلام ) يدخل يده من تحت القميص والفضل يمسك الثوب عنه والأنصارى ينقل الماء وعلى يد على عليه السلام خرقة يدخل يده تحت القميص ( قال ) رواه الطبرانى فى الأوسط والكبير ( أقول ) ورواه ابن سعد أيضا فى طبقاته ( ج 2 القسم 2 ص 62 ) عن عبد اللّه بن الحارث باختلاف يسير ، ورواه البيهقى أيضا فى سننه ( ج 3 ص 388 ) عن عبد اللّه بن الحارث مختصرا.

ص: 48

[ الثعلبى فى قصص الأنبياء ص 59 ] قال : قال ابن عباس : قال علىّ ابن أبى طالب عليه السلام : لما وضعته صلى اللّه عليه وآله وسلم على المغتسل إذا بهاتف يهتف من زاوية البيت : يا علىّ لا تغسل محمدا صلى اللّه عليه وآله وسلم فانه طاهر مطهر قال : فوقع فى قلبى من ذلك شىء وقلت : ويلك من أنت فان النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم أمرنا بهذا وهذه سنته ، وإذا بهاتف آخر يهتف بأعلى صوته غسله يا علىّ فان الهاتف الأول كان الشيطان حسد محمدا صلى اللّه عليه وآله وسلم أن يدخل قبره مغسلا قال على عليه السلام : جزاك اللّه خيرا قد أخبرتنى إن ذلك إبليس فمن أنت؟ قال : أنا الخضر حضرت جنازة محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 111 ] روى بسنده عن ابن عباس قال : لعلى عليه السلام أربع خصال ليست لأحد هو أول عربى وأعجمى صلى مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وهو الذى كان لولؤه معه فى كل زحف والذى صبر معه يوم المهراس (1) وهو الذى غسله وأدخله قبره ، ( أقول ) ورواه ابن عبد البر أيضا فى استيعابه ( ج 2 ص 457 ) وقال فيه : وهو الذى صبر معه يوم فرّ عنه غيره ( الخ ).

( طبقات ابن سعد ج 2 القسم 2 ص 50 ) روى بسنده عن جابر ابن عبد اللّه الأنصارى إن كعب الأحبار قام زمن عمر فقال : ونحن جلوس عند عمر ما كان آخر ما تكلم به رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم؟ فقال عمر : سل عليا عليه السلام قال : أين هو؟ قال : هو هاهنا فسأله فقال : على عليه السلام : أسندته إلى صدرى فوضع رأسه على منكبى فقال : الصلاة الصلاة فقال كعب : كذلك آخر عهد

ص: 49


1- فسر يوم المهراس فى الهامش بيوم أحد.

الأنبياء وبه امروا وعليه يبعثون قال : فمن غسله يا أمير المؤمنين؟ قال : سل عليا ، قال : فسأله فقال : كنت أنا أغسله وكان العباس جالسا وكان أسامة وشقران يختلفان إلي بالماء.

[ طبقات ابن سعد ج 2 القسم 2 ص 51 ] روى بسنده عن أبى غطفان قال : سألت ابن عباس أرأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم توفى ورأسه فى حجر أحد؟ قال : توفى وهو لمستند إلى صدر على عليه السلام قلت : فان عروة حدثنى عن عائشة إنها قالت توفى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم بين سحرى ونحرى ، فقال ابن عباس : أتعقل؟ واللّه لتوفى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وإنه لمستند إلى صدر على عليه السلام وهو الذى غسله وأخى الفضل بن عباس وأبى أبى أن يحضر وقال : إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم كان يأمرنا أن نستتر فكان عند الستر.

[ الطبقات أيضا ج 2 القسم 2 ص 61 ] روى بسنده عن يزيد بن بلال قال : قال على عليه السلام : أوصى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ألاّ يغسله أحد غيرى ، فانه لا يرى أحد عورتى إلا طمست عيناه ، قال على عليه السلام : فكان الفضل وأسامة يناولانى الماء من وراء الستر وهما معصوبا العين ، قال على عليه السلام : فما تناولت عضوا إلا كأنما يقلبه معى ثلاثون رجلا ، ( أقول ) وذكره الهيثمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 36 ) باختصار وقال : رواه البزاز ، وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 4 ص 54 ) باختصار وقال : أخرجه البزاز والعقيلى وابن الجوزى.

[ الرياض النضرة ج 2 ص 178 ] قال : عن حسين بن على عن أبيه عن جده عليهم السلام قال : أوصى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم عليا عليه السّلام أن يغسله فقال على عليه

ص: 50

السّلام : يا رسول اللّه أخشى أن لا أطبق ذلك قال : إنك ستعان عليه قال : فقال على عليه السّلام : فو اللّه ما أردت أن أقلب من رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم عضوا إلا قلب لى ( قال ) خرجه ابن الحضرمى ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 4 ص 54 ) وقال : عن على بن الحسين عن أبيه عن جده عليهم السلام ، وقال : أخرجه ابن عساكر.

[ الرياض النضرة ج 2 ص 179 ] قال : قال ابن اسحاق : لما غسل النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم على عليه السلام أسنده إلى صدره وعليه قميصه يدلكه به من وراثه ولا يفضى بيده إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ويقول : بأبى أنت وأمى ما أطيبك حيا وميتا ولم ير من رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم شىء يرى من الميت ، وكان العباس والفضل وقثم يساعدون عليا عليه السلام فى تقليب النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ، وكان أسامة ابن زيد وشقران يصبان الماء عليه.

[ كنز العمال ج 6 ص 155 ] ولفظه : يا عليّ أنت تغسل جثتى وتؤدى دينى وتوارينى فى حفرتى وتفى بذمتى وأنت صاحب لوائى فى الدنيا والآخرة ، قال : أخرجه الديلمى عن أبى سعيد - يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ، ( أقول ) وذكره المناوى أيضا فى كنوز الحقائق ( ص 188 ) باختصار وقال : أخرجه الديلمى.

[ كنز العمال ج 6 ص 393 ] روى بسنده عن ابن عباس قال : سمعت عمر بن الخطاب يقول : كفوا عن ذكر على بن أبى طالب فلقد رأيت من رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فيه خصالا لأن تكون لى واحدة منهن فى آل الخطاب أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ، كنت أنا وأبو بكر وأبو عبيدة فى نفر من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فانتهيت إلى باب أم سلمة وعلى عليه السلام قائم على الباب ، فقلنا : أردنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال : يخرج اليكم ، فخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فثرنا اليه فاتكأ على على بن أبى طالب عليه السلام ثم ضرب بيده على منكبه ثم قال : إنك مخاصم

ص: 51

تخاصم ، أنت أول المؤمنين إيمانا وأعلمهم بأيام اللّه ، وأوفاهم بعهده ، وأقسمهم بالسوية ، وأرأفهم بالرعية وأعظمهم رزية ، وأنت عاضدى وغاسلى ودافنى ، والمتقدم إلى كل شديدة وكريهة ( الحديث ).

[ كنوز الحقائق للمناوى ص 179 ] ولفظه : لا يحل لمسلم أن يرى مجردى أو عورتى إلا علىّ قال : أخرجه الديلمى - يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم.

ص: 52

باب : إن عليا عليه السّلام أدخل الناس رسلا رسلا فيصلون على النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم صفا صفا

( طبقات ابن سعد ج 2 القسم 2 ص 70 ] روى بسنده عن عبد اللّه ابن محمد بن عمر بن على بن أبى طالب عليه السلام عن أبيه عن جده عن علىّ عليه السلام قال : لما وضع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم على للسرير قال على عليه السلام : لا يقوم عليه أحد لعله يؤم ، هو إمامكم حيا وميتا فكان يدخل الناس رسلا رسلا (1) فيصلون عليه صفا صفا ليس لهم إمام ويكبرون وعلى عليه السلام قائم بحيال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : السلام عليك أيها النبى ورحمة اللّه وبركاته ، اللّهم إنا نشهد أن قد بلغ ما أنزل اليه ، ونصح لأمته ، وجاهد فى سبيل اللّه حتى أعز اللّه دينه ، وتمت كلمته ، اللّهم فاجعلنا ممن يتبع ما أنزل اللّه اليه وثبتنا بعده ، واجمع بيننا وبينه فيقول الناس : آمين آمين حتى صلى عليه الرجال ثم النساء ثم الصبيان.

ص: 53


1- الرسل : بكسر الراء وسكون السين المهمة ثم اللام : أى جماعة جماعة.

باب : في تعزية الملائكة أهل البيت عليهم السلام بعد النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 57 ] روى بسنده عن جابر بن عبد اللّه قال : لما توفىّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم عزّتهم الملائكة يسمعون الحس ولا يرون الشخص ، فقالت : السلام عليكم أهل البيت ورحمة اللّه وبركاته ، إن فى اللّه عزاء من كل مصيبة ، وخلفا من كل فائت فباللّه فثقوا وإياه فارجوا ، فانما المحروم من حرم الثواب ، والسلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته ( قال ) هذا حديث صحيح الإسناد ، ( أقول ) وذكره ابن حجر أيضا فى إصابته ( ج 2 ص 129 ) وقال : أخرجه البيهقى فى الدلائل.

ص: 54

باب : في تعزية الخضر أهل البيت عليهم السلام ولم يعرفه إلا علي عليه السّلام

[ السيوطى فى الدر المنثور ] فى ذيل تفسير قوله تعالى : ( كُلُّ نَفْسٍ ذٰائِقَةُ اَلْمَوْتِ وَإِنَّمٰا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ ) فى أواخر سورة آل عمران ، قال : أخرج ابن أبى حاتم عن على بن أبى طالب عليه السلام قال : لما توفىّ النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم وجاءت التعزية جاءهم آت يسمعون حسه ولا يرون شخصه فقال : السلام عليكم يا أهل البيت ورحمة اللّه وبركاته ( كُلُّ نَفْسٍ ذٰائِقَةُ اَلْمَوْتِ وَإِنَّمٰا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ ) إن فى اللّه عزاء من كل مصيبة وخلفا من كل هالك ، ودركا من كل ما فات ، فباللّه فثقوا ، وإياه فارجوا فان المصاب من حرم الثواب ، فقال على عليه السلام : هذا الخضر.

[ طبقات ابن سعد ج 2 القسم 2 ص 48 ] روى بسنده عن جعفر ابن محمد عن أبيه ( عليهم السلام ) قال : لما بقى من أجل رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ثلاث نزل جبريل فقال : يا أحمد ( وساق الحديث إلى أن قال ) فقال جبريل : يا أحمد إن اللّه قد اشتاق اليك قال : فامض يا ملك الموت لما أمرت به ، قال جبريل : السلام

ص: 55

عليك يا رسول اللّه ، هذا آخر مواطىء الأرض ، إنما كنت حاجتى من الدنيا ، فتوفىّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وجاءت التعزية يسمعون الصوت والحس ولا يرون الشخص : السلام عليكم يا أهل البيت ورحمة اللّه وبركاته ( كُلُّ نَفْسٍ ذٰائِقَةُ اَلْمَوْتِ وَإِنَّمٰا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ ) إن فى اللّه عزاء عن كل مصيبة ، وخلفا من كل هالك ودركا من كل ما فات ، فباللّه فثقوا ، وإياه فارجوا ، إنما المصاب من حرم الثواب ، والسلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته ، ثم رواه بطريق آخر قال فى آخره : فقال على عليه السلام : أتدرون من هذا؟ قالوا : لا ، قال : هذا الخضر ، وقد تقدم هذا الحديث بتمامه فى فضائل النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فى باب ملك الموت يستأذن على النبى ( فى ج 1 ص 157 ) فراجع ، وقد ذكره ابن حجر أيضا فى إصابته ( ج 2 ص 127 وص 128 ) بطرق عديدة وأكثرها مشتمل على التعزية دون الصدر ، وقال فى آخره : قال جعفر عليه السّلام : أخبرنى أبى إن على بن أبى طالب عليه السلام قال : تدرون من هذا؟ هذا الخضر ، وذكره على بن سلطان أيضا فى مرقاته ( ج 5 ص 503 ) فى المتن قال : وعن جعفر بن محمد عن أبيه ( عليهما السلام ) إن رجلا من قريش دخل على أبيه على بن الحسين ( عليهما السلام ) فقال : ألا أحدثك عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم؟ قال : بلى حدثنا عن أبى القاسم صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : لما مرض رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ( وذكر الحديث كما تقدم ) باختلاف يسير ، وقال فى آخره : فقال على عليه السلام : أتدرون من هذا؟ هو الخضر عليه السّلام ، قال : رواه البيهقى فى دلائل النبوة.

ص: 56

باب : إن عليا عليه السّلام قاضي دين النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم ومنجز عدته

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 111 ] روى بسنده عن على عليه السلام قال : لما نزلت هذه الآية ( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ اَلْأَقْرَبِينَ ) قال : جمع النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم من أهل بيته فاجتمع ثلاثون فأكلوا وشربوا قال : فقال لهم : من يضمن عنى دينى ومواعيدى ويكون معى فى الجنة ويكون خليفتى فى أهلى؟ فقال رجل : يا رسول اللّه أنت كنت بحرا من يقوم بهذا؟ قال : ثم قال الآخر ، فمرض ذلك على أهل بيته فقال على عليه السّلام : أنا ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 396 ) وقال : أخرجه أحمد وابن جرير وصححه والطحاوى والضياء المقدسى.

[ الرياض النضرة ج 2 ص 168 ] قال : لما نزل قوله : ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) دعا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم رجالا من أهله إن كان الرجل منهم لأكلا جذعة (1) وإن كان شاربا فرقا (2) فقدم

ص: 57


1- الجذعة : من البهائم صغيرها.
2- الفرق : بضم الفاء وسكون الراء ثم القاف : إناء يكتال به.

اليهم رجلا فأكلوا حتى شبعوا فقال لهم : من يضمن عنى دينى ومواعيدى ويكون معى فى الجنة ويكون خليفتى فى أهلى؟ فعرض ذلك على أهل بيته ، فقال على عليه السلام : أنا ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : تقضى دينى وتنجز مواعيدى ، قال : خرجه أحمد فى المناقب.

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج 10 ص 211 ] روى بسنده عن أبى سعيد الخدرى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : أعطيت فى علىّ خمسا أما إحداها فيوارى عورتى ، والثانية يقضى دينى ، والثالثة إنه متكئى فى طول الموقف ، والرابعة فانه عونى على حوضى ، والخامسة فانى لا أخاف عليه أن يرجع كافرا بعد إيمان ولا زانيا بعد إحصان.

[ طبقات ابن سعد ج 2 القسم ص 89 ] روى بسنده عن عبد الواحد ابن أبى عون إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لما توفىّ أمر على عليه السّلام صائحا يصيح من كان له عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم عدة أو دين فليأتنى ، فكان يبعث كل عام عند العقبة يوم النحر من يصيح بذلك حتى توفىّ على عليه السلام ، ثم كان الحسن بن على عليهما السلام يفعل ذلك حتى توفىّ ، ثم كان الحسين عليه السلام يفعل ذلك وانقطع ذلك بعده سلام اللّه عليهم ، قال : قال ابن أبى عون : فلا يأتى أحد من خلق اللّه إلى على عليه السلام بحق أو باطل إلا أعطاه.

[ كنز العمال ج 6 ص 403 ] قال : حدثنا شريك عن أبى اسحاق عن الحارث عن على عليه السلام سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : فى علىّ خمس خصال لم يعطها نبى فى أحد قبلى ، أما خصلة فانه يقضى دينى ويوارى عورتى ، وأما الثانية فانه الذائد عن حوضى ، وأما الثالثة فانه مشكاة لى فى طريق الحشر يوم القيامة ، وأما الرابعة فان لوائى معه يوم القيامة وتحته آدم وما ولد ، وأما

ص: 58

الخامسة فانى لا أخشى أن يكون زانيا بعد إحصان ولا كافرا بعد إيمان ، قال : أخرجه العقيلى.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 155 ] ولفظه : يا علىّ أنت تغسل جثتى وتؤدى دينى ، وتوارينى فى حفرتى ، وتفى بذمتى ، وأنت صاحب لوائى فى الدنيا والآخرة ، قال : أخرجه الديلمى عن أبى سعيد - يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 155 ] ولفظه : لا يقضى دينى غيرى أو علىّ ، قال : أخرجه الطبرانى عن حبشى بن جنادة - يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ، وذكر أيضا فى الصفحة المذكورة ما لفظه : على بن أبى طالب ينجز عدتى ويقضى دينى ، قال : أخرجه ابن مردويه والديلمى عن سلمان - يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم - وذكر أيضا قبل هذا فى ( ص 153 ) ما لفظه : علىّ يقضى دينى ، قال : أخرجه البزار عن أنس - يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 113 ] قال : وعن جابر بن عبد اللّه قال : دعا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم العباس بن عبد المطلب فقال : إضمن عنى دينى ومواعيدى ، قال : لا أطيق ذلك ، فوقع به ابنه عبد اللّه بن عباس فقال : فعل اللّه بك من شيخ ، يدعوك رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لتقضى عنه دينه ومواعيده ، فقال : دعنى عنك فان ابن أخى يبارى الريح فدعا على بن أبى طالب عليه السلام فقال : إضمن عنى دينى ومواعيدى ، فقال : نعم هى علىّ فضمنها عنه ( الحديث ) قال : رواه البزار.

[ أيضا ج 9 ص 113 ] قال : وعن سلمان قال : قلت : يا رسول اللّه إن لكل نبى وصيا فمن وصيك؟ فسكت عنى فلما كان بعد رآنى فقال : يا سلمان فأسرعت اليه قلت : لبيك قال : تعلم من وصىّ

ص: 59

موسى؟ قال : نعم يوشع بن نون ، قال : لم؟ قلت : لأنه كان أعلمهم يومئذ ، قال : فان وصيي وموضع سرى وخير من أترك بعدى وينجز عدتى ويقضى دينى علىّ ابن أبى طالب ، قال : رواه الطبرانى ، ( أقول ) وذكره المناوى أيضا فى فيض القدير ( ج 4 ص 359 ) فى الشرح وقال : أخرجه البزار.

[ أيضا ج 9 ص 121 ] قال : وعن ابن عمر قال : بينا أنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى ظل بالمدينة ونحن نطلب عليا عليه السّلام إذ انتهينا إلى حائط فنظرنا إلى على عليه السلام وهو نائم فى الأرض وقد اغبر ( إلى أن قال ) فقال - أى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم - : ألا أرضيك يا علىّ؟ قال : بلى يا رسول اللّه قال : أنت أخى ووزيرى تقضى دينى وتنجز موعدى وتبرىء ذمتى ، فمن أحبك فى حياة منى فقد قضى نحبه ، ومن أحبك فى حياة منك بعدى ختم اللّه له بالأمن والإيمان وآمنه يوم الفزع ، ومن مات وهو يبغضك يا على مات ميتة جاهلية ويحاسبه اللّه بما عمل فى الإسلام ، قال : رواه الطبرانى.

[ أيضا ج 9 ص 138 ] قال : وعن أبى رافع إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال لعلى عليه السلام قبل موته : تبرىء ذمتى وتقبل على سنتى ، قال : رواه البزار.

[ خصائص النسائى ] صاحب الصحيح المعروف ( ص 4 ) روى بسنده عن عائشة بنت سعد قالت : سمعت أبى يقول : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يوم الجحفة فأخذ بيد على عليه السلام فخطب فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس إنى وليكم قالوا : صدقت يا رسول اللّه ، ثم أخذ بيد على عليه السلام فرفعها فقال : هذا وليى ويؤدى عنى دينى ، وأنا موالى من والاه ومعادى من عاداه.

[ كنوز الحقائق ص 92 ] ذكر حديثين ، أحدهما علىّ يقضى دينى وثانيهما علىّ ينجز عداتى ويقضى دينى ، وفى كل منهما قال : أخرجه الديلمى.

ص: 60

باب : إن عليا عليه السّلام نحر ما بقي من بدنة النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 260 ] روى بسنده عن ابن عباس قال : أهدى لرسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى حجة الوداع مائة بدنة نحر منها ثلاثين بدنة بيده ثم أمر عليا عليه السلام فنحر ما بقى منها وقال أقسم لحومها وجلالها وجلودها بين الناس ولا تعط جزارا منها شيئا وخذ لنا من كل بعير حذية (1) من لحم ثم اجعلها فى قدر واحدة حتى نأكل من لحمها ونحسو من مرقها ففعل ، ( أقول ) وقد روى هاهنا فى هذا المعنى روايات كثيرة قد اقتصرنا من بينها على ما ذكر.

[ الفخر الرازى فى تفسيره الكبير ] فى سورة الكوثر ، قال : روى إنه عليه السّلام أهدى مائة بدنة فيها جمل لأبى جهل فى أنفه برة (2) من

ص: 61


1- الحذية : القطعة.
2- 2 - قال ابن الأثير الجزرى فى نهاية غريب الحديث بمادة ( برة ) ما نصه : « فى حديث ابن عباس أهدى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم جملا كان لأبى جهل فى أنفه برة من فضة يغيظ بذلك المشركين : البرة حلقة تجعل فى لحم الألف وربما كانت من شعر » فهي بضم الباء للوحدة والراء المشددة المفتوحة ثم الهاء.

ذهب فنحر هو عليه السلام حتى أعيى ثم أمر عليا عليه السلام بذلك وكانت النوق يزدحمن على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فلما أخذ علىّ السكين تباعدت منه.

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 3 ص 331 ] روى بسنده عن جابر إن البدن التى نحر رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم كانت مائة بدنة نحر بيده ثلاثا وستين ونحر على عليه السلام ما غبر ، وأمر النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم من كل بدنة ببضعة فجعلت فى قدر ثم شربا من مرقها ( أقول ) ويؤيد الجزء الأخير من هذا الحديث ما ذكره السيوطى فى الدر المنثور فى تفسير قوله تعالى : ( فَكُلُوا مِنْهٰا وَأَطْعِمُوا اَلْبٰائِسَ اَلْفَقِيرَ ) فى سورة الحج قال : وأخرج ابن أبى حاتم عن جابر بن عبد اللّه قال : نحر رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم من كل جزور بضعة فجعلت فى قدر فأكل رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وعلى عليه السلام من اللحم وحسوا من المرق ( قال ) قال سفيان : لأن اللّه يقول : فكلوا منها.

[ سنن البيهقى ج 5 ص 6 ] روى بسنده عن جابر بن عبد اللّه حديثا طويلا فى حج النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال فى أواخره : ثم انصرف رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إلى المنحر فنحر بيده ثلاثا وستين وأمر عليا عليه السلام فنحر ما غبر ، - يقول ما بقى - وأشركه فى هديه ، ثم أمر من كل بدنة ببضعة فجعلت فى قدر فطبخت فأكلا من لحمها وشربا من مرقها ( الحديث ) وروى أيضا مثل ذلك فى ( ص 133 ).

[ سنن البيهقى ج 5 ص 238 ] روى بسنده عن غرفة بن الحارث الكندى قال : شهدت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى حجة

ص: 62

الوداع وأتي بالبدن فقال : أدعوا لى أبا حسن فدعى له على عليه السلام ، فقال له : خذ بأسفل الحربة وأخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم بأعلاها ثم طعنا بها البدن ، فلما فرغ ركب بغلته وأردف عليا عليه السلام ، ( أقول ) ورواه ابن سعد أيضا فى طبقاته ( ج 7 القسم 2 ص 145 ) وابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج 4 ص 169 ).

ص: 63

باب : إن عليا عليه السّلام أوصاه النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم أن يضحي عنه بعد وفاته

[ صحيح أبى داود ] فى الجزء الثامن عشر فى باب الأضحية عن الميت روى بسنده عن حنش قال : رأيت عليا عليه السلام يضحى بكبشين فقلت : ما هذا؟ فقال : إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أوصانى أن أضحى عنه فأنا أضحى عنه ، ( أقول ) ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 1 ص 150 ) وفى غير هذا الموضع أيضا.

[ مستدرك الصحيحين ج 4 ص 229 ] روى بسنده عن حنش قال : ضحى على عليه السلام بكبشين كبش عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم وكبش عن نفسه ، وقال : أمرنى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أن أضحى عنه فأنا أضحى أبدا ( قال ) هذا حديث صحيح الإسناد.

ص: 64

باب : إن عليا عليه السّلام جمع القرآن بعد النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج 1 ص 67 ] روى بسنده عن عبد خير عن على عليه السلام قال : لما قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أقسمت ( أو حلفت ) أن لا أضع ردائى عن ظهرى حتى أجمع ما بين اللوحين فما وضعت ردائى عن ظهرى حتى جمعت القرآن (1).

ص: 65


1- جاء فى فهرست ابن النديم الطبعة الثانية بمصر ( ص 47 ) ما هذا نصه : « قال ابن المنادى : حدثنى الحسن بن العباس قال : أخبرت عن عبد الرحمن بن أبى حماد عن الحكم بن ظهير السدوسى عن عبد خير عن على عليه السلام أنه رأى من الناس طيرة عند وفاة النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم فأقسم إنه لا يضع عن ظهره رداءه حتى يجمع القرآن فجلس فى بيته ثلاثة أيام حتى جمع القرآن ، فهو أول مصحف جمع فيه القرآن من قلبه ، وكان المصحف عند أهل جعفر ، ورأيت أنا فى زماننا عند أبى يعلى حمزة الحسنى رحمه اللّه مصحفا قد سقط منه أوراق بخط على بن أبى طالب ( عليه السلام ) يتوارثه بنو حسن على مر الزمان وهذا ترتيب السور من ذلك المصحف ». ( أنظر كتاب تأسيس الشيعة ( ص 316 ) طبع بغداد لسيدنا الحجة السيد حسن الصدر الكاظمى رحمه اللّه ).

باب : إن عليا عليه السّلام تغدره الامة بعد النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم ويصيبه جهد وبلاء

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 140 ] روى بسنده عن أبى إدريس الأودى عن على عليه السلام قال : إن مما عهد إلى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم أن الأمة ستغدر بى بعده ، قال : هذا حديث صحيح الإسناد ، ( أقول ) ورواه الخطيب أيضا فى تاريخه ( ج 11 ص 216 ) وقال فيه : إن الأمة ستغدر بك من بعدى ، وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 73 ) وقال فيه : إن الأمة ستغدرنى من بعده ، قال : أخرجه ابن أبى شيبة والحارث والبزار والحاكم والعقيلى والبيهقى فى الدلائل.

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 142 ] قال : عن حيان الأسدى سمعت عليا عليه السلام يقول : قال لى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : إن الأمة ستغدر بك بعدى وأنت تعيش على ملتى وتقتل على سنتى ، من أحبك أحبنى ، ومن أبغضك أبغضنى ، وإن هذه ستخضب من هذا - يعنى لحيته من رأسه - قال الحاكم : صحيح ، ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 157 ) وقال : أخرجه الدار قطنى

ص: 66

فى الأفراد والحاكم والخطيب عن على عليه السلام.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 137 ) قال : وعن ثعلبة أنه قال - أى على عليه السلام - على المنبر : واللّه إنه لعهد النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم الأمى إلى أن الأمة ستغدر بى ، قال : رواه البزار.

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 140 ] روى بسنده عن ابن عباس قال : قال النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم لعلى : أما إنك ستلقى بعدى جهدا قال : فى سلامة من دينى قال : فى سلامة من دينك ( قال ) هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.

[ كنوز الحقائق للمناوى ص 188 ] ولفظه : يا علىّ إنك سقبلى بعدى فلا تقاتلن ، قال : أخرجه أبو يعلى ، ( أقول ) ومقتضى الجمع بين هذا الحديث وبين ما تقدم من قوله صلى اللّه عليه وآله وسلم - المروى بطرق عديدة إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله أو ما تقدم من أمره صلى اللّه عليه وآله وسلم عليا بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين كما روى ذلك بطرق عديدة أيضا - هو النهى عن القتال من بعده بلافصل إما لقلة الناصر أو لمخافة أن يرتد الناس عن دينهم لقرب عهدهم بالجاهلية أو لغير ذلك من موانع القتال وأما بعد وجدان الناصر أو بعد ارتفاع الموانع فلابد من القتال.

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج 1 ص 66 ] روى بسنده عن أبى برزة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : إن اللّه تعالى عهد إلى عهدا فى علىّ فقلت : يا رب بيّنه لى فقال : إسمع فقلت : سمعت فقال : إن عليا راية الهدى وإمام أوليائى ونور من أطاعنى وهو الكلمة التى ألزمتها المتقين من أحبه أحبنى ومن أبغضه أبغضنى فبشره بذلك فجاء على عليه السلام فبشرته فقال : يا رسول اللّه أنا عبد اللّه وفى قبضته فان

ص: 67

يعذبنى فبذنبى وإن يتم لى الذى بشرتنى به فاللّه أولى بى قال : قلت : اللّهم اجل قلبه واجعل ربيعه الإيمان فقال اللّه : قد فعلت به ذلك ثم إنه رفع إلي أنه سيخصه من البلاء بشىء لم يخص به أحدا من أصحابى فقلت : يا رب أخى وصاحبى فقال : إن هذا شىء قد سبق أنه مبتلى ومبتلى به.

ص: 68

باب : في بكاء النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم على علي عليه السّلام

[ تاريخ بغداد ج 12 ص 398 ] روى بسنده عن عبد اللّه بن أحمد ابن كثير وأحمد بن زهير بسنديهما ، عن أبى عثمان النهدى ، عن على بن أبى طالب عليه السلام قال : مررت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم بحديقة فقلت : يا رسول اللّه ما أحسنها قال لك فى الجنة خير منها حتى مررت بسبع حدائق ( قال ) وقال أحمد بن زهير : بتسع حدائق كل ذلك أقول له ويقول : لك فى الجنة خير منها ( قال ) ثم جذبنى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وبكى فقلت : يا رسول اللّه ما يبكيك؟ قال : ضغائن فى صدور رجال عليك لن يبدوها لك إلا من بعدى ، فقلت : بسلامة من دينى قال : نعم بسلامة من دينك.

[ كنز العمال ج 6 ص 408 ] قال : عن على عليه السلام بينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم آخذ بيدى ونحن نمشى فى بعض سكك المدينة فمررنا بحديقة فقلت : يا رسول اللّه ما أحسنها من حديقة قال : لك فى الجنة أحسن منها حتى مررنا بسبع حدائق كل ذلك أقول ما أحسنها ويقول : لك فى الجنة أحسن منها ، فلما خلا له الطريق

ص: 69

اعتنقنى ثم أجهش باكيا قلت : يا رسول اللّه ما يبكيك؟ قال : ضغائن فى صدور أقوام لا يبدونها لك إلا من بعدى قلت : يا رسول اللّه فى سلامة من دينى قال : فى سلامة من دينك ( قال ) أخرجه البزار وأبو يعلى وأبو الشيخ فى كتاب القطع والسرقة وابن الجوزى وابن النجار فى تاريخه ، ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى الرياض النضرة ( ج 2 ص 210 ) باختصار وقال : أخرجه أحمد فى المناقب ( انتهى ) ورواه الحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج 3 ص 139 ) باختصار زائد.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 118 ] قال : وعن ابن عباس قال : خرجت أنا والنبى صلى اللّه عليه وآله وسلم وعلى عليه السلام فى حشان (1) المدينة فمررنا بحديقة فقال على عليه السلام : ما أحسن هذه الحديقة يا رسول اللّه فقال : حديقتك فى الجنة أحسن منها ، ثم أومأ بيده إلى رأسه ثم بكى حتى علا بكاؤه ، قلت : ما يبكيك؟ قال : ضغائن فى صدور قوم لا يبدونها لك حتى يفقدونى ، قال : رواه الطبرانى ، ( أقول ) ثم إن هاهنا حديثا يناسب صدر الأحاديث المتقدمة وهو ما ذكره المحب الطبرى فى الرياض النضرة ( ج 2 ص 210 ) قال : وعن أبى سعيد الخدرى قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يا علىّ إن لك فى الجنة ما لو قسم على أهل الأرض لوسعهم.

ص: 70


1- الحشان : بكسر الحاء والنون فى آخره جمع حش وهو البستان.

باب : إن عليا عليه السّلام أمره النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم في المنام أن يدعو عليهم

[ طبقات ابن سعد ج 3 القسم 1 ص 24 ] قال : قال الحسن بن على عليهما السلام : وأتيته سحرا - أى أتى أباه - فجلست اليه فقال : إنى بت الليلة أوقظ أهلى فملكتنى عيناى وأنا جالس فسنح لى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فقلت : يا رسول اللّه ما لقيت من أمتك من الأود (1) واللدد فقال لى : أدع اللّه عليهم فقلت : اللّهم أبدلنى بهم خيرا لى منهم وأبدلهم شرا منى ( أقول ) ورواه ابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج 4 ص 36 ).

[ أسد الغابة ج 4 ص 36 ] روى بسنده عن أبى عبد الرحمن السلمى قال : قال لى الحسين بن على عليهما السلام : قال لى على عليه السلام : سنح لى الليلة رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى منامى فقلت : يا رسول اللّه ما لقيت من أمتك من الأود واللدد ، قال : أدع عليهم قلت : اللّهم أبدلنى بهم من هو خير لى منهم وأبدلهم بى من هو

ص: 71


1- الأود التعب وللشقة واللدد الخصومة الشديدة.

شر منى فخرج فضربه الرجل ، قال ابن الأثير : كذا فى هذه الرواية الحسين بن على ( عليهما السلام ) وإنما هو الحسن.

[ الاستيعاب لابن عبد البر ج 2 ص 470 ] قال : وقال أبو عبد الرحمن السلمى أتيت الحسن بن على عليهما السلام فى دار أبيه وكان يقرأ عليّ وذلك فى اليوم الذى قتل فيه على عليه السلام فقال لى : إنه سمع أباه فى ذلك السحر يقول له : يا بنى رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى هذه الليلة فى نومة نمتها فقلت : يا رسول اللّه ماذا لقبت من أمتك من الأود واللدد فقال : أدع اللّه عليهم فقلت : اللّهم أبدلنى بهم خيرا لى منهم وأبدلهم بى من هو شر منى ، ثم انتبه وجاء مؤذنه يؤذنه بالصلاة فخرج فاعتوره الرجلان ، فأما أحدهما فوقعت ضربته فى الطاق ، وأما الآخر فضربه فى رأسه وذلك فى صبيحة يوم الجمعة لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان صبيحة بدر ، ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى الرياض النضرة ( ج 2 ص 245 ) عن الحسن البصرى وقال : أخرجه أبو عمرو والقلعى.

( ثم ) إن هاهنا حديثا يناسب ذكره فى خاتمة هذا الباب ، وهو ما ذكره المتقى فى كنز العمال ( ج 6 ص 411 ) قال : عن الحسن أو الحسين ( عليهما السلام ) إن عليا عليه السلام قال : لقينى حبيبى - يعنى فى المنام - نبى اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فشكوت اليه ما لقيت من أهل العراق بعده فوعدنى الراحة منهم إلى قريب فما لبث إلا ثلاثا ( قال ) أخرجه العدنى.

ص: 72

باب : في اخبار النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم عن قتل علي عليه السّلام وإخبار علي عليه السّلام عن قتل نفسه

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 142 ] قال : عن حيان الأسدى سمعت عليا عليه السلام يقول : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : إن الأمة ستغدر بك بعدى وأنت تعيش على ملتى وتقتل على سنتى من أحبك أحبنى ، ومن أبغضك أبغضنى ، وإن هذه ستخضب من هذا - يعنى لحيته من رأسه - قال الحاكم : صحيح.

[ الاستيعاب ج 2 ص 681 ] روى بسنده عن ابن أبى فضالة قال : خرجت مع أبى إلى على بن أبى طالب عليه السلام بينبع عائدا له وكان مريضا ثقيلا يخاف عليه فقال له أبى : ما يقيمك بهذا المنزل لو هلكت؟ لم يلك إلا أعراب جهينة فاحتمل إلى المدينة فان أصابك أجلك وليك أصحابك وصلوا عليك ، وكان أبو فضالة ممن شهد بدرا مع النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال له على عليه السلام : لست ميتا من وجعى هذا إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم عهد إلي أن لا أموت حتى أؤمّر ثم تخضب هذه من هذه - يعنى لحيته من هامته - ( أقول ) ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 1 ص 102 ) وقال فى آخره : وقتل

ص: 73

أبو فضالة مع على عليه السلام يوم صفين وذكره المحب الطبرى أيضا فى الرياض النضرة ( ج 2 ص 223 ) وقال : أخرجه ابن الضحاك.

[ مسند أبى داود الطيالسى ج 1 ص 23 ] روى بسنده عن زبيد بن وهب قال : جاء رأس الخوارج إلى على عليه السلام فقال : إتق اللّه فانك ميت فقال : لا والذى فلق الحبة وبرأ النسمة ولكنى مقتول من ضربة من هذه تخضب هذه وأشار بيده إلى لحيته عهد معهود وقضاء مقضى وقد خاب من افترى.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 137 ] قال : وعن عائشة قالت : رأيت النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم التزم عليا عليه السلام وقبّله ويقول : بأبى الوحيد الشهيد ( قال ) رواه أبو يعلى ، ( أقول ) وذكره ابن حجر أيضا فى صواعقه ( ص 74 ) وقال : أخرجه أبو يعلى وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 157 ) وقال : أخرجه أبو يعلى عن عائشة.

[ كنز العمال ج 6 ص 157 ] ولفظه : إن هذا لن يموت حتى يملأ غيظا ولن يموت إلا مقتولا قاله لعلى عليه السلام ( قال ) أخرجه الدار قطنى فى الأفراد وابن عساكر عن أنس - يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 398 ] قال : عن جابر بن سمرة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لعلى عليه السلام : إنك مستخلف مقتول وإن هذه مخضوبة من هذا - يعنى لحيته من رأسه - قال : أخرجه الطبرانى وابن عساكر.

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 156 ] روى بسنده عن عبد اللّه ابن سبع قال : خطبنا على عليه السلام فقال : والذى فلق الحبة وبرأ النسمة لتخضبن هذه من هذه قال : قال الناس : فاعلمنا من

ص: 74

هو واللّه لنبيرن عترته قال : أنشدكم باللّه أن يقتل غير قاتلى ( الحديث ).

[ الطبقات ج 3 القسم 1 ص 22 ] روى بسنده عن نبل بنت بدر عن زوجها قال : سمعت عليا عليه السلام يقول : لتخضبن هذه من هذا - يعنى لحيته من رأسه -.

[ الطبقات أيضا لابن سعد ج 3 القسم 1 ص 23 ] روى بسنده عن أم جعفر سرية على عليه السلام قالت : إنى لأصب على يديه الماء إذ رفع رأسه فأخذ بلحيته فرفعها إلى أنفه فقال : واها لك لتخضبن بدم قالت : فأصيب يوم الجمعة.

[ الاستيعاب لابن عبد البر ج 2 ص 470 ] قال : روى الأعمش عن حبيب بن أبى ثابت عن ثعلبة الحمانى أنه سمع على بن أبى طالب عليه السّلام يقول : والذى فلق الحبة وبرأ النسمة لتخضبن هذه - يعنى لحيته - من دم هذا - يعنى رأسه -.

( أقول ) هذه جملة من الأخبار التى جاءت فى إخبار النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم عن قتل على عليه السلام وإخبار على عليه السلام عن قتل نفسه وأما بقيتها فستأتى فى باب قاتل على عليه السلام أشقاها ، فانتظر.

ص: 75

باب : إن عليا عليه السّلام أشار الى قاتله والى الليلة التي قتل بها

[ طبقات ابن سعد ج 3 القسم 1 ص 22 ] روى بسنده عن محمد بن سيرين قال على بن أبى طالب عليه السلام للمرادى :

أريد حياته ويريد قتلى *** عذيرك من خليلك من مرادى

[ أقول ] ورواه ابن عبد البر أيضا فى استيعابه ( ج 2 ص 470 ).

[ الاستيعاب لابن عبد البر ج 2 ص 470 ] روى بسنده عن سكين ابن عبد العزيز العبدى أنه سمع أباه يقول : جاء عبد الرحمن بن ملجم يستحمل عليا عليه السلام فحمله ثم قال :

أريد حياته ويريد قتلى *** عذيرى من خليلى من مرادى

أما إن هذا قاتلى ، قيل : فما يمنعك منه؟ قال : إنه لم يقتلنى بعد ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى الرياض النضرة ( ج 2 ص 245 ) وزاد فى آخره : وقيل له : إن ابن ملجم يسم سيفه وقال : إنه

ص: 76

سيقتلك به قتلة يتحدث بها العرب ، فبعث اليه وقال : لم تسم سيفك؟ قال : لعدوى وعدوك فخلى عنه وقال : ما قتلنى بعد ، قال : أخرجه أبو عمرو.

[ كنز العمال ج 6 ص 412 ] قال : عن معاوية بن جوين الحضرمى قال : عرض على على عليه السلام الخيل فمرّ عليه ابن ملجم فسأله عن اسمه ( أو قال نسبه ) فانتمى إلى غير أبيه فقال له : كذبت حتى انتسب إلى أبيه فقال : صدقت أما إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم حدثنى أن قاتلى شبه اليهود وهو يهود فامضه ( قال ) أخرجه ابن عدى وابن عساكر.

[ الصواعق المحرقة لابن حجر ص 80 ] قال : فلما كانت الليلة التى قتل فى صبيحتها أكثر الخروج - يعنى عليا عليه السلام - والنظر إلى السماء وجعل يقول : واللّه ما كذبت ولا كذبت وأنها الليلة التى وعدت فلما خرج وقت السحر ضربه ابن ملجم الضربة الموعود بها ( الخ ).

ص: 77

باب : إن عليا عليه السّلام يصحن الاوز في وجهه قبل أن يخرج فيقتل

[ أسد الغابة لابن الأثير ج 4 ص 35 ] روى بسنده عن الحسن بن كثير عن أبيه قال : خرج على عليه السلام لصلاة الفجر فاستقبله الإوز (1) يصحن فى وجهه قال : فجعلنا فطردهن عنه فقال : دعوهن فانهن نوائح وخرج فأصيب ( قال ) ابن الأثير وهذا يدل على أنه عليه السلام علم السنة والشهر والليلة التى يقتل فيها واللّه أعلم ( انتهى ) ، ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 413 ) وقال : أخرجه ابن عساكر.

[ الرياض النضرة ج 2 ص 245 ] قال : وعن الحسين بن كثير عن أبيه - وكان قد أدرك عليا عليه السلام - قال : فخرج على عليه السلام إلى الفجر فأقبل الإوز يصحن فى وجهه فطردوهن فقال : دعوهن فانهن نوائح فضربه ابن ملجم ، قلت له : يا أمير المؤمنين خل بيننا

ص: 78


1- الإوز : بكسر الهمزة وتشديد الزاى ، جمع إوزة وهو طائر مائى ويقال له ( الوزة ) - فارسية.( المنجد)

وبين مراد فلا تقوم لهم ثاغية ولا راغية أبدا ، قال : لا ولكن إحبسوا الرجل فان أنامت فاقتلوه ، وإن أعش فالجروح قصاص ، قال : أخرجه أحمد فى المناقب ( أقول ) فى المثل المشهور ( ماله ثاغية ولا راغية ) الثاغية النعجة والناغية الناقة ، أى ليس له شىء.

ص: 79

باب : إن عليا عليه السّلام ذو قرنيها

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 123 ] روى بسنده عن سلمة بن أبى الطفيل - قال : أظنه عن أبيه - عن على عليه السلام قال : قال لى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : يا علىّ إن لك كنزا فى الجنة وإنك ذو قرنيها فلا تتبعن النظرة نظرة فان لك الأولى وليست لك الآخرة ، ( قال ) هذا حديث صحيح الإسناد ، ( أقول ) ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 1 ص 159 ) ورواه الطحاوى أيضا فى مشكل الآثار ( ج 2 ص 350 ) وفى شرح معانى الآثار ( ج 2 ص 8 ) ورواه جمع آخرون أيضا من أئمة الحديث.

[ مشكل الآثار للطحاوى ج 2 ص 350 ] روى بسنده عن أبى الطفيل قال : قام على عليه السلام على المنبر فقال : سلونى قبل أن تفقدونى ولن تسألوا بعدى مثلى ، فقام اليه ابن الكواء فقال : ما كان ذو القرنين ملكا كان أم نبيا؟ فقال : لم يكن نبيا ولا ملكا ولكنه كان عبدا صالحا أحب اللّه فأحبه وناصح اللّه فنصحه ، ضرب على قرنه الأيمن فمات ثم بعثه اللّه عز وجل ، ثم ضرب على قرنه الأيسر فمات وفيكم مثله.

ص: 80

( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 1 ص 254 ) وقال فيه : بعثه اللّه إلى قومه فضربوه على قرنه فمات ثم أحياه اللّه لجهادهم ، ثم بعثه اللّه إلى قومه فضربوه على قرنه الآخر فمات فأحياه اللّه لجهادهم ، فلذلك سمىّ ذو القرنين ، وإن فيكم مثله ، قال : أخرجه ابن عبد الحكم فى فتوح مصر وابن أبى عاصم فى السنة ، وابن الأنبارى فى المصاحف ، وابن مردويه ، وابن المنذر ، وابن أبى عاصم ، وذكره المحب الطبرى أيضا فى الرياض النضرة ( ج 2 ص 210 ) ثم قال : وقال الهروى فى قوله تعالى : ( ويسألونك عن ذى القرنين ) قال : إنما سمىّ ذا القرنين لأنه دعا قومه إلى عبادة اللّه فضربوه على قرنه الأيمن فمات ثم أحياه اللّه عز وجل فضربوه على قرنه الأيسر فمات فأحياه اللّه تعالى ، قال : ومن ذلك قول على عليه السلام حين ذكر قصة ذى القرنين قال : وفيكم مثله ، فنرى أنه إنما عنى نفسه لأنه ضرب على رأسه ضربتين إحداهما يوم الخندق والأخرى ضربة ابن ملجم ، فيجوز أن تكون الإشارة إلى ذلك بقوله صلى اللّه عليه وآله وسلم : وإنك ذو قرنيها أى ذو قرنى هذه الأمة كما كان ذو القرنين فى تلك الأمة.

ص: 81

باب : إن قاتل علي عليه السّلام أشقى الناس

[ السيوطى فى الدر المنثور ] فى ذيل تفسير سورة والشمس ، قال : وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه والبغوى وأبو نعيم فى الدلائل عن عمار ابن ياسر قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لعلى عليه السلام : ألا أحدثك بأشقى الناس؟ قال : بلى ، قال : رجلان اخيمر ثمود الذى عقر الناقة ، والذى يضربك على هذا - يعنى قرنه - حتى تبتل منه هذه - يعنى لحيته - قال : وأخرج الطبرانى وابن مردويه وأبو نعيم مثله من حديث صهيب وجابر بن سمرة.

[ خصائص النسائى صاحب الصحيح المعروف ص 39 ] روى بسنده عن عمار بن ياسر قال : كنت أنا وعلى بن أبى طالب عليه السلام رفيقين فى غزوة العشيرة من بطن ينبع فلما نزلها رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أقام بها شهرا فصالح فيها بنى مدلج وحلفاءهم من ضمرة فوادعهم ، فقال لى على عليه السلام : هل لك يا أبا اليقظان أن نأتى هؤلاء نفر من بنى مدلج يعملون فى عين لهم فننظر كيف يعملون؟ قال : قلت : إن شئت ، فجئناهم فنظرنا إلى أعمالهم ساعة

ص: 82

ثم غشينا النوم فانطلقت أنا وعلى عليه السلام حتى اضطجعنا فى ظل صور من النخل وفى دقعاء من التراب فنمنا فو اللّه ما أهبنا إلا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يحركنا برجله وقد تربنا من تلك الدقعاء التى نمنا فيها فيومئذ ، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لعلىّ عليه السلام : ما لك يا أبا تراب؟ لما يرى عليه من التراب ، ثم قال : ألا أحدثكما بأشقى الناس رجلين؟ قلنا : بلى يا رسول اللّه قال : احيمر ثمود الذى عقر الناقة والذى يضربك على هذه - ووضع يده على قرنه - حتى يبل منها هذه - وأخذ بلحيته - ( أقول ) ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 4 ص 262 ) والحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج 3 ص 140 ) والطحاوى أيضا فى مشكل الآثار ( ج 1 ص 351 ) وابن جرير الطبرى أيضا فى تاريخه ( ج 2 ص 123 ) بطريقين ، والمتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 399 ) وقال : أخرجه البغوى والطبرانى وابن مردويه وأبو نعيم وابن عساكر وابن النجار.

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 113 ] روى بسنده عن أبى سنان الدؤلى إنه عاد عليا عليه السلام فى شكوى له شكاها قال : فقلت له : لقد تخوفنا عليك يا أمير المؤمنين فى شكواك هذه فقال : لكنى واللّه ما تخوفت على نفسى منه لأنى سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم الصادق المصدوق يقول : إنك ستضرب ضربة هاهنا وضربة هاهنا - وأشار إلى صدغيه - فيسيل دمها حتى تخضب لحيتك ويكون صاحبها أشقاها كما كان عافر الناقة أشقى ثمود ( قال الحاكم ) هذا حديث صحيح على شرط البخارى ( أقول ) ورواه البيهقى أيضا فى ( ج 8 ص 58 ) وابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج 4 ص 33 ) باختلاف فى اللفظ ، وغير هؤلاء أيضا من أئمة الحديث

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 130 ] روى بسنده عن عبد اللّه ابن سبع قال : سمعت عليا عليه السلام يقول : لتخضبن هذه

ص: 83

من هذه فما ينتظر بى الأشقى قالوا : يا أمير المؤمنين فأخبرنا به نبير عترته ، قال : إذا تاللّه تقتلون بى غير قاتلى ( الحديث ) ، ( أقول ) ورواه ابن سعد أيضا فى طبقاته ( ج 3 ص 22 ) والخطيب البغدادى أيضا فى تاريخ بغداد ( ج 12 ص 57 ).

[ طبقات ابن سعد ج 3 القسم 1 ص 21 ] روى بسنده عن أبى الطفيل قال : دعا على عليه السلام الناس إلى البيعة فجاء عبد الرحمن بن ملجم المرادى فرده مرتين ، ثم أتاه فقال : ما يحبس أشقاها لتخضبن ( أو لتصبغن ) هذه من هذا - يعنى لحيته من رأسه - ثم تمثل بهذين البيتين.

أشدد حيازيمك للموت *** فان الموت آتيك

ولا تجزع من القتل *** إذا حلّ بواديك

( أقول ) ورواه الطحاوى أيضا فى مشكل الآثار ( ج 1 ص 352 ) وقال فيه : ما أنجس أشقاها ، أى بتقديم النون على الجيم ، ولعله من تحريف الناسخ أو الطابع ، فلاحظ ، ورواه ابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج 4 ص 35 ).

[ الطبقات أيضا ج 3 القسم 1 ص 22 ] روى بسنده عن عبيدة قال : قال على عليه السلام : ما يحبس أشقاكم أن يجىء فيقتلنى اللّهم قد سئمتهم وسئمونى فأرحهم منى وأرحنى منهم.

[ الطبقات أيضا ج 3 القسم 1 ص 22 ] روى بسنده عن عبيد اللّه إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال لعلى عليه السلام : يا علىّ من أشقى الأولين والآخرين؟ قال : اللّه ورسوله أعلم ، قال : أشقى الأولين عاقر الناقة وأشقى الآخرين الذى يطعنك يا علىّ - وأشار إلى حيث يطعن.

[ تاريخ بغداد للخطيب البغدادى ج 1 ص 135 ] روى بسنده

ص: 84

عن جابر بن سمرة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لعلى عليه السّلام : من أشقى الأولين؟ قال : عاقر الناقة ، قال : فمن أشقى الآخرين؟ قال : اللّه ورسوله أعلم ، قال : قاتلك ، ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 398 ) وقال : أخرجه ابن عساكر ، وذكره الزمخشرى أيضا فى الكشاف والفخر الرازى فى تفسيره الكبير كلاهما فى ذيل تفسير قوله تعالى : ( هٰذِهِ نٰاقَةُ اَللّٰهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهٰا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اَللّٰهِ وَلاٰ تَمَسُّوهٰا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذٰابٌ أَلِيمٌ ) فى سورة الأعراف.

[ أسد الغابة لابن الأثير ج 4 ص 34 ] روى بسنده عن صهيب قال : قال على عليه السلام : قال لى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : من أشقى الأولين؟ قلت : عاقر الناقة ، قال : صدقت ، قال : فمن أشقى الآخرين؟ قلت : لا علم لى يا رسول اللّه ، قال : الذى يضربك على هذا - وأشار بيده إلى يافوخه - وكان يقول : وددت أنه قد انبعث أشقاكم فخضب هذه من هذه - يعنى لحيته من دم رأسه - ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 411 ) وقال : أخرجه ابن عساكر ، وذكره المحب الطبرى أيضا فى الرياض النضرة ( ج 2 ص 248 ) وقال : أخرجه أبو حاتم والملا فى سيرته ، وذكره ابن عبد البر أيضا فى استيعابه ( ج 2 ص 407 ) وذكره العسقلانى ايضا فى فتح البارى ج 8 ص 76 وقال اخرجه ابو يعلى باسناد لين وعند البزار باسناد جيد

[ الثعلبى فى قصص الأنبياء ص 100 ] روى بسنده عن الضحاك بن مزاحم قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : يا علىّ أتدرى من أشقى الأولين؟ قال : قلت : اللّه ورسوله أعلم ، قال : عاقر الناقة ، قال : يا علىّ أتدرى من أشقى الآخرين؟ قال : قلت : اللّه ورسوله أعلم قال : قلتلك.

ص: 85

[ كنز العمال ج 6 ص 412 ] قال : عن على عليه السلام ، قال : أخبرنى الصادق المصدوق أنى لا أموت حتى أضرب على هذه - وأشار إلى مقدم رأسه الأيسر - فتخضب هذه منها بدم - وأخذ بلحيته - وقال : يقتلك أشقى هذه الأمة كما عقر ناقة اللّه أشقى بنى فلان من ثمود ، فنسبه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إلى فخذه الدنيا دون ثمود ، قال : أخرجه عبد بن حميد وابن عساكر.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 412 ] قال : عن سعيد بن المسيب قال : رأيت عليا عليه السلام على المنبر وهو يقول : لتخضبن هذه من هذه - وأشار بيده إلى لحيته وجبينه - فما حبس أشقاها؟ فقلت : لقد ادعى على عليه السلام علم الغيب فلما قتل علمت أنه قد كان عهد اليه ، قال : أخرجه ابن عساكر.

[ نور الأبصار للشبلنجى ص 97 ] قال : وفى الفصول المهمة قيل : وسئل على عليه السلام وهو على المنبر فى الكوفة عن قوله تعالى : ( مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ رِجٰالٌ صَدَقُوا مٰا عٰاهَدُوا اَللّٰهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ) فقال : اللّهم غفرا هذه الآية نزلت فىّ وفى عمى حمزة وفى ابن عمى عبيدة ابن الحارث بن عبد المطلب ، فأما عبيدة فانه قضى نحبه شهيدا يوم بدر ، وأما عمى حمزة فانه قضى نحبه شهيدا يوم احد ، وأما أنا فأنتظر أشقاها يخضب هذه من هذا - وأشار إلى لحيته ورأسه - عهدا عهده إلى حبيبى أبو القاسم صلى اللّه عليه وآله وسلم ، ( أقول ) وذكره ابن حجر أيضا فى صواعقه ( ص 80 ).

ص: 86

باب : إن ابن ملجم لعنه اللّه يختطفه الطير كل يوم ويتقيأه

[ نور الأبصار للشبلنجى ص 98 ] قال : غريبة من كتاب المناقب لأبى بكر الخوارزمى قال : قال أبو القاسم بن محمد : كنت فى المسجد الحرام فرأيت الناس مجتمعين حول مقام ابراهيم عليه السلام فقلت : ما هذا؟ فقالوا : راهب قد أسلم وجاء إلى مكة وهو يحدث بحديث عجيب ، فأشرفت عليه فاذا شيخ كبير عليه جبة صوف وقلنسوة صوف عظيم الجثة وهو قاعد عند المقام يحدث الناس وهم يستمعون له فقال : بينما أنا قاعد فى صومعتى فى بعض الأيام إذ أشرفت منها إشرافة فاذا طائر كالنسر الكبير قد سقط على صخرة على شاطىء البحر فتقيأ فرمى من فيه ربع إنسان ، ثم طار فغاب يسيرا ثم عاد فتقيأ ربعا آخر ، ثم طار وعاد فتقيا هكذا ، إلى أن تقيأ أربعة أرباع إنسان ثم طار فدنت الأرباع بعضها من بعض فالتأمت ، فقام منها إنسان كامل وأنا أتعجب مما رأيت ، فاذا بالطائر قد انقض عليه فاختطف ربعه ، ثم طار ثم عاد واختطف ربعا آخر ، ثم طار وهكذا إلى أن اختطف جميعه ، فبقيت متفكرا وأنحسر أن لا كنت سألته من هو وما هى قصته ، فلما كان فى

ص: 87

اليوم الثانى إذا بالطائر قد أقبل وفعل كفعله بالأمس ، فلما التأمت الأرباع وصارت شخصا كاملا نزلت من صومعتى مبادرا اليه وسألته باللّه من أنت يا هذا؟ فسكت ، فقلت : بحق من خلقك إلا ما أخبرتنى من أنت؟ فقال : أنا ابن ملجم فقلت : ما قصتك مع هذا الطائر ، قال : قتلت على بن أبى طالب فوكل اللّه بى هذا الطائر يفعل بى ما ترى كل يوم ، فخرجت من صومعتى وسألت عن على بن أبى طالب فقيل لى : إنه ابن عم رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فأسلمت وأتيت إلى بيت اللّه الحرام قاصدا للحج وزيارة رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم.

ص: 88

باب : في لين علي عليه السّلام بقاتله

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 144 ] روى بسنده عن الشعبى قال : لما ضرب ابن ملجم لعنه اللّه عليا عليه السلام تلك الضربة أوصى به على عليه السّلام فقال : قد ضربنى فاحسنوا اليه وألينوا له فراشه ، فان أعش فهضم أو قصاص وإن أمت فعاجلوه فانى مخاصمه عند ربى عز وجل ، ( أقول ) فهضم - أى أترك له حقى.

[ مسند الإمام الشافعى ] فى كتاب قتال أهل البغى ( ص 180 ) قال : أخبرنا ابراهيم بن محمد عن جعفر بن محمد عن أبيه إن عليا عليه السلام قال فى ابن ملجم - بعد ما ضربوه - أطعموه واسقوه وأحسنوا أساره ، فان عشت فأنا ولي دمى أعفو إن شئت وإن شئت استقدت ، وإن مت فقتلتموه فلا تمثلوا.

[ كنز العمال ج 6 ص 413 ] قال : عن جعفر بن محمد عن أبيه إن عليا عليه السلام كان يخرج إلى الصبح ومعه درة يوقظ بها الناس فضربه ابن ملجم لعنه اللّه ، فقال عليه السلام : أطعموه واسقوه وأحسنوا أساره ، فان عشت فأنا ولي دمى أعفو إن شئت وإن شئت استقدت ، وإن مت فقتلتموه فلا تمثلوا ، قال : أخرجه الشافعى والبيهقى.

ص: 89

باب : في الجواب عما قاله عمران بن حطان الخارجي لعنه اللّه

[ الاستيعاب لابن عبد البر ج 2 ص 471 ] روى بسنده عن عبد اللّه ابن مالك قال : جمع الأطباء لعلى عليه السلام يوم جرح - وكان أبصرهم بالطب كثير بن عمرو السكونى. وكان يقال له أثير بن عمرو ، وكان صاحب كسرى يتطبب ، وهو الذى ينسب اليه صحراء أثير - فأخذ رية شاة حارة فتتبع عرقا منها فاستخرجه فأدخله فى جراحة على عليه السلام ثم نفح العرق فاستخرجه فاذا عليه بياض الدماغ ، وإذا الضربة قد وصلت إلى أم رأسه فقال : يا أمير المؤمنين إعهد عهدك فانك ميت ( قال ) وفى ذلك يقول عمران ابن حطان الخارجى.

يا ضربة من تقى ما أراد بها *** إلا ليبلغ من ذى العرش رضوانا

إنى لأذكره حينا فأحسبه *** أو فى البرية عند اللّه ميزانا

( قال ) وقال بكر بن حماد التاهرتى (1) رضوان اللّه عليه معارضا له فى ذلك :

ص: 90


1- فى نور الأبصار للشبلنجى ص 98 سمى الشاعر ( بكر بن حسان ) فلاحظ.

قل لابن ملجم والأقدار غالبة *** هدمت ويلك للإسلام أركانا

قتلت أفضل من يمشى على قدم *** وأول الناس إسلاما وإيمانا

وأعلم الناس بالقرآن ثم بما *** سن الرسول لنا شرعا وتبيانا

صهر النبى ومولاه وناصره *** أضحت مناقبه نورا وبرهانا

وكان منه على رغم الحسود له *** ما كان هارون من موسى بن عمرانا

وكان فى الحرب سيفا صارما ذكرا *** ليثا إذا لقى الأقران أقرانا

ذكرت قاتله والدمع منحدر *** فقلت سبحان رب الناس سبحانا

إنى لأحسبه ما كان من بشر *** يخشى المعاد ولكن كان شيطانا

أشقى مراد إذا عدت قبائلها *** وأخسر الناس عند اللّه ميزانا

كعاقر الناقة الأولى التى جلبت *** على ثمود بأرض الحجر خسرانا

قد كان يخبرهم أن سوف يخضبها *** قبل المنية أزمانا فأزمانا

فلا عفا اللّه عنه ما تحمله *** ولا سقى قبر عمران بن حطانا

لقوله فى شقى ظل مجترما *** ونال ما ناله ظلما وعدوانا

( يا ضربة من تقى ما أراد بها *** إلا ليبلغ من ذى العرش رضوانا )

بل ضربة من غوى أوردته لظى *** فسوف يلقى بها الرحمن غضبانا

كأنه لم يرد قصدا بضربته *** إلا ليصلى عذاب الخلد نيرانا

[ نور الأبصار للشبلنجى ص 98 ] قال : ولما سمع القاضى أبو الطيب طاهر بن عبد اللّه الشافعى قول عمران بن حطان الرقاشى الخارجى :

للّه در المرادى الذى فتكت *** كفاء مهجة شر الخلق إنسانا

يا ضربة من تقى ما أراد بها *** إلا ليبلغ من ذى العرش رضوانا

إنى لأذكره يوما فأحسبه *** أوفى البرية عند اللّه ميزانا

فأجابه بقوله :

إنى لأبرأ مما أنت قائله *** عن ابن ملجم الملعون بهتانا

ص: 91

يا ضربة من شقى ما أراد بها *** إلا ليهدم للإسلام أركانا

إنى لأذكره يوما فألعنه *** دينا وألعن عمرانا وحطانا

عليه ثم عليه الدهر متصلا *** لعائن اللّه إسرارا وإعلانا

فانتما من كلاب النار جاء به *** نص الشريعة برهانا وتبيانا

عليكما لعنة الجبار ما طلعت *** شمس وما أوقدوا فى الكون نيرانا

ص: 92

باب : في وفود الملائكة والنبيين على علي عليه السّلام بعد ما ضربه ابن ملجم لعنه اللّه

[ أسد الغابة لابن الأثير ج 4 ص 38 ] روى بسنده عن عمرو ذى مرّ قال : لما أصيب على عليه السلام بالضربة دخلت عليه وقد عصّب رأسه قال : قلت : يا أمير المؤمنين أرنى ضربتك قال : فحلها فقلت : خدش وليس بشىء ، قال : إنى مفارقكم ، فبكت أم كلثوم من وراء الحجاب فقال لها : أسكتى فلو ترين ما أرى لما بكيت ، قال : فقلت : يا أمير المؤمنين ماذا ترى؟ قال : هذه الملائكة وفود والنبيون وهذا محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : يا علىّ إبشر فما تصير اليه خير مما أنت فيه.

ص: 93

باب : إن عليا عليه السّلام اتاه أمر اللّه وهو خميص

[ أسد الغابة لابن الأثير ج 4 ص 35 ] روى بسنده عن عثمان بن المغيرة قال : لما دخل شهر رمضان جعل على عليه السلام يتعشى ليلة عند الحسن عليه السلام وليلة عند الحسين عليه السلام وليلة عند عبد اللّه بن جعفر لا يزيد على ثلاث لقم ويقول : يأتى أمر اللّه وأنا خميص ، وإنما هى ليلة أو ليلتان ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 413 ) ولكن ذكر ابن عباس مكان عبد اللّه بن جعفر وقال فى آخره : فأصيب من آخر الليل قال : أخرجه ابن عساكر.

[ كنز العمال ج 6 ص 411 ] قال : عن جعفر لما دخل شهر رمضان كان على عليه السلام يفطر عند الحسن عليه السلام ليلة وعند الحسين عليه السلام ليلة وليلة عند عبد اللّه بن جعفر لا يزيد على اللقمتين أو ثلاثا ، فقيل له فقال : إنما هى ليال قلائل يأتى أمر اللّه وأنا خميص ، فقتل من ليلته قال : أخرجه العسكرى.

ص: 94

باب : إن اللّه يتوفى النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم وعليا عليه السّلام بمشيته دون عزرائيل

[ الرياض النضرة ج 2 ص 165 ] قال : عن أبى ذر قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : لما أسرى بى مررت بملك جالس على سرير من نور وإحدى رجليه فى المشرق والأخرى فى المغرب وبين يديه لوح ينظر فيه والدنيا كلها بين عينيه والخلق بين ركبتيه ويده تبلغ المشرق والمغرب ، فقلت : يا جبريل من هذا؟ قال : هذا عزرائيل تقدم فسلم عليه فتقدمت وسلمت عليه ، فقال : وعليك السلام يا أحمد ما فعل ابن عمك عليّ؟ فقلت : وهل تعرف ابن عمى عليا؟ قال : وكيف لا أعرفه وقد وكلنى اللّه بقبض أرواح الخلائق ما خلا روحك وروح ابن عمك على بن أبى طالب فان اللّه يتوفا كما بمشيته ، قال : خرجه الملا فى سيرته.

ص: 95

باب : إن عليا عليه السّلام حنط بفاضل حنوط النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم

[ مستدرك الصحيحين ج 1 ص 361 ] روى بسنده عن أبى وائل قال : كان عند على عليه السلام مسك فأوصى أن يحنط به قال : وقال على عليه السّلام : وهو فضل حنوط رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 412 ) وقال : أخرجه ابن سعد والبيهقى وابن عساكر.

[ الرياض النضرة ج 2 ص 247 ] قال : وروى هارون بن سعيد إنه كان عند على عليه السلام مسك أوصى أن يحنط به وقال : فضل من حنوط رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، قال : أخرجه البغوى.

ص: 96

باب : في دعاء علي عليه السّلام أن يجعل اللّه قبره في الربوة وهي النجف

[ كنز العمال ج 1 ص 258 ] قال : عن جعفر الصادق عليه السلام إنه سئل عن قوله تعالى : ( وَآوَيْنٰاهُمٰا إِلىٰ رَبْوَةٍ ذٰاتِ قَرٰارٍ وَمَعِينٍ ) قال : الربوة النجف ، والقرار المسجد ، والمعين الفرات ( ثم قال ) إن نفقة فى الكوفة بالدرهم الواحد تعدل بمائة درهم فى غيرها ، والركعة بمائة ركعة ، ومن أحب أن يتوضأ بماء الجنة ويشرب من ماء الجنة ويغتسل بماء الجنة فعليه بماء الفرات فان فيه شعبين من الجنة ، وينزل من الجنة كل ليلة مثقالان من مسك فى الفرات ، وكان أمير المؤمنين عليه السلام على باب النجف ويقول : وادى السلام ، ومجمع أرواح المؤمنين ، ونعم المضجع للمؤمنين هذا المكان ، وكان يقول : اللّهم اجعل قبرى بها ، قال : أخرجه ابن عساكر.

ص: 97

باب : في الآية التى ظهرت صباح قتل علي عليه السّلام

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 113 ] روى بسنده عن ابن شهاب قال : قدمت دمشق وأنا أريد الغزو فأتيت عبد الملك لأسلم عليه فوجدته فى قبة على فرش بقرب القائم وتحته سماطان فسلمت ثم جلست فقال لى : يابن شهاب أتعلم ما كان فى بيت المقدس صباح قتل على بن أبى طالب عليه السّلام؟ فقلت : نعم ، فقال : هلم فقمت من وراء الناس حتى أتيت خلف القبة فحول إلي وجهه فانحنى عليّ فقال : ما كان؟ فقلت : لم يرفع حجر من بيت المقدس إلا وجد تحته دم ، فقال : لم يبق أحد يعلم هذا غيرى وغيرك ، لا يسمعن منك أحد فما حدثت به حتى توفى ، ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى الرياض النضرة ( ج 2 ص 247 ) وقال : أخرجه ابن الضحاك فى الآحاد والمثانى.

[ مستدرك الصحيحين أيضا ج 3 ص 144 ] روى بسنده عن الزهرى إن أسماء الأنصارية قالت : ما رفع حجر بايلياء ليلة قتل على عليه السلام إلا ووجد تحته دم عبيط.

