اسم الكتاب: علوم القرآن من خلال مقدمات التفاسير
كاتب: محمد صفاء شيخ ابراهيم حقى
موضوع: علوم قرآنى
تاريخ وفاة المؤلف: معاصر
لسان: العربية
عدد المجلدات: 2
الناشر: موسسة الرسالة
مكان النشر: بيروت
سنة الطباعة: 1425 / 2004
نشرت: اوّل
ص: 1
علوم القرآن من خلال مقدمات التفاسير
ص: 2
حقوق الطبع محفوظة الطبعة الأولى 1425ه- - 2004م
وطى المصيطبة - شارع حبيب أبي شهلا - بناية المسكن، بيروت-لبنان تلفاكس: 319039 - 815112 فاكس: 603243ص.ب : 117460
Al-Resalah
PUBLISHERS
BEIRUT/LEBANON-Telefax:815112-319039 Fax:603243-P.O.Box:||7460
Email:Resalah@Cyberia.net.lb
ص: 3
اهداء
ص: 4
لأبي عبد اللّه محمد بن يوسف بن علي بن حيان الغرناطي الشهير بأبي حيان الأندلسي المتوفى سنة 745 ه
مؤلف البحر المحيط هو الإمام أبو عبد اللّه أثير الدين محمد بن يوسف بن علي بن حيان الغرناطي الجياني النفزي (1) الشهير بأبي حيان المولود سنة (654) (2).
تلقى أبو حيان البدايات في الكتاتيب و حلقات التعليم في دياره ثم التقى الشيوخ و ارتحل بعد أن عرف قدر العلم و فضل أهله، فانتقل من بلد إلى آخر، و من عالم إلى آخر، يختار الأجلاء، و ينتقي الفضلاء، و كان ذلك في وقت مبكر كما يصرح بذلك المصنف نفسه، حين يقول: (و ما زلت من لدن ميزت أتلمذ للعلماء، و أنحاز للفهماء، و أرغب في مجالسهم، و أنافس في نفائسهم، و أسلك طريقهم، و أتبع فريقهم، فلا أنتقل إلا من إمام إلى إمام،
ص: 5
و لا أتوقّل إلا ذروة علّام). (1)
و هكذا جمع من العلم ما حواه صدور شيوخه و أودعها صدره، و إن لقي في ذلك التعب و النصب (فكم صدر أودعت علمه صدري، و حبر أفنيت في فوائده حبري، و إمام أكثرت به الإلمام، و علّام أطلت معه الاستعلام ... إلى أن يقول: فجعلت العلم بالنهار سحيري، و بالليل سميري، ... أتوسد أبواب العلماء، و أتقصّد أماثل الفهماء، و أسهر في حنادس الظلام، و أصبر على شظف الأيام و أؤثر العلم على الأهل و المال و الولد، و أرتحل من بلد إلى بلد، حتى ألقيت بمصر عصا التسيار، و قلت: ما عبادان من دار. (2)
يقول الصفدي (3): لم أر في أشياخي أكثر اشتغالا منه، لأني لم أره إلا
ص: 6
يسمع أو يشتغل أو يكتب، و لم أره على غير ذلك. (1)
ارتحل من دياره (غرناطة) حين وقعت بينه و بين شيخه أبي جعفر بن الزبير واقعة، فنال أبو حيان منه، و تصدى للتأليف في الرد عليه و تكذيب روايته، فرفع أمره إلى السلطان، و أمر بإحضاره و التنكيل به، فاختفى و ركب البحر و لحق بالمشرق. (2)
أجمع المترجمون له على إمامته في فنون عديدة، فهو أستاذ المفسرين و شيخ النحاة بالديار المصرية، و الإمام المطلق في النحو و الصرف، خدم هذا الفن أكثر عمره، حتى صار لا يدركه أحد، و له اليد الطولى في التفسير و الحديث الذي واكب على طلبه حتى أتقنه، و غدا شيخ المحدثين بالمدرسة المنصورية، و شرع في القراءات و الأدب و التاريخ و التراجم، و اشتهر اسمه و طار صيته، و كان- رحمه اللّه- شافعيا في الفروع، سالم العقيدة من البدع الفلسفية و الاعتزال و التجسيم، يميل إلى مذهب أهل الظاهر، كبير الخشوع عند قراءة القرآن. (3)
نعته الصفدي بقوله: الإمام العالم العلامة الفريد الكامل، حجة
ص: 7
العرب، مالك أزمّة الأدب. (1)
و قال لسان الدين الخطيب: كان نسيج وحده في ثقوب الذهن و صحة الإدراك بعلم العربية، و الاضطلاع بعلم العربية و التفسير و طريق الرواية، إمام النحاة في زمانه غير مدافع. (2)
سبقت الإشارة أن أبا حيان تنقل من شيخ إلى شيخ، و ارتحل من قطر لآخر، فلقي العلماء، و انتقى الفهماء و قال عن شيوخه: و عدة من أخذت عنهم أربعمائة و خمسون شخصا، و أما من أجازني فكثير جدا. (3)
و ذكر الرعيني (4) أن أبا حيان قال: سمعت بغرناطة و مالقة و بلش و المرية و بجاية و تونس و الإسكندرية و مصر و القاهرة و دمياط و المحلة و ...
و فصل من لقي في كل بلد، ثم قال: و هذه نبذة من شيوخي، و جملة من
ص: 8
سمعت منهم نحو خمسمائة، و المجيزون أكثر من ألف. (1)
و قد فصل الصفدي في كتابه الوافي بالوفيات (2) الحديث عن شيوخ أبي حيان، كما ذكر أبو حيان نفسه ثلة منهم في الخطبة التي قدمها بين يدي تفسيره البحر المحيط (3)، و نقل المقري نصا طويلا عن الصفدي في ذلك. (4)
كثير. (1)
و أقرأ أبو حيان الناس، و ألحق الصغار بالكبار، و صارت تلامذته أئمة و شيوخا في حياته، و اشتهر اسمه، و طار صيته، و أخذ عنه أكابر عصره، و تقدموا في حياته، و قد كان يرحمه اللّه يختار الأذكياء من طلابه و يوليهم عناية خاصة، و يعظمهم و ينوه بقدرهم.
و من جملة تلامذته: الشيخ تقي الدين علي بن عبد الكافي بن تمام السبكي ت (756) (2)، و أحمد بن يوسف بن عبد الدائم الحلبي المعروف بالسمين ت (756 ه) و خلائق لا يحصون كثرة (3).
مؤلفات أبي حيان كثيرة، انتشرت في حياته و بعد مماته، يقول الحافظ ابن حجر: له التصانيف التي سارت في آفاق الأرض و اشتهرت في حياته. (4)
ص: 10
و لأبي حيان أكثر من خمسين تصنيفا في فنون العلم المختلفة، و قد سرد المقري أسماءها في كتابه نفح الطيب (1)، أذكر منها:
1) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب.
2) ارتشاف الضّرب من لسان العرب.
3) عقد اللآلي، منظومة في القراءات السبع.
4) الأثير في قراءة ابن كثير، قيل: إنه مفقود.
5) التذييل و التكميل في شرح كتاب سيبويه.
مات أثير الدين شيخ الورى فاستعر البارق و استعبرا توفي أبو حيان- رحمه اللّه تعالى- بعد أن عمر طويلا، فتجاوز التسعين، و ذلك سنة (745 ه)، و قد رثاه الشعراء بمراثي مبكية، كما مدحه الشعراء في حياته و بعد مماته. (2)
ص: 11
كان تصنيف هذا التفسير أمنية طالما اختلج في ذكر المصنف، و اعتلج في فكره، و طمح إليه، فكم رجا اللّه أن يوفقه في ذلك، و يبلغه الأمد الذي يتفصد فيه الأديم و يتنغص من رؤيته النديم (1)، قاصدا به وجه اللّه، محتسبا الأجر عليه (فما لمخلوق بتأليفه قصدت، و لا غير وجه اللّه به أردت). (2)
و حين بلغ السابعة و الخمسين من العمر، و انتصب مدرسا للتفسير في قبة السلطان الملك المنصور، شرع في التأليف و تحقيق المراد، فهو إذا من أواخر ما صنف أبو حيان من التآليف، بل لعله آخر تصانيفه.
و قد اشتهر البحر في حياة المصنف و لقي العناية و الاهتمام بعد وفاته من أهل العلم و طلاب المعرفة على شتى العصور، مذ ألّفه أبو حيان إلى يومنا هذا، و لا زال مرجعا هاما للمشتغلين بالتفسير و اللغة و القراءات، و لا غرو في ذلك ما دمنا علمنا أن تصنيفه كان بعد أن نضج الفكر، و اكتمل
ص: 12
العقل و استوى على سوقه.
و لأهميته اختصره تلميذه تاج الدين أحمد بن عبد القادر بن مكتوم (1) و سماه (الدر اللقيط من البحر المحيط).
سلك أبو حيان في تفسيره مسلك أسلافه الأندلسيين في اعتماد التفسير بالمأثور مع اعتماد الرأي شريطة ألا يخضع للهوى و الميل، و شريطة أن لا يخلو من اعتماد أقوال العلماء ضمن قوانين العلم كالنحو و اللغة و الأصول و غيرها، مع المعرفة التامة باللغة.
و أودع في تصنيفه هذا خلاصة فكره، و حصيلة علمه (عكفت على تصنيف هذا الكتاب، و انتخاب الصفو و اللباب، أجيل الفكر فيما وضع الناس في تصانيفهم، و أنعم النظر فيما اقترحوه من تآليفهم، فألخص مطولها، و أحل مشكلها، و أقيد مطلقها، و أفتح مغلقها، و أجمع مبددها، و أخلص منقدها، و أضيف إلى ذلك ما استخرجته القوة المفكرة من لطائف علم البيان، المطلع على إعجاز القرآن). (2)
و يلاحظ القارئ في تفسير أبي حيان تأثره الواضح بثلة من المفسرين،
ص: 13
و أكثرهم تأثيرا فيه الزمخشري و ابن عطية، و قد أشار إليهما، و ذكر تصنيفهما في الخطبة التي قدمها بين يدي تفسيره، و أثنى عليهما ثناء عاطرا، و وصفهما بأنهما فارسا علم التفسير، و ممارسا تحريره و التحبير، و أنزل تفسيرهما منزلة الإنسان من العين، و الذهب الإبريز من العين، و ليلة القدر من الليالي. (1)
و ألمح بأنه استدرك عليهما، و وضع تفسيرهما محك النظر و أنه أورى فيهما نار الفكر، حتى خلّص دسيسهما، و برّز نفيسهما. (2) كما تأثر بابن جرير الطبري و الرازي.
و بالرغم من تصدي المصنف للزمخشري في اعتزالياته، و الحمل عليه في انحرافاته، حيث كان له رصدا في تأويلاته، و نصرته لمذهبه، و تقحم مرتكبه، و تجشم حمل كتاب اللّه عز و جل عليه، بالرغم من ذلك فقد أنصفه أبو حيان، و لم يغمضه حقه، و لعمري إن الإنصاف حق، و العدل فضيلة حتى مع الخصوم، فرحم اللّه أبا حيان، و أجزل له المثوبة.
هذا و ربما يعد البحر المحيط المرجع الأول من بين التفاسير للوقوف على وجوه الإعراب و اللغة و إظهار بلاغة القرآن و إعجازه، فقد اهتم المصنف اهتماما بالغا بالمسائل اللغوية و الخلافيات، كما يعد مرجعا هاما للمشتغلين بالقراءات و توجيهها، المتواترة منها و الشاذة.
ص: 14
و لأبي حيان موقف حميد من الإسرائيليات، فقد دعا إلى تركها، و حذر القارئ في مواطن كثيرة من الاغترار بها، و صرح بذلك في مقدمته، و أن اكثرها خرافات و أباطيل لا تتفق مع العقل السليم، و النظر السديد.
أما المقدمة فقد جاءت مع الخطبة التي قدمها المصنف بين يدي تفسيره في ثمان عشرة صفحة من القطع المتوسط، صاغها المصنف صياغة أديب بليغ مجبول على إنشاء النثر، متمكن في اللغة، عارف بأساليب العرب في الكتابة، ذكر فيها منهجه في التأليف، و مصادره و بعض شيوخه في جملة من الفنون، كما تعرض للحديث عن عدة موضوعات من علوم القرآن، أخذ بيان ما يحتاج إليه المفسر من العلوم، و الوجوه التي ينبغي النظر منها في كتاب اللّه، الأهمية الأولى، قدم المصنف نفسه من خلالها إلى قرائه، فأثبت أن إقدامه على تصنيف البحر إنما هو إقدام متبحر متسلح، قد ألّم بما يحتاجه المفسر، و ذلك بذكر شيوخه في كل فن- وجه- و المصنفات التي قرأها في الفن نفسه حتى تمكن منها.
و تلك كانت غاية أبي حيان من ذكره لتلك الوجوه، و إلا فالبحث في هذه المسألة على الخصوص يحتاج إلى مزيد من العناية و الاهتمام، و ضرب الأمثلة، و بيان مسيس الحاجة للمفسر إلى التعمق في كل وجه من تلك الوجوه، و هو ما لم يفعله المصنف، و لعل ذلك كان وراء التباين بين شهرة التفسير و شهرة المقدمة التي لا تكاد تذكر عند المهتمين بعلوم القرآن.
و قد طبعت المقدمة فيما أعلم ثلاث طبعات:
ص: 15
1) الأولى كانت في مصر سنة 1328 ه بمطبعة السعادة على نفقة سلطان المغرب الأقصى عبد الحفيظ ابن السلطان الحسن، و هي كثيرة الأخطاء و التحريف و صورت هذه الطبعة عدة مرات.
2) طبعة دار الفكر- بيروت- عام 1412 ه بعناية عرفان العشا حسونة و صدقي محمد جميل، و هي الأخرى كثيرة الأخطاء.
3) طبعة جيدة و محققة تحقيقا علميا دقيقا للأجزاء الأولى لأستاذنا الدكتور عبد السميع محمد أحمد حسنين، عام 1413 ه.
أثنى المصنف على اللّه بما هو أهله، و حمده على توالي نعمائه، ثم صلى على النبي الأكرم الذي صدع بالحق فأرشد إلى الخير، و على آله و صحابته.
و صرح أن أهم المعارف هو علم كتاب اللّه، و أن غيره من العلوم كالأدوات، ثم ذكر الدافع إلى التصنيف، بعدها أخذ يفاخر بالأندلسيين لبراعتهم في علم كتاب اللّه، و لانفرادهم بالإقراء منذ أعصار دون غيرهم من ذوي الآداب، و ذكر أن أفضل كتاب يعين على فهم كتاب اللّه هو الكتاب لسيبويه.
عقب ذلك تحدث المصنف عن حياته العلمية و كيف كان يختار الشيوخ، و ينتقي الفضلاء من أهل العلم، و ما لقيه في ذلك من تعب
ص: 16
و نصب و صبر على شظف العيش، و إيثار للعلم على المال و الأهل و الولد.
ثم شرع في عرض المنهج الذي سلكه، و الطريقة التي سار عليها، و الجوانب التي اهتم بها في تفسيره لأهميتها، و تلك التي أعرض عنها لنكارتها و بعدها، و أشار إلى ما حوته تفاسير كثير من السابقين عليه من حشو و تطويل كذكر علل النحويين و دلائل مسائل أصول الفقه و أصول الدين، و اهتمام بأمور لا ينبغي الاهتمام بها كالأحاديث الواردة في الفضائل و الحكايات التي لا تناسب التفسير و تواريخ بني إسرائيل و غيرها مما لا يصح، فعابهم على ذلك، و أكد أن الإحاطة بمعرفة مدلول الكلمة و أحكامها قبل التركيب، و كيفية تركيبها هو المعين على فهم الآيات، أراد بذلك الرد على من ينكر تفسير القرآن بالرأي موقفا فهمه على المنقول و المروي عن السلف، فخطأ المدعي و انتصر لرأيه في جواز ذلك بالأدلة.
انتقل بعدها ليستعرض مع القارئ العلوم التي يحتاجها علم التفسير، و لينبه على أحسن التأليف فيه، فقال: النظر في تفسير كتاب اللّه تعالى يكون من وجوه (1) و ذكر سبعة وجوه:
الأول: علم اللغة اسما و فعلا و حرفا.
الثاني: معرفة الأحكام التي للكلم العربية، من جهة إفرادها و من جهة
ص: 17
تركيبها.
الثالث: كون اللفظ- أو التركيب- أحسن و أفصح، و يؤخذ ذلك من علم البيان و البديع.
الرابع: تعيين مبهم و تبيين مجمل، و سبب نزول، و نسخ.
الخامس: معرفة الإجمال و التبيين، و العموم و الخصوص، و الإطلاق و التقييد، و دلالة الأمر و النهي، و ما أشبه ذلك.
السادس: الكلام فيما يجوز على اللّه تعالى، و ما يجب له، و ما يستحيل عليه.
السابع: اختلاف الألفاظ بزيادة أو نقص أو تغيير حركة أو إتيان بلفظ بدل لفظ، و ذلك بتواتر و آحاد.
و ذكر تحت كل وجه أهم التصانيف فيه، كما صرح باسم من تتلمذ عليه من الشيوخ في كل وجه من تلك الوجوه.
و قال: فهذه سبعة وجوه لا ينبغي أن يقدم على تفسير كتاب اللّه تعالى إلا من أحاط بجملة غالبها، من كل وجه منها. (1)
و عاد ليؤكد من جديد أن المعرفة بتلك الوجوه لا تكفي لمن أراد
ص: 18
التعمق في فهم غوامض الكتاب، إذ يستدعي التبحر في علم اللسان.
انتقل بعدها للحديث عن إعجاز القرآن و قرر أن إعجاز القرآن هو كونه في غاية الفصاحة و نهاية البلاغة، ورد زعم من ادعى وقوع الإعجاز بالصرفة، ففند مقولتهم، و أكد أنهم لم يرزقوا من الذّوق ما به يفرقون بين كلام الخلق و كلام الحق، و بين أن عددا من العرب أسلموا حين سمعوا القرآن و أقروا بإعجازه، و أنه من عند اللّه كأبي ذر الذي سمع من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أوائل (فصلت) فأسلم للوقت، و أذعن للدين الجديد، و أن بعضهم عاندوا و لجوا في عنادهم بغيا أن ينزل اللّه من فضله على من يشاء من عباده، كعتبة بن ربيعة، و الوليد بن المغيرة، و أن ثلة لم تدرك إعجازه، أو أدرك و عاند كمسيلمة الكذاب و غيره.
عقب ذلك نقل مقطعا أدبيا من الكشاف للزمخشري يبهر بحسنه الأدباء- كما قال- و يقهر بفصاحته البلغاء، و جعل ذلك شاهدا للزمخشري بأهلية النظر في تفسير القرآن.
ثم استعرض مفسرين أحدهما مشرقي و هو الزمخشري نفسه، و الآخر أندلسي هو ابن عطية، فأشاد بهما و أطرى عليهما و على تفسيرهما الثناء، و قال: هما من كتب التفسير بمنزلة الإنسان من العين، و ليلة القدر من الليالي، ذكر أنه عرضهما على محك النظر، و أورى فيهما نار الفكر حتى استخلص دسيسهما و برز نفيسهما، و بذلك بين المصنف أنه اعتمد عليهما مصدرين أساسيين له في تفسيره، و هو ما صرح به عقب ذلك.
ص: 19
ثم ذكر أنه اعتمد مصدرا ثالثا، فأكثر النقل عنه هو التفسير الذي جمعه شيخه ابن النقيب (1) غير أنه لم يثني عليه بل وصمه بأنه كثير التكرير، قليل التحرير، مفرط الإسهاب.
بعد هذا انتقل المصنف ليسند قراءته للقرآن، و الطرق التي قرأ بها، و أعلى سند وقع له.
ثم ذكر جملة من المروي في فضائل القرآن و ذكر أن أبا عبيد القاسم بن سلام هو من جملة من صنف فيه، أتبعها بروايات تبين فضيلة علم التفسير، و ذكر التفسير بالرأي و حمل المروي عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في كونه لم يفسر إلا آيا بعدد، على مغيبات القرآن، و تفسير مجمله و ما لا سبيل إليه بتوقيف من اللّه تعالى، كما حمل تخطئة من قال بالرأي و لو أصاب، على تسور القرآن دون النظر في أقوال العلماء و قوانين العلوم.
و انتقل عقب ذلك إلى بيان مراتب المفسرين فذكر من مفسري الصحابة علي ابن أبي طالب، و ابن عباس، و ابن مسعود، و أبي بن كعب، و زيد بن ثابت، و عبد اللّه ابن عمرو بن العاص- رضي اللّه عنهم أجمعين-
و ذكر من التابعين الحسن البصري، و مجاهد، و سعيد بن جبير،
ص: 20
و علقمة، و الضحاك، و ابن مزاحم، و السدي، و أبي صالح- رحمهم اللّه- ثم ذكر مسيرة التفسير من بعدهم.
و جاء الختام ببيان معنى التفسير في اللغة و الاصطلاح، شارحا التعريف الاصطلاحي الذي أطلقه.
و هذا التعريف الاصطلاحي الذي أطلقه أبو حيان اعتمده ثلة من أهل العلم، و لم زالوا يتناقلوه في كتبهم كالآلوسي و غيره.
بين المصنف منهجه في التفسير، و الترتيب الذي سار عليه في الخطبة التي سبقت الموضوعات التي تعرض لها في مقدمته، و فصل القول في منهجه تفصيلا دقيقا، غير أن منهجه في معالجة الموضوعات التي تعرض لها في المقدمة مختلف، ففي العلوم التي يحتاجها المفسر، أو الوجوه التي ينبغي للناظر في كتاب اللّه الإلمام بها، كان منهج المصنف أنه يذكر الفن بعبارة واضحة، ثم يبين بعض المصادر الهامة فيه و أفضل من صنف فيه، يعقب ذلك بذكر شيوخه الذين تلقى عنهم ذلك الفن ليبين أن إقدامه هو إقدام ملمّ مسلح بما تحتاجه صناعة التفسير (1).
و من منهج المصنف الاعتماد على المعقول في بعض المسائل، و ضرب
ص: 21
الأمثلة لتقريب المسألة و ذلك لإقناع القارئ بما يريد التأكيد عليه. (1)
و من منهج المصنف أيضا بيان مصادره- المكتوبة و المسموعة- التي استقى منها مادة كتابه، كما يذكر من تلقى عنهم العلم و أسانيده في القرآن و القراءات. (2)
و حين يسوق المصنف الأحاديث و الآثار الدالة على فضائل القرآن و تفسيره، فإنه يسردها دون أسانيدها، كما أنه لا يذكر من أخرجها من الأئمة، و قد يعقب على إحداها لبيان معنى مفردة، أو بيان تأويل عبارة. (3)
بقي أن أشير إلى أن المصنف اعتمد في المقطع الأخير من مقدمته الذي كان عن بيان معنى التفسير كلام ابن دريد و ثعلب فيما يخص اللغة، و حين عرّف التفسير في الاصطلاح شرح مفردات التعريف.
لقد نهج أبو حيان في البحر نهجا قويما، و رسم لطريقه رسما دقيقا، و التزم ما ألزم به نفسه في الغالب، فقد بيّن أنه يبتدأ بالكلام على مفردات الآية لفظة لفظة، و يبين ما يحتاج إليه من اللغة و الأحكام النحوية، و التزم
ص: 22
ذلك (1)، و يتكلم في التفسير فيذكر سبب النزول للآيات التي لها سبب نزول مع بيان مناسبتها و ارتباطها بما قبلها، و التزم ذلك أيضا (2)، مثبتا القراءات شاذها و مستعملها، مع توجيهها و الترجيح بينها عدا المتواتر فإنه لا يرجح بينها لاعتبارها على درجة واحدة ما دامت صادرة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و يتحدث عن الواضح و الخفي من الكلمات، و هذا الشرط أيضا التزمه المصنف، فقلما تجد موضعا من كتاب اللّه في أكثر من قراءة إلا و ذكر ذلك المصنف، و أورد القراءة (3)، حتى الألفاظ المشهورة يذكرها، غير أنه لا يكرر الكلام في لفظة أو آية سبق الحديث فيها، فيكتفي بالإحالة إلى الموضع الذي تم البيان فيه (4)، كما ينقل أقوال الفقهاء الأربعة في الأحكام الفقهية دون التعمق في ذلك، معتمدا الإحالة إلى كتب الفقه في الغالب، و قد التزم ذلك في التفسير (5)، مختتما بالكلام في جملة من الآيات التي فسرت إفرادا و تركيبا بما ذكر أهل العلم فيها من علم البيان و البديع، يتبع آخر الآيات بكلام منثور يشرح مضمون تلك الآيات في عبارة حسنة (6)، و تجنب أقاويل
ص: 23
الصوفية التي يحملونها كلام اللّه، و ربما أورد شيئا من ذلك إن وجد لذلك مناسبة، كما عدل عن ترك كلام الباطنية الملحدين، و كذلك أعرض عن ذكر كثير من الإسرائيليات و الحكايات التي لا تتناسب و تواريخ بني إسرائيل (1).
و هكذا يظهر للقارئ أن المفسر قد التزم في تفسيره بما ذكره في مقدمته، و لم يخل بذلك في الجملة.
ذكر المصنف في مقدمته أسماء و عناوين مصادر كثيرة، غير أن النقول التي أوردها في المقدمة هي من عشرة مصادر فقط، فهو لم يكثر من النقل، و الذين نقل عنهم هم:
أبو جعفر بن الزبير، و هو شيخه، و ما أورده هو شي ء سمعه منه. (2)
و أبو بكر الباقلاني من كتابه الانتصار في إعجاز القرآن، هكذا سماه المصنف، و اسمه الصحيح: الانتصار في صحة نقل القرآن. (3)
ص: 24
و الزمخشري من الكشاف. (1)
و ابن عطية من تفسيره. (2)
و محمد بن وهب القشيري. (3)
و ابن النقيب من كتابه التحرير و التحبير لأقوال أئمة التفسير. (4)
و أبو عبد اللّه القاسم بن سلام، و المصنف لم يصرح بالنقل عنه و إن كان قد أورده في معرض النقل عنه (5)
و الإمام البخاري. (6)
و ابن دريد. (7)
و ثعلب. (8)
ص: 25
لا يستطيع المرء الحكم على مقدمة أبي حيان ذلك لأن المصنف لم يرد منها ما أراده غيره من جعلها مقدمة تشتمل على ما يلزم المفسر من العلوم و الأدوات التي تعينه على تفسير كتاب اللّه، أو تلك التي يلزم القارئ الإلمام بها و معرفتها قبل قراءة التفسير ليكون على دراية و معرفة.
و ما جاء في هذه المقدمة من الوجوه التي ذكرها المصنف و التي ذكر لزوم معرفتها للناظر في كتاب اللّه، و ذكرها المصنف كما سبق أن قلت ليبين أنه آخذ بها قبل الإقدام على طرق باب التفسير.
و على العموم فإن من أهم مزايا هذه المقدمة أنها المقدمة الأولى من بين المقدمات التي درستها تقدم تعريفا اصطلاحيا لعلم التفسير، و هو ما لم يفعله السابقون كما صرح بذلك المصنف نفسه. هذ ما قلته في مقدمة أبي حيان و أستغفر اللّه من التقصير و الزلل.
ص: 26
للحافظ أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير المتوفى سنة 774 ه.
مصنف هذا السفر العظيم هو: الإمام القدوة أبو الفداء عماد الدين إسماعيل ابن عمر بن كثير بن ضو بن كثير بن ضو بن درع الشافعي الدمشقي (1).
ولد بقرية شرقي بصرى الشام، على رأس المائة الثامنة للهجرة (700 ه (2) في أسرة عرفت بالعلم و مدارسة الكتاب، و تربى في حجر أمه الحافظة، و أخيه المعلم كمال الدين عبد الوهاب فكان به و بأخوته رفيقا، و لهم شقيقا، بعد أن تيتّموا عام (703 ه) بفقد و الدهم الذي عرف بالعلم
ص: 27
و اشتهر بالخطابة و قول الشعر، و كان تلميذا تلقى العلم عن النووي و الفزاري و غيرهما. (1)
و لشغف العائلة بالعلم، شدت الأسرة الرحيل إلى حاضرة العلم، و مأوى العلماء، إلى دمشق- و كان قد سبقهم قبل وفاة والدهم أخ لهم يقال له إسماعيل، و توفي بها و هو يطلب العلم فسمي المصنف باسمه لحب الوالد لولده- و استقرت الأسرة هناك بعد وفاة والدهم بأربع سنين عام (706 ه)، و كان أبو الفداء حتى ذلك العهد يتلقى أبجديات العلم على يد أخيه و أستاذه عبد الوهاب، حتى إذا اشتد عوده دفعه الأخ إلى حلقات العلم فانتظم فيها، و عرفته أزقة دمشق طالب علم مجد و مثابر، كما عرفته المساجد و دور المعرفة عابدا و مجتهدا.
حفظ القرآن الكريم و هو لم يتجاوز الحادية عشرة من العمر، (2) و أقبل على حفظ المتون و معرفة الأسانيد و العلل و الرجال و التاريخ حتى برع في ذلك و هو لا يزال في ريعان الشباب، فحفظ التنبيه و له ثمان عشرة سنة (3) و حفظ مختصر الحاجب (4) و سمع بدار الحديث الأشرفية نحوا من خمسمائة
ص: 28
جزء بالإجازات و السماع في الحديث على الشيخ ابن الشحنة (1)، و صنف في صغره كتاب (الأحكام على أبواب التنبيه) (2) و لنبوغه- يرحمه اللّه- تصدر أقرانه، وفاق خلانه، حتى أعجب الشيوخ به و ترجموا له و أثنوا عليه في حياته، و تلك مكرمة لا تحصل إلا لقلة من الناس.
لقد اختير للحافظ ابن كثير- يرحمه اللّه- حاضرة من حواضر العلم، و مرتعا من مراتع المعرفة و أرضا بورك فيها، يشد العلماء الرحال إليها، و المقام بها، و يأنس الطلبة بسكناها، و يحلو لهم العيش بين أحضانها، فلا غرو أن تحفل تلك الدوحة (دمشق) بجمع غفير من أهل العلم كالذهبي و المزي و ابن عساكر و غيرهم من الذين علت همتهم، و عرفوا فضل المدينة و سكناها.
لقد تلقى الحافظ أبو الفداء العلم على يد صفوة من علماء دمشق في وقت نشطت فيه الحركة العلمية نشاطا ملموسا في شتى الفنون و المعارف، و من هؤلاء:
عبد الرحمن بن إبراهيم الفزاري الشهير بابن الفركاح (3)، و أحمد بن
ص: 29
أبي طالب الحجار، المعروف بابن الشحنة (1)، و غيرهم كابن عساكر و ابن قاضي شهبة، و المزي. (2)
أما تلاميذه فقد ذكر في البداية و النهاية (3) أنه كان للحافظ ابن كثير في اليوم الواحد ستة مواعيد تقرأ عليه، أولها بمسجد هشام بكرة قبل طلوع الشمس، ثم تحت النسر (4)، ثم بالمدرسة النورية، و بعد الظهر بجامع تنكز، ثم بالمدرسة العزية، ثم بالكوشك ... إلى أذان العصر، ثم بعد العصر بدار ملك الأمراء أمير علي، بمحلة القضاعين إلى قريب الغروب، و يقرأ صحيح مسلم بمحراب الحنابلة.
و هذا النص خير دليل على كثرة التلاميذ الذين وردوا هذا النبع الصافي حتى ارتووا و شنفوا الآذان بالسماع، و من أولئك المشاهير الذينق.
ص: 30
تلقوا عن ابن كثير:
الحافظ شهاب الدين أحمد بن حجي الحسباني ت (816 ه) (1)، و بدر الدين محمد بن بهادر الزركشي ت (794 ه) (2)، و محمد بن محمد بن محمد الجزري صاحب النشر ت (833 ه) (3) و غيرهم.
يقول ابن حبيب عن الحافظ ابن كثير: سمع و جمع و صنف .. و طارت أوراق فتاويه إلى البلاد (4). و يقول الحافظ ابن حجر: سارت تصانيفه في حياته، و انتفع بها الناس بعد وفاته. (5)
لقد صنف ابن كثير العديد من المصنفات اشتهرت فانتشرت حتى اعتمد عليها في بابها كالتفسير و التاريخ و الحديث و السيرة و غير ذلك.
ص: 31
1) البداية و النهاية، موسوعة تاريخية ضخمة تابع المصنف فيها الأخبار، و طبعت مرارا و تكرارا.
2) التفسير، و هو موضوع الباب.
3) تهذيب الكمال لابن الصلاح، طبع باسم (الباعث الحثيث) علق عليه الأستاذ أحمد محمد شاكر.
4) السيرة النبوية: ذكر أنها صغيرة، غير أن الأستاذ مصطفى عبد الواحد انتزع السيرة من البداية و النهاية و أخرجها محققة، و أخبر أن المصنف قد ضمها إليه- أي إلى التاريخ- (1).
5) أحاديث التوحيد و الرد على أهل الشرك. (2)
6) الاجتهاد في طلب الجهاد. و غير ذلك (3)
ص: 32
الحافظ ابن كثير علم من أعلام السلف المشهود لهم بحفظ المتون و كثرة الاستحضار، و سلامة العقيدة، و نصرة مذهب السلف في الأصول و الفروع، و ارتضاء ذلك قولا و عملا، و الأدلة على ذلك كثيرة امتلأت بها مصنفات الحافظ- يرحمه اللّه- و لا يعجز الباحث من الوقوف على المزيد منها بيسر و سهولة.
و قد كانت لعلاقة الحافظ بشيخ الإسلام ابن تيمية و تلمذته على يده الأثر البالغ في توجهه السلفي، و تصديه لأهل الزيغ و الضلال من الملل و النحل في تلك الفترة التي ظهرت فيها البدع و المنكرات، و كثرت حتى افتتن الناس في دينهم، فقيّض اللّه لنصرة الحق علماء عاملين، بالحق ناطقين، نافحوا عن دين اللّه، و بينوا انحراف الضالين و تأويل المبطلين، و كان منهم الحافظ ابن كثير، فقد نافح عن شيخه ابن تيمية- الذي كان رمزا للتصدي للباطل- و ارتضى كثيرا من آرائه حتى امتحن بسبب ذلك و أوذي. (1)
و لقد حظي الحافظ بمكانة مرموقة عند أهل عصره، فشهدوا له بعلو
ص: 33
الكعب، و لقيت أقواله القبول عند أهل العلم، و أجمعوا على حبه، و الثناء عليه و على علمه و سلامة عقيدته، و لهذا تسلم مشيخة دور العلم المشهورة في دياره كدار الحديث الأشرفية و غيرها (1) و التدريس في مدارس عديدة كالتنكزية الكبرى (2) و النورية الكبرى (3) و المدرسة النجيبية (4) و الجامع الأموي (5)، كما اسندت إليه الخطابة في جوامع عديدة (6).
كل هذا الأمر دفع شيخه الذهبي ليترجم له و يثني عليه ثناء حسنا، و هل هناك شرف يعدل هذا الشرف، شيخ يترجم للتلميذ و يقول عنه: إمام محدث بارع، فقيه متفنن، و مفسر نقاد، له تصانيف مفيدة (7).
لقد كثرت النصوص التي بينت مكانة الحافظ ابن كثير و تواترت، و من تلك النصوص: ما نعته به تلميذه الوفي الحافظ ابن حجي بقوله: كان أحفظ من أدركناه لمتون الحديث و أعرفهم بتخريجها و رجالها، و صحيحها و سقيمها، و كان أقرانه و شيوخه يعترفون له بذلك، و كان يستحضر شيئا
ص: 34
كثيرا من الفقه و التاريخ، قليل النسيان، و كان فقيها صحيح الذهن يحفظ التنبيه إلى آخر وقت، و شارك في العربية مشاركة جيدة. (1)
كما وصفه ابن حبيب بقوله: اشتهر بالضبط و التحرير، و انتهت إليه رئاسة العلم في التاريخ و الحديث و التفسير. (2)
و نعته الداودي: بقدوة العلماء و الحفاظ، و عمدة أهل المعاني و الألفاظ. (3)
ناهيك عن ثناء الأعلام المتأخرين الذين وقفوا على خلاصة علم المتقدمين فأقروا للحافظ بالفضل و الرسوخ في المعقول و المنقول، و كتب التراجم تزخر بكم هائل من النصوص التي تبين علو كعب المصنف، و سمو فكره، و سلامة عقيدته.
في يوم الخميس، السادس و العشرين من شعبان سنة أربع و سبعين و سبعمائة (774 ه) سلم الحافظ ابن كثير الروح إلى بارئها، و فاضت بعد حياة مليئة بالجد و الاجتهاد و الجهاد، و نشر النور و العلم و تبديد الظلمات،
ص: 35
فقد فيها البصر غير أنه بقي بصيرا يذكر اللّه إلى آخر نفس، و دفن إلى جانب شيخه و قدوته شيخ الإسلام ابن تيمية، رحمهما اللّه رحمة واسعة، و جزاهما عنا و عن المسلمين خير الجزاء (1).
يعد تفسير الحافظ ابن كثير (تفسير القرآن العظيم) من أكثر التفاسير انتشارا و اعتبارا في عصرنا الراهن، عند الخاصة و العامة، فقد حبا اللّه المصنف قوة في الفهم، و سدادا في الرأي، و اعتبارا في الحجة، إضافة إلى سلامة المنهج و وضوح الطريقة و جزالة العبارة، كل ذلك كانت أسبابا جعلت لهذا التفسير الاعتبار و القبول و الاستمرارية.
فحين تعددت ألوان التفسير، و سلك المتقدمون فيه مذاهب متنوعة، و وجدت التفاسير الطوال التي امتلأت بالخلافيات في شتى الألوان،
ص: 36
و عجزت الهمم عن متابعة ذلك، اتجه جماعة من أهل العلم استشعروا و عورة الطريق، إلى سلوك طريق مختصر لتأويل كتاب اللّه، و بيان معاني ألفاظه، متوسطين في ذلك، جامعين بين المأثور و الرأي، فكان الحافظ واحدا من هؤلاء الذين ارتضوا هذا النهج، بل يعد فارس هذه الحلبة، و رائد هذه الكتيبة. (1)
لقد قدم الحافظ ابن كثير تفسيرا جمع فيه المأثور من بيان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و صحابته و التابعين، و بين ما توصل إليه من إعمال الرأي، المعتمد على اللغة و فهم السلف، في مباحث هامة تحدث عنها العلماء، فقهية كانت أو نحوية أو لغوية، أو غيرها من المسائل التي لها صلة بتوضيح الآيات و المعاني، بعبارة سلسة، و ألفاظ مختارة، و لعله هو الأمر الذي دفع السيوطي ليقول: له تفسير لم يؤلف على نمطه مثله. (2)
و هو الأمر الذي جعل الشوكاني يقول: جمع فيه فأوعى، و نقل المذاهب و الأخبار و الآثار و تكلم بأحسن كلام و أنفسه، و هو من أحسن التفاسير إن لم يكن أحسنها. (3)
و لأهميته عند أهل العلم اتجهت الأنظار قديما و حديثا لاختصاره
ص: 37
و تجريده من بعض ما ينبغي، ففي النصف الثاني من القرن الثامن اختصره سعيد بن محمد بن مسعود الكازروني، و سماه (البدر المنير) (1)، و في عصرنا الحالي وجدت ثلاثة مختصرات للكتاب، اختصره الأستاذ أحمد شاكر و سماه (عمدة التفسير من الحافظ ابن كثير) غير أنه لم يتمه (2)، و اختصره الشيخ محمد علي الصابوني، و لقي شهرة واسعة، غير أن موقف المختصر من بعض المسائل العقدية جعل طلبة العلم يصدون عنه، و يفضلون اختصار الشيخ نسيب الرفاعي المسماة (تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير).
و لأهميته أيضا لقي هذا التفسير عناية خاصة من الأكادميين في الجامعات فسجلت فيه و حوله عدة رسائل علمية.
بقي أن أشير إلى أن الحافظ ابن كثير قد تأثر بشيخ هذا الفن ابن جرير الطبري تأثرا ملحوظا و إن اختار منهجا مغايرا، ورد على بعض آرائه و ناقشها مناقشة جادة، كما تأثر بالحافظ جل المفسرين الذين جاءوا من بعده كأبي السعود و الآلوسي و القاسمي و الشنقيطي و سيد قطب و غيرهم.ء.
ص: 38
و يمتاز هذا التفسير بأن الحافظ يفسر القرآن بالقرآن، ثم بالسنة، ثم بأقوال الصحابة و التابعين، فإن لم يجد التجأ إلى إعمال الرأي المؤيد باللغة، و هو يمحص الروايات و الأخبار في كل ذلك، و ينتقد البعيد المتكلف، كما يحكم على الأحاديث و الآثار و يبين درجتها في الغالب.
ينتصر المصنف لمذهب السلف، و يعرض عن الإسرائيليات و إن ذكر بعضا من القسم المسكوت عنه فإنه إنما يذكرها للاستشهاد لا للاعتقاد، و يصرح بأن غالب ما في هذا النوع لا فائدة فيه يعود إلى أمر ديني. (1)
كما أنه لا يتوانى عن ذكر أسباب النزول، فيسرد الروايات، و يختار الراجح منها، و يذكر المسائل الفقهية بإيجاز دون إسراف أو تطويل.
و قد نبه الحافظ في خطبة كتابه إلى أهمية تفهم كتاب اللّه مصداقا لقوله تعالى (أَ فَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَ لَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) [النساء: 82] و عليه فإن العلماء مطالبون بالكشف عن معاني كلام اللّه، و تفسيره و تعليمه و تعلمه، و تبصير الناس بها، و هو أمر يستدعي معرفة أحسن الطرق الموصلة إلى السداد في القول، لأجل هذا خص المصنف مقدمته لبيان تلك الطرق.
و قد جاءت المقدمة مع خطبة الكتاب في سبع صفحات من القطع
ص: 39
الكبير، و هي ليست طويلة إذا ما قورنت بمقدمات أسلافه الطبري و ابن عطية و غيرهما، على خلاف ما ذكر الذهبي من أنه قدم لتفسيره مقدمة طويلة هامة. (1)
كما أنها ليست شاملة كمقدماتهم، و لعل المصنف لم يرد ما أراده السابقون من تقديم أبحاث بين يدي تفاسيرهم تتضمن ما يجب على طالب التفسير معرفته قبل البدء في التفسير، فقد اكتفى الحافظ ببيان أحسن طرق التفسير، و ما يتعلق بذلك من المسائل.
كما رأى الحافظ أن يلحق بالتفسير كتابا ألفه في فضائل القرآن، مقتديا بالبخاري- رحمه اللّه- الذي أخر كتاب الفضائل عن كتاب التفسير في «صحيحه»، ثم عدل عن رأيه و وجد أن تقديم الفضائل على التفسير هو الأولى، و هو ما عمد إليه في آخر نسخة مخطوط من كتابه، و هي في مكتبة الحرم المكي برقم [ (90) تفسير] كتبت في عصر المؤلف و قبل وفاته كما هو ثابت في التاريخ الذي في أواخر الأجزاء (2).
يقول المصنف في «ص 11» من المخطوط المذكور على ما ذكره الأستاذ الزهراني:
و ذكر البخاري- رحمه اللّه- كتاب فضائل القرآن بعد كتاب التفسير
ص: 40
لأن التفسير أهم، و لهذا بدأ به، و نحن قدمنا الفضائل قبل التفسير، و ذكرنا فضائل كل سورة قبل تفسيرها ليكون باعثا على حفظ القرآن و فهمه، و العمل بما فيه، و اللّه المستعان. (1)
و أعود إلى المقدمة فأقول: إن الذهبي ذكر أن الحافظ ابن كثير اعتمد في مقدمته كتاب شيخه ابن تيمية، فقال: و أغلب هذه المقدمة مأخوذ بنصه من كلام شيخه ابن تيمية الذي ذكره في مقدمته في أصول التفسير. (2). و ما قاله حقيقة فما جاء في هذه المقدمة هو بتمامه من كلام شيخه، و لا غرو في ذلك فإن الحافظ- كما سبق أن ذكرت- قد تأثر بابن تيمية في كثير من آرائه حتى أوذي بسبب ذلك، كما أن ما كتبه ابن تيمية في مقدمته يعتبر من أهم ما كتب في هذا الباب على الإطلاق (3).
و قد طبعت المقدمة مع أصل الكتاب طبعات عديدة أذكر منها:
1) طبع بهامش تفسير (فتح البيان في مقاصد القرآن) لأبي الطيب صديق حسن القنوجي- المطبعة الأميرية ببولاق 1301 ه في ستة مجلدات.
2) طبعة دار إحياء التراث العربي، عيسى البابي الحلبي، قوبلت على
ص: 41
عدة نسخ خطية بدار الكتب المصرية، و صححها نخبة من العلماء، في أربعة أجزاء، و قد صورت هذه الطبعة مرارا.
3) طبع بعناية الأستاذ محمد رشيد رضا، و بأسفله تفسير البغوي، عام 1343 ه و صدر بمطبعة المنار على نفقة الملك عبد العزيز آل سعود- رحمه اللّه- في تسعة مجلدات.
4) طبعة مطابع الفجالة الجديدة- مصر 1384 ه بعناية و نشر الشيخ عبد الشكور فدا، صاحب مكتبة النهضة الحديثة بمكة، في أربعة مجلدات.
5) طبعة دار الفكر- بيروت 1385 ه في سبعة مجلدات، و أعيد طباعتها عام 1389 ه الطبعة الثانية، و ألحق بها فضائل القرآن. علوم القرآن من خلال مقدمات التفاسير ج 2 42 ثانيا: التعريف بالتفسير و المقدمة: ..... ص : 36
طبعة دار المعرفة- بيروت 1388- و 1406 ه في أربعة مجلدات و هي الأكثر انتشارا بين الناس.
7) طبعة دار الشعب- القاهرة 1391 ه- في أربعة مجلدات بتحقيق:
عبد العزيز غنيم، و محمد أحمد عاشور، و محمد إبراهيم البنا، و هي من أجود الطبعات.
8) طبعة دار الأرقم للنشر و التوزيع في أربعة مجلدات- الكويت 1405 ه، خرج أحاديثه الشيخ مقبل بن هادي الوادعي.
9) طبعة مكتبة العبيكان بالرياض، قدم له أستاذي القدير الدكتور محمد بن عبد الرحمن الشائع.
ص: 42
ذكرت فيما سبق أن الحافظ حصر مقدمته على بيان أحسن طرق التفسير، و أنه أخذها برمتها من كتاب شيخه ابن تيمية (مقدمة في أصول التفسير)، و إن كان قد أسقط منها بعض الجمل.
أسبق المصنف المقدمة بخطبة بين يدي تفسيره، حمد فيها اللّه منزل الكتاب على خاتم النبيين، المرسل إلى جميع الثقلين بشيرا و نذيرا، فندبهم إلى تدبر معاني كلامه و تفهمه (أَ فَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَ لَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) [النساء: 82] و مقتضى هذا الندب أن ينصرف العلماء إلى الكشف عن تلك المعاني، و تعلمه و تعليمه، و إلا كانوا كمن ذمهم اللّه من أهل الكتاب في قوله (وَ إِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَ لا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ وَ اشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلًا فَبِئْسَ ما يَشْتَرُونَ) [آل عمران: 187].
و لفهم كتاب اللّه على الوجه الصحيح كان على المفسر أن يعلم أحسن الطرق المؤدية لذلك، و هو الموضوع الذي ضمّنه المفسر مقدمته.
يرى الحافظ ابن كثير تبعا لشيخه ابن تيمية- رحمه اللّه- أن أصح الطرق هو تفسير القرآن بالقرآن، يليه تفسير القرآن بالسنة لكونها شارحة و موضحة له، فإن لم يجد المفسر مراده في الكتاب و لا في السنة رجع إلى
ص: 43
أقوال الصحابة- رضي اللّه عنهم- و اعتمد فهمهم له، نظرا لما شاهدوه من القرائن و الأحوال، و لما لهم من الفهم التام و العلم الصحيح، و خاصة كبراؤهم كابن عباس و ابن مسعود و غيرهم. و أورد لذلك الأدلة و الأمثلة.
بعدها عرج المصنف على ما نقل عن بعضهم في كونهم حكوا بعض أقاويل أهل الكتاب التي أباحها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بقوله: «بلغوا عني و لو آية، و حدثوا عن بني إسرائيل و لا حرج ...» الحديث. (1) فبين أن الرواية الإسرائيلية ثلاثة أقسام، بينها و بين الموقف منها قبولا و رفضا.
انتقل الحافظ بعد ذلك ليبين حكم تفسير التابعي، فذكر أولا أن كثيرا من الأئمة يرجعون إلى أقوال التابعين كمجاهد الذي عرض المصحف على ابن عباس ثلاثا يسأله عن كل آية، و كسعيد بن جبير و عكرمة و غيرهم، مؤكدا أن اختلافهم في كثير من الأحايين هو اختلاف تنوع لا اختلاف تباين، و قرر عقب ذلك أن قول التابعي لا يكون حجة على من خالفهم إلا إذا أجمعوا على الشي ء فحينئذ لا يرتاب في يكونه حجة.
ثم تعرض للتفسير بالرأي، و أوضح أن التفسير بمجرد الرأي، و التكلم في كتاب اللّه بما لا علم له به حرام غير جائز، و هو الذي ورد فيه التحذير و الوعيد في أحاديث كثيرة، و تحرج السلف من القول في كتاب اللّه
ص: 44
لذلك، أما التكلم من الذي يعلم اللغة و الشرع فواجب لقوله تعالى:
(لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَ لا تَكْتُمُونَهُ) [آل عمران: 187] و لقوله صلى اللّه عليه و سلم: «من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار» (1)، و لهذا رأينا لأولئك الذين تحرجوا من القول في بعض المواطن أقوالا عديدة.
و قبل أن يختم ضعّف المروي عن السيدة عائشة- رضي اللّه عنها- في كون النبي صلى اللّه عليه و سلم لم يفسر إلا آيا بعدد. و قال: حديث منكر غريب. و ختم ببيان أوجه التفسير الأربعة المنسوبة للحبر ابن عباس رضي الله عنه.
من مناهج ثلة من القدماء في التأليف أنهم إذا وقفوا على تحرير لأحد السابقين من أهل العلم في مسألة من المسائل العلمية، و ارتضوا ذلك و تبنوه، نقلوه بنصه في تآليفهم و كتبهم، سواء أشاروا إلى ذلك كما فعل القرطبي الذي رأى أن من بركة العلم عزو القول إلى قائله، أم لم يشيروا كما فعل المصنف الحافظ ابن كثير في مقدمته التي بين أيدينا، و لا نشك أن منهج الأول أسلم، و إن كان المنهج الآخر لم يلق النكير من أهل العلم، و بخاصة إذا كان المنقول عن شخص له اتصال مباشر بالناقل، كما هو الحال بالنسبة للحافظ و شيخه ابن تيمية، حينئذ يكون الأمر غير خاف على الذين وضع الحافظ ابن كثير كتابه لهم.
ص: 45
مهما يكن الأمر فإن الحافظ ابن كثير اتبع المنهج النقلي في مقدمته، فنقل جلّ ما جاء في مقدمة شيخه في هذا الموضوع، و إن أعمل قلمه في حذف اليسير من الآثار، كما أضاف إضافات خفيفة رأى أن من الأهمية ذكرها.
و من الذي أسقطه أثران أوردهما ابن تيمية في معرض حديثه عن تفسير التابعي، الأول منهما ورد عن قتادة، و جاء معترضا أخبار مجاهد، فربما أسقطه الحافظ لأجل ذلك.
و الآخر كان من أخبار مجاهد نفسه.
أما الإضافات، فقد أضاف بعض الروايات الدائرة حول التفسير بالرأي، و استدرك على شيخه ابن تيمية ما رواه ابن جرير بسنده عن السيدة عائشة- رضي اللّه عنها- قالت: ما كان النبي صلى اللّه عليه و سلم يفسر شيئا من القرآن إلا آيا تعد علمهن إياه جبريل عليه السلام. (1) و تكلم عن سند الرواية، كما نقل كلام ابن جرير عنها.
لم يتحدث ابن كثير في مقدمته عن المنهج الذي سيسلكه في تفسيره، و لا ألزم نفسه بشي ء حتى يستطيع المرء الحكم عليه، و بيان مدى التزامه.
ص: 46
المصدران المعتمدان للحافظ ابن كثير في مقدمته هما كتاب شيخه ابن تيمية (مقدمة في أصول التفسير) الذي لم يصرح بالرجوع إليه و التعويل عليه، و المصدر الثاني تفسير ابن جرير الطبري الذي نقل عنه يسيرا.
و قد أملى ابن تيمية مقدمته من فؤاده، دون الرجوع إلى مرجع محدد- كما ذكر ذلك (1)- غير أنه أورد أقوالا لأهل العلم في المسائل التي عالجها، و كان جلّ اعتماده على ابن جرير (2) و أبي عبيد القاسم بن سلام (3) و غيرهما.
لعل من أهم مزايا مقدمة الحافظ ابن كثير أنها عالجت الموضوع المطروق معالجة جادة، و جاءت وافية كافية في بابها.
أما أظهر المآخذ عليها، فتكمن في أنها لم تعالج إلا موضوعا واحدا من موضوعات علوم القرآن الكثيرة التي يحتاج المفسر الوقوف عليها و الإلمام بها، كما أن الحافظ ابن كثير لم يأت بشي ء جديد يضيفه إلى كلام شيخه ابن
ص: 47
تيمية في الموضوع نفسه، عدا تلك الإضافة اليسيرة التي ذكرتها من قبل.
هذا ما علمته، و اللّه أعلم.
ص: 48
الموضوع الأول: نزول القرآن
الموضوع الثاني: جمع القرآن و ترتيبه
الموضوع الثالث: رسم المصحف و نقطه و شكله و وضع الأخماس و الأعشار
الموضوع الرابع: سور القرآن و آياته و كلماته و حروفه
الموضوع الخامس: أسماء القرآن و أسماء سوره
الموضوع السادس: فضائل القرآن و خواصه و آداب تلاوته
الموضوع السابع: المكي و المدني
الموضوع الثامن: التفسير و التأويل
الموضوع التاسع: بيان شرف التفسير و الحاجة إليه
الموضوع العاشر: أوجه التفسير و طرقه و أنواعه
الموضوع الحادي عشر: العلوم التي يحتاجها المفسر
الموضوع الثاني عشر: مراتب المفسرين
الموضوع الثالث عشر: الاختلاف بين المفسرين و قواعد الترجيح
الموضوع الرابع عشر: الأحرف السبعة التي أنزل عليها القرآن
الموضوع الخامس عشر: الظهر و البطن و الحد و المطلع
الموضوع السادس عشر: ما وقع في القرآن بغير لغة العرب
الموضوع السابع عشر: الوقف و الابتداء
الموضوع الثامن عشر: إعجاز القرآن
ص: 49
ص: 50
روى عبد الرزاق بسنده قال: حدثنا معمر عن أبان بن أبي عياش عن أبي العالية قال: نزلت الصحف في أول يوم من شهر رمضان، و نزلت التوراة لست، و نزل الزبور لاثني عشر منه، و نزل الإنجيل لثمان عشرة، و نزل الفرقان لأربع و عشرين من شهر رمضان. (1)
أنزل اللّه القرآن المجيد من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا ليلة القدر
ص: 52
جملة واحدة، ثم نزل بعد ذلك مفرقا على لسان جبريل عليه السلام إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم مدة رسالته عند الحاجة و حدوث ما يحدث على ما يشاء اللّه تعالى (1).
فقد أخرج عبد الرزاق بسنده عن سعيد بن جبير قال: نزل جبريل بالقرآن جملة واحدة ليلة القدر [....] (2) النجوم من السماء في بيت العزة، فجعل جبريل ينزل به على النبي صلّى اللّه عليه و سلم رتبا (3).
و روى عكرمة عن ابن عباس- رضي اللّه عنه- قال: أنزل القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ في ليلة القدر إلى بيت العزة، ثم أنزل بعد ذلك في عشرين سنة. (4)
ص: 53
ص: 54
اختلف في مدة نزول الوحي على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم على ثلاثة أقوال:
القول الأول: أنه نزل في ثماني عشرة سنة، و هو اختيار الحسن على ما ذكره ابن الجوزي، فقد نقل عنه أنه قال: ذكر لنا أنه كان بين أوله و آخره ثماني عشرة سنة، أنزل عليه بمكة ثماني سنين. (1)
القول الثاني: أنه نزل في عشرين سنة، ورد عن ابن عباس و عكرمة و الشعبي، و هو اختيار ابن جزي (2)، فقد أخرج الحاكم عن عكرمة عن ابن عباس قال: أنزل القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ في ليلة القدر إلى بيت العزة، ثم أنزل بعد ذلك في عشرين سنة (3).
و قال الشعبي: فرق اللّه تنزيل القرآن فكان بين أوله و آخره عشرون
ص: 55
و قال الشعبي: فرق اللّه تنزيل القرآن فكان بين أوله و آخره عشرون سنة (1).
القول الثالث: أنه نزل في ثلاث و عشرين سنة، ذكره ابن جزي (2).
و قد عزا ابن جزي الكلبي الخلاف إلى الاختلاف في سنّه صلّى اللّه عليه و سلم يوم توفي، هل كان ابن ستين أو ثلاث و ستين سنة. (3)
ص: 56
و كان سنّه صلّى اللّه عليه و سلم حين نزل عليه الوحي أربعون سنة. (1)
كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ربما تنزل عليه سورة كاملة، و ربما نزل عليه آيات مفترقات فيضم عليه السلام بعضها إلى بعض حتى تكتمل السورة (2).
و قد اختلف في أول القرآن نزولا على أربعة أقوال، فالمشهور أنه صدر سورة العلق: اقرأ. و قيل: المدّثر. و قيل: الفاتحة. و قيل:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*.
فأما الأول: فهو قول عائشة- رضي اللّه عنها- و به قال قتادة و أبو صالح، و هو اختيار ابن الجوزي و الخازن و ابن جزي، و أغلب أهل العلم، و هو الصحيح الثابت (3)، فقد روى البخاري بسنده عن عائشة- رضي اللّه عنها- أنها قالت: أول ما بدئ به رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم من الوحي الرؤيا
ص: 57
الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، فكان يختلي بغار حراء فيتحنّث فيه- و هو التعبد- الليالي ذوات العدد، قبل أن ينزع إلى أهله، و يتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة- رضي اللّه عنها- فيتزود لمثلها، حتى جاءه الحق و هو في غار حراء، فجاءه الملك، فقال: اقرأ. فقلت: ما أنا بقارئ. قال: فأخذني فغطّني (1) حتى بلغ مني الجهد (2)، ثم أرسلني، فقال: اقرأ. فقلت: ما أنا بقارئ. فأخذني فغطّني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال: اقرأ. فقلت: ما أنا بقارئ.
فأخذني فغطّني الثالثة ثم أرسلني فقال: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ. اقْرَأْ وَ رَبُّكَ الْأَكْرَمُ. الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ. عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ) [العلق الآيات: 1- 5]. فرجع بها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يرجف فؤاده. (3) فقال: زملوني، فزملوه حتى ذهب عنه ما يجد من الروع. (4)
ص: 58
القول الثاني: أن أول ما نزل سورة الْمُدَّثِّرُ، و هو مروي عن جابر بن عبد اللّه- رضي اللّه عنه- (1)، فقد روى مسلم عنه أن أول ما نزل يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ. (2)
و من حديثه في الصحيحين قال: سمعت النبي صلّى اللّه عليه و سلم و هو يحدث عن فترة الوحي فقال في حديثه: فبينا أنا أمشي سمعت صوتا من السماء فرفعت رأسي، فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء و الأرض فجئثت منه رعبا، فرجعت فقلت: زملوني، زمّلوني، فدثروني، فأنزل اللّه تعالى يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (3).
قال ابن الجوزي: و معنى: (جثثت): فرقت، يقال: رجل مجئوث و مجثوث، و قد صحّفه بعض الرواة فقال: جبنت، من الجبن (4).
و قد جمع العلماء بين القولين، فنقل ابن الجوزي أنه لما نزل على
ص: 59
رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم صدر سورة العلق، رجع فتدثّر فنزل يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1).
القول الثالث: أن أول القرآن نزولا فاتحة الكتاب، ذكر ذلك ابن جزي (2).
القول الرابع: أنه بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*، و هو مروي عن الحسن و عكرمة كما ذكر ابن الجوزي (3).
ص: 60
و أول سورة نزلت بالمدينة البقرة ثم الأنفال، كذا قال الخازن (1).
و اختلفوا في آخر ما نزل من القرآن على الإطلاق على ستة أقوال، فالمشهور أنها آيات الربا التي في آخر البقرة. و قيل: آية الربا يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ ذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا [البقرة: 278] و قيل: آخر آية نزلت وَ اتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ [البقرة: 281]. و قيل: آية الدين التي في البقرة. و قيل: آية الكلالة التي في النساء يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ [النساء: 176]. و قيل: لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ [التوبة: 138] إلى آخر السورة. و قيل: سورة النصر.
القول الأول: أنها آية الربا يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ ذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا [البقرة: 278]، فقد روى البخاري في أفراده من حديث ابن عباس قال: آخر آية أنزلت على النبي صلّى اللّه عليه و سلم آية الربا. (2)
ص: 61
القول الثاني: أنها قوله تعالى وَ اتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ [البقرة: 281] و هو مذهب سعيد بن جبير و أبي صالح، فقد روى الضحاك عن ابن عباس قال: آخر آية أنزلت وَ اتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ (1).
القول الثالث: أنها آية الدين، و هي قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَدايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى [البقرة: 282] (2).
القول الرابع: أنها آية الكلالة و هي قوله تعالى: يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ [النساء: 176] فقد روى أبو إسحاق عن البراء بن عازب أنه قال: آخر آية أنزلت يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ
ص: 62
[النساء: 176] و آخر سورة أنزلت براءة (1).
القول الخامس: أنها قوله تعالى لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ [التوبة: 138] إلى آخر السورة، روي عن أبي بن كعب: أن آخر آية نزلت لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ [التوبة: 138] إلى آخر السورة. (2)
القول السادس: أن آخر سورة أنزلت سورة إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ فقد أخرج مسلم عن ابن عباس- رضي اللّه عنهما- آخر سورة نزلت إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ (3).
