فرسخا[4] فی الأرض درجه من درجات الفلک، و البحر محیط بأکثر وجه الأرض، و المکشوف منها قلیل و هو ناء عن الماء علی هیئه بیضه غاطسه فی الماء، و قد خرج من الماء محدبها، و لیست الأرض منتصبه و لا ملساء و لا مستدیره، بل کثیره الارتفاع و الانخفاض، و أما باطنها فکثیره الأودیه و الأهویه و الکهوف و المغارات، و لها منافذ و خلجانات ممتلئه میاها و بخورات و رطوبات دهنیه ینعقد منها الجواهر المعدنیه، و تسلک الأبخره و الرطوبات دائما فی الاستحاله و التغیر و الفساد.

و أما ظهرها فکثیر الجبال و الأودیه و الجداول و البطاح 5] و الآجام 6] و الرحال

کتب طبی انتزاعی (عربی) (رسائل المقریزی)، ج 2، ص: 216

و الغدران 7]، و فیها منافذ و خلجان تجری بعضها إلی بعض دائما، و الریاح و الغیوم و الأمطار لا تنقطع منها أبدا ألا أن البقاع تختلف شرقا و غربا و جنوبا و شمالا فی اللیل و النهار و الصیف و الشتاء، و المعادن و النبات و الحیوان أبدا فی الکون و الفساد، فما فی الأرض موضع إلا و هناک معدن أو نبات أو حیوان بحسب اختلاف صورتها و مزاجها و أجناسها و ألوانها و أنواعها، لا یعلم تفصیلها إلا الله خالقها لا إله إلا هو.

الآبار و الآجام بواسطه تسخین الشمس، و العصارات ما یمکث فی بطن الأرض من میاه الأرض و یختلط بالأجزاء الأرضیه فیغلظ و تنضجها الحراره المختنقه فی عمق الأرض فتصیرها ماده للمعادن و النبات و الحیوان، و أول مراتب الکائنات تراب و آخرها نفس ملکیه[9].

فالمعادن أولها متصل بالتراب و آخرها متصل بالنبات، و النبات أوله متصل بالنبات و آخره متصل بالإنسان، و الإنسان أوله متصل بالحیوان و آخره متصل بالملائکه.

و بیان ذلک: أن أول المعادن الجص و الملح مما یلی التراب، فهو تراب رملی حصل له بلل من الأمطار فانعقد و صار حصی، و الملح مما یلی الماء و هو ما امتزج بآخرا سبخه من الأرض فانعقد ملحا.

و آخر المعادن مما یلی الکمأه[10] و هی تتکون فی التراب کالمعدن و تنبت فی

کتب طبی انتزاعی (عربی) (رسائل المقریزی)، ج 2، ص: 217

مواضع ندیّه أیام الربیع من الأمطار و أصوات الرعود، و کما ینبت النبات ففیها شبه من المعدنیات لکونها نامیه کنمو النبات.

و أما النبات فإن أوله و أدونه مما یلی التراب و هو خضراء الدمن 11] و الکمأه، أما خضراء الدمن فإنها غبار یتلبّد من الأرض فیصیبه بلل الأمطار فیصبح بالمغدوات أخضر، کأنها حشیش أخضر من نداوه اللیل و طیب النسیم، و لا تنبت الکمأه و لا خضراء الدمن إلا فی زمن الربیع، فأحدها نبات معدن و الآخر معدن نباتی.

و النبات أشرفه النخله[12] فإن أحوالها مباینه أشخاص النبات، فإن فحوله النخل مباینه لأشخاص إناثه، و لفحولته فی إناثه لقاح کما فی الحیوان، و إذا قطع رأس النخله جفّت و بطل ثمرتها کالحیوان، و غیر متبین أن النخله نبات حیوان، و أما الحیوان فإن أوله و أدونه یشبه

النبات و هو ما لیس له سوی حاسه اللمس فقط و هو الحلزون 13] فإنه دوده فی جوف أنبوبه حجریه توجد بالسواحل، و تلک الدوده تبرز لنصف بدنها من جوف تلک الأنبوبه و تنبسط یمنه و یسره لطلب ما تغتذی به فإذا أحست برطوبه أو لین انبسطت، و إن أحست بصلابه انقبضت و استترت فی جوف الأنبوبه من فوق لجسمها و لیس لها سمع و لا ذوق و لا شم إلا اللمس فقط.

و هذا حال أکثر الدیدان المتولده من الطین، فهذا النوع حیوان نباتی؛ لأنه ینبت جسمه کما ینبت النبات، و أما الحیوان الذی یلی الإنسان فالقرد[14]؛ لأن شکل جسده قریب من جسد الإنسان، و نفسه تحاکی أفعال النفوس الإنسانیه، و کذا الفرس 15] الجواد، فإن الأصایل من الخیول لها ذکاء و حسن أدب و کرم أخلاق حتی أنها لا تورث ما دام المالک راکبها، و لها أقدام فی الهیجاء[16] و صبر علی الطعن.

کتب طبی انتزاعی (عربی) (رسائل المقریزی)، ج 2، ص: 218

و کذا الفیل 17] فإنه یفهم الخطاب و یمتثل الأمر و النهی کأنه إنسان عاقل، و آخر مرتبه الحیوان الإنسان، و هو طبقتان أدناها یلی الحیوان و هم الذین لا یعلمون سوی المحسوسات و لا یرغبون إلا فی زینه الحیاه الدنیا و لذاتها من الأکل و الشرب و النکاح.

قال الله تعالی فیهم: إِنْ هُمْ إِلَّا کَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِیلًا[18].

فهم یرتقون کالخنازیر و الحمر[19] و یدّخرون ما یحتاجون إلیه کالنمل، و یقتتلون و یتخاصمون علی حطام الدنیا کما یتشاجر[20] الکلاب علی الجیف، فهؤلاء و إن کانت صورهم صور الإنسان، فإن أفعال نفوسهم أفعال حیوانیه، و أعلی مراتبها الإنسانیه تلی الملائکه و هی مرتبه الذین

انتبهت نفوسهم من نوم الغفله، و انفتحت أعین بصائرهم حتی رأت بنور قلوبها ما غاب عن حواسها و شاهدت بصفاء جواهرها عالم الأرواح الملکیه و تبین لها سرورهم و نعیمهم فرغبت فیه و زهدت زخرف الدنیا الفانیه و أقبلت علی تحصیل الآخره فهم من أصناف الملائکه مع خلطتهم لأبناء جنسهم من الآدمیین.

أما الأجسام الدهنیه فإنها تتولد من الرطوبات المحتقنه فی باطن الأرض إذا احتوت علیها حراره المعدن حتی تحللت و اختلطت بتربه البقاع، فإن زادت غلظا و صارت کالدهن. و الذهب لا یتولد إلا فی البراری الرملیه و الجبال الرخوه، و الفضه و النحاس و الحدید و أمثالها لا تتولد إلا فی الأراضی الندیه و الرطوبات الدهنیه، و الأملاح لا تتولد إلا فی الأراضی السبخه و البقاع المالحه، و الجص لا یکون إلا فی الأراضی اللینه، و الإسفیداج 26] لا ینعقد إلا فی الأرض الرملیه المختلط ترابها بالجص و الزاجات 27]، و الشبوب 28] لا تتکون إلا فی التراب العفن الناشف. و علی هذا القیاس حکم سائر أنواع الجواهر و الأحجار، و کل واحد منها یختص ببقعه من البقاع و یتولد من خواص تلک البقعه و المعادن مع کثره أفرادها

کتب طبی انتزاعی (عربی) (رسائل المقریزی)، ج 2، ص: 220

ثلاثه أنواع: الفلزات و الأحجار و الأجسام الدهنیه، و قد اشتهر أن الیاقوت و الماس و اللعل و العتیق 29] و الفیروزج 30] و الجزع 31] و اللازورد یختص بالشرق، و أن الذهب و الفضه و الحدید و النحاس و الرصاص و القصدیر و الزئبق و الزبرجد[32] و الدهنج مختص بالغرب، و أن الزمرد بمصر، و یوجد ببلاد الهند معادن ذهب، و بالرامغان معدن ذهب، و بسفاله الزنج معدن فضه، و فی الهند المهند معادن حدید تصنع منه السیوف الهندیه.

تنضجهما علی اعتدال و لم یعرض لهما عارض من البرد و الیبس قبل إنضاجهما، فإن ذلک ینعقد علی طول الزمان ذهبا إبریزا، و إن کان الزئبق و الکبریت صافیین و نضج الکبریت و الزئبق نضجا تاما و کان الکبریت أبیض انعقد ذلک فضه، و إن وصل إلیه قبل استکمال النضج برد عاقه تولد الخارصینی.

و إن کان الزئبق صافیا و الکبریت ردیئا و فیه قوه محرقه تولد النحاس، و إن کان الکبریت غیر جید الاختلاط مع الزئبق تولد الرصاص، و إن کان الزئبق و الکبریت ردیئین و کان الزئبق ردیئا متخلخلا و الکبریت ردیئا متحرقا تولد الحدید، و إن کانا مع رداءتهما ضعیفی الترکیب تولد الأسرب. و بسبب هذه الاختلافات فی الاختلاطات اختلفت أجناس الجواهر المعدنیه و هی العوارض التی تعرض لکیفیتها مفرطه أو قاصره، فالذهب حار لطیف و یشده اختلاط أجزائه الترابیه و المائیه، لا یحترق بالنار؛ لأن النار لا تقدر علی تفریق أجزائه، و لا یبلی بالتراب و لا یصدأ علی طول الزمان و لا تنقصه الأرض و لا یتغیر ریحه بالمکث فی الخب ء، و هو ألطف

کتب طبی انتزاعی (عربی) (رسائل المقریزی)، ج 2، ص: 221

شی ء شخصا و أثقل شی ء وزنا، و هو لین أصفر برّاق حلو الطعم طیب الرائحه ثقیل رزین، فصفره لونه من ناریته، و لینه من دهنیته، و برقه من صفاء ماهیته، و عزّته لیست لقلته، فإنه أکثر من النحاس و الحدید، فإنه یستخرج دائما من معادنه و لا یتطرق إلیه التلف بخلاف النحاس و الحدید فإنهما یتلفان بطول المکث، و إنما عزّ؛ لأن من ظفر بشی ء منه دفنه، فالذی تحت الأرض أضعاف الذی بأیدی الناس.

و من خواصه أنه یقوّی القلب

و یدفع الصرع إن علّق علی إنسان، و یمنع الفزع، و من اکتحل بمیل 33] ذهب جلا عینه و قوّاها و حسن النظر، و إن ثقبت شحمه الأذن بإبره من ذهب لم تلتحم، و إن کون الجرح لم ینفط و برئ سریعا، و إمساکه فی الفم یزیل البخر[34] و ینفع من أوجاع القلب و الخفقان و حدیث النفس، و إن کویت به مقادم أجنحه الحمام ألفت أبراجها، و إن طرح منه وزن حبتین فی وزن عشره أرطال زئبق غاص إلی قعره، و لو طرح فی هذا القدر مائه درهم من غیره من الأجساد الثقیله عام فوقه و لم ینزل فیه، و لو تختم بخاتم ذهب من فی إصبعه داحس 35] خفف وجعه.

و الفضه أقرب الفلزات إلی الذهب و لو لا البرد الذی أصابها قبل النضج لکانت ذهبا، و هی تحترق بالنار و تبلی بالتراب بطول المکث و تنتن بالمکث فی الحجاره و لها وسخ، و إذا أصابها رائحه الزئبق أو الرصاص تکسرت عند الطرق، و إن أصابها رائحه الکبریت اسودت، و من خواصها تقطیع الرطوبات اللزجه إذا خلطت سحالتها[36] بالأدویه المشروبه و تنفع من البخر و الحکه و الجرب و عسر البول، و تنفع مع الزئبق طلاء للبواسیر، و الشرب فی آنیه الفضه یسرع السکر.

النحاس و یقال له: الشبه- بسکون الباء و کسر الشین- و یقال: بفتحها- قریب من الفضه لم یباینها إلا بالحمره و الیبس، فحمرته من کثره حرارته الکبریتیه، و یبسه و غلظه و وسخه من غلظ مادته، فمن قدر علی تبییضه و تلیینه فقد ظفر بحاجته.

و أجوده الشدید الحمره، و أردؤه المشرب بالسواد، و إذا أوفی النحاس من

کتب طبی انتزاعی (عربی)

(رسائل المقریزی)، ج 2، ص: 222

الحموضات أخرج زنجارا، و إدمان الأکل فیه 37] من الأطعمه الدسمه یورث أمراضا ردیئه کداء الفیل 38] و السرطانات و وجع الکبد و الطحال و فساد المزاج لا سیما إن ترک فیها الدسم أو الحامض یوما و لیله، فإنه أسرع للقتل.

و الحدید بعید من الاعتدال لکدوره مادته الکبریتیه و الربیعیه و سواد لونه لإفراط حرارته، و هو أکثر فوائد من جمیع الفلزات و أقلها ثمنا حتی قیل: إنه [ما][39] من صنعه إلا و للحدید فی أدواتها مدخل.

و هو ثلاثه أصناف: السابورقان و الأینث و الذکر، و السابورقان هو الفولاذ المعدنی، و إذا علقت براده الحدید علی من یغط فی نومه زال عنه، و حمل الحدید یقوی القلب و یذهب المخاوف و الأفکار الردیئه، و یطرد الأحلام الردیئه و یسّر النفس، و یزید هیبه حامله فی أعین الناس، و صداه یأکل أوساخ العین اکتحالا[40]، و یبرئ جرب الأجفان و السیل، و ینفع النقرس، و التحمل به ینفع البواسیر، و الماء الذی فیه الحدید ینفع من أورام الطحال و ضعف المعده، و إذا حمی مسمار بالنار حتی یحمر و دلّک به النصل 41] فإنه لا یصدأ، و إذا ألقیت براده الحدید فی شراب مسموم مصّت کل ما کان من السمّ و ذهب ضرره، و إذا تحملت التی بها النزیف زنجار[42] الحدید قطعه، و إذا حکّ بالخل و لطخ علی الحمره المنتشره و البثور و علی الداحس و خشونه الجفون و البواسیر نفعها، و یشد اللثه، و ینفع من النقرس إذا لطخ به، و ینبت الشعر فی داء الثعلب 43].

کتب طبی انتزاعی (عربی) (رسائل المقریزی)، ج 2، ص: 223

الرصاص: بفتح الراء- قاله أبو عبید، و

حکی غیره الکسر، و هو الآنک و هو الأسرب، و الرصاص القلعی الشدید البیاض ضد الفضه، دخلت مادته ثلاث آفات: نتن الرائحه و الرخاوه و الصریر، کما تدخل الآفه علی الجنین فی بطن أمه، و من طوّق شجره بطوق رصاص فی أصلها من الأرض لم یسقط من ثمرتها شی ء، و إذا شدت منه صفحه علی الظهر سکن الإنعاظ و بطل الاحتلام، و إن ألقی شی ء منه فی قدر لم ینضج لحمها، و إذا دلّک الرصاص بملح و دهن دلکا قویا و أخذ من السواد الحاصل منه و طلی به السیف فإنه لا یصدأ، و إذا خلط بدهن الورد نفع من البواسیر، و القروح تندمل، و إذا لطخ الأصبع بدهن أو شحم و دلک به الرصاص و لطخ به الحاجبان قوی شعرهما، و کثره الأسرب- و هو الآنک- تولده کتولد الرصاص، و هو ردی ء و مادته أکثر وسخا، و من خواصه تکلیس 44] الذهب و تکسیر الماس، فإن الماس إذا وضع علی سندان 45] و ضرب بمطرقه لم ینکسر، و دخل فی أحدهما، و إذا وضع علی الأسرب تکسر باد فی ضربه، و إذا شدت صفیحه أسرب علی الجنازیر و الغدد و قروح المفاصل ذابت، و إذا شدت علی البطن أضعفت الباه و منعت کثره الاحتلام.