ص: 98

[ الصواعق المحرقة لابن حجر ص 116 ] فى ضمن ما جاء فى الحسين عليه السلام قال : وما مرّ من أنه لم يرفع حجر فى الشام ( أو الدنيا ) إلا رؤى تحته دم عبيط ، وقع يوم قتل على عليه السلام أيضا ، كما أشار اليه البيهقى بأنه حكى عن الزهرى إنه قدم الشام يريد الغزو فدخل على عبد الملك فأخبره إنه يوم قتل على عليه السلام لم يرفع حجر من بيت المقدس إلا وجد تحته دم ثم قال له : لم يبق من يعرف هذا غيرى وغيرك فلا تخبر به ، قال : فما أخبرت به إلا بعد موته ، قال : وحكى عنه أيضا إن غير عبد الملك أخبر بذلك أيضا.

ص: 99

باب : إن عليا عليه السّلام قبض في الليلة التى قبض فيها وصى موسى عليه السّلام وعرج بروح عيسى عليه السّلام ونزل الفرقان

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 146 ] قال : عن أبى الطفيل قال : خطبنا الحسن بن على بن أبى طالب عليهما السلام فحمد اللّه وأثنى عليه وذكر أمير المؤمنين عليا عليه السلام خاتم الأوصياء ، ووصى الأنبياء ، وأمين الصديقين والشهداء ، ثم قال : يا أيها الناس لقد فارقكم رجل ما سبقه الأولون ولا يدركه الآخرون ، لقد كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يعطيه الراية فيقاتل جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره فما يرجع حتى يفتح اللّه عليه ولقد قبضه اللّه فى الليلة التى قبض وصى موسى ، وعرج بروحه فى الليلة التى عرج فيها بروح عيسى بن مريم ، وفى الليلة التى أنزل اللّه عز وجل فيها الفرقان واللّه ما ترك ذهبا ولا فضة ، وما فى بيت ماله إلا سبعمائة وخمسون درهما فضلت من عطائه أراد أن يشترى بها خادما لأم كلثوم ( الحديث ) قال : رواه الطبرانى وأبو يعلى والبزار وأحمد.

[ طبقات ابن سعد ج 3 القسم 1 ص 26 ] روى بسنده عن هبيرة ابن يريم قال : لما توفىّ على بن أبى طالب عليه السلام قام الحسن

ص: 100

بن على عليهما السلام فصعد المنبر فقال : أيها الناس قد قبض الليلة رجل لم يسبقه الأولون ولا يدركه الآخرون ، قد كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يبعثه المبعث فيكتنفه جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله فلا ينثنى حتى يفتح اللّه له وما ترك إلا سبعمائة درهم أراد أن يشترى بها خادما ، ولقد قبض فى الليلة التى عرج فيها بروح عيسى ابن مريم ليلة سبع وعشرين من شهر رمضان.

[ كنز العمال ج 6 ص 412 ] قال : عن الحسن عليه السلام أنه لما قتل على عليه السلام قام خطيبا فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال : أما بعد واللّه لقد قتلتم الليلة رجلا فى ليلة نزل فيها القرآن ، وفيها رفع عيسى بن مريم ، وفيها قتل يوشع بن نون فتى موسى ، وفيها تيب على بنى إسرائيل ، قال : رواه أبو يعلى وابن جرير وابن عساكر.

ص: 101

باب : إن عليا عليه السّلام يقتل على سنة النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 142 ] قال : عن حيان الأسدى سمعت عليا عليه السلام يقول : قال لى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : إن الأمة ستغدر بك بعدى ، وأنت تعيش على ملتى ، وتقتل على سنتى ، من أحبك أحبنى ، ومن أبغضك أبغضنى ، وإن هذه ستخضب من هذا - يعنى لحيته من رأسه - قال الحاكم : صحيح ، ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 157 ) وقال : أخرجه الدارقطنى والحاكم والخطيب عن على عليه السلام.

[ كنز العمال ج 6 ص 412 ] قال : عن محمد بن عبد اللّه بن أبى رافع عن جده إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال لعلى عليه السلام : أنت تقتل على سنتى ، قال : أخرجه ابن عدى وابن عساكر.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 138 ] قال : وعن أبى رافع إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال لعلى عليه السلام قبل موته : تبرىء ذمتى وتقتل على سنتى ، قال : رواه البزار.

ص: 102

باب : إن عليا عليه السّلام مغفور له

[ صحيح الترمذى ج 2 ص 264 ] فى أبواب الدعوات ، روى بسنده عن الحارث عن على عليه السلام قال : قال لى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن غفر اللّه لك وإن كنت مغفورا لك؟ قال : قل : لا إله إلا اللّه العلى العظيم ، لا إله إلا اللّه الحليم الكريم ، لا إله إلا اللّه سبحان اللّه رب العرش العظيم ، ( أقول ) ورواه بطريق آخر ، قال فى آخره : الحمد للّه رب العالمين.

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 138 ] روى بسنده عن عبد الرحمن ابن أبى ليلى عن على عليه السلام قال : قال لى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : يا علىّ ألا أعلمك كلمات إن قلتهن غفر اللّه لك - على أنه مغفور لك - لا إله إلا اللّه العلى العظيم ، لا إله إلا اللّه الحليم الكريم ، سبحان اللّه رب العرش العظيم ، والحمد للّه رب العالمين ، قال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.

[ خصائص النسائى صاحب الصحيح المعروف ص 9 ] روى بسنده عن عبد اللّه بن سلمة عن على عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلّى

ص: 103

اللّه عليه ( وآله ) وسلم : ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن غفر لك - مع أنه مغفور لك -؟ تقول : لا إله إلا اللّه الحليم الكريم ، لا إله إلا اللّه العلى العظيم ، الحمد للّه رب العالمين ، ( أقول ) ورواه فى ( ص 10 ) أيضا بطرق أخرى عديدة ، قال فى بعضها : ألا أعلمك كلمات الفرج؟ وذكرها إلى آخرها ، ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 1 ص 92 ) ورواه جمع آخرون أيضا من أئمة الحديث.

[ الرياض النضرة ج 2 ص 177 ] قال : عن فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قالت : خرج علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم عشية عرفة فقال : إن اللّه عز وجل قد باهى بكم وغفر لكم عامة ولعلى عليه السلام خاصة ، وإنى رسول اللّه غير محاب بقرابتى ، قال : خرجه أحمد ( أقول ) وذكره الهيثمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 132 ) وزاد فى آخره فقال : هذا جبريل يخبرنى إن السعيد حق السعيد من أحب عليا فى حياته وبعد موته وإن الشقى كل الشقى من أبغض عليا فى حياته وبعد موته ، قال : رواه الطبرانى.

[ الصواعق المحرقة لابن حجر ص 96 ] قال : وأخرج الديلمى - يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم - يا علىّ إن اللّه قد غفر لك ولذريتك وولدك ولأهلك ولشيعتك ولمحبى شيعتك فابشر فانك الأنزع البطين ، وقال فى ( ص 139 ) : وفى رواية : إن اللّه قد غفر لشيعتك ولمحبى شيعتك.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 172 ] قال : وعن جابر بن عبد اللّه الأنصارى قال : خطبنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فسمعته وهو يقول : أيها الناس من أبغضنا أهل البيت حشره اللّه يوم القيامة يهوديا ، فقلت : يا رسول اللّه وإن صام وصلى قال : وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم احتجر بذلك من سفك دمه وأن يؤدى الجزية عن يد

ص: 104

وهم صاغرون ( إلى أن قال ) فى آخره : فاستغفرت لعلى عليه السّلام وشيعته ، قال : رواه الطبرانى فى الأوسط.

( ثم ) إن هاهنا حديثا يناسب ذكره فى خاتمة هذا الباب وهو ما ذكره المتقى فى كنز العمال ( ج 6 ص 158 ) قال : عن أبى رافع إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم بعث عليا عليه السّلام مبعثا فلما قدم قال له : اللّه ورسوله وجبريل عنك راضون ، قال : أخرجه الطبرانى.

ص: 105

باب : في اشتياق الجنة والحور وأهل السماء والانبياء إلى علي عليه السّلام

[ صحيح الترمذى ج 2 ص 310 ] روى بسنده عن أنس بن مالك قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : إن الجنة لتشتاق إلى ثلاثة علىّ وعمار وسلمان ، ( أقول ) ورواه ابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج 2 ص 330 ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى الرياض النضرة ( ج 2 ص 209 ) وقال : أخرجه ابن السرى.

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 137 ] روى بسنده عن أنس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : اشتاقت الجنة إلى ثلاثة علىّ وعمار وسلمان ، قال : هذا حديث صحيح الإسناد.

[ كنوز الحقائق للمناوى ص 60 ] ولفظه : ثلاثة تشتاق اليهم الجنة علىّ وعمار وسلمان ، قال : أخرجه الديلمى.

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج 1 ص 190 ] روى بسنده عن أنس ابن مالك قال : سمعت النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : اشتاقت الجنة إلى أربعة علىّ والمقداد وعمار وسلمان ، ( أقول ) ورواه

ص: 106

بطريق آخر أيضا فى ( ص 142 ) بتقديم وتأخير ، وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 163 ) وقال : أخرجه الطبرانى عن أنس.

[ الاستيعاب لابن عبد البر ج 2 ص 423 ] قال : وروي من حديث أنس عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم إنه قال : اشتاقت الجنة إلى علىّ وعمار وسلمان وبلال.

[ كنز العمال ج 6 ص 428 ] ولفظه : تشتاق الجنة إلى أربعة إلى علىّ وأبى ذر وعمار والمقداد ، قال : أخرجه ابن عساكر.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 428 ] قال : عن ابن عباس عن على عليه السّلام إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : إن الجنة اشتاقت إلى أربعة من أصحابى فأمرنى ربى أن أحبهم ، فانتدب صهيب الرومى وبلال بن أبى رباح وطلحة والزبير وسعد بن أبى وقاص وحذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر فقالوا : يا رسول اللّه من هؤلاء الأربعة حتى نحبهم؟ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : يا عمار عرّفك اللّه المنافقين ، وأما هؤلاء الأربعة فأحدهم على بن أبى طالب ، والثانى المقداد بن الأسود الكندى ، والثالث سلمان الفارسى ، والرابع أبو ذر الغفارى ، قال : أخرجه الطبرانى فى الأوسط ( أقول ) وذكره الهيثمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 155 ).

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 429 ] قال : عن على عليه السلام قال : أتى جبريل النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال : يا محمد إن اللّه يحب من أصحابك ثلاثة فأحبهم ، على بن أبى طالب وأبو ذر والمقداد ، قال : وأتاه جبريل فقال : يا محمد إن الجنة تشتاق إلى ثلاثة من أصحابك وعنده أنس بن مالك فرجا أن يكون لبعض الأنصار ، فأراد أن يسأل رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله

ص: 107

وسلم عنهم فهابه ، فلقى أبا بكر فقال : يا أبا بكر إنى كنت عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم آنفا فأتاه جبريل فقال : إن الجنة تشتاق إلى ثلاثة من أصحابك فرجوت أن يكون لبعض الأنصار فهبت أن أسأله فهل لك أن تدخل فتسأله؟ فقال : إنى أخاف أن أسأله فلا أكون منهم فيشمت بى قومى ، ثم أتى عمر بن الخطاب فقال له : مثل قول أبى بكر ، فلقى عليا عليه السلام فقال له على عليه السلام : نعم أنا أسأله فان كنت منهم فأحمد اللّه ، وإن لم أكن منهم حمدت اللّه ، فدخل على نبى اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال : إن أنسا حدثنى إنه كان عندك آنفا وإن جبريل أتاك فقال : إن الجنة تشتاق إلى ثلاثة من أصحابك ، فقال : فمن هم يا نبى اللّه؟ قال : أنت منهم يا علىّ وعمار بن ياسر وسيشهد معك مشاهد بين فضلها عظيم خيرها ، وسلمان ، وهو منا أهل البيت وهو ناصح فاتخذه لنفسك ، قال : رواه أبو يعلى ، ( أقول ) وذكره الهيثمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 117 ) بطريقين قال فى أحدهما : رواه أبو يعلى ، وقال فى الآخر : رواه البزار.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 344 ] قال : وعن أنس عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : ثلاثة تشتاق اليهم الحور العين على وعمار وسلمان قال : رواه الطبرانى.

[ الرياض النضرة ج 2 ص 220 ] قال : عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : ما مررت بسماء إلا وأهلها يشتاقون إلى على بن أبى طالب ، وما فى الجنة نبى إلا وهو يشتاق إلى على بن أبى طالب قال : أخرجه الملا فى سيرته.

ص: 108

باب : إن عليا عليه السّلام من أهل الجنة

[ أسد الغابة لابن الأثير ج 5 ص 578 ] روى بسنده عن أم خارجة - امرأة زيد بن ثابت - قالت : أتينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى حائط ومعه أصحابه إذ قال : أول رجل يطلع عليكم فهو من أهل الجنة فليس أحد منا إلا وهو يتمنى أن يكون من وراء الحائط ، قالت : فبينما نحن كذلك إذ سمعنا حسا فرفعنا أبصارنا اليه ننظر من يدخل ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : عسى أن يكون عليا ، فدخل على بن أبى طالب عليه السلام ، ( أقول ) ورواه بطريق آخر أيضا فى ( ص 618 ) باختلاف فى اللفظ ، ورواه ابن حجر أيضا فى إصابته ( ج 8 ص 228 ).

[ الاستيعاب لابن عبد البر ج 2 ص 776 ] فى ترجمة أم مرثد الأسلمية ، قال : روت عنها أم خارجة امرأة زيد بن ثابت إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال يوما : يشرف عليكم من هذا الوادى رجل من أهل الجنة ، قال : فأشرف عليهم على بن أبى طالب عليه السلام.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 118 ] قال : وعن سلمى امرأة أبى

ص: 109

رافع إنها قالت : إنى لمع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم بالأسواف فقال : ليطلعن عليكم رجل من أهل الجنة إذ سمعت الخشفة فاذا على بن أبى طالب عليه السلام ، قال : رواه الطبرانى ، ( أقول ) الأسواف عين بالمدينة والخشفة الحركة والحس الخفي.

[ مسند الإمام أبى حنيفة ص 235 ] روى بسنده عن أم هانى إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم نظر إلى على عليه السلام ذات يوم فرآه جائعا فقال : يا علىّ ما أجاعك؟ قال : يا رسول اللّه إنى لم أشبع منذ كذا وكذا ، فقال النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : إبشر بالجنة.

[ الرياض النضرة ج 2 ص 209 ] قال : وعن عبد اللّه بن ظالم قال : جاء رجل إلى سعيد فقال : إنى أحببت عليا عليه السلام حبا لم أحبه شيئا قط قال : نعم ما رأيت أحببت رجلا من أهل الجنة ، قال : خرجه أحمد فى المناقب ، وخرجه الحضرمى.

ص: 110

باب : إن عليا عليه السّلام أول من تنشق عنه الارض وأول من يرى النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم وأول من يصافحه

[ تاريخ بغداد للخطيب البغدادى ج 4 ص 339 ] روى بسنده عن عبد اللّه بن عمر بن على عن أبيه عن جده على بن أبى طالب عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : سألت اللّه فيك خمسا فأعطانى أربعا ومنعنى واحدة ، سألته فأعطانى فيك أنك أول من تنشق الأرض عنه يوم القيامة ، وأنت معى ، معك لواء الحمد وأنت تحمله ، وأعطانى أنك ولي المؤمنين من بعدى ، ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 396 ) وقال : أخرجه ابن الجوزى.

[ كنز العمال ج 6 ص 402 ] قال : قال شاذان - وذكر السند إلى أن قال - حدثنى أبى على بن أبى طالب عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : يا علىّ إنى سألت ربى عز وجل فيك خمس خصال فأعطانى أما الأولى فانى سألت ربى أن تنشق عنى الأرض وانفض التراب عن رأسى وأنت معى فأعطانى ، وأما الثانية فسألته أن يوقفنى عند كفة الميزان وأنت معى فأعطانى ، وأما الثالثة فسألته أن يجعلك حامل لوائى وهولواء اللّه الأكبر عليه المفلحون والفائزون بالجنة فأعطانى ، وأما

ص: 111

الرابعة فسألت ربى أن تسقى أمتى من حوضى فأعطانى ، وأما الخامسة فسألت ربى أن يجعلك قائد أمتى إلى الجنة فأعطانى فالحمد للّه الذى منّ به عليّ.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 159 ] ولفظه : سألت اللّه يا علىّ فيك خمسا فمنعنى واحدة وأعطانى أربعا ، سألت اللّه أن يجمع عليك أمتى فأبى عليّ وأعطانى فيك أن أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة أنا وأنت معى معك لواء الحمد ، وأنت تحمله بين يدى تسبق به الأولين والآخرين ، وأعطانى فيك أنك ولي المؤمنين بعدى ، قال : أخرجه الخطيب ، والرافعى عن على عليه السّلام ( أقول ) وذكره أيضا فى ( ص 396 ) وقال : أخرجه ابن الجوزى.

[ الإصابة لابن حجر ج 7 ص 126 ] قال : وأخرج ابن السكن من طريق على بن هاشم ( إلى أن قال ) عن أبى عبد الرحمن حاضن عائشة قال :

قلنا له : ألا تذكر لنا من فضائل على بن أبى طالب عليه السلام؟ قال : هى أكثر من أن تحصر ، قلنا : فاذكر لنا بعضها ، قال : أفعل ، استأذن على عليه السّلام على النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم وأنا فى البيت فسمعته يقول : إنك لأول من ينفض التراب عن رأسه يوم القيامة.

[ أسد الغابة لابن الأثير ج 5 ص 287 ] ذكر حديثا مسندا عن أبى ليلى الغفارى قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : ستكون بعدى فتنة فاذا كان ذلك فالزموا على بن أبى طالب ، فانه أول من يرانى ، وأول من يصافحنى يوم القيامة ، وهو الصديق الأكبر ، وهو فاروق هذه الأمة يفرق بين الحق والباطل ، وهو يعسوب المؤمنين ، ( أقول ) وذكره ابن حجر أيضا فى إصابته ( ج 7 ص 167 ) وقال فيه : فانه أول من آمن بى وأول من يصافحنى يوم القيامة ( الخ ) وذكره ابن عبد البر أيضا وزاد فى آخره والمال يعسوب المنافقين ، وذكر الهيثمى أيضا

ص: 112

فى مجمعه ( ج 9 ص 102 ) قال : وعن أبى ذر وسلمان قالا : أخذ النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم بيد على عليه السّلام فقال : إن هذا أول من آمن بى ، وهذا أول من يصافحنى يوم القيامة ، وساقا الحديث كما تقدم عن أبى ليلى ، قال : رواه الطبرانى والبزار.

[ الإصابة لابن حجر ج 8 القسم 1 ص 183 ] قال : وأخرج ابن مندة من رواية على بن هاشم بن البريد حدثتنى ليلى الغفارية قالت : كنت أغزو مع النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فأداوى الجرحى وأقوم على المرضى فلما خرج على عليه السلام إلى البصرة خرجت معه فلما رأيت عائشة أتيتها فقلت : هل سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فضيلة فى علىّ عليه السلام؟ قالت : نعم ، دخل على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وهو معى وعليه جرد قطيفة فجلس بيننا فقلت : أما وجدت مكانا هو أوسع لك من هذا؟ فقال النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : يا عائشة دعى لى أخى فانه أول الناس إسلاما وآخر الناس بى عهدا وأول الناس لى لقيا يوم القيامة.

[ تاريخ بغداد للخطيب البغدادى ج 9 ص 453 ] روى بسنده عن ابن عباس أنه قال : سمعت نبى اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وهو آخذ بيد علىّ عليه السلام يقول : هذا أول من يصافحنى يوم القيامة.

ص: 113

باب : إن عليا عليه السّلام يكسى مع النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم وإبراهيم عليه السّلام في يوم القيامة

[ كنز العمال ج 6 ص 403 ] قال : عن على عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : إن أول خلق اللّه يكسى يوم القيامة أبى إبراهيم عليه السّلام فيكسى ثوبين أبيضين ثم يقام عن يمين العرش ثم أدعى فأكسى ثوبين أخضرين ثم أقام عن يسار العرش ثم تدعى أنت يا علىّ فتكسى ثوبين أخضرين ثم تقام عن يمينى أفما ترضى أن تدعى إذا دعيت وتكسى إذا كسيت وأن تشفع إذا شفعت؟ قال : أخرجه الدارقطنى فى العلل.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 403 ] قال : عن على عليه السلام قال لى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : ألا ترضى يا علىّ إذا جمع اللّه الناس فى صعيد واحد حفاة عراة مشاة قد قطع أعناقهم العطش فكان أول من يدعى إبراهيم فيكسى ثوبين أبيضين ثم يقوم عن يمين العرش ثم يفجر لى شعب من الجنة إلى حوضى وحوضى أعرض ما بين بصرى وصنعاء وفيه عدد نجوم السماء قدحان من فضة فأشرب وأتوضأ وأكسى ثوبين أبيضين ثم أقوم عن يمين العرش ثم تدعى فتشرب وتتوضأ

ص: 114

وتكسى ثوبين أبيضين فتقوم معى ولا أدعى لخير إلا دعيت اليه؟ قلت : بلى ( قال ) أخرجه ابن شاهين فى السنة والطبرانى فى الأوسط وأبو نعيم فى فضائل الصحابة وأبو الحسن الهيثمى.

[ الرياض النضرة ج 2 ص 201 ] قال : عن مخدوج بن زيد الذهلى إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال لعلى عليه السلام : أما علمت يا علىّ أنه أول من يدعى به يوم القيامة أنا فأقوم عن يمين العرش فى ظله فأكسى حلة خضراء من حلل الجنة ( إلى أن قال ) ثم تكسى حلة من الجنة ثم ينادى مناد من تحت العرش نعم الأب أبوك إبراهيم ونعم الأخ أخوك علىّ إبشر يا علىّ إنك تكسى إذا كسيت وتدعى إذا دعيت وتحبى إذا حبيت ، قال : أخرجه أحمد فى المناقب.

[ الرياض النضرة أيضا ج 2 ص 202 ] قال : وأخرج المخلص الذهبى عن أبى سعيد إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم كسا نفرا من أصحابه ولم يكس عليا عليه السلام فكأنه رأى فى وجه على عليه السلام ، فقال : يا علىّ أما ترضى أنك تكسى إذا كسيت وتعطى إذا أعطيت؟.

ص: 115

باب : إن عليا عليه السّلام يوم القيامة على ناقة من نوق الجنة

[ تاريخ بغداد للخطيب البغدادى ج 11 ص 112 ] روى بسنده عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : ما فى القيامة راكب غيرنا نحن أربعة ، فقام اليه عمه العباس بن عبد المطلب فقال : من هم يا رسول اللّه؟ فقال : أما أنا فعلى البراق وجهها كوجه الإنسان ، وخدها كخد الفرس ، وعرفها من لؤلؤ ممشوط ، وأذناها زبرجدتان خضراوان وعيناها مثل كوكب الزهرة توقدان مثل النجمين المضيئين ، لها شعاع مثل شعاع الشمس بلقاء محجلة تضىء مرة وتنمى أخرى ، يتجدر من نحرها مثل الجمان مضطربة فى الخلق أذنها ، ذنبها مثل ذنب البقرة ، طويلة اليدين والرجلين أظلافها كأظلاف البقر من زبرجد أخضر ، تجدّ فى مسيرها ، سيرها كالريح وهى مثل السحابة لها نفس كنفس الآدميين تسمع الكلام وتفهمه ، وهى فوق الحمار ودون البغل ، قال العباس : ومن يا رسول اللّه؟ قال : وأخى صالح على ناقة اللّه وسقياها التى عقرها قومه ، قال العباس : ومن يا رسول اللّه؟ قال : وعمى حمزة بن عبد المطلب أسد اللّه وأسد رسوله سيد الشهداء على ناقتى قال العباس : ومن يا رسول اللّه؟ قال : وأخى علىّ على ناقة من

ص: 116

نوق الجنة زمامها من لؤلؤ رطب ، عليها محمل من ياقوت أحمر قضبانها من الدر الأبيض على رأسه تاج من نور لذلك التاج سبعون ركنا ما من ركن إلا وفيه ياقوتة حمراء تضىء للراكب المحث ، عليه حلتان خضراوان وبيده لواء الحمد ، وهو ينادى أشهد أن لا إله إلا اللّه ، وأن محمدا رسول اللّه ، فيقول الخلائق : ما هذا إلا نبى مرسل أو ملك مقرّب؟ فينادى مناد من بطنان العرش ليس هذا ملك مقرّب ولا نبى مرسل ولا حامل عرش هذا على بن أبى طالب وصىّ رسول رب العالمين ، وإمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين.

[ تاريخ بغداد أيضا ج 13 ص 122 ] روى بسنده عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : ليس فى القيامة راكب غيرنا ونحن أربعة ، قال : فقام عمه العباس فقال له : فداك أبى وأمى ومن هم؟ قال : أما أنا فعلى دابة اللّه البراق ، وأما أخى صالح فعلى ناقة اللّه التى عقرت وعمى حمزة أسد اللّه وأسد رسوله على ناقتى العضباء ، وأخى وابن عمى وصهرى على بن أبى طالب على ناقة من نوق الجنة مدبجة الظهر ، رحلها من زمرد أخضر مضبب بالذهب الأحمر ، رأسها من الكافور الأبيض ، وذنبها من العنبر الأشهب ، وقوائمها من المسك الأذفر ، وعنقها من لؤلؤ ، وعليها قبة من نور اللّه ، باطنها عفو اللّه ، وظاهرها رحمة اللّه ، بيده لواء الحمد ، فلا يمرّ بملأ من الملائكة إلا قالوا : هذا ملك مقرب أو نبى مرسل أو حامل عرش رب العالمين ، فينادى مناد من لدنان العرش ( أو قال من بطنان العرش ) ليس هذا ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا ولا حامل عرش رب العالمين ، هذا على بن أبى طالب أمير المؤمنين ، وإمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين ، إلى جنان رب العالمين ، أفلح من صدقه ، وخاب من كذبه ، ولو أن عابدا عبد اللّه بين الركن والمقام الف عام حتى يكون كالشن البالى ولقى اللّه مبغضا لآل محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم أكبه اللّه على منخره فى نار جهنم.

ص: 117

[ كنز العمال ج 6 ص 402 ] قال : وبهذا الإسناد - يعنى به سند حديث قد ذكره قبل هذا - عن على عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : يا علىّ ليس فى القيامة راكب غيرنا ونحن أربعة ، فقام رجل من الأنصار فقال : فداك أبى وأمى فمن هم؟ قال : أنا على البراق وأخى صالح على ناقة اللّه التى عقرت ، وعمى حمزة على ناقتى العضباء ، وأخى علىّ على ناقة من نوق الجنة بيده لواء الحمد ، ينادى لا إله إلا اللّه محمد ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) رسول اللّه ، فيقول الآدميون : ما هذا إلا ملك مقرب أو نبى مرسل أو حامل عرش ، فيجيبهم ملك من بطنان العرش : يا معشر الآدميين ليس هذا ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا ولا حامل عرش هذا الصديق الأكبر على بن أبى طالب.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 396 ] قال : عن على عليه السلام قال : قال لى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : تؤتى يوم القيامة بناقة من نوق الجنة وركبتك مع ركبتى ، وفخذك مع فخذى حتى ندخل الجنة جميعا ، ( قال ) أخرجه الحسن بن بدر ، ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى الرياض النضرة ( ج 2 ص 211 ) وقال : أخرج أحمد فى المناقب عن أنس بن مالك قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لعلى عليه السلام : لك يوم القيامة ناقة من نوق الجنة فتركبها وركبتك مع ركبتى وفخذك مع فخذى حتى ندخل الجنة ، أخرجه أحمد فى المناقب.

( ثم ) إن هاهنا حديثين آخرين يناسب ذكرهما فى خاتمة هذا الباب.

( أحدهما ) ما رواه الخطيب البغدادى فى تاريخ بغداد ( ج 3 ص 140 ) بسنده عن أبى هريرة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : يبعث اللّه الأنبياء على الدواب ويبعث صالحا على ناقته كما يوافى بالمؤمنين من أصحابه المحشر ويبعث بابنى فاطمة الحسن والحسين على

ص: 118

ناقتين وعلىّ بن أبى طالب على ناقتى وأنا على البراق ويبعث بلالا على ناقة ينادى بالأذان وشاهده حقا حقا حتى إذا بلغ أشهد أن محمدا رسول اللّه شهدها جميع الخلائق من المؤمنين الأولين والآخرين فقبلت ممن قبلت منه ، ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 193 ) وقال : رواه الطبرانى وأبو الشيخ وابن عساكر عن أبى هريرة.

( ثانيهما ) ما ذكره المتقى فى كنز العمال ( ج 6 ص 403 ) قال : عن علىّ عليه السلام قال : قال النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : يا علىّ إذا كان يوم القيامة أتيت أنت وولدك على خيل بلق متوجين بالدر والياقوت فيأمر اللّه بكم إلى الجنة والناس ينظرون ، ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص 135 ).

ص: 119

باب : إن عليا عليه السّلام حامل راية النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم يوم القيامة

[ الرياض النضرة ج 2 ص 202 ] قال : وعن جابر بن سمرة إنهم قالوا : يا رسول اللّه من يحمل رايتك يوم القيامة؟ قال : من عسى أن يحملها يوم القيامة إلا من كان يحملها فى الدنيا على بن أبى طالب ، قال : أخرجه نظام الملك فى أماليه ، ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 398 ) وقال : أخرجه الطبرانى.

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج 1 ص 66 ] روى بسنده عن أنس بن مالك قال : بعثنى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم إلى أبى برزة الأسلمى فقال له وأنا أسمع : يا أبا برزة إن رب العالمين عهد إلي عهدا فى على بن أبى طالب عليه السلام ، فقال : إنه راية الهدى ومنار الإيمان وإمام أوليائى ونور جميع من أطاعنى ، يا أبا برزة على بن أبى طالب أمينى غدا فى القيامة وصاحب رايتى فى القيامة على مفاتيح خزائن رحمة ربى ، ورواه الخطيب أيضا فى تاريخه ( ج 14 ص 98 ) أقول : قد تقدم فى الباب الرابع والمائتين الحديث الذى رواه صاحب كنز العمال الذى يتضمن أن عليا عليه السلام حامل راية النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم يوم القيامة.

ص: 120

[ كنز العمال ج 6 ص 155 ] ولفظه : يا علىّ أنت تغسل جئتى وتؤدى دينى ، وتوارينى فى حفرتى ، وتفى بذمتى ، وأنت صاحب لوائى فى الدنيا والآخرة ( قال ) أخرجه الديلمى عن أبى سعيد - يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 403 ] قال : حدثنا شريك عن أبى إسحاق عن الحارث عن على عليه السلام سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : فى علىّ خمس خصال لم يعطها نبى فى أحد قبلى ، أما خصلة فانه يقضى دينى ويوارى عورتى ، وأما الثانية فانه الذائد عن حوضى ، وأما الثالثة فانه مشكاة لى فى طريق المحشر يوم القيامة ، وأما الرابعة فان لوائى معه يوم القيامة وتحته آدم وما ولد ، وأما الخامسة فانى لا أخشى أن يكون زانيا بعد إحصان ولا كافرا بعد إيمان ، قال : أخرجه العقيلى.

ص: 121

باب : إن عليا عليه السّلام حامل لواء الحمد في يوم القيامة

( أقول ) قد تقدم آنفا فى باب على عليه السلام يوم القيامة على ناقة من نوق الجنة جملة من الأحاديث الدالة على أن لواء الحمد بيد على عليه السلام فى يوم القيامة ، وهذه بقية ما ورد فى هذا المعنى مما ظفرت عليه على العجالة.

[ الرياض النضرة ج 2 ص 201 ] وفى ( ذخائر العقبى ص 75 ) قال : عن مخدوج بن زيد الذهلى إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال لعلى عليه السّلام : أما علمت يا علىّ أنه أول من يدعى به يوم القيامة أنا فأقوم عن يمين العرش فى ظله فأكسى حلة خضراء من حلل الجنة ثم يدعى بالنبيين بعضهم على إثر بعض فيقومون سماطين عن يمين العرش ، ويكسون حللا خضراء من حلل الجنة ، ألا وإنى أخبرك يا علىّ أن أمتى أول الأمم يحاسبون يوم القيامة ثم ابشر أول من يدعى بك لقرابتك منى فيدفع اليك لوائى وهو لواء الحمد تسير به السماطين ، آدم وجميع خلق اللّه تعالى يستظلون بظل لوائى يوم القيامة وطوله مسيرة الف سنة ، سنانه ياقوتة حمراء ، قبضته فضة بيضاء ، زجه درة خضراء ، له

ص: 122

ثلاث ذوائب من نور ، ذوابة فى المشرق ، وذوابة فى المغرب والثالثة فى وسط الدنيا مكتوب عليه ثلاثة أسطر ، الأول بِسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ ، الثانى اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ اَلْعٰالَمِينَ ، الثالث لاٰ إِلٰهَ إِلاَّ اَللّٰهُ محمد ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) رسول اللّه ، كل سطر الف سنة ، وعرضه مسيرة الف سنة فتسير باللواء والحسن عن يمينك ، والحسين عن يسارك حتى تقف بينى وبين ابراهيم فى ظل العرش ، ثم تكسى حلة من الجنة ، ثم ينادى مناد من تحت العرش نعم الأب أبوك ابراهيم ، ونعم الأخ أخوك علىّ ، ابشر يا على إنك تكسى إذا كسيت ، وتدعى إذا دعيت ، وتحبى إذا حبيت ( قال ) أخرجه أحمد فى المناقب ( ثم قال ) وفى رواية أخرجها الملا فى سيرته ، قيل : يا رسول اللّه وكيف يستطيع علىّ أن يحمل لواء الحمد؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : وكيف لا يستطيع ذلك وقد أعطى خصالا شتى صبرا كصبرى وحسنا كحسن يوسف وقوة كقوة جبريل.

[ الرياض النضرة ج 2 ص 203 ] قال : عن أبى سعيد الخدرى قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : أعطيت فى علىّ خمسا هى أحب إلي من الدنيا وما فيها ، أما واحدة فهو تكأتى (1) بين يدى اللّه عز وجل حتى يفرغ من الحساب ، وأما الثانية فلواء الحمد بيد آدم ومن ولده تحته ، وأما الثالثة فواقف على عقر (2)حوضى يسقى من عرف من أمتى ، وأما الرابعة فساتر عوراتى ومسلمى إلى ربى عز وجل ، وأما الخامسة فلست أخشى عليه أن يرجع زانيا بعد إحصان ولا كافرا بعد إيمان ( قال ) أخرجه أحمد فى المناقب ( أقول ) تقدم فى الباب الرابع والمائتين

ص: 123


1- التكأة : بزنة الهمزة : ما يتكأ عليه والكثير الاتكاء أيضا. ( هامش الرياض النضرة )
2- عقر الحوض آخره : بضم العين وإسكان القاف وضمها لغتان. ( هامش الرياض النضرة )

الحديث الذى رواه الخطيب البغدادى فى تاريخ بغداد المتضمن أن عليا حامل لواء الحمد يوم القيامة ، كما تقدم فى الباب المذكور ما رواه المتقى فى كنز العمال فى حمل على عليه السلام لواء الحمد يوم القيامة ، فراجع.

[ كنز العمال ج 6 ص 393 ] روى بسنده عن ابن عباس قال : سمعت عمر بن الخطاب يقول : كفوا عن ذكر على بن أبى طالب فلقد رأيت من رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فيه خصالا لأن تكون لى واحدة منهن فى آل الخطاب أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ، كنت أنا وأبو بكر وأبو عبيدة فى نفر من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فانتهيت إلى باب أم سلمة وعلى عليه السلام قائم على الباب فقلنا : أردنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، فقال : يخرج اليكم فخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فثرنا اليه فاتكأ على على بن أبى طالب ثم ضرب بيده على منكبه ثم قال : إنك مخاصم تخاصم ، أنت أول المؤمنين إيمانا ، وأعلمهم بأيام اللّه وأوفاهم بعهده ، وأقسمهم بالسوية ، وأرأفهم بالرعية ، وأعظمهم رزية وأنت عاضدى وغاسلى ودافنى ، والمتقدم إلى كل شديدة وكريهة ولن ترجع بعدى كافرا ، وأنت تتقدمنى بلواء الحمد وتذود عن حوضى.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 400 ] قال : عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لعلى عليه السلام : أنت أمامى يوم القيامة فيدفع إلي لواء الحمد فأدفعه اليك وأنت تذود الناس عن حوضى ، قال : أخرجه ابن عساكر.

ص: 124

باب : إن عليا عليه السّلام وشيعته يردون على الحوض

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 131 ] قال : وبسنده - يعنى الطبرانى - إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال لعلى عليه السلام : أنت وشيعتك تردون على الحوض رواة مرويين مبيضة وجوهكم ، وإن أعداءك يردون على الحوض ظماء مقمحين.

[ كنوز الحقائق للمناوى ص 188 ] ولفظه : يا علىّ أنت وشيعتك تردون على الحوض ورودا ، قال : الديلمى - يعنى أخرجه عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[ الاستيعاب لابن عبد البر ج 2 ص 457 ] روى بسنده عن سلمان الفارسى قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : أو لكم ورودا على الحوض أولكم إسلاما على بن أبى طالب ، ( أقول ) ورواه الحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج 3 ص 136 ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 400 ) والهيثمى فى مجمعه ( ج 9 ص 102 ) باختلاف ، فقالا : إن أول هذه الأمة ورودا على نبيها أولها إسلاما على بن أبى طالب ( قال ) الأول أخرجه ابن أبى شيبة ، وقال الثانى : رواه الطبرانى ، ورجاله ثقات.

ص: 125

باب : إن عليا عليه السّلام صاحب الحوض وساقيه وذائد المنافقين عنه

[ الهيثمى فى مجمعه ج 10 ص 367 ] قال : وعن أبى هريرة وجابر بن عبد اللّه قالا : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : على بن أبى طالب صاحب حوضى يوم القيامة فيه أكواب كعدد نجوم السماء ، وسعة حوضى ما بين الجابية إلى صنعاء ، قال : رواه الطبرانى فى الأوسط.

[ كنوز الحقائق للمناوى ص 92 ] ولفظه : علىّ صاحب حوضى يوم القيامة ، قال : للطبرانى - يعنى أخرجه عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج 10 ص 211 ] روى بسنده عن أبى سعيد الخدرى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : أعطيت فى علىّ خمسا أما إحداها فيوارى عورتى ، والثانية يقضى دينى ، والثالثة إنه متكئى فى طول الموقف ، والرابعة فانه عونى على حوضى ، والخامسة فانى لا أخاف عليه أن يرجع كافرا بعد إيمان ولا زانيا بعد إحصان.

[ تاريخ بغداد للخطيب البغدادى ج 14 ص 98 ] روى بسنده عن أنس بن مالك قال : بعثنى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إلى أبى برزة

ص: 126

الأسلمى فقال له وأنا أسمعه : يا أبا برزة إن رب العالمين تعالى عهد إلي فى على بن أبى طالب عهدا فقال : علىّ راية الهدى ، ومنار الإيمان وإمام أوليائى ، ونور جميع من أطاعنى ، يا أبا بردة على بن أبى طالب معى غدا فى القيامة على حوضى ، وصاحب لوائى ، ومعى غدا على مفاتيح خزائن جنة ربى.

[ الرياض النضرة ج 2 ص 203 ] قال : عن أبى سعيد الخدرى قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : أعطيت فى علىّ خمسا هى أحب إلي من الدنيا وما فيها ، أما واحدة فهو تكأتى بين يدى اللّه عز وجل حتى يفرغ من الحساب ، وأما الثانية فلواء الحمد بيد آدم ومن ولده تحته ، وأما الثالثة فواقف على عقر حوضى يسقى من عرف من أمتى ، وأما الرابعة فساتر عوراتى ومسلمى إلى ربى عز وجل ، وأما الخامسة فلست أخشى عليه أن يرجع زانيا بعد إحصان ، ولا كافرا بعد إيمان ، قال : أخرجه أحمد فى المناقب.

[ كنز العمال ج 6 ص 402 ] قال : قال شاذان : ( وساق السند إلى أن قال ) حدثنى أبى عمى بن أبى طالب عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : يا علىّ إنى سألت ربى عز وجل فيك خمس خصال فأعطانى ، أما الأولى فانى سألت ربى أن تنشق عنى الأرض وأنفض التراب عن رأسى وأنت معى فأعطانى ، وأما الثانية فسألته أن يوقفنى عند كفة الميزان وأنت معى فأعطانى ، وأما الثالثة فسألته أن يجعلك حامل لوائى وهو لواء اللّه الأكبر عليه المفلحون والفائزون بالجنة فأعطانى ، وأما الرابعة فسألت ربى أن تسقى أمتى من حوضى فأعطانى ، وأما الخامسة فسألت ربى أن يجعلك قائد أمتى إلى الجنة فأعطانى فالحمد للّه الذى منّ به عليّ.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 135 ] قال : وعن عبد اللّه بن إجارة بن قيس قال : سمعت أمير المؤمنين على بن أبى طالب عليه السلام وهو على المنبر يقول : أنا أذود عن حوض رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم بيدى

ص: 127

هاتين القصيرتين الكفار والمنافقين كما تذود السقاة غريبة الإبل عن حياضهم قال : رواه الطبرانى فى الأوسط.

[ الرياض النضرة ج 2 ص 211 ] قال : وعن على عليه السلام قال : لأذودن بيدى هاتين القصيرتين عن حوض رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم رايات الكفار والمنافقين كما يذاد غريب الإبل عن حياضها ، قال : أخرجه أحمد فى المناقب.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 135 ] قال : عن أبى سعيد قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : يا علىّ معك يوم القيامة عصا من عصى الجنة تذود بها المنافقين عن حوضى ، قال : رواه الطبرانى فى الأوسط ( أقول ) وذكره ابن حجر أيضا فى تهذيب التهذيب ( ج 3 ص 284 ).

[ أيضا ج 9 ص 130 ] قال : وعن أبى كثير قال : كنت جالسا عند الحسن بن على عليهما السلام فجاءه رجل فقال : لقد سب عند معاوية عليا عليه السلام سبا قبيحا رجل يقال له معاوية بن خديج فلم يعرفه قال : إذا رأيته فاتنى به قال : فرآه عبد دار عمرو بن حريث فأراه إياه ، قال : أنت معاوية بن خديج؟ فسكت فلم يجبه ثلاثا ، ثم قال : أنت الساب عليا عند ابن آكلة الأكباد ، أما لئن وردت عليه الحوض - وما أراك ترده - لتجدنه مشمرا حاسرا عن ذراعيه يذود الكفار والمنافقين عن حوض رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، قول الصادق المصدوق محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم ، قال : وفى رواية عن على بن أبى طلحة مولى بنى أمية قال : حج معاوية ابن أبى سفيان وحج معه معاوية بن خديج وكان من أسب الناس لعلى بن أبى طالب عليه السلام فمرّ فى المدينة فى مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم والحسن بن على عليهما السلام جالس ( فذكر نحوه ) إلا أنه زاد وقد خاب من افترى ، قال : رواه الطبرانى باسنادين.

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 138 ] روى بسنده عن على بن أبى

ص: 128

طلحة قال : حججنا فمررنا على الحسن بن على عليهما السلام بالمدينة ومعنا معاوية بن خديج فقيل للحسن عليه السلام : إن هذا معاوية بن خديج الساب لعلى عليه السلام ، فقال عليّ به فأتى به فقال : أنت الساب لعلى عليه السلام فقال : ما فعلت ، فقال : واللّه لئن لقيته - وما أحسبك تلقاه - يوم القيامة لتجده قائما على حوض رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يذود عنه رايات المنافقين بيده عصا من عوسج ، حدثنيه الصادق المصدوق صلى اللّه عليه وآله وسلم وقد خاب من افترى ، قال : هذا حديث صحيح الإسناد.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 173 ] قال : وعن أبى هريرة إن على بن أبى طالب عليه السلام قال : يا رسول اللّه أيما أحب اليك أنا أم فاطمة؟ قال : فاطمة أحب إلي منك وأنت أعز عليّ منها وكأنى بك وأنت على حوضى تذود عنه الناس وإن عليه لأباريق مثل عدد نجوم السماء ( الحديث ) قال : رواه الطبرانى فى الأوسط.

[ كنز العمال ج 6 ص 400 ] قال : عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لعلى عليه السلام : أنت أمامى يوم القيامة فيدفع إلي لواء الحمد فأدفعه اليك ، وأنت تذود الناس عن حوضى ، قال : أخرجه ابن عساكر.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 403 ] قال : حدثنا شريك عن أبى اسحاق عن الحارث عن على عليه السلام ، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : فى علىّ خمس خصال لم يعطها نبى فى أحد قبلى ، أما خصلة فانه يقضى دينى ويوارى عورتى ، وأما الثانية فانه الذائد عن حوضى ، وأما الثالثة فانه مشكاة لى فى طريق المحشر يوم القيامة ، وأما الرابعة فان لوائى معه يوم القيامة وتحته آدم وما ولد ، وأما الخامسة فانى لا أخشى أن يكون زانيا بعد إحصان ولا كافرا بعد إيمان ، قال : أخرجه العقيلى.

ص: 129

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 393 ] روى بسنده عن عبد اللّه بن عباس قال : سمعت عمر بن الخطاب يقول : كفوا عن ذكر على بن أبى طالب فلقد رأيت من رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فيه خصالا لأن تكون لى واحدة منهن فى آل الخطاب أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ، كنت أنا وأبو بكر وأبو عبيدة فى نفر من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فانتهيت إلى باب أم سلمة وعلىّ قائم على الباب ، فقلنا : أردنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، فقال : يخرج اليكم فخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فثرنا اليه فاتكأ على على بن أبى طالب عليه السلام ثم ضرب بيده على منكبه ثم قال : أنت مخاصم تخاصم ، أنت أول المؤمنين إيمانا وأعلمهم بأيام اللّه وأوفاهم بعهده وأقسمهم بالسوية وأرأفهم بالرعية وأعظمهم رزية وأنت عاضدى وغاسلى ودافنى والمتقدم إلى كل شديدة وكريهة ولن ترجع بعدى كافرا وأنت تتقدمنى بلواء الحمد وتذود عن حوضى ، وقد تقدم هذا الحديث عن كنز العمال فى الباب الثامن والمائتين وإنما أعدناه لدخوله فى هذا الباب ، فلاحظ.

ص: 130

باب : لا يجوز احد على الصراط إلا بجواز من علي عليه السّلام

[ تاريخ بغداد للخطيب البغدادى ج 10 ص 356 ] روى بسنده عن أنس بن مالك قال : لما حضرت وفاة أبى بكر ( وساق الحديث إلى أن قال ) أبو بكر سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : إن على الصراط لعقبة لا يجوزها أحد إلا بجواز من على بن أبى طالب عليه السّلام ( إلى أن قال فى آخره ) على عليه السلام وقد سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : أنا خاتم الأنبياء ، وأنت يا علىّ خاتم الأولياء.

[ الرياض النضرة ج 2 ص 172 ] قال : وعن على عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : إذا جمع اللّه الأولين والآخرين يوم القيامة ونصب الصراط على جسر جهنم ما جازها أحد حتى كانت معه براءة بولاية على بن أبى طالب ، قال : خرجه الحاكمى فى الأربعين.

[ الرياض النضرة أيضا ج 2 ص 177 ] قال : عن قيس بن حازم قال : التقى أبو بكر وعلى بن أبى طالب عليه السلام فتبسم أبو بكر فى وجه على عليه السلام فقال له : ما لك تبسمت؟ قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : لا يجوز أحد على الصراط إلا من كتب له على عليه السلام الجواز ، قال : خرجه ابن السمان فى الموافقة.

ص: 131

باب : إن عليا عليه السّلام قسيم الجنة والنار

[ الصواعق المحرقة لابن حجر ص 75 ] قال : وأخرج الدار قطنى أن عليا عليه السّلام قال للستة الذين جعل عمر الأمر شورى بينهم كلاما طويلا من جملته أنشدكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : يا علىّ أنت قسيم الجنة والنار يوم القيامة غيرى؟ قالوا : اللّهم لا قال : ومعناه ما رواه غيره عن على الرضا عليه السلام أنه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال له : أنت قسيم الجنة والنار فى يوم القيامة تقول للنار : هذا لى وهذا لك.

[ كنز العمال ج 6 ص 402 ] قال : عن على عليه السّلام قال : أنا قسيم النار ، قال : أخرجه شاذان الفضيلى فى رد الشمس.

[ كنوز الحقائق للمناوى ص 92 ] ولفظه : علىّ قسيم النار ، قال : أخرجه الديلمى - يعنى عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم.

ص: 132

باب : إن أول من يدخل الجنة النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 151 ] روى بسنده عن عاصم بن ضمرة عن على عليه السلام قال : أخبرنى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إن أول من يدخل الجنة أنا وفاطمة والحسن والحسين ، قلت : يا رسول اللّه فمحبونا ، قال : من ورائكم ، قال الحاكم : صحيح الإسناد ، ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائر العقبى ( ص 123 ) وقال : خرجه أبو سعد.

[ الزمخشرى فى الكشاف ] فى تفسير قوله تعالى : ( قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ ) فى سورة الشورى ، ( قال ) روى عن على عليه السلام : شكوت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم حسد الناس لى فقال : أما ترضى أن تكون رابع أربعة أول من يدخل الجنة أنا وأنت والحسن والحسين وأزواجنا عن أيماننا وشمائلنا وذريتنا خلف أزواجنا ( أقول ) وذكره الشبلنجى أيضا فى نور الأبصار ( ص 100 ).

[ كنز العمال ج 6 ص 218 ] ولفظه : يا علىّ إن أول أربعة يدخلون الجنة أنا وأنت والحسن والحسين وذرارينا خلف ظهورنا وأزواجنا خلف

ص: 133

ذرارينا وشيعتنا عن أيماننا وعن شمائلنا ، قال : أخرجه ابن عساكر عن علىّ عليه السلام ، وأخرجه الطبرانى عن أبى رافع.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 396 ] قال : عن على عليه السلام قال : قال لى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : تؤتى يوم القيامة بناقة من نوق الجنة وركبتك مع ركبتى وفخذك مع فخذى ، حتى ندخل الجنة جميعا ، قال : أخرجه الحسن بن بدر.

[ الرياض النضرة ج 2 ص 211 ] قال : عن أنس بن مالك قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لعلى عليه السلام ، لك يوم القيامة ناقة من نوق الجنة فتركبها وركبتك مع ركبتى وفخذك مع فخذى حتى ندخل الجنة ، قال : أخرجه أحمد فى المناقب.

[ الرياض أيضا ج 2 ص 209 ] قال : وعن ابن عمر عن أبيه قال : سمعت النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول لعلى عليه السلام : يا علىّ يدك فى يدى تدخل معى يوم القيامة حيث أدخل ، قال : أخرجه الحافظ الدمشقى فى الأربعين الطوال ، ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 159 ) وقال : أخرجه أبو بكر الشافعى فى الغيلانيات ، وأبو نعيم فى فضائل الصحابة.

[ الرياض أيضا ج 2 ص 160 ] قال : عن على عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : يا علىّ إنك أول من يقرع باب الجنة فتدخلها بغير حساب بعدى.

ص: 134

باب : إن عليا عليه السّلام حياته وموته مع النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم

[ الإصابة لابن حجر ج 3 ص 198 ] قال : روى ابن السكن وابن شاهين وابن قانع والطبرانى من طريق قيس بن الربيع عن ابن اسحاق عن أبى البخترى عن حجر بن عدى سمعت شراحيل بن مرة يقول : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول لعلى عليه السلام : إبشر يا علىّ حياتك وموتك معى ، ( أقول ) وذكره ابن عبد البر أيضا فى استيعابه ( ج 2 ص 592 ) والمتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 156 ) وقال : أخرجه ابن قانع وابن مندة وابن عدى والطبرانى وابن عساكر عن شرحبيل بن مرة وذكره المناوى أيضا فى كنوز الحقائق ( ص 3 ) وقال : لعبد الرزاق.

ص: 135

باب : إن عليا عليه السّلام مع النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في الجنة

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 111 ] روى بسنده عن عباد ابن عبد اللّه الأسدى عن على عليه السلام قال : لما نزلت هذه الآية ( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) قال : جمع النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم من أهل بيته فاجتمع ثلاثون فأكلوا وشربوا قال : فقال لهم : من يضمن عنى دينى ومواعيدى ويكون معى فى الجنة ويكون خليفتى فى أهلى؟ فقال رجل : يا رسول اللّه أنت كنت بحرا من يقوم بهذا؟ قال : ثم قال الآخر : فعرض ذلك على أهل بيته فقال على عليه السلام : أنا.

[ كنز العمال ج 5 ص 40 ] قال : لما آخى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم بين أصحابه قال على عليه السلام : لقد ذهب روحى وانقطع ظهرى حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيرى فان كان هذا من سخط علي فلك العتبى والكرامة ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : والذى بعثنى بالحق ما أخرتك إلا لنفسى وأنت منى بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبى بعدى وأنت أخى ووارثى ، قال : وما أرث منك يا رسول اللّه؟ قال : ما ورثت الأنبياء من قبلى ، قال : وما ورثت الأنبياء من قبلك؟ قال :

ص: 136

كتاب ربهم وسنة نبيهم وأنت معى فى قصرى فى الجنة مع فاطمة ابنتى ، وأنت أخى ورفيقى ، قال : أخرجه أحمد بن حنبل فى كتاب المناقب وأخرجه ابن عساكر ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى الرياض النضرة ( ج 1 ص 13 ) عن زيد بن أوفى فى حديث طويل فى المؤاخاة بين الأصحاب ، وقال : أخرجه الحافظ أبو القاسم الدمشقى فى الأربعين الطوال.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 173 ] قال : وعن أبى هريرة إن على بن أبى طالب عليه السلام قال : يا رسول اللّه أيما أحب اليك أنا أم فاطمة؟ قال : فاطمة أحب إلي منك وأنت أعز عليّ منها ، وكأنى بك وأنت على حوضى تذود عنه الناس ، وإن عليه لأباريق مثل عدد نجوم السماء ، وإنى وأنت والحسن والحسين وفاطمة وعقيل وجعفر فى الجنة ( إخوانا على سرر متقابلين ) ، أنت معى وشيعتك فى الجنة ، ثم قرأ رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ( إخوانا على سرر متقابلين ) لا ينظر أحد فى قفا صاحبه قال : رواه الطبرانى فى الأوسط.

[ الصواعق المحرقة لابن حجر ص 96 ] قال : وأخرج أحمد فى المناقب إنه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال لعلى عليه السلام : أما ترضى أنك معى فى الجنة والحسن والحسين وذريتنا خلف ظهورنا وأزواجنا خلف ذريتنا وشيعتنا عن أيماننا وشمائلنا؟ ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى الرياض النضرة ( ج 2 ص 209 ) وقال : أخرجه أحمد فى المناقب وأبو سعد فى شرف النبوة.

ص: 137

باب : إن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وعليا وجعفر او حمزة والحسن والحسين والمهدي عليهم السلام سادة أهل الجنة

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 211 ] روى بسنده عن أنس بن مالك إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : نحن بنو عبد المطلب سادة أهل الجنة ، أنا وعلىّ وجعفر وحمزة والحسن والحسين والمهدى قال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ، ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى الرياض النضرة ( ج 2 ص 209 ) وقال : أخرجه ابن السرى ( انتهى ) وذكره ابن حجر أيضا فى صواعقه ( فى ص 96 ) وقال : أخرجه الديلمى ( وفى ص 140 ) وقال : رواه ابن السدى والديلمى فى مسنده.

[ صحيح ابن ماجة ص 309 ] فى باب خروج المهدى عليه السلام روى بسنده عن أنس بن مالك قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : نحن ولد عبد المطلب سادة أهل الجنة ، أنا وحمزة وعلىّ وجعفر والحسن والحسين والمهدى.

[ تاريخ بغداد ج 9 ص 434 ] روى بسنده عن أنس بن مالك قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : نحن سبعة بنو عبد المطلب سادات أهل الجنة أنا وعلىّ أخى وعمى حمزة وجعفر والحسن والحسين والمهدى.

ص: 138

باب : إن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وعليا وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فى مكان واحد يوم القيامة

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 137 ] روى بسنده عن أبى سعيد الخدرى إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم دخل على فاطمة عليها السلام فقال : إنى وإياك وهذا النائم - يعنى عليا عليه السّلام - وهما - يعنى الحسن والحسين لفى مكان واحد يوم القيامة ( قال ) هذا حديث صحيح الإسناد.

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 101 ] روى بسنده عن عبد الرحمن الأزرق عن على عليه السلام ، قال : دخل عليّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وأنا نائم على المنامة فاستسقى الحسن أو الحسين عليهما السلام قال : فقام النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم إلى شاة لنا بكيء (1)فحلبها فدرت فجاءه الحسن عليه السلام فنحاه النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فقالت فاطمة : يا رسول اللّه كأنه أحبهما اليك قال : لا ولكنه استسقى قبله ثم قال : إنى وإياك وهذين وهذا الراقد فى مكان واحد يوم القيامة ، ( أقول ) ورواه ابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج 5 ص 523 ).

ص: 139


1- بكيء : أى قليلة اللبن.

[ أسد الغابة لابن الأثير ج 5 ص 269 ] روى بسنده عن أبى فاختة قال : قال على عليه السلام : زارنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فبات عندنا والحسن والحسين عليهما السلام نائمان فاستسقى الحسن فقام رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إلى قربة لنا فجعل يعصرها فى القدح ثم جاء يسقيه فتناوله الحسين ليشرب فمنعه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وبنأ بالحسن ، فقيل : يا رسول اللّه كأنه أحبهما اليك ، فقال : لا ولكنه استسقى أول مرة ، ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : يا فاطمة إنى وإياك وهذين وهذا الراقد - يعنى عليا عليه السّلام - فى مكان واحد يوم القيامة ، ( أقول ) ورواه أبو داود الطيالسى أيضا فى مسنده ( ج 1 ص 26 ) ، وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 7 ص 101 ) وقال : أخرجه أبو داود الطيالسى وأحمد بن حنبل وأبو يعلى وابن أبى عاصم فى السنة والطبرانى فى المتفق والمفترق ، وابن النجار والخطيب ( انتهى ) ، وذكره الهيثمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 169 ) وقال : رواه البزار.

[ كنز العمال ج 6 ص 156 ] ولفظه : أخوك استسقى قبلك يشرب ثم تشرب ما هو بأحبهما إلي وإنهما عندى لبمكان واحد ، وإنى وإياك وهما وهذا الراقد يوم القيامة لفى مكان واحد ، قال : أخرجه الطبرانى عن على عليه السلام ، ( أقول ) وذكره فى الصفحة المذكورة ثانيا باختلاف يسير فى اللفظ ، وقال : أخرجه الطبرانى عن أبى سعيد.

[ كنز العمال أيضا ج 7 ص 102 ] قال : عن أبى سعيد إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم دخل على ابنته فاطمة عليها السلام وأبناها إلى جانبها وعلى عليه السلام نائم فاستسقى الحسن عليه السلام فأتى ناقة لهم فحلب منها ثم جاء به فنازعه الحسين عليه السلام أن يشرب قبله حتى بكى ، فقال : يشرب أخوك ثم تشرب ، فقالت فاطمة عليها السلام : كأنه آثر عندك منه قال : ما هو بآثر عندى منه وإنهما عندى بمنزلة واحدة وإنك

ص: 140

وهما وهذا المضطجع معى فى مكان واحد يوم القيامة ، قال : أخرجه ابن عساكر.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 184 ] قال : وعن أبى موسى الأشعرى قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : أنا وعلى وفاطمة والحسن والحسين يوم القيامة فى قبة تحت العرش ، قال : رواه الطبرانى.

[ كنز العمال ج 6 ص 216 ] ولفظه : إن فاطمة وعليا والحسن والحسين فى حظيرة القدس فى قبة بيضاء سقفها عرش الرحمن ، قال : أخرجه ابن عساكر عن عمر - يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[ كنز العمال ج 7 ص 102 ] قال : عن على عليه السلام عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : فى الجنة درجة تدعى الوسيلة فاذا سألتم اللّه فسلوا لى الوسيلة ، قالوا : يا رسول اللّه من يسكن معك فيها؟ قال : علىّ وفاطمة والحسن والحسين ، قال : أخرجه ابن مردويه.

[ الرياض النضرة ج 2 ص 208 ] قال : قال ابن عمر على ( عليه السلام ) من أهل البيت لا يقاس بهم أحد ، على ( عليه السلام ) مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى درجته إن اللّه عز وجل يقول ( والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بايمان ألحقنا بهم ذريتهم ) فاطمة مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله فى درجته ، وعلى ( عليه السّلام ) مع فاطمة ، قال : أخرجه على بن نعيم البصرى.

ص: 141

باب : إن عليا عليه السّلام قصره بين قصر النبى صلّى اللّه عليه وآله وسلم وقصر ابراهيم عليه السلام

[ كنز العمال ج 6 ص 156 ] ولفظه : إن اللّه اتخذنى خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا ، فقصرى فى الجنة وقصر إبراهيم فى الجنة متقابلين ، وقصر على بن أبى طالب بين قصرى وقصر إبراهيم ، فياله من حبيب بين خليلين ( قال ) أخرجه الحاكم فى تاريخه والبيهقى فى فضائل الصحابة وابن الجوزى عن حذيفة ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى الرياض النضرة ( ج 2 ص 211 ) وقال : أخرجه أبو الخير الحاكمى.

[ كنز العمال ج 6 ص 156 ] ولفظه : إذا كان يوم القيامة ضربت لى قبة من ياقوتة حمراء على يمين العرش ، وضربت لابراهيم عليه السلام قبة من ياقوتة خضراء على يسار العرش ، وضربت فيما بيننا لعلى بن أبى طالب قبة من لؤلؤة بيضاء ، فما ظنك بحبيب بين خليلين؟ قال : أخرجه البيهقى فى فضائل الصحابة وابن الجوزى عن سلمان ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى الرياض النضرة ( ج 2 ص 211 ) وقال أخرجه الحاكمى.

ص: 142

باب : في جنة علي وفاطمة عليهما السلام

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 204 ] قال : وعن عبد اللّه بن مسعود قال سأحدثكم بحديث سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، فلم أزل أطلب الشهادة للحديث فلم أرزقها ، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى غزوة تبوك يقول - ونحن نسير معه - إن اللّه لما أمرنى أن أزوج فاطمة من علىّ ففعلت ، قال جبريل عليه السلام ان اللّه تعالى بنى جنة من لؤلؤة قصب ، بين كل قصبة الى قصبة لؤلؤة من ياقوتة مشذرة بالذهب ، وجعل سقوفها زبرجدا أخضر ، وجعل فيها طاقات من لؤلؤة مكللة باليواقيت ، ثم جعل عليها غرفا لبنة من فضة ولبنة من ذهب ، ولبنة من در ، ولبنة من ياقوت ، ولبنة من زبرجد ، ثم جعل فيها عيونا تنبسع فى نواحيها ، وحفت بالأنهار ، وجعل على الأنهار قبابا من در قد شعبت بسلاسل ، وحفت بانواع الشجر ، وبنى فى كل غصن قبة ، وجعل فى كل قبة اريكة من درة بيضاء غشاؤها السندس والاستبرق ، وفرش أرضها بالزعفران ، وفتق بالمسك والعنبر ، وجعل فى كل قبة حوراء ، والقبة لها مائة باب ، على كل باب حارسان وشجرتان فى كل قبة مفرش ، وكتاب مكتوب حول القباب آية الكرسى ، قلت لجبريل لمن بنى اللّه هذه الجنة؟ قال : بناها لفاطمة ابنتك وعلى بن أبى طالب سوى جنانهما تحفة اتحفهما أقر عينيك يا رسول اللّه ، قال : رواه الطبرانى.

ص: 143

باب : إن عليا عليه السّلام رفيق النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) في الجنة

[ تاريخ بغداد للخطيب البغدادى ج 12 ص 268 ] روى بسنده عن محمد بن على بن الحسين عن أبيه عن على عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : يا على أنت أخى وصاحبى ورفيقى فى الجنة.

[ مستدرك الصحيحين للحاكم ج 3 ص 199 ] روى بسنده عن المسيب ابن نجبة عن على بن ابى طالب عليه السلام : إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : كل نبى اعطى سبعة رفقاء وأعطيت بضعة عشر ، فقيل لعلى عليه السّلام من هم؟ فقال : أنا وحمزة وابناى ، قال الحاكم ثم ذكرهم ( ثم قال ) الحاكم هذا حديث صحيح الاسناد ( أقول ) إن الحديث الشريف وإن كان مطلقا ليس فيه تصريح بانهم رفقاؤه فى خصوص الجنة ولكن المقصود منه هو ذلك قطعا لان رفقاءه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى الدنيا أكثر من ذلك وأكثر.

ص: 144

باب : إن عليا عليه السّلام وقومه آية الجنة ومعاوية وقومه آية النار

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 405 ] قال : عن عمرو بن الحمق قال : بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم سرية ( وساق الحديث الى أن قال ) ثم هاجرت الى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فبينا أنا عنده ذات يوم فقال لى : يا عمرو هل لك أن اريك آية الجنة تأكل الطعام وتشرب الشراب وتمشى فى الأسواق؟ قلت : بلى بابى أنت قال : هذا وقومه - وأشار بيده الى على بن أبى طالب عليه السلام - وقال : لى يا عمرو هل لك أن اريك آية النار تأكل الطعام وتشرب الشراب وتمشى فى الأسواق؟ قلت : بلى بابى أنت قال : هذا وقومه آية النار - وأشار الى رجل - فلما وقعت الفتنة ذكرت قول رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : ففررت من آية النار إلى آية الجنة ( الى أن قال ) واللّه إن كنت فى حجر فى جوف حجر لاستخرجنى بنو امية حتى يقتلونى ، حدثنى به حبيبى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إن رأسى أول رأس يحتز فى الاسلام وينقل من بلد الى بلد قال : رواه الطبرانى فى الأوسط.

[ كنز العمال ج 7 ص 63 ] قال : عن الأجلح بن عبد اللّه الكندى

ص: 145

قال : سمعت زيد بن على وعبد اللّه بن الحسن وجعفر بن محمد ومحمد بن عبد اللّه ابن الحسن يذكرون تسمية من شهد مع على عليه السلام من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم كلهم ذكره عن آبائه وعمن أدرك من أهله ، وسمعته أيضا من غيرهم فذكرهم وذكر فيهم عمرو بن الحمق الخزاعى ، وكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال له : يا عمرو أتحب أن أريك آية الجنة؟ قال : نعم يا رسول اللّه فمر على عليه السلام : فقال : هذا وقومه آية الجنة ، فلما قتل عثمان وبايع الناس عليا عليه السلام لزمه فكان معه حتى أصيب ( الحديث ) قال : أخرجه ابن عساكر.

[ كنز العمال ج 7 ص 63 ] قال : عن عبيد اللّه بن رافع إن معاوية طلب عمرو بن الحمق ليقتله فهرب منه نحو الجزيرة ومعه رجل من أصحاب على عليه السلام يقال له زاهر ، فلما نزلا الوادى نهشت عمرا حية من جوف الليل فاصبح منتفخا ، فقال لزاهر تنح عنى فان خليلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قد أخبرنى انه سيشترك فى دمى الانس والجن ولا بد لى من أن اقتل فقد أصابتنى بلية الجن بهذا الوادى ، فبينماهم كذلك إذ رأيا نواصى الخيل فى طلبه فامر زاهرا يتغيب ، قال : فاذا قتلت فانهم يأخذون رأسى فارجع الى جسدى فادفنه ، فقال له زاهر بل أنثر نبلى ثم أرميهم حتى إذا فنيت نبلى قتلت معك؟ قال : لا ولكنى سأزودك منى ما ينفعك اللّه به فاسمع منى آية الجنة محمد رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وعلامتهم على بن أبى طالب عليه السلام ، وتوارى زاهر فاقبل القوم فنظروا الى عمرو فنزل اليه رجل منهم آدم (1) فقطع رأسه ، وكان أول رأس فى الاسلام نصب فى الناس وخرج زاهر اليه فدفنه ، قال أخرجه ابن عساكر.

ص: 146


1- آدم : بالمد أى أسمر.

باب : إن عليا عليه السّلام وشيعته في الجنة

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج 4 ص 329 ] روى بسنده عن الشعبى عن على عليه السلام قال : قال لى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : إنك وشيعتك فى الجنة ، الحديث ( أقول ) ورواه الخطيب البغدادى أيضا فى تاريخ بغداد ( ج 12 ص 289 ).