ص: 63
آخر ما نزل بمكة عن ابن عباس أنها «سورة العنكبوت»، و قال الضحاك و عطاء: آخر سورة هي «المؤمنون». و عن مجاهد: أنها وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ.
و آخر سورة نزلت بالمدينة «المائدة» و قيل: «التوبة» (1).
ص: 64
عرض لهذا الموضوع في مقدمة تفسيره عبد الرزاق الصنعاني (1)، و ابن جرير الطبري (2) و ابن عطية (3)، و القرطبي (4)، و الخازن (5)، و ابن جزي (6).
و هذا الموضوع يحتوي على قسمين رئيسين:
الأول: جمع القرآن.
و الثاني: ترتيب القرآن.
و قد تفاوت المفسرون الذين سبق ذكرهم في عرضه و أوجز ذلك في ثلاث عشرة مسألة:
ص: 65
أخرج الشيخان عن قتادة عن أنس بن مالك- رضي اللّه عنه- قال: جمع القرآن على عهد النبي صلّى اللّه عليه و سلم أربعة، كلّهم من الأنصار: معاذ بن جبل، و أبيّ بن كعب (1)، و زيد بن ثابت، و أبو زيد. قال قتادة: قلت لأنس:
من أبو زيد؟ قال: أحد عمومتي. (2)
و في البخاري عنه أنه قال: مات النبي صلّى اللّه عليه و سلم و لم يجمع القرآن غير أربعة:
أبو الدرداء (3)، و معاذ بن جبل، و زيد بن ثابت، و أبو زيد. قال: نحن ورثناه (4)- أي أبا زيد- و في رواية قال: مات أبو زيد و لم يترك عقبا، و كان
ص: 66
بدريا. (1) أ ه، و اسم أبي زيد: سعد بن عبيد (2).
فظاهر هذه الآثار أن الذين جمعوا القرآن- بمعنى حفظوه- على عهد النبي صلّى اللّه عليه و سلم هم خمسة نفر، و الأمر بخلاف ذلك كما يقول أبو بكر بن الطيب الباقلاني، فقد ثبت بالطرق المتواترة أن عثمان بن عفان، و علي بن أبي طالب، و تميما الداري، و عبادة بن الصامت (3)، و عبد اللّه بن عمرو بن العاص- رضي اللّه عنهم أجمعين- و غيرهم قد جمعوا القرآن و حفظوه و لهذا يحتمل أن أنسا أراد أن يجمع القرآن و يأخذه تلقينا من فيّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم غير تلك الجماعة، لكون بعضهم أخذ بعض القرآن عن رسول اللّه صلى الله عليه و سلم و بعضه عن غيره صلى اللّه عليه و سلم. (4)ة.
ص: 67
كما أفاد القرطبي- يرحمه اللّه- أن الروايات تضافرت بأن الخلفاء الأربعة جمعوا القرآن على عهد النبي صلى اللّه عليه و سلم لأجل سبقهم إلى الإسلام، و إعظام الرسول صلى اللّه عليه و سلم لهم. (1)
و قد أخرج مسلم و الترمذي من حديث عبد اللّه بن عمرو أنه قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: خذوا القرآن من أربعة: من ابن مسعود، و أبيّ بن كعب، و معاذ بن جبل، و سالم مولى أبي حذيفة. و قال: حديث حسن صحيح. (2) و في رواية مسلم: خذوا القرآن من أربعة: من ابن أمّ عبد- فبدأ به- ... الحديث (3).
فابن مسعود و سالم هما أيضا ممن جمعا القرآن في حياة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم (4).
ص: 68
لقد اختلف في جمع ابن مسعود- رضي اللّه عنه- للقرآن كاملا في حياة النبي صلى اللّه عليه و سلم،، فذهب جماعة و منهم أبو بكر ابن الطيب الباقلاني، و ابن الأنباري، أن عثمان أتم الحفظ بعد وفاته صلى اللّه عليه و سلم، فقد روى ابن الأنباري في كتابه «الرد على من خالف مصحف عثمان» عن أبي إسحاق قال: قال عبد اللّه بن مسعود: قرأت من فيّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم اثنتين و سبعين سورة- أو ثلاثا و سبعين سورة- و قرأت عليه من البقرة إلى قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ
ص: 69
يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَ يُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ [البقرة: 222]، قال أبو إسحاق:
و تعلّم عبد اللّه بقية القرآن من مجمّع (1) بن جارية الأنصاري. (2)
و ذكر عن أبي إسحاق أنه قال: سألت الأسود (3): ما كان عبد اللّه يصنع بسورة الأعراف؟ فقال: ما كان يعلمها حتى قدم الكوفة؛ قال: و قد قال بعض أهل العلم: مات عبد اللّه بن مسعود قبل أن يتعلم المعوّذتين، فلهذه العلة لم توجدا في مصحفه. (4)
ص: 70
و عن محمد بن كعب القرظي قال: كان ممن ختم القرآن و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حيّ عثمان بن عفان، و علي بن أبي طالب، و عبد اللّه بن مسعود. قال ابن الأنباري: حديث ليس بصحيح عند أهل العلم، و إنما هو مقصور على محمد بن كعب فهو مقطوع لا يؤخذ به، و لا يعوّل عليه. (1)
فالشائع المعروف عند أهل الرواية و النقل أن عبد اللّه بن مسعود تعلم بقية القرآن بعد وفاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و قد قال بعض الأئمة: مات عبد اللّه بن مسعود قبل أن يختم القرآن. قال يزيد بن هارون (2): المعوذتان بمنزلة البقرة و آل عمران من زعم أنهما ليستا من القرآن، فهو كافر باللّه العظيم. فقيل له: فقول عبد اللّه بن مسعود؟! فقال: لا خلاف بين المسلمين في أن عبد اللّه بن مسعود مات و هو لا يحفظ القرآن كله.
قال القرطبي: في هذا نظر. (3)
ص: 71
و ذهب فريق آخر و منهم القرطبي إلى كونه رضي اللّه عنه، جمع القرآن و أتم حفظه في حياة النبي صلى اللّه عليه و سلم، فعن كميل (1) قال: قال عمر بن الخطاب:
كنت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و معه أبو بكر و من شاء اللّه، فمررنا بعبد اللّه بن مسعود و هو يصلي، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: من هذا الذي يقرأ القرآن؟
فقيل له: هذا عبد اللّه بن أمّ عبد؛ فقال: إن عبد اللّه يقرأ غضا كما أنزل. (2)
و روى وكيع و جماعة معه عن الأعمش عن أبي ظبيان قال: قال لي عبد اللّه بن عباس: أي القراءتين تقرأ؟ قلت: القراءة الأولى، قراءة ابن أمّ عبد؛ فقال: بل هي القراءة الآخرة، إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان يعرض القرآن على جبريل في كل عام مرة، فلما كان العام الذي قبض فيه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عرضه جبريل عليه مرتين، فحضر ذلك عبد اللّه فعلم ما نسخ من ذلك و ما بدّل (3).م.
ص: 72
و يدل عليه ما سبق قبل قليل عن عبد اللّه بن عمرو، قال القرطبي بعد أن سرد جملة من الأقوال في تأييد مذهبه: هذه الأخبار تدل على أن عبد اللّه جمع القرآن في حياة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خلاف ما تقدم. (1)
قال الخطابي: و مما يبين ذلك أن أصحاب القراءات من أهل الحجاز و الشام و العراق كل منهم عزا قراءته التي اختارها إلى رجل من الصحابة قرأها على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لم يستثن من جملة القرآن شيئا، فأسند عاصم (2) قراءته إلى علي و ابن مسعود، و أسند ابن كثير قراءته إلى أبيّ، و كذلك أبو عمرو بن العلاء (3) أسند قراءته إلى أبيّ، و أما عبد اللّه بن عامر (4) فإنه أسند
ص: 73
قراءته إلى عثمان، و هؤلاء كلهم يقولون: قرأنا على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أسانيد هذه القراءات متصلة، و رجالها ثقات. (1)
إن جمع القرآن الكريم بمعنى كتابته مر في الصدر الأول بثلاث مراحل:
جمع النبي صلى اللّه عليه و سلم بإشارة من جبريل عليه السلام:
نزل القرآن الكريم على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مفرقا في نحو ثلاث و عشرين سنة، فكان كلما نزل عليه شي ء منه قرأه صلى اللّه عليه و سلم على أصحابه- رضي اللّه عنهم- ليحفظوه في صدورهم، و أمر كتّاب الوحي بكتابته و تسجيله بين يديه، محددا لهم موضع الآية أو الآيات و مكانها في السورة، فحفظ في الصدور و السطور معا، و كان المكتوب مفرقا في الصحف و الجريد و الظّرر و اللخاف و الخزف و الكرانيف و العسب (2) و غير ذلك، و لم يجمع في
ص: 74
مصحف واحد روى ابن جرير بسنده عن سفيان بن عيينة عن الزهري قال: قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و لم يكن القرآن جمع و إنما كان في الكرانيف و العسب. (1)
يقول الخازن: و إنما ترك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم جمعه في مصحف واحد لأن النسخ كان يرد على بعضه، و يرفع الشي ء بعد الشي ء من التلاوة، كما كان ينسخ بعض أحكامه فلم يجمع في مصحف واحد، ثم إنه لو رفع بعض تلاوته أدى ذلك إلى اختلاف و اختلاط أمر الدين، فحفظ اللّه كتابه في القلوب إلى انقضاء زمن النسخ ثم وفق لجمعه الخلفاء الراشدين- رضيظ.
ص: 75
اللّه عنهم (1)-.
على أبي بكر- رحمه اللّه- فقال: إن أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم باليمامة تهافتوا تهافت الفراش في النار، و إني لأخشى أن لا يشهدوا موطنا إلا فعلوا ذلك حتى يقتلوا- و هم حملة القرآن- فيضيع القرآن و ينسى، فلو جمعته و كتبته! فنفر منها أبو بكر و قال: أفعل ما لم يفعله رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم! فتراجعا في ذلك.
ثم أرسل أبو بكر إلى زيد بن ثابت، قال زيد: فدخلت عليه و عمر محزئلّ (1) فقال أبو بكر: إن هذا قد دعاني إلى أمر فأبيت عليه، و أنت كاتب الوحي، فإن تكن معه اتبعكما، و إن توافقني لا أفعل. قال: فاقتص أبو بكر قول عمر، و عمر ساكت، فنفرت من ذلك و قلت: نفعل ما لم يفعل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم! إلى أن قال عمر كلمته: «و ما عليكما لو فعلتما ذلك؟» قال:
فذهبنا ننظر، فقلنا: لا شي ء و اللّه! و ما علينا في ذلك شي ء!
قال زيد: فأمرني أبو بكر، فكتبته في قطع الأدم و كسر الأكتاف و العسب. (2)
و روى عبد الرزاق بسنده أن زيد بن ثابت- رضي اللّه عنه-ه.
ص: 77
قال: أرسل إليّ أبو بكر الصديق مقتل أهل اليمامة فإذا عمر بن الخطاب عنده، قال أبو بكر- رضي اللّه عنه-: إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحرّ يوم اليمامة بقراء القرآن، و إني أخشى إن استحرّ القتل بالقراء بالمواطن فيذهب كثير من القرآن، و إني أرى أن تأمر بجمع القرآن. قلت لعمر: كيف نفعل شيئا لم يفعله رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم؟! قال عمر: هذا و اللّه خير.
فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح اللّه صدري لذلك، و رأيت في ذلك الذي رأى عمر.
قال زيد: قال أبو بكر: «إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، و قد كنت تكتب الوحي لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فتتبع القرآن فاجمعه». فو اللّه لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل عليّ مما أمرني به من جمع القرآن. قلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم؟! قال: هو و اللّه خير.
فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح اللّه صدري للذي شرح له صدر أبي بكر و عمر- رضي اللّه عنهما- فتتبعت القرآن أجمعه من العسب و اللّخاف و صدور الرجال، حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري، لم أجدها مع أحد غيره لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ [التوبة: 128] حتى خاتمة براءة، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه اللّه، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة
ص: 78
بنت عمر. (1)
و في رواية البخاري: وجدت من سورة التوبة آيتين مع خزيمة الأنصاري (2).
و قال الليث (3): حدثني عبد الرحمن بن غالب عن ابن شهاب و قال:
ص: 79
مع أبي خزيمة الأنصاري. (1)
قال أبو ثابت: حدثنا إبراهيم (2) و قال: مع خزيمة أو أبي خزيمة فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ [التوبة: 129] (3).
و قال الترمذي في حديثه: فوجدت آخر سورة براءة مع خزيمة بن ثابت لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ [التوبة: 128] و قال: حديث حسن صحيح. (4)
ص: 80
و في رواية البخاري قال ابن شهاب: و أخبرني خارجة بن زيد أنه سمع زيد بن ثابت يقول: فقدت آية من سورة الأحزاب حين نسخت المصحف قد كنت أسمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقرأ بها فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ [الأحزاب: 23] فألحقناها في سورتها. (1)
و أبو خزيمة الذي وجد عنده آخر التوبة هو غير خزيمة بن ثابت (2) الذي وجد عنده آية الأحزاب، قال الخازن: هو أبو خزيمة بن أوس بن زيد بن أصرم بن ثعلبة بن عمر بن مالك بن النجار الأنصاري، شهد بدرا و ما بعدها، و توفي في خلافة عثمان و هو الذي وجدت عنده آخر سورة التوبة، قال: كذا ذكره ابن عبد البر. (3) و هو الذي عرفه أنس بقوله: نحن ورثناه. (4)
و في رواية الطبري أن آية التوبة سقطت في جمع عثمان. قال: ابن عطية:
ص: 81
و الأول أصح. (1) يعني أنه في جمع أبي بكر. قال: و هو الذي حكاه البخاري إلا أنه قال فيه: مع أبي خزيمة الأنصاري.
و بقيت الصحف التي جمعها زيد بأمر أبي بكر عند أبي بكر ثم عند عمر بن الخطاب من بعده، ثم عند حفصة بنته في خلافة عثمان، و انتشرت في خلال ذلك صحف في الآفاق كتبت عن الصحابة، كمصحف ابن مسعود و ما كتب عن الصحابة بالشام، و مصحف أبيّ، و غير ذلك و كان في ذلك اختلاف حسب السبعة الأحرف التي أنزل القرآن عليها. (2)
جمع عثمان بإشارة من حذيفة- رضي اللّه عنهما (3):
بقيت الصحف التي جمعت من قبل زيد في مأمن عن المخاطر عند حفصة أم المؤمنين- رضي اللّه عنها- إلى خلافة عثمان- رضي اللّه عنه- كما بقيت المصاحف الخاصة بالصحابة في جوزتهم حسب ترتيبهم و حسب حرفهم، و انتشرت في البلدان و الآفاق معهم، كمصحف ابن
ص: 82
مسعود و ما كتب عن الصحابة في الشام، و كمصحف أبيّ و غيرها.
و إذا كان أبو بكر قد أمر بجمع المصحف خشية ذهاب شي ء منه بموت القرّاء الذين تهافتوا على القتال، فإن ما حدث في عهد عثمان لا يقلّ شأوا بأية حال عن ذلك، إنه الاختلاف في القراءة، الذي ظهر بوضوح بين المسلمين، في مواطن كثيرة، إلى أن كفر بعضهم بقراءة بعض، و كان الخلاف حسب السبعة الأحرف الذي أنزل عليها القرآن. (1)
و قد جاءت روايات عدة تدل على الرغبة في جمع الناس على مصحف واحد، و برسم واحد، و إنهاء الخلاف قبل استفحال أمره، يقول ابن عطية: فتجرد عثمان- رضي اللّه عنه- للأمر و استناب الكفاة العلماء الفصحاء في أن يكتبوا القرآن و يجعلوا ما اختلفت القراءة فيه على أشهر الروايات عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أفصح اللغات (2)، و من ذلك:
ما رواه ابن جرير بسنده عن أبي قلابة، قال: لما كان في خلافة عثمان، جعل المعلّم يعلّم قراءة الرجل، و المعلّم يعلّم قراءة الرجل، فجعل الغلمان يلتقون فيختلفون، حتى ارتفع ذلك إلى المعلمين- قال أيوب: فلا أعلمه إلا قال-: حتى كفر بعضهم بقراءة بعض، فبلغ ذلك عثمان بن
ص: 83
عفان، فقام خطيبا فقال: أنتم عندي تختلفون فيه و تلحنون، فمن نأى عني من أهل الأمصار أشد اختلافا و أشد لحنا. اجتمعوا يا أصحاب محمد، فاكتبوا للناس إماما.
قال أبو قلابة: فحدثني أنس بن مالك قال: كنت فيمن يملي عليهم، قال: فربما اختلفوا في الآية فيذكرون الرجل قد تلقاها من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و لعله أن يكون غائبا أو في بعض البوادي فيكتبون ما قبلها و ما بعدها، و يدعون موضعها، حتى يجي ء أو يرسل إليه. فلما فرغ من المصحف، كتب عثمان إلى أهل الأمصار: إني قد صنعت كذا و كذا، و محوت ما عندي، فامحوا ما عندكم. (1)
و روى سويد بن غفلة (2) عن علي بن أبي طالب- رضي اللّه عنه- أن عثمان قال: ما ترون في المصاحف؟ فإن الناس قد اختلفوا في القراءة حتى إن الرجل ليقول: قراءتي خير من قراءتك، و قراءتي أفضل من قراءتك، و هذا شبيه بالكفر. قلنا: ما الرأي عندك يا أمير المؤمنين؟
قال: الرأي عندي أن يجتمع الناس على قراءة، فإنكم إذا اختلفتم اليوم كان
ص: 84
من بعدكم أشد اختلافا؛ قلنا: الرأي رأيك يا أمير المؤمنين؛ فأرسل عثمان إلى حفصة: أن أرسلي إلينا الصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك، فأرسلت بها إليه، فأمر زيد بن ثابت، و عبد اللّه بن الزبير، و سعيد بن العاص، و عبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف.
و قال عثمان للرهط القرشيين: إذا اختلفتم أنتم و زيد في شي ء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل القرآن بلسانهم. ففعلوا حتى نسخوا الصحف في المصاحف، ردّ عثمان الصحف إلى حفصة، و أرسل إلى كلّ أفق بمصحف مما نسخوا، و أمر بما سوى ذلك من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق. (1)
قال القرطبي: و كان هذا من عثمان رضي اللّه عنه بعد أن جمع المهاجرين و الأنصار و جلة أهل الإسلام، و شاورهم في ذلك، فاتفقوا على جمعه بما صحّ و ثبت في القراءات المشهورة عن النبي صلى اللّه عليه و سلم و إطراح ما سواها، و استصوبوا رأيه، و كان رأيا سديدا موفقا، رحمة اللّه عليه و عليهم أجمعين. (2)
و أخرج البخاري عن أنس بن مالك- رضي اللّه عنه- أن حذيفة ابن اليمان قدم على عثمان، و كان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية
ص: 85
و أذربيجان (1) مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود و النصارى، فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك، فأرسلت بها إليه، فأمر زيد بن ثابت و عبد اللّه بن الزبير، و سعيد بن العاص، و عبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها .... الأثر. (2)
قال ابن شهاب: و أخبرني خارجة بن زيد أنه سمع زيد بن ثابت يقول: فقدت آية من سورة الأحزاب حين نسخت المصحف قد كنت أسمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقرأ بها فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فألحقناها فيه.
ص: 86
سورتها في المصحف. (1)
و في رواية أخرى قال ابن شهاب: اختلفوا يومئذ في التابوت، فقال زيد: (التابوة) و قال عبد اللّه بن الزبير و سعيد بن العاص: (التابوت). فرفع اختلافهم إلى عثمان فقال: اكتبوه (التابوت) فإنه بلسان قريش. (2)
و في رواية أخرى عند ابن جرير أن حذيفة بن اليمان قدم من غزوة كان غزاها بمرج إرمينية فلم يدخل بيته حتى أتى عثمان بن عفان فقال: يا أمير المؤمنين أدرك الناس! فقال عثمان: و ما ذاك؟ قال: غزوت مرج إرمينية فحضرها أهل العراق و أهل الشام، فإذا أهل الشام يقرءون بقراءة أبيّ بن كعب، فيأتون بما لم يسمع أهل العراق، فتكفرهم أهل العراق، و إذا أهل العراق يقرءون بقراءة ابن مسعود، فيأتون بما لم يسمع به أهل الشام فتكفرهم أهل الشام. قال زيد: فأمرني عثمان بن عفان أن أكتب له مصحفا، و قال: إني مدخل معك رجلا لبيبا فصيحا، فما اجتمعتما عليه فاكتباه، و ما اختلفتما فيه فارفعاه إليّ. فجعل معه أبان بن سعيد بن العاص.
قال: فلما بلغنا إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ [البقرة: 248] قال زيد:
فقلت: (التابوة)، و قال أبان بن سعيد: (التابوت)، فرفعنا ذلك إلى عثمان فكتب: (التابوت).
ص: 87
قال: فلما فرغت عرضته عرضة، فلم أجد فيه هذه الآية: مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا [الأحزاب: 23] قال: فاستعرضت المهاجرين أسألهم عنها، فلم أجدها عند أحد منهم، ثم استعرضت الأنصار أسألهم عنها، فلم أجدها عند أحد منهم، حتى وجدتها عند خزيمة بن ثابت، فكتبتها.
ثم عرضته عرضة أخرى، فلم أجد فيه هاتين الآيتين: لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ. فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ [التوبة 128- 129] فاستعرضت المهاجرين فلم أجدها عند أحد منهم، ثم استعرضت الأنصار أسألهم عنها فلم أجدها عند أحد منهم، حتى وجدتها مع رجل آخر يدعى أيضا خزيمة، فأثبتها في آخر براءة، و لو تمت ثلاث آيات لجعلتها سورة على حدة (1).
ثم عرضته عرضة أخرى، فلم أجد فيه شيئا، ثم أرسل عثمان إلى حفصة يسألها أن تعطيه الصحيفة، و حلف لها ليردنّها إليها فأعطته إياها،).
ص: 88
فعرض المصحف عليها، فلم يختلفا في شي ء، فردها إليها و طابت نفسه، و أمر الناس أن يكتبوا مصاحف، فلما ماتت حفصة، أرسل إلى عبد اللّه بن عمرو في الصحيفة بعزمة، فأعطاهم إياها، فغلست غسلا.
و ذكر من طريق آخر بنحوه سواء. (1)م.
ص: 89
- رضي اللّه عنه- جعل الصحف التي عند حفصة إماما في هذا الجمع الأخير، و أنه قرن بزيد بن ثابت فيما رواه البخاري و الترمذي و غيرهما ثلاثة من قريش: سعيد بن العاص، و عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، و عبد اللّه بن الزبير.
و في رواية الطبري أنه قرن بزيد أبان بن سعيد بن العاص وحده.
و قد رجح العلماء القول الأول، و ضعّفوا الآخر. (1)
و قال القرطبي: و ما ذكره البخاري و الترمذي أصح. (2)
و قد سبقه إلى ذلك أبو بكر و فرغ منه.
يقول القرطبي: إن عثمان- رضي اللّه عنه- لم يقصد بما صنع جمع الناس على تأليف المصحف، أ لا ترى كيف أرسل إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك.
ص: 90
و إنما فعل ذلك عثمان لأن الناس اختلفوا في القراءة بسبب تفرق الصحابة في البلدان، و اشتد الأمر في ذلك و عظم اختلافهم و تشبثهم، و وقع بين أهل الشام و العراق ما ذكره حذيفة- رضي اللّه عنه-. (1)
ذكر ابن عطية أن عثمان بن عفان نسخ من المصحف نسخا و وجه بها إلى الآفاق، و أمر بما سواها من المصاحف أن تحرق أو تخرق- تروى بالحاء غير المنقوطة، و تروى بالخاء على معنى ثم تدفن- و رواية الحاء غير المنقوطة أحسن. (2)
قال القرطبي: و قال غيره- أي غير ابن عطية-: قيل: سبعة (3).
و قيل: أربعة. و هو الأكثر (4)، فوجّه للعراق و الشام و مصر بأمهات (5)،
ص: 91
فاتخذها قراء الأمصار معتمدا اختياراتهم، لم يخالف أحد منهم مصحفه على النحو الذي بلغه. (1)
ورد في رواية الطبري أن زيد بن ثابت فقد آية الأحزاب مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا [الأحزاب: 23] و وجدها مع خزيمة بن ثابت، و أنه فقد في نفس الجمع آية التوبة لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ. فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ [التوبة 128- 129] و أنه وجدها مع رجل آخر يدعى خزيمة أيضا.
و في رواية البخاري: عن زيد بن ثابت قال: لما نسخت الصحف فقدت آية من سورة الأحزاب كنت أسمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقرؤها، لم أجدها إلا مع خزيمة الأنصاري الذي جعل رسول اللّه شهادته بشهادة رجلين مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ (2).
ص: 92
و عند الترمذي: فقدت آية من سورة الأحزاب كنت أسمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقرؤها مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فالتمستها فوجدتها مع خزيمة بن ثابت، أو أبي خزيمة فألحقتها في سورتها. (1)
و يظهر من الأدلة أن الآية الأولى- آية التوبة- فقدت في الجمع الأول، و هو جمع أبي بكر، قال ابن عطية: و هو أصح. (2)
و في جمع عثمان فقدت الآية التي في الأحزاب.
و أبو خزيمة الذي وجدت معه آية التوبة، هو غير خزيمة بن ثابت الذي وجدت معه آية الأحزاب، فهذا هو المعروف بذي الشهادتين (3)، شهد
ص: 93
بدرا و ما بعدها، و قتل يوم صفين مع علي- رضي اللّه عنه-. (1)
إن قول زيد- رضي اللّه عنه-: «فقدت آية من سورة الأحزاب ...
إلى قوله: فوجدتها مع خزيمة»، و قوله: «فلم أجد فيه هاتين الآيتين: لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ يوحي بإثبات النص القرآني بقول الواحد، و هو ما ينعق به بعض المبتدعة و الملحدين، و يطعنون به في القرآن العظيم، و قد تصدى لهم أهل العلم، و بينوا زيف مقولتهم، و من أوجه الرد عليهم:
أن خزيمة- رضي اللّه عنه- لما جاء بهما تذكرهما كثير من الصحابة، و قد كان زيد يعرفهما، و لذلك قال: فقدت آيتين من آخر سورة التوبة و لو لم يعرفهما لم يدر هل فقد شيئا أو لا، فالآية إنما ثبتت بالإجماع لا بخزيمة وحده.
و من ذلك: أنها ثبتت بشهادة خزيمة وحده لقيام الدليل على صحتها
ص: 94
في صفة النبي صلى اللّه عليه و سلم، فهي قرينة تغني عن طلب شاهد آخر بخلاف آية الأحزاب فإن تلك ثبتت بشهادة زيد و أبي خزيمة لسماعهما إياها من النبي صلى اللّه عليه و سلم. (1)
و من ذلك: أن زيدا صرح بأنه كان يسمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقرأ بها- آية الأحزاب- فهو قد سمعها و علم موضعها من السورة بتعليم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و هو إنما تتبع الرجال للاستظهار لا لاستحداث علم. و اللّه أعلم. (2)
حين نسخ عثمان المصاحف، و أرسل بها إلى النواحي، أمر ما سواها أن تحرق أو تخرق سعيا منه إلى جمع الناس على مصحف واحد، و قد وافقه الصحابة على فعله فكان إجماعا.
ذكر أبو بكر الأنباري في كتاب (الرد) عن سويد بن غفلة (3)، قال:
سمعت علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه يقول: يا معشر الناس اتقوا
ص: 95
اللّه! و إياكم و الغلو في عثمان، و قولكم: حرّاق المصاحف، فو اللّه ما حرقها إلا على ملأ من أصحاب محمد صلى اللّه عليه و سلم. (1)
و عن عمير بن سعيد (2) قال: قال علي بن أبي طالب: لو كنت الوالي وقت عثمان لفعلت في المصاحف مثل الذي فعل عثمان. (3)
و عن قتادة قال: قال ابن مسعود: من كان منكم متأسيا فليتأس بأصحاب رسول اللّه، فإنهم كانوا أبرّ هذه الأمة قلوبا، و أعمقها علما، و أقلها تكلفا، و أقومها هديا، و أحسنها حالا، اختارهم اللّه لصحبة نبيه صلى اللّه عليه و سلم، و إقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم، اتبعوهم في آثارهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم. (4)ة.
ص: 96
قول علي بن أبي طالب- رضي اللّه عنه- في الحديث: «و أمر- أي عثمان- بما سوى ذلك من القرآن أن يحرق» و قول عثمان: «إني قد صنعت كذا و كذا و محوت ما عندي فامحوا ما عندكم» فيه ردّ على الحلولية و الحشوية القائلين بقدم الحروف و الأصوات، و أن القراءة و التلاوة قديمة، و أن الإيمان و الروح قديم (1) كما أن في فعل عثمان- رضي اللّه عنه- و إقرار الصحابة له بيان لكيفية التخلص من تالف أوراق المصاحف و كتب العلم.
نصت الروايات السابقة أن أبا بكر و عمر و عثمان- رضي اللّه عنهم- كلّفوا زيد بن ثابت لجمع القرآن، مع وجود غيره من الحفاظ الجامعين و السابقين إلى الإسلام، كابن مسعود و أبيّ بن كعب، و من هم في
ص: 97
منزلة أعظم من منزلة زيد بن ثابت، الأمر الذي جعل بعض من وجد في نفسه أنه أحق من زيد للقيام بهذا العمل الجليل، و نيل هذا الشرف العظيم، أن يكره لزيد ذلك، و أن لا ينقاد لأمر الخليفة عثمان، باعتماد المصحف الإمام، و حرق ما سواه.
فقد ورد عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه قال: «أقرأ أمتي أبيّ بن كعب.» (1) «و قال: من سرّه أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأ بقراءة ابن أم عبد» (2).
و لمكانة ابن مسعود- رضي اللّه عنه- عند أهل العراق خاصة، و لما
ص: 98
رأى من أولويته للقيام بهذا الأمر، أشار على أهل العراق برفض هذا العمل، و الاحتفاظ بالمصاحف التي في أيديهم.
قال ابن شهاب في الحديث الذي أخرجه الترمذي: أخبرني عبيد اللّه بن عبد اللّه أن عبد اللّه ابن مسعود كره لزيد بن ثابت نسخ المصاحف، و قال: يا معشر المسلمين أعزل عن نسخ المصاحف و يتولاه رجل، و اللّه لقد أسلمت و إنه لفي صلب رجل كافر- يريد زيد بن ثابت- و لذلك قال: يا أهل العراق، اكتموا المصاحف التي عندكم، و غلّوها فإن اللّه عزّ و جلّ يقول: وَ مَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِما غَلَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ [آل عمران: 161] فالقوا اللّه بالمصاحف. (1)
و يعلل أبو بكر الأنباري هذا العمل من ابن مسعود رضي اللّه عنه، و ما بدا منه من نكير بأن ذلك كان نتيجة الغضب، و هو أمر لا يؤخذ به، بدليل أنه رضي اللّه عنه حين زال الغضب عرف حسن اختيار عثمان و من و معه من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و بقي على موافقتهم، و ترك الخلاف معهم. (2)
ص: 99
و قد جاء اختيار زيد بن ثابت نتيجة حفظه للقرآن بمحضر من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و لكونه من ألزم الناس كتابة للوحي عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثم لما كان يتمتع به من الشباب و النشاط، و هي الخصال التي ذكرتها الرواية الواردة في جمع أبي بكر السابقة، فكونه شابا يكون أنشط لما يطلب منه، و كونه عاقلا يكون أوعى له، و كونه لا يتّهم تركن النفس إليه، و كونه كان يكتب الوحي يكون أكثر ممارسة، و هي الصفات التي أهّلته لجمعه زمن عثمان (1)، و لهذا يقول ابن الأنباري: لم يكن الاختيار لزيد من أبي بكر و عمر و عثمان على عبد اللّه بن مسعود في جمع القرآن، و عبد اللّه أفضل من زيد، و أقدم في الإسلام، و أكثر سوابق، و أعظم فضائل إلا لأن زيد أحفظ للقرآن من عبد اللّه، إذ وعاه كله و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حيّ، و الذي حفظ منه عبد اللّه نيف و سبعون سورة، ثم تعلم الباقي بعد وفاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فالذي ختم القرآن و حفظه و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حي أولى بجمع المصحف. (2)
ثم إن الموضوع يتعلق بالكتابة و زيد هو كاتب النبي صلى اللّه عليه و سلم و إذا أطلق الكاتب انصرف إليه.م.
ص: 100
و الحق أن ما أوكل إلى زيد بن ثابت شرف عظيم، غير أنه ليس مقياسا للخيرية، كما أنه ليس طعنا في الذين لم يوكل إليهم العمل، و لا أدل على ذلك من تقديم زيد على أبي بكر و عمر رضي اللّه عنهما، لكونه أحفظ منهما و ليس هو خير منهما و لا مساويا لهما في الفضائل و المناقب، و لهذا فتقديم زيد على ابن مسعود لم يكن طعنا فيه و لا انتقاصا منه. (1)
ذهب ابن جزي من بين المفسرين إلى كون علي- رضي اللّه عنه- هو أول من جمع القرآن بعد وفاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم. (2)
ص: 101
و يقول: كان القرآن على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم متفرقا في الصحف و في صدور الرجال، فلما توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قعد علي بن أبي طالب- رضي اللّه عنه- في بيته فجمعه على ترتيب نزوله، و لو وجد مصحفه لكان فيه علم كبير و لكنه لا يوجد. (1)
ص: 102
أجمعت الأمة الإسلامية أن القرآن اسم لكلام اللّه الذي جاء به محمد بن عبد اللّه صلى اللّه عليه و سلم معجزة خالدة له، و أنه محفوظ في الصدور، مقروء باللسان، مكتوب في المصاحف، معلومة سوره و آياته، مبرّأة من الزيادة و النقصان حروفه و كلماته، و من ادّعى زيادة عليه أو نقصانا منه فقد أبطل الإجماع، و ردّ ما جاء به الرسول صلى اللّه عليه و سلم من القرآن المنزّل، و ردّ قوله تعالى قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَ الْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَ لَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً [الإسراء: 88]، و أبطل آية رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الدالّة على صدقه، لأنّه إذ ذاك يصير القرآن مقدورا عليه، فلا يكون حجة و لا آية. (1)
و قد زعم بعض من زاغ عن الملة، و خرج عن إجماع المسلمين متبعا هواه حتى ضلّ به عن سواء السبيل، فادّعى أن مصحف عثمان لم يشتمل على جميع القرآن، كما ادّعى أن فيه زيادة في مواضع، و إسقاطا في مواطن، و أنه اشتمل على تصحيف حروف مفسدة مغيّرة، و أن عثمان أخطأ و لم يصب في إسناد الجمع إلى زيد بن ثابت، و غير ذلك مما أجاز به لنفسه مخالفة مصحف عثمان، و القراءة بما يراه، مدعيا أن من الصحابة من قرأ بما يخالف
ص: 103
به مصحف عثمان ... إلى غير ذلك مما أوحاه إليه شياطين الإنس و الجن.
و قد انبرى له و لأمثاله ثلة من أهل العلم، فتصدوا لافتراءاتهم، و بينوا زيف مقولاتهم الفاسدة، حتى انجلى الحق و بان، كابن الأنباري و الباقلاني و غيرهما من أئمة الإسلام، حيث أوضحوا حكم الشرع فيهم، و أنزلوهم منزلة من يدعي أن الصلوات المفروضة هي خمسون صلاة، و أن تزويج تسع من النساء حلال، و غير ذلك مما لم يثبت في الدين، و يحكم على معتقده بالكفر المبين، و قد نقل القرطبي بعض مقولات هذا الزائغ، فكان مما قال:
- أن المصحف الذي جمعه عثمان- رضي اللّه عنه- لا يشتمل على جميع القرآن، إذ كان قد أسقط منه خمسمائة حرف، و ذكر أن من القرآن (و العصر و نوائب الدهر) فادّعى أن جماعة المسلمين أسقطوا «و نوائب الدهر» (1). و ذكر أن منه (حتى إذا أخذت الأرض زخرفها و ازينت و ظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس، و ما كان اللّه ليهلكها إلا بذنوب أهلها) فادّعى أنه سقط على أهل الإسلام من القرآن (و ما كان اللّه ليهلكها إلا بذنوب أهلها) و ذكر غير ذلك.
قال أبو بكر الأنباري: و ذكر هذا الإنسان أن أبيّ بن كعب هو الذي قرأ (كأن لم تغن بالأمس و ما كان اللّه ليهلكها إلا بذنوب أهلها) و ذلك
ص: 104
باطل، و لأن عبد اللّه بن كثير قرأ على مجاهد، و مجاهد قرأ على ابن عباس، و ابن عباس قرأ القرآن على أبيّ بن كعب حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ، و في رواية: و قرأ أبيّ القرآن على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.
و هذا الإسناد متّصل بالرسول عليه السلام، نقله أهل العدالة و الصّيانة، و إذا صحّ عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أمر لم يؤخذ بحديث يخالفه.
و قال يحيى بن المبارك اليزيدي: قرأت القرآن على أبي عمرو بن العلاء، و قرأ أبو عمرو على مجاهد، و قرأ مجاهد على ابن عباس، و قرأ ابن عباس على أبيّ بن كعب، و قرأ أبيّ على النبي صلى اللّه عليه و سلم، و ليس فيها (و ما كان اللّه ليهلكها إلا بذنوب أهلها) قال: فمن جحد أن هذه الزيادة أنزلها اللّه تعالى على نبيه عليه السلام فليس بكافر و لا آثم (1).
- كما ادّعى أن عثمان و الصحابة- رضي اللّه عنهم- زادوا في القرآن ما ليس فيه، فقرأ في صلاة الفرض و الناس يسمعون: (اللّه الواحد الصمد) فأسقط قُلْ هُوَ و غيّر لفظ أَحَدٌ، مدّعيا أن ما قرأ به هو الصواب (2).
ص: 105
- و ذكر دليلا لافترائه بأن مصحف عثمان اشتمل على حروف مفسدة مغيّرة قوله تعالى: إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وَ إِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [المائدة: 118]، و ادّعى أن الحكمة و العزة لا يشاكلان المغفرة، و أن الصواب: «و إن تغفر لهم فإنك أنت الغفور الرحيم» (1). و أدخل في آية من القرآن ما لا يضاهي فصاحة رسول اللّه و لا يدخل في لسان قومه و ادعى أنه من القرآن، و غير ذلك مما لا يعرف في نحو المعربين، و لا يحمل على مذاهب النحويين (2).
- و ذكر هذا القائل أن له أن يخالف مصحف عثمان كما خالفه أبو عمرو بن العلاء، فقرأ «إنّ هذين» «فأصدق و أكون» «و بشر عبادي الذين» بفتح الياء و غير ذلك.
و كما خالف ابن كثير و نافع و حمزة و الكسائي مصحف عثمان فقرءوا كَذلِكَ حَقًّا عَلَيْنا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ [يونس: 103] بإثبات نونين، يفتح الثانية بعضهم و يسكنها بعضهم. و كما قرأ حمزة (ألا إنّ ثمودا كفروا ربّهم) بغير تنوين و إثبات الألف يوجب التنوين، و هو مما شنّع به على القرّاء، إلى غير ذلك من الادعاءات و الافتراءات التي افترى بها على كتاب اللّه الذي
ص: 106
لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ [فصلت: 42].
قال أبو عبيد: ما يروى من الحروف التي تخالف المصحف الذي عليه الإجماع من الحروف التي يعرف أسانيدها الخاصة دون العامة فيما نقلوا فيه عن أبي و عن ابن عباس و ما حكوه عن عمر بن الخطاب، لم ينقلها أهل العلم على أن الصلاة بها تحل، و لا أنها معارض بها مصحف عثمان؛ لأنها حروف لو جحدها جاحد أنها من القرآن لم يكن كافرا؛ و القرآن الذي جمعه عثمان بموافقة الصحابة له لو أنكر بعضه منكر كان كافرا، حكمه حكم المرتد يستتاب؛ فإن تاب و إلا ضربت عنقه. علوم القرآن من خلال مقدمات التفاسير ج 2 107 المسألة الثالثة عشرة: حكم مخالفة مصحف عثمان بالزيادة و النقصان: ..... ص : 103
قال أبو بكر الباقلاني: و في قوله تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ [الحجر: 9] دلالة على كفر هذا الإنسان؛ لأن اللّه عزّ و جلّ قد حفظ القرآن من التغيير و التبديل، و الزيادة و النقصان (1).
قال: و فيه إبطال الإجماع الذي به يحرس الإسلام، و بثباته تقام الصلوات، و تؤدى الزكوات و تتحرى المتعبّدات.
و في قوله تعالى: الر كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ [هود: 1] دلالة على بدعة هذا الإنسان، و خروجه إلى الكفر؛ لأن معنى أُحْكِمَتْ آياتُهُ منع الخلق من القدرة على أن يزيدوا فيها، أو ينقصوا منها، أو يعارضوها بمثلها.
ص: 107
و هذا الإنسان قد زاد فيها، و أسقط منها، و الإسقاط نفي له و كفر به، و من كفر بحرف من القرآن فقد كفر به كله و أبطل معنى الآية (1).
و قد ضرب الأئمة أمثلة تؤكد فساد مقولة هذا المدعي و نحلته، و تبين زيف دعاويهم، كأن يقال لهم: أخبرونا عن القرآن الذي نقرؤه و لا نعرف نحن و لا من كان قبلنا من أسلافنا سواه؛ هل هو مشتمل على جميع القرآن من أوله إلى آخره، صحيح الألفاظ و المعاني، عار عن الفساد و الخلل؟ أم هو واقع على بعض القرآن، و البعض الآخر غائب عنا كما غاب عن أسلافنا و المتقدمين من أهل ملتنا؟
فإن أجابوا بأن القرآن الذي معناه مشتمل على جميع القرآن لم يسقط منه شي ء، صحيح الألفاظ و المعاني، سليمها من كل زلل و خلل؛ فقد قضوا على أنفسهم بالكفر حين زادوا فيه «فليس له اليوم هاهنا حميم، و ليس له شراب إلا من غسلين، من عين تجري من تحت الجحيم» فأي زيادة في القرآن أوضح من هذه، و كيف تخلط في القرآن و قد حرسه اللّه منها و منع كل مفتر و مبطل من أن يلحق بها مثلها، و إذا تؤمّلت و بحث عن معناها وجدت فاسدة غير صحيحة، لا تشاكل كلام الباري تعالى و لا تخلط به، و لا توافق معناه، و ذلك أن بعدها لا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخاطِؤُنَ [الحاقة: 37] فكيف يؤكل الشراب، و الذي أتى به قبلها: «فليس له اليوم هاهنا حميم،ق.
ص: 108
و ليس له شراب إلا من غسلين من عين تجري من تحت الجحيم لا يأكله إلا الخاطئون». فهذا متناقض يفسد بعضه بعضا، لأن الشراب لا يؤكل، و لا تقول العرب: أكلت الماء. لكنهم يقولون: شربته، و ذقته، و طعمته؛ و معناه فيما أنزل اللّه تبارك و تعالى على الصحة في القرآن الذي من خالف حرفا منه كفر. وَ لا طَعامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ لا يأكل الغسلين إلا الخاطئون، أو لا يأكل الطعام إلا الخاطئون. الغسلين: ما يخرج من أجوافهم من الشحم و ما يتعلق به من الصّديد و غيره؛ فهذا طعام يؤكل عند البلية و النقمة، و الشراب محال أن يؤكل.
فإن ادّعى هذا الإنسان أن هذا الباطل الذي زاده من قوله «من عين تجري من تحت الجحيم» ليس بعدها لا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخاطِؤُنَ، و نفى هذه الآية من القرآن لتصحّ له زيادته، فقد كفر لما جحد آية من القرآن.
و أما ما ورد عن بعض الصحابة و التابعين- رضي اللّه عنهم- أنهم قرءوا بكذا و كذا فهو على جهة البيان و التفسير، لا أن ذلك قرآن يتلى، و كذلك ما نسخ لفظه و حكمه أو لفظه دون حكمه ليس بقرآن. (1)
و فيه ثلاث مسائل و فائدة:
ص: 109
يقول الخازن: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يلقن أصحابه و يعلمهم ما ينزل عليه من القرآن على الترتيب الذي هو الآن في مصاحفنا بتوقيف من جبريل عليه السلام إياه على ذلك، و إعلامه عند نزول كل آية أن هذه الآية تكتب عقيب آية كذا في سورة كذا (1).
روى أبو بكر بن العياش (2) بسنده عن ابن عباس قال: آخر ما نزل من القرآن وَ اتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَ هُمْ لا يُظْلَمُونَ [البقرة: 280] فقال جبريل للنبي عليه السلام: يا محمد ضعها في رأس ثمانين و مائتين من البقرة. (3)
و نقل ابن عطية عن مكي قوله: إن ترتيب الآيات في السور و وضع البسملة في الأوائل هو من النبي صلى اللّه عليه و سلم، و لما لم يأمر بذلك في أول سورة براءة تركت بلا بسملة. قال القرطبي: هذا أصح ما قيل في ذلك. (4)
ص: 110
كما حذر أهل العلم الأعراض عن ترتيب المصحف العثماني، و محاولة اتخاذ ترتيب آخر لآياته أو سوره، و في ذلك يقول القرطبي نقلا عن ابن الأنباري: من عمل على ترك الأثر، و الإعراض عن الإجماع، و نظم السور على منازلها بمكة و المدينة، لم يدر أين تقع الفاتحة لاختلاف الناس في موضع نزولها، و يضطر إلى تأخير الآية التي في رأس خمس و ثلاثين و مائتين من البقرة إلى رأس الأربعين، و من أفسد نظم القرآن فقد كفر به، و ردّ على محمد صلى اللّه عليه و سلم ما حكاه عن ربه تعالى. (1)
قال الخازن: كان القرآن ينزل على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مدة رسالته نجوما عند الحاجة و حدوث ما يحدث، فكان صلى اللّه عليه و سلم يلقنه أصحابه، مبينا لهم موضعه و مكانه من التنزيل، فكانوا يحفظون موضعه كما يحفظون نصه، و كان أول
ص: 111
ما نزل بمكة: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ثم ن وَ الْقَلَمِ ثم يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ثم الْمُدَّثِّرُ ثم تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ ثم إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ثم سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ثم وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشى ثم وَ الْفَجْرِ ثم وَ الضُّحى ثم أَ لَمْ نَشْرَحْ ثم وَ الْعَصْرِ ثم وَ الْعادِياتِ ثم إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ ثم أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ ثم أَ رَأَيْتَ الَّذِي ثم قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ ثم الْفِيلِ ثم قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ثم و النجم ثم عبس ثم سورة القدر ثم البروج ثم و التّين ثم لإيلاف قريش ثم القارعة ثم القيامة ثم الهمزة ثم المرسلات ثم قاف ثم سورة البلد ثم الطارق ثم اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ ثم صاد ثم الأعراف ثم الجنّ ثم يس ثم الفرقان ثم فاطر ثم مريم ثم طه ثم الواقعة ثم الشعراء ثم النمل ثم القصص ثم بني إسرائيل ثم يونس ثم هود ثم يوسف ثم الحجر ثم الأنعام ثم و الصّافّات ثم لقمان ثم سبأ ثم الزمر ثم المؤمن ثم السجدة ثم حم عسق ثم الزخرف ثم الدخان ثم الجاثية ثم نوح ثم إبراهيم ثم الأنبياء ثم المؤمنون ثم تنزيل السّجدة ثم الطّور ثم الملك ثم الحاقة ثم سَأَلَ سائِلٌ ثم عَمَّ يَتَساءَلُونَ ثم النازعات ثم إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ ثم إِذَا السَّماءُ
ص: 112
انْشَقَّتْ ثم الروم ثم العنكبوت (1) و هي ثلاث و ثمانون سورة على ما استقرّت عليه روايات الثقات (2).
و أما ترتيب المدني من السور و هي واحد و ثلاثون سورة، فهي على ترتيب الآتي:
سورة البقرة ثم الأنفال ثم آل عمران ثم الأحزاب ثم الممتحنة ثم النّساء ثم إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ ثم الحديد ثم سورة محمد ثم الرعد ثم الرّحمن ثم هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ ثم الطّلاق ثم لّم يكن ثم الحشر ثم الفلق ثم النّاس ثم إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ ثم النّور ثم الحجّ ثم المنافقون ثم المجادلة ثم الحجرات ثم التحريم ثم الصف ثم الجمعة ثم التغابن ثم الفتح ثم التّوبة ثم المائدة. قال الخازن: و منهم من يقدم المائدة على التوبة، كما اختلف في سور هل هي مكية أو مدينة. (3)، و لا يعني هذا أن السورة بتمامها نزلت قبل التي تليها، بل المراد أن فاتحتها نزلت قبل فاتحة التي تليها.
هذا و ترتيب المصحف الذي بين أيدينا ليس حسب النزول، إذ لو كان
ص: 113
كذلك لوجب أن ينتقض ترتيب الآيات داخل السورة، فقد صح و ثبت أن الآيات كانت تنزل بالمدينة فتوضع في السورة المكية، كما كان صلى اللّه عليه و سلم يأمر بذلك، و يبين موضعها بإشارة من جبريل، تقول السيدة عائشة- رضي اللّه عنها-: و ما نزلت سورة البقرة و النساء إلا و أنا عنده- تعني بالمدينة- و قد قدمتا في المصحف على ما نزل قبلهما بمكة (1).
اختلف السلف في ترتيب السور، فمنهم من كتب في مصحفه السور على تاريخ نزولها، و قدم المكي على المدني، و منهم من جعل في أول مصحفه الحمد، و منهم من جعل في أوله اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ و منهم من فعل غير ذلك، مما أحدث إشكالا لدى الناظر في حكم ترتيب السور في المصحف العثماني، و حصيلة أقوال أهل العلم في ذلك ثلاثة أقوال: ذهب القاضي أبو بكر الباقلاني- كما ذكر ابن عطية- و ابن جزي أنه توفيقي وقع باجتهاد من الصحابة، و ذهب آخرون إلى أنه توقيفي من الشارع و منهم القرطبي و الخازن، و توسط غيرهم فقالوا أكثره توقيفي و أقله توفيقي باجتهاد الصحابة و منهم ابن عطية. و تفصيل ذلك:
الرأي الأول: أنه توقيفي باجتهاد من الصحابة: و قد انتصر لهذا الرأي من المفسرين ابن جزي فقال: ترتيب السور على ما هو الآن من فعل
ص: 114
عثمان و زيد بن ثابت و الذين كتبوا معه المصحف، و قد قيل: إنه من فعل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم؛ و ذلك ضعيف ترده الآثار الواردة في ذلك (1).
و هو رأي القاضي أبي بكر الباقلاني الذي قال: و ترتيب السور اليوم هو من تلقاء زيد و من كان معه، مع مشاركة من عثمان- رضي اللّه عنه- كما ذهب إليه مكي- رحمه اللّه- في تفسير سورة براءة. (2) و قد ذكر ابن عطية أن جمع زيد بأمر أبي بكر لم تكن السور فيه مرتبة (3)، و على ذلك جاء ترتيب مصحف عثمان- الذي اتخذ المصحف الذي في حوزة حفصة أم المؤمنين إماما- باجتهاد من زيد و عثمان و من معهم.
الرأي الثاني: أن ترتيب أكثر السور توقيفي من الشارع: و انتصر لهذا الرأي ابن عطية فقال: و ظاهر الآثار أن السبع الطوال و الحواميم و المفصّل كان مرتبا في زمن النبي صلى اللّه عليه و سلم، و كان في السور ما لم يرتب، فذاك هو الذي رتّب وقت الكتب (4).م.
ص: 115
ص: 116
الرأي الثالث: أن ترتيب السور توقيفي من الشارع: و هو رأي القرطبي و الخازن، صرّحا بذلك في مقدمتيهما.
قال القرطبي: و قال قوم من أهل العلم إن تأليف سور القرآن على ما
ص: 117
هو عليه في مصاحفنا كان عن توقيف من النبي صلى اللّه عليه و سلم (1).
و قال الخازن: أمر- أبو بكر- بجمع المصحف في موضع واحد باتفاق من جميع الصحابة، فكتبوه كما سمعوه من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من غير أن قدموا و أخروا شيئا، أو وضعوا له ترتيبا لم يأخذوه من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ... إلى أن قال: فثبت أن سعي الصحابة كان في جمعه في موضع واحد لا في ترتيبه، فإن القرآن مكتوب في اللوح المحفوظ على النحو الذي هو في مصاحفنا الآن. (2)
و قد استدل القائلون بهذا الرأي بعدة أدلة منها:
ما رواه يونس عن ابن وهب قال: سمعت مالكا يقول: إنما ألّف القرآن على ما كانوا يسمعون من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم (3).
و بما صح عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كان يعرض القرآن على جبريل عليه السلام في كل عام مرة في رمضان، و أنه عرضه العام الذي توفي فيه مرتين (4).
ص: 118
و لا شك أن عرض جبريل للقرآن كان مرتبا سوره و آياته، و لهذا كلّف أبو بكر زيدا بالجمع و هو من شهد العرضة الأخيرة، و قرأ على النبي صلى اللّه عليه و سلم في العام الذي توفي فيه مرتين، فلا شك أنه رتبه على نحو ما سمعه من النبي صلى اللّه عليه و سلم (1).
و بما ذكره ابن وهب في «جامعه» قال: سمعت سليمان بن بلال يقول:
سمعت ربيعة يسأل: لم قدّمت البقرة و آل عمران، و قد نزل قبلهما بضع و ثمانون سورة، و إنما نزلتا بالمدينة؟!
فقال ربيعة: قد قدّمتا و ألّف القرآن على علم ممن ألّفه، و قد اجتمعوا على العلم بذلك، فهذا مما ننتهي إليه و لا نسأل عنه (2).
و قد ذكر ابن الأنباري في كتابه الرد على من خالف مصحف عثمان:
أن اللّه تعالى أنزل القرآن جملة إلى السماء الدنيا، ثم فرّق على النبي صلى اللّه عليه و سلم في عشرين سنة، و كانت السورة تنزل في أمر يحدث، و الآية جوابا لمستخبر يسأل، و يوقف جبريل، رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على موضع السورة و الآية، فاتساق السور كاتساق الآيات و الحروف، فعله عن محمد خاتم النبيين عليه السلام عن رب العالمين.
و قال: فمن أخر سورة مقدمة أو قدم أخرى مؤخرة فهو كمن أفسد
ص: 119
نظم الآيات، و غيّر الحروف و الكلمات، و لا حجة على أهل الحق في تقديم البقرة على الأنعام، و الأنعام نزلت قبل البقرة لأن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أخذ هذا الترتيب و هو كان يقول: ضعوا هذه السورة موضع كذا و كذا من القرآن (1).
و أما ما روي من اختلاف في ترتيب مصاحف ثلة من الصحابة، فإنما كان قبل العرض الأخير، و أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم رتّب لهم تأليف السور بعد أن لم يكن فعل ذلك (2).
ص: 120
من قال بأن ترتيب القرآن توقيفي لا يلزم تلاوته في الصلاة و الدرس
ص: 121
على الترتيب ذاته، بل يوجب تأليف سورة في الرسم و الخط خاصة، و لا يعلم أن أحدا منهم قال بوجوب ذلك في الصلاة و في قراءة القرآن و درسه، و لا أنه لا يجوز لأحد أن يتلقن الكهف قبل البقرة و لا الحج قبل الكهف، و قد سئلت عائشة- رضي اللّه عنها- عن ذلك فقالت: لا يضرك أيّة قرأت قبل؛ و قد كان النبي صلى اللّه عليه و سلم يقرأ في الصلاة السورة في ركعة، ثم يقرأ في ركعة أخرى بغير السورة التي قبلها، و أما ما روي عن ابن مسعود و ابن عمر أنهما كرها أن يقرءا القرآن منكوسا، و قالا: ذلك منكوس القلب (1)؛ فإنما عنيا بذلك من يقرأ السورة منكوسة، و يبتدئ من آخرها إلى أولها لأن ذلك حرام محظور؛ و من الناس من يتعاطى هذا في القرآن و الشعر ليذلل لسانه بذلك و يقدر على الحفظ، و هذا حظّره تعالى و منعه في القرآن لأنه إفساد لسوره و مخالفة لما قصد بها. (2)
ص: 122
تناول هذا الموضوع في مقدمة تفسيره ابن جرير الطبري (1) و ابن عطية (2) و القرطبي (3) و الخازن (4) و ابن جزي (5)، مع تفاوت بينهم، و فيه عدة مسائل:
لم يتعرض المفسرون الذين سلف ذكرهم لرسم المصحف في مقدماتهم تصريحا غير أن ظاهر بعض الآثار التي أوردوها حول جمع المصحف زمن أبي بكر و عثمان- رضي اللّه عنهما- تبين أن الرسم تم على يد الرهط التي تولت الجمع إلا مواضع محدودة اختلفوا فيها فكان لرأي عثمان- رضي اللّه عنه- على لغة قريش، و من تلك الآثار ما جاء عند الطبري و غيره أن زيدا جمع المصحف في قطع الأدم و كسر الأكتاف
ص: 123
و العسب (1). و قد بقيت تلك الصحف عند أبي بكر ثم عند عمر ثم عند حفصة بنته في خلافة عثمان، و جعلت من ثمّ إماما في جمع عثمان (2).
و عند الطبري و غيره أيضا عن ابن شهاب من حديث جمع عثمان للمصاحف: .... ففزع- أي عثمان- لذلك- أي للاختلاف في القرآن- فزعا شديدا، فأرسل إلى حفصة فاستخرج الصحف التي كان أبو بكر أمر زيدا بجمعها، فنسخ منها مصاحف، فبعث بها إلى الآفاق. (3)
و في رواية الطبري و البخاري و التي ذكرها ابن عطية و القرطبي أن عثمان- رضي اللّه عنه- قال للرهط الذي أوكل إليه مهمة كتابة المصحف: إذا اختلفتم في شي ء فاجعلوه بلغة قريش. قال ابن شهاب:
فاختلفوا يومئذ في (التابوت) فقال زيد: (التابوة). و قال ابن الزبير و سعيد بن العاص: (التابوت). فرفع اختلافهم إلى عثمان فقال: اكتبوه بالتاء (التابوت)، فإنه نزل بلسان قريش. (4)
ص: 124
ص: 125
ص: 126
أورد القرطبي عن يحيى بن كثير أنه قال: كان القرآن مجردا في المصاحف، فأول ما أحدثوا فيه النقط على الباء و التاء و الثاء و قالوا: لا بأس به هو نور له، ثم أحدثوا نقطا عند منتهى الآي، ثم أحدثوا الفواتح و الخواتيم. (1)
قال ابن عطية: روي أن عبد الملك بن مروان أمر بشكل المصحف و نقطه، و عمله، فتجرد لذلك الحجاج بواسط، و جدّ فيه و زاد تحزيبه، و أمر و هو والي العراق الحسن- أي البصري- و يحيى بن يعمر بذلك. (2)
ص: 127
قال ابن جزي: فأول من فعل ذلك الحجاج بن يوسف بأمر عبد الملك بن مروان. (1)
و أسند الزبيدي (2) في الطبقات إلى المبرد (3): أن أول من نقط المصحف هو أبو الأسود الدؤلي (4) (5). ثم ذكر أن ابن سيرين كان له مصحف نقطه له يحيى بن يعمر (6).
ص: 128
و عن أبي الفرج (1) صاحب «الأغاني»: أن زياد بن أبي سفيان (2) أمر أبا الأسود بنقط المصحف. (3)
و في كتاب «الأمصار» للجاحظ أن نصر بن عاصم (4) هو أول من نقط المصاحف و كان يقال له: نصر الحروف. (5)ن.
ص: 129
ص: 130
المسألة الثالثة: حول الأخماس و الأعشار و فواتح السور و الخواتيم (1)
اختلف أهل العلم من الصدر الأول في حكم تخميس المصاحف و تعشيرها، و إحداث الفواتح و الخواتيم للسور، فكرهها قوم كابن مسعود و مجاهد و النخعي (2) و أبي رزين (3)، و أباحها الإمام مالك في غير الأمهات و بغير الألوان، و أجازها سائر المسلمين إجازة مطلقة.
و كان أول من أمر بوضع الأعشار في المصاحف على ما قال ابن عطية و تبعه القرطبي و ابن جزي هو المأمون العباسي، و قيل تم ذلك على يد الحجاج (4).
ص: 131
و قد ذكر أبو عمرو الداني في كتاب البيان له عن ابن مسعود- رضي اللّه عنه- أنه كره التعشير في المصحف، و أنه كان يحكّه. (1)
و عن مجاهد أنه كره التعشير و الطيب في المصحف. (2)
و قال أشهب (3): سمعت مالكا سئل عن العشور التي تكون في المصحف بالحمرة و غيرها من الألوان، فكره ذلك و قال: تعشير المصحف بالحبر لا بأس به. (4)
و عن قتادة، قال: بدوا فنقطوا ثم خمسوا ثم عشروا. و كان كالإنكار. (5)
ص: 132
روى أبو عمرو عن أبي حمزة قال: رأى إبراهيم النّخعي في مصحفي فاتحة سورة كذا و كذا، فقال: امحه، فإن ابن مسعود قال: لا تخلطوا في كتاب اللّه ما ليس منه (1).
و عن أبي بكر السراج قال: قلت لأبي رزين: أ أكتب في مصحفي سورة كذا و كذا؟ فقال: إني أخاف أن ينشأ قوم لا يعرفونه يظنونه من القرآن (2).
و قال أشهب: سئل الإمام مالك عن المصاحف يكتب فيها خواتم السور في كل سورة ما فيها من آية فقال: إني أكره ذلك في أمهات المصاحف أن يكتب فيها شي ء، أو يشكل، فأما ما يتعلم به الغلمان في المصاحف فلا أرى بذلك بأسا. قال أشهب: ثم أخرج إلينا مصحفا لجدّه، كتبه إذ كتب عثمان المصاحف فرأينا خواتمه من حبر على عمل السلسلة في طول السطر، و رأيته معجوم الآي بالحبر. (3)
و قال يحيى بن كثير: كان القرآن مجردا في المصاحف، فأول ما أحدثوا فيه النقط على الباء و التاء و الثاء و قالوا: لا بأس به هو نور له، ثم أحدثوا
ص: 133
نقطا عند منتهى الآي، ثم أحدثوا الفواتح و الخواتيم. (1)
قال القرطبي: قال الداني- رضي اللّه عنه-: و هذه الأخبار كلها تؤذن بأن التعشير و التخميس و فواتح السور و رءوس الآي من عمل الصحابة- رضي اللّه عنهم- قادهم إلى عمله الاجتهاد؛ و أرى أن من كره ذلك منهم و من غيرهم إنما كره أن يعمل بالألوان كالحمرة و الصفرة و غيرهما؛ على أن المسلمين في سائر الآفاق قد أطبقوا على جواز ذلك و استعماله في الأمهات و غيرها، و الحرج و الخطأ مرتفعان عنهم فيما أطبقوا عليه إن شاء اللّه. (2).م.