الخارصینی معدنه بالعین و لونه أسود یضرب إلی حمره و یتخذ منه فصول تعظم مضرتها لا سیما إذا نشبت بشی ء لا تنفصل منه إلا بعد عناء، و یتخذ منه مرآه تنفع صاحب اللقوه[46] إذا أدام النظر إلیها و هو فی بیت مظلم، و إذا نتف بمنقاش یعمل منه الشعر لم ینبت أبدا.

المحتقنه فی جوف الأرض إن کانت شفافه أو من امتزاج الماء بالأرض إن کان بأرض لزوجه و أثرت فیها حراره الشمس زئیرا شدیدا.

أما القسم الأول فإن میاه الأمطار و الأنداء إذا احتبست فی المغارات و الکهوف

کتب طبی انتزاعی (عربی) (رسائل المقریزی)، ج 2، ص: 224

و لم یخالطها شی ء من الأجزاء الأرضیه و أثرت فیها حراره المعدن و طال وقوفها هناک، فإنها تزداد صفاء و ثقلا و غلظا، فتنعقد منها الأحجار الصلبه التی لا تتأثر من الماء و النار کالیواقیت، و اختلفت ألوانها بسبب حراره المعدن و قلّتها.

أما القسم الثانی فیتولد من امتزاج الماء و الأرض إذا کانت لزجه و أثرت فیها حراره الشمس مده طویله، أ لا تری أن النار إذا أثرت فی اللین کیف تصلیه و تصیّره أجزاء، فإن الآجر صنف من الحجر إلا أنه رخو و کلما کان تأثیر النار فیه أکثر کان أصلب، ثم إن هذه الأحجار تختلف باختلاف الأماکن، فإن کانت فی بقاع سبخه تولدت منها أنواع الأملاح و البوارق و الشبوب، و إن کانت فی بقاع غضه تولدت فیها أنواع الزاجات الأحمر و الأصفر و الأخضر، و إن کانت فی بقاع ترابیه و طین حر انعقدت حجرا مطلقا، و قد ینعقد الحجر فی بعض المواضع من الماء.

و من خاصیه ذلک الموضع أن یری الماء فی بعض المواضع یتقاطر من أعلاه، فإن أخذ قبل أن یقع علی الأرض بقی ماء، و إن ترک حتی یقع علی الأرض صار حجرا صلدا، أو ما ذاک إلا لخاصیه فی ذلک الموضع یعقد بها الماء حجرا.

و وجد فی بعض المواضع حیوانات و نبات قد مسخها الله حجاره، فجاز أن یکون بهذا الطریق و أن یکون

قد أفاض الله تعالی علی تلک الأرض قوه عند غضبه علی سکانها حتی ظهرت من جوف الأرض و صیّرت علیها شبه حجر صلد.

و حکی ابن سینا أنه کان علی الجبل الذی «بجاجرم» فرأی جردقا[48] من الخبز أطرافها ذاتیه و وسطها مقعر کما یکون بجرادق الخبز و علی ظهرها خطوط کما یکون الخبز من أناشق التنور[49]، فبواسطه هذه العلامات یغلب علی الظن و لا یشک الناظر إلیه أنه کان خبزا فمسخه الله حجرا. و الجواهر المعدنیه کثیره و لم یعرف الناس منها إلا القلیل. و الأحجار منها ما هو صلب لا یذوب بالنار و لا تعمل فیه القوس کالیواقیت، و منها ما هو تراب رخو یذوب فی الماء کالأملاح و الزاجات، و منها ما هو نبات مصنوع کإقلیمیا الذهب و الفضه و الزنجفر و الزیجات.

و منها ما بینه و بین آخر ألفه کالذهب و الماس، فإن الماس إذا قرب من الذهب

کتب طبی انتزاعی (عربی) (رسائل المقریزی)، ج 2، ص: 225

تشبث به حتی قیل: إن الماس لا یوجد إلا فی معادن الذهب، و منها ما بینه و بین آخر مجاذبه شدیده حتی أن کل واحد منهما یجذب الآخر کالعاشق و المعشوق کما شاهده کل أحد فی الحدید و المغناطیس، فإن بین هذین المعدنین ملاءمه شدیده، بحیث إذا شم أحدهما رائحه الأخری سری إلیه فأمسکه مسکا شدیدا و لم یفارقه إلا بجاذب یجذبه، و منها ما بینه و بین آخر مخالفه کالسنبادج و سائر الأحجار فإنه یحکها و یجعلها ملساء، و کالأسرب و الماس، فإن الماس یقهر سائر الأحجار و الأسرب یقهره.

و منها ما فیه قوه منظفه کالنوشادر، فإنه ینظف سائر الأحجار من الوسخ.

و الأحجار کثیره جدا.

الزاج أصناف

و هو یتولد من أجزاء أرضیه محرقه، و من أجزائه مائیه یختلط بعضها ببعض اختلاطا شدیدا فیحدث فیه دهنیه قابله لذوبانه بسبب الحراره الزائده، فما کان منه یغلب علیه قوه الحدید کان أحمر أو أصفر، و ما غلبت قوه النحاس مال لونه إلی الخضره، و یقال: إن الزاجات تتولد من الزئبق المیت و الکبریت الأخضر، و هی ألوان فمنها: الأحمر، و الأخضر، و الأصفر، و الأسود، و الأبیض و هو أخص أنواع الزاجات، و یجلب من نواحی قبرص.

و اعلم أن الرطوبات المحتقنه تحت الأرض تسحق فی الشتاء و تبرد فی الصیف فإذا فرّت الحراره و أسخنت باطن الأرض و کهوف الجبال فی أیام الشتاء اکتسبت الرطوبات المنصبه إلی تلک المواضع بواسطه الحراره دهنیه، فإذا أصابها نسیم الهوی و بروده الجو انعقدت و ربما بقیت مائعه فتصیر کبریتا أو زئبقا أو نفطا بحسب اختلاف البقاع و تغیر الهوی، و یقال: إن أول هذه القوی- أعنی: الحراره و البروده و الرطوبه و الیبوسه فی تکوین المعادن- الزئبق؛ و ذلک أن الرطوبه المحتقنه فی جوف الأرض و البخارات المحتسبه فیها إذا تعاقب علیها حر الصیف مع حراره المعدن لطفت و خفت و تصاعدت إلی سقوف المغایر و نحوها فتعلقت بها زمانا حتی یتعاقب علیها برد الشتاء فتغلظ و تجمد و تتقاطر إلی أسفل المغایر فتختلط بتربه تلک البقاع و تمکث زمانا، و حراره المعدن تعمل دائما فی إنضاجها و طبخها و تصفیتها حتی تصیر تلک الرطوبه المائیه بما اختلط بها من الأجزاء الترابیه، و بما تکتسب من نقلها و غلظها بطول الوقوف و إنضاج الحراره لها کبریتا محرقا، فإذا اختلط الزئبق و الکبریت مره

کتب طبی انتزاعی (عربی) (رسائل

المقریزی)، ج 2، ص: 226

ثانیه و تمازجا و التدبیر بحاله فإنه یترکب من مزاجها الجواهر المعدنیه التی قد تقدم ذکرها.

الزئبق: یتولد من أجزاء مائیه اختلطت بأجزاء أرضیه لطیفه کبریتیه اختلاطا شدیدا حتی لا یتمیز أحدهما من الآخر و یکون علیه غشاء ترابی فإذا اتصلت إحدی القطعتین بالأخری انفتح الغشاء و صارت القطعتان واحده و الغشاء محیط بها کقطره الماء إذا وقفت علی التراب فإنها تبقی مدوره و تحیط بها الأجزاء الأرضیه من التراب، و ربما أصاب تلک القطره قطره أخری و انشق ذلک الغلاف و صارت القطرتان واحده و أحاط بها الغلاف البرّانی و سبب بیاض الزئبق صفاء ذلک الماء و نقاء التراب الکبریتی.

و قال أرسطو[50] الزئبق من جنس الفضه لإزاله الآفات، دخلت علیه فی معدنه، و الآفات هی الرصاص، و تلک الآفات مخلخله، فصار کأنه شبیه بالمفلوج، و له أیضا صریر و رائحه و رعده، و هو یحل أجسام الأحجار کلها إلا الذهب فإنه یغوص فیه، و أصل الزئبق من أذربیجان و بالأندلس معدنه أیضا.

و الکبریت: یتولد من أجزاء مائیه و هوائیه و أرضیه فإذا اشتد اختلاط بعضها ببعض بسبب حراره قویه و نضج تام حتی یصیر مثل الدهن و ینعقد بسبب بروده جزئیه و هو ألوان أحمر و أبیض.

فالأحمر معدنه فی مغرب الشمس بمواضع لا ساکن بها بالقرب من بحر أوقیانوس و الأبیض قد یکون کافیا فی عیون الماء الجاری، و یوجد لذلک الماء رائحه منتنه، و یقال: الکبریت عین تجری، فإذا جمد ماؤها صار کبریتا أصفر و أبیض و أکدر.

و قال الرازی: إن الکبریت یتولد من البخار الیابس الدخانی إذا ماس شیئا من الدخان الرطب لطبخ حراره الشمس لرطوبه الماء حتی تحیله نارا

أو نفطا أو ما أشبه ذلک، و الکبریت من البخار الدخانی و الرطب امتزجا و طبختها حراره الشمس حتی صار ما فیه من الرطوبه دهنا لطیفا حارا خفیفا، و لذلک نفاذه؛ لأنه شدید الحراره فتسرع إلیه النار؛ لأن النار تطلب أحرها لقربها منه، بدلیل أن الأشیاء الرطبه البارده و الیابسه لا تحترق لمضادتها النار بطرفیها، و الأشیاء البارده لا تحترق؛ لأنها لا

کتب طبی انتزاعی (عربی) (رسائل المقریزی)، ج 2، ص: 227

رطوبه فیها، و إنما عدو النار الرطوبه؛ لأنها صاعده لا تقیم فی أسفل إلا معلقه بما یجذبها إلی أسفل کما لا یقیم الحجر فی الجو إلا بما یغمده.

و قال الخلیل بن أحمد: الکبریت عین تجری، فإذا جمد ماؤها صار کبریتا أبیض و أصفر و أکدر، و الأحمر منه من الجوهر، و معدنه خلف التبت فی وادی النمل الذی مر به سلیمان، و نسله مثل الذباب تخفر أسرابا بناؤها کبریت أحمر.

قال مؤلفه أحمد بن علی المقریزی: حررته فی شوال سنه إحدی و أربعین و ثمانمائه إلا فی مواضع فإنها تحتاج إلی مراجعه.

و حسبنا الله و نعم الوکیل، و صلی الله علی سیدنا محمد و علی آله و صحبه و سلّم

کتب طبی انتزاعی (عربی) (رسائل المقریزی)، ج 2، ص: 279

بسم الله الرحمن الرحیم الحمد للّه ربّ العالمین، و صلی الله علی نبینا محمد و آله و صحبه أجمعین.

و بعد:

فهذا قول وجیز فی ذکر النحل 51] و ما أودع فیه الباری جلت قدرته من غرائب الحکمه، و عجائب الصنع، یعتبر أولو الأبصار، و یتذکّر أرباب الاعتبار، و الله الموفق.

مدوّر مبسوط، و فی وسط بدنه أربعه أید[53]، و أرجل متناسبه المقادیر، کأضلاع الشّکل المسدّس فی الدائره.

و النّحل: أنثی، واحدتها: نحله[54]، و تصغّر: نحیله.

و من أسمائها: الخشرم 55]، و الدّبر[56].

کتب طبی انتزاعی (عربی) (رسائل المقریزی)، ج 2، ص: 280

و قیل: الدّبر، للزنابیر، و هو المشهور. فإنّ حمی الدّبر[57]، إنما حمته الزنابیر، لا النّحل.

و قیل: الخشرم: ذکر النّحل.

و یقال للجماعه من النحل: الثّول 58]، و لا واحد له، و یقال لها:

الأوب 59]، واحدها آئب. و تسمی أیضا: نوبا، واحدها: نائب، و قیل: النّوب من النحل التی فیها سواد.

و قال ابن قتیبه: «یقال لجماعه النّحل: دبر، و ثول، و خشرم، و لا واحد لشی ء من هذا».

و من النّحل: سود، و هی أصغر من الصّفر. و الصّفر أکبر من السّود.

و النحل تلد من غیر لقاح الذکور، و تتّخذ بیوتها مسدّسه.

و هو حیوان فهیم، فیه کیس 60]، و شجاعه، و نظر فی العواقب، و معرفه بفصول السنه، و أوقات المطر، و تدبیر المنزل، و الطاعه الکبیره، و الاستکانه لأمیره و قائده 61].

یخرج تلک الطوال من أبیاتها، و تطردها؛ و إذا قویت النّحل علی ذلک فهو منتهی کرم النّحل.

و النحل الصّغیر عمّال، و هی سود الألوان کأنها محترقه.

فأما النحل الصّافی النقی فإنها تشبّه بالنساء البطّالات التی لا تعتملن؛ و النحل تخرج ما کان بطّالا، و ما لا یشفق علی العسل.

و النحل التی تسرح فی الجبال أصغر من نحل السّهل، و أکثر عملا، و قد جعل الله تعالی فی النحل: الملک المطاع، یقال له: الیعسوب 62]، یتوارث الملک عن آبائه و أجداده، لأن الیعاسیب لا تلد إلا الیعاسیب.

فالیعاسیب هی ملوکها، و قاداتها، و علیها تأتلف 63] النّحل، و تستقیم أمورها، و تنتقل حیث انتقل، و تقیم حیث یقیم، فالیعسوب فیها کالأمیر المطاع.

و من العجب: أنّ الیعسوب لا یخرج من الکور[64]، و لا یذهب لرعی؛ لأنه إن خرج خرج معه جمیع النّحل، فیقف العمل؛ و متی عجز الواحد منها عن الطیران حملته النحل حملا.

و إن هلک یعسوب الخلیه، أقامت النحل بعده متعطله لا تبنی و لا تعسل،

کتب طبی انتزاعی (عربی) (رسائل المقریزی)، ج 2، ص: 282

و اکتأبت لذلک، و جعلت تطیر مع وجه الأرض فی التراب! فیعلم أنه قد مات الیعسوب، فتطلب یعسوبا آخر، فتأتی به فتجعله فی تلک الخلیّه، فتراجع النحل عملها.

فإن لم تقم لها یعسوبا فإنها تهلک عاجلا.

و جثه الیعسوب: مثل جثه نحلتین، و هو یأمرهم بالعمل، و یرتب علی کل واحد ما یلیق، فیأمر بعضها ببناء البیت، و بعضها بعمل العسل، و من لا یحسن العمل یخرجه من الکور، و لا یترکه مع النحل فیبطّلهم، و ینصّب بوابا علی باب البیت لیمنع دخول ما وقع من النّحل علی شی ء من القاذورات.

و الیعسوب إذا همّ بالخروج طنّ قبله

بیوم أو یومین لیعلم الفراخ ما همّ به فتستعدّ له.

و أجناس النّحل کثیره: فأما الیعاسیب فهی جنسان: أحدهما أحمر اللون و هو أفضل الیعاسیب، و الآخر أسود مختلف اللون؛ و منها ما تکون جثته مثل جثه أربع نحلات؛ و له حمه[65]؛ و هو أسود النصف المقدّم، أحمر النصف المؤخر، و إنما کان أکثر من واحد صار مع کل یعسوب طائفه من النّحل؛ و إذا خرج الیعسوب من الخلیه تبعته النحل کلها.

