تاریخ مدینة دمشق المجلد 67

هویة الکتاب

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

تفاصيل النشر: بیروت: دارالفکرالمعاصر؛ دمشق: دارالفکر دمشق: معهد الفتح الاسلامي، 1420ق.= 1999م.= 1378 -

دراسة و تحقيق علي شيري

عدد المجلدات: 80

لسان: العربية

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

تصنيف الكونجرس: DS99 /د8 1378 الف243015

تصنيف ديوي: 956/9144

موضوع: تاريخ الإسلام | التاريخ والجغرافيا المحلية | الترجمة الجماعية | رجال

ص: 1

[تتمة باب ذكر من سمّي بكنيته أو اشتهرت كنيته في اسمه]

اشارة

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأماثل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر 499 ه -571 ه دراسة و تحقيق علي شيري الجزء السّابع و السّتون أبو عاصم - أبو هريرة الدّوسي دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

ص: 1

ص: 2

حرف العين

8626 - أبو عاصم النبيل

اسمه الضحاك بن مخلد الشيباني (1)،تقدّم ذكره في حرف الضاد.

8627 - أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف

ابن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي العبشمي (2)

ختن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم على ابنته زينب، اختلف في اسمه، فقيل لقيط ، و قيل: القاسم، و قيل اسمه مهشم (3)،و قيل ياسر، له صحبة، و لا أعلم له رواية، قدم دمشق قبل إسلامه.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر محمّد ابن إبراهيم، نا محمّد بن جعفر الزّرّاد، نا عبيد اللّه بن سعد، نا عمي، ثنا أبي، عن صالح ابن كيسان قال: و أحسب عن ابن شهاب قال:

أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن (4) عبد شمس، و أخو الربيع لأبيه و أمه ربيعة بن عبد العزى، و أمهما أم المطاع بنت أسد بن عبد العزى بن قصي و هما اللذان حملا بدية الثقفي الذي كان مع القرشية بنت كريز (5) بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، و كان الثقفي (6) أقبل

ص: 3


1- ترجمة في سير أعلام النبلاء(310/8 ت 1492) ط دار الفكر.
2- ترجمته في الإصابة 121/4 و أسد الغابة 185/5 و نسب قريش ص 230 و سير أعلام النبلاء:(310/8 ت 1492) ط دار الفكر و تهذيب الأسماء و اللغات(528/2 ت 813) ط دار الفكر و الاستيعاب 125/4 (هامش الإصابة).
3- مهشم بكسر أوله و سكون ثانيه و فتح الشين المعجمة، و قيل بضم أوله و فتح ثانيه و كسر الشين الثقيلة (الإصابة).
4- بالأصل: و عبد.
5- الذي في نسب قريش ص 157:«أم حبيب بنت عبد شمس» هي التي خرجت إلى الطائف.
6- في نسب قريش: رجل من بني عقيل.

معها من الطائف أجيرا، فقتله بنو عكبر... (1) بن قيس... (2)،فحمل بديته ربيعة و الربيع فقال أمية بن أبي الصلت (3):

فأدى (4) اللّه خفرتها عليها *** و أدّاها ربيعة و الربيع

هما لا أشعران إذا أكبّا *** و لا هبوان لحمهما يضيع

تمت بهما مكارم عبد شمس *** إلى العليا و الحسب الرفيع

و أبو العاص بن الربيع أمه هالة بنت خويلد أخت خديجة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلّم، و هو صهر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، زوّجه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم زينب ابنته، و هي أكبر بنات رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فولدت له علي بن أبي العاص، و أمامة بنت أبي العاص، فتوفي علي بن أبي العاص و هو غلام و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قد أردفه ناقته عام الفتح. و قالت فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم حين حضرتها الوفاة [لعليّ ] (5) تزوج بنت أخي أمامة بنت أبي العاص فتزوجها علي بن أبي طالب، فمكثت عنده ثلاثين سنة و لم تلد له شيئا و كانت عقيما، ثم تزوجها بعد علي المغيرة بن نوفل بن الحارث ابن عبد المطلب؛ و أبو العاص الذي بدأ فيه الجوار في ركب من قريش الذين أخذهم أبو جندل بن سهيل، و أبو بصير، و هو عتبة بن أسيد و أصحابه، فأتى بهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أسرى و بأموالهم، فخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عليهم فقال: إنّ زينب بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قد أجارت زوجها أبا العاص بن الربيع في ماله و متاعه، فأدى إليهم كلّ شيء كان لهم؛ حتى أن الرجل ليأتي بالعقال من متاعهم.

و كانت زينب بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم استأذنت أبا العاص و هو بمكة أن تخرج إلى المدينة، فأذن لها ثم خرج إلى الشام، فخرجت بعده إلى المدينة فأنفر بها هبّار بن الأسود فكسر ضلعا من أضلاعها، و أدركها أبو سفيان و أصحابه فردّها إلى بيتها، فلقيتها هند بنت عتبة فقالت لها:

هذا عمل أبيك، فقالت: عمل أبي خير من عملك و عمل زوجك.

ثم بعث لها رسول اللّه أسامة (6) بن زيد و رجلين من المهاجرين، فواعدوها و خرجت

ص: 4


1- كذا بالأصل:«بنو عكبر» ثم بعدها لفظة غير واضحة و صورتها:«سلعا» و الذي في نسب قريش: رجال من بني بكر.
2- غير مقروءة بالأصل.
3- الأبيات في نسب قريش و نسبها إلى:«الخليع شاعر بني عقيل».
4- صدره بالأصل:«راد اللّه حمر بها عليها» و المثبت عن نسب قريش.
5- زيادة منا للإيضاح.
6- كذا بالأصل هنا، و فيما سيأتي: زيد بن حارثة.

إليهم تحت الليل فخرجوا، فأقدموها على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و معها ابنها علي و ابنتها أمامة، ثم قدم [أبو] (1) العاص مكة من سفره، فأراد أن يخرج إلى امرأته و ولده، فأخذته (2) قريش و قالوا (3):هلمّ إلينا ننكحك بنت سعيد بن العاص، فتزوجها أبو العاص فولدت له امرأة يقال لها أمية، فتزوجت محمّد بن عبد الرّحمن بن عوف، فهي أم القاسم بن محمّد بن عبد الرّحمن بن عوف، قال: فما مكث أبو العاص بن الربيع مع بنت سعيد بن العاص التي تزوج حتى لحق بزينب بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و بولده بالمدينة قبيل الفتح بيسير.

فلما قدم على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و كان خرج مع علي بن أبي طالب إلى اليمن، فاستخلفه علي على اليمن عام حجة الوداع، فحج عامئذ، و كان أبو العاص مع علي في البيت يوم بويع أبو بكر، و توفيت زينب بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و هي عند أبي العاص.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضل بن غسان، نا أبي، قال: قال أبو زكريا: اسم أبي العاص بن الربيع بن عبد العزى لقيط .

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين (4) بن الأسعد (5)،أنا الحسن بن علي الجوهري، أنا علي بن محمّد بن أحمد لؤلؤ، أنا محمّد بن الحسين بن شهريار، نا عمرو بن علي بن... (6) قال:

و اسم أبي العاص بن الربيع: لقيط بن الربيع.

أخبرنا أبو الحسين (7) بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر ابن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال:

فأما هالة بنت خويلد فولدت الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس أبا العاص، و كان يقال له الأمين، زوّجه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ابنته زينب بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و قال عمي مصعب بن عبد اللّه: زعم بعض أهل العلم: أن أبا العاص بن الربيع كان أخا لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم مصافيا له و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يكثر غشيانه في منزل أمه هالة بنت خويلد.

ص: 5


1- استدرك عن هامش الأصل.
2- بالأصل:«فأخذ» و المثبت عن مختصري ابن منظور و أبي شامة.
3- بالأصل:«فقال لهم» و المثبت عن مختصر ابن منظور و أبي شامة.
4- بالأصل: مرابكري، و فوقها ضبة.
5- بالأصل: الأسعلي.
6- بياض بالأصل.
7- تحرفت بالأصل إلى: الحسن.

و قال الزبير (1):فولد الربيع بن عبد العزى: أبا العاص بن الربيع، و هو زوج زينب بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و ابن خالتها، أمه هالة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي أخت خديجة بنت خويلد لأبيها و أمّها،[أمهما] (2) فاطمة بنت زائدة، و هو الأصم، بن جندب بن هدم بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي، و يقال اسم أبي العاص بن الربيع مهشم و كان يسمى جرو البطحاء.

و حدّثني محمّد بن حسن و يحيى بن محمّد، قالا: اسم أبي العاص بن الربيع لقيط ، و حدّثني محمّد بن الضحاك عن أبيه قال: اسم أبي العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس القاسم، قال الزبير: و ذلك الثبت في اسمه، و توفي أبو العاص بن الربيع في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد قال: قال الزبير: حدّثني محمّد بن الضحاك، عن أبيه أن اسم أبي العاص:

القاسم بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس... (3)،توفي في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا أبو محمّد بن يوه، أنا أبو الحسن اللنباني، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا محمّد بن سعد (4) قال: في الطبقة الرابعة ممن أسلم قبل فتح مكة: أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، و هو زوج زينب بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و كان يسمى جرو البطحاء، يعني أنه متلد (5) بها، أسلم قبل الحديبية بخمسة أشهر، ثم رجع إلى مكة و لم يشهد مع النبي صلى اللّه عليه و سلّم شيئا و مات في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، قال في الطبقة الثالثة: أبو العاص

ص: 6


1- راجع نسب قريش للمصعب ص 157.
2- زيادة عن نسب قريش.
3- بياض بالأصل بمقدار ثلاث كلمات.
4- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
5- يعني مقيم بها.

ابن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي و اسمه مقسم، و أمه هالة بنت خويلد بنت أسد بن عبد العزى بن قصي، و خالته خديجة بنت خويلد، زوج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم زوّجه ابنته زينب قبل الإسلام، فولدت له عليا و أمامه امرأة فتوفي علي و هن صغار، و بقيت أمامة بنت أبي العاص، و تزوجها علي بن أبي طالب بعد موت فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم. قال محمّد بن عمر (1):و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«ما ذممنا صهر أبي العاص»[13468].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2) قال: أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأ أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو العاص ابن الربيع زوج بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، قال: أبو العاص بن الربيع صهر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم اختلف في اسمه، بلغني أن اسمه لقيط بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس، و يقال مقسم، و يقال قاسم.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد قال:

أبو العاص بن الربيع بن عبد شمس، و يقال ابن الربيع بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب القرشي، ختن النبي صلى اللّه عليه و سلّم على ابنته زينب، و ابن عمه، و اسمه لقيط ، و كان يسمى جرو البطحاء، يعني أنه متلد بها، يقال: أسلم قبل الحديبية بخمسة أشهر، ثم رجع إلى مكة، و لم يشهد مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و قيل جيء به مربوطا بقيد (3)،فسأل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أصحابه أن يطلقوه، و مات في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة، و يقال قدم مهاجرا إلى المدينة بعد ما أسلم بمكة، فرجّع إليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ابنته زينب بالنكاح الأول، و يقال: ردّها عليه

ص: 7


1- الإصابة 123/4.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 641/1.
3- و كان ذلك في وقعة بدر حيث شهدها مع المشركين، و أسر فيمن أسر، كما ورد في الإصابة 122/4.

بمهر جديد، و نكاح جديد، فولدت له أمامة فتزوج علي بن أبي طالب أمامة بعد فاطمة، فلم تزل عنده حتى قتل عنها.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، قال:

لقيط بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس أبو العاص، ختن النبي صلى اللّه عليه و سلّم، و هاجر إلى النبي صلى اللّه عليه و سلّم قتل يوم اليمامة، روى عنه عبد اللّه بن عباس، و عبد اللّه بن عمرو، و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ردّ عليه ابنته بالنكاح الأول، اختلف في اسمه فقيل مهشم، و قيل ياسر.

أنبأنا أبو سعد المطرز، و أبو علي الحداد، قالا: قال لنا أبو نعيم الحافظ : لقيط بن الربيع، و هو أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف، أمه هالة أخت خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي، ختن النبي صلى اللّه عليه و سلّم بابنته زينب، و هو ابن خالتها، أسلم و هاجر، أثنى عليه النبي صلى اللّه عليه و سلّم و قال:«إنه حدّثني فصدقني، و وعدني فوفى لي» (1)،ردّ عليه النبي صلى اللّه عليه و سلّم ابنته بعد إسلامه بنكاحه الأول، كان يقال له جرو البطحاء، مختلف في اسمه فقيل لقيط ، و قيل مهشم، و قيل الغاشم، و قيل: ياسر، روى عنه عبد اللّه ابن عباس، و عبد اللّه بن عمر، و هو ابن خالة هند بنت خويلد، فولدت له عليا و أمامة أردف النبي صلى اللّه عليه و سلّم عليا يوم فتح مكة و حمل أمامة في صلاته.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا أبو محمّد بن يوه، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا ابن أبي الدنيا، ثنا محمّد بن سعد (2)،أنبأنا هشام بن الكلبي، عن معروف بن الحريوذ المكي قال:

خرج أبو العاص بن الربيع في بعض أسفاره إلى الشام فقال:

ذكرت زينب لما وردت إرما *** فقلت سقيا لشخص يسكن الحرما

بنت (3) الأمين جزاها اللّه صالحة *** و كل بعل سيثني بالذي علما

أخبرنا أبو البركات بن الأنماطي، أنبأ أبو المعالي ثابت بن بندار، أنا أبو بكر

ص: 8


1- و ذلك أنه كان قد وعد النبي أن يرجع إلى مكة، بعد وقعة بدر، فيبعث إليه بابنته زينب فوفى بوعده و فارقها، قاله الذهبي في سير الأعلام 331/1.
2- الأصل: سعدويه، و المثبت عن مختصر أبي شامة.
3- بالأصل: بيت، و المثبت عن مختصري ابن منظور و أبي شامة.

البابسيري، أنا الأحوص بن المفضل بن غسان، نا أبي، حدّثني مصعب بن عبد اللّه، قال:

ناقض الصحيفة، من مسلمة الفتح، و هو هشام بن عمرو بن ربيعة بن الحارث بن حبيب بن جذيمة بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي، قال حسان بن ثابت يمدحه بحفظه على المهاجرين منازلهم بمكة، و يذم أبا العاص بن الربيع... (1) بن جدعان لوثوبهم على منازل المهاجرين بمكة (2):

أخنى بنو خلف و أخنى منقر *** و ابن الربيع... بن هشام (3)

من معشر لا (4) يغدرون بجارهم *** للحارث بن حبيّب (5) بن سحام (6)

و سحام: جذيمة بن عامر بن لؤي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، أنبأ عبد الوهاب بن أبي حية، نا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر (7) قال: فحدّثني محمّد ابن عبد اللّه، عن الزهري، قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«استوصوا بالأسرى خيرا» فقال أبو العاص بن الربيع: كنت مع رهط من الأنصار جزاهم اللّه خيرا، كنا إذا تعشّينا أو تغدّينا آثروني بالخبزة و أكلوا التمر، و الخبز معهم قليل، و التمر زادهم، حتى إن الرجل ليقع في يده الكسرة (8) فيدفعها إليّ ، و كان الوليد بن [الوليد بن] (9) المغيرة يقول مثل ذلك، و يزيد: بل و كانوا يحملوننا (10)و يمشون[13469].

أخبرنا أبو بكر عبد الغفار بن محمّد في كتابه.

و أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن حبيب العامري عنه، أنبأ أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري القاضي.

ص: 9


1- كلمتان غير مقروءتين بالأصل.
2- البيتان ليسا في ديوانه ط صادر، و البيت الثاني - من ثلاثة أبيات في سيرة ابن هشام 21/1.
3- كذا البيت بالأصل.
4- الأصل:«معشر؟؟؟ بهم ا؟؟؟ تغدرون» و المثبت عن سيرة ابن هشام.
5- جعله حسان تصغير (حبيب) و شدده، و هو في الأصل حبيب بالتخفيف تصغير (حب).
6- سحام اسم أمه، و يقال فيه سخام قاله ابن هشام. راجع الروض الأنف.
7- رواه الواقدي في المغازي 119/1.
8- بالأصل: الكسر، و المثبت عن المغازي.
9- زيادة عن المغازي.
10- بالأصل: يحملونا، و المثبت عن المغازي.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (1)،أنا أبو [عبد اللّه] (2) الحافظ ، قالا: حدّثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب الأصم.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أحمد بن محمّد بن النقور، أنا محمّد بن عبد الرّحمن بن العباس، نا أبو الحسين رضوان بن أحمد.

قالا: أنا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق (3) قال: حدّثني [يحيى] (4) بن عباد بن عبد اللّه بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة قالت:

لما بعث أهل مكة في فداء أسرائهم، بعثت زينب ابنة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في فداء أبي العاص بن الربيع بمال، و بعثت فيه بقلادة كانت خديجة أدخلتها [بها] (5) على أبي العاص حين بنى عليها، فلما رآها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم رقّ لها رقّة شديدة فقال:«إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها، و تردّوا عليها الذي لها فافعلوا»، قالوا: نعم يا رسول اللّه، فأطلقوه، و ردّوا عليها الذي كان لها، و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قد أخذ عليه أو وعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أن يخلّي زينب إليه.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أحمد بن محمّد، أنا محمّد بن عبد الرّحمن، نا أبو الحسين، نا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس، عن ابن إسحاق، قال (6):

و كان فيما شرط عليه في إطلاقه إياها، و لم يظهر ذلك منه و لا من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فيعلم ما هو إلى أن خرج أبو العاص إلى مكة و بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم زيد بن حارثة و رجلا من الأنصار فقال: كونا ببطن يأجج (7) حتى تمرّ بكما زينب، فتصحباها حتى تأتياني بها، و ذلك بعد بدر بشهر، و كان أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس من رجال مكة المعدودين مالا و أمانة و تجارة، و كان لهالة بنت خويلد، فخديجة خالته، فقالت خديجة: يا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم زوّجه، و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لا يخالفها، و ذلك قبل أن ينزل عليه الوحي، فزوّجه فلمّا أكرم اللّه رسوله صلى اللّه عليه و سلّم بنبوته آمنت به خديجة و بناته، و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قد زوّج

ص: 10


1- رواه البيهقي في دلائل النبوة 154/3.
2- بياض بالأصل، و المثبت عن دلائل النبوة.
3- الخبر في سيرة ابن هشام 308/2.
4- بياض بالأصل، و المثبت عن ابن هشام و دلائل النبوة.
5- بياض بالأصل، و المثبت عن سيرة ابن هشام و دلائل النبوة للبيهقي.
6- سيرة ابن هشام 308/2 و ما بعدها.
7- بطن يأجج: موضع على ثمانية أميال من مكة (راجع معجم البلدان).

عتبة بن أبي لهب رقية أو أم كلثوم (1)،فلما بادى قريشا بأمر اللّه قالوا: إنكم قد فرّغتم محمّدا من بناته، فردّوهن عليه، فاشغلوه بهن، فمشوا إلى العاص فقالوا: فارق صاحبتك و نحن نزوّجك أيّ امرأة شئت من قريش، فقال لا ها اللّه لا أفارق صاحبتي، و ما أحبّ أنّ لي بامرأتي امرأة من قريش، ثم مشوا إلى الفاسق عتبة بن أبي لهب، فقالوا: طلّق ابنة محمّدا و نحن نزوّجك أي امرأة من قريش شئت، فقال إن زوجتموني بنت أبان بن سعيد بن العاص، أو بنت سعيد بن العاص فارقتها، فزوجوه ابنة سعيد بن العاص ففارقها، و لم يكن دخل بها، و أخرجها اللّه من يديه كرامة لها و هوانا عليه، و خلف عليها عثمان بن عفان، و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لا يحل بمكة و لا يحرم مغلوبا، و كان الإسلام قد فرّق بين زينب بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و بين أبي العاص حين أسلمت إلاّ أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم كان لا يقدر على أن يفرّق بينهما.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا عبد الوهاب بن أبي حيّة، نا محمّد بن شجاع، نا محمّد بن عمر الواقدي، قال (2):فحدّثني المنذر بن سعد، عن عيسى بن معمر، عن عباد بن عبد اللّه، عن عائشة أنها قالت:

لما بعث أهل مكة في فداء أسراهم بعثت زينب بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في فداء زوجها أبي العاص بن الربيع، قال: و بعثت فيه بقلادة لها كانت لخديجة، يقال إنها من جزع (3) ظفار، كان خديجة بنت خويلد أدخلتها بها على أبي العاص حين بنى بها، فلما رأى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم القلادة عرفها و رقّ لها، و ذكر خديجة و رحّم عليها. و قال: إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها، و تردّوا إليها متاعها، فعلتم، فقالوا: نعم يا رسول اللّه، فأطلقوا أبا العاص بن الربيع، و ردوا على زينب متاعها، و أخذ النبي صلى اللّه عليه و سلّم على أبي العاص أن يخلي سبيلها، فوعده ذلك، و قدم في فدائه عمرو بن الربيع أخوه، و كان الذي أسره عبد اللّه بن جبير بن النعمان، أخو خوّات بن جبير.

رواه محمّد بن سعد، عن الواقدي، عن المنذر بن سعد مولى أبي أسد بن عبد العزى بمعناه. و قال عن عائشة: إنّ أبا العاص بن الربيع كان فيمن شهد بدرا مع المشركين، فأسره عبد اللّه بن جبير بن النعمان الأنصاري، فذكره.

ص: 11


1- قال السهيلي: كانت رقية بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم تحت عتبة بن أبي لهب، و أم كلثوم تحت عتيبة، فطلقاهما بعزم أبيهما عليهما و أمّهما حين نزلت تَبَّتْ يَدٰا أَبِي لَهَبٍ وَ تَبَّ .
2- رواه الواقدي في المغازي 130/1-131.
3- جزع ظفار: ضرب من الخرز فيه بياض و سواد، و قد اشتهرت به ظفار، و هي من اليمن.

أخبرنا أبو بكر أيضا، أنبأ الجوهري، أنا أبو عمر، أنبأ عبد الوهاب بن أبي حية، أنا محمّد بن شجاع، أنا الواقدي، قال (1):و أبو العاص بن الربيع أسره خراش بن الصمة حد [ثنيه] (2) إسحاق بن خارجة بن عبد اللّه، عن أبيه قال: قدم في فدائه عمرو بن الربيع أخوه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا أبو طاهر المخلص، نا أبو الحسين رضوان بن أحمد، نا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق (3)،حدّثني عبد اللّه بن أبي بكر بن حزم، قال:

خرج أبو العاص بن الربيع تاجرا إلى الشام - و كان رجلا مأمونا - و كانت معه بضائع لقريش، فأقبل قافلا، فلقيته سرية لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فاستاقوا عيره و أفلت، و قدموا على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بما أصابوا، فقسمه بينهم، و أتى أبو العاص حتى دخل على زينب فاستجار بها، فسألها أن تطلب له من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ردّ ماله عليه و ما كان معه من أموال الناس، فدعا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم السرية فقال لهم:«إنّ هذا الرجل منا حيث قد علمتم، و قد أصبتم له مالا و لغيره مما كان معه، و هو فيء اللّه الذي أفاء عليكم، فإن رأيتم أن تردّوا عليه فافعلوا، و إن كرهتم فأنتم و حقكم» فقالوا: بل نردّ عليه يا رسول اللّه، و ردوا و اللّه عليه ما أصابوا، حتى إن الرجل ليأتي بالشنّة (4)،و الرجل بالإداوة (5)،و الرجل بالحبل، فما تركوا قليلا أصابوه و لا كثيرا إلاّ ردّوه عليه، ثم خرج حتى قدم مكة، فأدّى على الناس ما كان معه من بضائعهم حتى إذا فرغ قال:

يا معشر قريش هل بقي لأحد منكم معي مال لم أردّه عليه. قالوا: لا فجزاك اللّه خيرا، قد وجدناك وفيا كريما. فقال: أما و اللّه ما منعني أن أسلم قبل أن أقدم عليكم إلاّ تخوّف (6) أن تظنوا بي أني إنّما أسلمت لأذهب بأموالكم، فإنّي أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و أن محمّدا عبده و رسوله.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا

ص: 12


1- رواه الواقدي في المغازي 139/1.
2- لم يظهر من اللفظة إلا «حد» ثم بياض، و المستدرك عن المغازي.
3- الخبر في سيرة ابن هشام 312/2-313.
4- الشنة: السقاء البالي، أو القربة الخلق.
5- الإداوة: إناء صغير من جلد.
6- بالأصل: تخوفا، خطأ، و المثبت عن سيرة ابن هشام.

عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا محمّد بن عباد المكي، نا سفيان، عن زكريا، عن الشعبي، و عمرو عن الحسن يعني ابن محمّد، قالا:

أتى بأبي العاص بن الربيع من طريق الشام مربوطا في قد. قال عمرو عن الحسن:

فقامت إليه زينب، فحلّته، و كانت معه بضائع للناس. قال زكريا عن الشعبي فقيل له: أسلم يكن ما معك، فقال: لبئس ما أبدأ به إسلامي، فقدم مكة، فأدّى إلى كلّ ذي حقّ حقه، ثم قال: يا معشر قريش هل برئت ذمتي ؟ قالوا: نعم، قال: فإني أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و أن محمّدا رسول اللّه.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، و حدّثنا عمي رحمه اللّه، أنا أبو طالب، أنا الجوهري قراءة عن أبي عمر.

قال: و أنا البرمكي (1) إجازة، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين ابن فهم، نا ابن (2) سعد، أنا عبد اللّه بن نمير، عن إسماعيل بن أبي خلف، عن عامر الشعبي قال:

قدم أبو العاص بن الربيع من الشام و معه أموال المشركين، و قد أسلمت امرأته زينب مع أبيها صلى اللّه عليه و سلّم و هاجرت فقيل له: هل لك إلى أن تسلم و تأخذ هذه الأموال التي معك فإنها أموال المشركين ؟ فقال: ليس ما أبدأ به إسلامي أن أخون أمانتي، فكفلت عنه امرأته أن يرجع فيؤدي إلى كلّ ذي حقّ حقه، و يرجع فيسلم، ففعل، و ما فرّق بينهما.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، إجازة إن لم يكن سماعا، أنا أبو الحسين بن النقور، أنبأ القاضي أبو عبد اللّه الحسين بن هارون الضبي، نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الحسن بن أبي شيخ الناقد، نا عبد الرّحمن بن خلف أبو... (3) الضبي، نا حجاج، نا حماد، عن داود، عن الشعبي:

أن أبا العاص بن الربيع قدم من الشام و معه أموال و تجارات، فقال أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلّم:

لو استقبلنا هذا الكافر فقتلناه و أخذنا ماله، فبلغ ذلك زينب بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و هي امرأته،

ص: 13


1- الأصل: الرملي.
2- تحرفت بالأصل إلى: أبو.
3- كلمة غير واضحة بالأصل.

فافتدته، فاستقبله أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلّم فمرّ فقالوا: يا أبا العاص هل لك أن تسلم على ما في يدك من هذه الأموال، فتسود قريشا، و تكون أكثرهم مالا؟ قال: ما كنت لأستقبل الإسلام بغدرة، فأتى مكة فدفع إلى كلّ ذي حقّ حقّه فقال: يا أهل مكة قبضتم أموالكم و برئت ذمتي ؟ قالوا: نعم، قال: فإنّي أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و أن محمّدا رسول اللّه، ثم هاجر إلى المدينة فأقاما (1) على نكاحهما.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي (2)،أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، حدّثني عبد اللّه بن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم، قال:

خرج أبو العاص بن الربيع تاجرا إلى الشام - و كان رجلا مأمونا - و كانت معه بضائع لقريش، فأقبل قافلا فلقيته سرية لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فاستاقوا عيره، و أفلت، و قدموا على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بما أصابوا فقسمه بينهم، و أتى أبو العاص حتى دخل على زينب، فاستجار بها، و سألها أن تطلب له من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم رد ماله عليه، و ما كان معه من أموال الناس، فدعا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم السرية فسألهم فردّوا عليه، ثم خرج حتى قدم مكة، فأدّى على الناس ما كان معه من بضائعهم، حتى إذا فرغ قال: يا معشر قريش، هل بقي لأحد منكم معي مال لم أردّه عليه ؟ قالوا: لا، فجزاك اللّه خيرا، قد وجدناك وفيّا كريما، فقال: أما و اللّه ما منعني أن أسلم قبل أن أقدم عليكم، إلاّ تخوّف (3) أن تظنوا أنّي إنّما أسلمت لأذهب بأموالكم، فإني أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و أن محمّدا عبده و رسوله.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر الحافظ (4).

قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل القطان، أنا أبو بكر بن عتاب العبدي، ثنا القاسم بن عبد اللّه بن المغيرة، نا إسماعيل بن أبي أويس، نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمه موسى بن عقبة.

ص: 14


1- بالأصل:«فاقا» و المثبت عن مختصر ابن منظور.
2- رواه أبو بكر البيهقي في دلائل النبوة 85/4-86.
3- بالأصل و دلائل النبوة: تخوفا.
4- رواه أبو بكر البيهقي في دلائل النبوة 174/4 و ما بعدها.

و أخبرنا أبو عبد اللّه أيضا، أنا أحمد بن الحسين، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا إسماعيل بن محمّد بن الفضل الشعراني، نا جدي، نا إبراهيم بن المنذر، نا محمّد بن فليح، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، و هذا لفظ حديث القطان، قال:

و لم يزل أبو جندل و أبو بصير و أصحابهما الذين اجتمعوا إليهما هنالك حتى مرّ بهم أبو العاص بن الربيع، و كانت تحته زينب بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، من الشام في نفر من قريش، فأخذوهم و ما معهم، و أسروهم و لم يقتلوا منهم أحدا لصهر أبي العاص رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و أبو العاص يومئذ مشرك، و هو ابن أخت خديجة بنت خويلد لأمها و أبيها، و خلّوا سبيل أبي العاص، فقدم المدينة على امرأته و هي بالمدينة عند أبيها، كان أذن لها أبو العاص حين خرج إلى الشام أن تقدم المدينة فتكون مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فكلّمها أبو العاص في أصحابه الذين أسر أبو جندل و أبو بصير و ما أخذوا لهم، فكلمت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في ذلك، فزعموا أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قام فخطب الناس و قال: إنّا صاهرنا ناسا و صاهرنا أبا (1) العاص فنعم الصهر وجدناه، و أنه أقبل من الشام في أصحاب له من قريش فأخذهم أبو جندل و أبو بصير فأسروهم، و أخذوا ما كان معهم و لم يقتلوا منهم أحدا، و إنّ زينب بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم سألتني أن أجيرهم، فهل أنتم مجيرون أبا العاص و أصحابه ؟ فقال الناس: نعم، فلما بلغ أبا جندل و أصحابه قول رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في أبي العاص و أصحابه الذين كانوا عنده من الأسرى ردّ إليهم كل شيء أخذ منهم حتى العقال[13470].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، أنبأ عبد الوهاب بن أبي حية، أنا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر (2)،حدّثني موسى بن محمّد بن إبراهيم، عن أبيه، قال:

لما رجع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم من غزوة الغابة (3) بلغه أن عيرا لقريش أقبلت من الشام، بعث زيد بن حارثة في سبعين و مائة راكب (4)،فأخذوها و ما فيها، و أخذوا يومئذ فضة كثيرة

ص: 15


1- تحرفت بالأصل إلى:«أبو» و المثبت عن دلائل النبوة.
2- رواه الواقدي في المغازي 553/2-554.
3- و كانت يوم الأربعاء لثلاث خلون من ربيع الآخر سنة ست في طلب عيينة بن حصن. انظر عنها مغازي الواقدي 537/2.
4- و هي ما يسمى بسرية العيص، و كانت في جمادى الأولى سنة ست، و كانت تبعد عن المدينة أربع ليال.

لصفوان بن أمية، و أسروا ناسا ممن كان في العير معهم، منهم أبو العاص بن الربيع، و المغيرة ابن معاوية بن أبي العاص، فأما أبو العاص فلم يغد أن جاء المدينة، ثم دخل على زينب بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم سحرا، و هي امرأته، فاستجارها فأجارته، فلما صلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم الفجر قامت زينب على بابها، فنادت بأعلى صوتها، فقالت: إني قد أجرت أبا العاص، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«هل سمعتم ما سمعت ؟» قالوا: نعم، قال:«فوالذي نفسي بيده ما علمت بشيء ممّا كان حتى سمعت الذي سمعتم، المؤمنون يد على من سواهم، يجير عليهم أدناهم، و قد أجرنا من أجارت». فلمّا انصرف النبي صلى اللّه عليه و سلّم إلى منزله، دخلت عليه زينب فسألته أن يردّ إلى أبي العاص ما أخذ منه من المال، ففعل و أمرها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أن لا يقربها، فإنّها لا تحلّ له ما دام مشركا، ثم كلم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أصحابه، و كانت معه بضائع لغير واحد من قريش، فأدّوا إليه كلّ شيء حتى أنهم ليردون الإداوة و الحبل، حتى لم يبق شيء، و رجع أبو العاص إلى مكة فأدّى إلى كلّ ذي حقّ حقه و قال: يا معشر قريش هل بقي لأحد منكم شيء؟ قالوا:

لا و اللّه، قال: فإنّي أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و أن محمّدا عبده و رسوله، لقد أسلمت بالمدينة، و ما منعني أن أقيم بالمدينة إلاّ أنّي خشيت (1) أن تظنوا أنّي أسلمت لأن أذهب بالذي لكم، ثم رجع إلى النبي صلى اللّه عليه و سلّم فردّ عليه زينب بذلك النكاح.

قال الواقدي: و يقال: إنّ هذه العير كانت أخذت طريق العراق، و دليلهم فرات بن حيان (2) العجلي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عبد اللّه بن الحسن بن محمّد بن الحسن بن الخلال، أنا أبو الحسن محمّد بن عثمان بن محمّد بن عثمان بن شهاب النقري الدقاق، نا أبو عبد اللّه الحسين بن إسماعيل المحاملي القاضي، إملاء، نا عبد اللّه بن شعيب، حدّثني أيوب ابن سليمان، حدّثني أبو بكر بن أبي أويس، عن سليمان بن بلال، عن صالح بن كيسان، عن الزهري، عن أنس قال: لما أخذ أبو العاص بن الربيع قالت زينب: إنّي قد أجرت أبا العاص ابن الربيع، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«قد أجرنا إجارة من أجارته زينب»[13471].

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أحمد بن أبي عثمان، و أحمد بن محمّد بن إبراهيم.

ص: 16


1- ترأ بالأصل: حسبت، و المثبت عن مغازي الواقدي.
2- تقرأ بالأصل: جبار، و المثبت عن مغازي الواقدي.

و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم، أنبأ أبي أبو طاهر.

قالا: أنا إسماعيل بن الحسن بن عبد اللّه.

ح و أخبرنا أبو منصور سعيد بن محمّد بن عمر بن الرزاز (1) الفقيه، و أبو الطيب سعيد ابن يخلف (2) بن ميمون، و أبو الحسن سعد الخير بن (3) محمّد بن سهل، و أبو البيضاء سعد ابن عبد اللّه الحجي (4)،و أبو [المحاسن] (5) أحمد بن محمّد بن محمّد بن عبد الوهاب الدباس، و أبو (6) محسن علي بن محمّد الخياط ، و أبو منصور المبارك بن عبد الوهاب بن محمّد بن منصور المسدي، قالوا: أنبأ نصر بن أحمد بن عبد اللّه.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، قالا: أنبأ عبد اللّه بن عبيد اللّه بن يحيى، قالا: أنا أبو عبد اللّه المحاملي، نا عبد اللّه بن شبيب، حدّثني أيوب بن سليمان بن بلال، حدّثني أبو بكر بن أبي أويس، عن سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد ابن كيسان، عن الزهري، عن أنس، قال: لما أسر أبو العاص بن الربيع فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«قد أجرنا إجارة من أجارت زينب»[13472].

و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«يجير على المسلمين أدناهم»[13473].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الفضل بن عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، نا عبد اللّه بن وهب، أنا.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو بكر أحمد بن الحسن، قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، أنا ابن وهب، أخبرني ابن لهيعة، عن موسى بن جبير الأنصاري، عن عراك بن مالك الغفاري، عن أبي بكر بن عبد الرّحمن، عن أم سلمة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلّم

ص: 17


1- رسمها بالأصل:«الدرار» قارن مع مشيخة ابن عساكر 73/ب.
2- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن المشيخة 74/ب.
3- غير واضحة بالأصل، قارن مع المشيخة 70/ب.
4- بدون إعجام بالأصل، و المثبت عن مشيخة ابن عساكر 70/أ. قال ابن عساكر من قرية باليمن يقال لها حجة.
5- بياض بالأصل، و المثبت عن مشيخة ابن عساكر 19/أ.
6- بالأصل: و أبا.

.... (1) زينب بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أرسل إليها زوجها أبو العاص بن الربيع أن خذي لي أمانا من أبيك، فخرجت فأطلعت رأسها من باب حجرتها و النبي صلى اللّه عليه و سلّم في الصبح - و قال زاهر: في صلاة الصبح - فصلى بالناس فقالت: أيها الناس أنا زينب بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و إني قد أجرت أبا العاص، فلمّا فرغ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم - و قال زاهر: النبي صلى اللّه عليه و سلّم - من الصلاة قال:«أيها الناس إنّي لا علم لي بهذا حتى سمعتموه، ألا و إنه يجير على الناس أدناهم»- و قال زاهر: إني لم أعلم بهذا[13474].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا أبو طاهر المخلص، نا أبو الحسين رضوان بن أحمد، نا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق (2)،حدّثني يزيد بن رومان قال:

لما دخل أبو العاص بن الربيع على زينب بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و استجار بها خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إلى الصبح، فلما كبّر في الصلاة صرخت زينب: أيها الناس، إنّي قد أجرت أبا العاص بن الربيع، فلمّا سلّم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم من صلاته قال:«أيها الناس هل سمعتم ما سمعت ؟» قالوا: نعم، قال:«أما و الذي نفس محمّد بيده ما علمت بشيء من ذلك حتى سمعت ما سمعتم، إنه يجير على الناس أدناهم» (3) ثم دخل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم على زينب فقال:

«أي بنية، أكرمي مثواه و لا يقربنّك، فإنك لا تحلّي له و لا يحلّ لك»[13475].

و قال أبو بكر البيهقي: هكذا أخبرناه في كتاب المغازي، و حدّثنا به في كتاب المسهل ... (4) عن يزيد بن رومان، عن عروة، عن عائشة، قالت: صرخت زينب فذكره.

[قال ابن عساكر:] (5) و هذا وهم... (6) الحاكم، ليس فيه ذكر عروة.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا إسماعيل بن إسحاق بن حماد بن زيد القاضي ببغداد، نا محمّد بن

ص: 18


1- بياض بالأصل.
2- سيرة ابن هشام 312/2-313.
3- من قوله: بيده إلى هنا مطموس و غير واضح من سوء التصوير بالأصل و المثبت عن مختصر ابن منظور و سيرة ابن هشام.
4- بياض بالأصل.
5- زيادة منا.
6- بياض بالأصل.

كثير، أنا سفيان بن سعيد، عن وائل بن داود، عن عبد اللّه البهي (1)،عن زينب قالت: قلت للنبي صلى اللّه عليه و سلّم: إنّ أبا العاص بن الربيع إن قرب فابن عم، و إن بعد فأبو ولد، و إنّي قد أجرته، فأجاره النبي صلى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسن علي بن محمّد المقرئ، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، نا يوسف بن يعقوب، نا محمّد بن كثير، نا سفيان ابن سعيد، عن وائل بن داود، عن عبد اللّه البهي، عن زينب قالت: قلت للنبي صلى اللّه عليه و سلّم: إن أبا العاص بن الربيع إن قرب فابن عمّ ، و إن بعد فأبو ولد، و إنّي قد أجرته، فأجاره النبي صلى اللّه عليه و سلّم.

قال البيهقي: و قيل عن عبد اللّه: إن زينب قالت للنبي صلى اللّه عليه و سلّم، و هو مرسل.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن صالح الأبهري، نا أبو عروبة الحسين بن محمّد بن مودود الحراني بحرّان، نا جدي عمرو بن أبي عمرو، نا أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم، نا الحجاج بن أرطاة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عمرو: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ردّ زينب إلى زوجها أبي العاص بنكاح جديد (2).

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد، نا أبو علي بن المذهب، لفظا، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي، نا يزيد بن هارون، أنا الحجاج بن أرطاة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ردّ ابنته على أبي العاص بمهر جديد و نكاح جديد.

قال أبي: في حديث حجاج:«ردّ زينب ابنته». قال: هذا حديث ضعيف. أو قال:

واهي (4).قال: و لم يسمعه الحجاج من عمرو بن شعيب، إنّما سمعه من محمّد بن عبيد اللّه العرزمي، و العرزمي لا يسوى حديثه (5) شيئا، و الحديث الصحيح الذي روي: أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم أقرّهما على النكاح الأوّل[13476].

ص: 19


1- من طريقه رواه ابن حجر في الإصابة 122/4.
2- الإصابة 122/4.
3- رواه أحمد بن حنبل في المسند 657/2 رقم 6956.
4- كذا بالأصل:«واهي» بإثبات الياء.
5- بالأصل: حديث، و المثبت عن المسند.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن الآبنوسي.

أخبرنا عمر بن إبراهيم بن كثير الكتّاني (1)،نا عبد الوهاب بن أبي حيّة أبو القاسم، نا محمّد بن معاوية بن صالح، نا محمّد بن سلمة، عن محمّد بن إسحاق، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: ردّ النبي صلى اللّه عليه و سلّم ابنته على زوجها بالنكاح الأول، لم يحدث شيئا.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنبأ أبو نصر بن طلاّب، أنا أبو الحسن بن جميع، نا محمّد بن أحمد العسكري أبو بكر، بالبصرة، نا محمّد ابن خالد بن حليمة، نا أحمد بن خالد الذهبي، نا محمّد بن إسحاق، نا داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: ردّ النبي صلى اللّه عليه و سلّم زينب على أبي العاص بن الربيع على النكاح الأول بعد ست سنين (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، نا أبو القاسم البغوي، نا عبد اللّه بن سعد الزهري، نا عمي يعقوب بن إبراهيم بن سعد، حدّثني أبي، عن الوليد بن كثير، حدّثني محمّد بن عمرو بن خلخلة الدؤلي: أن ابن شهاب حدّثه أن علي بن الحسين حدّثه عن المسور بن مخرمة قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و ذكر صهرا له من بني عبد شمس، فأثنى عليه في مصاهرته إياه فأحسن، قال:«حدّثني فصدقني و وعدني فوفى لي» (3)[13477].

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا أحمد بن إبراهيم بن يوسف بن عمر بن سعد بن أبي وقّاص أبو بكر، نا عقبة بن قبيصة، نا أبي، عن عمار بن سيف، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن ابن أبي أوفى، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«من تزوجت إليه أو تزوّج إليّ فحرّمه على النار - أو قال أدخله الجنّة»[13478].

ص: 20


1- تحرفت بالأصل إلى: الكناني.
2- قال أبو شامة في المختصر: قلت: يعني و اللّه أعلم بعد ست سنين من الهجرة لا من حين فرق الإسلام بينهما، فذكر ذلك تاريخا لوقت الرد لا غير و اللّه أعلم.
3- الإصابة 122/4.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد (1) بن عمر، أنا محمّد بن علي بن الفتح، نا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن إسماعيل الواعظ ،.... (2) أنا أبو بكر محمّد بن جعفر بن أحمد ابن يزيد العسكري، نا يحيى بن أبي طالب، نا محمّد بن إبراهيم الشامي، نا عمار بن سيف، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عمرو قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«سألت ربي عزّ و جل أن لا أتزوج إلى أحد من أمتي و لا يتزوّج إليّ أحد من أمتي إلاّ كان معي في الجنّة، فأعطاني ذلك»[13479].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد الزهري، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، نا سليمان بن عمر بن الأقطع، نا إبراهيم بن عبد السّلام، عن إبراهيم بن يزيد، عن محمّد بن عباد بن جعفر، قال:

سمعت ابن عمر يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«كلّ نسب و صهر ينقطع يوم القيامة إلاّ نسبي و صهري»[13480].

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنبأ أحمد بن معروف، أنا ابن الفهم، نا ابن سعد، أنا محمّد بن عمر، نا مصعب بن ثابت، عن عيسى بن معمر، قال محمّد بن عمر، و نا سعد بن راشد، عن صالح بن كيسان، قالا:

كان أبو العاص بن الربيع يسمى جرو البطحاء لأنه كان متلدا بها متوسطا فيها، يعني في نسبه في قريش، فأسلم ثم رجع إلى مكة، و لم يشهد مع النبي صلى اللّه عليه و سلّم مشهدا، ثم قدم المدينة بعد ذلك، و توفي في ذي الحجّة سنة اثنتي عشرة في خلافة أبي بكر الصدّيق، و أوصى إلى الزبير بن العوّام، و ليس لأبي العاص عقب إلاّ من قبل ابنة [له] (3) ولدت القاسم بن محمّد بن عبد الرّحمن بن عوف (4).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر، نا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن محمّد بن إسحاق، قال:

ثم إن أبا العاص رجع إلى مكة بعد ما أسلم، فلم يشهد مع النبي صلى اللّه عليه و سلّم مشهدا ثم قدم المدينة بعد

ص: 21


1- بالأصل:«أعبد» قارن مع مشيخة ابن عساكر 235/أ.
2- بياض بالأصل.
3- سقطت من الأصل، زيدت عن مختصر أبي شامة.
4- و اسم أمه مريم بنت أبي العاص. انظر نسب قريش ص 270.

ذلك، فتوفي في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة في خلافة أبي بكر، و أوصى إلى الزبير بن العوّام.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلص، نا عبيد اللّه السكري، نا زكريا المنقري، نا الأصمعي، عن عبد الرّحمن بن أبي الزناد، عن أبيه قال: و مات أبو العاص بن الربيع سنة اثنتي عشرة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى، نا خليفة، قال (1):و فيها يعني سنة اثنتي عشرة مات أبو العاص بن الربيع زوج زينب ابنة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد.... (2)

أبو سلمى.... (3) قال: سنة اثنتي عشرة فيها مات أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، و اسمه جرو البطحاء، يعني أنه متلد بها، زوج زينب بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، مات بالمدينة في ذي الحجّة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، أنا أبو طاهر المخلص، إجازة، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم، قال: سنة ثلاث عشرة فيها مات أبو العاص بن الربيع، صهر النبي صلى اللّه عليه و سلّم.

8628 - أبو العالية الرياحي

اسمه رفيع بن مهران، تقدّم ذكره في حرف الراء.

8629 - أبو العالية

سمع عمر بن عبد العزيز.

روى عنه جعفر بن محمّد... (4).

ص: 22


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 119 (ت. العمري).
2- بياض بالأصل بمقدار كلمة.
3- بياض بالأصل بمقدار كلمة.
4- بياض بالأصل.

[أخبرنا] (1) أبو محمّد بن الأكفاني، أنا علي بن الحسين بن أحمد بن صصرى، نا عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، نا إبراهيم بن سنان، نا يزيد بن أحمد السلمي، ثنا ابن أبي الحواري، نا جعفر بن محمّد، عن أبي العالية، قال: سهرت مع عمر بن عبد العزيز ذات ليلة، فقلت: يا أمير المؤمنين ما يبقي منك تعب النهار و سهر الليل ؟ قال: لا تفعل، فإن لقاء الرجال للرجال تلقيح لألبابها.

8630 - أبو عامر الأشعري

اسمه عبيد بن وهب، تقدّم ذكره في حرف العين.

8631 - أبو عامر

حدّث ببيروت عن أبي الدرداء.

روى عنه عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أحمد بن سليمان الكندي، ثنا هشام بن عمار، نا صدقة بن خالد، نا ابن جابر، قال:

سمعت شيخا ببيروت يكنى أبا عامر أظنّه حدّثني عن أبي الدرداء أن رجلا يقال له حرملة أتى النبي صلى اللّه عليه و سلّم فقال: الإيمان هاهنا (2)،و أشار إلى لسانه، و النفاق هاهنا، و أشار إلى قلبه، و لا أذكر اللّه إلاّ قليلا، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«اللّهمّ اجعل له لسانا ذاكرا، و قلبا شاكرا، و ارزقه حبّي و حب من يحبّني، و صيّر أمره إلى خير» قال: يا رسول اللّه إنه كان لي صاحب من المنافقين، و كنت رأسا فيهم، أ فلا آتيك بهم ؟ فقال:«من أتانا استغفرنا له، و من أصرّ على دينه فاللّه أولى به، و لا تخرقن على أحد سترا»[13481].

8632 - أبو عامر الرّحبي الحمصي

روى عن واثلة بن الأسقع.

روى عنه العلاء بن عتبة اليحصبي الحمصي.

ص: 23


1- مكانها بياض بالأصل، و الذي في مختصر أبي شامة: حكى عنه جعفر بن محمد شيخ لأحمد بن أبي الحواري.
2- كتبت فوق الكلام بالأصل.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، شفاها، نا عبد العزيز الكتاني.

و أنبأنا أبو عبد اللّه بن أبي العلاء، و أبو محمّد بن صابر، قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأ أبو الحسن علي بن موسى بن الحسين، قال: حدّثنا أبو سليمان محمّد بن عبد اللّه بن زبر، أنا أحمد بن عمير بن جوصا، نا عمرو بن عثمان، نا الحارث بن عبيدة، عن العلاء بن عتبة اليحصبي، عن رجل من الرحبة، يعني أبا عامر:

أنّه قعد في حلقة بدمشق فيها واثلة بن الأسقع الليثي، فحدّث القوم فذكر حديثا في فعل أهل البيت - و في حديث الأكفاني عن أبي عامر أنّه قعد في حلقة بدمشق فيها واثلة بن الأسقع الليثي يحدث القوم - فلما أراد أن ينصرفوا أخذوا في غيبة علي بن أبي طالب حتى وصل إلى ذلك الرجل، و كان آخر من أراد القيام، فتناول واثلة يده فأقعده، و قال له: أ تعرف عليا؟ هل رأيته ؟ قال: لا، قال: أ فلا أحدّثك عن علي بن أبي طالب ؟ قال: بلى، قال: أتيت عليا أطلبه في منزله فلم أصبه، فاستجابت لي فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقالت: من تريد؟ قلت: أريد أبا الحسن، قالت: الساعة يأتيك من هذه الناحية، قال: فجاء علي و النبي صلى اللّه عليه و سلّم معه متوكئا عليه، فدخلا على فاطمة و الحسن و الحسين، ثم دعا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بمرط (1) فغشاهم به ثم قال:«اللّهمّ هؤلاء أهلي إِنَّمٰا يُرِيدُ اللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (2)[13482].

قرأت على أبي محمّد عبد اللّه بن أسد بن عمار، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو الحسين عبد اللّه بن عمرو بن معاذ العنسي الإمام بداريا، أنا أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم، نا أحمد بن المعلى، نا أبو القاسم عبد اللّه بن عبد الجبار الخبائري، ثنا الحارث بن عبيدة، حدّثني العلاء بن عتبة اليحصبي، عن أبي عامر قال:

جلست في حلقة بدمشق فيها واثلة بن الأسقع، صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلّم، فوقعوا في علي يشتمونه و ينتقصونه حتى إذا افترقت الحلقة جعلت أتوقع في علي، فقال لي واثلة: رأيت عليا؟ قلت: لا، قال: لم تقع فيه ؟ قلت: لأنّي سمعت هؤلاء يقعون فيه، قال: أ فلا أخبرك عن علي ؟ قال: أتيت منزله فقرعت الباب، فاستجابت لي فاطمة ابنة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، قالت:

ص: 24


1- المرط : كساء من خز أو صوف أو كتان.
2- سورة الأحزاب، الآية:32.

من ذا؟ قلت: واثلة، قالت: و ما حاجتك ؟ قلت: أردت أبا الحسن، قالت: أرقب الساعة يأتيك، فقعدت فأتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم متكئا على علي، فسلّمنا، فلمّا دخلا الدار دعا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فاطمة بمرط ، فأدخل رأسه تحته و أدخل رأس فاطمة، و رأس علي، و رأس الحسن، و الحسين تحته ثم قال:«اللّهمّ هؤلاء أهلي - ثلاثا-»، ثم قال:« إِنَّمٰا يُرِيدُ اللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً »فقلت:- و أنا من خارج - و أنا من أهلك ؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«و أنت من أهلي»، و اللّه ما أرجو غيرها.

أبو عامر هذا لا أقف على اسمه، فقد روى الحديث جماعة من أهل حمص ممن يكنى أبا عامر منهم أبو عامر عبد اللّه بن لحي الهوري، و أبو عامر عبد اللّه بن عامر الألهاني، و أبو عامر سليم، و أبو عامر لقمان بن عامر، و أبو عامر مسلم، و أبو عامر الحجري السرعي، و كلّ منهم تابعي، قد روى عن الصحابة، فاللّه أعلم أيهم هو؟؟؟ سلوه (1) أبو عامر.

8633 - أبو عائذ السّلميّ

8633 - أبو عائذ (2) السّلميّ

من سكان ظاهر باب الصغير.

حكى عنه الوليد بن مسلم.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن عبد الدائم بن الحسن، عن عبد الوهاب الكلابي، نا إبراهيم بن عبد الرّحمن بن مروان (3)،نا أحمد بن [إبراهيم بن] (4) ملاّس، نا ... (5)،عن الوليد بن مسلم، حدّثني أبو عائذ السّلميّ الذي كان يسكن خارج باب الصغير، قال:

مات جار لنا نصراني، قال: فأخذوا في غسله، قال: فبينما هم يغسلونه إذ استوى جالسا، قال: فقال: علي بالمسلمين، قال: فأتى الصريخ قال: فجئناه، فإذا به جالس، فقال: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، و أشهد أن محمّدا عبده و رسوله، قال: ثم مات، فولينا غسله و كفنه و الصلاة عليه.

ص: 25


1- كذا رسمها بالأصل.
2- تحرفت في مختصر ابن منظور إلى: عابد.
3- ترجمته في سير الأعلام 62/15.
4- زيادة لازمة للإيضاح، انظر الحاشية السابقة، فقد ذكره الذهبي في أسماء شيوخ إبراهيم.
5- كلمة غير واضحة بالأصل.

روى محمّد بن هشام بن ملاّس هذه الحكاية عن متوكل بن موسى، عن ابن عبد السّلام، قال: توفي جار لنا نصراني، فذكرها، فلا أدري هما اثنان أو واحد.

8634 - أبو عائشة

8634 - أبو عائشة (1)

مولى مروان بن الحكم.

سمع أبا هريرة، و أبا موسى الأشعري، و حذيفة بن اليمان.

روى عنه مكحول.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (2)،نا زيد بن الحباب، نا ابن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول [قال:

حدّثني] (3) أبو عائشة، و كان جليسا لأبي هريرة أن سعيد بن العاص دعا أبا موسى الأشعري و حذيفة بن اليمان، فقال: كيف كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يكبّر في الفطر و الأضحى ؟ فقال أبو موسى: كان يكبر أربع (4)[تكبيرات] (5) تكبيره على الجنائز و صدقه حذيفة، فقال أبو عائشة:

فما [نسيت بعد] (6) قوله تكبيره على الجنائز، و أبو عائشة حاضر (7) سعيد بن العاص.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأ أبو حامد الأزهري، أنبأ الحسن بن أحمد المخلدي، أنبأ أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن مسلم، نا عبد اللّه بن محمّد بن عيشون، نا محمّد بن سليمان، نا عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان، عن أبيه أنه سمع مكحولا يقول:

حدّثني أبو عائشة أن سعيد بن العاص دعا أبا موسى الأشعري، و حذيفة بن اليمان فسألهما:

كيف كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يكبّر في الأضحى و الفطر؟ فقال أبو موسى: كان يكبّر أربعا تكبيره على الجنائز، و صدّقه حذيفة، قال أبو موسى: و كذلك كنت أكبّر لأهل البصرة إذ كنت أميرا عليهم، قال (8) أبو عائشة: ما نسيت بعد قوله تكبيره على الجنائز، و أبو عائشة حاضر سعيد ابن العاص حديثهم هذا كله.

ص: 26


1- ترجمته في ميزان الاعتدال 543/4 و تهذيب التهذيب و تقريبه:(168/10 ترجمته 8483) ط دار الفكر و تهذيب الكمال 337/21.
2- رواه أحمد بن حنبل في المسند 173/7 رقم 19755 طبعة دار الفكر، و رواه من هذا الطريق المزي في تهذيب الكمال 337/21.
3- الزيادة لازمة عن المسند.
4- بالأصل: أربعا، و المثبت عن المسند.
5- زيادة عن المسند.
6- الزيادة عن المسند.
7- بالأصل:«حاضن» و المثبت عن المسند.
8- بالأصل: قالوا.

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم أخبرنا أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، ثنا سليمان بن أحمد، نا عبد اللّه بن محمّد بن عزيز الموصلي، نا غسان بن الربيع، نا ابن ثوبان، عن أبيه أنه سمع مكحولا يقول:

حدّثني أبو عائشة أن سعيد بن العاص دعا أبا موسى الأشعري، و حذيفة بن اليمان فسألهما كيف كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يكبّر في الأضحى و الفطر؟ فقال أبو موسى: أربعا كتكبيره على الجنائز، فصدّقه حذيفة، و قال أبو موسى: كذلك كنت أكبر لأهل البصرة إذ كنت عليهم أميرا.

أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم، و أبو صادق مرشد بن يحيى بن القاسم ابن علي.

و أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن عبد الرّحمن، أنبأ سهل بن بشر، أنبأ أبو الحسن محمّد بن الحسين بن محمّد بن الطفال سنة أربعين و أربعمائة (1)،أنبأ أبو الطاهر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه... (2) الذهلي نا موسى بن هارون، نا إسحاق بن راهويه، أخبرني بقية بن الوليد، حدّثني يحيى بن سعد، عن خالد بن معدان، عن أبي عائشة:

أن نفرا من اليهود أتوا النبي صلى اللّه عليه و سلّم، فقالوا: نسألك عن ثلاثة أشياء لا يعلمهن إلاّ نبي، فذكر ابن راهويه الحديث، و فيه: أن مني الرجل أبيض غليظ ، و مني المرأة أصفر رقيق، قال موسى و فيه كلام لا أعرفه في شيء من الحديث، فتركته، و لا نعرف أبا عائشة هذا، و نرى أنه رجل لم يلق النبي صلى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالا: أنا [أبو] (3) الحسين بن الآبنوسي، إجازة، أنا أبو القاسم بن عتاب، أنا أحمد بن عمير، إجازة.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير، قراءة، قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الرابعة: أبو عائشة دمشقي (4)،لم يزد على هذا.

ص: 27


1- تحرفت بالأصل إلى السبعمائة.
2- كلمة غير مقروءة، مطموسة بالأصل.
3- سقطت من الأصل.
4- تهذيب الكمال 337/21.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم (1) قال:

أبو عائشة القرشي مولى سعيد بن العاص عن أبي موسى الأشعري و حذيفة بن اليمان، حدّث عنه مكحول.

8635 - أبو عامر المكّيّ

8635 - أبو عامر (2) المكّيّ

إن لم يكن محمّد بن عبيد اللّه بن أبي صالح فهو غيره.

قدم دمشق، و ناظر بها غيلان القدري.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي، أنا عبد العزيز بن علي بن أحمد الخياط ، أنا عبيد اللّه بن محمّد بن سليمان، أنا جعفر بن محمّد ابن المستفاض الفيريابي، نا محمّد بن المصفى، نا بقية، حدّثني محمّد بن نافع الثقفي، عن محمّد بن عبيد، عن رجل، عن أبي عامر المكّيّ ، قال:

لقيت غيلان بدمشق مع نفر من قريش، فسألوني أن أكلمه، فقلت: اجعل لي عهدا للّه و ميثاقا أن لا تغضب، و لا تجحد، و لا تكتم. قال: فقال ذلك لك. فقلت: نشدتك باللّه هل في السماوات أو في الأرض شيء قط من خير أو شر لم يشأه اللّه، و لم يعلمه حتى كان ؟ قال غيلان: اللّهمّ لا، قال: قلت: فعلم اللّه بالعباد كان قبل (3) أداء أعمالهم ؟ فقال غيلان: بل علمه كان قبل أعمالهم، قلت: فمن أين كان علمه بهم ؟ من دار كانوا فيها قبله، جبلهم في تلك الدار غيره، و أخبره الذي جبلهم في الدار عنهم (4) أم من دار جبلهم هو فيها، و خلق لهم القلوب التي يهوون بها المعاصي ؟ قال غيلان: بل من دار جبلهم هو فيها، و خلق لهم القلوب التي يهوون بها المعاصي، قلت: فهل كان يحب أن يطيعه جميع خلقه ؟ قال غيلان: نعم، قلت: انظر ما تقول، قال: هل معها غيرها؟ قلت: نعم، قلت: فهل كان إبليس يحب أن يعصي اللّه جميع خلقه ؟ قال: فلما عرف الذي أردت، سكت فلم يرد علي شيئا، قال: ثم قال: يا أبا عامر، هل لهؤلاء الكلمات من أصل ؟ قلت: نعم، أجيك بهن من كتاب اللّه عزّ

ص: 28


1- رواه المزي في تهذيب الكمال 337/21 نقلا عن أبي أحمد الحاكم.
2- كذا وقع بالأصل هنا، و حقّه أن يقدم إلى ما قبل ترجمة أبي عائذ السلمي.
3- في مختصر ابن منظور: قبل أو أعمالهم.
4- بالأصل:«عنهم غيره» و بحذف «غيره» يستقيم السياق.

و جل: إن اللّه خلق جميع خلقه من أربعة أشياء، لم يخلق شيئين من شيء واحد، فجعل الطاعة في اثنين و جعل المعصية في اثنين فاللذان (1) فيهما الطاعة هي فيهما إلى يوم القيامة، و اللذان (2) فيهما المعصية هي فيهما إلى يوم القيامة، إنّ اللّه خلق الملائكة من نور، و خلق الجان من نار، و خلق البهائم من ماء، و خلق آدم من طين، فجعل الطاعة في الملائكة و البهائم، و جعل المعصية في الجن و الإنس، قال غيلان: صدقت.

8636 - أبو عامر الحكمي

اسمه خثيم (3) بن ثابت، تقدّم ذكره في حرف الخاء.

8637 - أبو عباد

حكى عن القاسم بن (4) عثمان الجوعي.

حكى عنه إبراهيم بن محمّد بن الحسن أبو إسحاق الأصبهاني، و هو زيرك بن عبد اللّه، تقدم ذكره في حرف الزاي.

[ذكر من اسمه أبو العباس]

اشارة

[ذكر من اسمه أبو العباس] (5)

8638 - أبو العبّاس

إن لم يكن الوليد بن مسلم فلا أدري من هو.

روى عن إبراهيم بن أبي يحيى.

روى عنه إبراهيم بن سعيد الجوهري.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين المقرئ، نا أبو الحسين بن المهتدي (6)،أنا عبد اللّه الفرضي، أنا عثمان بن أحمد، نا إسحاق بن أحمد، نا إسحاق بن إبراهيم بن سنين، قال:

و كتب أيضا من كتاب إبراهيم بن سعيد يعني الجوهري، حدّثني شيخ من أهل دمشق رأيته بها

ص: 29


1- بالأصل: فالذين.
2- بالأصل: فالذين.
3- تحرفت بالأصل إلى:«خيثم» راجع ترجمته في تاريخ مدينة دمشق 322/16 رقم 1945 طبعة دار الفكر.
4- تحرفت بالأصل إلى: عن.
5- الزيادة عن مختصر أبي شامة.
6- تحرفت بالأصل إلى: المهندس.

و كان ثقة، في سنة تسعين و مائة، يكنى أبا العبّاس، عن إبراهيم بن أبي يحيى، عن أبان، عن عكرمة مولى ابن عباس قال: كنت أنا و عطاء بن أبي رباح، و طاوس على مائدة ابن عباس فوقعت جرادة على المائدة، فقال محمّد بن علي بن أبي طالب: أخبرني أبي (1) علي بن أبي طالب أن هذه النقط السوداء التي في جناح الجرادة كتاب بالسريانية: إنّي أنا اللّه، إله العالمين، قاصم الجبارين، خلقت الجراد و جعلته جندا من جنودي، أهلك به من أشاء من عبادي.

8639 - أبو العبّاس السّفّاح

اسمه عبد اللّه بن محمّد، تقدّم ذكره في حرف العين.

8640 - أبو العبّاس بن جعفر المتوكل بن محمّد المعتصم بن هارون الرشيد

ابن محمّد المهدي بن عبد اللّه المنصور بن محمّد بن علي بن عبد اللّه

ابن عباس الهاشمي، المعروف بأبي العبّاس الكبير

قدم دمشق مع أبيه المتوكل سنة ثلاث و أربعين و مائتين، فيما قرأته بخط عبد اللّه بن محمّد الخطابي، و كان المعتمد أخوه قد خاف أن يبايع له بالخلافة، فحذره و أخاه أبا محمّد ابني المتوكل إلى بغداد (2) فحبسا يوم الخميس لعشر خلون من جمادى الآخرة سنة إحدى و سبعين و مائتين، ثم رضي عنهما (3)،و خلع عليهما في صفر سنة اثنتين و سبعين، و أذن لهما في الشخوص إلى سرّ من رأى.

ذكر أبو الحسن محمّد بن أحمد بن القواس الورّاق قال: و في صفر سنة أربع و سبعين و مائتين مات أبو العبّاس الكبير بسرّمن رأى .

8641 - أبو العبّاس القطان البيروتي

8641 - أبو العبّاس القطان (4) البيروتي

روى عن عقبة بن علقمة.

ص: 30


1- استدركت على هامش الأصل.
2- بالأصل: الحداد، و المثبت عن مختصر أبي شامة.
3- بالأصل: عنهم، و المثبت عن مختصر أبي شامة.
4- كذا ورد بالأصل هنا، و ورد في أسماء شيوخ يزيد بن محمد بن عبد الصمد في تهذيب الكمال 372/20 «أبو العباس البيروتي العطار» و سيرد في الخبر التالي: العطار.

روى عنه يزيد بن محمّد، و وثّقه.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنبأ أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد، أنبأ أبو بكر بن إسماعيل، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا يزيد بن عبد الصّمد الدمشقي، نا أبو العباس العطار (1) البيروتي، ثقة، نا عقبة بن علقمة، عن يونس بن يزيد الأيلي، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«لا تسافر المرأة إلاّ و معها ذو محرم»[13483].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبي أبو العبّاس، و القاضي أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن أبي الرضا، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي نصر، نا الحسن بن حبيب، نا يزيد بن عبد الصّمد، نا أبو العبّاس العطار، أنا عقبة بن علقمة، عن الأوزاعي، عن أبي الزبير، عن جابر ابن عبد اللّه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم كان في الدفعتين ثنتيها كافّا (2) راحلته يقول لمن خلفه:

«السكينة السكينة»[13484].

أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن (3)،رحمه اللّه، قال:

8641م - أبو العبّاس الأعرج، وكيل القاضي

حكى عن القاضي محمّد بن إسماعيل بن عليّة.

حكى عنه: أبو الطيب محمّد بن حميد الحوراني.

قرأت بخط أبي نصر بن الجبّان، عن أبي هاشم المؤدب، حدّثني محمّد بن حميد، نا أبو العباس الأعرج المخاصم، قال: دخل يزيد بن عبد الصّمد على محمّد بن إسماعيل القاضي، و كان قد أكل ثوما، فقال يزيد حين شمّ رائحة الثوم: أف، من أكل هذا الخرا؟ فقال القاضي: أنا أكلته (4).

8642 - أبو العبّاس المروزي

حدّث عن هشام بن عمار.

ص: 31


1- كذا ورد بالأصل هنا، و ورد في أسماء شيوخ يزيد بن محمد بن عبد الصمد في تهذيب الكمال 372/20 «أبو العباس البيروتي العطار» و سيرد في الخبر التالي: العطار.
2- بالأصل: كاف.
3- تحرفت بالأصل إلى: الحسين.
4- استدركت عن هامش الأصل.

روى عنه محمّد بن خلف.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،نا محمّد بن خلف، حدّثني أبو العبّاس المروزي، نا هشام بن عمار، قال: قال لي سويد بن عبد العزيز: قال لي شعبة: تأخذ (2) عن أبي الزبير و هو لا يحسن يصلّي، و تأخذ عن أبان بن أبي عياش، و إنّما كان قتادة يروي عن أنس مائتي حديث، و هو يروي ألف حديث، قال: ثم ذهب هو فأخذ منهم (3).

8643 - أبو العبّاس الحنفيّ

قدم دمشق، و حدّث بها عن عبد اللّه بن نوح الأنصاري.

روى عنه الحسن بن حبيب الحصائري.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلم عنه، أنا أبو منصور أحمد بن عبد اللّه بن أحمد الفرغاني، نا أبو علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك الدمشقي، إمام مسجد الجابية بدمشق، ثنا أبو (4)العباس الحنفي، قدم علينا دمشق، صاحب حديث، نا عبد اللّه بن نوح الأنصاري ..... (5)،أخبرني محمّد بن..... (6) بن مصعب أبو طاهر، نا الأصمعي قال:

دخلت على العتّابي و قد كان أمير المؤمنين المأمون أنزله المخرّم (7) فوجدته على بند بلا متكأ و بين يديه كلب رابض، و إناء فيه شراب، و هو يشرب شربة و يلعق الكلب أخرى، فقلت له: رحمك اللّه أنت في سنك و علمك (8) و محلك من أمير المؤمنين تنادم كلبا؟ فقال:

دعني منك، إن هذا خلف من قرناء السوء، و هو مع هذا يصبر على قليلي و كثيري، و يحفظني في مغيبي و مشهدي، و يدفع أذاه و أذى غيره، قال: فوصفه بصفة حتى تمنيت أنّي كنت كلبا (9)،ثم أنشدني فيه شعرا:

ص: 32


1- رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 122/6 في ترجمة أبي الزبير محمد بن مسلم بن تدرس.
2- في الكامل لابن عدي: لا تأخذ.
3- قوله:«فأخذ عنهم» استدرك على هامش الأصل.
4- تحرفت بالأصل إلى: أبي.
5- كلمة غير مقروءة بالأصل.
6- بياض بالأصل.
7- تحرفت بالأصل إلى: الخرم.
8- تحرفت بالأصل إلى: و عملك، و المثبت عن مختصر ابن منظور.
9- كذا بالأصل،«تمنيت أني كنت كلبا» و في مختصر ابن منظور: حتى تمنّى أنه كلب.

و نديم كان مهجة النف *** س تخيرته على حالتيه

عنده الحلم في المجالس و الطا *** عة أكرم به لدى خلتيه

و هو دان إذا دنوت و إن غب *** ت رعاني مكانتي حافظيه

إن تناولت عرضه أو تقرب *** ت فسيّان ذا و هذا لديه

أقمر أزرق كأن سراجي *** ن يضيئان في سنا مقلتيه

يشرب الكأس إن أمرت و إلاّ *** لم يكلّح بسقطة عطفيه

مطرق تارة و أخرى يراعي *** نبوة للعدو عن جانبيه

إن تغيبته أشاح و إلاّ *** لم يزل ملهيا لها مسمعيه

و إذا أقمت للصلاة أو الحا *** جة لم أجل عن مدى نابيه

فهو خلّ و صاحب نديم *** و هو دان إذا دنوت إليه

8643 - أبو العبّاس الورّاق

حكى عن الجنيد بن محمّد، و أبي عبد اللّه أحمد بن يحيى الجلاّء (1).

روى عنه عبد الواحد بن بكر الورثاني، و أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن شاذان ... (2).

[أخبرنا (3)]أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل، و أبو الأسعد عبد الرّحمن بن عبد الواقد، و أبو المحاسن عبد الرزّاق بن عبد اللّه، قالوا: أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك بن علي المؤذن قال: سمعت محمّد بن الحسين السلمي يقول: سمعت أبا الفرج عبد الواحد بن بكر الورثاني يقول: سمعت أبا العباس الدمشقي يقول: سمعت الجنيد يقول: سمعت محمّد ابن أبي الورد يقول:

في ارتفاع الغفلة ارتفاع العبودية، ثم الغفلة غفلتان: غفلة رحمة و غفلة نقمة، فأما التي هي رحمة، فلو كشف الغطاء، و شهد القوم العظمة،[ما] (4) انقطعوا عن العبودية، و مراعاة الشر، و أما التي هي نقمة، فهي الغفلة التي تشغل العبد عن طاعة اللّه بمعصية.

ص: 33


1- انظر أخباره في الرسالة القشيرية ص 403.
2- بياض بالأصل.
3- مكانها بياض بالأصل.
4- استدركت عن طبقات الصوفية لأبي عبد الرحمن السلمي.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، و نقلته من خطه، أنا الشريف أبو علي إسماعيل بن أحمد بن بلال المقرئ الدمياطي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الأردستاني، أنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن الحسين السلمي، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن شاذان، قال:

سمعت أبا العبّاس الورّاق الدمشقي يقول: سمعت أبا عبد اللّه بن الجلاء يقول:

مات أبي فجعلناه على المغتسل، قال: فكشفنا عن وجهه فإذا هو يضحك و هو ميت، قال: و التبس على الناس أمره، فقالوا: هو حيّ ، فجاءوا بالطبيب و غطّينا وجهه، و قلنا: خذ مجسّه فأخذ مجسّه فقال: هذا ميت، فكشفنا عن وجهه، و قلنا خذ مجسّه فأخذ مجسّه فقال:

هذا ميت، فكشفنا عن وجهه فنظر إليه الطبيب فرآه ضاحكا، فقال: لا و اللّه ما أدري ميت هو أو حيّ ، فكلما جاء إنسان يغسّله يهابه، و لا يقدر على غسله، فقام إلينا الفضل بن الحسين - و كان من كبار العارفين - فغسّله و صلّى عليه و دفنه.

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل، أنبأ أبو بكر بن يحيى إبراهيم، أنا أبو عبد الرّحمن السلمي في كتاب تاريخ الصوفية قال: أبو العبّاس الورّاق الدمشقي من كبار مشايخ أهل دمشق.

8644 - أبو عباية

رجل من الصالحين، أمر بشر بن مروان بالمعروف، فضربه بالسياط حتى مات. له ذكر يأتي في ذكر اسم له غير مسماه.

[ذكر من اسمه: أبو عبد اللّه]

اشارة

[ذكر من اسمه: أبو عبد اللّه] (1)

8645 - أبو عبد اللّه الصنابحي

اسمه عبد الرّحمن بن عسيلة، تقدّم ذكره في حرف العين.

8646 - أبو عبد اللّه العبسيّ

أبو جدّ الهيثم بن عمران (2) بن عبد اللّه بن أبي عبد اللّه.

غزا في خلافة عمر بن الخطاب بلاد فارس، ثم سكن دمشق.

ص: 34


1- زيادة عن مختصر أبي شامة.
2- تحرفت بالأصل إلى:«عمار» و المثبت عن مختصر أبي شامة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي، و علي بن زيد السّلميان، قالا: أنبأ نصر ابن إبراهيم، زاد الفرضي: و عبد اللّه بن عبد الرزاق، قالا: أنا أبو الحسن بن عوف، نا أبو علي بن منير، أنا أبو بكر بن خريم، نا هشام بن عمار، نا الهيثم بن عمران، قال: كان أبو عبد اللّه يعني أبا جده ممن حضر مع عقبة بن غزوان السّلمي فتح إصطخر ثم قفلوا، فكتب عمر بن الخطاب إلى صاحب الشام أن: عد أبا عبد اللّه في سبعين من العطاء، و عد عياله في عشرة عشرة.

8647 - أبو عبد اللّه الأشعريّ

8647 - أبو عبد اللّه الأشعريّ (1)

من أهل دمشق.

روى عن أبي الدرداء، و معاذ بن جبل، و خالد بن الوليد، و عمرو بن العاص، و شرحبيل بن حسنة، و يزيد بن أبي سفيان.

روى عنه أبو صالح الأشعريّ ، و إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر، و يزيد بن أبي مريم، و زيد بن واقد مرسلا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا داود بن رشيد، نا الوليد بن مسلم، عن شيبة بن الأحنف.

و أخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا داود، نا الوليد بن مسلم، عن ابن الأحنف، هو شيبة بن الأحنف، سمع أبا سلام الأسود يقول: أخبرني أبو صالح الأشعريّ ، أن أبا عبد اللّه الأشعريّ حدّثه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أبصر رجلا - و في حديث أبي يعلى: بصر برجل - لا يتم ركوعه و لا سجوده، فقال:«لو مات هذا على ما هو عليه لمات على غير ملة محمّد صلى اللّه عليه و سلّم، فأتمّوا الركوع و السجود، فإن مثل الذي يصلي، و لا يتم ركوعه و لا سجوده مثل الجائع - زاد أبو يعلى:

الذي، و قالا:- لا يأكل التمرة و التمرتين، لا تغنيان عنه شيئا»[13485].

قال أبو صالح: فلقيت أبا عبد اللّه - زاد البغوي: بعد ذلك، و قالا:- فقلت: من حدّثك بهذا؟ فقال أبو يعلى: هذا الحديث أنه سمعه من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فقال: حدّثني - زاد

ص: 35


1- ترجمته في تهذيب الكمال 340/21 و تهذيب التهذيب و تقريبه(246/9 ت 7041) ط دار الفكر و الجرح و التعديل 400/9.

البغوي: به - أمراء الأجناد: خالد بن الوليد، و شرحبيل بن حسنة، و عمرو بن العاص أنّهم سمعوه من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم - و قال الموصلي: من النبي صلى اللّه عليه و سلّم-.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا جعفر بن محمّد بن جعفر، نا أبو زيد أحمد بن عبد الرحيم الحوطي، نا أبو المغيرة، نا الأوزاعي، نا يزيد بن أبي مرة، و حدّثني أبو عبد اللّه أنه رأى معاذ بن جبل و أبا الدرداء دخلا المسجد و الناس في الصلاة، يلتجئان (1) إلى بعض اسطوانات المسجد يوتران ثم يلحقان بالناس.

أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الأديب، إذنا، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي، إجازة.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد (2)،قال:

أبو عبد اللّه الأشعريّ سمع خالد بن الوليد، و يزيد بن أبي سفيان، و شرحبيل بن حسنة، روى عنه أبو صالح الأشعريّ ، و إسماعيل بن عبيد اللّه، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا جعفر بن محمّد بن جعفر، نا أبو زرعة، قال في الطبقة التي تلي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و هي العليا: أبو عبد اللّه الأشعريّ و لم أجد أحدا سمّى (3) أبا عبد اللّه.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، و أخوه [أبو] (4) عبد اللّه، قراءة عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب (5)،أنا أحمد بن عمير، إجازة.

و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنبأ أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير، قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الأولى أبو عبد اللّه الأشعريّ (6)،روى عن أمراء الأجناد.

ص: 36


1- كذا.
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 400/9.
3- بالأصل: أسمى.
4- سقطت من الأصل.
5- تحرفت بالأصل إلى: غياث.
6- تهذيب الكمال 340/21.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، قال:

أنا أبو أحمد، قال:

أبو عبد اللّه الأشعريّ سمع عمرو بن العاص، و خالد بن الوليد، و يزيد بن أبي سفيان، و شرحبيل بن حسنة، و أبا الدرداء، روى عنه إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر، و أبو صالح الأشعري، حديثه في الشاميين.

8648 - أبو عبد اللّه

حدّث عن أكثم بن الجون.

روى عنه حييّ بن مخمر الأوصابي (1)،و يقال: حييّ بن عبد اللّه.

أخبرتنا أم المجتبى (2) بنت ناصر، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر المقرئ، أنا أبو يعلى، نا أبو همام، حدّثني سعيد الزبيدي، حدّثني حييّ (3) بن مخمر، حدّثني أبو عبد اللّه الدمشقي، قال: سمعت أكثم بن الجون يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«خير القرون قرني»[13486].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، أنبأ القاضي أبو جعفر محمّد بن أحمد بن محمّد السمناني، نا نصر بن أحمد بن محمّد بن الخليل الفقيه بالموصل، نا أبو يعلى.

و أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا أبو همّام الوليد بن شجاع، حدّثني سعيد الزبيدي - و هو ابن عبد الجبار - حدّثني حييّ بن مخمر (4) الوصّابي - و قال ابن المقرئ: الأوصابي (5)- حدّثني أبو عبد اللّه الدمشقي، قال: سمعت أكثم بن الجون الكعبي يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم - و قال ابن المقرئ قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم-: «يا أكثم بن الجون، اغز مع غير قومك يحسن خلقك، و تكرم على رفقائك»[13487].

ص: 37


1- كذا بالأصل و مختصر أبي شامة، و في الاكمال لابن ماكولا 582/2 الوصّابي.
2- تحرفت بالأصل إلى: المجد.
3- تحرفت بالأصل هنا إلى: يحيى.
4- تحرفت بالأصل إلى: محمد.
5- راجع الأنساب الأوصابي 229/1 نسبة إلى أوصاب قبيلة من حمير، و الأنساب 606/5 و الوصابي نسبة إلى و صاب، و هو من حمير.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو نصر بن قتادة، و أبو بكر محمّد بن إبراهيم الفارسي، قالا: أنا أبو عمرو بن مطر، ثنا إبراهيم بن علي، نا يحيى بن يحيى، أنا رجل من أهل الشام، عن حيي بن مخمر الوصّابي، قال: سمعت أبا عبد اللّه من أهل دمشق عن أكثم بن الجون الخزاعي ثم الكعبي قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«يا أكثم بن الجون، اغز مع غير قومك يحسن خلقك، و تكرم على رفقائك، يا أكثم بن الجون خير الرفقاء أربعة، و خير الطلائع أربعون، و خير السرايا أربع مائة، و خير الجيوش أربعة (1) آلاف، و لن يؤتى اثنا عشر ألفا من قلة، يا أكثم بن الجون لا ترافق المائتين (2)»، خالفهما بكر بن محمّد القرشي[13488].

أنبأنا أبو سعد المطرز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا محمّد بن الحسن أبو بحر، أنا محمّد بن يونس بن موسى، نا بكر بن محمّد القرشي، نا سعيد بن عبد الجبار الحمصي، عن سعيد بن شيبان، حدّثني عبيد اللّه الوصّابي رجل من أهل الشام، حدّثني رجل من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلّم يقال له أكثم بن الجون، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«يا أكثم لا يصحبك إلاّ أمين، و لا يأكل طعامك إلاّ أمين، و خير السرايا أربع مائة، و خير الجيوش أربعة آلاف، و لن يغلب قوم يبلغوا (3) اثنا عشر ألفا»[13489].

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (4):أما حيي بضم الحاء المهملة و يجوز كسرها و ياءين الآخرة منهما مشددة حيي بن مخمر الوصّابي، شامي، روى عن أبي عبد اللّه الدمشقي، عن أكثم بن الجون، روى حديثه أبو يعلى الموصلي، عن الوليد ابن شجاع.

8649 - أبو عبد اللّه

حرسي كان لعمر بن عبد العزيز.

حكى عن عمر بن عبد العزيز.

ص: 38


1- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
2- كذا بالأصل، و في مختصر ابن منظور: لا ترافق إلاّ مائتين.
3- كذا بالأصل: يبلغوا اثنا عشر ألفا.
4- الاكمال لابن ماكولا 582/2.

حكى عنه جعفر بن برقان الجزري، و جعفر بن.... (1) الأزدي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، بقراءتي عليه، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد ابن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي، نا محمّد بن عائذ، أنا الوليد بن مسلم، حدّثني مبشّر (2) بن إسماعيل، عن جعفر بن برقان، عن أبي عبد اللّه، حرسي عمر بن عبد العزيز قال: سمعت عمر بن عبد العزيز يقول:

حدّثني حرسي معاوية أنه قدم على معاوية بطريق من الروم، يعرض عليه جزية الروم عن كل من بأرض الروم من كبير أو صغير جزية دينارين دينارين، إلاّ عن رجلين الملك و ابنه، فإنه لا ينبغي للملك و ابنه أن يجزيا (3) فقال معاوية و هو في كنيسة من كنائس دمشق: لو صببتم (4) لي دنانير جزية حتى تملئوا هذه الكنيسة، و لا يجزي الملك و ابنه ما قبلتها منكم، قال الرومي: لا تماكرني فإنه لا يماكر أحد مكرا إلاّ و معه كذب فقال معاوية: أراك تمازحني، قال الرومي: إنك اضطررتني إلى ذلك، و غزوتني في البر و البحر و الصيف و الشتاء أما و اللّه يا معاوية ما تغلبوننا بعدد و لا عدّة و لوددت أن اللّه جمع بيننا و بينكم في مرج، ثم خلّى بيننا و بينكم، و رفع عنا و عنكم النصر حتى ترى. قال معاوية: ما له قاتله اللّه ؟ إنه ليعرف أن النصر من عند اللّه.

8650 - أبو عبد اللّه

مولى لعمر بن عبد العزيز.

حدّث عن أبي بردة بن أبي موسى.

روى عنه مروان بن جناح.

أنبأنا أبو القاسم عثمان بن علي بن عبد اللّه الوقاياتي، أنا أبو ياسر محمّد بن عبد العزيز بن أحمد الخياط ، أنا عبد الملك بن محمّد بن بشران، أنا أبو علي أحمد بن الفضل بن العباس بن خزيمة، نا أبو إسماعيل الترمذي، نا أبو عبد اللّه بن أبي السري العسقلاني، نا الوليد بن مسلم، حدّثني مروان بن جناح، قال: سمعت أبا عبد اللّه مولى لعمر بن عبد العزيز

ص: 39


1- غير واضحة بالأصل.
2- تحرفت بالأصل إلى: ميسر.
3- بالأصل:؟؟؟ «يجز» و المثبت عن مختصر ابن منظور.
4- بالأصل:«صبتم»، و المثبت عن مختصر ابن منظور.

و كان ثقة، قال: سمعت أبا بردة بن أبي موسى يحدّث عمر بن عبد العزيز عن أبيه قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إذا كان يوم القيامة دعي بالأنبياء و أممها، ثم يدعى بعيسى، فيذكره اللّه نعمته عليه، فيقرّ بها فيقول: يٰا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ، اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَ عَلىٰ وٰالِدَتِكَ (1) الآية، ثم يقول: أَ أَنْتَ (2) قُلْتَ لِلنّٰاسِ اتَّخِذُونِي وَ أُمِّي إِلٰهَيْنِ مِنْ دُونِ اللّٰهِ (3)، فينكر أن يكون قال ذلك، فيؤتى بالنصارى فيسألون فيقولون: نعم هو أمرنا بذلك، قال:

فيطول شعر عيسى حتى يأخذ كلّ ملك من الملائكة شعرة من شعر رأسه و جسده فيجاثيهم بين يدي [اللّه] (4) مقدار ألف عام، حتى يرفع عليهم الحجة، و يرفع لهم الصليب، و ينطلق بهم إلى النار».

8651 - أبو عبد اللّه، أو أبو عبيد اللّه الجزري

8651 - أبو عبد اللّه، أو أبو عبيد اللّه (5) الجزري

وفد على عمر بن عبد العزيز، و ولاه قسمة مال بالرقة.

روى عنه عبيد اللّه بن عمرو (6).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو أحمد محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن القاسم بن جامع الدهان، نا أبو علي محمّد بن سعيد بن عبد الرّحمن الحافظ الرقي (7)،نا محمّد بن إبراهيم ابن بنت جناد البغدادي (8)،نا بشر بن موسى [حدّثنا] (9) الخفاف، حدّثنا عبيد اللّه بن عمرو الرقي، حدّثني أبو عبد اللّه، و كان من أعوان عمر بن عبد العزيز، قال:

بعث إليّ عمر بن عبد العزيز فدفع إليّ مالا أقسمه بالرقّة، و كتب إلى وابصة (10) كتابا

ص: 40


1- سورة المائدة، الآية:110.
2- بالأصل: أنت.
3- سورة المائدة، الآية:116.
4- زيادة عن مختصر ابن منظور.
5- بالأصل:«عبد اللّه» تصحيف، و المثبت عن مختصري ابن منظور و أبي شامة.
6- في مختصر أبي شامة: عبيد اللّه بن عمر. خطأ، و هو عبيد اللّه بن عمرو بن أبي الوليد الأسدي، أبو وهب الرقي، ترجمته في تهذيب الكمال 254/12.
7- الخبر رواه أبو علي في تاريخ الرقة ص 9-10.
8- لفظتان غير واضحتين و صورتهما:«؟؟؟ جناه المقداوى» و المثبت عن تاريخ الرقة.
9- زيادة لازمة للإيضاح عن تاريخ الرقة.
10- يعني وابصة بن معبد بن عتبة بن الحارث، أبو الشعثاء، ترجمته في تهذيب الكمال 350/19.

يبعث معي بشرط يكفّون الناس عني، و قال: لا تقسم بينهم إلاّ على شاطئ نهر جار، فإني أخاف أن يعطشوا قال: قلت: يا أمير المؤمنين إنك تبعثني إلى قوم لا أعرفهم، و فيهم غني و فقير، فقال: يا هذا، كلّ من مدّ يده إليك فأعطه.

قال أبو علي محمّد بن سعيد، و لا أظن هذا إلاّ خطأ لأن وابصة لم يتأخر موته إلى خلافة عمر بن عبد العزيز، فلعله أن يكون إلى ابن وابصة، لأن وابصة لان سالما، ذكروا أنه ولي الرقة بعد أبيه.

[قال ابن عساكر:] (1) كان أبو عبد اللّه في الأصل مشتبها، فذكرته بالشك.

8652 - أبو عبد اللّه الشامي

حكى عن عمر بن عبد العزيز.

روى عنه أبو المليح الحسن بن عمر الرقي، و أظنه الحرسي الذي حكى عنه جعفر بن برقان.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، نا محمّد بن سليمان الباغندي، أبو نعيم الحلبي، نا أبو المليح، عن أبي عبد اللّه الشامي، قال: دخلت على عمر بن عبد العزيز بيته فرأيته قاعدا على عباءة و عليه قلنسوة مصرية.

8653 - أبو عبد اللّه البحراني

اسمه يزيد بن عبد اللّه، تقدّم ذكره في حرف الياء.

8654 - أبو عبد اللّه

من أهل دمشق.

حكى عنه أبو جعفر السائح.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، و ابن السمرقندي، قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد.

ح و أنبأنا أبو القاسم النسيب، نا عبد العزيز بن أحمد، قالا: أنا أبو محمّد نصر.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا علي بن الحسن بن عبد السّلام [أنا] (2) أبو

ص: 41


1- زيادة منا.
2- سقطت من الأصل.

الحسن علي بن موسى بن الحسين، أنا أبو القاسم بن طعان، قالا: أنبأنا الحسن بن حبيب، نا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم البغدادي، نا محمّد بن يحيى الأزدي، نا جعفر بن أبي جعفر الرازي، حدّثني أبو جعفر السائح قال: سمعت أبا عبد اللّه الدمشقي قال:

أتى رجل الشعبي فقال له: دلني على ما أسألك - زاد ابن طعان: عنه، و قالا:- قال:

سل، قال: دلني على طعام حلال آكله، لا يسألني اللّه عنه يوم القيامة، فيحبسني في الحبس الطويل، و دلّني على لباس حلال، أصلي فيه لا يكون للّه علي فيه تبعة. قال: فاسترجع الشعبي، و تفكّر ساعة ثم قال للرجل: هذه مسألة ما سألني عنها أحد - زاد ابن طعان: من قبلك، و قالوا:- تريد أن تعمل بما سألت ؟ قال: ليس ذا عليك، أجب عما سألتك عنه و لا تحبسني، فقال الشعبي: انطلق إلى ساحل البحر، فأطلب جزيرة تنبت فيها الحلفاء فانسج منها جبة - زاد ابن طعان: و البسها - و صم و صلّ فإذا جعت فانطلق إلى ساحل البحر، فتصيد سمكة بيدك و لا تصدها بشبكة فكلها و لا تشوها، فإذا قدمت على اللّه لم يكن له - و قال:

.... (1) عليك فيها تبعة يسألك عنها، فما لزمك من ذلك فخذ به الشعبي فانطلق الرجل.

و هرب الشعبي من الحجاج فأخذ يدور في البلاد فبينا هو بساحل البحر بعد اثنتي عشرة سنة رأى ذلك الرجل عليه مدرعة من حصر، و سمكة موضوعة في الشمس، فقال الشعبي:

أ تعرفني ؟ قال: نعم، قال: من أنا؟ قال: أنت الذي ترشد الناس و تضل نفسك، قال: فبكى الشعبي.

8655 - أبو عبد اللّه الدمشقي

حكى عنه نوح بن قيس.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، و محمّد بن جعفر بن محمّد بن مهران، قالا: أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أبو الحسن اللنباني، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني أبو إسحاق الأدمي، نا إبراهيم بن راشد، نا مسلم بن إبراهيم، نا نوح بن قيس، نا أبو عبد اللّه الدمشقي، قال: قال عيسى عليه السلام: الدهر ثلاثة أيام: أمس خلت عظته، و اليوم الذي أنت فيه لك، و غدا لا تدري ما يكون.

أنبأنا أبو محمّد عبد الخالق بن أحمد بن علي بن الحسين بن الشداد، أنا عاصم بن

ص: 42


1- بياض بالأصل بمقدار كلمتين.

الحسن، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان [أنا] (1) ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن صفوان الأزدي، نا نوح بن قيس، ثنا أبو عبد اللّه الدمشقي أن عيسى بن مريم كان يقول: طوبى لمن كان قيله تذكّرا، و صمته تفكّرا، و نظره عبرا.

8656 - أبو عبد اللّه

رجل من أهل دمشق.

حكى عن إبراهيم بن أدهم.

حكى عنه عبد اللّه بن سابق.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا عبد العزيز بن علي الأزجي، أنبأ محمّد بن حمدويه.

ح ثم أخبرنا أبو الفضل محمّد بن عبد الغفار بن محمّد بن سعيد بن عبد الواحد القاساني المعدل الشروطي بأصبهان، أنا أبو منصور بن شكرويه، أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد بن خرّشيد قوله، أنبأ أبو نصر محمّد بن حمدويه بن سهل المروزي، نا عبد اللّه بن عبد الوهاب، نا عبد اللّه بن سابق، نا أبو عبد اللّه الدمشقي، قال: قال إبراهيم:

من دعا لمن ظلمه فرق الشيطان من ظله، و من أحسن إلى من أساء إليه، فبه تقوم الأرض، و من كان ذا عزّ و تواضع فقد علم عظمة اللّه - و في حديث ابن السمرقندي: عظّم عظمة اللّه.

8657 - أبو عبد اللّه بن عبد اللّه بن الحسن

ابن الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي

سكن البلقاء.

قرأت في كتاب بعض أهل العلم، حدّثني أبو عبد اللّه اليزيدي، حدّثني أحمد بن الحارث الخرّاز، قال: قال أبو الحسن المدائني، و خليفة بن خياط التميمي:

كان بأرض البلقاء رجل من ولد عبد اللّه بن الحسن بن الحسن، و كان عابدا مجتهدا زاهدا ليست له زوجة و لا ولد و لا مملوك، و كان يكنى أبا عبد اللّه، و أمه امرأة من تميم فكان

ص: 43


1- سقطت من الأصل.

ينسب إلى بني تميم، فسعي به إلى إبراهيم بن صالح و هو على الشام للمهدي، فرفع إليه، فشدّه في الحديد، و وجّه به إلى المهدي فلما وقف بين يديه قال له: من بني تميم ؟ قال:

نعم، قال: أين تسكن، قال: البلقاء، قال: أين منها؟ قال: الربّة (1).قال: ما لك و للربّة، فما هي سهلة الموطأ و لا طيبة المشتا، قال: إن كانت كذلك فإنها كما قال زهير (2):

على مكثريهم حقّ من يعتريهم *** و عند المقلين السماحة و البذل

قال: و اللّه لقد مجتهم (3) بخير و ماجوك بشرّ، فقال لا أحب أن أكافئ الإساءة إلاّ إحسانا قال: فما معاشك ؟ قال:

نرقع دنيانا بتمزيق ديننا *** فلا ديننا يبقى و لا ما نرقّع

قال: قد أمرت لك بعشرة آلاف، قال: تكون في موضعها إلى أن أحتاج إليها، قال له عمر بن بزيع: إنّي لأحسبك ممن يسعى في الأرض فسادا، قال: على من يسعى في الأرض بالفساد لعنة اللّه و الملائكة و الناس أجمعين؛ فالتفت المهدي إلى عمر فقال: إياك يعني، ثم أطلقه فأتى الربّة فأقام بها حتى هلك.

8658 - أبو عبد اللّه النباجي الزاهد

اسمه سعيد بن بريد، تقدّم ذكره في حرف السين (4).

8659 - أبو عبد اللّه - يقال: ابن بحر، و يقال: ابن يحيى البجّي

من أهل بجّ حوران.

حكى عنه العباس بن الوليد بن مزيد (5)،و الصواب محمّد بن عبد اللّه، تقدم ذكره في باب المحمّدين.

8660 - أبو عبد اللّه الراهبي

8660 - أبو عبد اللّه الراهبي (6)

من أهل الراهب، محلة كانت خارج دمشق قبلي مصلّى العبد

ص: 44


1- الربة قرية في طرف الغور بين أرض الأردن و البلقاء (معجم البلدان).
2- البيت في ديوان زهير بن أبي سلمى شرح أبي العباس ثعلب ص 114.
3- بالأصل: رهجتهم، و المثبت عن مختصر ابن منظور.
4- ترجمته في تاريخ مدينة دمشق 13/21 رقم 2449 طبعة دار الفكر.
5- غير مقروءة بالأصل.
6- تحرفت عند أبي شامة إلى: الذاهبي.

أحد الزهاد، حكى عنه أحمد بن أبي الحواري.

ذكره أبو سعد إسماعيل بن علي الأسترآباذي فيما نقلته من خط عقيل بن الأزرق، أنبأ أبو الحسن الشيباني، بإسناده، عن إبراهيم بن يوسف بن خالد، نا أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت أبا عبد اللّه الراهبي يقول: ما أخلص عبد قط إلاّ أحب أن يكون في جبّ لا يعرف، و من أدخل فضلا من الطعام، أخرج (1) فضولا من الكلام.

8661 - أبو عبد اللّه البصري

حكى عنه أبو الحسن أحمد بن أبي رجاء نصر بن شاكر.

قرأت على أبي القاسم الخضر (2) بن الحسين بن عبدان، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو الحسين عبد اللّه بن أحمد بن عمرو بن معاذ العنسي بداريا (3)،نا أبو القاسم بن أبي العقب، قال: سمعت أبا الحسن بن أبي فرجا يقول: سألت أبا عبد اللّه البصري الذي كان ينزل مسجد مقرى (4) قال: قلت مسألة قال: سل (5).قلت: متى يخرج حبّ الدنيا من قلب العبد؟ قال: إذا ترك خدمة.

8662 - أبو عبد اللّه الفيجي أو الفتحي

8662 - أبو عبد اللّه الفيجي (6) أو الفتحي

حكى عن أحمد بن عاصم الأنطاكي.

حكى عنه أبو عبد الرّحمن معاوية بن محمّد بن دينويه الأزدي.

قرأت على أبي محمّد عبد اللّه بن أسد بن عمار، عن عبد العزيز بن أحمد، و نقلته من خطه، أنا أبو الحسين عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، حدّثني أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصّمد، نا أبو عبد الرّحمن معاوية بن دينويه قال: سمعت أبا عبد اللّه الفيجي يقول: سمعت أحمد بن عاصم الأنطاكي يقول: تكلمت بشيء من الحكمة بين يدي هذا العمود الحجر، فقطر العمود ماء (7).

ص: 45


1- تحرفت بالأصل إلى:«أحوج» و المثبت عن مختصري ابن منظور و أبي شامة.
2- تحرفت بالأصل إلى: الحصري.
3- تحرفت بالأصل إلى: بدارنا.
4- مقرى: قرية بالشام من نواحي دمشق انظر معجم البلدان.
5- بالأصل: سيل.
6- في مختصر ابن منظور: الفيحي.
7- كذا بالأصل و مختصر أبي شامة:«ماء» و في مختصر ابن منظور: دماء.

قال أبو عبد الرّحمن: فأراني الأنطاكي العمود في المسجد (1) الرحبة و الموضع الذي قطر منه الماء.

قال أبو عبد الرّحمن: و سمعت أبا عبد اللّه يقول: خرجنا أيام البصري نريد دير مرّان (2)و معنا جماعة، منهم رجل معه محبرة في كمه، فتكلم رجل منا بشيء من الحكمة، فصاحت المحبرة في كمّ الرجل صياحا عاليا، و انفلقت.

8663 - أبو عبد اللّه بن مانك

اسمه محمّد، تقدّم ذكره في حرف الميم.

8664 - أبو عبد اللّه البرزي

8664 - أبو عبد اللّه البرزي (3)

رجل صالح.

حكى عنه أبو (4) سليمان محمّد بن عبد اللّه ابن [زبر] (5) الحافظ .

أنبأنا أبو محمّد بن صابر، أنا أبو الحسن بن الحنائي، أنا أبو بكر محمّد بن علي الحداد، أنا أبو نصر بن الجبان (6)،و أبو الحسن بن السمسار، قالا: أنا أبو سليمان بن زبر (7)،نا أبو عبد اللّه - و كان رجلا صالحا من أهل الغوطة من برزة، و كان يصوم الاثنين و الخميس، و كان أعور، و كان قد بلغ سنة ثمانين سنة أو جاوزها (8)-فقلت:

يا أبا عبد اللّه أيش كان سبب ذهاب عينك ؟ فقال: أمر عجيب معجز، فقلت: حدّثني به، فامتنع عليّ في ذلك شهورا كثيرة و أنا أسأله، إلى أن حدّثني فقال لي: كنت و أنا شاب أسكن برزة، فجاءني إلى بيتي رجلان من الحواة فنزلا عليّ و دفعا إليّ ثمن غرارة قمح، و قالا لي: اشتر لنا غرارة قمح، فاشتريت لهما، فقالا: اطحنها، و دفعا إليّ أجرة الطحين، فطحنتها، فقالا لي: اعجن لنا كل يوم ربع دقيق، و أنفق علينا خمسة دراهم في لحم و شيء

ص: 46


1- كذا بالأصل، و عند أبي شامة: مسجد الرحبة.
2- دير مران: قرب دمشق، انظر معجم البلدان.
3- بالأصل: اليزدي، و المثبت عن مختصري ابن منظور و أبي شامة. و هذه النسبة إلى برزة: من قرى غوطة دمشق. انظر معجم البلدان.
4- تحرفت بالأصل إلى: بن.
5- بياض بالأصل، و المثبت عن أبي شامة.
6- تحرفت بالأصل إلى: الجبار.
7- تحرفت بالأصل إلى: زين.
8- بالأصل:«جازها» و المثبت عن ابن منظور و أبي شامة.

حلو، و دفعا إليّ خمسين درهما، و أقاما عندي جمعة، ثم قالا لي: في قرية برزة واد؟ فقلت:

نعم، فأريتهما إياه بالنهار، فوقفا عليه، ثم خرجا إليه في نصف الليل، و أخذاني معهما، و نزلا فيه إلى قعره، و مشيا فيه نحو نصفه و كانت معهما [دابّة] (1) محملة، فحطّا عنها، و أخرجا خمس مجامر، و أوقدا فيها نارا، و جعلا في الخمس مجامر (2) بخورا كثيرا حتى عجعج الوادي بالدخان، و أقبلا يعزمان (3) و الحيّات تقبل إليهما من كل مكان، فلا يعرضوا لحية منها، إلى أن جاءت إليهم حية نحو ذراع أو أطول قليلا، و عيناها توقدان مثل الدينار، فلما رأياها فرحا و استبشرا و سرّا سرورا عظيما، و قالا: من أجل هذه الحية جئنا من بلد خراسان نسير نحوا من سنة، فالحمد للّه الذي لم يخيب سفرنا و عظيم نفقتنا، ثم قبضا على الحية، و أطفئا النار و كسرا المجامر، ثم أخذا ميلا فأدخلاه في عين الحية و اكتحلا به، فلمّا رأيتهما فعلا ذلك قلت لهما اكحلاني كما اكتحلتما، فقالا لي: ما يصلح لك، قلت: لا بدّ لي من ذلك، قالا: يا هذا ما لك فائدة فيه، قلت: و اللّه لا زايلتكما أو تكحلاني منها. فقالا لي:

يا هذا إنّا قد مالحناك، و وجب حقك علينا، و قد برناك بخمسين درهما، و أنفقنا في منزلك نحو مائة درهم، و ما نشتهي أن يقع بيننا و بينك شرّ و خصومة فيما لا إرب لك فيه و لا فائدة، فقلت: و اللّه الذي لا إله إلاّ هو لئن لم تكحلاني لأصرخنّ بالوالي (4) حتى يخرج فيأخذكما، و ما معكما و ينهبكما فلمّا لم يريا لهما مني مخلصا قالا لي: فنكحل عينك الواحدة فرضيت بذلك، فكحلا عيني اليمنى فحين وقع ذلك في عيني نظرت إلى الأرض تحتي مثل المرآة، انظر ما تحتها كما توري المرآة ثم قالا لي و حملا دابتهما: سر معنا قليلا، فسرت معهما و هما يتحدثان حتى إذا بعدنا عن القرية، علّقاني و كتفاني ثم أدخل أحدهما يده في عيني فقلعها و رمى بها و تركاني مكتفا، و مضيا، فكان آخر العهد بهما، و لم أزل مكتفا إلى الصبح، حتى جاءني نفر من الناس فحلني؛ فهذا ما كان من خبر عيني.

8665 - أبو عبد اللّه بن كيسان

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن الكتاني، قال: وجدت في كتاب

ص: 47


1- سقطت من الأصل، و زيدت للإيضاح عن مختصري ابن منظور و أبي شامة.
2- كذا بالأصل:«الخمس مجامر» و في أبي شامة:«الخمس المجامر».
3- يقال عزم الحواء إذا استخرج الحية.
4- في مختصر ابن منظور:«بالوادي» و في أبي شامة: إلى الوالي.

عتيق: توفي أبو عبد اللّه بن كيسان في شهر رمضان من سنة سبع و خمسين و ثلاثمائة، و كان ذلك لعشر خلون من شهر (1) رمضان.

8666 - أبو عبد اللّه بن علي بن المنجا، و يقال أبو المنجا

قدم دمشق واليا عليها في العاشر من رمضان سنة اثنين و ستين و ثلاثمائة من قبل الحسن ابن أحمد القرمطي، و قدم أبوه في ذي القعدة سنة اثنين أيضا إلى أن غلب ظالم بن مرهوب العقيلي على دمشق، فقبض على أبي عبد اللّه و على أبيه لاثنتي عشرة خلون من شهر رمضان سنة ثلاث و ستين و ثلاثمائة.

8667 - أبو عبد اللّه بن بطة العكبري

اسمه عبيد اللّه بن محمّد بن محمّد، تقدّم ذكره في حرف العين.

8668 - أبو عبد اللّه البخاري

إمام داريا. كتب الحديث عن عبد الوهاب الكلابي و أظنه لم يرو شيئا.

8669 - أبو عبد اللّه الأذرعي المقرئ

قرأ بدمشق على أبي علي الأهوازي (2).

قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي: مات أبو عبد اللّه الأذرعي المقرئ يوم الاثنين الثالث و عشرين من ذي الحجة سنة خمس و ثمانين (3) و حضرت دفنه و الصلاة عليه، و دفن جوار مسجد عضب. و كان قرأ على الأهوازي و سمع كتابه «الموجز».

8670 - أبو عبد رب،

و يقال: أبو عبد رب العزّة، و يقال: أبو عبد ربه عبد الجبار، و يقال: قسطنطين، و يقال: عبد الرّحمن بن عبد اللّه، و يقال: ابن أبي عبد اللّه (4)مولى ابن (5) غيلان الثقفي، و يقال: مولى بني عذرة، الزاهد.

ص: 48


1- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
2- اسمه الحسن بن علي بن إبراهيم بن يزداد بن هرمز المقرئ، ترجمته في معرفة القراء الكبار 402/1 رقم 343.
3- يعني و أربعمائة.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 350/21 و تهذيب التهذيب 399/6.
5- بالأصل:«أبي» و المثبت عن مختصري ابن منظور و أبي شامة.

من أهل دمشق.

روى عن معاوية بن أبي سفيان، و فضالة بن عبيد، و أم الدرداء الصغرى (1)،و أويس بن عامر القرني، و تبيع ابن امرأة كعب، و أبي الأخضر مولى خالد بن يزيد (2).

روى عنه عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و محمّد بن عمر المحري (3) الطائي، و عبد اللّه بن المبارك، و يحيى بن صالح الوحاظي، و سعيد بن عبد العزيز، و ثابت بن ثوبان، والد عبد الرّحمن.

و داره بدمشق عند سوق النحاسين (4) القديم، يعرف اليوم بدار بني عوف.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، و أبو بكر ابن إسماعيل، قالا: نا يحيى بن محمّد بن صاعد، أنا الحسين بن الحسن، أنا عبد الرّحمن ابن يزيد بن جابر، حدّثني أبو عبد ربه قال: سمعت معاوية يقول على هذا المنبر: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«إنّما بقي من الدنيا بلاء و فتنة، و إنما مثل عمل أحدكم كمثل الوعاء إذا طاب أعلاه طاب أسفله، و إذا خبث أعلاه خبث أسفله»[13490].

قال: و المحفوظ عبد ربه.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنا أبو طالب محمّد بن علي بن الفتح العشاري، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن إسماعيل بن سمعون.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن بن البقشلان، أنبأ محمّد بن أحمد بن محمّد بن علي بن الآبنوسي، قال أبو الحسين: نا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث سنة أربع عشرة و ثلاثمائة، نا محمود بن خالد، و عمرو بن عثمان، قالا: نا الوليد، نا ابن جابر، قال:

سمعت أبا عبد رب يقول: سمعت معاوية بن أبي سفيان يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:

«إنّه لم يبق من الدنيا إلاّ بلاء و فتنة»[13491].

قال: و نا عبد اللّه بن سليمان، نا محمّد بن مصفى، و عمرو بن عثمان، قالا: ثنا الوليد

ص: 49


1- تحرفت بالأصل إلى: المقري.
2- تحرفت بالأصل إلى: زيد.
3- تحرفت بالأصل إلى:«المحرمي» و التصويب عن تهذيب الكمال، و هو محمد بن عمر الطائي المحري، أبو خالد الحمصي، ترجمته في تهذيب الكمال 105/17.
4- بالأصل:«النحاس» و المثبت عن مختصر أبي شامة.

ابن مسلم، عن ابن جابر، قال: سمعت أبا عبد ربه يقول: سمعت معاوية بن أبي سفيان يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«إنّما الأعمال بخواتيمها، كالوعاء إذا طاب أعلاه [طاب أسفله] (1) و إذا خبث أعلاه خبث أسفله»[13492].

رواهما الوليد بن مزيد (2)،عن ابن جابر.

أخبرناه أبو محمّد بن الأكفاني، أنا جدي أبو الفتح عبد الصّمد بن محمّد، و أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد الكتّاني، و عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن أبي العجائز، قالوا:

أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، أنا العباس بن الوليد، أخبرني أبي، نا ابن جابر قال: سمعت أبا عبد رب يقول: سمعت معاوية على هذا المنبر.

ح و أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم، ثنا أبو بكر بن زياد النيسابوري، نا الربيع، نا بشر بن بكر، حدّثني ابن جابر، حدّثني أبو عبد رب قال:

سمعت معاوية على المنبر - يعني منبر دمشق - يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«ألا إنه لم يبق من الدنيا إلاّ بلاء و فتنة»[13493].

قال: و سمعت أبا عبد رب يقول: سمعت معاوية على هذا المنبر يقول: إن العمل كالوعاء إذا طاب أعلاه طاب أسفله، و إذا خبث أعلاه خبث أسفله.

و روى الحديث الثاني عن ابن جابر بشر بن بكر.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأ جدي أبو بكر، أنبأ أبو عبد اللّه الهروي، نا الربيع بن سليمان، نا بشر بن بكر، نا ابن جابر، عن أبي (3) عبد رب الزاهد قال: سمعت معاوية يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«إنّما القلب كالوعاء إذا قام أسفله قام أعلاه، و إذا خبث أسفله خبث أعلاه»[13494].

قرأت على أبي (4) الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، أنبأ عمران بن يزيد، نا محمّد بن شعيب، نا عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، عن عبد الرّحمن أبي عبد رب.

ص: 50


1- زيادة للإيضاح.
2- تحرفت بالأصل إلى: مرثد.
3- تحرفت بالأصل إلى: ابن.
4- بالأصل: أبو.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (1)،قال: قلت لأبي مسهر: ما اسم أبي عبد رب الزاهد؟ قال: كان روميا اسمه قسطنطين، فلما أسلم تسمّى عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح، قال: أبو عبد رب الزاهد قال أبو مسهر: مات في ولاية هشام بن عبد الملك في سنة اثنتي عشرة، قبل الجرّاح، و قد سمع من معاوية (2).

أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي، ثم أخبرنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم، و اللفظ له، قالوا: أنا أبو أحمد، زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن، قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (3):عبد الرّحمن أبو عبد رب مولى ابن غيلان الثقفي، سمع أم الدرداء قولها، قاله أبو مسهر سمع منه سعيد بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو الحسين و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن منده، أنا حمد، إجازة.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد قال (4):

عبد الرّحمن بن أبي عبد اللّه الثقفي أبو عبد رب الزاهد، و كان اسمه قسطنطين، و كان روميا روى عن فضالة بن عبيد، و معاوية، و أم الدرداء الصغرى. روى عنه سعيد بن عبد العزيز، و عبد الرّحمن بن يزيد بن (5) جابر، سمعت أبي يقول بعض ذلك، و بعضه من قبلي.

و قال في موضع آخر (6):فلسطين (7)،أبو عبد رب الزّاهد سمعت أبي يقول: سمعت عباس الخلال يقول ذلك.

ص: 51


1- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 247/1.
2- رواه المزي في تهذيب الكمال 352/21 نقلا عن معاوية بن صالح الدمشقي.
3- التاريخ الكبير للبخاري 372/1/3.
4- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 257/2/2.
5- بالأصل:«يزيد و جابر» خطأ، و التصويب عن الجرح و التعديل.
6- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 94/2/3.
7- تحرفت بالأصل إلى: فلسطيني، و المثبت عن الجرح و التعديل.

[قال ابن عساكر:] (1) كذا قال: فلسطين في حرف الفاء، المحفوظ قسطنطين.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال: أبو عبد رب الزاهد مولى ثقيف، عن أبي مسهر، اسمه عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه، قراءة، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم ابن عتّاب (2)،أنا أحمد بن عمير، إجازة.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير قراءة قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الثالثة (3):أبو عبد رب الزاهد عبد الرّحمن، مولى بني غيلان الثقفي.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، قراءة، عن محمّد بن أحمد الخطيب، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي قال (4):أبو عبد رب الزاهد، و اسمه عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد الشاهد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (5) قال: فحدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم، عن أبي مسهر، عن سعيد بن عبد العزيز قال: أبو عبد رب الزاهد مولى لابن (6) غيلان الثقفي.

أخبرنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني الحسن بن عبد العزيز، أخبرني عبد اللّه بن يوسف:

أن (7) عبد رب كان يشتري الرقاب فيعتقها، فاشترى يوما عجوزا رومية فأعتقها، فقالت له: إيه لا أدري أين آوي ؟ فبعث بها إلى منزله، فلمّا انصرف من المسجد أتى بالعشاء

ص: 52


1- زيادة منا.
2- تحرفت بالأصل إلى: غياث.
3- تهذيب الكمال 351/21.
4- الكنى و الأسماء للدولابي 70/2.
5- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 247/1.
6- بالأصل:«لآل ابن غيلان» و المثبت عن تاريخ أبي زرعة.
7- بالأصل: أنا.

فدعاها، فأكل، ثم راطنوها فإذا هي أمّه، فسألها الإسلام فأبت. فكان (1) يبلغ من برها ما يبلغ، فأتى يوما بعد صلاة العصر، يوم الجمعة، فأخبر أنها قد أسلمت، فخرّ ساجدا حتى غربت الشمس.

قرأت على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر ابن حيوية، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر [نا] ابن أبي خيثمة، نا الحوطي، نا بقية، عن ابن ثوبان (2)،عن أبيه قال: سمعت أبا عبد رب يقول لمكحول: يا أبا عبد اللّه تحب الجنة ؟ قال: و من لا يحب الجنة يا أبا عبد رب ؟ قال: فأحب الموت، فإنك لن ترى الجنّة أو لن تدخل الجنّة حتى تموت.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، أنا علي بن محمّد بن طوق الطبراني، أنا عبد الجبار بن عبد اللّه الخولاني (3)،نا أحمد بن سليمان، نا يزيد بن [محمّد ابن] عبد الصّمد، نا عبد اللّه (4) بن يزيد (5)،نا عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، قال: قال لي أبو عبد رب الزاهد: يا أبا عتبة لو أن بردى سالت ذهبا و فضة ما قمت إليها فأخذت منها، و لو قيل لي إن أول من يحتضن هذا العمود يموت لكنت أول من يحتضه.

أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن طاهر بن بركات، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو نصر بن الجبّان، أنا محمّد بن سليمان الربعي، نا محمّد بن الفيض، نا عبد اللّه بن يزيد المقرئ، نا عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، قال: قال لي أبو عبد رب الزاهد: لو قيل إن أول من يحتضن هذا العمود يموت لكنت أول من يحتضنه، و لو سالت بردى ذهبا و فضة ما قمت إليها فأخذت منها شيئا.

أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، نا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (6)،نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز، عن أبي عبد رب الزاهد قال: لو أن بردى سالت ذهبا و فضة

ص: 53


1- بالأصل:«كانت» و المثبت عن مختصري ابن منظور و أبي شامة.
2- من طريق عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان رواه المزي في تهذيب الكمال 351/21.
3- رواه الخولاني في تاريخ داريا ص 83.
4- قوله:«نا عبد اللّه» مكرر بالأصل، قومنا السند عن تاريخ داريا.
5- كذا بالأصل: يزيد، و في تاريخ داريا: زيد.
6- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 349/1.