ص: 134
تناول هذا الموضوع من المفسرين في مقدمة تفسيره ابن جرير الطبري (1) و الماوردي (2)، و ابن عطية (3)، و القرطبي (4)، و ابن جزي (5)، مع تفاوت بينهم، و فيه عدة مسائل:
قال أبو جعفر الطبري: تسمى كل سورة من سور القرآن «سورة» و تجمع «سورا»- يفتح الواو- على تقدير «خطبة و خطب» و «غرفة و غرف» (6).
ص: 135
قال الشاعر:
سود المحاجر لا يقرأن بالسّور (1) قال القرطبي: و يجوز أن يجمع على سورات و سورات. (2)
و فيها لغتان:
إحداهما: بالهمز (سؤرة) و هي لغة تميم (3).
و الأخرى: بغير همز (سورة) قال ابن عطية: و هي لغة قريش كلها و من جاورها من قبائل العرب كهذيل و سعد بن بكر و كنانة (4).
فأما التي بغير همز: فهي المنزلة من منازل الارتفاع، و منه سور المدينة للحائط الذي يحويها، و ذلك لارتفاعه على ما يحويه، يقول نابغة بني ذبيان (5):
ص: 136
أ لم تر أنّ اللّه أعطاك سورةترى كلّ ملك دونها يتذبذب (1) يعني بذلك أن اللّه أعطاه منزلة من منازل الشرف التي قصّرت عنها منازل الملوك، و لهذا سميت السورة لارتفاعها و علو قدرها. (2)
و قال ابن عطية: و منهم من يراها مشبّهة بسورة البناء: أي القطعة منه؛ لأن كل بناء فإنما يبنى قطعة بعد قطعة، و كل قطعة منها سورة. (3)
و قيل: سميت بذلك لأن قارئها يشرف على ما لم يكن عنده كسور البناء. و قيل: لتمامها و كمالها من قول العرب للناقة التامة: سورة. (4)
و أما السؤرة بالهمز، فهي القطعة التي فصلت من القرآن عما سواها و أبقيت منه؛ لأن سؤر كل شي ء بقيّته، و عليه سمّي ما فضل في الإناء بعد الشرب منه سؤرا (5)، و قيل: جاء في أسأر الناس. أي بقاياهم. (6)
ص: 137
و في الحديث قول الرسول صلى اللّه عليه و سلم: «إذا شربتم فأسئروا» (1)، و من ذلك قول أعشى بني ثعلبة (2) يصف امرأة فارقته، فأبقت في قلبه من وجدها بقية:
فبانت و قد أسأرت في الفؤاد صدعا، على نأيها مستطيرا (3) و قال الأعشى في مثل ذلك:
بانت و قد أسأرت في النّفس حاجتهابعد ائتلاف؛ و خير الودّ ما نفعا (4) قال القرطبي: الأصل (سؤرة) بالهمز ثم خففت فأبدلت التاء واوا لانضمام ما قبلها. (5)
قال الماوردي: و الأول من القولين أصح (6). أي كونها بغير همز،
ص: 138
و أنها بمعنى الارتفاع و علو القدر.
اختلف النحويون في أصل لفظة (آية) على أقوال:
فقال سيبويه، (آية) على وزن (فعلة)، بفتح العين، أصلها (أيية) مثل (أكمة) و (شجرة)، تحركت الياء الأولى، و ما قبلها مفتوح فجاءت (آية) بهمزة بعدها مدّة.
و قال الكسائي، هي على وزن (آيية) على وزن (فاعلة) مثل (آمنة) فقلبت الياء ألفا لتحركها و انفتاح ما قبلها، ثم حذفت لالتباسها بالجمع. (1)
قال مكي: سكّنت الأولى، و أدغمت فجاءت (آيّة) على وزن دابة، ثم سهلت الياء المثقلة. (2)
و قال الفراء، أصلها (أيّيه) بتشديد الياء الأولى على وزن (فعلة)
ص: 139
بسكون العين، فأبدلت الياء الساكنة ألفا استثقالا للتضعيف. (1)
و هذا القول حكاه أبو علي الفارسي في ترجمة وَ كَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍ [آل عمران: 146]. (2)
قال ابن عطية: و قال بعض الكوفيين: أصلها (أيية) على وزن (فعلة)، بكسر العين، أبدلت الياء الأولى ألفا، لثقل الكسر عليها، و انفتاح ما قبلها.
و تجمع الآية على: (آي)، و (آيات) و (آياء)، و أنشد أبو زيد:
لم يبق هذا الدهر من آيائه غير أثافيه و أرمدائه (3) و الآية في كلام العرب لها عدة معاني:
فالآية: (العلامة)، قال الطبري: لأنها علامة يعرف بها تمام ما قبلها و ابتداؤها، قال تعالى: رَبَّنا أَنْزِلْ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ تَكُونُ لَنا عِيداً لِأَوَّلِنا وَ آخِرِنا وَ آيَةً مِنْكَ [المائدة: 114] يعني علامة منك لإجابتك
ص: 140
دعاءنا، و إعطائك إيانا سؤلنا (1).
و قال تعالى: إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ [البقرة: 248]، أي: علامة ملكه.
و قال سحيم عبد بني الحسحاس (2):
ألكني إليها عمرك اللّه يا فتى بآية ما جاءت إلينا تهاديا يعنى: علامة ذلك (3).
و قال النابغة:
توهّمت آيات لها فعرفتهالستة أعوام و ذا العام سابع (4) و تقول العرب: بيني و بين فلان آية. أي: علامة. (5)
ص: 141
قال ابن عطية:- و في قول بعضهم- لما كانت الجملة التامة من القرآن علامة على صدق الآتي بها، و على عجز المتحدي بها سميت آية. (1)
و الآية (القصة و الرسالة):
قال كعب بن زهير بن أبي سلمى (2):
ألا أبلغنا هذا المعرّض آيةأ يقظان قال القول إذ قال أم حلم يعني بقوله: (آية) رسالة مني و خبرا عني.
قال الطبري: فيكون معنى الآيات: القصص، قصة تتلو قصة، بفصول و وصول. (3)
و الآية (الجماعة):
فقد قالت العرب: جئنا بآيتنا. أي: بجماعتنا.
ص: 142
و قالت: خرج القوم بآياتهم. أي: بجماعتهم.
قال برج بن مسهر الطائي (1):
خرجنا من النّقبين لا حيّ مثلنابآيتنا نزجي اللّقاح المطافلا قال القرطبي: و سميت أية لأنها جماعة حروف من القرآن و طائفة منه. (2)
و الآية (الأمر العجيب):
سميت بها لأنها عجيب يعجز البشر عن التكلم بمثلها. (3)
ص: 143
و مائتا آية و أربع عشرة آية. (1)
و في عدّ المكي، في قول الفضل: ستة آلاف آية و مائتا آية و تسع عشرة آية. (2)
و في عدّ الكوفي، في قول محمد بن عيسى: ستة آلاف آية و مائتا آية و ثلاثون و ست آيات. (3)، و هو العدد الذي رواه سليم بن عيسى الكوفي (4)، و الكسائي عن حمزة، و أسنده الكسائي إلى علي بن أبي
ص: 145
طالب- رضي اللّه عنه- (1).
و في عدّ البصري، في قول محمد بن عيسى: ستة آلاف و مائتان و أربع آيات. (2)
و في عدّ أهل الشام، في قول يحيى بن الحارث الذّماري (3): ستة آلاف و مائتان و ست و عشرون. (4) و في رواية: ستة آلاف و مائتان و خمس و عشرون. نقص آية، قال: ابن ذكوان (5): فظننت أن يحيى لم يعد بِسْمِ اللَّهِ*
ص: 146
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*. (1)
قال أبو عمرو بعد أن ذكر ما سبق: فهذه الأعداد التي يتداولها الناس تأليفا، و يعدّون بها في سائر الآفاق قديما و حديثا. (2)
عرف القرطبي الكلمة بقوله: هي الصورة القائمة بجميع ما يختلط بها من الشبهات. أي الحروف. (3)
ثم قال: و أطول الكلم في كتاب اللّه ما بلغ عشرة أحرف، نحو قوله تعالى: لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ [النور: 55] و نحو أَ نُلْزِمُكُمُوها [هود: 28]، و أقصرهن ما كان على حرفين نحو (ما) و (لا)، و قد تكون الكلمة وحدها آية تامة نحو قوله تعالى: وَ الْفَجْرِ و الضُّحى و الم* و طه
ص: 147
و غيرها، و ذلك في فواتح السور وحدها دون حشوها.
قال أبو عمرو: و لا أعلم كلمة هي وحدها آية- أي في حشو السور- إلا قوله تعالى في الرحمن: مُدْهامَّتانِ [الرحمن: 64] لا غير.
و الكلمة تطلق على الآية التامة، و على الكلام القائم بنفسه، قال تعالى: وَ تَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنى عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ بِما صَبَرُوا [الأعراف: 137] قيل: المراد بالكلمة هاهنا قوله تعالى: وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ [القصص: 8].
و في الحديث: «كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان اللّه و بحمده، سبحان اللّه العظيم». (1)
و قد تسمي العرب القصيدة بأسرها و القصة كلها كلمة.
فتسمي جملة الكلام كلمة إذا كانت الكلمة منها، على عادتهم في تسميتهم الشي ء باسم ما هو منه، و ما قاربه و جاوره، و كان بسبب منه مجازا و اتساعا. ا ه. (2)
ص: 148
و أما عدد كلمات القرآن فقد ذكر القرطبي أن الفضل بن شاذان (1) أفاد أن: جميع كلمات القرآن- في قول عطاء بن يسار- سبعة و سبعون ألفا و أربعمائة و سبع (2) و ثلاثون كلمة. (3)
ص: 149
الحرف هو الشّبهة القائمة وحدها من الكلمة، و قد يسمى الحرف كلمة و الكلمة حرفا، اتساعا و مجازا.
قال الداني: فإن قيل: فكيف يسمى ما جاء من حروف الهجاء في الفواتح على حرف واحد، نحو ص* و ق و ن حرفا أو كلمة؟
قلت: كلمة لا حرفا، و ذلك من جهة أن الحرف لا يسكت عليه، و لا ينفرد وحده في الصورة، و لا ينفصل مما يختلط به؛ و هذه الحروف مسكوت عليها منفردة منفصلة كانفراد الكلم و انفصالها، فلذلك سمّيت كلمات لا حروفا.
و قال: و قد يكون الحرف في غير هذا المذهب و الوجه، قال اللّه عزّ و جلّ: وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلى حَرْفٍ [الحج: 11] أي على
ص: 150
وجه و مذهب. (1)
و أما عدد حروف القرآن فقد روى سلام أبو محمد الحماني أن الحجاج بن يوسف جمع القراء و الحفاظ و الكتّاب، فقال: أخبروني عن القرآن كله، كم حرفا هو؟ قال: و كنت فيهم، فحسبنا فأجمعنا على أن القرآن ثلاث مائة ألف حرف و أربعون ألف حرف و سبعمائة حرف و أربعون حرفا. (2)
و عن الفضيل بن شاذان: أن حروف القرآن ثلاث مائة ألف و ثلاثة و عشرون ألفا و خمسة عشر حرفا.
و عن عبد اللّه بن كثير عن مجاهد قال: أحصينا من القرآن، و هو ثلاثمائة ألف حرف و أحد و عشرون ألف حرف و مائة و ثمانون حرفا.
قال القرطبي: و هذا مخالف لما تقدم عن الحماني. (3)
روى سلام الحماني أن الحجاج بن يوسف قال للقراء و الحفاظ و الكتّاب: أخبروني إلى أي حرف ينتهي نصف القرآن؟ فإذا هو في الكهف
ص: 151
وَ لْيَتَلَطَّفْ [الآية: 19] في الفاء. قال: فأخبروني بأثلاثه؛ فإذا الثلث الأول رأس مائة من براءة، و الثلث الثاني رأس مائة أو إحدى و مائة من (طسم الشعراء) و الثلث الثالث ما بقي من القرآن. قال: فأخبروني بأسباعه على الحروف؛ فإذا أوّل سبع في النساء فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَ مِنْهُمْ مَنْ صَدَّ [الآية: 55] في الدال، و السبع الثاني في الأعراف حَبِطَتْ [الآية: 147] في التاء، و السبع الثالث في الرعد أُكُلُها دائِمٌ [الآية:
35] في الألف من آخر «أكلها» السبع الرابع في الحج وَ لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً [الآية: 34] في الألف، و السبع الخامس في الأحزاب وَ ما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَ لا مُؤْمِنَةٍ [الآية: 36] في الهاء، و السبع السادس في الفتح الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ [الآية: 6] في الواو، و السبع السابع ما بقي من القرآن (1).
قال سلام: عملناه في أربعة أشهر، و كان الحجاج يقرأ في كل ليلة ربعا، فأول ربعه خاتمة الأنعام، و الربع الثاني في الكهف وَ لْيَتَلَطَّفْ،
ص: 152
و الربع الثالث خاتمة الزمر، و الربع الرابع ما بقي من القرآن.
قال القرطبي: و في هذه الجملة خلاف. (1)
ص: 153
الأول: (القرآن) قال تعالى: نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِما أَوْحَيْنا إِلَيْكَ هذَا الْقُرْآنَ وَ إِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغافِلِينَ [يوسف: 3].
الثاني: (الفرقان) قال تعالى: تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً [الفرقان: 1].
الثالث: (الكتاب) قال تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَ لَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً [الكهف: 1].
الرابع: (الذكر) قال تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ [الحجر: 9]. (1)
قال ابن جرير: و لكل اسم من أسمائه الأربعة من كلام العرب معنى و وجه غير معنى الآخر و وجهه. (2)
فأما تسميته (قرآنا) ففيه تأويلان:
أحدهما: و هو قول ابن عباس، أنه مصدر من قولك (قرات) أي:
بيّنت. ثم أطلق على المقروء (3).
ص: 155
قال ابن عطية: قرأ الرجل إذا تلا، يقرأ قرآنا و قراءة، و حكى أبو زيد الأنصاري: و قرءا. (1).
روى ابن جرير الطبري بسنده عن ابن عباس في قوله تعالى: فَإِذا قَرَأْناهُ يقول: بيّناه، فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ [القيامة: 18] يقول: اعمل به. (2)
قال ابن جرير: و معنى قول ابن عباس هذا: فإذا بيّناه بالقراءة فاعمل بما بيناه لك بالقراءة. (3)
فالقرآن على هذا مصدر من (قرأ) إذا (تلا)، و من هذا قول حسان ابن ثابت يرثي عثمان بن عفان- رضي اللّه عنه-:
ضحّوا بأشمط عنوان السّجود به يقطّع اللّيل تسبيحا و قرآنا أي: قراءة. (4)
و الآخر: و هو قول قتادة، أنه بمعنى التأليف، مصدر من قولك: قرأت الشي ء: إذا جمعته و ضممت بعضه إلى بعض. مأخوذ من قولهم: ما قرأت هذه الناقة سلى قط. أي: لم ينضم رحمها على ولد.
ص: 156
قال عمرو بن كلثوم (1):
ذراعي عيطل أدماء بكرهجان اللّون لم تقرأ جنينا (2) قال الماوردي: و لهذا سمي قرء العدة قرءا، لاجتماع دم الحيض في الرحم. (3)
قال ابن عطية: قرأ الرجل إذا جمع و ألّف قولا. (4)
و به فسّر قتادة قوله تعالى: إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَ قُرْآنَهُ يقول: حفظه و تأليفه. فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ اتبع حلاله، و اجتنب حرامه (5).
فتأويل القرآن على رأي قتادة هو التأليف.
قال الطبري: و لكلا القولين- أي قول ابن عباس و قتادة- وجه صحيح في كلام العرب، غير أنّ أولى قوليهما بتأويل قوله تعالى: إِنَّ عَلَيْنا
ص: 157
جَمْعَهُ وَ قُرْآنَهُ. فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ قول ابن عباس. (1) و رجحه ابن عطية و قال: إنه أقوى. (2)
و يؤخذ على قول قتادة أن اللّه جلّ ثناؤه أمر نبيه صلى اللّه عليه و سلم في غير آية من تنزيله باتباع ما أوحي إليه، و لم يرخص في ترك اتباع شي ء من أوامره إلى وقت تأليف القرآن، فكذلك قوله فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ لو وجب أن يكون معنى قوله فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ فإذا ألّفناه فاتبع ما ألّفنا لك فيه، لكان الأمر الوارد في قوله تعالى: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ و الفرض الواجب في قوله تعالى: يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ-- قُمْ فَأَنْذِرْ غير ملزم إلى حين تأليف القرآن، و القائل به خارج عن الملة. (3).
و عليه فحكم كل آية من آي القرآن لازم للرسول صلى اللّه عليه و سلم اتباعه و العمل به، حين نزوله.
و أما تأويل اسمه (الفرقان): فالفرقان مصدر، قال ابن جرير: و أصله عندنا: الفرق بين الشيئين، و الفصل بينهما، و قد يكون ذلك بقضاء و استنقاذ، و إظهار حجّة و نصر،
ص: 158
و غير ذلك من المعاني المفرّقة بين المحق و المبطل. (1)
و قد قيل في تسمية التنزيل فُرْقاناً أقوال متعددة متقاربة:
فعن عكرمة فيما رواه ابن جرير أنه كان يقول: هو النجاة. و كذلك كان السدي و غيره يتأوله.
و عن ابن عباس و رواية عن مجاهد: الفرقان: المخرج.
و في رواية عن مجاهد أيضا أنه كان يقول في قوله عزّ و جلّ: يَوْمَ الْفُرْقانِ [الأنفال: 41] يوم فرّق اللّه فيه بين الحق و الباطل. (2)
قال ابن عطية: سمّي- أي كتاب اللّه- فرقانا؛ لأن اللّه فرق فيه بين الحق و الباطل- و هو قول الجماعة (3)- و المؤمن و الكافر فرقا و فرقانا. (4)
و كل تلك الأقوال صحيحة لاتفاق معاني ألفاظها في ذلك، و بذلك يتبين أن كتاب اللّه سمّي فرقانا لفصله بحججه و أدلّته، و حدود فرائضه
ص: 159
و سائر معاني حكمه بين المحق و المبطل، و فرقانه بينهما بنصرة المحق و تخذيله المبطل حكما و قضاء. (1)
و أما تأويل اسمه (الكتاب) فالكتاب مصدر من كتب إذا جمع، و منه قيل: كتيبة لاجتماعها، قال سالم بن دارة (2) يهجو ثابت بن رافع الفزاري:
لا تأمننّ فزاريّا خلوت به على قلوصك و اكتبها بأسيار (3) و الكتاب: هو خطّ الكاتب حروف المعجم مجموعة و متفرقة، و سمي كتابا و إنما هو مكتوب كما قال الشاعر:
تؤمّل رجعة منّي و فيهاكتاب مثل ما لصق الغراء
ص: 160
يعني به مكتوبا. (1)
و أما تأويل اسمه (الذكر): ففيه ثلاثة تأويلات:
الأول: أنه ذكر من اللّه جلّ ذكره، ذكّر به عباده، فعرّفهم فيه حدوده و فرائضه.
قال ابن عطية: ذكر به الناس آخرتهم و إلههم و ما كانوا في غفلة عنه فهو ذكر لهم. (2)
الثاني: أنه ذكر و شرف و فخر لمن آمن به و صدّق بما فيه، قال تعالى:
وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ [الأحزاب: 44] يعني شرف له و لقومه (3). قال ابن عطية: و لسائر العلماء به. (4)
ص: 161
الثالث: سمي بذلك لأن فيه ذكر الأمم الماضية و الأنبياء. (1)
و هناك صفات أخرى وصف اللّه بها تنزيله، هي صفات لا أسماء، كوصفه تعالى تنزيله بالعظيم و الذكر و المتين و العزيز و غير ذلك. (2)
قال ابن جرير الطبري: لسور القرآن أسماء سمّاها بها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم. (3)
ثم روى بسنده عن واثلة بن الأسقع، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: أعطاني ربي مكان التوراة السبع الطّول، و مكان الإنجيل المثاني، و مكان الزبور المئين، و فضّلني ربي بالمفصّل. (4)
و بسند آخر عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: أعطيت مكان التوراة السبع الطّول، و أعطيت مكان الزّبور المئين، و أعطيت مكان الإنجيل المثاني،
ص: 162
و فضّلت بالمفصّل. (1)تفسير ابن جرير: 1/ 102- 103- و تفسير الماوردي: 1/ 26.
و أخرجه أبو عبيد في فضائله: 158- و الحاكم في المستدرك: 2/ 355 و قال: حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه.- و البيهقي في الشعب: (ح 423- 2/ 756) و (ح 424- 2/ 756) و انظر: فتح الباري لابن حجر: 8/ 382- و الزيادة و الإحسان في علوم القرآن لابن عقيلة: 2/ 591 بتحقيقي.
و قد اختلف العلماء في السابعة من الطّول، فعن جماعة هي براءة، و في رواية عند الحاكم أنها الكهف. و نسي الراوي السابعة في الرواية التي أخرجها الحاكم و النسائي و غيرهما عن ابن عباس. و في رواية صحيحة عن ابن أبي حاتم و غيره عن سعيد بن جبير أنها يونس، قال ابن عقيلة: فكأن القائلين بأنها يونس مشوا على ترتيب مصحف أبي و ابن مسعود، فإنها في مصحفيهما هي السابعة من الطّول على اختلاف بينهما في الترتيب .... انظر: جمال القراء للسخاوي: 1/ 34- و البرهان للزركشي: 1/ 244- و الإتقان للسيوطي: 1/ 199 ط البغا.(2)
قال الطبري: (السبع الطّول): البقرة و آل عمران و النّساء و المائدة و الأنعام و الأعراف و يونس في قول سعيد بن جبير.
و بنحوه عن ابن عباس. (2)ا.
ص: 163
قال الماوردي: و هو الصحيح. (1)
و إنما سميت هذه السور السبع الطّول لطولها على سائر سور القرآن. (2)
أما (المئون): فهي ما كان من سور القرآن عدد آية مائة آية أو تزيد عليها شيئا أو تنقص عنها شيئا. (3)
أما (المثاني): ففيها ثلاثة تأويلات:
أحدها: ما ثنى المئين فتلاها، و كان المئون لها أوائل، و كان المثاني لها ثواني. قال بعض الشعراء:ا.
ص: 164
حلفت بالسبع اللّواتي طوّلت و بمئين بعدها قد أمئيت
و بمثان ثنّت فكرّرت و بالطّواسين التي قد ثلّثت
و بالحواميم اللّواتي سبّعت و بالمفصّل اللّواتي فصّلت (1) و الثاني: لتثنية اللّه جلّ ذكره فيها الأمثال و الخبر أو العبر (2). و قيل:
الفرائض و الحدود. و هذا قول ابن عباس، و سعيد بن جبير، و قال جماعة يكثر تعدادهم: القرآن كله مثان. (3)
و الثالث: أنها فاتحة الكتاب، لأنها تثنى قراءتها في كل صلاة (4). و هو قول الحسن البصري، قال الراجز: علوم القرآن من خلال مقدمات التفاسير ج 2 165 المسألة الثانية: أسماء سور القرآن: ..... ص : 162
نشدتكم بمنزل القرآن أمّ الكتاب السبع من مثاني
ثنّين من آي من القرآن و السّبع سبع الطّول الدّواني (5) ص.
ص: 165
و أما (المفصل) فإنها سميت مفصّلا لكثرة الفصول التي بين سورها ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* (1).
قال الماوردي: و سمي المفصل محكما لما قيل: إنه لم ينسخ شي ء منه (2).
و اختلفوا في أول المفصل على ثلاثة أقوال:
أحدها: و هو قول الأكثرين أنه سورة «محمد صلى اللّه عليه و سلم» إلى سورة الناس.
و الثاني: أنه من سورة «ق» إلى الناس. حكاه عيسى بن عمر عن كثير من الصحابة.
و الثالث: أنه من سورة «الضحى» إلى الناس، و هو قول ابن عباس، و كان يفصل في سورة الضحى بين كل سورتين بالتكبير على رأي قراء مكة. (3)
ص: 166
القرطبي من بين المذكورين عناية خاصة، فشغلت حيزا كبيرا من مقدمته، و فيه عدة مسائل:
المسألة الأولى: في التنبيه على أحاديث ضعيفة وضعت في الفضائل (1)
نبه القرطبي- يرحمه اللّه- في مقدمته إلى أمر هام، حين ذكر أن جماعة من الوضاعين، وضعوا أحاديث مكذوبة، و أخبار مختلفة، في الفضائل عامة و في فضائل القرآن خاصة، و نسبوا ذلك إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و كبار الصحابة و سلف الأمة، و بيّن اختلاف مقاصد و أغراض تلك الجماعات (2).
و قد انتشرت تلك الموضوعات بين عامة المسلمين، و تناقلها القصاص، و وجدت في ثنايا كتب بعض المنتسبين للعلم دون التنبيه عليها.
و كان لهذا الإفك أغراض عديدة فمنها:
1- إيقاع الشك ببعض أمور الدين في قلوب الناس، كما فعل قوم من الزنادقة أمثال المغيرة بن سعيد الكوفي، و محمد بن سعيد الشامي
ص: 168
المصلوب و غيرهما، فقد افترى هذا الأخير على أنس بن مالك أنه قال في قوله صلى اللّه عليه و سلم: «أنا خاتم الأنبياء، لا نبي بعدي.» فزاد الراوي: «إلا ما شاء اللّه» لما كان يدعو إليه من الإلحاد و الزندقة. (1)
2- ما وضع تبعا للهوى، كما فعلت الخوارج، قال أحد شيوخهم بعد أن منّ اللّه عليه بالتوبة: إن هذه الأحاديث دين فانظروا ممن تأخذون دينكم، فإنا كنا إذا هوينا أمرا صيّرناه حديثا. (2)
3- ما وضع حسبة من بعض جهلة المسلمين، يريدون به حسب زعمهم ترغيب الناس في الفضائل (3)، كما فعل نوح بن أبي مريم المروزي المعروف بأبي عصمة (4)، و كما فعل محمد بن عكاشة الكرماني و غيرهما،
ص: 169
و قد قيل لأبي عصمة: من أين لك عن عكرمة عن ابن عباس في فضل سور القرآن سورة سورة؟ فقال: إني رأيت الناس قد أعرضوا عن القرآن و اشتغلوا بفقه أبي حنيفة و مغازي ابن إسحاق؛ فوضعت هذا الحديث حسبة. (1)
4- ما وضع من بعض السؤّال و المكدّين، يقصدون به جمع المال، فيقفون في المساجد و يضعون لكل مجلس ما يوافق هواهم، ليعطوهم، و قد يضعون لموضوعاتهم أسانيد صحيحة حفظوها، و من ذلك القصة المشهورة في أجر من قال: لا إله إلا اللّه، و التي ذكرها جعفر بن محمد الطيالسي (2)، عن القاص الذي نسب إلى ابن حنبل و ابن معين ما لم يقولاه، و أوردها القرطبي بطولها في مقدمته. (3)
و غير ذلك من الأغراض و الأهداف، التي تناولها الوعيد الوارد في قوله صلى اللّه عليه و سلم: اتقوا الحديث عني إلا ما علمتم، فمن كذب عليّ متعمدا فليتبوأ
ص: 170
مقعده من النار. (1)
قال القرطبي: و لو اقتصر الناس على ما ثبت في الصحاح و المسانيد و غيرها من المصنفات التي تداولها العلماء، و رواها الأئمة الفقهاء، لكان لهم في ذلك غنية، و خرجوا عن تحذيره صلى اللّه عليه و سلم. (2)
ذكر المفسرون في مقدماتهم كثيرا من الأحاديث و الآثار و أخبار السلف و عاداتهم مع القرآن، و تفاوتت درجات المرويات بين الصحيح الثابت و بين الضعيف المردود، و غالب تلك المرويات هي مما حفلت به كتب التفسير و الفضائل، و أرى أن الاقتصار على ذكر نماذج منها في هذا الموضع هو الأسلم.
و في هذه المسألة عدة مطالب:
ص: 171
روى الواحدي بسنده عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: إني قد خلّفت فيكم شيئين لن تضلوا أبدا ما أخذتم بهما، و عملتم بما فيهما، كتاب اللّه عزّ و جلّ، و سنتي، و لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض. (1)
و أخرج البغوي بسنده عن عمر بن الخطاب أنه قال: أما إن نبيكم صلى اللّه عليه و سلم قال: إن اللّه تعالى يرفع بهذا الكتاب أقواما و يضع به آخرين. (2) قال البغوي: صحيح أخرجه مسلم عن زهير بن حرب (3).
ص: 172
و عن زيد بن أرقم (1) قال: قام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى (خما) بين مكة و المدينة، فحمد اللّه و أثنى عليه و وعظ و ذكر ثم قال:
أما بعد: ألا أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب، و إني تارك فيكم ثقلين، أولهما كتاب اللّه، فيه الهدى و النور، فخذوا بكتاب اللّه و استمسكوا به. فحثّ على كتاب اللّه و رغب فيه، ثم قال: و أهل بيتي، أذكركم اللّه في أهل بيتي. و زاد في رواية: كتاب اللّه فيه الهدى و النور من استمسك به و أخذ به كان على الهدى، و من أخطأه ضلّ. (2)
و أخرج البغوي بسنده عن الحارث الأعور (3) قال: مررت في المسجد فإذا الناس يخوضون في الأحاديث، فدخلت على علي- رضي اللّه عنه- فقلت: يا أمير المؤمنين أ لا ترى أن الناس قد خاضوا في الأحاديث؟ قال: أو قد فعلوها؟ قلت: نعم. قال: أما إني قد سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول: إلا
ص: 173
إنها ستكون فتنة. قلت: ما المخرج منها يا رسول اللّه؟ قال: كتاب اللّه، فيه نبأ ما قبلكم، و خبر ما بعدكم، و حكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه اللّه، و من ابتغى الهدى في غيره أضله اللّه، و هو الذكر الحكيم، و هو الصراط المستقيم، هو الذي لا تزيغ به الأهواء، و لا تلبس به الألسنة، و لا تشبع منه العلماء، و لا يخلق عن كثرة الرد، و لا تنقضي عجائبه، هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا: إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً. يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ [الجن: 1- 2] من قال به صدق، و من عمل به أجر، و من حكم به عدل، و من دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم. خذها إليك يا أعور.
قال أبو عيسى: هذا لا نعرفه إلا من هذا الوجه، و إسناده مجهول، و الحارث فيه مقال (1).م.
ص: 174
أخرج البغوي بسنده و غيره عن أنس عن أبي موسى الأشعري رضي اللّه عنه أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كان يقول: مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجّة طعمها طيب و ريحها طيب، و مثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة، طعمها طيب و لا ريح لها، و مثل الفاجر الذي يقرأ القرآن، كمثل الريحانة ريحها طيب و لا طعم لها، و مثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مر و لا ريح لها. (1)
ص: 175
و أخرج البغوي بسنده عن ابن مسعود قال: إن هذا القرآن مأدبة اللّه فتعلموا من مأدبته ما استطعتم، إن هذا القرآن حبل اللّه و النور المبين و الشفاء النافع و عصمة لمن تمسك به و نجاة لمن تبعه، لا يزيغ فيستعتب، و لا يعوج فيقوم، و لا تنقضي عجائبه، و لا يخلق عن كثرة الرد، فاتلوه فإن اللّه عزّ و جلّ يأجركم على تلاوته، بكل حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول الم* حرف، و لكن الألف حرف، و اللام حرف، و الميم حرف.
و هو في الخازن بلفظ: من قرأ حرفا من كتاب اللّه فله حسنة، و الحسنة بعشر أمثالها، لا أقول الم* حرف، و لكن ألف حرف .... الحديث (1).
و أخرج البغوي بسنده أيضا عن عثمان عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: خيركم).
ص: 176
من تعلم القرآن و علّمه. و في رواية زيادة: فإن اللّه يرفع بهذا القرآن أقواما و يضع آخرين (1).
و أخرج بسنده أيضا عن عائشة- رضي اللّه عنها- عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: مثل الماهر بالقرآن مثل السفرة الكرام البررة، و مثل الذي يقرؤه و هو عليه شاق له أجران. (2)
قال القرطبي: التتعتع: التردد في الكلام عيا و صعوبة؛ قال: و إنما كان له أجران من حيث التلاوة و من حيث المشقة، و درجات الماهر فوق ذلك كله؛ لأنه قد كان القرآن متعتعا عليه، ثم ترقى عن ذلك إلى أن شبه بالملائكة. (3)
ص: 177
و عن ابن عباس- رضي اللّه عنهما- قال: قال رجل: يا رسول اللّه صلى اللّه عليك و سلم، أي الأعمال أحب إلى اللّه؟ قال: الحال المرتحل.
قال: و ما الحال المرتحل؟ قال: الذي يضرب من أول القرآن إلى آخره كلما حلّ ارتحل. (1)
أخرج البغوي بسنده عن ابن عباس- رضي اللّه عنهما- قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: إنّ الرجل الذي ليس في جوفه شي ء من القرآن كالبيت الخرب. (2)
ص: 178
و أورد القرطبي عن ابن الأنباري بسنده عن علي بن أبي طالب- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: من قرأ القرآن و تلاه و حفظه أدخله اللّه الجنة و شفّعه في عشرة من أهل بيته كلّ قد وجبت له النار. (1)
ص: 179
و أخرج البغوي بسنده عن عبد اللّه بن عمر- رضي اللّه عنهما- عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: يقال لصاحب القرآن: اقرأ و ارتق، و رتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها. (1)
و أورد ابن عطية عن ابن عباس- رضي اللّه عنهما- عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: أشراف أمتي حملة القرآن. (2)
و أخرج البغوي بسنده عن مشرح بن هاعان، قال: سمعت عقبة بن عامر يقول: سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول: لو كان القرآن في إهاب ما مسته النار.).
ص: 180
قال البغوي: قيل معناه: من حمل القرآن و قرأه لم تمسه النار يوم القيامة. (1)ي.
ص: 181
أخرج البغوي بسنده عن أبي سلام عن أبي أمامة أنه حدّثه قال: سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول: اقرءوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرءوا الزهراوين البقرة و آل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صوافّ تحاجّان عن أصحابهما. اقرءوا البقرة فإن أخذها بركة و تركها حسرة، و لا يستطيعها البطلة. (1)
و عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان يفر من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة. (2)
ص: 182
و عن أبي بن كعب قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: يا أبا المنذر أ تدري أيّ آية من كتاب اللّه معك أعظم؟ قال: قلت: اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ [البقرة: 255] قال: فضرب في صدري و قال: و اللّه! ليهنك العلم يا أبا المنذر. (1)
و عن أبي الدرداء أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم الدجال. (2)
و عنه عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه قال: سورة قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ تعدل ثلث القرآن. (3)).
ص: 183
و عن عقبة بن عامر (1) قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: أ لم تر آيات أنزلت اللّيلة لم ير مثلهنّ قطّ؟ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (2).
فأول ما يلزم قارئ القرآن إخلاص النية للّه. و الابتعاد عن الرياء و المباهاة: قال تعالى: وَ اعْبُدُوا اللَّهَ وَ لا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً [النساء: 36] و قال تعالى: فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً وَ لا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً [الكهف: 110].
و في الحديث الذي أخرجه مسلم عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول: إن أول الناس يقضى عليه يوم القيامة رجل استشهد فأتي به فعرّفه نعمه .... إلى أن قال: و رجل تعلّم العلم و علّمه، و قرأ القرآن فأتي به فعرّفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟
قال: تعلّمت العلم و علّمته و قرأت فيك القرآن. قال: كذبت، و لكنك
ص: 184
تعلّمت العلم ليقال عالم، و قرأت القرآن ليقال قارئ، فقد قيل. ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار .... الحديث.
و أورده الترمذي و زاد فقال: ثم ضرب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على ركبتي فقال: يا أبا هريرة أولئك الثلاثة أوّل خلق اللّه تسعّر بهم النّار يوم القيامة. (1)
قال ابن عبد البر: و هذا الحديث فيمن لم يرد بعلمه و عمله وجه اللّه تعالى. (2)
و أخرج أبو داود و الترمذي عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: من تعلم علما مما يبتغى به وجه اللّه لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا، لم يجد عرف الجنة يوم القيامة (3).
و قال سفيان بن عيينة: بلغنا عن ابن عباس أنه قال: لو أنّ حملة).
ص: 185
القرآن أخذوه بحقه و ما ينبغي لأحبهم اللّه، و لكن طلبوا به الدنيا فأبغضهم اللّه، و هانوا على الناس. (1)
أخرج البغوي بسنده عن خيثمة (2) عن رجل أن عمران بن حصين مر على رجل يقرأ على قوم فلما قرأ سأل، فقال عمران: إنا للّه و إنا إليه راجعون، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول: من قرأ القرآن فليسأل اللّه عزّ و جلّ به، فإنه سيجي ء أقوام يقرءون القرآن يسألون الناس به. (3)ي.
ص: 186
فيجب على قارئ القرآن الذي يطلب علمه أن يبادر بإخلاص النية، و أن يتقي اللّه في عمله، لينتفع به و ينفع. و لا يضير كونه بدأ يريد به المباهاة و الشرف في الدنيا، فإنه بطلب العلم و فهمه يتبين له خطأه، و يظهر له الحق، قال الحسن البصري: كنا نطلب العلم للدنيا فجرّنا إلى الآخرة (1). و قال سفيان الثوري مثل ذلك. و عن حبيب بن أبي ثابت (2): طلبنا هذا الأمر و ليس لنا فيه نية ثم جاءت النية. (3)
و مما يلزم قارئ القرآن معرفته أيضا، أن يستشعر من فضل القرآن الكريم أنه كلام اللّه رب العالمين، و أنه غير مخلوق، كلام من ليس كمثله شي ء، و صفة من ليس له شبيه و لا ندّ، و أن يعلم أن القراءة أصوات القراء و نغماتهم.
و من ذلك أيضا أن يتعاهد القرآن بالقراءة خشية الإفلات، في ليله و نهاره، فقد ورد الوعيد الشديد في حق من أهمله حتى نسيه، و من ذلك ما أخرجه الشيخان عن أبي موسى الأشعري- رضي اللّه عنه- أنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: تعاهدوا هذا القرآن، فو الّذي نفس محمد بيده لهو أشدّ
ص: 187
تفلّتا من الإبل في عقلها. (1)
و عن ابن عمر- رضي اللّه عنهما- أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقّلة، إن عاهد عليها أمسكها، و إن أطلقها ذهبت. (2)
ص: 188
و عن عبد اللّه بن مسعود- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: بئس ما لأحدهم أن يقول نسيت آية كيت و كيت، بل هو نسّى، و استذكروا القرآن فإنّه أشدّ تفصّيا من صدور الرجال من النّعم. و في رواية: لا يقول أحدكم نسيت آية كذا و كذا بل هو نسّى. (1)
و عن سعد بن عبادة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: ما من امرئ يقرأ القرآن ثم ينساه إلا لقي الله تعالى يوم القيامة أجذم. (2)
و عن أنس بن مالك- رضي اللّه عنه- أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: عرضت عليّ أجور أمّتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد، و عرضت عليّ ذنوب أمّتي فلم أر فيها ذنبا أعظم من سورة من القرآن، أو آية أوتيها رجل ثمّ نسيها. (3)ه.
ص: 189
و ينبغي له أن يحمد اللّه دائما على ما وفقه إليه، فيذكره و يشكره، و يتوكل عليه و يستعين به، و يرغب إليه و يعتصم به، يخشى ذنبه، و يرجو عفو ربه، يراقب اللّه فيما أمره و نهاه، و يحتاط لدينه.
كما ينبغي له أن يمتاز عن غيره بأخلاقه و أفعاله، فيكون له سمته الخاص، يقول ابن مسعود: ينبغي لقارئ القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون، و بنهاره إذا الناس مستيقظون، و ببكائه إذا الناس يضحكون، و بصمته إذا الناس يخوضون، و بخضوعه إذا الناس يختالون (1)، و بحزنه إذا الناس يفرحون. و عليه بالحلم و الوقار، و تجنب الكبر و الإعجاب، و ترك الجدل و المراء، و التصاون عن طرق الشبهات، و أن يكون قليل الضحك و الكلام في مجالس القرآن، كما عليه أن يكون سمحا حليما يعفو و يصفح، يؤمن شرّه، و يرجى خيره، و يسلم من ضرّه.
كما ينبغي له أن يفهم مراد اللّه من كلامه، فينتفع بما يقرأ، و يعمل بما يتلو، يتدبر حقائق عبارته، و يتبين غرائبه، كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ [ص: 29] أَ فَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها [محمد: 24]، فما أقبح لحامل القرآن أن يتلو فرائضه و أحكامه عن ظهره.
ص: 190
قلب و هو لا يفهم ما يتلوه! و ما أقبح أن يسأل عن فقه ما يتلوه و لا يدريه! و لهذا فعليه أن يلم بشي ء من علوم القرآن كالمكي و المدني و الناسخ و المنسوخ، و غريب القرآن و الأعاريب، و أن يكون مطلعا على الحديث النبوي، و غير ذلك من العلوم التي تزيل الشك، و تساعد في فهم النص.
كما ينبغي له أن يعرف لشيوخه قدرهم، و يحفظ لهم مكانتهم، فيكون في غاية الأدب معهم، يقول فضيل بن عياض (1): كنا نأتي المشيخة فلا نرى أنفسنا أهلا للجلوس معهم- أي مع الشيوخ- فنجلس دونهم و نسترق السمع (2).
هذا باب عظيم أفرده ثلة من أهل العلم بتآليف مستقلة، و خصص له آخرون حيزا من تآليفهم، فأوردوا مجموعة من تلك الآثار، كما فعل القرطبي في مقدمته. و آداب القرآن و آداب تاليه أربعة أقسام:
قسم يتعلق بالاستعداد للتلاوة.
ص: 191
و قسم يتعلق بالتلاوة نفسها.
و ثالث هي آداب عامة أثناء التلاوة.
و رابع يتعلق بالآداب مع المصحف.
أما القسم الأول، فمن ذلك أن لا يمسه إلا طاهرا، و أن يستاك فيطيب فاه، قال يزيد بن مالك: إن أفواهكم طرق للقرآن فطهروها و نظّفوها ما استطعتم. و أن يستعد للقراءة فيلبس من أحسن ثيابه، و أن يختار لقراءته مكانا طيبا فيتجنب القراءة في الأسواق و مواطن اللغط و اللّهو و مجمع السفهاء، قال تعالى في وصف عباد الرحمن وَ إِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً [الفرقان: 72] و أن يستقبل القبلة لقراءته، فقد كان أبو العالية (1) إذا قرأ اعتمّ و ارتدى و استقبل القبلة (2)، و من ذلك أيضا أن يستعيذ باللّه عند ابتدائه من الشيطان الرجيم فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ [النحل: 99]، و منه أيضا أن يختار لقراءته خلوة قدر طاقته حتى).
ص: 192
لا يقطع عليه أحد بكلام فيخلطه بجوابه.
و أما القسم الثاني فهو ما يتعلق بالتلاوة نفسها، و من أهم ذلك أن يجعل لنفسه وردا يوميا، فلا يخلو يوما من أيامه دون النظر في المصحف، و قد كان أبو موسى يقول: إني لأستحي ألا أنظر كل يوم في عهد ربي (1).
و من ذلك أن يقرأ البسملة إذا ابتدأ قراءته من أول السورة، أو من حيث بلغ، فإذا قرأ لم يقطعها بكلام الآدميين من غير ضرورة، و أن يستعمل في قراءته ذهنه و فهمه كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ [ص: 29] حتى ينتفع بما يتلو، و من الآداب أن يقف على آية الوعد فيطلب اللّه من فضله و يسأله، و على آية الوعيد فيستجير باللّه منه، و على الأمثال فيمتثلها، و أن يؤدي حق التلاوة، فيخرج الحروف واضحة من مخارجها، و أن يختار القراءة الصحيحة و لا يجادل في غيرها فقد تكون هي الأخرى صحيحة، و أن لا يلتقط الآي من كل سورة فيقرأها و يتنقّل بينها بل عليه أن يتم السورة كلها، كما يحسن للقارئ أن لا يحرم عينه من الأجر في النظر، فقد ورد عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قوله: أعطوا أعينكم حظها من العبادة. قالوا: يا رسول اللّه، و ما حظها من العبادة؟ قال: النظر في المصحف و التفكر فيه و الاعتبار عند عجائبه (2).ي.
ص: 193
و من آداب التلاوة أن يتجنب القراءة منكوسا (1). كما عليه أن يتجنب
ص: 194
و القراءة بألحان الغناء كلحون أهل الفسوق، و ترجيع النصارى، و نوح الرهبانية (1)، و أن لا يجهر على الآخرين في قراءته فيفسد
ص: 195
عليه (1) و أن يفتتحه كلما ختمه، فقد ورد عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه كان إذا ختم يقرأ من أول السورة قدر خمس آيات، و قال في ذلك: عليك بالحالّ المرتحل، قيل: و ما الحالّ المرتحل؟ قال: صاحب القرآن يضرب من أوله حتى يبلع آخره، ثم يضرب في أوله كلما حلّ ارتحل (2).ي.
ص: 196
و أما القسم الثالث و هو آداب أثناء التلاوة نفسها، فمن ذلك أن يتمضمض إذا تنخع، فقد ورد عن ابن عباس أنه كان كلما تنخع مضمض.
و من ذلك أن يمسك عن القراءة إذا تثاءب، لكون التثاؤب من الشيطان، و القارئ إنما يناجي الرحمن، قال مجاهد: إذا تثاءبت و أنت تقرأ القرآن فأمسك عن القراءة تعظيما حتى يذهب تثاؤبك، و من الآداب إذا انتهى من التلاوة أن يصدّق ربه، و يشهد بالبلاغ للرسول صلى اللّه عليه و سلم، كأن يقول: صدقت ربنا و بلّغت رسلك، و من الآداب أن يجمع أهله إذا أراد أن يختم و كان ذلك ديدن السلف كأنس بن مالك و غيره (1).ي.
ص: 197
و من القسم الرابع و هي آداب مع المصحف، فمن ذلك أن يجلّل كتابته فيكتبها بخط واضح، و إذا وضع المصحف أن لا يتركه منشورا، و أن لا يضع فوقه شيئا من الكتب، علما كان أو غير ذلك، و أن لا يتوسد و لا يعتمد عليه، و لا يرمى به لصاحبه إذا أراد أن يناوله، و أن يضعه في حجره أو على شي ء بين يديه، و لا يضعه على الأرض، و من ذلك أن لا يمحوه ببصاق و نحوه، و لكن يغسله بالماء، و يتوقى النجاسات في الموضع، لكون الغسالة لها حرمة، و من الآداب مع كلام اللّه أن لا يكتب على الأرض خشية الاستهانة به. (1)
و فيها ثلاثة مطالب:
أن يتلوه مجودا مرتلا وَ رَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا [المزمل: 4] يقتدي في قراءته قراءة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و قد كان سلف الأمة يسألون عن قراءته صلى اللّه عليه و سلم، روى البخاري عن قتادة قال: سألت أنسا عن قراءة رسول
ص: 198
اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: كان يمدّ مدّا، إذا قرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* يمد بِسْمِ اللَّهِ*، و يمد ب الرَّحْمنِ*، و يمد ب الرَّحِيمِ*. (1)
أن يخفض صوته و يخشى اللّه في قراءته، و أن يتجنب التطريب و النبر و القراءة بالألحان (2)، أورد القرطبي عن زياد النميري أنه جاء مع القراء إلى أنس بن مالك فقيل له: اقرأ. فرفع صوته و طرّب. و كان رفيع الصوت. فكشف أنس عن وجهه، و كان على وجهه خرقة سوداء فقال: يا هذا ما هكذا كانوا يفعلون! و كان إذا رأى شيئا ينكره كشف الخرقة عن وجهه. (3) و قد روي عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه قال: أحسن الناس صوتا من إذا قرأ رأيته يخشى اللّه تعالى (4). و قد كره رفع الصوت عند قراءة
ص: 199
القرآن سعيد بن المسيب و سعيد بن جبير و القاسم و ابن سيرين و النّخعي و غيرهم. كما كره مالك بن أنس و أحمد بن حنبل رفع الصوت بالقرآن و التطريب فيه. و أجازت طائفة من الأئمة التطريب كأبي حنيفة و أصحابه و الشافعي و ابن المبارك و غيرهم، و اختاره الطبري و ابن العربي، لكونه أوقع في النفوس، و أسمع في القلوب، قال صلى اللّه عليه و سلم: زينوا القرآن بأصواتكم. (1)
و قال: ليس منا من لم يتغنّ بالقرآن. (2)
و رجح القرطبي القول بكراهة التطريب، و قال: إن الحديث من باب المقلوب، أي: زينوا أصواتكم بالقرآن. و ليس منا من لم يحسّن صوته بالقرآن. و نسب إلى الخطابي قوله: و كذا فسره غير واحد من أئمة الحديث.
ثم أورد التأويلات الواردة في معنى التغني بالقرآن، و بيّن أقوال الأئمة في بيان ذلك. (3)
ص: 200
أن يتجنب التقعير في قراءته كفعل المتنطعين في إبراز الكلام من أفواههم تكلفا.
و روى ليث عن مجاهد قال: لا بأس أن تكتب القرآن ثم تسقيه المريض.
قال القرطبي: كان من قبلنا من السلف منهم من يستشفى بغسالته (1)- أي غسالة القرآن-.
ص: 202
عرّف ابن جزي السور المكية بقوله: هي التي نزلت بمكة، يعدّ منها كل ما نزل قبل الهجرة و إن نزل بغير مكة.
و عرّف السور المدينة بقوله: هي السور التي نزلت بالمدينة، و يعدّ منها كل ما نزل بعد الهجرة و إن نزل بغير المدينة. (3)
ص: 203
ذكر ابن جزي عدة سمات موضوعية تعرف بها السور المكية و المدينة:
1- إثبات العقائد.
2- الرد على المشركين.
3- الاهتمام بذكر قصص الأنبياء السابقين.
1- بيان الأحكام التشريعية.
2- الرد على اليهود و النصارى.
3- كشف المنافقين و ذكرهم.
4- بيان الفتاوى الشرعية في كثير من المسائل.
5- ذكر غزوات النبي صلى اللّه عليه و سلم.
قال: و حيث ما ورد يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا* فهو مدني، و أما يا أَيُّهَا النَّاسُ* فقد وقع في المكي و المدني. (1)
ص: 204
تنقسم سور القرآن الكريم باعتبار المكي و المدني ثلاثة أقسام:
1- قسم مدني، و هي سبع و عشرون سورة على ما ذكره القرطبي نقلا عن ابن الأنباري (1)، اتفق منها على اثنتان و عشرون سورة كما صرح
ص: 205
به ابن جزي (1).
2- قسم مختلف فيه، هل هي مكية أم مدينة، فأفاد ابن جزي أنها ثلاث عشرة سورة. (2) و لم يذكر القرطبي الاختلاف في شي ء.
3- و قسم مكي، و هي سائر السور المتبقية و هي عند القرطبي سبع و ثمانون سورة (3)، و عند ابن جزي تسع و سبعون سورة (4).
أما المدني المتفق عليه فهي: البقرة و آل عمران و النّساء و المائدة و الأنفال و براءة و النّور و الأحزاب و القتالي.
ص: 206
و الفتح و الحجرات و الحديد و المجادلة و الحشر و الممتحنة و الصف و الجمعة و المنافقون و التغابن و الطّلاق و التحريم و النّصر.
و أما المختلف فيه فهي: أم القرآن و الرعد و النحل و الحجّ و الرّحمن و الإنسان و المطففون و القدر و البينة و الزلزلة و أ رأيت و الإخلاص و الفلق و النّاس.
و أما المكي المتفق عليه فهي سائر السور المتبقية. (1)ي.
ص: 207
قال ابن جزي: و قد وقعت آيات مدينة في سور مكية، كما وقعت آيات مكية في سور مدنية، و ذلك قليل، مختلف في أكثره. (1)
أشار القرطبي إلى أهمية معرفة المكي و المدني بالنسبة للمفسر الذي يقدم على فهم كتاب اللّه و تفسيره، فقال:
و ينبغي أن يعرف المكي من المدني ليفرّق بذلك بين ما خاطب اللّه به عباده في أول الإسلام، و ما ندبهم إليه في آخر الإسلام، و ما افترض اللّه في أول الإسلام، و ما زاد عليه من الفرائض في آخره.
ثم ذكر أن المدني يمكن أن يكون ناسخا للمكي، و لا يمكن أن يكون المكي ناسخا للمدني، لأن المنسوخ هو المتقدم في النزول. (2)
ص: 208
و علة تقديم بعض السور المدنية على المكية هو أن اللّه تعالى خاطب العرب بلغتهم و على ما تعرف من أفانين خطابها و محاوراتها، و لمّا كان من فن كلامها تقديم المؤخر و تأخير المقدّم، خوطبوا بهذا المعنى في كتاب اللّه تعالى، فأقيمت عليهم الحجة بذلك. (1) و اللّه أعلم.ل.
ص: 209
بحث هذا الموضوع في مقدمة تفسيره البغوي (1)، و ابن الجوزي (2)، و الخازن (3)، و ابن جزي (4)، و أبو حيان (5).
و التفسير قيل مأخوذ من (التفسرة)، و هي الدليل الذي ينظر فيه الطبيب فيكشف عن علة المريض، قال البغوي: فكذلك المفسر يكشف عن شأن الآية و قصتها. (6)
قال أبو حيان: و التفسير في اللغة: الاستبانة و الكشف، قال ابن دريد: (7) و منه يقال للماء الذي ينظر فيه الطبيب (تفسرة) (8)، و كأنه تسمية
ص: 210
بالمصدر؛ لأن مصدر (فعّل) جاء أيضا على (تفعلة) نحو: (جرّب تجربة) و (كرّم تكرمة)، و إن كان القياس في الصحيح من (فعّل) التفعيل، كقوله تعالى: وَ أَحْسَنَ تَفْسِيراً [الفرقان: 33].
قال: و ينطلق أيضا التفسير على التعرية للانطلاق، قال ثعلب: تقول:
(فسّرت الفرس: عرّيته لينطلق في حصره (1). و هو راجع لمعنى الكشف، فكأنه كشف ظهره لهذا الذي يريده منه من الجري. (2)
و أما في الاصطلاح، فقد صرح أبو حيان المتوفى (745 ه) بأنه لم يقف لأحد من علماء التفسير على رسم- أي تعريف- له. (3)
و بالرجوع إلى المقدمات وجدت البغوي يعرف التفسير بقوله: هو الكلام في أسباب نزول الآية و شأنها و قصتها، و يكون بالسماع عن طريق النقل. (4) و وجدت ابن جزي يعرفه فيقول: شرح القرآن و بيان معناه، و الإفصاح بما يقتضيه بنصه أو إشارته أو فحواه. فيرجح أن التفسير هو الشرح (5)، أي: شرح المفردات و الألفاظ الغريبة. (6)
ص: 211
و التعريف الذي وضعه أبو حيان أشمل و أكمل حين قال- رحمه اللّه-: التفسير علم يبحث فيه عن كيفية النطق بألفاظ القرآن، و مدلولاتها، و أحكامها الإفرادية و التركيبية، و معانيها التي تحمل عليها حالة التركيب، و تتمات لذلك.
ثم شرح مفردات التعريف فقال:
فقولنا: (علم) هو جنس يشمل سائر العلوم.
و قولنا: (يبحث فيه عن كيفية النطق بألفاظ القرآن) هذا هو علم القراءات.
و قولنا: (و مدلولاتها) أي: مدلولات تلك الألفاظ، و هذا هو علم اللغة الذي يحتاج إليه في هذا العلم.
و قولنا: (و أحكامها الإفرادية و التركيبية) هذا يشمل علم التصريف، و علم الإعراب، و علم البيان، و علم البديع.
(و معانيها التي تحمل عليها حالة التركيب) شمل بقوله التي تحمل عليها ما لا دلالة عليه بالحقيقة، و ما دلالته عليه بالمجاز، فإن التركيب يقتضي بظاهره شيئا، و يصد عن الحمل الظاهر صاد، فيحتاج لأجل ذلك أن يحمل على غير الظاهر، و هو المجاز.
و قولنا: (و تتمات لذلك) هو معرفة الناسخ و المنسوخ و سبب النزول،
ص: 212
و قصة توضيح بعض ما أنبهم في القرآن و نحو ذلك. (1)
و أما التأويل، فمشتق من (الأول) و هو الرجوع إلى الأصل، يقال:
أوّلته فآل: أي صرفته فانصرف. (2) فهو رد الشي ء إلى الغاية.
و في الاصطلاح: التأويل: نقل الكلام عن وضعه فيما يحتاج في إثباتهه.
ص: 213
إلى دليل لولاه ما ترك ظاهر اللفظ. (1)
و قيل: التأويل بيان المعاني و الوجوه المستنبطة الموافقة للفظ الآية. (2)
الفرق بين التفسير و التأويل: اختلف العلماء هل التفسير و التأويل بمعنى واحد، أم يختلفان؟.
فذهب قوم يميلون إلى العربية إلى أنهما بمعنى واحد، قال ابن الجوزي:
ص: 214
و هو قول جمهور المفسرين المتقدمين. (1)
و ذهب قوم إلى اختلافهما:
فعن الخازن: أن التفسير يتوقف على النقل المسموع، و هو ظاهر قول البغوي، و التأويل: يتوقف على الفهم الصحيح. (2)
و عن ابن جزي أن للعلماء في الفرق بين التفسير و التأويل ثلاثة أقوال:
الأول: أنهما بمعنى واحد.
الثاني: أن التفسير للفظ، و التأويل للمعاني (3).
الثالث: و هو الصواب: أن التفسير هو الشرح، و التأويل هو حمل الكلام على معنى غير المعنى الذي يقتضيه الظاهر بموجب اقتضى أن يحمل على ذلك و يخرج على ظاهره (4).م.
ص: 215
ص: 216
بحث هذا الموضوع في مقدمة تفسيره ابن جرير الطبري (1)، و أبو الليث السمرقندي (2)، و الواحدي (3)، و ابن عطية (4)، و ابن الجوزي (5)، و القرطبي (6)، و ابن جزي (7)، و أبو حيان (8)، و ابن كثير (9).
لقد أجمع المفسرون على أهمية علم التفسير و عظيم شرفه و الحاجة إليه، و أنه من أشرف أنواع العلوم و أجلها، و أنه إنما حاز هذا الشرف لأمور منها:
1) أن شرف العلم متعلق بشرف المعلوم، و المعلوم هنا كتاب اللّه الذي لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ [فصلت: 42]، فلما كان كلام اللّه أشرف المعلومات، كان العلم بتفسيره و أسباب تنزيله و معانيه أشرف العلوم.
ص: 217
2) أنه من أعظم العلوم تقريبا إلى اللّه، و تخليصا للنيات، و نهيا عن الباطل، و حضا على الصالحات، إذ ليس من علوم الدنيا فيختل (1) حامله من منازلها صيدا، و يمشي في التلطف لها رويدا. (2)
يقول ابن جرير: اعملوا عباد اللّه، رحمكم اللّه، أن أحق ما صرفت إلى علمه العناية، و بلغت في معرفته الغاية، ما كان في العلم به رضى، و للعالم به إلى سبيل الرشاد هدى، و أن أجمع ذلك لباغيه كتاب اللّه الذي لا ريب فيه، و تنزيله الذي لا مرية فيه، الفائز بجزيل الذخر، و سنّى الأجر تاليه. (3)
3) أنه العلم الذي جعل للشرع قواما، فهو المقصود بذاته، و سائر العلوم و المعارف إنما استعملت له خداما، فهي له كالأدوات، منه تؤخذ مبادئها، و به تعتبر نواشئها، فما وافقه منها نصع، و ما خالفه رفض و دفع، فهو عنصرها النمير، و قمرها المنير، به تعرف أحكام الأنام، و بيان الحلال و الحرام، و المواعظ النافعة، و الحجج البالغة.
أخرج الطبري و أبو الليث السمرقندي بسندهما في تفسيرهما عن علي بن أبي طالب- رضي اللّه عنه- أنه قال في خطبته: يا أيها الناس، قد
ص: 218
بيّن اللّه لكم في محكم كتابه ما أحل لكم، و ما حرم عليكم، فأحلوا حلاله، و حرموا حرامه، و آمنوا بمتشابهه، و اعملوا بمحكمه، و اعتبروا بأمثاله (1).
قال السمرقندي: فلما أمر النبي صلى اللّه عليه و سلم بأن يحل حلاله و يحرم حرامه، ثم لا يمكن أن يحل حلاله، و يحرم حرامه إلا بعد ما يعلم تفسيره، و لأن اللّه تعالى أنزل القرآن للناس، و جعله حجة على جميع الخلق بقوله: وَ أُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَ مَنْ بَلَغَ [الأنعام: 19] فلما كان القرآن حجة على العرب و العجم، ثم لا يكون حجة عليهم إلا بعد ما يعلم تفسيره فدل ذلك على أن طلب تفسيره و تأويله واجب. (2)
و هو واجب على العلماء خاصة، الذين اجتباهم اللّه و اصطفاهم، و الذين هم ورثة الأنبياء (3) و خلفاؤهم، و سادة المسلمين و عرفاؤهم، و الدعاة إلى المحجة المثلى وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً [البقرة:
269] قال أبو العالية: الحكمة: فهم القرآن.
ص: 219
و قال قتادة: الحكمة، القرآن و الفقه فيه.