و إذا کان الیعسوب عظیما سمّی جحلا[66] بتقدیم الجیم علی الحاء.

و ملوک النّحل لا تلذع، و لا تغضب لأنّ الیعسوب حلیم جدا.

و إن فی هذا القدر لعبره؛ لأن هذا لو کان فی واحد من عقلاء الإنس، الذین فضّلوا علی جمیع الحیوان؛ لکان ذلک عجبا؛ و لذلک قال الله تعالی بعد ما قصّ علینا ما ألهمه هذا الحیوان علی ضعفه ... إِنَّ فِی ذلِکَ لَآیَهً لِقَوْمٍ یَتَفَکَّرُونَ*[67] أی یعتبرون بما قد ألهمه 68] النحل من لطیف الصنعه، و دقّه الحیله، مع ضعف

کتب طبی انتزاعی (عربی) (رسائل المقریزی)، ج 2، ص: 283

البنیه.

و لذلک زعم بعض العلماء المتقدمین: «أن النحل أشبه الحیوان فی تدبیر أمرها بالإنسان» ثم قال: «أمرهنّ شبیه بأمیر یسوس المدائن الکثیره الأهل».

و النحل تبنی لملوکها بیوتا علی حده تکون فیها؛ و کذلک تبنی لذکورها. و زعم بعضهم أن الذکور تنفرد ببناء بیوتها، و الذکور لا تعمل شیئا، و العمل للإناث، و هی تقوّت ملوکها و ذکورها. و لیس للنّحل أقوات إلّا العسل.

و الذّکور لا تکاد تخرج إلا إذا أحبّت أن تحرک أبدانها لتخفّ، فإنها حینئذ تخرج بأجمعها، فترتفع فی الهواء فتدوّی، ثم ترجع، فتدخل الخلیّه.

و إذا کان الزّمان جدبا، و قلّ العسل، قتلت النحل ذکورها،

و کثیرا ما یهرب النحل الذّکور إذا أحسّت بذلک، فتری واقعه علی ظهور الخلایا خارجا، و هذا شاهد علی ما ذکروا من شحّ النحل علی العسل و شفقتها علیه، و الحرص علی الادّخار، و الأخذ بالوثیقه عند سوء الظنّ، مع طیب النفس، و السلس 69] عند رخاء البال، و إمکان الکسب، و إن هذا لخلق عجیب، و فهم لطیف.

و کذلک ما ذکروا من طردها ذوات البطاله منها، الکسالی، المتکله علی کسب غیرها، و المعوّله علی ذخائر سواها؛ و لو أننا استعملنا مثل هذا التدبیر فی کسالانا کان أحزم لنا و أنفع لهم.

و من الشاهد علی أنها لأنفسها ادّخرت ما فی بیوتها، و ما جمعت من کدّها لا لغیر ذلک، شدّه شحّها علیه، و ضنّها به، و ذبّها عنه، و ولهها إذا عرض له، و إلقاؤها أنفسها فی المهالک، فإنها تقاتل کل شی ء عرض لذخائرها، ثم لا تهرب منه- کائنا ما کان- إلا ما کان من أمثالها من النّحل؛ فإنه ربما أراد بعضها الغاره علی بعض، فاقتتلت حتی یقتل بعضها بعضا، أو یهزمه، فیهرب المقهور منها- حینئذ- و یسلم حوزته.

کتب طبی انتزاعی (عربی) (رسائل المقریزی)، ج 2، ص: 284

قال ابن سینا[70]: «و قد قاتل النحل نحلا غریبا زاحمها فی الخلیّه و کان رجل یعین النحل الأهلیّ فلم تلسعه البته»[71].

و النحل إذا قویت علی شی ء لسعته أبدا حتی یموت أو یهرب، و لذلک احتالت الشاره لها بالدّخان حتی جلوها به، و وصلوا إلی العسل.

قال أبو علی الحسین بن عبد الله بن سینا فی کتابه (الشفاء): «و إذا لدغت النحله حیوانا و خلّفت الإبره فیه ماتت؛ و ربما قتلت النحله من تخلّف فیه الإبره، و قد قتلت فرسا» قال:

«و قد أخبرت بقریه فیها خلایا النّحل، أنهم غزوا مره، و کاد الأکراد ینهبونهم، فسلّطوا علیهم النحل، فهزمت النحل أولئک الأکراد لسعا لهم، و لدوابّهم»[72].

و النّحل إذا لسعت شیئا، فنشبت حمتها فیه لم تستطع رجع حمتها فتنصل، فإذا نصلت حمتها ماتت.

و الحماه: الشّعر فی أذنابها، التی بها تلسع؛ و هی إذا شاءت أخرجتها، و إذا شاءت ردتها.

و إنّما الحمه فی العربیّه: السمّ، إلّا أنّ العامه تسمّی ذلک الشّعر حماه.

قال ابن سینا: «لا یبعد أن تکون إبره النّحله- مع أنها سلاح- نافعه فی إحاله جوهر الرّطوبات إلی العسلیه، بأن تأتیها و ترسل فیها قوه ما»[73].

و إذا دخّن علیها، فأحسّت بأنّه یؤخذ ما فی بیوتها من العسل بادرت إلی أکله، فتأکله أکلا ذریعا، حتّی لو أمکنها استنفاده لفعلت.

و فی ذکور النّحل صنف تخاتل 74]، فتدخل فی بیوتها، فتأکل العسل، و تسمّی

کتب طبی انتزاعی (عربی) (رسائل المقریزی)، ج 2، ص: 285

«اللصوص»، فإذا قدرت النحل علیها، أو ظفرت بها فی مثاویها[75] قتلتها. و لا تخلو مثاویها- إذا سرحت- من حفظه منها تکون فیها.

و إذا کان النحل کریما لم یترک فی الخلیه هامّه[76] تضر بالشّهد إلا قتلها أو أخرجها؛ و أما غیر الکریم فإنّه یتوانی، و یتغافل و یترک أعماله تفسد، و تهلک.

و یعرض للخلیه من بطاله النحل و تهاونها رائحه منتنه جدّا، فتفسد.

و جنس النحل ألطف أجناس الحیوان کلها، و لذلک تکره کلّ رعی یکون منتنا، أو زهم 77] الرائحه؛ و لا تقرب الأنتان و الأقذار، و تکره أیضا الروائح الزهمه، و الأدهان، و إن کانت عطره، و تلسع المتدهّن إذا دنا منها.

و توافقها الأصوات اللذیذه المطربه، و لا یضررن بشی ء من معایش الناس.

و النحل یحب الصّعتر[78]، و أجوده

الأبیض.

و النحل تستتر عن الریح، و تشرب الماء الصّافی، و لا تشرب إلا بعد إلقاء التّفل.

و النحله ذبابه ذات حمه، و ألسنه.

و بهذا العضو توصّل جمیع أجناس الأذیه إلی غیرها، و به توصّل أیضا الطّعم إلی أجوافها، لأن طعمها لیس سوی الرّطوبات؛ فبهذا العضو تمتصّها، ثم تردّ ألسنتها تلک فی أوعیتها من أفواهها؛ و سمّیت ألسنه؛ و لیست بألسنه، و لا خراطیم، و لکنّها بالألسنه أشبه.

و إذا ترشّفت النحل تلک الحلاوه من الأزهار، و الأنوار، فجمعتها فی صدورها، أقبلت إلی الشهد فأتاعته- أی: أفرغته، فی نخاریبه، و النخاریب 79]:

کتب طبی انتزاعی (عربی) (رسائل المقریزی)، ج 2، ص: 286

بالنون قبل الخاء المعجمه: الثقب المهیّأه من الشمع، و بالتاء المثناه من فوق: خروق کبیوت الزنابیر.

و النّحله إذا وقعت علی ضرب من الزّهر فلم تکتف بما جرست 80] منه انتقلت إلی مثله من جنسه، و لم تنتقل إلی جنس آخر، إلی أن تراجع الخلیّه فتمج ما استوعبت، ثم تعود إلی الرعی، فإذا امتلأت بیوت الشّهد من العسل ختمت علی تلک النّخاریب بغطاء رقیق من الشمع، حتی یکون الشمع محیطا بها من جمیع جوانبها، کأنّها رأس البرنیّه[81] مسدوده بالقراطیس، لینضج العسل، فإنها إن لم تفعل ذلک فسد الشّهد و تولد فیه دود یسمی «العنکوبت» فإن قویت علی تنقیته منها، سلم الشّهد، و إلا فسد کله.

و إذا أزهرت الأعشاب عملت النحل الشمع؛ و لذلک ینبغی أن یؤخذ بعض الشمع فی ذلک الإبّان، إن احتیج إلیه، فإنها تعیده من ساعته.

و النحل تعمل فی العسل فی زمانین: فی الربیع، و الخریف، و الربیع أجوده و أکثره.

و هی تجی ء إلی بیوتها بشی ء آخر، لیس بشمع، و لا عسل، و لکن بینهما، کأنه خبیص 82]

یابس، فیه بعض اللین، إذا غمزته تفرّق، و لیس بشدید الحلاوه، و لا عذب، یشبّه القدماء حلاوته بحلاوه التّین، تجی ء به النحل کما تجی ء بالشمع، و تحمله علی أعضادها، و سوقها.

و العرب تسمّیه: «الأکبر»[83]- بکسر الباء و ضمها- و هو «الموم»[84]؛ و یقال فیه: «العکبر»[85]؛ فتری النّحله تطیر، و ذلک العکبر متعلق منها،

کتب طبی انتزاعی (عربی) (رسائل المقریزی)، ج 2، ص: 287

فتجعله فی نخاریب الشّهد مکان العسل، و لا تکثر النحل منه إلا فی السّنه المجدبه، و أکثر ما تأتی بالعکبر من السّدر[86]، و الناس یأکلونه کما یؤکل الخبز فیشبع، و یحملونه فی المزاود[87] إذا سافروا، و هو مفسد للعسل؛ و النّحل تأکله إذا لم تجد غیره.

و النحل تشرب من الماء ما کان صافیا عذبا، و تطلبه حیث کان، و لا یأکل من العسل إلا قدر شبعه، فإذا قل العسل فی الخلیه قرنه بالماء لیکثر؛ خوفا علی نفسه من نفاده.

و للنحل نجو[88]، و أکثر ما تقذف إذا کانت تطیر فی دفعات؛ لأن فی زبلها نتنا، و هی تکره النتن؛ فإذا أنجت فی الخلیه أنجت فی موضع معتزل لا یختلط ببنیانها، و لا یفسد من عسلها شیئا.

و إذا امتلأت نخاریب الشهد عسلا ختمتها، و تختم أیضا ما یکون فیه فراخها من النخاریب بأرقّ الشمع.

و الختم: أن تسدّ أفواه النخاریب بشمع رقیق، لیکون الشمع محیطا بالعسل فی کل وجه، و ربما لطّخ الختام- بعد الفراغ منه- بشی ء أسود شدید السّواد، حریف الرّیح، شبیه بالشمع، و هو من الأدویه الکبار للضّرب 89]، و الجروح، و یسمی بالفارسیه: «میای»، و هو عزیز قلیل.

و من خاصیته أنه یجذب الشوک و النصول، و یقال: من استصحبه أورثه الغم، و منعه الاحتلام.

و النحل

تحسّ بالبرد و المطر، و علامه ذلک لزومها الخلیّه. و فی لطف إحساس کثیر من الحیوان عجب عجیب، و إن فی ذلک لعبره لأولی الألباب، فَتَبارَکَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِینَ 90].

کتب طبی انتزاعی (عربی) (رسائل المقریزی)، ج 2، ص: 288

عربیه.

و قیل: الکوایر صغار الخلایا. و قیل: إذا بنت النّحل بیتا من غیر أن یوضع لها، فهو الکوّاره- بضم الکاف.

و من لطیف معرفه النحل بما یصلحها: أنهنّ قد علمن ضعفهن، فهن یشیّدن عشاشهنّ، و تحصّنها بالضیّق و الاعوجاج؛ و إذا کان باب الخلیّه واسعا ضیقنه.

و من شأن النحل فی تدبیر معاشها أنها إذا أصابت موضعا نقیا بنت فیه بیوتا من الشمع أولا، ثم تتّخذ البیوت التی تأوی فیها ملوکها، ثم بیوت ذکورها، ثم بیوت إناثها، و هی تعمل الشّمع أوّلا، ثم تلقی فیه البزر[102]، و تقعد علیه، و تحضنه کما تحضن الطیر، فالشمع لها بمنزله العش للطیر، و البزر بمنزله البیض، و هی تملأ بعض البیوت عسلا، و بعضها فراخا.

و هی تتخذ البیوت قبل المرعی، فإذا استقر لها بیت، خرجت منه فرغت، ثم آوت إلی بیوتها.

و هی تبیض فی بعض البیوت، و تحضن و تأوی إلی بعض بیوتها و تنام أیام الصیف، و الشتاء، و یوم المطر، و الریح و البرد.

آفاتها: الخطاطیف و الضفادع، فإنها تلتقف النحل إذا وردت لتشرب.

و من آفاتها: الجراذین، تکمن لها بقرب الخلایا فتلقفها، و لا تقدر النحل لها علی ضرر.

و النحل تمرض علی رعی الزّهر التی وقعت فیها القمله، و إذا کان الربیع ممحلا[106]، أو حارّا، شبیها بالصیف فی الحرّ، و قله المطر، أسرع المحل 107] إلی النحل.

و یعرف خصب الخلیّه بکثره دویّ النحل فیها، و خروجها و دخولها. و تسمی فراخ النحل: الطّرد، و الجمع طرود. و یسمّی أیضا: اللوت، و النحل تودع فراخها نخاریب الشهد، و تختم علیها بالشمع، فإذا آن لها الخروج شقت الختام، و خرجت.

و ملوک النحل: لا تری خارجا إن لم تکن مع عنقود من عناقید الفراخ، و إذا خرج معها التفت الفراخ به. و إن کانت عدّه ملوک افترق الطّرد، فصار مع کل واحد من الملوک فرقه من الطّرد.

و إنما قالوا: عناقید الفراخ؛ لأنّ شکل الفراخ إذا خرجت من الخلیّه فی التفافها مثل عنقود.

کتب طبی انتزاعی (عربی) (رسائل المقریزی)، ج 2، ص: 291

و إذا خرجت الفراخ بیعسوبها، و سقطت علی شجره أو غیرها، احتال القوم علی یعسوبها حتی یأخذوه، و یلقوه فی خلیّه، أو نحوها، فإنّ الفراخ تصیر معه حیث یصیر، و إذا أخذ یعسوب خلیّه تبعه جمیع نحل تلک الخلیّه؛ حبّا لیعسوبها، و إذا هلک الملک هلک جمیع الطّرد، و إن خرج الملک طلبه الطرد حتی یجده بمعرفه رائحته.

و العسل الحسن: عسل الفراخ؛ لقله تجربتها؛ و ذلک أنّها مبتدئه، فلا تترک غایه.

و إذا خرجت الفراخ الحدث، ابتدأت فی العمل بعد ثلاثه أیام.

و إذا أرادوا إدخال الفراخ الخلیّه دلّکوا باطنها بورق طیّب الرائحه لعجبها به، لأن النّحل تعجب بالرائحه الطیبه، و تکره الرائحه الخبیثه؛ و

لذلک ربما کرهت خلیتها، و همّت بترکها، و علامه ذلک أن یتعلّق بعضها ببعض، فإذا رأی القوم ذلک عرفوه، فنضحوا داخل الخلیه بشراب حلو فتألفها؛ و إذا دهن إنسان یده بدهن کریه الرائحه ثم أدناها إلی النّحل لم تلسعه.