ما أتيتها لآخذ منها شيئا، و لو قيل لي من احتضن (1) هذا العمود مات، لقمت إليه حتى احتضنه (2).

قال سعيد: و نحن نعلم أنه صادق.

أخبرنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني الحسن بن عبد العزيز الجروي، نا أبو حفص التنيسي، عن سعيد بن عبد العزيز أن أبا عبد رب خرج من عشرة آلاف دينار أو من مائة ألف، و كان يقول: لو سالت بردى أمثال الذهب ما كنت أول الناس يقوم إليها، و لو قيل: إن الموت في هذا العمود ما سبقني إليه أحد إلاّ بفضل قوة (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (4)،حدّثني علي بن عثمان بن نفيل، ثنا أبو مسهر، نا سعيد (5)،عن أبي عبد رب قال: لقيني رجل فقال: يا [أبا] (6) عبد الرّحمن لا تذهب بشرّ و تترك أهلك بخير.

قال سعيد: فأراه قد خرج من ماله ألف أو عشرة آلاف، قال: فربما قال لنا: أنا ثمانية من العيال ما لنا إلاّ ما يخرج من بيت المال.

قال: و نا يعقوب (7)،نا عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار، نا الوليد بن مسلم، نا ابن جابر عبد الرّحمن بن يزيد:

أن أبا عبد رب كان من أكثر أهل دمشق مالا، فخرج إلى أذربيجان في تجارة له فأمسى إلى جانب نهر و مرعى فنزل به.

قال أبو عبد رب: فسمعت صوت تكبير حمد اللّه في ناحية من المرج، فاتبعته فرأيت

ص: 54


1- في تاريخ أبي زرعة: مسّ .
2- عند أبي زرعة: حتى أمسّه.
3- الخبر من طريق الحسن بن عبد العزيز الجروي رواه المزي في تهذيب الكمال 351/21.
4- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 417/2 و تهذيب الكمال 351/21 من طريق أبي مسهر.
5- يعني سعيد بن عبد العزيز التنوخي.
6- زيادة عن المعرفة و التاريخ و تهذيب الكمال.
7- المعرفة و التاريخ ليعقوب بن سفيان 417/2-418.

رجلا في نجم (1) من الأرض ملفوفا في حصير فسلّمت عليه و قلت: ما أنت يا عبد اللّه ؟ قال:

رجل من المسلمين، قلت: فما حالك هذه ؟ قال: حال نعمة يجب عليّ حمد اللّه عليها، قال: قلت: و كيف، و إنّما أنت في حصير؟! قال: و ما لي لا أحمد اللّه أن خلقني فأحسن خلقي، و جعل مولدي و منشئي في الإسلام، و ألبسني العافية في أركاني، و ستر عني ما أكره ذكره أو نشره، فمن أعظم نعمة ممن أمسى في مثل ما أنا فيه ؟ قال: قلت: إن رأيت رحمك اللّه أن تقوم معي إلى المنزل فإنا نزول على النهر هاهنا، قال: و لم ؟ قلت: لتصيب من الطعام و نعطيك ما يغنيك عن لبس الحصير، قال: ما لي فيه حاجة.

قال الوليد: حسبت أنه قال: إن لي في العشب كفاية و غنى. قال أبو عبد رب: فأردته أن يتبعني فأبى، قال: فانصرفت و قد تقاصرت إليّ نفسي، و مقتّها أنّي لم أخلّف بدمشق رجلا في الغنى، يكاثرني، و إني التمس الزيادة في ذلك، اللّهم إنّي أتوب إليك من سوء ما أنا فيه، قال أبو عبد رب: فتبت و لا يعلم أعواني بالذي قد أجمعت به، و كان من السحر (2) رحلوا كنحو رحلتهم فيما مضى، و قدموا دابتي فصرفتها إلى دمشق و قلت: ما أنا بصادق التوبة إن أنا مضيت إلى منزلي؛ فسألني القوم فأخبرتهم، و عاينوني على المضي فأبيت، قال ابن جابر:

فلمّا قدم تصدق بصامت ماله، و جهز في سبيل اللّه.

قال ابن (3) جابر فحدّثني بعض إخواني قال: ماكست (4) صاحب عباء بدابق في ثمن عباءة. قال: أعطيته ستة و هو يسأل سبعة فلما أكثرت، قال لي: ممن أنت ؟ قلت: من أهل دمشق، قال: ما تشبه شيخا وقف عليّ أمس، يقال له أبو عبد رب اشترى مني سبعمائة كساء بسبعة سبعة، فما سألني أن أضع له درهما، و سألني أن أحملها فبعثت أعواني فما زال يفرقها بين فقراء الجيش فما وصل إلى منزله إلاّ بكساء.

قال ابن جابر: كان أبو عبد رب قد تصدق بصامت ماله و باع عقاره (5) فتصدق بها إلاّ دارا له بدمشق، و كان يقول: لو أن نهركم هذا - يعني بردى - سال ذهبا و فضة من شاء خرج

ص: 55


1- رسمها بالأصل:«من حمر» و في مختصر أبي شامة:«في خمر» و فوقها ضبة، و المثبت «في نجم» عن المعرفة و التاريخ، و عنه يأخذ المصنف.
2- في المعرفة و التاريخ: الفجر.
3- تحرفت بالأصل هنا إلى: أبو.
4- المماكسة في البيع: انتقاص الثمن و استحطاطه.
5- الأصل: عنده، و المثبت عن المعرفة و التاريخ.

إليه فأخذ منه ما خرجت إليه، و لو قيل: من مسّ هذا العمود مات لسرني أن أقوم إليه، فأموت شوقا إلى اللّه و رسوله صلى اللّه عليه و سلّم.

قال ابن جابر: فوافيته ذات يوم على مطهرة دمشق يتوضأ فسلّمت عليه، فقال: يا طويل، لا تعجل، فانتظرته، فلما فرغ من وضوئه قال: إني أريد أن استشيرك. قلت: اذكر.

قال: خرجت من صامت مالي و عقاري فلم يبق إلاّ داري هذه و قد أعطيت بها كذا و كذا ألفا فما ترى ؟ قلت: و اللّه ما أدري ما بقي من عمرك، و أخاف أن تحتاج إلى الناس، و في غلتها قوام لمعيشتك، و تسكن في طائفة منها فتسترك و تغنيك عن منازل الناس قال: و إن هذا لرأيك ؟ قلت: نعم، قال: أصابك و اللّه المثل، قلت: و ما ذاك ؟ قال: لا يخطئك (1) من طويل حمق، أو قرحة (2) في رحله، أ فبالفقر تخوّفني ؟ قال ابن جابر: فباعها بمال عظيم و فرّقه، فكان ذلك مع موته، فما وجدنا من ثمنها إلاّ قدر ثمن الكفن.

قال ابن جابر: و مرّ به رجل ممن كان يألفه، قال: فلان ؟ قال: نعم، أصلحك اللّه، و ما ذاك ؟ قال: بلغني أنك تملك أربعة آلاف درهم، قال: نعم، أو أربعين ألفا، قال: حمق لا عقل و لا مال.

أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (3)،نا أبو مسهر، ثنا سعيد بن عبد العزيز أن أبا عبد رب الزاهد توفي قبل الجرّاح.

الجرّاح هو ابن عبد اللّه الحكمي كان يلي صوائف الخزر، و قتل بناحية أذربيجان في خلافة هشام.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب، نا العباس بن الوليد بن صبح، نا أبو مسهر قال: سمعت سعيدا يقول: مات أبو عبد رب قبل قتل الجراح، و مات مكحول بعد قتل الجراح.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا

ص: 56


1- في المعرفة و التاريخ: يحظيك.
2- في المعرفة و التاريخ: و قرطه.
3- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 246/1-247.

أبو بكر البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضل، نا أبي، قال: و قال أبو مسهر: و مات أبو عبد رب في خلافة هشام بن عبد الملك، قبل قتل الجراح بن عبد اللّه الحكمي كان أميرا بخراسان.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو العباس النهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا أبو عبد اللّه البخاري، قال: قال غيره: مات عبد ربه و يقال ابن عبد ربه الشامي في خلافة هشام بن عبد الملك قبل الجراح.

أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (1)،نا محمود، يعني ابن خالد، عن أبي مسهر، قال: عام الجراح سنة اثنتي عشرة.

8671 - أبو عبد رب العزة

اسمه عبد الجبار بن عبيد اللّه، تقدّم ذكره في حرف العين.

8672 - أبو عبد الرّحمن ذو الشكوة القيني

8672 - أبو عبد الرّحمن ذو الشكوة القيني (2)(3)

من بني القين (4)،و اسمه النعمان بن أسد بن فروة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة.

ولاّه معاوية غزو الروم، شهد يوم أجنادين و أبلى بلاء حسنا و أثنى عليه أبو عبيدة بن الجرّاح.

ذكره أحمد بن يحيى البلاذري، قال: قال ابن الكلبي: و أبلى أبو (5) عبد الرّحمن ذو الشكوة القيني يوم أجنادين، و كان جسيما، فقتل ثمانية من الروم، فقال أبو عبيدة:

افعل كفعل (6) الصخم (7) من قضاعة

ص: 57


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 694/2.
2- بالأصل:«الفتني» تصحيف، و المثبت عن مختصر أبي شامة.
3- ترجمته في الإصابة 129/4 و تاريخ خليفة ص 208 و 209 و ذكر ابن الكلبي أنه كان يقال له ذو الشوكة، لأنه كانت له شوكة إذا قاتل لا يفارقها.(الإصابة).
4- بدون إعجام بالأصل، أعجمت عن مختصر أبي شامة.
5- بالأصل:«وائل بن».
6- رسمها بالأصل:«لفعل» و في مختصر أبي شامة:«تقبل» و المثبت عن الإصابة.
7- الأصل:«الصخر» و المثبت عن أبي شامة و الإصابة.

في طاعة الله و نعم الطاعة أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، أنا أحمد بن محمود، نا محمّد بن إبراهيم، أنا محمّد بن جعفر المنبجي،[نا] (1) عبيد اللّه بن سعد الزهري قال: قال لي...... (2)

و شتّى (3) يعني سنة خمس و أربعين بأنطاكية، أبو عبد الرّحمن بأنطاكية.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم، أنا محمّد بن عائذ، أخبرني الوليد، عن زيد بن ذعلبة البهراني أن معاوية بن أبي سفيان شتى في سنة سبع و ثمان يعني و أربعين أبا عبد الرّحمن القيني.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى، نا خليفة، قال (4):سنة سبع و أربعين شتى أبو عبد الرّحمن القيني [في] (5) أنطاكية.

و قال (6):سنة ثمان و أربعين، قال ابن الكلبي: فيها شتى أبو عبد الرّحمن القيني أيضا [في] أنطاكية، و قال بعضهم: ابن مكرز من بني (7) عامر بن لؤي.

8673 - أبو عبد الرّحمن

روى عن عطاء بن أبي رباح، و طاوس.

روى عنه عمرو بن أبي هرمز.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد بن أبي عثمان، و أبو طاهر أحمد بن محمّد بن إبراهيم.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد بن إبراهيم، أنا أبي، قالا: أنا أبو

ص: 58


1- سقطت من الأصل.
2- بياض بالأصل.
3- رسمها بالأصل:«و يسا» و المثبت عن أبي شامة.
4- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 208.
5- زيادة عن تاريخ خليفة.
6- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 209.
7- بالأصل:«بن» و المثبت «من بني» عن تاريخ خليفة.

القاسم إسماعيل بن الحسن بن عبد اللّه بن الهيثم بن هشام الصرصري، نا أبو عبد اللّه المحاملي إملاء، نا يوسف بن موسى، نا الحسن بن الربيع، نا ابن أبي هرمز، نا أبو عبد الرّحمن الدمشقي، عن عطاء، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم في قوله عز و جل: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللّٰهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّٰهُ (1) قال:«على البر و التقوى و التواضع و ذلة النفس».

رواه إسحاق بن داود بن صبيح البجلي، عن الحسن بن الربيع، عن عمرو، عن أبي عبد الرّحمن الدمشقي، عن عطاء، عن عائشة من قولها مثله.

[قرأت] (2) على أبي القاسم بن عبدان، عن محمّد بن علي بن أحمد بن المبارك أخبرنا رشأ بن نظيف، أنبأ محمّد بن إبراهيم بن محمّد، أنا محمّد بن محمّد بن داود، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش قال: أبو عبد الرّحمن الدمشقي، عن عطاء و طاوس مجهول.

8674 - أبو عبد الرّحمن الدمشقي

عن قتادة.

روى عنه حميد بن عبد الرّحمن.

هو سعيد بن بشير، قد تقدم ذكره في حرف السين.

8675 - أبو عبد الرّحمن

شيخ من أهل دمشق.

روى عنه الوليد بن مسلم، و أثنى عليه.

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا علي بن الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، نا أحمد بن عمير، نا أبو عامر المري، نا الوليد بن مسلم، نا أبو عبد الرّحمن شيخ من أهل دمشق من خيار المسلمين، قال: ذكر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم مدينة دمشق فقال:«هي فسطاط المؤمنين، و إليها ينحاز الأجناد الأربعة، ليقتسمن أفنيتها اقتسام اللحم»[13495].

ص: 59


1- سورة آل عمران، الآية:31.
2- بياض بالأصل بمقدار كلمة، لعل الصواب ما أثبت.

رواه عبد السّلام بن إسماعيل، عن الوليد بن مسلم، فقال:«ليقتسمن أفنيتها قسم اللحم».

8676 - أبو عبد الرّحمن الهمداني [الجبيلي]

8676 - أبو عبد الرّحمن الهمداني (1)[الجبيلي] (2)

من أهل جبيل (3).

روى عن أبي عبيدة.

روى عنه إبراهيم بن عبد الحميد الحرشي.

قرأت على أبي محمّد عبد اللّه بن أسد بن عمار، عن عبد العزيز الكتاني.

ح و أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، عن أبي علي الأهوازي.

قالا: أنا عبد الوهاب بن عبد اللّه المرّي، و قرأته أنا بخط المرّي، أنا محمّد بن سليمان الربعي، نا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاّب، نا أبو عامر موسى بن عامر، نا إبراهيم بن عبد الحميد الجرشي، نا أبو عبد الرّحمن الهمداني الجبيلي، عن أبي عبيدة، عن أنس بن مالك، قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«من قرأ قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ (4) في يوم مائة مرة، كتب عمله يومئذ عمل نبي، و كتب له بكلّ ثلاث منها عدل قراءة القرآن، و بني له بكلّ عشر منها برج في الجنة،- و البرج قصر - و كتب له بكلّ حرف منها عشر حسنات، و محي عنه عشر سيئات، و رفع له عشرة درجات،- زاد الأهوازي: في الجنة، و قالا:- و هي محضرة للملائكة، منفرة للشيطان، و هي صفة اللّه و معرفته»[13496].

8677 - أبو عبد الرّحمن الأزدي، و يقال: الأسدي

حكى عنه أحمد بن أبي الحواري.

أخبرنا أبو سعد (5) بن البغدادي، أنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن أحمد بن القاسم

ص: 60


1- كذا بالأصل و مختصر أبي شامة، و في ابن منظور: الهمذاني.
2- زيادة عن مختصر أبي شامة.
3- جبيل: بلد على ساحل بحر الشام، شرقي بيروت، انظر معجم البلدان.
4- سورة الإخلاص، الآية الأولى.
5- تحرفت بالأصل إلى: سعيد.

الطهراني، و أبو عمرو بن منده، قالا: أنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن أحمد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر بن أبان، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني أبو حاتم الرازي، نا أحمد بن أبي الحواري، نا أبو عبد الرّحمن الأزدي قال:

كنت أدور على حائط بيروت فمررت برجل مدلي الرجلين في البحر و هو يكبّر، فاتكأت (1) على شرّافة إلى جنبه فقلت: يا شاب ما لك جالسا وحدك ؟ قال: يا فتى لا تقل إلاّ حقّا ما كنت قط وحدي مذ ولدتني أمي، إنّ معي ربّي حيث ما كنت، و معي ملكان يحفظان عليّ ، و شيطان ما يفارقني، فإذا عرضت لي حاجة إلى ربي سألته إياها بقلبي، و لم أسأله بلساني، فجاءني (2) بها.

أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم النشابي، أنا سهل بن بشر، أنا علي بن عبيد اللّه الهمداني، أنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن زكريا الفسوي [أنا] (3) أبو إسحاق عبد الملك بن حبان (4) بن عبد القاهر، بمصر، نا أبو محمّد عبد اللّه بن جعفر بن زنجويه، نا أحمد بن محمّد بن أبي موسى الأنطاكي، نا أحمد بن أبي الحواري، ثنا أبو عبد الرّحمن الأسدي قال:

خرجت إلى بيروت فبينا أنا على الحائط أدور، فإذا أنا بشاب، فذكر معناها.

8678 - أبو عبد الرّحمن الأسدي

أظنه الأزدي الذي تقدم ذكره.

حكى عن سعيد بن عبد العزيز.

حكى عنه أحمد بن أبي الحواري.

قرأت بخط أبي الحسن علي بن الخضر بن سليمان السلمي، أنا الشيخ أبو القاسم تمام ابن محمّد بن عبد اللّه الرازي الحافظ ، نا جمح بن القاسم المؤذن، نا جعفر بن أحمد بن أبي عاصم، نا أحمد بن أبي الحواري (5)،حدّثني أبو عبد الرّحمن الأسدي قال:

ص: 61


1- بالأصل:«فابكب» و المثبت عن مختصري ابن منظور و أبي شامة.
2- غير واضحة بالأصل و رسمها:«فدابى» كذا، و المثبت عن ابن منظور و أبي شامة.
3- سقطت من الأصل.
4- كذا بالأصل.
5- من هذا الطريق تقدم الخبر في ترجمة سعيد بن عبد العزيز في تاريخ مدينة دمشق 203/21 ط الدار و عقب المصنف في آخره بقوله: أبو عبد الرحمن الأسدي هو مروان بن محمد الطاطري.

كنت آخذ بيد سعيد بن عبد العزيز كل اثنين و كل خميس يأتي المقابر، فقلت له: يا عمّ ما هذا البكاء الذي يعرض لك في الصلاة، و أي شيء هذا؟ قال: و ما سؤالك عن هذا يا ابن أخي ؟ قلت: لعل اللّه أن ينفعني، فقال لي: ما قمت في صلاة قط إلاّ مثلت لي جهنم.

8679 - أبو عبد الرحيم

حدّث عن مكحول.

روى عنه عطاء بن مسلم الحلبي الخفاف.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم الحافظ (1)،نا أبو بكر بن [محمّد بن] (2)عبد اللّه المقرئ، نا عبد اللّه بن محمّد بن عمران.

قال: و نا محمّد بن أحمد، نا الحسن بن محمّد، قالا: نا أبو زرعة، نا عبيد بن جناد (3)،نا عطاء بن مسلم، عن أبي عبد الرحيم (4) الدمشقي، عن مكحول قال:

بينا سليمان بن داود على بساط من شعر و أصحابه حوله إذ مر الريح فاستقبلته (5)و سارت الإنس و الجن أمامه و الطير يظله، إذا حراث يحرث على جانب الطريق، قال: فقال الحراث: لو أن سليمان بن داود عندي كلّمته بثلاث كلمات، فأوحى اللّه إلى سليمان بن داود: أن ائت الحرّاث، قال: فركب على فرس له حتى أتاه، قال: يا حرّاث أنا سليمان (6)فقل ما أردت أن تقول ؟ قال: و ما علمك أنّي أردت أن أقول ؟ قال: اللّه أعلمني، قال: أشهد له بذلك، قال: و اللّه إلاّ أني رأيتك فيما أنت فيه، فقلت: و اللّه ما سليمان في لذة لذها أمس و لا نعيم نعمه، و أنا في تعب تعبته أمس، و في نصب نصبته إلاّ سواء لا سليمان يجد لذة ما مضى، و لا أنا أجد تعب ما مضى، قال: و أخرى قلتها قال: و ما هي ؟ قلت: سليمان يموت و أنا أموت، قال: صدقت، قال: يا سليمان لكني قلت حكمة طيّبت بها نفسي. قلت:

سليمان يسأل غدا عما أعطي و أنا لا أسأل، قال: فخرّ سليمان ساجدا عن فرسه يبكي و هو

ص: 62


1- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 182/5-183 في ترجمة مكحول الشامي.
2- الزيادة عن الحلية.
3- في حلية الأولياء:«جنادة» خطأ.
4- في حلية الأولياء: عبد الرحمن.
5- في الحلية: فاستقلته.
6- بالأصل:«ألا لسليمان» و المثبت عن الحلية.

يقول: يا رب لو لا أنك جواد و لا تبخل لسألتك أن تنزع مني ما أعطيتني قال: فأوحى اللّه إليه: يا سليمان ارفع رأسك، فإني لم أنعم على عبد لي نعمة فتكون تلك النعمة رضى، فأحاسبه عليها.

8680 - أبو عبد السّلام

مولى بني هاشم، اسمه صالح بن رستم، تقدم ذكره في حرف الصاد.

8681 - أبو عبيد اللّه الأشعري الوزير

اسمه معاوية بن عبيد اللّه، تقدّم ذكره في حرف الميم.

8682 - أبو عبيد اللّه الأشعري

اسمه معاوية بن صالح الحمصي ناصر الأندلس، تقدّم ذكره في حرف الميم.

8683 - أبو عبيدة بن الجراح

اسمه عامر بن عبد اللّه بن الجراح، تقدّم ذكره في حرف العين.

8684 - أبو عبيدة بن عمارة بن الوليد بن المغيرة

8684 - أبو عبيدة بن عمارة بن الوليد بن المغيرة (1)

قال عبد اللّه بن عمر بن مخزوم: القرشي (2) المخزومي.

أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلّم و استشهد بأجنادين مع عمه خالد بن الوليد.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر ابن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال (3):

فولد عمارة بن الوليد بن المغيرة: أبا عبيدة بن عمارة قتل مع خالد بأجنادين، و أمه فاطمة ابنة هشام بن المغيرة.

و ذكر أبو حذيفة البخاري: أن عبد الرّحمن بن عمارة، و هشام بن عمارة قتلا يوم فحل.

[قال ابن عساكر:] (4) فلا أدري: أبو عبيدة أخوهما أو كنية أحدهما، فاللّه أعلم.

ص: 63


1- ترجمته في الإصابة 131/4 و نسب قريش للمصعب ص 330.
2- غير مقروءة بالأصل و المثبت عن أبي شامة.
3- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 330.
4- زيادة منا للإيضاح.

8685 - أبو عبيدة بن الوليد بن عبد الملك

ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص

أمه أم ولد، له ذكر.

تقدم ذكره في ترجمة تمام أخيه، و قتل أبو عبيدة يوم نهر أبي فطرس.

8686 - أبو عبيد بن عبد اللّه بن يزيد

ابن معاوية بن أبي سفيان بن حرب الأموي

له ذكر.

8687 - أبو عبيد بن أبي عمرو

8687 - أبو عبيد بن أبي عمرو (1)

حاجب سليمان بن عبد الملك و مولاه، مختلف في اسمه، فقيل عبد الملك، و قيل:

حيي، و قيل حوي.

روى عن عمرو بن عبسة السلمي، و أنس بن مالك، و نعيم بن سلامة، و رجاء بن حيوة، و عطاء بن يزيد أبي يزيد الليثي، و عبادة بن نسيّ ، و عقبة بن وسّاج، و القاسم بن محمّد ابن أبي بكر، و نافع مولى ابن عمر، و عمر (2) بن عبد العزيز.

روى عنه سهيل بن أبي صالح، و الأوزاعي، و مالك، و ابن عجلان، و رجاء بن أبي سلمة، و عبد اللّه بن عامر الأسلمي، و عمرو بن الحارث، و عبد اللّه بن سعيد بن أبي هند، و صالح بن أبي الأخضر، و صالح بن راشد، و أبو رزين الفلسطيني، و أيوب بن موسى القرشي، و بشر (3) بن عبد اللّه بن يسار.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو محمّد هبة اللّه بن سهل، و أبو القاسم زاهر ابن طاهر، قالوا: أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا الحاكم أبو أحمد، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن يوسف الدمشقي، بدمشق، نا عمران بن بكار، نا يحيى بن صالح الوحاظي، عن مالك بن أنس، عن أبي عبيد مولى سليمان بن عبد الملك، عن عطاء بن يزيد، عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:

ص: 64


1- ترجمته في تهذيب الكمال 361/21 و تهذيب التهذيب 403/6 و التاريخ الكبير 75/1/2، و الجرح و التعديل 2/ 275/1 و الكنى للدولابي 64/2.
2- تحرفت بالأصل إلى: عمير.
3- تقرأ بالأصل:«نصير» خطأ. و الصواب ما أثبت، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 84/3.

«من سبّح دبر كلّ صلاة ثلاثا و ثلاثين، و حمد ثلاثا و ثلاثين، و كبّر ثلاثا و ثلاثين، و ختم المائة بلا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، له الملك، و له الحمد، و هو على كلّ شيء قدير، غفرت ذنوبه و لو كانت مثل زبد البحر»[13497].

رواه جماعة (1) عن مالك و لم يرفعوه.

أخبرنا أبو محمّد السيدي، أنبأ أبو (2) عثمان البحيري، أنا زاهر بن أحمد، أنا إبراهيم ابن عبد الصمد، نا أبو مصعب، نا مالك، عن أبي عبيد مولى سليمان بن عبد الملك، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي هريرة أنّه قال:

«من سبّح دبر كلّ صلاة ثلاثا و ثلاثين، و حمد ثلاثا و ثلاثين، و كبّر ثلاثا و ثلاثين، و ختم المائة بلا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، له الملك، و له الحمد، و هو على كلّ شيء قدير؛ غفرت ذنوبه و لو كانت مثل زبد البحر»[13498].

تابعه قتيبة بن سعيد، و رواه خالد بن عبد اللّه الطحان، و حمّاد بن سلمة، و روح بن القاسم، و زيد بن أبي أنيسة، و إبراهيم بن طهمان، و فليح بن سليمان، عن (3) سهيل بن أبي صالح، عن أبي عبيد، عن عطاء، عن أبي هريرة مرفوعا.

و رواه ابن عجلان، عن سهيل، عن عطاء، عن رجل من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلّم، و لم يذكر أبا عبيد.

فأمّا حديث خالد:

فأخبرناه أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد بن العباس، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن كيسان النحوي، أنا القاضي أبو محمّد يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد، نا مسدّد، نا خالد بن عبد اللّه، نا سهيل، عن أبي عبيد، عن عطاء بن يزيد، عن أبي هريرة، قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«من سبّح ثلاثا و ثلاثين، و حمد ثلاثا و ثلاثين، و كبّر ثلاثا و ثلاثين، و قال: لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، له الملك، و له الحمد و هو على كلّ شيء قدير تمام المائة غفرت ذنوبه و إن كانت مثل زبد البحر»[13499].

ص: 65


1- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
2- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
3- لفظتا:«سليمان، عن» كتبتا فوق الكلام بين السطرين بالأصل.

و أما حديث حمّاد، و روح، و زيد بن أبي أنيسة، و إبراهيم بن طهمان:

فأخبرنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود المعدل عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، ثنا سليمان بن أحمد، نا علي بن عبد العزيز، نا حجاج بن المنهال، نا حمّاد بن سلمة.

ح قال: و أنا أحمد بن علي الأبار، نا أمية بن بسطام، نا يزيد بن زريع، عن روح بن القاسم.

ح قال: و نا أبو عروبة الحسين بن محمّد الحرّاني، نا أبو المعافى محمّد بن وهب بن أبي كريمة، ثنا محمّد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم خالد بن أبي يزيد، عن زيد بن أبي أنيسة.

ح قال: و نا عبد السّلام البصري، نا أبو الربيع الزهراني، نا فليح بن سليمان.

ح قال: و نا أحمد بن عمرو الزنبقي، نا محمّد بن معمر البحراني (1)،نا أبو عامر العقدي، نا إبراهيم بن طهمان كلهم عن سهيل بن أبي صالح، عن أبي عبيد، عن عطاء بن يزيد، عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:

«من قال في دبر كل صلاة الحمد للّه ثلاثا و ثلاثين مرة و سبحان اللّه ثلاثا و ثلاثين مرة، و اللّه أكبر ثلاثا و ثلاثين مرّة و قال تمام المائة لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير غفرت له ذنوبه و لو كانت أكثر من زبد البحر»[13500].

و اللفظ لحديث حمّاد بن سلمة.... (2) هارون... (3).

و أما حديث فليح:

فأخبرناه أبو المظفر بن القشيري، أنبأ أبي أبو القاسم، أنا أبو الحسين الخفاف، أنا أبو العباس السراج، نا سليمان بن عبد الجبار، نا أبو الربيع سليمان بن الربيع.

ح قال: و أخبرني أبو يحيى، نا شريح بن النعمان أبو الحسين جميعا، قالا: نا فليح، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبي عبيد، عن عطاء بن يزيد، عن أبي هريرة، قال:

ص: 66


1- غير واضحة بالأصل، و هو محمد بن معمر بن ربعي القيسي أبو عبد اللّه البصري المعروف بالبحراني، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 253/17.
2- تقرأ بالأصل: و إلا.
3- بياض بالأصل بمقدار كلمة.

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«من سبّح ثلاثا و ثلاثين مرة، و كبّر ثلاثا و ثلاثين مرة، و حمد ثلاثا و ثلاثين مرة، و قال: لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، له الملك، و له الحمد، و هو على كل شيء قدير، خلف الصلاة غفر اللّه له ذنوبه، و إن كانت أكثر من زبد البحر»[13501].

و رواه يوسف القاضي [عن] (1) أبي الربيع الزهراني، عن فليح فأسقط أبا عبيد.

أخبرناه أبو الحسن علي بن عبد الواحد، و أبو علي الحسن بن المظفر، و أبو العزّ بن كادش، و أبو غالب بن البنّا، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن كيسان، نا يوسف بن يعقوب، نا أبو الربيع الزهراني، نا فليح بن سليمان، عن سهيل بن أبي صالح، عن عطاء بن يزيد الليثي أنّه قال: قال أبو هريرة:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«من سبّح ثلاثا و ثلاثين، و كبّر ثلاثا و ثلاثين، و حمد ثلاثا و ثلاثين، و قال: لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، له الملك، و له الحمد، و هو على كلّ شيء قدير، خلف الصلاة غفر اللّه له ذنبه، و لو كان أكثر من زبد البحر»[13502].

و أما حديث ابن عجلان (2):

فأخبرنا أبو المجد معالي بن هبة اللّه بن الحسن بن الخير، قال: و أخبرنا خالي الأكبر (3) القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى، و أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، قالوا:

أنبأ أبو الفرج سهل بن بشر الأسفرايني، أنا أبو الحسن علي بن منير بن أحمد بن الحسن (4)، أنا محمّد بن عبد اللّه بن زكريا بن حيّوية (5)،أنا أحمد بن شعيب بن علي النسائي، أنا الربيع ابن سليمان، ثنا شعيب هو ابن الليث، نا الليث، عن ابن عجلان، عن سهيل، عن عطاء بن يزيد، عن بعض أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلّم أنه حدّثه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«من قال خلف كلّ صلاة ثلاثا و ثلاثين تكبيرة، و ثلاثا و ثلاثين تسبيحة، و ثلاثا و ثلاثين تحميدة و تهليلة، و يقول: لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، له الملك، و له الحمد، و هو على كلّ شيء قدير........ (6)

عمله خطاياه، و إن كانت مثل زبد البحر»[13503].

ص: 67


1- زيادة لازمة لتقويم المعنى.
2- تحرفت بالأصل إلى: غولان.
3- الذي بالأصل:«؟؟؟ خال الوبى» كذا، و لعل ما؟؟؟ ارتأيناه الصواب، قارن مع مشيخة ابن عساكر 219/ب.
4- ترجمته في سير الأعلام 619/17.
5- ترجمته في سير الأعلام 160/16.
6- كلمة غير واضحة بالأصل.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قراءة، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا ابن جوصا، إجازة، حدّثني أبو هاشم ذاكر بن أحمد بن عبد اللّه بن ذاكر بن عوصي بن أبي عمرو مولى سليمان بن عبد الملك، حدّثني محمّد بن أحمد بن عبد الملك بن سلمة بن حوي، عن أبيه، و من أدرك من أهله: أن اسم أبي عبيد حادب بن سليمان ابن عبد الملك بن أبي عمرو، و توفي في بيت عفا من كورة عسقلان، قبره بها، قال: و حوي و أبو عبيد أخوان، و أبو عبيد لم يعقب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبد اللّه، أنا عبد الواحد بن محمّد بن عثمان، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، نا إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل، قال: قال علي: اسم أبي عبيد حاجب سليمان بن عبد الملك حيّ .

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب، أنا أبو منصور النهاوندي، أنبأ أبو العباس النهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا البخاري، حدّثني عبد اللّه بن أبي الأسود، قال:

اسم أبي عبيد حييّ هو مولى سليمان بن عبد الملك، و مولاه القرشي، روى عنه ابن عجلان، و مالك، و الأوزاعي، و قال غيره: اسمه حويّ .

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن عبد الملك بن عمر بن خلف.... (1).

و أخبرني أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الحسين بن الطيوري، أنبأ أبو الفتح عبد الملك ابن عمر، أنا أبو حفص بن شاهين، نا محمّد بن مخلد، قال: و أنا العتيقي، أنا عثمان بن محمّد بن أحمد المخرمي، نا إسماعيل الصفار، قالا: نا عباس الدوري، نا أبو بكر بن أبي الأسود، قال: و أبو عبيد الذي روى عنه الأوزاعي و ابن عجلان حيّ .

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم، و اللفظ له، قالوا: أنا أبو أحمد، زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن، قالا: أنا أحمد ابن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري (2)،قال:

حيّ أبو عبيد حاجب (3) سليمان بن عبد الملك، و مولاه، عن عبادة بن نسيّ ، روى عنه

ص: 68


1- كلمة غير مقروءة بالأصل. و رسمها: الذرار.
2- التاريخ الكبير للبخاري 75/1/2.
3- بالأصل:«صاحب» تحريف، و المثبت عن التاريخ الكبير.

ابن عجلان، و الأوزاعي، و مالك، سماه عبد اللّه بن أبي الأسود، قال عبد الحميد بن جعفر:

حوي.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن منده، أنا حمد، إجازة.

قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد، قال (1):

حي (2) أبو عبيد حاجب سليمان بن عبد الملك، روى عن عطاء بن يزيد، و عبادة بن نسي، و عقبة بن وساج، و عمر بن عبد العزيز، و رجاء بن حيوة، و نافع مولى ابن عمر، روى عنه الأوزاعي، و مالك، و سهيل بن أبي صالح، و ابن عجلان، و بشر بن عبد اللّه بن يسار، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز، أنبأ تمام، أنبأ جعفر، نا أبو زرعة، قال في الطبقة الثالثة: أبو عبيد الحاجب.

أنبأنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قراءة، عن أبي الحسين الصيرفي، أنا ابن عتاب، أنا جوصا، إجازة.

و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير، قراءة، قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الرابعة: أبو عبيد حاجب سليمان و مولاه فلسطيني (3).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد، أنا مكي، قال: سمعت مسلما يقول: أبو عبيد حييّ بن أبي عمرو مولى سليمان بن عبد الملك، و حاجبه سمع عبادة بن نسيّ ، روى عنه الأوزاعي.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، قال: أبو عبيد حيي [بن] (4) أبي عمرو حاجب سليمان بن عبد الملك.

ص: 69


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 275/1/2.
2- بالأصل:«حيي» و المثبت عن الجرح و التعديل، و قد ذكره ابن أبي حاتم في باب من اسمه حي.
3- تهذيب الكمال 361/21.
4- سقطت من الأصل.

أخبرنا أبو الفضل أيضا، قراءة، عن أبي طاهر الأنباري، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر (1)،قال: أبو عبيد حييّ مولى سليمان بن عبد الملك.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر الحافظ ، أنا أبو طاهر أحمد بن علي الدقاق، و أبو الحسن المبارك بن عبد الجبار الحمامي، قالا: أنا أبو الفرج الحسين (2) بن علي الطناجيري (3)،نا أبو حكيم محمّد بن إبراهيم التميمي أخبرنا أبو عبد اللّه عبد الملك بن أبي الهيثم، نا أحمد بن مروان بن روح البرديجي، قال في الطبقة الثانية من الأسماء المنفردة: حوي و هو أبو عبيد حاجب سليمان بن عبد الملك روى عنه الأوزاعي، و صالح بن أبي الأخضر، يروي عن أنس ابن مالك، و القاسم بن محمّد، شامي.

أنبأنا أبو جعفر الهمذاني (4)،أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد قال:

أبو عبيد حييّ . و يقال: حويّ - القرشي، يقال ابن أبي عمرو الأموي، حاجب سليمان ابن عبد الملك، و مولاه، سمع أبا يزيد عطاء بن يزيد الليثي، و عبادة بن نسي الكندي، روى عنه محمّد بن عجلان، و مالك بن أنس.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني، قال: حوي - و يقال: حيي - بن أبي عمرو، و هو أبو عبيد حاجب سليمان بن عبد الملك، روى عن عبادة بن نسي، و عقبة بن وسّاج، و عطاء بن يزيد، و غيرهم، حدّث عنه مالك بن أنس، و الأوزاعي، و سهيل بن أبي صالح.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو الفضل المقدسي، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال:

حيي أبو عبيد مولى سليمان بن عبد الملك، و حاجبه القرشي الأموي، حدّث عن عقبة ابن وسّاج، روى عنه الأوزاعي في كتاب هجرة النبي صلى اللّه عليه و سلّم.

ص: 70


1- الكنى و الأسماء للدولابي 64/2.
2- بالأصل:«نا أبو الفرج، نا الحسين» خطأ، راجع الحاشية التالية.
3- رسمها بالأصل:«الطيادرى» و فوقها ضبة، راجع ترجمته في سير الأعلام:(404/13 ت 4028) ط دار الفكر.
4- بالأصل: الهمداني، تصحيف.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (1):أما حوي بحاء مهملة مضمومة و آخره ياء مشددة: حويّ - و يقال: حيي - بن أبي عمرو، و هو أبو عبيد حاجب سليمان، روى عن عبادة بن نسي، و عقبة بن وساج، و عطاء بن يزيد، و غيرهم، حدّث عنه مالك بن أنس، و الأوزاعي، و سهيل بن أبي صالح.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم، ثنا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو النجيب عبد الغفار بن عبد الواحد بن محمّد الأرموي، أنا أبو الحسن محمّد بن الحسن بن بقاء، أنا جدي عبد الغني بن سعيد بن محمّد في كتاب ذكر أوهام الحاكم في كتاب المدخل قال: و من ذلك أنه ذكر في باب الحاء فقال: أبو عبيد حاجب بن سليمان، و يقال: اسمه حيي، و قيل: حوا بالألف. و هذا خطأ، و الصواب من ذلك حيي، و يكنى أبا عبيد، و هو مولى سليمان بن عبد الملك، و حاجبه و ليس اسمه حاجب بن سليمان، و إنّما هو حاجب سليمان من الحجبة، و قوله: حوا بالألف خطأ، و إنما هو حوي بالياء. و قد زعم قوم أن حويا أخو أبي عبيد.

و لأخيه حوي عقب، و هم ببيت لهيا من دمشق.

[قال ابن عساكر:] (2) وهم عبد الغني في هذا فإن بني حوي البتلهيين (3) من السكاسك (4)،فأما ولد حوي هذا فكانوا بفلسطين.

أخبرنا أبو سعد المطرز، و أبو علي الحداد، و أبو القاسم غانم بن محمّد بن عبيد اللّه في كتبهم.

ثم أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد الحلواني، أنا أبو علي، قالوا: أنا أبو نعيم الحافظ ، قال: أبو عبيد مختلف في اسمه، فقيل: حوي، و قيل: حيي بن أبي عمرو، و قيل سلم بن عبيد، و لا أعرف في الرواة من اسمه حوي بالواو غيره.

قرأت في سماع محمّد بن أحمد بن أبي الصقر الأنباري، و أنبأنيه أبو القاسم بن السمرقندي بن - ح - ه (5)،أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر الصّوّاف، أنا أبو الطيب عبد المنعم

ص: 71


1- الاكمال لابن ماكولا 173/2 و 574.
2- زيادة لازمة.
3- كذا رسمها بالأصل و فوقها ضبة:«؟؟؟ السلومين» و الصواب ما أثبت عن مختصر أبي شامة.
4- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن مختصر أبي شامة.
5- كذا بالأصل:«بن ؟؟؟».

ابن عبيد اللّه (1) بن غلبون المقرئ، أنا أبو أحمد جعفر بن سليمان، نا الميموني، قال: قال أبو عبد اللّه، يعني أحمد: أبو عبيد حاجب سليمان بن عبد الملك، ثقة، شامي.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن منده، أنا حمد إجازة.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد، قال (2):سئل أبو زرعة عن أبي [عبيد] (3) حاجب سليمان، فقال شامي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة (4)،أخبرني يزيد بن عبد ربه، نا بقية، نا بشر بن عبد اللّه ابن يسار، قال: لم أر أحدا قط أعمل بالعلم من أبي عبيد.

قال: و نا أبو زرعة (5)،حدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (6)،نا عبد الرّحمن بن إبراهيم.

نا الوليد بن مسلم، عن عبد الرّحمن بن حسان الكناني أن أبا عبيد كان يحجب سليمان ابن عبد الملك، فلما ولي عمر بن عبد العزيز قال: أين أبو عبيد؟ قال: فدنا منه، فقال: هذه الطريق إلى فلسطين، و أنت من أهلها، فالحق بها، فقالوا بعد: يا أمير المؤمنين [لو] (7) رأيت أبا عبيد و تشميره للخير و العبادة، قال: ذاك أحق (8) أن لا يفتنه كانت فيه أبهة عن العامة، و في حديث يعقوب: للعامة.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا محمّد بن علي بن المهتدي.

ص: 72


1- بالأصل: عبيد، ترجمته في معرفة القراء الكبار 355/1 رقم 282.
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 275/2/1.
3- سقطت من الأصل.
4- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 357/1.
5- رواه أبو زرعة في تاريخه 356/1-357.
6- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 402/2.
7- سقطت من الأصل، و زيدت عن المصدرين السابقين.
8- في المعرفة و التاريخ: أحرى.

و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبي أبو يعلى.

قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد، أنا علي بن عمرو، نا الهيثم ابن عدي، عن ابن عياش قال: كان سليمان يأذن عليه مولاه أبو عبيد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة [اللّه]، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب قال (1):و روى الأوزاعي، عن أبي عبيد الحاجب، روى عنه مالك، و هو ثقة.

8688 - أبو عبيد

صاحب الغريب.

اسمه القاسم بن سلاّم، تقدّم ذكره في حرف القاف.

8689 - أبو عبيد البسري الزاهد

اسمه محمّد بن حيان، تقدّم ذكره في حرف الميم.

8689 م - أبو عتبة بن عبد اللّه بن يزيد بن معاوية

8689 م - أبو عتبة (2) بن عبد اللّه بن يزيد بن معاوية

ابن أبي سفيان صخر بن حرب الأموي

له ذكر. ذكره أبو المظفر محمّد بن أحمد الأبيوردي، و ذكر أن أمّه أم عثمان بنت سعيد ابن العاص، و أمّها أميمة بنت جرير بن عبد اللّه البجلي.

8690 - أبو عتبة

مولى عبد العزيز بن مروان، كان في عسكر سليمان بن عبد الملك.

حكى عن يزيد بن المهلب، و موسى بن نصير، و يزيد بن أبي مسلم، و عثمان بن حبان المري.

8691 - أبو عتبة البلقاوي

حكى عن الأوزاعي.

ص: 73


1- المعرفة و التاريخ 472/2.
2- ذكره مصعب الزبيري في نسب قريش ص 131 و سماه أبا عبيد. و ذكره ابن حزم في جمهرة الأنساب ص 112 باسم أبي عتبة.

حكى عنه عمر بن عبد الواحد.

8692 - أبو عتبة الحجازي

اسمه أحمد بن الفرج، تقدّم ذكره في حرف الألف.

8693 - أبو عثمان بن سنّة الخزاعي

8693 - أبو عثمان بن سنّة (1) الخزاعي (2)

روى عن علي بن أبي طالب، و عبد اللّه بن مسعود.

روى عنه الزهري.

أخبرنا أبو الفتح محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي بكر الكشميهني، و أبو أحمد محمود بن محمّد بن أبي أحمد السوسقاني (3)،و أبو القاسم يحيى بن محمّد الأرسابندي (4) الخطباء بمرو قالوا: أنا العارف أبو الفضل محمّد بن أحمد بن أبي الحسن الميهني.

ح و أخبرنا أبو طاهر محمّد بن أبي بكر بن عبد اللّه المؤذن، أنا أبو علي نصر اللّه بن أحمد بن عثمان الخشنامي، قالا: أنا أبو بكر الحيري، ثنا أبو العباس الأصم، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، أنا ابن وهب، نا بحر بن نصر، قال: قرئ على ابن وهب، أخبرني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن أبي عثمان بن سنّة الخزاعي، عن عبد اللّه بن مسعود أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم نهى أن يستطيب أحد بعظم أو روث[13504].

أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد، أنا أبو طاهر بن محمود (5)،أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو العباس بن قتيبة، نا حرملة بن يحيى، أنا عبد اللّه بن وهب، أخبرني يونس عن ابن شهاب، عن [أبي] (6) عثمان بن سنة الخزاعي، و كان من أهل الشام أن عبد اللّه بن مسعود قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لأصحابه و هو بمكة:

ص: 74


1- سنة بفتح أوله و تشديد النون (تقريب التهذيب).
2- ترجمته في تهذيب التهذيب 406/6 و تهذيب الكمال 372/21 و ميزان الاعتدال 549/4 و الجرح و التعديل 9/ 408 و تاريخ أبي زرعة (الفهارس) و المعرفة و التاريخ (الفهارس).
3- السوسقاني بفتح السينين المهملتين بينهما الواو الساكنة نسبة إلى سوسقان، قرية من قرى مرو، على أربعة فراسخ منها على طرف البرية (الأنساب).
4- الأرسابندي بالفتح ثم السكون نسبة إلى أرسابند من قرى مرو على فرسخين منها (الأنساب).
5- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 373/21.
6- سقطت من الأصل، و سينبه المصنف في آخر الخبر، إلى أنه:«أبو عثمان».

«من أحب منكم أن يحضر الليلة أمر الجن فليفعل» فلم يحضر منهم أحد غيري، قال:

فانطلقنا حتى إذا كنا بأعلى مكة خط لي برجله خطا، ثم أمرني أن أجلس فيه، ثم انطلق حتى قام فافتتح القرآن فغشيته أسودة كثيرة حالت بيني و بينه حتى ما أسمع صوته، ثم طفقوا يقطعون مثل قطع السحابة ذاهبين حتى بقي منهم رهط ، و فرغ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم مع الفجر، فانطلق فتبرز ثم أتاني فقال:«ما فعل الرهط؟» قلت: هم أولئك يا رسول اللّه، فأعطاهم روثا و عظما زادا، ثم [نهى] (1) أن يستطيب أحد بعظم أو روث[13505].

قال ابن المقرئ: قال في الأصل عثمان بن سنة فأصلح أبو عثمان.

حدّثنا أبو بكر وجيه بن طاهر، لفظا، أنا أبو حامد الأزهري، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا أبو حامد بن الشرقي، نا محمّد بن يحيى الذهلي، نا أبو صالح، حدّثني يونس، عن ابن شهاب، قال: حدّثني ابن سنّة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«إن العلم بدأ غريبا و سيعود كما بدأ»[13506].

هذا مرسل حسن.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا محمّد بن عمر بن علي ابن خلف، نا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا أحمد بن صالح، نا عنبسة، نا يونس، عن ابن شهاب، حدّثني أبو عثمان بن سنّة الخزاعي، ثم الكعبي، و كان من أهل دمشق، و كان لحق بعلي بن أبي طالب في الذين خرجوا إليه من أهل الشام، فكان يخصهم بمجلسه في حديثه دون أهل العراق، قال: فجاءنا يوما و هو يحدّثنا فقال: أ تدرون فيمن نزلت هذه الآية التي قال اللّه جل ثناؤه فيها: إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللّٰهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لاٰ يُؤْمِنُونَ إلى قوله:

لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (2) ثم قال: إن هذه الآية في فلان و أصحاب له.

أنبأنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن، و أبو عبد اللّه بن عبد الملك، قالا: أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي، إجازة.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد، قال (3):

ص: 75


1- سقطت من الأصل، و استدركت عن تهذيب الكمال.
2- سورة الأنفال، الآيات 55 إلى 57.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 408/9.

أبو عثمان بن سنّة شامي، روى عن ابن مسعود، روى عنه الزهري، سئل أبو زرعة عن اسمه فقال: لا أعرف اسمه.

أخبرنا أبو محمّد المزكي، نا أبو محمّد الصوفي، أنا تمام الرازي، أنا جعفر الكندي، نا أبو زرعة النصري، قال في الطبقة الثانية: أبو عثمان بن سنّة الخزاعي شامي، روى عنه ابن شهاب.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه قراءة عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتاب، أنا أحمد بن عمير، إجازة.

و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأ أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير، قراءة، قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام: أبو عثمان بن سنّة الخزاعي (1)،من أهل دمشق، روى عن علي، و ابن مسعود أيضا، روى عنه الزهري.

[قال ابن عساكر:] (2) و قال ابن عتاب: أبو مسعود، و هو خطأ.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، عن أبي... (3)،عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني، قال: و أما سنّة بالسين و النون.

و قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن علي بن هبة اللّه، قال (4):و أما سنّة بسين مهملة أبو عثمان بن سنة الخزاعي، روى عن علي بن أبي طالب، و عبد اللّه بن مسعود، روى عنه الزهري.

أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (5)،نا عبد اللّه بن صالح، نا الليث، حدّثني يونس، عن ابن شهاب في حديثه قال: كان أبو عثمان ابن سنة الخزاعي من أهل الشام.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو سعد محمّد بن علي بن محمّد، و أبو بكر بن

ص: 76


1- تهذيب الكمال 372/21.
2- زيادة منا.
3- كلمة غير واضحة بالأصل.
4- الاكمال لابن ماكولا 35/4-36.
5- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 418/1-419.

الطبري، قالا: أنا ابن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال (1):أبو عثمان بن سنة و هو دمشقي.

8694 - أبو عثمان النهدي

اسمه عبد الرّحمن بن مكي، تقدّم ذكره في حرف العين.

8695 - أبو عثمان الصنعاني

8695 - أبو عثمان الصنعاني (2)

اسمه شراحيل بن مرثد (3)،تقدّم ذكره في حرف السين (4).

8696 - أبو عثمان البرسمي

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، و أبو العز الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر، زاد أبو البركات و أبو الفضل بن خيرون، قالا: أنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة (5):في الطبقة الثانية (6) من أهل الشامات: أبو عثمان البرسمي، دمشقي.

8697 - أبو عثمان بن مروان بن الحكم بن أبي العاص

ابن أمية بن عبد شمس الأموي

ولي إمرة الأردن لأخيه عبد الملك.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى، نا خليفة، قال (7):في تسمية ولاة عبد الملك: الأردن: أبو عثمان بن مروان بن الحكم.

ذكر الزبير أن أولاد مروان الذكور أحد عشر رجلا و سمّاهم، و لم يسمّ فيهم أبا عثمان و سمّى منهم عثمان (8)،فاللّه أعلم.

ص: 77


1- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 406/1.
2- تقرأ بالأصل: الصغاني، خطأ.
3- تحرفت بالأصل إلى: مريد.
4- راجع ترجمته في تاريخ مدينة دمشق 447/22 رقم 2724 طبعة دار الفكر.
5- طبقات خليفة بن خيّاط ص 569 رقم 2958.
6- تحرفت عند أبي شامة إلى: الثالثة.
7- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 298.
8- نسب قريش للمصعب ص 161 و سمى ابن حزم في جمهرته أولاد مروان بن الحكم و ذكر فيهم: عثمان، أيضا.

8698 - أبو عثمان بن مروان بن محمّد

ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص (1)

كان مع أبيه لما قدم دمشق هاربا من جيش بني العباس، فلمّا قتل أبوه ببوصير أسر و حمل إلى أبي العباس فسجنه، و بقي في السجن مدة، حتى أطلقه هارون الرشيد.

8699 - أبو عثمان الأوقص ،دمشقي

8699 - أبو عثمان الأوقص (2)،دمشقي

روى عن الزهري.

روى عنه الوليد بن مسلم.

أنبأنا أبو الفتح أحمد بن محمّد بن أحمد الحداد، أنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن عبيد اللّه الهمداني.

ح و أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم الحافظ ، قالا: نا سليمان بن أحمد الطبراني، نا أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة، نا محمّد بن عائذ، نا الوليد بن مسلم، نا أبو عثمان الأوقص، عن الزهري، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«لا تزالون تقاتلون الكفار، حتى تقاتلوا قوما صغار الأعين، ذلف (3) الأنوف كأن وجوههم المجان المطرقة»[13507].

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن الحسين بن محمّد بن إبراهيم، نا عبد العزيز بن أحمد الصوفي، أنا عبد الرّحمن بن عثمان، أنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي، نا الحصين بن حميد العلي، نا زهير بن عباد، نا داود ابن هلال، عن الوليد، حدّثني أبو عثمان الدمشقي، قال:

أوحى اللّه إلى موسى بن عمران: أن يا موسى فبوجهي حلفت لا تدركني الأبصار، و أنا أدرك الأبصار، و أعلم أعمال العباد بالليل و النهار، ما آمنت بي خليقة إلاّ توكلت علي توكّلها على الوالد الرحيم، بل هي بي أوثق و بما عندي أطمع، فاعرف ما أقول لك أو دع، إنّي لك ناصح و عليك مشفق، يا موسى ضع الكلام مني إليك موضع الكلام من الوالدة الرحيمة،

ص: 78


1- جمهرة ابن حزم ص 107.
2- بالأصل:«الأمر قصي» و المثبت عن مختصري ابن منظور و أبي شامة.
3- ذلف الأنوف، الذلف محركة قصر الأنف و صغره.

و كن لأمري مطيعا، و أطلعني من نفسك على الرضا، ليكون أرضى لي عندك، و لا تطع كلّ مداهن غرور، و اعلم بأن الدنيا دار تعزّ (1) للظالمين.

8700 - أبو عثمان

دمشقي.

حكى عنه عبد الوهاب بن إبراهيم، لا أدري هو الذي حكى عنه الوليد بن مسلم أو غيره.

8701 - أبو عثمان بن عبد الملك بن معاوية

ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي

له ذكر، و أعقب ابنا اسمه عثمان، و كان لعثمان ابن أبي عثمان ابن اسمه القاسم بن عثمان.

8702 - أبو عثمان السراج

اسمه سعيد.

حكى عن الأوزاعي.

حكى عنه عمر بن عبد الواحد، تقدم ذكره في حرف السين.

8703 - أبو عثمان

حكى عن شيخ اسمه عطية.

روى عنه أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني و ابن السمرقندي، قالا: أنا علي بن الحسين بن أحمد بن صصرى، نا عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، نا خالد بن محمّد من ولد يحيى بن حمزة الحضرمي، نا أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة، نا أبو عثمان، عن شيخ يسمى عطية، و كان قد بلغ مائة سنة قال:

رأيت ابن الزبير على جذع مصلوبا (2) و امرأة تحمل معه في محفّة حتى صارت إليه،

ص: 79


1- تقرأ بالأصل: تغر، و المثبت عن مختصر ابن منظور.
2- بالأصل: مصلوب، خطأ.

فقال الناس: هذه أمه فرأيتها مسفرة الوجه متبسمة، فجاء الحجاج فأحدره (1) لها و قال: يا اسم، إني و إياه استبقنا إلى هذا الجذع، فسبقني هو إليه.

8704 - أبو عثمان بن أحمد بن رجاء النيسابوري

سمع بدمشق محمّد بن الفيض الغساني.

8705 - أبو عثمان النصيبي

من أهل التصوف.

قدم دمشق في حال سياحته.

حكى عنه أبو إسحاق إبراهيم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي الصقر، أنا أبو الحسين محمّد بن الحسين بن علي بن الترجمان بقراءتي عليه بالرملة في سنة تسع و عشرين و أربع مائة. قال: سمعت أبا القاسم هبة اللّه بن سليمان الجزري المقرئ يقول: حدّثني أبو إسحاق إبراهيم قال:

كنت بمكة زمان مجاورتي بها، فوقف عليّ أبو عثمان النصيبي فقال: يا فقير أيّما أحب إليك، أرفقك (2) أو أحكي لك حكاية، فقلت: قل حكاية، قال: كنت سائرا ببلاد دمشق و عليّ خرقتان، واحدة في وسطي و أخرى على كتفي، فانتهيت إلى دير مرّان (3) و الثلج يسقط مثل الورق، فاطّلع إليّ راهب من غرفة، و قد لويت عن باب الدير، فقال: بحقّ من خرجت من أجله إلاّ عدلت إلى الدير، قال: فرجعت نحو باب الدير، فاستقبلني منه و أخذ بيدي، و صعدنا إلى غرفة حسنة الآلة، فأقمت عنده ثلاثا في حسن عشرة، فاستحسنته فقلت: يا راهب أراك عاقلا، فكيف أقمت على النصرانية ؟ فقال: قد قرأت المسطور يعني القرآن، و لو قضي شيء لكان، و هممت بالمسير فرام وقوفي، فقلت: قال نبينا: الضيف ثلاثة، فما زاد فهو صدقة، فقال: صدق نبيكم صلى اللّه عليه و سلّم، و لكن من الضيف على صاحب البيت ؟ فقلت: أراك أديبا، أسألك عن شيء؟ فقال: قل، قلت: ما صفة المحبة ؟ فقال: المحبة لا صفة لها، و لكن إن

ص: 80


1- بالأصل: فأحذره، و المثبت عن ابن منظور. و حدر الشيء: حطه من علو إلى سفل.
2- يقال: أرفقته أي نفعته، عنى بقوله أي أعطيك شيئا تنتفع به.
3- دير مرّان بنواحي دمشق، انظر معجم البلدان.

أردت أن أصف لك شيئا من آداب المحبة ؟ قلت: قل، قال: أدناه أن لا تزيد بالبر، و لا تنقص بالجفاء، و نهضت، فقام معي، و نزلنا إلى صحن الدير، و إذا باب مردود، فقال لي: ادفعه، فدفعت الباب، و إذا شاب حسن الخلق في عنقه سلسلة مشدودة إلى السقف تمنعه من الجلوس فقلت: ما هذا؟ فقال: كلمه، فقلت: ما اسمك يا فتى ؟ فقال: عبد المسيح، فقلت: و ما وقوفك هاهنا؟ فقال: عبد المسيح فقلت: ما تؤلمك السلسلة ؟ فقال: عبد المسيح، فالتفتّ إلى الراهب فقلت: ما هذا؟ فقال: هذا العيان، و ذاك الخبر، أو كما قال.

8706 - أبو العجل

حكى عن شيوخ أهل دمشق.

حكى عنه ابنه أبو الحارث.

8707 - أبو عذبة

8707 - أبو عذبة (1)

أظنه عمرو بن سليم الحضرمي (2)،و يقال: هو الحارث بن معاوية الكندي الحمصي.

سمع عمر بن الخطاب.

روى عنه عبد الرّحمن بن ميسرة (3)،و شريح بن عبيد.

و اجتاز بدمشق حاجا.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر بن درستويه، نا يعقوب بن سفيان، نا أبو اليمان، نا حريز.

ح قال: و أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو النضر محمّد بن محمّد بن يوسف الفقيه، نا عثمان بن سعيد الدارمي قال: قرأت على أبي اليمان أن حريز (4) بن عثمان حدّثه عن عبد الرّحمن بن ميسرة بن أزهر.

ص: 81


1- طبقات ابن سعد 441/7 و ميزان الاعتدال 551/4 و نص الذهبي على عذبة أنها بالحركات، و الاكمال 165/6 و المعرفة و التاريخ (الفهارس) و الإصابة 145/4 و التاريخ الكبير 333/2/3 و الجرح و التعديل 236/6.
2- كذا بالأصل، راجع ترجمة عمرو بن سليم الحضرمي في تهذيب التهذيب 345/4 و فيها أنه روى عن أبي عذبة الحمصي.
3- غير واضحة بالأصل، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 397/11 و فيها أنه روى عن أبي عذبة الحضرمي الحمصي.
4- تحرفت بالأصل إلى: جرير.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1)،نا أبو اليمان، نا حريز (2) بن عثمان، عن عبد الرّحمن بن ميسرة، عن أبي عذبة الحمصي قال:

قدمت على عمر بن الخطاب رابع أربعة من الشام و نحن حجاج، فبينا نحن عنده آتاه آت من قبل العراق، فأخبره أنّهم قد حصبوا إمامهم و قد كان عمر عوضهم به مكان [إمام كا] (3) ن قبله فحصبوه، فخرج إلى الصلاة مغضبا، فسها في صلاته، ثم أقبل على الناس، فقال: من هاهنا من أهل الشام ؟ فقمت أنا و أصحابي، فقال: يا أهل الشام تجهّزوا لأهل العراق، فإن الشيطان قد باض فيهم و فرّخ، ثم قال: اللّهمّ إنهم لبسوا عليّ فلبّس عليهم، و عجّل بالغلام الثقفي يحكم فيهم بحكم الجاهلية، لا يقبل من محسنهم و لا يتجاوز عن مسيئهم.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد بن علي البزّاز، نا عمر بن محمّد بن سيف، نا عبد اللّه بن أبي داود السجستاني، نا عمرو بن عثمان و كثير (4) بن عبيد، قالا: نا بقية (5) عن صفوان بن عمرو، عن شريح بن عبيد، عن عمرو بن سليم الحضرمي، قال:

حججت في جماعة من أهل حمص، فلما قدمنا المدينة قلت لأصحابي احفظوا رحلي أشهد الصلاة مع أمير المؤمنين، قال: فشهدت الصلاة مع عمر، فإذا بالبريد قد أتاه بأن أهل الكوفة قد أخرجوا أميرهم، فتقدم و صلّى فسها في صلاته، فلمّا انصرف قام خطيبا، فقال:

من هاهنا من أهل الشام ؟ فقام ثلاثة و قمت رابعا، أو قال: قام أربعة و قمت خامسا، فقال: يا أهل الشام، استعدّوا لأهل العراق فإن الشيطان قد باض فيهم و فرّخ، اللّهمّ إنهم قد أعضلوا بي، فعجّل عليهم بالفتى الثقفي، لا يقبل من محسنهم و لا يتجاوز عن مسيئهم.

ص: 82


1- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 755/2 و ابن سعد في الطبقات الكبرى 441/7-442.
2- تحرفت بالأصل إلى: جرير.
3- بياض بالأصل و المثبت عن المعرفة و التاريخ.
4- بدون إعجام بالأصل و مختصر أبي شامة، و هو كثير بن عبيد بن نمير المذحجي أبو الحسن الحمصي، ترجمته في تهذيب الكمال 371/15.
5- رسمها بالأصل:«؟؟؟ نعت» و الصواب ما أثبت عن مختصر أبي شامة. راجع الحاشية السابقة فقد ذكره المزي في مشايخ كثير بن عبيد: بقية بن الوليد.

قال: و أنا الحسن بن أبي بكر، أنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن زياد القطان، نا عبد الكريم بن الهيثم العاقولي، نا أبو اليمان، نا صفوان بن عمرو، عن عمرو بن سليم الحضرمي، عن أبي عذبة قال:

أوشك بالرجل أن يأتي قبر حميمه فيتمعك (1) عليه فيقول: يا ليتني كنت مكانك، فقد نجوت. قيل: عمّ ذلك ؟ فقال: تدعون إلى ناحية عدو، فبينا أنتم كذلك إذ دعيتم من كل ناحية إلى عدو، فلا تدرون أي عدوكم تبغون، فيومئذ يكون ذلك.

[قال ابن عساكر:] (2) أظن عن التي بعد الحضرمي، و قيل أبي عذبة مزيدة، و اللّه أعلم.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد قال (3):في الطبقة الأولى من تابعي أهل الشام: أبو عذبة الحمصي (4)،قال: قدمت على عمر بن الخطاب رابع أربعة من أهل الشام.

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسن، و أبو الغنائم، و اللفظ له، قالوا: أنا أبو أحمد زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن، قالا: أنا أحمد ابن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري (5)،قال: عمرو بن سليم الحضرمي: حججنا و معنا امرأة فأتت ابن عمر، قاله حيوة بن شريح عن من حدّثه عن عمرو.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن منده، إجازة.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنبأ علي.

قالا: أنا أبو محمّد، قال (6):

عمرو بن سليم الحضرمي قال: حججنا و معنا امرأة فأتت ابن عمر، روى [حيوة بن شريح عمن حدّثه عنه] (7) سمعت أبي يقول ذلك.

ص: 83


1- يتمعك أي يتقلب و يتمرغ.
2- زيادة منا.
3- طبقات ابن سعد 441/7.
4- الذي عند ابن سعد: الحضرمي.
5- التاريخ الكبير للبخاري 333/2/3.
6- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 236/6.
7- بياض بالأصل، و المثبت بين معكوفتين عن الجرح و التعديل.

و قال في موضع آخر (1):أبو عذبة، روى عن عمر، روى عنه شريح بن عبيد (2)، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز، أنبأ تمام، أنا جعفر [الكندي، أنا أبو] (3) زرعة، قال في الطبقة التي تلي أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و هي العليا، أبو عذبة الحضرمي روى عن عمر.

أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا الربعي، أنا الكلابي، أنا ابن جوصا، قراءة.

و أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه قراءة، عن أبي الحسين الصيرفي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا ابن جوصا، إجازة، قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الأولى ممن أدرك عمر و أبا عبيدة و معاذا و بلالا: أبو عذبة الحضرمي حمصي.

أنبأنا أبو طالب النرسي، أنا علي بن المحسن التنوخي، أنا محمّد بن المظفر، أنا بكر ابن أحمد بن حفص، نا أحمد بن محمّد بن عيسى البغدادي، قال: أبو عذبة الحضرمي حج في خلافة عمر بن الخطاب، و سمع منه.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال: فيمن لا يعرف اسمه: أبو عذبة عن عمر.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (4):أما عذبة بعين مفتوحة و ذال معجمة و باء معجمة بواحدة، فهو أبو عذبة، عن عمر، قال: اللّهمّ عجّل عليهم بالغلام الثقفي.

8708 - أبو العذراء

8708 - أبو العذراء (5)

حدّث عن أبي الدرداء، و قيل عن أم الدرداء.

ص: 84


1- الجرح و التعديل 420/9.
2- بالأصل: عبد، و المثبت عن الجرح و التعديل.
3- بياض بالأصل، و الزيادة المستدركة قياسا إلى سند مماثل.
4- الاكمال لابن ماكولا 165/6.
5- ترجمته في ميزان الاعتدال 551/4.

روى عنه عمير (1) بن هانئ الداراني.

أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود المعدل عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا عبد اللّه بن الحسين المصيصي، نا موسى بن داود الضبي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (2).

ح و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن الحسن الأزهري، أنا أبو محمّد الحسن بن أحمد المخلدي، أنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن مسلم الأسفرايني، نا موسى بن سهل، قالوا: ثنا موسى بن داود، نا عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان، عن - و في حديث الأسفرايني قال: حدّثني - عمير بن هانئ، عن أبي العذراء، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«أجلوا اللّه يغفر لكم»[13508].

قال ابن ثوبان: أي - و في حديث ابن حنبل: يعني - أسلموا، زاد المصيصي له، و في حديث الأسفرايني يعني أسلموا، و سقط من حديثه ذكر أبي الدرداء.

رواه مسلمة بن عبد اللّه العدل، عن عمير، عن أبي العذراء، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم، أنبأ أبو الفرج سهل بن بشر ابن أحمد، أنبأ أبو بكر خليل بن هبة اللّه بن خليل، أنا عبد الوهاب بن الحسن الكلابي، نا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاب المشغرائي (3)،نا العباس بن الوليد بن صبح الخلال، نا مروان، يعني ابن محمّد الطاطري، نا مسلمة العدل، عن عمير بن هانئ، عن أبي العذراء عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«أحلوا (4) اللّه يغفر لكم»[13509].

قال مروان: و تفسيره:«أحلوا اللّه يغفر لكم»، أي: أسلموا للّه يغفر لكم.

أنبأناه عاليا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم الحافظ (5)،نا أبو عمرو بن

ص: 85


1- تحرفت بالأصل إلى:«عمر» و التصويب عن مختصر أبي شامة و ميزان الاعتدال. و هو عمير بن هانئ العنسي أبو الوليد الدمشقي، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 419/14.
2- رواه أحمد بن حنبل في المسند 171/8 رقم 21793 طبعة دار الفكر.
3- بالأصل: المسعراني، تصحيف.
4- كذا وردت هنا: أحلوا، بالحاء المهملة.
5- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 227/1.

حمدان، نا الحسن بن سفيان، نا العباس بن الوليد بن صبح الدمشقي، نا مروان، نا مسلمة المعدل، عن عمير بن هانئ، عن أبي العذراء، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«أحلوا (1) اللّه يغفر لكم»[13510].

قال مروان: معنى قوله: أحلوا اللّه: أي أسلموا له.

قال أبو نعيم: تفرد به مسلمة، و هو من أهل داريا، عن عمير مجودا، و قد رواه ابن ثوبان عن عمير من غير ذكر أم الدرداء.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن منده، أنا أبو علي إجازة.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد، قال (2):

أبو العذراء روى عن أبي الدرداء، عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«أجلوا اللّه يغفر لكم» أي أسلموا. روى عنه عمير بن هانئ، سمعت أبي يقول ذلك.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا ابن منجويه، أنا أبو أحمد، قال:

أبو العذراء روى عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، روى عنه عمير بن هانئ العنسي.

8709 - أبو العريان المخزومي

وفد على معاوية.

قرأت في كتاب من رواية أبي علي أحمد بن عبد اللّه العبدي، قال: وجدت في كتاب أبي عن أبي عبيد معمر بن المثنى قال:

و ذكروا أن أبا العريان المخزومي كان بباب معاوية بعد دعوة زياد بأيام، فأقبل زياد ليدخل على معاوية، فلمّا رآه الناس تحسحسوا له، فقال أبو العريان و كان مكفوف البصر: من هذا؟ قالوا: زياد بن أبي سفيان، قال: فقال أبو العريان: و متى كان زياد ابن أبي سفيان ؟ و اللّه ما أعرف له ابنا، يقال له زياد، أما و اللّه لربّ وضيع قد رفعه اللّه، قال: و نمي الكلام إلى معاوية، فقال لزياد: اقطع عنك لسان أعمى بني مخزوم، فبعث إليه زياد بمال، فلما أتاه به الرسول قال: وصل اللّه ابن عمي، و جزاه خيرا، فلما كان الغد مرّ به زياد و هو يتكلم،

ص: 86


1- في حلية الأولياء: أجلوا، بالجيم، و الحديث روي بالجيم و بالحاء راجع النهاية لابن الأثير.
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 420/9.

و يحسحس له الناس، فقال: من هذا؟ قالوا: زياد، قال: أما و اللّه لقد عرفت حزم أبي سفيان في منطقه، و نمي الحديث إلى معاوية، فكتب إليه:

ما لبثتك الدنانير التي رشيت *** أن لوّنتك أبا العريان الوانا

أمسى زياد أصيلا في أرومته *** و ما عرفت له الحق الذي كانا

للّه درّ زياد لو تعجّلها *** فكانت له دون ما يخشاه قربانا

فكتب إليه أبو العريان:

أما زياد فلم أظلمه نسبته *** و ما أردت بما حاولت بهتانا

8710 - أبو عطية المذبوح

اسمه عبد الرّحمن بن قيس، تقدّم ذكره في حرف العين.

8711 - أبو عفير الدؤلي

شاعر كان عند عبد الملك بن مروان، و حكى عن أبي الأسود الديلي.

حكى عنه أبو مهدية.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه مناولة و إذنا، و قرأ عليّ إسناده، أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا (1)،نا محمّد بن القاسم، حدّثني أبي، نا أبو الهيثم الغنوي، ثنا الرياشي، عن الأصمعي، عن أبي مهدية، أخبرني أبو عفير الدؤلي و كان شاعرا قال:

كنت عند عبد الملك بن مروان إذ دخل أبو الأسود الدؤلي و كان أحول ذميما قبيح المنظر، فقال له عبد الملك يمازحه: يا أبا الأسود لو علّقت عليك عوذة تدفع عنك العين، فقال: إن لك جوابا يا أمير المؤمنين و أنشده:

أفنى الجديد الذي فارقت (2) جدته *** كرّ الجديدين من آت و منطلق

لم يتركا لي في طول اختلافهما *** شيئا يخاف عليه لدعة الحدق

[أما و اللّه] (3) لئن كانت أبلتني السنون، و أسرعت إلي المنون، لما أبليت ذلك إلا في

ص: 87


1- الخبر و الشعر في الجليس الصالح الكافي 12/3-13 و الخبر روي أيضا في وفيات الأعيان 536/2 و الأغاني 322/12 و فيها أن القصة كانت بدخوله على معاوية، و انظر أمالي المرتضى 293/1 و الكامل للمبرد 171/2 و فيه أنه دخل على عبيد اللّه بن زياد.
2- الأصل:«جارت» و المثبت عن الجليس الصالح الكافي.
3- الزيادة عن الجليس الصالح.

موضعه، و لرب يوم كنت فيه إلى الآنسات أشهى منك إليهن في يومك هذا على عجبك بنفسك، و إني اليوم لكما قال امرؤ القيس (1):

أراهن لا يحببن من قل ماله *** و لا من رأين الشيب فيه و قوّسا

و لقد كنت كما قال أيضا (2):

يرعن إلى صوتي إذا ما سمعنه *** كما ترعوي عيط إلى صوت أعيسا

قال له عبد الملك: قاتلك اللّه من شيخ ما أعظم همتك.

قال القاضي (3):العيط جمع عيطاء، و هي الناقة الطويلة العنق. و الأعيس: فحل أبيض تعلوه شقرة، و من العيط قول ذي الرمة (4):

و عيط كأسراب الحدوج (5) تشوفت *** معاصيرها و العاتقات العوانس

8712 - أبو عبيد

قاض، اسمه هاشم بن بلال، تقدم ذكره في حرف الهاء.

8713 - أبو عقيل المبتلى

أحد الصالحين.

حكى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن الحسن بن متّويه.

أخبرنا أبو العساف محمّد بن الحسن بن محمّد العلوي الأصبهاني في كتابه، أنا أبو سعيد عبد الرّحمن بن أحمد بن عمر بن يزيد الصفار، نا جدي أبو بكر عبد اللّه بن أحمد بن القاسم، نا إبراهيم بن محمّد بن الحسن، قال: سمعت أبا عقيل المبتلى المصاب بدمشق يقول:

مبتدأ وراثة العابدين الفكر، ثم ورثوا من الفكر العبر، ثم ورثوا من العبر البصر، ثم ورثوا من البصر العمل، ثم ورثوا من العمل الانتفاع، و جاءتهم الجوائز من رب العالمين بعد ما ألفت قيام الليل.

ص: 88


1- ديوان امرئ القيس ص 107.
2- ديوان امرئ القيس ص 106.
3- يعني المعافى بن زكريا الجريري.
4- ديوان ذي الرمة 1135/2.
5- تقرأ بالأصل:«الجروح» و المثبت عن الجليس الصالح، و في الديوان: الخروج.

8714 - أبو علقمة بن أبي كبير الأسلمي

حكى عن كعب الأحبار، و سأله عبد الملك بن مروان عن أمر الخلفاء.

روى عنه عبد اللّه بن مسروح الصدفي.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي، أنا محمّد بن جعفر بن أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة الحضرمي، نا جدي أحمد بن محمّد بن يحيى، نا أبي، عن أبيه يحيى بن حمزة، حدّثني يحيى بن أيوب، عن عبد اللّه بن مسروح الصدفي عن أبي علقمة بن أبي كبير (1)الأسلمي، قال: لما خلص الأمر إلى عبد الملك بن مروان بعث إليّ فقال: هل أخبرك كعب الأحبار - فإنه كان يخصّك، و يسرّ إليك - من لهذا الأمر بعدي ؟ فقلت: سمعته يقول: تكون الأعماق على يد الواحد و العشرين خليفة من بعدك.

8715 - أبو علقمة النميري المضحك

8715 - أبو علقمة النميري (2) المضحك

أظنه بصريا، دخل دمشق على ما حكاه عن نفسه، و ذكر دخوله في حكاية أوردتها في ترجمة عبد الرحيم بن محمّد بن أحمد الجرشي في حرف العين (3).

قرأت على أبي الحسين أحمد بن كامل بن جاهد، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو القاسم الدقاق، أنا عيسى بن المتوكل الهاشمي، أنا محمّد بن خلف بن المرزبان، حدّثني إسحاق بن محمّد بن أبان الكوفي، حدّثني بشر بن حجر، قال:

انقطع إلى أبي علقمة غلام يخدمه فأراد أبو علقمة البكور (4) في بعض حوائجه فقال له:

يا غلام أ صقعت (5) العتاريف ؟ فقال له الغلام: زقفيلم. قال أبو علقمة: و ما زقفيلم ؟ قال:

و ما العتاريف ؟ قال: الديوك. قال: ما صاح منها شيء بعد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر، أنا عبيد اللّه السكري، نا المنقري، قال عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه التكراوي قال: سمعت الأصمعي يقول:

ص: 89


1- تحرفت هنا بالأصل إلى: كثير.
2- غير مقروءة بالأصل و صورتها:«؟؟؟ الضمير من» و المثبت عن مختصري ابن منظور و أبي شامة.
3- تاريخ مدينة دمشق 132/36 رقم 4019.
4- بالأصل:«؟؟؟ البلورى» و المثبت عن مختصري ابن منظور و أبي شامة.
5- صقع الديك: صاح.

جاء أبو علقمة الأعرابي إلى الحجّام فقال له: تحجمني ؟ قال: نعم، قال: اشدد قضم المحاجم، و ازنج و لا تربج (1)،اجعل طعنك و خزا، و مصك حفزا، لا تكرهن أبيا و لا تردن آتيا. فقال الحجام: قد أتى عليّ خمسون سنة لم أقاتل في الهرب، يعني الحرب.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم العلوي، و أبو الوحش المقرئ عنه، نا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد الفرضي، نا أبو طاهر عبد الواحد بن عمر بن أبي هاشم المقرئ، إملاء، نا إسماعيل بن يونس، نا أحمد بن الحارث الخرّاز (2)،عن المدائني قال:

أتى أبو علقمة الأعرابي أبا زلازل الحذاء فقال: يا حذّاء احذ لي هذه النعل قال: و كيف تريد أن أحذوها لك ؟ قال: خصّر نطاقها، و غضّف معقبها، و أقب مقدّمها، و عرّج و نية الذؤابة بخزم دون بلوغ الرّصاف (3)،و أنحل مخازم خزامها، و أوشك في العمل، فقام أبو زلازل، فتأبط متاعه. فقال أبو علقمة: إلى أين ؟ قال: إلى ابن القرّيّة (4) ليفسر لي ما خفي عليّ من كلامك.

قرأت على أبي محمّد عبد اللّه بن أسد ابن عمار، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهاب الميداني، حدّثني أبو الخير أحمد بن علي، حدّثني أبو أحمد بن أبي خليفة الجمحي قال: سمعت أبي يحدث عن أبيه قال: قال أبو علقمة النحوي لغلام له: خذ من طرحنا هذا كفيلا، و من الكفيل أمينا. و من الأمين زعيما، و من الزعيم غريما. فقال الغلام للغريم:

مولاي كثير الكلام، فمعك شيء فأرضاه و خلاه، فلما انصرف قال: يا غلام، ما فعل غريمنا (5) قال: سقع، قال: و ما سقع ؟ فقال: بقع. فقال: ويلك و ما بقع ؟ قال: استقلع.

قال: ويلك و ما استقلع ؟ قال: انقلع، قال: ويلك لم طولت ؟ فقال: منك تعلمت. فقال له:

ويلك فلم خليته ؟ فقال: يا مولاي أرضاني فأرضيته، فضحك منه و سكت عنه.

ص: 90


1- أزنج و لا تربج يعني ادفع و لا تتحير.
2- بدون إعجام بالأصل.
3- بالأصل: الوصاف، تصحيف. و الرصاف ما يلوى على النعل و يشد به.
4- ابن القرية اسمه أيوب بن زيد، أبو سليمان الأعرابي من خطباء العرب.
5- قد تقرأ بالأصل:«غريمك» و تقرأ:«غريمنا» و المثبت يوافق عبارة أبي شامة.

ذكر من اسمه أبو علي

اشارة

ذكر (1) من اسمه أبو علي

8716 - أبو علي البيروتي

8716 - أبو علي البيروتي (2)

حكى عن إبراهيم بن أدهم.

حكى عنه محمّد بن هارون البغدادي، و عمر بن حفص النسائي.

[قال (3) أبو علي البيروتي: شارط إبراهيم (4) رجلا على شيء يعمل في الأرض، فعمل أياما فيه، و أتاه صاحب الأرض فقال: أفسدت عليّ أرضي. قال إبراهيم: ما أفسدت عليك أكثر أم كرائي ؟ قال: الكراء. قال: فأطرح لك من الكراء بقدر ما أفسدت عليك. فقال الرجل: نعم. فولّى إبراهيم، فقيل للرجل: هذا إبراهيم بن أدهم فأتاه فقال: خذ كراءك وافيا، و أجعلك في حلّ مما أفسدت أرضي. فقال إبراهيم: لا حاجة لي في الكراء، المسلمون عند شروطهم.

قال أبو علي البيروتي: أهديت إلى إبراهيم هدية، فلم يكن عنده شيء يكافئه، فنزع فروة فجعلها في الطبق و بعث بها إليه] (5).

8717 - أبو علي بن أبي التائب

روى بصيدا عن سليم بن منصور بن عمار.

روى عنه: أبو القاسم بن أبي العقب.

قال أبو علي: أنشدني سليم بن منصور بن عمار:

اذكر الموت و لا تن *** س حلول القبر وحدك

ص: 91


1- هنا خرم في الأصل المعتمد الوحيد الذي بين يدي - نسخة سليمان باشا يمتد حتى ترجمة أبي محمد الكلبي. و التراجم التالية نستدركها عن مختصر أبي شامة، و من نسخة مصورة محفوظة في دار الكتب الوطنية بباريس. و سنشير إلى نهاية الخرم في موضعه.
2- في مختصر ابن منظور: أبو علقمة أو أبو علي. و كتب محققه بالهامش: على هامش الأصل؛«هذه الترجمة في الأصل: أبو علي، فقشطت الياء و أصلحت أبو علقمة، و بقي الأصل: أبو علي البيروتي لم يصلح كما ترى، فإما أن يكون أبو علقمة و أغفل الإصلاح في الأصل، و إما أن يكون أبو علقمة ليس له حديث، و نسي أن يترجم على أبي علي البيروتي. و الظاهر أنه أبو علقمة، و نسي إصلاحه في الأصل و اللّه أعلم».
3- ما بين معكوفتين استدرك عن مختصر ابن منظور.
4- يعني إبراهيم بن أدهم، انظر أخباره في حلية الأولياء 367/7.
5- الخبر في حلية الأولياء 384/7 باختلاف الرواية، في أخبار إبراهيم بن أدهم.

و رجوع القوم لمّا *** ألصقوا بالتّرب خدّك

أنت في لحدك إذ لا *** بدّ أن تسكن لحدك

فأطع إن شئت أو فاع *** ص إذا ما شئت جهدك

لك عند اللّه ذي العز *** م كما للّه عندك

8718 - أبو علي بن أبي السّمراء الأطرابلسي

الضّرير، الشّاعر.

حكى عنه أحمد بن عمرو البغدادي المعروف بالرومي.

[قال (1) أحمد بن عمرو الرّومي: أنشدت أبا علي بن أبي السمراء شعرا فقال: قد عارضته، و أنشد:

عجبت من عصبة نمّت و سمّت *** باسم التّقى و النّهى و هم جهله

وساوس النفس علمهم و لهم *** مقالة في الحلول مفتعله

تصوّف القوم كي يبلّغهم *** لباسهم ما تبلغ المسلة

لو أنّ ما هم عليه عن رعة *** ما جعل القوم زيّهم مثله

لقد تأتّى لهم بزيهمو *** من الورى ما تعاطت القتله

إذا تأملتهم رأيتهمو *** نوكى (2) كسالى أذلّة أكله]

8718 - أبو علي بن زلزل

له ذكر. مات بدمشق سنة ثلاثمائة.

8719 - أبو علي بن أبي موسى المعدّل

حكى عن أحمد بن طاهر القزاز (3).

حكى عنه أبو الحسن بن جهضم.

[حكى أبو الحسن بن جهضم] (4) قال: حدّثنا الشيخ الفاضل أبو علي بن أبي موسى المعدل بدمشق فقال: كنت بمصر فقال بعض أصحابنا: يا أبا علي هاهنا حكاية عجيبة، قم

ص: 92


1- ما بين معكوفتين استدرك عن مختصر ابن منظور.
2- نوكى: حمقى. نوك نواكة و نواكا و نوكا أي حمق حماقة، و استنوك الرجل صار أنوك.(تاج العروس).
3- كلمة غير واضحة في مختصر أبي شامة، و لعل ما أثبت الصواب، و سيرد الخبر التالي: القزاز.
4- زيادة منا للإيضاح.

حتى نسمعها (1) من أحمد بن طاهر القزّاز. فجئنا إليه، و سألوه أن يحكي لي حكاية أبي شعيب المقفّع فقال: هذا سوقي، أيش أذكر له [هذه الحكاية ؟ فقيل له: ويحك لا تحقره] (2)فقيل له: احكها له، فقال: نعم، كان لنا هاهنا (3) بمصر بيت ضيافة، فجاءنا فقير يكنى بأبي سليمان، فقال: الضيافة فقلت لابني: امض به إلى البيت (4) فأقام عندنا سبعة أيام، أكل فيها ثلاث أكلات، كل ثلاثة أيام أكلة، فسمته المقام عندنا فأبى و قال: أريد الثّغر. فسألته أن لا يقطع أخباره عني، فغاب اثنتي عشرة (5) سنة، ثم قدم، فقلت له: ويحك ما كتبت إليّ بأخبارك (6) فقال: لم أبلغ الثغر، كنت بالرّملة، فرأيت فيها شيخا يقال له أبو شعيب؛ مبتلى، فأقمت عنده أخدمه سنة (7)،فوقع لي أن أسأله عن سبب بلائه (8)،فدنوت منه، فابتدأني قبل أن أسأله فقال: يا هذا و ما سؤالك عما لا يعنيك ؟ فصبرت سنة أخرى ثم تقدمت إليه لأسأله، [فقال (9) لي] في الثالثة: و لا بدّ لك ؟ فقلت: إن رأيت. قال: نعم، بينا أنا أصلي بالليل في محرابي، حتى بدا لي من المحراب نور شعشعاني كاد [أن يخطف] بصري. فقلت: اخسأ يا ملعون، فإن ربي أجلّ و أعزّ من أن يبرز للخلق. ثم صبرت برهة، فبدا لي نور فقلت مثل ذلك (10)،ثم بدا في الثالثة [نور] (11) أشدّ مما بدا، فقلت: فلو برزت السماوات و الأرضون و العرش و الكرسي كان ربي أجلّ و أعزّ من أن يبرز للخلق. قال: ثم سمعت نداء ملكيا من المحراب: يا أبا شعيب [قلت: لبيك، لبيك، لبيك] (12)،فقال: تحب أن أقبضك في وقتك هذا، و نجازيك على ما مضى لك ؟ أو نبتليك ببلاء نرفعك به في علّيين. فسكت سكتة ثم قال: بلاؤك،[بلاؤك، بلاؤك]. فسقطت عيني و يدي و رجلي. قال: فمكثت أخدمه اثنتي

ص: 93


1- في مختصر ابن منظور: تسمعها.
2- ما بين معكوفتين سقط من مختصر ابن منظور.
3- سقطت من مختصر ابن منظور.
4- قوله:«فقلت لابني: امض به إلى البيت» سقط من مختصر ابن منظور.
5- في مختصر أبي شامة: عشر.
6- في مختصر ابن منظور: فقلت له: لم تكتب إليّ .
7- كذا في مختصر أبي شامة، و في مختصر ابن منظور: مبتلى فخدمته سنة.
8- العبارة في مختصر أبي شامة:«فوقع في نفسي أسأله أيش كان أصل بلائه» و العبارة المثبتة عن مختصر ابن منظور.
9- الزيادة:«فقال لي» عن مختصر ابن منظور.
10- العبارة في مختصر أبي شامة:«ثم بدا لي فقلت كذلك». و المثبت عن مختصر ابن منظور.
11- زيادة عن مختصر ابن منظور.
12- ما بين معكوفتين استدرك عن مختصر ابن منظور.

عشرة سنة. فقال لي يوما من الأيام (1) و كأن عينيه سكرّجتان: ترى ما أرى ؟ قلت: لا. قال:

فتسمع ما أسمع ؟ قلت: لا. قال: ادن مني. فدنوت منه، فسمعت أعضاءه تخاطب بعضها بعضا، يقول العضو لما يليه: ابرز منه. حتى برزت أعضاؤه كلها بين يديه صبّة واحدة (2)تسبّح اللّه تعالى، و تقدمن. فلو لا أنه قد مات ما حدثتكم (3) به.

8720 - أبو علي القيسراني

8720 - أبو علي القيسراني (4)

أحد الصّلحاء.

كان مقيما بأكواخ بانياس (5)،قال ابن طبينة:- و كان من صالحي شيوخ نابلس-:

اشتقت إلى أبي علي القيسراني، و كان صديقا لي، و لي مدة ما زرته، و كان بالأكواخ فقلت:

أزوره و أتبرّك به و أشتهي أن آخذ له معي شيئا أتحفه به فوقع في نفسي رطب فأخذت له سلا لطيفا و سرت إليه، فلمّا وصلت إلى الأكواخ استدللت عليه فدللت فلما وصلت (6) قرعت الباب فقال: فلان. فعجبت من ذلك، و قلت: نعم. فقال: جئت لي معك الرّطب ؟ فقلت:

نعم. فقال: ادخل فلما دخلت عليه سلّمت عليه و قبّلت بين عينيه، و قلت: يا سيدي أعلمني هذه القصة، كيف هيه ؟ فقال: إنه عرض في نفسي شهوة الرطب منذ سنون عدّة، و استحييت من اللّه أن أسأل في ذلك أو ينطق به لساني فلما كان البارحة رأيت في منامي هاتفا يقول: غدا يجيئك الرّطب على يد فلان و لم لا تسألنا فيه ؟ فانتبهت و صلّيت ركعتين ثم عدت إلى مضجعي، فرأيت ذلك ثانيا فانتبهت و صليت صلاة الغداة، فلمّا كان في وقتي هذا؛ لم يقرع الباب أحد غيرك فقلت (7):فلان ؟ قلت لي نعم، فقلت: جئت لي معك بالرطب ؟ فقلت لي:

نعم، ثم أمر أن ينكت على الأرض فأكلت معه منه، و أقمت عنده ثلاثا. فودعته و انصرفت، و لم أرجع أجتمع به.

8721 - أبو علي الدمشقي

حكى عن محمّد بن محمّد بن عرفة.

ص: 94


1- «من الأيام» ليس في مختصر ابن منظور.
2- صبة واحدة أي دفعة واحدة.
3- في مختصر أبي شامة: حدّثكم به.
4- القيسراني نسبة إلى بلدة على ساحل بحر الروم يقال لها قيسارية (الأنساب).
5- الأكواخ: ناحية من أعمال بانياس ثم من أعمال دمشق (معجم البلدان).
6- من قوله: إلى... إلى هنا سقط من مختصر ابن منظور.
7- من هنا إلى قوله:«ثم أمر» ليس في مختصر ابن منظور.

حكى عنه أبو يحيى محمّد بن عبد اللّه الحافظ شيخ أبي سعيد الأسترآباذي.

8722 - أبو علي بن كامل الشاعر

حكى عنه أبو الحسن علي بن أحمد بن زهير المالكي.

8723 - أبو علي الشريف الرقي

سمع أبا عبد اللّه الحسين بن عبد اللّه بن محمّد بن أبي كامل.

و توفي مستهل شعبان سنة إحدى و خمسين و أربعمائة.

8724 - أبو علي بن حميد البغدادي

قدم دمشق سنة ثمانين و أربعمائة. و كان حسن الخط طبعة فيه و في علوم العربية، و سافر إلى مصر و الإسكندرية، و رأى بها جماعة من العلماء، ذكر أنه ليس ببغداد أوفى منهم.

8725 - أبو عمارة الصّوريّ

أظنه دخل دمشق.

حكى عنه شيئا من شعره أبو الفرج عبد الواحد بن نصر المخزومي الببغاء (1):[و من شعره]:

[يا ثقيلا [لو كان في حسناتي] *** و جميع الأنام في سيئاتي

لاستقلّ [الذنوب بل كس ] ر ال *** ميزان من ثقله على الكفّات] (2)

8726 - أبو عمران أخو أبي سليمان الداراني

له ذكر.

قال أحمد بن أبي الحواري رأيت أبا سليمان في منزل أبي عمران يتناول الفالوذج (3)لقمة واحدة لا يثنّي بأخرى، و رأيته يلعق عواما زبدا بعسل و يقول: كل فديتك. فقلت:

تطعمنا و تأبى أن تأكله ؟ فقال: ويحك إني.... (4) الزبد بالعسل... (5) ثم رأيته يأكله في بيت ابن سباع لأنه أراه سروره.

ص: 95


1- البيتان التاليان استدركا عن مختصر ابن منظور.
2- البيتان في يتيمة الدهر 355/1 قال الثعالبي: و قرأت في كتاب التحف و الظرف لابن لبيب غلام أبي الفرج الببغاء لأبي عمارة الصوفي في ثقيل خفيف على القلب.
3- الفالوذج: قال يعقوب: لا يقال الفالوذج، إنما هو الفالوذ هو حلواء معروف، يؤكل، يسوّى من لب الحنطة فارسي معرب.(تاج العروس: فلذ).
4- كلمة غير مقروءة في مختصر أبي شامة.
5- رسمها في مختصر أبي شامة: اسرات.

و في رواية: رأيت أبا سليمان في منزل أبي عمران فأتيناه بقصة فالوذج فضرب بيده، فأخذ لقمة فجعل يقرضها فلم يعد بيده إلى القصعة حتى فرغنا من القصعة.

قال أحمد: و قال أبو سليمان حين خرجنا من بيت أبي عمران: لقد عرفت فيّ و في من كان معنا و نحن ذاهبون معه إلى بيت أبي عمران شهوته الطعام قبل أن يدخل البيت.

8727 - أبو عمران الطبري

أحد شيوخ الصوفية.

صحب أبا عبد اللّه ابن الجلاّء، بدمشق، و أبا عبد اللّه بن العرجي بالرملة، و سكن بيت المقدس و بها مات سنة أربع و أربعين و ثلاثمائة.

[قال أبو عمران: سمعت أبا عبد [اللّه بن الجلاّء] يقول: سمعت ذا النون بن إبراهيم الإخميمي يقول: أفضل الأعمال أربعة: الحلم عند الغضب، و السخاوة في القلة، و الورع في الخلوة، و صدق القول عند من تخافه أو ترجوه] (1).

قال السلمي: سمعت الحسين بن أحمد يقول: سأل بعض الفقراء أبا عمران فقال: فقير عقد على نفسه عقدا ثم يستقبله العلم بما هو أولى ؟ قال: لا يرجع في عقده. قال اللّه تعالى:

فَإِذٰا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ (2) .

[قال السّلمي: توفّي سنة أربع و عشرين و ثلاث مائة] (3).

ذكر من اسمه أبو عمر

8728 - أبو عمر

شيخ حدّث ببيروت.

[حدّث] عن معاذ بن جبل، و أبي الدرداء.

كما ظن الذي روى عنه و هو عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر.

[حدّث عن أبي الدّرداء أن رجلا يقال له حرملة أتى النبي صلى اللّه عليه و سلّم فقال:

ص: 96


1- ما بين معكوفتين استدرك عن مختصر ابن منظور.
2- سورة القصص، الآية:7.
3- الزيادة عن مختصر ابن منظور.

الإيمان هاهنا. و أشار بيده إلى لسانه، و النفاق هاهنا. و أشار بيده إلى قلبه، و لا نذكر اللّه إلاّ قليلا. فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«اللّهمّ ، اجعل لسانه ذاكرا، و قلبه شاكرا، و ارزقه حبي و حب من يحبني، و صيّر أمره إلى خير». فقال: يا رسول اللّه، إنّه كان لي أصحاب من المنافقين، و كنت رأسا فيهم، أ فلا أنبئك بهم ؟ قال:«من أتانا استغفرنا له، و من أصرّ على ذنبه فاللّه أولى به، و لا تخرقنّ على أحد سترا»[13511].

و حدّث عن معاذ بن جبل قال:

سيبلى القرآن في صدور أقوام كما يبلى الثوب؛ فيتهافت، يقرءونه لا يجدون له شهوة و لا لذّة، يلبسون جلود الضأن على قلوب الذئاب، أعمالهم طمع لا يخالطه خوف، إن قصّروا قالوا: سنبلغ، و إن أساءوا قالوا: سيغفر لنا؛ إنّا لا نشرك باللّه شيئا] (1).

8729 - أبو عمر الدمشقي

حدّث عن كعب.

روى عنه: معاوية بن صالح الحمصي.

8730 - أبو عمر الدّمشقي

8730 - أبو عمر الدّمشقي (2)

حدّث عن عبيد بن الخشخاش (3)،و عمر بن عبد العزيز.

حدّث عنه: عبد الرّحمن بن عبد اللّه المسعودي، و حسين بن علي الجعفي.

قال الدارقطني (4):المسعودي عن أبي عمرو (5)،و قيل عن أبي عمر الدمشقي، متروك.

قال ابن ماكولا (6):عبيد بن الخشخاش روى عن أبي ذرّ. روى حديثه المسعودي عن أبي عمر الدمشقي عنه. و قيل فيه: بالحاء و السين المهملتين.

ص: 97


1- الخبران السابقان استدركا بين معكوفتين عن مختصر ابن منظور.
2- و يقال: أبو عمرو الدمشقي ترجمته في تهذيب الكمال 402/21 و تهذيب التهذيب و تقريبه الترجمة(8544) ط دار الفكر و ميزان الاعتدال. قال المزي: و يقال: أبو عمرو.
3- كذا في مختصر أبي شامة و ميزان الاعتدال، و في تهذيب الكمال: الحسحاس.
4- تهذيب الكمال 402/21.
5- في مختصر أبي شامة:«عمر» و الصواب عن تهذيب الكمال.
6- الاكمال لابن ماكولا 146/3 و 148.

[حدّث (1) عن عبيد بن الخشخاش عن أبي ذرّ قال: قلت:

يا رسول اللّه، كم كان المرسلون ؟ قال:«كانوا ثلاث مائة و خمسة عشر؛ جمّا غفيرا».

قال: قلت: يا رسول اللّه آدم نبي كان ؟ قال:«نعم، نبيا مكلّما». قال: قلت: يا نبي اللّه، أي ما أنزل عليك أعظم ؟ قال:« اَللّٰهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2)»].

[و في (3) آخر بسنده عن أبي ذر قال: أتيت النبيّ صلى اللّه عليه و سلّم و هو في المسجد، فجلست، فقال:

«يا أبا ذرّ، هل صلّيت»؟ قلت: لا. قال:«قم فصلّ ». قال: فقمت فصلّيت، ثم جلست، قال:«يا أبا ذر، تعوّذ باللّه من شرّ شياطين الإنس و الجن» قال: قلت: يا رسول اللّه، و للإنس شياطين ؟ قال:«نعم». قلت: يا رسول اللّه، الصلاة ؟ قال:«خير موضوع، من شاء أقل و من شاء أكثر». قال: قلت: يا رسول اللّه، فالصوم ؟ قال:«فرض مجزئ، و عند اللّه مزيد». قلت: يا رسول اللّه، فالصدقة ؟ قال:«أضعاف مضاعفة». قلت: يا رسول اللّه، فأيها أفضل ؟ قال:«جهد من مقلّ أوسر إلى فقير». قلت: يا رسول اللّه، أي الأنبياء كان أول ؟ قال:«آدم عليه السّلام». قلت: و نبي كان ؟ قال:«نعم، نبيّ مكلّم»[13512]- الحديث.

8731 - أبو عمر الدّمشقي آخر

حكى عن أبي ذرّ منقطعا.

حكى عنه مروان بن عمر القرشي.

[قال (4):بلغني أن رجلا أتى أبا ذرّ و هو بالرّبذة (5) فقال: أنت أبو ذرّ؟ قال: نعم.

قال: أنت جندب بن السكن ؟ قال: نعم. قال: أنت تسب عثمان ؟ قال: رحم اللّه عثمان، لا تقل في عثمان إلاّ خيرا. قال: أما و اللّه ما طردك و لا نفاك إلاّ و لك خربات (6) و بدعات و عورات. قال: فنظر إليه أبو ذرّ فقال: يا هذا، إن بيني و بين الجنّة عقيبة، فإن أنا جزتها فو اللّه

ص: 98


1- الخبر التالي استدرك عن مختصر ابن منظور.
2- سورة البقرة، الآية:255.
3- الخبر التالي استدرك أيضا عن مختصر ابن منظور.
4- الخبر التالي استدرك عن مختصر ابن منظور.
5- الربذة: قرية من قرى المدينة راجع معجم البلدان.
6- الخربة و الخرب: الفساد في الدين.

ما أبالي بقولك، و إن هو قصّر بي دونها، فأنا أهل لما هو أشدّ مما قلت لي].

8732 - أبو عمر بن عمر العمري

إن لم يكن حفص بن عمر بن سويد فهو غيره.

حدّث عن معاوية بن سلاّم (1)،و سمع منه بدمشق سنة أربع و ستين و مائة (2).

روى عنه العباس بن جعفر بن الزبرقان.

8733 - أبو عمر الدّمشقي

8733 - أبو عمر الدّمشقي (3)

من مشايخ الصّوفية.

حكى عن ابن الجلاّء و صحبه، و صحب أصحاب ذي النون.

قال السلمي: أبو عمر الدمشقي كان من كبار مشايخ الشام و علمائهم له المقامات المعروفة و الكرامات المشهورة، كان في ابتداء أمره يصحب القوم و ينكر عليهم إلى أن نبّه لذلك فانتبه. و قال السلمي أيضا: أبو عمر الدمشقي من جلّة مشايخ الشام في زمانه و علمائهم، يحكى عنه أنه كان يقول بالشواهد و الصّفات. و هذا مذهب لأهل الشام، ربما تكلموا بأشياء تدقّ في مسائل الأرواح و غيرها.

قال: و هذا مكذوب على أبي عمر، لأنه أحد مشايخهم العالمين، و قد ردّ على الحلولية و أصحاب الشّواهد و الصّفات مقالاتهم.

و ذكر السلمي أيضا أنه كان عالما بعلوم الحقائق، و ردّ على من تكلّم في قدم الأرواح و الشواهد. و هو من أفتى المشايخ.

[قال أبو الفضل العبّاس: كان أبو عمر الصوفي يبايت أصحابنا - و هو حدث-] (4) على السّماع، فلما كان في بعض الليالي اضطرب و خنق نفسه [و أزبد و مات. فجلسنا حوله لا نعلم

ص: 99


1- هو معاوية بن سلام بن أبي سلام الدمشقي ترجمته في تهذيب الكمال 205/18 و فيها روى عنه: أبو عمر حفص بن عمر بن سويد.
2- غير واضحة في مختصر أبي شامة، و لعل الصواب ما أثبت، فقد كان معاوية بن سلام حيّا سنة 164، و ذكر الذهبي أن معاوية بن سلام مات في حدود سنة 170.
3- ترجمته في الطبقات الكبرى للشعراني 101/1 و جاء فيها: أبو عمرو. و حلية الأولياء 346/10 و سماه أبا عمرو.
4- ما بين معكوفتين عن مختصر ابن منظور، و مكانه في مختصر أبي شامة: و ذكر السلمي أيضا أن أبا عمر حضر السماع.

ما نعمل من أمره، فقال بعضنا لبعض: قطّعوه إربا إربا و يخرج بكل قطعة منه رجل يرمي به في نهر] (1).ثم تنفّس و جلس، فقيل له: ما شأنك ؟ فقال: التوبة، إني كنت أحضر معكم و أستهزئ بما يجري من أصحابنا من الوجد، فلمّا قام أصحابنا الليلة، جرى في قلبي ذلك الاستهزاء الذي كنت أجده، فإذا بأسود بشيع الخلقة، و معه [حربة] (2) من نار فأهوى إليّ بها و قال: أ تهزأ بأولياء اللّه ؟ ثم لا (3) أدري ما كان مني حتى السّاعة، فأنا تائب إلى اللّه مما سلف.

قال السلمي (4):هذا كان مبدأ حديث أبي عمر، ثم علا حتى صار أحد أئمة القوم.

قال: و سمعت أبا القاسم الدمشقي يقول: سألت أبا عمر الدّمشقي: أي الخلق أعجز؟ قال: من عجز عن سياسة نفسه. قلت: أي الخلق أقوى ؟ قال: من قوي على مخالفة هواه.

قلت: أي الخلق أعقل ؟ قال: من ترك المكوّنات و أقبل على مكوّنها.

قال: و سمعته يقول لرجل و هو يوصيه في سفر يريد أن يخرج فيه: يا أخي، لا صحب غير اللّه، فإنه الذي يكفيك المهمات، و يشكرك على الحسنات، و يستر عليك السيئات، و لا يفارقك في خطوة من الخطوات.

[قال أبو عمر الدمشقي: حقيقة الخوف أن لا تخاف مع اللّه أحدا] (5).

قال السلمي: و سئل أبو عمر عن الزّهد فقال: أن يزهد فيما له مخافة أن يهوى ما ليس له.

[كان أبو عمر يقول] (6) في قوله عز و جل للملائكة اُسْجُدُوا لِآدَمَ (7):قال: أراد به امتحانهم و أن يعريهم من شواهد أحوالهم و أفعالهم.

و قال [أبو عمر]: الخائف من يخاف من نفسه أكثر مما يخاف من الشّيطان (8).

ص: 100


1- ما بين معكوفتين زيادة للإيضاح عن مختصر ابن منظور.
2- زيادة عن مختصر ابن منظور.
3- في مختصر أبي شامة: ما.
4- استدركت على هامش مختصر أبي شامة.
5- ما بين معكوفتين عن مختصر ابن منظور.
6- في مختصر أبي شامة: قال، و ما بين معكوفتين استدرك عن مختصر ابن منظور.
7- سورة البقرة، الآية:34.
8- رواه أبو القاسم القشيري في الرسالة القشيرية ص 126.

و قال أيضا: شاهد الصوفية أن يقطعوا منازل المريدين..... (1) هموم العارفين و حمله اسم للشاهد هو الحاضر في الغيب فلا يفنى و لا يغفل، فإن غفل غفلة عن وقته فليس بشاهد.

و قال: من غلب عليه إحسان الصانع يستحسن صنعته.

قال أبو عمر (2):كما فرض اللّه على الأنبياء إظهار الآيات و المعجزات ليؤمنوا بها، كذلك فرض على الأولياء كتمان الكرامات حتى (3) لا يفتتنوا بها.

و قال: التصوف رؤية الكون بعين النقص، بل غض الطرف عن كل ناقص ليشاهد من هو منزه عن كل نقص (4).

قال أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الهروي: مات أبو عمر الدمشقي سنة عشرين و ثلاثمائة، و كان من أجلة أهل زمانه.

و قال أبو سليمان بن زبر: مات سنة أربع و عشرين [و قيل: سنة عشر و ثلاث مائة] (5).

ذكر من اسمه: أبو عمرو

8734 - أبو عمرو و يقال: اسمه: زرعة السّيباني، الشّامي الفلسطيني

8734 - أبو عمرو و يقال: اسمه: زرعة السّيباني، الشّامي الفلسطيني (6)

والد أبي زرعة يحيى بن أبي عمرو

و هو عم الأوزاعي الفقيه.

سمع عمر بن الخطاب، و أبا الدّرداء، و عقبة بن عامر.

روى عنه ابنه يحيى بن أبي عمرو، و عمر بن عبد الملك الفلسطيني (7).

ذكره أبو زرعة في الطبقة العليا، و قال: اسمه زرعة، رملي.

ص: 101


1- كلمة غير واضحة في مختصر أبي شامة.
2- رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 346/10-347 و مختصرا في الطبقات الكبرى للشعراني 101/1.
3- في الطبقات للشعراني: لئلا يفتتن بها الخلق.
4- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 346/10.
5- الزيادة عن مختصر ابن منظور.
6- ترجمته في تهذيب الكمال 418/21 و تهذيب التهذيب و تقريبه الترجمة(8553) ط دار الفكر و ميزان الاعتدال 4/ 558.
7- انظر تهذيب الكمال 418/21 أسماء شيوخه، و أسماء أخرى رووا عنه.

و ذكره ابن سميع في الطبقة الأولى بعد الصحابة ممن أدرك الجاهلية (1) و قال: هو من حمير، فلسطيني.

و قال يعقوب بن سفيان (2) في ثقات التابعين من أهل مصر: و منهم أبو عمرو السيباني (3)،في عداد أهل فلسطين.

قال ابن أبي خيثمة: حدّثنا هارون حدّثنا ضمرة عن يحيى بن أبي عمرو السيباني قال:

كان أبي أدرك عمر بن الخطاب.

و قال: أدركت لأبي خيمة من شعر بعدها إلى الأجم.

قال: و حدّثنا ضمرة عن عمر بن عبد الملك قال: كنا في مجلس أبي عمرو السيباني و يحيى يومئذ غائب، فقال أبو عمرو: ما شيء يطلعني الآن أحبّ إليّ من وفاة يحيى.

[حدّث (4) عن عقبة بن عامر أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:

«صلّوا في مرابض الغنم، و لا تصلّوا في أعطان الإبل»[13513].

و حدّث (5) عن عقبة أنه مرّ برجل هيئته هيئة رجل مسلم. فسلّم، فردّ عليه عقبة:

و عليك و رحمة اللّه و بركاته، فقال له الغلام: أ تدري على من رددت ؟ فقال: أ ليس برجل مسلم ؟ فقالوا: لا، و لكنه نصراني. فقام عقبة فتبعه حتى أدركه، فقال: إن رحمة اللّه و بركاته على المؤمنين، لكن أطال اللّه حياتك و أكثر مالك].

8735 - أبو عمرو مولى آل أبي وجزة

8735 - أبو عمرو مولى آل أبي وجزة (6)

ابن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس

شهد وفاة عمر بن عبيد اللّه بن معمر بضمير (7) من أعمال دمشق. و كلم عبد الملك بن مروان بكلام مدح به عمر أغضب به عبد الملك.

ص: 102


1- تهذيب الكمال 418/21.
2- رواه المزي في تهذيب الكمال 418/21 نقلا عن يعقوب بن سفيان.
3- في مختصر أبي شامة هنا: الشيباني.
4- الخبران التاليان استدركا عن مختصر ابن منظور.
5- رواه المزي في تهذيب الكمال 418/21 من طريق الشحامي بسنده إلى عقبة بن عامر.
6- بدون إعجام في مختصر أبي شامة. و المثبت عن جمهرة ابن حزم ص 114.
7- ضمير بالتصغير، موضع قرب دمشق، و قيل: هو قرية و حصن في آخر حدود مما يلي السماوة.
8736 - أبو عمرو الدّمشقي

حكى عن عمر بن عبد العزيز.

حكى عنه الحسين بن علي الجعفي.

[قال أبو عمرو: بلغ عمر بن عبد العزيز عن جند له شيء، فكتب إليهم اَللّٰهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ، لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلىٰ يَوْمِ الْقِيٰامَةِ لاٰ رَيْبَ فِيهِ وَ مَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّٰهِ حَدِيثاً (1)] (2).

8737 - أبو عمرو بن العلاء بن عمار بن العريان، و اسمه عمرو

ابن عبد اللّه بن الحصين بن الحارث بن جلهم بن خزاعي بن مازن

ابن مالك بن عمرو بن تميم بن مرّ الفهمي المازني البصري (3)

أحد الأئمة السبعة من القراء.

اختلف في اسمه، فقيل: زبان، و قيل: يحيى، و قيل: العريان، و قيل: جرو، و قيل اسمه لقبه.

قرأ القرآن على مجاهد بن جبر، و سعيد بن جبير، و يحيى بن يعمر، و حميد بن قيس، و عبد اللّه بن كثير صاحب مجاهد.

و حدّث عن أبيه العلاء، و الحسن البصري، و ابن سيرين، و عطاء بن أبي رباح، و مجاهد، و نافع مولى ابن عمر، و أبي صالح الزيات، و أبي الزبير، و الزهري، و داود بن أبي هند، و يونس بن عبيد، و فرقد السبخي، و بديل بن ميسرة، و جعفر بن محمّد الصادق، و مغيرة بن مقسم، و إياس بن جعفر، و الوليد بن السمط ، و هشام بن عروة، و محمّد بن أبي ليلى، و صخر بن جويرية.

قرأ عليه: يحيى بن المبارك اليزيدي، و أبو نعيم بن أبي نصر البلخي، و يعرف بشجاع، و العباس (4) بن الفضل الأنصاري.

ص: 103


1- سورة النساء، الآية:87.
2- ما بين معكوفتين استدرك عن مختصر ابن منظور.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 410/21 و تهذيب التهذيب و تقريبه الترجمة(8550) ط دار الفكر و وفيات الأعيان 3/ 466 و التاريخ الكبير 55/9 و فوات الوفيات 231/1 و طبقات القراء للجزري 288/1 و انباه الرواة 131/4 و سير أعلام النبلاء:(540/6 ت 998) ط دار الفكر و المزهر 399/2 و الذريعة 318/1 و البداية و النهاية 113/10 و معرفة القراء الكبار 100/1 رقم 39.
4- قسم من اللفظة ممحو في مختصر أبي شامة، و المثبت عن تهذيب الكمال.

روى عنه عبد الوارث بن سعيد، و وكيع بن الجراح، و أبو زيد سعيد بن أوس، و الأصمعي، و شبابة بن سوار، و أبو فيد مؤرج بن عمرو السدوسي، و عبد العزيز بن الحصين ابن الترجمان، و شريك بن عبد اللّه القاضي، و اليزيدي (1)،و حماد بن زيد، و شعبة بن الحجاج، و يعلى بن عبيد، و الحسين بن واقد، و أبو عبيدة، و معمر، و عيسى بن يونس، و معتمر (2) بن سليمان، و شعيب بن إسحاق الدمشقي و غيرهم.

و وفد على هشام بن عبد الملك، ثم قدم دمشق على واليها عبد الوهاب بن إبراهيم بن محمّد الإمام في زمن بني العباس.

و قال عمر بن شبة: حدّثنا الأصمعي قال: قال أبو عمرو بن العلاء:

خرجت مع جرير بن الخطفي خرجة إلى الشام، فلما كنا ببعض الطريق قال لي: يا أبا عمرو، أنشدني شعرا لأخي بني مليح، فأنشدته (3):

و أدنيتني حتى إذا ما سببتني *** بقول يحل العصم (4) سهل الأباطح

تناءيت (5) عني حين لا لي مذهب *** و غادرت (6) ما غادرت بين الجوانح

فقال: يا أبا عمرو (7) لو لا أن النخير لا يحسن بشيخ مثلي نخرت نخرة يسمعها هشام على سريره.

و قال الرياشي: حدّثنا الأصمعي عن أبي عمرو قال:

قدم علينا جرير البصرة يريد هشام بن عبد الملك، فنزل عليّ ، فلما أراد الخروج خرجت مشيعا له، فلما خرج عن الأبيات قال: أنشدني، فذكر نحو ما مضى و قال: لو كان النخير الصراخ لصرخت صرخة يسمعها هشام على سريره.

قال خليفة (8):في الطبقة السادسة من أهل البصرة: أبو عمرو و أبو سفيان ابنا العلاء بن عمار [بن العريان].

ص: 104


1- بدون إعجام، و هو يحيى بن المبارك أبو محمد اليزيدي، كما في تهذيب الكمال.
2- في مختصر أبي شامة: يونس بن معتمر، خطأ.
3- البيتان في الأغاني 90/2 و نسبهما لشيخ من بني مرة.
4- العصم جمع أعصم، و هو الوعل الذي في ذراعية بياض، و الوعل: تيس الجبل.
5- غير واضحة في مختصر أبي شامة، و المثبت عن الأغاني.
6- في الأغاني: و خلفت ما خلفت.
7- في مختصر أبي شامة: عمر.
8- طبقات خليفة بن خيّاط ص 378 رقم 1848 و 1849.

قال الأصمعي: اسم أبي عمرو بن العلاء: زبان بن العلاء بن عمار بن العريان من بني خزاعي بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم، و كان قد قرأ على مجاهد و ختم عليه، ثم قرأ على عبد اللّه بن كثير، و كان ابن كثير من غلمان مجاهد.

قال (1):و قال أبو عمرو بن العلاء: لو تهيّأ لي أن أفرغ ما في صدري من العلم في صدرك لفعلته.

و قال: لقد حفظت في علم القرآن أشياء لو كتبت ما قدر الأعمش على حملها.

قال: و سمعت أبا عمرو يقول: لو لا أن ليس لي أن أقرأ إلاّ بما قد قرئ لقرأت حرف كذا و كذا، و ذكر حروفا.

قال أبو بكر بن مجاهد: و أما البصرة فقام بالقراءة بها بعد التابعين جماعة منهم: أبو عمرو بن العلاء، و اسمه زبان.

و قال محمّد بن عبد اللّه العتبي: كان اسم أبي عمرو بن العلاء عندي حر (2) فأخبرني بعض ولده أن اسمه زبان.

قال ابن مجاهد (3):كان ولد العلاء بن عمار أربعة:[أبو] سفيان (4) و اسمه شقيق بن العلاء و معاذ بن العلاء، و أبو حفص عمر بن العلاء و أبو عمرو زبان بن العلاء، و كان آخرهم موتا أبو عمرو بن العلاء.

