تاریخ مدینة دمشق المجلد 65

هویة الکتاب

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

تفاصيل النشر: بیروت: دارالفکرالمعاصر؛ دمشق: دارالفکر دمشق: معهد الفتح الاسلامي، 1420ق.= 1999م.= 1378 -

دراسة و تحقيق علي شيري

عدد المجلدات: 80

لسان: العربية

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

تصنيف الكونجرس: DS99 /د8 1378 الف243015

تصنيف ديوي: 956/9144

موضوع: تاريخ الإسلام | التاريخ والجغرافيا المحلية | الترجمة الجماعية | رجال

ص: 1

اشارة

ص: 2

الجزء الخامس و الستون

[تتمة حرف الياء]

[تتمة من اسمه يحيى]

8214 - يحيى بن معين بن عون بن زياد بن بسطام بن عبد الرّحمن،

و قيل: ابن معين بن عتّاب (1) بن زياد بن عون بن بسطام أبو زكريا المرّي - مرة غطفان - مولاهم البغدادي الحافظ (2)أصله من الأنبار.

قدم دمشق، فسمع بها من أبي مسهر. و روى عنه، و عن معتمر بن سليمان، و وهب بن جرير، و قريش بن أنس، و حجّاج بن محمّد الأعور، و غندر، و أبي حفص عمر بن عبد الرّحمن الأبار، و هشام بن يوسف، و عبد الصّمد بن عبد الوارث، و زكريا بن يحيى بن عمارة، و سفيان بن عيينة، و عبد اللّه بن المبارك، و هشيم، و عيسى بن يونس، و معاذ بن معاذ، و يحيى بن سعيد الأموي، و عبد الرّحمن بن مهدي، و وكيع، و أبي معاوية، و يعقوب بن إبراهيم بن سعد، و حفص بن غياث (3)،و عبدة بن سليمان، و مروان بن معاوية، و يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، و قراد أبي نوح، و عبد الملك بن قريب الأصمعي، و حكام بن سلم (4) الرّازي، و يحيى بن يزيد (5) بن عبد اللّه بن أنيس، و عبد الرزّاق بن

ص: 3


1- كذا بالأصل و «ز»، و في م بدون إعجام، و في تهذيب الكمال: غياث. و في سير الأعلام أيضا: غياث.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 220/20 و تهذيب التهذيب 178/6 و التاريخ الكبير 307/8 و الجرح و التعديل 9/ 192 و تاريخ بغداد 177/14 و طبقات ابن سعد 354/7 و سير أعلام النبلاء 71/11 و ميزان الاعتدال 410/4 و تذكرة الحفاظ 429/2 و وفيات الأعيان 139/6.
3- في «ز»: عتاب.
4- بالأصل و «ز»: سالم، و المثبت عن م و تهذيب الكمال.
5- في «ز»، و م: يحيى بن عبد اللّه بن يزيد بن عبد اللّه بن أنيس.

همّام، و علي بن عيّاش، و عبد اللّه بن صالح، و سوار بن عمارة الرملي، و يحيى بن صالح الوحاظي، و عبد اللّه بن يوسف التنيسي (1)،و سعيد بن أبي مريم، و أبي اليمان، و عمرو بن الربيع بن طارق، و عثمان بن صالح، و حسن بن واقع، الرملي، و إسماعيل بن عليّة، و جرير بن عبد الحميد، و عبد اللّه بن نمير، و أبي عبيدة الحداد، و معن بن عيسى، و الأشجعي، و إسماعيل بن مجالد، و علي بن هاشم، و عمر بن عبيد الطنافسي، و أبي أسامة، و عبّاد بن عبّاد، و محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، و يحيى (2) بن سعيد، و معاذ بن معاذ العنبري، و غيرهم (3).

روى عنه: أحمد بن حنبل، و أبو خيثمة زهير بن حرب، و يعقوب، و أحمد ابنا إبراهيم، و هنّاد بن السّري، و أحمد بن أبي الحواري، و محمّد بن سعد كاتب الواقدي، و محمّد بن إسماعيل البخاري، و أحمد بن منصور الرمادي، و أبو زرعة، و أبو حاتم الرازيّان، و مسلم بن الحجّاج في صحيحه، و أبو داود سليمان بن الأشعث في سننه، و أبو زرعة الدمشقي، و عبّاس الدوري، و أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار، و أبو يعلى الموصلي، و محمّد بن هارون الفلاس المخرمي، و محمّد بن إسحاق الصغاني (4)،و يعقوب بن شيبة، و حنبل بن إسحاق، و أبو بكر بن أبي خيثمة، و أبو الحسن أحمد بن [محمد بن] (5) عبيد اللّه التمار المقرئ، و جعفر بن أبي عثمان الطيالسي، و الحسين (6) بن محمّد بن عبد الرّحمن بن فهم، و عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، و إبراهيم بن الجنيد، و غيرهم.

أخبرنا أبو الفرج قوام بن زيد بن عيسى الفقيه، و أبو (7) القاسم إسماعيل بن أحمد، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمّد الحربي، نا أحمد بن الحسن (8) بن عبد الجبّار الصّوفي، نا يحيى بن معين، نا علي بن هاشم، و وكيع عن هشام، عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إذا مات صاحبكم فدعوه»[13176].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد بن عبد الواحد، أنا أبو القاسم علي بن

ص: 4


1- في «ز»: البيسني.
2- تحرفت في «ز» إلى: الحسن.
3- في «ز»: و غيره.
4- بالأصل: الصنعاني.
5- الزيادة عن «ز»، و م.
6- في «ز»: الحسن.
7- كتب فوقها «ح» بحرف صغير.
8- تحرفت بالأصل إلى: الحسين، و المثبت عن «ز»، و م.

المحسّن (1) التنوخي، نا أبو الحسين محمّد بن النضر بن محمّد بن سعيد الموصلي النحاس، أنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنّى الموصلي - بالموصل - سنة سبع و ثلاثمائة.

ح قال: و نا أبو بكر محمّد بن إسماعيل الورّاق، و أبو الحسن علي بن عمر بن محمّد بن الحسن الحضرمي، و أبو علي الحسن بن أحمد بن سعيد المالكي، قالوا: أنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصوفي - زاد ابن إسماعيل: سنة أربع و ثلاثمائة-.

ح و أخبرنا أبو الفرج المزكي (2)،و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنا أحمد بن محمّد، أنا علي بن عمر، أنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار، نا يحيى بن معين.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه بن الفضل، و أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر، قالا: أنا سعيد بن محمّد بن أحمد.

ح و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، و أبو القاسم الشّحّامي، و أبو القاسم تميم بن أبي سعيد، قالوا: أنا محمّد بن عبد الرّحمن قالا: أنا محمّد بن أحمد بن حمدان، أنا أبو يعلى أحمد بن علي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أحمد بن محمود بن أحمد الأديب، أنا محمّد بن إبراهيم بن المقرئ، نا أبو يعلى و أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار، قالا: نا يحيى بن معين أبو زكريا، نا حفص بن غياث، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«من أقال مسلما عثرته أقاله اللّه عثرته يوم القيامة»[13177].

قال أبو يعلى: لم أفهم أبا هريرة من يحيى كما أحببت، و في حديث التنوخي: و قال الصوفي:«أقاله اللّه يوم القيامة»، و الباقي سواء.

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا الحسن بن علي الواعظ ، أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،[حدثني أبي] (4) حدّثني يحيى بن معين،[نا حفص] (5) عن

ص: 5


1- تحرفت في م إلى: المحسين.
2- الأصل و م: المري، و المثبت عن «ز».
3- الحديث في مسند أحمد بن حنبل 57/3 رقم 7435 طبعة دار الفكر.
4- زيادة لازمة عن المسند.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن «ز»، و م.

الأعمش، عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«من أقال عثرة، أقاله اللّه يوم القيامة»[13178].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي قال (1):سمعت عبدان الأهوازي يقول: سمعت الحسين بن حميد بن الربيع يقول سمعت أبا بكر بن أبي شيبة يتكلم في يحيى بن معين و يقول: من أين له حديث حفص بن غياث، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«من أقال نادما أقاله اللّه عثرته يوم القيامة» هو ذا (2) كتب حفص بن غياث عندنا، و هو ذا (3) كتب ابنه عمر بن حفص عندنا و ليس فيها من هذا شيء.

قال ابن عدي: و قد روى هذا الحديث مالك بن سعير (4)،عن الأعمش و ما قاله أبو بكر بن أبي شيبة - إن كان قاله - فإن الحسين بن حميد لا يعتمد على روايته في ابن معين لا شيء، و هو متهم في هذه الحكاية (5)،فإن يحيى أوثق و أجلّ من أن ينسب إليه شيء من ذلك، و به تستبرأ أحوال الضعفاء، و قد حدّث به عن حفص غير يحيى (6) زكريا بن عدي من رواية أبي عوف البزوري عنه.

أخبرنا أبو الفرج قوام بن زيد، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو الحسن الحربي، نا أحمد بن (7) الحسن بن عبد الجبّار، نا يحيى بن معين، نا أبو مسهر، عن سعيد بن عبد العزيز قال: قال ابن عمر: وضوء على وضوء عشر حسنات.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا تمام بن محمّد، و عبد الرّحمن بن عثمان، و عقيل بن عبيد اللّه.

ص: 6


1- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 124/1 في ترجمة يحيى بن معين أبي زكريا.
2- كذا بالأصل و م و «ز»: هو ذا، و في ابن عدي: هو ذي.
3- الأصل و م و «ز»: فيه، و المثبت عن ابن عدي.
4- تحرفت في «ز» إلى: شعير، و في ابن عدي: سعيد، و هو مالك بن سعير بن الخمس التميمي، أبو محمد الأحوص راجع ترجمته في تهذيب الكمال 401/17.
5- قوله:«و هو متهم في هذه الحكاية» سقط من ابن عدي.
6- كذا بالأصل و م و «ز»، و في ابن عدي: يحيى بن زكريا بن عدي.
7- قوله:«أحمد بن» استدرك على هامش «ز»، و بعده صح.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، و عبد الكريم بن حمزة، قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا أبو محمد بن أبي نصر، قالوا: أنا أبو بكر أحمد بن القاسم بن معروف، أنا أبو زرعة قال: سمعت أبا مسهر يمليه على يحيى بن معين سنة أربع عشرة و مائتين - يعني:

حديث مسرّة بن معبد - عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«اقتلوا الحيّات» الحديث[13179].

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا ابن سعد قال (1):يحيى بن معين: و يكنى أبا زكريا، و قد كان أكثر من كتابة (2) الحديث، و عرف به، و كان لا يكاد يحدّث، و توفي بمدينة الرسول صلّى اللّه عليه و سلم، و هو متوجه إلى الحجّ .

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل (3)،و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (4):

يحيى بن معين أبو زكريا البغدادي، سمع عباد بن العوّام، قال في الصغير: مات سنة ثلاث و ثلاثين و مائتين في ذي القعدة، و غسل في أعواد (5) النبي صلّى اللّه عليه و سلم بالمدينة.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيوية، أنا محمّد بن القاسم، نا ابن أبي خيثمة قال: يحيى بن معين بن عون بن زياد أبو زكريا، ولد يحيى بن معين سنة ثمان و خمسين و مائة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو زكريا يحيى بن معين البغدادي، سمع عبد اللّه بن المبارك.

أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الأديب - إذنا - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ص: 7


1- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 354/7 و عن ابن سعد في تهذيب الكمال 223/20.
2- بالأصل و م و «ز»: «كتاب» و المثبت عن ابن سعد و تهذيب الكمال.
3- أقحم بعدها بالأصل: أحمد، و المثبت يوافق م، و «ز»، و السند معروف.
4- التاريخ الكبير للبخاري 307/8 باختلاف.
5- فوقها ضبة في «ز».

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):

يحيى بن معين أبو زكريا البغدادي، روى عنه هشيم، و معتمر بن سليمان، و ابن عليّة، و جرير، مات سنة ثلاث و ثلاثين و مائتين، روى عنه أبي، و أبو زرعة، و أحمد بن منصور الرمادي، و عبّاس الدوري، و محمّد بن هارون الفلاّس المخرمي، سئل أبي عنه فقال: إمام.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (2)،نا الصوري.

ح و قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، قالا:

أنا الخصيب بن عبد اللّه القاضي، أنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، أخبرني أبي قال: أبو زكريا يحيى بن معين الثقة، المأمون، أحد الأئمة في الحديث.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، قال: أبو زكريا يحيى بن معين.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو زكريا يحيى بن معين البغدادي، سمع ابن المبارك، و حفص بن غياث، روى عنه الذهلي، و مسلم.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني قال: و أما معين فهو يحيى بن معين بن عون بن زياد، أبو زكريا الحافظ البغدادي.

كتب إليّ أبو زكريا بن مندة، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس.

يحيى بن معين يكنى أبا زكريا، يقال إنه من أهل الأنبار، و يقال: إنّ أصله خراساني، قدم مصر، و كتب بها و كتب عنه سنة ثلاث عشرة و مائتين، و رجع إلى العراق، ثم انتقل إلى

ص: 8


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 192/9.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 184/14.

المدينة، و كانت وفاته بها يوم السبت لست بقين من ذي القعدة سنة ثلاث و ثلاثين و مائتين.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو الفضل المقدسي، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر الكلاباذي قال: يحيى بن معين بن عون بن زياد بن بسطام بن عبد الرّحمن أبو زكريا البغدادي، سمع محمّد بن جعفر غندر، و إسماعيل بن مجالد، و حجّاج بن محمّد، روى عنه البخاري، و عن صدقة بن الفضل مقرونا به في مناقب الحسن بن علي، و روى عن عبد اللّه بن محمّد عنه في تفسير براءة، و عبد اللّه غير منسوب في ذكر أيام الجاهلية.

قال محمّد بن إسماعيل البخاري: مات بالمدينة في ذي القعدة سنة ثلاث و ثلاثين و مائتين، و غسّل على أعود النبي صلّى اللّه عليه و سلم.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي زكريا البخاري.

ح و حدّثنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا أبو زكريا، نا عبد الغني بن سعيد الحافظ قال: فمعين بالنون يحيى بن معين أبو زكريا.

أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد، و أبو الحسن علي بن الحسن، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):يحيى بن معين بن عون بن زياد بن بسطام بن عبد الرّحمن، و قيل يحيى بن معين بن غياث (2)-بن زياد بن عون بن بسطام أبو زكريا المرّي، مرة غطفان، سمع عبد اللّه بن المبارك، و هشيما (3)،و عيسى بن يونس، و سفيان بن عيينة، و غندرا، و معاذ بن معاذ، و يحيى بن سعيد القطّان، و عبد الرّحمن بن مهدي، و وكيعا، و أبا معاوية في أمثالهم، روى عنه أحمد بن حنبل، و أبو خيثمة زهير بن حرب، و محمّد بن سعد الكاتب، و يعقوب، و أحمد الدورقيان، و محمّد بن إسحاق الصغاني (4)،و عبّاس الدوري، و يعقوب بن شيبة، و محمّد بن إسماعيل البخاري، و أحمد بن أبي خيثمة، و حنبل بن إسحاق، و أبو داود السجستاني، و جعفر الطيالسي، و الحسين بن فهم، و عبد اللّه أحمد بن

ص: 9


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 177/14.
2- الأصل: عتاب، و المثبت عن «ز»، و م، و تاريخ بغداد.
3- كذا بالأصل و م، و «ز»، و في تاريخ بغداد: و هشاما.
4- كذا بالأصل و م و «ز»: «الصغاني» و في تاريخ بغداد: الصاغاني.

حنبل، و إبراهيم بن الجنيد، و غيرهم، و كان إماما ربانيا،[عالما] (1) حافظا، ثبتا متقنا.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (2):و أما معين بفتح الميم و كسر العين و آخره نون: أبو زكريا يحيى بن معين بن عون بن زياد الحافظ ، البغدادي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال (3):قال يحيى بن معين: ولدت سنة ثمان و خمسين و مائة، موت أبي جعفر.

قال (4):و سمعت أبا مسهر يسأل يحيى بن معين في سنة أربع عشرة و مائتين عن سنة فقال: أنا ابن ست و خمسين سنة يا أبا مسهر، قال له: فمن أسن، أنت أو أحمد بن حنبل ؟ قال: أنا.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - الخطيب (5)،أنا محمّد بن أحمد بن رزق، أنا إسماعيل بن علي الخطبي، نا الحسين بن فهم قال: سمعت يحيى بن معين يقول (6):ولدت في خلافة أبي جعفر سنة ثمان و خمسين و مائة في آخرها.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر، نا أبي، نا ابن أبي خيثمة قال: ولد يحيى بن معين سنة ثمان و خمسين و مائة.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا - و أبو الحسن، نا - أبو بكر (7)،أنا أبو سعد أحمد بن محمّد الماليني - قراءة - أنا عبد اللّه بن عدي الحافظ ، أنا محمّد بن خلف بن المرزبان، حدّثني أبو العبّاس المروزي، قال: كان يحيى من قرية نحو الأنبار يقال لها نقيا (8) و يقال إن فرعون كان من أهل نقيا.

ص: 10


1- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز»، و م، و تاريخ بغداد.
2- الاكمال لابن ماكولا 205/7 و 206.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 305/1.
4- القائل: أبو زرعة الدمشقي، و الخبر في تاريخه 305/1.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 177/14.
6- أقحم بعدها بالأصل و م:«أبو جعفري» و في «ز»: ابن جعفري، و المثبت يوافق عبارة تاريخ بغداد.
7- رواه أبو بكر الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 177/14.
8- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن «ز»، و م، و جاءت «فقيا» بأصل تاريخ بغداد، و صححها محققه و كتب بالهامش: نقيا قرية من نواحي الأنبار بالسواد و بها كان يحيى بن معين، راجع معجم البلدان.

[قال ابن عساكر:] (1) و قد وقعت لي هذه الحكاية من وجه آخر عن ابن عدي، أتم من هذا، فيها ذكر داود بن رشيد.

أخبرنا بها أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (2)،أنا محمّد بن خلف بن المرزبان، حدّثني أبو العبّاس المروزي، قال: سمعت داود بن رشيد يذكر أن معينا، أبا يحيى بن معين، كان مشعبذا، و كان يحيى من قرية نحو الأنبار يقال لها نقيا (3)،و يقال: إن فرعون كان من أهل نقيا (4).

أخبرنا أبو منصور الشيباني، أنا - و أبو الحسن العطّار، نا - الخطيب (5)،أنا حمزة بن محمّد بن طاهر.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو عبد اللّه، و أبو نصر.

قالوا: نا الوليد بن بكر الأندلسي، نا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، نا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد اللّه العجلي، حدّثني أبي قال: يحيى بن معين من أهل الأنبار، على اثني عشر فرسخا (6) من بغداد، كان أبوه كاتبا لعبد اللّه بن مالك.

أخبرنا أبو منصور، أنا - و أبو الحسن، نا - أبو بكر الخطيب (7)،نا أبو سعد الماليني.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم الإسماعيلي، أنا حمزة بن يوسف.

قالا: أنا عبد اللّه بن عدي (8)،أخبرني شيخ كان ببغداد في حلقة أبي عمران بن الأشيب ذكر أنه عمّ ليحيى بن معين قال: كان معين على خراج الريّ ، فمات، فخلف لابنه يحيى ألف ألف درهم و خمسين ألف درهم، فأنفقه كله على الحديث، حتى لم يبق له نعل يلبسه.

ص: 11


1- زيادة منا للإيضاح.
2- رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 125/1.
3- تحرفت في الكامل لابن عدي إلى: نفيا.
4- تحرفت في الكامل لابن عدي إلى: نفيا.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 177/14.
6- بالأصل:«اثنتي عشر ميلا» و المثبت «اثني عشر فرسخا» عن «ز»، و م، و تاريخ بغداد.
7- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 178/14.
8- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 125/1.

أخبرنا أبو منصور الشيباني، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (1)،أنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي، و أبو سعيد محمّد بن موسى الصيرفي، قالا: أنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصمّ ، قال: سمعت العبّاس بن محمّد الدوري يقول: سمعت يحيى بن معين بالبصرة - و سأله عبّاس العنبري - و نحن مع يحيى بن معين عند عبّاس النرسي نسمع منه، فقال له: يا أبا زكريا، من أيّ العرب أنت ؟ قال: لست من العرب، و لكني من موالي العرب.

قال (2):و أنا الصيمري، نا علي بن الحسن الرازي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد - قراءة-.

ح و عن أبي نعيم محمّد بن عبد الواحد البزار، أنا علي بن محمّد بن خزفة.

قالا: أنا محمّد بن الحسين الزعفراني، نا ابن أبي خيثمة قال: سمعت يحيى بن معين بن عون بن زياد يقول: أنا مولى للجنيد بن عبد الرّحمن المرّي.

أخبرنا أبو منصور، أنا - و أبو الحسن، نا - الخطيب (3)،أنا منصور بن ربيعة الزهري، أنا علي بن أحمد بن علي بن راشد، أنا أحمد بن يحيى بن الجارود قال: قال علي بن المديني: ما أعلم (4) أحدا كتب ما كتب يحيى بن معين.

قال الخطيب (5):و أنا الحسن بن أحمد الدورقي، أنا عثمان بن أحمد الدقّاق في ما أجاز لنا، نا أبو الحسن بن البراء قال: سمعت عليا يقول: لا نعلم أحدا من لدن آدم كتب من الحديث ما كتب يحيى بن معين.

أنبأنا أبو القاسم عبد المنعم بن علي بن أحمد بن الغمر، أنا علي بن الخضر بن سليمان، أنا عبد الوهّاب الميداني، نا أبو هاشم المؤدّب، حدّثني أبو عبد اللّه الهروي، حدّثني محمّد بن علي بن راشد الطبري، نا محمّد بن نصر الطبري قال: دخلت على

ص: 12


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 178/4.
2- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 178/14.
3- تاريخ بغداد 182/14.
4- الأصل: علم، تصحيف، و المثبت عن «ز»، و م، و تاريخ بغداد.
5- الخبر في تاريخ بغداد 182/14.

يحيى بن معين فعددت عنده كذا و كذا سفطا - يعني: دفاتر (1)-و سمعته يقول: قد كتبت بيدي ألف ألف حديث، و سمعته يقول: كلّ حديث لا يوجد هاهنا و أشار بيده إلى الأسفاط فهو كذب (2)(3).

أخبرنا أبو منصور الشيباني، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - الخطيب (4)،أنا أبو منصور محمّد بن عيسى بن عبد العزيز البزاز - بهمذان - نا صالح بن أحمد الحافظ ، قال:

سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه يقول: سمعت أبي يقول: خلّف يحيى من الكتب مائة قمطر، و أربعة عشر قمطرا، و أربعة حباب شرابية مملوءة كتبا.

قال (5):و أخبرني محمّد بن علي المقرئ، أنا أبو مسلم بن مهران، أنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال: سمعت أبا علي صالح بن محمّد يقول: ذكر لي أن يحيى بن معين خلف من الكتب لما مات ثلاثين قمطرا (6) و عشرين حبا. و طلب يحيى بن أكثم كتبه بمائتي دينار فلم يدع أبو خيثمة أن تباع.