و فراخ النحل أزعر[108] من الأمّهات، و الأمّهات زغب 109] الرّقاب، قرع الرءوس، و فی رءوسها قبح.

و النحل تسمّی أول ما تخرج فراخها: «المراضع». و تسمّی الفراخ:

«الرّضع»، و لیس ثمّ رضاع، و إنما هذه استعاره، و إذا تمّت الفراخ نحلا، قیل:

هی نحل أبکار، إلی أن تفرخ.

و منه کتاب الحجّاج بن یوسف الثقفی إلی عامله بفارس «أن ابعث إلیّ بعسل خلّار[110]، و من النّحل الأبکار، من الدستفشار[111] الذی لم تمسه النار».

کتب طبی انتزاعی (عربی) (رسائل المقریزی)، ج 2، ص: 292

و روی: «عسل أبکار، یرید الجواری الأبکار لا یلیه غیرهن».

و النحل الکریم هو الذی یتقن عمله، فیأتی بوجوه الشّهد ملسا. و إذا لم یکن کریما جاء الشّهد قلیل الاستواء، منفتح الخاتم، کأنها تعمل أعمالها بالبخت کیفما جاء.

و یقال: إن العسل الأبیض عمل شبابها، و العسل الأصفر عمل کهولها.

و ذکور النحل أعظم جثثا من إناثها، و لا حمات لها، و هی أبطل، و أقل حرکه.

و النحل إذا کثرت ملوکها فی الخلایا قتلتها، لئلا تکثر فتشتّت النحل؛ لأن النحل یتفرّق علی الملوک.

و لشیار[112] عسل الخلایا فی السّنه مرتین: مرّه فی الربیع، و هو أجود الشیارین، و مرّه فی الخریف.

و یقال: «شار العسل یشور شورا، و شیارا، و مشاره. و اشتاره یشتاره اشتیارا؛ و أشاره یشیره إشاره».

و الشّور: العمل فی اجتناء العسل و أخذه، ثم العسل نفسه شورا، کما سمّی العسل أریا.

و العامه تسمی شیار العسل جزارا فیقولون: «جزار الشّهد»، کما یقولون فی

جزار العسل، و یسمیه آخرون «قطاف».

و إذا أرادوا اشتیار العسل دخّنوا علی النحل حتی یخرج من الخلیه، و ذلک جلاؤها، و قد جلاها یجلوها جلاء، و هی جلوه النحل، أی طردها بالدّخان.

و یقال لذلک الدخان: «الإیام»[113]، و لا یقال لشی ء من الدخان (إیام) سواه، فیقال إذا دخّن علیها: آمها- بالمد- یئومها إیاما فهو آئم، و النحل مئومه، و إن شئت مئوم علیها، فإذا جلوها بالإیام- فی أحد الشیارین- و أخذوا ما فی الخلیه من العسل ترکوا لها مقدار قوتها فی شتائها و إلّا هلکت؛ و ربّما جعلوا مکان العسل تمرا، أو زبیبا و نحوه من الحلواء، فتقتاته، فإن ترک لها من العسل أکثر من حاجتها تبطلت، و قلّ عملها.

کتب طبی انتزاعی (عربی) (رسائل المقریزی)، ج 2، ص: 293

و مما ینشّط النحل للعمل، أن تقل الذکوره فی الخلیّه، فإذا قطف الشهد، فمن الناس من یخلّص العسل من الشّمع بالنار، و یطبخ الشّهد حتی إذا ذاب أقرّه حتی یبرد، فیعلو الشمع جامدا، فیؤخذ، و یبقی العسل خالصا، و من الناس من یخلّصه بالاعتصار بالأیدی و إن کان کثیرا، فبالأرجل، و ذلک هو الدستفشار، الذی لم تمسه النار، و هو أفضل.

و کان للعرب فی کل مصنعه من مصانع العسل معصره من محیّره یلقی الشهد فیها، فإذا ألقی الشهد فیها تکسّر، و برز العسل عفوا، فجری و سال فی حیاض، فیجتمع فیها و قد زایل الشمع و خلص، فما برز من العسل عفوا و جری، فذلک العسل: سلافه[114]، و أفضل العسل و أصفاه. و ما سال إلی الحوض، و قد زال شمعه سمّی ذوبا، و نسیلا؛ فإن بقی فی الشمع من العسل شی ء اعتصر بالأیدی، ثم یوعی العسل فی الوجاب.

و

الوجاب: أسقیه عظام، السقاء منها جلد تیس 115] وافر، و واحد الوجاب:

وجب.

و کانوا لا ینتفعون بالشّمع، و یرمون به، فإذا تطاولت الأیام بلی فاسودّ، فزبّل به المزارع، فهو: أجود مال.

و یقال لما یوعی فیه العسل أیضا: «زق»[116]، و جمعه: «زقاق».

و إذا خلص العسل من شمعه و جثّه، فهو: ماذی.

و الجثّ 117]: کل قذی یخالطه من أجنحه النّحل و أبدانها و فراخها و موتاها و غیر ذلک.

کتب طبی انتزاعی (عربی) (رسائل المقریزی)، ج 2، ص: 294

و ماذیّ العسل أیضا: ناصحه، و نصوحه: خلوصه، و النّصیحه مأخوذه منه.

و یقال: الجثّ: خرشاء العسل، أی شمعه، و ما فیه من میّت النحل.

و النّفض: خرؤها.

و إذا کانت وقبه النّحل فی الجبل، و أمکنهم الارتقاء إلیها، ارتقوا فاشتاروا ما فیها، و إن لم یمکنهم الارتقاء- و ذلک أن النّحل تهرب بما تأتی فتجعله فی أمنع ما تقدر علیه من وقاب الجبال، فإذا کانت الوقبه کذلک تدلوا علیها بالحبال الطّوال، و ربما وصلت الحبال، و کثیرا ما تنقطع فیعطب 118] المتدلّی، و إذا تدلّی المشتار، و قد لبس صدار أدم و أخذ معه حافته: و هی وعاء من أدم کالخریطه[119] واسعه الأسفل، یجعل فیها آلته، و صفنه.

و الصّفن: شی ء مثل السّفره ربما جعل فیها العسل، و ربما استفی به الماء، و معه مسأبه: و هی سقاء العسل، و ربما کانت قربه، و معه أخراصه: و هی قضبان ینزع بها الشّهد، و معه محجن 120] یجتذب به ما تأبّی علیه من الشهد، کل ذلک مشاور، الواحد منها: «مشوار»؛ لأنه یشتار به.

و هی أیضا: «المحابض»، واحدها: «محبض»[121]. فإذا استقر فی مباءه النّحل حلّ عنه الحبال، و قدح بزنده، و آم 122] علی النحل، ثم اشتار،

و أوعی فی مسابیه و قربته، و صفنه، و رقّاها بالحبال إلی أصحابه، أو هبط بها إن کان ارتقی علی رجلیه. و إن کان العسل کثیرا ملأ منه الأسقیه الکثیره.

و إذا کانت الخلیّه هکذا فهی عاسله و الجبح 123] عاسل- أی: کثیر العسل.

و یقال للذی یشتار العسل أیضا: عاسل؛ و کل موضع عسل من وقبه أو خلیّه فهو:

معسله؛ و إذا کانت الشّهده رقیقه خفیفه العسل فهی: هنّ، و إذا کانت نخاریبها

کتب طبی انتزاعی (عربی) (رسائل المقریزی)، ج 2، ص: 295

فارغه فهی مخربه؛ و یقال للثقب المهیّأه من الشّمع التی تمجّ العسل فیها:

النخاریب، واحدها: نخروب.

و فی لطف حسن النّحل أعجوبه قد تحیّر فیها قدماء العلماء، و ذلک أنه إذا أزمع شتاء شات بالکون، أو مطر من غیر أن یری الناس لذلک أماره، تری النّحل قبل کون ذلک ساکنه فی داخل الخلیّه، فیعلم قوّامها- بطول التجارب- أن قد اقترب شتاء، و برد، و مطر. و کانت العرب تعلم أن بردا قد اقترب وقوعه، أو جرادا قد دنا مجیئه بما یرون من حال النّحل، و ذلک أنهم یرونها قبل أن یکون ذلک فاتره عن العمل، کأنها قد اعتراها کسل و انکسار، فعند ذلک یترقّبون أن سیکون برد أو جراد فیکون کذلک 124].

و البرد، و الجراد، مضران بالنحل، و أضرّهما الجراد؛ لأنه یلحس 125] الأرض فتهلک النّحل.

و کفی عجبا بما تراه من أنک إذا فتحت وعاء العسل فی بیت ضیّق و علی بعد منک خلایا نحل، فما تشعر بأول من هجوم النّحل علیک، و فی البیت بیوت أخر بها أناس لم یشعروا بفتح ذلک الوعاء.

و کذلک الخلیّه إذا حوّلت من أرض إلی أخری لم تعرفها نحل تلک الخلیه قط، فإذا

نصبت فی تلک الأرض الغربیه، ثم فتحت و ذهب النحل منها فی تلک الأرض المجهوله من کلّ وجه، فإنها تئوب إلی خلیتها بعینها، لا تخطئها، و لا تضل عنها، و ربما حملت الخلایا فی بعض البلدان- إذا أجدبت المراعی- إلی بلدان أخر شاسعه لطلب المرعی، ثم تطلق عنها فتسرح فی تلک البلاد، و تعمل أعمالها من غیر تدریب و لا تدریج کما کانت تعملها من قبل، ثم لا تغلط نحله فتدخل فی خلیه غیر خلیتها و الخلایا متلاصقه أو مجاوره، و فی کل هذا عبره و أعجوبه.

کتب طبی انتزاعی (عربی) (رسائل المقریزی)، ج 2، ص: 296

إلی خمسه قناطیر و عشرون رطلا من الشمع، و یموت فی السنه علی الأکثر عشرون خلیّه.

کتب طبی انتزاعی (عربی) (رسائل المقریزی)، ج 2، ص: 297

العرب عسلا و عنبا، و تینا و ربّی 139]. و الیمن: کلّها أرض عسل.

و یقال: إن عسل النّدغ إذا کان فی السّقاء، فنظرت إلیه رأیته کأنه اللبن المذرّح 140]، فإذا أخرجت منه شیئا فجعلته فی إناء أبیض، و کذلک جمیع العسل إذا کان کثیرا فی وعاء رأیته أخضر، فإذا أخرجت منه شیئا تبین لونه إن کان أحمر، أو أصفر، أو غیره. و المذرّح: الذی کثر علیه الماء. فإذا کثر علیه الماء اخضرّ و أصفی عسل العرب: عسل الشّیعه[141]، و هی شجیره لها نور ذکیّ.

و عسل الضّرم 142] لونه کلون الماء، و هو أجود عسلهم. و الضّرم أبیض اللون، و نباته شبیه بنبات النّدغ.

و من عسل العرب المذخ، و نحله تجرس رمّان البرّ الذی یقال له: «المظّ»، فإن جلناره کثیر العسل.

و العسل الصعتری، معروف و هو أشد العسل حروفه، و أرقّه.

و کذلک العسل اللّوزی معروف، و لیس من عسل أرض العرب، و هو من أشد

کتب طبی انتزاعی (عربی) (رسائل المقریزی)، ج 2، ص: 299

العسل اعتدالا، و فیه رائحه نور اللّوز، و أکثر ما کان یؤتی به من بلاد الجزیره.

و کل نبات کثر ببلاد فیها نحل، فإن الغالب علی عسلها عسل ذلک الشجر، و إذا اختلف نباتها لم یغلب علی عسلها نبت بعینه.

و قد یصیر العسل مرا إذا جرست نحله النور المرّ کعسل الأفسنتین 143]، و لیس من نبات بلاد العرب، و فی عسله مراره.

و عسل السّدر[144] قلیل الحلاوه، قلیل المتانه.

و من کلّ الشّجر تجرس النّحل، إلّا أن تکون شجره خبیثه الرائحه زهمه، أو ذات سمّ، فإنها لا تقرب من ذلک شیئا. و أجود العسل عند العلماء به: ما طاب ریحه، و عذب طعمه، و صدقت حلاوته، و

متن حتی إذا مددته امتدّ، و خلته لون الذهب، فإذا قطر علی الأرض استدار و اجتمع إلی نفسه؛ فإذا وعی العسل فی الجرار علا أرقّه، و سفل أمتنه و أجوده.

و أمّا ما اسودّ من العسل فإنّه ردی ء، ما لم یکن سواده من تقادم فإن العسل إذا تقادم مال إلی السّواد، و نقصت حلاوته.

و إذا کان العسل متینا صلبا فهو ضرب، و کذلک الشهد، یقال: «استضرب العسل إذا صلب و اشتد».

و قد یبلغ من شده العسل فی بعض البلاد أن یکسر الشّهد کسرا، و العسل المتقادم الشدید کله یستضرب.

و یقال للعسل المتین: «حمیت»، و یقال للعسل الشدید: «جلس» و یقال لما رقّ من العسل: «ودیس».

قال الکواشی 145] فی «تفسیره»: إن العسل ینزل من السماء فیثبت فی أماکن، فتأتی النحل فتشربه، ثم تأتی الخلیه فتلقیه فی الشمع المهیأ للعسل فی الخلیه، لا کما یتوهّم بعض النّاس أنّ العسل من فضلات الغذاء، و أنه قد استحال فی المعده عسلا.

و من العسل جنس سمّی، من شمّه ذهب عقله، فکیف من أکله.

اللّحم ثلاثه أشهر و الفاکهه سته

کتب طبی انتزاعی (عربی) (رسائل المقریزی)، ج 2، ص: 302

أشهر، إذا وضعا فیه.

أَوْحی رَبُّکَ إِلَی النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِی الآیه، فقرأ ابن عامر[160]: «یعرشون» بضم الراء، و قرأ الباقون- بکسرها- إلا عاصما، فإنه اختلف عنهم فروی الوجهان جمیعا[161].

و أصل العرش: السّریر المتخذ للملک، ثم استعیر لغیره، فأطلق العرش علی البیت، و جمعه: عروش.

و عرش البیت: سقفه، و العرش: الخیمه، و الجمع: أعراش و عروش.

و عرش العرش یعرشه- بکسر الراء و ضمها- عرشا: عمله، و عرش الرّجل: قوام أمره. و ثلّ عرشه: هدم ما هو علیه من قوام أمره 162].

و العرش: المنزل، و جمعه: عرش. و العرش و العریش: ما یستظل به، و جمعه: عروش.

و عرش البئر و الرّکیه[163] یعرشها عرشا: طواها من أسفلها بالحجاره، ثم طوی سائرها بالخشب، فالطیّ بالحجاره فقط. و العرش: ما عرشها به من الخشب، و جمعه: عروش. و عرش الکرم: ما دعّم به من الخشب. یقال: عرش الکرم یعرشه عرشا و عروشا: عمل له عرشا. فلا یوجد للنّحل فی غیر هذه الثلاثه.

و أکثر بیوتها فی الجبال، ثم فی الأشجار، ثم فیما یعرش الناس، و هی أقل بیوتها، و أباح تعالی للنحل أکل ما شاءت من الأشجار بقوله عزّ من قائل: ثُمَّ کُلِی مِنْ کُلِّ الثَّمَراتِ فَاسْلُکِی سُبُلَ رَبِّکِ ذُلُلًا ...[164] فقوله: مِنْ کُلِّ الثَّمَراتِ المراد:

کتب طبی انتزاعی (عربی) (رسائل المقریزی)، ج 2، ص: 304

«بعضها» کقوله تعالی ... وَ أُوتِیَتْ مِنْ کُلِّ شَیْ ءٍ ...[165] یرید به «البعض»؛ و السّبل: الطرق، واحدها: سبیل، و أضافها سبحانه إلیه؛ لأنه الذی خلقها و قد أذن النّحل فی سلوکها، أی تدخل طرق ربّها لطلب الرّزق فی الجبال، و خلال الشّجر.