قال ابن مندة: أبو عمرو بن العلاء أمه عائشة بنت عبد الرّحمن بن ربيعة بن بكر من بني حنيفة اسمه زبان، و يقال: يحيى بن العلاء رحمة اللّه عليه.

قال اليزيدي (5):اسم أبي عمرو بن العلاء العريان بن العلاء، و كان يدعى المازني.

قال الأصمعي: أبو عمرو بن العلاء، اسمه أبو عمرو و لا اسم له غيره.

قال المفضل بن غسان: قال أبو زكريا: أبو عمرو بن العلاء و أبو سفيان، و معاذ، أخوه عثمان بن عمر و روى عن معاذ.

ص: 105


1- القائل: الأصمعي، و الخبر في تهذيب الكمال 412/21 و معرفة القراء الكبار 103/1.
2- كذا في مختصر أبي شامة.
3- نقلا عن أبي بكر بن مجاهد رواه المزي في تهذيب الكمال 413/21.
4- كذا في مختصر أبي شامة و معرفة القراء الكبار، و في تهذيب الكمال: أبو سفيان.
5- سير الأعلام 409/6.

قال أبو زيد: و كان أبو عمرو أكبر من أبي سفيان.

قال ابن مهران: قرأ أبو عمرو على مجاهد و سعيد بن جبير و عكرمة و قرأ هؤلاء على ابن عباس و قرأ ابن عباس على علي و قرأ علي على النبي صلى اللّه عليه و سلّم.

قال: و قرأ أبو عمرو على يحيى بن يعمر، و قرأ يحيى على أبي الأسود الدؤلي، و قرأ أبو الأسود على علي بن أبي طالب و قرأ علي على النبي صلى اللّه عليه و سلّم.

قال ابن مجاهد: قال أبو سفيان بن العلاء: كان أبو عمرو بن العلاء إذا مرّ بجمع أمرني فسألت عكرمة بن خالد المخزومي عن الحروف.

قال الأصمعي: قلت (1) لأبي عمرو بن العلاء: أقرأت على ابن كثير؟ قال: نعم، ختمت على ابن كثير بعد ما ختمت على مجاهد، و كان ابن كثير أعلم باللغة من مجاهد، فقلت له: فلم تفرق بين القراءتين. فقال: لم يكن بينهما كثير إلاّ أني ربما كنت سألت ابن كثير عن الشيء فيقول لي هو جائز، و الذي اختاره غيره، قال الأصمعي: يعني من مرآة مجاهد.

و روى أبو عبيد عن حجاج عن هارون أن ابن أبي إسحاق قال:

أخذت قراءتي عن الأشياخ نصر بن عاصم و أصحابه. قال هارون: فذكرت ذلك لأبي عمرو فقال: لا آخذ قراءتي عن نصر بن عاصم و لا عن أصحابه و لكن عن أهل الحجاز.

و قال أبو عمرو: سمع سعيد بن جبير قراءتي فقال: الزم قراءتك هذه (2).

[حدّث (3) عن ابن سيرين عن عبيدة عن علي قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«يخرج قوم فيهم رجل مودن اليد (4) أو مثدون (5) اليد أو مخدج (6) اليد، و لو لا أن تبطروا لأنبأتكم بما وعد اللّه الذين يقتلونهم على لسان نبيه صلى اللّه عليه و سلّم» قال عبيدة: قلت لعلي: أنت سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ؟ قال: إي و ربّ الكعبة، إي و رب الكعبة، إي و رب الكعبة].

ص: 106


1- استدركت عن هامش مختصر أبي شامة.
2- الخبر في معرفة القراء الكبار 102/1.
3- الخبر التالي مستدرك عن مختصر ابن منظور.
4- مودن اليد أي ناقص اليد صغيرها.
5- مثدون اليد: أي صغير اليد، مجتمعها.
6- أي ناقص الخلق.

[و حدّث عن أنس عن أبي بكر الصدّيق أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم كانت له [خرقة] ينشّف بها بعد الوضوء] (1).

قال محمّد بن سلاّم (2):

مرّ أبو عمرو بن العلاء بمجلس قوم، فقال رجل من القوم: ليت شعري [فمن هذا] (3)أ عربي أم مولى، و هو على بغلة له. فقال: النّسب في مازن، و الولاء للعنبر، و قال: عدس (4)للبغلة، و مضى.

قال محمّد بن الجعد الكوفي.

قصد حمزة الزّيّات أبا عمرو بن العلاء إلى البصرة ليقرأ عليه، فآواه الليل بين قريتين، فإذا هاتف يهتف: أ ما وجد هذا موضعا يأوي إليه إلاّ هذا الموضع (5)،شدّ (6)؛لأوذينّه الليلة. قال: فأدرت حولي دارة، و قعدت في وسطها، و قرأت سورة الأنعام، فإذا بهاتف يهتف يقول: قد قرأ سورة الأنعام فاحرسه بقية ليلته. قال: فوصل إلى البصرة، و دخل مسجد أبي عمرو بن العلاء فتغامز رجلان كانا في المسجد، فقال أحدهما: يشبه أن يكون حائكا؛ و ذلك أنه كان في خلقه دمامة، و لم يكن بالنظيف. و قال الآخر: إن كان حائكا فسيقرأ سورة يوسف. و سمع حمزة كلامهما، و خرج أبو عمرو بن العلاء فجلس في مجلسه، فقام حمزة و جثا بين يديه، فابتدأ فقرأ سورة يوسف، و كان لا يقرئ إلاّ عشرا عشرا، فلما قرأ عشرا منها ذهب حمزة ليقوم، فأومأ (7) إليه أن زد، فقرأ عشرا آخر و أمسك، فأومأ إليه بيده أن زد.

[قال:] فختمها و قام يجر كساءه و غطّى به رأسه، و تعقّل عند باب المسجد، و مضى راجعا إلى الكوفة. فقال أبو عمرو لرجل عنده: الحق هذا الرجل و قل له: سألتك باللّه أنت حمزة الزيّات ؟ فلحقه فقال له: أنت حمزة الزّيّات ؟ قال: نعم. و انصرف إلى الكوفة.

قال عباس بن [محمّد] الدوري: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو عمرو بن العلاء

ص: 107


1- استدرك الخبر عن مختصر ابن منظور.
2- الخبر في إنباه الرواة 132/4.
3- زيادة عن انباه الرواة.
4- عدس: اسم فعل يقال في زجر البغل أو الحمار.
5- استدركت عن هامش مختصر أبي شامة.
6- كذا.
7- في مختصر أبي شامة: فأومى.

ثقة، و أبو سفيان بن العلاء و معاذ بن العلاء هؤلاء اخوة أبي عمرو بن العلاء، فروى عن أبي سفيان بن العلاء، و معاذ بن العلاء وكيع..... (1) جميعا.

قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول (2):كان لأبي عمرو بن العلاء أخ يقال له: أبو سفيان.

سئل يحيى بن معين عنهما فقال: ليس بهما بأس.

قال: و حدّثنا الحسين بن الحسن قال: سمعت أبا خيثمة زهير بن حرب يقول: كان أبو عمرو بن العلاء رجلا لا بأس به، و لكنه لم يحفظ (3).

قال سريج بن يونس (4) حدّثني شجاع بن أبي نصر عن أبي عمرو بن العلاء قال: رآني سعيد بن جبير و أنا جالس مع الشباب فقال: ما يجلسك مع الشباب عليك بالشيوخ.

قال الأصمعي: سمعت أبا عمرو بن العلاء يقول: كنت رأسا و الحسن حي (5).

و قال ضمرة عن ابن شوذب: توفي الحسن سنة عشر و مائة.

و قال أبو عمرو: نظرت في هذا العلم قبل أن أختن، و هو يومئذ ابن أربع و ثمانين (6).

قال ثعلب: سمعت أبا عمرو الشيباني يقول (7):ما رأينا مثل أبي عمرو بن العلاء رحمة اللّه عليه.

قال محمد بن القاسم حدثنا أبو عبيدة معمر بن المثنى قال (8):

كان أبو عمرو بن العلاء أعلم الناس بالقرآن و العربية، و العرب و أيامها، و الشعر و أيام النّاس، و كان ينزل خلف دار جعفر بن سليمان الهاشمي، و كانت دفاتره ملء بيت إلى السقف ثم تنسّك (9) فأحرقها، و قال فيه الفرزدق (10):

ص: 108


1- غير مقروءة في مختصر أبي شامة.
2- الخبر نقله المزي في تهذيب الكمال 411/21 عن أبي حاتم الرازي.
3- تهذيب الكمال 411/21-412.
4- رواه المزي في تهذيب الكمال 412/21.
5- معرفة القراء الكبار 101/1 و تهذيب الكمال 412/21.
6- تهذيب الكمال 412/21 و معرفة القراء الكبار 104/1.
7- تهذيب الكمال 412/21.
8- من طريقه الخبر في انباه الرواة 133/4 و تهذيب الكمال 412/21.
9- في أنباه الرواة: تغير.
10- ليس البيت في ديوانه، و البيت في معرفة القراء و تهذيب الكمال و أنباه الرواة.

ما زلت أفتح أبوابا و أغلقها *** حتى أتيت أبا عمرو بن عمّار

قال أبو بكر بن مجاهد (1):كانت أبو عمرو مقدما في عصره عالما بالقراءة و وجوهها، و كان قدوة في العلم باللغة، إمام الناس في العربية، و كان مع علمه باللغة و فقهه في العربية متمسكا بالآثار، لا يكاد يخالف في اختياره ما جاء عن الأئمة قبله، متواضعا في علمه، قرأ على أهل الحجاز، و سلك في القراءة طريقهم و لم يزل العلماء في زمانه تعرف له تقدمه، و تقرّ له بفضله، و تأتمّ في القراءة بمذاهبه، و كان حسن الاختيار، سهل القراءة، غير متكلّف، يؤثر التخفيف ما وجد إليه السبيل.

و كان في عصره بالبصرة جماعة من أهل العلم بالقراءة لم يبلغوه منهم: عبد اللّه بن أبي إسحاق، و عاصم بن أبي صباح الجحدري أبو المجشر، و عيسى بن عمر الثقفي، و كل هؤلاء أهل فصاحة أيضا، و لم يحفظ عنهم في القراءة ما حفظ عن أبي عمرو. و إلى قراءة أبي عمرو صار أهل البصرة أو أكثرهم.

روى القراءة عنه علي بن نصر الجهضمي، و حماد بن زيد، و عبد الوارث بن سعيد، و هارون بن موسى الأعور، و أبو زيد الأنصاري، و يونس بن حبيب، و عبيد بن عقيل، و اليزيدي، و الأصمعي، و شجاع، و معاذ بن معاذ العنبري، و سهل بن يوسف، و حسين الجعفي، و داود بن يزيد الأودي، و محبوب بن الحسن، و عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، و أحمد بن موسى اللؤلؤي، و العباس بن الفضل الأنصاري، قاضي الموصل، و عبيد اللّه بن موسى، و خارجة بن مصعب، و قد روى غير هؤلاء حروفا عنه ليست على كثرة ما روى هؤلاء فسكت عن ذكرهم.

قال الأصمعي (2):كنت إذا سمعت أبا عمرو يقول (3)،ظننت أنه لا يحسن شيئا، و لا يلحن، يتكلم كلاما سهلا.

قال ابن مجاهد: لقد حدّثني جعفر بن محمّد، حدّثنا محمّد بن بشير، حدّثنا سفيان بن عيينة قال (4):

ص: 109


1- الخبر في تهذيب الكمال 412/21.
2- الخبر في معرفة القراء الكبار 104/1 و سير الأعلام 410/6 و انباه الرواة 134/4.
3- في سير الأعلام و معرفة القراء: يتكلم.
4- الخبر في معرفة القراء الكبار 104/1.

رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في المنام، فقلت: يا رسول اللّه، قد اختلفت عليّ القراءات.

فبقراءة من تأمرني أن أقرأ؟ قال: اقرأ بقراءة أبي عمرو بن العلاء.

و قال شجاع بن أبي نصر (1):رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في المنام فعرضت عليه أشياء من قراءة أبي عمرو فما ردّ عليّ إلاّ حرفين.

قال ابن مجاهد: و حدّثوني عن وهب بن جرير قال (2):قال لي شعبة تمسّك بقراءة أبي عمرو، فإنها ستصير للناس إسنادا.

و قال نصر بن علي (3):قال لي أبي: قال لي شعبة: انظر ما يقرأه أبو عمرو مما يختاره لنفسه فاكتبه، فإنه سيصير للناس أستاذا.

قال نصر: قلت لأبي: كيف تقرأ؟ قال: على قراءة أبي عمرو. و قلت للأصمعي: كيف تقرأ؟ قال: على قراءة أبي عمرو.

و قال ابن مجاهد: من قرأ قراءة أبي عمرو - رواية اليزيدي...... (4)-أكمل الظرف.

كان هذا... (5) في عصر ابن مجاهد من الحذاق.

قال أبو سعيد الحسن بن عبد اللّه السيرافي: فأما [أبو] عمرو بن العلاء فإنه من الأعلام في القرآن و عنه أخذ يونس بن حبيب و الرواية عنه في القراءة و النحو و اللغة كثيرة.

و ذكر حسين بن فهم، حدّثنا ابن سعد، حدّثنا يونس بن حبيب:

أن أبا عمرو كان أشد..... (6) للعرب و كان ابن أبي إسحاق و عيسى بن عمر يطعنان على العرب.

و ذكر محمّد بن سلام قال: كان بعد... و ميمون الأقرن و عبد اللّه بن أبي إسحاق الحضرمي، و كان في زمان ابن أبي إسحاق عيسى بن عمر، و أبو عمرو بن العلاء، و مات ابن أبي إسحاق قبلهما، و يقال: إن ابن أبي إسحاق أشد تحريرا للقياس، و كان أبو عمرو أوسع

ص: 110


1- الخبر في معرفة القراء الكبار 104/1.
2- معرفة القراء الكبار 104/1.
3- سير الأعلام 408/6 و تهذيب الكمال 413/21.
4- غير مقروء في مختصر أبي شامة.
5- كلمة غير واضحة في مختصر أبي شامة.
6- غير مقروءة في مختصر أبي شامة.

علما بكلام العرب و لغاتها و غريبها، و كان بلال بن أبي بردة يجمع بينهما و هو على البصرة يومئذ يحمله عليها خالد بن عبد اللّه القسري أيام هشام بن عبد الملك. قال يونس: قال أبو عمرو بن العلاء فغلبني ابن أبي إسحاق يومئذ بالهمز، فنظرت فيه بعد ذلك، قال: و بالغت فيه. قال إبراهيم الحربي (1):كان أهل البصرة - يعني أهل العربية - منهم أهل الهوى إلا أربعة:

و إنهم كانوا أصحاب سنة: أبو عمرو بن العلاء، و الخليل بن أحمد، و يونس (2) بن حبيب، و الأصمعي.

قال الأصمعي: سمعت أبا عمرو يقول: أشهد أن اللّه تعالى يضل و يهدي. قال: قال قائل... (3) قلت: اغن عني نفسك.

قال الأصمعي: جمعنا بين أبي عمرو بن العلاء و بين محمّد بن مسعر الفدكي. قال أبو عمرو: ما تقول ؟ قال: أقول: إن اللّه وعد [وعدا، و أوعد] (4) إيعادا، فهو منجز إيعاده كما هو منجز وعده. فقال أبو عمرو: إنك رجل أعجم، لا أقول أعجم اللسان و لكن أعجم القلب، إن العرب تعدّ الرجوع عن الوعد لؤما و عن الإيعاد كرما. و أنشد (5):

و إني إن أوعدته أو وعدته *** ليكذب إيعادي و يصدق موعدي

قال الأصمعي (6) حدّثنا الحزنبل (7) حدّثنا إسماعيل بن أبي محمّد اليزيدي عن أبيه.

ح و حدّثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب، عن محمّد بن سلام عن محمّد بن جعفر قال: تكلم عمرو بن عبيد (8) في الوعيد سنة، فقال أبو عمرو: إنك لألكن الفهم إذ صيّرت الوعيد في أعظم شيء مثله في أصغر شيء. فاعلم أن النهي عن الصغير و الكبير ليسا سواء، و إنما نهى اللّه عنهما لتتمّ حجته على خلقه، و لئلا يعدل عن أمره و طاعته، و وراء وعيده عفوه و وسيع كرمه، و أنشد:

ص: 111


1- تهذيب الكمال 413/21.
2- تحرفت في مختصر أبي شامة إلى: قريش، و الصواب عن تهذيب الكمال.
3- كلمة غير مقروءة في مختصر أبي شامة.
4- زيادة عن مختصر ابن منظور.
5- البيت لعامر بن الطفيل، و هو في اللسان «وعد».
6- الخبر من هذا الطريق في تهذيب الكمال 413/21 و معرفة القراء الكبار 103/1.
7- كلمة غير مقروءة في مختصر أبي شامة، و المثبت عن تهذيب الكمال.
8- عمرو بن عبيد، من الزهاد، معتزلي مشهور، مات سنة 144، ترجمته في وفيات الأعيان 460/3.

[و] لا يرهب ابن العمّ مني صولة *** و لا أختبي (1) من صولة المتهدّد

و إني و إن أوعدته أو وعدته *** لمخلف ميعادي و منجز موعدي

فقال له عمرو: صدقت، إن العرب تمتدح بالوفاء بالوعد دون الإيعاد (2)،و قد تمتدح بالوفاء بهما، أ لم تسمع قول الشاعر:

إن أبا خالد لمجتمع الر *** أي شريف الأفعال و البيت

لا يخلف الوعد و الوعيد و لا *** يبيت من ثأره على فوت

قال عمرو: قد وافق هذا قول اللّه عزّ و جل وَ نٰادىٰ أَصْحٰابُ الْجَنَّةِ أَصْحٰابَ النّٰارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنٰا (3) الآية، فقال له أبو عمرو: قد وافق الأول إخبار رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و الحديث يفسّر القرآن].

و قال الأصمعي: كنت عند أبي عمرو بن العلاء فجاء عمرو بن عبيد، فقال: يا عمرو، و اللّه يخلف الميعاد؟ قال: لا، قال: فإذا وعد على عمل ثوابا أنجزه ؟ قال: نعم. قال: فإذا أوعد على عمل عقابا أنجزه ؟ قال: إن الوعد عند العرب غير الوعيد، إن العرب لا تعد خلفا إن يعد بالشرّ فلا تفي به، إنما الخلف عندهم أن يعد بالخير فلا يفي به أ ما سمعت قول الشاعر:

لا يرهب ابن العم و الجار سطوتي *** و لا آسى من سطوة المتهدد

و إني إذا أوعدته أو وعدته *** ليكذب إيعادي و يصدق موعدي

و في رواية: لمخلف إيعادي و منجز موعدي.

و في أخرى: سأخلف إيعادي و أنجز موعدي.

و في رواية (4):جاء عمرو بن عبيد إلى أبي عمرو بن العلاء، فقال: يا أبا عمرو اللّه يخلف وعده ؟ قال: لن يخلف اللّه وعده، فذكر عمرو آية وعيد، فقال أبو عمرو: من العجمة أتيت يا أبا عثمان (5)،إن الوعد غير الوعيد، إن العرب لا تعد خلفا و لا عارا أن تعد شرّا ثم لا

ص: 112


1- أختبي: أي لا أذل و لا أخاف. و في تهذيب الكمال:«أختشي» و في أنباه الرواة: أختفي.
2- في تهذيب الكمال: الوعيد.
3- سورة الأعراف، الآية:44.
4- انظر أنباه الرواة 139/4 باختلاف.
5- أبو عثمان كنية عمرو بن عبيد.

تفعله، ترى أن ذلك كرم و فضل، و إنما الخلف أن يعد خيرا ثم لا يفعله. قال: و أجد (1) هذا كلام العرب ؟[قال: نعم] (2) فأنشد أبو عمرو البيتين السابقين.

قال الأصمعي: قلت لأبي عمرو بن العلاء: وَ بٰارَكْنٰا عَلَيْهِ (3) في موضع، و بركنا عليه في موضع آخر، أ تعرف هذا؟ فقال: ما أعرف إلاّ ما نسمع من المشايخ الأوّلين.

[قال: و قال أبو عمرو:] (4) ما نحن فيمن مضى إلاّ كبقل في أصول نخل طوال (5).

و قال الأصمعي: قال أبو عمرو: لو أني كلما أخطأت رمي في حجري بجوزة، امتلأ حجري جوزا.

قال أبو عبيدة [معمر بن المثنى]: أنشد الأخفش أبو الخطاب (6) أبا عمرو بن العلاء:

قالت قتيلة ما له قد *** حللت شيبا شواته

فقال أبو عمرو: قد صحفت، إنما هي: سراته.... (7) و أتت الراء منتفخة فصيرتها واوا. فغضب أبو الخطاب و أقبل عليّ فقال بل هو: شواته، و إنما هو الذي صحف. و قال:

و اللّه لقد سمعت هذا باليمامة من عدة من الناس. قال أبو عبيدة: فأخذنا بقول أبي عمرو، فما مضت الأيام حتى قدم علينا رجل محرم من آل الزبير، فسمعته يحدث بحديث، فقال:

اقشعرت سوأتي، فعلمت أن أبا الخطاب و أبا عمرو أصابا جميعا، و سراة كل شيء أعلاه.

مرّ أبو عمرو بن العلاء بالبصرة، فإذا أعدال مطروحة مكتوب عليها: لأبو فلان. فقال:

يا رب، يلحنون و يرزقون ؟!.

و قال الأصمعي: جئت مرة من عند أناس من الأعراب، فلقيني أبو عمرو بن العلاء على بغلة فقال: من أين جئت ؟ فأخبرته. فقال: هات ما عندك. فسألته عن ستة أحرف من العربي، فأخطأ فيها كلها و لم يعرفها، ثم ضرب بطن دابته، و قال: سمعت..... (8).

ص: 113


1- في مختصر أبي شامة:«فأوجدني» و الصواب عن أنباه الرواة.
2- الزيادة عن أنباه الرواة.
3- سورة الصافات، الآية:113.
4- الزيادة عن مختصر ابن منظور، و معرفة القراء الكبار.
5- معرفة القراء الكبار 104/1.
6- هو الأخفش الكبير عبد الحميد بن عبد المجيد، أبو الخطاب النحوي، انظر أخباره في أنباه الرواة 157/2.
7- كلمة غير واضحة.
8- كلمة غير واضحة في مختصر أبي شامة.

قال إسماعيل بن إسحاق: قال علي بن المديني: قال سفيان كان سليمان: الأعمش جاءهم بالبصرة فحدّثهم بهذا الحديث يعني قول عبد اللّه: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يتخولنا بالموعظة في الأيام، فقال له أبو عمرو: إنما هو يتخوننا بالموعظة. فقال سفيان: فحدّثني أبو جزيء قال: فقال له سليمان: تريد أن أعلمك أن اللّه لم يعلمك شيئا من العربية.

و قال البخاري: حدّثنا علي بن عبد اللّه، حدّثنا سفيان قال: لما قدم الأعمش فحدث بهذا الحديث كان النبي صلى اللّه عليه و سلّم يتخولنا بالموعظة قال أبو عمرو بن العلاء: إنما هو يتخوننا، فقال الأعمش: و اللّه لتسكتن أو لأعرفنك أنك لا تحسن من العربية شيئا.

و قال العباس بن ميمون: حدّثنا الأصمعي، حدّثنا سفيان بن عيينة قال: حضرت الأعمش عند أبي عمرو بن العلاء، قال العباس فذكرته لابن الشاذكوني، فقال: غلط الأصمعي إنما حديثه عن سفيان بن عيينة عن أبي جزء قال: شهدت أبا عمرو عند الأعمش فحدّث عن عبد اللّه بن مسعود أنّه قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يتخوّلنا بالموعظة في الأيام. فقال له أبو عمرو: إنما هي يتخوّننا بالموعظة. فقال الأعمش: و ما يدريك ؟ فقال: لو شئت لأعلمتك أن اللّه لم يعلمك من هذا كبير شيء. فسأل عنه، فقيل: أبو عمرو بن العلاء، فسكت عنه.

ثم قال الأصمعي: قد كلمه (1) أبو عمرو، ثم قال: يتخولنا و يتخوننا جميعا، فمن قال:

يتخولنا، يقول: يستصلحنا. يقال: رجل خائل مال، و من قال: يتخوّننا: قال: يتعهدنا.

و أنشد لذي الرّمّة (2):

لا ينعش الطّرف إلاّ ما تخوّنه *** [داع يناديه باسم الماء مبغوم]

قال أبو أحمد العسكري: سمعت أبا بكر بن دريد يقول: التخوّل و التخوّن: واحد (3).

قال أبو عمرو بن العلاء: سمعت أعرابيا ينشد، و قد كنت خرجت إلى ظاهر البصرة متفرّجا مما نالني من طلب الحجاج لي، و استخفائي منه (4):

ص: 114


1- في مختصر ابن منظور: ظلمه.
2- ديوان ذي الرمة ص 571، و استدرك عجزه عن الديوان.
3- عقب أبو شامة بقوله: قلت و قد نقل عن أبي عمرو أنّه قال: الصواب يتحولهم، بالحاء المهملة أي يطلب أحوالهم التي ينشطون فيها للموعظة.
4- الخبر و الأبيات في تهذيب الكمال 414/21.

صبّر النّفس عند كل ملمّ *** إن في الصبر حيلة المحتال

لا تضيقن في الأمور فقد تك *** شف لأواؤها بغير احتيال

ربما تجزع النفوس من الأم *** ر له فرجة كحلّ العقال

قد يصاب الجبان في آخر الصف *** و ينجو مقارع الأبطال (1)

فقلت: ما وراءك يا أعرابي ؟ فقال: مات الحجّاج. فلم أدر بأيهما أفرح، بموت الحجاج أو بقوله فرجة - بفتح الفاء - لأني كنت أطلب شاهدا لاختياري القراءة في سورة البقرة إِلاّٰ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً (2).

قال الأصمعي: الفرجة من الفرج، و الفرجة فرجة الحائط . و أول هذا الشعر:

يا قليل العزاء في الأهواء *** و كثير الهموم و الأوجال

قال أبو عمرو بن العلاء: كنا نفر أيام الحجّاج، و في رواية: كنا هرابا من الحجّاج بصنعاء فسمعت منشدا ينشد:

ربما تكره النفوس من *** الأمر له فرجة كحل العقال

فاستطرفت قوله فرجة، فإنا كذلك إذ سمعت قائلا يقول: مات الحجاج، فما أدري بأي الأمرين كنت أشد فرحا بموت الحجاج أم بذلك البيت.

و في رواية قال: هربت من الحجاج، فكنت باليمن على سطح يوما، فسمعت قائلا يقول، البيت، فخرجت، فإذا رجل يقول: مات الحجاج.

و في رواية: خرجت هاربا من الحجّاج، فأتيت مكة، فبينا أنا ذات يوم أطوف إذا بأعرابي ينشد هذا الشعر:

ربما شفق النفوس من الأمر *** له فرجة كحل العقال

قلت: و ما ذاك رحمك اللّه ؟ قال: مات الحجاج.

قال الأصمعي (3):كان نقش خاتم أبي عمرو بن العلاء:

و إن امرأ دنياه أكبر همّه *** لمستمسك منها بحبل غرور

ص: 115


1- الأبيات في خزانة الأدب 544/2 و قد نسبت لأكثر من شاعر.
2- سورة البقرة، الآية:249.
3- تهذيب الكمال 415/21.

فسألته عن ذلك فقال: كنت في ضيعتي نصف النهار أدور فيها، فسمعت قائلا يقول هذا البيت[،فنظرت فلم أجد أحدا، فكتبته على خاتمي.

و في رواية:] (1) فقلت: إنسي أم جني ؟ فقال: بل جني.

و في رواية: فما أجابني، فنقشته على خاتمي.

قال أبو عمرو بن العلاء: امتحنت خصال الإنسان فوجدت أشرفها صدق اللسان.

قال الأصمعي (2):قال لي أبو عمرو بن العلاء: يا عبد الملك، كن من الكريم على حذر إذا أهنته، و من اللئيم إذا أكرمته، و من العاقل إذا أحرجته، و من الأحمق إذا مازحته، و من الفاجر إذا عاشرته، و ليس من الأدب أن تجيب من لا يسألك، أو تسأل من لا يجيبك، أو تحدث من لا ينصت لك.

قال المعافى بن زكريا القاضي: و كأن قول البحتري:

و سألت من لا يستجيب فكنت في اس *** تخباره كمجيب من لا يسأل

مأخوذ من قول أبي عمرو في هذا الخبر.

قال الرياشي: حدّثنا الأصمعي عن معاذ بن العلاء قال:

سأل رجل أبا عمرو بن العلاء حاجة فوعده بها، ثم إن الحاجة تعذّرت على أبي عمرو، فلقيه الرجل بعد ذلك فقال له: يا أبا عمرو، وعدتني وعدا فلم تنجزه. قال أبو عمرو: فمن أولى بالغم ؟ قال: أنا. قال: لا، بل أنا. قال الرجل: و كيف ذلك أصلحك اللّه ؟ قال: لأني وعدك وعدا، فأبت بفرح الوعد، و أبت أنا بهمّ الإنجاز، فبت ليلتك فرحا مسرورا، و بت ليلي مفكّرا مهموما، ثم عاق القدر عن بلوغ الإرادة، فلقيتني مدلاّ، و لقيتك محتشما.

قال: سمعت أبا عمرو بن العلاء يقول: ما ضاق مجلس بين متحابين.

و قال: إني لأحبّ أن أرى أهل ودّي كلّ يوم مرتين.

قال الأصمعي (3):مرض أبو عمرو بن العلاء مرضة، فأتاه أصحابه إلاّ رجلا منهم، ثم جاءه بعد ذلك، فقال: إني أريد أن أسامرك الليلة. فقال: أنت معافى و أنا مبتلى، و العافية لا

ص: 116


1- ما بين معكوفتين زيادة عن مختصر ابن منظور.
2- الخبر في سير الأعلام 409/6 و تهذيب الكمال 415/21.
3- الخبر في تهذيب الكمال 415/21.

تدعك أن تسهر، و البلاء لا يدعني أنام، و اللّه أسأل أن يسوق إلى أهل العافية الشكر، و إلى أهل البلاء الأجر.

قال الأصمعي: كان لأبي عمرو بن العلاء وظيفة في كل يوم ريحان بفلس، و كوز جديد بفلس.

و في رواية: كان لأبي عمرو بن العلاء من غلّته كل يوم فلسان: يشتري بفلس ريحانا، و كوزا جديدا بفلس، فيشرب فيه يومه، و إذا أمسى تصدّق به، و يشمّ الريحان يومه، فإذا أمسى قال للجارية: جفّفيه و دقّيه في الأشنان.

قال معاوية بن سالم بن خالد بن معاوية بن أبي عمرو بن العلاء:

كان جدي أبو عمرو يجلس إليه رجل يستثقله، فكان إذا طلع دخل و تركه، و كتب إليه يستعطفه، فكتب إليه أبو عمرو:

أنت يا صاحب الكتاب ثقيل *** و قليل من الثقيل كثير

قال محمّد بن العباس اليزيدي: حدّثني عمي قال:

غاب أبو عمرو بن العلاء عن مجلسه عشرين سنة، ثم عاد إليه، فلم يعهد به الذين كان يجالس، فأنشد:

يا منزل الحي الذين *** تفرقت بهم المنازل

أصبحت بعد عماره قفرا *** تخرقك الشمائل

فلئن رأيتك موحشا *** فيما تكون و أنت آهل

قال أبو عبيدة: سمعت أبا عمرو بن العلاء يقول و يحلف:

[الطلاق الثلاث البت لازم له] (1) إن كانت العرب قالت أجود من هذه الأربعة أبيات:

كن للمكاره بالعزاء مقلّعا *** فلقلّ يوم لا ترى ما تكره

فلربما استتر الفتى فتنافست *** فيه العيون و إنه لمموّه

و لربما خزن الكريم لسانه *** حذر الجواب و إنه لمفوّه

و لربما ابتسم الكريم من الأذى *** و فؤاده من حرّه يتأوّه

و أنشد لأبي عمرو بن العلاء:

ص: 117


1- الزيادة عن مختصر ابن منظور.

دع الهمّ بالرّزق يا غافلا *** فربّك منه لنا قد فرغ

فما لك منه إذا ما افتكرت *** بعقل صحيح سوى ما مضغ

و جاز التراقي بلا مانع *** وفاتك بالجوف (1) لما بلغ

فدع ذكر دنيا تبدّت لنا *** كسمّ الشّجاع (2) إذ ما لدغ

فإني خلوت بذكري لها *** و خالفت إبليس لما نزغ

فألفيتها مثل ماء الإناء *** و كلب العشيرة فيه (3) يلغ

فخليتها عن قلى كلها *** و علّلت نفسي بأخذ البلغ

[و أنشدوا لأبي عمرو بن العلاء:] (4)

أ بنيّ إن من الرجال بهيمة *** في صورة الرجل السميع المبصر

فطن بكلّ مصيبة في ماله *** فإذا يصاب بدينه لم يفغر

قال ابن أبي خيثمة: حدّثنا سليمان بن أبي شيخ، حدّثنا أبو سعيد الرّازي: قدم علينا أبو عمرو بن العلاء الكوفة على محمّد بن سليمان، فكنت أجالسه، فذكر يوما أهل البصرة فقدّمهم على أهل الكوفة فجعلت أرد ذاك عليه، و أقدّم أهل الكوفة. فقال أبو عمرو: لكم حذلقة النّبط و صلفها، و لنا دهاء فارس و أحلامها. فأردت أن أقول له: و لكم حدة الخوز (5)و نزقها، فاستحييت منه. فقال لي ابن أبي ثروان مولى قريش: لوددت يا أبا سعيد أنك قلتها له، و أني غرمت ألف درهم.

قال أبو عبيدة (6)[معمر بن المثنى]: خرج أبو عمرو بن العلاء إلى دمشق إلى عبد الوهّاب بن إبراهيم يجتديه، ثم رجع فمات بالكوفة. فصلى عليه محمّد بن سليمان و هو أمير الكوفة يومئذ.

قال أبو عبيدة: فحدّثني يونس أن أبا عمرو كان يغشى عليه و يفيق، فأفاق من غشية له

ص: 118


1- في مختصر أبي شامة: بالحرف، و المثبت عن مختصر ابن منظور.
2- الشجاع: الحية الذكر، و قيل: الحية مطلقا.
3- في مختصر أبي شامة: فيها.
4- زيادة للإيضاح عن مختصر ابن منظور.
5- في مختصر أبي شامة: الخزر، و لعل الصواب ما أثبت عن مختصر ابن منظور، و الخوز: جيل من الناس، و جبل معروف في المعجم (اللسان).
6- الخبر في تهذيب الكمال 415/21-416 و أنباه الرواة 136/4.

فإذا ابنه بشر يبكي، فقال: ما يبكيك و قد أتت عليّ أربع و ثمانون سنة ؟ قال ابن مجاهد (1):حدّثونا عن الأصمعي قال: توفي أبو عمرو و هو ابن ست و ثمانين.

حدّثني (2) بعض أصحابنا عن أبي بكر بن خلاد (3)،عن وكيع بن الجراح قال: قرأت على قبر أبي عمرو بن العلاء بالكوفة: هذا قبر أبي عمرو بن العلاء، مولى بني حنيفة، قلت لعله ذلك من ولاء الحلف.

و قال أبو سليمان بن زبر (4):سنة أربع و خمسين و مائة.

قال ابن قتيبة: مات أبو عمرو بن العلاء يعني فيها و هو مسافر في طريق الشام.

و قال خليفة: و فيها يعني سنة سبع و خمسين و مائة مات أبو عمرو بن العلاء و أبو سفيان ابن العلاء (5).

8738 - أبو عمرو الدمشقي السراج

روى عن أحمد بن عاصم الأنطاكي.

روى عنه عمرو بن عبيد البغدادي.

8739 - أبو عمرو الجمحي

حكى عنه أبو الميمون بن راشد.

8740 - أبو عمرو مؤذن مسجد زرّا

8740 - أبو عمرو مؤذن مسجد زرّا (6)

حكى عنه يوسف بن مخلد.

8741 - أبو عمرو

شيخ قدم دمشق، إن لم يكن يوسف بن يعقوب بن الأخوين فهو غيره.

حدّث عن سعيد بن يحيى.

ص: 119


1- تهذيب الكمال 416/21.
2- القائل: ابن مجاهد، و الخبر في معرفة القراء الكبار 105/1.
3- في مختصر أبي شامة: خلاط ، و الصواب عن القراء الكبار.
4- تهذيب الكمال 416/21.
5- تهذيب الكمال 416/21.
6- زرّا: تدعى اليوم زرع من حوران، قاله ياقوت في معجم البلدان نقلا عن ابن عساكر.

روى عنه أبو علي بن حبيب الفقيه.

[حدّث (1) عن سعيد بن يحيى الأموي بسنده إلى معاوية بن إسحاق قال:

رأيت سعيد بن جبير عند الميضأة في الغلس، و هو ثقيل اللسان، فقلت: ما لي أراك ثقيل اللسان ؟ قال: ختمت القرآن البارحة مرتين و نصفا].

8742 - أبو عنبة الخولاني

8742 - أبو عنبة (2) الخولاني (3)

ممن أسلم على عهد النبي صلى اللّه عليه و سلّم.

و قيل إنه سمع من النبي صلى اللّه عليه و سلّم و صلّى القبلتين.

روى عنه محمّد بن زياد الألهاني، و أبو الزاهرية حدير بن كريب و شرحبيل بن مسلم (4)،و غيرهم.

و شهد اليرموك و خطبة عمر بالجابية، و صحب معاذ بن جبل، و كان يسكن حمص، و قيل إن اسمه عبد اللّه بن عنبة، و قيل: عمارة.

قال بكر بن زرعة الخولاني: سمعت أبا عنبة الخولاني و هو من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلّم ممن صلى معه القبلتين كلتيهما (5) و أكل الدم في الجاهلية يقول: سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«لا يزال اللّه يغرس في هذا الدين غرسا يستعملهم بطاعته أو يستعملهم في طاعته» (6)[13514].

قال أحمد بن حنبل (7):حدّثنا سريج (8) بن النعمان، حدّثنا بقية عن محمّد بن زياد الألهاني حدّثني أبو عنبة - قال سريج: له صحبة - قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إذا أراد اللّه بعبد خيرا عسله» قيل: و ما عسله ؟ قال:«يفتح له عملا صالحا قبل موته ثم يقبضه عليه»[13515].

ص: 120


1- الخبر التالي استدرك عن مختصر ابن منظور.
2- عنبة: بكسر أوله و فتح النون و الموحدة كما في تقريب التهذيب.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 430/21 و تهذيب التهذيب 424/6 و طبقات ابن سعد 436/7 و التاريخ الكبير 61/9 (الكنى)، و الجرح و التعديل 418/9 و الإصابة 141/4 و طبقات خليفة ص 473 و سير الأعلام 433/3 و أسد الغابة 233/5.
4- كذا في مختصر أبي شامة، و في تهذيب الكمال: شرحبيل بن شفعة الشامي.
5- في مختصر أبي شامة: كلتاهما، و الصواب ما أثبت.
6- رواه من طريق بكر بن زرعة ابن الأثير في أسد الغابة 233/5 و الذهبي في سير الأعلام 433/3.
7- رواه أحمد بن حنبل في المسند 235/6 رقم 17799 طبعة دار الفكر.
8- في مختصر أبي شامة: شريح، و التصويب عن المسند.

قال أبو عنبة: حضرت عمر بالجابية قرأ إِذَا السَّمٰاءُ انْشَقَّتْ (1) على المنبر، فسجد و سجد الناس.

قال ابن سعد (2) في تسمية من نزل الشام من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أبو عنبة الخولاني.

و قال أبو زرعة (3) في الطبقة التي تلي أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و هي العليا: أبو عنبة الخولاني، و أبو فالح (4) الأنماري جاهليان (5) صحبا معاذا، و أسلم أبو عنبة و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم حي. أخبرني بذلك حيوة عن بقية عن محمّد بن زياد الألهاني.

قال أبو القاسم البغوي في كتاب معجم الصحابة: أبو عنبة الخولاني نزل الشام. و روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم أحاديث.

قال أحمد بن محمّد بن عيسى البغدادي (6) في تسمية أصحاب أبي (7) عبيدة و معاذ و الذين حضروا خطبة عمر بالجابية: أبو عنبة الخولاني أدرك الجاهلية و عاش إلى خلافة عبد الملك، و أكل الدم في الجاهلية، و كان من أصحاب معاذ ممن أسلم و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم حي، و كان أعمى.

قال عبد الصّمد بن سعيد القاضي (8) في تسمية من نزل حمص من الصحابة: أبو عنبة الخولاني ممن أكل الدم في الجاهلية و منزله بحمص معروف في سوق جرجس بالقرب من مسجد الكلفيين. و قد صلّى مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم القبلتين كلتيهما.

قال ابن ماكولا (9):و أما عنبة بكسر العين و فتح النون و الباء المعجمة بواحدة: أبو عنبة الخولاني عداده في الشاميين، يختلف في صحبته.

ص: 121


1- سورة الانشقاق، الآية الأولى.
2- طبقات ابن سعد 436/7.
3- انظر تاريخ أبي زرعة 351/1 و الخبر رواه المزي في تهذيب الكمال 415/21 عن أبي زرعة.
4- في الاستيعاب و أسد الغابة: أبو فالج، بالجيم.
5- في مختصر أبي شامة: جاهليين.
6- تهذيب الكمال 431/21.
7- في مختصر أبي شامة:«أبو».
8- تهذيب الكمال 431/21.
9- الاكمال لابن ماكولا 117/6.

قال شرحبيل بن مسلم: رأيت سبعة نفر يقصون شواربهم و يعفون لحاهم و يصفرونها خمسة قد صحبوا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عتبة بن عبد السلمي و أبو أمامة الباهلي و عبد اللّه بن بسر المازني، و الحجاج بن عامر الثمالي، و المقدام بن معدي كرب، و اللذان لم يصحبا النبي صلى اللّه عليه و سلّم أبو عنبة الخولاني و أبو فالح الأنماري.

و في رواية: أدركت خمسة من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلّم فذكرهم، فقيل لشرحبيل: كيف رأيتهم يأخذون شواربهم ؟ قال: مع أطراف الشفة و لا يلحفون.

و قال أبو عنبة: قد أكلت الدم في الجاهلية، و تعلمت القرآن كله، لم يبق لي منه إلاّ آية لم أجد أحدا (1) يقرئنيها.

و قال: لقد رأيتني و قد أرسلت شعري لأجزه لصنم لنا، فأخّر اللّه ذلك حتى جززته في الإسلام.

قال المفضل بن غسان (2):قال أبو زكريا (3) في حديث أبي عنبة الخولاني: إنه ممن صلّى القبلتين. قال أهل الشام: إنه من كبار التابعين، و أنكروا أن له صحبة، و أنه مددي من أهل اليمن، أمدوا بهم في اليرموك.

قال عبد الوهاب بن نجدة، حدّثنا بشر بن عبيدة قال: دخل أبو عنبة الخولاني المسجد و هو أعمى يقوده غلام له، فقال له: إياك أن تخطى بي رقاب الناس، أجلسني في أدنى المجلس.

و قال أبو عنبة: رب كلمة خير من إعطاء مال (4).

و قال (5):إن للّه آنية في أرضه، و آنيته في أرضه قلوب عباده الصالحين، فأحبها إليه أرحمها و ألينها.

و قال ابن المبارك: أخبرنا إسماعيل بن عياش (6) حدّثني محمّد بن زياد عن أبي عنبة

ص: 122


1- في مختصر أبي شامة: أحد.
2- رواه المزي في تهذيب الكمال 431/21.
3- يعني يحيى بن معين.
4- تهذيب الكمال 432/21.
5- تهذيب الكمال 432/21 رواه المزي من طريق بكر بن زرعة الخولاني.
6- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 432/21.

الخولاني أنه كان يوما في مجلس خولان في المسجد جالسا، فخرج عبد اللّه بن عبد الملك (1) هاربا من الطاعون، فسأل عنه،[فقالوا: خرج يزحزح هاربا من الطاعون] (2) فقال:

إنا للّه و إنا إليه راجعون، ما كنت أرى أن أبقى حتى أسمع بمثل هذا، أ فلا أخبركم عن خلال كان عليها إخوانكم، أولها لقاء اللّه كان أحب إليهم من الشهد، و الثانية: لم يكونوا يخافون عدوا قلّوا أو كثروا، و الثالثة: لم يكونوا يخافون عوزا من الدنيا، كانوا واثقين باللّه أن يرزقهم، و الرابعة: إن نزل بهم الطاعون لم يبرحوا حتى يقضي اللّه فيهم ما قضى.

قال خليفة: في الطبقة الثالثة من أهل الشامات: أبو عنبة، مات سنة ثماني عشرة.

و في كتاب ابن عبد البر (3) عن أبي عنبة قال: ما فتق في الإسلام فتق فسد و لكن اللّه لا يزال يغرس في الإسلام قوما يعملون بطاعة اللّه.

8743 - أبو عنبة الأموي مولاهم

حكى عن عمر بن عبد العزيز.

روى عنه: عبد اللّه بن الوليد الجعفي، و المسعودي.

قال عبد اللّه بن الوليد: حدّثني أبو عنبة مولى لبني مروان أنه دخل على عمر بن عبد العزيز فقال: أين منزلك ؟ قال: بالعراق. قال: أ ما بلغك أنه لا ينزله أحد إلا سيق إليه قطعة من الداء؟.

و قال عبد الرّحمن بن عبد اللّه المسعودي عن أبي عنبة:

قلت لعمر بن عبد العزيز: أنا من مواليكم، و إن علينا بالعراق امرأ سوء، فقال لي: و ما يسكنك بالعراق ؟ لقد بلغني أن أحدا لا يسكن العراق إلاّ قيض له فريق من البلاء.

8744 - أبو علاقة السكسكي

من فرسان أهل الشام، ممن كان بايع الحجاج بالعراق، ثم رجع إلى دمشق، و كان بها حين وثب أهلها بزامل بن عمرو السكسكي أميرها من قبل مروان بن محمّد، فوجه إليهم مروان فقتل أبو علاقة.

ص: 123


1- في تهذيب الكمال: عبد اللّه بن عبد الوهّاب.
2- الزيادة للإيضاح عن تهذيب الكمال.
3- الاستيعاب 133/4 على هامش الإصابة.

8745 - أبو علاقة بن صالح السلاماني القضاعي

كان فيمن دخل... (1) الوليد بن يزيد يوم قتل الوليد.

حكى شيئا من أمر يزيد بن الوليد و حربه الوليد بن يزيد.

روى عنه عمر بن مروان الكلبي.

8746 - أبو العلاء الدمشقي

إن لم يكن برد بن سنان فهو غيره.

حدّث عن محمّد بن جحادة، و مجاهد بن جبر، روى عنه بفيد.

[حدّث عن محمّد بن جحادة بن زيد بن حصين عن معاذ بن جبل قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«ما بعث اللّه نبيا قط إلاّ و في أمّته قدرية و مرجئة يشوشون عليه أمر أمته ألا و إن اللّه قد لعن القدرية و المرجئة على لسان سبعين نبيا»[13516].

و حدّث عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«هلاك أمتي بالعصبية و القدرية و الرواية من غير تثبت»] (2)[13517].

8747 - أبو العلاء ابن العين زربي

8747 - أبو العلاء ابن العين زربي (3)

شاعر قدم دمشق سنة نيف و سبعين و أربعمائة، و ذكر أنه رأى ملك الموت و هو يقول في المنام: أنا ضيفك، فعمل في المنام:

قضى اللّه أن أقضي و يقضي منيتي *** و لم أقض في الدنيا مناي و منيتي

فاللّه ضيف زارني فقريته *** حياتي فولى ظاعنا حين ولّت

ثم مات بعد يومين أو ثلاثة.

8748 - أبو عياش الدمشقي

سمع زجلة مولاة عاتكة عن أم الدّرداء.

روى عنه بقية بن الوليد.

[حدّث (4) عن زجلة مولاة عاتكة عن أم الدّرداء عن أبي الدّرداء قال: الإيمان إيمانان:

إيمان شهادة، و إيمان أمانة، و لا إيمان لمن لا أمانة له].

ص: 124


1- كلمة غير واضحة في مختصر أبي شامة.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن مختصر ابن منظور.
3- العين زربي نسبة إلى عين زربى: بلد بالثغر من نواحي المصيصة (معجم البلدان).
4- الخبر التالي استدرك بين معكوفتين عن مختصر ابن منظور.

8749 - أبو العيال بن أبي غثير

8749 - أبو العيال بن أبي غثير (1)

و قال أبو عمرو الشيباني هو ابن أبي عنبر (2) بالباء الهذلي الخناعي، أحد بني خناعة بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر.

شاعر فصيح من شعراء هذيل (3) مخضرم و أدرك الجاهلية و الإسلام، و أسلم و عمّر إلى خلافة معاوية، و كان قد خرج إلى مصر غازيا في خلافة عمر بن الخطاب فسكنها، ثم خرج إلى غزو الروم مع يزيد بن معاوية إذ أغزاه أبوه معاوية (4)،و هو أخو عبد بن زهرة لأمه، و كان في تلك الغزاة أيضا و أصيب في تلك الغزاة جماعة من فرسان المسلمين و حماتهم، و كانت شوكة الروم شديدة فقتل فيها عبد العزيز بن زرارة الكلابي و عبد بن زهرة الهذلي و خلق من المسلمين ثم فتح اللّه عليهم، فكتب أبو العيال إلى معاوية قصيدة قرأها و قرئت على الناس، فبكى و بكوا بكاء شديدا، يقول فيها (5):

أبلغ معاوية بن صخر آية *** يهوي إليه بها البريد الأعجل

و المرء عمرا (6) فأته بصحيفة *** مني يلوح بها كتاب منمل

أنا لقينا بعدكم بديارنا *** من جانب الأمراج يوما يسأل

أمرا تضيق به الصدور و دونه *** مهج النفوس و ليس عنه معدل

في كل معترك (7) ترى منا فتى *** يهوي كعزلاء المزادة تزغل (8)

أو سيدا كهلا يمور دماغه (9) *** أو جانحا في صدر رمح يسعل (10)

و ترى النبال تعير في أقطارنا *** شمسا كأن نصالهن السنبل

و ترى الرماح كأنما هي بيننا *** أشطان بئر يوغلون و نوغفل

ص: 125


1- بدون إعجام في مختصر أبي شامة، أعجمت عن شرح أشعار الهذليين. و في الأغاني: عنترة.
2- بدون أعجام في مختصر أبي شامة، أعجمت عن الأغاني نقلا عن أبي عمرو.
3- أخباره في الأغاني 197/24 و شرح أشعار الهذليين 405/1.
4- الخبر في الأغاني 197/24-198.
5- القصيدة في شرح أشعار الهذليين 433/1 و ما بعدها، و الأغاني 198/24-199.
6- لعله أراد عمرو بن العاص.
7- في مختصر أبي شامة: معتكر، و المثبت عن المصدرين.
8- العزلاء: فم المزادة. و تزغل: تدفع بالدم، و الزغلة: الدفعة، يقال: أزغلت ببولها: رمت به دفعة واحدة.
9- في مختصر أبي شامة:«يمور دماؤه أو صالحا» و المثبت عن الأغاني و شرح أشعار الهذليين.
10- يمور: يروح و يجيء، يسعل: لأنه يشرق بالدم.

حتى إذا رجب تولّى فانقضى *** و جماديان و جاء شهر مقبل

شعبان قد دنا لوقت رحيلهم *** تسعا (1) نعدّ لها الوفاء فتكمل

و تجردت حرب يكون حلابها *** علقا و يمريها الغويّ المبطل

و استقبلوا أطراف الصعيد إقامة *** طورا و طورا رحلة فتنقلوا

8750 - أبو عيسى الدمشقي

إن لم يكن موسى بن عيسى القرشي، فهو غيره.

روى عن الزهري.

روى عنه: هشام بن عمار.

[حدّث (2) عن محمّد بن شهاب الزهري قال:

مر النبي صلى اللّه عليه و سلّم برجل يتوضأ، و هو يفرغ الماء في وضوئه إفراغا. فقال:«لا تسرف»، فقال: يا رسول اللّه، و في الوضوء إسراف ؟ قال:«نعم، في كل شيء إسراف»].

حرف الغين [المعجمة]

اشارة

حرف الغين [المعجمة] (3)

8751 - أبو الغريز صاحب أبي عبيد محمّد بن حسان البسري الزّاهد

8751 - أبو الغريز صاحب أبي (4) عبيد محمّد بن حسان البسري الزّاهد

حكى عنه.

قال أبو يعقوب الأذرعي، حدّثنا عبد اللّه بن فائد قال: قال لي أبو الغريز: كنت أنا و هو، يعني أبا عبيد، في بلاد الرّوم، و كنا قد صافنّا (5) العدوّ، فوقع أبي عبيد للموت، فجعلت أتقلّى من عدو يواجهنا، و فرس يموت، و هو قائم يصلي، فلمّا التفت من صلاته قلت: في مثل هذا الموضع تصلي ؟! فقال: ما أجد في قلبي شيئا. ثم نهض الفرس فركب أبو عبيد، فقلت: لا أسأله بعدها عن شيء.

ص: 126


1- في مختصر أبي شامة: سبعا، و المثبت عن الأغاني و شرح أشعار الهذليين.
2- الخبر التالي استدرك عن مختصر ابن منظور.
3- زيادة عن مختصر ابن منظور.
4- في مختصر أبي شامة: أبو.
5- يعني واقفناه، و قمنا حذاءه.

8752 - أبو غسّان الثّقفي

من أهل العراق. قدم دمشق.

حكى عنه المدائني شيئا من أمر قتل ابن عمه يوسف بن عمر الثقفي، و قد تقدم في ترجمة يوسف.

[قال (1):كنت في دمشق في أصحاب اللؤلؤ فقالوا لي: رأينا ابن عمّك في هذا الموضع يوسف بن عمر مقتولا، في مذاكيره حبل و هو يجرّ، ثمّ رأينا بعد ذلك يزيد بن خالد، في مذاكيره حبل يجرره الهبرية في هذا الموضع].

حرف الفاء

8753 - أبو فاطمة يقال: اسمه عبد اللّه بن أنيس الأزدي،

8753 - أبو فاطمة (2) يقال: اسمه عبد اللّه بن أنيس (3) الأزدي،

ثم الدّوسي، ثم الليثي. و قيل: الضّمري

له صحبة. سكن الشام و شهد فتح مصر.

و روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم حديثين.

و قيل إن قبره بدمشق في مقبرة باب الصغير.

روى عنه ابنه إياس بن أبي فاطمة، و كثير بن مرة الحضرمي ثم الصّدفي، و كثير بن فليت (4) بن موهب الصدفي الأعرج، و أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن يزيد الحبلي المصريان، و مسلم بن عبد اللّه الجهني مرسلا.

قال أبو عقيل مسلم مولى الزرقيين المدني: دخلت على عبد اللّه بن إياس بن أبي فاطمة، فحدّثني عن أبيه عن جده قال: كنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال:

«من أحب منكم أن يصح فلا يسقم» فابتدرناه فقلنا: نحن، فعرفنا ما في وجهه.

ص: 127


1- الخبر التالي استدرك عن مختصر ابن منظور.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 452/21 و تهذيب التهذيب و تقريبه الترجمة(8588) ط دار الفكر و الإصابة 153/4 و الاستيعاب 154/4 (هامش الإصابة) و أسد الغابة 242/5.
3- أنيس بالتصغير.
4- في أسد الغابة: كثير بن كليب.

و في رواية:

«أ يسركم أن تصحوا و لا تسقموا؟» فابتدرناها. فقال:«أ تحبون أن تكونوا كالحمر الضّالة، و ما تحبون أن تكونوا أصحاب بلاء و أصحاب كفّارات ؟ إن العبد ليكون له المنزلة عند اللّه ما يبلغها بشيء من عمله، حتى يبتليه ببلاء، فيبلغه تلك المنزلة» (1)[13518].

و عن أبي فاطمة قال: قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«إن أردت أن تلقاني فأكثر من السجود»[13519].

و في رواية:

«إن أردت أن ترافقني فاستكثر من السجود بعدي»[13520].

[و عن (2) أبي فاطمة قال:

قلت: يا رسول اللّه، أخبرنا بعمل نستقيم عليه و نعمله. قال:«عليك بالهجرة، فإنّه لا مثل لها». قلت: يا رسول اللّه، أخبرنا بعمل نستقيم عليه و نعمله قال:«عليك بالجهاد، فإنه لا مثل له». قلت: يا رسول اللّه، أخبرنا بعمل نستقيم عليه و نعمله. قال:«عليك بالصوم، فإنه لا مثل له». قلت: يا رسول اللّه، أخبرنا بعمل نستقيم عليه و نعمله. قال:«عليك بالسجود، فإنك لا تسجد للّه سجدة إلاّ رفعك بها درجة، و حطّ بها عنك خطيئة».

قال كثير الأعرج:

كنا بذي الصواري و معنا أبو فاطمة الأزدي، و كانت قد اسودّت جبهته و ركبتاه من كثرة السجود، فقال ذات يوم قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«يا أبا فاطمة أكثر من السجود فإنّه ليس من عبد يسجد للّه سجدة إلاّ رفعه اللّه بها درجة و حط عنه بها خطيئة»[13521].

و عن أبي فاطمة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«أكثروا من السجود، فإنه ليس أحد يسجد للّه سجدة إلاّ رفعه اللّه بها درجة»[13522].

في تسمية من نزل الشام من الصحابة: أبو فاطمة الأزدي.

قال ابن البرقي: كان في مصر، له ثلاثة أحاديث.

ص: 128


1- الخبر التالي استدرك عن مختصر ابن منظور.
2- رواه ابن الأثير في أسد الغابة 243/5.

و قال البغوي: سكن المدينة، يقال: اسمه عبد اللّه بن أنيس، و قال في موضع آخر:

سكن مصر، و روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم أحاديث.

و قال ابن يونس:

شهد فتح مصر.

و ذكر أبو زرعة في تسمية من نزل الشام من الأنصار و قبائل اليمن من الصحابة.

و ذكره ابن سميع في الطبقة الأولى ممن نزل الشام (1).

و قال أبو أحمد الحاكم: سكن الشام.

و قال أبو نعيم الأصبهاني: أبو فاطمة الضمري، و قيل: الأزدي، عداده في المصريين.

روى عنه كثير بن مرة و أبو عبد الرّحمن الحبلي.

ثم قال بعده: أبو فاطمة الدوسي، و قيل: الليثي، حديثه عند أولاده، هو المتقدم فضله بعض المتأخرين.

قال المفضل بن غسان (2):

أبو فاطمة أزدي، قبره بالشام إلى جنب قبر فضالة بن عبيد.

8754 - أبو فالج الأنماري

8754 - أبو فالج الأنماري (3)

أدرك سيدنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و لم يلقه، و أسلم بعده.

صحب أبا عبيدة و معاذ بن جبل، و سمع خطبة عمر بالجابية، و سكن حمص.

حكى عنه محمّد بن زياد، و مروان بن رؤبة التغلبي، و شرحبيل بن مسلم الخولاني.

[قال (4) شرحبيل بن مسلم الخولاني:

رأيت خمسة (5) نفر قد صحبوا النبي صلى اللّه عليه و سلّم، و اثنين قد أكلا الدم في الجاهلية و لم يصحبا

ص: 129


1- تهذيب الكمال 452/21.
2- تهذيب الكمال 452/21.
3- ترجمته في أسد الغابة 244/5 و الإصابة 156/4 و فيها: أبو فالح بالحاء المهملة. و الاستيعاب 157/4 (هامش الإصابة) و جاء في مختصر أبي شامة: فالح، بالحاء المهملة، و المثبت عن الاستيعاب.
4- الخبر التالي استدرك عن مختصر ابن منظور، و قد تقدم قريبا في ترجمة أبي عنبة الخولاني.
5- كذا ورد هنا، و في الحديث المتقدم: سبعة نفر.

النبي صلى اللّه عليه و سلّم، يقصون شواربهم، و يعفون لحاهم و يصفرونها: أبو أمامة الباهلي، و عبد اللّه بن بسر المازني، و عتبة بن عبد السّلمي، و المقدام بن معدي كرب، و الحجّاج بن عامر الثّمالي.

و أما اللذان لم يصحبا النبي صلى اللّه عليه و سلّم: فأبو عنبة الخولاني، و أبو فالج الأنماري].

قال أبو فالج:

قدمت حمص أول ما فتحت (1)،فعرفت أرواحها و غيومها، فإذا رأيت هذه الريح الشرقية قد دامت، و السحاب شاميا، فهيهات هيهات ما أبعد غيثها، و إذا رأيت الريح الغربية قد تحركت، و رأيت السحاب مستغدقا فأبشر بالغيث.

8755 - أبو الفتيان التركي

8755 - أبو الفتيان التركي (2)

ولي إمرة دمشق في دولة المصريين بعد فتنة ولي العهد سنة إحدى عشرة و أربعمائة في جمادى الأولى.

8756 - أبو الفرات

مولى صفية أم المؤمنين.

حدّث عن ابن مسعود.

روى عنه: محمّد بن عبد اللّه الشّعيثي.

[حدّث عن عبد اللّه بن مسعود قال:

في القرآن آيتان ما قرأهما عبد مسلم عند ذنب إلاّ غفر له. فسمع بذلك رجلان من أهل البصرة فأتياه فقال: ائتيا أبيّ بن كعب، فإنّي لم أسمع من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فيهما شيئا إلاّ سمعه أبيّ ، فأتيا أبيّا فقال: اقرءا القرآن فإنكما ستجدانها. فقرءا حتى بلغا آل عمران وَ الَّذِينَ إِذٰا فَعَلُوا فٰاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللّٰهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ (3) الآية وَ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّٰهَ يَجِدِ اللّٰهَ غَفُوراً رَحِيماً (4) الآية، فقالا: قد وجدناهما. فقال أبيّ : و أين ؟ فقالا: في النّساء و آل عمران. فقال أبيّ : ها هما] (5).

ص: 130


1- الإصابة 156/4 و الاستيعاب 157/4 (هامش الإصابة).
2- ترجمته في أمراء دمشق للصفدي ص 85.
3- سورة آل عمران، الآية:135.
4- سورة النساء، الآية:110.
5- الخبر السابق استدرك عن مختصر ابن منظور.

ذكره ابن سميع في الطبقة الثانية، و قال: هو دمشقي.

8757 - أبو الفرج

8757 - أبو الفرج (1)

مولى عمر بن عبد العزيز.

حكى عنه.

قال ابن أبي حاتم (2) سمعت أبا زرعة يقول: قدم علينا الري فكان يحدث عن عمر بن عبد العزيز، حكايات كثيرة و كان يكذب.

8758 - أبو الفرج النحوي المعروف بالمستور

حدّث بدمشق سنة تسع و ثمانين و ثلاثمائة عن أبي الطيب المتنبي، و أبي القاسم الزجاجي (3).

8759 - أبو فروة السائح

اجتاز بجبل لبنان من عمل دمشق.

حكى عنه إبراهيم بن الجنيد، و أحمد بن سهل الأزدي.

و يقال: أبو قرة بالقاف.

قال إبراهيم بن الجنيد: حدّثني أبو فروة السائح قال:

بينا أنا أسيح في جبل لبنان، إذ جنّ عليّ الليل و أنا في بعض أوديته، فإذا صوت محزون و هو يقول: يا من آنستني بقربه، و أوحشتني من خلقه، و كان عند مسرتي ارحم اليوم عبرتي؛ فدنوت منه، و إذا شيخ قد سقط حاجباه عليه، فلما أحس بي نقز و قال: إنسي ؟ فقلت: إنسي، فقال: إليك عني، فمنكم فررت.

و قال أحمد بن محمّد بن مسروق، حدّثنا محمّد بن الحسين البرجلاني، حدّثنا أحمد ابن سهل الأزدي قال: قال أبو فروة السائح:

ص: 131


1- ترجمته في ميزان الاعتدال 561/4 و الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 425/9.
2- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 426/9.
3- عقب أبو شامة بقوله: قلت: لم يزد الحافظ أبو القاسم في ترجمة المذكور على هذا. و قد قدمت له ذكرا و شعرا في ترجمة قسام الحارثي الذي غلب على دمشق هجاه به، و اسم أبي الفرج هذا الحسين بن محمد بن عبد اللّه، و هو دمشقي و اللّه أعلم.

بينا أنا سائح في بعض الجبال، إذ سمعت صدى جبل فقلت إن هاهنا لأمرا، فاتبعت الصوت فإذا بهاتف يهتف، يقول: يا من آنسني بذكره، و أوحشني من خلقه، و كان لي عند مسرتي، ارحم اليوم عبرتي، و هب لي من معرفتك ما أزداد به تقرّبا إليك، يا عظيم الصنيعة إلى أوليائه، اجعلني اليوم من أوليائك المتقين. قال: ثم سمعت صرخة و لا أرى أحدا.

فأقبلت نحوها، فإذا بشيخ أنا ساقط مغشيا عليه، فتبدى بعض جسده، فغطيت عليه، ثم لم أزل عنده حتى أفاق، فقال: من أنت ؟ فقلت: رجل من بني آدم. قال: إليك عني، فمنكم هربت إلى ربي. و انطلق و تركني. فقلت: رحمك اللّه، دلّني على الطريق. فقال: هاهنا.

و أومأ بيده إلى السّماء.

و قال ابن أبي الدنيا: قال محمّد بن الحسين: حدّثني أحمد بن سهل، حدّثني أبو فروة السائح، و كان و اللّه من العاملين للّه بمحبته، قال: بينا أنا أطوف في بعض الجبال، فذكر نحو ما مضى.

8760 - أبو فضالة الشامي

قال يمدح أبا حوي عمرو بن حوي السكسكي الدمشقي (1):

قد علمت سكسك في حربها *** بأنه يضرب بالسيف

و يطعن القرن غداة الوغى *** و يحضر الجفنة للضيف

و يملأ الأعساس (2) من قارص (3) *** علّ ماء المزن في الصيف

و يؤمن الخائف حتى يرى *** كأنه من ساكني الخيف

عنيت عمرو بن حوي و لم *** أبتغ سوى القصد بلا حيف

8761 - أبو الفضل الموسوس

كان من أبناء النعم، و ذوي الفضل، خولط في عقله عند موت أليفة له.

حكى عنه أبو الفرج عبد الواحد بن نصر بن محمّد المخزومي الشاعر، المعروف بالببغاء.

ص: 132


1- تقدمت الأبيات في ترجمة أحمد بن محمد بن فضالة قالها يمدح عمرو بن حوي، تاريخ دمشق 441/5 طبعة دار الفكر.
2- الأعساس جمع عس، و هو القدح الضخم.
3- القارص: الحامض من اللبن.

قال أبو الفرج الببغاء: كنت طول مقامي بدمشق آنس بمن يطرقني من ذوي الأقدار، ففي بعض الأيام تذاكرنا أخبار عقلاء المجانين، و في الجماعة فتى من أولاد الكتّاب، فقال لي: معنا في البلد فتى في مشاهدة حاله ما يلهيني عما نحن فيه، و هو في البيمارستان. فقلت له: ما خبره ؟ فقال: كان صبيا و نشأ مع جارية كانت لأخته كاملة الحسن و الأدب، فألفها و ألفته، فلما كبرا حجبتها عنه، فمرضا جميعا، فلما انكشف أمرهما وهبتها له أخته، فاستأنفا عمرا جديدا، و اقتصر كلّ منهما على صاحبه لا يعتاض بغير ما هو فيه بمسرّة، و لم يزالا على ذلك. فلما كانا في بعض الليالي خليا على عادتهما للأنس، فعرض للجارية خلط أدى إلى استفراغ و فواق (1) و ضيق نفس، فتلفت. فهجم على قلب الفتى ما سلب عقله، فمنع من دفنها ظنا بحدوث غشي إلى أن ظهرت أمارات الموت، فأكره على دفنها، فامتنع من الغذاء و واصل الأنس بقربها، و اختلط فكره إلى أن صار يثب بمن يدنو إليه، و يسرع إلى إفساد ما يتمكن منه، و تجاوز ذلك حد ضبطه بغلمانه و من في داره، فنقل إلى البيمارستان ليبتعد عن قبرها، و عن مشاهدة الأمكنة التي كان يجتمع بها فيها، و لم يقدر على ذلك إلاّ بعد تقييده، فحصل هنالك مخدوما بماله و غلمانه، و ربما ثاب، فعاد إلى إفهام من يخاطبه، فما يخلو من أبيات تكتب أو حديث يستفاد منه. قال: فقلت: بادر بنا إليه. فلما صرنا في الصحن، وقعت عيني على فتى في نهاية حسن الوجه، و نظافة الثوب و الآلة. فسلّمت عليه فردّ أحسن ردّ، فلما جلست تبسّم و قال: الذي قصدت له علم باطن المشاهدة لا ظاهرها، قلت: هو ذاك. قال:

كثر عليّ سؤال من يسألني عن ذلك، و تكلف الجواب فاقتصرت على أبيات جعلتها نائبة عن العرض، فسألته إنشادها، فأنشأ يقول:

من منصفي من جور أزماني *** إذ وضح الحقّ ببرهان

كنت جليل القدر في أسرتي *** معظّما ما بين إخواني

أصلح بالتّحصيل و العقل ما *** يفسده الإهمال من شاني

فصرت (2) مجنونا لأنّ الرّدى *** أفنى مسرّاتي بأحزاني

أوحش من نور عيوني (3) التي *** أغرت بفيض الدّمع أجفاني

ص: 133


1- يقال فاق فواقا إذا شخصت الريح من صدره.
2- في مختصر أبي شامة: و صرت.
3- في مختصر أبي شامة:«عيني».

آنس ما كنت بها أوحشت *** أوطانها من أنس أوطاني

أحرز نفسي مستبدّا بها *** دوني و أبقى لي جثماني

ففي فمي عضب (1) و في عنقي ال *** غلّ و في رجليّ قيدان

فانظر إلى حالي، و لا تأمن الدّ *** هر و إن جاد بإحسان

فإنّها الدّنيا التي ما صفا (2) *** سرورها قطّ لإنسان

ثم كشف لي عن قيده لأراه، و تنفس، و تتابعت دموعه، فتبعته باكيا، فلما رأى قلقي احتبس دمعه و استرجع شهيقه، و أنشأ يقول:

ما لي داء سوى الفراق *** أ ما كفى الدهر ما ألاقي

ما علموا حين قيدوني *** أني من الهم في وثاق

ثم قال: قد آسيت بالعبرة، و شركت في الروعة و الحسرة، و عرفت من ذلك موضع رعايتك، و أنا أسألك التوصل إلى تنفيس كربي بأن تسأل المتولي للمداواة إعفائي مما يلزمني شربه بما عنده أنه دوائي، و لا يعلم أي مريض أشف و عليل شغف، فإني أقاسي من ذلك ما أتمنى معه الموت. فضمنت أن أفعل له ذلك، و قلت للكاتب: يجب أن يميّز هذا الرجل فيما يتداوى به. فسأل الطّبّ عن أرفه الأدوية، فأشار جميعهم بمواصلة دهن البنفسج على رأسه، و إصلاح أغذيته، و الاستكثار من الروائح الطيبة. و رتبت ذلك، و رجعت إليه و عرّفته. فدعا لي و سألني المواصلة، فنهضت. فلما كان بعد أيام عرّفني الكاتب بموته، فصرت إلى قبره و زرته.

8762 - أبو الفضل الدينوري المقرئ

حدّث بصيدا عن أبي بكر الدقي (3).

روى عنه أبو عبد اللّه محمّد بن علي الصوري الحافظ .

8763 - أبو الفضل بن خيران ولي الدولة

قال أحمد بن علي بن الفضل بن الفرات: أنشدني لنفسه:

ص: 134


1- العضب: الشتم و التناول، يقال: عضبه بلسانه: تناوله و شتمه. و العضب: الشلل.(تاج العروس).
2- في مختصر أبي شامة: صفي.
3- هو محمد بن داود، أبو بكر الدينوري، ترجمته في سير أعلام النبلاء(276/12 ت 3294) ط دار الفكر.

أمرّ بالقمر الغربي مطلعه *** فيعتريني إذا أبصرته زمع (1)

و كم هممت بترك الاجتياز له (2) *** فلم يدعني جنون العشق و الطمع

أشكو إلى اللّه قلبا عزّ مطلبه *** ما إن له عن سوى الغايات مرتدع

8764 - أبو الفضل الأصبهاني المتطبب

له شعر حسن.

روى عنه أبو الحسن علي بن طاهر النحوي.

قال [أبو الحسن علي بن طاهر النحوي] أنشدني أبو الفضل الأصبهاني المتطبب لنفسه في أبي القاسم الشميشاطي (3):

لا فخر يا أهل الشا *** م لكم على أهل العراق

دفنت مفاخركم مع ال *** حاوي لكم قصب السّباق

لا تدّعوا بقيا الفخا *** ر فما السّميساطي باقي

8765 - أبو الفضل المقرئ الصوفي المعروف بالنبيه

سمع الفقيه أبا الفتح نصر بن إبراهيم، و صحبه.

و توفي سنة سبعين و أربعمائة.

8766 - أبو الفوارس الباهلي الأعرج

بصري.

بعثه عمر بن هبيرة الفزاري بكتابه إلى هشام بن عبد الملك إذ كان في سجن خالد بن عبد اللّه القسري.

حكى عنه يونس بن حبيب البصري النحوي.

8767 - أبو الفوارس البردعي

سمع بدمشق يزيد بن أحمد السلمي.

ص: 135


1- الزمع: الدهش، القلق، و رعدة تعتري الإنسان إذا همّ بأمر (اللسان و تاج العروس: زمع).
2- في مختصر أبي شامة:«به» و المثبت عن مختصر ابن منظور.
3- كذا ورد في مختصر أبي شامة، و هو علي بن محمد بن يحيى بن محمد أبو القاسم السلمي السميساطي، ترجمته في سير الأعلام 71/18.

روى عنه: أبو بكر أحمد بن علي بن الإخشيد (1) المتكلم على مذاهب المعتزلة.

حرف القاف

8768 - أبو القاسم

بعض مشيخة دمشق.

يحدث عن بلال بن سعد (2) السكوني.

روى عنه محمّد بن مهاجر بن دينار (3).

[حدّث (4) عن بلال بن سعد قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«من لم يجلّ كبيرنا، و يرق لصغيرنا، و يرحم ذا الرحم منا، فلسنا منه و ليس منا»[13523].

8769 - أبو القاسم الواسطي

أحد الصلحاء.

جاور ببيت المقدس، و اجتاز بعمّان. من أرض البلقاء. من كورة دمشق.

حكى عنه أبو بكر محمّد بن الحسن الشيرازي و أثنى عليه خيرا.

أنبأنا أبو الحسن الفقيه السلمي، و أبو محمّد بن الأكفاني قالا: حدّثنا أبو الحسن علي ابن الحسن بن إبراهيم العاقولي الفقيه قال: سمعت أبا المعالي المشرف بن المرجّى بن إبراهيم المقدمي، أخبرنا الشيخ أبو بكر محمّد بن الحسين، حدّثني أبو القاسم الواسطي الشيخ الصالح رحمه اللّه في طريق مدينة الرسول صلى اللّه عليه و سلّم قال:

كنت مجاورا ببيت المقدس في المسجد، فلما كان أول ليلة من رمضان أمر السّلطان بقطع صلاة التراويح، فنفرت أنا و عبد اللّه الخادم، و صحنا: وا إسلاماه، وا محمّداه. فأخذني أعوان السّلطان، و لم يأخذوا عبد اللّه الخادم، و طرحني في الحبس، و كتب فيّ إلى مصر،

ص: 136


1- هو أحمد بن علي بن بيغجور الإخشيد أبو بكر شيخ المعتزلة ترجمته في سير الأعلام 217/15.
2- تحرفت في مختصر أبي شامة إلى: سعيد، و الصواب ما أثبت، و هو بلال بن سعد بن تميم السكوني، أبو عمرو الدمشقي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 90/5.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 270/17.
4- الخبر التالي استدرك عن مختصر ابن منظور.

فورد الكتاب بأن أضرب بالسوط ، و يقطع لساني. ففعل بي ذلك و خلّيت. فكنت آوي في مسجد عمر رضي اللّه عنه في المئذنة (1)،فبعد أسبوع رأيت النبيّ صلى اللّه عليه و سلّم في المنام، فتفل في فمي فانتبهت ببرد ريق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و قد زال عني ألم القطع و الضرب، فقمت، و تطهرت للصّلاة، و صلّيت ركعتين، و عدت إلى المئذنة فأذّنت: الصلاة خير من النوم، فأخذني الأعوان و ردّوني إلى الحبس، و قيدت و حبست، و كتب إلى السلطان في سببي ثانية، فورد الكتاب: يقطع لسانه رجل ذمي، و يضرب خمس مائة سوط ، و يصلب (2) بالحياة أو يموت على الخشبة. ففعل بي ذلك، فرأيت لساني على بلاط سوق الحذائين مثل الرئة. و كان شتاء شديد و جليد (3) فصلبت في سوق الحذائين، فما كان يمرّ بي أعظم من وقوع الجليد على آثار الضرب كان أعظم عليّ مرّ الضرب و القطع، فأقمت ثلاثة أيام فهدأ أنيني، و عهدي بالحذائين يقولون: نمضي إلى الوالي و نعرّفه (4) أنّ الرجل مات، و نحن نخشى أن ينفجر في السوق فلا يقدر أحد أن يعبر، فلعله يخرجه فيصلبه برّا البلد. فمضى جماعة إلى الوالي، و كان الوالي يومئذ جيش بن صمصامة (5) فقال: احملوه على نعش، و اتركوه على باب داود يحمله من أراد من أصحابه، و يكفنه و يصلي عليه. قال: فألقوني على باب داود، و عندهم أني ميت، فقوم يجوزون بي فيلعنونني و أنا أسمع، و قوم يترحّمون عليّ ، إلى العشاء الآخرة، فلمّا كان بعد العشاء جاءني أربعة أنفس فحملوني على نعش مثل السّرقة، و مضوا بي إلى دار رجل صالح من أهل القدس، من أهل القرآن و الستركي يغسلوني، و يكفنوني، و يصلوا عليّ ، فلما صرت في الدار أشرت إليهم، فلما رأوا فيّ الحياة حمدوا اللّه تعالى. فكان يصلح لي الحريرة (6)بدهن اللوز و السكر البياض أسبوعا، و أنا على حالة قد يئست من نفسي، و كل صالح في البلد يجيء إليّ و يفتقدني، فلما كان بعد ذلك رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلّم في المنام و العشرة (7) معه، فالتفت

ص: 137


1- في مختصر أبي شامة: الماذنة.
2- ليست في مختصر أبي شامة، استدركت عن ابن منظور.
3- في مختصر أبي شامة: و كان شتاء شديدا و جليدا.
4- كذا في مختصر أبي شامة:«نمضي إلى الوالي و نعرفه» و الجملة في مختصر ابن منظور: نعرف الوالي أن الرجل.
5- تقدم التعريف به قريبا.
6- الحريرة: الحساء من الدقيق و الدسم. و قيل: دقيق يطبخ بلبن أو دسم. و قال شمر: الحريرة من الدقيق (تاج العروس: حرر).
7- يعني العشرة المبشرين بالجنّة على لسان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم. تقدم هذا الحديث بمختلف طرقه و أسانيده في ترجمة سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل 70/21 و ما بعدها.

إلى رجل على يمينه فقال: يا أبا بكر، ما ترى ما قد جرى على صاحبك ؟ فقال: يا رسول اللّه، فما أصنع به ؟ قال: أتفل في فيه. فتفل أبو بكر الصدّيق في فيّ ، و مسح رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم على ظهري، فزال ما كنت أجده، و انتبهت ببرد ريق أبي بكر رضي اللّه عنه. فناديت الرجل الذي أنا في بيته، فقام الرجل إليّ ، و لم يكن سمع مني كلمة منذ دخلت إلى داره. فقال: ما حالك ؟ فأخبرته خبري و سألته ماء أتطهر به، فأسخن لي ماء فتطهّرت طهور الآخرة، و جاءني بثياب و نفقة، و قال: هذه فتوح من إخوانك، فلبست و تطيّبت. فقال لي الرجل: أين تمرّ.

اللّه، اللّه فيّ ، لا يعلم أحد أنك كنت عندي فأهلك. فقلت له: لا بأس عليك. و جئت إلى منارة مسجد عمر رضي اللّه عنه، و أذنت الغداة: الصلاة خير من النوم، و قلت قصيدة في أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فما تمت إلاّ و العبيد قد أحدثوا بالمنارة، و أخذوني إلى الوالي، و أراد أن يستنطقني، و لم يكن رآني قبلها و لا رأيته، فقال لي: من أين أنت ؟ قلت: من واسط العراق. فقال لي: يا هذا، إني عبد مملوك، و أخاف من أصحاب الأخبار أن يكتبوا بأمرك فأومر بقتلك فأخلد بك في النار، فأقل ما يجب لي عليك أن لا تقيم في بلدي ساعة واحدة. فقلت: تسمح لي ببياض هذا اليوم ؟ فقال: أفعل. فخرجت من عنده. فجئت إلى الصخرة، و أقمت بها بقية يومي، و صلّيت العتمة، و جاء الإخوان مودعين و مسلمين عليّ ، و جاء من أحداث البلد نحو سبعين و معهم بهيمة و معهم السّلاح و النشّاب، و خرجت معهم حتى عبروا بي و جئت إلى عمار، فوجدت عربا تمضي إلى الكوفة، فاكتريت و مضيت معهم فأتيت واسط فوجدت الوالدة تبكي عليّ ، فدخلت عليها فساعة رأتني غشي عليها من الفرح و لم أذكر لها شيئا مما جرى عليّ ، و أنا كل سنة أحج و أسأل عن القدس، لعله تزول دولتهم فأرجع إلى القدس لعلي أموت فيه. قال و رأيته طلق اللسان التام. فقلت له: ما هذه اللثغة من قطع اللسان فقال لي: لا أنا كنت ألثغ قبل من غير أنه كان في لسانه قبل قليل رحمة اللّه عليه.

8770 - أبو القاسم بن أبي يعلى الشريف الهاشمي

8770 - أبو القاسم بن أبي يعلى الشريف الهاشمي (1)

قام بدمشق و قام معه جماعة من أحداث دمشق و غوطتها و قطع [دعوة] (2) المصريين

ص: 138


1- انظر أخباره في الكامل لابن الأثير 359/5 - حوادث سنة 358 و تحفة ذوي الألباب 369/1 و أمراء دمشق ص 86 و النجوم الزاهرة 33/4.
2- سقطت من مختصر أبي شامة و استدركت عن تحفة ذوي الألباب.

و لبس السواد (1)،و دعا (2) للمطيع للّه يوم الخميس ليومين خلوا (3) من ذي الحجة سنة تسع و خمسين و ثلاثمائة، و كان أول ما دعي لهم بها في المحرم أول هذه السنة. و استفحل أمر أبي القاسم الهاشمي و نفى عن دمشق إقبالا (4) أمير دمشق المستخلف من قبل شمول الكافوري (5)الذي صار في جملة أصحاب جعفر بن فلاح القائد، فلما كان يوم السبت الحادي عشر من ذي الحجّة من هذه السنة جاء عسكر المصريين فقاتلوا أهل دمشق، و قتل منهم جماعة ثم خرج أبو القاسم في ليلة الأحد من دمشق ثم تم الصلح بين أهل دمشق و عسكر المصريين يوم الخميس لست عشرة خلت من ذي الحجّة من هذه السنة.

و هرب أبو القاسم إلى الغوطة ثم طلب البرية يريد بغداد فسار حتى صار نحو تدمر (6)لحقه ابن عليان العدوي فأخذه و رده جعفر بن فلاح فشهره في عسكره على جمل و نودي عليه في المحرم سنة ستين و ثلاثمائة و سيّر إلى مصر في هذا الشهر (7).

قرأت بخط عبد الوهّاب بن جعفر الميداني قال: و في هذه الأيام وافى ابن فلاح قوم من البادية من بني عدي فخبروه أنّهم قبضوا على ابن أبي يعلى، و أسروه و هو عندهم. فقيل إنه أعطى الاثنين اللذين بشّراه بهذه البشارة فرسين و أربعة آلاف درهم، و كان قد ضمن لبني عدي أو لمن جاء به مائة ألف درهم، فلما كان يوم الأربعاء لتسع و عشرين ليلة خلت من ذي الحجة و لليلتين خلتا من تشرين الثاني وافى قوم من وجوه بني عدي به أسيرا إلى ابن فلاح فلما أدخلوه عليه أغلظ له في الخطاب و قال لهم: طوفوا به في العسكر، فطافوا به في العسكر على جمل و على رأسه قلنسوة لبود و في لحيته ريش مغروز، و بيده قصبة بيطار، و قيل: إنه قفز من ورائه على الجمل رجل من المغاربة فصفعه صفعتين أو ثلاثا، فأنكر ذلك عليه رجل

ص: 139


1- السواد هو شعار العباسيين.
2- في تحفة ذوي الألباب: دعي للمطيع، و رسمها في مختصر أبي شامة: دعى.
3- في مختصر أبي شامة: خلون، و المثبت عن أمراء دمشق.
4- إقبال غلام شمول الكافوري، ترجمته في أمراء دمشق ص 30.
5- هو شمول بن عبد اللّه أبو الحسن الكافوري، مولى كافور الإخشيدي، انظر ترجمته في تحفة ذوي الألباب 1/ 369 و الوافي بالوفيات 186/16.
6- تدمر مدينة قديمة مشهورة في برية الشام،(معجم البلدان) و هي تتبع إداريا اليوم محافظة حمص. و تبعد عنها شرقا 165 كلم.
7- جاء في النجوم الزاهرة 33/4 أن جعفر بن فلاح عرض مائة ألف درهم لمن يأتي بابن أبي يعلى، و عند ما قبض عليه رق له و وعده أنه يكاتب فيه جوهرا القائد، قال: و كان جعفر بن فلاح يحب العلويين، فأحسن إليه و أكرمه.

من المغاربة يقال له حسش (1) و قال: ما يحسن أن تفعل هذا، و أحدر الرجل من ورائه، و طيف به في المعسكر و هو على تلك الحال، ثم أحدروه في خيمة وحده، و وجه إليه بعد هذا بطعام فامتنع من أكله، فوجّه إليه ابن فلاح: الذي تحذر منه قد وقعت فيه، فما لامتناعك من الأكل وجه، إنما تؤذي نفسك و تضر بها، فأكل حينئذ، فلما كان من الليل وجه إليه فأحضره إلى مضربه و قال له: ما حملك على أن قطعت دعوة مولانا، و أيش كان سببك فيه، و من وثبك على الإمرة و كلاما هذا نجواه. فقال ما وثبني عليه أحد، و لا نية لي و إنما هو رأي شيخ لي، و قد أوقفني القضاء و القدر، و أنا في يديك فاصنع بي ما شئت، و التعيير أشد من القتل، فحينئذ لان له ابن فلاح و وعده بجميل، و أحسن إليه و قال له: لأكاتبن جوهرا في أمرك، و لأكتبن إلى مولانا أيضا بكل ما يسرك، و طابت نفس ابن أبي يعلى، ثم عطف ابن فلاح على بني عدي الذين جاءوا به فأسمعهم قبيح الكلام و أغلظ لهم في الخطاب، و قال لهم: لا جزاكم اللّه خيرا غدرتم بالرجل و أنتم كنتم عدّته و فضله عليكم ثم أمر بهم فقيدوا و اعتقلوا عنده إلى أن تم ردّ ما أخذوا من المال، و فرح أكثر الناس بهذا فرحا عظيما، و دعوا اللّه لابن أبي يعلى بإخلاص لأنه كان رجلا كريما.

8771 - أبو القاسم بن يحيى أو ابن بحر

صحب أبا بكر محمّد بن سيد حمدويه المتعبد، و حكى عنه.

حكى عنه صدقة بن علي أو ابن أبي يحيى.

قال [صدقة] سمعت أبا القاسم بن يحيى يقول: مشينا... (2) المعلم في بعض الطريق فلقيته امرأة و هي تبكي فقالت: يا معلم اللّه اللّه فيّ . فقال لها: ما لك عافاك اللّه، قالت: شرب رومي البارحة و سكر و حلف بطلاقي. قال: قال: إن لم يغنّ لي ابن سيد حمدويه فأنت طالق ثلاثا، و هو معي فدعاه المعلم، فقالت: كيف حلفت، فأعاد عليه نظير ما قالت المرأة، فقال له المعلم فتتوب عن شرب الخمر و لا تعاودن إلى شيء من هذا. قال: نعم، يا معلم، فأنشأ المعلم يقول:.... (3) في النرجس و الآس.

ص: 140


1- كذا رسمها في مختصر أبي شامة.
2- كلمة غير واضحة في مختصر أبي شامة.
3- كلمة غير واضحة في مختصر أبي شامة.

8772 - أبو القاسم بن رزيق البغدادي

كان بأطرابلس، من ساحل دمشق.

حكى عن الشبلي.

حكى عنه أبو الفضل السعدي، نزيل مصر، و هو محمّد بن عيسى القاضي.

فقال: حدّثنا أبو القاسم بن رزيق البغدادي بطرابلس، قال: سمعت الشبلي ينشد:

كادت سرائر سرّي أن تشير بما *** أوليتني من سرور لا أسميه

فصاح بالسّر سر منك نرقبه *** كيف السرور يسرّ دون مبديه

فظلّ يلحظني سرّي لألحظه *** و الحقّ يلحظني أن لا أراعيه

و أقبل الحقّ يفني اللّحظ عن صفتي *** و أقبل اللّحظ يفنيني و أفنيه (1)

8773 - أبو قتادة بن ربعي

يقال: اسمه الحارث بن ربعي. و يقال: نعمان ابن ربعي (2) و قيل: عمرو بن ربعي (3)،الأنصاري الخزرجي (4)فارس رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم، و معاذ بن جبل.

روى عنه جابر بن عبد اللّه، و أبو سعيد الخدري، و أنس بن مالك، و ابنه عبد اللّه بن أبي قتادة، و سعيد بن المسيب، و أبو سلمة بن عبد الرّحمن، و عمرو بن سليم الزرقي، و عبد اللّه بن رباح الأنصاري، و علي بن رباح، و عطاء بن يسار، و عبد اللّه بن معبد الزماني، و غيرهم (5).

و قدم على معاوية.

قال أبو زرعة: قدم علينا دمشق من الأنصار في إمرة معاوية: أبو أيوب و أبو قتادة الحارث بن ربعي.

ص: 141


1- عزيت الأبيات بهامش مختصر ابن منظور إلى الحلاج.
2- استدركت عن هامش مختصر أبي شامة. و في مختصر ابن منظور: نعمان بن عوف بن ربعي.
3- زيد بعدها في مختصر ابن منظور: و هو ابن بلدمة بن خناس الأنصاري.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 460/21 تهذيب التهذيب 436/6 و طبقات ابن سعد 15/6 و تاريخ خليفة (الفهارس) و الجرح و التعديل 74/3 و أسد الغابة 250/5 و الإصابة 158/4 و الاستيعاب 161/4 (هامش الإصابة) و التاريخ الكبير 258/2.
5- انظر تهذيب الكمال 460/21-461 و فيه أسماء كثيرة أخرى رووا عنه.

قال ابن سعد (1) في الطبقة الثانية: أبو قتادة بن ربعي، و ساق نسبه من قبل أبيه و أمّه إلى سلمة، ثم قال: و اختلف علينا في اسم أبي قتادة، فقال محمّد بن إسحاق: الحارث بن ربعي، و قال عبد اللّه بن محمّد بن عمارة الأنصاري و محمّد بن عمر: النعمان بن ربعي.

و قال غيرهما: عمرو بن ربعي، و قال في موضع آخر: قال محمّد بن عمر: اسمه النعمان بن ربعي.

قال الهيثم بن عدي: اسمه عمرو بن ربعي، و قال غيرهما: اسمه الحارث بن ربعي، و هو أحد بني سلمة بن سعد بن الخزرج، شهد أحدا و الخندق و ما بعد ذلك من المشاهد مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

قال ابن البرقي: توفي سنة أربع و خمسين.

قال الحافظ أبو القاسم:

و قول من سماه الحارث أشهر، و قائلوه أكثر.

قال أبو أحمد الحاكم: مات بالمدينة سنة أربع و خمسين، و هو ابن سبع و خمسين سنة، و يقال: صلى عليه علي بن أبي طالب، و قتل علي سنة أربعين، و يقال: كان بدريا و لا يصح ذلك (2).

و قال أبو نعيم الأصبهاني:

أبو قتادة [الأنصاري] من خير فرسان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و كان يخضب بالصفرة توفي و له سنّة.

و قال الخطيب: و كان من أفاضل الصحابة، لم يشهد بدرا و شهد ما بعدها، و عاش إلى خلافة علي بن أبي طالب، حضر معه قتال الخوارج بالنهروان.... (3) المدائن في صحبته، و مات في خلافته و قيل: بل بقي بعده زمنا طويلا.

قال البخاري (4):

ص: 142


1- طبقات ابن سعد 15/6.
2- تهذيب الكمال 461/21 نقلا عن الحاكم.
3- كلمة غير واضحة في مختصر أبي شامة.
4- التاريخ الكبير للبخاري 258/2.

قال لي أبو الوليد: حدّثنا عكرمة بن عمار عن إياس (1) بن سلمة عن أبيه أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«خير فرساننا أبو قتادة و خير رجالتنا سلمة»، و عن قتادة عن عبد اللّه بن رباح عن أبي قتادة الأنصاري أنه قال: بينما نحن مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في بعض أسفاره إذ مال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عن راحلته فدعمته، و استيقظ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ثم سرنا، فمال، فدعمته بيدي فاستيقظ ، فقال:

«أبو قتادة ؟» فقلت: نعم يا رسول اللّه، قال:«حفظك اللّه كما حفظتني منذ الليلة لا أرى إلا قد شققنا عليك، تنحّ بنا عن الطريق. أو قال: مل بنا عن الطريق» (2)[13524].

روى أبو قتادة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«إذا أقيمت الصّلاة، فلا تقوموا حتى تروني، و عليكم بالسّكينة».

أمّ أبي قتادة: كبشة بنت مطهّر بن حرام بن سواد بن غنم. و قيل: كبشة بنت عباد بن مطهر.

قال أبو يعلى: حدّثنا... (3) حدّثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن عبد اللّه بن رباح الأنصاري، عن أبي قتادة قال:

خطب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عشية قال:«إنكم تسيرون عشيّتكم و ليلتكم، و تأتون الماء غدا».

فانطلق الناس لا يلوي أحد على أحد في مسيرهم، فإني أسير إلى جنب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم حتى ابهارّ الليل (4) إذ نعس رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فمال عن راحلته. ثم سرنا حتى إذا تهوّر الليل (5) مال ميلة أخرى فدعمته من غير أن أوقظه، فاعتدل على راحلته، ثم سرنا حتى إذا كان من السّحر مال ميلة هي أشدّ من الميلتين، حتى كاد (6) أن ينجفل (7)،فدعمته، فرفع رأسه فقال:«من هذا؟» قلت: أبو قتادة. قال:«متى كان هذا مسيرك مني»؟ قلت: هذا مسيري منك منذ الليل.

قال:«حفظك اللّه بما حفظت به نبيّه صلى اللّه عليه و سلّم». ثم قال:«أ ترانا نخفى على الناس ؟ هل ترى من

ص: 143


1- في مختصر أبي شامة: قيس، و المثبت عن البخاري.
2- الإصابة 159/4 من هذا الطريق، و سير الأعلام 453/2-454.
3- كلمة غير واضحة في مختصر أبي شامة.
4- ابهارّ الليل: انتصف.
5- تهور الليل أي ذهب أكثره، كما يتهور البناء إذا تهدم (النهاية).
6- في مختصر أبي شامة: حتى إذا كان ينجعل.
7- ينجفل أي كاد ينقلب عنها و يسقط .

أحد؟» قلت: هذا راكب، هذا آخر قال: فاجتمعنا فكنا سبعة، فاعتزل عن الطّريق، ثم وضع رأسه ثم قال:«احفظوا علينا صلاتنا». فكان أوّل من انتبه و الشمس في ظهره، فقمنا فزعين، فجعل بعضنا يهمس بعضا: ما صنعنا في تفريطنا في صلاتنا؟ فقال:«ما هذا الذي تهمسون ؟» قلنا: يا رسول اللّه، لتفريطنا في صلاتنا. فقال:«أ ما لكم فيّ أسوة ؟ التّفريط ليس في النّوم، التفريط لمن لم يصلّ الصلاة حتى يجيء وقت أخرى، فإذا فعل ذلك فليصلّها إذا انتبه لها، ثمّ ليصلّها الغد لوقتها». ثم نزل، ثم دعا بميضأة كانت عندي، فتوضأ وضوءا دون وضوء، ثم قال:«يا أبا قتادة، احفظ ميضأتنا هذه فسيكون لها نبأ»، ثم صلى ركعتين قبل صلاة الفجر، ثم صلى صلاة الفجر كما كان يصلي، ثم قال:«اركبوا». فركبنا، فانتهينا إلى الناس حين تعالى النهار، أو حين حميت الشمس. شك سليمان. و هم يقولون: يا رسول اللّه، هلكنا عطشا. قال:«لا هلاك عليكم». ثم نزل ثم قال:«أطلقوا لي غمري» (1)،فأطلق له. ثم دعا بالميضأة التي كانت عندي، فجعل يصبّ عليّ و أسقيهم، فلما رأى القوم ما في الميضأة تكابّوا (2) عليها فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«أحسنوا الملأ، كلكم سيروى». فجعل يصب عليّ فأسقيهم، حتى ما في القوم أحد إلاّ شرب، غيري و غير رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم. فقال:«اشرب يا أبا قتادة». فقلت: يا رسول اللّه، أشرب قبل أن تشرب ؟! قال:«إن ساقي القوم آخرهم».

فشربت و شرب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

[قال (3) عبد اللّه بن رباح: إني لفي مسجد الجامع أحدّث هذا الحديث إذ قال عمران ابن حصين: انظر أيها الفتى كيف تحدّث، فإني كنت أحد الرّكب تلك الليلة ؟ قلت: أبا نجيد (4) فحدّث القوم، أنت أعلم. قال: من أنت ؟ قلت: أنا من الأنصار. قال: فأنتم أعلم بحديثكم، فحدّث القوم. فحدثتهم، فقال: لقد شهدت تلك الليلة، ما شعرت أن أحدا حفظه كما حفظته].

قال سليمان الطبراني (5):حدّثنا عبدة بنت عبد الرّحمن بن مصعب بن ثابت بن عبد اللّه ابن أبي قتادة حدّثني أبي عبد الرّحمن عن أبيه مصعب عن أبيه ثابت عن أبيه عبد اللّه بن أبي

ص: 144


1- الغمر: القدح الصغير (النهاية).
2- تكابوا عليها: أي ازدحموا.
3- ما بين معكوفتين زيادة عن مختصر ابن منظور.
4- أبو نجيد، كنية عمران بن حصين بن عبيد بن خلف، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 381/14.
5- من طريقه رواه ابن حجر في الإصابة 158/4.

قتادة عن أبيه أبي قتادة أنه حرس النبي ليلة بدر فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«اللهم احفظ أبا قتادة كما حفظ نبيك هذه الليلة»[13525].

و بإسناده عن أبي قتادة (1) قال: أغار (2) المشركون على لقاح رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فركبت فأدركتهم فأظفر بهم و قتلت مسعدة، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم حين رآني:«أفلح الوجه، اللّهمّ اغفر له، ثلاثا» و نفّلني سلب مسعدة. قال الطبراني: لم يرو هذه الأحاديث عن أبي قتادة إلاّ ولده، و لا سمعناها إلاّ من عبدة، و كانت امرأة فصيحة عاقلة متدينة.

و قالت عبدة حدّثني أبي عن أبيه عن جده عن أبيه قال: قال أبو قتادة للنبي صلى اللّه عليه و سلّم:

إني جيد السلاح، و جيد القلب و فرسي قوي، فأرسلني يا نبي اللّه يمنة و يسرة. فقال:

«إني أشفق عليك يا أبا قتادة». قال: ثم وقع في عينه سهم فأخرجه النبي صلى اللّه عليه و سلّم، و تفل في عينه.

قال ابن سعد: أخبرنا عارم بن الفضل، حدّثنا حماد بن زيد عن أيوب، عن محمّد بن سيرين أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم أرسل إلى أبي قتادة فقيل: يترجّل. ثم أرسل إليه، فقيل: يترجل. ثم أرسل إليه، فقيل: يترجل، فقال:«احلقوا رأسه»، فجاء فقال: يا رسول اللّه، دعني هذه المرة، فو اللّه لأعتبنّك. فكان أول ما لقي قتل مسعدة (3) رأس المشركين.

أخبرنا معن بن عيسى حدّثنا محمّد بن عمرو عن محمّد بن سيرين: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم رأى أبا قتادة يصلي و يبقى شعره، فأراد أن يحزه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إن تركته أن أرضيك» فتركه، فأغار مسعدة الفزاري على سرح أهل المدينة فركب أبو قتادة، فلقي مسعدة فقتله.

أخبرنا معن بن عيسى، حدّثنا عبد الرّحمن بن زيد، عن زيد بن أسلم: أن أبا قتادة قال حين توجه إلى اللّقاح (4):

ألا عليك الخيل إن ألمّت *** إن لم أدافعها فجزوا لمّتي (5)

قال الواقدي (6):حدّثني يحيى بن عبد اللّه بن أبي قتادة عن أبيه، عن أبيه، قال: قال أبو قتادة:

ص: 145


1- الإصابة 158/4.
2- في الإصابة: انحاز.
3- هو مسعدة بن حكمة بن مالك بن حذيفة بن بدر الفزاري، قاله ابن الأثير في أسد الغابة 251/5.
4- اللقاح: الإبل الحوامل ذوات الألبان.
5- الرجز في الأغاني 44/5 و نسبه إلى جحدر بن ضبيعة بن قيس قاله يوم قضة، و كان بين بكر و تغلب، و قيل إن قائله: صخر بن عمرو السلمي.
6- الخبر رواه محمد بن عمر الواقدي في المغازي 544/2.

إني لأغسل رأسي، قد غسلت أحد شقّيه، إذ سمعت فرسي جروة تصهل و تبحث (1)بحافرها، فقلت: هذه حرب قد حضرت. فقمت و لم أغسل شقّ رأسي الآخر، فركبت و عليّ بردة لي، فإذا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يصيح:«الفزع، الفزع». قال: و أدرك المقداد بن عمرو، فسايرته ساعة، ثم تقدّمه فرسي، و كانت أجود من فرسه، و قد أخبرني المقداد. و كان سبقني. بقتل مسعدة محرزا. يعني ابن نضلة. قال أبو قتادة للمقداد: أبا معبد، أنا أموت أو أقتل قاتل محرز. فضرب فرسه فلحقهم أبو قتادة، و وقف له مسعدة، و حمل عليه أبو قتادة بالقناة، فدقّ صلبه، و يقول: خذها و أنا الخزرجي، و وقع مسعدة ميتا، و نزل أبو قتادة فسجّاه ببردته، و جنّب فرسه معه، و خرج يحضر في إثر المقداد حتى تلاحق الناس. قال أبو قتادة: فلما مرّ الناس نظروا إلى بردة أبي قتادة عرفوها، فقالوا: هذا أبو قتادة قتيل! و استرجع أحدهم، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«لا، و لكنه قتيل أبي قتادة»، و جعل عليه بردته (2) ليعرفوا أنه قتيله (3)،فخلّوا بين أبي قتادة و بين قتيله و سلبه و فرسه»، فأخذه كلّه. و كان سعد (4) بن زيد. يعني الأشهلي. قد أخذ سلبه، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«لا و اللّه، أبو قتادة قتله، ادفعه إليه».

فحدّثني (5) عبد اللّه بن أبي قتادة، عن أبيه أبي قتادة قال:

لمّا أدركني النبي صلى اللّه عليه و سلّم يومئذ و نظر إلي قال:«اللّهمّ ، بارك له في شعره و بشره». و قال:

«أفلح وجهك». فقلت: و وجهك يا رسول اللّه. قال:«قتلت مسعدة ؟» قلت: نعم. قال:

«فما هذا الذي بوجهك ؟» قلت: سهم رميت به يا رسول اللّه. قال:«فادن مني». فدنوت منه، فبصق عليه.

فما ضرب (6) عليه قط و لا قاح.

فمات أبو قتادة و هو ابن سبعين، و كأنه ابن خمس عشرة سنة. قال: و أعطاني يومئذ فرس مسعدة و سلاحه و قال:«بارك اللّه لك فيه»[13526].

أخبرنا ابن سعد أخبرنا معن بن عيسى حدّثنا مالك بن أنس (7) عن يحيى بن سعيد،

ص: 146


1- البحوث من الإبل التي إذا سارت تبحث التراب بأيديها أخرا، أي ترمي إلى خلفها (تاج العروس: بحث).
2- في مختصر أبي شامة:«برده» و في ابن منظور:«بردة» و المثبت عن المغازي.
3- في مختصر ابن منظور: قتله.
4- في مختصر أبي شامة: سعيد، تصحيف، و المثبت عن مغازي الواقدي.
5- القائل الواقدي، و الخبر في المغازي 545/2.
6- ضرب الجرح: اشتد وجعه (الأساس: ضرب).
7- موطأ مالك 12،10/2 و الخبر من هذا الطريق رواه البيهقي في دلائل النبوة 148/5.

عن عمر بن كثير بن أفلح عن أبي محمّد مولى أبي قتادة عن [أبي قتادة الأنصاري ثم السلمي قال:

خرجنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عام حنين، فلما التقينا كانت للمسلمين جولة [قال] (1)فرأيت] (2) رجلا من المشركين قد علا رجلا من المسلمين، فاستدرت له حتى أتيته من ورائه فضربته بالسيف على حبل عاتقه، فأقبل عليّ فضمني ضمة وجدت فيها ريح الموت، ثم أدركه الموت، فأرسلني فلحقت عمر بن الخطاب فقلت له: ما بال الناس ؟ قال: أمر اللّه، ثم إن الناس رجعوا [و جلس] رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال:«من قتل قتيلا له عليه بيّنة فله سلبه». فقمت ثم قلت: من يشهد لي، ثم جلست ثم قال ذلك الثالثة، فقمت. فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«ما لك يا أبا قتادة ؟» فاقتصصت عليه القصة، فقال رجل من القوم: صدق يا رسول اللّه و سلب ذلك القتيل عندي فارضه منه [و أعضيها] فقال أبو بكر الصدّيق: لا ها اللّه (3) إذا يعمد إلى أسد من أسد اللّه يقاتل عن اللّه و عن رسوله فيعطيك سلبه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«صدق، فأعطه إيّاه» قال أبو قتادة: فأعطانيه، فبعت الدرع فابتعت به مخرفا في بني سلمة، فإنه لأول مال تأثلته في الإسلام (4).

قال أحمد بن حنبل: حدّثنا بهز بن أسد أبو الأسود العمي حدّثنا حماد بن سلمة أخبرنا إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك قال:

و قال أبو قتادة: يا رسول اللّه، ضربت رجلا على حبل العاتق و عليه درع فأجهضت عنه، فانظر من أخذها، فقام رجل فقال: أنا أخذتها فارضه منها، و اعطنيها، قال: و كان

ص: 147


1- سقطت من مختصر أبي شامة.
2- ما بين معكوفتين استدرك عن هامش مختصر أبي شامة.
3- لا ها اللّه: ها للتنبيه، و قد يقسم بها، يقال: ها اللّه ما فعلت كذا. قال ابن مالك: فيه شاهد على جواز الاستغناء عن واو القسم بحرف التنبيه، قال: و لا يكون ذلك إلاّ مع اللّه.
4- عقب أبو شامة بعد إيراده الحديث: قلت: هذا حديث صحيح من حديث مالك، متفق عليه، أخرجه البخاري و مسلم و أبو داود و الترمذي و النسائي، و لأهل العربية في هذه اللفظة بعد القسم بحث مليح دقيق و يرون أنه بلفظ ذا، الذي هو اسم إشارة لا لفظ إذا الذي هو حرف جواب و جزاء. و قال أبو عبد اللّه الحميدي عقيب هذا الحديث في الجمع بين الصحيحين: سمعت بعض أهل العلم فيما مضى من الزمان و قد أجرى ذكر هذا الحديث فقال: لو لم يكن من فضيلة أبي بكر الصديق إلاّ هذا فإنه بثاقب علمه و شدة صرامته و قوة إنصافه و صحة توفيقه و صدق تحقيقه بادر إلى القول بالحق فزجر و أفتى و حكم و أمضى، و أخبر في الشريعة عن المصطفى صلى اللّه عليه و سلّم بحضرته و بين يديه بما صدقه فيه و أجرأه على قوله، و هذا من خصائصه الكبرى، إلى ما لا يحصى من فضائله الأخرى.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لا يسأل شيئا إلاّ أعطاه أو سكت، فسكت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال عمر: لا و اللّه لا يفيئها اللّه على أسد من أسده و يعطيكها فضحك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و قال:«صدق عمر»[13527].

و قال أحمد بن منصور بن سيار، حدّثنا أبو الوليد عكرمة بن قتادة بن يحيى بن عبد اللّه ابن أبي قتادة حدّثني أبي عن أبيه عن عبد اللّه بن أبي قتادة عن أبي قتادة أنّه قال:

خرجت مع النبي صلى اللّه عليه و سلّم في غزوة حنين، فلما التقينا جعل رجل من المشركين يفعل بالمسلمين و يذر، ثم وجد غمزا في بطنه، فخرج من الصف، فخرجت في إثره، فبدرني و في يده سيفه و ترسه، و في يدي سيفي و ترسي، فأقبل عليّ بوجهه فقال: أما ترى ما أصنع بأصحابك منذ اليوم ؟ ارجع. فأقبلت إليه و ما أكلمه، فأقبل إلى يرمي بزبد كزبد البعير، فلما دنا مني حمل عليّ ضربتين: ضربة اتقيتها بترسي، فعضّ ترسي على سيفه، و ضربته ضربة على حبل عاتقه، فجافته، فلما وجد طعم الموت خلّى سيفه، ثم ضمني إليه، فو الذي أكرم محمّدا بما أكرمه به لو لا أن نفسه عجلت؛ لظننت أن نفسي تخرج قبل نفسه. قال: ثم رجعت إلى موضعي فقاتلت مع النبي صلى اللّه عليه و سلّم حتى هزمهم اللّه [قال:] ثم جمعت الأسلاب، فكان الرجل عليه سلب كامل، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«من عرف سلبا فليقم فليأخذه» قال: فهممت بالقيام ثم ثبتّ .[قال:] فعلت ذلك مرة أو مرتين فرمقني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال:«يا أبا قتادة، ما لي أراك تهمّ بالقيام ثم تجلس ؟» فقلت: لا شيء يا رسول اللّه. قال:«أشهد لتخبرني». قلت: يا رسول اللّه، إن رجلا من المشركين كان يفعل في المسلمين و يذر، فخرج من الصف، و خرجت فقتلته، و كان عليه سلب كامل؛ فلم أره يا رسول اللّه. فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«من أخذ سلب قتيل أبي قتادة ؟» فقال رجل من الصحابة: أنا يا رسول اللّه، فأرضه عني. قال:

فسكت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و لم يقل شيئا. فقام عمر بن الخطاب، فقال: لا و اللّه، لا يقوم أسد من أسد اللّه عزّ و جلّ يقاتل في اللّه و رسوله صلى اللّه عليه و سلّم، و يكون غيره أسعد بسلب قتيله. فقام الرجل فجاء به، فقال: هو ذا يا رسول اللّه. فقال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«خذه يا أبا قتادة». قال أبو قتادة:

فأخذته، فبعته بسبع أواق من ذهب، فاشتريت مخرفا (1)(2) في بني سلمة، فكان أول مال اعتقدته (3) في الإسلام [من نائل] (4)(5).

ص: 148


1- رواه أحمد بن حنبل في المسند 380/4 رقم 12976 طبعة دار الفكر و سير الأعلام 455/2.
2- المخرف: الحائط من النخل.
3- أي: اقتنيته.
4- الزيادة عن مختصر ابن منظور.
5- زيد في مختصر ابن منظور: و في رواية: فبعته من حاطب بن أبي بلتعة.

قال ابن سعد (1):

ثم سرية أبي قتادة بن ربعي إلى خضرة (2)،و هي أرض بني محارب بنجد، في شعبان سنة ثمان من مهاجر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، قالوا:

بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أبا قتادة و معه خمسة عشر رجلا إلى غطفان، و أمره أن يشنّ عليهم الغارة. فسار الليل، و كمن النهار، فهجم على حاضر منهم عظيم، فأحاط بهم (3) فصرخ رجل منهم: يا خضرة! و قاتل منهم رجال، فقتلوا من أشرف (4) لهم و استاقوا النّعم، فكانت الإبل مائتي بعير، و الغنم ألفي شاة، و سبوا سبيا كثيرا، و جمعوا الغنائم، فأخرجوا الخمس فعزلوه، و قسموا ما بقي على أهل السّرية، فأصاب كل رجل اثنا عشر بعيرا، فعدل البعير بعشر من الغنم، و صارت في سهم أبي قتادة جارية وضيئة، فاستوهبها منه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فوهبها له، فوهبها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لمحمية بن جزء، و غابوا في هذه السرية خمس عشرة ليلة.

و قال ابن سعد (5):

ثم سرية أبي قتادة بن ربعي إلى بطن إضم في أول شهر رمضان سنة ثمان [من مهاجر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم] (6) قالوا:

لما همّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بغزو أهل مكة، بعث أبا قتادة في ثمانية نفر سرية إلى بطن إضم، و هي فيما بين ذي خشب و ذي المروة، و بينها و بين المدينة ثلاثة برد، ليظنّ ظان أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم توجّه إلى تلك النّاحية، و لأن تذهب بذلك الأخبار، و كان في السّرية محلّم بن جثّامة الليثي، فمرّ عامر بن الأضبط الأشجعي، فسلّم بتحية الإسلام، فأمسك عنه القوم، و حمل عليه محلّم بن جثّامة فقتله و سلبه بعيره و متاعه، و وطب لبن كان معه، فلما لحقوا بالنبي صلى اللّه عليه و سلّم؛ نزل فيهم القرآن: يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذٰا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّٰهِ فَتَبَيَّنُوا وَ لاٰ تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقىٰ إِلَيْكُمُ السَّلاٰمَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيٰاةِ الدُّنْيٰا فَعِنْدَ اللّٰهِ مَغٰانِمُ كَثِيرَةٌ (7) إلى آخر الآية.

ص: 149


1- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 132/2-133.
2- خضرة بفتح أوله و كسر ثانيه،(راجع معجم البلدان 377/2).
3- في مختصر أبي شامة:«به» و المثبت عن ابن سعد.
4- أي ظهر لهم منهم.
5- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 133/2.
6- ما بين معكوفتين زيادة عن ابن سعد.
7- سورة النساء، الآية:94.

فمضوا و لم يلقوا جمعا. فانصرفوا حتى انتهوا إلى ذي خشب، فبلغهم أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قد توجّه إلى مكة فأخذوا على يين (1) حتى لقوا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بالسّقيا (2).

قال أبو سلمة بن عبد الرّحمن: كان أبو قتادة من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و فرسانه.

قال أبو سعيد الخدري:

أخبرني من هو خير مني أبو قتادة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال لعمّار بن ياسر:«تقتلك الفئة الباغية» (3)[13528].

قال أبو يعلى الموصلي: حدّثنا عبد الأعلى، حدّثنا حماد بن سلمة، حدّثنا أبو جعفر الحطمي عن محمّد بن كعب القرظي أن أبا قتادة:

كان له على رجل دين، فكان يأتيه يتقاضاه فيختبئ منه، فجاء ذات يوم، و ثمّ صبي، فسأل عنه فقال: نعم، هو في البيت يأكل خزيرة (4)،فناداه: يا فلان، اخرج إلي فإني قد أخبرت أنك هاهنا. فخرج إليه، فقال: ما يغيّبك عني ؟ فقال: إني معسر، و ليس عندي شيء. قال: آللّه، إنك معسر؟ قال: نعم. فبكى أبو قتادة و قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:

«من ترك لغريمه أو محا عن غريمه كان في ظلّ العرش يوم القيامة» (5)[13529].

قال أبو العباس السراج حدّثنا قتيبة حدّثنا عبد العزيز بن محمّد عن أسيد بن أبي أسيد عن أبيه قال:

قلت لأبي قتادة: ما لك لا تحدث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم كما يحدث عنه الناس ؟ فقال أبو قتادة: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«من كذب عليّ فليسهل لجنبه مضجعا من النار». و جعل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول ذلك، و يمسح الأرض بيده (6)[13530].

قال ابن سعد (7):أخبرنا أبو الوليد الطيالسي، حدّثنا عكرمة بن عمار حدّثني عبد اللّه

ص: 150


1- في طبقات ابن سعد:«يبين»، و يين: ناحية من أعراض المدينة على بريد منها (معجم البلدان 454/5).
2- السقيا: قرية في طريق مكة (انظر معجم ما استعجم للبكري).
3- رواه الذهبي في سير الأعلام 452/2.
4- الخزيرة، مرقة، و هي أن تصفى بلالة النخالة ثم تطبخ (اللسان).
5- عقب أبو شامة بعد الحديث: قلت: و في الصحيح أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم امتنع من الصلاة على ميت كان عليه دين. فقال أبو قتادة: هو عليّ يا رسول اللّه، فصلى عليه النبيّ صلى اللّه عليه و سلّم.
6- رواه الذهبي في سير الأعلام 452/2 من طريق الدراوردي.
7- رواه الذهبي في سير الأعلام 452/2 من طريق ابن سعد.

ابن عبيد بن عمير أن عمر بن الخطاب بعث أبا قتادة فقتل ملك فارس بيده، و عليه منطقته ثمنها خمسة عشر ألف درهم، فنفلها إياه عمر.

قال ابن سعد: أخبرنا أبو بكر عبد اللّه بن أبي أويس، حدّثني سليمان بن أبي بلال عن أسيد بن أبي أسيد البراد عن أمه قالت:

قلنا لأبي قتادة، فذكر نحوه، و قال: من كذب علي متعمدا، قال: و جعل النبي صلى اللّه عليه و سلّم يقوله و هو يمسح الأرض.

