تاریخ مدینة دمشق المجلد 70

هویة الکتاب

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

تفاصيل النشر: بیروت: دارالفکرالمعاصر؛ دمشق: دارالفکر دمشق: معهد الفتح الاسلامي، 1420ق.= 1999م.= 1378 -

دراسة و تحقيق علي شيري

عدد المجلدات: 80

لسان: العربية

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

تصنيف الكونجرس: DS99 /د8 1378 الف243015

تصنيف ديوي: 956/9144

موضوع: تاريخ الإسلام | التاريخ والجغرافيا المحلية | الترجمة الجماعية | رجال

ص: 1

اشارة

ص: 2

الجزء السبعون

[تتمة من بلغنا

[أسماء النساء على] حرف الغين

اشارة

[غدر] (1)

9393 - غدر مولاة الغمر بن يزيد بن عبد الملك

لها ذكر.

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين قال:

غدر جارية الغمر بن يزيد بن عبد الملك، كانت من المحسنات الموصوفات، ابتاعها له عمر بن داود الوادي من الحجاز و لما قتل الغمر أقامت على الوفاء له، فلم يكلّمها أحد في الدولة العباسية، و لا غنت بعده لأحد، و فيها يقول بعض شعراء الحجاز، و فيه لحن ليعقوب الوادي، و أظن الشاعر مكين (2) العذري:

يا من يلوم اليوم في غدر *** أقصر، فما للقلب من صبر

بدر لنا غابت إنارته *** عنا، و حل بمنزل القمر (3)

و اللّه لو طلعت مباهية *** للبدر ما نقصت عن البدر

أخبرني بذلك جعفر بن قدامة عن محمّد بن عبد اللّه بن مالك ابن إسحاق.

ص: 3


1- زيادة عن «ز».
2- تحرفت بالأصل إلى: مكي، و التصويب عن «ز»، له ذكر في الأغاني 264/5 و 309/6.
3- كذا بالأصل و «ز»، و في المطبوعة:«الغمر» و هو أشبه.

[غريبة] (1)

9394 - غريبة ابنة عبد اللّه الحلبية

حدثت عن أبي القاسم (2) علي بن بشرى (3) بن العطار.

روى عنها علي بن محمّد الحنائي.

قرأت بخط أبي الحسن الحنّائي، أخبرتنا غريبة ابنة عبد اللّه الحلبية قالت: نا علي بن بشرى الشّرابي (4)،نا علي بن يعقوب الفقيه، نا أحمد بن إبراهيم القرشي، نا زهير بن عباد، نا سليمان بن عمران، عن حفص بن غياث، عن أبيه، عن جده طلق، عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما من كتاب يلقى بمضيعة من الأرض فيه اسم من أسماء اللّه إلاّ بعث اللّه إليه سبعين ألف ملك يحفونه بأجنحتهم، و يقدّسونه حتى يبعث اللّه إليه وليا من أوليائه، فيرفعه من الأرض. و من رفع كتابا من الأرض فيه اسم من أسماء اللّه رفع اللّه اسمه في علّيين، و خفّف عن والديه العذاب، و إن كانا مشركين»[13757].

[أسماء النساء على] حرف الفاء

اشارة

[فاختة] (5)

9395 - فاختة بنت عبد اللّه بن عامر بن كريز

ابن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس أم كلثوم العبشمية

زوج يزيد بن معاوية، كانت عنده بدمشق، و له فيها شعر، و لمّا قتل الحسين بن علي أكبرت (6) قتله، و أقامت عليه المناحة يأتي ذكرها في كنى النساء.

ص: 4


1- زيادة عن «ز».
2- بالأصل:«أبي إسحاق القاسم علي» و في «ز»: «أبي إسحاق علي» و فوق إسحاق علامة تحويل إلى الهامش، و كتب عليه: القاسم.
3- بالأصل و «ز»: بشر، تصحيف، و التصويب عن مختصر ابن منظور.
4- بالأصل و «ز»: الشرائي، و المثبت عن المختصر لابن منظور.
5- زيادة عن «ز».
6- بالأصل: أكثرت، و المثبت عن «ز»، و هو أشبه.

9396 - فاختة بنت عنبة بن سهيل بن عمرو

9396 - فاختة بنت عنبة (1) بن سهيل (2) بن عمرو

ابن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل

ابن عامر بن لؤي بن غالب القرشية العامرية (3)

كانت مع جدها سهيل بن عمرو بالشام، فلمّا هلك أهلها بالشام رجعت إلى المدينة فزوّجها عمر بن الخطاب عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا الحسن قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن أبي بكر قال:

و ترك الحارث بن هشام ابنه عبد الرّحمن بن الحارث، و ترك سهيل بن عمرو ابنة ابنه فاختة بنت عنبة بن سهيل فحملا إلى عمر بن الخطاب و هما صغيران، فترحّم على أبويهما، و أجلسهما على فخذيه و قال: زوّجوا الشريد الشريدة عسى اللّه أن ينشر منهما، ففعلوا و ولي تزويجها عمر بن الخطاب.

قال عمي مصعب بن عبد اللّه (4):عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام الشريد أتى به من الشام و بفاختة بنت عنبة (5) بن سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ودّ بن نصر بن مالك بن حسل (6) بن عامر بن لؤي، و لم يكن بقي من ولد سهيل بن عمرو غيرهما و غير هند بنت سهيل فسماهما عمر بن الخطاب:«الشريدين» و قال: زوّجوا الشريد الشريدة، فزوّج عبد الرّحمن فاختة، و أقطعهما عمر بالمدينة خطّة، فأوسعها لهما، فقيل له: أكثرت لهما يا أمير المؤمنين، فقال: عسى اللّه أن ينشر منهما، فنشر اللّه منهما (7) ولدا كثيرا رجالا و نساء، قال الزبير (8):و خرج سهيل بجماعة أهله إلاّ ابنته هند إلى الشام مجاهدا، حتى ماتوا كلهم هناك، فلم يبق من ولده أحد إلاّ ابنته هند، و إلاّ فاختة بنت عنبة بن سهيل، فقدم بها على عمر، ولدت لعبد الرّحمن بن الحارث بن هشام، و أمها كنود بنت قرظة.

ص: 5


1- كذا بالأصل و «ز»، و المطبوعة و المختصر لابن منظور، و في بعض مظان ترجمتها عتبة.
2- تحرفت بالأصل إلى: سهل، و المثبت عن «ز».
3- انظر ترجمتها و أخبارها في: نسب قريش ص 303 و جمهرة ابن حزم ص 145.
4- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 303.
5- في نسب قريش: عتبة.
6- بالأصل و «ز»: جعل، و المثبت عن نسب قريش.
7- قوله:«فنشر اللّه منهما» ليس في نسب قريش.
8- نسب قريش للمصعب ص 418.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدار قطني قال: فاختة بنت عنبة هي أم أبي بكر بن عبد الرّحمن و إخوته عمر، و عثمان، و عكرمة، و خالد، و محمّد، و به كان يكنى عبد الرّحمن، و حنتمة التي ولدت لعبد اللّه بن الزبير بن العوام: عامرا (1)،و موسى، و بنات، و أم فاختة بنت عنبة: فاطمة بنت الأخيف بن علقمة من بني عامر بن لؤي.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة عن أبي نصر بن ماكولا قال (2):و فاطمة بنت الأخيف ابن علقمة بن عبد بن الحارث بن منقذ بن عمرو بن معيص - يعني ابن عامر بن لؤي - هي أم فاختة بنت عنبة (3) بن سهيل بن عمرو، و هي فاختة أم أبي بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث و إخوته.

ثم قال (4):و أما عنبة بكسر العين و فتح النون و الباء المعجمة بواحدة: فاختة بنت عنبة ابن سهيل، هي أم أبي بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام و إخوته عمر، و عثمان، و عكرمة، و خالد، و محمّد، و حنتمة التي ولدت لعبد اللّه بن الزبير عامرا و موسى و بنات.

9397 - فاختة بنت قرظة بن عبد عمرو بن نوفل بن عبد مناف

ابن قصي بن كلاب القرشية زوج معاوية بن أبي سفيان (5)

غزت معه قبرس في خلافة عثمان بن عفان.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه قالوا: أنا أبو جعفر، أنا أبو طاهر، أنا أحمد، نا الزبير قال (6):فولد قرظة بن عبد عمرو، فذكر أولاده ثم قال:

و فاختة بنت قرظة ولدت لمعاوية بن أبي سفيان.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا

ص: 6


1- بالأصل: عامر، و المثبت عن «ز».
2- الاكمال لابن ماكولا 26/1.
3- في الاكمال: عتبة.
4- الاكمال لابن ماكولا 117/6 و 118.
5- انظر أخبارها في أنساب الأشراف 295/5 و نسب قريش ص 128 و جمهرة ابن حزم ص 116 و تاريخ أبي زرعة 1/ 184 و تاريخ خليفة (الفهارس).
6- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 204.

أبو الميمون، نا أبو زرعة (1)،أخبرني الوليد بن عتبة (2)،عن الوليد بن مسلم، نا عثمان بن حصن بن علاّق، عن يزيد بن عبيدة قال: غزا معاوية بن أبي سفيان قبرس سنة خمس و عشرين و معه امرأته فاختة ابنة قرظة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (3):و قال ابن (4) الكلبي و فيها يعني سنة ثمان و عشرين غزا معاوية بن أبي سفيان في البحر، و معه امرأته فاختة ابنة قرظة من بني عبد مناف.

أخبرنا أبو القاسم النسيب، و أبو الوحش و غيرهما إذنا عن رشأ بن نظيف، نا إبراهيم ابن علي بن إبراهيم، نا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي، حدثني عون، عن أبيه، عن الهيثم، عن عبد اللّه بن محمّد قال: راود معاوية ابنة قرظة، فنخرت نخرة شهوة، ثم وضعت يدها على وجهها فقال: لا سوأة عليك، و اللّه لخيركنّ النخّارات الشخّارات.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش إذنا، و مناولة، و قرأ عليّ إسناده، أنا محمّد بن الحسين، أنا أبو الفرج المعافى بن زكريا، نا محمّد بن سهل بن الفضل الكاتب، نا أبو زيد يعني عمر بن شبة قال:

حدّثت أن الأحنف بن قيس كان عند معاوية ليس عنده غيره فغنت جارية من جواري معاوية في جانب الدار، فأقبل على الأحنف فقال: يا أبا بحر لا ترم حتى أعود إليك، إنّي لأطلب خلوة هذه، فما أكاد أقدر على ذلك، ثم قام في أثرها، فكأنما (5) كانت لابنة قرظة امرأة معاوية عين على معاوية، فأقبلت به ملبّبته (6) فقلت لها: أكرمي أسراكم. قالت: اسكت يا قواد.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان ابن أحمد، نا محمّد بن زكريا الغلابي، نا العتبي، عن أبيه قال:

ص: 7


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 184/1.
2- بالأصل: عنبة، تصحيف، و المثبت عن «ز».
3- تاريخ خليفة بن خياط ص 160.
4- بالأصل:«أبي» تصحيف، و المثبت عن «ز».
5- بالأصل: فكأنها، و المثبت عن «ز».
6- في «ز»: «ملبيته» يقال لببه أي أخذ بتلبيبه و تلابيبه. و يقال لبب الرجل: إذا جمع ثيابه عند نحره و صدره ثم جره.

كان معاوية يحب امرأته ابنة قرظة حبّا شديدا، فجرى بينها و بين يزيد كلام، فأغلظ لها يزيد، فوثبت من مجلسها مغضبة، كأنها رمح هزّ (1) أسفله فاضطرب أعلاه فأتبعها معاوية بصره، ثم التفت إلى ابنه (2) فقال: يا بني، إنه ليس لأبيك صبر عما ترى، فأحسن حمل رأسك.

9398 - فاطمة بنت أسامة بن زيد بن حارثة الكلبية

سكنت المزّة، و دخلت على عمر بن عبد العزيز فأكرمها، و انقلبت (3) إلى المدينة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، و أبو محمّد بن حمزة قالا: نا عبد العزيز ابن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو الحسين (4) محمّد بن يحيى بن أيوب بن أبي عقال، أنا أبي أبو زيد يحيى بن أيوب بن أبي عقال.

ح (5) قال: و أنا تمام، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن، أنا أبو زيد يحيى بن أيوب بن أبي عقال، أن أباه حدثه و كان صغيرا فلم يع (6) عنه قال: فحدّثني عمي زيد بن أبي عقال، أن آباءه حدثوه:

أنّ أسامة يعني ابن زيد خرج إلى وادي القرى إلى ضيعة له، فتوفي بها، و خلف في المزّة ابنة له يقال لها فاطمة، فلم تزل مقيمة إلى أن ولي عمر بن عبد العزيز، فجاءت فدخلت عليه، فقام من مجلسه و أقعدها فيه، و قال لها: حوائجك يا فاطمة ؟ قالت: تحملني إلى أخي، فجهّزها، و حملها.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ (7)،نا أحمد بن عبد اللّه، نا عبد اللّه بن سليمان، نا محمود بن خالد، نا الوليد بن مسلم، عن أبي عمرو قال: دخلت ابنة أسامة بن زيد على عمر بن عبد العزيز و معها مولاة لها تمسك بيدها، فقام لها عمر و مشى إليها حتى

ص: 8


1- بالأصل:«من» و المثبت عن «ز».
2- كذا بالأصل و «ز»، و مختصر ابن منظور، و في المطبوعة: يزيد.
3- كذا بالأصل و «ز»، و فوقها في «ز» علامة تحويل إلى الهامش، و كتب عليه: و انتقلت.
4- بالأصل: الحسن، و المثبت عن «ز»، و المطبوعة.
5- سقط «ح» حرف التحويل من الأصل، و استدرك عن «ز».
6- بالأصل و «ز»: يعي، خطأ.
7- الخبر رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 271/5 في أخبار عمر بن عبد العزيز.

جعل يدها في يده، و يداه في ثيابه، و مشى بها حتى أجلسها في مجلسه، و جلس بين يديها، و ما ترك لها حاجة إلاّ (1) قضاها.

9399 - فاطمة بنت الحسن أم أحمد العجلية

حكى عنها ابن ابنها علي الحنّائي.

قرأت بخط أبي الحسن الجنائي، أخبرتني جدتي لأبي أم أحمد فاطمة بنت الحسن العجلية، قالت:

كان بالثغر رجل من تنّاء (2) البلد من المجاهدين، فلقوا في بعض الغزوات العدو فكانت على المسلمين هزيمة، و كان تحته فرس يضنّ به، فحرّكه للمضي فوقف. فقال: يا مبارك بسم اللّه، قال: فالتفت إليه الفرس، فقال: أنت تسلم علفي إلى السّواس يأخذونه و لا يطعمونني (3) منه إلاّ القليل، فقال: لك عليّ عهد اللّه أن أعلفك الشعير إلاّ في حجري قال:

فحرّكه فجرى به، و سلم قال: فكان الناس يجيئون (4) إليه و هو يعلف الفرس في حجره فيسمعون (5) منه هذه الحكاية. قال: فبلغ ملك الروم خبر هذا الرجل، فقال: بلد يكون فيه مثل هذا الرجل لا يقدر عليه، فأنفذ إليه بعض من تنصّر من المسلمين، فجاء إليه و أراه عبادة و صلاة و صياما و اجتماعا، فنفق (6) عليه، فلمّا تمكن منه قال: قد اشتهينا نخرج (7) نمشي في الصحراء، فلم يصدق بذلك صاحب الفرس، فخرجا جميعا، فلم يزل يستجره إلى أن وصلا (8) إلى قبة على أصل قناة البلد، فلما صارا هنالك إذا بعلج قد خرج معه بغل، فأراد أن يكتف الرجل، فعلم أنها حيلة عليه، فرفع طرفه إلى السماء و قال: يا ربّ بك خدعني قال:

فخرج سبعان إليهما، فأخذاهما، و رجع الرجل سالما.

ص: 9


1- في «ز»: «حتى».
2- تناء البلد، كسكان، جمع تانئ و هو المقيم ببلده و أصله منها راجع تاج العروس: تنأ.
3- بالأصل و «ز»: يطعموني.
4- بالأصل و «ز»: يجئوا، و المثبت عن مختصر ابن منظور.
5- بالأصل و «ز»: سمعوا. و المثبت عن مختصر ابن منظور.
6- بالأصل «فيعف» كذا، و المثبت عن «ز».
7- بالأصل:«فخرج يمشي» و المثبت:«نخرج نمشي» عن «ز».
8- بالأصل و «ز»: وصلوا.

9400 - فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب

ابن عبد المطلب بن هاشم (1)

روت عن جدتها فاطمة مرسلا، و أبيها حسين بن علي، و عمتها زينب بنت علي، و أخيها علي بن الحسين، و عبد اللّه بن عباس، و عائشة أم المؤمنين، و أسماء بنت عميس، و بلال المؤذن مرسلا.

روى عنها: بنوها عبد اللّه، و الحسن، و إبراهيم بنو الحسن بن الحسن، و محمّد بن عبد اللّه بن عمرو، و شيبة بن نعامة، و يعلى بن أبي يحيى، و عائشة بنت طلحة، و عمارة بن غزية، و أم أبي المقدام هشام بن زياد، و أم الحسن بنت جعفر بن الحسن بن الحسن. و كانت فيمن قدم بها دمشق بعد قتل أبيها، ثم خرجت إلى المدينة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا أبو الحسين بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور.

قالا: أنا عيسى بن علي، أنا أبو القاسم البغوي، نا داود بن عمرو [نا] (2) ابن أبي الزناد، عن محمّد بن عبد اللّه بن عمرو بن عثمان، أخبرتني أمي فاطمة بنت الحسين أنها سمعت ابن عباس يقول: نهانا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن نديم النظر إلى المجذّمين (3) و قال:«لا تديموا النظر إليهم»[13758].

أخبرنا أبو منصور محمود بن أحمد بن عبد المنعم، أنا شجاع، و أحمد ابنا علي بن شجاع، و أبو عيسى عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الرّحمن بن زياد، و أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد بن ماجة.

و أخبرنا أبو الفضل عبيد اللّه بن محمّد بن إبراهيم بن سعدويه، أنا أبو الفضل المطهر ابن عبد الواحد بن محمّد البزاني، و أبو عيسى بن زياد، و أبو بكر بن ماجة.

و أخبرنا أبو القاسم رستم بن محمّد بن أبي عيسى بن زياد، و أبو جعفر محمّد بن غانم

ص: 10


1- أخبارها في نسب قريش ص 52 و أنساب الأشراف 362/3 و طبقات ابن سعد 473/8 و جمهرة ابن حزم ص 41 و 83 و تهذيب الكمال 392/22 و تهذيب التهذيب و تقريبه(496/10 ت 8948) ط دار الفكر.
2- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز».
3- كذا بالأصل و «ز»، و المطبوعة، و في المختصر:«المجذومين». يقال رجل مجذوم و مجذّم. و هو الذي أصابه داء الجذام.

ابن أبي نصر الشرابي (1) و أبو المظفر بندار بن أبي زرعة بن بندار البيع، قالوا: أنا أبو عيسى.

و أخبرنا أبو العباس أحمد بن سلامة بن عبيد اللّه ابن الرطبي (2) القاضي، و أبو الوفاء عبد الواحد بن محمّد بن عبد اللّه الدشتي (3)،و فاذشاه بن أحمد بن نصر بن علي [بن الحسين ابن فاذشاه و أبو عبد اللّه محمّد بن حمد بن أحمد] (4) بن علي النجار، و أبو عبد اللّه الحسين ابن حمد بن محمّد بن عمرويه، و أبو سعيد شيبان بن عبد اللّه بن شيبان، و أبو عبد اللّه محمّد ابن إبراهيم بن محمّد بن محمّد الصالحاني، و أبو نصر الحسين بن رجاء بن محمّد بن سليم، و أبو عبد اللّه مظفر بن إسماعيل بن الحسين النجاد، و أبو المناقب ناصر بن حمزة بن ناصر بن طباطبا (5) العلوي، و أم الكرام ضوء بنت حمد بن محمّد الطويل، قالوا: أنا أبو بكر بن ماجة.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا عبيد اللّه بن محمّد بن مندة.

ح و أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الفضل البزاني (6).

ح و أخبرنا أبو الحسن معمر بن إسماعيل بن محمّد بن محمّد بن عبد الوهاب، أنا شجاع بن علي بن شجاع، قراءة عليه، و أنا حاضر.

قالوا: أنا أحمد بن محمّد بن المرزبان الأبهري، نا محمّد بن إبراهيم بن يحيى بن الحكم الحزوّري (7)،نا محمّد بن سليمان لوين، نا عبد الرّحمن بن أبي الزناد، عن محمّد بن عبد اللّه، عن أمه فاطمة عن ابن عباس أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«لا تدمنوا (8) النظر إلى المجذّمين».

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه السلمي، أنا القاضي أبو الطيب الطبري، أنا علي بن عمر بن محمّد الحربي، نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، نا منصور بن بشير، نا الفرج بن فضالة، عن عبد اللّه بن عامر، عن محمّد بن عبد اللّه بن عمرو بن عثمان، عن فاطمة بنت

ص: 11


1- بالأصل و «ز»: الشرائي.
2- تقرأ بالأصل و «ز»: الرطي. تصحيف و الصواب ما أثبت. انظر مشيخة ابن عساكر 6/ب.
3- بالأصل و «ز»: الرشتي، و المثبت عن المطبوعة. و ليس في مشيخته.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك لتقويم السند عن «ز».
5- كذا بالأصل و «ز»، و المشيخة، و في المطبوعة: طباطب.
6- بالأصل و «ز»: البزاي، تصحيف.
7- بالأصل و «ز»: الحروري، تصحيف، و الصواب ما أثبت و ضبط عن الأنساب، ذكره السمعاني و ترجمه، و هذه النسبة إلى: الحزور اسم جدّ له.
8- كذا بالأصل و «ز» هنا، و في المطبوعة: تديموا.

الحسين بن علي، عن أبيها الحسين أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«لا تديموا النظر إلى المجذّمين، و إذا كلمتموهم فليكن بينكم و بينهم قيد رمح»[13759].

رواه غيره عن الفرج فقال عن الحسين بن علي.

أخبرناه (1) أبو علي الحسن بن المظفر، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب.

قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبو إبراهيم الترجماني، أنا الفرج يعني ابن فضالة [عن عبد اللّه] (3) بن عمرو بن عثمان، عن أمه فاطمة بنت حسين، عن حسين، عن أبيه، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«لا تديموا النظر إلى المجذمين، و إذا كلمتموهم فليكن بينكم و بينهم قيد رمح»[13760].

كذا قال، و الصواب محمّد بن عبد اللّه كما في الحديث الذي قبله.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالا: أنا محمّد بن الحسين بن أحمد بن أبي علاّنة (4)،أنا أبو طاهر.

و أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه، أنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن علي الوراق.

[ح] (5) و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن علي البيهقي، أنا أبو علي محمّد بن إسماعيل بن محمّد العراقي بطوس.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو البركات بن المبارك، و أبو عبد اللّه بن البنا، و أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن محمّد بن البخاري، و أبو الدّرّ ياقوت بن عبد اللّه، قالوا: أنا أبو محمّد الصريفيني، قالوا: أنا أبو طاهر المخلص إملاء.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا محمّد بن عبد اللّه بن الحسين الدقاق.

ص: 12


1- بالأصل و المطبوعة:«أخبرنا» و المثبت عن «ز».
2- رواه أحمد بن حنبل في المسند 169/1 رقم 581 طبعة دار الفكر.
3- الزيادة عن «ز»، و على كل فالاسم خطأ و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب.
4- بالأصل: علامة، و النون بدون إعجام في «ز». و الصواب ما أثبت راجع الاكمال 306/6.
5- «ح» حرف التحويل استدرك عن «ز».

قالا: أنا أبو محمّد يحيى بن محمّد بن صاعد، نا إبراهيم بن يوسف الكندي الصيرفي، حدّثني سعير بن الخمس التميمي، عن عبد اللّه بن الحسن، عن أمه، عن جدته، و هي فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قالت:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا دخل المسجد حمد اللّه - زاد الدقاق: و سمّى و قالا - و صلّى على النبي صلى اللّه عليه و سلم و قال:«اللهم افتح لي أبواب رحمتك»، و إذا خرج حمد اللّه و سمّى و صلى على النبي صلى اللّه عليه و سلم و قال:«اللهم افتح لي أبواب فضلك»[13761].

تابعه ليث بن أبي سليم، و إسماعيل بن عليّة، عن عبد اللّه بن الحسن.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا ابن النقور، أنا عيسى بن علي، نا أبي علي بن عيسى أبو الحسن (1)،نا أحمد بن بديل، نا أبو معاوية، نا ليث، عن عبد اللّه بن الحسن، عن أمه فاطمة، عن فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قالت:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا دخل المسجد قال:«بسم اللّه و السلام على رسول اللّه، اللهم اغفر لي و افتح لي أبواب رحمتك»، و إذا خرج قال:«بسم اللّه و السّلام على رسول اللّه. اللهم اغفر لي ذنوبي و افتح لي أبواب فضلك»[13762].

و رواه الحسن بن صالح بن حيّ ، عن ليث نحوه.

و رواه عبد العزيز الدّرّاوردي، عن عبد اللّه فأرسله.

أخبرناه أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، أنا أبو مضر (2) محلم (3) بن إسماعيل بن مضر ابن إسماعيل، أنا أبو سعيد الخليل بن أحمد بن محمّد بن الخليل، أنا أبو العباس السراج، نا قتيبة، نا عبد العزيز، عن عبد اللّه بن الحسن، عن أمه أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال لفاطمة ابنته:«إذا دخلت المسجد فقولي: بسم اللّه و الحمد للّه، اللّهم صلّ على محمّد و سلم، اللهم اغفر لي، و سهّل لي أبواب رحمتك، و إذا خرجت من المسجد فقولي كذلك إلا أنّه قال: و سهّل لي أبواب رزقك»[13763].

أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد اللّه، أنا محمود بن القاسم بن محمّد، و عبد

ص: 13


1- من قوله: أخبرنا... إلى هنا سقط من «ز».
2- في «ز»: منصور.
3- بالأصل: محكم، و المثبت عن «ز».

العزيز بن محمّد الترياقي، و أحمد بن عبد الصّمد، قالوا: أنا عبد الجبار بن محمّد بن عبد اللّه، أنا محمّد بن أحمد بن محبوب، أنا أبو عيسى الترمذي قال: ليس إسناده بمتصل، فاطمة بنت الحسين لم تدرك فاطمة الكبرى، إنّما عاشت فاطمة بعد النبي صلى اللّه عليه و سلم أشهرا (1).

أخبرنا أبو الحسين (2) بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا أبو الحسن بن السمسار، أنا أبو عبد اللّه بن مروان، نا أحمد بن علي هو القاضي، نا عثمان بن أبي شيبة.

ح (3) ثم أخبرناه عاليا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو المظفر بن عبد الكريم، قالا: أنا أبو سعد بن عبد الرّحمن، أنا ابن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا ابن المقرئ.

قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا عثمان بن أبي شيبة، نا جرير، عن شيبة بن نعامة، عن فاطمة بنت الحسين، عن فاطمة الكبرى قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن لكل - و قال أبو يعلى: لكل - بني أمّ عصبة ينتمون إليه إلاّ ولد فاطمة، فأنا وليهم و أنا عصبتهم»[13764].

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد و غيره قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، نا سليمان بن أحمد (4)،نا أبو الزنباع روح بن الفرج، نا يحيى بن بكير، حدّثني الليث قال:

أبي الحسين بن علي أن يستأسر فقاتلوه، و قتلوه، و قتلوا ابنه (5) و أصحابه الذين قاتلوا معه بمكان يقال له الطفّ ، و انطلق بعليّ بن حسين و فاطمة بنت حسين [و سكينة بنت حسين] (6) إلى عبيد اللّه بن زياد، و علي يومئذ غلام قد بلغ، فبعث بهم إلى يزيد بن معاوية، فأمر بسكينة فجعلها خلف سريره لأن لا ترى رأس أبيها و ذوي قرابتها، و علي بن الحسين في غلّ ، فوضع رأسه، فضرب على ثنيتيّ الحسين فقال (7):

ص: 14


1- تهذيب الكمال 394/22 نقلا عن الترمذي.
2- بالأصل و «ز»: الحسن، تصحيف.
3- «ح» حرف التحويل سقط من الأصل و زيد عن «ز».
4- الخبر رواه الطبراني في المعجم الكبير 104/3 رقم 2806.
5- كذا بالأصل و «ز»، و المطبوعة و المختصر، و في المعجم الكبير: و ابنيه.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن «ز»، و المعجم الكبير.
7- البيت للحصين بن الحمام المري كما في تاريخ الطبري 465/5.

نفلّق هاما من أناس أعزّة *** علينا (1) و هم كانوا أعقّ و أظلما

فقال علي بن الحسين: مٰا أَصٰابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَ لاٰ فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاّٰ فِي كِتٰابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهٰا إِنَّ ذٰلِكَ عَلَى اللّٰهِ يَسِيرٌ (2)،فثقل على يزيد أن تمثّل ببيت شعر، و تلا (3)علي آية من كتاب اللّه فقال يزيد: بل فَبِمٰا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَ يَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ (4)،فقال: أما و اللّه لو رآنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مغلولين لأحب أن يحلّنا (5) من الغل، قال: صدقت فحلّوهم (6)من الغل، قال: و لو وقفنا بين يدي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على بعد لأحب أن يقربنا، قال: صدقت فقربوهم، فجعلت فاطمة و سكينة يتطاولان ليريا (7) رأس أبيهما، و جعل يزيد يتطاول في مجلسه ليستر عنهما رأس أبيهما، ثم أمر بهم فجهزوا و أصلح إليهم و أخرجوا إلى المدينة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل بن غسان الغلابي قال: قال أبي: قال أبو عبد اللّه:

قدم حنظلة بن قسامة الطائي على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و معه ابنته زينب ابنة حنظلة و أخته الجرباء بنت قسامة و هم نصارى، فدعاهم إلى الإسلام، فأسلموا فتزوج زينب بنت حنظلة أسامة بن زيد، و تزوج طلحة الجرباء بنت قسامة و مات طلحة عن الجرباء، و قد ولدت له أم إسحاق بنت طلحة، و لم يكن له من الجرباء غيرها، و تزوّجها الحسن بن علي و خلف عليها الحسين بعده، فولدت له فاطمة بنت الحسين، فكانت فاطمة عند الحسن بن الحسن فهي أم عبد اللّه بن الحسن و الحسن بن الحسن بن الحسن و إبراهيم بن الحسن، ثم خلف عليها عبد اللّه بن عمرو بن عثمان بن عفان، فولدت له الديباج محمّد بن عبد اللّه، ثم خلف عليها ابن أبي عتيق البكري فولدت له أمينة أم إسحاق بن طلحة.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالوا: أنا أبو جعفر

ص: 15


1- في المعجم الكبير: نفلق هاما من رجال أحبة إلينا...
2- سورة الحديد، الآية:22.
3- بالأصل: و قال، خطأ، و المثبت عن «ز»، و المعجم الكبير.
4- سورة الشورى، الآية:30.
5- في المعجم الكبير: يخلينا.
6- في المعجم الكبير: فخلوهم.
7- في المعجم الكبير: لتريان.

ابن المسلمة، أنا المخلص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير قال (1):في تسمية ولد الحسين بن علي: فاطمة بنت الحسين و أمّها أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد اللّه التيمي، و كانت فاطمة عند الحسن بن الحسن بن علي فولدت له، ثم خلف عليها عبد اللّه بن عمرو بن عثمان فولدت له.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد قال: فولد الحسين بن علي فاطمة، و أمّها أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد اللّه بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة.

قرأت على (2) أبي غالب أحمد بن الحسن، عن أبي محمّد قراءة.

أنا ابن حيوية، أنا ابن معروف، أنا ابن الفهم، نا ابن سعد قال (3):

فاطمة بنت حسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، و أمّها أم إسحاق بنت طلحة، تزوجها ابن عمّها حسن بن [حسن بن] (4) علي بن أبي طالب فولدت له: عبد اللّه، و إبراهيم، و حسنا، و زينب، ثم مات عنها، فخلف عليها عبد اللّه بن عمرو بن عثمان بن عفان، زوّجها إياه ابنها عبد اللّه بن حسن بأمرها، فولدت له القاسم، و محمّدا و هو الديباج سمّي بذلك لجماله - و رقية بني عبد اللّه بن عمرو، و كان يقال لعبد اللّه بن عمرو المطرف لجماله، فمات عنها، و قد روي عن فاطمة بنت حسين غير حديث.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا الحسن بن علي، أنا محمّد بن المظفر الحافظ ، أنا أبو علي أحمد بن علي بن الحسن، أنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم قال في تسمية ولد الحسين بن علي: و فاطمة بنت الحسين دخلت مع قواعد قومها على هشام بن عبد الملك قدمته المدينة، فقال للأبرش الكلبي: كان عندي البارحة قواعد قومي، فما كان فيهن أخفر (5) و لا أحيا من فاطمة بنت الحسين، و أمّها أم

ص: 16


1- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 59.
2- كذا بالأصل و «ز»، و في المطبوعة: أخبرنا أبو غالب.
3- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 473/8.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك للإيضاح عن «ز»، و ابن سعد.
5- بالأصل: أحقر، و بدون إعجام في «ز». و المثبت عن المطبوعة.

إسحاق بنت طلحة بن عبيد اللّه التيمي، و كانت قبله عند الحسن بن علي فولدت له: طلحة لا عقب له، فلما حضرت حسنا الوفاة قال لأخيه حسين: يا أخي لا تخرجن أم إسحاق من دوركم، فخلف على أم إسحاق الحسين بن علي بن أبي طالب، و ماتت فاطمة بنت حسين في خلافة هشام بن عبد الملك.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير قال (1):

[كان] (2) الحسن بن الحسن خطب إلى عمه الحسين بن علي فقال له الحسين: يا ابن أخي لقد انتظرت هذا منك. انطلق معي، فخرج به حتى أدخله منزله، ثم أخرج إليه بنتيه فاطمة و سكينة، فقال: اختر، فاختار فاطمة، فزوّجه إياها، فكان يقال إنّ امرأة سكينة مرذولتها (3) لمنقطعة (4) الحسن فلما حضرت الحسن الوفاة قال لفاطمة: إنك امرأة مرغوب فيك، فكأني بعبد اللّه بن عمرو بن عثمان إذا خرج بجنازتي قد جاء على فرس مرجّلا جمّته، لابسا حلته، يسير في جانب الناس يتعرّض لك، فانكحي من شئت سواه، فإنّي لا أدع من الدنيا ورائي هما غيرك، قالت: آمن من ذلك، و أثلجته بالأيمان من العتق و الصدقة لا تزوّجه، و مات الحسن بن الحسن و خرج بجنازته، فوافاه عبد اللّه بن عمرو في الحال التي وصف الحسن، و كانت يقال لعبد اللّه بن عمرو المطرف من حسنه، فنظر إلى فاطمة حاسرا (5) تضرب وجهها، فأرسل إليها: إنّ لنا في وجهك حاجة، فارفقي به، فاسترخت يداها، و عرف ذلك منها، و خمّرت وجهها؛ فلما حلّت، أرسل إليها فخطبها (6)،فقالت: كيف بيميني التي حلفت بها؟ فأرسل إليها: لك مكان كلّ مملوك مملوكان، و مكان كلّ شيء شيئان. فعوضها من يمينها، فنكحته، و ولدت: محمّدا (7) الديباج، و القاسم لا عقب له، و رقية بني عبد اللّه بن عمرو، فكان عبد اللّه بن الحسن و هو أكبر ولدها يقول: ما أبغضت بغض عبد اللّه بن عمرو أحدا، و ما أحببت حبّ ابنه محمّد أخي أحدا.

ص: 17


1- الخبر رواه مصعب الزبيري في نسب قريش ص 51-52.
2- سقطت من الأصل و استدركت عن «ز».
3- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن «ز».
4- بالأصل: المنقطعة، و المثبت عن «ز»، و نسب قريش.
5- كذا بالأصل و «ز»، و في نسب قريش: حاسرة.
6- كذا بالأصل، و في «ز»: يخطبها.
7- بالأصل و «ز»: محمد، و المثبت عن نسب قريش.

قال الزبير: حدّثني ذلك عمي مصعب بن عبد اللّه.

قال: و نا الزبير قال: و حدّثني يحيى بن محمّد، عن إسحاق بن محمّد المسيبي قال:

قال عبد اللّه بن الحسن:

لقد زوجت عبد اللّه بن عمرو، و ما في الدنيا أبغض إليّ منه، ثم ما في الدنيا اليوم أحد أحب إليّ من ابنه محمّد.

قال: و نا الزبير قال: و حدّثني محمّد بن يحيى، عن أيوب بن عمر، عن ابن أبي الموال (1) قال: و حدّثني عبد الملك بن عبد العزيز، عن يوسف ابن الماجشون شبيها بحديث عمي في تزويج عبد اللّه بن عمرو فاطمة بنت الحسين يخالفانه في الشيء من الحديث.

و قال عبد الملك في حديثه: زوّجها إياه ابنها عبد اللّه بن الحسن أرسلت إليه و هو بسويقة (2) أن أقدم زوجتي، فقدم على حمار فزوّجها، طاعة لها و برا بها.

و قال محمّد بن يحيى في حديثه: و عمر بن عبد العزيز على المدينة، ففرق عمر بن الوليد بن عبد الملك أن يخطبها بغير إذنه، فكتب إليه يستأذنه فيها، و خطبها عبد اللّه بن عمرو فتزوّجها، زوجه إياها [ابنها] (3) عبد اللّه بن الحسن و قدم على عمر الكتاب بالإذن فيها، و قد بنى بها عبد اللّه بن عمرو.

قال: و نا الزبير قال: و حدّثني محمّد بن حسن المخزومي في تزوّج (4) عبد اللّه بن عمرو فاطمة بنت الحسين (5) ببعض حديث عمي في ذلك، و خالفه في بعض.

أنبأنا أبو الحسن بن العلاف، ثم أخبرني أبو المعمر الأنصاري عنه.

ح (6) و أخبرنا أبو القاسم بن أبي بكر، أنا أبو علي بن أبي جعفر، و أبو الحسن.

قالا: أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أحمد بن إبراهيم، نا محمّد بن جعفر، نا أبو يوسف الزهري يعني يعقوب بن عيسى، نا الزبير بن بكار، عن جعفر بن الحسين اللهبي قال:

ص: 18


1- كذا بالأصل و «ز»، و في المطبوعة: الموالي.
2- سويقة: جاء في تاج العروس: و جاءت سويقة أي تجارة و هي تصغير سوق.
3- سقطت من الأصل، و زيدت عن «ز».
4- في الأصل: زوج، و في المطبوعة:«تزويج» و المثبت عن «ز».
5- تحرف بالأصل إلى: الحسن، و المثبت عن «ز».
6- «ح» حرف التحويل سقط من الأصل و استدرك عن «ز».

كانت فاطمة بنت الحسين بن علي تحت الحسن بن الحسن بن علي فلمّا حضرته الوفاة قال لها: إنك مرغوب فيك، متشرف بك لا تتركين، إني و اللّه لا أترك في قلبي حسرة سواك (1).قالت: فإني أنتهي إلى ما أمرت به. فقال: لكأني بك لو قدّمت و أخرجت جنازتي، قد جاءك - يعني عبد اللّه بن عمرو - على فرس ذنوب (2)،لابسا حلّته، يسير في جانب الناس متعرضا لك، و لست أدع من الدنيا همّا سواك، فلم يدعها حتى توثق منها بالأيمان في ذلك، و مات الحسن، و أخرجت جنازته فوافى (3) عبد اللّه بن عمرو، و قد كان يجد بفاطمة وجدا شديدا، و كان رجلا جميلا، و نظر إلى فاطمة و نظرت إليه، و كانت تلطم وجهها على الحسن، فأرسل إليها مع جاريته: إنّ لنا في وجهك حاجة، فارفقي [به] (4) قال:

فخمّرت وجهها و أرسلت يدها حتى عرف ذلك جميع من حضرها، فلمّا انقضت عدّتها خطبها، فقالت: كيف أعمل بأيماني ؟ فقال: لك بكل مال مالان، و بكلّ مملوك مملوكان، فوفى لها، فتزوجها، فولدت له محمّدا و سمّي من حسنه الديباج، و القاسم، و رقية، و محمّد هو الذي قال جميل: إنّي لأراه يخطر على الصفا، فأغار على بثينة من أجله (5).

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد، أنا أحمد ابن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن صالح القرشي، حدّثني أبو اليقظان قال: نظرت فاطمة بنت الحسين إلى جنازة زوجها الحسن بن الحسن ثم غطت وجهها و قالت:

و كانوا رجاء ثم أمسوا رزيّة *** لقد عظمت تلك الرزايا و جلّت

قال: و نا ابن أبي الدنيا، حدّثني أبو يعقوب الكوفي، نا جرير، عن ابن خالد بن سلمة القرشي، قال:

لما مات الحسن بن الحسن بن علي اعتكفت فاطمة بنت حسين بن علي على قبره سنة، و كانت امرأته، ضربت على قبره فسطاطا فكانت فيه، فلما مضت السنة قلعوا الفسطاط ،

ص: 19


1- فوقها علامة تحويل إلى الهامش بالأصل، و كتب على هامشه:«غيرك» و بعدها صح.
2- فرس ذنوب: الوافر الذنب، و الفرس الذنوب: الوافر شعر الذنب.
3- في المطبوعة: و وافى.
4- سقطت من الأصل و «ز»، و زيدت عن المطبوعة.
5- تقدم قول جميل في ترجمة بثينة في هذا الجزء باختلاف العبارة.

و دخلت المدينة فسمعوا صوتا من جانب البقيع: هل وجدوا ما فقدوا؟ فسمع من الجانب الآخر: بل يئسوا (1) و انقلبوا.

أخبرنا أبو القاسم الجنيد بن محمّد بن علي القاضي (2) بهراة، أنا أبو منصور بن شكرويه.

[ح و أخبرنا أبو سعد بن البغدادي أنا أبو منصور بن شكرويه] (3) و محمّد بن أحمد بن علي السمسار.

قالا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد (4)،نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا محمّد بن خلف، نا محمّد بن حميد، نا جرير، عن مغيرة قال:

لما مات الحسن بن الحسن ضربت امرأته على قبره فسطاطا فأقامت عليه سنة، ثم انصرفت بعد، فسمعوا قائلا يقول: هل وجدوا ما طلبوا؟ فأجابه آخر: أيسوا (5)-و في حديث ابن البغدادي: بل أيسوا فانقلبوا.

قال جرير: فحدّثني أبو فهر قال:

فلما حلّت للأزواج خطبها الرجال، فقالت: على ابن عمي ألف ألف، زاد ابن البغدادي: دين، و قالا:- فلست أتزوج إلاّ على ألف ألف أقضي بها دينه، قال: فخطبها ابن عمرو بن عثمان، فاستكثر الصّداق، فشاور عمر بن عبد العزيز، فقال: ابنة الحسين، و ابنة فاطمة انتهزها، قال: فتزوجها على ألف ألف، قال: ثم بعث - زاد الجنيد: إليها: و قالا:- بالصّداق كاملا، فقضت دينها، ثم دخل بها.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن ميمون أنا أبو علي محمّد بن أحمد بن عبيد اللّه بن مرة، أنا أبو الطيب محمّد بن الحسين بن جعفر بن النحاس التيملي، نا أبو جعفر محمّد بن الحسين بن حفص بن عمر الخثعمي الأشناني، نا عباد بن يعقوب الأسدي، أنا السري بن عبد اللّه، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه قال:

ص: 20


1- بدون إعجام بالأصل، و المثبت عن «ز».
2- في «ز»: القاني.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن «ز»، لتقويم السند.
4- أقحم بعدها بالأصل:«نا أبو عبد اللّه بن محمد» و المثبت يوافق السند في «ز»، و المطبوعة.
5- كذا بالأصل و «ز»، و المطبوعة: يئسوا.

خطب الحسن بن الحسن إلى المسور بن مخرمة [ابنته] (1)،و كانت تحته فاطمة ابنة الحسين قال: يا ابن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لو خطبت عليّ على شسع نعلك لزوجتك، و لكن سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنما فاطمة شجنة (2) مني يرضيني ما أرضاها، و يسخطني ما أسخطها»، فأنا أعلم أنّها لو كانت حية فتزوجت على ابنتها لأسخطها ذلك، فما كنت لأسخط رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم[13765].

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالوا: أنا أبو جعفر المعدل، أنا أبو طاهر، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير قال: و حدّثني محمّد بن حسن عن حسين بن زيد، عن مسلم بن يسار قال:

لما زوّجت فاطمة بنت الحسين ابنتها من عبد اللّه بن عمرو بن عثمان هشام بن عبد الملك (3) دخلت عليه هي و سكينة، فقال هشام لفاطمة: صفي لنا يا ابنة حسين ولدك من ابن عمك، وصفي لنا ولدك من ابن عمنا، قال: فبدأت بولد الحسن فقالت: أما عبد اللّه فسيدنا و شريفنا، و المطاع فينا، و أما الحسن فلساننا و مدرهنا (4)،و أما إبراهيم فأشبه الناس برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم شمائلا، و تقلعا (5)،و لونا، و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا مشى تقلّع (6) فلا يكاد عقباه تقعان بالأرض، و أما اللذان من ابن عمكم فإن محمّدا جمالنا الذي نباهي به، و القاسم عارضتنا (7)التي نمتنع بها، و أشبه الناس بأبي العاص بن أمية عارضة و نفسا، فقال: و اللّه لقد أحسنت صفاتهم، يا بنت حسين، ثم وثب فجبذت سكينة بنت الحسين بردائه، و قالت: و اللّه يا أحول لقد أصبحت تهكم بنا؛ أما و اللّه ما أبرزنا (8) لك إلاّ يوم الطفّ ، قال: أنت امرأة كثيرة الشّرّ (9).

قال: و نا الزبير قال: و حدّثني عبيد اللّه بن الحسين بن عبيد اللّه:

ص: 21


1- سقطت اللفظة من الأصل و استدركت عن «ز».
2- بالأصل و «ز»: شحنة، و التصويب عن المختصر لابن منظور.
3- هي رقية بنت عبد اللّه، كما في نسب قريش للمصعب ص 115 و ولدت له جارية، و توفيت في نفاسها.
4- مدرهنا، يقال: دره عن القوم إذا تكلم عنهم و دافع.
5- كذا بالأصل و «ز»، و في المختصر لابن منظور:«تطلعا» و كان النبي صلى اللّه عليه و سلم إذا مشى تقلّع أي مشى كأنه ينحدر.
6- في «ز»: يقلع.
7- بدون إعجام بالأصل، و رسمها:«عارصا» و المثبت عن «ز».
8- بالأصل: أبدرنا، و المثبت عن «ز»، و المختصر.
9- بالأصل: الشره، و المثبت عن «ز»، و المطبوعة.

أن فاطمة بنت الحسين أعطت ولدها من حسن بن حسن مورثها من حسن بن حسن (1)و أعطت ولدها من عبد اللّه بن عمرو ميراثها من عبد اللّه بن عمرو، فوجد ولدها من حسن بن حسن (2) في أنفسهم من ذلك، لأن (3) ما ورثت من عبد اللّه بن عمرو أكثر، فقالت لهم: يا بني، إنّي كرهت أن يرى أحدكم شيئا من مال أبيه بيد أخيه، فيجد في نفسه، فلذلك فعلت ذلك.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس (4)،و أبو تراب حيدرة بن أحمد المقرئ (5)،قالوا: نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (6)،أنا محمّد بن الحسين القطان، أنا محمّد بن الحسن النقاش أن الحسن بن سفيان أخبرهم، نا إبراهيم بن المنذر [أنا محمّد] (7) بن معن الغفاري (8).

ح و أخبرنا أبو نصر [بن] (9) رضوان، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا محمّد بن خلف ابن المرزبان، نا أبو سعيد المدني، نا إبراهيم بن المنذر الحزامي، و ذؤيب ابن عمامة، قالا: نا محمّد بن معن الغفاري، حدّثني محمّد بن عبد اللّه بن عمرو بن عثمان قال: جمعتنا أمنا فاطمة بنت الحسين فقالت: يا بني، إنه و اللّه ما نال أحد من أهل السفه بسفههم، و لا [أدركوا ما] (10) أدركوه من لذاتهم (11) إلا و قد أدركه أهل المروءات بمروءاتهم، فاستتروا بستر اللّه - و قال الخطيب: فاستتروا بجميل ستر اللّه-.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمّد الجوهري.

و حدّثنا عمي رحمه اللّه، أنا أبو طالب، أنا أبو محمّد قراءة.

ص: 22


1- تحرفت بالأصل و «ز» إلى: حسين.
2- تحرفت بالأصل إلى: حسين، و التصويب عن «ز».
3- بالأصل و «ز»: و أن.
4- بالأصل: قيس، و المثبت عن «ز».
5- في «ز»: المغربي.
6- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 386/5.
7- «أنا محمد» سقط من الأصل و استدرك لتقويم السند عن «ز».
8- في «ز»: القفاري.
9- سقطت من الأصل و زيدت عن «ز».
10- زيادة لازمة عن تاريخ بغداد، سقطت من الأصل و «ز».
11- في «ز»: لدانهم.

أنا أبو عمر، أنا ابن معروف، أنا أبو علي (1)،نا ابن سعد (2)،أنا عبيد اللّه بن موسى، أنا إسرائيل، عن جابر، عن امرأة حدّثته عن فاطمة بنت حسين إنّها كانت تسبّح بخيوط معقود فيها.

قال: و أنا ابن معروف إجازة، أنا الحسين بن فهم، نا ابن سعد (3)،أنا محمّد بن عمر، نا إسماعيل بن عبد الملك، عن يحيى بن أبي يعلى قال:

لما قدم المال - يعني غلة الكتيبة من خيبر (4)،و كانت خمس رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - على أبي بكر بن حزم فقسمه - يعني على بني هاشم - أصاب كل إنسان خمسين دينارا، قال: فدعتني فاطمة بنت حسين، فقالت: اكتب، فكتبت:

بسم اللّه الرحمن الرحيم، لعبد اللّه عمر أمير المؤمنين [من فاطمة] (5) بنت حسين، سلام عليك، فإنّي أحمد إليك اللّه الذي لا إله إلا هو، أما بعد، فأصلح اللّه أمير المؤمنين، و أعانه على ما ولاه و عصم له دينه، فإن أمير المؤمنين كتب إلى أبي بكر بن حزم، أن يقسم فينا مالا من الكتيبة، و يتحرى بذلك ما كان يصنع من كان قبله من الأئمة الراشدين المهديين، فقد بلغنا ذلك، و قسم فينا، فوصل اللّه أمير المؤمنين و جزاه من وال خير ما جزى أحدا من الولاة، فقد كانت أصابتنا جفوة، و احتجنا إلى أن يعمل فينا بالحق، فأقسم لك باللّه يا أمير المؤمنين، لقد اختدم من آل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من كان لا خادم له، و اكتسى من كان عاريا، و استنفق من كان لا يجد ما يستنفق.

و بعثت إليه رسولا، قال: فأخبرني الرسول قال: فقدمت عليه، فقرأ كتابها، و انه ليحمد اللّه و يشكره و أمر لي بعشرة دنانير، و بعث إلى فاطمة بخمس مائة دينار، و قال:

استعيني بها على ما يعروك، و كتب إليها بكتاب يذكر فضلها، و فضل أهل بيتها، و يذكر ما أوجب اللّه لهم من الحق، قال: فقدمت عليها بذلك المال.

كتب إلي أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو

ص: 23


1- «أنا أبو علي» مكرر بالأصل.
2- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 474/8.
3- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 390/5 في أخبار عمر بن عبد العزيز.
4- كذا بالأصل و «ز»، و في مختصر ابن منظور: حمير.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك للإيضاح عن «ز»، و ابن سعد.

محمّد العلوي، و هو يحيى بن محمّد بن أحمد بن زبارة (1) أبو محمّد العلوي، صاحب فاخر النسب ببغداد، نا أبو محمّد إبراهيم بن علي الرافعي من ولد أبي رافع مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

قال: نا الحسن بن علي العلواني (2)،نا علي بن معمر، عن إسحاق بن عباد، عن المفضل بن عمر الجعفي، قال: سمعت جعفر بن محمّد يقول: حدّثني أبي محمّد بن علي، حدّثني أبي علي بن الحسين قال:

لما قتل الحسين بن علي جاء غراب فوقع في دمه و تمرّغ، ثم طار فوقع في المدينة على جدار فاطمة بنت الحسين بن علي، و هي الصغرى، و نعب، فرفعت رأسها إليه فنظرت إليه فبكت بكاء شديدا و أنشأت تقول:

نعب الغراب فقلت من *** تنعاه ويلك يا غراب

قال: الإمام ؟ فقلت: من ؟ *** قال: الموفق للصواب

قلت: الحسين ؟ فقال لي *** حقا لقد سكن التراب

إن الحسين بكربلا *** بين الأسنّة و الضراب

فابك الحسين بعبرة *** ترضي الإله مع الثواب

ثم استقل به الجنا *** ح فلم يطق ردّ الجواب

فبكيت مما حل بي *** بعد الوصي المستجاب

قال محمّد بن علي بن الحسين: قال أبي علي بن الحسين:

فنعته لأهل المدينة، فقالوا: قد جاءتنا بسحر عبد المطلب، فما كان بأسرع من أن جاءهم الخبر بقتل الحسين بن علي.

[قال ابن عساكر:] (3) إسناد هذه الحكاية لا يثبت، و قد ذكرنا أنّها كانت مع عيال الحسين بكربلاء، فاللّه أعلم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا سفيان، نا جعفر بن محمّد قال: سمعت أبي

ص: 24


1- ضبطت عن الأنساب بضم الزاي و فتح الباء المنقوطة، و زبارة لقب محمد بن عبد اللّه بن الحسن بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب شيخ الطالبية بخراسان في عصره.
2- كذا بالأصل و «ز»، و لعل الصواب: الحلواني، راجع الأنساب.
3- زيادة منا.

يقول لعمته فاطمة بنت حسين (1) أم عبد اللّه بن حسن: هذه توفي لي ثمان و خمسين، فمات فيها، و اختلف في وفاته، فقيل سنة أربع عشرة،[و قيل: سنة ست عشرة] (2) و قيل سنة سبع عشرة، و قيل سنة ثمان عشرة.

و بقيت فاطمة إلى أن مات.

9401 - فاطمة بنت سعد الخير بن محمّد بن سهل الأنصاري الأندلسي

ولدت بالبحرين و رحل بها أبوها إلى أصبهان، و حضرت عند فاطمة بنت عبد اللّه الجوزدانية (3) ثم قدم بها بغداد فسمّعها من أبوي القاسم: هبة اللّه بن أحمد الحريري (4)، و ابن السمرقندي، و أبي بكر ابن صهر هبة، و أبي غالب بن البنا، و أبي البركات الأنماطي، و أبي الفرج بن يوسف، و أبي القاسم زاهر بن طاهر، و أبي سعد بن البغدادي، و أبي الفضل بن ناصر، و أبي منصور بن خيرون، و أبي منصور بن الجواليقي، و جماعة غيرهم.

و قدمت دمشق مع زوجها علي بن نجا الحنبلي.

و سمع منها بعض طلبة الحديث.

9402 - فاطمة - المدعوة ست العجم - بنت سهل بن بشر

ابن أحمد الأسفرايني المعروفة بالعالمة الصغيرة

سمعت أباها أبا الفرج، و أبا نصر أحمد بن محمّد بن سعيد الطّريثيثي (5).

و ما أظنها روت شيئا.

و كانت تعظ النساء في بعض المساجد، و في الأعزية، لقيتها و لم أسمع منها شيئا، و كانت قد جاءت إلى جدي القاضي أبي الفضل تسأله عن قصتها، و كان زوج أختها أبو (6)مغيث قد طلّق أختها و تزوّج بها قبل انقضاء عدة أختها، فقال لها جدي: مذهب الشافعي

ص: 25


1- تحرفت بالأصل إلى: حسن، و التصويب عن «ز».
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن «ز».
3- ضبطت عن الأنساب بضم الجيم و سكون الواو و الزاي نسبة إلى جوزدان و يقال لها كوزدان و هي قرية على باب أصبهان.
4- بالأصل: الحرزي، و في «ز»: الحردي، كلاهما تصحيف، و المثبت عن مشيخة ابن عساكر 235/أ.
5- بالأصل: الطرثيثي، تصحيف، و المثبت عن «ز».
6- بالأصل: أبي، و في «ز»: ابن.

جواز نكاح الأخت في عدة الأخت، فقالت: أنا شافعية، و أقامت على نكاحه، و مضت معه إلى مصر، فماتت هناك.

9403 - فاطمة بنت عبد اللّه بن مطيع بن الأسود بن حارثة بن نضلة

ابن عوف بن عبيد بن عويج بن كعب بن لؤي القرشية العدوية (1)

زوج الوليد بن عبد الملك بن مروان، لها ذكر.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالا: أنا أبو جعفر المعدل، أنا محمّد بن عبد الرّحمن بن العباس، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير قال: فولد عبد اللّه بن مطيع فاطمة بنت عبد اللّه تزوجها الوليد بن عبد الملك، و أمّها أم حكيم بنت عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن زيد بن الخطاب.

و لما أهديت فاطمة بنت عبد اللّه (2) إلى الوليد بن عبد الملك بالشام و كان الوليد مطلاقا (3) قالت له يا أمير المؤمنين، أكرياؤنا يريدون الشخوص فنحبسهم أو يذهبون ؟ فقال:

قاتل اللّه بنت المنافق ما أطرفها ثم طلقها (4) بعد ذلك،[و] أبوها عبد اللّه بن مطيع له صحبة، و إنّما نسبه الوليد إلى النفاق لأنه شهد الحرة مع أهل المدينة ثم لحق بابن الزبير، فقاتل معه حتى قتل.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه قالا: أنا أبو جعفر، أنا المخلص، أنا أحمد، نا الزبير، أخبرني مصعب بن عبد اللّه قال (5):كان يعني عبد اللّه بن مطيع على قريش يوم الحرة، و قتل مع ابن الزبير بمكة و هو الذي يقول (6):

أنا الذي فررت يوم الحرّة

ص: 26


1- أخبارها في نسب قريش للمصعب ص 385 و أنساب الأشراف 65/8 طبعة دار الفكر، و سماها عاتكة بنت عبد اللّه بن مطيع.
2- بالأصل:«بنت عبدة عبد اللّه».
3- ذكر البلاذري في أنساب الأشراف 65/8 كان الوليد تزوج في خلافته ثلاثا و ستين امرأة فكان يطلق الثلاث و الثنتين و الواحدة.
4- العبارة في أنساب الأشراف 66/8 قالت عاتكة بنت عبد اللّه بن مطيع لما تزوجها: إنا اشترطنا على الحمالين الرجعة في ذلك ؟ قال: أقيمي، فصبر عليها أربعة أشهر ثم طلقها.
5- نسب قريش للمصعب ص 384.
6- الشطور في نسب قريش ص 384 و الاستيعاب 328/2 و الإصابة رقم 6187.

و الشيخ لا يفرّ غير مرة

لأجزين كرّة بفرّه

9404 - فاطمة بنت عبد اللّه

زوج أبي الحسين زيد بن عبد اللّه البلوطي.

حكت عن أبي إسحاق إبراهيم بن حاتم بن مهدي البلوطي.

حكى عنها: علي و الحسين ابنا محمّد الحنّائي (1).

أنبأنا أبو محمّد بن صابر، و أبو الحسين أحمد بن سلامة الأبّار، قالا: أنا عبد الرّحمن ابن الحسين بن محمّد، نا أبي قال: حدثتنا فاطمة ابنة عبد اللّه زوجة أبي الحسين البلوطي، قالت: سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن حاتم التستري يقول: طويت ستين يوما.

9405 - فاطمة بنت عبد العزيز أبي الحسن القاضي

ابن عبد الرّحمن بن أحمد بن إبراهيم القزويني أم العزّ

سمعت أبا الحسين أحمد بن علي الجوهري الموصلي بأطرابلس، و أبا طاهر محمّد بن نصر الأسفيجابي (2) الخطيب بقراءة أبيها، و القاضي أبا الفضل محمّد بن [أحمد بن] (3) عيسى السعدي بمصر، و سكنت صور.

سمع منها أبو الفرج غيث بن علي، و أبو الفضل ابن بنت الكاملي.

أنبأنا أبو الفضل محمّد بن الحسين بن أحمد الصوري قال: أخبرتنا العالمة أم العزّ فاطمة بنت القاضي أبي الحسن عبد العزيز بن عبد الرّحمن القزويني قالت: نا أبو الحسين أحمد بن علي الموصلي الجوهري المقرئ الأديب بقراءة والدي عليه بأطرابلس، نا أبو الحسن عبيد اللّه بن القاسم المراغي (4)،نا أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن أحمد البصري

ص: 27


1- بالأصل:«الجناي» تصحيف، و التصويب عن «ز».
2- الأسفيجابي ضبطت عن الأنساب بكسر الألف و سكون السين و كسر الفاء هذه النسبة إلى إسفيجاب بلدة كبيرة من بلاد المشرق من ثغور الترك.
3- «أحمد بن» سقطتا من الأصل و استدركتا عن «ز».
4- بالأصل و «ز»: المراعي.

و يعرف بالحنّائي قدم علينا مدينة طرابلس، نا أبو مسلم إبراهيم بن عبد اللّه الكسي (1)،نا معاذ ابن عوذ اللّه القرشي، نا سليمان التيمي عن أنس بن مالك قال:

خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و معاذ بالباب فقال:«يا معاذ» قال: لبيك يا رسول اللّه قال:«من مات لا يشرك باللّه شيئا دخل الجنّة» فقال معاذ: يا رسول اللّه أ لا أخبر الناس ؟ قال:«لا، دعهم فليتنافسوا في الأعمال، فإنّي أخاف أن يتكلوا عليها».

9406 - فاطمة بنت عبد الملك بن مروان

ابن الحكم بن أبي العاص بن أمية (2)

زوج عمر بن عبد العزيز.

حكت عن زوجها عمر بن عبد العزيز.

روى عنها: المغيرة بن حكيم الصنعاني اليماني، و عطاء بن أبي رباح، و أبو عبيدة بن عقبة بن نافع الفهري، و مزاحم مولى عمر، و زفر مولى مسلمة بن عبد الملك.

و دارها بدمشق دار الضيافة التي يكون بها العميان في العقيبة خارج باب الفراديس.

أخبرنا أبو الحسين بن الفرء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالوا: أنا أبو جعفر ابن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار قال (3):في تسمية ولد عبد الملك بن مروان: فاطمة بنت عبد الملك، ولدت لعمر بن عبد العزيز إسحاق و يعقوب ابني عمر، ثم خلف عليها سليمان الأعور بن داود بن مروان فقال الناس: هذا الخلف الأعور، فولدت لسليمان بن داود: هشاما، و عبد الملك، و أمّها أم المغيرة بنت المغيرة بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا

ص: 28


1- كذا بالأصل، و في «ز»: الكنسي، و في المطبوعة: الكشي، قيل فيه: الكسي و الكشي و الكجي. راجع الأنساب و معجم البلدان.
2- انظر أخبارها في طبقات ابن سعد 224/5 و 393 و نسب قريش ص 165 و حلية الأولياء 283/5 و أنساب الأشراف 181/8 و أخبارها في مواضع متفرقة من سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي و سيرة عمر بن عبد العزيز لابن عبد الحكم.
3- انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص 165.

أبو عبد اللّه (1) الكندي، نا أبو زرعة قال: فيمن حدّث بالشام من النساء: فاطمة بنت عبد الملك بن مروان امرأة عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو الحسين، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه قالوا: أنا أبو جعفر، أنا المخلص، نا أحمد، نا الزبير، حدّثني أبو الحسن المدائني، نا أبو هاشم القرشي قال:

قال عبد الملك بن مروان لعمر بن عبد العزيز: قد زوّجك أمير المؤمنين فاطمة بنت عبد الملك فقال: وصلك اللّه يا أمير المؤمنين، فقد كفيت المسألة، و أجزلت العطية، فأعجب به، فقال بعض ولد عبد الملك: هذا كلام تعلمه فأداه، فدخل على عبد الملك فقال: يا عمر كيف نفقتك ؟ قال: بين السبتين (2) قال: و ما هما؟ قال: قول اللّه: اَلَّذِينَ إِذٰا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَ لَمْ يَقْتُرُوا وَ كٰانَ بَيْنَ ذٰلِكَ قَوٰاماً (3) فقال عبد الملك: من علمه هذا؟ أخبرني أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز [بن] (4) أحمد أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، نا وزيرة، نا حفص بن عمر أبو عمر المقرئ، نا إسماعيل بن جعفر، عن عمارة بن غزيّة قال: حضرت [عرس] (5) عمر بن عبد العزيز بفاطمة بنت عبد الملك فكانوا يسرجون القناديل بالغالية مكان الزيت.

قال: و نا وزيرة، نا أحمد بن محمّد أبو جعفر الحذاء، كاتب الشافعي، نا سويد بن سعيد الحدثاني (6)،حدّثني ضمام (7) بن إسماعيل، عن أبي قبيل (8)[عن] (9) حيّ بن يؤمن، حدّثني عمارة بن غزيّة مثله.

ص: 29


1- بالأصل: عبد الملك، تصحيف، و التصويب عن «ز».
2- كذا بالأصل، و في «ز»: الستين، و في المختصر لابن منظور: البينين، و في المطبوعة:«السيئتين».
3- سورة الفرقان، الآية:67.
4- سقطت من الأصل و زيدت عن «ز».
5- سقطت من الأصل و استدركت للإيضاح عن «ز».
6- بالأصل:«الحدماني» و في «ز»: «الحدباني» و الصواب ما أثبت و ضبط بفتح الحاء و الدال نسبة إلى الحديثة بلد على الفرات راجع الأنساب، و هو سويد بن سعيد بن سهل بن شهريار الهروي أبو محمد الحدثاني، ترجمته في تهذيب الكمال 205/8.
7- بالأصل و «ز»: صمام، تصحيف.
8- بدون إعجام بالأصل و «ز»، و الصواب ما أثبت و ضبط ، راجع ترجمة ضمام بن إسماعيل في تهذيب الكمال 9/ 185 و ذكر من شيوخه: أبا قبيل حيي بن هانئ المعافري.
9- سقطت من الأصل و «ز» و المطبوعة و استدركت لتقويم السند، راجع ترجمة أبي قبيل حي بن هانئ في تهذيب الكمال 313/5 و ذكر من شيوخه حي بن يؤمن أبي عشانة.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا محمّد بن عبد العزيز (1)،نا سويد بن سعيد، عن ضمام بن إسماعيل، عن عمارة بن غزيّة قال: لما بنى عمر بن عبد العزيز بفاطمة بنت عبد الملك بن مروان سرج في تلك الليلة في مسارجها الغالية.

قال: و نا أحمد، نا محمّد بن عبد العزيز الدينوري قال: سمعت ابن عائشة يقول:

سمعت أبي يقول: حدّثني من رأى على قبة (2) فاطمة ابنة عبد الملك بن مروان امرأة عمر بن عبد العزيز مكتوبا:

بنت الخليفة و الخليفة جدها *** أخت الخلائف و الخليفة بعلها

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، نا أحمد بن معروف إجازة، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3)،أنا علي بن محمّد، عن أبي أيوب، عن خليد بن عجلان قال: كان عند فاطمة بنت عبد الملك جوهر، فقال لها عمر: من أين صار هذا إليك ؟ قالت: أعطانيه أمير المؤمنين، قال: إمّا أن تردّيه إلى بيت المال، و إمّا أن تأذني (4) في فراقك، فإنّي أكره أن أكون أنا و أنت و هو في بيت. قالت: لا بل أختارك على أضعافه لو كان لي، فوضعته في بيت المال، فلمّا ولي يزيد بن عبد الملك قال لها: إن شئت رددته عليك أو قيّمته ؟ قالت: لا أريده، طبت به نفسا في حياته، فأرجع فيه بعد موته! لا حاجة لي فيه، فقسمه يزيد بين أهله و ولده.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ (5)،نا عبد اللّه بن محمّد، نا أحمد بن الحسين - هو ابن نصر الحذاء - أنا أحمد بن إبراهيم - يعني الدورقي - نا منصور - يعني ابن أبي مزاحم - نا شعيب - يعني ابن صفوان - نا الفرات بن السائب:

أن عمر بن عبد العزيز قال لامرأته فاطمة بنت عبد الملك بن مروان - و كان عندها جوهر أمر لها به أبوها لم ير مثله:- اختاري إمّا أن تردّي حليك إلى بيت المال، و إمّا تأذني لي (6) في

ص: 30


1- من هنا إلى قوله: بفاطمة سقط من «ز».
2- بالأصل: فيه، خطأ، و التصويب عن «ز».
3- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 393/5.
4- كذا بالأصل و «ز»، و في ابن سعد: تأذنيني.
5- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 283/5.
6- بالأصل و «ز»: «لك» و المثبت عن الحلية.

فراقك ؟ فإنّي أكره أن أكون أنا و أنت و هو في بيت واحد، قالت: لا بل أختارك يا أمير المؤمنين [عليه] (1)،و على أضعافه لو كان لي، فأمر به فحمل حتى وضع في بيت مال المسلمين، فلما هلك عمر و استخلف يزيد قال لفاطمة: إن شئت رددته عليك، قالت: فإنّي لا أشاؤه، طبت عنه نفسا في حياة عمر و أرجع فيه بعد موته ؟ لا و اللّه أبدا، فلما رأى ذلك قسمه بين أهله و ولده.

أنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)،حدّثني (3) محمّد بن أبي زكير، أنا ابن وهب، حدّثني مالك:

أن عمر بن عبد العزيز كان عند سليمان بن عبد الملك و هو بمنزله، و كان سليمان يقول: ما هو إلاّ أن يغيب عني هذا الرجل، فما أجد أحدا يفقه عني، فقال له عمر بن عبد العزيز يوما: حقّ هذه المرأة ؟ أ لا تدفعه إليها؟ قال: و أيّ امرأة ؟ قال: فاطمة بنت عبد الملك، فقال سليمان: أ و ما علمت وصية أمير المؤمنين عبد الملك. قم يا فلان، فائتني بكتاب أمير المؤمنين - و كان كتب: إنه ليس للبنات شيء - فقال له [عمر] (4):إلى المصحف أرسلته.

فقال ابن لسليمان عنده: ما يزال رجال يعيبون كتب الخلفاء و أمرهم (5) حتى تضرب وجوههم، فقال عمر: إذا كان هذا الأمر إليك و إلى ضربائك كان ما يدخل على العامة من ضرر ذلك أشدّ مما يدخل على ذلك الرجل من ضرب وجهه. فغضب عند ذلك سليمان فسب ابنه ذلك، و قال: أ تستقبل (6) أبا حفص بهذا؟ فقال عمر: إن كان عجل علينا فقد استوفينا.

هذا الابن (7) أيوب بن سليمان (8).

ص: 31


1- زيادة عن حلية الأولياء.
2- قوله:«نا يعقوب» مكرر بالأصل.
3- الخبر رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة و التاريخ 598/1-599.
4- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز»، و المعرفة و التاريخ.
5- كذا بالأصل و «ز»، و في المعرفة و التاريخ: و أميرهم.
6- بالأصل: استقبل، تصحيف، و المثبت عن «ز»، و المعرفة و التاريخ.
7- بالأصل و «ز»: «إلاّ من» و المثبت عن المختصر.
8- قوله:«هذا الابن أيوب بن سليمان» ليس في المعرفة و التاريخ.

قال: و نا يعقوب (1)،حدّثني يونس بن عبد الأعلى، أخبرني أشهب، قال: قال مالك:

دخل عمر بن عبد العزيز على فاطمة امرأته في كنيسة بالشام، فطرح عليها خلق ساج (2)عليه، ثم ضربه على فخذها فقال: يا فاطم لنحن (3) ليالي دابق أنعم منا اليوم، فذكرها ما كانت نسيت من عيشها، فضربت يده ضربة فيها عنف تنحيها (4) عنها، و قالت: لعمري لأنت اليوم أقدر منك يومئذ، فأكسعته (5)-أي عبس - و تحزن من ذلك، فقام يريد (6) آخر الكنيسة و هو يقول بصوت حزين: يا فاطم إِنِّي أَخٰافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذٰابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (7)، بصوت حزين، فبكيت فاطمة، فقالت: اللّهم أعذه من النار.

أنا (8) أبو القاسم بن السّمرقندي، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، و أبو محمّد بن أبي نصر، و أبو بكر القطان، و أبو نصر بن الجندي، و أبو القاسم بن أبي العقب، نا أبو زرعة، نا يسرة (9)،نا عبد الجبار بن الورد، عن ابن (10) أبي مليكة، عن علي بن خالد، عن المغيرة بن حكيم، عن فاطمة بنت عبد الملك أنها أخبرته:

أن عمر بن عبد العزيز كان قد ضجر على جارية من جواريها في مرضه الذي هلك فيه، فكان لا يراها إلاّ انتهرها و قال: أخرجوها، فلمّا كان يوم و نزلنا بعض الشام قال: دخلت علينا فانتهرها ثم قال: اخرجوا عني، ثم شخص ببصره إلى كوّة في القيطون (11) فقال: مرحبا و أهلا، و اللّه إني لأرى وجوها ما هي بوجوه انس و لا جن، فارتفعوا عني، و قال تِلْكَ الدّٰارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهٰا لِلَّذِينَ لاٰ يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لاٰ فَسٰاداً وَ الْعٰاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (12)،قالت:

ص: 32


1- الخبر رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 569/1-570.
2- الساج: الطيلسان الضخم المقور الغليظ .
3- بالأصل: ليحر، و بدون إعجام في «ز»، و المثبت عن المعرفة و التاريخ.
4- بالأصل:«محها» و في «ز»: «فنحاها» و المثبت عن المعرفة و التاريخ.
5- في المعرفة و التاريخ: فاكتنفه ذلك.
6- في المعرفة و التاريخ:«و تحرى مقام يزيد».
7- سورة الأنعام، الآية:15، و سورة يونس، الآية:15 و سورة الزمر، الآية:13.
8- كذا بالأصل و «ز»، و في المطبوعة: أخبرنا.
9- بدون إعجام بالأصل و «ز»، و الصواب ما أثبت و ضبط ، و هو: يسرة بن صفوان اللخمي، أبو صفوان، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 410/20.
10- بالأصل:«عن أبي ابن مليكة» خطأ، و التصويب عن «ز».
11- القيطون: المخدع، و هو البيت الصغير داخل البيت الكبير.
12- سورة القصص، الآية:83.

فخرجنا كلنا مليا، ثم قال مسلمة لي: يا أخية، و اللّه لقد طال مكثنا عن أمير المؤمنين قالت:

فدخلنا عليه، فإذا هو مسجّى (1) بثوبه، كأنما حرقه أهله جميعا، و قد استقبل به القبلة و اللّه ما كان على القبلة.

أنا (2) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر الطبري، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، نا أحمد بن إبراهيم بن كثير، و غير واحد، قالوا: نا وهب ابن جرير، نا أبي قال: سمعت المغيرة بن حكيم قال:

قالت لي فاطمة بنت عبد الملك بن مروان امرأة عمر بن عبد العزيز: كنت أسمع عمر في مرضه الذي مات فيه يقول: اللّهم اخف عليهم موتي، و لو ساعة من نهار، فلمّا كان اليوم الذي قبض فيه خرجت من عنده، فجلست في بيت آخر بيني و بينه باب، و هو في قبة له فسمعته يقول: تِلْكَ الدّٰارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهٰا لِلَّذِينَ لاٰ يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لاٰ فَسٰاداً وَ الْعٰاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ،ثم هدأ، فجعلت لا أسمع له حركة و لا كلاما، فقلت لوصيف كان يخدمه: ويحك انظر أمير المؤمنين أ نائم هو؟ فلمّا دخل عليه صاح، فوثبت، فدخلت عليه، فإذا هو ميت، قد استقبل القبلة، و أغمض نفسه، فوضع إحدى يديه على فيه، و الأخرى على عينيه.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا ابن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (3)،نا عبد اللّه بن عثمان، نا عبد اللّه بن المبارك، نا جرير بن حازم، نا المغيرة بن حكيم قال: قالت لي فاطمة:

كنت أسمع عمر بن عبد العزيز في مرضه الذي مات فيه يقول: اللّهم أخف عليهم موتي و لو ساعة من نهار، قالت: فقلت له يوما: يا أمير المؤمنين أ لا أخرج عنك عسى أن تغفى شيئا، فإنك لم تنم، قالت: فخرجت عنه إلى بيت إلى جانب (4) البيت الذي هو فيه.

قالت:[فجعلت] (5) أسمعه يقول: تِلْكَ الدّٰارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهٰا لِلَّذِينَ لاٰ يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لاٰ فَسٰاداً وَ الْعٰاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ،يرددها مرارا، ثم أطرق فلبثت طويلا لا أسمع له حسا،

ص: 33


1- في «ز»: مثجى.
2- كذا بالأصل و «ز»: «أنا» و في المطبوعة: أخبرنا.
3- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 590/1 و سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي ص 36-37.
4- في المعرفة و التاريخ: جنب.
5- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز»، و المعرفة و التاريخ.

فقلت لوصيف له كان يخدمه: ويحك، ادخل، فانظر، فلمّا دخل صاح، فدخلت عليه فوجدته ميتا، قد أقبل بوجهه إلى القبلة، و وضع إحدى يديه على فيه، و الأخرى على عينيه.

9407 - فاطمة بنت علي بن أحمد بن منصور بن قبيس الغساني

سمعت أباها الفقيه أبا الحسن المالكي.

و سمع منها بعض أصحابنا.

و كانت امرأة متدينة (1) حجت هي و أختها، و لم يتزوجا، و وقفا وقفا على إمام محراب جامع دمشق، و على الفقهاء المالكية المشتغلين بالفقه في جامع دمشق.

و ماتت ليلة السبت ثاني شوال سنة سبع و ستين و خمسمائة، و دفنت بباب الصغير.

9408 - فاطمة بنت علي بن الحسين بن جدّا،

أم أبيها بنت أبي الحسن العكبري

ولدت ببغداد، و سمعت بها أبا جعفر بن المسلمة، و القاضي أبا الغنائم محمّد بن علي الدّجاجي (2)،و أبا الحسين أحمد بن محمّد بن النقور، و غيرهم من شيوخ بغداد.

و قدمت دمشق في طلب ابن لها كان يخدم العسكرية في سياسة الدواب دلنا عليها علي البغدادي المبيض، فقرأت عليها جزء صفة المنافق عن ابن المسلمة، و جزءا من حديث أبي الحسن الحربي عن أبي الغنائم بن الدجاجي (3) سنة ست و عشرين و خمسمائة، ثم سألت عنها بعد مديدة يسيرة، فلم أظفر لها بخبر، و أظنّها ماتت بدمشق، و اللّه أعلم.

أخبرتنا أم أبيها فاطمة بنت علي بن الحسين في منزلها بقراءتي عليها، قالت: أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن محمّد (4) بن المسلمة، أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن عبد الرّحمن الزهري، أنا أبو بكر جعفر بن محمّد بن الحسن الفريابي، نا قتيبة، نا ابن لهيعة، عن ابن (5)يونس، و هو سليمان (6) بن جبير مولى أبي هريرة، عن أبي هريرة أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كان يقول:

ص: 34


1- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن «ز».
2- بالأصل: الرجاجي، تصحيف، و المثبت عن «ز».
3- راجع الحاشية السابقة.
4- لفظتا «محمد بن» سقطتا من المطبوعة.
5- في «ز»: أبي.
6- كذا بالأصل و مثله في «ز»، و كتب على هامشها:«سليم» و هو الصواب و هو سليم بن جبير و يقال ابن جبيرة السدوسي أبو يونس المصري، ترجمته في تهذيب الكمال 476/7.

«ويل للعرب من شرّ قد اقترب، فتن كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمنا، و يمسي كافرا، و يمسي مؤمنا و يصبح كافرا، فيبيع (1) دينه بعرض من الدنيا، قليل المتمسك فيهم يومئذ على دينه كالقابض على خبط الشوك أو جمر الغضى»[13766].

9409 - فاطمة بنت علي بن أبي طالب بن عبد المطلب

ابن هاشم بن عبد مناف الهاشمية (2)

أمها أم ولد.

روت عن أسماء بنت عميس، و أخيها محمّد ابن الحنفية.

روى عنها الحارث بن كعب الكوفي، و رزين (3) بيّاع الأنماط ، و أبو مهل (4) عروة بن عبد اللّه بن قشير، و الحكم بن عبد الرّحمن بن أبي نعيم، و عيسى بن عثمان، و موسى الجهني.

و قدم بها دمشق في عيال الحسين بعد قتله على يزيد، و قد تقدم ذكر قدومها.

أخبرنا أبو القاسم الشيباني، أنا أبو علي الواعظ ، أنا أبو بكر القطيعي، أنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (5)،نا يحيى بن سعيد، عن موسى الجهني، قال: دخلت على فاطمة بنت علي فقال لها رفيقي أبو مهل (6) كم لك ؟ قال: ست و ثمانون سنة، قال: ما سمعت من أبيك شيئا؟ قالت: حدّثتني أسماء بنت عميس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال لعلي:«أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه ليس بعدي نبي»[13767].

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو منصور بن شكرويه، أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد، نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا فضل بن سهل الأعرج، نا جعفر بن عون، أنا موسى

ص: 35


1- كذا بالأصل، و في «ز»: «يبيع» و هو أشبه.
2- ترجمتها في طبقات ابن سعد 465/8 و نسب قريش للمصعب ص 44 و 46 و أنساب الأشراف 414/2 (طبعة دار الفكر).
3- رسمها و إعجامها مضطربان و صورتها:«وردبى» تصحيف، و المثبت عن «ز». ضبطت رزين بفتح أوله و كسر الزاي عن تقريب التهذيب و هو رزين بن حبيب الجهني الكوفي البزاز بياع الأنماط و الأنماط واحدها نمط و هو ضرب من البسط . راجع ترجمته في تهذيب الكمال 202/6 ط دار الفكر.
4- تحرفت في المسند إلى:«سهل».
5- رواه أحمد بن حنبل في المسند 307/10 رقم 27149 طبعة دار الفكر.
6- تحرفت في المسند إلى:«سهل».

الجهني، عن فاطمة بنت علي، عن أسماء بنت عميس قالت: إنها سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبي بعدي»[13768].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن علي بن الحسن، و أحمد بن محمّد بن إبراهيم.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد، أنا أبي أبو طاهر.

قالا: أنا إسماعيل بن الحسن بن عبد اللّه بن الهيثم، نا أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة (1)،نا أحمد بن يحيى بن زكريا، و فضل بن الحسن بن زيد، قالا: نا عبد الرّحمن بن شريك، حدّثني أبي، عن عروة بن عبد اللّه بن قشير قال:

دخلت على فاطمة بنت علي بن أبي طالب فرأيت في عنقها خرزة، و رأيت في يديها مسكتين (2) و هي عجوز كبيرة، فقلت لها: ما هذا؟ فقالت: إنه يكره للمرأة أن تشبّه بالرجال.

ثم حدّثتني أن أسماء بنت عميس حدّثتها أن علي بن أبي طالب دفع إلى نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و قد أوحي إليه فجلّله بثوبه، فلم يزل كذلك حتى أدبرت الشمس - يقول: غابت - قالت: فلما سرّي عن النبي صلى اللّه عليه و سلم رفع رأسه فقال:«صلّيت يا علي العصر؟» قال: لا، قال: فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اللّهم ردّها على علي» قالت أسماء: فو اللّه لنظرت إليها بيضاء على هذا الجبل حتى صلّى، فرأيتها طلعت حتى صارت في وسط المسجد.

قال: و نا أحمد بن يحيى، نا عبد الرّحمن قال: قال أبي و حدّثني موسى الجهني نحوه.

رواه إبراهيم بن الحسن عن فاطمة بنت الحسين، عن أسماء بنت عميس.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالوا: أنا أبو جعفر ابن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار قال في تسمية ولد علي (3) قال: و خديجة، و فاطمة، و أمامة بنات علي لأمهات أولاد شتى، و كانت فاطمة بنت علي عند أبي سعيد (4) بن عقيل، فولدت له حميدة، ثم خلف عليها سعيد بن الأسود بن

ص: 36


1- في «ز»: عقرة.
2- المسكة بالتحريك، السوار من الذّبل، و هي قرون الأوعال أو العاج (اللسان).
3- انظر الخبر في نسب قريش للمصعب ص 44 و 46.
4- كذا بالأصل و «ز»، و في نسب قريش للمصعب: محمد بن أبي سعيد بن عقيل.

أبي البختري (1)،فولدت له برّة، و خالدة، ثم خلف عليها المنذر بن عبيدة بن الزبير بن العوّام، فولدت له عثمان، و كندة (2) درجا.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمّد الجوهري.

و حدّثنا عمي رحمه اللّه، أنا عبد القادر بن محمّد، أنا الجوهري قراءة.

أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا ابن سعد قال (3):

فاطمة بنت علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، و أمها أم ولد، تزوجها محمّد بن أبي سعيد بن عقيل بن أبي طالب، فولدت له حميدة بنت محمّد، ثم خلف عليها سعيد بن الأسود بن أبي البختري بن هشام بن الحارث بن أسد بن عبد العزى بن قصي، فولدت له: برزة (4)،و خالدا ابني سعيد، ثم خلف عليها المنذر بن عبيدة (5) بن الزبير بن العوّام، فولدت له: عثمان، و كنزة (6) ابني المنذر، و قد بقيت فاطمة بنت علي، و روي عنها.

[قال ابن عساكر:] (7) كان في أصل ابن حيوية: خالدة (8) فغيّره و جعله: خالدا و الصواب الأول (9).

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوه، أنا أبو الحسن (10) اللنباني (11)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، نا إسماعيل بن أبان الوراق، عن حبّان (12) بن علي، عن رزين بياع الأنماط ، عن فاطمة بنت علي بن أبي

ص: 37


1- بدون إعجام بالأصل، و في «ز»: البحتري، و المثبت عن نسب قريش.
2- تقرأ بالأصل:«كتره» و مثله في «ز» و في المطبوعة: كنزة، و المثبت عن نسب قريش.
3- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 465/8-466.
4- كذا بالأصل و «ز»، و ابن سعد، و تقدم في الخبر السابق: برّة و خالدة.
5- تحرفت بالأصل و «ز» إلى: عبدة، و التصويب عن ابن سعد.
6- كذا بالأصل و «ز» هنا: كنزة، و في ابن سعد: كبرة.
7- زيادة منا.
8- بالأصل: خالد، و المثبت عن «ز».
9- يعني: خالدة، و هو ما جاء في الخبر عن مصعب الزبيري في نسب قريش.
10- تحرفت بالأصل إلى: الحسين، و الصواب عن «ز».
11- تحرفت بالأصل و «ز» إلى: اللبناني.
12- بالأصل: حيان، تصحيف، و المثبت عن «ز».

طالب قالت (1):شكوت إلى محمّد بن علي كثرة السهر و الفكر، فقال: اجعلي سهرك و فكرك في ذكر الموت، قالت: ففعلت، فذهب عني السهر و الفكر.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطيوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد العتيقي (2).

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر قالوا: أنا الوليد، أنا علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال: فاطمة بنت علي لم تسمع من أبيها شيئا.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمّد الجوهري.

و حدّثنا عمي، أنا ابن يوسف، أنا أبو محمّد.

أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا ابن الفهم، نا ابن سعد (3)،أنا أحمد بن عبد اللّه بن يونس، نا زهير، نا عروة بن عبد اللّه بن قشير أنه دخل على فاطمة بنت علي بن أبي طالب قال: فرأيت في يديها (4) مسكا غلاظا، في كلّ يد اثنين اثنين. قال: و رأيت في يدها خاتما، و في عنقها خيطا فيه خرز. قال: فسألتها عنه، فقالت: إن المرأة لا تشبه بالرجال.

قال: و نا ابن سعد (5)،أنا عبد اللّه بن جعفر الرقي، نا عبيد اللّه بن عمرو، عن عبد الكريم، عن عيسى بن عثمان قال: كنت عند فاطمة بنت علي، فجاء رجل يثني على أبيها عندها، فأخذت رمادا فسفّت في وجهه.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن (6)،و أبي (7) الفضل بن ناصر، عن أبي المعالي محمّد بن عبد السّلام، أنا علي بن محمّد بن خزفة، نا محمّد بن الحسين الزعفراني،

ص: 38


1- بالأصل: قال، و المثبت عن «ز».
2- بالأصل: العتقي، تصحيف، و المثبت عن «ز».
3- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 466/8.
4- بالأصل و «ز»: يدها، و المثبت عن ابن سعد.
5- طبقات ابن سعد 466/8.
6- تحرفت بالأصل إلى: الحسين، و المثبت عن «ز».
7- بالأصل:«أبو» و المثبت عن «ز».

نا ابن أبي خيثمة، نا عبد اللّه (1) بن جعفر، نا عبيد اللّه يعني ابن عمرو، عن عبد الكريم و هو ابن مالك، عن عيسى بن عثمان قال: كنت عند فاطمة بنت علي، فجاء رجل يثني على أبيها عندها، فأخذت رمادا فسفّت في وجهه.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهّاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا محمّد الفرغاني، أنا الطبري قال (2):و فيها يعني سنة سبع عشرة و مائة ماتت فاطمة ابنة علي، و سكينة ابنة الحسين بن علي بن أبي طالب.

9410 - فاطمة بنت علي بن عبد اللّه بن العباس

ابن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف

عمة السفاح و المنصور، كانت امرأة حازمة، و كانت مع أبيها بالحميمة، لها ذكر.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير قال: في تسمية ولد علي بن عبد اللّه بن عباس قال (3):و فاطمة، و أم عيسى الكبرى، و أم عيسى الصغرى - و ذكر غيرهن - بنات علي، و هنّ لأمهات أولاد شتى، و كانت فاطمة بنت علي أسنّهن و أفضلهن (4)، و أجزلهن، و كان إخوتها و بنو إخوتها أبو العباس أمير المؤمنين، و أبو جعفر المنصور أمير المؤمنين، و غيرهم يكرمونها، و يعظّمونها، و يبجّلونها لحزمها و عقلها و رأيها.

9411 - فاطمة بنت مجلي

امرأة صالحة لها ذكر.

قرأت بخط أبي الفرج محمّد بن أحمد بن عثمان الزّملكاني، حدّثتني ستيت ابنة الداراني قالت:

رأيت فاطمة بنت مجلي بعد ما ماتت في النوم، و إذا عليها ثياب حرير و أسورة من ذهب، قالت: فقلت لها: من أين لك هذا؟ فقالت: أ ما تقرئين القرآن ؟ قالت: قلت: بلى،

ص: 39


1- تحرفت بالأصل إلى:«عبد الرحمن» و المثبت عن «ز».
2- تاريخ الطبري 107/7.
3- انظر نسب قريش للمصعب ص 29 و 30.
4- في «ز»: «و أفصحهن» و فوقها علامة تحويل إلى الهامش، و كتب عليه: و أفضلهن.

قالت: أ ما تقرئين فيها: يُحَلَّوْنَ فِيهٰا مِنْ أَسٰاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَ لُؤْلُؤاً (1) وَ لِبٰاسُهُمْ فِيهٰا حَرِيرٌ (2)، قالت: فقلت لها: فأختك كيف حالها؟ فقالت: أختي أرفع حالا مني، قالت: قلت: بما ذا؟ قالت: بصبرها على زوجها.

و كانت فاطمة هذه تقاربني من النساء، و كانت قد بانت من الدنيا، و زهدت فيها، فكانت تصوم النهار و تقوم الليل، و تتقلل من كلّ شيء، و تكثر الصدقة، و الصلة للأرحام، و غير ذلك من المعروف حتى ماتت رحمها [اللّه] (3)،و بقيت أختها بعدها.

9412 - فاطمة بنت مروان بن الحكم بن أبي العاص

ابن أمية بن عبد شمس أخت عبد الملك

لها ذكر في حكاية.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، عن أبي الفتح الزاهد، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن الوليد الأنصاري الأندلسي،[أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد فيما كتب إليّ ، أنا جدي عبد اللّه بن محمّد بن علي اللخمي] (4) أنا أبو محمّد عبد اللّه بن يونس (5)،أنا بقي بن مخلد، نا أحمد بن إبراهيم الدورقي، حدّثني أبو عبد اللّه أحمد المروزي، نا يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية، عن نوفل بن الفرات قال: قال: كانت بنو أمية ينزلون فلانة بنت مروان على أبواب القصور، فلمّا ولي عمر بن عبد العزيز قال: لا يلي إنزالها أحد غيري، قال:

فأدخلوها على دابتها إلى باب قبته، فأنزلها ثم طبّق لها وسادتين، إحداهما على الأخرى برّا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا أبو القاسم البغوي، نا داود بن عمرو، نا يحيى بن عبد الملك بن حميد بن أبي غنية، عن نوفل بن الفرات:

أن عمر بن عبد العزيز قال لعمته: يا عمّة، إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قبض و ترك الناس على نهر مورود، فولى ذلك النهر بعده رجل فلم يستخصّ منه بشيء، ثم ولي ذلك النهر بعد ذلك

ص: 40


1- بالأصل و «ز»: و لؤلؤ.
2- سورة الحج، الآية:23.
3- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز».
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك لتقويم السند عن «ز»: و في «ز»: عبد اللخمي.
5- في «ز»: «موسى» و كتب فوقها:«يونس ح» و في المطبوعة: أبو محمد عبد اللّه بن موسى بن يونس.

الرجل رجل فلم يستخص منه بشيء، ثم ولي ذلك النهر بعد ذلك الرجل رجل فكري منه ساقية، ثم لم يزل الناس يكرون منه السواقي حتى تركوه يابسا ليس فيه قطرة، و أيم اللّه لئن أبقاني اللّه لأسكرنّ (1) تلك السواقي حتى أجريه مجراه الأول،[قالت:] (2) فلا يسبّوا عندك إذا. قال و من يسبّهم (3) إنما يرفع الرجل إليّ مظلمة فأردّها عليه.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الأصبهاني (4)،نا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل،[حدّثني أبي] (5).