[ تاريخ بغداد ج 12 ص 358 ] روى بسنده عن أبى سعيد الخدرى عن أم سلمة قالت : كانت ليلتى من رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فأتته فاطمة عليها السلام ومعها على عليه السلام ، فقال له النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : أنت وأصحابك فى الجنة ، أنت وشيعتك فى الجنة ، الحديث ( أقول ) وذكره الهيثمى أيضا فى مجمعه ( ج 10 ص 21 ) وقال : رواه الطبرانى فى الاوسط.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 173 ] قال : وعن أبى هريرة إن على بن أبى طالب عليه السلام قال : يا رسول اللّه أيما أحب اليك أنا أم فاطمة؟ قال : فاطمة أحب إلىّ منك وأنت أعز علىّ منها ، وكأنى بك وأنت على حوضى تذود عنه الناس وإن عليه لأباريق مثل عدد نجوم السماء ، وإنى وأنت والحسن

ص: 147

والحسين وفاطمة وعقيل وجعفر فى الجنة ( إخوانا على سرر متقابلين ) أنت معى وشيعتك فى الجنة ثم قرأ رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ( إخوانا على سرر متقابلين ) لا ينظر أحد فى قفا صاحبه ، قال رواه الطبرانى.

[ الصواعق المحرقة لابن حجر ص 96 ] قال : وأخرج أحمد فى المناقب إنه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال لعلى عليه السّلام : أما ترضى انك معى فى الجنة والحسن والحسين وذريتنا خلف ظهورنا وأزواجنا خلف ذريتنا وشيعتنا عن أيماننا وشمائلنا؟ ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى الرياض النضرة ( ج 2 ص 209 ) وقال أخرجه أحمد فى المناقب وأبو سعد فى شرف النبوة

[ كنز العمال ج 2 ص 218 ] ولفظه : يا على إن أول أربعة يدخلون الجنة أنا وأنت والحسن والحسين وذرارينا خلف ظهورنا وأزواجنا خلف ذرارينا وشيعتنا عن أيماننا وعن شمائلنا ، قال : أخرجه ابن عساكر عن على عليه السلام ، وأخرجه الطبرانى عن أبى رافع.

ص: 148

باب : في حورية علي عليه السّلام فى الجنة

[ تاريخ بغداد للخطيب البغدادى ج 4 ص 278 ] روى بسنده عن أبى سعيد إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : لما أسرى بى دخلت الجنة فناولنى جبريل تفاحة فانفلقت بنصفين فخرجت منها حوراء فقلت لها : لمن أنت؟ فقالت : لعلى بن أبى طالب.

[ الرياض النضرة ج 2 ص 211 ] قال : عن أنس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : لما أسرى بى إلى السماء أخذ جبريل بيدى وأقعدنى على درنوك (1) من درانيك الجنة وناولنى سفر جلة فكنت أفليها إذا انفلقت وخرجت منها حوراء لم أر أحسن منها ، فقالت : السلام عليك يا محمد ، قلت : وعليك السلام من أنت؟ قالت : أنا الراضية المرضية خلقنى الجبار من ثلاثة أصناف ، أعلاى من عنبر ، ووسطى من كافور وأسفلى من مسك ، عجننى بماء الحيوان ، ثم قال : كونى فكنت ، خلقنى لأخيك وابن عمك على بن أبى طالب.

ص: 149


1- الدرنوك نوع من البسط له خمل.

باب : إن عليا عليه السّلام يزهر في الجنة ككوكب الصبح

[ كنز العمال ج 6 ص 153 ] ولفظه : على بن أبى طالب يزهر فى الجنة ككوكب الصبح لأهل الدنيا ، قال : أخرجه البيهقى فى فضائل الصحابة والديلمى فى الفردوس عن أنس - يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ( أقول ) وذكره فى ( ص 155 ) أيضا وقال : أخرجه الحاكم فى التاريخ والبيهقى فى فضائل الصحابة والديلمى وابن الجوزى عن أنس ( انتهى ) ، وذكره المناوى أيضا فى فيض القدير فى المتن وصححه ، وذكره جمع آخرون أيضا من أئمة الحديث غير المذكورين.

ص: 150

المقصد الثالث : في فضائل فاطمة عليها السلام

اشارة

وفيه أبواب :

( أقول ) قد تقدم جملة من فضائل فاطمة سلام اللّه عليها فى جملة من أبواب فضائل على عليه السلام ، مثل باب آدم سأل اللّه بحق محمد وعلىّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ، وباب علىّ وفاطمة والحسن والحسين هم آل محمد ، وباب آية التطهير نزلت فى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم وعلىّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ، وباب باهل النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم بعلى وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ، وباب فى قول النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم لعلى وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم إلى غير ذلك من أبواب كثيرة ، وهذه جملة أخرى من فضائل فاطمة سلام اللّه عليها مما ظفرنا عليه على العجالة ، نذكرها فى هذا المقصد الثالث المختص بها فنقول :

ص: 151

باب : في انعقاد نطفة فاطمة عليها السلام من ثمار الجنة وأنها حوراء إنسية لم تحض ولم تطمث

[ السيوطى فى الدر المنثور ] فى ذيل تفسير قوله تعالى : ( سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام ) قال : وأخرج الطبرانى عن عائشة قالت : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : لما أسرى بى إلى السماء ادخلت الجنة فوقفت على شجرة من أشجار الجنة لم أر فى الجنة أحسن منها ولا أبيض ورقا ولا أطيب ثمرة فتناولت ثمرة من ثمرتها فأكلتها فصارت نطفة فى صلبى فلما هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة فاذا أنا اشتقت إلى ريح الجنة شمعت ريح فاطمة.

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 156 ] روى بسنده عن سعد بن مالك قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : أتانى جبريل عليه الصلاة والسلام بسفر جملة من الجنة فأكلتها ليلة أسرى بى فعلقت خديجة بفاطمة فكنت إذا اشتقت إلى رائحة الجنة شمعت رقبة فاطمة.

[ ذخائر العقبى ص 36 ] قال : وعن ابن عباس قال : كان النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم يكثر القبل لفاطمة عليها السلام فقالت له عائشة : إنك تكثر تقبيل فاطمة ، فقال : إن جبريل ليلة أسرى بى أدخلنى الجنة

ص: 152

فأطعمنى من جميع ثمارها فصار ماء فى صلبى فحملت خديجة بفاطمة ، فاذا اشتقت لتلك الثمار قبلت فاطمة فأصبت من رائحتها جميع تلك الثمار التى أكلتها قال : خرجه أبو الفضل بن خيرون.

[ ذخائر العقبى ص 44 ] قال : روى الملا فى سيرته إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : أتانى جبريل بتفاحة من الجنة فأكلتها وواقعت خديجة فحملت بفاطمة ، فقالت : إنى حملت حملا خفيفا فاذا خرجت حدثنى الذى فى بطنى ( الحديث ) وسيأتى تمامه إن شاء اللّه فى باب ولادتها.

[ تاريخ بغداد للخطيب البغدادى ج 5 ص 87 ] روى بسنده عن عائشة قالت : قلت : يا رسول اللّه ما لك إذا جاءت فاطمة قبلتها حتى تجعل لسانك فى فيها كله كأنك تريد أن تلعقها عسلا؟ قال : نعم يا عائشة إنى لما أسرى بى إلى السماء أدخلنى جبريل الجنة فناولنى منها تفاحة فأكلتها فصارت نطفة فى صلبى ، فلما نزلت واقعت خديجة ، ففاطمة من تلك النطفة وهى حوراء إنسية ، كلما اشتقت إلى الجنة قبلتها ، ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص 36 ) وقال : خرجه أبو سعد فى شرف النبوة.

[ تاريخ بغداد أيضا ج 12 ص 331 ] روى بسنده عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : ابنتى فاطمة حوراء آدمية لم تحض ولم تطمث ، وإنما سماها فاطمة لأن اللّه فطمها ومحبيها عن النار ( أقول ) وذكره ابن حجر أيضا فى صواعقه ( ص 96 ) وقال : أخرجه النسائى.

[ ذخائر العقبى ص 44 ] ذكر حديثا عن أسماء فى ولادة فاطمة بالحسن عليهما السلام قالت أسماء : فقلت : يا رسول اللّه إنى لم أر لها دما فى حيض ولا فى نفاس ، فقال صلى اللّه عليه وآله وسلم : أما علمت أن ابنتى طاهرة مطهرة لا يرى لها دم فى طمث ولا ولادة؟.

ص: 153

باب : فى أن فاطمة عليها السلام حدثت أمها فى بطنها ووليت ولادتها حواء وآسية وكلثم ومريم فولدت ووقعت على الأرض ساجدة

[ ذخائر العقبى ص 44 ] قال : روى الملا فى سيرته إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : أتانى جبريل بتفاحة من الجنة فأكلتها وواقعت خديجة فحملت بفاطمة ، فقالت : إنى حملت حملا خفيفا فاذا خرجت حدثنى الذى فى بطنى ، فلما أرادت أن تضع بعثت إلى نساء قريش لتأتينها فيلين منها ما تلى النساء ممن تلد فلم يفعلن وقلن : لا نأتيك وقد صرت زوجة محمد ، فبينما هى كذلك إذ دخل عليها أربع نسوة عليهن من الجمال والنور ما لا يوصف فقالت لها إحداهن : أنا أمك حواء ، وقالت الأخرى : أنا آسية بنت مزاحم وقالت الأخرى : أنا كلثم أخت موسى ، وقالت الأخرى : أنا مريم بنت عمر ان أم عيسى ، جئنا لنلى من أمرك ما تلى النساء قالت : فولدت فاطمة سلام اللّه عليها ، فوقعت حين وقعت على الأرض ساجدة رافعة إصبعها.

ص: 154

باب : فى وجه تسميتها بفاطمة وبالبتول وبيان كنيتها

( أقول ) قد تقدم فى باب انعقاد نطفة فاطمة عليها السلام حديث ابن عباس عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قوله : وإنما سماها فاطمة لأن اللّه فطمها ومحبيها عن النار ، وهذه بقية ما جاء فى ذلك مما ظفرت عليه على العجالة.

[ ذخائر العقبى ص 26 ] قال : عن على عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لفاطمة : يا فاطمة تدرين لم سميت فاطمة؟ قال على عليه السلام : يا رسول اللّه لم سميت فاطمة؟ قال : إن اللّه عز وجل قد فطمها وذريتها عن النار يوم القيامة ، ( قال ) أخرجه الحافظ الدمشقى ( ثم قال ) وقد رواه الإمام على بن موسى الرضا ( عليه السّلام ) فى مسنده ( قال ) ولفظه : إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : إن اللّه عز وجل فطم ابنتى فاطمة وولدها ومن أحبهم من النار ، فلذلك سميت فاطمة.

[ كنز العمال ج 6 ص 219 ] ولفظه : إنما سميت فاطمة لأن اللّه فطمها ومحبيها عن النار ، قال : أخرجه الديلمى عن أبى هريرة - يعنى

ص: 155

عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ( ابن الاثير ) فى النهاية فى مادة بتل قال سميت فاطمة البتول لانقطاعها عن نساء زمانها فضلا ودينا وحسبا ( وقيل ) لانقطاعها عن الدنيا الى اللّه تعالى ( وقال ) عبيدة الهروى ( فى الغريبين ) سميت فاطمة بتولا لانها بتلت عن النظير.

[ أسد الغابة لابن الأثير ج 5 ص 520 ] فى ترجمة فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : وكانت فاطمة تكنى أم أبيها.

[ الاستيعاب لابن عبد البر ج 2 ص 752 ] ذكر عن جعفر بن محمد عليه السّلام أنه قال : كانت كنية فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أم أبيها

ص: 156

باب : فى شباهة فاطمة عليها السلام بالنبى صلّى اللّه عليه وآله وسلّم من وجوه وتقبيل النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم لها

[ صحيح الترمذى ج 2 ص 319 ] روى بسنده عن عائشة أم المؤمنين قالت : ما رأيت أحدا أشبه سمتا ودلا وهديا برسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى قيامها وقعودها من فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قالت : وكانت إذا دخلت على النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قام اليها فقبلها وأجلسها فى مجلسه وكان النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم إذا دخل عليها قامت من مجلسها فقبلته واجلسته فى مجلسها ( الحديث ).

( أقول ) ورواه أبو داود أيضا فى صحيحه ( ج 33 ) فى باب ما جاء فى القيام ( ص 223 ) ورواه الحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج 4 ص 172 ) ورواه البخارى أيضا فى الأدب المفرد ( ص 136 ) وذكر العسقلانى فى فتح البارى ج 9 ص 200 انه رواه ابن حبان ايضا.

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 154 ] روى بسنده عن أم المؤمنين عائشة إنها قالت : ما رأيت أحدا كان أشبه كلاما وحديثا من

ص: 157

فاطمة برسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، وكانت إذا دخلت عليه رحبّ بها وقام اليها فأخذ بيدها فقبلها وأجلسها فى مجلسه ، قال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ( أقول ) ورواه فى ( ص 159 ) أيضا ، ورواه البخارى أيضا فى الأدب المفرد ( ص 141 ) ورواه أبو عمرو أيضا فى استيعابه ( ج 2 ص 751 ) ورواه البيهقى أيضا فى سننه ( ج 7 ص 101 ) وزاد فى آخره فقال : وكان - يعنى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم - إذا دخل عليها رحبت به وقامت فأخذت بيده فقبلته.

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 3 ص 164 ] روى بسنده عن أنس ابن مالك قال : لم يكن أحد أشبه برسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم من الحسن بن على عليهما السلام وفاطمة سلام اللّه عليها.

[ صحيح مسلم ] فى كتاب فضائل الصحابة فى باب فضائل فاطمة عليها السلام روى بسنده عن عائشة قالت : اجتمع نساء النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فلم يغادر منهن امرأة فجاءت فاطمة تمشى كأن مشيتها مشية رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال : مرحبا بابنتى فأجلسها عن يمينه أو عن شماله ( الحديث ) وسيأتى تمامه إن شاء اللّه فى باب فاطمة سيدة النساء ، ( أقول ) ورواه ابن ماجة أيضا فى صحيحه فى باب ما جاء فى ذكر مرض رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 6 ص 282 ) ورواه جمع كثير أيضا من أئمة الحديث.

[ كنز العمال ج 7 ص 111 ] قال : عن عائشة إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم كان كثيرا ما يقبل عرف فاطمة عليها السلام قال : أخرجه ابن عساكر ، ( أقول ) وقال المناوى فى فيض القدير ( ج 5 ص 176 ) : وكان كثيرا ما يقبلها فى فمها أيضا وذكر عن أبى داود

ص: 158

ويمص لسانها.

[ أسد الغابة لابن الأثير ج 5 ص 522 ] روى عن ابن عباس أن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم كان إذا قدم من سفر قبل ابنته فاطمة عليها السلام ، ( أقول ) وذكره الهيثمى أيضا فى مجمعه ( ج 8 ص 42 ) وقال : رواه الطبرانى فى الأوسط ورجاله ثقات ، وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائر العقبى ( 36 ) وقال : خرجه ابن السرى.

[ ذخائر العقبى ص 36 ] قال : وعن عائشة إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قبل يوما نحر فاطمة عليها السلام ، قال : خرجه الحربى ، قال :

وخرجه الملا فى سيرته وزاد : فقلت له : يا رسول اللّه فعلت شيئا لم تفعله فقال : يا عائشة إنى إذا اشتقت الجنة قبلت نحر فاطمة.

( أقول ) وقد تقدم فى باب انعقاد نطفة فاطمة عليها السلام حديث عائشة ، قالت : قلت : يا رسول اللّه ما لك إذا جاءت فاطمة قبلتها حتى تجعل لسانك فى فيها كله كأنك تريد أن تلعقها عسلا ( إلى آخره ) وحديث ابن عباس كان النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم يكثر القبل لفاطمة فقالت له عائشة : إنك تكثر تقبيل فاطمة ( إلى آخره ).

ص: 159

باب : فى حنوّ فاطمة عليها السلام على أبيها وحنوّ أبيها عليها

[ صحيح مسلم فى كتاب الجهاد والسير ] فى باب ما لقى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم من أذى المشركين ، روى بسنده عن ابن مسعود قال : بينما رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يصلى عند البيت وأبو جهل وأصحاب له جلوس وقد نحرت جزور بالأمس ، فقال أبو جهل : أيكم يقوم إلى سلا جزور بنى فلان فيأخذه فيضعه فى كتفى محمد إذا سجد؟ فانبعث أشقى القوم فأخذه فلما سجد النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم وضعه بين كتفيه ، قال : فاستضحكوا وجعل بعضهم يميل على بعض وأنا قائم أنظر لو كانت لى منعة طرحته عن ظهر رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم والنبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ساجد ما يرفع رأسه حتى انطلق إنسان فأخبر فاطمة عليها السلام فجاءت وهى جويرة فطرحته عنه ثم أقبلت عليهم تشتمهم ، فلما قضى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم صلاته رفع صوته ثم دعا عليهم ، وكان إذا دعا دعا ثلاثا ، وإذا سأل سأل ثلاثا ، ثم قال : اللّهم عليك بقريش ثلاث مرات فلما سمعوا صوته ذهب عنهم الضحك وخافوا دعوته ، ثم قال : اللّهم عليك بأبى جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة

ص: 160

وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة وأمية ابن خلف وعقبة بن أبى معيط ، وذكر السابع ولم أحفظ ، فو الذى بعث محمدا ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) بالحق لقد رأيت الذين سمى صرعى يوم بدر ثم سحبوا إلى القليب قليب بدر ، ( أقول ) ورواه البخارى أيضا فى صحيحه فى كتاب بدء الخلق فى باب ما لقى النبى وأصحابه من المشركين.

[ صحيح مسلم فى كتاب الجهاد والسير ] فى باب غزوة أحد ، روى بسنده عن أبى حازم إنه سمع سهل بن سعد يسأل عن جرح رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يوم أحد ، فقال : جرح وجه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وكسرت رباعيته وهشمت البيضة على رأسه فكانت فاطمة سلام اللّه عليها بنت رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) تغسل الدم ، وكان على بن أبى طالب ( عليه السلام ) يسكب عليها بالمجن فلما رأت فاطمة عليها السلام أن الماء لا يزيد الدم إلا كثرة أخذت قطعة حصير فأحرقته حتى صار رمادا ثم ألصقته بالجرح فاستمسك الدم ، ثم رواه بطريق آخر عن أبى حازم أنه سمع سهل بن سعد وهو يسأل عن جرح رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) فقال : أم واللّه إنى لأعرف من كان يغسل جرح رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) ومن كان يسكب الماء وبماذا دووي ، ثم ذكر نحو الحديث المتقدم ، ( أقول ) ورواه البخارى أيضا فى صحيحه فى كتاب بدء الخلق فى باب حدثنا قتيبة.

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج 2 ص 30 ] روى بسنده عن أبى ثعلبة الخشنى يقول : قدم رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم من غزاة له فدخل المسجد فصلى فيه ركعتين ، وكان يعجبه إذا قدم أن يدخل المسجد فيصلى فيه ركعتين ثم خرج فأتى فاطمة عليها السلام فبدأ بها قبل بيوت أزواجه فاستقبلته فاطمة عليها السلام وجعلت تقبل وجهه وعينيه وتبكى ، فقال لها رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) : ما

ص: 161

يبكيك؟ قالت : أراك قد شحب لونك ، فقال لها : يا فاطمة إن اللّه عز وجل بعث أباك بأمر لم يبق على ظهر الأرض بيت مدر ولا شعر إلا أدخله به عزا أو ذلا يبلغ حيث بلغ الليل.

( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 1 ص 77 ) وقال : أخرجه الطبرانى فى الكبير ، وذكره الهيثمى أيضا فى مجمعه ( ج 8 ص 262 ) وقال فيه : فقال : ما يبكيك؟ فقالت : أراك شعثا نصبا قد اخلولقت ثيابك فقال لها : لا تبكى فان اللّه عز وجل ( إلى آخره ).

[ ذخائر العقبى ص 47 ] قال : عن على عليه السلام قال : كنا مع النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فى حفر الخندق إذ جاءته فاطمة سلام اللّه عليها بكسرة من خبز فرفعتها اليه ، فقال : ما هذه يا فاطمة؟ قالت : من قرص اختبزته لابنىّ جئتك منه بهذه الكسرة ، فقال : يا بنية أما إنها لأول طعام دخل فم أبيك منذ ثلاث.

[ طبقات ابن سعد ج 8 ص 24 ] روى بسنده عن ابن عباس قال : لما ماتت رقية بنت النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : إلحقى بسلفنا عثمان بن مظعون فبكت النساء على رقية ، ثم ساق الحديث ( إلى أن قال ) فقعدت فاطمة عليها السلام على شفير القبر إلى جنب النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فجعلت تبكى فجعل رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يمسح الدمع عن عينها بطرف ثوبه.

ص: 162

باب : إن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم اذا سافر كان آخر عهده بفاطمة عليها السلام وإذا قدم كان أول عهده بها

[ صحيح أبى داود ج 26 ] فى باب ما جاء فى الانتفاع بالعاج ، روى بسنده عن ثوبان مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إذا سافر كان آخر عهده بانسان من أهله فاطمة عليها السلام ، وأول من يدخل عليه إذا قدم فاطمة عليها السلام الحديث ، ( أقول ) ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 5 ص 275 ) ورواه البيهقى أيضا فى سننه ( ج 1 ص 26 ).

[ مستدرك الصحيحين ج 1 ص 489 ] روى بسنده عن ابن عمر إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم كان إذا خرج فى غزاة كان أول عهده بفاطمة عليها السلام ، ( أقول ) وذكره الذهبى أيضا فى التلخيص وهو مطبوع فى هامش المستدرك وقال فيه : كان إذا خرج فى غزاة كان آخر عهده بفاطمة عليها السلام ، وإذا رجع كان أول عهده بها ، قال : ( الحديث ).

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 156 ] روى بسنده عن ابن عمر

ص: 163

إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم كان إذا سافر كان آخر الناس عهدا به فاطمة عليها السلام وإذا قدم من سفر كان أول الناس عهدا به فاطمة عليها السلام ثم رواه بطريق آخر وزاد فيه : فقال لها رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : فداك أبى وأمى.

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 155 ] روى بسنده عن أبى ثعلبة الخشنى يقول : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إذا رجع من غزاة أو سفر أتى المسجد فصلى فيه ركعتين ثم ثنى بفاطمة عليها السلام ثم يأتى أزواجه ، قال : هذا حديث صحيح الإسناد ، ( أقول ) وقد تقدم فى الباب السابق حديث أبى ثعلبة فى هذا المعنى بنحو أبسط ، رواه عنه مسندا أبو نعيم وغيره ، فراجعه.

[ الصواعق المحرقة لابن حجر ص 109 ] قال ما هذا لفظه : وأخرج أحمد وغيره ما حاصله إنه صلى اللّه عليه وآله وسلم كان إذا قدم من سفر أتى فاطمة عليها السلام وأطال المكث عندها ، ففى مرة صنعت لها مسكين من ورق وقلادة وقرطين وستر باب بيتها ، فقدم صلى اللّه عليه وآله وسلم ودخل عليها ثم خرج ، وقد عرف الغضب فى وجهه حتى جلس على المنبر فظنت أنه إنما فعل ذلك لما رأى ما صنعته فأرسلت به اليه ليجعله فى سبيل اللّه فقال : فعلت فداها أبوها - ثلاث مرات - ليست الدنيا من محمد ولا من آل محمد ولو كانت الدنيا تعدل عند اللّه فى الخير جناح بعوضة ما سقى منها كافرا شربة ماء ، ثم قام فدخل صلى اللّه عليه وآله وسلم عليها ( قال ابن حجر ) زاد أحمد إنه صلى اللّه عليه وآله وسلم أمر ثوبان أن يدفع ذلك إلى بعض أصحابه وبأن يشترى لها قلادة من عصب وسوارين من عاج ، وقال : إن هؤلاء أهل بيتى ولا أحب أن يأكلوا طيباتهم فى حياتهم الدنيا.

ص: 164

باب : في قيام فاطمة عليها السلام بخدمة البيت وتعليم النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم لها التسبيح

[ صحيح البخارى فى كتاب بدء الخلق ] فى باب مناقب على بن أبى طالب عليه السلام ، روى بسنده عن على عليه السلام قال : إن فاطمة سلام اللّه عليها شكت ما تلقى من أثر الرحى فأتى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم سبى فانطلقت فلم تجده فوجدت عائشة فأخبرتها فلما جاء النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم أخبرته عائشة بمجىء فاطمة ، فجاء النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم الينا وقد أخذنا مضاجعنا فذهبت لأقوم ، فقال : على مكانكما ، فقعد بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدرى وقال : ألا أعلمكما خيرا مما سألتمانى؟ إذا أخذتما مضاجعكما تكبرا أربعا وثلاثين ، وتسبحا ثلاثا وثلاثين ، وتحمدا ثلاثا وثلاثين فهو خير لكما من خادم ، ( أقول ) ورواه البخارى أيضا فى الخمس فى باب الدليل على أن الخمس لنوائب رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ورواه مسلم أيضا فى صحيحه فى كتاب الذكر والدعاء فى باب التسبيح أول النهار وعند النوم ، ورواه أبو داود أيضا فى صحيحه فى ( ج 33 ) فى باب التسبيح عند النوم.

ص: 165

[ صحيح أبى داود ج 33 ] فى باب التسبيح عند النوم ، روى بسنده عن أبى الورد بن ثمامة قال : قال على عليه السلام لابن أعبد : ألا أحدثك عنى وعن فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم؟ وكانت أحب أهله اليه ، وكانت عندى ، فجرّت بالرحى حتى أثرت بيدها ، واستقت بالقربة حتى أثرت فى نحرها ، وقمت البيت حتى اغبرت ثيابها ، وأوقدت القدر حتى دكنت ثيابها ، وأصابها من ذلك ضرّ فسمعنا أن رقيقا أتى بهم النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فقلت : لو أتيت أباك فسألتيه خادما يكفيك فأتته فوجدت حداثا فاستحيت فرجعت ، فغدا علينا ونحن فى لفاعنا (1) فجلس عند رأسها فأدخلت رأسها فى اللفاع حياء من أبيها ، فقال : ما كان حاجتك أمس إلى آل محمد؟ فسكتت مرتين ، فقلت : أنا واللّه أحدثك يا رسول اللّه إن هذه جرّت عندى بالرحى حتى أثرت فى يدها ، واستقت بالقربة حتى أثرت فى نحرها ، وكسحت البيت حتى اغبرت ثيابها ، وأوقدت القدر حتى دكنت ثيابها ، وبلغنا أنه أتاك رقيق أو خدم فقلت لها : سليه خادما ( قال أبو داود ) فذكر معنى حديث حكم ، ( أقول ) ويعنى بحديث حكم ما تقدم آنفا عن البخارى ومسلم من قوله صلى اللّه عليه وآله وسلم : ألا أعلمكما خيرا مما سألتمانى ( إلى آخره ) ورواه أبو نعيم أيضا فى حليته ( ج 2 ص 41 ) مختصرا.

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج 2 ص 41 ] روى بسنده عن الزهرى قال : لقد طحنت فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم حتى مجلت يدها وربا (2) وأثر قطب الرحى فى يدها.

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 3 ص 150 ] روى بسنده عن

ص: 166


1- اللفاع : الملحفة أو الكساء.
2- ربا : بالراء ثم الباء الموحدة بعد الألف ، أى انتفخ ولعل الصحيح ( ورما ).

أنس ابن مالك إن بلالا أبطأ عن صلاة الصبح فقال له النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : ما حبسك؟ فقال : مررت بفاطمة عليها السلام وهى تطحن والصبى يبكى فقلت لها : إن شئت كفيتك الرحى وكفيتنى الصبى ، وإن شئت كفينك الصبى وكفيتنى الرحى ، فقالت : أنا أرفق بابنى منك ، فذاك حبسنى قال : فرحمتها رحمك اللّه.

[ كنز العمال ج 6 ص 295 ] قال : عن جابر إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم رأى على فاطمة سلام اللّه عليها كساء من أوبار الإبل وهى تطحن ، فبكى وقال : يا فاطمة أصبرى على مرارة الدنيا لنعيم الآخرة غدا ونزلت ( ولسوف يعطيك ربك فترضى ) قال : أخرجه ابن لال وابن مردويه وابن النجار والديلمى ، وذكره السيوطى أيضا فى الدر المنثور فى تفسير سورة والضحى ، وقال : أخرجه العسكرى فى المواعظ.

ص: 167

باب : في إعطاء النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فدكا لفاطمة عليها السلام

[ السيوطى فى الدر المنثور ] فى ذيل تفسير قوله تعالى : ( وآت ذا القربى حقه ) فى سورة الأسرى ، قال : وأخرج البزار وأبو يعلى وابن أبى حاتم وابن مردويه عن أبى سعيد الخدرى قال : لما نزلت هذه الآية ( وآت ذا القربى حقه ) دعا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فاطمة سلام اللّه عليها فأعطاها فدكا ، قال : وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : لما نزلت ( وآت ذا القربى حقه ) أقطع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فاطمة سلام اللّه عليها فدكا. ( الهيثمى فى مجمعه ) ج 7 ص 49 قال عن ابى سعيد قال لما نزلت ( وآت ذى القربى حقه ) دعا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فاطمة (عليهاالسلام) فأعطاها فدكا ( قال ) رواه الطبرانى ( أقول ) وذكره الذهبى ايضا فى ميزان الاعتدال ج 2 ص 228 وصححه ( المتقى فى كنز العمال ) ج 2 ص 158 عن ابى سعيد قال لما نزلت ( وآت ذى القربى حقه ) قال النبى (صلی اللّه عليه وآله وسلم) يا فاطمة لك فدك ( قال ) اخرجه الحاكم فى تاريخه وابن النجار.

ص: 168

باب : إن فاطمة عليها السلام سيدة النساء وأفضلهن

[ صحيح البخارى فى كتاب بدء الخلق ] فى باب علامات النبوة فى الإسلام ، روى بسنده عن عائشة قالت : أقبلت فاطمة سلام اللّه عليها تمشى مشيتها مشية النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ، فقال النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : مرحبا بابنتى ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله ، ثم أسرّ اليها حديثا فبكت فقلت لها : لم تبكين؟ ثم أسر اليها حديثا فضحكت فقلت : ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن ، فسألتها عما قال ، فقالت : ما كنت لأفشى سر رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم حتى قبض النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فسألتها ، فقالت : أسرّ إلي : جبريل كان يعارضنى القرآن كل سنة مرة وإنه عارضنى العام مرتين ولا أراه إلا حضر أجلى وإنك أول أهل بيتى لحافا بى فبكيت ، فقال : أما ترضين أن تكونى سيدة نساء أهل الجنة أو نساء المؤمنين؟ فضحكت لذلك.

( أقول ) ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 6 ص 282 ) وقال : سيدة نساء هذه الأمة أو نساء المؤمنين ، ورواه ابن سعد أيضا فى طبقاته ( ج 2 ص 40 ) وقال : سيدة نساء هذه الأمة أو نساء العالمين ورواه ابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج 5 ص 522 ) وقال : سيدة نساء

ص: 169

العالمين ، ورواه النسائى أيضا فى خصائصه ( ص 34 ) وقال : سيدة نساء هذه الأمة أو نساء المؤمنين.

[ صحيح البخارى فى كتاب الاستئذان ] فى باب من ناجى بين يدى الناس ، روى بسنده عن عائشة أم المؤمنين قالت : إنا كنا أزواج النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم عنده جميعا لم تغادر منا واحدة ، فأقبلت فاطمة سلام اللّه عليها تمشى ما تخطى مشيتها من مشية رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فلما رآها رحّب بها وقال : مرحبا بابنتى ، ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله ثم سارها فبكت بكاء شديدا ، فلما رأى حزنها سارها الثانية فاذا هى تضحك فقلت لها : أنا من بين نسائه خصك رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم بالسر من بيننا ثم أنت تبكين ، فلما قام رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم سألتها عما سارها قالت : ما كنت لأفشى على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم سرّه ، فلما توفى قلت لها : عزمت عليك لما أخبرتينى؟ قالت : أما الآن فنعم ، فأخبرتنى قالت : أما حين سارنى فى الأمر الأول فانه أخبرنى إن جبرئيل كان يعارضه بالقرآن كل سنة مرة وإنه قد عارضنى به العام مرتين ولا أرى الأجل إلا قد اقترب فاتقى اللّه واصبرى فانى نعم السلف أنا لك قالت : فبكيت بكائى الذى رأيت ، فلما رأى جزعى سارنى الثانية قال : يا فاطمة ألا ترضين أن تكونى سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الأمة؟ ( أقول ) ورواه مسلم أيضا فى صحيحه فى كتاب فضائل الصحابة فى باب فضائل فاطمة عليها السلام ، وزاد : إنك أول أهلى لحوقا بى ، ورواه ثانيا فى الباب المذكور بطريق آخر بغير زيادة ، ورواه ابن ماجة أيضا فى صحيحه فى باب ما جاء فى ذكر مرض رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، وذكر الزيادة ورواه أبو داود الطيالسى أيضا فى مسنده ( ج 6 ) فى أحاديث النساء وقال : سيدة نساء العالمين أو سيدة نساء هذه الأمة ، ورواه أبو نعيم أيضا فى حليته ( ج 2 ص 29 ) وقال أيضا : سيدة نساء العالمين أو نساء هذه الأمة ، ثم ذكر طرقا أخر عديدة لهذا الحديث ، ورواه الطحاوى أيضا فى مشكل

ص: 170

الآثار ( ج 1 ص 48 وص 49 ) بطريقين ، ورواه النسائى أيضا فى خصائصه ( ص 34 ) وقال : سيدة نساء هذه الأمة وسيدة نساء العالمين.

[ صحيح الترمذى ج 2 ص 306 ] فى باب مناقب الحسن والحسين عليهما السلام ، روى بسنده عن حذيفة قال : سألتنى أمى متى عهدك؟ - تعنى بالنبى صلى اللّه عليه وآله وسلم - فقلت : ما لى به عهد منذ كذا وكذا فنالت منى فقلت لها : دعينى آتى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فأصلى معه المغرب وأسأله أن يستغفر لى ولك ، فأتيت النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فصليت معه المغرب فصلى حتى صلى العشاء ثم انفتل فتبعته فسمع صوتى فقال : من هذا حذيفة؟ قلت : نعم ، قال : ما حاجتك غفر اللّه لك ولأمك؟ قال : إن هذا ملك لم ينزل الأرض قط قبل هذه الليلة استأذن ربه أن يسلم عليّ ويبشرنى بأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة وإن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، ( أقول ) ورواه الحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج 3 ص 151 ) بطريقين مختصرا واقتصر فيهما على ذكر فاطمة عليها السلام ، وقال فى الثانى منهما : هذا حديث صحيح الإسناد ، ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 5 ص 391 ) وأبو نعيم أيضا فى حليته ( ج 4 ص 190 ) وابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج 5 ص 574 ) ، والمتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 217 ) وقال : أخرجه الرويانى وابن حبان فى صحيحه عن حذيفة ( وفى ص 218 ) وقال : أخرجه ابن عساكر عن حذيفة ( وفى ج 7 ص 102 ) وقال : أخرجه ابن جرير عن حذيفة ( وفى ص 111 ) واقتصر فيه على ذكر فاطمة عليها السلام وقال : أخرجه ابن أبى شيبة.

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 156 ] روى بسنده عن عائشة إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال - وهو فى مرضه الذى توفى فيه - : يا فاطمة ألا ترضين أن تكونى سيدة نساء العالمين وسيدة نساء هذه الأمة وسيدة نساء المؤمنين؟ قال : هذا إسناد صحيح.

ص: 171

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج 2 ص 42 ] روى بسنده عن عمران ابن حصين إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : ألا تنطلق بنا نعود فاطمة فانها تشتكى؟ قلت : بلى ، قال : فانطلقنا حتى إذا انتهينا إلى بابها فسلم واستأذن فقال : أدخل أنا ومن معى؟ قالت نعم ومن معك يا أبتاه ، فو اللّه ما عليّ إلا عباءة فقال لها : اصنعى بها كذا واصنعى بها كذا فعلمها كيف تستتر ، فقالت : واللّه ما على رأسى من خمار ، قال : فأخذ ملاءة كانت عليه فقال : اختمرى بها ، ثم أذنت لهما فدخلا ، فقال : كيف تجدينك يا بنية؟ قالت : إنى لوجعة وإنه ليزيدنى أنه ما لى طعام آكله ، قال : يا بنية أما ترضين أنك سيدة نساء العالمين؟ قالت : يا أبت فأين مريم ابنة عمران؟ قال : تلك سيدة نساء عالمها وأنت سيدة نساء عالمك ، أما واللّه زوجتك سيدا فى الدنيا والآخرة ( أقول ) ورواه الطحاوى أيضا فى مشكل الآثار ( ج 1 ص 50 ) وزاد فى آخره : ولا يبغضه إلا منافق ، وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص 43 ) وقال : خرجه الحافظ أبو القاسم الدمشقى وذكر الزيادة.

[ حلية الأولياء أيضا ج 2 ص 42 ] روى بسنده عن جابر بن سمرة قال : جاء نبى اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فجلس فقال : إن فاطمة وجعة فقال : القوم لو عدناها ، فقام فمشى حتى انتهى إلى الباب والباب عليها مصفق قال : فنادى شدى عليك ثيابك فان القوم جاؤا يعودونك ، فقالت : يا نبى اللّه ما عليّ إلا عباءة ، قال : فأخذ رداءه فرمى به اليها من وراء الباب فقال : شدى بهذا رأسك ، فدخل ودخل القوم فقعد ساعة فخرجوا ، فقال القوم : تاللّه بنت نبينا صلى اللّه عليه وآله وسلم على هذا الحال ، قال : فالتفت فقال : أما إنها سيد النساء يوم القيامة.

[ خصائص النسائى ص 34 ] روى بسنده عن أبى هريرة قال : أبطأ علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يوما صبور النهار ، فلما كان العشى قال له قائلنا : يا رسول اللّه قد شق علينا لم نرك اليوم ، قال : إن ملكا من

ص: 172

السماء لم يكن زارنى فاستأذن اللّه فى زيارتى فأخبرنى وبشرنى أن فاطمة بنتى سيدة نساء أمتى وأن حسنا وحسينا سيدا شباب أهل الجنة ، ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 221 ) وقال : أخرجه الطبرانى وابن النجار عن أبى هريرة.

[ كنز العمال ج 7 ص 111 ] قال : عن عائشة إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم - فى مرضه الذى قبض فيه - قال : يا فاطمة يا بنتى أحنى عليّ فأحنت عليه فناجاها ساعة ثم انكشفت عنه تبكى وعائشة حاضرة ، ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم بعد ذلك ساعة أحنى عليّ فأحنت عليه فناجاها ساعة ثم انكشفت عنه تضحك فقالت عائشة : يا بنت رسول اللّه أخبرينى بما ذا ناجاك أبوك؟ قالت : أوشكت رأيته ناجانى على حال سرّ ثم ظننت أنى أخبر بسره وهو حى ، فشق ذلك على عائشة أن يكون سرّ دونها فلما قبضه اللّه اليه قالت عائشة لفاطمة سلام اللّه عليها : ألا تخبرينى ذلك الخبر؟ قالت : أما الآن فنعم ، ناجانى فى المرة الأولى فأخبرنى إن جبريل كان يعارضه القرآن فى كل عام مرة وإنه عارضه القرآن العام مرتين وإنه اخبره إنه لم يكن نبى بعد نبى إلا عاش نصف عمر الذى كان قبله وإنه أخبرنى أن عيسى عاش عشرين ومائة سنة ولا أرانى إلا ذاهب على رأس الستين ، فأبكانى ذلك ، وقال : يا بنية إنه ليس من نساء المؤمنين أعظم رزية منك فلا تكونى أدنى من امرئ صبرا ، ثم ناجانى فى المرة الأخرى فأخبرنى أنى أول أهله لحوقا به ، وقال : إنك سيدة نساء أهل الجنة ، قال : أخرجه ابن عساكر.

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 185 ] روى بسنده عن عائشة قالت لفاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : ألا أبشرك إنى سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : سيدات نساء أهل الجنة أربع مريم بنت عمران ، وفاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وخديجة بنت خويلد وآسية.

ص: 173

[ كنز العمال ج 7 ص 111 ] قال : عن على عليه السلام إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال لفاطمة سلام اللّه عليها : ألا ترضين أن تكونى سيدة نساء أهل الجنة وابنيك سيدا شباب أهل الجنة؟ قال : أخرجه البزار.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 153 ] ولفظه : أما ترضين أنى زوجتك أول المسلمين إسلاما ، وأعلمهم علما ، فانك سيدة نساء أمتى كما سادت مريم قومها ، أما ترضين يا فاطمة؟ أن اللّه اطلع على أهل الأرض فاختار منهم رجلين فجعل أحدهما أباك والآخر بعلك ، قال : أخرجه الحاكم والطبرانى والخطيب.

[ ذخائر العقبى ص 44 ] قال : وعن ابن عباس عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : أربع نسوة سيدات سادات عالمهن ، مريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم ، وأفضلهن عالما فاطمة سلام اللّه عليها ، قال : خرجه الحافظ الثقفى الاصبهانى ، ( أقول ) وذكره السيوطى أيضا فى الدر المنثور فى ذيل تفسير قوله تعالى : ( وَإِذْ قٰالَتِ اَلْمَلاٰئِكَةُ يٰا مَرْيَمُ إِنَّ اَللّٰهَ اِصْطَفٰاكِ وَطَهَّرَكِ وَاِصْطَفٰاكِ عَلىٰ نِسٰاءِ اَلْعٰالَمِينَ ) فى سورة آل عمران وقال : أخرجه ابن عساكر من طريق مقاتل عن الضحاك عن ابن عباس عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[ مستدرك الصحيحين ج 2 ص 497 ] روى بسنده عن ابن عباس قال : خط رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أربعة خطوط ، ثم قال : أتدرون ما هذا؟ قالوا : اللّه ورسوله أعلم ، قال : إن أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم ، ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم ( الحديث ) قال : هذا حديث صحيح الأسناد.

( أقول ) ورواه فى مواضع أخر أيضا من مستدركه بطرق أخر صحيحة عن ابن عباس ، ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 1 ص

ص: 174

293 وص 316 وص 322 ) بطرق عديدة عن ابن عباس ، ورواه ابن عبد البر أيضا فى استيعابه ( ج 2 ص 720 ) بطريقين ، وذكره السيوطى أيضا فى الدر المنثور فى ذيل تفسير قوله تعالى : ( وَضَرَبَ اَللّٰهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَتَ فِرْعَوْنَ ) فى سورة التحريم ، وقال : أخرجه الطبرانى ، ورواه ابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج 5 ص 437 ) ، وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص 42 ) وقال : خرجه أحمد وأبو حاتم ، وذكره ابن حجر أيضا فى إصابته ( ج 8 ص 158 ) وذكر فى هذه الصفحة حديثا عن عائشة ما رأيت قط أحدا أفضل من فاطمة سلام اللّه عليها غير أبيها وقال : أخرجه الطبرانى ، ( انتهى ) ورواه أبو عمرو أيضا فى استيعابه ( ج 2 ص 750 ) ، وذكره الهيثمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 223 ) وقال : رواه أحمد وأبو يعلى والطبرانى ورجالهم رجال الصحيح ، ورواه الطحاوى أيضا فى مشكل الآثار ( ج 1 ص 50 )

[ الاستيعاب لابن عبد البر ج 2 ص 720 وص 750 ] روى بطريقين عن أبى هريرة - واللفظ يطابق الموضع الأخير - قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : خير نساء العالمين أربع ، مريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم ( أقول ) وذكره الهيثمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 223 ) والثعلبى أيضا فى قصص الأنبياء ( ص 511 ) وقالا : حسبك من نساء العالمين ( إلى آخره ).

[ كنز العمال ج 6 ص 217 ] ولفظه : خير رجالكم علىّ وخير شبابكم الحسن والحسين وخير نسائكم فاطمة ، قال : أخرجه ابن عساكر

ص: 175

عن ابن مسعود ، ( أقول ) ورواه الخطيب البغدادى أيضا فى تاريخه ( ج 4 ص 391 ).

[ فيض القدير للمناوى ج 3 ص 432 ] فى المتن : خديجة خير نساء عالمها ، ومريم خير نساء عالمها ، وفاطمة خير نساء عالمها ، قال : أخرجه الحارث بن أبى أسامة فى مسنده عن عروة بن الزبير.

[ تفسير ابن جرير ج 3 ص 180 ] روى بسنده عن ثابت البنانى يحدث عن أنس بن مالك إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : خير نساء العالمين أربع ، مريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[ صحيح الترمذى ج 1 ص 31 ] فى فضل خديجة ، روى بسنده عن أنس إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : حسبك من نساء العالمين مريم ابنة عمران ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم ، وآسية امرأة فرعون.

( أقول ) ورواه الحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج 3 ص 157 ) بطريقين ، قال فى ثانيهما : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، وأحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 3 ص 135 ) ، وأبو نعيم أيضا فى حليته ( ج 2 ص 344 ) ، والطحاوى أيضا فى مشكل الآثار ( ج 1 ص 50 ) ، ورواه الخطيب البغدادى أيضا فى تاريخه ( ج 7 ص 184 وج 9 ص 404 ) بطريقين وقال فيهما : خير نساء العالمين أربع ( إلى آخره ) ، وابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج 5 ص 437 ) وقال أيضا : خير نساء العالمين ( إلى آخره ) وذكره ابن حجر أيضا فى تهذيب التهذيب ( ج 12 ص 441 ) عن الشعبى عن جابر مرفوعا ، وابن عبد البر أيضا فى استيعابه ( ج 2 ص 720 ) بطريقين قال فى أحدهما : خير نساء العالمين ، وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 227 ) وقال : أخرجه ابن حبان عن أنس ، وذكره الفخر الرازى أيضا فى تفسيره الكبير فى ذيل تفسير قوله تعالى : ( وَإِذْ

ص: 176

قٰالَتِ اَلْمَلاٰئِكَةُ يٰا مَرْيَمُ إِنَّ اَللّٰهَ اِصْطَفٰاكِ وَطَهَّرَكِ وَاِصْطَفٰاكِ عَلىٰ نِسٰاءِ اَلْعٰالَمِينَ ) فى سورة آل عمران ذكره بتقديم وتأخير ، وذكره السيوطى أيضا فى الدر المنثور فى تفسير قوله تعالى : ( وَإِذْ قٰالَتِ اَلْمَلاٰئِكَةُ يٰا مَرْيَمُ ) إلى آخره ، وقال : أخرجه ابن المنذر وابن حبان.

[ تفسير ابن جرير الطبرى ج 3 ص 180 ] روى بسنده عن قتادة قال : ذكر لنا أن نبى اللّه كان يقول : حسبك بمريم بنت عمران ، وامرأة فرعون ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم من نساء العالمين.

[ تفسير ابن جرير أيضا ج 3 ص 180 ] روى بسنده عن أبى موسى الأشعرى قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم ، وآسية امرأة فرعون ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم ، ( أقول ) وذكره الزمخشرى أيضا فى الكشاف فى تفسير قوله تعالى : ( وَمَرْيَمَ اِبْنَتَ عِمْرٰانَ اَلَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهٰا ) فى سورة التحريم ( وذكره العسقلانى ) ايضا فى فتح البارى ج 7 ص 258 وقال اخرجه الطبرانى واخرجه الثعلبى فى تفسيره.

[ السيوطى فى الدر المنثور ] فى ذيل تفسير قوله تعالى : ( وَإِذْ قٰالَتِ اَلْمَلاٰئِكَةُ يٰا مَرْيَمُ إِنَّ اَللّٰهَ اِصْطَفٰاكِ وَطَهَّرَكِ وَاِصْطَفٰاكِ عَلىٰ نِسٰاءِ اَلْعٰالَمِينَ ) فى سورة آل عمران قال : وأخرج ابن مردويه عن أنس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : إن اللّه اصطفى على نساء العالمين أربعة ، آسية بنت مزاحم ، ومريم بنت عمران. وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم.

ص: 177

باب : في بعض كرامات فاطمة عليها السلام

[ الثعلبى فى قصص الأنبياء ص 513 ] والزمخشرى فى الكشاف فى تفسير قوله تعالى : ( كُلَّمٰا دَخَلَ عَلَيْهٰا زَكَرِيَّا اَلْمِحْرٰابَ وَجَدَ عِنْدَهٰا رِزْقاً ) فى سورة آل عمران ، والسيوطى فى الدر المنثور فى ذيل تفسير الآية المذكورة نقلا عن أبى يعلى إنه أخرج عن جابر واللفظ للثعلبى ( قال ) أخبرنا عبد اللّه ابن حامد باسناده عن جابر بن عبد اللّه إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أقام أياما لم يطعم طعاما حتى شق ذلك عليه فطاف فى منازل أزواجه فلم يصب فى بيت أحد منهن شيئا فأتى فاطمة سلام اللّه عليها فقال : يا بنية هل عندك شىء آكل فانى جائع؟ فقالت : لا واللّه بأبى أنت وأمى فلما خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم من عندها بعثت اليها جارة لها برغيفين وبضعة لحم فأخذته منها ووضعته فى جفنة وغطت عليه وقالت : لأوثرن بها رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم على نفسى ومن عندى وكانوا جميعا محتاجين إلى شيعة من طعام فبعثت حسنا وحسينا إلى جدهما رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فرجع اليها فقالت : بأبى أنت وأمى يا رسول اللّه قد أتانا اللّه بشىء فخبأته لك قال : فهلمى به فأتى به فكشفت عن الجفنة فاذا هى مملوة خبزا ولحما فلما نظرت اليه بهتت وعرفت أنها بركة من اللّه فحمدت اللّه

ص: 178

تعالى وصلت على نبيه فقال صلى اللّه عليه وآله وسلم : من أين لك هذا يا بنية؟ قالت : هو من عند اللّه إن اللّه يرزق من يشاء بغير حساب ، فحمد اللّه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وقال : الحمد للّه الذى جعلك شبيهة بسيدة نساء بنى إسرائيل فانها كانت إذا رزقها اللّه رزقا حسنا فسئلت عنه قالت : ( هو من عند اللّه إن اللّه يرزق من يشاء بغير حساب ) فبعث رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إلى على عليه السلام فأتى فأكل الرسول صلى اللّه عليه وآله وسلم وعلىّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام وجميع أزواج النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم حتى شبعوا وبقيت الجفنة كما هى ، قالت فاطمة عليها السلام : وأوسعت منها على جميع جيرانى وجعل اللّه فيها بركة وخيرا طويلا ، وكان أصل الجفنة رغيفين وبضعة لحم والباقى بركة من اللّه تعالى.

( أقول ) وقد تقدم نظير هذا الحديث بل هو أبسط من هذا فى فضائل على عليه السلام فى باب بعض كرامات على عليه السلام وفيه قول النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم لعلى وفاطمة عليهما السلام : الحمد للّه كما لم يخرجكما من الدنيا حتى يجريك فى المجرى الذى أجرى فيه زكريا ويجريك يا فاطمة فى المجرى الذى أجرى فيه مريم ( كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا ) إلى آخره.

ص: 179

باب : إن فاطمة عليها السلام صديقة وهي خيرة اللّه

[ الرياض النضرة ج 2 ص 202 ] قال : روى أبو سعيد فى شرف النبوة إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال لعلى عليه السلام : أوتيت ثلاثا لم يؤتهن أحد ولا أنا ، صهرا مثلى ولم أوت أنا مثلى ، وأوتيت زوجة صديقة مثل ابنتى ولم أوت مثلها زوجة ، وأوتيت الحسن والحسين من صلبك ولم أوت من صلبى مثلهما ، ولكنكم منى وأنا منكم.

[ تاريخ بغداد للخطيب البغدادى ج 1 ص 259 ] روى بسنده عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ليلة عرج بى إلى السماء رأيت على باب الجنة مكتوبا لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه علىّ حب اللّه (1) والحسن والحسين صفوة اللّه فاطمة خيرة اللّه على باغضهم لعنة اللّه.

ص: 180


1- الحب : بكسر الحاء المهملة وتشديد الباء الموحدة بمعنى المحبوب.

باب : إن فاطمة عليها السلام أصدق الناس لهجة

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 160 ] روى بسنده عن عائشة إنها كانت إذا ذكرت فاطمة سلام اللّه عليها بنت النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قالت : ما رأيت أحدا كان أصدق لهجة منها إلا أن يكون الذى ولدها قال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ، ( أقول ) ورواه ابن عبد البر أيضا فى استيعابه ( ج 2 ص 751 ).

[ حلية الأولياء ج 2 ص 41 ] روى بسنده عن عمرو بن دينار قال : قالت عائشة : ما رأيت أحدا قط أصدق من فاطمة سلام اللّه عليها غير أبيها ( الحديث ).

ص: 181

باب : في قول النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : ان ولد فاطمة أنا أبوهم وعصبتهم

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 164 ] روى بسنده عن جابر قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : لكل بنى أم عصبة (1) ينتمون اليهم إلا ابنى فاطمة فأنا وليهما وعصبتهما ، قال : هذا حديث صحيح الإسناد.

[ تاريخ بغداد للخطيب البغدادى ج 11 ص 285 ] روى بطريقين عن فاطمة بنت الحسين عليه السلام عن فاطمة عليها السلام - يعنى بنت النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم - قالت : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : كل بنى آدم ينتمون إلى عصبتهم إلا ولد فاطمة فانى أنا أبوهم وأنا عصبتهم.

[ كنز العمال ج 6 ص 220 ] ذكر أحاديث ثلاثة ( أحدها ) لكل بنى أنثى عصبة ينتمون اليه إلا ولد فاطمة فأنا وليهم وعصبتهم ، قال : أخرجه الطبرانى عن فاطمة الزهراء ، ( ثانيها ) كل بنى أم ينتمون إلى عصبة إلا ولد

ص: 182


1- العصبة : بالتحريك جمع عاصب كطلبة جمع طالب ، وهم الأقارب من جانب الأب.

فاطمة فأنا وليهم وأنا عصبتهم ، قال أيضا : أخرجه الطبرانى عن فاطمة الزهراء ، ( ثالثها ) كل بنى أنثى فان عصبتهم لأبيهم ما خلا ولد فاطمة فانى أنا عصبتهم وأنا أبوهم ، قال : أخرجه الطبرانى عن عمر.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 216 ] ولفظه : إن لكل بنى أب عصبة ينتمون اليها إلا ولد فاطمة فأنا وليهم وأنا عصبتهم ، وهم خلقوا من طينتى ويل للمكذبين بفضلهم ، من أحبهم أحبه اللّه ، ومن أبغضهم أبغضه اللّه ، قال : أخرجه ابن عساكر عن جابر - يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 172 ] قال : وعن فاطمة الكبرى قالت : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : كل بنى أم ينتمون إلى عصبة إلا ولد فاطمة فأنا وليهم وأنا عصبتهم ، قال : رواه الطبرانى وأبو يعلى.

[ ذخائر العقبى ص 121 ] قال : عن عمر قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : كل ولد أب فان عصبتهم لأبيهم ما خلا ولد فاطمة فانى أنا أبوهم وعصبتهم ، قال خرجه أحمد فى المناقب.

ص: 183

باب : فى قول النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني

[ صحيح البخارى فى كتاب بدء الخلق ] فى باب مناقب قرابة رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ومنقبة فاطمة سلام اللّه عليها ، روى بسنده عن المسور بن مخرمة إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : فاطمة بضعة منى فمن أغضبها أغضبنى ، ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 220 ) وقال : أخرجه ابن أبى شيبة ، وذكره المناوى أيضا فى فيض القدير ( ج 4 ص 421 ) وقال : استدل به السهيلى على أن من سبها كفر لأنه يغضبه وإنها أفضل من الشيخين ( انتهى ) ورواه النسائى أيضا فى خصائصه ( ص 35 ).

[ صحيح البخارى فى كتاب النكاح ] فى باب ذب الرجل عن ابنته روى حديثا عن المسور بن مخرمة قال فيه : إنه قال - أى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم - فانما هى فاطمة بضعة منى يريبنى ما أرابها ويؤذينى ما آذاها ( أقول ) ورواه أبو داود أيضا فى صحيحه ( ج 12 ) فى باب ما يكره أن يجمع بينهن من النساء ، ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 4 ص 328 ) ورواه أبو نعيم أيضا فى حليته ( ج 2 ص 40 ).

ص: 184

[ صحيح مسلم فى كتاب فضائل الصحابة ] فى باب فضائل فاطمة عليها السلام ، روى بسنده عن المسور بن مخرمة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : إنما فاطمة بضعة منى يؤذينى ما آذاها ، ( أقول ) وذكره الفخر الرازى أيضا فى تفسير آية المودة فى سورة الشورى وقال : يؤذينى ما يؤذيها وذكره فى سورة المعارج أيضا فى تفسير قوله تعالى : ( وَفَصِيلَتِهِ اَلَّتِي تُؤْوِيهِ ) ولفظه : فاطمة بضعة منى.

[ صحيح مسلم فى الباب المتقدم ] روى بسنده عن المسور بن مخرمة حديثا عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال فيه : فانما ابنتى - يعنى فاطمة عليها السلام - بضعة منى يريبنى ما رابها ويؤذينى ما آذاها ، ( أقول ) ورواه الترمذى أيضا فى صحيحه ( ج 2 ص 319 ) فى فضل فاطمة بنت محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[ صحيح الترمذى ج 2 ص 319 ] روى بسنده عن عبد اللّه بن الزبير حديثا عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال فيه : إنما فاطمة بضعة منى يؤذينى ما آذاها وينصبى ما أنصبها ، ( أقول ) ورواه الحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج 3 ص 159 ) وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 4 ص 5 ).

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 158 ] روى بسنده عن عبيد اللّه ابن أبى رافع عن المسور إنه بعث اليه حسن بن حسن عليه السلام يخطب ابنته فقال له : قل : فليلقنى فى العتمة قال : فلقيه ، فحمد اللّه المسور وأثنى عليه ثم قال : أما بعد أيم اللّه ما من نسب ولا سبب ولا صهر أحب إلي من نسبكم وسببكم وصهركم ولكن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : فاطمة بضعة منى يقبضنى ما يقبضها ويبسطنى ما يبسطها ، وإن الأنساب يوم القيامة تنقطع غير نسبى وصهرى وعندك ابنتها ولو زوجتك لقبضها ذلك فانطلق عاذرا له ، قال : هذا حديث صحيح الإسناد ، ( أقول ) ورواه أحمد ابن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 4 ص 323 وص 332 ) بطريقين مختلفين

ص: 185

ورواه البيهقى أيضا فى سننه ( ج 7 ص 64 ) مختصرا ، ورواه أبو نعيم أيضا مختصرا وقال : هذا حديث متفق عليه من حديث على بن الحسين وابن أبى مليكة عن المسور بن مخرمة.

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج 2 ص 40 ] روى بسنده عن أنس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : ما خير للنساء؟ فلم ندر ما نقول ، فسار على عليه السلام إلى فاطمة سلام اللّه عليها فأخبرها بذلك فقالت : فهلا قلت له : خير لهن أن لا يرين الرجال ولا يرونهن ، فرجع فأخبره بذلك فقال : له من علمك هذا؟ قال : فاطمة ، قال : إنها بضعة منى قال : رواه سعيد بن المسيب عن على عليه السلام نحوه. ( أقول ) ورواه أيضا فى ( ج 2 ص 174 ) عن سعيد بن المسيب عن على بن أبى طالب عليه السّلام مثله.

[ كنز العمال ج 6 ص 219 ] قال : إنما فاطمة شجنة (1) منى يبسطنى ما يبسطها ويقبضنى ما يقبضها ، قال : أخرجه الطبرانى عن المسور ، ( أقول ) ورواه الحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج 3 ص 154 ) عن المسور ابن مخرمة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وقال : هذا حديث صحيح الإسناد.

[ كنز العمال ج 8 ص 315 ] قال : عن الحسن البصرى قال : قال على بن أبى طالب عليه السلام : قال لنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ذات يوم : أى شىء خير للمرأة فلم يكن عندنا لذلك جواب فلما رجعت إلى فاطمة عليها السلام قلت : يا بنت محمد إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله

ص: 186


1- قال الجزرى فى نهاية غريب الحديث بمادة ( شجن ) : فى الحديث ، الرحم شجنة من الرحمن أى قرابة مشتبكة كاشتباك العروق ، شبهه بذلك مجازا واتساعا ، وأصل الشجنة بالكسر والضم شعبة فى غصن من غصون الشجرة ، ومنه قولهم : ( الحديث ذوشجون ) أى ذو شعب وامتساك بعضه ببعض.

وسلم سألنا عن مسألة فلم ندر كيف نجيبه ، فقالت : وعن أى شىء سألكم؟ فقلت : قال : أى شىء خير للمرأة؟ قالت : فما تدرون ما الجواب؟ قلت لها : لا فقالت : ليس خير للمرأة من أن لا ترى رجلا ولا يراها ، فلما كان العشى جلسنا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فقلت له : يا رسول اللّه إنك سألتنا عن مسألة فلم نجبك فيها ، ليس للمرأة شىء خير من أن لا ترى رجلا ولا يراها ، قال : ومن قال ذلك؟ قلت : فاطمة ، قال : صدقت إنها بضعة منى ، قال : رواه الدار قطنى فى الأفراد ، ( أقول ) ورواه فى الصفحة المذكورة ثانيا عن على عليه السلام وقال : أخرجه البزار وأبو نعيم فى حليته.

[ خصائص النسائى ص 36 ] روى بسنده عن المسور بن مخرمة قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يخطب على منبره هذا وأنا يومئذ محتلم (1) فقال : إن فاطمة بضعة منى.

[ الصواعق المحرقة لابن حجر ص 107 ] قال : ودخل عبد اللّه بن الحسن المثنى ابن الحسن السبط على عمر بن عبد العزيز وهو حديث السن وله وفرة فرفع عمر مجلسه وأقبل عليه فلامه قومه ، فقال : إن الثقة حدثنى حتى كأنه أسمعه من فى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : إنما فاطمة بضعة منى يسرنى ما يسرها وأنا أعلم أن فاطمة عليها السلام لو كانت حية لسرها ما فعلت بابنها ، ( أقول ) وذكره فى ( ص 138 ) أيضا باختلاف يسير ، وقال : أخرجه أبو الفرج الاصبهانى.

[ الإمامة والسياسة لابن قتيبة ص 14 ] تحت عنوان كيف كانت بيعة على بن أبى طالب - قال : فقالت - يعنى فاطمة عليها السلام - لأبى بكر وعمر : أرأيتكما إن حدثتكما حديثا عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم تعرفانه وتفعلان به؟ قالا : نعم فقالت : نشدتكما اللّه ألم تسمعا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : رضا فاطمة من رضاى ، وسخط فاطمة من سخطى ، فمن أحب فاطمة ابنتى فقد

ص: 187


1- يعني انه قد بلغ الحلم.

أحبنى ، ومن أرضى فاطمة فقد أرضانى ومن أسخط فاطمة فقد أسخطنى؟ قالا : نعم سمعناها من رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قالت : فانى أشهد اللّه وملائكته أنكما أسخطتمانى وما أرضيتمانى ولئن لقيت النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم لأشكونكما اليه ، فقال أبو بكر : أنا عائذ باللّه تعالى من سخطه وسخطك يا فاطمة ، ثم انتحب أبو بكر يبكى حتى كادت نفسه أن تزهق وهى تقول : واللّه لأدعون اللّه عليك فى كل صلاة أصليها ، ثم خرج - يعنى أبا بكر - فاجتمع اليه الناس فقال لهم : يبيت كل رجل منكم معانقا حليلته مسرورا بأهله وتركتمونى وما أنا فيه لا حاجة لى فى بيعتكم أقيلونى بيعتى ( الخ ).

ص: 188

باب : ان اللّه يغضب لغضب فاطمة عليها السلام ويرضى لرضاها

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 153 ] روى بسنده عن على عليه السّلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لفاطمة : إن اللّه يغضب لغضبك ويرضى لرضاك ، ( قال ) هذا حديث صحيح الإسناد ، ( أقول ) ورواه ابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج 5 ص 522 ) وابن حجر أيضا فى إصابته ( ج 8 ص 159 ) وفى تهذيب التهذيب ( ج 12 ص 441 ) وذكره أيضا المتقى فى كنز العمال ( ج 7 ص 111 ) وقال : أخرجه ابن النجار.

[ كنز العمال ج 6 ص 219 ] ولفظه : إن اللّه عز وجل يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها ، قال : أخرجه الديلمى عن على عليه السلام ، وذكره ثانيا فى الصفحة المذكورة باختلاف يسير ، ولفظه : يا فاطمة إن اللّه ليغضب لغضبك ويرضى لرضاك ، قال : أخرجه أبو يعلى والطبرانى وأبو نعيم فى فضائل الصحابة.

[ ميزان الاعتدال المذهبى ج 2 ص 72 ] حكى عن الطبرانى حديثا مسندا عن على عليه السلام قد اعترف بصحته قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لفاطمة سلام اللّه عليها : إن الرّب يغضب لغضبك ويرضى لرضاك.

[ ذخائر العقبى ص 39 ] قال : عن على بن أبى طالب عليه السلام إن رسول

ص: 189

اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : يا فاطمة إن اللّه عز وجل يغضب لغضبك ويرضى لرضاك ، قال : خرجه أبو سعيد فى شرف النبوة وابن المثنى فى معجمه.

( أقول ) ومن العجيب أن احاديث هذا الباب تصرح بأن اللّه يغضب لغضب فاطمة (عليهاالسلام) وقدمر فى اول الباب السابق من هذا الجزء حديث البخارى فى صحيحه عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ان من اغضب فاطمة (عليهاالسلام) اغضبنى ومفاد المجموع أن من اغضب فاطمة (عليها السلام) فقد اغضب اللّه ورسوله ومع ذلك قد روى البخارى بنفسه فى صحيحه فى الخمس أن فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم غضبت على ابى بكر فهجرته ( قال ) فلم تزل مهاجرته حتى توفيت ( وروى ايضا ) فى باب غزوة خيبران فاطمة (عليها السلام) وجدت على ابى بكر فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت ( وروى ايضا ) فى كتاب الفرائض ان فاطمة (عليها السلام) هجرت ابا بكر فلم تكلمه حتى ماتت. ( ورواه مسلم ايضا فى صحيحه ) فى كتاب الجهاد ( واحمد بن حنبل ايضا فى مسنده ) ج 1 ص 9 فى النسخة المطبوعة بالميمنية ( والبيهقى ايضا فى سننه ) ج 6 ص 300 من طبع حيدر آباد.

( وروى الترمذى فى صحيحه ) فى باب ما جاء فى تركة رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) ان فاطمة (عليها السلام) قالت لابى بكر وعمر واللّه لا اكلمكما ابدا فماتت ولا تكلمهما.

( وقد سمعت فى آخر الباب السابق من هذا الجزء ) قول فاطمة (عليها السلام) لابى بكر وعمر فأنى اشهد اللّه وملائكته انكما اسخطتمانى وما ارضيتمانى ولان لقيت النبى (صلی اللّه عليه وآله وسلم) لا شكونكما اليه ( الى ان قالت ) لابى بكر لادعون اللّه عليك فى كل صلوة أصليها.

ص: 190

باب : إن فاطمة عليها السلام أسر اليها النبى صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عند وفاته أنها أول أهل بيته لحوقا به

( أقول ) قد تقدم فى باب فاطمة عليها السلام سيدة النساء وأفضلهن حديث البخارى وجماعة آخرين من أئمة الحديث عن عائشة إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قد أسرّ عند وفاته إلى فاطمة سلام اللّه عليها أنها أول أهل بيته لحوقا به ، وهذه جملة أخرى مما جاء فى هذا المعنى.

[ صحيح البخارى فى كتاب بدء الخلق ] فى باب علامات النبوة فى الإسلام ، روى بسنده عن عائشة قالت : دعا النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فاطمة ابنته فى شكواه الذى قبض فيه فسارها بشىء فبكت ، ثم دعاها فسارها فضحكت ، قالت : فسألتها عن ذلك ، فقالت : سارنى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فأخبرنى أنه يقبض فى وجعه الذى توفى فيه فبكيت ، ثم سارنى فأخبرنى أنى أول أهل بيته أتبعه فضحكت.

( أقول ) ورواه فى باب مرض النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم بطريق آخر وقال : إنى أول أهل بيته يتبعه فضحكت ، ورواه مسلم

ص: 191

أيضا فى صحيحه فى كتاب فضائل الصحابة فى باب فضائل فاطمة وقال : فأخبرنى أنى أول من يتبعه من أهله فضحكت.