و عن كعب بن عبد الرّحمن بن كعب بن مالك عن أبيه، قال:

قلت لأبي قتادة حدّثني بشيء سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال: إني أخشى أن يزل لساني بشيء لم يقله رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إني سمعته يقول:«من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار»[13531].

قال خليفة (1):في تسمية عمال علي على مكة:

عزل عليّ خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة المخزومي عن مكة و ولاها أبا قتادة الأنصاري ثم عزله و ولّى قثم بن عباس، فلم يزل عليها واليا حتى قتل علي.

قال عبد الرزّاق (2):أخبرنا معمر عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل:

أن معاوية لمّا قدم المدينة لقيه أبو قتادة الأنصاري فقال: تلقّاني الناس كلّهم غيركم يا معشر الأنصار، فما منعكم أن تلقوني ؟ قالوا: لم يكن لنا دواب. قال معاوية: فأين النواضح (3)؟فقال أبو قتادة: عقرناها في طلب أبيك يوم بدر. ثم قال أبو قتادة: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال لنا:«سترون بعدي أثرة» (4).فقال معاوية: فما أمركم ؟ قال: أمرنا أن نصبر حتى نلقاه. قال: فاصبروا حتى تلقوه. فقال عبد الرّحمن بن حسّان حين بلغه ذلك:

ألا أبلغ معاوية بن حرب *** أمير المؤمنين ثنا كلام

فإنّا صابرون و منظروكم *** إلى يوم التّغابن و الخصام

ص: 151


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 201.
2- أخرجه عبد الرزّاق في المصنف الجامع رقم 19909، و رواه الذهبي في سير الأعلام 452/2-453 من طريق معمر.
3- النواضح: الإبل التي يستقى عليها، الواحد: ناضح.
4- أي أنه سيستأثر عليكم، فيفضل غيركم عليكم في نصيبه من الفيء.

قال الشعبي: دخل أبو قتادة بن ربعي على معاوية و عنده عبد اللّه بن مسعدة بن حكمة ابن مالك بن حذيفة بن بدر الفزاري، فجلس، فوقع رداء أبي قتادة على ظهر عبد اللّه فنفضه نفضا شديدا. فقال أبو قتادة: من هذا يا أمير المؤمنين ؟ قال: بخ، هذا عبد اللّه بن مسعدة بن حكمة. قال: نعم، أنا و اللّه دفعت جفر (1) أبي هذا في بطنه يوم أغار على سرح المدينة (2).

[أرسل مروان إلى أبي قتادة، و هو على المدينة] (3)،أن اغد معي حتى تريني مواقف النبي صلى اللّه عليه و سلّم و أصحابه. فانطلق مع مروان حتى قضى حاجته.

قال يعقوب بن سفيان (4):حدّثنا عبيد اللّه بن موسى عن إسماعيل بن أبي خالد عن موسى بن عبد اللّه بن يزيد أن عليا صلى على أبي قتادة فكبّر عليه سبعا، و كان بدريا.

قال البيهقي (5):هكذا روي و هو غلط ، لأن أبا قتادة بقي بعد عليّ مدة طويلة.

قال الخطيب (6):و قوله كان بدريا خطأ لا شبهة فيه، لأن أبا قتادة لم يشهد بدرا، و لا نعلم أهل المغازي اختلفوا في ذلك.

قال حنبل بن إسحاق حدّثنا غسان بن الربيع قال و بلغني أنه: توفي أبو قتادة سنة ثمان و ثلاثين في خلافة عليّ ، و صلى عليه علي.

قال الواقدي (7):و لم أر بين ولد أبي قتادة و أهل البلد عندنا اختلافا أن أبا قتادة توفي بالمدينة، و روى أهل الكوفة أنه توفي بالكوفة، و علي بن أبي طالب بها، و هو صلى عليه و اللّه أعلم.

قال الواقدي أيضا في هذا الحديث خصلتان: موته بالكوفة، و إنما مات بالمدينة سنة خمس و خمسين و بين هذا و بين ما يقولون ثماني عشرة سنة، و قبره ببني سلمة معروف ليس بين أحد فيه اختلاف، و ليس من أهل بدر.

ص: 152


1- كذا في مختصر أبي شامة.
2- تقدم قريبا أن أبا قتادة قتل مسعدة بن حكمة.
3- الزيادة للإيضاح عن مختصر ابن منظور.
4- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 215/1 و انظر سير الأعلام 453/2.
5- رواه البيهقي في السنن الكبرى 36/4 و نقله الذهبي في سير الأعلام 453/2 نقلا عن البيهقي.
6- راجع تاريخ بغداد 161/1.
7- سير أعلام النبلاء 453/2.

و قال أبو جعفر الفلاس: مات أبو قتادة سنة أربع و خمسين بالمدينة و هو ابن اثنتين و سبعين سنة.

قال ابن عبد البر (1):أبو قتادة الأنصاري فارس رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم كان يعرف ذلك، اختلف في شهوده بدرا، فقال بعضهم: كان بدريا، و لم يذكره ابن عقبة و لا ابن إسحاق في البدريين و شهد أحدا و ما بعدها من المشاهد كلها، و قال الواقدي: حدّثني يحيى بن عبد اللّه بن أبي قتادة عن أبيه عن أبي قتادة قال: أدركني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يوم ذي قرد، فنظر إليّ فقال:«اللّهمّ بارك في شعره و بشره».

و روي من مرسل محمّد بن المنكدر و عطاء و عروة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال لأبي قتادة:«من اتخذ شعرا فليحسن إليه أو ليحلقه»، و قال له: أكرم جمتك و أحسن إليها، فكان يرجلها غبّا.

و شهد مع علي مشاهده كلها في خلافته. و قيل مات سنة أربعين.

قال ابن سعد: أخبرنا معن بن عيسى، حدّثنا مالك بن أنس عن يحيى بن سعيد، أن أبا قتادة الأنصاري قال لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: إن لي جمة أ فأرجلها؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«نعم، و أكرمها» قال: فكان أبو قتادة ربما دهنها في اليوم مرتين من أجل قول رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و أكرمها.

و ذكر ابن سعد أيضا أن أبا قتادة أحد من قص شعره عام الحديبية ذكر ذلك في غزوة الحديبية، لا في ترجمة أبي قتادة.

قال الواقدي: حدّثني يحيى بن عبد اللّه بن أبي قتادة قال: توفي أبو قتادة سنة أربع و خمسين، و هو ابن سبعين سنة.

8774 - أبو قحافة بن عفيف المري

8774 - أبو قحافة بن عفيف المري (2)

يقال إن له صحبة، و سكن دمشق.

ذكر أبو الحسين الرازي قال: قال بعضهم إن الدار المعروفة بابن الدجاجية في غربي سقيفة (3) جناح دار أبي قحافة و معاوية ابني عفيف المريين و لهما صحبة.

ص: 153


1- الاستيعاب لابن عبد البر 161/4 (هامش الإصابة).
2- ترجمته في الإصابة 159/4 نقلا عن ابن عساكر.
3- في الإصابة: سويقة.

8775 - أبو قدامة

سمع أبا عبيدة، و معاذ بن جبل.

شهد خطبة عمر بالجابية، سكن حمص.

له ذكر.

8776 - أبو قنان هو طلحة بن أبي قنان العبدري مولاهم،

و يقال: صالح بن [أبي] (1) قنان (2)

من أهل دمشق.

سمع معاوية، و فضالة بن عبيد.

روى عنه: سعيد بن عبد العزيز.

و قال ابن أبي داود: حدّثنا محمود بن خالد و عمرو بن عثمان قالا: حدّثنا الوليد عن عبد الرّحمن بن ميسرة، حدّثني أبو قنان بن أبي قنان أنه سمع معاوية بن أبي سفيان يقول:

يا أهل قردا، و يا أهل خولان، الجمعة، الجمعة، فإنا إنما نحبسها لئلا تفوتكم - و قال عمرو (3):لتحضروها - قال ابن أبي داود: هذا أصح. و أبو قنان بن أبي قنان قال محمود و عبد الرّحمن بن ميسرة من أهل مرو.

[قال ابن عساكر:] (4) كذا قال: و الصواب من أهل دمشق.

قال أبو زرعة: حدّثنا دحيم، حدّثنا الوليد، حدّثنا سعيد، حدّثني أبو قنان صالح بن أبي قنان قال:

كان فضالة بن عبيد يقوم في النّاس يوم الجمعة فيعظهم قبل خروج معاوية، ثم يخرج معاوية فيخطب و يصلي بالناس.

و قال أحمد بن المعلى: حدّثنا صفوان بن صالح و عبد الرّحمن بن إبراهيم قالا: حدّثنا الوليد عن سعيد بن عبد العزيز أنّه حدّثه، حدّثنا أبو قنان هو طلحة بن أبي قنان قال: كان فضالة بن عبيد، فذكره.

ص: 154


1- استدركت عن هامش مختصر أبي شامة.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 263/9 و تهذيب التهذيب 19/3 و الإصابة 239/2.
3- يعني عمرو بن عثمان.
4- الزيادة منا.

قال ابن سميع: طلحة بن أبي قنان، دمشقي، مولى بني عبد الدار، و أبوه الذي روى عنه سعيد عن أبي قنان، سمع معاوية و فضالة بن عبيد دمشقي.

8777 - أبو قيس مولى الأزد

سمع عمر بن الخطاب.

له ذكر.

8778 - أبو قيس الدمشقي

8778 - أبو قيس الدمشقي (1)

حدث عن عبادة بن نسي.

روى عنه أبو معاوية محمّد بن حازم الضرير.

و يقال إن أبا قيس هذا هو محمّد بن سعيد المصلوب، و لا أظن ذلك إلاّ وهما.

قال يحيى بن معين: ليس حديثه بشيء.

و قال غيره: هو ضعيف.

[حدّث عن عبادة بن نسيّ ، عن أبي مريم، عن ثوبان مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«من حافظ على الأذان سنة أوجب الجنّة»[13532].

و حدّث عن عبادة عن أبيه أنه رأى أبا الدّرداء صلّى على مسح] (2).

8779 - أبو قيصر

مولى عبد الملك بن مروان.

حاكم إلى عمر بن عبد العزيز.

قال سريج بن يونس: حدّثنا عباد بن العوام عن عمرو بن سمول أن أبا قيصر مولى عبد الملك اشترى جارية فوطئها، ثم وجد بها بخرة (3) فأراد ردّها، فقال له عمر بن عبد العزيز: يا أبا قيصر، إنما التّلوّم قبل الغشيان.

ص: 155


1- ترجمته في ميزان الاعتدال 564/4 و تهذيب الكمال 467/21 و تهذيب التهذيب 438/6.
2- ما بين معكوفتين استدرك عن مختصر ابن منظور.
3- البخرة: الرائحة المتغيرة من الفم (انظر اللسان: بخر).

حرف الكاف

8780 - أبو كامل مولى الغاز بن ربيعة الحرشي

صحب مكحولا في الغزو.

روى عن سابق بن عبد اللّه البربري شيئا من شعره.

روى عنه أبو مسهر.

8781 - أبو كبشة السّلولي

8781 - أبو كبشة السّلولي (1)

روى عن عبد اللّه بن عمرو، و سهل بن الحنظلية.

روى عنه حسان بن عطية، و أبو سلام الخشني، و ربيعة بن يزيد.

قال الأوزاعي: حدّثني حسان بن عطية قال:

أقبل أبو كبشة السّلولي و نحن في المسجد الحرام، فقام إليه مكحول و ابن أبي زكريا، و أبو مخرمة. فقال: سمعت عبد اللّه بن عمرو يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«بلّغوا عني و لو آية، و حدّثوا عن بني إسرائيل و لا حرج، و من كذب عليّ متعمّدا فليتبوّأ مقعده من النّار» (2)[13533].

[و حدّث (3) عن عبد اللّه بن عمرو أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:

«أربعون حسنة أعلاهنّ منحة العنز، لا يعمل العبد بخصلة منها رجاء ثوابها و تصديق موعودها إلاّ أدخله اللّه بها الجنّة»].

[و حدث (4) عن سهل بن الحنظليّة قال (5):

صلّينا العصر مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم مسيره إلى حنين، و أمر النّاس فنزلوا و عسكروا، و أقبل

ص: 156


1- ترجمته في تهذيب الكمال 475/21 و تهذيب التهذيب و تقريبه الترجمة(8604) ط دار الفكر و ميزان الاعتدال 4/ 564 و الجرح و التعديل 430/9.
2- رواه المزي في تهذيب الكمال 475/21 من طريق أبي نعيم الحافظ بسنده إلى عبد اللّه بن عمرو عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم.
3- الخبر التالي استدرك عن مختصر ابن منظور.
4- الحديث التالي استدرك عن مختصر ابن منظور.
5- الخبر في تهذيب الكمال 475/21.

فارس فقال: يا رسول اللّه، خرجت بين أيديكم حتى أشرفت على جبل كذا و كذا، فإذا بهوازن على بكرة أبيها، بظعنها و نعمها و شائها (1)،فتبسّم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و قال:«تلك غنيمة (2) المسلمين غدا إن شاء اللّه عزّ و جل»[13534].

قال ابن جابر: حدّثني سعد بن زيد قال:

قدم أبو كبشة دمشق في ولاية عبد الملك، فقال له عبد اللّه بن عامر: ما أقدمك ؟ لعلك قدمت تسأل أمير المؤمنين شيئا. قال: و أنا أسأل أحدا شيئا بعد الذي حدّثني سهل بن الحنظليّة ؟! قال عبد اللّه بن عامر: و ما الذي حدّثك ؟ قال: سمعته يقول [قدم على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عيينة بن بدر و الأقرع بن حابس فسألاه فدعا معاوية فأمره بشيء لا أدري ما هو. فانطلق معاوية في الصحيفتين، فألقى إلى عيينة بن بدر إحداهما، و كان أحلم الرجلين، فربطها في يد عمامته، و ألقى الأخرى إلى الأقرع بن حابس فقال لمعاوية: ما فيها؟ فقال: فيها الذي أمرت به. قال: بئس وافد قومي إن أنا أتيتهم بصحيفة أحملها لا أعلم ما فيها كصحيفة المتلمّس.

قال: و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم مقبل على رجل يحدّثه، فلما سمع مقالته أخذ الصحيفة ففضّها، فإذا فيها الذي أمر به، فألقاها ثم قام و تبعته حتى مرّ بباب المسجد، فإذا بعير مناخ، فقال: أين صاحب البعير؟ فابتغي فلم يوجد، فقال: اتّقوا اللّه في هذه البهائم، اركبوها صحاحا و كلوها سمانا، ثم تبعته حتى دخل منزله، فقال كالمتسخّط أنفا:] (3)«إنه من يسأل الناس عن ظهر الغنى، فإنّما يستكثر من جمر جهنّم». فقلت: يا رسول اللّه، و ما ظهر الغنى ؟ قال:«أن تعلم أنّ عند أهلك ما يغدّيهم أو يعشّيهم». قال: فأنا أسأل أحدا شيئا بعد هذا؟! [13535].

قال ابن أبي حاتم (4):

أبو كبشة السّلولي روى عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص، و ثوبان، و سهل بن الحنظلية [روى عنه: حسان بن عطية سمعت أبي يقول ذلك. و يقول: لا أعلم أنه يسمى] (5).

ذكره أبو زرعة الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام (6).

ص: 157


1- في تهذيب الكمال: بظعنهم و نعمهم و شائهم.
2- في تهذيب الكمال: غنائم المسلمين.
3- ما بين معكوفتين استدرك عن مختصر ابن منظور.
4- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 430/9.
5- ما بين معكوفتين زيادة استدركت للإيضاح عن الجرح و التعديل.
6- تهذيب الكمال 474/21 نقلا عن أبي زرعة.

و ذكره ابن سميع في الطبقة الثالثة (1):أبو كبشة السّلولي من قيس، قدم على عبد الملك.

قال أحمد العجلي (2):أبو كبشة السّلولي شامي تابعي ثقة.

8782 - أبو كثير الحارثي الداراني

روى عن أبي هريرة، و خرشة (3) بن الحارث.

روى عنه أبو عمرو كلثوم بن زياد الحارثي، و ثابت بن العجلان.

ذكره أبو زرعة في الطبقة الثالثة.

[حدّث (4) عن خرشة بن الحارث المحاربي أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:

«إنها ستكون بعدي فتن النّائم فيها خير من اليقظان، و القاعد فيها خير من القائم، و القائم فيها خير من الماشي، فمن أتت عليه فليأخذ سيفه، ثمّ ليمش إلى صفاة (5) فليضربها به حتى ينكسر، ثم ليضطجع بها حتى تجلى عمّا انجلت عليه»].

8783 - أبو كرب العراقي

قدم دمشق غازيا و استشهد في قتال حرران (6) عام حاصر مسلمة بن عبد الملك القسطنطينية، له ذكر.

قال محمّد بن عائذ: قال الوليد: و قد كنت سمعت عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر يذكر:

أن نفرا من أهل دمشق كان يسميهم بأسمائهم، فيهم رجل كنيته أبو كرب (7)،كان أصاب دما بالعراق فاستفتى جماعة من الفقهاء، فاجتمع قولهم أنّهم لا يعرفون وجها إذا لم

ص: 158


1- تهذيب الكمال 474/21.
2- تاريخ الثقات للعجلي ص 508 رقم 2021، و نقله المزي في تهذيب الكمال 474/21 عن أحمد بن عبد اللّه العجلي.
3- في مختصر أبي شامة:«حرشة» تصحيف و الصواب ما أثبت و هو خرشة بن الحارث المرادي البصري.
4- الخبر التالي استدرك عن مختصر ابن منظور.
5- الصفاة: صخرة ملساء.
6- كذا رسمها في مختصر أبي شامة.
7- في مختصر أبي شامة هنا: أبو كريب.

يعرف ولي الدم إلاّ أن يجاهد في سبيل اللّه حتى يقتل. فلم تزل تلك حاله يغزو و يطلب القتل في اللّه حتى خرج هؤلاء النفر و ساروا حتى إذا كانوا في بعض طريقهم خرج خارج منهم ليأتي بعنب فإذا بقبّة ذهب عليها جلال أخضر حرير، و إذا فيها حوراء. كان يخبر عمّا رأى من حسنها. فقالت: إليّ ، فأنا زوجتك، و أنت قادم علينا يوم كذا، و معك فلان و فلان. و سمّت أولئك النّفر. فانصرف الرّجل و لم يأت بعنب و أخبرهم بما رأى، فكتب وصيّته و كتبوا. و كان مع شراحيل بن عبيدة و أصحابه، فكان من مصيبتهم ما كان، ثم أمر بانصراف النّاس إلى المرج الذي رجعت إليهم فيه برجان (1) فاقتتلوا قتالا شديدا، فقتل هؤلاء النفر جميعا، فيهم أبو كرب. و أرسلت برجان النار على ذلك المرج و على قتلى المسلمين، فحرقت ما حرقت، و انتهت إلى أبي كرب و أصحابه، فأطافت بهم، و لم تأكل النّار منهم أحدا.

8784 - أبو كرب

حكى عنه: أبو أمية الكلاعي أنه كان فيمن نهب خزائن الوليد بن يزيد بدمشق. له ذكر.

[قال (2):كنت في القوم الذين دخلوا يريدون قتل الوليد بن يزيد بن عبد الملك. قال:

و كنت فيمن نهب خزائنه بدمشق، فدخلت إلى خزانة لهم فرأيت فيها سفطا (3) مرفوعا، فأخذته، قلت: في هذا غناي. قال: فركبت فرسي، و جعلته بين يدي، و خرجت من باب توما، فعدلت عن يميني، و فتحت قفله فإذا أنا بحريرة (4) في داخلها رأس مكتوب على بطاقة فيها: هذا رأس الحسين بن علي. فقلت: ما لكم لا غفر اللّه لكم. فحفرت له بسيفي حتى واريته].

حرف اللام

8785 - أبو لبيد الأشعري

ابن عم شهر بن حوشب، أدرك الصحابة، و كان ورعا.

ص: 159


1- البرجان: جنس من الروم يسمون كذلك، قال الأعشى: و هرقل يوم ذي ساتيدما من بني برجان في البأس رجح
2- الخبر التالي استدرك عن مختصر ابن منظور.
3- السفط : الوعاء الذي يوضع فيه الطيب و ما أشبهه من أدوات النساء.
4- الحريرة: واحدة الحرير من الثياب، و هي من إبريسم (تاج العروس: حرر).

و صحب كعبا، و هو الذي دفع إليه كعب الكتاب الذي وجد عند قبر دانيال، و أمره أن يقذفه في البحر.

[حدّث (1) مطرف بن مالك (2) قال (3):شهدت فتح تستر (4) مع الأشعري (5) فأصبنا قبر دانيال بالسوس (6)،و كانوا إذا استقوا استخرجوه فاستسقوا به، و كان فيما وجدوا فيه [ريطتين من كتان، و أصبنا معه ربعة] (7) فيها كتاب. فذكر خبر رجل نصراني يسمى نعيما وهب الرّيطة إلاّ الكتاب، ثم في إسلامه، ثم في قراءة ذلك الكتاب حتى أتى على ذلك المكان وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلاٰمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخٰاسِرِينَ (8) فأسلم منهم يومئذ اثنان و أربعون حبرا، و ذلك في خلافة معاوية ففرض لهم معاوية و أعطاهم.

و حدّث أبو تميمة أن عمر كتب إلى الأشعري: أن اغسله بالسدر و ماء الريحان، و أن تصلي عليه، فإنه نبي دعا ربه ألاّ يواريه (9) إلاّ المسلمون.

[حدّث] معاوية بن قرة (10) قال: تذاكرنا الكتاب إلى ما صار، فمرّ علينا [شهر بن حوشب] فدعوناه، فقال: على الخبير سقطتم، إن الكتاب كان عند كعب [فلما احتضر قال]:

أ لا رجل ائتمنه على أمانة يؤديها؟ قال شهر: قال ابن عم لي يكنى أبا [لبيد: أنا فدفع] إليه الكتاب فقال: اذهب، فإذا بلغت موضع كذا و كذا فادفنه فيه. يريد البحر. فذكر الحديث في خلاف الرجل، و علم كعب أنه لم يفعل، ثم إنه فعل، فانفرج الماء، فقذفه فيه، و رجع إلى كعب فعلم أنه قد صدق، فقال: إنها التوراة كما أنزلها اللّه.

ص: 160


1- الخبر التالي استدرك عن مختصر ابن منظور، و مكانه في مختصر أبي شامة عبارة:«على ما ذكرنا في ترجمة مطرف بن مالك.
2- هو مطرف بن مالك بن أبو الرباب القشيري البصري، تقدمت ترجمته في كتابنا تاريخ مدينة دمشق 337/58 طبعة دار الفكر.
3- الخبر رواه المصنف في ترجمة مطرف بن مالك 341/58.
4- تستر من أكابر مدن خوزستان و أعظمها (راجع معجم البلدان).
5- يعني أبا موسى الأشعري.
6- السوس: بلدة بخوزستان بها قبر دانيال النبي صلى اللّه عليه و سلّم (معجم البلدان).
7- الزيادة للإيضاح عن ترجمة مطرف المتقدمة.
8- سورة آل عمران، الآية:85.
9- في ترجمة مطرف المتقدمة 344/58: يرثه.
10- الخبر رواه المصنف في ترجمة مطرف بن مالك المتقدمة 344/58-345.

8786 - أبو لبيد - كاتب القاضي أبي زرعة - محمّد بن عثمان -قاضي دمشق-

8786 - أبو لبيد - كاتب القاضي أبي زرعة - محمّد بن عثمان (1)-قاضي دمشق-

حكى عنه أبو الطيب الحوراني الكلابي.

قال أبو لبيد كاتب محمّد بن عثمان القاضي: كانت لشريح القاضي جارية، و كان يحب أن يطأها و لا يمكنه من امرأته، فواعدها يوما، فدخلت معه البيت، و فطنت امرأته، فأقبلت إليه، فلما أحس بها وثب فلبس قباء الجارية و لبست الجارية قميصه، و جلس كأنه يشبر البساط ، فقالت له امرأته: يا عدوّ اللّه، ما هذا؟ قال: أشبر هذا البساط ، زعمت الملعونة أن عرضه أكثر من طوله. قالت: فكيف صار قباها عليك، و قميصك عليها؟ قال: من هذا أعجب أنا أيضا.

8787 - أبو لهب و هو لقب، و اسمه: عبد العزّى بن عبد المطّلب بن هاشم

[و كنيته: أبو عتبة، و أبو عتيبة، و أبو معتّب] (2)،القرشي، الهاشمي (3)

عمّ النبي صلى اللّه عليه و سلّم (4).قدم الشراة من أعمال دمشق.

قال هبّار بن الأسود (5):كان أبو لهب و ابنه عتيبة (6) تجهزا إلى الشّام، و تجهزت معهما، فقال ابنه عتيبة (7):و اللّه، لأنطلقنّ إلى محمّد فلأوذينّه في ربّه. سبحانه. فأتى النبي صلى اللّه عليه و سلّم فقال: يا محمّد، هو يكفر بالذي دَنٰا فَتَدَلّٰى. فَكٰانَ قٰابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنىٰ (8)فقال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«اللّهمّ ، سلّط (9)عليه كلبا من كلابك». ثم انصرف عنه، فرجع إلى أبيه، فقال: يا بني،

ص: 161


1- هو محمد بن عثمان بن إبراهيم بن زرعة، أبو زرعة القاضي الثقفي الدمشقي، ترجمته في سير الأعلام(265/11 ت 2656) ط دار الفكر.
2- زيد في مختصر أبي شامة: بأسماء بنيه الثلاثة.
3- ترجمته في نسب قريش ص 18 و 89 و جمهرة ابن حزم ص 65 و سيرة ابن هشام (الفهارس) و دلائل النبوة للبيهقي (الفهارس).
4- قوله:«عم النبي صلى اللّه عليه و سلّم» جاءت في مختصر أبي شامة قبل: و كنيته.
5- الخبر في دلائل النبوة لأبي نعيم رقم 380 ص 454 و الخصائص الكبرى للسيوطي 367/1.
6- كذا في مختصر ابن منظور «عتبة» و في الاشتقاق لابن دريد ص 68 «عتيبة و هو الذي أكله الأسد» و في دلائل النبوة للبيهقي 338/2 «لهب بن أبي لهب» و قال البيهقي: و أهل المغازي يقولون: عتبة بن أبي لهب، و بعضهم يقول: عتيبة و في أصل دلائل النبوة لأبي نعيم «عتبة» و الصواب ما أثبت «عتيبة» و هو يوافق نسب قريش ص 89 و الإصابة 122/6 و عتيبة هو الذي أكله الأسد.
7- في مختصر ابن منظور: عتبة.
8- سورة النجم، الآية:8.
9- في دلائل أبي نعيم: ابعث.

ما قلت له ؟ قال: كفرت بالذي دنا فتدلى. قال: فما قال لك ؟ قال: قال:«اللّهمّ سلّط عليه كلبا من كلابك». قال: يا بني، و اللّه ما آمن عليك دعاءه (1).فسرنا حتى نزلنا الشّراة و هي مأسدة، فنزلنا إلى صومعة راهب، فقال الرّاهب: يا معشر العرب، ما أنزلكم هذه البلاد؟ فإنما يسرح الأسد فيها كما يسرح الغنم (2)فقال لنا أبو لهب: إنكم قد عرفتم كبر سنّي و حقي.

فقلنا: أجل يا أبا لهب. فقال: إنّ هذا الرجل قد دعا على ابني دعوة و اللّه ما آمنها عليه، فاجمعوا متاعكم إلى هذه الصومعة، و افرشوا لابني عليها، ثم افرشوا حولها. ففعلنا، فجمعنا المتاع ثم فرشنا له عليه، و فرشنا حوله، فبتنا نحن حوله، و أبو لهب معنا أسفل، و بات هو فوق المتاع، فجاء الأسد فشمّ وجوهنا فلما لم يجد ما يريد تقبّض فوثب وثبة فإذا هو فوق المتاع، ثم هزمه (3)هزمة ففسخ (4)رأسه. فقال أبو لهب: قد عرفت أنه لا ينفلت من دعوة محمّد (5).

و كنّاه عبد المطّلب أبا لهب من حسنه، لأنه كان يتلهّب من حسنه. و له يقول أبو طالب يحرّضه على نصر النبي صلى اللّه عليه و سلّم و منعه، و يعاتبه على خذلانه (6):

إن (7)امرأ أبو عتيبة عمّه *** لفي معزل (8)من أن يسام المظالما

أقول له و أين منه نصيحتي *** أبا معتب ثبّت سوادك (9)قائما

فكناه بأبي عتيبة، و أبي معتّب.

قال الأصمعي أخبرني ابن أبي الزناد، عن أبيه قال: اصطرع أبو طالب و أبو لهب، فصرع أبو لهب أبا طالب، و جلس على صدره، فمدّ النبي صلى اللّه عليه و سلّم بذؤابة أبي لهب، و النبي صلى اللّه عليه و سلّم يومئذ غلام. فقال له أبو لهب: أنا عمّك، و هو عمك، فلم أعنته عليّ ؟! فقال: لأنه أحب

ص: 162


1- في دلائل أبي نعيم: دعوة محمد.
2- في دلائل أبي نعيم: ما أنزلكم هذه البلاد و أنها مسرح الضيغم.
3- هزمه: ضربه.
4- في دلائل أبي نعيم: ففضخ رأسه.
5- الخبر السابق استدرك عن مختصر ابن منظور.
6- البيتان من عدة أبيات - سترد قريبا - في سيرة ابن إسحاق رقم 69 ص 145 و سيرة ابن هشام 11/2.
7- في المصدرين: و إن.
8- في المصدرين: روضة.
9- السواد هنا يريد به الشخص.

إليّ منك. فمن يومئذ عادى أبو لهب النبيّ صلى اللّه عليه و سلّم، و اختبأ له هذا الكلام في نفسه (1).

قدم الشراة من أعمال دمشق لما أخذ السبع ابنه عتيبة، و له شعر منه ما ذكره له بعض النسابين يفتخر بخئولته في بني خزاعة:

إذا المضري لم يضرب بعرق *** خزاعي فليس من الصميم

و كيف يكون ذا حسب *** إذا ما تخطته ولادات العروم

ألا أن الاروم أروم كعب *** أروم ما تقاس إلى أروم

و قال حذافة بن... في مديحه لأبي لهب، فكناه بأبي عتبة:

أبو عتبة المدلي إليّ حباله *** أغر هجان اللون في نفر زهر

قال و كان أبو لهب يكنى بأسماء بنيه كلهم، و أمه لبني بنت هاجر بن عبد مناف بن ضاطر بن حبشية بن سلول من خزاعة، و أمّها هند بنت عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة، و أمّها السوداء بنت زهرة بن كلاب (2).

و عن (3)علي بن أبي طالب كرّم اللّه وجهه قال:

لما نزلت هذه الآية: وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ، وَ اخْفِضْ جَنٰاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (4)قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«عرفت أني إن بادأت بها قومي رأيت منهم ما أكره، فصمتّ عليها، فجاءني جبريل فقال: يا محمّد، إنك إن لم تفعل ما أمرك به ربّك عذّبك».

قال علي: فدعاني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال:«يا علي، إن اللّه قد أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين فعرفت أني إن بادأتهم بذلك، رأيت منهم ما أكره، فصمتّ عن ذلك حتى جاءني جبريل فقال: يا محمّد، إن لم تفعل ما أمرت به عذّبك ربّك، فاصنع لنا يا عليّ رجل شاة على صاع من طعام، و أعدّ لنا عسّ (5)لبن، ثم اجمع لي بني عبد المطّلب». ففعلت، فاجتمعوا له و هم يومئذ أربعون رجلا؛ يزيدون رجلا أو ينقصونه (6)؛فيهم أعمامه: أبو طالب، و حمزة،

ص: 163


1- زيد في مختصر ابن منظور: و كان أبو لهب شديد المعاداة لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.
2- نسب قريش للمصعب ص 18.
3- الخبر بطوله في دلائل النبوة للبيهقي 179/2-180.
4- سورة الشعراء الآيتان 214-215.
5- العس: القدح الكبير.
6- في مختصر ابن منظور: ينقصون، و المثبت عن دلائل البيهقي.

و العبّاس، و أبو لهب الكافر الخبيث فقدمت إليهم تلك الجفنة، فأخذ منها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم حذية (1)فشقّها بأسنانه ثم رمى بها في نواحيها و قال:«كلوا بسم اللّه». فأكل القوم حتى نهلوا عنه، ما يرى إلاّ آثار أصابعهم، و اللّه إن كان الرجل ليأكل مثلها. ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«اسقهم يا علي». فجئت بذلك القعب (2)،فشربوا حتى نهلوا جميعا، و أيم اللّه، إن كان الرجل منهم ليشرب مثله. فلما أراد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أن يكلّمهم بدره أبو لهب إلى الكلام فقال:

لهدّما (3)سحركم صاحبكم! فتفرّقوا و لم يكلمهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فلما كان الغد قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«يا علي، عدّ لنا مثل الذي كنت صنعت لنا بالأمس من الطعام و الشّراب، فإن هذا الرجل قد بدرني إلى ما قد سمعت قبل أن أكلم القوم». ففعلت، ثم جمعتهم له، فصنع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم كما صنع بالأمس، فأكلوا حتى نهلوا عنه، ثم سقيتهم فشربوا من ذلك القعب حتى نهلوا عنه، و أيم اللّه، إن كان الرجل منهم ليأكل مثلها، و يشرب مثله، ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«يا بني عبد المطّلب، و اللّه ما أعلم شابا من العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به، إني قد جئتكم بأمر الدنيا و الآخرة» (4).

فكان ما أخفى النبي صلى اللّه عليه و سلّم أمره و استسرّ به إلى أن أمر بإظهاره ثلاث سنين من مبعثه.

و عن ابن عباس قال (5):لما أنزل اللّه وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم الصفا فصعد عليها ثم نادى (6):

«يا صباحاه». فاجتمعت إليه قريش فقالوا له: ما لك ؟ قال:«أ رأيتم لو أخبركم أن العدو يصبحكم أو يمسيكم، أ ما كنتم تصدقوني»؟ قالوا: بلى، قال:«فإني نذير لكم، بين يدي عذاب شديد». فقال أبو لهب: تبا لك، أ لهذا جمعتنا؟ فأنزل اللّه تعالى: تَبَّتْ يَدٰا أَبِي لَهَبٍ وَ تَبَّ (7)إلى آخر السورة.

[و في (8)رواية عنه أيضا: قام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال:

ص: 164


1- الحذية من اللحم ما قطع طولا، و قيل: هي القطعة الصغيرة.
2- القعب: القدح الضخم.
3- لهدّ: كلمة تعجب.
4- الخبر السابق أثبتناه عن مختصر ابن منظور.
5- من طريقه رواه البيهقي في دلائل النبوة 182/2.
6- العبارة في مختصر ابن منظور: و قال ابن عباس: صعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ذات يوم الصفا فقال.
7- سورة المسد، الآية الأولى.
8- الخبر التالي بهذه الرواية استدرك عن مختصر ابن منظور.

«يا آل غالب، يا آل لؤي، يا آل مرّة، يا آل كلاب، يا آل قصي، يا آل عبد مناف، إني لا أملك لكم من اللّه منفعة و لا من الدنيا نصيبا إلاّ أن تقولوا لا إله إلاّ اللّه». فقال أبو لهب: تبا لك، لهذا دعوتنا؟ فأنزل اللّه تعالى: تَبَّتْ يَدٰا أَبِي لَهَبٍ ].

و في قراءة عبد اللّه و قد تبّ فالأول: دعاء، و الثاني: خبر. قاله الفراء. كما تقول:

أهلكه اللّه و قد أهلكه.

و يقال: خسرت يداه بترك الإيمان و خسر هو.

و امرأته هي أم جميل بنت حرب بن أمية أخت أبي سفيان بن حرب (1).

و حَمّٰالَةَ الْحَطَبِ (2)كانت تنمّ بين الناس، فذلك حملها الحطب. يقول: تحرّش بين الناس، و توقد بينهم العداوة. و فِي جِيدِهٰا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (3)،هي السلسلة التي في النار، و يقال: من مسد: هو ليف المقل (4).و قد يقال لما كان من أوبار الإبل من الحبال مسد. قال الشاعر (5):

و مسد أمرّ من أيانق

و قيل: المسد: ما فتل و أحكم من أي شيء كان. و المعنى: أن السلسلة التي في عنقها فتلت من الحديد فتلا محكما.

و يقال: المسد: العصا التي تكون في البكرة.

و يقال: المسد: قلادة لها من ودع (6).

و تَبَّتْ يَدٰا أَبِي لَهَبٍ معناها: خسرت يدا أبي لهب، و تب: أي خسر.

و ما في التفسير أنّ النبيّ صلى اللّه عليه و سلّم دعا عمومته، و قدم إليهم صحفة (7) فيها طعام، فقالوا:

ص: 165


1- نسب قريش للمصعب ص 89.
2- سورة المسد، الآية:4.
3- سورة المسد، الآية:5.
4- المقل: حمل الدوم، واحدته مقلة، و الدوم شجرة تشبه النخلة.
5- الرجز من ثلاثة في تاج العروس: مسد، و نسبها لعمارق بن طارق و قال أبو عبيد: هي لعقبة الهجيمي، انظر اللسان: مسد.
6- انظر مختلف الأقوال التي قيلت في معنى «المسد» المذكور في قوله تعالى حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ في تاج العروس: مسد. و من قوله: حمالة الحطب إلى هنا استدرك عن مختصر ابن منظور.
7- الصحفة كالقصعة، و الجمع صحاف.

أحدنا وحده يأكل الشاة، و إنما قدم إلينا هذه الصحفة! فأكلوا منها جميعا، و لم ينقص منها إلاّ شيء يسير. فقالوا: ما لنا عندك إن اتبعناك ؟ قال: لكم ما للمسلمين، و عليكم ما عليهم، و إنما تتفاضلون في الدين. فقال أبو لهب: تبّا لك، أ لهذا دعوتنا؟! فأنزل اللّه عزّ و جلّ تَبَّتْ يَدٰا أَبِي لَهَبٍ .

و جاء في التفسير أن امرأته أم جميل، و كانت تمشي بالنميمة.

قال الشاعر (1):

من البيض لم تصطد على ظهر لأمة *** و لم تمش بين الحيّ بالحطب الرّطب

[يعني بالحطب الرطب] (2) أي النميمة.

و قيل: إنها كانت تحمل شوك العضاه، فتطرحه في طريق النبي صلى اللّه عليه و سلّم و أصحابه (3).

و قيل في الحبل المسد: إنه سلسلة طولها أربعون ذراعا يعني به أنها تسلسل (4) في النار في سلسلة طولها سبعون ذراعا.

قال أبو الزناد (5):أخبرني رجل يقال له ربيعة بن عباد من بني الديل و كان جاهليا قال:

رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلّم في الجاهلية في سوق (6) المجاز و هو يقول:«أيها الناس قولوا لا إله إلا اللّه تفلحوا» الناس مجتمعون عليه، و وراءه رجل وضيء الوجه أحول ذو غديرتين يقول: إنه صابئ كاذب، فتبعته حيث ذهب، فسألت عنه، فذكروا لي نسب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و قالوا لي هذا عمه أبو لهب.

و في رواية:

رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و هو يمر في فجاج ذي المجاز، إلاّ أنهم يمنعونه، و قالوا: هذا محمّد بن عبد اللّه بن عبد المطلب.

و في رواية:

رأيت أبا لهب بعكاظ ، و هو يتبع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و هو يقول:«يا أيها الناس إن هذا قد

ص: 166


1- البيت في تاج العروس «حطب» و لم ينسبه.
2- الزيادة عن تاج العروس.
3- تاج العروس: حطب.
4- في تاج العروس: مسد: تسلك في النار.
5- الخبر من طريقه في دلائل النبوة للبيهقي 186/2 و أحمد بن حنبل في المسند 492/3 (ط . الميمنية).
6- في دلائل البيهقي: بذي المجاز.

غوي فلا يغوينكم عن آلهة آبائكم»، و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يفرّ منه، و هو على أثره، و نحن نتبعه و نحن غلمان، فإني انظر إليه أحول و ذو غديرتين أبيض الرأس.... (1).

و في رواية:

رأيت أبا لهب بعكاظ و هو وراء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و النبي صلى اللّه عليه و سلّم يلوذ منه، فقال: إن هذا قد سفّه مآثر آبائكم، فاحذروه. قال: و هو أحول من أجمل الناس، و له غديرتان.

و في رواية:

رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بذي المجاز يتبع الناس في منازلهم يدعوهم إلى اللّه و وراءه رجل أحول تقدّ وجنتاه و هو يقول: أيها الناس لا يغرنكم هذا من دينكم، و دين آبائكم. قلت: من هو؟ قال: أبو لهب.

و في رواية:

و اللّه إني لأذكره يطوف على المنازل بمنى و أنا مع أبي غلام شاب، وراءه رجل حسن الوجه أحول و له غديرتان، كلما وقف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم على قوم قال:«أنا رسول اللّه يأمركم أن تعبدوه، و لا تشركوا به شيئا» فيقول الذي خلفه: إن هذا يدعوكم إلى أن تفارقوا دين آبائكم، و أن... اللات و العزى و حلفاءكم من بني مالك بن أقيش إلى ما جاء به من البدعة و الضلالة، فقلت لأبي: من هذا؟ قال: هذا عمه أبو لهب.

قال جامع بن شداد المحاربي، حدّثني رجل من قومي يقال له طارق بن عبد اللّه قال:

إني لقائم بذي المجاز، إذ أقبل رجل عليه جبة له و هو يقول:

«يا أيها النّاس، قولوا لا إله إلاّ اللّه تفلحوا». و إذا رجل خلفه يرميه؛ قد أدمى ساقيه و عرقوبيه (2)،و يقول: أيها الناس، إنه كذّاب فلا تصدّقوه. فقلت: من هذا؟ فقالوا: هذا غلام من بني هاشم يزعم أنه رسول اللّه، قلت: من هذا الذي يفعل به هذا؟ قالوا: هذا عمّه عبد العزى.

و كان ابن كثير (3) يقرأ أَبِي لَهَبٍ ،ساكنة الهاء، و نسبه أنه لغة، كالنهر و النهر، و اتفقوا في الثانية على الفتح لوفاق الفواصل.

ص: 167


1- كلمة غير مقروءة في مختصر أبي شامة.
2- في مختصر أبي شامة: و رجل يتبعه يرميه بالحجارة، و العبارة المثبتة عن مختصر ابن منظور.
3- اسمه عبد اللّه بن كثير، أبو معبد، أحد القراء المشهورين، ترجمته في معرفة القراء الكبار 86/1 رقم 34.

و لما أنذره رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بالنّار، قال أبو لهب: إن كان ما يقوله حقا فإني أفتدي بمالي و ولدي. فقال اللّه عزّ و جلّ : مٰا أَغْنىٰ عَنْهُ مٰالُهُ وَ مٰا كَسَبَ (1)أي: ما دفع عنه عذاب اللّه ما جمع من ماله وَ مٰا كَسَبَ يعني ولده، لأن ولده من كسبه. ثم أوعده اللّه بالنّار فقال:

سَيَصْلىٰ نٰاراً ذٰاتَ لَهَبٍ (2) يعني: نارا تلتهب عليه.

و في حديث آخر عن طارق بمعناه، قال:

فلما أسلم النّاس و هاجروا خرجنا من الرّبذة نريد المدينة نمتار من تمرها، فلما دنونا من حيطانها و نخلها، قلنا: لو نزلنا فلبسنا ثيابا غير هذه، إذا رجل في طمرين (3)له، فسلّم و قال: من أين أقبل القوم ؟ قلنا: من الرّبذة. قال: و أين تريدون ؟ قلنا: نريد هذه المدينة.

قال: ما حاجتكم فيها؟ قالوا: نمتار من تمرها. قال: و معنا ظعينة لنا، و معنا جمل أحمر مخطوم (4).فقال: أ تبيعون جملكم هذا؟ قالوا: نعم بكذا و كذا صاعا من تمر. قال: فما استوضعنا (5)مما قلنا شيئا. فأخذ بخطام الجمل، فانطلق، فلمّا توارى (6)عنا بحيطان المدينة و نخلها. قلنا: ما (7)صنعنا؟ و اللّه ما بعنا جملنا ممن نعرف، و لا أخذنا له ثمنا؟! قال: تقول المرأة التي معنا: و اللّه لقد رأيت رجلا كأن وجهه شقّة القمر ليلة البدر، أنا ضامنة لثمن جملكم.

إذ أقبل رجل فقال: أنا رسول رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: هذا تمركم، فكلوا و اشبعوا و اكتالوا و استوفوا. فأكلنا حتى شبعنا و اكتلنا و استوفينا. ثم دخلنا المدينة فدخلنا المسجد، فإذا هو قائم على المنبر يخطب النّاس، فأدركنا من خطبته و هو يقول: تصدّقوا فإنّ الصدقة خير لكم، اليد العليا خير من السّفلى.

[زاد في رواية:

و ابدأ بمن تعول] (8)؛أمّك و أباك و أختك و أخاك، و أدناك أدناك. إذ أقبل رجل في نفر

ص: 168


1- سورة المسد، الآية:2.
2- سورة المسد، الآية:3.
3- الطمر: الثوب الخلق.
4- مخطوم أي مزموم، و الخطام: الزمام.
5- أي أنه لم يساومنا في ثمنه، و لم يطلب منا أن نضع له في الثمن.
6- في مختصر أبي شامة: وارى.
7- في مختصر أبي شامة: أما صنعنا.
8- الزيادة عن مختصر ابن منظور.

من بني يربوع أو قال: رجل من الأنصار، فقال: يا رسول اللّه، لنا في هؤلاء دما في الجاهلية،[فخذ لنا بثأرنا]. فقال: إنّ أما لا تجني على ولد - ثلاث مرات-.

قال ابن إسحاق (1):

و فرّ أبو سلمة بن عبد الأسد بن هلال بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم إلى أبي طالب ليمنعه، و كان خاله، فمنعه، فجاءت بنو مخزوم ليأخذوه، فمنعهم، فقالوا: يا أبا طالب، منعت منا ابن أخيك، أ تمنع منا ابن أخينا؟ فقال أبو طالب: أمنع ابن أختي مما أمنع منه ابن أخي. فقال أبو لهب - و لم يتكلم بكلام خير قط ليس يومئذ:- صدق أبو طالب، لا يسلمه إليكم. فطمع فيه أبو طالب حين سمع منه ما سمع، و رجا نصره و القيام معه فقال شعرا يستجلبه بذلك (2):

إن (3)امرأ أبو عتيبة عمّه *** لفي روضة من أن يسام المظالما (4)

أقول له و أين مني (5)نصيحتي *** أبا معتب ثبّت سوادك قائما

و لا تقبلنّ الدّهر ما عشت خطّة *** تسبّ بها إمّا هبطت المواسما

و حارب فإنّ الحرب نصف (6)و لن ترى *** أخا الحرب يعطي الضّيم إلاّ مسالما (7)

و ولّ (8)سبيل العجز غيرك منهم *** فإنّك لن (9)تخلق (10)على العجز لازما

و قال ابن إسحاق (11):

ثم أقبل أبو طالب على أبي لهب حين ظاهر (12)عليه قومه، و نصب لعداوة رسول اللّه

ص: 169


1- الخبر في سيرة ابن إسحاق رقم 209 ص 145.
2- الأبيات في سيرة ابن إسحاق ص 145 و سيرة ابن هشام 11/2.
3- في المصدرين: و إن.
4- لم يذكر أبو شامة إلاّ هذا البيت، و استدركت الأبيات التالية عن مختصر ابن منظور و المصدرين السابقين.
5- كذا في سيرة ابن إسحاق، و في سيرة ابن هشام منه.
6- النصف: الإنصاف.
7- في سيرة ابن إسحاق و سيرة ابن هشام: يسالما.
8- في سيرة ابن إسحاق: و ولى.
9- في سيرة ابن هشام: لم.
10- في سيرة ابن إسحاق: تلحق.
11- الخبر و الشعر في سيرة ابن إسحاق رقم 195 ص 130-131.
12- في سيرة ابن إسحاق: ظافر.

صلى اللّه عليه و سلّم مع من نصب له. و كان أبو لهب للخزاعية (1).و كان أبو طالب و عبد اللّه أبو رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و الزّبير لفاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران، فغمزه أبو طالب بأمّ له يقال لها: سماحيج قد شبب بها بعد ذلك حسان بن ثابت حين قاذف قريشا (2).فقال أبو طالب: و أغلظ له في القول:

مستعرض الأقوام يخبرهم *** غدري و ما إن جئت من غدر

فاجعل فلانة و ابنها غرضا (3) *** لكرائم الأكفاء و الصّهر

و اسمع نوادر (4)من حديث صادق *** تهوين مثل جنادل الصّخر

إنّا بنو أم الزّبير و فحلها *** حملت بنا للطّيب و الطهر

فحرمت منا صاحبا و مؤازرا *** و أخا على السّراء و الضّر

و قال ابن إسحاق: حدّثني الحسين بن عبد اللّه بن عبيد اللّه بن عباس عن عكرمة عن ابن عباس قال:

حدّثني أبي رافع قال (5):

كنّا آل عباس قد دخلنا في الإسلام، و كنا نستخفي بإسلامنا، و كنت غلاما للعبّاس [بن عبد المطلب] (6)أنحت الأقداح (7)،فلما سارت قريش إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يوم بدر - و كنا نستخفي يوم بدر - جعلنا نتوقع الأخبار، فقدم علينا الحيسمان الخزاعي بالخبر، فوجدنا في أنفسنا قوة، و سرّنا ما جاءنا من الخبر من ظهور رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فإني لجالس في صفّة زمزم أنحت أقداحا لي، و عندي أم الفضل جالسة، و قد سرّنا ما جاءنا من الخبر، و بلغنا عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إذ أقبل الخبيث (8)أبو لهب بشرّ يجر رجليه، قد كبته اللّه و أخزاه لما جاءه من الخبر حتى جلس على طنب الحجرة، فقال النّاس: هذا أبو سفيان بن حرب قد قدم (9).فاجتمع

ص: 170


1- تقدم أن اسم أم أبي لهب: لبني بنت هاجر بن عبد مناف بن ضاطر بن حبشية بن سلول من خزاعة.
2- من قوله: قد... إلى هنا ليس في سيرة ابن إسحاق.
3- في سيرة ابن إسحاق: عوضا.
4- في مختصر ابن منظور: بوادر.
5- رواه الهيثمي في مجمع الزوائد 88/6-89 و مختصرا في دلائل النبوة لأبي نعيم رقم 406 ص 473.
6- زيادة عن مجمع الزوائد.
7- «أنحت الأقداح» ليس في مختصر أبي شامة، زيد عن مختصر ابن منظور، و في مجمع الزوائد: أنحت أقداحي.
8- في مجمع الزوائد: الفاسق.
9- في مختصر أبي شامة: تقدم.

عليه النّاس، فقال له أبو لهب: هلمّ إليّ يا بن أخي، فعندك لعمري الخبر. فجاء حتى جلس بين يديه، فقال له: يا بن أخي خبّرني خبر النّاس. قال: نعم، و اللّه ما هو إلاّ أن لقينا القوم فمنحناهم أكتافنا يضعون السّلاح (1)فينا حيث شاءوا، و و اللّه مع ذلك ما لمت النّاس، لقينا رجال بيض على خيل بلق لا و اللّه ما تليق شيئا - يقول: ما تبقي شيئا - قال أبو رافع: فرفعت طنب الحجرة فقلت: تلك و اللّه الملائكة. فرفع أبو لهب يده، فضرب وجهي ضربة منكرة، و ثاورته (2)-و كنت رجلا ضعيفا - فاحتملني فضرب بي الأرض، و برك على صدري يضربني، و تقوم أم الفضل إلى عمود من عمد الحجرة، فتأخذه، و تقول: استضعفته أن غاب عنه سيده، و تضربه بالعمود على رأسه، فيفلقه شجّة منكرة. و قام يجر رجليه ذليلا، و رماه اللّه بالعدسة (3)،فو اللّه ما مكث إلاّ سبعا حتى مات، و لقد تركه ابناه في بيته ثلاثا ما يدفنانه حتى أنتن، و كانت قريش تتقي هذه القرحة - يعني العدسة - كما تتقي الطّاعون، حتى قال لهما رجل من قريش: ويحكما أ لا تستحيان، إن أباكما في بيته قد أنتن؛ لا تدفنانه ؟! فقالا: إنا نخشى عدوى هذه القرحة. فقال: انطلقا، فأنا أعينكما عليه. فو اللّه ما غسلوه إلاّ قذفا بالماء عليه من بعيد؛ ما يدنون منه، ثم إنهم احتملوه إلى أعلى مكة، فأسندوه إلى جدار، ثم رضموا (4)عليه الحجارة (5).

و قال ابن إسحاق: حدّثني يحيى بن عباد بن عبد اللّه بن الزّبير عن أبيه عن عائشة أنّها كانت لا تمر على مكان أبي لهب هذا إلاّ استترت بثوبها حتى تجوزه.

قال أبو اليمان: أخبرنا شعيب بن أبي حمزة عن الزهري أخبرني عروة بن الزّبير فذكر حديث الرضاع، قال عروة:

و ثويبة مولاة أبي لهب، كان أبو لهب أعتقها، فأرضعت النبي صلى اللّه عليه و سلّم، فلما مات أبو لهب أريه بعض أهله في النوم بشرّ حيبة (6)فقال له: ما ذا لقيت ؟ فقال أبو لهب: لم ألق بعدكم رخاء

ص: 171


1- في مجمع الزوائد:«يقتلوننا» بدلا من «يضعون السلاح».
2- المثاورة: المواثبة.
3- هي بثرة تشبه العدسة تخرج في مواضع من الجسد من جنس الطاعون تقتل صاحبها غالبا.
4- رضم الحجارة رضما: جعل بعضها على بعض. و في مجمع الزوائد: قذفوا عليه الحجارة.
5- قال الهيثمي: رواه الطبراني و البزار، و في إسناده حسين بن عبد اللّه بن عبيد اللّه وثقه أبو حاتم و غيره، و بقية رجاله ثقات.
6- بشر حيبة أي بشر حال،(انظر اللسان و تاج العروس: حوب).

غير أني سقيت في هذه مي (1)؛بعتاقي ثويبة. و أشار إلى النّقيرة التي بين الإبهام و التي تليها من الأصابع.

أخرجه البخاري عن ابن أبي اليمان.

و عن أبيّ بن كعب قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«من قرأ تَبَّتْ أرجو أن لا يجمع اللّه بينه و بين أبي لهب في دار واحدة».

عن جعفر بن محمّد، عن أبيه قال:

مرّت درّة (2) ابنة أبي لهب برجل فقال: هذه ابنة عدوّ اللّه أبي لهب. فأقبلت عليه، فقالت: ذكر اللّه أبي لنباهته و شرفه، و ترك أباك لجهالته. ثم ذكرت للنبي صلى اللّه عليه و سلّم ما سمعت.

فخطب الناس فقال لا يؤذينّ مسلم بكافر»[13536].

قال سفيان بن عيينة حدّثنا الوليد بن كثير عن ابن تدرس، عن أسماء بنت أبي بكر قالت:

لما نزلت تَبَّتْ يَدٰا أَبِي لَهَبٍ أقبلت العوراء أم جميل بنت حرب، و لها ولولة، و في يدها فهر (3)،و هي تقول:

مذمما أبينا *** و دينه قلينا

و النبيّ صلى اللّه عليه و سلّم جالس في المسجد، و أبو بكر إلى جنبه - أو قال: معه - فلما رآها أبو بكر قال: يا رسول اللّه، قد أقبلت هذه و أنا أخاف أن تراك. قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«[إنها] (4) لن تراني». و قرأ قرآنا فاعتصم به كما قال. و قرأ وَ إِذٰا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنٰا بَيْنَكَ وَ بَيْنَ الَّذِينَ لاٰ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجٰاباً مَسْتُوراً (5) فوقفت على أبي بكر، و لم تر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم. فقالت: يا أبا بكر، إني أخبرت أنّ صاحبك هجاني. فقال: لا، و ربّ هذا البيت ما هاجك.

فانصرفت (6) و هي تقول: قد علمت قريش أني ابنة سيدها.

ص: 172


1- كذا في مختصر أبي شامة:«مي» يريد «ماء».
2- ضبطت عن تبصير المنتبه 560/2.
3- الفهر: هو الحجر ملء الكف، و قيل: هو الحجر مطلقا.
4- استدركت عن هامش مختصر أبي شامة.
5- سورة الإسراء، الآية:45.
6- في مختصر ابن منظور: فولّت.

و عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:

لما نزلت تَبَّتْ يَدٰا أَبِي لَهَبٍ جاءت امرأة أبي لهب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و معه أبو بكر، فلما رآها أبو بكر قال: يا رسول اللّه إنها امرأة بذيئة و أخاف [أن] (1) تؤذيك، فلو قمت، فقال:«إنها لن تراني» فجاءت، فقالت: يا أبا بكر، صاحبك هجاني، فقال: لا، و ما يقول الشعر، قالت: أنت عندي مصدق، و انصرفت. فقلت: يا رسول اللّه، لم تزل، قال:«لم يزل ملك يسترني منها بجناحه»[13537].

و عن سعيد بن كثير عن أبيه قال: حدّثتني أسماء بنت أبي بكر:

أنّ أمّ جميل دخلت على أبي بكر، و عنده رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فقالت: يا بن أبي قحافة، ما شأن صاحبك ينشد من الشّعر؟ فقال: و اللّه ما صاحبي بشاعر، و ما يدري (2) ما الشعر. فقال:

أ ليس قد قال: فِي جِيدِهٰا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (3) فما يدريه ما في جيدي ؟ فقال النبيّ صلى اللّه عليه و سلّم:«قل لها: ترين عندي أحدا؟ فإنها لن تراني». قال:«جعل بيني و بينها حجاب». فسألها أبو بكر، فقالت: أ تهزأ بي يا بن أبي قحافة ؟ و اللّه ما أرى عندك أحدا.

ذكر أبو حسان الزيادي:

أن أبا لهب مات سنة اثنتين من الهجرة بعد وقعة بدر بسبع ليال، و دفن بمكة، و هو ابن [سبعين] (4) سنة.

و أنشدنا أبو البركات الأنماطي: أنشدنا أبو الحسين عاصم بن الحسن العاصمي (5):

عليك بتقوى اللّه في كلّ حالة (6) *** و لا تترك التّقوى اتّكالا على النّسب

فقد رفع الإسلام سلمان فارس *** و قد وضع الكفر (7) الشريف أبا لهب

8787 م - أبو الليث

ممن شهد حصار دمشق.

ص: 173


1- زيدت عن هامش مختصر أبي شامة.
2- في مختصر أبي شامة: و لم يدري.
3- سورة المسد، الآية:5.
4- سقطت من مختصر أبي شامة، و أضيفت عن مختصر ابن منظور.
5- البيتان ما نسب للإمام علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه و هما في ديوانه ص 15.
6- صدره في ديوان علي: لعمرك ما الإنسان إلاّ بدينه.
7- في ديوان علي: الشرك.

[قال (1) أبو زيد النحوي:

مرّ رجل من قيس، و معه ابن له، يريد الجمعة، و أبو علقمة على باب المسجد جالس، فقال الغلام لأبيه: يا أبه، أكلم أبا علقمة ؟ قال: لا. فأبى عليه الغلام... (2) فقال له أبوه:

أنت أعلم، فقال له الغلام، يا أبا علقمة، ما بال لحي قيس خفيفة... (3) و لحي اليمن كبيرة عريضة شديدة المئونة، قال: من قول اللّه عزّ و جل، و البلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه، و الذي... لا يخرج إلاّ... مثل لحية أبيك. قال: فجذب القيسي يده من يد ابنه، و دخل في غمار الناس حيا مستويا] (4).

[حرف الميم]

اشارة

[حرف الميم] (5)

8788-[أبو محمّد البدري]

8788-[أبو محمّد البدري] (6)

بسم (7) اللّه الرحمن الرحيم.

أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن (8) رحمه اللّه [قال:] (9)[أخبرنا أبو] (10) بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد ابن... (11) علي الفقيه، نا محمّد بن سعد (12) قال في الطبقة الأولى ممن شهد بدرا:

مسعود [بن أوس بن زيد] (13) بن أصرم بن زيد بن ثعلبة بن غنم و أمه عمرة بنت مسعود

ص: 174


1- الخبر التالي سقط من الأصل، و استدرك عن مختصر أبي شامة.
2- غير واضحة عند أبي شامة.
3- غير واضحة عند أبي شامة.
4- من هنا يبدأ خرم بالأصل يمتد إلى ترجمة أبي محمد البدري.
5- زيادة منا.
6- زيادة منا للإيضاح، و جاء في مختصري ابن منظور و أبي شامة:«أبو محمد الأنصاري».
7- من هنا تابع لترجمة أبي محمد البدري، و لا ندري القسم الضائع منها، و جاءت في مختصري ابن منظور و أبي شامة: أبو محمد الأنصاري.
8- تحرفت بالأصل إلى: الحسين.
9- بياض بالأصل.
10- بياض بالأصل، زيادة منا قياسا إلى أسانيد مماثلة.
11- بياض بالأصل.
12- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 490/3.
13- بياض بالأصل، و الزيادة عن ابن سعد.

ابن قيس بن عمرو بن زيد مناة [من بني مالك بن] (1) النجار [و كانت من] (2) المبايعات، و كان لمسعود بن أوس من الولد سعد (3) و أم عمرو و أمهما [حبيبة بنت] (4) أسلم بن حريس بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن أوس. هكذا نسب محمّد بن [عمر و] (5) عبد اللّه ابن محمّد بن عمارة الأنصاري. و في رواية محمّد بن إسحاق و أبي معشر: مسعود بن أوس [بن أصرم بن زيد] (6) و لم يذكرا [زيدا] (7) أبا أوس كما ذكره محمّد بن عمر و عبد اللّه بن محمّد بن عمارة و شهد مسعود [بن أوس بدرا] و أحد و الخندق و المشاهد كلها مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و توفي في خلافة عمر بن الخطاب، و ليس له عقب [له (8) صحبة، و يقال إنه شهد بدرا، و يقال: اسمه قيس بن عباية بن عبيد بن الحارث بن عبيد الخولاني، حليف بني حارثة بن الحارث، من الأوس. سكن داريا.

جاء ذكره في حديث لعبادة بن الصامت في الوتر. و قال:[أحمد بن] سلمان الطبراني حدّثنا يحيى بن عمارة بن صالح، حدّثنا شعيب بن أبي مريم، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثني يزيد ابن عمرو المعافري عن مولى لرفيع بن ثابت أن رجلا من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلّم اشترى جارية بربرية بمائتي دينار، فبعث بها إلى أبي محمّد البدري من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلّم و كان بدريا، فوهب له الجارية البربرية، فلما جاءته قال: هذه من المجوس التي نهى النبي صلى اللّه عليه و سلّم عنها، و عن الذين أشركوا.[قال:] فحدّثنا بهذا الحديث رجلا، فحدّثني أن يحيى بن سعيد حدّثه أن عمّا له مات بالمغرب. و كان بدريا.

و عن محمّد بن يحيى بن حبان قال:

ذكر قاص يقال له أبو محمّد كان بدمشق قال: الوتر واجب.

ص: 175


1- بياض بالأصل، و الزيادة عن ابن سعد.
2- بياض بالأصل و الزيادة عن ابن سعد.
3- بالأصل: سعد، و المثبت عن ابن سعد.
4- بياض بالأصل، و المستدرك عن ابن سعد.
5- بياض بالأصل و المستدرك عن ابن سعد.
6- بياض بالأصل و المستدرك عن ابن سعد.
7- بياض بالأصل، و المستدرك عن ابن سعد.
8- المستدرك بين معكوفتين سقط من ترجمة أبي محمد الأنصاري البدري و استدرك عن مختصري ابن منظور و أبي شامة، و اللفظ عن أبي شامة.

فبلغ ذلك عبادة بن الصامت، أو ذكر له، فقال: كذب أبو محمّد، كذب أبو محمّد ثلاثا.

رواه محمّد بن يحيى عن ابن محيريز عن المخدجي عن عبادة.

قال أبو مصعب حدّثنا مالك عن يحيى بن سعيد عن محمّد بن يحيى بن حبان عن ابن محيريز أن رجلا من كنانة يدعى المخدجي سمع رجلا بالشام يدعى أبا محمّد يقول: إن الوتر واجب. قال المخدجي: فرحت إلى عبادة بن الصامت فاعترضت له، و هو رائح إلى المسجد، فأخبرته بالذي قال أبو محمّد؛ فقال عبادة: كذب أبو محمّد سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«خمس صلوات كتبهن اللّه على العباد، فمن جاء بهن لم ينتقص - و في رواية: لم يضيع - منهن شيئا استخفافا بحقهن، كان له عند اللّه عهدا أن يدخله الجنة، و من لم يأت بهن فليس له عند اللّه عهد إن شاء عذبه و إن شاء أدخله الجنة»[13538].

و في رواية: إن شاء غفر له.

و في رواية: أن رجلا كان بالشام يكنى أبا محمّد، و كانت له صحبة قال: إن الوتر واجب حق.

و في رواية: أنه سأل رجل أبا محمّد رجلا من الأنصار، يقال له أبو محمّد، في الوتر، هل هو بمنزلة الصلاة الفريضة ؟ قال: سألت عن ذلك عبادة بن الصامت و أخبرته بما قلنا فيه، و كان رجلا فيه حدة، فقال: كذب أبو محمّد مرارا. قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لا أقول أخبرني فلان و لا فلان «إن اللّه افترض على عباده خمس صلوات» الحديث.

و في رواية: عن المخدجي رجل من أهل الشام كان قد لزم عبادة بن الصامت حتى أنزله منزلة العبد سيده، حتى كان يسافر معه إذا سافر و يخرج معه إذا خرج، و يدخل معه إذا دخل، ليس يفرق بينهما إلاّ أن يدخل عبادة إلى أهله. قال المخدجي: فجئت يوما مجلس عبادة فلم أجده فيه، و وجدت أبا محمّد من بني النجار، من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قد خلفه، و الناس يسألونه فكان فيما سألوه عنه الوتر: أ واجب هو مثل المكتوبة ؟ قال: نعم فأنكرتها في نفسي ثم قلت: حتى أسأل عبادة عنها لا أنساها، فذهبت إلى بيته فقالوا لي: أخذ على الساحل آنفا فعقبت على إثره حتى جئته، فقلت له: إن أبا محمّد جلس آنفا في مجلسك. فسألوه عن الوتر، أ واجب هو مثل المكتوبة ؟ قال: نعم. فقال عبادة: كذب أبو محمّد.

قال عبد رب بن سعيد: الوتر سنة أمر بها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و صلاها المسلمون لا ينبغي تركها.

ص: 176

قال أبو سليمان الخطابي:

قوله كذب أبو محمّد، لم يذهب به إلى الكذب الذي هو الانحراف عن الصدق و التعمد للزور و إنما أراد أنه زل في الرأي و أخطأ في الفتوى؛ و ذلك أن حقيقة الكذب إنما تقع في الإخبار، و لم يكن أبو محمّد في هذا مخبرا عن غيره، و إنما كان مفتيا عن رأيه، و قد نزّه اللّه أقدار الصحابة عن الكذب و شهد لهم في محكم كتابه بالصدق و العدالة، فقال: وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّٰهِ وَ رُسُلِهِ ، أُولٰئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَ الشُّهَدٰاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ [سورة الحديد:19] قال: و لأبي محمّد هذا صحبة، و هو رجل من الأنصار، من بني النجار، و اسمه مسعود بن زيد بن سبيع مشهور عند العلماء: فقد يجري الكذب في كلامهم مجرى الخطأ، و يوضع موضع الخلف، كقول القائل: كذب سمعي، كذب بصري، و قال صلى اللّه عليه و سلّم للرجل الذي وصف له العسل:«صدق اللّه و كذب بطن أخيك»[13539].

و قال الأخطل (1):

كذبتك عينك أم رأيت بواسط *** غلس الظلام من الرباب خيالا

و قال ذو الرمة (2):

و قد توجس ركزا مقفر ندس *** بنبأة الصوت ما في سمعه كذب

و من ذلك ما جاء في الحديث:

حدّثنا البراء، و هو غير كذوب، أي غير مظنون به الخطأ، و غير مجرب عليه الغلط في الرواية، يصفه بالحفظ و الاتقان. قال أبو سليمان: و لا أعلم خلافا في أن الوتر ليس بفرض إلا أن بعض الفقهاء قد علق فيه القول، و قد سبقه الإجماع بخلافه.

قال ابن عبد البر:

لم يذكره ابن إسحاق في البدريين، و ذكره غيره.

قيل توفي في خلافة عمر بن الخطاب. و قال الكلبي: شهد بدرا و شهد صفّين مع علي رضي اللّه عنه].

أخبرنا أبو محمّد بن الآبنوسي، في كتابه.

ص: 177


1- ديوانه ط بيروت ص 245، من قصيدة يهجو جرير.
2- ديوانه ص 21 بيت رقم 83.

و أخبرنا أبو الفضل الحافظ عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي قال: أبو محمّد البدري اسمه مسعود بن أوس بن أصرم بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار فيما حدّثنا ابن هشام، عن زياد، عن ابن إسحاق.... (1) عنه حديث.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو [عبد اللّه الكندي] (2)،نا أبو زرعة قال في الطبقة الأولى من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلّم الذين كانوا بالشام... (3) النجار.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي.... (4) بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر قال (5):سمعت ابن البرقي يقول:[أبو محمّد البدري اسمه مسعود بن] (6) أوس بن أصرم بن زيد بن ثعلبة بن مالك بن النجار له حديث.

.... (7) بن علي، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن و حدّثني.... (8) بن الفضل بن محمّد المقرئ، أنا محمّد بن إسحاق، قال: قال أبو..... (9) أصرم بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري يكنى..... (10) ممن شهد بدرا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم شهد فتح مصر... (11) مريم فذكره؛ قال أبو سعيد: و لهذا الحديث علة.... (12).

.... أنا أبو القاسم علي بن محمّد، أنا أبو الحسن علي بن أحمد، أنا أبو حاتم البستي، قال: أبو محمّد هذا اسمه مسعود بن زيد بن سبيع الأنصاري من بني دينار بن النجار، له صحبة.

ص: 178


1- بياض بالأصل.
2- بياض بالأصل، و المستدرك قياسا إلى سند مماثل.
3- بياض بالأصل.
4- بياض بالأصل.
5- رواه أبو بشر الدولابي في الكنى و الأسماء 52/1.
6- بياض بالأصل، و المستدرك عن الكنى و الأسماء.
7- بياض بالأصل.
8- بياض بالأصل.
9- بياض بالأصل.
10- بياض بالأصل.
11- بياض بالأصل.
12- بياض بالأصل.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا ابن منجويه، أنا الحاكم قال: أبو محمّد البدري (1) حديثه في قصة الوتر، روى عنه المخدجيّ .

أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، قال:

مسعود بن أوس بن أصرم بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار، يكنى أبا محمّد، صحب النبي صلى اللّه عليه و سلّم و شهد فتح مصر، و له بها حديث رواه عبد اللّه بن لهيعة، عن يزيد المعافري عن مولى ابن رويفع عن أبي محمّد الأنصاري قال: نا أبو سعيد بن يونس، نا عبد الأعلى.

أنبأنا أبو سعد المطرز، و أبو علي الحداد، قالا: قال لنا أبو نعيم الحافظ : أبو محمّد الشامي، روى عنه قصة للوتر ذكره المتأخر و قال: أبو محمّد البدري روى ابن محيريز عن المخدجيّ عنه.

حدّثنا أبو الحسن الفرضي لفظا، و [أبو] (2) القاسم بن عبدان، قراءة، قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا علي بن يعقوب بن إبراهيم، أنا أحمد ابن إبراهيم بن بشر، نا محمّد بن عابد، نا الوليد، نا عبد اللّه بن لهيعة، عن أبي الأسود القرشي، عن عروة بن الزبير في تسمية من شهد بدرا من بني زيد بن ثعلبة بن غنم: مسعود بن أوس، و أبو خزيمة بن أوس.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين البزار، أنبأنا أبو طاهر...... (3)

ابن أحمد بن جالينوس، أنا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن تسمية من شهد بدرا من بني زيد بن ثعلبة: مسعود بن أوس.

أخبرنا [أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن] (4) علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبد الوهاب بن أبي [حية، أنا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر قال (5)] (6)،قال في

ص: 179


1- بالأصل: التدي.
2- سقطت من الأصل.
3- بياض بالأصل.
4- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين قياسا إلى سند مماثل.
5- رواه الواقدي في المغازي 162/1.
6- ما بين معكوفتين مكانه بياض بالأصل و المستدرك قياسا إلى سند مماثل.

تسمية من شهد بدرا: و من بني زيد بن ثعلبة [بن غنم: مسعود بن أوس بن زيد] (1).

8789 - أبو محمّد بن أبي الأعيش عبد الرّحمن بن [سلمان.

و يقال: أبو محمّد بن أبي الأعين الخولاني] (2)

إن لم يكن حبيب بن الأعيس فهو [غيره.

أخبرنا أبو] (3) الحسين و أبو عبد اللّه قالا: أنا ابن مندة أنا [حمد إجازة.

ح قال: و أنا أبو طاهر أنا علي قالا:

أنا أبو محمّد بن أبي حاتم] (4) قال (5):

أبو محمّد بن أبي الأعيس الخولاني الدمشقي [روى عن... روى عنه معاوية بن صالح سمعت] (6) أي يقول ذلك.

كذا في نسختين مبيض.

[أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار] (7) أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم نا.... (8) نا محمّد يعني ابن إسماعيل قال: أبو محمّد بن أبي الأعين الخولاني روى عنه معاوية بن صالح. قال الحاكم: و حدّثه في موضع آخر غير مسموع عن محمّد بن إسماعيل: أبو محمّد بن أبي الأعيس الخولاني الدمشقي.

8790 - أبو محمّد بن عبد اللّه بن يزيد بن معاوية

اسمه زياد، تقدّم ذكره في حرف الزاي.

8791 - أبو محمّد الكلاعي

حدث عن عمرو بن شعيب.

ص: 180


1- بياض بالأصل و المستدرك عن مغازي الواقدي.
2- بياض بالأصل و المستدرك عن مختصر أبي شامة.
3- بياض بالأصل.
4- بياض بالأصل، و السند معروف.
5- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 433/9.
6- بياض بالأصل، و المستدرك عن الجرح و التعديل.
7- بياض بالأصل و المستدرك قياسا عن سند مماثل.
8- بياض بالأصل.

روى عنه بقية.

هو عمر بن أبي عمر. تقدم ذكره في حرف العين.

8792 - أبو محمّد الكلاعي

حدث عن عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج المكي.

روى عنه: أبو أيوب سليمان بن عبد الرّحمن التميمي.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلال، أنا أبو طاهر الثقفي، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن برل، نا أحمد بن إبراهيم هو أبو عبد الملك البسري، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا أبو محمّد الكلاعي، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«من أهديت له هدية و عنده قوم فهم شركاؤه فيها»[13540].

8793 - أبو محمّد الكلبي

حدّث عن مكحول، و الوليد بن يزيد بن عبد الملك.

روى عنه الوليد بن مسلم، و أبو عدي أرطاة بن المنذر.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، و أبو الحسين بن الفراء، قالا: أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الفتح محمّد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ (1)،و أبو بكر بن أحمد بن يوسف الصاد (2)و أبو (3) علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان، قالوا: أنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاّد التميمي، أنا الحارث بن محمّد بن أبي أسامة، نا الحكم بن موسى، نا الوليد يعني ابن مسلم، عن شيخ من كلب يكنى بأبي محمّد..... (4) مكحولا يحدث أن أبا الدرداء قال:

قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«كيف أنت يا عويمر إذا قيل لك [يوم القيامة: أعلمت أم جهلت ؟] (5) فإن قلت: علمت، قيل لك: فما ذا عملت فيما علمت ؟ و إن قلت جهلت [قيل لك: فما كان] (6) عذرك فيما [جهلت ؟] (7) أ لا تعلّمت ؟» [13541].

ص: 181


1- ترجمته في سير الأعلام 223/17.
2- كذا بالأصل.
3- تحرفت بالأصل إلى:«أبي» راجع ترجمته في سير الأعلام 415/17.
4- بياض بالأصل.
5- بياض بالأصل، و الجملة المستدركة بين معكوفتين عن مختصر ابن منظور.
6- بياض بالأصل، و المستدرك عن مختصر ابن منظور.
7- بياض بالأصل، استدركت اللفظة عن ابن منظور.

8793 م-[أبو محمّد الدمشقي]

8793 م-[أبو محمّد الدمشقي] (1)

إن لم يكن الكلبي فهو غيره.

روى عنه بكر بن خنيس (2).

قرأت على أبي..... (3) بن الحسن، عن عبد الوهاب بن الحسن الكلابي، و عن عبد العزيز الكتاني..... (4)،أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا ابن جوصا، نا أبو الحسين.... (5)

محمّد بن عيسى.... (6) سلام الواسطي، نا بكر بن خنيس، عن أبي محمّد الدمشقي، عن ربيعة بن..... (7) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«عليكم بقيام الليل [فإنه دأب الصالحين قبلكم، و إن قيام الليل قربة] (8) إلى اللّه و تكفير للسيئات، منهاة عن الإثم، و مطردة للداء عن [الجسد] (9)»[13542].

8794 - أبو محمّد القرشي

سأل الأوزاعي، و حكى عنه.

روى عنه عمر بن الوليد الصوري.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، و عبد الوهاب بن جعفر بن علي، قالا: نا أبو الحارث أحمد بن محمّد بن عمارة، أنا أبو عبد الملك محمّد بن أحمد بن عبد الواحد بن جرير بن عبدوس الثعلبي الصوري، بصور، نا عمر ابن الوليد الصوري الفارسي، نا أبو محمّد القرشي قال: سألت الأوزاعي قلت: يا أبا عمرو هذا جيش عبد اللّه بن علي قد جاء، فنبيعهم علفا؟ قال: لا، و لا إبرة.

8795 - أبو محمّد التميمي

الذي حكى عنه أبو بكر بن أبي خيثمة، اسمه يحيى، تقدم ذكره في حرف الياء.

ص: 182


1- بياض بالأصل، و المستدرك كترجمة مستقلة، عن مختصري ابن منظور و أبي شامة.
2- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن مختصر أبي شامة.
3- بياض بالأصل.
4- بياض بالأصل.
5- بياض بالأصل.
6- بياض بالأصل.
7- بياض بالأصل، و في مختصر ابن منظور: حدث عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن مؤذن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.
8- بياض بالأصل، و الجملة استدركت عن مختصر ابن منظور.
9- لم يظهر من اللفظة إلا:«الج » و المثبت «الجسد» عن مختصر ابن منظور.

8796 - أبو محمّد الأطرابلسي

حدث عن أبي معمر، أظنه شبيب بن شيبة.

روى عنه لوين.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، ثنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن محمّد بن عبد العزيز بن جعفر البردعي، أنا أحمد بن محمّد بن عمران، نا أحمد بن القاسم بن نصر، ثنا محمّد بن سليمان بن حبيب لوين، حدّثني أبو محمّد الأطرابلسي، عن أبي معمر، عن الحسن قال: همة العلماء الرعاية، و همّة السفهاء الرواية.

رواه محمّد بن هارون بن حميد بن المجدر، عن لوين فقال: عن الحسن، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فذكره.

8797 - أبو محمّد القرشي

من ولد الحارث بن عبد المطلب بن هاشم.

حكى عن إبراهيم بن أبي عبلة.

حكى عنه أبو عبد الرّحمن المفضّل بن غسان الغلابي، و أظنه الذي سأل الأوزاعي.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا أحمد بن الحسن بن مروان، أنا أبو العلاء محمّد بن.... (1) يعقوب، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد البابسيري (2)،أنا أبو أمية الأحوص بن المفضل، أنا [أبو محمّد القرشي] (3) رجل من ولد الحارث بن عبد المطلب، عن إبراهيم بن أبي [عبلة، و كانت له ناحية من عمر] (4) بن عبد العزيز قال: كان عطاء الخراساني يتكلم بعد [الصلاة في بيت المقدس، فتكلم رجل من المؤدبين] (5) فقال رجل:

من هذا؟ قال: أنا يا أبا المقدام [قال: اسكت. قال: و لم ؟ قال: إنا نكره أن نسمع الخير] (6)من غير أهله.

ص: 183


1- بياض بالأصل.
2- بدون إعجام بالأصل و رسمها:«؟؟؟ أنا سرى».
3- بياض بالأصل، و لعل الصواب ما أثبتناه.
4- بياض بالأصل، و لعل الصواب ما أثبتناه عن مختصر ابن منظور.
5- بياض بالأصل، و المستدرك عن مختصر ابن منظور.
6- بياض بالأصل، و المستدرك عن مختصر ابن منظور.

كذا في هذه، فقال رجل: و الصواب.... (1).

8798 - أبو محمّد بن جعفر المتوكل....

8798 - أبو محمّد بن جعفر المتوكل.... (2)

ابن عبد اللّه المنصور محمّد بن علي بن عبد اللّه.... (3).

[قدم] (4) دمشق مع أبيه المتوكل سنة أربع و مائة.................. (5).

ذكر أبو الحسن محمّد بن أحمد بن القواس..... (6) في شعبان سنة سبع و سبعين.

8799 - أبو محمّد الأنصاري

حكى عنه أبو العباس بن مسروق.

أخبرنا أبو السعادات أحمد بن أحمد الهاشمي.

قال: أنا و أبو محمّد بن حمزة، ثنا أبو بكر الخطيب، أنا محمّد بن أبي الفرج البزار، أنا جعفر الخلدي، نا أحمد بن مسروق، حدّثني أبو محمّد الأنصاري قال: قرأت على حجر ببيت المقدس: رأس الغنى القنوع، و رأس الفقر الخضوع.

أيضا قرأت على حجر بدمشق:

كلّم من شئت، فأنت نظيره، و استغن عن من شئت، فأنت أميره، و اخضع لمن شئت فأنت أسيره.

[قال] (7):و قرأت على حجر عند جبّ : كل من أحوجك الدهر إليه فتعرضت له، هنت عليه.

8800 - أبو محمّد بن العباس العطار [الدمشقي]

8800 - أبو محمّد بن العباس العطار [الدمشقي] (8)

حدث عن خالد بن يزيد العمري.

ص: 184


1- بياض بالأصل.
2- بياض بالأصل.
3- بياض بالأصل.
4- بياض بالأصل، و لعل ما أثبتناه يوافق السياق.
5- بياض بالأصل.
6- بياض بالأصل.
7- زيادة منا للإيضاح.
8- زيادة عن مختصر ابن منظور.

روى عنه أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الأسفرايني.

أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، أنا أبي.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن علي بن ماسرجس الخازن، قالا: أنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن الأسفرايني، أنا أبو عوانة حدّثني أبو محمّد بن العباس العطار الدمشقي، نا خالد بن يزيد - زاد القشيري: العمري، و قالا - عن ابن أبي ذئب عن المقبري، عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«نعم السحور التمر، و نعم الإدام الخل، و رحم اللّه المتسحّرين»[13543].

8801 - أبو محمّد المعيوفي

أحد المتعبدين.

حكى عنه علي بن محمّد المعيوفي.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا سهل بن بشر، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل بن القاسم الحداد، ثنا ماس (1)،نا أبو علي محمّد بن الحسين بن أحمد بن بكر الطبراني، أنا عمي أبو أحمد عبد اللّه بن بكر بن محمّد الطبراني (2)،قال: و حدّثني علي بن محمّد المعيوفي قال:

كان عبد العزيز المطرز صاحب قلب طيب [لا يقدر أن يسمع] (3) شيئا إلاّ وجد وجدا عظيما تعود بركته على الحاضرين معه و كان شيخنا [أبو محمّد المعيوفي أيضا] (4) صاحب قلب لا تسل عنه، و فيه حضور و اجتماع فكانا إذا [اجتمعا، فإنما هو يوم] (5) سرور و مناحة.

8802-[أبو محمّد بن] فضالة الفقيه

8802-[أبو محمّد بن] (6) فضالة الفقيه

حدث عن المسيب بن واضح، و أبي (7) التقي هشام بن عبد الملك.... (8).

ص: 185


1- كذا رسمها بالأصل.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 106/17.
3- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن مختصر ابن منظور.
4- بياض بالأصل، و المستدرك عن ابن منظور.
5- بياض بالأصل، و المستدرك عن ابن منظور.
6- بياض بالأصل، و من هنا ترجمة جديدة، و المستدرك عن ابن منظور.
7- بالأصل: ابن.
8- بياض بالأصل.

[روى عنه: أبو] (1) علي بن حبيب.

أنا أبو القاسم النسيب، عن أبي القاسم بن الفرات،.... (2) أبو علي الحسن بن حبيب الحصائري، نا أبو محمّد بن فضالة الفقيه بدمشق.... (3) ذكره.

أنبأنا أبو القاسم النسيب، نا عبد العزيز الكتاني، أنا.... (4) أبو محمّد بن فضالة الفقيه، نا المسيب بن واضح، نا عبد اللّه.... (5) بن سليمان، قالوا: ثنا حميد، عن أنس ابن مالك قال: كان [لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ناقة، يقال لها العضباء] (6) فكانت لا تسبق، فجاء أعرابي على قعود له فسبقها، فاشتد ذلك على المسلمين. قالوا: سبقت العضباء يا رسول اللّه ؟ قال:

«إن حقّا على اللّه أن لا يرفع في الدنيا شيئا إلا وضعه»[13544].

8803 - أبو محمّد بن الصفر بن السري الختّلي الخراساني

حدث بدمشق عن عمار بن الحسن الغساني.

روى عنه أبو بكر الربعي البندار.

أنبأنا أبو محمّد المزكي، أنا أبو علي الحسن بن أحمد بن المظفر بن أبي حريصة الفقيه المالكي، أنا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد اللّه بن عمر بن أيوب المرّي، أنا أبو بكر محمّد بن سليمان بن يوسف الربعي البندار، نا أبو محمّد بن الصفر بن السري الختّلي الخراساني، قدم علينا دمشق سنة خمس عشرة و ثلاثمائة، نا عمّار بن الحسن، نا إبراهيم بن هدبة الأزدي، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«رحم اللّه عبدا أصلح من لسانه»[13545].

8804 - أبو محمّد العتكي

دخل دمشق.

و حكى عن أحمد بن سعيد الكاتب الطائي.

روى عنه محمّد بن جعفر بن النجار الكوفي.

ص: 186


1- بياض بالأصل و لعل ما أثبت صحيحا و كافيا، في ذكر أسماء الرواة عنه.
2- بياض بالأصل.
3- بياض بالأصل.
4- بياض بالأصل.
5- بياض بالأصل.
6- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن مختصر ابن منظور.

تقدمت له حكاية في ترجمة أحمد بن سعيد.

8805 - أبو محمّد الغزنوي الفقيه

حكى عنه رشأ بن نظيف.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم النسيب، و أبو الوحش عنه.

أنشدني أبو محمّد الغزنوي الفقيه و كتبه لي بخطه لابن الرومي:

رأيت الدهر يجرح ثم يأسو *** يعوض أو يسلي أو ينسي

أبت نفسي الهلاع لفقد شيء *** كفى رزءا لنفسي فقد نفسي

و قال: و هو مأخوذ من قول القائل:

و من عجب الدنيا بأن صروفها *** إذا سرّ منها جانب ساء جانب

فلا تكتحل عيناك منها بعبرة *** على ذاهب منها، فإنك ذاهب

8806 - أبو مالك الأشعري

8806 - أبو مالك الأشعري (1)

له صحبة، مختلف في اسمه، فقيل كعب بن عاصم، و هو أظهر، و يقال: عامر بن الحارث بن هانئ بن كلثوم، و يقال: الحارث بن الحارث، و يقال: عمرو، و قيل عبيد، و هو وهم.

روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم أحاديث.

روى عنه جابر بن عبد اللّه، و عبد الرّحمن بن غنم، و أم الدرداء، و ربيعة بن عمرو الجرشي، و خالد بن سعيد بن أبي مريم، و هو سماه كعب بن عاصم، و عبد اللّه بن معاذ الأشعري، و مالك بن أبي مريم الحكمي (2)،و أبو سلاّم الأسود الجمحي، و شريح بن عبيد الحضرمي، و إبراهيم بن مقسم الهذلي، و عطاء بن يسار، و [شهر] (3) بن حوشب.

و قدم دمشق و حدّث بها.

ص: 187


1- ترجمته في تهذيب الكمال 6/22 و تهذيب التهذيب و تقريبه الترجمة(1061) ط دار الفكر و فيه أنه الحارث بن الحارث و الإصابة 272/5 و الإصابة 171/4 و الاستيعاب 175/4 (هامش الإصابة)، و طبقات خليفة ص 127 و طبقات ابن سعد 358/4 و 400/7 و الجرح و التعديل 160/2/3.
2- غير مقروءة بالأصل، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 406/17.
3- بياض بالأصل، و استدركت اللفظة عن تهذيب الكمال.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنبأ علي بن محمّد بن نصر، نا إسماعيل بن إسحاق، نا إسماعيل بن أبي أويس، نا إسماعيل ابن عبد اللّه بن خالد بن سعيد بن أبي مريم، عن أبيه، عن جده قال: سمعت أبا مالك الأشعري يقول: إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال في حجة الوداع في وسط أيام الأضحى:«أ ليس هذا يوم حرام»؟ قالوا: بلى[13546].

رواه الحاكم أبو أحمد عن علي بن محمّد بن سختويه، عن إسماعيل بن إسحاق، بهذا الإسناد، و سماه كعب بن عاصم، و كذلك رواه الحسين بن محمّد بن زياد القباني (1) عن أحمد بن نصر، عن ابن أبي أويس، و سماه أيضا.

أخبرناه عاليا أبو سعد المطرز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد (2)،نا عباس بن الفضل الأسفاطي، حدّثني إسماعيل بن أبي أويس، نا إسماعيل بن عبد اللّه بن خالد بن سعيد بن أبي مريم عن أبيه، عن جده قال: سمعت أبا مالك الأشعري يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في حجة الوداع في أوسط أيام الأضحى:

«أ ليس هذا اليوم الحرام» قالوا: بلى، قال:«فإن (3) حرمة نبيّكم إلى يوم القيامة كحرمة هذا اليوم». ثم قال:«أ لا أنبئكم من المسلم ؟ من سلم المسلمون من لسانه و يده، و أنبّئكم من المؤمن ؟ من أمنه المؤمنون على أنفسهم و دمائهم، و أنبّئكم من المهاجر؟ من هجر السيئات و هجر (4) ما حرم اللّه، المؤمن حرام على المؤمن كحرمة هذا اليوم، لحمه حرام عليه أن يأكله و يغتابه بالعيب، و عرضه عليه حرام أن يخرقه و وجهه حرام عليه أن يلطمه، و حرام عليه أن يدفعه دفعة تعنّته»[13547].

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو أحمد الحاكم، أنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن سليمان، نا هشام بن عمار، نا صدقة، هو ابن خالد، نا ابن جابر، عن عطية بن قيس الكلابي، عن عبد الرّحمن بن غنم الأشعري، حدّثني أبو عامر و أبو مالك، و اللّه ما كذبني أنه سمع النبي صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«ليكوننّ في أمتي أقوام

ص: 188


1- بدون إعجام بالأصل، و رسمها:«؟؟؟ الغباني» راجع ترجمته في سير الأعلام 499/13.
2- رواه سليمان بن أحمد الطبراني في المعجم الكبير 299/3 رقم 3462.
3- تحرفت بالأصل إلى: كان، و المثبت عن المعجم الكبير.
4- تحرفت بالأصل إلى: و هي، و المثبت عن المعجم الكبير.

يستحلون الحرير، و الخمر، و المعازف، و لينزلنّ أقوام إلى جنب علم يروح عليهم بسارحة لهم، فيأتيهم رجل لحاجته، فيقولون: ارجع إلينا غدا، فيبيتهم اللّه فيضع العلم عليهم، و يمسخ آخرين (1) قردة و خنازير إلى يوم القيامة»[13548].

[قال ابن عساكر:] (2) كذا قال، و أبو مالك، و إنما هو: أو أبو مالك بالشك.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، أنبأ أبو القاسم أحمد بن محمّد بن محمّد الخليلي ببلخ، أنا علي بن أحمد بن محمّد الخزاعي، نا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي، نا عيسى بن أحمد العسقلاني، نا بشر بن بكر، عن ابن جابر، أنا عطية بن قيس الكلابي قال:

قام ربيعة الجرشي في الناس، فقال:

يا أيها الناس إنّ اللّه قد أحل كثيرا طيبا، و حرّم قليلا خبيثا، فما يؤمن أحدكم أن يقع في معصية من معاصي اللّه، فيمسخه اللّه قردا أو خنزيرا. فقال رجل من ناحية الناس: و اللّه ليكوننّ ذاك. قال: فتطاولت، فإذا هو عبد الرّحمن بن غنم الأشعري، فلمّا فرغ ربيعة قمت إليه فإذا ربيعة قد بدرني (3) إليه، فأخذ بيده فانتحاه، فجلست قريبا منهما، فأخذا ينظران إليّ المرة بعد المرة، فعلمت أن مجلسي قد ثقل عليهما، فقمت فأتيت أهلي، فما قرّتني نفسي حتى رجعت إلى المسجد، و إنّي لأتبوأ منه مجلسا انظر إلى أبوابه كلّها، فإذا أنا به، فقمت إليه، فقلت: قد هجرت الرواح ؟ قال: أجل، علمت أن المسجد ليس فيه أهله، فأحببت أن أعمره حتى يجيء أهله، فقلت: رحمك اللّه، يمين حلفت عليها اليوم، قال:... (4) فركع ركعات حسانا، ثم جلس و جلست إليه، فقلت: يمين حلفت عليها اليوم إذ قال ربيعة: ما يؤمن أحدكم أن يقع في معصية من معاصي اللّه، فيمسخه اللّه قردا أو خنزيرا، فحلف - لا يستثني - ليكونن ذاك ؟.

قال: حدّثني أبو عامر أو أبو مالك، و اللّه - يمين أخرى - و ما حدّثني (5) أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الخزّ، و الحرير، و الخمر، و المعازف،

ص: 189


1- بالأصل: آخرون.
2- زيادة منا.
3- رسمها بالأصل:«بردي» و المثبت عن مختصر ابن منظور.
4- كلمة غير مقروءة و رسمها: ايتو.
5- كذا بالأصل، و في ابن منظور: كذبني، و هو أشبه.

و لينزلنّ أقوام إلى جانب علم يروح عليهم بسارحة لهم، فيأتيهم آت لحاجته فيقولون: ارجع إلينا غدا فيبيتهم اللّه، و يضع العلم عليهم و يمسخ منهم آخرين قردة و خنازير إلى يوم القيامة»[13549].

و رواه مالك بن أبي مريم، عن ابن غنم، عن أبي مالك، و لم يشك.

أخبرناه أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد و أم المجتبى بنت ناصر، قالا: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو العباس بن قتيبة، نا حرملة، نا ابن وهب، حدّثني معاوية، عن حاتم، و هو ابن حريث (1)،عن مالك بن أبي مريم، عن عبد الرّحمن بن غنم، عن أبي مالك الأشعري، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أنه قال:«ليشربنّ أناس من أمتي الخمر، يسمونها بغير اسمها، و تضرب على رءوسهم المعازف، يخسف اللّه بهم الأرض و يجعل منهم قردة و خنازير»[13550].

و قد روي عن أبي مالك من وجه آخر.

أخبرناه أبو عبد اللّه محمّد بن غانم بن أحمد الحداد، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، أنا أبي، أنا محمّد بن عبد اللّه بن معروف، نا الحسن بن علي بن بحر، عن أبيه، عن قتادة بن الفضيل بن عبد اللّه بن قتادة، قال: سمعت ابن الغار (2) يحدّث عن أبيه، عن جده قال:

قال يوما لأهل دمشق: يا أهل دمشق، و اللّه ليكوننّ فيكم الخسف، و المسخ، و القذف، قالوا: و ما يدريك يا ربيعة (3)؟قال: هذا أبو مالك فسلوه، قال: و كان نزل عليه فراح به [إلى] (4) المسجد، فقالوا له: ما يقول ربيعة ؟ فقال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:

«في أمتي الخسف و القذف» قال: قلنا: فيم يا رسول اللّه ؟ قال:«باتخاذهم القينات و شربهم الخمور»[13551].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنا أبو القاسم إبراهيم ابن أحمد بن جعفر الخرقي، أنا أبو بكر جعفر بن محمّد الفريابي، نا قتيبة بن سعيد، نا

ص: 190


1- بدون إعجام بالأصل، و هو حاتم بن حريث الطائي المحري الشامي الحمصي، ترجمته في تهذيب الكمال 8/4.
2- يعني هشام بن الغاز، و هو أبو عبد اللّه هشام بن الغاز بن ربيعة الجرشي، ترجمته في تهذيب الكمال 279/19.
3- يعني ربيعة الجرشي، و هو ربيعة بن عمرو، أبو الغاز الشامي ترجمته في تهذيب الكمال 172/6.
4- زيادة لازمة للإيضاح.

الليث، هو ابن سعد، عن ابن شهاب، عن صفوان بن عبد اللّه بن صفوان، عن أم الدرداء، عن كعب بن عاصم أنه قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«ليس من البر الصيام في السفر»[13552].

قال: و نا جعفر الفريابي، نا محمّد بن الصباح، أنا سفيان، عن الزهري بإسناده مثله.

قال: و نا جعفر، نا قتيبة، نا سفيان بن عيينة.

ح و أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع، أنا ابن منده، أنا أحمد بن محمّد بن زياد، أنا الحسن بن محمّد بن الصباح، عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن صفوان بن عبد اللّه بن صفوان، عن أم الدرداء، عن كعب بن عاصم - زاد الحسن:

الأشعري:- أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني جدي، و أبو خيثمة، و جماعة قالوا: نا ابن عيينة، عن الزهري، عن صفوان بن عبد اللّه بن صفوان، عن أم الدرداء، عن كعب بن عاصم، عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«ليس من البر الصيام - و في حديث النقور: الصوم - في السفر»[13553].

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو طاهر أحمد، و أبو الفضل أحمد.

و أخبرنا أبو منصور، أنا أبو طاهر، قالا: أنا محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد، نا خليفة، قال (1):أبو مالك الأشعريّ من ساكني الشام، و كعب ابن عاصم (2) من ساكني الشام، روى:«ليس من البر الصوم في السفر».

[قال ابن عساكر:] (3) فرق بينهما.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر الأنباري، أنا هبة اللّه بن إبراهيم، أنا أبو بكر المهندس، أنا أبو بشر الدولابي، قال: سمعت معاوية بن صالح و العباس بن محمّد، قالا: قال يحيى بن معين: أبو مالك الأشعري عبيد، و قيل: عمرو، و قيل: كعب بن عاصم.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو الحسين البزار، أنبأ أبو القاسم عيسى بن علي، أنا أبو

ص: 191


1- طبقات خليفة بن خيّاط ص 127 رقم 461.
2- طبقات خليفة رقم 462.
3- زيادة منا.

القاسم البغوي، حدّثني عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، قال: سمعت أبي يقول: أبو مالك الأشعريّ ما أخلقه، اسمه عمرو.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصواف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: سمعت عمي يقول: أبو مالك الأشعريّ اسمه عمرو.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن أبي طاهر الحاسب، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد قال (1) في الطبقة الثالثة:

أبو مالك الأشعريّ ، أسلم و صحب النبي صلى اللّه عليه و سلّم، و غزا معه، و روى عنه.

أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن علي، ثم أخبرني أبو الفضل محمّد بن ناصر عنه، أنا الحسن بن علي، أنا أبو الحسين بن المظفر، أنا أبو علي المدائني، أنبأ أبو بكر بن البرقي، قال:

و من الأشعريّين قال ابن هشام: أشعر بن بنت بن أدد بن زيد بن هميسع بن عمرو بن عريب بن يشجب بن زيد بن كهلان بن سبأ قال: و يقال: أسعر بن أدد و يقال: أسعر مالك، و مالك مذحج بن أدد أبو مالك الأشعريّ ، و اسمه عبيد، توفي في طاعون عمواس.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي بكر، أنا أبو طاهر الخطيب، أنا أبو القاسم بن الصواف، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، أنا محمّد بن أحمد بن حمّاد، قال (2):في كنى الصحابة: أبو مالك الأشعريّ ، سمعت ابن البرقي يقول: أبو مالك الأشعريّ ، اسمه عبيد.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن مندة، أنا أبو علي، إجازة.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد، قال (3):

كعب بن عاصم أبو مالك الأشعريّ ، و يقال: اسمه عمرو، شامي، روى عنه عبد الرحمن (4) بن غنم، و أم الدرداء، و شريح بن عبيد، سمعت أبي يقول ذلك.

ص: 192


1- راه ابن سعد في الطبقات الكبرى 358/4 و 400/7.
2- الكنى و الأسماء للدولابي 52/1.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 160/2/3.
4- بالأصل: عبد الرحيم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلما يقول: أبو مالك عمرو، و يقال: عبيد الأشعريّ ، و يقال كعب بن مالك، و له صحبة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو مالك كعب بن عاصم، و قيل: اسمه عمرو.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا أبو محمّد الكتاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة، قال: و أبو مالك الأشعريّ ممن نزل الشام، روى عنه ابن غنم، و قدمها على معاوية، و قال أبو زرعة في غير هذه الرواية: اسم أبي مالك الأشعريّ كعب بن عاصم.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه، قراءة، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم ابن عتاب، أنا أحمد بن عمير، إجازة.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا ابن عمير، قراءة، قال: سمعت محمودا (1) يقول: و أبو مالك الأشعريّ كعب بن عاصم، قديم الموت، مات بالشام.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنا أبو الفتح الزاهد، أنا أبو الفتح الرازي، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم، نا يزيد بن محمّد بن إياس، قال: سمعت أبا عبد اللّه المقدمي يقول: أبو مالك الأشعريّ كعب بن عاصم.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث، أنا أبو الحسين البزار، أنا عيسى بن علي، أنا البغوي، قال: أبو مالك الأشعريّ يقال اسمه عمرو، و يقال كعب بن عاصم.

قال: و أنا البغوي قال: كعب بن عاصم الأشعريّ ، و يقال: إنه أبو مالك الأشعريّ ، سكن مصر، و روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم حديثين، ثم قال بعده: أبو مالك الأشعريّ بلغني اسمه كعب بن عاصم، و يقال: عمرو، و يقال: الحارث بن مالك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر الخطيب، أنا هبة اللّه بن إبراهيم، أنا

ص: 193


1- يعني أبو القاسم محمود بن إبراهيم بن محمد بن عيسى بن سميع الدمشقي، ترجمته في سير الأعلام 55/13.

أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، قال (1):أبو مالك كعب بن عاصم.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي عبد الرّحمن المستملي، أنا علي بن محمّد البحاثي، أنا علي ابن أحمد الزوزني، أنا محمّد بن حبّان البستي، قال: الحارث الأشعريّ هذا يعني الذي روى عنه أبو سلاّم الحديث الطويل، هو أبو مالك الأشعريّ ، اسمه الحارث بن مالك، من ساكني الشام.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي، أنبأ أبو أحمد، قال: أبو مالك عبيد، و يقال: عمرو، و يقال كعب بن عاصم الأشعريّ ، له صحبة من النبي صلى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا ابن مندة قال:

كعب بن عاصم أبو مالك الأشعريّ كناه البخاري، عن إسماعيل بن أبي أويس، و قال غيره: اسم أبي مالك عمرو، عداده في أهل الشام، روى عنه جابر بن عبد اللّه، و عبد الرّحمن بن غنم، و خالد بن أبي مريم، و أبو الدرداء، و كان شهد فتح مصر، و قال في موضع آخر: عامر بن الحارث بن هانئ بن كلثوم الأشعريّ ، يكنى أبا مالك، قدم على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في السفينة، و هو ممن قدم مصر، و روى عنه من أهل مصر إبراهيم بن مقسم مولى هذيل، و من أهل الشام: عبد الرّحمن بن غنم، و أبو سلام الحبشي، قاله لي أبو سعيد بن يونس بن عبد الأعلى.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنبأ أبو الفضل المقدسي، أنبأ مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري، قال:

عمرو أبو مالك أو أبو عامر الأشعريّ ، الشامي، سماه ابن أبي شيبة، و أبو عيسى و إبراهيم الحربي، سمع النبي صلى اللّه عليه و سلّم روى عنه عبد الرّحمن بن غنم في الأشربة، و قال محمّد بن سعد كاتب الواقدي: توفي أبو مالك الأشعريّ في زمن عمر بن الخطاب.

أنبأنا أبو سعد المطرز، و أبو علي الحداد، قالا: قال لنا أبو نعيم الحافظ : أبو مالك الأشعريّ مختلف في اسمه فقيل: كعب بن عاصم، و قيل: الحارث، و قيل: عبيد، و قيل:

عمرو.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقال، أنا أبو الحسين بن بشران،

ص: 194


1- الكنى و الأسماء للدولابي 52/1.

أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، نا عصام بن خالد، نا حريز، عن حبيب بن عبيد:

أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«اللّهمّ صلّ على عبيد أبي مالك الأشعريّ و اجعله فوق كثير من الناس»[13554].

[قال ابن عساكر:] (1) هذا وهم إنما المحفوظ على عبيد أبي عامر، و قد تقدم في ترجمة عبيد بن وهب.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو أحمد محمّد ابن محمّد بن أحمد، أخبرني أبو الطيب الحسين بن موسى الرقي بأنطاكية، نا عامر يعني ابن سنان الرقي، نا عبد الحميد بن بهرام الفزاري، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرّحمن بن غنم:

أن أبا مالك الأشعريّ جمع قومه فقال: يا معشر الأشعريّين، اجتمعوا و اجمعوا نساءكم و أبناءكم أعلمكم صلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم التي صلى بالمدينة بنا، فاجتمعوا و جمعوا نساءهم و أبناءهم فتوضأ فأراهم كيف يتوضأ، فأخفى الوضوء إلى أماكنه، حتى لما أن فاء الفيء و انكسر الظل قام فأذّن، و صفّ الرجال في أدنى الصف، و صفّ الولدان خلفهم، و صفّ النساء خلف الولدان، ثم أقام الصلاة، فتقدم [و] (2) رفع يديه و كبّر، فقرأ بفاتحة الكتاب، و سورة يسرّهما، ثم كبّر فركع (3)،فقال: سبحان اللّه و بحمده، ثلاث مرات، ثم قال: سمع اللّه لمن حمده، ثم استوى قائما، ثم كبّر و خرّ ساجدا، ثم كبّر فرفع رأسه، ثم كبّر فسجد، ثم كبّر فانتهض قائما، فكان يكبّر في أول ركعة ست تكبيرات، و كبّر حين قام إلى الركعة الثالثة، فلما قضى صلاته أقبل إلى القوم بوجهه فقال: احفظوا تكبيري، و تعلّموا ركوعي و سجودي، فإنّها صلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم التي كان يصلي بها هذي الساعة من النهار، ثم إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لما قضى صلاته أقبل إلى القوم بوجهه فقال:«أيها الناس، اسمعوا، و اعقلوا، و اعلموا أن للّه عبادا ليسوا ناسا (4) و لا شهداء يغبطهم النبيّون و الشهداء على مجالسهم، و قربهم من اللّه»، فجثا (5) رجل من الأعراب من قاصية الناس فألوى بيده إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فقال: يا رسول

ص: 195


1- زيادة منا.
2- زيادة لازمة.
3- تحرفت بالأصل إلى:«فرفع» و التصويب عن مسند أحمد بن حنبل.
4- في مسند أحمد: ليسوا بأنبياء.
5- في مسند أحمد: فجاء.

اللّه ناس من الناس ليسوا ناسا (1) و لا شهداء يغبطهم النبيون و الشهداء على مجالسهم و قربهم من اللّه عزّ و جل، انعتهم لنا - حلّهم لنا - شكلهم، فتروّح رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بسؤال الأعرابي، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«هم ناس من أفناء الناس و نوازع القبائل لم تصل بينهم أرحام متقاربة، تحابّوا في اللّه و تصافوا، يضع اللّه لهم يوم القيامة منابر من نور، فيجلسهم عليها، فيجعل وجوههم نورا، و ثيابهم نورا يفزع الناس يوم القيامة و لا يفزعون، هم أولياء اللّه الذين لا خوف عليهم و لا هم يحزنون» (2)[13555].

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي، أنا أبو نعيم، ثنا سليمان الطبراني، نا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الحمصي، نا أبو علقمة نصر بن خزيمة بن جنادة بن محفوظ بن علقمة: أن أباه حدّثه عن نصر بن علقمة، عن أخيه محفوظ بن علقمة، عن ابن عائذ، نا أبو أمامة أن كعب بن عاصم الأشعريّ حدّث قال:

ابتعت قمحا أبيض و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم حيّ ، فأتيت به أهلي، فقالوا: تركت القمح الأسمر الجيد و ابتعت هذا؟ و اللّه، لقد أنكحني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إياك و إنك لعيي اللسان ذميم الجسم ضعيف البطش، فصنعت منه خبزة، فأردت أن أدعو عليها أصحابي الأشعريّين، أصحاب الصّفّة (3)،فقلت: أتجشأ من الشبع و أصحابي جياع، فأتت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم تشكو زوجها، و قالت: انزعني من حيث وضعتني، و أرسل إليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فجمع بينهما، فحدّثه حديثها، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«لم تنقمي منه شيئا غير هذا؟» قالت: لا، قال:«فلعلك تريدين أن تختلعي منه فتكونين (4) كجيفة الحمار، أو تبغين ذا جمّة فينانة، على كل جانب من قصّته شيطان قاعد؟ أ لا ترضين (5) أنّي أنكحتك رجلا من نفر ما تطلع الشمس على نفر خير منهم ؟»، قالت: رضيت، فقامت المرأة حتى قبّلت رأس زوجها، فقالت: لا أفارق زوجي أبدا[13556].

أنبأنا أبو سعد المطرز، ثنا أبو نعيم الأصبهاني، نا سليمان بن أحمد الطبراني (6)،نا المقدام بن داود المصري، نا أبو الأسود النضر بن عبد الجبار، نا ابن لهيعة، عن عياش بن

ص: 196


1- كذا، و في المسند: بأنبياء.
2- رواه أحمد بن حنبل في المسند 449/8-450 رقم 22969 طبعة دار الفكر.
3- بالأصل:«العقبة» و المثبت عن مختصر ابن منظور.
4- كذا بالأصل.
5- بالأصل: ترضي.
6- رواه الطبراني في المعجم الكبير 289/3 رقم 3432.

عباس، عن إبراهيم بن مقسم مولى هذيل، عن أبي مالك الأشعريّ :

أنه قدم هو و أصحابه في سفر (1) و معه فرس أبلق، فلما أرسلوا وجدوا إبلا كثيرة من المشركين، فأخذوها، فأمرهم أبو مالك أن ينحروا منها بعيرا فيستعينوا به، ثم مضى على قدميه حتى قدم على النبي صلى اللّه عليه و سلّم فأخبره بسفره و أصحابه و الإبل الذي أصابوا، ثم رجع إلى أصحابه فقال الذين عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أعطنا يا رسول اللّه من هذه الإبل، فقال:«اذهبوا إلى أبي مالك»، فلمّا أتوه قسمها أخماسا، خمسا بعث به إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و أخذ ثلث الباقي بعد الخمس، فقسمه بين أصحابه، و الثلثين الباقيين بين المسلمين، فقسم بينهم، فجاءوا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقالوا: ما رأينا مثل ما صنع أبو مالك بهذا المغنم، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«لو كنت أنا ما صنعت إلاّ كما صنع»[13557].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني ابن هانئ، نا أبو المغيرة (2)،نا صفوان بن عمرو، عن أبي عبيد الحضرمي، يعني شريحا أنّ أبا مالك الأشعريّ لما حضرته الوفاة قال: يا معشر الأشعريّين ليبلغ الشاهد منكم الغائب، إنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«حلوة الدنيا مرة الآخرة، و مرة الدنيا حلوة الآخرة»[13558].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا أبو سعد محمّد ابن عبد الرّحمن، أنا أبو سعيد محمّد بن بشر (3) بن العباس التميمي، أنا أبو لبيد محمّد بن إدريس السامي (4)،نا سلمة بن شبيب، نا أبو المغيرة، نا صفوان بن عمرو، عن شريح بن عبيد الحضرمي، أن أبا مالك الأشعري لما حضرته الوفاة قال: يا معشر الأشعريين ليبلغ الشاهد منكم الغائب، إنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«حلوة الدنيا مرة الآخرة، و مرة الدنيا حلوة الآخرة»[13559].

أنبأنا أبو سعد (5) المطرز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا فاروق الخطابي، نا أبو مسلم، يعني إبراهيم بن عبد اللّه، نا عبد اللّه بن رجاء، نا عبد الحميد، يعني

ص: 197


1- كذا بالأصل و مختصر ابن منظور، و في المعجم الكبير: سفينة.
2- من طريقه بسنده إلى أبي مالك رواه الطبراني في المعجم الكبير 291/3 رقم 3438 و انظر تخريجه فيه.
3- بالأصل: بسر، تصحيف، راجع ترجمته في سير الأعلام 415/16.
4- تحرفت بالأصل إلى: الشامي.
5- تحرفت بالأصل إلى: ثقيل.

ابن بهرام، عن شهر بن حوشب، حدّثني عبد الرّحمن بن غنم، عن حديث الحارث بن عميرة قال: طعن معاذ و أبو عبيدة و شرحبيل بن حسنة و أبو مالك في يوم واحد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر و أبو الفضل.

ح و أخبرنا أبو العز، أنا أبو طاهر، قالا: أنا محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد، نا خليفة بن خياط .

قال: و أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو مروان.... (1)،أنا أبو أحمد.... (2)،أنا أبو الحسن اللنباني، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، أنا محمّد بن سعد قال (3) في الطبقة.... (4)

الشام من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أبو مالك الأشعريّ توفي في خلافة - و قال ابن سعد: في زمن - عمر بن الخطاب.

8807 - أبو مالك الدّمشقيّ

8807 - أبو مالك الدّمشقيّ (5)

عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم، رواه معاوية بن صالح، عن عبد اللّه بن دينار عنه، ذكر في الصحابة و لا يثبت.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن مندة، أنا أبو علي، إجازة.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد (6)،قال:

أبو مالك الدّمشقيّ ، روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم مرسل فيما رواه معاوية (7) بن صالح، عن عبد اللّه بن دينار، سمعت أبي يقول ذلك، و يقول: هو مجهول.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو مالك الدّمشقيّ عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم مرسل، روى عنه عبد اللّه بن دينار، و أراه الحمصي، نا

ص: 198


1- بياض بالأصل.
2- بياض بالأصل.
3- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى لابن سعد.
4- بياض بالأصل.
5- ترجمته في أسد الغابة 273/5 و الجرح و التعديل 434/9 و الإصابة 191/4.
6- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 434/9-435.
7- بالأصل:«أبو معاوية».

أبو الحسين القارئ، أنا محمّد، يعني ابن إسماعيل، قال: قاله عبد اللّه يعني ابن صالح، عن معاوية، و هو ابن صالح عن عبد اللّه بن دينار، عن أبي مالك.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده قال: أبو مالك الدّمشقيّ عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم، رواه معاوية بن صالح، عن عبد اللّه بن دينار، عنه ذكر في الصحابة و لا يثبت.

أنبأنا أبو سعد المطرز، و أبو علي الحداد، قالا: قال لنا أبو نعيم الحافظ : أبو مالك الدّمشقيّ ، روى معاوية بن صالح، عن عبد اللّه بن دينار عنه، ذكره المتأخر و قال: ذكر في الصحابة و لا يثبت، و لم يزد عليه.

8808 - أبو مالك السكسكي

ولي حرس يزيد بن عبد الملك على ما قيل، له ذكر.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، أنا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (1) في تسمية عمال يزيد بن عبد الملك: قال حاتم بن مسلم:

على الحرس أبو مالك السكسكي، قال خليفة: على الحرس: غيلان (2) بن أبي معشر مولاه.

8809 - أبو مجلز السدوسي

اسمه لاحق بن حميد، تقدّم ذكره في حرف اللام ألف.

8810 - أبو محجن بن عبد اللّه بن المنذر بن قيس بن شمير

8810 - أبو محجن بن (3) عبد اللّه بن المنذر بن قيس بن شمير (4)

ابن نمران بن جندب بن هلال بن صعب بن عمرو بن دميمة (5) بن حدس

ابن أريش بن أراش بن جزيلة بن لخم و اسمه مالك بن عدي بن الحارث

ابن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن غريب اللخمي الإراشي

من شجعان أهل الشام غزا مع مسلمة بن عبد الملك القسطنطينية، و قتل بها (6).

ص: 199


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 335 (ت. العمري).
2- في تاريخ خليفة: غيلان ختن أبي معن.
3- من هنا إلى آخر ترجمته استدرك على هامش الأصل.
4- غير واضحة بالأصل و نميل إلى قراءتها:«شممني» و المثبت عن ابن حزم.
5- غير مقروءة بالأصل و المثبت عن ابن حزم.
6- ذكره ابن حزم في جمهرة أنساب العرب ص 423-424.

8811 - أبو محجن

مولى خالد بن عبد اللّه القسري، أمير العراق، شاعر، شهد قتل الوليد بن يزيد، له في ذلك شعر.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز الكتاني، أنا عبد الوهاب الميداني، أنا أبو شمر بن زيد، أنا عبد اللّه بن دحي (1) الرعلاني، أنا أبو جعفر الطبري، قال: و قال أبو محجن مولى خالد (2):

سائل وليدا و سائل أهل عسكره *** غداة صبحه شؤبوبنا البرد

هل جاء من مضر نفس فتمنعه *** و الخيل تحت عجاج الموت تطرد

من يهجنا جاهلا بالشعر ننقضه *** بالبيض إنا بها نهجو و نفتئد

8812 - أبو محمود المقرئ الكتامي

اسمه إبراهيم بن جعفر، تقدم ذكره في حرف الألف.