و ذلّل لها الطرق: أی سهّلها، تقول: «سبیل مذلّل»: أی سهل سلوکه، و قد یکون (ذللا): حالا من النّحل، أی تنقاد،

و تذهب حیث شاء صاحبها، و ذلک أنها تتبع أصحابها حیث ذهبوا، و تقف موقف یعسوبها، و تسیر بمسیره[166].

و (ذللا) جمع ذلول و هو المنقاد: أی المطیع.

ثم عدّد تعالی علی خلقه ما أنعم به علیهم من العسل الذی یخرج من النّحل، فإن فی خروجه منها عبره، فقال سبحانه: ... یَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ ...

یعنی: العسل، فإنه من أفواه النّحل، لدلاله القرآن علی أنها ترعی الزّهر، فیستحیل فی أجوافها عسلا، ثم تلقیه من أفواهها فیجتمع منه القناطیر المقنطره.

روی عن علیّ بن أبی طالب- رضی الله عنه- أنّه قال- و قد حقّر الدنیا:

«أشرف لباسها لعاب دوده، و أشرف شرابها رجیع نحله»، و فی روایه: «إنما الدنیا سته أشیاء: مطعوم، و مشروب، و ملبوس، و مرکوب، و منکوح، و مشموم؛ فأشرف المطعوم: العسل، و هو مذقه ذباب. و أشرف المشروب: الماء، و یستوی فیه البرّ و الفاجر. و أشرف الملبوس: الحریر، و هو نسج دوده. و أشرف المرکوب: الفرس، و علیها تقاتل الرجال. و أشرف المشمومات: المسک، و هو دم حیوان. و أشرف المنکوحات: فرج المرأه، و هو میال»[167] فقال قوم: «هذا یدل علی خروج العسل من غیر أفواه النحل».

و قال قوم: «لا ندری أ یخرج من أفواهها أو من أسافلها، غیر أنّه لا یتم

کتب طبی انتزاعی (عربی) (رسائل المقریزی)، ج 2، ص: 305

صلاحه إلّا بحمی أنفاسها»[168].

و قد صنع بعض قدماء الفلاسفه بیتا من زجاج لیری کیف تصنع النحله العسل، و تضعه فی بیوته من الشمع، بعد ما أدخلها فی البیت؛ فلطّخت النحله باطن الزّجاج بطین حتی لم یرها.

و قال تعالی: یَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها؛ لأن استحاله الأطعمه لا تکون إلا فی البطن.

ثم عدّد تعالی أنواع العسل الذی أنعم

به علی عباده، فقال: مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ یعنی من الأحمر، و الأبیض، و الجامد، و السائل؛ لیتذکروا قدرته سبحانه علی الإیجاد و الاختراع، فإن الأصل واحد، و ما یکون عنه مختلف بسبب وقوع تنوّع غذائه، کما قد اختلف أیضا طعمه بحسب مراعی النّحل. ثم وصف تعالی هذا الخارج من النّحل بصفه شریفه، و هی (الشفاء) الذی أودعه فیه، فقال تعالی:

فِیهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ و الجمهور علی أن الضّمیر عائد إلی العسل. و احتج من ذهب إلی ذلک، بأن مساق الکلام للعسل، و بقوله صلی اللّه علیه و سلّم: «صدق الله و کذب بطن أخیک»[169] یرید علیه الصلاه و السلام قوله تعالی: ... یَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ فِیهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ ...، و هو العسل؛ و هذا تصریح منه- علیه الصلاه و السلام- بأن الضمیر فی قوله تعالی: فِیهِ شِفاءٌ یعود إلی الشراب الذی هو العسل، و هو الصحیح 170]. و به قال عبد الله بن مسعود، و عبد الله بن عباس،

کتب طبی انتزاعی (عربی) (رسائل المقریزی)، ج 2، ص: 306

و الحسن، و قتاده[171].

و روی عن مجاهد، و الضحّاک، و الفرّاء[172]، و ابن کیسان 173] أن الضمیر عائد علی (القرآن) أی: «فی القرآن شفاء للناس»، و هو ضعیف 174] لمخالفته ظاهر القرآن، و صریح حدیث المشتکی بطنه.

و قال النحاس 175]: «أی فیما قصصنا علیکم من الآیات و البراهین شفاء للناس».

و زعم بعض غلاه الشّیعه: أن هذه الآیه یراد بها آل البیت علیهم السلام، و أن الشّراب: القرآن و الحکمه، و النّحل المذکور فی الآیه: هم آل البیت 176]، و رووا حدیثا أن النّبیّ صلی اللّه علیه و سلّم قال لعلی- رضی الله عنه: «أنت یعسوب المؤمنین، و

المال

کتب طبی انتزاعی (عربی) (رسائل المقریزی)، ج 2، ص: 307

یعسوب الکفار»[177]، و فی روایه: «و المال یعسوب الظلمه»[178]، و فی روایه:

«و المال یعسوب المنافقین»[179]. و معنی یعسوب المؤمنین: أی کبیر المؤمنین الذین یلوذون بک، و إلیک ینقادون 180] و الکفار و الظّلمه و المنافقون إنما یلوذون بالمال کما تلوذ النحل بیعسوبها؛ و لذلک قالوا: «علیّ أمیر النحل» و قد اختلف فی قوله تعالی: فِیهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ هل هو علی عمومه، أم لا؟ فذهب قوم إلی أنّه عام فی کل حال، و لکل أحد؛ فعن عبد الله بن عمر- رضی الله عنهما- أنه کان لا یشکو قرحه و لا شیئا إلّا جعل علیه عسلا، حتی الدمّل إذا خرج به طلی علیه عسلا[181].

و عن أبی وجره عوف بن مالک 182] بن أبی عوف الأشجعی أنّه کان یکتحل بالعسل، و یداوی به کلّ سقم. و مرض عوف بن مالک هذا، فقیل له: «أ لا نعالجک؟» فقال: «ایتونی بماء» فإن الله تعالی یقول:

کتب طبی انتزاعی (عربی) (رسائل المقریزی)، ج 2، ص: 308

وَ نَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَکاً[183] ثم قال: «ایتونی بعسل» فإن الله تعالی یقول: فِیهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ و ائتونی بزیت، فإن الله تعالی یقول: ... مِنْ شَجَرَهٍ مُبارَکَهٍ زَیْتُونَهٍ ...[184] فجاءه بذلک فخلطه، ثم شربه فبرئ.[185]

کتب طبی انتزاعی (عربی) ؛ ج 2 ؛ ص308

قال أبو بکر بن أبی شیبه: حدثنا أبو معاویه عن الأعمش، عن خیثمه عن الأسود، قال: قال عبد الله: «علیکم بالشفاءین: القرآن و العسل»[186].

حدثنا وکیع، عن سفیان، عن أبی إسحاق، عن الأسود، عن عبد الله قال: «العسل شفاء من کل داء، و القرآن شفاء لما فی الصدور»[187].

و ذهب آخرون إلی أنه لیس بعام فی کل

علّه[188]، و کلّ إنسان، و إنما هو خبر بأنه یشفی کما یشفی غیره من الأدویه بعض الأمراض، لا کلها. و احتجوا لذلک بأن «شفاء» نکره فی سیاق الإثبات، و لا عموم فیها باتفاق أهل العربیه.

و التحقیق: أنّ من قوی یقینه، و صدق عزمه، لثبات قدمه و رسوخها فی التصدیق، فإنه یشفی بالعسل فی کل جمیع الأدواء، و یبرئ به الله علی یدیه سائر الأمراض، و أما من ضعف یقینه، و کان فی شکّ، و تردد بین ما جاء به القرآن، و ما ذکره الأطباء، فإنّه موکول إلی ما تعلّق به.

و قد اعترض علی من قال بعموم منافع العسل 189]: أنه یضرّ بعض الناس کمن عنده صفراء محترقه، فإنه إذا شرب العسل عظمت مضرّته، أجیب: بأنه قد تقرر

کتب طبی انتزاعی (عربی) (رسائل المقریزی)، ج 2، ص: 309

بأن ما من شی ء، و إن جلّت منفعته، کالماء[190] الذی منه حیاه کل حیوان و نبات، إلا و فیه مضرّه ما، و ما من شی ء و إن عظمت مضرّته کالأفعی و نحوها إلّا و فیه منفعه، فالحکم للغالب، فما غلبت منفعته مضرته قیل فیه: نافع بإطلاق، و ما غلبت مضرته منفعته قیل فیه: ضار بإطلاق.

و لا ریب عند الأطباء و غیرهم فی عموم منفعه العسل، و التّداوی به فی أکثر الأمراض، و مدحه لا سیما ما رکّب منه: کالسّکنجبین 191] و المعاجین، فإنّ أصلها العسل، و لا یغرنّک ما ألفته من استعمال ما ذکرنا بالسّکر دون العسل، فإنه أمر محدث لا تکاد تجده فی کتب قدماء أطباء الإسلام، فضلا عن أطباء الیونان و من قبلهم، و أنت تعرف صحه ذلک إن کنت ممن تمهّر فی الطب.

و قد ثبت أن رسول الله

صلی اللّه علیه و سلّم أمر من یشتکی بطنه بشرب العسل، فلما أخبره أخو المشتکی بأنه لم یزده إلا استطلاقا أمره صلی اللّه علیه و سلّم بمعاوده شربه، إلی أن قال صلی اللّه علیه و سلّم:

«صدق الله، و کذب بطن أخیک».

فاعترض بعض من فی قلبه شک بأن الأطباء قد أجمعوا علی أن العسل یسهل، فکیف یوصف لمن به إسهال؟، و أجیب بالمنع، فقد نص علماء الطب کمحمد بن زکریا الرازی 192]، و الرئیس أبی علی بن سینا[193]، و من قبلهما جالینوس 194] فی آخرین، بأن العسل و إن کان یجذب الرّطوبات من قعر البدن، و یلیّن الطبیعه، و إن کان الاستعداد من الغذاء فی النفود قلیلا أطلق. هذا هو التحقیق فی ذلک.

فتبین أن العسل لیس بمسهل علی کل حال، و أن حکایه الإجماع غیر صحیحه، فمن الأطباء من ذلک سوی من ذکرنا. و أجاب بعضهم: بأنّ الإسهال المذکور کان عن امتلاء و هیضه، فناسبه شراب العسل لیخرج ما هنالک منها حتی یذهب

کتب طبی انتزاعی (عربی) (رسائل المقریزی)، ج 2، ص: 310

الامتلاء[195]، و قد أغنانا الله، و له الحمد، بما أنزله فی کتابه، و ما صحّ من حدیث نبیه محمد صلی اللّه علیه و سلّم عن أقوال الأطباء التی لا تکاد أدلتها تصحّ، إذ غایتها أن تکون إقناعیّه. هذا لو کان قول الأطباء فیه ما یخالف ذلک، و أما ما کان موافقا فما ذا بعد الحق إلّا الضلال.

و أوع سمعک فائده جلیله، و هی أن الطبّ النبوی جمیعه قسمان:

أحدهما: ما کان من عاده العرب العلاج و التّداوی به.

الثانی: ما جاء بوحی إلهی.

فالأول: قسم من أقسام الطب.

و الثانی: لا یصح تأثیره إلا مع قوه إیمانیه، و یقین

صادق، و إلا فلا منفعه له، فإنه إذا اقترن به ما شرطناه، لأنجع دواء، و أسرع شفاء، فطالما استشفی و شفی أهل الله 196]، و خاصته بآیه من القرآن، و بلعقه من عسل، أدواء یعجز عنها حذاق الأطباء ... وَ اللَّهُ یَهْدِی مَنْ یَشاءُ إِلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ*.

کتب طبی انتزاعی (عربی) (رسائل المقریزی)، ج 2، ص: 311

الله عنهما- قال: قال رسول الله صلی اللّه علیه و سلّم: «الذّباب کلّه فی النّار إلا النّحل»[212]. و للبخاری من حدیث عائشه- رضی الله عنها- قالت: کان النبی صلی اللّه علیه و سلّم یعجبه الحلواء و العسل 213]. و له من حدیث جابر

کتب طبی انتزاعی (عربی) (رسائل المقریزی)، ج 2، ص: 313

ابن عبد الله- رضی الله عنه- سمعت رسول الله صلی اللّه علیه و سلّم یقول: «إن کان فی شی ء من أدویتکم، أو یکون فی شی ء من أدویتکم خیر، ففی شرطه محجم أو شربه عسل، أو لذّعه بنار توافق الدّاء، و ما أحب أن أکتوی»[214].

و له عن ابن عباس- رضی الله عنهما- عن النبی صلی اللّه علیه و سلّم قال: «الشفاء فی ثلاثه: فی شرطه محجم، أو شربه عسل، أوکیّه بنار، و أنا أنهی أمّتی عن الکیّ»[215].

و خرجه مسلم عن جابر: سمعت رسول الله صلی اللّه علیه و سلّم یقول: «إن کان فی شی ء من أدویتکم خیر، ففی شرطه محجم، أو شربه من عسل، أو لذعه بنار» قال رسول الله صلی اللّه علیه و سلّم: «و ما أحبّ أن أکتوی»[216].

و للبخاری و مسلم من حدیث أبی سعید الخدری- رضی الله عنه- قال: جاء رجل إلی النبی صلی اللّه علیه و سلّم فقال: إنّ أخی قد استطلق بطنه، فقال رسول الله صلی اللّه علیه و سلّم:

«اسقه عسلا» فقال: لقد سقیته، فلم یزده إلا استطلاقا، فقال رسول الله صلی اللّه علیه و سلّم:

«صدق الله و کذب بطن أخیک» فسقاه فبرئ.

و فی لفظ مسلم أنّ رجلا أتی النبی صلی اللّه علیه و سلّم فقال: «إنّ أخی عرب 217] بطنه»، فقال: «اسقه عسلا ...» الحدیث 218]. و فی لفظ البخاری

أنّ رجلا أتی النبی صلی اللّه علیه و سلم فقال: «أخی یشتکی بطنه»، فقال: «اسقه عسلا» ثم أتاه الثانیه فقال:

«اسقه عسلا»، ثم أتاه الثالثه، فقال: «اسقه عسلا» ثم أتاه، فقال: «فعلت» فقال: «صدق الله و کذب بطن أخیک، اسقه عسلا». فسقاه فبرئ.

کتب طبی انتزاعی (عربی) (رسائل المقریزی)، ج 2، ص: 314

و خرج ابن ماجه، و الحاکم من حدیث عبد الله بن مسعود- رضی الله عنه- أن النبی صلی اللّه علیه و سلّم قال: «العسل شفاء من کل داء، و القرآن شفاء لما فی الصدور، فعلیکم بالشّفاءین: القرآن و العسل». و لابن ماجه من حدیث أبی هریره- رضی الله عنه- أن النبی صلی اللّه علیه و سلّم قال: «من لعق العسل ثلاث غدوات کلّ شهر، لم یصبه عظیم من البلاء

[219]

________________________________________

[1] ( 1) أرض( ج) أراض و أرضون و هی أحد کواکب المجموعه الشمسیه و هو الکوکب الذی نسکنه.

[2] ( 2) فی المخطوطه: ظهورها.