[ صحيح الترمذى ج 2 ص 319 ] فى فضل فاطمة بنت محمد ، روى بسنده عن عائشة أم المؤمنين قالت : ما رأيت أحدا أشبه سمتا ودلا وهديا برسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى قيامها وقعودها من فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، قالت : وكانت إذا دخلت على النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قام اليها فقبلها وأجلسها فى مجلسه ، وكان النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم إذا دخل عليها قامت من مجلسها فقبلته وأجلسته فى مجلسها ، فلما مرض النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم دخلت فاطمة عليها السلام فأكبت عليه فقبلته ثم رفعت رأسها فبكت ، ثم أكبت عليه ثم رفعت رأسها فضحكت ، فقلت : إن كنت لأظن أن هذه من أعقل نسائنا فاذا هى من النساء ، فلما توفى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قلت لها : أرأيت حين أكببت على النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فرفعت رأسك فبكيت ثم أكببت عليه فرفعت رأسك فضحكت ، ما حملك على ذلك؟ قالت : أخبرنى أنه ميت من وجعه هذا فبكيت ، ثم أخبرنى أنى أسرع أهله لحوقا به فذاك حين ضحكت قال : وقد روى هذا الحديث من غير وجه عن عائشة ، ( أقول ) ورواه الحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج 4 ص 272 ) وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ( انتهى ) ، ورواه البخارى أيضا فى الأدب المفرد فى باب قيام الرجل لأخيه ، وقال فى آخره : إنك أول أهلى بى لحوقا فسررت بذلك وأعجبنى.

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج 2 ص 40 ] روى بسنده عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لفاطمة سلام اللّه عليها : أنت أول أهلى لحوقا بى.

ص: 192

باب : في ندبة فاطمة عليها السلام أباها وشدة خزنها عليه

[ صحيح البخارى فى كتاب بدء الخلق ] فى باب مرض النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ، روى بسنده عن أنس قال : لما ثقل النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم جعل يتغشاه الكرب ، فقالت فاطمة سلام اللّه عليها : واكرب أباه ، فقال لها : ليس على أبيك كرب بعد اليوم ، فلما مات قالت : يا أبتاه أجاب ربا دعاه ، يا أبتاه من جنة الفردوس مأواه ، يا أبتاه إلى جبريل ننعاه فلما دفن قالت فاطمة سلام اللّه عليها : يا أنس أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم التراب؟.

( أقول ) ورواه النسائى أيضا فى صحيحه ( ج 1 ص 261 ) فى البكاء على الميت باختصار ، ولفظه : إن فاطمة عليها السلام بكت على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم حين مات فقالت : يا أبتاه من ربه ما أدناها يا أبتاه إلى جبريل ننعاه ، يا أبتاه جنة الفردوس مأواه ( انتهى ) ، ورواه الحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج 3 ص 59 ) ولفظه كلفظ النسائى وقال : هذا حديث صحيح على شرط

ص: 193

الشيخين ، ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 3 ص 197 ) ولفظه أيضا كلفظ النسائى ، ورواه ابن سعد أيضا فى طبقاته ( ج 2 ص 83 ) ولفظه كلفظ البخارى ، ورواه الخطيب البغدادى أيضا فى تاريخ بغداد ( ج 6 ص 262 ) ولفظه أيضا كلفظ البخارى وزاد فقال : جعل يتغشاه الكرب فأسندته فاطمة سلام اللّه عليها إلى صدرها قالت : يا كرب أبتاه ( الخ ).

[ صحيح ابن ماجة ] فى أبواب ما جاء فى الجنائز فى باب ذكر وفاته ودفنه ، روى بسنده عن حماد بن زيد عن ثابت عن أنس إن فاطمة سلام اللّه عليها قالت - حين قبض النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم - وا أبتاه إلى جبريل ننعاه ، وا أبتاه من ربه ما أدناه ، وا أبتاه جنة الفردوس مأواه ، وا أبتاه أجاب ربا دعاه ، قال حماد : فرأيت ثابتا حين حدّث بهذا الحديث بكى حتى رأيت أضلاعه تختلف ، وروى أيضا فى الباب المذكور عن أنس بن مالك قال : قالت لى فاطمة سلام اللّه عليها : يا أنس كيف سخت أنفسكم أن تحثوا التراب على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم؟ ( أقول ) ورواهما الحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج 1 ص 381 ) بسند واحد وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 3 ص 204 ] روى بسنده عن أنس قال : فلما دفنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ورجعنا قالت فاطمة :

يا أنس أطابت أنفسكم أن دفنتم رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى التراب ورجعتم؟.

[ سنن البيهقى ج 3 ص 409 ] روى بسنده عن أنس قال : لما مرض رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم مرضه الذى قبض فيه أسندته فاطمة سلام اللّه عليها إلى صدرها فجعل يتغشاه الكرب ،

ص: 194

فقالت : واكرب أبتاه فقال : إنه ليس على أبيك كرب بعد اليوم ، فلما قبض ودفن قالت لى فاطمة عليها السلام : يا أنس أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم التراب؟.

[ حلية الأولياء لأبى نعيم أيضا ج 2 ص 43 ] روى بسنده عن أبى جعفر عليه السلام قال : ما رئيت فاطمة سلام اللّه عليها ضاحكة بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إلا يوما افترت بطرف نابها ، قال : ومكشت بعده ستة أشهر ، ( أقول ) ورواه ابن سعد أيضا فى طبقاته ( ج 2 ص 40 ) وقال : ما رئيت فاطمة سلام اللّه عليها ضاحكة بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إلا أنه قد تمودى بطرف فيها.

[ العسقلانى فى فتح البارى ج 9 ص 201 ] ذكر عن الطبرى انه روى عن عائشة ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال لفاطمة ان جبريل اخبرنى انه ليس امرأة من نساء المسلمين اعظم رزية منك فلا تكونى أدنى امرأة منهن صبرا.

ص: 195

باب : إنّ فاطمة عليها السلام أمرت أسماء بنت عميس أن تصنع لها نعشا

[ ذخائر العقبى ص 53 ] قال : عن أم أبى جعفر إن فاطمة سلام اللّه عليها قالت لأسماء بنت عميس : يا أسماء إنى قد استقبحت ما يصنع بالنساء إنه يطرح على المرأة الثوب فيصفها وقالت أسماء : يا ابنة رسول اللّه ألا أريك شيئا رأيته بأرض الحبشة؟ فدعت بجرائد رطبة فحنتها ثم طرحت عليها ثوبا فقالت فاطمة سلام اللّه عليها : ما أحسن هذا وأجمله تعرف به المرأة من الرجل ، فاذا أنامت فاغسلينى أنت وعلى عليه السلام ولا يدخل عليّ أحد ، فلما توفيت جاءت عائشة تدخل فقالت أسماء : لا تدخلى فشكت إلى أبى بكر قالت : إن هذه الخثعمية تحول بيننا وبين بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وقد جعلت لها مثل هودج العروس ، فجاء أبو بكر فوقف على الباب فقال : يا أسماء ما حملك على أن منعت أزواج النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم يدخلن على بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وجعلت لها مثل هودج العروس؟ فقالت : أمرتنى أن لا يدخل عليها أحد وأريتها هذا الذى صنعت وهى حية فأمرتنى أن أصنع ذلك لها ، قال أبو بكر : إصنعى ما أمرتك ثم انصرف وغسلها على عليه السّلام وأسماء ، قال : خرجه أبو عمرو

ص: 196

وخرج الدولابى معناه مختصرا وذكر أنها لما أرتها النعش تبسمت وما رئيت متبسمة - يعنى بعد النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم - إلا يومئذ ، ( أقول ) ورواه البيهقى أيضا فى سننه ( ج 4 ص 34 ).

ص: 197

باب : إن فاطمة عليها السلام أخبرت عند وفاتها أنها مقبوضة

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 6 ص 461 ] روى بسنده عن أم سلمى قالت : اشتكت فاطمة سلام اللّه عليها شكواها التى قبضت فيه فكنت أمرضها فأصبحت يوما كأمثل ما رأيتها فى شكواها تلك قالت - وخرج علىّ عليه السلام لبعض حاجته - فقالت : يا أمة إسكبى لى غسلا فسكبت لها غسلا فاغتسلت كأحسن ما رأيتها تغتسل ثم قالت : يا أمة إعطينى ثيابى الجدد فأعطيتها فلبستها ، ثم قالت : يا أمة قدمى لى فراشى وسط البيت ففعلت واضطجعت واستقبلت القبلة وجعلت يدها تحت خدها ثم قالت : يا أمة إنى مقبوضة الآن وقد تطهرت فلا يكشفنى أحد ، فقبضت مكانها قالت : فجاء على عليه السّلام فأخبرته ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص 53 ) وقال فى أوله : عن أم سلمة ، وقال فى آخره : خرجه أحمد فى المناقب والدولابى ( انتهى ) ورواه ابن الأثير أيضا عن أم سلمى فى أسد الغابة ( ج 5 ص 590 ).

ص: 198

باب : في بعث فاطمة عليها السلام يوم القيامة ومرورها على الصراط

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 152 ] روى بسنده عن أبى هريرة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : تبعث الأنبياء يوم القيامة على الدواب ليوافوا بالمؤمنين من قومهم المحشر ، ويبعث صالح على ناقته وأبعث على البراق خطوها عند أقصى طرفها وتبعث فاطمة أمامى ، قال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم.

[ كنز العمال ج 6 ص 193 ] ولفظه : يبعث اللّه الأنبياء يوم القيامة على الدواب ، ويبعث صالحا على ناقته كيما يوافى بالمؤمنين من أصحابه المحشر وتبعث فاطمة والحسن والحسين عليهم السلام على ناقتين من نوق الجنة وعلىّ ابن أبى طالب عليه السلام على ناقتى وأنا على البراق ، ويبعث بلالا على ناقته فينادى بالأذان ( الحديث ) قال : أخرجه الطبرانى وأبو الشيخ وابن عساكر عن أبى هريرة - يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 153 ] روى بسنده عن على عليه السّلام قال : سمعت النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : إذا

ص: 199

كان يوم القيامة نادى مناد من وراء الحجاب يا أهل الجمع غضوا أبصاركم عن فاطمة بنت محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم حتى تمر ، قال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ( أقول ) ورواه بطريق آخر أيضا فى ( ج 3 ص 161 ) وزاد فيه فقال : فتمر وعليها ريطتان خضراوان وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ( انتهى ) ورواه ابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج 5 ص 523 ) ، وذكره الهيثمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 212 ) مع الزيادة المذكورة وقال : رواه الطبرانى فى الكبير ( انتهى ) ، وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص 48 ) وقال : خرجه تمام عن على عليه السّلام.

[ تاريخ بغداد للخطيب البغدادى ج 8 ص 141 ] روى بطريقين عن عائشة قالت : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : إذا كان يوم القيامة نادى مناد يا معشر الخلائق طأطئوا رؤوسكم حتى تجوز فاطمة بنت محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم ، ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص 48 ) وقال : خرجه ابن بشران عن عائشة.

[ كنز العمال ج 6 ص 218 ] ولفظه : إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش يا أهل الجمع نكسوا رؤوسكم وغضوا أبصاركم حتى تمرّ فاطمة بنت محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم على الصراط ، فتمر مع سبعين الف جارية من الحور العين كمر البرق ، قال : أخرجه أبو بكر فى الغيلانيات عن أبى أيوب ، ( أقول ) ورواه بطريقين آخرين أيضا عن أبى بكر فى الغيلانيات عن أبى أيوب باختلاف يسير ، وذكره ابن حجر أيضا فى صواعقه ( ص 113 ) وقال : أخرج أبو بكر فى الغيلانيات عن أبى أيوب إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : إذا كان يوم القيامة ( وذكر الحديث ) كما تقدم ، وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص 48 ) وقال : كالبرق اللامع ، ثم قال : خرجه أبو سعد محمد بن على بن عمر النقاش فى فوائد العراقيين.

ص: 200

باب : إن فاطمة عليها السلام حرّم اللّه ذريتها على النار

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 152 ] روى بسنده عن عبد اللّه بن مسعود قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : إن فاطمة عليها السلام أحصنت فرجها فحرّم اللّه ذريتها على النار ، قال : هذا حديث صحيح الإسناد ، ( أقول ) ورواه أبو نعيم أيضا فى حليته ( ج 4 ص 188 ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 219 ) وقال : أخرجه البزار وأبو يعلى والطبرانى عن ابن مسعود ( انتهى ) ، وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص 48 ) وقال : أخرجه أبو تمام فى فوائده عن عبد اللّه عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم.

( كنز العمال أيضا ج 6 ص 219 ] ولفظه : إن اللّه تعالى غير معذبك ولا ولدك ، قاله لفاطمة سلام اللّه عليها ، قال : أخرجه الطبرانى عن ابن عباس - يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم.

( كنز العمال أيضا ج 6 ص 219 ] ولفظه : إن فاطمة حصنت فرجها

ص: 201

وإن اللّه أدخلها باحصان فرجها وذريتها الجنة ، قال : أخرجه الطبرانى عن ابن مسعود.

( أقول ) وقد تقدم أيضا فى باب انعقاد نطفة فاطمة عليها السلام وفى باب وجه تسميتها بفاطمة حديث إن اللّه فطمها ومحبيها عن النار ، أو إن اللّه عز وجل قد فطمها وذريتها عن النار يوم القيامة ، أو إن اللّه عز وجل فطم ابنتى فاطمة وولدها ومن أحب من النار ( فتذكر ).

ص: 202

باب : في زفاف فاطمة عليها السلام الى الجنة

[ ذخائر العقبى ص 48 ] قال : عن على عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : تحشر ابنتى فاطمة يوم القيامة وعليها حلة الكرامة قد عجنت بماء الحيوان فتنظر اليها الخلائق فيتعجبون منها ، ثم تكسى حلة من حلل الجنة على الف حلة مكتوب بخط أخضر أدخلوا ابنة محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم الجنة على أحسن صورة وأكمل هيبة وأتم كرامة وأوفر حظ ، فتزف إلى الجنة كالعروس حولها سبعون الف جارية.

ص: 203

باب : إن فاطمة عليها السلام أول من يدخل الجنة

[ كنز العمال ج 6 ص 219 ] ولفظه : إن أول شخص يدخل الجنة فاطمة بنت محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم ومثلها فى هذه الأمة مثل مريم فى بنى إسرائيل ، قال : أخرجه أبو الحسن أحمد بن ميمون فى كتاب فضائل على عليه السلام ، والرافعى عن بدل بن المحبر عن عبد السلام بن عجلان عن أبى يزيد المدنى - يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[ ميزان الاعتدال للذهبى ج 2 ص 131 ] ذكر حديثا مسندا قد اعترف بصحته عن أبى هريرة قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : أول شخص يدخل الجنة فاطمة سلام اللّه عليها ، قال : خرجه أبو صالح المؤذن فى مناقب فاطمة سلام اللّه عليها.

ص: 204

المقصد الرابع : في الفضائل المشتركة بين الحسن والحسين عليهما السلام وفيه أبواب عديدة :

اشارة

( أقول ) قد تقدم جملة من الفضائل المشتركة بين الحسن والحسين عليهما السلام فى جملة من أبواب فضائل على عليه السلام ، مثل باب آدم سأل اللّه بحق محمد وعلىّ وفاطمة والحسن والحسين ، وباب علىّ وفاطمة والحسن والحسين هم آل محمد ، وباب آية التطهير نزلت فى النبى وعلىّ وفاطمة والحسن والحسين ، وباب باهل النبى بعلىّ وفاطمة والحسن والحسين ، وباب قول النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم لعلىّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام انا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم الى غير ذلك من ابواب كثيرة ، وهذه جملة اخرى من الفضائل المشتركة بين الحسن والحسين عليهما السلام مما ظفرنا عليه على العجالة ، نذكرها في هذا المقصد فنقول :

ص: 205

ص: 206

باب : إن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم سمى حسنا وحسينا ومحسنا باسم ولد هارون شبر وشبير ومشبر

[ الأدب المفرد للبخارى ص 120 ] روى بسنده عن هانى بن هانى عن على عليه السلام قال : لما ولد الحسن سميته حربا فجاء النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال : أرونى ابنى ما سميتموه؟ قلنا : حربا ، قال : بل هو حسن ، فلما ولد الحسين سميته حربا فجاء النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال : أرونى ابنى ما سميتموه؟ قلنا : حربا قال : بل هو حسين ، فلما ولد الثالث سميته حربا فجاء النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال : أرونى ابنى ما سميتموه؟ قلنا : حربا ، قال : بل هو محسن ، ثم قال : إنى سميتهم بأسماء ولد هارون شبر وشبير ومشبر.

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 165 ] روى بسنده عن هانى بن هانى عن على بن أبى طالب عليه السلام قال : لما ولدت فاطمة الحسن جاء النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال : أرونى ابنى ما سميتموه؟ قال : قلت : سميته حربا ، قال : بل هو حسن ، فلما

ص: 207

ولدت الحسين جاء رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال : أرونى ابنى ما سميتموه؟ قال : قلت : سميته حربا ، فقال : بل هو حسين ، ثم ولدت الثالث جاء رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : أرونى ابنى ما سميتموه؟ قلت : سميته حربا ، قال : بل هو محسن ، ثم قال : إنما سميتهم باسم ولد هارون شبر وشبير ومشبر ، قال : هذا حديث صحيح الإسناد ، ( أقول ) ورواه بطريق آخر فى الصفحة المتقدمة ، وقال أيضا : هذا حديث صحيح الإسناد ( انتهى ) ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 1 ص 98 ) والبيهقى أيضا فى سننه ( ج 6 ص 165 وج 7 ص 63 ) وابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج 2 ص 18 وج 4 ص 308 ) وابن عبد البر أيضا فى استيعابه ( ج 1 ص 139 ) والمتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 221 ) عن جمع من أئمة الحديث وسيأتى فى باب ( النبى عقّ عن الحسن والحسين ) حديث آخر من كنز العمال عن على عليه السلام قال : أما حسن وحسين ومحسن فانما سماهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ( إلى آخره ).

[ الصواعق المحرقة لابن حجر ص 115 ] قال : أخرج البغوى وعبد الغنى فى الإيضاح عن سلمان إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : سمى هارون ابنيه شبرا وشبيرا وإنى سميت ابنىّ الحسن والحسين بما سمى به هارون أبنيه.

[ ذخائر العقبى ص 120 ] قال : وعن أسماء بنت عميس قالت : أقبلت فاطمة سلام اللّه عليها بالحسن عليه السّلام فجاء النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال : يا أسماء هلمى ابنى فدفعته اليه فى خرقة صفراء فألقاها عنه قائلا ألم أعهد اليكن أن لا تلفوا مولودا بخرقة صفراء؟ فلففته بخرقة بيضاء فأخذه وأذن فى أذنه اليمنى وأقام فى اليسرى ، ثم قال لعلى عليه السلام : أى شىء سميت ابنى؟

ص: 208

قال : ما كنت لأسبقك بذلك ، فقال : ولا أنا أسابق ربى فهبط جبريل عليه السلام فقال : يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويقول لك : علىّ منك بمنزلة هارون من موسى لكن لا نبى بعدك ، فسم ابنك هذا باسم ولد هارون ، فقال : وما كان اسم ابن هارون يا جبريل؟ قال : شبر فقال صلى اللّه عليه وآله وسلم : إن لسانى عربى ، فقال : سمه الحسن ففعل صلى اللّه عليه وآله وسلم ، فلما كان بعد حول ولد الحسين عليه السلام فجاء نبى اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وذكرت - يعنى أسماء - مثل الأول ، وساقت قصة التسمية مثل الأول وأن جبريل عليه السلام أمره أن يسميه باسم ولد هارون شبيرا ، فقال النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم مثل الأول فقال : سمه حسينا.

[ مستدرك الصحيحين ج 4 ص 277 ] روى بسنده عن محمد بن عقيل عن على عليه السلام إنه سمى ابنه الأكبر باسم عمه حمزة وسمى حسينا بعمه جعفر ، فدعا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم عليا عليه السلام فقال : إنى قد أمرت أن أغير اسم هذين ، فقال : اللّه ورسوله أعلم فسماهما حسنا وحسينا ، قال : هذا حديث صحيح الإسناد ، ( أقول ) ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 1 ص 159 ).

[ مسند أبى داود الطيالسى ج 1 ص 19 ] روى بسنده عن هانى بن هانى يحدث عن على عليه السّلام قال : لما ولد الحسن بن على عليهما السلام قلت : سموه حربا وقد كنت أحب أن أكتنى بأبى حرب ، فأتى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فدعا به فقال : ما سميتموه؟ قلنا : سميناه حربا ، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : بل هو الحسن ، فلما ولد الحسين عليه السّلام سميناه حربا ، فجاء النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال : ما سميتموه؟

ص: 209

قلنا : حربا ، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : هو حسين.

[ سنن البيهقى ج 9 ص 304 ] روى بسنده عن جعفر بن محمد عن أبيه عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم إنه سمى الحسن عليه السلام يوم سابعه وإنه اشتق من حسن حسينا وذكر أنه لم يكن بينهما إلا الحمل ، ( أقول ) ورواه الحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج 3 ص 172 ).

[ أسد الغابة لابن الأثير ج 2 ص 9 ] فى ترجمة الحسن بن على بن أبى طالب عليهما السلام ، قال : قال أبو أحمد العسكرى : سماه النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم الحسن ، وكناه أبا محمد ولم يكن يعرف هذا الاسم فى الجاهلية ( ثم قال ) وروى عن ابن الأعرابى عن المفضل قال : إن اللّه حجب اسم الحسن والحسين عليهما السلام حتى سمى بهما النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ابنيه الحسن والحسين عليهما السلام ، قال : فقلت له : فالذين باليمن قال : ذاك حسن ساكن السين وحسين بفتح الحاء وكسر السين ( أقول ) وروى أيضا فى ( ج 2 ص 18 ) بسنده عن عمران بن سليمان إنه قال : الحسن والحسين من أسماء أهل الجنة لم يكونا فى الجاهلية.

[ أسد الغابة لابن الأثير ج 5 ص 483 ] فى ترجمة سوادة بنت مسرح الكندية ، قال : روى عنها عروة بن فيروز إنها قالت : كنت فيمن شهد فاطمة سلام اللّه عليها حين ضربها المخاض فجاء النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال : كيف هى؟ قلت : إنها لتجهد قال : فاذا وضعت فلا تحدثى شيئا فوضعت الحسن عليه السّلام فسررته ولففته فى خرقة وجاء النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال : كيف هى؟ فقلت : قد وضعت إبنا فسررته ولففته فى خرقة صفراء فقال : إئتنى به فألقى عنه الخرقة الصفراء ولفه فى خرقة بيضاء

ص: 210

وتفل فى فيه وسقاه من ريقه ودعا عليا عليه السّلام فقال : ما سميته؟ فقال : جعفرا ، قال : لا ولكنه الحسن وبعده الحسين فأنت أبو الحسن والحسين ، ( أقول ) وذكره ابن حجر أيضا فى إصابته ( ج 8 ص 117 ) فى ترجمة سوادة ، وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 7 ص 105 ) وقال : أخرجه ابن مندة وأبو نعيم وابن عساكر ( انتهى ) ، وذكره الهيثمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 174 ) وقال : رواه الطبرانى باسنادين.

ص: 211

باب : إن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أذن في أذن الحسن والحسين عليهما السلام حين ولدتهما فاطمة عليها السلام

[ صحيح الترمذى ج 1 ص 286 ] روى بسنده عن أبى رافع قال : رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أذن فى أذن الحسن بن على عليهما السلام حين ولدته فاطمة سلام اللّه عليها أذّن بالصلاة ، ( أقول ) ورواه أبو داود أيضا فى صحيحه ( ج 33 ص 214 ) ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 6 ص 9 وص 391 وص 392 ) ورواه أبو داود الطيالسى أيضا فى مسنده ( ج 4 ص 130 ).

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 179 ] روى بسنده عن عبيد اللّه بن أبى رافع عن أبيه ، قال : رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أذن فى اذن الحسين عليه السلام حين ولدته فاطمة سلام اللّه عليها ، قال : هذا حديث صحيح الإسناد ، ( أقول ) وقد تقدم فى الباب السابق حديث ذكره الطبرى فى ذخائر العقبى عن أسماء بنت عميس فيه إنه صلى اللّه عليه وآله وسلم أذن فى أذنه اليمنى - يعنى

ص: 212

الحسن عليه السلام - وأقام فى اليسرى ( إلى أن قال ) فلما كان بعد حول ولد الحسين عليه السلام فجاء نبى اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وذكرت مثل الأول إلى آخره ( فلا تغفل ).

ص: 213

باب : إن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عق عن الحسن والحسين عليهما السلام وأمر بحلق رأسهما والتصدق بزنة شعرهما فضة

[ صحيح النسائى ج 2 ص 188 ] روى بسنده عن عبد اللّه بن بريدة عن أبيه إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم عق عن الحسن والحسين عليهما السلام بكبشين كبشين ، ( أقول ) ورواه أبو داود أيضا فى صحيحه ( ج 18 ص 7 ) عن ابن عباس وقال : إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم عق عن الحسن والحسين عليهما السلام كبشا كبشا ، ورواه الخطيب البغدادى أيضا فى تاريخ بغداد ( ج 10 ص 151 ) وقال : كبشا كبشا ، ورواه الطحاوى أيضا فى مشكل الآثار ( ج 1 ص 456 ) وقال : كبشا وعن الحسين عليه السلام كبشا ، ورواه أبو نعيم أيضا فى حليته ( ج 7 ص 116 ) وقال أيضا : كبشا كبشا.

[ مستدرك الصحيحين ج 4 ص 237 ] روى بسنده عن عائشة قالت : عق رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم عن الحسن والحسين عليهما السلام يوم السابع وسماهما وأمر أن يماط عن رؤوسهما

ص: 214

الأذى ، قال : هذا حديث صحيح الإسناد ، ( أقول ) ورواه البيهقى أيضا فى سننه ( ج 9 ص 299 ) والطحاوى أيضا فى مشكل الآثار ( ج 1 ص 460 ).

[ مستدرك الصحيحين ج 4 ص 237 ] روى بسنده عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم عق عن الحسن والحسين عليهما السلام عن كل واحد منهما كبشين مثلين متكافئين.

[ ذخائر العقبى ص 119 ] قال : روت أسماء بنت عميس قالت : عق رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم عن الحسن وهكذا عن الحسين عليهما السلام يوم سابعه بكبشين أملحين وأعطى القابلة الفخذ وحلق رأسه وتصدق بزنة الشعر ثم طلى رأسه بيده المباركة بالخلوق ، ثم قال : يا أسماء الدم من فعل الجاهلية فلما كان بعد حول ولد الحسين عليه السّلام فجاء النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ففعل مثل الأول ( الحديث ).

[ مشكل الآثار للطحاوى ج 1 ص 456 ] روى بسنده عن أنس ابن مالك قال : عق رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم عن الحسن والحسين عليهما السلام بكبشين.

[ كنز العمال ج 7 ص 107 ] قال : عن على عليه السلام قال : أما حسن وحسين ومحسن فانما سماهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وعق عنهم وحلق رؤوسهم وتصدق بوزنها وأمر بهم فسروا وختنوا ، قال : أخرجه الطبرانى وابن عساكر.

[ صحيح الترمذى ج 1 ص 286 ] روى بسنده عن على بن أبى طالب عليه السلام قال : عق رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم عن الحسن عليه السّلام بشاة وقال : يا فاطمة إحلقى رأسه وتصدقى

ص: 215

بزنة شعره فضة ، قال : فوزناه فكان وزنه درهما أو بعض درهم.

[ مستدرك الصحيحين ج 4 ص 237 ] روى بسنده عن على بن أبى طالب عليه السلام قال : عق رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم عن الحسين عليه السلام بشاة وقال : يا فاطمة إحلقى رأسه وتصدقى بزنة شعره فوزناه فكان وزنه درهما.

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 179 ] روى بسنده عن على عليه السّلام إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أمر فاطمة سلام اللّه عليها فقال : زنى شعر الحسين وتصدقى بوزنه فضة وأعطى القابلة رجل العقيقة.

ص: 216

باب : إن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عوذ الحسن والحسين عليهما السلام بما عوّذ به إبراهيم عليه السّلام ولديه

[ صحيح البخارى فى كتاب بدء الخلق ] فى باب يزفون النسلان فى المشى ، روى بسنده عن ابن عباس قال : كان النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم يعوذ الحسن والحسين عليهما السلام ويقول : إن أبا كما كان يعوذ بها إسماعيل واسحاق ( أعوذ بكلمات اللّه التامة ، من كل شيطان وهامة ، ومن كل عين لامة ).

[ صحيح الترمذى ج 1 ص 6 ] روى بسنده عن ابن عباس قال : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يعوذ الحسن والحسين عليهما السلام يقول : أعيذكما بكلمات اللّه التامة ، من كل شيطان وهامة ، ويقول : هكذا كان إبراهيم عليه السلام يعوذ إسحاق وإسماعيل.

[ صحيح ابن ماجة فى أبواب الطب ] فى باب ما عوذ به النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ، روى بسنده عن سعيد بن جبير قال : كان النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم يعوذ الحسن والحسين عليهما السلام يقول : أعوذ بكلمات اللّه التامة ، من كل شيطان وهامة ، ومن

ص: 217

كل عين لامة ، ( قال ) وكان أبونا إبراهيم يعوذ بها إسماعيل وإسحاق ، أو قال : إسماعيل ويعقوب.

[ صحيح أبى داود ج 30 ص 180 ] روى بسنده عن ابن عباس قال : كان النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم يعوذ الحسن والحسين عليهما السلام أعيذكما بكلمات اللّه التامة ، من كل شيطان وهامة ، ومن كل عين لامة ، ثم يقول : كان أبوكم يعوذ بها إسماعيل وإسحاق ، ( أقول ) ورواه الحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج 3 ص 167 ) وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 1 ص 236 وص 270 ) ورواه أبو نعيم أيضا فى حليته ( ج 4 ص 299 وج 5 ص 45 ) والطحاوى أيضا فى مشكل الآثار ( ج 4 ص 72 ) والمتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 5 ص 195 ) وقال : أخرجه الطبرانى فى الأوسط وابن النجار.

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج 5 ص 44 ] روى بسنده عن عبد اللّه قال : كنا جلوسا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إذ مرّ به الحسن والحسين عليهما السلام وهما صبيان فقال : هات ابنىّ أعوذهما بما عوذ به إبراهيم ابنيه إسماعيل وإسحاق ، فقال : أعيذكما بكلمات اللّه التامة ، من كل عين لامة ، ومن كل شيطان وهامة.

[ كنز العمال ج 5 ص 195 ] قال : عن الحارث عن على عليه السلام إن جبريل أتى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فوافقه مغتما فقال : يا محمد ما هذا الغم الذى أراه فى وجهك؟ قال : الحسن والحسين أصابتهما عين قال : صدّق بالعين فان العين حق ، أفلا عوذتهما بهؤلاء الكلمات؟ قال : وما هن يا جبريل؟ قال : قل : اللّهم يا ذا السلطان العظيم ، ذا المن القديم ، ذا الرحمة الكريم ، وهى الكلمات التامات والدعوات المستجابات عاف الحسن والحسين من أنفس الجن وأعين الإنس ، فقالها النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فقاما

ص: 218

يلعبان بين يديه ، فقال النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : عوذوا أنفسكم ونساءكم وأولادكم بهذا التعويذ فانه لم يتعوذ المتعوذون بمثله ، ثم ذكر جمعا من أئمة الحديث إنهم قد أخرجوه.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 10 ص 188 ] قال : وعن عبد الرحمن بن عوف قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : عوذة كان إبراهيم عليه السّلام يعوذ بها إسحاق وإسماعيل وأنا أعوذ بها الحسن والحسين ، سمع اللّه داعيا لمن دعا ، ما وراء اللّه مرمى لمن رمى ، قال : رواه البزار ، ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص 134 ) قال : وعن عبد الرحمن بن عوف قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : يا عبد الرحمن ألا أعلمك عوذة كان إبراهيم عليه السلام يعوذ بها ابنيه إسماعيل وإسحاق وأنا أعوذ بها إبنى الحسن والحسين ، كفى بسمع اللّه داعيا لمن دعا ، ولا مرمى وراء أمر اللّه لرام رمى ، قال : خرجه المخلص الذهبى.

( ثم ) إن هاهنا حديثا يناسب ذكره فى خاتمة هذا الباب ، وهو ما رواه الإمام أحمد بن حنبل فى مسنده ( ج 5 ص 130 ) بسنده عن زر قال : قلت لأبى : إن أخاك يحكهما من المصحف - يعنى المعوذتين ( إلى أن قال ) وليسا فى مصحف ابن مسعود ، كان يرى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يعوذ بهما الحسن والحسين عليهما السلام ولم يسمعه يقرأهما فى شئ من صلاته فظن أنهما عوذتان وأصرّ على ظنه ، وتحقق الباقون كونهما من القرآن فأودعوهما إياه.

ص: 219

باب : إن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم جعل لسانه في فم الحسنين عليهما السلام حتى رويا من العطش

[ تهذيب التهذيب لابن حجر ج 2 ص 298 ] قال : قال إسحاق بن أبى حبيبة عن أبى هريرة : أشهد لخرجنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم حتى إذا كنا ببعض الطريق سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم صوت الحسن والحسين عليهما السلام وهما يبكيان مع أمهما فأسرع السير حتى أتاهما فسمعته يقول : ما شأن ابنىّ فقالت : العطش قال : فأخلف (1) رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إلى شنة (2) يتوضا بها فيها ماء وكان الماء يومئذ أغدارا (3) والناس يريدون الماء فنادى هل أحد منكم معه ماء؟ فلم يجد أحد منهم قطرة فقال : ناولينى أحدهما فناولته إياه من تحت الخدر فأخذه فضمه إلى صدره وهو يضغو (4)

ص: 220


1- أخلف : يقال : أخلف الرجل لأهله أى استقى لهم ماء.
2- الشنة : السقاء الخلق وهو أشد تبريدا من الجديد.
3- أغدارا : أى عزيز الوجود.
4- يضغو : بالضاد والعين المعجمتين أى يصيح.

ما يسكت فأدلع (1) له لسانه فجعل يمصه حتى هدأ وسكن وفعل بالآخر كذلك.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 180 ] ذكر حديثا مثل ما تقدم عن تهذيب التهذيب باختلاف يسير ، قال : وعن أبى هريرة إن مروان أتاه فى مرضه الذى مات فيه فقال مروان لأبى هريرة : ما وجدت عليك فى شئ منذ اصطحبتنا إلا فى حبك الحسن والحسين قال : فتحفز أبو هريرة فجلس وقال : أشهد لخرجنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم حتى إذا كنا ببعض الطريق سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم الحسن والحسين وهما يبكيان وهما مع أمهما فأسرع السير حتى أتاهما فسمعته يقول : ما شأن ابنىّ؟ فقالت : العطش قال : فأخلف رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إلى شنة يبتغى فيها ماء وكان الماء يومئذ أغدارا والناس يريدون الماء فنادى هل أحد منكم معه ماء؟ فلم يبق أحد إلا أخلف بيده إلى كلامه يبتغى الماء فى شنة فلم يجد أحد منهم قطرة ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : ناولينى أحدهما فناولته إياه من تحت الخدر ( إلى أن قال ) فأخذه فضمه إلى صدره وهو يضغو ما يسكت فأدلع لسانه فجعل يمصه حتى هدأ وسكن ، فلم أسمع له بكاء والآخر يبكى كما هو ما يسكت ، ثم قال : ناولينى الآخر فناولته ففعل به كذلك فسكتا فلم أسمع لهما صوتا ( إلى أن قال ) فأنا لا أحب هذين وقد رأيت هذا من رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم؟ قال : رواه الطبرانى ورجاله ثقات.

[ كنز العمال ج 7 ص 105 ] قال : عن أبى جعفر عليه السلام قال : بينما الحسن عليه السلام مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إذ عطش فاشتد ظمأه فطلب له النبى صلى اللّه عليه وآله

ص: 221


1- فأدلع : أى فأخرج.

وسلم ماء فلم يجد فأعطاه لسانه فمصه حتى روى ، قال : أخرجه ابن عساكر. ( ثم أن ) هاهنا حديثا يناسب ذكره في خاتمة هذا الباب ( وهو ) ما رواه الذهبى في ميزان الاعتدال ج 1 ص 97 بسنده عن أبي هريرة قال رأيت النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم يمصّ لعاب الحسن والحسين ( عليهما السّلام ) كما يمصّ الرجل التمرة.

ص: 222

باب : إن الحسنين عليهما السلام عضوان من أعضاء النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 6 ص 399 ] روى بسنده عن قابوس بن المخارق عن أم الفضل قالت : رأيت كأن فى بيتى عضوا من أعضاء رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قالت : فخرجت من ذلك فأتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فذكرت ذلك له فقال : خيرا رأيت ، تلد فاطمة غلاما فتكفلينه بلبن ابنك فثم ، قال : فولدت حسنا فأعطيته فأرضعته ( الحديث ) ، ورواه بطريق آخر أيضا مثله ، ورواه ابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج 2 ص 10 ) وذكره ابن حجر أيضا فى إصابته ( ج 5 ص 231 ) وقال : أخرجه البغوى.

[ صحيح ابن ماجة فى أبواب تعبير الرؤيا ص 289 ] روى بسنده عن قابوس قال : قالت أم الفضل : يا رسول اللّه رأيت كأن فى بيتى عضوا من أعضائك قال : خيرا رأيت تلد فاطمة غلاما فترضعينه فولدت حسينا أو حسنا فأرضعته بلبن قثم ، قالت : فجئت به إلى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فوضعته فى حجره فبال فضربت كتفه ، فقال النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : أوجعت ابنى رحمك اللّه.

ص: 223

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 176 ] روى بسنده عن أم الفضل بنت الحارث إنها دخلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فقالت : يا رسول اللّه إنى رأيت حلما منكرا الليلة قال : وما هو؟ قالت : إنه شديد قال : وما هو؟ قالت : رأيت كأن قطعة من جسدك قطعت ووضعت فى حجرى ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : رأيت خيرا تلد فاطمة إن شاء اللّه غلاما فيكون فى حجرك فولدت فاطمة عليها السلام الحسين عليه السلام فكان فى حجرى كما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ( الحديث ).

[ طبقات ابن سعد ج 8 ص 204 ] روى بسنده عن سماك بن حرب إن أم الفضل امرأة العباس بن عبد المطلب قالت : يا رسول اللّه رأيت فيما يرى النائم كأن عضوا من أعضائك فى بيتى ، قال : خيرا رأيت تلد فاطمة غلاما وترضعينه بلبان ابنك فثم ، قال : فولدت الحسين عليه السّلام فكفلته أم الفضل قالت : فأتيت به رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فهو ينزيه ويقبله إذ بال على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، فقال : يا أم الفضل إمسكى ابنى فقد بال عليّ ، قالت : فأخذته فقرصته قرصة بكى منها وقلت : آذيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم بلت عليه ، فلما بكى الصبى قال : يا أم الفضل آذيتنى فى ابنى أبكيتيه ، ثم دعا بماء فحدره عليه حدرا ، ثم قال : إذا كان غلاما فاحدروه حدرا ، وإذا كانت جارية فاغسلوه غسلا ، ( أقول ) ورواه ابن حجر أيضا فى إصابته ( ج 8 ص 267 ) باختلاف فى بعض الألفاظ

[ الطبقات أيضا ج 8 ص 204 ] روى بسنده عن قابوس بن المخارق قال : رأت أم الفضل أن فى بيتها من رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم طائفة ، فأتت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فأخبرته ، فقال : هو خير إن شاء اللّه تلد فاطمة غلاما ترضعينه بلبن

ص: 224

قثم ابنك ، فولدت حسينا عليه السّلام فأعطيته فأرضعته حتى تحرك فجاءت به إلى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فأجلسه فى حجره فبال ، فضربت بيدها بين كتفيه ، فقال : أوجعت ابنى أصلحك اللّه ( أو رحمك اللّه ) فقالت : إخلع أزارك والبس ثوبا غيره كيما أغسله ، فقال : إنما ينضح بول الغلام ويغسل بول الجارية ، ( أقول ) ورواه ابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج 3 ص 242 ) باختلاف فى بعض الألفاظ

ص: 225

باب : إن الحسن والحسين عليهما السلام ريحانتا النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ولا يرضى لهما حر الشمس

[ صحيح البخارى فى كتاب الأدب ] فى باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته ، روى بسنده عن ابن أبى نعم قال : كنت شاهدا لابن عمر وسأله رجل عن دم البعوض فقال : ممن أنت؟ فقال : من أهل العراق قال : انظروا إلى هذا يسألنى عن دم البعوض وقد قتلوا ابن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم وسمعت النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : هما ريحانتاى من الدنيا ( أقول ) ورواه بطريق آخر أيضا فى كتاب بدء الخلق فى باب مناقب الحسن والحسين عليهما السلام ، ورواه فى الأدب المفرد أيضا ( ص 14 ) ورواه الترمذى أيضا فى صحيحه فى ( ج 2 ص 306 ) وقال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : إن الحسن والحسين هما ريحانتاى ، وأحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 2 ) بطرق عديدة فى ( ص 85 وص 93 وص 114 وص 153 ) بألفاظ متقاربة ، وأبو داود الطيالسى أيضا فى مسنده ( ج 8 ص 160 ) وأبو نعيم أيضا فى حليته ( ج 5 ص 70 ) بطريقين ، والنسائى أيضا فى خصائصه ( ص 37 ) ( فتح البارى فى شرح البخارى ) ج 8

ص: 226

ص 100 قال وفى رواية جرير بن حازم ان الحسن والحسين هما ريحانتى.

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج 3 ص 201 ] روى بسنده عن جابر إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال لعلى بن أبى طالب عليه السلام : سلام عليك أبا الريحانتين أوصيك بريحانتى من الدنيا خيرا فعن قليل ينهد ركناك واللّه خليفتى عليك ، قال : فلما قبض النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال على عليه السلام : هذا أحد الركنين اللذين قال النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فلما ماتت فاطمة عليها السلام قال على عليه السلام : هذا الركن الآخر الذى قال النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[ خصائص النسائى ص 37 ] روى بسنده عن أنس بن مالك قال : دخلت ( أو ربما دخلت ) على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم والحسن والحسين عليهما السلام ينقلبان على بطنه ويقول : ريحانتى من هذه الأمة.

[ كنز العمال ج 6 ص 220 ] ولفظه : إن ابنىّ هذين ريحانتاى من الدنيا ، قال : أخرجه ابن عدى وابن عساكر عن أبى بكرة - يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ، ( أقول ) وذكره فى ( ج 7 ص 109 ) بنحو أبسط فقال : عن أبى بكرة قال : كان الحسن والحسين عليهما السلام يثبان على ظهر رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى الصلاة فيمسكهما بيده حتى يرفع صلبه ويقومان على الأرض ، فلما فرغ أجلسهما فى حجره ثم قال : إن ابنىّ هذين ريحانتاى من الدنيا ، ثم قال : أخرجه ابن عدى وابن عساكر.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 221 ] ولفظه : الولد ريحانة وريحانتاى الحسن والحسين ، قال : أخرجه العسكرى فى الأمثال عن على عليه السلام - يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ، ( أقول ) وذكره المناوى أيضا فى كنوز الحقائق ( ص 165 ) وقال : الديلمى.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 222 ] ولفظه : كيف لا أحبهما وهما ريحانتاى من الدنيا أشمهما - يعنى الحسن والحسين - قال : أخرجه الطبرانى والضياء المقدسى عن أبى أيوب ، ( أقول )

ص: 227

وذكره الهيتمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 181 ) بنحو أبسط قال : وعن أبى أيوب قال : دخلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم والحسن والحسين عليهما السلام يلعبان بين يديه ( أو فى حجره ) فقلت : يا رسول اللّه أتحبهما؟ فقال : وكيف لا أحبهما وهما ريحانتاى من الدنيا أشمهما ، قال : رواه الطبرانى.

[ كنز العمال ج 7 ص 110 ] قال : عن سعد بن مالك قال : دخلت على النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم والحسن والحسين عليهما السلام يلعبان على ظهره فقلت : يا رسول اللّه أتحبهما؟ فقال : وما لى لا أحبهما وإنهما ريحانتاى من الدنيا ، قال : أخرجه أبو نعيم ، ( أقول ) وذكره الهيتمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 181 ) وقال : رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.

[ ذخائر العقبى ص 124 ] قال : وعن سعيد بن راشد قال : جاء الحسن والحسين عليهما السلام يسعيان إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فأخذ أحدهما فضمه إلى إبطه ، ثم جاء الآخر فضمه إلى إبطه الأخرى وقال : هذان ريحانتاى من الدنيا من أحبنى فليحبهما ( الحديث ) قال : خرجه ابن بنت منيع.

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 165 ] روى بسنده عن فاطمة سلام اللّه عليها إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أتاها يوما فقال : أين ابناى؟ فقالت : ذهب بهما على عليه السلام فتوجه رسول

ص: 228

اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فوجدهما يلعبان فى مشربة (1) وبين أيديهما فضل تمر فقال : يا علىّ ألا تقلب (2) ابنى قبل الحر.

[ الرياض النضرة ج 2 ص 232 ] قال : وعن أسماء بنت عميس عن فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أتاها يوما فقال : أين ابناى؟ - يعنى حسنا وحسينا - قالت : قلت : أصبحنا وليس فى بيتنا شئ نذوقه ، فقال علىّ عليه السّلام إذهب بهما فانى أتخوف أن يبكيا عليك وليس عندك شئ ، فذهب بهما إلى فلان اليهودى ، فتوجه إليه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فوجدهما يلعبان فى مسربة (3) بين أيديهما فضل من تمر ، فقال : يا علىّ ألا تقلب ابنىّ قبل أن يشتد الحر عليهما ( إلى أن قال ) فحمل رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أحدهما وحمل على عليه السلام الآخر ، قال : أخرجه الدولابى فى الذرية الطاهرة فى مسند أسماء بنت عميس عن فاطمة سلام اللّه عليها ( أقول ) وقد تقدم هذا الحديث بنحو أتم فى باب عيش على عليه السلام واستقائه كل دلو بتمرة ( ص 5 وص 6 ) فراجعه.

ص: 229


1- المشربة بالشين المعجمة : الأرض اللينة دائمة النبات.
2- يقال : قلب المعلم الصبيان إذا صرفهم إلى بيوتهم.
3- المسربة - بالسين المهملة - المرعى.

باب : في حمد النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم الحسنين عليهما السلام على عاتقيه وقوله صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : نعم الراكبان هما

[ ذخائر العقبى ص 130 ] قال : وعن ابن عباس قال : بينا نحن ذات يوم مع النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم إذ أقبلت فاطمة سلام اللّه عليها تبكى فقال لها رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : فداك أبوك ما يبكيك؟ قالت : إن الحسن والحسين خرجا ولا أدرى أين باتا ، فقال لها رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : لا تبكين فان خالقهما ألطف بهما منى ومنك ثم رفع يديه فقال : اللّهم احفظهما وسلمهما ، فهبط جبريل وقال : يا محمد لا تحزن فانهما فى حظيرة بنى النجار نائمان وقد وكل اللّه بهما ملكا يحفظهما مقام النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ومعه أصحابه حتى أتى الحظيرة فاذا الحسن والحسين عليهما السلام معتنقان نائمان وإذا الملك الموكل بهما قد جعل أحد جناحيه تحتهما والآخر فوقهما يظلهما ، فأكب النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم عليهما يقبلهما حتى انتبها من نومهما ، ثم جعل الحسن عليه السّلام على عاتقه الأيمن والحسين عليه السّلام على عاتقه الأيسر ، فتلقاه أبو بكر وقال : يا رسول اللّه ناولنى أحد الصبيين أحمله عنك فقال صلى اللّه عليه وآله وسلم : نعم المطى مطيهما ونعم الراكبان هما وأبوهما خير منهما ، حتى أتى المسجد فقام رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم على قدميه وهما على عاتقيه

ص: 230

ثم قال : معاشر المسلمين ألا أدلكم على خير الناس جدا وجدة؟ قالوا : بلى يا رسول اللّه قال : الحسن والحسين ، جدهما رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم خاتم المرسلين وجدتهما خديجة بنت خويلد سيدة نساء أهل الجنة ، ألا أدلكم على خير الناس عما وعمة؟ قالوا : بلى يا رسول اللّه قال : الحسن والحسين عمهما جعفر ابن أبى طالب وعمتهما أم هانى بنت أبى طالب ، أيها الناس ألا أدلكم على خير الناس خالا وخالة؟ قالوا : بلى يا رسول اللّه قال : الحسن والحسين خالهما القاسم ابن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وخالتهما زينب بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، ثم قال : اللّهم إنك تعلم إن الحسن والحسين فى الجنة وعمهما فى الجنة ومن أحبهما فى الجنة ومن أبغضهما فى النار ، قال : خرجه الملا فى سيرته وغيره.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 182 ] قال : وعن سلمان قال : كنا حول رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فجاءت أم أيمن فقالت : يا رسول اللّه لقد ضل الحسن والحسين ، قال : وذاك رأد النهار - يقول : ارتفاع النهار - فقال النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : قوموا فاطلبوا ابنى وأخذ كل رجل تجاه وجهه وأخذت نحو النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فلم يزل حتى أتى سفح جبل وإذا الحسن والحسين ملتزق كل واحد منهما بصاحبه وإذا شجاع قائم على ذنبه يخرج من فيه شرر النار ، فأسرع اليه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فالتفت مخاطبا لرسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ثم انساب فدخل بعض الأجحار ، ثم أتاهما فأفرق بينهما ثم مسح وجوههما وقال : بأبى وأمى أنتما ما أكرمكما على اللّه ، ثم حمل أحدهما على عاتقه الأيمن والآخر على عاتقه الأيسر ، فقلت : طوبا كما نعم المطية مطيتكما ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : ونعم الراكبان هما وأبوهما خير منهما ، قال : رواه الطبرانى ، ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 7 ص 107 )

[ ذخائر العقبى ص 130 ] قال : روى أبو سعيد فى شرف النبوة عن

ص: 231

عبد العزيز باسناده عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم جالسا فأقبل الحسن والحسين عليهما السلام فلما رآهما صلى اللّه عليه وآله وسلم قام لهما واستبطأ بلوغهما اليه فاستقبلهما وحملهما على كتفيه وقال : نعم المطى مطيكما ونعم الراكبان أنتما.

[ ذخائر العقبى أيضا ص 132 ] قال : وعن جابر قال : دخلت على النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم والحسن والحسين عليهما السلام على ظهره وهو يقول : نعم الجمل جملكما ونعم العدلان ( أو الحملان ) أنتما ، قال : خرجه الغسانى ، ( أقول ) وذكره الهيتمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 182 ) باختلاف يسير فى اللفظ ، قال : وعن جابر قال : دخلت على النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم وهو يمشى على أربعة وعلى ظهره الحسن والحسين عليهما السلام وهو يقول : نعم الجمل جملكما ونعم العدلان أنتما ، قال : رواه الطبرانى ( انتهى ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 7 ) فى ثلاثة مواضع من ( ص 108 ) قال فى أحدها : أخرجه الرامهرمزى فى الأمثال وابن عساكر ، وقال فى ثانيها : أخرجه ابن عدى وابن عساكر ، وقال فى ثالثها : أخرجه ابن عساكر ، والمتن يختلف فى كل منها مع الآخر يسيرا.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 181 ] قال : وعن عمر قال : رأيت الحسن والحسين عليهما السلام على عاتقى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فقلت : نعم الفرس تحتكما ، فقال النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : ونعم الفارسان هما ، قال : رواه أبو يعلى فى الكبير ورجاله رجال الصحيح ، ورواه البزار ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 7 ص 106 ) وقال : أخرجه ابن شاهين فى السنة.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 182 ] قال : وعن البراء بن عازب قال : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يصلى فجاء الحسن والحسين عليهما السلام ( أو أحدهما ) فركب على ظهره فكان إذا رفع رأسه قال بيده :

ص: 232

فامسكه ( أو امسكهما ) وقال : نعم المطية مطيتكما ، قال : رواه الطبرانى فى الأوسط وإسناده حسن.

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 170 ] روى بسنده عن ابن عباس قال : أقبل النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم وهو يحمل الحسن بن على عليهما السلام على رقبته قال : فلقيه رجل فقال : نعم المركب ركبت يا غلام ، قال : فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : ونعم الراكب هو ، قال : هذا حديث صحيح الإسناد ، ( أقول ) ورواه ابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج 2 ص 12 ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 7 ص 104 ) وقال : أخرجه ابن عساكر ، ورواه الترمذى أيضا فى صحيحه ( ج 2 ص 308 ) وقال : الحسين بن على عليهما السلام والظاهر أن النسخة مغلوطة ، ويؤيده أنه ذكره المحب الطبرى فى ذخائره ( ص 131 ) وقال : الحسن بن على عليهما السلام ثم قال : خرجه الترمذى والبغوى فى المصابيح.

( ثم ) إن هاهنا حديثا يناسب ذكره فى خاتمة هذا الباب وهو ما رواه مسلم فى صحيحه فى كتاب فضائل الصحابة فى باب فضائل الحسن والحسين عليهما السلام ، روى بسنده عن ابن سلمة عن أبيه قال : لقد قدت بنبى اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم والحسن والحسين عليهما السلام على بغلته الشهباء حتى أدخلتهم حجرة النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ، هذا قدامه وهذا خلفه ( أقول ) ورواه الترمذى أيضا فى صحيحه ( ج 2 ص 128 ) قال : وفى الباب عن ابن عباس وعبد اللّه بن جعفر.

ص: 233

باب : إن الحسنين عليهما السلام يثبان على ظهر النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في الصلاة وهو لا يمنعهما

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 167 ] روى بسنده عن أبى هريرة قال : كنا نصلى مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم العشاء فكان يصلى فاذا سجد وثب الحسن والحسين عليهما السلام على ظهره ، وإذا رفع رأسه أخذهما فوضعهما وضعا رفيقا ، فاذا عاد عادا ، فلما صلى جعل واحدا هاهنا وواحدا هاهنا فجئته فقلت : يا رسول اللّه ألا أذهب بهما إلى أمهما؟ قال : لا فبرقت برقة فقال : الحقا بأمكما فما زالا يمشيان فى ضوئها حتى دخلا ، قال : هذا حديث صحيح الإسناد ، ( أقول ) ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 2 ص 513 ) بطريقين ، وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 7 ص 109 ) بطريقين وقال : أخرجهما ابن عساكر ، وذكره الهيثمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 181 ) وقال : رواه أحمد والبزار باختصار.

[ سنن البيهقى ج 2 ص 263 ] روى بسنده عن زر بن حبيش قال : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ذات يوم يصلى بالناس فأقبل الحسن والحسين عليهما السلام وهما غلامان فجعلا يتوئبان على ظهره إذا سجد ، فأقبل الناس عليهما ينحونهما عن ذلك ، قال : دعوهما بأبى وأمى ، من أحبنى فليحب هذين ، ( أقول ) ولهذا الحديث طرق أخر ستأتى فى باب ما جاء فى حب الحسن والحسين عليهما السلام.

[ ذخائر العقبى ص 132 ] قال : وعن عبد اللّه قال : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يصلى حتى إذا سجد وثب الحسن والحسين عليهما السلام على ظهره فاذا أرادوا أن يمنعوهما قال : دعوهما ، فلما أن صلى وضعهما فى حجره وقال : من أحبنى

ص: 234

فليحب هذين ، قال : خرجه الحافظ الدمشقى ( أقول ) وذكره فى ( ص 123 ) أيضا باختلاف يسير وقال : خرجه أبو حاتم.

[ ذخائر العقبى أيضا ص 132 ] قال : وعن أنس بن مالك قال : كتب النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم لرجل عهدا فدخل الرجل يسلم على النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم والنبى صلى اللّه عليه وآله وسلم يصلى فرأى الحسن والحسين عليهما السلام يركبان على عنقه مرة ويركبان على ظهره ويمران بين يديه ومن خلفه ، فلما فرغ صلى اللّه عليه وآله وسلم من الصلاة قال له الرجل : ما يقطعان الصلاة؟ فغضب النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال : ناولنى عهدك فأخذه فمزقه ثم قال : من لم يرحم صغيرنا ولم يوقر كبيرنا فليس منا ولا أنا منه ، قال : خرجه ابن أبى الفراتى.

[ كنز العمال ج 7 ص 109 ] قال : عن أبى بكرة قال : كان الحسن والحسين عليهما السلام يثبان على ظهر رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى الصلاة فيمسكهما بيده حتى يرفع صلبه ويقومان على الأرض ، فلما فرغ أجلسهما فى حجره ثم قال : إن ابنىّ هذين ريحانتاى من الدنيا ، قال : أخرجه ابن عدى وابن عساكر.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 182 ] قال : وعن البراء بن عازب قال : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يصلى فجاء الحسن والحسين عليهما السلام ( أو أحدهما ) فركب على ظهره فكان إذا رفع رأسه قال : بيده فامسكه ( أو امسكهما ) وقال : نعم المطية مطيتكما ، قال : رواه الطبرانى فى

ص: 235

الأوسط وإسناده حسن.

[ صحيح النسائى ج 1 ص 171 ] روى بسنده عن عبد اللّه بن شداد عن أبيه قال : خرج علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى إحدى صلاتى العشاء وهو حامل حسنا أو حسينا عليهما السلام فتقدم النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فوضعه ثم كبر للصلاة فصلى فسجد بين ظهرانى صلاته سجدة أطالها قال أبى : فرفعت رأسى فاذا الصبى على ظهر رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وهو ساجد ، فرجعت إلى سجودى فلما قضى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم الصلاة قال الناس : يا رسول اللّه إنك سجدت بين ظهرانى صلاتك سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر أو أنه يوحى اليك قال : كل ذلك لم يكن ولكن ابنى ارتحلنى فكرهت أن أعجله حتى يقضى حاجته ( أقول ) ورواه الحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج 3 ص 165 ) وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ( وص 626 ) ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 3 ص 493 ) والبيهقى أيضا فى سننه ( ج 2 ص 263 ) وابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج 2 ص 389 ) والمتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 7 ص 109 ) بطريقين قال فى أحدهما : أخرجه ابن أبى شيبة ، وقال فى الآخر : أخرجه ابن عساكر ، وذكره فى ( ج 6 أيضا ص 222 ) وقال : أخرجه البغوى والطبرانى وسعيد بن منصور فى سننه.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 181 ] قال : وعن أنس قال : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يسجد فيجئ الحسن أو الحسين عليهما السلام فيركب ظهره فيطيل السجود فيقال : يا نبى اللّه أطلت السجود فيقول : ارتحلنى ابنى فكرهت أن أعجله ، قال : رواه أبو يعلى.

[ الهيثمى ايضا فى مجمعه ج 9 ص 175 ] قال : وعن الزبير قال : لقد رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ساجدا حتى جاء الحسن بن على عليهما السلام فصعد على ظهره فما أنزله حتى كان هو الذى نزل وإن كان

ص: 236

ليفرج له رجليه فيدخل من ذا الجانب ويخرج من ذا الجانب الآخر ، قال : رواه الطبرانى ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص 132 ) وقال : عن عبد اللّه بن الزبير ثم قال : رواه ابن غيلان عن أبى بكر الشافعى.

ص: 237

باب : إن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قطع خطبته ونزل من المنبر وحمل الحسنين عليهما السلام

[ صحيح الترمذى ج 2 ص 306 ] روى بسنده عن أبى بريدة يقول : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يخطبنا إذ جاء الحسن والحسين عليهما السلام عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران فنزل رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم من المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه ثم قال : صدق اللّه ( إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ ) (1) نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثى ورفعتهما ، ( أقول ) ورواه النسائى أيضا فى صحيحه ( ج 1 ص 209 وص 235 ) بطريقين ، وابن ماجة أيضا فى صحيحه فى كتاب اللباس فى باب لبس الأحمر للرجال ، وأبو داود أيضا فى صحيحه ( ج 6 ص 110 ) والحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج 1 ص 287 ) وقال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ( وج 4 ص 189 ) وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، وأحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 5 ص 354 ) والبيهقى أيضا فى سننه ( ج 3 ص 218 وج 6 ص 165 ) ، وابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج 2

ص: 238


1- 1 - الفتنة : المحنة والابتلاء وشدة التكليف على الانسان

ص 12 ) وابن جرير أيضا فى تفسيره ( ج 28 ص 81 ) والمتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 7 ص 108 ) وذكر جمعا كثيرا من أئمة الحديث أنهم قد أخرجوه ، وذكره السيوطى أيضا فى الدر المنثور فى ذيل تفسير قوله تعالى : ( إِنَّمٰا أَمْوٰالُكُمْ وَأَوْلاٰدُكُمْ فِتْنَةٌ ) فى سورة التغابن ، وقال : أخرجه ابن أبى شيبة وابن مردويه ، وقال : فحملهما (1) واحدا من ذا الشق وواحدا من ذا الشق ثم صعد المنبر فقال : صدق اللّه ( الخ ).

( السيوطى فى الدر المنثور ) فى ذيل تفسير قوله تعالى : ( إِنَّمٰا أَمْوٰالُكُمْ وَأَوْلاٰدُكُمْ فِتْنَةٌ ) فى سورة التغابن ، قال : وأخرج ابن مردويه عن عبد اللّه ابن عمر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم بينما هو يخطب الناس على المنبر خرج الحسين بن على عليهما السلام فوطأ فى ثوب كان عليه فسقط فبكى ، فنزل رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم عن المنبر فلما رأى الناس أسرعوا إلى الحسين عليه السلام يتعاظونه يعطيه بعضهم بعضا حتى وقع فى يد رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال : قاتل اللّه الشيطان إن الولد لفتنة والذى نفسى بيده ما دريت أنى نزلت عن منبرى.

( ثم ) إن هاهنا حديثا يناسب ذكره فى خاتمة هذا الباب ، وهو ما رواه ابن ماجة فى صحيحه فى أبواب الأدب فى باب برّ الوالد بسنده عن يعلى العامرى أنه جاء الحسن والحسين عليهما السلام يسعيان إلى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فضمهما اليه وقال : إن الولد مبخلة مجبنة (2) ، ( أقول ) ورواه الحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج 3

ص: 239


1- أى فحمل الحسن والحسين عليهما السلام.
2- قال أهل اللغة : يقال : ( الولد مجبنة مبخلة ) أى يحملك على الجبن والبخل ويدعوك اليهما ، وقال ابن الأثير الجزرى فى ( النهاية ) : « فى الحديث ، الولد مبخلة مجبنة هو مفعلة من البخل ومظنة له أي يحمل أبويه على البخل ويدعوهما اليه فيبخلان بالمال لأجله ».

ص 168 ) وقال : يستبقان إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، وقال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ، ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 4 ص 172 ) وقال أيضا : يستبقان إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ( ثانيهما ) ما ذكره العسقلانى فى فتح البارى ج 8 ص 100 قال وعند الترمذى من حديث انس ان النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم كان يدعو الحسن والحسين فيشمهما ويضمهما اليه.

ص: 240

باب : إنّ الحسنين عليهما السلام من اهل بيت لا تحل لهم الصدقة

[ صحيح البخارى فى الزكاة ] فى باب أخذ صدقة التمر ، روى بسنده عن أبى هريرة قال : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يؤتى بالتمر عند صرام النخل فيجئ هذا بتمره وهذا من تمره حتى يصير عنده كوما من تمر فجعل الحسن والحسين عليهما السلام يلعبان بذلك التمر فأخذ أحدهما تمرة فجعله فى فيه فنظر اليه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فأخرجها من فيه فقال : أما علمت أن آل محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم لا يأكلون الصدقة.

[ صحيح البخارى فى الجهاد والسير ] فى باب من تكلم بالفارسية روى بسنده عن أبى هريرة إن الحسن بن على عليهما السلام أخذ تمرة من تمر الصدقة فجعلها فى فيه فقال النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم بالفارسية : كخ (1) كخ ، أما تعرف أنا لا نأكل الصدقة ، ( أقول ) ورواه

ص: 241


1- كخ : بفتح الكاف وكسرها صوت يقال عند زجر الصبى عن تناول شئ وعند التقذر من شئ.

فى الزكاة أيضا فى باب ما يذكر فى الصدقة للنبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ، ورواه مسلم أيضا فى صحيحه فى كتاب الزكاة بطرق عديدة ، ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده وجمع آخرون من أئمة الحديث.

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 200 ] روى عن أبى الحوراء السعدى قال : قلت للحسن بن على عليهما السلام : ما تذكر من رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم؟ قال : أذكر أنى أخذت تمرة من تمر الصدقة فألقيتها فى فمىّ فانتزعها رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم بلعابها فألقاها فى التمر فقال له رجل : ما عليك لو أكل هذه التمرة؟ قال : إنا لا نأكل الصدقة ( الحديث ) ، ( أقول ) ورواه بطريقين آخرين أيضا ، ورواه أبو داود الطيالسى أيضا فى مسنده ( ج 5 ص 163 ).

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل أيضا ج 2 ص 279 ] روى بسنده عن أبى هريرة يقول : كنا عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وهو يقسم تمرا من تمر الصدقة والحسن بن على عليهما السلام فى حجره ، فلما فرغ حمله النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم على عاتقه فسال لعابه على النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فرفع النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم رأسه فاذا تمرة فى فيه فأدخل النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم يده فانتزعها منه ثم قال : أما علمت أن الصدقة لا تحل لآل محمد؟ ( أقول ) ورواه فى ( ص 406 ) أيضا باختلاف يسير ( وص 466 ).

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل أيضا ج 3 ص 489 ] روى بسنده عن أبى عمير قال : كنا جلوسا عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يوما فجاء رجل بطبق عليه تمر فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : ما هذا أصدقة أم هدية؟ قال : صدقة قال : فقدّمه إلى القوم وحسن عليه السّلام يتعفر بين يديه فأخذ الصبى تمرة فجعلها

ص: 242

فى فيه فأدخل النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم إصبعه فى فى الصبى فنزع التمرة فقذف بها ثم قال : إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة ، ( أقول ) ورواه بطريق آخر أيضا مثله.

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل أيضا ج 1 ص 201 ] روى بسنده عن ربيعة بن شيبان قال : قلت للحسين بن على عليهما السلام : ما تعقل عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : صعدت غرفة فأخذت تمرة فلكتها فى فىّ فقال النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : ألقها فانها لا تحل لنا الصدقة.

[ كنز العمال ج 3 ص 320 ] قال : عن أبى عمرة رشيد بن مالك قال : كنا عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فأتى بطبق فيه تمر فقال : هدية أو صدقة؟ قالوا : صدقة فردها إلى أصحابه والحسين بن على عليهما السلام يتعفر بين يديه فأخذ تمرة فألقاها فى فيه فقال : إنا آل محمد لا نأكل الصدقة قال : أخرجه ابن النجار ، ( أقول ) والأحاديث فى هذا المعنى كثيرة فوق الإحصاء سيما فى الحسن بن على عليهما السلام ونحن قد اقتصرنا منها على ما تقدم.

ص: 243

باب : إن الحسنين عليهما السلام يصطرعان والنبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يؤيد الحسن وجبريل يؤيد الحسين عليه السّلام

[ أسد الغابة ج 2 ص 19 ] روى بسنده عن أبى هريرة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : كان الحسن والحسين عليهما السلام يصطرعان بين يدى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ورسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : هى حسن (1) قالت فاطمة سلام اللّه عليها : لم تقول هى حسن؟ قال : إن جبريل يقول : هى حسين ، ( أقول ) ورواه ابن حجر أيضا فى إصابته ( ج 2 ص 15 ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص 134 ).

[ كنز العمال ج 3 ص 154 ] قال : عن عثمان بن عبد اللّه القرشى حدثنا يوسف بن اسباط عن مخلد الضبى عن إبراهيم النخعى عن علقمة عن أبى ذر قال : لما كان أول يوم فى البيعة لعثمان اجتمع

ص: 244


1- هى ويقال : هيه بزيادة هاء السكت فى آخرها ، كلمة تقال عند الاستزادة وأصلها إيه بالهمزة أبدلت هاء.

المهاجرون والأنصار فى المسجد وجاء على بن أبى طالب عليه السلام فأنشأ يقول : إن أحق ما ابتدأ به المبتدئون ، ونطق به الناطقون ، وتفوه به القائلون ، حمد اللّه والثناء عليه بما هو أهله ( إلى أن قال ) وهل تعلمون أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم كان آخى بين الحسن والحسين فجعل رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : هى يا حسن مرتين فقالت فاطمة عليها السلام يا رسول اللّه إن الحسين لأصغر منه وأضعف ركنا منه فقال لها رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : ألا ترضين أن أقول أنا هى يا حسن ويقول جبريل : هى يا حسين ، فهل لخلق مثل هذه المنزلة نحن صابرون ليقضى اللّه أمرا كان مفعولا ، قال : أخرجه ابن عساكر.

[ ذخائر العقبى ص 134 ] قال : وعن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام إن الحسن والحسين عليهما السلام كانا يصطرعان فاطلع على عليه السلام على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وهو يقول : ويها الحسن (1) فقال على عليه السّلام : يا رسول اللّه على الحسين؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إن جبريل يقول : ويها الحسين ، قال : خرجه ابن بنت منيع.