قال (7):و نا أبو سعد الماليني، أنا عبد اللّه بن عدي، نا.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا ابن عدي (8)،حدّثني محمّد بن ثابت، نا موسى (9) بن حمدون، قال: سمعت أحمد بن عقبة يقول: سألت يحيى بن معين: كم كتبت من الحديث يا أبا زكريا؟ قال: كتبت بيدي هذه ستمائة ألف حديث، قال أحمد: و إنّي أظن - زاد حمزة: أنّ و قالا:- المحدثين قد كتبوا له بأيديهم ستمائة ألف و ستمائة ألف (10).

ص: 13


1- بالأصل: من دفاتر، و المثبت عن «ز»، و م.
2- في م:«ذلك» تحريف.
3- الخبر رواه المزي في تهذيب الكمال 222/20 من طريق محمد بن علي بن راشد الطبري، و الذهبي في سير الأعلام 91/11-92.
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 182/14-183.
5- القائل أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 183/14.
6- الأصل:«قمطر» خطأ، و المثبت عن «ز»، و م و تاريخ بغداد.
7- تاريخ بغداد 182/14-183.
8- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 123/1.
9- لفظة «موسى» استدركت على هامش «ز»، و بعدها صح.
10- قوله:«و ستمائة ألف» موجود في تاريخ بغداد، و قد سقط من الكامل لابن عدي.

أخبرنا أبو طالب بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن النحّاس، نا أبو سعيد (1) بن الأعرابي (2)،نا أبو عبد اللّه الخيّاط ، نا مجاهد بن موسى قال: كان يحيى بن معين يكتب الحديث نيفا و خمسين مرة (3).

قال: و أنا ابن الأعرابي قال: سمعت عبّاسا يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: لو لم نكتب الحديث خمسين مرة ما عرفناه (4).

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد (5)،نا إسحاق بن إبراهيم بن يونس، نا محمّد بن علي بن داود قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أشتهي أن أقع على شيخ ثقة عنده بيت مليء كتبا (6)،أكتب عنده وحدي.

كتب إليّ أبو بكر عبد الغفّار بن محمّد (7)،و أخبرني أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن حبيب عنه، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الكرماني، قال: سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن أحمد بن سليمان الحافظ - ببخارى - يقول: سمعت أبا الحسن عبد اللّه بن موسى السلامي يقول: سمعت الفضل بن شاكر البردعي ببلد الديلم (8) يقول: سمعت يزيد بن مجالد المعبّر (9) يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: إذا كتبت فقمّش (10) و إذا حدثت ففتش.

قال: و سمعت يحيى يقول: سيندم المنتخب (11) في الحديث حين لا تنفعه الندامة (12).

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السقا، نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، نا عبّاس بن محمّد قال (13):سمعت يحيى بن معين يقول: كنا بقرية من قرى مصر، و لم يكن معنا شيء، و لا ثم شيء نشتريه، فلمّا أصبحنا إذا

ص: 14


1- تحرفت بالأصل إلى: سعد.
2- قوله:«النحاس، نا أبو سعيد بن الأعرابي» مكانه بياض في «ز»، و كتب على هامشها: مقصوص بالأصل.
3- الخبر في تهذيب الكمال 223/20.
4- سير أعلام النبلاء 84/11.
5- رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 124/1.
6- بالأصل و م:«ملأ كتب» خطأ، و التصويب عن «ز»، و ابن عدي.
7- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 85/11 و المزي في تهذيب الكمال 223/20 من طريق يزيد بن مجالد.
8- في «ز»: الديلمي.
9- في م و «ز»: المعنى.
10- القمش هو جمعك الشيء من هاهنا و هاهنا.
11- المنتخب في الحديث هو الذي يختار و ينتقي.
12- في «ز»: ينفعه الندم.
13- من طريقه روي الخبر في سير أعلام النبلاء 85/11 و تهذيب الكمال 223/20.

نحن بزبيل مليء سمكا مشويا (1)،و ليس عنده أحد، فسألوني عنه، فقلت: اقتسموه فكلوه، قال يحيى: أظن أنه رزق رزقهم اللّه تعالى.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو محمّد السيّدي، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالوا: أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا الحاكم أبو أحمد قال: سمعت أبا العبّاس.

ح و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السقا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: أنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، سمعت العبّاس بن محمّد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: القرآن كلام اللّه و ليس بمخلوق، سمعت هذا منه مرارا (2).

قال: و سمعت العبّاس يقول: خير هذه الأمّة بعد نبيّها: أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي، هذا قولنا و هذا مذهبنا - زاد وجيه: قال: و سمعت يحيى يقول: الإيمان يزيد و ينقص، و هو قول و عمل (3).

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (4)،أنا أبو الوليد الحسن بن علي بن محمّد الدربندي، أنا محمّد بن (5) محمّد بن سليمان الحافظ ببخارى.

ح و أخبرنا بها عالية أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن، أنا هناد بن إبراهيم، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد الغنجار، أنا خلف بن محمّد قال: سمعت أبا علي صالح بن محمّد يقول: سمعت علي بن المديني يقول: انتهى علم الناس إلى يحيى بن معين.

أخبرنا أبو منصور، أنا - و أبو الحسن، نا - الخطيب (6)،أنا ابن رزق، أنا أحمد بن إسحاق بن وهب البندار، نا علي بن أحمد بن النضر قال: قال علي بن المديني: انتهى العلم إلى يحيى بن آدم، و بعده إلى يحيى بن معين.

ص: 15


1- بالأصل و م:«ملأ سمك مشوي» خطأ، و التصويب عن «ز»، و سير الأعلام و تهذيب الكمال.
2- سير الأعلام 85/11 و تهذيب الكمال 223/20.
3- المصدران السابقان.
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 179/14.
5- كذا بالأصل و م و «ز»، و في تاريخ بغداد: محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ .
6- تاريخ بغداد 179/14.

قرأت على أبي الوفاء حفّاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو نصر بن الجبّان، نا أبو سليمان بن زبر، نا محمّد بن بشر العلوي - بمصر - نا هاشم بن مرثد قال: سمعت عثمان بن طالوت يقول: سمعت علي بن المديني يقول: انتهى العلم إلى رجلين: إلى ابن المبارك، و بعده إلى يحيى بن معين.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - الخطيب (1) أخبرنا محمّد بن علي المقرئ، أنا أبو مسلم بن مهران أنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال:

سمعت أبا [علي] (2) صالح بن محمّد يقول: سمعت علي بن المديني يقول: انتهى علم الحجاز إلى الزهري، و عمرو بن دينار، و علم الكوفة: إلى الأعمش، و أبي إسحاق، و علم أهل البصرة: إلى قتادة، و يحيى بن أبي كثير، و ذكر كلاما و قال: ثم وجدت علم هؤلاء انتهى إلى يحيى بن معين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (3)،نا الحسن بن عثمان التستري قال: سمعت أبا زرعة الرّازي يقول:

قال: و سمعت محمّد بن الفضل المحمّدآباذي يقول: سمعت أبا قلابة الرقاشي يقول: قالا:

سمعنا علي بن المديني يقول: دار حديث الثقات على ستة، فذكرهم ثم قال: ما شذّ عن هؤلاء يصير إلى اثني عشر، فذكرهم، ثم صار حديث هؤلاء كلهم إلى يحيى بن معين.

قال أبو زرعة: و لم ينتفع به، لأنه كان يتكلم في الناس.

قال: و سمعت أبا زرعة الرازي يقول (4):سمعت علي بن المديني يقول: دار حديث الثقات على ستة: رجلان بالبصرة، و رجلان بالكوفة، و رجلان بالحجاز، فأمّا اللذان بالبصرة: فقتادة و يحيى بن أبي كثير، و أمّا اللذان بالكوفة: فأبو إسحاق و الأعمش، و أما اللذان بالحجاز: فالزهري، و عمرو بن دينار، قال: ثم صار حديث هؤلاء إلى اثني عشر، منهم بالبصرة: سعيد بن أبي عروبة، و شعبة بن الحجاج، و معمر بن راشد، و حمّاد بن سلمة، و جرير بن حازم، و هشام الدستوائي، و صار بالكوفة إلى الثوري، و ابن عيينة،

ص: 16


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 178/14-179.
2- سقطت من الأصل و استدركت عن ز، و م، و تاريخ بغداد.
3- رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 123/1.
4- من طريقه رواه - من هنا - المزي في تهذيب الكمال 224/20.

و إسرائيل، و صار بالحجاز إلى ابن جريج، و محمّد بن إسحاق، و مالك، قال أبو زرعة:

فصار حديث هؤلاء كلّهم إلى يحيى بن معين.

أخبرنا أبو منصور الشيباني، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - الخطيب (1)،أنا أبو الفتح منصور بن ربيعة الزهري الخطيب بالدينور، أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن علي بن راشد، أنا أحمد بن يحيى بن الجارود قال: قال علي بن المديني: انتهى العلم بالبصرة إلى يحيى بن أبي كثير، و قتادة، و علم الكوفة إلى أبي إسحاق، و الأعمش، و انتهى علم الحجاز إلى ابن شهاب، و عمرو بن دينار، و صار علم هؤلاء الستة إلى اثني عشر رجلا، منهم بالبصرة: سعيد بن أبي عروبة، و شعبة، و معمر، و حمّاد بن سلمة، و أبو عوانة، و من أهل الكوفة: سفيان الثوري، و سفيان بن عيينة، و من أهل الحجاز إلى: مالك بن أنس، و من أهل الشام إلى الأوزاعي، فانتهى علم هؤلاء إلى محمّد بن إسحاق، و هشيم (2)،و يحيى بن سعيد، و ابن أبي زائدة، و وكيع، و ابن المبارك، و هو أوسع هؤلاء علما، و ابن مهدي، و ابن آدم، فصار علم هؤلاء جميعا إلى يحيى بن معين.

أخبرتنا فاطمة بنت أبي محمّد عبد القادر بن أحمد بن الحسين بن السمّاك، [قالت:] (3) أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن أحمد بن يعقوب المعروف بابن قفرجل سنة ثلاث و أربعين، أنا جدي أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه بن الفضل بن قفرجل، نا محمّد بن سعيد بن حمّاد، نا عبد اللّه بن العبّاس الطيالسي قال: سمعت هلال بن العلاء يقول: منّ اللّه على هذه الأمة بأربعة في زمانهم: أحمد بن حنبل، و يحيى بن معين، و الشافعي، و أبو عبيد القاسم بن سلاّم، فأمّا أحمد بن حنبل فثبت في دين اللّه، و لو لا ذلك لارتدّ الناس، و أما يحيى بن معين فإنه نفى الكذب عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و أمّا الشافعي ففقّه الناس في دين اللّه، و أما أبو عبيد ففسّر الغريب من حديث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم.

حدّثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل - إملاء - نا محمّد بن الحسن بن سليم، نا أبو سعيد محمّد بن علي بن عمرو - إملاء - أنا أبو بكر محمّد بن جعفر القاضي - بنهاوند - نا أبو علي الحسن بن علي بن نصر الطوسي، نا أحمد بن سلمة النيسابوري قال:

ص: 17


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 178/14.
2- كذا بالأصل و م و ز، و في تاريخ بغداد: و هشام.
3- زيادة عن ز، و م.

وجدت على ظهر كتاب لي عن عبد اللّه بن عبد اللّه بن زياد القطواني قال (1):سمعت أبا عبيد القاسم بن سلاّم يقول:

انتهى العلم في زماننا هذا إلى أربعة: إلى أحمد بن حنبل، و هو أفقههم فيه، و إلى يحيى بن معين، و هو أكتبهم له، و إلى علي بن المديني، و هو أعلمهم به، و إلى أبي بكر بن أبي شيبة، و هو أحفظهم له.

[قال ابن عساكر] (2) هو عبد اللّه بن أبي زياد القطواني، و قد سقت هذه الحكاية في ترجمة أحمد بن حنبل على الصواب.

و أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب قال: قرأت على ابن الفضل، عن دعلج بن أحمد، نا أحمد بن محمّد بن الأزهر (3)،حدّثني عبد اللّه بن أبي زياد القطواني قال: سمعت أبا عبيد القاسم بن سلاّم قال: انتهى العلم إلى أربعة: أبو بكر بن أبي شيبة أسردهم [له] (4)،و أحمد بن حنبل أفقههم فيه، و علي بن المديني أعلمهم به، و يحيى بن معين أكتبهم له (5)(6).

أخبرنا أبوا (7) الحسن: ابن قبيس، و ابن سعيد، قالا: نا - و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا - أبو بكر الخطيب (8)،قال: قرأت على أحمد بن علي المحتسب عن محمّد بن عمران الكاتب (9)،حدّثني عمر بن علي، أنا أحمد بن محمّد بن المربّع قال:

سمعت أبا عبيد القاسم بن سلاّم يقول: ربّانيو الحديث أربعة: فأعلمهم بالحلال و الحرام أحمد بن حنبل، و أحسنهم سياقة للحديث و أداء له علي بن المديني، و أحسنهم وضعا لكتاب ابن أبي شيبة، و أعلمهم بصحيح الحديث و سقيمه يحيى بن معين.

ص: 18


1- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 85/11.
2- زيادة منا.
3- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 225/20.
4- سقطت من الأصل و م، و استدرك للإيضاح عن تهذيب الكمال.
5- من قوله: شيبة... إلي هنا مكانه بياض في ز، و كتب على هامشها: مقصوص بالأصل.
6- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 464/11-465 في ترجمة علي بن عبد اللّه ابن المديني.
7- بالأصل و «ز»:: «أبو» خطأ، و التصويب عن م.
8- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 68/10-69 في ترجمة عبد اللّه ابن محمد بن أبي شيبة.
9- و من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 225/20.

أخبرنا أبو الحسن المالكي، و علي بن الحسن، قالا: نا - و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا - أبو بكر الخطيب (1)،أنا أبو الوليد الحسن بن محمّد الدربندي، أنا محمّد بن أبي بكر الورّاق ببخارى.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن، أنا هناد بن إبراهيم، أنا محمّد بن أحمد الغنجار، أنا أبو بكر محمّد بن حفص بن أسلم، نا أبو الحسن - و قال هناد: أبو الحسين - محمّد بن طالب بن علي النسفي قال: سمعت أبا علي صالح بن محمّد البغدادي يقول: أعلم من أدركت بالحديث و علله علي بن المديني - زاد هناد: و أفقههم في الحديث:

أحمد بن حنبل و قالا:- و أعلمهم بتصحيف المشايخ يحيى بن معين، و أحفظهم عند المذاكرة أبو بكر بن أبي شيبة - زاد هناد: و أمهرهم بالحديث سليمان الشاذكوني-.

أخبرنا أبو منصور الشيباني، أنا - و أبو الحسن العطّار، نا - أبو بكر الخطيب (2)، أخبرني محمّد بن علي المقرئ، أنا أبو مسلم بن مهران، أنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال: سألت أبا علي صالح بن محمّد من أعلم بالحديث ؟ يحيى بن معين أم أحمد بن حنبل ؟ فقال: أما أحمد فأعلم بالفقه و الاختلاف، و أما يحيى فأعلم بالرجال و الكنى.

قال (3):و أنا العتيقي، أنا محمّد بن عدي البصري - في كتابه-[نا] (4) أبو عبيد محمّد بن علي الآجري قال: قلت لأبي داود: أيّما (5) أعلم بالرجال يحيى أو علي بن عبد اللّه ؟ قال: يحيى عالم بالرجال، و ليس عند علي من خبر أهل الشام شيء.

قال (6):و أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو القاسم موسى بن إبراهيم بن النضر العطّار، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: سمعت عليا - و هو ابن المديني - يقول: كنت إذا قدمت إلى بغداد منذ أربعين سنة كان الذي يذاكرني أحمد بن حنبل، فربما اختلفنا في الشيء، فنسأل أبا زكريا يحيى بن معين، فيقوم فيخرجه، ما كان أعرفه بموضع حديثه (7).

ص: 19


1- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 70/10 و تهذيب الكمال نقلا عن محمد بن طالب النسفي.
2- تاريخ بغداد 181/14-182 في ترجمة يحيى بن معين.
3- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 181/14.
4- سقطت من الأصل، و استدركت عن ز، و م، و تاريخ بغداد.
5- بالأصل: إلى ما، و المثبت عن ز، و م، و تاريخ بغداد.
6- يعني أبا بكر الخطيب، تاريخ بغداد 182/14.
7- تحرفت في ز إلى: تكذيبه.

قال (1):و أنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم الدورقي، أنا عثمان بن أحمد الدقّاق - في ما أجاز لنا أن نرويه عنه - نا أبو الحسن (2) بن البراء، قال: سمعت علي بن المديني يقول: ما رأيت يحيى بن معين استفهم حديثا [قط ] (3) و لا ردّه.

أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (4)،أنا أحمد بن عمر بن روح، نا طلحة بن أحمد بن الحسن الصوفي، نا أبو الحسن محمّد بن أحمد [بن] (5) أبي مهزول (6) قال: سمعت محمّد بن حفص يقول: سمعت عمرو (7) الناقد يقول: ما كان في أصحابنا أحفظ للأبواب من أحمد بن حنبل، و لا أسرد للحديث من ابن الشاذكوني، و لا أعلم بالإسناد من يحيى، ما قدر أحد يقلب عليه إسنادا قط .

أخبرنا أبو منصور محمّد بن عبد الملك، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الحافظ (8)،أنا البرقاني، أنا أبو بكر الإسماعيلي قال: سئل الفرهياني عن يحيى، و علي، و أحمد، و أبي خيثمة فقال: أما علي فأعلمهم بالحديث و العلل، و يحيى أعلمهم بالرجال، و أحمد بالفقه، و أبو خيثمة من النبلاء.

أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (9)،أنا محمّد بن أحمد بن رزق.

ح و أنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا البيهقي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه، أنا أبو الحسين بن بشران.

قالا: أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق قال: سمعت أبا عبد اللّه يقول: كان

ص: 20


1- تاريخ بغداد 182/14.
2- كذا بالأصل و م و ز، و في تاريخ بغداد: الحسين.
3- زيادة عن تاريخ بغداد.
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 41/9 في ترجمة سليمان بن داود الشاذكوني.
5- سقطت من الأصل و استدركت عن ز، و م و تاريخ بغداد.
6- في ز: مهران.
7- بالأصل:«عمر» تصحيف، و المثبت عن ز، و م، و تاريخ بغداد.
8- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 464/11 في ترجمة علي ابن المديني.
9- تاريخ بغداد 41/9 في ترجمة سليمان بن داود الشاذكوني.

أعلمنا بالرجال يحيى بن معين، و أحفظنا للأبواب سليمان الشاذكوني، و كان عليّ أحفظنا للطوال.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا محمّد بن علي بن شعيب السمسار، حدّثني عبيد اللّه بن عمر القواريري قال (1):قال لي يحيى بن سعيد القطّان: ما قدم علينا مثل هذين الرجلين: أحمد بن حنبل، و يحيى بن معين.

أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد، أنا - و أبو الحسن علي بن الحسن، نا - أبو بكر الخطيب (2)،أنا علي بن الحسين، نا عبد الرّحمن بن عمر الخلال، نا محمّد بن إسماعيل الفارسي، نا بكر بن سهل، نا عبد الخالق بن منصور قال: قلت لابن الرومي:

سمعت بعض أصحاب الحديث يحدّث بأحاديث يحيى و يقول: حدّثني من لم تطلع الشمس على أكبر منه ؟ فقال: و ما تعجب، سمعت علي بن المديني يقول: ما رأيت في الناس مثله.

قال (3):و أنا علي بن الحسين، أنا عبد الرّحمن بن عمر، نا محمّد بن إسماعيل الفارسي، نا بكر بن سهل، نا عبد الخالق بن منصور، قال: قلت لابن الرومي: سمعت أبا سعيد الحداد يقول: الناس كلهم عيال على يحيى بن معين، فقال: صدق، ما في الدنيا أحد مثله، سبق الناس إلى هذا الباب الذي هو فيه، لم يسبقه إليه أحد، و أما من يجيء بعد فلا يدري كيف يكون.

قال: و سمعت ابن الرومي يقول: ما رأيت أحدا قط يقول الحق في المشايخ غير يحيى، و غيره كان يتحامل بالقول.

قال (4):و أنا أبو سعد الماليني.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة السهمي.

قالا: أنا عبد اللّه بن عدي (5)،نا يحيى بن زكريا بن حيوية، نا أبو العبّاس - و في

ص: 21


1- رواه من طريقه المزي في تهذيب الكمال 226/20.
2- تاريخ بغداد 182/14 في ترجمة يحيى بن معين.
3- يعني أبا بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 183/14.
4- تاريخ بغداد 180/14-181.
5- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 122/1-123.

حديث الخطيب: نا العبّاس بن إسحاق و هو الصواب، قال: سمعت هارون بن معروف يقول: قدم علينا بعض الشيوخ من الشام فكنت أول من بكّر عليه، فدخلت عليه، فسألته أن يملي عليّ شيئا، فأخذ الكتاب يملي عليّ ، فإذا بإنسان يدق الباب، قال الشيخ: من هذا؟ قال: أحمد بن حنبل، فأذن له، و الشيخ على حالته، و الكتاب في يده لا يتحرك، فإذا بآخر يدقّ الباب، فقال الشيخ: من هذا؟ فقال: أحمد الدورقي، فأذن له، و الشيخ على حالته، و الكتاب في يده لا يتحرك، فإذا أنا بآخر يدق الباب، قال الشيخ: من هذا؟ قال: عبد اللّه بن الرومي، فأذن له، و الشيخ على حالته، و الكتاب في يده لا يتحرك، فإذا بآخر يدق الباب فقال الشيخ: من هذا؟ قال: أبو خيثمة زهير بن حرب، فأذن له و الشيخ على حالته، و الكتاب في يده، لا يتحرك، فإذا أنا بآخر يدق الباب، فقال الشيخ: من هذا؟ قال: يحيى بن معين، قال: فرأيت الشيخ ارتعدت يده و سقط الكتاب من يده.

أخبرنا أبو منصور، أنا - و أبو الحسن، نا - الخطيب (1)،أنا هبة اللّه بن الحسن بن منصور الطبري، أنا أحمد بن محمّد بن الجرّاح قال: سمعت محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة يقول: سمعت جعفرا الطيالسي يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: لما قدم عبد الوهّاب بن عطاء أتيته فكتبت عنه، فبينا أنا عنده، إذ أتاه كتاب من أهله من البصرة، فقرأه و أجابهم، فرأيته و قد كتب على ظهره: و قدمت بغداد، و قبلني يحيى بن معين، و الحمد للّه رب العالمين.

أنبأنا أبو الحسين و أبو عبد اللّه الأصبهانيان، قالا: أنا أبو القاسم العبدي، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا ابن سلمة، أنا ابن الفأفاء.

قالا: أنا أبو محمّد (2)،أنا العبّاس بن الوليد، قال: سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول: ما رأيت أبا مسهر تسهّل (3) لأحد من الناس سهولته ليحيى بن معين، و لقد قال [له] (4)يوما: هل بقي معك شيء؟

ص: 22


1- تاريخ بغداد 181/14.
2- يعني ابن أبي حاتم، و الخبر في الجرح و التعديل 192/9.
3- كذا بالأصل و م و ز:«تسهل» و في الجرح و التعديل: سهل.
4- زيادة عن الجرح و التعديل.