[3] ( 3) الفلک: المدار الذی یسبح فیه الجرم السماوی( ج) أفلاک. الوجیز( 481).

[4] ( 4) الفرسخ: مقیاس قدیم من مقاییس الطول یقدر بثلاثه أمیال( ج) فراسخ. مصدر سابق( 467).

[5] ( 5) الأبطح: المکان المتسع یمر به السیل فینزل فیه الرمل و الحصی الصغار( ج) أباطح. مصدر سابق( 54).

[6] ( 6) الأجمه: الشجر الکثیر الملتف( ج) آجام.

[7] ( 1) الغدیر: عن الجغرافیین النهر الصغیر( ج) غدران.

[8] ( 2) قد أثبت العلم الحدیث أن النبات یحسّ و یتنفس و یتمایل طربا عند سماع بعضه إلی الموسیقی.

[9] ( 3) قال الشریف الجرجانی فی تعریفاته:

النفس هی الجوهر البخاری اللطیف، الحامل لقوه الحیاه و الحسّ و الحرکه الإرادیه، و النفس الأماره هی التی تمیل إلی الطبیعه البدنیه

و تأمر باللذات و الشهوات الحسیّه و تجذب القلب إلی الجهه السفلیه.

و النفس اللوامه: هی التی تنورت بنور القلب قدر ما تنبّهت به عن سنه الغفله.

( التعریفات: الجرجانی ص 271 و ما بعدها- دار الرشاد).

[10] ( 4) الکم ء: فطر من الفصیله الکمئیه، و هی أرضیه تتفتح حاملات أنواعها فتجنی و تؤکل مطبوخه و یختلف حجمها بحسب الأنواع( ج) أکمؤ. الوجیز( 540).

[11] ( 1) خضراء الدمن: یکنّی بها عن جمیل المظاهر قبیح الباطن؛ لأنها تنبت علی المزابل و نحوها و تکون حسنه المنظر قبیحه المخبر.

[12] ( 2) النخله هی شجره التمر و هی من الفصیله النخلیه، کثیره فی بلاد العرب.

[13] ( 3) الحلزون: حیوان بحری رخو یعیش فی صدفه و بعضه یؤکل.

[14] ( 4) القرد: حیوان معروف و کنیته أبو خالد، و هو حیوان قبیح، ملیح ذکی سریع الفهم، یتعلم الصنعه، و هو شبیه بالإنسان فی غالب حالاته فإنه یضحک و یطرب و یغنی و یقعی و یحکی و یتناول الشی ء بیده ...( حیاه الحیوان- الدمیری ص 1080).

[15] ( 5) الفرس: واحد الخیل، و الجمع أفراس. الذکر و الأنثی فی ذلک سواء، و الفرس أشبه الحیوان بالإنسان لما یوجد فیه من الکرم و شرف النفس و علو الهمه ...( مصدر سابق ص 1018).

[16] ( 6) الهیجاء: الحرب.

[17] ( 1) الفیل: معروف و جمعه أفیال و فیول و فیله، و یقال: إن الفیل یحقد کالجمل، و ربما قتل سائسه حقدا علیه، و فیه من الفهم ما یقبل التأدیب، و یفعل ما یأمره به سائسه من السجود للملوک.

[18] ( 2) الفرقان: 44.

[19] ( 3) الحمر: جمع حمار، و تجمع أیضا حمیر، قال تعالی:\i وَ الْخَیْلَ وَ الْبِغالَ وَ

الْحَمِیرَ لِتَرْکَبُوها وَ زِینَهً ...\E.

[20] ( 4) فی المخطوطه: یتشاور.

[21] ( 5) الفلز: عنصر کیماوی یتمیز بالبریق المعدنی و القابلیه لتوصیل الحراره و الکهرباء. الوجیز( 480).

[22] ( 6) الخارصین: فلز کالقصدیر یستعان به علی تفاعل المواد الکیمیائیه.

[23] ( 1) الشب: ملح متبلور اسمه الکیماوی« کبریتات الألمونیوم و البوتاسیوم».

[24] ( 2) الزرنیخ: عنصر شبیه بالفلزات له بریق کالصلب و مرکباته سامّه.

[25] ( 3) الکبریت: عنصر لا فلزّی ذو شکلین بلوریین و ثالث غیر بلّوری.

[26] ( 4) الإسفیداج: هو إسفیداج الرصاص و هو ما یعرف کیمیائیا بکربونات الرصاص القاعدیه، و یعرفه العامه بالإسبیداج، و هو بشکل مسحوق أبیض برّاق یستعمل فی الغالب فی تبییض الحوائط و الدهانات.

[27] ( 5) الزاجات أنواع منها:

الزاج الأبیض: کبریتات الخارصین.

الزاج الأزرق: کبریتات النحاس.

الزاج الأخضر: کبریتات الحدید.

[28] ( 6) جمع شب( سبق ذکره).

[29] ( 1) العقیق: حجر کریم أحمر یعمل منه الفصوص و یکون بالیمن و سواحل البحر المتوسط.

[30] ( 2) الفیروز و الفیروزج: حجر کریم غیر شفاف معروف بلونه الأزرق کلون السماء و هو أمیل إلی الخضره یتحلی به.

[31] ( 3) الجزع: ضرب من العقیق، یعرف بخطوط متوازیه مستدیره مختلفه الألوان.

[32] ( 4) الزبرجد: حجر کریم یشبه الزمرد و هو ذو ألوان کثیره أشهرها الأخضر المصری.

[33] ( 1) أداه صغیره یکتحل بها.

[34] ( 2) بخر الفم- بخرا، أنتنت ریحه فهو أبخر و هی بخراء. الوجیز( 380).

[35] ( 3) الداحس: بثره تظهر بین الظفر و اللحم فینقلع منها الظفر.

[36] ( 4) السحاله: براده الذهب و الفضه. مصدر سابق( 305).

[37] ( 1) أی فی الآنیه المصنوعه من الفضه.

[38] ( 2) داء الفیل: داء یصیب الأطراف السفلیه للرجال و النساء و تسبّبه دیدان طفیلیه تدعی

الدیدان الخیطیه حیث تنتقل أجنتها بواسطه لدغ نوع من البعوض إلی الدم و من الدم إلی العروق اللمفاویه فتستقر فیها ثم تنمو و تکبر و تتناسل و یتکاثر عددها حتی یسد العروق کلیا أو جزئیا فیحصل ارتشاح فی جلد الساق و الفخذ فینتفخ و یتضخم الطرف حتی یصبح کجذع شجره أی شبیها برجل الفیل.( انظر: الجامع لمفردات الأدویه و الأغذیه- ابن البیطار).

[39] ( 3) ساقطه من المخطوطه.

[40] ( 4) لقد میز الله الإنسان بالعقل و جعله أشرف مخلوقاته علی البسیطه و لیس من المعقول أن صدأ الحدید الذی تفاعل مع الطبیعه، و تفککت جزیئاته نتیجه العدید من التفاعلات، یکون شفاء للعین إذا اکتحل به ... و الله أعلم.

[41] ( 5) النصل- نصل السهم- و السیف و السکین و الرمح، و الجمع: نصول و نصال( و هی الحدیده لکل السابق ذکره)( مختار الصحاح- الوجیز).

[42] ( 6) الزنجار هو الصدأ لکل من: الحدید و النحاس.

[43] ( 7) مرض یتمیز بسقوط الشعر من بقعه معینه من فروه الرأس.

[44] ( 1) التکلس: فی الکیمیاء ترسیب أملاح الکالسیوم غیر القابله للذوبان. الوجیز( 539).

[45] ( 2) السندان: ما یطرق الحداد علیه الحدید و هو ساخن. مصدر سابق( 324).

[46] ( 3) اللقوه: داء یعرض للوجه یعوج منه الشدق. مصدر سابق( 563).

[47] ( 4) جمع ندی: و هو بخار الماء یتکاثف فی طبقات الجو البارده فی أثناء اللیل و یسقط علی الأرض قطرات صغیره( ج) أنداء. مصدر سابق( 609).

[48] ( 1) الجیم و القاف لا یجتمعان فی کلمه واحده من کلام العرب، إلّا أن یکون معرّبا أو حکایه صوت مثل: الجردقه و هی الرغیف. مختار الصحاح( 69).

[49] ( 2) التنور: الفرن یخبز فیه.

[50]

( 1) أرسطو:( 384- 322 ق. م) فیلسوف یونانی یعدّ واحدا من أعظم الفلاسفه فی جمیع العصور.

[51] ( 1) ذکر صاحب« هدیه العارفین»( 1/ 127) اسم الرساله ضمن مؤلفات المقریزی بعنوان« نحل عبر النّحل»، و هو نفس عنوان مخطوطه« لیدن» المکتوبه سنه 841 ه. قلت: و ممن ألف فی نفس الموضوع العلامه شمس الدین محمد بن طولون المتوفی سنه 953 ه فقد ألف کتاب« ظرائف النحله فی لطائف النحله».

[52] ( 2) المهجه: الرّوح. القاموس( 4/ 290).

[53] ( 3) الصواب أن للنحل أربعه أرجل و یدان فقط کما هو مشاهد و معلوم و قد وصفه القزوینی وصفا أدق فی کتابه« عجائب المخلوقات» فقال:« له أربعه أرجل و یدان متناسبه».

[54] ( 4) جاء فی القاموس: النّحل: ذباب العسل للذکر و الأنثی، و النّحل العطاء بلا عوض، أو عامّ، و قال أبو إسحاق الزجاج: سمّی النحل نحلا؛ لأن الله- تعالی- نحله العسل الذی یخرج منه. و قال الجوهری: النحل و النحله الدّبر یقع علی الذکر و الأنثی. و النحل یؤنث فی لغه أهل الحجاز؛ و کل جمع لیس بینه و بین واحده إلا الهاء. انظر: القاموس المحیط( 4/ 338)، تفسیر القرطبی( 10/ 88).

[55] ( 5) الخشرم: جماعه النّحل و الزّنابیر، واحدته بهاء. و یطلق علی أمیر النّحل( القاموس 2/ 58).

[56] ( 6) الدّبر: جماعه النّحل و الزّنابیر، و الغالب إطلاقها علی الثانی. انظر القاموس( 2/ 145).

[57] ( 1) هو عاصم بن ثابت الأنصاری، سمی بذلک؛ لأنه لما قتلته هذیل بعثت قریش من یأتیهم بشی ء من جسده، لأنه قتل عظیما من عظمائهم یوم بدر و هو عقبه بن أبی معیط، و قیل: إن عاصما لما قتل أرادت هذیل أخذ

رأسه لیبیعوه من سلافه بنت سعد، و کان عاصم قد قتل ولدیها یوم أحد و کانت قد نذرت لئن قدرت علی رأس عاصم لتشربن الخمر فی قحفه، فمنعته الدّبر و فی روایه للبخاری: فبعث الله علیهم مثل الظّلّه من الدّبر فحمته من رسلهم، فی روایه عروه« فبعث الله علیهم الدبر تطیر فی وجوههم و تلدغهم فحالت بینهم و بین أن یقطعوا ...» انظر قصته مفصله فی صحیح البخاری مع الفتح ک: الجهاد ب/ 170( 6/ 191، 192)، ک: المغازی ب/ 10( 7/ 359)( 7/ 444) و مسند أحمد( 1/ 310، 311)، مستدرک الحاکم ک: معرفه الصحابه( 4/ 80) الروض الأنف( 3/ 225) للسهیلی، سیره ابن هشام( 3/ 971).

[58] ( 2) الثّول: جماعه النحل لا واحد لها، أو ذکر النّحل( القاموس 1/ 428).

[59] ( 3) فی القاموس( 1/ 194): الأوب النحل، جمع أیب.

[60] ( 4) الکیس: خلاف الحمق، و هو العقل و الطرف و الذکاء. انظر القاموس( 4/ 105).

[61] ( 5) انظر کتاب حیاه الحیوان( 8/ 1249) للدمیری.

[62] ( 1) الیعسوب: أمیر النحل و ذکرها. و الرئیس الکبیر کالعسوب. القاموس( 3/ 220) و هو الآن فی العلم الحدیث یعرف ب( ملکه النحل).

[63] ( 2) تجتمع و تلتف حوله.

[64] ( 3) الکواره: بالضم، و تکسر و تشدّد الأولی: شی ء یتخذ للنّحل من القضبان أو الطین ضیق الرأس، أو هی عسلها فی الشّمع، و الجمع الکوّارات: و هی الخلایا الأهلیه. القاموس( 3/ 98).

[65] ( 1) الحمه: السّم أو الإبره یضرب بها الزّنبور و الحیّه و نحو ذلک أو یلدغ بها، و الجمع: حماه و حمی. القاموس( 1/ 719).

[66] ( 2) و کذا قال صاحب القاموس( 1/ 449) الجحل:

الیعسوب العظیم.

[67] ( 3) النحل: 69.

[68] ( 4) قال القرطبی فی تفسیره( 10/ 92) فی هذه الآیه: و من العبره فی النحل بإنصاف النظر و إلطاف الفکر فی عجیب أمرها، فیشهد بالیقین بأن ملهمها الصنعه اللطیفه مع البنیه الضعیفه، و حذقها باحتیالها فی تفاوت أحوالها هو الله سبحانه و تعالی؛ کما قال:\i وَ أَوْحی رَبُّکَ إِلَی النَّحْلِ E ثم إنها تأکل الحامض و المرّ و الحلو و المالح و الحشائش فیجعله الله عسلا حلوا و شفاء، و فی هذا دلیل علی قدرته.

[69] ( 1) السّلس: السهل اللّیّن المنقاد. القاموس( 2/ 593).

[70] ( 1) هو الحسین بن عبد الله الحسن بن علی بن سینا، أبو علی الشهیر بالرئیس، ولد سنه 370 ه و اشتغل بالعلم و الطب و المنطق، له مؤلفات کثیره: الشفاء فی الحکمه، المبدأ و المعاد، القانون فی الطب، و غیرها، توفی سنه 428 ه بهمدان انظر: هدیه العارفین( 5/ 308، 309).

[71] ( 2) انظر هذه القصه فی الشفاء( 1/ 325) لابن سینا الرئیس.

[72] ( 3) المرجع السابق( 1/ 424).

[73] ( 4) المرجع السابق( 1/ 424).

[74] ( 5) خاتله: خادعه، تخاتلوا: تخادعوا. القاموس( 2/ 15).

[75] ( 1) مثاویها: أمکنه إقامتها من ثوی المکان: أطال الإقامه به. القاموس( 1/ 429).

[76] ( 2) الهامّه: تطلق علی الحیات و کل ذی سم، و ربما تقع علی ما لا یقتل من دواب الأرض کالحشرات و غیرها و هو المراد هنا. انظر القاموس( 4/ 534) لسان العرب( همم).

[77] ( 3) الزّهم: الریح المنتنه العفنه. القاموس( 2/ 488).

[78] ( 4) الصّعتر: هو الزعتر النبات المعروف، و هو طیب الرائحه و یستعمل حالیا فی کثیر من المستحضرات الطبیه. انظر القاموس( 2/

821)، المنجد فی اللغه و الأعلام( 386).

[79] ( 5) النّخروب: الشّقّ فی الحجر، أو الثّقب فی کل شی ء، و النّخاریب: الثّقب المهیّأه من الشمع لتمج النّحل العسل فیها. القاموس( 4/ 342).

[80] ( 1) جرست: الجرس: اللّحس باللسان. القاموس( 1/ 475).

[81] ( 2) البرنیه: إناء له فم واسع من الخزف أو الزجاج. انظر القاموس( 1/ 262) المعجم الوسیط( 1/ 211).

[82] ( 3) الخبیص: مخلوط من التّمر و السّمن. القاموس( 2/ 9).