[ كنز العمال ج 7 ص 107 ] قال : عن على عليه السلام إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم كان قاعدا فى موضع الجنائز فطلع الحسن والحسين عليهما السلام فاعتركا فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم - وعلىّ عليه السّلام جالس - ويها حسين خذ حسنا ، فقلت : تؤلب على حسن وهو أكبرهما يا رسول اللّه؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : هذا جبريل قائم وهو يقول : ويها حسنا

ص: 245


1- ويها : بالتنوين كلمة تقال عند الاستحثاث ، وتكون بلفظ واحد مع المفرد والجمع والمذكر والمؤنث.

خذ حسينا ، قال : أخرجه ابن شاهين ، ( أقول ) واختلاف هذا الحديث مع الأحاديث المتقدمة محمول على اشتباه الراوى أو تكرر القصة ، واللّه أعلم.

ص: 246

باب : إن الحسن والحسين عليهما السلام أحب أهل بيت النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم اليه

[ صحيح الترمذى ج 2 ص 306 ] فى مناقب الحسن والحسين عليهما السلام روى بسنده عن أنس بن مالك يقول : سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أىّ أهل بيتك أحب اليك؟ قال : الحسن والحسين ، وكان يقول لفاطمة سلام اللّه عليها : إدعى ابنى فيشمهما ويضمهما اليه ، ( أقول ) وذكره المناوى أيضا فى فيض القدير ( ج 1 ص 148 ) وقال فى الشرح : أخرجه أبو يعلى عن أنس ( انتهى ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص 122 ) وقال : أخرجه الحافظ الدمشقى فى الموافقات.

[ كنوز الحقائق ص 5 ] ولفظه : أحب أهل البيت الحسن والحسين قال : للطبراني - يعنى إنه أخرجه عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 175 ] قال : وعن البهى قال : قلت لعبد اللّه ابن الزبير : أخبرنى بأقرب الناس شبها برسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال : الحسن بن على عليهما السلام كان أقرب الناس شبها برسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، وأحبهم اليه ،

ص: 247

كان يجئ ورسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ساجد فيقع على ظهره فلا يقوم حتى يتنحى ، ويجئ فيدخل تحت بطنه فيفرج له رجليه حتى يخرج ، قال : رواه البزار ، ( أقول ) وذكره ابن حجر أيضا فى إصابته ( ج 2 ص 11 ) قال : وذكر الزبير عن عمه قال : ذكر عن البهى قال : تذاكرنا من أشبه النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم من أهله فدخل علينا عبد اللّه بن الزبير فقال : أنا أحدثكم بأشبه أهله به وأحبهم اليه الحسن بن على عليهما السلام ، رأيته يجىء وهو ساجد فيركب رقبته ( أو قال ظهره ) فما ينزله حتى يكون هو الذى ينزل ، ولقد رأيته يجئ وهو راكع فيفرج له بين رجليه حتى يخرج من الجانب الآخر ، قال ابن حجر : وساقه ابن سعد موصولا من طريق يزيد بن أبى زياد عن عبد اللّه البهى مولى الزبير .

ص: 248

باب : فيما جاء في حب الحسنين عليهما السلام وما جاء في بغضهما

[ صحيح الترمذى ج 2 ص 240 ] روى بسنده عن اسامة بن زيد قال : طرقت النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ذات ليلة فى بعض الحاجة فخرج النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم وهو مشتمل على شئ لا أدرى ما هو ، فلما فرغت من حاجتى قلت : ما هذا الذى أنت مشتمل عليه؟ قال : فكشفه فاذا حسن وحسين على وركيه ، فقال : هذان إبناى وإبنا ابنتى ، اللّهم إنى أحبهما فأحبهما وأحب من يحبهما ، ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 220 ) وقال : أخرجه ابن حبان عن اسامة بن زيد ( انتهى ) ورواه النسائى أيضا فى خصائصه ( ص 36 ).

[ صحيح الترمذى أيضا ج 2 ص 307 ] روى بسنده عن البراء إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم أبصر حسنا وحسينا فقال : اللّهم إنى أحبهما فأحبهما.

[ صحيح ابن ماجة ] فى فضائل الحسن والحسين عليهما السلام ، روى بسنده عن أبى هريرة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله

ص: 249

وسلم : من أحب الحسن والحسين فقد أحبنى ومن أبغضهما فقد أبغضنى ، ( أقول ) ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 2 ص 288 ) والخطيب البغدادى أيضا فى تاريخ بغداد ( ج 1 ص 141 ) والمناوى أيضا فى كنوز الحقائق ( ص 134 ) وقال : من أحب الحسن والحسين فقد أحبنى ، ثم قال : الديلمى.

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 5 ص 369 ] روى بسنده عن عطاء إن رجلا أخبره أنه رأى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم يضم اليه حسنا وحسينا ويقول : اللّهم إنى أحبهما فأحبهما.

[ مسند أبى داود الطيالسى ج 10 ص 332 ] روى بسنده عن أبى هريرة قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول فى الحسن والحسين : اللّهم أحبهما وأحب من يحبهما ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 221 ) ولفظه : اللّهم إنى أحبهما فأحبهما وأبغض من أبغضهما - يعنى الحسن والحسين عليهما السلام قال : أخرجه ابن أبى شيبة والطبرانى عن أبى هريرة ( انتهى ) ، وذكره الهيتمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 180 ) بلفظين مختلفين قال فى أحدهما : وعن أبى هريرة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم للحسن والحسين عليهما السلام : اللّهم إنى أحبهما فأحبهما ، قال : رواه البزار وإسناده حسن ، وقال فى الآخر : وعن أبى هريرة قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول للحسن والحسين : من أحبنى فليحبهما قال : رواه البزار.

[ مسند أبى داود الطيالسى ج 10 ص 327 ] روى بسنده عن أبى هريرة قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول فى الحسن والحسين عليهما السلام : من أحبنى فليحب هذين.

[ سنن البيهقى ج 2 ص 263 ] روى بسنده عن زر بن حبيش قال : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ذات يوم يصلى

ص: 250

بالناس فأقبل الحسن والحسين عليهما السلام وهما غلامان فجعلا يتوثبان على ظهره إذا سجد فأقبل الناس عليهما ينحيانهما عن ذلك قال : دعوهما بأبى وأمى من أحبنى فليحب هذين ، ( أقول ) ورواه أبو نعيم أيضا فى حليته ( ج 8 ص 305 ) باختلاف يسير ، ورواه ابن حجر أيضا فى إصابته ( ج 2 ص 12 ) قال : وله شاهد فى السنن وصحيح ابن خزيمة عن بريدة ، وفى معجم البغوى نحوه بسند صحيح عن شداد بن الهاد ( انتهى ).

[ كنز العمال ج 7 ص 108 ] قال : عن حصين بن عوف الخثعمى قال : وقف رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم على بيت فاطمة سلام اللّه عليها فسلم فخرج اليه الحسن أو الحسين عليهما السلام فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : إرق بأبيك عين بقة وأخذ باصبعيه فرقى على عاتقه ثم خرج الآخر الحسن أو الحسين عليهما السلام مرتفعة إحدى عينيه فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : مرحبا بك إرق بأبيك أنت عين البقة وأخذ باصبعيه واستوى على عاتقه الآخر ، وأخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم بأقفيتهما حتى وضع أفواههما على فيه ثم قال : اللّهم إنى أحبهما فأحبهما وأحب من يحبهما ، قال : أخرجه الطبرانى عن أبى هريرة.

( أقول ) ذكر العلامة فقيه الحرمين مفتى العراقين محدث الشام صدر الحافظ أبو عبد اللّه محمد بن يوسف بن محمد القرشى الكنجى الشافعى المتوفى سنة 658 ه ، فى كفاية الطالب فى مناقب أمير المؤمنين على بن أبى طالب عليه السّلام باسناده إلى أبى هريرة قال : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يأخذ بيد الحسين بن على عليهما السلام فيرفعه على باطن قدميه فيقول : « حزقة حزقة ترق عين بقة اللّهم إنى أحبه فأحبه وأحب من يحبه » ، ( ثم قال الكنجى ) : قلت : هذا حديث حسن ثابت ، ( ثم قال ) ومعنى قوله : « حزقة » أى مقلوب

ص: 251

الخطا. والقصير الذى تقرب خطاه ، و « عين بقة » إشارة إلى البقة التى تطير ولا شئ أصغر من عينها لصغرها انتهى ( ثم ان ) هذا الحديث أورده ابن عساكر - بتغيير يسير - فى التاريخ الكبير ( ج 4 ص 202 ) وقال : أخرجه الحافظ والطبرانى عن أبى هريرة ورواه أيضا ابن عبد البر فى الاستيعاب ( ج 1 ص 148 ) عن أبى هريرة أيضا وقال ابن الأثير الجزرى فى النهاية بمادة ( حزق ) : فى الحديث إنه عليه السلام كان يرقص الحسن أو الحسين ويقول : « حزقة حزقة ترق عين بقة » فترقى الغلام حتى وضع قدميه على صدره. الحزقة الضعيف المتقارب الخطو من ضعفه ، فذكرها له على سبيل المداعبة والتأنيس له و « ترق » بمعنى إصعد ، و « عين بقة » كناية عن صغر العين و ( حزقة ) مرفوع على خبر مبتدأ محذوف تقديره : أنت حزقة ، وحزقة الثانى كذلك ، أو إنه خبر مكرر ومن لم ينون ( حزقة ) أراد يا حزقة فحذف حرف النداء ( إنتهى ).

وحزقة : بضم الحاء المهملة بعدها الزاى المضمومة وتشديد القاف المفتوحة ثم الهاء.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 181 ] قال : وعن سلمان قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : الحسن والحسين من أحبهما أحببته ومن أحببته أحبه اللّه ومن أحبه اللّه أدخله جنات نعيم ، ومن أبغضهما أبغضته ومن أبغضته أبغضه اللّه ومن أبغضه اللّه أدخله جهنم وله عذاب مقيم ، قال : رواه الطبرانى ، ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 221 ) وقال : أخرجه أبو نعيم وابن عساكر عن سلمان ، وأخرجه أبو نعيم عن أبى هريرة.

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 166 ] روى بسنده عن سلمان قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : الحسن والحسين إبناى من أحبهما أحبنى ومن أحبنى أحبه اللّه ومن أحبه اللّه

ص: 252

أدخله اللّه الجنة ، ومن أبغضهما أبغضنى ومن أبغضنى أبغضه اللّه ومن أبغضه اللّه أدخله النار ، قال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.

[ مستدرك الصحيحين أيضا ج 3 ص 166 ] روى بسنده عن أبى هريرة قال : خرج علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ومعه الحسن والحسين ، هذا على عاتقه وهذا على عاتقه ، وهو يلثم هذا مرة وهذا مرة حتى انتهى الينا ، فقال له رجل : يا رسول اللّه إنك تحبهما فقال : نعم من أحبهما فقد أحبنى ومن أبغضهما فقد أبغضنى ، قال : هذا حديث صحيح الإسناد ، ( أقول ) ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 2 ص 440 ) والهيتمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 179 ) وقال : رواه البزار.

[ مستدرك الصحيحين أيضا ج 3 ص 171 ] روى بسنده عن أبى حازم يقول : إنى لشاهد يوم مات الحسن بن على عليهما السلام فرأيت الحسين بن على عليهما السلام يقول لسعيد بن العاص ويطعن فى عنقه ويقول : تقدم فلو لا أنها سنة ما قدمتك ، - وكان بينهم شئ - فقال أبو هريرة : أتنفسون على ابن نبيكم بتربة تدفنونه فيها وقد سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : من أحبهما فقد أحبنى ومن أبغضهما فقد أبغضنى ، قال : هذا حديث صحيح الإسناد ( أقول ) ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 2 ص 531 ) والبيهقى أيضا فى سننه ( ج 4 ص 28 ) وابن حجر أيضا فى تهذيب التهذيب ( ج 2 ص 301 ).

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 180 ] قال : وعن قرة بن أياس إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال للحسن والحسين : إنى أحبهما فأحبهما ، أو اللّهم إنى أحبهما فأحبهما.

ص: 253

[ ذخائر العقبى ص 123 ] قال : عن يعلى بن مرة قال : جاء الحسن والحسين يستبقان إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فجاء أحدهما قبل الآخر فجعل يده فى عنقه فضمه إلى بطنه وقبل هذا ثم قبل هذا ثم قال : إنى أحبهما فأحبوهما أيها الناس ، قال : خرجه أحمد والدولابى.

[ ذخائر العقبى أيضا ص 123 ] قال : عن عبد اللّه قال : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يصلى والحسن والحسين يتواثبان على ظهره فباعدهما الناس فقال صلى اللّه عليه وآله وسلم : دعوهما بأبى هما وأمى من أحبنى فليحب هذين ، قال : خرجه أبو حاتم ، ( أقول ) وذكره أيضا فى ( ص 132 ) باختلاف يسير وقال : خرجه الحافظ الدمشقى ، وذكره الهيتمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 179 ) وقال : رواه أبو يعلى والبزار والطبرانى باختصار.

[ ذخائر العقبى ص 123 ] قال : عن إسرائيل قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : من أحب الحسن والحسين فقد أحبنى ومن أبغضهما فقد أبغضنى ، قال : خرجه أبو سعيد فى شرف النبوة.

[ ذخائر العقبى أيضا ص 124 ] قال : وعن عبد اللّه قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : هذان ابناى من أحبهما فقد أحبنى - يعنى الحسن والحسين - قال : خرجه ابن السرى وصاحب صفوة ( أقول ) وذكره الهيتمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 180 ) باختلاف فى اللفظ ، قال : وعن عبد اللّه بن مسعود إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال للحسن والحسين : اللّهم إنى أحبهما فأحبهما ومن أحبهما فقد أحبنى ، قال : رواه البزار وإسناده جيد.

[ ذخائر العقبى أيضا ص 124 ] قال : وعن سعيد بن راشد قال : جاء الحسن والحسين يسعيان إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله

ص: 254

وسلم فأخذ أحدهما فضمه إلى إبطه ، ثم جاء الآخر فضمه إلى إبطه الأخرى وقال : هذان ريحانتاى من الدنيا من أحبنى فليحبهما ( الحديث ) قال : خرجه ابن بنت منيع.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 185 ] قال : وعن على عليه السلام - يعنى ابن أبى طالب - قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم للحسين بن على عليهما السلام : من أحب هذا فقد أحبنى ، قال : رواه الطبرانى.

ص: 255

باب : فيما جاء في شباهة الحسن والحسين عليهما السلام بالنبي صلى اللّه عليه وآله وسلم

[ صحيح الترمذى ج 2 ص 307 ] روى بسنده عن هانى بن هانى عن على عليه السلام قال : الحسن أشبه برسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ما بين الصدر إلى الرأس ، والحسين أشبه بالنبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ما كان أسفل من ذلك ، ( أقول ) ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 1 ص 99 وص 108 ) وأبو داود الطيالسى أيضا فى مسنده ( ج 1 ص 19 ) وابن عبد البر أيضا فى استيعابه ( ج 1 ص 139 ) ورواه غير هؤلاء أيضا من أئمة الحديث.

[ الإصابة لابن حجر ج 20 القسم 1 ص 15 ] قال : ومن حديث ابن سيرين عن أنس قال : كان الحسن والحسين أشبههم برسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[ كنز العمال ج 7 ص 106 ] قال : عن على عليه السلام قال : من سره أن ينظر إلى أشبه الناس برسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ما بين عنقه إلى وجهه فلينظر إلى الحسن بن علىّ ، ومن سرّه أن ينظر إلى أشبه الناس برسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ما بين عنقه إلى كعبه خلقا ولونا فلينظر إلى الحسين بن على ، قال : أخرجه الطبرانى وأبو نعيم.

ص: 256

[ صحيح البخارى فى كتاب بدء الخلق ] فى باب صفة النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ، روى بسنده عن عقبة بن الحارث ، قال : صلى أبو بكر ثم خرج يمشى فرأى الحسن عليه السلام يلعب مع الصبيان فحمله على عاتقه وقال : بأبى شبيه بالنبى لا شبيه بعلىّ ، وعلى عليه السلام يضحك ، ( أقول ) ورواه بطريق آخر أيضا فى باب مناقب الحسن والحسين عليهما السلام وقال ليس شبيه بعلى (عليه السلام) ورواه الحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج 3 ص 168 ) وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 1 ص 8 ) ورواه غير هؤلاء أيضا من أئمة الحديث.

[ وفى فتح البارى ] ج 8 ص 97 قال ووقع عند احمد من وجه آخر عن ابن ابى مليكه قال وكانت فاطمة (عليهاالسلام) ترقص الحسن وتقول ابنى شبيه بالنبى (صلی اللّه عليه وآله وسلم) ليس شبيها بعلى (عليه السلام).

[ صحيح البخارى أيضا فى كتاب بدء الخلق ] فى باب صفة النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ، روى بطريقين عن أبى جحيفة قال : رأيت النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم وكان الحسن بن على عليهما السلام يشبهه ( أقول ) ورواه مسلم أيضا فى صحيحه فى كتاب الفضائل بطريقين ، والترمذى أيضا فى صحيحه ( ج 2 ص 135 ) بطرق عديدة ( وفى ص 307 ) ورواه الحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج 3 ص 168 ) وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 4 ص 307 ).

[ صحيح البخارى أيضا فى كتاب بدء الخلق ] فى باب مناقب الحسن والحسين عليهما السلام ، روى بسنده عن أنس قال : لم يكن أحد أشبه بالنبى صلى اللّه عليه وآله وسلم من الحسن بن على عليهما السلام ، ( أقول ) ورواه الترمذى أيضا فى صحيحه ( ج 2 ص 307 ) والحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج 3 ص 168 ) وأحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 3 ص 164 ) وزاد فقال : من الحسن بن علىّ وفاطمة ( وفى ص 199 ) وقال : كان الحسن بن على عليهما السلام أشبههم وجها برسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ورواه غير هؤلاء أيضا من

ص: 257

أئمة الحديث.

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 2 ص 342 ] روى حديثا عن عاصم ابن كليب عن أبيه عن ابن عباس ، صرح فى آخره ابن عباس بأن الحسن بن على عليهما السلام كان يشبه النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[ الإصابة لابن حجر ج 2 القسم 1 ص 11 ] قال : وذكر الزبير عن عمه قال : ذكر عن البهى قال : تذاكرنا من أشبه النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم من أهله فدخل علينا عبد اللّه بن الزبير فقال : أنا أحدثكم بأشبه أهله به وأحبهم اليه الحسن بن على عليهما السلام ( الحديث ) وقد تقدم تمامه فى باب الحسن والحسين أحب أهل بيت النبى اليه ، كما تقدم أن الهيتمى أيضا قد رواه فى مجمعه ( ج 9 ص 175 ).

[ الهيثمى فى مجمعه ، ج 9 ص 176 ] قال : وعن كليب بن شهاب قال :

ذكر الحسن بن على عليهما السلام عند ابن عباس فقال : إنه كان يشبه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، قال : رواه الطبرانى.

[ صحيح البخارى فى كتاب بدء الخلق ] فى باب مناقب الحسن والحسين عليهما السلام ، روى بسنده عن أنس بن مالك قال : اتى عبيد اللّه بن زياد برأس الحسين بن على عليهما السلام فجعل فى طست فجعل ينكت وقال فى حسنه شيئا ، فقال أنس : كان أشبههم برسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وكان مخضوبا بالوسمة ، ( أقول ) ورواه الترمذى أيضا فى صحيحه ( ج 2 ص 307 ) وأحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 3 ص 261 ) والمتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 7 ص 110 ) وقال : أخرجه أبو نعيم.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 185 ] قال : وعن محمد بن الضحاك بن عثمان الحزامى قال : كان جسد الحسين عليه السلام شبه جسد رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، قال : رواه الطبرانى ورجاله ثقات.

ص: 258

باب : في قول النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم : ان الحسن والحسين عليهما السلام سيدا شباب أهل الجنة

[ صحيح الترمذى ج 2 ص 306 ] فى مناقب الحسن والحسين عليهما السلام ، روى بسندين عن أبى سعيد الخدرى قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، ( أقول ) ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 3 ص 3 وص 62 وص 82 ) وأبو نعيم أيضا فى حليته ( ج 5 ص 71 ) وذكر له طرقا عديدة ، والخطيب البغدادى أيضا فى تاريخه ( ج 9 ص 231 وص 232 وفى ج 10 ص 90 ) بطرق عديدة وابن حجر أيضا فى تهذيب التهذيب ( ج 3 ) فى ترجمة زياد بن جبير وترجمة سويد بن سعيد ، والنسائى أيضا فى خصائصه ( ص 36 ) بطريقين قال فى الأخير : إن حسنا وحسينا سيدا شباب أهل الجنة ما أستثنى من ذلك.

[ صحيح الترمذى أيضا ج 2 ص 307 ] روى بسنده عن زر بن حبيش عن حذيفة قال : سألتنى أمى متى عهدك؟ - تعنى بالنبى صلى اللّه عليه وآله وسلم - فقلت : ما لى به عهد منذ كذا وكذا ، فنالت منى فقلت لها : دعينى آتى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فأصلى معه المغرب وأسأله أن يستغفر لى ولك ، فأتيت النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فصليت معه المغرب فصلى حتى صلى العشاء ثم انفتل

ص: 259

فتبعته فسمع صوتى فقال : من هذا حذيفة؟ قلت : نعم قال : ما حاجتك غفر اللّه لك ولأمك؟ قال : إن هذا ملك لم ينزل الأرض قط قبل هذه الليلة استأذن ربه أن يسلم عليّ ويبشرنى بأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة وإن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، ( أقول ) ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 5 ص 391 ) وأبو نعيم أيضا فى حليته ( ج 4 ص 190 ) وابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج 5 ص 574 ) والمتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 217 ) وقال : أخرجه الرويانى وابن حبان فى صحيحه عن حذيفة ( وص 218 ) وقال : أخرجه ابن عساكر عن حذيفة ( وج 7 ص 102 ) وقال : أخرجه ابن جرير عن حذيفة والحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج 3 ص 381 ) واقتصر على ذكر الحسن والحسين عليهما السلام ، وذكره جمع آخرون أيضا من أئمة الحديث يطول المقام بذكرهم.

[ صحيح ابن ماجة ] فى باب فضائل أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، روى بسنده عن ابن عمر قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما ( أقول ) ورواه الحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج 3 ص 167 ).

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 167 ] روى بسنده عن زر عن عبد اللّه قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما ، ( أقول ) ورواه أبو نعيم أيضا فى حليته ( ج 5 ص 58 ) واقتصر على ذكر الحسن والحسين عليهما السلام ولم يذكر أباهما.

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج 4 ص 139 ] روى بسنده عن ابراهيم ابن يزيد التيمى عن أبيه قال : وجد على بن أبى طالب عليه السلام درعا له عند يهودى التقطها فعرفها فقال : درعى سقطت عن جمل لى أروق ، فقال اليهودى : درعى وفى يدى ، ثم قال له اليهودى : بينى وبينك قاضى المسلمين فأتوا شريحا ( إلى أن قال ) فقال شريح : صدقت واللّه يا أمير المؤمنين إنها لدرعك ولكن لا بد من شاهدين فدعا قنبرا مولاه والحسن بن على عليهما السلام وشهدا أنها لدرعه ، فقال شريح : أما شهادة مولاك فقد أجزناها وأما شهادة ابنك لك فلا نجيزها ، فقال على عليه

ص: 260

السلام : ثكلتك أمك أما سمعت عمر بن الخطاب يقول : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ( الحديث ) ، قال : ورواه أولاد شريح عنه عن على عليه السلام نحوه ( انتهى ) ، ثم رواه بطريق آخر عن شريح فى ( ص 140 ) باختلاف فى اللفظ.

[ تاريخ بغداد للخطيب البغدادى ج 1 ص 140 ] روى بسنده عن على عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما ، ( أقول ) ورواه أيضا فى ( ج 2 ص 185 وج 12 ص 4 ) بطريقين آخرين عن على عليه السلام واقتصر فيهما على ذكر الحسنين عليهما السلام ولم يذكر أباهما.

[ تاريخ بغداد أيضا ج 6 ص 372 ] روى بسنده عن زر بن حبيش عن حذيفة عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.

[ تاريخ بغداد أيضا ج 10 ص 230 ] روى بسنده عن زر بن حبيش عن حذيفة قال : رأينا فى وجه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم تباشير السرور فقلنا : يا رسول اللّه لقد رأينا اليوم فى وجهك تباشير السرور فقال : وما لى لا أسرّ وقد أتانى جبريل فبشرنى أن حسنا وحسينا سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما أفضل منهما ، ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 7 ص 108 ) وقال : أخرجه الطبرانى وابن عساكر.

[ الإصابة لابن حجر ج 1 القسم 1 ص 266 ] ذكر حديثا مسندا عن جهم يقول : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : إن حسنا وحسينا سيدا شباب أهل الجنة ، ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 7 ص 108 ) وقال : أخرجه ابن مندة وأبو نعيم وابن عساكر.

[ الإصابة أيضا ج 6 القسم 4 ص 186 ] قال : وأخرج البغوى فى ترجمة مالك بن الحويرث الليثى حديثا منه الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما

ص: 261

خير منهما ، ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 220 ) وقال : أخرجه الطبرانى عن قرة وعن مالك بن الحويرث.

[ كنز العمال ج 6 ص 220 ] ولفظه : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، قال : أخرجه الطبرانى عن عمر وعن على عليه السلام وعن جابر وعن أبى هريرة ، قال : وأخرجه الطبرانى فى الأوسط عن اسامة بن زيد وعن البراء وابن عدى عن ابن مسعود ( انتهى ) ، وذكر فى ( ص 220 ) أيضا ما هذا لفظه : من سره أن ينظر إلى سيد شباب أهل الجنة فلينظر إلى الحسن ابن على ، قال : أخرجه أبو يعلى عن جابر.

[ كنز العمال ج 6 ص 221 ] ولفظه : إن ملكا من السماء لم يكن زارنى فاستأذن اللّه فى زيارتى فبشرنى إن فاطمة سيدة نساء أمتى وإن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، قال : أخرجه الطبرانى وابن النجار عن أبى هريرة.

( أقول ) ورواه النسائى أيضا فى خصائصه ( ص 34 ) ولفظه بعد ذكر السند إلى أبى هريرة قال : أبطأ علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يوما صبور النهار فلما كان العشى قال له قائلنا : يا رسول اللّه قد شق علينا لم نرك اليوم ، قال : إن ملكا من السماء لم يكن زارنى فاستأذن اللّه فى زيارتى فأخبرنى وبشرنى إن فاطمة بنتى سيدة نساء أمتى وإن حسنا وحسينا سيدا شباب أهل الجنة.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 221 ] ولفظه : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة من أحبهما فقد أحبنى ومن أبغضهما فقد أبغضنى ، قال : أخرجه ابن عساكر عن ابن عباس.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 221 ] ولفظه : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، اللّهم إنى أحبهما ، قال : أخرجه الطبرانى عن اسامة بن زيد.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 221 ] ولفظه : حسين منى وأنا منه هو سبط من الأسباط ، أحب اللّه من أحب حسينا ، إن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، قال : أخرجه ابن عساكر عن أبى رمئة.

ص: 262

[ كنز العمال أيضا ج 7 ص 107 ] قال : عن ثابت البنانى عن أنس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، قال : أخرجه أبو نعيم.

[ كنز العمال أيضا ج 7 ص 111 ] قال : عن على عليه السلام إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال لفاطمة سلام اللّه عليها : ألا ترضين أن تكونى سيدة نساء أهل الجنة وابنيك سيدا شباب أهل الجنة ، قال : أخرجه البزار.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 182 ] قال : وعن عمر بن الخطاب إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة قال : رواه الطبرانى.

[ الهيثمى فى مجمعه أيضا ج 9 ص 183 ] قال : وعن قرة بن أياس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما ، قال : رواه الطبرانى.

[ الهيثمى فى مجمعه أيضا ج 9 ص 184 ] قال : وعن الحسين بن على عليهما السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، قال : رواه الطبرانى فى الأوسط.

[ الهيثمى فى مجمعه أيضا ج 9 ص 184 ] قال : وعن البراء - يعنى ابن عازب - قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، قال : رواه الطبرانى وإسناده حسن.

[ كنوز الحقائق المناوى ص 81 ] ولفظه : سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين ، قال : للديلمى - يعنى أخرجه عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[ ذخائر العقبى ص 129 ] قال : وعن أبى بكر قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة قال : خرجه ابن السمان فى الموافقة.

ص: 263

[ ذخائر العقبى أيضا ص 130 ] قال : وعنه - يعنى عن جابر - قال : من أحب أن ينظر إلى سيد شباب أهل الجنة فلينظر إلى هذا - يعنى الحسين ابن على عليهما السلام - قال : سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وقال أيضا فى ( ص 129 ) عن جابر بن عبد اللّه قال : من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى الحسين بن على عليهما السلام ، فانى سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقوله ، قال : خرجه أبو حاتم ( أقول ) وذكره الهيتمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 187 ) وقال : رواه أبو يعلى.

[ ذخائر العقبى أيضا ص 135 ] ذكر حديثا عن على بن الهلالى عن أبيه عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فيه : ومنا سبطا هذه الأمة وهما ابناك الحسن والحسين ، يقوله لفاطمة سلام اللّه عليها قال : وهما سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما - والذى بعثنى بالحق - خير منهما ( إلى آخره ).

ص: 264

باب : إن اللّه زين الجنة بالحسن والحسين (عليه السلام)

[ تاريخ بغداد للخطيب البغدادى ج 2 ص 238 ] روى بسنده عن عقبة بن عامر قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : لما استقر أهل الجنة فى الجنة قالت الجنة : يا رب أليس وعدتنى أن تزيننى بركنين من أركانك؟ قال : ألم أزينك بالحسن والحسين؟ قال : فماست (1) الجنة ميسا كما تميس العروس ، ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 221 ) وقال : أخرجه الطبرانى وابن عساكر عن عقبة بن عامر ، وذكره الهيتمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 184 ) مع الزيادة ، وستأتى الزيادة فى الباب الآتى.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 184 ] قال : وعن أنس بن مالك قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : فخرت الجنة على النار فقالت : أنا خير منك فقالت النار : بل أنا خير منك ، فقالت لها الجنة - استفهاما - وممه؟ قالت : لأن فى الجبابرة ونمروذ وفرعون فأسكتت ، فأوحى اللّه اليها لا تخضعين لأزينن ركنيك بالحسن والحسين ، فماست كما تميس العروس في خدرها ، قال : رواه الطبراني في الاوسط.

ص: 265


1- فماست : أي تبخترت.

[ أُسد الغابة لابن الأثير ج 1 ص 178 ] ف ترجمة بزيع الأزدي والد عباس ذكر عنه حديثاً ، قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه ( وآله ) وسلم قالت الجنة : يا رب زينتني فأحسن أركاني ، فأوحى اللّه تبارك وتعالى اليها اني قد حشوت أركانك بالحسن والحسين ( الحديث ).

[ الإصابة لابن حجر ج 1 القسم 1 ص 151 ] قال : وأخرج عبدان من طريق اسماعيل بن عياش عن محمد بن عياض عن أبيه عن العباس بن بزيع عن أبيه مرفوعاً في تزيين أركان الجنة بالحسن والحسين عليهما السلام وفيه : لايدخلك مراء ولا بخيل.

ص: 266

باب : إن الحسنين (عليهماالسلام) قرطا العرش

[ فيض القدير للمناوي ج 3 ص 415 ] ف المتن : الحسن والحسين شنفا العرش وليسا بمعلقين ، قال : أخرجه الطبراني في الاوسط عن عقبة بن عامر - يعني عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم - قال في الشرح الديلمي : يعني بمنزلة الشنفين من الوجه ، والشنف القرط المعلق في الوجه أي الاُذن ، قال : والمراد أحدهما عن يمين العرش والآخر عن يساره انتهى ( أقول ) وذكره المناوي أيضاً في كنوز الحقائق ( ص 65 ) وقال : الحسن والحسين سيفا العرش وليسا بمعلقين ، هكذا جاء في كنوز الحقائق ( سيفا ) بالسين المهملة ثم الياء المثناة التحتانية بعدها الفاء ثم الألف والظاهر أن النسخة مغلوطة والصحيح هو ما تقدم ، أي شنفا العرش - بالشين المعجمة ثم النون بعدها الفاء ثم الألف - بمعنى القرطين.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 184 ] قال : وعن عقبة بن عامر قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : الحسن والحسين شنفا العرش وليسا بمعلقين وإن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم

ص: 267

قال : إذا استقر أهل الجنة فى الجنة قالت الجنة : يا رب وعدتنى أن تزيننى بركنين من أركانك قال : ألم أزينك بالحسن والحسين؟ قال : رواه الطبرانى فى الأوسط ، ( أقول ) وقد ذكر صدر هذا الحديث المتقى فى كنز العمال ( ج 6 ص 220 ) وابن حجر فى صواعقه ( ص 114 ) وقالا : أخرجه الطبرانى ، ولفظهما : سيفا العرش ولكن قد أشرنا إن الظاهر أن النسخة مغلوطة والصحيح هو شنفا العرش كما تقدم من المناوى فى فيض القدير ومن الهيثمى ، بمعنى القرطين.

ص: 268

باب : إن الحسن والحسين عليهما السلام سبطا هذه الأمة

[ كنز العمال ج 2 ص 88 ] ولفظه : لكل شئ أساس وأس الإيمان الورع ، ولكل شئ فرع وفرع الإيمان الصبر ، ولكل شئ سنام وسنام هذه الأمة عمى العباس ، ولكل أمة سبط وسبط هذه الأمة الحسن والحسين ولكل شئ جناح وجناح هذه الأمة على بن أبى طالب عليه السّلام.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 221 ] ولفظه : الحسن والحسين سبطان من الأسباط ، قال : أخرجه الطبرانى وأبو نعيم.

[ مرقاة المفاتيح لعلىّ بن سلطان ج 5 ص 602 ] قال : وعن أبى أيوب الأنصارى قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لفاطمة سلام اللّه عليها : نبينا خير الأنبياء وهو أبوك ، وشهيدنا خير الشهداء وهو عم أبيك حمزة ، ومنا من له جناحان يطير بهما فى الجنة حيث شاء وهو ابن عم أبيك ، ومنا سبطا هذه الأمة الحسن والحسين وهما ابناك ، ومنا المهدى ، قال : أخرجه الطبرانى فى معجمه ، ( أفول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص 44 ) وقال أيضا : خرجه

ص: 269

الطبرانى فى معجمه.

[ ذخائر العقبى ص 135 ] قال : عن على بن الهلالى عن أبيه قال : دخلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى الحالة التى قبض فيها فاذا فاطمة سلام اللّه عليها عند رأسه فبكت حتى ارتفع صوتها فرفع صلى اللّه عليه وآله وسلم طرفه اليها فقال : حبيبتى فاطمة ما الذى يبكيك؟ فقالت : أخشى الضيعة من بعدك فقال : يا حبيبتى أما علمت أن اللّه اطلع على أهل الأرض اطلاعة فاختار منها أباك فبعثه برسالته ، ثم اطلع اطلاعة فاختار منها بعلك وأوحى إلى أن أنكحك إياه؟ يا فاطمة ونحن أهل بيت فقد أعطانا اللّه سبع خصال لم تعط أحدا قبلنا ولا تعط أحدا بعدنا ، وأنا خاتم النبيين وأكرمهم على اللّه عز وجل وأحب المخلوقين إلى اللّه عز وجل ، وأنا أبوك ووصيي خير الأوصياء وأحبهم إلى اللّه عز وجل وهو بعلك ، وشهيدنا خير الشهداء وأحبهم إلى اللّه عز وجل وهو حمزة بن عبد المطلب عم أبيك وعم بعلك ، ومنا من له جناحان أخضران يطير بهما فى الجنة حيث يشاء مع الملائكة وهو ابن عم أبيك وأخو بعلك ، ومنا سبطا هذه الأمة وهما ابناك الحسن والحسين وهما سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما - والذى بعثنى بالحق - خير منهما ، يا فاطمة والذى بعثنى بالحق إن منهما مهدى هذه الأمة إذا صارت الدنيا هرجا ومرجا (1) وتظاهرت الفتن وتقطعت السبل وأغار بعضهم على بعض فلا كبير يرحم صغيرا ولا صغير يوقر كبيرا ، فيبعث اللّه عز وجل عند ذلك من يفتح حصون الضلالة وقلوبا غلفا (2) يقوم بالدين فى آخر الزمان كما قمت به فى أول الزمان ويملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ، قال : خرجه الحافظ أبو العلاء الهمذانى فى

ص: 270


1- الهرج والمرج : الافتتال والاختلاط.
2- غلفا : أى فى غلاف عن سماع الحق.

أربعين حديثا فى المهدى ، ( أقول ) وسيأتى فى فضائل الحسين عليه السلام - فى باب حسين منى وأنا من حسين - رواية البخارى فى الأدب المفرد ، وفيها الحسن والحسين سبطان من الأسباط.

ص: 271

باب : إن الحسنين عليهما السلام خير الناس جدا وجدة وأبا وأما

[ كنز العمال ج 6 ص 221 ] ولفظه : أيها الناس ألا أخبركم بخير الناس جدا وجدة؟ ألا أخبركم بخير الناس عما وعمة؟ ألا أخبركم بخير الناس خالا وخالة؟ ألا أخبركم بخير الناس أبا وأما؟ الحسن والحسين جدهما رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، وجدتهما خديجة بنت خويلد ، وأمهما فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، وأبوهما على بن أبى طالب عليه السلام ، وعمهما جعفر بن أبى طالب ، وعمتهما أم هانى بنت أبى طالب وخالهما القاسم ابن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، وخالاتهما زينب ورقية وأم كلثوم بنات رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، وجدهما فى الجنة وأبوهما فى الجنة وأمهما فى الجنة وعمهما فى الجنة وعمتهما فى الجنة وخالهما فى الجنة وخالاتهما فى الجنة وهما فى الجنة ومن أحبهما فى الجنة ، قال : أخرجه الطبرانى وابن عساكر عن ابن عباس ، ( أفول ) وذكره الهيتمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 184 ) وقال : رواه الطبرانى فى الكبير والأوسط.

ص: 272

[ ذخائر العقبى ص 130 ] قال : وعن ابن عباس قال : بينا نحن ذات يوم مع النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم إذا أقبلت فاطمة سلام اللّه عليها تبكى فقال لها رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : فداك أبوك ما يبكيك؟ قالت : إن الحسن والحسين خرجا ولا أدرى أين باتا ، فقال لها رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : لا تبكين فان خالقهما ألطف بهما منى ومنك ، ثم رفع يديه فقال : اللّهم احفظهما وسلمهما ، فهبط جبريل وقال : يا محمد لا تحزن فانهما فى حظيرة بنى النجار نائمين وقد وكل اللّه بهما ملكا يحفظهما ، فقام النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ومعه أصحابه حتى أتى الحظيرة فاذا الحسن والحسين عليهما السلام معتنقين نائمين وإذا الملك الموكل بهما قد جعل أحد جناحيه تحتهما والآخر فوقهما يظلهما ، فأكب النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم عليهما يقبلهما حتى انتبها من نومهما ، ثم جعل الحسن على عاتقه الأيمن والحسين على عاتقه الأيسر ، فتلقاه أبو بكر وقال : يا رسول اللّه ناولنى أحد الصبيين أحمله عنك ، فقال صلى اللّه عليه وآله وسلم : نعم المطى مطيهما ونعم الراكبان هما وأبوهما خير منهما حتى أتى المسجد ، فقام رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم على قدميه وهما على عاتقيه ثم قال : معاشر المسلمين ألا أدلكم على خير الناس جدا وجدة؟ قالوا : بلى يا رسول اللّه ، قال : الحسن والحسين جدهما رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) خاتم المرسلين وجدتهما خديجة بنت خويلد سيدة نساء أهل الجنة ، ألا أدلكم على خير الناس عما وعمة؟ قالوا : بلى يا رسول اللّه ، قال : الحسن والحسين عمهما جعفر بن أبى طالب وعمتهما أم هانى بنت أبى طالب ، أيها الناس ألا أدلكم على خير الناس خالا وخالة؟ قالوا : بلى يا رسول اللّه ، قال : الحسن والحسين خالهما القاسم ابن رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) وخالتهما زينب بنت رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) ثم قال : اللّهم إنك تعلم إن

ص: 273

الحسن والحسين فى الجنة وعمهما فى الجنة وعمتهما فى الجنة ومن أحبهما فى الجنة ومن أبغضهما فى النار ، قال : قال : خرجه الملا فى سيرته وغيره.

ص: 274

باب : فيما حدثه الحسنان عليهما السلام عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم من دعاء وغيره

[ صحيح الترمذى ج 1 ص 93 ] روى بسنده عن أبى الجوزاء السعدى قال : قال الحسن بن على عليهما السلام : علمنى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم كلمات أقولهن فى الوتر : اللّهم اهدنى فيمن هديت ، وعافنى فيمن عافيت وتولنى فيمن توليت ، وبارك لى فيما أعطيت ، وقنى شر ما قضيت ، فانك تقضى ولا يقضى عليك ، وإنه لا يذل من واليت ، تبارك ربنا وتعاليت ( أقول ) وقد روى هذا الدعاء عن الحسن بن على عليهما السلام عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم جمع كثير من أئمة الحديث كالنسائى وابن ماجة وأبى داود وغيرهم ، ولكن الإمام أحمد بن حنبل قد رواه فى مسنده ( ج 1 ص 201 ) وقال عن الحسين بن على عليهما السلام ، ولعل النسخة مغلوطة واللّه أعلم.

[ سنن الدارمى ج 2 ص 245 ] روى بسنده عن أبى الجوزاء السعدى قال : قلت للحسن بن على عليهما السلام : ما تحفظ من رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : سأله رجل عن مسألة ما

ص: 275

أدرى ما هى ، فقال : دع ما يريبك إلى ما لا يريبك.

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج 8 ص 264 ] روى بسنده عن أبى الجوزاء قال : قلت للحسن بن على عليهما السلام : مثل من كنت فى عهد رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) وما عقلت عنه؟ قال : عقلت عنه أنى سمعته يقول : دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ، فان الشر ريبة والخير طمأنينة ، وعقلت عنه الصلوات الخمس ، وكلمات أقولهن عند انفصالهن اللّهم اهدنى فيمن هديت ، وعافنى فيمن عافيت ، وتولنى فيمن توليت ، وبارك لى فيما أعطيت ، وقنى شر ما قضيت ، إنك تقضى ولا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت وتعاليت.

[ أسد الغابة لابن الأثير ج 2 ص 11 ] روى بسنده عن عمير بن مأمون قال : سمعت الحسن بن على عليهما السلام يقول : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : من صلى صلاة الغداة فجلس فى مصلاه حتى تطلع الشمس كان له حجاب من النار ، أو قال : ستر من النار.

[ أسد الغابة أيضا ج 2 ص 18 ] روى بسنده عن فاطمة بنت الحسين عليه السلام إنها سمعت أباها الحسين بن على عليهما السلام يقول : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : ما من مسلم ولا مسلمة تصيبه مصيبة وإن قدم عهدها فيحدث لها استرجاعا إلا أحدث اللّه له عند ذلك وأعطاه ثواب ما وعده بها يوم أصيب بها.

[ أسد الغابة أيضا ج 2 ص 19 ] روى بسنده عن طلحة بن عبيد اللّه عن الحسين بن على عليهما السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : أمان أمتى من الغرق إذا ركبوا البحر أن يقرؤا ( بسم اللّه مجريها ومرسيها إن ربى لغفور رحيم ).

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج 3 ص 202 ] روى بسنده عن

ص: 276

الحسين ابن على عليهما السلام قال : رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قام خطيبا على أصحابه فقال : أيها الناس كأن الموت فيها على غيرنا كتب وكأن الحق فيها على غيرنا وجب ، وكأن الذى نشيع من الأموات سفر عما قليل الينا راجعون ، نأكل تراثهم كأننا مخلدون بعدهم ، قد نسينا كل واعظة وأمنا كل جائحة ، طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس ، طوبى لمن طاب مكسبه ، وصلحت سريرته ، وحسنت علانيته ، واستقامت طريقته ، طوبى لمن تواضع للّه من غير منقصة ، وأنفق مما جمعه من غير معصية ، وخالط أهل الفقه والحكمة ، ورحم أهل الذل والمسكنة ، وطوبى لمن أنفق الفضل من ماله وأمسك الفضل من قوله ، ووسعته السنة ، ولم يعدل عنها إلى بدعة ثم نزل صلى اللّه عليه وآله وسلم.

ص: 277

باب : في جملة من الفضائل المتفرقة للحسن والحسين عليهما السلام

[ تاريخ بغداد للخطيب البغدادى ج 1 ص 259 ] روى بسنده عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : ليلة عرج بى إلى السماء رأيت على باب الجنة مكتوبا لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه علىّ حب اللّه والحسن والحسين صفوة اللّه فاطمة خيرة اللّه على باغضهم لعنة اللّه ( أقول ) الحب بكسر الحاء المهملة وتشديد الباء الموحدة بمعنى المحبوب.

[ تاريخ بغداد أيضا ج 9 ص 366 ] روى بسنده عن مجاهد قال : جاء رجل إلى الحسن والحسين عليهما السلام فسألهما فقالا : إن المسألة لا تصلح إلا لثلاثة لحاجة مجحفة أو لحمالة مثقلة أو دين فادح ، فأعطياه ، ثم أتى ابن عمر فأعطاه ولم يسأله ، فقال له الرجل : أتيت ابنى عمك فسألانى ولم تسألنى فقال ابن عمر : أنبأنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إنهما كانا يغران العلم غرا ، ( أقول ) يغران العلم غرا أى يزقان العلم زقا ، وغرّ الطير فرخه أى زقه الطعام.

[ طبقات ابن سعد ج 1 القسم 2 ص 33 ] قال : قالوا : وكتب

ص: 278

رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لثقيف كتابا إن لهم ذمة اللّه وذمة محمد ابن عبد اللّه على ما كتب لهم ، وكتب خالد وشهد الحسن والحسين عليهما السلام ودفع النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم الكتاب إلى نمير بن خرشة.

[ كنز العمال ج 6 ص 222 ] ولفظه : لا يقومن أحدكم من مجلسه إلا للحسن والحسين أو ذريتهما ، قال : أخرجه ابن عساكر عن أبان عن أنس - يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 10 ص 333 ] قال : وعن أبى هريرة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : يحشر الأنبياء يوم القيامة على الدواب ليوافوا من يؤمهم للمحشر ، ويبعث صالح على ناقته ، وأبعث على البراق ويبعث إبناى الحسن والحسين على ناقتين من نوق الجنة ، قال : رواه الطبرانى فى الكبير ، ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص 135 ) باختلاف فى اللفظ ، قال : عن أبى هريرة عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : تبعث الأنبياء على الدواب ، ويحشر صالح على ناقته ، ويحشر إبنا فاطمة على ناقتى العضباء والقصواء ، وأحشر أنا على البراق خطوها عند أقصى طرفها ويحشر بلال على ناقة من نوق الجنة ، قال : خرجه الحافظ السلفى ( انتهى ) ورواه الخطيب البغدادى أيضا فى تاريخ بغداد ( ج 3 ص 140 ).

[ ذخائر العقبى ص 135 ] قال : عن على عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : إذا كان يوم القيامة كنت أنت وولدك على خيل بلق متوجة بالدر والياقوت فيأمر اللّه بكم إلى الجنة والناس ينظرون.

ص: 279

باب : إن الحسن والحسين عليهما السلام ورثهما النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم في شكواه جملة من الصفات الحميدة

[ أسد الغابة لابن الأثير ج 5 ص 467 ] قال : روى إبراهيم بن على الرافعى عن جدته زينب بنت أبى رافع قالت : رأيت فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أتت بابنيها إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى شكواه الذى توفى فيه فقالت : يا رسول اللّه هذان ابناك فورثهما فقال : أما حسن فان له هيبتى وسؤددى ، وأما حسين فان له جرأتى وجودى ( أقول ) وذكره ابن حجر أيضا فى إصابته ( ج 8 ص 95 ) وذكر بعض طرقه ، وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 4 ص 59 ) وقال : أخرجه ابن مندة وابن عساكر ، وفى ( ج 6 ص 220 ) وقال : أخرجه الطبرانى عن فاطمة الزهراء سلام اللّه عليها ( وفى ج 7 ص 110 ) وقال : أخرجه ابن مندة والطبرانى وأبو نعيم وابن عساكر ( انتهى ) ، وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص 129 ) وقال : خرجه ابن الضحاك.

[ كنز العمال ج 6 ص 221 ] ولفظه : إن فاطمة أتت بابنيها فقالت : يا رسول اللّه إنحلهما قال : نعم أما الحسن فقد نحلته حلمى

ص: 280

وهيبتى ، وأما الحسين فقد نحلته نجدتى وجودى ، قال : أخرجه ابن عساكر عن أبى رافع - يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[ كنز العمال أيضا ج 7 ص 110 ] قال : عن جابر بن سمرة عن أم أيمن قالت : جاءت فاطمة بالحسن والحسين عليهما السلام إلى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فقالت : يا نبى اللّه إنحلهما فقال : نحلت هذا الكبير المهابة والحلم ، ونحلت هذا الصغير المحبة والرضى ، قال : أخرجه العسكرى فى الأمثال.

ص: 281

ص: 282

المقصد الخامس : في الفضائل المختصة بالحسن عليه السّلام والفضائل المختصة بالحسين عليه السّلام

اشارة

وفيه مقامان

المقام الأول فى الفضائل المختصة بالحسن عليه السّلام

وفيه أبواب :

ص: 283

باب : في معانقة النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم مع الحسن عليه السّلام وتقبيله له وجملة أخرى من فضائله

( صحيح البخارى فى كتاب البيوع ) فى باب ما ذكر فى الأسواق روى بسنده عن أبى هريرة الدوسى قال : خرج النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فى طائفة النهار لا يكلمنى ولا أكلمه حتى أتى سوق بنى قينقاع فجلس بفناء بيت فاطمة سلام اللّه عليها فقال : أثم لكع أثم لكع (1) فحبسته شيئا فظننت أنها تلبسه سخابا (2) أو تغسله ، فجاء يشتد حتى عانقه وقبله وقال : اللّهم أحببه وأحب من يحبه ، ( أقول ) ورواه مسلم أيضا فى صحيحه فى كتاب فضائل الصحابة فى باب فضائل

ص: 284


1- قال ابن الأثير الجزرى فى نهاية غريب الحديث بمادة ( لكع ) : ( وقد يطلق على الصغير ومنه الحديث : إنه عليه السلام جاء يطلب الحسن بن على قال : أثم لكع ) فهو بضم اللام وفتح الكاف ثم العين المهملة.
2- سخاب : بكسر السين المهملة ثم الخاء المعجمة بعدهما الألف والباء الموحدة والسخاب هو خيط ينظم فيه خرز ويلبسه الصبيان والجوارى ( وقيل ) هو قلادة تتخذ من قرنفل ومحلب وسك ونحوه وليس فيها من اللؤلؤ والجوهر شئ ، ومنه حديث فاطمة عليها السلام ( فألبسته سخابا ) أي الحسن ابنها ، قاله ابن الأثير الجزرى فى النهاية بمادة ( سخب ).

الحسن والحسين عليهما السلام وقال : اللّهم إنى أحبه فأحبه وأحب من يحبه ، ورواه ابن ماجة أيضا فى صحيحه فى باب فضائل أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم باختصار ، ورواه جمع آخرون أيضا من أئمة الحديث.

[ صحيح البخارى أيضا فى كتاب اللباس ] فى باب السخاب للصبيان روى بسنده عن أبى هريرة قال : كنت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى سوق من أسواق المدينة فانصرف فانصرفت فقال : أين لكع ثلاثا أدع الحسن بن علىّ ، فقام الحسن بن على ( عليهما السلام ) يمشى وفى عنقه السخاب فقام النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم بيده هكذا فقال الحسن بيده هكذا : فالتزمه فقال : اللّهم إنى أحبه فاحببه وأحب من يحبه ، قال أبو هريرة فما كان أحد أحب إلي من الحسن بن على بعد ما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ما قال ، ( أقول ) ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 2 ص 231 ) وقال : اللّهم إنى أحبه فأحبه وأحب من يحبه ثلاث مرات.

[ صحيح البخارى أيضا فى كتاب بدء الخلق ] فى باب مناقب الحسن والحسين عليهما السلام ، روى بسنده عن البراء قال : رأيت النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم والحسن بن على عليهما السلام على عاتقه يقول : اللّهم إنى أحبه فأحبه ، ( أقول ) ورواه مسلم أيضا فى صحيحه فى كتاب فضائل الصحابة فى باب فضائل الحسن والحسين عليهما السلام بطريقين ، ورواه الترمذى أيضا فى صحيحه ( ج 2 ص 307 ) ورواه جمع آخرون أيضا من أئمة الحديث.

[ صحيح البخارى أيضا فى كتاب الأدب ] فى باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته ، روى بسنده عن أبى هريرة قال : قبل رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم الحسن بن على عليهما السلام وعنده الأقرع بن

ص: 285

حابس التميمى جالسا فقال الأقرع : إن لى عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا فنظر اليه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ثم قال : من لا يرحم لا يرحم ( أقول ) ورواه مسلم أيضا فى صحيحه فى كتاب الفضائل فى باب رحمته الصبيان والعيال ، ورواه الترمذى أيضا فى صحيحه ( ج 1 ) فى باب ما جاء فى رحمة الولد ، قال : وفى الباب عن أنس وعائشة ( انتهى ) ، ورواه أبو داود أيضا فى صحيحه ( ج 32 ) فى باب قبلة الرجل ولده ، وأحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 2 ص 269 ) وذكر الحسين عليه السلام مكان الحسن عليه السلام ، ورواه جمع آخرون أيضا من أئمة الحديث.

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 168 ] روى بسنده عن محمد عن أبى هريرة أنه لقى الحسن بن على عليهما السلام فقال : رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قبل بطنك فاكشف الموضع الذى قبل رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم حتى أقبله ، قال : وكشف له الحسن عليه السلام فقبله ، قال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ( أقول ) ورواه البيهقى أيضا فى سننه ( ج 2 ص 232 ) باختلاف يسير ، ورواه جمع آخرون أيضا من أئمة الحديث.

[ مستدرك الصحيحين أيضا ج 3 ص 170 ] روى بسنده عن الزبير إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قبل حسنا وضمه اليه وجعل يشمه وعنده رجل من الأنصار فقال الأنصارى : إن لى ابنا قد بلغ ما قبلته قط فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : أرأيت إن كان اللّه نزع الرحمة من قلبك فما ذنبى. قال : هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين.

[ مستدرك الصحيحين أيضا ج 3 ص 169 ] روى بسنده عن أبى هريرة قال : لا أزال أحب هذا الرجل بعد ما رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يصنع ما يصنع ، رأيت الحسن فى حجر النبى صلى

ص: 286

اللّه عليه ( وآله ) وسلم وهو يدخل أصابعه فى لحية النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم والنبى صلى اللّه عليه وآله وسلم يدخل لسانه فى فمه ، ثم قال : اللّهم إنى أحبه فأحبه ، قال : هذا حديث صحيح الإسناد.

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 2 ص 228 ] روى بسنده عن أبى هريرة قال : دخل عيينة بن حصن على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فرآه يقبل حسنا أو حسينا عليهما السلام ، فقال له : لا تقبله يا رسول اللّه لقد ولد لى عشرة ما قبلت أحدا منهم ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : إن من لا يرحم لا يرحم ، ( أقول ) ورواه الخطيب البغدادى أيضا فى تاريخه ( ج 10 ص 177 ) وقال : أتقبله ولم يقل لا تقبله.

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 2 ص 255 ] روى بسنده عن عمير ابن اسحاق قال : كنت مع الحسن بن على عليهما السلام فلقينا أبو هريرة فقال : أرنى أقبل منك حيث رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقبل قال : فرفع القميصة قال : فقبل سرته ( أقول ) ورواه فى ( ج 2 ص 427 ) أيضا بل ( وص 488 ) وغيرها أيضا ، ورواه غيره أيضا من أئمة الحديث.

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل أيضا ج 4 ص 93 ] روى بسنده عن معاوية قال : رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يمص لسانه ( أو شفته ) يعنى الحسن بن على عليهما السلام ، وإنه لن يعذب لسان أو شفتان مصهما رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، ( أقول ) وذكره ابن حجر أيضا فى تهذيب التهذيب ( ج 2 ص 297 ).

[ الإصابة لابن حجر ج 3 القسم 1 ص 78 ] قال : وأخرج البغوى من طريق يزيد بن أبى زياد عن يزيد بن أبى الحسن عن سعد

ص: 287

بن زيد الأنصارى إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم حمل حسنا ثم قال : اللّهم إنى أحبه فأحبه مرتين.

[ تهذيب التهذيب لابن حجر ج 2 ص 301 ] قال : وقال ابن اسحاق حدثنى مساور مولى بنى سعد بن بكر قال : رأيت أبا هريرة قائما على المسجد يوم مات الحسن عليه السلام يبكى وينادى بأعلى صوته : يا أيها الناس مات اليوم حبّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، ( أقول ) الحب - كما تقدم غير مرة - بكسر الحاء وتشديد الباء هو بمعنى المحبوب :

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 5 ص 366 ] روى بسنده عن زهير ابن الأقمر قال : بينما الحسن بن على عليهما السلام يخطب بعد ما قتل على عليه السّلام إذ قام رجل من الأزد آدم طوال فقال : لقد رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم واضعه فى حبوته يقول : من أحبنى فليحبه فليبلغ الشاهد الغائب ولو لا عزمة رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ما حدثتكم ( أقول ) وذكره ابن حجر أيضا فى تهذيب التهذيب ( ج 2 ص 297 ) وذكره غيرهما أيضا من أئمة الحديث.

[ كنز العمال ج 6 ص 222 ] ولفظه : من أحبنى فليحب هذا - يعنى الحسن عليه السلام - قال : أخرجه الطيالسى عن البراء وابن عساكر عن على عليه السلام - يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[ كنز العمال أيضا ج 7 ص 104 ] قال : عن على عليه السلام قال : دخل علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال : أين لكع هاهنا لكع فخرج اليه الحسن وعليه سخاب قرنفل وهو ماد يده فمد رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يده فالتزمه وقال : بأبى وأمى من أحبنى فليحب هذا ، قال : أخرجه ابن عساكر.

[ كنز العمال أيضا ج 7 ص 104 ] قال : عن أبى هريرة قال : رأيت

ص: 288

رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يمص لسان الحسن عليه السلام كما يمص الرجل التمرة ، قال : أخرجه ابن شاهين فى الأفراد وابن عساكر.

[ كنز العمال أيضا ج 7 ص 105 ] قال : عن عائشة إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم كان يأخذ حسنا فيضمه اليه ثم يقول : اللّهم إن هذا ابنى وأنا أحبه فأحبه وأحب من يحبه ، قال : أخرجه ابن عساكر ، ( أقول ) وذكره الهيثمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 176 ) وقال : رواه الطبرانى.

[ كنز العمال أيضا ج 7 ص 105 ) قال : عن سعيد بن زيد قال : احتضن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم حسنا ثم قال : اللّهم إنى قد أحببته فأحبه ، قال : أخرجه الطبرانى وأبو نعيم.

[ الأدب المفرد للبخارى ص 171 ) باب الاحتباء روى بسنده عن أبى هريرة قال : ما رأيت حسنا قط إلا فاضت عيناى دموعا ، وذلك إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم خرج يوما فوجدنى فى المسجد فأخذ بيدى فانطلقت معه فما كلمنى حتى جئنا سوق بنى قينقاع فطاف فيه ونظر ثم انصرف وأنا معه حتى جئنا المسجد فجلس فاحتبى ثم قال : أين لكاع أدع لى لكاع ، فجاء حسن يشتد فوقع فى حجره ثم أدخل يده فى لحيته ، ثم جعل النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم يفتح فاه فيدخل فاه فى فيه ، ثم قال : اللّهم أحبه فاحببه وأحب من يحبه ، ( أقول ) ورواه أبو نعيم أيضا فى حليته ( ج 2 ص 35 ) وقال : اللّهم إنى أحبه فأحبه وأحب من يحبه ، يقولها ثلاث مرات ( انتهى ) ورواه الحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج 3 ص 178 ) ولكن قال : ما رأيت الحسين بن على عليهما السلام إلا فاضت عينى دموعا وذكر القصة ورواه غيرهم أيضا من أئمة الحديث.

( ثم ) إن هاهنا حديثا واحدا يختص بالحسين عليه السلام نذكره فى خاتمة هذا الباب وهو ما رواه الحاكم فى مستدرك الصحيحين ( ج 3 ص 177 ) بسنده عن أبى هريرة قال : رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وهو حامل الحسين بن على عليهما السلام وهو يقول : اللّهم إنى أحبه فأحبه قال : هذا حديث صحيح الإسناد.

ص: 289

باب : فى قول النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم : الحسن ابني هذا سيد ولعل اللّه أن يصلح به بين فئتين عظيمتين

[ صحيح البخارى فى الصلح ] فى باب قول النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم للحسن بن على عليهما السلام : ابنى هذا سيد ، روى بسنده عن أبى موسى قال : سمعت الحسن يقول : استقبل واللّه الحسن بن على عليهما السلام معاوية بكتائب أمثال الجبال ( إلى أن قال ) ولقد سمعت أبا بكرة يقول : رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم على المنبر والحسن بن على عليهما السلام إلى جنبه وهو يقبل على الناس مرة وعليه أخرى ويقول : إن ابنى هذا سيد ولعل اللّه أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين ، ( أقول ) ورواه فى كتاب بدء الخلق أيضا فى باب علامات النبوة فى الإسلام باختصار وفى باب مناقب الحسن والحسين عليهما السلام ، وفى كتاب الفتن أيضا فى باب قول النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم للحسن بن على عليهما السلام : إن ابنى هذا لسيد ، ورواه النسائى أيضا فى صحيحه ( ج 1 ) فى مخاطبة الإمام رعيته وهو على المنبر ( ص 208 ) ، ورواه أبو داود أيضا فى صحيحه باختصار فى ( ج 29 ص 173 ) فى باب ما يدل على ترك الكلام فى الفتنة ، ورواه جمع كثير أيضا من أئمة الحديث غير المذكورين كأحمد بن حنبل وغيره.

ص: 290

[ صحيح الترمذى ج 2 ص 306 ] روى بسنده عن أبى بكرة قال : صعد رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم المنبر فقال : إن ابنى هذا سيد يصلح اللّه على يديه بين فئتين عظيمتين - يعنى الحسن بن على عليهما السلام - ( أقول ) ورواه ابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج 2 ص 11 ).

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 5 ص 44 ] روى بسنده عن المبارك عن الحسن عن أبى بكرة قال : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يصلى بالناس وكان الحسن بن على عليهما السلام يثب على ظهره إذا سجد ففعل ذلك غير مرة ، فقالوا له : واللّه إنك لتفعل بهذا شيئا ما رأيناك تفعله بأحد قال المبارك : فذكر شيئا ثم قال : إن ابنى هذا سيد وسيصلح اللّه تبارك وتعالى به بين فئتين من المسلمين ( أقول ) ورواه فى ( ص 51 ) أيضا وقال فيه : إنه ريحانتى من الدنيا وإن ابنى هذا سيد وعسى اللّه تبارك وتعالى أن يصلح به بين فئتين من المسلمين ، ورواه أبو داود الطيالسى أيضا فى مسنده ( ج 3 ص 118 ) باختلاف يسير ، ورواه أبو نعيم أيضا فى حليته ( ج 3 ص 35 ) ورواه غير هؤلاء أيضا من أئمة الحديث.

[ تاريخ بغداد للخطيب البغدادى ج 3 ص 215 ] روى بسنده عن جابر قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : ابنى هذا سيد وسيصلح اللّه به بين فئتين من المسلمين عظيمتين - يعنى الحسن بن على بن أبى طالب عليهما السلام - ( أقول ) ورواه فى ( ج 8 ص 26 ) أيضا ، وذكره المتقي فى كنز العمال أيضا ( ج 6 ص 222 ) وقال : أخرجه يحيى بن معين فى فوائده ، والبيهقى فى الدلائل ، وابن عساكر ، وسعيد بن منصور فى سننه عن جابر.

[ ذخائر العقبى ص 125 ] قال : وعنه - يعنى أبا بكرة - قال : بينما رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يخطب أصحابه إذ جاء الحسن بن على عليهما السلام فصعد المنبر فضمه اليه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وقال : إن ابنى هذا سيد وإن اللّه يصلح به بين فئتين من المسلمين

ص: 291

عظيمتين قال : خرجه السلفى بهذا السياق.

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 169 ] روى بسنده عن سعيد بن أبى سعيد المقبرى قال : كنا مع أبى هريرة فجاء الحسن بن على بن أبى طالب عليهما السلام فمرّ علينا فسلم فرددنا عليه السلام ولم يعلم أبو هريرة ، فقلنا له : يا أبا هريرة ، هذا الحسن بن على قد سلم علينا فلحقه وقال : وعليك السلام يا سيدى ثم قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : إنه سيد ، قال : هذا حديث صحيح الإسناد ، ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 7 ص 104 ) وقال : أخرجه أبو يعلى وابن عساكر ( انتهى ) وذكره الهيتمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 178 ) وقال : رواه الطبرانى ورجاله ثقات.

[ كنز العمال ج 7 ص 104 ] قال : عن أبى اسحاق قال : قال على عليه السّلام - ونظر إلى وجه ابنه الحسن عليه السلام - فقال : إن ابنى هذا سيد كما سماه النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ( الحديث ) قال : أخرجه أبو داود ونعيم ابن حماد فى الفتن.

( أقول ) والمراد من الفئتين العظيمتين من المسلمين فى الأحاديث المتقدمة وقد أصلح اللّه تبارك وتعالى بينهما بالحسن بن على عليهما السلام أهل الكوفة أصحاب الحسن وأصحاب أبيه عليهما السلام وأهل الشام أصحاب معاوية بن أبى سفيان الفئة الباغية بنص النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فى الحديث المتواتر المشهور : ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار ، وقد تقدم جملة من طرق هذا الحديث فى باب مستقل من أبواب فضائل على عليه السلام ، كما تقدم هناك جملة أخرى من الأخبار فى تأسف عبد اللّه بن عمر أنه لم يقاتل الفئة الباغية ، بل وجملة ثالثة فى تأسف عبد اللّه بن عمرو بن العاص أنه كان مع الفئة الباغية ، بل وتقدم أيضا فى أواخر أبواب فضائل على عليه السلام فى باب علىّ وقومه آية الجنة قول النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم مشيرا إلى معاوية : هذا وقومه آية النار كما انه

ص: 292

سيأتي باب في قول النبى (صلی اللّه عليه وآله وسلم) اذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه. ومع هذا كله لا غرابة فى إطلاق لفظة المسلمين على معاوية وأصحابه فان لفظ المسلم كما يطلق على المؤمن فكذلك يطلق على المنافق والباغى والخارجى ونحو ذلك من الطوائف الضالة المنتحلة للإسلام كما لا يخفى.

ص: 293

باب : في قول النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم : الحسن مني وذكر أنه آخر الناس عهدا بالنبي صلى اللّه عليه وآله وسلم

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 4 ص 132 ] روى بسنده عن خالد ابن معدان قال : وفد المقدام بن معدى كرب وعمرو بن الأسود إلى معاوية فقال معاوية للمقدام : أعلمت أن الحسن بن على عليهما السلام توفى؟ فرّجع (1) المقدام ، فقال له معاوية : أتراها مصيبة؟ فقال : ولم لا أراها مصيبة وقد وضعه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى حجره وقال : هذا منى وحسين من علىّ ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 7 ص 105 ) وقال : فاسترجع المقدام وقال : أخرجه الطبرانى ( انتهى ) وذكره المناوى أيضا فى فيض القدير فى المتن ( ج 3 ص 415 ) وقال : أخرجه أحمد وابن عساكر.

[ كنز العمال ج 7 ص 107 ] قال : عن البراء بن عازب قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم للحسن أو الحسين : هذا منى وأنا منه وهو يحرم عليه ما يحرم عليّ ، قال : أخرجه ابن عساكر ، ( أقول ) وذكره

ص: 294


1- فرجع : بتشديد الجم المفتوحة ، أى نطق بقول : ( إِنّٰا لِلّٰهِ وَإِنّٰا إِلَيْهِ رٰاجِعُونَ ) وهى الكلمة التى تقال عند المصيبة العظيمة.

المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص 123 ) وقال : خرجه الحربى.