و قال غيره: الحكمة تفسير القرآن. (1)
قال إياس بن معاوية: مثل الذين يقرءون القرآن و هم لا يعلمون من تفسيره، كمثل قوم جاءهم كتاب من ملكهم ليلا و ليس عندهم مصباح، فتداخلهم روعة لا يدرون ما في الكتاب، و مثل الذي يعرف تفسيره كمثل رجل جاءهم بمصباح فقرءوا ما في الكتاب. (2)
و وصف علي بن أبي طالب- رضي اللّه عنه- جابر بن عبد اللّه بالعلم، فقال رجل: جعلت فداءك، تصف جابرا بالعلم و أنت أنت؟ فقال:
إنه كان يعرف تفسير قوله تعالى: إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ [القصص: 85] (3).
و لهذه المزية و لغيرها حرص أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على التفقه في الدين، و تعلم التفسير، روى الطبري بسنده عن ابن مسعود أنه قال:
كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن
ص: 220
و العمل بهن. (1)
و رحل مسروق إلى البصرة في تفسير آية فقيل له: إن الذي كان يفسرها رحل إلى الشام، فتجهز و رحل إليه حتى علم تفسيرها. (2)
ص: 221
يعد هذا الموضوع من أكثر الموضوعات التي اهتم بها المفسرون، و تناولوها في مقدماتهم، فقد بحثه جميع (1) من شملتهم هذه الدراسة عدا ابن
ص: 222
الجوزي، و قد تفاوتت اهتماماتهم بذكر تفاصيله، فكانوا بين مقتصد مقتصر على الرواية، و مسهب تناول أكثر من جزئية، و في هذا الموضوع عدة مسائل:
ندب اللّه سبحانه عباده إلى تدبّر كلامه، و استخراج المعاني من فحوى ألفاظه و شواهد خطابه، و بيّن أن من كلامه ما لا يعلم تأويله إلا هو، حيث استأثر بعلم ذلك كالخبر عن آجال حادثة، و أوقات آتية يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْئَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ اللَّهِ وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ [الأعراف: 187].
و أن منه ما لا يعلم تأويله إلا ببيان رسوله صلى اللّه عليه و سلم وَ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ [النحل: 44]، وَ ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَ هُدىً وَ رَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ [النحل: 64]، و من هذا الوجه تأويل وجوه أمره، و صنوف نهيه، و مبالغ فرائضه، و غير ذلك من أحكام آية التي لا يوصل إليها إلا ببيانه صلى اللّه عليه و سلم له، إما بنص منه صلى اللّه عليه و سلم عليه، أو بدلالة قد نصبها أمّته على تأويله.
و أن منه ما يعلم تأويله العلماء العالمون باللسان الذي نزل به القرآن
ص: 223
هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَ أُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَ ابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا وَ ما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ [آل عمران: 7]. (1)
و قد ورد الأثر في ذلك، فقد روى عبد الرزاق و ابن جرير بسندهما عن ابن عباس- رضي اللّه عنهما- أنه قال: تفسير القرآن على أربعة وجوه: تفسير يعلمه العلماء، و تفسير يعرفه العرب، و تفسير لا يعذر أحد بجهالته، مقول من الحلال و الحرام، و تفسير لا يعلم تأويله إلا اللّه، من ادّعى علمه فهو كاذب. (2)
و رواه الطبري بلفظ آخر عن ابن عباس فقال: التفسير على أربعة أوجه: وجه تعرفه العرب من كلامها، و تفسير لا يعذر أحد بجهالته، و تفسير يعلمه العلماء، و تفسير لا يعلمه إلا اللّه. (3)
ص: 224
فالوجه الذي تعرفه العرب بكلامها: هي حقائق اللغة و موضوع كلامهم.
و الذي لا يعذر أحد بجهالته: هو ما يلزم كافّة المسلمين في القرآن من الشرائع، و جملة دلائل التوحيد.
و أما الذي يعلمه العلماء: فهو وجوه تأويل المتشابه و فروع الأحكام.
و أما الذي لا يعلمه إلا اللّه: فهو ما يجري مجرى الغيوب و قيام الساعة. (1)
و لم يعتبر الطبري الوجه الثاني- ما لا يعذر أحد بجهالته- وجها، بل قال: إنه معنى غير الإبانة عن وجوه مطالب تأويله، فهو خبر عن أن من تأويله ما لا يجوز لأحد الجهل به. (2)
و قد صحح الماوردي تقسيم ابن عباس- رضي اللّه عنهما العاشرة غير أنه رأى أن ما لا يعذر أحد بجهالته، داخل في جملة ما يعلمه العلماء، و إنما يختلف القسمان في فرض العلم به، فما لا يعذر أحد بجهله يكون فرض العين به على الأعيان، و ما يختص بالعلماء يكون فرض العلم به
ص: 225
على الكفاية. (1) و عليه صار التقسيم إلى ثلاثة أوجه:
ما اختص اللّه تعالى بعلمه: و هذا لا يؤخذ إلا عن توقيف من أحد ثلاثة أوجه:
- إما من نصّ في سياق التنزيل.
- و إما عن بيان من جهة الرسول صلى اللّه عليه و سلم.
- و إما عن إجماع الأمة على ما اتفقوا عليه من تأويل.
قال الماوردي: فإن لم يرد فيه توقيف علمنا أن اللّه تعالى أراد لمصلحة استأثر بها، ألا يطلع عباده على غيبه.
ما يرجع فيه إلى لسان العرب: و ذلك شيئان:
الأول: اللغة، يكون العمل به في حق المفسر دون القارئ، فإن كان الأمر لا يوجب العمل، جاز الاستشهاد بخبر الواحد و قليل الشعر، و إن كان الأمر يوجب العمل لم يجز ذلك حتى يكون نقله مستفيضا، و شواهد الشعر فيه متناصرة. علوم القرآن من خلال مقدمات التفاسير ج 2 226 الوجه الثاني: ..... ص : 226
ثاني: الإعراب، فإن كان اختلافه موجبا لاختلاف حكمه، و تغيير تأويله لزم العمل به في حق المفسر و حق القارئ، ليتوصل المفسر إلى معرفة
ص: 226
حكمه، و يسلم القارئ من لحنه.
و إن كان اختلاف إعرابه لا يوجب اختلاف حكمه، و لا يقتضي تغيير تأويله، كان العلم بإعرابه لازما في حق القارئ ليسلم من اللّحن في تلاوته، و لم يلزم في حق المفسر لوصوله- مع الجهل بإعرابه- إلى معرفة حكمه.
ما يرجع فيه إلى اجتهاد العلماء: و هو تأويل المتشابه و استنباط الأحكام، و بيان المجمل، و تخصيص العموم و غير ذلك. (1)
للتفسير طريقان الأول: التفسير بالأثر (الرواية).
و الثاني: التفسير بالرأي (الدراية).
المقصود من التفسير بالأثر، تفسير القرآن بالقرآن، و بما نقل عن الرسول صلى اللّه عليه و سلم، أي بالسّنة، و بأقوال الصحابة و ما ثبت عنهم، و بأقوال التابعين.
و أصح هذه الطرق تفسير القرآن بالقرآن، فما أجمل في مكان فإنه قد
ص: 227
فسّر في موضع آخر، و ما اختصر في مكان فإنه بسط في آخر.
فإن لم يجد فالسّنة، فهي شارحة للقرآن و موضحة له، و قد جعل اللّه تعالى إلى رسوله صلى اللّه عليه و سلم بيان ما كان منه مجملا كالصلوات الخمس في مواقيتها و سجودها و ركوعها و سائر أحكامها، و تفسير ما كان منه مشكلا، و تحقيق ما كان منه محتملا، كما جعل له زيادة على حكم الكتاب، كتحريم المرأة على خالتها و عمتها، و كتحريم الحمر الأهلية و كل ذي ناب من السباع و غير ذلك، ليكون له مع تبليغ الرسالة ظهور الاختصاص بهن و منزلة التفويض إليه، قال تعالى: وَ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ [النحل: 44] (1) و قال: وَ ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَ هُدىً وَ رَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ [النحل: 64] و قال: إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللَّهُ وَ لا تَكُنْ لِلْخائِنِينَ خَصِيماً [النساء: 105] قال الإمام الشافعي- رحمه اللّه-: كل ما حكم به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فهو مما فهمه من القرآن. (2) و قال تعالى: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ [النور: 63].
روى أبو داود عن المقدام بن معدي كرب (3) عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه
ص: 228
قال: ألا إني أتيت القرآن و مثله معه. (1) قال ابن كثير: يعني السنة، فالسنة تنزل عليه بالوحي كما ينزل القرآن، إلا أنها لا تتلى كما يتلى القرآن. (2)
قال الخطابي: قوله (و مثله معه) يحتمل وجهين:
أحدهما: أن معناه أنه أوتي من الوحي الباطن غير المتلو مثل ما أعطي من الظاهر المتلو.
و الثاني: أنه أوتي الكتاب وحيا يتلى، و أعطي من البيان مثله، أي أذن له أن يبين ما في الكتاب فيعم و يخص و يزيد عليه و يشرع ما في الكتاب فيكون في وجوب العمل به، و لزوم قبوله كالظاهر المتلو من القرآن. (3)
فإن لم يجد في السنة رجع إلى أقوال الصحابة، و فهمهم لكتاب اللّه، فإنهم أدرى بذلك، لما شاهدوه من القرائن و الأحوال التي اختصوا بها، و لما لهم من الفهم التام و العلن الصحيح، و العمل الصالح.
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لمعاذ حين بعثه إلى اليمن: بم تحكم؟ قال: بكتاب
ص: 229
اللّه. قال: فإن لم تجد؟ قال: بسنة رسول اللّه. قال: فإن لم تجد؟ قال: أجتهد برأيي. قال الراوي: فضرب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في صدره و قال: الحمد للّه الذي وفق رسول رسول اللّه لما يرضي رسول اللّه. (1)
و قد يذكر الصحابة بعض الحكايات التي ينقلونها عن أهل الكتاب، و قد أباح رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ذلك حيث قال: بلغوا عني و لو آية، و حدّثوا عن بني إسرائيل و لا حرج، و من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. (2)
ص: 230
و هي إنما تذكر للاستشهاد لا للاعتضاد، و هي ثلاثة أقسام:
أحدها: ما علمنا صحته مما بأيدينا مما يشهد له بالصدق فذاك صحيح.
و الثاني: ما علمنا كذبه بما عندنا مما يخالفه فذاك مردود.
و الثالث: ما هو مسكوت عنه لا من هذا القبيل و لا من هذا القبيل، فلا نؤمن به و لا نكذبه، و تجوز حكايته، و غالب ذلك مما لا فائدة فيه تعود إلى أمر ديني.
فإن لم يجد بغيته في أقوال الصحابة، رجع- على رأي غالب أهل العلم- إلى أقوال أئمة التابعين مثل مجاهد و سعيد بن جبير و عكرمة و الحسن البصري و غيرهم، فإنهم كانوا بارعين في التفسير، تتلمذوا على أئمة العلم من الصحابة، يقول مجاهد: عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات من فاتحة الكتاب إلى خاتمته، أوقفه عند كل آية منه و أسأله عنها (1).
و تفسير التابعين يعتمد و يكون حجة إذا أجمعوا على الشي ء، فإن اختلفوا فلا يكون بعضهم حجة على بعض، و لا على من بعدهم، و يرجع
ص: 231
إلى لغة القرآن أو السنة أو عموم لغة العرب، أو أقوال الصحابة في ذلك. (1)
قال تعالى: كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ وَ لِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ [ص: 29]، و قال تعالى: أَ فَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها [محمد: 24]، و قال جل ذكره: وَ لَقَدْ ضَرَبْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ-- قُرْآناً عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ [الزمر: 27- 28].
في هذه الآيات و غيرها من آيات الذكر الحكيم حث اللّه تعالى العلماء على تدبر آياته و استنباط معاني كلامه، و بيّن أنهم مكلفون بتأويل ما لم يحجب عنهم تأويله، و هو الأمر الذي فهمه أكثر أهل العلم من ظاهر الآيات، و سياق الأحاديث و الآثار، و شاهدوه من فعل السلف.
غير أن هناك نصوصا أخرى تفيد أن ثلة من السلف أمسك عن القول في القرآن، و تحرّج من الخوض فيه، حيطة و تورعا كان ذلك أم إحجاما و تمنعا للخشية، مستدلّين بظاهر بعض الأحاديث التي تحذر الإقدام على القول في القرآن بالرأي.
و بهذا يتبين أن السلف أمام التفسير بالرأي فريقان:
ص: 232
فريق يرى التفسير بالرأي و يجوزه، و آخرين يرى الوقوف عند المنقول و المأثور، و لكل فريق و جهته و أدلته:
أولا: المانعون من التفسير بالرأي و أدلتهم:
يقول الواحدي- رحمه اللّه تعالى-: من شرف هذا العلم- أي علم التفسير- و عزته في نفسه أنه لا يجوز القول فيه العقل و التدبر، و الرأي و التفكر، دون السماع و الأخذ عمن شاهدوا التنزيل بالرواية و النقل، و النبي صلى اللّه عليه و سلم فمن بعده من الصحابة و التابعين قد شددوا في هذا حتى جعلوا المصيب فيه برأيه مخطئا. (1)
و أفاد ابن تيمية و ابن كثير لزوم الوقوف عند المأثور، و صرحا بتحريم التفسير بمجرد الرأي. (2)
و فصّل البغوي، فأجاز التأويل الذي هو صرف الآية إلى معنى محتمل موافق لما قبلها و ما بعدها غير مخالف للكتاب و السنة من طريق الاستنباط، و منع التفسير إلا بالسماع بعد ثبوته من طرق النقل، و قصد بالتفسير الكلام
ص: 233
في أسباب نزول الآية و شأنها و قصتها. (1)
و من أدلة المانعين:
- قوله تعالى فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْ ءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَ الرَّسُولِ [النساء: 59]. (2)
و ما رواه عبد الرزاق، و ابن جرير و البغوي بسندهم عن ابن عباس- رضي اللّه عنه- عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه قال: من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار. (3)
ص: 234
و ما رواه ابن جرير و البغوي بسندهما أيضا عن ابن عباس و أورده ابن كثير، بلفظ: من قال في القرآن برأيه- أو بما لا يعلم- فليتبوأ مقعده من النار. (1)
و ما رواه ابن جرير و الواحدي و البغوي بسندهما عن جندب قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ. (2) و في رواية زاد رزين: و من قال برأيه فأخطأ فقد كفر. (3) يقول ابن جرير: يعني أنه أخطأ في فعله حين قال برأيه، لأن قوله ليس بقول عالم إن الذي قال فيه
ص: 235
قول حق و صواب، فهو بالتالي قائل على اللّه ما لا يعلم، آثم بفعله ما قد نهي عنه، و حظر عليه. (1)
و قال ابن تيمية: لأنه قد تكلف ما لا علم له به، و سلك غير ما أمر به؛ فلو أنه أصاب المعنى في نفس الأمر لكان قد أخطأ؛ لأنه لم يأت الأمر من بابه، كمن حكم بين الناس على جهل فهو في النار و إن وافق حكمه الصواب في نفس الأمر، لكن يكون أخف جرما ممن أخطأ. (2)
و روى ابن جرير و أبو عبيد و السمرقندي و البغوي بسندهم عن أبي بكر الصديق- رضي اللّه عنه- أنه سئل عن قوله تعالى: وَ فاكِهَةً وَ أَبًّا [عبس: 31] فقال: لا أدري ما الأب! فقيل له: قل من ذات نفسك يا خليفة رسول اللّه. فقال: أيّ أرض تقلّني، و أيّ سماء تظلّني إذا قلت في القرآن بما لا أعلم. و في رواية: إذا قلت: في القرآن برأي أو بما لا أعلم. (3)ة.
ص: 236
و أخرج أبو عبيد عن أنس أن عمر بن الخطاب قرأ على المنبر وَ فاكِهَةً وَ أَبًّا [عبس: 31] فقال: هذه الفاكهة فقد عرفناها، فما الأب؟
ثم رجع إلى نفسه فقال: إن هذا لهو التكلف يا عمر. (1)
و روى ابن جرير عن عبد اللّه بن عمر- رضي اللّه عنه- قال: لقد أدركت فقهاء المدينة، و إنهم ليغلظون القول في التفسير، منهم سالم بن عبد اللّه، و القاسم بن محمد، و سعيد بن المسيب، و نافع. (2)
و عن يحيى بن سعيد قال: سمعت رجلا يسأل سعيد بن المسيب عن آية من القرآن فقال: لا أقول في القرآن شيئا (3).
و عن يزيد بن أبي يزيد قال: كنا نسأل سعيد بن المسيب عن الحلال و الحرام، و كان أعلم الناس فإذا سألناه عن تفسير آية من القرآن سكت كأني.
ص: 237
لم يسمع. (1)
و عن عمرو بن مرة (2) سأل رجل سعيد بن المسيب عن آية من القرآن، فقال: لا تسألني عن القرآن و سل من يزعم أنه لا يخفى عليه شي ء منه- يعني عكرمة-. (3)
و أخرج البغوي عن أبي الدرداء- رضي اللّه عنه-: لا تفقه كل الفقه حتى ترى للقرآن وجوها كثيرة، قال حماد: قلت لأيوب: ما معنى قول أبي الدرداء- رضي اللّه عنه- فجعل يتفكر فقلت: هو أن ترى له وجوها فتهاب الإقدام عليها. فقال: هو ذاك، هو ذاك. (4)
و عن هشام بن عروة قال: ما سمعت أبي تأوّل آية من كتاب اللّه قط. (5)
ص: 238
و أخرج أبو عبيد عن مغيرة عن إبراهيم قال: كان أصحابنا يتقون التفسير و يهابونه (1).
و أخرج عن مسروق قال: اتقوا التفسير فإنما هو الرواية عن اللّه (1).
و غير ذلك من الأدلة التي ليس هذا موضع بسطها.
ثانيا: المجيزون للتفسير بالرأي و أدلتهم:
و يرى المجيزون للتفسير بالرأي- و هم أكثر أهل العلم- أن اللّه سبحانه قد حثّ عباده على الاعتبار بما في آي القرآن من المواعظ و البينات، قال تعالى: كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ وَ لِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ [ص: 29] و قال: وَ لَقَدْ ضَرَبْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ. قُرْآناً عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ [الزمر: 27- 28] و ما أشبه ذلك من الآيات التي أمر اللّه عباده فيها بالاتعاظ بمواعظه، و الاعتبار بأمثاله و التفكر في نظمه و معانيه، مما يدل على أن عليهم معرفة تأويل ما لم يحجب عنهم تأويله، لكونه لا يجوز أن يقال لهم اعتبر بها و هم لا يعلمون معانيها.
و ألزم المجيزون من يقدم على تفسير كلام اللّه أن يأخذ بالأسباب، و يتعلم وجوه اللغة التي بها نزل القرآن، و أن يقف على أحوال التنزيل،
ص: 239
و ينظر في أقوال العلماء المتقدمين، و غير ذلك من العلوم التي تعين على فهم النص القرآني فهما صحيحا.
و استدل المجيزون بأدلة عديدة منها: 1- ظاهر الآيات التي حث اللّه تعالى فيها عباده من أهل العلم على الاعتبار بالآيات، مثل قوله تعالى: كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ وَ لِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ [ص: 29]، و قوله تعالى: أَ فَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها [محمد: 24]، و قوله جل ذكره: وَ لَقَدْ ضَرَبْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ. قُرْآناً عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ [الزمر: 27- 28].
2- بعض الآثار التي وردت عن السلف تبين و توضح أنهم قالوا في القرآن بالرأي:
يقول ابن عطية: كان جلّة من السلف كسعيد بن المسيب، و عامر الشعبي، و غيرهما، يعظمون تفسير القرآن و يتوقفون عنه تورعا و احتياطا لأنفسهم مع إدراكهم و تقدمهم، و كان جلّة من السلف كثير عددهم يفسرونه- القرآن- و هم أبقوا (1) على المسلمين في ذلك. (2) و من هذه الآثار:
ص: 240
ما رواه ابن جرير عن مسروق (1) قال: كان عبد اللّه يقرأ علينا السورة ثم يحدثنا فيها و يفسرها عامّة النهار. (2)
و ما رواه عن شقيق بن سلمة (3) قال: استعمل علي ابن عباس على الحج، قال: فخطب الناس خطبة لو سمعها الترك و الروم لأسلموا ثم قرأ عليهم سورة النور فجعل يفسرها. (4)
و عنه قال: قرأ ابن عباس سورة البقرة فجعل يفسرها فقال رجل: لو سمعت هذا الديلم لأسلمت. (5)
و عن سعيد بن جبير قال: من قرأ القرآن ثم لم يفسره كان كالأعمى أوة.
ص: 241
كالأعرابي. (1)
كما تكلم عدد من التابعين في التفسير كالحسن البصري و الضحاك بن مزاحم و السدي و غيرهم، ثم تتابع الناس و ألفوا في التفسير التآليف، خاصة حين فسد اللسان، و كثرت العجمة بدخول الناس في الدين، و احتاج الناس إلى فهم النص القرآني، و إلى البيان و التوضيح، و شرح الألفاظ و المفردات.
3- أن الرسول صلى اللّه عليه و سلم و صحابته لم يفسروا القرآن كله، بل الثابت أن الرسول صلى اللّه عليه و سلم لم يفسر من القرآن إلا اليسير، أخرج ابن جرير و غيره عن عائشة- رضي اللّه عنها- قالت: ما كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يفسر شيئا من القرآن إلا آيا بعدد علمهن إياه جبريل. (2) و قد سئل علي بن أبي طالب- كرم اللّه وجهه-: هل خصكم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بشي ء؟ فقال: ما عندنا غير هذه الصحيفة، أو فهم يؤتاه الرجل في كتابه. (3) فكيف يفهم ما لم يرد فيه نص.
ص: 242
4- الاختلاف و التباين في التفسير المنقول عن كثير من الصحابة و التابعين للآية الواحدة، فالناظر فيها يرى أقوالا كثيرة متباينة الأوصاف، بل قد تكون متعارضة، و ذلك دليل على أنهم كانوا يقولون في القرآن بالرأي، و كتب التفسير تزخر بكمّ من تلك الأقوال، و إن كان بعض الأئمة كشيخ الإسلام ابن تيمية يرى أن التباين هو تباين في الألفاظ و ليس اختلافا في المعاني. (1) و يرى غيره من أهل العلم أن التفسير متفق عليه و مختلف فيه، و هو- أي المختلف- ثلاثة أنواع:
الأول: اختلاف في العبارة مع اتفاق في المعاني، و هذا الذي عناه ابن تيمية.
الثاني: اختلاف في التمثيل لكثرة الأمثلة الداخلة تحت معنى واحد.
الثالث: اختلاف في المعنى. و هو الذي عنيناه هنا. (2)
يقول القرطبي: إن الصحابة قد قرءوا القرآن و اختلفوا في تفسيره على وجوه، و ليس كل ما قالوه سمعوه من النبي صلى اللّه عليه و سلم، فإن النبي دعا لابن عباس و قال: اللّهم فقهه في الدين و علمه التأويل. (3) فإن كان التأويل مسموعا
ص: 243
كالتنزيل فما فائدة تخصيصه بذلك. (1)
5- أن منع التفسير بالرأي يفضي- كما يقول أبو حيان- إلى أنّ ما استخرجه الناس بعد التابعين من علوم التفسير و معانيه و دقائقه، و إظهار ما احتوى عليه من علم الفصاحة و البيان و الإعجاز لا يكون تفسيرا حتى ينقل بالسند إلى مجاهد و نحوه، قال: و هذا كلام ساقط. (2)
و قد وجه المجيزون الصحيح من أدلة المانعين، كما ردوا بعضها، فقالوا:
إن الآيات و الأخبار التي أوردوها و التي يفيد ظاهرها المنع إنما هي من الوجه الذي لا يعلم إلا بنص بيان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، أو نصبه الدلالة عليه (3).
و عن الآثار التي تفيد تحرج بعض السلف من تفسير القرآن، يبين ابن
ص: 244
الأنباري أنهم إنما كانوا يتورعون عن تفسير المشكل من القرآن، فبعضهم يقدر أن الذي يفسره لا يوافق مراد اللّه عزّ و جلّ فيحجم عن القول، و بعضهم يشفق من أن يجعل في التفسير إماما يبنى على مذهبه، و يقتضى طريقه، فلعلّ متأخرا أن يفسر حرفا برأيه و يخطئ فيه و يقول: إمامي في التفسير بالرأي فلان، الإمام من السلف. (1)
و يحمل ابن تيمية هذا التحرج عن الكلام فيما لا علم لهم به، فأما من تكلم بما يعلم من ذلك لغة و شرعا فلا حرج عليه؛ و لهذا روي عن هؤلاء و غيرهم أقوال في التفسير، و لا منافاة لأنهم تكلموا فيما علموه، و سكتوا عما جهلوه. قال: و هذا هو الواجب على كل أحد؛ فإنه كما يجب السكوت عما لا علم له به، فكذلك يجب القول فيما سئل عنه مما يعلمه لقوله تعالى: لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَ لا تَكْتُمُونَهُ [آل عمران: 187]. (2)
و قالوا: في حديث جندب قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «من قال: في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ»: في سنده سهيل بن أبي حزم القطعي، تكلم بعض أهل العلم فيه، و قال الترمذي: حديث غريب. (3)، و على فرض صحته يقول ابن الأنباري: إن أهل العلم حملوه على أن الرأي معنيّ به الهوى، أي من قال في القرآن قولا يوافق هواه، لم يأخذه عن أئمة السلف
ص: 245
فأصاب فقد أخطأ، لحكمه على القرآن بما لا يعرف أصله، و لا يقف على مذاهب أهل الأثر و النقل فيه. (1)، كمن يحتج ببعض الآيات على تصحيح بدعته، و هو يعلم أن ليس المراد بالآية ذلك، أو كمن يكون له غرض صحيح فيطلب له دليلا من القرآن و يستدل عليه بما يعلم أنه ما أريد به، مثل الذي يدعو إلى مجاهدة القلب القاسي بقوله: اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى [طه: 42].
قال الماوردي: تمسك فيه- في الحديث- بعض المتورعة و استعمل الحديث على ظاهره، و امتنع أن يستنبط معاني القرآن باجتهاده عند وضوح شواهده، إلا أن يرد بها نقل صحيح، و يدل عليها نص صريح، فقال: هذا عدول عما تعبد اللّه تعالى به خلقه في خطابهم بلسان عربي مبين، حيث جعل لهم سبيلا إلى استنباط أحكامه، قال تعالى: لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ [النساء: 83] قال: لو كان ما قالوه صحيحا لكان كلام اللّه تعالى غير مفهوم، و مراده بخطابه غير معلوم.، و تأوّل الأثر على فرض صحته على أن من حمل القرآن على رأيه و لم يعمل على شواهد ألفاظه فأصاب الحق فقد أخطأ الدليل. (2)
و معنى الحديث عند ابن عطية أن يسأل الرجل عن معنى في كتاب اللّه فيتسور عليه برأيه دون نظر فيما قاله العلماء، و اقتضته قوانين العلوم
ص: 246
كالنحو و الأصول، و ليس يدخل فيه أن يفسر اللغويون لغته، و النحاة نحوه، و الفقهاء معانيه، و يقول كل واحد باجتهاده المبني على قوانين علم و نظر. (1)
و عن قوله صلى اللّه عليه و سلم: «من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار»:
قال ابن الأنباري: فسر هذا الحديث تفسيرين:
أحدهما: من قال في مشكل القرآن بما لا يعرف من مذهب الأوائل من الصحابة و التابعين فهو معرض لسخط اللّه.
و الجواب الآخر- و هو أثبت القولين و أصحهما معنى-: من قال في القرآن قولا يعلم أن الحق غيره فليتبوأ مقعده من النار. (2)
قال ابن جزي: تأويله فيمن تكلم في القرآن بغير علم و لا أدوات، لا فيمن تكلم فيما تقتضيه أدوات العلوم و نظر في أقوال العلماء المتقدمين فإن هذا لم يقل في القرآن برأيه. (3)
و هكذا يظهر لنا أن اللّه تعالى قد جعل إلى العلماء بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم استنباط ما نبه على معانيه، و أشار إلى أصوله، ليتوصلوا بالاجتهاد فيه إلى علم المراد، فيمتازوا بذلك عن غيرهم، و يختصوا بثواب اجتهادهم، قال
ص: 247
تعالى: يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ [المجادلة:
11] فصار الكتاب أصلا، و السنة له بيانا، و استنباط العلماء له إيضاحا و تبيانا. (1)
لم يتطرق المفسرون لأنواع التفسير في مقدماتهم عدا ابن عطية و ابن جزي و أبي حيان، فقد ذكروا شيئا عن تفاسير الباطنية بإيجاز، فنبه ابن عطية إلى انحراف هذا الاتجاه، و أفاد أنه جعل تفسيره سالما من إلحاد أهل القول بالرموز، و أهل القول بالباطن، و نبه القارئ إلى ما يكون قد وقع فيه، من نقله لأقوال بعض العلماء الذين حازوا حسن الظن عنده، و يكونوا قد اعتمدوا آراء من هذا النوع. (2)
و ذكر ابن جزي أن المتصوفة تكلمت في تفسير القرآن، فكان منهم من أحسن و أجاد، و وصل بنور بصيرته- كما قال- إلى دقائق المعاني، و وقف على حقيقة المراد (3) و منهم من توغل في الباطنية و حمل القرآن على ما لا
ص: 248
تقتضيه اللغة العربية، كما فعل عبد الرحمن السلمي الذي جمع تفسيرا سماه (الحقائق)، و قال فيه بعض العلماء: بل هي بواطل. قال ابن جزي: فإذا انتصفنا قلنا: فيه حقائق و بواطل. (1) كما أشار أبو حيان إلى هذا اللون المنحرف، و صرح بأنه لا يلتفت إلى مثل هذه الطائفة، لكونهم يخرجون الألفاظ عن مدلولاتها في اللغة إلى هذيان افتروه على اللّه تعالى. (2)ي.
ص: 249
بحث هذا الموضوع في مقدمة تفسيره ابن جزي (1)، و أبو حيان (2)، و تعرض لجانب منه ابن عطية. (3)
و العلوم التي يحتاجها المفسر حتى يقدم على تفسير كتاب اللّه عديدة، أوصلها ابن جزي إلى اثني عشر فنا من العلوم، و اكتفى أبو حيان بسبعة فنون على الاختصار و هي:
و هو المقصود بنفسه من بين الفنون، و سائر الفنون أدوات تعين عليه أو تتعلق به أو تتفرع منه، و يقصد بالتفسير: شرح القرآن و بيان معناه و الإفصاح بما يقتضيه بنصه أو إشارته أو فحواه.
و التفسير متفق عليه و مختلف فيه، أما المختلف فيه فهو ثلاثة أنواع:
الأول: اختلاف في العبارة، و اتفاق في المعنى، و هو ليس بخلاف.
الثاني: اختلاف في التمثيل، مع الاتفاق في المعنى، و هو الآخر ليس
ص: 250
بخلاف.
الثالث: اختلاف المعنى، يحتاج إلى ترجيح بينها. (1)
و يتعلق ذلك باختلاف الألفاظ بزيادة أو نقص أو تغيير حركة أو إتيان بلفظ بدل لفظ، و ذلك بتواتر و آحاد.
و أهمية القراءات بمنزلة الرواية في الحديث، فلا بد من ضبطها إذ بها يعرف كيفية النطق بالقرآن (2)، و هي نوعان:
أحسن المصنفات فيه «الإقناع» لأبي جعفر بن الباذش (1)، و في القراءات العشر كتاب «المصباح» (2) لأبي كرم الشهرزوري. (3) (4)
و هي ما سوى ذلك، و سميت شاذة لعدم استقامتها في اللفظ، و قد تكون فصيحة اللفظ، أو قوية المعنى.
و للقراءة الصحيحة ثلاثة شروط:
الأول: أن تكون موافقة لمصحف عثمان رضي اللّه عنه. (5)
ص: 252
الثاني: أن تكون موافقة لكلام العرب و لو على بعض الوجوه أو في بعض اللغات.
الثالث: النقل المتواتر أو المستفيض. (1)
و الاختلاف بين القراء يكون في أحد أمرين:
الأول: في الأصول: و هو ما كان الاختلاف فيه لا يغير المعنى (2)، و لها ثمانية قواعد:
الأولى: الهمزة، و هي في حروف المد الثلاثة، و يزاد فيها على المد
ص: 253
الطبيعي بسبب الهمزة و التقاء الساكنين.
الثانية: و أصلها التحقيق، ثم قد يخفف على سبعة أوجه: إبدال واو أو ياء أو ألف (1) و تسهيل بين الهمزة و الواو، و بين الهمزة و الياء، و بين الهمزة و الألف، و إسقاط. (2)
الثالثة: الإدغام، و الإظهار، و الإظهار هو الأصل.
و الإدغام: يكون إما مثلين أو (3) متقاربين، في كلمة أو كلمتين (4). و هو نوعان:
النوع الأول: إدغام كبير و يسمى الإدغام المتحرك، انفرد به أبو عمرو (5).
ص: 254
النوع الثاني: إدغام صغير و يسمى إدغام الساكن، و هو لجميع القراء (1).
الرابعة: الإمالة، و هي أن تنحو بالفتحة نحو الكسرة، و بالألف نحو الياء و الأصل الفتح، و يوجبها الكسرة و الياء.
الخامسة: الترقيق و التفخيم، و الحروف ثلاثة أقسام:
القسم الأول: تفخم على كل حال، و هي حروف الاستعلاء السبعة (2).
القسم الثاني: تفخم تارة و ترقق تارة، و هي (الراء) أصلها التفخيم و ترقق للكسر و الياء، (3) و (اللام) و أصلها الترقيق و تفخم لحروفة.
ص: 255
الإطباق (1)، و (الألف) و هي تابعة للترقيق و التفخيم لما قبلها.
القسم الثالث: ترقق على كل حال و هي سائر الحروف.
السادسة: الوقف، و هو على ثلاثة أنواع:
الأول: سكون جائز في الحركات الثلاثة.
الثاني: روم في المضموم و المكسور (2).
الثالث: إشمام في المضموم خاصة (3).
السابعة: مراعاة الخط في الوقف.
الثامنة: إثبات الياءات و حذفها.ُ.
ص: 256
الثاني في فرش الحروف: و هو ما لا يرجع إلى أصل مطرد، و لا قانون كلي، و هو على وجهين:
اختلاف في القراءة باختلاف المعنى، و اختلاف في القراءة باتفاق المعنى. (1)
و ما يتعلق به من معرفة الإجمال و التبيين، و العموم و الخصوص، و الإطلاق و التقييد، و دلالة الأمر و النهي، و فحوى الخطاب و لحن الخطاب، و وجوه التعرض، و أسباب الخلاف، و ما أشبه ذلك مما هو من أصول الفقه و من أدوات التفسير التي تعين على فهم المعاني، و ترجيح الأقوال، إذ بأصول الفقه يعرف المفسر وجه الاستدلال و الاستنباط، فهو إذا نعم العون له.
و به يعرف المفسر المحكم من غيره، و هو يتعلق بالأحكام لأنها محل النسخ إذ الأخبار لا تنسخ، ثم إن النسخ واقع في مواضع عديدة من القرآن على ثلاثة أوجه:
الوجه الأول: نسخ اللفظ و المعنى، كقوله: «لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم» (1).
الوجه الثاني: نسخ اللفظ دون المعنى، كقوله (الشيخ و الشيخة إذا زنيا).
ص: 258
فارجموهما البتة نكالا من اللّه و اللّه عزيز حكيم) (1).
الوجه الثالث: نسخ المعنى دون اللفظ. قال ابن جزي: و هو كثير منه في القرآن على ما عد بعض العلماء مائتا موضع و ثنتا عشرة مواضع منسوخة، إلا أنهم عدوا التخصيص و التقييد نسخا، و الاستثناء نسخا.
قال: و بين هذه الأشياء و بين النسخ فروق معروفة (2).
و قد صنف الناس في الناسخ و المنسوخ تآليف يعد من أحسنها تأليف
ص: 259
القاضي أبي بكر ابن العربي. (1)
و ما هو منه من تعيين المبهم، و تبيين المجمل، و سبب النزول، و النسخ و غير ذلك، و يؤخذ ذلك من النقل الصحيح عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.
و يحتاج المفسر إلى رواية الحديث و حفظه لوجهين:
الأول: إن كثيرا من الآيات نزلت في قوم مخصوصين و بأسباب مخصوصة، كالتي نزلت في شأن حادثة أو نتيجة سؤال، و لهذا لا بد للمفسر من معرفة فيمن نزلت الآيات، و فيما نزلت، و متى نزلت.
الثاني: أنه ثبت عن النبي صلى اللّه عليه و سلم تفسير بعض القرآن، فلا يجوز تجاوز ذلك إلى قول غيره، لهذا لزم المفسر معرفة ذلك.
و أخبار الأنبياء و السابقين التي ذكرها القرآن، كقصة موسى و فرعون، و قصة أصحاب الكهف، و ذي القرنين و غيرهم.
فقد قرر العلماء أنه لا بد للمفسر من معرفة ما يتوقف عليه التفسير مما ثبت في الصحيح من تفاصيل تلك القصص، فهي إنما ضربت لما فيها من
ص: 260
الدروس و العبر و الحكم، أما تلك التي يكون فيها إنقاص بمكانة الأنبياء عليهم السلام، مما هو من رواية بني إسرائيل فينبغي الإعراض عنها صفحا.
و يلاحظ أن كثيرا من القصص و الأخبار قد تكررت، و ذلك لحكم منها:
الأول: أن في التكرار إضافات زائدة في مواطن لم توجد في غيرها (1).
الثاني: أن تلك الأخبار جاءت في مواطن على طريقة الإطناب، و في مواطن على طريقة الإيجاز؛ و ذلك لإظهار فصاحة القرآن (2).
الثالث: أنه أريد من ذكر الأخبار مقاصد معينة، و تعددت القصص بتعدد تلك المقاصد، و من المقاصد إثبات نبوة الأنبياء المتقدمين بذكر ما جرى على أيديهم من المعجزات، و ذكر إهلاك من كذبهم، و منها إثبات النبوة لمحمد صلى اللّه عليه و سلم لإخباره بتلك الأخبار من غير تعلم من أحد ما كُنْتَ تَعْلَمُها أَنْتَ وَ لا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هذا [هود: 49]، و منها تسلية النبي صلى اللّه عليه و سلم عن تكذيب قومه له بالتأسي بمن تقدم من الأنبياء وَ لَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ
ص: 261
قَبْلِكَ [الأنعام: 34] و منها تسليته صلى اللّه عليه و سلم و وعده بالنصر كما نصر الأنبياء من قبله، و غير ذلك من أخبار الأنبياء التي حوت كثيرا من العجائب و المواعظ، و لكون هذه الأخبار تفيد فوائد عديدة ذكرت في مواطن كثيرة. (1)
و الكلام على ما يجوز على اللّه، و ما يجب له، و ما يستحيل عليه، و النظر في النبوات و غيرها من أصول الدين، و يتعلق هذا الفن بالقرآن من جانبين:
الأول: ما ورد في القرآن من إثبات العقائد، و إقامة البراهين عليها، و الرد على أصناف الكفار.
و الثاني: أن طوائف المسلمين تحتج بالقرآن لمذهبها، و ترد على مخالفيها، فمعرفة المفسر بهم توصله إلى التحقق و التثبت في القول.
و قد صنف العلماء من سائر الطوائف في هذا الفن كتبا عديدة، زلت فيها أقدام كثيرة.
و هو من ألزم الفنون لطالب التفسير؛ يقول مجاهد: لا يحل لأحد يؤمن باللّه و اليوم الآخر أن يتكلم في كتاب اللّه إذا لم
ص: 262
يكن عالما بلغات العرب. و قال الإمام مالك: لا أوتى برجل غير عالم بلغة العرب يفسر كتاب اللّه إلا جعلته نكالا. (1)، فبها يعرف شرح الألفاظ و مدلولاتها، و في كتاب اللّه مفردات عظيمة منها الغريب و غيره ما يلزم المفسر حفظه و معرفته، من أفضل المصنفات التي اهتمت بهذا الفن كتاب ابن سيده (2)، و كتاب «تهذيب اللغة» للأزهري (3) و «الصحاح» للجوهري (4)، و غيرها (5).
و ما ورد فيها من الأوامر و النواهي،
ص: 263
و المسائل الفقهية، قال بعض العلماء: آيات الأحكام في القرآن خمسمائة آية، و قد تزيد، و أشهر من صنف فيها تصنيفا القاضي أبو بكر بن العربي، و أبو محمد بن الفرس (1).
و معرفة الأحكام التي للكلم العربية، من جهة إفرادها و من جهة تركيبها: نزل القرآن بلسان العرب فكان تعلّم لسانها- الذي هو النحو- من آكد الضروريات للمفسر، لأن المعنى يتغير و يختلف باختلاف الإعراب، روي عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:
أعربوا القرآن و التمسوا غرائبه. (2)
ص: 264
روى ابن الأنباري عن أبي مليكة قال: قدم إعرابي في زمان النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: فأقرأه رجل (براءة) فقال: أَنَّ اللَّهَ بَرِي ءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَ رَسُولُهُ [التوبة: 3] بالجر [رسوله]، فقال الأعرابي: أو قد برئ اللّه من رسوله؟
فإن يكن اللّه برئ من رسوله فأنا أبرأ منه.
فبلغ عمر مقالة الأعرابي فدعاه فقال: يا أعرابي، أتبرأ من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم؟ فقال: يا أمير المؤمنين إني قدمت المدينة و لا علم لي بالقرآن، فسألت من يقرئني، فأقرأني هذا سورة (براءة) فقال: أَنَّ اللَّهَ بَرِي ءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَ رَسُولُهُ، فقلت: أو قد برئ اللّه من رسوله، إن يكن اللّه برئ من رسوله فأنا أبرأ منه؛ فقال عمر: ليس هكذا يا أعرابي؛ قال: فكيف يا أمير المؤمنين؟
قال أَنَّ اللَّهَ بَرِي ءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَ رَسُولُهُ فقال الأعرابي: و أنا و اللّه أبرأ مما برئ اللّه و رسوله. (1)ر.
ص: 265
و النحو قسمان:
أحدهما عوامل الإعراب: و هي أحكام الكلام المركب.
و الآخر التصريف: و هي أحكام الكلمات قبل التركيب.
و من أحسن التصانيف في هذا العلم «الكتاب» لسيبويه، «و تسهيل الفوائد» لأبي محمد بن مالك الطائي، و أحسن التصانيف في التصريف كتاب «الممتع» لابن عصفور (1).
الفن الحادي عشر: الفصاحة و البلاغة و أدوات البيان (2)،
و كون
ص: 266
اللفظ أو التركيب أحسن و فصح:
أما الفصاحة فلها خمسة شروط: الأول: كون الألفاظ عربية أصيلة.
الثاني: كونها مستعملة متداولة غير مستثقلة.
الثالث: وفاء العبارة للمعنى، و أن لا تكون قاصرة عن البيان.
الرابع: سهولة العبارة، و خلوها من التعقيد (1).
الخامس: سلامة العبارة من حشو الكلام و فضول القول.
و أما البلاغة: فقد عرفها ابن جزي بقوله: هي سياق الكلام على ما يقتضيه الحال و المقال من الإيجاز و الإطناب، و من التهويل، و التعظيم، و التحقير، و من التصريح و الكناية و الإشارة و شبه ذلك، بحيث يهز النفوس و يؤثر في القلوب، و يقود السامع إلى المراد أو يكاد (2).
ص: 267
و أما أدوات البيان، فهي صناعة البديع، و هو تزيين الكلام كما يزين القلم الثوب. قال ابن جزي: وجدنا منها في القرآن اثنين و عشرين نوعا و هي (1):
الأول: المجاز، و هو اللفظ المستعمل في غير ما وضع له لعلاقة بينهما (2)، و هو اثنا عشر نوعا: التشبيه (3)، و الاستعارة (4)، و الزيادة، و النقصان، و تشبيه المجاور باسم مجاوره، و الملابس باسم ملابسه، و الكل،
ص: 268
و إطلاق اسم الكل على البعض، و إطلاق اسم البعض على الكل، و التسمية باعتبار ما يستقبل، و التسمية باعتبار ما مضى.
حكم المجاز، اختلف العلماء في وقوع المجاز في القرآن، فمنعه فريق، و أباحه أهل اللغة و الأصول، و قالوا: إن القرآن نزل بلغة العرب و على أساليبهم، و من عادة فصحاء العرب، و بلغائهم استعمال المجاز في بيانهم (1).
قال ابن جزي: و لا وجه لمن منعه، لأن الواقع منه في القرآن أكثر من..
ص: 269
أن يحصى.
الثاني: الكناية، و هي العبارة عن الشي ء بما يلازمه من غير تصريح (1).
الثالث: الالتفات (2)، و هو على ستة أنواع: خروج من التكلم إلى].
ص: 270
الخطاب، و خروج من التكلم إلى الغيبة، و خروج من الخطاب إلى التكلم، و خروج من الخطاب إلى الغيبة، و خروج من الغيبة إلى التكلم، و خروج من الغيبة إلى الخطاب.
الرابع: التجديد، و هو ذكر شي ء بعد اندراجه في لفظ عام متقدم.
و يقصد منه تعظيم المجدد ذكره أو تحقيره، أو رفع الاحتمال.
الخامس: الاعتراض، و هو إدراج كلام بين شيئين متلازمين، و إدخاله في أثناء كلام متصل، كالخبر و المخبر عنه، و الصفة و الموصوف، و المعطوف و المعطوف عليه. و يقصد منه تأكيد الكلام الذي أدرج فيه.
السادس: التجنيس، و هو اتفاق اللفظ مع اختلاف المعنى. و الاختلاف قد يكون في الحروف و الصيغة، أو في الحروف خاصة، أو في أكثر الحروف لا في جميعها، أو في الخط لا في اللفظ، و هو جناس التصحيف.
السابع: الطباق، و هو ذكر الأشياء المتضادة، كالسواد و البياض، و الحياة و الموت، و الليل و النهار، (1) و غير ذلك.
الثامن: المقابلة، و هو أن يجمع بين شيئين فصاعدا، ثم يقابلهما بأشياء أخر.
ص: 271
التاسع: المشاكلة، و هي أن تذكر الشي ء بلفظ آخر لوقوعه في صحبته (1).
العاشر: الترديد، و هو رد الكلام على آخره، و يسمى في الشعر رد العجز على الصدر. (2)
الحادي عشر: لزوم ما لا يلزم، و هو أن تلتزم قبل حروف الرويّ حرفا آخر، و كذلك عند رءوس الآيات.
الثاني عشر: القلب، و هو أن يكون الكلام يصلح ابتداء قراءته من أوله و آخره، نحو «دعد»، أو تعكس كلماته فتقدم المؤخر، و تؤخر المقدم (3).
الثالث عشر: التقسيم، و هو أن تقسم المذكور إلى أنواعه و أجزائه (4).
ص: 272
الرابع عشر: التتميم، و هو أن تزيد في الكلام ما يوضحه و يؤكده و إن كان مستقلا دون هذه الزيادة.
الخامس عشر: التكرار، و هو أن تضع الظاهر موضع المضمر، فتكرر الكلمة على وجه التعظيم أو التهويل، أو مدح المذكور أو ذمه أو للبيان.
السادس عشر: التهكم، و هو إخراج الكلام عن مقتضاه استهزاء بالمخاطب أو بالخبر، و كذلك بالبشارة في موضع النذارة.
السابع عشر: اللف و النشر، و هو أن تلف في الذكر شيئين فأكثر، ثم تذكر متعلقات بها، و فيه طريقتان:
الأول: أن تبدأ في ذكر المتعلقات بالأول.
الثاني: أن تبدأ بالآخر، و تؤخر المتعلقات (1).ر.
ص: 273
الثامن عشر: الجمع، و هو أن تجمع بين شيئين فأكثر في خبر واحد، و في وصف واحد.
التاسع عشر: الترصيع، و هو أن تكون الألفاظ في آخر الكلام مستوفية الوزن، أو متقاربة مع الألفاظ التي في أوله.
العشرون: التسجيع، هو أن تكون كلمات الآي على رويّ واحد.
الحادي و العشرون: الاستطراد، و هو أن يتطرق من كلام إلى كلام آخر بوجه يصل ما بينهما، و يكون الكلام الثاني هو المقصود، كخروج الشاعر من السب إلى المدح، بمعنى يتعلق بالطرفين، مع أنه قصد المدح.
الثاني و العشرون: المبالغة، و قد تكون بصيغة الكلمة نحو صيغة (فعّال) (و مفعال)، و قد تكون بالمبالغة في الأخبار أو الوصف، فإن اشتدت المبالغة فهو غلوّ و إغراب، و ذلك مستكره عند أهل الشأن. (1)
و أجمع الكتب في هذا الفن هو كتاب «منهاج البلغاء و سراج الأدباء»
ص: 274
لأبي حسن حازم بن محمد الأندلسي الأنصاري (1).
الفن الثاني عشر: التصوف (2): يقول ابن جزي: له تعلق بالقرآن لما ورد فيه من المعارف الإلهية و رياضة النفوس و تنوير القلوب، و تطهيرها باكتساب الأخلاق الحميدة، و اجتناب الأخلاق الذميمة. (3)
ص: 275
و هذا الفن ذكره ابن عطية، و هو حقيق بذكره، فقصد الإيجاز قد يسوق المفسر إلى أن يقول: خاطب اللّه بهذه الآية المؤمنين. و شرف اللّه بالذكر الرجل المؤمن من آل فرعون، و حكى اللّه عن أم موسى أنها قالت قُصِّيهِ [القصص: 11] و نحو ذلك من إسناد أفعال إلى اللّه تعالى لم يأت إسنادها بتوقيف من الشرع.
و في هذه المسألة خلاف، حيث ذهب الأصوليون إلى عدم جواز استعمال ذلك، و لا ما جرى مجراها.
و استعملها المفسرون و المحدثون و الفقهاء، كما استعملها أبو المعالي الجويني في كتابه الإرشاد. (1)
ص: 276
و قد ذهب ابن عطية إلى جواز استعمالها، لكونها مستعملة في لسان العرب، غير أنه تحفّظ من ذلك في تفسيره قدر جهده.
و العرب تستعمل ذلك و تحمله على المجاز، و من ذلك قول أم سلمة- رضي اللّه عنها-: (فعزم اللّه لي) (1) في حديث موت أبي سلمة، و إبدال اللّه لها منه برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.
ص: 277
بحث هذا الموضوع في مقدمة تفسيره ابن جرير الطبري (1)، و البغوي (2)، و ابن عطية (3)، و القرطبي (4)، و الخازن (5)، و ابن جزي (6)، و أبو حيان (7)، و ابن كثير (8).
لقد نزل القرآن الكريم بلسان العرب، و على أساليب لغتهم، و فنون كلامهم، ففهموه في الجملة، و ما استعصى على بعضهم فهمه منه أو استشكل، اهتدوا إليه بمعرفتهم بأحوال التنزيل و أسبابه و ظروفه، فإن تعذر فهمه رجعوا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الذي أوتي القرآن و بيانه يستوضحون المشكل، فيبين لهم صلى اللّه عليه و سلم ما استشكل عليهم فهمه.
ص: 278
و قد تباين الصحابة- رضوان اللّه عليهم- في قدراتهم العلمية، و ميولهم المعرفية، كما تفاوتوا في اهتماماتهم، فكان منهم الملازم لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في حلّه و ترحاله، كأبي هريرة و ابن عباس، و غيرهما- رضي اللّه عنهم- ممن أعطى جلّ اهتمامه لتلقف ما ينطق به متلقي الوحي صلى اللّه عليه و سلم، و كان منهم من هو دون ذلك. و لهذا تباينوا- رضي اللّه عنهم- في معرفتهم، فاشتهر منهم ثلة بالعلم و سلامة الفهم مع كثرة الرواية، حفظوا للأمة دينها و حديث رسولها، و كانوا كالإخاذ، يروي الواحد و يروي الاثنين، و لو ورد عليه الناس أجمعون لأصدرهم، كما قال مسروق (1).
و الناظر في الآثار المروية عنهم يدرك عظيم حرصهم على التلقي و التعلم، و ترجمة ذلك إلى العمل، روى الطبري بسنده عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: كان الرجل منا إذا تعلّم عشر آيات لم يجاوزهنّ حتى يعرف معانيهنّ، و العمل بهنّ. (2)
و روى أبو عبد الرحمن السلمي، قال: حدثنا الذين كانوا يقرءوننا أنهم
ص: 279
كانوا يستقرءون من النبي صلى اللّه عليه و سلم، فكانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يخلّفوها حتى يعملوا بما فيها من العمل، فتعلمنا القرآن و العمل جميعا. (1)
و كان الرجل منهم إذا سعى في طلب العلم و تعلم، جدّ فيهم و سما، و نال المراتب العليا، و قد روي أن عليّ بن أبي طالب ذكر جابر بن عبد اللّه و وصفه بالعلم، فقال رجل: جعلت فداك تصف جابرا بالعلم و أنت أنت؟
فقال: إنه كان يعلم تفسير قوله تعالى إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ [القصص: 85]. (2)
و من الصحابة الذين اشتهروا في التفسير خاصة ثلة حرصت على فهم كتاب اللّه، و تكلمت فيه بما سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أو اهتدت إليه من إعمال الفكر على ضوء اللغة و أحوال التنزيل، كالخلفاء الأربعة (3) و عبد اللّه بن عباس، و عبد اللّه بن مسعود، و أبي بن كعب، و زيد بن ثابت، و عبد اللّه بن عمرو بن العاص، و غيرهم.
ص: 280
و أكثر من نقل كلامه في التفسير من الخلفاء علي بن أبي طالب رضي الله عنه فهو صدر المفسرين كما يقول ابن عطية، و المؤيد فيهم، عن عامر بن واثلة (1) قال: شهدت علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- يخطب فسمعته يقول في خطبته: سلوني فو اللّه لا تسألوني عن شي ء يكون إلى يوم القيامة إلا حدثتكم به، سلوني عن كتاب اللّه، فو اللّه ما من آية إلا و أنا أعلم أ بليل نزلت أم بنهار، أم في سهل نزلت أم في جبل. (2)
و لهذا ما كان عبد اللّه بن عباس يفتأ يرجع إلى علي يتلقى عنه التفسير و يقول: ما أخذت من تفسير القرآن فعن علي بن أبي طالب (3).
و يلي عليا في الرتبة عبد اللّه بن عباس، حبر الأمة و ترجمان القرآن الذي كان لدعاء الرسول صلى اللّه عليه و سلم له بالفقه في الدين أبلغ الأثر، فقد قال فيه صلى اللّه عليه و سلم يوما: اللّهم علّمه الكتاب. (4) و قال فيه: اللّهم فقهه في الدين. (5)م.
ص: 281
و حسبك من هذه دعوة.
لقد تجرد ابن عباس لتفسير كتاب اللّه، و أخذ للأمر عدّته، و كمله و تتبعه، و تبعه العلماء عليه، كمجاهد و سعيد بن جبير و غيرهما، فكان المحفوظ عنه رضي الله عنه أكثر من غيره، و الناظر في الآثار المروية فيه يعلم عظيم قدره عند أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم خاصة، و عند التابعين عامة، حتى أولئك الذين تلقى ابن عباس العلم عنهم شهدوا له بعلوّ الكعب، و الرسوخ في العلم، و أثنوا على علمه و فضله، و حضوا الصحابة و التابعين على الأخذ عنه، (1) كعلي بن أبي طالب رضي الله عنه الذي كان يقول: ابن عباس كأنما ينظر إلى الغيب من ستر رقيق. (2)
و قد كان ابن عباس حريصا على الاستفادة من أصحاب محمد صلى اللّه عليه و سلم، لإدراك ما فاته من العلم أيام صغره، فما منعه تحرجه أو خشيته يوما من
ص: 282
لقاء من عنده شي ء من العلم عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، سمع أن عمر بن الخطاب يعلم شيئا لا يعلمه هو، و هو الحريص على المعرفة، غير أن الخشية و الرهبة من خليفة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كانت تمنعه من السؤال، إلى أن انتهز الفرصة يوما و سأل حتى عرف الجواب، يقول رضي الله عنه في ذلك: مكثت سنتين أريد أن أسأل عمر بن الخطاب عن المرأتين اللتين تظاهرا على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ما يمنعني إلا مهابته، فسألته فقال: هي حفصة و عائشة. (1)
و لإدراك الخلفاء مكانة ابن عباس العلمية فقد كانوا يسندون إليه المهام العلمية، و كان حريصا على أدائها بأفضل صورة، روى الطبري بسنده عن شقيق بن سلمة قال: استعمل عليّ ابن عباس على الحج، قال: فخطب الناس خطبة لو سمعها الترك و الروم لأسلموا، ثم قرأ عليهم سورة (النور) فجعل يفسرها. (2)ر.
ص: 283
و عنه قال: قرأ ابن عباس سورة البقرة فجعل يفسرها، فقال رجل: لو سمعت هذا الديلم لأسلمت. (1)
و لهذا كان ابن مسعود و مسروق يقولان: نعم ترجمان القرآن ابن عباس. (2)
قال ابن تيمية: هذا إسناد صحيح إلى ابن مسعود أنه قال هذه العبارة، و قد مات ابن مسعود رضي الله عنه سنة اثنتين و ثلاثين على الصحيح، و عمر بعده ابن عباس ستا و ثلاثين سنة، فما ظنك بما كسبه من العلوم بعد ابن مسعود؟! (3)
و يتلو رتبة ابن عباس عبد اللّه بن مسعود، الذي قال عنه تلميذه مسروق: وجدت أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كالإخاذ و إن عبد اللّه بن مسعود من تلك الإخاذ (4).ل.
ص: 284
و روى الطبري بسنده عن مسروق عن عبد اللّه أنه قال: و الذي لا إله غيره ما نزلت آية في كتاب اللّه إلا و أنا أعلم فيم نزلت؟ و أين نزلت؟ و لو أعلم مكان أحد أعلم مني بكتاب اللّه تناله المطايا لأتيته. علوم القرآن من خلال مقدمات التفاسير ج 2 285 الموضوع الثاني عشر مراتب المفسرين ..... ص : 278
في رواية عن المنهال بن عمرو (1) بنحوه. (2)
و عن مسروق قال: كان عبد اللّه- يعني ابن مسعود- يقرأ علينا السورة ثم يحدثنا فيها، و يفسرها لنا عامة النهار. (3)
و تتلمذ على الصحابة رضوان اللّه عليهم نخبة من التابعين، حرصوا على ملازمة صحابة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الذين شاهدوا التنزيل، و وقفوا على أحواله التي أحاطت به، فسمعوا منهم ما سمعوه من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و ما توصلوا إليه باجتهادهم لما لهم من الفهم التام و العلم الصحيح و العمل الصالح، فبرز من التابعين جماعة كانوا صلة بين من قبلهم و من بعدهم، بلغوا ما سمعوه من الأمانة، و ما فاتهم مما لم يسمعوه، أعملوا الفكر
ص: 285
و اجتهدوا فيه. كالحسن البصري، و مجاهد، و سعيد بن جبير، و علقمة (1)، و عكرمة، و عطاء، و قتادة، و أبو العالية، و زيد بن أسلم، و محمد بن كعب القرظي، و الضحاك، و مقاتل، و غيرهم.
و كان أحسنهم كلاما في التفسير كما يقول ابن عطية الحسن البصري، ثم مجاهد رفيق ابن عباس و تلميذه و ملازمه، و الذي قرأ عليه القرآن و التفسير قراءة تفهم و وقوف عند كل آية (2). روى الطبري بسنده عن ابن أبي مليكة قال: رأيت مجاهدا يسأل ابن عباس عن تفسير القرآن و معه ألواحه فيقول له ابن عباس: اكتب. قال: حتى سأله عن التفسير كله. (3)
و عن مجاهد قال: عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات من فاتحته إلى خاتمته، أوقفه عند كل آية منه و أسأله عنها. (4)م.
ص: 286
و تحقق لمجاهد بصحبته لابن عباس و ملازمته له مكانة سامية عند أهل العلم من أهل زمانه و من بعده، و لهذا يقول سفيان الثوري: إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك. (1)
و قد تضمنت كتب الرواية بعض الأخبار في قلة من التابعين كأبي صالح باذان، و السدي، تظهر الطعن في تفسيرهم، و من ذلك ما رواه الطبري عن زكريا قال: كان الشعبي يمر بأبي صالح باذان فيأخذ بأذنه فيعركها و يقول: تفسر كتاب القرآن و أنت لا تقرأ القرآن. (2)
و عن صالح بن مسلم قال: مر الشعبي (3) على السدي و هو يفسر
ص: 287
فقال: لأن يضرب على استك بالطبل خير لك من مجلسك هذا. (1)
يقول ابن عطية: و أما السدي فكان عامر الشعبي يطعن عليه و على أبي صالح باذان لأنه كان يراهما مقصرين في النظر (2).
و تبرير ابن عطية لم يلق القبول عند المهتمين بسيرة الرجال و دراسة أحوالهم، و لهذا أنكر عليه القرطبي مقولته و قال معترضا عليه: قال يحيى بن معين: الكلبي ليس بشي ء. و عن يحيى بن سعيد القطان (3) قال: قال الكلبي:
قال أبو صالح: كل ما حدثتك كذب. و قال حبيب بن أبي ثابت: كنا نسميه الدروغزن. و هو الكذاب بلغة الفرس. (4)
مهما يكن فقد استطاع السلف رضوان اللّه عليهم أن يجردوا الصحيح من الدخيل، و يميزوا الصحيح منه و السقيم.
و قد حمل تفسير كتاب اللّه تعالى عدول كل خلف، شهد لهم رسول
ص: 288
اللّه صلى اللّه عليه و سلم بأنهم أئمة أعلام، حفظوا الشريعة من التحريف و الانتحال «يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، و انتحال المبطلين، و تأويل الجاهلين». (1) فألف في التفسير عبد الرزاق و المفضل، و سلمة بن عاصم ت 300 ه، و علي بن طلحة (2)، و البخاري و غيرهم.