8813 - أبو المختار الحميري

مولاهم، كان على حرس معاوية، له ذكر.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى،[نا خليفة بن خياط قال:] (3) حدّثني الوليد بن هشام، عن أبيه، عن جده (4):أن أول من اتخذ صاحب حرس: معاوية، و كان على الحرس أبو (5) المختار مولى لحمير.

8814 - أبو مخرمة السعدي

من أهل دمشق، سمع أبا أمامة الباهلي.

حكى عنه عطاء بن قرة السلولي الدمشقي، و عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر.

ص: 200


1- كذا رسمها بالأصل و فوقها ضبة.
2- الأبيات في تاريخ الطبري 261/7 حوادث سنة 126.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك قياسا إلى سند مماثل.
4- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 228.
5- كلمة «أبو» سقطت من تاريخ خليفة.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبيد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا عمرو بن علي، نا عبد الأعلى، يعني ابن عبد الأعلى، نا برد، عن سليمان بن حبيب، قال:

بينما أنا أطوف في سوق حمص إذا أنا بعبد اللّه بن أبي زكريا و أبي مخرمة، و كان يتيما في حجر أم الدرداء، قال: قلت: أين تريدان ؟ قالا: نريد أبا أمامة، قلت: أ فلا أنطلق معكما؟ قالا: بلى، إن شئت، فأتينا أبا أمامة، فدخلنا، فتحدث ثم ذكر الكذب (1) فعظم منه ما لم أسمع أحدا عظّم منه ما عظم يومئذ أبو أمامة، ثم قال: إن اللّه يأمركم أن تنفقوا في سبيله، و جعل لكم الحسنة (2) بعشر أمثالها إلى سبع مائة أضعاف كثيرة، قال: وَ مٰا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْ ءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ (3)،ثم إنكم تبخلون على اللّه، أما و اللّه لقد فتحت الفتوح بأسياف ما حليتها الذهب و الفضة، و لكن حليتها الآنك (4) و الحديد.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عثمان بن عمرو بن محمّد بن المنتاب، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن.

أخبرنا المعتمر بن سليمان عن سليمان بن موسى، قال:

بينما أنا في سوق حمص في بعض ما كنت أعرو (5) إذا أنا بعبد اللّه بن أبي زكريا و أبي مخرمة، قلت: أين تريدان ؟ قالا: نريد أن نأتي أبا أمامة، قلت: نأتي معكما، قالا: إن شئت، فانطلقنا إليه فذكر حديثا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا محمّد بن عمر بن علي ابن خلف بن زنبور، نا أبو بكر بن أبي داود، نا عمرو بن عثمان، نا الوليد قال: و أخبرني مرثد أنه كان يرى ابن أبي زكريا، و أبا مخرمة و غيرهم من التابعين يغزون عليهم تبابين إلى الركبتين تحت السراويلات مخافة السلب، قال: و يكرهون لبس التبّان التي لا تستر شيئا إلاّ العورة.

ص: 201


1- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن مختصر ابن منظور.
2- تقرأ بالأصل: الخبيث.
3- سورة سبأ، الآية:39.
4- الآنك بالمد و ضم النون: الأسرب أو أبيضه أو أسوده أو خالصه (القاموس).
5- أعرو: أطلب.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا ابن أبي الدنيا.

ح و قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، قالا: نا محمّد بن سعد قال (1) في الطبقة الثالثة من تابعي أهل الشام: أبو مخرمة السعدي، زاد ابن الفهم: قال هشام بن عمار عن صدقة بن خالد، عن ابن جابر، قال: رأيت أبا مخرمة لا يغير شيبه.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني (2)،أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في طبقة قدم تلي الطبقة العليا من التابعين: أبو مخرمة.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد الصيرفي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد المصيصي، نا أبو يوسف محمّد بن سفيان، نا أبو عثمان سعيد بن رحمة قال: سمعت عبد اللّه بن المبارك، عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، قال: حدّثنا.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، نا أبو بكر الشافعي، نا إبراهيم بن إسحاق الحربي، نا حمزة بن العباس، نا علي بن الحسن، نا عبد اللّه بن المبارك، نا عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، أنا [عبد اللّه بن] (3) أبي زكريا، و معنا مكحول:

أن رجلا مرّ بكرم بأرض الروم فقال لغلامه: أعطني مخلاتي حتى آتيكم من هذا العنب، فأخذها، ثم دفع فرسه.... (4)-و قال ابن رحمة: فبينما هو في الكرم إذ - في حديث ابن رحمة: فإذا - هو بامرأة على مثل لم ير مثلها، و قال ابن رحمة: على مثل سرير لم ينظر إلى مثلها قط ، فلما رآها صدّ عنها، زاد علي: بوجهه، و قالا: فقالت: لا تصدّ عني، فإنّي زوجتك، و امض أمامك فسترى ما هو أفضل مني، فمضى فإذا هو بأخرى،- زاد ابن رحمة: مثلها، و قالا:- فقالت له مثل ذلك، و أظنه أبا مخرمة.

قال عبد الرّحمن بن يزيد، أخبرني عطاء بن قرة السلولي (5) قال:

ص: 202


1- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 457/7.
2- بالأصل:«؟؟؟».
3- زيادة منا لازمة للإيضاح.
4- كلمة غير معجمة بالأصل و رسمها:«؟؟؟ صسا».
5- هو أبو قرة عطاء بن قرة السلولي الدمشقي، ترجمته في تهذيب الكمال 63/13.

كنا مع أبي مخرمة فما عدا أن جاءنا من ذلك العنب - و قال ابن رحمة: مع أبي محذورة قاعدا، إذ جاءنا بذلك العنب - فوضعه و دعا بقرطاس و دواة و كتب وصيته، فلما رآه أبو كريب - قال ابن رحمة: أبو كرب - الغساني كتب وصيته، ثم قام مقاتل الليثي فكتب وصيته، ثم قام عمار بن أبي (1) أيوب فكتب وصيته، ثم قام عوف اللخمي فكتب وصيته، ثم لقينا بورجان (2)فما بقي من هؤلاء الخمسة أحد إلاّ قتل، قال: و لم نكتب نحن (3) وصايا فلم نقتل.

أخبرنا أبو القاسم الشيباني، أنا أبو طالب، نا الشافعي، نا إبراهيم بن إسحاق الحربي، نا الحسن بن عبد العزيز، نا أبو حفص قال: سمعت سعيدا يقول:

لا نعلم أحدا رأى الحور العين عيانا إلاّ في المنام إلاّ ما كان من أبي مخرمة، فإنه دخل كرما لبعض حاجته، فرأى الحور عيانا في قبتها، و على سريرها، فلمّا رآها صرف وجهه عنها فقالت: إليّ يا أبا مخرمة، فإنّي أنا زوجتك، و هذه زوجة فلان، و هذه زوجة فلان، فانصرف إلى أصحابه، فأخبرهم، فكتبوا وصاياهم، و لم يكتب أحد وصيته إلاّ استشهد.

8815 - أبو مدرك

أظنه عبد اللّه بن مدرك.

حدّث عن عروة بن الزبير، و عباية (4) بن رفاعة بن رافع، و حماد بن أبي سليمان.

روى عنه عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، قراءة، أنا أبو القاسم علي بن الفضل بن الفرات المقرئ، أنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن الكلابي، نا أحمد بن عمير بن يوسف، نا محمّد بن عمرو بن حنان الكلبي (5)،نا بقية بن الوليد، حدّثني عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان، حدّثني أبو مدرك، حدّثني عباية بن رافع بن خديج، حدّثني رافع بن خديج قال:

مرّ علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يوما و نحن نتحدث فقال:«ما تحدثون ؟» قلنا: نتحدث عنك يا رسول اللّه، قال:«تحدّثوا، و ليتبوأ من كذب عليّ مقعده من جهنم»، قال: و مضى رسول اللّه

ص: 203


1- في مختصر ابن منظور: عمار بن أيوب.
2- كذا بالأصل، و في البداية و النهاية 183/9-184 برجان، و هم جنس من الروم الصقالبة.
3- بالأصل:«عن» و المثبت عن مختصر ابن منظور.
4- بدون إعجام بالأصل، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 489/9.
5- ترجمته في تهذيب الكمال 109/17.

صلى اللّه عليه و سلّم لحاجته، و قد نكص القوم و أمسكوا عن الحديث، و همّهم ما سمعوا من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فقال:«ما شأنكم لا تحدّثون ؟» قالوا: الذي سمعنا منك يا رسول اللّه، قال:«إنّي لم أرد ذلك، إنّما أردت من تعمّد ذلك» قال: فتحدّثنا[13560].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي (1)،أنا موسى بن عيسى بن عبد اللّه السراج، نا محمّد بن محمّد بن سليمان، نا يحيى بن عثمان، نا زيد بن يحيى بن عبيد، نا ابن ثوبان، نا أبو مدرك أنه سمع عروة بن الزبير يحدّث عن أمّه أسماء ابنة أبي بكر أنها قالت: ذبحنا فرسا، فأكلنا منه نحن و أهل بيت النبي صلى اللّه عليه و سلّم.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد قال: فيمن يعرف بكنيته و لا نقف على اسمه: أبو مدرك، سمع عباية بن رفاعة بن رافع ابن خديج الأنصاري، و أبا إسماعيل حماد بن أبي سليمان الأشعري، روى عنه عبد الرّحمن ابن ثابت بن ثوبان الشامي، حديثه في أهل الشام (2).

8816 - أبو مذكور الخولاني

حكى عن أبي إدريس الخولاني.

حكى عنه أبو معيد حفص بن غيلان (3)،و ذكر أنه كان ذا عبادة و علم، و أنه جاورهم.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي، حدّثني أبو العباس محمّد بن جعفر بن أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة، نا أبي، عن أبيه يحيى بن حمزة بن يزيد، حدّثني شيخ لنا يقال له أبو معيد كان يسكن الحمر؟؟؟ (4) قال:

جاورنا شيخ من خولان ذا عبادة و علم يكنى: أبا مذكور، قال: أخذ بيدي يوما فوقف بي على طريق المزّة (5) الآخذ إلى باب دمشق، فقال: أراني أبو إدريس عائذ اللّه بن عبد اللّه الخولاني هذا الموضع كما أريتك، فقال: يتداعى الناس بدمشق بدعوى جاهلية، تقطع فيها

ص: 204


1- رسمها بالأصل:؟؟؟ البرشي.
2- قوله:«حديثه في أهل الشام» استدرك على هامش الأصل.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 69/5.
4- كذا رسمها بالأصل.
5- المزة: قرية بينها و بين دمشق نصف فرسخ (انظر معجم البلدان).

الأرحام، و تركب فيها الآثام، و يضاع فيها الإسلام، كأنكم بالخيل تعدو تردا (1) في هذا النقب، لا يرعون للّه جلالة، و لا يخافون معادا، قال أبو معيد: فقلت للرجل: هل لذلك وقت ؟ قال: نعم، اعدد خمسة (2) ولاة من بني العباس.

قال أبو العباس: كان هذا أمارات فتنة أبي العميطر، و هو الذي خرج بالمزّة في أيام الخامس من بني العباس محمّد بن زبيدة.

[قال ابن عساكر:] (3) هذا وهم، و إنّما هذه فتنة أبي الهيذام.

8817 - أبو مرثد الخولاني

حكى عنه أبو إدريس الخولاني.

8818 - أبو مرجّى القرشي

مولاهم الموقّري، من أهل الموقّر حصن بالبلقاء من ناحية دمشق (4).

حدّث عن عبد الواحد بن قيس.

روى عنه أبو إسحاق محمّد بن زياد الربعي المقدسي.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، نا نصر بن إبراهيم، أنا أبو القاسم عمر بن أحمد بن محمّد الواسطي الخطيب، قراءة عليه في جامع القدس سنة إحدى و ثلاثين، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن الملطي ببيت المقدس سنة ثمان و ستين و ثلاثمائة، نا أبو بكر محمّد.... (5) إبراهيم..... (6) إمام الجامع بمعرّة النعمان، نا عباس بن الوليد بن صبح الدمشقي، نا محمّد بن زياد الربعي، نا أبو المرجى رجل من قريش عن عبد الواحد بن قيس الأفطس، عن أبي أمامة الباهلي قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«ابن آدم لك ما قدّمت، و عليك ما اكتسبت، و أنت مع من أحببت»[13561].

ص: 205


1- كذا بالأصل، و أثبت محقق المختصر:«بردى».
2- بالأصل: خمس.
3- زيادة منا.
4- انظر معجم البلدان 226/5.
5- بياض بالأصل.
6- بياض بالأصل.

قال: و نا نصر، أنا الشيخ الإمام أبو الحسين أحمد بن عبد الكريم بن أحمد الشالوسي (1)،قدم علينا بعد رجوعه من الحجاز، أنبأ أبو العباس محمّد بن الحسين بن أحمد الفارسي، أنا أبو محمّد بكر بن أحمد بن حفص بن عمر المعروف بابن الشعراني التنيسي (2)- بتنّيس - نا محمّد بن عوف، نا محمّد بن زياد من أهل بيت المقدس، نا أبو المرجّى مولى قريش عن عبد الواحد بن قيس قال: سمعت أبا أمامة الباهلي يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«يا ابن آدم لك ما نويت، و عليك ما اكتسبت، و لك ما احتسبت، و أنت مع من أحببت، و من مات بطريق كان من أهل ذلك الطريق»[13562].

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد إجازة.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي، قالا: أنا أبو محمّد قال (3):سألت عنه أبي - يعني محمّد بن زياد هذا - فقال: أدركته و لم يقدر لي أن أكتب عنه، قلت: ما حاله ؟ قال: صالح.

8819 - أبو مرجّى الحافظ السنيتي أو السنسي

انتقى على أبي الحسين عثمان بن الحسين الحرمي (4).

ذكر عبد الوهاب الميداني أنه سمع من الحرمي (5) بانتقائه و قراءته.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، حدّثني عبد الوهاب بن الميداني قال: مات أبو المرجّى السنسي يوم الأحد لستّ بقين من شهر ربيع الآخر سنة أربع و ستين و ثلاثمائة، قال عبد العزيز: صاحب حديث، كتب كثيرا، لم يحدث.

8820 - أبو مرحوم العطار

أحد الصالحين، من تابعي أهل حمص.

اجتاز بدمشق عند توجهه إلى بيت المقدس.

حكى عنه يحيى بن جابر قاضي حمص.

ص: 206


1- الشالوسي بفتح الشين المعجمة و اللام المضمومة بعد الألف نسبة إلى شالوس و هي قرية كبيرة بنواحي آمل طبرستان. ذكره السمعاني والده (الأنساب).
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 308/15.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 258/7 رقم 1414.
4- كذا رسمها بالأصل.
5- كذا رسمها بالأصل.

قرأت على أبي الفتح (1) الحسن بن علي بن عبد اللّه بن جهضم، نا أبو أحمد عاصم بن محمّد بن عاصم الشيباني، نا بكر بن أحمد بن مقبل، نا محمّد بن العباس الأصبهاني.

قال أبو أحمد عاصم بن محمّد، و حدّثناه أيضا محمّد بن خالد بن يزيد الراسبي، أبو عبد اللّه، نا إبراهيم بن سليمان الهجري، عن يحيى بن جابر، قال:

خرجت أنا و خالد بن معدان، و أبو الزاهرية، و أبو مرحوم العطار، نريد بيت المقدس، فدخلنا منزلا بفلسطين، فقال لنا رجل: إنّ هذه أرض مسبعة فلا تنزلوها، فنزلنا و بتنا فيها، فجاء السبع، فقام إليه خالد بقوسه، فقال له أبو مرحوم: أ بالقوس تقوم إليه يا خالد؟ فمشى إليه أبو مرحوم في قميصه حتى دنا منه، فقال له: أنت كلب من كلاب اللّه، و نحن عباد اللّه، جئنا نصلي في بيت المقدس فلا تؤذ منا أحدا إلاّ أن يكون لك في أحدنا رزق: و كأنّما يكلم رجلا، فانصرف السبع عنا مولّيا، و نحن ننظر إليه.

8821 - أبو مرحوم المكي

قدم على الأوزاعي ليسمع منه.

حكى عنه سعيد صاحب [الأوزاعي] (2).

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، نا أبو علي الحسين بن علي الحافظ ، حدّثني أبو بكر محمّد بن سعيد بن بكر الرازي بالرملة، حدّثني محمّد بن مهدي بن جعفر الرملي، نا عمرو بن أبي سلمة، حدّثني سعيد بن سالم صاحب الأوزاعي، قال:

قدم أبو مرحوم من مكة على الأوزاعي، فأهدى له طرائف من طرائف مكة، فقال له الأوزاعي: إن شئت قبلت هذا و لم تسمع مني حرفا، و إن شئت فضم هديتك و اسمع.

8822 - أبو مرداس

قاضي مروان.

حكى عنه العباس بن الوليد بن مزيد.

ص: 207


1- كذا بالأصل، و ثمة سقط بالسند، سقط أسماء ثلاثة قبل أبي الحسن علي بن عبد اللّه بن جهضم.
2- بياض بالأصل.

8823 - أبو مرزوق التجيبي

8823 - أبو مرزوق التجيبي (1)

اسمه حبيب بن الشهيد (2)،تقدّم ذكره في حرف الحاء.

8824 - أبو مريم الأزديّ

8824 - أبو مريم الأزديّ (3)

من الصحابة.

قدم دمشق على معاوية.

و روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم حديثا واحدا.

روى عنه أبو المعطّل الكلابي، و القاسم بن مخيمرة، و أبو الشماخ الأزديّ .

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي (4)،نا نصر بن إبراهيم، أنا أبو الحسن بن عوف، نا أبو العباس محمّد بن موسى بن الحسين، أنا ابن خريم، نا حميد بن زنجويه، نا هشام بن عمار (5)،نا صدقة بن خالد، نا يزيد بن أبي مريم، نا القاسم بن مخيمرة، عن رجل من أهل فلسطين من الأزد يكنى أبا مريم أنه قدم على معاوية بن أبي سفيان فقال: ما أنعمنا بك قال: حديث سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم سمعته يقول:«من ولاه اللّه من أمر الناس شيئا فاحتجب عن حاجتهم و خلّتهم و فاقتهم، احتجب اللّه يوم القيامة عن حاجته و خلّته و فاقته»[13563].

قال: و نا أبو العباس محمّد بن موسى، نا محمّد بن موسى (6)،نا محمّد بن حامد اليحياوي، ثنا هشام بن عمار، نا صدقة بإسناده نحوه.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو طاهر الفقيه، نا أبو بكر محمّد بن الحسين القطان، أنا أحمد بن يوسف السلمي، نا محمّد بن مبارك، نا صدقة، و يحيى بن حمزة، عن يزيد بن أبي مريم، نا القاسم بن مخيمرة، عن رجل من أهل فلسطين

ص: 208


1- التجيبي بضم المثناة و كسر الجيم.
2- تحرفت بالأصل إلى: سعيد.
3- ترجمته في الإصابة 179/4 و فيها:«أبو مريم الفلسطيني الأزدي» و أسد الغابة 285/5 و فيه:«أبو مريم السكوني» و تهذيب الكمال 29/22 و تهذيب التهذيب 455/6.
4- تحرفت بالأصل إلى:«القرصي».
5- من طريقه رواه ابن الأثير في أسد الغابة 285/5 و الطبراني في المعجم الكبير 331/22 رقم 832.
6- كذا بالأصل: نا محمد بن موسى، و لعله مكرر.

يكنى أبا مريم من الأسد (1)،قدم على معاوية فقال له معاوية: ما أقدمك ؟ قال: حديث سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فلمّا رأيت موقفك جئت أخبرك، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«من ولاّه اللّه من أمر الناس شيئا فاحتجب عن حاجتهم و خلّتهم و فاقتهم احتجب اللّه يوم القيامة عن حاجته و خلّته و فاقته»[13564].

قال: و أنا علي بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد الصفار، ثنا هشام بن علي السيرافي، نا عبد اللّه بن رجاء، نا زائدة، نا السائب بن حبيش الكلاعي، عن أبي الشماخ الأزدي، عن ابن عمّ له من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلّم أنه أتى معاوية فدخل عليه فقال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«من ولي من أمر الناس شيئا، فأغلق بابه دون المسلمين أو المظلوم أو ذي الحاجة، أغلق اللّه دونه أبواب رحمته عند حاجته و فقره أفقر ما يكون إليه»[13565].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن كرتيلا، أنا أبو بكر محمّد بن علي الخياط المقرئ، أنا أحمد بن عبد اللّه السوسنجردي، أنا أبو جعفر أحمد بن أبي طالب علي بن محمّد الكاتب، أنا أبي، أنا محمّد بن مروان السعيدي، نا أحمد بن إبراهيم العسكري، قال:

قرئ على يزيد بن عبد الصّمد فأجازه لنا، نا أبو النضر، نا محمّد بن شعيب، حدّثني أبو المعطّل مولى بني كلاب، و كان قد أدرك معاوية بن أبي سفيان، قال:

أقبل رجل من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقال له أبو مريم غازيا حتى بلغ الحفير (2) قال:

و لا أعلم إلاّ أن أبا المعطّل قال: و قد استأذن أبو مريم على معاوية بدمشق حين مرّ بها، فلم يجد أحدا يأذن له، فلما بلغ الحفير ذكر حديثا سمعه من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فرجع حتى أتى باب معاوية، فقال لبعض من عليه: أ ما منكم أحد رشيد يقول لأمير المؤمنين هاهنا أخوك أبو مريم ؟ فقال معاوية: ويحكم و حبستموه، ائذنوا له، فلما دخل عليه قال: مرحبا، هاهنا، هاهنا يا أبا مريم، قال: إنّي لم أجئك طالب حاجة، و لكني (3) سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:

«من أغلق بابه دون ذوي الفقر و الحاجة أغلق اللّه عن فقره و حاجته باب السماء» قال: فأكبّ معاوية يبكي، ثم قال: ردّ حديثك يا أبا مريم، فردّه، ثم قال معاوية: ادعوا لي سعدا و كان حاجبه، فدعي فقال: يا أبا مريم حدّثه أنت كما سمعت، فحدّثه أبو مريم، فقال معاوية

ص: 209


1- الأسد بسكون السين.
2- الحفير، موضع في أكثر من مكان، راجع معجم البلدان.
3- غير واضحة بالأصل، و استدركت على هامشه، و بعدها صح.

لسعد: اللّهمّ إنّي أخلع هذا من عنقي، و أجعله في عنقك، من جاء يستأذن عليّ فأذن له، يقضي اللّه على لساني ما قضى.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي (1) علي قراءة، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتاب، أنا أحمد بن عمير، إجازة.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهاب الكلابي (2)،نا أحمد بن عمير، قراءة، قال (3):سمعت ابن (4) سميع يقول:

و أبو مريم الأزديّ السكوني - قال ابن عمير بن جوصا: هو القادم على معاوية - و هم ثلاثة بالشام: أبو مريم الكندي (5) يحدّث عنه حجر بن مالك، و أبو مريم الغساني (6) جد أبي بكر بن أبي مريم له حديثان؛ ذكر ابن سميع هذه الترجمة بعض (7) ترجمة عمرو بن مرة الجهني، و فرّق بينهما.

8825 - أبو مريم مولى سلامة

من أهل بيت المقدس شهد الجابية مع عمر، و صار معه إلى بيت المقدس، و حدّث عنه.

روى عنه زياد بن أبي سودة، و أبو سعيد الربيع بن النعمان البصري، و أبو سنان عيسى ابن سنان القسملي مرسلا.

و يقال: إن اسمه عبيد، تقدم ذكره في حرف العين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا أبو طاهر المخلص، أنا أحمد بن عبد اللّه بن سعيد، نا السري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن أبي سعيد الربيع بن النعمان، عن أبي مريم مولى سلامة، قال:

ص: 210


1- تحرفت بالأصل إلى: أنباني.
2- بالأصل:«؟؟؟ العلابي».
3- رواه المزي في تهذيب الكمال 29/22 نقلا عن أبي الحسن ابن جوصاء.
4- تحرفت بالأصل إلى: أبي.
5- ترجمته في أسد الغابة 286/5 و الإصابة 179/4.
6- ترجمته في أسد الغابة 285/5 و الإصابة 179/4.
7- بالأصل:«بعد» و المثبت عن تهذيب الكمال.

شهدت فتح إيليا مع عمر بن الخطاب، فسار من الجابية فاصلا حتى يقدم إيليا، ثم مضى حتى دخل المسجد، ثم مضى نحو محراب داود، و نحن معه، فدخلها ثم قرأ سجدة ص، فسجد، و سجدنا معه.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلال، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد، إجازة.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي، قالا: أنا أبو محمّد، قال (1):

أبو مريم، روى عن عمر، روى ثور بن يزيد، عن زياد بن أبي سودة عنه، سمعت أبي يقول ذلك.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، قال:

أنا أبو أحمد قال: أبو مريم، عن عمر، روى عنه زياد بن أبي سودة، حديثه في الشاميين.

قال: و أنا أبو أحمد، نا أبو الحسين العارف، نا محمّد قال: روى ثور عن زياد بن أبي سودة، عن أبي مريم.

8826 - أبو مريم

8826 - أبو مريم (2)

خادم مسجد دمشق.

حدث عن أبي هريرة.

روى عنه حريز بن عثمان، و صفوان بن عمرو، و معاوية بن صالح، و فرج بن فضالة، و يحيى بن أبي عمرو السيباني (3).

و ذكر ابن أبي حاتم: أن اسمه عبد الرّحمن بن ماعز، فاللّه أعلم.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنبأ أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (4)،نا حماد بن خالد، نا معاوية بن صالح، عن أبي مريم، عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم أنه نهى أن يبال في الماء الدائم (5) ثم يتوضّأ منه[13566].

ص: 211


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 436/9.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 30/22 و تهذيب التهذيب و تقريبه الترجمة(8641) ط دار الفكر و ميزان الاعتدال 572/4.
3- تحرفت بالأصل إلى: الشيباني.
4- رواه أحمد بن حنبل في المسند 632/3 رقم 10894 طبعة دار الفكر.
5- في المسند: الماء الراكد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا داود بن عمرو، نا إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني (1)،عن أبي مريم، عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم أظنه قال:«إياكم أن تتخذوا ظهور دوابكم منابر، فإنّ اللّه إنّما سخّرها لتبلغوا بلدا لم تكونوا بالغيه إلاّ بشق الأنفس، فجعل لكم الأرض، و عليها فاقضوا حاجاتكم»[13567].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)،نا أبو اليمان، نا حريز أنه سمع أبا مريم خادم مسجد حمص و قد أدرك علي بن أبي طالب، و كان ممن أمر به خالد بن يزيد (3) بمسجد حمص أنه سمع أبا هريرة يقول: إن الملائكة تكون (4) يوم الجمعة على أبواب المساجد.

أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد، و أبو الفضل محمّد بن ناصر، قالا: أنا المبارك ابن عبد الجبار، أنا إبراهيم بن عمر، نا محمّد بن عبد اللّه بن خلف، أنا عمر بن علي الجوهري، أنبأ أحمد بن محمّد بن هانئ، قال: و قال أبو عبد اللّه: فقالوا لي بحمص: أبو مريم الذي روى عنه معاوية بن صالح معروف عندنا، قلت له هو الذي يروي عن أبي هريرة ؟ قالوا: نعم.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد، إجازة.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنبأ أبو محمّد، قال (5):

أبو مريم مولى أبي هريرة، سمع أبا هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«الملك في قريش و القضاء في الأنصار، و الأذان في الحبشة»[13568].

روى عنه معاوية بن صالح، سمعت أبي يقول ذلك.

ص: 212


1- تحرفت بالأصل إلى: الشيباني.
2- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 205/3.
3- يعني خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان.
4- في المعرفة و التاريخ: يكونون.
5- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 437/9 رقم 2186.

و قال أبو محمّد (1):عبد الرّحمن بن ماعز أبو مريم الشامي خادم مسجد حمص، روى عن أبي هريرة، روى عنه يحيى بن أبي عمرو السيباني (2).

و قال في موضع آخر (3):أبو مريم خادم مسجد دمشق، روى عن أبي هريرة، و روى عنه حريز بن عثمان، و قال أبو محمّد: جعل البخاري أبو مريم هذا و الذي تقدم مولى أبي هريرة اثنين، فسمعت أبي يقول: هما واحد.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال: في طبقة قدم تلي الطبقة العليا من تابعي أهل الشام:

أبو مريم خادم مسجد حمص، سمع من أبي هريرة، روى عنه السيباني (4)،و صفوان، و حريز (5)،و معاوية بن صالح.

أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمّد، أنبأ أبو القاسم علي بن المحسن، أنا محمّد بن المظفر، أنا بكر بن أحمد بن حفص، نا أحمد بن محمّد بن عيسى، قال: أبو مريم خادم مسجد حمص، أدرك علي بن أبي طالب، و هو الذي يقال له صاحب القناديل، حدّث عنه حريز بن عثمان، و صفوان بن عمرو، و معاوية بن صالح، و الفرج بن فضالة.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد قال: ذكر أبو أحمد عبد اللّه بن بكر الطبري قال: قال أبو بكر الهلالي: سألت أبا مسكين و قلت له قد... (6) و لا أدري طريق الرجوع إليه و لا أهتدي إلى بابه، فقال لي: إن بلسر (7) الغابة و صلت إليه بعد تعسف، و إن ركبت الحالة أهون عليك ثم نظر عن يمينه فقال:

اللّه، و نظر عن يساره و قال: اللّه، و من خلفه فقال: اللّه..... (8) ثم قال: سبحان الموجود الذي لا... (9) منه مكان.

ص: 213


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 288/5 رقم 1377.
2- تحرفت بالأصل إلى: الشيباني.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 437/9 رقم 2187.
4- تحرفت بالأصل إلى: الشيباني.
5- تحرفت بالأصل إلى: جرير.
6- بياض بالأصل.
7- كذا بالأصل.
8- بياض بالأصل.
9- غير مقروءة بالأصل و رسمها:«يخيل» و لعلها:«يخلو».

و قال أبو مسكين: قال ذو النون رحمه اللّه: قال أبو مريم خادم مسجد دمشق، عن أبي هريرة، روى عنه حريز أو جرير، كناه لنا محمّد بن إبراهيم الغازي، نا محمّد يعني ابن إسماعيل.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطيوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد العتيقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأ ثابت، أنا الحسين بن جعفر، قالوا: أنا الوليد، أنا علي بن أحمد، أنبأ صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (1):أبو مريم مولى أبي هريرة، شامي، تابعي، ثقة.

8827 - أبو المستضيء

اسمه معاوية بن أوس، تقدّم ذكره في حرف الميم.

8828 - أبو مسعود البدري

اسمه عقبة بن عمرو، تقدّم ذكره في حرف العين.

8829 - أبو مسعود الرازي

اسمه أحمد بن الفرات، تقدّم ذكره في حرف الألف.

8830 - أبو مسعود الدمشقي الحافظ

اسمه إبراهيم بن محمّد، تقدّم ذكره في حرف الألف.

8831 - أبو مسلم الجليلي ،و يقال الجلولي و الأول أصح

8831 - أبو مسلم الجليلي (2)،و يقال الجلولي و الأول أصح

من جبل الجليل (3)،كان من أهل الكتاب، و كان معلم كعب الأحبار، و أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلّم، و لم يسلم، و أسلم في عهد معاوية، و قيل في عهد عمر، و قيل في عهد أبي بكر.

روى عن معاوية.

ص: 214


1- تاريخ الثقات للعجلي ص 510 رقم 2039.
2- ترجمته في أسد الغابة 285/5 و فيه:«الحليلي» بالحاء المهملة، و الإصابة 190/4 و نص ابن حجر على الجليلي بالجيم. و الجرح و التعديل 436/9.
3- جبل الجليل: في ساحل الشام ممتد إلى قرب حمص، انظر معجم البلدان 157/2-158.

روى عنه أبو مسلم الخولاني، و أبو قلابة، و يزيد بن مرثد (1)،و حرام بن حكيم (2)، و يونس بن ميسرة، و مسلم بن مشكم، و شريح بن عبيد الحضرمي، و لقمان بن عامر الوصّابي، و جبير بن نفير الحضرمي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو يعلى بن الفراء، و أبو الحسين بن النقور و غيره.

ح و أخبرنا أبو ياسر سليمان بن عبد اللّه بن الفرج، أنا أبو الحسين بن النقور.

أنا أبو القاسم بن حبابة، أنا أبو القاسم البغوي، نا عبيد اللّه بن محمّد بن حفص، أنا حماد بن سلمة، أنبأ القاسم الرحال، عن أبي قلابة أنّ أبا مسلم الجليلي أسلم على عهد معاوية (3)،فأتاه أبو مسلم الخولاني، فقال: ما منعك أن تسلم على عهد النبي صلى اللّه عليه و سلّم و أبي بكر و عمر، و عثمان، و علي حتى أسلمت الآن ؟ فقال: إنّي وجدت في التوراة أنّ هذه الأمة ثلاثة أصناف: صنف يدخل الجنّة بغير حساب، و صنف يحاسبون حسابا يسيرا، و صنف يصيبهم شيء ثم يدخلون الجنّة، فأردت أن أكون من الأوّلين، فإن لم أكن منهم كنت من الذين يحاسبون حسابا يسيرا، فإن لم أكن منهم كنت من الذين يصيبهم شيء ثم يدخلون الجنّة (4).

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد (5)،أنا أبو الطيب أحمد بن محمّد بن أبي زرعة النصري، و أبو موسى هارون بن محمّد بن هارون الموصلي، قالا: نا إبراهيم بن دحيم، نا إبراهيم بن يعقوب، نا يونس بن محمّد، نا صالح المرّي (6)،عن أبي عبد اللّه الشامي، عن مكحول، عن أبي مسلم الخولاني:

أنه لقي أبا مسلم الجلولي و كان أبو مسلم الجلولي مترهّبا فنزل من صومعته في زمن عمر بن الخطاب، فأسلم، فلقيه أبو مسلم الخولاني، فقال له: ما أنزلك من صومعتك تركت

ص: 215


1- هو يزيد بن مرثد أبو عثمان الهمداني، ترجمته في تهذيب الكمال 374/20.
2- هو حرام بن حكيم بن خالد بن سعد بن الحكم الأنصاري، ترجمته في تهذيب الكمال 203/4.
3- إلى هنا من هذا الطريق رواه ابن الأثير في أسد الغابة 288/5 و ابن حجر في الإصابة 190/4.
4- من طريق تمام في فوائده رواه ابن حجر في الإصابة 190/4.
5- بتمامه رواه المصنف في ترجمة أبي مسلم الخولاني، انظر تاريخ مدينة دمشق 198/27 طبعة دار الفكر.
6- تحرفت بالأصل إلى «المزي»، و هو صالح بن بشير بن وادع، أبو بشر البصري القاص المعروف بالمري، ترجمته في تهذيب الكمال 9/9.

الإسلام على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و على عهد أبي بكر، فما حملك على الإسلام اليوم ؟ قال:

يا أبا مسلم، إنّي قرأت في كتاب اللّه: إنّ هذه الأمة تصنف يوم القيامة على ثلاثة أصناف:

فصنف منهم يدخلون الجنّة بغير حساب، و صنف يحاسبهم اللّه حسابا يسيرا، و يدخلون الجنّة، و صنف يوقفون فيؤخذ بهم ما شاء اللّه ثم يدركهم عفو اللّه و تجاوزه، فنظرت فإذا الصنف الأول قد فاتني، و أرجو أن أكون في الصنف الثاني، و أرجو أن لا يخطئني الثالث، فهذا الذي حملني على الإسلام.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا عاصم بن الحسن ببغداد، أنا أبو عمر بن مهدي، نا إسماعيل الصفار، نا محمّد بن عبيد اللّه المنادي، نا عبد الوهاب بن عطاء الخفّاف، نا سعيد الجريري، عن عقبة بن وساج، قال:

كان لأبي مسلم الخولاني جار يهودي يكنى أبا مسلم فكان يمرّ به و يقول: له أسلم تسلم، فيقول إنّ لي دينا خيرا من دينك، قال: فمرّ به ذات يوم و هو قائم يصلي، فلما انصرف قال له: يا أبا مسلم أ لم أكن أدعوك إلى هذا الدين فتأبى عليّ ؟ قال: بلى، و لكن قرأت في التوراة غير المبدّلة إنّ هذه الأمة تأتي يوم القيامة على ثلاثة أصناف: صنف يدخلون الجنّة بلا حساب، و لا عذاب، و صنف يحاسبون حسابا يسيرا، و يبقى صنف أوزارهم على ظهورهم كأمثال الجبال، فيقول اللّه لملائكته: يا ملائكتي من هؤلاء؟ فتقول: هؤلاء عبادك، كانوا يشهدون أن لا إله إلاّ أنت، قال: فيقول تبارك و تعالى: خذوا أوزارهم وضعوها على المشركين، فيدخلون الجنّة (1).

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السقا، نا محمّد بن يعقوب، نا عباس قال: سمعت يحيى يقول: أبو مسلم الخولاني و أبو مسلم الجليلي جميعا شاميين.

قال: سمعت يحيى يقول: أبو مسلم الجليلي - و يقال الجلولي - قال يحيى: أبو مسلم الجلولي غير أبي مسلم الخولاني.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضل، نا أبي قال: أبو مسلم الجليلي شامي معروف يحدث عنه الشاميون، و صاحب معاوية.

ص: 216


1- رواه ابن حجر في الإصابة من طريق ابن عساكر 190/4.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلال، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد، إجازة.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد، قال (1):

أبو مسلم الجليلي معلم كعب الأحبار، و كان يكنى أبا السموأل، فكناه أبو بكر أبا مسلم، روى عن معاوية، روى عنه سعيد بن عبد العزيز، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، أنا أبو القاسم البجلي، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال: في الطبقة التي تلي أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و هي العليا:

أبو مسلم الجليلي، روى عنه أبو عبيد اللّه مسلم بن مشكم.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قراءة، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتاب، أنا ابن جوصا، إجازة.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي قال: أنبأ أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير، قراءة، قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الأولى: أبو مسلم الجليلي معلم كعب بعث بكعب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و توفي قبل أن يصل إليه.

أنبأنا أبو طالب الزينبي، أنا علي بن المحسن، أنا محمّد بن المظفر، أنا أبو محمّد الشعراني، نا أحمد بن محمّد بن عيسى، قال في الطبقة العليا من أهل حمص التي تلي أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: أبو مسلم الجليلي و هو الأعمى، كان يكنى أبا السموأل فكناه أبو بكر: أبا مسلم، حدّث عنه من أهل حمص أحمد بن عامر الوصّابي، و شريح بن عبيد الحضرمي.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا ابن منجويه، أنا أبو أحمد قال:

أبو مسلم الجليلي معلم كعب الأحبار، يقال: كان يكنى أبا السموأل، فكنّاه أبو بكر الصدّيق، و يقال: إنه أسلم على عهد معاوية، روى عنه أبو قلابة بن زيد الجرمي (2)،و يزيد

ص: 217


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 436/9.
2- تحرفت بالأصل إلى:«الحرمي»، و هو عبد اللّه بن زيد بن عمرو، أبو قلابة الجرمي، ترجمته في تهذيب الكمال 155/10.

بن مرثد الهمداني، أنا أبو الحسين الغازي، أنا محمّد يعني ابن إسماعيل قال: أبو مسلم الجليلي معلم كعب الأحبار، و كان يكنى أبا السموأل فكنّاه أبو بكر.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع، أنا ابن مندة قال: أبو مسلم الجليلي أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلّم و أسلم على عهد معاوية، رواه حمّاد بن سلمة، عن القاسم الرحال، عن أبي قلابة أن أبا مسلم أسلم في عهد معاوية (1).

أنبأنا أبو سعد المطرز، و أبو علي الحداد، قالا: قال لنا أبو نعيم الحافظ في كتاب معرفة أسماء الصحابة: أبو مسلم الجليلي أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلّم و أسلم في عهد معاوية، و ذكر .... (2) و قال روى حمّاد بن سلمة عن القاسم الرحال، عن أبي قلابة أن أبا مسلم أسلم في عهد معاوية.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو الدحداح، أنا أحمد بن عبد الواحد، نا محمّد بن كثير، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني (3)،عن هانئ بن كلثوم، قال: دخل أبو مسلم الجليلي على معاوية فقال: اضمن لي خصلة، و أضمن لك أن لا يظهر على أمتك عدو، امنعهم من الزرع؛ فإنه مكتوب أن الرعب مع الزرع.

أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنا الفضل بن يحيى، أنا أبو محمّد بن أبي شريح، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر، نا علي بن خشرم قال: أنا عيسى بن أبي بكر، نا أشياخنا:

أن أبا مسلم الجليلي (4) دخل على معاوية قبل أن يستخلف فقال: السلام عليك أيها الأجير، قال القوم: أيها الأمير، فأعادها، فقال معاوية: دعوا الشيخ فهو أعلم بما يريد، فقال: اعلم أنه ليس من راعي رعية إلاّ و صاحبها سائله عنها، فإن هنأ جرباها (5)،و جبر

ص: 218


1- أسد الغابة 288/5.
2- كلمة غير واضحة بالأصل.
3- تحرفت بالأصل إلى: الشيباني.
4- من طريق آخر رواه المصنف في ترجمة أبي مسلم الخولاني 223/27 (طبعة دار الفكر). و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى ذلك.
5- هنأ جرباها يعني طلى الإبل الجربى بالهناء، يعني القطران.

كسراها، و ردّ أولاها على أخراها، و رعاها في أنف الكلأ (1) و سقاها صفو الماء، وفّاه أجره، و إن لم يعمل لم يعطه أجره و عاقبه.

[قال ابن عساكر:] (2) هذه الحكاية محفوظة لأبي مسلم الخولاني، و قد تقدمت في ترجمته.

أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن التبريزي - بها - أنا أبو مسعود محمّد بن عبد اللّه بن أحمد السوذرجاني - بأصبهان - نا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن ميلة الفقيه، نا عبيد اللّه بن يحيى، نا جعفر بن محمّد الفريابي، نا أبو أمية عمرو بن هشام، نا محمّد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم، عن عيينة اللخمي، عن أبي الدهماء قال:

لقي أبو مسلم الخولاني أبا مسلم الجليلي، فقال أبو مسلم الجليلي: كيف منزلك من قومك قال: إنّهم ليعرفون حقي، و يعرفون شرفي، فقال الجليلي: ما هكذا تقول التوراة، فقال الخولاني: و كيف تقول التوراة ؟ فقال: تقول: إنّ أشد الناس بغضا للمرء الصالح قومه، و من هو بين أظهرهم، و إنّ أشد الناس له حبا أبعد الناس منهم، فقال أبو مسلم الخولاني:

صدقت التوراة و كذب أبو مسلم، ثم قال الخولاني للجليلي: ما أدنى ما يدخل به الرجل الجنّة ؟ فقال أبو مسلم الجليلي: أجد في كتاب اللّه العتيق أن رجلا أتى السوق، فاشترى قميصا سنبلانيا (3) بخمسة دراهم، فلبسه، فحمد اللّه وجبت له الجنة، و رجل أتى أهله و هو جائع فقرب له خبز و زيت فأكل فحمد اللّه وجبت له الجنة، و رجل أتى السوق فاشترى دابة فركبها [فحمد اللّه] (4) وجبت له الجنّة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطيوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد العتيقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالوا: أنا الوليد، أنا علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (5):أبو مسلم الجليلي شامي، تابعي ثقة.

ص: 219


1- الكلأ الأنف: الذي لم يرعه أحد.
2- زيادة منا للإيضاح.
3- القميص السنبلاني: السنبلاني من الثياب السابغ الطويل الذي قد أسبل، و يجوز أن تكون هذه النسبة إلى موضع معين.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك لاقتضاء السياق.
5- تاريخ الثقات للعجلي ص 511 رقم 2044 و جاء فيه:«الخليلي» بالخاء المعجمة.

8832 - أبو مسلم الخولاني

اسمه عبد اللّه بن ثوب، تقدّم ذكره في حرف العين.

8833 - أبو مسلم العبدي

8833 - أبو مسلم العبدي (1)

مولى زيد بن صوحان الكوفي.

سمع سلمان الفارسي بدمشق.

روى عنه أبو شريح.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن الطيوري، أنا محمّد بن عبد الواحد بن محمّد بن جعفر ابن زوج الحرة، أنا أبو حفص عمر بن محمّد الزيات، أنا علي بن إسحاق بن عيسى بن زاطيا المخرمي، نا عثمان بن أبي شيبة، نا زيد بن الحباب، حدّثني داود ابن أبي الفرات، حدّثني محمّد بن زيد العبدي (2)،عن أبي شريح، عن أبي مسلم مولى زيد ابن صوحان قال: رأيت سلمان بدمشق رأى رجلا قضى الحاجة، فأهوى ينزعها يعني خفيه فقال سلمان: امسح عليهما، رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يمسح على الخفين و الخمار[13569].

رواه جماعة عن داود بن أبي الفرات، عمرو بن الفرات أبي عمرو المروزي، نزيل البصرة، عن محمّد بن زيد العبدي قاضي مرو، منهم سعيد بن أبي عروبة، و هو أكبر من داود، و أبو داود الطيالسي، و شيبان بن فروخ، و طالوت بن عباد، و أبو عبد الرّحمن المقرئ، و عفان بن مسلم.

فأما حديث ابن أبي عروبة:

فأخبرناه أبو جعفر بن أبي علي في كتابه، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي، أنا أبو محمّد (3) قال: أنا أبو بكر محمّد بن مروان بن عبد الملك البزار بدمشق، نا هشام بن خالد الأزرق، نا شعيب، يعني ابن إسحاق، عن سعيد يعني ابن أبي عروبة، عن داود الكندي، عن محمّد بن زيد، عن أبي شريح، عن أبي مسلم؛ و لم يزد عليه.

ص: 220


1- ترجمته في ميزان الاعتدال 573/4 و تهذيب الكمال 39/22 و تهذيب التهذيب 459/6 و الجرح و التعديل 9/ 445.
2- رسمها بالأصل:«؟؟؟ القندى» و الصواب ما أثبت، راجع ترجمة أبي شريح في تهذيب التهذيب 377/6 و ذكر في أسماء الرواة عنه: محمد بن زيد العبدي.
3- كذا بالأصل:«أبو محمد» و لعله صحف عن «أحمد».

و أما حديث أبي داود:

فأخبرناه أبو سهل بن سعدويه، أنا عبد الرّحمن بن أحمد، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون الروياني، نا عمرو بن علي، نا أبو داود، نا داود بن أبي الفرات، عن محمّد ابن زيد، عن أبي شريح، عن أبي مسلم مولى زيد بن صوحان أنه رأى سلمان الفارسي و رأى رجلا يريد أن ينزع خفّيه للوضوء، فأمره سلمان أن يمسح على خفيه و ناصيته و عمامته و قال سلمان: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يمسح على الخفين و الخمار.

أنبأناه أبو علي الحداد، ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا يوسف بن الحسن بن محمّد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، أنا عبد اللّه بن جعفر بن أحمد، أنا أبو بشر يونس بن حبيب، نا أبو داود، نا داود بن أبي الفرات، نا محمّد بن زيد العبدي، عن أبي شريح، عن أبي مسلم مولى زيد بن صوحان قال: رأيت سلمان الفارسي و رأى رجلا يريد أن ينزع خفيه في الوضوء، فأمره سلمان أن يمسح على خفّيه و عمامته و شعره؛ و قال سلمان: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يمسح على خماره و خفيه.

و أما حديث شيبان:

فأخبرناه أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، نا محمّد بن محمّد الباغندي.

ح و أخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر قالت أنبأ إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المهتدي، أنا أبو يعلى الموصلي، قالا: نا شيبان، نا داود بن أبي الفرات، نا محمّد بن زيد، عن أبي شريح، عن أبي مسلم مولى زيد بن صوحان العبدي قال:

كنا - و في حديث أبي يعلى كنت - مع سلمان الفارسي، فرأى رجلا قد حدث و هو يريد أن ينزع خفيه للوضوء فأمره سلمان أن يمسح على خفيه و على عمامته و أن يمسح بناصيته، و قال سلمان: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يمسح على خفيه و على خماره.

و أما حديث طالوت:

فأخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا شيبان، و طالوت بن عباد.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا أبو القاسم بن حبابة، أنا أبو القاسم البغوي، نا طالوت.

ص: 221

قالا: نا داود بن أبي الفرات، عن محمّد بن زيد، عن أبي شريح، عن أبي مسلم مولى زيد بن صوحان قال: كنت مع سلمان الفارسي فرأى رجلا قد أحدث، و هو يريد أن ينزع خفيه للوضوء، فأمره سلمان أن يمسح على خفيه و على عمامته و مسح (1) بناصيته، و قال:

رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يمسح على خفيه و خماره.

و أما حديث أبي عبد الرّحمن و عفان:

فأخبرناه أبو القاسم الشيباني، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه ابن أحمد، حدّثني أبي (2)،نا أبو عبد الرّحمن المقرئ، و عفان، قالا: نا داود بن أبي الفرات، عن محمّد بن زيد، عن أبي شريح، عن أبي مسلم مولى زيد بن صوحان العبدي قال: كنت مع سلمان الفارسي فرأى رجلا قد أحدث، و هو يريد أن ينزع خفيه للوضوء، فأمره سلمان أن يمسح على خفيه و على عمامته، و يمسح بناصيته، و قال سلمان: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يمسح (3) على خفيه و على خماره.

أنبأنا أبو الحسين بن الحسن، و أبو عبد اللّه بن عبد الملك، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد، إجازة.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد (4) قال:

أبو مسلم مولى زيد بن صوحان العبدي، سمع سلمان قال: رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلّم يمسح على الخفين و الخمار، روى عنه أبو شريح، سمعت أبي يقول ذلك.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه قال [أنا أبو أحمد قال:] (5) أبو مسلم العبدي مولى زيد بن صوحان، سمع أبا عبد اللّه سلمان الفارسي، و رآه يمسح على الخفين، و الخمار، روى عنه أبو شريح.

ص: 222


1- كذا بالأصل.
2- رواه أحمد بن حنبل في المسند 182/9 رقم 23785 طبعة دار الفكر.
3- في المسند: مسح.
4- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 435/9.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، استدرك للإيضاح قياسا إلى سند مماثل.

8834 - أبو مسلم الثعلبي

شامي، سمع أبا أمامة الباهلي.

روى عنه أبان بن عبد اللّه بن أبي حازم (1)،و أبو (2) حازم البجلي، و اجتاز بدمشق.

كتب إلي أبو طالب عبد القادر بن محمّد بن عبد القادر، أنا أبو طالب محمّد بن علي بن الفتح الحربي المعروف بابن العشاري، قراءة عليه، نا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن أحمد بن شاهين، ثنا الحسين بن محمّد بن سعيد بن المطبقي، نا الربيع بن سليمان، نا خالد ابن عبد الرّحمن، نا أبان بن عبد اللّه البلخي (3)،عن أبي مسلم الثعلبي رجل من أهل الشام، قال:

انطلقت إلى بيت المقدس، ثم رجعت، حتى إذا كنت من دمشق على رأس ميلين أدركني رجل فسألته من أين جئت ؟ فقال: من بيت المقدس، فقلت: هل لقيت أبا أمامة ؟ قال: نعم، قلت: فما حدّثك ؟ قال: حدّثني أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«ما على الأرض من مسلم يتوضأ، فيحسن الوضوء لصلاة مفروضة إلاّ غفر له ما مشت إليه رجلاه أو قبضت عليه يداه، أو نظرت إليه عيناه، و استمعت إليه أذناه، و نطق به لسانه، و حدثته به نفسه»، قال: قلت له: أنت سمعت هذا من أبي أمامة ؟ قال: نعم، قال: قلت: دمشق عليّ حرام إن دخلتها حتى أرجع إلى أبي أمامة، فرجعت إليه، فوجدته في صحن المسجد، قاعدا يتفلّى فيأخذ الدوابّ فيدفنها في الحصباء (4)،قال: قلت: يا أبا أمامة إنّي لقيت رجلا فحدّثني أنك حدّثته أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«ما على الأرض من مسلم يتوضأ فيسبغ الوضوء لصلاة مفروضة إلاّ غفر له في ذلك اليوم ما مشت إليه رجلاه، أو قبضت عليه يداه، و نظرت إليه عيناه، و استمعت إليه اذناه، و نطق به لسانه، و حدّثته به نفسه» قال: فحلف باللّه الذي لا إله إلاّ هو لقد سمعت هذا من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم[13570].

[قال ابن عساكر:] (5) كذا قال، و صوابه البجلي.

ص: 223


1- ترجمته في تهذيب الكمال 303/1 و ذكر المزي من شيوخه: أبا مسلم التغلبي.
2- بالأصل:«أبو».
3- كذا تحرفت بالأصل إلى:«البلخي» و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى أن الصواب: البجلي.
4- في مختصر ابن منظور: الحصى.
5- زيادة منا.

أنبأنا أبو جعفر، أنا أبو بكر، أنا أبو بكر (1)،أنا الحاكم قال: أبو مسلم الثعلبي سمع أبا أمامة، روى عنه أبو حازم، كناه أبا الحسين الغازي (2)،نا محمّد يعني ابن (3) إسماعيل.

8835 - أبو مسلم الخراساني

اسمه عبد الرّحمن بن مسلم، تقدّم ذكره في حرف العين.

8836 - أبو مسلم الحجام

كان من شهود يحيى بن حمزة القاضي (4).

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، قال: نا أبو محمّد الكتاني، أنا تمام بن محمّد، نا محمّد ابن سليمان، نا محمّد بن الفيض، قال: سمعت أبي يقول:

كان رجل يقال له أبو مسلم الحجّام دون جسر الفراديس مما يلي السويقة، و كان معدلا عند يحيى بن حمزة، فشهد شهادة عند يحيى بن حمزة (5) فقضى بها، فقال له المقضى عليه بشهادة من قضيت عليّ ؟ قال: بشهادة فلان و فلان، و بشهادة أبي مسلم، قال: بالعصبية و القدرية (6) و الحجامة الردية.

قال: و سمعت أبي يقول: حجم أبو مسلم هذا شعيب بن إسحاق (7) فألقى عليه مسألة، فأجابه شعيب بقول أهل الكوفة. فقال له أبو مسلم: ما كذا يقول أصحابنا، فلمّا أن فرغ من حجامته قال له شعيب بن إسحاق: يا أبا مسلم من أصحابك ؟ قال: الحجامون.

8837 - أبو مسلم النطعي

ولي المظالم بدمشق بدلا من القاضي من قبل أحمد بن أبي دؤاد (8) قاضي القضاة في خلافة المعتصم.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز، أنا تمام بن محمّد، أنا ابن مروان، نا ابن

ص: 224


1- يعني: أبا بكر الصفار، و أبا بكر أحمد بن علي بن منجويه.
2- بدون إعجام بالأصل.
3- تحرفت بالأصل إلى: أبو.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 62/20.
5- ترجمته في تهذيب الكمال 62/20.
6- كان يحيى بن حمزة القاضي يظن به بالقدرية.
7- راجع ترجمته في تهذيب الكمال 360/8.
8- تحرفت بالأصل إلى داود.

فيض قال: ثم عزل يحيى بن أكثم يعني المعتصم عن قضاء القضاة و ولّى أحمد بن أبي دؤاد (1) القضاء، فعزل محمّد بن يحيى يعني ابن حمزة عن القضاء و ولّى دمشق صاحب مظالم يعرف بأبي مسلم النطعي، ثم عزله، و ولّى مكانه على المظالم يحيى بن الحسن الطبراني.

8838 - أبو مسهر

اسمه عبد الأعلى بن مسهر، تقدّم ذكره في حرف العين.

8839 - أبو مسور الخولاني

8839 - أبو مسور (2) الخولاني

شهد خطبة عمر بن الخطاب بالجابية.

و سمع: أبا عبيدة، و معاذ بن جبل، و سكن حمص.

أنبأنا أبو طالب الزينبي، أنا علي بن المحسن، أنا أبو الحسين بن المظفر، أنا أبو محمّد بكر بن أحمد، نا أحمد بن محمّد بن عيسى قال في تسمية أصحاب أبي عبيدة بن الجراح و معاذ بن جبل و الذين حضروا خطبة عمر بالجابية - و كان عمر قدم الجابية سنة ست عشرة فيما ذكر الوليد بن مسلم، عن عثمان بن حصن، عن يزيد بن عبيدة بن المهاجر - أبو مسور الخولاني.

8840 - أبو مشجعة بن ربعي الجهني

8840 - أبو مشجعة (3) بن ربعي (4) الجهني (5)

عمّ مسلمة بن عبد اللّه، من أهل دمشق.

روى عن عمر بن الخطاب، و عثمان بن عفان، و أبي الدرداء.

روى عنه مسلمة بن عبد اللّه الجهني.

و شهد خطبة عمر بالجابية، و رواها عنه.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا تمام بن محمّد، و عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم و عقيل بن عبد اللّه.

ص: 225


1- تحرفت بالأصل إلى داود.
2- بالأصل:«ميسور».
3- في الإصابة: مسجعة بالسين المهملة.
4- ربعي: بكسر أوله و سكون ثانيه (تقريب).
5- ترجمته في تهذيب الكمال 39/22 و تهذيب التهذيب 459/6 و الإصابة 191/4.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، و عبد الكريم بن حمزة، قالا: أنا أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، قالوا: أنا أبو بكر أحمد بن القاسم بن معروف، أنا أبو زرعة، نا يحيى بن صالح، نا سليمان بن عطاء، نا مسلمة بن عبد اللّه الجهني، عن عمه قال:

عدنا مع عثمان بن عفان مريضا، فسمعته يقول: من عاد مريضا خاض في رحمة اللّه، فإذا جلس عند مريض غمرته الرحمة، قال: قلنا له: أ شيء تقوله أم شيء سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ؟ فقال: بل سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم (1).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن علي بن الحسين، و أبو بكر محمّد بن محمّد بن الفضل، قالا: أخبرتنا عائشة بنت الحسن بن إبراهيم الوركانية، قالت: ثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن...... (2) إملاء، نا عبد الرّحمن بن داود، نا محمّد بن يزيد بن عبد الوارث، ثنا يحيى بن صالح، نا سليمان بن عطاء، نا مسلمة بن عبد اللّه الجهني، عن عمه أبي مشجعة، عن أبي الدرداء قال: ما دعي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إلى لحم إلاّ أجاب، و لا أهدي له إلا قبله[13571].

[قال ابن عساكر:] (3) الصواب أبو مسلمة.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر البيهقي (4)،أنا أبو نصر بن قتادة، أنا أبو عمرو (5) بن مطر، أنا جعفر بن محمّد بن الحسن بن المستفاض الفريابي، حدّثني أبو وهب الوليد بن عبد الملك بن عبد اللّه بن مسرح الحراني، نا سليمان بن عطاء القرشي الحراني (6)،عن مسلمة بن عبد اللّه الجهني، قال [عن عمه أبي مشجعة عن ابن زمل الجهني قال] (7):

ص: 226


1- رواه ابن حجر في الإصابة 191/4.
2- غير مقروءة بالأصل و رسمها:«ادرحشينش».
3- زيادة منا.
4- رواه أبو بكر البيهقي في دلائل النبوة 36/7 و ما بعدها.
5- في دلائل النبوة: أبو عمر بن مطر.
6- ترجم له البخاري في التاريخ الكبير 28/2/2 و تهذيب التهذيب 211/4.
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك لتقويم السند عن دلائل النبوة.

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إذا صلّى الصبح قال و هو ثاني (1) رجله (2):«سبحان اللّه و بحمده، و أستغفر اللّه إنّ اللّه كان توابا» سبعين مرة، ثم يقول سبعين، بسبع مائة،«لا خير فيمن كانت ذنوبه في يوم واحد أكثر من سبع مائة» ثم يقول ذلك مرتين، ثم يستقبل الناس بوجهه و كان تعجبه الرؤيا ثم يقول:«هل رأى أحد منكم شيئا؟» قال ابن زمل: فقلت: أنا يا نبي اللّه قال:

«خير تلقاه، و شرّ توقاه، و خير لنا، و شر على أعدائنا، و الحمد للّه رب العالمين، اقصص (3)» فقلت: رأيت جميع الناس على طريق رحب سهل لاحب و الناس على الجادة منطلقين، فبينا هم كذلك إذ أشفى ذلك الطريق على مرج لم تر عيني مثله يرف رفيفا يقطر ماؤه فيه من أنواع الكلأ. قال فكأني بالرعلة الأولى حين أشفوا على المرج كبروا ثم أكبوا رواحلهم في الطريق، فلم يظلموه يمينا و لا شمالا، قال: فكأني انظر إليهم منطلقين ثم جاءت الرعلة الثانية و هم أكثر منهم أضعافا فلما أشفوا على المرج كبروا ثم أكبوا رواحلهم في الطريق، فمنهم المرتع و فيهم الآخذ الضغث و مضوا على ذلك، قال: ثم قدم عظم الناس فلمّا أشفوا على المرج كبروا و قالوا: يا هذا خير (4) المنزل كأني انظر إليهم يميلون يمينا و شمالا، فلمّا رأيت ذلك لزمت الطريق حتى أتى أقصى المرج، فإذا أنا بك يا رسول اللّه على منبر فيه سبع درجات و أنت في أعلاها درجة و إذا عن يمينك رجل آدم شعث (5) أقنى، إذا هو تكلم يسمو فيفرع الرجال طولا، و إذا عن يسارك رجل ربعة تارّ (6) أحمر كثير خيلان الوجه، كأنما حمم شعره بالماء إذا هو تكلم أصغيتم له إكراما له و إذا أمامكم رجل شيخ أشبه الناس بك خلقا و وجها كلكم تؤمونه تريدونه و إذا أمام ذلك ناقة عجفاء شارف، فإذا أنت يا رسول اللّه كأنك تبعتها (7).قال فانتقع لون رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ساعة، ثم سري عنه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«أما ما رأيت من الطريق السهل الرحب اللاحب فذاك ما حملتكم عليه من الهدى، و أنتم عليه، و أما المرج الذي رأيت فالدنيا و غضارة عيشها مضيت أنا و أصحابي لم نتعلق منها و لم تتعلق منا،

ص: 227


1- كذا بالأصل.
2- كذا، و في مختصر ابن منظور:«رجليه» و مثله في دلائل النبوة.
3- في دلائل النبوة: اقصص رؤياك.
4- بالأصل:«حين» و المثبت عن دلائل النبوة.
5- غير واضحة بالأصل و رسمها:«؟؟؟» و في مختصر ابن منظور:«شتل» و المثبت عن دلائل النبوة.
6- التار: الممتلئ البدن.
7- في دلائل النبوة: تبعثها.

و لم نردها و لم تردنا، ثم جاءت الرعلة الثانية من بعدنا و هم أكبر منا أضعافا فمنهم المرتع و منهم الآخذ الضغث، و نجوا (1) على ذلك ثم جاء معظم الناس، فمالوا في المرج يمينا و شمالا فإنا للّه و إنا إليه راجعون. و أما أنت فمضيت على طريقة صالحة فلن تزل عليها حتى تلقاني، و أما المنبر الذي رأيت فيه سبع درجات و أنا في أعلاها درجة فالدنيا سبعة آلاف سنة أنا في آخرها ألفا، و أما الرجل الذي رأيت على يميني الآدم الشثل (2) فذلك موسى عليه السّلام إذا تكلم يعلو الرجال بفضل كلام اللّه إياه، و الذي رأيت عن يساري التار الربعة الكثير خيلان الوجه كأنما حمم شعره بالماء فذاك عيسى بن مريم نكرمه لإكرام اللّه إياه، و أما الشيخ الذي رأيت أشبه الناس بي خلقا و وجها فذلك أبونا إبراهيم كلنا نؤمه و نقتدي به، و أما الناقة التي رأيت و رأيتني أبعثها فهي الساعة علينا تقوم لا نبي بعدي، و لا أمة بعد أمتي». قال: فما سأل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عن رؤيا بعد هذا إلاّ أن يجيء الرجل فيحدثه بها متبرعا[13572].

كتب إليّ عبد القادر بن محمّد، أنبأ إبراهيم بن عمر البرمكي.

ح و حدّثنا أبو المعمر الأنصاري، أنا المبارك بن عبد الجبار، أنبأ علي بن عمر بن الحسن، و إبراهيم بن عمر البرمكي.

قالا: أنا أبو عمر بن حيويه، أنبأ عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد قال أبو محمّد عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة قال:

أما قوله: على طريق رحب، فالرحب: الواسع، و منه يقال: رحبت بلادك أي اتسعت، و منه يقال مرحبا: قال الأصمعي في قول الناس: مرحبا أتيت رحبا أي سعة، و قولهم أهلا أي أنت أهلا لا غربا فأنس و لا تستوحش، و سهلا أي أتيت سهلا لا حربا، و هو في مذهب الدعاء كما تقول لقيت خيرا.

و أما اللاحب: فالطريق المنقاد الذي لا ينقطع قال امرؤ القيس (3):

على لاحب لا يهتدي بمناره *** إذا سافه (4) العود النّباطي (5) جرجرا (6)

ص: 228


1- في دلائل النبوة: و لجوا.
2- الشثل: الغليظ المكتنز اللحم.
3- البيت في ديوانه ص 95 (ط : صادر - بيروت).
4- بالأصل: ساقه، و المثبت عن الديوان.
5- رسمها بالأصل:«؟؟؟» و المثبت عن الديوان، و النباطي الضخم، و النباطي: نسبة إلى النبط و هم قوم كانوا ينزلون بالبطائح بين العراقين.
6- بالأصل: حرحرا، و المثبت: جرجرا، عن الديوان.

قوله: لا يهتدي بمناره أي ليس له ثمّ منار يهتدي به. و سافه: شمه و العود: الجمل المسنّ ، و جرجر: رغا، و إنما يرغو لمعرفته بطوله، و هذا مثل قول لبيد (1):

ترزم الشارف من عرفانه *** كلما لاح بنجد و احتفل (2)

و قوله: يرف رفيفا؛ يقال ذلك للشيء إذا كثر (3) ماؤه من النعمة و الغضاضة حتى يكاد يهتز، قال بعض الرجاز:

يا لك من غيث ترف بقله

حدّثني السجستاني عن الأصمعي قال: حدّثني أبو بكر العمري عن الأعين العبري و كان من أهل البصرة، أن نوفل بن أبي عقرب الكناني حدّثني ؟؟؟ (4)...... (5) قال:

و أحسبه أبا نوفل بن أبي عقرب بن عو - ح (6) سقط ... (7) حتى لم يبق له حالا، فقال: فسد لساني و طعامي و خشيت أن يطول العمر قال: فدعوت اللّه فخرج يزف قال: فلقد عاد من أحسن أهل البصرة..... (8) و فيه لغة أخرى ورف يرف وريفا (9).قال ذو الرمة يصف زماما: (10)

و أحوى كأيم الضال أطرق بعد ما *** حبا تحت فينان من الظل وارف (11)

و الأيم: الحية، شبه الزمام به.

و قوله: فكأني بالرعلة، يقال للقطعة من الفرسان رعلة. و يقال لجماعة الخيل: رعيل.

و قوله: أشفوا على المرج يريد أشرفوا. و لا يكاد يقال: أشفى إلاّ على الشر، و كذلك هو على شفى حدى أكثر ما يستعمل في الشر. و قوله: أكبوا رواحلهم، هكذا يحدث و إنما

ص: 229


1- البيت في ديوانه ص 143 (ط : صادر - بيروت).
2- قوله: ترزم يعني تصوت و تحن. و الشارف: الناقة المسنة و احتفل: استبان و كثرت آثاره.
3- رسمها بالأصل:«ادر» و المثبت عن مختصر ابن منظور.
4- كذا رسمها بالأصل.
5- كلمة غير واضحة و نميل إلى قراءتها:«هاكدي».
6- كذا.
7- كلمة غير مقروءة بالأصل و رسمها:«موه».
8- كلمة غير مقروءة بالأصل.
9- راجع تاج العروس (ورف) طبعة دار الفكر.
10- البيت في ديوان ذي الرمة ص 382 رقم 29 و في تاج العروس (ورف) بدون نسبة.
11- وارف نعت لفينان، و الفينان الطويل.

هو: كبوا رواحلهم. يقال: كببت الإناء إذا قلبته، و كبه اللّه لوجهه - بغير ألف - قال اللّه عز و جل: فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النّٰارِ (1)يقال: أكب على وجهه. قال أبو عمر: يقال كببت الرجل على وجهه و أكببته أنا على عملي لا.... (2)قال اللّه عز و جل: فَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلىٰ وَجْهِهِ (3)،و معنى قوله: كبوا رواحلهم أي الزموها الطريق كما نكب رجلا على العمل فيكب، و يقال: كببت الجزور إذا عقرته (4)فقال الشاعر:

يكبون العشار لمن أتاهم *** إذا لم تسكت الماء به الوليد

يريدون أنهم يعقرون الإبل لمن أتاهم في حدث الزمان، إذا لم يكن في مائه من الإبل ما يعلل به صبي.

و قوله: فمنهم المرتع، يقال: رتعت الإبل إذا رعت، و أرتع الرجل: إذا خلّى الركاب ترعى، و منه قوله جل و عز: يَرْتَعْ وَ يَلْعَبْ (5)و المدنيون يقرءونه يَرْتَعْ بكسر العين، كأنه مفتعل من رعيت أي يحفظ بعضنا بعضا.

و قوله: و منهم الآخذ الضغث. الضغث: الحزمة تجمعها من الخلاء و من العيدان، قال اللّه جل و عزّ: وَ خُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ وَ لاٰ تَحْنَثْ (6) و أراد أن الفرقة الثانية نالت من الدنيا و أن الأولى لم تنل شيئا. لزموا الطريق فلم يظلموه، أي يعدلوا عنه، و أصل الظلم وضع الشيء غير موضعه، و منه يقال: من أشبه أباه فما ظلم، أي ما وضع الشبه غير موضعه، و منه ظلم السقاء و هو أن يشربه قبل أن يدرك، قال الشاعر:

و قائلة ظلمت لكم سقائي *** و هل يخفى على العكد الظليم

و العكد جمع عكدة و هي أصل اللسان، و الظليم: المظلوم، فعيل بمعنى مفعول، تقول: لا يخفى مذاقه ما شرب من اللبن قبل الإدراك. و قوله في الفرقة الثالثة: و قالوا: هذا حين المنزل، يريد أنهم ركنوا إلى ما في المرج من الرعي و أوطنوه، و تخلفوا عن الفرقتين المتقدمتين.

ص: 230


1- سورة النمل، الآية:90.
2- كلمة غير واضحة بالأصل.
3- سورة الملك، الآية:22.
4- تقرأ بالأصل: إذا عقل به، و المثبت عن المختصر.
5- سورة يوسف، الآية:12.
6- سورة ص، الآية:44.

و قوله: إذا تكلم.... (1) يريد أنه يعلو برأسه و يديه إذا تكلم، و يقال: فلان شام بنفسه و هو يسمو إلى العالي أي يتطاول إليها. و قوله: يكاد يفرع الرجال: أي يطولهم، يقال:

فرعت القوم أفرعهم فرعا، و منه سميت المرأة فارعة.

و قوله: ربعة تارّ. قال أبو زيد: التارّ الممتلئ العظيم يقال: ترّ يترّ ترارة، و أنشد:

و نصبح بالغداة أترّ شيء *** و نمسي بالعشي طلنفحينا (2)

الطلنفح: الخالي الجوف، و يقال: إنه الكال المعيي، و الناقة الشارف هي المسنة من النوق، و لا يقال: للذكر شارف، و كذلك الناب من النوق و هي المسنة، و يقال للذكر ناب.

و قوله: فانتقع لون رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أي تغيّر، يقال: انتقع لونه و امتقع فاهتقع و ابتقع كل هذا إذا تغير من حزن أو فزع، و اللغة العالية: امتقع.

و قوله: ثم سرّي عنه أي كشف ذلك عنه، و أحسبه مأخوذا من قوله: سررت النوبة عنه أي نزعته، فأنا أسروه.

أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن (3) رحمه اللّه قال:

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه السلمي، إذنا و مناولة، و قرأ علي إسناده، أنا محمّد ابن الحسين، أنا المعافى بن زكريا القاضي (4)،نا محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن الحارث أبو النضر العقيلي، نا أبو إسحاق طلحة بن عبد اللّه بن محمّد الطلحي النديم، ثنا أبو بكر أحمد ابن معاوية بن بكر الباهلي قال: سمعت أبا عبيد اللّه محمّد بن سليمان بن عطاء بن قيس يقول: حدّثني أبي سليمان بن عطاء، عن مسلمة بن عبد اللّه الجهني عن عمه أبي مشجعة بن ربعي قال:

لما قدم عمر بن الخطاب الجابية لفرض الخراج، و ذلك بعد وقعة اليرموك، قال:

فشهدته (5) دعا بكرسي من كراسي الكنيسة فقام عليه فقال: إن نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قام فينا فقال:«أيها

ص: 231


1- كلمة غير واضحة بالأصل.
2- البيت في تاج العروس «ترر» طبعة دار الفكر و لم ينسبه.
3- تحرفت بالأصل: الحسين.
4- رواه القاضي المعافى بن زكريا الجريري في الجليس الصالح الكافي 306/3 و ما بعدها.
5- بالأصل: فشهدت، و المثبت عن الجليس الصالح.

الناس [أكرموا الناس] (1) إن خياركم أصحابي، ثم الذين يلونهم ألا ثم الذين يلونهم، ألا ثم يظهر الكذب و يكثر الحلف حتى يحلف الرجل و إن لم يستحلف، و يشهد و إن لم يستشهد، ألا فمن أراد بحبوحة الجنة فعليه بالجماعة، يد ربّكم على الجماعة، ألا و إن الشيطان ذئب بني آدم، فهو مع الواحد و هو من الاثنين أبعد، ألا لا يخلونّ رجل بامرأة لا تحلّ له إلاّ كان الشيطان ثالثهما، ألا و من ساءته سيئاته و سرته حسناته فهو مؤمن» قمت فيكم بقدر ما قام به النبي صلى اللّه عليه و سلّم فينا.

ثم ارتحل حتى نزل أذرعات (2) و قد ولّى على الشام يزيد بن أبي سفيان، فدعا بغدائه، فلما فرغ من الثريد، وضعت بين يديه قصعة أخرى، فصاح و قال: ما هذا؟ فأرسل يزيد إلى معاوية و كان صاحب أمره، فقال معاوية: ما الذي أنكرت يا أمير المؤمنين ؟ قال: ما بالي توضع بين يدي قصعة ثم ترفع و توضع أخرى ؟ قال: يا أمير المؤمنين إنك هبطت أرضا كثيرة الأطعمة فخفت عليك و خامتها، فأشر إلى أيّها شئت حتى ألزمكه، فأشار إلى الثريد، فقال قسطنطين لمعاوية: جاد ما خرجت منها.

فلما فرغ من غدائه قام قسطنطين - و هو صاحب بصرى - بين يديه فقال: يا أمير المؤمنين إن أبا عبيدة قد فرض عليّ الخراج، فاكتب لي به، فأنكر عمر ذلك، و قال: و ما فرض عليك ؟ قال: فرض عليّ أربعة دراهم و عباءة على كل جلجلة - يعني الجماجم - فقال عمر لأبي عبيدة: ما يقول هذا؟ قال: كذب، و لكني كنت صالحته على ما ذكر ليستمتع به المسلمون في شتائهم هذا، ثم تقدم أنت فتكون الذي يفرض عليهم الخراج، فقال له عمر:

أبو عبيدة أصدق عندنا منك، فقال قسطنطين: صدق أبو عبيدة، و كذبت أنا، قال: فويحك ما أردت بمقالتك ؟ قال: أردت أن أخدعك، و لكن افرض عليّ يا أمير المؤمنين، أنت علينا (3)الآن قال: فجاثاه الفتى (4) مجاثاة الخصم عامّة النهار، ففرض على الغني ثمانية و أربعين [درهما] (5)،و على الوسط أربعة و عشرين، و على المفلس المدقع اثني عشر، و شرط عليهم عمر أن يشاطرهم منازلهم و ينزل فيها المسلمون، و على أن لا يضربوا بناقوس، و لا يرفعوا

ص: 232


1- الزيادة عن الجليس الصالح.
2- أذرعات: بلد في أطراف الشام يجاور أرض البلقاء و عمان (معجم البلدان).
3- تقرأ بالأصل:«عفا» و المثبت عن مختصر ابن منظور، و سقطت الكلمة من الجليس الصالح.
4- في الجليس الصالح: النبطي.
5- زيادة عن الجليس الصالح للإيضاح.

صليبا إلاّ في جوف كنيسة، و على أن لا يحدثوا إلاّ ما في أيديهم، و على أن لا يقروا خنزيرا بين أظهر المسلمين، و على أن يقروا ضيفهم يوما و ليلة، و على أن يحملوا راجلهم من رستاق إلى رستاق، و على أن يناصحوهم و لا يغشوهم، و على أن لا يمالئوا عليهم عدوا، فمن وفى لنا وفينا له، و منعناه مما نمنع منه نساءنا و أبناءنا، و من انتهك شيئا من ذلك استحللنا بذلك سفك دمه، و سباء أهله و ماله.

فقال قسطنطين: يا أمير المؤمنين اكتب لي كتابا، قال: نعم، ثم ذكر عمر فقال: إنّي أستثني عليك معرة الجيش (1) فقال له النبطي: لك ثنياك، و قبّح اللّه من أقالك، فلمّا فرغ قال له قسطنطين: يا أمير المؤمنين، قم في الناس فأعلمهم كتابك لي ليتناهوا عن ظلمنا و الفساد علينا، فقام عمر فخطب خطبة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فلمّا بلغ:«من يهده اللّه فلا مضل له، و من يضلل فلا هادي له» قال النبطي: إنّ اللّه لا يضلّ أحدا، فقال عمر: ما يقول ؟ فقالوا: يا أمير المؤمنين شيئا تكلم به، فعاد عمر في الخطبة، ثم أعاد النبطي المقالة، فقال: أخبروني ما يقول، قالوا:«إنه يقول: إنّ اللّه لا يضلّ أحدا، فقال عمر: و الذي نفسي بيده لئن عدت لأضربنّ الذي فيه عيناك، و مضى عمر في خطبته، فلما فرغ قام قسطنطين فقال: يا أمير المؤمنين لي إليك حاجة، فاقضها لي، فإنّ لي عليك حقا، قال: و ما حقّك علينا؟ قال: إنّي أول من أقرّ لك بالصغار، قال: و ما حاجتك ؟ إن كان لك فيها منفعة، فعلنا. قال: تغدى عندي أنت و أصحابك، قال: ويحك إن ذلك (2) يضرك، قال: و لكنها مكرمة و شرف أناله، قال: فانطلق حتى نأتيك، قال: فانطلق فهيّأ في كنيسة بصرى و نجّدها و هيّأ فيها الأطعمة و قباب الخبيص و كانونا عليه المجمر، فلما جاء عمر و أصحابه نزلوا في بعض البيادر، ثم خرج يمشي و معه الناس و النبطي بين يديه، ثم بدا لعمر فقال: لا يتبعني أحد، و مضى هو و النبطي، فلما أن دخل الكنيسة إذا هو بالستور و البسط و قباب الخبيص (3) و المجمر، فقال عمر للنبطي: ويلك لو نظر من خلفي إلى ما هنا لفسدت عليّ قلوبهم، اهتك ما أرى. قال:

يا أمير المؤمنين إنّي أحب أن تنظروا إلى نعمة اللّه تعالى عليّ ، قال: إن أردت أن نأكل طعامك فاصنع ما آمرك [به] (4)،فهتك الستور، و نزع البسط ، و أخرج عنه المجمر، ثم قال: اخرج

ص: 233


1- معرة الجيش هو نزولهم بقوم فيأكلون من زروعهم شيئا بغير علم. و تحرفت بالأصل إلى:«الحبس».
2- بالأصل:«أ ذلك» و المثبت:«إن ذلك» عن الجليس الصالح.
3- الخبيص: المعمول من التمر و السمن، و الخبيص: الحلواء.
4- زيادة عن الجليس الصالح.

إلى رحالنا، فائتني بأنطاع، فأخذها عمر فبسطها في الكنيسة، ثم عمد إلى ذلك الخبيص، و ما كان هيّأ، فعكس بعضه على بعض و قال له: أ عندك شيء آخر؟ قال: نعم، عندنا بقل و شواء، قال: ائتني به، قال: فأخذه، فخلط الشواء بالخبيص بعضه على بعض و جعل يحمل بين يديه و يجعله على الأنطاع.

قال طلحة: فأخبرنا أحمد بن معاوية قال: فأمليت هذا الحديث على رجل من أصحاب الحديث، فزادني فيه، فقال النبطي: يا أمير المؤمنين، إنّ هذا الطعام لا يؤكل هكذا، قال:

فقال عمر: ويل لك و لأصحابك، إذا جاء من يحسن يأكل هذا، ثم قال: ادع الناس، فجاءوا فجثوا على ركبهم، فأقبلوا يأكلون، فربما وقعت اللقمة من الخبيص في فم الرجل، فيقول:

إنّ هذا طعام ما رأيناه، فيقول عمر: ويلك أ ما تسمع ؟ كيف لو رأوا ما رأيت ؟ فلما فرغوا قال النبطي لمعاوية: إنّ الأحبار و الرهبان قد اجتمعوا، و هم يريدون أن ينظروا إلى أمير المؤمنين، و إنما عليه أخلاق وسخة، فهل لك أن تخدعه حتى ينزعها و يلبس ثيابا حتى يقضي جمعته. فقال له معاوية: أما أنا فلا أدخل في هذا بعد إذ نجوت منه أمس، فقال له النبطي: يا أمير المؤمنين، ثيابك قد اتسخت، فإن رأيت أن تعطيناها حتى نغسلها و نرمّها (1)،قال: نعم، فغسل الثياب و تركها في الماء، ثم هيّأ له قميصا مرويا (2) و رداء قصبا (3)،فلما حضرت الجمعة قال له عمر: ائتني بثيابي، فقال له: يا أمير المؤمنين، ما جفّت، نعيرك ثوبين حتى تقضي جمعتك، فقال: أريني، فلمّا نظر إلى القميص قال: ويحك كأنّما رفي هذا رفوا. أغربهما عني، و ائتني بثيابي، فجاء بها تقطر، فجعل يتناولها، و جعل النبطي يأخذ بطرف الثوب و عمر بالطرف الآخر و يعصرها، ثم دعا بكرسي من كراسي الكنيسة، فقام عليه يخطب الناس، و يمسح ثيابه و يمددها. قال: فسأله أي شيء كانت ثيابه ؟ قال: غزل كتان، قال: فجاءت الرهبان، فقاموا وراء الناس و عليهم البرانس (4) تبرق بريقا و معهم العصي فيها تفاح الفضة، و معهم المواكب، فلمّا نظروا إلى هيئته قالوا: أنتم الرهبان، لا و اللّه و لكن هذه الرهبانية، ما أنتم عنده إلاّ ملوك.

ص: 234


1- يعني نصلحها.
2- منسوب إلى مرو.
3- القصب: ثياب تتخذ من كتان، و تكون رقاق ناعمة.
4- البرانس واحدها برنس، و هو قلنسوة طويلة، لبسوها في صدر الإسلام، خاصة النساك.

ثم ارتحل عمر حتى أتى دمشق، فشاطرهم منازلهم و كنائسهم، و جعل يأخذ الحيّز القبلي من الكنيسة لمسجد المسلمين لأنها أنظف و أطهر، و جعل يأخذ هو بطرف الجبل، و يأخذ النبطي بطرف الحبل حتى شاطرهم منازلهم، قال: فربما أزحف فأخذ الحبل منه فأعقبه، ففرغ عمر من دمشق و حمص و بعث أبا عبيدة إلى قنّسرين و حلب و منبج ففعل بها كما فعل عمر، و رجع عمر من حمص إلى المدينة.

قال: فلما نزل أبو عبيدة منبج بعث عياض بن غنم في عشرين فارسا، فأتى الرها و قد اجتمع أهل الجزيرة من الأنباط ، فأتاها ابن غنم فوقف عند بابها الشرقي على فرس أحمر محذوف، فأخبرنا أحمد بن معاوية، عن محمّد بن سليمان بن عطاء قال: حدّثني أبي عن جدي، عن من سمع عياضا و هو يدعوهم إلى الإسلام، فأبوا عليه، فعرض عليهم الجزية، فأقرّوا، و قد عرفوا شرط عمر بن الخطاب على أهل الشام، فقالوا: نقرّ على أن نشترط قال:

نعم، فاشترطوا و اشترط ، فاشترطوا كنائسهم التي في أيديهم على أن يؤدوا (1) خراجها و ما لجأ إليها من طائر، و صلمهم التي في كنيستهم قال محمّد بن سليمان بن عطاء الصلم الخشبة التي يزعمون أن عيسى بن مريم صلب عليها، لم يقل صلبهم و سور مدينتهم. قال عياض:

فإنّي أشترط أنا أيضا، فاشترط عليهم أن يشاطرهم منازلهم و ينزل فيها المسلمون، و على أن لا يحدثوا كنيسة إلاّ ما في أيديهم، و على أن لا يرفعوا صليبا و لا يضربوا بناقوس إلاّ في جوف كنيسة، و أن يقروا ضيف المسلمين يوما و ليلة، و على أن يحملوا راجل المسلمين من رستاق إلى رستاق، و على أن لا يعمروا خنزيرا بين ظهراني المسلمين، و على أن يناصحوا المسلمين و لا يغشوهم، و لا يمالئوا عليهم عدوا، فمن وفى لنا وفينا له، و منعناه مما نمنع منه نساءنا و أبناءنا، و من انتهك شيئا من ذلك استحللنا سفك دمه و سباء أهله، و ماله، فقالوا:

اكتب بيننا و بينك كتابا، فتورّك عياض على فرسه، فلما فرغ قالوا: اشهد لنا، قال: فكتب:

شهد اللّه و ملائكته، و كفى باللّه شهيدا، و دفع الكتاب إليهم، فدخل في شرطهم جميع أهل الجزيرة، و أما الأرض ففيء المسلمين (2) و أنتم عمالهم فيها.

قال القاضي (3):قوله فمن أراد بحبوحة الجنة يعني فضاءها و سعتها كما قال جرير:

ص: 235


1- تقرأ بالأصل: يفردوا، و المثبت عن الجليس الصالح.
2- في الجليس الصالح: نهي للمسلمين.
3- يعني المعافى بن زكريا الجريري.

قومي تميم هم القوم الذين هم *** ينفون تغلب عن بحبوحة الدار

و في هذا الخبر أن عمر بن الخطاب جعل أهل الجزية طبقات، ففرض على أغنيائهم مقدارا من الجزية و على المتوسط منهم مقدارا متوسطا بين ما فرضه على أعلاهم طبقة، و ما جعله على أدونهم في الوجد منزلة، و ظهر ذلك من فعله و استفاض في الصحابة فلم يظهر من أحد منهم إنكار له و لا مخالفة فيه، ثم تلاه في ذلك أهل العلم بالدين في جميع أمصار المسلمين، و بهذا نقول، و كان الشافعي يرى أن لا نتجاوز في قدر الجزية دينارا أو عدله، و استقصاء الكلام و الحجاج في هذا يطول، و هو مرسوم في مواضعه من كتبنا في الفقه.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قراءة، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتاب، أنا أحمد بن عمير، إجازة.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهاب، أنبأ أحمد بن عمير، قراءة، قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الثالثة: عمّ مسلمة بن عبد اللّه الجهني: أبو مشجعة (1).

8841 - أبو المصبّح المقرائي الأوزاعي

8841 - أبو المصبّح المقرائي (2) الأوزاعي (3)

ذكر أبو حاتم بن حبان أنه دمشقي، و الصحيح أنه حمصي.

حدّث عن جابر بن عبد اللّه، و شرحبيل بن السمط ، و أبي زهير يحيى بن نفير النميري، و كعب الأحبار، و ثوبان.

روى عنه عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و حصين بن حرملة المهري، و أبو بكر بن حفص بن عمر بن سعد بن أبي وقاص الزهري، و أمية بن يزيد بن أبي عثمان القرشي، و نسبه إلى حمص، و الأوزاعي، و موسى بن يسار الأزدي (4).

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ يوسف بن الحسن، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، ثنا.

ص: 236


1- تهذيب الكمال 40/22.
2- المقرائي: بفتح الميم و الراء بينهما قاف ثم همزة قبل ياء النسبة كما في تقريب التهذيب.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 40/22 و تهذيب التهذيب 460/6 و الجرح و التعديل 445/9.
4- في تهذيب الكمال: الشامي.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن فورك، أنا عبد اللّه بن جعفر بن أحمد، نا يونس بن حبيب، نا أبو داود، نا عبد اللّه بن المبارك، نا عيينة بن حكيم، عن حرملة، عن أبي المصبّح الحمصي، قال:

كنا نسير في صائفة و على الناس مالك بن عبد اللّه الخثعمي، فأتى على جابر بن عبد اللّه و هو يمشي يقود بغلا له، فقال له: أ لا تركب و قد حملك اللّه ؟ فقال جابر: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«من اغبرت قدماه في سبيل اللّه حرّمهما اللّه على النار» أصلح لي دابتي، و أستغني عن قومي فوثبت الناس عن دوابّهم، فما رأيت نازلا أكثر من يومئذ[13573].

كذا قال.

و أخبرناه على الصواب عاليا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا إبراهيم بن محمّد بن الفتح المصيصي، ثنا محمّد بن سفيان بن موسى، نا أبو عثمان سعيد بن رحمة بن نعيم قال: سمعت ابن المبارك، عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، حدّثني أبو مصبح قال:

غزونا مع مالك بن عبد اللّه الخثعمي أرض الروم فسبق رجل الناس، ثم نزل يمشي و يقود دابته فقال مالك: يا أبا عبد اللّه أ لا تركب ؟ فقال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«من اغبرّت قدماه في سبيل اللّه ساعة من نهار فهما حرام على النار» و أصلح دابتي لتغنني عن قومي، قال أبو مصبح: فنزل الناس، فلم أر نازلا قط أكثر من يومئذ[13574].

قال: و سمعت عبد اللّه بن المبارك عن عتبة بن أبي حكيم، حدّثني حصين بن حرملة المهري، حدّثني أبو مصبح الحمصي، قال:

بينا نحن نسير بأرض الروم في صائفة عليها مالك بن عبد اللّه الخثعمي إذ مرّ مالك بجابر (1) بن عبد اللّه، و هو يمشي يقود بغلا له، فقال له مالك: أي أبا عبد اللّه اركب فقد حملك اللّه، فقال جابر: أصلح دابتي و أستغني عن قومي، و سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:

«من اغبرّت قدماه في سبيل اللّه حرّمه اللّه على النار» فأعجب مالكا قوله حتى إذا كان حيث يسمعه الصوت ناداه بأعلى صوته: أي أبا عبد اللّه اركب فقد حملك اللّه، فعرف جابر الذي أراد: فأجاب، فرفع صوته فقال: أصلح دابتي و أستغني عن قومي، و سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم

ص: 237


1- رسمها بالأصل:«لحامر» و فوقها ضبة.

يقول:«من اغبرّت قدماه في سبيل اللّه حرمه اللّه على النار» فتواثب الناس عن دوابّهم فما رأينا أكثر ماشيا منه[13575].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس الأصم، أنا العباس بن الوليد بن مزيد (1) البيروتي (2)،أخبرني أبي، نا الأوزاعي، حدّثني أبو مصبح قال:

قيل لأبي عبد اللّه بأرض الروم: يا أبا عبد اللّه أ لا تركب ؟ فقال: إني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«من اغبرّت قدماه في سبيل اللّه حرمهما اللّه على النار» قال: و أصلح دابتي، و أستغني عن عشيرتي، قال: فما رئي (3) يوما أكثر ماشيا منه[13576].

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، ثنا محمّد بن حميد، نا جرير، عن منصور، عن أبي بكر بن حفص بن سعد، عن أبي مصبح، عن شرحبيل بن السمط ، عن عبادة بن الصامت، قال:

دخلنا على عبد اللّه بن رواحة نعوده فأغمي عليه، فقال: يرحمك اللّه، إن كنا لنرجو لك الشهادة، و إن كنت لتحب أن تموت على غير هذا، فدخل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و نحن نذكر هذا قال:«ففيم تعدون الشهادة ؟» فأزمّ القوم، و تحرك عبد اللّه بن رواحة، فقال: أ لا تجيبون رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ؟ ثم أجابه هو فقال: نعد الشهادة القتل في سبيل اللّه، قال:«إنّ شهداء أمتي إذا لقليل، القتل شهادة، و البطن شهادة، و الطاعون شهادة، و الغرق (4)،و النفساء يقتلها ولدها جمعا (5) شهادة»[13577].

أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنا أبو الحسن علي بن محمّد البحّاثي (6)،أنبأ علي بن أحمد المروزي، أنا أبو حاتم البستي قال: المقراء قرية بدمشق و النهراء سكة بالفسطاط قاله الشيخ.

ص: 238


1- تحرفت بالأصل إلى: مرثد.
2- تحرفت بالأصل إلى: السروي.
3- بالأصل: رأى.
4- تقرأ بالأصل:«و الغزو» و المثبت عن مختصر ابن منظور.
5- يعني المرأة التي ماتت و ولدها في بطنها، ماخضا كانت أو غير ماخض.
6- بدون إعجام بالأصل.

أنبأنا أبو الحسين (1) الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي، إجازة.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنبأ علي.

قالا: أنا أبو محمّد (2)،قال:

أبو المصبح الأوزاعي الحمصي، روى عن جابر بن عبد اللّه، و ثوبان، و مالك بن عبد اللّه الخثعمي، روى عنه ابن جابر، و حصين بن حرملة، و أمية بن يزيد، سمعت أبي يقول ذلك.

سئل أبو زرعة عن أبي المصبح فقال: ثقة،[حمصي] (3) لا أعرف له اسم.

أخبرنا أبو طالب الحسين بن محمّد، إذنا.

و أخبرنا عمي رحمه اللّه قال: حمصي.

أخبرنا الحسين بن محمّد، قراءة، أنبأ علي بن المحسن التنوخي، أنا محمّد بن المظفر، أنا بكر بن أحمد بن حفص، نا أحمد بن محمّد بن عيسى قال: و أبو المصبح المقرائي حدّث عن كعب أيضا.

أنبأنا أبو جعفر، أنا الصفار، أنا ابن منجويه، أنا أبو أحمد قال: أبو المصبح الأوزاعي الحمصي، سمع جابر بن عبد اللّه السلمي، و مالك بن عبد اللّه الخثعمي و ثوبان مولى النبي صلى اللّه عليه و سلّم، روى عنه عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر الأزدي، و حصين بن حرملة المهري.

8842 - أبو مصعب مولى بني يزيد

حكى عن واثلة بن الأسقع.

روى عنه الأوزاعي، و الوليد بن مسلم.

أنبأنا أبو محمّد بن حمزة، عن عبد الرحيم بن أحمد البخاري، أنا عبد الرحمن بن عمر بن النحاس، قال: قرئ على أبي الحسن علي بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبي مطر الإسكندراني، نا محمّد بن عبد اللّه بن ميمون البغدادي، نا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي،

ص: 239


1- تحرفت بالأصل إلى: الحسن.
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 445/9.
3- زيادة عن الجرح و التعديل.

حدّثني أبو المصعب قال: كنت أرى واثلة بن الأسقع يتغدى (1) و يتعشى بفناء داره و يدعو الناس إلى طعامه.

كذا في هذه الرواية، و رواه غيره عن الوليد، عن أبي المصعب نفسه.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد، قال: قال الوليد بن مسلم: نا أبو المصعب مولى بني يزيد قال: رأيت واثلة بن الأسقع يتغدى أو يتعشى بفناء منزله و يدعو الناس إلى طعامه.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة، قال في تسمية الأصاغر من أصحاب واثلة: أبو مصعب مولى بني يزيد.

8843 - أبو المعافى العكي

بعثه عمر بن عبد العزيز بما أفاء اللّه على المسلمين إلى أهل فلسطين.

روى عنه الهيثم بن خارجة.

ذكره أبو عمر يوسف بن عبد اللّه بن محمّد بن عبد البر.

8844 - أبو معاوية بن عبد اللّه بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي

8844 - أبو معاوية بن عبد اللّه بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي (2)

و أمه عائشة بنت زبّان بن أنيف بن عبيد بن مصاد بن كعب بن عليم الكلبية.

له ذكر، تقدم ذكره في ترجمة أخيه زياد بن عبد اللّه، و ذكره أيضا أبو المظفر محمّد بن أحمد الأبيوردي.

8845 - أبو معاوية الأسود الزاهد مولى بني أمية

صحب سفيان الثوري، و إبراهيم بن أدهم.

حكى عنه أحمد بن أبي الحواري، و القاسم بن عثمان الجوعي، و محمّد بن إسحاق العكاوي، و أبو بكر عبد الرّحمن بن عفان السرخسي.

ص: 240


1- تحرفت بالأصل إلى:«ببغداد» و المثبت عن مختصر ابن منظور.
2- جمهرة أنساب العرب ص 112، و لم يذكره المصعب في نسب قريش.

و اجتار بأذرعات من عمل دمشق.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد قال: فيمن يعرف بكنيته و لا نقف على اسمه: أبو معاوية الأسود الزاهد.

قوله روى عنه أبو الحسن أحمد بن أبي الحواري الزاهد الدمشقي.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا عبد الرّحمن بن عبيد اللّه الحرفي، أنا أبو بكر النجاد.

و حدّثنا أبو مسعود عبد (1) الجليل بن محمّد بن عبد الواحد الحافظ ، و يعرف بكوتاه (2)إملاء بأصبهان (3)،أنا الإمام أبو الحسن (4) بن رزقويه (5) و هو محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا أحمد بن موسى الحافظ ، أنا أحمد بن سلمان بن الحسن، نا أبو بكر بن أبي الدنيا (6)،نا أبو حاتم الرازي، نا القاسم بن عثمان الدمشقي، قال: قلت ليمان أبي معاوية الأسود العابد:

رأيت إبراهيم بن أدهم ؟ فضحك و قال: و أكبر من إبراهيم. زاد أبو مسعود: بن أدهم - قلت:

من ؟ قال: سفيان الثوري، ثم قال: سمعت أخي سفيان الثوري يقول: ما كان اللّه لينعم على عبد في الدنيا فيفضحه في الآخرة، و حقّ على المنعم أن يتم على من أنعم عليه.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، فيما أرى، و إلاّ فهو لي إجازة، أنا موسى بن عمران، أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، نا خلف بن محمّد بن إسماعيل البخاري، نا صالح بن محمّد الحافظ البغدادي، نا سعيد بن سليمان، حدّثني أبو نعيم النيسابوري، يعني بشار بن قيراط ، و قيراط لقب، و اسمه سليمان بن المرزبان، قال: سمعت فضلا يقول: ما وافى الموسم العام أحد أغبط عندي من أبي معاوية الأسود.

أخبرنا أبو الفتح ناصر بن عبد الرّحمن بن محمّد النجار، نا نصر بن إبراهيم المقدسي، أنا عبيد اللّه بن محمّد بن يوسف المراغي، ثنا عيسى بن عبيد اللّه بن عبد العزيز

ص: 241


1- بالأصل:«محمد الخليل» خطأ. راجع ترجمته في سير الأعلام 329/20.
2- بدون إعجام بالأصل.
3- سقط بالسند.
4- تحرفت بالأصل إلى: الحسين.
5- تقرأ بالأصل: رزاق. تراجع ترجمته في سير الأعلام 258/17.
6- بعدها بالأصل: و هو أبو مسعود حرمي.

الموصلي، نا محمّد بن صلة الحيري، نا نصر بن عبد الملك السنجاري، حدّثني علي بن عبد اللّه، نا مروان بن محمّد، قال: قال الفضل بن عياض: ما وافى الموسم العام عندي أغبط من أبي معاوية يعني الأسود، و كلب ميت يجر برجله أغبط عندي منه يعني أنه يحاسب.

كتب إلي أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أحمد ابن الخضر الشافعي، أنا إبراهيم بن علي الذهلي، قال: سمعت سلمة بن شبيب يقول:

سمعت يحيى بن يحيى يقول: إن كان قد بقي أحد من الأبدال فحسين الجعفي منهم، و أبو معاوية الأسود، و كان يكون بطرسوس.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا الحسين بن الفهم، قال: سمعت يحيى بن معين يقول:

رأيت أبا معاوية الأسود و هو يلتقط الخرق من المزابل، و يغسلها و يلفقها و يلبسها، فقيل له: يا أبا معاوية إنّك تكسى خيرا من هذه. فقال: ما ضرّهم ما أصابهم في الدنيا جبر اللّه لهم بالجنة كلّ مصيبة، فجعل يحيى بن معين يحدث بهذا و يبكي، قال: و غلظ لأبي معاوية رجل في الكلام، و هو لا يعرفه، فقال له أبو معاوية: استغفر اللّه من ذنب سلّطك به علي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، قراءة، أنا أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد بن موسى الحداد، إجازة، أنا علي بن محمّد الكناني، نا عبدان بن عمير المنبجي (1)،و حرفه (2) بن المظفر الأنصاري، و سيدة بنت عبد اللّه بن مرحوم الماحدية، قالوا: حدّثنا أبو بكر محمّد بن داود الدّينوري الدّقّي (3)،نا ابن حبيب قال: استطال رجل على أبي معاوية الأسود و أسمعه سوءا، فقال أبو معاوية: أستغفر اللّه من الذنب الذي علمت حتى سلّطت عليّ .

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد (4)،عن ابن (5) الجنيد، قال: سمعت يحيى ابن معين يقول: كان أبو معاوية الأسود بطرسوس يخرج فيلتقط أسفل جزرة أو شيئا

ص: 242


1- كلمة غير واضحة بالأصل، و نميل إلى قراءتها: المنيحي، و الصواب ما أثبت.
2- كذا رسمها بالأصل و فوقها ضبة.
3- تحرفت بالأصل إلى: الرقي، راجع ترجمته في سير الأعلام 138/16.
4- كذا بالأصل.
5- بالأصل: أبي، راجع ترجمة يحيى بن معين في تهذيب الكمال 220/20 و ذكر من أسماء الرواة عنه إبراهيم بن عبد اللّه بن الجنيد.

مطروحا (1) لقمة أو عددا، فيجمع من هذا ثم يطبخه فيأكله. و كان رجل صدق، و كان يقول:

ما ضرّهم ما أصابهم في الدنيا إذا جبر اللّه لهم بالجنّة كلّ مصيبة.

ثم قال يحيى بن معين: صدق و اللّه، ما ضرّ رجلا اتقى اللّه على ما أصبح و أمسى من أمر الدنيا، و ما الدنيا إلاّ كحلم لقد حججت و أنا ابن أربع و عشرين سنة، خرجت راجلا من بغداد إلى مكة، هذا منذ خمسين سنة (2).

حدّثنا عبد اللّه بن سليمان قال: قال أبو حمزة نصير بن الفرج خادم أبي معاوية، قال:

كان أبو معاوية ذهب بصره، فإذا أراد أن يقرأ نشر المصحف ردّ اللّه عليه بصره، فإذا أطبق المصحف ذهب بصره.

أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا أحمد بن علي المقرئ، يعني الطوسي، أنا هبة اللّه بن الحسن يعني اللاّلكائي، أنا عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد، أنبأ علي ابن أحمد المقرئ، قال: سمعت أبا عثمان سعيد بن السكري قال: سمعت مؤذن غزة و قد ذهب عليّ اسمه قال: حدّثت عن أبي الزاهرية قال:

قدمت طرسوس فدخلت على أبي معاوية الأسود و هو مكفوف البصر، و في منزله مصحف معلّق، فقلت: رحمك اللّه، مصحف و أنت لا تبصر؟ قال: تكتم عليّ يا أخي حتى أموت ؟ قلت: نعم، قال: إنّي إذا أردت أن أقرأ فتح لي بصري.

أخبرنا أبو محمّد طاوس، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا عبد الرّحمن بن عبد اللّه، أنا أبو بكر النجاد، نا ابن أبي الدنيا، نا أبو حاتم الرازي، نا أحمد بن أبي الحواري قال: قلت لأبي معاوية الأسود: يا أبا معاوية ما أعظم النعمة علينا في التوحيد، نسأل اللّه أن لا يسلبناه.

قال: يحق على المنعم أن يتمّ على من أنعم عليه.

قال: و نا أحمد بن أبي الحواري، قال: سمعت محمّد بن إسحاق من أهل عكا قال:

سمعت أبا معاوية الأسود العابد يقول: اللّه أكرم من أن ينعم بنعمة إلاّ أتمها، أو يستعمل بعمل إلاّ قبله.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو

ص: 243


1- بالأصل: شيء مطروح.
2- زيد في مختصر ابن منظور: كأنما كان أمس.

علي بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني أبو بكر بن عفان، قال: سمعت أبا معاوية الأسود يقول: بادر قبل نزول ما تحاذر، قدّم صالح الأعمال، و دع عنك كثرة الأشغال، لا تهتم بأرزاق من تخلّف، فليست أرزاقهم تكلّف.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنبأ أبي أبو عبد اللّه، أنا محمّد بن إبراهيم بن مروان القرشي بدمشق، نا أحمد بن إبراهيم بن بسر (1) القرشي، نا عبد الصّمد بن يزيد البغدادي، أنا أبو بكر عبد الرّحمن بن عفان السرخسي، قال: سمعت أبا معاوية الأسود يقول:

من كانت الدنيا أكبر همّه، طال في القيامة غمه، و من خاف الوعيد لهي في (2) الدنيا عما يريد، و من خاف ما بين يديه، ضاق ذرعه بما في يديه، إن كنت تريد لنفسك الجزيل فلا تنم بالليل، و لا تقيل قدم صالح و دع عنك كثرة الاشتغال و وطّن نفسك للمقال إذا وقفت غدا للسؤال، لا تهتمّنّ لأرزاق من تخلّف فليست أرزاقهم تكلّف، أقبل من الثبت الناصح إذا أتاك بأمر واضح، بادر بادر قبل أن ينزل ما تحاذر، حتى إذا بلغت الحلقوم و أنت في سكرات الموت مغموم و قد انقطع منك إلى أهلك حاجتك و أملك فيما سوى ذلك، ثم قال: أوه من يوم يتغير فيه و يتلجلج فيه لساني و يقلّ فيه زادي، فقلت له: يا أبا معاوية من قال هذا؟ قال:

حكيم من الحكماء، فظننا أنه قال هذا.

أنبأنا أبو علي الحداد، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن، قالا: نا أحمد بن الفضل الباطرقاني، نا عبد اللّه بن محمّد، نا أحمد بن محمّد بن عمر اللنباني (3)،أنا أبي، نا أبو محمّد عبيد بن عبد الواحد بن شريك، نا أبو الحسن أحمد بن أبي الحواري قال: جاء قوم إلى أبي معاوية الأسود، فقالوا: ادع اللّه لنا، فقال: اللهم ارحمني بهم و لا تحرمهم بي.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو الحسين بن بشران، نا أبو علي بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن إدريس، حدّثني أحمد بن أبي الحواري، نا أحمد بن وديع، قال: قال أبو معاوية الأسود: إنّ لكل شيء نتاجا، و نتاج العمل الصالح الحزن، المحزون بأمر اللّه في علوّ من اللّه.

ص: 244


1- تحرفت بالأصل إلى: بشر.
2- بالأصل: من.
3- بدون إعجام بالأصل.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا أحمد بن عباد التميمي، نا أبي، عن موسى بن طريف العابد، قال:

سمعت أبا معاوية الأسود يقول: إنّ لكل شيء بابا، و باب العبادة الحزن، و إنّ المحزون في أمر اللّه في علوّ من اللّه.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، نا أبو عثمان الحناط ، نا أحمد بن أبي الحواري، نا أبو معاوية الأسود، قال: إذا قال الرفيق للرفيق: أين قصعتي فليس برفيق.

أنبأنا أبو طاهر محمّد بن الحسين، عن علي بن محمّد بن أبي الهول، أنا عبد الوهاب ابن علي بن نصر، أنا عبد الواحد بن محمّد بن عثمان البجلي، أنا الحسن بن محمّد بن موسى بن إسحاق الأنصاري، نا ابن أبي الدنيا، نا إبراهيم بن سعيد، حدّثني إبراهيم بن نوح، قال: قال أبو معاوية الأسود: إنّ الرجل ليلقاني بما أحبّ ، فلو حلّ لي أن أسجد له لفعلت.

حدّثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد الحافظ ، إملاء، أنا محمّد بن محمّد بن عبد الوهاب، أنا أبو عبد اللّه الحمال، و هو الحسين بن هاشم بن أبي عبد اللّه، حدّثني نصر بن الفرج بن حمزة، قال: خرج أبو معاوية الأسود من الشام إلى مكة إلى فضيل بن عياض يعزيه بابنه علي، ثم لم يخرج لحج و لا لعمرة.

8846 - أبو معاوية بن أبي محمّد بن عبد اللّه بن يزيد

ابن معاوية بن أبي سفيان بن حرب الأموي

كان يسكن قرية سام (1) من إقليم خولان (2) و كانت لجده معاوية، له ذكر.

و ذكر أبو الحسن أحمد بن حميد بن أبي العجائز أنه كان بدير هند من إقليم بيت الأبّار، و ذكر ابنه عبد الكريم بن أبي معاوية رجل مجتمع، و ابنه يزيد بن أبي معاوية محتلم.

ص: 245


1- سام من قرى دمشق بالغوطة.(معجم البلدان) و في غوطة دمشق لمحمد كردعلي ص 172 سام: من إقليم خولان.
2- تقرأ بالأصل: حرلان، و المثبت عن معجم البلدان (سام) و غوطة دمشق لمحمد كردعلي ص 172 و فيها أن خولان قرية لغسان بها قبر أبي مسلم الخولاني.. سماها النازلون فيها عند الفتح باسم مخلاف من مخاليف اليمن.

8847 - أبو معدان مولى آل أبي الحكم

اسمه مهاجر، تقدّم ذكره، و يقال اسمه معدان، و يكنى أبا المهاجر (1).

8848 - أبو المعطّل مولى بني كلاب

8848 - أبو المعطّل مولى بني كلاب (2)

روى عن معاوية، و أبي مريم (3).

روى عنه محمّد بن شعيب.

أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي، أنا أبو نعيم، حدّثنا سليمان بن أحمد، نا إبراهيم بن دحيم الدمشقي، نا أبي، نا محمّد بن شعيب بن شابور، أخبرني أبو المعطّل (4)،و قد أدرك معاوية قال: أقبل أبو مريم صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلّم إلى معاوية فلمّا دخل عليه قال: مرحبا، هاهنا يا أبا مريم، فقال: إنّي لم أجئك طالب حاجة و لكن سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«من ولي من أمر المسلمين شيئا، فأغلق بابه دون ذوي الفقر و الحاجة أغلق اللّه عن فقره و حاجته باب السماء» فأكبّ معاوية يبكي، ثم قال: ردّ حديثك يا أبا مريم، فردّه، ثم قال معاوية: ادع لي سعدا، و كان حاجبه، فدعي فقال: يا أبا مريم حدّث أنت كما سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فحدّثه أبو مريم فقال معاوية: اللّهمّ إنّي أخلع هذا من عنقي و أجعله في عنق سعد، من جاء يستأذن عليّ فائذن له، يقضي اللّه على لساني ما قضى.

قال الطبراني: و كان من الثقات، يعني أبا المعطّل.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز، أنا تمام بن محمّد، نا محمّد بن سليمان، نا محمّد بن الفيض، نا دحيم، نا محمّد بن شعيب، أخبرني أبو المعطل، مولى بني كلاب و قد أدرك معاوية قال:

مر بنا معاوية و نحن في المكتب، يعود درة (5) في نحو من عشرة. فقال لنا المعلم: ما سلّمتم على أمير المؤمنين، إذا رجع فسلّموا عليه، فلمّا رجع قمنا إليه، فقلنا: السلام عليك

ص: 246


1- استدركت على هامش الأصل.
2- ترجمته في ميزان الاعتدال 575/4 و الجرح و التعديل 448/9.
3- كذا بالأصل، و في ميزان الاعتدال: ابن أبي مريم.
4- رواه المصنف في ترجمة أبي مريم الأزدي من طريق آخر.
5- لعله أراد درة أخت معاوية بن أبي سفيان. انظر ترجمتها في الإصابة 297/4.

يا أمير المؤمنين و رحمة اللّه و بركاته، قال: اللّهمّ بارك في ذراري أهل الإسلام، اللّهمّ بارك في ذراري أهل الإسلام.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد، إجازة.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد، قال (1):

أبو المعطّل الشامي أدرك معاوية، و روى عن أبي مريم، صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلّم أنه دخل على معاوية فحدّثه عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم، روى عنه محمّد بن شعيب بن شابور، سئل عنه أبو زرعة فقال: ما نعرفه إلاّ في هذا الحديث، و لم يرو عنه غير محمّد بن شعيب.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه، قراءة، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم ابن عتاب، أنا ابن جوصا، قراءة، قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الثالثة: أبو المعطل روى عن معاوية، دمشقي مولى بني كلاب.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنبأ أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد قال:

أبو المعطل مولى بني كلاب، و كان قد أدرك معاوية بن أبي سفيان، و أبا مريم عمرو بن مرة الجهني، روى عنه محمّد بن شعيب بن شابور القرشي، حديثه في الشاميين.

8849 - أبو معيد الرعيني

8849 - أبو معيد (2) الرعيني

اسمه حفص بن غيلان، تقدّم ذكره في حرف الحاء.

8850 - أبو معين الرازي

اسمه الحسين بن الحسن (3)،و يقال: محمّد بن الحسين، أحد الحفاظ .

رحل و سمع بدمشق هشام بن عمار، و بمصر سعيد بن الحكم بن أبي مريم، و نعيم بن حماد، و يحيى بن بكير، و بالشام أبا توبة (4) الربيع بن نافع الحلبي، و بغيرها أبا سلمة موسى

ص: 247


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 448/9.
2- معيد بالتصغير، كما في تقريب التهذيب.
3- بالأصل:«أخسر» و المثبت عن مختصر ابن منظور.
4- الأصل: ثوبة.

ابن إسماعيل، و أحمد بن عبد اللّه بن يونس اليربوعي، و محمّد بن عباد المكي، و يحيى بن أيوب المقابري (1)،و منصور بن أبي مزاحم.

روى عنه أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن مسعود البذشي (2)،و أبو يعقوب يوسف بن إبراهيم الهمذاني المقرئ، و أحمد بن جشم، و هو سماه الحسين بن الحسن، و محمّد بن الفضل المحمّدآبادي، و أبو عمران موسى بن العباس بن محمّد الجويني، و أبو نعيم عبد الملك بن محمّد بن عدي الجرجاني، و سماه الحسين، و أبو محمّد بن الشرقي (3)،و غيرهم.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد (4)،و أبو سعد عبد الصّمد ابنا (5) حموية بن محمّد بن حموية الجوينيان (6) ببغداد، و أبو سعيد إسماعيل بن عبد الواحد بن إسماعيل الخركردي (7)الفقيه، و أبو القاسم عبد الجبار بن محمّد بن أبي القاسم القايني، و أبو الحسن علي بن محمّد بن الحسين البوسنجي بهراة، قالوا: أنا أبو المظفر موسى بن عمران الصوفي، أنبأ السيد أبو الحسن محمّد بن الحسين بن داود بن علي بن عيسى، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن بن الشّرقي، ثنا أبو معين الحسين بن الحسن الرازي، نا عبد الرّحمن بن عبد الملك الحزامي، نا قتادة بن يعقوب بن عبد اللّه بن ثعلبة بن أبي صعير، عن ابن أخي الزهري، عن الزهري، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«لو كان المؤمن في جحر لقيض اللّه له فيه من يؤذيه»[13578].

قال لنا أبو سعد إسماعيل بن عبد الواحد و أبو القاسم (8) عبد الجبار بن (9) محمّد، و أبو الحسن (10) علي بن محمّد النووي قالوا (11):أنا موسى بن عمران، قال: أنا السيد أبو الحسن

ص: 248


1- بالأصل: المعايري، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 38/20.
2- البذشي بفتح الباء و الذال المعجمتين، نسبة إلى بذش و هي قرية على فرسخين من بسطام (الأنساب).
3- غير واضحة بالأصل، و هو عبد اللّه بن محمد بن الحسن، أبو محمد النيسابوري ابن الشرقي.
4- قارن مع مشيخة ابن عساكر 186/ب.
5- مشيخة ابن عساكر 118/أ.
6- بالأصل:«الجوينان» خطأ.
7- كذا رسمها بالأصل، و في المشيخة 28/ب«؟؟؟» و لم أحله.
8- تحرفت بالأصل إلى: الغنم.
9- تحرفت بالأصل إلى: أبي.
10- تحرفت بالأصل إلى: الحسين.
11- بالأصل: قال.

قال الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ : غريب من حديث الزهري، و أبو معين من كبار حفاظ الحديث.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد، إجازة.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد، قال (1):

الحسين بن الحسن أبو معين الرازي، روى عنه سعيد بن أبي مريم، و يحيى بن عبد اللّه بن بكير، و أبي سلمة، و أحمد بن يوسف (2) كتبنا عنه،[و ما رأيت من أبي معين إلاّ خيرا] (3).

أنبأنا أبو الفتح الحداد، عن أحمد بن علي بن منجويه.

ح و أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنبأ أبو بكر الصفار، أنبأ ابن منجويه.

قال: أنا أبو أحمد قال:

أبو معين محمّد بن الحسين الرازي، سمع أبا محمّد سعيد بن الحكم بن أبي مريم الجمحي، و أبا توبة الربيع بن نافع الحلبي، كناه و سماه لنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن مسعود البذشي (4).

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي زكريا البخاري.

ح و حدّثنا خالي أبو المعالي القاضي، نا أبو الفتح الزاهد، أنا أبو زكريا قال: نا عبد الغني بن سعيد قال:

أبو معين الرازي اسمه حسين بن الحسن، حدّث عنه أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن المنذر صاحب الاختلاف.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي نصر الحافظ (5)،قال:

ص: 249


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 50/2/1.
2- كذا بالأصل، و في الجرح و التعديل: أحمد بن يونس.
3- الزيادة عن الجرح و التعديل.
4- تحرفت بالأصل إلى: البذشني.
5- الاكمال لابن ماكولا 205/7.