[ طبقات ابن سعد ج 2 القسم 2 ص 77 ] قال : أخبرنا سريح ابن النعمان ، أخبرنا هشيم عن أبى معشر ، قال : حدثنى بعض مشيختنا ، قال : لما خرج على عليه السلام من القبر - يعنى قبر النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم - ألقى المغيرة خاتمة فى القبر وقال لعلى عليه السلام : خاتمى ، فقال على عليه السلام للحسن بن على عليهما السلام : أدخل فناوله خاتمه ففعل ( أقول ) وكان مقصد المغيرة من إلقاء خاتمه فى قبر النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم أنه أن يدخل القبر الشريف بعد ما خرج على عليه السلام ليفتخر على الصحابة بأنه هو آخر الناس عهدا برسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فالتفت على عليه السّلام إلى هذه النكتة فأمر الحسن عليه السلام بدخول القبر فدخل وكان هو - بأبى وأمى - آخر الناس عهدا برسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم.

ص: 295

باب : في خطبة الحسن عليه السّلام قبل صلحه مع معاوية

[ أسد الغابة لابن الأثير ج 2 ص 13 ] روى بسنده عن أبى بكر ابن دريد قال : قام الحسن عليه السلام بعد موت أبيه أمير المؤمنين عليه السلام فقال - بعد حمد اللّه عز وجل - إنا واللّه ما ثنانا عن أهل الشام شك ولا ندم وإنما كنا نقاتل أهل الشام بالسلامة والصبر فسلبت السلامة بالعداوة والصبر بالجزع ، وكنتم فى منتدبكم إلى صفين ودينكم أمام دنياكم فأصبحتم اليوم ودنياكم أمام دينكم ، ألا وإنا لكم كما كنا ولستم لنا كما كنتم ، ألا وقد أصبحتم بين قتيلين قتيل بصفين تبكون عليه ، وقتيل بالنهروان تطلبون بثاره ، فأما الباقى فخاذل ، وأما الباكى فثاثر ، ألا وإن معاوية دعانا إلى أمر ليس فيه عز ولا نصفة فان أردتم الموت رددناه عليه وحاكمناه إلى اللّه عز وجل بظبا السيوف وإن أردتم الحياة قبلناه وأخذنا لكم الرضا ، فناداه القوم من كل جانب البقية البقية فلما أفردوه أمضى الصلح.

ص: 296

باب : فيما جاء في عدم لياقة معاوية للخلافة

[ أسد الغابة لابن الأثير ج 4 ص 387 ] فى ترجمة معاوية بن صخر وهو معاوية بن أبى سفيان ، قال : وروى عبد الرحمن بن أبزى عن عمر إنه قال : هذا الأمر فى أهل بدر ما بقى منهم أحد ، ثم فى أهل احد ما بقى منهم أحد ، ثم فى كذا وكذا وليس فيها لطليق ، ولا لولد طليق ، ولا لمسلمة الفتح شئ ( أقول ) ورواه ابن سعد أيضا فى طبقاته ( ج 3 القسم 1 ص 248 ).

[ الاستيعاب لابن عبد البر ج 2 ص 402 ] فى ترجمة عبد الرحمن بن غنم الأشعرى ، قال : ويعرف بصاحب معاذ لملازمته له ، وسمع من عمر بن الخطاب ، وكان من أفقه أهل الشام ، وهو الذى فقه عامة التابعين بالشام وكانت له جلالة وقدر ، وهو الذى عاتب أبا هريرة وأبا الدرداء بحمص إذ انصرفا من عند على عليه السلام رسولين لمعاوية ، وكان مما قال لهما : عجبا منكما كيف جاز عليكما ما جئتما به تدعوان عليا أن يجعلها شورى وقد علمتما أنه قد بايعه المهاجرون والأنصار وأهل الحجاز وأهل العراق ، وأن من رضيه خير ممن كرهه ، ومن بايعه خير ممن لم يبايعه ، وأى مدخل

ص: 297

لمعاوية فى الشورى وهو من الطلقاء الذين لا تجوز لهم الخلافة وهو وأبوه من رؤوس الأحزاب ، قال : فندما على مسيرهما وتابا منه بين يديه ( اقول ) وذكره ابن الاثير ايضا فى اسد الغابة ج 3 ص 318 باختلاف يسير فى اللفظ.

ص: 298

باب : في قول النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم : اذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه

[ ميزان الاعتدال للذهبى ج 2 ص 7 ] قال : روى عباد بن يعقوب عن شريك عن عاصم عن زر عن عبد اللّه قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : إذا رأيتم معاوية على منبرى فاقتلوه ( أقول ) وقد صحح الذهبى الحديث المذكور.

[ ميزان الاعتدال أيضا ج 2 ص 129 ] ذكر حديثا قد اعترف بصحته عن أبى سعيد رفعه ، إذا رأيتم معاوية على منبرى فاقتلوه ، وذكر أيضا نحوه عن أبى جذعان.

[ تهذيب التهذيب لابن حجر ج 5 ص 110 ] فى ترجمة عباد بن يعقوب الرواجنى ، قال : روى عن شريك عن عاصم عن زر عن عبد اللّه مرفوعا إذا رأيتم معاوية على منبرى فاقتلوه.

[ تهذيب التهذيب أيضا ج 7 ص 324 ] فى ترجمة على بن زيد بن عبد اللّه بن أبى مليكة ، قال : حدث حماد بن سلمة عن على بن زيد عن أبى نضرة عن أبى سعيد رفعه إذا رأيتم معاوية على هذه الأعواد فاقتلوه ، قال ابن حجر : وأخرجه الحسن بن سفيان فى مسنده عن اسحاق عن عبد الرزاق

ص: 299

عن ابن عيينة عن على بن زيد ، قال : والمحفوظ عن عبد الرزاق عن جعفر بن سليمان عن علىّ ولكن لفظ ابن عيينة : فارجموه ، قال : أورده ابن عدى عن الحسن ابن سفيان.

[ تهذيب التهذيب أيضا ج 8 ص 74 ] فى ترجمة عمرو بن عبيد بن باب قال : حدثنا بندار ، حدثنا سليمان بن حرب ، حدثنا حماد بن زيد قيل لأيوب : إن عمرا روى عن الحسن إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : إذا رأيتم معاوية على منبرى فاقتلوه.

[ كنوز الحقائق للمناوى ص 9 ] ولفظه : إذا رأيتم معاوية على منبرى فاقتلوه ، قال : أخرجه الديلمى - يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم - ( أقول ) يحتمل قويا أن يكون المراد من المنبر فى قول النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : ( إذا رأيتم معاوية على منبرى ) هو مطلق المنبر بدعوى أن كل منبر يصعد عليه فى الإسلام ويخطب عليه فهو منبر النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ، ويحتمل أن يكون المراد منه هو خصوص منبر النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فى المدينة كما يؤيده بل يدل عليه ما تقدم فى حديث أبى سعيد إذا رأيتم معاوية على هذه الأعواد ( الخ ) ، وعلى كل حال فان معاوية حسب الأحاديث المتقدمة ممن يجب قتله بحكم النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم وقد سامح فيه المسلمون ، أما وجوب قتله على الاحتمال الأول فواضح وأما على الثانى فلما رواه ابن سعد فى الطبقات ( ج 4 القسم 1 ص 136 ) من مجئ معاوية إلى المدينة وصعوده على منبر النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : أخبرنا اسماعيل بن ابراهيم الأسدى عن أيوب عن نافع قال : لما قدم معاوية المدينة حلف على منبر رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ليقتلن ابن عمر ، ثم رواه بطريق آخر عن نافع ، فراجع.

ص: 300

باب : إنّ ليلة القدر خير من الف شهر يملكها بنو أميّة

[ صحيح الترمذى ج 2 ] فى أبواب تفسير القرآن فى سورة القدر روى بسنده عن القاسم بن الفضل الحمدانى عن يوسف بن سعد قال : قام رجل إلى الحسن بن على عليهما السلام - بعد ما بايع معاوية - فقال : سودت وجوه المؤمنين ، أو يا مسود وجوه المؤمنين ، فقال : لا تؤنبنى رحمك اللّه فان النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم أرى بنى أمية على منبره فساءه ذلك فنزلت ( إِنّٰا أَعْطَيْنٰاكَ اَلْكَوْثَرَ ) يا محمد يعنى نهرا فى الجنة ، ونزلت ( إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِي لَيْلَةِ اَلْقَدْرِ وَمٰا أَدْرٰاكَ مٰا لَيْلَةُ اَلْقَدْرِ لَيْلَةُ اَلْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) يملكها بنو أمية يا محمد ، قال القاسم : فعددناها فاذا هى الف شهر لا يزيد يوم ولا ينقص.

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 170 ] روى بسنده عن يوسف بن مازن الراسى قال : قام رجل إلى الحسن بن على عليهما السلام فقال : سودت وجوه المؤمنين ، فقال الحسن عليه السّلام : لا تؤنبنى رحمك اللّه فان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قد رأى بنى أمية يخطبون على منبره رجلا رجلا فساءه ذلك فنزلت ( إِنّٰا أَعْطَيْنٰاكَ اَلْكَوْثَرَ ) نهر فى الجنة ، ونزلت ( إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِي لَيْلَةِ اَلْقَدْرِ وَمٰا أَدْرٰاكَ مٰا لَيْلَةُ اَلْقَدْرِ لَيْلَةُ اَلْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ

ص: 301

شَهْرٍ ) تملكها بنو أمية ، قال : فحسبنا ذلك فاذا هو لا يزيد ولا ينقص ، قال : هذا إسناد صحيح ، ثم روى بسنده عن سفيان بن الليل الهمذانى مثله.

[ تفسير ابن جرير ] ج 30 ص 167 روى بسنده عن القاسم بن الفضل عن عيسى بن مازن قال : قلت للحسن بن على عليهما السّلام : يا مسوّد وجوه المؤمنين عمدت الى هذا الرجل فبايعت له - يعنى معوية بن ابى سفيان - فقال ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أرى في منامه بنى اميّة يعلون منبره خليفة خليفة فشق ذلك عليه فأنزل اللّه ( إِنّٰا أَعْطَيْنٰاكَ اَلْكَوْثَرَ ) و ( إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِي لَيْلَةِ اَلْقَدْرِ وَمٰا أَدْرٰاكَ مٰا لَيْلَةُ اَلْقَدْرِ لَيْلَةُ اَلْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) - يعنى ملك بنى أمية - قال القاسم : فحسبنا ملك بنى أمية فإذا هو الف شهر.

[ الفخر الرازى ] في تفسير سورة القدر قال روى القاسم بن - الفضل عن عيسى بن مازن قال قلت للحسن بن على عليهما السّلام يا مسوّد وجوه المؤمنين عمدت الى هذا الرجل فبايعت له يعني معاوية فقال ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم رأى في منامه بنى اميّة يطأون منبره واحدا بعد واحد ( قال ) وفي رواية ينزون على منبره نزو القردة فشق ذلك عليه فأنزل اللّه تعالى ( إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِي لَيْلَةِ اَلْقَدْرِ ) الى قوله ( خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) يعنى ملك بنى امية ( قال ) قال القاسم فحسبنا ملك بنى اميّة فإذا هو ألف شهر.

[ الفخر الرازي ] في تفسير سورة الكوثر قال : إن رجلا قام إلى الحسن بن عليّ عليهما السّلام وقال : سوّدت وجوه المؤمنين بأن تركت الإمامة لمعاوية فقال : لا تؤذنى يرحمك اللّه فإن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم رأى بني اميّة في المنام يصعدون منبره رجلا فرجلا فسآءه ذلك فأنزل اللّه تعالى ( إِنّٰا أَعْطَيْنٰاكَ اَلْكَوْثَرَ ) و ( إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِي لَيْلَةِ اَلْقَدْرِ وَمٰا أَدْرٰاكَ مٰا لَيْلَةُ اَلْقَدْرِ لَيْلَةُ

ص: 302

اَلْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) فكان ملك بني اميّة كذلك ثم انقطعوا وصاروا مبتورين.

[ السيوطي في الدر المنثور ] في تفسير سورة القدر ( قال ) وأخرج الخطيب في تاريخه عن ابن عباس قال : رأى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم بني اميّة على منبره فسآءه ذلك فاوحى اللّه إليه انما هو ملك يصيبونه ونزلت ( إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِي لَيْلَةِ اَلْقَدْرِ وَمٰا أَدْرٰاكَ مٰا لَيْلَةُ اَلْقَدْرِ لَيْلَةُ اَلْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) ( وقال أيضا ) وأخرج الخطيب عن ابن المسيّب قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم اريت بنى اميّة يصعدون منبري فشق ذلك عليّ فأنزل اللّه ( إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِي لَيْلَةِ اَلْقَدْرِ ) إلى آخره.

ص: 303

باب : في رؤيا النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم بني أمية ينزون على منبره نزو القرد وإنهم من شر الملوك

[ الفخر الرازى فى تفسيره الكبير ] فى ذيل تفسير قوله تعالى : ( وَمٰا جَعَلْنَا اَلرُّؤْيَا اَلَّتِي أَرَيْنٰاكَ إِلاّٰ فِتْنَةً لِلنّٰاسِ وَاَلشَّجَرَةَ اَلْمَلْعُونَةَ فِي اَلْقُرْآنِ ) فى سورة بنى إسرائيل ، قال : وفى هذه الرؤيا أقوال ( إلى أن قال ) والقول الثالث قال سعيد بن المسيب : رأى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم بنى أمية ينزون على منبره نزو القرد فساءه ذلك ، قال : وهذا قول ابن عباس فى رواية عطا.

[ السيوطى فى الدر المنثور ] فى ذيل تفسير الآية المتقدمة ، قال : وأخرج ابن أبى حاتم عن يعلى بن مرة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : أريت بنى أمية على منابر الأرض وسيملكونكم فتجدونهم أرباب سوء ، واهتم رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لذلك فأنزل اللّه ( وَمٰا جَعَلْنَا اَلرُّؤْيَا اَلَّتِي أَرَيْنٰاكَ إِلاّٰ فِتْنَةً لِلنّٰاسِ ) .

( وقال أيضا ) أخرج ابن مردويه عن الحسين بن على عليهما السلام إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أصبح وهو مهموم فقيل : ما لك يا رسول اللّه؟ فقال : إنى أريت فى المنام كأن بنى أمية

ص: 304

يتعاورون منبرى هذا فقيل : يا رسول اللّه لا تهتم فانها دنيا تنالهم فأنزل اللّه ( وَمٰا جَعَلْنَا اَلرُّؤْيَا اَلَّتِي أَرَيْنٰاكَ إِلاّٰ فِتْنَةً لِلنّٰاسِ ) .

( وقال أيضا ) أخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقى فى الدلائل وابن عساكر عن سعيد بن المسيب ، قال : رأى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم بنى أمية على المنابر فساءه ذلك فأوحى اللّه اليه : إنما هى دنيا أعطوها فقرت عينه وهى قوله : ( وَمٰا جَعَلْنَا اَلرُّؤْيَا اَلَّتِي أَرَيْنٰاكَ إِلاّٰ فِتْنَةً لِلنّٰاسِ ) - يعنى بلاء للناس - ( أقول ) وذكر الأخير المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 7 ص 142 ).

( وقال أيضا ) : أخرجه ابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقى فى الدلائل وابن عساكر ( أقول ) وسيأتى فى هذا المعنى - أى فى رؤيا النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم بنى أمية ينزون على منبره نزو القرد - أحاديث أخرى فى أبواب الفضائل المختصة بالحسين عليه السلام فى باب ما جاء فى ذم مروان وولده وأبيه الحكم بن أبى العاص ، فانتظر.

[ صحيح الترمذى ج 2 ص 35 ] فى باب ما جاء فى الخلافة ، روى بسنده عن سعيد بن جمهان قال : حدثنى سفينة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : الخلافة فى أمتى ثلاثون سنة ثم ملك بعد ذلك ، ثم قال لى سفينة : أمسك خلافة أبى بكر وخلافة عمر وخلافة عثمان ، ثم قال لى : أمسك خلافة على عليه السلام ، قال : فوجدناها ثلاثين سنة ، قال سعيد : فقلت له : إن بنى أمية يزعمون أن الخلافة فيهم ، قال : كذبوا بنو الزرقاء بل هم ملوك من شر الملوك ، قال : قد رواه غير واحد عن سعيد بن جمهان.

ص: 305

باب : إن الحسن عليه السّلام حج خمسا وعشرين حجة ماشيا وقد قاسم اللّه ماله ثلاث مرات

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 169 ] روى بسنده عن عبد اللّه بن عبيد بن عمير قال : لقد حج الحسن بن على عليهما السلام خمسا وعشرين حجة ماشيا وإن النجائب لتقاد معه.

[ سنن البيهقى ج 4 ص 331 ] روى بسنده عن ابن عباس قال : ما ندمت على شئ فاتنى فى شبابى إلا أنى لم أحج ماشيا ، ولقد حج الحسن ابن على عليهما السلام خمسا وعشرين حجة ماشيا وإن النجائب لتقاد معه ولقد قاسم اللّه ماله ثلاث مرات حتى أنه يعطى الخف ويمسك النعل.

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج 2 ص 37 ] روى بسنده عن محمد بن على قال : قال الحسن عليه السلام : إنى لأستحى من ربى أن ألقاه ولم أمش إلى بيته ، فمشى عشرين مرة من المدينة على رجليه ( وروى ) بسنده عن ابن أبى نجيح إن الحسن بن على عليهما السلام حج ماشيا وقسم ماله نصفين ( وروى ) بسنده عن شهاب بن عامر : إن الحسن بن على عليهما السلام قاسم اللّه عز وجل ماله مرتين حتى تصدق بفرد نعله

ص: 306

( وروى ) بسنده عن على ابن زيد بن جذعان قال : خرج الحسن بن على عليهما السلام من ماله مرتين وقاسم اللّه تعالى ماله ثلاث مرات حتى أن كان ليعطى نعلا ويمسك نعلا ويعطى خفا ويمسك خفا.

[ ذخائر العقبى ص 137 ] قال : وعن على بن زيد قال : حج الحسن عليه السلام خمس عشرة مرة ماشيا ، قال : خرجه أبو عمر ، وخرجه صاحب الصفوة والبغوى فى معجمه عن عبيد اللّه بن عبيد بن عمير ، وزاد : ونجائبه تقاد معه.

ص: 307

باب : في قول النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم من آذى الحسن فقد آذاني

[ كنز العمال ج 6 ص 222 ] قال : عن أنس قال : بينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم راقد إذ جاء الحسن عليه السلام يدرج حتى قعد على صدره ثم بال عليه فجئت أمطيه عنه قال : ويحك يا أنس دع ابنى وثمرة فؤادى فان من آذى هذا فقد آذانى ، ومن آذانى فقد آذانى اللّه ، قال : أخرجه الطبرانى.

ص: 308

باب : في سخاء الحسن عليه السّلام وعلمه وحلمه وإنه طعن بخنجر ومات مسموما

[ تاريخ بغداد للخطيب البغدادى ج 6 ص 34 ] قال : روي عن الحسن بن على عليهما السلام إنه كان مارا فى بعض حيطان المدينة فرأى أسود بيده رغيف يأكل ويطعم الكلب لقمة إلى أن شاطره الرغيف ، فقال له الحسن عليه السلام : ما حملك على أن شاطرته ولم تغابنه فيه بشئ؟ فقال : أستحت عيناى من عينيه أن أغابنه ، فقال له : غلام من أنت؟ فقال : غلام أبان بن عثمان ، فقال : والحائط؟ قال : لأبان بن عثمان ، فقال له الحسن عليه السّلام : أقسمت عليك لا برحت حتى أعود اليك فمرّ واشترى الغلام والحائط وجاء إلى الغلام فقال : يا غلام قد اشتريتك ، قال : فقام قائما فقال : السمع والطاعة للّه ولرسوله ولك يا مولاى ، قال : وقد اشتريت الحائط وأنت حر لوجه اللّه والحائط هبة منى اليك ، قال : فقال الغلام : يا مولاى قد وهبت الحائط للذى وهبتنى له.

[ ذخائر العقبى ص 137 ] قال : عن سعيد بن عبد العزيز إن الحسن ابن على عليهما السلام سمع رجلا يسأل ربه أن يرزقه عشرة

ص: 309

آلاف ، فانصرف الحسن عليه السلام فبعث بها اليه ، قال : خرجه فى الصفوة.

[ الصواعق المحرقة لابن حجر ص 83 ] قال : وجاءه - يعنى الحسن ابن على عليهما السلام - رجل يشكو اليه حاله وفقره وقلة ذات يده بعد أن كان مثريا ، فقال : ما هذا حق ، سؤالك يعظم لدى معرفتى بما يجب لك ، ويكبر عليّ ويدى تعجز عن نيلك ما أنت أهله ، والكثير فى ذات اللّه قليل ، وما فى ملكى وفاء لشكرك ، فان قبلت الميسور ورفعت عنى مؤنة الاحتفال والاهتمام لما أتكلفه فعلت ، فقال : يابن بنت رسول اللّه أقبل القليل وأشكر العطية وأعذر على المنع ، فأحضر الحسن عليه السلام وكيله وحاسبه وقال : هات الفاضل فأحضر خمسين الف درهم وقال : ما فعلت فى الخمسمائة دينار التى معك؟ قال : هى عندى قال : احضرها فأحضرها فدفعها والخمسين الفا إلى الرجل واعتذر ، وأضافته هو والحسين عليه السلام وعبد اللّه بن جعفر عجوز فأعطاها الف دينار والف شاة ، وأعطاها الحسين عليه السلام مثل ذلك ( الخ ).

[ ذخائر العقبى ص 138 ] قال : عن محمد بن سعد اليربوعى قال : قال على عليه السلام للحسن بن على عليهما السلام : كم بين الإيمان واليقين؟ قال : أربع أصابع ، قال : بيّن قال : اليقين ما رأته عينك ، والإيمان ما سمعته أذنك وصدقت به ، قال : أشهد أنك ممن أنت منه ( ذرية بعضها من بعض ) قال : خرجه ابن أبى الدنيا فى كتاب اليقين.

[ الصواعق المحرقة أيضا ص 83 ] قال : وأخرج ابن عساكر إنه قيل للحسن عليه السلام : إن أبا ذر يقول : الفقر أحب إلي من الغنى ، والسقم أحب إلى من الصحة ، فقال : رحم اللّه أباذر ، أما أنا فأقول : من اتكل إلى حسن اختيار اللّه لم يتمن أنه فى غير الحالة التى اختار اللّه له.

ص: 310

[ الزمخشرى فى الكشاف ] فى تفسير قوله تعالى : ( وَيٰا قَوْمِ اِسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ اَلسَّمٰاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرٰاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلىٰ قُوَّتِكُمْ وَلاٰ تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ ) فى سورة هود ، قال : وعن الحسن بن على عليهما السلام أنه وفد على معاوية فلما خرج تبعه بعض حجابه فقال : إنى رجل ذو مال ولا يولد لى فعلمنى شيئا لعل اللّه يرزقنى ولدا ، فقال : عليك بالاستغفار فكان يكثر الاستغفار حتى ربما استغفر فى يوم واحد سبعمائة مرة فولد له عشرة بنين فبلغ ذلك معاوية فقال : هلا سألته مم قال ذلك فوفد وفدة أخرى فسأله الرجل فقال : ألم تسمع قول هود عليه السلام : ويزدكم قوة إلى قوتكم؟ وقول نوح عليه السلام : وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوٰالٍ وَبَنِينَ ( أقول ) أما قوله عليه السلام : ألم تسمع قول هود ، فالمراد منه واضح وهو ما تقدم فى الآية الشريفة ويا قوم استغفروا ( إلى قوله ) ويزدكم قوة إلى قوتكم ، وأما قوله عليه السلام : وقول نوح فالمراد منه هو قوله تعالى فى سورة نوح : ( فَقُلْتُ اِسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كٰانَ غَفّٰاراً يُرْسِلِ اَلسَّمٰاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرٰاراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوٰالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ ... أَنْهٰاراً )

[ تهذيب التهذيب لابن حجر ج 2 ص 298 ] قال : وقال جويرية : لما مات الحسن بن على عليهما السلام بكى مروان فى جنازته فقال الحسين عليه السّلام : أتبكيه وقد كنت تجرعه ما تجرعه؟ فقال : إنى كنت أفعل ذلك إلى أحلم من هذا - وأشار بيده إلى الجبل.

[ الصواعق المحرقة لابن حجر ص 83 ] قال : وأخرج ابن سعد عن عمير بن اسحاق إنه لم يسمع منه كلمة فحش إلا مرة كان بينه وبين عمرو ابن عثمان بن عفان خصومة فى أرض فقال : ليس له عندنا إلا ما رغم أنفه قال : فهذه أشد كلمة فحش سمعتها منه ( ثم قال ) وأرسل اليه مروان يسبه - وكان عاملا على المدينة - ويسب عليا عليه السلام كل جمعة على المنبر فقال الحسن عليه السلام لرسوله : ارجع اليه

ص: 311

فقل له : إنى واللّه لا أمحو عنك شيئا بأن أسبك ولكن موعدى وموعدك اللّه ، فان كنت صادقا فجزاك اللّه خيرا بصدقك ، وإن كنت كاذبا فاللّه أشد نقمة.

[ الصواعق المحرقة أيضا ص 83 ] قال : وأخرج البزار وغيره إنه لما استخلف - يعنى الحسن عليه السلام - بينما هو يصلى إذ وثب عليه رجل فطعنه بخنجر وهو ساجد ، ثم خطب الناس فقال : يا أهل العراق اتقوا اللّه فينا فإنا أمراؤكم وضيفانكم ، ونحن أهل البيت الذين قال اللّه فيهم : ( إِنَّمٰا يُرِيدُ اَللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ اَلرِّجْسَ أَهْلَ اَلْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) فما زال يقولها حتى ما بقى أحد فى المسجد إلا وهو يبكى.

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج 2 ص 38 ] روى بسنده عن عمير بن اسحاق قال : دخلت أنا ورجل على الحسن بن على عليهما السلام نعوذه فقال : يا فلان سلنى قال : لا واللّه لا نسألك حتى يعافيك اللّه ثم نسألك ، قال : ثم دخل ثم خرج الينا فقال : سلنى قبل أن لا تسألنى فقال : بل يعافيك اللّه ثم أسألك ، قال : لقد ألقيت طائفة من كبدى وإنى سقيت السم مرارا فلم أسق مثل هذه المرة ، ثم دخلت عليه من الغد وهو يجود بنفسه والحسين عليه السلام عند رأسه وقال : يا أخى من تتهم؟ قال : لم لتقتله؟ قال : نعم قال : إن يكن الذى أظن فاللّه أشد بأسا وأشد تنكيلا ، وإلا يكن فما أحب أن يقتل بى برئ ، ثم قضى عليه السّلام.

[ الصواعق المحرقة لابن حجر ص 83 ] قال : وكان سبب موته أن زوجته جعدة بنت الأشعث بن قيس الكندى دس اليها يزيد أن تسمه ويتزوجها وبذل لها مائة الف درهم ففعلت ، فمرض أربعين يوما فلما مات بعثت إلى يزيد تسأله الوفاء بما وعدها فقال لها : إنا لم نرضك للحسن فنرضاك لأنفسنا.

ص: 312

[ قال ابن حجر ] وبموته مسموما شهيدا جزم غير واحد من المتقدمين كقتادة وأبى بكر بن حفص والمتأخرين كالزين العراقى فى مقدمة شرح التقريب ( إلى أن قال ) وجهد به أخوه أن يخبره بما سقاه - يعنى السم - فلم يخبره وقال : اللّه أشد نقمة إن كان الذى أظن ، وإلا فلا يقتل بى واللّه برئ ( قال وفى رواية ) يا أخى قد حضر وفاتى ودنا فراقى لك ، وإنى لاحق بربى وأجد كبدى تقطع ، وإنى لعارف من أين دهيت فأنا أخاصمه إلى اللّه تعالى فبحقى عليك لا تكلمت فى ذلك بشئ ، فاذا أنا قضيت نحبى فقمصنى وغسلنى وكفنى واحملنى على سريرى إلى قبر جدى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أجدد به عهدا ثم ردنى إلى قبر جدتى فاطمة بنت أسد فادفنى هناك وأقسم عليك باللّه أن لا تريق فى أمرى محجمة دم ( قال وفى رواية ) إنى يا أخى سقيت السم ثلاث مرات لم أسقه بمثل هذه المرة ، فقال : من سقاك؟ قال : ما سؤالك عن هذا تريد أن تقاتلهم؟ أكل أمرهم إلى اللّه ، قال : أخرجه ابن عبد البر ( ثم قال وفى أخرى ) لقد سقيت السم مرارا ما سقيته مثل هذه المرة ولقد لفظت طائفة من كبدى فرأيتنى أفلبها بعود ، فقال له الحسين عليه السلام : أى أخى من سقاك؟ قال : وما تريد اليه؟ أتريد أن تقتله؟ قال : نعم قال : لئن كان الذى أظن فاللّه أشد نقمة وإن كان غيره فلا يقتل بى برئ.

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 173 ] روى بسنده عن أم بكر بنت المسور قالت : كان الحسن بن على عليهما السلام سم مرارا كل ذلك يفلت حتى كانت المرة الأخيرة التى مات فيها فانه كان يختلف كبده فلما مات أقام نساء بنى هاشم النوح عليه شهرا.

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 176 ] روى بسنده عن قتادة بن دعامة السدوسى قال : سمت ابنة الأشعث بن قيس الحسن بن على عليهما السلام وكانت تحته ورشيت على ذلك مالا.

ص: 313

المقام الثاني : في الفضائل المختصة بالحسين عليه السّلام

اشارة

وفيه أبواب :

ص: 314

باب : إن الحسين ولد لستة أشهر كعيسى عليه السّلام

[ ذخائر العقبى ص 118 ] قال : وقال قتادة : ولد الحسين عليه السّلام بعد الحسن عليه السّلام بسنة وعشرة أشهر لخمس سنين وستة أشهر من الهجرة ( ثم قال ) وقال ابن الدارع فى كتاب مواليد أهل البيت : لم يكن بينهما إلا حمل البطن ، وكان مدة حمل البطن ستة أشهر ( ثم قال ) وقال : لم يولد مولود قط لستة أشهر فعاش إلا الحسين وعيسى بن مريم عليهما السلام.

ص: 315

باب : في قول النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : بكاء الحسين يؤذيني

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 201 ] قال : وعن يزيد بن أبى زياد قال : خرج النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم من بيت عائشة فمرّ على بيت فاطمة سلام اللّه عليها فسمع حسينا يبكى فقال : ألم تعلمى أن بكاءه يؤذينى؟ قال : رواه الطبرانى ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص 143 ) وقال : خرجه ابن بنت منيع.

[ السيوطى فى الدر المنثور ] فى ذيل تفسير قوله تعالى : ( إِنَّمٰا أَمْوٰالُكُمْ وَأَوْلاٰدُكُمْ فِتْنَةٌ ) فى سورة التغابن ، قال : وأخرج ابن المنذر عن يحيى بن أبى كثير قال : سمع النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم بكاء حسن أو حسين فقال النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم الولد فتنة ، لقد قمت اليه وما أعقل.

ص: 316

باب : إن الحسين عليه السّلام فداه النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم بابنه ابراهيم

[ تاريخ بغداد للخطيب البغدادى ج 2 ص 204 ] روى بسنده عن أبى العباس قال : كنت عند النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم وعلى فخذه الأيسر ابنه ابراهيم وعلى فخذه الأيمن الحسين بن على عليهما السلام تارة يقبل هذا وتارة يقبل هذا ، إذ هبط عليه جبريل عليه السلام بوحى من رب العالمين فلما سرى عنه قال : أتانى جبريل من ربى فقال لى : يا محمد إن ربك يقرأ عليك السلام ويقول لك : لست أجمعهما لك فافد أحدهما بصاحبه ، فنظر النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم إلى ابراهيم فبكى ونظر إلى الحسين عليه السلام فبكى ثم قال : إن ابراهيم أمه أمة ومتى مات لم يحزن عليه غيرى وأم الحسين فاطمة وأبوه علىّ ابن عمى لحمى ودمى ومتى مات حزنت ابنتى وحزن ابن عمى وحزنت أنا عليه وأنا أوثر حزنى على حزنهما ، يا جبريل تقبض ابراهيم فديته بابراهيم ، قال : فقبض بعد ثلاث ، فكان النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم إذا رأى الحسين عليه السلام مقبلا قبله وضمه إلى صدره ورشف ثناياه وقال : فديت من فديته بابنى ابراهيم.

ص: 317

باب : إن النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم يدلع لسانه للحسين عليه السّلام ويقبل فمه وثناياه

[ ذخائر العقبى ص 126 ] قال : عن أبى هريرة قال : كان النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم يدلع (1) لسانه للحسين عليه السلام فيرى الصبى حمرة لسانه فبهش (2) اليه فقال عيينة بن بدر : ألا أراه يصنع هذا بهذا؟ فو اللّه إنه ليكون لى الولد قد خرج وجهه وما قبلته قط ، فقال صلى اللّه عليه وآله وسلم : من لا يرحم لا يرحم ، قال : خرجه أبو حاتم.

[ ذخائر العقبى أيضا ص 126 ] قال : وعن يعلى بن مرة إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم أخذ الحسين عليه السلام وقنع رأسه ووضع فاه على فيه فقبله ، قال : خرجه أبو حاتم وسعيد بن منصور.

[ ذخائر العقبى أيضا ص 126 ] قال : عن أنس بن مالك قال : لما قتل الحسين بن على عليهما السلام جئ برأسه إلى ابن زياد فجعل ينكت بقضيب على ثناياه وقال : إن كان لحسن الثغر فقلت فى نفسى : لأسوأنك لقد رأيت

ص: 318


1- دلع لسانه : أي أخرجه من فمه.
2- يهش اليه : أى يخف اليه ويرتاح ، والهشاشة الخفة والارتياح المعروف.

رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقبل موضع قضيبك من فيه ، قال : أخرجه ابن الضحاك.

[ أسد الغابة ج 5 ص 381 ] فى ترجمة عبد الواحد بن عبد اللّه القرشى قال : روى محمد بن سوقة عن عبد الواحد القرشى قال : لما أتي يزيد برأس الحسين بن على عليهما السلام تناوله بقضيب فكشف عن ثناياه فو اللّه ما البرد بأبيض منها وأنشد :

يفلقن هاما من رجال أعزة

علينا وهم كانوا أعق وأظلما

فقال له رجل عنده : يا هذا إرفع قضيبك فو اللّه ربما رأيت شفتى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فكأنه يقبله ، فرفع متذمرا عليه مغضبا.

[ كنز العمال ج 7 ص 110 ] قال : عن زيد بن أرقم قال : كنت جالسا عند عبيد اللّه بن زياد إذ أتي برأس الحسين عليه السلام فوضع بين يديه فأخذ قضيبه فوضعه بين شفتيه فقلت له : إنك لتضع قضيبك فى موضع طالما لثمه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، فقال : قم إنك شيخ قد ذهب عقلك ، قال ، أخرجه الخطيب فى المتفق ( اقول ) وذكره العسقلانى ايضا فى فتح البارى ج 8 ص 96 وقال فيه فقلت ارفع اقضيبك فقد رأيت فم رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى موضعه يعنى فى موضع القضيب ( قال ) اخرجه الطبرانى من حديث زيد ابن ارقم.

[ الصواعق المحرقة ص 118 ] قال وروى ابن أبى الدنيا إنه كان عند ابن زياد زيد بن أرقم فقال له : إرفع قضيبك فو اللّه لطالما رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقبّل ما بين هاتين الشفتين ، ثم جعل زيد يبكى فقال ابن زياد : أبكى اللّه عينيك لولا أنك شيخ قد خرفت لضربت عنقك ، فنهض وهو يقول : أيها الناس أنتم العبيد بعد اليوم قتلتم ابن فاطمة وأمرّتم ابن مرجانة واللّه ليقتلن خياركم ، ويستعبدنّ شراركم فبعدا لمن رضى بالذلة والعار ، ثم قال : يابن زياد لأحدثنك بما هو أغيظ عليك من هذا رأيت رسول اللّه

ص: 319

صلى اللّه عليه وآله وسلم أقعد حسنا على فخذه اليمنى وحسينا على اليسرى : ثم وضع يده على يافوخهما ثم قال : اللّهم إنى أستودعك إياهما وصالح المؤمنين ، فكيف كانت وديعة النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم عندك يابن زياد ( أقول ) وقد تقدم أيضا فى الباب الثالث فى رواية أبى العباس قوله : فكان النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم إذا رأى الحسين عليه السلام مقبلا قبّله وضمه إلى صدره ورشف ثناياه وقال : فديت من فديته بابراهيم ، وسيأتى أيضا فى الباب الآتى حديث قد رواه الحاكم فى مستدرك الصحيحين ( ج 3 ص 177 ) قال فيه : فوضع - يعنى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم - إحدى يديه تحت قفاه - يعنى قفا الحسين عليه السلام - والأخرى تحت ذقنه فوضع فاه على فيه يقبّله فقال : حسين منى وأنا من حسين ( إلى آخره ) - كما سيأتى أيضا فى باب بعده حديث من الاستيعاب قال فيه : ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم - يعنى للحسين عليه السلام - إفتح فاك ثم قبّله ثم قال : اللّهم أحبه فانى أحبه.

ص: 320

باب : فى قول النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : حسين مني وأنا من حسين أحب اللّه من أحب حسينا حسين سبط من الأسباط

[ صحيح الترمذى ج 2 ص 307 ] فى مناقب الحسن والحسين عليهما السلام ، روى بسنده عن يعلى بن مرة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : حسين منى وأنا من حسين ، أحب اللّه من أحب حسينا حسين سبط من الأسباط.

[ صحيح ابن ماجة ] فى باب من فضائل أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، روى بسنده عن يعلى بن مرة إنهم خرجوا مع النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم إلى طعام دعوا له فاذا حسين يلعب فى السكة قال : فتقدم النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم أمام القوم وبسط يديه فجعل الغلام يفر هاهنا وهاهنا ويضاحكه النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم حتى أخذه فجعل إحدى يديه تحت ذقنه والأخرى فى فأس رأسه فقبله وقال : حسين منى وأنا من حسين أحب اللّه من أحب حسينا حسين سبط من الأسباط.

( أقول ) ورواه البخارى أيضا فى الأدب المفرد فى باب معانقة الصبى وقال : قال النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : حسين منى وأنا منه ، أحب اللّه من أحبه ، الحسن والحسين سبطان من الأسباط ، ورواه الحاكم أيضا فى

ص: 321

مستدرك الصحيحين ( ج 3 ص 177 ) وقال : فوضع إحدى يديه تحت قفاه والأخرى تحت ذقنه فوضع فاه على فيه يقبله فقال : حسين منى وأنا من حسين ( إلى آخره ) ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 4 ص 172 ) وابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج 2 ص 19 وج 5 ص 130 ) ورواه جمع آخرون أيضا من أئمة الحديث وأرباب السنن.

[ كنز العمال ج 6 ص 221 ] قال : أخرج ابن عساكر عن أبى رمثة حسين منى وأنا منه ، هو سبط من الأسباط أحب اللّه من أحب حسينا إن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.

[ كنز العمال أيضا ج 7 ص 107 ] قال : عن جابر كنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فدعينا إلى طعام فاذا الحسين عليه السلام يلعب فى الطريق مع الصبيان فأسرع النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم أمام القوم ثم بسط يده فجعل حسين يفر هاهنا وهاهنا فيضاحكه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم حتى أخذه فجعل إحدى يديه فى ذقنه والأخرى بين أذنيه ثم اعتنقه وقبله ثم قال : حسين منى وأنا منه ، أحب اللّه من أحبه ، الحسن والحسين سبطان من الأسباط ، قال : أخرجه الطبرانى.

( أقول ) حديث ( حسين منى وأنا من حسين ) أو بلفظ آخر ( حسين منى وأنا منه ) رواه كثير من محدثى الطوائف الإسلامية لا يشك فيه أحد ، وذكر أرباب العلم فى معناه إن قصده صلى اللّه عليه وآله وسلم إظهار كمال الحب وتمام الألفة بسبطه وريحانته الحسين عليه السّلام فان البلغاء من العرب إذا أرادوا أن يظهروا الاتحاد والألفة وشدة الاتصال والمحبة بأحد منهم يقولون : ( فلان منا ونحن منه ) كما أنهم إذا أرادوا إظهار النفرة وشدة القطيعة من رجل قالوا فيه : ( إننا لسنا منه وليس هو منا ) قال شاعرهم :

أيها السائل عنهم وعنى *** لست من قيس ولا قيس منى

وجاء فى الحديث القدسى فى الحاسد الحافد ( إنه ليس منى ولست أنا منه )

ص: 322

وقريب من هذا الأسلوب ما فى القرآن الكريم ( فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي ) .

وعلى الأول جرى الحديث النبوى ( حسين منى وأنا من حسين ) أى إن المحبة الشديدة والصلة الأكيدة والعلاقة التامة بينى وبين الحسين جعلته كجزء منى وجعلتنى كجزء منه من شدة الاتصال وعدم الانفكاك ، فالحديث محمول على الكناية ، وقد يستشعر منه الإشارة إلى ما قام به الحسين عليه السلام من التضحية فى سبيل إثبات دين جده وإحياء شعائر مجده بشهادته ، فيفسر قوله صلى اللّه عليه وآله وسلم : ( حسين منى ) بالجهة المادية ، وقوله : ( أنا من حسين ) بالجهة المعنوية ، فاغتنم ذلك.

ص: 323

باب : إن الحسين عليه السّلام يرقى صدر النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم والنبي صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول له : ترق ترق عين بقة

[ الاستيعاب لابن عبد البر ج 1 ص 144 ] قال : وذكر أسد عن حاتم بن اسماعيل عن معاوية بن أبى مزرد عن أبيه قال : سمعت أبا هريرة يقول : أبصرت عيناى هاتان وسمعت أذناى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وهو آخذ بكفى حسين وقدماه على قدمى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وهو يقول : ( ترق ترق عين بقة ) (1) فرقى الغلام حتى وضع قدميه على صدر رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : افتح فاك ثم قبله ثم قال : اللّهم أحبه فانى أحبه.

[ الأدب المفرد للبخارى ] فى باب الانبساط إلى الناس ، روى بسنده عن معاوية بن أبى مزرد عن أبيه قال : سمعت أبا هريرة يقول : سمع أذناى هاتان وبصر عيناى هاتان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أخذ بيديه جميعا بكفى الحسن أو الحسين وقدماه على قدم رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ورسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : إرق فرقى الغلام

ص: 324


1- تقدم فى المقصد الرابع ( ص 205 ) شرح ألفاظ هذا الحديث ، فراجعه.

حتى وضع قدميه على صدر رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : إفتح فاك ثم قبله ثم قال : اللّهم أحبه فانى أحبه ( أقول ) ورواه فى باب المزاح مع الصبى أيضا باختصار ، وذكره ابن حجر أيضا فى إصابته ( ج 2 ص 11 ) وقال : رواه الطبرانى وذكر السند وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 7 ص 104 ) وقال : أخرجه ابن عساكر وفى ( ص 109 ) وقال : أخرجه ابن أبى شيبة ، وذكره غير هؤلاء أيضا من أئمة الحديث.

[ كنوز الحقائق للمناوى ص 59 ] فى مداعبته صلى اللّه عليه وآله وسلم مع الحسين عليه السلام ولفظه : تنق وترق عين بقة ، قال : للطبرانى.

[ كنوز الحقائق أيضا ص 63 ] فى مداعبته صلى اللّه عليه وآله وسلم مع الحسين عليه السّلام حزقة حزقة (1) ترق عين بقة ، قال : لابن عساكر.

ص: 325


1- تقدم في (ص 252) معنی قوله (صلی اللّه عليه وآله وسلم) : حزقة حزقة ، فراجعه.

باب : إن الحسين عليه السّلام ذرية النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم بمصداق من كتاب اللّه

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 164 ) روى بسنده عن عاصم بن بهدلة قال : اجتمعوا عند الحجاج فذكر الحسين بن على عليهما السلام فقال الحجاج : لم يكن من ذرية النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم وعنده يحيى بن يعمر فقال له : كذبت أيها الأمير فقال : لتأتينى على ما قلت ببينة ومصداق من كتاب اللّه عز وجل أو لأقتلنك قتلا فقال : ( وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دٰاوُدَ وَسُلَيْمٰانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسىٰ ) إلى قوله عز وجل : ( وَزَكَرِيّٰا وَيَحْيىٰ وَعِيسىٰ وَإِلْيٰاسَ ) فأخبر اللّه عز وجل إن عيسى من ذرية آدم بأمه ، والحسين بن على عليهما السلام من ذرية محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم بأمه قال : صدقت فما حملك على تكذيبى فى مجلسى ، قال : ما أخذ اللّه على الأنبياء ليبيننه للناس ولا يكتمونه قال اللّه عز وجل : ( فَنَبَذُوهُ وَرٰاءَ ظُهُورِهِمْ وَاِشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً ) قال : فنفاه إلى خراسان.

( أقول ) ورواه البيهقى أيضا فى سننه ( ج 6 ص 166 ) وقد تقدم فى باب مباهلة النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم بعلىّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام من الفخر الرازى وغيره جملة من الروايات المشتملة على قصة

ص: 326

يحيى بن يعمر مع الحجاج غير أنها جميعا كانت فى الحسن والحسين عليهما السلام ورواية المستدرك هنا هى فى خصوص الحسين عليه السلام ، هذا مضافا إلى أن تمام ما تقدم هناك فى باب المباهلة من الأخبار الواردة فيه كان دليلا واضحا وبرهانا قاطعا صريحا فى كون الحسن والحسين عليهما السلام هما ابنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وإن كانت الآية المتقدمة التى استدل بها يحيى بن يعمر أيضا دليلا واضحا على ذلك.

ص: 327

باب : إن الحسين عليه السّلام أحب أهل الأرض إلى أهل السماء

[ أسد الغابة لابن الأثير ج 3 ص 234 ] فى ترجمة عبد اللّه بن عمرو ابن العاص ، روى بسنده عن اسماعيل بن رجاء عن أبيه قال : كنت فى مسجد الرسول صلى اللّه عليه وآله وسلم فى حلقة فيها أبو سعيد الخدرى وعبد اللّه ابن عمرو ، فمرّ بنا حسين بن على عليهما السلام فسلم فرد القوم السلام ، فسكت عبد اللّه حتى فرغوا رفع صوته وقال : وعليك السلام ورحمة اللّه وبركاته ، ثم أقبل على القوم فقال : ألا أخبركم بأحب أهل الأرض إلى أهل السماء؟ قالوا : بلى قال : هو هذا الماشى ما كلمنى كلمة منذ ليالى صفين ولأن يرضى عنى أحب إلي من أن يكون لى حمر النعم ، فقال أبو سعيد : ألا تعتذر اليه قال : بلى قال : فتواعدا أن يغدوا اليه قال : فغدوت معهما فاستأذن أبو سعيد فأذن له فدخل ثم استأذن لعبد اللّه فلم يزل به حتى أذن له ، فلما دخل قال أبو سعيد : يابن رسول اللّه إنك لما مررت بنا أمس - فأخبره بالذى كان من قول عبد اللّه ابن عمرو - فقال حسين عليه السّلام : أعلمت يا عبد اللّه أنى أحب أهل الأرض إلى أهل السماء؟ قال : إي ورب الكعبة ، قال : فما حملك على أن قاتلتنى وأبى يوم صفين

ص: 328

فو اللّه لأبى كان خيرا منى ، قال : أجل ولكن عمرو شكانى إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال : يا رسول اللّه إن عبد اللّه يقوم الليل ويصوم النهار فقال لى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : يا عبد اللّه صل ونم وصم وافطر وأطع عمرا قال : فلما كان يوم صفين أقسم عليّ فخرجت أما واللّه ما اخترطت سيفا ولا طعنت برمح ولا رميت بسهم قال : فكانه ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 186 ) وقال : أخرجه ابن عساكر ، وذكره الهيتمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 186 ) وقال : رواه الطبرانى فى الأوسط ( وفى ص 176 ) وقال : فمرّ الحسن بن على عليهما السلام ( إلى أن قال ) رواه البزار.

[ الإصابة لابن حجر ج 2 القسم 1 ص 15 ] قال : قال يونس بن أبى اسحاق عن الميزار بن حريب : بينما عبد اللّه بن عمر جالس فى ظل الكعبة إذ رأى الحسين عليه السّلام مقبلا فقال : هذا أحب أهل الأرض إلى أهل السماء اليوم ( أقول ) وذكره فى تهذيب التهذيب أيضا ( ج 2 ص 346 ) ولكن قال : بينما عبد اللّه بن عمرو بن العاص جالس ( إلى آخره ).

ص: 329

باب : إن الحسين عليه السّلام قال له عمر : انما أنبت ما ترى في رؤوسنا اللّه ثم أنتم

[ تاريخ بغداد للخطيب البغدادى ج 1 ص 141 ] روى بسنده عن عبيد بن حنين قال : حدثنى الحسين بن على عليهما السلام قال : أتيت عمر ابن الخطاب وهو على المنبر فصعدت اليه فقلت : إنزل عن منبر أبى واذهب إلى منبر أبيك ، فقال عمر : لم يكن لأبى منبر ، وأخذنى وأجلسنى معه فجعلت أقلب خنصر يدى فلما نزل انطلق بى إلى منزله فقال لى : من علمك فقلت : واللّه ما علمنيه أحد ، قال : يا بنى لو جعلت تغشانا قال : فأتيته يوما وهو خال بمعاوية وابن عمر بالباب فرجع ابن عمر ورجعت معه فلقينى بعد فقال : لم أرك فقلت : إنى جئت وأنت خال بمعاوية وابن عمر بالباب فرجع ابن عمر ورجعت معه فقال : أنت أحق بالاذن من ابن عمر وإنما أنبت ما ترى فى رؤوسنا اللّه ثم أنتم.

( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 7 ص 105 ) وقال : أخرجه ابن سعد ، وابن رامويه ، والخطيب ، وذكره ابن حجر أيضا فى صواعقه ( ص 107 ) ولكن قال : إن الحسن استأذن على عمر

ص: 330

وذكر القصة ( إلى أن قال ) فقال : - أى عمر - أنت أحق بالاذن منه وهل أنبت الشعر فى الرأس بعد اللّه إلا أنتم ، قال : وفى رواية له إذا جئت فلا تستأذن قال : أخرجه الدار قطنى.

ص: 331

باب : في شيء من جود الحسين عليه السّلام

[ الفخر الرازى فى تفسيره الكبير ] فى ذيل تفسير قوله تعالى : ( وَعَلَّمَ آدَمَ اَلْأَسْمٰاءَ كُلَّهٰا ) فى سورة البقرة ، قال : أعرابى قصد الحسين بن على عليهما السلام فسلم عليه وسأله حاجته وقال : سمعت جدك يقول : إذا سألتم حاجة فاسألوها من أربعة إما عربى شريف ، أو مولى كريم ، أو حامل القرآن أو صاحب وجه صبيح ، فأما العرب فشرفت بجدك ، وأما الكرم فدأبكم وسيرتكم ، وأما القرآن ففى بيوتكم نزل ، وأما الوجه الصبيح فانى سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : إذا أردتم أن تنظروا إلي فانظروا إلى الحسن والحسين ، فقال الحسين عليه السّلام : ما حاجتك؟ فكتبها على الأرض ، فقال الحسين عليه السّلام : سمعت أبى عليا عليه السّلام يقول : قيمة كل امرئ ما يحسنه ، وسمعت جدى يقول : المعروف بقدر المعرفة فأسألك عن ثلاث مسائل إن أحسنت فى جواب واحدة فلك ثلث ما عندى ، وإن أجبت عن اثنتين فلك ثلثا ما عندى ، وإن أجبت عن الثلاث فلك كل ما عندى وقد حمل إلي صرة مختومة من العراق ، فقال : سل ولا حول ولا قوة إلا باللّه فقال : أى الأعمال أفضل؟ قال الأعرابى : الإيمان باللّه ،

ص: 332

قال : فما نجاة العبد من الهلكة؟ قال : الثقة باللّه ، قال : فما يزين المرء؟ قال : علم معه حلم ، قال : فان أخطأه ذلك ، قال : فمال معه كرم ، قال : فان أخطأه ذلك ، قال : فقر معه صبر ، قال : فان أخطأه ذلك ، قال : فصاعقة تنزل من السماء فتحرقه فضحك الحسين عليه السّلام ورمى بالصرة اليه.

ص: 333

باب : في بعض كرامات الحسين عليه السّلام

[ طبقات ابن سعد ج 5 ص 107 ] روى بسنده عن أبى عون قال : لما خرج حسين بن على عليهما السلام من المدينة يريد مكة مرء بابن مطيع وهو يحفر بئره فقال له : أين فداك أبى وأمى؟ قال : أردت مكة وذكر له إنه كتب اليه شيعته بها فقال له ابن مطيع : فداك أبى وأمى متعنا بنفسك ولا تسر اليهم فأبى حسين عليه السلام فقال ابن مطيع : إن بئرى هذه قد رشحتها وهذا اليوم أوان ما خرج الينا فى الدلو شئ من ماء فلو دعوت اللّه لنا فيها بالبركة ، قال : هات من مائها فأتى من مائها فى الدلو فشرب منه ثم مضمض ثم رده فى البئر فأعذب وأمهى ( أقول ) وأمهى - أى كثر ماؤه.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 186 ] قال : وعن أبى هريرة قال : كان الحسين بن على عليهما السلام عند النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم وكان يحبه حبا شديدا فقال : أذهب إلى أمى فقلت : أذهب معه فجاءت برقة من السماء فمشى فى ضوئها حتى بلغ ، قال : رواه الطبرانى ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص 132 ) وقال :

ص: 334

كان الحسن ( أو الحسين ) وقال : فقلت : أذهب معه؟ فقال : لا ، قال : خرجه أبو سعيد.

ص: 335

باب : إن جبريل عليه السّلام أخبر النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم بقتل الحسين عليه السلام وأتاه بتربته

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 176 ] روى بسنده عن شداد بن عبد اللّه عن أم الفضل بنت الحارث ، إنها دخلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فقالت : يا رسول اللّه إنى رأيت حلما منكرا الليلة قال : وما هو؟ قالت : إنه شديد قال : وما هو؟ قالت : رأيت كأن قطعة من جسدك قطعت ووضعت فى حجرى ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : رأيت خيرا تلد فاطمة إن شاء اللّه غلاما فيكون فى حجرك ، فولدت فاطمة سلام اللّه عليها الحسين عليه السلام فكان فى حجرى كما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، فدخلت يوما على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فوضعته فى حجره ثم حانت منى التفاتة فاذا عينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم تهريقان من الدموع ، قالت : فقلت : يا نبى اللّه - بأبى أنت وأمى - مالك؟ قال : أتانى جبريل فأخبرنى إن أمتى ستقتل ابنى هذا فقلت : هذا؟ فقال : نعم ، وأتانى بتربة من تربته حمراء ، قال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ( أقول ) ورواه أيضا فى ( ص 179 ) مختصرا.

[ مستدرك الصحيحين ج 4 ص 398 ] روى بسنده عن عبد اللّه

ص: 336

بن وهب بن زمعة قال : أخبرتنى أم سلمة إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم اضطجع ذات ليلة للنوم فاستيقظ وهو خاثر (1) ثم اضطجع فرقد ، ثم استيقظ وهو خاثر دون ما رأيت به المرة الأولى ، ثم اضطجع فاستيقظ وفى يده تربة حمراء يقبلها ، فقلت : ما هذه التربة يا رسول اللّه؟ قال : أخبرنى جبريل عليه السّلام إن هذا يقتل بأرض العراق - للحسين - فقلت لجبريل : أرنى تربة الأرض التى يقتل بها فهذه تربتها ( قال ) هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص 148 ) وقال : خرجه ابن بنت منيع ، وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 7 ص 106 ) وقال : أخرجه الطبرانى.

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 3 ص 242 ] روى بسنده عن أنس ابن مالك إن ملك المطر استأذن ربه أن يأتى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فأذن له فقال لأم سلمة : إملكى علينا الباب لا يدخل علينا أحد ، قال : وجاء الحسين عليه السلام ليدخل فمنعته فوثب فدخل فجعل يقعد على ظهر النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم وعلى منكبه وعلى عاتقه ، قال : فقال الملك للنبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : أتحبه؟ قال : نعم ، قال : أما إن أمتك ستقتله وإن شئت أريتك المكان الذى يقتل فيه ، فضرب بيده فجاء بطينة حمراء فأخذتها أم سلمة فصرتها فى خمارها ، قال : قال ثابت - يعنى أحد رواة الحديث - بلغنا أنها كربلا ( أقول ) ورواه فى ( ص 265 ) أيضا باختلاف يسير ، وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص 147 ) وقال : خرجه البغوى فى معجمه ، وخرجه أبو حاتم فى صحيحه ( انتهى ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 7 ص 106 ) وقال : أخرجه أبو نعيم ، وذكره الهيتمى

ص: 337


1- خائر : بالخاء المعجمة ثم الألف بعدها الثاء المثلثة بعدها الراء - بصيغة اسم الفاعل - أى مضطرب.

أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 187 ) وقال : أخرجه أبو يعلى والبزار والطبرانى بأسانيد.

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل أيضا ج 6 ص 294 ] روى بسنده عن عائشة ( أو أم سلمة ) إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال لأحدهما : لقد دخل عليّ البيت ملك لم يدخل عليّ قبلها فقال لى : إن ابنك هذا حسين مقتول ، وإن شئت أريتك من تربة الأرض التى يقتل بها ، قال : فأخرج تربة حمراء.

[ ذخائر العقبى ص 147 ] قال : وعن أم سلمة قالت : كان جبريل عند النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم والحسين عليه السلام معه فبكى فتركته فذهب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال له جبريل : أتحبه يا محمد؟ قال : نعم ، قال : إن أمتك ستقتله ، وإن شئت أريتك من تربة الأرض التى يقتل بها ، فبسط جناحه إلى الأرض فأراه أرضا يقال لها كربلا قال : خرجه ابن بنت منيع.

[ الصواعق المحرقة لابن حجر ص 115 ] قال : وأخرج ابن سعد إنه صلى اللّه عليه وآله وسلم كان له مشربة درجتها فى حجرة عائشة يرقى اليها إذا أراد لقاء جبريل فرقى اليها وأمر عائشة أن لا يطلع اليها أحد فرقى حسين عليه السلام ولم تعلم به ، فقال جبريل عليه السلام من هذا؟ قال : ابنى فأخذه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فجعله على فخذه ، فقال جبريل ، ستقتله أمتك فقال صلى اللّه عليه وآله وسلم : ابنى؟ قال : نعم ، وإن شئت أخبرتك الأرض التى يقتل فيها ، فأشار جبريل بيده إلى الطف بالعراق فأخذ منها تربة حمراء فأراه إياها وقال : هذه من تربة مصرعه.

[ كنز العمال ج 6 ص 222 ] ولفظه : أخبرنى جبريل إن ابنى الحسين يقتل بعدى بأرض الطف وجاءنى بهذه التربة وأخبرنى إن فيها مضجعه قال : أخرجه الطبرانى عن عائشة.

ص: 338

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 223 ] ولفظه : إن جبرئيل أخبرنى إن ابنى الحسين يقتل وهذه تربة تلك الأرض ، قال : أخرجه الخليلى فى الإرشاد عن عائشة وأم سلمة معا - يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 223 ] ولفظه : إن جبريل أخبرنى إن ابنى هذا يقتل وإنه اشتد غضب اللّه على من يقتله ، قال : أخرجه ابن عساكر عن أم سلمة.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 223 ] ولفظه : إن جبريل أتانى وأخبرنى إن ابنى هذا تقتله أمتى ، فقلت : فأرنى تربته فأتانى بتربة حمراء قال : أخرجه أبو يعلى والطبرانى عن زينب بنت جحش.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 223 ] ولفظه : قام عندى جبريل من قبل فحدثنى إن الحسين يقتل بشط الفرات وقال : هل لك أن أشمك من تربته؟ قلت : نعم فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك عينى أن فاضتا ، ثم ذكر جمعا من أئمة الحديث أنهم قد أخرجوا هذا الخبر ورووه.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 223 ] ولفظه : يا عائشة ألا أعجبك؟ لقد دخل عليّ ملك آنفا ما دخل عليّ قط فقال : إن ابنى هذا مقتول ، وقال : إن شئت أريتك تربة يقتل فيها ، فتناول الملك يده فأرانى تربة حمراء ، قال : أخرجه الطبرانى عن عائشة.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 223 ] ولفظه : نعى إلى الحسين وأتيت بتربته وأخبرت بقاتله ، قال : أخرجه الديلمى عن معاذ - يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[ كنز العمال أيضا ج 7 ص 106 ] قال : عن المطلب بن عبد اللّه بن حنطب عن أم سلمة قالت : كان النبى صلى اللّه عليه وآله

ص: 339

وسلم جالسا ذات يوم فى بيتى فقال : لا يدخلن عليّ أحد ، فانتظرت فدخل الحسين عليه السلام فسمعت نشيج النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم يبكى فاذا الحسين عليه السلام فى حجره ( أو إلى جنبه ) يمسح رأسه وهو يبكى فقلت : واللّه ما علمت به حتى دخل قال النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : إن جبريل كان معنا فى البيت فقال : أتحبه؟ فقلت : نعم فقال : إن أمتك ستقتل هذا بأرض يقال لها كربلا ، فتناول جبريل من ترابها فأراه النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فلما أحيط بالحسين عليه الصلاة والسلام حين قتل قال : ما اسم هذه الأرض؟ قالوا : أرض كربلا ، قال : صدق رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أرض كرب وبلاء ، قال : أخرجه الطبرانى وأبو نعيم.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 106 ] قال : عن أم سلمة قالت : دخل الحسين عليه السلام على النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم وأنا جالسة على الباب فتطلعت فرأيت فى كف النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم شيئا يقلبه وهو نائم على بطنه فقلت : يا رسول اللّه تطلعت فرأيتك تقلب شيئا فى كفك والصبى نائم على بطنك ودموعك تسيل فقال : إن جبريل أتانى بالتربة التى يقتل عليها فأخبرنى إن أمتى يقتلونه ، قال : أخرجه ابن أبى شيبة.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 187 ] قال : وعن عائشة قالت : دخل الحسين بن على عليهما السلام على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وهو يوحى اليه فنزا على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وهو منكب وهو على ظهره فقال جبريل لرسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : أتحبه يا محمد؟ قال : ومالى لا أحب ابنى قال : فان أمتك ستقتله من بعدك ، فمد جبريل عليه السّلام بده فأتاه بتربة بيضاء فقال : فى هذه الأرض يقتل ابنك هذا ، واسمها الطف فلما ذهب جبريل عليه السلام من عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم خرج

ص: 340

رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم والتزمه فى يده يبكى فقال : يا عائشة إن جبريل أخبرنى إن ابنى حسين مقتول فى أرض الطف ، وإن أمتى ستفتن بعدى ، ثم خرج إلى أصحابه فيهم على عليه السلام وأبو بكر وعمر وحذيفة وعمار وأبو ذر وهو يبكى فقالوا : ما يبكيك يا رسول اللّه؟ فقال : أخبرنى جبريل إن ابنى الحسين يقتل بعدى بأرض الطف وجاءنى بهذه التربة وأخبرنى إن فيها مضجعه ، قال : رواه الطبرانى فى الكبير والأوسط باختصار كثير.

[ الهيثمى فى مجمعه أيضا ج 9 ص 188 ] قال : وعن زينب بنت جحش إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم كان نائما عندها وحسين عليه السلام يحبو فى البيت فغفلت عنه فحبا حتى أتى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فصعد على بطنه ( إلى أن قال ) قالت : ثم قام يصلى واحتضنه فكان إذا ركع وسجد وضعه وإذا قام حمله ، فلما جلس جعل يدعو ويرفع يديه ويقول ، فلما قضى الصلاة قلت : يا رسول اللّه لقد رأيتك تصنع اليوم شيئا ما رأيتك تصنعه قال : إن جبريل أتانى فأخبرنى إن ابنى يقتل ، قلت : فأرنى تربته إذا فأتانى بتربة حمراء قال : رواه الطبرانى باسنادين.

[ الهيثمى فى مجمعه أيضا ج 9 ص 189 ] قال : وعن أبى أمامة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لنسائه : لا تبكوا هذا الصبى - يعنى حسينا عليه السلام - قال : وكان يوم أم سلمة فنزل جبريل فدخل رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم الداخل وقال لأم سلمة : لا تدعى أحدا أن يدخل عليّ ، فجاء الحسين عليه السلام فلما نظر إلى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فى البيت أراد أن يدخل فأخذته أم سلمة فاحتضنته وجعلت تناغيه وتسكنه فلما اشتد فى البكاء خلت عنه ، فدخل حتى جلس فى حجر النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال جبريل عليه السلام للنبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : إن أمتك ستقتل

ص: 341

ابنك هذا ، فقال النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : يقتلونه وهم مؤمنون بى؟ قال : نعم يقتلونه ، فتناول جبريل تربة فقال : بمكان كذا وكذا ، فخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قد احتضن حسينا عليه السّلام كاسف البال مغموما فظنت أم سلمة أنه غضب من دخول الصبى عليه ، فقالت : يا نبى اللّه جعلت لك الفداء إنك قلت لنا : لا تبكوا هذا الصبى وأمرتنى أن لا أدع أحدا يدخل عليك فجاء فخليت عنه ، فلم يردّ عليها فخرج إلى أصحابه وهم جلوس فقال : إن أمتى يقتلون هذا ، وفى القوم أبو بكر وعمر فقالا : يا نبى اللّه وهم مؤمنون؟ قال : نعم وهذه تربته وأراهم إياها ، قال : رواه الطبرانى ( أقول ) ومعنى أنهم يقتلونه وهم مؤمنون - أى وهم مسلمون يشهدون أن لا إله إلا اللّه وأن محمدا رسول اللّه ليسوا فى الظاهر بيهود ولا نصارى.

[ الهيثمى فى مجمعه أيضا ج 9 ص 191 ] قال : وعن ابن عباس قال : كان الحسين عليه السلام جالسا فى حجر النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال جبريل : أتحبه؟ فقال : وكيف لا أحبه وهو ثمرة فؤادى؟ فقال : إن أمتك ستقتله ، ألا أريك من موضع قبره؟ فقبض قبضة فاذا تربة حمراء ، قال : رواه البزار.

ص: 342

باب : في اخبار علي عليه السّلام عن قتل الحسين عليه السّلام وعن موضع قتله

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 85 ] روى بسنده عن عبد اللّه ابن نجا عن أبيه إنه سار مع على عليه السلام - وكان صاحب مطهرته - فلما حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفين فنادى على عليه السلام : إصبر أبا عبد اللّه إصبر أبا عبد اللّه بشط الفرات ، قلت : وماذا؟ قال : دخلت على النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ذات يوم وعيناه تفيضان قلت : يا نبى اللّه أغضبك أحد ما شأن عينيك تفيضان؟ قال : بل قام من عندى جبريل فحدثنى إن الحسين يقتل بشط الفرات ، قال : فقال : هل لك إلى أن أشمك من تربته؟ قال : قلت : نعم ، فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك عينى أن فاضتا ( أقول ) ورواه ابن حجر أيضا فى تهذيب التهذيب ( ج 2 ص 347 ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 7 ص 105 ) وقال : أخرجه ابن أبى شيبة وأبو يعلى وسعيد بن منصور ( انتهى ) وذكره الهيتمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 187 ) وقال : أخرجه البزار والطبرانى ورجاله ثقات.

[ أسد الغابة ج 4 ص 169 ] فى ترجمة غرفة الأزدى ، قال :

ص: 343

روى عنه أبو صادق قال : وكان من أصحاب النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ومن أصحاب الصفة ، وهو الذى دعا له النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم أن يبارك له فى صفقته ، قال : دخلنى شك من شأن على عليه السلام فخرجت معه على شاطئ الفرات فعدل عن الطريق ووقف ووقفنا حوله فقال بيده : هذا موضع رواحلهم ومناخ ركابهم ومهراق دمائهم ، بأبى من لا ناصر له فى الأرض ولا فى السماء إلا اللّه ، فلما قتل الحسين عليه السلام خرجت حتى أتيت المكان الذى قتلوه فيه فاذا هو كما قال ما أخطأ شيئا ، قال : فاستغفرت اللّه مما كان منى من الشك وعلمت أن عليا عليه السلام لم يقدم إلا بما عهد اليه فيه.

[ كنز العمال ج 7 ص 106 ] قال : عن شيبان بن مخرم قال : إنى لمع على عليه السلام إذ أتى كربلاء فقال : يقتل فى هذا الموضع شهداء ليس مثلهم شهداء إلا شهداء بدر ، قال : أخرجه الطبرانى ( أقول ) وذكره الهيثمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 190 ).

[ كنز العمال أيضا ج 7 ص 110 ] ولفظه : عن على عليه السلام قال : ليقتلن الحسين قتلا ، وإنى لأعرف تربة الأرض التى بها يقتل قريبا من النهرين ، قال : أخرجه ابن أبى شيبة.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 191 ] قال : وعن أبى خيرة قال : صحبت عليا عليه السلام حتى أتى الكوفة فصعد المنبر فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال : كيف أنتم إذا نزل ذرية نبيكم بين ظهرانيكم؟ قالوا : إذا نبلى فى اللّه فيهم بلاء حسنا ، فقال : والذى نفسى بيده لينزلن بين ظهرانيكم ولتخرجن اليهم فلتقتلنهم ثم أقبل يقول : هم أوردوه بالغرور وغردوا أجيبوا دعاه لا نجاة ولا غدرا قال : رواه الطبرانى.