و تتابع الناس، و انتشر الإسلام، و ضعفت اللغة بدخول الأعاجم، و ازدادت الحاجة لأهل العلم و بيانهم، فدخل عصر التصنيف، و قيض اللّه تعالى لكتابه رجالا بالحق ناطقين، صنفوا في سائر علومه المصنفات، و جمعوا فنونه المتفرقات، كلّ على قدر فهمه، و مبلغ علمه، (3) يقول أبو حيان: لما فسد اللسان، و كثرت العجم، و دخل الإسلام أنواع الأمم، المختلفو الألسنة، و الناقصو الإدراك، احتاج المتأخرون إلى إظهار ما انطوى عليه كتاب اللّه تعالى من غرائب التركيب، و أنواع المعاني، و إبراز النكت البيانية، حتى يدرك ذلك من لم تكن في طبعه، و يكتسبها من لم تكن نشأته عليها، و لا عنصره يحركه إليها، بخلاف الصحابة و التابعين من العرب، فإن ذلك كان مركوزا في طباعهم، يدركون تلك المعاني كلها، من غير موقف و لا
ص: 289
معلم، لأن ذلك هو لسانهم و خطتهم و بيانهم، على أنهم كانوا يتفاوتون في الفصاحة و البيان. (1)
و كان أبرز من صنف في التفسير الإمام ابن جرير الطبري، الذي جمع أقوال المفسرين، و أحسن النظر فيها، و قرب البعيد، و شفا الإسناد.
كما صنف أبو بكر النقاش كتابه غير أنه استدرك عليه أمور، ثم مكي بن أبي طالب، ثم الماوردي، و أبو العباس المهدوي و كان متفنن التأليف، حسن الترتيب، جامع فنون علوم القرآن (2).
يقول ابن جزي: ثم جاء القاضيان أبو بكر بن العربي، و أبو محمد عبد الحق بن عطية فأبدع كل واحد و أجمل، و احتفل و أكمل.
فأما ابن العربي فصنف «أنوار الفجر» في غاية الاحتفال و الجمع لعلوم القرآن، فلما تلف تلاه بكتاب (قانون التأويل) إلا أنه اخترمته المنية قبل تخليصه و تلخيصه.
و أما ابن عطية فإنه أجلّ من صنف في علم التفسير، و أفضل من تعرض للتنقيح فيه و التحرير، و كتابه من أحسن التآليف و أعدلها، فإنه اطلع على تآليف من كان قبله فهذبها و لخصها، و هو مع ذلك حسن العبارة،
ص: 290
مسدد النظر، محافظ على السنة. اه (1).
و من المفسرين الذين اشتهروا أيما اشتهار، و طار اسمهم و ذاع صيتهم أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري، فهو مسدد النظر، بارع في الإعراب، متفنن في علم البيان، إلا أنه ملأ كتابه من مذهب المعتزلة و شرهم، و حمل آيات القرآن على طريقهم، فتكدر صفوه و تمرر حلوه، يؤخذ منه ما صفا، و يدع ما كدر. (2)، يقول أبو حيان عنه و عن ابن عطية بأنهما: قد اشتهرا و لا كاشتهار الشمس، و خلدا في الأحياء و إن همدا في الرمس، و كلاهما فيه ما يدل على تقدمهما في علوم، من منثور و منظوم، و منقول و مفهوم، و تقلّب في فنون الآداب، و تمكّن من علمي المعاني و الإعراب إلى أن قال: و كتابهما في التفسير قد أنجدا و أغارا، و أشرقا في سماء هذا العلم بدرين و أنارا، و تنزلا من الكتب التفسيرية منزلة الإنسان من العين، و الذهب الإبريز من العين، و يتيمة الدر من اللآلي، و ليلة القدر من الليالي، فعكف الناس شرقا و غربا عليهما ... (3)
ص: 291
هذا الموضوع يتكون من مسألتين:
و قد بحثها ابن جزي من بين المفسرين في مقدمة تفسيره. (1)
ذكر ابن جزي أنها اثنا عشر سببا للاختلاف بين المفسرين (1):ه.
ص: 293
الثالث: اختلاف اللغويين في معنى الكلمة (1).
الرابع: اشتراك اللفظ في معنيين فأكثر (2).
الخامس: احتمال العموم و الخصوص (3).
ص: 295
العاشر: احتمال حمل الكلام على الترتيب و على التقديم و التأخير (1).
الحادي عشر: احتمال أن يكون الحكم منسوخا أو محكما (2).
الثاني عشر: اختلاف الرواية في التفسير عن النبي صلى اللّه عليه و سلم و عن السلف
ص: 298
رضي اللّه عنهم (1).
المسألة الثانية: قواعد الترجيح عند المفسرين (2):
ذكر ابن جزي اثنا عشر وجها- قاعدة- للترجيح بين أقوال المفسرين و هي:
الأولى: تفسير القرآن ببعض، فإذا دل موضع من القرآن على المراده.
ص: 299
بموضع آخر حملناه عليه و رجحنا القول بذلك على غيره من الأقوال (1).
الثانية: حديث النبي صلى اللّه عليه و سلم: فإذا ورد عنه- عليه السلام- تفسير شي ء من القرآن عوّلنا عليه، لا سيما إن ورد في الحديث الصحيح (2).
ص: 300
الثالثة: أن يكون القول قول الجمهور و أكثر المفسرين، فإن كثرة القائلين بالقول يقتضي ترجيحه (1).
ص: 301
الرابعة: أن يكون القول قول من يقتدى به من الصحابة كالخلفاء الأربعة، و عبد اللّه بن عباس لقوله صلى اللّه عليه و سلم:
«اللّهم فقهه في الدين و علمه التأويل» (1).
الخامسة: أن يدل على صحة القول كلام العرب من اللغة و الإعراب
ص: 302
السادسة: أن يشهد بصحة القول سياق الكلام و يدل عليه ما قبله و ما بعده (1).
السابعة: أن يكون ذلك المعنى المتبادر إلى الذهن فإن ذلك دليل على
ص: 304
ظهوره و رجحانه (1).
الثامنة: تقديم الحقيقة على المجاز، فإن الحقيقة أولى أن يحمل عليها اللفظ عند الأصولين، و قد يترجح المجاز إذا كثر استعماله حتى يكون الأغلب استعمالا من الحقيقة، و يسمى مجازا، و الحقيقة مرجوحة (2).
ص: 305
و قد اختلف العلماء أيهما يقدّم، فمذهب أبي حنيفة تقديم الحقيقة لأنها الأصل و مذهب أبي يوسف تقديم المجاز الراجح لرجحانه، و قد يكون المجاز أفصح و أبرع فيكون أرجح (1).
التاسعة: تقديم العمومي على الخصوصي؛ فإن العمومي أولى لأنه الأصل إلا أن يدل دليل على التخصيص (2).
العاشرة: تقديم الإطلاق على التقييد، إلا أن يدل دليل على التقييد (3).
ص: 306
الحادية عشرة: تقديم الاستقلال على الإضمار إلا أن يدل دليل على الإضمار (1).
ص: 307
الثانية عشرة: حمل الكلام على ترتيبه إلا أن يدل دليل على التقديم و التأخير (1).
ص: 308
الثالثة عشرة: تقديم الحقيقة الشرعية على الحقيقة اللغوية (1).
الرابعة عشرة: تقديم الحقيقة العرفية على الحقيقة اللغوية (2).
ص: 309
الخامسة عشرة: تقديم الحقيقة الشرعية على الحقيقة العرفية.
هذه القواعد الثلاثة ذكرها الماوردي في مقدمته، فقال في معرض حديثه عن الوجه الذي يرجع فيه إلى اجتهاد العلماء من تأويل القرآن أن اللفظ إذا احتمل معنيان أو أكثر و كانت المعاني جلية ظاهرة، و اللفظ مستعمل فيها حقيقة فهذا على ضربين:
أحدهما: أن يختلف أصل الحقيقة فيها، فهذا ينقسم على ثلاثة أقسام:
القسم الأول: أن يكون أحد المعنيين مستعملا في اللغة، و الآخر مستعملا في الشرع فيكون حمله على المعنى الشرعي أولى من حمله على المعنى اللغوي؛ لأن الشرع ناقل.
و القسم الثاني: أن يكون أحد المعنيين مستعملا في اللغة، و الآخر مستعملا في العرف فيكون حمله على المعنى العرفي أولى من حمله على معنى اللغة؛ لأنه أقرب معهود.
و القسم الثالث: أن يكون أحد المعنيين مستعملا في الشرع و الآخر
ص: 310
مستعملا في العرف، فيكون حمله على معنى الشرع أولى من حمله على معنى العرف لأن الشرع ألزم (1).
ص: 311
اهتم المفسرون بموضوع الأحرف السبعة اهتماما بالغا، و عالجوها معالجة جادة في مقدماتهم، و كان أكثر من توسع في ذلك شيخ المفسرين ابن جرير الطبري (1)، كما تناوله الماوردي من غير توسع مكتفيا بذكر بعض الأقوال (2)، أما ابن عطية فقد فصّل القول، و تعرض للآراء في الموضوع، و ناقش ابن جرير في بعض أقواله (3)، و كذا القرطبي (4)، و الخازن (5).
و في هذا الموضوع عدة مسائل:
المسألة الأولى: ذكر بعض الآثار الواردة في نزول القرآن على سبع أحرف (6)
ص: 312
جاء النقل الصحيح بروايات كثيرة، من طرق مختلفة عن نزول القرآن على سبعة أحرف، روى ذلك عدد من الصحابة، و من ذلك:
أخرج البخاري و مسلم و الطبري عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:
سمعت هشام بن حكيم بن حزام (1) يقرأ سورة (الفرقان) في حياة رسول
ص: 313
الله صلى الله عليه و سلم فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فكدت أساوره في الصلاة، فتربصت حتى سلم فلببته بردائه فقلت: من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرؤها؟ قال: أقرأنيها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم. فقلت: كذبت، فإن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قد أقرأنيها على غير ما قرأت. فانطلقت به أقوده إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقلت: يا رسول اللّه إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرأنيها!؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: أرسله، اقرأ يا هشام. فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأها فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: هكذا أنزلت. ثم قال النبي صلى اللّه عليه و سلم: اقرأ يا عمر. فقرأت القراءة التي أقرأني. فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: هكذا أنزلت. ثم قال النبي صلى اللّه عليه و سلم: إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه. (1)
و أخرج مسلم و الطبري عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: كنت في المسجد فدخل رجل يصلي فقرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه، فلما قضينا الصلاة دخلنا جميعا على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقلت:72
ص: 314
إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه، و دخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه.
فأمرهما رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقرءا فحسّن النبي صلى اللّه عليه و سلم شأنهما، فسقط في نفسي من التكذيب و لا إذ كنت في الجاهلية (1)، فلما رأى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ما قد غشيني ضرب في صدري ففضت عرقا، و كأنما أنظر إلى اللّه عز و جل فرقا، فقال لي: يا أبي! أرسل إليّ أن اقرأ القرآن على حرف واحد. فرددت إليه أن هوّن على أمتي. فرد إلي الثانية أن اقرأه على حرفين. فرددت إليه: أن هوّن على أمتي. فرد إلي الثالثة: أن اقرأه على سبعة أحرف، و لك بكل ردة رددتها مسألة تسألنيها. فقلت: اللّهم اغفر لأمتي، اللّهم اغفر لأمتي، و أخّرت الثالثة ليوم يرغب إليّ الناس كلهم حتى إبراهيم. (2)
و في رواية عند الطبري: ثم قال الرسول صلى اللّه عليه و سلم: اللّهم أخسئ الشيطان عنه يا أبيّ، أتاني آت من ربي فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد. فقلت: رب خفّف عني. ثم أتاني الثانية فقال: إن اللّه يأمرك
ص: 315
أن تقرأ القرآن على حرف واحد. فقلت: رب خفف عن أمتي. ثم أتاني الثالثة فقال مثل ذلك، و قلت مثله. ثم أتاني الرابعة فقال: إن اللّه يأمرك أن تقرأ القرآن على سبعة أحرف، و لك بكل ردة مسألة. فقلت: يا رب ...
الحديث. (1)
و أخرج الطبري و البخاري و مسلم عن ابن عباس- رضي اللّه عنهما- أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: أقرأني جبريل عليه السلام على حرف فراجعته فزادني، فلم أزل أستزيده و يزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف. (2)
قال ابن شهاب: بلغني أن تلك السبعة الأحرف، إنما هي في الأمر الذي يكون واحدا، لا يختلف في حلال و لا حرام. (3)
و أخرج الطبري عن أبي بن كعب قال: أتى جبريل النبي صلى اللّه عليه و سلم و هو).
ص: 316
عند أضاة بني غفار فقال: إن اللّه تبارك و تعالى يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على سبعة أحرف، فمن قرأ منها حرفا فهو كما قرأ. (1)
و في رواية: فأتاه جبريل فقال: إن اللّه يأمرك أن تقرأ أمّتك القرآن على حرف. فقال صلى اللّه عليه و سلم: أسأل اللّه معافاته و مغفرته، و إن أمتي لا تطيق ذلك. قال: ثم أتاه الثانية فقال: إن اللّه يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرفين. قال: أسأل اللّه معافاته و مغفرته، و إنّ أمتي لا تطيق ذلك. ثم جاءه الثالثة فقال: إن اللّه يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف. قال:
أسأل اللّه معافاته و مغفرته، و إن أمتي لا تطيق ذلك. ثم جاءه الرابعة: فقال:
إن اللّه يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على سبعة أحرف، فأيّما حرف قرءوا عليه فقد أصابوا. (2)
و روى الترمذي عنه قال: لقي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم جبريل فقال: يا جبريل إني بعثت إلى أمة أمّيين منهم العجوز و الشيخ الكبير، و الغلام و الجارية، و الرجل الذي لا يقرأ كتابا قطّ، قال: يا محمد إن القرآن أنزل على
ص: 317
سبع أحرف. قال الترمذي: هذا حديث صحيح. (1)
و أخرج الطبري عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: قال جبريل: اقرءوا القرآن على حرف. فقال ميكائيل:
استزده. فقال: على حرفين. حتى بلغ ستة أو سبعة أحرف، فقال: كلها شاف كاف، ما لم تختم آية عذاب برحمة، أو آية رحمة بعذاب، كقولك: هلمّ و تعال. (2)
و أخرج الطبري عن بسر بن سعيد (3): أن أبا جهيم الأنصاري (4)
ص: 318
أخبره: أن رجلين اختلفا في آية من القرآن، فقال هذا: تلقّيتها من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم. و قال الآخر: تلقيتها من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فسألا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عنها فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: إن القرآن أنزل على سبعة أحرف، فلا تماروا في القرآن، فإن المراء فيه كفر. (1)
و أخرج الطبري في تفسيره عن أبي سلمة قال: لا أعلمه إلا عن أبي هريرة، أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: أنزل القرآن على سبعة أحرف، فالمراء في القرآن كفر- ثلاث مرات- فما عرفتم منه فاعملوا به، و ما جهلتم منه فردوه إلى عالمه. (2)
ص: 319
اختلف العلماء في المراد بالأحرف السبعة على خمسة و ثلاثين قولا، ذكرها أبو حاتم محمد بن حبان البستي (1)، و من تلك الأقوال:
و استدل أصحاب هذا الرأي بأدلة كثيرة منها الأحاديث السابقة في قصة عمر و هشام و قصة أبي؛ و منها أيضا:
1- حديث أبي بكرة (1) الذي أخرجه الطبري عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: قال جبريل: اقرءوا القرآن على حرف. فقال ميكائيل: استزده. فقال: على حرفين. حتى بلغ ستة أو سبعة أحرف، فقال: كلها شاف كاف، ما لم يختم آية عذاب برحمة، أو آية رحمة بعذاب، كقولك: هلمّ و تعال. (2)
قال الطبري: أوضح نص هذا الخبر أن اختلاف الأحرف السبعة إنمال.
ص: 321
هو اختلاف ألفاظ، كقولك «هلم و تعال» باتفاق المعاني لا باختلاف معان موجبة اختلاف أحكام. (1)
قال الطحاوي: و أبين ما ذكر في ذلك- أي في هذا الرأي- حديث أبي بكرة. (2)
2- ما أخرجه الطبري عن شقيق بن سلمة قال: قال عبد اللّه- يعني ابن مسعود-: إني قد سمعت إلى القراء فوجدتهم متقاربين، فاقرءوا كما علّمتم، و إياكم و التنطع، فإنما هو كقول أحدكم: هلمّ و تعال. (3)
3- ما أخرجه الطبري عن الأعمش قال: قرأ أنس هذه الآية إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَ أَقْوَمُ قِيلًا [المزمل: 6] فقال له بعض القوم: يا أبا حمزة، إنما هي وَ أَقْوَمُ. فقال: أقوم، أصوب، أهيأ، واحد. (4)س.
ص: 322
4- ما روي عن أبي بن كعب أنه كان يقرأ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونا [الحديد: 13]: للذين آمنوا أمهلونا، للذين آمنوا أخّرونا، للذين آمنوا ارقبونا. (1)
و ما روي عنه أنه كان يقرأ كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ [البقرة: 20] مروا فيه، سعوا فيه. (2) و غير ذلك من الأدلة التي تبين أن الغاية التي لها أنزل القرآن على سبعة أحرف هي التيسير على الناس لعجزهم عن أخذ القرآن على غير لغاتهم، و لهذا يرى أصحاب هذا الرأي أن الأحرف أزيلت حين رفعت المشقة عن الناس بالتعلم، يقول ابن عبد البر: إن تلك السبعة الأحرف إنما كان في وقت خاص لضرورة دعت إلى ذلك، ثم ارتفعت تلكي.
ص: 323
الضرورة فارتفع حكم هذه السبعة الأحرف، و عاد ما يقرأ به القرآن على حرف واحد. (1)
و يتساءل الطبري ليزيل الإشكال الذي قد يرد على اختياره: ما بال الأحرف الأخر الستة غير موجودة و قد أقرأهن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أصحابه، و أمر بالقراءة بهن، و أنزلهن اللّه من عنده على نبيه صلى اللّه عليه و سلم، أ نسخت فرفعت؟! فما الدلالة على نسخها و رفعها؟ أم نسيتهن الأمة فذلك تضييع ما قد أمروا بحفظه؟ أم ما القصة في ذلك؟
و يجيب عن تساؤله قائلا: إنها لم تنسخ فترفع، و لا ضيعتها الأمة و هي مأمورة بحفظها، و لكن الأمة أمرت بحفظ القرآن، و خيرت في قراءته و حفظه بأي تلك الأحرف السبعة شاءت.
و يضرب لذلك مثالا فيقول: كما أمرت إذا هي حنثت في يمين و هي موسرة أن تكفّر بأي الكفارات الثلاث شاءت إما بعتق، أو إطعام، أو كسوة، فلو أجمع جميعها على التكفير بواحدة من الكفارات الثلاث دون حظرها التكفير بأي الثلاث شاء المكفّر كانت مصيبة حكم اللّه.
قال: فكذلك الأمة أمرت بحفظ القرآن و قراءته، و خيّرت في قراءته بأي الأحرف السبعة شاءت، فرأت- لعلة من العلل أوجبت عليها الثبات على حرف واحد- قراءته بحرف واحد، و رفض القراءة بالأحرف الستة
ص: 324
الباقية، و لم تحظر قراءته بجميع حروفه على قارئه بما أذن له في قراءته به (1).
و بين أن العلة التي أوجبت الثبات على حرف واحد هي ما حدث لأصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من الاختلاف في القراءة في اليمامة و أرمينية و غيرها من المواقع، و حينئذ رأى عثمان جمع الأمة على مصحف واحد رحمة بها و رأفة بحالها، و خوفا من الاختلاف، فحرق ما سواه من المصاحف و استوسقت الأمة على ذلك بالطاعة، و رأت فيما فعل الهداية و الرشد، و تركت القراءة بالأحرف الستة التي عزم عليها إمامها العادل في تركها، طاعة منها له حتى درست من الأمة معرفتها، و تعفت آثارها، و تتابع المسلمون على رفض القراءة بها من غير جحود منها صحتهام.
ص: 325
و صحة شي ء منها.
أما كيف جاز لهم ترك قراءة أقرأهموها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أمرهم بقراءتها؟
فالجواب عند الطبري: أن أمره إياهم بذلك لم يكن أمر إيجاب و فرض، و إنما كان أمر إباحة و رخصة، لأن القراءة لو كانت فرضا عليهم لوجب أن يكون العلم بكل حرف من تلك الأحرف السبعة عند من تقوم بنقله الحجة، و يقطع خبره العذر، و يزيل الشك من قرأة الأمة .... إلى أن قال: إن في تركهم نقل ذلك أوضح الدليل على أنهم كانوا مخيّرين في القراءة. (1)
ص: 326
ص: 327
ص: 328
القول الثاني: أن الأحرف السبعة هي سبع لغات من لغات العرب نزل عليها القرآن. (1)
قاله أبو عبيد القاسم بن سلام، و اختاره ابن عطية، و قال:
مال إليه كثير من أهل العلم. (2)
فالقرآن في جملته لا تخرج كلماته عن سبع لغات لسبع قبائل، و ليس معناه أن يكون في الحرف الواحد سبعة أوجه، و لكن هذه اللغات السبع متفرقة في القرآن. قال الخطابي: على أن في القرآن ما قد قرئ بسبعة أوجه، و هو قوله وَ عَبَدَ الطَّاغُوتَ [المائدة: 60] و قوله أَرْسِلْهُ مَعَنا غَداً يَرْتَعْ وَ يَلْعَبْ [يوسف: 12] (3).
ص: 329
يقول ابن عطية: معنى قول الرسول صلى اللّه عليه و سلم «أنزل القرآن على سبعة أحرف» أي فيه عبارات سبع قبائل، بلغة جملتها نزل، فيعبر عن المعنى فيه بعبارة قريش، و مرة بعبارة هذيل، و مرة بغير ذلك، بحسب الأفصح و الأوجز في اللفظة. (1)
و اختلف أهل العلم في تعيين السبعة التي قد تكون مراده صلى اللّه عليه و سلم، فمال الأكثر إلى أن أصل ذلك و قاعدته هي قريش، فإن عثمان قال للرهط الذي كتب الصحف: ما اختلفتم أنتم و زيد فاكتبوه بلغة قريش، فإنه نزل بلغتهم.
قال الباقلاني: يريد معظمه و أكثره، و لم تقم دلالة قاطعة على أن القرآن بأسره منزل بلغة قريش فقط، إذ فيه كلمات و حروف و هي خلاف لغة قريش، و قد قال قال تعالى إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا [الزخرف: 3] و لم
ص: 330
يقل قرشيا .... و اسم العرب يتناول جميع هذه القبائل تناولا واحدا. (1)
و قال ابن عبد البر: قول من قال: إن القرآن نزل بلغة قريش معناه عندي في الأغلب و اللّه أعلم؛ لأن غير لغة قريش موجودة في صحيح القراءات من تحقيق الهمزات و نحوها و قريش لا تهمز. (2)
و يلي قريش بنو سعد بن بكر، و يعلل ابن عطية ذلك بقوله: لأن النبي صلى اللّه عليه و سلم قرشي، و استرضع في بني سعد، و نشأ فيهم، ثم ترعرع و عقّت تمائمه و هو يخالط في اللسان كنانة، و هذيلا و ثقيفا و خزاعة و أسدا و ضبة، و ألفافها لقربهم من مكة و تكرارهم عليها.
قال: ثم بعد هذا تميما و قيسا و من انضاف إليه من وسط جزيرة العرب.
يقول ثابت بن قاسم: لو قلنا من هذه الأحرف لقريش، و منها لكنانة، و منها لأسد، و منها لهذيل، و منها لتميم، و منها لضبة و ألفافها، و منها لقيس، لكان قد أتى على قبائل مضر في مراتب سبعة تستوفي للغات التي نزل بها القرآن. (3) لأن هذه الجملة هي التي انتهت إليها الفصاحة، و سلمت لغاتها من الدخل.
ص: 331
و قد ذكر أبو عبيد و أبو العباس المبرد أن عرب اليمن من القبائل التي نزل القرآن بلسانها. و استبعد ابن عطية ذلك و قال: عندي إنما هو فيما استعملته عرب الحجاز من لغة اليمن. (1)
و رغم أن ابن جرير لا يرى فائدة في تعيين الألسن الستة التي نزل عليها القرآن تبعا لرأيه في الأحرف السبعة، غير أنه ذكر عن ابن عباس قوله في تعيينها أن خمسة منها لعجز هوازن، و هم سعد ابن بكر، و جشم بن بكر، و نصر بن معاوية، و ثقيف، و اثنين منها لقريش و خزاعة. و قال: هي ليست من رواية من يجوز الاحتجاج بنقله. (2)
و من أدلة هذا الفريق: 1- ما حدث لابن عباس في فهم قوله تعالى فاطِرِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ* [فاطر: 1]، حيث أن «فطر» معناها عند غير قريش: ابتدأ خلق الشي ء و عمله. و هي بغير لغة قريش، و لم تتجه لابن عباس حتى اختصم إليه أعرابيان في بئر، فقال أحدهما: أنا فطرتها. قال ابن عباس: ففهمت حينئذ موقع قوله تعالى فاطِرِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ (3).د.
ص: 332
2- ما روي عن ابن عباس أنه قال: ما كنت أدري معنى قوله رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنا وَ بَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِ [الأعراف: 89] حتى سمعت بنت ذي يزن تقول لزوجها: تعال أفاتحك. أي: أحاكمك (1).
3- ما ورد أن عمر بن الخطاب كان لا يفهم معنى قوله تعالى أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلى تَخَوُّفٍ [النحل: 47] فوقف به فتى فقال: إن أبي يتخوفني حقي. فقال عمر: اللّه أكبر، أو يأخذهم على تخوف، أي على تنقّص لهم.
و غير ذلك من الأدلة التي تثبت أن المراد بالأحرف السبعة سبع لغات لسبع قبائل. (2)
و اعترض أبو بكر الباقلاني على هذا الرأي و قال: هذا باطل بدليل أن لغة عمر بن الخطاب، و أبي بن كعب، و هشام بن حكيم، و ابن مسعود، واحدة، و قراءتهم كانت مختلفة، و خرجوا فيها إلى المناكرة، فلو كان تفسير الحديث باللغات صحيحا ما اختلف المذكورون، و لأنهم اختلفوا دل ذلك على أن المقصود أمر آخر. (3)
ص: 333
قال ابن عطية: و إطلاقه البطلان على القول الذي حكاه فيه نظر ...
لأن ما استعملته قريش و منهم عمر و هشام، و ما استعملته الأنصار و منهم أبيّ، و ما استعملته هذيل و منهم ابن مسعود قد يختلف، فليست لغتهم واحدة في كل شي ء، و على فرض أن جميعهم من قبيلة واحدة فإن اختلافهم حجة على من قال: إن القرآن أنزل على سبع لغات؛ لأن مناكرتهم لم تكن لأن المنكر سمع ما ليس في لغته فأنكره، و إنما كانت لأنه سمع خلاف ما أقرأه النبي صلى اللّه عليه و سلم. (1)
ص: 334
ذكره القرطبي (1)، و قال: قاله قوم و احتجوا بقول عثمان: نزل القرآن بلغة مضر.
ص: 335
و برغبة ابن مسعود في اختيار كتّاب المصاحف من مضر (1). و قالوا: جائز أن يكون منها لقريش و منها لكنانة و منها لأسد و منها لهذيل، و منها لتميم، و منها لضبة، و منها لقيس. و قالوا: هذه قبائل مضر تستوعب سبع لغات على هذه المراتب.
و أنكر آخرون أن تكون اللغات كلها في مضر، و قالوا: إن في قبائل مضر شواذ ينزّه القرآن عنها و لا يجوز أن يقرأ بها، مثل كشكشة قيس و تمتمة تميم، فأما كشكشة قيس فإنهم يجعلون كاف المؤنث شينا، فيقولون في جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا [مريم: 24] (جعل ربّش تحتش سريا)، و أما تمتمة تميم (2) فيقولون في الناس: النات.
و هذه لغات يرغب عن القرآن بها، و لا يحفظ عن السلف فيها شي ء. (3)
ورد القائلون فقالوا: إن إبدال الهمزة عينا، و إبدال حروف الحلق بعضها من بعض فمشهور عن الفصحاء، و قد قرأ به الجلة، و منه قراءة ابن
ص: 336
مسعود «ليسجننه عتى حين»، و يقول ذو الرمة (1):
فعيناك عيناها و جيدك جيدهاو لونك إلا عنّها غير عاطل يريد إلا أنها غير (2).
و هذا مذهب القاضي أبي بكر ابن الطيب الباقلاني صاحب الانتصار، و حكاه ثابت بن قاسم صاحب الدلائل عن بعض العلماء (3).
ص: 337
قال القاضي أبو بكر: تدبرت وجوه الاختلاف في القراءة فوجدتها سبعة:
1- منها ما تتغير حركته، و لا يزول معناه و لا صورته، مثل: هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ [هود: 78] و (أطهر) (1).
2- و منها ما لا تتغير صورته و يتغير معناه بالإعراب، مثل رَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا [سبأ: 19] و (باعد) (2).
3- و منها ما تبقى صورته و يتغير معناه باختلاف الحروف، مثل نُنْشِزُها [البقرة: 259] و «ننشرها» (3).10
ص: 338
4- و منها ما تتغير صورته و يبقى معناه، مثل كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ [القارعة: 5] و (كالصوف المنفوش) (1).
5- و منها ما تتغير صورته و معناه، مثل وَ طَلْحٍ مَنْضُودٍ [الواقعة: 29] و (طلح منضود) (2).
6- و منها بالتقديم و التأخير، مثل وَ جاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِ [ق: 19] و (سكرة الحق بالموت) (3).
7- و منها بالزيادة و النقصان، مثل تِسْعٌ وَ تِسْعُونَ نَعْجَةً [ص:
23] (تسع و تسعون نعجة أنثى). (4) (5)
ص: 339
ص: 340
و هي:
أمر، و نهي، و وعد، و وعيد، و قصص، و مجادلة، و أمثال. (1)
و استدل القائلون بهذا الرأي بما روي عن ابن مسعود عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه قال: إن هذا القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف، نهي و أمر، و حلال و حرام، و محكم و متشابه، و أمثال، فأحلّوا حلاله، و حرّموا حرامه، و ائتمروا بأوامره، و انتهوا بنواهيه، و اعتبروا بمحكمه، و آمنوا بمتشابهه. (2)
ص: 341
و قد اعترض أهل العلم على هذا الرأي، فقال الباقلاني: هذا تفسير منه صلى اللّه عليه و سلم للأحرف السبعة، و لكن ليست هذه التي أجاز لهم القراءة بها على اختلافها، و إنما الحرف في هذه بمعنى الجهة و الطريقة، و منه قوله تعالى وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلى حَرْفٍ [الحج: 11] أي على وجه و طريقة هي ريب و شك، فكذلك معنى هذا الحديث على سبع طرائق من تحليل و تحريم و غير ذلك. (1)
كما رد ابن جرير الطبري هذا الرأي من وجوه:
فبين أولا أن الروايات الثابتة عن عمر و ابن مسعود و أبي بن كعب تثبت أنهم تماروا في القرآن، فخالف بعضهم بعضا في نفس التلاوة دون المعاني، و لهذا حين تحاكموا إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم و استقرأ كل رجل منهم، ثم صوّب جميعهم في قراءتهم على اختلافها، و معلوم أن تماريهم كان في التلاوة، إذ لو كان ذلك الاختلاف فيما دلت عليه تلاوتهم من التحليل و التحريم و الوعد و الوعيد، و ما أشبه ذلك، لكان مستحيلا أن يصوب جميعهم؛ لكون ذلك يؤدي إلى اختلاف المعاني و قد قال تعالى: أَ فَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَ لَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً [النساء: 82].
ص: 342
ثم إن أمر الرسول صلى اللّه عليه و سلم لجميعهم بالثبوت على قراءته، و الرضى بقراءته و تصويبها، يدل على فساد هذا الرأي، إذ لو كان الاختلاف في المعاني واردا، لكان ذلك إثباتا لما قد نفى اللّه عن كتابه من الاختلاف، و نفيا لما قد أوجب له من الائتلاف.
و يدل على فساد هذا الرأي أيضا قول ابن مسعود رضي الله عنه فيما أخرجه ابن جرير بسنده عن أبي إسحاق و عبد الرحمن بن عابس، عن رجل من أصحاب ابن مسعود يقول: من قرأ منكم على حرف فلا يتحولن منه إلى غيره. (1)
فابن مسعود لم يعن بقوله أن من قرأ ما في القرآن من الأمر و النهي فلا يتحولن منه إلى قراءة ما فيه من الوعد و الوعيد، و من قرأ ما فيه من الوعد و الوعيد فلا يتحولن منه إلى ما فيه من القصص و المثل، و إنما عنى بالحرف القراءة، فالعرب تقول لقراءة رجل: حرف فلان.
و يدل على فساده ما أخرجه ابن جرير بسنده عن مجاهد أنه كان يقرأ القرآن على خمسة أحرف (2).
و عن سالم: أن سعيد بن جبير كان يقرأ القرآن على حرفين (3).
ص: 343
و عن مغيرة قال: كان يزيد بن الوليد يقرأ القرآن على ثلاثة حروف.
يقول ابن جرير: أ فترى الزاعم أن تأويل قول النبي صلى اللّه عليه و سلم: «أنزل القرآن على سبعة أحرف». إنما هو أنه أنزل على الأوجه السبعة التي ذكرنا من الأمر و النهي ....، كان يرى أن مجاهدا و سعيد بن جبير لم يقرءا من القرآن إلا ما كان من وجهيه أو وجوهه الخمسة دون سائر معانيه؟ لئن كان ظنّ ذلك بهما، لقد ظن بهما غير الذي يعرفان به من منازلهما من القرآن، و معرفتهما بآي الفرقان. (1)
و ضعف ابن عطية هذا الرأي، و قال: إن هذه لا تسمى أحرفا، ثم إن الإجماع وقع على أن التوسعة لم تقع في تحريم حلال، و لا تحليل حرام و لا في تغيير شي ء من المعاني المذكورة. (2)
و قال الخازن: هذا خطأ محض لأنّ النبي صلى اللّه عليه و سلم أشار إلى جواز القراءة بكل واحد من الحروف، و إبدال حرف بحرف و قد تقرر إجماع المسلمين أنه يحرم إبدال آية أمثال بآية أحكام. (3)
ص: 344
ص: 345
سميع عليم. (1)
لما رواه أبي بن كعب عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه قال: يا أبيّ، إني أقرئت القرآن على حرف أو حرفين، ثم زادني الملك حتى بلغ سبعة أحرف، ليس منها إلا شاف كاف، إن قلت: غفور رحيم، سميع عليم، أو عليم حكيم، ما لم تختم عذابا برحمة، أو رحمة بعذاب». (2)
قال ابن عطية: و قد أسند ثابت بن قاسم نحو هذا عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، و ذكر من كلام ابن مسعود نحوه. (3)
و علق القاضي الباقلاني على الحديث فقال: و هذه أيضا سبعة غير السبعة التي هي وجوه و طرائق، و غير السبعة التي هي قراءات، و وسّع فيها، و إنما هي سبعة أوجه من أسماء اللّه تعالى، إذا ثبتت هذه الرواية حمل على أن هذا كان مطلقا ثم نسخ، فلا يجوز للناس أن يبدلوا أسماء اللّه في موضع بغيره مما يوافق معناه أو يخالفه. (4)
و قال الخازن: هذا رأي فاسد و خطأ للإجماع على أنه لا يجوز تغيير
ص: 346
نظم القرآن. (1)
القول السابع: أن المراد بالأحرف السبعة التوسعة و التسهيل، و لم يقصد به الحصر. (2)
ص: 347
رد الخازن هذا القول و قال: قال الأكثرون: هو حصر العدد في سبعة أحرف. (1)
ص: 348
و هو اختيار الخازن (1).
قال: و هو الصحيح الموافق للحديث، لأن هذه السبعة ظهرت و استفاضت عن النبي صلى اللّه عليه و سلم و ضبطها عنه الصحابة، و أثبتها عثمان و الجماعة في المصاحف، و أخبروا بصحتها، و حذفوا منها ما لم يثبت متواترا، و أن هذه الأحرف تختلف معانيها تارة، و ألفاظها أخرى، و ليست متضادة و لا متباينة. (2)
و نقل ابن عطية فيما حكاه عن القاضي أبي بكر الباقلاني أنه قال:
و زعم قوم أن كل كلمة تختلف القراءة فيها فإنها على سبعة أوجه، و إلا بطل معنى الحديث، قالوا: و تعرف بعض الوجوه بمجي ء الخبر به، و لا يعرف بعضها إذا لم يأت به خبر.
قال الباقلاني: و قال قوم: ظاهر الحديث يوجب أن يوجد في القرآن
ص: 349
كلمة أو كلمتان تقرءان على سبعة أوجه، فإذا حصل ذلك تم معنى الحديث. (1)
و قد رد ابن جرير هذا الرأي و لم يرتضه و قال: إن اختلاف القراءة في رفع حرف و جره و نصبه، و تسكين حرف و تحريكه، و نقل حرف إلى آخر مع اتفاق الصورة، فمن معنى قول النبي صلى اللّه عليه و سلم: «أمرت أن أقرأ القرآن على سبعة أحرف». بمعزل؛ لأنه لا حرف من حروف القرآن مما اختلف القراء فيه بهذا المعنى يوجب المراء به كفر المماري به في قول أحد من علماء الأمة، و قد أوجب صلى اللّه عليه و سلم بالمراء فيه الكفر، من الوجه الذي تنازع فيه المتنازعون إليه، و تظاهرت عنه بذلك الرواية. (2)
و ذكر القرطبي أن بعضهم قال: إن المراد بالأحرف السبعة: القراءات السبع التي قرأ بها القراء السبعة؛ لأنها كلها صحت عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.
ثم قال: و هذا ليس بشي ء لظهور بطلانه.
قال: قال كثير من علمائنا كالداودي (3) و ابن أبي صفرة و غيرهما:
ص: 350
هذه القراءات السبع التي تنسب لهؤلاء القراء السبعة ليست هي الأحرف السبعة التي اتسعت الصحابة في القراءة بها؛ و إنما هي راجعة إلى حرف واحد من تلك السبعة، و هو الذي جمع عليه عثمان المصحف.
و القراءات المشهورة هي اختيارات أولئك الأئمة القراء، و ذلك أن كل واحد منهم اختار فيما روى و علم وجهه من القراءات ما هو الأحسن عنده و الأولى، فالتزمه طريقة و رواه و أقرأ به و اشتهر عنه، و عرف به و نسب إليه، فقيل: حرف نافع، و حرف ابن كثير، و لم يمنع واحد منهم اختيار الآخر و لا أنكره بل سوّغه و جوزه (1).
ص: 351
ص: 352
ص: 353
ص: 354
ص: 355
يعد هذا الموضوع تتمة للموضوع السابق (الأحرف السبعة)، و لذا تعرض له المفسرون في مقدماتهم عند حديثهم عن الأحرف السبعة، و قد ذكره ابن جرير الطبري (1)، ثم الماوردي (2)، فالبغوي (3)، فالخازن تبعا لأصله (4).
و قد أخرج ابن جرير بسنده من طريقين عن ابن مسعود أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: أنزل القرآن على سبعة أحرف، لكل حرف منها ظهر و بطن، و لكل حرف حدّ، و لكل حد مطلع (5). (6)
ص: 356
و أخرجه البغوي بسنده عن ابن مسعود، و أورده الخازن بسند البغوي. (1)
و روي عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه قال: ما نزل من القرآن من آية إلا لها ظهرض.
ص: 357
و بطن، و لكلّ حرف حدّ، و لكل حد مطلع. (1)
و قد اختلف العلماء في تفسير مفردات الأثر.
فقوله: «إن لكل حرف منه حدا»:
قال الطبري: لكل وجه من أوجهه السبعة حدّ حدّه اللّه جل ثناؤه، لا يجوز لأحد أن يتجاوزه (2).
و ذكر الماوردي تأويلان آخران للحد:
فقيل: معناه أن لكل لفظ منتهى فيما أراده اللّه تعالى من عباده.
و قيل: إن لكل حكم مقدارا من الثواب و العقاب. (3)
قال البغوي: أراد أن له حدّا في التلاوة و التفسير لا يجاوزه، ففي التلاوة لا يجاوز المصحف- الذي هو الإمام- و في التفسير لا يجاوز المسموع. (4)
ص: 358
و قوله: «و إن لكل حرف منها ظهرا و بطنا»
قال الطبري: ظهره: الظاهر من التلاوة، و بطنه: ما بطن من تأويله (1).
و ذكر الماوردي أن العلماء اختلفوا في معنى الظهر و البطن على أربعة تأويلات:
فقيل: معناه أنك إذا فتشت عن باطنها و قسته على ظاهرها وقفت على معناها. و هذا قول الحسن (2).
و قيل: يعني القصص، ظاهرها الإخبار بهلاك الأولين، و باطنها عظة للآخرين. و هذا قول أبي عبيد (3).
و قيل: يعني ما من آية إلا و قد عمل بها قوم، و لها قوم سيعملون بها.
و هذا قول ابن مسعود (4).
و قيل: ظاهرها لفظها، و باطنها تأويلها. و هذا قول الجاحظ (5). و هو
ص: 359
قريب مما قاله الطبري. قال تعالى: وَ رَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا [المزمل: 4] فهذا هو الظاهر، و كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ [ص: 29] هذا هو الباطن.
قال البغوي: و التلاوة تكون بالتعلم و الحفظ بالدرس، و التفهم يكون بصدق النية و تعظيم الحرمة، و طيب المطعم (1).
و قوله: «و إن لكل حد من ذلك مطلعا»
قال الطبري: يعني إن لكل حد من حدود اللّه التي حدها فيه- من حلال و حرام و سائر شرائعه- مقدارا من ثواب اللّه و عقابه، يعاينه في الآخرة، و يطلع عليه و يلاقيه في القيامة، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: و لو أن لي ما في الأرض من صفراء و بيضاء لافتديت به من هول المطلع. يعني بذلت ما يطلع عليه و يهجم عليه من أمر اللّه بعد وفاته. (2)
و أضاف الماوردي فقال: و قيل: معناه أن لكل غامض من الأحكام مطلعا يوصل منه إلى معرفته، و يوقف منه على المراد منه (3).
ص: 360
و قال البغوي: أي مصعد يصعد إليه من معرفة علمه. قال: و يقال:
المطلع: الفهم. فقد يفتح اللّه على المتدبر و المتفكر في التأويل و المعاني ما لا يفتح على غيره، و فوق كل ذي علم عليم. (1)ي.
ص: 361
بحث هذا الموضوع في مقدمته ابن جرير الطبري (1) و ابن عطية (2) و القرطبي (3).
و قد وردت آثار عديدة من الصحابة تفيد وجود كلمات بغير لغة العرب في القرآن، و من تلك الآثار:
1) ما أخرجه الطبري بسنده عن أبي موسى قال: يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ [الحديد: 28] قال: الكفلان ضعفان من الأجر بلغة الحبشة. (4)
2) و أخرج عن ابن عباس رضي الله عنه: إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ [المزمل: 4] قال:
ص: 362
هي بلسان الحبشة إذا قام الرجل من الليل قالوا: نشأ. (1)
3) و أخرج عن أبي ميسرة يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ [سبأ: 10] قال:
سبحي بلسان الحبشة (2).
4) و أخرج عن ابن عباس أنه سئل عن قوله: فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ [المدثر: 51] قال: هو بالعربية: الأسد، و بالفارسية: شار، و بالنبطية: أريا، و بالحبشية: قسورة. (3)
5) و أخرج عن أبي ميسرة قال: في القرآن من كل لسان. (4) و غير ذلك من الآثار التي توحي بوجود ألفاظ و كلمات في كتاب اللّه و للغات العجم بها تعلق.
و قد اختلف العلماء في وقوع المعرّب في القرآن على ثلاثة أقوال:
ص: 363
ذهب ابن جرير الطبري، و أبو عبيدة معمر بن المثنى، و أبو بكر بن الطيب الباقلاني و غيرهما (1) إلى أن القرآن كله عربي ليس فيه لفظة إلا و هي عربية صريحة، و ما وجد فيه من الألفاظ التي تنسب إلى سائر اللغات إنما اتفق فيها ألفاظ جميع أجناس الأمم المختلفة الألسن بمعنى واحد، فتواردت اللغات عليها و تكلمت بها العرب و الفرس و الحبشة و غيرهم، و ليس أحد أولى بأن يكون أصل ذلك كان من عنده من الجنس الآخر (2).
و قد استشهد أصحاب هذا الرأي بأدلة منها:
1- قوله تعالى: إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [يوسف: 2].
ص: 364
2- قوله تعالى: وَ إِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعالَمِينَ. نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ. عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ. بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ [الشعراء: 192- 195].
3- أن الحجة لا تقوم على من نزل عليهم القرآن إلا إذا كان ذلك بلغتهم، قال تعالى: لَقالُوا لَوْ لا فُصِّلَتْ آياتُهُ ءَ أَعْجَمِيٌّ وَ عَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَ شِفاءٌ [فصلت: 44].
حيث وصف اللّه تعالى كتابه بأنه عربي، و نفى سبحانه أن يكون جعل شيئا منه أعجميا، و العربية صفة شاملة لا يجوز لأحد أن يخصص شمولها على بعض القرآن دون بعض.
4- قوله تعالى: وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ [إبراهيم: 4] و قال تعالى: وَ ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَ هُدىً وَ رَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ [النحل: 64].
فالحكمة و المنطق السليم يستدعيان أن يكون القرآن كله بلسان العرب، و يثبت ابن جرير ذلك على النحو الآتي:
إن أبين البيان بيان اللّه، و أفضل الكلام كلامه، و هو جلت قدرته منزّه عن النقص و العيب، و من كماله سبحانه أنه ما أرسل رسولا إلا بلسان قومه، و ما أنزل كتابا إلا بلسان النبي المرسل، و القوم المرسل إليهم، و حينئذ
ص: 365
يكون في الخطاب فائدة، و إلا كان ما أنزل عبثا، و اللّه جل ثناؤه يتعالى أن يخاطب أحدا أو يرسل رسالة لا توجب فائدة لمن خوطب به أو أرسل إليه، فذلك في العباد صفة نقص و عيب، و اللّه تعالى متعال عن ذلك.
فإذا عرف هذا تبين أن النبي محمد صلى اللّه عليه و سلم العربي المرسل إلى قومه، حمل إليهم الكتاب المنزل بلغتهم و على أساليب كلامهم إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [يوسف: 2]، و كان ما جاء فيه من المعاني واضحة و لمعاني كلامهم موافقة، و ظاهره لظاهر كلامها ملائمة. و عليه فليس فيه شي ء خارج كلامهم، و لا من لغة غيرهم، لكون ذلك يناقض كمال الحكمة. (1)
و يوجه ابن جرير الآثار السابقة التي أكدت وجود كلمات لها نفس المدلول و المعنى في كلام العرب و كلام غيرهم، بأن القائل بها لم يقل أنها ليست عربية، بل غاية ما قاله أن حرف كذا بلسان الحبشة معناه كذا، و حرف كذا بلسان العجم معناه كذا. قال: و لم نستنكر أن يكون من الكلام ما يتفق عليه ألفاظ جميع أجناس الأمم المختلفة الألسن بمعنى واحد، فكيف بجنسين منها، فمثلا كلمة الدرهم، و الدينار، و الدواة، و القرطاس، و القلم، و غيرها كثير مما اتفقت فيه الفارسية و العربية باللفظ و المعنى.
و اعترض: بأن ما ذكر أصله فارسي لا عربي، أو عربي لا فارسي، أوف.
ص: 366
أن بعضه عربي و بعضه فارسي، أو أن مخرج أصل ذلك الفرس، ثم تكلمت العرب به، أو مخرج أصله العرب ثم تكلمت الفرس به.
و أجيب بأن أيا من الجنسين ليس بأولى به من الآخر، و لا هو أحق به منه، و ادعاء الأولوية لا يكون إلا بخبر صحيح يوجب العلم، و يزيل الشك، و هو أمر متعذر، و لهذا كان السبيل الأقوم إضافة ذلك إلى سائر الأجناس المشتركة فيه، فتكون عربية أعجمية حبشية ... إلخ. (1)
قال ابن عطية: و ما ذهب إليه الطبري من أن اللغتين اتفقتا في لفظة لفظة فذاك بعيد، بل إحداهما أصل، و الأخرى فرع في الأكثر، لأنا لا ندفع أيضا جواز الاتفاق قليلا شاذا. (2)
كما اعترض عليه بقول أبي ميسرة: إن في القرآن من كل لسان.
و أجيب: أن معناه أن فيه من كل لسان اتفق فيه لفظ العرب و لفظ غيرها من الأمم التي تنطق به. (3)
و اعترض أيضا بأن تلك الكلمات ليست على أوزان كلام العرب.
و أجاب القرطبي: أن أحدا لم يدّع حصر أوزان كلام العرب، بل إن
ص: 367
القاضي- أبو بكر الباقلاني- بحث أصول أوزان كلام العرب، ورد تلك الأسماء إليها على الطريقة النحوية (1).
ففي القرآن كلمات قليلة غير عربية لا تخرج القرآن عن كونه عربيا مبينا، و لا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن كونه متكلما بلسان قومه، ف (المشكاة):
الكوة. و (الغساق): البارد المنتن بلسان الترك. و (القسطاس): الميزان بلغة الروم. و (السجيل): الحجارة و الطين بلسان الفرس .. و غير ذلك. (2)
و هذا رأي وسط ذهب إليه ابن عطية (3)، و بين أن القرآن نزل
ص: 368
بلسان عربي مبين، فليس فيه لفظة تخرج عن كلام العرب فلا تفهمها إلا من لسان غيرها.
لقد كان للعرب العاربة مخالطة لسائر الألسنة و الأمم بالتجارة و الرحلات و الأسفار و غيرها من دواعي الاتصال، و كان من نتائج هذا الاختلاط انتقال بعض ألفاظ تلك الشعوب إلى العرب، كما انتقلت من ألفاظ العرب إليها، فغيرت العرب تلك الألفاظ بالنقص من حروفها، و تخفيف ثقل العجمة فيها، و استعملتها في أشعارها و محاوراتها حتى جرت مجرى العربي الصريح، فهي في الأصل غير عربية لكن استعملتها العرب و عربتها، فهي عربية بهذا الوجه. (1)
و ردّ هذا بأنه لا يوجد دليل على أن العرب هي التي أخذت تلك
ص: 369
الكلمات من غيرها و عربتها. ثم لم لا تكون العرب هي التي تكلمت بها أولا ثم وقعت إلى سائر أجناس الأمم فنطقت بها، و أجرتها على أساليب لغتها؟! (1)
و أجيب بأن أوزان تلك الكلمات توحي أنها غير عربية. و قد سبق القول في هذا.
ص: 370
4- وقف قبيح (1).
قال: و ذلك بالنظر إلى الإعراب و المعنى.
فإن كان الكلام مفتقرا إلى ما بعده في إعرابه أو معناه، و ما بعده مفتقرا إليه كذلك، لم يجز الفصل بين كل معمول و عامله، و بين كل ذي خبر و خبره، و بين كل ذي جواب و جوابه، و بين كل ذي موصول وصلته.
و إن كان الكلام الأول مستقلا يفهم دون الثاني، إلا أن الثاني غير مستقل إلا بما قبله فالوقف على الأول كاف، و ذلك في التوابع و الفضلات:
كالحال، و التمييز، و الاستثناء، و شبه ذلك إلا أن وصل المستثنى المتصل آكد
ص: 373
من المنقطع، و وصل التوابع و الحال إذا كانت أسماء مع ذات، آكد من وصلها إذا كانت جملة.
و إن كان الكلام مستقلا و الثاني كذلك، فإن كانا في قصة واحدة فالوقف على الأول حسن.
و إن كانا في قصتين مختلفتين فالوقف تام.
و قد يختلف الوقف باختلاف الإعراب أو المعنى، و كذلك اختلف الناس في كثير من الوقف. و من أقوالهم فيه: راجح، و مرجوح، و باطل، و قد يقف لبيان المراد و لم يتم الكلام (1).
و بعد هذا ذكر تنبيها أشار فيه إلى أن مراعاة الإعراب و المعنى في المواقف هو الذي استقر عليه العمل و أخذ به شيوخ المقرئين، و كان الأوائل يراعون رءوس الآيات فيقفون عندها لأنها في القرآن كالفقر في النثر، و القوافي في الشعر.
قال: و يؤكد هذا ما أخرجه الترمذي عن أم سلمة رضي اللّه عنها أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان يقطع قراءته يقول: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ثم يقف، الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، ثم يقف. (2)ي.
ص: 374
ص: 375
بحث هذا الموضوع أغلب المفسرين في مقدماتهم، فذكر شيئا من إعجاز القرآن البلاغي ابن جرير الطبري (1)، و أورد الماوردي (2) ثمانية من وجوه الإعجاز في القرآن، ثم ابن عطية (3)، فالقرطبي (4) الذي فصل القول، ثم ابن جزي (5)، فأبو حيان (6).
أنزل اللّه تعالى الحكيم، كتابه العظيم، بلسان عربي مبين، على قوم كانوا رؤساء صناعة الخطب و البلاغة، و قيل: الشعر و الفصاحة، و دعاهم إلى الإيمان به، و بين لهم من أرسل إليهم و هو محمد صلى اللّه عليه و سلم أن حجته على حقيقة نبوته، و دليله على صدق دعوته، ما أتاهم به من البيان و الحكمة و الفرقان، بلسانهم و وفق منطقهم و بيانهم، و تحداهم أن يأتوا بمثل سورة من سوره، فكانوا من هذا التحدي عجزة و من القدرة عليه نقصه، فأقروا
ص: 376
بالعجز، و أذعنوا له بالتصديق، و إن تجاهل نفر من المستكبرين، و ظنوا أن بمقدورهم الإتيان بمثله، و حاولوا فجاءوا بما دل على ضعف عقولهم، و سفاهة أحلامهم، و فرّ بعضهم إلى القتال، و رضي بسفك الدماء عجزا عن المعارضة، و بقي الكتاب معجزا، و ظل التحدي قائما، و بقي الفصحاء و البلغاء عاجزون (1).
و في هذا الموضوع ثلاث مسائل:
عرف القرطبي المعجزة بأنها واحدة معجزات الأنبياء الدالة على صدقهم صلوات اللّه عليهم، و سميت معجزة لأن البشر يعجزون عن الإتيان بمثلها. (2)
ص: 377
ذكر القرطبي أن للمعجزة خمسة شروط، و متى اختل شرط منها لم تكن معجزة، و هذه الشروط هي:
الشرط الأول: أن يكون مما لا يقدر عليها إلا اللّه سبحانه، كفلق البحر، و انشقاق القمر، و ما شاكلها مما لا يقدر عليها البشر.
الشرط الثاني: أن تكون خارقة للعادة، أما الأمور التي لا يقدر عليها إلا اللّه غير أنها لم تفعل لأجل مدعي الرسالة، بل كانت قبل دعواه و بقيت بعدها- كطلوع الشمس من مشرقها، و مجي ء النهار بعد الليل، و الليل بعد النهار و كل ما هو من هذا القبيل- فهي لا تعد معجزة لمن يدعي أنها آية صدقه، بل لا بد أن تكون خارقة للعادة و لسنن الكون، كأن ينقلب العصا ثعبانا، و يشق الحجر و يخرج من وسطه ناقة، أو ينبع الماء من بين الأصابع، و غير ذلك من الخوارق التي تشهد على نبوة من ظهر على يده.
الشرط الثالث: أن يستشهد بها مدعي الرسالة على اللّه عز و جل.
فيقول مثلا: آيتي أن يقلب اللّه سبحانه الماء زيتا. فإذا فعل اللّه سبحانه ذلك حصل المتحدى به.
ص: 378
الشرط الرابع: أن تقع على وفق دعوى المتحدي بها المستشهد بكونها معجزة له. لا أن تقع عكس ما ادعاه، و يروى أن مسيلمة الكذاب لعنه اللّه تفل في بئر ليكثر ماؤها، فغارت البئر و ذهب ما كان فيها من الماء، فما فعل اللّه سبحانه من هذا كان من الآيات المكذبة لمن ظهرت على يديه، لأنها وقعت على خلاف ما أراده المتنبئ الكذاب.
الشرط الخامس: أن لا يأتي أحد بمثل ما أتى به المتحدي على وجه المعارضة، فإن أقام اللّه تعالى من يعارضه حتى يأتي بمثل ما أتى به و يعمل مثل ما عمل بطل كونه نبيا، و خرج عن كونه معجزا و لم يدلّ على صدقه، و لهذا قال تعالى فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كانُوا صادِقِينَ [الطور: 34] و قال: أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ [هود:
13] (1).
(تنبيه) قد يقال: ثبت بالأدلة الصحيحة أنه يظهر على يد المسيخ الدجال أمور جسام، و آيات عظام، و خوارق للعادة، و ما ذكر من الشروط تنطبق عليه؟
و يرد القرطبي فيقول: إن ذاك يدعي الرسالة، و هذا الدجال يدعي
ص: 379
الربوبية، و بينهما من الفرق ما بين البصراء و العميان (1).
ثم إن المسيخ الدجال فيه التصوير و التغيير من حال إلى حال، و هي صفات لا تليق إلا بالمحدثات، تعالى الرب عن أن يشبه شيئا أو يشبهه شي ء ليس كمثله شي ء و هو السميع البصير. (2)
معجزات الرسول صلى اللّه عليه و سلم على ضربين:
الأول: ما اشتهر و انقرض بموت النبي صلى اللّه عليه و سلم.
الثاني: ما بقي بعد وفاته صلى اللّه عليه و سلم، و هو القرآن الكريم الذي تواترت الأخبار بصحته و حصوله، و استفاضت بثبوته و وجوده، و وقع لسامعها العلم بذلك ضرورة، و من شرطه- التواتر- أن يكون الناقلون له خلق كثير و جمّ غفير، و أن يكونوا عالمين بما نقلوه علما ضروريا، و أن يستوي في النقل أولهم و آخرهم و أوسطهم في كثرة العدد، حتى يستحيل عليهم التواطؤ على الكذب، و هذه هي صفة القرآن الكريم، و نقل وجود النبي
ص: 380
صلى اللّه عليه و سلم. فالقرآن معجزة نبينا صلى اللّه عليه و سلم الباقية بعده إلى يوم القيامة، و معجزة كل نبي انقرضت بانقراضه، أو دخلها التبديل و التغيير كالتوراة و الإنجيل. (1)
المسألة الرابعة: وجوه إعجاز القرآن الكريم (2):
تناول أوجه الإعجاز في القرآن الكريم الماوردي، و ابن عطية، و القرطبي، و ابن جزي، و أبو حيان. و قد اختلف الناس في إعجاز القرآن بما هو؟ فذكر الماوردي ثمانية أوجه (3) الثامن منها الصرفة التي اعتبرها القرطبي خارجة عن أوجه الإعجاز المعتبرة، و اكتفى ابن عطية و أبو حيان بوجهين من الأوجه الثمانية، و اشترك القرطبي و ابن جزي في ذكر عشرة أوجه (4).
ص: 381
و كان مجموع ما ذكروه من الأوجه هي:
الوجه الأول: هو الإعجاز و البلاغة، حتى اشتملت الألفاظ اليسيرة على المعاني الكثيرة، قال تعالى وَ لَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ [البقرة: 179] قال الماوردي: جمع في كلمتين عدد حروفهما عشرة أحرف معاني كلام كثير. (1)
يقول القرطبي: بلاغة القرآن في أعلى طبقات الإحسان، و أرفع درجات الإيجاز و البيان، بل تجاوزت حد الإحسان و الإجادة إلى حيز الإرباء و الزيادة. (2)
الوجه الثاني: البيان و الفصاحة التي أعجزت الفصحاء و قصّر فيها البلغاء، (3)، حكا أبو عبيد أن أعرابيا سمع رجلا يقرأ فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ [الحجر: 94] فسجد و قال: سجدت لفصاحة هذا الكلام. (4)
ص: 382
و حكى الأصمعي أنه رأى جارية بالبادية و هي تقول:
أستغفر اللّه لذنبي كلّه قتلت إنسانا لغير حلّه
مثل غزال ناعم في دلّه فانتصف الليل و لم أصلّه فقال لها: قاتلك اللّه ما أفصحك؟
فقالت: أتعد هذه فصاحة بعد قول اللّه عز و جل وَ أَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَ لا تَخافِي وَ لا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَ جاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ [القصص: 7] فجمع في آية واحدة بين أمرين، و نهيين، و خبرين، و إنشاءين. (1)
و قال تعالى: كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَ إِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ [آل عمران: 185] أنبأ سبحانه في هذه الآية عن الموت، و حسرة القلوب، و الدار الآخرة، و ثوابها و عقابها، و فوز الفائزين، و تردي المجرمين، و التحذير من الاغترار بالدنيا، و وصفها بالقلة بالإضافة إلى دار البقاء (2).
الوجه الثالث: النظم البديع المخالف لكل نظم معهود في لسان العرب و غيرها. (3)، و سماه الماوردي: الوصف الذي تنقضي به العادة حتى صار
ص: 383
خارجا عن جنس كلام العرب من النظم و النثر و الخطب و الشعر ... فلا يدخل في شي ء منها و لا يختلط بها مع كون ألفاظه و حروفه في كلامهم، و مستعملة في نظمهم و نثرهم. (1)
قال تعالى: وَ ما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَ ما يَنْبَغِي لَهُ [يس: 69] و في الحديث الذي أخرجه مسلم أن أنيسا أخا أبي ذر قال لأبي ذر: لقيت رجلا بمكة على دينك يزعم أن اللّه أرسله؛ قلت: فما يقول الناس؟ قال: يقولون:
شاعر، كاهن، ساحر. و كان أنيس أحد الشعراء، قال أنيس: لقد سمعت قول الكهنة فما هو بقولهم، و لقد وضعت قوله على أقراء الشعر (2) فما يلتئم على لسان أحد بعدي؛ أنه شعر، و اللّه إنه لصادق، و إنهم لكاذبون (3).