[83] ( 4) الأکبر: شی ء کأنه خبیص یابس لیس بشدید الحلاوه یجی ء به النحل. القاموس( 4/ 7).

[84] ( 5) الموم: الشّمع کما فی القاموس( 4/ 299)، و قال الدمیری فی« حیاه الحیوان»( 8/ 1249):

« و یجمع مع ذلک رطوبات دسمه یتخذ منها بیوت العسل، و هذه الدسومات هی الشمع، و هو یلقطها بخرطومه و یحملها علی فخذیه ...» نقلا عن أرسطو.

[85] ( 6) العکبر: شی ء یجی ء به النّحل علی أفخاذها و أعضادها فتجعله فی الشّهد مکان العسل. القاموس( 3/ 282).

[86] ( 1) شجر النبق.

[87] ( 2) المزاود: ما یحمل من أوعیه فی السفر یوضع فیها الزّاد. انظر. القاموس( 2/ 490).

[88] ( 3) النّجو: ما یخرج من البطن من ریح أو غائط، و منه نجا فلان أی أحدث. القاموس( 4/ 333).

[89] ( 4) للضّرب: اللدغ. القاموس( 3/ 17).

[90] ( 5) المؤمنون: 14.

[91] ( 1) انظر القاموس المحیط( 2/ 754).

[92] ( 2) الوقب: نقره فی الصخره یجتمع فیها الماء کالوقبه و نحوها. القاموس( 4/ 639).

[93] ( 3) الجبح: خلیه العسل و جمعه أجبح، و أجباح. القاموس( 1/ 436).

[94] ( 4) الجبخ: أمکنه فیها نخیل. و فی قول طرفه: الحجاره. القاموس( 1/ 436).

[95] ( 5) من نحته ینحته: النّحت

و النّحیته، الحفر الذی یکون فی الشجر أو الخشب. انظر القاموس( 4/ 335).

[96] ( 6) الأخثاء: من الخثّ: و هو البعر، أو روث البهائم و نحوه. انظر القاموس( 2/ 16).

[97] ( 7) تنضدها: من نضد الشی ء جعل بعضه فوق بعض، و انتضد بالمکان أقام به. القاموس( 4/ 387).

[98] ( 8) منتبذ: مبتعد.

[99] ( 9) السّاف: ما یکون من الصف من الآجر و اللّبن فی الحائط و هو المدماک. انظر: المعجم الوسیط( 1/ 213).

[100] ( 10) النّشز: المکان المرتفع من الأرض. القاموس( 4/ 372).

[101] ( 1) الدّبّاسات: الدّبس: عسل التمر. و عسل النّحل. القاموس( 2/ 147).

[102] ( 2) البزر: کل حب یبذر للنّبات، و جمعه بزور، و المراد به هنا البیض الذی یضعه النحل أو ما یمجّه من العسل. القاموس( 1/ 265).

[103] ( 3) و کذا قال الدمیری فی« حیاه الحیوان»( 8/ 1251، 1252).

[104] ( 1) فی الأصل: و أسمعان، و الصواب ما ذکرناه.

[105] ( 2) السّرفه: دویبه تأکل ورق الشجر، و السّرف: شی ء أبیض کأنه دود القزّ. القاموس( 2/ 554).

[106] ( 3) ممحلا: المحل: الجدب و الشده و انقطاع المطر. القاموس( 4/ 210).

[107] ( 4) أسرع المحل: أی أسرع الهلاک و الفناء إلی النحل.

[108] ( 1) أزعر: أقل، من: زعر: قلّ و تفرق. القاموس( 2/ 452).

[109] ( 2) زغب الرّقاب: أی صغیره الرقاب. القاموس( 3/ 455).

[110] ( 3) خلّار: موضع بفارس ینسب إلیه العسل الجیّد. القاموس( 2/ 90)، حیاه الحیوان( 8/ 1259).

[111] ( 4) فی الأصل: المستفشار، و هو غلط، و قد ذکره المصنف بعد ذلک کما أثبتناه، و هو کذلک فی« حیاه الحیوان» للدمیری( 8/ 1259) و ذکر معه قول الحجاج و قال: الدستفشار

کلمه فارسیه معناها: ما عصرته الأیدی.

[112] ( 1) لشیار العسل: أی جمعه و اجتناؤه.

[113] ( 2) قال فی القاموس( 1/ 203): الإیام: الدخان.

[114] ( 1) سمی بذلک؛ لأنه أول ما یخرج من العسل، و سلّاف الشی ء: مقدمته، و منه سلافه العسکر:

مقدمتهم. انظر القاموس( 2/ 598).

[115] ( 2) و کذا قال صاحب القاموس( 4/ 575).

[116] ( 3) الزّق- بالکسر: السقاء، أو جلد یجزّ و لا ینتف للشّراب و غیره و جمعه أزقاق، و زقاق و زقّاق.

القاموس( 2/ 461).

[117] ( 4) فی القاموس: الجثّ: کل ما خالط العسل من میت الجراد، و غلاف الثمره، و الشمع و کل قذی خالطه من أجنحه النّحل و غیرها. القاموس( 1/ 444).

[118] ( 1) یعطب: یهلک المتدلی.

[119] ( 2) الخریطه: وعاء من أدم و غیره یشرج أی یشد علی ما فیه. القاموس( 2/ 39)، المعجم الوسیط( 1/ 312).

[120] ( 3) المحجن: العصا المعوجه: و کل معطوف معوج. القاموس( 1/ 597).

[121] ( 4) المحبض: عود یشتار به العسل، أو یطرد به الدّبر و النحل. القاموس( 1/ 578).

[122] ( 5) آم علی النحل: دخّن علیها کما سبق.

[123] ( 6) الجبح: خلیه العسل.

[124] ( 1) و هذه خاصیه جعلها الله- عز و جل- لبعض الحیوانات فی التنبؤ ببعض الأحداث الکونیه کالمطر و الزلازل و الریاح، و قد اکتشف العلماء فی عصرنا هذا کثیرا من هذه الأنواع، و هذا یدل علی عظیم قدره الله.

[125] ( 2) یلحس الأرض: یأکل ما فیها من النبات و الخضر. القاموس( 4/ 128).

[126] ( 1) أدغر: قبیح. قال فی القاموس( 2/ 189): لون مدغر: قبیح.

[127] ( 2) النجود: جمع نجد، و هو المکان المرتفع عن الأرض، أو الطریق الواضح المرتفع.

القاموس( 410).

[128] ( 3) ذکر المصنف ذلک فی کتابه« الخطط و الآثار»( 1/ 511) ط: دار التحریر فی باب ذکر ما یوافق أیام الشهور القبطیه من الأعمال فی الزراعات و غیرها.

[129] ( 4) القرط: نبات کالرّطبه إلا أنه أجلّ منها. کذا فی القاموس( 3/ 594) و فی« المعجم الوسیط»:

هو نبات عشبی یماثل البرسیم.

[130] ( 5) الجلبّان: نبات ذو حب أغبر، بالتشدید و التخفیف. انظر القاموس( 1/ 510) و تاج العروس للزبیدی( 3/ 12).

[131] ( 1) زیاده منی.

[132] ( 2) أصله إری: و أرت القدر تأری أریا: لزق بأسفلها شبه الجلبه السوداء و به سمی العسل لالتصاقه، أرت النحله: عملت العسل. انظر القاموس( 1/ 129).

[133] ( 3) النّدغ: السّعتر البرّی و عسله أمتن العسل. القاموس( 4/ 349).

[134] ( 4) ذکره فی القاموس و قال: السحاءه: نبات شائک یرعاه النّحل، عسله غایه.( 2/ 534).

[135] ( 5) تهامه: أرض أوّلها( ذات عرق) من قبل نجد إلی مکه و ما وراءها بمرحلتین أو أکثر ثم تتصل بالغور و تأخذ إلی البحر، و یقال: إن تهامه تتصل بأرض الیمن، و إنّ مکه من تهامه الیمن و النسبه إلیها. انظر المصباح المنیر( 1/ 78).

[136] ( 6) الأصمعی: أبو سعید عبد الملک بن قریب، الإمام أبو سعید البصری الأدیب اللغوی، ولد سنه 123 ه، توفی بالبصره سنه 215 ه له مصنفات کثیره فی علوم اللغه. انظر: هدیه العارفین( 5/ 623).

[137] ( 1) سلیمان بن عبد الملک: أبو أیوب کان من خیار ملوک بنی أمیه، ولی الخلافه بعهد من أبیه سنه 96 ه، و کان فصیحا مفوّها، مؤثرا للعدل، محبا للغزو، ولد سنه 60 ه، و توفی سنه 99 ه. انظر ترجمته فی«

تاریخ الخلفاء»( 255) للسیوطی، الکامل( 4/ 293- 311) لابن الأثیر، تاریخ الطبری( 6/ 505).

[138] ( 2) هو عدوان بن عمرو بن قیس.

[139] ( 3) الرّبی: الإحسان و النّعمه. القاموس( 2/ 283).

[140] ( 4) المذرح: المخلوط، و قد غلب علیه الماء. القاموس( 2/ 253).

[141] ( 5) الشیعه: شجره تجرسها النّحل، و عسلها طیب صاف و تعبّق بها الثیاب( أی تعطر) القاموس( 2/ 787).

[142] ( 6) الضّرم: شجر طیب الریح، یوجد فی جبال الیمن و الطائف، تجرسه النحل، و عسله یسمی عسل الضرمه، و ثمره کالبلّوط، و زهره کزهر السّعتر، و لعسله فضل، و یسمی بالیونانیه:

الأسطوخودوس. انظر القاموس( 3/ 25)، تاج العروس للزبیدی.

[143] ( 1) الأفسنتین: نبات عشبی بری، ذو ورق أبیض، و زهر أقحوانی و هو ذو طعم مرّ.

[144] ( 2) شجر النبق.

[145] ( 1) سبقت ترجمته.

[146] ( 2) الحرافه: هی الحدّه فی الطعم، ذات لذوعه فی اللسان و الحلق.

[147] ( 1) القسط: عود هندی و عربی مدرّ نافع للکبد جدا، و المغص و حمی الربیع شربا، و للزّکام و النزلات. انظر القاموس( 3/ 618).

[148] ( 2) الکلف: شی ء یعلو الوجه کالسمسم( النّمش)، و لون بین السّواد و الحمره، و حمره کدره تعلو الوجه. القاموس( 4/ 74).

[149] ( 3) القوابی: القوبه: مرض جلدی یظهر فی الجسد، ینتج عنه تقشّر فی الجلد، و تقلّع فی الشّعر، و تسمی القوباء أیضا. القاموس( 3/ 711).

[150] ( 4) فی الأصل: الأندرانی، و هو خطأ، و التصویب من القاموس و اللسان. و غالبا ما یعتمد المصنف علی القاموس فی تفسیر معانی الألفاظ. قال فی القاموس( 2/ 251): و ملح ذرآنیّ: أی شدید البیاض، من الذّرأه. و لا تقل: أنذرانیّ.

[151] ( 5)

التّحنک: من الحنک و هو باطن أعلی الفم من داخل، و حنّکه: دلک حنکه. القاموس( 1/ 728).

[152] ( 6) الخوانیق: الخانوقه داء یمتنع معه نفوذ النّفس إلی الرّئه و القلب. القاموس( 2/ 121).

[153] ( 7) أی الذی أصابه مرض الکلب، و هو ینتقل بالعض فیدخل فیروسه الموجود فی اللعاب إلی الجسم و یحدث هذا المرض، و من آثاره تقلص العضلات و اضطراب فی الجهاز العصبی. انظر« المعجم الوسیط».

[154] ( 1) النحل: 68، 69.

[155] ( 2) الشمس: 7، 8.

[156] ( 3) طه: 50.

[157] ( 4) الزجاج: هو الإمام اللغوی الکبیر إبراهیم بن السری بن سهل أبو إسحاق الزجاج أحد أساطین اللغه و التفسیر، توفی سنه 311 ه له مؤلفات کثیره منها، النوادر: الوقف و الابتداء، معانی القرآن. انظر: هدیه العارفین( 5/ 5).

[158] ( 5) نقله عنه القرطبی فی تفسیره( 10/ 88)، و الدمیری فی« حیاه الحیوان»( 8/ 1249).

[159] ( 6) للعلامه زکریا بن محمد بن محمود الکوفی القزوینی الأندلسی، قاضی واسط، المتوفی سنه 682 ه. انظر: کشف الظنون( 1/ 1127) هدیه العارفین( 5/ 373).

[160] ( 1) هو الإمام المقرئ عبد الله بن عامر بن یزید الیحصبی، إمام الشامیین فی الإقراء، توفی سنه 118 ه بدمشق. انظر ترجمته فی« طبقات القراء»( 2/ 351- رقم 1791) لابن الجزری.

[161] ( 2) انظر هذه القراءات و توجیهها فی القرطبی( 10/ 89)، و ابن عطیه( 10/ 206)، و زاد المسیر( 4/ 465).

[162] ( 3) انظر القاموس( 3/ 191، 192).

[163] ( 4) الرّکیه: البئر لم تطو، و جمعها رکیّ، و رکایا. القاموس( 2/ 385).

[164] ( 5) النحل: 69.

[165] ( 1) النمل: 23.

[166] ( 2) و نحو ذلک للقرطبی فی تفسیره( 10/ 89)،

و انظر تفصیل الکلام علیها فی فتح القدیر( 3/ 175) للشوکانی، المحرر الوجیز( 10/ 207) لابن عطیه، محاسن التأویل( 10/ 127) للقاسمی.

[167] ( 3) ذکره ابن عطیه فی« المحرر الوجیز»( 10/ 207)، و القرطبی فی تفسیره( 10/ 89) و ذکره بطوله الدمیری فی« حیاه الحیوان»( 8/ 1254) و قال: و المعروف عنه- أی: علی رضی الله عنه- أنه قال: ..... فذکره.

[168] ( 1) ذهب جمهور العلماء إلی أن العسل یخرج من أفواه النحل، و إنما قال من بطونها، لأن استحاله الأطعمه لا تکون إلّا فی البطن، فیخرج کالریق الدائم الذی یخرج من فم ابن آدم، و إلی هذا ذهب الزجاج و ابن الجوزی. زاد المسیر( 4/ 466)، و ابن عطیه و عزاه إلی الجمهور. المحرر الوجیز( 10/ 207)، و کذا القرطبی( 10/ 89)، و الشوکانی فی« فتح القدیر»( 3/ 176) و الدمیری فی« حیاه الحیوان»( 8/ 1254).

[169] ( 2) رواه البخاری ک: الطب ب/ دواء المبطون( 5716)، و ب/ 4 الدواء بالعسل( 5684)، و مسلم ک: السلام ب/ 31 التداوی بالعسل( 91/ 2217)، و الترمذی ک: الطب( 2082)، و أحمد( 3/ 19)، و ابن أبی شیبه فی المصنف ک: الطب( 7/ 444).

[170] ( 3) و هذا مذهب جمهور العلماء و اختاره ابن العربی فی« أحکامه»( 3/ 1157)، و ابن عطیه فی المحرر( 10/ 207)، و الطبری فی تفسیره( 7/ 674)، و صححه القرطبی( 10/ 89).

[171] ( 1) انظر هذه الآثار فی الطبری( 7/ 673، 674)، و الدر المنثور( 5/ 144).

[172] ( 2) الفرّاء: العلامه اللغوی المفسر یحیی بن زیاد أبو زکریا الفراء له مؤلفات کثیره فی اللغه و معانی القرآن، و النحو توفی سنه 207

ه انظر ترجمته فی« هدیه العارفین»( 6/ 514).