أخبرنا أبو منصور القزاز، أنا - و أبو الحسن العطّار، نا - الخطيب (1)،أنا علي بن الحسين - صاحب العباسي - أنا عبد الرّحمن بن عمر الخلاّل، نا محمّد بن إسماعيل الفارسي، نا بكر بن سهل، نا عبد الخالق بن منصور قال: قلت لابن الرومي: و سمعت أبا سعيد الحدّاد يقول: لو لا يحيى بن معين ما كتبت الحديث ؟ فقال لي ابن الرومي: و ما تعجب، فو اللّه لقد نفعنا اللّه به، و لقد كان المحدّث يحدّثنا لكرامته، ما لم يكن نحدث به أنفسنا، قلت لابن الرومي؛ فإنّ أبا سعيد الحدّاد حدّثني قال: إنّا لنذهب إلى المحدّث فننظر في كتبه، فلا نرى فيها إلاّ كلّ حديث صحيح حتى يجيء أبو زكريا، فأول شيء يقع في يده يقع الخطأ، و لو لا أنه عرّفناه لم نعرفه، فقال لي ابن الرومي: و ما تعجب لقد كنا في مجلس لبعض أصحابنا فقلت له: يا أبا زكريا نفيدك حديثا من أحسن حديث يكون - و فينا يومئذ علي و أحمد، و قد سمعوه - فقال: و ما هو؟ فقلنا: حديث كذا و كذا، فقال: هذا غلط ، فكان كما قال.

قال: و سمعت ابن الرومي يقول: كنت عند أحمد، فجاءه رجل، فقال: يا أبا عبد اللّه، انظر هذه الأحاديث فإن فيها خطأ، قال: عليك بأبي زكريا، فإنه يعرف الخطأ.

و قال عبد الخالق: قلت لابن الرومي: حدّثني أبو عمرو أنه سمع أحمد بن حنبل يقول: السماع مع يحيى بن معين شفاء لما في الصدور، فقال لي: و ما تعجب من هذا؟ كنت أختلف أنا و أحمد إلى يعقوب بن إبراهيم في المغازي، و يحيى بالبصرة، فقال أحمد: ليت أن يحيى هاهنا، قلت له: و ما تصنع به ؟ قال: يعرف الخطأ.

قال (2):و أنا عبيد اللّه بن عمر الواعظ ، نا أبي، نا أحمد بن (3) عبد اللّه بن سالم، نا علي بن سهل، قال: سمعت أحمد بن حنبل في دهليز عفان يقول لعبد اللّه بن الرومي:

ليت أن أبا زكريا قد قدم - يعني: ابن معين - فقال له اليمامي: ما تصنع بقدومه ؟ يعيد علينا ما قد سمعنا، فقال له أحمد: اسكت، هو يعرف خطأ الحديث.

أنبأنا أبو الحسين و أبو عبد اللّه قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

ص: 23


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 179/14.
2- يعني أبا بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 180/14.
3- قوله:«أحمد بن» استدرك على هامش ز، و بعده صح.

قالا: أنا ابن أبي حاتم (1)،نا العبّاس بن محمّد الدوري قال: رأيت أحمد بن حنبل يسأل يحيى بن معين عند روح بن عبادة من فلان ؟ ما اسم فلان ؟ أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا - و أبو الحسن بن الحسن (2)،نا - الخطيب (3)،أنا أبو سعيد الصيرفي.

ح و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أحمد بن علي بن الحسين، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو سعيد الصيرفي، قالا:

أنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصمّ يقول: سمعت العبّاس الدوري يقول: رأيت أحمد بن حنبل في مجلس روح بن عبادة سنة خمس و مائتين يسأل يحيى بن معين عن أشياء يقول له: يا أبا زكريا، كيف حديث كذا، و كيف حديث كذا - و قال أبو المظفّر: كيف حديث كذا و كذا، و الباقي مثله (4)-يريد أحمد أن يستثبته (5) في أحاديث قد سمعوها، فما قال يحيى كتبه أحمد، و قل ما سمعت أحمد بن حنبل يسمّي يحيى بن معين باسمه، إنّما كان يقول:

قال أبو زكريا.

قال (6):و أنبأنا أحمد بن محمّد بن أحمد أبو سعد الهروي، أنا عبد الرّحمن بن محمّد الإدريسي، حدّثني محمّد بن أحمد بن محمّد بن موسى البخاري - بها - قال: سمعت الحسين بن إسماعيل الفارسي يقول: سمعت أبا مقاتل سليمان بن عبد اللّه يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: هاهنا رجل خلقه اللّه لهذا الشأن، يظهر كذب الكذّابين - يعني:

[يحيى] (7) ابن معين-.

[و أخبرنا (8) أبو المظفر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو سعيد محمد بن موسى قالا: أنا العباس (9) بن محمد].

ص: 24


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 192/9.
2- كذا بالأصل و م و ز هنا.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 180/14.
4- من قوله: و قال... إلى هنا استدرك على هامش م.
5- تحرفت في ز إلى: يشتبه، و المثبت يوافق عبارة م، و تاريخ بغداد.
6- يعني أبا بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 180/14.
7- سقطت من الأصل، و استدركت عن م، و ز، و تاريخ بغداد.
8- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن ز، و م.
9- كذا في ز، و في م: نا أبو العباس محمد بن يعقوب.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل بن محمّد (1) بن الحسين، أنا أحمد بن الحسين، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو عمران موسى بن سعيد الحنظلي الحافظ بهمذان، نا أحمد بن إسحاق القاضي بالدينور قال: سمعت أبا بكر الأثرم يقول (2):

رأى أحمد بن حنبل يحيى بن معين بصنعاء في زاوية و هو يكتب صحيفة معمر عن أبان عن أنس، فإذا اطّلع عليه إنسان كتمه، فقال له أحمد: تكتب صحيفة معمر عن أبان عن أنس، و تعلم أنها موضوعة ؟! فلو قال لك قائل: أنت تتكلم في أبان ثم تكتب حديثه على الوجه ؟ فقال: رحمك اللّه يا أبا عبد اللّه، أكتب هذه الصحيفة عن عبد الرزّاق عن معمر على الوجه فأحفظها كلها، و أعلم أنها موضوعة حتى لا يجيء إنسان بعده فيجعل أبانا ثابتا، و يرويها عن معمر عن ثابت عن أنس فأقول له: كذبت، إنّما هي عن معمر عن أبان لا عن ثابت.

أخبرنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي، أنا أبو روح ياسين بن سهل بن محمّد بن الحسن القايني قال: سمعت أبا منصور محمّد بن أحمد بن منصور القايني.

ح و قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا دعلج بن أحمد ببغداد.

ح و أخبرنا أبو منصور الشيباني، أنا - و أبو الحسن، نا - الخطيب (3)،نا محمّد بن يوسف القطّان النيسابوري، أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، أنا دعلج، نا أحمد بن علي الأبّار قال: قال يحيى بن معين: كتبنا عن الكذّابين و سجرنا به التنور، و أخرجنا به خبزا نضيجا.

أخبرنا أبو منصور أيضا، أنا - و أبو الحسن، نا - الخطيب (4)،أنا علي بن طلحة المقرئ، أنا صالح بن أحمد بن محمّد الهمداني (5)،نا عبد الرّحمن بن حمدان بن المرزبان قال: قال أبو حاتم الرّازي: إذا رأيت البغدادي يحب أحمد بن حنبل فاعلم أنه صاحب سنّة، و إذا رأيته يبغض يحيى فاعلم أنه كذّاب.

ص: 25


1- بالأصل «بن محمد» مكرر، و المثبت عن ز، و م.
2- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 228/20-229.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 184/14 و تهذيب الكمال 229/20.
4- تاريخ بغداد 184/14.
5- كذا بالأصل و م، و في ز، و تاريخ بغداد: الهمذاني.

قال (1):و نا أبو زرعة روح بن محمّد الرازي - إجازة - شافهني بها، أنا علي بن محمّد بن عمر القصّار، نا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال: سمعت محمّد بن هارون الفلاّس المخرمي يقول: إذا رأيت الرجل يقع في يحيى بن معين فاعلم أنه كذّاب يضع الحديث، و إنّما يبغضه لما يبين أمر الكذّابين.

و قال (2):و أنبأنا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه الكاتب، أنا محمّد بن حميد المخرمي، نا علي بن الحسين بن حبّان، حدّثني يحيى الأحول قال: تلقينا يحيى بن معين - قدومه من مكة - فسألناه عن حسين بن حبان ؟ فقال: أحدّثكم أنه لما كان بآخر رمق قال لي: يا أبا زكريا، أ ترى ما مكتوب على الخيمة ؟ قلت (3):ما أرى شيئا، قال: بلى، أرى مكتوبا:

يحيى بن معين يقضي - أو يفصل - بين الظالمين، قال: ثم خرجت نفسه.

أخبرنا خالي أبو المعالي القرشي، أنا ياسين بن سهل بن محمّد قال: سمعت محمّد بن أحمد بن منصور.

و أخبرنا بها عالية أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، قالا: أنا أبو عبد اللّه [محمد بن عبد الله] (4) الحافظ (5)،أنا الزبير بن (6) عبد الواحد الحافظ ، نا إبراهيم بن عبد الواحد البلدي (7)،قال: سمعت جعفر بن محمّد الطيالسي يقول:

صلّى أحمد بن حنبل، و يحيى بن معين في مسجد الرّصافة فقام بين أيديهم قاصّ ، فقال: حدّثنا أحمد بن حنبل، و يحيى بن معين قالا: نا عبد الرزّاق، أنا معمر، عن قتادة، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«من قال لا إله إلاّ اللّه يخلق من كلّ كلمة منها طير منقاره من ذهب و ريشه من مرجان» و أخذ في قصة نحو من عشرين ورقة، فجعل أحمد ينظر إلى يحيى، و يحيى ينظر إلى أحمد فيقول: أنت حدّثته ؟ فيقول:- و قال البيهقي: فقال:- و اللّه ما

ص: 26


1- يعني أبا بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 184/14.
2- تاريخ بغداد 185/14.
3- بالأصل:«قال» و المثبت عن ز، و م، و تاريخ بغداد.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك للإيضاح عن ز، و م.
5- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 229/20-230 و الذهبي في سير الإعلام 86/11.
6- الأصل: عن، تصحيف، و المثبت عن ز، و م.
7- كذا بالأصل و م و ز:«البلدي» و في تهذيب الكمال و سير الإعلام: البكري. و قد أعاد الذهبي الحكاية في سير الاعلام 300/11-301 في ترجمة أحمد بن حنبل، و ذكره هناك: البلدي.

سمعت به إلاّ هذه الساعة، قال: فسكتا جميعا حتى فرغ من قصصه و أخذ قطاعه، ثم قعد ينتظر بقيتها، فقال له يحيى بن معين بيده أن: تعال، فجاء متوهما لنوال يجيزه، فقال له يحيى: من حدّثك بهذا الحديث ؟ فقال: أحمد بن حنبل، و يحيى بن معين، فقال: أنا يحيى بن معين، و هذا أحمد بن حنبل، ما سمعنا بهذا قط في حديث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فإن كان و لا بدّ و الكذب فعلى غيرنا، فقال له: أنت يحيى بن معين ؟ قال: نعم، قال: لم أزل أسمع أن يحيى بن معين أحمق ما علمته إلاّ الساعة، فقال له يحيى: و كيف علمت أنّي أحمق ؟ قال: كأنه ليس في الدنيا يحيى بن معين و أحمد بن حنبل غيركما، كتبت عن سبعة عشر أحمد بن حنبل، و يحيى بن معين غيركما، قال: فوضع أحمد كمّه على وجهه، فقال:

دعه يقوم، فقام كالمستهزئ بهما (1).

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (2)،أنا التنوخي، و أبو الحسن محمّد بن طلحة النعالي، قالا: نا أبو نصر أحمد بن محمّد بن إبراهيم البخاري، نا عبد الرّحمن بن محمّد بن حريث قال: سمعت أحمد بن سلمة يقول:

سمعت محمّد بن رافع قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: كلّ حديث لا يعرفه يحيى بن معين فليس هو بحديث - و قال ابن طلحة: فليس هو ثابتا-.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم، نا جعفر، نا ابن أبي خيثمة قال: سمعت يحيى بن معين يذكر ذاك - يعني: أن (3) منصور بن المعتمر كوفي يكنى أبا عتّاب، فقال رجل ليحيى ذكر أبو عمرو: أنه يكنى أبا بكر، و حكاه عنك، قال: قد قال فيه الشاعر:

لعمري و ما عمري عليّ بهيّن *** لقد شان طلاب الحديث أبو عمرو

فقدّر ما بين الرّصافة مجلسا *** و درب أبي أيوب بالنوك و الهتر

و شارك في الدنيا زهيرا بمنطق *** عيّي يعض الظانوكا و ما يدري

و قال علي يحيى مقال سفاهة *** بأنّ أبا عتّاب يكنى أبا بكر

ص: 27


1- عقب الذهبي في سير الأعلام 301/11 بقوله: هذه الحكاية اشتهرت على ألسنة الجماعة، و هي باطلة، أظن البلدي وضعها، و يعرف بالمعصوب.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 180/14.
3- كذا بالأصل و م، و في «ز»: «ابن» تصحيف، راجع ترجمة منصور بن المعتمر في سير الأعلام 402/5.

أخبرنا أبو منصور الشيباني، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (1)،أنا الصوري، أنا الحسن بن حامد الأديب، نا علي بن محمّد بن سعيد الموصلي، نا الحسن بن عليل - إملاء - نا يحيى بن معين قال: أخطأ عفّان في نيّف و عشرين حديثا، ما أعلمت بها أحدا، و أعلمته في ما بيني و بينه، و لقد طلب إليّ خلف بن سالم فقال: قل لي أي شيء هي ؟ فما قلت له، و كان يحب أن يجد عليه.

قال يحيى: ما رأيت على رجل قط خطأ إلاّ سترته، و أحببت أن أزيّن أمره، و ما استقبلت رجلا في وجهه بأمر يكرهه، و لكن أبيّن له خطأه في ما بيني و بينه، فإن قبل ذلك و إلاّ تركته.

أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن التبريزي، أنا أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن علي - بأصبهان - قال: سمعت أبا القاسم (2) إبراهيم بن محمّد بن سليمان الحافظ يقول: سمعت أبا بكر محمّد بن إبراهيم بن علي يقول.

ح و أخبرنا بها عالية أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا منصور بن الحسين بن القاسم، و أحمد بن محمود بن أحمد قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ قال: سمعت محمّد بن الحسين بن السكن في مجلس حامد بن شعيب يقول: سمعت جعفرا (3) الطيالسي يقول (4):

سمعت يحيى بن معين يقول: أول بركة الحديث إفادته.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - الخطيب، أخبرني عبد اللّه بن يحيى السكري، أنا محمّد بن عبد اللّه الشافعي، نا جعفر بن محمّد بن الأزهر، نا ابن الغلاّبي قال: قال يحيى: إنّي لأحدّث بالحديث، فأسهر له مخافة أن أكون قد أخطأت فيه (5).

أخبرنا أبو منصور، أنا - و أبو الحسن، نا - الخطيب (6)،أنا أبو سعد الماليني.

ص: 28


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 183/14-184.
2- قوله:«أبا القاسم» سقط من «ز».
3- في م و «ز»: جعفر.
4- من طريقه - يعني جعفر بن عثمان الطيالسي - رواه المزي في تهذيب الكمال 230/20.
5- تهذيب الكمال 230/20 و تاريخ بغداد 184/14.
6- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 183/14.

ح و أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم [أنا أبو القاسم] (1).

قالا: أنا عبد اللّه بن عدي (2)،نا موسى بن القاسم بن الحسن بن [موسى] (3)الأشيب، عن بعض شيوخه قال: كان أحمد و يحيى و علي (4) عند عفّان - أو سليمان بن حرب - فأتي بصك فشهدوا فيه، و كتب يحيى فيه، شهد يحيى بن أبي علي، و قال عفان لهم: أما أنت يا أحمد، فضعيف في إبراهيم بن سعد، و أمّا أنت يا علي فضعيف في حمّاد بن زيد، و أما أنت يا يحيى فضعيف في ابن المبارك، قال: فسكت أحمد، و علي، و يحيى، و أما أنت يا عفّان فضعيف في شعبة.

قال الخطيب: لم يكن واحد منهم ضعيفا، و إنّما جرى هذا الكلام بينهم على سبيل المزاح.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا جدي أبو محمّد (5) مقاتل بن مطكود بن أبي نصر، أنا أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم الأهوازي، نا أبو القاسم عبد الرّحمن بن عمر الشيباني، نا أبو الحسن علي بن أحمد بن المقابري، نا بشر بن موسى بن شيخ بن عميرة (6) قال (7):سمعت يحيى بن معين بن عون بن زياد بن بسطام يقول: ويل للمحدث إذا استضعفه أصحاب الحديث، قلت: يعملون به ما ذا؟ قال: إن كان كودنا (8) سرقوا كتبه، و أفسدوا حديثه و حبسوه، و هو حاقن، حتى يأخذه الحصر فيقتلوه شرّ قتلة، و إن كان ذكرا (9) استضعفهم و كانوا بين أمره و نهيه، قلت: و كيف يكون ذكرا؟ (10) قال:

يعرف ما يخرج من رأسه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا

ص: 29


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك لتقويم السند عن «ز»، و م، و هذا السند معروف.
2- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 124/1.
3- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز»، و م، و تاريخ بغداد و ابن عدي.
4- سقطت من ابن عدي.
5- استدركت على هامش «ز».
6- قوله:«بن عميرة» سقط من «ز».
7- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 230/20-231 و الذهبي في سير الأعلام 93/11.
8- كذا بالأصل، و بدون إعجام في م، و تحرفت في «ز» إلى:«كذوبا» و الكودن: البغل أو الحصان الهجين، و قد يشبه به الرجل البليد.
9- كذا بالأصل و م، و تحرفت في «ز» إلى:«ذاكرا» و في تهذيب الكمال:«ذكرا» و في سير الأعلام:«فحلا».
10- انظر الحاشية السابقة.

أبو أحمد بن عدي (1)،حدّثني محمّد بن ثابت، نا موسى بن حمدون قال: سمعت أحمد بن عقبة يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: من لم يكن سمحا في الحديث كان كذابا، قيل له: و كيف يكون سمحا؟ قال: إذا شكّ في الحديث تركه.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان (2)،نا جعفر بن أبي عثمان قال: كنا عند يحيى بن معين، فجاءه رجل مستعجل، فقال: يا أبا زكريا، حدّثني بشيء أذكرك به، فالتفت إليه يحيى فقال:

اذكرني أنك سألتني أن أحدّثك فلم أفعل.

أخبرنا أبو منصور، أنا - و أبو الحسن، نا - الخطيب (3)،أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسين بن سليمان السليطي - بنيسابور - نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصمّ قال: سمعت العبّاس بن محمّد الدوري يقول: سئل يحيى بن معين عن الرءوس (4) فقال:

ثلاثة بين (5) اثنين صالح.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد قال (6):سمعت القاسم بن صفوان البردعي يقول: سمعت عبد اللّه بن أحمد بن حنبل يقول: قلت ليحيى بن معين: ما تقول في رأسين بين ثلاثة ؟ قال: إذا كان واحد نائما (7)(8).