و أما معين بفتح الميم و كسر العين و آخره نون فهو أبو معين الرازي الحسين بن الحسن، حديثه عن سعيد بن الحكم بن أبي مريم المصري، و أبي توبة الربيع بن نافع الحلبي، و ذكره أبو أحمد الحافظ ، فقال: أبو معين محمّد بن الحسين حدث عنه محمّد بن قارن (1) الرازي و غيره.

8851 - أبو المغيث الرّافقي

8851 - أبو المغيث الرّافقي (2)

أمير دمشق في خلافة المعتصم و الواثق، اختلف في اسمه فقيل موسى بن إبراهيم بن سابق، و يقال: عيسى بن سابق.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي، حدّثني بكر بن عبد اللّه، قال: قال علي بن حرب:

و في سنة سبع و عشرين و مائتين مات المعتصم، و فيها وجّه أبا المغيث موسى بن إبراهيم بن سابق للنظر في أمر علي بن إسحاق بن يحيى بن معاذ و سبب قتله رجاء الحضاري و ولاه دمشق، قال علي بن حرب: و في هذه السنة خرجت رجال قيس على أبي المغيث و ذلك أنه أخذ منهم خمسة (3) نفر فضربهم بالسياط ، ثم صلبهم، فاجتمعت قيس لذلك فأغارت رجال من بني نمير بن عامر على خيل السلطان فأخذوها، و وغلوا بها في البرية فوجه أبو المغيث في طلبهم محمّد بن أزهر بن زهير (4) فغاب في مرج (5) دمشق، و نفر أهلها و أجلاهم عنها فخرج رجل من بني حارثة يقال له مزيد (6) في بني أبيه و غيرهم من اليمن. و اجتمعت قيس (7) بمرج راهط و أوقدوا النيران، و أقبل محمّد بن أزهر يتبع النار، فلمّا صار إليها خرجوا عليه، فجرح، و قتل من الجند خلق كثير، و أخذوا الخيل و السلاح و أقاموا بمكانهم، و وثب ابن لمحمّد بن صالح بن بيهس (8) على بعض أمراء السلطان فأخذه في جماعة من قيس بحوران و أقبل إلى مرج دمشق حتى صار مع مزيد و عسكرا جميعا و تحالفا و حاصرا أهل دمشق و بها أبو المغيث

ص: 250


1- تقرأ بالأصل: فلان، و المثبت عن الإكمال.
2- ترجمته في تحفة ذوي الألباب 285/1 و أمراء دمشق ص 89 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 221-230) ص 27.
3- في تاريخ الإسلام ص 28: خمسة عشر.
4- في تحفة ذوي الألباب: زهرة.
5- لعله يريد:«مرج راهط » فقد جاء في تاريخ الإسلام: أنهم عسكروا بمرج راهط .
6- في تحفة ذوي الألباب:«مزيد» و هو ما أثبت، و بالأصل هنا: مرثد.
7- تقرأ بالأصل:«ثنتين» و المثبت عن تحفة ذوي الألباب.
8- راجع ترجمته في الوافي بالوفيات 156/3 و قد تقدمت ترجمته في كتابنا هذا، راجع تراجم المحمدين.

حصارا شديدا، و غلقت أبواب دمشق، فلم يكن يخرج أحد إلاّ اختطف، و مات المعتصم و هم على ذلك.

فقال أبو الحسين الرازي: ذكر أبو عبد اللّه محمّد بن عبدوس الجهشياري البغدادي أن جعفر بن أحمد بن عمر حدّثه، نا أبو العباس بن الفرات، نا محمّد بن علي بن يونس قال:

لما سلمت عمل دمشق إلى أبي المغيث الرّافقي سألني أن أكتب له عليها ففعلت ذلك، فلمّا توانسنا........ (1) الكتاب كلمات قصدها، قصدت عيسى بن منصور ابن عمي، و هو يتقلد حمص، فقلّدني ربع فامية (2) فأقمت معه إلى أن قدم عليه ابن عمّ له أقرب إليه مني، فقلّده بعض نواحي عمله، فلم يرض به و قال: أريد أن تقلدني فامية فصرفني إلى عمل أقنع به، و تسلّط عليه بالقرابة ثم انصرفت عنه إلى الرافقة (3)،و معي شيء يسير مما كنت فدته و كان لابن عمّ لي جارية نفيسة قد... (4) و علمتها الغناء، فكنت أدعو بها فألقنها، فوقعت من قلبي موقعا لطيفا و مولب- (5) على بيع منزلي و ابتاعها فبلغ الحديث مولاتها فحلفت أن لا تنقصها من ثلاثة آلاف دينار.... (6) منها و كرهت أن ألح عليها فتحملت إلى سامرة، و كان محمّد بن إسحاق بن إبراهيم الطاهري و أبوه يرحبان لي و يأنسان بي، فقصدت سامرّاء معي دوابّ و بقية من حالي فلم أزل مقيما لا يسنح لي شيء إلى أن أفضيت إلى بيع أكثر دوابّي و حلاي، فخطر ببالي قصد إسحاق بن إبراهيم الطاهري في زورق، فقصدته، فلمّا دخلت بغداد فكرت فلم أر بها أحدا أنزل عليه ممن أثق به غير محمّد بن الفضل الجرجرائي فقصدته و نزلت عليه فوقع ذلك منه أحسن موقع، و سرّني غاية السرور و سألني حالي، فشرحتها له و ذكرت قصتي مع الجارية، فقال: لا و اللّه لا تبرح من مجلسك هذا حتى تقبض ثمنها، و ترسل إلى الجارية من يبتاعها لك، ثم أمر خادمه فأحضر كيسا فيه ثلاثة آلاف دينار فسلّمه إليّ و حلف علي أن أقبله و قال: إذا اتسعت لقضائه قبلته منك، فأخذت الكيس فلمّا كان في السحر، وافاني غلام لي فأخبرني أنّ رسول إسحاق بن إبراهيم يطلبني قال: فلبست ثيابي

ص: 251


1- بياض بالأصل.
2- فامية مدينة كبيرة و كورة من سواحل حمص، و قد يقال لها: أفامية (معجم البلدان).
3- الرافقة: بلد متصل بالرقة بينهما مقدار ثلاثمائة ذراع،(معجم البلدان).
4- لفظة بدون إعجام بالأصل.
5- كذا رسمها بالأصل.
6- غير مقروءة بالأصل.

و وافيت باب إسحاق فدخلت عليه و قال: ما ظننتك يا أبا المغيث توافي بلدا أنا فيه فتنزل غير داري، فقلت: إنّما وافيت البارحة و لم تواف دوابي و كنت أتوقعها لأقصد الأمير، ثم دعا بكتب وردت من محمّد بن عبد الملك الزيات و فيها كتاب إليّ في درجة من المعتصم بولايتي كورة دمشق، و أقرأني كتابا إليه يعلم فيه ما أحدثه علي بن إسحاق على رجاء بن أبي الضحاك بدمشق (1)،و أن أمير المؤمنين رأى أن يقلّدني الناحية، و إنّي طلبت هناك فلم أوجد، و أمر بطلبي بمدينة السلام، و دفع إلى موضعها بمائة ألف درهم أقوى بها على سفري، ثم دعا بالمال فلمّا حضر عشرين فودّعته و خرجت فقصدت محمّد بن الفضل فودعته بعد أن عرفته الحسن و سألته أن يأمر بتسلم الثلاثة آلاف دينار مني لاستغنائي عنها. فقال: هي إذا صدقة ليس و اللّه تعود إليّ أبدا. فشخصت، و مررت بمولاة الجارية فابتعتها منها، و مررت بابن عمي بحمص و أنا أنبل منه عملا.

8852 - أبو المغيرة الصوفي

حكى عن ثمامة بن حنظلة الصوفي.

حكى عنه أبو حمزة محمّد بن إبراهيم الصوفي.

قرأت على أبي محمّد عبد اللّه بن أسد بن عمار، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهاب بن جعفر بن علي، ثنا أبو علي أحمد بن محمّد بن علي بن الحسن بن علي المعروف بابن الزّفتي، حدّثني أبو بكر محمّد بن أحمد الدينوري من لفظه، نا جعفر الخياط قال:

سمعت محمّد بن إبراهيم الصوفي و يكنى أبا حمزة قال: سمعت أبا المغيرة الدمشقي و كان من النساك يقول:

رأيت ثمامة بن حنظلة الصوفي، و قد نظر إلى غلام، فتنفس نفسا كادت نفسه أن تخرج، فقلت له في ذلك. فقال: إنّي نظرت إلى وجه رددت فيه بطرفي، و أجلت فيه فكري، فلم أر امرأ يمكن واصف أن يجده، و لا ممثل (2) أن يصوره، ثم مثلته لقلبي، و قد أقام في قبره ثلاثا فكادت نفسي تذهل و عقلي يذهب.

ص: 252


1- كان علي بن إسحاق بن يحيى بن معاذ قد وثب على رجاء و كان على الخراج بدمشق فقتله و أظهر الوسواس، راجع الكامل لابن الأثير 279/4 حوادث سنة 226.
2- بالأصل: ممثلا.

8853 - أبو منبّه

إن لم يكن عمر بن منبه، و يقال: ابن مزيد السعدي، فهو غيره.

وفد على عمر بن عبد العزيز، و حكى عنه.

روى عنه ابنه منبّه.

قرأت على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر ابن حيوية، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر الكوكبي، نا ابن أبي خيثمة، حدّثنا سليمان بن أبي شيخ، نا صالح بن سليمان، عن منبّه بن أبي منبّه، عن أبيه، قال: قال عمر بن عبد العزيز:

إن الحجاج إنّما بنى واسط إضرارا بالمصرين - يعني الكوفة و البصرة - و قد أردت أن أهدم مسجدها و أردّ كلّ قوم إلى وطنهم؛ فقلت: يا أمير المؤمنين إنّ بها قوما ولدوا بها و لا يعرفون غيرها، و مسجدها يقرأ فيه القرآن، فسكت.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السقا، نا محمّد بن يعقوب، نا عباس قال: سمعت يحيى يقول: أبو المنبّه عمر بن منبّه السعدي، روى عنه معتمر، و أبو عبيدة، و أبو معاوية المكفوف، و هو بصري، يعني أبا معاوية، محمّد بن خازم (1).

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، عن المبارك بن عبد الجبار، أنا [أبو] (2) محمّد الجوهري قراءة، عن أبي عمر بن حيوية، أنبأ محمّد بن القاسم، نا إبراهيم بن الجنيد، قال.... (3) يحيى بن معين و أنا أسمع عن عمر بن مزيد، فقال: ثقة، شيخ بصري، قلت ليحيى من روى عنه ؟ قال: وكيع و معتمر.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي قال: سمعت مسلما يقول: أبو منبه عمر بن مرثد (4)،و يقال: عمر بن منبه السعدي، سمع سوار بن شبيب، روى عنه يحيى بن سعيد، و وكيع، و أبو عبيدة الحداد (5).

ص: 253


1- هو محمد بن خازم التميمي السعدي، أبو معاوية الضرير، ترجمته في تهذيب الكمال 233/16.
2- سقطت من الأصل.
3- بياض بمقدار كلمة بالأصل.
4- كذا ورد بالأصل هنا: مرثد، و لعله تصحيف: مزيد.
5- هو عبد الواحد بن واصل الحداد، أبو عبيدة السدوسي البصري ترجمته في تهذيب الكمال 129/12.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا أبو علي بن الصواف، أنا عبد اللّه بن أحمد، إجازة، و قال: قرأت على أبي [أنا] (1) أبو عبيدة الحداد، أنا أبو المنبّه عمر بن مرثد.

8854 - أبو المنجا، و يقال أبو عبد اللّه بن علي بن المنجا

من وجوه أصحاب أبي علي الحسن بن أحمد بن الحسن بن بهرام القرمطي المعروف بالأعصم و ممن كان يرجع إليه في الرأي و السياسة، و استخلفه على دمشق حين رحل إلى الأحساء بعد انهزامه من أبي محمود إبراهيم بن جعفر الكتامي، فقصده ظالم العقيلي من ناحية بعلبك بمراسلة من المصريين، فاستأمن إلى ظالم جماعة من الجند الذين كانوا مع أبي المنجا لأجل أنه حبس عنهم العطاء، فأسره ظالم يوم السبت لعشر خلون من شهر رمضان سنة ثلاث و ستين و ثلاثمائة، و أسر ابنه معه ثم صنع لهما قفص من خشب و بعث بهما إلى مصر فحبسا بمصر.

8855 - أبو منذر

8855 - أبو منذر (2)

قيل إن له صحبة، و أنه كان يسكن دمشق.

روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم حديثا أن رجلا أتى النبي صلى اللّه عليه و سلّم فقال: يا رسول اللّه إن فلانا قد مات .... (3) صلّ عليه ذكر ذلك أبو الفتح محمّد بن الحسين بن أحمد الأزدي الموصلي الحافظ في كتاب من يعرف بكنيته من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و لم أجد ذكر ذلك في غيره.

8856 - أبو منصور المعروف بسديد الدولة

8856 - أبو منصور المعروف بسديد الدولة (4)

ولي إمرة دمشق من قبل الملقب بالحاكم بعد ما ساتكين (5) التركي، و قيل بعد يوسف ابن ياروخ (6) و قدمها يوم الأحد لست و عشرين ليلة خلت من ذي القعدة سنة ثمان و أربع

ص: 254


1- زيادة منا للإيضاح، راجع ترجمة أحمد بن محمد بن حنبل في تهذيب الكمال 226/1 و ذكر من شيوخه: أبا عبيدة الحداد.
2- ترجمته في الإصابة 185/4 و أسد الغابة 303/5.
3- كلمة رسمها بالأصل:«فانه» و لا معنى لها.
4- ترجمته في ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي ص 69 و أمراء دمشق ص 88 و تحفة ذوي الألباب 25/2.
5- ترجمته في تحفة ذوي الألباب 24/2 و النجوم الزاهرة 242/4.
6- ترجمته في أمراء دمشق ص 101 و تحفة ذوي الألباب 25/2.

مائة، ثم جاء كتاب عزله لخمس خلون من شهر ربيع الآخر سنة عشر و أربع مائة يوم الأحد.

قرأت ذلك بخط عبد الرّحمن بن صابر فيما نقله من خط عبد الوهاب الميداني، و ذكر غير الميداني: أنه قدم دمشق يوم الأربعاء لإحدى عشرة ليلة بقيت من ذي القعدة سنة ثمان و أربع مائة، و ولي بعده ولي العهد عبد الرّحمن بن إلياس (1) و عزل في شهر ربيع الآخر من سنة تسع و أربعمائة.

8857 - أبو منصور الخوارزمي

شاعر، قدم دمشق، و امتدح بها ابن خالي القاضي أبا الحسن علي بن محمّد القرشي رحمه اللّه بقصائد منها ما قرأته بخطه:

ماشت كخوط البانة الأملود *** ظمياء بين مجاسد و عقود

و تعمدت قتلي غداة تعرضت *** عند الوداع بمقلتين و جيد

للسمع من جرس الجلواذ أمشت *** صوت يهجر صوت ضرب العود

تشفي رضابتها العليل كأنها *** صوت الغمام انبات عسيب البيد

قفني عن ثغر يزيل الصبح *** جنح الليل مثل اللؤلؤ المنضود

طرقت و نحن بأرض جلق موهنا *** يشكو إصابتها إلى المعمود

ناديتها و العين منسكب أدمعي *** و لظى اشتياقي مثل النح وقود

إني اهتديت و دون أرضك مهمه *** فكيف يبرح بالمهاري القود

قالت و أدمعها كلؤلؤ عقدها *** في وجنة محمرة التوريد

هذا عن السالي الحلى من الهوى *** أما عن المشتاق غير بعيد

و لو عهدتك ذا اشتياق مقولا *** صبا إلى محلب عن معهودي

فأجبتها ما بي و حقك سلوة *** فيفي بميثاقي و حسن عهودي

لكثر عدمي سدّ فيما بيننا ردما *** و سد العدم ردم حديد

قالت فلك بمديح مولانا زكي الدين *** ذي الإقبال خدن الجود

قاضي القضاة الحبر و المولى الذي *** فاق الأنام بفضله للحسود

هذا أبو الحسن الموشح بالتقى *** و العلم و الإنصاف و التوحيد

ص: 255


1- ترجمته في أمراء دمشق ص 51 و النجوم الزاهرة 189/4 و خطط المقريزي 288/2.

مبدي البدى معيده *** خلف العلى و سواه أنا بدى

فقير يصبو إلى فعل المكارم *** مثل ما يصبو الهب إلى اللعاب الرود

تتهلل لصفاته متبسم *** فكأنما قرءوا عليه قصيدي

لا كالذين مضوا و نالوا رتبة *** بالجد و لا بفضائل و جدود

السيد الصنديد نجل السيد *** الصنديد نجل السيد الصنديد

...-- يبعد الزرزين بعضه بعضا *** و أنبوب القنا المعقود

بالبهاء النحر الفطم و من له *** اياب فضل ليس بالمجحود

فضل أفاض عليك فضل سياده *** عزت على المعدوم و الموجود

و سيوف أقلام إذا أدركتها *** سلت سيوف الهند للتهديد

بالبهاء المفضال اسمع قصتي *** كرما فأنت الغوث للمنجود

الموت و الإفلاس شيء واحد *** في غربة للفاضل المكدود

و الفضل تمثال و أنت حياته *** فاسلم فإن الفضل بعدك مودي

خذها إليك قصيدة غريبة *** أرقتها بشعر لبيد

كي تسرق رقاب مدحي أولا *** و تفك من أسر الزمان قيودي

و اسلم و دم في نعمة و سعادة *** و سلامة تبقى على التأبيد

8858 - أبو المنهال الخارجي

شاعر وفد على عبد الملك بن مروان مستأمنا.

ذكر أبو محمّد بن زبر فيما نقلته من كتاب ابنه أبي سليمان، أنا أحمد بن عبد اللّه، عن أبي الحسن علي بن محمّد المدائني قال:

كان رجل من الخوارج يكنى أبا المنهال قال لعبد الملك بن مروان (1):

[ف ] (2) أبلغ أمير المؤمنين رسالة *** و ذو النصح لو يدعى (3) إليه قريب

فلا صلح ما دامت منابر أرضنا *** يقوم عليها من ثقيف خطيب

ص: 256


1- الأبيات في ديوان شعر الخوارج ص 200 منسوبة فيه لعتبان بن أصيلة الشيباني (و انظر تخريجها فيه)، و هي أيضا في أنساب الأشراف (طبعة دار الفكر) و نسبها إلى وصيلة بن عتبان الشيباني.
2- زيادة عن المصدرين لإقامة الوزن.
3- في المصدرين السابقين: تصغي.

فإنك إن لا ترض بكر بن وائل *** يكن لك يوم بالعراق عصيب

فإن يك منكم (1) كان مروان و ابنه *** و عمرو و منكم (2) هاشم و حبيب

فمنا حصين و البطين و قعنب *** و منا أمير المؤمنين شبيب

فطلبه عبد الملك، فهرب، فلحق بأمية بن عبد اللّه فأمنه، و وفد معه إلى عبد الملك، و طلب منه فأمنه و خلّى سبيله.

8859 - أبو منيب الجرشي الأحدب

8859 - أبو منيب الجرشي (3) الأحدب (4)

روى عن معاذ، و أبي هريرة، و ابن عمر، و عمرو بن العاص، و سعيد بن المسيّب، و أبي عطاء اليحبوري.

روى عنه حسان بن عطية، و زيد بن واقد، و مجاهد بن فرقد الصنعاني، و عاصم الأحول، و ثور بن يزيد، و داود بن أبي هند، و فرقد السبخي (5).

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا الحسن بن علي الإمام، نا سعيد بن عبدوس.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو الحسين علي بن أحمد بن محمّد المري المقرئ، نا أبو القاسم أخطل بن الحكم بن جابر القرشي (6)،قالا: نا الفريابي، نا ابن ثوبان، حدّثني - و قال عبد الكريم (7):عن - حسان بن عطية، عن أبي منيب الجرشي، عن عبد اللّه بن عمر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«بعثت بين يديّ الساعة بالسيف، حتى يعبد اللّه وحده لا شريك له، و جعل رزقي تحت ظل رمحي، و جعل الذل - و قال عبد الكريم: الذل و الصغار - على من خالف أمري، و من تشبه بقوم فهو منهم»[13579].

و أخبرناه أبو عبد اللّه الخلال، أنبأ إبراهيم بن منصور، أنبأ أبو بكر بن المقرئ، أنا

ص: 257


1- في المصدرين: منهم.
2- في المصدرين: منهم.
3- الجرشي بضم الجيم و فتح الراء بعدها معجمة.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 60/22 و تهذيب التهذيب 467/6 و الجرح و التعديل 440/9.
5- تحرفت بالأصل إلى: السنحي.
6- ترجمته في سير الأعلام 45/13.
7- يعني عبد الكريم بن حمزة بن الخضر بن العباس، أبو محمد، ترجمته في سير الأعلام(480/14 الترجمة 4748) ط دار الفكر.

أبو يعلى، نا زهير، نا هاشم بن القاسم، ثنا عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان، نا حسان بن عطية، عن أبي منيب الجرشي، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

ح و أخبرناه أبو بكر أحمد بن المظفر بن الحسن التمار في كتابه.

و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد المروزي عنه، أنا أبو علي بن شاذان، نا محمّد ابن جعفر بن محمّد الادمي الغازي، نا موسى بن سهل، نا أبو النّضر هاشم بن القاسم، نا عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان، نا حسان بن عطية، عن أبي منيب الجرشي، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«بعثت بين يديّ الساعة» فذكره[13580].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا عبد العزيز بن الكتاني (1)،أنا تمام بن محمّد، و أبو محمّد بن أبي نصر، و أبو نصر بن الجندي، و أبو بكر القطان، و أبو القاسم بن أبي العقب.

ح و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنبأ أبي أبو العباس الفقيه، أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر، قالوا: أنا أبو القاسم بن أبي العقب، ثنا أبو زرعة، نا أبو مسهر، نا يحيى بن حمزة.

ح قال: و نا أبو زرعة، نا محمّد بن المبارك، نا الهيثم بن حميد، قالا: نا زيد بن واقد إنّ أبا المنيب الجرشي حدّثه قال: حدّثني أبو هريرة قال: أوصاني خليلي أبو القاسم صلى اللّه عليه و سلّم بثلاث أحافظ عليهن: سبحة (2) الضحى لا أدعها في حضر و لا سفر، و صيام ثلاثة أيام من كلّ شهر، و لا أنام إلاّ على وضوء (3) أسلك بذلك الدهر[13581].

أنبأناه أبو علي الحداد، و حدّثني به أبو مسعود المعدل عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، ثنا سليمان بن أحمد، نا بكر بن سهل، نا عبد اللّه بن يوسف، نا يحيى بن حمزة، عن زيد بن واقد فذكره.

أنبأنا أبو الحسين و أبو عبد اللّه، قالا: أنا أبو القاسم، أنا أبو علي إجازة.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

ص: 258


1- رسمها بالأصل:«؟؟؟».
2- السبحة: الدعاء، و السبحة: صلاة التطوع، و النافلة.
3- كذا بالأصل، و في المختصر لابن منظور: على وتر، استكمل.

قالا: أنا أبو محمّد (1) قال:

أبو منيب الجرشي روى عن ابن عمر، و سعيد بن المسيب، روى عنه حسان بن عطية الشامي، و زيد بن واقد الشامي، و مجاهد بن فرقد الصنعاني (2)،و أبو اليمان، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، أنا أبو القاسم البجلي، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام: أبو منيب الجرشي، يروي عن أبي هريرة.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه قراءة، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم ابن عتاب، أنا أحمد بن عمير إجازة.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهاب، أنا ابن عمير، قراءة، قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الثالثة: أبو المنيب الجرشي دمشقي، قال عاصم عن أبي منيب: خطبنا معاذ.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا الصفار، أنا ابن منجويه، أنا الحاكم أبو (3) أحمد قال: أبو منيب الجرشي، عن ابن عمر، و سعيد بن المسيب، روى عنه حسان بن عطية الشامي، و زيد بن واقد الشامي، و مجاهد بن فرقد الصنعاني.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني قال: أبو منيب الجرشي يروي عن عبد اللّه بن عمر، روى حديثه الأوزاعي، عن حسان بن عطية عنه.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن علي بن هبة اللّه (4) قال: أما الجرشي بضم الجيم و فتح الراء و كسر الشين المعجمة، أبو منيب الجرشي، روى عن عبد اللّه بن عمر، روى عنه حسان بن عطية.

ص: 259


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 440/9.
2- قوله:«و زيد بن واقد الشامي، و مجاهد بن فرقد الصنعاني» ليس في الجرح و التعديل.
3- تحرفت بالأصل إلى: ابن.
4- الاكمال لابن ماكولا 234/2 و 235.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطيوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد العتيقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت، أنبأ الحسين قالوا: أنا الوليد، أنبأ علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (1):أبو منيب شامي، تابعي ثقة.

8860 - أبو موسى الأشعري

اسمه عبد اللّه بن قيس، تقدّم ذكره في حرف العين.

8861 - أبو المهاجر

روى عن أبي ذر.

روى عنه فرات بن سلمان.

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم حدّثني عنه أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد، أنا أبو نعيم الحافظ ، ثنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عيسى بن هامان الجوال، نا محمّد بن أبان الثلجي، نا كثير بن هشام، ثنا فرات بن سلمان، نا أبو المهاجر الدمشقي، عن أبي ذر الغفاري قال: سمعت خليلي أبا القاسم صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«كما لا تجتنى من الشوك العنب، لا ننزل الفجّار منازل الأبرار، و هما طريقان فأيهما أخذتم أدتكم إليه»[13582].

8862 - أبو المهاصر

من حرس عمر بن عبد العزيز.

حكى عن عمر بن عبد العزيز.

قرأت في كتاب فيه ذكر سيرة عمر بن عبد العزيز، قال: قال أبو المهاصر: كنت رسول عمر بن عبد العزيز إلى عمّاله قال: فبعثني إلى بعض عماله فلمّا أقبلت نظر إليّ و تمثل بهذا البيت:

أخا سفر جوّاب أرض تقاذفت *** به فلوات، فهو أشعث أغبر (2)

ص: 260


1- تاريخ الثقات للعجلي ص 512 رقم 2052 و رواه المزي في تهذيب الكمال 61/22 نقلا عن العجلي.
2- البيت لعمر بن أبي ربيعة، و هو في ديوانه ص 130 من قصيدة «آمن آل نعم» و مطلعها: أ من آل نعم أنت غاد فمبكر غداة غد أم رائح فمهجر؟

قال: قلت: خيرا يا أمير المؤمنين، فسألني عن الأسعار فأخبرته، و سألني عن القاضي و الوالي فأخبرته، قال: ثم أخرجت جواب مسك بعث به إليه معي، فلمّا وجد ريحه أمسك على أنفه، فقلت: يا أمير المؤمنين إنّ له وزنا، فليس ينقض ريحه من وزنه شيئا، فقال: إنّما ينتفع منه بريحه، فأكره أن أجد ريحه.

8863 - أبو المهلب

اسمه راشد بن داود، و تقدّم ذكره في حرف الراء.

8864 - أبو المهلهل الصّدائي

شاعر كان في زمن معاوية، يأتي ذكره في ترجمة الشعراء المجاهيل فيما بعد إن شاء اللّه.

8865 - أبو ميسور الخولاني

شهد خطبة عمر بن الخطاب بالجابية، و سمع أبا عبيدة، و معاذا، و سكن حمص.

أنبأنا أبو طالب الزينبي، أنا علي بن المحسن، أنا محمّد بن المظفر بن أحمد بن حفص، نا أحمد بن محمّد البغدادي قال في تسمية أصحاب أبي عبيدة بن الجراح، و معاذ بن جبل، و الذين حضروا خطبة عمر بالجابية، و كان عمر قدم الجابية سنة ست عشرة فيما ذكر الوليد بن مسلم، عن عثمان بن حصن، عن يزيد بن عبيدة بن المهاجر منهم أبو ميسور الخولاني.

8866 - أبو الميمون بن أسد البجلي

اسمه عبد الرّحمن بن عمر بن راشد، تقدم ذكره في حرف العين.

8867 - أبو الميمون بن الرزاز الفقيه العدل

من وجوه أهل دمشق و مياسيرهم، عرض عليه أن يتولى قضاء دمشق إلى حين يقدم قاض بعد اعتزال محمّد بن إسماعيل المرثدي (1) نائب عبد اللّه بن محمّد الخصيبي (2) مع أبي العباس السكري و أبي علي بن آدم فامتنعوا من ذلك.

ص: 261


1- تقدمت ترجمته في كتابنا تاريخ مدينة دمشق طبعة دار الفكر راجع تراجم المحمدين.
2- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن ترجمة المرثدي المتقدمة.

قرأت بخط عبد الوهاب الميداني في يوم الثلاثاء لخمس بقين من شهر رمضان يعني سنة ثمان و أربعين و ثلاثمائة، مات أبو الميمون بن الرزاز العدل الفقيه، و أخرجت جنازته العصر إلى باب الجابية، فصلّي عليه ثم ردّ إلى داره فدفن فيها و خلف نعمه تساوي فيما ذكر فوق المائتي ألف دينار، و كان يتهم بأشياء منها منع الزكاة و اللّه أعلم، خلف ثنتين أو ثلاث بنات.

حرف النون

8868 - أبو النجم الراجز

اسمه الفضل بن قدامة، تقدّم ذكره في حرف الفاء.

8869 - أبو النجيب الأرموي

اسمه عبد الغفار بن عبد الواحد، تقدّم ذكره في حرف العين.

8870 - أبو النجيب السهروردي الفقيه الواعظ

اسمه عبد القاهر، تقدّم ذكره في حرف العين.

8871 - أبو نسر و يقال أبو نشر

حدث عن البراء بن عازب.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو صادق محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد ابن زنجويه، أنا أبو أحمد العسكري قال: و أما نسر النون مفتوحة و السين ساكنة غير معجمة فمنهم أبو نسر الدمشقي، و فيه خلاف كثير و يذكر بعضهم أنه أبو نشر بالشين المنقوطة، روى عن البراء بن عازب.

8872 - أبو نصر بن - عال

8872 - أبو نصر بن - عال (1)

سمع أبا يحيى زكريا بن أحمد البلخي، و أبا القاسم عبد اللّه بن محمّد بن جعفر القزويني القاضيين.

ص: 262


1- كذا رسمها بالأصل، و فوقها ضبة، و سيأتي في الخبر التالي:«برزل» و في رواية صوبها المصنف: برزال.

كتب عنه أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن أبان.

قرأت في سماع أبي الفضل عزيز بن محمّد بن أحمد بن علي الصوفي، نا أبو عبد اللّه محمّد بن الحسين بن علي الحاجي، نا أبو بكر أحمد بن موسى بن عمار القرشي الأنطاكي القاضي، نا أبو بكر (1) محمّد بن إبراهيم بن هارون الهمذاني بها، قال: سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن مالك السجستاني بأنطاكية يقول:

كنت بدمشق فخرجنا جماعة، و معنا أبو نصر بن برزل الدمشقي إلى جبل لبنان سنة ثمان عشرة - يعني و ثلاثمائة - نلتمس لقاء من به من العباد فسرنا ثلاثة أيام فما رأينا أحدا، فذكر حكاية طويلة.

و قال غيره في هذه الحكاية: أبو نصر بن برزال بزيادة ألف و هو الصواب.

قرأت بخط عبد العزيز بن أحمد الكتاني مما نقله من خط غيره، مات أبو نصر بن برزال في شوال سنة اثنين و ثلاثين و ثلاثمائة.

8873 - أبو نصر بن فرات الحافظ

قدم دمشق و انتقى على أبي الحسن بن حذلم.

8874 - أبو نصر بن أبي الفرج بن أبي الفتح - و يقال أبو نصر بن أبي الفتح -

كشاجم محمّد بن محمود بن الحسين بن السندي بن شاهك الكاتب الشاعر

سكن صيدا، و روى عن أبيه.

روى عنه شيئا من شعره أبو علي محمّد بن عمر الزاهي، و عبد الصّمد بن وهب المصري الشاعر.

ذكر أبو منصور الثعالبي قال (2):أنشدني محمّد بن عمر الزاهي قال: أنشدني أبو نصر ابن أبي الفرج بن كشاجم بصيدا الشام لنفسه في وصف الكتاب من أبيات:

و صاحب مؤنس إذا حضرا *** جالسني بالملوك و الكبرا

جسم موات تحيى النفوس به *** يجل معنى و إن دنا نظرا (3)

ص: 263


1- لفظتا «أبو بكر» كتبتا فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
2- الأبيات في يتيمة الدهر 351/1.
3- في يتيمة الدهر: خطر.

ملكت منه كنزا غنيت به *** فما أبالي ما قلّ أو كثرا

و إن أطفّك به فيا لك من *** مستحسن منظرا و مختبرا

أعجب به جامعا و لو جعلت *** عليه كفّ الجليس لاستترا

قال أبو منصور (1):أنشدني عبد الصّمد بن وهيب (2) المصري الشامي قال: أنشدني أبو نصر بن أبي الفرج بن كشاجم لنفسه:

غبط الناس بالكتابة قوما *** حرموا حظّهم بحسن الكتابة

و إذا أخطأ الكتابة حظّ *** سقطت تاؤها فصارت كآبه

8875 - أبو نصر البرمكي

شاعر محسن.

حدّثني أبو عبد اللّه محمّد بن المحسن بن أحمد بن الملحي بلفظه، و كتبه لي بخطه، قال: أبو نصر البرمكي اجتمعت به، و كان شخصا ظريفا، نظيفا، لطيف الجسم، ضعيف التركيب، أشبه الناس بابن أبي الخرجين الدميك (3)،و بالسابق الشاعر أبي اليمن (4)؛له شعر حسن المباني، يغني سماعه عن الأغاني، هو عليه سهل المرام، و على غيره صعب لا يراه؛ و هو القائل في صفة الناعورة و الأبيات.............. (5) و هي:

و كريمة غذت الرياض بدرها *** فغدت تنوب عن الغمام الهامع

تصل الدءوب بليلها و نهارها *** فإذا انتهت أبدت لجاجة راجع

بلباس محزون و أدمع مدنف *** و مسير مشتاق و أنّه جازع

فكأنها فلك يدور و علوه *** يرمي القرار بكل نجم طالع

و له أيضا:

نضارة هذا اليوم تغني عن الأمس *** فوفوه حق اللهو فيه فلا يحس

ص: 264


1- البيتان في يتيمة الدهر 354/1-355.
2- في يتيمة الدهر: وهب.
3- هو منصور بن المسلم بن علي بن محمد بن أحمد بن أبي الخرجين المعروف بالدميك، ترجمته في معجم الأدباء 194/19 و انباه الرواة 329/3.
4- لعله أراد أبا اليمن زيد بن الحسن الكندي اللغوي النحوي الشاعر ترجمته في بغية الوعاة 570/1.
5- كلمات غير مقروءة بالأصل.

فقد... (1) فيه السماء بأدمع *** تركن رياض الأرض يضحكن في عرس

أدرها علينا قهوة هبية معتقة *** في الدن صفراء كالورس

كأن حبابا طار في جنباتها *** مضيئا تسامي في ضياء من الشمس

فإذا ورد الطائر حياض كئوسها *** على الخمس لم يطلب مزيدا على خمس

تزيل عن الصبور إنكار همة *** و تستوقف العجلان منها على الحبس

يجل عن الياقوت قدر زجاجها *** كما جل قدر الجسم في صحبة النفس

فما العيش إلاّ أن ترانا و شكرنا *** يترجم بالإيماء عدنا... (2) خرس

و بعد هذا الإنشاد اقتضت الحال دخول الحمام فدخلنا حمام السلم فأنشدني لنفسه الأبيات التي لا أعرف لها شبيها في فنها و إلى الآن ما رأيت و لا سمعت كحسنها و هي:

عدّتي للمهم من أوطاري *** و التذاذي في خلوتي و سراري

مجلس تؤنس النفوس به *** الوحشة إلاّ من صاحب مختار

شامخات قبابه كسماء *** طالعتنا أقمارها بنهار

هو حمّامنا التي نحن فيها *** جمعت من بدائع الأفكار

ألفوها من كل ضدّ ينافي *** ضده فاتفقت للاضطرار

راحة من وجود كرب و ستر *** في انهتاك و جنة في نار

8876 - أبو النضر مولى عمر بن عبيد اللّه

اسمه سالم بن أبي أمية، تقدّم ذكره في حرف السين.

8877 - أبو نواس الشاعر

اسمه الحسن بن هانئ، تقدّم ذكره في حرف الحاء.

حرف الواو

8878 - أبو واثلة الهذلي

8878 - أبو واثلة الهذلي (3)

له صحبة، شهد فتوح الشام، له ذكر.

ص: 265


1- غير مقروءة بالأصل.
2- غير واضحة بالأصل.
3- ترجمته في الإصابة 215/4 و أسد الغابة 324/5.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (1)،نا يعقوب يعني ابن إبراهيم بن سعد، نا أبي، عن محمّد ابن إسحاق، حدّثني أبان بن صالح، عن شهر بن حوشب الأشعري، عن رابّة - رجل من قومه كان خلف على أمه بعد أبيه، كان شهد طاعون عمواس - قال:

لما اشتعل الوجع فذكر حديثا فيه فلمّا مات - يعني معاد - استخلف على الناس عمرو بن العاص، فقام فينا خطيبا، فقال: أيها الناس، إن هذا الوجع إذا وقع فإنّما تشتعل اشتعال الناس فتجبّلوا منه في الجبال قال: فقال له أبو واثلة الهذلي: كذبت و اللّه، لقد صحبت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و أنت شرّ من حماري هذا. قال: و اللّه ما أردّ عليك ما تقول، و أيم اللّه لا تقيم عليه، ثم خرج و خرج الناس و تفرقوا عنه، و رفعه (2) اللّه عنهم.

[قال ابن عساكر:] (3) لا أعرف أبا واثلة إلاّ في هذه الرواية و قد رويت هذه القصة من وجه آخر عن شهر عن عبد الرّحمن بن غنم الأشعري، و سمى فيها شرحبيل بن حسنة (4) بدل أبي واثلة، و اللّه أعلم.

8879 - أبو واقد الحارث بن عوف، و يقال: عوف بن الحارث،

و يقال: الحارث بن مالك بن أسيد (5) بن جابر بن عبد مناة بن شجع (6)

ابن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن علي بن كنانة بن خزيمة الليثي (7)

له صحبة.

روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم، و عن أبي بكر، و عمر.

ص: 266


1- رواه أحمد بن حنبل في المسند 416/1 رقم 1697 طبعة دار الفكر و من طريق أحمد بن حنبل روي في أسد الغابة و الإصابة.
2- في المسند: و دفعه.
3- زيادة منا.
4- راجع مسند أحمد بن حنبل 194/4-196 (الطبعة الميمنية).
5- الأصل: أسد.
6- في الإصابة: أشجع.
7- ترجمته في الإصابة 215/4 و أسد الغابة 325/5 و تهذيب الكمال 105/22 و تهذيب التهذيب 485/6 و الاستيعاب 215/4 (على هامش الإصابة).

روى عنه سعيد بن المسيب، و عروة بن الزبير، و أبو سعيد نافع بن سرجس، و عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، و أبو مرّة مولى عقيل بن أبي طالب، و يقال مولى أم هانئ بنت أبي طالب، و سنان بن أبي سنان الدؤلي، و عطاء بن يسار، و ابن له لم يسمّ ، و عبد اللّه (1) بن عبيد ابن عمير، و بسر بن سعيد، و قيل: إنّ أبا سعيد الخدري روى عنه.

و شهد اليرموك و الجابية، و قيل: إنه ولد في العام الذي ولد فيه ابن عباس كذلك.

أخبرنا أبو المظفر ابن الأستاذ أبي القاسم، أنا أبي، أنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن ابن محمّد، أنا أبو عوانة، أنا عمر بن شبّة، نا حبّان بن هلال، ثنا أبان القطان، نا يحيى بن أبي كثير: أن إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة حدّثه أن مولى أبي مرّة حدّثه: أن أبا واقد الليثي حدّثه.

ح قال: و نا إسحاق بن يسار النصيبي، نا أبو سلمة موسى بن إسماعيل، نا أبان بن يزيد، ثنا يحيى بن أبي كثير: أن إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة حدّثه أن مولى أبي مرّة حدّثه أن أبا واقد الليثي حدّثه.

قال: بينا نحن جلوس مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في حلقة، إذ جاء ثلاثة نفر (2)،فأما رجل فوجد فرجة في الحلقة فجلس، و أما رجل فجلس خلف الحلقة، و أما رجل فانطلق، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«أ لا أحدّثكم عن خبر هؤلاء الثلاثة، أمّا هذا الذي جلس في الحلقة فرجل أوى فأواه اللّه، و أما الذي جلس خلف الحلقة فاستحيا فاستحيا اللّه منه، و أما الذي أعرض فأعرض اللّه عنه»[13583].

[قال ابن عساكر:] (3) كذا قال أبان.

و رواه حرب بن شداد، عن يحيى بن أبي كثير، عن إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة، عن أبي مرّة، و هو الصواب.

أخبرناه أبو المظفر أيضا، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ص: 267


1- تحرفت بالأصل إلى:«عبيد اللّه» راجع ترجمته في تهذيب الكمال 312/10.
2- بالأصل:«نفر ثلاثة» و فوق اللفظين علامتا تقديم و تأخير.
3- زيادة منا.

ح و أخبرتنا به أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر ابن المقرئ.

قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا أحمد بن إبراهيم الدورقي، نا عبد الصّمد، نا حرب، نا يحيى بن أبي كثير، حدّثني إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة، عن حديث أبي مرّة: أن أبا واقد الليثي حدّثه قال:

بينما نحن مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إذ مرّ ثلاثة نفر، فجاء أحدهم فوجد فرجة في الحلقة فجلس، و جلس - يعني - الآخر من ورائهم، و انطلق الثالث فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«أ لا أخبركم عن هؤلاء النفر؟» قالوا: بلى يا رسول اللّه، قال:«أما الذي جاء فجلس فأوى فأواه اللّه، و أما الذي جلس من ورائكم فاستحيا، فاستحيا اللّه منه، و أما الذي انطلق فرجل أعرض، فأعرض اللّه عنه»[13584].

و هكذا رواه مالك بن أنس، عن إسحاق بن عبد اللّه.

أخبرناه عاليا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو علي زاهر بن أحمد، أنا إبراهيم بن عبد الصّمد، نا أبو مصعب، نا مالك (1)،عن إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة، أنا أبا مرة مولى عقيل بن أبي طالب أخبره عن أبي واقد الليثي أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بينما هو جالس في المسجد و الناس معه، إذ أقبل نفر ثلاثة، فأقبل اثنان إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و ذهب واحد، قال: فلمّا وقفا على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم سلّما، فأما أحدهما فرأى فرجة في الحلقة فجلس فيها، و أما الآخر فجلس خلفهم، و أما الآخر (2) فأدبر ذاهبا، فلمّا فرغ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«أ لا أخبركم عن النفر الثلاثة، أما أحدهم فأوى إلى اللّه فأواه اللّه، و أما الآخر فاستحيا (3)فاستحيا اللّه منه، و أما الآخر فأعرض فأعرض اللّه عنه»[13585].

و أعلى ما وقع لي من حديثه.

ما أخبرنا أبو المظفر القشيري، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ص: 268


1- موطّأ مالك بن أنس ص 683 رقم 1748 في جامع السلام.
2- كذا بالأصل، و في الموطّأ: الثالث.
3- في الموطّأ: فاستحى فاستحى اللّه منه.

ح و أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ.

قالا (1):أنا أبو يعلى الموصلي، نا علي بن الجعد، نا عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن دينار، عن زيد بن أسلم، عن أبي واقد - زاد ابن حمدان: الليثي - قال: قدم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم المدينة و الناس يجبّون أسنام الإبل - و قال ابن حمدان أسنمة الإبل - و يقطعون أليات الغنم، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«ما قطع من البهيمة و هي حية، فهو ميتة»[13586].

كذا رواه أبو يعلى عن علي و أسقط منه عطاء بن يسار.

و رواه البغوي عن علي بن الجعد على الصواب:

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنبأ عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن دينار عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي واقد الليثي قال: قدم النبي صلى اللّه عليه و سلّم المدينة و الناس يجبون أسنام الإبل و يقطعون أليات الغنم، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«ما قطع من البهيمة و هي حية، فهو ميتة»[13587].

و هذا هو الصواب، فقد رواه أبو النضر هاشم بن القاسم و سلمة بن رجاء عن عبد الرّحمن بن عبد اللّه هكذا.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أحمد بن الحسن و المبارك بن عبد الجبّار و محمّد بن علي و اللفظ له قالوا: أنا أبو أحمد زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:

أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري (2) حدّثني محمّد بن عبيد اللّه (3) نا أنس عن محمّد بن (4) يحيى عن إسحاق مولى محمّد بن زياد و سمع أبا واقد الليثي صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال: رأيت الرجل من العدو يوم اليرموك يسقط (5) فيموت.

أخبرنا أبو غالب بن الحسن البصري، أنبأ محمّد بن علي السيرافي، أنا أحمد بن

ص: 269


1- بالأصل: قال.
2- رواه البخاري في التاريخ الكبير 403/1/1 في ترجمة إسحاق مولى محمد بن زياد.
3- بالأصل: عبد اللّه، و المثبت عن التاريخ الكبير.
4- في التاريخ الكبير: محمد بن أبي يحيى.
5- بالأصل: فيسقط ، و المثبت عن التاريخ الكبير، و بهامشه عن إحدى نسخه: فيسقط .

إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة، حدّثني أبو بكر عن محمّد بن أبي نجيح، أخبرني إسحاق مولى زائدة أنا أبا واقد صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أخبره أنه شهد اليرموك قال:

رأيت الرجل من العدو يسقط فيموت، فقلت في نفسي: لو أني أضرب أحدهم بطرف ردائي ظننت أنه سيموت.

قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا أنس بن عياض، حدّثني محمّد بن أبي يحيى عن إسحاق مولى محمّد بن زياد عن أبي واقد الليثي صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلّم أخبره في حديث رواه أنه شهد اليرموك. قال: فكانت أسماء بنت أبي بكر مع الزبير، قال:

فسمعتها و هي تقول للزبير: يا عبد اللّه، و اللّه إن كان الرجل من العدو ليمر يسعى، فتصيب قدمه عروة أطناب خبائي فيسقط على وجهه ميتا ما أصابه السلاح.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد الزهري، أنا أبو سعيد محمّد بن عبد اللّه، أنا أبو حامد ابن الشرقي، نا محمّد بن يحيى الذهلي، نا عبد الرزّاق، أنا معمر عن الزهري، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة عن أبي واقد قال:

إني لمع عمر بالجابية إذ جاءه رجل فقال: عبدي زنى بامرأتي، و هي هذه تعترف، قال أبو واقد: فأرسلني عمر إليها في نفر معي فقال: سل امرأة هذا عما قال. فانطلقت، فإذا جارية حديثة السن قد لبست ثيابها قاعدة على فنائها فقلت لها: إن زوجك جاء أمير المؤمنين فأخبره أنك زنيت بعبده، فأرسلنا أمير المؤمنين نسألك عن ذلك. قال أبو واقد: إن كنت لم تفعلي فلا بأس عليك، فصمتت ساعة، فقلت: اللّهم، أفرج فاها عما شئت اليوم - أبو واقد القائل - قالت: و اللّه لا أجمع فاحشة و كذبا، ثم قالت: صدق، فأمر بها عمر، فرجمت.

أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود المعدل عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، أنا سليمان بن أحمد، نا أبو زرعة، نا أبو اليمان، أنا شعيب عن الزهري، أخبرني عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة أن أبا واقد الليثي و كان من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أخبره... (1) عند عمر بالجابية زمن قدمها عمر جاءه رجل فقال: يا أمير المؤمنين، إن امرأتي زنت بعبدي و ها هي ذه تعترف. قال أبو واقد: فدعاني عمر عاشر عشرة، فأرسلنا إلى امرأته، و أمرنا أن نسألها عن ما

ص: 270


1- كلمة ممحوة بالأصل.

قال زوجها. فجئناها فإذا هي جارية حديثة السن؛ فقلت حين رأيتها: اللّهمّ أفرج فاها عما شئت اليوم، ثم كلمناها، فقلنا لها: إن زوجك أتى أمير المؤمنين فأخبره أنك زنيت بعبدي (1)،فأرسلنا إليك لنشهد على ما تقولين. فقالت: صدق. فأمرنا عمر فرجمناها بالجابية.

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن، أنا سهل بن بشر و أحمد بن محمّد قالا: أنا محمّد ابن أحمد بن عيسى، أنا منير بن أحمد، أنا جعفر بن أحمد بن إبراهيم، ثنا أحمد بن الهيثم قال: قال أبو نعيم: أبو واقد الليثي..... (2) الحارث.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السقا (3) و أبو محمّد بن بالويه قالا: أنا محمّد بن يعقوب، نا عباس قال: سمعت يحيى يقول: أبو واقد الليثي صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلّم اسمه عوف بن حارث.

و قال في موضع آخر: أبو واقد الليثي اسمه الحارث بن عوف.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني عباس قال: سمعت يحيى يقول: أبو واقد الليثي صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلّم اسمه عوف بن الحارث. و قال محمّد بن سعد: اسم أبي واقد في رواية محمّد بن عمر:

الحارث بن مالك. و في رواية هشام بن محمّد: الحارث بن عوف. و في رواية غيرهما:

عوف بن الحارث بن أسيد بن جابر بن عوير بن عبد مناة بن شجع بن عامر بن ليث. قال البغوي: نزل المدينة، و روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم أحاديث.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه، أنا عثمان بن أحمد، نا محمّد بن أحمد بن البراء قال: قال لي علي: أبو واقد الليثي عوف بن عبد الحارث.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنبأ أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصواف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال: قرأت على علي بن المديني قال: و من بني ليث: أبو واقد الليثي عوف بن الحارث.

ص: 271


1- كذا.
2- بياض بالأصل.
3- تحرفت بالأصل إلى: الصفا.

قرأت على أبي محمّد السلمي عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، أنا محمّد بن عبد اللّه بن خميرويه، نا الحسين بن إدريس (1)،نا محمّد بن عبد اللّه بن عمار قال: أبو واقد الليثي اسمه عوف بن الحارث.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، نا أبو الفضل بن البقال، أنا أبو الحسن بن الحمامي، أنا إبراهيم بن أحمد، أنا إبراهيم بن أبي أميّة قال: سمعت نوح بن حبيب يقول:

اسم أبي واقد الليثي الحارث بن مالك. و قال في موضع آخر: أبو واقد الحارث بن عوف.

قال: و قد اختلف فيه.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنا،[أنا] (2) أبو الحسين (3) بن الآبنوسي قراءة عن أبي الحسن الدارقطني.

ح و قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي الفتح عبد الكريم بن محمّد، أنبأ أبو الحسن قال:

أبو واقد الليثي، سماه الواقدي: ابن الحارث بن مالك، و قال: ابن الكلبي، هو الحارث بن عوف، و قال غيرهما: عوف بن الحارث بن أسيد بن جابر، له صحبة و رواية عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء، أنا البابسيري، أنا الأحوص بن مفضل، أنا أبي، قال: و اسم أبي واقد الليثي صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلّم عوف بن الحارث.

أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أنا شجاع الصوفي، أنا أبو عبد اللّه العبدي، أنا أحمد بن الحسن بن عتبة الرازي، نا عبد اللّه بن عيسى المديني، نا إبراهيم بن المنذر الحزامي، قال:

و أبو واقد الليثي و اسمه الحارث بن مالك مات سنة ثمان و ستين و هو ابن خمس و سبعين سنة.

و قال محمّد بن عمر الواقدي: توفي سنة خمس و ستين.

أخبرنا أبو الفتح الفقيه، أنا أبو الفتح الفقيه، أنا أبو الفتح الفقيه، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد بن إياس.

ص: 272


1- بالأصل: الحسين بن أبي إدريس.
2- زيادة لازمة منا.
3- تحرفت بالأصل إلى: الحسن.

قال: سمعت أبا عبد اللّه المقدمي يقول: أبو واقد الليثي مالك بن عوف.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو طاهر و أبو الفضل.

ح و أخبرنا أبو العز، أنا أبو طاهر.

قالا: أنا أبو الحسين، أنا أبو الحسين، أنا أبو الحسن، أنا أبو حفص، نا خليفة (1)، قال: و من بني كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر، ثم من بني ليث بن بكر بن عبد مناة بن علي بن كنانة: أبو واقد الليثي (2)،و اسمه الحارث بن عوف بن أسيد بن جابر بن عبد مناة بن شجع بن عامر بن ليث.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم، أنبأ نعمة اللّه بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، نا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدّثني الحسن بن سفيان، نا محمّد بن علي، عن محمّد بن إسحاق، قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: أبو واقد الليثي الحارث بن مالك، و يقال: الحارث بن عوف.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو الأصبهاني، أنبأ ابن يوه (3)،أنا اللنباني، نا ابن أبي الدنيا، نا ابن سعد (4)،قال: أبو واقد الليثي، قال محمّد بن عمر اسمه الحارث بن مالك، و قال غيره: اسمه عوف بن الحارث، و كان جاور بمكة سنة فمات بها فدفن في مقبرة المهاجرين [و إنما سميت بمقبرة المهاجرين] لأنه دفن فيها من كان هاجر إلى المدينة ثم حجّ أو جاور، فمات بمكة منهم أبو واقد الليثي و غيره من الأنصار.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد قال في الطبقة الثالثة من بني ليث ابن بكر بن عبد مناة بن كنانة أبو واقد الليثي، و اسمه في رواية محمّد بن عمر: الحارث بن مالك، و في رواية هشام بن محمّد بن السائب: الحارث بن عوف، و في رواية غيرهما: عوف ابن الحارث بن أسيد بن جابر بن عويرة بن عبد مناة (5) بن شجع بن عامر بن ليث، و أسلم أبو

ص: 273


1- طبقات خليفة بن خيّاط ص 66 رقم 165.
2- ليست في طبقات خليفة.
3- تحرفت بالأصل إلى: بره.
4- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى لابن سعد.
5- تحرفت بالأصل إلى: عبد مناف.

واقد قديما و كان يحمل لواء بني ليث و ضمرة و سعد بن بكر يوم الفتح، و بعثه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم حين أراد الخروج إلى تبوك إلى بني ليث يستنقذهم لغزو عدوهم، و قد روى أبو واقد عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أحاديث، و بقي بعده زمانا ثم خرج إلى مكة، فجاور بها سنة فمات.

أخبرنا أبو محمّد عبد اللّه بن علي، ثم أخبرني أبو الفضل محمّد بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين محمّد بن المظفر، أنا أحمد بن علي بن الحسن، أنا أحمد ابن عبد اللّه بن عبد الرحيم، قال:

و من حلفاء بني أسد بن عبد العزى: أبو واقد الليثي و اسمه الحارث بن عوف بن أسد ابن عويرة بن عبد مناة (1) بن شجع بن ليث حليف بني أسد بن عبد العزى.

و قال في موضع آخر: و من بني ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة: أبو واقد الليثي و اسمه الحارث بن مالك، و يقال: الحارث بن عوف بن أسيد بن ؟؟؟ (2) بن عبد مناة (3) بن شجع بن عامر بن ليث توفي سنة ثمان و ستين فيما ذكر بعض أهل العلم، جاءت عنه سبعة أحاديث.

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل و أبو الحسين، و أبو الغنائم، و اللفظ له، قالوا: أنا أبو أحمد، زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا ابن سهل، أنا البخاري قال (4):الحارث بن عوف أبو واقد الليثي، مديني، شهد بدرا مع النبي صلى اللّه عليه و سلّم.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد، إجازة.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (5) قال: الحارث بن عوف أبو واقد الليثي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا

ص: 274


1- راجع الحاشية السابقة.
2- كذا رسمها بالأصل و بدون إعجام.
3- تحرفت بالأصل إلى: عبد مناف.
4- التاريخ الكبير للبخاري 258/2/1.
5- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 82/2/1.

مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو واقد (1) الحارث بن عمرو الليثي له صحبة، و في نسخة أخرى: ابن عوف.

أخبرنا أبو الفتح الكروخي، أنا محمود بن القاسم بن محمّد، و أبو نصر عبد العزيز بن محمّد، و أبو بكر أحمد بن عبد الصّمد، قالوا: أنا أبو محمّد عبد الجبار بن محمّد بن عبد اللّه، أنا محمّد بن أحمد بن محبوب، أنا أبو عيسى الترمذي قال: أبو واقد الليثي اسمه الحارث بن عوف.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر قراءة، عن أبي الفضل جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو واقد الحارث بن عوف الليثي مدني.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم ابن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي (2) قال: أبو واقد الحارث بن عوف الليثي.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد قال:

أبو واقد الحارث بن عوف، و يقال: عوف بن الحارث، و يقال: الحارث بن مالك بن أسيد بن جابر بن عبد مناة بن شجع بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن علي بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر الليثي المدني، شهد بدرا مع النبي صلى اللّه عليه و سلّم جاور بمكة سنة، و مات بها فدفن في مقبرة المهاجرين.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني قال: أبو واقد الليثي الحارث بن عوف، له صحبة و رواية عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم، و ابنه واقد ابن أبي واقد.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة قال: الحارث بن عوف أبو واقد الليثي، المديني، له صحبة، و قيل: الحارث بن مالك، و قيل: عوف بن الحارث.

ص: 275


1- تحرفت بالجرح و التعديل إلى:«رافع» و نبه محققه بالهامش إلى أن الصواب:«أبو واقد».
2- الكنى و الأسماء للدولابي 59/1.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال: الحارث بن عوف، و يقال: ابن مالك، و يقال:

عوف بن الحارث أبو واقد الليثي المدني، و كان جاور بمكة، و شهد بدرا سمع النبي صلى اللّه عليه و سلّم، يروي عنه يزيد أبو مرّة مولى أم هانئ في العلم، قال البخاري: حدّثني أبو علي الليثي قال:

مات في خلافة معاوية، هكذا قال، و قال الواقدي: قال يحيى بن بكير، توفي أبو واقد و اسمه الحارث بن مالك الليثي سنة ثمان و ستين [و] (1) سنه و سبعون سنة (2)،و قال الواقدي: أبو واقد اسمه الحارث بن مالك، و كان جاور بمكة سنة، فمات بها سنة ثمان و ستين و هو ابن خمس و ستين سنة (3)،و قال ابن نمير: اسمه الحارث بن مالك، و قال: مات سنة ثمان و ستين.

أنبأنا أبو سعد المطرز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ [قال:] (4)الحارث بن عوف أبو واقد الليثي، يختلف في اسمه و اسم أبيه، فقيل: الحارث بن مالك، و قيل: عوف بن مالك، له صحبة، و هو الحارث بن عوف بن أسيد بن جابر بن عتوارة بن عبد مناة بن شجع بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة مات سنة خمس - و قيل ثمان - و ستين، إسلامه قبيل الفتح و قيل من مسلمة الفتح، و قال القاضي أبو أحمد في تاريخه: شهد بدرا، و أراه وهما، و الصحيح أنه أسلم عام الفتح لأنه شهد على نفسه أنه كان مع النبي صلى اللّه عليه و سلّم بحنين و نحن حديثو عهد بكفر، و ليس لشهوده بدرا أصل، روى عنه سعيد بن المسيّب، و عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، و عروة بن الزبير، و سنان بن أبي سنان، و عطاء بن يسار، و أبو مرّة مولى عقيل، و بسر بن سعيد.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي نصر الحافظ ، قال (5):أبو واقد الليثي سماه الواقدي الحارث (6) بن مالك، و قال ابن الكلبي: الحارث بن عوف، قال الدارقطني: و قال غيرهما: عوف بن الحارث بن أسيد بن جابر. قال ابن ماكولا: و هو ابن عويرة (7) بن عبد

ص: 276


1- زيادة لازمة.
2- تهذيب الكمال 106/22 و أسد الغابة 325/5.
3- المصدران السابقان.
4- زيادة منا.
5- الاكمال لابن ماكولا 59/1-60 في باب: أسيد.
6- بالأصل: بن الحارث.
7- بدون إعجام بالأصل، و المثبت عن الإكمال، و عنى ابن ماكولا أنه: ابن جابر بن عويرة.

مناف (1) بن شجع بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة، له صحبة، و رواية عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم.

ذكر أبو حسان الزيادي أنه ولد في السنة التي ولد فيها ابن عباس.

أخبرنا أبو الفتح، أنا شجاع، أنا ابن مندة، أنا الهيثم بن كليب، إجازة، نا ابن أبي خيثمة، عن سليمان بن داود الهاشمي، عن إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب الزهري، عن سنان بن أبي سنان الدؤلي، أن أبا واقد الليثي أسلم يوم الفتح.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا أبو طاهر المخلص، أنا رضوان بن أحمد، أنا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، حدّثني والدي إسحاق بن يسار، حدّثني رجال من بني مازن عن أبي واقد الليثي قال: إنّي لأتبع يوم بدر رجلا من المشركين لأضربه فوقع رأسه قبل أن يصل إليه سيفي، فعرفت أن غيري قد قتله.

[قال ابن عساكر:] (2) كذا في هذه الرواية، و ليست بمحفوظة، و في إسنادها من يجهل، و إنّما كان ذلك يوم اليرموك، و قد تقدم أنه أسلم يوم الفتح.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو القاسم بن أبي حيّة، أنا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر (3) قال: قالوا: دعا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أصحابه و صفّهم صفوفا - يعني - يوم حنين، و وضع الرايات و الألوية في أهلها فسمى حامليها فقال: و مع بني ضمرة، و ليث، و سعد بن ليث (4) راية يحملها أبو واقد الليثي الحارث ابن مالك.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا [أبو] محمّد بن يوسف، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا محمّد بن عبد الملك الدقيقي، نا يزيد بن هارون.

ح و حدّثنا أبو القاسم بن الحصين، إملاء، قال: أنبأنا الحسن بن علي التميمي، أنا أحمد بن جعفر بن حمدان، نا عبد اللّه بن أحمد بن محمّد بن حنبل، نا أبي، ثنا يزيد، أنا محمّد بن عمرو، عن يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب قال: قال أبو واقد الليثي: تابعنا

ص: 277


1- كذا بالأصل و الاكمال، و مرّ: عبد مناة.
2- زيادة منا.
3- الخبر رواه الواقدي في مغازيه 896/2.
4- بالأصل:«و مع بني ضمرة و ليث بن سعد» و التصويب و الزيادة عن مغازي الواقدي.

الأعمال فلم نجد شيئا أبلغ في طلب الآخرة من زهادة في الدنيا، و قال الدقيقي: من الزهد في الدنيا.

أخبرنا أبو (1) محمّد بن الأكفاني، و عبد الكريم بن حمزة، و طاهر بن سهل، قالوا: أنا أبو الحسين [محمّد] (2) بن مكي (3)،نا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن العباس الإخميمي (4)، نا محمّد بن عبد اللّه بن سعيد المهراني، نا عبد الملك بن محمّد، نا حجاج بن المنهال، نا حمّاد بن سلمة، عن محمّد بن عمرو، عن يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب، عن أبي واقد الليثي قال: تابعنا الأعمال فلم نجد شيئا في طلب الآخرة أفضل من الزهادة في الدنيا.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو محمّد (5) بن يوسف، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا جعفر بن محمّد، نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز قال: قال أبو واقد ما وجدنا شيئا أعود على أخلاق (6) الإيمان من الزهادة.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه، حدّثني أبي (7)،نا عبد الرزّاق، و ابن بكر، قالا: أنا ابن جريج، أخبرني عبد اللّه بن عثمان، عن نافع بن شرحبيل (8) قال: عدنا أبا واقد البكري - و قال ابن بكر: البدري - في وجعه الذي مات فيه، فذكر حديثا.

أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي قالت: نا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا محمّد بن جعفر المنبجي، نا عبيد اللّه بن سعد الزهري، نا معاوية بن عمرو، نا زائدة، نا عبد اللّه بن عثمان بن خثيم، حدّثني نافع بن سرجس أن أبا واقد الليثي صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مات بمكة.

ص: 278


1- تحرفت بالأصل إلى:«أنا».
2- زيادة منا للإيضاح، و هو محمد بن مكي بن عثمان، أبو الحسين الأزدي البصري، ترجمته في سير الأعلام 253/18.
3- أقحم بعدها بالأصل: نا أبو الحسن بن مكي.
4- ترجمته في سير الأعلام 85/17.
5- هو عبد اللّه بن يوسف بن أحمد بن بامويه الأردستاني الأصبهاني، ترجمته في سير الأعلام:(146/13 ت 3759) ط دار الفكر.
6- تحرفت بالأصل إلى: اختلاف، و المثبت عن مختصر ابن منظور.
7- رواه أحمد بن حنبل في المسند 209/8 رقم 21958 طبعة دار الفكر.
8- كذا بالأصل، و في المسند: نافع بن سرجس.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، نا الضحاك بن عثمان قال:... (1) سمعت عبد اللّه بن عبيد بن عمير قال: دخل أبي متكئا على يدي على أبي واقد الليثي يعوده في مرضه الذي مات فيه بمكة فقال له أبي: أ صليت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم صلاة الخوف ؟ قال: نعم، ثم وصف لهم كيف صلّى.

قال: و أنا محمّد بن عمر، أنا ابن جريج، عن عبد اللّه بن عثمان بن خثيم (2)،عن نافع ابن سرجس قال: عدنا أبا واقد الليثي في مرضه الذي مات فيه، و مات، فدفناه بمكة في مقبرة المهاجرين التي بفخ (3) قال محمّد بن عمر: و إنّما سميت مقبرة المهاجرين لأنه دفن فيها من مات ممن كان هاجر إلى المدينة ثم حج أو جاور بمكة، فكان يخرج إلى هذه المقبرة فيدفن فيها: منهم أبو واقد الليثي، و عبد اللّه بن عمر، و غيرهما من الأنصار.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء، أنا أبو بكر، أنا الأحوص، نا أبي، نا الواقدي، ثنا الضحاك بن عثمان، عن عبد اللّه بن عبيد بن عمير سمعته يقول: دخلت مع أبي و هو متكئ على يدي أبي واقد الليثي في مرضه الذي مات فيه بمكة، حديث فيه طول في صلاة الخوف، و كان يحيى بن معين ينكر أن يكون أدرك أباه عبيد ابن عمير.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللنباني (4)،أنا ابن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر قال: سمعت عن نافع بن سرجس (5) قال: مات أبو واقد الليثي فدفن بها سنة ثمان و ستين، و هو ابن خمس و ستين سنة، و قد روى عن أبي بكر و عمر.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأ ابن معروف، أنا ابن الفهم، أنا ابن سعد، أنا محمّد بن عمر قال: و مات أبو واقد سنة ثمان و ستين، و هو ابن خمس و ثمانين سنة، و قد روى عن أبي بكر و عمر.

ص: 279


1- كلمة غير مقروءة بالأصل.
2- بدون إعجام بالأصل.
3- بدون إعجام بالأصل، و الصواب ما أثبت عن أسد الغابة، و فخ: بفتح أوله و تشديد ثانيه واد بمكة.
4- تحرفت بالأصل إلى: اللبناني.
5- تحرفت بالأصل إلى: شرحش.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أحمد بن إبراهيم بن نافع، نا روح بن الفرج، نا يحيى بن بكير، قال: توفي أبو واقد الليثي سنة ثمان و ستين و سنّه سبعون سنة.

أخبرنا أبو سعد المطرز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا أبو الزنباع، نا يحيى بن بكير قال: توفي أبو واقد الليثي و اسمه الحارث بن عوف سنة ثمان و ستين و سنّه سبعون، و قال الواقدي: توفي سنة خمس و ستين.

أنبأنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص الفلاّس قال: و مات أبو واقد الليثي سنة ثمان و ستين و هو ابن سبعين سنة، و هو الحارث بن عوف.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: مات أبو واقد يعني سنة ثمان و ستين. قال الهيثم، و المدائني، و محمّد ابن المثنى: في سنة ثمان و ستين مات جابر، و أبو واقد الليثي. و قد ذكر الواقدي موت أبي واقد في هذه السنة. قال الواقدي: أبو واقد عوف بن الحارث جاور هذه السنة بمكة فمات بها. و ذكر ابن زبر أسانيده عن هؤلاء.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن (1) السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (2) قال: و فيها يعني سنة ثمان و ستين مات أبو واقد الليثي.

أنبأنا أبو سعد المطرز، أنا أبو نعيم الحافظ ، ثنا سليمان بن أحمد الطبراني، نا محمّد ابن عبد اللّه الحضرمي، قال: سمعت محمّد بن عبد اللّه بن نمير يقول: مات أبو واقد سنة ثمان و ستين.

قال: و نا الطبراني، نا محمّد بن علي المديني فستقه، نا هارون الحاكم قال: توفي أبو واقد الليثي سنة ثمان و ستين و اسم أبي واقد الحارث بن مالك، و يقال: عوف [بن] مالك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي (3)،أنا أبو القاسم علي بن أحمد، أنا أبو طاهر

ص: 280


1- تحرفت بالأصل إلى: الحسين.
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 265.
3- «أنا أبو القاسم بن السمرقندي» مكرر بالأصل.

المخلص، إجازة، نا عبد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم، قال: سنة ثمان و ستين توفي فيها أبو واقد الليثي و اسمه الحارث بن عوف.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه بن أبي عمرو، أنا أبو عبد اللّه بن مروان، أنا أبو عبد الملك البسري، نا سليمان بن عبد الرّحمن، ثنا علي بن عبد اللّه التميمي قال: أبو واقد الليثي، و اسمه الحارث بن مالك، مات سنة ثمان و سبعين و هو ابن سبعين سنة.

[قال ابن عساكر:] (1) كذا قال و الصواب سنة ثمان و ستين كما تقدم.

8880 - أبو واقد الليثي المديني

اسمه صالح بن محمّد بن زائدة، تقدّم ذكره في حرف الصاد.

8881 - أبو وائل الأسدي

اسمه شقيق بن سلمة، تقدّم ذكره في حرف الشين.

8882 - أبو وجزة السعدي

8882 - أبو وجزة السعدي (2)

أظنه جد أبي وجزة (3) يزيد بن عبيد المدني الذي روى عنه هشام بن عروة، و محمّد بن إسحاق، قدم أبو وجزة (4) الشام مع عمر، و قد قيل: إن صاحب هذه القصة ابن أبي وجزة (5)،و اسمه الحارث، و قد تقدم ذكره في حرف الحاء (6).

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، أنا أبو بكر الخطيب، و عبد المحسن بن محمّد، و أبو الحسن محمّد بن محمّد بن طاهر التاجر البغداديون.

و قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب.

ص: 281


1- زيادة منا.
2- ترجمته في الإصابة 218/4.
3- بالأصل هنا: وجرة بالراء.
4- بالأصل هنا: وجرة بالراء.
5- بالأصل هنا: وجرة بالراء.
6- راجع ترجمته في تاريخ مدينة دمشق 487/11 رقم 1161 طبعة دار الفكر. و جاء فيه هناك: الحارث بن أبي وجرة. و قال ابن عساكر: قرأت بخط أبي عبد اللّه الصوري: وجرة بالواو و الجيم و الراء و الهاء و اللّه أعلم. و عقب ابن حجر في الإصابة على قول ابن عساكر بقوله:«و ليس بجيد، لأن ذاك قرشي، و هذا سعدي».

قالوا: أنا أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد بن محمّد بن جعفر، أنا أبو بكر محمّد بن عبد الرحيم بن أحمد المازني، نا الحسين بن القاسم، ثنا عبيد بن ذكوان، أنا محمّد بن أبي رجاء التميمي، عن أبيه (1)،عن أبي رجاء قتيبة بن السري التيمي، عن السائب بن يزيد المخزومي، قال:

لما أتى عمر بن الخطاب الشام نهى الناس أن يمدحوا خالد بن الوليد، فدخل أبو وجزة السعدي على عمر و خالد عنده متلثم، فقال: أ هاهنا خالد، فحسر خالد لثامه و قال: ها أنا ذا خالد، فقال، و اللّه إنك لأصبحهم خدا و أكرمهم جدا و أوسعهم نجدا (2) و أبسطهم يدا (3) فلم ينهه عمر، ثم رأى عمر أبا وجزة بالمدينة فقال: أ لم أنه عن مدح خالد عندي ؟ فقال أبو وجزة: يا أمير المؤمنين من أعطانا مدحناه و من حرمنا سببناه كما يسب العبد ربه (4)،فقال عمر: يا أبا وجزة، و كيف يسب العبد ربه ؟ قال: من حيث لا يعلم و لا يسمع، يا أمير المؤمنين.

8883 - أبو الورد العنبري

شاعر من تميم رثى معاوية.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا ابن (5) سعد، أنا علي بن محمّد بن سليمان بن أبي أيوب، عن عمرو بن ميمون، و عن غيره قالوا: لما مات معاوية فذكر حكاية في موته و قال:

فقال أبو الورد العنبري يرثي معاوية (6):

ألا أنعى معاوية بن حرب *** نعاه الحلّ للشهر (7) الحرام

ص: 282


1- من هذا الطريق روي الخبر في الإصابة 219/4.
2- في الإصابة: مجدا.
3- الإصابة: رفدا.
4- في الإصابة: سيده.
5- تحرفت بالأصل إلى:«أبو».
6- تقدمت الأبيات في ترجمة معاوية، في كتابنا تاريخ مدينة دمشق، و هي في أنساب الأشراف 163/5 (طبعة دار الفكر) و نسبها لأبي الدرداء العنبري. و في البداية و النهاية 154/8.
7- الأصل:«الشهر» و المثبت عن ترجمة معاوية المتقدمة، و في أنساب الأشراف: و الشهر الحرام.

نعاه الناعجات فكل فجّ (1) *** خواضع في الأزمة كالسهام

فهاتيك النجوم و هنّ خرس *** ينحن على معاوية [الشمامي] (2)

8884 - أبو الورد بن الهذيل بن زفر بن الحارث

اسمه مجزأة، تقدم ذكره في حرف الميم.

8885 - أبو الورد بن حاتم المري

8885 - أبو الورد بن حاتم المري (3)

من شعراء مصر.

ذكر أبو الحسين الرازي فيما ذكر أنه أفاده بعض أهل دمشق عن أبيه، عن جده و أهل بيته من المرّيين فيما قال: أبو الورد بن حاتم المري، يذكر أخاه زر بن حاتم و كان قد قتل في بعض حروب أبي الهيذام:

لأن كان زرّ أصبح اليوم ثاويا *** لما كان القتل فينا نكر و لا بدعا

و نحن أناس شممنا السيف لا ترى *** سوى السيف منا ميتا أبدا يدعى

أجل لا و لا يكفي لنا الدهر واحد *** على هالك يدري لمقلته معا

و ذلك أيا أهل بيت جلادة مترعة *** هاماتنا لم تكن خضعا

فإن يك يشفي الغدر قتل ذوي *** العدى فيا ليت بين إن لميت لهم جمعا (4)

شعثت عليك الصدر يوم لقيتهم *** و صيرهم من بعد قتلهم جدعا

أخذت بكفي دون عدو ظلامتي *** فأحسست أنا معشر نحسن الصنعا

8886 - أبو وزيرة العنسي

حدث عن خالد بن يزيد بن معاوية.

روى عنه أبو غنيم عنبسة بن سعيد بن غنيم الكلاعي.

8887 - أبو الوزير ابن النعمان بن المنذر الغساني

حدث عن أبيه.

ص: 283


1- أنساب الأشراف: لكل حي.
2- ليست بالأصل، و استدركت عن ترجمة معاوية، و في أنساب الأشراف: الشآمي.
3- بالأصل: المزني.
4- كذا عجزه بالأصل.

روى عنه هشام بن عمار.

أخبرنا أبوا (1) الحسن السّلميان، قالا: أنا أبو الفتح الزاهد.

ح و أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنا أبو محمّد بن فضيل.

قالا: أنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو علي بن منير، أنا أبو بكر بن خريم، ثنا هشام بن عمار، نا عمار بن نصير عن من حدّثه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«أمتي على خمس طبقات، و أنا و من معي إلى أربعين سنة أهل نبوة [و هدى] (2) و الطبقة الثانية إلى ثمانين سنة أهل برّ و تقى، و الطبقة الثالثة إلى عشرين و مائة سنة أهل تواصل و تراحم، و الطبقة الرابعة إلى ستين و مائة أهل تقاطع و تدابر، و الطبقة الخامسة إلى مائتي سنة أهل هرج، فالهرب أهل هرج فالهرب»[13588].

قال: و نا هشام، نا أبو الوزير بن النعمان بن المنذر الغساني، عن أبيه، عن مكحول بمثل هذا الحديث سواء، و قد ذكرت أن النعمان بن المنذر يكنى أبا الوزير، و يبعد أن يكون ابنه يكنى أبا الوزير أيضا، فيشبه أن يكون اسمه الوزير، و يكون أبو مرثدة، و اللّه أعلم.

و قد وقع لي هذا الحديث مسندا عاليا.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو المحاسن محمّد بن الحسين الطبري، قالا:

أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، قال: قرئ على أبي القاسم عبد اللّه بن محمّد ابن عبد العزيز، و أنا أسمع، نا كامل بن طلحة أبو يحيى الجحدري (3) إملاء من كتابه، نا عبّاد ابن عبد الصّمد أبو معمر، ثنا أنس بن مالك:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«طبقات أمتي خمس طبقات كلّ طبقة منها أربعون سنة: فطبقتي و طبقة أصحابي أهل العلم و الإيمان، و الذين يلونهم إلى الثمانين أهل البرّ و التقوى، و الذين يلونهم إلى العشرين و مائة أهل التراحم و التواصل، و الذين يلونهم إلى الستين يعني و مائة أهل التقاطع و التدابر، و الذين يلونهم إلى المائتين أهل الهرج و الحروب»[13589].

ص: 284


1- بالأصل: أبو.
2- زيادة عن مختصر ابن منظور.
3- تحرفت بالأصل إلى:«العجدوي» راجع ترجمته في تهذيب الكمال 346/15.

8888 - أبو الوزير الصوفي

علي بن إسماعيل تقدم ذكره في حرف العين.

8889 - أبو الوفاء الحرّاني المعروف بالقائد

شاعر قدم دمشق.

حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن المحسن بن أحمد بن الملحي من لفظه و كتبه لي بخطه قال: القائد أبو الوفاء نزهة العالم و أظرف بني آدم،... (1) من النار و أحاديث يقصر عنها الأفكار، و......... (2) حديثا و لا يرى... تأمل قد خصّ من هذا الفن ما لم يخصص به بشر، و لا يلحقه فيه من نظم أو نثر و لم ير في الجامع المعمور إلاّ مصليا في يومه ما فات في أمسه، فالناس مجمعون على استحسان مقاصده متفقون على مصادره و موارده، فكان كما قال أبو نواس (3):

يصلي هذه في وقت هذي *** فكل صلاته أبدا قضاء

و كان آل وثاب اقتطعوه إليهم، و أخذوه بكلي أيديهم يتنافسون في الخلع عليه و الإحسان إليه، و لزمهم سنين كثيرة إلى أن عبثت بهم أيدي الزمان، و تنبهت لهم أعين الحدثان. ففارقهم و انتقل إلى دمشق، فأقام بها إلى أن قضى نحبه و لقي ربه، و كان أبو الوفاء لعب بالشطرنج مع والدي، فغلبه والدي و أخذ خاتمه مازحا فعمل أبو الوفاء بديها:

يا سيدا كف عني أيدي الثوب *** من بعد أن أشرفت نفسي على العطب

أعدائي لو غلبوني قمت تنصرني *** فهل أبالي من الشطرنج بالغلب

يا ابن الذين شاءوا إنما عصرهم *** في حلبة المجد و الإحسان و الأدب

قوم مناقبهم لما مضوا بقيت *** منيرة في سماء المجد كالشهب

يكون جاهل يحميني فيؤخذ لي *** في اللعب أو غيره شيء من الذهب

هيهات سالمني دهري و صرت *** و في يدي منه ذمام غير منعصب

و كان لأبي الوفاء خاتم، خرج معه رجل، فقال: بعني هذا الخاتم فقال: ما أبيعه، و لكن خذه فأخذه و مضى، و مطله برده فعمل فيه:

ص: 285


1- كلمات غير واضحة بالأصل.
2- غير مقروء بالأصل.
3- البيت في ديوانه ص 23 (ط بيروت).

صار بهذا الزمان مخرفة *** قوم يحبون منحة الشعراء

تغير الناس و الزمان معا *** و أهملوا الفضل فهو قد دثرا

مازحت بالأمس أهيف أحسنا *** قد كمل الظرف من بني الأمراء

ما ذا تفكرت في محا *** سنه حسبته من جماله قمرا

فسامني خاتمي فقلت له *** اقبله مني فحازه وجرا

من يقبل الرفد و الهدية من *** عامل شعر فذاك ذقن حرا

8890 - أبو الوليد

رفيق إبراهيم بن أدهم

حكى عنه أحمد بن أبي الحواري.

أنبأنا أبو الفرج عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن يوسف، أنا المبارك بن عبد الجبار، أنا أبو طالب العشاري، أنا محمّد بن عبد اللّه ابن أخي ميمي، نا الحسين بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني عون بن إبراهيم، حدّثني أحمد بن أبي الحواري، قال:

سمعت أبا الوليد رفيق إبراهيم بن أدهم قال: كان إبراهيم بن أدهم و أصحابه يمنعون أنفسهم أربعا: لذاذة الماء، و الحذاء، و الحمامات، و لا يجعلون في الملح إبزارات.

8891 - أبو الوليد الباجي

اسمه سليمان بن خلف، تقدم ذكره في حرف السين.

8892 - أبو وهب الكلاعي

اسمه عبيد اللّه بن عبيد، تقدّم ذكره في حرف العين.

أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه اللّه قال.

حرف الهاء

8893 - أبو هارون

8893 - أبو هارون (1)

روى عن أبي وهب عبيد اللّه بن عبيد الكلاعي.

ص: 286


1- ترجمته في ميزان الاعتدال 581/4.

روى عنه الوليد بن مسلم (1).

8894 - أبو هاشم، قيل: اسمه خالد - و يقال شيبة، و يقال: هشام ،و يقال:-

8894 - أبو هاشم، قيل: اسمه خالد - و يقال شيبة، و يقال: هشام (2)،و يقال:-

عتبة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي القرشي العبشمي (3)

خال معاوية بن أبي سفيان.

روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم حديثين (4).

روى عنه أبو هريرة، و سمرة بن سهم الأسدي، و قيل: أبو وائل شقيق بن سلمة، و الصحيح: أنّ أبا وائل يروي عن سمرة، عن أبي هاشم.

و سكن أبو هاشم دمشق، و كانت له بها قطيعة دار عند (5) سوق الصفارين القديم مما يلي الحمام.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل الفقيه، أنبأ أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن عمر العمري الهروي، أنبأ أبو محمّد بن أبي شريح، أنبأ أبو جعفر محمّد بن أحمد بن عبد الجبار الرذاني، نا حميد بن زنجويه، نا أبو مسهر الدمشقي.

ح و أخبرناه أبو الحسن...... (6)،نا صدقة بن خالد، نا خالد بن دهقان، أخبرني خالد سبلان (7)،عن كهيل بن حرملة النميري، عن أبي هريرة:

أنه أقبل حتى نزل دمشق...... (8) على آل أبي كلثم الدّوسي، ثم أتى المسجد فجلس في غربيه، فتذاكروا الصلاة الوسطى، فقال: اختلفنا فيها كما اختلفتم و نحن بفناء بيت

ص: 287


1- قال الذهبي عنه: لا يعرف.
2- تحرفت بالأصل إلى: هاشم، و المثبت عن تهذيب الكمال و الإصابة.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 86/22 و تهذيب التهذيب 478/6 و الاستيعاب 210/4 (هامش الإصابة) و الإصابة 200/4 و أسد الغابة 316/5 و طبقات خليفة ص 41 و طبقات ابن سعد 407/7 و الجرح و التعديل 453/9 و نسب قريش ص 153.
4- بالأصل: حديثان.
5- في الإصابة: و ذكر أبو الحصين الرازي أن داره كانت من سوق النحاسين إلى سوق الحدادين.
6- بياض بالأصل بمقدار سطر و نصف.
7- تقرأ بالأصل: سلان، خطأ، و هو خالد بن عبد اللّه بن الفرج راجع تهذيب الكمال 345/5 ترجمة خالد بن دهقان.
8- بياض بالأصل، عدة كلمات، و الكلام متصل في مختصر ابن منظور.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و فينا الرجل الصالح أبو هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس فقال: أنا أعلم لكم ذلك، فأتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و كان جريئا عليه، فاستأذن فدخل عليه، ثم خرج إلينا، فأخبرنا أنها صلاة العصر (1).

أخبرناه عاليا أبو علي الحداد في كتابه، و حدّثني أبو مسعود الأصبهاني، أنا أبو نعيم الحافظ ، ثنا سليمان الطبراني، نا إبراهيم بن دحيم، نا أبي، نا محمّد بن شعيب بن شابور.

قال: و نا أبو زرعة، نا أبو مسهر، و قال: نا أحمد بن المعلى، نا هشام بن عمار، قالا:

نا صدقة بن خالد، قالا: نا خالد بن دهقان، حدّثني خالد سبلان، عن كهيل بن حرملة، عن أبي هريرة أنه أقبل حتى نزل على أبي كلثم الدّوسي، فتذاكروا الصلاة الوسطى فقال: اختلفنا فيها كما اختلفتم و نحن بفناء بيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و فينا الرجل الصالح أبو هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس فقال: أنا أعلم لكم ذلك فأتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و كان جريّا عليه، فاستأذن فدخل إليه، ثم خرج إلينا فأخبرنا: أنّها صلاة العصر.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد بن عبد الواحد، أنا الحسن بن علي التميمي، أنا أحمد بن جعفر بن حمدان، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، نا أبو معاوية، نا الأعمش، عن شقيق قال:

دخل معاوية على خاله أبي هاشم بن عتبة يعوده قال: فبكى (3) قال: فقال له معاوية: ما يبكيك يا خال، أ وجعا يشئزك (4) أم حرصا على الدنيا؟ قال: فقال: و كلا لا و لكن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عهد إلينا فقال:«يا أبا هاشم إنّها علّها تدرك أقوالا (5) يؤتى بها أقوام و إنه إنّما يكفيك من جمع المال خادم و مركب في سبيل اللّه» و إنّي أراني قد جمعت[13590].

قال (6):و حدّثني أبي، نا عبد الرزّاق، أنا سفيان، عن الأعمش و منصور، عن أبي وائل قال: دخل معاوية على أبي هاشم بن عتبة و هو مريض يبكي فذكر معناه.

ص: 288


1- الإصابة 201/4.
2- رواه أحمد بن حنبل في المسند 320/5-321 رقم 15664 طبعة دار الفكر.
3- تحرفت بالأصل إلى:«فيها» و المثبت عن المسند.
4- شئز: قلق من هم مرض أو همّ .
5- كذا بالأصل:«أقوالا» و في مختصر ابن منظور:«لعلك أن تدرك أموالا تقسم بين أقوام» و الذي في المسند: تدرك أمرا لا يؤتاها أقوام.
6- القال: عبد اللّه بن أحمد، و الخبر في المسند 321/5 رقم 15665.

[قال ابن عساكر:] (1) كذا قال الأعمش، و تابعه سفيان، عن منصور، و رواه زائدة، عن منصور، عن شقيق، عن سمرة.

أخبرناه أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، أنا أبو صاعد يعلى بن هبة اللّه.

ح و أخبرناه أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنا أبو عاصم الفضيل (2) بن يحيى، قالا:

أنا أبو محمّد بن أبي شريح، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عقيل بن الأزهر البلخي، نا أبو داود السنجي، نا معاوية الأزدي، نا زائدة، عن منصور، عن شقيق، نا سمرة بن سهم قال:

دخلت على أبي هاشم بن عتبة و هو طعين، فدخل عليه معاوية يعوده، فبكى، فقال له معاوية: ما يبكيك، أ وجع يشئزك أم على الدنيا؟ فقد ذهب صفوها، فقال: على كلّ لا، و لكن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عهد إليّ عهدا وددت أنّي أتيته، قال:«لعلك أن تدرك أموالا تقسم بين أقوام و إنّما يكفيك من جمع المال خادم و مركب في سبيل اللّه» فوجدت فجمعت[13591].

و رواه أبو بكر أحمد بن حرب الطائي، عن أبي معاوية، هكذا، لم يذكر سمرة بن سهم، قال أبو بكر: يشئزك: يقلقك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الحسن العتيقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت، أنا الحسين بن جعفر.

قالا: أنا الوليد بن بكر، أنبأ علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال: كلّ شيء روي عن أبي هاشم حديثين، حديث أبي هريرة في الصلاة الوسطى، و حديث حين دخل عليه معاوية يعوده.

ذكر أبو الحسين الرازي عن شيوخه الدمشقيين أن بعض سوق النحاسين إلى سوق الحدادين لأبي هاشم بن عتبة بن ربيعة (3)،خال معاوية بن أبي سفيان.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد ابن عبيد بن الفضل، إجازة، نا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، أنا مصعب قال (4):أبو

ص: 289


1- زيادة منا.
2- تحرفت بالأصل إلى: الفضل.
3- الإصابة 201/4.
4- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 153.

هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، أخو مصعب بن عمير لأمّه، و أبو هاشم خال معاوية ابن أبي سفيان، أم معاوية هند بنت عتبة بن ربيعة.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، زاد ابن المبارك، و أبو الفضل بن خيرون، قالا: أنا محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد، نا خليفة بن خياط ، قال (1):أبو هاشم بن عتبة بن ربيعة ابن عبد شمس بن عبد مناف، و أمّه أم حناس (2)،و يقال: أم خداش بنت مالك بن المضرب ابن حجين - و يقال: حجير (3)-بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي، نزل الشام، و مات بها.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر ابن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار قال في تسمية ولد عتبة بن ربيعة قال (4):فولد عتبة: أبا هاشم بن عتبة، و أم أبان ولدت لطلحة بن عبيد اللّه، و أمهما (5) خناس بنت مالك بن المضرّب، و أخواهما لأمّهما (6) مصعب و أبو عزيز (7) ابنا عمير بن هاشم بن [عبد مناف بن] (8) عبد الدار بن قصي.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأ أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا ابن سعد، قال (9):في تسمية من نزل الشام من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: أبو هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، أسلم يوم فتح مكة، و خرج إلى الشام فنزلها إلى أن مات بها، و كان ينزل دمشق.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوه، أنا أبو

ص: 290


1- طبقات خليفة بن خيّاط ص 41 رقم 59.
2- بالأصل:«حباس» و المثبت عن طبقات خليفة.
3- الذي في طبقات خليفة:«حجير».
4- راجع نسب قريش للمصعب ص 153.
5- بالأصل:«و أمهم» و المثبت عن نسب قريش.
6- بالأصل:«و أخواهم لأمهم» و المثبت عن نسب قريش.
7- أبو عزيز، قيل إن اسمه زرارة، و قد قاتل يوم بدر مع المشركين و أسر كافرا. راجع المحبر ص 401 و سيرة ابن هشام 288/2.
8- زيادة عن نسب قريش.
9- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 407/7.

الحسن اللنباني، نا ابن أبي الدنيا، نا ابن سعد (1) قال في الطبقة الخامسة: أبو هاشم بن عتبة ابن ربيعة، خرج إلى الشام، فنزلها إلى أن مات بها.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد قال في الطبقة الرابعة: أبو هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن [عبد الدار بن] (2) قصي، و أمه خناس بنت مالك ابن المضرّب بن وهب بن عمرو بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي، و أخواه لأمّه مصعب و أبو عزيز ابنا عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي، فولد أبو هاشم بن عتبة:

عبد اللّه و أمه بنت شيبة بن ربيعة، و سالما لأم ولد، و النعمان، و ربيعة، و أم هاشم، و هي حيّة، ولدت ليزيد بن معاوية بن أبي سفيان، و أمّهم فاطمة بنت عبد الشارق بن سفيان بن قمير ابن رابية من خثعم، و عاتكة و أخت لها و أمّهما من بني ذكوان، و أسلم أبو هاشم يوم فتح مكة، و خرج إلى الشام، فنزلها إلى أن مات بها.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم ابن عمر، أنا أبو بكر المهندس، أنا أبو بشر الدولابي، قال (3):سمعت أبا بكر أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم البرقي (4) يقول: أبو هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف خال معاوية بن أبي سفيان، و كانت ذهبت عينه يوم اليرموك، مات في زمن معاوية.

أخبرنا أبو محمّد بن الآبنوسي في كتابه، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأ أبو الحسين بن المظفر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي قال: و من بني عبد شمس بن عبد مناف: أبو هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف، و أمّه خناس بنت مالك بن المضرّب بن حجير بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي، و كان أعور، ذهبت عينه يوم اليرموك، و توفي زمن معاوية، و هو خاله، له حديثان.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي، إجازة.

ص: 291


1- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
2- زيادة لازمة.
3- الكنى و الأسماء للدولابي 60/1.
4- تحرفت في الكنى و الأسماء إلى: الزهري.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد، قال (1):

أبو هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس خال معاوية بن أبي سفيان، روى زائدة، عن منصور، عن شقيق بن سلمة، عن سمرة بن سهم عنه أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال له:«لعلك أن تدرك أموالا تقسم بين أقوام (2) فإنّما يكفيك من جميع المال مركب في سبيل اللّه و خادم»[13592].

روى محمّد بن شعيب، عن خالد بن دهقان، و ذكر حديث أبي هاشم، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي، قال: سمعت مسلما يقول: أبو هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس القرشي، له صحبة.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر (3)،عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن النسائي (4)،أخبرني أبي قال: أبو هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس خال معاوية بن أبي سفيان، له صحبة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة، قال: و أبو هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف سمعت أبا مسهر ينسبه، قديم الموت، له بالشام حديث، و بالعراق حديث.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قراءة، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتاب، أنا ابن جوصا، إجازة.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا ابن جوصا، قراءة. قال: سمعت ابن سميع يقول في تسمية من شهد الفتح: أبو هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، خال معاوية.

ص: 292


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 453/9.
2- بالأصل:«من قوم» و المثبت عن الجرح و التعديل.
3- أقحم بعدها بالأصل:«بن أبي علية» قارن مع مشيخة ابن عساكر 217/أو هو أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد و انظر ترجمته في سير الأعلام(72/15 ت 4955) ط دار الفكر.
4- غير مقروءة بالأصل.

كتب إلي أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل السعدي، أنا أبو عبد اللّه بن بطة، أنا أبو القاسم البغوي، قال: أبو هاشم بن عتبة بن ربيعة خال معاوية بن أبي سفيان، سكن دمشق، و روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم حديثين.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأ أبو أحمد الحاكم، قال:

أبو هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي، و أمّه أم خناس، و يقال: أم خداش بنت مالك بن المضرّب بن حجير بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي، له صحبة من النبي صلى اللّه عليه و سلّم، و هو خال معاوية بن أبي سفيان، حديثه في الكوفيين، و يقال:

نزل الشام، و مات بها، روى عنه أبو هريرة.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصواف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: أبو هاشم بن عتبة بن ربيعة، هو اسمه.

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن بن المفرج، أنا أبو الفرج الأسفراييني، و أبو نصر الطوسي، قالا: أنا محمّد بن أحمد بن عيسى، أنا منير بن أحمد بن الحسن، أنا جعفر بن أحمد، نا أحمد بن الهيثم، قال: قال أبو نعيم الفضل بن دكين: أبو هاشم بن عتبة خال معاوية، اسمه هاشم (1).

ذكر أبو الفتح محمّد بن الحسين بن أحمد الأزدي الموصلي أنّ اسم أبي هاشم: عتيبة، قال: و يقال شيبة: قال: و لا يصح معرفة اسمه.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: أبو هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس القرشي، خال معاوية، يقال: اسمه هشام، روى عنه أبو هريرة، و سمرة بن سهم، و أبو وائل.

أنبأنا أبو سعد المطرز، و أبو علي الحداد، قالا: قال لنا أبو نعيم: شيبة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف أبو هاشم، خال معاوية، أمّه خناس بنت مالك بن المضرّب ابن حجير بن عبد معيص بن عامر بن لؤي بن غالب، فقئت عينه يوم اليرموك، فكان أعور،

ص: 293


1- كذا بالأصل، و لعله صحف عن: هشام.

توفي زمن معاوية، روى عنه أبو كلثم (1) سمرة بن سهم.

و قال أبو نعيم: أبو هاشم بن عتبة بن ربيعة خال معاوية، اسمه شيبة، و قيل هشام، روى عنه أبو كلثوم الدّوسي، و سمرة بن سهم، و أبو وائل.

[قال ابن عساكر:] (2) هذا وهم من وجهين، إنما هو أبو كلثم، و ليس هو الراوي عنه، و إنّما روى عنه أبو هريرة حين كان نازلا على أبي كلثم الدوسي، كما تقدم.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضل، نا أبي قال: قال أبو زكريا: أبو هاشم بن عتبة، اسمه خالد.

قال: و أنا ثابت، أنبأ أبو العلاء، أنا أبو بكر، أنا الأحوص، نا أبي قال: و قال أبو زكريا: و أبو هاشم بن عتبة بن ربيعة من (3) مسلمة الفتح.

أنبأنا أبو علي الحداد، و غيره، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، أنا سليمان بن أحمد، نا الحسن بن العباس الرازي، نا محمّد بن هارون الرازي، نا الوليد بن سلمة الأزدي، نا يزيد بن حسان، عن أبيه:

أن أبا هاشم بن عتبة بن ربيعة كان له شارب يعقده خلف قفاه، فقلت: ما بال شاربك و قد جاء عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم في إحفاء الشوارب ما جاء؟ فقال: إنّي كنت أخذت شاربي، فأتيت النبي صلى اللّه عليه و سلّم فأمرّ يده عليّ فقال:«متى أخذت شاربك ؟» قلت: الساعة، قال:«فلا تأخذه حتى تلقاني»، فتوفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قبل أن ألقاه، فلن آخذه حتى ألقاه[13593].

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (4)،حدّثني عمار بن الحسن، عن سلمة، عن ابن إسحاق قال: صالح أبو هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس أهل أنطاكية في مقبرة مصرين - يعني - في سنة إحدى و عشرين.

ص: 294


1- كذا بالأصل، أبو كلثم سمرة بن سهم، راجع ترجمة سمرة بن سهم في تهذيب الكمال 139/8 و لم يكنه.
2- زيادة منا.
3- تحرفت بالأصل إلى: بن.
4- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 307/3 و من طريق يعقوب رواه ابن حجر في الإصابة 201/4.

قرأت على أبي القاسم الخضر بن (1) الحسين بن عبدان، عن محمّد بن علي بن أحمد ابن المبارك، أنا الخليل بن هبة اللّه بن الخليل، أنا الحسن بن محمّد بن درستويه، نا أبو الدحداح، نا إبراهيم بن يعقوب، حدّثني يحيى بن عبد اللّه، نا أبو بكر بن أبي مريم، حدّثني عبد اللّه رجل من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلّم أنه حضر أبا هاشم الدمشقي، و كان من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلّم توفي، فلمّا حضره أصحابه جعل يبكي، فقال أصحابه: ما يبكيك يا أبا هاشم و أنت تلحق برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و بإخوانك ؟ فقال لهم: ما ذاك أبكاني، و لكنه أبكاني هول المطّلع لي.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، نا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى، نا خليفة قال: في تسمية عمال معاوية على الجزيرة: أبو هاشم بن عتبة بن ربيعة (2)،ثم عبيد اللّه بن رباح مولى خالد بن الوليد.

8895 - أبو هريرة الدّوسيّ

8895 - أبو هريرة الدّوسيّ (3)

صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

اختلف في اسمه اختلافا كثيرا على ما سنورده.

روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم فأكثر، و روى عن أبي بكر، و عمر، و عبد اللّه بن سلام، و بصرة بن أبي بصرة الغفاري، و عائشة، و كعب بن ماتع الحبر (4).

روى عنه ابن عباس، و أنس بن مالك، و جابر بن عبد اللّه، و عبد اللّه بن ثعلبة بن أبي صعير، و أبو أمامة أسعد بن سهل بن حنيف، و علي بن الحسين، و سعيد بن المسيب، و عروة ابن الزبير، و القاسم بن محمّد، و سالم بن عبد اللّه بن عمر، و عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، و أبو بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث، و حفص بن عاصم بن عمر، و أبو سلمة و حميد ابنا عبد الرّحمن بن عوف، و عبد الرّحمن بن هرمز الأعرج، و أبو صالح ذكوان، و سعيد بن

ص: 295


1- بالأصل:«الحصري» تصحيف و الصواب ما أثبت.
2- لم أعثر على الخبر في تاريخ خليفة، و قد نقله ابن حجر في الإصابة 201/4 نقلا عن خليفة.
3- ترجمته في الإصابة 202/4 و الاستيعاب 202/4 (هامش الإصابة) و أسد الغابة 318/5 و تهذيب الكمال 90/22 و تهذيب التهذيب 479/6 و حلية الأولياء 376/1 و طبقات ابن سعد 362/2 و 325/4 و المعرفة و التاريخ (الفهارس)، و سير أعلام النبلاء 578/2 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 41-60) ص 347 و انظر بهامشه ثبتا بأسماء مصادر كثيرة ترجمت له.
4- غير واضحة بالأصل، و نميل إلى قراءتها:«الحبي» و المثبت عن سير الأعلام.

العاص الأموي، و أبو سعيد كيسان المقبري، و ابنه سعيد بن أبي سعيد، و بسر بن سعيد، و يعمر بن عبد اللّه الجهني، و ثابت بن قيس الزّرقي (1)،و جعفر بن عياض، و أسلم مولى عمر، و أبو مسلم الأغر، و إبراهيم بن عبد اللّه بن حنين (2)،و إبراهيم بن عبد اللّه بن قارظ المدنيون، و أسود بن هلال المحاربي، و خيثمة بن عبد الرّحمن، و سليم بن أسود، و عامر بن سعد البجلي، و عبد الرّحمن بن أبي نعم البجلي الكوفيون، و الحسن بن يسار، و محمّد بن سيرين، و أنس بن حكيم الضبي، و بشير بن نهيك السدوسي، و بشير بن كعب، و حميد بن عبد الرّحمن الحميري، و محمّد بن زياد القرشي، و رفيع أبو العالية، و زرارة (3) بن أوفى، و أبو عثمان النهدي البصريون، و من أهل الشام: أبو إدريس الخولاني، و أبو الأشعث الصنعاني، و جبير بن نفير، و قبيصة بن ذؤيب، و عمير بن هانئ، و حرام بن حكيم بن سعد (4)،و أبو كثير المحاربي، و سليمان بن حبيب المحاربي، و خالد بن عبد اللّه بن حسين، و غيرهم من أهل البلدان (5).

و شهد اليرموك، و قدم دمشق في خلافة معاوية.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا محمّد ابن سليمان الواسطي، و محمّد بن خالد بن يزيد الأجري، قالا: نا أبو نعيم الفضل بن دكين، نا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«ليس المسكين الذي تردّه التمرة و التمرتان و لا اللقمة و لا اللقمتان، و لكن المسكين الذي لا يسأل الناس شيئا، و لا يفطن بمكانه فيعطى»[13594].

أخبرناه أبو نصر بن رضوان، و أبو علي بن السبط ، و أبو غالب بن البنّا، و أبو العز بن كادش، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا بشر بن موسى، نا أبو نعيم، نا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال:

ص: 296


1- اضطرب إعجامها بالأصل، و المثبت عن تهذيب الكمال و سير الأعلام.
2- بدون إعجام بالأصل و رسمها:«حسر» و المثبت عن تهذيب الكمال.
3- بالأصل:«و رواه» خطأ.
4- كذا بالأصل:«حرام بن حكيم بن سعد»، و هو حرام بن حكيم بن خالد بن سعد، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 203/4.
5- راجع ما ورد في تهذيب الكمال 91/22 و ما بعدها، و سير الأعلام 579/2 و ما بعدها، أسماء الرواة عن أبي هريرة.

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«ليس المسكين الذي ترده الأكلة و الأكلتان، أو التمرة و التمرتان، و لكن المسكين الذي لا يسأل الناس شيئا، و لا يعلم بمكانه فيعطى»[13595].

أخبرنا أبو نصر، و أبو علي، و أبو غالب، قالوا: أنا الجوهري، أنا ابن مالك، نا بشر، نا أبو نعيم، نا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:

«قال اللّه عزّ و جل: الصوم لي و أنا أجزي به، يدع شهوته و أكله و شربه من أجلي.

و الصوم جنّة، و للصائم فرحتان، فرحة حين يفطر، و فرحة حين يلقى اللّه، و لخلوف فم الصائم أطيب عند اللّه من ريح المسك»[13596].

سمعت أبا القاسم بن الحصين، و أبا المواهب أحمد بن محمّد بن عبد الملك يقولان:

سمعنا القاضي أبا الطيب (1) يقول: سمعت أبا أحمد الغطريفي (2) يقول: سمعت أبا خليفة يقول: سمعت عبد الرّحمن بن بكر بن الربيع بن مسلم يقول: سمعت الربيع بن مسلم يقول:

سمعت محمّد بن زياد يقول: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت أبا القاسم صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«عجب ربنا من أقوام يقادون إلى الجنة في السلاسل»[13597].

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو الدحداح، نا أحمد بن عبد الواحد، نا محمّد بن كثير (3)،عن الأوزاعي، عن إسماعيل بن أبي المهاجر، عن كريمة بنت الحسحاس، قالت: سمعت أبا هريرة يقول في بيت أم الدرداء:

ثلاث هن كفر: النياحة، و شق الجيب، و الطعن في النسب.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه، قراءة عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتاب، أنا ابن جوصا، إجازة.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا ابن جوصا، قراءة: قال: سمعت ابن سميع يقول: أبو هريرة قدم دمشق، و حفظوا عنه، قال عبد الرّحمن: نزل على أبي كلثم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا

ص: 297


1- يعني أبا الطيب الطبري و اسمه طاهر بن عبد اللّه بن طاهر بن عمر، ترجمته في سير الأعلام 668/17.
2- هو محمد بن أحمد بن الحسين بن القاسم، أبو أحمد الجرجاني، ترجمته في سير الأعلام 354/16.
3- من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام 586/2.

عبد اللّه بن محمّد البغوي، حدّثني أحمد بن علي المخرمي، حدّثني أبو عمر القرمطي، حدّثني محمّد بن مسلمة، نا إبراهيم بن الفضل المخزومي، قال: كان اسم أبي هريرة في الجاهلية عبد شمس و كنيته أبو الأسود، فسمّاه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عبد اللّه، و كنّاه بأبي هريرة (1).

[قال ابن عساكر:] (2) هذا حديث غريب، و المعروف ما:

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا محمّد بن يعقوب، و أحمد بن محمّد بن زياد.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن أبي بكر، أنا أبو الحسين البزار، أنا أبو طاهر محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو الحسين رضوان بن أحمد، قالوا: ثنا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس، عن محمّد بن إسحاق (3)،قال: حدّثني بعض أصحابي عن أبي هريرة قال: كان اسمي في الجاهلية عبد شمس بن صخر، فسمّيت في الإسلام عبد الرّحمن، و إنّما كناني بأبي هريرة أبي، لأني كنت أرعى غنما فوجدت أولاد هرة - زاد رضوان: وحشية، و قالوا:- فجعلتها في كمي، فلمّا أرحت عليه غنمه سمع أصوات هر - زاد رضوان في صفتي - فقال: ما هذا يا عبد شمس ؟ فقلت: أولاد هرّ وجدتها. قال: فأنت أبو هريرة، فلزمتني بعد - زاد رضوان قال ابن إسحاق: و كان وسيطا في دوس حيث (4) يحب أن يكون منهم.

أخبرنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم، قال: أخبرنا أبو بكر بن خزيمة، نا أبو عمار، يعني الحسين (5) بن حريث، نا الفضل بن موسى السيناني، عن محمّد بن عمرو المدني، عن أبي سلمة عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن عوف، عن أبي هريرة عبد شمس من الأزد من دوس.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم ابن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي (6)،نا النضر بن محمّد المروزي، نا

ص: 298


1- سير أعلام النبلاء 579/2 و الإصابة 202/4.
2- زيادة منا.
3- الإصابة 202/4 و سير الأعلام 588/2 و تاريخ الإسلام(41-60) ص 348.
4- تقرأ بالأصل:«جنة» تصحيف، و المثبت عن مختصر ابن منظور.
5- تحرفت بالأصل إلى:«الحسي» و الصواب ما أثبت، و هو الحسين بن حريث بن الحسن بن ثابت بن قطبة، أبو عمار المروزي، ترجمته في تهذيب الكمال 456/4.
6- رواه الدولابي في الكنى و الأسماء 61/1.

محمّد بن يحيى بن علي الكناني، عن محمّد بن دينار بن مندل (1)،عن أسامة بن زيد، عن عبيد اللّه بن أبي رافع و المقبري، قالا: كان اسم أبي هريرة قبل الإسلام عبد شمس فلما أسلم تسمى بعبد اللّه بن عامر بن عبد البشر (2)،و البشر صنم كان بأرضهم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين البزار، أنا أبو القاسم عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني محمّد بن الهيثم القاضي، نا أبو سعيد الجعفي، نا ابن إدريس، عن شعبة قال: اسم أبي هريرة عبد شمس.

قال: و أنا عبد اللّه، قال: و قال أبو موسى هارون بن عبد اللّه، قال: سمعت أبا نعيم يقول: أبو هريرة عبد شمس.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، قال (3):سمعت أبا مسهر يقول: اسم أبي هريرة عبد شمس.

أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقال.

قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه.

ح و أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنبأ ثابت بن بندار.

ح و أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الفضل بن خيرون، قالا: أنا أبو القاسم الأزهري، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب بن البوّاب (4)،أنا أبو الحسين العباس بن العباس ابن محمّد بن عبد اللّه بن المغيرة، أنا صالح بن أحمد، قال: قال أبي: أبو هريرة عبد شمس، و عبد نهم بن عامر، و يقال: عبد غنم، و يقال سكين.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي بكر، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي بن عيسى، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني صالح بن أحمد بن حنبل، قال: سمعت أبي يقول:

ص: 299


1- في الكنى و الأسماء: صندل.
2- كذا بالأصل و مختصر ابن منظور، و في الكنى و الأسماء: عبد النشر، و النشر.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 388/1.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 369/16.

اسم أبي هريرة يقال عبد شمس، و يقال: عبد نهم بن عامر، و يقال: عبد غنم، و يقال:

سكين، و يقال: عبد اللّه.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصواف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: سمعت عمي أبا بكر يقول: اسم أبي هريرة عبد شمس.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السقا، و أبو محمّد بن بالويه، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عباس، قال: سمعت يحيى يقول: أبا هريرة عبد شمس.

أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم، أنا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن محمّد بن إبراهيم، نا محمّد بن الحسين بن عمر اليمني، أنا أبو الفضل جعفر بن أحمد بن عبد السّلام، نا الحسين بن نصر قال: سمعت أحمد بن صالح يقول: اسم أبي هريرة عبد شمس.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضل، نا أبي قال: و أبو هريرة يقال:

عبد شمس، و عبد نهم بن عامر، و يقال: عبد غنم، و يقال: سكين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفتح نصر بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن عبد اللّه.

ح و أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو طاهر أحمد بن علي، قالا: أنا الحسين بن علي (1)،قالا: أنا محمّد بن زيد بن علي، أنا محمّد بن محمّد بن عتبة، نا هارون بن حاتم، قال: اسم أبي هريرة الدّوسي عبد شمس.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب، قال: أبو هريرة: عبد شمس، و يقال: عبد نهم بن عامر، و يقال:

عبد غنم، و يقال: سكين.

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم،

ص: 300


1- قوله:«قالا: أنا الحسين بن علي» مكرر بالأصل.

قالوا: أنا أبو أحمد، زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن، قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد ابن [إسماعيل] البخاري قال (1):عبد شمس أبو هريرة الدّوسي الأزدي (2) اليماني، نزل المدينة، و قال حسين بن حريث: نا الفضل بن موسى، عن محمّد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة عبد شمس من الأزد من دوس، و قال (3) ابن شيبة: نا ابن أبي فديك قال موسى ابن يعقوب: اسم أبي هريرة عبد اللّه بن عمرو، و قال (4) ابن أبي الأسود، قالوا: اسم أبي هريرة عبد شمس، و يقال عبد نهم (5)،و يقال: سكين بن (6) عمرو، و قال ابن نمير: ثنا يونس ابن بكير، نا ابن إسحاق، عن بعض أصحابه، عن أبي هريرة: كان اسمي عبد شمس فسمّيت في الإسلام عبد الرّحمن.

و قال إسماعيل: وجدت في كتاب أنّ اسم أبي هريرة في الجاهلية عبد شمس، و اسمه في الإسلام: عبد اللّه.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي،[و أبو عبد اللّه الأديب قالا: أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي إجازة.

ح قال: و أنا أبو طاهر] (7) أنا علي.

قالا: أنبأ أبو محمّد (8) قال:

سمعت أبي يقول: اسم أبي هريرة عبد شمس، و يقال: عبد غنم، و يقال: عامر بن عبد شمس، و سمّي في الإسلام عبد اللّه، و يقال: عبد الرّحمن، و يقال عبد عمرو بن غنم، و يقال: عبد نعم، و قيل: عبد نهم بن عامر، و قيل: عبد شمس بن عامر، و قيل: عبد شمس ابن عبد عمرو، و قيل: اسمه سكين بن عمرو، و قيل: عبد اللّه بن عامر من الأزد، ثم من دوس.

ص: 301


1- التاريخ الكبير للبخاري 132/6-133.
2- ليست في التاريخ الكبير.
3- الذي في التاريخ الكبير:«دوس بن أبي شيبة».
4- كلمة «و قال» ليست في التاريخ الكبير.
5- في التاريخ الكبير: عبد تيم.
6- في التاريخ الكبير: سكين و عمرو.
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، استدركناه لتقويم السند عن سند مماثل، و السند معروف.
8- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 49/6-50 رقم 264.

قالا (1):و أنا أبو محمّد، قال: عبد شمس أبو هريرة الدّوسي، و اختلفوا في اسمه، و اسم أبيه، فأمّا من قال اسمه عبد شمس فأبو (2) نعيم و يحيى بن معين و أبو زرعة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو هريرة عبد شمس الدّوسي، و يقال: عبد نهم، و يقال: سكين بن عمرو، و يقال: عبد اللّه بن عمرو، و يقال: جرثوم.

و يقال: عبد العزّى.

أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد اللّه، أنا القاضي أبو عامر محمود بن القاسم، و أبو نصر عبد العزيز بن محمّد، و أبو بكر أحمد بن عبد الصمد، قالوا: أنا عبد الجبار بن محمّد ابن عبد اللّه، أنا أبو العباس محمّد بن أحمد بن محبوب، أنا أبو عيسى الترمذي، قال: و أبو هريرة اختلفوا في اسمه، فقالوا: عبد شمس، و قالوا: عبد اللّه بن عمرو، و هكذا قال محمّد ابن إسماعيل، و هذا أصح.

أخبرنا أبو الفتح الفقيه، أنا أبو الفتح، أنا أبو نصر طاهر بن محمّد، نا أبو القاسم علي ابن إبراهيم، نا يزيد بن محمّد بن إياس قال: سمعت أبا عبد اللّه المقدمي يقول: أبو هريرة الدّوسي اسمه عبد شمس، و يقال: سكين.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو الفضل المقدسي، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال: عبد شمس، قال البخاري: حدّثني ابن أبي الأسود، قال: قالوا: أبو هريرة اسمه عبد شمس. و قال البخاري: قال ابن نمير: نا يونس بن بكير، نا محمّد بن إسحاق، حدّثني بعض أصحابنا عن أبي هريرة قال: كان اسمي عبد شمس، فسمّيت في الإسلام عبد الرّحمن.

قال البخاري: قال إسماعيل، يعني ابن أبي أويس: وجدت في كتاب أبي: أن اسمه عبد شمس، و اسمه في الإسلام عبد اللّه.

و قال غير البخاري عن ابن نمير مثله، و زاد: و إنّما كنيت بأبي هريرة لأني وجدت أولاد هرة فحملتها في كمي، فقيل: لي: ما هذه ؟ قلت: هرة، قيل: فأنت أبو هريرة، و قال عمرو

ص: 302


1- الجرح و التعديل 49/6.
2- بالأصل:«و أبو» و المثبت عن الجرح و التعديل.

ابن علي، عن سفيان بن حسين، عن الزهري، عن المحرر، قال: كان اسم أبي عبد عمرو بن عبد غنم (1)،ذكره... (2) و قال أيضا: حدّثني الحسن بن حماد، قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: يقال اسم أبي هريرة عبد شمس، و يقال عبد نهم، و يقال: عبد غنم، و يقال:

سكين بن عامر، و قال أبو عيسى الترمذي: أبو هريرة اسمه عبد اللّه بن عمرو، فيما أخبرني به محمّد بن إسماعيل البخاري، قال: و قال محمّد: كان يقال: اسمه في الجاهلية عبد شمس، و قال الهيثم: اسمه عامر بن عبد شمس، و سمّي في الإسلام عبد اللّه، و قال ابن أبي شيبة:

اسمه عبد شمس، و يقال: عبد نهم (3)،و يقال: سكين، و يقال: عبد الرّحمن بن صخر.

و قال الواقدي: اسمه عبد اللّه بن عمرو، و يقال عبد اللّه بن عبد العزّى، و قال عمرو بن علي: عبد عمرو بن عبد غنم، أبو هريرة الدّوسي اليماني، نزل المدينة، و كان مقدمه عام خيبر، و إسلامه (4)،سمع النبي صلى اللّه عليه و سلّم، روى عنه أنس، و أبو سلمة، و سعيد بن المسيب، و الأعرج، و أبو صالح، و سعيد المقبري، و ابن سيرين، و عكرمة في الإيمان، و غير موضع.