ح (6) قال: و نا أبو حامد بن جبلة، نا محمّد بن إسحاق، قالا: نا زياد بن أيوب، نا يحيى بن أبي غنية، نا نوفل بن الفرات (7) قال:

كانت بنو أمية ينزلون فلانة بنت مروان على أبواب القصور (8)،فلما ولي عمر قال: لا يلي إنزالها أحد غيري، فأدخلوها على دابتها إلى باب قبته، فأنزلها، ثم طبق لها وسادتين إحداهما على الأخرى، ثم أنشأ يمازحها - و لم يكن من شأنها (9) المزاح - فقال: أ ما رأيت الحرس الذي على الباب ؟ قالت: بلى، فربما رأيتهم عند من هو خير منك، فلما رأى الغضب لا يتحلل عنها أخذ في الجدّ و ترك المزاح، فقال: يا عمّة، إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قبض فترك الناس على نهر مورود، فولي ذلك النهر بعده رجل فلم يستنقص (10) منه شيئا ثم ولي ذلك النهر بعد ذلك الرجل رجل آخر فلم يستنقص (11) منه شيئا ثم ولي ذلك النهر بعد ذلك الرجل رجل آخر فكرى منه ساقية ثم لم يزل الناس يكرون منه السواقي حتى تركوه يابسا ليس فيه قطرة، و أيم اللّه لئن أبقاني اللّه لأسكرن تلك السواقي حتى أعيده إلى مجراه الأول، قالت: فلا

ص: 41


1- سكر النهر سكرا: سدّ فاه.
2- سقطت من الأصل و زيدت عن «ز».
3- بدون إعجام بالأصل، و في «ز»: «مسّهم».
4- رواه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء 273/5 في أخبار عمر بن عبد العزيز.
5- سقطت اللفظتان من الأصل و «ز»، و زيدت عن الحلية.
6- «ح» حرف التحويل زيد عن «ز».
7- في حلية الأولياء: نوفل بن أبي الفرات.
8- في الحلية: القصر.
9- كذا بالأصل و «ز»، و المختصر و المطبوعة، و في الحلية: شأنه.
10- بالأصل: يستقض، و في «ز»: يستفض، و المثبت عن الحلية.
11- انظر الحاشية السابقة.

يسبّوا عندك إذا، قال: و من يسبهم، إنما يرفع إليّ الرجل مظلمته فأردها عليه (1).

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا منصور بن الحسين (2)،أنا محمّد بن إبراهيم ابن المقرئ، نا أبو عروبة، نا علي بن إبراهيم، نا عبد اللّه بن صالح، قال: و حدّثني الليث، قال:

فلما ولي عمر بدأ بلحمته (3) و أهل بيته، فأخذ ما بأيديهم، و سمّى أموالهم مظالم، ففزعت بنو أمية إلى فاطمة بنت مروان عمته، فأرسلت إليه: إنه قد عناني أمر، فذكر الحكاية.

و قد تقدمت في ترجمة عمر بن عبد العزيز.

و رويت هذه القصة لأم عمر بنت مروان، فلا أدري اسمها فاطمة أم لا، و لم يذكر الزّبير ابن بكار، و لا محمّد بن سعد في تسمية بنات مروان فاطمة، و ذكر الزّبير أم عمر، و قال ابن سعد: أم عمرو، فاللّه أعلم.

9413 - فاطمة بنت الوليد بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم

9413 - فاطمة بنت الوليد بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم (4)

أخت خالد بن الوليد

كانت مع زوجها الحارث بن هشام يوم أحد قبل أن تسلم، ثم أسلمت، و لها صحبة.

روت عن النبي صلى اللّه عليه و سلم حديثا واحدا.

روى عنها: ابن ابنها أبو بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام.

و خرجت مع زوجها الحارث إلى الشام، و استشارها خالد في بعض أمره.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن بن الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن النحاس، نا أبو سعيد أحمد بن محمّد بن زياد، نا عباس بن محمّد الدوري، نا مالك بن إسماعيل، نا عبد السّلام بن حرب، أن إسحاق بن عبد اللّه بن أبي فروة أخبرهم عن إبراهيم بن عباس [بن الحارث] (5) عن أبي بكر بن الحارث، عن فاطمة بنت

ص: 42


1- كذا بالأصل و «ز»، و في الحلية: عليهم.
2- بالأصل:«الحسن» و في «ز»: «الحسين» و على هامشها:«الحسن» و الصواب ما أثبت قياسا إلى أسانيد مماثلة.
3- اللحمة: القرابة.
4- انظر ترجمتها و أخبارها في الإصابة رقم 857، و طبقات ابن سعد 261/8 و نسب قريش للمصعب ص 322 و جمهرة ابن حزم ص 145 و أسد الغابة 232/6.
5- الزيادة بين معكوفتين عن «ز».

الوليد أم أبي بكر (1) أنّها كانت بالشام تلبس الثياب من الجباب الخزّ ثم تتّزر فقيل لها: أ ما يغنيك هذا عن الإزار؟ قالت: فإنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يأمرنا بالإزار (2)[13769].

أنبأنا أبو سعد المطرز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم، نا سليمان بن أحمد.

ح و أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أحمد بن إبراهيم بن جامع، قالا: نا علي بن عبد العزيز، نا أبو غسان مالك بن إسماعيل، نا عبد السّلام بن حرب، عن إسحاق بن أبي فروة - و في حديث سليمان: عن إسحاق بن عبد اللّه - عن إبراهيم بن العباس بن الحارث، عن أبي بكر بن الحارث، عن فاطمة بنت الوليد أنّها كانت تلبس بالشام من ثياب الخزّ - و في حديث سليمان أنّها كانت بالشام تلبس الثياب من ثياب الخز - ثم تأتزر فقيل لها: أ ما يغنيك هذا عن الإزار؟ فقالت: إنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يأمر بالإزار[13770].

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير قال (3):في تسمية ولد الوليد بن المغيرة: و فاطمة بنت الوليد ولدت عبد الرّحمن، و أم حكيم ابني الحارث بن هشام، و أمها حنتمة بنت شيطان، و اسمه عبد اللّه بن عمرو بن كعب بن واثلة (4) بن الأحمر بن الحارث بن عبد مناة.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمّد الجوهري.

و حدّثنا عمي أنا أبو طالب، نا الجوهري.

أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، أنا ابن الفهم، نا ابن سعد قال (5):فاطمة بنت الوليد بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم، و أمّها حنتمة بنت شيطان، و هو عبد اللّه بن عمرو بن كعب بن واثلة (6) بن الأحمر بن الحارث بن عبد مناة بن كنانة، تزوجها

ص: 43


1- كذا بالأصل و «ز»، و أبو بكر هو ابن عبد الرحمن، و هو ابن ابن ابنها، قال ابن الأثير في أسد الغابة:«و كثيرا ما يقولون للجد و الجدة أب و أم» و فاطمة بنت الوليد هي جدة أبي بكر.
2- أسد الغابة 232/6.
3- الخبر في نسب قريش للمصعب ص 322.
4- كذا بالأصل: واثلة، و في «ز»، و نسب قريش: وائلة.
5- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 261/8.
6- في ابن سعد: وائلة.

الحارث بن هشام بن المغيرة، فولدت عبد الرّحمن بن الحارث، و أم حكيم - زاد في الأصل:

ابن كعب، فزاد ابن حيوية فيه: ياء، و جعله: كعيبا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا عبد الوهّاب بن أبي حيّة، أنا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر (1)،حدّثني ابن أبي سبرة، عن موسى بن عقبة [عن أبي حبيبة] (2) مولى الزبير، عن عبد اللّه بن الزبير قال:

لما كان يوم الفتح أسلمت فاطمة بنت الوليد بن المغيرة.

رواه ابن (3) سعد (4) عن الواقدي، و زاد فيه: و أتت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فبايعته.

أخبرنا أبو طالب (5) بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد [بن] (6)النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا يحيى بن أبي طالب، نا الفضل بن دكين، نا عبد الواحد بن أيمن، حدّثني أبو بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام أن خالد بن الوليد استشار أخته في شيء، فأشارت عليه، فقام فقبّل فمها.

أخبرنا أبو بكر بن عبد الباقي و غيره، إذنا، عن أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيوية، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم، أنا الحارث بن أبي أسامة، أنا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر قال: و فيها يعني سنة عشرين تزوج عمر بن الخطاب فاطمة بنت الوليد بن المغيرة أم عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام.

9414 - فسيلة بنت واثلة بن الأسقع

9414 - فسيلة (7) بنت واثلة بن الأسقع

روت عن أبيها.

روى عنها عبّاد بن كثير الفلسطيني.

ص: 44


1- رواه الواقدي في مغازيه 850/2.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن «ز»، و مغازي الواقدي.
3- بالأصل و «ز»: أبو، خطأ.
4- راجع طبقات ابن سعد 261/8.
5- بالأصل و «ز»: «غالب» تصحيف، و الصواب ما أثبت قياسا إلى أسانيد مماثلة.
6- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز».
7- كذا بالأصل و «ز»، و قيل فيها: جميلة و قيل: خصيلة، تقدمت ترجمتها في «خصيلة» في هذا الجزء، و لم يشر المصنف إلى ذلك.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (1)،نا زياد بن الربيع، نا عباد بن كثير الشامي من أهل فلسطين عن امرأة منهم يقال لها: فسيلة، أنّها قالت: سمعت أبي يقول: سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقلت: يا رسول اللّه أ من العصبية أن يحبّ الرجل قومه (2)؟قال:«لا و لكن من العصبية أن ينصر [الرجل] (3) قومه على الظلم»[13771].

قال أبو عبد الرّحمن (4):سمعت من يذكر من أهل العلم أن أباها يعني فسيلة: واثلة بن الأسقع، و رأيت أبي جعل هذا الحديث في آخر أحاديث واثلة فظننت أنه ألحقه في حديث واثلة.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل الفقيه، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عمر بن مسرور، أنا أبو سهل بشر بن أحمد بن بشر الأسفرايني، حدّثني عبد اللّه بن محمّد بن ناجية، نا محمّد بن المثنى، نا زياد بن الربيع، أبو خداش (5)،نا عباد بن كثير الشامي من أهل فلسطين، عن امرأة منهم يقال لها: فسيلة أنها سمعت أباها يقول: سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يعني فقلت: يا رسول اللّه أ من العصبية أن يحبّ الرجل قومه ؟ قال:«لا، و لكن من العصبية أن يعين الرجل قومه على الظلم».

قال أبو موسى: فسيلة هذه يقال (6):إنّها ابنة واثلة بن الأسقع.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا عمر بن علي، نا زياد بن الربيع، نا عباد بن كثير الفلسطيني، عن امرأة منهم يقال لها: فسيلة، عن أبيها قال: قلت: يا رسول اللّه، أ من العصبية أن يحبّ الرجل قومه ؟ قال:«لا، و لكن من العصبية أن يعين الرجل قومه على الظلم»[13772].

قال زياد: و قد رأيت فسيلة.

ص: 45


1- رواه أحمد بن حنبل في المسند(153/6 رقم 17479) طبعة دار الفكر.
2- بالأصل و «ز»: «قوما» و المثبت عن المسند.
3- سقطت من الأصل، و زيدت عن «ز»، و المسند.
4- يعني عبد اللّه بن أحمد بن حنبل.
5- بالأصل:«نا زياد بن الربيع، نا أبو خراش» و في «ز»: نا زياد بن الربيع اليحمدي نا محمد نا أبو خراش» و الصواب ما أثبت: و هو زياد بن الربيع اليحمدي أبو خداش البصري، ترجمته في تهذيب الكمال 371/6.
6- بالأصل: فقال، و المثبت عن «ز».

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو عمرو عبد الرّحمن ابن محمّد الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،نا علي بن إبراهيم بن الهيثم، نا علي بن الحسين الخواص، نا الوليد بن مسلم، نا صدقة بن يزيد، عن ابنة (2) واثلة، عن أبيها قال:

قلت: يا رسول اللّه الرجل يحبّ قومه أ عصبي هو؟ قال:«لا، إنّما العصبي الذي يعين قومه على الظلم»[13773].

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه المالكي، أنا أبو المنجي حيدرة بن علي بن محمّد بن إبراهيم المالكي، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الحسن بن حذلم، نا يزيد بن محمّد، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا الوليد بن مسلم، حدّثني صدقة بن يزيد قال: حدّثتني بنت واثلة بن الأسقع أنّها سمعت أباها يحدّث قال: قلت: يا رسول اللّه الرجل يحب قومه، أ عصبي هو؟ قال:«لا»، قلت: فمن العصبي يا رسول اللّه ؟ قال:«الذي يعين قومه على الظلم».

[أسماء النساء على] حرف القاف

اشارة

[قزعة]

9415 - قزعة الحجازية

حكت عن الوليد بن يزيد.

حكى عنها ابنها أبو بسطام موسى بن خالد صامة.

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين قال:

قزعة (3)،حجازية قديمة من محسنات قيان الحجاز، أخذت عن عزّة الميلاء، و جميلة و ابن مسحج، و ابن محرز، و هي إحدى القيان اللواتي غنين جميلة لمّا شيّعها مغنو أهل الحجاز و مغنياتهم حين حجّت، فأمرتهم أن يغنوا على مراتبهم، فقالت لقزعة هذه و جاريتين أخريين من قيان أهل الحجاز و مغنياتهم يقال لهما: فسيلة (4) و لذّة العيش أن يتراسلن بينهن في هذا الصوت (5):

ص: 46


1- رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 78/4 في أخبار صدقة بن يزيد.
2- في الكامل لابن عدي: بنت.
3- ورد في الأغاني 220/8 فرعة.
4- كذا رسمها بالأصل، و في «ز»: قيلة، و اعتمد في المطبوعة: نتيلة، و لعل الصواب:«بلبلة» كما في الأغاني 220/8.
5- الشعر في الأغاني 220/8 بدون نسبة.

لعمري لئن كان الفؤاد من الهوى *** بغى (1) سقما إنّي إذا لسقيم

عليّ دماء البدن إن كان حبّها *** على النأي في طول الزمان يريم

تلمّ ملمّات فينسين بعدها *** و يذكرن منا (2) العهد و هو قديم

فأقسم ما صافيت (3) بعدك خلّة *** و لا لك عندي في الفؤاد قسيم

و تزوجت قزعة مغنيا يقال له خالد صامة و هو بعض مغنّي الحجاز المتقدمين، و له صنعة حسنة، و كان متصلا بالوليد بن يزيد، فلمّا ولي الخلافة انقطع إليه، و انتقل عن الحجاز إلى دمشق هو و امرأته، فلم يزالا بها حتى قتل الوليد، و هو الذي غنى الوليد بن يزيد في قول ابن أذينة (4) يرثي أخاه بكرا (5):

سرى همّي و همّ المرء يسري *** و غار النجم إلاّ قيس فتر (6)

أراقب في المجرّة كلّ نجم *** تعرّض للمجرة كيف يجري

لهم ما أزال له مديما *** كأن (7) القلب أبطن (8) حرّ جمر

على بكر أخي ولّى (9) حميدا *** و أي العيش يصلح (10) بعد بكر

قال: فقال له الوليد بن يزيد: ويحك يا صم، من يقول هذا؟ فقال: ابن أذينة، فقال:

عيشنا و اللّه يصفو على رغمه بعد بكر و قبله، لقد تحجر هذا الأحمق واسعا، و ولدت قزعة من خالد صامة ابنا له يقال له: موسى، و كان يكنى أبا بسطام و كان مغنيا أيضا، و أدرك الدولة العباسية، و كان أهل الحجاز يسمونه ابن دفتي (11) المصحف.

ص: 47


1- بالأصل: نعى، و بدون إعجام في «ز»، و المثبت عن الأغاني.
2- كذا بالأصل و «ز»، و في الأغاني: و يذكر منها.
3- بالأصل: صافت، تحريف، و المثبت عن «ز»، و الأغاني.
4- يعني عروة بن أذينة، و أذينة لقبه، و اسمه يحيى بن مالك. شاعر غزل مقدم من أهل المدينة. راجع أخباره في الأغاني 322/18.
5- الأبيات في الأغاني 333/18-334.
6- يعني مقداره.
7- رسمها بالأصل: كابي، و المثبت عن «ز»، و الأغاني.
8- كذا في الأصل و «ز»، و في الأغاني: أضرم.
9- بالأصل:«و أبي» و المثبت عن «ز»، و الأغاني.
10- كذا بالأصل و «ز»، و في الأغاني: يصفو.
11- في «ز»: دفين.

9416 - قطبة ابنة هرم بن قطبة مولاة أبي الشّعثاء الفزاري

روت عن أبي سفيان مدلوك و كانت له صحبة.

روى عنها مطر بن (1) العلاء الفزاري، و قد تقدم حديثها في ترجمة محمّد بن أحمد بن محمّد بن مطر الفزاري.

9417 - قطر الندى بنت أبي الحسن خمارويه بن أحمد بن طولون

تزوجها الخليفة المعتضد باللّه، و حملت إليه إلى بغداد، لها ذكر.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، أخبرني أبو بكر الخطيب، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه، نا سليمان بن أحمد قال: أخبرت أن المعتضد قال في قطر الندى بنت خمارويه بن أحمد ابن طولون:

حسرات في فؤادي *** شردت عني رقادي

و هموم طارقات *** وكلتني بالسهاد

هاهنا جسمي مقيم *** و ببغداد فؤادي

هكذا كل محبّ *** باع قربا ببعاد

أملك الخلق و لكن *** تملك الجود (2) قيادي

ملك الجود فؤادي *** مثل ملكي للعباد

[أسماء النساء على] حرف الكاف

9418 - كتيبة بنت الوقعة السعدية

من النسوة الشواعر، لها ذكر في فتنة أبي الهيذام.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي فيما أفاده بعض أهل دمشق عن أبيه عن جده و أهل بيته من المريين (3) قال: و قالت امرأة من بني ثعلبة بن سعد يقال لها كتيبة بنت الوقعة:

ناد القبائل من عدنان و اعل به *** و ارفع بذلك منك الصوت إعلانا (4)

ص: 48


1- بالأصل:«أبو» و المثبت عن «ز».
2- كذا بالأصل و «ز» في الموضعين:«الجود» و في المطبوعة: الخود.
3- في الأصل:«المدنين» و في «ز»: «المرسن» و لعل ما أثبت الصواب.
4- جاء هذا البيت الثاني في المطبوعة.

و ناد يا عامر الغارات أسر بهم *** حتى تبيد بهم خضراء قحطانا

أو تستقيد لكم بالذل راغمة *** تجبي الخراج إلى قيس بن عيلانا

و البحدلي (1) فلا يغلبكم هربا *** حتى تذيقوه حرّ الموت خزيانا

أنتم ظباة سيوف الحي من مضر *** و الجوهر المصطفى يا آل ذبيانا

أمي الفداء لكم طرّا و ما ولدت *** بالمرج يوم أتى الطائيّ غسانا

شفي حريم غليل الصدر من يمن *** و كان مستعرا بالحرب (2) نيرانا

و قبلها ما شفى نفسي و سكنني *** إثارة الخيل خولانا و شعبانا

و في السكاسك قد أبرأت لي سقما *** يا ابن الكرام و قدما كنت محسانا

فأجابها محرز الغساني:

نادت عجوز أبا الهيذام مسمعة *** ليست بمريم بنت الكهل عمرانا

لكن عجوز ثمود الحجر يشبهها (3) *** كذاك تدعو عجوز الحيّ عيلانا

تلك التي أمرت بالظلم جاهدة (4) *** فاللّه يصلي عجوز النار نيرانا

فإن بكيت لقد أبكيت (5) راغمة *** و سامك الخسف أسد الحيّ قحطانا

فابكي على حرّة منا صلبت بها *** لا أرقأ (6) اللّه منك الدمع أزمانا

[كريمة] (7)

9419 - كريمة بنت الحسحاس المزنية

9419 - كريمة بنت الحسحاس المزنية (8)

سمعت أبا هريرة الدوسي، في بيت أم الدرداء.

روى عنها إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر.

ص: 49


1- بالأصل و «ز»: «و البحر لي» و المثبت عن المطبوعة.
2- بالأصل: بالحرف، و المثبت عن «ز».
3- كذا بالأصل و «ز»، و في المطبوعة: تشبهها.
4- كذا بالأصل و «ز»، و في المطبوعة: جاهرة.
5- بالأصل: بكيت، و المثبت عن «ز».
6- رقأ الدمع جفّ .
7- زيادة عن «ز».
8- ترجمتها في تهذيب الكمال 419/22 و تهذيب التهذيب 13/6 و تقريبه:(501/10 ت 8965) ط دار الفكر و ميزان الاعتدال 609/4.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا أبو الفتح الصحاف، نا أبو عبد اللّه الجرجاني، نا محمّد بن يعقوب الأصم، نا سعيد بن عثمان التنوخي، نا بشر بن بكر، نا الأوزاعي، حدّثني إسماعيل بن عبيد اللّه، عن كريمة بنت الحسحاس المزنية قالت: سمعت أبا هريرة في بيت أم الدرداء يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ثلاث من الكفر: النياحة، و شق الجيوب، و الطعن في النسب»[13774].

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن (1)،أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا عبد الرّحمن ابن يزيد بن جابر، نا إسماعيل بن عبيد اللّه، عن كريمة ابنة الحسحاس المزنية أنها حدثته قالت: حدّثنا أبو هريرة و نحن في بيت هذه يعني أم الدرداء، أنّه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يأثر عن ربه أنّه قال:«أنا مع عبدي ما ذكرني و تحركت بي شفتاه»[13775].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو محمّد عبد الجبار، و أبو علي عبد الحميد ابنا محمّد بن أحمد، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالوا: أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا العباس بن الوليد بن مزيد، أخبرني أبي.

ح (2) و أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم، أنا إبراهيم بن عبد اللّه، نا عبد اللّه بن محمّد بن زياد، أخبرني العباس بن الوليد، أنا أبي.

قال: سمعت ابن جابر يقول: حدّثني إسماعيل بن عبيد اللّه، عن كريمة بنت الحسحاس المزنية أنّها قالت: حدّثنا أبو هريرة و نحن في بيت هذه يعني أم الدرداء، قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«قال ربكم: أنا مع عبدي ما ذكرني و تحركت بي شفتاه»[13776].

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن محمّد بن الحسن، أنا الحسن بن أحمد ابن محمّد، أنا محمّد بن حمدون بن خالد، نا علي بن عثمان النفيلي (3)،نا عبد اللّه بن يوسف، نا سعيد هو ابن عبد العزيز، عن إسماعيل بن عبيد اللّه، عن كريمة بنت الحسحاس المزنية قالت: سمعت أبا هريرة في بيت هذه، يعني أم الدرداء يقول:«قال اللّه: أنا مع

ص: 50


1- من طريقه و بسنده إلى أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه و سلم رواه المزي في تهذيب الكمال 419/22.
2- سقط «ح» حرف التحويل من «ز».
3- بالأصل: البعيلي، و في «ز»: النعيلي. كلاهما تصحيف.

[عبدي] (1) ما ذكرني، و تحركت بي شفتاه»[13777].

أنبأنا أبو بكر عبد الغفار بن محمّد، و أخبرني أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن حبيب، و أبو منصور برغش (2) بن عبد اللّه عنه، أنا أبو سعيد الصيرفي، نا أبو العباس الأصم.

ح (3) و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، نا الشيخ الإمام أبو الطيب سهل بن محمّد بن سليمان، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، نا إسحاق بن بكر، عن أبيه، عن جعفر بن ربيعة.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، و محمّد بن موسى، قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا إبراهيم بن منقذ، حدّثني إدريس بن يحيى، نا بكر بن مضر، حدّثني جعفر بن ربيعة.

عن ربيعة بن يزيد الدمشقي، عن إسماعيل بن عبيد اللّه مولى بني مخزوم قال: دخلت على أم الدرداء، فلما سلّمت جلست فسمعت كريمة بنت الحسحاس المزنية و كانت من صواحب أم الدرداء تقول: سمعت أبا هريرة و هو في بيت هذه، يشير إلى أم الدرداء، يقول:

سمعت أبا القاسم صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ اللّه قال: أنا مع عبدي ما ذكرني و تحركت بي شفتاه»[13778].

لفظهما قريب.

و رواه الأوزاعي، عن إسماعيل، عن أم الدرداء، عن أبي هريرة.

أخبرنا (4) أبو الحسن الفرضي، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: نا أبو محمّد الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر.

و أخبرنا أبو الحسن بن البقشلان، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، نا أبو الحسين بن سمعون قالا: أنا أحمد بن سليمان بن زبّان (5)،نا هشام بن عمار، نا عبد الحميد بن حبيب

ص: 51


1- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز».
2- بالأصل:«بن عيسى» و في «ز»: «بن عس» و كلاهما تصحيف.
3- «ح» حرف التحويل سقط من «ز».
4- كذا بالأصل و المطبوعة، و في «ز»: أخبرناه.
5- بدون إعجام بالأصل، و المثبت عن «ز».

ابن أبي العشرين، نا الأوزاعي، حدّثني إسماعيل بن عبيد اللّه قال: حدّثتني أم الدرداء عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ اللّه يقول: أنا مع عبدي ما ذكرني و تحركت بي شفتاه»[13779].

تابعه أبو المغيرة، و البابلتّي (1).

و أما حديث أبي (2) المغيرة:

فأخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه إسحاق بن محمّد ابن يوسف بن يعقوب السوسي، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا سعيد بن عثمان التنوخي، و محمّد بن عوف، قالا: أنا أبو المغيرة، نا الأوزاعي، عن إسماعيل بن عبيد اللّه، حدّثتني أم الدرداء، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ اللّه يقول: أنا مع عبدي ما ذكرني و تحركت بي شفتاه»[13780].

و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد بن النّضر الديباجي الصيرفي، نا عبد الغافر بن سلامة، نا أبو (3) شرحبيل عيسى بن خالد بن نافع، نا أبو المغيرة، نا الأوزاعي، نا إسماعيل بن عبيد اللّه، حدّثتني أم الدرداء، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن اللّه يقول: أنا مع عبدي إذا ذكرني و تحركت بي شفتاه»[13781].

و أما حديث البابلتي:

فاخبرناه أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن عمر، أنا أبو محمّد بن [أبي شريح، نا محمّد] (4) بن أحمد بن عبد الجبار الرّذاني (5)،نا حميد بن زنجويه، نا يحيى بن عبد اللّه، نا الأوزاعي، نا إسماعيل بن عبيد اللّه، عن أم الدرداء، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يقول اللّه: أنا مع عبدي ما ذكرني و تحركت بي شفتاه»[13782].

ص: 52


1- البابلتي بفتح الباء الموحدة و سكون الباء الثانية و ضم اللام و كسر التاء هذه النسبة إلى: بابلت من قرى الجزيرة بين الرقة و حران.
2- بالأصل و «ز»: ابن.
3- تحرفت بالأصل إلى: بن، و التصويب عن «ز».
4- بالأصل:«أنا أبو محمد بن عبد اللّه بن عمر، أنا أبو محمّد بن أحمد» صوبنا السند حذفا و زيادة بما يوافق «ز».
5- بالأصل و «ز»: الرداني، تصحيف، و الصواب ما أثبت، و هذه النسبة إلى رذان من قرى نسا.

و رواه أبو الحسين (1) بن سمعون، عن ابن زبّان (2) فجعله من مسند أبي الدرداء.

أخبرناه أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنا أبو طالب محمّد بن علي (3)العشاري.

ح و أخبرناه أبو الحسن بن البقشلاني، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، قالا: أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن سمعون، أنا أحمد بن سليمان، نا هشام بن عمار، نا عبد الحميد، نا الأوزاعي، حدّثني إسماعيل بن عبيد اللّه، حدّثتني أم الدرداء، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن اللّه - يعني - يقول: أنا مع عبدي ما ذكرني و تحركت بي شفتاه»[13783].

و هكذا رواه أبو عبد اللّه محمّد بن يحيى السلمي السميساطي، عن أحمد بن سليمان، و الأول الصواب.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدار قطني قال:

كريمة بنت الحسحاس المزنية، روت عن أبي هريرة، روى حديثها الأوزاعي، عن إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر، قال: حدّثتني كريمة بنت الحسحاس في بيت أبي الدرداء أنّها سمعت أبا هريرة.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي زكريا البخاري.

ح (4) و حدّثنا خالي أبو المعالي القاضي، نا أبو الفتح الزاهد، أنا أبو زكريا عبد الغني ابن سعيد قال: حسحاس بالحاء و بالسين غير معجمتين، كريمة بنت الحسحاس، عن أبي هريرة، روى عنها إسماعيل بن عبيد اللّه.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (5):أمّا الحسحاس بحاء و سين مهملتين، كريمة بنت الحسحاس المزنية (6) روت عن أبي هريرة، روى عنها إسماعيل ابن عبيد اللّه بن أبي المهاجر.

ص: 53


1- تحرفت بالأصل و «ز» إلى: الحسن.
2- تحرفت بالأصل إلى:«ريان» و في «ز»: «ابن أبي ريان» كلاهما تصحيف، و هو أحمد بن سليمان بن زبان.
3- بالأصل و «ز»: محمد، تصحيف.
4- «ح» حرف التحويل سقط من الأصل.
5- الاكمال لابن ماكولا 148/3.
6- كذا بالأصل و «ز»، و في الاكمال: المدنية.

9420 - كنود ابنة قرظة بن عبد عمرو

ابن نوفل بن عبد مناف بن قصي القرشية

زوج معاوية بن أبي سفيان، و هي التي غزت معه قبرس، و هي أخت فاختة بنت قرظة، زوج معاوية أيضا، لها ذكر، و كانت كنود قبل معاوية تحت عنبة (1) بن سهيل بن عمرو، فمات عنها بالشام.

أخبرناه (2) أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير (3) قال: و ولد عبد عمرو بن نوفل: قرظة، و أمه عاتكة بنت الأخيف بن علقمة بن عبد بن الحارث بن منقذ بن عمرو بن معيص بن عامر بن لؤي، فولد قرظة بن عبد عمرو: عمرا الأكبر، و عمرا الأصغر، و سهلا، و سهيلا، و كنود، ولدت لعنبة (4) بن سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي، ثم خلف عليها معاوية بن أبي سفيان.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا محمّد بن جرير (5) قال (6):في تسمية نساء معاوية بن أبي سفيان، و أظنه حكاه عن أحمد بن زهير، عن المدائني، كنود (7) ابنة قرظة أخت فاختة فغزا قبرس و هي معه فماتت هنالك.

ص: 54


1- في «ز»: عتبة.
2- في «ز»: أخبرنا.
3- الخبر في نسب قريش للمصعب الزبيري ص 204.
4- كذا بالأصل: عنبة، بالنون، و في «ز»، و نسب قريش: عتبة، تصحيف.
5- تحرفت بالأصل و «ز» إلى: حرر، و الصواب ما أثبت، و هو محمد بن جرير الطبري صاحب كتاب تاريخ الأمم و الملوك.
6- تاريخ الطبري 339/5.
7- تحرفت في تاريخ الطبري إلى: كتوه.

[أسماء النساء على] حرف اللام

اشارة

[لبابة] (1)

9421 - لبابة ابنة يحيى بن أحمد بن علي بن يوسف الخرّاز

9421 - لبابة ابنة (2) يحيى بن أحمد بن علي بن يوسف الخرّاز

روت عن جدها أبي بكر أحمد بن علي.

روى عنها تمام بن محمّد.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد.

ح و أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، أنا أبو القاسم الحسين بن محمّد (3) الحنائي، قالا: أنا تمام بن محمّد. أخبرتنا أم العباس لبابة بنت يحيى بن أحمد بن يوسف الخرّاز (4)، قراءة عليها في كتاب جدها قالت: حدّثنا (5) جدي أحمد بن علي الخرّاز، نا مروان بن محمّد، نا بكر بن مضر، حدّثني جعفر بن ربيعة، عن عراك بن مالك. أخبرني عروة بن الزبير، عن عائشة أنها أخبرت:

أن زينب بنت جحش التي كانت تحت عبد الرّحمن بن عوف استحيضت فشكت ذلك إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال لها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«امكثي قدر حيضتك لا تصلّي ثم اغتسلي و صلّى»[13784].

أخبرنا أبو محمّد السلمي، نا أبو محمّد التميمي، أنا تمام بن محمّد، أنا الحسن بن حبيب، نا أبو بكر أحمد بن علي الخرّاز.

قال: و أنا تمام، قال: و حدّثتنا أم العباس لبابة ابنة يحيى بن أحمد بن علي بن يوسف الخرّاز قالت: حدّثني جدي أبو بكر أحمد بن علي الخراز، نا أبو المغيرة قال: سمعت الأوزاعي يقول: بلغني في قول اللّه عز و جل: فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ (6) قال: هو السماع في

ص: 55


1- زيادة عن «ز»، ضبطت فيها بالقلم بضمة فوق اللام و فتحة فوق الباء.
2- كذا بالأصل و «ز»، و في المطبوعة: بنة.
3- أقحم بعدها بالأصل:«طاهر بن سهل، أنا أبو القاسم الحسين بن محمد».
4- تصحفت بالأصل إلى: الحراز، و المثبت عن «ز».
5- في «ز»: حدثني.
6- سورة الروم، الآية:15، و بالأصل و «ز»: تحبرون.

الجنّة، فإذا أخذ أهل الجنة في السماع لم تبق شجرة في الجنة إلاّ وردت.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (1):في باب الخرّاز:

أوله خاء معجمة و بعدها راء و آخره زاي: أم العباس لبابة بنت يحيى بن أحمد بن علي بن يوسف الخرّاز، روت عن جدها أبي بكر أحمد بن علي بن يوسف الخرّاز، حدّث عنها تمام الرازي.

[ليلى] (2)

9422 - ليلى بنت الجودي الغسانية

9422 - ليلى بنت الجودي الغسانية (3)(4)

لها ذكر.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر الباقلاني، أنا أبو علي بن شاذان، أنا عبد اللّه بن إسحاق البغوي.

ح (5) و أخبرنا أبو البركات، أنا أبو الفوارس طراد بن محمّد، أنا أحمد بن علي بن الحسين، أنا حامد بن محمّد.

قالا: أنا علي بن عبد العزيز، نا أبو عبيد بن سلام (6)،نا أزهر و معاذ كلاهما عن ابن عون، عن يحيى بن يحيى الغساني:

أن عبد الرّحمن بن أبي بكر كان عشق جارية في الجاهلية يقال لها ليلى، و كان يشبب بها، فقدم على يعلى بن أمية اليمن، فرآها في السبي، فقال: اعطنيها (7) فقال: ما أنا بمعطيكها (8) أو أكتب إلى أبي بكر، فكتب إليه فيها، فكتب إليه: أن أعطها إياه، و زاد معاذ في حديثه قال: قال ابن عون: أراه أعطاه إياها من الخمس.

ص: 56


1- الاكمال لابن ماكولا 186/2.
2- زيادة عن «ز».
3- بالأصل: الغساني، و المثبت عن «ز».
4- ترجمتها في الإصابة 403/4.
5- «ح» حرف التحويل سقط من «ز».
6- الخبر رواه أبو عبيد في كتاب الأموال ص 133 رقم 813 طبعة مؤسسة ناصر للثقافة.
7- بالأصل: أعطنها. و المثبت عن «ز».
8- بالأصل: بمعطيها، و المثبت عن «ز».

قال أبو عبيد: حدّثت بهذا الحديث أبا مسهر الغساني بدمشق، فعرف الحديث، فقال:

تلك ليلى بنت الجودي امرأة من غسان من قومه إلاّ أنه قال: إنما نفله إياها عمر بالشام.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن علي بن الحسن، أنا عبد الرّحمن بن عمر، أنا أحمد بن محمّد بن زكريا (1) بن زياد، نا إبراهيم بن هاشم، عن يحيى بن عروة، نا أبي، عن جدي، عن عروة بن الزبير بن العوام، عن عبد الرّحمن بن أبي بكر أنه دخل الشام في نفر من قريش كانوا يبيعون القطن، فدخل على نسوة من غسان فأعجبته امرأة منهن، يقال لها ليلى بنت الجودي، فانصرف من الشام و هو يشبب و يقول (2):

تذكّرت ليلى و السّماوة دونها (3) *** فما لابنة (4) الجودي ليلى و ما ليا؟!

في شعر يقوله:

قال عبد الرّحمن: كنت في جيش خالد بن الوليد الذي أصاب غسّان بالشام فإذا ليلى في ذلك السبي، و قد كنت ذكرت أمرها للنبي صلى اللّه عليه و سلم حين بعثه و سألته إن أفاء اللّه عليها أن يهبها لي، فقال: هي لك، فذكرت ذلك لخالد بن الوليد، فقال: لست أعطيكها دون رأي أبي بكر فأقمت عنده شاهدين فكتب إلى أبي بكر فكتب إليه أبو بكر (5) يأمره أن يعطيه إياها.

[قال ابن عساكر:] (6) كذا قال، و الصواب ابن هشام بن يحيى بن يحيى (7).

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن عبيد اللّه البيع، نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا عبد اللّه بن شبيب، حدّثني يحيى بن إبراهيم، حدّثني إسحاق بن جعفر بن محمّد، عن عبد الرّحمن بن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة:

أنّ عبد الرّحمن بن أبي بكر مرّ بدمشق في أول الإسلام أو في آخر الجاهلية، فمرّت

ص: 57


1- كذا ورد اسمه بالأصل و «ز»، و في عامود نسبه «بن زكريا» راجع ترجمته في سير الأعلام(75/12 ت 3076) ط دار الفكر
2- الخبر و البيت في الإصابة 404/4 باختلاف.
3- في الإصابة: بيننا.
4- بالأصل و «ز»: «فمال ابنة» و المثبت عن الإصابة.
5- من قوله: فأقمت... إلى هنا استدرك على هامش «ز».
6- زيادة منا للإيضاح.
7- يعني قوله في سند الخبر: نا إبراهيم بن هاشم عن يحيى بن عروة.

عليه امرأة لم ير أجمل منها، فعثرت أو تعاثرت فقالت: يا ليلى فقال: و من ليلى ؟ قالت: ابنة الجودي، قال: و ليلى أحسن منك، قالت: عجوز معها: فتحب أن أريكها؟ قال: نعم، فنظر إليها و قال فيها شعرا (1):

تذكرت ليلى و السماوة دونها *** و ما لابنة الجودي ليلى و ما ليا

و أنّى تعاطى قلبه (2) حارثية *** تدمّن (3) بصرى أو تحل الجوابيا

و أنّى تلاقيها؟ بلى، و لعلها *** إن (4) الناس حجوا قابلا أن توافيا

قال: فقال عمر بن الخطاب: و كتب إلى عامل دمشق: إن فتح اللّه لكم دمشق، فأسلموا ابنة جودي إلى عبد الرّحمن بن أبي بكر، فأسلموها إليه، فقدم بها، و آثرها على نسائه، فشكونه إلى عائشة، فلامته فيها، و قالت: أتاوية (5) جئت بها تؤثرها على نسائك ؟ فقال: إني و اللّه لكأني أرشف بأنيابها حبّ الرمان قال: فعمل بها شيء حتى سقطت أسنانها سنا سنا، قال: فتركها عبد الرّحمن قالت: فكنت أعاتبه لها كما كنت أعاتبه فيها، فقال: ليس لها عندي شيء، قلت له: امرأة شريفة، خلّ سبيلها، فخلّى سبيلها، و ردّها إلى أهلها.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا محمود بن جعفر،[أنا عمّ أبي الحسين بن أحمد بن جعفر] (6) نا إبراهيم بن السندي، نا الزبير بن بكار، حدّثني محمّد بن الضحاك الحزامي، عن أبيه، عن عبد الرّحمن بن أبي الزناد قال: خرج عبد الرّحمن بن أبي بكر الصدّيق إلى الشام فمرّ بابنة الجودي و حولها نسوة فأعجب بها فقال لها:

تذكّرت ليلى و السماوة دونها *** و ما لابنة الجودي ليلى و ما ليا

و أنّى تعاطي قلبه حارثية *** تدمن بصرى أو يحل الجوابيا

و أنّى تلاقيها بلى و لعلها *** إن الناس حجّوا قابلا أن توافيا

قال أبو عبد اللّه: فلما جهز عمر بن الخطاب جيوشه إلى الشام أمر عامل الجيش إن

ص: 58


1- الأبيات في نسب قريش ص 276 و مصارع العشاق 214/2 و الأغاني 273/17.
2- في مصارع العشاق: ذكره، و في نسب قريش: ذكرها.
3- في المصارع: تقيم.
4- كذا بالأصل و «ز» و المصارع، و في نسب قريش و الأغاني: إذا.
5- سمي الرجل الغريب أتيا و أتاويا و الجمع أتاويون. و قال الأصمعي: الأتي الرجل يكون في القوم ليس منهم، و قال الكسائي: الأتاوي الغريب الذي هو في غير وطنه. و نسوة أتاويات (تاج العروس: أتى) طبعة دار الفكر 136/19.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك لتقويم السند عن «ز».

فتح اللّه عليه أن يدفع ليلى بنت الجودي إلى عبد الرّحمن بن أبي بكر، فلما أظفره اللّه دفعها يعني إليه، فآثرها عبد الرّحمن على نسائه حتى شكونه إلى عائشة، فعاتبته في ذلك، فقال:

و اللّه كأني أرشف بأنيابها حب الرمان، فأصابها مرض طرح أسنانها فجفاها عبد الرّحمن حتى شكته إلى عائشة، فقالت له: يا عبد الرّحمن لقد أحببت ليلى فأفرطت و أبغضتها فأفرطت، فإما أن تنصفها و إمّا أن تجهزها إلى أهلها، فجهّزها إلى أهلها.

قرأت على أبي الفضل عبد الواحد بن إبراهيم بن القرة (1)،عن عاصم بن الحسين بن محمّد، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا الحسين بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، نا أبو بكر أحمد ابن محمّد بن هانئ، نا صالح بن محمّد، حدّثني أبو صالح، عن المبارك، عن مصعب بن ثابت بن عبد اللّه بن الزبير، عن عكاشة بن مصعب بن الزبير، عن عروة بن الزبير قال:

كانت بنت ملك من ملوك الشام يشبب بها عبد الرّحمن بن أبي بكر قد كان رآها فيما يقدم الشام، فلما فتح اللّه على المسلمين و قتل أبوها أصابوها، فقال المسلمون لأبي بكر: يا خليفة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أعط هذه الجارية عبد الرّحمن قد سلمناها له، قال أبو بكر: أكلكم على ذلك ؟ قالوا: نعم، فأعطاها إياه، و كان لها بساط في بلادها لا تذهب إلى الكنيف و لا إلى حاجة إلاّ بسط لها، و رمي بين يديها رمانتان من ذهب تتلهى بهما، قال: فكان عبد الرّحمن إذا خرج من عندها ثم رجع رأى في عينيها أثر البكاء، فيقول: ما يبكيك، اختاري خصالا أيها (2) شئت، إما أن أعتقك و أنكحك قالت: لا أبتغيه، و إن أحببت أن أردك إلى قومك، قالت: لا أريد، و إن أحببت رددتك على المسلمين، قالت: لا أريد، قال: فأخبريني ما يبكيك ؟ قالت: أبكي للملك من يوم البؤسى.

أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن أشليها، و ابنه أبو الحسن علي قالا: أنا أبو الفضل ابن الفرات، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، نا أحمد بن إبراهيم، نا ابن عائذ، حدّثني الواقدي، حدّثني ابن أبي سبرة، عن عمارة بن غزية قال:

كان منا عدة من الأنصار مع خالد بن الوليد حين أغار على غسان بمرج راهط فغنم أشياء، فقسمها بينهم قبل أن يصل إلى جماعة العسكر بقناة (3) بصرى و كان فيما غنم ابنة الجودي.

ص: 59


1- بدون إعجام بالأصل و «ز»، أعجمت قياسا إلى سند مماثل.
2- في «ز»: أيهما.
3- تقرأ بالأصل: بفتاة، و المثبت عن «ز».

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالا: أنا أبو جعفر، أنا أبو طاهر، أنا أبو عبد اللّه، أنا الزبير بن أبي بكر، حدّثني عبد اللّه بن نافع الصائغ، عن عبد الرّحمن بن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه أن عمر بن الخطاب نفل عبد الرّحمن بن أبي بكر ليلى بنت الجودي من فتح دمشق، و كانت ابنة ملك دمشق.

9423 - ليلى بنت عاصم بن عمر بن الخطاب

أم عاصم والدة عمر بن عبد العزيز

يأتي ذكرها في الكنى.

9424 - ليلى الأخيليّة بنت عبد اللّه بن الرّحّال - و يقال الرّحّالة -

ابن (1) شداد بن كعب بن معاوية، و هو الأخيل، و يقال الأخيل بن معاوية فارس

الهرّار (2) بن عبادة بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العبادية (3)

صاحبة توبة ابن الحمير (4) بن حزم بن كعب بن خفاجة بن عمرو بن عقيل (5)،و يقال ليلى بنت حذيفة بن شداد بن كعب بن الرحال بن معاوية بن عبادة.

امرأة شاعرة، مقدمة في النساء الشواعر، وفدت على عبد الملك بن مروان.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (6):و أما حمير ياؤه مشددة مكسورة توبة بن الحمير بن سفيان بن كعب بن خفاجة بن عمرو بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة أبو حرب الشاعر، و هو صاحب ليلى الأخيليّة.

قرأت في كتاب علي بن الحسين بن محمّد القرشي (7)،أخبرني الحرمي بن أبي العلاء، نا الزبير بن بكار، حدّثني يحيى بن المقدام الزمعي (8)،عن عمّه موسى بن يعقوب قال: دخل

ص: 60


1- بالأصل: بنت، و المثبت عن «ز».
2- تقرأ بالأصل: الهدار، و المثبت عن «ز»، و الأغاني.
3- انظر أخبارها في الأغاني 204/11 و الشعر و الشعراء 448/1 و فوات الوفيات 141/2 و معجم الشعراء 343.
4- الحمير بضم الحاء و فتح الميم و تشديد الباء المكسورة تصغير حمار. انظر ما يرد عن ابن ماكولا.
5- انظر أخباره في الشعر و الشعراء 445/1 و انظر بهامشه ثبتا بأسماء مصادر ترجمت له.
6- الاكمال لابن ماكولا 519/2.
7- الخبر و الشعر في الأغاني 245/11-246.
8- كذا بالأصل و «ز»، و تصحفت في الأغاني إلى: الربعي.

عبد الملك بن مروان على زوجته عاتكة بنت يزيد بن معاوية، فرأى عندها امرأة بدوية أنكرها، فقال لها: من أنت ؟ قالت: أنا الوالهة الحرى ليلى الأخيليّة، قال: أنت التي تقولين:

أريقت جفان ابن الخليع فأصبحت *** حياض الندى زالت بهن المراتب

فعفاؤه (1) لهفى يطوفون حوله *** كما انقضّ عرش البئر و الورد عاصب

قالت: أنا التي أقول ذلك، قال: فما أبقيت لنا؟ قالت: الذي أبقى (2) اللّه لك، قال:

و ما ذاك ؟ قالت: نسبا قرشيا و عيشا رخيا، و امرأة مطاعة، قال: أفردته بالكرم، قالت: أفردته بما انفرد به (3)،فقالت (4) عاتكة: إنها قد جاءت تستعين بنا عليك في عين تسقيها و تحميها لها. و لست ليزيد إن شفّعتها في شيء من حاجاتها، لتقديمها أعرابيا جلفا على أمير المؤمنين، قال: فوثبت ليلى فجلست على رحلها (5) و اندفعت تقول (6):

ستحملني (7) و رحلي ذات وخد (8) *** عليها بنت آباء كرام

إذا جعلت سواد الشام حينا (9) *** و غلّق دونها باب اللئام

فليس بعائد أبدا إليهم *** ذوو الحاجات في غلس الظلام

أ عاتك لو رأيت غداة بنا *** عزاء النفس عنكم و اعتزامي (10)

إذا لعلمت و استيقنت أنّي *** مشيّعة و لم ترعي ذمام

أ أجعل مثل توبة في نداه *** أبا الذّبّان (11) فوه الدهر دام

معاذ اللّه ما خسفت برحلي *** تغذ السير للبلد التهامي

أقلت خليفة فسواه أحجي (12) *** بإمرته و أولى باللئام

ص: 61


1- في الأغاني: فعفاته.
2- في الأغاني: أبقاه.
3- في الأغاني: بما أفرده اللّه به.
4- بالأصل: قالت، و المثبت عن «ز»، و الأغاني.
5- في الأغاني: فقامت على رجلها.
6- الأبيات في الأغاني 246/11.
7- بالأصل و «ز»: سيحملني، و المثبت عن الأغاني.
8- الوخد: ضرب من السير.
9- كذا بالأصل و «ز»، و في الأغاني: جنبا.
10- بالأصل: و اعتزام، و المثبت عن الأغاني.
11- أبو الذبان كنية عبد الملك بن مروان.
12- في «ز»: اهجي.

لثام الملك حين تعدّ (1) كعب *** ذوو الأخطار و الخطط (2) الحسام

فقيل لها: أي الكعبين عنيت ؟ قالت: ما أخال كعبا ككعبي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد في كتابه.

ح و أخبرنا أبو المعمر المبارك بن أحمد عنه.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن أبي جعفر، و أبو الحسن علي بن محمّد، قالا: أنا أبو القاسم بن بشران.

قالا: أنا أحمد بن إبراهيم، نا محمّد بن جعفر، حدّثني إسماعيل بن أبي هاشم الزينبي، نا عبد اللّه بن أبي الليث قال (3):

قال عبد الملك بن مروان لليلى الأخيليّة باللّه هل كان بينك و بين توبة سوء قط؟ قالت:

و الذي ذهب بنفسه و هو قادر على ذهاب نفسي، ما كان بيني و بينه سوء قط ، إلاّ أنه قدم من سفر فصافحته فغمز يدي، فظننت أنه يخنع لبعض الأمر، قال: فما معنى قوله:

و ذي حاجة قلنا له لا تبح بها *** فليس إليها ما حييت سبيل

لنا صاحب لا ينبغي أن نخونه *** و أنت لأخرى فاعلمن خليل (4)

قالت: لا و الذي ذهب بنفسه ما كلمني بسوء قط حتى فرّق بيني و بينه الموت.

قال الخرائطي: و قيل لليلى الأخيليّة: هل كان بينك و بين توبة ما يكرهه اللّه ؟ قالت: إذا أكون منسلخة من ديني إن كنت ارتكبت عظيما، ثم أتبعه بالكذب.

أنبأنا أبو الفرج الخطيب، عن أبي طاهر المشرف بن علي بن الخضر المصري، أنا أبو العباس إسماعيل بن عبد الرّحمن بن عمر بن محمّد بن النحاس قال: قرئ على أبي محمّد الحسن بن رشيق، نا أبو بكر يموت بن المزرع، نا أبو مسلم عبد اللّه بن مسلم، حدّثني أبي قال:

ص: 62


1- بالأصل: صد، و في «ز»: بعد، و المثبت عن الأغاني.
2- بالأصل و «ز»: و الجحط ، و المثبت عن الأغاني.
3- الخبر و الشعر في الأغاني 207/11 و القصة مع الحجاج بن يوسف و ليس مع عبد الملك بن مروان، و الأمالي للقالي 88/1.
4- في الأغاني: و أنت لأخرى فارغ و حليل. و في الأمالي: صاحب و حليل.

كنت في مجلس ضم على أشراف من أشراف قريش، فتذاكروا الخنساء و ليلى الأخيليّة ثم أجمعوا على أن الأخيليّة أفصحهما، فشهدوا كلاّ للأخيلية بالفصاحة، و أنشد بعضهم مستعجبا من فصاحتها للأخيليّة:

يا أيها السيد الملوي رأسه *** لينال من أهل الحجاز بريما

لينال عمرو بن الخليع و دونه *** كعب إذا لوجدته مرءوما

إنّ الخليع و رهطه من عامر *** كالقلب ألبس جؤجؤا و حزيما (1)

لا تقربن الدّهر آل مطرّف *** إن ظالما أبدا و إن مظلوما

إن سالموك فدعهم من هذه *** و ارقد كفى لك بالرقاد نعيما

هبلتك أمّك لو أردت بلادهم *** لقيت بكارتك الحقاق قروما

و ترى رباط الخيل وسط بيوتهم *** و أسنّة زرقاء يخلن نجوما

و مشقّقا عنه القميص تخاله *** بين البيوت من الحياء سقيما

حتى إذا برز اللواء رأيته *** تحت اللواء على الخميس زعيما

لا ينبغي لك أن تبدّل عزّهم *** حتى تبدّل [ذا] (2) الضباب يسوما

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه فيما قرأ علي إسناده، و ناولني إياه، و قال اروه عني، أنا أبو علي محمّد بن الحسين، أنا أبو الفرج المعافى بن زكريا القاضي (3)،نا محمّد بن القاسم الأنباري، حدّثني أبي، نا أحمد بن عبيد، عن أبي الحسن المدائني، عن من حدّثه عن مولى لعنبسة بن سعيد بن العاص، قال كنت أدخل مع عنبسة إذا دخل على الحجاج فدخل يوما و دخلت إليها و ليس عند الحجاج أحد غير عنبسة، فقعدت فجيء للحجاج بطبق فيه رطب، فأخذ الخادم منه شيئا فجاءني به، ثم جيء بطبق آخر، فأتاني الخادم منه بشيء، ثم جيء بطبق آخر حتى كثر (4) الأطباق، و جعل لا يأتون بشيء إلاّ جاءني منه بشيء حتى ظننت أن ما بين يدي أكثر مما عندهم، ثم جاء الحاجب فقال: امرأة بالباب، فقال الحجاج:

أدخلها، فدخلت، فلمّا رآها الحجاج طأطأ رأسه حتى ظننت أن ذقنه قد أصاب الأرض،

ص: 63


1- الحزيم: موضع الحزام من الصدر.
2- زيدت عن «ز»، لتقويم الوزن.
3- الخبر رواه المعافى بن زكريا الجريري في الجليس الصالح الكافي 331/1 و ما بعدها.
4- في الجليس الصالح: كثرت.

فجاءت حتى قعدت بين يديه، فنظرت إليها، فإذا امرأة قد أسنت، حسنة الخلق، و معها جاريتان لها، فإذا هي ليلى الأخيليّة، فسألها الحجاج عن نسبها، فانتسبت له، فقال لها: يا ليلى ما أتاني بك ؟ قالت: أخلاف النجوم (1)،و قلة الغيوم، و كلب البرد (2)،و شدة الجهد، و كنت لنا بعد اللّه الرفد، فقال لها: صفي لنا الفجاج (3)،فقالت: الفجاج مغبرّة و الأرض مقشعرة (4)،و المبرك (5) معتل، و ذو العيال مختل، و المال للقلّ ، و الناس مسنتون، رحمة اللّه يرجون، و أصابتنا سنون مجحفة مبلطة (6) لم تدع لنا هبعا و لا ربعا، و لا عاطفة و لا نافطة (7)، أذهبت الأموال و مزّقت الرجال، و أهلكت العيال، ثم قالت إنّي قلت في الأمير قولا. قال:

هاتي، و أنشأت تقول (8):

أ حجّاج لا يقلل (9) سلاحك إنّما ال *** منايا بكفّ اللّه حيث يراها

أ حجّاج لا تعطي العداة مناهم *** و للّه لا تعط العداة مناها (10)

إذا هبط الحجاج أرضا مريضة *** تتبع أقصى دائها فشفاها

شفاها من الداء العضال الذي بها *** غلام إذا هزّ القناة سقاها

سقاها فرواها بشرب سجاله *** دماء رجال حيث قال حشاها

إذا سمع الحجّاج رزّ (11) كتيبة *** أعد لها قبل النزول قرها

أعدّ لها مسمومة فارسية *** بأيدي رجال يحلبون صراها (12)

فما ولد الأبكار و العون مثله *** ببحر و لا أرض يجف ثراها

ص: 64


1- أخلاف النجوم تريد به امتناع المطر.
2- يعني شدته.
3- الفجاج واحده فج، و هو كل سعة بين نشازين من الأرض.
4- مقشعرة أي متقبضة من المحل.
5- بالأصل: و المبارك، و المثبت عن «ز»، و الجليس الصالح.
6- بالأصل و «ز»: مبلطحة، و المثبت عن الجليس الصالح الكافي. و المبلطة: المقفرة، يعني أن الناس تلتزق فيها بالبلاط و البلاط : الأرض المستوية.
7- بالأصل و «ز»: «حافظة و لا نافظة» و المثبت عن الجليس الصالح.
8- الأبيات في الجليس الصالح الكافي 332/1.
9- بالأصل و «ز»: تقلل، و المثبت عن الجليس الصالح.
10- عجزه في الجليس الصالح: و لا اللّه يعطي للعداة مناها .
11- الرزّ: الصوت تسمعه من بعيد.
12- الصرى: بقية اللبن، و الصرى: اللبن يبقى فيتغيّر طعمه.

قال: فلما قالت هذا البيت قال الحجّاج: قاتلها اللّه! ما أصاب صفتي شاعر منذ دخلت العراق غيرها. ثم التفت إلى عنبسة بن سعيد، فقال: و اللّه إني لأعد للأمر (1) عسى ألاّ يكون أبدا، ثم التفت إليها، فقال: حسبك، قالت: قد قلت أكثر من هذا. قال: حسبك ويحك حسبك، ثم قال: يا غلام اذهب بها إلى فلان فقل له: اقطع لسانها، قال: فذهب (2)،فقال له: يقول لك الأمير: اقطع لسانها. قال: فأمر بإحضار الحجّام، فالتفتت إليه، فقالت له:

ثكلتك أمك. أ ما سمعت ما قال ؟ إنما أمرك أن تقطع لساني بالبر و الصلة. فبعث إليه يستثبته، فاستشاط الحجّاج غضبا. و همّ بقطع لسانه، و قال: ارددها. فلما دخلت عليه قالت: كاد، و أمانة اللّه، أيها الأمير يقطع مقولي، ثم أنشأت تقول:

حجاج أنت الذي ما فوقه أحد *** إلاّ الخليفة و المستغفر الصمد

حجاج أنت شهاب الحرب إن لقحت (3) *** و أنت للناس نور في الدجى يقد

ثم أقبل الحجاج [على جلسائه] (4) فقال: أ تدرون من هذه ؟ قالوا: لا و اللّه أيها الأمير، إلاّ أننا لم نر امرأة قط أفصح لسانا، و لا أحسن محاورة، و لا أملح وجها، و لا أرصن شعرا منها. فقال: هذه ليلى الأخيلية التي مات توبة الخفاجي من حبها، ثم التفت إليها فقال:

أنشدينا يا ليلى بعض ما قال فيك توبة، فقالت: نعم أيها الأمير، هو الذي يقول:

فهل تبكين ليلى إذا مت قبلها *** و قام على قبري النساء النوائح

كما لو أصاب الموت ليلى بكيتها *** و جاد لها دمع من العين سافح

و أغبط من ليلى بما لا أنا له *** بلى كل ما قرت به العين صالح

و لو (5) أن ليلى الأخيلية سلمت *** عليّ و فوقي تربة و صفائح

لسلمت تسليم البشاشة أو زقا *** إليها صدى من جانب القبر صائح

فقال لها: زيدينا يا ليلى من شعره. فقالت: نعم، هو الذي يقول (6):

ص: 65


1- بالأصل و «ز»: الأمر، و المثبت عن الجليس الصالح.
2- قوله: قال: فذهب، سقط من الجليس الصالح.
3- أي هاجت بعد سكون.
4- قوله: على جلسائه، سقط من الأصل، و استدرك عن «ز»، و الجليس الصالح.
5- الأبيات الثلاثة التالية في الأغاني 244/11 و الشعر و الشعراء 446/1.
6- الأبيات في الجليس الصالح 334/1 و الأغاني 208/11.

حمامة بطن الواديين ترنمي *** سقاك من الغرّ الغوادي مطيرها

أبيني لنا لا زال ريشك (1) ناعما *** و لا زلت في خضراء و غضّ نضيرها (2)

و أشرف بالقوز اليفاع (3) لعلني *** أرى نار ليلى أو يراني بصيرها

و كنت إذا ما جئت ليلى تبرقعت *** فقد رابني منها الغداة سفورها

يقول رجال لا يضيرك (4) نأيها *** بلى كل ما شف النفوس يضيرها

بلى قد يضير العين أن تكثر البكا *** و يمنع منها نومها و سرورها

و قد زعمت ليلى بأني فاجر *** لنفسي تقاها أو عليها فجورها

فقال لها الحجّاج: يا ليلى ما الذي رابه من سفورك ؟ قالت: أيها الأمير كان يلم بي كثيرا، فأرسل إلي يوما: إني آتيك، ففطن الحي، فأرصدوا له، فلما أتاني سفرت فعلم أن ذلك لشرّ، فلم يزد على التسليم و الرجوع، فقال: للّه درك فهل رأيت منه شيئا تكرهينه ؟ قالت: لا و اللّه الذي أسأله أن يصلحك، غير أنه قال لي مرة قولا ظننت أنه قد خضع لبعض الأمر، فأنشأت أقول:

و ذي حاجة قلنا له لا تبح بها *** فليس إليها ما حييت سبيل

لنا صاحب لا نبتغي أن نخونه *** و أنت لأخرى صاحب و خليل

فلا و الذي أسأله أن يصلحك ما رأيت منه شيئا حتى فرّق الموت بيني و بينه. قال: ثم مه قالت: ثم لم يلبث أن خرج في غزاة له فأوصى ابن عمه: إذا أتيت الحاضر من بني عبادة فناد بأعلى صوتك:

عفا اللّه عنها هل أبيتنّ ليلة *** من الدّهر لا يسري إليّ خيالها

فخرجت (5) و أنا أقول:

و عنه عفا ربّي و أحسن حاله *** فعزّ علينا حاجة لا ينالها

قال: ثم مه، قال: ثم لم يلبث أن مات، فأتى نعيّه قال: فأنشدينا بعض مراثيك فيه، فأنشدته:

ص: 66


1- بالأصل و «ز»: عيشك، و المثبت عن الأغاني و الجليس الصالح.
2- في الأغاني: دان بريرها.
3- بالأصل:«بالعون اليقاع» و في «ز»: «بالفوز اليفاع» و المثبت عن الجليس الصالح. و القوز: الكثيب من الرمل.
4- بالأصل و «ز»: يضرك، و المثبت عن الجليس الصالح.
5- كذا بالأصل و «ز»، و في الجليس الصالح: فخرج.

لتبك العذارى من خفاجة نسوة *** بماء شئون العبرة المتحدر

قال لها: فأنشدينا:

كأنّ فتى الفتيان توبة لم ينخ *** قلائص يفحصن الحصا بالكراكر (1)

فأنشدته، فلما فرغت من القصيدة قال: محصن الفقعسي و كان من جلساء الحجاج من هذا الذي تقول هذه هذا فيه، فو اللّه إنّي لأظنها كاذبة، فنظرت إليه، ثم قالت: و اللّه أيهذا الأمير، إن هذا القائل لو رأى توبة لسرّه ألاّ يكون في داره عذراء إلاّ هي حامل منه، فقال له الحجاج: هذا و أبيك الجواب، و قد كنت عنه غنيا، ثم قال لها: سلي يا ليلى تعطي. قالت:

أعط فمثلك أعطى و أحسن، قال: لك عشرون. قالت: زد، فأكثر [فمثلك زاد فأكثر] (2)، قال: لك أربعون، قالت: زد، فمثلك زاد فأفضل، قال: ستون، قالت: زد فمثلك زاد فأكمل، قال: لك ثمانون، قالت: زد فمثلك زاد فتمم قال: لك مائة، و اعلمي يا ليلى أنها غنم، قالت: معاذ اللّه أيها الأمير، أنت أجود جودا، و أمجد مجدا، و أورى زندا من أن تجعلها أعنزا (3)،قال: فما هي ويحك يا ليلى ؟ قالت: مائة ناقة برعاتها، فأمر لها بها، ثم قال: أ لك حاجة بعدها؟ قالت: تدفع إلى النابغة الجعدي في قيد. قال: قد فعلت، و قد كانت تهجوه و يهجوها فبلغ النابغة ذلك فخرج هاربا عائذا بعبد الملك بن مروان، فاتبعته إلى الشام، فهرب إلى قتيبة بن مسلم (4) بخراسان، فاتبعته على البريد بكتاب الحجاج إلى قتيبة، فماتت بقومس (5)،و يقال: بحلوان (6).

قال القاضي أبو الفرج (7):قول ليلى الأخيليّة: و أصابتنا سنون مجحفة مبلطة. المجحفة التي قد جهدتهم و أصارتهم إلى اختلال أحوالهم، و النقص البين في وفرهم و أموالهم قال الشاعر:

ص: 67


1- الكراكر جمع كركرة، و هي رحى زور البعير أو صدره.
2- الزيادة عن «ز».
3- كذا بالأصل و «ز»، و في الجليس الصالح: غنما.
4- كان قتيبة بن مسلم الباهلي عامل الحجاج على الري ثم على خراسان.
5- قومس: كورة واسعة في ذيل جبال طبرستان، و قصبتها دامغان (انظر معجم البلدان).
6- حلوان: بلدة في آخر حدود السواد مما يلي الجبال من بغداد (معجم البلدان).
7- الجليس الصالح الكافي 340/1 و ما بعدها.

لو قد نزلت بهم تريد قراهم *** منعوك من جهد و من إجحاف

و المبلطة على نحو هذا المعنى، و هي التي فرقت جماعتهم، و شتّتت (1) شملهم، و مزّقتهم للقحط الذي لا مقام معه، و الجدب الذي لا صبر عليه، و قد حدثنا المظفر بن يحيى الشّرابي (2)،نا أحمد بن محمّد بن بشر المرثدي (3)،أخبرني أبو إسحاق طلحة بن عبد اللّه البلخي (4)،قال: و أخبرني أحمد بن إبراهيم قال: قال القريطي، و الوالبي (5) الإبلاط : غاية الجهد و الحاجة، يقال: قد أبلط الرجل، و السنة المبلطة التي قد أكلت كلّ شيء فلم تدع شيئا. و قولها: لم تدع لنا هبعا و لا ربعا، الربع من الإبل الذي يأتي في أول النتاج، و الهبع الذي يأتي في آخره قال الشاعر:

لا وجد ثكلى كما وجدت و لا *** أم عجول أضلها ربع

و قال الأعشى (6):

تلوي بعذق (7) خضاب كلما خطرت *** عن فرج معقومة لم تتبع ربعا (8)

و يقال له: ربعي، قال الشاعر:

إن بنيّ صبية صيفيون *** أفلح من كان له ربعيون (9)

و قال آخر:

إذ هي أحوى من الربعي خاذلة (10) *** و العين بالإثمد الحاري مكحول

و روي أن دراهم أصحاب الكهف كانت كأخفاف الربع، و يروى أن يونس عليه السّلام

ص: 68


1- بالأصل و «ز»: و شتت، و المثبت عن الجليس الصالح.
2- بالأصل: الشرائي، و المثبت عن «ز»، و ليست اللفظة في الجليس الصالح.
3- بدون إعجام بالأصل، و في «ز»: المرثدي، و المريدي، و في المطبوعة: المزيدي، و المثبت عن الجليس الصالح.
4- كذا بالأصل و «ز»، و في الجليس الصالح: الطلحي.
5- بالأصل و «ز») الوالي، و المثبت عن الجليس الصالح و فيه: القرمطي الوالبي.
6- البيت في ديوان الأعشى ص 107.
7- بالأصل و «ز»: «بعقد حصاف» و المثبت عن الديوان و الجليس الصالح.
8- و العذق: قنو النخلة. و الخضاب: النخلة الكثيرة الحمل. و المعقومة الناقة التي لم تلد.
9- الشطران في تاج العروس (ربع) و نسبهما لسعد بن مالك بن ضبيعة.
10- في الجليس الصالح: حاجبه.

لما حمل النبوة تفسّخ تحتها كما يتفسخ الربع تحت الحمل الثقيل.

و قولها: و لا عاطفة، تريد الواحدة من الضأن، و لا نافطة: الواحدة من المعز. يقال:

نفطت العنز و عفطت الضائنة. و هما منهما كالامتخاط و الاستنثار من الناس، فكأنها قالت: لم تدع عنزا و لا ضأنا، و مثل هذا قولهم: ما له سبد و لا لبد. يريدون: شاة و لا ناقة. و قد يقال للصوف لبد. و السبد: الشعر، و نظير هذا قولهم: لم يبق له ثاغية و لا راغية. أي شاة و لا بعير، و الثغاء صوت الغنم، و الرغاء صوت الإبل، و من الرغاء قول الشاعر:

رغا فوقهم سقب السماء فداحص *** بشكته (1) لم يستلب و سليب (2)

يعني سقب ناقة صالح، و مثله قولهم (3):

فلما رأى الرحمن أن ليس منهم *** رشيد و لا ناه أخاه عن الغدر

و صب عليهم تغلب ابنة وائل *** فكان عليهم مثل راغية البكر

و من السّبد قول الشاعر:

أما الفقير الذي كانت حلوبته *** وفق العيال فلم يترك له سبد (4)

و في الطير، طائر يقال له: السبد لوفور ريشه.

و قولها: فما ولد الابكار و العون مثله. العون جمع عوان و هي بين الكبيرة و الصغيرة، قال اللّه تعالى في صفة بقرة بني إسرائيل إِنَّهٰا بَقَرَةٌ لاٰ فٰارِضٌ وَ لاٰ بِكْرٌ عَوٰانٌ بَيْنَ ذٰلِكَ (5)، و يقال: حرب عوان إذا لم تكن مبتدأة، و حاجة عوان إذا لم تكن بكر الحاج، قال الشاعر (6):

قعودا لدى الأبواب طالب حاجة *** عوان من الحاجات أو حاجة بكرا

و مما نستحسنه لبعض المحدثين في معاتبته بعض ذوي الخيانة من الاخوان (7):

و كنت أخي بإخاء الزمان *** فلما انقضى صرت حربا عوانا

ص: 69


1- بالأصل و «ز»: يسكنه، و المثبت عن الجليس الصالح.
2- البيت في تاج العروس (دحص) و نسبه إلى علقمة بن عبدة.
3- في الجليس الصالح: و مثله قول الشاعر.
4- البيت في تاج العروس (فقر) و نسبه للراعي يمدح عبد الملك بن مروان.
5- سورة البقرة، الآية:68.
6- الشاعر هو الفرزدق، و البيت في ديوانه 188/1 ط بيروت.
7- نسب البيتان بحواشي الجليس الصالح إلى إبراهيم بن العباس الصولي يقولهما في محمد بن عبد الملك الزيات.

و كنت أعدك للنائبات *** فها أنا أطلب منك الأمانا

و نظير هذا قول الآخر:

أيا مولاي صرت قذى لعيني *** و سترا بين جفني و المنام

و كنت من الحوادث لي عياذا (1) *** فصرت مع الحوادث في نظام

و كنت من المصائب لي عزاء *** فصرت من المصيبات العظام (2)

و قال آخر (3):

نعم الزمان زماني *** الشأن في الخلاّن

يا من رماني لما *** رأى الزمان رماني

و من ذخرت لنفسي *** فعاد ذخر الزمان

لو قيل [لي] (4) خذ أمانا *** من أعظم الحدثان

لما أخذت أمانا *** إلاّ من الإخوان

و قال ابن الرومي:

تخذتكم ظهرا و عونا لتدفعوا *** نبال العدى عني فصرتم نصالها

و قد كنت أرجو منكم خير صاحب *** على حين خذلان اليمين شمالها

فإن أنتم لم تحفظوا لمودتي *** فكونوا كفافا لا عليها و لا لها

قفوا موقف المعذور عني بمعزل *** و خلوا نبالي و العدى و نبالها

و مما يضارع هذا النوع بعض المضارعة قول ابن الرومي:

عدوك من صديقك مستفاد *** فلا تستكثرن من الصحاب

فإن الداء أكثر ما تراه *** يكون من الطعام أو الشراب

و أعجبه هذا المعنى فردده، و قال:

عدوك من صديقك مستفاد *** فلا تستكثرن من الصديق

فإن الداء أكثر ما تراه *** يكون من المسوغ في الحلوق

ص: 70


1- في الجليس الصالح: ملاذا.
2- سقط البيت من «ز».
3- نسبت بحواشي الجليس الصالح لإبراهيم بن العباس الصولي.
4- سقطت من الأصل و «ز»، و استدركت عن الجليس الصالح.

و هذا باب إن استقصيناه طال جدا و تجاوز بنا حدّ المجلس الواحد من مجالس كتابنا.

و لم نبن هذا الكتاب على استيفاء أبواب أنواعه و إنما جعلناه موشحا ممتزجا بمنزلة الحدائق المشتملة على أنواع مختلفة، يقع الأنس بمشاهدتها، و الالتذاذ بجناها، و الانتفاع بثمرتها.

و قول توبة: و أشرف بالقوز اليفاع (1).القوز الواحد من أقواز الرمل، و هو ما على و أشرف منه، و كذلك اليفاع ما ارتفع. و يقال: أيفع الغلام فهو يافع إذا ارتفع، و هو من نادر أبواب (2) العربية، لأنه جاء على أفعل فهو فاعل و له أخوات معدودة: أورف الظل فهو وارف، و أورس الرمث (3) فهو وارس. و قد قال النابغة (4):

كليني لهمّ يا أميمة ناصب *** و ليل أقاسيه بطيء الكواكب

بمعنى منصب. كما قال في كلمة أخرى:

تعنّاك همّ من أميمة (5) منصب

و قوله:

أرى نار ليلى أو يراني بصيرها

.

أي مبصرها (6)،و العرب تقول: ليل نائم، و سرّ كاتم، أي منوم و مكتوم، قال جرير (7):

لقد لمتنا يا أم غيلان في السرى *** و نمت و ما ليل المطي بنائم

و مثل هذا كثير.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عبيد اللّه المرزباني، حدّثني أبو علي الحسن بن علي بن المرزبان النحوي، قال: قرأ علينا محمّد بن العباس اليزيدي قال: قرأت هذه الأبيات على عمي الفضل بن محمّد، و ذكر أنّه قرأها على أبي (8) المنهال عيينة بن المنهال، و هي تأليفه، فذكرها ثم قال و أنشدني - يعني ابن داحة - لليلى الأخيلية:

ص: 71


1- في الأصل: البقاع، و المثبت عن «ز»، و الجليس الصالح.
2- بالأصل و «ز»: أنواع، و المثبت عن الجليس الصالح.
3- بالأصل و «ز»: الظل، و المثبت عن الجليس الصالح.
4- ديوان النابغة الذبياني ص 54.
5- في الجليس الصالح: أمية.
6- في الجليس الصالح: أي يراني المبصر بها.
7- ديوان جرير ص 419 (ط . بيروت).
8- تحرفت بالأصل إلى: بن، و المثبت عن «ز».

لعمرك ما بالموت عار على الفتى *** إذا ما الفتى لاقى الحمام كريما

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم العلوي، و أبو الوحش المقرئ عنه. أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم البغدادي، نا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي، أنشدنا ثعلب قال: أنشدنا عبد اللّه بن شبيب لليلى الأخيلية (1):

لعمرك ما بالموت عار على الفتى *** إذا لم تصبه في الحياة المعاير (2)

و ما أحد حيا و إن كان سالما *** بأخلد ممن (3) غيبته المقابر

و من كان مما أحدث (4) الدهر جازعا *** فلا بد يوما أن يرى و هو صابر

و ليس لذي عيش عن الموت مذهب (5) *** و ليس على الأيام و الدهر غابر (6)

فلا الحي مما يحدث الدهر معتب *** و لا الميت إن لم يصبر الحي ناشر

و كل شباب أو جديد إلى البلى *** و كل امرئ يوما إلى اللّه صائر

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن موسى بن القاسم بن الصلت، نا أبو بكر محمّد بن القاسم بن بشار إملاء، نا أحمد ابن محمّد الأسدي، نا الرياشي عباس بن الفرج قال:

أنشدنا الأصمعي لليلى الأخيلية ترثي عثمان بن عفّان، و قد أنشدناها أيضا أحمد بن يحيى:

أبعد عثمان ترجو الخير أمته *** و كان آمن من يمشي على ساق

خليفة اللّه أعطاهم و خولهم *** ما كان من ذهب محض و أوراق

فلا تكذب بوعد اللّه و اتّقه *** و لا توكل على شيء بإشفاق

و لا تقولن لشيء سوف أفعله *** قد قدر اللّه ما كل امرئ لاقي

أخبرنا أبو العز السلمي مناولة و إذنا و قرأ عليّ إسناده، أنا أبو علي الجازري (7) أنا

ص: 72


1- الأبيات في الأغاني 234/11 و 241 و التعازي و المراثي للمبرد ص 73.
2- بالأصل: المقابر، و المثبت عن «ز»، و الأغاني و التعازي.
3- بالأصل: من، و المثبت عن «ز»، و الأغاني.
4- الأغاني: يحدث، و في «ز»: أحدثه. و في التعازي: يحدث.
5- في الأغاني: مقصر.
6- بالأصل و «ز»: عاير، و المثبت عن الأغاني.
7- تحرفت بالأصل و «ز» إلى: الحاردي، و الصواب ما أثبت قياسا على سند مماثل.

المعافى بن زكريا القاضي قال (1):

فمما رويناه في وفاة ليلى الأخيلية ما حدّثناه محمّد بن أحمد بن أبي الثلج، نا حسين بن فهم، حدّثني محمّد بن يحيى الأزدي، عن العتبي، قال: قال توبة بن الحميّر:

و لو أن ليلى الأخيلية سلمت *** عليّ و فوقي جندل و صفائح

لسلمت تسليم البشاشة أو زقا *** إليها صدى من جانب القبر صائح

و أغبط من ليلى بما لا أناله *** بلى كل ما قرت به العين صالح

قال:

فلما قتل توبة بن الحميّر و أتى بعد مقتله دهر اجتاز زوج ليلى الأخيلية، و هي معه، على قبر توبة، فقال لها: يا ليلى، هذا قبر توبة الذي يقول:

لسلمت تسليم البشاشة أو زقا *** إليها صدى من جانب القبر صائح

ناديه حتى (2) يجيبك كما زعم. قالت: أذهب عنك، فأبى و ألح. و حلف عليها أن تناديه، قال: فاستعبرت ثم نادت. يا توبة! قال: و يزقو ثعلب كان إلى جانب القبر فخرج يصيح. و نفرت ناقة ليلى فسقطت عنها، فارتاعت لذلك. قال: و احتملها زوجها فذهب بها، و كان ذلك سبب منيتها، عاشت أياما ثم ماتت.

و من ذلك ما حدثناه محمّد بن القاسم الأنباري، حدّثني أبي، حدّثني أبو العباس الأزدي قال:

خرج زوج ليلى الأخيلية بليلى، فمرّا على قبر توبة بن الحميّر، فقال لها: يا ليلى، هذا الذي يقول فيك:

و لو أن ليلى الأخيلية بليلى، فمرّا على قبر توبة بن الحميّر، فقال لها: يا ليلى، هذا الذي يقول فيك:

و لو أن ليلى الأخيلية سلمت *** عليّ و فوقي تربة و صفائح

لسلمت تسليم البشاشة أو زقا *** إليها صدى من جانب القبر صائح

فقال: أنت طالق إن لم تسلمي عليه، حتى انظر ما يرد عليك، فقالت: و ما دعاك إلى عظام قد رمّت ؟ قال: هو ما سمعت. فدنت منه، فقالت: السلام عليك يا توبة. فتى الفتيان، و سيد الشبان، قال: و كانت قطاة قد عششت في جانب القبر، فلما سمعت الصوت نفرت،

ص: 73


1- رواه المعافى بن زكريا القاضي في الجليس الصالح الكافي 337/1 و ما بعدها.
2- بالأصل و «ز»، و المطبوعة: كي، و المثبت عن الجليس الصالح.

فخرجت تقول: قطا قطا، فلما سمعت ناقة ليلى الصوت نفرت بليلى، فسقطت، و اندقت عنقها، فدفنت إلى جانبه.

و من أعجب (1) ما روي لنا في هذه القصة ما حدّثناه أبي، نا أبو أحمد الختلي، أنا عمر ابن محمّد بن الحكم النسائي، حدّثني إبراهيم بن زيد النيسابوري. أن ليلى الأخيلية بعد موت توبة تزوجت، ثم إن زوجها بعد ذلك مرّ بقبر توبة و ليلى معه. فقال لها: يا ليلى، هل تعرفين هذا القبر؟ فقالت: لا، قال: هذا قبر توبة. فسلمي عليه. فقالت: امض لشأنك. فما تريد من توبة و قد بليت عظامه ؟ قال: أريد تكذيبه، أ ليس هو الذي يقول:

و لو أن ليلى الأخيلية سلمت *** عليّ و دوني تربة و صفائح

لسلمت تسليم البشاشة أو زقا *** إليها صدى من جانب القبر صائح

فو اللّه لا برحت، أو تسلمي عليه. فقالت: السلام عليك يا توبة، رحمك اللّه. و بارك لك فيما صرت إليه. فإذا طائر قد خرج من القبر حتى ضرب صدرها فشهقت شهقة، فماتت.

فدفنت إلى جانب قبره. فنبتت على قبره شجرة، و على قبرها شجرة فطالتا فالتفتا.

و ذكر أحمد بن يحيى البلاذري. حدّثني المدائني:

أن ليلى (2) الأخيلية أتت الحجاج بن يوسف، فوصلها، و سألته أن يكتب لها إلى عامله إلى الري، فلما صارت بساوة ماتت فدفنت هناك.

9425 - ليلى بنت هانئ بن الأسود الكندية الجونية

زوج النعمان بن بشير، و أم ابنتيه حميدة و عمرة، امرأة شاعرة.

حكى أبو زيد عمر بن شبة عن عبيد اللّه بن محمّد العيشي عن أبيه أنها التي قالت حين تزوج الحارث بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة ابنتها حميدة (3):

نكحت المديني إذ جاءني *** فيا لك من نكحة غاوية

كهول دمشق و شبّانها *** أحبّ إليّ من الجالية

ص: 74


1- القصة في الجليس الصالح 339/1-340.
2- بالأصل: ليلة، و المثبت عن «ز».
3- تقدمت الأبيات في هذا الجزء في ترجمة عمرة بنت النعمان و نسبت لعمرة، و هي في الأغاني 227/9 و نسبت لحميدة بنت النعمان.

صنان لهم كصنان التيوس *** أعيا على المسك و الغالية

و ذكر أبو زيد عن غير ابن عائشة أن حميدة هي التي قالت هذه الأبيات (1).

9426 - ليلى الخولانية الدارانية

زوج بلال بن رباح مؤذن النبي صلى اللّه عليه و سلم، لها ذكر.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن طوق الطبراني، أنا عبد الجبار بن عبد اللّه بن محمّد الخولاني، قال (2):أخبرهم أحمد بن سليمان بن أيوب قراءة عليه، نا يزيد بن محمّد، نا أبو مسهر (3)،نا سعيد، عن ابن رويم يعني عروة قال: كانت امرأة بلال ليلى الخولانية.

قال أبو علي الخولاني: و الصحيح أنها هند الخولانية.

[أسماء النساء على] حرف الميم

اشارة

[مريم] (4)

9427 - مريم بنت عمران بن ماتان بن المعازر بن اليود بن أجبن

9427 - مريم بنت عمران بن ماتان بن المعازر (5) بن اليود بن أجبن

ابن صادوق [بن عيازور] (6) بن الياقيم بن أيبود بن زربائيل بن شالتان

ابن يوحينا بن برستيا بن أمون بن ميشا بن حزقيا بن أجاز بن يوثام

ابن عزريا بن بورام بن يوسافاط بن أسا بن إيبا بن رخيعم

ابن سليمان بن داود عليه السلام (7)

الصدّيقة أم عيسى، كانت بالربوة، و يقال: إن قبرها بالنيرب، و لم يصح.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن بن

ص: 75


1- و هذا ما جاء في الأغاني.
2- الخبر في تاريخ داريا للقاضي أبو علي الخولاني ص 52-53.
3- قوله:«نا أبو مسهر» سقط من تاريخ داريا.
4- زيادة عن «ز».
5- كذا بالأصل و «ز»، و في المختصر لابن منظور: اليعازر.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و زيد عن «ز».
7- انظر أخبارها في تاريخ الطبري (الفهارس)، و البداية و النهاية (الفهارس) و الكامل لابن الأثير (الفهارس).

رزقويه (1)،أنا أحمد بن سندي (2)،نا الحسن بن علي القطان، نا إسماعيل بن عيسى العطار، أنا إسحاق بن بشر، أنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن في قوله إِلىٰ رَبْوَةٍ ذٰاتِ قَرٰارٍ وَ مَعِينٍ (3)قال: إلى أرض مستوية ذات أنهار و أشجار يعني به أرض دمشق.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الفضل بن خيرون.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار.

قالا: أنا أبو القاسم الأزهري، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أنا العباس بن العباس الجوهري، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي.

ح و قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدار قطني، نا محمّد بن أحمد بن الصواف، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا حجاج، عن ابن جريج قال: حدثت عن عكرمة أن اسم أمّ مريم حنّة.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (4):أما حنة: حنة اسم أم مريم.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (5)،نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا داود بن عمرو، نا شريك، عن سالم يعني ابن عجلان، عن سعيد في قوله: إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مٰا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً (6)قال: للعبادة لا يشغله عنها.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر بن الحسن بن السبط ، أنا أبي أبو سعد (7)،أنا أحمد ابن إبراهيم بن فراس، أنا محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّه الدّيبلي، نا أبو عبيد اللّه المخزومي قال:

قال سفيان في قوله تعالى: إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مٰا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً قال: قالت: يخدم

ص: 76


1- تحرفت بالأصل و «ز» إلى: زرقويه.
2- بالأصل و «ز»: سيدي، تصحيف.
3- سورة المؤمنون، الآية:50.
4- الاكمال لابن ماكولا 326/2.
5- بالأصل: المرزقي، و في «ز»: المزرقي.
6- سورة آل عمران، الآية:35.
7- بالأصل و «ز»: أبو علي، تصحيف.

الكنيسة سنة، فلما وضعت جارية. قالوا: كيف تخدم الكنيسة امرأة، و هي تحيض، فألقوا الأقلام التي كانوا يكتبون بها الوحي، فاستهموا بالأقلام أيّهم يكفل مريم، فخرج سهم زكريا، و كانت خالتها (1) عنده، فكان عيسى و يحيى ابني خالة، و كانوا من بني إسرائيل.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة السلمي، نا أبو بكر الخطيب، أنا محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن سندي (2) بن الحسن، نا إسماعيل بن عيسى (3)،أنا إسحاق بن بشر قال:

و أنا جويبر و مقاتل، عن الضحاك، عن ابن عباس في قوله اللّه تعالى: إِنَّ اللّٰهَ اصْطَفىٰ آدَمَ (4)و اختار من الناس لرسالته آدم وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْرٰاهِيمَ و إسماعيل و إسحاق و يعقوب و الأسباط وَ آلَ عِمْرٰانَ عَلَى الْعٰالَمِينَ (5)يعني اختارهم للنبوة و الرسالة على عالمي ذلك الزمان، فهم ذُرِّيَّةً بَعْضُهٰا مِنْ بَعْضٍ فكل هؤلاء من ذرية آدم، ثم من ذرية نوح، ثم من ذرية إبراهيم قوله تعالى: إِذْ قٰالَتِ امْرَأَتُ عِمْرٰانَ بن ماتان (6)،و اسمها حنة بنت واقود (7)و هي أم مريم رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مٰا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً و ذلك أن أم مريم حنة كانت جلست عن الولد و المحيض، فبينا هي ذات يوم في ظل شجرة، إذ نظرت إلى طير يزقّ فرخا له، فتحركت نفسها للولد فدعت اللّه أن يهب لها ولدا فحاضت من ساعتها، فلمّا طهرت أتاها زوجها فلمّا أيقنت بالولد قالت: لئن نجاني اللّه و وضعت ما في بطني لأجعلنه محررا و بنو ماتان (8) من ملوك بني إسرائيل من نسل داود، و المحرر لا يعمل للدنيا،[و لا يتزوج] (9)و يتفرّغ لعمل الآخرة و يعبد اللّه و يكون في خدمة الكنيسة، و لم يكن يحرر في ذلك الزمان إلا الغلمان فقالت لزوجها: ليس جنس من جنس الأنبياء إلاّ و فيهم محرر غيرنا، و إني جعلت ما في بطني نذيرة. تقول: قد نذرت أن أجعله للّه فهو المحرر؛ فقال زوجها: أ رأيت إن كان

ص: 77


1- كذا بالأصل و «ز» هنا. و جاء في البداية و النهاية 69/2 أن زكريا أن يستبد بها دونهم من أجل أن زوجته أختها أو خالتها على القولين، إلى أن يقول: أن الخالة بمنزلة الأم.
2- بالأصل و «ز»: سيدي، تصحيف.
3- أقحم بعدها بالأصل:«أنا إسحاق بن عيسى» و المثبت يوافق ما جاء في «ز»، و المطبوعة.
4- سورة آل عمران، الآية:33.
5- سورة آل عمران، الآية:34.
6- بالأصل: ماثان، و المثبت عن «ز».
7- بالأصل: وافود، و المثبت عن «ز»، و البداية و النهاية: فاقود.
8- بالأصل: ماثان.
9- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن «ز».

الذي في بطنك أنثى ؟ و الأنثى عورة، كيف تصنعين ؟ فاغتمّت لذلك، فقالت عند ذلك حنة أم مريم: رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مٰا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (1)،يعني تقبل مني ما نذرت لك، فاستجب لي بأن تنجيني من هذا سالمة بعد الإجابة. فلما وضعتها قالت رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهٰا أُنْثىٰ ، وَ اللّٰهُ أَعْلَمُ بِمٰا وَضَعَتْ و قد كنت إلهي نذرت لك ما في بطني إن نجيتني، فنجيتني وَ لَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثىٰ و الأنثى عورة ثم قالت: وَ إِنِّي سَمَّيْتُهٰا مَرْيَمَ و كذلك كان اسمها عند اللّه وَ إِنِّي أُعِيذُهٰا بِكَ وَ ذُرِّيَّتَهٰا يعني عيسى مِنَ الشَّيْطٰانِ الرَّجِيمِ يعني الملعون فاستجاب اللّه لها فلم يقربها الشيطان و لا ذريتها عيسى.

قال ابن عباس قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«كل ولد ابن آدم ينال منه الشيطان، يطعنه حتى يقع بالأرض باصبعه، و لها يستهل، إلاّ ما كان من مريم بنت عمران و ابنها عيسى لم يصل إبليس إليهما».

قال ابن عباس: لما وضعتها خشيت حنة أم مريم أن لا تقبل الأنثى محررا فلفتها في الخرقة، و وضعتها في بيت المقدس عند القراء، فتساهم القراء عليها لأنها كانت بنت إمامهم - و كان إمام القراء من ولد هارون - أيهم يأخذها، فقال زكريا - و هو رأس الأحبار - أنا أخذها و أنا أحقّهم بها، خالتها عندي يعني أم يحيى. فقال القراء (2):و إن كان في القوم من هو أفقر إليها منك و لو تركت لأحق الناس بها تركت لأبيها (3) و لكنها محررة غير أنا نتساهم عليها، فمن خرج سهمه فهو أحقّ بها، فقرعوا ثلاث مرات بأقلامهم التي كانوا (4) يكتبون بها الوحي أيهم يكفل مريم - يعني أيهم يقبضها - فقرعهم زكريا و كانت قرعة أقلامهم أنهم جمعوها في موضع ثم غطوها، فقالوا لبعض خدم بيت المقدس من الغلمان الذين لم يبلغوا الحلم (5).

فقالوا لغلام: أدخل يدك فأخرج قلما منها. فأدخل يده، فأخرج قلم زكريا فقالوا: لا نرضى، و لكن نلقي الأقلام في الماء، فمن خرج قلمه في جرية الماء ثم ارتفع فهو يكفلها. قال:

فألقوا أقلامهم في نهر الأردن [فارتفع قلم زكريا] (6) في جرية الماء فقالوا: نقترع الثالثة فمن

ص: 78


1- سورة آل عمران، الآية:35.
2- بالأصل: الفراء، تصحيف، و المثبت عن «ز».
3- بالأصل: لأيتها، و المثبت عن «ز».
4- سقطت من المطبوعة.
5- في الأصل:«الحكم» و المثبت عن «ز»، و في البداية و النهاية: الحنث.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن «ز» للإيضاح.

جرى قلمه مع الماء فهو يكفلها. فألقوا أقلامهم فجرى قلم زكريا مع الماء، و ارتفعت أقلامهم في جرية الماء، و قبضها عند ذلك زكريا، فذلك قوله: وَ كَفَّلَهٰا زَكَرِيّٰا (1)يعني و قبضها ثم قال: فَتَقَبَّلَهٰا رَبُّهٰا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَ أَنْبَتَهٰا نَبٰاتاً حَسَناً يعني و ربّاها تربية حسنة في عبادة و طاعة لربها، حتى ترعرعت و بنى لها زكريا محرابا في بيت المقدس، و جعل بابه في وسط الحائط ، لا يصعد إليها إلاّ بسلم، و كان استأجر لها ظئرا (2) فلمّا تم لها حولان طعمت و تحركت، فكان يغلق عليها الباب، و المفتاح معه، لا يأمن عليه أحدا، لا يأتيها بما يصلحها غيره حتى بلغت.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا محمّد بن يوسف بن بشر، نا محمّد بن حماد، أنا عبد الرزّاق، أنا معمر، عن قتادة.

في قوله تبارك و تعالى: إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مٰا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً قال: نذرت ولدها للكنيسة فَلَمّٰا وَضَعَتْهٰا قٰالَتْ : رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهٰا أُنْثىٰ و إنما كانوا يحررون الغلمان قالت:

وَ لَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثىٰ وَ إِنِّي سَمَّيْتُهٰا مَرْيَمَ ، وَ إِنِّي أُعِيذُهٰا بِكَ وَ ذُرِّيَّتَهٰا مِنَ الشَّيْطٰانِ الرَّجِيمِ (3) .

أخبرنا أبو القاسم الشيباني، أنا أبو علي التميمي، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (4)،نا عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما من مولود يولد إلاّ نخسه الشيطان، فيستهل صارخا من نسخة الشيطان إلاّ ابن مريم و أمه» ثم قال أبو هريرة: اقرءوا إن شئتم وَ إِنِّي أُعِيذُهٰا بِكَ وَ ذُرِّيَّتَهٰا مِنَ الشَّيْطٰانِ الرَّجِيمِ [13785].

قال (5):و حدّثنا عبد الرزّاق، نا معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«ما من مولود إلاّ الشيطان يمسه حين يولد، فيستهل صارخا من مسة الشيطان إياه، إلاّ مريم و ابنها» ثم يقول أبو هريرة: و اقرءوا إن شئتم وَ إِنِّي أُعِيذُهٰا بِكَ وَ ذُرِّيَّتَهٰا مِنَ الشَّيْطٰانِ الرَّجِيمِ »[13786].

ص: 79


1- سورة آل عمران، الآية:37.
2- الظئر: المرضع لولد غيرها في الناس، و الظئر: هي المرأة الأجنبية تحضن ولد غيرها.
3- سورة آل عمران، الآية:36.
4- رواه أحمد في مسنده 14/3 رقم 7185 طبعة دار الفكر.
5- القائل: أحمد بن حنبل، و الحديث في مسنده 107/3 رقم 7712.

قال (1):و نا إسماعيل بن عمر، نا ابن أبي ذئب، عن عجلان مولى المشمعلّ عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«كل مولود من بني آدم يمسه الشيطان بإصبعه، إلاّ مريم ابنة عمران و ابنها عيسى» (2)[13787].

أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد بن عبد الواحد، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن الحسن بن قتيبة، نا حرملة بن يحيى، أنا عبد اللّه بن وهب، أنا عمرو بن الحارث بن يعقوب الأنصاري أنّ أبا يونس مولى أبي هريرة حدّثه عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«كلّ بني آدم يمسّه الشيطان يوم ولدته أمه إلاّ مريم و ابنها عيسى»[13788].

أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو أحمد محمّد بن [محمّد بن] (3)إسحاق الصفار، نا أحمد بن محمّد بن نصر اللباد، نا عمرو بن طلحة، نا أسباط بن نصر، عن السّدّي، عن أبي مالك، و أبي صالح، عن ابن عباس.