[ الصواعق المحرقة ص 115 ] قال : وروى الملا إن عليا عليه

ص: 344

السلام مرّ بقبر الحسين عليه السلام - يعنى بموضع قبره - فقال : هاهنا مناخ ركابهم وهاهنا موضع رحالهم ، وهاهنا مهراق دمائهم ، فتية من آل محمد ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) يقتلون بهذه العرصة ، تبكى عليهم السماء والأرض ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص 97 ) وقال : عن الأصبغ.

ص: 345

باب : في اخبار كعب عن قتل الحسين عليه السّلام

[ تهذيب التهذيب ج 2 ص 347 ] قال : وقال عمار الدهنى : مرّ علىّ عليه السلام على كعب فقال : يقتل من ولد هذا رجل فى عصابة لا يجف عرق خيولهم حتى يردوا على محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم ، فمرّ حسن عليه السلام فقالوا : هذا ، قال : لا ، فمرّ حسين عليه السلام فقالوا : هذا قال : نعم ( أقول ) وذكره الهيتمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 193 ) باختلاف يسير فى بعض الألفاظ ، وقال : رواه الطبرانى.

ص: 346

باب : في أمر النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بنصرة الحسين عليه السّلام

[ أسد الغابة لابن الأثير ج 1 ص 123 ] فى ترجمة أنس بن الحارث قال : روى حديثه أشعث بن سحيم عن أبيه عنه إنه سمع النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : إن ابنى هذا يقتل بأرض من أرض العراق فمن أدركه فلينصره ، فقتل مع الحسين عليه السّلام.

[ أسد الغابة أيضا ج 1 ص 349 ] فى ترجمة الحارث بن نبيه قال : روى أنس بن الحارث بن نبيه عن أبيه الحارث بن نبيه - وكان من أصحاب النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم من أهل الصفة - قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم والحسين عليه السلام فى حجره يقول : إن ابنى هذا يقتل فى أرض يقال لها : العراق فمن أدركه فلينصره ، فقتل أنس بن الحارث مع الحسين عليه السلام ( أقول ) وذكره ابن حجر أيضا فى إصابته ( ج 1 ص 68 ) فى ترجمة أنس بن الحارث ، وقال : إن ابنى هذا - يعنى الحسين - يقتل بأرض يقال لها : كربلا فمن شهد ذلك منكم فلينصره ، قال : فخرج أنس بن الحارث إلى كربلا فقتل بها مع الحسين عليه السلام ، وذكره المتقى أيضا فى كنز

ص: 347

العمال ( ج 6 ص 223 ) وقال : أخرجه البغوى وابن السكن والباوردى وابن مندة وابن عساكر عن أنس بن الحارث بن نبيه ( انتهى ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص 146 ) وقال : خرجه الملا فى سيرته.

ص: 348

باب : إن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم لعن المستحل من عترته ما حرم اللّه وأخبر أنهم سيلقون من بعده قتلا وتشريدا

[ أسد الغابة لابن الأثير ج 4 ص 107 ] ذكر حديثا عن عمرو بن شعواء اليافعى قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : سبعة لعنتهم وكل نبى مجاب الدعوة ، الزائد فى كتاب اللّه ، والمكذّب بقدر اللّه ، والمستحل حزمة اللّه ، والمستحل من عترتى ما حرم اللّه ، والتارك لسنتى ، والمستأثر بالفئ ، والمتجبر بسلطانه ليعز من أذل اللّه ويذل من أعز اللّه عز وجل ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 8 ص 192 ) وقال : أخرجه الطبرانى عن عمرو بن شعيب.

[ كنز العمال ج 8 ص 191 ] ولفظه : ستة لعنهم اللّه ولعنتهم وكل نبى مجاب ، الزائد فى كتاب اللّه ، والمكذّب بقدر اللّه ، والراغب عن سنتى إلى بدعة ، والمستحل من عترتى ما حرم اللّه ، والمتسلط على أمتى بالجبروت ليعز من أذل اللّه ويذل من أعز اللّه ، والمرتد أعرابيا بعد هجرته ، قال : أخرجه الدارقطنى ، والخطيب عن على عليه السلام - يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[ ميزان الاعتدال المذهبى ج 2 ص 119 ] ذكر حديثا صرح

ص: 349

بصحته عن عائشة إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : ستة لعنهم اللّه ولعنتهم وكل نبى مجاب الدعوة ، الزائد فى كتاب اللّه ، والمكذّب بقدر اللّه والمتسلط بالجبروت ليذل من أعز اللّه ، والمستحل لحرم اللّه ، ومن عترتى ما حرم اللّه ، والتارك لسنتى ( أقول ) ورواه الحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج 1 ص 36 وفى ج 4 ص 90 وفى ج 2 ص 525 ) عن علىّ بن الحسين عليهما السلام عن أبيه عن جده ، وذكره السيوطى أيضا فى الدر المنثور فى ذيل تفسير قوله تعالى : ( وَإِذْ قٰالَ إِبْرٰاهِيمُ رَبِّ اِجْعَلْ هٰذٰا بَلَداً آمِناً ) فى سورة البقرة وقال : أخرجه الأزرقى والطبرانى والبيهقى فى شعب الإيمان ( انتهى ) ورواه غير هؤلاء أيضا من أئمة الحديث.

[ الصواعق المحرقة لابن حجر ص 143 ] قال : وو ورد من سب أهل بيتى فانما يرتد عن اللّه وعن الإسلام ( إلى أن قال ) خمسة ( أو ستة ) لعنتهم وكل نبى مجاب ، الزائد فى كتاب اللّه ، والمكذّب بقدر اللّه ، والمستحل محارم اللّه والمستحل من عترتى ما حرم اللّه ، والتارك للسنة.

[ مستدرك الصحيحين ج 4 ص 464 ] روى بسنده عن عبد اللّه بن مسعود قال : أتينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فخرج الينا مستبشرا يعرف السرور فى وجهه ، فما سألناه عن شئ إلا أخبرناه ، ولا سكتنا إلا ابتدأنا حتى مرت فتية من بنى هاشم فيهم الحسن والحسين عليهما السلام فلما رآهم التزمهم وانهملت عيناه ، فقلنا : يا رسول اللّه ما نزال نرى فى وجهك شيئا نكرهه ، فقال : إنا أهل بيت اختار اللّه لنا الآخرة على الدنيا وإنه سيلقى أهل بيتى من بعدى تطريدا وتشريدا فى البلاد ، الحديث ( أقول ) ورواه ابن ماجة أيضا فى صحيحه فى ( ص 309 ) فى باب خروج المهدى ، وسيأتى تمامه إن شاء اللّه تعالى فى الخاتمة ، فى ذيل ما جاء فى المهدى عليه السّلام.

ص: 350

[ مستدرك الصحيحين ج 4 ص 487 ] روى بسنده عن أبى سعيد الخدرى قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : إن أهل بيتى سيلقون من بعدى من أمتى قتلا وتشريدا ، وإن أشد قومنا لنا بغضا بنو أمية وبنو المغيرة وبنو مخزوم ، قال : هذا حديث صحيح الإسناد ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 40 ) وقال : أخرجه نعيم بن حماد فى الفتن.

[ كنز العمال ج 6 ص 46 ] ولفظه : يجئ يوم القيامة المصحف والمسجد والعترة فيقول المصحف يا رب حرقونى ومزقونى ، ويقول المسجد : يا رب خربونى وعطلونى وضيعونى ، وتقول العترة : طردونا وقتلونا وشردونا ، وأجثو بركبتى للخصومة فيقول اللّه : ذلك إلى وأنا أولى بذلك قال : أخرجه الديلمى عن جابر وأحمد بن حنبل والطبرانى وسعيد بن منصور عن أبى أمامة.

[ ذخائر العقبى ص 17 ] قال : عن عبد اللّه قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : إنا أهل البيت اختار اللّه لنا الآخرة على الدنيا وإن أهل بيتى سيلقون بعدى أثرة وشدة وتطريدا فى البلاد حتى يأتى قوم من هاهنا وأشار بيده نحو المشرق أصحاب رايات سود ( الحديث ) وسيأتى تمامه إن شاء اللّه تعالى فى الخاتمة فى ذيل ما جاء فى المهدى عليه السّلام.

ص: 351

باب : ان اللّه قتل بيحيى سبعين الفا وبالحسين عليه السّلام ضعفه

[ مستدرك الصحيحين ج 2 ص 290 ] روى بسنده عن ابن عباس قال : أوحى اللّه إلى نبيكم إنى قتلت بيحيى بن زكريا سبعين الفا ، وإنى قاتل بابن بنتك سبعين الفا وسبعين الفا ( أقول ) ورواه فى ( ص 592 ) أيضا وفى ( ج 3 ص 178 ) أيضا ، وقال : هذا لفظ حديث الشافعى ، قال : وفى حديث القاضى أبى بكر بن كامل إنى قتلت على دم يحيى بن زكريا وإنى قاتل على دم ابن بنتك ، ثم قال : هذا حديث صحيح الإسناد ( انتهى ) وذكره السيوطى أيضا فى الدر المنثور فى ذيل تفسير قوله تعالى : ( وَحَنٰاناً مِنْ لَدُنّٰا وَزَكٰاةً وَكٰانَ تَقِيًّا ) فى سورة مريم ، وقال : أخرجه ابن عساكر عن ابن عباس.

[ تاريخ بغداد للخطيب البغدادى ج 1 ص 141 ] روى بسنده عن ابن عباس قال : أوحى اللّه تعالى إلى محمد ( صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ) إنى قد قتلت بيحيى بن زكريا سبعين الفا وإنى قاتل بابن ابنتك سبعين الفا وسبعين الفا ( أقول ) ورواه ابن حجر أيضا فى تهذيب التهذيب ( ج 2 ص 353 ).

ص: 352

[ ذخائر العقبى ص 150 ] قال : عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : إن جبريل أخبرنى إن اللّه عز وجل قتل بدم يحيى بن زكريا سبعين الفا وهو قاتل بدم ولدك الحسين سبعين الفا ، قال : خرجه الملا فى سيرته ( أقول ) والظاهر أن فى الرواية سقطا والصحيح ما تقدم فى رواية المستدرك والخطيب عن ابن عباس سبعين الفا وسبعين الفا.

ص: 353

باب : في وضع النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عند أم سلمة تربة الحسين عليه السّلام وقوله لها : إذا تحولت دما فاعلمي أن ابني قد قتل

[ تهذيب التهذيب لابن حجر ج 2 ص 347 ] قال : وعن عمر بن ثابت عن الأعمش عن شقيق عن أم سلمة قالت : كان الحسن والحسين عليهما السلام يلعبان بين يدى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى بيتى فنزل جبريل فقال : يا محمد إن أمتك تقتل ابنك هذا من بعدك ، وأوما بيده إلى الحسين عليه السلام ، فبكى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وضمه إلى صدره ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : وضعت عندك هذه التربة فشمها رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وقال : ريح كرب وبلاء ، وقال : يا أم سلمة إذا تحولت هذه التربة دما فاعلمى أن ابنى قد قتل فجعلتها أم سلمة فى قارورة ثم جعلت تنظر اليها كل يوم وتقول : إن يوما تحولين دما ليوم عظيم ، قال : وفى الباب عن عائشة وزينب بنت جحش وأم الفضل بنت الحارث وأبى أمامة وأنس بن الحارث وغيرهم ( أقول ) وذكره الهيتمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 189 ) وقال : رواه الطبرانى.

[ ذخائر العقبى ص 147 ] قال : وعنها - يعنى عن أم سلمة -

ص: 354

قالت : رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وهو يمسح رأس الحسين عليه السّلام ويبكى فقلت : ما بكاؤك؟ فقال : إن جبريل أخبرنى إن ابنى هذا يقتل بأرض يقال لها : كربلا ، قالت : ثم ناولنى كفا من تراب أحمر وقال : إن هذا من تربة الأرض التى يقتل بها فمتى صار دما فاعلمى أنه قد قتل ، قالت : أم سلمة فوضعت التراب فى قارورة عندى وكنت أقول : إن يوما يتحول فيه دما ليوم عظيم ، قال : خرجه الملا فى سيرته.

[ الصواعق المحرقة لابن حجر ص 115 ] قال : بعد نقل قصة أم سلمة والقارورة ( ما لفظه ) : وفى رواية عنها : فأصبته يوم قتل الحسين عليه السّلام وقد صار دما ( ثم قال ) وفى أخرى ثم قال : يعنى جبريل - ألا أريك تربة مقتله؟ فجاء بحصيات فجعلهن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى قارورة قالت أم سلمة : فلما كانت ليلة قتل الحسين عليه السلام سمعت قائلا يقول :

أيها القاتلون جهلا حسينا *** إبشروا بالعذاب والتذليل

قد لعنتم على لسان ابن داود *** وموسى وحامل الإنجيل

قالت : فبكيت وفتحت القارورة فاذا الحصيات قد جرت دما.

ص: 355

باب : في رؤيا أم سلمة عند قتل الحسين عليه السّلام

[ صحيح الترمذى ج 2 ص 306 ] فى مناقب الحسن والحسين عليهما السلام ، روى بسنده عن سلمى قالت : دخلت على أم سلمة وهى تبكى ، فقلت ما يبكيك؟ قالت : رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم - تعنى فى المنام - وعلى رأسه ولحيته التراب ، فقلت : ما لك يا رسول اللّه؟ قال : شهدت قتل الحسين آنفا ( أقول ) ورواه الحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج 4 ص 19 ) فى ذكر أم المؤمنين أم سلمة ، وذكره ابن حجر أيضا فى تهذيب التهذيب ( ج 2 ص 356 ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائر العقبى ( ص 148 ) وقال : خرجه البغوى فى الحسان.

ص: 356

باب : فى رؤيا ابن عباس عند قتل الحسين عليه السّلام

[ مستدرك الصحيحين ج 4 ص 397 ] فى كتاب تعبير الرؤيا ، روى بسنده عن عمار بن عمار عن ابن عباس قال : رأيت النبى صلى اللّه عليه وآله وسلّم فيما يرى النائم نصف النهار أشعث وأغبر معه قارورة فيها دم ، فقلت : يا نبى اللّه ما هذا؟ قال : هذا دم الحسين وأصحابه لم أزل التقطه منذ اليوم قال : فأحصى ذلك اليوم فوجدوه قتل قبل ذلك بيوم ، قال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ( أقول ) ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 1 ص 242 ) وقال : فحفظنا ذلك اليوم فوجدناه قتل ذلك اليوم ، ورواه بطريق آخر أيضا باختلاف يسير ، ورواه الخطيب البغدادى أيضا فى تاريخه ( ج 1 ص 142 ) وابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج 2 ص 22 ) وابن عبسبر أيضا فى استيعابه ( ج 1 ص 144 ) فى ترجمة الحسين بن على بن أبى طالب عليهما السلام ، وابن حجر أيضا فى إصابته ( ج 2 ص 17 ) ورواه غير هؤلاء أيضا من أئمة الحديث.

( ثم ) إن فى المقام رؤيا للشعبى لا بأس بذكرها فى خاتمة هذا

ص: 357

الباب وهى ما ذكره الهيتمى فى مجمعه ( ج 9 ص 195 ) قال : وعن الشعبى قال : رأيت فى النوم كأن رجالا من السماء نزلوا معهم حراب يتتبعون قتلة الحسين عليه السّلام فما لبث أن نزل المختار فقتلهم ، قال : رواه الطبرانى وإسناده حسن.

ص: 358

باب : في نوح الجن على الحسين عليه السّلام

[ الإصابة لابن حجر ج 2 ص 17 ] قال : وعن عمار عن أم سلمة سمعت الجن تنوح على الحسين بن على عليهما السلام ( أقول ) وذكره فى تهذيب التهذيب أيضا ( ج 2 ص 355 ) وذكره الهيتمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 199 ) وقال : رواه الطبرانى ورجاله رجال الصحيح ، وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص 150 ) وقال : خرجه ابن الضحاك.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 199 ] قال : وعن ميمونة قالت : سمعت الجن تنوح على الحسين بن على عليهما السلام ، قال : رواه الطبرانى ورجاله رجال الصحيح.

[ الهيثمى فى مجمعه أيضا ج 9 ص 199 ] قال : وعن أم سلمة قالت : ما سمعت نوح الجن منذ قبض النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم إلا الليلة وما أرى ابنى إلا قبض - تعنى الحسين عليه السلام - فقالت لجاريتها : أخرجى إسألى فأخبرت إنه قد قتل وإذا جنية تنوح :

ألا يا عين فاحتفلى بجهدى *** ومن يبكى على الشهداء بعدى

ص: 359

على رهط تقودهم المنايا *** إلى متجبر فى ملك عبد

قال : رواه الطبرانى ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص 150 ) ولم يذكر أبيات الجنية ، وقال : خرجه الملا فى سيرته :

[ الهيثمى فى مجمعه أيضا ج 9 ص 199 ] قال : وعن أبى جناب الكلبى

قال : حدثنى الجصاصون قالوا : كنا إذا خرجنا إلى الجبانة بالليل عند مقتل الحسين عليه السّلام سمعنا الجن ينوحون عليه ويقولون :

مسح الرسول جبينه *** فله بريق فى الخدود

أبواه من عليا قري *** ش جده خير الجدود

قال : رواه الطبرانى.

[ ذخائر العقبى ص 150 ] قال : عن أم سلمة قالت : لما قتل الحسين عليه السلام ناحت عليه الجن ومطرنا دما ، قال : خرجه ابن السرى.

ص: 360

باب : في الآيات التى ظهرت يوم قتل الحسين عليه السّلام وبعده

[ سنن البيهقى ج 3 ص 327 ] فى باب ما يستدل به على جواز اجتماع الخسوف مع العيد ، روى بسنده عن أبى قبيل قال : لما قتل الحسين بن علىّ عليهما السلام كسفت الشمس كسفة بدت الكواكب نصف النهار حتى ظننا أنها هى ( أقول ) وذكره الهيتمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 197 ) وقال : رواه الطبرانى وإسناده حسن.

[ تهذيب التهذيب ج 2 ص 354 ] قال : وقال خلف بن خليفة عن أبيه لما قتل الحسين عليه السّلام اسودت السماء وظهرت الكواكب نهارا.

[ الصواعق المحرقة لابن حجر ص 116 ] قال : وانكسفت الشمس حتى بدت الكواكب نصف النهار وظن الناس أن القيامة قد قامت.

[ الصواعق المحرقة لابن حجر ص 116 ] قال : وذكر أبو نعيم الحافظ فى كتاب دلائل النبوة عن نضرة الأزدية إنها قالت : لما قتل

ص: 361

الحسين ابن على عليهما السلام أمطرت السماء دما فأصبحنا وجبابنا 1 وجرارنا مملوة قال : وكذا روى في أحاديث غير هذه ( أقول ) وذكر بعد أسطر إن الثعلبى أيضا أخرج ذلك ( إلى أن قال ) وفى رواية : إنه مطر كالدم على البيوت والجدر بخراسان والشام والكوفة ، وإنه لما جئ برأس الحسين عليه السلام إلى دار عبيد اللّه بن زياد سالت حيطانها دما ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص 145 ) وقال : عن نضرة الأزدية.

[ ذخائر العقبى ص 145 ] قال : وعن جعفر بن سليمان قال : حدثنى خالتى أم سالم قالت : لما قتل الحسين عليه السّلام مطرنا مطرا كالدم على البيوت والجدر قالت : وبلغنى إنه كان بخراسان والشام والكوفة ، قال : خرجه ابن بنت منيع ، ثم قال : وعن أم سلمة قالت : لما قتل الحسين مطرنا دما ، قال : خرجه ابن السرى.

[ تفسير ابن جرير ج 25 ص 74 ] روى بسنده عن السدى قال : لما قتل الحسين بن على عليهما السلام بكت السماء عليه وبكاؤها حمرتها.

( السيوطى في الدر المنثور ] فى ذيل تفسير قوله تعالى : ( وَحَنٰاناً مِنْ لَدُنّٰا وَزَكٰاةً وَكٰانَ تَقِيًّا ) فى سورة مريم ، قال : وأخرج ابن عساكر عن قرة قال : ما بكت السماء على أحد إلا على يحيى بن زكريا والحسين بن على عليهما السلام ، وحمرتها بكاؤها.

[ السيوطى فى الدر المنثور أيضا ] فى ذيل تفسير قوله تعالى : ( فَمٰا بَكَتْ عَلَيْهِمُ اَلسَّمٰاءُ وَاَلْأَرْضُ ) فى سورة الدخان قال : وأخرج ابن أبى حاتم عن عبيد المكتب عن ابراهيم قال : ما بكت السماء منذ كانت الدنيا إلا على اثنين ( إلى أن قال ) وتدرى ما بكاء السماء؟ قال : لا ،

ص: 362

قال : تحمر وتصير وردة كالدهان ، إن يحيى بن زكريا لما قتل احمرت السماء وقطرت دما وإن حسين بن على عليهما السلام يوم قتل احمرت السماء ، قال : وأخرج ابن أبى حاتم عن زيد بن زياد قال : لما قتل الحسين احمرت آفاق السماء أربعة أشهر.

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج 2 ص 276 ] روى بسنده عن هشام عن محمد قال : لم تر هذه الحمرة التى فى آفاق السماء حتى قتل الحسين بن علىّ عليهما السلام ، الحديث ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 7 ص 111 ) وقال : عن محمد بن سيرين وقال : أخرجه ابن عساكر ( انتهى ) وذكره الهيتمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 197 ) وقال : رواه الطبرانى.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 1 ص 196 ] قال : وعن أم حكيم قالت : قتل الحسين عليه السلام وأنا يومئذ جويرية فمكثت السماء أياما مثل العلقة ، قال : رواه الطبرانى ورجاله إلى أم حكيم رجال الصحيح.

[ الهيثمى فى مجمعه أيضا ج 9 ص 197 ] قال : وعن جميل بن زيد قال : لما قتل الحسين عليه السلام احمرت السماء قلت : أى شئ تقول؟ قال : إن الكذاب منافق ، إن السماء احمرت حين قتل ، قال : رواه الطبرانى.

[ الصواعق المحرقة لابن حجر ص 116 ] قال : وأخرج عثمان بن أبى شيبة إن السماء مكثت بعد قتله سبعة أيام - يعنى بعد قتل الحسين عليه السّلام - ترى على الحيطان كأنها ملاحف معصفرة من شدة حمرتها وضربت الكواكب بعضها بعضا ( أقول ) وذكره الهيتمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 197 ) عن عيسى ابن الحارث الكندى ، وقال : رواه الطبرانى.

[ الصواعق المحرقة أيضا ص 116 ] قال : ونقل ابن الجوزى عن

ص: 363

ابن سيرين إن الدنيا اظلمت ثلاثة أيام ثم ظهرت الحمرة فى السماء ( إلى أن قال ) وأخرج الثعلبى إن السماء بكت وبكاؤها حمرتها ، قال : وقال غيره : احمرت آفاق السماء ستة أشهر بعد قتله ثم لا زالت الحمرة ترى بعد ذلك ، قال : وإن ابن سيرين قال : أخبرنا إن الحمرة التى مع الشفق لم تكن قبل قتل الحسين عليه السّلام قال : وذكر ابن سعد إن هذه الحمرة لم تر فى السماء قبل قتله ، قال : قال ابن الجوزى وحكمته أن غضبنا يؤثر حمرة الوجه والحق منزه عن الجسمية فأظهر تأثير غضبه على من قتل الحسين عليه السّلام بحمرة الأفق إظهارا لعظم الجناية.

[ تهذيب التهذيب لابن حجر ج 2 ص 354 ] قال : وقال ابن معين : حدثنا جرير ، حدثنا يزيد بن أبى زياد ، قال : قتل الحسين عليه السلام ولى أربع عشرة سنة وصار الورس (1) الذى فى عسكرهم رمادا ، واحمرت آفاق السماء ، ونحروا ناقة فى عسكرهم فكانوا يرون فى لحمها النيران ( ثم قال ) وقال الحميدى : عن ابن عيينة عن جدته أم أبيه قالت : لقد رأيت الورس عادت رمادا ، ولقد رأيت اللحم كأن فيه النار حين قتل الحسين عليه السلام.

[ تهذيب التهذيب أيضا ج 2 ص 354 ] قال : وقال يعقوب بن سفيان : حدثنا سليمان بن حرب ، حدثنا حماد بن زيد عن معمر ، قال : أول ما عرف الزهرى تكلم فى مجلس الوليد بن عبد الملك فقال الوليد : أيكم يعلم ما فعلت أحجار بيت المقدس يوم قتل الحسين عليه السلام؟ فقال الزهرى؟ بلغنى أنه لم يقلب حجر إلا وجد تحته دم عبيط.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 196 ] قال : وعن الزهرى قال : قال لى عبد الملك : أى واحد أنت إن أعلمتنى أى علامة كانت يوم قتل

ص: 364


1- الورس نبات كالسمسم.

الحسين عليه السلام ، فقال : قلت : لم ترفع حصاة ببيت المقدس إلا وجد تحتها دم عبيط ، فقال لى عبد الملك إنى وإياك فى هذا الحديث لقرينان ، قال : رواه الطبرانى ورجاله ثقات ( ثم قال ) وعن الزهرى قال : ما رفع بالشام حجر يوم قتل الحسين بن على عليهما السلام إلا عن دم ، قال : رواه الطبرانى ورجاله رجال الصحيح.

[ ذخائر العقبى ص 145 ] قال : وعن ابن شهاب قال : لما قتل الحسين عليه السلام لم يرفع أو لم يقلع حجر بالشام إلا عن دم ، قال : خرجه ابن السرى.

[ ذخائر العقبى أيضا ص 145 ] قال : وعن مروان مولى هند بنت المهلب قال : حدثنى بواب عبيد اللّه بن زياد إنه لما جئ برأس الحسين عليه السّلام بين يديه رأيت حيطان دار الإمارة تسايل دما ، قال : خرجه ابن بنت منيع.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 196 ] قال : وعن حاجب عبيد اللّه بن زياد قال : دخلت القصر خلف عبيد اللّه بن زياد حين قتل الحسين عليه السلام فاضطرم فى وجهه نارا فقال : هكذا بكمه على وجهه فقال : هل رأيت؟ قلت : نعم وأمرنى أن أكتم ذلك ، قال : رواه الطبرانى.

[ ذخائر العقبى ص 145 ] قال : وعن ابن لهيعة عن أبى قبيل قال : لما قتل الحسين بن على عليهما السلام بعث برأسه إلى يزيد فنزلوا أول مرحلة فجعلوا يشربون ويتحيون بالرأس فبينما هم كذلك إذ خرجت عليهم من الحائط يد معها قلم حديد فكتبت سطرا بدم :

أترجو أمة قتلت حسينا *** شفاعة جده يوم الحساب

فهربوا وتركوا الرأس قال : خرجه ابن منصور بن عمار ( أقول )

ص: 365

وذكره الهيتمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 199 ) وقال : رواه الطبرانى.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 199 ] قال : وعن إمام لبنى سليمان عن أشياخ له قال : غزونا الروم فنزلوا فى كنيسة من كنائسهم فقرؤا فى حجر مكتوب :

أترجو أمة قتلت حسينا

شفاعة جده يوم الحساب

فسألناهم منذ كم بنيت هذه الكنيسة؟ قالوا : قبل أن يبعث نبيكم بثلاثمائة سنة ، قال : رواه الطبرانى.

[ تهذيب التهذيب لابن حجر ج 2 ص 356 ] قال : وقال أبو الوليد بشر بن محمد التميمى : حدثنى أحمد بن محمد المصقلى ، حدثنى أبى قال : لما قتل الحسين بن على عليهما السلام سمع مناديا ينادى ليلا يسمع صوته ولم ير شخصه

عقرت ثمود ناقة فاستؤ صلوا *** وجرت سوانحهم بغير الأسعد

فبنو رسول اللّه أعظم حرمة *** وأجل من أم الفصيل المقعد

عجبا لهم لما أتوا لم يمسخوا *** واللّه يملى للطغاه الجحد

[ تهذيب التهذيب لابن حجر ج 2 ص 354 ] قال : وقال حماد بن زيد عن جميل بن مرة أصابوا إبلا فى عسكر الحسين عليه السلام يوم قتل فنحروها وطبخوها قال : فصارت مثل العلقم فما استطاعوا أن يسيغوا منها شيئا

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 196 ] قال : وعن دويد الجعفى عن أبيه قال : لما قتل الحسين عليه السلام انتهبت جزور من عسكره فلما طبخت إذا هى دم ، قال : رواه الطبرانى ورجاله ثقات.

[ الهيثمى فى مجمعه أيضا ج 9 ص 196 ] قال : وعن حميد الطحان قال : كنت فى خزاعة فجاؤا بشئ من تركة الحسين عليه السلام فقيل لهم : ننحر أو نبيع؟ قال : انحروا فجلست على جفنة فلما

ص: 366

جلست فارت نارا ، قال : رواه الطبرانى.

[ الصواعق المحرقة لابن حجر ص 119 ] قال : وكان مع أولئك الحرس - يعنى الحرس على الرأس - دنانير أخذوها من عسكر الحسين عليه السّلام ففتحوا أكياسها ليقتسموها فرأوها خزفا وعلى أحد جانبى كل منها ( وَلاٰ تَحْسَبَنَّ اَللّٰهَ غٰافِلاً عَمّٰا يَعْمَلُ اَلظّٰالِمُونَ ) وعلى الآخر ( وَسَيَعْلَمُ اَلَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ) .

[ الصواعق المحرقة أيضا ص 119 ] قال : ولما كانت الحرس على الرأس كلما نزلوا منزلا وضعوه على رمح وحرسوه فرآه راهب فى دير فسأل عنه فعرفوه به فقال : بئس القوم أنتم هل لكم فى عشرة آلاف دينار ويبيت الرأس عندى هذه الليلة؟ قالوا : نعم فأخذه وغسله وطيبه ووضعه على فخذه وقعد يبكى إلى الصبح ثم أسلم لأنه رأى نورا ساطعا من الرأس إلى عنان السماء ثم خرج عن الدير وما فيه وصار يخدم أهل البيت ( أقول ) وفى المقام كلام لرسول قيصر وكلام ليهودى فى مجلس يزيد يناسب ذكرهما فى هذا المقام ، قال ابن حجر فى صواعقه ( ص 119 ) : ولما أنزل ابن زياد رأس الحسين عليه السلام وأصحابه جهزها مع سبايا آل الحسين عليه السلام إلى يزيد ( إلى أن قال ) وقال سبط ابن الجوزى وغيره : المشهور إنه جمع أهل الشام وجعل ينكت الرأس بالخيزران ( إلى أن قال ) ولما فعل يزيد برأس الحسين عليه السلام ما مر كان عنده رسول قيصر فقال متعجبا : إن عندنا فى بعض الجزائر فى دير حافر حمار عيسى فنحن نحج اليه كل عام من الأقطار وننذر النذور ونعظمه كما تعظمون كعبتكم فأشهد إنكم على باطل ثم قال ابن حجر : وقال ذمى آخر : بينى وبين داود سبعون أبا وإن اليهود تعظمنى وتحترمنى وأنتم قتلتم ابن نبيكم.

[ فيض القدير للمناوى ج 1 ص 240 ] قال : وأخرج ابن خالويه عن الأعمش عن منهال بن عمرو الأسدى قال : واللّه أنا رأيت رأس

ص: 367

الحسين عليه السلام حين حمل وأنا بدمشق وبين يديه رجل يقرأ سورة الكهف حتى إذا بلغ قوله سبحانه وتعالى : ( أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحٰابَ اَلْكَهْفِ وَاَلرَّقِيمِ كٰانُوا مِنْ آيٰاتِنٰا عَجَباً ) فأنطق اللّه سبحانه وتعالى الرأس بلسان ذرب فقال : أعجب من أصحاب الكهف قتلى وحملى.

ص: 368

باب : في استجابة دعاء الحسين عليه السّلام على بعض مقاتليه

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 193 ] قال : وعن ابن وائل ( أو وائل بن علقمة ) إنه شهد ما هناك قال : قام رجل فقال : أفيكم حسين؟ قالوا : نعم قال : إبشر بالنار ، قال : أبشر برب رحيم وشفيع مطاع ، قال : من أنت؟ قال : أنا جويرة ( أو جويرة ) قال : اللّهم جزه إلى النار فنفرت به الدابة فتعلقت رجله فى الركاب ، قال : فو اللّه ما بقى عليها منه إلا رجله ، قال : رواه الطبرانى ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص 144 ) وقال : خرجه ابن بنت منيع.

[ ذخائر العقبى ص 144 ] قال : عن رجل من كليب قال : صاح الحسين بن على عليهما السلام أسقونا ماء فرماه رجل بسهم فشق شدقه (1) فقال : لا أرواك اللّه ، فعطش الرجل إلى أن رمى نفسه في الفرات حتى مات قال : خرجه الملا ( أقول ) وذكره الهيتمى أيضا فى

ص: 369


1- الشدق : بكسر الشين المعجمة وبفتحها - زاوية الفم من باطن الخدين.

مجمعه ( ج 9 ص 193 ) وقال : رواه الطبرانى.

[ ذخائر العقبى ص 144 ] قال : وعن العباس بن هشام بن محمد الكوفى عن أبيه عن جده قال : كان رجل يقال له : زرعة شهد قتل الحسين عليه السلام فرمى الحسين عليه السلام بسهم فأصاب حنكه ، وذلك إن الحسين عليه السلام دعا بماء ليشرب فرماه فحال بينه وبين الماء ، فقال : اللّهم اظمأه قال : فحدثنى من شهد موته وهو يصيح من الحر فى بطنه ومن البرد فى ظهره وبين يديه الثلج والمراوح وخلفه الكانون وهو يقول : أسقونى أهلكنى العطش فيؤتى بالعس (1) العظيم فيه السويق والماء واللبن لو شربه خمسة لكفاهم فيشربه ثم يعود فيقول : أسقونى أهلكنى العطش ، قال : فانقد (2) بطنه كانقداد البعير ، قال : خرجه ابن أبى الدنيا ( أقول ) وذكره ابن حجر أيضا فى صواعقه ( ص 118 ).

[ الصواعق المحرقة لابن حجر ص 118 ] قال : ولما منعوه - يعنى الحسين عليه السلام - وأصحابه الماء ثلاثا قال له بعضهم : أنظر اليه كأنه كبد السماء لا تذوق منه قطرة حتى تموت عطشا ، فقال له الحسين عليه السلام : اللّهم اقتله عطشا فلم يرو مع كثرة شربه للماء حتى مات عطشا.

ص: 370


1- العس : بضم العين والسين المشددة المهملنين - القدح أو الاناء الكبير.
2- انقد : انشق.

باب : في عقاب قتلة الحسين عليه السّلام ومبغضيه في الدنيا

[ الصواعق المحرقة لابن حجر ص 116 ] قال : وعن الزهرى لم يبق ممن قتله - يعنى قتل الحسين عليه السلام - إلا من عوقب فى الدنيا إما بقتل أو عمى أو سواد الوجه أو زوال الملك فى مدة يسيرة.

[ تهذيب التهذيب لابن حجر ج 2 ص 355 ] قال : قال ثعلب : حدثنا عمر بن شبة النميرى ، حدثنى عبيد بن جنادة ، أخبرنى عطاء بن مسلم قال : قال السدى : أتيت كربلاء أبيع البز فعمل لنا شيخ من بطى طعاما فتعشيناه عنده فذكرنا قتل الحسين عليه السلام فقلنا : ما شرك فى قتله أحد إلا مات بأسوأ ميتة ، فقال : ما أكذبكم يا أهل العراق فأنه ممن شرك فى ذلك فلم يبرح حتى دنا من المصباح وهو يتقد فنقط فذهب يخرج الفتيلة باصبعه فأخذت النار فيها فذهب يطفئها بريقه فأخذت النار فى لحيته فعدا فألقى نفسه فى الماء فرأيته كأنه حممة (1) ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص 145 ) وقال :

ص: 371


1- الحممة : بضم الحاء المهملة وميمين مفتوحتين ثم هاء - الفحم ، جمعه حمم.

خرجه ابن الجراح ، وذكره ابن حجر أيضا فى صواعقه ( ص 116 ) باختلاف فى اللفظ ، قال : وأخرج أبو الشيخ إن جمعا تذاكروا إنه ما من أحد أعان على قتل الحسين عليه السلام إلا أصابه بلاء قبل أن يموت فقال شيخ : أنا أعنت وما أصابنى شئ ، فقام ليصلح السراج فأخذته النار فجعل ينادى النار النار وانغمس فى الفرات ومع ذلك فلم يزل به حتى مات.

[ تهذيب التهذيب لابن حجر ج 2 ص 382 ] قال : قال على بن عاصم عن حصين : جاءنا قتل الحسين عليه السلام فمكثنا ثلاثا كأن وجوهنا طليت رمادا ، قلت : مثل من أنت يومئذ؟ قال : رجل مناهد ( أى مراهق ).

[ تهذيب التهذيب أيضا ج 2 ص 354 ] قال : قال قرة بن خالد السدوسى عن أبى رجاء العطاردى : لا تسبوا أهل هذا البيت فانه كان لنا جار من بلهجيم قدم علينا من الكوفة قال : أما ترون إلى هذا الفاسق ابن الفاسق قتله اللّه؟ فرماه اللّه بكوكبين فى عينيه فذهب بصره ( أقول ) وذكره الهيتمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 196 ) وقال : رواه الطبرانى ورجاله رجال الصحيح ( انتهى ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص 145 ) وقال : لا تسبوا عليا ولا أهل هذا البيت ( إلى آخره ) وقال : خرجه أحمد فى المناقب.

[ ذخائر العقبى ص 144 ] قال : وعن أبى معشر عن بعض مشيخته إن قاتل الحسين عليه السلام لما جاء إلى ابن زياد وحكى عليه كيفية قتله وما قال له الحسين عليه السلام اسود وجهه ( أقول ) وذكره فى ( ص 149 ) بنحو أبسط فقال : عن عبد ربه إن الحسين بن على عليهما السلام لما أرهقه القتال وأخذ السلاح قال : ألا تقبلون منى ما كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقبل من المشركين ( إلى أن قال ) فأخذ له رجل السلاح وقال : إبشر بالنار قال : أبشر إن شاء اللّه تعالى

ص: 372

برحمة ربى وشفاعة نبيي ، فقتل وجئ برأسه إلى بين يدى ابن زياد فنكته بقضيب ( إلى أن قال ) قال : أيكم قاتله؟ فقام رجل فقال : أنا قتلته ، فقال : ما قال لك؟ فأعاد الحديث فاسود وجهه.

[ الصواعق المحرقة لابن حجر ص 118 ] قال : ولما وضعت - يعنى رأس الحسين عليه السّلام - بين يدى عبيد اللّه بن زياد وأنشد قاتله :

إملأ ركابى فضة وذهبا *** فقد قتلت الملك المحجبا

ومن يصلّى القبلتين فى الصبا *** وخيرهم إذ يذكرون النسبا

قتلت خير الناس أما وأبا

فغضب ابن زياد من قوله وقال : إذا علمت ذلك فلم قتلته ، واللّه لا نلت منى خيرا ولألحقنك به ثم ضرب عنقه.

[ الصواعق المحرقة أيضا ص 117 ] قال : وحكى سبط ابن الجوزى عن الواقدى إن شيخا حضر قتله فقط - يعنى قتل الحسين عليه السّلام - من دون أن يقاتله - فعمى فسئل عن سبيه فقال : إنه رأى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلّم فى المنام حاسرا عن ذراعيه وبيده سيف وبين يديه نطع ورأى عشرة من قاتلى الحسين عليه السلام مذبوحين بين يديه ثم لعنه وسبه بتكثيره سوادهم ثم أكحله بمرود من دم الحسين عليه السلام فأصبح أعمى ( ثم قال ابن حجر ) وأخرج أيضا - يعنى سبط ابن الجوزى - إن شخصا منهم علق فى لبب فرسه رأس الحسين بن على عليهما السلام فرئي بعد أيام ووجهه أشد سوادا من القار فقيل له : إنك كنت أنضر العرب وجها ، فقال : ما مرت عليّ ليلة من حين حملت ذلك الرأس إلا وإثنان يأخذان بضبعى ثم ينتهيان بى إلى نار تؤجج فيدفعانى فيها وأنا أنكص فتسفعنى كما ترى ، ثم مات على أقبح حالة ( ثم قال ابن حجر ) وأخرج أيضا - يعنى سبط ابن الجوزى - إن شيخا رأى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فى النوم وبين يديه طشت فيها دم والناس يعرضون عليه فيلطخهم حتى انتهيت اليه فقلت : ما حضرت فقال لى : هويت فأومأ إلي باصبعه فأصبحت أعمى.

ص: 373

باب : في إن قاتل أهل البيت يحرم الجنة والكوثر جميعا

[ ذخائر العقبى ص 20 ] قال : عن على عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : إن اللّه حرم الجنة على من ظلم أهل بيتى أو قاتلهم أو أغار عليهم أو سبهم ( أقول ) وذكر الشبلنجى فى نور الأبصار فى ( ص 100 ) ما يقرب من ذلك فقال : وعن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلّم حرمت الجنة على من ظلم أهل بيتى وآذانى فى عترتى ( الحديث ).

[ كنز العمال ج 7 ص 273 ] قال : عن أنس قال : دخلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال : قد اعطيت الكوثر فقلت : يا رسول اللّه وما الكوثر؟ قال : نهر فى الجنة عرضه وطوله ما بين المشرق والمغرب لا يشرب منه أحد فيظمأ ، ولا يتوضأ منه أحد فيشعث أبدا لا يشربه إنسان أخفر ذمتى (1) ولا قتل أهل بيتى ، قال :

ص: 374


1- أخفر ذمتى أى نقض عهدى ولم يلتزم به.

أخرجه أبو نعيم ( أقول ) وذكره فى ( ص 223 ) أيضا باختلاف يسير ، وقال : أخرجه ابن مردويه عن أنس وفى ( ص 224 ) أيضا وقال : أخرجه الطبرانى عن أنس.

[ كنز العمال ج 7 ص 225 ] ولفظه : يا أنس إن اللّه تعالى أعطانى الكوثر الليلة طوله ستمائة عام ، وعرضه ما بين المشرق والمغرب ، لا يشرب منه أحد قبلى ولا يطعمه من خفر ذمتى ووتر عترتى وقتل أهل بيتى ، قال : أخرجه ابن عدى عن أنس.

[ السيوطى فى الدر المنثور ] فى تفسير سورة الكوثر ، قال : وأخرج ابن مردويه عن أنس قال : دخلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال : قد أعطيت الكوثر قلت : يا رسول اللّه ما الكوثر؟ قال : نهر في الجنة ( إلى أن قال ) لا يشرب منه من أخفر ذمتى ولا من قتل أهل بيتى.

ص: 375

باب : فيما جاء عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في ذم بني أمية عموما

[ مستدرك الصحيحين ج 4 ص 479 ] روى بطريقين عن راشد ابن سعد عن أبى ذر قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : إذا بلغت بنو أمية أربعين اتخذوا عباد اللّه خولا ، ومال اللّه نحلا وكتاب اللّه دغلا ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 29 ) وقال : ومال اللّه دخلا ، وقال : أخرجه ابن عساكر.

[ مستدرك الصحيحين أيضا ج 4 ص 480 ] روى بسنده عن أبى برزة الأسلمى قال : كان أبغض الأحياء إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم بنو أمية وبنو حنيفة وثقيف ، قال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ( أقول ) وذكره الهيتمى أيضا فى مجمعه ( ج 10 ص 71 ) وقال : رواه أبو يعلى.

[ مستدرك الصحيحين أيضا ج 4 ص 487 ] روى بسنده عن أبى سعيد الخدرى قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : إن أهل بيتى سيلقون من بعدى من أمتى قتلا وتشريدا ، وإن أشد قومنا لنا بغضا بنو أمية وبنو المغيرة وبنو مخزوم ، قال : هذا حديث صحيح

ص: 376

الإسناد ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 40 ) وقال : أخرجه نعيم بن حماد فى الفتن.

[ كنز العمال ج 6 ص 68 ] قال : عن بجالة قال : قلت لعمران بن حصين : حدثنى عن أبغض الناس إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : تكتم عليّ حتى أموت؟ قلت : نعم ، قال : بنو أمية وثقيف وبنو حذيفة قال : أخرجه نعيم بن حماد فى الفتن.

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج 6 ص 293 ] روى بسنده عن أبى عثمان النهدى عن عمران بن حصين قال : توفى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وهو يبغض ثلاث قبائل بنى حنيفة ، وبنى مخزوم ، وبنى أمية ، قال : ورواه هشام بن حسان عن عمران بن حصين.

[ كنز العمال ج 1 ص 252 ] قال : عن عمر بن الخطاب فى قوله : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى اَلَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اَللّٰهِ كُفْراً ) قال : هما الأفجران من قريش بنو المغيرة وبنو أمية ، قال : أخرجه ابن جرير وابن المنذر وابن مردويه.

[ كنز العمال أيضا ج 1 ص 252 ] عن على عليه السلام فى قوله ( أَلَمْ تَرَ إِلَى اَلَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اَللّٰهِ كُفْراً ) قال : هما الأفجران من قريش بنو أمية وبنو المغيرة ، فأما بنو المغيرة فقطع اللّه دابرهم يوم بدر ، وأما بنو أمية فمتعوا إلى حين ، قال : أخرجه ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والطبرانى فى الجامع الصغير.

( أقول ) وذكره السيوطى أيضا فى الدر المنثور فى تفسير الآية فى سورة ابراهيم وقال اخرجه الطبرانى فى الأوسط والحاكم وصححه ، قال : وأخرج ابن مردويه عن على عليه السلام إنه سئل عن ( اَلَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اَللّٰهِ كُفْراً ) قال : بنو أمية وبنو مخزوم رهط أبى جهل ( أقول ) وذكره المتقى أيضا بعينه فى كنز العمال ( ج 1 ص 252 ) وقال :

ص: 377

أخرجه ابن مردويه عن على عليه السلام.

[ الزمخشرى فى الكشاف ] فى تفسير قوله تعالى : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى اَلَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اَللّٰهِ كُفْراً ) فى سورة ابراهيم ، قال : عن عمرهم الأفجران من قريش بنو المغيرة وبنو أمية ، فأما بنو المغيرة فكفيتموهم يوم بدر ، وأما بنو أمية فمتعوا حتى حين ( أقول ) وذكره السيوطى أيضا فى الدر المنثور وقال : أخرجه البخارى فى تاريخه وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن عمر بن الخطاب.

[ كنز العمال ج 6 ص 91 ] قال : عن حمران بن جابر الحنفى - وكان أحد الوفد - قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : ويل لبنى أمية ثلاث مرات ، قال : أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.

[ كنز العمال أيضا ج 7 ص 142 ] قال : عن ابن مسعود قال : إن لكل دين آفة وآفة هذا الدين بنو أمية ، قال : أخرجه نعيم بن حماد فى الفتن.

[ كنز العمال أيضا ج 7 ص 171 ] قال : لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا ( إلى أن قال ) وشر قبائل العرب بنو أمية وبنو حنيفة والثقيف قال : أخرجه ابن أبى شيبة وابن عدى عن الزهرى ( أقول ) وذكره الذهبى أيضا فى ميزان الاعتدال ( ج 2 ص 181 ) وصحّحه وقال : عن ابن الزبير قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : لا تقوم الساعة ( إلى آخره ).

ص: 378

باب : فيما جاء في ذم مروان وولده وأبيه الحكم ابن أبي العاص

[ مستدرك الصحيحين ج 4 ص 480 ] روى بسنده عن أبى هريرة إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : إنى رأيت فى منامى كأن بنى الحكم بن أبى العاص ينزون على منبرى كما تنزو القردة قال : فما رئى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم مستجمعا ضاحكا حتى توفى ، قال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 40 ) باختلاف يسير ، وقال : أخرجه أبو يعلى والبيهقى فى الدلائل عن أبى هريرة وفى ( ص 90 ) وقال : أخرجه البيهقى فى الدلائل وابن عساكر وفى ( ص 90 ) ثانيا وقال : أخرجه أبو يعلى وابن عساكر.

[ الفخر الرازى فى تفسيره الكبير ] فى ذيل تفسير قوله تعالى : ( وَمٰا جَعَلْنَا اَلرُّؤْيَا اَلَّتِي أَرَيْنٰاكَ إِلاّٰ فِتْنَةً لِلنّٰاسِ وَاَلشَّجَرَةَ اَلْمَلْعُونَةَ فِي اَلْقُرْآنِ ) فى سورة بنى إسرائيل قال : واختلفوا فى هذه الشجرة ( إلى أن قال ) القول الثانى قال ابن عباس : الشجرة بنو أمية - يعنى الحكم بن أبى العاص ، قال : ورأى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى المنام

ص: 379

أن ولد مروان يتداولون منبره فقص رؤياه على أبى بكر وعمر وقد خلا فى بيته معهما فلما تفرقوا سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم الحكم يخبر برؤيا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فاشتد ذلك عليه واتهم عمر فى إفشاء سره ثم ظهر أن الحكم كان يتسمع اليهم فنفاه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ( إلى أن قال ) ومما يؤكد هذا التأويل قول عائشة لمروان : لعن اللّه أباك وأنت فى صلبه فأنت بعض من لعنه اللّه.

[ السيوطى فى الدر المنثور ] فى ذيل تفسير قوله تعالى : ( وَمٰا جَعَلْنَا اَلرُّؤْيَا اَلَّتِي أَرَيْنٰاكَ إِلاّٰ فِتْنَةً لِلنّٰاسِ وَاَلشَّجَرَةَ اَلْمَلْعُونَةَ فِي اَلْقُرْآنِ ) فى سوره الأسرى ، قال : وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عمر إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : رأيت ولد الحكم بن أبى العاص على المنابر كأنهم القردة وأنزل اللّه فى ذلك ( وَمٰا جَعَلْنَا اَلرُّؤْيَا اَلَّتِي أَرَيْنٰاكَ إِلاّٰ فِتْنَةً لِلنّٰاسِ وَاَلشَّجَرَةَ اَلْمَلْعُونَةَ ) يعنى الحكم وولده.

( وقال أيضا ) وأخرج ابن مردويه عن عائشة إنها قالت لمروان بن الحكم : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول لأبيك وجدك : إنكم الشجرة الملعونة.

[ مستدرك الصحيحين ج 4 ص 479 ] روى بسنده عن عبد الرحمن ابن عوف قال : كان لا يولد لأحد مولود إلا أتى به النبى صلى اللّه عليه وآله وسلّم فدعا له فأدخل عليه مروان بن الحكم فقال : هو الوزغ ابن الوزغ الملعون ابن الملعون ، قال : هذا حديث صحيح الإسناد.

[ مستدرك الصحيحين أيضا ج 4 ص 481 ] روى بسنده عن محمد ابن زياد قال : لما بايع معاوية لابنه يزيد قال مروان : سنة أبى بكر وعمر فقال عبد الرحمن بن أبى بكر : سنة هرقل وقيصر ، فقال : أنزل

ص: 380

اللّه فيك ( وَاَلَّذِي قٰالَ لِوٰالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمٰا ) الآية ، قال : فبلغ عائشة فقالت : كذب واللّه ما هو به ولكن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لعن أبا مروان ومروان فى صلبه ، فمروان قصص من لعنه اللّه عز وجل ، قال : هذا حديث صحيح على شرط الصحيحين ( أقول ) وذكره السيوطى أيضا فى الدر المنثور فى تفسير قوله تعالى : ( وَاَلَّذِي قٰالَ لِوٰالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمٰا ) فى سورة الأحقاف وقال : أخرجه عبد بن حميد والنسائى وابن المنذر وابن مردويه عن محمد بن زياد وقال : فضفض من لعنه اللّه.

[ مستدرك الصحيحين أيضا ج 4 ص 481 ] روى بسنده عن عمرو ابن مرة الجهنى - وكانت له صحبة - إن الحكم بن أبى العاص استأذن على النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فعرف النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم صوته وكلامه فقال : إئذنوا له عليه لعنة اللّه وعلى من يخرج من صلبه إلا المؤمن منهم وقليل ما هم ، يشرفون فى الدنيا ويوضعون فى الآخرة ، ذو مكر وخديعة ، يعطون فى الدنيا وما لهم فى الآخرة من خلاق ، قال : هذا حديث صحيح الإسناد ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 89 ) وقال : أخرجه أبو يعلى والطبرانى والبيهقى وابن عساكر.

[ مستدرك الصحيحين أيضا ج 4 ص 481 ] روى بسنده عن عبد اللّه ابن الزبير إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لعن الحكم وولده ، قال : هذا حديث صحيح الإسناد ( ثم قال ) ليعلم طالب العلم أن هذا باب لم أذكر فيه ثلث ما روي وأن أول الفتن فى هذه الأمة فتنتهم ، ولم يسعنى فيما بينى وبين اللّه تعالى أن أخلى الكتاب من ذكرهم.

[ كنز العمال ج 6 ص 90 ] ذكر حديثا عن يحيى النخعى قال : فيه فغضب الحسن عليه السلام وقال - يعنى لمروان - أقلت : أهل بيت

ص: 381

ملعونون فو اللّه لقد لعنك اللّه على لسان نبيه صلى اللّه عليه وآله وسلم وأنت فى صلب أبيك قال : أخرجه ابن سعد وأبو يعلى وابن عساكر.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 90 ] قال : عن زهير بن الأرقم قال : كان الحكم بن أبى العاص يجلس إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وينقل حديثه إلى قريش فلعنه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وما يخرج من صلبه إلى يوم القيامة قال : أخرجه ابن عساكر.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 90 ] قال : عن عبد اللّه بن الزبير قال وهو على المنبر : ورب هذا البيت الحرام والبلد الحرام إن الحكم بن أبى العاص وولده ملعونون على لسان محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم ، قال : أخرجه ابن عساكر.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 90 ] قال : عن ابن الزبير إنه قال وهو يطوف بالكعبة : ورب هذه البينة لعن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم الحكم وما ولد ، قال : أخرجه ابن عساكر.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 90 ] قال : عن عبد اللّه بن الزبير قال : أشهد لسمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يلعن الحكم وما ولد قال : أخرجه ابن عساكر.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 90 ] قال : عن ابن الزبير قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : ولد الحكم ملعونون قال : أخرجه ابن عساكر. ( أقول ) وذكره المناوى ايضا فى كنوز الحقائق ص 163 وقال اخرجه الطبرانى.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 91 ] قال : عن محمد بن كعب القرظى قال : لعن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم الحكم وما ولد إلا الصالحين وهم قليل ، قال : أخرجه عبد الرزاق فى الجامع.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 90 ] قال : عن عائشة قالت : كان

ص: 382

النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فى حجرته فسمع حسا فاستنكره فذهبوا فنظروا فاذا الحكم كان يطلع على النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فلعنه النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم وما فى صلبه ونفاه عاما ، قال : أخرجه ابن عساكر.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 1 ص 112 ] قال : وعن عبد اللّه بن عمرو قال : كنا جلوسا عند النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم وقد ذهب عمرو بن العاص يلبس ثيابه ليلحقنى فقال ونحن عنده : ليدخلن عليكم رجل لعين فو اللّه ما زلت وجلا خارجا وداخلا حتى دخل فلان - يعنى الحكم - قال : رواه أحمد.

[ مستدرك الصحيحين ج 4 ص 479 ] روى بسنده عن حلام بن جذل الغفارى قال : سمعت أبا ذر جندب بن جنادة الغفارى يقول : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : إذا بلغ بنو أبى العاص ثلاثين رجلا اتخذوا مال اللّه دولا ، وعباد اللّه خولا ، ودين اللّه دغلا ، قال حلام : فأنكر ذلك على أبى ذر فشهد على بن أبى طالب عليه السّلام أنى سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذى لهجة أصدق من أبى ذر ، وأشهد أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم قاله ، قال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم.

[ مستدرك الصحيحين أيضا ج 4 ص 480 ] روى بطريقين عن أبى سعيد الخدرى قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : إذا بلغ بنو أبى العاص ثلاثين رجلا اتخذوا دين اللّه دغلا ، وعباد اللّه خولا ومال اللّه دولا ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 29 وص 39 ) وقال : أخرجه أحمد بن حنبل وأبو يعلى والطبرانى عن أبى سعيد وأبو يعلى عن أبى هريرة ( وص 90 ) وقال : أخرجه أبو يعلى وابن عساكر عن أبى هريرة.

ص: 383

[ كنز العمال ج 6 ص 39 ] ولفظه : إذا بلغ بنو الحكم ثلاثين رجلا اتخذوا مال اللّه بينهم دولا ، وعباد اللّه خولا ، وكتاب اللّه دغلا ، فاذا بلغوا تسعة وتسعين وأربعمائة كان هلاكهم أسرع من لوك تمرة ، قال : أخرجه الطبرانى والبيهقى عن معاوية وابن عباس ( أقول ) وذكره فى ( ص 91 ) بنحو أبسط ، فقال : عن ابن موهب إن معاوية بينا هو جالس وعنده ابن عباس إذ دخل عليهم مروان بن الحكم فى حاجة فقال : إقض حاجتى يا أمير المؤمنين فو اللّه إن مؤنتى لعظيمة وإنى أبو عشرة وعم عشرة وأخو عشرة ، فلما أدبر قال معاوية لابن عباس : أما تعلم أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : إذا بلغ بنو الحكم ثلاثين رجلا اتخذوا مال اللّه دولا ، وعباده خولا وكتابه دخلا ، فاذا بلغوا تسعة وتسعين وأربعمائة كان هلاكهم أسرع من لوك التمرة ( وفى لفظ لوك تمرة ) قال ابن عباس : اللّهم نعم ، ثم إن مروان ردّ عبد الملك إلى معاوية فى حاجة فلما أدبر عبد الملك قال معاوية : أنشدك باللّه يابن عباس أما تعلم أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ذكر هذا فقال : أبو الجبابرة الأربعة؟ قال : اللّهم نعم ، قال : أخرجه البيهقى فى الدلائل وابن عساكر.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 40 ] قال - يعنى جبير بن مطعم - كنا مع النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فمر الحكم بن أبى العاص فقال : ويل لأمتى مما فى صلب هذا ، قال : أخرجه ابن نجيب فى جزئه وابن عساكر عن نافع ابن جبير بن مطعم عن أبيه.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 40 ] قال : اتي النبى صلى اللّه عليه وآله وسلّم بمروان بن الحكم وهو مولود ليحنكه فلم يفعل وقال : ويل لأمتى من هذا وولد هذا.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 39 ] ولفظه : إن هذا سيخالف كتاب اللّه وسنة نبيه وسيخرج من صلبه فتن يبلغ دخانها السماء وبعضكم

ص: 384

يومئذ شيعته - يعنى الحكم بن أبى العاص - قال : أخرجه الدارقطنى فى الأفراد عن ابن عمر ( أقول ) وذكره فى ( ص 40 ) أيضا ، وقال : أخرجه الطبرانى عن ابن عمر ( وفى ص 90 ) أيضا بنحو أبسط فقال : عن ابن عمر قال : هجرت الرواح إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فجاء أبو الحسن فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أدن فلم يزل يدنيه حتى التقم أذنيه فبينما النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم يساره إذ رفع رأسه كالفزع ، قال : فدعّ (1) الحكم بسيفه الباب فقال لعلى عليه السلام : إذهب فقده كما تقاد الشاة إلى حالبها فاذا على عليه السلام يدخل الحكم بن أبى العاص آخذا بأذنه لها زنمة (2) حتى أوقفه بين يدى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فلعنه نبى اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ثلاثا ثم قال : أحله ناحية حتى راح اليه قوم من المهاجرين ثم دعا به فلعنه ثم قال : إن هذا سيخالف كتاب اللّه وسنة نبيه صلى اللّه عليه وآله وسلم وسيخرج من صلبه فتن يبلغ دخانها السماء ، فقال ناس من القوم : هو أقل وأذل من أن يكون هذا منه ، قال : بلى وبعضكم يومئذ شيعته ، قال : أخرجه الدارقطنى فى الأفراد وابن عساكر.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 90 ] قال : عن عبد الرحمن بن أبى بكر قال : كان الحكم جالسا عند النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم وراءه فاذا حدّث النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم بشئ حرّك رأسه بأن لا ، وفى لفظ قال : هكذا يكلح (3) بوجهه فقال له النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : أنت هكذا فما زال يختلج حتى مات ، قال : أخرجه

ص: 385


1- دع الباب : أى دفعه دفعا عنيفا وبجفوة.
2- الزنمة : بالزاى المفتوحة ثم النون والميم المفتوحتين ثم الهاء - ما يقطع من أذن البعير أو الشاة فيترك معلقا.
3- كلح يكلح عبس وتكشر.

أبو نعيم وابن عساكر.

[ السيوطى فى الدر المنثور ] فى ذيل تفسير قوله تعالى : ( وَلاٰ تُطِعْ كُلَّ حَلاّٰفٍ مَهِينٍ ) فى سورة ن والقلم ، قال : أخرج ابن مردويه عن أبى عثمان النهدى قال : قال مروان بن الحكم : لما بايع الناس ليزيد سنة أبى بكر وعمر فقال عبد الرحمن بن أبى بكر : إنها ليست بسنة أبى بكر وعمر ولكنها سنة هرقل ، فقال مروان : هذا الذى أنزلت فيه ( وَاَلَّذِي قٰالَ لِوٰالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمٰا ) قال : فسمعت ذلك عائشة فقال : إنها لم تنزل فى عبد الرحمن ولكن نزلت فى أبيك ( وَلاٰ تُطِعْ كُلَّ حَلاّٰفٍ مَهِينٍ هَمّٰازٍ مَشّٰاءٍ بِنَمِيمٍ ).

ص: 386

باب : فيما جاء في ذم يزيد بن معاوية وعبيد اللّه بن زياد وعمر بن سعد وشمر بن ذي الجوشن

[ صحيح البخارى ج 9 ] كتاب الفتن باب قول النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : هلاك أمتى على يدى أغيلمة سفهاء ، « حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عمرو بن يحيى بن سعيد بن عمر بن سعيد ، قال : أخبرنى جدى ، قال : كنت جالسا مع أبى هريرة فى مسجد النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم بالمدينة ومعنا مروان ، قال أبو هريرة : سمعت الصادق المصدوق يقول : هلكة أمتى على يدى غلمة من قريش ، فقال مروان : لعنة اللّه عليهم غلمة فقال أبو هريرة : لو شئت أن أقول بنى فلان وبنى فلان لفعلت ، فكنت أخرج مع جدى إلى بنى مروان حين ملكوا بالشام فاذا رآهم غلمانا أحداثا قال لنا : عسى هؤلاء أن يكونوا منهم ، قلنا : أنت أعلم ».

يقول الشارح ابن حجر العسقلانى فى فتح البارى : ( ج 13 - ص 7 وص 8 ) : إن أبا هريرة كان يمشى فى السوق ويقول : اللّهم لا تدركنى سنة ستين ولا إمارة الصبيان ( قال الشارح ) : وفى هذا إشارة إلى أن أول الأغيلمة كان فى سنة ستين ، وهو كذلك فان يزيد بن

ص: 387

معاوية استخلف فيها وبقى إلى سنة 64 ه فمات ثم ولي ولده معاوية ومات بعد أشهر ( وقال الشارح أيضا ) : إن أول هؤلاء الغلمان يزيد كما دل عليه قول أبى هريرة سنة ستين وإمارة الصبيان ( ثم قال الشارح ) : تنبيه ، يتعجب من لعن مروان الغلمة المذكورين مع أن الظاهر أنهم من ولده ، فكأن اللّه تعالى أجرى ذلك على لسانه ليكون أشد فى الحجة عليهم لعلهم يتعظون ، وقد وردت أحاديث فى لعن الحكم والد مروان وما ولد أخرجها الطبرانى وغيره غالبها فيه مقال وبعضها جيد.

[ كنز العمال ج 6 ص 39 ] ولفظه : أنا محمد النبى أوتيت فواتح الكلام وخواتيمه فأطيعونى ما دمت بين أظهركم ( إلى أن قال ) قال : يزيد لا بارك اللّه فى يزيد نعى إلي الحسين واوتيت بتربته وأخبرت بقاتله ، والذى نفسى بيده لا يقتل بين ظهرانى قوم لا يمنعونه إلا خالف اللّه بين صدورهم وقلوبهم وسلط عليهم شرارهم وألبسهم شيعا ، واها لفراخ آل محمد من خليفة مستخلف مترف يقتل خلفى وخلف الخلف ( الحديث ) قال : أخرجه الطبرانى عن معاذ ( أقول ) وذكره الهيتمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 189 ) قال : وعن معاذ بن جبل قال خرج علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم متغير اللون فقال : أنا محمد أوتيت فواتح الكلام وخواتمه ( إلى أن قال ) تناسخت النبوة فصارت ملكا رحم اللّه من أخذها بحقها وخرج منها كما دخلها أمسك يا معاذ وأحص قال : فلما بلغت خمسا قال : يزيد لا بارك اللّه فى يزيد ثم ذرفت عيناه ثم قال : نعى إلى حسين ( وساق الحديث كما تقدم ) وقال أيضا : رواه الطبرانى ( انتهى ) وذكره المناوى أيضا فى فيض القدير باختصار وقال فى المتن : أخرجه ابن عساكر عن سلمة بن الأكوع ، وقال فى الشرح : ورواه عنه أبو نعيم والديلمى.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 223 ] ولفظه : لا بارك اللّه فى يزيد

ص: 388

الطعان اللعان أما إنه نعى إلي حبيبى حسين وأتيت بتربته ورأيت قاتله ، أما إنه لا يقتل بين ظهرانى قوم فلا ينصروه إلا عمم بعقاب ، قال : أخرجه ابن عساكر عن ابن عمر.

[ الصواعق المحرقة ص 132 ] قال : وأخرج الرويانى فى مسنده عن أبى الدرداء قال : سمعت النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : أول من يبدل سنتى رجل من بنى أمية يقال له يزيد.

[ الصواعق المحرقة أيضا ص 132 ] قال : وأخرج الواقدى من طرق إن عبد اللّه بن حنظلة بن الغسيل قال : واللّه ما خرجنا على يزيد حتى خفنا أن نرمى بالحجارة من السماء إنه رجل ينكح أمهات الأولاد والبنات والأخوات ويشرب الخمر ويدع الصلاة ، قال : وقال الذهبى : ولما فعل يزيد بأهل المدينة ما فعل مع شربه الخمر وإتيانه المنكرات اشتد عليه الناس وخرج عليه غير واحد ولم يبارك اللّه فى عمره ( أقول ) وذكره ابن سعد أيضا فى طبقاته ( ج 5 ص 47 ) فروى عن غير واحد إنهم قالوا : لما وثب أهل المدينة ليالى الحرة فأخرجوا بنى أمية عن المدينة وأظهروا عيب يزيد بن معاوية وخلافته أجمعوا على عبد اللّه بن حنظلة فأسندوا أمرهم اليه فبايعهم على الموت وقال : يا قوم اتقوا اللّه وحده لا شريك له فو اللّه ما خرجنا على يزيد حتى خفنا أن نرمى بالحجارة من السماء ، إن رجلا ينكح الأمهات والبنات والأخوات ويشرب الخمر ويدع الصلاة ، واللّه لو لم يكن معى أحد من الناس لأبليت اللّه فيه بلاء حسنا ، فتواثب الناس يومئذ يبايعون من كل النواحى ( الحديث ).

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 522 ] روى بسنده عن عثمان بن زياد الأشجعى قال : كان معقل بن سنان الأشجعى قد صحب النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم وحمل لواء قومه يوم الفتح ( إلى أن قال ) فاجتمع معقل بن سنان ومسلم بن عقبة الذى يعرف بمسرف ، فقال معقل لمسرف وقد كان آنسه وحادثه إلى أن ذكر معقل يزيد بن معاوية

ص: 389

فقال معقل : إنى خرجت كرها لبيعة هذا الرجل وقد كان من القضاء والقدر خروجى اليه ، هو رجل يشرب الخمر ويزنى بالحرم ، ثم نال منه وذكر خصالا كانت فيه ( الحديث ).

[ صحيح الترمذى ج 2 ص 307 ] فى مناقب الحسن والحسين عليهما السلام روى بسنده عن عمارة بن عمير قال : لما جئ برأس عبيد اللّه بن زياد وأصحابه نضدت فى المسجد فى الرحبة فانتهيت اليهم وهم يقولون : قد جاءت قد جاءت فاذا حية قد جاءت تخلل الرؤوس حتى دخلت فى منخرى عبيد اللّه ابن زياد فمكشت هنيهة ثم خرجت فذهبت حتى تغيبت ، ثم قالوا : قد جاءت قد جاءت فاذا حية قد جاءت تخلل الرؤوس حتى دخلت فى منخرى عبيد اللّه ابن زياد فمكثت هنيهة ثم خرجت فذهبت حتى تغيبت ، ثم قالوا : قد جاءت قد جاءت ففعلت ذلك مرتين أو ثلاثا.