و كذلك إقرار عتبة بن ربيعة أنه ليس بسحر و لا شعر لما سمع سورة (فصلت) من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم. (4)
و قال الوليد بن المغيرة: و اللّه ما هو بالشعر، و لا هو بالكهانة، و لا
ص: 384
بالجنون، و اللّه لقد سمعت من محمد آنفا كلاما ما هو من كلام الإنس، و لا من كلام الجن، إن له لحلاوة، و إن عليه لطلاوة، و إن أعلاه لمثمر، و إن أسفله لمغدق، و أنه يعلو و ما يعلى. (1)
فإذا اعترف عتبة على موضعه من اللسان و موضعه من الفصاحة و البلاغة بأنه ما سمع مثل القرآن قط كان هذا القول مقرّا بإعجاز القرآن له و لضربائه من المتحققين بالفصاحة و القدرة على التكلم بجميع أجناس القول و أنواعه. (2)
الوجه الرابع: الأسلوب المخالف لجميع أساليب العرب (3).
الوجه الخامس: الجزالة التي لا تصح من مخلوق بحال، قال تعالى ق وَ الْقُرْآنِ الْمَجِيدِ [ق: 1- 2] و قال وَ الْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ [الزمر: 67]. (4)
يقول ابن الحصار: و هذه الثلاثة من النظم و الأسلوب و الجزالة لازمة كل سورة، بل هي لازمة كل آية، و بمجموع هذه الثلاثة يتميز مسموع كل
ص: 385
آية و كل سورة عن سائر كلام البشر، و بها وقع التحدي و التعجيز.
الوجه السادس: أن قارئه لا يكلّ و سامعه لا يمل، و إكثار تلاوته تزيده حلاوة في النفوس، و ميلا في القلوب. (1)
الوجه السابع: الإخبار عن الأمور التي تقدمت في أول الدنيا إلى وقت نزوله من أمّي ما كان يتلو من قبله من كتاب، و لا يخطّه بيمينه، كإخباره عن قصة أهل الكهف، و شأن موسى مع الخضر عليهما السلام، و حال ذي القرنين و غير ذلك من أخبار الغيب. (2)
الوجه الثامن: الإخبار عن المغيبات في المستقبل، و ما سيكون، (3) كقوله الم. غُلِبَتِ الرُّومُ. فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَ هُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ [الروم: 1- 2] و قوله تعالى وَ إِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّها لَكُمْ [الأنفال: 7]، و غيرها من الأخبار التي لا يمكن أن تكون إلا من عند اللّه، أو من عند من أوقفه عليها اللّه.
و هذان الوجهان عند ابن عطية هما معجزان لمن تقررت الشريعة
ص: 386
و نبوة محمد صلى اللّه عليه و سلم في نفسه (1).
الوجه التاسع: كونه جامعا لعلوم لم تكن فيهم آلاتها، و لا تتعاطى العرب الكلام فيها، و لا يحيط بها من علماء الأمم واحد، و لا يشمل عليها كتاب، ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْ ءٍ [الأنعام: 38]. (2)
الوجه العاشر: الوفاء بالوعد المدرك بالحس في العيان، في كل ما وعد اللّه سبحانه؛ و ينقسم إلى أخباره المطلقة كوعده بنصر رسوله صلى اللّه عليه و سلم، و أخبار مقيده كقوله وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ [الطلاق: 3]. (3)
الوجه الحادي عشر: ما تضمنه القرآن من العلم الذي هو قوام جميع الأنام، في الحلال و الحرام، و في سائر الأحكام، و ما أرشد إليه من مكارم الأخلاق. (4)
الوجه الثاني عشر: الحكم البالغة التي لم تجر العادة بأن تصدر مع
ص: 387
كثرتها من آدمي. (1)
الوجه الثالث عشر: التناسب في جميع ما تضمنه ظاهرا و باطنا من غير اختلاف، قال تعالى وَ لَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً [النساء: 82].
الوجه الرابع عشر: ما فيه من التعريف بالباري جل جلاله، و ذكر صفاته و أسمائه و ما يجوز عليه و ما يستحيل، و دعوة الخلق إلى عبادته و توحيده، و غير ذلك مما يوحي بأنه من لدن عليم خبير. (2) و يرى ابن عطية أن هذا الوجه يكون معجزا لمن قد آمن باللّه و تقررت الشريعة و نبوة محمد صلى اللّه عليه و سلم في نفسه.
الوجه الخامس عشر: كونه محفوظا من الزيادة و النقصان، محروسا عن التغيير و التبديل على طول الزمان. (3)
الوجه السادس عشر: تيسيره للحفظ. (4)
الوجه السابع عشر: عجز المخلوقين في زمان نزوله و بعد ذلك عن
ص: 388
الإتيان بمثله. (1)
و يرى ابن عطية أن الإعجاز و التحدي إنما وقع من جهة نظمه، و صحة معانيه، و توالي فصاحة ألفاظه، و وجه إعجازه: أن اللّه تعالى قد أحاط بكل شي ء علما، و أحاط بالكلام كله علما، فإذا ترتبت اللفظة من القرآن علم بإحاطته أي لفظة تصلح أن تلي الأولى، و تبين المعنى بعد المعنى. (2)
و يؤكد ابن عطية هذا المعنى بأن كفار العرب لم يمكنهم قط أن ينكروا أن رصف القرآن و نظمه و فصاحته متلقى من قبل محمد صلى اللّه عليه و سلم، فإذا تحدّيت إلى ذلك و عجزت فيه علم كل فصيح ضرورة أن هذا نبي يأتي بما ليس في مقدور البشر. (3)
فهذه وجوه عديدة من وجوه الإعجاز، يصح أن يكون كل واحد منها إعجازا، فإذا جمعها القرآن صار إعجازه من جميع الأوجه أبلغ في الإعجاز، و أبدع في الفصاحة و الإيجاز (4).ك.
ص: 389
و هذا القول قاله النظام و بعض القدرية، و مفاده أن اللّه تعالى منع العرب و غيرهم من معارضة القرآن، و صرفهم عند التحدي بمثله، فلم تحركهم أنفة التحدي، و صبروا على نقص العجز، فلم يعارضوه، و هم فصحاء العرب مع توفر دواعيهم على إبطاله، و بذل نفوسهم في قتاله.
و اختلف من قال بالصرفة على وجهين:
أحدهما: أنهم صرفوا عن القدرة عليه (1)، و لو تعرضوا لعجزوا عنه.
و الثاني: أنهم صرفوا عن التعرض له (2)، مع كونه في قدرتهم لو
ص: 390
تعرضوا له لجاز أن يقدروا عليه. (1)
و قد رد أهل العلم هذا القول، و بينوا فساده، و أن القائلين به هم من نقصان الفطرة الإنسانية في رتبة بعض النساء- كما يقول أبو حيان- حين رأت زوجها يطأ جارية فعاتبته، فأخبر أنه ما وطئها، فقالت له: إن كنت صادقا فاقرأ شيئا من القرآن، فأنشدها بيت شعر قاله، ذكر اللّه فيه و رسوله و كتابه، فصدقته، فلم ترزق من الذوق ما تفرق به بين كلام الخلق و كلام الحق. (2)
و من ذلك أن إجماع الأمة قبل حدوث المخالف أن القرآن هو المعجز، فإذا قلنا أن المنع و الصرفة هو المعجز لخرج القرآن عن أن يكون معجزا، و ذلك خلاف الإجماع، و من ذلك؛ علم أن نفس القرآن هو المعجز؛ لأن فصاحته و بلاغته أمر خارق للعادة. (3)
ص: 391
يقول ابن عطية: الصحيح أن القرآن لم يكن قط في قدرة أحد من المخلوقين، و يظهر لك قصور البشر في الفصيح منهم يضع خطبة أو قصيدة يستفرغ فيها جهده، ثم لا يزال ينقحها حولا كاملا ثم تعطى لآخر بعده فيأخذها بقريحة جامّة [نشطة]، فيبدل فيها و ينقح، ثم لا تزال بعد ذلك فيها مواضع للنظر و البدل، و كتاب اللّه تعالى لو نزعت منه لفظة، ثم أدير لسان العرب أن يوجد أحسن منها لم يوجد. (1)
ص: 392
ص: 393
الحمد للّه أولا و آخرا، و الشكر له ظاهرا و باطنا، دائما و أبدا، و الصلاة و السلام على من أرسله الله بالخير بشيرا، و على آله و صحبه و سلم تسليما كثيرا، و بعد:
فما سبق جولة في بطون العديد من المصنفات، استغرقت مني ما يقرب من نيف و ثلاث سنين، بذلت خلالها من الجهد ما اللّه به عليم، و لا شك أن هذه الجولة الطويلة في بطون المصنفات و المراجع، و العيش مع العلماء بمعايشة سيرتهم و تتبع أخبارهم، ثم تكرار النظر و إدامته في مقدمات تفاسير من شملتهم الفترة المقررة لهذا البحث من المفسرين، كل تلك الأمور جعلتني أخرج بنتائج عديدة و للّه الحمد، و ربما أعجز عن سردها هنا، و هي في أماكنها من البحث لا يعجز القارئ من الوقوف عليها، إذ العبارة المستخدمة تبين ذلك بيسر و وضوح، و أذكر من تلك النتائج ما يلي:
- إن نشأة العلوم الإسلامية كانت مواكبة للدعوة، على خلاف ما يذكره جل المصنفين من تأخره إلى القرنين الثاني و الثالث، فرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم منذ أن صدع بوحي اللّه تبارك و تعالى، و تحدث عن نزول الآيات، نشأ علم نزول الوحي، و علم أسباب النزول، نشأ علم صفة حال النبي صلى اللّه عليه و سلم حين نزول الوحي عليه، و غير ذلك من العلوم التي نشأت فيما بعد مواكبة
ص: 394
للدعوة.
- تمت الكتابة في جملة من علوم القرآن في عهد النبي صلى اللّه عليه و سلم، و سجل الصحابة كثيرا من الذي تلقفوه من في رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فيما يتعلق بالآية و نزولها و ترتيب الآيات و غير ذلك، و نقصد بالكتابة التسجيل من إملاء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أو إملاء أحد الصحابة.
أما تدوين تلك العلوم، أعني نقل تلك المعلومات المكتوبة من قبل الصحابة، و ترتيبها، فقد تأخر إلى القرن الثاني الهجري، و كذا التصنيف، و هو التدوين بعد إدخال عناصر جديدة.
- إن النصوص المنقولة إلينا تؤكد أن أول من استعمل مصطلح علوم القرآن هو الإمام الشافعي رحمه اللّه تعالى.
- إن الاهتمام بالتصنيف الموضوعي في علوم القرآن، و التأليف فيه، كان متقدما على التصنيف الموسوعي، و الذي نقصد به جمع الحديث عن أكثر من علم في تصنيف واحد، و كان أول من صنف فيه هو الحارث المحاسبي.
- إن التصنيف الموسوعي في علوم القرآن وصل إلى الذروة في العقد الثاني من القرن الثامن الهجري، و ذلك حين صنف السيوطي كتابيه التحبير و الإتقان.
- إن ثلة من أهل العلم المتخصصين في عصرنا الحالي استطاعوا أن
ص: 395
يقدموا بحوثا جادة في جملة من الموضوعات الهامة في علوم القرآن، و أن لأقسام الدراسات العليا في الجامعات المتخصصة دور كبير في تطوير هذا العلم و نمائه.
- إن مقدمات التفاسير احتوت مادة علمية قيمة، لم يعتمد منها المصنفون في علوم القرآن إلا القليل، كما أن تلك المقدمات قد احتوت آراء المفسرين في كثير من المسائل و الموضوعات و هي آراء من الأهمية بمكان، و رغم ذلك لم توضع للبحث و النقاش كما ينبغي.
- إن توزيع مادة المقدمات و نثرها حسب الموضوعات في هذا البحث وضح لنا نشأتها، و أظهر لنا تطور علوم القرآن و مباحثه عند المفسرين، و ذلك لأن المفسر قد ضمن مقدمته رأيه في بعض المسائل، فجاء اللاحق ليتابع السابق فيما قاله و أثبته، و ليستدرك عليه ما لم يقله مما هو مطلوب قوله، و هو أمر يسد حاجة القارئ و يغنيه من الرجوع إلى المقدمات نفسها.
- إن المفسرين تأثر بعضهم ببعضهم في ذكر الموضوعات التي تذكر في المقدمة، كما تأثروا في ذكر أدلة تلك الموضوعات المطروقة، و لهذا لم يتطور هذا الفن كثيرا بالمقارنة بالعلوم الأخرى.
- إن أكثر الموضوعات التي أولاها المفسرون اهتمامهم هي تلك الموضوعات المتعلقة بأصول التفسير، و أنواعه، و مراتب المفسرين، و جمع القرآن و تدوينه، مع الاهتمام الخاص بموضوع الأحرف السبعة التي أنزل القرآن عليها، و كذا فضائل القرآن.
ص: 396
- إن تفسير الأحرف السبعة التي أنزل القرآن عليها، بسبع قراءات قرآنية هو الأقرب و الأصح في اعتقادي، إذ هو الموافق للأحاديث و الآثار الواردة، كما أنه هو التفسير الذي يسلم من الاعتراضات التي ترد على غيره من التفسيرات.
و غير ذلك من النتائج التي لا يعدم الناظر في هذا البحث من الوقوف عليها.
و أخيرا يعلم اللّه أنني بذلت ما في وسعي من الوقت و الجهد لتقديم ما أرجو أن يكون حلقة في سلسلة هذا العلم النافع، و اجتهدت قدر معرفتي لتحقيق نتائج مرضية، و يبقى جهد البشر معرّضا للنقص و القصور، فأرجو اللّه أن يوفقني لتعديل ما قد جانبه الصواب، و أن يرشدني لتقديم الأفضل و الأحسن في المستقبل بعونه و منّه و فضله، و آخر دعوانا أن الحمد للّه رب العالمين، و صلى اللّه على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.
ص: 397
ص: 398
ص: 399
ص: 400
أُحْكِمَتْ آياتُهُ 2/ 107
إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ 2/ 113، 2/ 63
إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ 2/ 113
إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ 2/ 113
إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ 2/ 112
إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ 2/ 112
اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى 2/ 246
أَ رَأَيْتَ* 2/ 207
أَ رَأَيْتَ الَّذِي 2/ 112
أَرْسِلْهُ مَعَنا غَداً يَرْتَعْ وَ يَلْعَبْ 2/ 329
أَ فَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها 2/ 190، 2/ 232، 2/ 240
أَ فَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَ لَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً 2/ 342، 2/ 39، 2/ 43
اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ 2/ 112
اقرأ 1/ 105، 1/ 65، 2/ 57
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ 2/ 114
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ 1/ 103، 1/ 105، 2/ 112، 2/ 158
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ. اقْرَأْ وَ رَبُّكَ الْأَكْرَمُ 1/ 102
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ. اقْرَأْ وَ رَبُّكَ الْأَكْرَمُ. الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ. عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ 2/ 58
أُكُلُها دائِمٌ 2/ 152
الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ 1/ 65
ص: 401
الر كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ 2/ 107
أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ 1/ 385
اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ 2/ 183
الم* 2/ 147، 2/ 176
الم. غُلِبَتِ الرُّومُ. فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَ هُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ 2/ 386
أَ لَمْ نَشْرَحْ 2/ 112
أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ 2/ 112
أم القرآن 2/ 207
أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ 2/ 379
إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ 2/ 141
إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ 2/ 87
إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ 1/ 389
إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ 1/ 432، 2/ 220، 2/ 280
أَنَّ اللَّهَ بَرِي ءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَ رَسُولُهُ 2/ 265
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَ يُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ 2/ 70
إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وَ إِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ 2/ 106
إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَ قُرْآنَهُ 2/ 157
إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَ قُرْآنَهُ. فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ 1/ 33، 1/ 39، 2/ 158
إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ 2/ 362
إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَ أَقْوَمُ قِيلًا 2/ 322
إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى. صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَ مُوسى 1/ 65
إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ 2/ 112
ص: 402
إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللَّهُ وَ لا تَكُنْ لِلْخائِنِينَ خَصِيماً 2/ 228
إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ 2/ 364، 2/ 366
إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا 2/ 330
إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً. يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ 2/ 174
إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا 1/ 378
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ 1/ 440، 1/ 441، 1/ 450، 2/ 107، 2/ 155
أَ نُلْزِمُكُمُوها 2/ 147
إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ 1/ 31
أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلى تَخَوُّفٍ 2/ 333
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ. 1/ 40
بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ 2/ 365
بني إسرائيل 2/ 112
تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً 2/ 155
تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ 2/ 112
تِبْياناً لِكُلِّ شَيْ ءٍ وَ هُدىً وَ رَحْمَةً وَ بُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ 1/ 117
تِسْعٌ وَ تِسْعُونَ نَعْجَةً 2/ 339
جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا 2/ 336
حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ 2/ 105
حم عسق 2/ 112
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَ لَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً 2/ 155
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ 2/ 374
ص: 403
الْحَيُّ الْقَيُّومُ 1/ 405
الدخان 2/ 112
رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنا وَ بَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِ 2/ 333
رَبَّنا أَنْزِلْ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ تَكُونُ لَنا عِيداً لِأَوَّلِنا وَ آخِرِنا وَ آيَةً مِنْكَ 2/ 140
رَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا 2/ 338
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* 2/ 374
الرَّحْمنُ. عَلَّمَ الْقُرْآنَ 1/ 65
الرَّحِيمِ* 2/ 199
سَأَلَ سائِلٌ 2/ 112
سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى 2/ 112
السجدة 2/ 112
ص 2/ 150
صاد 2/ 112
طسم الشعراء 2/ 152
الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ 2/ 152
عبس 2/ 112
عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ 2/ 365
عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي فِي كِتابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَ لا يَنْسى 1/ 99
عَمَّ يَتَساءَلُونَ 2/ 112
فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ 2/ 156
فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ 2/ 192
فَإِذا قَرَأْناهُ 2/ 156
ص: 404
فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ 2/ 157، 2/ 158
فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ 2/ 382
فاطِرِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ* 2/ 332
فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْ ءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَ الرَّسُولِ 1/ 435، 2/ 234
فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ 2/ 80
فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ 1/ 31 علوم القرآن من خلال مقدمات التفاسير ج 2 405 فهرس الآيات القرآنية ..... ص : 399
فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ 2/ 363
فُرْقاناً 2/ 159
فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كانُوا صادِقِينَ 2/ 379
فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ 2/ 228
فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً وَ لا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً 1/ 423، 2/ 184
فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَ مِنْهُمْ مَنْ صَدَّ 2/ 152
ق 2/ 150
ق وَ الْقُرْآنِ الْمَجِيدِ 2/ 385
قاف 2/ 112
قُرْآناً عَرَبِيًّا* 1/ 280
قُرْآناً عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ 2/ 232
قُصِّيهِ 1/ 391، 2/ 276
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ 2/ 184
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ 2/ 184
ص: 405
قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَ الْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَ لَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً 2/ 103، 1/ 443
قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ 1/ 30
قُلْ هُوَ 2/ 105
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ 2/ 112، 2/ 183
قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ 2/ 112
قُمْ فَأَنْذِرْ 2/ 158
كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ 2/ 339
كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ 1/ 117
كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ 2/ 190، 2/ 193، 2/ 360
كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ وَ لِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ 2/ 239
كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ وَ لِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ 2/ 232، 2/ 240
كَذلِكَ حَقًّا عَلَيْنا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ 2/ 106
كِراماً كاتِبِينَ 1/ 65
كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَ إِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ 2/ 383
كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ 2/ 323
لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ 1/ 31
لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ 2/ 107، 2/ 217
لا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخاطِؤُنَ 2/ 108، 2/ 109
لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ 1/ 78
لِإِيلافِ قُرَيْشٍ 2/ 112
لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَ لا تَكْتُمُونَهُ 2/ 245، 2/ 45
ص: 406
لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ 1/ 323، 2/ 246
لَقالُوا لَوْ لا فُصِّلَتْ آياتُهُ ءَ أَعْجَمِيٌّ وَ عَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَ شِفاءٌ 2/ 365
لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ 2/ 61، 2/ 63، 2/ 94
لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ 2/ 78، 2/ 80
لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ. فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ 2/ 88، 2/ 92
لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونا 2/ 323
لَمْ يَكُنْ 2/ 113
لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ 1/ 419
لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ ءٌ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ 1/ 344
لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ 2/ 147
ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْ ءٍ 2/ 387
ما كُنْتَ تَعْلَمُها أَنْتَ وَ لا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هذا 2/ 261
مُدْهامَّتانِ 2/ 148
مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ* 1/ 40
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ 2/ 81، 2/ 86، 2/ 92، 2/ 93
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا 2/ 88، 2/ 92
ن 2/ 150
ن وَ الْقَلَمِ 2/ 112
ن وَ الْقَلَمِ وَ ما يَسْطُرُونَ 1/ 65
ص: 407
نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِما أَوْحَيْنا إِلَيْكَ هذَا الْقُرْآنَ وَ إِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغافِلِينَ 2/ 155
نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ 2/ 365
نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ. عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ. بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ 1/ 41
نُنْشِزُها 2/ 338
هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ 2/ 113
هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ 2/ 338
هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَ أُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَ ابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا وَ ما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ 2/ 224
وَ اتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ 2/ 61، 2/ 62
وَ اتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَ هُمْ لا يُظْلَمُونَ 2/ 110
وَ أَحْسَنَ تَفْسِيراً 2/ 211
وَ إِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَ لا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ وَ اشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلًا فَبِئْسَ ما يَشْتَرُونَ 2/ 43
وَ إِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّها لَكُمْ 2/ 386
وَ إِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً 2/ 192
وَ اعْبُدُوا اللَّهَ وَ لا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً 1/ 423، 2/ 184
وَ أَقْوَمُ* 2/ 322
وَ الْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ 2/ 385
وَ التِّينِ 2/ 112
وَ الصَّافَّاتِ 2/ 112
ص: 408
وَ الضُّحى 2/ 112
وَ الْعادِياتِ 2/ 112
وَ الْعَصْرِ 2/ 112
وَ الْفَجْرِ 2/ 112، 2/ 147
وَ اللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ 1/ 412
وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشى 2/ 112
وَ النَّجْمِ 2/ 112
وَ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ 2/ 228
وَ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ 2/ 223
وَ إِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعالَمِينَ 2/ 365
وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ 2/ 161
وَ أُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَ مَنْ بَلَغَ 1/ 3061، 2/ 219
وَ أَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَ لا تَخافِي وَ لا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَ جاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ 2/ 383
وَ تَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنى عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ بِما صَبَرُوا 2/ 148
وَ جاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِ 2/ 339
وَ رَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا 2/ 198، 2/ 360
وَ طَلْحٍ مَنْضُودٍ 2/ 339
وَ عَبَدَ الطَّاغُوتَ 2/ 329
وَ فاكِهَةً وَ أَبًّا 2/ 236، 2/ 237
وَ قُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً 1/ 33
وَ كَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍ 2/ 140
ص: 409
وَ لا طَعامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ 2/ 109
وَ لَقَدْ ضَرَبْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ 2/ 232
وَ لَقَدْ ضَرَبْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ. قُرْآناً عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ 2/ 239، 2/ 240
وَ لَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ 2/ 262
وَ لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً 2/ 152
وَ لَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ 2/ 382
وَ لَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً 2/ 388
وَ لْيَتَلَطَّفْ 2/ 152
وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ 2/ 365
وَ ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَ هُدىً وَ رَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ 2/ 223، 2/ 228، 2/ 365
وَ ما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَ ما يَنْبَغِي لَهُ 2/ 384
وَ ما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَ لا مُؤْمِنَةٍ 2/ 152
وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى. إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى 1/ 79
وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلى حَرْفٍ 2/ 150، 2/ 342
وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً 2/ 219
وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ 2/ 387
وَ مَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِما غَلَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ 2/ 99
وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ 2/ 148
وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ 2/ 64
وَ يَمْكُرُونَ وَ يَمْكُرُ اللَّهُ وَ اللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ 1/ 412
ص: 410
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا* 2/ 204
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ ذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا 2/ 61
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَدايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى 2/ 62
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَدايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَ لْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَ لا يَأْبَ كاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَما عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَ لْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُ 1/ 112
يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ 1/ 103، 2/ 158، 2/ 59، 2/ 60
يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ. قُمْ فَأَنْذِرْ. وَ رَبَّكَ فَكَبِّرْ. وَ ثِيابَكَ فَطَهِّرْ 1/ 103
يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ 2/ 112
يا أَيُّهَا النَّاسُ* 2/ 204
يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ 2/ 363
يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ 2/ 362
يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ 1/ 122
يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ 2/ 248
يس 2/ 112، 2/ 201
يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْئَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ اللَّهِ وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ 2/ 223
يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ 2/ 61، 2/ 62
يَوْمَ الْفُرْقانِ 2/ 159
ص: 411
ص: 412
ص: 413
ص: 414
آخر آية أنزلت على النبي صلى اللّه عليه و سلم آية الربا. 2/ 61
آخر ما نزل من القرآن: و اتّقوا يوما ترجعون فيه إلى اللّه ثمّ 2/ 110
أبو الدرداء، و معاذ بن جبل، و زيد بن ثابت، و أبو زيد. قال 2/ 67
اتقوا الحديث عني إلا ما علمتم، فمن كذب عليّ متعمدا فليتبوّأ 1/ 441
أجتهد برأيي. قال الراوي فضرب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في صدره و قال الحمد للّه 2/ 230
أحاكمك. 2/ 333
أحد عمومتي. 2/ 66
أحدثك عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و تحدثني عن صحيفتك 1/ 65
أحدثك عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و تحدثني عن صحيفتك. و هي المجلة 1/ 65
أحسن الناس صوتا من إذا قرأ رأيته يخشى اللّه تعالى 2/ 200
اختلفوا يومئذ في التابوت، فقال زيد (التابوة) و قال عبد اللّه بن 2/ 87
ادعوا زيدا .. فجاء و معه الدواة و اللوح أو الكتف، فقال اكتب 1/ 78
ادعوا زيدا 1/ 78
إذا اختلفتم أنتم و زيد في شي ء من القرآن فاكتبوه بلسان 2/ 85
إذا اختلفتم في شي ء فاجعلوه بلغة قريش. قال ابن شهاب 2/ 124
إذا شربتم فأسئروا.، و من ذلك قول أعشى بني ثعلبة يصف 2/ 138
إذا شربتم فأسئروا 2/ 138
إذا قلت في القرآن برأي أو بما لا أعلم 2/ 236
أرسل إليّ أبو بكر الصديق مقتل أهل اليمامة فإذا عمر بن 2/ 78
أرسله، اقرأ يا هشام. فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأها فقال 2/ 314
أسأل اللّه معافاته و مغفرته، و إنّ أمتي لا تطيق ذلك. ثم جاءه 2/ 317
أسأل اللّه معافاته و مغفرته، و إن أمتي لا تطيق ذلك. قال ثم 2/ 317
ص: 415
استزده. فقال على حرفين. حتى بلغ ستة أو سبعة أحرف، 2/ 318
استعمل عليّ ابن عباس على الحج، قال فخطب الناس خطبة 2/ 283
استعن بيمينك.، و أومأ بيده للخط.، أي بالكتابة 1/ 80
استعن بيمينك 1/ 80
أشراف أمتي حملة القرآن. 2/ 180
اعرضها عليّ 1/ 64
أعطاني ربي مكان التوراة السبع الطوال، و مكان الإنجيل 1/ 320
أعطوا أعينكم حظها من العبادة. قالوا يا رسول اللّه، و ما 2/ 193
أفعل ما لم يفعله رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم! فتراجعا في ذلك 2/ 77
أقرأ أمتي أبيّ بن كعب 2/ 98
أقرأ أمتي أبيّ بن كعب ..: و قال من سرّه أن يقرأ القرآن غضا 2/ 98
اقرأ. فقلت ما أنا بقارئ. فأخذني فغطّني الثالثة، ثم أرسلني 2/ 58
اقرأ. فقلت ما أنا بقارئ. فأخذني، فغطني الثالثة، ثم أرسلني فقال: اقرأ 1/ 103
اقرأ. فقلت ما أنا بقارئ. فأخذني فغطّني الثانية حتى بلغ مني 2/ 58
اقرأ. فقلت ما أنا بقارئ. فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم 1/ 103
اقرأ. فقلت ما أنا بقارئ. قال فأخذني فغطّني حتى بلغ مني 2/ 58
اقرأ. قال: ما أنا بقارئ. قال فأخذني فغطني حتى بلغ مني 1/ 103
اقرأ و ارتق، و رتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند 2/ 180
اقرأ يا عمر. فقرأت القراءة التي أقرأني. فقال رسول اللّه 2/ 314
أقرأني جبريل عليه السلام على حرف فراجعته فزادني، فلم أزل أستزيده 2/ 316
أقرأنيها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم. فقلت كذبت، فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد 2/ 314
اقرءوا القرآن بلحون العرب و أصواتها، و إياكم و لحون أهل 1/ 422
اقرءوا القرآن على حرف. فقال ميكائيل استزده. فقال على 2/ 318
ص: 416
اقرءوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرءوا 2/ 182
أقوم، أصوب، أهيأ، واحد 2/ 323
اكتب فو الذي نفسي بيده لا يخرج مني إلا حق .. بل إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان يملي 1/ 82
اكتب فو الذي نفسي بيده لا يخرج مني إلا حق 1/ 81
اكتب. قال حتى سأله عن التفسير كله. 2/ 286
اكتب لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ 1/ 78
اكتبوا لأبي فلان 1/ 80
اكتبوا لي من تلفظ بالإسلام من الناس 1/ 94
اكتبوه بالتاء (التابوت)، فإنه نزل بلسان قريش 2/ 124
اكتبوه (التابوت) فإنه بلسان قريش. 2/ 87
أكلها 2/ 152
ألا إنها ستكون فتنة. قلت ما المخرج منها يا رسول اللّه؟ قال 2/ 174
ألا إني أتيت القرآن و مثله معه. قال ابن كثير يعني السنة، فالسنة تنزل 2/ 229
ألا إني أوتيت الكتاب و مثله معه 1/ 79، 1/ 80
ألا أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب، 2/ 173
أ لا تعلّمين هذه رقية النّملة كما علّمتيها الكتابة. و كان من 1/ 73
أ لا تعلّمين هذه رقية النّملة كما علّمتيها الكتابة 1/ 72
إلا ما شاء اللّه. لما كان يدعو إليه من الإلحاد و الزندقة 2/ 169
إلا ما شاء اللّه 2/ 169
الذي يضرب من أول القرآن إلى آخره كلما حلّ ارتحل 2/ 178
اللّه أكبر، أو يأخذهم على تخوف، أي على تنقّص 2/ 333
اللّهم أخسئ الشيطان عنه يا أبيّ، أتاني آت من ربي فقال: إن 2/ 316
اللّهم اغفر لأمتي، اللّهم اغفر لأمتي، و أخّرت الثالثة ليوم 2/ 315
ص: 417
اللّهم علّمه الكتاب. و قال فيه: اللّهم فقهه في الدين. و حسبك 2/ 282
اللّهم فقهه في الدين. و حسبك من هذه دعوة 2/ 282
اللّهم فقّهه في الدين و علمه التأويل 1/ 501، 2/ 302
أ لم تر آيات أنزلت اللّيلة لم ير مثلهنّ قطّ؟ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ 2/ 184
أما إن نبيكم صلى اللّه عليه و سلم قال إن اللّه تعالى يرفع بهذا الكتاب أقواما و يضع به 2/ 172
أما إني قد سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول ألا إنها ستكون فتنة 2/ 174
أما بعد ألا أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي 2/ 173
أمرت أن أقرأ القرآن على سبعة أحرف 1/ 283، 2/ 350
إن أبي يتخوفني حقي. فقال عمر اللّه أكبر، أو يأخذهم على 2/ 333
أن أرسلي إلينا الصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك، فأرسلت 2/ 85
إن أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم باليمامة تهافتوا تهافت الفراش في 2/ 77
أن اقرأه على سبعة أحرف، و لك بكل ردة رددتها مسألة 2/ 315
إن اللّه تبارك و تعالى يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على سبعة أحرف، 2/ 317
إن اللّه تعالى يرفع بهذا الكتاب أقواما و يضع به آخرين. قال 2/ 172
إن اللّه يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف. قال 2/ 317
إن اللّه يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرف. فقال صلى اللّه عليه و سلم أسأل 2/ 317
إن اللّه يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرفين. قال أسأل 2/ 317
إن اللّه يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على سبعة أحرف، فأيّما 2/ 317
إن اللّه يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد. فقلت رب 2/ 316
إن اللّه يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد. فقلت: رب خفف عن 2/ 316
إن اللّه يأمرك أن تقرأ القرآن على سبعة أحرف، و لك بكل ردة مسألة 2/ 316
أن أول ما نزل سورة الْمُدَّثِّرُ 2/ 59
إن أول الناس يقضى عليه يوم القيامة رجل استشهد فأتي به 2/ 185
ص: 418
أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان، و كان يغازي أهل الشام 2/ 86
أن حذيفة بن اليمان قدم من غزوة كان غزاها بمرج إرمينية فلم 2/ 87
إن الحياء وقار. و إن من الحياء سكينة. فقال عمران أحدثك عن 1/ 65
إن الحياء وقار. و إن من الحياء سكينة. فقال عمران أحدثك عن رسول اللّه 1/ 65
إنّ الرجل الذي ليس في جوفه شي ء من القرآن كالبيت الخرب 2/ 178
أن زيد بن ثابت فقد آية الأحزاب: من المؤمنين رجال 2/ 92
إن عبد اللّه يقرأ غضا كما أنزل 2/ 72
أن عليا رضي اللّه عنه كتب في مصحفه الناسخ و المنسوخ و أن ابن سيرين 1/ 134
إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحرّ يوم اليمامة بقراء 2/ 78
إن القتل قد استحرّ يوم اليمامة بقراء القرآن، و إني أخشى إن 2/ 78
إن القرآن أنزل على سبعة أحرف، فلا تماروا في القرآن، فإن 2/ 319
إن لكل حرف منه حدا 2/ 358
إن من الحياء سكينة. فقال عمران أحدثك عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم 1/ 65
إن هذا قد دعاني إلى أمر فأبيت عليه، و أنت كاتب الوحي 2/ 77
إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرءوا ما تيسر منه 1/ 380، 1/ 438، 2/ 314
إن هذا القرآن مأدبة اللّه فتعلموا من مأدبته ما استطعتم، إن 2/ 176
إن هذا القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف، نهي و أمر، 2/ 341
إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه، و دخل آخر فقرأ قراءة سوى 2/ 315
إن هذا الكلام حسن، و الذي معي أفضل من هذا، قرآن أنزله 1/ 64
إنّ هذين 2/ 106
أن هوّن على أمتي. فرد إلي الثالثة أن اقرأه على سبعة أحرف، 2/ 315
أنا خاتم الأنبياء، لا نبي بعدي 2/ 169
ص: 419
أنا خاتم الأنبياء، لا نبي بعدي .. فزاد الراوي إلا ما شاء اللّه. لما 2/ 169
أنتم عندي تختلفون فيه و تلحنون، فمن نأى عني من أهل الأمصار أشد 2/ 84
أنزل القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ في ليلة القدر إلى 2/ 53، 2/ 55
أنزل القرآن على سبعة أحرف .. إنما هو أنه أنزل على الأوجه 2/ 344
أنزل القرآن على سبعة أحرف، فالمراء في القرآن كفر- ثلاث 2/ 319
أنزل القرآن على سبعة أحرف 2/ 330، 2/ 344
أنزل القرآن. من سبعة أبواب الجنة 1/ 283
إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، و قد كنت تكتب الوحي 2/ 78
إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقّلة، إن عاهد 2/ 188
إنه كان يعلم تفسير قوله تعالى: إنّ الّذي فرض عليك القرآن 1/ 426، 2/ 280
إني جاورت بحراء، فلما قضيت جواري هبطت الوادي 1/ 104
إني قد خلّفت فيكم شيئين لن تضلوا أبدا ما أخذتم بهما، 2/ 172
إني قد سمعت إلى القراء فوجدتهم متقاربين، فاقرءوا كما 2/ 322
إني قد صنعت كذا و كذا و محوت ما عندي فامحوا ما 2/ 97
إني قد صنعت كذا و كذا، و محوت ما عندي، فامحوا ما عندكم 2/ 84، 2/ 97
إني لا آمن يهودا على كتابي .. فلم يمر بي نصف شهر حتى 1/ 70
إني لا آمن يهودا على كتابي 1/ 70
إني لأستحي ألا أنظر كل يوم في عهد ربي. و من ذلك أن يقرأ 2/ 193
إني مدخل معك رجلا لبيبا فصيحا، فما اجتمعتما عليه 2/ 87
أو قد برئ اللّه من رسوله؟ فإن يكن اللّه برئ من رسوله فأنا 2/ 265
أو قد فعلوها؟ قلت نعم. قال أما إني قد سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم 2/ 174
أول ما بدئ به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من الوحي الرؤيا الصالحة في 1/ 103، 2/ 58
أيّ أرض تقلّني، و أيّ سماء تظلّني إذا قلت في القرآن بما لا 2/ 236
ص: 420
أي سماء تظلني، و أي أرض تقلني، و أين أذهب، و كيف 1/ 430
أي القراءتين تقرأ؟ قلت القراءة الأولى، قراءة ابن أمّ عبد؛ فقال 2/ 72
بئس ما لأحدهم أن يقول نسيت آية كيت و كيت، بل هو نسّى، 2/ 189
بسنة رسول اللّه. قال فإن لم تجد؟ قال أجتهد برأيي. قال الراوي فضرب 2/ 230
بكتاب اللّه. قال فإن لم تجد؟ قال بسنة رسول اللّه. قال فإن لم تجد؟ قال 2/ 230
بل هي القراءة الآخرة، إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان يعرض القرآن 2/ 72
بلّغوا عني و لو آية، و حدثوا عن بني إسرائيل و لا 1/ 495
بلغوا عني و لو آية، و حدثوا عن بني إسرائيل و لا حرج 2/ 44
بلغوا عني و لو آية،: و حدّثوا عن بني إسرائيل و لا حرج،: و من كذب 2/ 231
بم تحكم؟ قال بكتاب اللّه. قال فإن لم تجد؟ قال بسنة رسول 2/ 230
(التابوت). 2/ 87
(التابوت). فرفع اختلافهم إلى عثمان فقال اكتبوه بالتاء 2/ 124
(التابوت). فرفع اختلافهم إلى عثمان فقال اكتبوه (التابوت) 2/ 87
(التابوت)، فرفعنا ذلك إلى عثمان فكتب (التابوت) 2/ 87
(التابوة)، و قال أبان بن سعيد (التابوت)، فرفعنا ذلك إلى 2/ 87
(التابوة). و قال ابن الزبير و سعيد بن العاص (التابوت). فرفع 2/ 124
(التابوة) و قال عبد اللّه بن الزبير و سعيد بن العاص 2/ 87
تعال أفاتحك. أي أحاكمك 2/ 333
تعاهدوا هذا القرآن، فو الّذي نفس محمد بيده لهو أشدّ تفلّتا من 2/ 188
تعلّمت العلم و علّمته و قرأت فيك القرآن. قال كذبت، و لكنك تعلّمت 2/ 185
تعمل بما أمرك اللّه به، و تطلب به غيره، و اتقوا الرياء فإنه 1/ 423
تلقيتها من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فسألا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عنها فقال رسول 2/ 319
تلقّيتها من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم. و قال الآخر تلقيتها من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، 2/ 319
ص: 421
ثم أتاه الثانية فقال إن اللّه يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على 2/ 317
ثم ضرب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على ركبتي فقال: يا أبا هريرة أولئك الثلاثة أوّل 2/ 185
جعلت فداءك، تصف جابرا بالعلم و أنت أنت؟! فيقول كرم 1/ 426
جعلت فداك تصف جابرا بالعلم و أنت أنت؟ فقال إنه كان 2/ 280
جمع القرآن على عهد النبي صلى اللّه عليه و سلم أربعة، كلّهم من الأنصار معاذ 2/ 66
الحال المرتحل. قال: و ما الحال المرتحل؟ قال: الذي يضرب من أول القرآن 2/ 178
حتى سأله عن التفسير كله 2/ 286
حتى كفر بعضهم بقراءة بعض، فبلغ ذلك عثمان بن عفان، فقام خطيبا 2/ 84
حتى وجدت من سورة التوبة آيتين مع خزيمة الأنصاري، لم 1/ 436
حدثنا الذين كانوا يقرءوننا القرآن- كعثمان بن عفان 1/ 104
حرّاق المصاحف، فو اللّه ما حرقها إلا على ملأ من أصحاب 2/ 97
الحمد للّه الذي وفق رسول رسول اللّه لما يرضي رسول اللّه 2/ 230
الحمد للّه رب العالمين، ثم يقف، الرحمن الرحيم، ثم 1/ 478
الحياء لا يأتي إلا بخير .. فقال بشير مكتوب في الحكمة إن الحياء 1/ 65
الحياء لا يأتي إلا بخير 1/ 65
خذوا القرآن من أربعة من ابن أمّ عبد- فبدأ به- 2/ 68
خذوا القرآن من أربعة من ابن أمّ عبد- فبدأ به- الحديث 2/ 68
خذوا القرآن من أربعة من ابن مسعود، و أبيّ بن كعب، و معاذ 2/ 68
خيركم من تعلم القرآن و علّمه. و في رواية زيادة فإن اللّه يرفع 2/ 177
دثروني دثروني، و صبوا عليّ ماء باردا، فأنزل عليّ: يا أيّها 1/ 104
دعا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بأديم و علي بن أبي طالب عنده، فلم يزل 1/ 82
ذلك صريح الإيمان 1/ 434
الرأي رأيك يا أمير المؤمنين؛: فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا 2/ 85
ص: 422
الرأي عندي أن يجتمع الناس على قراءة، فإنكم إذا اختلفتم 2/ 85
رأيت مجاهدا يسأل ابن عباس عن تفسير القرآن و معه ألواحه 2/ 286
رب خفف عن أمتي. ثم أتاني الثالثة فقال مثل ذلك، و قلت مثله. ثم 2/ 316
رب خفّف عني. ثم أتاني الثانية فقال إن اللّه يأمرك أن تقرأ القرآن على 2/ 316
زملوني، زمّلوني، فدثروني، فأنزل اللّه تعالى يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ 2/ 59
زملوني زملوني. فزملوه حتى ذهب عنه 1/ 103
زملوني، فزملوه حتى ذهب عنه ما يجد من الروع. 2/ 58
سبحان اللّه و بحمده، سبحان اللّه العظيم 2/ 148
سبعة أبواب الجنة 1/ 283
سلوني عن كتاب اللّه، فو اللّه ما من آية إلا و أنا أعلم أ بليل 2/ 281
صاحب القرآن يضرب من أوله حتى يبلع آخره، ثم يضرب في 2/ 196
صدقت ربنا و بلّغت رسلك، و من الآداب أن يجمع أهله إذا 2/ 197
ضعوا هذه السورة موضع كذا و كذا من القرآن 2/ 120
طلبنا هذا الأمر و ليس لنا فيه نية ثم جاءت النية 2/ 187
عرضت عليّ أجور أمّتي حتى القذاة يخرجها الرجل من 2/ 189
عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات من فاتحته 2/ 286
العقل و فكاك الأسير، و لا يقتل مسلم بكافر 1/ 82
على حرفين. حتى بلغ ستة أو سبعة أحرف، فقال كلها شاف 2/ 318
عليك بالحالّ المرتحل، قيل و ما الحالّ المرتحل؟ قال صاحب 2/ 196
غزوت مرج إرمينية فحضرها أهل العراق و أهل الشام، فإذا 2/ 87
غفور رحيم، سميع عليم، أو عليم حكيم، ما لم تختم عذابا 2/ 346
فأتاه جبريل فقال إن اللّه يأمرك أن تقرأ أمّتك القرآن على 2/ 317
فاختلفوا يومئذ في (التابوت) فقال زيد (التابوة). و قال ابن 2/ 124
ص: 423
فأخذني فغطّني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال اقرأ. 2/ 58
فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال اقرأ. فقلت ما أنا 1/ 101
فأصدق و أكون 2/ 106
فاقتص أبو بكر قول عمر، و عمر ساكت، فنفرت من ذلك 2/ 77
فأقرأه رجل (براءة) فقال: أنّ اللّه بري ء من المشركين 2/ 265
فاقرءوا ما تيسر منه 1/ 375، 1/ 432
فالقوا اللّه بالمصاحف 2/ 99
فأمرني أبو بكر، فكتبته في قطع الأدم و كسر الأكتاف و العسب 2/ 77
فأمرني عثمان بن عفان أن أكتب له مصحفا، و قال إني 2/ 87
فإن اللّه يرفع بهذا القرآن أقواما و يضع آخرين 2/ 177
فإن لم تجد؟ قال أجتهد برأيي. قال الراوي فضرب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم 2/ 230
فإن لم تجد؟ قال بسنة رسول اللّه. قال فإن لم تجد؟ قال أجتهد برأيي 2/ 230
فبينا أنا أمشي سمعت صوتا من السماء فرفعت رأسي، فإذا 2/ 59
فتعلمنا القرآن و العلم و العمل جميعا 1/ 104
فخطب الناس خطبة لو سمعها الترك و الروم لأسلموا، ثم قرأ 2/ 283
فذهبنا ننظر، فقلنا: لا شي ء و اللّه! و ما علينا في ذلك 2/ 77
فربما اختلفوا في الآية فيذكرون الرجل قد تلقاها من رسول اللّه 2/ 84
فرجع بها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت خويلد- 1/ 102
فرق اللّه تنزيل القرآن فكان بين أوله و آخره عشرون سنة 2/ 56
فسر آيا بعدد علّمه إياهنّ جبريل 1/ 292
فضرب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في صدره و قال الحمد للّه الذي وفق رسول رسول 2/ 230
فضرب في صدري و قال و اللّه! ليهنك العلم يا أبا المنذر 2/ 183
فطلبت ذلك الكتاب، و كتبت فيه إلى المدينة فلم أقدر 1/ 121
ص: 424
فقال إن اللّه يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على سبعة أحرف، 2/ 317
فقال جبريل للنبي عليه السلام يا محمد ضعها في رأس 2/ 110
فقدت آية من سورة الأحزاب ... إلى قوله فوجدتها مع 2/ 94
فقدت آية من سورة الأحزاب حين نسخت المصحف قد كنت 2/ 81، 2/ 87
فقدت آية من سورة الأحزاب كنت أسمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقرؤها 2/ 93
فقلت (التابوة)، و قال أبان بن سعيد (التابوت)، فرفعنا ذلك 2/ 87
فلا أعلمه إلا قال- حتى كفر بعضهم بقراءة بعض، فبلغ ذلك 2/ 84
فلم أجد فيه هاتين الآيتين: لقد جاءكم رسول من 2/ 97
فلما بلغنا إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ 2/ 87
فليس له اليوم هاهنا حميم، و ليس له شراب إلا من غسلين من 2/ 109
فليس له اليوم هاهنا حميم، و ليس له شراب إلا من غسلين، من 2/ 108
فما عملت فيها؟ قال تعلّمت العلم و علّمته و قرأت فيك القرآن. قال 2/ 185
فو اللّه لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل عليّ مما 2/ 78
فوجدت آخر سورة براءة مع خزيمة بن ثابت: لقد جاءكم 2/ 80
فوجدتها مع خزيمة 2/ 94
في القرآن برأي أو بما لا أعلم 2/ 236
قال جبريل: اقرءوا القرآن على حرف. فقال ميكائيل استزده 2/ 318
قال رجل: يا رسول اللّه صلى اللّه عليك و سلم،: أي الأعمال أحب 2/ 178
قال زيد فقلت (التابوة)، و قال أبان بن سعيد 2/ 87
قام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى (خما) بين مكة 2/ 173
قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و لم يكن القرآن جمع و إنما كان في الكرانيف 2/ 75
قدم إعرابي في زمان النبي صلى اللّه عليه و سلم قال فأقرأه رجل (براءة) فقال 2/ 265
القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرءوا ما تيسر منه 1/ 375
ص: 425
القرآن ذلول ذو وجوه فاحملوه على أحسن وجوهه 1/ 324
القراءة الأولى، قراءة ابن أمّ عبد؛ فقال بل هي القراءة الآخرة، 2/ 72
قراءتي خير من قراءتك، و قراءتي أفضل من قراءتك، و هذا 2/ 85
قرأت من في رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم اثنتين و سبعين سورة- أو ثلاثا 2/ 70
قلت اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ* 2/ 183
قلت لأنس من أبو زيد؟ قال أحد عمومتي 2/ 66
قلت لأيوب ما معنى قول أبي الدرداء- رضي اللّه عنه- 2/ 238
قيّدوا العلم بالكتاب .. اكتبوا لأبي فلان ..، و روي أن رجلا 1/ 80
قيّدوا العلم بالكتاب 1/ 80
كان الرجل منا إذا تعلّم عشر آيات لم يجاوزهنّ حتى يعرف معانيهنّ، 2/ 279
كان يعرض القرآن على جبريل عليه السلام في كل عام مرة في 2/ 118
كان يمد مدا 1/ 419
كان يمدّ مدّا، إذا قرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* يمد: بسم 2/ 199
كان يملي الكتب إلى الملوك و في المصالحة و قد أملى على علي 1/ 81
كتاب اللّه، فيه نبأ ما قبلكم، و خبر ما بعدكم، و حكم ما بينكم، 2/ 174
كتاب اللّه فيه الهدى و النور من استمسك به و أخذ به كان على 2/ 173
كذبت، فإن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قد أقرأنيها على غير ما قرأت. 2/ 314
كذبت، و لكنك تعلّمت العلم ليقال عالم، و قرأت القرآن ليقال قارئ، 2/ 185
كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى 2/ 148
كلها شاف كاف، ما لم تختم آية عذاب برحمة، أو آية رحمة 2/ 318
كنا نطلب العلم للدنيا فجّرنا إلى الآخرة. و قال سفيان الثوري 2/ 187
كنا نطلب العلم للدنيا، فجّرنا إلى الآخرة 1/ 425
كنت في المسجد فدخل رجل يصلي فقرأ قراءة أنكرتها عليه، 2/ 315
ص: 426
كنت فيمن يملي عليهم، قال فربما اختلفوا في الآية فيذكرون الرجل 2/ 84
كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم؟! قال هو و الله 2/ 78
كيف نفعل شيئا لم يفعله رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم؟! قال عمر: هذا و اللّه 2/ 78
لا أعلمه إلا عن أبي هريرة، أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: أنزل القرآن 2/ 319
لا أقول في القرآن شيئا 2/ 237
لا إله إلا اللّه، و التي ذكرها جعفر بن محمد الطيالسي، عن 2/ 170
لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان يفر من البيت الذي يقرأ 2/ 182
لا تخادع اللّه، فإنه من يخادع اللّه يخدعه اللّه، و نفسه يخدع لو 1/ 423
لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم 2/ 258
لا تفقه كل الفقه حتى ترى للقرآن وجوها كثيرة، قال حماد 2/ 238
لا تقرأه حتى تبلغ مكان كذا و كذا. فلما بلغ ذلك المكان قرأه 1/ 93
لا تكتبوا عني، و من كتب عني غير القرآن فليمحه، و حدثوا عني 1/ 87
لا شي ء و اللّه! و ما علينا في ذلك شي ء! 2/ 77
لا يقول أحدكم نسيت آية كذا و كذا بل هو نسّى 2/ 189
لقد أدركت فقهاء المدينة، و إنهم ليغلظون القول في التفسير، 2/ 237
لمّا قتل أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم باليمامة دخل عمر بن الخطاب 2/ 77
لما كان في خلافة عثمان، جعل المعلّم يعلّم قراءة الرجل، 2/ 84
لما نسخت الصحف فقدت آية من سورة الأحزاب كنت أسمع 2/ 92
لو أنّ حملة القرآن أخذوه بحقه و ما ينبغي لأحبهم اللّه، و لكن 2/ 186
لو سمعت هذا الديلم لأسلمت 2/ 241، 2/ 284
لو كان القرآن في إهاب ما مسته النار. قال البغوي قيل معناه 2/ 181
لو كنت الوالي وقت عثمان لفعلت في المصاحف مثل الذي فعل عثمان 2/ 97
ليسجننه عتى حين 2/ 337
ص: 427
ما أنا بقارئ. فأخذني فغطّني الثالثة ثم أرسلني فقال: اقرأ 2/ 58
ما أنا بقارئ. فأخذني، فغطني الثالثة، ثم أرسلني فقال: اقرأ باسم ربّك 1/ 103
ما أنا بقارئ. فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم 1/ 103، 2/ 58
ما أنا بقارئ. قال فأخذني فغطّني حتى بلغ مني الجهد، ثم 2/ 58
ما أنا بقارئ. قال فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال 1/ 103
ما أنا بقارئ. كان للرسول صلى اللّه عليه و سلم تفسير لكلام جبريل مختلف عن 1/ 105
ما ترون في المصاحف؟ فإن الناس قد اختلفوا في القراءة حتى 2/ 85
ما الرأي عندك يا أمير المؤمنين؟ قال: الرأي عندي أن يجتمع الناس على 2/ 85
ما عندنا غير هذه الصحيفة، أو فهم يؤتاه الرجل في كتابه 2/ 242
ما كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يفسر شيئا من القرآن إلا آيا بعدد علمهن 2/ 242
ما كان عبد اللّه يصنع بسورة الأعراف؟ فقال ما كان يعلمها 2/ 70
ما كان النبي صلى اللّه عليه و سلم يفسر شيئا من القرآن إلا آيا تعد علمهن إياه 2/ 46
ما كان يعلمها حتى قدم الكوفة؛ قال و قد قال بعض أهل العلم 2/ 70
ما كنت أدري معنى قوله: ربّنا افتح بيننا و بين قومنا 2/ 333
ما المخرج منها يا رسول اللّه؟ قال كتاب اللّه، فيه نبأ ما قبلكم، 2/ 174
ما من امرئ يقرأ القرآن ثم ينساه إلا لقي اللّه تعالى يوم 2/ 189
ما من قلب مؤمن إلا و هو بين إصبعين من أصابع رب 1/ 349
ما نزل من القرآن من آية إلا لها ظهر و بطن، و لكل حرف حدّ، 1/ 330، 2/ 358
مات أبو زيد و لم يترك عقبا، و كان بدريا 2/ 67
مات عبد اللّه بن مسعود قبل أن يتعلم المعوّذتين 2/ 70
مات النبي صلى اللّه عليه و سلم و لم يجمع القرآن غير أربعة أبو الدرداء، و معاذ بن 2/ 67
مثل الذين يقرءون القرآن و هم لا يعلمون من تفسيره، كمثل قوم جاءهم 2/ 220
مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجّة طعمها طيب 2/ 175
ص: 428
مثل الماهر بالقرآن مثل السفرة الكرام البررة،: و مثل الذي يقرؤه 2/ 177
مجلة لقمان- يعني حكمة لقمان- فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم اعرضها 1/ 64
مررت في المسجد فإذا الناس يخوضون في الأحاديث، فدخلت على علي 2/ 174
معاذ بن جبل، و أبيّ بن كعب، و زيد بن ثابت، و أبو زيد. قال 2/ 66
مكتوب في الحكمة إن الحياء وقار. و إن من الحياء سكينة. فقال 1/ 65