قال البخاري: قال الحسن، عن ضمرة: مات سنة ثمان و خمسين، و قال أيضا عن أحمد بن أبي الطيب، عن ابن عيينة، عن هشام بن عروة مات سنة سبع و خمسين، و قال عمرو بن علي و الواقدي: مات سنة تسع و خمسين، زاد الواقدي، و هو ابن ثمان و سبعين (5)و قال في ذي الحجة.

و قال أبو عيسى: مات سنة ثمان و خمسين، و قال الهيثم: مثل أبي عيسى، و قال ابن نمير: مات سنة تسع و خمسين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو القاسم عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني عبد اللّه بن أحمد، حدّثني محمّد بن أبي بكر، قال:

حدّثني عمي، عن سفيان بن حسين، عن الزهري، عن المحرر بن أبي هريرة قال: كان اسم أبي عبد الرّحمن بن غنم.

ص: 303


1- تاريخ الإسلام(41-60) ص 348.
2- كلمة غير مقروءة بالأصل.
3- قوله:«و يقال: عبد نهم» مكرر بالأصل.
4- تهذيب الكمال 97/22 و زاد المزي في تهذيب الكمال: و كانت خيبر في المحرم سنة سبع.
5- تهذيب الكمال 98/22.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوه، أنا أبو الحسن اللنباني، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن فارس، نا محمّد بن أبي بكر المقدمي، نا عمر بن علي المقدمي، عن سفيان بن حسين، عن الزهري، عن المحرر بن أبي هريرة قال: كان اسم أبي عبد عمرو بن عبد غنم.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد الأزهري، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا أبو حامد بن الشرقي، نا محمّد بن يحيى، نا بكر بن بكار القيسي، نا عمر بن علي بن مقدم، نا سفيان بن حسين، عن الزهري، عن المحرر بن أبي هريرة قال: اسم أبي عبد عمرو بن عبد غنم، و هذا المحفوظ عن بكر بن بكار، فكذلك رواه أبو عروبة الحرّاني عنه.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أنا أبو بكر بن خزيمة قال: سمعت محمّد بن يحيى يقول: و أوقع الروايات عندنا على القلب، ما روى الزهري عن ابنه المحرر.

قال: و أنا أبو بكر بن خزيمة قال في رواية السيناني دلالة واضحة أن اسمه كان عبد شمس، فإنه إسناد متصل، و محمّد بن عمرو، عن أبي سلمة أحسن إسنادا من سفيان بن حسين، عن الزهري، عن المحرر اللّهمّ إلاّ أن يكون كان له اسمان قبل إسلامه أحدهما عبد شمس و الآخر عبد عمرو، و لا أحسب اسمه كان بعد الإسلام عبد شمس و لا عبد عمرو، و لست أنكر أن يكون النبي صلى اللّه عليه و سلّم غيّر اسمه بعد الإسلام، فسمّاه عبد اللّه كما حكى أحمد بن حنبل، عن أبي عبيدة أن اسمه عبد اللّه، قد كان النبي صلى اللّه عليه و سلّم يغيّر أسامي من أسامي أهل الجاهلية، و قد أمليت تلك الأخبار في كتاب الأدب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي (1)،حدّثني محمّد بن عمرو بن خالد أبو علاثة، نا أبي، قال ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب قال: اسم أبي هريرة عبد نهم بن عامر و هو دوسي، و هو حليف لأبي بكر الصدّيق (2)،...... (3) عبد العزيز بن عبد اللّه الأويسي عن ابن لهيعة.

ص: 304


1- رواه أبو بشر الدولابي في الكنى و الأسماء 61/1.
2- إلى هنا الخبر في الكنى و الأسماء.
3- كلمة غير مقروءة بالأصل، و صورتها:«؟؟؟» و لعلها: قصر بها.

أخبرنا أبو جعفر إذنا، أنا أبو بكر الصفار، أنا أبو بكر بن منجويه، أنا أبو أحمد، أنا أبو العباس الثقفي، حدّثني محمّد بن إدريس الحنظلي، نا الأويسي، نا ابن لهيعة، قال: اسم أبي هريرة عبد نهم بن عامر.

أخبرنا أبو يعلى بن أبي جيش، أنا أبو الفرج و أبو نصر، قالا: أنا السعدي، أنا منير بن أحمد، أنا جعفر بن أحمد، نا أحمد بن الهيثم قال: قال أبو نعيم: أبو هريرة الدّوسي و اسمه عبد عمرو و عبد شمس.

و قال في موضع آخر: أبو هريرة سكين، و يقال: عامر بن غنم بن عبد شمس.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو محمّد بن زبر، ثنا محمّد بن يونس بن موسى، نا الأصمعي قال: اسم أبي هريرة عبد عمرو ابن عبد غنم، و قالوا: عمرو بن عبد غنم.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو هريرة عبد عمرو بن عبد غنم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين البزار، أنا عيسى بن علي، أنا البغوي، نا الحسن بن عرفة العبدي، نا أبو إسماعيل المؤدب، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، و اسمه عبد الرّحمن بن صخر.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد، نا عمي، عن أبيه، عن ابن إسحاق، قال: كان اسم أبي هريرة عبد الرّحمن بن صخر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، قال: حدّثني عبد اللّه بن أحمد، قال: سمعت شيخا لنا كبيرا، قال: اسم أبي هريرة سكين بن وذمة (1).

أنبأنا أبو جعفر، أنا الصفار، أنا ابن منجويه، أنا أبو أحمد، أنا أبو العباس الثقفي، نا محمّد بن عبد الملك بن زنجويه، نا ابن عائشة، قال: اسم أبي هريرة سكين.

ص: 305


1- كذا ضبطت بالأصل بفتحتين.

أنبأنا أبو سعد المطرز، و أبو علي الحداد، قالا: قال أبو نعيم الحافظ : نا أبو أحمد محمّد بن أحمد، نا عبد اللّه بن شيرويه، قال: سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول: أبو هريرة يختلف في اسمه، فقيل: سكين بن مل، و قيل: سكين بن هانئ، و قال بعض أهل العلم: لا بل هو عامر بن عبد شمس، و قيل: عامر بن عبد نهم.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن عبد الملك بن عمر بن خلف.

ثم أخبرني أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا عبد الملك بن عمر، أنا أبو حفص بن شاهين، نا ابن مخلد.

ح قال: و أنا العتبي، أنا عثمان بن محمّد المخرمي، نا إسماعيل الصفار، قالا: نا عباس الدوري، نا أبو بكر بن أبي الأسود قال: أبو هريرة سكين بن عامر.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم، أنا نعمة اللّه بن محمّد، ثنا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، نا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدّثني الحسن بن سفيان، نا محمّد بن علي، عن محمّد بن إسحاق قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: أبو هريرة السكين بن وذمة، و يقال: عمرو بن عبد غنم، و يقال: عبد عمرو بن عبد غنم.

أنبأنا أبو جعفر، نا أبو بكر،[أنا ابن منجويه] (1) أنا أبو أحمد، أنا أبو العباس الثقفي قال: قال عبد اللّه، يعني ابن سعد: قرأت في كتاب جدي إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان قال: كان اسم أبي هريرة عامر.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنبأ أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصواف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، حدّثني هاشم بن محمّد، عن الهيثم بن عدي، عن ابن عياش قال: أبو هريرة اسمه عامر بن عبد شمس بن عبد غنم بن عبد ذي اليزن، كذا بخط ابن الفرات.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب ابن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، أنا يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد، نا أبو مسهر، قال: سمعت سعيدا يقول: اسم أبي هريرة عامر بن عبد شمس، و قيل: عبد نهم، و قيل: سكين بن عامر.

ص: 306


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك لتقويم السند، قياسا إلى سند مماثل.

أنبأنا أبو جعفر، أنا الصفار، أنا ابن منجويه، أنا الحاكم، أنا أبو بكر بن خزيمة، قال:

سمعت محمّد بن يحيى يقول: سمعت أبا مسهر يقول: أبو هريرة اسمه عامر بن عبد شمس.

قال: و أنا أبو أحمد، أخبرني أبو الفضل محمّد بن أحمد السلمي، أنا يحيى، يعني ابن ساسّويه الرقاشي، نا أحمد، يعني ابن عبد اللّه بن حكيم، أنا إبراهيم يعني ابن عبد اللّه الخزاعي، قال: أبو هريرة عامر بن عبد شمس، عربي، دوسي، مديني، و كان قاضيا بالمدينة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه، حدّثني عمي، عن أبي عبيد قال: أبو هريرة اسمه عامر بن عمير، و أخوه أبو كريم، من بني سليم بن فهر بن غنم بن دوس.

قال أبو عبيد: و قد اختلف في اسم أبي هريرة.

قال: و أنا عبد اللّه، حدّثني محمّد بن عبد الملك بن زنجويه، قال: سمعت بكر بن بكار يقول: اسم أبي هريرة عمرو بن عبد غنم.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الفضل بن البقال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان ابن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا أبو عبد اللّه، نا أبو (1) عبيدة عبد الواحد بن واصل البصري الحداد، قال: و اسم أبي هريرة عبد اللّه.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الفضل بن البقال، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد، نا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: أنا أبو عبد اللّه، عن أبي عبيدة الحداد: أن اسم أبي هريرة عبد اللّه، و أخبرني عبده أنه عبد الرّحمن بن صخر، و قال نوح في موضع آخر: أبو هريرة سكين.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى، أنا عبد اللّه، حدّثني أحمد بن منصور، نا يحيى بن بكير، قال: اسم أبي هريرة عبد اللّه بن عمرو، قال: و يقال:

ابن عبد العزّى، قال: و يقال سكن (2) بن صخر.

ص: 307


1- تحرفت بالأصل إلى:«ابن».
2- كذا بالأصل هنا، و مر: سكين.

قال: و أنا عبد اللّه، حدّثني أحمد بن زهير، قال: سمعت أبي يقول: اسم أبي هريرة عبد اللّه بن عبد شمس، و يقال: عامر.

قال: و أنا عبد اللّه، حدّثني عمي، نا سليمان بن أحمد، عن الوليد بن عبد الوهاب النسابة، قال: اسم أبي هريرة عبد اللّه بن عائذ.

قال: و أنا عبد اللّه، حدّثني محمّد بن حميد الرازي، نا أبو ثميلة، نا محمّد بن عبيد اللّه قال: كان اسم أبي هريرة سعد بن الحارث.

قال: و أنا عبد اللّه قال: و بلغني و أنا أقول أن اسمه عبد ياليل.

أخبرنا أبو البركات، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر - زاد أبو البركات: و أبو الفضل بن خيرون، قالا:- أنا محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد، ثنا عمر بن أحمد، نا خليفة، قال (1):

أبو هريرة اسمه عمير بن عامر بن عبد ذي الشري بن طريف بن عتاب بن أبي صعب بن منبه بن سعد بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان بن عبد اللّه بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن مالك بن نصر بن الأزد بن الغوث، و يقال: اسم أبي هريرة سكين بن وذمة (2)،و يقال: عبد عمرو بن عبد غنم، و يقال: عبد اللّه بن عامر، و يقال يزيد ابن عشرفة (3)،مات بالمدينة سنة سبع و خمسين.

أخبرنا أبو الأعز الأزجي، أنا الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا أبو بكر بن شهريار، أنا أبو جعفر الفلاس قال: و اختلفوا في اسمه، و الذي صح أنه عبد عمرو بن عبد غنم، و رواه الزهري عن محرر بن أبي هريرة قال: اسم (4) أبي عبد عمرو بن عبد غنم و يقولون: سكين.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد (5) قال في الطبقة الثالثة: أبو

ص: 308


1- طبقات خليفة بن خيّاط ص 192 رقم 717.
2- في طبقات خليفة: وذفة.
3- كذا بالأصل، و في طبقات خليفة: عسيرقة.
4- بالأصل: اسمه.
5- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 325/4.

هريرة، قال محمّد بن عمر: كان اسمه عبد شمس فسمّي في الإسلام عبد اللّه، و قال غيره:

اسمه عبد نهم و يقال (1):عبد غنم، و يقال: سكين.

و قال هشام بن محمّد بن السائب الكلبي: اسمه عمير بن عامر بن عبد ذي الشري (2) بن طريف بن غياث بن أبي صعب بن هنيّة بن سعد بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس، و أمه ابنة صفيح بن الحارث بن شابي بن أبي صعب بن هنية بن سعد بن ثعلبة بن سليم بن فهم ابن غنم بن دوس، و كان سعد بن صفيح خال أبي هريرة من أشدّ أهل زمانه (3) فكان لا يأخذ أحدا من قريش إلاّ قتله بأبي أزيهر الدّوسي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا ابن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد قال (4):في الطبقة الثالثة أبو هريرة قال الهيثم بن عدي اسمه عبد شمس بن عامر، و سمّي عبد شمس في الإسلام عبد اللّه، و هو من الأزد من دوس، و توفي سنة ثمان و خمسين.

و أخبرنا محمّد بن عمر قال: اسمه عبد اللّه بن عمرو، توفي سنة تسع و خمسين و هو ابن ثمان و سبعين، و كان ينزل ذا الحليفة (5)،و له دار بالمدينة تصدّق بها على مواليه، فباعوها بعد ذلك من عمرو بن بزيع (6) و قد روى أبو هريرة عن أبي بكر و عمر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، قال: و قال محمّد بن عمر: اسمه عبد اللّه بن عائذ، قال: و يقال عبد اللّه ابن عمرو.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر قال (7):سمعت ابن البرقي يقول: يقال: هو عبد اللّه بن عامر بن

ص: 309


1- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن ابن سعد.
2- بالأصل: الشبري، و المثبت عن ابن سعد.
3- في ابن سعد: من أشد بني دوس.
4- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى لابن سعد.
5- تقرأ بالأصل:«دار الخليفة» خطأ، و التصويب عن سير الأعلام.
6- كذا بالأصل:«عمرو بن بزيع» و في سير الأعلام: عمرو بن مربع، و لعل الصواب:«عمر بن بزيع» كما جاء في طبقات ابن سعد 340/4.
7- الكنى و الأسماء لأبي بشر الدولابي 61/1.

عبد شمس بن عبد الساطع بن قيس بن مالك بن ذي الأشيم بن الأخمس بن معاوية بن السلم ابن الحارث بن دهمان بن سليم بن فهم (1) بن عامر بن دوس حليف أبي بكر الصدّيق.

قال (2):و سمعت ابن البرقي يقول: أبو هريرة اسمه عبد الرّحمن، و يقال: عبد شمس، و يقال: عبد غنم، و يقال: عبد اللّه بن عامر بن عبد شمس، قال: و يقال: إنّما اسمه عبد نهم ابن عتبة بن عمرو بن عامر بن حرب بن سعد بن ثعلبة بن عمرو بن فهم بن دوس. و يقال أيضا: إن اسمه عمير بن عامر بن عبد (3) بن الشري (4) بن طريف بن كنانة بن أبي بن صعب ابن سعد بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس.

أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن علي، ثم أخبرني أبو الفضل السلامي عنه، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي، قال:

أبو هريرة و اسمه عبد نهم، و يقال: عبد الرّحمن بن صخر، و يقال: عبد شمس، و يقال: عبد اللّه بن عامر، و يقال: عبد غنم، و يقال: عبد تيم، و قيل: عمير بن عامر، و قيل:

سكين، و قيل: أبو هريرة بن عامر بن عبد شمس بن عبد الساطع بن قيس بن مالك بن ذي الأشيم بن الأخمس بن معاوية بن السلم بن الحارث بن دهمان بن سليم بن فهم بن عامر بن دوس حليف أبي بكر الصدّيق، و يقال: اسمه عمير بن عامر بن عبد ذي الشري (5) بن طريف ابن كنانة بن أبي بن كنانة (6) بن صعب بن منبه بن سعد بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان بن عبد اللّه بن زهران، و قيل: عبد نهم بن عتبة بن عمرو بن عامر بن حرب ابن سعد بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس.

ذكر ابن أبي مريم: أنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب قال: كان اسم أبي هريرة في الجاهلية عبد تيم و ابن أبي مريم عن أبي لهيعة عن ابن أبي حبيب قال: اسم أبي هريرة عبد شمس، نا عمرو بن أبي سلمة، عن سعيد بن عبد العزيز قال: اسم أبي هريرة عبد غنم،

ص: 310


1- في الكنى و الأسماء: مهمة.
2- الكنى و الأسماء 61/1.
3- بالأصل: عبيد، و المثبت عن الكنى و الأسماء.
4- بالأصل: الشبري، و المثبت عن الكنى و الأسماء للدولابي.
5- الأصل: الشبري.
6- كذا:«بن أبي بن كنانة بن صعب» و مرّ: بن كنانة بن أبي صعب.

و روي عن أبي هريرة أنه قال: كان اسمي عبد شمس فسمّيت في الإسلام عبد الرّحمن، ابن هشام قال: اسم أبي هريرة عبد الرّحمن.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد قال:

أبو هريرة الدّوسي الأزدي اليماني من دوس بن عدثان بن عبدان بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن مالك بن نصر بن الأزد بن الغوث، له صحبة من النبي صلى اللّه عليه و سلّم، و اختلفوا في اسمه، فقيل: عبد الرّحمن بن صخر، و قيل: عبد شمس، و قيل: عبد عمرو بن غنم، و قيل: عبد اللّه بن عمرو، و قيل: كان في الجاهلية عبد شمس فسمّي في الإسلام عبد الرّحمن، و قيل: سكين بن عمرو، و قيل: عامر بن عبد شمس، و قيل: عبد نهم بن عامر، و قيل: كان اسمه في الجاهلية عبد شمس و في الإسلام عبد اللّه، و قيل: سكين بن وذمة، و قيل: عبد اللّه بن عامر، و قيل: يزيد بن عشيرفة، روى عنه ابن عباس، و جابر بن عبد اللّه، و أنس بن مالك، و ابن عمر، و واثلة بن الأسقع أبو الأسقع الليثي في ثمان مائة رجل أو أكثر من أهل العلم من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلّم و التابعين و كان من أحفظ أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و ألزمهم له، صحبه على شبع بطنه، فكان يده مع يده تدور معه حيث دار إلى أن مات رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم. حديثه في أهل المدينة، و كان ينزل ذا الحليفة، و له دار بالمدينة، تصدّق بها على مواليه، فباعوه بعد ذلك من عمر بن بزيع، و قيل: اسمه عمير بن عامر بن عبد ذي الشري (1)ابن طريف بن غياث بن أبي صعب بن منبه بن سعد بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس، مات بالمدينة سنة سبع و خمسين.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة قال: عبد بن عبد غنم أبو هريرة الدّوسي، و قيل: عبد شمس، و قيل: عبد نهم، و قيل: عبد تيم، و قيل: عمرو بن عبد غنم، و قيل: عامر بن عبد شمس، و قيل: سكين بن عبد غنم، و قيل: سكين بن مل، و قيل: عبد اللّه، و قيل: عبد الرّحمن بن صخر.

أنبأنا أبو سعد المطرز، و أبو علي الحداد، قالا: قال أنا أبو نعيم: عبد بن عبد بن غنم الدّوسي أبو هريرة، و قال شعبة: اسمه عبد شمس، و قيل: عبد نهم، و قال بكر بن بكار:

عمرو بن غنم، و قيل: عامر بن عبد شمس، و قيل: عبد ياليل، و قيل: عبد العزّى، و قال أبو

ص: 311


1- بالأصل: الشبري.

عبيد: اسمه عامر بن عمير، و قال هشام بن محمّد الكلبي: اسمه عمير بن عامر، و قيل: سعيد ابن الحارث، و قيل: سكين بن وذمة، و قيل: سكين بن مل، و قيل: سكين بن صخر، و قيل:

سكين بن هانئ، و قيل: عبد اللّه بن عائذ، قاله الواقدي و الوليد بن عبد الوهاب النسابة.

قال يحيى بن بكير: اسمه عبد اللّه بن عمرو، و قال الأعمش، عن أبي صالح اسمه عبد الرّحمن بن صخر، و قال سفيان بن حسين، عن الزهري، عن المحرر بن أبي هريرة كان اسم أبي عبد الرّحمن بن غنم، و قال إبراهيم بن الفضل المخزومي: و كان اسمه في الجاهلية عبد شمس و كنيته أبو الأسود، و سماه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بعبد اللّه و كناه بأبي هريرة.

و قال عبد اللّه بن رافع (1):قلت لأبي هريرة لم كنوك بأبي هريرة ؟ قال: أ ما تفرق مني ؟ قلت: بلى إنّي لأهابك قال: كنت أرعى غنم أهلي، فكانت لي هريرة صغيرة ألعب بها فكنوني أبا هريرة.

و كان النبي صلى اللّه عليه و سلّم يكنيه أبا هر، و كان أخوه أبو كريم من بني سليم بن غنم بن فهم بن دوس يشبهه.

محمّد بن سعد (2)،عن هشام بن محمّد قال: اسم أبي هريرة عمير بن عامر بن عبد طريف بن غياث (3) بن أبي صعب بن هنية بن سعد بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس، و أم أبي هريرة بنت صفيح بن الحارث بن أبي صعب بن هنية بن سعد بن ثعلبة، أسلمت، و ماتت مسلمة.

قال أبو نعيم: كان أحفظ الصحابة لأخبار رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و آثاره، دعا له النبي صلى اللّه عليه و سلّم بأن يحببه إلى المؤمنين من عباده، كان إسلامه بين الحديبية و خيبر، قدم المدينة مهاجرا [و أسلم] (4) و النبي صلى اللّه عليه و سلّم بخيبر، فشهد فتح خيبر، و لم يسهم له، و سكن الصّفة، و لم يشتغل بالصفق في الأسواق، و لا بغرس الودي (5) و قطع الأعذاق (6)،لزم النبي صلى اللّه عليه و سلّم ثلاث سنين (7)

ص: 312


1- عنه رواه الذهبي في تاريخ الإسلام(41-60) ص 349.
2- طبقات ابن سعد 325/4.
3- الأصل: عتاب، و المثبت عن ابن سعد.
4- زيادة لازمة للإيضاح عن مختصر ابن منظور.
5- الودي: فسيل النخل، و صغاره (اللسان).
6- الأعذاق واحدها عذق، و العذق كل غصن له شعب.
7- تحرفت بالأصل إلى:«يمشي» و المثبت عن مختصر ابن منظور.

مختارا للعدم و الإملاق، فكان يشهد إذا غابوا، و يتحفظ إذا نسوا، بسط نمرته (1) للنبي صلى اللّه عليه و سلّم حتى أفرغ فيها من حديثه فجمعها إلى صدره، فصار للعلوم واعيا، و من الهموم خاليا، كان من أروى الصحابة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و أحفظهم، كان من الذاكرين للّه كثيرا، و من الشاكرين نعم اللّه بعد أن كان فقيرا أجيرا صاحب المزود المبارك الميموني و المولى حفظ الصدقات من الثمر المعد المخزون، توفي بالعقيق، و قيل: بالمدينة سنة سبع و قيل: ثمان، و قيل: تسع و خمسين في أيام معاوية، حدّث بالشام و بالعراق و بالبحرين.

قرأت على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، أنا أحمد بن عبيد، نا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، نا محمّد بن بكار، نا أبو معشر (2)،عن محمّد بن قيس قال: كان أبو هريرة يقول: لا تكنوني أبا هريرة كناني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أبا هر، قال:«ثكلتك أمك أبا هرّ»، و الذكر خير من الأنثى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني محمّد بن عباد المكي، و حمزة بن مالك المديني، قالا: نا سفيان ابن حمزة الأسلمي، عن كثير بن زيد، عن الوليد بن رباح، عن أبي هريرة، قال: كان النبي صلى اللّه عليه و سلّم يدعوني أبا هرّ و يدعوني الناس أبا هريرة.

قال: و حدّثنا عبد اللّه، حدّثني جدي، نا روح بن عبادة، نا أسامة بن زيد، عن عبد اللّه ابن رافع قال: قلت لأبي هريرة: لم كنوك أبا هريرة ؟ قال: أ ما تفرق مني ؟ قلت: بلى إنّي لأهابك، قال: كنت أرعى غنما لأهلي، فكانت لي هريرة صغيرة ألعب بها فكنوني أبا هريرة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين المقرئ، ثنا أبو الحسين بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو الحسين بن النّقّور.

قالا: أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا داود بن عمرو الضبي، نا داود بن عبد الرّحمن العطار، ثنا (3) عبد اللّه بن عثمان بن خثيم (4)،عن عبد الرّحمن بن لبينة (5)

ص: 313


1- النمرة: بردة مخططة.
2- من طريقه رواه الذهبي في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 41-60) ص 350 و سير أعلام النبلاء 587/2.
3- رواه الذهبي في سير الأعلام 588/2.
4- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن سير الأعلام.
5- تحرفت بالأصل إلى: لبيبة، و المثبت عن سير الأعلام.

الطائفي أنه قال: أتيت أبا هريرة و هو في المسجد، فقال ابن خثيم (1) لعبد الرّحمن: صفه لي، فقال: رجل [آدم] (2) بعيد ما بين المنكبين ذو ضفيرتين، أفرق الثنيتين.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا منصور بن الحسين، و أحمد بن محمود، قالا: أنا أبو بكر المقرئ، نا أحمد بن صبيح، و هو ابن محمود بن صبيح، نا علي بن يونس الأصبهاني، نا أبو داود، نا قرة، قال: قلت لابن سيرين: أ كان أبو هريرة مخشوشنا؟ قال: بل كان لينا (3).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا ابن سعد (4)،أنا عبد الوهاب بن عطاء، و عبد الملك بن عمرو، و مسلم بن إبراهيم، قالوا: نا قرة بن خالد، قال: قلت لمحمّد بن سيرين:

أ كان أبو هريرة مخشوشنا؟ قال: لا بل كان لينا، قلت: فما كان ثوبه (5)؟قال: كان أبيض، قلت: هل كان يخضب ؟ قال: نعم، نحو ما ترى، قال: و أهوى محمّد بيده إلى لحيته و هي حمراء. قلت: فما كان لباسه ؟ قال: نحو ما ترى، قال: و على محمّد ثوبان ممشقان من كتان. قال: و تمخّط يوما فقال: بخ بخ أبو هريرة يتمخّط في الكتان.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن محمّد بن الأخضر الأنباري بها، أنا عبد الواحد بن محمّد بن مهدي، أنا إسماعيل بن محمّد الصفار، حدّثنا عبد الملك بن محمّد، قال: نا عمر بن عبد المجيد من كتابه، نا أبو خلدة، حدّثني أبو العالية (6)،عن أبي هريرة قال: لما أسلمت أتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال لي:«ممن أنت ؟» قلت:

من دوس، قال:«ما كنت أحسب أن في دوس أحدا فيه خير»[13598].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، نا محمّد بن محمّد الباغندي، نا بشر بن آدم بن يزيد السّمّان (7) ابن بنت الأزهر، نا

ص: 314


1- تحرفت بالأصل إلى: خيثم.
2- سقطت من الأصل، و أضيفت عن سير الأعلام.
3- سير أعلام النبلاء 588/2.
4- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 333/4-334.
5- كذا بالأصل و مختصر ابن منظور، و في طبقات ابن سعد: لونه.
6- من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام 181/4 ط دار الفكر في البداية و النهاية 103/8.
7- تقرأ بالأصل: السمسار، تصحيف، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 56/3.

عبد الصّمد بن عبد الوارث، نا أبو خلدة، نا أبو العالية، عن أبي هريرة قال: قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ممن كنت ؟» قلت: من دوس قال:«ما كنت أرى أن في دوس أحدا فيه خير»[13599].

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو محمّد بن أخي الإمام، نا سهل بن صالح، نا أبو داود (1)،عن أبي خلدة، عن أبي العالية، عن أبي هريرة قال: أتيت النبي صلى اللّه عليه و سلّم فقال:«ممن أنت ؟» فقلت: من دوس، قال: فوضع يده على جبهته و قال:«ما كنت أرى أنّ في دوس رجلا فيه خير»[13600].

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، أنا أبو الحسين بن مكي، أنا أحمد بن محمّد بن محمّد بن خرشيد قوله، نا عبد اللّه بن محمّد بن إسحاق.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلص، أنا رضوان، قالا: نا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن أبي خلدة خالد ابن دينار، عن أبي العالية قال: لما أسلم أبو هريرة قال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«ممن أنت ؟» قال:

من دوس، فوضع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يده على جبينه ثم نفضها و قال:«ما كنت أرى من دوس أحدا فيه خير»[13601].

قال رضوان: على جبهته.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2)،حدّثني الحكم بن نافع، نا شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، حدّثني سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، قال: شهدت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم خيبر.

قال: و نا أبو زرعة قال (3):قال أحمد بن حنبل: نا موسى بن داود قال: سمعت مالك ابن أنس يقول: كانت خيبر سنة ست.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا

ص: 315


1- من هذا الطريق رواه ابن كثير في البداية و النهاية 103/8.
2- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 230/1.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 165/1.

عبد اللّه بن محمّد، حدّثني زهير بن محمّد، نا عبد الرزّاق، ثنا ابن عيينة، عن إسماعيل، عن قيس (1) قال: قال أبو هريرة: جئت يوم خيبر بعد ما فرغوا من القتال.

قال: و أنا عبد اللّه، حدّثني أحمد بن منصور، نا ابن أبي مريم المصري، نا ابن الدراوردي (2)،حدّثني خثيم (3) بن عراك، عن أبيه عن أبي هريرة قال: خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إلى خيبر و قدمت المدينة مهاجرا.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الفضل بن البقال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان ابن أحمد، ثنا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، نا روح، نا حماد بن سلمة، عن علي ابن زيد، عن عمار بن أبي عمار قال: قال أبو هريرة: ما شهدت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم مغنما قطّ إلاّ قسم لي، إلاّ خيبر فإنها كانت لأهل الحديبية خاصة، و كان أبو هريرة و أبو موسى جاءا بين الحديبية و خيبر (4).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا أبو علي بن الفهم، ثنا محمّد بن سعد (5)،أنا محمّد بن عمر، نا عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه قال: قدم أبو هريرة سنة سبع و النبي صلى اللّه عليه و سلّم بخيبر، فسار إلى خيبر حتى قدم مع النبي صلى اللّه عليه و سلّم إلى المدينة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (6)،نا الحجاج بن منهال، نا حمّاد، عن علي بن زيد، عن عمار بن أبي عمار، عن أبي هريرة قال: ما شهدت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مغنما إلاّ قسم لي إلاّ خيبر، فإنّها كانت لأهل الحديبية خاصة، و كان أبو موسى و أبو هريرة جاءا بين الحديبية و بين خيبر.

ص: 316


1- يعني قيس بن أبي حازم، و الخبر نقله عنه الذهبي في سير الأعلام 588/2 و في تاريخ الإسلام(41-60) ص 350.
2- من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام 589/2.
3- تحرفت بالأصل إلى:«خيثم»، و هو خثيم بن عراك بن مالك الغفاري المديني، ترجمته في تهذيب الكمال 5/ 446.
4- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 327/4.
5- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 327/4.
6- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 160/3-161.

قال: و نا يعقوب (1)،نا سعيد بن أبي مريم، ثنا الدراوردي، حدّثني خثيم (2) بن عراك، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فاستخلف سباع بن عرفطة على المدينة، فقال أبو هريرة: و قدمت المدينة مهاجرا فصلّيت الصبح وراء سباع، فقرأ في السجدة الأولى بسورة مريم، و في الآخرة وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (3)،فقال أبو هريرة: فقلت: ويل لأبي فل (4)، لرجل كان بأرض الأزد، و كان له مكيالان مكيال يكتال به لنفسه، و مكيال يبخس به الناس.

قال: و نا يعقوب (5)،نا أحمد بن عبد اللّه بن يونس، نا زهير، ثنا داود بن عبد اللّه أن حميدا الحميري حدّثه قال: لقيت رجلا من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم صحبه أربع سنين كما صحبه أبو هريرة.

قال: و نا يعقوب (6)،نا سعيد بن منصور، نا أبو عوانة، عن داود الأودي، عن حميد ابن عبد الرّحمن الحميري، قال: لقيت رجلا من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم كما صحبه أبو هريرة أربع سنين.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، أنا أبو نصر محلم بن إسماعيل بن مضر، أنا الخليل بن أحمد بن محمّد بن الخليل، نا أبو العباس السراج، نا قتيبة، نا أبو عوانة، عن داود الأودي، عن حميد بن عبد الرّحمن الحميري، قال: رأيت رجلا صحب النبي صلى اللّه عليه و سلّم كما صحب أبو هريرة أربع سنين، فذكر حديثا.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (7)،نا سفيان بن عيينة قال: قال إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس قال: نزل علينا أبو هريرة بالكوفة قال: و كان بينه و بين مولانا قرابة. قال سفيان: و هم موالي لأحمس (8)،فاجتمعت أحمس قال: فأتيناه نسلم عليه، و قال سفيان: مرة: فأتاه الحي، فقال

ص: 317


1- المعرفة و التاريخ للفسوي 739/2 و 160/3.
2- تحرفت بالأصل إلى: خيثم.
3- سورة المطففين، الآية الأولى.
4- في المعرفة و التاريخ:«فيل» و في سير الأعلام:«قل».
5- رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة و التاريخ 739/2.
6- المعرفة و التاريخ للفسوي 161/3.
7- رواه أحمد بن حنبل في المسند 161/2 رقم 7992 طبعة دار الفكر.
8- في المسند: و هو مولى الأحمس.

له أبي: يا أبا [هريرة] (1) هؤلاء أنسباؤك أتوك ليسلموا عليك، و تحدّثهم عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، قال: مرحبا بهم و أهلا، صحبت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ثلاث سنين، لم أكن (2) أحرص على أن أعي الحديث مني فيهن الحديث.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني جدي، نا يزيد، و قال: و حدّثني أبو الأشعث، نا معتمر، قالا:

نا إسماعيل، عن قيس، عن أبي هريرة قال: صحبت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ثلاث سنين فما كنت أعقل منهن، و لا أحب إليّ أن أعقل ما يقول منهن.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن نصير، نا أبو معشر الحسن بن سليمان بن نافع الدارمي (3)،نا عباس بن الوليد النّرسي (4) أبو الفضل، نا يحيى بن سعيد القطان، نا إسماعيل، نا قيس، قال: أتينا أبا هريرة نسلم عليه فقلنا له: حدّثنا ما سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول: قال: صحبت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ثلاث سنين، فما كانت سنوات قط أعقل منهن، و لا أحب إليّ أن أعي ما يقول فيهن الحديث.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو إسحاق المزكي، أنا أبو العباس السراج، نا يحيى بن طلحة اليربوعي، نا أبو الأحوص، عن بيان، عن قيس بن أبي حازم قال: قال أبو هريرة صحبت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ست سنين أعقل ما كنت.

[قال ابن عساكر:] (5) هذا وهم و الصواب: ثلاث سنين كما تقدم.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم، أنبأ سهل بن بشر الأسفرايني، أنا علي بن منير، أنا أبو الطاهر، نا موسى بن هارون، نا كامل بن طلحة، نا أبو هلال، ثنا محمّد بن سيرين، عن أبي هريرة قال: لقد رأيتني أصرع بين منبر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و حجرة عائشة، فيقال: مجنون ما بي إلاّ الجوع (6).

ص: 318


1- زيادة عن المسند.
2- بالأصل:«أدر» و المثبت عن المسند.
3- ترجمته في سير الأعلام 148/14.
4- غير واضحة بالأصل، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 27/11.
5- زيادة منا.
6- رواه الذهبي في سير الأعلام 590/2 و تاريخ الإسلام(41-60) ص 350 و حلية الأولياء 378/1.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن علي بن منصور الغازي بمرو، نا أبو محمّد الحسن بن أحمد الحافظ السمرقندي، أنا أبو الفضل منصور بن نصر بن عبد الرحيم الكاغدي، نا أبو أحمد بكر بن محمّد بن حمدان الصيرفي، نا أبو قلابة عبد الملك بن محمّد الرقاشي، نا أبو عامر العقدي، نا سعيد بن عبد الرّحمن أخو أبي جرو، عن محمّد بن سيرين (1)،عن أبي هريرة قال: تمخّط و عليه ثوب كتان فقال: بخ بخ أبو هريرة يتمخط في الكتان، ثم قال: لقد رأيتني أخرّ [فيما بين منبر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و] (2) حجرة عائشة يقولون (3) الناس: مجنون، و ما بي من بأس إلاّ الجوع.

أخبرنا أبو القاسم زاهر، و أبو بكر وجيه ابنا طاهر بن محمّد، قالا: أنا عبد الرّحمن بن علي بن محمّد، أنا يحيى بن إسماعيل بن يحيى، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الشرقي، نا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، نا يزيد بن إبراهيم، عن محمّد بن سيرين قال أبو هريرة: لقد رأيتني و أنا أصرع بين القبر و المنبر حتى يقول الناس: مجنون، و ما بي من جنون إن هو إلاّ الجوع.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين البزار، أنا عيسى، أنا البغوي، نا عثمان بن أبي شيبة، نا جرير، عن عطاء بن السائب (4)،عن عامر، عن أبي هريرة قال: كنت في الصّفة (5)-يعني من أصحاب الصفة - فبعث إلينا النبي صلى اللّه عليه و سلّم بتمر عجوة، فكنا (6) نقرن التمرتين من الجوع، فكان أحدنا إذا قرن يقول لصاحبه: إنّي قد قرنت فاقرنوا.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو الحسين، أنا المخلص، أنا رضوان، نا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس، عن عمر بن ذر (7)،نا مجاهد، عن أبي هريرة قال:

كان أهل الصّفة أضياف الإسلام لا يأوون على أهل و لا مال، و اللّه الذي لا إله إلاّ هو

ص: 319


1- سير أعلام النبلاء 590/2 و تاريخ الإسلام(41-60) ص 351 و نحوه في صفة الصفوة 691/1.
2- زيادة لازمة للإيضاح عن تاريخ الإسلام.
3- كذا بالأصل: يقولون.
4- من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام 591/2.
5- الصفة موضع كان في منزل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بالمدينة، تواجد فيها من لا منزل له و لا مأوى، و فقراء المسلمين من المهاجرين، و قد نسب إليها من أقام بها.
6- بالأصل:«قطعا» و المثبت عن سير الأعلام.
7- رواه البخاري في كتاب الرقاق(81)، (17) باب، رقم 6452 و أحمد بن حنبل في المسند 596/3 رقم 10684 طبعة دار الفكر و أبو نعيم في حلية الأولياء 377/1.

إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع، و أشد الحجر على بطني من الجوع، و لقد قعدت يوما على طريقهم الذي يخرجون منه (1)،فمرّ بي أبو بكر فسألته عن آية من كتاب اللّه ما أسأله إلاّ ليستتبعني، فمرّ و لم يفعل، ثم مرّ عمر فسألته عن آية من كتاب اللّه ما أسأله إلاّ ليستتبعني، فمرّ و لم يفعل، ثم مرّ أبو القاسم صلى اللّه عليه و سلم فتبسم حين رآني و قال:«أبو هر»، فقلت:

لبيك يا رسول اللّه فقال:«الحق» و مضى فاتّبعته، و دخل منزله فاستأذنت، فأذن لي فوجد لبنا في قدح فقال:«من أين هذا اللبن لكم ؟» فقيل: أهداه لنا فلان، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم[«أبا هر »] (2) فقلت: لبيك يا رسول اللّه قال:«الحق إلى أهل الصفة فادعهم لي«-و هم أضياف الإسلام لا يأوون على أهل و لا مال، إذا أتته صدقة بعث بها إليهم و لم يتناول منها شيئا، و إذا أتته هدية أرسل إليهم فأصابه منها و أشركهم فيها - فساءني ذلك و قلت: هذا القدح بين أهل الصّفة و أنا رسوله إليهم، فيسامرني أن أدور به عليهم، فما عسى أن يصيبني منه و قد كنت أرجو أن أصيب منه ما يغنيني، و لم يكن بدّ من طاعة اللّه و طاعة رسوله، فدعوتهم فلمّا دخلوا عليه فأخذوا مجالسهم قال:«أبا هرّ، خذ القدح فأعطهم» فأخذت القدح فجعلت أناوله الرجل فيشرب حتى يروى ثم يرده، فأناوله الآخر حتى انتهيت به إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و قد روي القوم كلّهم، فأخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم القدح فوضعه على يده، ثم رفع رأسه إليّ فتبسم و قال:«أبا هر» فقلت: لبيك يا رسول اللّه فقال:«اقعد و اشرب» فشربت ثم قال:«اشرب» فشربت، ثم قال:

«اشرب» فلم أزل أشرب حتى قلت: و الذي بعثك ما أجد له مسلكا، فأخذ القدح، فحمد اللّه و سمّى ثم شرب[13602].

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه بن محمّد، أنا الحسن بن علي بن محمّد، أنا عمر ابن محمّد بن علي بن يحيى، نا جعفر بن محمّد بن الحسن الفريابي، نا عبد الرّحمن بن إبراهيم الدمشقي، نا مروان بن معاوية الفزاري، نا عمر بن ذرّ الهمداني، أخبرني مجاهد، عن أبي هريرة قال:

و اللّه إن كنت لأعتمد على الأرض من الجوع، و إن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع، و لقد قعدت على طريقهم يوما قال: فمرّ بي أبو بكر فسألته عن آية من كتاب اللّه ما أسأله إلاّ ليستتبعني (3) فمرّ و لم يفعل، و مرّ بي عمر فسألته عن آية من كتاب اللّه ما أسأله إلاّ

ص: 320


1- بالأصل:«فيه» و المثبت عن أحمد و البخاري.
2- زيادة عن البخاري.
3- بالأصل: استتبعني.

ليستتبعني (1) قال: فمرّ و لم يفعل، حتى مرّ بي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و عرف ما في وجهي، فقال:

«أبو هريرة ؟» فقلت: لبيك يا رسول اللّه، فدخل بيته، و استأذنته، فأذن لي فدخلت قال:

فوجد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لبنا في قدح في أهله فقال:«من أين لكم هذا اللبن ؟» قالوا: أرسل به إليك - فلان - قال ابن ذر: أو قال: آل فلان - فقال:«يا أبا هريرة انطلق إلى أهل الصّفّة فادعهم» قال: و كان أهل الصّفة أضياف الإسلام لا أهل و لا مال، إذا أتت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم صدقة أرسل بها إليهم و لم يصب منها شيئا، فإذا جاءته هدية أصاب منها و أشركهم فيها، فساءني إرساله إياي، فقلت: كنت أرجو أن أصيب من هذا اللبن شربة أتقوّى بها، و ما هذا اللبن في أهل الصّفة ؟ و لم يكن من طاعة اللّه و طاعة رسوله صلى اللّه عليه و سلّم بدّ، و كنت أنا الرسول، فأتيتهم فأقبلوا مجيبين، فاستأذنوا، فأذن لهم، و أخذوا مجالسهم من البيت، و قال:«خذ يا أبا هريرة فأعطهم» قال: فجعلت أعطي الرجل فيشرب حتى يروى، حتى أتيت على جميعهم، فدفعت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و في الإناء فضلة، فأعطيته القدح، فرفع رأسه فنظر إليّ متبسما فقال:«يا أبا هريرة بقيت أنا و أنت» قال: قلت: صدقت يا رسول اللّه قال:«فاشرب» فشربت قال:

«اشرب» فشربت، قال:«اشرب» فشربت، فما زال يقول:«اشرب» فأشرب حتى قلت:

و الذي بعثك بالحق ما أجد له مساغا، فأخذ فشرب من الفضلة[13603].

أخبرنا أبو علي المقرئ، أنا أبو نعيم الحافظ (2)،نا القاضي أبو أحمد محمّد بن أحمد ابن إبراهيم، نا أحمد بن محمّد بن الهيثم الدوري، نا محمّد بن علي بن الحسن بن شقيق قال: سمعت أبي يقول: يا أبو حمزة عن جابر، عن عامر، عن أبي هريرة قال:

كنت من أصحاب الصّفّة، فظللت صائما، فأمسيت و أنا أشتكي بطني، فانطلقت لأقضي حاجتي [فجئت و قد أكل الطعام، و كان أغنياء قريش يبعثون بالطعام إلى أهل الصفة] (3) فقلت: إلى من ؟ فقلت: إلى عمر بن الخطاب، فأتيته و هو يسبّح بعد الصلاة، فانتظرته، فلما انصرف دنوت منه فقلت:[أقرئني] (4) و ما أريد إلاّ الطعام، قال: فأقرأني آيات من سورة آل عمران، فلما بلغ أهله دخل و تركني على الباب، فأبطأ، فقلت: ينزع ثيابه، ثم يأمر لي بطعام فلم أر شيئا، فلمّا أطال عليّ قمت فمشيت، فاستقبلني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فكلّمني

ص: 321


1- بالأصل: استتبعني.
2- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 377/1-378.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك للإيضاح عن حلية الأولياء.
4- زيادة لازمة عن الحلية.

فقال:«يا أبا هر إنّ خلوف فمك (1) الليلة لشديد» فقلت: أجل يا رسول اللّه، لقد ظللت صائما و ما أفطرت بعد و ما أجد ما أفطر عليه. قال:«فانطلق» فانطلقت معه حتى أتى بيته (2)فدعا جارية له سوداء فقال:«ائتنا بتلك» قال: فأتينا بقصعة فيها وضر من طعام أراه شعيرا قد أكل و بقي في جوانبها بعضه، و هو يسير، فسميت و جعلت أتتبعه، فأكلت حتى شبعت[13604].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّويه، أنا أحمد بن معروف، أنا ابن (3) الفهم [أنا] (4) محمّد بن سعد (5)،أنا عبد اللّه بن مسلمة بن قعنب، نا محمّد بن هلال، عن أبيه، عن أبي هريرة قال:

خرجت يوما من بيتي إلى المسجد لم يخرجني إلاّ الجوع، فوجدت نفرا من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقالوا: يا أبا هريرة ما أخرجك هذه الساعة ؟ فقلت: ما أخرجني إلاّ الجوع.

فقالوا: و نحن و اللّه ما أخرجنا إلاّ الجوع، فقمنا فدخلنا على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال:«ما جاء بكم هذه الساعة ؟» فقلنا: يا رسول اللّه جاء بنا الجوع، قال: فدعا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بطبق فيه تمر، فأعطى كلّ رجل منا تمرتين، فقال:«كلوا هاتين التمرتين و اشربوا عليها من الماء، فإنهما ستجزيانكم يومكم هذا»، فأكلت تمرة، و جعلت تمرة في حجري. فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«يا أبا هريرة لم رفعت هذه التمرة ؟» فقلت: رفعتها لأمي، فقال:«كلها، فإنا سنعطيك لها تمرتين»، فأكلتها، فأعطاني لها تمرتين[13605].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو المظفر بن القشيري، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلال، أنا إبراهيم بن منصور، أنبأ أبو بكر بن المقرئ.

قالا: أنا أبو يعلى، نا عبد اللّه بن عمر - زاد ابن حمدان: بن أبان - ثنا ابن فضيل سماه ابن حمدان: محمّدا، عن أبيه، عن أبي حازم عن أبي هريرة قال:

ص: 322


1- تحرفت بالأصل إلى: قبل، و المثبت عن الحلية.
2- بالأصل:«حتى أني أتيته» خطأ، و التصويب عن الحلية.
3- تحرفت بالأصل إلى: أبو.
4- سقطت من الأصل.
5- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 328/4-329 و عن القعنبي رواه الذهبي في سير الأعلام 592/2-593.

أصابني جهد شديد فلقيت عمر بن الخطاب فاستقرأته آية من كتاب اللّه، فدخل داره و قنّحها (1) علي قال: فمشيت غير بعيد، فخررت لوجهي من الجهد، فإذا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قائم على رأسي فقال:«أبا هريرة»- و قال ابن حمدان:«يا أبا هريرة» فقلت: لبيك يا رسول اللّه و سعديك، قال: فأخذ بيدي فأقامني، و عرف الذي بي. فانطلق بي إلى رحله، فأمر لي بعسّ من لبن، فشربت منه، ثم قال:«عد يا أبا هريرة» فعدت فشربت - زاد حمدان: فيه و قالا:- ثم قال:«عد يا أبا هريرة» فعدت، فشربت حتى استوى بطني، فصار كالقدح. قال: و رأيت عمر، فذكرت له الذي كان من أمري، فقلت له ولّى اللّه ذلك من كان أحقّ به منك يا عمر، و اللّه لقد استقرأتك الآيات و لأنا أقرأ لها منك، قال عمر: و اللّه لأن أكون أدخلتك أحبّ إليّ من أن يكون لي حمر النعم[13606].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا ابن (2) سعد، أنا روح بن عبادة، نا ابن عون، عن عبد الرّحمن بن عبيد، عن أبي هريرة قال: إن كنت لأتبع الرجل أسأله عن الآية من كتاب اللّه لأنا أعلم بها منه و من عشيرته، و ما أتبعه إلاّ ليطعمني القبضة من التمر، أو السفّة من السويق أو الدقيق أسدّ بها جوعي قال: فأقبلت أمشي مع عمر بن الخطاب ذات يوم أخذته حتى بلغ بابه قال: فاشتد ظهره إلى الباب و استقبلني بوجهه و قال: خده على الباب كلما فرغت من حديث حدثته آخر، حتى إذا لم أر شيئا انطلقت، فلما كان بعد ذلك لقيني فقال: أبا هر أما إنه لو كان في البيت شيء، لأطعمناك.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو المعالي الحسين بن حمزة بن الشعيري السّليمان، قالا: أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد [بن] محمّد بن أبي الحديد السلمي قال:

أنا جدي أبو بكر محمّد بن أحمد بن عثمان، أنا أبو بكر محمّد بن جعفر الخرائطي، نا الحسن بن عرفة بن يزيد العبدي، نا روح بن عبادة، نا عمار بن عمارة، حدّثني مسلم المكي: أن أبا هريرة حدّثه أنه أتى عليه ثلاثة أيام صائما لا يقدر على شيء فانصرفت وراء أبي بكر، فسألني كيف أنت يا أبا هريرة ؟ فانصرفت و علمت أنه ليس عنده شيء. قال: ثم انصرفت وراء عمر عشاء فسألني: كيف أنت يا أبا هريرة ؟ فانصرفت و علمت أنه ليس عنده

ص: 323


1- قنحها عليّ أي أغلقها.
2- تحرفت بالأصل إلى:«أبو».

شيء، ثم انصرفت وراء عليّ عشاء بعد المغرب، و قال: أدلك يا أبا هريرة، فقال: و أي فرح فرحت، قال فقال علي: يا بنت رسول اللّه أطوي بطنك الليلة، فإن عندنا ضيفا. قال فجاء بخبزتين مثل هاتين، و أشار بيده روح من أطراف الأصابع إلى نصف الكف. قال: و قام علي إلى المصباح كأنه يصلحه (1) فأطفأه. قال: و حركا أفواههما و ليس يأكلان شيئا قال: فأتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم هل (2) من شيء؟ قال: فخرج من تحت فخذها مزودا (3) مثل تيه و قال بكفه كلّها روح بن عبادة من أطراف أصابعه إلى أصل الكف، و فيه كف من سويق و خمس تمرات، فأكلتهن و لم يقعن مني موقعا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي، أنا أبو أحمد عبد اللّه بن عدي الجرجاني (4)،نا علي بن سعيد، نا شعثم بن أصيل البارودي (5)،و محمّد بن أبان قالا: نا عبد الرزّاق، نا أبي، عن مينا قال:

سمعت أبا هريرة يقول: كنت أجوع فأقع مغشيا علي، ثم آخذ الحجر إذا قمت فأربطها على بطني ثم آتي رجلا من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و أسأله عن الآية من القرآن أنا أعلم بها منه، فأقول: كيف تقرأها؟ رجاء أن يطعمني من عنده، ثم آتي آخر، ثم آتي آخر فلا أجد شيئا ثم ذكر أنه جاء النبي صلى اللّه عليه و سلّم فقال هلك فلان أو دخل النار كان له مكيالان يكتال بأحدهما و يكيل بالآخر للناس، فلم أزل أردد عليه حتى عرف ما بي فيخرج إليّ العلقة (6) أبلغ بها.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي التميمي، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه ابن أحمد، حدّثني أبي (7)،نا عبد الرّحمن، نا عكرمة بن عمار، حدّثني أبو كثير، حدّثني أبو هريرة، و قال لنا: و اللّه ما خلق اللّه مؤمنا يسمع بي و لا يراني إلاّ أحبني (8) قلت: و ما علمك بذلك يا أبا هريرة ؟ قال: إن أمي كانت امرأة مشركة، و إني كنت أدعوها إلى الإسلام، و كانت

ص: 324


1- مطموسة بالأصل، و المثبت عن مختصر ابن منظور.
2- كذا بالأصل، و ثمة سقط في الكلام، اضطرب منه المعنى.
3- المزود: وعاء يحمل فيه الزاد.
4- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 460/6 في ترجمة مينا بن أبي مينا.
5- في الكامل في ضعفاء الرجال: البواردي.
6- العلقة: كل ما يتبلغ به من العيش.
7- رواه أحمد بن حنبل في المسند 203/3 رقم 8266.
8- تقرأ بالأصل:«حنبي» خطأ، و المثبت عن المسند.

تأبى عليّ ، فدعوتها يوما، فأسمعتني في رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ما أكره، فأتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و أنا أبكي، فقلت: يا رسول اللّه إنّي كنت أدعو أمي إلى الإسلام، فكانت تأبى عليّ ، و إني دعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره، فادع اللّه أن يهدي أم أبي هرير، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«اللّهمّ اهد أم أبي هريرة»، فخرجت أعدو أبشرها بدعاء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فلما أتيت الباب إذا هو مجاف، و سمعت خضخضة الماء، و سمعت خشف برجل - يعني وقعها - فقالت: يا أبا هريرة كما أنت، ثم فتحت الباب و قد لبست درعها و عجلت عن خمارها، فقلت: إني أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و أن محمّدا عبده و رسوله، فرجعت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أبكي من الفرح، كما بكيت من الحزن، فقلت: يا رسول اللّه أبشر، فقد استجاب اللّه دعاءك، قد هدى أم أبي هريرة، فقلت: يا رسول اللّه ادع اللّه أن يحببني و أمي إلى عباده المؤمنين و يحببهم إلينا، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«اللّهمّ حبب عبدك هذا و أمه إلى عبادك المؤمنين، و حببهم إليهما»، فما خلق اللّه من مؤمن يسمع بي و لا يراني أو يرى أمي إلا و هو يحبني[13607].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر المغربي، أنا أبو بكر الجوزقي، أنا أبو حامد ابن الشرقي و مكي بن عبدان، قالا: نا أحمد بن يوسف السلمي، نا النصر بن محمّد، نا عكرمة بن عمار، نا أبو كثير الأعمى يزيد بن عبد الرّحمن بن أذينة، حدّثني أبو هريرة، قال:

قال: ما أحد رآني و لم يرني إلا أحبني، قال: قلت: هذا من رآك، أ فرأيت من لم يرك، ثم قال: إني كنت أعرض على أمي الإسلام، فتسمعني في نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ما أكره، قال: فأتيت النبي صلى اللّه عليه و سلّم، فذكرت ذلك له، فقلت: يا نبي اللّه، ادع اللّه يهدي أمي، فقال نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«اللّهمّ اهد أم أبي هريرة» قال: فولّيت ذاهبا إليها، فإذا الباب مجاف، و إذا خضخضة، قال:

و سمعت.... (1) فقالت: وراءك يا أبا هريرة، فخرجت حتى..... (2) فلمّا استقبلتني قالت: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و أشهد أن محمّدا عبده و رسوله، قال: فرجعت مسرعا إلى النبي صلى اللّه عليه و سلّم لأخبره، فقلت: يا نبي اللّه بأبي أنت و أمي، قد أجاب اللّه دعوتك، و قد هدى اللّه أمي، فقلت: يا نبي اللّه بأبي أنت و أمي، ادع اللّه يحببني إلى عباده المؤمنين، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:

«اللّهمّ حبّب عبيدك أبا هريرة إلى عبادك المؤمنين» (3)[13608].

ص: 325


1- غير واضحة بالأصل و نميل إلى قراءتها:«خثعمي» و في سير الأعلام:«حسي».
2- غير واضحة بالأصل و نقرأها:«خثني» كذا.
3- سير أعلام النبلاء 593/2.

قال: و أنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن الحسن، نا علي بن الحسن بن أبي عيسى.

ح و أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد الأصولي، قال: نا أبو بكر بن خلف، إملاء، أنا الأستاذ الإمام أبو طاهر محمّد بن محمّد، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين القطان، نا علي بن الحسن الهلالي، نا أبو الوليد، نا عكرمة بن عمار، حدّثني أبو كثير، و قال الجوزقي:

الأعمى، و قال الأستاذ: السّحيمي: ثنا أبو هريرة قال: ما خلق اللّه مؤمنا يسمع بي و لا يراني إلاّ أحبني، و ذكر الحديث نحوه.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل، و أبو القاسم تميم بن أبي سعيد، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو أحمد الحاكم، أنا محمّد بن خريم، نا هشام، ثنا سعيد، نا عبد الحميد بن جعفر، عن المقبري، عن سالم مولى النصريين أنه سمع أبا هريرة يقول:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«إنّما محمّد بشر أغضب كما يغضب البشر، و إني قد اتخذت عندك عهدا لن تخلفنيه، فأيّما رجل من المسلمين أذيته أو شتمته أو جلدته فاجعلها له قربة تقربه بها عندك يوم القيامة».

قال أبو هريرة: لقد رفع عليّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يوما الدرة ليضربني بها، لأن يكون ضربني بها أحبّ إليّ من حمر النعم، ذلك بأني أرجو أن أكون مؤمنا و أن تستجاب لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم دعوته[13609].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الفتح مفلح بن أحمد بن محمّد الدومي، قالا:

أنا أحمد بن محمّد، أنا [عبيد اللّه] (1) بن محمّد بن إسحاق، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، نا هدبة، نا حماد، عن الجريري (2)،عن أبي نضرة (3)،عن الطّفاوي قال:

قدمت المدينة فثويت عند أبي هريرة شهرا، فأخذته الحمى، فوعك، فدخل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم المسجد، فقال:«أين الغلام الدّوسي»، فقيل: هو ذاك موعوك في ناحية المسجد، فجاء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال معروفا، ثم قال:«إن الشيطان نساني من صلاتي شيئا فليسبح الرجال و ليصفق النساء»، قال: ثم قام في صلاته و خلفه صف من الرجال و صف من النساء، قال:

ص: 326


1- سقطت من الأصل، و زيدت عن مشيخة ابن عساكر 245/أ.
2- تحرفت بالأصل إلى: الحريري.
3- تحرفت بالأصل إلى:«نصرة» و التصويب عن خلاصة التذهيب و سير الأعلام، و هو المنذر بن مالك، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 360/18.

فلما قضى صلاته قال:«ألا هل... (1) رجل يغلق بابا أو يرخي سترا فيقول فعلت بامرأتي كذا و فعلت و فعلت»، فقامت جارية كعاب فقالت: أي و اللّه إنّهم ليفعلون و إنهن ليفعلن قال:

«أ فلا أخبركم بمثل ذلكم ؟» قالوا: بلى، قال:«مثل ذلك كمثل شيطان لقي شيطانة بالطريق، فوقع بها، و الناس ينظرون، و قال: لا تباشر المرأة المرأة، و لا الرجل الرجل، إلاّ الولد و الوالد»، ثم قال:«إنّ طيب الرجال ريح لا لون له، و إن طيب النساء لون لا ريح له»، قال:

و كان لأبي هريرة مكوك نوى يسبح به.

كذا قال، و قد سقط بعض الكلام.

أخبرناه أبو القاسم الشيباني، أنا أبو علي الواعظ ، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (2)،نا إسماعيل بن إبراهيم، عن سعيد الجريري، عن أبي نضرة، عن رجل من الطّفاوة قال: نزلت على أبي هريرة، قال: و لم أدرك من صحابة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم رجلا أشدّ تشميرا، و لا أقوم على ضيف منه، فبينما أنا (3) عنده و هو على سرير له و أسفل منه جارية له سوداء، و معه كيس فيه حصى أو نوى (4) يقول: سبحان اللّه، سبحان اللّه حتى إذا أنفذ ما في الكيس ألقاه إليها فجمعته، فجعلته في الكيس، ثم دفعته إليه، فقال لي: أ لا أحدثكم عني و عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قلت: بلى، قال: فإنّي بينما أنا أوعك في مسجد المدينة إذ دخل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال:«من أحسّ الفتى الدوسي، من أحس الفتى الدوسي»، فقال له قائل: هو ذاك وعك في جانب المسجد حيث ترى يا رسول اللّه، فجاء فوضع يده علي و قال لي معروفا، فقمت، و انطلق حتى قام في مقامه الذي يصلي فيه، و معه يومئذ صفان من رجال و صف من نساء، أو صفان من نساء و صف من رجال، فأقبل عليهم فقال:«إن نساني الشيطان شيئا من صلاتي فليسبح القوم و ليصفق النساء» و يصلي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و لم ينس من صلاته شيئا، فلمّا سلّم أقبل عليهم بوجهه، فقال:«مجالسكم هل فيكم الرجل إذا أتى أهله أغلق بابه و أرخى ستره، ثم يخرج فيحدث فيقول: فعلت بأهلي كذا و فعلت بأهلي كذا»، فسكتوا، فأقبل على النساء فقال:«هل منكن من تحدث» فجثت فتاة كعاب على إحدى ركبتيها و تطاولت، ليراها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و يسمع كلامها، فقالت: أي و اللّه إنّهم ليتحدثون و إنّهن ليتحدثن، قال:«فهل

ص: 327


1- غير مقروءة بالأصل.
2- رواه أحمد بن حنبل في المسند 648/3-649 رقم 10977 طبعة دار الفكر.
3- كتبت فوق الكلام بالأصل بخط مغاير.
4- في المسند: حصى و نوى.

تدرون ما مثل من فعل ذلك ؟ إن مثل من فعل ذلك مثل شيطان و شيطانة لقي أحدهما صاحبه بالسكة فقضى حاجته منها و الناس ينظرون إليه»، ثم قال:«ألا لا يفضين رجل إلى رجل، و لا امرأة إلى امرأة، إلا إلى ولد أو والد»، قال: و ذكر ثالثة فنسيتها،«ألا إن طيب الرجال ما وجد ريحه و لم يظهر لونه، ألا إن طيب النساء ما ظهر لونه و لم يوجد ريحه».

و روي عن يزيد بن هارون، عن الجريري دون الحديث المرفوع.

أخبرنا أبو سعد ناصر بن سهل بن أحمد البغدادي بنوقان، أنبأ أبو عبد اللّه عبد الرّحمن بن محمّد بن يوسف الخلوقي، أنبأ أبو إبراهيم إسماعيل بن ينال المحبوبي، نا أبو العباس محمّد بن أحمد بن محبوب التاجر، ثنا أبو عثمان سعيد بن مسعود، نا يزيد بن هارون، نا الجريري (1)،عن أبي نضرة، عن الطفاوي، قال:؟؟؟ (2) أبا هريرة بالمدينة ستة أشهر فلم أر من أصحاب محمّد صلى اللّه عليه و سلّم رجلا أشدّ تشميرا و لا أقوم على ضيف منه، فدخلت عليه ذات يوم و هو على سرير له و معه كيس له فيه نوى أو حصى، و أسفل منه أمة سوداء، فيسبّح و يلقي إليها، فإذا فرغ منها ألقى إليها الكيس، فأوعته فيه، ثم تناوله فيعيد (3) ذلك.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر، أنا أحمد بن معروف، أنا أبو علي بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، حدّثنا عبد اللّه بن يزيد، عن سالم مولى بني نصر، قال: سمعت أبا هريرة يقول: بعثني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم مع العلاء الحضرمي فأوصاه بي خيرا، فلمّا فصلنا قال لي: رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قد أوصاني بك خيرا، فانظر ما ذا تحب، قال: قلت: تجعلني أؤذن لك و لا تسبقني بآمين، قال: فأعطاه ذلك (4).

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه (5)،نا محمّد بن علي، نا الحسين بن محمّد بن مودود، نا محمّد بن المثنى، نا أبو بكر الحنفي، نا عبد اللّه بن أبي يحيى قال: سمعت سعيد بن أبي هند، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«أ لا (6) تسألني

ص: 328


1- من طريق الجريري رواه الذهبي في سير الأعلام 593/2-594 و من طريق أبي نضرة العبدي في تاريخ الإسلام (41-60) ص 353.
2- كذا رسمها بالأصل، و في سير الأعلام:«نزلت» و في تاريخ الإسلام: قرأت.
3- تقرأ بالأصل:«فعند» و المثبت عن سير الأعلام.
4- سير أعلام النبلاء 594/2.
5- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 381/1 و الذهبي في سير الأعلام 594/2.
6- بالأصل:«لا» و المثبت عن حلية الأولياء.

من هذه الغنائم التي يسألني أصحابك ؟» فقلت: أسألك أن تعلمني مما علمك اللّه، قال: فنزع نمرة على ظهري فبسطها بيني و بينه حتى كأني انظر إلى القمل يدب عليها، فحدّثني حتى إذا استوعبت حديثه قال:«اجمعها فصرّها إليك»، فأصبحت لا أسقط حرفا مما حدّثني[13610].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن علي بن عمر الكابلي، و أبو القاسم عبد الصّمد بن محمّد بن عبد اللّه بن مندويه، و أبو المطعم شاكر بن نصر بن طاهر، و أبو علي الحسن بن محمّد بن عالي، أنبأ حمد بن إبراهيم، أنا أحمد بن يوسف بن أحمد الخشّاب (1) أخبرنا الحسن بن محمّد بن دكة، نا عمرو بن علي، نا محمّد بن أبي عدي، عن شعبة، عن سماك بن حرب، عن أبي الربيع قال: سمعت أبا هريرة قال: كنت عند النبي صلى اللّه عليه و سلّم فبسطت قولي عند النبي صلى اللّه عليه و سلّم، ثم جمعت فما نسيت شيئا بعد.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، و أبو نصر بن رضوان، و أبو علي بن السبط ، و أبو غالب بن البنّا،[و] (2) أبو العز بن كادش، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا إسحاق بن الحسن بن ميمون الحربي [أنا] (3) مسلم بن إبراهيم، نا سهل السراج، قال: سمعت الحسن يحدّث عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«ما من رجل تعلّم كلمة أو كلمتين أو ثلاثا أو أربعا أو خمسا مما فرض اللّه و رسوله فيتعلّمهن و يعلّمهن إلاّ دخل الجنة». قال أبو هريرة: فما نسيت حديثا بعد إذ سمعتهن من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم[13611].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو المظفر القشيري، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي (4)،أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلال، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا وهب بن منبه، أنبأ خالد، عن يونس، عن الحسن، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«من يأخذ مما فرض اللّه و رسوله كلمة أو ثنتين أو ثلاثا أو أربعا أو خمسا فيصرّهن في طرف ثوبه فيتعلمهن و يعلّمهن»، قال: فنشرت قولي و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يحدّث ثم ضممته فأرجو أن لا أكون نسيت حديثا مما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم[13612].

ص: 329


1- بدون إعجام بالأصل، ترجمته في سير أعلام النبلاء 551/16.
2- سقطت من الأصل.
3- سقطت من الأصل.
4- بدون إعجام بالأصل و فوقها ضبة.

أخبرنا أبو طالب بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا محمّد بن سليمان ابن بنت...... (1) الوراق، نا إسماعيل بن عليّة (2)،نا يونس بن عبيد... (3) الحسن، عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«ما من رجل يأخذ مما فرض اللّه و رسوله كلمة أو اثنتين أو ثلاثا أو أربعا أو خمسا فيجعلهن في طرف ردائه فيعمل بهن و يعلّمهن» قال أبو هريرة: فقلت: أنا، و بسطت قولي، و جعل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يحدث حتى انقضى حديثه، فضممت ثوبي إلى صدري، فإنّي لأرجو أن أكون لم أنس حديثا سمعته منه صلى اللّه عليه و سلّم[13613].

أخبرنا أبو القاسم الشيباني، أنا الحسن بن علي التميمي، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (4)،نا أبو النضر، نا المبارك، عن الحسن، عن أبي هريرة قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«ألا من رجل يأخذ مما فرض اللّه و رسوله كلمة أو كلمتين أو ثلاثا أو أربعا أو خمسا فيجعلهن في طرف ردائه ليتعلمهن و يعلمهن» قال أبو هريرة: فقلت:

أنا يا رسول اللّه، قال:«فابسط ثوبك» قال: فبسطت ثوبي، فحدّث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ثم قال:

«ضم إليك» فضممت ثوبي إلى صدري، فإني أرجو أن لا أكون نسيت حديثا [سمعته] (5) منه بعد[13614].

أخبرنا أبو مسعود عبد الرّحمن بن علي بن حمد من كتابه.

أنا أبو علي، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الحافظ (6)،نا سليمان بن أحمد الطبراني، نا عبد الرّحمن بن جابر، نا بشر بن شعيب، عن أبيه.

ح قال: و نا سليمان، نا أبو زرعة، نا أبو اليمان (7).

و حدّثني أبو بكر وجيه بن طاهر لفظا، أنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن الحسن بن

ص: 330


1- بياض بالأصل.
2- و هو إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الأسدي و علية أمه، و قيل هي جدته أم أمه ترجمته في تهذيب الكمال 127/2.
3- بياض بالأصل.
4- رواه أحمد بن حنبل في المسند 231/3 رقم 8417 طبعة دار الفكر.
5- زيادة عن المسند للإيضاح.
6- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 378/1-379.
7- غير واضحة بالأصل و المثبت عن حلية الأولياء.

الشرقي، نا محمّد بن يحيى الذهلي، نا أبو اليمان، أنا شعيب، عن الزهري حدّثني (1)-و في حديث الذهلي: أخبرني - سعيد بن المسيب و أبو سلمة بن عبد الرّحمن أن أبا هريرة قال (2):

إنكم تقولون إن أبا هريرة يكثر الحديث عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم، و تقولون ما للمهاجرين و الأنصار لا يحدثون عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم مثل حديث أبي هريرة و إن إخواني - و قال الذهلي: إخوتي - من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق - و قال الذهلي: في الأسواق - و كان يشغل إخواني - و قال الذهلي: إخوتي - من الأنصار عمل أموالهم و كنت امرأ مسكينا من مساكين الصّفّة ألزم النبي صلى اللّه عليه و سلم و على ملء بطني، فأحضر حتى يغيبون و أعي حين ينسون (3).و قد (4) قال النبي صلى اللّه عليه و سلّم في حديث حدّثه يوما:«لن - و قال الذهلي: إنه لو - بسط أحد ثوبه حتى أحصي جميع مقالتي - و قال الذهلي: أقصى مقالتي - هذه ثم يجمع إليه ثوبه إلاّ وعى ما أقول»، فبسطته عليّ حتى إذا قضى النبي صلى اللّه عليه و سلّم مقالته جمعتها (5) إلى صدري فما نسيت من مقالة رسول اللّه تلك من شيء (6)[13615].

حدّثنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن، لفظا، و أبو القاسم بن السّمرقندي بقراءتي عليه، قالا: أنا أبو الحسين بن النقور، أنا محمّد بن عبد اللّه بن الحسين، نا يحيى بن محمّد (7)،نا يحيى بن محمّد بن السكن أبو عبيد اللّه، نا روح بن عبادة، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال: قلت: يا رسول اللّه إنّي أسمع منك حديثا كثيرا أنساه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«أبسط رداءك» فبسطته، ثم قال:«ضمّه إلى صدرك» فضممته فما نسيت حديثا بعد[13616].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو منصور أحمد بن علي بن شكرويه، و أبو بكر محمّد بن أحمد بن علي السمسار.

ص: 331


1- جزء من اللفظة ممحو بالأصل و لم يظهر منها إلا حرفا «حد» و المثبت عن حلية الأولياء.
2- تقرأ بالأصل:«حلي» و المثبت عن الحلية.
3- تقرأ بالأصل:«يمسون» خطأ، و التصويب عن حلية الأولياء.
4- رواه أبو نعيم في الحلية 381/1.
5- تحرفت بالأصل إلى:«جميعها» و المثبت عن الحلية.
6- رواه الذهبي في سير الأعلام 594/2-595 و انظر تخريجه أيضا فيه.
7- هو يحيى بن محمد بن صاعد، راجع ترجمة محمد بن عبد اللّه بن الحسين الدقاق في سير الأعلام(446/11 ت 2804) ط دار الفكر و يحيى بن محمد بن السكن في تهذيب الكمال 205/20.

ح و أخبرنا أبو طاهر محمّد بن أبي نصر بن القاسم بن هاجر، و أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن أبي سعد الثعالبي، قالا: أنا أبو المظفر محمود بن جعفر بن محمّد بن أحمد الكوسج.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو منصور بن شكرويه، قالوا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد بن خرشيد قوله، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن سليم المخرمي، ثنا الزبير بن بكار، نا أبو ضمرة، عن عبد اللّه بن عبد العزيز، عن عمر بن مرداس بن عبد الرّحمن الجندعي، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«أبسط ثوبك» فبسطته ثم حدّثني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عامة النهار، ثم ضممت ثوبي إلى بطني، فما نسيت شيئا مما حدّثني[13617].

أخبرنا أبو عبد اللّه بن الفضل، و أبو المظفر بن أبي القاسم، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي (1)،أنا أبو عمرو الحيري.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه..... (2)،أنا أبو القاسم السلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أحمد بن علي بن المثنى، نا الحسن بن حماد، نا معاوية بن هشام، عن الوليد بن عبد اللّه بن جميع، عن أبي الطفيل، عن أبي هريرة قال: شكوت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم سوء الحفظ ، فقال:«افتح كساءك» قال: ففتحته، قال:«ضمّه» قال: فما نسيت بعد شيئا، زاد ابن المقرئ: سمعته[13618].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا الحسن بن علي، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه، حدّثني أبي (3)،نا سفيان، عن الزهري، عن عبد الرّحمن الأعرج قال: سمعت أبا هريرة يقول: إنكم تزعمون أن أبا هريرة يكثر الحديث على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و اللّه الواحد (4)،إنّي كنت امرأ مسكينا أصحب (5) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم على ملء بطني، و كان المهاجرون يشغلهم الصفق (6) بالأسواق، و كانت الأنصار يشغلهم القيام على أموالهم، فحضرت من النبي صلى اللّه عليه و سلّم

ص: 332


1- إعجامها مضطرب بالأصل.
2- رسمها بالأصل:«الأ-----».
3- رواه أحمد بن حنبل في المسند 30/3 رقم 7279 طبعة دار الفكر.
4- كذا قرأتها بالأصل، و في المسند: و اللّه الموعد.
5- كذا، و في المسند: ألزم.
6- الصفق في البيع عنى به أنه عند عقد التبايع بين البائع و المشتري، حيث يضعان يد الأول على يد الثاني، فالصفق هو صوت وقع اليدين على بعضهما.

مجلسا فقال:«من يبسط رداءه حتى أقضي مقالتي ثم يقبضه إليه، فلن ينسى شيئا سمعه مني»؟ فبسطت بردة عليّ ، حتى قضى حديثه، ثم قبضتها إليّ ، فوالذي نفسي بيده ما نسيت شيئا بعد سمعته منه.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر المغربي، أنا أبو بكر الجوزقي، أنا مكي بن عبد اللّه، نا عبد الرّحمن بن بشر، نا سفيان، عن الزهري (1)،عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: يزعمون أنّي كثير الرواية عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم - و اللّه الموعد - و إنّي كنت امرأ مسكينا أصحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم على ملء بطني، و أنّه حدّثنا يوما فقال:«من يبسط ثوبه حتى أقضي مقالتي ثم يقبضه إليه لم ينس شيئا سمعه مني أبدا» ففعلت، فوالذي بعثه بالحق، ما نسيت شيئا سمعته (2) منه[13619].

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو يعلى الموصلي.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، قراءة، و أبو عبد اللّه بن البنا، لفظا، قالا: أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا عمر بن إبراهيم بن أحمد، نا أبو القاسم البغوي، قالا: نا أبو خيثمة، نا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن الأعرج، قال: سمعت أبا هريرة يقول: إنكم تزعمون أنّ أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم - و اللّه الموعد - كنت رجلا مسكينا أخدم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم على ملء بطني، و كان المهاجرون يشغلهم الصّفق بالأسواق، و كانت الأنصار يشغلهم القيام على أموالهم، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«من يبسط ثوبه فلن ينسى شيئا يسمعه مني» فبسطت ثوبي حتى قضى حديثه، ثم ضممته إليّ ، فما نسيت شيئا سمعته بعد، و اللفظ للبغوي[13620].

رواه مسلم عن أبي خيثمة (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو عبد اللّه بن البنا، قالا: أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا أبو حفص الكتّاني (4)،أنا البغوي، أنا أبو خيثمة، نا حجاج بن محمّد، عن

ص: 333


1- من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام 595/2.
2- بالأصل: سمعت.
3- صحيح مسلم(44) كتاب فضائل الصحابة،(35) رقم 2492.
4- بدون إعجام بالأصل.

ابن جريج، أخبرني عطاء أنه سمع أبا هريرة و الناس يسألونه يقول: لو لا أنه أنزل في سورة البقرة ما أخبرت (1) من شيء. لو لا أنه قال: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مٰا أَنْزَلْنٰا مِنَ الْبَيِّنٰاتِ وَ الْهُدىٰ مِنْ بَعْدِ مٰا بَيَّنّٰاهُ لِلنّٰاسِ فِي الْكِتٰابِ أُولٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللّٰهُ وَ يَلْعَنُهُمُ اللاّٰعِنُونَ (2).

أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو العباس بن قتيبة، نا حرملة، أنا ابن وهب، أخبرني يونس قال: قال ابن شهاب، و قال ابن المسيب: إنّ أبا هريرة قال: يقولون إنّ أبا هريرة قد أكثر الحديث، و اللّه الموعد، و يقولون: ما بال المهاجرين و الأنصار لا يتحدّثون مثل أحاديثه، و سأخبركم عن ذلك، إنّ إخواني من الأنصار كان يشغلهم عمل أرضيهم، و أما إخواني المهاجرون فكان يشغلهم الصفق بالأسواق، و كنت ألزم على ملء بطني، فأشهد ما غابوا، و أحفظ ما نسوا، و لقد قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يوما:«أيكم يبسط ثوبه فيأخذ من حديثي هذا، ثم يجمعه إلى صدره فإنه لا ينسى شيئا سمعه» فبسطت بردة عليّ حتى فرغ من حديثه، ثم جمعتها إلى صدري فما نسيت بعد ذلك اليوم شيئا حدّثني به، و لو لا آيتان أنزلهما اللّه في كتابه ما حدّثت شيئا أبدا إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مٰا أَنْزَلْنٰا مِنَ الْبَيِّنٰاتِ وَ الْهُدىٰ إلى آخر الآيتين[13621].

أخبرنا أبو القاسم أحمد بن منصور بن محمّد السمعاني...... (3)،قال: أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، نا محمّد بن يعقوب (4) الأصم، نا إبراهيم بن سليمان، نا ابن آدم، ثم نا ابن لهيعة، نا أبو الأسود، عن عبد الرّحمن بن سعد مولى الأسود، و عن عكرمة أن أبا هريرة كان يقول: إن رجالا يقولون: إنّ أبا هريرة يكثر و لم يسمع هذا، و لعمري....... (5) حدثكم عني هو لكم هدى و كان....... (6).

و قد روي عن زيد بن ثابت ما يشهد لهذه الأحاديث بالصحة.

أخبرناه أبو المعالي محمّد بن إسماعيل بن محمّد الفارسي، أنا أبو بكر أحمد بن

ص: 334


1- تحرفت بالأصل إلى: اخترت.
2- سورة البقرة، الآية:159.
3- بياض بالأصل.
4- غير واضحة بالأصل.
5- بياض بمقدار كلمة بالأصل.
6- بياض بالأصل بمقدار حوالي السطر.

الحسين، أنا علي بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد الصفار، ثنا إسماعيل بن الفضل، نا إبراهيم بن محمّد بن عرعرة، نا فضل بن العلاء، نا إسماعيل بن أمية، عن محمّد بن قيس، يعني ابن مخرمة، عن أبيه، أنّه أخبره أن رجلا جاء إلى زيد بن ثابت فسأله عن شيء.

ح قال: و أنا علي بن محمّد المقرئ الأسفرايني، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، نا يوسف بن يعقوب، نا محمّد بن أبي بكر، نا الفضل بن العلاء، نا إسماعيل بن أمية، عن محمّد بن قيس أنّه أخبره (1):

أن رجلا أتى زيد بن ثابت فسأله عن شيء فقال: عليك بأبي هريرة، فإنّي بينما أنا و أبو هريرة و فلان في المسجد خرج علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و نحن ندعو اللّه و نذكر ربنا، فجلس إلينا، فسكتنا، فقال:«عودوا للذي كنتم فيه» قال: فدعوت أنا و صاحبي قبل أبي هريرة فجعل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يؤمّن على دعائنا، ثم دعا أبو هريرة، فقال: اللّهمّ إنّي أسألك ما سأل صاحباي هذان، و أسألك علما لا ينسى، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«آمين»، فقلنا: يا رسول اللّه و نحن نسأل اللّه علما لا ينسى، فقال:«سبقكما الغلام الدوسي».

قال البيهقي: لفظ حديث المقرئ و لم يذكر في إسناده: عن أبيه (2).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو طاهر بن خزيمة، أنا جدي أبو بكر، نا علي بن حجر، نا إسماعيل بن جعفر، ثنا عمرو بن أبي عمرو، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة.

ح و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد الأزهري.

ح و أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي، قالت: أنا سعيد بن أحمد بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد الحسن بن أحمد بن محمّد المخلدي، نا أبو العباس السراج، نا قتيبة بن سعيد، نا عبد العزيز.

ح و أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن المجلي، و أبو الفوارس عبد الباقي بن محمّد ابن عبد الباقي، قالا: أنا أبو القاسم عبد اللّه بن الحسن بن محمّد بن الحسن الخلال.

ص: 335


1- الخبر في تاريخ الإسلام(41-60) ص 352 و سير أعلام النبلاء 600/2.
2- يعني عن محمد بن قيس بن مخرمة عن أبيه، و الذي في إسناد تاريخ الإسلام:«عن أبيه» و سقطت من سير الأعلام.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصريفيني، قالا: أنا أبو حفص عمر بن إبراهيم الكتاني (1)،نا سعيد بن محمّد، نا إسحاق بن أبي إسرائيل، نا عبد العزيز بن محمّد (2)،عن عمرو بن أبي عمرو، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة أنّه قال: يا رسول اللّه من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة ؟ قال:«لقد ظننت يا أبا هريرة لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك، لما رأيت من حرصك على الحديث، إنّ أسعد الناس بشفاعتي يقوم القيامة من قال: لا إله إلاّ اللّه خالصا من قبل نفسه»[13622].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه، حدّثني محمّد بن عبد الرحيم أبو يحيى البزاز، نا يونس بن محمّد، نا معاذ بن محمّد ابن معاذ بن محمّد بن أبيّ بن كعب، حدّثني أبي محمّد بن معاذ، عن معاذ، عن محمّد، عن أبي بن كعب أن أبا هريرة كان جريئا على أن يسأل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عن أشياء لا يسأله عنها غيره.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن لؤلؤ، أنا عمر ابن أيوب السقطي، أنا داود بن رشيد، أنا بقية، عن سعد بن إبراهيم، حدّثني سوادة المؤذن، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«يا أبا هريرة كن ورعا تكن من أعبد الناس، و كن قنعا تكن من أغنى الناس، و أحسن جوار من جاورك تكن مسلما، و أحب للناس ما تحبّ لنفسك تكن مؤمنا، و إياك و كثرة الضحك، فإنّ ذلك يقسي القلب يا أبا هريرة».

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا بشر هو ابن الوليد، نا سليمان هو ابن داود اليماني، عن يحيى يعني ابن أبي كثير، عن أبي سلمة قال:

جاء أبو هريرة فسلم على النبي صلى اللّه عليه و سلّم يعوده في شكواه، فأذن له فدخل عليه فسلم و هو قائم، فوجد النبي صلى اللّه عليه و سلّم متساندا إلى صدر علي، و قد مال (3) علي بيده على صدره ضامه إليه، و النبي صلى اللّه عليه و سلّم باسط رجليه، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«ادن يا أبا هريرة» فدنا ثم قال:«ادن» فدنا، ثم قال:

«ادن» فدنا حتى مسّ أطراف أصابع أبي هريرة أطراف أصابع النبي صلى اللّه عليه و سلّم، ثم قال له:«اجلس يا

ص: 336


1- تحرفت بالأصل إلى: الكناني.
2- من هذا الطريق رواه الذهبي في سير الأعلام 596/2.
3- تحرفت بالأصل إلى: قال.

أبا هريرة»، فجلس، فقال له:«ادن مني طرف ثوبك» فمد أبو هريرة ثوبه فأمسكه بيده ففتحه و أدناه من وجه النبي صلى اللّه عليه و سلّم، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«أوصيك يا أبا هريرة، خصال لا تدعهن ما بقيت» قال: نعم أوصني بما شئت. قال له:«عليك بالغسل يوم الجمعة، و البكور إليها و لا تلغ و لا تله، أوصيك بصيام ثلاثة أيام من كلّ شهر فإنه صيام الدهر، و أوصيك بركعتي الفجر لا تدعهما و إن صليت الليل كله، فإن فيهما الرغائب، فإن فيهما الرغائب، قالها ثلاثا، ضمّ إليك ثوبك» فضمّ ثوبه إلى صدره، فقال:[يا] (1) رسول اللّه بأبي أنت و أمي، أسرّ هذا أو أعلنه ؟ قال:«بل أعلنه يا أبا هريرة» قال ثلاثا[13623].

كتب أبو بكر عبد الغفار بن محمّد، و أخبرني أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن حبيب، و أبو منصور بن عبس بن عبد اللّه عنه. أخبرنا أبو سعيد الصوفي.

و أخبرنا أبو المعالي الفارسي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو طاهر الفقيه، و أبو زكريا........ (2) أبو سعيد الصوفي.

و أخبرنا أبو علي أحمد بن سعد بن علي العجلي الهمداني ببغداد، أنا أبو الفتح عبدوس بن عبد اللّه بن محمّد بن عبدوس.

ح و أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب، أنا أبو القاسم يوسف بن محمّد بن أحمد المهرواني، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد الطوسي، قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب الأصم، نا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، نا ابن أبي فديك.

و أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد البغدادي، و أبو بكر اللفتواني، و أبو طاهر محمّد ابن أبي نصر بن أبي القاسم، قالوا: أنا أبو المظفر محمود بن جعفر بن محمّد، أنا عمّ والدي الحسين بن أحمد بن جعفر الكوسج، نا إبراهيم بن السدي، نا الزبير بن بكار، حدّثني أبو غزية (3)،و هو محمّد بن موسى الأنصاري، حدّثني ابن أبي ذئب (4)،عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة أنه قال: حفظت من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم دعاءين فأما أحدهما فبثثته في الناس، و أما الآخر فلو بثثته لقطع هذا البلعوم. و لم يقل في الناس.

ص: 337


1- سقطت من الأصل.
2- بياض بالأصل.
3- غير واضحة بالأصل، و هو أبو غزية محمد بن موسى الأنصاري، راجع ترجمة الزبير بن بكار في تهذيب الكمال 270/6.
4- رواه الذهبي في سير الأعلام 596/2 و الإصابة 208/4.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا عبيد اللّه بن عمر، حدّثني عمر بن عبد اللّه الرومي، حدّثني أبي، عن أبي هريرة قال: حفظت عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ثلاث جرب حديث، أخرجت منها جرابين، و لو أنّي أخرجت الثالث خرجتم عليّ بالحجارة.

قال: و حدّثني حمزة بن مالك المديني، حدّثني عمي سفيان بن حمزة، عن كثير بن زيد، عن الوليد بن رباح، عن أبي هريرة قال: لو أحدثكم بما أعلم لرميتموني بالحجارة.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو منصور بن شكرويه، و محمّد بن أحمد بن علي، قالا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد، ثنا أبو عبد اللّه المحاملي، نا أبو عقيل يحيى بن حبيب، نا زيد بن الحباب، نا محمّد بن هلال، حدّثني أبي أنه سمع أبا هريرة يقول: لو حدثت الناس بما سمعت لرموني بالخزق (1) و قالوا: مجنون.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي التميمي، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه ابن أحمد، حدّثني أبي (2)،نا علي بن ثابت قال: حدّثني جعفر، عن يزيد بن الأصم، قال:

قيل لأبي هريرة: أكثرت أكثرت، قال: لو حدثتكم بكل ما سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلّم لرميتموني بالقشع (3)،و ما ناظرتموني.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الحسن الدارقطني، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن بكير، أنا سهل بن علي الدوري، أنا أبو الحسن الأثرم، قال: قال أبو عبيدة: قالوا: قال أبو هريرة لو حدثتكم بما أعلم لرميتموني بالقشع.

و القشع: الجلد أو النطع، قد أخلق و.... (4) و يبس، و قال الكلابي: لرميتموني بالقشع. واحدتها قشعة، و هي النخامة (5)،و قال مالك بن نويرة (6)(7):

ص: 338


1- تقرأ بالأصل: الخزف، و نص ابن منظور في مختصره عليها أنها الخزق: بالزاي و القاف، و هو ما أثبت، عنى أنهم لرموه بالسهام النافذة، من خزق السهم إذا أصاب الرقبة و نفذ فيها.
2- رواه ابن حجر في الإصابة 208/4 من طريق أحمد بن حنبل. و رواه أحمد بن حنبل في المسند 646/3 رقم 10959 طبعة دار الفكر.
3- القشع أي الجلود كما في الإصابة.
4- غير واضحة بالأصل: و تقرأ: و نتش.
5- تحرفت بالأصل إلى:«التماعه» و الصواب ما أثبت. راجع تاج العروس - قشع.
6- تحرفت بالأصل إلى:«يوسر».
7- البيت في اللسان و الصحاح و التهذيب و تاج العروس (قشع) منسوبا لمتمم بن نويرة يرثي أخاه مالكا. و الكامل للمبرد 1440/3.

فلا برما (1) تهدي النساء لعرسه *** إذا القشع من ريح (2) الشتاء [تقعقعا] (3)

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل بن محمّد، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو جعفر كامل بن أحمد المستملي، و أبو نصر بن قتادة، قالا: نا أبو العباس محمّد بن إسحاق بن أيوب الضبعي، نا الحسن بن علي بن زياد، نا ابن أبي أويس، حدّثني ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن محمّد بن عمارة بن عمرو بن حزم:

أنه قعد في مجلس فيه أبو هريرة و فيه مشيخة من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلّم كثير؛ بضعة عشر رجلا، فجعل أبو هريرة يحدّثهم عن النبي صلى اللّه عليه و سلم بالحديث فلا يعرفه بعضهم، ثم يتراجعون فيه فيعرفه بعضهم، ثم يحدّثهم الحديث فلا يعرفه بعضهم ثم يعرفه، حتى فعل ذلك مرارا، قال:

فعرفت يومئذ أن أبا هريرة أحفظ الناس عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن علي بن الآبنوسي، ثم أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبي أبو البركات، قالا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو علي محمّد بن أحمد بن يحيى بن عبد اللّه العطشي، نا إبراهيم بن شريك، يعني ابن الفضل الأسدي، نا أبو سعيد الأشج، نا وكيع، نا الأعمش (4)،عن أبي صالح، قال: كان أبو هريرة من أحفظ أصحاب محمّد صلى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو المعالي الفارسي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أحمد بن علي، نا أبو عيسى يعني الترمذي، أنا الحسين بن حريث، نا وكيع، عن الأعمش، عن أبي صالح قال: كان أبو هريرة يعني أحفظ من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلّم، و لم يكن بأفضلهم.

أخبرنا أبو محمّد المزكي، نا أبو محمّد التميمي، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (5)،حدّثني أبو خيثمة، نا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن أبي صالح قال: ذكر أبا هريرة فقال: لم يكن بأفضلهم و لكنه كان رجلا حافظا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني محمّد بن يزيد، نا أبو بكر، يعني ابن عياش، نا الأعمش، عن

ص: 339


1- في تاج العروس: و لا برم.
2- في تاج العروس:«من برد الشتاء» و رواه الصاغاني:«من حس الشتاء».
3- سقطت من الأصل، و استدركت لتقويم الوزن عن تاج العروس.
4- من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام 597/2.
5- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 541/1.

أبي صالح قال: ما أزعم أن أبا هريرة كان أفضلهم، و لكنه كان أحفظهم (1).

أخبرنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن، قراءة عليه، عن أبي تمام علي بن محمّد، أنا أحمد بن عبيد، نا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، نا موسى بن إسماعيل، نا محمّد بن راشد (2)،عن مكحول أن أبا هريرة كان يقول: ربّ كيس عند أبي هريرة لم يفتحه، يعني من العلم.

قال: و نا ابن أبي خيثمة، نا هوذة، نا عوف (3)،عن سعيد بن أبي الحسن قال: لم يكن أحد من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أكثر حديثا من أبي هريرة على النبي صلى اللّه عليه و سلّم و أن مروان - زمن هو على المدينة - أراد أن يكتبه حديثه كله فأبى، و قال: ارو كما روينا، فلما أبى عليه تغفّله و أقعد له كاتبا لقنا ثقفا و دعاه، فجعل أبو هريرة يحدّثه، و يكتب الكاتب حتى استفرغ حديثه أجمع، ثم قال مروان: تعلم أنا قد كتبنا حديثك أجمع ؟ قال: و قد فعلت ؟ قال: نعم، قال: فاقرءوه عليّ ، فقرأه فقال أبو هريرة: أما إنكم قد حفظتم، و إن تطعني تمحه، قال: فمحاه.

أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن (4) رحمه اللّه، قال:

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو محمّد بن أبي حامد المقرئ، قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا إبراهيم بن سليمان، نا سليمان بن حرب، نا حماد بن زيد (5)،نا عمرو بن عبيد الأنصاري، أنا أبو الزّعيزعة كاتب مروان بن الحكم أن مروان بن الحكم دعا أبا (6) هريرة، فأقعده خلف السرير فجعل يسأله، و جعلت أكتب، حتى إذا كان عند رأس الحول، دعا به فأقعده من وراء الحجاب فجعل يسأله عن ذلك الكتاب، فما زاد و لا نقص، و لا قدّم و لا أخّر.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوه، أنا أبو الحسن، نا ابن أبي الدنيا، نا خالد بن حمدان، نا حمّاد بن زيد، حدّثني عمرو بن عبيد

ص: 340


1- بالأصل: أحفظ .
2- من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام 597/2.
3- من طريق عوف الأعرابي رواه الذهبي في سير الأعلام 598/2 و الحاكم في المستدرك 509/2.
4- تحرفت بالأصل إلى: الحسين.
5- من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام 598/2.
6- تحرفت بالأصل إلى: أبو.

الأنصاري، حدّثني أبو الزعيزعة - كاتب مروان - أن مروان أرسل إلى أبي هريرة فجعل يسأله، و أجلسني وراء الستر أكتب عنه، حتى إذا كان في رأس الحول أرسل إليه، فسأله و أمرني أن انظر فما غيّر حرفا عن حرف.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل الفقيه، و أبو المعالي الفارسي، قالا: أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، أنا الربيع بن سليمان، قال: قال الشافعي رحمه اللّه: أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره (1).

حدّثنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن لفظا، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا عمر بن إبراهيم بن أحمد المقرئ.

ح و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا أبو القاسم البغوي، نا أبو خيثمة، نا الوليد بن مسلم (2)،نا سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول قال: تواعد الناس ليلة من الليالي قبة من قباب معاوية، فاجتمعوا فيها، فقام أبو هريرة يحدّثهم عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم حتى أصبح.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا ابن سعد (3)،أنا روح بن عبادة، نا كهمس، عن عبد اللّه بن شقيق قال: جاء أبو هريرة إلى كعب يسأل عنه و كعب في القوم، فقال كعب: ما تريد منه ؟ فقال: أما إنّي لا أعرف أحدا من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أن يكون أحفظ لحديث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم مني، فقال كعب: أما إنّك لم تجد طالب شيء إلا سيشبع (4) منه يوما من الدهر إلاّ طالب علم أو طالب دنيا، فقال: أنت كعب ؟ فقال: نعم،[فقال:] (5) لمثل هذا جئتك.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى، أنا عبد اللّه، نا محمّد بن عباد، و محمّد بن منصور الجواز المكيان، قالا: نا سفيان (6)،عن

ص: 341


1- سير أعلام النبلاء 599/2.
2- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 599/2.
3- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 332/4.
4- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن ابن سعد.
5- سقطت من الأصل، و زيدت للإيضاح عن ابن سعد.
6- من طريق سفيان بن عيينة رواه الذهبي في سير الأعلام 599/2.

عمرو (1)،عن وهب بن منبه، عن أخيه (2) قال: سمعت أبا هريرة يقول: ما من أحد من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أكثر حديثا عنه مني إلاّ ما كان من عبد اللّه بن عمرو، فإنه كان يكتب، و كنت لا أكتب.

أخبرنا أبو الفضل الفضيلي، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو بكر أحمد بن يحيى، و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، قالوا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفر، أنا عبد اللّه ابن أحمد بن حموية (3)،أنا عيسى (4) بن عمر بن العباس، أنا عبد اللّه الدارمي، أنا محمّد بن كثير، عن الأوزاعي قال: سمعت أبا كثير يقول: سمعت أبا هريرة يقول: إن أبا هريرة لا يكتب و لا يكتب.

حدّثنا أبو عبد اللّه بن البنا، لفظا، و أبو القاسم بن أبي بكر قراءة، قالا: أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا أبو حفص الكتاني، نا أبو القاسم البغوي، نا أبو خيثمة، نا محمّد بن مصعب، نا الأوزاعي عن (5) أبي كثير قال: سمعت أبا هريرة يقول: إن أبا هريرة لا يكتم و لا يكتب.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد، أنا عيسى، أنا عبد اللّه، نا محمّد بن عباد، نا حاتم بن إسماعيل، عن عبد الحميد بن جعفر، عن عبيد اللّه بن أبي جعفر، عن زوج أمه أنه قال لأبي هريرة: كيف حديث كنت حدّثتنيه (6) في كذا و كذا؟ قال أبو هريرة: ما أذكر أنّي حدثتك هذا، فانطلق إلى البيت، فإني لا أحدّث حديثا إلاّ هو عندي مكتوب، فانطلقت معه، فأخرج صحيفة صغيرة (7) فيها ذلك الحديث وحده.

و وجه الجمع بين هذه الحكاية و التي قبلها أن أبا هريرة كان لا يكتب في حياة النبي صلى اللّه عليه و سلّم، و يتكل على حفظه لما خصّه به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم من بسط ردائه كما تقدم، ثم كتب بعد

ص: 342


1- يعني عمرو بن دينار المكي.
2- يعني همام بن منبه، كما في سير الأعلام.
3- ترجمته في سير الأعلام 492/16.
4- بالأصل:«أنا عيسى، أنا ابن عمر بن العباس» خطأ، راجع ترجمة عيسى بن عمر بن العباس السمرقندي في سير الأعلام 487/14.
5- تحرفت بالأصل إلى: بن.
6- بالأصل: حدثته.
7- استدركت عن هامش الأصل.

النبي صلى اللّه عليه و سلّم ما كان حفظه عنه، و لو لا أنه كان مكتوبا عنده لم يمكنه تقديره بوعاءين (1) و ثلاث جرب على ما بيّنا على أن حكاية ابن منبه أصح إسنادا من التي بعدها، و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أحمد بن علي المقرئ، أنا أبو عيسى، نا أبو حفص عمرو بن علي، نا أبو داود (2)،نا عمران القطان، عن بكر بن عبد اللّه، عن أبي رافع، عن أبي هريرة أنه لقي كعبا، فجعل يحدّثه و يسائله (3)،فقال كعب: ما رأيت أحدا لم يقرأ التوراة أعلم بما في التوراة من أبي هريرة.

أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، نا أبو الميمون، نا أبو زرعة (4)، حدّثني محمّد بن زرعة الرعيني، نا مروان بن محمّد، حدّثنا سعيد بن عبد العزيز، عن إسماعيل بن عبيد اللّه، عن السائب بن يزيد قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول لأبي هريرة:

لتتركن (5) الحديث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أو لألحقنّك بأرض دوس.

و قال لكعب: لتتركن (6) الحديث أو لألحقنّك بأرض القردة.

قال أبو زرعة (7):و سمعت أبا مسهر يذكره عن سعيد بن عبد العزيز نحوا منه، و لم يسنده.

أخبرنا أبو عبد اللّه بن البنا، قراءة، عن أبي تمام علي بن محمّد، أنا أحمد بن عبيد، نا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، نا الوليد بن شجاع، قال: حدّثني ابن وهب، حدّثني يحيى بن أيوب (8)،عن محمّد بن عجلان أن أبا هريرة كان يقول: إنّي لأحدث أحاديث، لو تكلّمت بها في زمان عمر - أو عند عمر - لشجّ رأسي.

ص: 343


1- الجملة بالأصل:«تقديره نوعا بين و بثلث حرب» صوبناها عن مختصر ابن منظور.
2- من طريق أبي داود الطيالسي رواه الذهبي في سير الأعلام 600/2.
3- في سير الأعلام: و يسأله.
4- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 544/1 و ابن كثير في البداية و النهاية 106/8 و الذهبي في سير الأعلام 2/ 600-601.
5- بالأصل:«كثيركن» خطأ، و المثبت عن تاريخ أبي زرعة.
6- راجع الحاشية السابقة.
7- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 544/1.
8- رواه ابن كثير في البداية و النهاية 106/8 و الذهبي في سير أعلام النبلاء 601/2 و قال الذهبي بعد أن أورد الخبر: «قلت: هكذا هو كان عمر رضي اللّه عنه، يقول: أقلّوا الحديث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و زجر غير واحد من الصحابة عن بث الحديث، و هذا مذهب لعمر و لغيره».

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن، أنا أبو سعيد محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا أبو حامد بن الشّرقي (1)،نا محمّد بن يحيى الذهلي (2)،نا محمّد بن عيسى، أنا يزيد بن يوسف، عن صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، عن أبي سلمة قال:

سمعت أبا هريرة يقول: ما كنا نستطيع أن نقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم حتى قبض عمر، قال أبو سلمة: فسألته بم ؟ قال: كنا نخاف السياط ، و أومأ (3) بيده إلى ظهره.

قال: و نا الذهلي (4)،نا عبد الرزّاق، عن معمر، عن الزهري قال: قال عمر: أقلّوا الرواية عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إلاّ فيما يعمل به.

قال: ثم يقول أبو هريرة: أ فأنا كنت محدثكم بهذه الأحاديث و عمر حيّ ، أما و اللّه إذا لا بقيت (5)،إنّ المخففة (6) ستباشر ظهري.

أخبرنا أبو نصر غالب بن أحمد بن المسلم، نا أبو القاسم مكي بن عبد السّلام بن الحسين المقدسي المعروف بابن الرميلي الحافظ ، قدم علينا، أنا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد النصيبي، أنا أبو الفتح محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن يزيد البصري، نا أحمد بن محمّد ابن سلام، نا شيخ من أهل العلم، ثنا أبو حمزة السكري، عن يحيى بن عبيد اللّه، عن أبيه، عن أبي هريرة قال:

اتهمني عمر بن الخطاب قال: إنّك تحدّث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ما لم تسمع منه، هل كنت معنا يوم كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في دار فلان ؟ قال أبو هريرة: نعم، و قد علمت لأيّ شيء سألتني، لأن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال يومئذ:«من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار» فقال عمر: حدّث الآن عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم ما شئت[13624].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا أبو منصور بن شكرويه، أنا أبو بكر بن مردويه، أنا أبو بكر الشافعي، نا معاذ بن المثنى، نا مسدّد (7)،نا خالد، يعني ابن عبد

ص: 344


1- تحرفت بالأصل إلى: الشرفي.
2- من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام 602/2-603.
3- بالأصل:«و أومي».
4- الخبر من طريقه رواه ابن كثير في البداية و النهاية 115/8.
5- كذا تقرأ بالأصل، و في البداية و النهاية: لأيقنت.
6- بدون إعجام بالأصل، و المخففة كمكنسة: الدرة أو سوط من خشب (القاموس المحيط ).
7- من طريقه رواه ابن كثير في البداية و النهاية 115/8.

اللّه الطحان (1)،نا يحيى بن عبيد اللّه، عن أبيه، عن أبي هريرة قال:

بلغ عمر حديثي، فأرسل إليّ فقال لي: كنت معنا يوم كنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في بيت فلان ؟ قال: قلت: نعم، و قد علمت لم سألتني عن ذاك، قال: و لم سألتك ؟ قلت: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال يومئذ:«من كذب علي معتمدا فليتبوأ مقعده من النار» قال: أما لي (2)،فاذهب، فحدّث[13625].

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر ابن المقرئ، نا محمّد بن هارون بن حميد بن المجدّر، نا الحسين بن الجنيد، نا سعيد بن مسلمة، عن عاصم بن كليب، عن أبيه قال: كان أول حديث أبي هريرة قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار»[13626].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (3)،حدّثنا عفان، نا عبد الواحد يعني ابن زياد، نا عاصم بن كليب، حدّثني أبي قال: سمعت أبا هريرة يقول: و كان يبتدئ حديثه بأن يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أبو القاسم الصادق المصدوق:«من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار»[13627].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الرحيم بن أحمد الحاكم، و أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمّد بن موسى الشاهد، قالا: أنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل بن يحيى بن زكريا بن حرب الحربي، أنا أبو حاتم مكي بن عبدان بن بكر ابن مسلم التميمي، نا أحمد بن يوسف السلمي، نا محمّد بن كثير، عن ابن شوذب، عن عبد اللّه بن القاسم قال: كان أبو هريرة يمرّ بالسوق فيقول: أيها الناس من كان يعرفني فأنا الذي عرفتم، و من لم يعرفني فأنا أبو هريرة، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار»[13628].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا أبو القاسم عيسى بن

ص: 345


1- و رواه الذهبي في سير الأعلام 603/2 من طريقه.
2- كذا بالأصل، و في سير الأعلام:«أما لا» و في البداية و النهاية: أما إذا.
3- رواه أحمد بن حنبل في المسند 389/3 رقم 9361 طبعة دار الفكر و الذهبي في سير الأعلام 603/2 و من طريق أحمد بن حنبل رواه ابن كثير في البداية و النهاية 115/8.

علي قال: قرئ على القاضي أبي القاسم بدر (1) بن الهيثم، نا أبو عبد الرحيم الجوزجاني محمّد بن أحمد بن الجراح (2)،نا محمّد بن كثير، عن عبد اللّه بن شوذب، عن عبد اللّه بن القاسم قال: كان أبو هريرة إذا مرّ بالسوق قال: يا أيها الناس من عرفني فقد عرفني، و من لم يعرفني فأنا أبو هريرة، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار»[13629].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي التميمي، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه ابن أحمد، حدّثني أبي، نا عثمان بن عمر، أنا ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري قال: يقول الناس أكثر أبو هريرة، فلقيت رجلا، فقلت له: بأي سورة قرأ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم البارحة في العتمة ؟ فقال: لا أدري، فقلت: أ لم تشهدها؟ قال: بلى،[قلت:] (3) و لكني (4) أدري.[قال أبو هريرة] (5) قرأ بسورة كذا و كذا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا علي بن الحسين بن علي، أنا أبو الفرج محمّد بن عمر بن محمّد، نا محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن إسماعيل قال: قرأت على أبي بكر محمّد ابن أحمد بن هارون قلت له: أخبرك إبراهيم بن الجنيد، نا محمّد بن حميد الرازي، نا جرير، عن مغيرة (6)،عن الشعبي قال: حدث أبو هريرة فردّ عليه سعد، فتواثبا حتى قامت الحجزة (7) و أرتجت الأبواب بينهما.

أخبرنا أبو البركات أيضا، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصواف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي، نا جرير، عن مغيرة، عن الشعبي قال: نا أبو هريرة يوما بحديث، فردّ عليه سعد حديثا، فوقع بينهما كلام حتى أرتجت الأبواب بينهما.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو الحسين بن المظفر،

ص: 346


1- تحرفت بالأصل: قدر.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 32/16.
3- زيادة عن مختصر ابن منظور.
4- بالأصل:«و التي» خطأ، و المثبت عن ابن منظور.
5- زيادة عن المختصر للإيضاح.
6- من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام 603/2.
7- الحجزة هم الذين يمنعون الناس من بعض و يفصلون بينهم بالحق.

أنا أبو بكر الباغندي، نا شيبان، نا جرير، نا نافع قال: قيل لابن عمر: إن أبا هريرة يقول:

من تبع جنازة فله قيراط من الأجر، فقال ابن عمر: أكثر علينا أبو هريرة، فبعث إلى عائشة فسألها، فصدقت أبا هريرة، فقال ابن عمر: لقد فرّطنا في قراريط كثيرة.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، نا أبو علي الواعظ لفظا، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه، حدّثني أبي (1)،نا هشيم، عن يعلى بن عطاء، عن الوليد بن عبد الرّحمن، عن ابن عمر أنه مرّ بأبي هريرة و هو يحدّث عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم أنه قال:«من تبع جنازة فصلّى عليها فله قيراط (2)فإن شهد دفنها فله قيراطان، القيراط أعظم من أحد»، فقال له ابن عمر: أبا هر، انظر ما تحدّث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم. فقام إليه أبو هريرة حتى انطلق به إلى عائشة، فقال لها: يا أم المؤمنين، أنشدك باللّه، أسمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول: من تبع جنازة فصلّى عليها فله قيراط ، فإن شهد دفنها فله قيراطان ؟ فقالت: اللّهمّ نعم، فقال أبو هريرة: إنه لم يكن يشغلني عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم غرس الوديّ و لا صفق بالأسواق، إنّي إنّما كنت أطلب من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم كلمة يعلمنيها، أو أكلة يطعمنيها. فقال له ابن عمر: أنت يا أبا هريرة ألزمنا لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و أعلمنا بحديثه.

رواه حماد بن سلمة عن يعلى بن عطاء عن الوليد بن عبد الرّحمن أن أبا هريرة حدّث عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم فذكر معناه، و لم يذكر قول ابن عمر الذي في آخره في مدح أبي هريرة.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو المظفر بن القشيري، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالوا: أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى الموصلي، زاد زاهر: و الحسن بن سفيان.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر عمر بن محمّد الحرفق (3)،أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، قالا: أنا عبد اللّه بن محمّد بن أسماء، ثنا جويرية، عن نافع (4)،عن عبد اللّه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«من أمسك كلبا إلاّ كلبا ضاريا أو كلب ماشية فإنه ينقص من أجره كلّ يوم قيراط » فقيل له: إنّ أبا هريرة يقول: أو كلب زرع، قال: إن أبا هريرة رجل زراع[13630].

ص: 347


1- رواه أحمد بن حنبل في المسند 200/2 رقم 4453 و عن أحمد رواه ابن كثير في البداية و النهاية 115/8.
2- بالأصل:«قيراطان» و المثبت عن المسند.
3- كذا رسمها بالأصل.
4- قوله:«عن نافع» مكرر بالأصل.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفر، ح قالا: أنا أبو سعد، أنا ابن حمدان.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الأديب، أنا إبراهيم بن منصور، أنا محمّد بن إبراهيم، قالا:

أنا أحمد بن علي، نا عبيد اللّه يعني ابن عمر القواريري، نا حمّاد - زاد ابن حمدان: ابن زيد - نا عمرو:

أن ابن عمر حدّث أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أمر بقتل الكلاب إلاّ كلب ماشية أو كلب صيد، فقيل لابن عمر: إنّ أبا هريرة يقول: أو كلب زرع، فقال: إنّ لأبي هريرة زرعا[13631].

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك، و أبو المظفر بن القشيري، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالوا: أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو طاهر بن خزيمة، نا جدي، نا أحمد بن عبدة، ثنا حمّاد، عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أمر بقتل الكلاب إلاّ كلب ماشية أو صيد، قيل لابن عمر: إنّ أبا هريرة يقول: أو كلب زرع، فقال: إن لأبي هريرة زرعا[13632].

قول ابن عمر هذا، لم يرد به التهمة لأبي هريرة، و إنّما أراد أن أبا هريرة حفظ ذلك لأنه كان صاحب زرع، و صاحب الحاجة أحفظ لها من غيره.

و قد أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا عبد الغافر بن محمّد، أنا أبو سليمان حمد بن محمّد بن إبراهيم (1)،قال: قد زعم بعض من لم يسدد في قوله و لم..... (2) لحسن الظن بسلفه أن (3) ابن عمر إنما أخرج قوله هذا مخرج الطعن على أبي هريرة، و أنّه ظن به التزيّد في الرواية لحاجته كانت إلى حراسة الزرع، قال: و كان ابن عمر يرويه لا يذكر فيه كلب الزرع، قال أبو سليمان: و الأمر فيما زعمه بخلاف ما توهمه، و إنّما ذكر ابن عمر هذا تصديقا لقول أبي هريرة و تحقيقا له، و دلّ به على صحة روايته و ثبوتها إن كان كل من صدقت حاجته إلى شيء كبرت عنايته به و كثر سؤاله عنه، يقول: إن أبا هريرة جدير بأن يكون عنده هذا العلم، و أن يكون قد سأل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عنه لحاجته كانت إليه إذ كان صاحب زرع، يدل على صحة ذلك فتيا ابن عمر بإباحة اقتناء كلب الزرع بعد ما بلغه (4) خبر أبي هريرة.

ص: 348


1- يعني أبا سليمان البستي الخطابي حمد بن محمد بن إبراهيم بن خطاب، ترجمته في سير الأعلام 23/17.
2- كلمة غير مقروءة بالأصل.
3- كتبت فوق الكلام بالأصل.
4- تقرأ بالأصل:«تبعه» و المثبت عن مختصر ابن منظور.

حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن مالك، نا محمّد بن أيوب، نا يوسف بن يعقوب الصفار، نا عبد الرّحمن بن أبي عائشة، و أبو معاوية، نا صبيح شيخ لنا قديم قال: قدم علينا ابن عمر فرأى كلبا فقال: يا صبيح لمن (1) هذا الكلب ؟ قال: فقلت: لامرأتين هاهنا قال: لضرع أو لزرع ؟ قال: ليس لشيء منهما، قال: فمرهما فليقتلاه.

و قد روى عبد اللّه بن معقل و سفيان بن أبي زهير عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إباحة اقتناء كلب الزرع كما رواه أبو هريرة.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنبأ أبو منصور بن شكرويه، أنا أبو بكر بن مردويه، أنا أبو بكر الشافعي، نا معاذ بن المثنى، نا مسدد، نا بشر، يعني ابن المفضل، نا عاصم بن محمّد قال: سمعت أبي يقول: كان ابن عمر إذا سمع أبا هريرة يتكلم قال: إنا نعرف ما يقول أبو هريرة و لكنا نجبن و يجترئ.

أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد القزويني، نا أبو الحسن علي بن عمير القزويني، إملاء، نا عمر بن محمّد، نا أبو بكر القاسم بن زكريا المطرز المقرئ.

و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، نا أبو إسحاق المزكي، أنبأ أبو بكر بن خزيمة، قالا: نا بشر بن معاذ.

ح و أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا عمر بن محمّد ابن علي، نا قاسم بن زكريا، حدّثني أبو سهل بشر بن معاذ العقدي، نا عبد الواحد بن زياد، نا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إذا صلى أحدكم ركعتي الفجر فليضطجع على يمينه» فقال له مروان بن الحكم: أ ما يكفي أحدنا ممشاه إلى المسجد حتى يضطجع ؟ قال: لا، فبلغ ذلك ابن عمر فقال: أكثر أبو هريرة. فقيل لابن عمر: هل تنكر مما يقول شيئا؟ قال: لا، و لكنه اجترأ و جبنّا. فبلغ ذلك أبا هريرة فقال: ما ذنبي إن كنت حفظت و نسوا (2)،و قال ابن خزيمة:

فقيل له: أو تنكر، و في حديث الجوهري: و لكنه أكثر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى، أنا عبد اللّه

ص: 349


1- تقرأ بالأصل:«أين» و المثبت يوافق السياق التالي.
2- بالأصل: و نسيوا.

حدّثني جدي، نا هشيم (1)،عن يعلى بن عطاء، عن الوليد بن عبد الرّحمن، عن ابن عمر أنه قال لأبي هريرة: يا أبا هرّ أنت كنت ألزمنا لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و أعلمنا بحديثه.

قال: و نا عبد اللّه، حدّثني محمّد بن عباد، نا سفيان، عن عمرو، عن طلق، عن قزعة (2) قال: قال ابن (3) عمر: أبو هريرة خير مني، و أعلم، في حديث ذكره.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، أنا أبو علي بن الفهم، نا محمّد بن سعد (4)،أنا محمّد بن عمر الواقدي، حدّثني عبد اللّه بن نافع، عن أبيه قال: كنت مع ابن عمر في جنازة أبي هريرة و هو يمشي أمامها و يكثر الترحّم عليه و يقول: كان ممن يحفظ حديث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم على المسلمين.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني (5)،أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (6) قال: قال محمّد بن أبي عمر، عن ابن عيينة، عن عمرو قال:

قال لي طاوس: امش (7) حتى نجالس الناس. قال: فنجلس إلى رجل يقال له بشير بن كعب العدوي، فقال طاوس: رأيت هذا يجلس إلى ابن عباس، فتحدث، فقال ابن عباس: كأني أسمع حديث أبي هريرة.

لعل ابن عباس إنما شبه حديث بشير بحديث أبي هريرة في الإكثار، و قد روى ابن عباس و طاوس عن أبي هريرة، ثم لو كان عندهما متهما لم يرويا عنه.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، نا محمّد بن خريم.

ح و أخبرنا أبو محمّد السيدي، و أبو القاسم تميم بن أبي سعيد، قالا: أنا أبو سعد الأديب، أنا الحاكم أبو أحمد، أنا محمّد بن مروان و هو ابن خريم.

ص: 350


1- من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام 603/2-604.
2- هو قزعة بن يحيى، أبو الغادية البصري، ترجمته في تهذيب الكمال 276/15.
3- تحرفت بالأصل إلى:«أبو» يعني عبد اللّه بن عمر بن الخطاب.
4- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 340/4.
5- تحرفت بالأصل إلى: الكناني.
6- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 546/1-547.
7- بالأصل:«امشني» و المثبت عن تاريخ أبي زرعة.