و عن مرة عن عبد اللّه بن مسعود، و عن ناس من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

فذكر التفسير و قال في قصة مريم عليها السلام: إنّ الذين كانوا يكتبون التوراة إذا جاءوا إليهم بإنسان يحررونه اقترعوا عليه أيهم يأخذه فيعلّمه، و كان زكريا أفضلهم يومئذ، و كان بينهم، و كانت أخت مريم تحته، فلما أتوا بها قال لهم زكريا: أنا أحقكم بها تحتي أختها (4)، فأبوا فخرجوا إلى نهر الأردن، فألقوا أقلامهم التي كانوا يكتبون بها، أيهم يقوم قلمه فيكفلها، فجرت الأقلام، و قام قلم زكريا على قرنته (5)كأنّه في طين، فأخذ الجارية.

قال: و أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا عبد الرّحمن بن الحسن القاضي، نا إبراهيم بن الحسين (6)،نا آدم بن أبي إياس، نا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: وَ كَفَّلَهٰا زَكَرِيّٰا قال: ساهمهم بقلمه فسهمهم، يعني فكفلها، و في قوله فَسٰاهَمَ فَكٰانَ مِنَ

ص: 80


1- يعني أحمد بن حنبل، و الحديث في مسنده 137/3 رقم 7884.
2- زيد في المسند: عليهما السّلام.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن «ز».
4- من قوله: فلما... إلى هنا مكرر بالأصل، و المثبت يوافق «ز».
5- صورتها بالأصل و «ز»: «مرسه» و في المطبوعة: جريته، و المثبت «قرنته» عن مختصر ابن منظور و القرنة: الطرف الشاخص من كل شيء، يقال: قرنة الجبل، و قرنة النصل.
6- بالأصل: الحسن، و المثبت عن «ز».

اَلْمُدْحَضِينَ (1) يقول كان من المسهومين.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب، أخبرني محمّد بن أحمد [بن محمّد] (2)،أنا أحمد بن سندي (3)،نا الحسن بن علي، نا إسماعيل بن عيسى، أنا إسحاق بن بشر، أنا محمّد بن إسحاق، عن يزيد بن عبد اللّه الليثي قال:

إن بني إسرائيل أصابتهم أزمة و مريم عند زكريا على حالها حتى ضعف زكريا عن حملها، فخرج على بني إسرائيل فقال: أ تعلمون أنّي قد ضعفت عن حمل ابنة عمران ؟ فقالوا: و نحن قد جهدنا من هذه السنة، فتقارعوا بينهم فخرج السهم على رجل من بني إسرائيل نجار يقال له جريج: فعرفت مريم في وجهه شدة مئونة ذلك عليه، فقالت: يا جريج أحسن الظن باللّه، فإن اللّه سيرزقنا، فجعل اللّه يرزق جريجا لمكانها منه، فيأتيها كل يوم رزقها غدوة و عشية، و هي في الكنيسة.

قال: و قال ابن عباس: إنما كانت السهام بين زكريا و الأحبار على ما بيّنا فاللّه أعلم.

ق آل ابن عباس: فكان زكريا يقوم بشأنها، فكانت إذا حاضت أخرجها إلى منزله من محرابها، فتكون مع خالتها و أختها (4)يلسفع (5)أم يحيى، فإذا طهرت ردّها إلى بيت المقدس، فكان زكريا يرى عندها في المحراب العنب في الشتاء الشديد فيأتيها به جبريل من السماء.

قال: و نا إسماعيل، نا علي بن عاصم، عن داود بن أبي هند، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:

كان بنو إسرائيل إذا أرادوا أن يحرروا للمحراب (6)ولد أحد [منهم] (7)لم يحرروه حتى يولد، فإن كان غلاما فشاءوا أن يحرر لمهنة المحراب حرروه، و إن كانت جارية لم يحرروها للمحراب، و إن امرأة عمران عجلت فنذرت ما في بطنها محررا لمهنة المحراب، فلما وضعتها قالت: رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهٰا أُنْثىٰ ، وَ إِنِّي سَمَّيْتُهٰا مَرْيَمَ إلى آخر الآية، قال: فحملتها

ص: 81


1- سورة الصافات، الآية:141.
2- الزيادة عن «ز».
3- تحرفت بالأصل و «ز» إلى: سيدي.
4- كذا بالأصل و «ز»، و المطبوعة و المختصر: خالتها و أختها.
5- كذا بالأصل و «ز». و في نهاية الأرب 195/14 أسباع و قيل: بليشفع.
6- بالأصل: للمحرات، تصحيف، و المثبت عن «ز».
7- سقطت من الأصل، و زيدت للإيضاح عن «ز».

على خرقة على يديها حتى أدخلتها المحراب عليهم و قالت: أقضي ما نذرت للّه عليّ ، فلمّا أدخلتها عليهم قالوا: ما هذه ؟ قالت: إني كنت عجلت فنذرت ما في بطني محررا لمهنة المحراب، فوضعتها أنثى، فجئت لأقضي ما جعلت للّه على قالوا: و ما شأن المحراب، و شأن الأنثى ؟ قال: فألقى اللّه في قلوبهم محبة لمريم. فقالوا: ما كنا نقبل الأنثى سوف نقبل هذه. قال: فوضعتها بين أيديهم و خرجت و تشاحّ القوم (1) فيها، فقال لهم زكريا: أخت هذه الجارية عندي، و أنا أحق بها أن أكفلها. قالوا و ما لك أحقّ بها منا. قال: و كان في المحراب جدول يجري يشربون منه، و يتوضئون منه، فلما رأى زكريا إباءهم عليه قال: بيني و بينكم.

قالوا: أي شيء؟ قال: أقلامنا التي نكتب بها التوراة، يجيء كل رجل بقلمه فيلقيه في هذا الجدول فأي قلم منها شق الماء فقد كفّله اللّه هذه الصبية. قالوا: نعم، فجاء كلّ رجل منهم بقلمه، و جاء زكريا بقلمه، فألقوها في الجدول، فذهب الماء بأقلامهم، و استقبل قلم زكريا الماء فجعل يشقه، فقال لهم زكريا: مه. قالوا: قد كفّله اللّه هذه الصبية، قال: فأنبتها اللّه نباتا حسنا، قال: فجعل لها في المحراب بيتا لا يدخل عليها فيه إلاّ بإذنها، قال: فكان زكريا يستأذن عليها فتأذن له، فيدخل عليها يسلم عليها، فتأتيه بمكتل (2) عندها، فتضعه بين يديه، فيجد فيه زكريا عنبا في غير حين العنب، فيقول: يٰا مَرْيَمُ أَنّٰى لَكِ هٰذٰا (3)،فتقول: هُوَ مِنْ عِنْدِ اللّٰهِ فرغب زكريا في الولد، فدعا ربه، فأوحى اللّه إليه يبشّره بيحيى، قٰالَ : رَبِّ أَنّٰى يَكُونُ لِي غُلاٰمٌ [وَ كٰانَتِ امْرَأَتِي عٰاقِراً] وَ قَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا ،فقال رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً ،قال: آيَتُكَ أَلاّٰ تُكَلِّمَ النّٰاسَ ثَلاٰثَ لَيٰالٍ سَوِيًّا (4).

قال أبو الحسن يعني هي آية البشرى. قال: فكان زكريا إذا قام يصلي لربه أطلق له لسانه فيناجيه فإذا خرج إلى أهل المحراب اعتقل لسانه فيشير إليهم أن صلوا كما كنتم تصلون ثلاثة أيام، فلما بلغت مريم، فبينا هي في بيتها متفضلة (5)إذ دخل عليها رجل بغير إذن، فخشيت أن يكون دخل عليها ليغتالها، ف قٰالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمٰنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا، قٰالَ

ص: 82


1- تشاح القوم: يقال تشاح الرجلان على الأمر: لا يريدان أن يفوتهما. و يقال تشاحوا في الأمر و عليه: شح بعضهم على بعض و تبادروا إليه حذر فوته.(انظر تاج العروس و اللسان).
2- كذا بالأصل و «ز»، و في المختصر لابن منظور: مكيل.
3- سورة آل عمران، الآية:37.
4- سورة مريم، الآيات 8-10. و قوله في الآية: آية، أي علامة على وقت تعلق مني المرأة بهذا الولد المبشر.
5- تفضلت المرأة في بيتها إذا كانت في ثوب واحد.

إِنَّمٰا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلاٰماً زَكِيًّا قٰالَتْ أَنّٰى يَكُونُ لِي غُلاٰمٌ وَ لَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَ لَمْ أَكُ بَغِيًّا، قٰالَ كَذٰلِكِ قٰالَ رَبُّكِ (1) قال: فجعل جبريل يردد ذلك عليها، و تقول أَنّٰى يَكُونُ لِي غُلاٰمٌ قال: و تغفلها (2) جبريل فنفخ في جيب درعها، و نهض عنها فاستمر بها حملها فقالت:

إن خرجت نحو المغرب فالقوم يصلون نحو المغرب، و لكن أخرج نحو المشرق، فبينا هي تمشي إذ فاجأها (3) المخاض فنظرت: هل تجد شيئا تستتر به فلم تجد إلا جذع النخلة، فقالت: أستتر بهذا الجذع من الناس، و كان تحت الجذع نهر يجري، فانضمت إلى النخلة، فلما وضعته خرّ كلّ شيء يعبد من دون اللّه في مشارق الأرض و مغاربها ساجدا لوجهه، و فزع إبليس فخرج، فصعد، فلم ير شيئا ينكره، و أتى المشرق فلم ير شيئا ينكره، و دخل الأرض فلم ير شيئا ينكره، و جعل لا يصبر، فأتى المغرب لينظر فلم ير شيئا ينكره، و جعل لا يصبر، فبينا هو يطوف إذ مر بالنخلة، فإذا هو بامرأة معها غلام قد ولدته، و إذا الملائكة قد أحدقوا بها و بابنها و بالنخلة. فقال: هاهنا حدث الأمر. فمال إليهم فقال: أي شيء هذا الذي حدث ؟ فكلمته الملائكة فقالوا: نبي ولد بغير ذكر، فقال: نبي ولد بغير ذكر؟ قالوا: نعم، قال: أما و اللّه لأضلنّ به أكثر العالمين، أضلّ اليهود فكفروا به، و أضلّ النصارى فقالوا: هو ابن اللّه، قال: و ناداها ملك من تحتها قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (4)قال أبو الحسن:

و السري هو النهر بكلام أهل اليمن.

قال: قال إبليس، ما حملت أنثى إلا بعلمي و لا وضعته إلاّ على كفي، ليس هذا الغلام، لم أعلم به حين حملته أمه، و لم أعلم به حين وضعته.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا أبو القاسم البغوي، نا داود بن (5)عمرو، نا مسلم بن خالد، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله: كُلَّمٰا دَخَلَ عَلَيْهٰا زَكَرِيَّا الْمِحْرٰابَ وَجَدَ عِنْدَهٰا رِزْقاً (6)قال: وجد عند مريم عنبا في غير زمانه.

ص: 83


1- سورة مريم، الآيات 18-21.
2- تغفلها جبريل: تحين غفلتها.
3- كذا بالأصل و «ز»، و في المختصر و المطبوعة: فجئها، و فجئه الأمر و فجأه و فاجأه: هجم عليه من غير أن يشعر به (تاج العروس: فجأ).
4- سورة مريم، الآية:24.
5- تحرفت بالأصل إلى: عن، و المثبت عن «ز».
6- سورة آل عمران، الآية:37.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز بن أحمد، لفظا، أنا محمّد بن محمّد بن محمّد بن إبراهيم بن مخلد، نا جعفر بن محمّد الخلدي (1)،نا أحمد بن علي الخرّاز (2)المقرئ، نا داود بن مهران، نا مسلم بن خالد، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال:

كُلَّمٰا(3) دَخَلَ [عَلَيْهٰا] (4)زَكَرِيَّا الْمِحْرٰابَ وَجَدَ عِنْدَهٰا رِزْقاً قال عنبا. وجده زكريا عند مريم في غير إبانه.

أنبأنا أبو القاسم العلوي، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي، أنا محمّد بن يوسف، أنا محمّد بن حماد، أنا عبد الرزّاق، أنا معمر، عن قتادة في قوله: وَجَدَ عِنْدَهٰا رِزْقاً قال: وجد عندها ثمرة في غير زمانها، قال: أَنّٰى لَكِ هٰذٰا؟ قالت: هو من عند اللّه.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، قراءة، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا عباس بن محمّد الدوري (5)،نا محمّد بن سابق، نا مالك ابن مغول، عن إبراهيم بن مهاجر في قوله: وَجَدَ عِنْدَهٰا رِزْقاً قال: فاكهة الشتاء في الصيف، و فاكهة الصيف في الشتاء، الرمان في غير حينه.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر أحمد بن علي، أنا أبو الحسن بن رزقويه (6)، أنا أحمد بن سندي (7)،نا الحسن بن علي، نا إسماعيل بن عيسى، نا إسحاق بن بشر، أنا سعيد، عن قتادة، عن الحسن في قوله: كُلَّمٰا دَخَلَ عَلَيْهٰا زَكَرِيَّا الْمِحْرٰابَ وَجَدَ عِنْدَهٰا رِزْقاً يعني ثمر الشتاء في الصيف، و ثمر الصيف في الشتاء، يأتيها به جبريل، فقال لها زكريا: أَنّٰى لَكِ هٰذٰا في غير حينه، فقالت: هذا رزق من عند اللّه يأتيني (8)إِنَّ اللّٰهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشٰاءُ بِغَيْرِ حِسٰابٍ قال: فطمع زكريا في الولد، فقال: إنّ الذي أتى مريم بهذه الفاكهة في غير حينها لقادر أن يصلح لي زوجي، و يهب لي منها ولدا، فعند ذلك دعا زكريا ربه،

ص: 84


1- في «ز»: الخالدي، تصحيف.
2- بالأصل و المطبوعة: الخزاز، تصحيف، و المثبت عن «ز».
3- بالأصل: كل، و المثبت عن «ز».
4- زيادة عن «ز».
5- تحرفت في «ز» إلى: الرفدي.
6- تحرفت في «ز» إلى: زرقويه.
7- بالأصل و «ز» بدون إعجام:«سدى».
8- كذا بالأصل و «ز»، و في المطبوعة: يأتى.

و ذلك لثلاث ليال بقين من المحرم، فقام زكريا فاغتسل، ثم ابتهل إلى اللّه في الدعاء، قال: يا رازق مريم ثمار الصيف في الشتاء، و ثمار الشتاء في الصيف، هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ يعني من عندك ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً (1)،يعني تقيا، فأخبر اللّه نبيه صلى اللّه عليه و سلم بقصة عبده زكريا، و دعائه ربه، و إجابة اللّه له و تحننه عليه و لطفه به فقال جلّ و عزّ: كهيعص ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيّٰا (2).

كهي. قال ابن عباس: خمسة أحرف و خمسة أسماء مقطعة: يعني بكاف كافيا لخلقه، هاء يعني هاديا لأوليائه، يا يعني يمينا يحلف به عباده، عين يعني عالما بأعمال خلقه، صاد يعني صادقا وعده.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن إبراهيم بن محمّد، أنا المظفر بن حمزة بن محمّد، أنا عبد اللّه بن يوسف بن بامويه، أنا أحمد بن محمّد بن زياد ابن الأعرابي، نا عباس الدوري، نا زيد ابن الحباب، نا جعفر بن سليمان، نا أبو عمران، عن نوف البكائي و هو رجل من أهل الشام في قول اللّه عزّ و جل: وَ كَفَّلَهٰا زَكَرِيّٰا كان يزورها و كانت فتاة (3) تنزل في بيت قومها، فكانت تقدّم إليها فاكهة الشتاء في الصيف، و فاكهة الصيف في الشتاء، فقال: أَنّٰى لَكِ هٰذٰا قٰالَتْ : هُوَ مِنْ عِنْدِ اللّٰهِ ، إِنَّ اللّٰهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشٰاءُ بِغَيْرِ حِسٰابٍ ،فهنالك دعا زكريا ربه أن يهب له غلاما فوهب له يحيى، و لم يسمّ يحيى قبله قال: أَنّٰى يَكُونُ لِي غُلاٰمٌ وَ كٰانَتِ امْرَأَتِي عٰاقِراً، وَ قَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا ،حتى بلغ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قٰالَ : آيَتُكَ أَلاّٰ تُكَلِّمَ النّٰاسَ ثَلاٰثَ لَيٰالٍ سَوِيًّا فحبس على لسانه و كان صحيحا فَخَرَجَ عَلىٰ قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرٰابِ ، فَأَوْحىٰ إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَ عَشِيًّا (4)و جاءها جبريل في منزلها حتى هتك الحجاب عنها، فلما رأته قٰالَتْ : إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمٰنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا ،فلما قالت الرحمن تقبّض جبريل فقال:

إِنَّمٰا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلاٰماً زَكِيًّا قٰالَتْ : أَنّٰى يَكُونُ لِي غُلاٰمٌ ، وَ لَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَ لَمْ أَكُ بَغِيًّا (5) فنفخ ما بين جيبها و درعها (6)فمكثت ما يمكث النساء، فخرجت هاربة من أهلها و قومها نحو المشرق، و خرجوا في طلبها، فجعلوا لا يلقون أحدا إلاّ قالوا: هل رأيت فتاة من

ص: 85


1- سورة آل عمران، الآية:38.
2- سورة مريم، الآيتان 1 و 2.
3- بدون إعجام بالأصل، و المثبت عن «ز».
4- سورة مريم، الآية:11.
5- سورة مريم، الآيتان 19 و 20.
6- يعني قميصها.

حالها كذا و كذا، يعني، فلقوا راعي بقر، فقالوا: يا راعي، هل رأيت فتاة كذا و كذا؟ قال:

لا، رأيت من بقري شيئا لم أره فيما مضى، في ليلتي هذه، رأيتها تسجد نحو هذا الوادي قال: و جاءها المخاض، و المخاض: الولد (1)،فساندت إلى النخلة و قالت: يٰا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هٰذٰا وَ كُنْتُ نَسْياً مَنْسِيًّا (2)حيضة بعد حيضة، فنادها جبريل من أقصى الوادي، قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (3)و السري: النهر الصغير، وَ هُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ ، تُسٰاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا (4)قالت: لا أدري شاتية أو صائفة، فَكُلِي وَ اشْرَبِي وَ قَرِّي عَيْناً (5)فوضعته و قطعت سرته، و لفّته في خرقة، فحملته فأقبلوا حيث رأوها، فأقعدته في حجرها فأعطته ثديها، فجاءوا فقاموا عليها فقالوا: يٰا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا (6)أي عظيما، فمن أين لك هذا؟ مٰا كٰانَ [أَبُوكِ ] (7)امْرَأَ سَوْءٍ وَ مٰا كٰانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا، فَأَشٰارَتْ إِلَيْهِ (8)أن كلموه قٰالُوا: كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كٰانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ،و المهد حجرها، فنزع فمه من ثديها، و جلس و اتكأ على يساره فقال: إِنِّي عَبْدُ اللّٰهِ آتٰانِيَ الْكِتٰابَ وَ جَعَلَنِي نَبِيًّا وَ جَعَلَنِي مُبٰارَكاً أَيْنَ مٰا كُنْتُ وَ أَوْصٰانِي بِالصَّلاٰةِ وَ الزَّكٰاةِ مٰا دُمْتُ حَيًّا (9)،حتى بلغ فَاخْتَلَفَ الْأَحْزٰابُ مِنْ بَيْنِهِمْ (10)و الأحزاب الناس.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو الحسن عبيد اللّه بن محمّد قالا: أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو أحمد محمّد بن محمّد بن إسحاق الصفار، نا أحمد بن محمّد بن نصر اللّبّاد، نا عمرو بن حماد بن طلحة، نا أسباط بن نصر، عن السّدّي (11)،عن أبي مالك، و أبي صالح، عن ابن عباس، و عن مرة الهمداني، عن ابن مسعود.

قالوا: خرجت مريم إلى جانب المحراب لحيض أصابها، فلما طهرت إذا هي برجل

ص: 86


1- كذا بالأصل و «ز». و المخاض: الطلق، و هو وجع الولادة، و كل حامل ضربها الطلق فهي ماخض، و مخضت المرأة: تحرك ولدها في بطنها للولادة (انظر تاج العروس).
2- سورة مريم، الآية:23.
3- سورة مريم، الآية:24.
4- سورة مريم، الآية:25.
5- سورة مريم، الآية:26.
6- سورة مريم، الآية:27.
7- زيادة عن «ز».
8- سورة مريم، الآيتان 28 و 29.
9- سورة مريم، الآيتان 30 و 31.
10- سورة مريم، الآية:37.
11- بالأصل: السيدي، تصحيف، و المثبت عن «ز».

معها و هو قوله فَأَرْسَلْنٰا إِلَيْهٰا رُوحَنٰا فَتَمَثَّلَ لَهٰا بَشَراً سَوِيًّا (1)و هو جبريل ففزعت منه و قالت: إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمٰنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا، قٰالَ : إِنَّمٰا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلاٰماً زَكِيًّا (2)،الآية، فخرجت و عليها جلبابها، فأخذ بكمها، فنفخ في جيب درعها، و كان مشقوقا من قدامها فدخلت النفخة صدرها، فحملت، فأتتها أختها امرأة زكريا ليلة لتزورها، فلما فتحت لها الباب التزمتها، فقالت امرأة زكريا:[يا] (3)مريم أشعرت أنّي حبلى ؟ قالت مريم: أشعرت أيضا أني حبلى ؟ قالت امرأة زكريا: فإنّي وجدت الذي في بطني سجد للذي في بطنك. فذلك قوله مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللّٰهِ (4)و ذكر القصة.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنبأنا أبو نعيم الحافظ (5)،قال: أبو بكر بن مالك، قال: عبد اللّه بن أحمد، حدّثني عبيد اللّه بن عمر القواريري، نا جعفر بن سليمان [عن أبي عمران الجوني] (6)،عن نوف قال:

كانت مريم فتاة بتولا (7)،و كان زكريا زوج أختها كفلها و كانت معه، قال: و كان يدخل عليها يسلم عليها قال: فتقرب إليه فاكهة الشتاء في الصيف، و فاكهة الصيف في الشتاء، قال:

فدخل عليها زكريا مرّة فقربت إليه بعض ما كانت تقرب قال: يٰا مَرْيَمُ أَنّٰى لَكِ هٰذٰا قٰالَتْ :

هُوَ مِنْ عِنْدِ اللّٰهِ إِنَّ اللّٰهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشٰاءُ بِغَيْرِ حِسٰابٍ ، هُنٰالِكَ دَعٰا زَكَرِيّٰا رَبَّهُ قٰالَ : رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً [طَيِّبَةً ] (8) الآية، قال: فبينا هي جالسة في منزلها إذا رجل قائم بين يديها قد هتك الحجب، فلما رأته قالت: إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمٰنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا ،قال: فلما ذكرت الرحمن فزع جبريل و قال: إِنَّمٰا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلاٰماً زَكِيًّا -إلى قوله:- وَ كٰانَ أَمْراً مَقْضِيًّا ،فنفخ جبريل في جيبها فحملت حتى إذا ثقلت (9)وجعت كما يجع (10)النساء،

ص: 87


1- سورة مريم، الآية:17.
2- سورة مريم، الآيتان 18 و 19.
3- سقطت من الأصل و زيدت عن «ز».
4- سورة آل عمران، الآية:39.
5- الخبر رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 51/6 في أخبار نوف البكالي.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و «ز»، و المطبوعة، و استدرك لتقويم السند عن حلية الأولياء.
7- البتول من النساء: المنقطعة عن الرجال لا أرب لها فيهم.
8- سقطت من الأصل، و زيدت عن «ز»، و الحلية.
9- كذا بالأصل و المطبوعة. و في «ز»: «إن أثقلت»، و في الحلية:«إذا أثقلت» و هو أشبه يقال: أثقلت المرأة فهي مثقل ثقل حملها في بطنها.
10- كذا بالأصل و «ز»، و هي لغة قبيحة في وجع، و في الحلية: توجع.

فلما (1)وجعت كانت في بيت النبوة، فاستحيت فهربت حياء من قومها نحو المشرق، و خرج قومها في طلبها يسألون عنها، فلا يخبرهم عنها أحد. فأخذها المخاض فتساندت إلى النخلة و قالت: يٰا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هٰذٰا وَ كُنْتُ نَسْياً مَنْسِيًّا ،قال: حيضة بعد حيضة، فَنٰادٰاهٰا مِنْ تَحْتِهٰا قال: جبريل من أقصى الوادي أَلاّٰ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا ،قال:

جدول (2)وَ هُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ إلى قوله: فَلَنْ (3) أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا ،فلما قال لها جبريل اشتدّ ظهرها، و طابت نفسها قطعت سرره، و لفّته في خرقة و حملته قال: فلقي قومها راعي بقر و هم في طلبها. قالوا: يا راعي هل رأيت كذا و كذا؟ قال: لا و لكن رأيت البارحة من بقري شيئا لم أره منها قط فيما خلا. قالوا: فما رأيت منها؟ قال: رأيتها باتت سجدا نحو هذا الوادي، فانطلقوا حيث وصف لهم فلمّا رأتهم مريم جلست ترضع عيسى، فجاءوا حتى قاموا عليها و قالوا لها: يٰا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا ،قال: أمرا عظيما، يٰا أُخْتَ هٰارُونَ مٰا كٰانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَ مٰا كٰانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا .

قال أبو عمران: قال نوف: فَأَشٰارَتْ إِلَيْهِ أن كلموه، فتعجبوا منها، قالوا: كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كٰانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ،قال نوف: المهد: حجرها، فلما قالوا ذلك ترك عيسى ثديها، و اتّكأ على يساره ثم تكلم قال: إِنِّي عَبْدُ اللّٰهِ آتٰانِيَ الْكِتٰابَ وَ جَعَلَنِي نَبِيًّا إلى قوله:

أُبْعَثُ حَيًّا ،قال: فاختلف الناس فيه.

أخبرنا أبو محمّد السلمي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن بن رزقويه (4)،أنا أحمد ابن سندي، أنا الحسن بن علي، نا إسماعيل بن عيسى، أنا أبو حذيفة إسحاق بن بشر، أنا جويبر و مقاتل، عن الضحاك، عن ابن عباس.

في قوله: وَ بَرًّا بِوٰالِدَيْهِ (5)قال: كان لا يعصيها وَ لَمْ يَكُنْ جَبّٰاراً ،قال ابن عباس:

و لم يكن قتال النفس التي حرم اللّه قتلها عَصِيًّا يعني لم يكن عاصيا لربه وَ سَلاٰمٌ عَلَيْهِ [يعني سلام اللّه عليه] (6) يوم ولد و يوم يموت و يوم يبعث حيا، قال ابن عباس: لما وهب اللّه

ص: 88


1- بالأصل:«فيما» و المثبت عن «ز»، و الحلية.
2- في الحلية: جدولا.
3- بالأصل: فلم، تصحيف، و المثبت عن «ز»، و الحلية.
4- تحرفت بالأصل و «ز» إلى: زرقويه.
5- سورة مريم، الآية:14.
6- الزيادة عن «ز»، و في المطبوعة و المختصر:«سلّم»، بدل «سلام».

لزكريا يحيى بلغ ثلاث سنين بشّر اللّه مريم بعيسى، فبينا هي في المحراب قالت الملائكة - و هو جبريل وحده- يٰا مَرْيَمُ إِنَّ اللّٰهَ اصْطَفٰاكِ وَ طَهَّرَكِ من الفاحشة، وَ اصْطَفٰاكِ يعني و اختارك عَلىٰ نِسٰاءِ الْعٰالَمِينَ ،عالم أمتها يٰا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ يعني صلي لربك، يقول: اذكري لربك في الصلاة، بطول (1) القيام، فكانت تقوم حتى ورمت قدماها وَ اسْجُدِي وَ ارْكَعِي مَعَ الرّٰاكِعِينَ يعني مع المصلين، مع قرّاء بيت المقدس يقول اللّه لنبيه صلى اللّه عليه و سلم ذٰلِكَ مِنْ أَنْبٰاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ يعني بالخبر الغيب في قصة زكريا و يحيى و مريم وَ مٰا كُنْتَ لَدَيْهِمْ يعني عندهم إِذْ يُلْقُونَ أَقْلاٰمَهُمْ في كفالة مريم، ثم قال: يا محمّد، تخبر (2) بقصة عيسى إِذْ قٰالَتِ الْمَلاٰئِكَةُ يٰا مَرْيَمُ إِنَّ اللّٰهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيٰا يعني مكينا عند اللّه في الدنيا وَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ في الآخرة، وَ يُكَلِّمُ النّٰاسَ فِي الْمَهْدِ ،يعني في الخرق، في محرابه وَ كَهْلاً و يكلمهم كهلا إذا اجتمع قبل أن يرفع إلى السماء، وَ مِنَ الصّٰالِحِينَ (3)يعني من المرسلين.

و أنا إسحاق، أنا إدريس، عن جده وهب أنه قال:

لما استقرّ حمل مريم، و بشّرها جبريل فوثقت بكرامة اللّه، و اطمأنت، و طابت نفسا و اشتد أزرها، و كان معها في المحررين ابن خال (4)لها يقال له يوسف، و كان يخدمها من وراء الحجاب، و يكلمها، و يناولها الشيء من وراء الحجاب، و كان أول من اطلع على حملها هو، و اهتم لذلك، و أحزنه، و خاف منه البلية التي لا قبل له بها، و لم يشعر من أين أتيت مريم، و شغله عن النظر في أمر نفسه، و عمله، لأنه كان رجلا متعبدا حكيما، و كان من قبل أن تضرب مريم الحجاب على نفسها تكون معه، و نشأ معها، و كانت مريم إذا نفذ (5)ماؤها و ماء يوسف أخذا قلّتيهما (6)ثم انطلقا إلى المغارة التي فيها الماء فيملآن قلّتيهما ثم يرجعان إلى الكنيسة، و الملائكة مقبلة على مريم بالبشارة، يٰا مَرْيَمُ إِنَّ اللّٰهَ اصْطَفٰاكِ وَ طَهَّرَكِ فكان يعجب يوسف مما يسمع، فلما استبان ليوسف حمل مريم وقع في نفسه من أمرها حتى كاد

ص: 89


1- بالأصل: طول، تصحيف، و المثبت عن «ز».
2- بالأصل و «ز»: يخبر.
3- سورة آل عمران، الآيات 43 إلى 46.
4- تحرفت بالأصل إلى: نال، و المثبت عن «ز».
5- بالأصل و «ز»: نفد.
6- القلة: إناء للعرب كالجرة الكبيرة. و الجمع قلال و قلل.

أن يفتتن، فلما أراد أن يتهمها في نفسه ذكر ما طهّرها اللّه و اصطفاها،[و ما] (1) وعد اللّه أمها أنه معيذها و ذرّيتها من الشيطان الرجيم، و ما سمع من قول الملائكة يٰا مَرْيَمُ إِنَّ اللّٰهَ اصْطَفٰاكِ وَ طَهَّرَكِ فذكر الفضائل التي فضّلها اللّه بها و قال: إن زكريا قد أحرزها في المحراب فلا يدخل عليها أحد، و ليس للشيطان عليها سبيل، فمن أين هذا، فلمّا رأى من تغيّر لونها، و ظهر بطنها فعظم ذلك عليه، و بلغ مجهوده، و تحيّر فيه رأيه و عقله، و خاف الإثم من التهمة، و سوء الظن بها، فعرض لها فقال: يا مريم، هل يكون زرع من غير بذر؟ قالت: نعم، قال:

و كيف ذلك ؟ قالت: إنّ اللّه خلق البذر الأول من غير نبات، و أنبت الزرع الأول من غير بذر.

و لعلك تقول: لم يقدر أن يخلق الزرع الأول إلاّ بالبذر، و لعلك تقول: لو لا أنه استعان عليه بالبذر لغلبه حتى لا يقدر على أن يخلقه، و لا ينبته. قال يوسف: أعوذ باللّه أن أقول ذلك. قد صدقت و قلت بالنور و الحكمة، كما قدر أن يخلق الزرع الأول و ينبته من غير بذر يقدر على أن يخلق زرعا من غير بذر. قال لها يوسف: أخبريني فهل ينبت الشجر من غير ماء و لا مطر؟ قالت: أ لم تعلم أن للبذر و الزرع و الماء و المطر و الشجر خالقا واحدا؟ فلعلك تقول لو لا الماء و المطر لم يقدر على أن ينبت الشجر (2)،قال: أعوذ باللّه أن أقول ذلك،[قال:] (3) قد صدقت و تكلمت بالنور و الحكمة، فأخبريني هل يكون ولد أو حبل من غير ذكر؟ قالت:

نعم، قال: فكيف ذلك ؟ قالت: أ لم تعلم أنّ اللّه خلق آدم و حواء امرأته من غير حبل، و لا أنثى، و لا ذكر؟ قال: بلى، قال لها: فأخبريني خبرك ؟ قالت: بشّرني اللّه بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ إلى قوله وَ مِنَ الصّٰالِحِينَ ،فعلم يوسف أن ذلك أمر من اللّه بسبب خير (4) أراده بمريم، فسكت عنها، فلم تزل على ذلك حتى ضربها الطلق، فنوديت:

أن اخرجي من المحراب، فخرجت.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر بن الحسن بن المظفر، أنا أبي أبو سعد، أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس، أنا أبو جعفر محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّه الدّيبلي (5)،نا أبو عبيد اللّه سعيد بن عبد الرّحمن المخزومي، نا سفيان، عن مسعر، عن أبي

ص: 90


1- سقطت من الأصل، و زيدت للإيضاح عن «ز».
2- بالأصل: شجر، و المثبت عن «ز»، و المطبوعة.
3- سقطت من الأصل و «ز».
4- بالأصل: خبر، و سقطت اللفظة من «ز»، و المثبت عن مختصر ابن منظور.
5- إعجامها مضطرب بالأصل، و في «ز»: الدبيلي، تصحيف.

وائل قال: لقد علمت مريم أن التقي ذو نهية (1) حين قالت إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمٰنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا .

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر، أنا أبي أبو سعد، أنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس، أنا محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّه، نا أبو عبيد اللّه سعيد بن عبد الرّحمن، نا سفيان، عن رجل عن مجاهد في قوله تعالى: يٰا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هٰذٰا وَ كُنْتُ نَسْياً مَنْسِيًّا (2) قال:

حيضة ملقاة.

أخبرنا أبو منصور أحمد بن محمّد بن ينال الصوفي، أخبرتنا العالمة عائشة بنت الحسن ابن إبراهيم بن محمّد قالت: نا أبو محمّد عبد اللّه بن عمر بن عبد اللّه بن الهيثم المذكر، نا الوليد بن أبان، نا عثمان بن سعيد، أنا إسحاق بن إبراهيم، نا إبراهيم بن خالد، عن عمر بن عبد الرّحمن و هو ابن ذرية، قال: سمعت وهب بن منبه يقول:

إن مريم حملت بعيسى [تسعة] (3) أشهر، فلمّا ظهر ما في بطنها قال لها زكريا النجار عليه السّلام: يا مريم أخبريني هل يكون زرع من غير بذر؟ أم هل يكون شجر من غير مطر؟ أم هل يكون ولد من غير ذكر؟ قالت: أما قولك هل يكون زرع من غير بذر، فإنّ اللّه خلق البذر قبل الزرع، و أما قولك: هل يكون شجر من غير مطر، فإنّ اللّه تبارك و تعالى خلق الجنّة من غير مطر، و أما قولك: هل يكون ولد من غير ذكر، فإنّ اللّه خلق آدم عليه السّلام من غير أنثى و لا ذكر.

أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا أبي أبو سعد، أنا أبو الحسن بن فراس، أنا أبو جعفر الدّيبلي (4)،نا أبو عبيد اللّه، نا سفيان، عن ابن جريج، عن المغيرة بن عبد اللّه بن عبد الثقفي قال:

سمعت عبد اللّه بن عباس بالطائف و سئل عن قوله تعالى: إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمٰنِ صَوْماً (5) قال: صمتا. و سئل عن حمل مريم فقال: لم يكن إلاّ أن حملته و ولدته.

ص: 91


1- ذو نهية يعني ذو عقل.
2- سورة مريم، الآية:23.
3- سقطت اللفظة من الأصل و زيدت عن «ز».
4- تحرفت بالأصل إلى: الدبيلي، و في «ز»: البرمكي.
5- سورة مريم، الآية:26.

أخبرنا أبو الحسن الفقيه الشافعي، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا محمّد بن يوسف بن بشر، أنا محمّد بن حمّاد، أنا عبد الرزّاق، أنا الثوري، عن رجل، عن من سمع ابن عباس يقول في مريم ليس إلاّ أن حملت ثم وضعت (1).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، نا أبو بكر الشافعي إملاء، نا محمّد بن غالب، حدّثني عبد الصّمد - يعني ابن النعمان - نا مسلم بن خالد، عن داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:

وضعت مريم لثمانية أشهر (2)،و لذلك لا يولد مولود لثمانية أشهر إلاّ مات لئلا تسب (3)مريم بعيسى عليهما السلام.

أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، أنا محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو سهل بن سعدويه، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى الموصلي.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الحسن بن علي، أنا محمّد بن المظفر، أنا محمّد بن محمّد الباغندي.

قالا: نا شيبان بن فروخ، نا مسروق بن سعيد التميمي - و في حديث ابن المقرئ:

مسرور ابن سعد - نا عبد الرّحمن الأوزاعي (4)،عن عروة بن رويم، عن علي بن أبي طالب و لم ينسبه ابن المقرئ قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أكرموا عمتكم النخلة فإنّها خلقت من الطين الذي خلق منه آدم، و ليس شيء من الشجر يلقح»- و قال ابن المقرئ: شيء يلقح - غيرها، و أطعموا - و في حديث أبي يعلى: فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أطعموا - نساءكم الولد الرطب، فإن لم يكن رطب فالتمر و ليس - و قال ابن المقرئ: فليس - من الشجر - زاد الباغندي: شجر - و قال ابن المقرئ: شيء من الشجر و قالوا:- أكرم على اللّه من شجرة نزلت تحتها مريم بنت عمران»[13789].

ص: 92


1- البداية و النهاية 78/2.
2- البداية و النهاية 78/2.
3- بدون إعجام بالأصل، و في «ز»: بسبب، و المثبت عن مختصر ابن منظور.
4- روى الحديث في البداية و النهاية 79/2-80 من هذا الطريق.

عروة لم يدرك عليّا، و الحديث غريب و التميمي مجهول.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن محمّد الخلعي، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عمر بن النحاس، أنا أبو سعيد أحمد بن محمّد ابن زياد بن الأعرابي، نا إبراهيم بن أبي الجميم (1)،نا حفص بن عمر، نا الحسن بن أبي جعفر قال:

كتب قيصر إلى عمر بن الخطاب: إنّ رسلي أخبروني أن قبلكم شجرة تحمل مثل آذان الحمر، ثم تتفلق عن مثل اللؤلؤ الأبيض، ثم تغبرّ، ثم تصير مثل الزمرد الأخضر، ثم تغبر فتصير مثل الياقوت الأحمر، ثم تينع، ثم تنضج فتصير مثل الفالوذجة فتصير عصمة للمقيم، و زادا للمسافر، فإن رسلي صدقوني إنّ هذه شجرة من شجر الجنة.

فكتب إليه عمر: أما بعد فإنّ رسلك قد صدقوك، و هي شجرة عندنا يقال لها النخلة، و هي التي أنبتها اللّه على مريم حين نفست، فاتق اللّه و لا تتخذ عيسى إلها من دون اللّه، فإنما مَثَلَ عِيسىٰ عِنْدَ اللّٰهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرٰابٍ ، ثُمَّ قٰالَ لَهُ : كُنْ فَيَكُونُ ، اَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلاٰ تَكُنْ (2) مِنَ الْمُمْتَرِينَ (3)و قد أخرجت هذه الحكاية من وجه آخر في أخبار المسيح.

أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه الشيحي (4)،أنا - أبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد، نا (5)-أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت (6)،أنا الحسين بن الحسن (7)بن محمّد بن القاسم المخزومي، نا عثمان بن أحمد الدقاق، نا أبو عبد اللّه محمّد بن خلف المروزي، نا داود بن سليمان [الجرجاني، نا سليمان] (8)بن عمرو، عن سعد بن طارق، عن سلمة بن قيس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أطعموا نساءكم في نفاسهن التمر، فإنه من كان طعامها في

ص: 93


1- تقرأ بالأصل و «ز»: الجحيم، و المثبت عن المطبوعة.
2- بالأصل و «ز»: تكونن.
3- سورة آل عمران، الآيتان 59 و 60.
4- رسمها مضطرب بالأصل و صورتها: الشحي، و في «ز»: السحي، كلاهما تصحيف و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
5- بالأصل و «ز»: أنا.
6- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 366/8 في أخبار داود بن سليمان الجرجاني.
7- بالأصل:«أنا الحسن بن الحسين» تصحيف، و المثبت عن «ز»: أنا الحسين بن الحسن، و تاريخ بغداد.
8- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك لتقويم السند عن «ز».

نفاسها التمر (1)خرج ولدها ذلك حكيما، فإنه كان طعام مريم حين ولدت [عيسى] (2)و لو علم اللّه طعاما ما هو خير لها من التمر لأطعمها إياه»[13790].

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن، أنا علي بن محمّد، أنا عبد الرّحمن بن عثمان، أنا خيثمة بن سليمان، نا أبو قلابة، نا حفص بن عمر، أبو (3)المازني، نا النضر بن عاصم أبو عبّاد الهجيمي، عن قتادة (4)،عن محمّد بن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه سئل عن الجراد فقال:«إنّ مريم سألت اللّه أن يطعمها لحما لا دم له فأطعمها الجراد»[13791].

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ و أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي، قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا [أبو] (5)عتبة أحمد بن الفرج، أنا بقية (6)،نا نمير بن يزيد القيني (7)،عن أبيه قال: سمعت صدي بن عجلان أبا أمامة الباهلي يقول: إن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«إن مريم ابنة عمران سألت ربها أن يطعمها لحما لا دم له فأطعمها الجراد» فقالت: اللهم أعشه بغير رضاع، و تابع بينه بغير شياع. قلت: يا أبا الفضل ما الشياع ؟ قال: الصوت[13792].

أبو الفضل هو نمير [بن يزيد] (8)حمصي.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، نا زهير، عن أبي إسحاق، عن البراء في قوله: قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا قال: قيل للبراء: عيسى ؟ قال: لا، و لكنه جدول فيه ماء.

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أبو عبيد الصيرفي محمّد بن أحمد بن المؤمّل، نا سعيد بن يحيى الأموي، نا أبي مالك يعني ابن

ص: 94


1- بالأصل: تمر، و المثبت عن «ز».
2- سقطت من الأصل و زيدت عن «ز».
3- بالأصل:«حفص بن عمران المازني» صوبنا الاسم عن «ز».
4- بالأصل: عباده، و في «ز»: جنادة.
5- استدركت على هامش الأصل.
6- من هنا يوجد خرم في النسخة «ز».
7- تحرفت بالأصل إلى: العتبي، و الصواب ما أثبت، و هو نمير بن يزيد القيني الشامي، ترجمته في تهذيب الكمال 159/19.
8- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك للإيضاح، راجع الحاشية السابقة.

مغول، عن أبي السفر، عن البراء بن عازب في قوله اللّه تعالى: قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا قال: هو الجدول الصغير يعني النهر الصغير.

أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا أبي، أنا أبو الحسن بن فراس، أنا أبو جعفر الدّيبلي (1)،نا أبو عبيد اللّه المكي، نا سفيان، عن حصين، عن عمرو بن ميمون في قوله تعالى: فَنٰادٰاهٰا مِنْ تَحْتِهٰا قال: ناداها ملك قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا و السري: النهر، قال: و إنّي لأحسب أن خير الطعام للنفساء التمر و الرطب يريد قوله اللّه تعالى: وَ هُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسٰاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا (2)الآية.

أخبرنا أبو محمّد السلمي، نا أبو بكر الخطيب، أخبرني ابن رزقويه، أنا ابن سندي (3)،أنا الحسن بن علي، أنا إسماعيل بن عيسى، نا إسحاق (4)بن بشر، أنا عبد الرّحمن بن قبيصة، عن الحسن قال:

سأله رجل يا أبا سعيد ما تقول في قول اللّه عزّ و جل: قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا قال الحسن: عبدا صالحا تقيا، فقال أعرابي و هو قائم يسمع إلى حديث الحسن: يا أبا سعيد: إنا لا نقول ذلك. و لكن نقول: قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا يعني جدولا، نهرا صغيرا، قال الحسن: أحسنت يا أعرابي بمثلها فافدنا.

قال: و أنا إسحاق، أنا جويبر، عن الضحاك، عن ابن عباس في قوله: قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا قال: السري الجدول، الساقية الصغيرة، و ذلك أنه أصابها العطش، قال:

فأجرى اللّه لها جدولا من الأردن، قال: و حمل الجذع من ساعته رطبا جنيا، يعني بغباره، فناداها من تحتها جبريل هُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ و لم يكن على رأسها سعف، و كانت قد يبست منذ دهر طويل، فأحياها اللّه لها و حملت فذلك قوله: تُسٰاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا يعني طريا بغباره فَكُلِي من الرطب وَ اشْرَبِي من الجدول وَ قَرِّي عَيْناً بولدك. فقال:

فكيف لي إذا سألوني من أين هذا؟ قال لها جبريل: فَإِمّٰا تَرَيِنَّ يعني فإذا رأيت مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فأعتبك في أمرك فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمٰنِ صَوْماً يعني صمتا في أمر عيسى فَلَنْ

ص: 95


1- بالأصل: الدبيلي تصحيف.
2- سورة مريم، الآية:25.
3- بدون إعجام بالأصل.
4- تحرفت بالأصل إلى إسماعيل.

أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا في أمره، حتى يكون هو الذي يعبر عني و عن نفسه. قال: ففقدوا مريم من محرابها فسألوا (1) يوسف فقال: لا علم لي بها، و إن مفتاح باب محرابها مع زكريا، فطلبوا زكريا و فتحوا الباب و ليست فيه فاتهموه، فأخذوه و وبخوه فقال رجل: إنّي رأيتها في موضع كذا و كذا، و أمامها [رجل] (2) و هي تقفو أثره قال: فخرجوا في طلبها، قال: فسمعوا صوت عقعق (3) في رأس الجذع الذي مريم من تحته، فانطلقوا إليه فذلك قول اللّه تعالى: فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهٰا تَحْمِلُهُ (4)قال ابن عباس: لما رأت أن قومها قد أقبلوا إليها احتملت الولد إليهم حتى بلغتهم به فذلك قوله: فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهٰا تَحْمِلُهُ أي لا تخاف ريبة، و لا تهمة، فلما نظروا إليها شق أبوها مدرعته، و جعل التراب على رأسه و إخوتها و آل زكريا فقالوا: يٰا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا (5)،يعني عظيما، يٰا أُخْتَ هٰارُونَ (6).

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم بن محمّد، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن، أنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس، نا محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّه الدّيبلي (7)،نا علي بن زيد الفرائضي، نا موسى بن داود، نا حبان بن علي، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهٰا تَحْمِلُهُ قال: بعد ما تعالّت (8) من نفاسها بعد أربعين يوما (9).

أخبرنا أبو الحسن عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عمر العمري.

ح (10) و أخبرنا أبو الفتح محمّد بن علي بن عبد اللّه المصري، و أبو بكر ناصر بن أبي العباس بن علي الصيدلاني، قالا: أنا محمّد بن عبد العزيز بن محمّد الفارسي.

ص: 96


1- غير واضحة بالأصل.
2- زيادة للإيضاح عن المطبوعة، و هي فيها مستدركة أيضا.
3- العقعق: طائر ذو لونين أبيض و أسود طويل الذنب، من نوع الغربان.
4- سورة مريم، الآية:27.
5- سورة مريم، الآية:27.
6- سورة مريم، الآية:28.
7- تحرفت بالأصل إلى: الدبيلي.
8- بالأصل: تعلّت، يقال: تعللت المرأة من نفاسها و تعالّت: خرجت منه و طهرت و حل وطؤها (اللسان: علل).
9- البداية و النهاية 80/2.
10- سقط «ح» حرف التحويل من الأصل.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي شريح (1)،نا يحيى بن محمّد بن صاعد.

ح و أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، و أبو القاسم بن السّمرقندي قالا: أنا عبد اللّه ابن الحسن بن محمّد، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي الصيدلاني، أنا أبو محمّد بن يزداد (2)بن عبد الرّحمن بن محمّد الكاتب، قالا: نا أبو سعيد عبد اللّه بن سعيد الأشج الكندي، نا عبد اللّه بن إدريس (3)،نا أبي، عن سماك بن حرب، عن علقمة بن وائل، عن المغيرة بن شعبة قال:

بعثني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى أهل نجران فقالوا: زاد ابن صاعد لي: و قالا: أ لستم تقرءون يٰا أُخْتَ هٰارُونَ ،و قد علمتم ما كان بين موسى و عيسى ؟ فلم أدر ما أجيبهم، فرجعت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأخبرته، فقال:«أ لا أخبرتهم أنهم كانوا يسمّون بأنبيائهم و الصالحين قبلهم»[13793].

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، و أم المجتبى العلوية، قالا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا محمّد بن عبد اللّه بن نمير، نا عبد اللّه بن إدريس، عن أبيه، عن سماك، عن علقمة بن وائل، عن المغيرة بن شعبة قال:

لما قدمت نجران فسألوني فقالوا: إنكم تقرءون يٰا أُخْتَ هٰارُونَ و موسى قبل عيسى بكذا و كذا، فلمّا قدمت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ذكرت ذلك له فقال:«إنهم كانوا يسمون بأنبيائهم و الصالحين قبلهم»[13794].

رواه مسلم عن ابن نمير (4).

قال: و أنا أبو يعلى، نا أبو هشام محمّد بن يزيد بن رفاعة، نا عبد اللّه بن إدريس، فذكر بإسناده مثله، و لم ينسب المغيرة، و قال: سألوني.

قال: و أنا أبو يعلى، نا أحمد بن إبراهيم، نا عبد اللّه بن إدريس، قال: سمعت أبي يروي عن سماك بن حرب، عن علقمة بن وائل، عن المغيرة بن شعبة، قال:

ص: 97


1- تحرفت بالأصل إلى: سريح.
2- بالأصل:«بن داود» تصحيف، راجع تاريخ بغداد 355/14.
3- رواه ابن كثير في البداية و النهاية 81/2 من طريق أحمد بن حنبل.
4- صحيح مسلم(38) كتاب الآداب(1) باب (ح 2135/9)1685/3.

بعثني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى أهل نجران فقالوا لي: أ لستم تقرءون يٰا أُخْتَ هٰارُونَ و قد كان بين موسى و عيسى من السنين ما قد علمتم ؟! فلمّا رجعت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أخبرته فقال:«أ لا أخبرتهم أنهم كانوا يسمون بأنبيائهم و الصالحين قبلهم»[13795].

أخبرنا أبو محمّد السّيّدي (1)،أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو عبد اللّه أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، نا عبد الرّحمن بن صالح، نا عبد اللّه بن إدريس، عن أبيه، عن سماك، عن علقمة بن وائل، عن المغيرة بن شعبة أن النبي صلى اللّه عليه و سلم بعثه إلى أهل نجران فقالوا: إنكم تقولون لمريم يٰا أُخْتَ هٰارُونَ و بينهما من القرون ما لا يحصى ؟ فأخبر النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال له:«أ لا قلت [لهم] (2) إنهم كانوا يسمون بأسماء أنبيائهم و الصالحين قبلهم»[13796].

أخبرنا أبو عبد اللّه الأديب، و أم المجتبى قالا: أنا أبو القاسم السّلمي، أنا محمّد بن إبراهيم، أنا أبو يعلى أحمد بن علي، نا محمّد بن إسماعيل بن أبي سمينة البصري، نا عبد اللّه بن إدريس، عن أبيه، عن سماك بن حرب، عن علقمة بن وائل، عن المغيرة بن شعبة، قال:

بعثني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى نجران فقالوا لي: لم تقولون يٰا أُخْتَ هٰارُونَ و موسى قبل عيسى بكذا و كذا؟ فلم أدر ما أجيبهم، فذكرت لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ما قالوا، فقال:«أ لا أخبرتهم أنهم كانوا يسمون بأنبيائهم و الصالحين فيهم»[13797].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه بن الشخير، نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن النحاس، نا إسحاق بن أبي إسرائيل، عن ابن المبارك، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول اللّه: يٰا أُخْتَ هٰارُونَ قال: كان رجل صالح في بني إسرائيل حضر جنازته أربعون ألفا ممن اسمه هارون سواه (3).

أخبرنا أبو الحسن السلمي، أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد، أنا جدي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن يوسف، أنا محمّد بن حماد أن عبد الرزّاق، أنا معمر، عن قتادة في قوله:

ص: 98


1- بالأصل: السدي.
2- سقطت من الأصل، و استدركت عن المطبوعة.
3- البداية و النهاية 81/2.

يٰا أُخْتَ هٰارُونَ قال: كان رجلا صالحا (1) في بني إسرائيل يسمى هارون، فشبهوها به فقالوا: يا شبيهة هارون في الصلاح.

أخبرنا أبو محمّد بن الخضر، أنا أحمد بن علي لفظا، أخبرني ابن رزقويه (2)،أنا أحمد بن سندي، أنا الحسن بن علي، أنا إسماعيل بن عيسى، أنا إسحاق بن بشر، قال: قال سعيد، عن قتادة، عن الحسن: يا شبيهة هارون في الخير.

و قال جويبر عن الضحاك، عن ابن عباس في قوله: يٰا أُخْتَ هٰارُونَ إنّما كانت من آل هارون.

قال: و أنا إسحاق قال: و قال ابن سمعان: يعني أنهم شبّهوها في الصلاح بهارون مٰا كٰانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ .

قال مقاتل و جويبر عن الضحاك عن ابن عباس:

مٰا كٰانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَ مٰا كٰانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا يعني زانية، فإنّي (3) ابنة هذا الأخ الصالح، و الأب الصالح، و الأم الصالحة، فَأَشٰارَتْ إِلَيْهِ فقالت لهم: أن كلموه، فإنه سيخبركم إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمٰنِ صَوْماً أن لا أكلّمكم في أمره، فإنه سيعبّر عني، و يكون لكم آية و عبرة، قالوا: يا عجبا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كٰانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (4)يعني من هو في الخرق صبيا طفلا لا ينطق. إذ أنطقه اللّه، فعبر عن أمه، و كان عبرة لهم قٰالَ : إِنِّي عَبْدُ اللّٰهِ (5)فلمّا أن قالها ابتدأ يحيى و هو ابن ثلاث سنين، فكان أول من صدّق به، فقال: أنا أشهد أنك عبد اللّه و رسوله، لتصديق قول اللّه مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللّٰهِ (6)،فقال عيسى:

آتٰانِيَ الْكِتٰابَ وَ جَعَلَنِي نَبِيًّا إليكم وَ جَعَلَنِي مُبٰارَكاً أَيْنَ مٰا كُنْتُ (7)،قال ابن عباس: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«البركة التي جعلها (8)اللّه لعيسى أنه كان معلما و مؤدبا حيثما توجّه، فذلك

ص: 99


1- كذا بالأصل، و مرّ في الرواية السابقة: رجل صالح.
2- تحرفت بالأصل إلى: زرقويه.
3- كذا بالأصل و المطبوعة:«فاني ابنة» و في مختصر ابن منظور:«فأنى أتيت هذا الأخ..» و هو أشبه.
4- سورة مريم، الآية:29.
5- سورة مريم، الآية:30.
6- سورة آل عمران، الآية:39.
7- سورة مريم، الآية:31.
8- بالأصل: جعله، تصحيف، و المثبت عن مختصر ابن منظور.

قوله: أَيْنَ مٰا كُنْتُ وَ أَوْصٰانِي بِالصَّلاٰةِ وَ الزَّكٰاةِ مٰا دُمْتُ حَيًّا يعني و أمرني بالصلاة و الزكاة وَ بَرًّا بِوٰالِدَتِي (1)»، قال ابن عباس: حين قال و برا بوالدتي. قال زكريا: اللّه أكبر، فأخذه فضمّه إلى صدره[13798].

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو حفص بن شاهين، نا عبد الملك بن أحمد بن عيسى الحنّاط ، نا محمود بن خداش، نا سيف بن محمّد، عن سفيان، و مسعر، عن عطية، عن أبي سعيد قال: كانت مريم تصلي حتى ترم قدماها، و كان النبي صلى اللّه عليه و سلم يصلّي حتى ترم قدماه.

قال ابن شاهين: تفرد بهذا سيف عن سفيان و مسعر و هو غريب.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا علي بن عيسى بن إبراهيم، نا أبو بكر بن مالك إملاء، نا أبو مسلم إبراهيم بن عبد اللّه البصري، نا عمران بن ميسرة، نا ابن إدريس، عن ليث، عن مجاهد قال: لما قيل يٰا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ (2)كانت تقوم حتى ترم قدماها.

أخبرنا أبو القاسم زاهر و أبو بكر وجيه ابنا طاهر قالا: أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي ابن محمّد، أنا يحيى بن إسماعيل بن يحيى، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن بن الشّرقي (3)،نا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، نا سفيان، عن ليث، عن مجاهد، يٰا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ قال: كانت تقوم حتى ترم قدماها.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا إسحاق بن الحسن، نا أبو حذيفة، نا سفيان، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن مجاهد:

يٰا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ قال: طول الركود في الصلاة.

قال: و نا سفيان، عن ليث، عن مجاهد قال: كانت تصلي حتى ترم قدماها.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا داود بن عمرو، نا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله: يٰا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَ اسْجُدِي قال: يقول: أطيلي الركود في الصلاة.

ص: 100


1- سورة مريم، الآية:32.
2- سورة آل عمران، الآية:43.
3- بالأصل: الشرفي، تصحيف.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا عبد اللّه بن عدي، نا الساجي يعني زكريا بن يحيى، نا بندار، نا عبد الرّحمن، نا سفيان، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن مجاهد في قوله عزّ و جل: يٰا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ قال: أطيلي الركوع.

أخبرنا أبو علي الهمذاني (1)،أنا أبي أبو سعد السبط ، أنا أبو الحسن بن فراس، أنا أبو جعفر الدّيبلي (2)،أنا أبو عبيد اللّه المخزومي قال: قال سفيان في قوله تعالى: يٰا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ قال: القنوت طاعة اللّه تعالى.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد، أخبرنا عبد الواحد بن علي بن محمّد بن فهد، أنا أبو الحسن الحمّامي، أنا أبو سهل أحمد بن علي بن عبد الجبار الكلوذاني، نا محمّد يعني ابن يونس بن موسى الكديمي، نا علي بن بحر بن برّي (3)،نا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير في قوله تعالى: يٰا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ قال: سجدت حتى نزل الماء الأصفر في عينيها (4).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوه، أنا أبو الحسن اللّنباني (5)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا الحسن بن عبد العزيز، عن ضمرة، عن ابن شوذب قال: كانت لرجل جارية، و كان يطؤها سرا من أهلها، فوطئها، فقال لأهله اغتسلوا فإن مريم كانت تغتسل في هذه الليلة. قال: و كانت مريم تغتسل كلّ ليلة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا عبد العزيز [الكتاني، إملاء، أنا أبو بكر] (6)أحمد بن طلحة بن هارون الواعظ ، نا محمّد بن عبد اللّه البزار، نا محمّد بن الفرج، نا محمّد ابن كناسة (7)،نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد اللّه بن جعفر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«خير نسائها مريم، و خير نسائها خديجة»[13799].

ص: 101


1- بالأصل: الهمداني، تصحيف.
2- بالأصل: الدبيلي، تصحيف.
3- غير واضحة بالأصل، و الصواب ما أثبت، و هو علي بن بحر بن بري القطان أبو الحسن البغدادي ترجمته في تهذيب الكمال 201/13.
4- بالأصل: عينها، و المثبت عن المطبوعة.
5- تحرفت بالأصل إلى: اللبناني.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن المطبوعة لتقويم السند.
7- بالأصل: كباسة، تصحيف و الصواب ما أثبت و كناسة لقب والد محمد، و هو محمد بن عبد اللّه بن عبد الأعلى بن عبد اللّه الأسدي أبو يحيى. و قيل كناسة لقب جده عبد الأعلى.

كذا قال: و قد رواه جماعة عن هشام فزادوا في إسناده علي بن أبي طالب.

أخبرناه أبو نصر بن رضوان، و أبو غالب بن البنا، و أبو محمّد عبد اللّه بن نجا بن شاتيل، و أبو علي بن السبط ، قالوا: أنا أبو محمّد الحسن بن علي.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي المذهب.

قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي (1)،نا محمّد بن بشر - زاد الجوهري: و وكيع، و عبد اللّه بن نمير قالا: نا هشام - و هو ابن عروة - عن أبيه، عن عبد اللّه بن جعفر.

ح و أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر.

ح و أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو أحمد الحاكم قالا: أنا محمّد بن خريم، نا هشام بن عمار، نا سعيد - هو ابن يحيى - عن هشام - و قال أبو أحمد، نا هشام - هو ابن عروة - عن أبيه، عن عبد اللّه بن جعفر قال: سمعت عليا يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«خير نسائها مريم (2)،و خير نسائها خديجة»[13800] و ليس في رواية ابن السبط حديث وكيع و ابن نمير.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقال، و أبو محمّد، و أبو الغنائم ابنا أبي عثمان.

و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم محمّد بن أبي عثمان.

قالوا: أنا عبد اللّه بن عبيد (3) بن يحيى، نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا أبو السائب، نا أبو معاوية، عن هشام، عن أبيه، عن عبد اللّه بن جعفر، عن علي قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، أنا أبو الحسين بن مكي، أنا أبو الحسين عبد الكريم ابن أحمد بن علي بن أبي جدار الصواف، نا أبو القاسم الحسين بن محمّد بن داود مأمون العدل، نا محمّد بن هشام بن شبيب بن أبي خيرة السدوسي، نا عثمان بن فرقد العطار، قال:

ص: 102


1- رواه أحمد بن حنبل في المسند 302/1 رقم 1211 طبعة دار الفكر.
2- في مسند أحمد: مريم بنت عمران.
3- في المطبوعة: عبيد اللّه.

سمعت هشام بن عروة يحدّث عن أبيه، أنه سمع عبد اللّه بن جعفر يحدث عن علي بن أبي طالب.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن علي، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا:

أنا أحمد بن منصور بن خلف.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلال، أنا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمّد.

قالا: أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن محمّد الفامي، أنا أبو العباس السراج، نا هنّاد بن السّري، نا أبو معاوية داود بن خلف.

قال السراج: و نا عبد اللّه بن عمر، نا وكيع ثم اتفقا قال: و نا أبو همام، نا علي بن مسهر، و ابن نمير.

قال: و نا هارون بن إسحاق الهمداني، نا عبدة بن سليمان.

كلّهم عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: سمعت عبد اللّه بن جعفر يقول: سمعت علي ابن أبي طالب يقول.

ح (1) و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا أبو طاهر المخلص، أنا رضوان بن أحمد، نا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير.

ح (2) و أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا محمّد بن يعقوب.

قالا: أنا أحمد بن عبد الجبار، أنا يونس، عن هشام بن عروة.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمّد بن موسى، أنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل بن محمّد، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن، نا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع.

و أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا أبو محمّد الجوهري.

و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب.

ص: 103


1- سقط حرف التحويل من الأصل، و أضيف عن المطبوعة.
2- انظر الحاشية السابقة.

قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،نا أبو خيثمة زهير بن حرب، نا وكيع.

و نا إسحاق بن إسماعيل، نا أبو معاوية و وكيع، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد اللّه بن جعفر، عن علي سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - و قال وكيع: قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:- «خير نسائها مريم، و خير نسائها خديجة»[13801].

زاد يونس (2):بنت عمران، و بنت خويلد.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر المقرئ (3)،أنا أبو بكر الجوزقي، أنا أبو العباس الدغولي، نا محمّد بن عبد اللّه بن قهزاد، نا النضر بن شميل، نا هشام بن عروة.

قال: و أنا مكي بن عبدان، نا أبو الأزهر، نا عبد اللّه بن نمير، عن هشام بن عروة.

ح (4) قال: و أنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن، نا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، نا هشام ابن عروة، أخبرني أبي قال: سمعت عبد اللّه بن جعفر قال: سمعت عليا.

ح و أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، أنا محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو منصور الحسين بن طلحة بن الحسين، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ.

قالا: أنا أبو يعلى، نا أبو خيثمة - و في حديث ابن المقرئ: نا زهير - نا وكيع، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد اللّه بن جعفر، عن علي قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«خير نسائها خديجة و خير نسائها مريم».

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو إسحاق المزكي، أنا سعيد بن شاذان بن محمّد النيسابوري، نا عيسى بن أحمد بن عيسى، أنا النضر بن شميل، أنا

ص: 104


1- الحديث في مسند أحمد 246/1 رقم 938 طبعة دار الفكر.
2- بالأصل: ابن يونس.
3- كذا بالأصل و في المطبوعة: المغربي.
4- «ح» حرف التحويل سقط من الأصل، و زيد عن المطبوعة.

هشام، عن أبيه قال: سمعت عبد اللّه بن جعفر يقول: سمعت عليا يقول.

ح (1) و أخبرنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن، أنا أبو القاسم بن البسري (2).

ح و أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن أبي عبد اللّه محمّد بن عبد القوي الفقيه، و أبو محمّد ابن طاوس، و أبو محمّد محمود بن محمّد بن مالك، و أبو يحيى بشير بن عبد اللّه، و أبو إسماعيل محمّد بن محمّد بن عبد اللّه الأكاف، قالوا: أنا أبو محمّد التميمي.

قالا: أنا أبو عمر (3) بن مهدي، أنا محمّد بن مخلد، نا محمّد بن عثمان بن كرامة، نا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه قال: سمعت عبد اللّه بن جعفر يقول: سمعت عليا يقول.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن حمدون السلمي، أنا القاضي أبو القاسم بشر بن محمّد بن محمّد بن ياسين إملاء، قال: و فيما قرئ على أبي محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عمر النّصرآباذي (4) و حضرته يذكر أن أبا سعيد ياسين ابن النضر بن يونس بن سليمان بن ربيعة الباهلي حدّثهم، نا النضر - يعني ابن شميل - أنا هشام - يعني ابن عروة - أخبرني أبي قال: سمعت عبد اللّه بن جعفر يقول: سمعت علي بن أبي طالب يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«خير نسائها مريم بنت عمران، و خير نسائها خديجة بنت خويلد»[13802].

أخبرنا أبو المظفر بن أبي القاسم، أنا أبو سعد بن عبد الرّحمن، أنا ابن حمدان.

ح و أخبرنا أبو سهل بن سعدويه، أنا إبراهيم بن منصور، أنا ابن المقرئ.

قالا: أنا أحمد بن علي بن المثنى، نا مجاهد بن موسى، نا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه قال: سمعت عبد اللّه بن جعفر يقول: سمعت عليا بالكوفة يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«خير نسائها مريم بنت عمران، هي خير نسائها يومئذ، و خير نسائها خديجة بنت خويلد».

أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا الجوهري.

ص: 105


1- «ح» حرف التحويل سقط من الأصل و استدرك عن المطبوعة.
2- تحرفت بالأصل إلى: البصري، و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
3- تحرفت بالأصل إلى: عمرو.
4- بالأصل: النضرآبادي، تصحيف. و المثبت و الضبط عن الأنساب، و هذه النسبة إلى نصرآباذ، محلتين إحداهما بنيسابور و هي من أعالي البلد منها. ذكره السمعاني و ترجمه و سمّى جده «عمرو» بدل «عمر».

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا ابن المذهب.

قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (1)،نا محمّد بن بشر، نا هشام بن عروة، عن أبيه أن عبد اللّه بن جعفر حدّثه أنه سمع عليا يقول.

ح و أخبرنا أبو منصور عبد الخالق بن زاهر بن طاهر، و أبو علي الحسن بن أحمد بن محمّد الموسياباذي (2) و ابن أخيه أبو الفرج عبد الحميد بن أحمد الصوفيان، قالوا: أنا أبو القاسم الفضل بن أبي حرب الجرجاني، أنا أبو بكر الحيري، أنا أبو علي محمّد بن أحمد بن محمّد الميداني، نا محمّد بن يحيى، نا محاضر بن المورّع (3)،نا هشام - هو ابن عروة - عن أبيه، عن عبد اللّه بن جعفر قال: سمعت عليا بالعراق يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، و أبو المعالي ثعلب بن جعفر قالا: أنا عبد الدائم ابن الحسن، أنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنا أبو العباس بن عتاب، نا أحمد بن أبي الحواري، نا أبو معاوية، عن هشام، عن أبيه، عن عبد اللّه بن جعفر، عن علي قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«خير نسائها مريم بنت عمران، و خير نسائها خديجة».

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد أحمد بن إبراهيم بن موسى المقرئ، أنا أبو العباس محمّد بن أحمد السّليطي، أنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن مسلم الأسفرايني، نا يونس بن عبد الأعلى، نا ابن وهب، أخبرني المنذر بن عبيد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد اللّه بن جعفر أن علي بن أبي طالب حدّثهم أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«خير نساء الجنة مريم بنت عمران، و خير نساء الجنة خديجة بنت خويلد»[13803].

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالوا: أنا أبو جعفر ابن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير، حدّثني محمّد بن الحسن، عن عبد العزيز بن محمّد، عن موسى بن عقبة، عن كريب، عن ابن عباس قال:

ص: 106


1- رواه أحمد بن حنبل في المسند 302/1 رقم 1211 طبعة دار الفكر.
2- بالأصل: الموسيابادي، تصحيف، و المثبت و الضبط عن الأنساب و هذه النسبة إلى موسياباذ، إحدى قرى همذان. ترجم له السمعاني في الأنساب 406/5.
3- تحرفت بالأصل إلى: المودع، و الصواب ما أثبت، و هو محاضر بن المورع الهمداني اليامي أبو المورع الكوفي ترجمته في تهذيب الكمال 455/17 و المورع: بضم الميم و فتح الواو و تشديد الراء المكسورة كما في تقريب التهذيب.

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«سيدة نساء أهل الجنة مريم بنت عمران، ثم فاطمة، ثم خديجة ثم آسيا بنت فرعون»[13804].

رواه غيره فقال: عن إبراهيم بن عقبة:

أخبرناه أبو القاسم النسيب، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو علي عبد الرّحمن بن أحمد (1) بن محمّد بن فضالة النيسابوري بالري، نا أبو الربيع محمّد بن الفضل البلخي، نا أحمد بن الحسن المقرئ النيسابوري، نا الربيع بن سليمان بمصر، نا أبو حاتم محمّد بن إدريس الرازي، نا داود (2) الجعفري، نا عبد العزيز بن محمّد، عن إبراهيم بن عقبة، عن كريب، عن ابن عباس، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«خير نساء العالمين مريم بنت عمران و آسية امرأة فرعون، و خديجة و فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم» صلى اللّه عليهن أجمعين[13805].

أخبرنا أبو القاسم بنيمان (3) بن محمّد بن الفضل، و أبو مضر رشيد بن محمّد بن الحسن بن علي بن أيوب، و أبو بكر ذاكر بن أحمد بن عمر بن أبي بكر الكركاس (4)،و أبو جعفر محمّد بن الحسين بن محمّد بن [الحسين] (5) الصافي، و أم النجم نورسي بنت أبي الوفاء عبيد اللّه بن محمود. قالوا: أنا أبو عبد اللّه القاسم بن الفضل بن أحمد الثقفي.

ح (6) و أنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الحسين أحمد بن عبد الرّحمن بن محمّد الذكواني (7).

قالا: أنا أبو الفرج عثمان بن أحمد بن إسحاق البرجي، نا محمّد بن عمر بن حفص، نا إسحاق بن إبراهيم شاذان، نا سعد بن الصلت، عن مقاتل، عن الضحاك، عن ابن عباس، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

ص: 107


1- بالأصل:«بن محمد بن أحمد» و الصواب ما أثبت، راجع ترجمته في تاريخ بغداد 300/10.
2- تحرفت في المطبوعة إلى: دواد.
3- تحرفت بالأصل إلى: بنماز، و التصويب عن مشيخة ابن عساكر 34/ب.
4- كذا بالأصل، و في مشيخة ابن عساكر 63/ب:«الكنكاسي» و في المطبوعة: الكوكاسي.
5- سقطت من الأصل و استدركت عن المطبوعة، و لم أعثر عليه في مشيخة ابن عساكر.
6- «ح» حرف التحويل سقط من الأصل و أضيف عن المطبوعة.
7- تحرفت بالأصل إلى: الزكواني بالزاي، و الصواب ما أثبت عن الأنساب.

«أربع نسوة سادات عالمهن، مريم بنت عمران، و آسية بنت مزاحم امرأة فرعون، و خديجة بنت خويلد، و فاطمة بنت محمّد، و أفضلهن عالما فاطمة»[13806].

حدّثني أبو القاسم محمود بن عبد الرّحمن، أنا أبو بكر بن خلف، أنا الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا علي بن حمشاذ [العدل] (1)،نا إسماعيل بن إسحاق القاضي، نا أبو النعمان، عارم.

ح (2) و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن بن محمّد، أنا الحسن بن أحمد بن محمّد، أنا أبو عمران موسى بن العباس الجويني، نا علي بن سهل بن المغيرة، نا علي بن عثمان بن عبد الحميد بن لا حق.

و أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا خيثمة بن سليمان، نا أحمد بن أبي خيثمة، نا أبو سلمة موسى بن إسماعيل.

قال: و نا محمّد بن محمّد بن الأزهر، نا علي بن عبد العزيز، نا حجاج بن منهال قالا:

أنا داود بن أبي الفرات، عن علباء بن أحمر، عن عكرمة، عن ابن عباس.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خط في الأرض أربعة خطوط ، ثم قال:«هل تدرون ما هذا؟» قالوا:

اللّه و رسوله أعلم. قال:«أفضل أهل الجنّة خديجة بنت خويلد، و فاطمة بنت محمّد صلى اللّه عليه و سلم، و مريم بنت عمران، و آسية امرأة فرعون».

و اللفظ لحديث وجيه.

أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، نا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو الفقيه، أنا أبو يعلى بن المثنى، نا زهير، نا يونس بن محمّد، نا داود بن أبي الفرات، عن علباء.

و أخبرنا أبو القاسم الحسين بن علي، و أبو الفتح المختار بن عبد الحميد، و أبو المحاسن أسعد بن علي قالوا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد، أنا عبد اللّه بن أحمد، أنا إبراهيم ابن خزيم، نا عبد بن حميد، نا محمّد بن الفضل، نا داود بن أبي الفرات، عن علباء بن أحمر.

ص: 108


1- استدركت عن هامش الأصل.
2- «ح» حرف التحويل سقط من الأصل و استدركت عن المطبوعة.

عن عكرمة، عن ابن عباس قال:

خط رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - زاد يونس: في الأرض، و قالا - أربعة خطوط ثم قال:- و قال يونس: فقال:- «أ تدرون ما هذا»؟ قالوا: اللّه و رسوله أعلم، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أفضل نساء أهل الجنّة: خديجة بنت خويلد، و فاطمة بنت محمّد، و مريم بنت عمران، و آسية بنت مزاحم امرأة فرعون»[13807].

أخبرنا أبو المظفر القشيري، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى العلوية، و أم البهاء بنت البغدادي، قالتا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ.

قالا: أنا أبو يعلى، نا محمّد بن مهدي، نا عبد الرزّاق، أنا معمر، عن قتادة، عن أنس أنا النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«حسبك من نساء العالمين مريم بنت - و قال ابن المقرئ: ابنة - عمران، و خديجة بنت خويلد، و فاطمة بنت محمّد، و آسية امرأة فرعون».

أخبرنا أبو علي بن السبط ، و أبو غالب بن البنّا، قالا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي (1).

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلال، أنا أبو عثمان سعيد بن أحمد، أنا أبو الحسين أحمد ابن محمّد بن عمر الزاهد، أنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن [الشرقي، نا محمّد بن] (2)يحيى، و أبو الأزهر.

قالوا: أنا عبد الرزّاق، أنا معمر، عن قتادة، عن أنس أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«سيدة نساء (3)العالمين مريم ابنة عمران، و خديجة بنت خويلد، و فاطمة بنت محمّد، و آسية امرأة فرعون»[13808].

أخبرنا أبو العز بن كادش، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر محمّد بن إسماعيل.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا علي بن إبراهيم بن عيسى، نا أبو بكر بن

ص: 109


1- رواه أحمد بن حنبل في المسند 273/4 رقم 12394 طبعة دار الفكر.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك لتقويم السند عن المطبوعة.
3- لفظ مسند أحمد: حسبك من نساء العالمين.

إسماعيل، إملاء، نا أبي، نا محمّد بن عبد الملك بن زنجويه، أنا عبد الرزّاق، أنا معمر، عن قتادة، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«حسبك من نساء العالمين أربع»[13809].

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقور، أنا عيسى بن علي قال: قرئ على أبي بكر محمّد بن إبراهيم بن نيروز (1) قيل له: حدثكم الحسين بن مهدي الأبلّي (2)،نا عبد الرزّاق، أنا معمر، عن قتادة، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران، و آسية امرأة فرعون»- و قال ابن عبد الباقي: بنت مزاحم - و خديجة بنت خويلد، و فاطمة بنت محمّد»[13810].

أخرجه الترمذي (3) عن ابن زنجويه.

أخبرنا أبو نصر [أحمد] (4) بن عبد اللّه بن رضوان، و أبو غالب بن البنّا، و أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن نجا بن شاتيل، قالوا: أنا أبو محمّد الحسن بن علي الجوهري، نا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (5).

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو الحسين أحمد بن عبد الرّحمن الكبالي (6)،أنا أبو نصر محمّد بن علي بن الفضل الخزاعي، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين القطان، أنا أبو الأزهر.

ح و حدّثني أبو القاسم محمود بن عبد الرّحمن البستي، أنا أبو بكر بن خلف، أنا الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بمكة، نا إسحاق بن إبراهيم ابن عبّاد.

قالوا: أنا عبد الرزّاق، أنا معمر، عن قتادة، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - و في حديث محمود أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:- «حسبك من نساء العالمين بأربع (7):مريم بنت عمران،

ص: 110


1- تحرفت بالأصل إلى سرور، و الصواب ما أثبت، و هو أبو بكر محمد بن إبراهيم بن نيروز البغدادي الأنماطي، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء(493/11 ت 2850) ط دار الفكر.
2- الأبلّي ضبطت عن الأنساب، و هي نسبة إلى الأبلّة بليدة قرب البصرة انظر معجم البلدان.
3- سنن الترمذي(50) كتاب المناقب،(62) باب. رقم 3878 (ج 703/5) و قال أبو عيسى: هذا حديث صحيح.
4- سقطت من الأصل.
5- رواه أحمد بن حنبل في المسند 273/4 رقم 12394 بهذا اللفظ .
6- كذا رسمها بالأصل.
7- ليست في المسند.

و آسية امرأة فرعون، و خديجة بنت خويلد، و فاطمة بنت محمّد»، و لم يقل محمود بأربع، و ذكر آسية آخرهن[13811].

حدّثني أبو القاسم محمود بن عبد الرّحمن، أنا أبو بكر بن خلف، أنا الحاكم أبو عبد اللّه، نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن بالويه، نا أبو بكر محمّد بن بشر بن مطر، نا أبو جعفر غندر الجرجاني، نا عبد الرّحمن بن سعد (1) الدشتكي (2).

ح و أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا-[و] (3) أبو الحسن (4) علي بن الحسن، نا - أبو بكر الخطيب (5)،أخبرني الأزهري، نا محمّد بن المظفر، نا جعفر بن الصقر بن الصلت، نا عبد اللّه (6) بن إبراهيم البغدادي، نا عبد الرّحمن بن سعد (7)،نا أبو جعفر الرازي، عن أبي عبد الرّحمن محمّد بن سعيد، عن ثابت - زاد غندر: البناني - عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«خير نساء العالمين أربع: مريم بنت عمران، و آسية - زاد غندر: ابنة مزاحم، و قالا:- امرأة فرعون، و خديجة بنت خويلد، و فاطمة بنت محمّد صلى اللّه عليه و سلم»[13812].

رواه غيره عن أبي جعفر الرازي، فأسقط منه محمّد بن سعيد.

أخبرناه (8) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن علي بن الحسن الدقاق، و أبو طاهر أحمد بن محمّد بن إبراهيم القصاري.

ح، و أنا أبو عبد اللّه بن أبي طاهر، أنا أبي.

قالا: أنا إسماعيل بن الحسن بن عبد اللّه، نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا يوسف بن موسى، نا تميم بن زياد، نا أبو جعفر الرازي، عن ثابت، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

ص: 111


1- تحرفت بالأصل إلى: سعيد، و الصواب ما أثبت و هو عبد الرحمن بن عبد اللّه بن سعد أبو محمد الرازي الدشتكي. راجع ترجمته في تهذيب الكمال 252/11.
2- بالأصل بدون إعجام و رسمها:«الرسكي» راجع الحاشية السابقة، و هذه النسبة إلى دشتك، و هي قرية بالري، ينسب إليها، انظر الأنساب (الدشتكي 478/2).
3- زيادة لازمة لتقويم السند، و السند معروف.
4- بالأصل: الحسين، تصحيف.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 404/9 في ترجمة عبد اللّه بن إبراهيم البغدادي.
6- تحرف بالأصل إلى: عبد الرحمن، و التصويب عن تاريخ بغداد.
7- تحرف بالأصل إلى: سعيد، و التصويب عن تاريخ بغداد.
8- بالأصل: أخبرنا، و المثبت عن المطبوعة.

«خير نساء العالمين أربع: مريم بنت عمران، و آسية بنت مزاحم، و خديجة بنت خويلد، و فاطمة بنت محمّد»[13813].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (1)،أنا الحسين بن عمر بن برهان الغزال، أنا عثمان بن أحمد الدقاق، إملاء، نا جعفر بن محمّد أبو يحيى الرازي، نا محمّد بن حميد، نا علي بن مجاهد الرازي، عن حميد الطويل، عن أنس ابن مالك أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«خير نساء العالمين أربع: مريم ابنة عمران، و آسية، و خديجة ابنة خويلد، و فاطمة ابنة محمّد صلى اللّه عليه و سلم»[13814].

حدّثني أبو القاسم محمود بن عبد الرّحمن البستي، أنا أبو بكر بن خلف، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني محمّد بن مخلد بن جعفر الباقرحي، و عبد الغني بن أحمد القاضي، قالا: نا عبد اللّه بن سليمان الفقيه، نا يحيى بن حاتم العسكري، نا بشر بن مهران بن حمدان، نا محمّد بن دينار، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن جابر بن عبد اللّه، قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«حسبك منهن أربع، سيدات نساء العالمين: فاطمة بنت محمّد، و خديجة بنت خويلد، و آسية بنت مزاحم، و مريم بنت عمران»[13815].

أخبرناه عاليا أبو المطهر عبد المنعم بن أحمد بن يعقوب بن أحمد، أنا جدي لأمي أبو طاهر بن محمود، قراءة عليه، و أنا حاضر سنة خمس و خمسين، أنا أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه بن الحسن بن محمّد بن عبد اللّه بن الحسن المعدل، نا أبو بكر محمّد بن علي بن الجارود، نا يحيى بن حاتم بن زياد، نا بشر بن مهران الكوفي، فذكر مثله.

أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الواحد بن الحسن، نا القاضي أبو الحسين بن المهتدي، نا أبو حفص بن شاهين، نا إبراهيم بن عبد اللّه الزينبي، نا محمّد بن عبد الأعلى الصنعاني، نا المعتمر بن سليمان قال: سمعت محمّد، عن (2) أبي سلمة، عن عائشة.

قالت عائشة لفاطمة: أ رأيت حين أكببت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فبكيت ثم أكببت فضحكت ؟ قالت (3):أخبرني أنه ميت من وجعه هذا، فبكيت، ثم أكببت فأخبرني أنّي أسرع

ص: 112


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 185/7 في ترجمة جعفر بن محمد بن الحسن.
2- تحرفت في المطبوعة إلى:«بن» و هو محمد بن عمرو بن علقمة راجع ترجمته في تهذيب الكمال 113/17 و فيها: روى عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، روى عنه: معتمر بن سليمان. و انظر السند التالي.
3- تحرفت بالأصل إلى: قال، و التصويب عن المختصر و المطبوعة.

أهله لحوقا به. قال:«و أنت سيدة نساء أهل الجنّة إلاّ مريم بنت عمران» فضحكت[13816].

قال: و نا ابن شاهين، نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا وهب بن بقية، أنا خالد يعني ابن عبد اللّه الواسطي، عن محمّد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن عائشة أنها قالت لفاطمة: أ رأيت حين أكببت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فبكيت ثم ضحكت ؟ قالت: أخبرني أنه ميت من وجعه هذا، فبكيت، ثم أكببت عليه فأخبرني أنّي أسرع أهله لحوقا به، و أنّي سيدة نساء الجنّة إلاّ مريم بنت عمران؛ فضحكت.

أخبرنا أبو نصر بن رضوان، و أبو غالب بن البنّا، و أبو محمّد الدباس، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري.

و أنا أبو القاسم بن الحصين، أنا ابن المذهب.

قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (1)،نا عثمان بن محمّد قال عبد اللّه و سمعته أنا من عثمان، نا جرير، عن يزيد، عن عبد الرّحمن بن أبي نعم، عن أبي سعيد قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«فاطمة سيدة نساء أهل الجنّة إلاّ ما كان من مريم ابنة عمران»[13817].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عاصم بن الحسن بن محمّد بن عاصم، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو العباس بن عقدة، نا الفضل بن يوسف الجعفي، نا محمّد بن عكاشة، نا أبو المغراء، و هو حميد بن المثنى، عن يحيى بن طلحة النهدي، عن أيوب بن الحز، عن أبي إسحاق السبيعي، عن الحارث، عن علي قال:

إن فاطمة شكت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«أ لا ترضين أنّي زوّجتك أقدم أمتي سلما (2)و أحلمهم حلما، و أكثرهم علما، أ ما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنّة إلاّ ما جعل اللّه لمريم ابنة عمران، و أن ابنيك سيدا شباب أهل الجنّة ؟!» [13818].

أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد الصباغ، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو العباس بن قتيبة، نا حرملة بن يحيى، أنا عبد اللّه بن وهب، أخبرني عمرو ابن الحارث: أن أبا يزيد الحميري حدّثه: أن عمّار بن سعد قال:

ص: 113


1- رواه أحمد بن حنبل في المسند 160/4 رقم 11756 طبعة دار الفكر.
2- السلم: بفتح السين و كسرها: الإسلام.(انظر تاج العروس: سلم).

رأت عائشة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم النبيّ صلى اللّه عليه و سلم يقطع اللحم لفاطمة و ابنيها فقالت: يا رسول اللّه لابنة (1) الحمراء أوحش (2) من رأيته تقطع اللحم ؟ فغضب النبي صلى اللّه عليه و سلم فترك عائشة لا يكلّمها، و أن أم رومان كلّمته فقالت: يا رسول اللّه إنّ عائشة [بنيّة] (3) فلا تؤاخذها، فقال:«و تدرين ما قالت ؟ إنها قالت كذا و كذا في خديجة، و قد فضّلت خديجة على نساء أمتي كما فضّلت مريم على نساء العالمين»[13819].

[قال ابن عساكر:] (4) هذا منقطع.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، نا يزيد بن عبد ربه، نا بقية بن الوليد، عن صفوان بن عمرو، نا عبد الرّحمن بن أبي عوف الجرشي (5)،عن عتبة - أو قال: عبد اللّه- (6) بن عبد الثمالي، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم (7):

«لو أقسمت لبررت، لا يدخل الجنّة قبل سابق أمّتي إلا بضعة عشر رجلا منهم إبراهيم، و إسماعيل، و إسحاق، و يعقوب، و الأسباط ، و موسى و عيسى و مريم ابنة عمران»[13820].

أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود المعدل عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا أبو زرعة الدمشقي، نا أبو اليمان، نا إسماعيل بن عياش.

قال: و نا أحمد بن عبد الوهّاب بن نجدة، نا أبي، نا بقية.

قالا: نا صفوان بن عمرو، عن عبد الرّحمن بن أبي عوف الجرشي، عن عبد اللّه بن عبد الثمالي أنه سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:

ص: 114


1- بالأصل:«لا نبت» و المثبت عن المختصر و المطبوعة.
2- رسمها بالأصل:«أو و حسس» و المثبت عن المطبوعة، و في المختصر: وحيش.
3- سقطت من الأصل، و أضيفت عن المطبوعة، و في المختصر: هنة.
4- زيادة منا.
5- بالأصل:«الحرسى» بدون إعجام، و الصواب ما أثبت، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 325/11 و فيها أنه روى عن عتبة بن عبد السلمي. و عبد اللّه بن عبد الثمالي.
6- قوله:«أو قال عبد اللّه» كان بالأصل بعد لفظة:«الجرشي» أخرناها إلى هنا، كما يقتضيه السياق. راجع ترجمة عتبة بن عبد الثمالي في أسد الغابة، قال ابن الأثير: و الصواب عبد اللّه بن عبد.458/3.
7- الخبر رواه ابن الأثير في أسد الغابة 199/3 من طريق بقية في ترجمة عبد اللّه بن عبد الثمالي، و لم يسنده في ترجمة عتبة بن عبد الثمالي.

«لو حلفت لبررت: أنه لا يدخل الجنّة قبل الرعيل الأول من أمتي [إلاّ] (1) خمسة عشر إنسانا، الأول: إبراهيم، و إسماعيل، و إسحاق، و يعقوب، و الأسباط ، و موسى، و عيسى، و مريم بنت عمران»[13821].

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد الماهاني، أنا شجاع بن علي المصقلي (2)،أنا محمّد بن إسحاق بن مندة، أنا أبو عمرو مولى بني هاشم، نا أبو حاتم الرازي، نا أبو اليمان، نا إسماعيل بن عياش، عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرّحمن بن أبي عوف الجرشي، عن عبد اللّه بن عائذ (3) الثمالي أنّه سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«لو حلفت لبررت، ما يدخل الجنّة قبل الأول من أمّتي قال: إلاّ (4) إبراهيم، و إسماعيل، و إسحاق، و يعقوب، و الأسباط ، و موسى، و عيسى، و مريم بنت عمران»[13822].

أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز العباسي، أنا الحسن بن عبد الرّحمن ابن الحسن المكي، أنا أحمد بن إبراهيم بن [أحمد بن فراس، أنا محمّد إبراهيم بن] (5)عبد اللّه الديبلي، نا إدريس بن سليمان بن أبي الرباب (6)،نا ضمرة، عن يحيى بن راشد، عن هشام، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«خير نساء ركبن الإبل صالح نساء قريش: أحناه على ولد في صغره، و أرعاه على زوج في ذات يده، و لو علمت أن مريم ركبت الإبل ما فضلت عليها أحدا من النساء» (7)[13823].

كذا رواه لنا أبو جعفر، و إنما يرويه [ابن] (8) فراس عن عباس بن محمّد بن الحسن بن قتيبة، عن إدريس.

ص: 115


1- سقطت من الأصل. و وجودها لازم، راجع نص الحديث السابق.
2- بالأصل: الصقلي.
3- كذا بالأصل هنا: عبد اللّه بن عائذ الثمالي، و هذا صحابي أيضا ترجم له ابن الأثير في أسد الغابة 186/3 و ابن حجر في الإصابة 330/2، و ترجم أيضا لعبد اللّه بن عبد الثمالي. و قال هما واحد.
4- بالأصل:«و لا» صوبت عن الإصابة 339/2.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك لتقويم السند عن المطبوعة.
6- تحرفت بالأصل إلى: الزيات. و الصواب ما أثبت عن تبصير المنتبه 663/2 و فيها: الرباب براء و موحدة خفيفة و بعد الألف موحدة و ذكر بعضهم منهم: إدريس بن سليمان بن أبي الرباب شيخ لابن جوصا.
7- رواه ابن كثير في البداية و النهاية(516/1) ط دار الفكر بسنده إلى أبي هريرة من طريقين قال: و هو على شرط الصحيح، و له طرق أخر عن أبي هريرة.
8- سقطت من الأصل، و هو أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو نصر الشاهد، أنا يحيى بن إسماعيل، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن، نا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن مرة الهمداني، عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

ح و أخبرنا أبو الحسن الشافعي، نا عبد العزيز بن أحمد، إملاء، أنا محمّد بن محمّد [ابن محمّد] (1) بن إبراهيم بن مخلد، نا أحمد بن سلمان النّجاد، أنا أبو قلابة، نا بشر بن عمر، نا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن مرة، عن أبي موسى أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«كمل من الرجال كثير، و لم يكمل من النساء إلاّ مريم ابنة عمران، و آسية امرأة فرعون، و إنّ فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام» (2)[13824].

و قدم وكيع: آسية على مريم.

أخبرنا أبو العز ابن كادش، و أبو غالب بن البنّا، قالا: أنا الحسن بن علي، أنا أبو الحسين بن المظفر، نا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، نا علي بن المديني، نا يحيى ابن سعيد، نا شعبة، نا عمرو بن مرة، عن مرة، عن أبي موسى قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«كمل من الرجال كثير، و لم يكمل من النساء غير مريم بنت عمران، و آسية، و فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام (3)»[13825].

أخبرنا أبو سهل بن سعدويه، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد ابن هارون، نا محمّد بن بشار، نا محمّد بن جعفر، نا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن مرة الهمداني (4)،عن أبي موسى الأشعري، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«كمل من الرجال كثير، و لم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران، و آسية امرأة فرعون، و فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام»[13826].

ص: 116


1- «بن محمد» ليستا بالأصل، راجع ترجمته في سير الأعلام(389/15 ت 4014) ط دار الفكر.
2- رواه ابن كثير في البداية و النهاية 73/2 من هذا الطريق بسنده إلى أبي موسى الأشعري، و قال ابن كثير: فإنه حديث صحيح كما ترى اتفق الشيخان على إخراجه و لفظه يقتضي حصر الكمال في النساء في مريم و آسية، و لعل المراد بذلك في زمانهما فإن كلا منهما كفلت نبيا في حال صغره، فآسية كفلت موسى الكليم، و مريم كفلت ولدها عبد اللّه و رسوله فلا ينبغي كمال غيرهما في هذا الأمة كخديجة و فاطمة.
3- بالأصل: الأطعمة، و فوقها علامة تحويل إلى الهامش، و كتب عليه:«الطعام» و هو ما أثبتناه.
4- كانت بالأصل قبل لفظتي: عن مرة. أخرناها إلى موضعها هنا. و هو مرة بن شراحيل الهمداني البكيلي أبو إسماعيل الكوفي راجع ترجمته في تهذيب الكمال 10/18 روى عنه عمرو بن مرة بن عبد اللّه بن طارق بن الحارث أبو عبد اللّه الكوفي المرادي الجملي، ترجمته في تهذيب الكمال 334/14.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفر بن أبي القاسم، قالا: أنا محمّد بن عبد الرّحمن، أنا محمّد بن أحمد بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم.