ص: 30


1- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 123/1 و تهذيب الكمال 231/20.
2- تهذيب الكمال 231/20.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 185/14 و تهذيب الكمال 231/20.
4- في تاريخ بغداد:«الروس» و كتب محققه بالهامش: كذا بالأصول الثلاثة (يعني أنّها لم تهمز).
5- في «ز» بعدها فراغ بمقدار كلمة، ثم:«و اثنين صالح»، و كتب على هامشها: مطموس بالأصل.
6- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 125/1.
7- بالأصل و م:«نائم» و المثبت عن «ز»، و ابن عدي.
8- عورض به آخر الجزء الرابع و العشرين بعد الخمسمائة يتلوه أنا أبو منصور بن زريق أنا و أبو الحسن بن سعيد نا الخطيب نا أبو سعيد ه . بلغت سماعا على والدي الإمام العالم الحافظ الثقة أبي القاسم علي بن الحسن فسمعه أخي حسن و ابني محمّد و كتب العالم بن علي في العشر الأول من شهر ربيع الأول سنة خمسمائة ه . سمع جميعه على مؤلفه سيدنا الشيخ الفقيه الإمام العالم الحافظ الثقة ثقة الدين صدر الحفاظ ناصر السنّة محدّث الشام أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة اللّه الشافعي أيّده اللّه ابن أخيه أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن الحسن و الشيخ الفقيه جمال الدين أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن سعد الحنفي و الشيخ الصالح أبو بكر محمّد بن بركة بن خلف بن كوما الصلحي و الأمين شمس الدولة أبو الحارث عبد الرّحمن بن محمّد بن بركة بن خلف بن كوما الصلحي و الأمين شمس الدولة أبو الحارث عبد الرّحمن بن مرشد بن منقذ الكناني و زين الدولة أبو علي الحسين بن المحسن بن الحسين بن أبي المضاء بقراءة القاضي بهاء الدين أبي المواهب الحسين بن هبة اللّه بن محفوظ بن صصرى و الشيخ الفقيه أبو الثناء محمود بن غازي بن محمّد و أبو عبد الحسين بن عبد الرّحمن بن الحسين بن عبدان و القاضي أبو المعالي محمّد بن القاضي أبي الحسن علي بن محمّد ابن يحيى القرشي و أبو المحاسن سليمان بن الفضل بن الحسين بن سليمان و عمر بن أبي محمّد بن أبي القاسم القيرواني و عبد الرّحمن بن أبي طاهر بن سفيان و أبو عبد اللّه محمّد بن سيدهم بن هبة اللّه الأنصاري و يوسف بن أبي الحسين بن أحمد و إسماعيل بن حماد الدمشقي و حمزة بن إبراهيم بن عبد اللّه و بركان سابن قرحا و زين بن قريون الديلي و أبو الحسين بن علي بن خلدون و خليل بن حسان بن عبد المفرج النساخ و يوسف بن مجلى بن إبراهيم و ناصر بن كتائب بن أبي محمّد الفامي و محسن بن سراج بن محسن و إبراهيم بن مهدي بن علي الشاعر ريان و أبو الربيع سليمان بن إبراهيم بن عبد اللّه الصنهاجي و ممدود و صديق ابنا الياس بن سلامة الكتابيان و رفاعة ابن محمّد بن إبراهيم و رمضان بن علي بن أبي الفرج الأرجاني و أبو القاسم بن محمّد بن ناجية و أبو عبد اللّه بن الفضل بن الفتح الأنصاري و عبد الغني بن برهان بن عبد العزيز و عبد الخالق بن شعبان بن سالم و حسن بن مالاب ابن حسن الفراء و سلامة بن سلمان بن سلامة النحاس و حسين بن محمّد بن حسن الخياط و علي بن بندار بن الحسين البصري و إسماعيل بن عمر بن أبي القاسم الإسفندآباذي و علي بن نجيم بن أحمد و عبد اللّه بن ياسين بن عبد اللّه اليمنيان و أبو محمّد بن علي بن أبيه و ابنه مكي و أبو ذكرى يحيى بن علي بن مؤمل القرشي و يوسف بن أبي الفرج بن أبي نصر الفارسي و يوسف بن فرج بن عبد اللّه الأندلسي و إبراهيم بن يوسف بن عبد اللّه و يوسف بن سليمان بن عبد اللّه الإسكندراني و عمر بن عامر بن عبد اللّه بن عطاء و إبراهيم بن عطاء بن إبراهيم و عيسى بن محمّد بن خلف الأندلسي و محمّد بن إسماعيل بن جواب و مسرور بن سعد بن علي الواسطي و أبو الفضل بن صبيح بن عبد الرّحمن التيماني و حسن بن إسماعيل بن حسن الإسكندري و أبو الفتوح بن عبدان بن بنان السنافيري و الياس بن إبراهيم بن أبي نصر الأندلسي و عبد الواحد بن بركات بن الحسين الصفار و أبو الحسين بن نعمة اللّه بن عبد اللّه القواس و محمّد بن عيسى بن عبد اللّه المغربي و ناصر بن عسكر بن أبي علي المربي و أبو عبد اللّه محمّد ابن سعد اللّه بن منصور و سالم بن إبراهيم بن منعة القرقسانيان و محمّد بن محمّد بن أبي الحسن الشقاني و علي بن عبد الكريم بن الكويس و كاتب الأسماء عبد الرّحمن بن أبي منصور بن نسيم بن الحسين بن علي الشافعي و ذلك في يوم الجمعة الثالث عشر من ربيع الأول سنة خمس و ستين و خمسمائة بجامع دمشق ه . سمع جميع هذا الجزء من أوله إلى آخره على سيدنا الشيخ الفقيه الإمام العالم الحافظ الأوحد الثقة بهاء الدين صدر الحفّاظ ناصر السنة محدث الشام جمال الإسلام أبي محمّد القاسم بن الشيخ الإمام العالم الحافظ شيخ الإسلام أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة اللّه الشافعي رضي اللّه عنه و قدّس روح والده من لفظ الشيخ الفقيه الإمام العالم بهاء الدين أبي المواهب الحسن بن هبة اللّه بن محفوظ بن صصرى التغلبي أثابه اللّه ابنه أبو الغنائم سالم جبره اللّه و أخوه القاضي الإمام شمي الدين أبو القاسم الحسين بن هبة اللّه بن محفوظ و ابنه أبو إبراهيم إسحاق جبره اللّه و أبو عبد اللّه و أبو منصور بن أحمد بن محمّد و أبو حفص عمر بن أبي الفتح بن محمّد و الشيوخ الفقيه الإمام أبو جعفر أحمد بن علي بن أبي بكر بن إسماعيل القرطبي و أبو العباس أحمد بن علي بن يعلى السلمي و أحمد بن ناصر بن طعان الطريفي و عبد الخالق بن عبد اللّه بن محمّد اللبودي و أبو الحسين هبة اللّه بن علي بن خلدون و بدل بن أبي المعمر بن إسماعيل التبريزي و أبو طالب بن علي بن أبي الفرج الكتاني و أبو عبد اللّه محمّد ابن ميمون بن مالك بن الأندلسي و محمّد بن سيدهم بن هبة اللّه و إبراهيم بن عبد اللّه بن يوسف و أبو حفص محمّد ابن أبي الفتح بن محمّد و إبراهيم بن محمّد بن عبد اللّه و علي بن أبي عبد اللّه بن محمّد القرشي و عبد الرّحمن ابن طالب بن سبع و أبو بكر بن عبد الرّحمن بن علي و الوجيه محمود بن محمّد بن معاذ الخرقاني و زكريا بن عثمان ابن خالو الموقاني و إسماعيل بن جوهر بن مطر الفراء و محمود بن أحمد بن دارا الأردبيلي و أبو بكر بن عبد اللّه بن علوان الأسدي الحلبي و عين الدولة بن جلدك بن عبد اللّه و أحمد بن مكارم بن أبي عبد اللّه و يوسف بن محمّد و السيد بن جعفر بن خلف و الحاج أبو علي حسن بن علي بن عبد الوارث و نعمة بن عزيمة بن أبي بكر و أخوه أبو بكر و مثبت الأسماء علي بن محمّد بن علي بن علي المعافري المالقي و ذلك في مجلسين آخرهما يوم الاثنين ثامن عشر صفر سنة اثنتين و ثمانين و خمسمائة بجامع دمشق عمره اللّه و الحمد للّه وحده و صلواته على سيدنا محمّد و آله و سلامه و صح و ثبت ه . سمع سماعا لجميع هذا الجزء بقراءتي على سيدنا الشيخ الإمام العالم الحافظ بهاء الدين جمال الإسلام ناصر السنّة محدث الشام أبي محمّد القاسم بن الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن عبد اللّه الشافعي أحسن اللّه توفيقه و رحم والده عن سماعه من أبيه رحمه اللّه و له إجازة من بعض شيوخ أبيه و سماع من بعضهم و هو معلم في مواضعه و كذا المسمّع الفقيه الحافظ أبو القاسم علي بن القاسم بن علي و الشيخ الإمام أبو جعفر أحمد بن علي بن أبي بكر القرطبي و ولداه أبو الحسن محمّد و أبو الحسين إسماعيل و فتاهم فرج بن عبد اللّه الحبشي و الشيخ الفقيه الأمين أبو القاسم الخضر بن الحسين بن الخضر بن عبدان الهروي و الفقيه أبو الطاهر إسماعيل بن عبد اللّه بن عبد المحسن الأنصاري الأنماطي و أبو سعد خلف بن محمّد بن شهدون الثوري و الشيخ أبو علي الحسن بن محمّد بن عبد الوارث التونسي و أبو الحسن علي بن محمّد بن إبراهيم الأنصاري الرياحي و أبو محمّد عبد العزيز بن عبد الملك بن هشيم الشيباني و إبراهيم بن سليمان بن إبراهيم بن يحيى الصنهاجي و حامد بن علي بن إبراهيم و كاتب الأسماء إبراهيم بن أبي اليسر شاكر بن عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن سليمان التنوخي الشافعي نسأل اللّه له المغفرة و ذلك في السادس و العشرين من ذي حجة سنة خمس و تسعين و خمسمائة و ذلك بدار السنة بدمشق و الحمد للّه وحده و صلواته على سيدنا محمّد و آله و صحبه و سلامه و حسبنا اللّه و نعم الوكيل ه . سمع هذا الجزء كله على شيخنا الإمام العالم العامل فخر الدين مفتي المسلمين فقيه أهل الشام أبي منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن الحسن الشافعي بسماعه فيه من مؤلفه و الملحق بإجازته منه و سمع ابن أخيه أبو علي عبد اللطيف بن الحسن بن محمّد بن الحسن و الإمام المحدث محب الدين أبو محمّد عبد العزيز بن الحسين بن عبد العزيز بن هلالة الأندلسي و الفقيه أبو محمّد عبد العزيز بن عثمان بن أبي طاهر الإربلي و أبو المعالي عبد اللّه بن أبي طالب محمّد بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن صابر السلمي و أبو بكر محمّد بن محمّد بن أبي بكر البلخي و أخوه سليمان و محمّد و حسين ابنا تمام بن يحيى بن الأمير عباس الحميري المصري و أبو بكر و عمر ابنا عبد الخالق بن بكر المؤذن بمسجد الرماحي و أبو محمّد عبد الواحد بن عبد السيد بن بركات الصقلي ثم المقدسي و ابني أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن عبد الملك بن عبد المحسن بن الأنماطي و كتب أبوه رفق اللّه بهما بدمشق يوم الأحد سادس عشر جمادى الأولى سنة خمس عشرة و ستمائة بجامع دمشق بمقصورة الصحابة رضي اللّه عنهم. سمع جميع هذا الجزء على الفقيه الإمام و العالم العامل مفتي الشام أبي منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن الحسن ابن هبة اللّه بسماعه فيه و الملحق بالإجازة الفقيه العالم أبو عبد اللّه محمّد بن حسان بن رافع العامري و أبو بكر بن يوسف بن علي بن زوبزان الدمشقي و محمّد بن يوسف بن محمّد البرزالي الإشبيلي بقراءته و هذا خطه و عارض به نسخته يوم الأربعاء التاسع من جمادى الآخرة سنة تسع عشرة و ستمائة بالمدرسة الجارودية في دمشق حماها اللّه، و الحمد للّه وحده و صلواته على سيدنا محمّد و آله و صحبه و سلامه ه .

ص: 31

ص: 32

أخبرنا (1) أبو منصور عبد الرّحمن (2) بن محمّد، أنا - و أبو الحسن علي بن الحسن (3)،نا - أبو بكر الخطيب (4)،أنا أبو سعد الماليني.

و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف.

قالا: أنا عبد اللّه بن عدي قال (5):سمعت عبد اللّه بن أبي داود السجستاني يقول:

سمعت أبي يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: أكلت عجنة خبز، و أنا ناقه من علة.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر قال: قرئ على أبي عثمان البحيري، أنا زاهر بن طاهر بن أحمد قال: سمعت أبا سعيد العدوي يقول: حدّثنا جعفر (6) الطيالسي قال: سمعت يحيى بن معين يقول: رأيت جارية [بيعت] (7) بمصر بألف دينار (8) لم أر وجها أحسن من وجهها، صلّى اللّه عليها، فقلت: يا أبا زكريا مثلك يقول هذا، قال: و به بأس، صلّى اللّه عليها و على كلّ مليح.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا محمّد بن عبيد اللّه بن الشخير أبو بكر الصيرفي، نا أحمد بن الحسن (9) بن علي المقرئ - دبيس - قال: سمعت [الحسين بن فهم (10) يقول سمعت] (11) يحيى بن معين يقول: و ذكر عنده

ص: 33


1- كتب قبلها في م: عورض أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن. و كتب قبلها في «ز»: الجزء الرابع و العشرون بعد الخمسمائة من الأصل من كتاب تاريخ مدينة دمشق حماها اللّه و ذكر فضلها و تسمية من حلّها من الأماثل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها تصنيف الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة اللّه الشافعي رحمه اللّه سماع ولده القاسم بن علي بن الحسن، و أجاز له من بعض شيوخ أبيه رحمهم اللّه. بسم اللّه الرحمن الرحيم أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه اللّه قال.
2- قوله:«عبد الرحمن» مكانه بياض في «ز».
3- من قوله: أخبرنا... إلى هنا سقط من م.
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 184/14.
5- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 125/1.
6- كذا بالأصل و م و «ز»: جعفر.
7- زيادة لازمة للإيضاح عن تهذيب الكمال و سير الأعلام.
8- كذا بالأصل «درهم» و في «ز»، و م: دينار، و هو ما أثبت.
9- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى الحسن، و هو أحمد بن الحسن بن علي بن الحسين، أبو علي المقرئ المعروف بدبيس، ترجمته في تاريخ بغداد 88/8.
10- من طريقه روي الخبر في تهذيب الكمال 231/20 و سير الأعلام 87/11.
11- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن «ز»، و م.

حسن الجوار (1)،قال: كنت بمصر، فرأيت جارية بيعت بألف دينار، ما رأيت أحسن منها صلى اللّه عليها و على كلّ مليح.

أخبرنا أبو منصور، أنا - و أبو الحسن، نا - الخطيب (2)،أخبرني عبد الصّمد بن علي بن محمّد بن المأمون الهاشمي.

ح و أخبرناه عاليا أبو بكر بن المزرفي (3)،و أبو عبد اللّه البارع، و أبو علي بن السّبط ، و أبو غالب عبد اللّه بن أحمد بن بركة السمسار العكبري، و محمّد بن أحمد بن الحسين بن قريش.

قالوا: أنا أبو الغنائم عبد الصّمد بن المأمون، أنا علي بن عمر السكري، نا أبو القاسم عيسى بن سليمان القرشي، أنشدني داود بن رشيد، أنشدني يحيى بن معين (4):

المال يذهب حلّه و حرامه *** طرّا و تبقى في غد آثامه

ليس التقي بمتّق لإلهه *** حتى يطيب شرابه و طعامه

و يطيب ما يحوي و تكسب كفّه *** و يكون في حسن الحديث كلامه

نطق النبيّ لنا به عن ربّه *** فعلى النبي صلاته و سلامه

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو عثمان الصابوني، قال: سمعت الحاكم أبا الحسن بن أبي علي السقا الأسفرايني يقول.

ح و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح المؤذّن، أنا أبو الحسن بن السقا قال: سمعت أبا العباس الأصم يقول: سمعت العبّاس بن محمّد الدوري يقول: أنشدنا يحيى بن معين:

المال يذهب حلّه و حرامه *** طرّا و تبقى في غد آثامه

ليس التقي بمتّق لإلهه *** حتى يطيب شرابه و طعامه

و يطيب ما يحوي و يكسب كفه *** و يكون في حسن الحديث كلامه

نطق النبيّ لنا به عن ربّه *** فعلى النبي صلاته و سلامه

ص: 34


1- تحرفت في «ز» إلى:«الحولة» و في م إلى: المولد».
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 185/14.
3- تحرفت في «ز» إلى: المرزقي.
4- الأبيات في سير الأعلام 94/11 و تهذيب الكمال 233/20 و تاريخ بغداد 185/14.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا محمّد بن العبّاس، نا الصولي، نا جعفر بن محمّد الطيالسي (1)،أنشدنا يحيى بن معين (2):

أخلاء الرجال هم كثير *** و لكن في البلاء هم قليل

فلا يغررك خلّة من تواخي *** فما لك عند نائبة خليل

سوى رجل له حسب و دين *** لما قد قاله يوما فعول

أخبرنا أبو (3) الحسن: ابن قبيس، و ابن سعيد، قالا: نا - و أبو منصور بن زريق، أنا - الخطيب، أنا البرقاني، أنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، نا أحمد بن طاهر بن النجم، نا سعيد بن عمرو البردعي قال: سمعت أبا زرعة - و هو الرّازي - يقول: كان أحمد بن حنبل لا يرى الكتابة عن أبي نصر التمّار و لا عن يحيى بن معين و لا عن أحد ممن امتحن فأجاب (4).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: و نا - أبو منصور بن زريق، أنا - الخطيب، نا أبو نعيم الحافظ ، قال: سمعت أبا بكر بن المقرئ.

ثم أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ.

قال: سمعت محمّد بن عقيل البغدادي يقول: قال إبراهيم بن هانئ: رأيت أبا داود يقع في يحيى بن معين، قلت: تقع في مثل يحيى بن معين ؟ فقال: من جرّ ذيول الناس جرّوا ذيله (5).

أنبأنا أبو سعد المطرز، و أبو علي الحدّاد، و أبو القاسم غانم بن محمّد.

ثمّ أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد الحلواني، أنا أبو علي.

ح و أخبرنا أبو منصور الشيباني، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - الخطيب (6).

قالوا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن جعفر بن حيّان، نا

ص: 35


1- تحرفت بالأصل إلى: الطنافسي، و التصويب عن «ز»، و م.
2- الأبيات في تهذيب الكمال 233/20.
3- الأصل و م و «ز»: أبو.
4- تهذيب الكمال 233/20.
5- رواه المزي في تهذيب الكمال 233/20 و سير الأعلام 94/11.
6- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 185/14-186 و عنه في سير الأعلام 84/11.

إسحاق بن بنان قال: سمعت حبيش بن مبشر الفقيه يقول: كان يحيى بن معين يحج فيذهب إلى مكة، و يرجع على المدينة، فلما كان آخر حجة حجّها خرج على المدينة و رجع على المدينة، فأقام بها يومين أو ثلاثة، ثم خرج حتى نزل المنزل مع رفقائه فباتوا، فرأى في المنام هاتفا يهتف به: يا أبا زكريا، أ ترغب عن جواري ؟ يا أبا زكريا أ ترغب عن جواري ؟ فلمّا أصبح قال لرفقائه: امضوا فإني راجع إلى المدينة، فمضوا، و رجع فأقام بها ثلاثا، ثم مات، قال:

فحمل على أعواد النبي صلّى اللّه عليه و سلم، و صلّى عليه الناس، و جعلوا يقولون: هذا الذابّ عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم الكذب.

و لم يذكر الخطيب: يا أبا زكريا الثانية.

قال الخطيب: الصحيح أن يكون توفي في ذهابه قبل أن يحجّ .

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن الموحد، أنا هنّاد بن إبراهيم بن محمّد النسفي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد (1) بن سليمان الحافظ ، قال: سمعت أبا عمرو أحمد بن محمّد بن عمر (2) المقرئ، و أبا عبيد أحمد بن عروة بن أحمد بن إبراهيم الكرميني، و إبراهيم بن محمّد بن هارون أبو إسحاق الملاحمي، قالوا: سمعنا أبا حسّان مهيب (3) بن سليم يقول (4):سمعت محمّد بن يوسف البخاري والد أبي ذرّ يقول:

كنت في الصحبة في طريق الحجّ مع يحيى بن معين، فدخلنا المدينة ليلة الجمعة، و مات من ليلته، فلمّا أصبحنا تسامع الناس بقدوم يحيى و بموته، فاجتمع العامة، و جاءت بنو هاشم فقالت: يخرج له الأعواد التي غسّل عليها النبي صلّى اللّه عليه و سلم، فكره العامة ذلك، و كثر الكلام، فقالت بنو هاشم: نحن أولى بالنبي صلّى اللّه عليه و سلم منكم، و هو أهل أن يغسل عليها، فأخرج الأعواد فغسّل عليها، و دفن يوم الجمعة في شهر ذي القعدة سنة ثلاث و ثلاثين و مائتين، قال أبو حسّان: و هي السنة التي ولدت فيها.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر (5)،أخبرني الحسن بن محمّد الخلاّل، نا يوسف بن عمر القوّاس، نا حمزة بن القاسم، نا عبّاس هو

ص: 36


1- قوله:«بن محمد» ليس في «ز».
2- كذا بالأصل و «ز»، و في م: عمرو.
3- في م و «ز»: صهيب» و بالأصل: وهيب.
4- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 235/20 و سير الأعلام 90/11.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 186/14.

الدوري قال: مات يحيى بن معين بالمدينة أيام الحج قبل أن يحج و هو يريد مكة، سنة ثلاث و ثلاثين و مائتين، و صلّى عليه والي المدينة، و كلم الحزامي الوالي فأخرجوا له سرير النبي صلّى اللّه عليه و سلم فحمل عليه، فصلّى عليه الوالي، ثم صلّى عليه مرارا، و مات يحيى و سنّة سبع و سبعون سنة إلاّ أياما.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السقا، و أبو محمّد بن بالويه، قالا: نا أبو العبّاس الأصم، نا عباس بن محمّد قال: مات (1)يحيى بن معين بالمدينة (2) في أيام الحج قبل أن يحج سنة ثلاث و ثلاثين و مائتين، و صلّى عليه والي المدينة، و كلم الحزامي الوالي فأخرجوا له سرير النبي صلّى اللّه عليه و سلم فحمل عليه (3)،فصلّى عليه الوالي، ثم صلّى عليه بعد ذلك مرارا، و مات و له سبع و سبعون إلاّ أياما.

أخبرنا أبو سعد محمّد بن محمّد بن محمّد، و أبو علي الحسن بن أحمد، و أبو القاسم غانم بن محمّد في كتبهم.

ثم أخبرني أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد، أنا أبو علي، قالوا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا عثمان بن محمّد العثماني، نا علي بن أحمد (4) بن زيد البغدادي قال: سمعت عبّاس بن محمّد.

ح و حدّثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل املاء، حدثني عبد الرزاق (5) بن عبد الواحد الحسن آبادي، نا أبو بكر بن مردويه، أنا عثمان بن محمّد العثماني قال: سمعت أبا القاسم علي بن أحمد بن زيد البغدادي البزار (6) بالبصرة يقول: سمعت عبّاس بن محمّد الدوري.

يقول: مات يحيى بن معين بالمدينة، فحمل على أعواد النبي صلّى اللّه عليه و سلم، و نودي بين يديه، هذا الذي كان ينفي الكذب عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم (7).

ص: 37


1- بالأصل:«مكث» تصحيف، و المثبت عن «ز»، و م.
2- بالأصل: المدينة، تصحيف، و المثبت عن «ز»، و م.
3- سير أعلام النبلاء 91/11.
4- كذا بالأصل و م، و في «ز»: علي بن زيد بن أحمد البغدادي.
5- بالأصل:«إسماعيل بن محمد الدقاق، حدثني علي بن عبد الواحد» و المثبت عن «ز»، و م.
6- كذا بالأصل و م، و في «ز»: البزاز.
7- تهذيب الكمال 235/20.

قال العثماني: و لم يكن عنده عن الدوري غير هذه الحكاية.

أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن [أبي] (1) القاسم بن أبي بكر، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن مسرور، قال: سمعت أبا العباس البالوي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن قال: سمعت أبا العبّاس أحمد بن محمّد بن أحمد الصندوقي يقول: سمعت أبا بكر عبد اللّه بن محمّد بن مسلم الأسفرايني يقول: سمعت محمّد بن إسماعيل المكي يقول: مات يحيى بن معين بالمدينة، و حمل على سرير النبي صلّى اللّه عليه و سلم.

قال إبراهيم بن المنذر، فرأى رجل في المنام النبيّ صلّى اللّه عليه و سلم و أصحابه مجتمعين فقيل له:

- و قال الجنزرودي: لهم - ما لكم مجتمعين ؟ فقال: جئت لهذا الرجل أصلّي عليه، فإنه كان يذبّ الكذب عن حديثي (2).

أخبرنا أبو منصور الشيباني،[أنا-] (3) و أبو الحسن العطّار، نا - الخطيب (4)،أخبرني أبو بكر أحمد بن محمّد بن عبد الواحد المنكدري.

ح ثم أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد، و أبو الحسن مكّي بن أبي طالب، قالا: أنا أحمد بن علي بن خلف.

قالا: أنا محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الحافظ قال: سمعت بكر بن محمّد بن حمدان الصيرفي يقول: سمعت جعفر بن محمّد بن كزال يقول: كنت مع يحيى بن معين بالمدينة فمرض مرضه الذي مات فيه، و توفي بالمدينة، فحمل على سرير رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و رجل ينادي بين يديه: هذا الذي كان ينفي الكذب عن حديث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو منصور، أنا - و أبو الحسن، نا - الخطيب (5)،أنا الحسن بن أبي بكر، نا أحمد بن كامل القاضي، نا أحمد بن محمّد بن غالب قال: لما مات يحيى بن معين نادى

ص: 38


1- سقطت من الأصل، و أضيفت عن م، و «ز»، قارن مع مشيخة ابن عساكر 28/أ.
2- تهذيب الكمال 235/20.
3- زيادة عن «ز»، و م، لتقويم السند.
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 186/14 و تهذيب الكمال 235/20 من طريق جعفر بن محمد بن كزال، و سير أعلام النبلاء 95/11 مثله.
5- تاريخ بغداد 186/14 و تهذيب الكمال 236/20.