مكتوب في الحكمة إن الحياء وقار. و إن من الحياء سكينة. فقال عمران أحدثك عن رسول اللّه 1/ 65
مكثت سنتين أريد أن أسأل عمر بن الخطاب عن المرأتين اللتين 2/ 283
من ابن أمّ عبد- فبدأ به- ... الحديث 2/ 68
من ابن مسعود، و أبيّ بن كعب، و معاذ بن جبل، و سالم مولى 2/ 68
من أبو زيد؟ قال أحد عمومتي 2/ 66
من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرؤها؟ قال أقرأنيها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم 2/ 314
من تعلم علما مما يبتغى به وجه اللّه لا يتعلمه إلا ليصيب به 2/ 185
من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ 1/ 385
من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم الدجال 2/ 183
من حمل القرآن و قرأه لم تمسه النار يوم القيامة 2/ 181
من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من 2/ 45
من سئل عن علم فكتمه ألجمه اللّه بلجام من نار يوم 1/ 70
من سرّه أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأ بقراءة ابن أم 2/ 98
من سرّه أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأ بقراءة ابن أم عبد 2/ 98
من سلك طريقا يطلب به علما سهل اللّه له طريقا إلى 1/ 69
من عين تجري من تحت الجحيم 2/ 109
من قال به صدق، و من عمل به أجر، و من حكم به عدل، 2/ 174
ص: 429
من قال في القرآن برأيه- أو بما لا يعلم- فليتبوأ مقعده من 2/ 235
من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ 1/ 287، 1/ 321، 2/ 245، 2/ 236، 2/ 246
من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار 2/ 234، 2/ 247
من قرأ حرفا من كتاب اللّه فله حسنة، و الحسنة بعشر أمثالها، لا أقول 2/ 176
من قرأ القرآن فليسأل اللّه عزّ و جلّ به، فإنه سيجي ء أقوام يقرءون 2/ 186
من قرأ القرآن و تلاه و حفظه أدخله اللّه الجنة و شفّعه في عشرة 2/ 179
من كان منكم متأسيا فليتأس بأصحاب رسول اللّه، فإنهم 2/ 97
من هذا الذي يقرأ القرآن؟ فقيل له هذا عبد اللّه بن أم عبد؛ 2/ 72
نحن ورثناه- أي أبا زيد- و في رواية قال مات أبو زيد و لم 2/ 67
نزل جبريل بالقرآن جملة واحدة ليلة القدر [...] النجوم من 2/ 53
نزلت الصحف في أول يوم من شهر رمضان، و نزلت التوراة 2/ 52
نزول القرآن على سبعة أحرف 1/ 432
نضّر اللّه امرأ سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلّغه، فربّ حامل 1/ 69
النظر في المصحف و التفكر فيه و الاعتبار عند عجائبه 2/ 193
نعم ترجمان القرآن ابن عباس 2/ 284
نعم. قال أما إني قد سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول ألا إنها ستكون 2/ 174
نفعل ما لم يفعل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم! إلى أن قال عمر كلمته: و ما 2/ 77
ننشرها 2/ 338
هذا عبد اللّه بن أمّ عبد؛ فقال إن عبد اللّه يقرأ غضا كما أنزل 2/ 72
هذا و اللّه خير 2/ 78
هكذا أنزلت. ثم قال النبي صلى اللّه عليه و سلم اقرأ يا عمر. فقرأت القراءة التي 2/ 314
هكذا أنزلت. ثم قال النبي صلى اللّه عليه و سلم إن هذا القرآن أنزل على سبعة 2/ 314
ص: 430
هل خصكم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بشي ء؟ فقال ما عندنا غير هذه 2/ 242
هلمّ و تعال 2/ 318، 2/ 322
هو أن ترى له وجوها فتهاب الإقدام عليها. فقال هو ذاك، هو 2/ 238
هو ذاك، هو ذاك 2/ 238
هو و اللّه خير 2/ 78
و اللّه! ليهنك العلم يا أبا المنذر 2/ 183 علوم القرآن من خلال مقدمات التفاسير ج 2 431 فهرس الأحاديث و الآثار ..... ص : 413
أمر- أي عثمان- بما سوى ذلك من القرآن أن 2/ 97
و أمر- أي عثمان- بما سوى ذلك من القرآن أن يحرق 2/ 97
و إن تغفر لهم فإنك أنت الغفور الرحيم 2/ 106
و إن لكل حد من ذلك مطلعا 2/ 360
و إن لكل حرف منها ظهرا و بطنا 2/ 359
و أهل بيتي، أذكركم اللّه في أهل بيتي. و زاد في رواية كتاب اللّه 2/ 173
و بشر عبادي الذين 2/ 106
و تعلّم عبد اللّه بقية القرآن من مجمّع بن جارية الأنصاري 2/ 70
وجدت من سورة التوبة آيتين مع خزيمة الأنصاري 2/ 79
و رجل تعلّم العلم و علّمه، و قرأ القرآن فأتي به فعرّفه نعمه 2/ 185
و قال من سرّه أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأ بقراءة ابن 2/ 98
و قد قال بعض أهل العلم مات عبد اللّه بن مسعود قبل أن 2/ 70
و قد وجدتموه؟ 1/ 434
و لو أن لي ما في الأرض من صفراء و بيضاء لافتديت به من 2/ 360
و ما الذي معك؟ 1/ 64
و ما الذي معك؟. قال مجلة لقمان- يعني حكمة لقمان- فقال 1/ 64
و ما الحال المرتحل؟ قال: الذي يضرب من أول القرآن إلى 2/ 178
ص: 431
و ما الحالّ المرتحل؟ قال صاحب القرآن يضرب من أوله حتى 2/ 196
و ما ذاك؟ قال غزوت مرج إرمينية فحضرها أهل العراق و أهل 2/ 87
و ما عليكما لو فعلتما ذلك؟ 2/ 77
و ما عليكما لو فعلتما ذلك؟. قال فذهبنا ننظر، فقلنا: لا 2/ 77
و من قال برأيه فأخطأ فقد كفر 2/ 236
و نوائب الدهر 2/ 104
و وجدها مع خزيمة بن ثابت، و أنه فقد في نفس الجمع آية 2/ 92
يا أبا حمزة، إنما هي وَ أَقْوَمُ*. فقال أقوم، أصوب، أهيأ، 2/ 323
يا أبا المنذر أ تدري أيّ آية من كتاب اللّه معك أعظم؟ قال قلت 2/ 183
يا أبي! أرسل إليّ أن اقرأ القرآن على حرف واحد. فرددت إليه 2/ 315
يا أبيّ، إني أقرئت القرآن على حرف أو حرفين، ثم زادني 2/ 346
يا أمير المؤمنين أدرك الناس! فقال عثمان و ما ذاك؟ قال 2/ 87
يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب 2/ 86
يا أمير المؤمنين أ لا ترى أن الناس قد خاضوا في الأحاديث؟ 2/ 174
يا أهل العراق، اكتموا المصاحف التي عندكم، و غلّوها فإن اللّه 2/ 99
يا أيها الناس، قد بيّن اللّه لكم في محكم كتابه ما أحل لكم، و ما 2/ 219
يا جبريل إني بعثت إلى أمة أمّيين منهم العجوز و الشيخ الكبير، 2/ 318
يا رب ... الحديث 2/ 316
يا رسول اللّه إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف 2/ 314
يا رسول اللّه صلى اللّه عليك و سلم،: أي الأعمال أحب إلى اللّه؟ قال: 2/ 178
يا رسول اللّه، و كيف يخادع اللّه؟ قال تعمل بما أمرك اللّه به، 1/ 423
يا رسول اللّه، و ما حظها من العبادة؟ قال: النظر في المصحف 2/ 193
يا كافر، يا خاسر، يا غادر، يا فاجر، ضلّ عملك، و بطل 1/ 423
ص: 432
يا كافر، يا خاسر، يا غادر، يا فاجر، ضلّ عملك، و بطل أجرك، فلا خلاق 2/ 429
يا محمد إن القرآن أنزل على سبع أحرف 2/ 318
يا محمد ضعها في رأس ثمانين و مائتين من البقرة 2/ 110
يا معشر المسلمين أعزل عن نسخ المصاحف و يتولاه رجل، 2/ 99
يا معشر الناس اتقوا اللّه! و إياكم و الغلو في عثمان، و قولكم 2/ 97
يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف 2/ 289
يقال لصاحب القرآن اقرأ و ارتق، و رتل كما كنت ترتل في 2/ 180
ص: 433
ص: 434
ص: 435
ص: 436
أبان بن تغلب الكوفي 1/ 141
إبراهيم بن إسحاق الحربي 1/ 183
إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع بن يزيد الأنصاري 2/ 80
إبراهيم بن السري بن سهل 1/ 37
إبراهيم بن محمد بن إبراهيم السفاقسي 1/ 211
إبراهيم بن محمد بن أبي بكر بن علي المعروف بابن أبي شريف المقدسي 1/ 228
إبراهيم بن محمد بن عرفة العتكي، المشهور بنفطويه 1/ 195
إبراهيم بن يزيد بن قيس النخعي 2/ 131
إبراهيم الكجي الكشي 1/ 195
أبو بكر بن عيّاش بن سالم الأسدي 2/ 110
أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي 2/ 321
أبو حذيفة 1/ 62
أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن عبد الكريم الشيباني الجزري، المعروف بابن الأثير 1/ 274
أبو شاة اليماني 1/ 80
أبو عمرو زبان بن العلاء المازني البصري 2/ 73
أبو محمد بن الفرس، و اسمه عبد المنعم بن محمد بن عبد الرحيم الأنصاري 2/ 264
أبو منصور، محمد بن أحمد بن الأزهر الأزهري الهروي 2/ 263
أبي بن كعب بن قيس بن عبيد 2/ 66
أحمد بن إبراهيم بن الزبير الثقفي الغرناطي 1/ 461
أحمد بن أبي طالب بن نعمة بن حسن الحجار بن الشحنة 2/ 30
أحمد بن إسماعيل بن أبي بكر بن عمر بن بريدة، الشهاب الأبشيطي 1/ 228
أحمد بن جبير بن محمد الكوفي الأنطاكي 1/ 191
أحمد بن الحسن بن خيرون، المعروف بابن الباقلاني 1/ 309
ص: 437
أحمد بن الحسين بن مهران الأصبهاني 1/ 192
أحمد بن حنبل الشيباني 1/ 81
أحمد بن سليمان الحنفي الشهير بابن كمال باشا 1/ 209
أحمد بن شعيب بن علي بن سنان النسائي 1/ 190
أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني 1/ 52
أحمد بن عبد الرحيم بن وجيه الدين العمري الدهلوي 1/ 53
أحمد بن عبد الغفار بن أشتة الأصبهاني 1/ 133
أحمد بن عبد القادر بن أحمد بن مكتوم القيسي 2/ 13
أحمد بن علاء الدين حجي بن موسى الحسباني 2/ 31
أحمد بن علي بن أحمد بن خلف، أبو جعفر الباذش 2/ 252
أحمد بن علي بن ثابت البغدادي، المعروف بالخطيب 1/ 312
أحمد بن علي بن عمرو السليماني البخاري 1/ 264
أحمد بن علي بن محمد بن العسقلاني 1/ 88
أحمد بن عمار بن أبي العباس المهدوي، نسبة إلى المهدية بالمغرب 1/ 204
أحمد بن عمر بن إبراهيم الأنصاري القرطبي 1/ 410
أحمد بن محمد بن إبراهيم بن خلكان البرمكي 1/ 333
أحمد بن محمد بن إبراهيم النيسابوري الملقب بالثعلبي، و قيل الثعالبي 1/ 203
أحمد بن محمد بن إبراهيم النيسابوري 1/ 333
أحمد بن محمد بن أبي طاهر محمد الأسفراييني 1/ 273
أحمد بن محمد بن إسماعيل أبو جعفر 1/ 175
أحمد بن محمد بن عبد اللّه بن إبراهيم، المعروف بابن عربشاه 1/ 302
أحمد بن محمد بن عبد اللّه بن يوسف النيسابوري 1/ 333
أحمد بن محمد بن عبد اللّه المعافري الأندلسي 1/ 209
أحمد بن نصر بن منصور الشذائي 1/ 192
ص: 438
أحمد بن يحيى بن أحمد بن عميرة الضبي 1/ 371
أحمد بن يحيى بن زيد البغدادي، المشتهر بثعلب 1/ 140
أحمد بن يزيد بن عبد الرحمن بن أحمد ابن شيخ الأندلس بقي بن مخلد 1/ 220
أحمد بن يوسف بن عبد الدائم الحلبي 1/ 35
أحمد بن يوسف بن مالك الرعيني الغرناطي 2/ 8
الأرقم بن أبي الأرقم عبد مناف 1/ 70
إسحاق بن إبراهيم بن مخلد المروزي، الملقب بابن راهويه 1/ 254
إسماعيل بن أحمد بن عبد اللّه أبو عبد الرحمن الحيري النيسابوري 1/ 229
إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير المدني 2/ 144
إسماعيل بن حمّاد التركي الجوهري 1/ 455
إسماعيل بن حماد التركي 2/ 263
إسماعيل بن عبد الرحمن السدي 1/ 171
إسماعيل بن عبد اللّه بن قسطنطين المخزومي 1/ 38
إسماعيل حقي بن مصطفى الإسلامبولي الحنفي 1/ 304
الأسود بن هلال المحاربي الكوفي 2/ 70
أسيد بن الحضير بن سماك بن عتيك بن نافع 1/ 58
أشهب بن عبد العزيز بن داود العامري 2/ 132
أكيدر دومة بن عبد الملك بن عبد الجن 1/ 95
أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط أبان بن ذكوان 1/ 62
أنس بن مالك بن النضر بن النجار 1/ 79
أوس بن خولي بن عبد اللّه بن الحارث الخزرجي الأنصاري 1/ 58
أيوب السختياني أبو بكر بن أبي تميمة كيسان العنزي 1/ 86
باذام، و قيل: باذان، أبو صالح مولى أم هانئ بنت أبي طالب 1/ 289
البراء بن عازب بن الحارث الأوسي الأنصاري 1/ 78
ص: 439
برج بن مسهر بن جلاس بن الأرت الطائي 2/ 143
بسر بن سعيد، مولى بني الحضرمي 2/ 318
بشير بن سعد بن ثعلبة بن الجلاس 1/ 71
بشير بن كعب بن أبيّ البصري 1/ 64
بقي بن مخلد بن يزيد القرطبي 1/ 100
تميم الداري بن أوس بن خارجة اللخمي الفلسطيني 1/ 96
جابر بن عبد اللّه بن عمرو بن ثعلبة الخزرجي 1/ 103
جعفر بن محمد بن أبي عثمان الطيالسي 2/ 170
جعفر بن محمد بن الحس الفريابي 1/ 189
جندب بن عبد اللّه بن سفيان البجلي العلقي 1/ 323
جهيم بن الصلت بن مخرمة بن عبد المطلب بن عبد مناف 1/ 67
الحارث بن أسد المحاسبي 1/ 161
الحارث بن عبد اللّه بن كعب الهمداني الكوفي الأعور 2/ 173
حازم بن محمد بن حسن بن حازم القرطاجني 2/ 275
حاطب بن عمرو بن عبد شمس القرشي العامري 1/ 62
حبيب بن أبي ثابت قيس بن دينار القرشي الأسدي 2/ 187
حجاج بن محمد المصّيصي الأعور 1/ 182
حسان بن حرام بن عمرو 1/ 33
الحسن بن إبراهيم بن يزداد المقرئ الأهوازي 1/ 216
الحسن بن أبي الحسن يسار البصري 1/ 125
الحسن بن أحمد بن عبد اللّه بن البناء البغدادي 1/ 229
الحسن بن علي بن فضال الكوفي 1/ 182
الحسن بن قاسم بن عبد اللّه بن علي المرادي 1/ 211
الحسن بن محمد بن حبيب أبو القاسم النيسابوري 1/ 48
ص: 440
حسين بن عبد الرحمن بن محمد الحسيني العلوي 1/ 342
الحسين بن عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز بن أبي الأحوص القرشي، و المعروف بابن الناظر 2/ 9
حسين بن عثمان أبو علي المجاهدي الضرير 1/ 192
الحسين بن محمد بن إبراهيم الدامغاني أبو عبد اللّه 1/ 229
الحسين بن محمد بن أحمد الغساني الجياني 1/ 366
الحسين بن منصور الحلاج 1/ 184
حسين بن واقد، أبو عبد اللّه المروزي 1/ 135
حسين بن واقد المروزي 1/ 181
الحصين بن نمير بن نائل الأنصاري 1/ 68
حفصة بنت عمر بن الخطاب 1/ 62
حمد بن محمد بن إبراهيم بن خطاب البستي 1/ 456
حمد بن حبيب بن عمارة الكوفي 1/ 138
حنظلة بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية 1/ 63
خارجة بن زيد بن ثابت الأنصاري 2/ 76
خالد بن معدان بن أبي كرب، الكلاعي 1/ 109
خديجة بنت خويلد القرشية 1/ 103
خزيمة بن ثابت بن الفاكه بن ثعلبة بن ساعدة الأوسي 2/ 81
خلف بن هشام بن ثعلب البغدادي المقرئ 1/ 188
الخليل بن أحمد بن محمد السجزي 1/ 299
الخليل بن أحمد الفراهيدي 1/ 76
خليل بن أيبك بن عبد اللّه الصفدي 2/ 6
خيثمة بن عبد الرحمن بن أبي سبرة الكوفي 2/ 186
رافع بن مالك بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق الأنصاري 1/ 57
ص: 441
رفيع بن مهران، يكنى أبا العالية الرياحي 2/ 192
زبان بن العلاء بن عمار البصري، أبو عمرو البصري 1/ 138
الزبير بن أحمد بن سليمان بن حواري رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الزبير بن العوام 1/ 184
الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد 1/ 67
زكريا بن محمد بن أحمد بن زكريا الأنصاري الشافعي 1/ 213
زهير بن حرب بن شداد الحرشي، أبو خيثمة 2/ 172
زياد بن أبيه، و هو زياد بن عبيد الثقفي، و هو ابن سمية، و هو زياد بن أبي سفيان الذي استلحقه معاوية بأنه أخوه 2/ 129
زياد بن معاوية بن ضباب الذبياني الغطفاني 2/ 136
زيد بن أرقم بن زيد الأنصاري الخزرجي 2/ 173
زيد بن أسلم العدوي 1/ 172
زيد بن ثابت بن الضحاك الخزرجي 1/ 67
سالم ابن دارة بن مسافع بن عقبة الجشمي الغطفاني 2/ 160
سالم بن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب 1/ 252
ست الوزراء بنت عمر بن أسعد التنوخية الحنبلية 1/ 490
سحيم 2/ 141
سريج بن يونس بن إبراهيم البغدادي 1/ 183
سعد بن الربيع بن عمرو بن أبي زهير الأنصاري الخزرجي 1/ 71
سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة 1/ 58
سعد بن مالك بن سنان بن عبيد بن ثعلبة بن الخزرج، أبو سعيد الخدري 1/ 87
سعيد بن جبير بن هشام الأسدي 1/ 98
سعيد بن محمد بن صبيح بن الحداد المغربي 1/ 187
سعيد بن محمد بن مسعود الكازروني 2/ 38
سعيد بن المسيب بن حزن القرشي 1/ 75
ص: 442
سفيان بن عيينة بن أبي عمران الهلالي 1/ 123
سفيان بن عيينة بن ميمون الهلالي 1/ 421
سفيان بن وكيع بن الجراح الكوفي الحافظ 1/ 267
سلمى أم رافع امرأة أبي رافع مولى الرسول صلى اللّه عليه و سلم 1/ 84
سلمان الفارسي 1/ 96
سلمة بن عاصم أبو محمد البغدادي النحوي 1/ 175
سليط بن عمرو بن عبد شمس العامري 1/ 91
سليم بن عيسى بن سليم الكوفي المقرئ 2/ 145
سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي الطبراني 1/ 267
سليمان بن الأشعث بن شداد بن عمرو 1/ 454
سليمان بن الجهم بن أبي الجهم الأنصاري الحارثي 2/ 318
سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب الباجي التجيبي 1/ 224
سليمان بن عبد القوي ابن عبد الكريم الطوفي الصرصري 1/ 201
سهل بن محمد بن القاسم، أبو حاتم السجستاني 1/ 136
سويد بن الصامت بن خالد بن عقبة الأوسي 1/ 58
سويد بن غفلة بن عوسجة بن عامر الجعفي 2/ 84
شجاع بن وهب بن ربيعة بن أسد الأسدي 1/ 92
شرحبيل ابن حسنة نسبة 1/ 68
شرف الدين هبة اللّه بن عبد الرحيم بن إبراهيم الجهيني الحموي، المعروف بابن البارزي 1/ 208
الشفاء بنت عبد اللّه بن عبد شمس بن خلف، القرشية العدوية 1/ 62
شقيق بن سلمة الأسدي 2/ 241
صخر بن حرب بن أمية القرشي 1/ 59
الضحاك بن مزاحم الهلالي البلخي المفسر 1/ 143
ص: 443
ظالم بن عمرو 2/ 128
عائشة بنت أبي بكر الصديق بن قحافة 1/ 102
عائشة بنت سعد بن أبي وقاص الزهرية 1/ 63
عاصم بن بهدلة بن أبي النّجود الأسدي 2/ 73
عامر بن شراحيل بن عبد، الشعبي الحميري 2/ 287
عامر بن عبد اللّه الجراح، بن هلال القرشي 1/ 61
عامر بن واثلة بن عبد اللّه الليثي الكناني 2/ 281
عبادة بن الصامت بن قيس بن أصرم الأنصاري 2/ 67
عبد اللّه بن أبي داود بن سليمان الأشعث، أبو بكر السجستاني 1/ 455
عبد اللّه بن أحمد بن بشر بن ذكوان القرشي 2/ 146
عبد اللّه بن أحمد بن جعفر خذيان الفرغاني 1/ 268
عبد اللّه بن جحش بن رياب الأسدي 1/ 93
عبد اللّه بن حبيب بن ربيعة الكوفي 1/ 104
عبد اللّه بن الحسين بن عبد الله العكبري 1/ 211
عبد اللّه بن زيد بن عمرو الجرمي 1/ 86
عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، أبو بكر السجستاني 1/ 140
عبد اللّه بن عامر بن يزيد اليحصبي 1/ 125
عبد اللّه بن عبد الرحمن بن الفضل الدارمي 1/ 454
عبد اللّه بن كثير الداري المكي 1/ 37
عبد اللّه بن محمد بن الحسين بن داود بن ناقيا 1/ 207
عبد اللّه بن مسعود بن غافل بن حبيب 1/ 101
عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة الدّينوري النحوي 1/ 179
عبد اللّه بن وهب بن مسلم الفهري 2/ 320
عبد اللّه بن يوسف بن أحمد بن عبد اللّه بن هشام، جمال الدين النحوي 1/ 212
ص: 444
عبد الباسط بن رستم علي بن علي أصغر القنوجي 1/ 234
عبد الباقي بن يوسف بن علي المراغي الشافعي 1/ 346
عبد الجبار بن أحمد بن عبد الجبار، الهمذاني 1/ 207
عبد الجبار بن محمد بن أحمد الخواري 1/ 334
عبد الرحمن بن إبراهيم بن سباع الفزاري 2/ 29
عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي 1/ 38
عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس التميمي 1/ 129
عبد الرحمن بن أحمد الواحدي 1/ 332
عبد الرحمن بن زيد بن أسلم العمري 1/ 181
عبد الرحمن بن صخر الدوسي 1/ 82
عبد الرحمن بن عبد اللّه بن أحمد بن أصبغ أبو القاسم السهيلي 1/ 217
عبد الرحمن بن عمر بن رسلان البلقيني 1/ 119
عبد الرحمن بن عمرو بن أبي عمرو الأوزاعي 1/ 456
عبد الرحمن بن محمد بن عبد اللّه بن يوسف الأنصاري، المعروف بابن حبيش 1/ 367
عبد الرحمن بن محمد بن عيسى بن فطيس بن أصبغ 1/ 194
عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداوديّ البوشنجي 2/ 350
عبد العزيز بن عبد السلام السلمي، عز الدين الملقب بسلطان العلماء 1/ 142
عبد العزيز بن عبد الواحد بن محمد بن موسى المغربي المكناسي 1/ 223
عبد العظيم بن عبد القوي بن عبد اللّه المنذري 1/ 410
عبد القادر بن محمد بن محمد بن نصر اللّه القرشي 1/ 300
عبد القاهر بن طاهر بن محمد التميمي، أبو منصور البغدادي 1/ 224
عبد القاهر بن عبد اللّه بن محمد بن عموية، أبو النجيب السهروردي 1/ 337
عبد الكريم بن عبد الصمد بن محمد بن علي الطبري 1/ 217
عبد المؤمن بن خلف بن أبي الحسن بن شرف الدمياطي 2/ 9
ص: 445
عبد الملك بن إبراهيم بن أحمد الهمذاني 1/ 309
عبد الملك بن حبيب بن سليمان العباسي القرطبي 1/ 139
عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الأموي 1/ 114
عبد الملك بن قريب بن عبد الملك الأصمعي 1/ 328
عبد الملك بن محمد بن إسماعيل النيسابوري 1/ 196
عبد الواحد بن الحسين بن محمد القاضي الصميري 1/ 312
عبد الوهاب بن عطاء العجلي الخفاف 1/ 182
عبد اللّه بن أبي بن مالك بن سلول الخزرجي 1/ 58
عبد اللّه بن الأرقم بن عبد يغوث بن وهب القرشي 1/ 67
عبد اللّه بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس القرشي 1/ 71
عبيدة بن عمرو- و قيل ابن قيس- السلماني 1/ 85
عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان الكردي الشهرزوري، المعروف بابن الصلاح 1/ 310
عثمان بن عمر بن أبي بكر الكردي الدويني 1/ 30
عدي بن زيد بن الحمار العبادي التميمي النصراني 1/ 59
عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد 1/ 75
عزيز بن عبد الملك بن منصور الجيلي، المعروف بشيذلة 1/ 219
عطاء بن أبي مسلم الخراساني 1/ 135
عطاء بن رباح بن أسلم القرشي 1/ 141
عطية اللّه بن عطية البرهان الشافعي 1/ 233
عقبة بن عامر بن عيسى بن عدي الجهني 2/ 184
عكرمة البربري أبو عبد اللّه، مولى ابن عباس 1/ 171
العلاء بن عبد اللّه بن عماد بن أكبر بن ربيعة الحضرمي 1/ 72
العلاء بن عقبة 1/ 67
علقمة بن قيس بن عبد اللّه بن مالك النخعي 2/ 286
ص: 446
علي بن إبراهيم بن سعيد الحوفي 1/ 51
علي بن إبراهيم الحرالي 1/ 201
علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الظاهري 1/ 185
علي بن إسماعيل الأشعري 1/ 36
علي بن إسماعيل المرسي الضرير، المعروف بابن سيده 2/ 263
علي بن الحسين بن محمد الأصفهاني الكاتب 2/ 129
علي بن حمزة بن عبد اللّه الكوفي، المشتهر بالكسائي 1/ 142
علي بن خلف بن بطال البكري القرطبي 1/ 420
علي بن سعيد بن عبد الرحمن بن محرز العبدري 1/ 312
علي بن طلحة بن كردان الواسطي 2/ 289
علي بن عبد اللّه بن جعفر بن نجيح السعدي، المعروف بابن المديني 1/ 194
علي بن عبد اللّه بن الحسن الجذامي، الشهير بالنباهي 1/ 462
علي بن عبد اللّه بن عباس بن عبد المطلب القرشي 1/ 83
علي بن عبد الكافي بن علي السبكي الشافعي 2/ 10
علي بن عبد اللّه بن نصر بن السري الزاغوني البغدادي 1/ 229
علي بن عثمان بن إبراهيم بن مصطفى المارديني 1/ 214
علي بن مؤمن بن محمد النحوي، المعروف بابن عصفور 2/ 266
علي بن محمد بن سالم التغلبي الآمدي 1/ 29
علي بن محمد بن عبد الصمد بن عبد الأحد. علم الدين أبو الحسن السخاوي 1/ 226
علي بن محمد بن عبد الصمد السخاوي 1/ 201
علي بن محمد بن محمد بن إبراهيم الأنصاري الخزرجي، أبو الحسن المعروف بابن الحصّار 1/ 226
عمران بن حصين بن عبيد الخزاعي 1/ 64
عمرو بن حزم بن زيد بن لوذان الخزرجي، الأنصاري 1/ 93
ص: 447
عمرو بن زرارة الأنصاري 1/ 60
عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد اللّه السهمي 1/ 81
عمرو بن العاص بن وائل السهمي 1/ 92
عمرو بن كلثوم بن مالك من بني تغلب بن وائل 2/ 157
عمرو بن مرة بن عبد اللّه بن طارق المرادي 2/ 238
عمير بن سعيد النخعي الصهباني 2/ 96
عويمر بن مالك 2/ 66
عياض بن موسى بن عياض بن عمرو اليحصبي 1/ 303
عيسى بن عبد العزيز بن عيسى اللخمي الشريشي الإسكندراني المقرئ 1/ 217
عيسى بن عمر الثقفي 1/ 138
غالب بن عبد الرحمن بن عطية المحاربي 1/ 366
غيلان بن سلمة بن معتب بن مالك بن كعب الثقفي 1/ 59
غيلان بن عقبة بن بهيس من بني صعب بن مالك 2/ 337
فاطمة بنت الخطاب بن نفيل القرشية 1/ 73
الفتح بن محمد بن عبيد اللّه بن خاقان 1/ 365
فضل اللّه بن محمد بن أحمد النوقاني الشافعي 1/ 346
الفضل بن شاذان بن عيسى الرازي 2/ 149
الفضيل بن عياض بن مسعود بن بشر التميمي 1/ 122
الفضيل بن عياض بن مسعود بن بشر 2/ 191
القاسم بن سلام الخراساني الأنصاري 1/ 133
قاسم بن قطلوبغا بن عبد اللّه المصري الحنفي 1/ 302
القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق 1/ 75
القاضي حسين بن محمد بن أحمد المروذي، و قيل: المروروذي 1/ 345
قتادة بن دعامة السدوسي البصري 1/ 125
ص: 448
كريب بن أبي مسلم الهاشمي 1/ 83
كريمة بنت المقداد بن الأسود الكندية 1/ 73
كسرى أنو شروان 1/ 91
كعب بن زهير بن أبي سلمى المزني 2/ 142
كميل بن زياد بن نهيك الصّبهاني 2/ 72
لسان الدين محمد بن عبد اللّه السلماني المعروف بابن الخطيب 1/ 461
لقيط بن عامر بن صبرة العقيلي 2/ 131
الليث بن أبي سليم بن زنيم القرشي 2/ 79
مؤرج بن عمرو أبو فيد السدوسي 1/ 141
مالك بن أنس بن أبي عامر الأصبحي 1/ 141
المبارك بن الحسن بن أحمد، أبو الكرم الشهرزوري البغدادي 2/ 252
مجاهد بن جبر 1/ 98
مجمع بن جارية بن عامر بن مجمع الأنصاري 2/ 70
محمد بن إبراهيم بن سعد بن سعد اللّه بن جماعة الشافعي الحموي 1/ 218
محمد بن إبراهيم بن المنذر، أبو بكر النيسابوري 1/ 173
محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي المعروف بابن قيم الجوزية 1/ 202
محمد بن أبي القاسم بن بابجوك البقالي الآدمي 1/ 208
محمد بن أحمد بن إبراهيم بن كيسان النحوي 1/ 174
محمد بن أحمد بن داود بن موسى اللخمي المعروف بابن الكماد 1/ 461
محمد بن أحمد بن سعيد بن مسعود المكي 1/ 53
محمد بن أحمد بن عبد المؤمن الإسعردي المعروف بابن اللبان 1/ 221
محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز التركماني، أبو عبد اللّه الذهبي 1/ 264
محمد بن أحمد بن عمر الرملي الضرير، أبو بكر الداجوني الكبير 1/ 192
محمد بن إدريس بن شافع القرشي الشافعي 1/ 37
ص: 449
محمد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري الشافعي 1/ 273
محمد بن إسحاق بن محمد بن أبي يعقوب النديم 1/ 123
محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي المدني 1/ 114
محمد بن أسعد بن محمد بن الحسين العطاري المعروف بحفدة 1/ 346
محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري 1/ 102
محمد بن أيوب بن يحيى بن ضريس البجلي 1/ 188
محمد بن بركات بن هلال بن عبد الواحد السعيدي 1/ 224
محمد بن جرير بن رستم الطبري الرافضي 1/ 265
محمد بن جعفر بن عبد الكريم الخزاعي الجرجاني 1/ 215
محمد بن حبان بن أحمد البستي 1/ 455
محمد بن حبيب بن أمية بن عمرو البغدادي 1/ 59
محمد بن الحسن بن عبيد اللّه الزّبيديّ الشامي الأندلسي 2/ 128
محمد بن الحسن بن فورك الأصفهاني 1/ 219
محمد بن الحسين بن محمد بن زياد الموصلي النقاش 1/ 180
محمد بن الحسين بن محمد بن مهران المروزي الحدادي 1/ 299
محمد بن الحسين بن محمد بن موسى الأزدي السلمي 1/ 213
محمد بن الحسين بن موسى الموسوي 1/ 142
محمد بن حميد بن حيان الرازي 1/ 266
محمد بن خلف بن المرزبان المحوّلي 1/ 127
محمد بن خير بن عمر بن خليفة الإشبيلي 1/ 367
محمد بن السائب بن بشر الكلبي 1/ 135
محمد بن سلام بن عبد اللّه بن سالم الجمحي 1/ 179
محمد بن سلامة بن إبراهيم بن خليل الضرير الإسكندري المصري 1/ 233
محمد بن سليمان بن الحسن البلخي المقدسي 2/ 20
ص: 450
محمد بن سليمان بن سعد الرومي الحنفي المعروف بالكافيجي 1/ 160
محمد بن سيرين بن أبي عمرة الأنصاري 1/ 120
محمد بن العباس بن محمد البغدادي 1/ 179
محمد بن عبد اللّه البردعي، معتزلي فقيه 1/ 186
محمد بن عبد اللّه بن محمد المعافري الإشبيلي 1/ 200
محمد بن عبد اللّه بن محمد المعافري 1/ 47
محمد بن عبد الرحمن بن محيصن السهمي 1/ 136
محمد بن عبد المحسن بن أبي الحسن البغدادي، الحنبلي 1/ 495
محمد بن عبد اللّه بن بهادر الزركشي 1/ 52
محمد بن عبد اللّه الخطيب الإسكافي، أبو عبد اللّه 1/ 219
محمد بن عثمان بن مسبح الملقب بالجعد الشيباني 1/ 185
محمد بن علي الأدفوي 1/ 51
محمد بن علي بن أحمد الداودي 1/ 149
محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي 1/ 186
محمد بن علي بن الحسين بن بشر، الحكيم الترمذي 1/ 195
محمد بن علي بن خضر الغساني، المشتهر بابن عسكر 1/ 217
محمد بن علي بن شهراسوب السروري 1/ 220
محمد بن علي بن علي بن علي، أبو طالب، مهذب الدين، المعروف بابن الخيمي 1/ 213
محمد بن عمر بن الحسين الرازي الشافعي 1/ 120
محمد بن القاسم بن محمد بن بشار الأنباري 1/ 185
محمد بن كعب بن سليم القرظي 1/ 171
محمد بن مبارك شاه بن محمد الهروي الرومي الحنفي، حكيم شاه القزويني 1/ 223
محمد بن محمد بن علي البلبيسي المعروف بابن العماد 1/ 230
محمد بن محمد بن محمد بن علي الجزري 1/ 136
ص: 451
محمد بن محمد بن محمد الغزالي 1/ 29
محمد بن محمود بن الحسن ابن النجار 1/ 397
محمد بن المستنير بن أحمد اللغوي 1/ 34
محمد بن مسلم بن عبد اللّه بن شهاب الزهري 1/ 134
محمد بن المطهر بن يحيى بن المرتضى 1/ 227
محمد بن يزيد بن عبد الأكبر الأزدي المبرد 2/ 128
محمد بن يزيد بن عبد الأكبر المبرد البصري 1/ 140
محمد بن يزيد بن ماجة القزويني 1/ 172
محمد بن يوسف بن علي بن سعيد الكرماني البغدادي 1/ 212
محمود بن أبي الحسن بن الحسين النيسابوري الغزنوي، الملقب بيان الحق 1/ 225
محمود بن حمزة بن نصر الكرماني، المعروف بتاج القراء 1/ 304
محمود بن حمزة بن نصر الكرماني 1/ 207
محيي الدين يحيى بن شرف بن مري النووي 1/ 272
مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف 1/ 71
مرعي بن يوسف بن أبي بكر بن أحمد الكرمي المقدسي الحنبلي 1/ 232
مسروق بن الأجدع بن مالك بن أمية الهمداني 2/ 241
مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري 1/ 87
مصطفى بن عبد اللّه كاتب جلبي، يعرف بحاجي خليفة 1/ 150
مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار 1/ 73
معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ الأنصاري 1/ 73
معمر بن راشد الأزدي البصري، أبو عروة 1/ 114
معمر بن المثنى التيمي 1/ 35
معيقيب بن أبي فاطمة الدوسي 1/ 68
المغيرة بن شعلة بن أبي عامر بن مسعود 1/ 68
ص: 452
مقاتل بن سليمان بن كثير البلخي 1/ 144
المقوقس ملك مصر 1/ 91
مكي بن أبي طالب حموش بن محمد القيسي القيرواني 1/ 204
منتجب بن أبي العز بن رشيد الهمداني 1/ 211
المنهال بن عمرو الأسدي 2/ 285
موسى بن عقبة بن أبي عياش القرشي 1/ 83
موفق الدين عبد اللّه بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي 1/ 397
ميمون بن قيس بن جندل بن شراحيل 2/ 138
نافع أبو عبد اللّه القرشي، مولى ابن عمر و راويته 1/ 84
نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم المدني 1/ 138
النجاشي ملك 1/ 91
نصر بن عاصم بن عمرو بن خالد الليثي البصري 2/ 129
نفيع بن الحارث بن كلدة بن عمرو، المعروف بأبي بكرة الثقفي 2/ 321
هارون بن المهدي محمد بن المنصور 1/ 116
هبة اللّه بن سلامة بن نصر الضرير المقرئ 1/ 223
هبة اللّه بن عبد الرحيم بن إبراهيم بن هبة اللّه الجهني الحموي، 1/ 227
هرقل عظيم الروم 1/ 91
هشام بن حسان الأزدي 1/ 254
هشام بن حكيم بن حزام بن خويلد الأسدي 2/ 313
هشام بن عروة بن الزبير بن العوام 1/ 107
هشام بن عمار بن نصير بن ميسرة السلمي الظفري 1/ 189
هشام بن يوسف الصنعاني، من أقران عبد الرزاق 1/ 253
هشيم بن بشير بن القاسم بن دينار السلمي 1/ 138
هند بنت أبي أمية بن المغيرة القرشية المخزومية 1/ 81
ص: 453
هوذة 1/ 92
واثلة بن الأسقع بن كعب الليثي 1/ 320
واصل بن عطاء أبو حذيفة المخزومي 1/ 143
وكيع بن الجراح بن مليح بن عدي الكوفي 1/ 421
وهب بن عبد اللّه السوائي 1/ 82
وهب بن منبه بن كامل اليماني الصنعاني 1/ 65
ياقوت بن عبد اللّه الرومي الحموي 1/ 148
يحيى بن الحارث بن عمرو بن يحيى الغساني الذماري 2/ 146
يحيى بن سعدون بن تمام الأزدي القرطبي 1/ 36
يحيى بن سعيد بن فروخ التميمي القطان 2/ 288
يحيى بن عبد اللّه بن عبد الملك الواسطي 1/ 227
يحيى بن علي بن محمد الشيباني التبريزي 1/ 210
يحيى بن معين بن عون الغطفاني 1/ 254
يحيى بن يعمر البصري العدواني 1/ 124
يزيد بن صخر بن حرب بن أمية 1/ 61
يزيد بن القعقاع، أبو جعفر المدني المخزومي 2/ 251
يزيد بن هارون بن زاذان السلمي 2/ 71
يعقوب بن أحمد بن محمد الصيرفي النيسابوري 1/ 345
يعقوب بن إسحاق بن زيد الحضرمي 2/ 251
يعقوب بن إسحاق بن السكيت النحوي المؤدب 1/ 179
يوسف بن عبد اللّه بن محمد بن عبد البر النمري القرطبي 1/ 79
يوسف بن علي بن جبارة بن المغربي المتكلم النحوي 1/ 216
يونس بن حبيب الضبي 1/ 75
يونس بن عبد الأعلى بن ميسرة بن حفص الصدفي 1/ 266
ص: 454
ص: 455
ص: 456
فهرس المصادر و المراجع 1- (أبجد العلوم): لصديق حسن القنوجي، أعده للنشر و وضع فهارسه: عبد الجبار زكار، منشورات وزارة الثقافة و الإرشاد القومي، دمشق 1978 م.
2- (إتحاف البررة بالمتون العشرة)، تحقيق و تصحيح: أبو الحسن الأعظمي، المكتبة الإمدادية، مكة، 1404 ه.
3- (إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين): لمحمد بن محمد الحسيني الزبيدي ت (1205 ه)، دار الكتب العلمية، بيروت، 1409 ه.
4- (إتحاف فضلاء البشر بالقراءات الأربعة عشر): لأحمد بن محمد البنا، تحقيق الدكتور شعبان محمد إسماعيل، عالم الكتب، بيروت، ط 1، 1407 ه.
5- (الإتقان في علوم القرآن): للحافظ جلال الدين عبد الرحمن السيوطي ت (911 ه)، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، مكتبة المشهد الحسيني، القاهرة، مصر.
أخرى: تقديم و تعليق الدكتور مصطفى أديب البغا، دار ابن كثير، دمشق، بيروت ط 1، 1407 ه.
9- (أثر التطور الفكري في التفسير في العصر العباسي): للدكتور
ص: 457
مساعد مسلم آل جعفر، مؤسسة الرسالة، ط 1، 1405 ه.
7- (الإحاطة في أخبار غرناطة): لسان الدين الخطيب، تحقيق محمد عبد اللّه عنان، مكتبة الخانجي، القاهرة، ط 1، 1393 ه.
أخرى: نشر دار المعارف، مصر، القاهرة.
8- (الأحرف السبعة للقرآن)
: لأبي عمرو الداني ت (444 ه)، تحقيق الدكتور عبد المهيمن طحان، مكتبة المنارة، مكة، ط 1، 1408 ه.
9- (الأحرف السبعة و منزلة القراءات منها): للدكتور حسن ضياء الدين عتر، دار البشائر الإسلامية، ط 12، 1409 ه.
10- (الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان): لعلي بن بلبان الفارسي ت (739 ه)، قدم له و ضبط نصه كمال يوسف الحوت، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1407 ه.
أخرى: (صحيح ابن حبان) تحقيق أحمد محمد شاكر، دار المعارف، مصر.
11- (الإحكام في أصول الأحكام): لعلي بن محمد الآمدي، تحقيق سيد الجميلي، دار الكتاب العربي، بيروت.
12- (أحكام القرآن): لأبي بكر محمد بن عبد اللّه بن العربي
ص: 458
ت (543 ه)، تحقيق: علي محمد البجاوي، مطبعة عيسى البابي الحلبي، القاهرة، مصر.
أخرى تحقيق: محمد عطا 14080 ه.
13- (أحكام القرآن): لإلكيا الهراسي الطبري، ت (504 ه)، دار الكتب العلمية، بيروت ط 1، 1403 ه.
14- (إحياء علوم الدين): لأبي حامد محمد بن أحمد الغزالي ت (505 ه)، دار المعرفة، بيروت، 1403 ه.
15- (اختلاف المفسرين، أسبابه و آثاره): للدكتور سعود بن عبد اللّه الفنيسان، رسالة دكتوراه، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، كلية أصول الدين الرياض.
16- (أخلاق أهل القرآن): لأبي بكر محمد بن الحسين الآجري، حققه و خرج أحاديثه محمد بن عمر بن عبد اللطيف، إشراف المكتب السلفي لتحقيق التراث، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1406 ه.
17- (أدب الإملاء و الاستملاء): لعبد الكريم بن محمد السمعاني، ت (562 ه) دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1401 ه. علوم القرآن من خلال مقدمات التفاسير ج 2 459 فهرس المصادر و المراجع ..... ص : 455
- (أدب الدنيا و الدين): لأبي الحسن الماوردي، شرح و تعليق محمد كريم راجح، دار اقرأ، ط 4، 1405 ه.
ص: 459
19- (الأذكار النووية) لمحيي الدين أبي زكريا يحيى بن شرف النووي، حققه و خرج أحاديثه و علق عليه: عبد القادر أرناؤوط، نشر رئاسة إدارات البحوث العلمية و الإفتاء و الدعوة و الإرشاد، الرياض.
20- (إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول): لمحمد بن علي الشوكاني ت (1255 ه) دار الفكر، بيروت.
21- (أزهار الرياض في أخبار عياض): للمقري تحقيق مصطفى السقا و آخرين، القاهرة، 1393 ه.
22- (أساس البلاغة): لأبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري، دار صادر، بيروت، 1399 ه.
أخرى: دار المعرفة، بيروت.
23- (أسباب اختلاف المفسرين) للدكتور محمد بن عبد الرحمن الشائع، مكتبة العبيكان، الرياض، ط 1، 1416 ه.
24- (أسباب النزول): لعلي بن أحمد الواحدي، ت (468 ه)، تحقيق السيد صقر، القاهرة، 1389 ه.
25- (الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار): لأبي عمر يوسف بن عبد اللّه بن محمد بن عبد البر النمري ت (463 ه)، تحقيق: علي النجدي ناصف، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، القاهرة، 1393 ه.
ص: 460
أخرى: وثق أصوله و خرّج نصوصه، و رقمها و قنن مسائله و صنع فهارسه الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي. دار قتيبة، دمشق، و دار الوعي، حلب، ط 1، 1414 ه.
26- (الاستيعاب في معرفة الأصحاب) لأبي عمر يوسف بن عبد اللّه بن محمد بن عبد البر النمري، ت (463 ه)، بهامش الإصابة لابن حجر، مطبعة السعادة، مصر، ط 1، 1328 ه.
27- (أسد الغابة في معرفة الصحابة) لعلي بن أبي الكرم محمد ابن محمد المعروف بابن الأثير ت (606 ه) دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان.
28- (أسرار البلاغة في علم البيان): لعبد القاهر الجرجاني ت (471 ه)، تحقيق و تعليق: محمد رشيد رضا، دار المطبوعات العربية.
29- (الأسماء و الصفات): لأحمد بن حسين بن علي البيهقي ت (458 ه).
30- (الإصابة في تمييز الصحابة): للحافظ أحمد بن علي ابن حجر العسقلاني ت (852 ه)، مطبعة السعادة، القاهرة، مصر، ط 1، 1328 ه.
31- (أصول التفسير و قواعده): لخالد العك، دار النفائس، بيروت، ط 2، 1406 ه.
ص: 461
32- (أصول الدين): لعبد القاهر بن طاهر الجرجاني، نشر و طبع مدرسة الإلهيات، دار الفنون، استنبول، تركيا، ط 1، 11346 ه.
33- (الأصول في علم الأصول»: لمحمد بن صالح بن عثيمين، دار ابن القيم، ط 1، 1409 ه.
34- (الأعلام) [قاموس تراجم لأشهر الرجال و النساء من العرب و المستعربين و المستشرقين]: لخير الدين الزركلي، دار العلم للملايين، بيروت، لبنان، ط 5، 1980 م.
35- (أعلام الموقعين عن رب العالمين): لابن القيم، تحقيق عبد الرءوف سعد، مطبعة شقرون، القاهرة، نشر مكتبة الكليات الأزهرية 1388 ه.
36- (الأغاني): لأبي الفرج الأصفهاني ت (356 ه)، شرحه و كتب هوامشه الأستاذ: عبد، و الأستاذ علي مهنا، و الأستاذ: سمير جابر، دار الفكر، بيروت ط 1، 1407 ه.
أخرى: دار الكتب المصرية، القاهرة، 1923 م.
37- (الإمام ابن كثير المفسر): لمطر بن أحمد الزهراني، رسالة ماجستير، جامعة أم القرى، 1403 ه.
38- (إنباه الرواة على أنباء النحاة): للقفطي ت (646 ه) تحقيق أبو الفضل إبراهيم، دار الكتب المصرية، ط 1، 1950 م.
ص: 462
39- (إنباء الغمر بأبناء العمر): لابن حجر العسقلاني، ت (852 ه)، راجعه الدكتور محمد عبد المعيد خان، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 2، 1406 ه.
40- (الانتصار لصحة نقل القرآن): لأبي بكر محمد بن الطيب الباقلاني، مخطوط، مكتبة قرة مصطفى بايزيد، استنبول.
41- (الأنساب): لعبد الكريم بن محمد السمعاني ت (562 ه)، مصورة عن طبعة ليدن 1312 م، مكتبة المثنى، بغداد 1970 م.
أخرى: تقديم و تعليق/ عبد اللّه عمر البارودي، دار الجنان، بيروت، لبنان، ط 1، 1408 ه.
42- (أوصاف الناس في التواريخ و الصلات): لسان الدين ابن الخطيب، تحقيق: محمد كمال شبانة، لجنة نشر التراث الإسلامي.
43- (الإيضاح في علوم البلاغة): للخطيب القزويني، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1405 ه.
44- (الإيضاح لناسخ القرآن و منسوخه): لأبي محمد مكي بن أبي طالب القيسي، تحقيق الدكتور أحمد حسن فرحات، دار المنارة، جدة، ط 1، 1406 ه.
45- (إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون): لإسماعيل باشا البغدادي، دار الفكر، بيروت 1402 ه.
ص: 463
46- (إيضاح الوقف و الابتداء في كتاب اللّه عز و جل): تأليف أبي بكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري النحوي ت (328 ه)، تحقيق: محي الدين عبد الرحمن رمضان، مجمع اللغة العربية بدمشق، 1390 ه.
47- (بدائع الزهور في وقائع الدهور): لمحمد بن أحمد بن إياس ت (930 ه)، نشر مصر و استنبول، 1932 م.
48- (البداية و النهاية): للحافظ عماد الدين إسماعيل بن كثير ت (774 ه)، مكتبة المعارف، بيروت، ط 5، 1984 م.
49- (البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع): لمحمد بن علي الشوكاني ت (1250 ه) مطبعة السعادة، القاهرة، ط 1، 1348 ه.
50- (بديع القرآن): لابن أبي الأصبع المصري ت (654 ه)، تحقيق حفني محمد شرف، دار النهضة، ط 2، مصر، القاهرة.
51- (البرهان في تناسب سور القرآن): لأحمد بن إبراهيم بن الزبير الثقفي ت (708 ه)، تقديم و تحقيق الدكتور سعيد الفلاح، الجامعة الزيتونية للشريعة و أصول الدين بتونس، 1408 ه، نشر جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الرياض.
52- (البرهان في علوم القرآن): لبدر الدين محمد بن بهادر الزركشي ت (794 ه) تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار الفكر، ط 3، 1400 ه.
ص: 464
53- (بشير اليسر شرح ناظمة الزهر للإمام الشاطبي): لعبد الفتاح القاضي، المكتبة المحمودية التجارية، 1971 م.
54- (بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز): لمحمد بن يعقوب بن الفيروزآبادي ت (817 ه) تحقيق: عبد العليم الطحاوي، المكتبة العلمية، بيروت، لبنان.
55- (البغوي الفراء و تفسيره للقرآن الكريم): للدكتور محمد إبراهيم شريف، ط 1، 1406 ه.
56- (البغوي و منهجه في التفسير): لعفاف عبد الغفور حميد، دار الفرقان للنشر و التوزيع و عمان، الأردن، 1402 ه.
57- (بغية الملتمس في تاريخ رجال الأندلس): لابن عميرة الضبي، القاهرة، 1967 م.
أخرى: مدريد: 1882 م.
58- (بغية الوعاة في طبقات اللغويين و النحاة): لجلال الدين السيوطي ت (911 ه)، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، مطبعة عيسى البابي الحلبي، مصر، ط 1، 1964 ه.
أخرى: المكتبة العصرية، بيروت، لبنان.
59- (البيان في مباحث من علوم القرآن) لعبد الوهاب الغزلان، دار
ص: 465
التأليف، القاهرة.
60- (تاج العروس من جواهر القاموس) لمحمد مرتضى الزبيدي، مكتبة الحياة، مصورة عن ط 1، 1306 ه.
أخرى: تصدرها وزارة الإرشاد و الأنباء بدولة الكويت، تحقيق و مراجعة مجموعة من العلماء، 1386 ه.
61- (تاج التراجم): لقاسم بن قطلوبغا ت (879 ه)، تحقيق محمد خير يوسف، دار القلم، دمشق، ط 1، 1413 ه.
62- (تاريخ الأدب العربي) لكارل بروكلمان، ترجمة: عبد الحليم نجار، دار المعارف
63- (تاريخ بغداد) لأبي بكر بن الخطيب البغدادي، ت (463 ه) دار الكتاب العربي، بيروت، لبنان.
64- (تاريخ التراث العربي): لفؤاد سيزكين، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الرياض.
65- (تاريخ التفسير): لقاسم القيسي، مطبعة المجمع العلمي العراقي، 1385 ه.
66- (تاريخ جرجان): لحمزة بن يوسف السهمي ت (427 ه)، مراقبة: محمد عبد المنعم خان، دار عالم الكتب، بيروت، 1401 ه.
ص: 466
67- (تاريخ الخط العربي و آدابه): لمحمد طاهر بن عبد القادر الكردي، ط 2، 1402 ه.
68- (تاريخ ابن خلدون) [كتاب: العبر و ديوان المبتدأ و الخبر ...]:
لعبد الرحمن ابن خلدون ت (808 ه)، مؤسسة جمال، بيروت، لبنان، 1399 ه.
69- (تاريخ علوم القرآن حتى نهاية القرن الخامس الهجري):
لأحسن محمد أشرف الدين، رسالة ماجستير، الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، 1405 ه.
70- (تاريخ قضاة الأندلس): لعلي بن عبد اللّه النباهي، تحقيق:
بروفنسال، دار الكتاب المصري، 1948 م.
71- (التاريخ الكبير) لأبي عبد اللّه إسماعيل بن إبراهيم البخاري ت (256 ه) مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت.
72- (تاريخ مدينة دمشق) لابن عساكر. مخطوط، اهتم بنشره و وضع الفهارس، دار الفكر، دمشق.
73- (التبصرة في القراءات السبع): لمكي بن أبي طالب القيسي ت (437 ه) اعتنى بتصحيحه و التعليق عليه: محمد غوث الندوي، الدار السلفية، الهند.
74- (التبيان في آداب حملة القرآن) لمحي الدين أبي زكريا النووي
ص: 467
ت (676 ه) اعتنى به و فهرسه: محي الدين الشامي، مؤسسة التقويم الإسلامي، بيروت، لبنان، ط 1، 1407 ه.
5 خرى: تحقيق السيروان، دار النفائس، بيروت.
75- (التبيان لبعض المباحث المتعلقة بالقرآن على طريقة الإتقان):
للشيخ طاهر الجزائري الدمشقي، ت (1338 ه)، اعتنى به عبد الفتاح أبو غده، مكتبة المطبوعات الإسلامية، حلب ط 3، 1412 ه.
76- (التحبير في علم التفسير): لجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي ت (911 ه) حققه و قدم له: الدكتور فتحي عبد القادر فريد، دار العلوم، الرياض، 1402 ه.
77- (تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي): لجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي ت (911 ه)، حققه: عبد الوهاب عبد اللطيف، المكتبة العلمية، المدينة المنورة، ط 1، 1379 ه. و ط 2، 1385 ه دار الكتب الحديثة.
78- (التذكار في أفضل الأذكار): لأبي عبد اللّه محمد بن أحمد القرطبي ت (671 ه)، حققه و خرج أحاديثه: عبد القادر الأرناءوط، مكتبة دار البيان، ط 2، دمشق، 1399 ه.
79- (تذكرة الحفاظ) لأبي عبد اللّه شمس الدين محمد الذهبي ت (748 ه) دار إحياء التراث العربي.
ص: 468
80- (التراتيب الإدارية، نظام الحكومة النبوية): لعبد الحي الكتاني، نشر: حسن جعنا، بيروت.
81- (ترتيب المدارك و تقريب المسالك لمعرفة مذهب الإمام مالك):
للقاضي عياض بن موسى بن عياض اليحصبي ت (544 ه)، تحقيق الدكتور أحمد بكير محمود، دار مكتبة الحياة، بيروت، لبنان، 1387 ه.
82- (الترغيب و الترهيب من الحديث الشريف): لأبي محمد زكي الدين عبد العظيم بن عبد القوي المنذري ت (656 ه) حققه و فصله و علق حواشيه: محمد محيي الدين عبد الحميد، المكتبة التجارية الكبرى، مصر، القاهرة، ط 1، 1379 ه.
83- (التعارض و الترجيح بين الأدلة الشرعية) للشيخ عبد اللطيف البرزنجي ت (1415 ه) مطبعة العاني، العراق، ط 1، 1408 ه.
84- (التعريفات): لعلي بن محمد السيد الحسيني الجرجاني، تحقيق و تعليق الدكتور عبد الرحمن عميرة، عالم الكتب، بيروت، ط 1، 1407 ه.
85- (تفاسير آيات الأحكام) للدكتور علي بن سليمان العبيد، رسالة دكتوراه، كلية أصول الدين بالرياض، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
86- (تفسير الآلوسي) «روح المعاني في تفسير القرآن العظيم و السبع المثاني»: لأبي الفضل شهاب الدين السيد محمود الآلوسي
ص: 469
ت (1270 ه)، إدارة الطباعة المنيرية، مصر.
87- (تفسير البغوي) «معالم التنزيل»: لأبي محمد الحسين بن مسعود الفراء البغوي ت (516 ه)، حققه و خرج أحاديثه محمد عبد اللّه النمر، و عثمان ضميرية، و سليمان الحرش، دار طيبة للنشر، الرياض، 1409 ه.
88- (تفسير الثعالبي) الموسوم: الجواهر الحسان في تفسير القرآن، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، لبنان.
89- (تفسير ابن جزي الكلبي) «تسهيل السبيل لعلوم التنزيل»:
لمحمد بن أحمد بن جزي الكلبي، تحقيق: محمد عبد المنعم اليونسي، و إبراهيم عطوة عوض، دار الكتب الحديثة، القاهرة.
90- (تفسير ابن الجوزي) «زاد المسير في علم التفسير»:
لعبد الرحمن بن الجوزي ت (596 ه)، المكتب الإسلامي، بيروت، ط 1، 1384 ه.
91- (تفسير أبي حيان) (البحر المحيط) لأبي عبد اللّه محمد بن يوسف بن حيان الأندلسي (654 ه)، بعناية الشيخ عرفان العشا حسونة، دار الفكر، بيروت، لبنان، 1412 ه.
أخرى: تحقيق و تقديم و تعليق الدكتور عبد السميع محمد حسنين، ط 1 1413 ه.
92- (تفسير الخازن) «لباب التأويل في معاني التنزيل»: لعلي بن
ص: 470
محمد البغدادي المشهور بالخازن، ت (725 ه)، مطبعة مصطفى البابي الحلبي، ط 3، 1375 ه.
93- (تفسير الرازي) «مفاتيح الغيب»: لأبي عبد اللّه محمد بن عمر المعروف بالفخر الرازي ت (606 ه)، المطبعة البهية المصرية.
94- (تفسير الزمخشري) «الكشاف عن حقائق التنزيل و عيون الأقاويل في وجوه التأويل»: لمحمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي، ت (538 ه) دار المعرفة، بيروت.
95- (تفسير السمرقندي): لأبي الليث السمرقندي، تحقيق علي محمد عوض، و عادل أحمد عبد الموجود، و زكريا عبد المجيد النوتي، دار الكتب العربية، بيروت، 1413 ه.
أخرى: تحقيق صالح يحيى صواب، رسالة دكتوراه، كلية أصول الدين بالرياض، 1416 ه.
96- (تفسير الطبري) «جامع البيان عن تأويل آي القرآن»: لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري ت (310 ه) مطبعة مصطفى البابي الحلبي، ط 3، 1388 ه.
أخرى: تحقيق محمود و أحمد محمد شاكر، دار المعارف، مصر، ط 1، 1374 ه.
97- (تفسير ابن عاشور) «التحرير و التنوير»: لمحمد الطاهر بن
ص: 471
عاشور، الدار التونسية للنشر، تونس 1984 م.
98- (تفسير عبد الرزاق) «تفسير القرآن العزيز»: لعبد الرزاق بن همام الصنعاني ت (211 ه)، تحقيق الدكتور عبد المعطي قلعجي، دار المعرفة، بيروت، ط 1، 1411 ه.
أخرى: تحقيق الدكتور مصطفى مسلم محمد، مكتبة الرشد، الرياض، ط 1، 1411 ه.
99- (تفسير ابن عطية) «المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز»:
لأبي محمد عبد الحق بن غالب بن عطية ت (546 ه)، تحقيق و تعليق:
الرحالي الفاروق، و عبد اللّه الأنصاري، و السيد عبد العال إبراهيم، و محمد الشافعي العناني، الدوحة، ط 1، 1389 ه.
أخرى: تحقيق: المجلس العلمي بفاس، الناشر: وزارة الأوقاف و الشئون الإسلامية بالمملكة المغربية، ط 2، 1403 ه.
100- (تفسير القرطبي) «الجامع لأحكام القرآن»: لأبي عبد اللّه محمد بن أحمد القرطبي ت (671 ه) دار الكاتب العربي، القاهرة، مصورة عن طبعة دار الكتب، 1387 ه.
101- (تفسير ابن كثير) «تفسير القرآن العظيم»: لأبي الفداء إسماعيل بن كثير ت (774 ه)، تحقيق: د/ محمد إبراهيم البنا، و محمد أحمد عاشور، و عبد العزيز غنيم، دار الشعب، القاهرة، مصر.
ص: 472
102- (تفسير الماوردي) «النكت و العيون»: لأبي الحسن علي بن حبيب الماوردي ت (450 ه)، راجعه و علق عليه: السيد بن عبد المقصود، مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت.
أخرى: تحقيق الدكتور محمد بن عبد الرحمن الشائع، رسالة دكتوراه، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، كلية أصول الدين.
أخرى: تحقيق خضر محمد خضر، راجعه عبد الستار أبو غده، نشر وزارة الأوقاف و الشئون الإسلامية، الكويت، ط 1، 1402 ه.
103- (تفسير الواحدي) «الوسيط في تفسير القرآن المجيد»: لعلي بن أحمد الواحدي، ت (468 ه)، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود، و علي محمد معوض، و أحمد محمد صيره، و أحمد عبد الغني الجمل. و عبد الرحمن عويس. دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1415 ه.
104- (التفسير و رجاله): لمحمد الفاضل بن عاشور، دار الكتب الشرقية، تونس، ط 2، 1972 م.
105- (التفسير و المفسرون): لمحمد حسين الذهبي، دار الكتب الحديثة، القاهرة، ط 2، 1396 ه.
106- (تقريب التهذيب): لأحمد بن علي بن حجر العسقلاني، ت (773 ه)، حققه و علق حواشيه: عبد الوهاب بن عبد اللطيف، دار المعرفة، بيروت، ط 2، 1395 ه.
ص: 473
107- (تقييد العلم): للخطيب البغدادي، ت (463 ه)، تحقيق يوسف العش، دار إحياء السنة النبوية، ط 2، 1974 ه.
108- (التكملة و الصلة): لمحمد بن عبد اللّه القضاعي، المعروف بابن الأبار، تحقيق: السيد عزت العطار الحسيني، مكتبة الخانجي، مطبعة السعادة، 1375 ه.
109- (التكملة لوفيات النقلة): إملاء الحافظ زكي الدين عبد العظيم بن عبد القوي المنذري ت (656 ه)، علق عليه: بشار عواد معروف، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 2، 1981 م.
110- (التلخيص في علوم البلاغة): لمحمد بن عبد الرحمن القزويني الخطيب، ضبط و شرح عبد الرحمن البرقوقي، دار الكتاب العربي، بيروت.
111- (تلخيص المستدرك) للحافظ محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي ت (748 ه) بهامش المستدرك للحاكم، مكتب المطبوعات الإسلامية، حلب.
112- (التمهيد لما في الموطأ من المعاني و الأسانيد) لأبي عمر يوسف بن عبد البر النمري، تحقيق مجموعة من الباحثين، وزارة الأوقاف و الشئون الإسلامية بالمغرب، ط 2، 1405 ه.
أخرى: تحقيق مجموعة من الباحثين، توزيع مكتبة السوادي.
113- (تناسق الدرر في تناسب السور): لجلال الدين عبد الرحمن
ص: 474
بن أبي بكر السيوطي ت (911 ه)، تحقيق عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ط 1، 1406 ه.
114- (التنبيه على فضل علوم القرآن): لأبي القاسم الحسن بن محمد بن حبيب النيسابوري، ت (406 ه) تحقيق محمد عبد الكريم كاظم، وزارة الثقافة و الإعلام في بغداد، ضمن مجلة المورد، المجلد السابع عشر، العدد الرابع، 1409 ه.
115- (تهذيب تاريخ دمشق) لعبد القادر بدران
116- (تهذيب السيرة النبوية لابن هشام): لعبد السلام هارون، دار البحوث العلمية، الكويت، ط 5، 1397 ه.
117- (تهذيب التهذيب): لأحمد بن علي بن حجر العسقلاني ت (852 ه)، مطبعة دائرة المعارف النظامية، حيدرآباد، الدكن، ط 1، 1325 ه.
118- (تهذيب الكمال في أسماء الرجال): لجمال الدين أبي الحجاج يوسف المزي ت (742 ه)، قدم له و علق عليه: بشار عواد معروف، مؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان، ط 2، 1403 ه.
119- (تهذيب اللغة): لأبي منصور محمد الأزهري ت (370 ه) تحقيق عبد السلام هارون، و آخرين، وزارة الثقافة المصرية 1384 ه.
أخرى: تحقيق عبد السلام هارون، و محمد علي النجار، الدار المصرية
ص: 475
للتأليف و الترجمة.
120- (التيسير في القراءات السبع): لأبي عمرو الداني ت (444 ه)، تصحيح أوتو برتزل، مطبعة الدولة استانبول، 1930 م.
121- (التيسير في قواعد علم التفسير): لمحمد بن سليمان الكافيجي ت (879 ه)، تحقيق: ناصر بن محمد المطرودي، دار الرفاعي للنشر و التوزيع، الرياض، ط 1، 1410 ه.
122- (الثقات): لمحمد بن حبان البستي ت (354 ه)، دائرة المعارف العثمانية، حيدرآباد، الدكن، الهند، ط 1.
123- (الجامع لأخلاق الراوي و آداب السامع): للخطيب البغدادي، ت (463 ه) تحقيق الدكتور محمود الطحان، مكتبة المعارف، الرياض، 1403 ه.
124- (جامع بيان العلم و فضله، و ما ينبغي في روايته و حمله): لأبي عمر يوسف بن عبد البر النمري الأندلسي ت (463 ه) دار الطباعة المنيرية، مصر.
125- (الجامع لشعب الإيمان): لأحمد بن حسين البيهقي ت (458 ه)، تحقيق سعود بن سالم الدعجان [الشعبة التاسعة عشرة]، رسالة ماجستير، الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
أخرى: كاملة تحقيق عبد العلي عبد الحميد حامد، الدار السلفية،
ص: 476
بومباي، الهند، ط 1، 1408 ه.
126- (جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس): للحميدي، الدار المصرية للتأليف و النشر و الترجمة، مصر، 1966 م.
127- (ابن جزي و منهجه في التفسير): لعلي بن محمد الزبيري، دار القلم، ط 1، 1407 ه.
128- (جمال القراء و كمال الإقراء): لعلم الدين علي بن محمد السخاوي ت (643 ه)، تحقيق الدكتور علي حسين البواب، مكتبة التراث، مكة، ط 1، 1408 ه.
129- (جمهرة اللغة): لمحمد بن عيسى بن دريد ت (321 ه)، مكتبة المثنى، بغداد، العراق.
130- (جوامع السيرة): لابن حزم الأندلسي.
131- (الجواهر المضية في طبقات الحنفية): لعبد القادر بن محمد بن أبي الوفاء القرشي ت (775 ه) مطبعة دائرة المعارف النظامية، حيدرآباد، الدكن، 1332 ه.
132- (الحاكم الجشمي و منهجه في تفسير القرآن): للدكتور عدنان زرزور، مؤسسة الرسالة للطباعة، بيروت، 1391 ه.
133- (الحجة في علل القراءات السبع) لأبي علي الحسن بن علي
ص: 477
الفارسي، تحقيق: علي النجدي ناصف و آخرون، الهيئة المصرية للكتاب، ط 2، 1403 ه.
134- (الحجة في القراءات السبع): لابن خالويه، تحقيق عبد العال سالم مدكور، دار الشروق، بيروت، ط 2، 1397 ه.
135- (حجة القراءات): لعبد الرحمن بن محمد بن زنجلة، تحقيق سعيد الأفغاني، مؤسسة الرسالة، ط 4، بيروت، 1404 ه.
136- (الحجة في بيان المحجة لقوام السنة) إسماعيل بن محمد الطلحي، ت (535 ه) مخطوط، مكتبة أحمد الثالث، رقم (1395) استنبول، تركيا.