قالا: أنا أحمد بن علي بن المثنى، نا مجاهد بن موسى الختّلي، نا أبو أسامة - حدّثني و قال ابن حمدان: نا - شعبة، عن عمرو بن مرة، عن مرة الهمداني، عن أبي موسى - زاد ابن حمدان: الأشعري - قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«كمل من الرجال كثير، و لم يكمل من النساء غير مريم بنت عمران، و آسية امرأة فرعون، و إن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام»[13827].

قالا (1):و أنا أبو يعلى، نا بندار، نا غندر - و في حديث أبي بكر، نا محمّد، نا شعبة - عن عمرو بن مرة، عن مرة، عن أبي موسى، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«كمل من الرجال كثير، و لم يكمل من النساء إلاّ مريم بنت عمران، و آسية امرأة فرعون، و فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام»[13828].

رواه البخاري (2) و مسلم (3) و ابن ماجة (4) عن بندار.

أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو سعيد محمّد بن بشر بن العباس التميمي، أنا أبو الوليد محمّد بن إدريس السامي (5) السّرخسي، نا سويد بن سعيد (6)،نا محمّد بن صالح بن عمر، عن الضحاك و مجاهد، عن ابن عمر (7) قال:

نزل جبريل على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بما أرسل به، و جلس يحدث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذ مرت

ص: 117


1- بالأصل: قال.
2- صحيح البخاري في كتاب الأطعمة(25) باب الثريد، رقم 5418(252/6).
3- صحيح مسلم(44) كتاب فضائل الصحابة،(12) باب، رقم 2431(1886/4).
4- سنن ابن ماجة كتاب الأطعمة 306/2.
5- تحرفت بالأصل و المطبوعة إلى:«الشامي» و هو محمد بن إدريس بن إياس أبو لبيد السامي السرخسي، ترجمته في سير الأعلام 464/14.
6- رواه ابن كثير في البداية و النهاية 74/2-75 من طريق ابن عساكر.
7- بالأصل:«ابن عمر عباس» و في المطبوعة:«ابن عباس» و المثبت عن البداية و النهاية(519/1-520) ط دار الفكر، و ابن كثير ينقل الحديث عن ابن عساكر.

خديجة بنت خويلد، فقال جبريل: من هذه يا محمّد قال:«هذه صدّيقة أمّتي» قال جبريل:

معي إليها رسالة من الربّ تبارك و تعالى، يقرئها السلام، و يبشّرها ببيت في الجنّة من قصب بعيد من اللهب، لا نصب فيه و لا صخب، قالت: اللّه السلام، و منه السّلام، و السلام عليكما و رحمة اللّه و بركاته على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ما ذلك البيت الذي من قصب ؟ قال:«لؤلؤة جوفاء بين بيت مريم بنت عمران، و بيت آسية بنت مزاحم، و هما من أزواجي يوم القيامة»[13829].

أخبرنا أبو غالب محمّد بن عمرو بن محمّد (1) الشيرازي بأصبهان، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن عبد الرّحمن بن عبد الوهاب المقرئ، نا القاضي أبو بكر أحمد بن عبد الرّحمن بن أحمد البردي (2)،إملاء، أنا أبو بكر هلال بن محمّد بن محمّد بالبصرة، نا محمّد ابن زكريا الغلابي (3)،نا العباس بن بكار، نا أبو بكر الهذلي، عن عكرمة، عن ابن عباس أن النبي صلى اللّه عليه و سلم دخل على خديجة و هي في [مرض] (4) الموت فقال:«يا خديجة إذا لقيت ضرائرك فأقرئيهن مني السلام» قالت: يا رسول اللّه، و هل تزوجت قبلي ؟ قال:«لا، و لكن اللّه زوّجني مريم بنت عمران، و آسية بنت مزاحم، و كلثم أخت موسى»[13830].

أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى (5)،نا إبراهيم بن عرعرة، نا عبد النور بن عبد اللّه، نا يونس بن شعيب، عن أبي أمامة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أعلمت (6) أن اللّه زوّجني في الجنّة مريم بنت عمران، و كلثم أخت موسى، و آسية امرأة فرعون»، فقلت: هنيئا لك يا رسول اللّه[13831].

أنبأنا أبو علي الحداد و غيره، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، أنا سليمان بن أحمد (7)،نا عبد اللّه بن ناجية، نا محمّد بن سعد العوفي، نا أبي، نا عمي الحسين، نا يونس بن نفيع، عن سعد بن جنادة هو العوفي، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ اللّه زوّجني في الجنّة مريم بنت

ص: 118


1- تحرفت بالأصل إلى:«أحمد» و التصويب عن مشيخة ابن عساكر 204/أ.
2- كذا رسمها بالأصل، و في المطبوعة: اليزدي.
3- رواه ابن كثير في البداية و النهاية(519/1) ط دار الفكر نقلا عن ابن عساكر من هذا الطريق بسنده إلى ابن عباس.
4- زيادة عن ابن كثير.
5- من طريقه رواه ابن كثير في البداية و النهاية(519/1) ط دار الفكر.
6- في البداية و النهاية: أشعرت.
7- و من هذا الطريق أيضا رواه ابن كثير في البداية(519/1) ط دار الفكر.

عمران، و امرأة فرعون، و أخت موسى»[13832].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن المظفر بن بكران، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد، أنا يوسف بن أحمد بن يوسف، نا محمّد بن عمرو العقيلي (1)،نا جعفر بن محمّد السوسي، نا إسحاق بن إبراهيم بن عرعرة، نا أبي، نا عبد النور [نا] (2) يونس (3) بن شعيب، عن أبي أمامة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أ ما شعرت (4) أن اللّه زوّجني مريم بنت عمران، و كلثوم أخت موسى، و امرأة فرعون» قلت: هنيئا لك يا رسول اللّه.

قال أبو جعفر: غير محفوظ .

أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالوا: أنا أبو جعفر ابن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار (5)،حدّثني محمّد بن حسن، عن يعلى بن المغيرة، عن ابن أبي روّاد (6)،قال:

دخل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على خديجة بنت خويلد، و هي في مرضها الذي توفيت فيه، فقال لها:«بالكره مني ما أرى منك يا خديجة، و قد يجعل اللّه في الكره خيرا كثيرا، أ ما علمت أنّ اللّه زوّجني معك في الجنّة مريم بنت عمران، و كلثوم أخت موسى، و آسية امرأة فرعون ؟» [13833] قالت: و قد فعل اللّه ذلك بك يا رسول اللّه ؟ قال:«نعم» قالت: بالرفاء (7)و البنين[13834].

أخبرنا أبو الحسن علي بن يحيى بن رافع النابلسي المؤذن، أنا علي بن الحسن بن أبي الحزوّر، أنا علي بن الحسن بن علي الربعي، أنا أبو علي الحسن بن سعيد (8) الكندي، أنا الفضل بن مهاجر المقدسي، نا الوليد بن عباد، نا إبراهيم بن محمّد، نا محمّد بن مخلد، نا

ص: 119


1- رواه العقيلي في الضعفاء الكبير 459/4 في ترجمة يونس بن شعيب و أورده ابن كثير في البداية و النهاية في قصة عيسى ابن مريم(519/2) طبعة دار الفكر و في قصص الأنبياء أيضا لابن كثير ص(424) ط دار الفكر.
2- سقطت من الأصل و استدركت عن المطبوعة، و في الضعفاء الكبير: حدّثنا.
3- تحرفت بالأصل إلى: يوسف، و المثبت عن الضعفاء الكبير.
4- قوله:«أ ما شعرت» و في البداية و النهاية(519/1) بلفظ :«أشعرت أن اللّه..».
5- من طريقه رواه ابن كثير في البداية و النهاية 74/2 و رواه الهيثمي في مجمع الزوائد 218/9.
6- في البداية و النهاية: ابن أبي داود.
7- الرفاء: الالتئام و جمع الشمل و الاتفاق. القاموس.
8- كذا بالأصل و نسبه إلى جده، و هو أبو علي الكندي الحسن بن عبد اللّه بن سعيد الحمصي، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء(461/12 ت 3500) ط دار الفكر.

إسماعيل بن عياش (1)،عن ثعلبة بن مسلم الخثعمي، عن شعوذ (2) بن عبد الرّحمن، عن خالد بن معدان، عن عبادة بن الصلت قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«الصخرة صخرة بيت المقدس على نخلة، و النخلة على نهر من أنهار الجنّة، و تحت النخلة آسية امرأة فرعون، و مريم بنت عمران ينظمان سموط أهل الجنّة إلى يوم القيامة»[13835].

رواه غيره عن خالد فجعله من قول كعب و هو أشبه.

أخبرناه أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمّد الأسدي، أنا أبو القاسم علي بن محمّد الفقيه، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم، أنا أحمد بن سليمان بن حذلم، نا أبو زرعة، نا عبد اللّه بن صالح، حدّثني معاوية أن (3) شعوذ بن (4) عبد الرّحمن حدّثه عن ابن عائذ قال:

قال معاوية لكعب: حدّثنا يا كعب، قال: فقال كعب: أين تعرض يا معاوية. إن شئت لأحدثنك أنّ اللّه خلق الصخرة على النخلة، و تحت النخلة مريم بنت عمران، و آسية امرأة فرعون، ينظمان سموط أهل الجنّة.

أخبرناه أبو محمّد بن طاوس، أنا علي، أنا عبد الرّحمن، أنا أحمد، نا أبو زرعة (5)،نا ابن صالح، حدّثني معاوية، عن صفوان بن عمرو، عن خالد بن معدان، عن كعب الأحبار أن معاوية سأله عن الصخرة (6) فقال: الصخرة على نخلة، و النخلة على نهر من أنهار الجنّة، و تحت النخلة مريم بنت عمران، و آسية ابنة مزاحم ينظمان سموط أهل الجنّة حتى تقوم الساعة.

ص: 120


1- رواه ابن كثير في البداية و النهاية 75/2 نقلا عن ابن عساكر من هذا الطريق. و عقب ابن كثير بقوله: و هذا منكر من هذا الوجه، بل هو موضوع.
2- بالأصل و المطبوعة: سعود، خطأ، و الصواب ما أثبت و ضبط عن تبصير المنتبه 682/2 شعوذ بفتح المعجمة و سكون العين و فتح الواو بعدها ذال معجمة.
3- بالأصل و المطبوعة:«بن» خطأ، و المثبت عن البداية و النهاية، و هو معاوية بن صالح الحضرمي، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 216/18 و ترجمة عبد اللّه بن صالح بن محمد الجهني في تهذيب الكمال 218/10.
4- بالأصل:«مسعود أن عبد الرحمن» و مثله في المطبوعة، و في البداية و النهاية: معاوية عن مسعود بن عبد الرحمن.
5- رواه ابن كثير في البداية و النهاية 75/2 نقلا عن ابن عساكر من هذا الطريق.
6- يعني صخرة بيت المقدس.

أنبأنا أبو طاهر بن الحنائي، أنا أبو علي الأهوازي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا سهل بن بشر، أنا طرفة بن أحمد الحرستاني.

قالا: أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أبو الجهم بن طلاّب، أنا أحمد بن أبي الحواري، نا جعفر بن محمّد، عن أبيه قال: كان من دعاء مريم أم عيسى: اللّهمّ املأ قلبي منك فرحا، و غشّ وجهي منك الحياء، و كان من دعاء بعض التابعين: اللّهمّ و أمت قلبي بخوفك و خشيتك، و أحيه بحبك و ذكرك.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي بكر، أنا أبو الفضل بن البقال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، نا سفيان، عن أبي هارون، يعني موسى بن أبي عيسى (1) أخو عيسى الحناط : أنها فقدت عيسى فذهبت تطلبه فلقيت حائكا، فقال: ذهب هكذا، قال سفيان: كذبها - قالت: اللّهم توهه - فلا تجده إلاّ تائها.

قال: و سألت رجلا خياطا فأرشدها فهم يجلس إليهم.

أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز، و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، قالا: نا أبو بكر الخطيب، أخبرني محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا أحمد بن سندي بن الحسن، نا الحسن بن علي القطّان، نا إسماعيل بن عيسى،[نا أبو حذيفة] (2) قال: و قال علي بن عاصم، فأخبرني يحيى بن حبيب قال (3):

بلغني أن أهل بيت من بني إسرائيل كانوا أهل بيت الملك، قال: فاندسّت إليهم مريم إلى نسائهم، فقالت: هذا الملك قد ظفر بعيسى فقتله، و صلبه، فما يصنع بصلبه و قد بلغ حاجته منه ؟ فلو كلمتم صاحبكم، أو من يكلمه أن يهب لي جسده، قال: فكلم، فوعدهم أن يفعل، قال: فوجد منه خلوة، قال: فذكروا له أن أهل هذا البيت كانوا منقطعين إلينا، و قد ظفرت به فقتلته و بلغت حاجتك منه، فما تصنع بصلبه. هب لي جسده ؟ قال: نعم، قد وهبت لك، قال: فاستنزل فدفن. قال: و أهل الفتى الذي ألقي عليه شبه عيسى قد فقدوه، و هم يبكون، لا يدرون ما فعل، فقالت مريم لأم يحيى: انطلقي بنا نزور قبر المسيح، و هم لا يرون إلاّ أنّه

ص: 121


1- راجع ترجمته في تهذيب الكمال 501/18.
2- الزيادة عن المطبوعة، و هذه الزيادة مستدركة أيضا فيها.
3- رواه ابن كثير في البداية و النهاية 112/2 نقلا عن ابن عساكر من طريق يحيى بن حبيب.

عيسى، قال: فخرجتا تمشيان متسترتين (1) فلما أن برزتا تركتا بعض التستر، فبينما هما يمشيان إذ تسترت مريم قال: و ذلك حين دنت من القبر، قال: و جعلت أم يحيى لا تستتر (2)،قالت لها مريم: ما لك لا تستترين ؟ قالت: و ممن أستتر؟ قالت: أ و ما ترين الرجل على قبر المسيح ؟ قالت لها أم يحيى: ما أرى أحدا، قالت: لا، قال: فرجت (3) مريم أن يكون جبريل، قال:

و لم يكن لها عهد بجبريل بعد الوقعة الأولى، فقالت لأم يحيى: كما أنت لا تبرحي و مضت إلى القبر، فلما انتهت إليه قال لها جبريل: يا مريم أين تريدين ؟ قال: فعرفته، فقالت: أريد قبر المسيح، أسلم عليه، و أحدث به عهدا، قال: يا مريم إن هذا ليس بالمسيح، إن اللّه قد رفع المسيح و طهره من الذين كفروا، و لكن هذا الفتى الذي ألقي عليه شبه عيسى، فأخذ و قتل و صلب، و علامة ذلك أن أهله قد فقدوه، فلا يدرون ما فعل. فهم يبكون عليه، فإذا كان يوم كذا و كذا فأتي غيضة كذا و كذا، فإنك تلقين المسيح، قال: فرجعت إلى أختها، و صعد جبريل، قال: فأخبرت أم يحيى أنه جبريل، و ما أخبرها جبريل من إتيان الغيضة من يوم كذا و كذا، فلمّا كان ذلك اليوم الذي أمرها به فيه جبريل غدت مريم إلى الغيضة، فإذا هي بعيسى في الغيضة، فلما رآها أسرع إليها، فأكب عليها، فقبّل رأسها و جعل يدعو لها كما كان يفعل، و قال: يا أمه إن القوم لم يقتلوني، و لكن اللّه رفعني إليه، و أذن لي في لقائك، و الموت يأتيك قريبا فاصبري و اذكري (4) اللّه ثم صعد عيسى، فلم تلقه إلاّ تلك اللقاء (5) حتى ماتت و بلغني أن مريم بقيت بعد رفع عيسى خمس سنين، و كان عمرها ثلاثا و خمسين سنة (6).

9428 - مريّة - و يقال: مريّة - امرأة هشام بن عبد الملك

و مروان بن محمّد، و يقال: إنها بنت مروان بن محمّد

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلم، عن رشأ بن

ص: 122


1- تقرأ بالأصل:«مشتريان» و المثبت عن المختصر و المطبوعة.
2- بالأصل:«تستر» و المثبت عن المختصر و المطبوعة.
3- بالأصل: فرحت، و المثبت عن المختصر و ابن كثير.
4- بالأصل:«و اذكر» و المثبت عن البداية و النهاية.
5- كذا بالأصل: لقاة، و هي اللقية، و في البداية و النهاية:«المرة».
6- في تاريخ الطبري: بقيت بعد رفعه (عيسى) ست سنين و كان جميع عمرها نيفا و خمسين سنة، و ذكر أنّها حملت به و كان عمرها ثلاث عشرة و أن عيسى عاش إلى أن رفع اثنتين و ثلاثين سنة و بقيت بعده ست سنوات (و إذا حسبنا أشهر الحمل) يصبح عمرها 52 سنة.

نظيف، و نقلته من خطه، أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن الحسين بن محمّد بن سيبخت البغدادي، نا أبو بكر محمّد بن يحيى بن العباس الصولي، حدّثني ميمون بن إبراهيم، حدّثني عيسى بن سهل، نا طلحة بن عبد الرّحمن أن أباه أخبره قال:

قال إبراهيم بن المهدي: دخلت على الخيزران أم الرشيد فوجدتها على نمط (1)أرضي، و النمط على بساط أرمني، و عن يمين البساط و يساره نمارق (2) أرمنية، و على أعلى نمرقة فيها زينب بنت سليمان بن علي، و على سائر النمارق أمهات أولاد المنصور و المهدي و الهادي، و نسوة من نساء بني هاشم، و البساط و النمط و النمارق في صحن الدار، المعروفة بدار الخيزران، و هي التي صارت لأم محمّد بنت الرشيد، ثم صارت بعد ذلك لأشناس مولى أمير المؤمنين، إذ وقفت امرأة على طرف البساط ، فسلّمت، ثم قالت: يا زوج أمير المؤمنين، و أم أمير المؤمنين، و ابنة أمير المؤمنين، أنا مرية زوج هشام بن عبد الملك، ثم مروان بن محمّد من بعده، نكبها الزمان، و زلّت بها النعل حتى أصارها الدهر إلى عارية، ما يسترها مما هو عليها، قال إبراهيم: فبينت زينب الدموع تدور في عين الخيزران، و خافت أن يدخلها رقة عليها. فقطعت على مرية الكلام أن قالت: يا أم أمير المؤمنين، اتقي اللّه أن يدخله رقة لهذه الملعونة فتتبوّئي مقعدك من النار، ثم التفتت إلى مرية فقالت لها: بل فدام ما أنت فيه يا مرية! كأنك أنسيت دخولي عليك بحرّان (3)،و أنت جالسة في صحن دار مروان بن محمّد، على هذا النمط و تحته هذا البساط ، و عن يمين نمطك هذا و يساره هذه النمارق عليها أمّهات جبابرتكم و بعض جواريكم، و قد مثلت في المكان الذي أنت ماثلة [فيه] (4) و أنا أسألك و أتضرّع إليك في استيهاب جثة إبراهيم الإمام من مروان لأن لا يمثّل (5) بها، و قولك و أنت مكحلة في وجهي: ما للنساء و الدخول في أمر الرجال ؟ ثم أمرت بإخراجي من دارك بغلظة، فلجأت إلى مروان فوجدته على حال أشدّ تعطفا على رحمة منك، و قال لي: لقد ساءني وفاة ابن عمي، و ما أردت المثلة به، و كيف يمثّل الرجل بابن عمه ؟ و خيّرني بين إطلاق تجهيزه له،

ص: 123


1- النمط : محركة، ظهارة فرش ما، أو ضرب من البسط ، و ثوب صوف يطرح على الهودج (القاموس).
2- النمارق جمع نمرقة و هي الوسادة.
3- حران: بتشديد الراء، مدينة مشهورة عظيمة، و هي قصبة ديار مضر، و هي على طريق الموصل و الشام و الروم (معجم البلدان).
4- سقطت من الأصل، و زيدت عن المطبوعة.
5- بالأصل: تمثل.

و بين تسليمه إليّ . فاخترت تسليمه إليّ ، و أمر لي بجهاز، فقبلته منه. قال: فالتفت مرية إلى زينب فقالت لها: كأنك يا بنت سليمان حمدت لي عاقبة أمري في قطيعة رحمي، فأردت أن تزيّني قطيعة الرحم لأم أمير المؤمنين، ثم التفتت إلى الخيزران فقالت: لقد صدقت فيما ذكرت عني. و ذلك الفعل مني أحلّني هذا المحل. و السعيد من اتعظ بغيره، و خرجت.

فوجهت الخيزران من عدل بها إلى ناحية من دارها إلى أن انصرفت زينب بنت سليمان، ثم أدخلتها فأحسنت إليها حتى بلغت في أيامها من حسن الحال أعلى (1) ما كانت عليه في أيام بني أمية.

أخبرنا أبو الفرج غيث بن علي الخطيب في كتابه، و حدّثني أبو إسحاق إبراهيم بن طاهر بن بركات عنه، أنا أبو طاهر مشرف بن علي بن الخضر التّمّار (2)،إجازة، أنا أبو خازم (3) محمّد بن الحسين بن الفراء، قال: قرأت على محمّد بن أحمد بن رزق، نا إسماعيل ابن علي، حدّثني محمّد بن موسى بن حمّاد البربري، نا أبو موسى محمّد بن الفضل بن يعقوب كاتب عيسى بن جعفر و وصيّه قال: حدّثني أبي قال:

كنت آلف زينب بنت سليمان بن علي بن عبد اللّه بن عباس، و أكتب عنها أخبار أهلها.

و كانت لها جارية يقال لها: كتاب، فوقعت في نفسي، فبكرت إليها يوما، و قلت: لي حاجة ؟ قالت: سلني ما أحببت، فقلت: إنّ كتابا جاريتك قد شغلت قلبي عليّ ، فهبيها إليّ ، فقالت:

اقعد أحدثك حديثا كان أمس أنفع لك من كلّ كتاب على ظهر الأرض، و أنت من كتاب على وعد. كنت أمس عند الخيزران، و عادتها إذا كنت عندها أن تجلس في عتبة الرواق (4) المقابل للإيوان و أجلس بإزائها، و في الصدر مجلس للمهدي معدّ، و هو يقصدنا في كل وقت فيجلس ساعة ثم ينهض، فبينما نحن كذلك إذ دخلت عليها جارية من جواريها اللاتي كن يحجبها، فقالت: أعز اللّه السيدة، بالباب امرأة لها جمال، و خلقة حسنة ليس وراء ما هي عليه من سوء الحال [غاية] (5) تستأذن عليك، و قد سألتها عن اسمها فامتنعت أن تخبرني، فالتفتت إليّ

ص: 124


1- بالأصل: على، و المثبت عن المطبوعة.
2- تحرفت بالأصل إلى: النجار، قياسا إلى سند مماثل.
3- تحرفت بالأصل إلى: حازم، و الصواب «خازم» بالخاء المعجمة انظر سير أعلام النبلاء(483/14 ت 4752) ط دار الفكر ترجمة ابن أخيه محمد بن محمد بن الحسين أبي خازم.
4- الرواق: بالضم و بكسر الراء: مقدم البيت، و شقة البيت التي دون الشقة العليا (القاموس).
5- سقطت من الأصل و استدرك للإيضاح عن المختصر و المطبوعة.

الخيزران فقالت: من ترين ؟ فقلت: أدخليها فإنه لا بد من فائدة أو ثواب. فدخلت امرأة كأجمل النساء و أكملهن لا تتوارى، فوقفت إلى جانب عضادة الباب (1)،فسلمت متضائلة، ثم قالت: أنا مرية بنت مروان بن محمّد الأموي، فقالت زينب: و كنت متكئة و استويت جالسة، فقلت: مرية فإياك لا حيا اللّه، و لا قرّبك، فالحمد للّه الذي أزال نعمتك، و هتك سترك، و لذلك تذكرين يا عدوّة اللّه حين أتاك عجائز أهل بيتي يسألنك (2) أن تكلمي صاحبك في الإذن لي في الدفن لإبراهيم بن محمّد، فوثبت عليهن، و أسمعتهن (3) ما أسمعت، و أمرت بإخراجهن، فأخرجن على الجهة التي أخرجن عليها؟ قال: فضحكت. فما أنسى حسن ثغرها، و علو صرّتها (4) بالقهقهة، ثم قالت: إي بنت عم، أي شيء أعجبك من حسن صنيع اللّه لي على العقوق حتى أردت أن تتأسى في فيه ؟ اللّه إني فعلت بنساء من أهل بيتك ما فعلت. فأسلمني اللّه إليك ذليلة، جائعة، عريانة، فكان هذا مقدار شكرك اللّه على ما أولاك بي ؟! ثم قالت: السّلام عليكم، و ولّت، فصاحت بها الخيزران: ليس هذا لك، عليّ استأذنت، و إليّ قصدت فما ذنبي ؟ فرجعت و قالت: لعمري، لقد صدقت يا أخية، و كان مما ردني إليك ما أنا عليه من الضرّ و الجهد، قالت زينب:

فنهضت إليها الخيزران لتعانقها فقالت: ما فيّ لذلك موضع مع الحال التي أنا عليها، قال:

فقالت لها الخيزران: فالحمام إذا، و أمرت جماعة من جواريها بالدخول معها إلى الحمام و تنظيفها، فدخلت فطلبت ماشطة ترمي ما على وجهها من الشعر، فخرجت جارية من جواري الخيزران و هي تضحك، فقالت لها الخيزران: ما يضحكك ؟ قالت: أضحك يا سيدتي من هذه المرأة و من تحكّمها علينا، و انتهارها لنا؛ فإنها تفعل من ذلك فعلا ما تفعلينه أنت، فلم تزل حتى خرجت من الحمام، فوافتها الخلع (5) و الطيب، فأخذت من الثياب ما أرادت، ثم تطيبت و خرجت إلينا. فعانقتها الخيزران، و أجلستها في الموضع الذي يجلس فيه أمير المؤمنين المهدي، إذا دخل. فقالت لها الخيزران هل لك في الطعام ؟ فإنا لم نطعم [بعد] (6) فقالت: و اللّه ما فيكن أحد أحوج إليه مني، فعجلوه، فأتي بالمائدة؛ فجعلت تأكل

ص: 125


1- عضادة الباب: جانب العتبة منه.
2- بالأصل: يسلنك.
3- بالأصل: و أسمعتيهن.
4- في المختصر: صوتها. و الصرة: بالكسر، أشد الصياح (القاموس).
5- الخلع واحدتها خلعة، و هي ما يخلع على الإنسان، و خيار المال (القاموس).
6- استدركت عن هامش الأصل، و بعدها صح.

غير محتشمة و تلقمنا، و تصنع بين أيدينا ثم غسلنا أيدينا، فقالت لها الخيزران من وراءك مما تغتنين (1) به ؟ فقالت ما خارج هذه الدار أحد من خلق اللّه بيني و بينه سبب، فقالت الخيزران:

إن كان هذا هكذا فقومي بنا حتى تختاري لنفسك مقصورة من مقاصيرنا و أحوّل إليها جميع ما تحتاجين إليه، ثم لا نفترق حتى يفرّق بيننا الموت، فقامت، و طفنا بها في المقاصير (2)، فاختارت أوسعها و أنزهها، و لم نبرح حتى حوّل إليها جميع ما تحتاج إليه من الفرش و الكساء و الخزائن و الرقيق، ثم جعلناها فيها و خرجنا عنها، فقالت الخيزران: إنّ هذه المرأة قد كانت فيما كانت فيه، و قد مسّها ضر، و ليس يغسل ما في قلبها إلاّ المال، فاحملوا إليها خمسمائة ألف درهم، فحملت إليها.

و وافانا المهدي، فسألنا عن الخبر فحدثته حديثها، و ما لقيتها به، فو اللّه ما انتظر أن أعرّفه الجواب حتى وثب في وجهي مغضبا فقال: زينب. اللّه! إنّ هذا مقدار شكرك للّه على نعمته و قد أمكنك اللّه من مثل هذه المرأة، على هذه الحال التي هي عليها، فو اللّه لو لا محلك من قلبي لحلفت أن لا أكلمك أبدا، قالت: فقلت: قد اعتذرت إليها و رضيت ثم قصصت عليه قصتها كلها، و ما فعلت الخيزران بها. فقال لخادم كان معه: احمل إليها مائة بدرة (3)و أدخل إليها أبلغها مني السلام و قل لها: و اللّه ما سررت من دهري مثل سروري اليوم بمكانك. و أنا أخوك، و من يوجبك حقك، فلا تدعي حاجة إلاّ سألتها، و لو لا أنّي أكره أن أحشمك لصرت إليك مسلما عليك، و قاضيا لحقك. فمضى الخادم بالمال و الرسالة، فأقبلت إلينا معه فسلّمت على المهدي و شكرت له فعله، و أثنت على الخيزران عنده. و قالت: ما عليّ من أمير المؤمنين حشمة. أنا في عدة حرمه، و قعدت ساعة ثم قامت (4) إلى منزلها، فحلقها عند الخيزران كأنها لم تزل في ذلك القصر.

فهذا الحديث خير لك من كتاب! و قد وهبت لك كتابا. قم، فانصرفت من عندها.

ص: 126


1- غير واضحة بالأصل، و في المختصر: تعنين، و المثبت عن المطبوعة.
2- المقاصير واحدتها مقصورة، و قيل في جمعها: مقاصر. و المقصورة: الدار الواسعة المحصنة، أو هي أصغر من الدار و لا يدخلها إلا صاحبها (القاموس).
3- البدرة: كيس فيه ألف أو عشرة آلاف درهم. راجع الصحاح.
4- في المطبوعة: عادت.

9429 - ملكة بنت داود بن محمّد بن سعيد القرطكي العالمة الصوفية

امرأة من المعمّرات، سمعت بمصر من الشريف أبي (1) إبراهيم أحمد بن القاسم بن ميمون الحسني «سنن الشافعي»، و بمكة من كريمة بنت أحمد (2).

و سكنت دمشق مدة في دويرة السّميساطي.

سمع منها شيخنا أبو الفرج الصوري، و أجازت لي جميع حديثها.

أخبرتنا العالمة ملكة بنت داود بن محمّد بن سعيد الصوفية إجازة قالت: أنا الشريف أبو (3) إبراهيم أحمد بن القاسم بن ميمون بن حمزة الحسيني (4) بمصر سنة اثنتين و خمسين و أربعمائة، أنا جدي أبو القاسم الميمون بن حمزة، أنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن سلامة الطحاوي، أنا أبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى المزني، نا محمّد بن إدريس الشافعي، عن مالك (5)،عن نافع، عن عبد اللّه بن عمر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«من باع نخلا قد أبرت (6)فثمرتها (7) للبائع، إلاّ أن يشترط المبتاع»[13836].

أخبرناه عاليا أبو محمّد السيدي، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو علي زاهر بن أحمد، أنا إبراهيم بن عبد الصّمد، نا أبو مصعب، نا مالك فذكره.

قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي قال: حضرت عند ملكة بدمشق و سألتها عن مولدها، فذكرت أنه على ما ذكرته لها والدتها: في شهر ربيع الأول سنة ثلاث و أربعمائة ببلد كرّ (8) ناحية حيرة (9)،و قالت مرة: بدبيل (10)،و نشأت بتفليس (11).

توفيت ملكة يوم السبت الرابع من شوال سنة سبع و خمسمائة، و دفنت عند قبر بلال في

ص: 127


1- تحرفت بالأصل إلى:«ابن» و المثبت عن المختصر و المطبوعة.
2- هي كريمة بنت أحمد بن محمد بن حاتم المروزية، أم الكرام، ترجمتها في سير الأعلام(567/13 ت 4183) ط دار الفكر.
3- بالأصل: ابن.
4- كذا بالأصل و المطبوعة هنا:«الحسيني» و تقدم قريبا فيهما «الحسني».
5- موطأ مالك، باب ما جاء في ثمر المال يباع أصله، رقم 1298 (ص 424).
6- أبرت أي لقحت، و تأبير النخل: تلقيحه و إصلاحه.
7- في موطأ مالك: فثمرها.
8- كرّ بالضم و التشديد: موضع بفارس،(انظر معجم البلدان 451/4).
9- حيرة: قرية بأرض فارس.
10- دبيل: مدينة بأرمينية تتاخم أرّان (معجم البلدان).
11- تفليس بفتح أوله و بكسر، بلد بأرمينية الأولى، و بعض يقول: بأران (معجم البلدان).

مقبرة الباب الصغير، و حضرت دفنها، و الصلاة عليها، و كان الجمع متوافرا، و عاشت مائة و أربع سنين و أشهرا.

9430 - مؤمنة بنت بهلول

9430 - مؤمنة بنت بهلول (1)

إحدى النسوة العابدات.

حكى عنها أحمد بن أبي الحواري، و عيسى بن إسحاق.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو بكر محمّد بن رزق اللّه بن عبد اللّه المقرئ، نا أبو علي محمّد بن محمّد (2) بن عبد الحميد بن آدم، نا أحمد بن بشر، نا ابن أبي الحواري قال: و سمعت مؤمنة ابنة بهلول تقول: إلهي و سيدي لا تجمع عليّ الأمرين (3):فقدانك و العذاب.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الحسن البروجردي، أنا أبو سعد علي بن عبد اللّه ابن أبي صادق، أنا محمّد بن عبد اللّه بن باكويه الشيرازي، نا عبد الواحد بن بكر، نا إسحاق ابن أحمد بن علي، نا إبراهيم بن يوسف، نا أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت مؤمنة ابنة بهلول و هي زاهدة دمشق و هي تقول: ما طابت الدنيا و الآخرة إلاّ به و معه.

قال: و سمعتها تقول: العاقل (4) ينام و لا يقوم، و لا تطيب ساعة لا يكون فيها ذكر اللّه عز و جل.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (5)،أنا أبو العلاء محمّد بن الحسن بن محمّد الورّاق، نا أحمد بن كامل القاضي، قال: سمعت عيسى بن إسحاق يقول: سمعت مؤمنة بنت بهلول [تقول:] (6) ما النعيم إلاّ في الأنس باللّه و الموافقة لتدبيره.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، أنا علي بن محمّد الفقيه، أنا عبد الرّحمن بن عبيد

ص: 128


1- أخبارها في صفة الصفوة 527/2.
2- بالأصل:«محمد بن محمد بن محمد بن عبد الحميد» تقدمت ترجمته في كتابنا تاريخ مدينة دمشق 181/55 رقم 6949 طبعة دار الفكر.
3- بالأصل:«الأمر من» و المثبت عن المختصر و المطبوعة.
4- كذا بالأصل، و في المختصر: الغافل، و هو أشبه.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 171/11 في ترجمة عيسى بن إسحاق الخطمي.
6- سقطت من الأصل و زيدت عن تاريخ بغداد.

اللّه بن عبد اللّه الحرفي، أنا أحمد بن سلمان النجاد، نا ابن أبي الدنيا قال: و بلغني عن ابن أبي الحواري قال:

قالت لي مؤمنة الصغيرة: أنا في شيء قد شغل قلبي، قلت: ما هو؟ قالت: أريد أن أعرف نعمة اللّه عليّ طرفة عين، أو أعرف تقصيري عن شكر النعمة طرفة عين، فقلت لها:

أنت تريدين ما لا تهتدي إليه عقولنا.

9431 - مهدية ابنة إبراهيم بن محمّد بن صالح بن سنان القرشي

9431 - مهدية ابنة إبراهيم بن محمّد بن صالح بن سنان القرشي (1)

حدثت عن وجودها في كتاب أبيها.

روى عنها علي بن محمّد الحنائي.

قرأت بخط أبي الحسن الحنائي، أخبرتنا مهدية ابنة إبراهيم بن محمّد بن صالح بن سنان قالت: وجدت في كتاب أبي (2) أبي إسحاق: نا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم بن بسر القرشي، و أبو هشام عبد الرّحمن بن عبد الصّمد بن البرزور، قالا: نا إبراهيم بن عبد اللّه بن العلاء بن زبر، نا أبي عبد اللّه بن العلاء، عن ثور، عن الشعبي قال: سمعت النعمان بن بشير على منبر الكوفة، و هو يغمز أذنيه يقول (3):سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إن الحلال بيّن، و إنّ الحرام بيّن، و بين ذلك أمور مشتبهات متى ما يدعهن المرء يكن استبرأ لعرضه و دينه، و من يرتع فيهن يوشك أن يرتع في الحرام، كالمرتع إلى جانب الحمى يوشك أن يوقع في الحمى ألا و إنّ لكل ملك حمى (4)،و إن حمى اللّه محارمه»[13837].

أخبرناه أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد بن عبد الواحد، أنا أبو الحسن بن السمسار، أنا أبو عبد اللّه بن مروان، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم، نا إبراهيم بن عبد اللّه، نا أبي، عن ثور، عن الشعبي قال: سمعت النعمان بن بشير يقول على منبر الكوفة، فذكر نحوه و لم يرفعه.

ص: 129


1- تقدمت ترجمة أبيها في كتاب تاريخ مدينة دمشق 138/7 رقم 495 طبعة دار الفكر.
2- تحرفت بالأصل إلى:«ابن» و الصواب ما أثبت، راجع الحاشية السابقة، و كنية أبيها «أبو إسحاق».
3- رواه ابن الأثير في أسد الغابة 551/4 في ترجمة النعمان بن بشير من طريق آخر.
4- الحمى بكسر الحاء المرعى الذي حمية السلطان من أن يرتع منه غير دوابه، و كان الشريف في الجاهلية إذا نزل أرضا في حيه استعوى كلبا، فحمى مدى عواء الكلب لا يشركه فيه غيره. و قد نهى الإسلام عن ذلك إلاّ أن يكون الحمى للخيل التي ترصد للجهاد و إبل الزكاة.

و الحديث محفوظ مرفوعا إلاّ أن غير ابن زبر رواه عن ثور فزاد في إسناده: مجالد بن سعيد.

أنبأناه أبو علي الحسن بن أحمد، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد الطبراني، نا أحمد بن عبد القاهر الخيبري (1) اللخمي الدمشقي، نا منبه بن عثمان، نا ثور بن يزيد، حدّثني مجالد بن سعيد، حدّثني عامر الشعبي، قال: سمعت النعمان بن بشير يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«الحلال بيّن و الحرام بيّن، و بين الحلال و الحرام أمور مشتبهات، لا يدري كثير من الناس أ من الحلال هي أم من الحرام ؟ و متى يدعهن المرء يكن (2) أشدّ استبراء لعرضه و دينه، و متى يقع فيهن يوشك أن يقع في الحرام، كمن يرتع (3) إلى جانب الحمى، يوشك أن يرتع في الحمى، ألا و إن لكلّ ملك حمى، و إنّ حمى اللّه محارمه»[13838].

9432 - منيسون بنت بحدل بن أنيف بن دلجة بن قنافة بن عدي

ابن زهير بن حارثة بن جناب بن امرئ القيس بن حارثة - و يقال:

ابن زهير بن جناب بن هبل بن عبد اللّه بن كنانة بن بكر بن عوف

ابن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب، الكلبية (4)

زوج معاوية بن أبي سفيان، و أم يزيد بن معاوية.

روت عن معاوية.

روى عنها محمّد بن علي، و كانت امرأة لبيبة.

بلغني أن معاوية دخل عليها و معه حديج الخصي، فاستترت منه، فقال لها معاوية: إنّ هذا بمنزلة المرأة فعلام تستترين منه ؟ فقالت له: كأنك ترى أن المثلة أحلّت لي مني ما حرم اللّه عليه.

ص: 130


1- بالأصل:«بن الخيبري» و في المعجم الصغير للطبراني 12/1 ورد: بن العنبري.
2- بالأصل: يكون.
3- بالأصل:«يرعى» و فوق «عى» علامة تحويل إلى الهامش و كتب على الهامش:«تع» و فوقها صح، و هو ما أثبت: يرتع. و في المطبوعة: يرعى.
4- انظر أخبارها في نسب قريش ص 127 و تاريخ الطبري (الفهارس) و البداية و النهاية (الفهارس) و الكامل لابن الأثير (الفهارس) و المحبر (ص 27).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،نا محمّد بن نوح الجند سابوري، نا أحمد بن محمّد بن أنس أبو العباس البغدادي.

و قرأت على أبوي محمّد: هبة اللّه بن أحمد المزكي، و عبد الكريم بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أخبرني أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان الصيرفي، نا أبو الحسن علي ابن عمر بن أحمد الحافظ ، نا محمّد بن نوح الجنديسابوري، نا أبو العباس أحمد بن محمّد بن أنس ببغداد.

نا أبو عبد الرّحمن الطبري، نا خالد بن يزيد القسري (2)،عن عمار الدّهني (3)،عن محمّد بن علي، عن ميسون بنت بحدل - زاد علي بن عمر: امرأة معاوية، ثم قالا:- عن معاوية أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«سيكون قوم ينالهم الإخصاء، فاستوصوا بهم خيرا»[13839].

أو نحو هذا من الكلام.

قال أبو الحسن الدار قطني: غريب من حديث عمار الدهني ما كتبناه إلاّ عن هذا الشيخ.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن الحمامي، أنا علي (4) بن أحمد بن أبي قيس.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو منصور بن عبد العزيز، أنا أبو الحسين ابن بشران، أنا عمر بن علي (5) الأشناني قالا:

نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني عبيد اللّه بن سعد الزهري، عن عمّه يعقوب بن إبراهيم قال: ميسون بنت بحدل بن أنيف بن دلجة بن قنافة - و في رواية ابن أبي قيس [قتادة

ص: 131


1- رواه أبو أحمد بن عدي في الضعفاء الكبير 15/3-16 في ترجمة خالد بن يزيد بن أسد القسري.
2- رسمها بالأصل: السرى، أعجمت عن الكامل لابن عدي.
3- تقرأ بالأصل: الرهني.
4- بالأصل: أبو علي.
5- كذا بالأصل و نسبه إلى جده، و هو عمر بن الحسن بن علي بن مالك أبو الحسين الشيباني البغدادي، ترجمته في سير الأعلام 406/15.

و هو وهم - بن عدي بن زهير بن جناب من كلب - و في رواية ابن أبي قيس:] (1) بن كلب، و هو وهم.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن (2)المقرئ، نا محمّد بن جعفر الزراد، نا عبيد اللّه بن سعد الزهري، عن عمه قال:

أم يزيد بن معاوية ميسون بنت بحدل بن أنيف بن دلجة بن قنافة بن زهير بن حارثة بن جناب (3)،و أمّها أسدة بنت أسيد بن ثعلبة بن سويد بن إسحاق بن حارثة بن هبل، و أمّها: ابنة صامت بن قيس بن حارثة بن مبذول بن القين، كذا قال؛ و قنافة هو ابن عدي بن زهير.

كذلك قال الزبير.

أنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا أبو علي بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال: ميسون بنت بحدل بن أنيف ابن دلجة بن قنافة بن عدي بن زهير بن حارثة بن جناب (4) بن ذهل (5) بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب.

قال الصوري: الصواب هبل.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدار قطني قال: و أما ميسون، فهي ميسون بنت بحدل بن أنيف الكلبية، أم يزيد بن معاوية بن أبي سفيان.

قال ابن الكلبي: هي ميسون بنت بحدل بن أنيف بن دلجة بن قنافة بن عدي بن زهير بن حارثة بن جناب (6) بن هبل (7).

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي زكريا البخاري.

و حدّثنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي، نا أبو الفتح الزاهد، أنا أبو بكر،

ص: 132


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك للإيضاح عن المطبوعة.
2- سقطت من المطبوعة.
3- تقرأ بالأصل هنا: حباب.
4- بالأصل هنا: حباب.
5- كذا بالأصل، و سينبه المصنف إلى أن الصواب: هبل.
6- بالأصل: حباب.
7- كذا ضبطت بالأصل.

نا عبد الغني بن سعيد قال: و أما ميسون بالياء معجمة بنقطتين من تحتها و سين غير معجمة و بالنون فهي ميسون بنت بحدل الكلبية.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن علي بن هبة اللّه قال (1):و أما ميسون آخره (2) نون فميسون بنت بحدل بن أنيف بن دلجة بن قنافة بن عدي بن زهير بن حارثة بن جناب بن هبل الكلبية، أم يزيد بن معاوية، روت عن معاوية بن أبي سفيان زوجها عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، روى حديثها محمّد بن نوح الجنديسابوري، عن أبي العباس أحمد بن محمّد بن أنس، عن أبي عبد الرّحمن الطبري، عن خالد بن يزيد القسري، عن عمار الدهني، عن محمّد بن علي بن ميسون، عن معاوية، و هو منكر جدا و لا يصح.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا الأمير أبو محمّد الحسن بن أبي الفتح عيسى بن المقتدر باللّه، قراءة عليه، سنة ثمان و ثلاثين و أربعمائة، قال: إن ميسون ابنة بحدل الكلبية لما زوّجت معاوية بن أبي سفيان و نقلت إلى دمشق، و أسكنت قصرا من قصور الخلافة حنت ذات يوم إلى البادية فأنشأت تقول (3):

للبس (4) عباءة و تقرّ عيني *** أحبّ إليّ من لبس الشفوف (5)

و بيت تخفق الأرواح فيه *** أحب إليّ من قصر منيف (6)

و كلب ينبح الطراق عني *** أحب إليّ من هرّ (7) ألوف

قرأت في كتاب لبعض الشاميين جمعه في الحنين إلى الأوطان، أنا أحمد بن محمّد البغدادي، أنا أبو بكر بن دريد قال:

تزوج معاوية بن أبي سفيان ميسون بنت بحدل الكلبية أم يزيد فبقيت عنده مديدة، فسئمته، فأنشأت تقول و حنت إلى وطنها:

ص: 133


1- الاكمال لابن ماكولا 193/7.
2- بالأصل: أخبره، و المثبت عن الاكمال.
3- الأبيات في خزانة الأدب 503/8-504 و انظر بهامشها تخريجها و انظر بهامش المختصر تخريجها أيضا.
4- في الخزانة:«و لبس» و تقرّ منصوبة بأن المضمرة بعد الواو.
5- الشفوف جمع شف و هو الثوب الرقيق.
6- الخفق: الاضطراب، و المنيف: العالي. و الأرواح جمع ريح.
7- في الخزانة: قط ألوف.

لبيت تخرق الأرواح فيه *** أحب إليّ من قصر منيف

و كلب ينبح الطراق عني *** أحب إليّ من قط ألوف

و بكر يتبع (1) الأظعان صعب (2) *** أحب إليّ من بغل زفوف (3)

و لبس عباءة و تقرّ عيني *** أحبّ إليّ من لبس الشفوف (4)

[و خرق (5) من بني عمي نحيف *** أحب إليّ من علج عليف

و أصوات الرياح بكل فج *** أحب إليّ من نقر الدفوف

خشونة عيشتي في البدو أشهى *** إلى نفسي من العيش الطريف

فما أبغي سوى وطني بديلا *** فحسبي ذاك من وطن شريف

[عليف (6):أي سمين، و القط هاهنا: السنّور، و القط : الكتاب، و القط : ساعة من الليل.

فقال معاوية: جعلتني علجا، و طلّقها، و ألحقها بأهلها (7).

9433 - ميّة

مولاة معاوية بن أبي سفيان.

وقف ابن الزبير على باب ميّة، مولاة كانت لمعاوية ترفع حوائج الناس إليه.

قال عمر بن شبة:

فقلت يا أبا بكر (8)،على باب ميّة ؟ قال: نعم، إذا أعيتك الأمور من رءوسها، فأتها من أذنابها.

ص: 134


1- بالأصل: تتبع، و المثبت عن الخزانة.
2- في الخزانة: سقبا.
3- البكر بفتح الموحدة: الفتي من الإبل، و الأظعان جميع ظعينة و هي المرأة ما دامت في الهودج. و الزفوف: المسرع.
4- هنا يوجد سقط بالأصل و خرم كبير يستمر على مساحة بقية حرف الميم في أسماء النساء إلى بداية حرف النون، في ترجمة نائلة بنت الفرافصة.
5- استدركنا البيت الأول من مختصر ابن منظور، و الأبيات الأخرى من خزانة الأدب.
6- من هنا نستدرك السقط من مختصر ابن منظور.
7- زيد في خزانة الأدب: و قال لها: كنت فبنت، فقالت: لا و اللّه ما سررنا إذ كنا و لا أسفنا إذ بنّا.
8- يعني محمّد بن الحسن بن مقسم، أبا بكر، روى الخبر عن أحمد بن يحيى ثعلب، كما في المطبوعة.

قال:

و أتى لميّة عبد الرّحمن بن الحكم بن أبي العاص بقرطاس فقال: فيه حاجة لي فارفعيها إلى أمير المؤمنين، فدفعته إلى معاوية، فقرأه، فقال: يا ميّة، ما أحسب هذا الرجل إلاّ كاذبا.

قالت: لا يفعل يا أمير المؤمنين، ما يقول إلاّ حقّا، قال: أ تدرين ما كتب ؟ قالت: لا و اللّه، فقرأ عليها (1):

سائلا مية هل نبهتها *** بعد ما نامت بعرد ذي عجر

فتخاجت (2) فتقاعست لها *** جلسة الحازر يستنجي الوتر

فقال: كذب عليه لعنة اللّه.

أسماء النساء على حرف النون

9434 - نائلة بنت عمارة الكلبية زوج معاوية بن أبي سفيان

لما تزوّج معاوية نائلة قال لميسون (3):انطلقي فانظري إلى ابنة عمك فنظرت إليها، فقال: كيف رأيتها؟ فقالت: جميلة، كاملة، و لكن رأيت تحت سرتها خالا ليوضعن رأس زوجها في حجرها، فطلّقها معاوية. فتزوجها حبيب بن مسلمة الفهري، ثم خلف عليها بعد حبيب النعمان بن بشير الأنصاري، فقتل و وضع رأسه في حجرها.

9435 - نائلة بنت الفرافصة بن الأحوص بن عمرو - و يقال: عفير -

ابن ثعلبة بن الحارث بن حصن بن ضمضم (4)

زوج عثمان بن عفان.

(سمعت عثمان.

ص: 135


1- نسب البيتان لعبد الرحمن بن حسان كما في هامش المختصر.
2- البيت في تاج العروس: بزخ، و نسبه إلى عبد الرحمن بن حسان و روايته فيها: فتبازت فتبازخت لها جلسة الجازر يستنجي الوتر
3- الخبر رواه الطبري في تاريخه 264/3 (ط . بيروت) تحت عنوان: ذكر نساء معاوية و ولده، حوادث سنة 60.
4- ترجمتها و أخبارها في نسب قريش ص 105 و الأغاني 322/16 و طبقات ابن سعد 483/9 و تاريخ الطبري (الفهارس) و الكامل لابن الأثير (الفهارس) و أنساب الأشراف 114/5 و ما بعدها (طبعة دار الفكر) و المحبر (الفهارس).

روى عنها: النعمان بن بشير، و أم هلال بنت وكيع) (1).

قدمت على معاوية بعد قتل عثمان، فخطبها، فأبت أن تنكحه.

قالت نائلة:

لما حصر عثمان ظل اليوم الذي كان قبل قتله بيوم صائما. فلما كان عند إفطاره سألهم الماء العذب، فأبوا عليه، و قالوا: دونك الركي - وركي في الدار التي يلقى فيها النتن - قال:

فلم يفطر، فأتيت جارات لنا على أجاجير (2) متواصلة، و ذلك في السحر، فسألتهم الماء العذب، فأعطوني كوزا من ماء، فأتيته فقلت: هذا ماء عذب أتيتك به، قالت: فنظر، فإذا الفجر قد طلع، فقال: إني أصبحت صائما.

[قالت:] فقلت: من أين، و لم أر أحدا أتاك بطعام و لا شراب ؟ فقال: إني رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم اطلع عليّ من هذا السقف، و معه دلو من ماء، فقال: اشرب يا عثمان، فشربت حتى رويت، ثم قال: ازدد، فشربت حتى ثملت - أو نهلت - ثم قال: أما إن القوم سيبكرون عليك، فإن قاتلتهم ظفرت، و إن تركتهم أفطرت عندنا، فدخلوا عليه من يومه فقتلوه.

(قال الزبير بن بكار في ذكر ولد عثمان - يعني بن عفان - و أم خالد، و أروى، و أم أبان الصغرى بنات عثمان، أمّهن نائلة بنت الفرافصة بن الأحوص بن عمرو بن ثعلبة بن الحارث ابن حصن بن ضمضم بن عدي بن جناب من كلب بن وبرة، زوّج نائلة بنت الفرافصة أخوها ضب، و هو الذي حملها إلى عثمان، و كان ضب مسلما، و كان أبوها نصرانيا، فأمر ابنه ضبا بذلك) (3).

و في ذلك تقول نائلة بنت الفرافصة لأخيها ضب (4):

أ حقّا تراه اليوم يا ضب إنني *** مرافقة (5) نحو المدينة أركبا

لقد كان في فتيان حصن بن ضمضم *** وجدك ما يغني الخباء المحجّبا (6)

ص: 136


1- ما بين قوسين زيادة عن المطبوعة.
2- أجاجير: جمع أجار، و هو السطح.
3- ما بين قوسين زيد عن نسب قريش للمصعب ص 105.
4- البيتان في الأغاني 323/16 و الأول في أنساب الأشراف 114/5 (طبعة دار الفكر).
5- في الأغاني و أنساب الأشراف: أ لست ترى يا ضب باللّه إنني مصاحبة...
6- في الأغاني: لقد كان في أبناء... لك الويل ما يغني الخباء المطنبا

و كل اسم في العرب فرافصة، فهو مضموم الفاء، إلاّ الفرافصة بن الأحوص، فإنه بفتح الفاء الأولى.

و كان (1) سعيد بن العاص تزوج أخت نائلة بنت الفرافصة، و هو أمير على الكوفة، فبلغ ذلك عثمان بن عفان، فكتب إليه:

بلغني أنك تزوجت امرأة، فأخبرني عن حسبها و جمالها فكتب إليه:

أما عن حسبها فإنها ابنة الفرافصة، و أما جمالها فإنها بيضاء و كتب إليه:

إن كان لها أخت، فزوجنيها.

فدعا الفرافصة فقال له: زوّج أمير المؤمنين، فقال الفرافصة لابنه ضب:- و كان مسلما، و الفرافصة نصراني - زوّج أختك أمير المؤمنين، فزوّجه نائلة، و حملها إليه.

فلما دخلت على عثمان وضع القلنسوة عن رأسه، و بدا الصلع، فقال: لا يغمنك ما ترين، فإن من ورائه ما تحبين. قالت له: أما ما ذكرت من صلعك فإني من نسوة أحب أزواجهن إليهن السادة الصلع.

ثم قال لها: إما أن تتحولي إليّ أو أتحول إليك. قالت: ما قطعت من جنبات السماوة أبعد مما بيني و بينك. فتحولت إليه، فكانت من أحظى النساء عنده.

قالوا: و تزوجها و هي نصرانية على نسائه، ثم أسلمت على يديه. و لما قتل عثمان قالت نائلة فيه (2):

ألا إن خير الناس بعد ثلاثة *** قتيل التجيبي الذي جاء من مصر

و ما لي لا أبكي و أبكي قرابتي *** و قد غيبت عني فضول أبي عمرو

قال: و كانت كلب كلهم يومئذ نصارى] (3).

[أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن عبد اللّه، و أبو المجد معالي بن هبة اللّه بن الحسن قالا: أخبرنا سهل بن بشر، أخبرنا علي بن منير، أخبرنا الحسن بن رشيق، أخبرنا أبو

ص: 137


1- انظر الخبر في الأغاني 322/16 و انظر أنساب الأشراف 114/5.
2- البيتان في الأغاني 323/16 و نسبا لنائلة، و الثاني في أنساب الأشراف 115/5 و نسب لنائلة، و معه بيت آخر. و هما في الإصابة 638/3 و نسبا لنائلة. و هما في الكامل للمبرد 916/2 و نسبا للوليد بن عقبة بن أبي معيط .
3- إلى هنا انتهى الاستدراك عن المختصر. و نعود إلى الأصل المعتمد بين أيدينا النسخة السليمانية (س).

جعفر أحمد بن حماد بن مسلم التجيبي، حدّثني سعيد بن الحكم بن أبي مريم أخبرنا يحيى ابن أيوب و نافع بن يزيد قالا: حدّثنا عمر مولى عفرة، قال: سمعت عبد اللّه بن علي بن السائب بن عبيد بن عبد بن يزيد بن هشام] (1) بن [عبد] (2) المطلب من بني عبد مناف يقول:

إن عثمان بن عفان تزوج نائلة بنت الفرافصة، و هي نصرانية على نسائه، و كلب كلهم يومئذ نصارى، قال: فدخلت على جارية مثل الخلفة (3) فقلت: سلام عليك، قالت: و عليك السّلام و رحمة [اللّه]، و نساء كلب ذلك الزمان لا يكلّمن أزواجهن سنة، أو كما قال، ثم قلت: أين أنت من شيخ أثرم (4) هرم فقالت: إنّي من قوم يحبون الكهولة، فسررت بذلك، قلت: أ تأذنين لي فآتيك، قالت: بل أنا أحق أن أقوم إليك، قال: فما زلت متشكرا لها، ثم أسلمت على يديه.

أحدهما نحو حديث صاحبه و لم يذكر ابن أيوب (5):«على نسائه».

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (6):و فيها يعني سنة ثمان و عشرين تزوج عثمان بن عفان ابنة الفرافصة الكلبية، فيما حدّثني ابن الكلبي عن أشياخه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو بكر بن سيف، نا السري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن محمّد و طلحة و أبي حارثة، و أبي عثمان قالوا (7):

لما خرج محمّد بن أبي بكر و عرفوا انكساره ثار قتيرة و سودان بن حمران السكونيان و الغافقي - يعني - فضربه الغافقي بجريدة (8) معه و ضرب المصحف برجله، و استدار المصحف و انتشر فاستقر بين يديه، و سالت عليه الدماء، و جاء سودان بن حمران ليضربه، فأكبت عليه

ص: 138


1- ما بين معكوفتين استدرك عن المطبوعة لتقويم السند.
2- سقطت من الأصل.
3- الخلفة: الناقة الحامل.
4- الثرم: انكسار السن من أصلها، و ثرم الرجل إذا انكسرت رباعيته فهو أثرم.
5- يعني: يحيى بن أيوب، أحد رواة الخبر.
6- الخبر رواه خليفة بن خيّاط في تاريخه ص 160.
7- الخبر رواه الطبري في تاريخه 676/2 (ط . بيروت) حوادث سنة 35.
8- كذا بالأصل و المختصر، و في تاريخ الطبري: بحديدة.

نائلة و اتّقت السيف بيدها فتعمّدها و نفح أصابعها، فأطنّ (1) أصابع يدها و ولّت فغمز أوراكها، و قال: إنها لكيّدة (2) العجيزة و تضرّب عثمان فقتله، و قد دخل مع القوم غلمة لعثمان لينصروه، و قد كان عثمان أعتق من كف منهم، فلما رأى سودان قد ضربه أهوى إليه فضرب عنقه، و وثب قتيرة على الغلام فقتله، و انتهبوا ما في البيت، و أخرجوا من فيه، ثم أغلقوه على ثلاثة قتلى، فلما خرجوا إلى الدار وثب غلام لعثمان آخر على قتيرة فضربه فقتله، و دار القوم فأخذوا ما وجدوا حتى تناولوا ما على النساء، و أخذ رجل ملاءة نائلة، و الرجل يدعى كلثوم من تجيب فتنحّت (3) نائلة فقال: ويح أمك من عكيزة (4)،ما أتمك ؟ و يضربه غلام آخر لعثمان فقتله، و ذكر الحديث.

قرأت على أبي منصور بن خيرون، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن خلف بن المرزبان، أخبرني أحمد بن حرب، أخبرني الزبير بن أبي بكر، حدّثني يحيى بن محمّد بن عبد اللّه بن ثوبان قال:

نظرت نائلة بنت الفرافصة امرأة عثمان بن عفان في المرآة فأعجبها ثغرها، فأخذت فهرا (5) فكسرت ثناياها و قالت: و اللّه لا يجتنيكن أحد بعد عثمان، ثم إن معاوية بن أبي سفيان خطبها فأبت عليه و أنشأت تقول:

أبى اللّه إلاّ أن تكوني غريبة *** بيثرب لا تلقين أما و لا أبا

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا ابن أبي الدنيا، أخبرني العباس بن هشام بن محمّد، عن أبيه، عن أبي عمران العنزي (6)،عن محمّد بن عبد العزيز بن عبد اللّه بن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب قال:

خطب نائلة بنت الفرافصة قوم من قريش بعد موت عثمان، فدعت بمرآة فنظرت فيها،

ص: 139


1- يعني قطعها.
2- كذا بالأصل و المختصر و المطبوعة، يعني جيدة العجيزة، تلفظ فيها الكاف جيم، و في تاريخ الطبري: لكبيرة العجيزة.
3- رسمها بالأصل:«محب» و المثبت عن الطبري و المختصر.
4- بالأصل: عكبرة، و في الطبري: عجيزة، و المثبت عن المختصر.
5- الفهر: الحجر ملء الكف (القاموس).
6- بدون إعجام بالأصل.

و كانت من أحسن الناس ثغرا، فأخذت فهرا فدقت به أسنانها، فسال الدم على صدرها، فبكى جواريها و قلن لها: ما صنعت بنفسك ؟ قالت: إنّي رأيت الحزن يبلى كما يبلى الثوب، و إنّي خفت أن يبلى حزني على عثمان فيطلع مني رجل على ما اطّلع عثمان و ذلك ما لا يكون أبدا، و هي التي قالت:

أبى اللّه إلاّ أن تكوني غريبة *** بيثرب لا تلقين أما و لا أبا

ذكر أبو بكر أحمد بن يحيى في جمل أنساب الأشراف (1):حدّثني عبد اللّه بن صالح العجلي، عن ابن أبي الزناد، عن أبيه قال:

خرجت نائلة امرأة عثمان ليلة دفن و معها السراج و قد شقّت جيبها و هي تصيح وا عثماناه، وا أمير المؤمنيناه، فقال لها جبير بن مطعم: أطفئي السراج، فقد ترين من الباب، فأطفأت السراج، و انتهوا إلى البقيع، فصلّى عليه جبير، و خلفه حكيم بن حزام بن خويلد بن [أسد بن] (2) عبد العزى، و أبو جهم بن حذيفة،[و نيار بن مكرم]، و نائلة، و أم البنين بنت عيينة بن حصن امرأتاه (3)،و نزل في حفرته نيار، و أبو جهم، و جبير، و كان حكيم و الامرأتان يدلّونه على الرجال حتى قبر و بني (4) عليه و غموا (5) قبره و تفرقوا و خرجت نائلة إلى الشام فخطبها معاوية، فنزعت ثنيتيها (6) و لم تجبه.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا طراد بن محمّد الزينبي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، نا أحمد بن جميل المروزي، أنا عبد اللّه بن المبارك، عن سفيان بن عيينة، عن طعمة بن عمرو، و كان رجلا قد يبس و شحب من العبادة فقيل له:

ما شأنك ؟ قال: إني كنت حلفت أن ألطم عثمان، فلما قتل جئت فلطمته، فقالت لي امرأته:

أشلّ اللّه يمينك، و صلّى وجهك النار، فقد شلّت يميني و أنا أخاف.

قال: و نا ابن أبي الدنيا، نا خالد بن خداش بن العجلان، حدّثني معلى بن عيسى

ص: 140


1- الخبر رواه البلاذري في أنساب الأشراف 222/6 طبعة دار الفكر.
2- الزيادة عن أنساب الأشراف.
3- بالأصل: امرأته، و المثبت عن أنساب الأشراف.
4- بالأصل: و هي، و المثبت عن أنساب الأشراف.
5- بالأصل: و عمر، و المثبت عن أنساب الأشراف.
6- إعجامها مضطرب بالأصل، و ثمة إشارة تحويل إلى الهامش، و كتب عليه:«ثنييها» و المثبت عن أنساب الأشراف.

الورّاق (1)،عن شدّاد الأعمى عن بعض أشياخه من بني راسب قال:

كنت أطوف بالبيت فإذا رجل أعمى يطوف بالبيت و هو يقول: اللّهمّ اغفر لي، و ما أراك تفعل، قال: فقلت: أما تتقي اللّه ؟ قال: إنّ لي شأنا، آليت أنا و صاحب لي لئن قتل عثمان لنلطمن حرّ وجهه، فدخلنا عليه و إذا رأسه في حجر امرأته ابنة الفرافصة، فقال لها صاحبي:

اكشفي عن وجهه، قالت: لم ؟ قال: ألطم حرّ وجهه فقالت: أ ما ترضى ما قال فيه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال فيه كذا، و قال فيه كذا، قال: فاستحى صاحبي فرجع، فقلت لها: اكشفي عن وجهه، فقال: فذهبت تدعو عليّ فلطمت وجهه، فقالت: ما لك ؟ يبّس اللّه يدك، و أعمى بصرك، و لا غفر لك ذنبك، قال: فو اللّه، ما خرجت [من] الباب حتى يبست يدي، و عمي بصري، و ما أرى اللّه يغفر لي ذنبي.

و قد رويت هذه القصة من وجه آخر و ليس فيه ذكر دعاء نائلة.

أخبرنا بها أبو الفتح محمّد بن علي بن عبد اللّه، أنا عثمان بن محمّد بن عبيد اللّه (2)المحمي، أنا عبد الرّحمن بن إبراهيم بن محمّد بن يحيى، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن الشّرقي، نا محمّد بن إسماعيل [البخاري أبو عبد اللّه، نا موسى بن إسماعيل] (3)،نا عيسى ابن منهال، نا غالب، عن محمّد بن سيرين قال (4):

كنت أطوف بالكعبة فإذا رجل و هو يقول: اللّهمّ اغفر لي، و ما أظن أن تغفر لي، قلت:

يا عبد اللّه ما سمعت أحدا يقول ما تقول. قال: كنت [أعطيت] (5) اللّه عهدا إن قدرت أن ألطم وجه عثمان إلاّ لطمته، فلما قتل وضع على سريره في البيت و الناس يجيئون فيصلون عليه [فدخلت كأني أصلي عليه] (6)،فوجدت خلوة فرفعت الثوب عن وجهه فلطمت وجهه و سجيته، و قد يبست يميني.

[قال ابن سيرين] (7):فرأيتها يابسة كأنها عود.

ص: 141


1- تقرأ بالأصل: الراق، و التصويب عن «ز».
2- بالأصل و «ز»: عبد اللّه، تصحيف، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء(87/14 ت 4373) ط دار الفكر.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك لتقويم السند عن ترجمة عثمان المتقدمة.
4- الخبر رواه المصنف في ترجمة عثمان بن عفان 446/39 طبعة دار الفكر.
5- سقطت من الأصل و زيدت عن ترجمة عثمان، و «ز».
6- الزيادة للإيضاح عن ترجمة عثمان، و «ز».
7- الزيادة منا للإيضاح.

9436 - نفيسة بنت عبيد اللّه بن العباس

ابن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب

كانت زوج عبد اللّه بن خالد بن يزيد بن معاوية، فولدت له علي بن عبد اللّه المعروف بأبي العميطر الذي غلب على دمشق.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد، و أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا:

أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير قال (1):

فولد عبيد اللّه بن العباس بن علي بن أبي طالب: أبا جعفر عبد اللّه، و نفيسة و أمهما:

أم أبيها بنت عبد اللّه بن معبد بن العباس، و أمها أم محمّد بنت عبيد اللّه بن العباس (2)،كانت نفيسة بنت عبيد اللّه بن العباس بن علي بن أبي طالب عند عبد اللّه بن خالد بن يزيد بن معاوية ابن أبي سفيان بن حرب، فولدت له: عليا، و عباسا، خرج علي بن عبد اللّه بن خالد بدمشق و غلب عليها، و أمير المؤمنين المأمون بخراسان.

9437 - نوّار جارية الوليد بن يزيد بن عبد الملك

لها ذكر.

قرأت في كتاب علي بن الحسين الأصبهاني:

النوار جارية الوليد بن يزيد بن عبد الملك، لا أعلم لمن كانت و لا ممن ابتاعها، إلاّ أنّها قد أخذت بغير شك عن كبار المغنين الذين كانوا بحضرته، مثل معبد و ابن عائشة، و حكم، و من هو فوقهم، و كانت حظية عنده، و هي التي أمرها أن تصلي بالناس و قد سكر و جاءه المؤذن فآذنه بالصلاة، و حلف أن تفعل، فخرجت متلثمة عليها بعض ثيابه، فصلّت بالناس (3) و رجعت، و كانت لها صنعة صالحة، و رواية كثيرة مع فضل و عقل، و لم يعرف لها خبرا بعده.

ص: 142


1- انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص 79.
2- انظر نسب قريش ص 37.
3- خبر صلاة الجارية في الأغاني 47/7 في أخبار الوليد بن يزيد بن عبد الملك، و لم يسمّها.

[أسماء النساء على] حرف الواو

9438 - ولادة بنت العباس بن جزى بن الحارث بن زهير

9438 - ولادة بنت العباس بن جزى (1) بن الحارث بن زهير

ابن جذيمة بن رواحة بن ربيعة بن مازن بن الحارث بن قطيعة

ابن عبس بن بغيض أم الوليد العبسية (2)

زوج عبد الملك بن مروان، و أم الوليد و سليمان ابني عبد الملك، لها ذكر.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن جنيقا، نا إسماعيل بن علي الخطبي، قال في ذكر الوليد بن عبد الملك قال: و أمه ولاّدة بنت العباس بن جزى (3) بن الحارث بن زهير العبسية.

أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو الطيب المنجبي، أنا عبيد اللّه بن سعد الزهري، عن عمّه يعقوب قال: أم الوليد بن عبد الملك: أم الوليد ابنة العباس بن الحارث و هو أحد بني عبس.

أخبرنا أبو الحسين (4) بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابن أبي علي، قالوا: أنا محمّد بن أحمد، أنا عبد الرّحمن بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه، نا الزبير بن أبي بكر قال (5):

فولد عبد الملك بن مروان: الوليد، و سليمان، و عائشة تزوجها خالد بن يزيد بن معاوية، و أمّهم أم الوليد بنت العباس بن جزى (6) بن الحارث بن زهير بن جذيمة بن رواحة بن ربيعة بن مازن بن الحارث بن قطيعة بن عبس بن بغيض.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق النهاوندي، أنا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا التستري قال: نا أبو حاتم السجستاني عن العتبي، عن أبيه قال:

ص: 143


1- في جمهرة ابن حزم:«جزء» و في «ز» فكالأصل: جزى.
2- انظر أخبارها في نسب قريش للمصعب ص 162 و جمهرة ابن حزم ص 251 و تاريخ الطبري (الفهارس)، و تاريخ خليفة (الفهارس العامة)، و أنساب الأشراف 65/8 (طبعة دار الفكر) و 99/8.
3- تقرأ بالأصل و «ز»: حرب.
4- تحرفت بالأصل إلى: الحصين، و التصويب عن «ز».
5- انظر نسب قريش للمصعب ص 161 و 162.
6- كذا بالأصل و «ز»، و في نسب قريش: جزء.

لما دخل عبد الملك بولاّدة دخل عليه أبوها من الغد، فقال: كيف وجدت أهلك ؟ قال: وجدتها قد ملأتني بالدم، قال: إنّها من نساء يحبسن (1) على أزواجهن ذلك.

[أسماء النساء على] حرف الهاء

9439 - هاجر - و يقال: آجر - القبطية، و يقال: الجرهمية

9439 - هاجر - و يقال: آجر - القبطية، و يقال: الجرهمية (2)

أم إسماعيل بن إبراهيم، كانت للجبار الذي وهبها لسارة، فوهبتها سارة لإبراهيم، و قيل: إن الجبار كان يسكن عين الجر (3) و قد تقدم ذكر ذلك في ترجمة سارة، و قيل بل كان ذلك بمصر.

أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي و جماعة، عن أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن رزقويه (4)،أنا عثمان بن أحمد الدقاق، و أحمد بن سندي (5)بن الحسن الحداد (6)،قالا: أنا الحسن بن علي العطار، نا إسماعيل بن عيسى، أنا إسحاق بن بشر، عن محمّد بن إسحاق قال: سمعت من حدّثني عن عروة بن الزبير:

أن آجر كانت جارية من جرهم فسبيت، فوقعت عند فرعون بمصر، فمن ثم قال أبو هريرة: فتلك أمكم يا بني ماء السماء.

قال: و كانت جارية شعراء كحلاء جعدة مفلجة الثنايا، حسناء، عربية اللسان، و الحسب، فأعطاها ألف شاة، و مائة بقرة برعاتها، و أعطاها خمسين بعيرا و خمسين حمارا، قال: فجاءت سارة إلى إبراهيم، فقالت: أبشر فقد صنع لك، فقال إبراهيم عليه السلام: لم يزل لي حفيا، قال: فانطلق إبراهيم فنزل أرض فلسطين و نزل لوط سدوم (7)،و نزل هاران حرّان [و إنما سميت حران] (8) لأن هاران نزلها و ذلك قبل أن يبوئ اللّه لإبراهيم البيت، و قيل

ص: 144


1- كذا بالأصل و «ز»، و في المختصر: يحتسبن.
2- انظر أخبارها في: تاريخ دمشق: ترجمة سارة في هذا الجزء، تاريخ الطبري (الفهارس) البداية و النهاية (الفهارس) و الكامل لابن الأثير (الفهارس) و طبقات ابن سعد 47/1.
3- بدون إعجام بالأصل و «ز»، أعجمت عن معجم البلدان. تقدم التعريف بها.
4- تحرفت بالأصل و «ز» إلى: زرقويه.
5- رسمها بالأصل و «ز»: «سدى» خطأ، و الصواب ما أثبت قياسا إلى أسانيد مماثلة.
6- تحرفت بالأصل و «ز» إلى: الحراد، و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
7- سدوم مدينة من مدائن قوم لوط (انظر معجم البلدان).
8- الزيادة لازمة عن «ز».

أن يولد له إسماعيل و إسحاق، و قبل أن يبعث رسولا.

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن محمّد السنجي، و أبو محمّد بختيار بن عبد اللّه الهندي، قالا: أنا أبو علي الحسن بن محمّد بن عبد العزيز التككي، أنا أبو علي الحسن بن إبراهيم بن شاذان، أنا عثمان بن أحمد بن السماك، و ميمون بن إسحاق البصري.

و أخبرنا أبو طاهر السنجي، أنا علي بن محمّد بن علي بن العلاف، نا أبو الحسن علي ابن أحمد بن عمر بن الحمامي المقري، أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد، قالا: نا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن سعيد بن ميسرة، عن أنس بن مالك:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«لما طردت هاجر أم إسماعيل سارة وضعها إبراهيم عليه السّلام بمكة، عطشت هاجر فنزل عليها جبريل، فقال لها: من أنت ؟ قالت: هذا ولد إبراهيم، قال:

أ عطشانة أنت ؟ قالت: نعم، فبحث (1) الأرض بجناحه فأخرج الماء، فأكبت عليه هاجر تشربه، فلولا ذلك لكانت أنهارا جارية»[13840].

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلال، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا سليمان ابن عيسى الجوهري، و عبد اللّه بن العباس الطيالسي، قالا: نا حجاج الشاعر، نا وهب بن جرير، نا أبي قال: سمعت أيوب يحدث عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس عن أبيّ بن كعب عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أن جبريل عليه السّلام حين ركض (2) زمزم بعقبه جعلت أم إسماعيل تجمع البطحاء (3)،فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«رحم اللّه هاجر أم إسماعيل، لو تركتها كانت عينا معينا»[13841].

و رواه إسماعيل بن عليّة، عن أيوب، فلم يذكر فيه أبيّ بن كعب.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا محمّد بن عبد اللّه ابن الحسين، نا عبد اللّه بن محمّد، نا عثمان بن أبي شيبة، نا إسماعيل بن عليّة، عن أيوب قال: أنبئت عن سعيد بن جبير أنّه حدث عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«رحم اللّه أم إسماعيل، لو لا أنّها عجلت لكانت عينا معينا» (4)[13842].

ص: 145


1- يعني حفرها.
2- ركض زمزم أي ضربها، قال ابن الأثير: أصل الركض الضرب بالرجل و الإصابة بها.(راجع تاج العروس: ركض).
3- البطحاء: الحصى الصغار.
4- باختلاف الرواية في البداية و النهاية(230/1) ط دار الفكر، و لم يسنده إلى ابن عباس في الكامل لابن الأثير 90/1.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر البيهقي (1)،أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا [أبو بكر] (2) محمّد بن المؤمل، نا الفضل بن محمّد الشعراني، نا أحمد بن حنبل، نا سفيان، و سئل عن حديث الزهري فإن لهم ذمة و رحما، فقال: من الناس من يقول هاجر كانت قبطية، و هي أم إسماعيل، و من الناس من يقول: كانت مارية أم إبراهيم قبطية.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي في كتابه.

و حدّثنا عمي رحمه اللّه، أنا أبو طالب بن يوسف.

قالا: أنا الجوهري، أنا ابن حيوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحارث بن محمّد بن أبي أسامة، أنا محمّد بن سعد (3)،أنا محمّد بن عمر الأسلمي، حدّثني أسامة بن زيد بن أسلم، عن أبيه قال: لما بلغ إسماعيل عشرين سنة توفيت أمّه هاجر و هي ابنة تسعين سنة، فدفنها إسماعيل في الحجر.

[هجيمة]

[هجيمة] (4)

9440 - هجيمة و يقال: جهيمة - بنت حيي - و يقال: حيي - الأوصابية -

و يقال: الوصابية - أم الدّرداء زوج أبي الدّرداء صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم (5)

و الأوصاب بطن من حمير.

كانت زاهدة، فقيهة، سمعت أبا الدّرداء، و أبا هريرة، و عائشة.

روى عنها جبير بن نفير، و أبو قلابة عبد اللّه بن زيد الجرمي، و عثمان بن حيان، و رجاء بن حيوة، و إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر، و يونس بن ميسرة بن حلبس، و إبراهيم بن أبي عبلة، و عبد اللّه بن أبي زكريا، و حيّان مولاها، و محمّد بن يزيد بن عفيف،

ص: 146


1- رواه البيهقي في دلائل النبوة 322/6.
2- زيادة عن دلائل النبوة.
3- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 52/1.
4- موجودة فقط في «ز».
5- انظر أخبارها في الإصابة 295/4 ضمن أخبار خيرة بنت أبي حدرد، و صفوة الصفوة 294/4 رقم 819 و المعرفة و التاريخ (الفهارس) و الأنساب (الأوصابي) و تذكرة الحفاظ 53/1 و الاكمال 30/2 و سير أعلام النبلاء 277/4 و البداية و النهاية 47/9 و الجرح و التعديل 463/2/4 و تهذيب الكمال 463/22 و تهذيب التهذيب و تقريبه (9020) ط دار الفكر و غاية النهاية ترجمة 3783 و هجيمة بالتصغير.

و خليد مولى لها، و أبو مرحوم، و أبو عمران سليم بن عبد اللّه، و عبد ربه بن سليمان بن عمير ابن زيتون، و صالح بن زيتون، و الأزهر بن الوليد الحمصي، و هلال بن يسار، و سالم بن أبي الجعد، و عون بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود، و ميمون بن مهران الجزري (1).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو القاسم علي بن الفضل بن الفرات المقرئ، أنا أبو الحسين عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي، نا أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف، نا عبد اللّه بن هانئ بن عبد الرّحمن بن أبي عبلة أبو عمرو، نا أبي هانئ (2) بن عبد الرّحمن بن أبي عبلة، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن أم الدّرداء عن أبي الدّرداء قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«من أصبح معافى بدنه آمنا سربه (3)،عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا، يا ابن جعشم، يكفيك منها ما سدّ جوعتك، و وارى عورتك، و إن كان ثوبا يواريك فذاك، و إن كانت دابة تركبها فبخ، فلق (4) الخبز و ماء الجرّ (5)،و ما فوق ذلك حساب عليك»[13843].

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن عبد الملك بن عمر بن خلف.

ثم أخبرني أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الحسين بن الطيوري، أنا أبو الفتح عبد الملك ابن عمر، أنا أبو حفص بن شاهين، نا محمّد بن مخلد.

قال: و أنا العتيقي، أنا عثمان بن محمّد بن أحمد المخرمي، نا إسماعيل الصفار، قالا:

نا عباس الدوري، نا أبو بكر بن أبي الأسود، نا الحسن بن عثمان، أخبرني أبو سليمان محمّد ابن سليمان بن أبي الدّرداء (6)،قال: اسم أم الدّرداء الفقيهة التي مات عنها أبو الدّرداء و خطبها معاوية هجيمة بنت حيي الأوصابي (7) حيّ من اليمن.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا أبو محمّد بن

ص: 147


1- بدون إعجام بالأصل و «ز». و المثبت عن تهذيب الكمال.
2- بالأصل و «ز»: نا أبي، نا هانئ.
3- جاء في تاج العروس: سرب: و السرب في قوله صلى اللّه عليه و سلم: و ذكر الحديث: القلب، يقال: فلان آمن السرب أي آمن القلب، و قيل: هو آمن في سربه أي في قومه و قيل: في طريقه، و قال الزمخشري: في منقلبه و منصرفه.
4- فلق الخبز: الفلق واحدتها فلقة، و هي الكسرة منه.
5- الجرّ جمع جرّة، و هي الآنية من الخزف.
6- الخبر من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام 278/4.
7- كذا بالأصل و «ز»، و في سير الأعلام: الأوصابية.

رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر، نا معاوية بن صالح، نا أبو مسهر، عن سعيد بن عبد العزيز قال: اسم أم الدّرداء: هجيمة، أشعرية.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر المخلص، أنا أبو الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (1)،نا العباس بن الوليد بن صبح (2) قال: سمعت أبا مسهر يقول: سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول: اسم أم الدّرداء جهيمة (3) بنت حييّ (4) الأوصابية.

قال: و نا يعقوب قال: قلت لهشام بن عمار: اسم أم الدّرداء؟ قال: جهيمة (5).

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الفضل بن خيرون.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار.

قالا: أنا أبو القاسم الأزهري، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب بن البواب، أنا العباس ابن العباس، أنا صالح بن أحمد بن محمّد بن حنبل، قال: قال أبي:

[ح] و أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي.

و أخبرنا أبو القاسم بن أبي بكر (6)،أنا أبو الفضل بن البقال (7)،قالا:

أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه قال: أم الدّرداء الصغرى اسمها هجيمة، و قال بعضهم: جهيمة بنت فلان الوصابية.

قال أبو عبد اللّه: بلغني عن أبي مسهر قال: هجيمة بنت حييّ الوصابية، قبيلة من حمير.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد، نا أحمد بن حنبل، قال:

أم الدّرداء الصغرى اسمها هجيمة،- و قال بعضهم: جهيمة - بنت فلان الوصابية.

ص: 148


1- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 327/2 و 198/3.
2- تحرفت بالأصل و «ز» إلى: صالح، و المثبت عن المعرفة و التاريخ.
3- كذا بالأصل و المعرفة و التاريخ 327/2 و فيه 198/3 هجيمة.
4- في المعرفة و التاريخ 327/2 لحي الوصابية، و فيه 198/3 «حيي الأوصابية» كالأصل.
5- لم أعثر عليه في المعرفة و التاريخ.
6- أقحم بعدها بالأصل و «ز»: قالا.
7- تحرفت في «ز» إلى: البغال.

قال أبو عبد اللّه: بلغني عن أبي مسهر قال: هجيمة بنت حي الأوصابية، قبيل من حمير و الكبرى خيرة بنت أبي حدرد (1).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا أبو محمّد الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2) قال: سمعت أبا مسهر يقول: أم الدّرداء (3) هجيمة بنت حيي الوصابية، و أم الدرداء الكبرى حيرة بنت أبي حدرد.

أخبرنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن قراءة، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيوية، أنا محمّد بن القاسم، نا ابن أبي خيثمة قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول:

أم الدّرداء الصغرى اسمها هجيمة، و قال بعضهم: جهيمة ابنة فلان الوصابية، قبيل من حمير، فسألت يحيى بن معين عن أم الدّرداء الصغرى ؟ فقال مثل ما قال أحمد.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال: فيمن حدث بالشام: أم الدّرداء هجيمة ابنة حيي الأوصابية.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال (4):أم الدّرداء الصغرى هجيمة. و حكى يحيى بن معين، عن أبي مسهر خلاف هذا.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه، قراءة، عن أبي الحسين الصيرفي، أنا أبو القاسم بن عتاب، أنا أحمد بن عمير، إجازة.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير قراءة قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام: أم الدّرداء هجيمة بنت حيي الأشعرية، من أوصاب من حمير دمشق.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، قراءة عليه، نا عبد العزيز الكتاني، نا أبو محمّد هشام

ص: 149


1- انظر صفة الصفوة لابن الجوزي 294/4.
2- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 387/1 و عن أبي زرعة نقله المزي في تهذيب الكمال 464/22.
3- كذا بالأصل و «ز» و تهذيب الكمال، و في تهذيب التهذيب(9020) ط دار الفكر: أم الدرداء الصغرى.
4- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 76/3.

ابن محمّد الكوفي، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن أحمد القطان، نا أبو أحمد محمّد بن أحمد بن إبراهيم العسال.

ح (1) قال: و أنبأنا أبو المحاسن هادي (2) بن إسماعيل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبي قال: سمعت أبا أحمد العسال يقول في تسمية من يجمع حديثه: أم الدّرداء حديثها و كلامها و هي الصغرى، و اسمها هجيمة بنت حييّ الوصابية من أهل دمشق، التي روي عنها الحديث الكثير (3).

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الحسن الدارقطني إجازة.

ح و قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن (4)الدارقطني قال:

أم الدّرداء الصغرى هجيمة بنت حيي الأوصابية، هي التي خطبها معاوية بعد وفاة أبي الدّرداء فأبت أن تزوّجه، زاد ابن المحاملي، قال: و أما جبلان (5) بالباء فهو قبيلة باليمن، و هو جبلان بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن سعد بن عوف بن [عدي بن] (6) مالك بن حمير، و أخوتهم وصّاب بن سهل، إليهم ينسب الوصّابيون.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال (7):هجيمة بنت حيي الوصابية، قبيلة من حمير، الشامية (8) أم الدّرداء الصغرى الفقيهة، و أم الدّرداء الكبرى لها صحبة، و اسمها خيرة بنت أبي

ص: 150


1- زيد حرف التحويل عن «ز».
2- تحرفت بالأصل إلى: معاذ، و في «ز»: معادي، و المثبت عن مشيخة ابن عساكر 234/ب و فيها اسمه: هادي بن إسماعيل بن الحسن بن علي أبو المحاسن الحسيني الأصبهاني.
3- الخبر من طريق الحافظ أبي عبد اللّه بن منده رواه المزي في تهذيب الكمال 465/22.
4- تحرفت في «ز» إلى: الحسين.
5- بالأصل و «ز» وقع: حبلان، بالحاء المهملة في الموضعين، و الصواب ما أثبت راجع الأنساب (الجبلاني).
6- الزيادة في عامود نسبه عن «ز».
7- نقله عنه المزي في تهذيب الكمال 464/22.
8- سقطت اللفظة من تهذيب الكمال.

حدرد، أخت أبي محمّد عبد اللّه بن أبي حدرد، قال: و اسمه عبد، و قال عمرو بن علي اسمه سلامة، و كذلك قال الواقدي، و هي أم بلال بن أبي الدّرداء، و ماتت قبل أبي الدّرداء، و هما جميعا كانتا تحت أبي الدّرداء فيما يقال (1).سمعت أم الدّرداء الصغرى زوجها أبا الدّرداء، روى عنها سالم بن أبي الجعد، و إسماعيل بن عبيد اللّه في الصلاة و الصوم، و حجّت سنة إحدى و ثمانين، و خطبها معاوية بن أبي سفيان.

أخبرنا أبو الحسن الخطيب، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو العباس النهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا البخاري، نا إبراهيم بن المنذر، نا الوليد (2)،نا عثمان بن أبي عاتكة، و ابن جابر قالا: كانت أم الدّرداء يتيمة في حجر أبي الدّرداء تختلف مع أبي الدّرداء في برنس تصلي في صفوف الرجال، و تجلس في حلق القراء تعلّم القرآن حتى قال [لها] (3)أبو الدّرداء [يوما] (4):الحقي بصفوف النساء.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز الكتاني، أنا عبد الوهاب الميداني، أنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن علي بن هارون البردعي، نا عبد اللّه بن سهل، نا أحمد بن الفرج (5)،عن بقية بن الوليد أن إبراهيم بن أدهم قال:

قال أبو الدّرداء لأم الدّرداء: إذا غضبت أرضيتك، و إذا غضبت فارضيني، فإنك إن لم تفعلي ذلك فما أسرع ما نفترق (6)،ثم قال إبراهيم لبقية: يا أخي، و كان يؤاخيه، هكذا الإخوان، إن لم يكونوا كذا ما أسرع ما يفترقون (7).

أخبرنا أبو علي (8) حنبل بن علي بن الحسين بن الحسن السجزي مناولة، و قرأ عليّ إسناده بهراة، أنا أبو محمّد أحمد بن محمّد بن أحمد البوني، أنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد

ص: 151


1- إلى هنا ينتهي الخبر في تهذيب الكمال.
2- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 465/22.
3- زيادة عن سير الأعلام، سقطت من الأصل و «ز».
4- زيادة عن تهذيب الكمال و «ز».
5- نقله المزي في تهذيب الكمال عن أبي عتبة أحمد بن الفرج 465/22.
6- كذا بالأصل و «ز»، و في تهذيب الكمال: نتفرق.
7- في تهذيب الكمال: يتفرقون.
8- كذا وردت كنيته بالأصل و «ز»، راجع ترجمته في سير الأعلام(77/15 ت 4957) ط دار الفكر و كناه أبا جعفر، و في مشيخة ابن عساكر 58/ب أبو جعفر السجزي.

الشروطي ببست، أنا أبو حاتم محمّد بن حبان البستي، أنا الحسن بن سفيان، أنا إبراهيم بن [أيوب] (1) الحوراني، نا ابن (2) مسلم، نا سهل بن هاشم، عن إبراهيم بن أدهم قال: قال أبو الدّرداء لأم الدّرداء: إذا غضبت ترضيني، و إذا غضبت رضيتك (3)،فمتى لم يكن هكذا ما أسرع ما نفترق.

أخبرنا أبو بكر الشيرويي (4) في كتابه، ثم حدّثني أبو المحاسن عبد الرزّاق [بن] (5)محمّد، أنا أبو بكر الحيري، نا أبو العباس الأصم، نا محمّد بن إسحاق الصغاني، نا عبد اللّه ابن صالح (6)،حدّثني معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية (7)،عن جبير بن نفير، عن أم الدّرداء أنّها قالت لأبي الدّرداء عند الموت: إنك خطبتني إلى أبوي في الدنيا فأنكحوك (8)، و إني (9) أخطبك إلى نفسك في الآخرة، قال: فلا تنكحي بعدي، فخطبها معاوية بن أبي سفيان، فأخبرته بالذي كان، فقال: عليك بالصيام.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم الحافظ (10)،نا إبراهيم بن عبد اللّه، نا محمّد بن إسحاق، نا قتيبة بن سعيد، نا الفرج بن فضالة (11)،عن لقمان بن عامر، عن أم الدّرداء أنّها قالت:

اللّهم إن أبا الدّرداء خطبني فتزوجني في الدنيا، اللّهمّ فأنا أخطبه إليك، فأسألك (12) أن تزوجنيه في الجنّة، فقال لها أبو الدّرداء: فإن أردت ذلك فكنت أنا الأول فلا تتزوجي بعدي، قال: فمات أبو الدّرداء و كان لها جمال و حسن، فخطبها معاوية، فقالت: لا و اللّه لا أتزوج

ص: 152


1- زيادة عن ترجمته في تاريخ مدينة دمشق 358/6 رقم 374.
2- تحرفت بالأصل و «ز» إلى:«أبو» و الصواب ما أثبت، و هو الوليد بن مسلم، شيخ لإبراهيم الحوراني.
3- بالأصل: يرضيك، و المثبت عن «ز».
4- تحرفت بالأصل و «ز» إلى: الشيروني.
5- سقطت من الأصل و زيدت عن «ز».
6- من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام 278/4.
7- الخبر من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 465/22.
8- في تهذيب الكمال: فأنكحوني.
9- في سير الأعلام: و أنا.
10- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 224/1.
11- رواه المزي في تهذيب الكمال 465/22.
12- في الحلية و تهذيب الكمال: و أسألك.

زوجا في الدنيا حتى أتزوج أبا الدّرداء إن شاء اللّه في الجنّة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، و علي بن زيد السّليمان، قالا: أنا أبو الفتح الزاهد - زاد الفرضي، و عبد اللّه بن عبد الرزّاق، قالا:- أنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو علي بن منير، أنا أبو بكر بن خريم، نا هشام بن عمار، نا محمّد بن سليمان بن بلال بن أبي الدّرداء، عن أبيه قال: خطب معاوية أم الدّرداء فقالت: سمعت أبا الدّرداء قال: سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:«المرأة للآخر من أزواجها»، و إنّي سألت أبا الدّرداء أن يسأل اللّه أن يجعلني زوجته في الجنّة، فقال: ذلك إن لم تحدثي بعدي زوجا.

أخبرناه عاليا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو أحمد الحاكم، أنا محمّد بن محمّد، نا هشام بن عمار، نا محمّد بن سليمان ابن بلال بن أبي الدّرداء، عن أبيه قال: خطب معاوية أم الدّرداء فقالت: سمعت أبا الدّرداء يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«المرأة لآخر أزواجها»[13844].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو يعلى بن الفراء، أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبد اللّه ابن محمّد البغوي، نا داود بن رشيد، نا مروان بن معاوية، نا يزيد (1) بن سنان، عن عيينة (2)اللخمي، عن أبي الدهماء قال: خطب معاوية بن أبي سفيان أم الدّرداء بعد أبي الدّرداء و كانت امرأة حسناء، فأبت عليه فقالب: ما الذي تكرهين مني ؟ فقالت: لأنّي سمعت عويمرا، تعني أبا الدّرداء و هو يقول: إنّ المرأة لآخر زوجها (3) قالت: فقلت له: فلي اللّه عليك إن اجتهدت بعدك في العبادة ثم مت فدخلت الجنّة، فعرضت عليك لتقبلني فقال: نعم.

أخبرنا أبو سهل بن سعدويه، أنا عبد الرّحمن بن الحسن، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا العباس بن محمّد، نا داود بن رشيد، نا الوليد، عن أبي بكر، يعني ابن عبد اللّه بن أبي مريم، عن عطية بن قيس أن معاوية بن أبي سفيان خطب أم الدّرداء بعد وفاة أبي الدّرداء فقالت أم الدّرداء: قال أبو الدّرداء: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«المرأة لزوجها الأخير» فلست بمتزوجة بعد أبي الدّرداء زوجا حتى أتزوجه في الجنّة[13845].

ص: 153


1- تحرفت بالأصل إلى: زيد، و التصويب عن «ز».
2- في «ز»: عتيبة.
3- كذا بالأصل و «ز»: «زوجها». و جاء في تاج العروس: الزوج للمرأة: البعل، و الجمع: أزواج، و جمع الزوج أيضا: زوجة كعنبة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا أبو القاسم عيسى بن علي، أنا عبد اللّه البغوي، نا عيسى بن سالم، نا ابن المبارك، عن أبي بكر بن أبي مريم، حدّثني عطية بن قيس:

أن معاوية بن أبي سفيان خطب أم الدّرداء بعد موت أبي الدّرداء فأبت أن تنكح و قالت:

إني سمعت أبا الدّرداء يقول: إن المرأة تكون لزوجها الآخر (1)،و أنا أحب أن لا أتزوج.