إبراهيم بن المنذر الحزامي: من أراد أن يشهد جنازة المأمون على حديث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فليشهد.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (1):و فيها - يعني: سنة ثلاث و ثلاثين - مات يحيى بن معين بالمدينة.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر، نا أبو [الحارث] (2) أحمد بن سعيد، و أنا أبي قالا: نا العبّاس بن محمّد الدوري قال: مات يحيى بن معين بالمدينة في أيام الحج، مات قبل أن يحجّ سنة ثلاث و ثلاثين و مائتين، و صلّى عليه والي المدينة، و كلّم الحزامي الوالي، فأخرجوا له سرير النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فحمل عليه، فصلى عليه الوالي، ثم صلّى عليه بعد ذلك، و مات و له سبع و سبعون سنة إلاّ أياما (3).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو بكر الخطيب، أنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحرشي (4)،و أبو سعيد محمّد بن موسى بن الفضل الصيرفي، قالا: نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصمّ قال: سمعت العبّاس بن محمّد الدوري يقول: مات يحيى بن معين سنة ثلاث و ثلاثين و مائتين.

أخبرنا أبو منصور الشيباني، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - الخطيب (5)،أنا القاضي أبو بكر الحيري، و أبو سعيد الصيرفي.

ح و أخبرنا أبو حامد أحمد بن نصر بن علي بن أحمد بطوس، نا أبي أبو الفتح، أنا أحمد بن الحسن الحيري.

قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب الأصم قال: سمعت العبّاس بن محمّد الدوري

ص: 39


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ينتهي عند حوادث سنة 232، و نقله المزي في تهذيب الكمال 235/20 عن خليفة بن خياط .
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن «ز»، و مكانها بياض في م.
3- تقدم الخبر من طريق آخر عن العباس بن محمد الدوري.
4- بدون إعجام في م، و في «ز»: الجرشي.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 187/14.

يقول: مات يحيى بن معين سنة ثلاث و ثلاثين و مائتين، و كان قد بلغ سنة سبعا و سبعين سنة إلاّ عشرة أيام أو نحوه.

قال الخطيب: هكذا ذكر الدوري مبلغ سنّه، و الصحيح ما أخبرنا (1) الصيمري، نا علي بن الحسن الرازي، نا محمّد [بن الحسين] (2) الزعفراني، نا أحمد بن زهير قال: ولد يحيى بن معين سنة ثماني و خمسين و مائة، و مات بمدينة الرسول صلّى اللّه عليه و سلم لسبع ليال بقين من ذي القعدة سنة ثلاث و ثلاثين و مائتين، و قد استوفى خمسا و سبعين سنة، و دخل في الست، و دفن بالبقيع، و صلّى عليه صاحب الشرطة.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمّام الواسطي، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا الكوكبي، نا ابن أبي خيثمة قال (3):و مات يحيى بن معين بمدينة الرسول صلّى اللّه عليه و سلم لسبع بقين من ذي القعدة سنة ثلاث و ثلاثين، و قد استوفى خمسا و سبعين سنة، و دخل في الست، و دفن بالبقيع و صلّى عليه صاحب الشرطة.

أخبرنا أبو القاسم النسيب، نا أبو بكر الخطيب، أخبرني أبو الحسن (4) محمّد بن عمر بن بكار، نا عبد اللّه بن أحمد بن عبد اللّه الورّاق، نا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عبيد اللّه التمّار المقرئ - إملاء - نا يحيى بن معين أبو زكريا سنة ثلاث و ثلاثين في الجانب الغربي في الكناس، و هو سوق الدواب، و كان خارجا إلى مكة، و فيها مات بالمدينة.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا: أنا أحمد بن علي بن خلف، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني عبد العزيز بن عبد الملك الأموي، نا أبو بكر محمّد بن العبّاس بن فضيل، نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار قال:

مات يحيى بن معين سنة ثلاث و ثلاثين و مائتين.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو بكر الخطيب، أنا محمّد بن أحمد بن

ص: 40


1- الذي بالأصل و م و «ز»: «و الصحيح ما أخبرنا أبو منصور القزاز، و أبو الحسن العطار، نا الخطيب نا الصيمري». و من قوله: و الصحيح... هو تتمة كلام الخطيب، و العبارة متصلة في تاريخ بغداد 187/14 فلعله اشتبه على النساخ و جعلوا العبارة من قوله:«و الصحيح...» هو تعقيب من المصنف على كلام الخطيب.
2- زيادة عن «ز»، و م، و في تاريخ بغداد: الحسن.
3- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 234/20.
4- كذا بالأصل و م، و في «ز»: الحسين.

رزق، نا أحمد بن عيسى بن الهيثم التمار، نا أبو غالب علي بن أحمد بن النضر قال: مات يحيى بن معين سنة ثلاث و ثلاثين.

أخبرنا أبو منصور الشيباني، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - الخطيب (1)،أنا البرقاني قال: قرأت على أبي بكر أحمد بن جعفر بن سلم (2)،حدّثكم أبو أيوب أحمد بن بشر (3)الطيالسي، قال: مات أبو زكريا يحيى بن معين سنة ثلاث و ثلاثين و هو حاج بالمدينة ذاهبا قبل أن يحج لتسع - أو لسبع - ليال بقين من ذي القعدة سنة ثلاث و ثلاثين و مائتين.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، نا نصر بن إبراهيم، أنا عبد الوهّاب (4) بن [محمد بن] (5) جعفر المقرئ، أنا أبو الحسين أحمد بن الحسين [بن] (6) مأمون - بمصر - نا أبو الكرام محمّد بن أحمد البزار، نا إسحاق بن إبراهيم بن يونس المنجنيقي، نا أبو بكر بن جناد المروزي، حدّثني جعفر أبو الفضل، عن ابن سيرين قال: رأيت يحيى بن معين في المنام، فقلت: ما فعل اللّه بك ؟ قال: قرّبني و أدناني، و زوّجني ثلاثمائة حوراء، فقلت:

بما ذا؟ فأخرج شيئا من كمّه فقال: بهذا - يعني-[الحديث] (7).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، و أبو محمّد طاهر بن سهل، قالا: نا أبو بكر الخطيب، أنا محمّد بن عبد اللّه بن صالح المقرئ - بأصبهان - أنا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر قال: سمعت عبدان يقول: حدّثني القاسم بن نصر المخرمي، حدّثني رجل سمّاه ذهب عني اسمه قال: رأيت النبي صلّى اللّه عليه و سلم في ما يرى النائم، و النبي صلّى اللّه عليه و سلم نائم و يحيى بن معين قائم على رأسه يذبّ عنه بمذبة، فلمّا أن أصبحت، أتيت يحيى فأخبرته، فقال لي: نحن نذبّ عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم الكذب.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم الحافظ ، أنا محمّد بن أحمد بن محمويه العسكري، و حدّثني عنه الحسين بن محمّد بن عمر، نا أحمد بن علي بن سعيد قاضي

ص: 41


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 186/14-187.
2- كذا بالأصل و م و تاريخ بغداد، و تحرفت في «ز» إلى: سالم.
3- كذا كذا بالأصل و م و «ز»، و تاريخ بغداد، و في تهذيب الكمال: بشير.
4- كذا بالأصل و م، و في «ز»: عبد اللّه.
5- الزيادة عن «ز»، و م.
6- زيادة عن «ز»، سقطت اللفظة من الأصل و م.
7- سقطت من الأصل، و زيدت عن «ز»، و م.

حمص، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا يحيى بن أيوب المقدسي قال: رأيت كأن النبي صلّى اللّه عليه و سلم نائم و عليه ثوب مغطى و أحمد و يحيى يذبّان عنه.

أخبرنا أبو منصور، أنا - و أبو الحسن، نا - الخطيب (1)،أنا محمّد بن الحسين الأزرق، أنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن زياد (2) القطّان، نا جعفر بن أبي عثمان الطيالسي قال: سمعت حبيشا يعني:[ابن مبشر الفقيه يقول: رأيت يحيى] (3) بن معين - في النوم فقلت: ما فعل بك ربّك ؟ قال: أعطاني و حباني، و زوّجني ثلاثمائة حوراء، و مهّد لي بين البابين (4).

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، نا أبو بكر الخطيب، قال: كتب إليّ أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان الدمشقي يذكر أن أبا الحسين أحمد بن جعفر الصيدلاني البغدادي أخبرهم بدمشق، نا الحسين بن عبيد اللّه الأبزاري (5)،حدّثني حبيش بن مبشر قال: رأيت يحيى بن معين في النوم، فقلت: ما فعل اللّه بك ؟ قال: مهّد لي بين المصراعين - يعني: ما بين بابي الجنّة - ثم ضرب بيده إلى كمّه، فأخرج درجا - يعني و قال: إنّما نلنا [ما نلنا] (6)بهذا، يعني: كتابة الحديث.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن أحمد قال: قال حبيش بن مبشّر: رأيت يحيى بن معين في النوم، فقلت: ما فعل اللّه بك ؟ قال: غفر لي و أعطاني، و حباني، و زوّجني ثلاثمائة حوراء، و أدخلني عليه مرّتين (7).

أخبرنا أبو منصور الشيباني، أنا - و أبو الحسن، نا - الخطيب (8)،أخبرني الأزهري، نا محمّد بن الحسن الصيرفي، نا أبو أحمد بن المهتدي باللّه.

ص: 42


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 187/14.
2- سقطت من تاريخ بغداد.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك للإيضاح عن «ز»، و م، و تاريخ بغداد.
4- كذا بالأصل و م و «ز»، و في تاريخ بغداد: الناس.
5- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 236/20.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن «ز»، و م، و تهذيب الكمال.
7- تهذيب الكمال 236/20.
8- تاريخ بغداد 187/14.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عبد الجبّار بن توبة، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقور.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو البركات الأنماطي، قالا: أنا أبو محمّد الصريفيني، قالا: أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن عبدان الصيرفي، نا أبو أحمد - و هو ابن المهتدي [حدثني حسين يعني ابن الخصيب (1)] (2)-حدّثني حبيش بن مبشّر قال: رأيت يحيى بن معين في النوم، فقلت: ما فعل اللّه بك ؟ قال: أدخلني عليه في داره، و زوّجني ثلاثمائة حوراء، ثم قال للملائكة - و قال ابن السّمرقندي و ابن توبة: لملائكته - انظروا إلى عبدي كيف تطرّى (3) و حسن.

أخبرنا أبو منصور، أنا - و أبو الحسن، نا - الخطيب (4)،أنا الحسين بن محمّد بن جعفر الخالعي في ما أذن أن نرويه عنه، أنا علي بن محمّد الهمداني، حدّثني موسى بن هارون الزيّات، حدّثني عبد اللّه بن أحمد قال: قال بعض المحدّثين في يحيى بن معين:

ذهب العليم بعيب كلّ محدّث *** و بكلّ مختلف من الإسناد

و بكلّ وهم في الحديث و مشكل *** يعيا به علماء كلّ بلاد

8215 - يحيى بن معيوب الحجوري الهمداني

8215 - يحيى بن معيوب الحجوري الهمداني (5)

ممن قتل الوليد بن يزيد بن عبد الملك، له ذكر.

8216 - يحيى بن منقذ الفراديسي

سمع مكحولا.

روى عنه: الوليد بن مسلم.

وجدت بخط أبي الحسن بن جوصا.

و قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن أبي زروان، أنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنا أحمد بن

ص: 43


1- من طريقه روي الخبر في سير الأعلام 91/11.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك لتقويم السند عن «ز» و م.
3- كتب مصحح تاريخ بغداد في الحاشية:«تطرى: في هامش مجلد الأنماطي: لعله نضر من النضرة».
4- الخبر و البيتان في تاريخ بغداد 186/14 و تهذيب الكمال 236/20.
5- كذا بالأصل و م، و في «ز»: الهمذاني.

عمير بن يوسف، نا أبو عامر المرّي، نا الوليد بن مسلم، أنا شيخ من الجند يقال له يحيى بن منقذ من أهل الفراديس قال: ذبحت شاة فأكلت لحمها، فسألت مكحولا عن جلدها فقال: أ ليس إنّما ذبحتها للحمها، قلت: نعم، قال: فإنّ جلدها من لحمها.

8217 - يحيى بن موسى بن إسحاق، و يقال: ابن هارون القرشي

حدّث عن علي بن معبد المصري الصغير، و زيد بن يحيى بن عبيد.

روى عنه: أبو حامد أحمد بن حمدويه بن موسى النيسابوري القاضي المؤذن، و أحمد بن المعلّى القاضي.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، و أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد المقرئ، و أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، قالوا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو علي بن شعيب، نا أحمد بن المعلّى بن يزيد الأسدي، نا يحيى بن موسى بن هارون، نا زيد بن يحيى بن عبيد، نا سعيد بن عبد العزيز، عن الزهري (1)،عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، عن أبي هريرة عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«لا تأتوا النساء في أدبارهنّ »[13180].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا تمّام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه بن مروان، نا يحيى بن موسى بن هارون القرشي، نا زيد بن يحيى بن عبيد، نا سعيد بن عبد العزيز، عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، عن أبي هريرة عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم في صلاة (2) الجماعة أنه قال:«من أدرك من صلاة ركعة فقد أدركها»[13181].

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني أبو سعيد بن أبي حامد، حدّثني أبي، نا يحيى بن موسى الدمشقي بمكة، نا علي بن معبد، نا إسحاق بن أبي يحيى الكعبي، نا الأوزاعي، حدّثني عبدة بن أبي لبابة (3) قال:

سمعت زرّ بن حبيش يقول: سمعت حذيفة يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«أوحى اللّه إليّ : يا أخا المرسلين، يا أخا المنذرين، أنذر قومك أن لا يدخلوا بيتا من بيوتي إلاّ بقلوب سليمة،

ص: 44


1- قوله:«عن الزهري» سقط من «ز».
2- لفظة «صلاة» استدركت على هامش «ز»، و بعدها صح.
3- في «ز»: «عبدة بن كنانة» و في م:«عبدة بن أبي أنانة» و هو عبدة بن أبي لبابة الأسدي الغاضري، أبو القاسم الكوفي ترجمته في تهذيب الكمال 167/12.

و ألسن صادقة، و أيد (1) نقية، و فروج طاهرة، و لا يدخلوا بيتا من بيوتي و لأحد من عبادي عند أحد منهم ظلامة، فإنّي ألعنه ما دام قائما بين يدي يصلّي، حتى تردّ تلك الظلامة إلى أهلها، فإذا فعل أكون سمعه الذي يسمع به، و أكون بصره الذي يبصر به، و يكون من أوليائي و أصفيائي، و يكون مع النبيين و الصدّيقين و الشهداء»[13182].

8218 - يحيى بن أبي الورد الفرغاني

8218 - يحيى بن أبي الورد الفرغاني (2)

حدّث بدمشق عن حجّاج بن محمّد الأعور المصيصي، و محمّد بن مصعب القرقساني.

كتب عنه أبو حاتم الرّازي.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم العبدي، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (3):يحيى بن أبي (4) الورد الفرغاني، روى عن حجّاج بن محمّد الأعور، و محمّد بن مصعب القرقساني، كتب عنه أبي بدمشق.

8219 - يحيى بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم

أمّه أم ولد.

له ذكر، تقدم ذكره في ترجمة أخيه تمّام.

8220 - يحيى بن وهب بن عبد الملك بن أكيدر الكلبي، و يقال: الكندي

8220 - يحيى بن وهب بن عبد الملك بن أكيدر الكلبي، و يقال: الكندي (5)

من أهل دومة الجندل (6).

حدّث عن أبيه.

ص: 45


1- بالأصل و م: و أيدي، و المثبت عن «ز».
2- ترجمته في الجرح و التعديل 194/9.
3- أقحم بعدها بالأصل:«يحيى بن أبي حاتم قال».
4- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الجرح و التعديل: يحيى بن الورد.
5- ترجمته في الجرح و التعديل 194/9.
6- دومة الجندل: حصن على سبعة مراحل من دمشق بينها و بين المدينة.

روى عنه: ابنه عمرو بن يحيى، و عمرو بن محمّد بن الحسن البصري، و إبراهيم بن محمّد الأسلمي، و إسحاق بن حباب.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحدّاد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو أحمد الغطريفي، نا أبو الحسن المصري - بالبصرة - نا موسى بن نصر بن سلام، نا عمرو بن محمّد بن الحسن البصري، نا يحيى بن وهب بن عبد الملك بن أكيدر صاحب دومة الجندل عن أبيه عن جده قال: كتب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم إلى أبي و لم يكن معه خاتم، فختمه بظفره (1).[13183] أنبأنا أبو الحسين و أبو عبد اللّه قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (2):يحيى بن وهب الكلبي، و لجدّه صحبة، روى عن....... (3)

روى عنه: إسحاق بن حباب مولى لقريش، سمعت أبي يقول ذلك، و يقول: هو مجهول.

8221 - يحيى بن هانئ بن عروة بن فضفاض،

و يقال: قعاص المرادي الكوفي (4)

سمع أباه، و أنس بن مالك، و عبد الحميد بن محمود المعولي البصري، و رجاء الزبيدي، و نعيم بن دجاجة، و أبا حذيفة عبد اللّه بن محمّد، و الحارث بن قيس صاحب ابن مسعود، و أبا حمير صاحب كعب الأحبار، و أبا خيثمة عبد الرّحمن بن أبي سبرة الجعفي، و [تبع] (5) ابن عامر ابن أخت (6) كعب.

و حدّث عن فروة بن مسيك.

ص: 46


1- رواه ابن حجر في الإصابة 431/2 في ترجمة عبد الملك بن أكيدر.
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 194/9.
3- كذا بياض بالأصل و م و «ز»، و كتب بهامش «ز»: بياض بالأصل، و بياض أيضا في الجرح و التعديل.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 246/20 و تهذيب التهذيب 185/6 و التاريخ الكبير 309/8 و الجرح و التعديل 195/9.
5- زيادة عن «ز»، و م، و في تهذيب الكمال: تبيع.
6- كذا بالأصل و م و «ز»، و في تهذيب الكمال: امرأة.

روى عنه: شعبة، و الثوري، و شريك بن عبد اللّه، و أشعث بن سوار الأثرم، صاحب التوابيت، و أبو كيران الحسن بن عقبة المرادي، و أبو جناب يحيى بن أبي حية الكلبي، و أبو بكر بن عيّاش، و الحسن بن عمرو الفقيمي، و كان سيدا بالكوفة.

و وفد على الوليد بن عبد الملك.

أخبرنا أبو منصور محمّد بن أحمد بن عبد المنعم الإمام، أنا أبو منصور شجاع، و أبو زيد أحمد ابنا علي بن شجاع، و أبو عيسى عبد الرّحمن بن محمّد بن زياد، و أبو بكر محمّد بن أحمد بن الحسن بن ماجة.

ح و أخبرنا أبو الفضل عبيد اللّه بن محمّد بن إبراهيم بن سعدويه، أنا المطهر بن عبد الواحد بن محمّد، و أبو عيسى بن زياد، و أبو بكر بن ماجة.

ح و أخبرنا أبو شكر حمد بن أحمد بن حمد بن الخطاب، أنا محمّد بن عمر الطهراني و المطهّر البزاني.

ح و أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن سلامة بن الرطبي القاضي، و أبو الوفاء عبد اللّه بن محمّد الدشتي، و أبو منصور فاذشاه بن أحمد بن نصر بن علي بن الحسين بن فاذشاه، و أبو عبد اللّه محمّد بن حمد بن [أحمد بن] (1) علي الصوفي، و أبو عبد اللّه الحسين بن حمد بن محمّد بن عمرويه، و أبو سعيد شيبان بن عبد اللّه بن شيبان المؤدّب، و أبو غانم أحمد بن عبد الواحد بن محمّد بن زياد، و أبو سعد حامد بن أحمد بن علي، و أبو عبد اللّه محمّد بن أبي القاسم إبراهيم (2) بن محمّد، و أبو نصر الحسين بن رجاء بن محمّد بن سليم، و أبو عبد اللّه ظفر بن إسماعيل بن الحسن بن عبد الواحد، و أبو المناقب ناصر بن حمزة بن ناصر، قالوا: أنا أبو بكر بن ماجة.

ح و أخبرنا أبو القاسم رستم بن محمّد بن عبد الرّحمن القاضي، و أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، و أبو المظفّر بندار بن (3) أبي زرعة البيع (4)،و أبو المعالي ليث بن أبي الفوارس البزّار، قالوا: أنا أبو عيسى بن زياد.

ص: 47


1- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز»، و م.
2- سقطت اللفظة من «ز».
3- تحرفت بالأصل إلى: عن، تصحيف عن «ز»، و م، قارن مع مشيخة ابن عساكر 34/أ.
4- في م: و البيع.

ح و أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن (1)،أنا المطهّر بن عبد الواحد.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو الحسن عبيد اللّه بن محمّد بن إسحاق بن مندة، قالوا: أنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن المرزبان الأبهري، نا أبو جعفر محمّد بن إبراهيم بن [يحيى بن] (2) الحكم، نا أبو جعفر محمّد بن سليمان بن حبيب المصيصي، نا أبو بكر بن عيّاش، نا يحيى بن هانئ، حدّثني أبو حذيفة، عن عبد الملك بن محمّد بن بشير، عن عبد الرّحمن بن علقمة قال: قدم وفد ثقيف على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و معهم هدية، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«ما هذه معكم، هدية أم صدقة ؟ فإن الصدقة يبتغى بها وجه اللّه، و إنّ الهدية يبتغى بها وجه الرسول و قضاء الحاجة» قالوا: لا، بل هدية، فقبلها منهم[13184].

انتهى حديث إسماعيل الحافظ ، و زادوا: ثم جعلوا يستفتونه و يسألونه، فما صلّى الظهر إلاّ مع العصر.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني جدي، نا أبو بكر بن عيّاش، حدّثني يحيى بن [هانئ، حدثني أبو] (3) حذيفة، عن عبد الملك بن محمّد بن بشير (4)،عن عبد الرّحمن بن علقمة قال: قدم وفد ثقيف و معهم هدية، قد جاءوا بها، فقال لهم - يعني:

النبي صلّى اللّه عليه و سلّم-: «ما هذه ؟ أ هدية أم صدقة ؟ فإنّ الصدقة يبتغى بها وجه اللّه، و إن الهدية يبتغى بها وجه الرسول و قضاء الحاجة» فقالوا: هدية، فقبلها منهم[13185].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد بن عبد الواحد، أنا أبو علي الحسن بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا عبد الرّحمن بن مهدي، عن سفيان، عن يحيى بن هانئ، عن عبد الحميد بن محمود قال: صلّيت مع أنس يوم الجمعة، فدفعنا إلى السواري، فتقدمنا أو تأخرنا، فقال أنس: كنا نتقي هذا على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

ص: 48


1- في م:«محمّد بن الحسن بن علي» و صحف في «ز» إلى:«محمّد بن علي بن الحسن» قارن مع مشيخة ابن عساكر 182/أ.
2- زيادة عن «ز»، و م.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك للإيضاح و تقويم السند عن «ز»، و م.
4- الأصل، بشر، تحريف، و المثبت عن «ز»، و م.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو القاسم بن أبي هاشم العلوي - بالكوفة - و أبو بكر بن الحسن القاضي - بنيسابور - قالا: أنا أبو جعفر بن دحيم، نا محمّد بن الحسين بن أبي الحسن، نا قبيصة بن عقبة، عن سفيان، نا يحيى بن هانئ، عن عبد الحميد بن محمود قال: كنّا مع أنس بن مالك في الصف، فصفّوا (1) بنا حتى ألقينا (2)بين السواري، فتأخّر، فلمّا صلّى قال: قد كنّا نتقي هذا على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو بكر عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا محمّد بن بشّار (3)،نا يحيى، عن سفيان، عن يحيى بن هانئ بن عروة المرادي، عن عبد الحميد بن محمود قال: صلّيت إلى جنب أنس بن مالك، فزحمنا إلى السواري، فقال: كنّا نتقي هذا على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، قال أبو بكر: هذه سنة تفرد بها أهل الكوفة.