[173] ( 3) ابن کیسان: هو التابعی الجلیل: طاوس بن کیسان الخولانی من عباد أهل الیمن و فقهائهم، و من سادات التابعین المفسرین توفی سنه 106 ه انظر التهذیب( 5/ 8)، التقریب( 1/ 377)، الکاشف( 2/ 37).

[174] ( 4) قال ابن کثیر فی تفسیره( 2/ 575) بعد أن ذکر هذا القول:

« و هذا قول صحیح فی نفسه و لکن لیس هو الظاهر هاهنا من سیاق الآیه، فإن الآیه إنما ذکر فیها العسل، و لم یتابع مجاهد علی قوله هاهنا، و إنما هذا الذی قاله ذکروه فی قوله تعالی:

\i وَ نُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَ رَحْمَهٌ لِلْمُؤْمِنِینَ E، و قوله تعالی:\i قَدْ جاءَتْکُمْ مَوْعِظَهٌ مِنْ رَبِّکُمْ وَ شِفاءٌ لِما فِی الصُّدُورِ ...\E و الدلیل علی ذلک الحدیث الذی رواه الشیخان ...» و ذکر حدیث أبی سعید المتقدم.

و انظر: أحکام ابن العربی( 3/ 1158) فقد أجاد فی بیان بعد هذا القول.

[175] ( 5) هو أبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعیل النحاس إمام جلیل من أئمه اللغه و التفسیر و الحدیث، له مصنفات کثیره، منها:« الناسخ و المنسوخ»، و« إعراب القرآن» و« شرح المعلقات» توفی سنه 237 ه انظر: هدیه العارفین( 5/ 61).

[176] ( 6) نقل ذلک ابن عطیه الغرناطی فقال: و ذهب قوم من أهل الجهاله إلی أن هذه الآیه یراد بها أهل البیت و بنو هاشم، و قد ذکر هذا بعضهم فی مجلس المنصور أبی جعفر العباسی، فقال له رجل ممن حضر: جعل الله طعامک و شرابک مما یخرج من بطون بنی هاشم فأضحک الحاضرین و بهت الآخر و ظهرت له سخافه قوله. انظر: المحرر الوجیز(

10/ 210)، و عنه القرطبی فی تفسیره( 10/ 90).

[177] ( 1) رواه البزار فی« مسنده»( کشف الأستار 3/ 183)( 2522)، و ابن الشجری فی« الأمالی»( 1/ 144) و ابن الجوزی فی« الموضوعات»( 1/ 344) و الطبرانی فی« معجمه» کما فی« المجمع»( 9/ 103) و قال الهیثمی: رواه الطبرانی و البزار فی سنده عمرو بن سعید المصری و هو ضعیف، و قال ابن الجوزی: فیه عباد بن یعقوب. قال ابن حبان: یروی المناکیر، و علی بن هاشم شیعی غال فالحدیث لا یصح.

[178] ( 2) رواه ابن الجوزی فی الموضوعات( 1/ 345) و قال: فیه أبو الصلت الهروی و هو کذاب خبیث.

[179] ( 3) رواه ابن الجوزی فی« الأحادیث الواهیه»( 1/ 238) و حکم ببطلانه و انظر تفصیل الکلام علی هذا الحدیث فی« تنزیه الشریعه»( 1/ 352) لابن عراق، و« الفوائد المجموعه» للشوکانی( 344)، اللآلئ المصنوعه للسیوطی( 1/ 268).

[180] ( 4) انظر هذا المعنی فی« النهایه» لابن الأثیر( 3/ 234).

[181] ( 5) ذکره السیوطی فی« الدر المنثور»( 5/ 145) و عزاه إلی حمید بن زنجویه عن نافع عن عبد الله بن عمر، و ذکره البغوی فی« شرح السنه» ک: الطب( 7/ 107).

[182] ( 6) قوله:( عن أبی وجره) سبق قلم من المصنف، فالأثر ذکره ابن العربی فی أحکامه( 3/ 1157) و القرطبی فی تفسیره( 10/ 90) عن عوف بن مالک الأشجعی، و ذکر قبله ما نصه« و حکی النقاش عن أبی وجره أنه کان یکتحل بالعسل، و یستمشی بالعسل و یتداوی بالعسل، روی أن عوف بن مالک ...» فذکره. و عوف بن مالک الأشجعی صحابی جلیل و قد ذکر العلماء کنیته فقیل: أبو حماد، و یقال: أبو

عبد الرحمن، و یقال: أبو عمرو، نزل بالشام، و توفی سنه 73 ه فی أول خلافه عبد الملک. انظر: الإصابه( 3/ 43)، أسد الغابه( 4/ 156)، تجرید أسماء الصحابه( 1/ 429)، و التقریب( 2/ 90).

[183] ( 1) سوره ق: 9.

[184] ( 2) سوره النور: 35.

[185] جمعی از نویسندگان، کتب طبی انتزاعی (عربی)، 19جلد، چاپ: اول.

[186] ( 3) رواه أبو بکر بن أبی شیبه فی« المصنف» ک: الطب( 7/ 445)، و الحاکم، فی المستدرک( 4/ 200)( 7437)، و البیهقی فی« السنن الکبری»( 9/ 344) و صحح وقفه عن ابن مسعود، و رواه مرفوعا ابن ماجه ک: الطب( 3452)، و الحاکم فی المستدرک( 4/ 200)، و أبو نعیم فی« الحلیه»( 7/ 133) و صححه الحاکم علی شرط مسلم، و أقره الذهبی، و صححه البوصیری فی الزوائد( 3/ 120)، و عزاه فی« الدر»( 5/ 144) إلی ابن مردویه، و البیهقی فی« الشعب».

[187] ( 4) رواه ابن أبی شیبه فی« المصنف»، و الطبری فی تفسیره( 21754)، الحاکم فی المستدرک( 4/ 200)( 7436) و رجاله ثقات، و انظر الدر المنثور( 5/ 144).

[188] ( 5) أخذ المصنف ذلک من کلام الإمام القرطبی فی تفسیره( 10/ 90)، و نحوه للقاضی أبی بکر بن العربی فی أحکامه( 3/ 1158)، و انظر فتح القدیر( 3/ 176) للشوکانی، فتح الباری( 10/ 146) لابن حجر« حیاه الحیوان»( 8/ 1255).

[189] ( 6) انظر هذا الاعتراض فی تفسیر القرطبی( 10/ 90، 91) المسأله الخامسه.

[190] ( 1) قال القرطبی( 10/ 91): قیل له: الماء حیاه کل شی ء، و قد رأینا من یقتله الماء إذا أخذه علی ما یضاده من عله فی البدن.

[191] ( 2) شراب معرب یتداوی به مکون

من الخل و العسل.

[192] ( 3) هو العلامه أبو بکر الرازی، الطبیب، ولد سنه 251 ه بالرّی، و اشتهر بمؤلفاته الطبیّه، من مؤلفاته:« الحاوی فی الطب»، توفی سنه 311 ه. انظر: معجم المؤلفین( 3/ 304).

[193] ( 4) سبقت ترجمته.

[194] ( 5) أحد الأطباء الیونانیین، اشتهر باکتشافاته الطبیّه فی علم التشریح.

[195] ( 1) فصل العلماء الذین تعرضوا لهذا الحدیث هذه المسأله فقالوا:« اتفق الأطباء علی أن المرض الواحد یختلف علاجه باختلاف السن و العاده و الزمان و الغذاء المألوف و التدبیر و قوه الطبیعه، و علی أن الإسهال یحدث من أنواع:

منها: الهیضه التی تنشأ عن تخمه، و اتفقوا علی أن علاجها بترک الطبیعه و فعلها، فإن احتاجت إلی مسهل معین أعینت ما دام بالعلیل قوه، فکأن هذا الرجل کان استطلاق بطنه عن تخمه أصابته فوصف له النبی صلی اللّه علیه و سلم العسل لدفع الفضول المجتمعه فی نواحی المعده و الأمعاء لما فی العسل من الجلاء و دفع الفضول التی تصیب المعده من أخلاط لزجه تمنع استقرار الغذاء فیها.

و للمعده خمل کخمل المنشفه، فإذا علقت بها الأخلاط اللزجه أفسدتها، و أفسدت الغذاء الواصل إلیها، فکان دواؤها باستعمال ما یجلو تلک الأخلاط، و لا شی ء فی ذلک مثل العسل، لا سیما إن مزج بالماء الحار، و إنما لم یفده فی أول مره؛ لأن الدواء یجب أن یکون له مقدار و کمیه بحسب الداء، إن قصر عنه لم یدفعه بالکلیه، و إن جاوزه أوهی القوه و أحدث ضررا آخر، فکأنه شرب منه أولا مقدارا لا یفی بمقاومه الداء، فأمره بمعاوده سقیه، فلما تکررت الشربات بحسب ماده الداء برأ بإذن الله، و فی قوله صلی اللّه علیه و سلّم:«

و کذب بطن أخیک» إشاره إلی أن هذا الدواء نافع، و أن بقاء الداء لیس لقصور الدواء فی نفسه و لکن لکثره الماده الفاسده فمن ثمّ أمره بمعاوده شراب العسل لاستفراغها ...» کذا فی فتح الباری( ج 10/ 179، 180) لابن حجر، و قد فصّل الکلام علی هذه المسأله غیر واحد من أهل العلم، منهم: القرطبی فی تفسیره( 10/ 91)، و ابن کثیر فی تفسیره( 2/ 575)، و القاسمی فی تفسیره( 10/ 128)، و الدمیری فی« حیاه الحیوان»( 8/ 1256).

[196] ( 2) و نحو ذلک فی الفتح( 10/ 180) نقلا عن الخطابی.

[197] ( 1) الصّرد: طائر ضخم الرأس یصطاد العصافیر. القاموس( 2/ 812).

[198] ( 2) رواه أبو داود ک: الأدب( 5267) و ابن ماجه ک: الصید( 3223) و أحمد فی مسنده( 1/ 332)، و الطحاوی فی« مشکل الآثار»( 1/ 371)، و البیهقی فی السنن الکبری( 9/ 317)، و رجاله ثقات.

[199] ( 3) هو کتاب الإبانه فی فقه الشافعی، للإمام أبی القاسم عبد الرحمن بن محمد الفورانی المروزی الشافعی المتوفی سنه 461 ه، و هو کتاب مشهور بین الشافعیه. انظر: کشف الظنون( 1/ 1).

[200] ( 4) الحکیم الترمذی الإمام الحافظ آکد کبار المحدثین الزهاد الوعاظ المتوفی سنه 255 ه. انظر ترجمته فی تذکره الحفاظ( 2/ 645) و طبقات الحفاظ( 641) للسیوطی.

[201] ( 5) من مؤلفات الحکیم الترمذی الحدیثیه و اسمه( نوادر الأصول فی معرفه أخبار الرسول) ذکر فیه ثلاثمائه أصل إلا اثنی عشر و هو الملقب ب« سلوه العارفین و بستان الموحدین». انظر: کشف الظنون( 2/ 1979).

[202] ( 6) رواه الحکیم فی« نوادر الأصول»( 2/ 205).

[203] ( 7) أبو یعلی الموصلی: هو الحافظ الثقه محدث الجزیره

أحمد بن علی بن المثنی بن یحیی بن عیسی التیمی صاحب« المسند الکبیر» سمع من ابن معین و أخذ عنه ابن حبان، و أبو علی النّیسابوری، و الإسماعیلی، توفی سنه 307 ه. انظر: تذکره الحفاظ( 2/ 707)، العبر( 2/ 134)، طبقات الحفاظ( 701).

[204] ( 8) شیبان بن فروخ الحبطی، کنیته: أبو محمد و فروخ، ثقه، و قال أبو زرعه: صدوق. و قال الساجی: قدریّ إلا أنه کان صدوقا. انظر: التهذیب( 4/ 374)، التقریب( 1/ 356)، الکاشف( 2/ 15).

[205] ( 9) سکین بن عبد العزیز العبدی البصری العطار، و هو سکین بن أبی الفرات. قال ابن حجر:

صدوق یروی عن الضعفاء. انظر: التقریب( 1/ 313)، و التهذیب( 4/ 263).

[206] ( 1) عند أبی یعلی فی مسنده( 7/ 4231) کما ذکر عن أنس، و قال ابن حجر: إسناده لا بأس به، و قال البوصیری فی زوائد العشره:« إسناده حسن»، و قال السیوطی فی اللآلئ( 2/ 464) بعد أن ذکر ما تقدم، و له طرق عن ابن عمر، و عبید بن عمیر، و ابن عباس، و انظر مجمع الزوائد( 4/ 41)، العلل المتناهیه( 2/ 424) لابن الجوزی، المطالب العالیه( 2/ 296) لابن حجر.

[207] ( 2) إسماعیل: هو ابن مسلم المکیّ، أبو إسحاق البصری، مولی حدیر، من الأزد، ضعفه أحمد و ابن معین و الدارمی. انظر: تهذیب الکمال( 3/ 198)، طبقات ابن سعد( 7/ 2/ 34) الجرح و التعدیل( 1/ 1/ 198).

[208] ( 3) سلیمان بن مهران التابعی الجلیل، سبقت ترجمته.

[209] ( 4) عند أبی یعلی فی« مسنده». و قال ابن حجر فیما نقله السیوطی فی« اللآلئ»( 2/ 464):

سنده ضعیف، و یتقوی بما قبله.

[210] ( 5) ابن عدی: هو الحافظ

الکبیر الإمام أبو أحمد عبد الله بن عدی بن محمد بن المبارک الجرجانی صاحب« الکامل فی ضعفاء الرجال» توفی سنه 365 ه انظر: تذکره الحفاظ( 3/ 940)، شذرات الذهب( 3/ 51)، البدایه و النهایه( 11/ 283)، طبقات الشافعیه( 3/ 315).

[211] ( 6) کذا فی الأصل و هو خطأ، و الصواب: عمر بن شقیق کما فی الکامل لابن عدی( 5/ 44، 245/ 1212) فی ترجمته، و قال فیه ابن عدی: قلیل الحدیث، و قال ابن حزم فی المحلی:

لا یدری من هو، و ذکره ابن حبان فی الثقات. انظر التهذیب( 7/ 407)، المیزان( 3/ 205).

[212] ( 7) رواه ابن عدی فی« الکامل»( 1/ 285)،( 5/ 44) من حدیث لابن عمر، و هو حدیث حسن کما سبق مفصلا.

[213] ( 8) رواه البخاری ک: الطب، ب 6: الدواء بالعسل( 5682)، و ابن سعد فی« الطبقات الکبری»( 1/ 2/ 108)، ب: ذکر طعام رسول الله و ما کان یعجبه.

[214] ( 1) رواه البخاری ک: الطب ب/ 6( 5683)، و مسلم ک: السلام ب/ 26 لکل داء دواء( 71/ 2205) عن جابر.

[215] ( 2) رواه البخاری ک: الطب( 5680)،( 5681)، و ابن ماجه ک: الطب، ب الکی( 3491)، و أحمد( 1/ 246)، و البیهقی فی السنن الکبری( 9/ 341)، و البغوی فی شرح السنه( 3229).

[216] ( 3) عند مسلم ک: السلام ب/ 26 لکل داء دواء. و استحباب التداوی( 71/ 2205)، و البغوی فی شرح السنه ک: الطب( 3228).

[217] ( 4) عرب: فسد بطنه: النهایه( 3/ 201).

[218] ( 5) انظر صحیح مسلم ک: السلام ب/ 31 التداوی بسقی العسل( 4/ 1737)- طبعه عبد الباقی.

[219] جمعی از نویسندگان، کتب طبی انتزاعی (عربی)،

19جلد، چاپ: اول.