فبعث إليها معاوية: إن عليك بالصيام، فإنه (2) محسمة.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الطيّب عثمان بن عمرو بن محمّد، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا ابن المبارك، أنا أبو بكر بن أبي مريم، نا عطية بن قيس:

أن معاوية بن أبي سفيان خطب أم الدّرداء بعد موت أبي الدّرداء فأبت أن تنكحه و قالت: إنّي سمعت أبا الدّرداء يقول: المرأة تكون لزوجها الآخر، فأنا أحب ألا أتزوج.

قال: فأرسل إليها معاوية: فعليك بالصيام، فإنه محسمة.

أخبرنا أبو محمّد السّيّدي، أنا أبو سعد (3) محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو [أحمد] (4)الحاكم، أنا محمّد بن محمّد بن سليمان الواسطي، نا إسماعيل بن عبد اللّه السكري، نا أبو المليح الرقّي، عن ميمون بن مهران قال:

خطب معاوية أم الدّرداء فقالت: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«المرأة لآخر أزواجها»[13846].

كذا جاء (5)،و قال في هذه الرواية، و هو وهم، لأن أم الدّرداء لم تسمع من النبي صلى اللّه عليه و سلم شيئا.

و قد رواه عن إسماعيل السكري على الصواب أبو يعلى الموصلي، و العباس بن صالح ابن مساور الحراني.

ص: 154


1- بالأصل: الأخير، و المثبت عن «ز»، و المطبوعة.
2- بالأصل: فإنها، و فوقها علامة تحويل إلى الهامش، و كتب عليه: فإنه، و بعدها صح، و هو ما أثبت و يوافقه عبارة «ز».
3- تحرفت بالأصل و «ز» إلى: سعيد.
4- استدركت عن هامش الأصل.
5- كذا بالأصل، و في «ز»: «كذا قال».

فامّا حديث أبي يعلى:

فاخبرتنا به أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو يعلى الموصلي، نا إسماعيل بن عبد اللّه بن خالد القرشي، نا أبو المليح، عن ميمون بن مهران قال:

خطب معاوية أم الدّرداء فأبت أن تزوّجه قالت: سمعت أبا الدّرداء يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«المرأة لآخر أزواجها» و لست أريد بأبي الدّرداء بدلا[13847].

و أمّا حديث العباس:

فأخبرناه أبو بكر بن المزرفي (1)،نا أبو الحسين محمّد بن علي، أنا أبو أحمد محمّد ابن عبد اللّه بن أحمد، نا محمّد بن سعيد بن عبد الرّحمن، نا العباس بن صالح بن مساور الحرّاني، نا أبو عبد اللّه السكري إسماعيل بن عبد اللّه بن خالد، نا أبو المليح، عن ميمون ابن مهران قال (2):خطب معاوية أم الدّرداء فأبت أن تزوجه و قالت: سمعت أبا الدّرداء يقول:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«المرأة في آخر أزواجها»، أو قال:«لآخر أزواجها» أو كما قالت (3)، و لست أريد بأبي الدّرداء بدلا.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين الحافظ .

ح (4) و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد الحافظ ، و أبو بكر اللفتواني، قالا: أنا أبو محمّد التميمي.

قالا: أنا أبو الحسين بن بشران العدل، أنا إسماعيل بن محمّد الصفار، نا سعدان بن نصر، نا أبو معاوية، عن عمرو بن ميمون بن مهران (5)،عن أبيه، عن أم الدّرداء قالت: قال لي أبو الدّرداء (6):لا تسألي أحدا شيئا، فقلت: إن احتجت ؟ قال: تتبعي الحصادين، فانظري ما يسقط منهم فخذيه، فاخبطيه، ثم اطحنيه، ثم اعجنيه، ثم كليه، و لا تسألي أحدا شيئا.

ص: 155


1- بالأصل: المرزقي، و مثله في «ز». تصحيف.
2- رواه ابن الجوزي في صفة الصفوة من طريق ميمون بن مهران 297/4.
3- كذا بالأصل و «ز»، و في صفة الصفوة: و كما قال.
4- حرف التحويل زيد عن «ز».
5- من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام 278/2.
6- قوله:«قالت: قال لي أبو الدرداء» سقط من «ز».

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (1)،حدّثني الوليد بن عتبة (2)،نا الوليد بن مسلم، أنا ابن (3) ثوبان، عن أبيه، عن مكحول قال: كانت أم الدّرداء فقيهة (4).

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو العباس، أنا ابن الأشقر، نا البخاري، نا أبو نعيم، نا سفيان، عن ثور (5)،عن مكحول قال: كانت أم الدّرداء تجلس في صلاتها جلسة الرجل، و كان فقيهة.

أخبرنا أبو محمّد (6) عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم، أنا سهل بن بشر، أنا علي بن منير بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد (7) بن عبد اللّه الذهلي، نا جعفر بن محمّد بن الحسن، نا الوليد بن عتبة الدمشقي، نا عمر بن عبد الواحد، عن الأوزاعي (8)،عن جسر بن الحسن، عن عون بن عبد اللّه، قال:

جلسنا إلى أم الدّرداء فقلنا لها: أمللناك، فقالت: أمللتموني، لقد طلبت العبادة في كلّ شيء، فما أصبت (9) لنفسي شيئا أشفى من مجالسة العلماء، و مذاكرتهم، ثم اجتنبت (10)و أمرت رجلا يقرأ، فقرأ، وَ لَقَدْ وَصَّلْنٰا لَهُمُ الْقَوْلَ (11).

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو محمّد بن حيّان، نا أحمد بن نصر، نا أحمد بن كثير، نا يزيد بن هارون، نا المسعودي (12)،عن عون بن عبد اللّه قال (13):

ص: 156


1- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 334/1.
2- تحرفت في «ز» إلى: عقبة.
3- تحرفت بالأصل إلى:«أبو ثوبان» و المثبت عن أبي زرعة، و «ز».
4- سير الأعلام 278/4.
5- رواه المزي في تهذيب الكمال 465/22 نقلا عن ثور بن يزيد.
6- أقحم بعدها بالأصل:«بن» و المثبت يوافق عبارة «ز».
7- قوله:«أنا محمد بن أحمد» مكرر بالأصل و «ز».
8- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 465/22-466.
9- بالأصل:«أحب» و في «ز»: «أجبت» و المثبت عن تهذيب الكمال: أصبت.
10- بالأصل و «ز» و المطبوعة: احتبت، و المثبت عن تهذيب الكمال.
11- سورة القصص، الآية:51.
12- رواه من طريقه المزي في تهذيب الكمال 466/22.
13- رواه عنه ابن الجوزي في صفة الصفوة 296/4.

كنا نأتي أم الدّرداء فنذكر اللّه عندها، قال: فاتكأت ذات يوم، فقيل لها: لعلنا أن نكون قد أمللناك يا أم الدّرداء؟ فجلست فقالت: أ زعمتم أنكم قد أمللتموني و قد طلبت العبادة بكلّ شيء، فما وجدت شيئا أشفى لصدري و لا أحرى أن أدرك ما أريد من مجالسة أهل الذكر.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (1)،أنا الحسن بن علي التميمي، أنا أحمد بن جعفر بن حمدان، نا عبد اللّه بن أحمد، حدثتني خديجة أم محمّد سنة ست و عشرين و مائتين، و كانت تجيء إلى أبي تسمع منه، و يحدثها قالت: نا إسحاق الأزرق، نا المسعودي، عن عون بن عبد اللّه، قال:

كنا نجلس إلى أم الدّرداء فنذكر اللّه عندها، فقالوا: لعلنا قد أمللناك ؟ قالت: تزعمون أنكم قد أمللتموني ؟ فقد طلبت العبادة في كلّ شيء فما وجدت شيئا أشفى لصدري و لا أحرى أن أصيب به الذي أريد من مجالس الذكر.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان المالكي، نا أحمد بن محمّد، نا الهيثم بن خارجة.

قال: و نا يوسف بن عبد اللّه الحلواني، نا الهيثم بن خارجة.

ح (2) و أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد، نا هيثم بن خارجة.

نا إسماعيل بن عياش (3)،عن حجّاج، عن مهاجر، عن أبي مرحوم قال: سمعت أم الدّرداء تقول: أفضل العلم المعرفة.

و في حديث المالكي: الحجاج بن مهاجر الخولاني.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد، و سليمان بن إبراهيم، قالا: أنا عثمان بن أحمد، أنا محمّد بن عمر، نا إسحاق بن الفيض، نا المعافى بن الجارود، حدّثني إسماعيل بن عيّاش، عن عبد ربه بن سليمان بن عمير بن زيتون قال: كانت أم الدّرداء

ص: 157


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 435/14 في ترجمة خديجة أم محمد. و رواه ابن الجوزي في صفة الصفوة 295/4-296 نقلا عن عبد اللّه بن أحمد.
2- زيد حرف التحويل «ح» عن «ز».
3- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 466/22.

تكتب لي في لوحي فيما تعلمني من الحكمة (1).

ح (2) و أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، حدّثني علي بن عياش، عن إسماعيل بن عياش، عن عبد ربّه (3) بن سليمان بن زيتون.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم، نا عبد العزيز، أنا ابن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (4)،نا علي بن عياش، نا ابن عياش، حدّثني عبد ربه بن سليمان بن عمير بن زيتون.

قال: كتبت لي أم الدّرداء في لوحي فيما تعلمني: تعلموا الحكمة صغارا، تعلموا بها كبارا. انتهى حديث ابن الأكفاني، و زادا (5):و إنّ كلّ زارع حاصد ما زرع من خير أو شر.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا نصر بن إبراهيم، و عبد اللّه بن عبد الرزّاق، قالا: أنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو علي بن منير، أنا أبو بكر بن خريم (6)،نا هشام بن عمار، نا ابن أبي السائب، و هو عبد العزيز بن الوليد بن سليمان قال (7):سمعت أبي يذكر: أن أم الدّرداء كانت تشرق (8) إذا قرأت.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين، أنا عيسى، أنا البغوي، نا عيسى ابن سالم الشاشي، نا أبو المليح (9)،عن ميمون قال:

دخلت على أم الدّرداء فرأيتها مختمرة بخمار صفيق، قد ضربت على حاجبها قال:

و كان فيها قصر فوصلته بسير (10)،قال: و ما دخلت عليها في ساعة صلاة إلاّ وجدتها مصلّية.

ص: 158


1- تهذيب الكمال 466/22.
2- «ح» حرف التحويل زيد عن «ز».
3- تحرفت بالأصل إلى: عبدان، و المثبت عن «ز».
4- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 334/1 و تهذيب الكمال 466/22.
5- الزيادة ليست في تاريخ أبي زرعة، و هي مثبتة في تهذيب الكمال 466/22.
6- بالأصل: حريم، و المثبت «خريم» بالخاء المعجمة عن «ز».
7- تهذيب الكمال 466/22.
8- تحرفت في تهذيب الكمال إلى: تشدق.
9- رواه من طريقه المزي في تهذيب الكمال 466/22 و آخره فقط في صفة الصفوة 296/4.
10- السير: ما قد من جلد.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، و علي بن زيد، قالا: أنا نصر المقدسي - زاد الفرضي و عبد اللّه الكلاعي، قالا:- أنا ابن عوف، أنا ابن منير، أنا ابن خريم.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن عبدان، أنا محمّد بن علي بن أحمد بن المبارك، أنا عبد اللّه ابن الحسين بن عبيد اللّه بن عبدان، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أبو الجهم بن طلاّب.

قالا: نا هشام بن عمار، نا الهيثم بن عمران (1)،قال: سمعت إسماعيل بن عبيد اللّه، و يونس بن حلبس، قالا: كن النساء يتعبدن مع أم الدّرداء، فإذا ضعفن عن القيام في صلاتهن تعلّقن بالحبال.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا ابن منيع، نا داود بن رشيد، نا سلمة بن بشر، نا خلاّد بن الصباح، حدّثني إبراهيم بن أبي عبلة، قال:

رأيت أم الدرداء جالسة مع نساء المساكين في بيت المقدس، فجاء انسان يقسم (2)بينهم (3) فلوسا، فأعطى أم الدّرداء فلسا، فقالت لجاريتها: اشتري لنا بهذا جزورا (4)،فقالت:

أ و ليس صدقة ؟ فقالت: إنّه إنما جاءنا من غير مسألة.

قال داود: تعني النّفل (5).

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو القاسم طلحة بن علي بن الصقر الكتاني، نا أبو الحسين أحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي، نا عباس بن محمّد الدوري، نا أحمد بن جناب (6)،نا عيسى بن يونس، عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، عن عثمان بن حيّان قال: سمعت أم الدّرداء تقول:

إن أحدهم يقول: اللّهم ارزقني و قد علم أن اللّه لا يمطر عليه دينارا و لا درهما، و بعضهم - يعني - يرزق من بعض، فإذا أتى أحدكم شيء فليقبل، فإن كان غنيا عنه فليضعه في

ص: 159


1- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 466/22.
2- كذا بالأصل، و في «ز»: «فقسم» و هو أشبه.
3- كذا بالأصل و «ز» و المطبوعة: بينهم، و في المختصر:«بينهن» و هو أشبه.
4- كذا بالأصل و «ز»، و المطبوعة، و في المختصر: جروزا.
5- تحرفت بالأصل و «ز» إلى: البقل. و المثبت عن المطبوعة. و النفل بمعنى الهبة.
6- تحرفت بالأصل و «ز» إلى: حباب.

ذي الحاجة من إخوانه، و إن كان إليه محتاجا فليستعن به على حاجته، و لا يردّ على اللّه تعالى رزقه الذي رزقه.

أخبرناها عالية أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس الأصم، نا سعيد بن عثمان، نا بشر بن بكر، حدّثني ابن جابر (1)، حدّثني عثمان بن حيّان مولى أبي الدّرداء قال: سمعت أم الدّرداء تقول:

ما بال أحدكم يقول اللّهم ارزقني و قد علم أنّ اللّه لا يمطر عليه من السماء دنانير (2)و دراهم، و إنّما يرزق بعضكم من بعض، فمن أعطي شيئا فليقبله، و إن كان عنه غنيا فليضعه في ذي الحاجة من إخوانه، و إن كان فقيرا فليستعن به على حاجته، و لا يردّ على اللّه عزّ و جلّ رزقه الذي رزقه.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن الفضل القطان، أنا أبو سهل بن زياد القطان، نا أبو إسماعيل الترمذي، نا أبو صالح (3)،نا معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، و عن إسماعيل بن عبيد اللّه عن أم الدّرداء أنها قالت: و لذكر اللّه أكبر، و إن صلّيت فهو من ذكر اللّه، و إن صمت فهو من ذكر اللّه، و كلّ خير تعمله فهو من ذكر اللّه، و كلّ شيء تجتنبه فهو من ذكر اللّه، و أفضل ذلك تسبيح اللّه عزّ و جلّ .

أخبرنا أبو الحسن الفقيه الشافعي، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أحمد بن سليمان بن زبّان (4)،نا هشام بن عمار، نا صدقة بن خالد، نا ابن جابر، حدّثني ابن أبي زكريا الخزاعي، قال:

خرجنا مع أم الدّرداء في سفر فصحبنا رجل فقالت له أم الدّرداء: ما يمنعك أن تقرأ أو تذكر اللّه كما يصنع أصحابك ؟ فقال: ما معي من القرآن إلاّ سورة، و قد رددتها حتى قد أدبرتها (5) قالت: و إن القرآن ليدبر؟ ما أنا بالتي أصحبك، إن شئت أن تتقدم، و إن شئت أن

ص: 160


1- رواه المزي في تهذيب الكمال 466/22.
2- في تهذيب الكمال: دينارا و لا درهما.
3- رواه المزي في تهذيب الكمال 467/22.
4- بدون إعجام بالأصل، و في «ز»: «ريان» تصحيف، و الصواب ما أثبت و ضبط :«زبّان» و هو أبو بكر الكندي أحمد بن سليمان بن زبان الدمشقي ترجمته في سير أعلام النبلاء 56/12 ترجمة(3047) ط دار الفكر.
5- بالأصل: أدبر بها، و المثبت عن «ز».

تتأخّر، فضرب دابته و انطلق. ثم صحبنا رجل [آخر] (1) فقال: يا أم الدّرداء دعاء كان يدعو به: اللهم اجعلني أرجو رحمتك، و أخاف عذابك، إذ يأمنك من لا يرجو رحمتك، و لا يخاف عذابك، و أسألك الأمن يوم يخافون. فقالت لي أم الدّرداء: اكتبه، فكتبته.

أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمّد العباسي، أنا الحسن بن عبد الرّحمن الشافعي، أنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد، أنا محمّد بن إبراهيم الدّيبلي (2)،نا إدريس بن سليمان بن أبي الرباب (3)،نا رديح بن عطية (4)،عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن أم الدّرداء:

أن رجلا أتاها، فقال لها: إنه قد نال منك رجل عند عبد الملك. قالت: إن نؤبن (5)بما فينا فطال ما زكّينا بما ليس فينا، قال: و رأيت أم الدّرداء تصلي و هي جالسة متربعة.

كذا رواه لنا، و إنما يرويه ابن فراس عن عباس بن قتيبة (6)،عن إدريس بن سليمان.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضل، نا أبي، نا هشام، نا رديح بن عطية أبو الوليد القرشي، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن أم الدّرداء:

أن رجلا أتاها فقال: إن رجلا قد نال منك عند عبد الملك فقالت: إن نؤبن بما ليس فينا فطال ما زكّينا بما ليس فينا.

أخبرنا أبو الحسن السلمي، نا عبد العزيز الكتاني.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي الحسن بن أحمد.

قالا: أنا محمّد بن عوف، أنا محمّد بن موسى، أنا محمّد بن خريم، نا هشام بن عمار، نا رديح بن عطية، نا إبراهيم بن أبي عبلة، عن أم الدّرداء:

أن رجلا أتاها فقال: إن رجلا قد نال منك عند عبد الملك، فقالت: إن نؤبن بما ليس فينا فطال ما زكّينا بما ليس فينا.

ص: 161


1- سقطت من الأصل، و زيدت عن «ز».
2- بالأصل و «ز»: الدبيلي.
3- بالأصل: الدباب، و المثبت عن «ز».
4- من طريق رديح بن عطية المقدسي رواه المزي في تهذيب الكمال 467/22.
5- ابن الرجل: اتهمه و عابه.
6- كذا نسبه إلى جدّ أبيه، و هو عباس بن محمد بن الحسن بن قتيبة.

قال: و رأيت أم الدّرداء تصلي متربعة.

أخبرنا أبو عبد اللّه بن البنا، قراءة عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيوية، أنا محمّد بن القاسم، نا ابن أبي خيثمة، نا نصر بن المغيرة البخاري قال: قال سفيان: عوتبت أم الدّرداء في شيء فقيل لها: لم فعلت كذا و كذا؟ قالت: نقص الناس فنقصت كما نقصوا.

أخبرنا أبو جعفر العباسي، أنا الحسن بن عبد الرّحمن، أنا أحمد بن إبراهيم، أنا محمّد بن إبراهيم، نا محمّد بن يزيد المستملي، نا محمّد بن القاسم الأسدي (1)،عن ثور، عن زياد بن أبي سودة قال: عوتبت أم الدّرداء في شيء فقالت: إنّي أدركت زمانا انتقص الناس فيه فانتقصت معهم.

كذا رواه لنا، و إنما يرويه ابن فراس عن عباس بن قتيبة، عن محمّد بن يزيد.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب ابن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن،[أخبرني أبي] (2) أنا محمّد بن يزيد بن عبد الصّمد، نا عبد الرّحمن بن يحيى، نا أبو سليمان [محمّد بن سليمان] (3) بن أبي الدرداء، عن (4) سعيد بن عبد العزيز، عن إسماعيل بن عبيد اللّه قال: قالت لي أم الدّرداء: يا بني ما يقول الناس في الحارث الكذاب (5)؟قال إسماعيل: يا أمه يزعمون أنك قد بايعته (6).قال:

فلم تسل أم الدّرداء من الذي قال لئلا يكون في صدرها غلّ لأحد.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر ابن إسماعيل، قالا: نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك (7)،أنا إسماعيل بن عياش، أخبرني عبد اللّه أو عبيد اللّه بن سليمان، عن عثمان بن

ص: 162


1- رواه المزي من طريقه في تهذيب الكمال 467/22.
2- «أخبرني أبي» سقط من الأصل، و استدرك لتقويم السند عن «ز».
3- «محمد بن سليمان» سقط من الأصل، و استدرك عن «ز»، لتقويم السند.
4- من هنا.. إلى قوله: يا بني، سقط من «ز».
5- يعني الحارث بن سعيد الكذاب المتنبئ. تقدمت ترجمته في تاريخ مدينة دمشق 427/11 رقم 1132 طبعة دار الفكر.
6- بالأصل و «ز»: بايعتيه.
7- نقلا عن ابن المبارك روي في تهذيب الكمال 467/22.

حيّان قال: أكلنا مع أم الدّرداء طعاما فأغفلنا الحمد للّه، فقالت: يا بني لا تدعوا أن تأدموا طعامكم بذكر اللّه، أكلا و حمدا (1) خير من أكل و صمت.

أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، و أبو القاسم الشحامي، قالا: أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو الحسين إسحاق بن أحمد الكاذي، نا عبد اللّه بن أحمد بن محمّد بن حنبل، نا أبي، نا سيار، نا جعفر، حدّثني شيخ من بني تميم (2)،حدّثني هزّان قال:

قالت لي أم الدّرداء: يا هزّان أ لا أحدثك ما يقول الميت إذا وضع على سريره ؟ قال:

قلت: بلى، قالت: فإنه ينادي يا أهلاه، و يا جيراناه، و يا حملة سريري - و قال الشحامي:

سريراه - لا تغرّنكم الدنيا كما غرّتني، و لا تلعبن بكم كما تلعبت (3) بي، فإنّ أهلي لم يحملوا عني من وزري شيئا، و لو حاجوني اليوم عند الجبار لحجّوني (4)،ثم قالت أم الدّرداء: الدنيا أسحر لقلب العبد من هاروت و ماروت، و ما آثرها عبد قط إلاّ صرعته - و قال الشحامي:

أضرعت (5) خده.

الرجل التميمي هو نبيط السعدي، بين ذلك قطن (6) بن نسير، عن جعفر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو عبد اللّه الحسين بن ظفر بن الحسين بن يزداد (7) بن المناطقي (8)،قالا: أنا أبو الحسين بن النّقور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو القاسم البغوي، نا قطن بن نسير، نا جعفر بن سليمان، نا نبيط السعدي قال:

بلغنا أن أم الدّرداء قالت: يا هزّان، و كان هزان رجلا من أهل سنجار، فقالت: يا هزّان، هل تدري ما يقول الميت حين يوضع على سريره ؟ يقول: يا أهلي، و يا جيراني، و يا حملة نعشي، لا تغرّنكم الدنيا كما غرّتني، إن أهلي لم يحملوا عني من ذنوبي شيئا، و لو

ص: 163


1- في تهذيب الكمال: أكل و حمد.
2- رواه ابن الجوزي في صفة الصفوة 296/4-297.
3- في صفة الصفوة: لعبت بي.
4- يعني غلبوني بحجتهم.
5- أضرعت خده: جعلته ذليلا.
6- بالأصل: فطن، تصحيف، و التصويب عن «ز».
7- بالأصل: رداد، و المثبت عن «ز».
8- بالأصل: المناطفى، و المثبت عن «ز».

حاجّوني عند الجبار لحجّوني ثم قالت: و للدنيا أسحر من هاروت و ماروت، و لا يؤثرها عبد إلاّ أضرعت خدّه.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلال، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة الحراني، نا مخلد بن مالك، نا حفص بن ميسرة، عن زيد بن أسلم:

أن عبد الملك بن مروان بعث إلى أم الدّرداء فكانت عنده، فلمّا كان ذات ليلة قام عبد الملك من الليل فدعا خادمه فكأنه أبطأ عنه فلعنه، فلما أصبح قالت له أم الدّرداء: قد سمعتك الليلة لعنت خادما، قال: إنه أبطأ عني، قالت: سمعت أبا الدّرداء يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«لا يكون اللعانون شفعاء، و لا شهداء يوم القيامة»[13848].

أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (1)، حدّثني هشام، نا الهيثم بن عمران قال: سمعت إسماعيل بن عبيد اللّه يقول: كانت أم الدّرداء تتكئ (2) على عبد الملك بن مروان إذا خرجت من صخرة بيت المقدس.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، و علي بن زيد، قالا: نا أبو الفتح الزاهد - زاد الفرضي:

و أبو محمّد الكلاعي، قالا:- أنا ابن عوف، أنا ابن منير، أنا ابن خريم، نا هشام، نا الهيثم ابن عمران قال: سمعت إسماعيل بن عبيد اللّه يقول (3):

كان عبد الملك بن مروان جالسا في صخرة بيت المقدس، و أم الدّرداء معه جالسة، حتى إذا نودي للمغرب قام عبد الملك، و قامت أم الدّرداء تتوكّأ على عبد الملك بن مروان حتى يدخل بها المسجد، فإذا دخلت جلست مع النساء، و مضى عبد الملك إلى المقام، فصلّى بالناس.

أخبرنا أبو الحسن الخطيب، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو العباس، أنا أبو القاسم، نا البخاري، حدّثني أحمد بن محمّد، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا إسماعيل بن عيّاش، حدّثني عبد ربه بن سليمان قال: و حجت أم الدّرداء سنة إحدى و ثمانين (4).

ص: 164


1- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 333/1.
2- تحرفت بالأصل و «ز» إلى: تبكي، و التصويب عن تاريخ أبي زرعة.
3- من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام 279/4.
4- تهذيب الكمال 468/22 و سير أعلام النبلاء 279/4.

[هند]

[هند] (1)

9441 - هند بنت أسماء بن خارجة بن حصن الفزارية

9441 - هند بنت أسماء بن خارجة بن حصن الفزارية (2)

كانت زوج عبيد اللّه بن زياد، و قيل: إنّها كانت لا تفارقه، و حين توجهه من دمشق كانت معه.

حكى جعفر بن شاذان عن الحرمازي (3)،أخبرني الوليد بن هشام بن قحذم (4) كاتب خالد بن عبد اللّه، و كاتب يوسف بن عمر، قال:

كانت هند بنت أسماء بن خارجة عند عبيد اللّه بن زياد بن أبيه و هو ابتكرها، و كانا لا يفترقان في سفر و لا حضر، فقتل يوم الخازر (5) و هو من الزاب، و هي معه، فقالت: لا يستمكن هؤلاء مني، ثم شدّت عليها (6) قباءه و عمامته و منطقته، و ركبت فرسه الكامل، ثم خرجت حتى دخلت الكوفة في بقية يومها و ليلتها ليس معها أنيس، ثم كانت بعد من أشدّ خلق اللّه حزنا عليه، و تذكّرا له و ذكر، قال: فقالت هند: إني لأشتاق إلى القيامة لأرى فيها عبيد اللّه بن زياد، قال: فقال العتبي: لم يكن في زمانها امرأة شبيهها جمالا و كمالا، و عقلا و أدبا.

9442 - هند بنت جعفر بن عبد الرزّاق

ابن عبد الوهاب بن عبد الرزّاق

حدّثت عن أبيها أبي الحسين جعفر بن عبد الرزّاق.

روى عنها عبد العزيز الكتاني، و لم يخرج عنها في معجمه شيئا.

ص: 165


1- موجودة فقط في «ز».
2- أنساب الأشراف 408/5 (طبعة دار الفكر)، و جمهرة ابن حزم ص 106 و نسب قريش للمصعب ص 169.
3- تحرفت بالأصل و «ز» إلى: الحرمادي.
4- بدون إعجام بالأصل، و في «ز»: قحرم.
5- بالأصل:«الحارر» و في «ز»: «الحادر» و كلاهما تصحيف، و المثبت عن معجم البلدان، و فيه أن الخازر نهر بين إربل و الموصل، ثم بين الزاب و الموصل كانت عنده وقعة بين عبيد اللّه بن زياد و إبراهيم بن مالك الأشتر في أيام المختار.
6- بالأصل: عليه، و المثبت عن «ز».

9443 - هند بنت عبد اللّه بن عامر بن كريز

ابن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس العبشمية القرشية (1)

زوج يزيد بن معاوية.

لها ذكر في حديث مقتل الحسين، ذكرته في ترجمة أبي برزة نضلة بن عبيد.

9444 - هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس

ابن عبد مناف بن قصي العبشمية القرشية (2)

أم معاوية بن أبي سفيان، من النسوة اللاتي بايعن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، أسلمت يوم فتح مكة.

و روت عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

روى عنها ابنها معاوية، و عائشة أم المؤمنين.

و شهدت اليرموك، و قدمت على ابنها معاوية في خلافة عمر بن الخطاب.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم، أنا سهل بن بشر، أنا أبو الحسن علي بن بقاء الوراق، أنا أبو محمّد عبد الغني بن سعيد الأزدي، نا أبو حفص عمر بن محمّد العطار، نا عثمان بن خرّزاذ (3)،نا عيسى بن مينا قالون (4)،نا محمّد بن جعفر بن أبي كثير أخو إسماعيل بن جعفر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة عن هند ابنة عتبة امرأة أبي سفيان قالت:

قلت للنبي صلى اللّه عليه و سلم إن أبا سفيان شحيح، و إنه لا يعطيني و ولدي إلاّ ما أخذت منه، و هو لا يعلم، فهل عليّ في ذلك حرج ؟ قال:«خذي ما يكفيك و ولدك بالمعروف (5)»[13849].

ص: 166


1- نسب قريش للمصعب ص 129.
2- انظر أخبارها في نسب قريش للمصعب ص 104 و 105 و أنساب الأشراف 11/5 و تاريخ الطبري (الفهارس) و سيرة ابن هشام (الفهارس) و أسد الغابة 292/6 و الإصابة 425/4 و طبقات ابن سعد 235/8 و تاريخ خليفة (الفهارس) و البداية و النهاية (الفهارس)، و الاستيعاب 424/4 (هامش الإصابة).
3- تحرفت بالأصل إلى:«حرزاد» و مثله في «ز». و الصواب ما أثبت.
4- تحرفت بالأصل إلى: فالون، و المثبت عن «ز»، و هو عيسى بن ميناء أبو موسى قالون، مقرئ المدينة، ترجمته في سير الأعلام 326/10.
5- الإصابة 425/4 و الاستيعاب 427/4.

رواه الناس عن هشام فقالوا عن عائشة أن هندا قالت للنبي صلى اللّه عليه و سلم، و لم يقولوا عن هند.

قرأت في كتاب أبي الهيذام عبد المنعم بن إبراهيم، نا أبو الفضل محمّد بن يحيى بن محمّد بن عبد الحميد السكسكي البتهلي (1)،أخبرني أبي، نا أبو حسان الزيادي قال:

و صاحت هند بنت عتبة عضدوا القلفان يا معشر المسلمين يعني يوم اليرموك.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد ابن عبيد إجازة، نا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، أنا مصعب بن عبد اللّه، قال (2):

هند بنت عتبة تزوجها حفص بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر (3) بن مخزوم، فولدت أبان ثم خلف عليها أبو سفيان بن حرب، فولدت له معاوية.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالوا: أنا أبو جعفر ابن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال (4):

فولد عتبة بن ربيعة: الوليد، و أبا الحكم، و عبد شمس، و أبا أمية، و المغيرة، و هشاما، و هاشما، و هندا بني عتبة، تزوج هند حفص بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم، فولدت له أبان (5) ثم خلف عليها أبو سفيان بن حرب، فولدت له معاوية و عتبة.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا بقراءتي عليه، عن أبي محمّد الحسن بن علي [و حدّثنا عمي رحمه اللّه، أنا أبو طالب بن يوسف، أنا الحسن بن علي] (6) الجوهري قراءة، أنا محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن فهم، نا ابن سعد قال (7) في تسمية النساء المسلمات المبايعات: هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف و أمّها: صفية بنت أمية بن حارثة بن الأوقص بن مرة بن هلال بن فالج (8) بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم، تزوج هندا حفص بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم، فولدت له أبانا.

ص: 167


1- في «ز»: السلمي، و فوقها علامة تحويل إلى الهامش، و كتب على الهامش، فيها: البتلهي.
2- رواه مصعب الزبيري في نسب قريش ص 153.
3- كذا بالأصل و «ز» و في نسب قريش: عمرو.
4- نسب قريش ص 153.
5- كذا بالأصل و «ز»، و في نسب قريش:«أبانا» منونة.
6- ما بين معكوفتين زيادة عن «ز».
7- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 235/8.
8- بالأصل و «ز»: فالح.

أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة قال: هند بنت عتبة بن ربيعة امرأة أبي سفيان بن حرب، روت عنها عائشة.

أنبأنا أبو سعد المطرز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ قال: هند بنت عتبة بن ربيعة بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف امرأة أبي سفيان، أم معاوية، روت عنها عائشة.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، و أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا الحسن بن علي، أنا أبو الحسين بن المظفر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي، قال:

و أم هند صفية بنت أمية بن حارثة بن الأوقص بن مرة بن هلال بن فالج (1) بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم، و أمّها: أمة بنت نوفل بن عبد مناف، و أمّها: قلابة بنت جابر بن نصر ابن مالك بن حسل بن عامر، و أمها: بنت الحارث بن نوفل بن جذيمة بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر، و أمها: أسماء بنت سعيد بن سهم، و أمها: عاتكة بنت عبد العزى بن قصي، و أمها: ريطة بنت كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب، و أمّها: قيلة بنت حذافة بن جمح.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي (2) الواعظ ، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد بن النقور، و محمّد بن وشاح الزينبي.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا ابن النقور.

قالا: أنا عيسى بن علي بن عيسى، نا أبو عبيد (3) علي بن الحسين بن حرب، نا أبو السكين زكريا بن يحيى بن عمر، حدّثني عمّ أبي زحر بن حصن، عن جدّه حميد بن منهب قال:

كانت هند بنت عتبة تحت الفاكه بن المغيرة المخزومي، و كان الفاكه من فتيان قريش، و كان له بيت للضيافة يغشاه الناس عن غير إذن، فخلا ذلك البيت يوما، فاضطجع الفاكه و هند فيه في وقت [القائلة. ثم خرج الفاكه لبعض حاجته، و أقبل] (4) رجل ممن كان يغشاه فولج

ص: 168


1- بالأصل: فالح، و بدون إعجام في «ز».
2- بالأصل و «ز»: المحلى.
3- كذا بالأصل و «ز»، و في المطبوعة: عبيد اللّه.
4- ما بين معكوفتين ممحو بالأصل، و المستدرك عن «ز».

البيت، فلمّا رأى المرأة ولّى هاربا، و أبصره الفاكه و هو خارج من البيت، فأقبل إلى هند فضربها برجله و قال: من هذا الذي كان عندك ؟ قالت: ما رأيت أحدا، و لا انتبهت حتى أنبهتني. قال لها: الحقي بأبيك، و تكلّم فيها الناس، فقال لها أبوها: يا بنية إن الناس قد أكثروا فيك، فأنبئيني (1) نبأك، فإن يكن الرجل عليك صادقا دسست إليه من يقتله، فينقطع (2)عنك القالة، و إن يك كاذبا حاكمته إلى بعض كهان اليمن. فحلفت له بما كانوا يحلفون في الجاهلية إنه الكاذب عليها. فقال عتبة للفاكه: يا هذا إنك قد رميت ابنتي بأمر عظيم، فحاكمني إلى بعض كهان اليمن.

فخرج الفاكه في جماعة من بني مخزوم، و خرج عتبة في جماعة من بني عبد مناف، و خرجوا معهم بهند و نسوة معها، فلمّا شارفوا البلاد قالوا: غدا نرد على الكاهن. تنكّرت حال هند، و تغيّر وجهها. فقال لها أبوها: إنه قد أرى ما بك من تنكّر الحال و ما ذاك عندك إلا لمكروه. فألا كان هذا قبل أن يشتهر للناس مسيرنا؟ قالت: و اللّه يا أبتاه ما ذاك لمكروه.

و لكني أعرف أنكم تأتون بشرا يخطئ، و يصيب و لا آمنه أن يسمني ميسما يكون عليّ سبّة في العرب، قال: إنّي سوف اختبره قبل أن ينظر في أمرك، فصفر لفرسه حتى أدلى، ثم أخذ حبة من حنطة، فأدخلها في إحليله و أوكأ عليها بسير (3).فلما وردوا على الكاهن أكرمهم و نحر لهم، فلما قعدوا قال له عتبة: إنا قد جئناك في أمر، و إني قد خبأت لك خبأ أختبرك به، فانظر ما هو، قال: ثمرة في كمرة، قال: أريد أبين من هذا، قال: حبّة من برّ في إحليل مهر، قال:

صدقت انظر في أمر هؤلاء النسوة، فجعل يدنو من إحداهن فيضرب كتفها و يقول: انهضي حتى دنا من هند فضرب كتفها قال انهضي غير رسحاء (4) و لا زانية، و لتلدن ملكا يقال له:

معاوية، فوثب إليها الفاكه فأخذ بيدها فنثرت يدها من يده، و قالت: إليك فو اللّه لأحرصنّ (5)على أن يكون ذاك من غيرك.

فتزوجها أبو سفيان فجاءت بمعاوية.

ص: 169


1- كذا بالأصل، و في «ز»، و المطبوعة: فانبئني.
2- كذا بالأصل، و في «ز»: ينقطع.
3- في «ز»: بسر.
4- بالأصل و «ز»: رشحاء، بالشين المعجمة، تصحيف، و الصواب ما أثبت رسحاء بالسين المهملة، و الرسحاء من النساء هي القبيحة، أو القليلة لحم العجز و الفخذين (تاج العروس و اللسان: رسح).
5- تحرفت بالأصل إلى: لأحرضن، و المثبت عن «ز».

أخبرنا أبو القاسم الخضر بن علي بن الخضر بن أبي هشام، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن الحسن بن حمزة العطار، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن ياسر (1)،أنا هارون بن محمّد الموصلي، نا زكريا بن أحمد البلخي، أنا الحسن بن علي بن الأشعث المصري، نا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، أنا الشافعي أو غيره.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن الموازيني، أنا محمّد بن سلامة القضاعي في كتابه، قال: قرأت على محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمرو بن شاكر القطان، نا الحسن بن رشيق، نا محمّد بن يحيى بن آدم، نا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، أنا الشافعي قال:

كان عتبة بن ربيعة زوّج هندا رجلا من قريش، فمات عنها أو فارقها، فقالت لأبيها:

إنك قد زوّجتني و لم تشاورني [فإذا أردت شيئا فشاورني] (2) فخطبها أبو سفيان بن حرب، و سهيل بن عمرو، فذكر ذلك لها - زاد الخضر: أبوها، و قالا:- فقال: خطبك سهيل بن عمرو و هو (3) سيد قومه و خطبك أبو سفيان و هو من تعلمين قالت: صفهما - و قال الخضر:

فصفهما - لي قال: أما سهيل بن عمرو فنقضين - و قال الخضر: فرجل تقضين - عليه في أهله و ماله. و أما أبو سفيان فرجل شرس لا تتكلمين إلاّ نهاك، و لا تخالفينه إلاّ ضربك، قالت:

زوّجني من (4) أبي سفيان، فإن أتى منه ولد يكون - و قال الخضر: فسيكون - سيدا، و أما سهيل فإن كان منه ولد فليس يكون إلاّ أحمق، قال: فتزوجت أبا سفيان، فولدت منه - و قال الخضر: له - معاوية، و تزوّج سهيل امرأة فولدت له غلاما، فمر ذات يوم مع أبيه برجل يقود ناقة و شاة فقال لأبيه: هذه بنت هذه ؟ فقال:- و قال الموازيني: هذه ابنة هذه، قال:- رحم اللّه هندا.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمّد الجوهري.

و حدّثنا عمي رحمه اللّه، أنا ابن يوسف، أنا أبو محمّد.

أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا أبو علي بن الفهم، نا ابن سعد (5)،أنا

ص: 170


1- أقحم بعدها بالأصل:«أنا هارون بن محمد بن ياسر» و المثبت يوافق ما جاء في «ز».
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن «ز».
3- بالأصل و «ز»: هو.
4- تحرفت بالأصل إلى:«ابن» و التصويب عن «ز».
5- الخبر رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 235/8.

مالك بن إسماعيل أبو غسان النهدي، نا عمر بن زياد الهلالي، عن عبد الملك بن نوفل بن مساحق شيخ من أهل المدينة من بني عامر بن لؤي قال:

قالت هند لأبيها: إنّي امرأة قد ملكت أمري فلا تزوّجني رجلا حتى تعرضه عليّ ، قال:

فقال لها: ذلك لك، ثم قال لها يوما: إنه قد خطبك رجلان من قومك و لست مسميا لك واحدا منهما حتى أصفه لك. أما الأول ففي الشرف الصميم و الحسب الكريم، تخالين به هوجا من غفلته و ذلك إسجاح (1) من شيمته، حسن الصحابة حسن الإجابة، إن تابعته تابعك، و إن ملت كان معك، تقضين (2) عليه في ماله و تكتفين (3) برأيك في ضعفه.

و أما الآخر ففي الحسب الحسيب و الرأي الأريب، بدر أرومته و عزّ (4) عشيرته يؤدب أهله و لا يؤدّبونه. إن اتبعوه أسهل بهم و إن جانبوه توعر بهم (5)،شديد الغيرة، سريع الطيرة، شديد (6) حجاب القبة إن حاج فغير منزور (7)،و إن نوزع فغير مقهور، قد بيّنت لك حالهما.

قالت: أما الأول فسيّد مطيع لكريمته مؤات لها فيما عسى إن لم تعصم أن تلين بعد إبائها و يضيع تحت جناحها (8)،إن جاءت له بولد أحمقت و إن أنجبته فعن خطأ ما أنجبت أطو ذكر هذا عني، فلا تسمّه لي، و أما الآخر فبعل الحرة الكريمة، إني لأخلاق هذا لواقعة و إني له لموافقة، و إنّي لآخذة بأدب البعل مع لزومي قبتي، و قلة تلفّتي و إن السليل بيني و بينه لحري أن يكون المدافع عن حريم عشيرته، الذائد (9) عن كتيبتها، المحامي عن حقيقتها، الرأس (10)لأرومتها غير مؤاكل و لا زمّيل (11) عند صعصعة (12) الحوادث، فمن هو؟ قال: ذاك أبو سفيان

ص: 171


1- الإسجاح: حسن العفو، و السهولة. يقال: خلق سجيح: لين، سهل.
2- بالأصل:«تقضي»، و في «ز»: «يقضي».
3- بالأصل:«تكتفي» و مثله في «ز».
4- بالأصل:«عن» و المثبت عن «ز».
5- بالأصل:«حابوه و عرهم» و في «ز»: «جانبوه و عريهم» و المثبت:«جانبوه توعر بهم» عن ابن سعد.
6- بالأصل و «ز»: سديد، و المثبت عن ابن سعد.
7- بدون إعجام بالأصل، و في «ز»: مبرور، و المثبت عن ابن سعد.
8- كذا بالأصل و «ز»، و في ابن سعد: و تضبع تحت جنائها.
9- بالأصل و «ز» و المطبوعة: الزائد، و المثبت عن ابن سعد.
10- كذا بالأصل و «ز»، و في ابن سعد: الزائن.
11- الزميل: الضعيف و الجبان.
12- كذا بالأصل و «ز»، و في ابن سعد: ضعضعة، و الصعصعة: الاضطراب، و يقال: قد تصعصع القوم في الحرب إذا اضطربوا، قاله أبو علي القالي في الأمالي في تفسيرها 104/2.

ابن حرب، قالت: فزوّجه، و لا تلقني (1) إليه المتسلّس السلس، و لا تسمه سمة (2) المواطس الضرس (3)،استخر اللّه في السماء يخر لك بعلمه في القضاء.

أخبرنا أبو الحسين المعدل، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي الفقيه، أنا محمّد ابن أحمد، أنا محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عبد اللّه الطوسي، نا الزبير، حدّثني علي بن محمّد بن سيف قال:

خطب (4) هند بنت عتبة أبو سفيان بن حرب و سهيل بن عمرو، فقال لها أبوها: قد خطبك رجلان من قومك كفءان، قالت: صفهما لي. قال: أحدهما سهيل بن عمرو، فهو موسر سخيّ ، سيد مفوّض إلى أهله، و الآخر أبو سفيان بن حرب، شريف سيد حازم.

قالت: الحازم أحبهما إليّ ، فتزوجها أبو سفيان.

قال الزبير: و أنشدني عمي مصعب بن عبد اللّه لهند بنت عتبة بن ربيعة تبكي أباها عتبة ابن ربيعة (5):

أ عيني جودا بدمع سرب *** على خير خندف لم ينقلب

على عتبة الخير ذي المكرمات *** و ذي المفضلات قريع العرب

ساد الكهول سيدا ناشئا *** و ساد الشباب و لما يشب

تداعى له قومه (6) غدوة *** بنو هاشم و بنو المطلب

ببيض خفاف جلتها القيون *** تلوح بأيديهم كالشهب

يذيقونه حدّ أسيافهم *** يعلونه بعد ما قد سحب (7)

فمن كان في نسب خاملا *** فنحن سلالة بيت الذهب

و لسنا كجلدة رفغ (8) البعير *** بين العجان و بين الذنب

ص: 172


1- بالأصل: تلقى، و في المطبوعة:«تلق» و المثبت عن «ز»، و ابن سعد.
2- بالأصل: بسمة، و المثبت عن «ز»، و في ابن سعد: سوم.
3- بالأصل:«المراطس الطرس» و مثله في «ز». و المثبت عن ابن سعد. و الوطس: الضرب الشديد بخفّ و بغيره، و الضرس: الصعب الخلق.
4- في «ز»: خطبت.
5- بعض الأبيات في سيرة ابن هشام 40/3 و قال ابن هشام: و بعض أهل العلم بالشعر ينكرها لهند.
6- في سيرة ابن هشام: رهطه.
7- في سيرة ابن هشام: عطب.
8- بالأصل و «ز»: رفع، و المثبت عن سيرة ابن هشام. و الرفغ بفتح الراء و بضمها: أصول الفخذين من باطن.

قال الزبير: و وجدت البيت الثاني منها بخط الضحاك.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش، فيما ناولني إياه و قرأ عليّ إسناده، و قال: اروه عني، أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافي بن زكريا القاضي (1)،نا ابن دريد، نا السكن بن سعيد، عن محمّد بن عباد، عن هشام بن محمّد قال:

كان مسافر بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس من فتيان قريش جمالا و سخاء و شعرا، فعشق هندا بنت عتبة حتى اشتهر (2) أمرهما، فاستحيى، و خرج إلى الحيرة ليسلوها، فنادم عمرو بن هند، و كان له مكرما، ثم إنّ أبا سفيان بن حرب تزوّج هندا في غيبة مسافر هذه، ثم خرج أبو سفيان إلى الحيرة تاجرا، فلقي مسافر بن أبي عمرو فسأله مسافر عن مكة و أخبار قريش، فأخبره من ذلك، ثم قال: و إنّي تزوجت هندا بنت عتبة، فأسف مسافر من ذلك و مرض حتى سقي (3) بطنه فقال: (4)

ألا إن هندا أصبحت منك (5) محرما *** و أصبحت من أدنى حموتها حما (6)

و أصبحت كالمسلوب جفن سلاحه *** تقلب بالكفين قوسا و أسهما

فدعا له عمرو بن هند الأطباء، فسألهم عن حاله فقالوا: ليس له دواء إلاّ الكيّ ، فقال له: ما ترى قال: افعل، فدعا له طبيبا من العباد فأحمى مكاويه حتى صارت كالنار، ثم قال:

امسكوه لي، فقال له مسافر: لست أحتاج إلى ذلك، فجعل يضع عليه المكاوي، فلما رأى الطبيب صبره هاله ذلك، ففعلها - يعني الحدث - فقال مسافر: قد يضرط العير و المكواة في النار (7) فأرسلها مثلا. قال: فلم ينفعه ذلك شيئا، فخرج يريد مكة، فأدركه الموت بهبالة (8)فدفن بها، و نعي إلى أهل مكة.

ص: 173


1- الخبر رواه المعافي بن زكريا الجريري القاضي في الجليس الصالح الكافي 209/4 و في الأغاني 50/9.
2- في الجليس الصالح: شهر.
3- يقال: سقي بطنه يسقى سقيا، و السقي ماء أصفر يقع في البطن.
4- البيتان في الأغاني 50/9 و الجليس الصالح 209/4 و هما في نسب قريش ص 318، و نسبا إلى هشام بن المغيرة، و في الأغاني 54/9 و قيل إن البيتين هما لعبد اللّه بن عجلان قالهما في زوجته هند.
5- بالأصل: منا، و المثبت عن «ز»، و الجليس الصالح و الأغاني.
6- بالأصل:«ادى حموها حما» و المثبت عن «ز»، و الجليس الصالح و الأغاني.
7- مثل. انظره في مجمع الأمثال 28/2 و جمهرة الأمثال 123/2 و فصل المقال ص 432 و الفاخر 71 و 154.
8- كذا بالأصل و «ز»، و الأغاني، و في الجليس الصالح: زبالة. و هبالة: موضع لبني عقيل، كما في معجم ما استعجم، و في معجم البلدان: هبالة و هبيل من مياه بني نمير.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد ابن رزق، أنا أبو الحسن المظفر بن يحيى الشرابي، نا أبو العباس أحمد بن محمّد بن عبد اللّه المرثدي، عن أبي إسحاق الطلحي، أخبرني إبراهيم بن سعدان قال: قال عبد اللّه بن مسلم، عن زياد بن حدير (1) قال:

قال معاوية أسرجوا لي حمارا غليظ الوسط ، فركبه، و مرّ بشيخ فقال له: أ رأيت أبا سفيان ؟ قال: نعم رأيته حين تزوج هندا، فأطعمنا في أول يوم لحم جزور، و سقانا خمرا، و في اليوم الثاني لحم غنم و سقانا نبيذا، و في اليوم الثالث لحم طير و سقانا عسلا، و إن كانت لذات أزواج، فقال معاوية: كلهم كان كريما.

أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن الموازيني، عن أبي عبد اللّه القضاعي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمرو بن شاكر القطان، نا الحسن بن رشيق، نا محمّد بن يحيى بن آدم، نا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، أنا الشافعي.

ح (2) و أخبرنا أبو القاسم الخضر بن علي بن الخضر، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن الحسن ابن حمزة، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن يحيى بن ياسر، أنا أبو موسى هارون بن محمّد الموصلي، نا أبو يحيى زكريا بن أحمد بن يحيى البلخي، نا الحسن بن علي بن الأشعث المصري، نا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، نا الشافعي قال:

قال أبو هريرة: رأيت هندا بمكة كأن وجهها فلقة قمر، و خلفها من عجيزتها مثل الرجل الجالس، و معها صبي يلعب، فمرّ رجل فنظر إليه فقال: إنّي لأرى غلاما إن عاش ليسودنّ قومه، فقالت هند: إن لم يسد إلاّ قومه فأماته اللّه.

و هو معاوية بن أبي سفيان.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا عبيد اللّه بن أحمد الأزهري إجازة، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا محمّد بن خلف بن المرزبان، حدّثني أبو العباس بن الصباح، حدّثني الغلابي قال:

سافر أبو سفيان سفرا أضرت به فيه الغربة، فاشترى جارية فبلغ ذلك هندا فوجدت عليه و كتبت إليه:

ص: 174


1- كذا بالأصل و «ز»، و في المطبوعة: حديرة.
2- «ح» حرف التحويل سقط من الأصل و أضيف عن «ز».

يا قليل الوفاء ما كان فيما *** كان منا إليك ما ترعانا

كيف يبقى لك الجديد من النا *** س إذا كنت تطرح الخلقانا

قال: فوجه أبو سفيان بالجارية التي كان اشترى.

أخبرنا أبو بكر الحاسب، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد (1)،نا هوذة بن خليفة، نا عوف، عن محمّد قال:

بلغني أن هندا بنت عتبة بن ربيعة جاءت في الأحزاب يوم أحد، و كانت قد نذرت لئن قدرت على حمزة بن عبد المطلب لتأكلن من كبده، قال: فلمّا كان حيث أصيب حمزة، و مثلوا بالقتلى جاءوا بحزّة (2) من كبده (3)،فأخذتها تمضغها لتأكلها فلم تستطع أن تبتلعها، فلفظتها، فبلغ ذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«إنّ اللّه قد حرم على النار أن تذوق من لحم حمزة شيئا أبدا»[13850].

قال محمّد: و هذه شديدة على هذه المسكينة (4).

قال: و نا ابن سعد (5)،أنا عفان بن مسلم، نا حماد بن سلمة، أنا عطاء بن السائب، عن الشعبي، عن ابن مسعود قال:

قال أبو سفيان يوم أحد: قد كانت في القوم مثلة، و إن كانت عن غير ملأ مني، ما أمرت، و لا نهيت، و لا أحببت، و لا كرهت، و لا ساءني، و لا سرّني، قال: فنظروا فإذا حمزة قد بقر بطنه، و أخذت هند كبده فلاكتها، فلم تستطع هند أن تأكلها، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أكلت منها شيئا؟» قالوا: لا، قال:«ما كان اللّه ليدخل شيئا من حمزة النار»[13851].

أخبرنا أبو بكر أيضا، أنا أبو محمّد، أنا ابن حيوية، أنا عبد الوهاب بن أبي حية، أنا محمّد بن شجاع، أنا الواقدي (6)،حدّثني سعيد بن أبي زيد، عن مروان بن أبي سعيد بن المعلى قال:

ص: 175


1- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 12/3-13 في أخبار حمزة بن عبد المطلب.
2- تقرأ بالأصل: محره، و في «ز»: «بحره» و المثبت عن ابن سعد.
3- في ابن سعد: من كبد حمزة.
4- في طبقات ابن سعد: و هذه شدائد على هند المسكينة.
5- الطبقات الكبرى لابن سعد 13/3.
6- رواه الواقدي في مغازيه 272/1.

قيل لأم عمارة: هل كن نساء قريش يومئذ يقاتلن مع أزواجهن ؟ فقالت: أعوذ باللّه، لا و اللّه ما رأيت امرأة منهن رمت بسهم، و لا بحجر، و لكن رأيت معهن الدفاف و الأكبار (1)، يضربن و يذكّرن القوم قتلى بدر، و معهن مكاحل و مراود، فكلّ ما ولّى رجل أو تكعكع (2)ناولته إحداهن مرودا و مكحلة و يقلن: إنّما أنت امرأة. و لقد رأيتهن ولّين منهزمات مشمرات، و لها عنهن الرجال أصحاب الخيل، و نجوا على متون الخيل يتبعن الرجال على الأقدام، فجعلن يسقطن في الطريق، و لقد رأيت هندا بنت عتبة، و كانت امرأة ثقيلة و لها خلق (3)، قاعدة خاشية (4) من الخيل ما بها مشي، و معها امرأة أخرى حتى كرّ القوم علينا، فأصابوا ما أصابوا، فعند اللّه نحتسب ما أصابنا يومئذ من قبل الرماة و معصيتهم الرسول (5).

أخبرنا أبو الحسين و أبو غالب، و أبو عبد اللّه، قالوا: أنا أبو جعفر، أنا المخلص، أنا الطوسي، أنا الزبير، قال (6):

فولد عتبة بن ربيعة: أبا حذيفة بن عتبة، و كان من المهاجرين الأولين، شهد بدرا و قتل يوم القيامة شهيدا، و له تقول أخته هند بنت عتبة (7):

فما شكرت أبّا رباك من صغر *** حتى شببت شبابا غير محجون

الأحول الأثعل المشئوم (8) طائره *** أبو حذيفة شر الناس في الدين (9)

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، و أبو المواهب أحمد بن محمّد بن عبد الملك بن عبد العزيز، قالا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، نا أبو بكر الباغندي، أخبرني أحمد بن محمّد بن عبد اللّه الكورحي و كتب به إليّ ، حدّثني محمّد بن إسماعيل، حدّثني عبد اللّه بن سلمة بن سلم، عن سليمان بن عاصم، عن عمر بن عبد العزيز قال:

ص: 176


1- الأكبار واحدها كبر، و هي الطبول.
2- تكعكع الرجل إذا أحجم و تأخّر.
3- في «ز»: خلف.
4- بدون إعجام بالأصل و «ز»، و المثبت عن مغازي الواقدي.
5- في مغازي الواقدي: و معصيتهم لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.
6- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 153.
7- البيتان في سير أعلام النبلاء 105/3 في أخبار أبي حذيفة قالتهما أخته هند، و قد دعا يوم بدر أباه إلى البراز.
8- سير الأعلام: المذموم طائره.
9- الأثعل: المرادف الأسنان، و الأثعل: المتراكب الأسنان.

سمعت سلمى مولاة مروان بن الحكم تقول: حدّثني مروان بن الحكم قال: سمعت معاوية ابن أبي سفيان يقول: سمعت أمي هند بنت عتبة تقول - و هي تذكر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هي تقول:

فعلت يوم أحد ما فعلت من المثلة بعمه (1) و أصحابه، كلما سارت قريش مسيرا فأنا معها بنفسي، حتى رأيت في النوم ثلاث ليال، رأيت كأنّي في ظلمة لا أبصر سهلا و لا جبلا، و أرى من تلك الظلمة انفرجت عني بضوء مكانه، فإذا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يدعوني، ثم رأيت في الليلة الثانية كأني على طريق، فإذا بهبل (2) على يميني يدعوني، و إذا بيساف (3) يدعوني عن يساري و إذا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بين يدي قال: تعالي (4)،هلم إلى الطريق، ثم رأيت في الليلة الثالثة كأني واقفة على شفير جهنم، يريدون أن يدفعوني فيها، و إذا أنا بهبل يقول: ادخلي فيها، فالتفتّ فإذا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من ورائي آخذ بثيابي، فتباعدت عن شفير جهنم، و فزعت (5)،فقلت: هذا شيء قد بيّن لي، فغدوت إلى صنم في بيتنا فجعلت أضربه و أقول:

طال ما كنت منك إلاّ في غرور، و أتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أسلمت، و بايعته.

أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أنا شجاع المصقلي، أنا أبو عبد اللّه العبدي، أنا خيثمة، نا خلف بن محمّد كردوس الواسطي، نا يعقوب بن محمّد الزهري، نا عبد اللّه بن محمّد بن يحيى بن عروة بن هشام عن عروة، عن أبيه قال (6):

قالت هند لأبي سفيان: إني أريد أن أتابع (7) محمّدا، قال: قد رأيتك تكرهين هذا الحديث أمس. قالت: إنّي و اللّه و اللّه، ما رأيت اللّه عبد حقّ عبادته في هذا المسجد قبل الليلة، و اللّه إن يأتوا (8) إلاّ مصلين قياما و ركوعا و سجودا، قال: فإنك قد فعلت ما فعلت، فاذهبي برجل من قومك معك، فذهبت إلى عثمان (9) فذهب [معها] (10) فاستأذن لها و دخلت

ص: 177


1- تحرفت بالأصل و «ز» إلى: نعمه.
2- هبل، من أصنامهم، كانت قريش تعظمه.
3- بالأصل: يساب، تصحيف، و المثبت عن «ز». و يساف من أصنامهم أيضا، و يقال و هو المشهور: أساف.
4- بالأصل:«تعلي» و في «ز»: تعال.
5- فزع من نومه: هبّ .
6- الخبر في الإصابة 425/4-426 و مختصرا في أسد الغابة 293/6.
7- كذا بالأصل و «ز»، و في الإصابة و أسد الغابة: أبايع.
8- كذا بالأصل، و في «ز»، و الإصابة و أسد الغابة: باتوا.
9- كذا بالأصل و «ز»، و أسد الغابة، و في الإصابة: عمر، و زيد في أسد الغابة: و قيل إلى أخيها أبي حذيفة بن عتبة.
10- الزيادة عن «ز».

و هي متنقبة (1) فقال:«تبايعيني (2) على أن لا تشركي باللّه شيئا، و لا تسرقي، و لا تزني»، فقالت: أو هل تزني الحرة ؟ قال:«لا، و لا تقتلي ولدك»، فقالت: إنا ربيناهم صغارا و قتلتهم كبارا، قال:«قتلهم اللّه يا هند» فلما فرغ من الآية (3) بايعته، فقالت: يا رسول اللّه إنّي بايعتك على أن لا أسرق، و لا أزني، و إنّ أبا سفيان رجل بخيل و لا يعطيني ما يكفيني إلاّ ما أخذت منه من غير علمه قال:«ما تقول يا أبا سفيان ؟» فقال أبو سفيان: أما يابسا فلا، و إما رطبا فأحله، قال: فحدثتني عائشة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال لها:«خذي ما يكفيك و ولدك بالمعروف»[13852].

أنبأنا أبو سعد المطرز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا محمّد بن عبيد اللّه الحضرمي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه بن الخطّاب (4) في كتابه، أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن عيسى [السعدي] (5)،أنا عبيد اللّه بن محمّد العكبري، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي.

قالا: نا محمّد بن عبد اللّه المخرمي، نا يعقوب بن محمّد الزهري، نا أبو بكر بن أبي أويس، عن أبي أيوب مولى القاسم بن محمّد، عن ابن عجلان - و في رواية الحضرمي: مولى القاسم، عن محمّد بن عجلان - عن أبيه، عن فاطمة بنت عتبة بن ربيعة:

أن أبا حذيفة بن عتبة بن ربيعة ذهب بها و بأختها هند يبايعان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فلما اشترط عليهن، قالت هند: أو تعلم في نساء قومك من هذه الهناة (6) و العاهات شيئا؟ فقال:- زاد البغوي: أبو حذيفة:- أيّها (7) فبايعنه فقال:«فهكذا نشترط » و ليس في حديث البغوي: ابن ربيعة، و لا ابن عتبة الأخيرة.

ص: 178


1- بالأصل: منتقبة، و المثبت عن «ز»، و الإصابة، و في أسد الغابة: منتقبة.
2- بالأصل: تبايعني، و المثبت عن «ز»، و أسد الغابة.
3- يشير إلى الآية 17 من سورة الأنفال:«فلم تقتلوهم و لكن اللّه قتلهم».
4- تحرفت بالأصل و «ز» إلى: الخطاب.
5- سقطت من الأصل، و أضيفت عن «ز».
6- بالأصل و «ز»: الهناة. و في المطبوعة: الهنات. و في تاج العروس: و الصواب الهناة بالهاء المربوطة كما في المحكم و غيره. و الهناة: الشدائد و أمور عظام، و الهناة: الشرور و الفساد. ج هنوات. و قيل واحدها: هنت و هنة (تاج العروس: هنو).
7- بالأصل و «ز»: أيهن.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا أبو محمّد الحسن بن علي، أنا أبو عمر، أنا عبد الوهاب ابن أبي حيّة، أنا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر (1)،نا ابن أبي سبرة، عن موسى بن عقبة، عن أبي حبيبة مولى الزبير، عن عبد اللّه بن الزبير قال:

لما كان يوم الفتح أسلمت هند بنت عتبة، و أسلمت أم حكيم بنت الحارث بن هشام امرأة عكرمة بن أبي جهل، و أسلمت امرأة صفوان بن أمية البغوم بنت المعدل من كنانة، و أسلمت فاطمة بنت الوليد بن المغيرة، و أسلمت هند بنت منبّه بن الحجاج، و هي أم عبد اللّه ابن عمرو بن العاص في عشر نسوة من قريش، فأتين رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو بالأبطح، يبايعنه (2)فدخلن عليه، و عنده زوجتاه (3) و ابنته فاطمة و نساء من بني عبد المطلب، فتكلّمت هند بنت عتبة فقالت: يا رسول اللّه، الحمد للّه الذي أظهر الدين الذي اختار لنفسه، لتمسّني رحمتك يا محمّد، إني امرأة مؤمنة باللّه مصدّقة، ثم كشفت عن نقابها فقالت: أنا هند بنت عتبة، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«مرحبا بك» فقالت: و اللّه يا رسول اللّه ما كان على الأرض من أهل خباء أحبّ إليّ أن يذلوا من [أهل] (4) خبائك و لقد أصبحت و ما على وجه (5) الأرض من أهل خباء أحبّ إليّ أن يعزّوا من [أهل] خبائك، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«و زيادة أيضا» ثم قرأ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عليهن القرآن و بايعن، فقالت هند من بينهن: يا رسول اللّه نماسحك، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّي لا أصافح النساء، إنّ قولي لمائة امرأة مثل قولي لامرأة واحدة»، و يقال: وضع على يده ثوبا ثم مسحن على يده يومئذ، و يقال كان يؤتى بقدح من ماء فيدخل يده فيه ثم يرفعه إليهن فيدخلن أيديهن فيه، و القول الأول أثبتها عندنا:«إنّي لا أصافح النساء»[13853].

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر.

و حدّثنا عمي، أنا ابن يوسف، أنا الجوهري، أنا ابن حيوية.

أنا أحمد بن معروف، نا ابن الفهم، نا محمّد بن سعد (6)،أنا عبد اللّه بن جعفر الرقي، نا أبو المليح، عن ميمون بن مهران:

ص: 179


1- رواه الواقدي في المغازي 850/2.
2- كذا بالأصل و «ز»، و في مغازي الواقدي: فبايعنه.
3- كذا بالأصل و «ز»، و في المغازي: زوجته.
4- سقطت من الأصل و «ز»، و استدركت عن المغازي، و هي مستدركة فيها.
5- سقطت من «ز»، و المغازي.
6- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 237/8.

أن نسوة أتين النبي صلى اللّه عليه و سلم فيهن هند بنت عتبة بن ربيعة، و هي أم معاوية، يبايعنه فلمّا أن قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا تشركن باللّه شيئا و لا تسرقن» (1) قالت هند: يا رسول اللّه إنّ أبا سفيان رجل مسّيك (2) فهل عليّ حرج أن أصيب من طعامه من غير إذنه، قال: فرخّص لها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في الرطب، و لم يرخص لها في اليابس، قال:«و لا تزنين» قالت: و هل تزني الحرة ؟ قال:«و لا تقتلن أولادكن» قالت: و هل تركت لنا ولدا إلاّ قتلته يوم بدر، قال:«و لا يعصينك في معروف» و قال ميمون: فلم يجعل اللّه لنبيه عليهن الطاعة إلاّ في المعروف، و المعروف طاعة اللّه.

قال: و أنا ابن سعد (3)،أنا عبيد اللّه (4) بن موسى، أنا عمر بن أبي زائدة قال: سمعت الشعبي يذكر أن النساء جئن (5) يبايعن فقال:«تبايعن (6) على ألاّ تشركن باللّه شيئا»، فقالت هند: إنا لقائلوها [قال:] (7)«و لا تسرقن» فقالت هند: كنت أصبت من مال أبي سفيان. قال أبو سفيان: فما أصبت من مالي فهو حلال قال:«و لا تزنين» فقالت هند: و هل تزني الحرة ؟ [قال:] (8)«و لا تقتلن أولادكن»، قالت هند: أنت قتلتهم.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا القاضي أبو القاسم علي بن الحسين الشافعي، نا أبو الحسن علي بن محمّد بن خشنام (9) المالكي، نا أبو يزيد خالد بن النضر القرشي، نا محمّد بن عبد الأعلى، نا معتمر بن سليمان، نا أبي قال:

و فرغ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من بيعة الرجال قال: ثم دعا النساء و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على الصفا و عمر أسفل منه، يبايع النساء لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أبايعكن على أن لا تشركن باللّه شيئا» و هند مقنّعة رأسها بين النساء، فقالت:- و رفعت رأسها - و اللّه إنك لتأخذ علينا أمرا ما رأيتك أخذته على الرجال، و قد أعطيناك، قال:«و لا تسرقن»، قالت: و اللّه إنّي لأجد من أبي

ص: 180


1- عند ابن سعد:«لا يشركن... يسرقن».
2- يعني بخيل.
3- الطبقات الكبرى لابن سعد 237/8.
4- في ابن سعد: عبد اللّه. تصحيف.
5- بالأصل و «ز»: حين، و المثبت عن ابن سعد.
6- بالأصل و «ز»: يبايعن، و المثبت عن ابن سعد.
7- زيادة لازمة عن ابن سعد.
8- زيادة عن ابن سعد.
9- بالأصل و «ز»: حشنام، بالحاء المهملة. و المثبت عن المطبوعة.

سفيان هنات فما أدري أ يحلّهن أم لا؟ فقال أبو سفيان: ما أصبت من شيء فيما مضى، و فيما غبر فهو لك حلال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«و إنّك لهند بنت عتبة ؟» قالت (1):نعم، فاعف عما سلف عفا اللّه عنك، قال:«و لا تقتلن أولادكن» قالت: قد ربيناهم صغارا و قتلتموهم (2) ببدر كبارا، و أنت و هم أعلم، فضحك عمر حتى استغرب (3)،و قال:«و لا تأتين ببهتان تفترينه بين أيديكن و أرجلكن»، قالت: و اللّه إنّ البهتان لشيء قبيح، و لبعض التجاوز أمثل، و ما أمرتنا إلاّ بالرشد و مكارم الأخلاق، قال:«و لا تعصين في معروف» قالت: ما جلسنا في هذا المجلس و نحن نحب أن نعصيك في شيء، قال:«و لا تزنين» قالت: أو تزني الحرة ؟ فأقرّ النساء بما أخذ عليهن نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فأمر عمر فبايعهن، و استغفر لهن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

كتب إليّ أبو المظفر محمّد بن أحمد بن محمّد الأبيوردي، أخبرني فهد (4) بن عبد الرّحمن الصوفي، أنا أبو غانم حميد بن [المأمون] (5)،نا أبو بكر بن لال الفقيه، نا أبو عمرو عثمان بن أحمد الدقاق المعروف بابن السّمّاك، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن ثابت المقرئ (6)، نا أبي، نا أبو صالح الهذيل (7) بن حبيب الدّنداني (8)،عن مقاتل بن سليمان.

في قوله: يٰا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذٰا جٰاءَكَ الْمُؤْمِنٰاتُ يُبٰايِعْنَكَ عَلىٰ أَنْ لاٰ يُشْرِكْنَ [بِاللّٰهِ شَيْئاً] (9) (10)و ذلك يوم فتح مكة، لما فرغ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من بيعة الرجال و هو جالس على الصفا، و عمر بن الخطاب أسفل منه. قال النبي صلى اللّه عليه و سلم للنساء:«أبايعكن على ألاّ تشركن باللّه شيئا»، و كانت هند بنت عتبة امرأة أبي سفيان متنقبة (11)مع النساء فرفعت رأسها فقالت: و اللّه

ص: 181


1- بالأصل: قال، و التصويب عن «ز».
2- كذا بالأصل و «ز»، و في المطبوعة: و قتلتهم.
3- كذا بالأصل و «ز»، و في المطبوعة: استغرق. و استغرب في الضحك: بالغ فيه.
4- تقرأ بالأصل و «ز»: فهر، و المثبت عن المطبوعة.
5- سقطت من الأصل و زيدت عن «ز».
6- تقرأ بالأصل:«النقري» و المثبت عن «ز».
7- تقرأ بالأصل و «ز»: «الهزيل» انظر الحاشية التالية.
8- الأصل:«الربدانى» و في «ز»: «الزيداني» تصحيف، و الصواب ما أثبت:«الدنداني» عن الأنساب(497/2) و ذكره السمعاني و ترجم له باسم: الهذيل بن حبيب الدنداني، من أهل بغداد.
9- زيادة عن «ز».
10- سورة الممتحنة، الآية:12.
11- بالأصل: منتقبة. و المثبت عن «ز».

إنك لتأخذ علينا أمرا ما رأيتك أخذته على الرجال، فقد أعطيناكه، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«و لا تسرقن» فقالت: و اللّه إنّي لأصيب من مال أبي سفيان هنات، فما أدري أ يحلّهن لي أم لا؟ فقال أبو سفيان: نعم ما أصبت من شيء فيما مضى و فيما غبر فهو لك حلال، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«و إنك لهند بنت عتبة ؟» قالت: نعم، فاعف عما سلف عفا اللّه عنك، قال:«و لا تزنين» قالت (1):فهل تزني الحرة ؟ ثم قال:«و لا تقتلن أولادكن» (2)قالت: ربيناهم صغارا و قتلتموهم كبارا، و أنت أعلم و هم، فضحك عمر حتى استلقى، و يقال: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ضحك من قولها ثم قال:«و لا يأتين ببهتان يفترينه (3)بين أيديهن و أرجلهن» و البهتان: أن تقذف المرأة ولدا من غير زوجها، على زوجها، لتقول لزوجها هو منك و ليس منه، قالت: و اللّه إن البهتان لقبيح، و بعض التجاوز أمثل، و ما تأمرنا إلاّ بالرشد و مكارم الأخلاق، ثم قال: وَ لاٰ يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ ،يعني في طاعة اللّه، فيما نهى النبي صلى اللّه عليه و سلم عنه من النوح، و تمزيق الثياب، و أن تخلو مع غريب في حضر أو سفر، أو تسافر فوق ثلاثة أيام إلاّ مع ذي محرم، و نحو ذلك، قالت هند: ما جلسنا مجلسنا هذا و في أنفسنا أن نعصيك في شيء، فأقرّ النسوة بما أخذ عليهن النبي صلى اللّه عليه و سلم، ثم بعث عمر بن الخطاب فبايعهن و استغفر لهن النبي صلى اللّه عليه و سلم فذلك قوله: وَ اسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللّٰهَ إِنَّ اللّٰهَ غَفُورٌ لما كان في الشرك منهن، رَحِيمٌ (4) فيما بقي.

أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمّد، و أبو الفضل محمّد بن ناصر بن علي، و جماعة قالوا: أنا أبو الفضل محمّد بن عبد السلام بن أحمد الأنصاري، أنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم، أنا الحسن بن محمّد (5) بن كيسان النحوي، نا إسماعيل بن إسحاق القاضي، نا محمّد بن أبي بكر، نا سعيد بن عامر، عن جويرية قال:

قال النبي صلى اللّه عليه و سلم لهند يوم الفتح:«كيف ترين الإسلام ؟» قالت: بأبي و أمي، ما أحسنه لو لا ثلاث خصال: التجبية (6) و الخمار، و زقوّ (7) هذا العبد الأسود فوق الكعبة، فقال:«أما قولك

ص: 182


1- بالأصل و «ز»: قال.
2- بالأصل:«يقتلن أولادهن» و المثبت عن «ز».
3- في «ز»: و لا تأتين ببهتان تفترينه.
4- سورة الممتحنة، الآية:12.
5- في «ز»: «أحمد» و كتب فوقها: محمد.
6- بالأصل و «ز»: «التحبية» و الصواب ما أثبت، و التجبية و هو وضع اليدين على الركبتين في الصلاة، أو على الأرض. و أراد هنا الركوع (راجع اللسان: جبى).
7- بالأصل: زفو، و المثبت عن «ز»، و الزقو: الصياح. و لعلها أرادت الأذان و صوت بلال يرفع الأذان.

التجبية فلا صلاة إلاّ بركوع، و أما زقو هذا العبد الأسود فوق الكعبة، فنعم عبد اللّه هو، و أما الخمار فأي شيء أستر من الخمار؟» فقالت: بأبي و أمي إني كنت أحب أن تعرف الفرعاء من الزعراء (1).قال: و كانت امرأة لها شعر.

أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو محمّد بن أحمد بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على أبي القاسم المستملي، أنا أبو بكر ابن المقرئ.

قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا نصر بن علي، قال: حدثتنا - و قال ابن حمدان:

حدثتني - عطية أم عمرو عجوز من بني مجاشع قالت: حدثتني عمتي، عن جدي، عن عائشة قالت:

جاءت هند بنت عتبة - زاد ابن حمدان: بن ربيعة - إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لتبايعه فنظر - و في حديث ابن المقرئ قالت: فنظر - إلى يديها فقال:- زاد ابن حمدان: لها، و قالا:- «اذهبي فغيري يدك»، قالت: فذهبت فغيّرتها بحناء، ثم جاءت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - و قال ابن حمدان:

إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:- «أبايعك على أن لا تشركي باللّه شيئا، و لا تسرقي و لا تزني» قالت:

أو تزني الحرة ؟ قال:«و لا تقتلن أولادكن خشية إملاق» قالت: و هل تركت لنا أولادا نقتلهم ؟! قال: فبايعته ثم قالت له و عليها سواران من ذهب: ما تقول في هذين السوارين ؟ قال:«جمرتان من نار جهنم»، و قال ابن حمدان:«من جمر جهنم»[13854].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا أبو بكر محمّد بن عمر ابن علي بن خلف بن زنبور، نا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا أحمد بن صالح، نا عنبسة بن خالد، نا يونس، عن ابن شهاب، حدّثني عروة، عن عائشة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

جاءت هند بنت عتبة بن ربيعة فقالت: يا رسول اللّه و اللّه ما كان على الأرض من أهل (2) خباء أحب إليّ أن يذلوا من أهل خبائك، و ما أصبح اليوم على ظهر الأرض أهل خباء أحبّ إليّ أن يعزّوا من أهل خبائك، فقال:«و أيضا و الذي نفسي بيده» ثم قالت: يا رسول اللّه إنّ أبا سفيان

ص: 183


1- الزعراء من النساء هي القليلة الشعر.
2- سقطت من «ز».

رجل ممسك، فهل عليّ حرج في أن أطعم من الذي له عيالنا؟ قال:«لا، بالمعروف».

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر السوسي، أنا أبو القاسم بن أبي حيّة، أنا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر (1)،حدّثني عبد الرّحمن بن أبي الزناد، عن عبد المجيد بن سهيل قال: لما أسلمت هند بنت عتبة جعلت تضرب صنمها (2)في بيتها بالقدوم فلذة فلذة و هي تقول: كنا منك في غرور.

قال: و أنا محمّد بن عمر (3)،حدّثني عبد اللّه بن يزيد، عن أبي حصين الهذلي قال: لما أسلمت هند بنت عتبة أرسلت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بهدية، و هو بالأبطح مع مولاة لها بجديين مرضوفين (4) و قد. فانتهت الجارية إلى خيمة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فسلمت و استأذنت، فأذن لها، فدخلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو بين نسائه أم سلمة زوجته، و ميمونة، و نساء من نساء بني عبد المطلب، فقالت: إنّ مولاتي أرسلت إليك بهذه الهدية، و هي معتذرة إليك و تقول: إن غنمنا اليوم قليلة الوالدة، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«بارك اللّه لكم في غنمكم و أكثر والدتها» فرجعت المولاة إلى هند، فأخبرتها بدعاء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فسرّت بذلك، و كانت المولاة تقول لقد رأينا من كثرة غنمنا و والدتها ما لم نكن (5) نرى قبل و لا قريب، فتقول هند: هذا دعاء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و بركته، فالحمد للّه الذي هدانا للإسلام، ثم تقول: لقد كنت أرى في النوم أني في الشمس أبدا قائمة و الظل مني قريب، لا أقدر عليه، فلما دنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم منا رأيت كأني دخلت الظل.

قيل: إنّ القدّ لبأ يجعل في جلد سخلة صغيرة[13855].

أخبرنا أبو القاسم بن أبي بكر، أنا أبو الحسين البزاز (6)،أنا أبو طاهر الذهبي، أنا أحمد بن عبد اللّه بن سيف، أنا أبو عبيدة السري بن يحيى (7)،أنا شعيب بن إبراهيم، نا

ص: 184


1- رواه الواقدي في مغازيه 871/2.
2- كذا بالأصل و «ز»، و في المغازي: صنما لها.
3- مغازي الواقدي 868/2.
4- بالأصل:«موصوفين» و في «ز»: «مرصوفين» و المثبت عن المغازي. و قوله مرضوفين، المرضوف الذي يشوى على الرضف، و الرضف هي الحجارة المحماة على النار (النهاية).
5- بالأصل و «ز»: يكن، و المثبت عن المغازي.
6- بالأصل و «ز»: البزار.
7- رواه الطبري في تاريخه 756/2 (ط . بيروت) حوادث سنة 23.

سيف بن عمر، عن الربيع بن النعمان، و أبي المجالد جرار (1) بن عمرو، و أبي عثمان، و أبي حارثة، و أبي عمرو (2) مولى إبراهيم بن طلحة، عن زيد بن أسلم، عن أبيه قالوا:

إن هندا بنت عتبة قامت إلى عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه، فاستقرضته من بيت المال أربعة آلاف درهم تتجر فيها و تضمنها، فأقرضها فخرجت فيها إلى بلاد كلب فاشترت و باعت فبلغها أن أبا سفيان و عمرو (3) بن أبي سفيان قد أتيا فعدلت إليه من بلاد كلب، فأتت معاوية، و كان أبو سفيان قد طلّقها فقال: ما أقدمك أي أمّه ؟ قالت: النظر إليك أي بني، إنه عمرو، و إنما يعمل للّه، و قد أتاك أبوك فخشيت أن تخرج إليه من كلّ شيء، و أهل ذاك، فلا يعلم الناس من أين أعطيته فيؤنبوك و يؤنبك عمر، فلا تستقيلها أبدا، فبعث إلى أبيه و إلى أخيه بمائة دينار، و كساهما و حملهما، فتعظّمها عمرو. فقال أبو سفيان: لا تعظّمها، فإن هذا عطاء لم تغب عنه هند، و مشورة قد حضرتها هند.

و رجعوا (4) جميعا، فقال أبو سفيان لهند: أربحت (5)؟قالت: اللّه أعلم معي تجارة إلى المدينة، فلما أتت المدينة و باعت شكت الوضيعة عن أمره، فقال لها عمر: لو كان مالي لتركته، و لكنه مال المسلمين، هذه مشورة لم يغب عنها أبو سفيان. فبعث إليه فحبسه حتى وفته (6)،و قال له بكم أجازك (7) معاوية ؟ قال: بمائة دينار.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد الكاتب، أنا الحسن بن عيسى بن المقتدر باللّه، نا أبو العباس أحمد بن منصور اليشكري، قال: قرأت على ابن دريد، قلت له: حدثكم أبو حاتم عن العتبي عن أبيه قال:

شخص أبو سفيان إلى معاوية بالشام و معه ابناه عتبة و عنبسة، فكتبت هند إلى معاوية سرّا: قد قدم أبوك و أخواك (8)،فلا تغذم (9) لهم فيعزلك ابن الخطاب - قال لي أبو العباس

ص: 185


1- كذا بالأصل و «ز»، و في تاريخ الطبري: جراد.
2- بالأصل و «ز»: «عمر» و المثبت عن الطبري.
3- بالأصل و «ز»: «عمر» و المثبت عن الطبري.
4- بالأصل و «ز»: «و رجعا» و المثبت عن الطبري.
5- بالأصل: ارتحت، و المثبت عن «ز»، و الطبري.
6- كذا بالأصل و «ز»، و في الطبري:«أوفته» و كلاهما بمعنى.
7- بالأصل:«أجارك» و المثبت عن «ز»، و الطبري.
8- في المطبوعة: و أخوك.
9- بالأصل: تقدم، و اللفظة غير واضحة في «ز»، و المثبت عن المطبوعة و سيأتي تفسير الكلمة.

اليشكري: لا تعطهم الكثير، و يقال: غذم له من المال - احمل أباك على فرس، و أعطه أربعة آلاف درهم، و احمل عتبة على بغل و اعطه ألفي درهم، و احمل عنبسة على حمار و اعطه ألف درهم، ففعل معاوية ذلك، فقال أبو سفيان: أشهد أن هذا رأي هند.

قال: و نا أبو بكر، أنا أبو حاتم، عن العتبي، عن أبيه قال:

كانت هند امرأة عاقلة جزلة، فلما ولّى عمر بن الخطاب يزيد بن أبي سفيان ما ولاه من الشام خرج إليه معاوية فقال أبو سفيان لهند: كيف ترين ؟ صار ابنك تابعا لابني، فقالت: إن اضطرب حبل العرب فستعلم أين يقع ابنك مما يكون فيه ابني، فمات يزيد بالشام، فولّى عمر معاوية موضعه، فقالت هند لمعاوية: و اللّه يا بني إنه لقلّ ما ولدت حرّة مثلك، و قد استنهضك هذا الرجل، فاعمل بموافقته، أحببت ذلك أم كرهت، و قال له أبو سفيان: يا بني إنّ هؤلاء الرهط من المهاجرين، سبقونا و تأخرنا، فرفعهم سبقهم و قصر بنا تأخرنا، فصاروا قادة و صرنا أتباعا، و قد ولّوك جسيما من أمورهم، فلا تخالفهم، فإنك تجري إلى أمد فنافس (1) فيه، فإن بلغته أورثته عقبك.

9445 - هند بنت معاوية بن أبي سفيان صخر

ابن حرب بن أمية بن عبد شمس الأموية (2)

زوج عبد اللّه بن عامر بن كريز.

كانت دارها بدمشق بدرب القلي، تعرف اليوم ببني حجيجة (3).

أخبرنا أبو الحسين (4) بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالوا: أنا أبو جعفر المعدل، أنا أبو طاهر المخلص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير قال في تسمية ولد معاوية (5):هند بنت معاوية تزوجها عبد اللّه بن عامر بن كريز، و أمّها فاختة بنت قرظة بن عبد عمرو بن نوفل بن عبد مناف، و لهند و رملة ابنتي معاوية يقول عبد الرّحمن بن الحكم (6):

ص: 186


1- كذا بالأصل و «ز»، و في المطبوعة: تنافس.
2- نسب قريش للمصعب ص 128 و أنساب الأشراف 296/5 (طبعة دار الفكر).
3- بالأصل: حجيمة، و المثبت عن «ز».
4- تحرفت بالأصل إلى: الحسن، و المثبت عن «ز».
5- نسب قريش للمصعب ص 128.
6- بالأصل:«عبد الرحمن بن أم الحكم» و مثله في «ز»، و كتب فيها فوق الاسم،«الحكم» و الصواب ما أثبت عن نسب قريش، و هو عبد الرحمن بن الحكم بن أبي العاص.

أؤمل هندا أن يموت ابن عامر *** و رملة يوما أن يطلقها عمرو (1)

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد قال:

فولد معاوية عبد اللّه و هو مبقّت (2) و عبد الرّحمن، و هندا تزوجها عبد اللّه بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، و أمهم فاختة بنت قرظة بن عبد عمرو بن نوفل بن عبد مناف بن قصي.

أنبأنا أبو الحسن بن العلاف، و أخبرني أبو المعمر الأنصاري عنه.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن أبي جعفر، و أبو الحسن.

قالا: أنا أبو القاسم الواعظ ، أنا أحمد بن إبراهيم، نا محمّد بن جعفر، نا إسماعيل بن علي الرقّي، نا عبد اللّه بن شبيب، نا العتبي محمّد بن عبيد اللّه بن عمرو بن عتبة بن أبي سفيان قال:

زوج معاوية ابنته من عبد اللّه بن عامر بن كريز، فلما كانت ليلة البناء بها امتنعت منه امتناعا شديدا حتى لم يقدر منها على شيء، فضربها، فبكت فلمّا سمع جواريها بكاءها صحن، فسمع معاوية الصوت فجاء مبادرا، فسمع مقالتهن، فأخبروه فدخل عليه فقال: مثل هذه تضرب، قبح اللّه رأيك، و قبح ما أتيت به أخرج عني إلى غير هذا البيت، فلمّا خرج قال معاوية لابنته: لا تفعلي، فإنما هو زوجك الذي أحلّه اللّه لك أ ما سمعت قول الشاعر:

من الخفرات البيض أما حرامها *** فصعب و أما حلّها فذلول ؟

ثم خرج و رجع زوجها إليها، فلانت له حتى نال منها حاجته.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش، فيما ناولني إياه، و قرأ عليّ إسناده و قال: اروه عني، أنا أبو علي الجازري (3)،أنا أبو الفرج الجريري (4)،نا محمّد بن الحسن بن دريد (5)،نا أبو حاتم،

ص: 187


1- تقدم البيت في ترجمة رملة بنت معاوية في هذا الجزء.
2- مبقت كمعظم: الأحمق، و لقب عبد اللّه بن معاوية بن أبي سفيان، قاله في القاموس المحيط .
3- بالأصل:«الحارري» و في «ز»: «الحاردي» كلاهما تصحيف، و التصويب عن أسانيد مماثلة، و السند معروف.
4- بالأصل و «ز»: الحريري، تصحيف.
5- الخبر رواه الجريري في الجليس الصالح الكافي 137/4.

أنا محمّد بن عبيد اللّه (1) بن عمرو بن معاوية بن عتبة بن أبي سفيان قال:

زوّج معاوية بن أبي سفيان ابنته من عبد اللّه بن عامر بن كريز، فلمّا ابتنى (2) بها امتنعت عليه امتناعا شديدا لم يصل معه منها إلى شيء، فضربها، فبكت، و سمع الجواري بكاءها، فصحن، و وقع ذلك في أذن معاوية فجاء مبادرا، و سمع مقالة الجواري، فدخل على عبد اللّه البيت فقال له: مثل هذه تضرب ؟ قبح اللّه رأيك، و قبح ما أتيت به، أخرج عن هذا البيت إلى غيره، فلمّا خرج أقبل على ابنته فقال: يا بنية لا تفعلي فإنّما هو زوجك الذي أحلّه اللّه لك، أ و ما سمعت يا بنية قول الشاعر:

من الخفرات البيض أما حرامها *** فصعب و أما حلّها فذلول

ثم نهض فخرج، و عاد زوجها إلى البيت، فلانت و أذعنت.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن كرتيلا، أنا أبو بكر محمّد بن علي الخياط ، أنا أحمد بن عبد اللّه السوسنجردي، أنا أبو جعفر أحمد بن أبي طالب علي بن محمّد، أنا أبي، أنا محمّد بن مروان بن عمر السعيدي، حدّثني أبو الضحاك مخلد بن محمّد بن الضحاك بن مخلد أبي عاصم النبيل، نا الزبير بن محمّد بن خالد العثماني، حدّثني عبد اللّه بن القاسم الأيلي قال:

زوّج معاوية بن أبي سفيان ابنته هندا من عبد اللّه بن عامر بن كريز، و بنى له قصرا (3)إلى جانب قصره، و جعل بينهما بابا و أدخلت عليه و هي بنت تسع سنين، قال: فبينا هو (4) في المشرقة (5) يوما إذ مرّت به حاضنتها فقال لها: ما فعلت تلكم ؟ فقالت: بخير يا أمير المؤمنين، قال: فإني أعزم عليكم بحقي عليك قالت: يا أمير المؤمنين فإنها مصعت و اعتاصت عليه، فقام حافيا آخذا بأزرار ثيابه و مضى حتى دخل عليها، فسلّم و النسوة عندها،

ص: 188


1- في الجليس الصالح: عبد اللّه.
2- كذا بالأصل و «ز» و الجليس الصالح، قال القاضي الجريري: قال جمهور من اللغويين: الكلام الصحيح في هذا: بنى عليها، و ذاك أن الرجل من العرب كان إذا تزوج بنى على امرأته بنيا من خباء و غيره للخلوة بها و الإفضاء إليها، و كثر ذلك و عرف حتى قيل لكل من دخل بزوجته: قد بنى عليها، و مما حدث في زماننا من كلام سفلة العامة أن يقولوا لمن غشي امرأته: قد ابتنى بها، و إن كان إتيانه بها زنا و سفاحا.
3- بالأصل: قصر، و المثبت عن «ز».
4- بالأصل و «ز»: هن.
5- المشرقة: موضع القعود في الشمس.

قال: فكسرت له نمرقة (1) فجلس فقال: السّلام عليكن يا بنية، بيض عطرات أوانس خفرات، أما حرامهن فصعب، و أما حلالهن فسهل به سمحات، ثم رجع إلى مجلسه فمر به ابن عامر فقال له: النجاء إلى أهلك، فرب صعب قد ذلّلته لكم، و حزن قد سهلته لكم، قال: ثم مرت به الحاضنة من الغد فقال لها: كيف تلكم ؟ فقالت (2):صارت امرأة من النساء.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا الطوسي، أنا الزبير بن أبي بكر، حدّثني عمي مصعب ابن عبد اللّه (3)،عن بعض القرشيين قال:

كانت هند بنت معاوية أبرّ شيء بعبد اللّه بن عامر، و أنها جاءته يوما بالمرآة و المشط ، و كانت تولّى (4) خدمته بنفسها، فنظر في المرآة فالتقى وجهه و وجهها في المرآة فرأى شبابها و جمالها، و رأى الشيب في لحيته قد ألحقه بالشيوخ، فرفع رأسه إليها فقال: الحقي بأبيك، فانطلقت حتى دخلت على أبيها فأخبرته بخبرها فقال: و هل تطلّق الحرة ؟ قالت: ما أتى من قبلي، و أخبرته خبرها فأرسل إليه، فقال: أكرمتك ببنتي ثم رددتها عليّ ؟ قال: أخبرك عن ذلك، إنّ اللّه منّ علي بفضله و خلقني كريما، لا أحب أن يتفضّل عليّ أحد، و إن ابنتك أعجزتني مكافأتها لحسن (5) صحبتها، فنظرت، فإذا أنا شيخ و هي شابة، لا أزيدها مالا إلى مالها، و لا شرفا إلى شرفها، فرأيت أن أردّها إليك لتزوجها فتى من فتيانك، كأنّ وجهه ورقة مصحف.

9446 - هند بنت المهلب بن أبي صفرة

حدّثت عن أبيها، و الحسن البصري، و أبي الشعثاء جابر بن زيد.

حكى عنها ابنا أخيها حجاج و محمّد ابنا أبي عتبة (6) بن المهلب، و زياد بن عبد اللّه القرشي، و أبو سلمة مولى العتيك.

ص: 189


1- النمرقة: الوسادة الصغيرة.
2- بالأصل و «ز»: فقال.
3- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 149 و المستدرك للحاكم 639/3-640.
4- في «ز»، و نسب قريش: تتولى.
5- كذا بالأصل و «ز»، و في نسب قريش: بحسن.
6- كذا بالأصل، و في «ز»: عيينة، و كتب فوقها:«عتبة ح» و قد جاء في التاريخ الكبير 378/2/1 حجاج بن أبي عيينة عن هند بنت المهلب... هو ابن المهلب المهلبي أخو محمد بن أبي عيينة.

و وفدت على عمر بن عبد العزيز.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا محمّد بن العباس، حدّثني أبي العباس بن محمّد بن حيوية، نا أبو شعيب (1) الحرّاني، نا زياد بن عبد اللّه القرشي قال:

دخلت على هند بنت المهلب بن أبي صفرة امرأة الحجاج بن يوسف، فرأيت في يدها مغزلا فقلت: أ تغزلين و أنت امرأة أمير؟ قالت: سمعت أبي يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«أطولكن طاقة أعظمكن أجرا، و هو يطرد الشيطان، و يذهب بحديث النفس»[13856].

[قال ابن عساكر:] (2) كذا قال، و قد أسقطه منه يزيد (3) بن مروان.