و قد رواه ثمامة عن أنس، و لكن ثمامة ضعيف.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو جعفر محمّد بن علي بن محمّد بن أحمد بن السمناني، أنا [أبو] (4) محمّد الصريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا شعبة، عن يحيى بن هانئ قال: سمعت عمر بن الخطّاب يقول: لا هجرة بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي، نا عبد الرحيم بن سليمان، عن أشعث، عن يحيى بن هانئ قال: وفدنا إلى الوليد بن عبد الملك، و معنا أنس بن مالك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي (5)،[أنا أبو الفضل بن خيرون] (6) أنا أبو العلاء

ص: 49


1- كذا بالأصل، و في م:«فرموا» و في «ز»: فقدموا.
2- الأصل:«التقينا» و المثبت عن «ز»، و م.
3- تحرفت بالأصل إلى: يسار، و التصويب عن «ز»، و م، راجع ترجمة عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث في سير الأعلام 221/13.
4- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز»، و م.
5- كذا بالأصل و م، و في «ز»: أبو البركات بن المبارك.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن «ز»، و م.

الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: هانئ بن عروة بن فروة بن مسيك، و حدّث الثوري عن يحيى بن هانئ بن عروة.

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر.

أخبرنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و ابن النرسي - و اللفظ له - قالوا:

أنا أبو أحمد، زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال:

يحيى بن هانئ، قال أبو نعيم: نا سفيان عن يحيى بن هانئ، عن عبد الحميد بن محمود: كنا مع أنس بن مالك، و رأى أميرا من الأمراء، فدفعونا حتى [قمنا] (1) بين الساريتين، فجعل أنس يتأخر، و قال: كنا نتقي هذا على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم (2).

ثم قال (3):يحيى بن هانئ المرادي، عن أبي حمير (4) عن كعب، المطر روح (5)الأرض، قال ابن يوسف عن سفيان.

و قال محمّد بن حاتم بن بزيع، نا يحيى بن أبي بكير، عن شعبة قال: يحيى بن هانئ بن عروة أخبرني - و كان سيّد أهل الكوفة - قال: سمعت نعيم بن دجاجة سمعت عمر: لا هجرة بعد النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، يعني بعد وفاته.

هكذا فرّق البخاري بينهما (6) و جعلهما ابن أبي حاتم، واحدا، و هو أشبه، فقال:

ما أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي - إذنا - و أبو عبد اللّه الأديب - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

ص: 50


1- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز»، و م.
2- القول السابق ليس في التاريخ الكبير.
3- التاريخ الكبير للبخاري 309/8 ترجمة رقم 3126.
4- كذا بالأصل و م و «ز»، و في التاريخ الكبير:«أبي خمير» و كتب محققه بالهامش: و هكذا ضبطه ابن ماكولا و قد يشتبه بتبيع ابن امرأة كعب فإن يحيى هذا يروي عنه كما في التهذيب و غيره، و قد قال ابن معين: إن كنية تبيع أبو حمير قاله ابن ماكولا.
5- كذا بالأصل و م و «ز»: «روح» و في التاريخ الكبير: زوج.
6- لم يرد في التاريخ الكبير إلاّ ترجمة واحدة ليحيى بن هانئ.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):

يحيى بن هانئ بن عروة بن قعاص المرادي، كوفي، و كان من أشراف (2) العرب، روى عن عبد الحميد بن محمود، و رجاء الزبيدي، و أبيه، و نعيم بن دجاجة، و أبي حمير، روى عنه الثوري، و شعبة، و شريك بن عبد اللّه، سمعت أبي يقول ذلك.

ذكره أبي عن إسحاق - يعني: ابن منصور - عن يحيى بن معين قال: يحيى بن هانئ بن عروة المرادي ثقة، و سألت أبي عن يحيى بن هانئ بن عروة فقال: ثقة، صالح، روى عنه الثوري، و شعبة، سيّد من سادات الكوفة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (3)،نا أبو نعيم، نا سفيان، عن يحيى بن هانئ المرادي، و عن شبيب بن غرقدة، و عن عياش العامري قال يعقوب: كلّ هؤلاء كوفيون، ثقات.

قال: و نا يعقوب، نا قبيصة، نا سفيان، عن يحيى بن هانئ بن عروة، كوفي، ثقة.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين بن عبد اللّه، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد البرقاني قال: و سمعته - يعني: الدارقطني - يقول: يحيى بن هانئ يحدّث عنه أبو بكر بن عيّاش، و الثوري، كوفي، يحتج به.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (4):سنة تسع و ثلاثين فيها خرج أبو مريم بناحية الفرات، فوجّه إليه علي يحيى (5) بن هانئ، ثم سار عليّ فقتل أبا مريم. ذكر ذلك أبو عبيدة.

[قال ابن عساكر:] لا أرى يحيى هذا صاحب الترجمة، فإني لا أراه أدرك عليا، و اللّه أعلم.

ص: 51


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 195/9.
2- بالأصل: أشرف، تصحيف، و المثبت عن «ز»، و م.
3- رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة و التاريخ 238/3-239.
4- رواه خليفة بن خيّاط ص 198 (ت. العمري).
5- بالأصل:«علي بن يحيى بن هانئ» خطأ، و التصويب بحذف «بن» بين علي و يحيى.

8222 - يحيى بن هانئ أبو صفوان الرّعينيّ

8222 - يحيى بن هانئ أبو صفوان الرّعينيّ (1)

حدّث عن هشام بن عروة، و ابن علاثة.

روى عنه: أبو عثمان سعيد بن عبيد اللّه الخولاني، و عبد الرّحمن بن يحيى بن إسماعيل بن عبيد اللّه.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر - قراءة - عن أبي طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي (2)،حدّثني يزيد بن عبد الصمد، نا عبد الرّحمن بن يحيى، نا أبو صفوان الرّعينيّ يحيى بن هانئ، قال: قال ابن (3) علاثة: و لأنّي عمر بن عبد العزيز الصدقة بالجزيرة، فبلغت ثلاثين ألفا، فكتب إليه عمر يأمره أن يأخذ منها الثمن و يبعث إليه بالبقية.

رواه النسائي في الكنى عن يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد، و قال: فبلغت ثمانين ألفا.

قال: و نا أبو بشر، قال (4):أبو صفوان يحيى بن هانئ الرّعينيّ .

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد قال:

أبو صفوان يحيى بن هانئ الدّمشقي، نا هشام بن عروة، عن أبيه قال: يعرف صلاح القوم بطيب عرانهم - يعني: أفنيتهم - روى عنه أبو عثمان سعيد بن عبيد اللّه الخولاني.

أخبرناه أبو حفص عمر بن أحمد بن علي الجوهري، نا أحمد بن سيّار، نا أبو عثمان سعيد بن عبيد اللّه الخولاني، نا يحيى بن هانئ أبو صفوان الدّمشقي.

8223 - يحيى بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص

8223 - يحيى بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص (5)

ولي بعض المغازي في ولاية أبيه، له ذكر.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو بكر الخطيب، نا أبو الطّيّب المطهر بن محمّد بن الحسن بن خاقان البغوي - إملاء - بنيسابور، قال: سمعت أبا علي زاهر بن أحمد الإمام يقول: سمعت عمر بن الحسن القاضي يقول: سمعت ابن أبي الدنيا يقول: سمعت

ص: 52


1- الكنى و الأسماء للدولابي 12/2.
2- الخبر رواه الدولابي في الكنى و الأسماء 12/2.
3- تحرفت في الكنى و الأسماء إلى: أبو علاثة.
4- الكنى و الأسماء للدولابي 12/2.
5- جمهرة أنساب العرب ص 92.

محمّد بن يوسف بن الحكم يقول: سمعت يحيى بن هاشم الأموي يقول: قال عبد الملك بن مروان: الفكرة منك في عيوبك مطردة لمكايد الشيطان لك في عيوب غيرك.

قال الخطيب: كذا جاء في هذه الرواية، يحيى بن هاشم الأموي، و جاء في غيرها:

يحيى بن هشام الأموي، و اللّه أعلم بالصواب، و لا أرى شيخ ابن أبي الدنيا أدرك يحيى بن هشام صاحب الترجمة، و اللّه أعلم.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و غيره، قالوا: نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم، نا ابن عائذ، أنا الوليد قال: قال غير ذلك الشيخ: إن هشاما أغزى في سنة إحدى و عشرين و مائة مسلمة بن هشام، و يحيى بن هشام بن عبد الملك ذلك العام ملطية، فرابط بها تلك السنة (1).

8224 - يحيى بن يحيى بن قيس بن حارثة بن عمرو بن زيد بن عبد مناة

ابن [الحسحاس بن] (2) بكر بن [وائل بن] (3) عوف بن عمرو بن [عامر-

و يقال: ابن الحسحاس بن بكر بن عوف بن عمرو بن] (4) عدي بن عمرو ابن مازن بن الأزد أبو عثمان الغسّاني (5)سيّد أهل دمشق.

استعمله عمر بن عبد العزيز على الموصل (6).

روى عن: محمود بن لبيد الأنصاري، و سعيد بن المسيّب، و أبي إدريس الخولاني، و قيس بن الحارث، و عروة بن الزبير، و مكحول، و عمرة بنت عبد الرّحمن، و أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم.

روى عنه: ابنه هشام، و عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و سفيان بن عيينة،

ص: 53


1- راجع ما جاء في تاريخ خليفة ص 352 و تاريخ الطبري 160/7 (حوادث سنة 121 فيهما).
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن «ز»، و م.
3- الزيادة عن «ز»، و م.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك لتقويم النسب عن «ز»، و م.
5- ترجمته في تهذيب الكمال 257/20 و تهذيب التهذيب 189/6 و ميزان الاعتدال 413/4 و طبقات خليفة ص 573 و طبقات ابن سعد 466/7 و التاريخ الكبير 310/8 و الجرح و التعديل 197/9.
6- في تهذيب الكمال: على قضاء الموصل.

و [عبد اللّه] (1) بن عون، و محمّد بن إسحاق بن يسار، و حصين بن جعفر الفرازي، و صدقة بن عبد اللّه السمين، و محمّد بن راشد المكحولي، و أبو بكر بن أبي مريم الغسّاني.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا منصور بن الحسين، و أحمد بن محمود، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو الحسن محمّد بن الفيض الغسّاني الدّمشقي - بدمشق - نا إبراهيم بن يحيى بن يحيى الغسّاني، حدّثني أبي، عن أبيه عن جده عن عمرة، عن عائشة قالت: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«القطع في ربع دينار فصاعدا»[13186].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني - زاد أبو البركات: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خيّاط قال (2) في الطبقة الثالثة من أهل الشامات: يحيى بن يحيى الغسّاني، مات سنة خمس و ثلاثين و مائة.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد بن رباح (3)،أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول: يحيى بن يحيى الغسّاني ولي لعمر (4) بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوه، أنا أبو الحسن (5) اللنباني (6)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد قال (7) في الطبقة الثالثة من أهل الشام: يحيى بن يحيى الغسّاني، و كان بدمشق عالما بالفتيا و القضاء، مات سنة خمس و ثلاثين و مائة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا الحريري (8)،عن أبي محمّد الجوهري (9)،أنا أبو

ص: 54


1- زيادة عن تهذيب الكمال.
2- طبقات خليفة بن خيّاط ص 573 رقم 2989 طبعة دار الفكر.
3- في «ز»: رياح، تصحيف.
4- تحرفت بالأصل إلى:«أحمد» و التصويب عن «ز»، و م.
5- تحرفت في م إلى: الحسين.
6- تحرفت بالأصل و «ز» إلى: اللبناني، و بدون إعجام في م.
7- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
8- كذا بالأصل و م و «ز»، و ليست في عامود نسبه، راجع ترجمة أبيه الحسن بن أحمد في سير الأعلام 380/18 و ترجمته فيها 603/19.
9- زيد بعدها في «ز»: و حدثنا عمي رحمه اللّه، أنا أبو طالب بن يوسف أنا الجوهري قراءة.

عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال (1):في الطبقة الخامسة من أهل الشام: يحيى بن يحيى الغسّاني، و كان بدمشق، عالما بالفتيا و القضاء، مات سنة خمس و ثلاثين و مائة في آخر (2) خلافة أبي العبّاس، و له أحاديث.

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهّاب - زاد أبو الفضل، و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (3):

يحيى بن يحيى الغسّاني، عن سعيد بن المسيّب، عن جابر روى عنه ابن عيينة (4).

قال علي: قلت لسفيان إن ابن عون روى عن يحيى بن يحيى الغسّاني أن عبد الرّحمن بن أبي بكر عشق جارية فقال: سمعته، سمعت عروة يحدّثه و لم يكن بذاك المسن، هو الكندي سيّد أهل دمشق.

أخبرنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن - إذنا - و أبو عبد اللّه الأديب - شفاها - قالا:

أنا أبو القاسم العبدي، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (5):

يحيى بن يحيى الغسّاني، دمشقي، و كان قاضيها، مات سنة خمس و ثلاثين و مائة، و يقال: إنه شرب شربة فشرق بها فمات، روى عن سعيد بن المسيّب، و عروة بن الزبير، و عمرة بنت عبد الرّحمن، روى عنه محمّد بن إسحاق، و سفيان بن عيينة، و أبيه هشام بن يحيى، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني (6)،أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في الطبقة الثالثة من تابعي أهل الشام:

يحيى بن يحيى الغسّاني، عامل سليمان، و عمر بن عبد العزيز على الموصل.

ص: 55


1- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 466/7.
2- سقطت من «ز».
3- التاريخ الكبير للبخاري 310/8.
4- إلى هنا تنتهي عبارة التاريخ الكبير.
5- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 197/9.
6- في م: الكناني، تصحيف.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا - قراءة - عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة: يحيى بن يحيى الغسّاني، دمشقي، عامل عمر بن عبد العزيز على الموصل (1).

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا علي بن محمّد البحاثي (2)،أنا علي بن أحمد بن محمّد الزوزني، قال: قال أبو حاتم بن حبّان:

يحيى بن يحيى الغسّاني من كندة، من أهل دمشق، من فقهاء أهل الشام و قرّائهم (3)، سمع أبا إدريس الخولاني، و هو ابن خمس عشرة سنة، و مولده يوم راهط في أيام معاوية بن يزيد سنة أربع و ستين، و ولاّه سليمان بن عبد الملك قضاء الموصل، سمع سعيد بن المسيّب، و أهل الحجاز، فلم يزل على القضاء بها حتى ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة، فأقرّه على الحكم، فلم يزل عليها أيامه، و عمر حتى مات بدمشق سنة ثلاث و ثلاثين و مائة.

أنبأنا أبو المظفّر بن القشيري و غيره، عن أبي الوليد الحسن بن محمّد بن علي، أنا أبو الفرج محمّد بن إدريس بن محمّد بن إدريس قال: قرأت على أبي منصور المظفّر بن محمّد الطوسي، أنا أبو زكريا يزيد بن محمّد بن إياس الأزدي من كتاب طبقات محدّثي أهل الموصل قال:

و منهم يحيى بن يحيى الغسّاني، ولي الموصل لعمر بن عبد العزيز الحرب و الخراج و القضاء، و كان محدّثا متفقها، فصيحا بليغا، روى عن سعيد بن المسيّب، و عروة بن الزبير، و عمر بن عبد العزيز و غيرهم، روى عنه سفيان بن عيينة، و عبد اللّه بن عون و غيرهما.

أخبرنا أبو محمّد المزكي، نا أبو محمّد الصوفي، أنا أبو محمّد التميمي، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (4)،حدّثني معن بن الوليد بن هشام بن يحيى بن يحيى الغسّاني، عن

ص: 56


1- تهذيب الكمال 258/20.
2- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل و م و «ز»، و صورتها:«البحاقى» و الصواب ما أثبت و ضبط عن تبصير المنتبه 126/1 و فيه راوي الأنواع لابن حبان، عن أبي الحسن الزوزني، و عنه زاهر.
3- تهذيب الكمال 258/20.
4- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 254/1.

أبيه، عن جده قال: ولد يحيى بن يحيى الغسّاني يوم راهط ، قال معن: قال أبي: و توفي يحيى بن يحيى سنة ثلاث و ثلاثين و مائة.

قال أبو زرعة (1):راهط كانت سنة خمس و ستين.

أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2)،نا أبو مسهر قال: سمعت كامل بن سلمة بن رجاء بن حيوة قال: قال هشام بن عبد الملك:

من سيّد أهل فلسطين ؟ قالوا: رجاء بن حيوة، قال: فمن سيّد أهل الأردن ؟ قالوا: عبادة بن نسي، قال: فمن سيّد أهل دمشق ؟ قالوا: يحيى بن يحيى الغسّاني، قال: فمن سيّد أهل حمص ؟ قالوا: عمرو بن قيس الكندي، قال: فمن سيّد أهل الجزيرة ؟ قال: عدي بن عدي الكندي، قال: يا لكندة.

أنبأنا أبو الحسين و أبو عبد اللّه قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (3):ذكره أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين أنه قال: يحيى بن يحيى الغسّاني ثقة.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال (4):و كان يحيى بن يحيى الغسّاني ثقة، و كان شاميا، و هو من الفقهاء الذين صحبوا ابن هشام بن عبد الملك حين ولاه أبوه الموسم (5)،و كان أبوه شريفا، كان على شرطة مروان بن الحكم، و هو يحيى بن يحيى بن قيس، و قد سمع منه سفيان بن عيينة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال (6):يحيى بن يحيى الغسّاني ثقة. حدّثنا عنه ابنه

ص: 57


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 692/2.
2- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 249/1 و عن أبي زرعة رواه المزي في تهذيب الكمال 258/20-259.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 197/9.
4- رواه المزي عن المفضل بن غسان الغلابي في تهذيب الكمال 258/20.
5- كذا بالأصل و م و «ز»، و في تهذيب الكمال: ولاه أبوه المدينة.
6- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 453/2.

إبراهيم (1) ببيت (2) لهيا عن يحيى (3).

أنبأنا أبو علي المقرئ و غيره، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، أنا سليمان بن أحمد بن أيوب قال: يحيى بن يحيى، كان من الثقات.

أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (4)،نا أبو مسهر، حدّثني يحيى بن حمزة أن عمر بن عبد العزيز استعمل يحيى بن يحيى على الموصل، فحدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم قال: كان عاملا لسليمان على الجزيرة، فأقرّه عمر بن عبد العزيز في خلافته.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمّام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيوية، أنا محمّد بن القاسم، نا ابن أبي خيثمة، نا أبي، نا يعقوب، نا أبي عن ابن إسحاق قال: سألت يحيى بن يحيى الغسّاني، و كان أميرا لعمر بن عبد العزيز على الموصل.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو محمّد جعفر بن أحمد بن الحسين، أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو جعفر عبد اللّه بن إسماعيل بن إبراهيم، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني أبو علي الحريري (5)،نا أبو حفص التنيسي، حدّثني قاسم بن عبد اللّه، عن هشام بن يحيى الغسّاني، عن أبيه أنه قال له: ما نمت نوما قط فحدّثت نفسي أنّي أستيقظ منه.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، نا أبو علي الحسن بن حبيب، نا يزيد بن عبد الصّمد، نا أبو مسهر، نا هشام بن يحيى، عن أبيه قال: كنت عند أبي فنام ثم استيقظ فقال: يا هشام نمت ؟ قال: قلت: نعم، قال: ما غلب عليّ النوم قط إلاّ حسبت أني (6) لا أستيقظ حتى أموت.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنا نصر بن إبراهيم، و عبد اللّه بن عبد الرزّاق.

ص: 58


1- بالأصل:«حدثنا إبراهيم ابنه عنه» و المثبت عن «ز»، و م و لفظه «ابنه» ليست في المعرفة و التاريخ.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المعرفة و التاريخ: ثبت.
3- كذا بالأصل و م و «ز»: «عن يحيى» و المعنى غير واضح و الذي في المعرفة و التاريخ:«ثبت، أما عن يحيى و هشام سمع منهما سفيان بن عيينة» كذا وردت الجملة فيها، و هي غير واضحة أيضا.
4- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 339/1.
5- كذا بالأصل، و في م:«الحروننى» و في «ز»: «الجروي».
6- الأصل و م:«أن» و المثبت عن «ز».

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن زيد السلمي، أنا نصر بن إبراهيم.

قالا: أنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو علي بن منير، أنا أبو بكر بن خريم، نا هشام بن [عمار، نا هشام بن] (1) يحيى، عن أبيه قال: أمش (2) ميلا عد مريضا، امش ميلين أصلح بين اثنين، امش ثلاثة أميال زر أخا في اللّه.

[قال: و نا هشام بن يحيى عن أبيه قال: رواحك إلى المسجد و انصرافك منه في الأجر سواء] (3).

قال: و نا هشام بن يحيى، عن أبيه قال: أربع كلمات لا يقولن (4) عبد مؤمن بهن إلاّ بوّأه اللّه بيتا في الجنّة: شهادة أن لا إله إلاّ اللّه، فإنّ اللّه يقول: فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطّٰاغُوتِ وَ يُؤْمِنْ بِاللّٰهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقىٰ لاَ انْفِصٰامَ لَهٰا وَ اللّٰهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (5)،و الثانية: العبد إذا أصاب ذنبا قال: أستغفر اللّه، فإن اللّه يقول: وَ الَّذِينَ إِذٰا فَعَلُوا فٰاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللّٰهَ فَاسْتَغْفَرُوا إلى أَجْرُ الْعٰامِلِينَ (6)،و الثالثة: العبد إذا مرّت به نعمة من نعم اللّه قال:

الحمد للّه، فإن اللّه يقول: وَ سِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً إلى فَنِعْمَ أَجْرُ الْعٰامِلِينَ (7)،و الرابعة: العبد إذا أصابته مصيبة رجّع، فإن اللّه يقول: اَلَّذِينَ (8)إِذٰا أَصٰابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قٰالُوا إِنّٰا لِلّٰهِ إلى: وَ أُولٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (9).

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا جدي أبو محمّد، نا أبو علي الأهوازي، نا أبو حفص عمر بن داود بن سلمون، نا أحمد بن محمّد بن عبيد بن آدم بن أبي إياس العسقلاني، نا أبو حارثة أحمد بن إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغسّاني، حدّثني أبي، عن أبيه عن جده أنه كان يوصي ولده و أهل بيته فقال: أنزلوا الأضياف و لا تكلّفوا لهم مئونة، فإنكم إذا تكلفتم (10) لهم ثقلوا عليكم، فأطعموهم مما حضر.