نا هشام، نا سعيد و هو ابن يحيى سعدان، أنا يونس، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: أ لا أعجبك أن أبا هريرة جاء فجلس إلى جنب حجرتي، فجعل يحدث عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم فيسمعني ذلك، و كنت أسبّح، فقام قبل أن أقضي سبحتي، و قال أبو أحمد: تسبيحي، و لو أدركته لرددت (1) عليه أن - و قال أبو أحمد: لأن - رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لم يكن يسرد (2) الحديث كسردكم (3).

أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو العباس بن قتيبة، نا حرملة، أنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب أن عروة بن الزبير حدّثه أن عائشة قالت: لا يعجبك أبو هريرة جاء فجلس إلى جانب حجرتي يحدّث عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم يسمعني ذلك، و كنت أسبّح (4) فقام قبل أن أقضي سبحتي، و لو أدركته لرددت عليه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لم يكن يسرد الحديث كسردكم[13633].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي الواعظ ، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه ابن أحمد، حدّثني أبي (5)،نا سليمان بن داود، يعني الطيالسي، نا أبو عامر الخزاز، عن سيار، عن الشعبي، عن علقمة قال:

كنا عند عائشة فدخل أبو هريرة فقالت: أنت الذي تحدث أن امرأة عذبت في هرة لها ربطتها فلم تطعمها و لم تسقها؟ فقال: سمعته منه، يعني النبي صلى اللّه عليه و سلّم، قال عبد اللّه كذا قال أبي.

فقالت: هل تدري ما كانت المرأة ؟ إن المرأة مع ذلك (6) كانت كافرة، و إنّ المؤمن أكرم على اللّه منه أن يعذبه في هرة، فإذا حدّثت عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فانظر كيف تحدّث.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا محمّد بن عبد اللّه الأبهري، نا أبو عروبة، نا جدي عمرو بن أبي عمرو، نا أبو يوسف، نا الكلبي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا و دما خير له من أن يمتلئ شعرا».

ص: 351


1- بالأصل:«أ رددت» و المثبت عن صحيح مسلم.
2- بالأصل:«لم يكثر بسرد» و المثبت عن سير الأعلام 607/2.
3- صحيح مسلم(44) كتاب في فضائل الصحابة رقم 2493 و انظر سير أعلام النبلاء 607/2.
4- أي تصلي نافلة.
5- رواه أحمد بن حنبل في المسند 604/3-605 رقم 10732 طبعة دار الفكر.
6- في المسند: مع ما فعلت.

قالت عائشة: لم يحفظ الحديث إنّما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا و دما خير من أن يمتلئ شعرا هجيت به»[13634].

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر الفقيه، أنبأ أبو سعيد محمّد بن علي بن محمّد، أنا أبو طاهر محمّد بن الفضل قال: نا جدي أبو بكر محمّد بن إسحاق بن خزيمة، نا عبد القدوس بن محمّد بن شعيب بن الحبحاب، نا عمرو، يعني ابن عاصم، نا همام، نا قتادة، عن أبي حسان:

أن رجلين من بني عامر أنبآ عائشة فقالا: إن أبا هريرة يحدّث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: قال:

«الشؤم في الدابة، و المرأة و الفرس»، قال: فطارت شقة منها في السماء و شقة في الأرض، فقالت: كذب و الذي أنزل الفرقان على أبي القاسم صلى اللّه عليه و سلّم ما قاله له إنّما كان أهل الجاهلية يتطيرون من ذلك.

قال أبو بكر بن خزيمة: كذا و حدث في الرقعة:«في الدابة» و هذا علمي تصحيف، إنما هو «في الدار» كما قال بندار. كذا وجدته في كتابي. لم أجد فيه قال ما بين قوله ما قاله و بين إنما كان حدثناه أبو موسى حدّثني عبد الصمد، نا همّام، نا قتادة، عن أبي حسان أن رجلين من بني عامر دخلا على عائشة فقالا لها: إن أبا هريرة يقول: إن الطيرة في الدار و المرأة و الفرس، فغضبت من ذلك غضبا شديدا، و طارت شقة منها في السماء و شقة في الأرض، فقالت: كذب و الذي أنزل الفرقان على أبي القاسم صلى اللّه عليه و سلّم ما قاله، إنما قال كان أهل الجاهلية يتطيّرون من ذلك.

قال الإمام أبو بكر: يشبه أن تكون أم المؤمنين إنما أرادت بقولها كذب إن كان قال ما حكيتما عنه و قد قال العامريان على أبي هريرة الباطل، لم يقل أبو هريرة أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال الطيرة فيما ذكرا، بل الأخبار متواترة عن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم لا عدوى و لا طيرة، و العامريان لا يدرى من هما، و من المحال أن يحتج برواية رجلين مجهولين، فيرد أخبار قوم ثقات حفاظ ، مشهورين بالعلم، قد ذكرنا أخبار أبي هريرة فيما قيل عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم لا عدوى و لا طيرة، اللّهمّ إلاّ أن يكون العامريان حكيا عن أبي هريرة فإنه قال: الطيرة في المرأة و الفرس و الدار، على ما تأولت خبر مضارب بن حزن، و أبي عبد اللّه الجسري فيه في إيقاع اسم الطير على الفأل، كخبر سعد بن أبي وقاص فلم يفهم العامريان عنه ما أراد بذكر الطيرة، و لم يعلما أنه أراد بالطيرة الفأل، فحكيا عنه لفظة أوهمت الخطأ على من سمع اللفظة، و لم

ص: 352

يعلما (1) معناها. أنه تكلم بها على سعة لسان العرب على معنى الأضداد، أو يكون حكاية العامريين عن أبي هريرة رويت على ما ذكر في كتاب النكاح إخبارا عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم أن الشؤم في ثلاث، على إضمار شيء و حذف كلمة، لا على إثبات الشؤم في هذه الثلاث. قد أمليت بعض الأسانيد في هذه المسألة في كتاب النكاح.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء القاضي، أنا البابسيري، أنا الأحوص بن المفضل، أنا أبي، نا أبو يحيى محمّد بن كناسة الأسدي (2)،عن إسحاق بن سعيد، عن أبيه، و هو من ولد سعيد بن العاص - قال يحيى بن معين: لا بأس بهذا الشيخ - قال دخل أبو هريرة على عائشة فقالت له: أكثرت الحديث يا أبا هريرة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، قال: إنّي و اللّه يا أمتاه ما كانت تشغلني عنه المكحلة، و لا المرأة، و لا الدهن، فقالت:

لعلّه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور عبد الباقي ابن محمّد بن غالب، قالا: أنا أبو طاهر المخلص.

ح و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا ابن النقور، أنا عيسى بن علي، قالا: أنا أبو القاسم البغوي، نا بشر بن الوليد الكندي (3)،نا إسحاق بن سعيد، عن سعيد أن عائشة قالت لأبي هريرة: أكثرت الحديث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يا أبا هريرة، قال: إنّي و اللّه ما كانت تشغلني عنه المكحلة و الخضاب، و لكني أرى ذلك شغلك عما استكثرت من حديثي - زاد عيسى: قالت:

لعلّه.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر السوسي، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن محمّد، نا ابن سعد (4)،نا الوليد بن عطاء بن الأغرّ، و أحمد بن محمّد بن الوليد الأزرقي المكيّان، قالا: نا عمرو بن يحيى بن سعيد الأموي عن جدّه قال:

قالت عائشة لأبي هريرة: إنّك لتحدث عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم حديثا ما سمعته منه، فقال أبو هريرة: يا أمه طلبتها و شغلك عنها المرأة و المكحلة، و ما كان يشغلني عنها شيء.

ص: 353


1- بالأصل: يعلم.
2- من هذا الطريق رواه الذهبي في سير الأعلام 604/2.
3- من طريقه رواه ابن كثير في البداية و النهاية 116/8 و الذهبي في سير الأعلام 604/2-605.
4- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 364/2.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا إبراهيم بن منصور، أنبأ أبو بكر بن المقرئ (1)،أنا أبو يعلى (2)،نا إبراهيم الشامي، نا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أبي رافع:

أن رجلا من قريش أتى أبا هريرة في حلّة يتبختر فيها فقال: يا أبا هريرة إنك تكثر الحديث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فهل سمعته يقول في حلتي هذه شيئا؟ قال: و اللّه إنكم لتؤذوننا، و لو لا ما أخذ اللّه على أهل الكتاب لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنّٰاسِ وَ لاٰ تَكْتُمُونَهُ (3) ما حدثتكم بشيء، سمعنا أبا القاسم يقول:«إن رجلا ممن كان قبلكم بينما هو يتبختر في حلة إذ خسف به الأرض، فهو يتجلجل فيها حتى تقوم الساعة»، فو اللّه ما أدري لعله كان من قومك أو من رهطك، قال أبو يعلى: أنا أشك[13635].

و أخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا زحمويه، نا صالح هو ابن عمر الطلحي، حدّثنا حاجب، يعني ابن عمر، قال: دخلت مع الحكم بن الأعرج على بكر بن عبد اللّه، فتذاكروا أمر الميت ببكاء الحي، فحدّثنا بكر قال: حدّثنا رجل من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلّم و كان أبو هريرة خالفه في ذلك قال: فقال أبو هريرة: و اللّه لئن انطلق رجل غازيا في سبيل اللّه ثم قتل في قطر من أقطار الأرض شهيدا فعمدت امرأة...... (4) أو جهلا فتلت عليه ليعذبن هذا الشهيد ببكاء هذه السفيهة عليه، فقال رجل: صدق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و كذب أبو هر، صدق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و كذب أبو هر، زاد ابن المقرئ: صدق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و كذب أبو هر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (5)،نا سعيد بن منصور، نا إسماعيل بن إبراهيم، هو ابن عليّة، نا زياد ابن مخراق، عن عقبة بن سيار، عن رجل قال:

كنا قعودا مع أبي هريرة فقام عليه مروان فقال: يا أبا هريرة ما تزال تحدّث بأحاديث لا نعرفها، ثم انطلق، ثم رجع إليه فقال: يا أبا هريرة كيف الصلاة على الميت ؟ قال: مع قولك آنفا؟ قال: نعم، قال: كنا نقول: اللّهمّ أنت ربّها.

ص: 354


1- غير مقروءة بالأصل.
2- من طريقه رواه ابن كثير في البداية و النهاية 116/8.
3- سورة آل عمران، الآية:187.
4- بياض بالأصل بمقدار كلمة.
5- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 125/3.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد (1)،أنا محمّد بن عمر، حدّثني كثير ابن زيد، عن الوليد بن رباح، قال: سمعت أبا هريرة يقول لمروان: و اللّه ما أنت وال، و إن الوالي لغيرك فدعه يعني حين أرادوا أن يدفن الحسن مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و لكنك تدخل فيما لا يعنيك، إنّما تريد بهذا رضا من هو غائب عنك، يعني معاوية، قال: فأقبل عليه مروان مغضبا، فقال له: يا أبا هريرة إنّ الناس قد قالوا: أكثر عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم الحديث، و إنما قدم قبل وفاة النبي صلى اللّه عليه و سلّم بيسير، فقال أبو هريرة: قدمت - و اللّه - و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بخيبر سنة سبع، و أنا يومئذ قد زدت على الثلاثين سنة سنوات، و أقمت معه حتى توفي، أدور معه في بيوت نسائه، و أخدمه، و أنا و اللّه يومئذ مقل، و أصلي خلفه و أغزو و أحج معه، فكتب - و اللّه - أعلم الناس بحديثه، قد و اللّه سبقني قوم بصحبته و الهجرة من قريش و الأنصار، فكانوا يعرفون لزومي له فيسألوني عن حديثه، منهم عمر بن الخطاب، و هدي عمر هدي عمر، و منهم عثمان و علي و الزبير و طلحة، و لا و اللّه ما يخفى عليّ كلّ حدث كان بالمدينة، و كل من أحب اللّه و رسوله، و كلّ من كانت له عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم منزلة، و كل صاحب لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فكان أبو بكر صاحبه في الغار، و غيره قد أخرجه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم من المدينة أن يساكنه (2) فليسألني أبو عبد الملك عن هذا و أشباهه، فإنه يجد عندي منه (3) علما كثيرا جمّا، قال: فو اللّه إن زال (4) مروان يقصر عنه عن هذا الوجه بعد ذلك، و يتّقيه و يخاف جوابه، و يحب على ذلك أن ينال من أبي هريرة، و لا يكون هو منه بسبب، يفرق من أن يبلغ أبا هريرة إن مروان كان من هذا بسبب فيعود له بمثل هذا، فكف عنه.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي الحسن محمّد بن محمّد بن مخلد، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن خزفة (5)،أنا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة (6)،نا هارون بن معروف، نا محمّد بن سلمة، نا محمّد بن إسحاق، عن عمر أو عثمان بن عروة،

ص: 355


1- رواه ابن كثير في البداية و النهاية 116/8-117 عن ابن سعد.
2- زيد في البداية و النهاية: يعرض بأبي مروان الحكم بن العاص؛ و كان النبي صلى اللّه عليه و سلّم قد نفاه إلى الطائف.
3- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن البداية و النهاية.
4- بالأصل: نال، و المثبت عن البداية و النهاية.
5- تحرفت بالأصل و اضطرب إعجامها و رسمها:«خرمه».
6- رواه من طريقه ابن كثير في البداية و النهاية 117/8.

عن أبيه، يعني عروة بن الزبير بن العوام، قال: قال لي أبي الزبير بن العوام:

أدننى من هذا اليماني - يعني أبا هريرة - فإنه يكثر الحديث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فأدنيته منه، فجعل أبو هريرة يحدّث، فجعل الزبير يقول: صدق، كذب، صدق، كذب، قال:

قلت: يا أبه ما قولك صدق كذب ؟ قال: إما أن يكون سمع هذه الأحاديث من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فلا أشك، و لكن منها ما وضعه على مواضعه، و منها ما لم يضعه على مواضعه.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد الرّحمن السلمي، أنا أبو سهل الأسفرايني، نا مسدّد بن قطن، ثنا أبو هشام الرفاعي، نا حفص بن غياث، عن أشعث، عن مولى لطلحة قال: كان أبو هريرة جالسا في مسجد الكوفة، فمرّ رجل بطلحة فقال: لقد أكثر أبو هريرة، فقال طلحة: قد سمعنا كما سمع، و لكنه حفظ و نسينا.

أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو سهل بن سعدويه، نا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا إبراهيم بن محمّد بن عرعرة، نا وهب بن جرير (1)،نا أبي قال: سمعت محمّد بن إسحاق (2)،عن محمّد بن إبراهيم، عن أبي أنس [مالك] (3) بن أبي عامر قال:

كنت عند طلحة بن عبيد اللّه فدخل عليه رجل فقال: يا أبا محمّد - زاد ابن المقرئ:

و اللّه، و قالا:- ما ندري هذا اليماني أعلم برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم منكم أم - و قال ابن المقرئ: أو - هو يقول على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ما لم يقل ؟ فقال: و اللّه ما نشك أنّه - و قال ابن حمدان: في أنه - سمع من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ما لم نسمع، و علم ما لم نعلم، إنّا كنا أقواما أغنياء لنا بيوتات و أهلون، و كنا نأتي نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلّم طرفي النهار ثم نرجع، و كان مسكينا لا مال له و لا أهل، إنّما كانت يده مع يد النبي صلى اللّه عليه و سلّم - و قال ابن حمدان: نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلّم - و كان يدور معه حيث ما دار، فما نشك أنه قد علم ما لم نعلم و سمع ما لم نسمع - و قال ابن المقرئ: ما لم يسمع أحد، و لن - و قال ابن حمدان:

و لم - تجد أحدا فيه خير يقول على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ما لم يقل - يعني أبا هريرة-.

ص: 356


1- رواه ابن كثير في البداية و النهاية 117/8 من طريق علي بن المديني عن وهب بن جرير.
2- من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام 605/2 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 41-60) ص 353.
3- زيادة منا للإيضاح، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 402/17.

رواه علي بن المديني عن وهب بن جرير، و رواه محمّد بن سلمة الحراني، عن ابن إسحاق.

أخبرناه أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب بن البنا، قالا: أنا أبو يعلى بن الفراء، أنا أبو الحسن علي بن معروف بن محمّد البزاز، نا أبو بكر محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، نا أحمد، يعني ابن بكار، نا محمّد هو ابن سلمة، عن ابن إسحاق، عن محمّد بن إبراهيم، عن مالك بن أبي عامر، قال:

جاء رجل إلى طلحة بن عبيد اللّه فقال: يا أبا محمّد أ رأيت هذا اليماني - يعني أبا هريرة - يقول على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ما لم يقل ؟ فقال: أما أن يكون سمع من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ما لم نسمع فلا أشك، سأحدثك عن ذلك، إنّا كنا أهل بيوتات و غنم، و عمل، و كنا نأتي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم طرفي النهار غدوة و عشية، و كان مسكينا لا مال له، كان ضيفا على باب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يده مع يد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، ضيف له، فلا أشك أنه سمع من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ما لم نسمع، و لا تجد أحدا فيه خير يقول على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ما لم يقل.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا علي بن الحسين، أنا محمّد بن عمر بن محمّد، نا محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن إسماعيل قال: قرأت على أبي بكر العسكري قلت له: أخبرك إبراهيم بن الجنيد الختّلي، نا محمّد بن حميد الرازي، نا إبراهيم بن المختار، نا شعبة (1)، عن الأشعث بن سليم، عن أبيه، قال: قدمت المدينة فإذا أبو أيوب يحدث عن أبي هريرة [عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم] (2)،فقلت: تحدث عن أبي هريرة و أنت صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ؟ قال: إنه كان يسمع، و إني إنّ أروي عنه أحبّ إليّ من أروي عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، ثنا عبد العزيز الكتاني (3)،أنا تمام بن محمّد، و عبد الرّحمن بن عثمان، و محمّد بن عبد الرّحمن القطان، و محمّد بن أحمد بن هارون، و عبد الرّحمن بن الحسين.

ح و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبي أبو العباس، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، قالوا: أنا أبو القاسم بن أبي العقب.

ص: 357


1- من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام 606/2 و ابن كثير في البداية و النهاية 117/8.
2- زيادة عن سير الأعلام.
3- تحرفت بالأصل إلى: الكناني.

ح و أخبرنا أبوا (1) الحسن: بن قبيس، و السلمي، الفقيهان، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسن بن محمّد بن أبي الرضا، أنا عبد الرّحمن بن عثمان التميمي، أنا أحمد بن سليمان بن حذلم (2).

ح و أخبرنا أبو محمّد المزكي، نا عبد العزيز الصوفي، أنا عبد الرّحمن بن عثمان، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (3)،نا محمّد بن سعيد، أخبرنا أبو معشر الرواسي، عن شعبة، عن أشعث بن سليم، عن أبيه قال: سمعت أبا أيوب يحدث عن أبي هريرة فقيل له: أنت صاحب منزل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و تحدث عن أبي هريرة ؟ زاد ابن حذلم (4):و أن أحدّث عن أبي هريرة أحبّ إليّ من أن أحدّث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم. و في حديث الرقاشي: و هو إن أبا هريرة قد سمع. و قال ابن أبي العقب: يقال أبو معشر اسمه عمارة بن صدقة، كوفي.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنبأ أبو منصور بن شكرويه، و أبو بكر محمّد بن أحمد ابن علي السمسار، قالا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد، نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا محمّد بن حسان، نا يحيى بن السكن، أنا شعبة، أنا أشعث بن أبي الشعثاء، عن أبيه قال:

قدمت المدينة فإذا أبو أيوب يحدّث عن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال: فقلت له: تحدث عن أبي هريرة و قد سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ؟ قال: إنه قد سمع، و أحدّث عن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم أحبّ إليّ .

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو طاهر الفقيه، أنبأ أبو بكر محمّد بن الحسين القطان، نا علي بن الحسن الدروردي، نا أبو جابر محمّد بن عبد الملك، نا شعبة، عن أشعث بن سليم، عن أبيه قال: أتيت المدينة فإذا أبو أيوب يحدّث عن أبي هريرة، فقلت: تحدث عن رجل و قد كنت مع النبي صلى اللّه عليه و سلّم ؟ فقال: إنه قد سمع، و أحدّث عنه أحب إليّ من أن أحدث عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو الحسن بن أيوب، أنا أبو الفرج الخصاص، نا

ص: 358


1- بالأصل:«أبو».
2- غير مقروءة بالأصل. و هو أحمد بن سليمان بن أيوب، أبو أيوب الأوزاعي الدمشقي، ترجمته في سير الأعلام 514/15.
3- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 545/1.
4- تحرفت بالأصل إلى: دلم.

محمّد بن عبد اللّه بن محمّد قال: قرأت على محمّد بن أحمد بن هارون قلت له: أخبرك إبراهيم بن الجنيد، نا محمّد بن يزيد بن أبي الخصيب الأنطاكي، أنا ابن لهيعة، عن بكير بن الأشج، عن بسر (1) بن سعيد، قال: كان يقوم فينا أبو هريرة فيقول: سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلّم يقول كذا و كذا، سمعت كعبا يقول كذا و كذا، فعمد الناس إلى بعض ما روي عن كعب فجعلوه عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم، و بعض ما روي عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم فجعلوه عن كعب، فمن ثم أنفي حديث أبي هريرة.

قال ابن لهيعة: هو من الناس ليس من أبي هريرة.

حدّثنا أبو القاسم محمود بن عبد اللّه البستي، أنا أبو عبد اللّه إسماعيل بن عبد الغافر ابن محمّد بن أحمد الفارسي، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن مسرور.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو حفص بن مسرور، إجازة، أنبأ أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الجوزقي، أنا أبو حاتم مكي بن عبدان النيسابوري، نا مسلم بن الحجاج (2)،نا عبد اللّه بن عبد الرّحمن الدارمي، نا مروان الدمشقي، عن الليث بن سعد، حدّثني بكير بن الأشج قال: قال أنا بسر (3) بن سعيد: اتقوا اللّه و تحفظوا من الحديث، فو اللّه لقد رأيتنا نجالس أبا هريرة فيتحدث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و يحدثنا عن كعب، ثم يقوم، فأسمع بعض من كان معنا يجعل حديث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عن كعب، و حديث كعب عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد، أنا الحسن بن عثمان التّستري، نا سلمة بن حبيب قال: سمعت يزيد بن هارون قال: سمعت شعبة يقول: أبو هريرة كان يدلس (4).

قرأت على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، أنا أحمد بن عبيد، نا محمّد بن الحسين، نا أحمد بن أبي خيثمة، نا يحيى بن معين، نا يحيى بن آدم، نا حسين (5) بن عياش، عن الأعمش قال: كان إبراهيم صيرفيا فقل ما أتيته حدّثت إلاّ انتبه لي،

ص: 359


1- تحرفت بالأصل و البداية و النهاية إلى: بشر، و المثبت عن سير الأعلام، ترجمته في تهذيب الكمال 44/3.
2- رواه من طريقه الذهبي في سير الأعلام 606/2 و ابن كثير في البداية و النهاية 117/8.
3- بالأصل: بشر.
4- البداية و النهاية 117/8 و سير الأعلام 608/2.
5- بالأصل: حسن، و المثبت عن سير الأعلام.

و زاد فيه: و كان أبو صالح يحدّثنا عن أبي هريرة قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فكنت آتي إبراهيم فأحدّثه بها، فلمّا أكثرت عليه قال لي: ما كانوا يأخذون بكلّ حديث أبي هريرة (1).

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا علي بن الحسين بن علي، أنا محمّد بن عمر بن محمّد، نا محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن إسماعيل قال: قرأت على محمّد بن أحمد بن هارون، قلت له: أخبرك إبراهيم بن الجنيد، نا الفضل بن دكين، عن شريك، عن مغيرة، عن إبراهيم قال: كان أصحابنا يدعون من حديث أبي هريرة (2).

قال: و حدّثني سلمة بن الفضل السعدي، نا الأشجعي، نا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم قال: كانوا يرون في أحاديث أبي هريرة شيئا.

و حدّثني أيضا سلمة بن حفص، نا محمّد بن عبيد، نا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم قال: ما كانوا يأخذون من حديث أبي هريرة إلاّ ما كان من حديث جنة أو نار (3).

قال: و حدّثني سلمة، نا أبو أسامة، عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم قال: كانوا يدعون من قول أبي هريرة.

أخبرنا أبو العز بن كادش، أنا القاضي أبو الطيب الطبري، أنا أبو الحسن الحربي، نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار، نا داود بن عبيد اللّه الصفدي، نا أبو أسامة، عن الأعمش قال: كان إبراهيم صيرفيا في الحديث، فكنت إذا سمعت الحديث من أحد من أصحابه، أتيته به فأعرضه عليه، فحدثته ذات يوم بحديث من حديث أبي صالح عن أبي هريرة فقال إبراهيم:

كانوا يتركون شيئا من قوله.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، و أبو الفتح محمّد بن علي بن عبد اللّه المقرئ، و أبو القاسم منصور بن أبي أحمد بن حبيب الحبيبي، و أبو عدنان عبيد اللّه بن محمّد بن الحارث الحنفي، قالوا: أنا أبو عطاء عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الرّحمن الأزدي، أنا محمّد بن محمّد بن جعفر بن محمود الماليني، أنا أبو علي أحمد بن محمّد بن علي بن رزين

ص: 360


1- سير الأعلام 608/2 و البداية و النهاية 118/8.
2- سير الأعلام 608/2 و البداية و النهاية 118/8.
3- سير الأعلام 609/2 و البداية و النهاية 118/8.

الباشاني (1)،نا أبو يحيى العسقلاني (2) عيسى بن أحمد - ببلخ - نا محمّد بن عبيد، عن سفيان عن منصور، عن إبراهيم قال: لم يكونوا يأخذون من حديث أبي هريرة إلاّ ما كان في صفة جنة أو نار.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الحسن العتيقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالا: أنا الوليد، نا علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي (3)،نا محمّد بن عبيد، نا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم قال: كانوا لا يأخذون من حديث أبي هريرة إلاّ ما كان في ذكر جنّة أو نار.

قال العجلي: لم يرو هذا الحديث عن سفيان إلاّ محمد بن عبيد وحده.

قال أبي: ليس من انفرد بشيء رجع إليه، قد روى سعيد بن المسيب عنه، و قيل و روى أبو سلمة بن عبد الرّحمن عنه قيل و غيرهما و قبلوا.

قول إبراهيم النخعي هذا غير مقبول منه، و لا مرضي عند من حكى له عنه، فقد قدمنا ذكر من أثنى عليه و وثقه، و ذكرنا من روى عنه و صدقه.

و قد أخبرنا أبو العزّ بن كادش فيما قرأ علي إسناده، و ناولني إياه و قال اروه عني، أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا (4)،نا محمّد بن القاسم الأنباري، نا محمّد بن يونس الكديمي، ثنا يزيد بن مرة الدباغ، نا عمر بن حبيب (5) قال: كنا عند هارون أمير المؤمنين و بين يديه قوم يتناظرون، فذكروا حديثا فقالوا: رواه أبو هريرة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و كذب فيه أبو هريرة، و ارتفعت أصواتهم بتكذيب أبي هريرة، فرأيت هارون قد نحا نحوهم و مال إلى قولهم، فقلت أنا: صدق أبو هريرة، و أبو هريرة الصادق في روايته عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و قمت فانصرفت، فلمّا دخلت منزلي وافى بريد فأدخلته، فقال: أجب أمير المؤمنين إجابة مقتول لأنك لا ترجع فقلت في نفسي: اللّه يعلم أنّي قمت بحق، و نصرت صاحب

ص: 361


1- بدون إعجام بالأصل. راجع ترجمته في سير الأعلام 523/14 و الباشاني نسبة إلى باشان.
2- هو عيسى بن أحمد بن عيسى بن وردان العسقلاني أبو يحيى البلخي، ترجمته في تهذيب الكمال 531/14.
3- تاريخ الثقات للعجلي ص 514 رقم 2061.
4- رواه المعافى بن زكريا في الجليس الصالح الكافي 105/3-106.
5- هو عمر بن حبيب العدوي القاضي، تولى قضاء البصرة أيام الرشيد ترجمته في تاريخ بغداد 197/11.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و مضيت إلى هارون فدخلت عليه و هو جالس على كرسي من ذهب حاسرا عن ذراعيه، بيده سيف، فقال: يا عمر بن حبيب تقبل عليّ بالرد بما أقبلت به، فقلت: يا أمير المؤمنين الذي قلته إزراء على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إذا كان أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم كذابين فأمر الإسلام كله باطل، و الصلاة و الصوم و الطلاق و الحدود. قال: صدقت يا عمر بن حبيب، أحييتني أحياك اللّه، أحييتني أحياك اللّه.

قال القاضي (1):الفصيح زريت على الرجل زراية، و أزريت به إزراء و قد كان أبو هريرة ذا دين متين و فضل واضح مبين.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن أبي، عن أبي تمام علي بن محمّد، أنا أبو بكر بن بيري، أنا أبو عبد اللّه الزعفراني، نا ابن أبي خيثمة، نا الوليد بن شجاع، نا حفص بن غياث، عن ابن جريج (2)،عن من حدّثه قال: قال أبو هريرة: إنّي لأجزئ الليل ثلاثة أجزاء، جزءا للقرآن، و جزءا أنام، و جزءا أتذكر فيه حديث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

قال: و نا موسى بن إسماعيل، نا حماد (3)،أنا العباس الجريري، عن أبي عثمان النهدي، قال: كان أبو هريرة يصلي ثلث الليل، و امرأته ثلثا (4) و ابنته ثلثا (5).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه، حدّثني أبي، نا يونس، نا حماد، يعني ابن زيد (6)،عن العباس بن فروح الجريري، قال: سمعت أبا عثمان النهدي يقول: تضيفت أبا هريرة سبعا، فكان هو و امرأته و خادمه يعتقبون الليل أثلاثا يصلي هذا ثم يوقظ هذا و يصلي هذا ثم يوقظ هذا، قال: قلت: يا أبا هريرة كيف تصوم قال: أما أنا فأصوم من أول الشهر ثلاثا (7)،فإن حدث بي حدث كان آخر شهري.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا

ص: 362


1- يعني المعافى بن زكريا الجريري القاضي.
2- من طريقه رواه ابن كثير في البداية و النهاية 118/8.
3- من طريق حماد بن زيد في البداية و النهاية 118/8.
4- بالأصل:«ثلث» و في البداية و النهاية: ثلثه.
5- بالأصل:«ثلث» و في البداية و النهاية: ثلثه.
6- تحرفت بالأصل إلى: يزيد.
7- إلى هنا في سير الأعلام 609/2 و انظر البداية و النهاية 118/8.

أحمد بن معروف، أنا الحسين، نا ابن سعد (1)،أنا مسلم بن إبراهيم، نا إسحاق بن عثمان القرشي، نا أبو أيوب قال: كان لأبي هريرة مسجد في مخدعه، و مسجد في بيته، و مسجد في حجرته، و مسجد على باب داره إذا خرج صلّى فيها جميعا، و إذا دخل صلّى فيها جميعا.

قال: و نا ابن سعد، أنا يحيى بن عباد، نا حماد بن سلمة، عن هشام بن سعيد بن زيد ابن أبي زيد الأنصاري، عن شراحيل أن أبا هريرة كان يصوم الاثنين و الخميس (2)،و قال إنّهما يومان ترفع فيهما الأعمال.

قال: و نا ابن سعد، أنا المعلى بن أسد، نا عبد العزيز بن المختار، عن خالد، عن عكرمة أن أبا هريرة كان يسبّح كل يوم باثنتي عشرة ألف تسبيحة يقول: أسبح بقدر ديتي (3).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا أبو الحسين بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن أحمد، أنا أحمد بن النقور.

قالا: أنا عيسى، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا داود، نا هشيم (4)،عن يعلى بن عطاء، عن ميمون بن أبي مسرة قال: كانت لأبي هريرة صيحتان في كل يوم، أول النهار فيقول: ذهب الليل و جاء النهار و عرض آل فرعون على النار، فإذا كان العشي قال: ذهب النهار و جاء الليل و عرض آل فرعون على النار، فلا يسمع أحد (5) صوته إلاّ استعاذ باللّه من النار.

كذا قال و الصواب: ابن ميسرة (6).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد التيمي، أنا أبو منصور بن شكرويه، أنا أبو بكر ابن مردويه، أنا أبو بكر الشافعي، نا معاذ بن المثنى، نا مسدد، نا يحيى، عن شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن ميمون بن [أبي] ميسرة قال: كان أبو هريرة إذا أصبح قال: ذهب الليل و جاء النهار (7) و عرض آل فرعون على النار، و إذا أمسى قال: ذهب النهار و جاء الليل و عرض آل فرعون على النار.

ص: 363


1- البداية و النهاية 118/8 عن ابن سعد.
2- سير الأعلام 609/2-610 عن ابن سعد.
3- سير الأعلام 610/2 و البداية و النهاية 118/8.
4- من طريقه رواه ابن كثير في البداية و النهاية 118/8.
5- بالأصل:«أحدا» خطأ.
6- و هو ما جاء في البداية و النهاية صوابا.
7- بالأصل: ذهب النهار و جاء الليل و فوق الكلام إشارة إلى الهامش، و كتب عليه:«ذهب الليل و جاء النهار» و هو ما أثبتناه.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية و أبو بكر محمّد بن إسماعيل، قالا: نا يحيى بن محمّد بن صاعد، أنا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه ابن المبارك (1)،أنا موسى بن عبيدة، عن زياد بن ثوبان، عن أبي هريرة قال: لا تغبطن فاجرا بنعمته، فإنّ من ورائه طالبا حثيثا (2) طلبه جهنم كُلَّمٰا خَبَتْ زِدْنٰاهُمْ سَعِيراً (3).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا أبو علي بن فهم، نا أبو سعد، أنا كثير بن هشام، نا جعفر بن برقان، نا الوليد بن زروان، حدّثني عبد الوهاب المدني قال: بلغني أن رجلا دخل على معاوية بن أبي سفيان فقال: مررت بالمدينة، فإذا أبو هريرة جالس في المسجد حوله حلقة يحدثهم فقال: حدثني خليلي أبو القاسم نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ثم استعبر فبكى، ثم عاد فقال: حدّثني خليلي أبو القاسم نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ثم استعبر فبكى، ثم قام (4).

أخبرنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن، أنا أبو تمام الواسطي، إجازة، أنا أبو بكر بن بيري، قراءة، أنبأ أبو بكر محمّد بن الحسين (5) الزعفراني (6)،نا ابن أبي خيثمة، نا موسى بن إسماعيل، نا عبد المؤمن بن عبيد اللّه الدوسي قال: سمعت أبا يزيد المدني يقول: قام أبو هريرة على منبر النبي صلى اللّه عليه و سلّم فقام دون مقام النبي صلى اللّه عليه و سلّم بعتبة فقال: الحمد للّه الذي هدى أبا هريرة للإسلام، الحمد للّه الذي علّم أبا هريرة القرآن، الحمد للّه الذي منّ على أبي هريرة بمحمّد صلى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر السوسي، أنا أبو الحسن الساجي، أنا أبو علي الفقيه، نا أبو عبد اللّه الكاتب، أنا موسى بن إسماعيل، نا عبد المؤمن السدوسي قال: سمعت أبا يزيد المديني قال: قام أبو هريرة على منبر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم مقاما دون مقام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بعتبة ثم قال: الحمد للّه الذي هدى أبا (7) هريرة للإسلام، الحمد للّه

ص: 364


1- رواه عبد اللّه بن المبارك في الزهد و الرقائق ص 220-221 رقم 623 و عن ابن المبارك في البداية و النهاية 8/ 118.
2- في الزهد: طالب حثيث.
3- سورة الإسراء، الآية:97.
4- سير أعلام النبلاء 611/2 من طريق جعفر بن برقان.
5- بالأصل: الحسن.
6- بالأصل: الرعداني.
7- بالأصل: أبو.

الذي علّم أبا هريرة القرآن، الحمد للّه الذي منّ على أبي هريرة بمحمّد صلى اللّه عليه و سلّم، الحمد للّه الذي أطعمني الخمير و ألبسني الحبير، الحمد للّه الذي زوّجني ابنة غزوان بعد ما كنت أجيرا لها بطعام بطني و عقبة رجلي، أرحلتني فأرحلتها كما أرحلتني.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: نا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمّد بن نعيم، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد الصيرفي المعروف بابن الرومي، نا أبو العباس السراج، نا قتيبة، نا ابن لهيعة (1)،عن أبي يونس، عن أبي هريرة أنه صلّى بالناس يوما، فلما سلّم رفع صوته فقال: الحمد للّه الذي جعل الدين قواما، و جعل أبا هريرة إماما، بعد أن كان أجيرا لابنة غزوان على شبع بطنه، و حمولة رجله.

قال: و نا ابن لهيعة، عن أبي يونس أن أبا هريرة كان يقول: و اللّه يا أهل الإسلام إن كانت إجارتي إلاّ على كسرة يابسة و عقبة في ليلة غبراء مظلمة (2).

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ (3)،أنا أبو حامد بن جبلة، نا محمّد بن إسحاق، نا يعقوب الدورقي، نا إسماعيل بن عليّة، عن الجريري، عن مضارب بن حزن قال:

بينا أنا أسير من الليل إذا رجل يكبّر، فألحقه بعيري، فقلت: من هذا المكبّر؟ فقال:

أبو هر، قلت: ما هذا التكبير؟ قال: شكر، قلت: على مه ؟ قال: على أن كنت أجيرا لبسرة (4) بنت غزوان بعتبة رجلي و طعام بطني، و كان القوم إذا ركبوا سقت بهم، و إذا نزلوا خدمتهم فزوجنيها اللّه، فهي امرأتي، فأنا إذا ركب القوم ركبت، و إذا نزلوا خدمت.

أخبرنا أبو سعد ناصر بن سهل بن أحمد البغدادي (5)،أنا أبو عبد اللّه عبد الرّحمن بن محمّد بن يوسف..... (6)،أنبأ أبو إبراهيم إسماعيل بن ينال (7) المحبوبي، نا أبو العباس

ص: 365


1- من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام 611/2 و ابن كثير في البداية و النهاية 118/8 و أبو نعيم في حلية الأولياء 379/1.
2- البداية و النهاية 119/8.
3- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 380/1 و من طريق ابن علية في سير الأعلام 612/2.
4- في الحلية: لبرة.
5- قارن مع مشيخة ابن عساكر 229/ب.
6- غير مقروءة بالأصل.
7- رسمها بالأصل:«؟؟؟» بدون إعجام، راجع ترجمته في سير الأعلام 376/17.

محمّد بن أحمد بن محبوب التاجر، نا أبو عثمان سعيد بن مسعود، نا يزيد بن هارون، نا الجريري، عن مضارب بن حزن قال:

بينا أنا أسير تحت الليل إذا رجل يكبّر، فألحقته بعيرا فقلت: من هذا؟ قال: أبو هريرة، قلت: فما هذا التكبير؟ قال: شكر، قلت: على ما ذا؟ قال: إنّي كنت أجيرا لبسرة بنت غزوان، فكنت إذا ركب القوم سقت بهم و إذا نزلوا خدمتهم، و إذا أتيت على مكان سهل نزلت، ثم قلت: و اللّه لا أبرح هذا المكان حتى تجعل عصيدة. قال: فزوجنيها اللّه بعد، فأنا أركب إذا ركب القوم، و أخدم إذا نزلوا، و إذا أتيت على نحو من مكانها نزلت، فقلت: و اللّه لا أبرح هذا المكان حتى يعصد لي عصيدة.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل، أنا محمّد بن علي بن محمّد، أنا محمّد بن الفضل ابن محمّد بن إسحاق، نا جدي أبو بكر، نا محمّد بن بشار، حدّثني إسحاق بن يوسف، نا الجريري، عن أبي مصعب الجهني قال:

كنت أسير على ناقة فإذا أنا برجل يكبّر فألحقته ناقتي، قلت: من هذا المكبّر؟ قال: أبو هريرة، قال: قلت: فما هذا التكبير؟ قال: شكرا لربي، كنت أجيرا لبسرة بنت غزوان فكنت إذا ركب القوم سقت بهم، و إذا نزلوا خدمتهم، و إذا أتيت على مكان سهل نزلت فقالت: و اللّه لا أريد هذا المكان حتى تجعل في فيّ العصيدة، قال: فزوجنيها اللّه، فأنا أركب إذا ركب القوم، و أخدم إذا نزلوا، فإذا أتيت على نحو من مكانها فقلت: و اللّه لا أريد هذا المكان حتى تجعل لي عصيدة، قلت: يا أبا هريرة هل سمعت من خليلك أبي القاسم شيئا؟ قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«لا عدوى و لا هامة و خير الطير الفأل و العين حق»[13636].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو عبد اللّه محمّد بن طلحة بن علي الرازي، قالا: أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن إمام مسجد سعد قال: قدم أبو هريرة الكوفة فصلى الظهر و العصر و اجتمع عليه الناس قال، فذكر قوما منه يعني أنه كان قريبا منه قال: فسكت فلم يتكلم، ثم قال: إنّ اللّه و ملائكته يصلون على أبي هريرة الدّوسي، فتغاير القوم فقالوا: إن هذا ليزكي نفسه، قال: ثم قال، و على كلّ مسلم ما دام في مصلاه ما لم يحدث حدثا بلسانه أو بطنه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو الحسين

ص: 366

عبد الرّحمن بن إسحاق بن عبد العزيز اللهبي، أنا أحمد بن عبد الوهاب بن محمّد بن الحسين اللهبي، نا أبو العباس محمّد بن جعفر بن محمّد بن هشام بن ملاس، نا إبراهيم بن يعقوب (1)،نا الحجاج بن نصير، نا هلال بن عبد الرّحمن الحنفي، عن عطاء بن أبي ميمونة، عن أبي سلمة قال: قال أبو هريرة و أبو ذر:

باب من العلم نتعلمه أحب إلينا من ألف ركعة تطوعا (2)،و باب نعلمه عملنا به أو لم نعمل به أحب إلينا من مائة ركعة تطوعا، و قالا: سمعنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«إذا جاء طالب العلم الموت و هو على هذه الحال مات و هو شهيد»[13637].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن علي، أنا محمّد بن علي بن محمّد المقرئ، نا الحسن بن الحسين بن حمكان الفقيه، نا أبو بكر محمّد بن إسحاق بن إبراهيم القاضي بالأهواز، نا موسى بن إسحاق بن إبراهيم القاضي الأنصاري، نا أبو إبراهيم الترجماني، نا إسماعيل بن عياش، عن أبي بكر الهذلي، عن عون بن عبد اللّه:

أن رجلا جاء إلى أبي ذر فقال له: يا أبا ذر إنّي أريد أن أعلم العلم، و أخاف أن أضيعه، فقال له: تعلم العلم فإنك إن مت عالما خير لك من أن تموت جاهلا، ثم جاء إلى أبي الدرداء، فقال له: يا أبا الدرداء إنّي أريد أن أتعلم العلم و أخاف أن أضيعه، فقال له: تعلم العلم فإنك إن تتوسد العلم خير من أن تتوسد الجهل، ثم جاء إلى أبي هريرة فقال: يا أبا هريرة إنّي أريد أن أتعلم العلم، و أخاف أن أضيعه، فقال أبو هريرة: تعلم العلم فإنك لن تجد له إضاعة أشد من تركه.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا أبو الحسن الربعي، حدّثني أبي قال: قال ابن حباب:

جاء رجل إلى أبي ذر فقال: إنّي أريد أن أتعلم العلم، و أنا أخاف أن أضيعه، و لا أعمل به، قال: إنك إن توسد العلم خير من أن توسد الجهل، ثم ذهب إلى أبي الدرداء، فقال له مثل ذلك، فقال له أبو الدرداء: إنّ الناس يبعثون من قبورهم على ما ماتوا عليه، فيبعث العالم عالما و الجاهل جاهلا، ثم جاء إلى أبي هريرة فقال له مثل ذلك، فقال له أبو هريرة: ما أنت بواجد شيئا أضيع له من تركه.

ص: 367


1- من طريق إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، رواه ابن كثير في البداية و النهاية 119/8.
2- بالأصل: تطوع، خطأ، و المثبت عن البداية و النهاية.

أخبرني أبو القاسم إسماعيل بن محمّد التيمي، أنا محمّد بن أحمد بن هارون.

ح و أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن ررا، و أبو مسعود سليمان بن إبراهيم، قالا: أنا أبو الفرج عثمان بن أحمد بن إسحاق البرجي، أنا أبو جعفر محمّد بن عمر بن حفص الجورجيري، أنا أبو يعقوب إسحاق بن الفيض، نا القاسم بن الحكم العربي، نا عبد اللّه بن الوليد الوصافي (1)،عن العوام بن جويرية البصري، عن الحسن قال:

جاء رجل إلى أبي الدرداء فقال: إنّي أريد أن أطلب العلم و أخاف إذا علمت أن أضيعه، فما ترى ؟ فقال: إنّ اللّه يبعث الناس على علمهم، فإن تبعث عالما خير لك من أن تبعث جاهلا، ثم أتى أبا ذر فقال: إنّي أريد أن أطلب - و قال التيمي: أريد أطلب - العلم، و أخاف إذا علمت أن أضيعه، فما ترى ؟ قال: أن تفترش العلم خير لك من أن تفترش الجهل، ثم أتى أبا هريرة فقال: إنّي أريد أن أطلب العلم و أخاف إذا علمت أن أضيعه فما ترى لي ؟ قال: كفى بترك العلم إضاعة. قال: فقال الحسن: و كان أبو هريرة من أحسن القوم كلاما.

أخبرنا أبو سعد ناصر بن سهل بن أحمد البغدادي، أنا أبو عبد اللّه عبد الرّحمن بن محمّد بن يوسف، أنا إسماعيل بن ينال المحبوبي، ثنا محمّد بن أحمد بن محبوب التاجر، نا أبو عثمان سعيد بن مسعود، نا يزيد بن هارون، نا الجريري، عن رجل قال:

أتيت على (2) أبي هريرة و هو ساجد يقول: اللّهمّ لا أزنين، اللهم لا أسرقن، اللّهمّ لا أنافقن، اللّهمّ لا أرتدنّ ، فسكتّ عنه حتى فرغ و قلت: يا أبا هريرة أو تخاف هذا و أنت رجل من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلّم ؟ ثم قال: أمنت محرّف القلوب ؟ و ما أدرى الرجل إذا أصبح على ما يمسي عليه، و إن أمسى على ما يصبح عليه ؟! ثم قال: أمنت محرّف القلوب.

هذا الرجل هو أبو العطّاف.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر، أنا أحمد، نا الحسين، نا ابن سعد، أنا عفان بن مسلم، نا حمّاد بن سلمة، أنا سعيد الجريري عن أبي

ص: 368


1- هذه النسبة إلى وصاف بن عامر العجلي و اسمه مالك، و من ولده عبد اللّه بن الوليد (الأنساب: الوصافي 5/ 606).
2- كذا بالأصل.

عطاف أنّ أبا هريرة كان يقول: أي رب لا أزنين، أي رب لا أسرقن، أي رب لا أكفرن، فقيل له: أو تخاف قال: أمنت بمحرّف القلوب ثلاثا.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و محمّد ابن موسى، قالا: نا أبو العباس الأصم، نا العباس الدوري، نا عبد اللّه بن البسري، عن صالح المري، عن هشام بن حسان، عن محمّد بن سيرين، عن أبي هريرة أنه كان يقول في آخر عمره: اللّهمّ إنّي أعوذ بك أن أزني، أو أعمل بكبيرة في الإسلام، يقول بعض أصحابه: يا أبا هريرة و مثلك يقول هذا، و يخافه، و قد بلغت من السن ما بلغت و انقطعت عنك الشهوات و قد شافهت النبي صلى اللّه عليه و سلّم و بايعته و أخذت عنه قال: ويحكم و ما يؤمنني و إبليس حي (1)؟! أخبرنا أبو القاسم بن أبي الحسن، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا إبراهيم بن نصر، نا علي بن الجعد، نا حماد بن سلمة، نا أبو حازم، عن أبي هريرة أنّه أقام على أمه و لم يحج حتى ماتت.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الطيب عثمان بن عمرو بن محمّد بن المنتاب، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا ابن المبارك، أنا داود بن قيس، أخبرني رجل أن أبا هريرة كان إذا غدا من منزله لبس ثيابه ثم وقف على أمه فقال: السّلام عليك يا أمتاه و رحمة اللّه و بركاته، جزاك اللّه عني خيرا كما ربيتني صغيرا، فتردّ عليه، و أنت فجزاك اللّه عني خيرا يا بنيّ كما بررتني كبيرة، ثم يرجع فإذا رجع قال مثل ذلك.

قال: و أنا ابن المبارك، أنا يونس، عن الزهري، قال: بلغنا أن أبا هريرة لم يكن يحج حتى ماتت أمه لصحبتها.

أخبرنا أبو بكر الحاسب، أنا أبو محمّد، أنا أبو عمر، أنا أبو الحسن، أنا أبو علي، نا ابن سعد، أنا محمّد بن عبد اللّه الأسدي، نا عمر بن سعيد قال: سمعت عبد الرّحمن بن سابط و أبا الزبير يقولان: لقيت أبا هريرة ابنة له فقالت له: إنّ الجواري يعيرنني، يقلن: إن أباك لا يحلّيك الذهب فقال: قولي لهن: إنّ أبي لا يحليني الذهب يخشى عليّ حرّ اللهب (2).

ص: 369


1- رواه ابن كثير في البداية و النهاية 119/8 عن غير واحد عن أبي هريرة.
2- البداية و النهاية 119/8.

قال: و نا ابن سعد، أنا هاشم بن القاسم الكتاني، نا سليمان بن المغيرة، عن يونس بن عبيد، ثنا سليمان بن أبي سليمان، عن أبيه، قال: رأى أبو هريرة زنجية كأنّها شيطان، فقال:

يا أبا سليمان اشتر لي هذه الزنجية، فاشتريتها و هو على حمار معه ابن له، فقال أبو هريرة لابنه: اردفها خلفي، قال: فكره ابنه ذاك، فجعل ابنه يرجيه ليخرجه من السوق فقال: اردفها خلفي ويحك، و اللّه لشعلة من نار أجد مسّها خلفي أحبّ إليّ من أن أرغب عن هذه إلاّ أحملها أني لو انتسبت و انتسبت لم يجاوز إلاّ قليلا حتى نجتمع، أردفها قال: فأردفها خلفه.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا ثابت بن بندار، ثنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضل، نا أبي، نا عبد اللّه بن بكر، عن هشام، عن محمّد، عن أبي هريرة قال: قال عمر و أرادني على العمل فأبيت عليه، فقال: قد سأل يوسف العمل و كان خيرا منك، قال: قلت: إنّي أخاف أن أعمل بغير علم، و أن أقضي بغير حكم، هذه مختصرة.

أخبرنا بها بتمامها أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو يعلى إسحاق بن عبد الرّحمن الصابوني، أنبأ أبو سعيد محمّد بن أحمد الأسفرايني، أنبأ أبو يزيد حاتم بن محبوب الشامي، حدّثنا سلمة بن شبيب، نا عبد الرزّاق، أنا معمر (1)،عن أيوب، عن ابن سيرين:

أن عمر بن الخطاب استعمل أبا هريرة على البحرين فقدم بعشرة آلاف، فقال له عمر:

استأثرت بهذه الأموال يا عدو اللّه، و عدو كتابه ؟ فقال أبو هريرة: لست بعدوّ اللّه و عدو كتابه، و لكني عدو (2) من عاداهما، قال: فمن أين هي لك ؟ قال: خيل نتجت، و غلة رقيق لي، و أعطية تتابعت عليّ ، فنظروا فوجدوه كما قال، فلمّا كان بعد ذلك دعاه عمر ليستعمله فأبى أن يعمل له، فقال له: تكره العمل و قد طلب العمل من كان خيرا منك، طلبه يوسف، فقال:

إن يوسف نبي ابن نبي ابن نبي ابن نبي، و أنا أبو هريرة ابن أميمة و أخشى ثلاثا و اثنتين، قال عمر: فهلاّ قلت خمسا؟ قال: أخشى أن أقول بغير علم، و أقضي بغير حكم، أو يضرب ظهري و ينتزع مالي، و يشتم عرضي.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الحسين أحمد بن عبد الرّحمن بن محمّد.

ص: 370


1- من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام 612/2 و ابن كثير في البداية و النهاية 119/8 و حلية الأولياء 380/1 - 381.
2- بالأصل: أعدو.

ح و أخبرنا أبو علي أحمد بن سعيد بن علي العجلي، أنا الرئيس أبو عبد اللّه القاسم ابن الفضل الثقفي، قالا: أنا أبو الفرج عثمان بن أحمد بن إسحاق البرجي، نا أبو جعفر محمّد بن عمر بن حفص، نا أبو بكر إسحاق بن إبراهيم النهشلي شاذان، نا سعد هو ابن الصلت، عن يحيى بن العلاء، عن أيوب السختياني، عن محمّد بن سيرين، عن أبي هريرة:

أن عمر بن الخطاب دعاه ليستعمله فأبى أن يعمل له، فقال عمر: أ تكره العمل و قد طلبه من كان خيرا منك، طلبه يوسف بن يعقوب النبي صلى اللّه عليه و سلّم، فقال أبو هريرة: إنّ يوسف نبي ابن نبي ابن نبي ابن نبي، و أنا أبو هريرة ابن أميمة، فأخشى ثلاثا و اثنين، فقال عمر: أ فلا قلت خمسا؟ قال: أخشى أن أقول بغير علم، و أقضي بغير حكم، و أن يضرب ظهري و يدرع (1)مالي، و يشتم عرضي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا أبو علي بن الصّوّاف، أنا الحسن بن (2) علي القطان، نا إسماعيل بن عيسى، أنا أبو حذيفة إسحاق بن بشر، أنا حفص بن غياث، عن هشام بن حسان، عن محمّد بن سيرين، عن أبي هريرة قال:

لما قدمت من البحرين قال عمر: يا عدوّ اللّه، و عدوّ الإسلام، خنت مال اللّه، قال:

لست بعدوّ اللّه، و لا عدوّ الإسلام، و لكني عدوّ من عاداهما، و لم أخن مال اللّه، و لكنها أثمان خيل لي تناتجت عندي، و سهام لي اجتمعت، قال: فكرّر ذلك عليّ ثلاث مرات فكلّ ذلك أردّ عليه، فأغرمني اثني عشر ألف درهما، قال: فقمت في صلاة الغداة فقلت: اللّهمّ اغفر لأمير المؤمنين؛ فأرادني بعد ذلك على العمل، فقلت: لا أعمل لك، قال: أ و ليس يوسف كان خيرا منك ؟ و قد سأل العمل، قلت: إنّ يوسف نبي و ابن نبي، و أنا ابن أميمة، و إنّي أخاف ثلاثا و اثنتين، قال: لا تقول خمسا؟ قلت: لا أخاف أن أقول بغير حكم، و أقضي بغير علم، و أن يضرب ظهري، و يشتم عرضي، و يؤخذ مالي.

أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمّد الأصبهاني، و أبو المعمر المبارك بن أحمد، و أبو حفص عمر بن ظفر (3)،و غيرهم، قالوا: أنا الحسين بن علي بن البسري، (4) أنا عبد اللّه بن

ص: 371


1- كذا بالأصل.
2- كتبت فوق الكلام بالأصل.
3- ترجمته في سير الأعلام 170/20.
4- ترجمته في سير الأعلام 185/19.

يحيى السكري، أنا الصفار، نا الرمادي، نا عبد الرزّاق، أنبأ معمر، عن محمّد بن زياد قال (1):

كان معاوية يبعث أبا هريرة على المدينة فإذا غضب عليه عزله و بعث مروان قال: فبعث مروان على المدينة، قال: فجاء أبو هريرة يدخل على مروان فحجبه، فلم يلبث أن نزع مروان و بعث أبا هريرة قال: فقال لغلام أسود: قف على الباب فلا تمنع أحدا أن يدخل فإذا جاء مروان فاحبسه، قال: ففعل الغلام و دخل الناس، و جاء مروان ليدخل، فقام إليه الأسود فدفعه في صدره و قال: ارجع. قال: ثم دخل مروان بعد ذلك، فقال لأبي هريرة: حجبنا منك، قال: إنّ أحق من لا أنكر (2) هذا لأنت (3).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد أنا الحسين، نا ابن سعد (4)،أنا عفان بن مسلم، و عارم بن الفضل، قالا: نا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أبي رافع قال: كان مروان ربما استخلف أبا هريرة على المدينة فيركب حمارا قد شدّ عليه، قال عفان: قرطاطا، و قال عارم: برذعة، و في رأسه خلبة (5) من ليف فيسير فلقي الرجل، فيقول: الطريق قد جاء الأمير، و ربما أتى الصبيان و هم يلعبون بالليل لعبة الأعراب فلا يشعرون بشيء حتى يلقي بينهم و يضرب برجليه فينزع الصبيان فيفرّون، و ربما دعاني إلى عائشة بالليل فيقول: دع العراق (6) للأمير، فأنظر فإذا هو ثريدة بزيت.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم الحافظ (7)،نا أبي، نا إبراهيم بن محمّد ابن الحسن، نا أحمد بن سعيد، نا ابن وهب، حدّثني عمرو بن الحارث، عن يزيد بن زياد القرظي أن ثعلبة بن أبي مالك القرظي حدّثه أن أبا هريرة أقبل في السوق يحمل حزمة حطب،

ص: 372


1- الخبر في تاريخ الإسلام(41-60) ص 356 و سير الأعلام 613/2 و البداية و النهاية 121/8.
2- في تاريخ الإسلام:«من لا ينكر» و في البداية و النهاية: إنك أحق الناس أن لا تغضب من ذلك.
3- عقب ابن كثير في آخر الخبر: و المعروف أن مروان هو الذي كان يستنيب أبا هريرة في إمرة المدينة، و لكن كان يكون عن إذن معاوية في ذلك.
4- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 336/4.
5- بالأصل:«حليه» و المثبت عن ابن سعد، و الخلبة: حبل دقيق، صعب الفتل.
6- العراق واحده عرق، و العرق هو العظم إذا أخذ عنه معظم اللحم.
7- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 384/1-385 و سير الأعلام 614/2 و تاريخ الإسلام(41-60) ص 356.

و هو يومئذ خليفة لمروان فقال: أوسع الطريق للأمير يا ابن أبي مالك فقلت: أصلحك اللّه يكفي هذا فقال: أوسع الطريق للأمير و الحزمة عليه.

سمعت أبا المظفر بن القشيري يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبا حاتم السجستاني قال: سمعت العباس (1) أبا السراج الطوسي يقول: رئي أبو هريرة و هو أمير المدينة و على ظهره حزمة حطب و هو يقول طرقوا للأمير.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء (2) محمّد ابن علي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضل، نا أبي، نا سليمان بن داود، نا حكيم بن حبان، حدّثني أبي قال: كان أبو هريرة يستخلفه مروان على المدينة فكان إذا جاء قالوا: قد جاء الأمير: قد جاء الأمير، فيقول أبو هريرة: أمير و لا دراهم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم، أنا أحمد بن محمّد، نا محمّد بن أحمد بن حماد (3)،حدّثني إبراهيم بن الجنيد الختّلي (4)،نا سليمان بن حرب، نا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أبي الزعيزعة، كاتب مروان، قال: بعث مروان إلى أبي هريرة بمائة دينار، فلما كان العد (5)أرسل إليه فقال: إنه ليس إليك بعثت و إنما غلطت، فقال: ما عندي منها شيء و إذا خرج عطائي فاقبضوها (6) قال: و إنّما أراد مروان أن يعلم أ ينفقها أم يحبسها.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الحسن العتيقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، قالا: أنا الحسين بن جعفر، قالا:

أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد أخبرنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي أحمد، نا العلاء بن عبد الجبار، نا حماد بن سلمة، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب قال: كان أبو هريرة إذا أعطاه معاوية سكت، و إذا أمسك عنه تكلم (7).

ص: 373


1- استدركت عن هامش الأصل.
2- غير مقروءة بالأصل.
3- رواه أبو بشر الدولابي في الكنى و الأسماء 184/1 و البداية و النهاية 122/8.
4- تحرفت في الكنى و الأسماء إلى: الجيلي.
5- في الكنى و الأسماء: بعد.
6- بدون إعجام بالأصل و رسمها:«؟؟؟» و المثبت عن المختصر، و في الكنى و الأسماء: فاقتصره.
7- رواه ابن كثير في البداية و النهاية 122/8 عن أحمد بن حنبل، و الذهبي في السير 615/2.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنبأ أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا الخضر (1) بن داود، نا أحمد بن داود السلمي، نا أبو بكر البكراوي، عن يحيى ابن سعيد الأنصاري، عن سعيد بن المسيب قال: كان أبو هريرة يسبّ مروان فإذا أعطاه سكت.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو طاهر الفقيه، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين القطان، نا إبراهيم بن الحارث، نا يحيى بن أبي بكير، نا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أبي رافع أن أبا هريرة قال: ما من أحد من الناس يهدي إليّ بهدية إلاّ قبلتها، فأما المسألة فإنّي لم أكن أسأل (2).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، أنا ابن الفهم، نا ابن سعد، أنا الفضل بن دكين، نا حفص بن غياث، عن هشام بن عروة، عن من سمع أبا هريرة يقول: درهم يكون من هذا - و كأنه يمسح العرق عن جبينه - أتصدّق به أحبّ إليّ من مائة ألف و مائة ألف و مائة ألف من مال فلان (3).

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، أنا أبو نعيم (4) أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن إسحاق، نا أبي، نا إبراهيم بن محمّد بن الحسن، نا أحمد بن سعيد، نا ابن وهب، حدّثني إبراهيم بن نشيط ، عن أبي (5) الأسود قال: بنى رجل دارا بالمدينة، فلما فرغ منها مر أبو هريرة عليها و هو واقف على باب داره، فقال: قف يا أبا هريرة ما أكتب على باب داري ؟ قال:- و أعرابي قائم - قال أبو هريرة: اكتب عليها: ابن للخراب، ولد للثكل، و اجمع للوارث، فقال الأعرابي: بئس ما قلت يا شيخ، فقال صاحب الدار: ويحك هذا أبو هريرة صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا أحمد بن أبي عمران، نا سعيد بن سليمان، نا زكريا بن منظور، ثنا محمّد

ص: 374


1- بالأصل: الحصري.
2- تقرأ بالأصل:«أسكر» تحريف.
3- رواه الذهبي في سير الأعلام 615/2 من طريق هشام بن عروة.
4- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 385/1.
5- الذي في الحلية:«عنى بني الأسود» و رجح محققه أن يكون عن «أبي الأسود».

ابن عقبة قال: أرسل مروان بن الحكم إلى أبي هريرة أن يكتب له في داره بيتا يبرك به، فلما دخل الدار قال: يا غلام اكتب: تبنون ما لا تسكنون، و تجمعون ما لا تأكلون، و تأملون ما لا تبلغون؛ و اللّه لا أزيدك.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو يعلى الصابوني، أنا أبو جعفر الحاماني، يعني محمّد بن الحسين البغوي، نا أبو العباس المحبوبي، نا عبد المجيد بن إبراهيم البوسنجي، نا القعنبي، نا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه:

أن مروان بن الحكم لما بنى داره قال للبنّاء: انظر ما يملي عليك أبو هريرة، اكتبه في وجه الدار، فجاء أبو هريرة فقال: اكتب: تبنون شديدا، و تأملون بعيدا، و الأجل قريب، فقال البناء: و اللّه لا أكتب هذا، فقال أبو هريرة: و اللّه لا أزيدك و لا مروان على هذا.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا الحسن بن علي، أنا محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، نا ابن الفهم، نا محمّد بن سليم العبدي، حدّثنا إسماعيل بن عياش، عن أبي بكر ابن أبي مريم، عن شيخ له قال: سألت أبا هريرة عن المروءة فقال: ثبوته (1) في مجلسه، و الغداء و العشاء بأفنية البيوت، و استصلاح المال، و معاونة الأخوان و الذبّ عنهم.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي بكر، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا أبو سعيد الأشج، نا عبد العزيز بن أبان، عن خالد، عن عبد اللّه بن دينار، عن المسيب بن دارم قال: كان أبو هريرة - من حسن خلقه - يؤاكل الصبيان.

[قال ابن عساكر:] (2) كذا فيه، و هو وهم و صوابه عن خالد بن دينار، و هو أبو خلدة (3)،و عن عبد اللّه مزيدة.

أخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار، أنا محمّد بن عبد الواحد بن محمّد بن جعفر، أنا عمر بن محمّد بن علي الزيات (4)، نا أبو عيسى أحمد بن محمّد بن موسى العراد، نا إبراهيم بن عبد اللّه الهروي، نا أبو عبيدة

ص: 375


1- الضمير يعود إلى رجل ما، يتحدث عنه.
2- زيادة منا للإيضاح.
3- و هو خالد بن دينار التميمي السعدي، أبو خلدة البصري، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 345/5.
4- بالأصل:«الرباب» تصحيف، راجع ترجمته في سير الأعلام 323/16.

الحداد، نا أبو خلدة، عن المسيب بن دارم قال: إن كان أبو هريرة من حسن خلقه ليؤاكل الصبيان.

[قال ابن عساكر:] (1) الصواب: يؤاكل كما تقدم.

أخبرناه أبو العباس أحمد بن الفضل بن أحمد، أنا جدي أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن علي القطان، قراءة عليه، و أنا حاضر، نا عثمان بن محمّد المقرئ، نا عبد الواحد بن أحمد الهاشمي، نا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الواعظ ، نا أبو عبد اللّه الملجمي القاضي بالرملة، نا إسحاق بن الحسن الحربي، نا موسى بن إسماعيل، نا سلمة، نا وائلة، حدّثني عمر بن أبي الصهباء قال: مررت بأبي هريرة و هو مستلقي (2) واضع ثوبه تحت رأسه و إحدى رجليه على الأخرى و هو يتغنى غناء الرهبان:

لما رأيتك لي محبّا *** و إليّ حين أغيب صبّا

أعرضت لا لملالة *** حدثت و لا استحدثت ذنبا

إلاّ لقول نبينا *** زوروا عن الأيام غبّا

و لقوله من زار غب ... *** ... ا منكم يزداد حبّا

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر، و أبو غالب بن البنّا، و أبو العزّ بن كادش، و أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن الفضل بن الجرّاح، قراءة عليه، نا أحمد هو ابن عبد اللّه بن.... (3) القزاز، نا أبو سعيد يعني عبد اللّه بن سعيد، نا أبو خالد، نا ابن عجلان، عن أبيه قال: جاء رجل إلى أبي هريرة فقال: إنّي أصبحت صائما، فأكلت. قال: ذاك طعاما أطعمكه اللّه.

قال: و قال واقعت أهلي قال: يا ابن أخي أنت لم تعوّد الصيام (4).

رواها غير أبي خالد عن ابن عجلان عن سعيد المقبري.

أخبرنا بها أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوه، أنا أبو الحسن اللنباني (5)،نا ابن أبي الدنيا، نا محمّد بن صدران الأزدي، نا عمر بن علي، نا

ص: 376


1- زيادة منا.
2- كذا بالأصل بإثبات الياء.
3- غير مقروءة بالأصل.
4- البداية و النهاية 122/8.
5- تحرفت بالأصل إلى: اللبناني، بتقديم الباء.

محمّد بن عجلان، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة أن رجلا سأله قال: إنّي كنت صائما فدخلت بيت أبي فأكلت و أنا ناسي، قال: اللّه أطعمك.

[قال:] (1) ثم دخلت بيتا آخر فأكلت و شربت، قال أبو هريرة: يا ابن أخي أنت لم تعوّد الصيام.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، و أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الدر ياقوت بن عبد اللّه قالوا: أنا أبو محمّد الصريفيني - زاد ابن السمرقندي، و أبو الحسين (2) بن النقور، قالا:- أنا أبو طاهر المخلص، أنا أبو عبد اللّه أحمد بن سليمان بن داود الطوسي، نا أبو عبد اللّه الزبير بن بكار، حدّثني إسماعيل بن أبي أويس عن سليمان بن بلال، عن محمّد بن عجلان، عن سعيد، عن أبي هريرة:

أن رجلا قال له: إنّي أصبحت صائما فجئت أبي فوجدت عنده خبزا و لحما فأكلت حتى شبعت و نسيت أنّي صائم، فقال أبو هريرة: اللّه أطعمك، قال: ثم خرجت حتى جئت - و قال ابن النقور: أتيت - فلانا فوجدت عنده لقحة تحلب، و قال ابن النقور: فحلبت، فشربت من لبنها حتى رويت قال: اللّه سقاك، قال: ثم رجعت إلى أهلي فقلت، و قال المزرفي (3):

فنمت، فلما استيقظت دعوت بماء فشربته فقال: أنت يا أخي لم تعوّد الصيام.

قال: و نا الزبير، حدّثني سفيان بن عيينة (4)،عن مسعر، عن عبد الرّحمن بن هرمز، قال: كان مولى لنا يأتي أبا هريرة فيقول له أبو هريرة: سلام و رحمة اللّه و مت وشيكا و أكبر اللّه لمن---- (5) من المال و الولد.

أخبرنا أبو بكر الشاهد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر، أنا أحمد، نا أبو علي، نا ابن سعد، أنا موسى بن إسماعيل، نا...... (6) حدثني حصين بن عرفطة اليربوعي قال:

كانت لأبي هريرة امرأة، فبقيت زمانا لا تشتكي، فأراد أبو هريرة أن يطلّقها، ثم إنها اشتكت، فقال أبو هريرة: منعتنا هذه طلاقها بشكواها.

ص: 377


1- زيادة منا للإيضاح.
2- تحرفت بالأصل إلى: الحسن.
3- بدون إعجام بالأصل.
4- تحرفت بالأصل إلى:«عتبة» راجع ترجمة الزبير بن بكار في تهذيب الكمال 270/6.
5- كذا.
6- تقرأ بالأصل: عشر.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء، أنا البابسيري، أنا الأحوص بن المفضل، نا أبي، ثنا أبو أحمد قال: قيل لسفيان: مات أبو ذر، فقال سفيان و أنا أسمع نا موسى بن عبيد، أنا عن رجل عن أبي هريرة أن رجلا كان يؤذيه بلسانه فقيل لأبي هريرة: مات فلان: فقال: ليس في الموت شماتة، لو أخبرتموني أنه أمّر على إمارة و أصاب مالا، و ولد له ولد.

أخبرنا أبو الفتح محمّد بن علي بن عبد اللّه، أنا عثمان بن محمّد بن عبد اللّه المحمي، أنا عبد الرّحمن بن إبراهيم بن محمّد بن يحيى، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الشّرقي (1)،نا محمّد بن إسماعيل البخاري، حدّثنا عبد الرّحمن بن المبارك، ثنا حزم (2)قال: (3) سمعت الحسن يقول: كان أبو هريرة إذا مرت به جنازة قال: اغدوا فإنا رائحون، أو روحوا فإنّا غادون.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو العبدي، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني خلف بن هشام، نا حزم قال:

سمعت الحسن قال (4):كان أبو هريرة إذا مرت به جنازة قال: اغدوا فإنا رائحون أو روحوا فإنا غادون.

أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و محمّد بن موسى، قالا: نا أبو العباس هو الأصم، نا الربيع بن سليمان، نا عبد اللّه بن وهب، عن سليمان بن بلال، عن كثير بن زيد، عن الوليد بن رباح، عن أبي هريرة أنه كان إذا سمع أحدا يسأل (5) من هذه الجنازة ؟ قال: هو ابن (6) عبد اللّه دعاه فأجابه، أو أمته دعاها فأجابته، اللّه يعرفه، و أهله يفقدونه، و الناس ينكرونه، أغدوا فإنا رائحون، أو روحوا فإنّا غادون.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ (7)،ثنا سليمان بن أحمد، نا إسحاق بن

ص: 378


1- تحرفت بالأصل إلى: الشرفي.
2- هو حزم بن أبي حزم القطعي أبو عبد اللّه البصري، ترجمته في تهذيب الكمال 243/4.
3- من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام 615/2.
4- رواه ابن كثير في البداية و النهاية 122/8 عن غير واحد.
5- غير مقروءة بالأصل و رسمها:«؟؟؟».
6- كذا بالأصل:«هو ابن عبد اللّه» و في المختصر: هذا عبد اللّه.
7- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 383/1.

إبراهيم، أنبأ عبد الرزّاق، عن معمر، قال: بلغني عن أبي هريرة أنه كان إذا مرّ بجنازة قال:

روحي فإنا غادون، أو اغدي فإنا رائحون، موعظة بليغة، و غفلة سريعة، يذهب الأول و يبقى الآخر، لا عقل له.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا ابن سعد (1)،أنا روح بن عبادة، نا ابن عون، عن عبيد بن باب قال:

كنت أصبّ على أبي هريرة من إداوة و هو يتوضأ فمرّ به رجل فقال: أين تريد؟ قال:

السوق، فقال: إن استطعت أن تشتري الموت من قبل أن ترجع فافعل. ثم قال أبو هريرة:

لقد خفت اللّه مما استعجل القدر.

أنبأنا أبو علي الموسي، أنا أحمد بن عبد اللّه الحافظ ، أنا عبد الرّحمن بن العباس، نا إبراهيم الحربي، نا محمّد بن منصور، نا الحسن بن موسى، نا غانم بن راشد، عن عطاء قال: قال أبو هريرة.

إذا رأيتم ستّا فإن (2) كانت نفس أحدكم في يده فليرسلها، فلذلك أتمنى الموت، أخاف أن تدركني إذا؛ إمرة (3) السفهاء، و بيع الحكم و تهون بالدم، و قطعت الأرحام و كثرت الجلاوزة (4)،يتخذون القرآن مزامير.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا اللنباني، ثنا ابن أبي الدنيا، نا أبو بكر بن سهل، أنا عبد الرزّاق، أنا معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن قال: دخلت على أبي هريرة و هو مريض فقال: إن استطعت أن تموت فمت، فو اللّه ليأتين على العلماء زمان يكون الموت أحبّ إلى أحدهم من الذهبة الحمراء يصيبها.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، نا عبد العزيز بن أحمد، إملاء، أنا أبو

ص: 379


1- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 337/4.
2- بالأصل: قال.
3- بالأصل: أمرت.
4- الجلاوزة، واحدها جلواز، و هي الشرط .

الحسن بن مخلد (1) بن (2) عمرو الدرار، نا محمّد بن أحمد بن أبي العوّام الرياحي (3)،نا أبو عامر، نا علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن:

أنه دخل على أبي هريرة و هو مريض قال: فضممته إلى صدري و قلت: اللهم اشف أبا هريرة، فقال: اللّهمّ لا ترجعها يا أبا سلمة إن استطعت أن تموت فمت، فوالذي نفس أبي هريرة بيده يوشك أن يأتي على العلماء زمان الموت أحبّ إلى أحدهم من الذهب الأحمر، و يوشك أن يأتي على الناس زمان يأتي الرجل قبر المسلم فيقول: وددت أنّي صاحب هذا القبر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين (4) بن بشران، نا أبو علي بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني يحيى بن درست القرشي (5)،نا أبو إسماعيل القنّاد (6)،نا يحيى بن أبي كثير أن أبا سلمة حدّثه قال: دخلت على أبي هريرة و هو وجع شديد الوجع، فاحتضنته، فقلت: اللّهمّ اشف أبا هريرة، قال: اللّهمّ لا ترجعها - قالها مرتين - ثم قال: إن استطعت أن تموت فمت، و اللّه الذي نفس أبي هريرة بيده، ليأتينّ على الناس زمان يكون الموت أحبّ إلى أحدهم من الذهبة الحمراء، و ليأتينّ على الناس زمان يمر الرجل على قبر أخيه المسلم فيتمنى أنه صاحبه.

أخبرنا أبو محمّد، أنبأ أبو محمّد الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (7)،نا أبو مسهر، حدّثني صدقة بن خالد، عن ابن جابر، عن عمير بن هانئ قال: كان أبو هريرة يقول: تشبثوا بصدغي معاوية، اللّهم لا تدركني سنة ستين.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، و أبو الفتح ناصر بن عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد اللّه

ص: 380


1- هو محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم، أبو الحسن البغدادي، ابن مخلد ترجمته في سير الأعلام 370/17.
2- كذا بالأصل «بن عمرو الدرار» و ثمة سقط لم أتبينه بين كلمة «مخلد» و ما بعدها. راجع الحاشيتين السابقة و التالية.
3- ترجمة في سير الأعلام 7/13.
4- تحرفت بالأصل إلى: الحسن.
5- بدون إعجام بالأصل، و هو يحيى بن درست بن زياد القرشي الهاشمي أبو زكريا البصري، ترجمته في تهذيب الكمال 73/20.
6- بدون إعجام بالأصل و رسمها:«؟؟؟» و هو أبو إسماعيل إبراهيم بن عبد الملك البصري القناد، ترجمته في تهذيب الكمال 385/1.
7- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 230/1-231.

القرشي، قالا: أنبأ القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو نصر بن الجندي، نا خيثمة بن سليمان، أنا العباس بن الوليد، أخبرني ابن شعيب أخبرني زهير بن محمّد، أخبرني محمّد بن عبد الرّحمن ابن أبي ذئب، عن المقبري، عن أبي هريرة أنه قال حين حضره الموت: لا تضربوا عليّ فسطاطا، و لا تجعلوا معي مجمرا، و أسرعوا بي، فإنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«إذا وضع الرجل الصالح على سريره قال: أسرعوا بي أسرعوا بي مرتين، و إذا وضع الرجل السوء على سريره قال: يا ويله أين تذهبون بي»[13638].

كذا قال زيد أسقط من إسناده عبد الرّحمن بن مهران.

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين قال أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (1)،نا يزيد، نا ابن أبي ذئب، عن المقبري، عن عبد الرّحمن ابن مهران أن أبا هريرة قال حين حضره الموت: لا تضربوا عليّ فسطاطا، و لا تتبعوني بمجمر، و أسرعوا بي، فإنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«إذا وضع الرجل الصالح على سريره قال: قدّموني قدّموني، و إذا وضع الرجل السوء على سريره قال: يا ويله أين تذهبون بي ؟» [13639].

أخبرناه أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو محمّد بن يوسف، أنا أبو سعيد (2) بن الأعرابي، أنا سعدان بن جبير (3)(4)،أنا يزيد.............. (5) أن أبا هريرة أوصى عند موته: أن لا تضربوا على قبري فسطاطا، و لا تتبعوني مجمرا (6)،و أسرعوا بي فإنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«إذا وضع المؤمن على سريره يقول: قدّموني قدّموني، و إذا وضع الكافر على سريره يقول: يا ويلتاه أين تذهبون بي ؟» [13640].

و كذا رواه الثوري عن ابن أبي ذئب.

ص: 381


1- رواه أحمد بن حنبل في المسند 144/3 رقم 7919 طبعة دار الفكر.
2- تحرفت بالأصل إلى: سعد.
3- بالأصل: جبير، راجع ترجمة أبي سعيد ابن الأعرابي في سير الأعلام 407/15 و ترجمة سعدان بن نصر في سير الأعلام 357/12.
4- كذا بالأصل و ثمة سقط في السند. لم أتبينه.
5- بياض بالأصل حوالي سطر.
6- بالأصل: مجمر.

أخبرناه أبو القاسم عبد الصّمد بن محمّد بن عبد اللّه بن مندويه، أنا أبو الحسن علي ابن محمّد بن أحمد الحسن آبادي، أنا أبو الحسن محمّد بن عمر بن عيسى بن يحيى الخطراني البلدي، نا محمّد بن أحمد بن أبي المثنى، نا قبيصة بن عقبة، عن سفيان، عن محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ذئب، عن المقبري، عن عبد الرّحمن بن مهران، عن أبي هريرة قال:

إذا متّ فلا تضربوا على قبري فسطاطا، و لا تمشوا معي بمجمر، و أسرعوا بي المشي، فإنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«إذا وضع العبد الصالح على السرير قال: قدّموني قدّموني، و إذا وضع الرجل السوء على السرير قال: يا ويلتي أين تذهبون بي ؟» [13641].

و أخبرناه أبو سهل بن سعدويه، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا محمّد بن زنبور أبو صالح، نا قبيصة بن عقبة، نا سفيان، عن محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ذئب، عن المقبري، عن عبد الرّحمن بن مهران، عن أبي هريرة قال:

إذا أنا متّ فلا تضربوا على قبري فسطاطا، و لا تمشوا معي بمجمر، و أسرعوا بي المشي، فإنّي سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«إذا وضع العبد الصالح على السرير قال: قدّموني قدّموني، و إذا وضع الرجل السوء قال: يا ويلا أين تذهبون بي ؟» [13642].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، و أبو نصر بن رضوان، و أبو علي بن السبط ، و أبو غالب بن البنا، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن الحسن الحراني، نا خالد بن يزيد، نا أبو ال...... (1) أنه سمع محمّد بن عمرو يقول: سمعت أبا هريرة و جئته في مرضه أعوده و هو يقول: قد قلت لأهلي إذا مت فلا تعمّموني و لا تقمّصوني فإن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لم يعمم و لم يقمص.

كذا قال، و قد أسقط من إسناده: أبا سلمة.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، و المبارك بن أحمد بن علي، و أبو نصر المبارك بن أحمد بن علي البقال، قالوا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، نا عيسى بن علي، نا أبو محمّد يحيى ابن محمّد بن صاعد، نا عقبة بن سنان، نا عثمان بن عثمان الغطفاني، نا محمّد بن عمرو، عن أبي سلمة قال: قال أبو هريرة: إذا متّ فلا تنوحوا عليّ فإن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لم ينح عليه، و لا تتبعوني بمجمر، و إذا وضعتموني على سريري فأسرعوا بي، فإن المؤمن إذا وضع على

ص: 382


1- غير مقروءة بالأصل.

سريره يقول: أسرعوا بي أسرعوا بي، و إذا وضع الكافر على سريره يقول: يا ويلتي أين تذهبون بي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا ابن النقور، أنا عيسى، أنا عبد اللّه، نا محمّد بن جعفر الوركاني، نا معمر، عن عبد اللّه بن بشر أنّ أبا هريرة حين حضرته الوفاة جعل يبكي، فقيل له: ما يبكيك ؟ قال: قلة الزاد، و شدّة المفازة، و أنا على عقبة هبوط إما إلى جنة أو إلى نار، فما أدري إلى أيهما أصير.

[قال ابن عساكر:] (1) هذا منقطع.

أخبرنا أبو الحسن السلمي الفقيه، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو علي بن أبي نصر، أنا أبو سليمان بن زبر، ثنا محمّد بن جعفر بن ملاس، و نا أبو الحارث أحمد بن سعيد، قالا: أنا العباس بن الوليد، أخبرني أبي، حدّثني عبد اللّه بن شوذب عن همّام قال:

لما حضر أبا هريرة الموت جعل يبكي، قيل له: ما يبكيك يا أبا هريرة ؟ قال: قلة الزاد، و بعد المفازة (2) و عقبة هبوط إما الجنة أو النار.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي بكر، أنا أبو بكر بن أبي القاسم، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني أبو توبة (3) الأنصاري (4)،نا أيوب بن النجار، عن يحيى بن أبي كثير أن أبا هريرة بكى في مرضه فقيل له: ما يبكيك ؟ قال: أما إني لا أبكي على دنياكم هذه، و لكن أبكي على بعد سفري، و قلّة زادي و إنّي أمسيت في صعود مهبطه على جنة و نار و لا أدري إلى أيهما يؤخذ بي، و هذان منقطعان.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، نا أبو سعد الزاهد، أنا عبد اللّه بن عبدويه الشيرازي، بمصر، نا أحمد بن محمّد بن الفرج، نا سعيد بن هاشم، ثنا دحيم قال: قال ابن المبارك، عن عبد الوهّاب بن الورد، عن سلم بن بشير أن أبا هريرة بكى في مرضه فقيل له: ما يبكيك ؟ فقال: أبكي لبعد سفري، و قلة زادي، و إنّي أصبحت في صعود و مهبطه على جنة أو نار، فلا أدري إلى أيتهما يسلك بي.

ص: 383


1- زيادة منا.
2- بالأصل: المفاز.
3- تحرفت بالأصل إلى «ثوبة» و هو الربيع بن نافع الحلبي، أبو توبة راجع ترجمته في تهذيب الكمال 150/6.
4- كذا بالأصل: الأنصاري، و هو حلبي، سكن طرسوس راجع الحاشية السابقة، و انظر ترجمته في سير الأعلام 653/10.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن رزقويه (1)،نا عثمان بن أحمد بن عبد اللّه الدقاق، نا إسحاق بن إبراهيم بن سنين الختلي، نا علي بن قدامة، نا عبد اللّه بن المبارك، عن عبد الوهاب بن الورد، عن سلم بن بشير بن جحل (2) أن أبا هريرة بكى في مرضه فقيل له: ما يبكيك ؟ قال: أما إنّي لا أبكي على دنياكم هذه، إنما أبكي على بعد سفري، و قلة زادي، و إنّي أمسيت في صعود و مهبطه على جنة و نار، و لا أدري على أيتهما يؤخذ بي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا ابن الطبري، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، نا خالد بن مرداس و سعدويه، عن عبد اللّه بن المبارك، عن عبد الوهاب بن ورد، عن سلم (3) بن بشير بن جحل أن أبا هريرة بكى في مرضه فقيل: ما يبكيك ؟ قال: ما أبكي على دنياكم هذه، و لكن أبكي على بعد سفري، و قلة زادي و إنّي أمسيت في صعود مهبطه على جنة و نار، فلا أدري [إلى] أيتهما يؤخذ بي.

أخبرنا بها عالية أبو الفوارس عبد الباقي بن محمّد بن عبد الباقي، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، نا عبد اللّه بن محمّد، نا خالد بن مرداس، نا عبد اللّه بن المبارك، عن عبد الوهاب بن ورد، عن سلم (4) بن بشير بن جحل أن أبا هريرة بكى في مرضه فقيل له: ما يبكيك ؟ قال: ما أبكي على دنياكم هذه و لكن أبكي على بعد سفري و قلة زادي، و إنّي أمسيت في صعود مهبوطه على جنّة و نار و لا أدري على أيتهما يؤخذ بي (5).

أخبرنا أبو القاسم بن أبي بكر، أنا أبو بكر بن أبي القاسم، أنبأ أبو الحسين علي بن محمّد، أنا الحسين بن صفوان، أنا أبو بكر القرشي قال يحيى بن معين نا معن، نا مالك بن

ص: 384


1- تحرفت بالأصل إلى: زرقويه.
2- تحرفت بالأصل إلى حجل، و التصويب عن تبصير المنتبه 244/1 و فيه: سلم بن بشير بن جحل شيخ لأبي عوانة الوضاح.
3- تحرفت بالأصل إلى:«سالم» انظر الحاشية السابقة. و انظر ترجمة وهيب بن الورد في تهذيب الكمال 507/19 و ذكر من شيوخه سلم.
4- انظر الحاشية السابقة.
5- رواه الذهبي في سير الأعلام 625/2 من طريق ابن المبارك و أبو نعيم في الحلية 383/1.

أنس (1)،عن سعيد بن أبي سعيد المقبري قال: دخل مروان على أبي هريرة في شكواه الذي مات فيه فقال: شفاك اللّه يا أبا هريرة، فقال أبو هريرة: اللّهمّ إنّي أحب لقاءك فأحب لقائي، قال: فما بلغ مروان أصحاب القطا (2) حتى مات.

أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد، نا أبو بكر بن خلف، نا الشيخ أبو محمّد الحسن بن علي المؤملي، أنا أبو بكر محمّد بن المؤمل بن الحسن، نا الفضل بن محمّد الشعراني، نا سعيد بن أبي مريم قال: و أخبرني ابن أيوب، حدّثني ابن غزية، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، أخبره أنه خرج مع مروان بن الحكم حتى دخل على أبي هريرة يعوده فوجده مغمى عليه فقال: اللّهمّ اشفه، اللّهمّ عافه، اللّهمّ ارفعه، قال: فأفاق من غمته و رفع أبو هريرة يديه حتى رأى بياض إبطيه شاهرا بيديه إلى اللّه ثم قال: اللّهمّ اشدد و احدد ثلاث مرات، ثم قال: اللّهمّ إنّي أحببت لقاءك فأحب لقائي، قال مروان: و ضرب بيده إذ رأيت كاليوم صبرا قال: فخرجنا فلم يبلغ موضع القضا (3) حتى لحقه إنسان فقال: أيها الأمير إنه قد قضى. رواه غيره فقال: موضع أصحاب القطا بالطاء.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث، أنا أحمد بن محمّد، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه البغوي، نا سريج (4) بن يونس و علي بن مسلم، و اللفظ لابن مسلم، نا يوسف بن يعقوب الماجشون، أخبرني سعيد بن أبي سعيد المقبري قال: دخلت على أبي هريرة أعوده فدخل عليه مروان فقال: كيف تجدك يا أبا هريرة ؟ فقال: أبو عبد الملك ؟ مرحبا و أهلا، فقال:

اللّهمّ اشف أبا هريرة، فقال: اللّهمّ اشدد و احدد على نفس أبي هريرة، فقال سعيد: فخرجنا من عنده فما فاتنا الصوت حتى سمعنا الصائحة عليه.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا عبد الرّحمن بن إبراهيم، نا الوليد بن مسلم، عن ابن جابر، عن عمير بن هانئ قال: قال أبو هريرة: اللّهمّ لا تدركني سنة ستين، قال:

ص: 385


1- من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام 625/2 و ابن سعد في الطبقات الكبرى 339/4.
2- رسمها بالأصل:«العص» و في المختصر:«القطا» و المثبت «القطا» عن سير الأعلام.
3- كذا بالأصل.
4- تحرفت بالأصل إلى: شريح.

فتوفي فيها أبو هريرة أو قبلها بسنة (1).

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد ابن معروف، نا ابن الفهم، نا ابن سعد قال (2):قال محمّد بن عمر: كان أبو هريرة ينزل ذا الحليفة و له دار بالمدينة تصدّق بها على مواليه فباعوها بعد ذلك من عمر بن بزيع و قد روى أبو هريرة عن أبي بكر و عمر، و توفي سنة تسع و خمسين في آخر خلافة معاوية بن أبي سفيان، و كان له يوم توفي ثماني و سبعون سنة، و هو صلى على عائشة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلّم في شهر رمضان سنة ثماني و خمسين، و هو صلّى على أم سلمة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلّم في شوال سنة تسع و خمسين (3)،و كان الوالي [على المدينة] (4) الوليد بن عتبة فركب إلى الغابة و أمر أبا هريرة يصلي بالناس، فصلّى على أم سلمة في شوال، ثم توفي أبو هريرة بعد ذلك في هذه السنة.

أخبرنا محمّد بن حمزة، نا الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن أبي بكر، أنا أبو بكر بن أبي القاسم.

قالا: أنا ابن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (5)،نا ابن بكير، نا ابن لهيعة، حدّثني يزيد بن أبي حبيب أن عطاء بن الزيات (6) حدّثه أن الوليد بن عتبة صلّى على أبي هريرة حين توفي.

أخبرنا أبو بكر، أنا الجوهري، أنا ابن حيوية، أنا ابن معروف، أنا ابن الفهم، نا ابن سعد (7)،أنا محمّد بن عمر، حدّثني ثابت بن قيس، عن ثابت بن مسحل قال: نزل الناس من العوالي لأبي هريرة؛ كان الوليد بن عتبة أمير المدينة فأرسل إليهم: لا تدفنوه حتى تؤذنوني، و نام بعد الظهر، فقال ابن عمر و أبو سعيد (8) الخدري، و قد حضرا، اخرجوا به، فخرجوا به

ص: 386


1- تاريخ الإسلام(41-60) ص 357.
2- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 340/4-341.
3- كذا قال، و الصواب أن أم سلمة تأخرت بعد أبي هريرة راجع البداية و النهاية 122/8 و سير الأعلام 626/2.
4- زيادة لازمة عن ابن سعد.
5- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 214/1-215.
6- تحرفت بالأصل إلى:«الريان» و بأصل المعرفة و التاريخ أيضا و لعل ما أثبت الصواب، و هو ما ذهب إليه أيضا محقق المعرفة و التاريخ.
7- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 339/4.
8- تحرفت بالأصل إلى: يوسف.

بعد الظهر فانتهوا به إلى موضع الجنائز و قد دنا أذان العصر، فقال القوم: صلوا عليه، فقال رسول الوليد لا يصلى عليه حتى يجيء الأمير، فخرج للعصر فصلّى بالناس، ثم صلّى عليه و في الناس ابن عمر و أبو سعيد الخدري.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد قال: قال ابن عمر: و حدّثني يحيى بن عبد اللّه بن أبي فروة، عن عبد اللّه ابن أبي بكر بن حزم قال: صلى على أبي هريرة الوليد بن عتبة و هو يومئذ أمير المدينة.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن، أنا أبو الفرج سهل بن بشر، أنا محمّد ابن الحسين بن محمّد، أنا محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الذهلي، نا محمّد بن عبدوس، حدّثني ابن أبي عمر و ابن عبّاد، قالا: نا سفيان، عن هشام، عن أبيه قال: ماتت عائشة و أبو هريرة سنة سبع و خمسين.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه (1)،أنا أبو الحسين ابن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا إسحاق بن إسماعيل و الحميدي، قالا: نا سفيان، عن هشام بن عروة قال: مات أبو هريرة و عائشة سنة سبع و خمسين قبل معاوية بسنتين.

قرأت على أبي عبد اللّه بن البنا، عن أبي تمام علي بن محمّد، أنا أبو بكر بن بيري، أنا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، نا علي بن عبد اللّه، نا ابن عيينة، عن هشام بن عروة قال: مات أبو هريرة سنة سبع و خمسين، و حدّثنا أحمد بن حنبل بهذا الحديث عن علي بن المديني قبل أن أسمعه من علي.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء محمّد بن علي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضل، نا أبي، نا أحمد بن حنبل، عن علي ابن المديني، عن سفيان بن عيينة، عن هشام بن عروة قال: مات أبو هريرة و عائشة سنة سبع و خمسين.

قال سفيان: قال أبو هريرة: اللّهمّ لا تدركني سنة ستين.

ص: 387


1- تحرفت بالأصل إلى: عبد اللّه.

[قال ابن عساكر:] (1) و قد وقعت لي هذه الحكاية عن سفيان عالية إلاّ أن التاريخ انقلب فيها.

أخبرنا بها أبو السعود بن المجلي، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا عبد الجبار بن العلاء، نا سفيان، عن هشام بن عروة قال:

مات أبو هريرة سنة خمس و سبعين.

[قال ابن عساكر:] (2) و لا شك أن أراد أن يقول سبع و خمسين فقال خمس و سبعين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين (3) بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه، نا أحمد بن منصور، نا يحيى بن عبد اللّه بن بكير قال: توفي أبو هريرة بالعقيق و حمل إلى المدينة فصلى عليه الوليد بن عتبة بن أبي سفيان سنة سبع و خمسين.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا محمّد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص الفلاّس قال: و مات أبو هريرة سنة سبع و خمسين.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد (4) بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (5):و فيها يعني سنة سبع و خمسين ماتت أم المؤمنين عائشة و أبو هريرة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه، أنا عبد الواحد بن محمّد، أنبأ عثمان بن إبراهيم، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، نا إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل قال: سمعت علي بن المديني يقول: مات أبو هريرة سنة سبع و خمسين.

قرأت على أبي (6) محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: قال المدائني فيها يعني سنة سبع و خمسين ماتت عائشة و أبو هريرة،

ص: 388


1- زيادة منا للإيضاح.
2- زيادة منا للإيضاح.
3- تحرفت بالأصل إلى: الحسن.
4- تحرفت بالأصل إلى: حمد.
5- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 225.
6- تحرفت بالأصل إلى: ابن.

و ذكر ابن زبر: أن أباه أخبره عن أحمد بن عبيد، عن المدائني بذلك.

أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه اللّه قال:

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي في كتابه، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن و المبارك بن عبد الجبّار و اللفظ له، قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و محمّد ابن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (1):و قال مسدد: مات سعيد بن العاص و أبو هريرة و عائشة و عبد اللّه بن عباس (2) سنة سبع أو ثمان و خمسين.

[قال البخاري (3):] (4) و قال أحمد بن أبي الطيب، عن ابن عيينة، عن هشام بن عروة قال: مات أبو هريرة و عائشة سنة سبع و خمسين.

و قال الحسن عن ضمرة: مات سنة ثمان و خمسين، و قال ابن إسحاق: مات سنة سبع و خمسين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني عباس قال: سمعت يحيى يقول: حدّثنا حجاج الأعور قال: قال أبو معشر: هلك أبو هريرة في خلافة معاوية سنة ثمان و خمسين.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السقا، و أبو محمّد بن بالويه، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عباس، نا يحيى، ثنا حجاج الأعور، قال: قال أبو معشر: هلك أبو هريرة في خلافة معاوية في سنة ثمان و خمسين.

أنبأنا أبو سعد محمّد بن محمّد، و أبو علي الحسن بن أحمد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو حامد بن جبلة، نا محمّد بن إسحاق قال: سمعت يوسف بن موسى يقول:

سمعت عبد الرّحمن بن مغراء الدوسي يقول: مات أبو هريرة سنة ثمان و خمسين.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الفضل بن البقال، أنا أبو الحسين بن

ص: 389


1- التاريخ الكبير للبخاري 502/1/2 في ترجمة سعيد بن العاص.
2- بالأصل:«عبد اللّه بن عامر» و المثبت عن التاريخ الكبير.
3- زيادة منا للإيضاح.
4- الخبر في التاريخ الكبير للبخاري 132/6 في ترجمة أبي هريرة.

بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا هارون بن معروف، نا ضمرة قال: مات أبو هريرة سنة ثمان و خمسين و عائشة فيها، يعني سنة ثمان و خمسين.

أخبرنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن قراءة، عن أبي تمام علي بن محمّد، أنا أبو بكر ابن بيري، أنا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، نا هارون بن معروف قال: سمعت ضمرة يذكر أن أبا هريرة مات سنة ثمان و خمسين من التاريخ.

قال: و نا ابن أبي خيثمة، أنبأ المدائني قال: مات أبو هريرة سنة ثمان و خمسين.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن عبد العزيز التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان قال: و قال الهيثم: و في هذه السنة يعني سنة ثمان و خمسين مات أبو هريرة في شهر رمضان، و ذكر أن أباه حدّثه عن أحمد بن عبيد، عن الهيثم بذلك.

قال: و أنا أبو سليمان، أنبأ أبي، نا أحمد بن يحيى قال: سمعت يحيى بن بكير يقول:

مات أبو هريرة سنة ثمان و خمسين.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، ثم أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي قال أخي بخطه: توفي أبو هريرة سنة ثمان و خمسين، و صلى عليه الوليد بن عتبة بن أبي سفيان بالمدينة، و كان أكثر أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم رواية عنه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين، أنا عيسى، أنا البغوي قال: و قال ابن عمر: حدّثني محمّد بن هلال، عن أبيه قال: مات أبو هريرة في ذي الحجة سنة تسع و خمسين، و هو يوم مات ابن ثمان و سبعين سنة، و اسمه عبد اللّه بن عمرو.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن عبد العزيز، أنا أبو الحسن بن المعمر، أنا أبو سليمان الربعي قال: قال الواقدي و ابن نمير: و فيها يعني سنة تسع و خمسين مات أبو هريرة، و هو ابن ثمان و سبعين سنة. و ذكر أن أباه حدّثه عن إبراهيم بن عبد اللّه، عن محمّد بن سعد، عن الواقدي؛ و ذكر أن أبا عبد اللّه محمّد بن يوسف الهروي أخبره عن محمّد بن عبد اللّه بن سليمان، عن ابن نمير بذلك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا علي بن أحمد بن محمّد، أنا أبو طاهر المخلص، إجازة، نا عبيد اللّه بن عبد الرحمن، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد قال: سنة تسع

ص: 390

و خمسين فيها توفي أبو هريرة الدّوسي بالمدينة، و صلى عليه الوليد بن عتبة بن أبي سفيان.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم، أنا نعمة اللّه بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، نا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدّثني الحسن بن سفيان، نا محمّد بن علي، عن محمّد بن إسحاق قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: توفي أبو هريرة سنة تسع و خمسين.

أخبرنا أبو بكر الحاسب، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر، أنا أبو الحسن، أنا أبو علي، نا ابن سعد (1)،أنا محمّد بن عمر، حدّثني ثابت بن قيس بن ثابت بن مسحل قال:

كتب الوليد بن عتبة إلى معاوية يخبره بموت أبي هريرة. فكتب إليه: انظر من ترك فادفع إلى ورثته عشرة آلاف درهم، و أحسن جوارهم، و افعل إليهم معروفا فإنه كان ممن نصر عثمان و كان معه في الدار، فرحمه اللّه.

بعونه تعالى تم الجزء السابع و الستون من تاريخ دمشق و يليه الجزء الثامن و الستون و أوله(8896 - أبو هريرة)

ص: 391


1- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 340/4.

ص: 392

فهرس

الجزء السابع و الستون

ص: 393

ص: 394

الفهرس تتمة الكنى

حرف العين

8626 - أبو عاصم النبيل 3

8627 - أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة ابن كعب بن لؤي بن غالب القرشي العبشمي 3

8628 - أبو العالية الرياحي 22

8629 - أبو العالية 22

8630 - أبو عامر الأشعري 23

8631 - أبو عامر 23

8632 - أبو عامر الرّحبي الحمصي 23

8633 - أبو عائذ السّلميّ 25

8634 - أبو عائشة 26

8635 - أبو عامر المكّيّ 28

8636 - أبو عامر الحكمي 29

8637 - أبو عباد 29 [ذكر من اسمه أبو العباس]

8638 - أبو العبّاس 29

8639 - أبو العبّاس السّفّاح 30

8640 - أبو العبّاس بن جعفر المتوكل بن محمّد المعتصم بن هارون الرشيد بن محمّد المهدي بن عبد اللّه المنصور بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن عباس الهاشمي، المعروف بأبي العبّاس الكبير 30

8641 - أبو العبّاس القطان البيروتي 30

ص: 395

8641 م - أبو العبّاس الأعرج، وكيل القاضي 31

8642 - أبو العبّاس المروزي 31

8643 - أبو العبّاس الحنفيّ 32

8643 - أبو العبّاس الورّاق 33

8644 - أبو عباية 34 [ذكر من اسمه: أبو عبد اللّه]

8645 - أبو عبد اللّه الصنابحي 34

8646 - أبو عبد اللّه العبسيّ 34

8647 - أبو عبد اللّه الأشعريّ 35

8648 - أبو عبد اللّه 37

8649 - أبو عبد اللّه 38

8650 - أبو عبد اللّه 39

8651 - أبو عبد اللّه، أو أبو عبيد اللّه الجزري 40

8652 - أبو عبد اللّه الشامي 41

8653 - أبو عبد اللّه البحراني 41

8654 - أبو عبد اللّه 41

8655 - أبو عبد اللّه الدمشقي 42

8656 - أبو عبد اللّه 43

8657 - أبو عبد اللّه بن عبد اللّه بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي 43

8658 - أبو عبد اللّه النباجي الزاهد 44

8659 - أبو عبد اللّه - يقال: ابن بحر، و يقال: ابن يحيى البجّي 44

8660 - أبو عبد اللّه الراهبي 44

8661 - أبو عبد اللّه البصري 45

8662 - أبو عبد اللّه الفيجي أو الفتحي 45

8663 - أبو عبد اللّه بن مانك 46

8664 - أبو عبد اللّه البرزي 46

8665 - أبو عبد اللّه بن كيسان 47

8666 - أبو عبد اللّه بن علي بن المنجا، و يقال أبو المنجا 48

8667 - أبو عبد اللّه بن بطة العكبري 48

ص: 396

8668 - أبو عبد اللّه البخاري 48

8669 - أبو عبد اللّه الأذرعي المقرئ 48

8670 - أبو عبد رب، و يقال: أبو عبد رب العزّة، و يقال: أبو عبد ربه عبد الجبار، و يقال:

قسطنطين، و يقال: عبد الرّحمن بن عبد اللّه، و يقال: ابن أبي عبد اللّه 48

8671 - أبو عبد رب العزة 57

8672 - أبو عبد الرّحمن ذو الشكوة القيني 57

8673 - أبو عبد الرّحمن 58

8674 - أبو عبد الرّحمن الدمشقي 59

8675 - أبو عبد الرّحمن 59

8676 - أبو عبد الرّحمن الهمداني [الجبيلي] 60

8677 - أبو عبد الرّحمن الأزدي، و يقال: الأسدي 60

8678 - أبو عبد الرّحمن الأسدي 61

8679 - أبو عبد الرحيم 62

8680 - أبو عبد السّلام 63

8681 - أبو عبيد اللّه الأشعري الوزير 63

8682 - أبو عبيد اللّه الأشعري 63

8683 - أبو عبيدة بن الجراح 63

8684 - أبو عبيدة بن عمارة بن الوليد بن المغيرة 63

8685 - أبو عبيدة بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص 64

8686 - أبو عبيد بن عبد اللّه بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن حرب الأموي 64

8687 - أبو عبيد بن أبي عمرو 64

8688 - أبو عبيد 73

8689 - أبو عبيد البسري الزاهد 73 8689 م - أبو عتبة بن عبد اللّه بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب الأموي 73

8690 - أبو عتبة 73

8691 - أبو عتبة البلقاوي 73

8692 - أبو عتبة الحجازي 74

8693 - أبو عثمان بن سنّة الخزاعي 74

8694 - أبو عثمان النهدي 77

8695 - أبو عثمان الصنعاني 77

ص: 397

8696 - أبو عثمان البرسمي 77

8697 - أبو عثمان بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس الأموي 77

8698 - أبو عثمان بن مروان بن محمّد بن مروان بن الحكم بن أبي العاص 78

8699 - أبو عثمان الأوقص، دمشقي 78

8700 - أبو عثمان 79

8701 - أبو عثمان بن عبد الملك بن معاوية بن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي 79

8702 - أبو عثمان السراج 79

8703 - أبو عثمان 79

8704 - أبو عثمان بن أحمد بن رجاء النيسابوري 80

8705 - أبو عثمان النصيبي 80

8706 - أبو العجل 81

8707 - أبو عذبة 81

8708 - أبو العذراء 84

8709 - أبو العريان المخزومي 86

8710 - أبو عطية المذبوح 87

8711 - أبو عفير الدؤلي 87

8712 - أبو عبيد 88

8713 - أبو عقيل المبتلى 88

8714 - أبو علقمة بن أبي كبير الأسلمي 89

8715 - أبو علقمة النميري المضحك 89 ذكر من اسمه أبو علي

8716 - أبو علي البيروتي 91

8717 - أبو علي بن أبي التائب 91 8718 م - أبو علي بن أبي السّمراء الأطرابلسي 92 8718 م - أبو علي بن زلزل 92

8719 - أبو علي بن أبي موسى المعدّل 92

8720 - أبو علي القيسراني 94

8721 - أبو علي الدمشقي 94

8722 - أبو علي بن كامل الشاعر 95

ص: 398

8723 - أبو علي الشريف الرقي 95

8724 - أبو علي بن حميد البغدادي 95

8725 - أبو عمارة الصّوريّ 95

8726 - أبو عمران أخو أبي سليمان الداراني 95

8727 - أبو عمران الطبري 96 ذكر من اسمه أبو عمر

8728 - أبو عمر 96

8729 - أبو عمر الدمشقي 97

8730 - أبو عمر الدّمشقي 97

8731 - أبو عمر الدّمشقي آخر 98

8732 - أبو عمر بن عمر العمري 99

8733 - أبو عمر الدّمشقي 99 ذكر من اسمه أبو عمرو

8734 - أبو عمرو و يقال: اسمه زرعة السّيباني، الشّامي الفلسطيني والد أبي زرعة يحيى بن أبي عمرو 101

8735 - أبو عمرو مولى آل أبي وجزة بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس 102

8736 - أبو عمرو الدّمشقي 103

8737 - أبو عمرو بن العلاء بن عمار بن العريان، و اسمه عمرو بن عبد اللّه بن الحصين بن الحارث ابن جلهم بن خزاعي بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم بن مرّ الفهمي المازني البصري 103

8738 - أبو عمرو الدمشقي السراج 119

8739 - أبو عمرو الجمحي 119

8740 - أبو عمرو مؤذن مسجد زرّا 119

8741 - أبو عمرو 119

8742 - أبو عنبة الخولاني 120

8743 - أبو عنبة الأموي مولاهم 123

8744 - أبو علاقة السكسكي 123

8745 - أبو علاقة بن صالح السلاماني القضاعي 124

8746 - أبو العلاء الدمشقي 124

8747 - أبو العلاء ابن العين زربي 124

ص: 399

8748 - أبو عياش الدمشقي 124

8749 - أبو العيال بن أبي غثير 125

8750 - أبو عيسى الدمشقي 126 حرف الغين [المعجمة]

8751 - أبو الغريز صاحب أبي عبيد محمّد بن حسان البسري الزّاهد 126

8752 - أبو غسّان الثّقفي 127 حرف الفاء

8753 - أبو فاطمة يقال: اسمه عبد اللّه بن أنيس الأزدي، ثم الدّوسي، ثم الليثي. و قيل: الضّمري 127

8754 - أبو فالج الأنماري 129

8755 - أبو الفتيان التركي 130

8756 - أبو الفرات 130

8757 - أبو الفرج 131

8758 - أبو الفرج النحوي المعروف بالمستور 131

8759 - أبو فروة السائح 131

8760 - أبو فضالة الشامي 132

8761 - أبو الفضل الموسوس 132

8762 - أبو الفضل الدينوري المقرئ 134

8763 - أبو الفضل بن خيران ولي الدولة 134

8764 - أبو الفضل الأصبهاني المتطبب 135

8765 - أبو الفضل المقرئ الصوفي المعروف بالنبيه 135

8766 - أبو الفوارس الباهلي الأعرج 135

8767 - أبو الفوارس البردعي 135 حرف القاف

8768 - أبو القاسم 136

8769 - أبو القاسم الواسطي 136

8770 - أبو القاسم بن أبي يعلى الشريف الهاشمي 138

8771 - أبو القاسم بن يحيى أو ابن بحر 140

8772 - أبو القاسم بن رزيق البغدادي 141

ص: 400

8773 - أبو قتادة بن ربعي يقال: اسمه الحارث بن ربعي. و يقال: نعمان بن ربعي و قيل: عمرو ابن ربعي، الأنصاري الخزرجي 141

8774 - أبو قحافة بن عفيف المري 153

8775 - أبو قدامة 154

8776 - أبو قنان هو طلحة بن أبي قنان العبدري مولاهم، و يقال: صالح بن [أبي] قنان 154

8777 - أبو قيس مولى الأزد 155

8778 - أبو قيس الدمشقي 155

8779 - أبو قيصر 155 حرف الكاف

8780 - أبو كامل مولى الغاز بن ربيعة الحرشي 156

8781 - أبو كبشة السّلولي 156

8782 - أبو كثير الحارثي الداراني 158

8783 - أبو كرب العراقي 158

8784 - أبو كرب 159 حرف اللام

8785 - أبو لبيد الأشعري 159

8786 - أبو لبيد كاتب القاضي أبي زرعة محمّد بن عثمان - قاضي دمشق-161

8787 - أبو لهب و هو لقب، و اسمه: عبد العزّى بن عبد المطّلب بن هاشم [و كنيته: أبو عتبة، و أبو عتيبة، و أبو معتّب]، القرشي، الهاشمي 161

8787 - أبو الليث 173 [حرف الميم]

8788-[أبو محمّد البدري]174

8789 - أبو محمّد بن أبي الأعيش عبد الرّحمن بن [سلمان. و يقال: أبو محمّد بن أبي الأعين الخولاني]180

8890 - أبو محمّد بن عبد اللّه بن يزيد بن معاوية 180

8791 - أبو محمّد الكلاعي 180

8792 - أبو محمّد الكلاعي 181

8793 - أبو محمّد الكلبي 181

ص: 401

8793-[أبو محمّد الدمشقي]182

8794 - أبو محمّد القرشي 182

8795 - أبو محمّد التميمي 182

8796 - أبو محمّد الأطرابلسي 183

8797 - أبو محمّد القرشي 183

8798 - أبو محمّد بن جعفر المتوكل 184

8799 - أبو محمّد الأنصاري 184

8800 - أبو محمّد بن العباس العطار [الدمشقي]184

8801 - أبو محمّد المعيوفي 185 8802-[أبو محمّد بن] فضالة الفقيه 185

8803 - أبو محمّد بن الصفر بن السري الختّلي الخراساني 186

8804 - أبو محمّد العتكي 186

8805 - أبو محمّد الغزنوي الفقيه 187

8806 - أبو مالك الأشعري 187

8807 - أبو مالك الدّمشقيّ 198

8808 - أبو مالك السكسكي 199

8809 - أبو مجلز السدوسي 199

8810 - أبو محجن بن عبد اللّه بن المنذر بن قيس بن شمير بن نمران بن جندب بن هلال بن صعب بن عمرو بن دميمة بن حدس بن أريش بن أراش بن جزيلة بن لخم و اسمه مالك بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن غريب اللخمي الإراشي 199

8811 - أبو محجن 200

8812 - أبو محمود المقرئ الكتامي 200

8813 - أبو المختار الحميري 200

8814 - أبو مخرمة السعدي 200

8815 - أبو مدرك 203

8816 - أبو مذكور الخولاني 204

8817 - أبو مرثد الخولاني 205

8818 - أبو مرجّى القرشي 205

8819 - أبو مرجّى الحافظ السنيتي أو السنسي 206

8820 - أبو مرحوم العطار 206

ص: 402

8821 - أبو مرحوم المكي 207

8822 - أبو مرداس 207

8823 - أبو مرزوق التّجيبي 208

8824 - أبو مريم الأزديّ 208

8825 - أبو مريم مولى سلامة 210

8826 - أبو مريم 211

8827 - أبو المستضيء 214

8828 - أبو مسعود البدري 214

8829 - أبو مسعود الرازي 214

8830 - أبو مسعود الدمشقي الحافظ 214

8831 - أبو مسلم الجليلي، و يقال الجلولي و الأول أصح 214

8832 - أبو مسلم الخولاني 220

8833 - أبو مسلم العبدي 220

8834 - أبو مسلم الثعلبي 223

8835 - أبو مسلم الخراساني 224

8836 - أبو مسلم الحجام 224

8837 - أبو مسلم النطعي 224

8838 - أبو مسهر 225

8839 - أبو مسور الخولاني 225

8840 - أبو مشجعة بن ربعي الجهني 225

8841 - أبو المصبّح المقرائي الأوزاعي 236

8842 - أبو مصعب مولى بني يزيد 239

8843 - أبو المعافى العكي 240

8844 - أبو معاوية بن عبد اللّه بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي 240

8845 - أبو معاوية الأسود الزاهد مولى بني أمية 240

8846 - أبو معاوية بن أبي محمّد بن عبد اللّه بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن حرب الأموي 245

8847 - أبو معدان مولى آل أبي الحكم 246

8848 - أبو المعطّل مولى بني كلاب 246

8849 - أبو معيد الرعيني 247

8850 - أبو معين الرازي 247

ص: 403

8851 - أبو المغيث الرّافقي 250

8852 - أبو المغيرة الصوفي 252

8853 - أبو منبّه 253

8854 - أبو المنجا، و يقال أبو عبد اللّه بن علي بن المنجا 254

8855 - أبو منذر 254

8856 - أبو منصور المعروف بسديد الدولة 254

8857 - أبو منصور الخوارزمي 255

8858 - أبو المنهال الخارجي 256

8859 - أبو منيب الجرشي الأحدب 257

8860 - أبو موسى الأشعري 260

8861 - أبو المهاجر 260

8862 - أبو المهاصر 260

8863 - أبو المهلب 261

8864 - أبو المهلهل الصّدائي 261

8865 - أبو ميسور الخولاني 261

8866 - أبو الميمون بن أسد البجلي 261

8867 - أبو الميمون بن الرزاز الفقيه العدل 261 حرف النون

8868 - أبو النجم الراجز 262

8869 - أبو النجيب الأرموي 262

8870 - أبو النجيب السهروردي الفقيه الواعظ 262

8871 - أبو نسر و يقال أبو نشر 262

8872 - أبو نصر بن نعال 262

8873 - أبو نصر بن فرات الحافظ 263

8874 - أبو نصر بن أبي الفرج بن أبي الفتح - و يقال أبو نصر بن أبي الفتح - كشاجم محمّد بن محمود بن الحسين بن السندي بن شاهك الكاتب الشاعر 263

8875 - أبو نصر البرمكي 264

8876 - أبو النضر مولى عمر بن عبيد اللّه 265

8877 - أبو نواس الشاعر 265

ص: 404

حرف الواو

8878 - أبو واثلة الهذلي 265

8879 - أبو واقد الحارث بن عوف، و يقال: عوف بن الحارث، و يقال: الحارث بن مالك بن أسيد بن جابر بن عبد مناة بن شجع بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن علي بن كنانة ابن خزيمة الليثي 266

8880 - أبو واقد الليثي المديني 281

8881 - أبو وائل الأسدي 281

8882 - أبو وجزة السعدي 281

8883 - أبو الورد العنبري 282

8884 - أبو الورد بن الهذيل بن زفر بن الحارث 283

8885 - أبو الورد بن حاتم المري 283

8886 - أبو وزيرة العنسي 283

8887 - أبو الوزير ابن النعمان بن المنذر الغساني 283

8888 - أبو الوزير الصوفي 285

8889 - أبو الوفاء الحرّاني المعروف بالقائد 285

8890 - أبو الوليد رفيق إبراهيم بن أدهم 286

8891 - أبو الوليد الباجي 286

8892 - أبو وهب الكلاعي 286 حرف الهاء

8893 - أبو هارون 286

8894 - أبو هاشم، قيل: اسمه خالد - و يقال شيبة، و يقال: هشام، و يقال:- عتبة بن عتبة بن ربيعة ابن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي القرشي العبشمي 287

8895 - أبو هريرة الدّوسيّ 295

ص: 405

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.