أنبأناه أبو بكر وجيه بن طاهر، و أبو سعد عبد اللّه بن أسعد بن حيان، قالا: أنا أبو المظفر موسى بن عمران، أنا الحاكم أبو عبد اللّه، نا بكر بن محمّد بن حمدان الصيرفي بمرو، نا أبو شعيب عبد اللّه بن الحسن الحراني، نا يزيد بن مروان، نا زياد بن عبد اللّه القرشي قال:

دخلت على هند بنت المهلب بن أبي صفرة و هي امرأة الحجاج بن يوسف، فرأيتها بيدها مغزل تغزل، فقلت: تغزلين و أنت امرأة خليفة ؟ فذكر مثله.

[قال ابن عساكر:] (4) صوابه امرأة أمير كما تقدم.

أخبرنا أبوا (5) الحسن الفقيهان، و أبو المعالي بن الشعيري، قالوا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي، أنا أبو بكر الخرائطي، نا أبو قلابة عبد الملك بن محمّد، نا أبي، نا حمّاد بن زيد، عن حجاج بن أبي عتبة (6) قال: حدثتني هند ابنة المهلب قالت: قلت للحسن: يا أبا سعيد، ينظر الرجل إلى عنق أخته، و إلى قرطها، و إلى شعرها، قال: لا و لا كرامة.

ص: 190


1- في «ز»: «أبو سعيد» و كتب فوقها:«شعيب ح» و الصواب ما أثبت: أبو شعيب، و اسمه عبد اللّه بن الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحراني، ترجمته في سير أعلام النبلاء 536/13.
2- زيادة منا.
3- تحرفت بالأصل إلى: زيد، و التصويب عن «ز». و سيرد على الصواب في الخبر التالي.
4- زيادة منا للإيضاح.
5- في «ز»: أبو الحسن.
6- كذا بالأصل، و في «ز»: «عقبة» و كتب فوقها:«عتبة خ» و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب. و انظر ما لاحظناه قريبا بشأنه.

[قال ابن عساكر:] كذا في الأصل، و الصواب ابن أبي عيينة.

أخبرنا أبو محمّد عبد اللّه بن أبي أسد بن عمار، بقراءتي عليه، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهاب بن جعفر بن علي، أنا تمام بن محمّد الرازي، نا أبو عبد الرّحمن الضحاك بن يزيد بن أبي كبشة، نا أبو هاشم وريزة (1) بن محمّد بن وريزة (2) الغساني، نا الحارث بن همام، نا أبي، عن أبيه قال: قدمت هند بنت المهلب على عمر بن عبد العزيز (3)بخناصرة (4) فقالت له: يا أمير المؤمنين علام حبست أخي ؟ قال: تخوّفت أن يشق عصا المسلمين، قال: فقالت له: فالعقوبة بعد الذنب أو قبل الذنب ؟ أنبأنا أبو الحسن بن العلاّف، و أخبرني أبو المعمر عنه.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن أبي جعفر، و ابن العلاف.

قالا: أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أحمد بن إبراهيم، نا الخرائطي، نا يعقوب بن إسحاق القلوسي، نا أبو عاصم النبيل، نا حماد بن زيد، عن أيوب السّختياني (5) قال: ما رأيت امرأة أعقل من هند بنت المهلب.

قال: و نا الخرائطي، نا عمران بن موسى حكاية عن هند بنت المهلب بن أبي صفرة و كانت من عقلاء الناس قالت: شيئان لا تؤمن المرأة عليهما: الرجال و الطيب.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم، نا عبد اللّه بن محمّد، نا محمّد بن عبد اللّه بن رستة، نا محمّد بن عبيد بن حساب، نا حماد بن زيد، نا حجاج بن أبي عيينة، عن هند بنت المهلب.

و ذكروا عندها جابر بن زيد قالوا: إنّه كان إباضيا (6) قالت: كان جابر بن زيد (7) أشد الناس انقطاعا إليّ و إلى أمي، فما أعلم شيئا كان يقربني إلى اللّه إلاّ أمرني به، و لا شيئا

ص: 191


1- بدون إعجام بالأصل، و في «ز»: ورزة، و الصواب ما أثبت، راجع تبصير المنتبه.
2- في «ز»: ورزه.
3- بالأصل و «ز»: عبد الملك، خطأ، و الصواب ما أثبت، عن المختصر، و قد تقدم في أول الترجمة وفودها عليه.
4- خناصرة بليدة من أعمال حلب. تحاذي قنسرين إلى البادية (معجم البلدان).
5- بالأصل و «ز»: السجستاني، تصحيف و التصويب عن تهذيب الكمال و هو أيوب بن أبي تميمة كيسان السختياني 404/2 و السختياني بفتح المهملة بعدها معجمة ثم مثناة ثم تحتانية و بعد الألف نون. كما في تقريب التهذيب.
6- الإباضية إحدى فرق الخوارج، و هم أتباع عبد اللّه بن إباض.
7- هو جابر بن زيد الأزدي اليحمدي البصري، أبو الشعثاء، ترجمته في سير الأعلام(398/5 ت 551) ط دار الفكر.

يباعدني عن اللّه إلاّ نهاني عنه، و ما دعاني إلى الاباضية قط ، و لا أمرني بها، و إن كان ليأمرني أين أضع الخمار، و وضعت يدها على الجبهة.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، و أبو منصور بن الجواليقي إذنا، قالا: أنا المبارك بن عبد الجبار، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا عثمان بن عمرو بن المنتاب، أنا جعفر بن محمّد بن نصير، نا أحمد بن محمّد بن مسروق، نا محمّد بن الحسين البرجلاني، حدّثني محمّد بن أيوب العتكي، حدّثني أبي أيوب بن صالح العتكي، حدثتني أمي أم عبد اللّه قالت: كنت أدخل على هند بنت المهلب و هي تسبّح باللؤلؤ، فإذا فرغت من تسبيحها ألقته إلينا فقالت:

اقتسمنه بينكن.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و حدّثنا أخي أبو الحسين (1) الحافظ رحمه اللّه، أنا علي، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف [المقرئ] (2)،أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن شرام، أنا أبو بكر محمّد بن جعفر بن محمّد بن سهل السامري، نا إبراهيم بن الجنيد، نا محمّد بن الحسين، نا أبو عمر الضرير، نا أبو سلمة مولى لعتيك قال: قالت هند: إذا رأيتم النّعم مستدرّة فبادروا بتعجيل الشكر قبل حلول الزوال.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (3)،نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا عبيد اللّه بن محمّد بن أبي مسلم، أنا عثمان بن أحمد، نا إسحاق بن إبراهيم بن سنين (4)،نا عبد اللّه بن المعلى الكوفي، نا أبو عمر الضرير، حدّثني أبو سلمة مولى لعتيك قال: قالت هند بنت المهلب إذا رأيتم النعم مستدرة، فبادروها بتعجيل الشكر قبل حلول الزوال.

أخبرنا أبو الفتوح (5) محمّد بن الحسن بن منصور المؤذن، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن ابن محمّد بن إسحاق، أنا علي بن محمّد بن علي المقرئ، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، أنا الغلابي، نا محمّد بن عباد قال: قالت هند بنت المهلب و ذكرت عندها امرأة

ص: 192


1- بالأصل: الحسن تصحيف، و التصويب عن «ز». و هو الصائن هبة اللّه بن الحسن بن هبة اللّه بن عبد اللّه، أخو المصنف، ترجمته في سير الأعلام(218/15 ترجمة 5089) ط دار الفكر و كناه أبا الحسين، و في طبقات الإسنوي 215/2 كناه أبا الحسن.
2- زيدت عن «ز».
3- الأصل: المزرقي، و في «ز»: المرزقي، كلاهما تصحيف.
4- تحرفت بالأصل إلى سفيان، و التصويب عن «ز».
5- في «ز»: «الفرج» و فوقها علامة تحويل إلى الهامش، و كتب عليه: الفتوح و فوقها خ.

بجمال، فقالت: ما تحلّين النساء تحلية (1) أحسن عليهن من لبّ طاهر، تحته أدب كامل.

أنبأنا أبو الحسن بن العلاف، و أخبرني أبو المعمر عنه.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، و علي بن محمّد.

قالا: أنا عبد الملك بن محمّد، أنا أبو العباس الكندي، نا أبو بكر الخرائطي، حدّثني إبراهيم بن الجنيد، نا محمّد بن الحسين، نا محمّد بن عباد بن عباد، قال: قالت هند بنت المهلب: ما رأيت للأسرة خيرا من السكن (2)،و لربّ مسكون إليه غير طائل، و السكن على كل حال أجمع.

قال: و نا محمّد بن عباد بن (3) عباد، حدثتني مولاة لنا قديمة قالت: قالت هند بنت المهلب: ما رأيت لصالح النساء و شرارهن خيرا لهن من إلحافهنّ (4) باسكانهن.

قال: و نا محمّد بن عباد قال: سمعت أبي يقول: قالت هند: رأيت صلاح الحرة إلفها و فسادها بحدّتها (5)،و إنما يجمع ذلك و يفرقه التوفيق.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، و أبو منصور موهوب (6) بن الخضر في كتابيهما، قالا: أنا أبو الحسين بن الطيوري، أنا الحسن بن علي، أنا عثمان بن عمرو بن المنتاب، أنا جعفر بن محمّد بن نصير، نا أحمد بن محمّد بن مسروق، نا محمّد بن الحسين، حدّثني محمّد بن عباد، حدّثني أبو زيد مولانا و كان ثقة رضا، قال:

قالت هند: الطاعة مقرونة بالمحبة، فالمطيع محبوب، و إن نأت داره، و قلّت آثاره، و المعصية مقرونة بالبغض، فالعاصي ممقوت، و إن مستك رحمه، و نالك معروفه.

9447 - هند الخولانية

9447 - هند الخولانية (7)

امرأة بلال بن رباح مؤذن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و هي من أهل داريا قيل: إنّ لها صحبة.

ص: 193


1- كذا بالأصل و «ز»، و في المختصر:«بحلية» و هو أشبه.
2- رسمها بالأصل:«السكر» و المثبت عن «ز».
3- كذا بالأصل و «ز»، و في المطبوعة: نا عباد.
4- في «ز»: إلحاقهن.
5- بدون إعجام بالأصل، و في «ز»: «تحديها» و المثبت عن المختصر و المطبوعة.
6- بالأصل: مرهوب، و المثبت عن «ز».
7- ترجمتها في الإصابة 428/4 و أسد الغابة 290/6 و تاريخ داريا ص 58 و 59.

حكت عن زوجها بلال.

روى عنها عمير بن هانئ، و عاتكة اللخمية.

أنبأنا (1) أبو البركات بن المبارك، أنا أبو الحسين بن الطيوري، أنا عبد العزيز بن علي الأزجي، أنا عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمّة (2) الخلال، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد ابن يعقوب بن شيبة، حدّثني [جدي] (3)،نا عبد الرّحمن بن المبارك، نا عبد الأعلى بن عبد الأعلى، نا سعيد الجريري (4)،عن أبي الورد القشيري، حدثتني امرأة من بني عامر عن امرأة بلال:

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم أتاها فسلم فقال:«أ ثمّ بلال» فقالت: لا، فقال:«لعلك غضبي على بلال» فقالت: إنه يجيئني كثيرا فيقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال لها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما حدثك عني فقد صدقك بلال (5)،بلال لا يكذب، لا تغضبي بلالا، فلا يقبل منك عمل ما غضب عليك بلال» (6)[13857].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، نا علي بن محمّد بن طوق، أنا عبد الجبار بن محمّد بن مهنّا (7)،نا أحمد بن سليمان، نا أبو زرعة.

ح (8) و أخبرناه عاليا أبو محمّد أيضا، نا عبد العزيز، أنا أبو القاسم البجلي، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة.

حدّثني أبو مسهر، و يحيى بن صالح، قالا: نا محمّد بن مهاجر، عن عمير بن هانئ، عن هند الخولانية امرأة بلال قال: قالت: كان بلال إذا أخذ مضجعه قال: اللّهم: تقبّل حسناتي و تجاوز عن سيئاتي، و اعذرني بعلاتي.

ص: 194


1- الخبر من هذا الطريق في أسد الغابة 291/6.
2- بالأصل و المطبوعة:«حمد» و في أسد الغابة:«خيثمة» تصحيف و الصواب ما أثبت، راجع ترجمته في سير الأعلام 82/17.
3- سقطت من الأصل، و زيدت عن «ز»، و أسد الغابة.
4- بالأصل:«الحررى» و المثبت عن «ز»، و أسد الغابة.
5- كذا بالأصل و «ز»، و اللفظة ليست في أسد الغابة.
6- عقب ابن الأثير بعد ما ذكر الحديث: و هذا عندي فيه نظر، فإن بلالا إنما تزوج في خولان لما أقام بالشام، و ذلك بعد وفاة النبي صلى اللّه عليه و سلم، و ليس في الحديث أنها من خولان، و لعل هذه غير الخولانية، و اللّه أعلم.
7- الخبر رواه القاضي عبد الجبار في تاريخ داريا ص 58-59.
8- زيد حرف التحويل عن «ز».

رواه معاوية بن صالح، عن عمير بن هانئ، عن امرأة بلال و لم يسمها.

أنبأنا أبو علي المقرئ و غيره، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، أنا سليمان بن أحمد، نا أبو زرعة الدمشقي، نا أبو مسهر، نا محمّد بن مهاجر الأنصاري، نا عمير بن هانئ، عن هند امرأة بلال، قالت: كان بلال إذا أخذ مضجعه قال: اللهم تجاوز عن سيئاتي و اعذرني بعلاتي.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن (1) بن لؤلؤ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص الفلاس، نا عبد الملك بن بديل ابن غزوان (2) قال: حدثتنا عاتكة اللخمية قالت: حدثتني هند الخولانية امرأة بلال قالت: كان بلال إذا أخذ مضجعه من الليل قال: اللّهمّ اغفر لي خطاياي و اعذرني لعلاتي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو القاسم البجلي، نا أبو عبد اللّه، نا أبو زرعة قال في تسمية من حدّث بالشام من النساء: هند الخولانية، زوجة بلال.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه قراءة، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم ابن عتاب، أنا أحمد بن عمير إجازة.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا ابن جوصا، قراءة، قال: سمعت ابن سميع يقول: هند الخولانية امرأة بلال، تنزل داريا.

أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أنا شجاع، أنا ابن مندة، قال (3):هند امرأة بلال بن رباح، سمّاها سعيد بن عبد الملك عن الأوزاعي، عن عمير بن هانئ، عن هند الخولانية امرأة بلال، قالت: كان بلال إذا أوى إلى فراشه قال: اللّهمّ اغفر زلاّتي و تقبّل حسناتي، و اعذرني في علاّتي.

أخبرناه محمّد بن محمّد بن يعقوب، نا إبراهيم بن محمّد الفرائضي، نا محمّد بن عيسى المصيصي، عن سعيد بن عبد الملك بهذا، و لها حديث مسند رواه الجريري، عن أبي الورد، عن امرأة من بني عامر عنها.

ص: 195


1- تحرفت بالأصل إلى: الحسين، و المثبت عن «ز».
2- تحرفت بالأصل إلى: عزران، و المثبت عن «ز».
3- رواه من طريقه ابن حجر في الإصابة 428/4.

أنبأنا أبو علي الحداد، و أبو سعد المطرز، قالا: قال لنا أبو نعيم الحافظ : هند امرأة بلال، سمّاها سعيد بن عبد الملك، عن الأوزاعي، عن عمير بن هانئ، عن هند الخولانية امرأة بلال، و لها حديث مسند فيما رواه الجريري (1)،عن أبي الورد، عن امرأة عنها ذكرها المتأخر.

9448 - هوى

جارية أديبة اشتراها معاوية و بعث بها إلى الحسين بن علي رضي اللّه عنه على ما قيل.

قرأت على أبي محمّد طاهر بن سهل بن بشر، عن أبي الحسن بن صصرى.

ح و أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أحمد بن صصرى، أنا أبو منصور طاهر بن العباس بن منصور المروزي العماري بمكة، نا أبو القاسم عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد بن جعفر السقطي، بمكة، نا إسحاق بن محمّد بن إسحاق السوسي، نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن صديق، نا أبو بكر محمّد بن إبراهيم العوّامي، حدّثني ابن الأعرابي، عن المبرد، حدّثني المازني، قال: قال الأصمعي:

عرضت على معاوية جارية فأعجبته، فسأل عن ثمنها، فإذا ثمنها مائة ألف درهم، فابتاعها، و نظر إلى عمرو بن العاص، فقال: لمن تصلح هذه الجارية ؟ فقال: لأمير المؤمنين. قال: ثم نظر إلى غيره فقال له كذلك فقال: لا فقيل: لمن ؟ قال: للحسين بن علي ابن أبي طالب، فإنه أحق بها لما له من الشرف، و لما كان بيننا و بين أبيه، فأهداها له، فأمر من يقوم عليها، فلما مضت أربعون يوما حملها، و حمل معها أموالا عظيمة، و كسوة، و غير ذلك و كتب: إن أمير المؤمنين اشترى جارية فأعجبته، فآثرك بها، فلمّا قدمت على الحسين بن علي أدخلت عليه، فأعجب بجمالها، فقال لها: ما اسمك ؟ فقالت: هوى، قال: أنت هوى كما سمّيت، هل تحسنين شيئا، قالت: نعم، أقرأ القرآن، و أنشد الأشعار، قال:

اقرئي، فقرأت وَ عِنْدَهُ مَفٰاتِحُ الْغَيْبِ لاٰ يَعْلَمُهٰا إِلاّٰ هُوَ (2) قال: أنشديني (3)،قالت: و لي الأمان، قال: نعم، فأنشأت تقول:

ص: 196


1- تحرفت بالأصل إلى: الجوهري، و في «ز»: الحريري. و التصويب عن الإصابة.
2- سورة الأنعام، الآية:59.
3- بالأصل و «ز»: أنشدني، و المثبت عن المختصر.

أنت نعم المتاع لو كنت تبقى *** غير أن لا بقاء للإنسان

فبكى الحسين ثم قال: أنت حرة، و ما بعث به معاوية معك فهو لك، ثم قال لها: هل قلت في معاوية شيئا؟ فقالت:

رأيت الفتى يمضي و يجمع جهده *** رجاء الغنى و الوارثون قعود

و ما للفتى إلاّ نصيب من التقى *** إذا فارق الدنيا عليه يعود

فأمر لها بألف دينار و أخرجها، ثم قال: رأيت أبي (1) كثيرا ما ينشد (2):

و من يطلب الدنيا لحال تسرّه (3) *** فسوف لعمري عن قليل يلومها

إذا أدبرت كان على المرء فتنة *** و إن أقبلت كانت قليل دوامها (4)

ثم بكى و قام إلى صلاته.

[أسماء النساء على] حرف اللام ألف و حرف الياء

فارغان

ذكر من ذكرت منهن بكنيتها دون التعريف لها بتسميتها

9449 - أم أبان بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف

9449 - أم أبان بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف (5)

أخت هند و خالة معاوية.

كانت بالشام، و شهدت الفتح مع أخيها أبي هاشم، و زوجها أبان بن سعيد بن العاص ابن أمية بن عبد شمس، و قتل عنها يوم أجنادين (6)،و قيل إنه لم يكن معها سوى ليلتين حتى قتل عنها ذكر ذلك عبد اللّه بن محمّد بن ربيعة القدامي في كتاب «فتوح الشام» تصنيفه.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالوا: أنا أبو جعفر

ص: 197


1- في المختصر: أبي أمير المؤمنين.
2- البيتان في ديوان الإمام علي بن أبي طالب ط . بيروت ص 181.
3- صدره في الديوان: فمن يحمد الدنيا لعيش يسره .
4- روايته في الديوان: إذا أقبلت كانت على المرء حسرة و إن أدبرت كانت كثيرا همومها
5- نسب قريش ص 153.
6- انظر نسب قريش للمصعب ص 174 و أنساب الأشراف 47/6 طبعة دار الفكر.

المعدل، أنا أبو طاهر بن عبد الرّحمن، أنا أبو عبد اللّه، نا الزبير قال: في تسمية ولد عتبة بن ربيعة قال (1):و ولد: أبا هاشم بن عتبة، و أم أبان، ولدت لطلحة بن عبيد اللّه و أمّهم (2)خناس بنت مالك بن مضرّب، و أخواهم لأمهم (3):مصعب و أبو عزيز (4) ابنا عمير بن هاشم ابن عبد الدار بن قصي.

أنبأنا أبو محمّد عبد الجبار بن محمّد بن (5) أحمد الفقيه، و نا أبو الحسين علي بن سليمان الفقيه عنه، قال: أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، قراءة عليه، نا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد البلخي ببغداد من أصل كتابه، نا أبو إسماعيل محمّد بن إسماعيل الترمذي، نا سليمان بن أيوب بن سليمان بن عيسى بن موسى بن طلحة ابن عبيد اللّه القرشي، حدّثني أبي، عن جدي، عن موسى بن طلحة بن عبيد اللّه قال:

خطب عمر بن الخطاب أم أبان بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس فأبته، فقيل لها:

و لم ؟ قالت: إن دخل دخل ببأس (6)،و إن خرج خرج بيأس قد أذهله (7) أمر آخرته عن أمر دنياه كأنه ينظر إلى ربه بعينه، ثم خطبها الزبير بن العوام فأبته، فقيل لها: و لم ؟ قالت: ليس لزوجته منه إلاّ شارة في قراملها (8)،ثم خطبها علي فأبت، فقيل لها: و لم ؟ قالت: ليس لزوجته منه إلاّ شارة في قراملها ثم خطبها علي فأبت فقيل لها: و لم قالت: ليس لزوجته منه إلاّ قضاء حاجته، و يقول كنت و كنت، و كان و كان، ثم خطبها طلحة [بن عبيد اللّه] (9)، فقالت: زوجي حقّا قالوا: و كيف ذلك، قالت: إنّي عارفة بخلائقه، إن دخل دخل ضحاكا، و إن خرج خرج بسّاما، إن سألت أعطى، و إن سكتّ ابتدأ، و إن عملت شكر، و إن أذنبت

ص: 198


1- انظر نسب قريش ص 153.
2- في نسب قريش: و أمهما.
3- في نسب قريش: و أخواهما لأمهما.
4- بالأصل: عزير، و المثبت عن «ز»، و نسب قريش. و أخطأ ابن حزم ص 117 في اسمه فقال:«زرارة بن عزيز بن عمير» و هو زرارة أبو عزيز، راجع ترجمته في الإصابة و الاستيعاب.
5- بالأصل:«محمد بن محمد أحمد» و في «ز»: بن محمد بن محمد و كتب فوق محمد الأخيرة «أحمد ح» كذا. صوبنا الاسم عن مشيخة ابن عساكر 101/ب.
6- بالأصل: بيأس، و المثبت عن «ز».
7- بالأصل: أدخله، و المثبت عن «ز»، و المختصر.
8- القرامل هي ضفائر من شعر أو من صوف تصل بها المرأة شعرها.
9- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و «ز»، و استدرك للإيضاح عن المختصر و المطبوعة.

غفر، فلما أن ابتنى بها قال علي: يا أبا محمّد، إن أذنت لي أن أكلّم أم أبان قال: كلّمها.

قال: فأخذ سجف الحجلة ثم قال: السلام عليك يا غريرة نفسها. قالت: و عليك السلام، قال: خطبك أمير المؤمنين و سيد المسلمين فأبيته قالت: كان ذلك، قال: و خطب الزبير ابن عمّة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أحد حوارييه (1) فأبيته قالت: و قد كان ذلك، قال: و خطبتك أنا، و قرابتي من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قالت: قد كان ذلك، قال: أما و اللّه لقد تزوجت أحسننا وجها، و أبذلنا كفا يعطي هكذا و هكذا.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالوا: أنا أبو جعفر، أنا أبو طاهر، أنا أحمد، نا الزبير، حدّثني محمّد بن سلام، عن محمّد بن حفص التيمي قال:

قدمت أم أبان بنت عتبة بن ربيعة من الشام، فخطبها عمر بن الخطاب، و خطبها علي ابن أبي طالب، فأبت، و تزوجت طلحة بن عبيد اللّه، و دعا طلحة أصحابه للوليمة فقال له علي: يا أبا محمّد أكلّمها؟ قال: كلّم بنت عمك بما شئت، قال: يا عدوة نفسها، خطبك أمير المؤمنين فأبيته، و خطبك ابن عمّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و صهره فأبيته، و تزوجت ابن ابنة (2)الحضرمي ؟ فقالت: ما ألوت نفسي خيرا، قال: و اللّه إنه لفتانا، و أسخانا آل محمّد و آل الزبير.

و قد روى غيره: أن الزبير بن العوام أيضا ممن كان خطبها، و أن علي بن أبي طالب قال لها: و خطبك الزبير بن العوام حواريّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

9450 - أم أبيها بنت عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب

ابن عبد مناف بن قصي القرشية الجعفرية (3)

حدثت عن أبيها.

روى عنها علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، و الحسن بن الحسن بن علي، و الحسن بن محمّد بن علي.

ص: 199


1- بالأصل و «ز»: حواريه.
2- طلحة بن عبيد اللّه بن عثمان و أمه الصعبة بنت الحضرمي و اسمه عبد اللّه بن عماد بن مالك الحضرمي، انظر أسد الغابة 467/2 و نسب قريش ص 280.
3- ترجمتها في تهذيب الكمال 445/22 ط دار الفكر و تهذيب التهذيب و تقريبه(8993) ط دار الفكر و نسب قريش ص 83 و أنساب الأشراف 325/2 ط دار الفكر.

و كانت عند عبد الملك بن مروان بدمشق، فطلّقها فتزوجها علي بن عبد اللّه بن عباس.

أخبرنا أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمّد الزيدي بالكوفة، أنا أبو الفرج محمّد بن أحمد بن [محمّد بن] (1) علان ابن الخازن (2)،أنا القاضي أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن الحسين الجعفي، نا أبو جعفر محمّد بن جعفر بن محمّد بن رباح الأشجعي، نا علي بن المنذر، نا محمّد بن فضيل، نا مسعر، عن أبي بكر بن حفص، عن الحسن بن الحسن قال:

زوج عبد اللّه بن جعفر بنته فخلا بها. قال الحسن: فلقيتها، فقلت: ما قال لك ؟ قالت: قال لي يا بنية إذا نزل بك الموت، أو أمر تفظعين (3) به فقولي لا إله إلاّ اللّه الحكيم (4)الكريم، سبحان اللّه رب العرش العظيم، الحمد للّه رب العالمين، فأتيت الحجاج فقلتهن، فقال لي: لقد جئتيني و أنا أريد أن أضرب عنقك، و ما من أهلك الآن أحد أحب إليّ منك، فسلي ما شئت.

أخبرنا أبو الحسن (5) الفقيهان، قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي، أنا أبو بكر الخرائطي، نا إبراهيم بن الهيثم البلدي، حدّثني أبي، نا العباس بن الفضل، عن الحسن ابن حسن قال:

لما زوج عبد اللّه بن جعفر ابنته خلا بها، فقلت: و مني ؟ قال: و منك، فلما قضى حاجته إليها قلت: عزمت عليك لتحدثيني بما قال لك، فقالت: قال لي: إذا نزل بك الموت أو أمر فظيع من أمر الدنيا فاستقبليه بأن تقولي: لا إله إلاّ اللّه الحليم الكريم، سبحان اللّه رب العرش العظيم، و الحمد للّه رب العالمين. قال: فأرسل إليّ الحجاج، فلما أتيته قلتهن فقال:

إنّي أرسلت إليك و أنا أريد قتلك، و ما من أهل بيتك الآن أكرم عليّ منك فاسأل (6) حاجتك.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الفراء، و أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنا قالا: أنا أبو يعلى محمّد بن الحسين بن الفراء، أنا أبو القاسم موسى بن عيسى بن عبد اللّه

ص: 200


1- «محمد بن» سقط من الأصل، و استدرك عن «ز».
2- بالأصل و «ز»: الحارث، و في المطبوعة:«الخارف» و المثبت عن مشيخة ابن عساكر 154/ب.
3- بالأصل و «ز»: تقطعين، و المثبت عن المختصر، يقال: فظع بالأمر فظاعة و استفظعه و أفظعه: رآه فظيعا.
4- في «ز»: الحليم.
5- في «ز»: أبو الحسن.
6- بالأصل و «ز»: فاسألي.

السراج، نا أبو بكر محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، نا محمّد بن حميد الرازي، نا سلمة بن الفضل، عن محمّد بن إسحاق.

و أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن المظفر بن عبد الرّحمن الكحال المصري، بمكة، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسماعيل بن الفرج المهندس، نا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز البغوي، نا محمّد بن حميد، نا سلمة هو ابن الفضل الرازي، حدّثني ابن إسحاق.

عن أبان بن صالح، عن القعقاع بن حكيم، عن علي بن الحسين - و قال البغوي: بن حسين - عن ابنة (1) عبد اللّه بن جعفر، عن علي (2)-زاد البغوي: ابن أبي طالب - قال:

علمني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كلمات عند الكرب أو الأمر يحز به (3)-و قال البغوي: عند الكرب يصيبه، أو الأمر حزبه (4)-أن أقول: لا إله إلاّ اللّه الحليم الكريم، سبحانه و تبارك اللّه - و قال البغوي: سبحان اللّه و بحمده تبارك اللّه، و قالا:- رب العرش العظيم، و الحمد للّه رب العالمين.

قال: كذا روى لنا أبو القاسم الكحال هذا الحديث عن ابنة (5) عبد اللّه بن جعفر، عن علي، و إنما هو عن أبيها عبد اللّه بن جعفر، عن علي، و قد اختلف على محمّد بن إسحاق في هذا الحديث، فرواه عن سلمة بن الفضل كما ذكرنا، و خالفه محمّد بن سلمة الحراني، فرواه عن ابن إسحاق، و لم يذكر في إسناده ابنة عبد اللّه بن جعفر، بل قال: عن علي بن حسين، عن عبد اللّه بن جعفر، عن علي.

و كذا روي عن محمّد بن عمرو بن علقمة، عن علي بن الحسين، عن عبد اللّه بن جعفر.

و رواه إسحاق بن أبي فروة، عن أبان بن صالح، عن حسن بن محمّد بن علي، عن أم أبيها ابنة عبد اللّه بن جعفر، عن أبيها، عن علي.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا

ص: 201


1- تحرفت بالأصل و «ز» إلى: أبيه.
2- كذا بالأصل و «ز»: عن علي، و مرّ أن أم أبيها بنت عبد اللّه بن جعفر تروي عن أبيها عبد اللّه، و سينبه المصنف إلى الصواب.
3- في «ز»: «يحزيه» و فوقها ضبة.
4- في «ز»: حثر به.
5- بالأصل و «ز»: ابيه.

أبو الحسن الدار قطني، نا أبو عبد اللّه عبيد اللّه بن عبد الصّمد بن المهتدي باللّه، نا محمّد بن علي بن زيد المكي، نا أحمد بن عمر العلاف، نا أبو زهير عبد الرّحمن بن مغراء، عن محمّد ابن إسحاق، عن أبان بن صالح، عن القعقاع، عن علي بن الحسين، عن بنت عبد اللّه بن جعفر، عن أبيها، عن علي قال: علمني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كلمات عند الخوف يصيبه و الأمر يتخوفه أن يقول:«لا إله إلاّ اللّه الكريم الحليم، سبحانه تبارك اللّه رب العرش العظيم، الحمد للّه رب العالمين»[13858].

قال الدار قطني: تفرد به ابن إسحاق عن أبان بن صالح بهذا الإسناد.

و رواه أبو الأصبغ عبد العزيز بن يحيى [الحراني] (1) عن ابن إسحاق و ذكر فيه قصة.

أخبرناه أبو الحسن علي بن المسلم السلمي، نا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد التميمي، أنا أبو بكر محمّد بن أبي عمرو بقرية منين، و أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد التميمي، أنا أبو بكر محمّد بن أبي عمرو بقرية منين، و أبو محمّد عبد الواحد بن أحمد بن مشماس، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن أبي ثابت، نا أبو عقيل أنس بن المسلم الخولاني، نا أبو الأصبغ، حدّثني محمّد بن إسحاق، عن أبان بن صالح، عن القعقاع بن حكيم، عن علي بن حسين قال: كان أبو جعفر (2) يقول: علّمني أبي يعني عليا و كانت أمه تحت علي. فلذلك كان يقول أبي: قال: علمني كلمات زعم أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم علمه إياهن يقولهن عند الكرب إذا نزل به، و قال: أي بني لقد كتمتهن عن حسن و حسين و خصصتك بهن، فكنا نسأله عنهن فيكتمناهن، و يأبى أن يعلمناهنّ حتى زوّج ابنته، فخرجنا نشيعها حتى إذا كنا بمحيص (3) ركبت و ودعتها خلا بها (4) و هي على دابتها فعرفت أنه يعلمها تلك الكلمات التي كان يكتمنا، ثم انصرف، و انصرفنا حتى إذا سرنا قريبا من الميل تخلّفت كأنّي أهريق الماء، ثم ركضت حتى أدركتها فقلت لها: أي ابنة عم إنّي قد عرفت أن أباك إنّما خلا بك دوننا ليعلمك الكلمات التي كان يكتمنا. قالت: أجل. قلت: فأخبريني بهن قالت: قد نهاني أن أخبر بهن أحدا. قلت: أسألك باللّه لما أخبرتيني (5) فلعلي لا أراك بعد هذا الوقت

ص: 202


1- سقطت من الأصل و أضيفت عن «ز».
2- أبو جعفر، يعني عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب، و سمي بعبد اللّه الجواد، و أمه أسماء بنت عميس الخثعمية، و قد تزوجت علي بن أبي طالب، و هو قوله: علمني أبي.(انظر أنساب الأشراف 299/2) و نسب قريش ص 80.
3- محيص ضبطت بالقلم في «ز» بضمة فوق الميم و فتحة فوق الحاء. و محيص موضع بالمدينة،(معجم البلدان).
4- قوله:«خلا بها» مكرر في الأصل.
5- كذا بالأصل و «ز»: أخبرتيني.

أبدا قالت: خلا بي ثم قال: أي بنية، إنّ أبي علمني كلمات علّمه إياهن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقولهن عند الكرب إذا نزل به، و قال: لقد خصصتك بهن دون حسن و حسين، و أنت تقدمين أرضا أنت بها غريبة، فإذا نزل بك كرب أو أصابتك شدة، تقوليهن: لا إله إلاّ اللّه الحليم الكريم سبحانه، و تبارك اللّه رب العرش العظيم، الحمد للّه رب العالمين (1).

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالوا: أنا أبو جعفر، أنا أبو طاهر، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير قال (2):فولد عبد اللّه بن جعفر:

يحيى، و هارون، و صالح الأكبر، و موسى و أم أبيها كانت عند عبد الملك بن مروان فطلّقها و هو خليفة فتزوجها علي بن عبد اللّه بن العباس فولدت له و هلكت عنده.

9451 - أم البراء بنت صفوان بن هلال

من النسوة الشواعر الفصيحات.

دخلت على معاوية و كانت لها معه قصة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن محمّد، أنا محمّد بن علي الخياط ، أنا أحمد بن عبد اللّه بن الخضر، أنا أحمد بن علي بن محمّد، حدّثني أبي حدّثني أبو عمرو السعيدي (3)،أخبرني جعفر بن أحمد، و هو ابن معدان، نا الحسن بن جهور قال: قال إبراهيم بن محمّد حدّثني محمّد بن إبراهيم، عن الوليد بن خالد، عن سعيد بن حذافة (4) قال:

دخلت أم البراء بنت صفوان بن هلال على معاوية و عليها (5) ثلاث دروع قد كارت على رأسها كورا، فسلّمت و جلست فقال: كيف أنت يا بنت صفوان ؟ قالت: بخير يا أمير المؤمنين، قال: كيف حالك ؟ قالت: ضعفت بعد قوة و كسلت بعد نشاط ، قال: شتان بين يومك و يوم تقولين:

يا زيد دونك صارما ذا رونق *** عضب المهزة ليس بالخوّار

ص: 203


1- رواه المزي في تهذيب الكمال 444/22 من طريق أبي الحسن ابن البخاري بسنده إلى علي بن أبي طالب، باختلاف الرواية.
2- انظر نسب قريش للمصعب ص 82 و 83 و نقله المزي في تهذيب الكمال 445/22 عن الزبير بن بكار.
3- بالأصل: الصعيدي، و المثبت عن «ز».
4- في «ز»: حذاقة، تصحيف.
5- بالأصل: و عليه، و المثبت عن «ز».

أسرج (1)

جوادك مسرعا و مشمّرا *** للحرب ليس مولّيا لفرار

يا ليتني أصبحت ليس بعورة *** فأذبّ عنه عساكر الفجّار

قالت: يا أمير المؤمنين عَفَا اللّٰهُ عَمّٰا سَلَفَ وَ مَنْ عٰادَ فَيَنْتَقِمُ اللّٰهُ مِنْهُ (2) قال: هيهات أما (3) و اللّه لو عاد لعدت، و لكنه اخترم قبلك، فكيف أبياتك فيه حين قتل ؟ قالت: نسيتها.

قال: هو و اللّه حين تقولين:

يا للرجال لعظم أمر مصيبة *** جلّت، فليس مصابها بالزائل

فالشمس كاسفة لفقد أميرنا *** خير البرية، و الإمام العادل

يا خير من ركب المطيّ و من مشى *** فوق التراب بحافي (4) أو ناعل

حاشى النبي، لقد هدمت قواءنا (5) *** فالحقّ أصبح خاضعا للباطل

قاتلك اللّه، و اللّه ما كان حسان يحسن هذا أ لك حاجة ؟ قالت: أما الآن فلا، و قامت فعثرت بثوبها، فقالت: تعس (6) شانئ عليّ فقال لها معاوية: يا أم البراء، زعمت ألاّ (7)قالت: هو و اللّه ما تعلم، و خرجت، فبعث إليها بمال.

9452 - أم البنين بنت عبد العزيز بن مروان بن الحكم

ابن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس (8)

زوج الوليد بن عبد الملك و ابنة عمه.

روى عنها إبراهيم بن أبي عبلة.

و كانت دارها بدمشق بقرب طاحونة الثقفيين المعروفة اليوم بطاحونة القلعة، و كانت لها دار أخرى خارج باب الفراديس على يسرة المارّ إلى المقبرة.

ص: 204


1- بالأصل:«أسرع» و المثبت عن «ز».
2- سورة المائدة، الآية:95.
3- بالأصل و «ز»: «أم» و المثبت عن المختصر.
4- كذا بالأصل و «ز».
5- في «ز»: قرانا.
6- بالأصل:«تغير» و المثبت عن «ز».
7- يريد قولها «عفا اللّه عما سلف» و ذكرها بأنها زعمت ألا تعود إلى مثل قولها الأول، و ها هي تعود.
8- أخبارها في نسب قريش ص 165 و ص 168 و أنساب الأشراف 336/6 (طبعة دار الفكر).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا أبو محمّد الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا عمران بن موسى، نا عيسى بن ضمرة، عن ابن أبي عبلة، قال: سمعت أم البنين تقول: أف للبخل لو كان ثوبا ما لبسته، و لو كان طريقا ما سلكتها.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن حمد، و أبو الخير سعيد بن الفضل بن أحمد، قالا: أنا محمود بن جعفر الكوسج.

ح (1) و أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو عمرو بن مندة، و أبو منصور بن شكرويه.

ح و أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو المظفر محمود بن جعفر بن محمّد، و أبو عمرو، و أبو منصور قالوا: أنا إبراهيم بن خرشيذ قوله.

ح (2) و أخبرنا أبو بكر اللفتواني، و أبو روح محمّد بن معمر بن أحمد اللنباني (3)،و أبو صالح عبد الصّمد بن عبد الرّحمن بن أحمد بن العباس بن الحنوي (4)،و أبو علي الحسن بن محمّد بن الحسن [بن علي الفارقي الشعار الدعاء، قالوا: أنا أبو محمّد التميمي.

ح و أخبرنا أبو السعادات المتوكلي و أبو السعود بن المجلي، قالا: أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن أحمد بن حماد الواعظ مولى بني هاشم.

قالا: أنا أبو بكر يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول سنة ثمان و عشرين و ثلاثمائة، أنا أبو عتبة يعني أحمد بن الفرج الحمصي، نا ضمرة.

ح قال الخطيب: و نا أبو القاسم سعيد بن محمّد بن الحسن] (5) المرورّوذي لفظا بصيدا، أنا أحمد بن علي بن الحسن الكسائي بزبيد اليمن، نا أحمد بن الحسن بن إسحاق بن عتبة الرازي، نا عمارة بن وثيمة، نا أبو سعيد يعني يحيى بن سليمان الجعفي، نا أبو عمير، نا ضمرة، عن إبراهيم بن أبي عبلة، قال: سمعت أم البنين أخت عمر بن عبد العزيز تقول:

ص: 205


1- «ح» حرف التحويل سقط من الأصل و زيد عن «ز».
2- سقط «ح» من الأصل و أضيف عن «ز».
3- تحرفت بالأصل و «ز» إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
4- بدون إعجام بالأصل، و في «ز»: «الحبوبى».
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن «ز» لتقويم السند.

أف للبخل، لو كان - و قال ابن خرشيد قوله و ابن المجلي: و اللّه لو كان - طريقا ما سلكته، و لو كان ثوبا ما لبسته.

قال أبو عمير: هذا يسوى (1) خمسين حديثا. هذا مما سألني عنه يحيى بن معين.

أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا أبو علي الأهوازي، أنا أبو علي الحسن بن محمّد بن درستويه، أنا محمّد بن عبد اللّه (2) بن عبد السّلام مكحول، نا أبو عمير (3) عن مهدي، عن رديح، عن ابن أبي عبلة قال: دخلت على أم البنين و هي تعالج قدرا لها، فقلت: ما هذا؟ فقالت: شيء اشتهاه أمير المؤمنين، فأنا أعالجه.

أم البنين بنت عبد الملك بن مروان و أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز.

كذا قال، و هو وهم، إنّما أم البنين بنت عبد العزيز، أخت عمر، كانت زوجة الوليد بن عبد الملك، و لم يكن متقللا من المعيشة، و لعلها كانت تطبخ لأخيها عمر، و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو عثمان الصابوني قال: سمعت أبا نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة يقول: سمعت الحاكم أبا محمّد يحيى بن منصور يقول (4):

دخلت عزّة كثير على أم البنين أخت عمر بن عبد العزيز فقالت لها: ما سبب قول كثير:

قضى كل ذي دين علمت غريمه *** و عزة ممطول معنى غريمها

قالت: كنت وعدته قبلة فتحرّجت منها، فقالت أم البنين: أنجزيها و عليّ إثمها. قال:

فندمت أم البنين على قولها هذا فأعتقت لكلمتها هذه سبعين رقبة.

أخبرنا أبو الحسين، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالوا: أنا أبو جعفر، أنا المخلص، أنا أبو عبد اللّه، نا الزبير قال (5):في تسمية ولد عبد العزيز: و أم البنين بنت عبد

ص: 206


1- كذا بالأصل و «ز». و جاء في تاج العروس سوو: و لا يسوى كيرضى لغة قليلة أنكرها أبو عبيدة و حكاها غيره. و في المصباح: و في لغة قليلة: سوى درهما يسواه، و في التهذيب: قال الفراء: لا يساوي الثوب غيره كذا، و لم يعرف يسوى. و قال الليث: يسوى نادرة. قال الأزهري: قلت: قول الفراء صحيح، و لا يسوى، ليس من كلام العرب بل هو من كلام المولدين، و كذا: لا يسوى، ليس بعربي صحيح.
2- بالأصل:«بن عبد اللّه» مكرر. و المثبت يوافق «ز»، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 33/15.
3- يعني عيسى بن محمّد بن إسحاق بن النحاس أبو عمير الرملي، راجع ترجمته في سير الأعلام 52/12.
4- الخبر رواه المصنف من وجه آخر في ترجمة عزة المتقدمة في هذا الجزء.
5- انظر نسب قريش للمصعب ص 168.

العزيز، ولدت للوليد بن عبد الملك، و أخواها لأمّها (1):سهيل و جعفر ابنا خارجة بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن العوام، و أمّهم ليلى بنت سهيل بن حنظلة بن الطفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، أنا أبو القاسم البجلي، نا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال: فيمن حدث بالشام من النساء: أم البنين ابنة عبد العزيز بن مروان روى عنها ابن أبي عبلة.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (2):و أما أم البنين أوله باء معجمة بواحدة و بعدها نون مكسورة خفيفة: فهي أم البنين بنت عبد العزيز بن مروان أخت عمر بن عبد العزيز، روى عنها إبراهيم بن أبي عبلة.

9453 - أم حبيبة أم المؤمنين

اسمها رملة بنت صخر بن حرب.

تقدم ذكرها في حرف الراء.

9454 - أم حبيب ابنة فلان بن العاص القرشية

9454 - أم حبيب ابنة فلان بن العاص القرشية (3)

أدركت عصر النبي صلى اللّه عليه و سلم، و شهدت اليرموك، لها ذكر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، نا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا أبو علي بن الصواف، نا أبو محمّد الحسن بن علي القطان، نا إسماعيل بن عيسى العطار، نا أبو حذيفة البخاري قال:

قالوا: و شدّ طرف من الروم على عمرو بن العاص فانكشف هو و أصحابه حتى دخلوا أول العسكر، و هم في ذلك يقاتلون و يشدّون، و لم ينهزموا هزيمة ولوا فيها الظهر. قالوا:

فنزلت النساء من التلّ بعمدهنّ يضربن وجوه الرجال، و نادت الناس ابنة ابن العاص، و قالت:

قبح اللّه رجلا يفرّ عن حليلته، و قبّح اللّه رجلا يفرّ عن كريمته، قالوا: و سمع نسوة من نساء

ص: 207


1- تحرف بالأصل إلى:«لأبيها» و التصويب عن «ز».
2- الاكمال لابن ماكولا 518/1.
3- ترجمتها في الإصابة 440/4 و سماها: أم حبيب بنت العاص بن أمية بن عبد شمس القرشية الأموية. و أسد الغابة 313/6 و سمى أيضا أباها:«العاص» و سماها في المختصر: أم حبيب بنت فلان القرشية.

المسلمين يقلن: فلستم ببعولتنا (1) إن لم تمنعونا. قال: فتراد المسلمون، و زحف عمرو و أصحابه حتى عادوا إلى قريب من موقفهم.

ذكر أبو مخنف (2) لوط بن يحيى هذه القصة عن أبيه عن مكلبة بن حنظلة الكناني (3)عن أبيه و قال: سمعت (4) أم حبيب ابنة العاص، فذكرها.

9455 - أم حبيب بنت أبي سفيان

اسمها أميمة؛ تقدم ذكرها في حرف الألف.

9456 - أم حبيب بنت قيس بن عمرو بن المؤمل بن حبيب بن تميم

ابن عبد اللّه بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب

تقدم ذكرها في ترجمة محمّد بن إياس بن عمرو بن المؤمل (5)

9457 - أم حبيب بنت أبي هاشم بن عتبة بن ربيعة

ابن عبد شمس بن عبد مناف القرشية العبشمية (6)

زوج يزيد (7) بن معاوية، ولدت له معاوية، و عبد اللّه بن يزيد (8)،كتبت إلى النعمان بن بشير تسأله عن قصة زيد بن خارجة الأنصاري (9)،الذي تكلّم بعد موته، فكتب إليها بذلك، و كانت تكنى أم عبد اللّه بابنها عبد اللّه (10)،لها ذكر.

ص: 208


1- بعولة واحدها بعل، و هو الزوج، و قيل في جمعه: بعال و بعول أيضا.(القاموس).
2- تحرفت بالأصل إلى: مخيف، و التصويب عن «ز».
3- تحرفت بالأصل و «ز» إلى: الكتاني.
4- بالأصل و «ز»: فسمعت، و المثبت عن المختصر.
5- تقدمت ترجمته في تاريخ مدينة دمشق 136/52 رقم 6117 طبعة دار الفكر.
6- لم يذكرها ابن حزم في جمهرة الأنساب، و لا المصعب في نسب قريش. و لا البلاذري في أنساب الأشراف.
7- بالأصل و «ز»: زوج خالد بن يزيد بن معاوية. و التصويب حسب اقتضاء السياق عن مختصر ابن منظور.
8- كذا بالأصل و «ز»، و الذي في أنساب الأشراف 377/5 (طبعة دار الفكر) أن معاوية و عبد الأكبر ابني يزيد، أمهما أم خالد بنت أبي هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس. و في نسب قريش للمصعب ص 128 أن أمهما أم هاشم بنت أبي هاشم. و قيل إن أم هاشم اسمها حية، و في أنساب الأشراف: اسمها فاختة و تلقب حبة. و قيل إن أم هاشم لما ولدت خالد بن يزيد تركت كنيتها و تكنت بأم خالد راجع الأغاني 259/17.
9- هو زيد بن خارجة بن أبي زهير بن مالك الأنصاري من بني الحارث بن الخزرج له صحبة، ترجمته في تهذيب الكمال 454/6.
10- سترد ترجمتها فيمن كنيتها أم عبد اللّه من النساء، لكن المصنف لم يشر في ترجمتها إلى قوله هنا، أو إلى ترجمتها تقدمت في أم حبيب، كما درج في مثل هذه الحالات.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان (1)،نا ابن أبي الدنيا، نا أبو مسلم عبد الرّحمن بن يونس، نا عبد اللّه بن إدريس، عن إسماعيل بن أبي خالد، قال: جاءنا يزيد بن النعمان بن بشير إلى حلقة القاسم (2) بن عبد الرّحمن بكتاب أبيه (3) النعمان بن بشير: بسم اللّه الرحمن الرحيم، من النعمان بن بشير إلى أم عبد اللّه ابنة أبي هاشم سلام عليك، فإنّي أحمد إليك اللّه الذي لا إله إلاّ هو، فإنك كتبت إليّ لأكتب إليك بشأن زيد بن خارجة، فذكر الحديث.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، و حدّثنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي قال: ولد أبي هاشم بن عتبة: عبد اللّه، و أم حبيب، و أم خالد، و كانت أم حبيب عند يزيد بن معاوية، فولدت له معاوية، و عبد اللّه، ثم خلف يزيد على أختها أم خالد بنت أبي هاشم فولدت له خالد بن يزيد بن معاوية.

9458 - أم حرام بنت ملحان و اسمه مالك - و يقال: ملحان -

ابن مالك بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم

ابن عدي بن النجار بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج الأنصارية (4)

زوج عبادة بن الصامت، و خالة أنس بن مالك، لها صحبة، و خرجت مع زوجها عبادة غازية إلى الشام، و قدمت دمشق.

روت عن النبي صلى اللّه عليه و سلم حديثا.

رواه عنها زوجها عبادة، و ابن أختها أنس بن مالك، و عمير بن الأسود العنسي، و يعلى ابن شداد بن أوس، و عطاء بن يسار.

ص: 209


1- بالأصل و «ز»: الصواف، و المثبت قياسا إلى أسانيد مماثلة.
2- بالأصل:«حلقة ابن القاسم» و الصواب ما أثبت عن «ز».
3- بالأصل:«ابنة» و في «ز»: «اسه».
4- انظر ترجمتها و أخبارها في نسب قريش للمصعب ص 124 و تاريخ الطبري (الفهارس) و حلية الأولياء 61/2 و تهذيب الكمال 454/22 و تهذيب التهذيب و تقريبه الترجمة(9007) ط دار الفكر و الإصابة 441/4 و طبقات ابن سعد 434/8 و سير أعلام النبلاء 316/2 و أسد الغابة 317/6 و صفة الصفوة 69/2 و قال المزي في تهذيب الكمال: و يقال لها: الغميصاء، و يقال: الرميصاء.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم الحافظ (1)،نا أبو عمرو بن حمدان، نا الحسن بن سفيان، نا هشام بن عمار، نا يحيى بن حمزة، نا ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن عمير بن الأسود العنسي أنه حدثه أنه أتى (2) عبادة بن الصامت و هو بساحل حمص، و هو في بناء له و معه امرأته أم حرام، قال عمير: فحدثتني أم حرام أنها سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا» قالت أم حرام: يا رسول اللّه أنا فيهم ؟ قال:«أنت فيهم» قال ثور: سمعتها تحدث به و هي في البحر[13859].

و قال هشام: رأيت قبرها و وقعت عليه بالساحل بقاقيس (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصريفيني، و أبو نصر الزينبي.

ح (4) و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن الشاتنجي (5) المقرئ، أنا أبو محمّد الصريفيني.

قالا: أنا أبو بكر محمّد بن عمر بن علي، أنا أبو بكر عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا أبو موسى عيسى بن حمّاد زغبة، أنا الليث، عن يحيى بن سعيد (6)،عن محمّد بن يحيى ابن حبّان، عن أنس بن مالك، عن خالته أم حرام ابنة ملحان أنها قالت:

نام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوما قريبا - زاد الصريفيني: مني، و قالا:- ثم استيقظ فتبسم - زاد الصريفيني: قالت: و قالا:- فقلت: يا رسول اللّه ما أضحكك - و قال الزينبي ما ذا أضحكك ؟- قال:«ناس من أمتي عرضوا عليّ يركبون ظهر هذا البحر الأخضر كالملوك على الأسرة» قالت: فادع اللّه أن يجعلني منهم، فدعا لها، ثم نام الثانية ففعل مثلها فقالت مثل قولها و جاوبها - و قال الزينبي: و أجابها - مثل جوابه الأول، قالت: فادع اللّه أن يجعلني منهم، قال:

«أنت من الأولين» قال: فخرجت مع زوجها عبادة بن الصامت غازية أول ما ركب (7)

ص: 210


1- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 62/2 و صفة الصفوة 70/2.
2- بالأصل:«أي» و المثبت عن «ز»، و الحلية.
3- كذا بالأصل و «ز»، و المطبوعة، و الحلية، و صفة الصفوة. و نقل بعدها مباشرة ابن الجوزي عن هشام بن الغاز قال: قبر أم حرام بنت ملحان بقبرس، و هم يقولون: هذا قبر المرأة الصالحة.
4- «ح» حرف التحويل سقط من الأصل و استدرك عن «ز».
5- كذا بالأصل:«الشاتنجي» و في «ز»: الشاتنجي، قارن مع مشيخة ابن عساكر و فيها: الشاتنجي، و هو ما أثبت.
6- رواه ابن الأثير في أسد الغابة 317/6 و أحمد بن حنبل من طريق آخر في المسند 423/6.
7- بالأصل و «ز»: ركبت.

المسلمون البحر مع معاوية بن أبي سفيان، فلما انصرفوا من غزاتهم قافلين فنزلوا الشام، فقرّبت إليها دابة لتركبها، فصرعتها، فماتت، رحمها اللّه.

رواه مسلم عن ابن رمح (1)،عن ليث، عن يحيى بن سعيد.

تابعه حماد بن زيد، و سفيان الثوري، عن يحيى هكذا.

و رواه إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة، عن أنس، فلم يذكر أم حرام في إسناده.

و ذكر في متنه، قالت: قلت: يا رسول اللّه؛ فكأنه عن أنس عن أم حرام.

و رواه جبلة بن عطية، عن إسحاق مختصرا.

و رواه أبو طوالة عن أنس عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

فأمّا حديث إسحاق:

فاخبرناه أبو محمّد السيدي، أنا أبو عثمان البحيري، أنا زاهر بن طاهر، أنا إبراهيم بن عبد الصّمد، نا أبو مصعب، نا مالك (2)،عن إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك.

ح (3) و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، و أبو محمّد بن أبي عثمان، و أحمد بن محمّد بن إبراهيم القصاري.

و أخبرنا أبو عبد اللّه بن القصاري، أنا أبي أبو طاهر قالوا: أنا إسماعيل بن الحسن.

ح (4) و أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا سليم بن أيوب.

[ح و أخبرنا أبو الفرج غيث بن علي الخطيب، و أبو محمّد بن الأكفاني، و عبد الكريم ابن حمزة قالوا: أنا أبو بكر الخطيب.

[ح] و حدّثنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن سياوش.

[ح] و أخبرنا أبو محمّد بن أبي البركات المقرئ، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان،

ص: 211


1- صحيح مسلم(33) كتاب الإمارة،(49) باب فضل الغزو في البحر رقم 1912(1518/3).
2- موطأ مالك باب الترغيب في الجهاد ص 309 رقم 1002.
3- «ح» حرف التحويل سقط من الأصل و زيد عن «ز».
4- «ح» سقط من الأصل و استدرك عن «ز».

قالوا: أنا أبو عمر بن مهدي، قالا: حدّثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي، نا أحمد بن إسماعيل، نا مالك، عن إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة، عن أنس أنه سمعه يقول: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - زاد السيدي (1):إذا ذهب إلى قباء، ثم اتفقوا فقالوا:- يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه، و كانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت، فدخل عليها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوما فأطعمته، ثم جلست - و قال السيدي: و جعلت (2)-تفلّي رأسه، فنام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثم استيقظ و هو يضحك، قالت: فقلت: ما يضحكك يا رسول اللّه ؟ قال:«ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل اللّه يركبون ثبج (3) هذا البحر»- قال الخطيب و أبو الغنائم: ثبج البحر - «ملوكا على الأسرة أو مثل الملوك على الأسرة، شك (4) أيهما - و في حديث السيدي: أيتهما - قال: قالت: فقلت: يا رسول اللّه، ادع اللّه أن يجعلني منهم، فدعا لها، ثم وضع رأسه، فنام ثم استيقظ و هو يضحك، قالت: فقلت: ما يضحكك يا رسول اللّه ؟ قال:«ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل اللّه» كما قال في الأول (5)،قالت: فقلت: ادع اللّه أن يجعلني منهم، قال:«أنت من الأولين».

فركبت أم حرام البحر زمن - و في حديث الخطيب و الصرصري: في زمن و في حديث البحيري: في زمان - معاوية بن أبي سفيان (6)،فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر، فهلكت - و قال البحيرى: فماتت-[13860].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، نا محمّد بن عبد اللّه العمري.

ح و أخبرنا أبو الفتح محمّد بن علي، و أبو نصر عبيد اللّه بن أبي عاصم، و أبو محمّد عبد السّلام بن أحمد (7)،و أبو عبد اللّه سمرة بن جندب، و أخوه أبو محمّد عبد القادر،

ص: 212


1- بالأصل: السندي، و المثبت عن «ز».
2- كذا بالأصل، و في «ز»: «و جلست» و مثلها في الموطأ، و فوقها في «ز» علامة تحويل إلى الهامش، و كتب على الهامش: و جعلت.
3- أي ظهر هذا البحر.
4- في الموطأ: يشك إسحاق.
5- في الموطأ: الأولى.
6- قال أكثر أهل السير و المغازي: إن ذلك كان في خلافة عثمان بن عفان و إن فيها ركبت أم حرام و زوجها إلى قبرس فصرعت عن دابتها هناك، فتوفيت و دفنت هناك، و على هذا يكون قوله: في زمان معاوية معناه في زمان غزوة في البحر، لا في أيام خلافته.
7- بالأصل:«محمد» و في «ز»: «محمد» و فوقها:«أحمد» و فوقها «ح». و أقحم بعدها بالأصل: بن عبد العزيز. و المثبت يوافق ما جاء في «ز».

قالوا: أنا محمّد بن عبد العزيز، قالوا: أنا أبو (1) محمّد بن أبي شريح.

ح (2) و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو نصر أحمد بن محمّد بن الطوسي، قالا: أنا أبو الحسين بن النقور، زاد ابن السمرقندي: و أبو محمّد الصريفيني، قالا: أنا أبو القاسم بن حبابة، قالا: أنا أبو القاسم البغوي، نا مصعب بن عبد اللّه الزبيري، نا مالك، عن إسحاق بن عبد اللّه - زاد زاهر: بن أبي طلحة - عن أنس - زاد زاهر: بن مالك - أنه سمعه يقول:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا ذهب إلى قباء دخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه، و كانت أم حرام عند عبادة بن الصامت، فدخل عليها يوما فأطعمته و أجلسته تفلي رأسه، فنام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثم استيقظ و هو يضحك فقالت: ما يضحكك يا رسول اللّه، قال:«ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل اللّه يركبون ثبج هذا البحر ملوكا على الأسرة» أو قال: مثل الملوك، زاد زاهر: على الأسرة، و قالوا: شك إسحاق، قالت: قلت: يا رسول اللّه ادع اللّه أن يجعلني منهم، قال:«أنت من الأولين» قال: فركبت البحر في زمن معاوية - و قال زاهر: في زمان معاوية - فصرعت عن دابتها حين (3) خرجت من البحر، فماتت.

و أمّا حديث جبلة بن عطية:

فأخبرناه أبو المظفر بن القشيري، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو ابن حمدان، أنا أبو يعلى، نا إبراهيم بن الحجاج الشامي، نا محمّد بن ثابت، نا حبلة بن عطية، عن إسحاق بن عبد اللّه، عن ابن عباس قال:

بينما رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في بيت من بعض بيوت نسائه إذ وضع رأسه على فخذ إحداهن فأعفى، فضحك في منامه، فبعد أن انتبه سأله بعض أهل البيت قالوا: يا رسول اللّه ما أضحك ؟ قال:«عجبت لناس من أمتي يركبون هذا البحر، و هو العدو، يجاهدون في السبيل» فذكر لهم فضلا لم يحفظه محمّد. قالت امرأة كانت ثمة (4):يا رسول اللّه ادع اللّه أن يجعلني منهم، فدعا لها فخرج بها زوج لها في غزاة، فبينا هي على ساحل البحر تسير على راحلة لها إذ وقعت، فاندقّت فخذها، فماتت.

ص: 213


1- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز».
2- «ح» حرف التحويل سقط من الأصل و استدرك عن «ز».
3- بالأصل و «ز»: حتى.
4- بالأصل:«مه» و المثبت عن «ز».

و أمّا حديث أبي طوالة:

فأخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو طاهر ابن خزيمة، أنا جدي، نا علي بن حجر، نا إسماعيل بن جعفر، نا عبد اللّه بن عبد الرّحمن ابن معمر (1) أنه سمع أنس بن مالك يقول:

أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بنت (2) ملحان خالة لأنس، فوضع رأسه عندها، ثم رفع فضحك، فقالت: يا رسول اللّه ممّ ضحكت ؟ فقال:«رأيت ناسا من أمتي يركبون هذا البحر مثلهم كمثل الملوك على الأسرة» قالت: يا رسول اللّه ادع اللّه أن يجعلني منهم قال:«اللهم اجعلها منهم» ثم صنع ذلك مرتين أخريين فقالت: ادع اللّه أن يجعلني منهم، فقال:«أنت من الأولين و لست في الآخرين».

فتزوّجها عبادة بن الصامت، فغزا بها في البحر، فركبت مع أخت معاوية، فلما قفلت ركبت دابة لها بالساحل، فتوقّصت (3) بها، فسقطت، فماتت.

رواه مسلم عن علي بن حجر (4).

و أخبرناه أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر، أنا عمر بن أحمد بن عمر بن مسرور، أنا أبو طاهر بن خزيمة، نا أبو العباس الثقفي، نا عبد العزيز الدراوردي.

ح (5) و أخبرناه أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، أنا أبو مضر محلم بن إسماعيل بن مضر الضبي، أنا أبو سعيد الخليل بن أحمد بن محمّد بن الخليل، أنا أبو العباس، نا قتيبة، نا عبد العزيز بن محمّد، عن (6) عبد اللّه بن عبد الرّحمن، عن أنس بن مالك:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم وضع رأسه في بيت أم ملحان، و هي إحدى خالاته، ثم رفع رأسه فضحك فقالت: ما أضحكك يا رسول اللّه ؟ قال:«أناس من أمتي يركبون البحر الأخضر مثل

ص: 214


1- هو عبد اللّه بن عبد الرحمن بن معمر بن حزم أبو طوالة المدني، ترجمته في تهذيب الكمال 288/10.
2- تحرفت بالأصل إلى: بيت، و التصويب عن «ز».
3- توقص: سار بين العنق و الخبب، و التوقص: أن يقصر عن الخبب و يزيد على العنق و ينقل نقل الخبب غير أنها أقرب قدرا إلى الأرض، و التوقص: إذا نزا الفرس في عدوه نزوا و وثب و هو يقارب الخطو، و هو قول الأصمعي. (تاج العروس: وقص) طبعة دار الفكر.
4- صحيح مسلم(33) كتاب الإمارة،49 باب رقم 1912(1520/3).
5- «ح» حرف التحويل سقط من الأصل و أضيف عن «ز».
6- في «ز»: «بن» و كتب فوقها «عن ح».

الملوك على الأسرة» قالت: يا رسول اللّه ادع اللّه أن يجعلني منهم قال: فدعا اللّه لها أن يجعلها منهم، ثم وضع رأسه، ثم رفعه فضحك فقالت: ما يضحكك يا رسول اللّه ؟ فقال مثل ما قال في الأول، فقالت: ادع اللّه أن يجعلني منهم قال:«أنت من الأولين و لست من الآخرين» قال: فتزوج عبادة بن الصامت بنت ملحان فركب بها البحر، فقفلت، فلما كانت بالساحل ركبت دابة فوقصت (1)،فصرعت فماتت.

و رواه عبيد اللّه بن أبي الزناد، عن محمّد بن يحيى بن حبّان (2)،عن أنس.

أخبرناه أبو غالب بن البنا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا إبراهيم بن محمّد بن الفتح الجلّي (3)،نا أبو يوسف محمّد بن سفيان بن موسى الصفار، نا أبو عثمان سعيد بن رحمة بن نعيم الأصبحي قال: سمعت ابن المبارك عن عبيد اللّه بن أبي الزناد، أخبرني محمّد ابن يحيى بن حبّان، عن أنس قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كثيرا مما يزور أم حرام فيقيل عندها، فنام عندها يوما، ففزع (4) و هو يضحك فقالت: يا رسول اللّه فيم ضحكت ؟ قال:«عجبت من أناس من أمتي عرضوا علي آنفا على سرر أمثال الملوك، يركبون ثبج هذا البحر الأخضر في سبيل اللّه» قلت: يا رسول اللّه ادع اللّه أن يجعلني منهم. قال:«اللهم اجعلها منهم» ثم نام نومة ففزع و هو يضحك، فقلت: يا رسول اللّه ما أضحكك ؟ قال:«ضحكت من أناس من أمتي عرضوا عليّ آنفا أمثال الملوك على الأسرة يركبون ثبج هذا البحر الأخضر في سبيل اللّه» قلت: يا رسول اللّه ادع اللّه أن يجعلني منهم. قال:«إنك من الأولين، و لست من الآخرين» و كنت لا أدري كيف كانت منيتها - و قد بلغني هذا عن النبي صلى اللّه عليه و سلم - حتى قدم علينا أنس بن مالك و هي خالته، أخت أمه، قلت: لعمري لئن كان لأحد بذلك علم إنّ ذلك عند أنس، قال: فجئته فسألته عن أم حرام كيف كان منيتها؟ قال: على الخبير سقطت، قال: كان من شأنها أنّها تزوجت ابن عمّها عبادة بن الصامت، فذهب بها إلى الشام، فلما غزا معاوية البحر غزا فخرج بها معه، حتى لما قضوا غزوهم، ثم

ص: 215


1- الوقص: كسر العنق. و وقص الرجل فهو موقوص، و وقصت به راحلته تقصه، و منه يقال: وقصت الشيء إذا كسرته.
2- بالأصل:«حيان» تصحيف، و المثبت عن «ز». و هو محمد بن يحيى بن حبان بن منقذ بن عمرو أبو عبد اللّه المدني، ترجمته في تهذيب الكمال 316/17.
3- تحرفت بالأصل و «ز» إلى:«الحلبي» و الصواب ما أثبت.
4- فزع من نومه: انتبه.

خرجت فلمّا كانت بالساحل أتيت بدابتها فركبت، فسارت قليلا ثم وقصت بها الدابة، فخرّت (1)،فماتت قبل أن تبلغ أهلها.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، و أبو العز الكيلي، قالا: أنا أحمد [بن الحسن بن أحمد] (2) زاد ابن المبارك و أحمد بن الحسن بن خيرون، قالا: أنا محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق.

قال: نا عمر بن أحمد، نا خليفة بن خياط قال (3):

أم حرام بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن النجار، و هي امرأة عبادة بن الصامت أمها مليكة (4) بنت مالك بن عدي بن زيد مناة بن عدي بن عمرو ابن مالك بن النجار.

حدّثنا عمي لفظا، أنا أبو طالب بن يوسف، أنا الجوهري قراءة (5).

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمّد الجوهري.

أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد (6)قال:

أم حرام بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار، و أمّها مليكة بنت مالك بن عدي بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار، تزوجها عبادة بن الصامت بن قيس بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن عوف بن عمرو بن عوف (7) بن الخزرج، فولدت له محمّدا، ثم خلف عليها عمرو بن قيس بن زيد بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار، فولدت: له قيسا، و عبد اللّه، و أسلمت أم حرام و بايعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

ص: 216


1- بالأصل:«فحزقت» و في «ز»: «فجرحت» و المثبت عن المطبوعة.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك للإيضاح عن «ز».
3- طبقات خليفة بن خيّاط 879/2.
4- بالأصل: مكيلة، تصحيف، و المثبت عن «ز».
5- من قوله: حدثنا إلى هنا، كذا وقع بالأصل و «ز» هنا، و هو من زيادات القاسم ابن المصنف، و حقه أن يؤثر إلى ما بعد كلمة «الجوهري» التالية حسب مقتضى سياق السند و تدرجه.
6- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 434/8-435.
7- «بن عمرو بن عوف» مكرر بالأصل، و المثبت عن «ز»، و ابن سعد.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو القاسم البجلي، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في تسمية من نزل بالشام من الأنصار: أم حرام بنت ملحان زوجة عبادة.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه قراءة، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم ابن عتاب، أنا ابن جوصا إجازة.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير قراءة، قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الأولى: أم حرام بنت ملحان امرأة عبادة بن الصامت، غزت معهم قبرس مع معاوية، و أبي ذر، و أبي الدرداء، فسقطت عن دابتها فتوفيت و دفنت برودس (1).

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة قال: أم حرام بنت ملحان الأنصارية، خالة أنس بن مالك، ماتت بأرض الروم، و قبرها بقبرس، مختلف في اسمها و هي امرأة عبادة بن الصامت، روى عنها أنس بن مالك، و عبادة ابن الصامت، و عمرو بن الأسود.

أنبأنا أبو سعد المطرز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، قال:

أم حرام بنت ملحان الأنصارية، خالة أنس بن مالك، كانت تحت عبادة بن الصامت، و خرجت معه في بعض غزوات البحر، و ماتت بالشام، و قبرت بقبرس، و قصتها بغلتها فماتت، و أهل الشام يستسقون بها، يقولون قبر المرأة الصالحة، قيل اسمها الرميصاء، و قيل:

الغميصاء أيضا، روى عنها أنس بن مالك، و عبادة بن الصامت، و عمرو بن الأسود، و يعلى ابن شداد.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (2):أما حرام بحاء مهملة وراء: أم حرام بنت ملحان خالة أنس بن مالك، تقدم نسبها، يعني عند ذكر أخيها، فإنه قال:

ص: 217


1- بالأصل: بدرودس، و في المطبوعة:«بزرودس» و المثبت عن «ز»، و جاء في معجم البلدان: برونس جزيرة كبيرة في بحر الروم. و جاء فيه في رودس 78/3 أنها جزيرة ببلاد الروم. و في الحديث: غزا معاوية قبرس و رودس. و لعل ما أثبت هو المراد.
2- الاكمال لابن ماكولا 411/2 و 413.

حرام بن ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن مالك بن النجار، أخو أم سليم، و أم حرام.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين الشيباني، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي حدّثني بهز، و نا حجاج، قالا: نا سليمان بن المغيرة، عن ثابت قال: قال أنس دخل علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و ما هو إلاّ أنا و أمي و أم حرام خالتي، قال:

«قوموا فلأصلّ بكم» (2) في غير وقت صلاة، قال (3):فصلى بنا صلاة، قال رجل من القوم لثابت: أين جعل أنسا؟ قال: جعله عن يمينه قال: ثم دعا لنا - أهل البيت - بكلّ خير من خير الدنيا و الآخرة، الحديث[13861].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا محمّد بن أبي أسامة الحلبي، نا ضمرة، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني (4)،عن قتير حاجب معاوية قال: كان أبو ذر يغلظ لمعاوية، قال: فأرسل إلى عبادة بن الصامت، و إلى أبي الدرداء و إلى عمرو بن العاص، و إلى أم حرام فأجلسهم و قال: كلموه، فذكر حكاية تقدمت في ترجمة أبي ذر.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ (5).

ح و أنبأنا أبو علي و غيره، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة.

قالا: نا سليمان بن أحمد، نا محمّد بن عبد اللّه الحضرمي، نا أبو كريب، نا حسين بن علي الجعفي، عن هشام بن الغاز، قال: قبر أم حرام بنت ملحان بقبرس، و هم يقولون: زاد أبو نعيم: هذا، و قالا:- قبر المرأة الصالحة.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو الحسن مكي بن محمّد المؤدب، أنا أبو سليمان محمّد بن عبد اللّه بن زبر (6)،قال: سنة سبع و عشرين قيل

ص: 218


1- رواه أحمد بن حنبل في المسند 386/4 رقم 13012 طبعة دار الفكر.
2- في المسند: فلأصلي لكم.
3- في المسند: قال حجاج.
4- بالأصل و «ز»، و المطبوعة: الشيباني، تصحيف، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 182/20.
5- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 61/2.
6- تحرفت بالأصل إلى:«زفر» و في «ز»: «زمر».

فيها: توفيت أم حرام ابنة ملحان بقبرس سقطت عن دابتها فماتت (1).

أخبرنا أبو محمّد السلمي،[أنا أبو بكر الخطيب.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي] (2) نا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا يحيى بن عبد اللّه بن بكير، حدّثني الليث بن سعد قال: كانت قبرس الأولى أمرهم معاوية بن أبي سفيان، و اصطخر المرة الأخيرة سنة ثمان و عشرين (3).

9459 - أم الحكم بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس

9459 - أم الحكم بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس (4)

أخت أم حبيبة لأبيها (5)،و أخت معاوية لأبيه و أمه، أمّهما هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، أدركت النبي صلى اللّه عليه و سلم و كانت ممن أسلم يوم الفتح، و بايعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

و حكت عن أخيها.

روى عنها ابنها عبد الرّحمن بن عبد اللّه [بن عثمان] (6) الثقفي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أبو القاسم بن أبي حيّة، أنا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر الواقدي (7)،حدّثني محمّد ابن عبد اللّه، عن الزهري قال:

دخلت على عروة بن الزبير و هو يكتب إلى هنيدة (8) صاحب الوليد بن عبد الملك، و كان سأله عن قول اللّه: يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذٰا جٰاءَكُمُ الْمُؤْمِنٰاتُ مُهٰاجِرٰاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ (9)

ص: 219


1- تهذيب الكمال 455/22.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك لتقويم السند عن «ز».
3- تهذيب الكمال 455/22.
4- انظر أخبارها في: نسب قريش للمصعب ص 125 و الإصابة 443/4 و أسد الغابة 320/6 و أنساب الأشراف 5/ 11 (طبعة دار الفكر) و طبقات ابن سعد 240/8.
5- تحرفت بالأصل و «ز» إلى:«لأمها» و الصواب ما أثبت عن المختصر. و تقدم أن اسم أمّ أم حبيبة هي صفية بنت أبي العاص بن أمية بن عبد شمس.
6- زيادة عن أنساب الأشراف للإيضاح 11/5.
7- الخبر رواه محمّد بن عمر الواقدي في المغازي 631/2 و طبقات ابن سعد 12/8-13.
8- كذا بالأصل «ز»، و في المغازي:«هنيد» و في ابن سعد: هبيرة.
9- سورة الممتحنة، الآية:10.

فكتب إليه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم صالح قريشا يوم الحديبية على أن يردّ عليهم من جاء بغير إذن وليّ ، فكان يرد الرجال، فلمّا هاجر النساء أبى اللّه ذلك أن يردّهنّ إذا امتحنّ بمحنة الإسلام، فزعمت أنها جاءت راغبة فيه، و أمر أن يردّ صدقاتهن إليهم (1)إذا حبسوا (2)عنهم، و أن يردّوا عليهم مثل الذي يردّ عليهم إن فعلوا. فقال: وَ سْئَلُوا مٰا أَنْفَقْتُمْ و صبّحها أخواها من الغد، فطلباها، فأبى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن يردّها إليهما، فرجعا إلى مكة، فأخبرا قريشا فلم يبعثوا في ذلك أحدا، و رضوا بأن يحبس النساء وَ لْيَسْئَلُوا مٰا أَنْفَقُوا ذٰلِكُمْ حُكْمُ اللّٰهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَ اللّٰهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ، وَ إِنْ فٰاتَكُمْ شَيْ ءٌ مِنْ أَزْوٰاجِكُمْ إِلَى الْكُفّٰارِ فَعٰاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوٰاجُهُمْ مِثْلَ مٰا أَنْفَقُوا (3)قال: إن فات أحدا منهم أهله إلى الكفار. فإن أتتكم امرأة منهن فأصبتم غنيمة أو فيئا فعوّضوهم مما أصبتم صداق المرأة التي أتتكم، فأما المؤمنون فأقروا بحكم اللّه، و أبى المشركون أن يقروا بذلك، و إن ما فات (4)للمشركين على المسلمين من صداق من هاجر من أزواج المشركين، فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوٰاجُهُمْ من مال المشركين في أيديكم، و لسنا نعلم امرأة من المسلمين فاتت زوجها بلحوق المشركين بعد إيمانها، و لكنه حكم اللّه حكم اللّه به لأمر إن كان و اللّه عليم حكيم وَ لاٰ تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوٰافِرِ (5) يعني من غير أهل الكتاب، فطلق عمر بن الخطاب مليكة ابنة أبي أمية فتزوجها معاوية بن أبي سفيان، و طلق عمر أيضا بنت جرول الخزاعية، فتزوجها أبو جهم بن حذيفة، و طلّق عياض بن غنم الفهري أم الحكم بنت أبي سفيان يومئذ فتزوجها عبد اللّه بن عثمان الثقفي، فولدت له عبد الرّحمن ابن أم الحكم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني سليمان بن الأشعث، أن الهيثم بن عمران حدّثهم عن أبي مسهر عن خالد بن يزيد بن صبيح حدّثني يعقوب بن عثمان حدّثني عبد الرّحمن ابن أم الحكم حدثتني أمي أم الحكم أنها كانت عند معاوية حين أغمي عليه فأفاق فأراد أن يريهم فقال:

و هل من خالد إما هلكنا *** و هل بالموت يا للناس عار

ص: 220


1- يعني إلى رجالهم.
2- كذا بالأصل، و في ابن سعد:«احتبسوا» و في المغازي:«احتبسن» و كانت في أصلها: احتبسوا عنهم.
3- سورة الممتحنة، الآية:11.
4- في المغازي: ذاب.
5- سورة الممتحنة، الآية:10.

الهيثم هذا هو الهيثم بن مروان ابن بنت الهيثم بن عمران دمشقي.

أخبرنا أبو الحسين بن المعدل، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير قال (1):في ذكر ولد أبي سفيان: و أم الحكم بنت أبي سفيان تزوجها عبد اللّه بن عثمان بن عبد اللّه بن ربيعة الثقفي، فولدت له عبد الرّحمن بن عبد اللّه الذي يقال له: ابن أم الحكم، و أمها هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، أنا ابن الفهم، أنا ابن سعد قال: فولد أبو سفيان بن حرب فذكر جماعة ثم قال: و معاوية، و عتبة، و جويرية، و أم الحكم، و أمّ الحكم، و أمّهم جميعا هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف.

قرأت على أبي غالب، عن أبي محمّد الحسن بن علي، أنا ابن حيوية.

و حدّثنا عمي رحمه اللّه، أنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد، أنا الحسن قراءة.

أنا ابن حيوية، أنا أحمد، أنا أبو علي، نا ابن سعد قال (2):في تسمية النساء المسلمات: أم الحكم بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية، و أمّها هند بنت عتبة بن ربيعة، تزوّجها عبد اللّه بن عثمان بن عبد اللّه بن ربيعة بن الحارث بن حبيّب (3) بن الحارث بن مالك ابن حطيط بن جشم الثقفي فولدت له: عبد الرّحمن، فكان يقال له ابن أم الحكم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو القاسم البجلي، نا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال فيمن حدثه بالشام من النساء: أم الحكم بنت أبي سفيان.

أخبرنا [أبو] (4) القاسم علي بن إبراهيم إذنا، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال: في ذكر الإخوة و الأخوات من ولد أبي سفيان

ص: 221


1- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 125.
2- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 240/8.
3- بالأصل و «ز»: حبيب، و الصواب ما أثبت و ضبط عن الاكمال 297/2 و 298 و في الاكمال: حبيب بتشديد الياء المعجمة باثنتين من تحتها: حبيب بن الحارث بن مالك بن حطيط بن جشم، و هو من ثقيف، و من ولده عثمان بن عبد اللّه بن ربيعة بن الحارث بن حبيب.
4- سقطت من الأصل و «ز»، و أضيفت قياسا إلى أسانيد مماثلة.

قال: و أم الحكم و هي زوجة عبد اللّه بن عثمان بن عبد اللّه (1) الثقفي، و ابنه عبد الرّحمن ابن أم الحكم.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا (2) البنا، قراءة، عن أبي الحسين الصيرفي، أنا أبو القاسم بن عتاب، أنا أحمد بن عمير إجازة.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي.

أخبرنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، نا أحمد بن عمير، قراءة، قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام: أم الحكم بنت أبي سفيان تسكن دمشق.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، و أبو الحسن علي بن الحسين بن علي بن أشليها، قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم، نا محمّد بن عائذ قال: قال الوليد، و أخبرني شعيب بن رزيق (3) أنه سمع عطاء الخراساني يخبر أن عمر بن الخطاب طلّق قريبة (4) ابنة أبي أمية فتزوجها معاوية بن أبي سفيان، و طلق عياض بن غنم الفهري امرأته أم الحكم ابنة أبي سفيان فتزوجها عبد اللّه بن عثمان الثقفي.

أخبرنا أبو بكر الحاسب، أنا الحسن بن علي، أنا محمّد بن العباس، أنا أبو الحسن الساجي، أنا أبو علي الفقيه، نا ابن سعد قال (5):كانت عند عياض بن غنم أم الحكم بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس، فلما نزل القرآن وَ لاٰ تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوٰافِرِ (6)

ص: 222


1- تحرفت بالأصل و «ز» إلى: عبيد اللّه.
2- بالأصل: ابن، تصحيف، و المثبت عن «ز».
3- تحرفت بالأصل و «ز» إلى زريق، و الصواب ما أثبت، و هو شعيب بن رزيق الشامي أبو شيبة المقدسي، ترجمته في تهذيب الكمال 372/8.
4- تقدم قريبا في خبر رواه ابن سعد أن اسمها مليكة بنت أبي أمية، و سماها الواقدي في المغازي 631/2 زينب بنت أبي أمية. و في الإصابة 390/4 و في ترجمة قريبة: قال البلاذري: تزوجها معاوية بن أبي سفيان لما أسلم؛ قال ابن سعد: هي قريبة الصغرى، قال تزوجها عبد الرحمن بن أبي بكر. و ينقل ابن حجر في الإصابة 409/4 في ترجمة مليكة بنت أبي أمية الخبر الموجود في طبقات ابن سعد.
5- انظر الخبر في الطبقات الكبرى لابن سعد 13/18.
6- سورة الممتحنة، الآية:10.

يعني من غير أهل الكتاب طلّق عياض بن غنم الفهري أم الحكم بنت أبي سفيان يومئذ، فتزوجها عبد اللّه بن عثمان الثقفي، فولدت له عبد الرّحمن ابن أم الحكم.

9461 - أم الحكيم بنت الحارث بن هشام بن المغيرة

ابن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم المخزومية (1)

و أمّها فاطمة بنت الوليد بن المغيرة بن عبد اللّه أخت خالد، و هي التي تنسب (2) لها قنطرة أم حكيم بمرج الصّفّر.

و لها صحبة من النبي صلى اللّه عليه و سلم، و استأمنته لبعلها عكرمة بن أبي جهل، و خرجت معه إلى الشام غازية، فقتل عنها، فتزوجها خالد بن سعيد و كانت يوم أحد مع زوجها قبل أن يسلما.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا عمرو بن محمّد بن منصور، نا محمّد بن إسحاق، نا محمّد بن يحيى النيسابوري، نا إبراهيم بن محمّد السجزي (3)،عن أبيه، عن محمّد بن إسحاق، عن ابن شهاب، عن عروة ابن الزبير قال:

كانت أم حكيم بنت الحارث بن هشام عند عكرمة بن أبي جهل، و كانت فاختة بنت الوليد بن المغيرة عند صفوان بن أمية فأسلمتا جميعا، فأتت أم حكيم إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فاستأمنته لعكرمة، فأمنه. (4)

قال ابن مندة: رواه ابن عيينة عن الزهري، قال: إن نساء من المسلمات أسلمن قبل أزواجهن، ثم أسلم أزواجهن بعدهن، فلم يفرق النبي صلى اللّه عليه و سلم بينهن (5)،منهن: أم حكيم بنت الوليد بن المغيرة، و كانت تحت عكرمة بن أبي جهل.

[قال ابن عساكر:] (6) هكذا قال.

ص: 223


1- ترجمتها في نسب قريش للمصعب ص 303 و الإصابة 443/4 و أسد الغابة 321/6 و الاستيعاب 443/4 (هامش الإصابة)، و طبقات ابن سعد 261/8.
2- بالأصل و «ز»: ينسب، و المثبت عن المختصر.
3- في «ز»: «الشجري» و في الإصابة: الشجري.
4- الخبر رواه ابن حجر في الإصابة 444/4.
5- كذا بالأصل و «ز»، و المطبوعة.
6- زيادة منا.

أخبرناه سهل بن السري، نا عبد اللّه بن عبيد اللّه بن شريح (1) الغازي، نا محمّد بن منصور، عن ابن عيينة بهذا.

أخبرناه عاليا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن بن محمّد، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا أبو حامد بن الشّرقي (2)،نا محمّد بن يحيى، نا إبراهيم بن يحيى بن محمّد بن عباد بن هانئ المخزومي، حدّثني أبي عن ابن إسحاق (3)،عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير قال:

كانت أم حكيم بنت الحارث بن هشام عند عكرمة بن أبي جهل، و كانت فاختة بنت الوليد بن المغيرة عند صفوان بن أمية، فأسلمتا جميعا، فأتت أم حكيم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فاستأمنته لعكرمة فأمّنه، فاستأذنته في طلبه، فأذن لها، فخرجت في طلبه و خرج معها عبد لها رومي، فأرادها عن نفسها، فلم تزل تعده و تقرّبه (4) حتى قدمت على ناس من عكّ ، فاستعانتهم عليه، فأوثقوه لها، ثم انطلقت حتى أدركت زوجها باليمن، فأقبل معها حتى جاءت به إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فلما رآه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم وثب فرحا و ما عليه رداء حتى بايعه.

أخبرناه أعلى من هذا من غير ذكر عروة: أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو علي زاهر بن أحمد، أنا إبراهيم بن عبد الصّمد، نا أبو مصعب، نا مالك (5)،عن ابن شهاب:

أن أم حكيم بنت الحارث بن هشام كانت تحت عكرمة بن أبي جهل، فأسلمت يوم الفتح بمكة و هرب زوجها عكرمة بن أبي جهل من الإسلام حتى قدم اليمن، فارتحلت أم حكيم حتى قدمت عليه اليمن، فدعته إلى الإسلام، فأسلم، و قدم على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عام الفتح، فلمّا رآه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم وثب إليه فرحا، و ما عليه رداء، حتى بايعه، فثبتا على نكاحهما الأول (6).

ص: 224


1- كذا بالأصل و «ز»، و في المطبوعة: سريج.
2- في «ز»: السوقي، تصحيف.
3- انظر الخبر في سيرة ابن هشام 53/4 و 60 باختلاف الرواية، و رواه الطبري في تاريخه 162/2 من طريق ابن حميد بسنده إلى الزهري على غرار رواية ابن هشام.
4- في الأصل: و تفرقه، و المثبت عن «ز».
5- موطأ مالك كتاب النكاح، باب نكاح المشرك إذا أسلمت زوجته قبله رقم 1145 (ص 371).
6- في الموطأ: على نكاحهما ذلك.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر، أنا أبو الحسن، أنا أبو علي بن فهم (1)،نا ابن سعد، أنا محمّد بن عمر، حدّثني أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي سبرة، عن موسى بن عقبة، عن أبي حبيبة مولى الزبير، عن عبد اللّه بن الزبير قال:

لما كان يوم فتح مكة هرب عكرمة بن أبي جهل إلى اليمن، و خاف أن يقتله رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و كانت امرأته أم حكيم بنت الحارث بن هشام امرأة لها عقل، و كانت قد اتبعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فجاءت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقالت: إنّ ابن عمي عكرمة قد هرب منك إلى اليمن، الحديث.

أخبرنا أبو محمّد السّيّدي (2)،و أبو القاسم تميم بن أبي سعيد، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا الحاكم أبو أحمد، أنا محمّد بن مروان، نا هشام بن عمار، نا سعيد بن يحيى، نا ابن إسحاق، عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرّحمن قال: رد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على عكرمة بن أبي جهل أم حكيم بنت الحارث بن هشام على نكاحه الأول بعد قريب من سنة.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالا: أنا أبو جعفر المعدل. أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير قال (3):

و أم عبد الرّحمن بن الحارث و أخته أم حكيم بنت الحارث فاطمة بنت الوليد بن المغيرة، و ليس للحارث بن هشام ولد إلاّ من عبد الرّحمن و من أم حكيم كانت تحت عكرمة ابن أبي جهل فقتل عنها يوم اليرموك شهيدا، فخلف عليها خالد بن سعيد بن العاص، فقتل عنها يوم مرج الصّفّر شهيدا، فتزوجها عمر بن الخطاب، فولدت له فاطمة بنت عمر، فتزوج فاطمة عبد الرّحمن بن زيد بن الخطاب، فولدت له عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن زيد، فلعبد اللّه عقب.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمّد الحسن بن علي.

و حدّثنا عمي رحمه اللّه، أنا ابن (4) يوسف، أنا الحسن قراءة.

ص: 225


1- بالأصل و «ز»: «أنا أبو علي، نا ابن فهم» صوبنا السند قياسا إلى أسانيد مماثلة، و هذا السند معروف.
2- بالأصل و «ز»: السدي، تصحيف.
3- الخبر في نسب قريش للمصعب الزبيري ص 303.
4- بالأصل و «ز»: أبي، تصحيف.

أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد قال (1) في تسمية النساء المسلمات المبايعات: أم حكيم بنت الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم.

أنبأنا أبو سعد المطرز، و أبو علي الحداد قالا (2):قال لنا أبو نعيم الحافظ : أم حكيم بنت الحارث بن هشام أسلمت يوم الفتح، كانت تحت ابن عمها عكرمة بن أبي جهل.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللنباني (3)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني سليمان بن أبي شيخ قال:

قتل أبان بن سعيد بن العاص يوم أجنادين شهيدا (4)،و قتل خالد بن سعيد بن العاص بمرج الصّفّر شهيدا (5) و كانت امرأته أم حكيم بنت الحارث بن هشام، دخل بها بمرج الصّفّر، فخرج و هو عروس فقاتل، فقتل، و خرجت هي بعمود (6) فقتلت سبعة من الروم، و كانت قبله تحت ابن عمها عكرمة بن أبي جهل، فقتل عنها يوم فحل (7)،فلما انقضت عدتها خطبها يزيد ابن أبي سفيان، و خالد بن سعيد فحطّت (8) إلى خالد، ثم تزوجها عمر بن الخطاب فهي التي تسحّر (9) عندها عبد الرّحمن بن الحارث لأن أم عبد الرّحمن فاطمة بنت الوليد بن المغيرة ماتت قبل ذلك بمدة، و هي أمّ أمّ حكيم و استشهد قبل ذلك الحكم بن سعيد بن العاص يوم مؤتة مع جعفر بن أبي طالب، و استشهد مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم حصن الطائف سعيد بن سعيد بن العاص.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا

ص: 226


1- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 261/8.
2- بالأصل:«قال» و المثبت عن «ز».
3- تحرفت بالأصل و «ز» إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
4- فتوح البلدان للبلاذري ص 132.
5- فتوح البلدان للبلاذري ص 138.
6- في فتوح البلدان: انتزعت عمود الفسطاط فقاتلت به.
7- فحل من أرض الأردن كما في الطبري، و في معجم البلدان: فحل بكسر أوله و سكون ثانية: اسم موضع بالشام كانت فيه وقعة للمسلمين مع الروم.
8- بالأصل: فحظت، و في «ز»: «فخطبت» و المثبت عن المختصر و المطبوعة، و حطت إلى خالد: مالت إليه.
9- بالأصل و «ز»: سحر، و المثبت عن المطبوعة.

أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد (1)،أنا محمّد بن عمر، حدّثني عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه قال:

شهد خالد بن سعيد فتح أجنادين، و فحل و مرج الصّفّر، و كانت أم حكيم بنت الحارث ابن هشام تحت عكرمة بن أبي جهل، فقتل عنها بأجنادين، فاعتدت (2) عنه أربعة أشهر و عشرا، و كان يزيد بن أبي سفيان يخطبها و كان خالد بن سعيد يرسل إليها في عدّتها يتعرض للخطبة، فحطّت (3) إلى خالد بن سعيد فتزوجها على أربع مائة دينار، فلما نزل المسلمون مرج الصّفّر أراد خالد أن يعرس بأم حكيم، فجعلت تقول: لو أخّرت الدخول حتى يفضّ اللّه هذه الجموع، فقال خالد: إن نفسي تحدثني أنّي أصاب في جموعهم قالت: فدونك، فأعرس بها عند القنطرة التي بالصّفر، فبها سميت قنطرة أم حكيم، و أولم عليها في صبح مدخله، فدعا أصحابه على الطعام، فما فرغوا من الطعام حتى صفت الروم صفوفها خلف صفوف، و برز رجل منهم معلم يدعو إلى البراز، فبرز إليه أبو جندل بن سهيل بن عمرو العامري، فنهاه أبو عبيدة، فبرز حبيب بن مسلمة فقتله حبيب و رجع إلى موضعه، و برز خالد ابن سعيد فقاتل فقتل، و شدّت أم حكيم بنت الحارث عليها ثيابها و عدت (4) و إنّ عليها لردع الخلوق (5) في وجهها، فاقتتلوا أشدّ القتال على النهر فصبر الفريقان جميعا، و أخذت السيوف بعضها بعضا فلا يرمى بسهم، و لا يطعن برمح، و لا يرمى بحجر، و لا يسمع إلاّ وقع السيوف على الحديد و هام الرجال و أبدانهم و قتلت أم حكيم يومئذ سبعة بعمود الفسطاط الذي بات فيه خالد بن سعيد معرسا بها، و كانت وقعة مرج الصّفّر في المحرم سنة أربع عشرة في خلافة عمر بن الخطاب.