ص: 59


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك لتقويم السند عن «ز»، و م.
2- بالأصل:«امشي» و المثبت عن «ز»، و م.
3- الخبر بتمامه سقط من الأصل، و استدركناه بين معكوفتين عن «ز»، و م.
4- الأصل و م و «ز»: يقولن.
5- سورة البقرة، الآية:256.
6- سورة آل عمران، الآيتان 135-136.
7- سورة الزمر، الآية:73-74.
8- بالأصل:«للذين»، و في «ز»: «و الذين» و المثبت عن م.
9- سورة البقرة، الآيتان 156-157.
10- في «ز»: كلفتم.

قرأت في كتاب أبي الحسين الرّازي، حدّثني محمّد بن [أحمد بن] (1) غزوان، نا أحمد بن المعلّى، حدّثني إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى [الغساني، حدثني أبي قال:

قال ابن سراقة يعني عبد الأعلى بن سراقة ليحيى بن يحيى] (2) حين خرجت المسودة و لم يدخلوا الشام بعد، يا أبا عثمان هل كتبت - يعني (3):إلى المسودة ؟ فقال يحيى: لا، إنّي أشهد اللّه (4) أن ديني واحد، و وجهي واحد، و لساني واحد، فقال له ابن سراقة: تنام و ابن هند لا ينام (5)-يعني أنه قد كتب إليهم فقال له يحيى: لا ينبغي لذي الوجهين أن يكون عند اللّه أمينا.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو محمّد بن الأكفاني (6)،قالا: نا عبد العزيز الكتّاني (7)،أنا تمام بن محمّد، أنا محمّد بن سليمان الربعي، نا محمّد بن الفيض، نا إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى، نا أبي عن جدي قال:

لما نزل عبد اللّه بن علي بالمسودة و حصروا دمشق استغاث الناس بيحيى بن يحيى، فسأله الوليد بن معاوية أن يخرج إلى عبد اللّه بن علي ليأخذ لهم أمانا، فخرج [إلى] (8)عبد اللّه بن علي فلمّا سأله الأمان لأهل دمشق أجابه عبد اللّه بن علي إلى ذلك فاضطرب بذلك الصوت حتى دخل المدينة و قال الناس: الأمان الأمان، فخرج على ذلك من المدينة ناس كثير، و أصعدوا إليهم من المسودة خلقا كثيرا، فقال له يحيى: اكتب لنا كتابا بالأمان الذي جعلته لنا فدعا بدواة و قرطاس، ثم ضرب ببصره نحو المدينة فإذا الحائط قد غشيه المسودة فقال: نحّ هذا القرطاس عني، فإني قد دخلتها قسرا، فقال له يحيى: لا و اللّه، و لكن دخلتها غدرا، لأنك جعلت لنا أمانا، فخرج عليه من خرج و دخل عليه من دخل، فإن كان كما تقول فاردد رجالك عنها، و ارددنا إلى مدينتنا، فقال له عبد اللّه بن علي: إنّه و اللّه لو لا ما أعرف من مودتك إيانا أهل البيت ما استقبلتني بهذا. فقال له يحيى: إنّ اللّه جعلك من أهل

ص: 60


1- الزيادة عن «ز»، و م.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك للإيضاح عن «ز»، و م.
3- استدركت على هامش «ز»، و بعدها صح.
4- في «ز»: إلاّ اللّه.
5- كذا بالأصل، و في م و «ز»: لم ينم.
6- كذا بالأصل و م و م، و زيد في «ز» بعدها:«و أخبرنا أبو طاهر إبراهيم بن الحسن بن طاهر الجهني أنا ابن الأكفاني».
7- في م: الكناني، تحريف.
8- زيدت عن «ز»، و م.

بيت الحقّ و الرحمة و البركة، الذين لا يعرف لهم و لا يقبل منهم إلاّ العمل بتقوى اللّه و طاعته، و اعلم أن قرابتك من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لم تزد حقّ اللّه عليك إلاّ عظما و وجوبا، و لم يزد الناس إلاّ إنكارا للمنكر و معرفة لكلّ ما وافق الحق، فقال عبد اللّه: تنحّ عني، ثم تذمّم عبد اللّه بن علي، فقال: يا غلام، اذهب به إلى حجرتي، تخوفا عليه، لأنه كان عليه قميص أبيض و عمامة، و قد سوّد الناس كلهم، فليس يرى على أحد شيء (1) من البياض غيره، ثم قال عبد اللّه بن علي: اذهب يا غلام بهذا العلم و اركزه في داره، و ناد: من دخل دار يحيى بن يحيى فهو آمن، فلم يقتل فيها أحد، و لا في الدار التي أجير من (2) بها، و انحشروا فيها فسلموا.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: و سألته - يعني: أبا سعيد عبد الرّحمن بن إبراهيم عن يحيى بن يحيى الغسّاني قال: أدرك دخول عبد اللّه بن علي، و كلّمه في أهل دمشق أن يأخذ لهم أمانا.

أنبأنا أبو الحسين بن الحسن، و أبو عبد اللّه بن عبد الملك، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (3):يقال إنه شرب شربة فشرق فيها فمات.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان قال: قال الهيثم: و فيها - يعني: سنة اثنتين و ثلاثين و مائة - مات خصيف (4) الجزري، و عبد اللّه بن طاوس (5)،و يحيى بن يحيى الغسّاني.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا

ص: 61


1- بالأصل و م و «ز»: شيئا.
2- بالأصل و م و «ز»: احترمت. و بأصل المختصر:«احترمت» أيضا، و قد صوبها محققه:«أجير من» عن ابن عساكر، كما ذكر بالهامش.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 197/9.
4- هو خصيف بن عبد الرحمن الجزري، أبو عون الحراني. ترجمته في تهذيب الكمال 462/5.
5- هو عبد اللّه بن طاوس بن كيسان اليماني، أبو محمّد الأبناوي ترجمته في تهذيب الكمال 237/10.

أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال: و مات يحيى بن يحيى الغسّاني يوم دخل عبد اللّه بن علي دمشق في شهر رمضان سنة اثنتين و ثلاثين و مائة (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا عبد الرّحمن بن إبراهيم دحيم قال:

مات يحيى بن يحيى الغسّاني سنة ثنتين و ثلاثين و مائة، سنة جاء ولد العبّاس، و قال عمرو بن دحيم: توفي سنة ثلاث (2) و ثلاثين و مائة (3).

أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي - في كتابه - ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك، و ابن النرسي - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري: قال يحيى بن بكير: مات يحيى بن يحيى سنة خمس و ثلاثين و مائة (4).

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال: سنة خمس و ثلاثين و مائة فيها مات يحيى بن يحيى الغسّاني (5).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمّد، أنا محمّد بن عبد الرّحمن - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم قال: سنة خمس و ثلاثين و مائة توفي فيها يحيى بن يحيى الغسّاني.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلم، عن رشأ بن نظيف، أنا عبد الرّحمن بن محمّد، و عبد اللّه بن عبد الرّحمن، قالا: أنا أبو الحسن بن رشيق، أنا أبو بشر الدولابي قال: سمعت أبا حارثة أحمد بن إبراهيم بن هشام بن يحيى بن

ص: 62


1- الخبر ليس في تاريخ خليفة، و لم يذكره في من توفي سنة 132، بل ذكره فيمن مات سنة 135 (ص 411) و الخبر نقله المزي في تهذيب الكمال 259/20 نقلا عن خليفة بن خياط في التاريخ.
2- بالأصل:«اثنين» و المثبت عن «ز»، و م.
3- تهذيب الكمال 259/20 طبعة دار الفكر.
4- الخبر ليس في التاريخ الكبير للبخاري في ترجمة يحيى بن يحيى، و قد ذكره عن يحيى بن بكير المزي في تهذيب الكمال 259/20.
5- هذا الخبر موجود في تاريخ خليفة ص 411.

يحيى الغسّاني يقول: توفي يحيى بن يحيى سنة خمس و ثلاثين و مائة، و هو ابن اثنتين و سبعين سنة، و هو يحيى بن يحيى بن قيس بن حارثة بن عمرو بن زيد بن عبد مناة بن الحشحاش بن بكر بن وائل بن عوف بن عمرو بن عامر مزيقيا.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: سنة خمس و ثلاثين و مائة فيها مات يحيى بن يحيى الغسّاني.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه (1) بن أبي عمرو، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن مروان، أنا أبو عبد اللّه أحمد بن إبراهيم بن محمّد القرشي، نا أبو أيوب سليمان بن عبد الرّحمن، نا علي بن عبد اللّه التميمي قال: يحيى بن يحيى الغسّاني، مات سنة ست و ثلاثين و مائة (2).

8225 - يحيى بن يزيد أبي حفصة

مولى مروان بن الحكم.

كان جوادا ممدحا، و شاعرا محسنا، و كان ينزل اليمامة، و يفد على خلفاء بني أمية، و أم يحيى تحيا بنت ميمون، من ولد النابغة الجعدي.

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين بن محمّد الأصبهاني (3)،أخبرني علي بن سليمان الأخفش، حدّثني فضل اليزيدي، حدّثني إسحاق بن إبراهيم الموصلي، حدّثني مروان بن أبي حفصة قال: دخل يحيى بن أبي حفصة على الوليد بن عبد الملك لما بويع بالخلافة بعد أبيه فهنّاه و عزّاه و أنشده:

إنّ المنايا لا تغادر واحدا *** يمشي ببزته و لا ذا جنّة

لو كان خلق للمنايا مفلتا *** كان الخليفة مفلتا منهنّه

بكت المنابر يوم مات و إنما *** بكت المنابر فقد فارسهنّه

لما علاهنّ الوليد حليفه *** قلن ابنه و نظيره فسكتنه (4)

لو غيره قرع المنابر بعده *** لنكرنه فطرحنه عنهنه

ص: 63


1- في م و «ز»: عبيد اللّه.
2- تهذيب الكمال 259/20.
3- رواه أبو الفرج الأصفهاني في الأغاني 75/10 في أخبار مروان بن أبي حفصة.
4- في الأغاني: فسكّنه.

قال أبو الفرج (1):و أنا يحيى بن علي، أنشدني محمّد بن إدريس ليحيى (2) يذكر خروج يزيد بن المهلب و يتأسّف على الحجّاج:

لا يصلح الناس إلاّ السيف إذ فتنوا *** لهفي عليك و لا حجّاج للدين

لو كان حيّا (3) غداة الأزد إذ نكثوا *** لم يحص قتلاهم حسّاب ديرين

أنبأنا أبو محمّد بن صابر، أنا سهل بن بشر، أنا أبو الحسن علي بن بقاء الورّاق - إجازة - أنا أبو القاسم يحيى بن علي بن محمّد الطحّان، أنا الحسن بن رشيق، نا يموت بن المزرّع، نا أبو مسلم - يعني - عبد اللّه بن مسلم، حدّثني أبي قال: أنكح يحيى بن أبي حفصة إلى طلبة بن قيس بن عاصم المنقري (4)،فأعظم العرب ذلك و حط عندها من طلبة، فقال في ذلك عصام الرمّاني (5):

يا ليت يحيى إن أتاك تكرّما *** بطلبة إذ أعطى من المال عاليا

فلم أر أقواما أحقّ بخزية (6) *** و ألأم مكسوّا و ألأم كاسيا

من الحرّق اللائي جعلن عليكم *** بحجر فكنّ المحدثات البواقيا (7)

فنوديتم (8) خيلا عتاقا فأصبحت *** براذين لا ينكحن إلاّ المواليا

8226 - يحيى بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم

ابن أبي العاص الأموي (9)

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، أنا الزبير بن بكّار

ص: 64


1- الأغاني 76/10.
2- يعني يحيى بن أبي حفصة.
3- الأصل: حياة، و المثبت عن «ز»، و م، و الأغاني.
4- الخبر و الشعر في الأغاني 75/10 و فيها أن يحيى خطب إلى مقاتل بن طلبة ابنته و أختيه.
5- نسبت الأبيات في الأغاني إلى القلاح بن حزن المنقري.
6- الأغاني: فلم أر أبرادا أجرّ لخزية.
7- روايته في الأغاني: من الخز و اللائي بحجر عليكم نشرن فكن المخزيات البواقيا
8- في م و «ز»: فبرذنتم. و رواية البيت في الأغاني: أ ضيعتموا خيلا عرابا فأصبحت كواسد لا ينكحن إلاّ المواليا
9- جمهرة أنساب العرب ص 91 و نسب قريش للمصعب ص 166.

قال (1):و ولد يزيد بن عبد الملك: الوليد بن يزيد، و يحيى، و عاتكة تزوجها محمّد بن الوليد بن عبد الملك، و أمّهم أم الحجّاج بنت محمّد بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل بن مسعود بن عامر بن معتّب.

8227 - يحيى بن يزيد الأفقم بن هشام بن عبد الملك

8227 - يحيى بن يزيد (2) الأفقم بن هشام بن عبد الملك

ابن مروان بن الحكم الأموي (3)

له ذكر.

8228 - يحيى أبو محروم مولى سليمان بن هشام بن عبد الملك بن مروان

8228 - يحيى أبو محروم (4) مولى سليمان بن هشام بن عبد الملك بن مروان

من أهل دمشق، له ذكر في كتاب أبي الحسن أحمد بن حميد بن أبي العجائز.

8229 - يحيى الطّويل

حكى عن عمر بن عبد العزيز في خلافته.

روى عنه: عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر.

8230 - يحيى أبو محمّد التّميمي

سمع بدمشق و غيرها (5):أبا مسهر عبد الأعلى بن مسهر، و أبا الوليد هشام بن عمّار، و العبّاس بن الفضل العبدي.

روى عنه: أبو بكر أحمد بن أبي خيثمة، و ابن أبي الدنيا.

أخبرنا أبو سعد محمّد بن أحمد بن محمّد الأبيوردي، ثم النوقاني (6)-بها - أنا خالي أبو الفضل محمّد بن أحمد بن أبي الحسن العارف، أنا أبو سعيد محمّد بن موسى بن الفضل بن شاذان الصيرفي - بنيسابور - أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن أحمد الأصبهاني الصفّار، نا ابن أبي الدنيا، نا أبو محمّد التّميمي، نا العبّاس بن الفضل العبدي، نا

ص: 65


1- رواه المصعب الزبيري في نسب قريش ص 166.
2- بالأصل:«بن يزيد» مكرر، و المثبت عن «ز»، و م.
3- جمهرة أنساب العرب ص 91.
4- تقرأ في الأصل:«محزوم»، أو «مخروم» و في م:«محروم» و في «ز»: محرم.
5- استدركت اللفظة على هامش «ز»، و بعدها صح.
6- هذه النسبة إلى نوقان: و هي إحدى قصبتي طوس، و قصبتها الأخرى طابران «معجم البلدان».

يزيد بن حمران، حدّثتني مية الزرقاء، قالت: قلت لأنس بن مالك: حدّثني حديثا لم تداوله الرجال بينك و بين رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فقال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«إن عائد المريض يخوض في الرحمة، فإذا جلس غمرته»[13187].

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا علي بن محمّد بن محمّد بن الأخضر، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني يحيى أبو محمّد التّميمي، نا هشام بن عمّار، فذكر عنه حكاية.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي المعالي محمّد بن عبد السّلام بن محمّد بن شاندي (1)،أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن علي [بن الحسن] (2)،أنا أبو عبد اللّه محمّد بن الحسين بن سعيد، أنا أحمد بن زهير بن حرب، حدّثني صاحب لي من بني تميم ثقة، يكنى أبا محمّد، عن أبي مسهر، فذكر حديثا.

[ذكر من اسمه] [يخلف]

اشارة

[ذكر من اسمه] (3)[يخلف] (4)

8231 - يخلف بن عبد اللّه بن بحر أبو سعيد المغربي العروضي

المعروف بالعاكرسي (5)

سمع بدمشق عبد الوهّاب بن الحسن.

روى عنه: إبراهيم بن سعيد الحبال، و القاضي أبو عبد اللّه القضاعي.

فمما حدّثه عنه الحبال عن الكلابي ما:

أخبرناه أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، أنا عبد الدائم بن الحسن، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا محمّد بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا سعيد بن يحيى اللخمي، نا عبيد اللّه بن أبي حميد الهذلي، عن أبي المليح الهذلي عن معقل بن يسار المزني قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول، و أعطيت طه و الطواسين من ألواح موسى، و أعطيت فاتحة الكتاب، و خواتيم البقرة من تحت العرش، و أعطيت المفصّل نافلة»[13188].

ص: 66


1- تحرفت في «ز» إلى: شانذقي.
2- الزيادة عن «ز»، و م.
3- زيادة منا للإيضاح.
4- زيادة عن «ز»، و م.
5- كذا رسمها بالأصل و م و «ز».

[ذكر من اسمه] [يرفا]

اشارة

[ذكر من اسمه] (1)[يرفا] (2)

8232 - يرفا، مولى عمر بن الخطّاب و حاجبه

8232 - يرفا، مولى عمر بن الخطّاب و حاجبه (3)

سمع عمر، و عثمان، و عليا، و طلحة، و الزّبير، و العبّاس، و غيرهم من الصحابة.

قدم على أبي عبيدة و هو محاصر دمشق بكتاب عمر، و قدم الجابية مع عمر.

روى عنه: أبو إسحاق السبيعي.

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد الحواري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا عمر بن عبد العزيز، أنا أبو منصور النّضروي.

ح و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا البيهقي، أنا أبو (4) نصر بن قتادة، أنا أبو منصور العبّاس (5) بن (6) الفضل النّضروي (7)،نا أحمد بن نجدة، نا سعيد بن منصور، نا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن اليرفا قال: قال لي عمر بن الخطّاب: إنّي أنزلت نفسي من مال اللّه بمنزلة والي اليتيم: إن احتجت أخذت منه، فإذا أيسرت رددته، و إن استغنيت استعففت.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسن علي بن الحسين بن أيوب البزّار (8)،قالا: أنا أبو طاهر عبد الغفّار بن محمّد بن جعفر المؤدّب، أنا أبو علي محمّد بن أحمد بن الحسن بن الصوّاف، أنا أبو علي بشر بن موسى الأسدي، نا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن مهران النسائي، أنا محمّد بن الحسن الفقيه، أنا يونس بن أبي إسحاق، نا أبو إسحاق عن يسار بن نمير، عن يرفا غلام عمر بن الخطّاب، أن عمر بن الخطّاب قال له: إنّي على أمر من أمر الناس جسيم، فإذا رأيتني قد حلفت على شيء، فأطعم عني عشرة مساكين، كلّ مسكين نصف صاع من برّ.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو علي محمّد بن محمّد بن أحمد، أنا

ص: 67


1- زيادة منا.
2- زيادة عن «ز»، و م.
3- أخباره في تاريخ خليفة بن خيّاط (الفهارس)، و المعرفة و التاريخ (الفهارس).
4- بالأصل: أنا عمر أبو نصر بن قتادة، و المثبت عن «ز»، و م.
5- مكانها بياض في «ز».
6- في «ز»: أبو.
7- مكانها بياض في «ز»، و كتب على هامشها: مقصوص بالأصل.
8- بدون إعجام في م، و في «ز»: البزاز.

علي بن أحمد بن عمر، أنا محمّد بن أحمد بن الحسن، أنا الحسن بن علي القطّان، أنا إسماعيل بن عيسى، أنا إسحاق بن بشر، و حدّثني غير محمّد بن إسحاق عدة رجال منهم مقاتل بن سليمان، و أبو مخنف، و ابن سمعان قالوا:[أو من] (1) قال منهم: أن عمر بن الخطّاب لما استخلف و كانت خلافته لثمان ليال مضين من جمادى الآخرة، و كتب إلى أبي عبيدة:

أمّا بعد، فإنّ أبا بكر الصدّيق خليفة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم توفي، فإنّا للّه و إنّا إليه راجعون، رحم اللّه أبا بكر العامل بالحقّ و الآمر بالقسط ، و الآخذ بالعرف، و السهل، القريب الوداع الحليم، فنرغب إلى اللّه في العصمة برحمته، و العمل بطاعته، و الخلود في جنّته، إنه على كل شيء قدير، و السّلام.

فخرج يرفا مولاه حتى أتى أبا عبيدة بن الجراح فقرأ كتاب عمر، فلم يسمع فيه بيعة أحد، فدعا أبو عبيدة معاذ بن جبل فأقرأه الكتاب، فالتفت معاذ إلى الرسول، فقال:

رحم اللّه أبا بكر، ويح غيرك، ما فعل المسلمون ؟ فقال: استخلف أبو بكر عمر، قال:

الحمد للّه، وفقوا و أصابوا، فقال أبو عبيدة: ما منعني عن مسألته منذ قرأت الكتاب إلاّ مخافة أن يستقبلني فيخبرني أنه ولّى غير عمر، فقال له الرسول: يا أبا عبيدة إن عمر بن الخطّاب يقول لك: أخبرني عن حال الناس، و أخبرني عن خالد بن الوليد أيّ رجل هو، و أخبرني عن يزيد بن أبي سفيان، و عمرو بن العاص كيف هما في حالهما و نصيحتهما للمسلمين ؟ فقال:

خالد خير رجل و أنصحه للإسلام، و أشدّه على عدوّهم من الكفار، و عمرو و يزيد في نصيحتهما و جدّهما كما تحبّ ، قال: و أخبرني عن أخويك سعيد بن زيد، و معاذ بن جبل، فقال: هما كما عهدت إلاّ أن السؤدد زادهما في الدنيا زهدا، و في الآخرة رغبة قال: ثم إن الرسول قام، فقالا: أين تريد؟ قال: أرجع، فقالا: سبحان اللّه، انتظر حتى نكتب معك، فكتبا:

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، من أبي عبيدة بن الجرّاح، و معاذ بن جبل إلى عمر بن الخطّاب، سلام عليك، فإنّا نحمد إليك اللّه الذي لا إله إلاّ هو، أمّا بعد.

فإنّا عهدناك و أمر نفسك لك مهم، يا عمر، قد أصبحت، و قد ولّيت أمر هذه الأمة، أحمرها و أسودها، يجلس بين يديك العدو و الصديق، و الضعيف و الشديد، و لكلّ عليك

ص: 68


1- بالأصل:«قالوا: و قال منهم» و المثبت و الزيادة عن «ز»، و م.

حصته من العدل، فانظر كيف تكون عند ذلك، يا عمر، و إنّا نذكرك يوما تبلى فيه السرائر، و تنكشف فيه العورات، و تعنت فيه الوجوه لعزّة ملك قهرهم جبروته، فالناس له داخرون، يخافون و ينتظرون قضاءه، و إنه بلغنا أنه يكون [في هذه الأمة رجال يكونون] (1) اخوان العلانية أعداء السريرة، و إنّا نعوذ باللّه أن ينزل كتابنا منك بغير المنزلة التي أنزلناها من أنفسنا، و السّلام عليك.