[ تاريخ بغداد للخطيب البغدادى ج 4 ص 300 ] روى بسنده عن عمارة بن عمير قال : لما قتل عبيد اللّه بن زياد أتى برأسه ورؤوس أصحابه فألقيت فى الرحبة فقام الناس اليها فبينا هم كذلك إذ جاءت حية عظيمة فتفرق الناس من فزعها فجاءت تخلل الرؤوس حتى دخلت فى منخرى عبيد اللّه بن زياد ثم خرجت من فيه ثم دخلت من فيه وخرجت من أنفه ، ففعلت ذلك به مرارا ثم ذهبت ثم عادت ففعلت به مثل ذلك مرارا ، فجعل الناس يقولون : قد جاءت قد جاءت قد ذهبت قد ذهبت لا يدرى من أين جاءت ولا أين ذهبت.

[ كنز العمال ج 7 ص 111 ] قال : عن ابن سيرين عن بعض أصحابه قال : قال على عليه السلام لعمر بن سعد : كيف أنت إذا قمت مقاما تخير فيه بين الجنة والنار فتختار النار ، قال : أخرجه ابن عساكر.

[ تهذيب التهذيب ج 7 ص 451 ] فى ترجمة عمر بن سعد بن أبى وقاص قال : قال الحميدى : حدثنا سفيان عن سالم قال : قال عمر بن سعد للحسين عليه السّلام : إن قوما من السفهاء يزعمون أنى أقتلك فقال

ص: 390

حسين عليه السّلام : ليسوا سفهاء ثم قال : واللّه إنك لا تأكل بر العراق بعدى إلا قليلا.

[ كنز العمال ج 6 ص 223 ] ولفظه : كأنى أنظر إلى كلب أبقع يلغ فى دماء أهل بيتى ، قال : أخرجه ابن عساكر عن السيد الحسين بن على عليهما السلام - يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ( أقول ) وذكره المناوى ايضا فى كنوز الحقائق ص 103 وقال اخرجه الديلمى.

[ كنز العمال أيضا ج 7 ص 110 ] قال محمد بن عمرو بن حسين قال : كنا مع الحسين عليه السلام بنهر كربلا فنظر إلى شمر بن ذى الجوشن فقال : صدق اللّه ورسوله قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : كأنى أنظر إلى كلب أبقع يلغ فى دماء أهل بيتى وكان شمر أبرص ، قال : أخرجه ابن عساكر.

ص: 391

باب : في خطبة معاوية بن يزيد بن معاوية في ذم أبيه وجده

[ الصواعق المحرقة لابن حجر ص 134 ] قال : ومات - يعنى يزيد ابن معاوية - سنة أربع وستين لكن عن ولد شاب صالح عهد اليه فاستمر مريضا إلى أن مات ولم يخرج إلى الناس ولا صلّى بهم ولا أدخل نفسه فى شئ من الأمور ، وكانت مدة خلافته أربعين يوما ، وقيل : شهرين ، وقيل : ثلاثة أشهر ، ومات عن إحدى وعشرين سنة ، وقيل : عشرين ، قال : ومن صلاحه الظاهر أنه لما ولي صعد المنبر فقال : إن هذه الخلافة حبل اللّه وإن جدى معاوية نازع الأمر أهله ومن هو أحق به منه على بن أبى طالب عليه السلام وركب بكم ما تعلمون حتى أتته منيته فصار فى قبره رهينا بذنوبه ثم قلد أبى الأمر وكان غير أهل له ونازع ابن بنت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ) فقصف عمره وانبتر عقبه وصار فى قبره رهينا بذنوبه ، ثم بكى وقال : من أعظم الأمور علينا علمنا بسوء مصرعه وبؤس منقلبه ، وقد قتل عترة رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وأباح الخمر وخرّب الكعبة ولم أذق حلاوة الخلافة فلا أتقلد مرارتها فشأنكم أمركم ، واللّه لئن كانت

ص: 392

الدنيا خيرا فقد نلنا منها حظا ، ولئن كانت شرا فكفى ذرية أبى سفيان ما أصابوا منها ، قال : ثم تغيب فى منزله حتى مات بعد أربعين يوما كما مرّ فرحمه اللّه أنصف من أبيه وعرف الأمر لأهله ( انتهى ) ( أقول ) بل وأنصف من أبيه وجده جميعا فلا تغفل.

ص: 393

باب : فيما جاء في فضل زيارة الحسين عليه السّلام والبكاء على أهل البيت عليهم السلام

[ ذخائر العقبى ص 151 ] قال : عن موسى بن على الرضا بن جعفر قال : سئل جعفر بن محمد عليهما السلام عن زيارة قبر الحسين عليه السلام فقال : أخبرنى أبى إن من زار قبر الحسين عليه السلام عارفا بحقه كتب اللّه له فى عليين ، وقال : إن حول قبر الحسين عليه السلام سبعين الف ملك شعثا غبرا يبكون عليه إلى يوم القيامة ، قال : خرجه أبو الحسن العتيقى.

[ ذخائر العقبى أيضا ص 19 ] قال : عن الربيع بن منذر عن أبيه قال : كان حسين بن على عليهما السلام يقول : من دمعت عيناه فينا دمعة

أو قطرت عيناه فينا قطرة آتاه اللّه عز وجل الجنة ، قال : أخرجه أحمد فى المناقب ( أقول ) وذكره على بن سلطان أيضا فى مرقاته ( ص 604 ) فى الشرح ولكن قال : كان حسن بن على عليهما السلام يقول ( الخ ).

( هذا ) ما ظفرت عليه على العجالة مما دل على فضل زيارة الحسين (عليه السلام) والبكاء عليه وهو يكفى فى ابطال توهم ان زيارة الميت والبكاء عليه بعد موته بدعة وقد تقدم فى الجزء الاول فى باب نزول الملائكة الى

ص: 394

قبر النبى (صلی اللّه عليه وآله وسلم) فى كل يوم وفضل زيارته جملة من الروايات الواردة فى فضل زيارة النبى (صلی اللّه عليه وآله وسلم) وتقدم ايضا فى هذا الجزء فى آخر باب حنو فاطمة (عليهاالسلام) على ابيها وحنو ابيها عليها ما ورد فى بكاء فاطمة (عليهاالسلام) على اختها رقية فجعلت تبكى ورسول اللّه (صلی اللّه عليه وآله وسلم) يمسح الدمع عن عنها بطرف ثوبه بل كثرة بكاء فاطمة (عليهاالسلام) على ابيها من بعد وفاته هى اظهر من الشمس بل كادت تكون من الضروريات ( وان شئت ) الروايات اكثر من ذلك فراجع ( مستدرك الصحيحين ) ج 1 ص 361 وج 3 ص 28 و 29 وص 108 وص 197 وص 199 ( ومسند احمد بن حنبل ) ج 2 ص 140 ( وسنن البيهقى ) ج 4 ص 53 وص 65 وص 69 وص 70 وص 71 وص 78 ( وطبقات ابن سعد ) ج 2 القسم 1 ص 31 ( واسد الغابة ) لابن الاثير ج 1 ص 289 ( وتهذيب التهذيب ) لابن حجر ج 7 ص 388 ( واستيعاب ابن عبد البر ) ج 1 ص 81 وص 103 وص 206 وص 368 ( والاصابة لابن حجر ) ج 3 القسم 1 ص 11 تجد الروايات متواترة فى مشروعيه زيارة المؤمن بعد موته وفى البكاء عليه بعد وفاته او قتله.

ص: 395

باب : إنّ الحسين عليه السّلام وأصحابه يدخلون الجنة بغير حساب

[ تهذيب التهذيب لابن حجر ج 2 ص 347 ] ذكر حديثا عن أبى عبد اللّه الضبى قال : دخلنا على ابن هرثم الضبى حين أقبل من صفين وهو مع على عليه السلام فقال : أقبلنا مرجعنا من صفين فنزلنا كربلا فصلّى بنا على عليه السلام صلاة الفجر ثم أخذ كفا من بعر الغزلان فشمّه ثم قال أوه أوه يقتل بهذا المكان قوم يدخلون الجنة بغير حساب.

[ تهذيب التهذيب ج 2 ص 348 ] ذكر حديثا عن هرثمة بن سلمى قال : خرجنا مع على عليه السلام فسار حتى انتهى إلى كربلا فنزل إلى شجرة فصلّى اليها فأخذ تربة من الأرض فشمّها ثم قال : واها لك تربة ليقتلن بك قوم يدخلون الجنة بغير حساب ، قال : فقلنا من غزاتنا وقتل على عليه السلام ونسيت الحديث ، قال : فكنت فى الجيش الذين ساروا إلى الحسين عليه السلام فلما انتهيت اليه نظرت إلى الشجرة فذكرت الحديث فتقدمت على فرس لى فقلت : أبشرك ابن بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وحدثته الحديث قال : معنا أو علينا

ص: 396

قلت : لا معك ولا عليك تركت عيالا وتركت مالا ، قال : أمّا لا فولّ فى الأرض هاربا ، فو الذى نفس حسين بيده لا يشهد قتلنا اليوم رجل إلا دخل جهنم ، قال : فانطلقت هاربا مولّيا فى الأرض حتى خفى عليّ مقتله.

[ كنز العمال ج 7 ص 110 ] قال : عن أبى هرثمة قال : كنت مع على عليه السلام بكربلاء فقال : يحشر من هذا الظهر سبعون الفا يدخلون الجنة بغير حساب ، قال : أخرجه ابن أبى شيبة.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 191 ] قال : وعن أبى هريمة قال : كنت مع على عليه السلام بنهر كربلا فمرّ بشجرة تحتها بعر غزلان فأخذ منه قبضة فشمّها ثم قال : يحشر من هذا الظهر سبعون الفا يدخلون الجنة بغير حساب قال : رواه الطبرانى ورجاله ثقات.

( ثم ) إن هاهنا حديثا يناسب ذكره فى خاتمة هذا الباب وقد عقدنا له بابا مستقلا فيما تقدم ، وهو ما ذكره ابن حجر فى تهذيب التهذيب ( ج 2 ص 347 ) قال : وقال عمار الدهنى مرّ على عليه السلام على كعب فقال : يقتل من ولد هذا رجل فى عصابة لا يجف عرق خيولهم حتى يردوا على محمد ( صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ) فمرّ حسن عليه السلام فقالوا : هذا قال : لا فمرّ حسين عليه السلام فقالوا : هذا قال : نعم ( أقول ) وذكره الهيثمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 193 ) باختلاف يسير وقال : رواه الطبرانى.

ص: 397

خاتمة

اشارة

فيما جاء في الامام المهدي عليه السّلام

( أقول ) قد تقدم فى أواخر فضائل على عليه السلام فى باب ( النبى وعلىّ ، وجعفر ، وحمزة ، والحسن ، والحسين ، والمهدى ، سادات أهل الجنة ) جملة من الأخبار الواردة فى ذلك ، وهذه بقية ما جاء فى المهدى عليه السّلام مما ظفرت عليه على العجالة أذكرها فى ضمن أبواب :

ص: 398

باب : إن المهدي عليه السّلام يواطئ اسمه اسم النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم

[ صحيح الترمذى ج 2 ص 36 ] فى باب ما جاء فى المهدى عليه السلام روى بسنده عن عاصم بن بهدلة عن زر عن عبد اللّه قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتى يواطئ اسمه اسمى ( قال ) وفى الباب عن على عليه السلام وأبى سعيد وأم سلمة وأبى هريرة ( أقول ) ورواه بطريق آخر أيضا قال فيه : يلى رجل من أهل بيتى يواطئ اسمه اسمى ( قال ) قال عاصم : وأخبرنا أبو صالح عن أبى هريرة قال : لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول اللّه ذلك اليوم حتى يلى ( انتهى ) ورواه أبو داود أيضا فى صحيحه فى كتاب المهدى ( ج 27 ) ورواه أبو نعيم أيضا فى حليته ( ج 5 ص 75 ) ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 1 ص 376 ) وقال : لا تقوم الساعة حتى يلى رجل من أهل بيتى يواطئ اسمه اسمى ، وفى ( ص 376 ) أيضا وقال : لا تنقضى الأيام ولا يذهب الدهر حتى يملك العرب ( الخ ) وفى ( ص 377 وص 430 وص 448 ) ورواه الخطيب البغدادى أيضا فى تاريخ بغداد ( ج 4 ص 388 ).

ص: 399

[ كنز العمال ج 7 ص 188 ] ولفظه : يخرج رجل من أهل بيتى يواطئ اسمه اسمى وخلقه خلقى فيملأها عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا ( قال ) أخرجه الطبرانى عن ابن مسعود.

[ ذخائر العقبى ص 136 ] قال : عن حذيفة إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول اللّه ذلك اليوم حتى يبعث رجلا من ولدى اسمه كاسمى ، فقال سلمان : من أى ولدك يا رسول اللّه قال : من ولدى هذا - وضرب بيده على الحسين عليه السلام.

ص: 400

باب : إن المهدي عليه السّلام يصلي خلفه عيسى عليه السّلام ولا يرضى عيسى عليه السّلام أن يصلي خلفه المهدي عليه السّلام

[ الصواعق المحرقة لابن حجر ص 98 ] قال : وأخرج الطبرانى مرفوعا يلتفت المهدى عليه السلام وقد نزل عيسى بن مريم عليه السلام كأنما يقطر من شعره الماء فيقول المهدى عليه السلام : تقدم فصلّ بالناس ، فيقول : إنما أقيمت الصلاة لك ، فيصلّى خلف رجل من ولدى ( الحديث ) قال : وفى صحيح ابن حبان فى إمامة المهدى عليه السلام نحوه.

[ كنز العمال ج 7 ص 187 ] ولفظه : منا الذى يصلّى عيسى بن مريم خلفه قال : أخرجه أبو نعيم فى كتاب المهدى عن أبى سعيد - يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ( أقول ) وذكره المناوى أيضا فى فيض القدير ( ج 6 ص 17 ) فى المتن وقال فى الشرح بعد لفظة خلفه : فانه ينزل عند صلاة الصبح على المنارة البيضاء شرقى دمشق فيجد الإمام المهدى يريد الصلاة فيحسن به فيتأخر ليتقدم فيقدمه عيسى عليه السلام ويصلّى خلفه ( قال ) فأعظم به فضلا وشرفا لهذه الأمة ، انتهى موضع الحاجة من كلامه.

ص: 401

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 3 ص 345 ] روى بسنده عن جابر إنه سمع النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : لا تزال طائفة من أمتى يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة ، قال : فينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم : تعال صل فيقول : لا إن بعضكم على بعض أمير ليكرم اللّه هذه الأمة ( أقول ) ورواه فى ( ص 384 ) بطريق آخر أيضا.

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل أيضا ج 3 ص 367 ] روى بسنده عن جابر بن عبد اللّه قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : يخرج الدجال فى خفقة من الدين وإدبار من العلم ( إلى أن قال ) فاذا هم بعيسى بن مريم فتقام الصلاة فيقال له : تقدم يا روح اللّه فيقول : ليتقدم إمامكم فليصل بكم ( الحديث ) ويؤيد هذا المعنى ما فى صحيح البخارى فى كتاب بدء الخلق في باب نزول عيسى بن مريم مما رواه بسنده عن نافع مولى أبى قتادة الأنصارى : إن أبا هريرة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم ، وقد رواه مسلم أيضا فى صحيحه فى كتاب الإيمان باب بيان نزول عيسى ، ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 2 ص 336 ).

ص: 402

باب : إن المهدي عليه السّلام من أهل بيت النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم من ولد فاطمة عليها السلام من الحسين عليه السّلام

( أقول ) قد تقدم فى الباب الأول والثانى بل وسيأتى فى بعض الأبواب الآتيه أيضا ( أى الرابع والخامس ) ما جاء فى هذا المعنى - أعنى كون المهدى عليه السلام من أهل بيت النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم - وهذه بقية ما ورد فى ذلك نذكرها فى هذا الباب مستقلا.

[ صحيح ابن ماجة فى أبواب الجهاد ] فى باب ذكر الديلم ، روى بسنده عن أبى هريرة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطوله اللّه عز وجل حتى يملك رجل من أهل بيتى يملك جبل الديلم والقسطنطينية.

[ صحيح ابن ماجة فى أبواب الفتن ] فى باب خروج المهدى ، روى بسنده عن على عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : المهدى منا أهل البيت يصلحه اللّه فى ليلة ( أقول ) ورواه أبو نعيم أيضا فى حليته ( ج 3 ص 177 ) وزاد فقال : أو قال : فى يومين ، ورواه أحمد ابن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 1 ص 84 ) وذكره السيوطى أيضا فى الدر المنثور فى تفسير سورة محمد وقال : أخرجه

ص: 403

ابن أبى شيبة وأحمد وابن ماجة عن على عليه السلام.

[ صحيح ابن ماجة فى أبواب الفتن ] فى باب خروج المهدى : روى بسنده عن عبد اللّه قال : بينما نحن عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إذا أقبل فتية من بنى هاشم فلما رآهم النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم اغرورقت عيناه وتغير لونه قال : فقلت : ما نزال نرى فى وجهك شيئا نكرهه ، فقال : إنا أهل بيت اختار اللّه لنا الآخرة على الدنيا ، وإن أهل بيتى سيلقون بعدى بلاء وتشريدا وتطريدا حتى يأتى قوم من قبل المشرق معهم رايات سود فيسألون الخير فلا يعطونه فيقاتلون فينصرون فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتى فيملأها قسطا كما ملأوها جورا ، فمن أدرك ذلك منهم فليأتهم ولو حبوا على الثلج ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص 17 ) وقال : أخرجه أبو حاتم بن حبان ( انتهى ) وذكره السيوطى أيضا فى الدر المنثور فى ذيل تفسير قوله تعالى : ( فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ اَلسّٰاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً ) فى سورة محمد وتسمى بسورة القتال أيضا ، وقال : أخرجه ابن أبى شيبة.

[ صحيح أبى داود ج 27 ] فى كتاب المهدى روى بسنده عن أبى الطفيل عن على عليه السلام عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث اللّه رجلا من أهل بيتى يملأها عدلا كما ملئت جورا.

[ مستدرك الصحيحين ج 4 ص 557 ] روى بسنده عن أبى سعيد الخدرى قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : لا تقوم الساعة حتى تملأ الأرض ظلما وجورا وعدوانا ثم يخرج من أهل بيتى من يملأها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وعدوانا ، قال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ( أقول ) ورواه أبو نعيم أيضا فى حليته ( ج 3 ص

ص: 404

101 ) باختلاف يسير فى اللفظ ، ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 3 ص 36 ) ورواه غير هؤلاء أيضا من أئمة الحديث.

[ مستدرك الصحيحين أيضا ج 4 ص 558 ] روى بسنده عن أبى سعيد الخدرى إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : تملأ الأرض جورا وظلما فيخرج رجل من عترتى ( الحديث ) قال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم.

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 99 ] روى بسنده عن على عليه السلام يقول : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لبعث اللّه عز وجل رجلا منا يملأها عدلا كما ملئت جورا ( أقول ) وذكره السيوطى أيضا فى الدر المنثور فى تفسير سورة محمد وقال : أخرجه ابن أبى شيبة وأحمد وأبو داود عن على عليه السلام.

[ أسد الغابة ج 1 ص 259 ] ذكر حديثا عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إنه قال : سيكون بعدى خلفاء ومن بعد الخلفاء أمراء ومن بعد الأمراء ملوك جبابرة ثم يخرج رجل من أهل بيتى يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ( وذكره ) أيضا فى ج 5 ص 155 وقال ومن بعد الامراء ملوك ومن بعد الملوك جبابرة ثم يخرج رجل الخ ( أقول ) وذكره ابن عبد البر أيضا فى استيعابه ( ج 1 ص 85 ) وذكره ابن حجر أيضا فى إصابته ( ج 7 ص 30 ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 7 ص 186 ) وقال : أخرجه الطبرانى.

[ كنز العمال ج 6 ص 44 ] ولفظه : كيف أنت يا عوف إذا افترقت الأمة على ثلاث وسبعين فرقة واحدة منها فى الجنة وسائرهن فى النار ( إلى أن قال ) ثم تجئ فتنة غبراء مظلمة ثم تتبع الفتن بعضها بعضا حتى يخرج رجل من أهل بيتى يقال له المهدى فان أدركته فاتبعه

ص: 405

وكن من المهتدين ، قال : أخرجه الطبرانى عن عوف بن مالك.

[ كنز العمال أيضا ج 7 ص 263 ] قال : عن على عليه السلام إنه قال للنبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : أمنا آل محمد المهدى أم من غيرنا يا رسول اللّه؟ قال : بل منا يختم اللّه به كما فتح بنا ( الحديث ) قال : أخرجه نعيم بن حماد والطبرانى وأبو نعيم والخطيب ( أقول ) وذكره الهيتمى أيضا فى مجمعه ( ج 7 ص 316 ) بنحو أبسط فقال : وعن على بن أبى طالب عليه السلام إنه قال : أمنا المهدى أم من غيرنا يا رسول اللّه؟ قال : بل منا بنا يختم اللّه كما بنا فتح وبنا يستنقذون من الشرك ، وبنا يؤلف اللّه بين قلوبهم ( الحديث ) قال : رواه الطبرانى فى الأوسط.

[ كنز العمال أيضا ج 7 ص 186 ] ولفظه : المهدى رجل من ولدى وجهه كالكوكب الدرى ، قال : أخرجه الرويانى عن حذيفة ( أقول ) وذكره ابن حجر أيضا فى صواعقه ( ص 98 ) وقال : أخرجه الرويانى والطبرانى.

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج 3 ص 184 ] روى بسنده عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال : إن اللّه تعالى يلقى فى قلوب شيعتنا الرعب فاذا قام قائمنا وظهر مهدينا كان الرجل أجرأ من ليث وأمضى من سنان.

[ ذخائر العقبى ص 44 ] قال : عن أبى أيوب الأنصارى قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لفاطمة سلام اللّه عليها : نبينا خير الأنبياء وهو أبوك ، وشهيدنا خير الشهداء وهو عم أبيك حمزة ، ومنا من له جناحان يطير بهما فى الجنة حيث شاء وهو ابن عم أبيك جعفر ، ومنا سبطا هذه الأمة الحسن والحسين وهما ابناك ، ومنا المهدى ، قال :

ص: 406

خرجه الطبرانى فى معجمه ( أقول ) وذكره الهيتمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 166 ) وقال : رواه الطبرانى فى الصغير.

[ السيوطى فى الدر المنثور ] فى تفسير سورة محمد قال : وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى سعيد الخدرى قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم : يخرج رجل من أهل بيتى عند انقطاع من الزمان وظهور من الفتن يكون عطاؤه حثيا.

( وقال أيضا ) وأخرج الترمذى ونعيم بن حماد عن أبى هريرة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : ينزل بأمتى فى آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم حتى تضيق عليهم الأرض فيبعث اللّه رجلا من عترتى فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض لا تدخر الأرض من بذرها شيئا إلا أخرجته ولا السماء شيئا من قطرها إلا صبته يعيش فيهم سبع سنين أو ثمان أو تسع.

[ صحيح أبى داود ج 27 ص 134 ] روى بسنده عن أم سلمة قالت : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : المهدى من عترتى من ولد فاطمة ( أقول ) ورواه ابن ماجة أيضا فى صحيحه فى أبواب الفتن فى باب خروج المهدى وقال : المهدى من ولد فاطمة ، ورواه الحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج 4 ص 557 ) وقال : هو حق - يعنى المهدى عليه السلام - وهو من بنى فاطمة ، وبطريق آخر قال فيه : هو من ولد فاطمة ، وذكره الذهبى أيضا فى ميزان الاعتدال ( ج 2 ص 24 ) وقال : المهدى من ولد فاطمة وذكره السيوطى أيضا فى الدر المنثور فى تفسير سورة محمد وقال : أخرجه أبو داود وابن ماجة والطبرانى والحاكم عن أم سلمة.

[ كنز العمال ج 7 ص 261 ] قال : عن على عليه السلام قال :

ص: 407

المهدى رجل منا من ولد فاطمة ، قال : أخرجه نعيم.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 218 ] ولفظه : إبشرى يا فاطمة فان المهدى منك ، قال : أخرجه ابن عساكر عن الحسين عليه السلام ( أقول ) وذكره فى ( ج 7 ) أيضا ( ص 259 ).

[ ذخائر العقبى ص 136 ] قال : عن حذيفة إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول اللّه ذلك اليوم حتى يبعث رجلا من ولدى اسمه كاسمى ، فقال سلمان : من أى ولدك يا رسول اللّه؟ قال : من ولدى هذا وضرب بيده على الحسين عليه السلام.

[ كنوز الحقائق للمناوى ص 152 ] ولفظه : المهدى من ولدك يا غلام ، قال : للديلمى - يعنى إنه أخرجه عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم

[ ذخائر العقبى ص 135 ] قال : عن على بن الهلالى عن أبيه قال : دخلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى الحالة التى قبض فيها فاذا فاطمة سلام اللّه عليها عند رأسه فبكت حتى ارتفع صوتها فرفع صلى اللّه عليه وآله وسلم طرفه اليها ( إلى أن قال ) يا فاطمة والذى بعثنى بالحق إن منهما يعنى من الحسن والحسين عليهما السلام مهدى هذه الأمة إذا صارت الدنيا هرجا ومرجا وتظاهرت الفتن وتقطعت السبل وأغار بعضهم على بعض فلا كبير يرحم صغيرا ولا صغير يوقر كبيرا فيبعث اللّه عز وجل عند ذلك من يفتح حصون الضلالة وقلوبا غلفا يقوم بالدين فى آخر الزمان كما قمت به فى أول الزمان ويملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ، قال : خرجه الحافظ أبو العلاء الهمذانى.

[ ذخائر العقبى أيضا ص 136 ] قال : وعنه - يعنى عن أبى أيوب الأنصارى - قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يولد منهما - يعنى الحسن والحسين عليهما السلام - مهدى هذه الأمة.

ص: 408

باب : في مدة خلافة المهدي عليه السّلام

[ صحيح الترمذى ج 2 ص 36 ] فى باب ما جاء فى المهدى ، روى بسنده عن زيد العمى عن أبى الصديق الناجى عن أبى سعيد الخدرى قال : خشينا أن يكون بعد نبينا حدث فسألنا نبى اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال : إن فى أمتى المهدى يخرج ويعيش خمسا أو سبعا أو تسعا ( زيد الشاك ) قال : قلنا : وما ذاك؟ قال : سنين قال : فيجئ اليه الرجل فيقول : يا مهدى أعطى أعطنى قال : فيحثى له فى ثوبه ما استطاع أن يحمله ( أقول ) ورواه أحمد ابن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 3 ص 21 ).

[ صحيح أبى داود ج 27 ص 136 ] روى بسنده عن أبى سعيد الخدرى قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : المهدى منى أجلى الجبهة أقنى الأنف يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ، يملك سبع سنين ( أقول ) ورواه الحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج 4 ص 557 ) وقال : المهدى منا أهل البيت أشم الأنف أقنى أجلى يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما يعيش

ص: 409

هكذا - وبسط يساره واصبعين من يمينه المسبحة والإبهام وعقد ثلاثة - قال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ، ولم يخرجاه.

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 3 ص 17 ] روى بسنده عن أبى سعيد الخدرى قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : لا تقوم الساعة حتى يملك رجل من أهل بيتى أجلى أقنى يملأ الأرض عدلا كما ملئت قبله ظلما يكون سبع سنين.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 7 ص 315 ] قال : وعن أبى هريرة قال : حدثنى خليلى أبو القاسم قال : لا تقوم الساعة حتى يخرج اليهم رجل من أهل بيتى فيضربهم حتى يرجعوا إلى الحق ، قال : قلت : وكم يملك؟ قال : خمس واثنتين ( الحديث ) قال : رواه أبو يعلى.

[ الهيثمى فى مجمعه أيضا ج 7 ص 317 ] قال : وعن أبى سعيد الخدرى قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : يخرج رجل من أمتى يقول بسنتى ينزل اللّه عز وجل له القطر من السماء وينبت اللّه له الأرض من بركتها تملأ الأرض منه قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ، يعمل على هذه الأمة سبع سنين وينزل بيت المقدس ، قال : رواه الترمذى وابن ماجة باختصار.

[ مستدرك الصحيحين ج 4 ص 554 ] روى بسنده عن أبى الطفيل عن محمد ابن الحنفية قال : كنا عند على عليه السلام فسأله رجل عن المهدى فقال على عليه السلام : هيهات ثم عقد بيده سبعا فقال : ذاك يخرج فى آخر الزمان إذا قال الرجل : اللّه اللّه قتل ، فيجمع اللّه تعالى له قوما قزغ (1) كقزع السحاب يؤلف اللّه بين قلوبهم

ص: 410


1- قزع كقزع السحاب : أي متفرقين كقطع السحاب المتفرقة.

لا يستوحشون إلى أحد ولا يفرحون بأحد ، يدخل فيهم على عدة أصحاب بدر لم يسبقهم الأولون ولا يدركهم الآخرون ، وعلى عدد أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر ، قال أبو الطفيل : قال ابن الحنفية : أتريده؟ قلت : نعم قال : إنه يخرج من بين هاتين الخشبتين قلت : لا جرم واللّه لا أريمهما حتى أموت فمات بها - يعنى مكة حرسها اللّه تعالى ، قال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه.

[ مستدرك الصحيحين ج 4 ص 557 ] روى بسنده عن أبى سعيد الخدرى إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : يخرج فى آخر أمتى المهدى يسقيه اللّه الغيث وتخرج الأرض نباتها ويعطى المال صحاحا وتكثر الماشية وتعظم الأمة يعيش سبعا أو ثمانيا يعنى حججا قال : هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه.

[ صحيح ابن ماجة فى أبواب الفتن ] فى باب خروج المهدى روى بسنده عن أبى سعيد الخدرى إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : يكون فى أمتى المهدى إن قصر فسبع وإلا فتسع فتنعم فيه أمتى نعمة لم ينعموا مثلها قط تؤتي الأرض أكلها ولا تدّخر منهم شيئا ، والمال يومئذ كدوس فيقوم الرجل فيقول : يا مهدى أعطنى فيقول : خذ ( أقول ) ورواه الحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج 4 ص 558 ).

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 3 ص 28 ] روى بسنده عن أبى سعيد إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : تملأ الأرض ظلما وجورا ثم يخرج رجل من عترتى يملك سبعا أو تسعا فيملأ الأرض قسطا وعدلا ( أقول ) ورواه بطريق آخر أيضا فى ( ص 70 ).

[ مستدرك الصحيحين ج 4 ص 465 ] روى بسنده عن أبى سعيد الخدرى قال : قال نبى اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : ينزل بأمتى فى

ص: 411

آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم لم يسمع بلاء أشد منه حتى تضيق عليهم الأرض الرحبة وحتى يملأ الأرض جورا وظلما لا يجد المؤمن ملجأ يلتجئ اليه من الظلم فيبعث اللّه عز وجل رجلا من عترتى فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض ، لا تدخر الأرض من بذرها شيئا إلا أخرجته ، ولا السماء من قطرها شيئا إلا صبه اللّه عليهم مدرارا ، يعيش فيهم سبع سنين أو ثمان أو تسع تتمنى الأحياء الأموات مما صنع اللّه عز وجل بأهل الأرض من خيره ، قال : هذا حديث صحيح الإسناد ( أقول ) ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 3 ص 26 ) باختصار.

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 3 ص 37 ] روى بسنده عن أبى سعيد الخدرى قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : أبشركم بالمهدى يبعث فى أمتى على اختلاف من الناس وزلازل فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض يقسم المال صحاحا ، فقال له رجل : ما صحاحا؟ قال : بالسوية بين الناس قال : ويملأ اللّه قلوب أمة محمد غنى ويسعهم عدله حتى يأمر مناديا فينادى فيقول : من له فى مال حاجة؟ فما يقوم من الناس إلا رجل فيقول : إئت السدان - يعنى الخازن - فقل له : إن المهدى يأمرك أن تعطينى مالا فيقول : أحث حتى إذا جعله فى حجره وأبرزه ندم فيقول : كنت أجشع أمة محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم نفسا أو عجز عنى ما وسعهم ، قال : فيرده فلا يقبل منه فيقال له : إنا لا نأخذ شيئا أعطيناه ، فيكون كذلك سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين ثم لا خير فى العيش بعده ، أو قال : لا خير فى الحياة بعده ( أقول ) ورواه فى ( ص 52 ) أيضا بطريقين آخرين باختلاف يسير.

[ كنز العمال ج 7 ص 189 ] ولفظه : يكون فى أمتى المهدى إن

ص: 412

قصر عمره فسبع سنين وإلا فثمان وإلا فتسع سنين ، تنعم أمتى فى زمانه نعيما لم ينعموا مثله قط ، البر منهم والفاجر ، يرسل السماء عليهم مدرارا ، ولا تدّخر الأرض شيئا من نباتها ، ويكون المال كدوسا ، يقوم الرجل فيقول : يا مهدى إعطنى فيقول : خذ ، قال : أخرجه الدارقطنى فى الأفراد والطبرانى فى الأوسط عن أبى هريرة وعن أبى سعيد.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 7 ص 316 ] قال : وعن أبى هريرة قال : ذكر إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم المهدى عليه السلام فقال : إن قصر فسبع وإلا فثمان وإلا فتسع ، وليملأن الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما ، قال : رواه البزار.

[ الصواعق المحرقة لابن حجر ص 98 ] قال : وأخرج الرويانى والطبرانى وغيرهما المهدى من ولدى وجهه كالكوكب الدرى ، اللون لون عربى ، والجسم جسم إسرائيلى ، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ، يرضى بخلافته أهل السماء وأهل الأرض والطير فى الجو ، يملك عشرين سنة.

[ كنز العمال ج 7 ص 261 ] قال : عن على عليه السّلام قال : يلى المهدى أمر الناس ثلاثين سنة أو أربعين سنة ، قال : أخرجه نعيم - يعنى ابن حماد.

ص: 413

باب : فيما جاء في المهدي عليه السّلام بمضامين متفرقة

[ صحيح مسلم فى كتاب الفتن ] فى باب لا تقوم الساعة حتى يمرّ الرجل ( الخ ) روى حديثا عن جابر بن عبد اللّه بطرق عديدة قال فيه : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : يكون فى آخر أمتى خليفة يحثى المال حثيا لا يعد عدا ( أقول ) ورواه الحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج 4 ص 454 ) ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 3 ص 5 ، وص 48 وص 60 ، وص 69 ، وص 98 ، وص 333 ).

[ السيوطى فى الدر المنثور ] فى تفسير سورة محمد قال : وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى سعيد الخدرى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : يخرج فى آخر الزمان خليفة يعطى الحق بغير عدد.

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 3 ص 98 ] روى بسنده عن أبى الوداك عن أبى سعيد الخدرى قال : قلت : واللّه ما يأتى علينا أمير إلا وهو شر من الماضى ، ولا عام إلا وهو شر من الماضى ، قال : لو لا

ص: 414

شئ سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لقلت مثل ما يقول ولكن سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : إن من أمرائكم أميرا يحثى المال حثيا ولا يعده عدا ، يأتيه الرجل فيسأله فيقول : خذ فيبسط الرجل ثوبه فيحثى فيه ، ويبسط رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ملحفة غليظة كانت عليه يحكى صنيع الرجل ثم جمع اليه أكنافها قال : فيأخذه ثم ينطلق.

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل أيضا ج 3 ص 317 ] روى بسنده عن الجريرى عن أبى نضرة قال : كنا عند جابر بن عبد اللّه قال : يوشك أهل العراق أن لا يجبى اليهم قفيز ولا درهم قلنا : من أين ذلك؟ قال : من قبل العجم يمنعون ذلك ( ثم قال ) يوشك أهل الشام أن لا يجبى اليهم دينار ولا مد قلنا : من أين ذلك؟ قال : من قبل الروم يمنعون ذلك قال : ثم أمسك هنيهة ( ثم قال ) قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : يكون فى آخر أمتى خليفة يحثو المال حثوا لا يعده عدا ، قال الجريرى : فقلت لأبى نضرة وأبى العلاء : أتريانه عمر بن عبد العزيز؟ فقالا : لا.

[ مستدرك الصحيحين ج 4 ص 463 ] روى بسنده عن ثوبان قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة ثم لا يصير إلى واحد منهم ، ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقاتلونكم قتالا لم يقاتله قوم ، ثم ذكر شيئا فقال : إذا رأيتموه فبايعوه ولو حبوا على الثلج فانه خليفة اللّه المهدى ، قال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ( أقول ) ورواه ابن ماجة أيضا فى صحيحه فى أبواب الفتن فى باب خروج المهدى ، وروى حديثا آخر فى الباب المذكور يناسب ذلك رواه عن عبد اللّه بن الحارث قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : يخرج ناس من المشرق فيوطئون للمهدى - يعنى سلطانه.

ص: 415

[ مستدرك الصحيحين أيضا ج 4 ص 502 ] روى بسنده عن ثوبان قال : إذا رأيتم الرايات السود خرجت من قبل خراسان فأتوها ولو حبوا فان فيها خليفة اللّه المهدى ، قال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ( أقول ) ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 5 ص 577 ).

[ مستدرك الصحيحين أيضا ج 4 ص 503 ] روى حديثا عن عبد اللّه ابن عمرو قال : يحج الناس معا ويعرفون معا على غير إمام فبينما هم نزول بمنى إذا أخذهم كالكلب فثارت القبائل بعضها إلى بعض واقتتلوا حتى تسيل العقبة دما فيفزعون إلى خيرهم فيأتونه وهو ملصق وجهه إلى الكعبة يبكى كأنى أنظر إلى دموعه فيقولون : هلم فلنبايعك فيقول : ويحكم كم عهد قد نقضتموه ، وكم دم قد سفكتموه ، فيبايع كرها فاذا أدركتموه فبايعوه فانه المهدى فى الأرض والمهدى فى السماء.

[ السيوطى فى الدر المنثور ] فى تفسير سورة محمد قال : وأخرج ابن أبى شيبة عن مجاهد قال : حدثنى رجل من أصحاب النبى صلى اللّه عليه وآله وسلّم إن المهدى لا يخرج حتى تقتل النفس الزكية ، فاذا قتلت النفس الزكية غضب عليهم من فى السماء ومن فى الأرض ، فأتى الناس المهدى فزفوه كما تزف العروس إلى زوجها ليلة عرسها ، وهو يملأ الأرض قسطا وعدلا وتخرج الأرض نباتها ، وتمطر السماء مطرها ، وتنعم أمتى فى ولايته نعمة لا تنعمها قط.

[ مستدرك الصحيحين ج 4 ص 514 ] روى حديثا عن عبد اللّه بن عباس قال فيه : وأما المهدى فهو الذى يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا وتأمن البهائم والسباع ، وتلقى الأرض أفلاذ كبدها قال : قلت : وما أفلاذ كبدها؟ قال : أمثال الإسطوانة من الذهب والفضة ، قال : هذا حديث صحيح الإسناد.

ص: 416

[ طبقات ابن سعد ج 4 ص 4 ] روى بسنده عن عبد اللّه بن عمرو قال : إن أسعد الناس بالمهدى أهل الكوفة.

[ كنز العمال ج 7 ص 260 ] قال : عن قتادة قال : كان يقال : إن المهدى ابن أربعين سنة قال : أخرجه ابن عساكر.

[ كنز العمال أيضا ج 7 ص 260 ] قال : عن على عليه السلام قال :

لا يخرج المهدى حتى يقتل ثلث ويموت ثلث ويبقى ثلث ، قال : أخرجه نعيم ابن حماد في الفتن.

[ كنز العمال أيضا ج 7 ص 260 ] قال : عن على عليه السلام قال : إذا نادى مناد من السماء أن الحق فى آل محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم فعند ذلك يظهر المهدى على أفواه الناس ويشربون حبه فلا يكون لهم ذكر غيره قال : أخرجه نعيم وابن المنادى فى الملاحم.

[ كنز العمال أيضا ج 7 ص 260 ] قال : عن على عليه السلام قال : إذا بعث السفيانى إلى المهدى جيشا فخسف بهم بالبيداء وبلغ ذلك أهل الشام قال طليعتهم : قد خرج المهدى فبايعه وادخل فى طاعته وإلا قتلناك فيرسل اليه البيعة ويسير المهدى حتى ينزل بيت المقدس وتنقل اليه الخزائن وتدخل العرب والعجم وأهل الحرب والروم وغيرهم فى طاعته من غير قتال حتى تبنى المساجد بالقسطنطينية وما دونها ويخرج قبله رجل من أهل بيته بالمشرق ويحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر يقتل ويمثل ويتوجه إلى بيت المقدس فلا يبلغه حتى يموت ، قال : أخرجه نعيم - يعنى ابن حماد.

[ كنز العمال أيضا ج 7 ص 261 ] قال : عن على عليه السلام قال : إذا خرجت الرايات من السفيانى التى فيها شعيب بن صالح تمنى الناس المهدى فيطلبونه فيخرج من مكة ومعه راية رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ويصلّى ركعتين بعد أن ييأس الناس من خروجه لما

ص: 417

طال عليهم من البلاء فاذا فرغ من صلاته انصرف فقال : أيها الناس ألح البلاء على أمة محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم وباهل بيته خاصة قهرنا وبغى علينا ، قال : أخرجه أبو نعيم

[ كنز العمال أيضا ج 7 ص 261 ] قال : عن على عليه السلام قال : ويحا للطالقان فان للّه فيها كنوزا ليست من ذهب ولا فضة ولكن بها رجال عرفوا اللّه حق معرفته وهم أنصار المهدى آخر الزمان ، قال : أخرجه أبو غنم الكوفى فى كتاب الفتن.

[ الثعلبى فى قصص الأنبياء ص 554 ] روى بسنده عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : كيف يهلك اللّه أمة أنا فى أولها وعيسى فى آخرها والمهدى من أهل بيتى فى وسطها ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 7 ص 187 ) ولفظه : لن تهلك أمة أنا فى أولها وعيسى بن مريم فى آخرها والمهدى فى أوسطها ، قال : أخرجه أبو نعيم فى أخبار المهدى عن ابن عباس ( انتهى ) وذكره فى ( ج 8 أيضا ص 218 ) ولفظه : يا علىّ كيف يهلك اللّه أمة أنا أولها ومهدينا أوسطها والمسيح بن مريم آخرها ( الحديث ) قال : أخرجه وكيع ( انتهى ) وذكره على بن سلطان أيضا فى مرقاته فى المتن ( ص 658 ) فى حديث قال فى آخره : كيف تهلك أمة أنا أولها والمهدى وسطها والمسيح آخرها ولكن بين ذلك فيج (1) أعوج ليسوا منى ولا أنا منهم قال : رواه رزين.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 7 ص 314 ] قال : وعن أم سلمة قالت : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : يبايع لرجل بين مكة والمقام عدة أهل بدر فيأتيه عصائب أهل العراق وأبدال أهل الشام

ص: 418


1- الفيج : الجماعة من الناس.

فيغزوهم جيش من أهل الشام حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم فيغزوهم رجل من قريش أخواله من كلب فيلتقون فيهزمهم اللّه فالخائب من خاب من غنيمة كلب ، قال : رواه الطبرانى فى الكبير والأوسط باختصار.

[ الصواعق المحرقة لابن حجر ص 98 ] قال : وأخرج ابن عساكر عن على عليه السلام إذا قام قائم آل محمد ( صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ) جمع اللّه أهل المشرق وأهل المغرب ، فأما الرفقاء فمن أهل الكوفة ، وأما الأبدال فمن أهل الشام.

[ كنوز الحقائق للمناوى ص 152 ] ولفظه : المهدى طاووس أهل الجنة ، قال : للديلمى - يعنى أخرجه عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم.

هذا آخر ما أردنا تأليفه معترفين بأنا ما استوفينا جميع ما جاء فى أهل البيت عليهم السلام ولكن لا يترك الميسور بالمعسور ، وما لا يدرك كله لا يترك كله ، وقد وقع الفراغ من تأليفه فى النجف الأشرف يوم الثانى عشر من شهر ذى القعدة سنة 1381 هج ، وكان الشروع فى التأليف فى أوائل شهر رجب سنة 1360 هج ، فكان مجموع مدة التأليف إحدى وعشرين سنة إذ قد حالت المشاغل الضرورية دون الإسراع فى إنجازه. والحمد للّه أولا وآخرا وصلّى اللّه على محمد وآله الأطهار الذين أذهب اللّه عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.

ص: 419

فهرس مواضيع

خطبة الكتاب... 7

في عيش علي عليه السّلام واستقائه كل دلو بتمرة ليقيت به النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم)...  9

في زهد علي عليه السّلام... 13

في ورع علي عليه السّلام وعدله وعصمته... 20

في تواضع علي عليه السّلام وسخائه وعفوه... 26

إن عليا عليه السّلام لأخشن في ذات اللّه وفي سبيل اللّه... 31

في مواظبة عليّ عليه السلام على الذكر... 34

في وصف ضرار عليا عليه السّلام حتى بكى معاوية... 37

إن النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) ادخل عليّا (عليه السلام) معه في ثوبه واحتضنه حتى قبض ...  39

إن النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) توفي ورأسه في حجر علي عليه السّلام ...  40

إن نفس النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) سالت في يد علي عليه السّلام فمسح بها وجهه ...  43

إن عليا عليه السّلام أقرب الناس عهدابرسول اللّه ...  44

إن عليا عليه السّلام غسل النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم وكفنه ودفنه... 46

باب إن عليا عليه السّلام أدخل الناس رسلا رسلا فيصلون... 53

على النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم صفا صفا... 53

في تعزية الملائكة أهل البيت عليهم السلام... 54

بعد النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم... 54

في تعزية الخضر أهل البيت عليهم السلام ولم يعرفه إلا علي (عليه السلام) ...  55

إن عليا عليه السّلام قاضي دين النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم ومنجز عدته... 57

ص: 420

إن عليا عليه السّلام نحر ما بقي من بدنة النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم... 61

إن عليا (عليه السلام) أوصاه النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) أن يضحي عنه بعد وفاته ...  64

إن عليا عليه السّلام جمع القرآن بعد النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم... 65

إن عليا (عليه السلام) تغدره الامة بعد النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) ويصيبه جهد وبلاء... 66

في بكاء النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم على علي عليه السّلام... 69

إن عليا عليه السّلام أمره النبى (صلی اللّه عليه وآله وسلم) في المنام أن يدعو عليهم... 71

في اخبار النبى ( ص) عن قتل علي (عليه السلام) وإخبار علي عليه السّلام عن قتل نفسه... 73

إن عليا عليه السّلام أشار الى قاتله والى الليلة التي قتل بها... 76

إن عليا عليه السّلام يصحن الاوز في وجهه قبل أن يخرج فيقتل... 78

إن عليا عليه السّلام ذو قرنيها... 80

إن قاتل علي عليه السّلام أشقى الناس... 82

إن ابن ملجم لعنه اللّه يختطفه الطير كل يوم ويتقيأه... 87

في لين علي عليه السّلام بقاتله... 89

في الجواب عما قاله عمران بن حطان الخارجي لعنه اللّه... 90

في وفود الملائكة والنبيين على علي عليه السّلام بعد ما ضربه ابن ملجم لعنه اللّه... 93

إن عليا عليه السّلام اتاه أمر اللّه وهو خميص... 94

إن اللّه يتوفى النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم وعليا عليه السّلام بمشيته دون عزرائيل... 95

إن عليا عليه السّلام حنط بفاضل حنوط النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم... 96

في دعاء علي عليه السّلام أن يجعل اللّه قبره في الربوة وهي النجف... 97

في الآية التى ظهرت صباح قتل علي عليه السّلام... 98

إن عليا عليه السّلام قبض في الليلة التى قبض فيها وصى موسى عليه السّلام وعرج بروح عيسى عليه السّلام ونزل الفرقان    100

إن عليا عليه السّلام يقتل على سنة النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم... 102

إن عليا عليه السّلام مغفور له... 103

في اشتياق الجنة والحور وأهل السماء والانبياء إلى علي عليه السّلام ...  106

ص: 421

إن عليا عليه السّلام من أهل الجنة... 109

إن عليا عليه السّلام أول من تنشق عنه الارض وأول... 111

من يرى النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم وأول من يصافحه... 111

إن عليا عليه السّلام يكسى مع النبي ( ص) وإبراهيم عليه السّلام في يوم القيامة... 114

إن عليا عليه السّلام يوم القيامة على ناقة من نوق الجنة... 116

إن عليا عليه السّلام حامل راية النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم يوم القيامة... 120

إن عليا عليه السّلام حامل لواء الحمد في يوم القيامة... 122

إن عليا عليه السّلام وشيعته يردون على الحوض... 125

إن عليا عليه السّلام صاحب الحوض وساقيه وذائد المنافقين عنه ...  126

لا يجوز احد على الصراط إلا بجواز من علي عليه السّلام ... 131

إن عليا عليه السّلام قسيم الجنة والنار... 132

إن أول من يدخل الجنة النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام... 133

إن عليا عليه السّلام حياته وموته مع النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم... 135

إن عليا عليه السّلام مع النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في الجنة ... 136

إن النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) وعليا وجعفر او حمزة والحسن والحسين والمهدي (عليه السلام) سادة أهل الجنة138

إن النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) وعليا وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) فى مكان واحد يوم القيامة... 139

إن عليا عليه السّلام قصره بين قصر النبى (صلی اللّه عليه وآله وسلم) وقصر ابراهيم عليه السلام... 142

في جنة علي وفاطمة عليهما السلام... 143

إن عليا عليه السّلام رفيق النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) في الجنة... 144

إن عليا عليه السّلام وقومه آية الجنة ومعاوية وقومه آية النار... 145

إن عليا عليه السّلام وشيعته في الجنة... 147

في حورية علي عليه السّلام فى الجنة... 149

إن عليا عليه السّلام يزهر في الجنة ككوكب الصبح ...  150

( المقصد الثالث في فضائل فاطمة عليها السلام وفيه أبواب )

ص: 422

في انعقاد نطفة فاطمة عليها السلام من ثمار الجنة وأنها حوراء إنسية لم تحض ولم تطمث 152

فى أن فاطمة عليها السلام حدثت أمها فى بطنها ووليت ولادتها حواء وآسية وكلثم ومريم فولدت ووقعت على الأرض ساجدة... 154

فى وجه تسميتها بفاطمة وبالبتول وبيان كنيتها... 155

فى شباهة فاطمة عليها السلام بالنبى صلّى اللّه عليه وآله وسلّم من وجوه وتقبيل النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم لها    157

فى حنوّ فاطمة عليها السلام على أبيها وحنوّ أبيها عليها... 160

إن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم اذا سافر كان آخر عهده بفاطمة عليها السلام وإذا قدم كان أول عهده بها        163

في قيام فاطمة عليها السلام بخدمة البيت وتعليم النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم لها التسبيح 165

في إعطاء النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فدكا لفاطمة عليها السلام... 168

إن فاطمة عليها السلام سيدة النساء وأفضلهن... 169

في بعض كرامات فاطمة عليها السلام... 178

إن فاطمة عليها السلام صديقة وهي خيرة اللّه... 180

إن فاطمة عليها السلام أصدق الناس لهجة... 181

فى قول النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني... 184

ان اللّه يغضب لغضب فاطمة عليها السلام ويرضى لرضاها ...  189

إن فاطمة عليها السلام أسر اليها النبى (صلی اللّه عليه وآله وسلم) عند وفاته أنها أول أهل بيته لحوقا به... 191

في ندبة فاطمة عليها السلام أباها وشدة خزنها عليه... 193

إنّ فاطمة عليها السلام أمرت أسماء بنت عميس أن تصنع لها نعشا... 196

إن فاطمة عليها السلام أخبرت عند وفاتها أنها مقبوضة... 198

ص: 423

في بعث فاطمة عليها السلام يوم القيامة ومرورها على الصراط... 199

إن فاطمة عليها السلام حرّم اللّه ذريتها على النار... 201

في زفاف فاطمة عليها السلام الى الجنة... 203

إن فاطمة عليها السلام أول من يدخل الجنة... 204

( المقصد الرابع في الفضائل المشتركة بين الحسن والحسين عليهما السلام )... 205

إن النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) سمى حسنا وحسيناومحسنا باسم ولد هارون شبر وشبير ومشبر... 207

إن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أذن في أذن الحسن والحسين عليهما السلام حين ولدتهما فاطمة عليها السلام     212

إن النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) عق عن الحسن والحسين (عليهماالسلام) وأمر بحلق رأسهما والتصدق بزنة شعرهما فضة... 214

إن النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) عوذ الحسن والحسين (عليهماالسلام) بما عوّذ به إبراهيم عليه السّلام ولديه... 217

إن النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) جعل لسانه في فم الحسنين عليهما السلام حتى رويا من العطش... 220

إن الحسنين عليهما السلام عضوان من أعضاء النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم... 223

إن الحسن والحسين عليهما السلام ريحانتا النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) ولا يرضى لهما حر الشمس... 226

في حمل النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) الحسنين (عليهماالسلام) على عاتقيه وقوله (صلی اللّه عليه وآله وسلم) : نعم الراكبان هما... 230

إن الحسنين عليهما السلام يثبان على ظهر النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) في الصلاة وهو لا يمنعهما... 234

إن النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) قطع خطبته ونزل من المنبر وحمل الحسنين عليهما السلام... 238

إنّ الحسنين عليهما السلام من اهل بيت لا تحل لهم الصدقة... 241

إن الحسنين (عليهماالسلام) يصطرعان والنبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) يؤيد الحسن وجبريل يؤيد الحسين (عليه السلام)... 244

ص: 424

إن الحسن والحسين عليهما السلام أحب أهل بيت النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) اليه... 247

فيما جاء في حب الحسنين (عليهماالسلام) وما جاء في بغضهما... 249

فيما جاء في شباهة الحسن والحسين عليهما السلام بالنبي صلى اللّه عليه وآله وسلم... 256

في قول النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) : ان الحسن والحسين عليهما السلام سيدا شباب أهل الجنة... 259

إن اللّه زين الجنة بالحسن والحسين (عليهماالسلام)... 265

إن الحسنين (عليهماالسلام) قرطا العرش... 267

إن الحسن والحسين عليهما السلام سبطا هذه الأمة... 269

إن الحسنين عليهما السلام خير الناس جدا وجدة وأبا وأما... 272

فيما حدثه الحسنان عليهما السلام عن النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) من دعاء وغيره... 275

باب في جملة من الفضائل المتفرقة للحسن والحسين عليهما السلام... 278

باب إن الحسن والحسين (عليهماالسلام) ورثهما النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) في شكواه جملة من الصفات الحميدة 280

المقصد الخامس في الفضائل المختصة بالحسن عليه السّلام

المقام الأول في الفضائل المختصة بالحسين عليه السّلام... 283

في معانقة النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) مع الحسن عليه السّلام وتقبيله له وجملة أخرى من فضائله... 284

فى قول النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) : الحسن ابني هذا سيد ولعل اللّه أن يصلح به بين فئتين عظيمتين... 290

في قول النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) : الحسن مني وذكر أنه آخر الناس عهدا بالنبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم)... 294

فيما جاء في عدم لياقة معاوية للخلافة... 297

في قول النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم : اذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه... 299

إنّ ليلة القدر خير من الف شهر يملكها بنو أميّة... 301

في رؤيا النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) بني أمية ينزونعلى منبره نزو القرد وإنهم من شر الملوك ...  304

ص: 425

إن الحسن (عليه السلام) حج خمسا وعشرين حجة ماشيا وقد قاسم اللّه ماله ثلاث مرات... 306

في قول النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم من آذى الحسن فقد آذاني... 308

في سخاء الحسن عليه السّلام وعلمه وحلمه وإنه طعن بخنجر ومات مسموما... 309

المقام الثاني في الفضائل المختصة بالحسين عليه السّلام... 314

في قول النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : بكاء الحسين يؤذيني... 316

إن الحسين عليه السّلام فداه النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم بابنه ابراهيم... 317

إن النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) يدلع لسانه للحسين عليه السّلام ويقبل فمه وثناياه... 318

فى قول النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : حسين مني وأنا من حسين أحب اللّه من أحب حسينا حسين سبط من الأسباط     321

إن الحسين (عليه السلام) يرقى صدر النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) والنبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) يقول له : ترق ترق عين بقة... 324

إن الحسين عليه السّلام ذرية النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم بمصداق من كتاب اللّه... 326

إن الحسين عليه السّلام أحب أهل الأرض إلى أهل السماء... 328

إن الحسين عليه السّلام قال له عمر : انما أنبت ما ترى في رؤوسنا اللّه ثم أنتم... 330

في شيء من جود الحسين عليه السّلام... 332

في بعض كرامات الحسين عليه السّلام... 334

إن جبريل عليه السّلام أخبر النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) بقتل الحسين عليه السلام وأتاه بتربته... 336

في اخبار علي عليه السّلام عن قتل الحسين عليه السّلام وعن موضع قتله... 343

في اخبار كعب عن قتل الحسين عليه السّلام... 346

في أمر النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بنصرة الحسين عليه السّلام... 347

إن النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) لعن المستحل من عترته ما حرم اللّه وأخبر أنهم سيلقون من بعده قتلا وتشريدا       349

ان اللّه قتل بيحيى سبعين الفا وبالحسين عليه السّلام ضعفه... 352

ص: 426

في وضع النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عند أم سلمة تربة الحسين عليه السّلام وقوله لها : إذا تحولت دما فاعلمي أن ابني قد قتل... 354

في رؤيا أم سلمة عند قتل الحسين عليه السّلام... 356

فى رؤيا ابن عباس عند قتل الحسين عليه السّلام... 357

في نوح الجن على الحسين عليه السّلام... 359

في الآيات التى ظهرت يوم قتل الحسين عليه السّلام وبعده ...  361

في استجابة دعاء الحسين عليه السّلام على بعض مقاتليه ... 369

في عقاب قتلة الحسين عليه السّلام ومبغضيه في الدنيا... 371

في إن قاتل أهل البيت يحرم الجنة والكوثر جميعا ...  374

فيما جاء عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في ذم بني أمية عموما... 376

باب فيما جاء في ذم مروان وولده وأبيه الحكم ابن أبي العاص... 379

باب فيما جاء في ذم يزيد بن معاوية وعبيد اللّه بن زياد وعمر بن سعد وشمر بن ذي الجوشن       387

في خطبة معاوية بن يزيد بن معاوية في ذم أبيه وجده... 392

فيما جاء في فضل زيارة الحسين عليه السّلام والبكاء على أهل البيت عليهم السلام... 394

إنّ الحسين عليه السّلام وأصحابه يدخلون الجنة بغير حساب... 396

خاتمة فيما جاء في الامام المهدي عليه السّلام... 398

إن المهدي عليه السّلام يواطئ اسمه اسم النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم... 399

إن المهدي عليه السّلام يصلي خلفه عيسى عليه السّلام ولا يرضى عيسى عليه السّلام أن يصلي خلفه المهدي عليه السّلام     401

إن المهدي عليه السّلام من أهل بيت النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم من ولد فاطمة عليها السلام من الحسين عليه السّلام     403

في مدة خلافة المهدي عليه السّلام... 409

فيما جاء في المهدي عليه السّلام بمضامين متفرقة... 414

ص: 427

فهرس مصادر الكتاب

صحيح البخاري : لمحمد بن اسماعيل البخاري طبعة المطبعة الخيرية بمصر سنة 1320.

صحيح مسلم : لمسلم بن الحجاج النيسابوري المطبوعة بمطبعة بولاق سنة 1290.

صحيح الترمذي : لمحمد بن عيسى الترمذي المطبوعة بمطبعة بولاق سنة 1292.

صحيح النسائي : لأحمد بن شعيب النسائي وقد أخذت الحديث من النسخة المطبوعة بالمطبعة الميمنيّة بمصر سنة 1312.

صحيح أبي داود : لأبي داود السجستاني المطبوعة بالمطبعة الكستيلة سنة 1280.

سنن أبي ماجة : لابن ماجة القزويني المطبوعة بمطبعة الفاروقي في دهلي.

مستدرك الصحيحين : للحافظ أبي عبداللّه محمد بن عبداللّه النيسابوري الشهير بالحاكم المطبوعة بمطبعة حيدر آباد دكن سنة 1324.

مسند الامام أحمد بن حنبل : المطبوعة بالمطبعة الميمنية بمصر سنة 1313.

موطأ الإمام مالك : لمالك بن أنس المطبوعة بالمطبعة الحجرية بمصر سنة 1280.

مسند الإمام أبي حنيفة النعمان : المطبوعة بمطبعة محمدي سنة 1306 في لاهور من بلاد الهند.

مسند الشافعي : للإمام أبي عبداللّه محمد بن إدريس الشافعي النسخة المطبوعة بمطبعة الخليلي سنة 1306 ببلدة أره من بلاد الهند.

ص: 428

الأدب المفرد : لأبي عبداللّه محمد بن اسماعيل البخاري صاحب الصحيح المعرف المطبوعة بمطبعة الخليلي سنة 1306 في بلدة أره من بلاد الهند.

مسند أبي داوود الطيالسي : للحافظ سليمان بن داود المطبوعة بمطبعة مجلس دائرة المعارف النظامية سنة 1321 بحيدر آباد دكن.

سنن الدارمي : للحافظ أبي محمد عبداللّه بن عبدالرحمن الدارمي المطبوعة بمطبعة الاعتدال سنة 1349 بدمشق.

سنن الكبرى : للحافظ أبي بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي المطبوعة بمطبعة مجلس دائرة المعارف النظامية سنة 1344 بحيدر آباد دكن.

سنن الدار قطني : للحافظ أبي الحسن عليّ بن عمر الدار قطني المطبوعة بمطبعة الأنصاري بدهلي عاصمة الهند.

حلية الأولياء : لأبي نعيم وهو الحافظ أحمد بن عبداللّه الأصبهاني المطبوعة بمطبعة السعاة بمصر سنة 1351.

فتح الباري في شرح البخاري : للحافظ شهاب الدين ابي الفضل العسقلاني المعروف بابن حجر والمطبوعة بمطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر 1378.

الطبقات الكبرى : لمحمد بن سعد كاتب الواقدي المطبوعة بمطبعة بريل سنة 1322 في مدينة ليدن.

تاريخ بغداد : للحافظ أبي بكر أحمد بن عليّ الخطيب البغدادي المطبوعة بمطبعة الاستقامة بالقاهرة سنة 1357.

تاريخ الأمم والملوك : للإمام أبي جعفر محمد بن جرير الطبري المطبوعة بمطبعة الاستقامة بالقاهرة سنة 1357.

مشكل الآثار : لأبي جعفر الطحاوي أحمد بن محمد المصري الحنفي المطبوعة بمطبعة مجلس دائرة المعارف النظامية في حيدر آباد دكن سنة 1333.

شرح معاني الآثار : لأبي جعفر الطحاوي أيضاً المطبوعة بمطبعة المصطفائي سنة 1300.

ص: 429

الآثار : لمحمد بن الحسن الشيباني تلميذ أبي حنيفة المطبوعة بمطبعة أنوار محمدي في لكنهو من بلاد الهند.

أسد الغابة : لعز الدين أبي الحسن علي بن محمد المعروف بابن الأثير المطبوعة بالمطبعة الوهبية سنة 1285 بمصر.

الاستيعاب : للحافظ أبي عمر يوسف بن عبداللّه المعروف بابن عبدالبر المطبوعة بمطبعة ذائرة المعارف سنة 1336 بمدينة حيدرآباد في جنوب الهند.

الإصابة : للإمام الحافظ شهاب الدين أحمد بن علي بن محمد العسقلاني المعروف بابن حجر المطبوعة بمصر طبق النسخة المطبوعة سنة 1853 ميلادي في بلدة كلكتا.

تهذيب التهذيب : لشيخ الإسلام شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني أيضاً المطبوعة بمطبعة مجلس دائرة المعارف النظامية سنة 1325 بحيدر آباد دكن.

ميزان الاعتدال : للحافظ شمس الدين محمد بن أحمد المعروف بالذهبي المطبوعة بمطبعة السعادة سنة 1325 بجواز محافظة مصر.

تفسير القرآن المسمى بجامع البيان : للإمام أبي جعفر محمد بن جرير الطبري المتوفي سنة 310 المطبوعة بالمطبعة الكبرى سنة 1323 ببولاق مصر المحمية.

تفسير القرآن المسمى بالكشاف عن حقائق غوامض التنزيل : للإمام محمود بن عمر الزمخشري المتوفى سنة 528 المطبوعة بمطبعة مصطفى محمد سنة 1356 صاحب المكتبة التجارية الكبرى بمصر.

تفسير القرآن المسمى بمفاتيح الغيب المشتهر بالتفسير الكبير : للإمام محمد الرازي فخر الدين بن العلامة ضياء الدين عمر المعروف بخطيب الري المتوفى سنة 606 المطبوعة بدار الطباعة العامرة.

تفسير القرآن المسمى بالدر المكنثور في التفسير بالمأثور : للإمام الكبير جلال الدين

ص: 430

عبدالرحمن أبي بكر السيوطي المطبوعة بمصر في المطبعة الميمنية سنة 1314.

أسباب النزول : تصنيف الشيخ الإمام أبي الحسن علي بن أحمد المشتهر بالواحدي المطبوعة في مطبعة هندية في غيط النوبي سنة 1315.

قصص الأنبياء : المسمى بعرائس التيجان لأحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي والمطبوعة سنة 1294 بمطبعة الحيدري في بمباي.

خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام : للحافظ الحجة أبي عبدالرحمن أحمد بن شعيب النسائي صاحب الصحيح المعروف المطبوعة سنة 1348 بمطبعة التقدم العلمية بمصر.

الإمامة والسياسة : لأبي محمد عبداللّه بن مسلم المعروف بابن قتيبة المطبوعة سنة 1331 بمطبعة الفتوح الأدبية.

مجمع الزوائد : للحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي المطبوعة في سنة 1352 التي عني بنشرها صاحب مكتبة حسام الدين القدسي بمصر.

كنزالعمال : للمتقي الهندي وأصل الكتاب هو جمع الجوامع للحافظ السيوطي المعروف كانت أحاديثه على ترتيب حروف الهجاء فبوّبه المتقي على نهج الكتب الفقهية وسماه بكنز العمال في سنن الأقوال والأفعال ، الحديث من النسخة المطبوعة بمطبعة دائرة المعارف النظامية سنة 1312 بحيدر آباد دكن.

فيض القدير : للعلامة عبدالرؤوف المناوي وهو شرح الجامع الصغير للسيوطي المعروف المشهور المطبوعة بمصر سنة 1356.

كنوز الحقائق في احاديث خير الخلائق : للعلامة عبد الرؤوف المناوي ايضاً المطبوعة بإلامبول سنة 1285 بتحرير حافظ حسين الحلمي.

الرياض النضرة : للحافظ أبي جعفر احمد بن عبداللّه الشهير بالمحب الطبري المطبوعة بمطبعة الاتحاد المصري الطبعة الأولى.

ص: 431

ذخائر العقبى : للحافظ أبي جعفر احمد بن عبداللّه أيضاً الشهير بالمحب الطبري المطبرعة في سنة 1356 التي نشرها صاحب مكتبة حسام الدين القدسي بمصر.

الصواعق المحرقة : لشهاب الدين احمد بن حجر الهيثمي المطبوعة بالمطبعة الميمنيّة بمصر المحروسة سنة 1312.

مرقاة المفاتيح : لعلي بن سلطان محمد القاري وهو شرح مشكاة المصابيح للخطيب التبريزي ولي الدين محمد بن عبداللّه والمشكاة هو شرح المصابيح لأبي محمد الحسين بن مسعود الفراء البغوي ، وقد اخذت الحديث من النسخة المطبوعة بالمطبعة الميمنية بمصر سنة 1309.

نور الأبصار : للعالم الفاضل الشيخ الشبلنجي المدعو بمؤمن طبعة المطبعة الميمنية بمصر المحروسة سنة 1322.

بشير

هذه هي مصادر الكتاب وقد أشرنا الى طبعاتها كلما أنّا ذكرنا عند كل حديث عدد اجزاء الكتاب وأرقام الصفحات الّا اذا كان من صحيحي البخاري ومسلم فقد أشرنا لكثرة طبعاتهما الى الكتاب والباب او اذا كان من التفاسير فقد أشرنا الى الاية والسورة فنرجو من المطالعين الكرام انهم اذا ارادوا التحقيق في حديث من الأحاديث والمراجعة الى المصادر ان يراجعوا الى الطبعة التي اشرنا اليها اذا امكنهم ذلك لئلا يحصل الاختلاف في عدد الأجزاء وأرقام الصفحات فيتهمني بالسهو والنسيان وان كان الانسان لايخلو منهما بلغ ما بلغ في الضبط والدقة ( واللّه العاصم ).

المؤلف

ص: 432

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.