أخبرنا أبو علي الحسين (6) بن علي بن أشليها، و ابنه (7) أبو الحسن علي، قالا: أنا أبو

ص: 227


1- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 98/4.
2- في طبقات ابن سعد:«فأعدت أربعة أشهر». و عدة المرأة المطلقة و المتوفى زوجها هي ما تعده من أيام أقرائها أو أيام حملها أو أربعة أشهر و عشر ليال، و قد اعتدت المرأة عدتها من وفاة زوجها أو طلاقه إياها (تاج العروس: عدد).
3- بالأصل:«فحظت» و في «ز»: «فخطب» و المثبت عن ابن سعد.
4- بالأصل و «ز»: و غدت، و المثبت عن ابن سعد.
5- عند ابن سعد:«لدرع الحلوق» و في «ز»: «لردع الخلوف» و الردع: أثر الخلوق و الطيب في الجسد؛ و الخلوق: ضرب من الطيب.
6- بالأصل و «ز»: الحسن.
7- في «ز»: أبيه.

الفضل بن الفرات، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم، نا ابن عائذ قال: سمعت محمّد بن شعيب و غيره يذكر أنها أم حكيم ابنة الحارث بن هشام تزوّجها خالد بن سعيد بن العاص و بنى بها عند قنطرة أم حكيم فيها سميت قنطرة أم حكيم، فقال محمّد بن شعيب: فلم يقم معها إلاّ سبعة أيام.

قال: و نا عائذ قال: حدّثني عبد الأعلى يعني ابن مسهر أن عمر بن الخطاب تزوّجها بعده.

قال: و نا ابن عائذ، أخبرني سعيد بن عبد العزيز أن أم حكيم كان تحت عكرمة بن أبي جهل فقتل عنها، فانقضت عدتها و تزوّجها خالد بن سعيد بن العاص، و بنى بها عند القنطرة التي بالصّفر، فبها سميت قنطرة أم حكيم التقوا على النهر عند الطاحونة فقتلت يومئذ أم حكيم سبعة من الروم بعمود فسطاطها.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، أنا أبو الحسن الحمامي، أنا أبو محمّد الحسن بن علي القطان، نا إسماعيل بن عيسى العطار، نا أبو حذيفة إسحاق بن بشر القرشي قال:

و كان أمر اليرموك أن الروم لما صافّت سار هرقل إلى الروم حتى نزل أنطاكية و معه المستعربة: لخم، و جذام، و بلقين، و بلي، و عاملة، و تلك القبائل من قضاعة و معه من أهل أرمينية اثنا عشر ألفا، فلما نزل أنطاكية بعث القيقلان (1) خصيّا له فسار بمائة ألف، و سار في أهل أرمينية [جرجة] (2) و سار في قبائل قضاعة جبلة بن الأيهم الغساني و سائرهم من الروم، و على جماعة الناس القيقلان الخصي، خصي هرقل، و سار المسلمون و هم أربعة و عشرون ألفا عليهم أبو عبيدة بن الجراح، فالتقوا باليرموك في سنة خمس عشرة، فاقتتل الناس قتالا شديدا حتى دخل [النساء] (3) عسكر المسلمين فقاتل نساء من قريش بالسيوف حتى دخل العسكر منهن أم حكيم بنت الحارث بن هشام حتى سابقن الرجال.

ص: 228


1- لم تعجم الياء بالأصل، و المثبت عن «ز».
2- سقطت من الأصل و استدركت عن «ز»، و في المختصر و المطبوعة: حبرجة.
3- زيادة لازمة للإيضاح عن المطبوعة، و هي مستدركة فيها بين قوسين.

9461 - أم حكيم بنت يحيى - و يقال: بنت يوسف بن يحيى - بن الحكم

ابن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف (1)

و أمها زينب بنت عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام المخزومية، امرأة شاعرة، تزوجها عبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك، فطلّقها، ثم تزوجها هشام بن عبد الملك فولدت له يزيد ابن هشام، و إلى أم حكيم هذه ينسب سوق أم حكيم، و هو سوق القلاءين (2) و قصر أم حكيم (3) الذي عند مرج الصّفّر.

أخبرنا أبو الحسين المعدل، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالوا: أنا أبو جعفر، أنا أبو طاهر، أنا أحمد، نا الزبير قال (4):

و ولد يحيى بن الحكم: أبا بكر بن يحيى، و أم حكيم (5) تزوجها عبد العزيز بن الوليد ابن عبد الملك، ثم تزوج عليها بنتا لأبي بكر (6) بن عبد الرّحمن بن أبي بكر، فحظيت بنت أبي بكر عنده و أحبها، فطلّق عنها أم حكيم فتزوجها هشام بن عبد الملك، فلمّا مات عبد العزيز بن الوليد تزوج هشام بن عبد الملك امرأته الأخرى بنت أبي بكر فجمع امرأتيه جميعا أم حكيم و بنت أبي بكر، ثم طلق بنت أبي بكر عن أم حكيم و قال لأم حكيم: أرضيتك أقدتك منها طلّقتها عنك كما طلقك عبد العزيز عنها، فولدت أم حكيم لهشام: مسلمة (7)، و محمّدا [و يزيد] (8)،و أم يحيى، و أم هشام، و أم أبي بكر، و أم حكيم ابنة (9) يحيى [أمّها

ص: 229


1- انظر أخبارها في نسب قريش للمصعب ص 167 و 171 و جمهرة ابن حزم ص 92 و الأغاني 274/16 و أنساب الأشراف 367/9 طبعة دار الفكر: و فيه أم حكيم بنت يحيى بن الحكم، و يقال هي أم حكيم بنت الحارث بن الحكم. و معجم البلدان 355/4.
2- بالأصل:«الفليس» و في «ز»: «الفلبيس» كلاهما تصحيف، و التصويب عن معجم البلدان 355/4.
3- قصر أم حكيم: جاء في معجم البلدان أنه: بمرج الصّفّر من أرض دمشق.
4- انظر نسب قريش للمصعب ص 171-172.
5- في نسب قريش: أم الحكم.
6- في نسب قريش ص 165 أن عبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك تزوج ميمونة بنت عبد الرحمن بن عبد اللّه بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق.
7- كذا بالأصل و «ز»، و في أنساب الأشراف 367/8 «مسلمة أبا شاكر» و في نسب قريش ص 167 مروان، و هو أبو شاكر.
8- زيادة عن «ز»، و انظر نسب قريش ص 167.
9- بالأصل و «ز»: ابنتي.

زينب بنت عبد الرّحمن] (1) بن الحارث الموصولة (2).

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا أبو جعفر، أنا أبو طاهر، أنا أحمد، نا الزبير، حدّثني أبو بكر بن يزيد بن عياض عن أبيه قال:

ولدت زينب بنت عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام ليحيى بن الحكم أم حكيم بنت يحيى فتزوج أم حكيم عبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك، ثم تزوج عليها ابنة لأبي بكر بن عبد الرّحمن بن أبي بكر، فحظيت ابنة أبي بكر عنده فطلّق عنها أم حكيم، فتزوجها هشام بن عبد الملك، فلمّا مات عبد العزيز بن الوليد، تزوّج هشام بن عبد الملك ابنة أبي بكر فجمعهما ثم طلّق ابنة أبي بكر عن أم حكيم (3) و قال لها: أرضيتك أقدتك (4) منها، طلقتها عنك كما طلقك عبد العزيز عنها، فولدت أم حكيم لهشام بن عبد الملك: مسلمة، و محمّدا، و يزيد.

قال عمي مصعب بن عبد اللّه فنعى عليه الوليد بن يزيد بن عبد الملك فقال (5):

علّلاني بعاتقات الكروم *** و بكأس ككأس أم حكيم (6)

إنها تشرب الرساطون (7) صرفا *** في إناء من الزجاج عظيم

و مما يروى من شعر أم حكيم (8):

ألا فاسقياني من شرابكما الوردي *** و إن كنت قد أنفدت فاستر هنا بردي (9)

سواري و دملوجي (10) و ما ملكت يدي *** مباح لكم نهب (11) فلا تقطعوا وردي

ص: 230


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و «ز»، و استدرك للإيضاح و تقويم المعنى عن المختصر.
2- كذا بالأصل و «ز»، و في الأغاني 274/16 الواصلة بنت الواصلة، و قيل: الموصلة بنت الموصلة. لأنهما وصلتا الجمال بالكمال.
3- بالأصل: أم الحكم، و المثبت عن «ز».
4- بدون إعجام بالأصل، و في «ز»: أفديتك.
5- البيتان في الأغاني 278/16.
6- كانت أم حكيم منهومة بالشراب، مدمنة عليه، و كان كأسها الذي كانت تشرب فيه مشهور عند الناس.
7- الرساطون: شراب يتخذ من الخمر و العسل.
8- البيتان في الأغاني 273/16.
9- بالأصل: ردى، و المثبت عن «ز»، و الأغاني.
10- الدملوج: المعضد من الحلي.
11- بالأصل: نهبت، و المثبت عن «ز»، و الأغاني.

قرأت في كتاب محمّد بن محمّد بن الحسين الديناري بخط [بعض] (1) أهل الأدب، وجدت بخط أبي الفرج علي بن الحسين [الكاتب] (2) و أجازه لي، أنا أبو الحسن الأسدي، نا حمّاد يعني ابن إسحاق بن إبراهيم الموصلي، عن أبيه، عن ابن (3) داب قال:

دخل هشام بن عبد الملك على أم حكيم و هي مفكرة فقال لها: في أي شيء أنت مفكرة يا أم حكيم ؟ قالت: خير يا أمير المؤمنين، قال: أقسمت عليك لتخبريني قالت: في قول جميل (4):

فما مكفهر في رحى (5) مرجحنة *** و لا ما أسرت (6) في معادنها النحل

بأحلى (7) من القول الذي قلت بعد ما *** تمكّن من حيزوم (8) ناقتي الرحل

فليت شعري ما كانت قالت له حتى استحلاه و وصفه ؟ لقد كنت أحبّ أن أعلم، فضحك هشام ثم قال: هذا شيء قد أحب عمّك - يعني أباه - أن يعلمه، و سأل عنه من سمع الشعر من جميل فلم يعلمه، فقالت: إذا استأثر اللّه بشيء قاله (9) عنه.

9462 - أم خالد بنت عتبة بن ربيعة

ابن عبد شمس بن عبد مناف

خالة معاوية بن أبي سفيان.

خالة معاوية بن أبي سفيان.

ذكر أبو الحسين الرازي في كتاب «الدوران» الدور المعروفة ببني الدن مع دار عيل (10)مولى الفاطميين مع دار بني قوبال كلها كانت دار أم خالد ابنة عتبة بن ربيعة خالة معاوية بن

ص: 231


1- سقطت من الأصل و أضيفت للإيضاح عن «ز».
2- سقطت من الأصل، و أضيفت عن «ز».
3- بالأصل و «ز»: «أبي داب» و التصويب عن المختصر.
4- البيتان في ديوان جميل ص 110 (ط . بيروت. صادر).
5- بالأصل: أخي، و في «ز»: «أحى» و كتب فوقها: رحا، و فوقها ح، و هو ما أثبت و هو يوافق رواية المختصر.
6- في الديوان: و ما ماء مزن من جبال منيعة و لا ما أكنّت
7- بالأصل: فأحلى، و المثبت عن «ز»، و في الديوان: بأشهى.
8- الحيزوم: ما اكتنف الحلقوم من جانب الصدر.
9- كذا بالأصل و «ز»، و في المختصر: فاله، و هو أشبه.
10- في «ز»: رعبل.

أبي سفيان، و بنو الدن من مواليها، و يقال: إنهم من موالي الزبيريين، يعني بنواحي الرحبة (1)،و زقاق السلم.

[قال ابن عساكر:] (2) كذا قال، و عندي أنها أم خالد بنت أبي هاشم خال معاوية، و لم أجد لأم خالد بنت عتبة ذكرا في كتاب النسب للزبير بن بكار.

9463 - أم خالد بنت أبي هاشم

هي أم هاشم، و اسمها حيّة (3).

تقدم ذكرها.

9464 - أم الخيار زوج رياح بن عبيدة

9464 - أم الخيار زوج رياح (4) بن عبيدة

حكت عن عمر بن عبد العزيز.

حكى عنها ابنها موسى بن رياح (5).

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، عن نصر بن إبراهيم بن نصر، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن الوليد الأندلسي، أخبرني أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد فيما كتب إليّ ، أخبرني جدي عبد اللّه بن محمّد بن علي اللخمي الباجي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن يونس، أنا بقي بن مخلد، نا أحمد بن إبراهيم الدورقي، نا معاذ بن معاذ، نا موسى بن رياح بن عبيدة، حدثتني أمي أم الخيار، و هي امرأة رياح بن عبيدة قالت:

كنت عند فاطمة بنت عبد الملك امرأة عمر بن عبد العزيز قال: فكنت عندها أحدّثها، فإذا عمر بن عبد العزيز قد دخل علينا، فأتى كوز الحبّ (6) فأخذه، فاغترف، فتوضأ ثم أقبل فقالت [له] (7) فاطمة: يا أمير المؤمنين هذه أم الخيار فقال: يا أم الخيار شغلنا عنك، قالت:

ص: 232


1- بالأصل: الرجية، و المثبت عن «ز».
2- زيادة منا.
3- بالأصل: حنة، و لم تعجم في «ز»، تقدم ذكرها في هذا الجزء.
4- بالأصل و «ز»: رباح، تصحيف، و الصواب ما أثبت عن المختصر، و سيرد الاسم صحيحا فيما يأتي، و هو رياح بن عبيدة الباهلي البصري ترجمته في تهذيب الكمال 246/6.
5- بالأصل و «ز»: رباح.
6- الحب: الجرة الضخمة، و الكوز: كوب بعروة يغترف به الماء.
7- سقطت من الأصل و استدركت عن «ز».

و مضى، قالت: فقلت لها: لو لا أن أحبسك الليلة عن أمير المؤمنين لبت عندك، قالت: أما إذا قلت هذا فلا تبرحي الليلة حتى تري، فلمّا صلّى العتمة دخل و أدخل معه كتاب العامة قالت: و دعا بالشمع، فلم يزل في كتابه و حسابه حتى ذهب نحو من ثلث الليل، قالت: ثم أمر بالكتّاب فأقيموا، و رفع الشمع، ثم دعا بكتابه كتاب الخاصة و دعا بسراج، فجعل يحاسبهم حتى مضى ثلث الليل الأوسط ، ثم قام إلى مصلاّه فصلّى حتى أصبح.

9465 - أم الخير بنت الحريش بن سراقة البارقية الكوفية

9465 - أم الخير بنت الحريش بن سراقة البارقية الكوفية (1)

قدمت على معاوية و حاورها محاورة تدلّ على فصاحتها و جزالتها.

أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن نصر بن (2) محمّد بن خميس، أنا محمّد بن علي بن ودعان (3)،أنا عمي أحمد بن عبيد اللّه بن أحمد بن ودعان، أنا هارون بن أحمد بن محمّد بن روح البصري، نا أبو علي الحسين بن إبراهيم بن عبد اللّه بن منصور الصائغ، نا عبد العزيز ابن يحيى.

[و] (4) نا أحمد بن عبد اللّه بن جلين (5) الدوري، حدّثني محمّد بن حمزة الهاشمي، و جعفر بن علي الخياط ، نا محمّد بن زكريا الغلابي.

قال: و أنا المطهر بن إسماعيل بن نعمة البلدي ببلد (6)،نا أبو سعيد العدوي.

قالا: أنا العباس بن بكار، نا عبيد اللّه بن عمرو الغساني، عن الشعبي قال (7):

كتب معاوية بن أبي سفيان إلى واليه بالكوفة: أنا أوفد عليّ أم الخير بنت الحريش بن سراقة البارقية، رحلة (8) محمودة الصحبة، غير مذمومة العاقبة، و اعلم أنّي مجازيك بقولها فيك بالخير خيرا، و بالشر شرا.

ص: 233


1- خبرها في صبح الأعشى 248/1 و العقد الفريد 115/2.
2- بالأصل و «ز»: «بن محمد بن نصر» و الصواب ما أثبت عن مشيخة ابن عساكر 55/أ.
3- بالأصل و «ز»: وردعان، تصحيف.
4- زيدت «الواو» لتقويم السند.
5- بدون إعجام بالأصل و «ز» و رسمها:«حلبى».
6- سقطت اللفظة من المطبوعة.
7- قصة وفودها إلى معاوية في العقد الفريد 115/2-116 و صبح الأعشى 248/1-249.
8- بالأصل: زجلة، و المثبت عن «ز».

فلما ورد الكتاب عليه ركب إليها فأقرأها إياه، قالت: أما أنا فغير راغبة (1) عن طاعة، و لا معتلة بكذب، و لقد كنت أحبّ لقاء أمير المؤمنين لأمور تلجلج (2) مني بمجرى النفس، يغلي بها صدري غلي المرجل بحب (3) البلس (4) يوقد بجزل السّمر، فلما حملها و أراد مفارقتها قال لها: يا أم الخير، إن معاوية ضمن لي أن يجازيني فيك بالخير خيرا، و بالشر شرا، فانظري كيف تكونين، قالت: يا هذا لا يطمعك برك بي في نزو (5) معك بالباطل، و لا يؤنسك معرفتي أن أقول فيك [غير] (6) الحق، فسارت خير مسير، فلما قدمت على معاوية أنزلها بيتا مع الحرم ثلاثة أيام ثم أذن لها في اليوم الرابع و عنده جلساؤه فقالت: السلام عليك يا أمير المؤمنين، قال: و عليك السلام، و بالرغم منك دعوتني (7) بهذا الاسم ؟ قالت: مه يا هذا [فكل بديهة للسلطان مدحضة لما يجب علمه، فقال: صدقت، كيف حالك، و كيف رأيت مسيرك ؟ قالت: لم أزل في عافية و سلامة حتى أدتني إلى ملك جزل ذي عطاء بذل، فأنا في عيش أنيق و [عند] (8) ملك رقيق فقال معاوية: بحسن نيتي و اللّه ظفرت بكم، و أعنت عليكم قالت: مه يا هذا] (9) و اللّه لك من دحض المقال ما تردى (10) عاقبة. قال ليس لهذا أردناك قالت: إنّما اجري في ميدانك، إذا أجريت شيئا أجريته، فسل عما بدا لك، قال: كيف كان كلامك يوم قتل عمار بن ياسر، قالت: لم أكن و اللّه روّيته قبل و لا رويته بعد، و إنّما كانت كلمات نفثهن لساني حين الصدمة، فإن شئت أحدثت لك مقالا غير ذلك فعلت. قال:

لا أشاء، ثم التفت إلى بعض أصحابه فقال: أيكم يحفظ كلام أم الخير؟ فقال رجل من القوم: أنا أحفظه يا أمير المؤمنين كحفظي لسورة الحمد، قال: فهاته، قال: نعم، كأني بها يا

ص: 234


1- في العقد الفريد و صبح الأعشى: زائغة.
2- في العقد الفريد و صبح الأعشى: لأمور تختلج في صدري.
3- تحرفت بالأصل و «ز» إلى: تحت، و المثبت عن المختصر.
4- بالأصل و «ز»: بدون إعجام، أعجمت عن المختصر. و البلس: بضمتين: العدس.
5- بالأصل: ندو، و المثبت عن «ز».
6- سقطت من الأصل و «ز»، و استدرك لإيضاح المعنى عن العقد الفريد و صبح الأعشى.
7- بالأصل و «ز» و صبح الأعشى: دعوتيني. و المثبت عن العقد الفريد.
8- زيادة عن صبح الأعشى.
9- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن «ز»، و صبح الأعشى و العقد الفريد.
10- بالأصل:«ردي» و المثبت عن «ز».

أمير المؤمنين في ذلك اليوم و عليها برد زبيدي (1) كثيف الحاشية، على جمل أرمك - الأرمك (2):الأشقر - و قد أحيط حولها، و بيدها سوط منتشر الضفر، و هي كالفحل يهدر في شقشقته (3) تقول: يٰا أَيُّهَا النّٰاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السّٰاعَةِ شَيْ ءٌ عَظِيمٌ (4) إن اللّه قد أوضح الحق، و أبان الدليل، و نوّر السبيل، و رفع العلم، فلم يدعكم في عمياء مبهمة و لا شعواء (5) مدلهمة، فإلى أين تريدون رحمكم اللّه ؟ أ فرارا عن أمير المؤمنين، أم رغبة عن الإسلام، أم ارتدادا عن الحق ؟ أ ما سمعتم اللّه يقول: وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتّٰى نَعْلَمَ الْمُجٰاهِدِينَ مِنْكُمْ وَ الصّٰابِرِينَ وَ نَبْلُوَا أَخْبٰارَكُمْ (6) ثم رفعت رأسها إلى السماء و هي تقول: اللّهمّ إنه قد عيل الصبر، و ضعف اليقين، و انتشرت الرغبة، و بيدك اللّهم أزمة القلوب، فاجمع اللّهمّ الكلمة على التقوى، و ألّف القلوب على الهدى، و اردد الحق إلى أهله، هلموا رحمكم اللّه إلى الإمام العادل، إنها إحن (7) بدرية، و ضغائن أحدية، و أحقاد جاهلية، وثب بها معاوية حين الغفلة، ليدرك بثارات بني عبد شمس ثم قالت: فَقٰاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ، إِنَّهُمْ لاٰ أَيْمٰانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ (8) صبرا معاشر المهاجرين و الأنصار، قاتلوا على بصيرة من ربّكم، و ثبات من دينكم، فكأني بكم غدا قد لقيتم أهل الشام كحمر مستنفرة لا تدري ما يسلك بها من فجاج الأرض. باعوا الآخرة بالدنيا و اشتروا الضلالة بالهدى، و باعوا البصيرة بالعمى و عَمّٰا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نٰادِمِينَ (9) حين تحل بهم الندامة، فيصلبون (10) الإقالة، وَ لاٰتَ حِينَ مَنٰاصٍ (11)إنه و اللّه من ضلّ عن الحق وقع في الباطل، و من لم يكن الجنّة نزل النار، أيها الناس، إن الأكياس استقصروا عمر الدنيا فرفضوها، و استطالوا مدة الآخرة فسعوا لها. و اللّه أيها الناس

ص: 235


1- زبيدي نسبة إلى زبيد، بلد باليمن.
2- بالأصل: أريك الأريك، و مثله في «ز»، تصحيف، و المثبت عن صبح الأعشى.
3- الشقشقة: لهاة البعير، و لا تكون إلا للعربي من الإبل.
4- سورة الحج، الآية الأولى.
5- بالأصل: سعواء، و المثبت عن «ز».
6- سورة محمد، الآية:31.
7- بالأصل و «ز»: احق. و المثبت عن صبح الأعشى.
8- سورة التوبة، الآية:12.
9- سورة المؤمنون، الآية:40.
10- بالأصل و «ز»: فيطلبوا.
11- سورة ص، الآية:3.

لو لا أن يبطل الحق، و يظهر الظالمون، و تقوى كلمة الشيطان لما اختاروا ورود المنايا على خفض العيش و طيبه. إلى أين تريدون رحمكم اللّه، أيها الناس، عن ابن عم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و زوج ابنته و أبي ابنيه، خلق من طينته، و تفرع من نبعته، و خصه بسرّه، و جعله باب مدينته (1)،و أعلم بحبه المسلمين (2) و أبان ببغضه المنافقين. فلم يزل كذلك حتى أيّده اللّه، بمعونته يمضي على سنن استقامة. لا يفرح لراحة اللذّات بها، و هو مفلق الهام، مكسر الأصنام صلّى و الناس مشركون، و أطاع و الناس مرتابون، فلم يزل كذلك حتى قتل مبارزي بدر، و أفنى أهل أحد، و هزم اللّه به الأحزاب و قتل أهل حنين، و فرق جمع هوازن فيا لها من وقائع زرعت في قلوب قوم نفاقا، وردة و شقاقا، قد اجتهدت في القول، و بالغت في النصيحة و باللّه التوفيق و السّلام عليكم و رحمة اللّه.

فقال معاوية: و اللّه يا أم الخير، ما أردت بهذا القول إلاّ قتلي، و لو قتلتك ما حرجت في ذلك.[فقالت:] (3) و اللّه ما يسوؤني أن يجري اللّه قتلي على يدي من يسعدني اللّه بشقائه! قال: هيهات يا كثيرة الفضول. ما تقولين في عثمان بن عفان ؟ قالت: و ما عسى أن أقول فيه، استخلفه الناس و هم به راضون، و قتلوه و هم له كارهون، فقال معاوية: إيها (4) يا أم الخير، هذا و اللّه أصلك الذي تبنين (5) عليه. قالت: لكن اللّه يشهد بما أنزل، أنزله بعلمه، و الملائكة يشهدون وَ كَفىٰ بِاللّٰهِ شَهِيداً (6) و ما أردت بعثمان نقصا، و لقد كان سباقا إلى الخير، و إنه لرفيع الدرجة غدا. فما تقولين في طلحة بن عبيد اللّه ؟ قالت: و ما عسيت أن أقول في طلحة، اغتيل من مأمنه، و أتى من حيث لم يحذر، و قد وعده رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الجنّة. قال: فما تقولين في الزبير؟ قالت: لا تدعني كرجيع الثوب الصبغ يعرك في المركن (7).قال: حقّا لتقولن (8)و قد عزمت عليك. قالت: و ما عسيت أن أقول في الزبير ابن عمة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و حواريّه،

ص: 236


1- تشير إلى قوله صلى اللّه عليه و سلم: أنا مدينة العلم و علي بابها.
2- تشير إلى قوله صلى اللّه عليه و سلم:«لا يحب عليا منافق، و لا يبغضه مؤمن» حيث ميّز المسلم من المنافق بحب عليّ بن أبي طالب.
3- زيادة عن «ز».
4- بالأصل و «ز») أيهن.
5- بالأصل و «ز»: تبني.
6- سورة النساء، الآية:165.
7- المركن: إناء تغسل فيه الثياب.
8- الأصل و «ز»: لتقولين.

و قد شهد له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بالجنّة. و لقد كان سبّاقا إلى كل مكرمة في الإسلام. و إني أسألك بحق اللّه يا معاوية، فإن قريشا تحدث أنك من أحملها فأنا أسألك أن تسعني من فضل حلمك [و] أن تعفيني من هذه المسائل، و امض لما شئت من غيرها. قال: قد فعلت و نعمة عين. قد أعفيتك. و ردّها مكرّمة.

9466 - أم الدرداء

اسمها هجيمة.

تقدم ذكرها في حرف الهاء.

9467 - أم الربيع جدّة سعيد بن عيسى

حدثت عن أم حبيبة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم، و قيل عن أمها عن أم حبيبة.

روى عنها حفيدها سعيد بن عيسى، و هو دمشقي، تقدم حديثها في ترجمة سعيد (1).

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه قراءة، عن ابن الآبنوسي، أنا ابن عتاب، أنا ابن جوصا، إجازة.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا ابن أبي الحديد، أنا الربعي، أنا الكلابي، أنا ابن جوصا قراءة قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الثانية و جدة [سعيد بن] (2) عيسى:

[أم الربيع] (3).

9468 - أمّ سعيد بنت سعيد بن عثمان بن عفان

ابن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس الأموية

لها ذكر.

أخبرنا أبو علي محمّد بن سعيد بن إبراهيم في كتابه.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن.

ح و حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و أبو الحسن محمّد بن إسحاق،

ص: 237


1- تقدمت ترجمته في تاريخ مدينة دمشق طبعة دار الفكر 272/21 رقم 2546 و هو سعيد بن عيسى القرشي، كان يسكن دمشق.
2- زيادة للإيضاح عن المطبوعة.
3- زيادة عن المطبوعة.

و أبو علي بن سعيد قالوا: أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن مقسم المقرئ (1)،أنا أبو العباس أحمد بن يحيى النحوي أنا عمر بن شبّة، قال: أخبرني الطائي قال: قال القاسم بن معن (2):

كانت أم سعيد بنت سعيد بن عثمان بن عفان عند هشام بن عبد الملك ثم طلّقها فندم على طلاقها، فتزوجها العباس بن الوليد بن عبد الملك ثم طلّقها و ندم على طلاقها، فتزوجها عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز فدسّ إليها العباس (3) أشعب (4) بأبيات قالها، و قال له: إن أنشدتها إياها فلك ألف دينار. قال: فأتاها فأنشدها، فقالت له: دسك العباس و جعل لك ألف دينار، فأخبره عني و لك ألف دينار، ثم قالت: و ما قال ؟ فقال: قال:

أ سعدة هل إليك لنا سبيل *** و لا حتى (5) القيامة من تلاق

فقالت: إن شاء اللّه (6)،فقال:

بلى و لعل دارك أن تواتي (7) *** بموت من حليلك أو فراق

قالت: بفيك الحجر (8)،قال:

فأرجع شامتا و تقرّ عيني، *** و يجمع شملنا بعد الشقاق (9)

قالت: بل يشمت بك إن شاء اللّه (10).

9469 - أم سعيد بنت عبد اللّه بن عمرو

هي سعدة، تقدم ذكرها.

ص: 238


1- في «ز»: «المعرنى».
2- الخبر و الأبيات في الأغاني 170/19.
3- ذكر أبو الفرج أن الوليد بن يزيد هو الذي بعث أشعب برسالة إلى سعدة بعد ما طلّقها.
4- تحرفت بالأصل إلى: أشعث و المثبت عن «ز»، و الأغاني.
5- كذا بالأصل و «ز»، و في الأغاني: و هل حتى القيامة.
6- في الأغاني: قالت: لا و اللّه لا يكون ذلك أبدا.
7- في الأغاني: بلى، و لعل دهرا أن يؤاتى.
8- في الأغاني: قالت: كلا إن شاء اللّه، بل يفعل اللّه ذلك به.
9- في الأغاني: فأصبح شامتا... بعد افتراق.
10- في الأغاني: قالت: بل تكون الشماتة به. و في رواية أخرى في الأغاني أن سعدة لما بلغها أشعب رسالة الوليد قالت له: قل له: أ تبكي على لبنى و أنت تركتها فقد ذهبت لبنى فما أنت صانع ؟!

9470 - أم سعيد جدة الوزير ابن مسافر الجرشي

حدثت و روى عنها الوزير بن مسافر.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه قراءة، عن أبي الحسين الصيرفي، أنا أبو القاسم بن عتاب، أنا أحمد بن عمير إجازة.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن (1)الربعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير قراءة قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الثانية: و جدة الوزير ابن مسافر: أم سعيد.

9471 - أم سعيد

امرأة شاعرة حجازية، أمة اشتراها الوليد بن يزيد (2)،و حملت إليه.

ذكر علي بن أحمد بن داود، نا أبو بكر يعني ابن الأنباري، حدّثني أبي، نا عبد اللّه بن عمرو بن عبد الرّحمن، نا أحمد بن عمر بن إسماعيل الزهري (3)،نا إسحاق بن عبد الملك، عن يحيى بن عروة بن الزبير قال:

كتب الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان إلى عامل المدينة أشخص إليّ معبد و الأحوص، و أمرهما أن يسيرا على هينتهما (4) سيرا رفيقا، و إذا مرّا على موضع يستطيبانه أقاما عليه حتى يقدما عليّ مسرورين جذلين غير تعبين، و لا منزعجين، فسارا على ما وصف حتى صارا إلى قف (5) معان (6) بالبلقاء، و عليه قصر لبعض بني أمية، فجلسا في روضة خضراء عند واد أفيح (7) بازاء القصر فخرجت جارية من القصر بيدها جرة فملأتها من الغدير، ثم صعدت و تغنت:

ص: 239


1- بالأصل و «ز»: «أبو القاسم» تصحيف، و المثبت قياسا إلى أسانيد مماثلة.
2- في المختصر و المطبوعة: أمة شاعرة حجازية، اشتراها الوليد بن يزيد.
3- تحرفت بالأصل إلى: الزبيري، و المثبت عن «ز».
4- كذا بالأصل و المطبوعة، و في «ز»: هيئتهما.
5- القف: ما ارتفع من الأرض و غلظ و لم يبلغ أن يكون جبلا.(معجم البلدان).
6- معان بالفتح، و المحدثون يقولونه بالضم، و هي مدينة في طرف بادية الشام تلقاء الحجاز من نواحي البلقاء (معجم البلدان).
7- بالأصل: أفج، و المثبت عن «ز». يقال: فاح الوادي اتّسع، فهو أفيح على غير قياس، و روضة فيحاء: واسعة.

يا بيت (1) عاتكة الذي أتعزل (2) *** حذر العدى و به الفؤاد موكّل (3)

إني لأمنحك الصدود (4) و إنني *** قسما إليك مع الصدود لأميل

ثم طربت و كسرت الجرة، فدعاها الأحوص فسألها عن شأنها، فقالت: كنت لآل الوحيد بمكة، فاشتراني هذا القرشي، فآثرني على جميع الناس، و أكرمني غاية الإكرام حتى قدم بي على امرأته، و هي ابنة عمه، فأنكرت ما رأت من خصوصيته إياي، و حلفت أن لا ترضى إلاّ أن يدخلني في جملة الخوادم، و يلزمني أن أستقي كلّ يوم ثلاث جرار من هذا الغدير، فإذا فكرت في الرق و ما يلزمني من طاعة السادسة سلّمت الجرة صحيحة، و إذا فكرت في قديم أمري و ما كنت فيه من النعمة كسرت الجرة. فقال الأحوص: لمن هذا الشعر؟ قالت: الشعر للأحوص و الغناء لمعبد، قال: فأنا الأحوص، و هذا معبد، ثم سألها عن اسمها فقالت: أعرف بأم سعيد ثم أنشأت تقول:

إن تروني الغداة أسعى بجر *** أستقي الماء عند هذا الغدير

فلقد عشت في رخاء من العى *** ش و في كل نعمة و سرور

لا أرى البؤس وسط حي كرام *** قد حيوني بالود ودّ الصدور

ثم قد تبصران (5) ما أنا فيه *** ثم ما ذا إليه صار مصيري

فاسمعوا ما أقول لقاكم *** اللّه نجاحا في أيسر التيسير

أبلغوا عني الإمام و ما بلغ *** صدق الحديث مثل الخبير

إنني (6) أضرب الخلائق بالعو *** د و أحكاهم لبمّ وزير (7)

فلعل الإله ينقذ مما *** أنا فيه من المحل الضرير

فأنشأ الأحوص يقول:

إن زين الغدير من كسر الجر *** ر (8) و غنى غناء فحل مجيد

ص: 240


1- بالأصل: بنت، و المثبت عن «ز».
2- بالأصل: أتغزل، و في «ز»: انعزل. و المثبت عن تاج العروس.
3- البيت الأول في تاج العروس «عزل» و نسبه للأحوص.
4- بالأصل و «ز»: الصدور، في الموضعين.
5- بالأصل و «ز»: يبصران.
6- بالأصل و «ز»: إني، و المثبت عن المطبوعة.
7- البمّ : من أوتار العود الغليظة. و الزير: الدقيق من الأوتار.
8- بالأصل و «ز»: الجر الجرة، و لا يستقيم بها الوزن.

قلت: من أنت يا ظريفة ؟ قالت: *** كنت فيما مضى لآل الوحيد

ثم قد صرت بعد ملك قريش *** في بني عامر لآل الوليد

فغنائي لمعبد و نشيدي *** لفتى الناس الأحوص الصنديد

فتضاحكت ثم قلت: أنا الأحو *** ص و الشيخ معبد فأعيدي

فأعادت و أحسنت ثم ولّت *** تتثنى، فقلت: أم سعيد

يعجز المال عن شراك، و لكن *** أنت في ذمة الإمام الوليد

سوف أطريك للإمام بصوت *** معبديّ يدر (1) حبل الوريد

يفعل اللّه ما يشاء و ظني *** ثم خيرا هناك عند ورودي

فلما قدما على الوليد بن يزيد، كان أول شعر غنّاه معبد شعر الأحوص الثاني، فقال له الوليد: من قال هذا الشعر و متى صنعت اللحن فيه ؟ فحدّثه حديث الجارية، فوجه فاشتريت له بأرفع ثمن، و أدخلت عليه، فغنته فما برحا حتى أخذا من خلعتها و جائزتها.

9472 - أم سلمة بنت هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموية

زوج عبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك، حجت في زمن أبيها، لها ذكر.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالوا: أنا أبو جعفر، أنا المخلص، أنا الطوسي، أنا الزبير قال (2):في تسمية ولد هشام: زينب تزوجها محمّد بن عبد اللّه بن عبد الملك، فولدت له، و أم سلمة تزوجها عبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك و هما لأم ولد.

أنبأنا أبو بكر الحاسب و غيره، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم أخبرنا الحارث بن محمّد، أنا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر قال: و فيها يعني سنة أربع و عشرين و مائة حجّ بالناس محمّد بن هشام، و حج عامئذ عبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك بن مروان و معه امرأته أم سلمة بنت هشام بن عبد الملك، فحدّثني يزيد مولى أبي الزناد قال: رأيت محمّد بن هشام على بابها يرسل بالسلام و ألطافه (3)

ص: 241


1- في «ز»: معبد بن بدر.
2- انظر نسب قريش للمصعب ص 168.
3- الألطاف واحدها لطف، و هو الهدية (تاج العروس).

على بابها كثيرة لم تقبل، كانت وجدت عليه في ترك اللطف لها بالطريق، فهو يتعذر (1)و تأبى، حتى يئس من قبول هديته، ثم أمرت بقبضها.

9473 - أم سلمة بنت يعقوب بن سلمة بن عبد اللّه بن الوليد بن الوليد

9473 - أم سلمة بنت يعقوب بن سلمة بن عبد اللّه بن الوليد بن الوليد (2)

ابن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم القرشية المخزومية

امرأة حازمة، كانت تحت عبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك، ثم خلف عليها مسلمة ابن هشام بن عبد الملك، ثم تزوجها أبو العباس السفاح، لها ذكر.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا محمّد ابن عبد الرّحمن، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير قال (3):و من ولد سلمة بن عبد اللّه: أم سلمة بنت يعقوب بن سلمة بن عبد اللّه، كانت عند مسلمة بن هشام بن عبد الملك، ثم خلف عليها أبو العباس أمير المؤمنين عبد اللّه بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن العباس، فولدت له محمّدا، و ريطة ابني أبي العباس، كانت ريطة بنت أبي العباس عند المهدي أمير المؤمنين، ولدت له: عليا، و عبيد اللّه ابني المهدي، و أمّ أمّ سلمة بنت يعقوب: هند بنت عبد اللّه بن جبّار بن سلمى بن مالك بن جعفر بن كلاب، و لأخيها حبيب بن جبّار يقول الأعور بن براء الكلبي:

لقد علم ابن جبار بن سلمى *** حبيب إنما الدنيا متاع

و أن لا يخلد الإبل الصفايا *** و لا طول الإهابة (4) و الشياع (5)

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا قال (6):أم سلمة بنت يعقوب ابن سلمة بن عبد اللّه بن الوليد بن الوليد بن المغيرة، أمّها هند بنت عبد اللّه بن جبّار بن سلمى، و لجبار شعر (7).

ص: 242


1- تعذر: اعتذر و احتج لنفسه (تاج العروس: عذر).
2- كتب على هامش «ز»: مكرر بالنسخة، انظر نسب قريش ص 329.
3- انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص 330.
4- الإهابة: الصوت بالإبل و دعاؤها. و أهاب الراعي بغنمه: صاح لتقف أو لترجع (تاج العروس: هيب)501/2.
5- الشياع: أشاع بالإبل: أهاب بها أي صاح بها و دعاها إذا استأخر بعضها و الشياع: مزمار الراعي، و في الأساس: هو منفاخ الراعي سمي به لأنه يصيح بها على الإبل فتجتمع. و الشياع: صوت الراعي.(تاج العروس: شيع).
6- الاكمال لابن ماكولا 37/2 في باب جبّار.
7- إلى هنا ينتهي كلام ابن ماكولا.

و بلغني عن المدائني أن العباس بن الوليد بن عبد الملك لما وجهه الوليد بن يزيد بن عبد الملك لإحصاء ما في خزائن هشام، أمره أن لا يعرض لمسلمة بن هشام لأنه كان يكفّ أباه عن الوليد، و كان مسلمة يشرب، فلما قدم العباس كتبت إليه أم سلمة: إنّ مسلمة ما يفيق من الشراب، و لا يهتم بشيء مما فيه إخوته، و لا لموت أبيه، فلمّا راح مسلمة إلى العباس قال له: يا مسلمة كان أبوك يرشّحك للخلافة، و نحن نرجوك لغير ما بلغني عنك، و أنبه و عاتبه على الشراب، فأنكر مسلمة ذلك و قال: من أخبرك بهذا؟ قال: كتبت إليّ أم سلمة، فطلّقها في ذلك المجلس، فخرجت إلى فلسطين و بها كانت تنزل، فتزوجها أبو العباس السفاح هناك.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، عن أبي الحسن الدارقطني.

[ح] (1) و قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي الفتح عبد الكريم بن محمّد، أنا الدارقطني.

نا أبو علي الحسين بن القاسم بن جعفر الكوكبي [قال] (2) قال أبو الفضل الربعي: نا إسحاق الموصلي، أخبرني أبو عبد اللّه الزبيري قال:

كانت أم سلمة بنت يعقوب بن سلمة بن عبد اللّه بن الوليد بن الوليد بن المغيرة عند عبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك، ثم خلف عليها أبو شاكر مسلمة بن هشام بن عبد الملك، فإما فارقها و إمّا مات عنها، فخرجت مع جواريها و حشمها مبتذية (3) نحو الشراة، فبينا هي ذات يوم جالسة إذ مرّ بها أبو العباس عبد اللّه بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن العباس، و هو يومئذ عزب، فأرسلت إليه مولاة لها تعرض عليه أن يتزوجها، فجاءته الجارية فأبلغته السلام، و أدت إليه الرسالة فقال: أبلغيها السلام، و أخبريها برغبتي فيها، و قولي لها:

لو كان عندي من المال ما أرضاه لك فعلت، فقالت لها: قولي له: هذه سبعمائة دينار، أبعث بها إليك، و كان لها مال عظيم، و جوهر، و حشم كثير، فأتته المرأة فعرضت ذلك عليه،

ص: 243


1- «ح» حرف التحويل سقط من الأصل و استدرك عن «ز».
2- سقطت من الأصل و المطبوعة، و زيدت عن «ز».
3- كذا بالأصل و «ز»، يقال: بدا القوم بدوا أي خرجوا إلى باديتهم، و تبدّى الرجل: أقام في البادية.

فأنعم (1) لها، فدفعت إليه المال، فأقبل إلى أخيها فخطبها إليه فزوّجه إياها، فأرسل إليها بصداقها خمسمائة دينار، و أهدى إليها مائتي دينار، ثم دخل عليها فإذا هي على منصة، فصعد إليها، فذكر خبرا.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه، فيما قرأ علي إسناده و ناولني إياه و قال اروه عني، أنا أبو علي محمّد بن الحسين الجازري، أنا أبو الفرج المعافى بن زكريا القاضي (2)(3)،نا الحسين بن القاسم (4)،نا الربعي أبو الفضل العباس بن الفضل (5) قال: قال إسحاق يعني ابن إبراهيم الموصلي قال شبيب بن شيبة:

دخل خالد بن صفوان التميمي على أبي العباس و ليس عنده أحد فقال: يا أمير المؤمنين، إنّي و اللّه ما زلت منذ قلدك اللّه خلافته (6) أطلب أن أصير إلى مثل هذا الموقف في الخلوة، فإن رأى أمير المؤمنين أن يأمر بإمساك الباب حتى أفرغ فعل قال: فأمر الحاجب بذلك، فقال: يا أمير المؤمنين إنّي فكرت في أمرك، و أجلت الفكر فيك فلم أر أحدا له مثل ما قلدك (7)،أقل اتساعا في الاستمتاع بالنساء منك، و لا أضيق فيهن عيشا، إنك ملكت امرأة من نساء العالمين و اقتصرت عليها، فإن مرضت مرضت، و إن غابت غبت، و إن عركت (8)عركت و حرمت نفسك يا أمير المؤمنين [التلذذ] (9) باستطراف الجواري و بمعرفة اختلاف أحوالهن، و التلذذ بما يشتهى منهن ؟ إنّ منهن يا أمير المؤمنين الطويلة التي تشتهى لجسمها، و البيضاء التي تستحب (10) للونها و السمراء اللعساء، و الصفراء العجزاء، و مولّدات المدينة، و الطائف و اليمامة ذوات الألسن العذبة و الجواب الحاضر، و بنات سائر الملوك، ما يشتهي من نظافتهن و حسن أنسهن، و تحلّل بلسانه فأطنب في صفات ضروب الجواري و شوّقه إليهن،

ص: 244


1- أي أنه أجابها بقوله: نعم.
2- أقحم بعدها بالأصل:«بن زكريا القاضي».
3- الخبر رواه المعافى بن زكريا القاضي الجريري في الجليس الصالح الكافي 456/3 و ما بعدها.
4- في الجليس الصالح: حدّثنا الحسين بن القاسم بن جعفر الكوكبي.
5- في الجليس الصالح: حدّثنا أبو الفضل الربعي.
6- في الجليس الصالح: خلافة المسلمين.
7- في الجليس الصالح: مثل قدرك.
8- أي حاضت.
9- سقطت من الأصل، و زيدت عن «ز»، و الجليس الصالح.
10- كذا بالأصل و «ز»، و في الجليس الصالح التي تحب لروعتها.

فلما فرغ خالد قال: ويحك ما سلك مسامعي و اللّه كلام قطّ أحسن من هذا، فأعد عليّ كلامك فقد وقع مني موقعا، فأعاد عليه خالد كلامه بأحسن مما ابتدأه، ثم قال: انصرف، و بقي أبو العباس يفكر فيما سمع من خالد، يقسّم (1) أمره، فبينا هو يفكر إذ دخلت عليه أم سلمة، و قد كان أبو العباس حلف ألاّ يتخذ عليها و وفى لها، فلما رأته مفكرا متغيرا، قالت له: إنّي لأنكرك يا أمير المؤمنين، فهل حدث أمر تكرهه أو أتاك خبر ارتعت له ؟ فقال: لا و الحمد للّه، ثم لم تزل تستخبره حتى أخبرها بمقالة خالد، قالت: فما قلت لابن الفاعلة ؟ فقال لها: ينصحني فتشتميه فخرجت إلى مواليها من البخارية (2) فأمرتهم بضرب خالد، قال خالد: فخرجت إلى الدار مسرورا بما ألقيت إلى أمير المؤمنين، و لم أشك في الصلة، فبينا أنا مع الصحابة واقفا إذ أقبلت البخارية تسأل عني، فحققت الجائزة و الصلة، فقلت لهم: ها أنا ذا، فاستبق إليّ أحدهم بخشبة فلمّا أهوى إليّ غمزت برذوني و لحقني فضرب كفله، و تنادى إليّ الباقون و غمزت البرذون فأسرع، ثم راكضتهم ففتهم و اختبأت في منزلي أياما - قال القاضي (3):الصواب استخفيت - و وقع في قلبي أني أتيت من قبل أم سلمة، فطلبني أبو العباس فلم يجدني، فلم أشعر إلاّ بقوم قد هجموا عليّ و قالوا: أجب أمير المؤمنين، فسبق إلى قلبي أنه الموت، فقلت: إنا للّه و إنا إليه راجعون، لم أر دم شيخ أضيع، فركبت إلى دار أمير المؤمنين، ثم لم ألبث أن أذن لي فأصبته خاليا فرجع إليّ عقلي، و نظرت في المجلس و بيت عليه ستور رقاق، فقال: يا خالد لم أرك، قلت: كنت عليلا. قال: ويحك إنك وضعت لأمير المؤمنين في آخر دخلة دخلتها عليّ من أمور النساء و الجواري صفة لم يخرق مسامعي كلام قط أحسن منه، فأعده عليّ - قال: و سمعت حسّا خلف الستر - فقلت: نعم يا أمير المؤمنين، أعلمتك أن العرب إنّما اشتقت اسم الضّرّتين من الضّرّ، و إن أحدا لم يكن عنده من النساء أكثر من واحدة إلاّ كان في ضرّ و تنغيص. قال له أبو العباس: لم يكن هذا [في] (4) الحديث، قال: بلى و اللّه يا أمير المؤمنين قال: فأنسيت إذا فأتمم الحديث، قال:

و أخبرتك أن الثلاث من النساء كأثافي القدر يغلي عليهن. قال: برئت من قرابتي من رسول

ص: 245


1- بالأصل: فقسم، و المثبت عن «ز»، و الجليس الصالح.
2- بالأصل و «ز»: النجارية، و المثبت عن الجليس الصالح.
3- يريد القاضي المعافى بن زكريا الجريري صاحب كتاب الجليس الصالح.
4- زيادة عن الجليس الصالح.

اللّه صلى اللّه عليه و سلم إن كنت سمعت هذا منك، و لا مرّ في حديثك قال: و أخبرتك أن الأربع من النساء شرّ مجموع لصاحبه يشيبنه و يهرمنه و يحقرنه و يقسمنه، قال: لا و اللّه ما سمعت هذا منك و لا من غيرك، قلت: بلى و اللّه يا أمير المؤمنين (1)،قال: أ فتكذبني ؟ قلت: أ فتقتلني! نعم و اللّه يا أمير المؤمنين، و أخبرتك أن أبكار الإماء رجال إلاّ أنهن ليست لهن خصى. قال خالد: فسمعت ضحكا من خلف الستر، ثم قلت: نعم، و أخبرتك أن عندك ريحانة قريش و أنك تطمح بعينيك إلى النساء و الجواري. قال: فقيل من وراء الستر؛ صدقت و اللّه يا عمّاه، و بهذا حدثته، و لكنه غير حديثك، و نطق عن لسانك.

فقال أبو العباس: ما لك قاتلك اللّه. و فعل بك و فعل. قال: فانسللت قال: فبعثت إليّ أم سلمة بعشرة آلاف درهم، و برذون و تخت (2).

قال القاضي أبو الفرج:

قوله في هذا الخبر السمراء اللعساء التي في شفتها سمرة و سواد و من ذلك قول ذي الرمة (3):

لمياء في شفتيها حوة لعس *** و في اللثات و في أنيابها شنب (4)

اللمى (5)،مقصور، سمرة في الشفة، و الحوة: الحمرة إلى السواد شبيه به، و اللعس مثل ذلك، و الشنب برد و عذوبة في الأسنان، و يقال: امرأة لمياء و رجل ألمى، و ذكر عن الأصمعي أنه قال: اللعس السواد الخالص، و يقال: ليل ألعس، و لا أدري يقال: لعس أم لا؟ و يقال: حوي يحوى و قياسه في اللمى: لمي يلمى.

و قوله: ينصحني و تشتمينه، الكلام الفصيح السائر: و ينصح لي، قال اللّه تعالى إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ (6)،و يقال: فنصحت لكم، و نصحت فلانا، لغة قد حكيت، و هي

ص: 246


1- قوله:«يا أمير المؤمنين» ليس في الجليس الصالح.
2- بالأصل و «ز»: خط ، و المثبت عن الجليس الصالح.
3- بالأصل:«و نحست» و المثبت عن «ز»، و الجليس الصالح. و التخت: وعاء تصان فيه الثياب، فارسي، و قد تكلمت به العرب.
4- ديوان ذي الرمة ص 5.
5- اللمى السمرة في الشفة تضرب إلى الخضرة، و الحوة حمرة في الشفة تضرب إلى السواد و الشنب برودة في الفم ورقة في الأسنان (شرح الديوان ص 5).
6- سورة هود، الآية:34.

دون هذه في الفصاحة، من ذلك قول الشاعر (1):

نصحت بني عوف فلم يتقبلوا *** رسولي و لم تنجح لديهم رسائلي

و أصل النصح الإخلاص، و المناصحة، و المخالصة، و يقال: هذا شيء ناصح أي خالص كما قال الشاعر:

تركت (2) بنا لوحا و لو شئت جادنا *** بعيد الكرى ثلج بكرمان ناصح

9474 - أم سنان بنت خيثمة بن حرشة المذحجية

9474 - أم سنان بنت خيثمة بن حرشة (3) المذحجية

من أهل المدينة، امرأة شاعرة، وفدت على معاوية متظلمة من عامله على المدينة.

أخبرنا أبو العز مناولة و إذنا، و قرأ عليّ إسناده، أنا محمّد بن الحسين، أنا أبو الفرج القاضي، أنا الحسن بن أحمد بن محمّد بن سعيد الكلبي، نا الغلابي، نا العباس بن بكار، نا عبيد اللّه بن سليمان المديني، عن أبيه، عن سعد بن حذافة قال (4):

حبس مروان بن الحكم غلاما من بني ليث في جناية جناها بالمدينة، فأتته جدة الغلام أم أبيه، و هي أم سنان بنت خيثمة بن حرشة (5) المذحجية فكلمته في الغلام فأغلظ لها و زبرها، فخرجت إلى معاوية و استأذنت عليه، فأذن لها، فلما جلست (6) قال: يا ابنة خيثمة، ما أقدمك أرضي، و قد عهدتك تشنئين قومي و تحضين عليّ عدوي ؟ قالت: يا أمير المؤمنين إن لبني عبد مناف أخلاقا طاهرة و أعلاما ظاهرة، لا يجهلون بعد علم، و لا يسفهون بعد حلم، و لا يتعقبون بعد عفو، و إن أولى الناس باتباع سنن آبائه لأنت. قال: صدقت، نحن كذلك، فكيف قولك:

عزب الرقاد فمقلتي ما ترقد *** و الليل يصدر بالهموم و يورد

يا آل مذحج لا مقام فشمروا *** إن العدو لآل أحمد يقصد

هذا علي كالهلال يحفه *** وسط السماء من الكواكب أسعد

ص: 247


1- البيت التالي للنابغة الذبياني و هو في ديوانه ص 93.
2- في الأصل و «ز»: نزلت، و المثبت عن الجليس الصالح.
3- بالأصل: حرث، و في المختصر: خرشة، و المثبت عن «ز».
4- الخبر في الجليس الصالح الكافي 211/4 و ما بعدها و بلاغات النساء ص 92.
5- في الجليس الصالح: خرشة.
6- بالأصل و «ز»، و المطبوعة: جلس، و المثبت عن الجليس الصالح.

خير الخلائق و ابن عمّ محمّد *** و كفى بذلك و العدو تهدد

ما زال مذ عرف الحروب مظفرا *** و النصر فوق لوائه ما يفقد

قال: قد كان ذلك يا أمير المؤمنين، و إنا لنطمع بك خلفا، قال رجل من جلسائه: كيف يا أمير المؤمنين و هي القائلة:

إما هلكت أبا الحسين فلم تزل *** بالحق تعرف هاديا مهديا

فاذهب عليك سلام ربك ما دعت *** فوق الغصون حمامة قمريا

قالت: يا أمير المؤمنين، لسان نطق، و قول صدق، و لئن تحقق فيك ما ظننا فحظك وافر، و اللّه ما أورثك الشناءة في قلوب المسلمين إلاّ هؤلاء، فادحض مقالتهم، و أبعد منزلهم، فإنك إن فعلت ازددت بذلك من اللّه قربا، و من المسلمين حبا، قال: إنك لتقولين ذلك! قالت: سبحان اللّه، و اللّه ما مثلك [مدح] (1) بباطل، و لا اعتذر إليه بكذب، و إنك لتعلم ذلك من رأينا (2) و ضمير قلوبنا. كان و اللّه عليّ أحب إلينا منك إذ كان حيا. و أنت أحب إلينا من غيرك إذ أنت باق، و قال: ممن ؟ قالت: من مروان بن الحكم و سعيد بن العاص. قال:

و بم استحققت ذلك عليهما؟ قالت: بحسن حلمك، و كرم عفوك. قال: و إنهما ليطمعان في ذلك ؟ قالت: هما و اللّه لك من الرأي على ما كنت عليه لعثمان. قال: و اللّه لقد قاربت. فما حاجتك ؟ قالت: إن مروان بن الحكم تبنّك بالمدينة تبنّك من لا يريد البراح منها لا يحكم بعدل، و لا يقضي بسنّة، يتتبع عثرات المسلمين، و يكشف عورات المؤمنين، حبس ابن ابني، فأتيته، فقال كيت و كيت، فألقمته أخشن من الحجر، و ألعقته أمرّ من الصاب (3).

قال أبو عبد اللّه: الصاب: الحضيض. قال القاضي: الحظظ بالظاء و هو معروف، قال أبو ذؤيب الهذلي (4):

نام الخلي و بت الليل مشتجرا *** كأن عيني فيها الصاب مذبوح

مذبوح: مشقوق، و الذبح: الشق، قال الشاعر (5):

ص: 248


1- سقطت من الأصل، و قوله:«مدح بباطل» استدرك على هامش «ز»، و المثبت عن الجليس الصالح.
2- بالأصل و «ز»: «ورائنا» و المثبت عن الجليس الصالح.
3- بالأصل و «ز»: الصبر، و المثبت عن الجليس الصالح.
4- شرح أشعار الهذليين 120/1.
5- الرجز في اللسان (ذبح) و نسبه إلى منظور بن مرثد الأسدي.

كأن بين فكها و الفك *** فارة مسك ذبحت في سك

رجع الخبر: ثم رجعت إلى نفسي بالملامة، و أتيتك يا أمير المؤمنين لتكون في أمري ناظرا و عليه معديا، قال: صدقت لا أسألك عن ذنبه (1).و لا أسألك القيام بحجته.

اكتبوا لها بإخراجه، قالت: يا أمير المؤمنين و أنّى لي بالرجعة و قد نفد زادي. و كلّت راحلتي، فأمر لها براحلة موطاة، و خمسة آلاف درهم.

9475 - أم عاصم

قيل إن اسمها ليلى بنت عاصم بن عمر بن الخطاب بن نفيل القرشية العدوية أم عمر بن عبد العزيز.

سكنت دمشق مدة، و لما شجّ ابنها عمر بن عبد العزيز، و أدخل عليها كانت بدمشق على ما ذكره سالم الأفطس مولى بني أمية.

حدثت عن أبيها.

روى عنها ابنها عمر.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ [قال:] نا أبو محمّد المزني، و هو أحمد بن عبد اللّه ببخارى أنا إبراهيم بن محمّد بن أبي الأزهر الدمشقي، نا وريزة بن محمّد، نا محمّد بن هاشم بن منصور الكندي، حدّثني أبي، عن عمرو بن قيس، عن عمر بن عبد العزيز، عن أمه، عن أبيها، عن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«نعم الإدام الخل»[13862].

أخبرناه عاليا أبو العز بن كادش، أنا محمّد بن محمّد بن علي الشروطي، حدّثنا أبو الحسن الدارقطني، حدّثني أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل الفارسي، نا أبو هاشم وريزة بن محمّد بن وريزة الحمصي بدمشق، نا محمّد بن هاشم بن منصور الكندي، حدّثني أبي عن عمرو بن قيس و هو السكوني، عن عمر بن عبد العزيز، عن أمّه، عن أبيها، عن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«نعم الإدام الخل»[13863].

و أخبرتنا به أم البهاء خجسته (2) بنت أبي الوفاء بن عمر قالت: أنا شجاع بن علي، أنا

ص: 249


1- بالأصل: دينه، و المثبت عن «ز»، و الجليس الصالح.
2- إعجامها مضطرب بالأصل و «ز»، و رسمها:«خحسه».

أبو عبد اللّه بن مندة، نا الحسن بن منصور، أنا وريزة الغساني فذكره.

خالفهما علي بن سراج المصري، فرواه عن وريزة عن يحيى بن سعيد السكوني، عن أبيه، عن عمرو.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي بكر الخطيب، نا أبو سعد أحمد بن محمّد الماليني، أنا أبو جعفر عمر بن أحمد بن نعيم، نا علي بن سراج، نا وريزة بن محمّد الغساني، نا يحيى بن سعيد السكوني، نا أبي [نا] (1) عمرو بن قيس قال: سمعت عمر بن عبد العزيز يحدث عن أمه، عن أبيها، عن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«نعم الإدام الخل»[13864].

أخبرنا أبو عبد اللّه، و أبو غالب ابنا البنا، قالا: أنا أبو الحسين (2) بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد إجازة، قالا: و أنا أبو تمام علي بن محمّد إجازة، أنا أبو بكر بن بيري (3)قراءة، أنا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، نا منصور بن أبي مزاحم، نا مروان بن شجاع، عن سالم الأفطس:

أن عمر بن عبد العزيز رمحته دابة، و هو غلام بدمشق، فأتيت به أم عاصم بنت عاصم ابن عمر بن الخطاب - رضي اللّه عنه - فضمّته إليها، و جعلت تمسح الدم عن وجهه، و دخل أبوه عليها على تلك الحال، فأقبلت عليه تعذله و تلومه و تقول: ضيعت ابني و لم تضم إليه خادما، و لا حاضنا يحفظه من مثل هذا، فقال لها: اسكتي يا أم عاصم فطوباك إن كان أشجّ (4) بني أميّة.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه أيضا، قالا: أنا أبو جعفر، أنا المخلص، نا أحمد، نا الزبير قال (5):و أم عاصم و حفصة ابنتا (6) عاصم بن عمر، و أمهما: أم عمارة بنت سفيان بن عبد اللّه بن ربيعة الثقفي.

ص: 250


1- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز».
2- تحرفت بالأصل إلى: الحسن، و المثبت عن «ز».
3- تحرفت بالأصل إلى:«بشري» و بدون إعجام في «ز».
4- في «ز»: «أشجع».
5- نسب قريش للمصعب ص 361.
6- بالأصل و «ز»: ابنتي، و المثبت عن نسب قريش.

قرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن، عن أبي محمّد الحسن بن علي.

و حدّثنا عمي رحمه اللّه، أخبرنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد، أنا الحسن قراءة.

أنا محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، نا ابن الفهم، نا ابن سعد قال:

فولد عاصم بن عمر بن الخطاب: حفصة بنت (1) عاصم، و أم عاصم بنت عاصم، و هي أم عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم، و أمّهم أم عمارة بنت سفيان بن عبد اللّه (2)ابن ربيعة بن الحارث بن حبيب بن الحارث بن مالك بن حطيط بن جشم بن ثقيف.

قال: و أنا محمّد بن العباس، أنا سليمان بن إسحاق الجلاب، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (3)،أنا أحمد بن أبي إسحاق، و هو الدورقي، نا إبراهيم بن عباس (4)،حدّثني ضمرة، عن أبي شوذب قال:

لما أراد عبد العزيز بن مروان أن يتزوج أم عمر بن عبد العزيز قال لقيمه: اجمع لي أربعمائة دينار من طيب مالي فإني أريد أن أتزوج إلى أهل بيت لهم صلاح، قال: فتزوج أم عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا محمّد بن أحمد، أنا محمّد بن عبد الرّحمن ابن العباس، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير قال (5):

لما ماتت رقية بنت عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه عند إبراهيم بن نعيم بن عبد اللّه فدفنت بالبقيع، انصرف به عاصم إلى منزله، فأخرج له ابنتيه حفصة و أم عاصم فقال له: اختر أيهما شئت، فإنّا لا نحب أن ينقطع صهرك [منا] (6) قال إبراهيم: لم يخف عليّ أن أم عاصم أجمل المرأتين، فتجاوزت عنها و قلت: يصيب بها أبوها رغبة من بعض الملوك لما رأيت من جمالها، و تزوجت حفصة، فتزوج عبد العزيز بن مروان بن الحكم أم عاصم، فولدت له عمر ابن عبد العزيز و إخوة له، ثم هلكت عنده، و هلك إبراهيم بن نعيم، عن حفصة بنت عاصم

ص: 251


1- بالأصل و «ز»: «بن».
2- أقحم بعدها بالأصل:«بن الحارث بن ربيعة»، و المثبت يوافق عبارة «ز».
3- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 331/5.
4- بالأصل و «ز»: عباس، و المثبت عن طبقات ابن سعد.
5- رواه المصعب الزبيري في نسب قريش ص 361.
6- زيادة عن نسب قريش.

فتزوجها عبد العزيز بن (1) مروان بعد مهلك أم عاصم بنت عاصم، و حملت إليه بمصر، و كان بأيلة إنسان به خبل، يقال له شرشمير (2) فكانت أم عاصم مرت به فتعرض لها، فأعطته و أحسنت إليه، ثم مرت به بعدها حفصة بنت عاصم فتعرض لها فلم ترفع به (3) رأسا، فسئل:

أين حفصة من أم عاصم ؟ فقال ليس حفصة من رجال أم عاصم.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنا جعفر بن أحمد بن الحسين السراج، أنا الشيخ أبو نصر إبراهيم بن الحسين بن صالح، قراءة عليه، نا أبو أحمد الفرضي، أنا أبو بكر محمّد بن جعفر ابن محمّد الأدمي القارئ (4) قراءة عليه في مسجد الجامع يوم الجمعة يوم عرفة سنة أربعين و ثلاثمائة، نا أحمد بن عبيد بن ناصح، نا أبو قبيصة محمّد بن حرب بن قطن، حدّثني حماد ابن زيد،[عن عاصم] (5) عن أبي وائل قال:

مر عمر بعجوز تبيع لبنا معها في سوق الليل، فقال لها: يا عجوز لا تغشي المسلمين، و زوّار بيت اللّه تعالى، و لا تشوبي اللبن بالماء، فقالت: نعم يا أمير المؤمنين، ثم مرّ بعد ذلك، فقال: يا عجوز أ لم أتقدم إليك أن لا تشوبي لبنك بالماء؟ فقالت: و اللّه ما فعلت، فتكلمت ابنة لها من داخل الخباء فقالت: يا أمه، أ غشا و كذبا جمعت على نفسك ؟ فسمعها عمر فهمّ بمعاقبة العجوز، فتركها لكلام ابنتها، ثم التفت إلى بنيه. فقال: أيكم يتزوج هذه، فلعل اللّه أن يخرج منها نسمة طيبة مثلها، فقال عاصم بن عمر: أنا أتزوجها يا أمير المؤمنين، فزوّجها إياه فولدت له أم عاصم، فتزوج أم عاصم عبد العزيز بن مروان، فولدت له عمر بن عبد العزيز، ثم تزوّج بعدها حفصة، و قيل فيها: ليست حفصة من رجال أم عاصم.

أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمّد بن بيان (6)،أنا عبد الملك بن محمّد بن بشران، أنا أبو بكر الآجري، نا أبو سعيد الحسن بن علي الجصاص، نا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم بن أعين، أخبرني قال: نا عبد اللّه بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جده أسلم قال (7):

ص: 252


1- من قوله:«بن مروان» إلى هنا مكرر بالأصل.
2- بالأصل و «ز»: شرشرين، و المثبت عن نسب قريش.
3- في نسب قريش: إليه.
4- بالأصل:«العارنى» و المثبت عن «ز».
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك لتقويم السند عن «ز».
6- رسمها بالأصل:«سار» و في «ز»: «سان».
7- الخبر باختلاف الرواية في سيرة عمر بن عبد العزيز لابن عبد الحكم ص 23.

بينا أنا مع عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه و هو يعسّ (1) بالمدينة إذ أعيا فاتكأ على جانب جدار في جوف الليل، فإذا امرأة تقول لابنتها: قومي إلى ذلك اللبن فامذقيه (2) بالماء، فقالت: يا أمتاه و ما علمت ما كان من عزمة أمير المؤمنين اليوم ؟ قالت: و ما كان من عزمته ؟ قالت: إنه أمر مناديا فنادى: لا يشاب اللبن بالماء، فقالت لها: يا ابنتاه قومي إلى اللبن فامذقيه بالماء فإنك في موضع لا يراك عمر و لا منادي عمر، فقالت الصبية: و اللّه ما كنت لأطيعه في الملأ و أعصيه في الخلاء، و عمر يسمع كل ذلك، فقال: يا أسلم، علّم الباب، و اعرف الموضع، ثم مضى في عسّه فلما أصبح قال: يا أسلم امض إلى الموضع فانظر من القائلة، و من المقول لها و هل لهم من بعل، فأتيت الموضع، فإذا أيم لا بعل لها، و إذا تيك أمها، و إذا ليس لهم رجل، فأتيت عمر بن الخطاب، فأخبرته، فدعا عمر ولده فجمعهم، فقال: هل فيكم من يحتاج إلى امرأة أزوجه؛ و لو كان بأبيكم حركة إلى النساء ما سبقه منكم أحد إلى هذه الجارية، فقال عبد اللّه لي زوجة، و قال عبد الرّحمن: لي زوجة، و قال عاصم:

يا أبتاه لا زوجة لي فزوّجني، فبعث إلى الجارية (3) فزوّجها من عاصم، فولدت لعاصم بنتا و ولدت الابنة ابنة، و ولدت الابنة عمر بن عبد العزيز.

[قال ابن عساكر:] (4) كذا قال: و الصحيح ما تقدم أن أم عاصم بنت عاصم لا بنت (5)ابنته.

أخبرنا أبو جعفر حنبل بن علي بن الحسين بن الحسن بهراة مناولة و قرأ علي إسناده، أنا أبو محمّد أحمد بن محمّد بن أحمد البوني، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد الشروطي ببست، أنا أبو حاتم محمّد بن حبّان البستي، نا عمرو بن محمّد الأنصاري، نا الغلابي، نا عبيد اللّه بن محمّد التيمي قال:

كان عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه بمنى فعطش، فانتهى إلى عجوز فاستسقاها ماء.

فقالت: ما عندنا ماء، فقال: لبن، فقالت: ما عندنا [لبن،] (6) فبدرت جارية فقالت لها:

ص: 253


1- يعس: يطوف بالليل، يريد أنّه كان يطوف بالليل بالمدينة يحرس الناس و يكشف أهل الريبة، انظر اللسان: عس.
2- مذق اللبن: خلطه.
3- في سيرة عمر بن عبد العزيز لابن عبد الحكم أنها امرأة من بني هلال.
4- زيادة منا للإيضاح.
5- بالأصل:«لابنة» و المثبت عن «ز».
6- سقطت من الأصل و «ز»، و أضيفت عن «ز».

أ تكذبين و ما تستحيين ؟ ثم قالت لعمر: هذا السقاء فيه لبن، فسأل عمر عن الجارية فإذا أبوها ثقفي فخطبها على عاصم بن عمر فزوّجها منه، فولد منها أم عاصم فتزوجها عبد العزيز بن مروان فولدت له عمر بن عبد العزيز.

أنبأنا أبو المظفر بن القشيري، عن أبي الوليد الحسن بن محمّد الدربندي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن، نا أحمد بن جعفر بن سعيد، نا أحمد بن مهدي، نا عبد اللّه بن صالح، حدّثني الليث بن سعد، حدّثني يزيد بن أبي حبيب:

أن عمر بن الخطاب نهى الأعراب، و تقدم إليهم ألاّ يمذقوا اللبن. فبينا هو يعسّ ليلة من الليالي في نواحي المدينة إذ مرّ بأهل بيت من الأعراب لبني هلال فسمع امرأة منهم تقول لابنتها: يا بنية قومي فامذقي فقد مذق الناس، فقالت لها ابنتها: يا أمه أ و ليس قد نهى عمر بن الخطاب عن الماء؟ فقالت لها: بلى، و لكن الناس يمذقون. فقالت لها ابنتها: و اللّه لا أمذق و قد نهى عنه عمر و لا أكون - قال أبو جعفر: أحسبه قال:- ممن يعصي عمر، قال: فعجب عمر من قولها، فلمّا انصرف قال لابنه عاصم: يا بني اذهب إلى موضع كذا و كذا فوصف له منزلها، و قال له: انظر جارية كذا و كذا، فوصفها له، فسل (1) عنها فإن كان له زوج فبارك اللّه لزوجها، و إن لم يكن لها زوج فتزوّجها، فإنّي أرجو أن يخرج اللّه منها سليلة تسود (2)العرب، قال: فذهب عاصم فسأل عنها فقيل (3):ليس لها زوج فقال: زوجونيها. فقيل:

و من أنت ؟ قال: أنا عاصم بن عمر بن الخطاب، قالوا: فمرحبا بك و أهلا فزوجوها منه، فولدت منه أم عاصم بنت عاصم، ثم تزوج أم عاصم عبد العزيز بن مروان، فجاءت بعمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد [أنا أحمد] (4) بن محمّد بن عمر، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني سويد بن سعيد، نا ضمام (5)،عن أبي قبيل: أن عمر بن عبد العزيز بكى و هو غلام صغير قد جمع القرآن، فأرسلت إليه أمه، فقالت: ما يبكيك ؟ قال: ذكر الموت، فبكت أمه من ذلك.

ص: 254


1- في «ز»: فسأل.
2- بالأصل: لتسود، و المثبت عن «ز».
3- بالأصل: فقال، و المثبت عن «ز».
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل استدرك عن «ز» لتقويم السند.
5- بدون إعجام بالأصل و «ز». و هو ضمام بن إسماعيل بن مالك المرادي المعافري أبو إسماعيل المصري، ترجمته في تهذيب الكمال 185/9.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير قال: و قال محمّد بن سلام الجمحي: حدّثني ابن جعدبة (1) قال: لما ردّ عمر بن عبد العزيز مظالم أهل بيته، و أخذهم بالحق قال مولى لآل مروان بربري، و أنتم أيضا فتزوجوا بنات عمر بن الخطاب.

9476 - أم عبد اللّه بنت أبي هاشم

ابن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس الأسدية

بنت خال معاوية، كتبت تسأل النعمان بن بشير و هو على حمص عن بعض الأمر، لها ذكر.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أحمد بن علي بن ثابت، أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه، أنا الحسين بن صفوان، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبيد، نا أبو مسلم عبد الرّحمن بن يونس، نا عبد اللّه بن إدريس، عن إسماعيل بن أبي خالد، قال:

جاءنا يزيد بن النعمان بن بشير إلى حلقة القاسم بن عبد الرّحمن بكتاب أبيه النعمان في نسخة:

بسم اللّه الرحمن الرحيم، من النعمان بن بشير إلى أم عبد اللّه ابنة أبي هاشم، سلام عليك، فإنّي أحمد إليك اللّه الذي لا إله إلاّ هو، فإنّك كتبت إليّ لأكتب إليك بشأن زيد بن خارجة، و إنّه كان من شأنه أنه أخذه وجع في حلقه، و هو يومئذ من أصحّ أهل المدينة، فتوفي بين صلاة الأولى و صلاة العصر، فأضجعناه لظهره و غشّيناه بردين و كساء، فأتاني آت و أنا أسبّح بعد المغرب، فقال: إنّ زيدا قد تكلّم بعد وفاته فانصرفت إليه مسرعا، و قد حضره قوم من الأنصار و هو يقول:- أو يقال على لسانه:- الأوسط أجلد القوم الذي كان لا يبالي في اللّه لومة لائم، كان لا يأمر الناس أن يأكل قويّهم ضعيفهم، عبد اللّه أمير المؤمنين. صدق، صدق، كان ذلك في الكتاب الأول، قال: ثم قال: عثمان أمير المؤمنين و هو يعافي الناس من ذنوب كثيرة، خلت اثنتان و بقي أربع، ثم اختلف الناس، و أكل بعضهم بعضا فلا (2) نظام و أبيحت الاحماء، ثم ارعوى المؤمنون فقالوا: كتاب اللّه و قدره، أيها الناس، أقبلوا على

ص: 255


1- كذا نسبه إلى جده بالأصل و «ز»، و اسمه يزيد بن عياض بن جعدبة الليثي أبو الحكم المدني، ترجمته في تهذيب الكمال 364/20.
2- بالأصل: بلا نظام، و المثبت عن «ز».

أميركم و اسمعوا و أطيعوا، فمن تولّى فلا يعهدن دما كان أمر اللّه قدرا مقدورا [اللّه أكبر] (1)هذه الجنة و هذه النار و يقول النبيون و الصدّيقون. سلام عليك يا عبد اللّه بن رواحة هل أحسست لي خارجة - لأبيه (2)-و سعدا اللذين قتلا يوم أحد كَلاّٰ إِنَّهٰا لَظىٰ نَزّٰاعَةً لِلشَّوىٰ ، تَدْعُوا مَنْ (3) أَدْبَرَ وَ تَوَلّٰى، وَ جَمَعَ فَأَوْعىٰ (4)،ثم خفت صوته فسألت الرهط عما سبقني من كلامه، فقالوا: سمعناه يقول (5) أنصتوا، أنصتوا فنظر بعضنا إلى بعض فإذا الصوت من تحت الثياب فكشفنا عن وجهه (6) فقال: هذا أحمد رسول اللّه، سلام عليكم يا رسول اللّه و رحمة اللّه و بركاته ثم قال أبو بكر الصدّيق الأمين، خليفة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، كان ضعيفا في جسمه قويا في أمر اللّه، صدق صدق، و كان في الكتاب الأول.

روى محمّد بن عائذ معنى هذه الحكاية عن محمّد بن شعيب بن شابور:

أخبرني بعض ولد النعمان بن بشير بن سعد الأنصاري أن أم عبد اللّه بنت أبي هاشم كتبت إلى النعمان بن بشير تسأله عما ألقي على لسان زيد بن خارجة بعد موته، فكتب إليها:

بسم اللّه الرحمن الرحيم، من النعمان بن بشير إلى أم عبد اللّه بنت أبي هاشم، سلام عليك، فذكره.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، و ابن السمرقندي، و أبو تراب المقرئ، قالوا: نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا ابن عائذ، أنا محمّد بن شعيب فذكره.

9477 - أم عمر - يقال: أم عمرو - بنت مروان بن الحكم بن أبي العاص

ابن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموية (7)

كانت عند سعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان.

ص: 256


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن «ز».
2- قوله: هل أحسست لي خارجة لأبيه، مطموس بالأصل و المثبت عن «ز».
3- «تدعو من» مطموس بالأصل و المثبت عن «ز».
4- سورة المعارج، الآيات 15-18.
5- من قوله: سبقني إلى هنا مطموس بالأصل و استدرك عن «ز».
6- من قوله: فإذا... إلى هنا مطموس بالأصل و استدرك عن «ز».
7- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 161 و الطبقات الكبرى لابن سعد 35/5 و 373 و أنساب الأشراف 307/6 (طبعة دار الفكر).

و أدركت خلافة عمر بن عبد العزيز، لها ذكر، و كانت دارها بدمشق بناحية القلانسيين (1) موضع دار الوكالة التي ببيت قيسارية.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمّد الجوهري.

و حدّثنا عمي، أنا ابن يوسف، أنا الجوهري.

أنا أبو عمر بن حيوية، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (2)،أنا عبيد اللّه بن محمّد التيمي قال: سمعت أبي و غيره يحدّث أن عمر بن عبد العزيز لما ولي منع قرابته ما كان يجري عليهم و أخذ منهم القطائع التي كانت في أيديهم قال: فشكوه إلى عمته أم عمر، قال: فدخلت عليه، فقالت: إن قرابتك شكوك (3) و يزعمون و يذكرون أنك أخذت منهم خير غيرك، قال: ما منعتهم حقا أو شيئا كان لهم، و ما أخذت منهم حقا أو شيئا كان لهم فقالت: إنّي رأيتهم يتكلمون و إنّي أخاف أن يهيجوا عليك يوما عصيبا. فقال: كلّ يوم أخافه دون يوم القيامة، فلا و قاني اللّه شره. قال: فدعا بدينار و جنب و مجمرة، فألقى ذلك الدينار في النار و جعل ينفخ على الدينار حتى إذا احمرّ تناوله بشيء فألقاه على الجنب فنشّ (4) و قتر (5) قال ابن عمّه: أ ما تأوين لابن أخيك من مثل هذا؟ قال:

فقامت فخرجت إلى قرابته فقالت: تزوجون آل عمر فإذا نزع الشبه جزعتم اصبروا له.

و قد روي أن التي (6) كلّمته عمته فاطمة، فلا أدري هل تكنى أم عمر، أم هما جميعا كلّمتاه.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو عبد اللّه، و أبو غالب قالوا: أنا ابن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير قال[؟]:

فولد مروان بن الحكم: عمر بن مروان، و أم عمر تزوجها سعيد بن خالد بن عمرو بن

ص: 257


1- بالأصل: القلاسين، و المثبت عن «ز».
2- روى ابن سعد في الطبقات الكبرى 373/5 في أخبار عمر بن عبد العزيز.
3- كذا بالأصل و «ز»، و في ابن سعد: يشكونك.
4- نش اللحم نشّا و نشيشا سمع له صوت على المقلى.
5- بالأصل و «ز»: و فتر، و المثبت عن ابن سعد. يقال: قتر اللحم إذا سطعت ريح قتاره، و القتار: ريح الشواء.
6- بالأصل و «ز»: الذي، خطأ.

عثمان، و أمهما (1) زينب بنت عمر بن أبي سلمة بن عبد الأسد بن هلال بن عبد اللّه بن [عمر بن] (2) مخزوم (3).

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمّد الجوهري.

و حدّثنا عمي، أنا ابن يوسف، أنا الجوهري.

أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد (4)قال: فولد مروان: عمرو بن مروان، و أم عمرو و أمهما زينب بنت عمر بن (5) أبي سلمة بن عبد الأسد بن هلال بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم.

9478 - أم عمرو زوج يزيد بن عبد الملك

استفتت سالم بن عبد اللّه. روى قصتها عمرو بن دينار البصري.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر (6)،أنا محمّد بن عبد الواحد ابن زوج الحرة، أنا أبو بكر محمّد بن إسماعيل الورّاق، أنا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا أحمد بن منصور، نا الحجاج بن المنهال، و أبو سلمة - و اللفظ للحجاج - نا حمّاد بن سلمة، عن عمرو ابن دينار الأعور قهرمان آل الزبير، قال:

كنت مع سالم بن عبد اللّه بين مكة و المدينة، فسمع صوت جرس، فقال: ما هذا؟ فقلت: هذه أم عمرو امرأة يزيد بن عبد اللّه (7) فقال: أقرئها السلام، و قل لها: إنّ أبي حدّثني عن أبيه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم واعد جبريل عليه السّلام موعدا فأبطأ عليه جبريل، فقال:«ما حبسك ؟» فقال: إنّا لا نقرب مكانا فيه جرس و لا صورة[13865].

[قال ابن عساكر:] (8) كذا قال، و هو يزيد بن عبد الملك.

ص: 258


1- كذا بالأصل و «ز»، و في نسب قريش: و أمها.
2- الزيادة بين معكوفتين عن «ز».
3- الذي في أنساب الأشراف 308/6 أن زينب هذه المذكورة آنفا هي أم عمرو بن مروان بن الحكم. و أن أم عمرو بنت مروان أمّها عائشة بنت معاوية بن المغيرة بن أبي العاص بن أمية.
4- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 36/5 في أخبار مروان بن الحكم.
5- قوله:«عمر بن» سقط من طبقات ابن سعد.
6- أقحم بعدها بالأصل:«أنا محمّد بن عمر» و المثبت يوافق رواية «ز».
7- كذا بالأصل و «ز»، و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى أن الصواب يزيد بن عبد الملك.
8- زيادة منا.

و قد أخبرنا بالحديث على الصواب بتمامه أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو علي الحسن بن الحسين بن العباس النعالي، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن هارون الرازي الحربي، أنا جعفر بن محمّد بن الحسن الفريابي، نا عبد الواحد بن غياث، نا حمّاد ابن سلمة، عن عمرو بن دينار الأعور قال: كنت مع سالم بن عبد اللّه بين مكة و المدينة قال:

فسمع صوت جرس، فقال: ما هذا؟ فقلت: هذه (1) أم عمرو امرأة يزيد بن عبد الملك، قال: اذهب إليها فاقرئها السلام و أخبرها أنّ أبي أخبرني عن أبيه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم واعد جبريل عليه السّلام موعدا فأبطأ عليه جبريل فقال:«ما حبسك يا جبريل» فقال: إنا لا نقرب مكانا فيه جرس و لا صورة، فقل لها: فلتقطعه أو لتحشه (2)،فأتيتها فأخبرتها بذلك، قال: فقطعته أو حشته (3).قالت: قل له: إنّ عندنا وسائد فيها تصاوير فكيف نصنع بها؟ فأتيته فأخبرته بذلك، فنظر هنيّة فقال: كانوا لا يرون بما يوطأ بأسا.

9479 - أم كلثوم بنت عبد اللّه بن عامر بن كريز بن حبيب

ابن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب (4)

زوج يزيد بن معاوية، امرأة عاقلة، لها ذكر.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالوا: أنا أبو جعفر، أنا أبو طاهر، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير قال (5):

فولد عبد اللّه بن عامر؛ فذكر أولاده ثم قال: و أم كلثوم بنت عبد اللّه، ولدت ليزيد بن معاوية، و أمّها: أمة (6) بنت الوارث بن الحارث بن ربيعة بن خويلد بن نفيل بن عمرو بن كلاب.

قال (7):و لأم كلثوم بنت عبد اللّه يقول يزيد بن معاوية، و كان معاوية وجهه يغزو

ص: 259


1- بالأصل و «ز»: هذا.
2- كذا بالأصل و «ز»، و في المختصر: لتجشه.
3- كذا بالأصل و «ز»، و في المختصر: جشّته.
4- أخبارها في نسب قريش ص 129 و 149 و أنساب الأشراف 303/5 و 377.
5- رواه المصعب بن عبد اللّه الزبيري ص 149.
6- في نسب قريش: أمة اللّه.
7- يعني الزبير بن بكار، و انظر الخبر في نسب قريش ص 129.

الروم، فأقام بدير سمعان (1) و وجّه الجنود، و تلك غزوة الطوانة (2) فأصابهم الوباء فقال يزيد ابن معاوية (3):

أهون علي (4) بما لاقت جموعهم *** يوم الطوانة (5) من حمى و من موم

إذا اتكأت (6) على الأنماط مرتفقا *** بدير سمعان (7) عندي أم كلثوم

فبلغ معاوية ما قال: فقال: أقسم باللّه لتلحقن بهم حتى يصيبك ما أصابهم، فألحقه بهم.

قال: و نا الزبير قال: حدّثني عبد العزيز بن عمر العنبسي عن مفتي بن عبد اللّه بن عنبسة، عن أبيه قال (8):

تزوج الأسوار عبد اللّه بن يزيد بن معاوية أم عثمان بنت سعيد بن العاص فولدت له أبا سفيان، و أبا عتبة، و هي أم سعيد و رملة ابني خالد بن عمرو بن عثمان، فقيل لسعيد بن خالد:

اخطب أمّه، فأتى أمه أم كلثوم بنت عبد اللّه بن عامر يخطبها و هي بادية بظهر ذنبة (9) عليها قبة نمور. قد اشترت غشاءها بألف دينار، فأتاها و هو غلام يرعد فقال: أحب أن تزوجيني نفسك، و هي يومئذ كبيرة قد قيدت فاها بالذهب، فقالت: مرحبا بابن أخي، لو كنت متزوجة أحدا من قريش لتزوجتك، إنّ أمك امرأة شابة و أنا عجوز كبيرة، و إن هذا شيء لا يصنعه نساء قريش أبدا، قيل لك: تزوج أمّه كما تزوج أمك، انطلق يا ابن أخي.

ص: 260


1- دير سمعان: هو بظاهر أنطاكية، و هو غير الدير الذي يقع بنواحي دمشق راجع معجم البلدان 517/2 و 534.
2- الطوانة: بلد بثغور المصيصة و هي بين أنطاكية و بلاد الروم تقارب طرسوس (معجم البلدان).
3- البيتان في معجم البلدان (الطوانة) و نسب قريش ص 130 و معجم البلدان (دير مران، و غذقذونة) و الأغاني 17/ 210 و البيت الثاني في أنساب الأشراف 303/5.
4- في الأغاني: فما أبالي بما.
5- الأغاني: بالغذقذونة.
6- الأغاني: إذا ارتفعت.
7- الأغاني و أنساب الأشراف: بدير مران.
8- الخبر باختلاف الرواية في أنساب الأشراف 393/5 طبعة دار الفكر.
9- ذنبة في أكثر من موضع كما في معجم البلدان، و المراد هنا موضع بعينه من أعمال دمشق.

9480 - أم محمّد بنت الحسن بن علي بن أبي طالب

ابن عبد المطلب بن هاشم الهاشمية

زوج علي بن الحسين (1) قدم بها مع أهل بيتها حين قتل الحسين بن علي من العراق إلى دمشق، لها ذكر، تقدم ذكر ورودها في ترجمة عمّها الحسين.

9481 - أم محمّد بنت عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب

ابن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف

كانت زوج يزيد بن معاوية.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالوا: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير قال (2):في تسمية ولد عبد اللّه بن جعفر قال: و يحيى، و هارون، و صالح الأكبر، و موسى، و أم محمّد كانت عند يزيد بن معاوية بن أبي سفيان و أمّهم جميعا ليلى بنت مسعود بن خالد بن مالك بن ربعي ابن سلمي (3) بن جندل بن أبير (4) بن نهشل.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، قال: أخبرني أبو بكر الخطيب، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا أحمد بن شاهين البغدادي، نا مصعب بن عبد اللّه الزبيري قال: خطب يزيد بن معاوية بنت عبد اللّه بن جعفر ذي الجناحين إلى أبيها فزوّجه فلمّا أهديت إليه من المدينة إلى الشام خرج يتلقّاها و أنشأ يقول (5):

جاءت بها دهم البغال و شهبها *** مسيرة في جوف قرّ مستر

مقابلة بين النبي محمّد *** و بين علي و الجواد ابن جعفر

منافية غرّاء جادت بودّها *** لعبد منافيّ أغرّ مشهر

فلمّا بلغت أبياته عبد اللّه بن جعفر قال: ما أراه ينسى نفسه في كلّ حال.

ص: 261


1- في أنساب الأشراف 305/3 و 362 سماها أم عبد اللّه.
2- انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص 83.
3- بالأصل: سليمان، و المثبت عن «ز»، و نسب قريش.
4- «بن أبير» ليس في نسب قريش، و اللفظتان مثبتتان في «ز».
5- تقدمت الأبيات الثلاثة في ترجمة زينب بنت عبد اللّه بن جعفر، أخت أم محمّد صاحبة الترجمة. في هذا الجزء، راجع ما لاحظناه هناك.

9482 - أم مروان بنت مروان بن محمّد بن مروان

ابن الحكم بن أبي العاص بن أمية الأموية

كانت مع أبيها لمّا خرج من دمشق هاربا إلى مصر، فلما قتل أبوها ألقي رأسه في حجرها، ثم خرجت إلى المغرب مع أخويها عبد اللّه و عبيد اللّه، و لقيت ما لقيا من الشدائد، ثم رجعت إلى العراق، و سكنت الحيرة، و قيل بل أتى بها إلى أبي العباس فحبست ثم أطلقت، و كانت صابرة على المشي و العطش كصبر الرجال، لها ذكر.

9483 - أم مسكين بنت عمر بن عاصم

ابن عمر بن الخطاب بن نفيل العدوية

امرأة يزيد بن معاوية.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان ابن أحمد الطبراني، نا أحمد بن شاهين، نا مصعب الزبيري قال:

و تزوج يزيد بن معاوية أم مسكين بنت عمر بن عاصم بن عمر بن الخطاب، فغارت امرأته أم هاشم و قعدت تبكي، فقال يزيد (1):

ما لك أم هاشم (2) تبكين (3)

باعت على بيعك أم مسكين

ميمونة من نسوة ميامين

زارتك من يثرب (4) في حوّارين (5)

في منزل (6) كنت به تكونين

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه، قالوا: أخبرنا محمّد بن

ص: 262


1- الأبيات في أنساب الأشراف 303/5 (طبعة دار الفكر) و نسب قريش ص 360 و الأغاني 342/17.
2- في الأغاني و نسب قريش: أم خالد.
3- روايته في أنساب الأشراف: أراك أم خالد تضجين.
4- في أنساب الأشراف: طيبة.
5- حوارين بالضم و التشديد، في مواضع عدة، و المراد هنا: حوارين التي من تدمر على مرحلتين و بها مات يزيد بن معاوية سنة 64 (انظر معجم البلدان).
6- في أنساب الأشراف: بلدة.

أحمد، أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن بن العباس، أنا أحمد بن سليمان [نا الزبير] (1) قال:

و قدم المدينة يعني يزيد بن معاوية فتزوج أم مسكين بنت عمر بن عاصم بن عمر بن الخطاب، فحملت إليه بالشام، فأعجب بها و جفا أم خالد، فدخل عليها يوما و هي تبكي فقال:

ما لك أم خالد تبكين

من قدر حل بكم تصيحين (2)

باعت على بيعك أم مسكين

ميمونة من نسوة ميامين

حلت محلك الذي تحلين

زارتك من يثرب في حوارين

في منزل كنت به تكونين

رواه الزبير بن بكار في موضع آخر فقال:«تضجين» بدل «تصيحين».

9484 - أم مسلم الخولانية

9484 - أم مسلم الخولانية (3)

زوج أبي مسلم الخولاني، و عمرو بن عبد الخولاني (4) بعد أبي مسلم، حكت عنهما جميعا.

أخبرنا أبو الفتح ناصر بن عبد الرّحمن، نا نصر بن إبراهيم، أنا أبو الفرج عبيد اللّه بن محمّد بن يوسف المراغي (5)،أنا عيسى بن عبيد اللّه بن عبد العزيز الموصلي، أنا أبو بكر محمّد بن صلة السنجاري، نا أبو علي نصر بن عبد الملك السنجاري، نا أبو عمر العنسي يعني عثمان بن سعيد، نا إسحاق يعني ابن [أبي] (6) نجيح، عن ثور بن نعيم قال:

قالت أم مسلم لأبي مسلم: يا أبا مسلم قد حضر الشتاء و ليس لنا كسوة، و لا طعام،

ص: 263


1- سقطت اللفظتان من الأصل و استدركتا عن «ز» للإيضاح و تقويم السند.
2- في الأغاني و نسب قريش: تضجين.
3- أخبارها في تاريخ داريا ص 59 و 71.
4- تقدمت ترجمته في تاريخ مدينة دمشق طبعة دار الفكر 248/46 رقم 5369.
5- بدون إعجام بالأصل و «ز».
6- سقطت من الأصل و «ز»، و أضيفت عن المطبوعة.

و لا إدام، و لا حذاء، و لا حطب. فقال: تريدين ما ذا؟ قالت تأتي معاوية فهو بك عارف.

قال: فنقول له ما ذا؟ قالت: تخبره بحاجتك و جهدنا، قال: ويحك إنّي لأستحي أن أطلب حاجتنا إلى غير اللّه عز و جلّ ، فلما أكثرت عليه قال: ويحك جهّزيني قال: ثم عمد إلى المسجد، فقال: إلهي، إن أم مسلم بعثتني إلى معاوية، و أنا إنّما خرجت إليك، و أنت تعرف حاجتي، قال: فمكث يومه ذلك في المسجد، فلمّا صلّى الناس العشاء الآخرة و خلا له المسجد جثا على ركبتيه ثم قال: اللّهمّ قد تعرف حالي فيما بيني و بينك، فقد سمعت مقالة أم مسلم و قد بعثتني إلى معاوية، و أنت تعرف أي شيء طلبت و قالت، و خزائن الدنيا كلها بيدك، و إنّما معاوية خلق من خلقك، قد أعطيته ما أعطيته، و إنّما أسألك من خيرك الكثير اليسير، فاكس إلهي صبياني قمصا و خفافا و فراء، و اكس زوجتي قميصا و درعا و خمارا، و عجل لنا الساعة برّا و عدسا و زيتا و حطبا، و ارزقني برنسا خفيفا دفيئا أصلي لك فيه، و ارزقني فرسا حصانا و ساعا (1) جوادا طاهر الخلق إن طلبت العدوّ عليه أدركتهم، و إن طلبوني لم يدركوني، و عجّل ذلك لي الساعة، فإن خزائنك لا تنفد (2)،و خيرك لا ينقص، و أنت بي عالم، قد تعلم أنك أحبّ إليّ من سواك، فإن تعطني (3) هذه الساعة حمدتك عليه كثيرا، و إن تمنعه فلك الحمد كثيرا، قال: و رجل من آل معاوية في المسجد، فسمع مقالته قال: فخرج يشدّ حتى دخل على معاوية، فقال: يا أمير المؤمنين عجبا سمعته آنفا في المسجد، و رجل يناجي ربه كما يناجي الإنسان الإنسان [يسأله] (4) في دعائه قمصا و فراء و خفافا و برّا و عدسا [و زيتا] (5)و حطبا، و فرسا حصانا، و برنسا (6) خفيفا يا أمير المؤمنين، فهل سمعت بعجب مثل هذا؟ قال: ويحك و هل تدري من هذا؟ هذا أبو مسلم، أ ليس قد أحصيت ما قال ؟ قال: بلى يا أمير المؤمنين، قال: فاضعفوا له كلّ ما سأل، و عجلوا به الساعة إلى منزله، و لا يصبحنّ إلاّ و هذا الشيء في منزله من كلّ شيء اثنين، فحمل هذا كله إلاّ الفرس، فإنه لم يصب في مربط معاوية إلاّ فرس واحد على ما وصف. فلمّا قدمت هذه الأشياء إلى أم مسلم أقبلت تحسن

ص: 264


1- الوساع من الخيل: الجواد، أو الواسع الخطو و الذرع (القاموس).
2- بالأصل:«تنفذ» و المثبت عن «ز».
3- بالأصل و «ز»: «تعطيني» و الصواب ما أثبت عن المختصر.
4- سقطت من الأصل و استدركت عن «ز».
5- سقطت من الأصل و زيدت عن «ز».
6- البرنس: كل ثوب رأسه منه، ملتزق به.