137- (حجة القراءات): لأبي زرعة عبد الرحمن بن محمد بن زنجلة، تحقيق سعيد الأفغاني، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 2، 1399 ه.
138- (حجية السنة): لمحمد بن محمد أبو شهبة، منشورات المعهد العالمي للفكر الإسلامي، واشنطن، أمريكا.
139- (حديث الأحرف السبعة): للدكتور عبد العزيز القارئ، دار النشر الدولي، الرياض، ط 1، 1412 ه.
140- (حرز الأماني و وجه التهاني في القراءات السبع): لقاسم بن فيرة بن خلف الشاطبي، ت (590 ه)، دار الكتاب النفيس، بيروت، ط 1، 1407 ه.
ص: 478
141- (حسن المحاضرة في أخبار مصر و القاهرة): لجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي ت (911 ه). تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، دار إحياء التراث العربي، القاهرة، ط 1، 1387 ه.
142- (حلية الأولياء و طبقات الأصفياء): لأبي نعيم أحمد بن عبد اللّه الأصفهاني، ت (430 ه) دار الكتب العلمية، بيروت.
143- (خريدة القصر و جريدة العصر): للعماد الأصفهاني، مخطوط، رقم (4255) أدب، مصورة عن نسخة بدار الكتب المصرية.
144- (خزانة الأدب و لب لباب لسان العرب): لعبد القادر ابن عمر البغدادي ت (1093 ه) تحقيق عبد السلام هارون. مكتبة الخانجي، مصر.
145- (خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر): لمحمد أمين المحبي ت (1111 ه)، دار صادر، بيروت، لبنان.
146- (خلق أفعال العباد و الرد على الجهمية و أصحاب التعطيل):
للإمام البخاري، طالعه: أبو محمد الهاشمي، مكتبة النهضة الحديثة، مكة المكرمة، 1389 ه.
147- (الدارس في تاريخ المدارس): لعبد القادر النعيمي، مطبعة التركي، دمشق، 1948 م، نشر: جعفر الحسيني.
148- (دائرة المعارف المسماة: مقتبس الأثر و مجدد ما دثر): لمحمد
ص: 479
حسين شيخ سليمان الأعلمي، منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، طهران، قم، ط 1، 1393 ه.
149- (دائرة المعارف الإسلامية): نقلها إلى العربية محمد ثابت القندي، و أحمد الشنتناوي، و إبراهيم بن زكي خورشيد، و عبد الحميد يونس، مصر 1957 م.
150- (دراسة تقويمية لكتاب مناهل العرفان للزرقاني): لخالد ابن عثمان السبت، رسالة ماجستير، الجامعة الإسلامية، بالمدينة المنورة، 1411 ه.
151- (دراسات في تاريخ الخط العربي): للمنجد.
152- (دراسات في التفسير الموضوعي): للشيخ زاهر بن عواض الألمعي، الرياض، ط 1، 1405 ه.
153- (دراسات في الحديث النبوي و تاريخ تدوينه): لمحمد مصطفى الأعظمي. توزيع دار الإفتاء بالمملكة العربية السعودية.
154- (دراسات في علوم القرآن): للدكتور فهد بن عبد الرحمن الرومي، مكتبة توبة، ط 1، 1413 ه.
155- (دراسات في علوم القرآن): لمحمد بكر إسماعيل، دار المنار، ط 1، 1411 ه.
ص: 480
156- (درة الحجال في أسماء الرجال): لابن القاضي المكناسي، تحقيق محمد الأحمدي أبو النور، دار التراث، مصر، 1390 ه.
157- (الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة): لأبي الفضل أحمد بن علي بن محمد بن حجر العسقلاني ت (852 ه)، مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية، حيدرآباد الدكن، ط 1، 1348 ه.
أخرى: تحقيق محمد سيد جاد الحق، دار الكتب الحديثة، مصر 1385 ه.
158- (الدر المصون في علوم الكتاب المكنون): لأحمد بن يوسف السمين الحلبي، تحقيق: الدكتور أحمد بن محمد الخراط، دار القلم، بيروت، ط 1، 1406 ه.
159- (الدر المنثور في التفسير بالمأثور): لجلال الدين عبد الرحمن ابن أبي بكر السيوطي ت (911 ه)، المطبعة الميمنية، مصر، 1314 ه.
أخرى طبعة دار الفكر.
160- (الدر النظيم في فضائل القرآن و الآيات و الذكر الحكيم):
لعبد اللّه بن سعد اليافعي، مكتبة محمد أفندي حسن.
161- (دلائل النبوة) لأحمد بن الحسن البيهقي ت (458 ه) وثق نصوصه و خرج حديثه و علق عليه، الدكتور عبد المعطي القلعجي، دار الكتب العلمية، ط 1، 1405 ه.
ص: 481
162- (الدليل إلى كتابة البحوث الجامعية و رسائل الماجستير و الدكتوراة): تأليف: ل. ج. بيكفورد، ول. و. سمث، ترجمه إلى العربية الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان، دار الشروق، جدة ط 1، 1401 ه.
163- (دليل الباحث في تنظيم كتابة البحوث الاجتماعية): للدكتور يحيى الحسن، الجامعة الأردنية، 1976 م.
164- (الديباج المذهب في معرفة أعيان المذهب): لإبراهيم بن علي بن محمد فرحون المالكي، تحقيق الدكتور محمد الأحمدي أبو النور، مكتبة دار التراث، القاهرة.
أخرى: طبعة عباس بن عبد السلام شقرون، مصر، ط 1، 1351 ه.
165- (ديوان النابغة الذبياني): لزياد بن معاوية ت (18 ه) تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، دار المعارف، القاهرة، 1397 ه.
166- (ذكر أخبار أصبهان): لأبي نعيم أحمد بن عبد اللّه الأصفهاني، طبعة ليدن، 1931 م.
167- (ذيل تذكرة الحفاظ للذهبي): لأبي المحاسن الحسيني، دار الكتب العلمية.
168- (الذيل على طبقات الحنابلة لابن رجب): لزين الدين عبد الرحمن بن شهاب الحنبلي، ت (795 ه). دار المعرفة، بيروت.
ص: 482
169- (الذيل و التكملة لكتابي الموصول و الصلة): للمراكشي، تحقيق الدكتور إحسان عباس، بيروت، 1964 م.
170- (الرسالة المستطرفة لبيان مشهور كتب السنة المشرفة):
للكتاني، دار البشائر.
أخرى: تحقيق محمد المنتصر الكتاني، دمشق 1383 ه.
171- (رسم المصحف دراسة لغوية تاريخية) لغانم قدوري الحمد، نشر اللجنة الوطنية للاحتفال بمطلع القرن الخامس عشر الهجري، الجمهورية العراقية، ط 1، 1402 ه.
172- (روضة الطالبين و عمدة المفتين): ليحيى بن شرف النووي ت (676 ه)، المكتب الإسلامي.
173- (روضة الناظر و جنة المناظر): لابن قدامة المقدسي، مكتبة المعارف، الرياض، ط 2، 1404 ه.
174- (زاد المعاد في هدي خير العباد): لابن القيم الجوزية ت (751 ه)، تحقيق: شعيب و عبد القادر الأرناءوط، مؤسسة الرسالة، و مكتبة المنار الإسلامية، بيروت، ط 1، 1399 ه.
175- (الزيادة و الإحسان في علوم القرآن): لابن عقيلة المكي، ت (1150 ه) تحقيق مجموعة من الباحثين في كلية أصول الدين، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، رسائل ماجستير.
ص: 483
176- (سلسلة الأحاديث الضعيفة و الموضوعة): لمحمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي، بيروت، ط 4، 1398 ه.
177- (سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر): لمحمد خليل بن علي المرادي ت (1206 ه) دار ابن حزم، و دار البشائر، بيروت، ط 3، 1408 ه.
178- (السنة): لعبد اللّه بن أحمد بن حنبل، ت (290 ه)، تحقيق أبو هاجر محمد السعيد، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1405 ه.
179- (السنة قبل التدوين): لمحمد عجاج الخطيب، القاهرة، مكتبة وهبة، ط 1، 1383 ه.
180- (السنن): لابن ماجة، محمد بن يزيد القزويني ت (275 ه) تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، دار الفكر، بيروت، لبنان.
181- (السنن): لأبي داود، سليمان بن الأشعث الأزدي، ت (275 ه)، مراجعة و تعليق: محمد محي الدين عبد الحميد، دار إحياء السنن النبوية، بيروت.
182- (السنن): للترمذي، أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي، ت (279 ه) تحقيق و تصحيح عبد الوهاب عبد اللطيف، دار الفكر، بيروت، ط 3، 1398 ه.
أخرى: تحقيق أحمد محمد شاكر، محمد فؤاد عبد الباقي، إبراهيم عطوة
ص: 484
عوض، مطبعة مصطفى البابي الحلبي، مصر، ط 2، 1402 ه.
183- (السنن): للدارقطني، لعلي بن عمر الدارقطني ت (385 ه)، تحقيق عبد اللّه هاشم يماني المدني، دار المحاسن، القاهرة.
184- (السنن): للدارمي، عبد اللّه بن عبد الرحمن الدارمي، ت (255 ه) تخريج و تحقيق و تعليق السيد عبد اللّه هاشم يماني المدني، نشر حديث أكاديمي، نشاطآباد، فيصل آباد، باكستان، 1404 ه.
185- (السنن الكبرى): لأحمد بن الحسين البيهقي ت (458 ه)، تصوير دار المعرفة، بيروت، لبنان، ط 1.
186- (السنن): لأحمد بن شعيب النسائي، ت (303 ه)، دار الفكر، بيروت، 1308 ه.
187- (سير أعلام النبلاء): لشمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي ت (748 ه)، أشرف على التحقيق، و خرج أحاديثه: شعيب الأرناءوط. مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 2، 1402 ه.
188- (السيرة الحلبية من إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون):
لبرهان الدين الحلبي، المكتبة الإسلامية، بيروت
189- (السيرة الشامية) «سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد»:
لمحمد بن يوسف الصالحي ت (942 ه) تحقيق مصطفى عبد الواحد، لجنة إحياء التراث الإسلامي، القاهرة، 1394 ه.
ص: 485
190- (السيرة النبوية): لأبي الفداء إسماعيل بن كثير ت (774 ه) تحقيق: مصطفى عبد الواحد، نشر عيسى البابي الحلبي، القاهرة، 1384 ه.
191- (السيرة النبوية): لابن هشام، تحقيق مصطفى السقا و آخرين، مطبعة مصطفى البابي الحلبي، ط 2، 1375 ه.
192- (السيوطي و جهوده في علوم القرآن): لعبد الحليم.
193- (شجرة النور الزكية في طبقات المالكية): لمحمد مخلوف التونسي، المكتبة السلفية بمصر، ط 1، 1349 ه
194- (شذرات الذهب في أخبار من ذهب): لعبد الحي بن العماد الحنبلي ت (1089 ه) دار إحياء التراث العربي، بيروت.
195- (شرح اعتقاد أهل السنة و الجماعة) للالكائي، تحقيق: أحمد سعد حمدان، دار طيبة، الرياض، ط 1.
196- (شرح السنة) للبغوي، الحسين بن مسعود البغوي، ت (516 ه) تحقيق شعيب الأرناءوط، و زهير الشاويش، المكتب الإسلامي، بيروت، لبنان، ط 2، 1403 ه.
197- (شرح الشفاء): لعلي القاري، بهامش نسخة الرياض من شرح شفاء القاضي عياض، لشهاب الدين الخفاجي، المطبعة الأزهرية، ط 1، 1327 ه.
ص: 486
198- (شرح الطحاوية): لصدر الدين أبي العز الحنفي، تحقيق:
أحمد شاكر، مطبوعات جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الرياض، 1396 ه.
199- (شرح الكواكب المنير): لمحمد بن أحمد الفتوحي، المعروف بابن النجار، تحقيق محمد الزحيلي، و نزيه حماد، جامعة أم القرى، ط 1، 1408 ه.
200- (شرح مختصر الروضة): لسليمان بن عبد القوي الطوفي، تحقيق الدكتور عبد اللّه بن عبد المحسن التركي، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 1، 1409 ه.
201- (شرح النووي على صحيح مسلم): لمحي الدين أبي زكريا يحيى بن شرف النووي، ت (676 ه)، دار الفكر و بيروت، لبنان، ط 3، 1398 ه.
202- (شرح معاني الآثار): لأبي جعفر أحمد بن محمد الطحاوي، ت (321 ه) تحقيق و تقديم: محمد سيد جاد الحق، مطبعة الأنوار المحمدية.
أخرى: تحقيق: محمد زهري النجار، دار الكتب العلمية ط 1.
203- (الشعر الجاهلي): لناصر الدين الأسد
204- (الشعر و الشعراء) المسمى «طبقات الشعراء»: لعبد اللّه بن مسلم بن قتيبة، حققه و ضبط نصه و راجعه الدكتور مفيد قميحة، و الأستاذ
ص: 487
نعيم زرزور، دار الكتب العلمية ط 2، 1405 ه.
205- (الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية): لطاش كبري زاده، ت (968 ه)، دار الكتاب العربي، بيروت، 1395 ه.
206- (الصاحبي): لأحمد بن فارس بن زكريا، ت (395 ه) تحقيق السيد أحمد صقر، مطبعة عيسى البابي الحلبي، القاهرة.
207- (صبح الأعشى في صناعة الإنشا): لأحمد بن علي القلقشندي، ت (821 ه) شرحه و علق عليه محمد حسين شمس الدين، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1407 ه.
أخرى: الهيئة المصرية للكتاب و مركز تحقيق التراث.
208- (الصحاح): لإسماعيل بن حماد الجوهري، ت (393 ه) تحقيق: أحمد عبد الغفور عطار، القاهرة ط 2، 1402 ه.
209- (صحيح البخاري): لأبي عبد اللّه محمد بن إسماعيل البخاري، المكتبة الإسلامية، تركيا.
210- (صحيح الجامع الصغير) «الفتح الكبير»: تحقيق محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي، بيروت، ط 2، 1399 ه.
211- صحيح ابن حبان الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان.
212- (صحيح ابن خزيمة) لأبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة،
ص: 488
ت (3110 ه) تحقيق: محمد مصطفى الأعظمي، المكتب الإسلامي، بيروت.
213- (صحيح مسلم): لأبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري، تصحيح و تعليق محمد فؤاد عبد الباقي، نشر: الرئاسة العامة لإدارات البحوث و الإفتاء و الدعوة و الإرشاد، في المملكة العربية السعودية.
214- (صفوة الصفوة): لأبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي، ت (597 ه) مطبعة دار المعارف العثمانية، حيدرآباد، الدكن، الهند، ط 1، 1355 ه.
215- (الصلة) لابن بشكوال، تحقيق عزت العطار، مطبعة السعادة، مصر، 1955 م.
216- (الصواعق المرسلة على الجهمية و المعطلة): لابن قيم الجوزية، ت (751 ه)، تحقيق الدكتور علي الدخيل اللّه، دار العاصمة، الرياض.
217- (صيد الخاطر): لابن الجوزي، دار الفكر، بيروت، 1399 ه.
218- (الضعفاء الصغير): لمحمد بن إسماعيل البخاري، ت (256 ه)، تحقيق بدران الفنادي، عالم الكتب، بيروت، ط 1، 1404 ه.
219- (الضعفاء الكبير): لأبي جعفر محمد بن عمرو بن موسى العقيلي، ت (322 ه) تحقيق: عبد المعطي قلعجي، دار الكتب العلمية،
ص: 489
بيروت، ط 2، 1399 ه.
220- (الضعفاء و المتروكين) لعلي بن عمر الدارقطني، ت (385 ه)، دراسة و تحقيق، موفق بن عبد اللّه بن عبد القادر، مكتبة المعارف، الرياض، ط 1، 1404 ه.
221- (الضعفاء و المتروكين): لأبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، ت (303 ه)، تحقيق مركز الخدمات و الأبحاث الثقافية، بوران الضناوي، و كمال يوسف الحوت، مؤسسة الكتب الثقافية، ط 1، 1405 ه.
222- (ضعيف الجامع الصغير) تحقيق محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي، بيروت، ط 2، 1399 ه.
223- (الضوء اللامع لأهل القرن التاسع): لشمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي، ت (302 ه)، مكتبة القدس، القاهرة، 1353 ه.
224- (الطبقات): لخليفة بن خياط، ت (240 ه)، تحقيق الدكتور أكرم ضياء العمري، دار طيبة، الرياض، ط 2، 1402 ه.
225- (طبقات الحفاظ): لعبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، ت (911 ه)، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1403 ه.
226- (طبقات الحنابلة): لأبي الحسين محمد بن أبي يعلى، تصحيح: محمد حامد الفقي، مطبعة السنة المحمدية، القاهرة، 1370 ه.
ص: 490
227- (الطبقات السنية في تراجم الحنفية): لتقي الدين بن عبد القادر التميمي، ت (1005 ه)، تحقيق الدكتور عبد الفتاح الحلو، دار الرفاعي للنشر، الرياض ط 1، 1403 ه.
228- (طبقات الشافعية): للأسنوي، جمال الدين عبد الرحيم بن الحسن، ت (772 ه)، تحقيق عبد اللّه الجبوري، مطبعة الإرشاد، بغداد، ط 1، 1390 ه.
229- (طبقات الشافعية) للسبكي، تاج الدين أبو نصر عبد الوهاب بن علي ت (771 ه) تحقيق عبد الفتاح الحلو، و محمود محمد الطناحي، مطبعة عيسى البابي الحلبي، ط 1، 1385.
230- (طبقات الشافعية): لابن قاضي شهبة، أحمد بن محمد ت (851 ه) تصحيح و تعليق: الدكتور عبد العليم خان، عالم الكتب، بيروت، لبنان، ط 1، 1407 ه.
231- (الطبقات الكبرى): لمحمد بن سعد ت (230 ه)، دار بيروت للطباعة و النشر، بيروت 1400 ه.
أخرى: عنى بتصحيحه و طبعه أدوار سنو- مصورة عن طبعة بريل- مطبعة ليدن- عام 1321 ه.
232- (الطبقات الكبرى) لعبد الوهاب الشعراني، دار الفكر العربي، القاهرة.
ص: 491
233- (طبقات المفسرين) لمحمد بن علي الداودي ت (945 ه)، تحقيق علي محمد عمر و مطبعة الاستقلال الكبرى، الناشر: مكتبة وهبة، ط 1، 1392 ه.
أخرى: راجعها لجنة من العلماء بإشراف الناشر، دار الكتب العلمية، بيروت، توزيع دار الباز، مكة المكرمة.
234- (طبقات المفسرين): لجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي ت (911 ه)، تحقيق يحيى بن محمد عمر، مطبعة الحضارة العربية، القاهرة ط 1، 1396 ه.
235- (طبقات النحويين و اللغويين): لمحمد بن الحسن بن عبد اللّه الزبيدي ت (379 ه) تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، مكتبة الخانجي، القاهرة، 1373 ه.
236- (طيبة النشر): لابن الجزري.
237- (العبر في خبر من غبر): لشمس الدين الذهبي ت (478 ه) تحقيق الدكتور صلاح الدين المنجد، إدارة المطبوعات و النشر، الكويت.
238- (العز بن عبد السلام، حياته و آثاره، و منهجه في التفسير):
للدكتور عبد اللّه الوهيبي.
239- (العقد الفريد): لأحمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسي، تحقيق الدكتور مفيد محمد قميحة، مكتبة المعارف، الرياض، ط 1، 1404 ه.
ص: 492
240- (العقل و فهم القرآن): للحارث بن أسد المحاسبي، تحقيق حسين القوتلي، دار الفكر، دمشق، ط 2، 1398 ه.
241- (العقيدة السلفية في كلام رب البرية و كشف أباطيل المبتدعة الردية): لعبد اللّه بن يوسف الجديع، ط 1، 1408 ه.
242- (العلل المتناهية في الأحاديث الواهية): لابن الجوزي، تحقيق إرشاد الحق الأثري، باكستان، ط 2، 1401 ه.
243- (العلم) لأبي خيثمة.
244- (علوم الحديث): لابن الصلاح، تحقيق الدكتور نور الدين عتر، حلب، 1386 ه.
245- (علوم القرآن): للدكتور رشدي عليان، و قحطان الدوري، و كاظم الراوي، وزارة التعليم العالي و البحث العلمي، العراق، 1980 م.
246- (عمدة القارئ شرح صحيح البخاري): لأبي محمد محمود ابن أحمد العيني، ت (855 ه)، دار إحياء التراث العربي،، بيروت، لبنان.
247- (عمل اليوم و الليلة): لأبي بكر بن السني، ت (364 ه) تحقيق و تعليق: عبد القادر أحمد عطا، مكتبة الكليات الأزهرية، ط 1، 1389 ه.
248- (العواصم من القواصم): لأبي بكر بن العربي، تحقيق محب
ص: 493
الدين الخطيب، توزيع دار الإفتاء بالمملكة العربية السعودية، 1404 ه.
249- (عيون الأخبار): لعبد اللّه بن مسلم بن قتيبة الدينوري ت (276 ه) دار الكتب المصرية، القاهرة، 1348 ه.
250- (غاية النهاية في طبقات القراء): لابن الجزري، محمد بن محمد ت (833 ه) عني بنشره: ج. برجستراثر، دار الكتب العلمية، بيروت ط 2، 1400 ه.
251- (غريب الحديث): لأبي عبيد القاسم بن سلام ت (224 ه)، تحقيق عبد المعيد خان، دائرة المعارف العثمانية، الهند، ط 1، 1384 ه.
252- (الفائق في غريب الحديث) لجار اللّه الزمخشري، ت (583 ه) تحقيق علي محمد البجاوي، و محمد أبو الفضل إبراهيم، مطبعة عيسى البابي الحلبي، القاهرة، ط 2.
253- (فتح الباري بشرح صحيح البخاري): لأحمد بن علي بن حجر العسقلاني، ت (852 ه) بعناية الشيخ عبد العزيز بن باز، و محمد فؤاد عبد الباقي، و محب الدين الخطيب، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
254- (الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني):
لأحمد بن عبد الرحمن البنا، دار الشهاب، القاهرة.
255- (فتوح البلدان): لأحمد بن يحيى بن جابر البلاذري، تحقيق
ص: 494
عبد اللّه أنيس الطباع، و عمر أنيس الطباع، مؤسسة المعارف، بيروت، 1407 ه.
256- (فصول في أصول التفسير): لمساعد بن سليمان الطيار، دار النشر الدولي، الرياض، ط 1، 1413 ه.
257- (فضائل القرآن) لأبي الفداء إسماعيل بن كثير ت (774 ه) دار المعرفة، بيروت، ط 1، 1406 ه.
258- (فضائل القرآن و ما أنزل من القرآن بمكة و ما أنزل بالمدينة) لأبي عبد اللّه محمد بن أيوب بن الضريس ت (294 ه) تحقيق: غزوة بدير، دار الفكر، بيروت، ط 1، 1408 ه.
259- (فضائل القرآن و معالمه و آدابه): لأبي عبيد القاسم بن سلام الهروي، ت (224 ه) تحقيق: محمد نجاتي جوهري، رسالة ماجستير، جامعة الملك عبد العزيز، كلية الشريعة و الدراسات الإسلامية، 1393 ه.
أخرى تحقيق وهبي غاوجي، دار الكتب العلمية، بيروت ط 1، 1411 ه.
260- (فضائل القرآن و ما جاء فيه من الفضل و في كم يقرأ و السنة في ذلك): لأبي بكر جعفر بن محمد الفريابي ت (310 ه) تحقيق: عثمان فضل اللّه جبريل، مكتبة الرشد، ط 1، 1409 ه.
261- (فنون الأفنان في عيون علوم القرآن) لأبي الفرج بن الجوزي ت (597 ه) تحقيق الدكتور حسن ضياء الدين عتر، دار البشائر
ص: 495
الإسلامية، ط 1، 1408 ه.
262- (فهرس ابن خير الإشبيلي)، طبعة سرقسطة.
263- (فهرس ابن عطية): لابن عطية الأندلسي ت (541 ه)، تحقيق محمد أبو الأجفان، و محمد الزاهي، دار الغرب الإسلامي، بيروت، ط 2، 1983 م.
264- (الفهرست): لابن النديم. طبعات مختلفة. منها طبعة دار المعرفة، بيروت، 1398 ه.
265- (فواتح الرحموت بشرح مسلم الثبوت): لعبد العلي أحمد بن نظام الدين الأنصاري، على هامش المستصفى للغزالي، مكتبة المثنى، بغداد.
266- (فوات الوفيات) لمحمد شاكر الكتبي ت (764 ه)، تحقيق الدكتور إحسان عباس، دار صادر، بيروت.
267- (الفوائد البهية في تراجم الحنفية): لأبي الحسنات محمد عبد الحي الكنوي الهندي ت (1304 ه) تصحيح: محمد بدر الدين النعساني، مطبعة السعادة، مصر، ط 1، 1324 ه.
268- (الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة): لمحمد بن علي الشوكاني ت (1250 ه) تحقيق عبد الرحمن يحيى المعلمي، المكتب الإسلامي، بيروت، ط 2، 1392 ه.
ص: 496
269- (فيض القدير شرح الجامع الصغير): لعبد الرءوف المناوي ت (1031 ه)، دار المعرفة، بيروت، 1391 ه.
270- (في علوم القرآن، دراسات و محاضرات): للدكتور عبد السلام كفافي، و الأستاذ عبد اللّه الشريف، دار النهضة العربية، بيروت، 1981 م.
271- (القاموس الإسلامي): لأحمد عطية اللّه، مكتبة النهضة المصرية، ط 1، 1399 ه.
272- (القاموس المحيط) لمجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي ت (817 ه)، دار الجيل بيروت.
أخرى: مؤسسة الرسالة، ط 2، 1407 ه.
273- (القرآن الكريم و الدراسات الأدبية): لنور الدين عتر
274- (القطع و الائتناف): لأبي جعفر النحاس، تحقيق الدكتور أحمد خطاب العمرو، وزارة الأوقاف العراقية، بغداد، 1398 ه.
275- (قلائد العقيان في محاسن الأعيان): لأبي النصر الفتح بن خاقان، مطبعة التقدم العلمية، مصر، ط 1، 1320 ه.
276- (قواعد التحديث): لمحمد جمال الدين القاسمي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1399 ه.
ص: 497
277- (قواعد الترجيح عند المفسرين): لحسين بن علي الحربي، رسالة ماجستير، كلية أصول الدين، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، 1415 ه.
278- (قوت القلوب): لأبي طالب محمد بن أبي الحسن المكي. دار صادر، بيروت.
279- (الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة) لمحمد بن أحمد بن عثمان الذهبي ت (748 ه) مراجعة و ضبط لجنة من العلماء، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ط 1 1403 ه.
280- (الكامل في الضعفاء) لعبد اللّه بن عدي الجوجاني، ت (365 ه) دار الفكر، بيروت، ط 1، 1404 ه.
281- (الكتاب) لسيبويه، عمرو بن عثمان بن قنبر ت (180 ه)، تحقيق و شرح عبد السلام هارون، مكتبة الخانجي، القاهرة، ط 3، 1408 ه.
282- (الكتاب المصنف في الأحاديث و الآثار): لأبي بكر بن أبي شيبة، تحقيق عبد الخالق الأفغاني، الدار السلفية، حامد بلدنك، مومن بوده، بومبي، الهند، ط 2، 1399 ه.
283- (كتاب الوحي): للدكتور أحمد بن عبد الرحمن عيسى، دار اللواء، الرياض، ط 1، 1400 ه.
284- (الكتيبة الكامنة فيمن لقيته بالأندلس من شعراء المائة
ص: 498
الثامنة): لابن الخطيب، تحقيق الدكتور إحسان عباس، بيروت، 1963 م.
285- (كشف الأستار عن زوائد البزار على الكتب الستة): لعلي بن أبي بكر الهيثمي ت (807 ه) تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 1، 1404 ه.
286- (كشف الخفاء و مزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس): لإسماعيل بن محمد العجلوني ت (1162 ه)، صححه و علق عليه أحمد القلاش، الناشر مكتبة التراث الإسلامي، حلب.
287- (كشف الظنون عن أسامي الكتب و الفنون): لمصطفى بن عبد اللّه الشهير بحاجي خليفة، دار الفكر، بيروت، 1402 ه.
288- (الكشف عن وجوه القراءات السبع و عللها و حججها):
لمكي بن أبي طالب القيسي ت (437 ه) تحقيق الدكتور محي الدين رمضان، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1404 ه.
289- (الكفاية في علم الرواية): لأبي بكر بن الخطيب البغدادي، ت (463 ه) راجعه: عبد الحليم محمد، و عبد الرحمن حسن، دار الكتب الحديثة، القاهرة، ط 2.
290- (الكليات): لأبي البقاء الحسيني الكفوي، المطبعة العامرة، 1287 ه.
291- (كنز العمال في سنن الأقوال و الأفعال): تقي الدين بن
ص: 499
حسام الدين الهندي ت (975 ه) ضبطه و فسر غريبه: بكر حياني، صححه و وضع فهارسه: صفوت السقا، بيروت، 1979 م.
292- (كنز المعاني شرح حرز الأماني): للجعبري، مخطوط.
293- (كيف تكتب بحثا أو رسالة [دراسة منهجية]) للدكتور أحمد شلبي، مكتبة النهضة العربية، القاهرة، ط 7، 1973 م.
294- (اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة) لجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي ت (911 ه) دار المعرفة، بيروت، ط 2، 1395 ه.
295- (لباب النقول في أسباب النزول): لجلال الدين السيوطي ت (911 ه)، دار إحياء العلوم، ط 1، 1978 م.
296- (اللباب في تهذيب الأسماء): لعلي بن محمد بن الأثير الجزري ت (630 ه) مكتبة القدس، القاهرة، 1357 ه.
297- (لسان العرب): لأبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم بن منظور، ت (711 ه) دار صادر، بيروت، 1388 ه.
أخرى: قدم له الشيخ عبد اللّه العلائلي، و رغده يوسف خياط، دار لسان العرب بيروت.
298- (لسان الميزان): لأحمد بن علي بن حجر العسقلاني، ت
ص: 500
(852 ه)، دار الفكر، بيروت.
299- (لطائف الإشارات): لعبد الكريم بن هوازن القسطلاني، ت (465 ه) تحقيق: إبراهيم البسيوني، القاهرة، الهيئة المصرية العامة للتأليف و النشر، 1370 م.
300- (لفتة الكبد): لابن الجوزي، المكتب الإسلامي، بيروت، ط 2، 1405 ه.
301- (مباحث في إعجاز القرآن) للدكتور مصطفى مسلم محمد، دار المنارة، جدة، ط 1، 1408 ه.
302- (مباحث في علوم القرآن): للشيخ مناع خليل القطان، مكتبة المعارف، الرياض ط 3.
303- (مباحث في علوم القرآن) للدكتور صبحي الصالح، دار العلم للملايين، بيروت، ط 2.
304- (المباني في نظم المعاني): لمؤلف مجهول، ضمن مقدمتان في علوم القرآن، تحقيق: آرثر جفري، مكتبة الخانجي، القاهرة. 1392 ه.
305- (مجاز القرآن): لأبي عبيدة معمر بن المثنى ت (210 ه)، تحقيق و تعليق محمد فؤاد سيزكين، مؤسسة الرسالة، بيروت لبنان، ط 2، 1401 ه.
ص: 501
306- (المجروحين من المحدثين و الضعفاء و المتروكين): للحافظ محمد بن حبان (354 ه)، تحقيق محمود إبراهيم زائد، دار المعرفة.
307- (مجلة لواء الإسلام) العدد الأول، مقال للأستاذ عبد الوهاب حمودة.
308- (مجلة المنار) المجلد العاشر، الجزء العاشر، شوال (1325 ه) مصر، مقال للأستاذ رفيق العظم، بعنوان: التدوين في الإسلام.
309- (مجلة المنهل): المجلد السابع، ربيع الثاني، 1366 ه، مقال للأستاذ محمد بهجت البيطار، بعنوان: أمهات كتب التفسير القديمة و الحديثة، ما لها و ما عليها.
310- (مجلة المورد العراقية) العدد (7)، المجلد (17) عام 1405 ه.
311- (مجمع الزوائد و منبع الفوائد): نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي ت (807 ه)، دار الكتاب، بيروت، لبنان.
312- (مجمل اللغة): لأبي الحسن أحمد بن فارس ت (395 ه)، تحقيق: زهير عبد المحسن سلطان، مؤسسة الرسالة ط 2، 1406 ه.
313- (المجموع شرح المهذب): لأبي زكريا محي الدين يحيى بن شرف النووي، ت (676 ه) إدارة الطباعة المنيرية، مصر.
314- (مجموع الفتاوى): لشيخ الإسلام ابن تيمية ت (728 ه)،
ص: 502
جمع و ترتيب: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم الحنبلي، توزيع رئاسة البحوث العلمية و الإفتاء و الدعوة و الإرشاد، الرياض، ط 1، 1398 ه.
315- (المحبر): لمحمد بن حبيب بن أمية البغدادي ت (245 ه) اعتنت بتصحيحه الدكتورة: إيلزة لميتد شتيتر، مطبعة جمعية دائرة المعارف العثمانية، حيدرآباد، الدكن، 1316 ه.
316- (المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات و الإيضاح عنها):
لعثمان بن جني، تحقيق علي النجدي ناصف و آخرون، دار سزكين، ط 2، 1406 ه.
317- (المحكم في نقط المصاحف): لأبي عمرو الداني، تحقيق عزة حسن، دار الفكر، دمشق، ط 2، 1407 ه.
318- (المحلى): لابن حزم علي بن أحمد بن سعيد ت (456 ه) تحقيق لجنة إحياء التراث العربي، دار الآفاق الجديدة، بيروت، لبنان.
319- (مختصر في شواذ القرآن من كتاب البديع) لأبي عبد اللّه الحسين بن خالويه، ت (370 ه) عني بنشره ج. برجستراسر، مكتبة المتنبي، القاهرة.
320- (مختصر قيام الليل) لمحمد بن نصر المروزي ت (294 ه):
اختصره أحمد بن علي المقريزي ت (845 ه)، فيصل آباد، باكستان، 1402 ه.
ص: 503
321- (المختصر من كتاب نشر النور و الزهر في تراجم أفاضل مكة من القرن العاشر إلى نهاية القرن الرابع عشر): لعبد اللّه مرداد أبو الخير، اختصره محمد سعيد العمودي، و أحمد علي، مطبوعات نادي الطائف الأدبي، 1398 ه.
322- (مدخل إلى الدراسات الإسلامية): الدكتور محمد بلتاجي، مكتبة الشباب، القاهرة 1982 م.
323- (المدخل لدراسة القرآن الكريم): لمحمد محمد أبو شهبة، دار اللواء، الرياض، ط 3، 1407 ه.
324- (مدخل إلى علوم القرآن و التفسير): الدكتور فاروق حمادة، مكتبة المعارف، الرباط، المغرب، ط 1، 1399 ه.
325- (المدخل إلى علوم القرآن و العلوم الإسلامية): للدكتور محمد أمين فرشوخ، دار الفكر العربي، بيروت، ط 1، 1990 م.
326- (مدرسة التفسير في الأندلس): لمصطفى إبراهيم المشيني، مؤسسة الرسالة بيروت، ط 1، 1406 ه.
327- (المدونة الكبرى): للإمام مالك بن أنس، ت (179 ه)، دار صادر، بيروت، ط 1.
328- (مذكرة الدراسات العليا): للشيخ: مناع خليل القطان.
ص: 504
329- (مرآة الجنان و عبرة اليقظان في معرفة ما يعتبر من حوادث الزمان): لعبد اللّه بن أسعد اليافعي ت (768 ه)، مصورة عن طبعة حيدرآباد، 1337 ه.
330- (مراتب النحويين): لأبي الطيب اللغوي، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، دار نهضة مصر للطبع، القاهرة، ط 2، 1394 ه. و نسخة مصورة مؤسسة الأعلمي للمطبوعات.
331- (المرشد الوافي في علوم القرآن): للدكتور محمود بسيوني فودة، مطبعة الأمانة، القاهرة، 1402 ه.
332- (المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز): لشهاب الدين عبد الرحمن بن إسماعيل المعروف بأبي شامة ت (665 ه)، تحقيق طيار آلتي قولاج، دار صادر، بيروت، 1395 ه.
333- (مروج الذهب و معادن الجوهر): لأبي المحاسن علي بن الحسين المسعودي، ت (346 ه)، تحقيق محي الدين عبد الحميد، 1966 م.
334- (المستدرك على الصحيحين): لأبي عبد اللّه الحاكم النيسابوري، ت (405 ه)، دار الفكر، بيروت، 1398 ه.
335- (المسند): للإمام أحمد بن حنبل الشيباني، ت (241 ه)، المكتب الإسلامي، بيروت، ط 4، 1403 ه.
أخرى: تحقيق أحمد محمد شاكر، دار المعارف، مصر، ط
ص: 505
336- (المسند): لأبي يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي ت (307 ه) تحقيق و تخريج حسن سليم أسد، دار المأمون، دمشق، ط 1، 1404 ه.
337- (مسند الإمام أبي بكر الصديق): لجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، ت (911 ه).
338- (مسند أبي داود الطيالسي): للإمام سليمان بن داود بن الجارود الفارسي ت (204 ه)، مجلس دائرة المعارف النظامية، الهند، حيدرآباد، الدكن، ط 1، 1321 ه.
339- (مشكاة المصابيح): لأبي عبد اللّه محمد بن عبد اللّه الخطيب التبريزي ت (بعد 737 ه)، تحقيق محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي، بيروت، ط 2، 1399 ه.
340- (مشكل الآثار): لأبي جعفر الطحاوي، ت (321 ه)، دار صادر، بيروت، ط 1، 1333 ه.
341- (مصابيح السنة): للإمام أبي محمد الحسين بن مسعود البغوي ت (516 ه)، تحقيق يوسف عبد الرحمن المرعشلي، و محمد سليم سمارة، و جمال حمدي الذهبي، دار المعرفة، بيروت، ط 1، 1407 ه.
342- (المصاحف): لأبي بكر عبد اللّه بن أبي داود السجستاني، مؤسسة قرطبة للنشر.
ص: 506
أخرى: دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1405 ه.
343- (مصادر الشعر الجاهلي و قيمتها التاريخية): لناصر الدين الأسد، القاهرة، 1956 م.
344- (مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور): لإبراهيم بن عمر البقاعي، ت (885 ه) تحقيق: عبد السميع حسنين، مكتبة المعارف، الرياض، ط 1، 1408 ه.
345- (المصباح المنير) للفيومي- مكتبة لبنان، 1987.
346- (المصنف): لابن أبي شيبة، تحقيق: عبد الخالق الأفغاني، الدار السلفية، حامد بلنك بومبي، الهند، ط 2، 1399 ه.
347- (المصنف): لعبد الرزاق بن همام الصنعاني ت (211 ه) تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي، المكتب الإسلامي، بيروت، ط 2، 1403 ه.
348- (المطول في شرح التلخيص): للتفتازاني، مكتبة الداوري، قم، إيران، ط 1، 1309 ه.
أخرى: مع حاشية السيد شريف، تصحيح عثمان أفندي زاده، و أحمد رفعت، مطبعة أحمد كامل، 1330 ه.
349- (المعارف): لابن قتيبة الدينوري ت (276 ه) تصحيح و تعليق: محمد إسماعيل الصاوي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان،
ص: 507
ط 2، 1390 ه.
350- (معالم السنن): لأبي سليمان حمد بن محمد الخطابي البستي ت (388 ه) تصحيح محمد راغب الطباخ، المطبعة العلمية، حلب، ط 1، 1351 ه.
أخرى: تحقيق: الدعاس و السيد، دار الحديث.
351- (معاني القرآن): لأبي زكريا يحيى بن زياد الفراء ت (207 ه)، عالم الكتب، بيروت، ط 3، 1403 ه.
352- (معاني القرآن و إعرابه): لأبي إسحاق إبراهيم بن الزجاج، شرح و تحقيق الدكتور عبد الجليل عبده شلبي، عالم الكتب، بيروت، ط 1، 1408 ه.
353- (المعجزة الكبرى القرآن الكريم): للدكتور محمد أبو زهرة، دار الفكر العربي، القاهرة.
354- (معجم الأدباء): لياقوت الحموي، دار الفكر ط 3، 1410 ه.
355- (المعجم الأوسط): سليمان بن أحمد الطبراني، ت (360 ه) تحقيق الدكتور محمود الطحان مكتبة المعارف، الرياض ط 1، 1407 ه.
356- (معجم البلدان): لأبي عبد اللّه ياقوت الحموي ت
ص: 508
(626 ه) دار صادر، بيروت، 1404 ه.
357- (معجم الدراسات القرآنية) الدكتورة ابتسام مرهون الصفار، جامعة بغداد، 1984 م.
358- (المعجم في أصحاب أبي علي الصفدي): لابن الأثير، مدريد، 1885 م.
359- (معجم قبائل العرب القديمة و الحديثة): لعمر رضا كحالة، مؤسسة الرسالة، بيروت ط 5، 1405 ه.
360- (المعجم الكبير): لأبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني ت (360 ه) تحقيق حمدي السلفي، مطبعة الزهراء الحديثة، العراق ط 2.
361- (معجم مصنفات القرآن الكريم): لعلي شواخ إسحاق، دار الرفاعي، الرياض ط 1، 1403 ه.
362- (معجم مقاييس اللغة): لأحمد بن فارس بن زكريا ت (395 ه)، تحقيق عبد السلام محمد هارون، دار الكتب العلمية، إسماعيليان نجفي، إيران، القم.
363- (معجم المؤلفين الدمشقيين): عمر رضا كحالة، دار الكتب الجديدة.
364- (المعرب): للجواليقي.
ص: 509
365- (معرفة القراء الكبار على الطبقات و الأعصار): لأبي عبد اللّه محمد بن أحمد الذهبي ت (748 ه) حققه و علق عليه بشار عواد معروف، و شعيب الأرناءوط، و صالح مهدي عباس، مؤسسة الرسالة، بيروت ط 1، 1404 ه.
366- (المغازي): لمحمد بن عمر الواقدي ت (207 ه) تحقيق مارسون جونس، عالم الكتب بيروت، ط 3، 1404 ه.
367- (المغني عن حمل الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار): لعبد الرحيم بن الحسين العراقي ت (806 ه) بهامش إحياء علوم الدين للغزالي، دار المعرفة، بيروت، 1403 ه.
368- (المغني في الضعفاء): لمحمد بن أحمد الذهبي ت (748 ه) تحقيق و تعليق نور الدين عتر.
369- (مفتاح السعادة و مصباح السيادة): لأحمد بن مصطفى طاش كبري زاده، مراجعة و تحقيق: كامل كامل البكري، و عبد الوهاب أبو النور، دار الكتب الحديثة، مصر القاهرة.
370- (مفتاح العلوم): ليوسف بن أبي بكر السكاكي، ت (626 ه)، المكتبة العلمية الجديدة، بيروت.
371- (المفردات في غريب القرآن): لأبي القاسم الحسين بن محمد المعروف بالراغب الأصفهاني، ت (502 ه)، تحقيق محمد سيد كيلاني،
ص: 510
دار المعرفة، بيروت.
372- (المفهم لما أشكل من تلخيص مسلم): لأبي العباس أحمد بن عمر بن إبراهيم القرطبي، ت (656 ه) نسخة مصورة بقسم المخطوطات بالجامعة الإسلامية، المدينة المنورة، رقم 3029 ميكروفيلم.
373- (المقاصد الحسنة): لمحمد بن عبد الرحمن السخاوي، ت (902 ه)، تحقيق محمد عثمان الخشت، دار الكتاب العربي، بيروت، ط 1، 1405 ه.
374- (مقدمة في أصول التفسير): لتقي الدين أحمد بن عبد الحليم بن تيمية ت (728 ه)، تحقيق الدكتور عدنان زرزور، دار القرآن الكريم، الكويت، ط 2، 1392 ه.
375- (مقدمات تفسير الأصفهاني) (أنوار الحقائق الربانية في تفسير اللطائف القرآنية): لمحمود بن عبد الرحمن الأصفهاني ت (749 ه) مخطوط، تركيا، استنبول، مكتبة كوبرلي.
376- (مقدمتان في علوم القرآن) تصحيح آرثر جفري، عبد اللّه إسماعيل القارئ، مكتبة الخانجي، القاهرة، 1392 ه.
377- (المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد): للإبراهيم بن محمد بن عبد اللّه بن مفلح، ت (884 ه)، تحقيق و تعليق: الدكتور عبد الرحمن بن سليمان العثيمين، مكتبة الرشد، الرياض، ط 1، 1410 ه.
ص: 511
378- (المقنع في معرفة مرسوم مصاحف أهل الأمصار): لأبي عمرو عثمان بن سعيد الداني، تحقيق محمد أحمد دهمان، دار الفكر، بيروت، 1403 ه.
379- (المكتفى في الوقف و الابتداء): لأبي عمر عثمان بن سعيد الداني، ت (444 ه)، تحقيق يوسف المرعشلي، مؤسسة الرسالة، ط 2، 1407 ه.
380- (منادمة الأطلال و مسامرة الخيال): لعبد القادر بدران ت (1346 ه)، دمشق 1960 م.
381- (مناقب الإمام الشافعي): لفخر الدين الرازي ت (606 ه) تحقيق أحمد حجازي السقا، مكتبة الكليات الأزهرية، القاهرة.
382- (مناهل العرفان في علوم القرآن): محمد عبد العزيز الزرقاني، دار إحياء التراث العربي، بيروت.
383- (مناهج البحوث و كتابتها: للدكتور يوسف مصطفى القاضي، دار المريخ، الرياض، 1399 ه.
384- (المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك): أبي الفرج ابن الجوزي ت (597 ه) دار المعارف العثمانية، حيدرآباد، الدكن، الهند.
385- (من الجامع لأحكام القرآن للقرطبي): اختيار و تعليق و تقديم الدكتور محمد أديب الصالح، المكتب الإسلامي، 1395 ه.
ص: 512
386- (منع جواز المجاز في المنزل للتعبد و الإعجاز): لمحمد الأمين بن محمد الشنقيطي، ملحق بالجزء العاشر من تفسير أضواء البيان، للمصنف.
387- (المنهاج في شعب الإيمان): لأبي عبد اللّه الحسن بن الحسن الحليمي ت (403 ه)، مخطوط مصورة عن نسخة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
أخرى: تحقيق حلمي أحمد فودة، دار الفكر، بيروت ط 1، 1399 ه.
388- (منهج ابن عطية في تفسير القرآن الكريم): للدكتور عبد الوهاب فائد، الرئاسة العامة لشئون المطابع الأميرية، 1393 ه.
389- (موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان): للإمام أبي بكر الهيثمي، ت (807 ه)، تحقيق محمد عبد الرزاق حمزة، دار الكتب العلمية.
390- (موسوعة اصطلاحات العلوم الإسلامية) المعروف بكشاف اصطلاحات الفنون، للشيخ المولوي محمد علي التهانوي، بيروت، شركة خياط للكتب و النشر.
391- (موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف): لمحمد السعيد بن بسيوني زغلول، دار الفكر، بيروت، ط 1، 1410 ه.
392- (الموضوعات): لأبي الفرج ابن الجوزي ت (597 ه)، دار الفكر، بيروت، ط 2، 1403 ه.
ص: 513
393- (الموطأ): للإمام مالك بن أنس، رواية يحيى الليثي، شرح و تعليق: أحمد راتب عرموش، دار النفائس، بيروت، ط 1، 1390 ه.
394- (المهذب فيما وقع بغير لغة العرب من المعرب): لجلال الدين السيوطي ت (911 ه) تحقيق التهامي الراجحي، صندوق إحياء التراث الإسلامي، الدار البيضاء.
395- (ميزان الاعتدال في نقد الرجال) لمحمد بن أحمد بن عثمان الذهبي ت (748 ه) تحقيق علي محمد البجاوي، نشر دار المعرفة، بيروت، لبنان.
396- (الناسخ و المنسوخ): لأبي جعفر النحاس، ت (338 ه) تحقيق الدكتور سليمان بن إبراهيم اللاحم، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 1، 1412 ه.
أخرى: تحقيق محمد عبد السلام محمد، مكتبة الفلاح، الكويت، ط 1، 1408 ه.
397- (النبأ العظيم): لمحمد بن عبد اللّه دراز، الكويت، دار القلم، ط 3، 1406 ه.
398- (نثير الجمان في شعر من نظمني و إياه الزمان): للدكتور محمد رضوان الداية، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 1، 1396 ه.
399- (النجوم الزاهرة في ملوك مصر و القاهرة): لأبي المحاسن بن
ص: 514
تغري بردي ت (874 ه) دار الكتب المصرية، القاهرة، 1348 ه.
400- (نزهة الخواطر و بهجة المسامع و النواظر): لعبد الحي الحسيني، حيدرآباد.
401- (نزول القرآن على سبعة أحرف) للشيخ مناع خليل قطان، مكتبة وهبة، القاهرة ط 1، 1411 ه.
402- (النسخ في القرآن الكريم): للدكتور مصطفى زيد، دار الوفاء، مصر 1408.
403- (نسيم الرياض شرح شفا القاضي عياض): لشهاب الدين الخفاجي المصري، المطبعة الأزهرية، ط 1، 1326 ه.
404- (نشر البنود في مراقي السعود): لعبد اللّه بن إبراهيم الشنقيطي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1408 ه.
405- (النشر في القراءات العشر): لمحمد بن محمد الدمشقي الشهير بابن الجزري ت (833 ه) تصحيح و مراجعة: علي محمد الصباغ، دار الفكر، بيروت.
406- (نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية) للزيلعي.
407- (نفح الطيب عن غصن أندلس الرطيب): لمحمد بن عبد الكريم المقري ت (1041 ه) تحقيق يوسف محمد البقاعي، دار الفكر،
ص: 515
بيروت، ط 1، 1406 ه.
أخرى: تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد.
408- (نكت الانتصار لنقل القرآن): لأبي بكر الباقلاني ت (403 ه) تحقيق الدكتور: محمد زغلول سلام، منشأ المعارف، الإسكندرية.
409- (نهاية الأرب في فنون الأدب): لأحمد بن عبد الوهاب النويري ت (733 ه)، القاهرة، المؤسسة المصرية العامة للتأليف و الترجمة و الطباعة و النشر.
410- (نهاية البيان): لابن المعافى، مخطوط، مكتبة السليمانية، استنبول.
411- (النهاية في غريب الحديث) لابن الأثير ت (606 ه)، تحقيق محمود محمد الطناحي، المكتبة الإسلامية.
412- (نوادر الأصول في معرفة أحاديث الرسول): لمحمد بن علي بن الحسن، الحكيم الترمذي ت (320 ه)، بيروت، دار صادر.
413- (نوادر المخطوطات): لرمضان ششن.
414- (نواسخ القرآن): لأبي الفرج بن الجوزي ت (597 ه)، تحقيق و دراسة: محمد أشرف علي، نشر المجلس العلمي بالجامعة الإسلامية، ط 1، 1404 ه.
ص: 516
415- (نيل الابتهاج بتطريز الديباج): لأحمد بابا التنبكتي، على هامش الديباج المذهب، مطبعة شقرون، مصر، ط 1، 1351 ه.
416- (هدي الساري مقدمة فتح الباري): لأحمد بن علي بن حجر العسقلاني ت (852 ه)، تحقيق عبد العزيز بن باز، و محب الدين الخطيب، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الرياض.
417- (هدية العارفين أسماء المؤلفين و آثار المصنفين): لإسماعيل باشا البغدادي ت (1339 ه) دار الفكر، 1402 ه.
418- (الواحدي و منهجه في التفسير): لجودة محمد المهدي، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، القاهرة، 1978 م.
419- (الوثائق السياسية): لمحمد حميد اللّه.
420- (الوسيط بين المقبوض و البسيط): لأبي الحسن علي بن الواحدي، تحقيق و تعليق مجموعة من الباحثين، تقديم الدكتور عبد الحي الفرماوي، دار الكتب العلمية، بيروت ط 1، 1415 ه.
421- (الوافي بالوفيات): صلاح الدين الصفدي ت (764 ه) اعتناء جماعة من العلماء و المستشرقين، الناشر: فرانز شتاينز بفيسبان، 1381 ه.
422- (وفيات الأعيان و أنباء أنباء الزمان): لأبي العباس أحمد بن محمد بن خلكان ت (681 ه) تحقيق إحسان عباس، دار صادر.
ص: 517
أخرى: دار الثقافة، بيروت، 1968 م.
423- (اليونسكو في تعليم العلوم): نشر المنظمة العالمية يونسكو.
ص: 518
ص: 519
ص: 520
12- البحر المحيط في التفسير 5
أولا: التعريف بالمؤلف: 5
شيوخه و تلاميذه: 8
و من شيوخه: 9
مؤلفاته 10
ثانيا: التعريف بالتفسير و المقدمة: 12
ثالثا: عرض موضوعات المقدمة: 16
رابعا: منهج أبي حيان في مقدمته: 21
خامسا: بيان مدى التزام المصنف في تفسيره بما ذكره في مقدمته: 22 علوم القرآن من خلال مقدمات التفاسير ج 2 521 المحتويات ..... ص : 519
دسا: مصادره في المقدمة: 24
سابعا: أهم المزايا و أظهر المآخذ: 26
13- تفسير القرآن العظيم 27
أولا: التعريف بالمؤلف: 27
شيوخه و تلامذته: 29
مؤلفاته: 31
عقيدة ابن كثير و مكانته العلمية: 33
وفاته: 35
ثانيا: التعريف بالتفسير و المقدمة: 36
ثالثا: عرض موضوعات المقدمة: 43
رابعا: منهج ابن كثير في مقدمته: 45
خامسا: بيان مدى التزام المصنف في تفسيره بما جاء في مقدمته: 46
ص: 521
سادسا: مصادره في مقدمته: 47
سابعا: أهم المزايا، و أظهر المآخذ: 47
الباب الثالث الموضوعات التي تناولتها مقدمات التفاسير 49
الموضوع الأول نزول القرآن 51
المسألة الأولى: في اليوم الذي أنزل فيه القرآن 51
المسألة الثانية: في كيفية إنزاله: 52
المسألة الثالثة: في مدة نزوله، و سنّه في ذلك الوقت: 55
المسألة الرابعة: أو ما نزل من القرآن: 57
المسألة الخامسة: آخر ما نزل من القرآن: 61
أواخر مخصوصة: 64
الموضوع الثاني جمع القرآن و ترتيبه 65
المسألة الأولى: الذين جمعوا القرآن على عهد النبي صلى اللّه عليه و سلم: 66
المسألة الثانية: حول جمع ابن مسعود للقرآن: 69
المسألة الثالثة: المراحل التي مرّ بها جمع القرآن الكريم: 74
المرحلة الأولى: 74
المرحلة الثانية: 76
المرحلة الثالثة: 82
المسألة الرابعة: أن عثمان بن عفان 90
المسألة الخامسة: وجه جمع عثمان الناس على مصحف 90
المسألة السادسة: عدد المصاحف التي أمر عثمان بنسخها: 91
المسألة السابعة: الآيات المفقودة في الجمعين: 92
ص: 522
المسألة الثامنة: حول إثبات النص القرآني: 94
المسألة التاسعة: في التأييد الذي لقيه عثمان- رضي اللّه عنه- لحرقه المصاحف: 95
المسألة العاشرة: في حرق المصاحف 97
المسألة الحادية عشرة: في اختيار زيد بن ثابت- رضي اللّه عنه- دون غيره من القراء للجمع: 97
المسألة الثانية عشرة: حول ما ورد من كون علي- رضي اللّه عنه- هو أول من جمع القرآن: 101
المسألة الثالثة عشرة: حكم مخالفة مصحف عثمان بالزيادة و النقصان: 103
المسألة الأولى: حول ترتيب الآيات: 110
المسألة الثانية: حول ترتيب النزول: 111
المسألة الثالثة: حول ترتيب السور في المصحف العثماني: 114
الموضوع الثالث رسم المصحف و نقطه و شكله و وضع الأخماس و الأعشار 123
المسألة الأولى: حول رسم المصحف 123
المسألة الثانية: حول نقط المصحف و شكله 127
المسألة الثالثة: حول الأخماس و الأعشار و فواتح السور و الخواتيم: 131
وضع الفواتح و الخواتيم للسور 132
الموضوع الرابع سور القرآن و آياته و كلماته و حروفه 134
المسألة الأولى معنى السورة 135
ص: 523
المسألة الثانية معنى الآية 139
المسألة الثالثة: عدّ آي القرآن: 144
المسألة الرابعة كلمات القرآن 147
المسألة الخامسة حروف القرآن 150
المسألة السادسة أجزاء القرآن 151
الموضوع الخامس أسماء القرآن و أسماء سوره 154
المسألة الأولى أسماء القرآن الكريم 154
المسألة الثانية أسماء سور القرآن 162
الموضوع السادس فضائل القرآن و خواصه و آداب تلاوته 167
المسألة الأولى: في التنبيه على أحاديث ضعيفة وضعت في الفضائل: 168
المسألة الثانية في ذكر شي ء من فضائل القرآن 171
المطلب الأول فضل الاعتصام بكتاب اللّه 171
المطلب الثاني في ذكر شي ء مما جاء في فضل تعلم القرآن و تعليمه 175
المطلب الثالث ذكر شي ء مما جاء في فضل حامل القرآن 178
المطلب الرابع ذكر شي ء مما جاء في فضل بعض سور القرآن 182
المسألة الثالثة ما يلزم قارئ القرآن الأخذ به و عدم الإغفال عنه 184
المسألة الرابعة آداب القرآن و آداب تاليه 191
ص: 524
المسألة الخامسة كيفية التلاوة لكتاب اللّه 198
المطلب الأول 198
المطلب الثاني 199
المطلب الثالث 201
المسألة السادسة ذكر شي ء من خواص القرآن 201
الموضوع السابع المكي و المدني 203
المسألة الأولى: في تعريف المكي و المدني: 203
المسألة الثانية: في سمات يعرف بها المكي و المدني: 204
أولا: سمات السور المكية 204
ثانيا: سمات السور المدينة 204
المسألة الثالثة في أقسام سور القرآن باعتبار المكي و المدني 205
المسألة الرابعة في بيان أهمية معرفة المكي و المدني 208
الموضوع الثامن التفسير و التأويل 210
الفرق بين التفسير و التأويل 214
الموضوع التاسع بيان شرف التفسير و الحاجة إليه 217
الموضوع العاشر أوجه التفسير و طرقه و أنواعه 222
المسألة الأولى: أوجه التفسير: 223
الوجه الأول: ما اختص اللّه تعالى بعلمه: 226
الوجه الثاني: ما يرجع فيه إلى لسان العرب: 226
الوجه الثالث: ما يرجع فيه إلى اجتهاد العلماء: 227
المسألة الثانية: طرق التفسير: 227
ص: 525
أولا: التفسير بالأثر (الرواية): 227
ثانيا: التفسير بالرأي (الدراية): 232
المسألة الثالثة: أنواع التفسير: 248
الموضوع الحادي عشر العلوم التي يحتاجها المفسر 250
الفن الأول: التفسير: 250
الفن الثاني القراءات 251
النوع الأول القراءات المشهورة 251
و النوع الثاني: القراءات الشاذة: 252
شروط القراءة الصحيحة 252
اختلاف القراء 253
الفن الثاني في فرش الحروف: 257
الفن الثالث أصول الفقه 257
الفن الرابع: النسخ: 257
الفن الخامس: الحديث 260
الفن السادس: القصص القرآني 260
الفن السابع: أصول الدين 262
الفن الثامن: علم اللغة 262
الفن التاسع: أحكام القرآن 263
الفن العاشر: علم النحو 264
الفن الحادي عشر: الفصاحة و البلاغة و أدوات البيان 266
ص: 526
الفن الثالث عشر: معرفة الألفاظ التي يقتضي الإيجاز استعمالها في تفسير كتاب اللّه: 276
الموضوع الثاني عشر مراتب المفسرين 278
الموضوع الثالث عشر الاختلاف بين المفسرين و قواعد الترجيح 292
المسألة الأولى: الاختلاف بين المفسرين 292
المسألة الثانية قواعد الترجيح عند المفسرين 299
الموضوع الرابع عشر الأحرف السبعة التي أنزل عليها القرآن 312
المسألة الأولى: 312
المسألة الثانية: المراد بالأحرف السبعة: 320
القول الأول: أن المراد سبع لغات متفقة المعاني مختلفة الألفاظ 320
القول الثاني: أن الأحرف السبعة هي سبع لغات من لغات العرب نزل عليها القرآن 329
القول الثالث: أن الأحرف السبعة هي سبع لغات لمضر خاصة: 335
القول الرابع: أن المراد بالأحرف السبعة وجوه التغاير السبعة التي وقع فيه الاختلاف 337
القول الخامس: أن المراد بالأحرف السبعة معاني كتاب اللّه 341
القول السادس: أن المراد خواتيم الآي، فيجعل مكان غفور رحيم: 346
ص: 527
القول السابع: أن المراد بالأحرف السبعة التوسعة و التسهيل، و لم يقصد به الحصر 347
القول الثامن: أن المراد بالأحرف السبعة سبع قراءات 349
الموضوع الخامس عشر الظهر و البطن و الحد و المطلع 356
الموضوع السادس عشر ما وقع في القرآن بغير لغة العرب 362
القول الأول: عدم وقوع المعرّب في القرآن: 364
القول الثاني: وقوع المعرّب في القرآن: 368
القول الثالث: وجود كلمات أصولها غير عربية لكن العرب استعملتها و عرّبتها: 368
الموضوع السابع عشر الوقف و الابتداء 371
الموضوع الثامن عشر إعجاز القرآن 376
المسألة الأولى: تعريف المعجزة: 377
المسألة الثانية: شروط المعجزة: 378
المسألة الثالثة: معجزات الرسول صلى اللّه عليه و سلم: 380
المسألة الرابعة: وجوه إعجاز القرآن الكريم 381
المسألة الخامسة: القول بالصرفة و المنع: 390
الخاتمة 393
فهرس الآيات القرآنية 401
فهرس الأحاديث و الآثار 415
فهرس الأعلام المترجم لهم 437
ص: 528
فهرس المصادر و المراجع 457
فهرس المحتويات 521
ص: 529