الثناء على معاوية و تقول: لم أزل أعاتب الشيخ في إتيانه فيأبى عليّ قال: فلما صلّى أبو مسلم الغداة انصرف و هو واثق بربّه، فلمّا أتى البيت أصابه مملوءا سوادا (1) قال: فقلت له أم مسلم: يا أبا مسلم أ لا ترى ما أهدى إليك أمير المؤمنين ؟ قال: ويح البعداء! لقد كفرت النعمة و لم تشكري الرازق، و اللّه ما أتيت لمعاوية دارا، و لا كلّمت له حاجبا و لا رفعت إليه حاجة، و ما هذا إلاّ قسم من اللّه أهداه إلينا، فللّه الحمد كثيرا كثيرا.

أخبرنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ (2)،نا أحمد بن جعفر بن حمدان، نا عبد اللّه بن أحمد، نا عمرو بن علي، حدّثني معتمر قال: نا سليمان بن يزيد العبدي (3) قال: قال أبو مسلم الخولاني: يا أم مسلم سوي رحلك، فإنه ليس على جسر جهنم معبر.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، أنا علي بن محمّد بن طوق، أنا عبد الجبار بن محمّد بن مهنّي قال (4):

و أم مسلم الخولانية زوج (5) أبي مسلم، و مات عنها و تزوجت بعده عمرو بن عبد [الخولاني] (6)،فسمعت من أرضى من شيوخنا يقولون: إنّ أم مسلم سئلت فقيل لها أي الرجلين أفضل ؟ قالت: أما أبو مسلم فإنه لم يكن يسأل اللّه شيئا إلاّ أعطاه إياه، و أما عمرو بن عبد فإنه كان ينار عليه في محرابه حتى أني كنت أخدم (7) على ضوء نوره من غير مصباح.

9485 - أم هارون الخراسانية

9485 - أم هارون الخراسانية (8)

من النسوة المتعبدات كانت أستاذة أبي سليمان الداراني.

حكى عنها عبد الرحيم بن صالح الداراني، و أحمد بن أبي الحواري، و عبد العزيز بن عمير، و قاسم الجوعي.

ص: 265


1- في الأصل: سودا، و المثبت عن «ز».
2- الخبر رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 127/2.
3- في حلية الأولياء: العدوي.
4- الخبر رواه القاضي عبد الجبّار في تاريخ داريا ص 59 و 72 و رواه المصنف في ترجمة عمرو بن عبد الخولاني.
5- في تاريخ داريا: زوجة.
6- زيادة عن تاريخ داريا.
7- في تاريخ داريا: أختدم.
8- ترجمتها في صفة الصفوة 303/4 رقم 824.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا تمام بن محمّد قال: نا محمّد ابن سليمان، نا محمّد بن الفيض، نا أحمد بن أبي الحواري قال:

صليت الغداة ثم جلست أذكر اللّه قبل طلوع الشمس، إذ دخل أبو سليمان الداراني من باب الساعات فوقف بقاسم الجوعي فسلّم عليه، و أشار إليه أن يقوم، فقام معه فمرّ بي فسلّم فرددت عليه و أشار إليّ فقمت أنا و قاسم نمشي وراءه، حتى انحدر من الدرج، ثم أخذ في سوق الأحد حتى أتى المربعة، فدخل في قنطرة بني مدلج حتى أتى النّيبطون (1) و أخذ (2)يسرة، فمرّ بدار فجازها، ثم أتى دارا أخرى فدخل و دخلنا معه، ففتح باب بيت ثم دخل فسلّم، و دخل قاسم معه و جلست أنا على يمنة الباب، فلم نر شيئا [في البيت] (3) من ظلمته، فلمّا جلسنا ساعة تأملت فإذا بامرأة عليها جبة صوف و خمار صوف في يدها مسبحة (4)،فلما دخل ضوء الشمس من كوة في البيت ردّت علينا السلام، فقال لها أبو سليمان: يا أم هارون كيف أصبحت ؟ قالت: كيف أصبح من قلبه في يد غيره يقول به هكذا و هكذا، و أشارت بيدها فقال لها أبو سليمان: يا أم هارون ما تقولين في الرجل يحب لقاء اللّه ؟ فقالت: ويحك، ذاك رجل ثقلت عليه الطاعة، و أحب الراحة منها، فقال لها: فإنه أحب البقاء في الدنيا. قالت:

بخ بخ، ذاك رجل أحب الطاعة و أحب أن يبقى لها و تبقى له، ثم سلّم و خرجنا فقلت له: يا أبا سليمان من هذه ؟ قال: هذه أم هارون الخراسانية أستاذتي.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، نا أبو أحمد الحسين بن علي التميمي، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي حاتم، نا محمّد بن خالد الشيباني قال: سمعت القاسم بن عثمان الجوعي قال: قلت لأم هارون ترين أحدا يشتغل بالخوف من النيران عن الشوق إلى الجنان بالزهادة، فخرّت مغشيا عليها حتى انكشفت مقنعتها (5)،ثم أفاقت فتغطّت و بقيت منقبضة مصفرة حتى خرجنا.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني. أخبرنا علي بن محمّد بن طوق.

ص: 266


1- كذا ضبطت اللفظة بالأصل ضبط قلم. و نيبطون: محلة من محال دمشق قرب المربعة و قنطرة بني مدلج و سوق الأحد في شرقي جيرون، قرب الأساكفة العتق (معجم البلدان).
2- في «ز»: فأخذ.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك للإيضاح عن «ز».
4- في «ز»: سبحة.
5- و المقنعة و المقنع: ما تغطي به المرأة رأسها.

أخبرنا عبد الجبار بن مهنا (1)،حدّثنا محمّد بن أيوب بن الحسن، نا عبد الرحيم بن صالح قال: سمعت أبا سليمان الداراني (2) يقول لأم هارون: تحبين الموت ؟ قالت: لا، قال: و لم تكرهين لقاء اللّه ؟ ففاضت دموعها بالانتحاب، فقالت: يا أبا سليمان لو عاديت آدميا لكرهت لقاءه، فصرخ أبو سليمان و وقع مغشيا عليه.

أنبأنا أبو القاسم عبد المنعم بن عبد اللّه (3) بن أحمد، و حدّثنا أبو الحسن (4) بن مهدي عنه، حدّثنا عبد العزيز بن محمّد، أنا أبو نصر بن الجبان. أخبرنا أبو علي الحسن بن منير بن محمّد التنوخي قراءة عليه، نا أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد بن سعيد بن شعيب من قرية بجّ (5)حوران حدّثنا أبو محمّد عبد الرحيم بن علي بن محمّد الأنصاري المؤذن من ولد حنظلة الغسيل قال:

اتفقنا مشايخ من دمشق فبينا أحمد بن أبي الحواري و قاسم بن عثمان الجوعي و ذكرى (6) بن العلاء، و أبو مسعود بن أبي جميل، و حسن بن شوذب و جماعة المشايخ فمضينا يوم الخميس ليلة الجمعة نبيت عند أبي سليمان الداراني، فخرجنا من باب الجابية حتى جئنا إلى قينية (7) و عدلنا إلى الطريق نريد أن نمر إلى داريا، فلمّا بلغنا المزابل إذا بأبي سليمان مقبل من داريا على حمار يسرج و الرسن بيده، و هو منكس رأسه و عليه عباء و شعره إلى شحمة أذنيه، و قد صفر لحيته بالحناء فوقفنا جماعتنا و معنا أم هارون الخراسانية و تلميذها أبو الفقير، فوقف في وسطنا فقلنا: سلام عليك، فقال: و عليكم أين تريدون ؟ فقلنا: إليك أردنا، فلوى برأس حماره يريد أن يرجع، فأخذنا برأس دابته، و قلنا: هذا باب الجابية، لا ندعك تمر، الحمد للّه الذي جاء بك فوقف علينا، و أحطنا به خلقا من الخلق كثير، ثم التفت، فنظر إلى أم هارون (8) فصاح: يا قاسم من هذه المرأة ؟ فقال: امرأة خراسانية تعرف

ص: 267


1- الخبر في تاريخ داريا ص 112.
2- الخبر في صفة الصفوة 304/4 و ذكر أن القائل لأم هارون هو أحمد بن أبي الحواري.
3- كتب فوقها في «ز»: «علي ح».
4- كذا بالأصل و «ز»، و في المطبوعة: أبو الحسين.
5- سقطت اللفظة من المطبوعة. و في معجم البلدان: بج حوران الجيم مشددة من أعمال دمشق. و نقل عن المصنف: قرية كانت على باب دمشق.
6- بالأصل:«ذكرني» و في «ز»: «زكريا».
7- قينية: قرية كانت مقابل الباب الصغير من مدينة دمشق (معجم البلدان).
8- من قوله: الفقير... إلى هنا قسم كبير منه مطموس بالأصل، و المثبت يوافق ما جاء في «ز»، و المطبوعة.

بأم هارون، فسكت ساعة ثم التفت فصاح: يا أحمد فقال: لبيك، فقال: قل لها: أ تحبين الموت ؟ فقالت: لا، فأطرق عنها ساعة ثم قال: يا أحمد، قل لها و لم تكره لقاء اللّه عز و جل ؟ قال: فأطرقت ساعة ثم رفعت رأسها فقالت: يا أبا سليمان و اللّه لو عاديت آدميا لكرهت لقاءه، فكيف أريد لقاء اللّه، و أنا عاصية له، فصاح أبو سليمان صيحة و وقع عن حماره، و أقبل يتمرغ في الأرض، و وقع أحمد مغشيا عليه و جماعة من مشايخنا، ثم أفاق أبو سليمان فصاح: يا أم هارون أيش قلت ويحك ؟ فقالت: و اللّه لو عاديت آدميا لكرهت لقاءه فكيف و أنا عاصية للّه أحب لقاءه، لا يا أبا سليمان. فما زلنا وقوفا حتى كادت الشمس أن تغيب، فتناولناه فحملناه على حماره، و مسكناه (1) حتى أدخلناه المدينة.

9486 - أم هاشم بنت هاشم

هي حيّة تقدم ذكرها.

9487 - أم يزيد والدة أبي الزرقاء عبد الملك

ابن محمّد الصنعاني (2)

حكت عن نمير بن أوس الأشعري (3).

حكى عنها ابنها عبد الملك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا محمّد بن هارون بن عبد اللّه، حدّثني جعفر بن محمّد البزار، و كان صالحا، نا هشام بن عمار، أنا عبد الملك بن محمّد الصنعاني، قال: حدثتني أمي أم يزيد أن آمنة (4) ذات الذنب و كان لها ذنب مخلوق في عجزها، فنخسها مروان المرتعش فضرطت، فخاصمته إلى نمير بن أوس، فقضى لها عليه بأربعين درهما و عباءة.

ص: 268


1- كذا بالأصل و «ز».
2- الصنعاني نسبة إلى صنعاء دمشق، ترجمته في تهذيب الكمال 91/12.
3- هو القاضي نمير بن أوس الأشعري، كان على القضاء أيام هشام بن عبد الملك، و بقي على القضاء حتى ذهب بصره، راجع أخبار القضاة لوكيع 204/3.
4- كذا بالأصل، و بدون إعجام في «ز»، و في المختصر لابن منظور: أمية، و تقدم الخبر في ترجمة آمنة ذات الذنب في هذا الجزء من طريق آخر و جاء فيه هناك: حدثتني آمنة أم يزيد ذات الذنب.

و من المجهولات غير المسمّيات و المكنيات

9488 - امرأة أبي الأسود الديلي

9488 - امرأة أبي الأسود الديلي (1)(2)

امرأة فصيحة، خاصمت أبا الأسود إلى معاوية، تقدم ذكر خصومتها إياه في ترجمة أبي الأسود ظالم في حرف الظاء (3).

أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن نصر بن محمّد بن حسين، أنا أبو نصر محمّد بن علي بن ودعان، أنا عمي أبو الفتح أحمد بن عبيد اللّه، أنا أبو القاسم هارون بن أحمد بن محمّد بن روح، نا أبو علي الحسين بن إبراهيم الصائغ، نا عبد العزيز بن يحيى الجلودي، نا محمّد بن زكريا الغلابي.

و نا أحمد بن عبد العزيز [بن] (4) جلين (5) الدوري، حدّثني محمّد بن حمزة، و حفص ابن علي، قالا: حدّثني أبو زيد بحرج بن عمير الحنفي، نا بشر بن إبراهيم الأنصاري، عن الأوزاعي.

قال الغلابي: و حدّثنا عبد اللّه بن الضحاك، حدّثنا هشام بن محمّد، عن عوانة، نا محمّد بن عبيد اللّه (6) الجشمي، عن عطاء بن مصعب، عن عاصم بن الحدثان.

قال: و نا كثير بن يحيى، نا يزيد البكائي، عن محمّد بن إسحاق، عن عبد الملك بن أبي سفيان بن العلاء بن حارثة بن قارب الثقفي، قالوا (7):

ص: 269


1- كذا بالأصل:«الديلي» و في «ز»: الدّؤلي. و جاء في الأنساب (الدؤلي) بضم الدال المهملة و همز الواو المفتوحة و في آخرها اللام هذه النسبة إلى دؤل. و قال المبرد: من الدئل. و يقال لرهط أبي الأسود: الدؤلي، و امتنعوا أن يقولوا: الدئلي لئلا يوالوا بين الكسرات فقالوا: الدؤلي. و قال بعضهم يقولون: في كنانة بن خزيمة الديل - بكسر الدال و سكون الياء - رهط أبي الأسود الديلي.
2- انظر أخبارها في عيون الأخبار 122/4 و الأمالي للقالي 12/2.
3- هو ظالم بن عمرو بن ظالم أبو الأسود الديلي البصري تقدمت ترجمته في كتابنا تاريخ مدينة دمشق 176/25 رقم 2996 طبعة دار الفكر.
4- سقطت من الأصل و «ز». انظر الحاشية التالية.
5- بالأصل و «ز»: «جليس» صوبنا الاسم و الزيادة السابقة عن ترجمة «امرأة ذكوانية» التي سترد قريبا في هذا الجزء.
6- بالأصل: عبيد، و المثبت عن «ز»، و المطبوعة.
7- تقدمت هذه الحكاية من طريق آخر في ترجمة أبي الأسود الدؤلي 202/25.

كان أبو الأسود الدّيلي (1) كثيرا عند معاوية، و كان يقرّب مجلسه و يدنيه إذا وفد عليه، و يسأله عن أشياء فيقول فيها بعلم؛ فبينا هو ذات يوم عند معاوية إذ دخلت عليه امرأة برزة، فقالت: أصلح اللّه أمير المؤمنين و أمتع به، إن اللّه جعلك خليفة في البلاد، و رقيبا على العباد، فيستسقى بك المطر، و يستنبت بك الشجر، و يؤمن بك الخائف - و في رواية: يطهر و يردع بك الخائف (2)-فأنت الخليفة المصطفى و الأمين المرتضى، فأسأل اللّه لك النعمة من غير تقصير، و البركة من غير تقتير، فقد ألجأني إليك يا أمير المؤمنين أمر ضاق [عني] (3) به المخرج (4) من أمر كرهنا عادته لمّا أردت إظهاره؛ فليكشف عني أمير المؤمنين الهم، و لينصفني من الخصم، و ليكن ذلك على يديه، و إنّي أعوذ بعقوتك (5) من العار الوبيل و الأمر الجليل الذي يشتد على الحرائر ذوات البعول الأخيار (6).

فقال معاوية: من هذا الذي شعرك شناره ؟ قالت: أمر طلاق جاءني من بعل عاد، لا تأخذه من اللّه مخافة، و لا يجدي (7) خذارفة (8) قال: و من بعلك ؟ قالت: هو أبو الأسود الديلي (9)،فالتفت معاوية إليه، فقال: حقا ما تقول هذه المرأة ؟ قال: إنها لتقول من الحق بعضا و ليس يطيق أحد عليها بعضا. أما ما ذكرت من أمر طلاقها فهو حقّ ، و سأخبرك و اللّه ما طلّقتها لريبة ظهرت، و لا من هفوة خطرت، و لكني كرهت شمائلها فقطعت حبائلها، قال:

و أيّ شمائلها كرهت ؟ قال: إنك مهيجها عليّ بكلام عتيد و لسان حديد، قال: لا بدّ لك من مجاوبتها، فاردد عليها قولها عند محاورتها (10).

قال: هي يا أمير المؤمنين كثيرة الصخب، دائبة (11) الذّرب، مهينة الأهل، مؤذية

ص: 270


1- في «ز»: الدؤلي.
2- كذا بالأصل و «ز»، و في المطبوعة: الجانف.
3- سقطت من الأصل، و زيدت عن «ز».
4- في ترجمة أبي الأسود: أمر ضاق علي فيه المنهج، و تفاقم علي فيه المخرج.
5- عقوة الدار: ساحتها، يقال: نزل بعقوته.
6- الذي في ترجمة أبي الأسود: فإني أعوذ بعقوبة من العار الوبيل، و الشين الجليل الذي يبهر ذوات العقول.
7- بالأصل:«تحرى» و المثبت عن «ز».
8- بالأصل: حذرافه، و في «ز»: حدرافه، و المثبت عن المطبوعة.
9- في «ز»: الدؤلي.
10- بالأصل: مجاورتها، و المثبت عن «ز».
11- بالأصل: دايه الدرب، و المثبت عن «ز».

للبعل، إن ذكرت خيرا دفنته، و إن ذكرت شرا أذاعته، تخبر بالباطل و تطير مع الهازل، لا تنكل عن عيب (1)،و لا يزال زوجها معها في تعب.

قالت: أما و اللّه لو لا حضور أمير المؤمنين، و من حضره من المسلمين لرددت عليك بوادر (2) كلامك، ببوادر يردع بها كلّ سهامك (3).فقال: عزمت عليك لمّا أجبته (4) قالت: يا أمير المؤمنين هو و اللّه سئول جهول، ملحاح بخيل، إن قال فشرّ قائل، و إن سكت فذو غوائل - في رواية: مطهر فذو دغائل (5)-ليث حيث يأمن، ثعلب حيث يخاف، شحيح حين يضاف، إن التمس الجود عنده انقمع لما يعلم من لؤم آبائه، و قصر رشائه، ضيفه جائع، و جاره ضائع، لا يحمي ذمارا، و لا يضرم نارا، و لا يرعى جوارا، أهون الناس عنده من أكرمه، و أكرمهم عليه من أهانه.

فقال معاوية: ما رأيت أعجب من أمر هذه المرأة، انصرفي إليّ رواحا، فلمّا كان العشي جاءت، و إذا معاوية يخطب، فلمّا رآها أبو الأسود قال: اللهم اكفني (6) شرّها، قالت:

قد كفاك اللّه شرّي، و أرجو أن لا يعيذك من شرّ نفسك، قال: ناوليني هذا الصبي لأحمله، فقالت: ما جعلك اللّه بأحقّ بحمل هذا البني مني، فوثب فانتزعه منها فقال معاوية: مهلا يا أبا الأسود قال: يا أمير المؤمنين حملته قبل أن تحمله و وضعته قبل أن تضعه. قالت: صدق، حمله خفّا، و حملته ثقلا، و وضعه شهوة و وضعته كرها، و قد كان حجري حواءه، و بطني وعاءه، و ثديي سقاءه (7)،فقال: ما رأيت أعجب من هذه المرأة، فقال أبو الأسود: يا أمير المؤمنين إنها تقول من الشعر أبياتا فتجيدها. قال: فتكلف أنت أبياتا لعلك تقهرها بالشعر فقال أبو الأسود (8):

ص: 271


1- كذا بالأصل و «ز»، و في المطبوعة: عتب.
2- بالأصل: نوادر، و المثبت عن «ز». و ترجمة أبي الأسود المتقدمة.
3- في ترجمة أبي الأسود:«بنواقد أفرغ بها كل سهامك»؛ و زيد فيها بعدها: و إن كان لا يحمل بالحرة أن تشتم بعلا، و لا تظهر جهلا.
4- بالأصل و «ز»: أجبتيه.
5- بالأصل و «ز»: «بدود غائل» و المثبت عن ترجمة أبي الأسود.
6- بالأصل و «ز»: اكفيني.
7- بالأصل: شفاءه، و المثبت عن «ز».
8- الأبيات في ديوان أبي الأسود ص 163 و الوافي بالوفيات 535/16.

مرحبا بالتي تجور علينا *** ثم سهلا بحامل محمول (1)

أغلقت بابها عليّ و قالت: *** إن شر النساء ذات البعول (2)

شغلت قلبها عليّ فراغا *** هل سمعتم بفارغ مشغول (3)

فقالت ترد عليه:

ليس من قال بالصواب و بالحق *** كمن حاد عن منار السبيل

كان حجري حواءه (4) حين يضحي *** ثم ثديي سقاءه بالأصيل

لست أبغي بواحدي يا ابن حرب *** بدلا ما رأيته و الجليل (5)

فقال معاوية بن أبي سفيان:

ليس من قد غذاه طفلا (6) صغيرا *** و سقاه من ثديه بالخذول (7)

هي أولى به و أقرب رحما *** من أبيه، و في قضاء الرسول

أمه بما حنت عليه و أولى *** من أبيه بذا الغلام الأصيل (8)

و قد تقدمت هذه الحكاية في ترجمة أبي الأسود من وجه آخر.

9489 - بنت أبي عباية

امرأة شاعرة.

قرأت في كتاب محمّد بن عبد اللّه بن الهيّاج، أنا أبو الطيّب بن عبادل، نا أبو حارثة أحمد بن إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغساني، حدّثني أبي، عن أبيه، عن جده قال:

كان بدمشق رجل يكنى أبا عباية فمرّ ببشر بن مروان، و هو جالس على درج دمشق،

ص: 272


1- في ترجمة أبي الأسود: بالحامل المحمول.
2- في ترجمة أبي الأسود: إن خير النساء لذات البعول.
3- في ترجمة أبي الأسود: شغلت نفسها... بالفارغ المشغول.
4- في ترجمة أبي الأسود: كان ثديي سقاءه ثم حجري وقاءه.
5- في ترجمة أبي الأسود: بدلا ما علمته و الخليل.
6- في ترجمة أبي الأسود: حينا.
7- بالأصل و «ز»: بالحدول، و في ترجمة أبي الأسود: بجدول، و المثبت عن المطبوعة.
8- روايته في ترجمة أبي الأسود: أمه ما حنت عليه و قامت هي أولى بحمل هذا الفصيل و الذي بالأصل:«أمه بما جنت... بداء الغلام» و المثبت عن «ز».

و هو أمير عليها و بين يديه رجل يضرب بالسياط فقال له: اتّق اللّه يا بشر (1)،فأمر به فجرّد و ضرب بين يديه سبعة عشر سوطا، فمات، فرثته ابنته فقالت:

و راح أبو عباية نحو بشر *** يحمله بمصرعه الذهاب

على أن قال: ربك فاحذرنه *** فعند اللّه يا بشر الثواب

فعزّ لقوله، و دعا رجالا *** يقضّون الأمور و هم غضاب

فأهوى بالسياط فجردوه *** فيا لك مستغيثا لا يجاب

9490 - بنت عبد اللّه بن زيد بن عبد ربه

ابن ثعلبة بن زيد بن الحارث بن الجرّاح

أنبأنا أبو الفضل بن ناصر، و أبو طاهر أحمد بن محمّد بن أحمد و غيرهما، قالوا: أنا أبو الفضل محمّد بن عبد السّلام بن أحمد الأنصاري، أنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان، أنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن كيسان النحوي (2)،نا إسماعيل بن إسحاق القاضي، نا إبراهيم بن حمزة، نا عبد العزيز بن محمّد عن (3) عبيد اللّه بن عمر، قال: دخلت بنت عبد اللّه بن زيد بن عبد ربه على عمر بن عبد العزيز فقالت: يا أمير المؤمنين أنا بنت عبد اللّه بن زيد، أبي شهد بدرا و قتل يوم أحد،[فقال] (4):

تلك المكارم لا قعبان من لبن *** شيبا بماء فعادا بعد أبوالا (5)

سليني ما شئت، قال: فسألته فأعطاها ما سألت.

[قال ابن عساكر:] (6) كذا قال، و لا أعلم عبد اللّه قتل يوم أحد بل توفي بالمدينة سنة اثنتين و ثلاثين (7)،و لا أعلم له بنتا غير أم حميد بنت عبد اللّه، و أمها من أهل اليمن، فاللّه أعلم أ هي هي أم غيرها، أو بنت ابن له، و ذلك أشبه بالصواب.

ص: 273


1- في «ز»: بشير، و كتب فوقها: بشر، خ.
2- الخبر و الشعر من طريقه في حلية الأولياء 322/5 في أخبار عمر بن عبد العزيز.
3- بالأصل و «ز»: «بن» تصحيف، و التصويب عن الحلية.
4- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز»، و الحلية.
5- تقدم البيت قريبا في ترجمة «فتى من الأنصار» انظر ما لاحظناه هناك.
6- زيادة منا للإيضاح.
7- و هو قول يحيى بن بكير و خليفة بن خيّاط و غير واحد، كما جاء في تهذيب الكمال 155/10 و نقل ابن حجر في الإصابة 312/2 قول الحاكم:«الصحيح أنه قتل بأحد، فالروايات كلها منقطعة».

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد قال (1):

عبد اللّه بن زيد بن عبد ربه بن ثعلبة بن زيد بن الحارث بن الخزرج، و قال عبد اللّه بن محمّد بن عمارة الأنصاري: ليس في آبائه ثعلبة، و هو عبد اللّه بن زيد بن عبد ربه بن زيد بن الحارث، و ثعلبة بن عبد ربه أخو زيد و عمّ عبد اللّه، فأدخلوه في نسبه و هو (2) خطأ. و كان لعبد اللّه بن زيد من الولد محمّد و أمه سعدة بنت كليب بن يساف بن عنبة (3) بن عمرو و هي ابنة أخي خبيب (4) بن يساف، و أم حميد بنت عبد اللّه، و أمها من أهل اليمن. و لعبد اللّه بن زيد عقب بالمدينة و هم قليل.

قال (5):و أنا محمّد بن عمر، نا كثير بن زيد، عن المطّلب بن عبد اللّه بن حنطب، عن محمّد بن عبد اللّه بن زيد قال: توفي أبي عبد اللّه بن زيد بالمدينة سنة اثنتين و ثلاثين و هو ابن أربع و ستين و صلّى عليه عثمان بن عفان.

9491 - بنت عدي بن زيد

9491 - بنت عدي بن زيد (6)

المعروف بابن الرقاع العاملي، شاعرة.

قرأت بخط علي بن سليمان الأخفش النحوي، عن علي بن يحيى النديم، قال: قال الأصمعي: اجتمع ناس من الشعراء فأتوا باب ابن الرقاع يطلبونه فخرج بنية له فقالت: ما ذا تريدون ؟ قالوا: نريد أباك لنجزيه و نفضحه فنظرت إليهم هنيهة ثم قالت:

تجمّعتم من كل أفق و بلدة *** على واحد لا زلتم قرن واحد

9492 - أم محمّد بن سليمان بن أبي الدرداء

روت عن جدتها أم الدرداء.

روى عنها ابنها محمّد.

ص: 274


1- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 536/3.
2- كذا بالأصل، و في «ز»: و هذا، و فوقها: و هو، خ، و في ابن سعد: و هذا.
3- بالأصل و «ز»: عتبة، و المثبت عن ابن سعد.
4- بالأصل و «ز»: حبيب، و المثبت عن ابن سعد.
5- القائل: ابن سعد، و الخبر في الطبقات الكبرى 537/3.
6- تقدمت ترجمة عدي بن زيد - ابن الرقاع - في كتابنا تاريخ مدينة دمشق 126/40 رقم 4663 طبعة دار الفكر.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، و علي بن زيد، قالا: أنا نصر بن إبراهيم - زاد الفرضي:

و عبد اللّه بن عبد الرزّاق، قالا:- أنا أبو الحسن بن عوف، قال: أنا أبو علي بن منير، أنا أبو بكر خريم، نا هشام بن عمار، نا أبو سليمان محمّد بن سليمان بن أبي الدرداء و يخضب بسواد، قال: حدثتني أمي، عن جدتها قالت: قالوا: يا رسول اللّه هل يضرّ الغبط؟ قال:

«نعم، كما يضرّ الشجر الخبط »[13866].

قال هشام: الغبط : النّعم (1).

أخبرناه عاليا أبو محمّد السيدي، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو أحمد الحاكم، أنا محمّد بن محمّد بن سليمان بن بلال بن أبي الدرداء، حدثتني أمي، عن جدتها قالت: قلت: يا رسول اللّه هل يضر الغبط؟ قال:«كما يضرّ الشجر الخبط »[13867].

9493 - أم المسافر

جدة الوزير ابن مسافر الجرشي أم أبيه.

سمعت أبا الدرداء، قيل إنها تكنى أم سعيد.

روى عنها: ابن ابنها الوزير ابن مسافر، تقدم حديثها (2).

9494 - أم مسلمة بن عبد اللّه الجهني

إن كان الحديث محفوظا.

حدثت عن أبي الدرداء.

روى عنها ابنها.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (3)،نا محمّد بن الحسين المطبخي (4)،نا أبو أمية محمّد بن إبراهيم، نا

ص: 275


1- كذا بالأصل و «ز»، و المطبوعة، و في تاج العروس: خبط : ضرب ورق الشجر حتى ينحات عنه، ثم يستخلف من غير أن يضر ذلك بأصل الشجرة و أغصانها. و الحديث: سئل هل يضر الغبط؟ قال: لا إلاّ كما يضر العضاه الخبط . الغبط حسد خاص، و في حديث آخر: أ يضر الغبط؟ قال: نعم كما يضر الخبط ، و قيل الغبط ضرب من الحسد، و هو أخف منه، و ليس كضرر الحسد الذي يتمنى صاحبه زي النعمة عن أخيه.(تاج العروس: خبط و غبط ).
2- انظر ترجمة أم سعيد، تقدمت في هذا الجزء.
3- رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 286/3 في أخبار سليمان بن عطاء.
4- تحرفت في الكامل إلى: المطنجي.

النفيلي، نا سليمان بن عطاء، عن مسلمة بن عبد اللّه الجهني، عن أمه (1)،عن أبي الدرداء قال: ذكرنا الشؤم عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يعني فقال:«إنّ شيئا لا يشئم شيئا، فإن كان الشؤم في شيء ففي المرأة و الدار و الفرس»[13868].

[قال ابن عساكر:] (2) كذا قال، و المحفوظ أن مسلمة يروي عن عمه أبي مشجعة (3)عن أبي الدرداء و أخشى أن يكون قوله عن أمه خطأ، و اللّه أعلم.

9495 - أم يزيد ابن أبي مريم

مولاة سهل بن الحنظلية.

روت عن سهل.

قرأت ذلك في جزء مسموع من عبد الوهاب، عن عبيد اللّه بن أحمد بن عبد اللّه بن عمرو (4) بن عبد اللّه بن صفوان النّصر (5)،نا جدي أبو زرعة بذلك.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا محمّد بن عبد اللّه العمري، أنا [أبو] (6) محمّد بن أبي شريح، أنا محمّد بن أحمد بن عبد الجبار، نا حميد بن زنجويه، نا أبو مسهر، نا صدقة بن خالد، نا يزيد بن أبي مريم، عن أمه، عن سهل بن الحنظلية و كان لا يولد له فقال: لأن يولد لي، و لو سقط ، فاحتبسه أحبّ إليّ من أن يكون لي الدنيا جميعا.

قال: و كان سهل بن الحنظلية ممن بايع تحت الشجرة.

رواه مسلمة بن علي، عن يزيد، فقال: عن يحيى بن الحنظلية.

أنبأناه أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم، أنا محمّد بن أحمد بن عيسى السعدي، أنا أبو عبد اللّه بن بطة، قال: قرئ على أبي القاسم البغوي، حدّثني محمّد بن

ص: 276


1- في الكامل لابن عدي: عن عمّه.
2- زيادة منا.
3- هو أب مشجعة بن بعي الجهني، روي عن عمر بن الخطاب و شهد خطيته بالجابية روى عنه ابن أخيه مسلمة بن عبد اللّه الجهني، ترجمته في تهذيب التهذيب 459/6.
4- تحرفت بالأصل و «ز» إلى: عوف.
5- تحرفت بالأصل و «ز» إلى: البصري، و الصواب ما أثبت، تقدمت ترجمته في كتابنا تاريخ مدينة دمشق 397/37 رقم 4417 طبعة دار الفكر.
6- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز».

الهيثم القاضي، نا أبو توبة (1)،عن مسلمة بن علي الخشني، عن يزيد بن أبي مريم الأنصاري، عن أمه، عن يحيى بن الحنظلية و كان ممن بايع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم تحت الشجرة، و كان عقيما لا يولد له فقال: و الذي نفسي بيده لأن يولد لي ولد في الإسلام فأحتسبه أحبّ إليّ من الدنيا و ما فيها.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قراءة عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتاب، أنا أحمد بن عمير، إجازة.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا أب عبد اللّه الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا ابن عمير قراءة قال: سمعت محمودا يقول: أم يزيد ابن أبي مريم الأنصاري، دمشقي (2)،مولاة سهل (3) بن الحنظلية.

9495 م - أخت عبد اللّه بن عامر بن كريز بن ربيعة

ابن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف

غير مسماة، شكت أخاها إلى معاوية.

أخبرنا أبو السعود (4) أحمد بن علي بن محمّد، أنا أبو الحسين بن النقور، و أبو علي ابن وشاح.

ح (5) و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا ابن النقور.

قالا: أنا عيسى بن علي، نا القاضي أبو عبيد علي بن الحسين بن حرب بن عيسى، نا أبو السكين زكريا بن يحيى بن عمر بن حصن بن حميد الطائي، حدّثني عمّ أبي زحر بن حصن، عن جده حميد بن منهب قال:

خاصمت أخت لعبد اللّه بن عامر أخاها إلى معاوية، فأراد معاوية الركوب، فقال له عبد اللّه بن عامر: يا أمير المؤمنين إنّي أخاف عليك هذه المرأة أن تؤذيك في طريقك، فلمّا ركب عارضته، فأخذت بلجام بغلته و قالت: يا أمير المؤمنين أعدني على شبيه البغل الذي لم

ص: 277


1- بالأصل: تربه، و المثبت عن «ز».
2- فوقها ضبة في «ز».
3- بالأصل: سهيل، تصحيف، و التصويب عن «ز».
4- في «ز»: «مسعود» و فوقها علامة تحويل إلى الهامش، و كتب عليه: السعود.
5- «ح» حرف التحويل استدرك عن «ز».

يشبه أباه و لا أمه، فقال لها الضحاك بن قيس الفهري: اسكتي يا عدوة اللّه، قالت: يا أمير المؤمنين من هذا؟ قال: هذا الضحاك بن قيس الفهري، قالت: هذا الذي يقول الشاعر في أبيه:

قصير القميص فاحش عند بيته *** و شرّ قريش في قريش مركّبا (1)

فقال لها مروان: اسكتي يا عدوة اللّه، قالت: يا ابن الزرقاء (2) أما و اللّه لو كانت أمك قرشية لحميت لي، فتطأطأ معاوية على بغلته، و قال: هات حاجتك و اللّه لا كنت اليوم رابعا.

9496 - أخت رابعة

زوج أحمد بن أبي الحواري. من متعبدات النساء.

حكت عنها أختها رابعة.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو الوليد الحسن بن محمّد الدربندي، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان بدمشق، نا الحسن بن حبيب بن عبد الملك، نا أنس بن سلم (3)،نا أحمد يعني ابن أبي الحواري، حدّثتني (4) رابعة، و كانت متعبدة دمشقية، قالت: دخلت على أخت لي عاتق تقرأ في المصحف، فقالت لي: يا أختي بلغني أن زوجك قد تزوّج عليك، قلت: قد كان ذلك، قالت: و اللّه لقد بلغني عنه عقل، فكيف رضي مع عقله يشغل قلبه عن اللّه بامرأتين ؟ أ ما بلغك تفسير هذه الآية: إِلاّٰ مَنْ أَتَى اللّٰهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (5)،قالت: لا، قالت: بلى القلب السليم الذي يلقى اللّه و ليس فيه غيره.

فحدثت به أبا سليمان فقال لي: يا أحمد لي ثلاثون سنة مذ قدمت الشام، ما سمعت بحديث أرفع من هذا.

ص: 278


1- المركب: الأصل و المنبت.
2- اسم أم مروان بن الحكم: آمنة بنت علقمة بن صفوان بن أمية بن المحرث... بن الحارث بن مالك بن كنانة بن خزيمة، و أمها الصعبة بنت أبي طلحة العبدري، و أمها مارية بنت موهب كندية و هي الزرقاء التي يعيرون بها، فيقال: بنو الزرقاء (أنساب الأشراف 255/5 و 257).
3- بالأصل: سالم، و في «ز»: مسلم، و الصواب ما أثبت، و هو أنس بن السلم الخولاني، تقدمت ترجمته في تاريخ دمشق 312/9 رقم 825 طبعة دار الفكر.
4- بالأصل: حدثني، تصحيف، و المثبت عن «ز».
5- سورة الشعراء، الآية:89.

9497 - جدة عبد السّلام بن مكلبة

روت عن مكحول.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو القاسم البجلي، نا أبو عبد اللّه، نا أبو زرعة، قال في تسمية من حدث بالشام من النساء: جدة عبد السّلام بن مكلبة (1)، روت عن مكحول.

9498 - جدة الوضين بن عطاء

روت عن حبيب بن مسلمة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد التميمي، أنا تمام بن محمّد، أنا جعفر بن محمّد بن جعفر، نا أبو زرعة قال: فيمن حدث بالشام من النساء: جدّة الوضين بن عطاء.

روت عن حبيب بن مسلمة.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه قراءة عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير، إجازة.

و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير بن جوصا قراءة قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الثانية: جدّة الوضين بن عطاء.

9499 - امرأة لها صحبة

حدثت عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، و يقال: إنّها امرأة حذيفة.

روى عنها عطاء بن يسار.

و اجتازت بدمشق أو ساحلها غازية إلى أرض الروم، فماتت.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين الشيباني، أنا الحسن بن علي، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (2)،نا عبد الرزّاق، نا معمر، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار أن امرأة حدثته قالت: نام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثم استيقظ و هو يضحك، فقالت: تضحك مني يا رسول اللّه ؟ قال:«لا و لكن من قوم من أمتي يخرجون غزاة في البحر مثلهم مثل الملوك على

ص: 279


1- كتب على هامش الأصل: عبد السلام بن مكلبة بيروتي. تقدمت ترجمة عبد السّلام بن مكلبة الثعلبي البيروتي في كتابنا تاريخ مدينة دمشق 221/36 رقم 4062 طبعة دار الفكر.
2- رواه أحمد بن حنبل في المسند 407/10 رقم 27524 طبعة دار الفكر.

الأسرة» قالت: ثم نام ثم استيقظ أيضا يضحك، فقلت: تضحك مني يا رسول اللّه ؟ قال:«لا و لكن قوم من أمتي يخرجون غزاة في البحر فيرجعون قليلة غنائمهم مغفورا (1) لهم» قالت:

ادع اللّه أن يجعلني منهم، فدعا لها[13869].

قال: فأخبرني عطاء بن يسار قال: فرأيتها في غزاة غزاها المنذر بن الزبير إلى أرض الروم و هي معنا فماتت بأرض الروم.

[قال ابن عساكر:] (2) أم حرام كانت من الفوج الأول الذين غزوا قبرس في خلافة عثمان، و هذه من الفوج الآخر، و إنما غزا المنذر بن الزبير القسطنطينة مع يزيد بن معاوية في أيام أبيه، و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد (3) الخطيب، أنا محمّد بن الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن الحسين بن زنبيل، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن بن الخليل، نا محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن عبد اللّه، نا عبد الرزّاق، نا معمر، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار: أن امرأة حذيفة حدّثت بحديث أمّ حرام في الغزو قال: فأخبرنا عطاء بن يسار قال:

فرأيتها في غزاة المنذر بن الزبير إلى أرض الروم، و هي معنا، فماتت بأرض الروم.

9500 - امرأة من بني مرة

قيل: إنها أدركت النبي صلى اللّه عليه و سلم و شهدت غزوة مؤتة.

روى عنها عباد بن عبد اللّه بن الزبير.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو منصور بن شكرويه، و أبو بكر محمّد بن أحمد ابن علي السمسار، قالا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد، نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا ابن أبي مذعور، نا عبد اللّه بن إدريس، نا محمّد بن إسحاق (4)،عن يحيى بن عباد بن عبد اللّه ابن الزبير، عن أبيه قال: أخبرتني أمي التي أرضعتني (5) من بني مرة (6) قالت: كأنّي انظر إلى

ص: 280


1- بالأصل و «ز»: مغفور، و الصواب ما أثبت عن المسند.
2- زيادة منا للإيضاح.
3- أقحم قبلها بالأصل: المنذر، و في «ز»: علي بن المنذر، و كتب فوق المنذر: محمد، ح. و الصواب ما أثبت.
4- الخبر في سيرة ابن هشام باختلاف الرواية 20/4.
5- في سيرة ابن هشام: حدّثني أبي الذي أرضعني.
6- في سيرة ابن هشام: بني مرة بن عوف، و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى رواية ابن إسحاق في الموضعين.

جعفر بن أبي طالب، يوم مؤتة، و نزل عن فرس له شقراء فعرقبها (1) ثم مضى فقاتل حتى قتل.

[قال ابن عساكر:] (2) كذا وقع في هذه الرواية، و إنما هو أبي الذي أرضعني رجل من بني مرة بن عوف، كذلك رواه عن ابن إسحاق يونس بن بكير.

9501 - امرأة ذكوانية

من أهل العراق، فصيحة، وفدت على معاوية متظلمة من زياد بن أبيه فردّ عليها ظلامتها و سرّحها إلى بلدها.

أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن نصر بن محمّد الموصلي، أنا أبو نصر محمّد بن علي بن ودعان، أنا عمي أبو الفتح أحمد بن عبيد اللّه بن ودعان، أنا هارون بن أحمد بن محمّد بن روح، نا الحسين بن إبراهيم الصائغ، نا عبد العزيز بن يحيى الجلودي، نا محمّد بن زكريا الغلابي.

قال ابن روح: و أنا أحمد بن عبد اللّه بن جلين الدوري، حدّثني محمّد بن حمزة و جعفر بن علي، قالا: نا محمّد بن زكريا الغلابي، نا عبد اللّه بن الضحاك الهدادي، نا هشام ابن محمّد (3) الكلبي، عن عوانة بن الحكم، عن خالد بن سعيد.

قال ابن روح: و أنا المطهر بن إسماعيل البلدي ببلد، نا الحسن بن علي بن زكريا، حدّثني ابن راشد الطفاوي، و العباس بن بكار، و محمّد بن عبد الرّحمن بن القاسم التيمي، نا عبد اللّه بن القاسم، عن خالد بن سعيد، عن رجل من بني أمية قال:

حضرت معاوية بن أبي سفيان في منزله و قد أذن للناس إذنا عاما، فدخلوا عليه لمظالمهم و حوائجهم، فدخلت عليه امرأة كأنها قلعة بين جاريتين لها، فحدرت (4) اللثام عن لون كأنه أشرب ماء الدر في حمرة التفاح ثم قالت:

الحمد للّه يا معاوية الذي خلق اللسان فجعل فيه البيان، فدل به على النعم، و أجرى به

ص: 281


1- في سيرة ابن هشام: فعقرها. و عرقبها أي قطع عرقوبها، و هو الوتر الذي بين مفصل الساق و القدم، و قيل هو الوتر الذي خلف الكعبين.
2- زيادة منا للإيضاح.
3- بالأصل و «ز»: نا محمّد بن هشام الكلبي، فيه تقديم و تأخير.
4- تحرفت في «ز» إلى: فجررت.

القلم، و حتم و ذرأ (1) و برأ و حكم، و قضى ضرب (2) الكلام باللغات المختلفة على المعاني المتفرقة، آلفها بالتقديم و التأخير و الأشباه و المناكير (3) و الموافقة و التزايد، و أدّته الآذان إلى القلوب بالأفهام، و أدّته الألسن بالبيان، فاستدل به على العلم، و عبد به الرب، و أبرم الأمر، و عرفت به الأقدار، و تمت به النعمة، فكان من قضاء اللّه و مشيئته أن قرّبت زيادا، و جعلت له من أبي سفيان نسبا ثم وليته أحكام العباد، بسفك الدماء بغير حلها و لا حقها، و يهتك الحريم بلا مراقبة للّه فيها، خئون ظلوم غشوم، يتخير من المعاصي أعظمها، لا يرى للّه و قارا، و لا يظن أن له معادا، و غدا يعرض عمله عليك في صحيفتك و توقف (4) على ما اجترم بين يدي ربك، و لك يا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أسوة حسنة و بينك و بينه صهر و قرابة. فلا الماضين من أئمة الهدى اتبعت. و لا طريقهم سلكت. حملت عبد ثقيف (5) على رقاب أمة محمّد صلى اللّه عليه و سلم يدبر أمورهم و يسفك دماءهم، فما ذا تقول لربك و قد مضى من أجلك أكثره، و ذهب خيره، و بقي وزره ؟ إني امرأة من بني ذكوان وثب زياد الدعيّ إلى أبي سفيان على ضيعتي و تركتي على أبي و أمي فغصبنيها، و حال بيني و بينها، و قتل من نازعه فيها من رجالي، فأتيتك مستصرخة، فإن أنصفت و عدلت، و إلاّ وكلتك و زيادا إلى اللّه فلن يبطل ظلامتي (6) عندك و عنده و المنتصف بيننا و بينكم (7) حكم عدل.

فبهت معاوية ينظر إليها متعجبا من كلامها ثم قال: ما لزياد. لعن اللّه زيادا. فإنه لا يزال يبعث على مثالبه من ينشرها، و على مساوئه من يثيرها؟ ثم أمر كاتبه بالكتاب إلى زياد يأمره بالخروج من حقّها، و إلاّ صرفه مذموما مدحورا.

ثم أمر لها معاوية بعشرة آلاف درهم. و عجب هو و جميع من كان حوله من مقالتها، و بلوغها حاجتها.

ص: 282


1- بالأصل و «ز»: «درأ» و الصواب ما أثبت، ذرأ اللّه الخلق و برأهم: خلقهم.
2- كذا بالأصل و «ز»، و لعل الصواب: صرف الكلام.
3- بالأصل و «ز»: التناكير. و المثبت عن المطبوعة.
4- بالأصل: تقف، و المثبت عن «ز».
5- تعني زياد بن أبيه، و أمه سمية، كانت لرجل من بني يشكر، وهبها للحارث بن كلدة بن عمرو... بن ثقيف الثقفي الذي عالجه حتى برأ من وجع شديد أصاب اليشكري راجع أنساب الأشراف 197/5.
6- بالأصل: ظلامي، و المثبت عن «ز».
7- سقطت اللفظة من «ز».

9502 - امرأة أدركت الصحابة

لها ذكر.

أخبرنا أبو الفتح ناصر بن عبد الرّحمن، نا نصر بن إبراهيم، أنا عبيد اللّه بن محمّد بن يوسف، أنا عيسى بن عبيد اللّه الموصلي، أنا محمّد بن صلة الحيوي، نا نصر بن عبد الملك السّنجاري، نا عبد الرّحمن بن محمّد بن سلاّم، نا حجاج، نا حمّاد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد اللّه الجدلي قال:

كان معاوية قد قال لكعب: إن سألك أهل العراق عن شيء فلا تحدثهم قال: فرأى امرأة شابة (1) عند درج المسجد بدمشق، قال: فقال: لصاحبة بني إسرائيل كانت أحسن عزّا و أفضل جزاء من هذه. فقالوا: حدثنا عنها ما كان من أمرها، فقال: إنّي نهيت عن ذلك، قال: فقالوا: إنّا لم نسألك عن شيء، و إنما هذا شيء جئت به أنت، قال: فحدّثهم قال: كان في بني إسرائيل قاض عدل كانت له امرأة، و كان له منها ابنان، و كانت تسفر (2) بيته (3) و تهيئ له طعامه، فإذا فرغ دخل مع أصحابه فأطعمهم قال: فتردى ابناه ذات يوم في بئر، فأخرجتهما و قد ماتا. قال: فأدخلتهما المخدع ثم سجّتهما بثوب، فلمّا دخل طعم هو و أصحابه، ثم تطيّبت له فأصاب منها ثم قال: أين ابناي ؟ فقالت: في المخدع، فدخل فأخذ بيد أحدهما قال: قم يا بني، فقام ثم أخذ بيد الآخر فقال: قم يا بني قال: فلما خرج قالت [له] (4) امرأته:

أي (5) امرأة أنا عندك ؟ قال: ما أعلم امرأة تكون أفضل منك، قالت: فإنهما كانا ماتا. قال:

هي شكيمة شكمتها (6) بصبرك.

9503 - نسوة متعبدات

كن يصحبن أم الدرداء.

حكى عن اجتهادهنّ في العبادة يونس بن ميسرة بن حلبس.

ص: 283


1- كذا بالأصل و «ز» و المطبوعة، و في المختصر: شافّة.
2- سفر البيت: كنسه.
3- تحرفت بالأصل إلى: بينه، و المثبت عن «ز».
4- زيادة عن «ز».
5- بالأصل: إني، و المثبت عن «ز».
6- بالأصل و «ز»: «شكمتيها» و الصواب ما أثبت، و شكمتها من الشكم و هو العطاء. و الشكم: الجزاء و العوض.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو سعيد عبد الرّحمن بن أحمد بن عمر الصفار، إجازة، نا جدي أبو بكر عبد اللّه بن أحمد بن القاسم.

ح (1) و أنبأنا أبو منصور محمود بن إسماعيل الصيرفي، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه ابن أحمد بن شاذان الأعرج، إجازة، أنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن محمّد المقرئ.

قالا: أنا إبراهيم بن محمّد بن الحسن بن متويه، نا عبد الواحد بن شعيب، نا سليمان ابن عبد الرّحمن، نا عبد ربه بن ميمون، حدّثني يونس بن حلبس قال:

كنا نحضر أم الدرداء و يحضرها نساء متعبدات يقمن الليل كله حتى إن أقدامهن انتفخت من القيام قال: و كانت أم الدرداء تؤتى بألوان الطعام فكلما جيئت بقصعة (2) صبّتها على الأخرى و تقول صبوا البركة بعضها على بعض.

9504 - امرأة مخزومية

و يقال زهرية.

قدمت دمشق فيمن سيّر ابن الزبير من بني أمية لها ذكر.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو محمّد أحمد بن عبد اللّه المزني، نا محمود بن محمّد بن الفضل الرافقي، نا أحمد بن أبي الأسود الحنفي القاضي، نا مصعب بن عبد اللّه الزبيري:

أن ابن الزبير لما سيّر بني أمية إلى الشام كانت فيهن امرأة من بني مخزوم ناكح في بني أمية، فمرت بسوق الصفارين بدمشق، فسمعت رجلا ينشد شعر أبي قطيفة (3):

ألا (4) ليت شعري هل تغير بعدنا *** جنوب (5) المصلى أو كعهدي القرائن ؟

و هل آذر (6) بين العقيق (7) عوامر *** من الحي أم هل بالمدينة ساكن ؟

ص: 284


1- «ح» حرف التحويل سقط من الأصل، و أضيف عن «ز».
2- بالأصل و «ز» و المختصر،«بقصعتين» و الأشبه ما أثبت وفقا للسياق.
3- أبو قطيفة اسمه عمرو بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط ... بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، انظر أخباره في الأغاني 12/1.
4- الأبيات التالية في الأغاني 30/1 و 31.
5- كذا بالأصل و أصول الأغاني، و قد صححها محققها:«جبوب» عن معجم البلدان.
6- في الأغاني: أدؤر.
7- في الأغاني:«حول البلاط » بدل: بين العقيق.

إذا برقت نحو الحجاز سحابة *** دعا الشوق مني (1) برقها المتيامن

و ما أزعجتنا رغبة عن بلادنا (2) *** و لكنه ما قدّر اللّه كائن

فشهقت شهقة و خرّت ميتة (3).

هذه المرأة هي:

9505 - امرأة يزيد بن سنان

شاعرة.

أنبأنا أبو الحسن بن العلاّف، ثم أخبرني أبو المعمر الأنصاري عنه.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن أبي جعفر، و أبو الحسن بن العلاف.

قالا: أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمّد، أنا أبو علي بن الصواف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا الربعي يعني العباس بن الفضل، نا العباس بن هشام الكلبي قال:

ضرب عبد الملك بن مروان بعثا إلى اليمن، فأقاموا سنين حتى إذا كان [ذات] (4) ليلة و هو بدمشق قال: و اللّه لأعسنّ الليلة مدينة دمشق، و لأسمعن الناس ما يقولون في البعث (5)الذي أغزيت فيه رجالهم، و أغرمت فيه أموالهم، فبينا هو في بعض أزقتها إذا هو بصوت امرأة قائمة تصلي، فتسمّع إليها، فلما انصرفت إلى مضجعها قالت: اللّهم يا غليظ الحجب، و يا منزل الكتب، و يا معطي الرغب، و يا مؤوي الغرب، و يا مسير النّجب (6)،أسألك أن تؤدي غائبي، فتكشف به همي، و تصفي به لذتي، و تقرّ به عيني، و أسألك أن تحكم بيني و بين عبد الملك بن مروان الذي فعل بنا هذا، فقد صيّر الرجل نازحا و المرأة متقلقلة على فراشها، ثم أنشأت تقول:

ص: 285


1- بالأصل و «ز»: منها، و المثبت عن الأغاني.
2- في الأغاني: فلم أتركنها رغبة عن بلادها.
3- الذي يفهم من الأغاني في أن المرأة التي خرجت هي امرأة من بني زهرة و هي حميدة بنت عمر بن عبد الرحمن بن عوف.
4- سقطت من الأصل، و أضيفت عن «ز».
5- بالأصل: المبعث، و المثبت عن «ز».
6- بالأصل: البخت، و الأشبه ما أثبت عن «ز».

تطاول هذا الليل فالعين تدمع *** و أرقني حزني فقلبي موجّع

فبت أقاسي الليل أرعى نجومه *** و بات فؤادي عانيا يتفزع

إذا غاب منها كوكب في مغيبه *** لمحت بعيني آخرا حين يطلع

إذا ما تذكرت الذي كان بيننا *** وجدت فؤادي للهوى يتقطع

و كل حبيب ذاكر لحبيبه *** يرجى لقاءه كل يوم و يطمع

فذا العرش فرج ما ترى من صبابتي *** فأنت الذي ترعى أموري و تسمع

دعوتك في السراء و الضرّ دعوة *** على علّة بين الشراسيف (1) تلذع (2)

فقال عبد الملك لحاجبه: تعرف هذا المنزل ؟ قال: نعم، هذا منزل يزيد بن سنان قال:

فما المرأة منه ؟ قال: زوجته، فلمّا أصبح سأل. كم تصبر المرأة عن زوجها؟ قالوا: ستة أشهر، قال: فأمر أن لا يمكث العسكر أكثر من ستة أشهر.

9506 - جارية لسليمان بن عبد الملك شاعرة

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد بن المجلي (3)،أنا أبو منصور محمّد بن محمّد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز، نا أبو الطيب محمّد بن أحمد بن خاقان البيع.

ح (4) قال: و نا القاضي أبو محمّد عبد اللّه بن علي بن أيوب الشافعي، أنا أبو بكر أحمد ابن محمّد بن الجرّاح، قالا: أنا أبو بكر بن دريد قال: قال سليمان بن عبد الملك يوما و الشعراء عنده: قد قلت نصف بيت فأجيزوه فقالوا: ما هو؟ فقال:

نروح إذا راحوا و نغدو إذا غدوا

فلم يصنعوا شيئا، فدخل على جارية له، فأخبرها، فقالت: كيف قلت ؟ فأنشدها، فقالت:

[نروح إذا راحوا و نغدو إذا غدوا] *** و عما قليل لا نروح و لا نغدو

9507 - امرأة عمر بن عبد العزيز

حكت عنه.

ص: 286


1- الشراسيف: واحدها شرسوف، و هي أطراف أضلاع الصدر التي تشرف على البطن.
2- بالأصل و «ز»: تلدع، و المثبت عن المختصر. و لذعته النار لذعا: لفحته و أحرقته.
3- بالأصل: المحلى، و المثبت عن «ز».
4- «ح» حرف التحويل سقط من الأصل، و استدرك عن «ز».

حكت عنها أم إسماعيل بن أمية بن عمرو بن سعيد بن العاص الفقيه، و هي أم ولد أيضا.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (1)،أنا محمّد بن حميد العبدي، عن أسامة بن زيد، عن إسماعيل بن أمية، عن أمه، عن أم ولد عمر بن عبد العزيز قالت: سألني عمر دهنا، فأتيته به، و بمشط من عظام الفيل، فردّه، و قال: هذه ميتة. قلت:

و ما جعله ميتة ؟ قال: ويحك من ذبح الفيل ؟!.

9508 - أم ولد لعمر بن عبد العزيز

حكت عن عمر.

حكى عنها ابنها عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو البركات محفوظ بن الحسن بن محمّد بن صصرى، أنا أبو القاسم نصر بن أحمد الهمذاني (2) المؤدب، أنا أبو بكر الخليل بن هبة اللّه بن الخليل، أنا أبو علي الحسن بن محمّد بن درستويه، أنا أبو الدحداح أحمد بن محمّد بن إسماعيل التميمي، نا أبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب قال: حدّثت عن شبيب بن شيبة، عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز.

قال:

دخلت على أمي و معي أخي يزيد بن عمر فرأت فينا سرورا و ذلك من الغد، فقالت: يا بني ما يسركما من خلافة أبيكما؟ فو اللّه لا تريان سرورا في خلافته أبدا، قلنا: و لم ذاك ؟ قالت: دخل عليّ حين صلّى العشاء بالناس و هو يبكي. قالت: فما دنا من فراش، و لا ثنى (3)له جنبا، و ما زال يبكي قائما و راكعا و ساجدا حتى خرج من عندي لصلاة الصبح.

قال: و نا إبراهيم، نا الجارودي، نا عمر بن ذرّ (4)،حدّثني رجاء بن حيوة أن عبد العزيز ابن عمر بن عبد العزيز قال:

ص: 287


1- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 401/5 في أخبار عمر بن عبد العزيز.
2- بالأصل: الهمداني، و المثبت عن «ز»، و المطبوعة.
3- بالأصل و «ز»: ثنا.
4- تحرفت بالأصل إلى: در، و المثبت عن «ز».

دخلت على أمي حين بويع لعمر بن عبد العزيز بالخلافة، و هي التي كانت تلي خدمة عمر، و معي أخي يزيد بن عمر، فرأت فينا سرورا و ذلك من الغد، فقالت: ما يسركما من خلافة أبيكما؟ فو اللّه لا تريان في خلافته من الدنيا شيئا يسركما، فقلت: و فيم ذاك ؟ قالت:

دخل عليّ عمر حين صلّى العشاء بالناس و هو يبكي، فأتى مسجده فو اللّه ما دنا من فراشه، و لا ثنى (1) له جنبا، و لا زال يبكي راكعا و ساجدا حتى خرج من عندي إلى صلاة الفجر.

9509 - حاضنة لعمر بن عبد العزيز

حكت عنه.

حكى عنها عاصم بن عبيد اللّه بن عاصم بن عمر بن الخطاب.

كتب إليّ أبو نصر أحمد بن محمّد بن علي، ابن البخاري، أنا أبو بكر بن بشران، أنا أبو الحسن الدار قطني، نا محمّد بن مخلد، و دعلج بن أحمد، قالا: أنا أحمد بن علي الأبّار (2) أبو العباس، نا سويد بن سعيد، نا عبد اللّه بن ميمون المكي (3) مولى جعفر بن محمّد، عن جعفر بن محمّد، عن سفيان الثوري، عن عاصم قال: قالت حاضنة عمر بن عبد العزيز: قال لي عمر بن عبد العزيز: إذا أنا متّ فلا تجعلوا على كفني حناطا (4).

قال الدارقطني: و الذي عندي أن هذا عاصم بن عبيد اللّه بن عاصم بن عمر بن الخطاب، و اللّه أعلم.

رواه حاتم بن إسماعيل، عن جعفر بن محمّد، عن سفيان، عن عاصم قال: شهدت عمر بن عبد العزيز قال لأمة: أراك ستلين (5) حنوطي، فلا تجعلين (6) فيه مسكا.

و قد تقدم في ترجمة عاصم (7).

9510 - امرأة من أهل الكوفة

وفدت على عمر بن عبد العزيز، و حكت عنه.

ص: 288


1- بالأصل و «ز»: ثنا.
2- أحمد بن علي بن مسلم أبو العباس البغدادي، الأبار، ترجمته في سير أعلام النبلاء:(16/11 ترجمة 2436) ط دار الفكر.
3- ترجمته في سير الأعلام-(205/8 ترجمة 1416) ط دار الفكر.
4- الحنوط و الحناط كل طيب يخلط للميت خاصة.(تاج العروس: حنط ).
5- في «ز»: معتلين، تصحيف.
6- بالأصل و «ز»: تجعلين.
7- تاريخ مدينة دمشق 256/25 رقم 3015 طبعة دار الفكر و الخبر فيه ص 261 و فيه: قال لأمه.

أخبرنا أبو الفتح ناصر بن عبد الرّحمن بن محمّد، نا نصر بن إبراهيم بن نصر الزاهد، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن الوليد الأنصاري الأندلسي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد فيما كتب إلي أخبرني جدي عبد اللّه بن محمّد بن علي اللخمي الباجي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن يونس، أنا بقي بن مخلد، نا أحمد بن إبراهيم الدورقي، حدّثني عفان، حدّثني عثمان بن عبد الحميد، نا الوليد قال:

بلغنا أن امرأة كانت بالكوفة و لها زوج و لها أربع بنات فمات صاحبها و ترك أربع بنات ليس لهن مال و لا عندهن جمال فقيل لها: عليك بعمر بن عبد العزيز، لعله أن يلحقهن في العطاء، قال: فشخصت إليه، قال: فدخلت عليه حين قدمت فحدّثته حديثي (1) ثم قال:

أدخلوها على فاطمة (2).فدخلت على فاطمة فما رأيت عليها خزّا و لا قزا (3) و لا هرويا و لا قوهيا (4) فبينا أنا كذلك إذا رجل يغرف ماء من حبّ (5) فقلت لفاطمة: هذا رجل فاستتري فقالت: هذا أمير المؤمنين فدنا قال: ردّي علي قصتك، ففعلت فألحقهن و أعطاني عشرين دينارا، فقال: استنفقي هذه. و كتب إلى عبد الحميد بن عبد الرّحمن، و كان عامله على الكوفة، فلمّا دخلت الكوفة قيل مات عمر بن عبد العزيز و قيل لو أتيته بالكتاب عسى اللّه أن يسخره. قالت: فأتيته، فدفعت الكتاب إليه فلمّا قرأه بكى و بكى من حوله، ثم قال: فكيف أصنع! قالت: و اللّه لخرجت و هو حيّ ، و إنّ هذا لكتابه فأثبتهن في العطاء.

9511 - أم ولد لهشام بن عبد الملك

شاعرة.

أنبأنا أبو محمّد بن صابر، أنا سهل بن بشر، أنا علي بن بقاء الورّاق، إجازة، أنا المبارك بن سالم، أنا الحسن بن رشيق، نا يموت بن المزرع، نا أبو مسلم عبد اللّه بن مسلم، عن أبيه قال:

ص: 289


1- بالأصل و «ز»: «حديثين» و الأشبه ما أثبتناه عن المختصر لابن منظور.
2- يعني زوجته، و هي فاطمة بنت عبد الملك، تقدمت ترجمتها في هذا الجزء.
3- القز الإبريسم أعجمي معرب (تاج العروس).
4- بالأصل: قرهيا، تصحيف، و الصواب ما أثبت، و القوهي ضرب من الثياب بيض، و الثياب القوهية تنسب إلى قوهستان.
5- بالأصل و «ز» و المختصر:«جب» تصحيف، و لعل الصواب ما أثبت، و الحبّ : الجرة العظيمة و الخابية.

بصرت أم ولد لهشام بن عبد الملك بولد لها لهشام، فرأتهم على غاية البهاء و الطلل، و كانت الجارية شاعرة أديبة فأنشأت تقول:

إذا خلطنا ماءنا بمائهم

جاءوك كالياقوت في صفائهم

و حمدوا في فعلهم ورائهم (1)

و نسبوا بعد إلى آبائهم

فهذه الصفة (2) من أنبائهم

9512 - امرأة متعبدة

كانت بجبل لبنان من أعمال دمشق.

حكى عنها ذو النون.

أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد بن العباس الدينوري، نا أبو الحسن علي بن عمر بن محمّد بن الحسن القزويني الحرّاني (3) الزاهد إملاء، نا أبو الفتح يوسف بن عمر القواس [نا] (4) علي بن إبراهيم الوراق قراءة من لفظه، نا محمّد بن هارون قال: سمعت ذا النون المصري يقول:

كنت بجبل لبنان أتعبد فبينما أنا يومئذ جالس أبكي إذا أنا براهبة عليها المسوح، فأقبلت فجعلت تبكي معي ثم انصرفت، و مرّ الدهر زمانا و قد نزلت عن الجبل، فأنا جالس عند بعض إخواني من البزّازين إذ أقبلت الراهبة بعينها فوقفت عليّ فقالت: أيا شيخ برئت قرحتك فأبكيتني (5)،فما انتفعت بنفسي زمانا.

9513 - امرأة متعبدة

وعظها أحمد بن أبي الحواري، فماتت.

ص: 290


1- نعني: و رأيهم.
2- كذا بالأصل و «ز»، و الوزن غير مستقيم، و في المختصر لابن منظور: الصفوة.
3- في «ز»: الحراني، و فوقها علامة تحويل إلى الهامش، و كتب على هامشها: حربى.
4- سقطت من الأصل و زيدت عن «ز».
5- كذا بالأصل و «ز»، و في مختصر ابن منظور و المطبوعة: فأبكتني.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، نا أبو عثمان الحناط ، نا أحمد بن أبي الحواري قال:

بينا أنا ذات يوم جالس بالشام في قبة ليس عليها باب إلاّ كساء مسبل، إذا أنا بامرأة تدقّ على الحائط فقلت: من هذه ؟ فقالت: امرأة ضالة دلّني على الطريق رحمك اللّه، فقلت عن أي الطريقين تسأليني ؟ فبكت ثم قالت: عن طريق النجاة، فقلت: هيهات هيهات لا يقطع ذاك الطريق إلا بالسير الحثيث في الجدّ، و تصحيح المعاملة، و حذف العلائق الشاغلة عن أمر الدنيا و الآخرة، فبكت ثم قالت: أما علائق الدنيا ففهمتها، فما علائق الآخرة ؟ فقلت: لو وافيت القيامة بعمل سبعين نبيا لم يكن لك إلاّ ما كتب لك في اللوح المحفوظ ، و إنّ لجهنم زفرة يوم القيامة لو كان معك عمل سبعين نبيا ما كان بدّ من أن ترديها (1) قال: فصرخت صرخة، ثم قالت: سبحان من صان عليك جوارحك فلم تنقطع، و سبحان من أمسك عليك قلبك فلم يتصدع، ثم سقطت مغشيا عليها.

قال ابن أبي الحواري: و كانت عندنا جارية من المتعبدات، فقلت لها: اخرجي فانظري ما قصة هذه المرأة قال: فخرجت، فنظرت إليها فإذا هي قد فارقت الدنيا، و إذا في جيبها رقعة مكتوب فيها: كفنوني في أثوابي، فإن يكن لي عند ربي خير فسيبدلني ما هو خير لي منها، و إن يكن غير ذلك فبعدا لنفسي و سحقا.

قال ابن أبي الحواري: و إذا قوم قد أحاطوا بالجارية فقلت لبعضهم: ما قصة هذه المرأة ؟ فقالوا: يا أبا الحسن هذه جارية كان يظهر (2) بها شيء نظن (3) أنها مصابة بعقلها.

و كان الذي بها يمنعها من المطعم و المشرب، و كانت تشكو إلينا وجعا بجوفها. فكنا نعرض عليها الأطباء فكانت تقول: أريد متطببا (4) أشكو إليه بعض ما أجد من دائي عسى أن يكون عنده شفائي.

9514 - امرأة متعبدة

حكى عنها أبو علي الحسن بن حبيب.

ص: 291


1- بالأصل:«ردها» و المثبت عن «ز».
2- بالأصل:«بظهرها» و المثبت عن «ز».
3- بالأصل و «ز»: يظن.
4- بالأصل:«متطيبا» تصحيف، و المثبت عن «ز».

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلم، عن رشأ بن نظيف، أنا أبو الحسين الميداني، أنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن علي بن هارون قال: و قال لي أبو علي الحسن بن حبيب الإمام:

كان عندنا في باب الجابية بدمشق امرأة من المتعبدات، فلمّا جاء ابن رائق و أحرق البلد كان الحريق في بيتها يعمل و هي قائمة تصلّي فجاء إليها زوجها فقال: قد أكربتيني (1) بصلاتك هذه؛ إذا كان و لا بدّ فادعي عليهم. فقالت: يا هذا كيف يجوز لي أن أدعو على قوم ألحقوني بدرجة الفقراء؟!

9515 - عجوز

حكى عنها أبو علي بن حبيب.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتاني، حدّثنا أبو نصر حديد بن جعفر الأنباري، إملاء من حفظه، حدّثنا أبو علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك (2) الحصائري قال: لقيتني عجوز على رأس زقاق عطاف فقالت: يا شيخ أنشد فيك و في عصاك بيتين من الشعر؟ فقال: نعم، فقالت (3):

ما زلت أرقب حبل (4) الدهر منتظرا *** حتى بليت و حبل الدهر ممدود

أقدم العود قدامي و أتبعه *** و كنت أمشي و لا يمشي بي العود

9516 - شاعرة من كلب

تزوجها خالد بن يزيد بن معاوية و حملها إلى دمشق.

بلغني أن خالدا خرج حاجّا، فلمّا رجع انتهى إلى ماء لكلب، فإذا هو بشيخ قد أورد إبلا له و معه (5) ابنة له كأنها ظبية عيطاء (6) تعينه على سقي الإبل. من أتم النساء ما بين قرن

ص: 292


1- كذا بالأصل و «ز»: أكربتيني.
2- تحرف اسم أبيه بالأصل و «ز» و جاء فيهما: الحسن بن عبد الملك بن حبيب الحصائري، و الصواب ما أثبتناه، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 59/12 ت 3053 ط دار الفكر.
3- سقط البيتان كليا من «ز».
4- بالأصل: جبل، و المثبت عن المختصر.
5- بالأصل: و سبقه، و المثبت عن «ز».
6- بالأصل: عبطا، تصحيف، و المثبت عن «ز». و العيط : طول العنق، و هو أعيط و هي عيطاء (القاموس).

إلى قدم، و هي في بردتين لها قد اتزرت بواحدة، و تدرّعت الأخرى، فرأى شيئا لم ير مثله.

فقال لمولى له: انطلق إلى هذا الأعرابي فاخطب عليّ ابنته، و أعطه ما سأل، فزوّجها إياه على مائة من الإبل، و أهديت إليه في البردتين كما رآها، فلم يزدد إلاّ سرورا، فكانت تسامره، و تنشده أشعار قومها و تفتخر، فلما أغاظته قال: أنسيت البردتين ؟ فأعرضت عنه طويلا ثم أنشأت تقول:

أ خالد مهلا لا يعير (1) بالفقر *** فكم من فتى نذل (2) الخليقة (3) ذي وفر

و آخر محمود الخليقة معوز *** من المال لا يزري به لازم الفقر

و من ذات بعل في حلي مظاهر *** و ترفل في بز العراق و في العطر (4)

مذممة الأخلاق و الغدر همة *** و إن مزجت منها البشاشة بالبشر

حصان لها خلق و دلّ مبتل *** هضيم الحشاء حوراء آلفة الخدر

فلمّا قدم الشام تلقاه عبد الملك بن مروان فسأله عن سفره، فأخبره، و حدثه بحديث الأعرابية و بردتيها. فانصرف عبد الملك إلى نسائه فحدّثهن بذلك، فقلن: يا أمير المؤمنين أن لو بعثت إلى بردتيها حتى ننظر إليهما. فسرّح رسولا فلما أتى خالدا (5) الرسول فقال (6):

ما كنت لأفعل حتى أوجه إليه بأبيات، فإن استحسن أن ينظر إليهما فهو أعلم، فسرّحت إليه:

يا ابن الذوائب من أمية و الذي *** أفضت إليه خلافة الجبار

فيم استفزك خالد بحديثه *** حتى هممت بأن ترى أطماري (7)

مهلا أمير المؤمنين فما الذي *** أحببت من ذاكم عليّ بعار

فلئن رأيت سحيق شملي باليا *** إني لمن قوم ذوي أخطار

صبر على ريب الزمان أعزّة *** لا يخفرون بذمة و جوار

ص: 293


1- بالأصل و «ز»: تعير.
2- بالأصل: ندل، و في «ز»: بذل، و المثبت عن المختصر.
3- في «ز»: الخليفة.
4- بالأصل و «ز»: «الفطر» و المثبت عن المختصر.
5- بالأصل: خالد، تصحيف، و المثبت عن «ز».
6- كذا بالأصل و «ز»، و في «ز»: قالت.
7- الأطمار واحدها طمر، و هو الثوب البالي.

غلب إذا حمي الوطيس وجدتهم *** صبرا لدى (1) الهيجا بني أحرار

فاترك مقالة خالد و حديثه *** و احتفظ مقالة معشر أخيار

قال: فوجه إليها عبد الملك بألف دينار. و قال: إنما أردنا استخراج هذا الشعر منك.

9517 - امرأة شاعرة من أهل الشام

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي قال: أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت محمّد بن صالح الكاتب يقول: سمعت أبا عبد اللّه الفارسي يقول: كان رجل من أهل الشام مع الحجاج، و كان يحضر طعاما، فكتب إلى أهله يخبرهم بما هو فيه من الخصب و إنه قد سمن فكتبت إليه يعني امرأته:

أ تهدي لي القرطاس و الخبز حاجتي *** و أنت على باب الأمير بطين

إذا غبت لم تذكر صديقا، و إن تقم *** فأنت على ما في يديك ضنين

و أنت ككلب السوء في جوع أهله *** فيهزل أهل البيت و هو سمين

9518 - امرأة شاعرة من نصارى بصرى

9518 - امرأة شاعرة من نصارى بصرى (2)

روى عنها المازني شعرا.

قرأت في كتاب أبي الحسن علي بن محمّد بن المظفر الشمشاطي الذي صنفه في ذكر الديرة قال: حكى المازني قال (3):نزلت بدير بصرى فرأيت في رهبانه فصاحة و هم عرب متنصرة (4)،و هم أفصح من رأيته فقلت ما فيكم شاعر؟ فقالوا: ما فينا إلاّ امرأة (5) كبيرة السن فقلت: جيئوني بها، فجاءت و استنشدتها فأنشدتني لنفسها (6):

ص: 294


1- بالأصل:«لذي» و المثبت عن «ز».
2- بصرى: بالشام من أعمال دمشق، قصبة كورة حوران، مشهورة عند العرب قديما و حديثا (معجم البلدان).
3- الخبر و الأبيات في معجم البلدان 500/2 و 501 (دير بصرى).
4- في معجم البلدان: عرب متنصرة من بني الصادر.
5- في معجم البلدان: أمة.
6- الأبيات في معجم البلدان 501/2 (دير بصرى)، و الأول و الثاني و الثالث في معجم البلدان (بصرى)441/1 و نسبها هنا لأعرابي.

أيا رفقة من دير بصرى تحملت *** تؤم الحمى حييت (1) من رفقة رشدا

إذا ما بلغتم (2) سالمين فبلغوا *** تحية من قد ظن ألا يرى نجدا

و قولا (3):تركنا العامري مكبلا *** بكل هوى من حبه مضمرا وجدا

فيا ليت شعري هل أرى جانب الحمى *** و قد (4) أنبتت أجراعه (5) أثلا (6) صعدا (7)

و هل أردنّ الدهر ماء و تلعة (8) *** كأن الصبا تجلو (9) عن متنه بردا

9519 - امرأة عنسية

من النسوة الشواعر، من أهل داريا، قتل لها ابن عمّ اسمه عمرو في داريا في حرب أبي الهيذام، فقالت ترثيه:

فيما قرأت بخط أبي الحسين الرازي، و ذكر أنه مما أفاده بعض أهل دمشق عن أبيه، عن جده و أهل بيته من المريين قال:

و قالت امرأة من عنس تبكي ابنا لها قتلته قيس يوم داريا:

عين بالدمع فاستهلي لعمرو *** بدموع غزيرة الهملان

قتلته قيس فقرّت بقتلى *** قيس عيلان مني العينان

قتلوه مثل الهلال جوادا *** بالعطايا يبر بالإخوان

قتلوه مثل القناة طريرا *** مائد الأصل طيب الأردان

ص: 295


1- في معجم البلدان:«ألقيت» و روايته فيه في مادة (بصرى): أيا رفقة من آل بصرى تحملوا رسالتنا لقيت من رفقة رشدا
2- في معجم البلدان (بصرى): وصلتم.
3- في المختصر و معجم البلدان (دير بصرى): و قولوا، و روايته في معجم البلدان (بصرى): و إذا تركنا الحارثي مكبلا بكبل الهوى من ذكركم مضمرا وجدا
4- عجزه في معجم البلدان (دير بصرى): و قد أنبتت أجراعه بقلا جعدا.
5- و الأجراع واحدها جرع، و الجرع: الأرض ذات الحزونة تشكل الرمل، و قيل: هي الرملة السهلة المستوية.
6- و الأثل: ضرب من الشجر، العضاه.
7- سكنت العين فيها لضرورة الشعر، يقال: خشبه جيد و صعد جمع صعود، و الصّعود بالفتح ضد الهبوط (القاموس).
8- في معجم البلدان:«يوما و قيعه» بدل:«ماء و تلعة».
9- في معجم البلدان: تسدى.

و بعمرو فجعت، لهفي عليه *** أبدا أو ألّف في الأكفان

فقدته عنس الكرام و خولا *** ن و من مثل عنس أو خولان

ليت شعري فذاك أكبر همّي *** هل يقدني الزمان من عيلان

عامرا عامرا فلا يغلبنكم *** عامر الغي يا بني قحطان

إن يفتكم يكن معاير فيكم *** فاضحات للشيب و الولدان

ألبسوا الحلي و المجاسد يا قو *** م إذا و أجلسوا مع النسوان

بعونه تعالى تمّ الجزء السبعون و به تمّ الكتاب و الحمد للّه رب العالمين

ص: 296

هذا آخر ما يسّر اللّه جمعه من هذا الكتاب، و الله الموفق فيه للرشاد و الصواب، فرحم الله من ألّفه و جمعه، و نفع به من كتبه و قرأه و سمعه، فهو المرجو لغفران الذنوب، و الفتاح لأقفال (1) القلوب، و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، و صلواته على محمّد و آله و صحبه بالغاديات (2) الرائحات، و لا حول و لا قوة إلاّ بالله العلي العظيم عليه توكلت، و هو رب العرش العظيم (3)(4).

ص: 297


1- بالأصل: لا فعال، و المثبت عن «ز».
2- بالأصل و «ز»: الغاديات.
3- في «ز»: الكريم.
4- كتب بعدها في «ز»: تم السفر الثامن و الخمسون من كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر رحمه اللّه، و بتمامه تم جميع الديوان و كمل بحمد اللّه و عونه و صلواته على محمّد رسوله و آله و هو مما أمر بإتمام نسخه و وضعه في الخزانة المكرمة مولانا الأمير الأجل المبارك الأسعد الميمون المظفر المنصور المؤيد أبو عبد اللّه ابن الأمير الأجل المجاهد المقدس المرحوم أبي زكريا ابن الشيخ الأجل المجاهد المقدس المرحوم أبي محمد ابن الشيخ الأجل المجاهد المقدس المرحوم أبي حفص أدام اللّه أيامهم و نصر بعزته ألويتهم و أعلامهم، و كان الفراغ من نسخه بحضرة تونس كلأها اللّه في أواخر شهر ربيع الآخر سنة ثمان و أربعين و ستمائة. و قد وقع الفراغ من نسخ السفر الثامن و الخمسون من كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر رحمه اللّه في يوم الأحد 2 ذو القعدة سنة 1338 الموافق 18 يوليو سنة 1920 م. و نسخ ذلك من النسخة المخطوطة بدار الكتب الأزهرية بنمرة 209 تاريخ، و نسخ ذلك الراجي عفو مولاه محمود صدقي النساخ بدار الكتب السلطانية عمرها اللّه و صلى اللّه على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم.

خاتمة الطبع

بعونه تعالى و بفضله و توفيقه تمّ طبع كتاب «تاريخ دمشق» لمحدّث الشام و إمام أهل الحديث في زمانه و حامل لوائهم الحافظ ابن عساكر.

و للمرّة الأولى يصدر هذا الكتاب الجليل و الأثر النفيس متتابعا و كاملا و قد بلغت أجزاؤه سبعين مجلدا.

و بكل فخر و اعتزاز تقدم دار الفكر ببيروت هذا الكتاب الموسوعة للقارئ العربي و للباحث و الدارس منهل كل منهم منه ما يطيب له صفوا سائغا، و قد بذلنا الجهد، و هو جهد المقلّ ، ما يجعل هذا الكتاب أقرب إلى الكمال كما أراده مؤلفه الحافظ ابن عساكر و أيسر للنفع و الإفادة.

و لا يفوتنا أن نتوجه بالشكر و التقدير للأيادي البيضاء التي ساعدتنا على إخراج و طبع هذا الكتاب كاملا بهذه الصيغة و نخص بالذكر الأخ الفاضل عزيز بنّيس صاحب دار المعرفة في الدار البيضاء الذي لم يدّخر جهدا و لم يأل سعيا للبحث عن الأجزاء الناقصة و بعض المواد و التراجم التي سقطت من المخطوطات التي كانت بحوزتنا عند إعداد الكتاب للطبع في مراحله المختلفة.

لقد سبق و أشير إلى السقط في موضعه و قد حصلنا على السقط المذكور مؤخرا و نحن بصدد إعداد وضع هذا السقط في مستدرك يصدر قريبا إن شاء اللّه.

كما أننا بصدد إعداد فهارس شاملة للكتاب لتيسر الانتفاع به، فالفهارس مفاتيح الكتب كما يقولون.

و لا بد لنا أيضا من التنويه بالشكر و التقدير لمركز الكمبيوتر «هوساك كمبيوتر برس» الذي قام بتنضيد مواد الكتاب و للجهد الدءوب الذي بذله القائمون عليه في ملاحقة مواد الكتاب تنضيدا و تصحيحا و إخراجا.

و أخيرا نتوجه بالرجاء لكل من ينتفع بهذا الكتاب أن يخصنا بدعوة صالحة بظهر الغيب.

و آخر دعوانا أن الحمد للّه رب العالمين.

بيروت 12 ربيع الأول 1419 ه 6 تموز (جولاي)1998

الناشر دار الفكر

ص: 298

الفهرس

حرف الغين [غدر]

9393 - غدر مولاة الغمر بن يزيد بن عبد الملك 3

[غريبة]

9394 - غريبة ابنة عبد اللّه الحلبية 4

حرف الفاء [فاختة]

9395 - فاختة بنت عبد اللّه بن عامر بن كريز ابن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس أم كلثوم العبشمية 4

9396 - فاختة بنت عنبة بن سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل ابن عامر بن لؤي بن غالب القرشية العامرية 5

9397 - فاختة بنت قرظة بن عبد عمرو بن نوفل بن عبد مناف بن قصي بن كلاب القرشية زوج معاوية بن أبي سفيان 6

9398 - فاطمة بنت أسامة بن زيد بن حارثة الكلبية 8

9399 - فاطمة بنت الحسن أم أحمد العجلية 9

9400 - فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم 10

9401 - فاطمة بنت سعد الخير بن محمّد بن سهل الأنصاري الأندلسي 25

9402 - فاطمة - المدعوة ست العجم - بنت سهل بن بشر بن أحمد الأسفرايني المعروفة بالعامة الصغيرة 25

9403 - فاطمة بنت عبد اللّه بن مطيع بن الأسود بن حارثة بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن كعب بن لؤي القرشية العدوية 26

9404 - فاطمة بنت عبد اللّه 27

9405 - فاطمة بنت عبد العزيز أبي الحسن القاضي بن عبد الرّحمن بن أحمد بن إبراهيم القزويني

ص: 299

أم العزّ 27

9406 - فاطمة بنت عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية 28

9407 - فاطمة بنت علي بن أحمد بن منصور بن قبيس الغساني 34

9408 - فاطمة بنت علي بن الحسين بن جدّا، أم أبيها بنت أبي الحسن العكبري 34

9409 - فاطمة بنت علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف الهاشمية 35

9410 - فاطمة بنت علي بن عبد اللّه بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف 39

9411 - فاطمة بنت مجلي 39

9412 - فاطمة بنت مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس أخت عبد الملك 40

9413 - فاطمة بنت الوليد بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم أخت خالد بن الوليد 42

9414 - فسيلة بنت واثلة بن الأسقع 44

حرف القاف [قزعة]

9415 - قزعة الحجازية 46

9416 - قطبة ابنة هرم بن قطبة مولاة أبي الشّعثاء الفزاري 48

9417 - قطر الندى بنت أبي الحسن خمارويه بن أحمد بن طولون 48

حرف الكاف

9418 - كتيبة بنت الوقعة السعدية 48

[كريمة]

9419 - كريمة بنت الحسحاس المزنية 49

9420 - كنود ابنة قرظة بن عبد عمرو ابن نوفل بن عبد مناف بن قصي القرشية 54

حرف اللام [لبابة]

9421 - لبابة ابنة يحيى بن أحمد بن علي بن يوسف الخرّاز 55 [ليلى]

9422 - ليلى بنت الجودي الغسانية 56

9423 - ليلى بنت عاصم بن عمر بن الخطاب أم عاصم والدة عمر بن عبد العزيز 60

9424 - ليلى الأخيليّة بنت عبد اللّه بن الرّحّال - و يقال الرّحّالة - بن شداد بن كعب بن معاوية، و هو الأخيل، و يقال الأخيل بن معاوية فارس الهرّار بن عبادة بن عقيل بن كعب بن ربيعة ابن عامر بن صعصعة العبادية 60

ص: 300

9425 - ليلى بنت هانئ بن الأسود الكندية الجونية 74

9426 - ليلى الخولانية الدارانية 75

حرف الميم [مريم]

9427 - مريم بنت عمران بن ماتان بن المعازر بن اليود بن أجبن بن صادوق [بن عيازور] بن الياقيم بن أيبود بن زربائيل بن شالتان بن يوحينا بن برستيا بن أمون بن ميشا بن حزقيا بن أجاز بن يوثام بن عزريا بن بورام بن يوسافاط بن أسا بن إيبا بن رخيعم بن سليمان بن داود عليه السلام 75

9428 - مريّة - و يقال: مريّة - امرأة هشام بن عبد الملك و مروان بن محمّد، و يقال: إنها بنت مروان بن محمّد 122

9429 - ملكة بنت داود بن محمّد بن سعيد القرطكي العالمة الصوفية 127

9430 - مؤمنة بنت بهلول 128

9431 - مهدية ابنة إبراهيم بن محمّد بن صالح بن سنان القرشي 129

9432 - ميسون بنت بحدل بن أنيف بن دلجة بن قنافة بن عدي بن زهير بن حارثة بن جناب بن امرئ القيس بن حارثة - و يقال: ابن زهير بن جناب بن هبل بن عبد اللّه بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب، الكلبية 130

9433 - ميّة 134

أسماء النساء على حرف النون

9434 - نائلة بنت عمارة الكلبية زوج معاوية بن أبي سفيان 135

9435 - نائلة بنت الفرافصة بن الأحوص بن عمرو - و يقال: عفير - بن ثعلبة بن الحارث بن حصن بن ضمضم 135

9436 - نفيسة بنت عبيد اللّه بن العباس بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب 142

9437 - نوّار جارية الوليد بن يزيد بن عبد الملك 142

حرف الواو

9438 - ولادة بنت العباس بن جزى بن الحارث بن زهير بن جذيمة بن رواحة بن ربيعة بن مازن ابن الحارث بن قطيعة بن عبس بن بغيض أم الوليد العبسية 143

حرف الهاء

9439 - هاجر - و يقال: آجر - القبطية، و يقال: الجرهمية 144 [هجيمة]

9440 - هجيمة و يقال: جهيمة - بنت حيي - و يقال: حيي - الأوصابية - و يقال: الوصابية - أم

ص: 301

الدّرداء زوج أبي الدّرداء صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم 146 [هند]

9441 - هند بنت أسماء بن خارجة بن حصن الفزارية 165

9442 - هند بنت جعفر بن عبد الرزّاق بن عبد الوهاب بن عبد الرزّاق 165

9443 - هند بنت عبد اللّه بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس العبشمية القرشية 166

9444 - هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي العبشمية القرشية 166

9445 - هند بنت معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس الأموية 186

9446 - هند بنت المهلب بن أبي صفرة 189

9447 - هند الخولانية 193

9448 - هوى 196

حرف اللام ألف و حرف الياء فارغان ذكر من ذكرت منهن بكنيتها دون التعريف لها بتسميتها

9449 - أم أبان بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف 197

9450 - أم أبيها بنت عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب بن عبد مناف بن قصي القرشية الجعفرية 199

9451 - أم البراء بنت صفوان بن هلال 203

9452 - أم البنين بنت عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس 204

9453 - أم حبيبة أم المؤمنين 207

9454 - أم حبيب ابنة فلان بن العاص القرشية 207

9455 - أم حبيب بنت أبي سفيان 208

9456 - أم حبيب بنت قيس بن عمرو بن المؤمل بن حبيب بن تميم بن عبد اللّه بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب 208

9457 - أم حبيب بنت أبي هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف القرشية العبشمية 208

9458 - أم حرام بنت ملحان و اسمه مالك - و يقال: ملحان - بن مالك بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج الأنصارية 209

9459 - أم الحكم بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس 219

9461 - أم الحكيم بنت الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم المخزومية 223

9461 - أم حكيم بنت يحيى - و يقال: بنت يوسف بن يحيى - بن الحكم بن أبي العاص بن أمية ابن عبد شمس بن عبد مناف 229

9462 - أم خالد بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف 231

9463 - أم خالد بنت أبي هاشم 232

ص: 302

9464 - أم الخيار زوج رياح بن عبيدة 232

9465 - أم الخير بنت الحريش بن سراقة البارقية الكوفية 233

9466 - أم الدرداء 237

9467 - أم الربيع جدة سعيد بن عيسى 237

9468 - أم سعيد بنت سعيد بن عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس الأموية 237

9469 - أم سعيد بنت عبد اللّه بن عمرو 238

9470 - أم سعيد جدة الوزير ابن مسافر الجرشي 239

9471 - أم سعيد 239

9472 - أم سلمة بنت هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموية 241

9473 - أم سلمة بنت يعقوب بن سلمة بن عبد اللّه بن الوليد بن الوليد بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم القرشية المخزومية 242

9474 - أم سنان بنت خيثمة بن حرشة المذحجية 247

9475 - أم عاصم 249

9476 - أم عبد اللّه بنت أبي هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس الأسدية 255

9477 - أم عمر - يقال: أم عمرو - بنت مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس ابن عبد مناف الأموية 256

9478 - أم عمرو زوج يزيد بن عبد الملك 258

9479 - أم كلثوم بنت عبد اللّه بن عامر بن كريز بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي ابن كلاب 259

9480 - أم محمّد بنت الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمية 261

9481 - أم محمّد بنت عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف 261

9482 - أم مروان بنت مروان بن محمّد بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية الأموية 262

9483 - أم مسكين بنت عمر بن عاصم بن عمر بن الخطاب بن نفيل العدوية 262

9484 - أم مسلم الخولانية 263

9485 - أم هارون الخراسانية 265

9486 - أم هاشم بنت هاشم 268

9487 - أم يزيد والدة أبي الزرقاء عبد الملك بن محمّد الصنعاني 268

و من المجهولات غير المسمّيات و المكنيات

9488 - امرأة أبي الأسود الديلي 269

9489 - بنت أبي عباية 272

9490 - بنت عبد اللّه بن زيد بن عبد ربه بن ثعلبة بن زيد بن الحارث بن الجراح 273

ص: 303

9491 - بنت عدي بن زيد 274

9492 - أم محمّد بن سليمان بن أبي الدرداء 274

9493 - أم المسافر 275

9494 - أم مسلمة بن عبد اللّه الجهني 275

9495 - أم يزيد ابن أبي مريم 276

9495 - م - أخت عبد اللّه بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف 277

9496 - أخت رابعة 278

9497 - جدة عبد السّلام بن مكلبة 279

9498 - جدة الوضين بن عطاء 279

9499 - امرأة لها صحبة 279

9500 - امرأة من بني مرة 280

9501 - امرأة ذكوانية 281

9502 - امرأة أدركت الصحابة 283

9503 - نسوة متعبدات 283

9504 - امرأة مخزومية 284

9505 - امرأة يزيد بن سنان 285

9506 - جارية لسليمان بن عبد الملك شاعرة 286

9507 - امرأة عمر بن عبد العزيز 286

9508 - أم ولد لعمر بن عبد العزيز 287

9509 - حاضنة لعمر بن عبد العزيز 288

9510 - امرأة من أهل الكوفة 288

9511 - أم ولد لهشام بن عبد الملك 289

9512 - امرأة متعبدة 290

9513 - امرأة متعبدة 290

9514 - امرأة متعبدة 291

9515 - عجوز 292

9516 - شاعرة من كلب 292

9517 - امرأة شاعرة من أهل الشام 294

9518 - امرأة شاعرة من نصارى بصرى 294

9519 - امرأة عنسية 295

ص: 304

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.