فمضى الرسول بالكتاب إليه، و قال أبو عبيدة لمعاذ بن جبل: و اللّه ما أمرنا عمر أن نظهر هلاك أبي بكر للناس، و ما نعاه إليهم، فما ترى أن نذكر من ذلك شيئا دون أن يكون هو الذي يذكره ؟ قال له معاذ: فإنك نعم ما رأيت، فسكتا، فلم يذكرا للناس من ذلك شيئا.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر بن إسماعيل، قالا: نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك (2)،أنا إسماعيل بن عيّاش، نا يحيى الطويل، عن نافع قال: سمعت ابن عمر يحدّث سعيد بن جبير قال: بلغ عمر بن الخطّاب أن يزيد بن أبي سفيان يأكل ألوان الطعام، فقال عمر لمولى له يقال له يرفا، إذا علمت أنه قد حضر عشاؤه فأعلمني، فلما حضر عشاؤه أعلمه، فأتى عمر، فسلّم و استأذن، فأذن له، فدخل (3)،فقرّب عشاؤه فجاء بثريدة لحم، فأكل عمر معه منها، ثم قرب شواء، فبسط يزيد يده، فكفّ عمر ثم قال عمر: اللّه يا يزيد بن سفيان، أ طعام بعد طعام ؟ و الذي نفس عمر بيده لئن خالفتم (4) عن سنتهم ليخالفن بكم (5) عن طريقهم (6).

قال ابن صاعد: هذا حديث غريب، ما جاء بهذا الإسناد إلاّ ابن المبارك.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، أنا أبي أبو يعلى، قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن

ص: 69


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك للإيضاح عن «ز»، و م.
2- رواه عبد اللّه بن المبارك في الزهد و الرقائق ص 203 رقم 578.
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و الزهد، و في المختصر: و رجل.
4- بالأصل: خالفتهم، و المثبت عن «ز»، و م، و الزهد.
5- بالأصل: بك، و المثبت عن «ز»، و م، و الزهد.
6- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الزهد: طريقتهم.

علي، أنا محمّد بن مخلد بن حفص قال: قرأت على علي بن عمرو، حدّثكم الهيثم بن عدي، عن يونس بن يزيد، عن الزهري قال: كان عمر يأذن عليه مولاه يرفا.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (1):في تسمية عمّال عمر: و حاجبه: يرفا مولاه، و خازنه يسار (2) بن نمير (3)،و على بيت ماله: عبد اللّه بن أرقم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا إبراهيم بن المنذر، حدّثني سفيان بن حمزة، عن كثير - يعني: ابن زيد - عن المطّلب بن عبد اللّه، قال: قال المغيرة بن شعبة:

أنا أول من رشا في الإسلام، كنت آتي فأجلس بالباب، فأنتظر الدخول على عمر بن الخطّاب، فقلت ليرفأ حاجبه: خذ هذه العمامة، فإنّ عندي أختا لها لتلبسها، فكان يدخلني حتى أجلس وراء الباب، فمن رآني قال: إنه ليدخل على عمر في ساعة ما يدخل عليه فيها أحد.

قال: و نا يعقوب، حدّثني أبو جعفر أحمد بن يحيى، نا أبو نعيم، نا يونس، عن أبي إسحاق، عن المغيرة بن شعبة قال: قال رجل: أصلح اللّه الأمير، إنّ آذنك يعرف رجالا فيؤثرهم بالإذن، قال: عذره اللّه، و اللّه إنّ المعرفة لتنفع عند الكلب العقور، و الجمل الصئول، فلا بك من الرجل الخيّر ذي الحسب ؟ و اللّه إن كنا لنصانع أرفى (4) آذن عمر رضي اللّه عنه.

[ذكر من اسمه] [يريم]

اشارة

[ذكر من اسمه] (5)[يريم] (6)

8233 - يريم بن حبيب المرادي اليماني

وفد على معاوية بن أبي سفيان.

له ذكر، تقدم ذكره في ترجمة الضحّاك بن المنذر بن سلامة.

ص: 70


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 156.
2- في «ز»: بشار.
3- قوله:«بن نمير» ليس في تاريخ خليفة.
4- كذا بالأصل و م و «ز» هنا:«أرفى».
5- زيادة منا.
6- زيادة عن «ز»، و م.

ذكر من اسمه يزيد

8234 - يزيد بن أحمد بن يزيد بن عبد اللّه بن يزيد بن عبد اللّه بن تميم

أبو عمرو السّلمي

مولى نصر بن الحجّاج بن علاط .

روى عن أبي مسهر، و سليمان بن عبد الرّحمن، و حمّاد بن مالك الحرستاني، و عبد اللّه بن يزيد المقرئ، و زهير بن عباد، و أبي المغيرة محمّد بن المغيرة بن إسماعيل بن أيوب المدني (1)،و أبي الجماهر التنوخي، و محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن علية، و أبي النّضر (2) إسحاق بن إبراهيم الفراديسي، و عبد الرّحمن بن يحيى بن إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر (3).

روى عنه: أبو القاسم بن أبي العقب، و أبو الميمون بن راشد، و جعفر بن محمّد الكندي، و موسى بن عبد الرّحمن البيروتي، و أبو الحسن بن جوصا، و إبراهيم بن عبد الواحد العبسي، و عبد الملك بن محمود بن سميع، و أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمرو (4) السّلمي، و إبراهيم بن محمّد بن سنان، و أبو علي الحصائري، و أبو الحسن بن حذلم، و محمّد بن إسماعيل الفارسي، و محمّد بن يوسف بن بشر الهروي، و أبو علي محمّد بن محمّد بن أبي حذيفة.

و ذكر الهروي أنه كان من بصراء أصحاب الرأي بقولهم (5) بدمشق.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمّام بن محمّد، أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم، نا أبو عمرو يزيد بن أحمد [السلمي] (6)، نا أبو مسهر، نا محمّد بن مسلم، عن إبراهيم بن ميسرة، عن طاوس، عن ابن عبّاس أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«لم ير للمتحابين مثل التزويج»[13189].

ص: 71


1- في «ز»، و م: المديني.
2- الأصل:«النصر» تصحيف، و المثبت عن «ز»، و م.
3- أقحم بعدها في «ز»: «و أبو يعلى حمزة بن علي الجنوي قالا».
4- كذا بالأصل و م، و في «ز»: عمر.
5- من قوله: و ذكر... إلى هنا مكانه بياض في «ز»، و كتب على هامشها: مقصوص بالأصل.
6- سقطت من الأصل و استدركت للإيضاح عن «ز»، و م.

و أخبرناه أبو العشائر محمّد بن الخليل بن فارس، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو الحسن بن السمسار، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، نا أبو زرعة، و يزيد بن أحمد السّلمي، قالا: نا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني، نا محمّد بن مسلم الطائفي، فذكره نحوه.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان قال: و فيها - يعني: سنة إحدى و ثمانين و مائتين - مات أبو عمرو يزيد بن أحمد السّلمي.

ذكر أبو الفضل المقدسي في ما أخبره أبو عمرو بن مندة، عن أبيه، أنا محمّد بن إبراهيم بن مروان قال: قال عمرو بن دحيم: مات ليلة الاثنين لست بقين من شوال سنة اثنتين و ثمانين و مائتين.

8235 - يزيد بن أبان أبو عمرو الرّقاشي البصري القاصّ

8235 - يزيد بن أبان أبو عمرو الرّقاشي البصري القاصّ (1)(2)

من زهاد أهل البصرة.

حدّث عن أنس بن مالك، و الحسن البصري، و غنيم بن قيس.

روى عنه: الحسن البصري، و قتادة، و محمّد بن المنكدر، و أبو الزناد (3)،و الأعمش، و موسى بن عبيدة، و حمّاد بن سلمة، و الربيع بن صبيح، و عكرمة بن عمّار، و الأوزاعي، و عتبة بن أبي حكيم.

و وفد على عمر بن عبد العزيز، و وعظه على ما جاء في بعض الروايات المنقطعة.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو سعيد (4) الح [سن] (5) بن

ص: 72


1- في «ز»، و م: القاضي.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 273/20 و تهذيب التهذيب 195/6 و ميزان الاعتدال 418/4 و حلية الأولياء 50/3 و الجرح و التعديل 251/9 و طبقات خليفة ص 367 و طبقات ابن سعد 245/7 و الكامل لابن عدي 257/7 و الضعفاء الكبير 373/4.
3- بالأصل و م و «ز» تحرفت إلى:«الزياد» و الصواب ما أثبت، و هو عبد اللّه بن ذكوان، و هو من أقرانه، ترجمته في تهذيب الكمال 118/10.
4- تحرفت بالأصل إلى: يوسف، و المثبت عن «ز»، و م راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 369/16.
5- قسم من اللفظة مكانه بياض بالأصل، و المثبت عن «ز»، و م، راجع الحاشية السابقة.

جعفر الحرفي (1)،نا أبو سعيد عبد اللّه بن الحسن بن أحمد الحرّاني، حدّثني يحيى بن عبد اللّه البابلتّي، نا عبد الرّحمن بن عمرو الأوزاعي، حدّثني يزيد الرّقاشي، عن أنس بن مالك قال:

ذكروا عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم رجلا، فذكروا قوته في الجهاد و اجتهاده في العبادة، ثم إن الرجل طلع عليهم فقالوا: يا رسول اللّه، هذا الرجل الذي كنا نذكر، قال:«فو الذي نفسي بيده إنّي لأرى في وجهه سفعة من الشيطان»، ثم أقبل فسلّم، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«هل حدّثت نفسك حين أشرفت علينا أنه ليس في القوم خير منك ؟» قال: نعم، قال: فانطلق فاختط مسجدا، و صفّ بين قدميه يصلي فيه [فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«أيكم يقوم إليه فيقتله ؟» قال: قال أبو بكر، أنا، فانطلق، فوجده قائما يصلّي] (2)،فهاب أن يقتله، فرجع إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فقال له:«ما صنعت ؟» قال: وجدته يا رسول اللّه قائما يصلّي، فهبت أن أقتله، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«أيكم يقوم فيقتله ؟» فقال علي: أنا، فقال:«أنت إن أدركته»، فانطلق، فوجده قد انصرف، فرجع إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، فقال: ما صنعت، فقال:

وجدته يا رسول اللّه قد انصرف، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«هذا أول قرن خرج من أمّتي، لو قتلته ما اختلف اثنان بعده من أمّتي»، و قال:«إن بني إسرائيل تفرّقت على إحدى و سبعين فرقة، و إنّ أمّتي ستفترق على اثنتين و سبعين فرقة، كلّها في النار إلاّ فرقة واحدة»[13190].

قال يزيد الرّقاشي: و هي الجماعة (3).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو القاسم التنوخي، أنا أبو الحسين عبد اللّه بن إبراهيم بن جعفر بن بيان الزينبي سنة إحدى و سبعين و ثلاثمائة، نا الحسن بن علوية القطّان سنة ست و تسعين و مائتين.

ح قال: و نا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن عبيد الدقّاق العسكري، و أبو سعيد الحسن بن جعفر بن محمّد الوضّاح السمسار الحرفي (4) جميعا سنة إحدى و سبعين

ص: 73


1- تحرفت في «ز» إلى: الخرقي. و بدون إعجام بالأصل و م.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك للإيضاح عن «ز»، و م.
3- رواه أبو نعيم من طريق آخر عن يزيد بن أبان، حلية الأولياء 52/3-53.
4- بالأصل و م و «ز»: الحربي.

و ثلاثمائة، نا محمّد بن يحيى بن سليمان المروزي، قالا: نا عاصم بن علي أبو الحسن، نا المسعودي، عن يزيد الرّقاشي، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لا يرد الدعاء بين الأذان و الإقامة»[13191].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن محمّد الآبنوسي، أنا أبو الحسن الدارقطني.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، قال: أنا أبو القاسم البغوي، حدّثني صالح بن مالك، نا عبد العزيز - زاد الدارقطني:

ابن عبد اللّه بن أبي سلمة - عن محمّد بن المنكدر، نا يزيد الرّقاشي قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«سألت ربي عزّ و جلّ أن لا يعذّب اللاهين من ذرية البشر، فأعطانيهم»[13192].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين الحافظ ، قال:

سمعت أبا عبد الرّحمن السلمي يقول (1):سمعت أبا عمرو بن مطر يقول: سمعت أبا القاسم المذكر يقول:

دخل يزيد الرّقاشي على عمر بن عبد العزيز فقال له: عظني، فقال: أنت أول خليفة (2) تموت يا أمير المؤمنين، قال: زدني، قال: لم يبق أحد من آبائك من لدن آدم إلى أن بلغت النوبة إليك إلاّ و قد ذاق الموت، قال: زدني، قال: ليس بين الجنّة و بين النار منزل، و اللّه [يقول] (3)إِنَّ الْأَبْرٰارَ لَفِي نَعِيمٍ ، وَ إِنَّ الْفُجّٰارَ لَفِي جَحِيمٍ (4)،و أنت أبصر ببرك و فجورك، فبكى عمر حتى سقط عن سريره.

[قال ابن عساكر:] (5) بين المذكّر (6) و بين عمر بن عبد العزيز مدة، فاللّه أعلم.

و قد روي أنه حجّ مع عمر بن عبد العزيز، و لا أعلم عمر حجّ في خلافته.

ص: 74


1- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 280/20.
2- اللام في أول، و الخاء في خليفة، مكانهما بياض في «ز».
3- سقطت من الأصل و «ز»، و زيدت عن تهذيب الكمال.
4- سورة الانفطار، الآيتان 13-14.
5- زيادة منا.
6- كذا بالأصل، إن كان صوابا عنى به أبا القاسم المذكر، و في م و «ز»: «المذكور» عنى به إن كان صحيحا صاحب الترجمة يزيد بن أبان الرقاشي.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو طاهر و أبو الفضل.

ح و أخبرنا أبو العز ثابت بن منصور، أنا أبو طاهر، قالا: أنا محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد، نا عمر بن أحمد، نا خليفة قال (1):في الطبقة الخامسة من أهل البصرة:

يزيد بن أبان الرّقاشي.

أخبرنا أبو البركات، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضل، نا أبي قال: قال أبو زكريا: يزيد الرّقاشي، يزيد بن أبان.

أنا أبو البركات أيضا، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا أبو محمّد بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر، نا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل البصرة: يزيد الرّقاشي، ضعيف.

أخبرنا (2) أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الحسن بن علي الجوهري، أنا علي بن أحمد بن زهير، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص عمرو بن علي الفلاّس قال: يزيد الرّقاشي هو يزيد بن أبان.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا ابن أبي الدنيا.

ح و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري (3)،أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم.

قالا: نا محمّد بن سعد قال (4):في الطبقة الثالثة من أهل البصرة: يزيد بن أبان الرّقاشي - زاد ابن الفهم: و كان ضعيفا، قدريا.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أنا

ص: 75


1- طبقات خليفة بن خياط ص 367 رقم 1775.
2- من هنا إلى قوله: زهير، مكانه بياض في «ز»، و كتب على هامشها: مقصوص بالأصل.
3- زيد بعدها في «ز»: «و حدثنا عمي رحمه اللّه أنا أبو......» و كتب على للّه هامشها: مقصوص بالأصل.
4- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 245/7.

أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (1):

يزيد بن أبان الرّقاشي، عن أنس، هو بصري، كان [شعبة] (2) يتكلم فيه، قال نصر:

حدّثنا روح عن حريث سمعت يزيد الرّقاشي، فقيل له: يا أبا عمرو.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا عبد الرّحمن بن محمّد الفارسي، أنا ابن عدي قال (3):سمعت ابن حمّاد يقول: قال البخاري.

ح و أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب.

ح و حدّثني أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين (4) بن هريسة، قالا: أنا أحمد بن محمّد بن غالب، أنا حمزة بن محمّد بن علي بن هاشم، نا محمّد بن إبراهيم بن شعيب، نا محمّد بن إسماعيل قال:

يزيد بن أبان الرّقاشي البصري، زاد ابن حمّاد: عن أنس و قالا:- كان شعبة يتكلم فيه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو العبّاس النهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل البخاري، حدّثني نصر، نا روح، عن فلان قال: سمعت يزيد الرّقاشي قيل له: يا أبا عمرو، و هو أبان البصري، عن أبيه، و عن أنس، قال: كان شعبة يتكلم فيه.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (5):

يزيد بن أبان الرّقاشي، بصري، روى عن أنس بن مالك، و الحسن، و غنيم بن قيس، روى عنه أبو الزناد، و محمّد بن المنكدر، و الأعمش، و موسى بن عبيدة، و حمّاد بن سلمة، سمعت أبي يقول ذلك.

ص: 76


1- التاريخ الكبير للبخاري 320/8.
2- سقطت من الأصل و استدركت عن «ز»، و م للإيضاح.
3- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 257/7.
4- بالأصل: الحسن، و المثبت عن «ز»، و م.
5- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 251/9.

[قال ابن عساكر:] (1) و لم يذكره مسلم بن الحجّاج في كتاب الكنى.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر - قراءة - عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عمرو يزيد بن أبان بصري.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، أنا نصر بن إبراهيم - قراءة - أنا سليم بن أيوب، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، أنا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد بن إياس قال: سمعت أبا عبد اللّه المقدمي يقول: يزيد الرّقاشي، يزيد بن أبان، و هو عمّ الفضل بن عيسى.

أخبرنا أبو الفضل السلامي - قراءة - عن أبي طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، قال: أبو عمرو يزيد بن أبان الرّقاشي.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد قال:

أبو عمرو يزيد بن أبان الرّقاشي البصري، عن أنس بن مالك، و أبيه أبان الرّقاشي، متروك الحديث، روى عنه أبو عبد اللّه محمّد بن المنكدر، و صفوان بن سليم، و أبو الزناد عبد اللّه بن ذكوان، و الربيع بن صبيح، أبو حفص السعدي.

أخبرنا أبو الحسن السلمي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة قال: روى بالحجاز (2) من أئمتهم عن يزيد الرّقاشي رجلان: أبو الزناد، و صالح بن كيسان.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمّد بن المظفر، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد، أنا أبو جعفر العقيلي (3)،أنا عبد اللّه بن أحمد قال: و سمعت أبي يقول: يزيد الرّقاشي فوق أبان بن أبي عيّاش - زاد غيره: عن عبد اللّه بن أحمد، عن أبيه و كان يضعّف (4).

ص: 77


1- زيادة منا.
2- من هنا إلى آخر الخبر مكانه بياض في «ز»، و كتب على هامشها: مقصوص.
3- رواه العقيلي في الضعفاء الكبير 373/4.
4- تهذيب الكمال 275/20 طبعة دار الفكر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا عبد الرّحمن بن محمّد الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،نا ابن حمّاد، نا عبد اللّه بن أحمد قال: سمعت أبي يقول: يزيد بن أبان الرّقاشي فوق أبان بن أبي عيّاش.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر الشامي، أنا العتيقي، أنا يوسف بن أحمد، أنا أبو جعفر (2)،نا عبد اللّه بن أحمد قال: قلت لأبي يزيد الرّقاشي، فقال: كان شعبة يشبهه بأبان بن أبي عيّاش.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا حمزة، أنا ابن عدي (3)،نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، حدّثني عبد اللّه بن أحمد قال: سئل أبي قيل له: فيزيد الرّقاشي ؟ قال: كان شعبة يشبهه بأبان بن أبي عيّاش.

و أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو عمرو الفارسي (4)،أنا أبو أحمد (5)،نا ابن أبي عصمة، نا أبو طالب أحمد بن حميد قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: لا يكتب عن يزيد الرّقاشي، قلت له: فلم ترك حديثه يزيد لهوى كان فيه ؟ قال: لا، و لكن كان منكر الحديث، و كان شعبة يحمل عليه، و كان قاصّا.

أخبرنا أبو الحسين و أبو عبد اللّه - إذنا - قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (6):ذكره أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين أنه سئل عن يزيد بن أبان الرّقاشي و أبان بن أبي عيّاش فقال: يزيد خيرهما.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر الشامي، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد، أنا أبو جعفر العقيلي (7)،نا أحمد بن علي، نا يوسف بن عيسى، عن

ص: 78


1- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 257/7-258.
2- رواه أبو جعفر العقيلي في الضعفاء الكبير 373/4.
3- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 257/7 باختلاف.
4- قوله:«أنا أبو عمرو الفارسي، مكانه بياض في «ز»، و كتب على هامشها: مقصوص».
5- الكامل لابن عدي 257/7.
6- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 252/9.
7- رواه العقيلي في الضعفاء الكبير 373/4.

النضر بن شميل قال:[قال] (1) شعبة لأن أقطع الطريق أحبّ من أن أروي عن يزيد الرّقاشي، قلت ليوسف: سمعت من النضر؟ فقال: حدّثني إسحاق بن راهوية عن النضر.

قال: و أنا أبو جعفر (2)،نا زكريا بن يحيى الحلواني قال: سمعت سلمة بن شبيب يقول: سمعت يزيد بن هارون يقول: سمعت شعبة يقول: لأن أزني أحبّ إليّ من أن أروي عن يزيد الرّقاشي (3)،قال سلمة (4):فذكرت ذلك لأحمد بن حنبل: فقال: كان بلغنا أنه قال هذا في أبان.

قال أبو يحيى (5)،و كان أبو داود سليمان بن الأشعث صاحب (6) أحمد بن حنبل معنا في مجلس سلمة، فقال لي أبو داود: قاله فيهما جميعا.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد (7)،أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو عمرو الفارسي، أنا أبو أحمد (8)،نا الحسن بن عثمان التستري - بتستر - نا سلمة بن شبيب قال:

سمعت يزيد (9) بن هارون يقول: سمعت شعبة يقول: لأن أزني أحبّ إليّ من أن أحدّث عن يزيد الرّقاشي، قال يزيد [بن هارون] (10):ما كان أهون علينا الزنا،[قال سلمة] (11) فذكرت هذا الحديث لأحمد بن حنبل، فقال: إنّما بلغنا هذا في أبان بن أبي عيّاش.

قال: و أنا أبو أحمد (12)،أنا الحسن بن سفيان، حدّثني عبد العزيز بن سلام، نا رافع أو نافع، أخبرني عبد اللّه بن إدريس قال: سمعت شعبة يقول: لأنه يفعل الرجل بزنا خير له من أن يروي عن أبان، و يزيد الرّقاشي.

ص: 79


1- زيادة عن الضعفاء الكبير.
2- الضعفاء الكبير للعقيلي 373/4 و تهذيب الكمال 275/20.
3- إلى هنا تنتهي رواية العقيلي.
4- الخبر عن سلمة نقله المزي في تهذيب الكمال 275/20.
5- يعني زكريا بن يحيى الحلواني، راجع ترجمته في سير الأعلام 197/14.
6- من هنا إلى آخر الخبر مكانه بياض في «ز»، و كتب على هامشها: مقصوص بالأصل.
7- أقحم بعدها بالأصل: أنا إسماعيل بن سعدة.
8- رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 257/7 و نقله المزي في تهذيب الكمال 274/20 عن الحسن بن عثمان التستري.
9- استدركت على هامش «ز».
10- الزيادة عن «ز»، و م، و الكامل لابن عدي.
11- الزيادة عن تهذيب الكمال، و قد سقطت من الأصل و م و «ز»، و في الكامل:«فذكر» بدل «فذكرت».
12- الكامل لابن عدي 257/7 و تهذيب الكمال 274/20.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد، أنا أبو جعفر العقيلي (1)،نا زكريا بن يحيى، نا محمّد بن المثنّى قال:

قد حدّث عبد الرّحمن عن الربيع بن صبيح عن يزيد الرّقاشي.

قال: و أنا العقيلي (2)،نا محمّد بن عيسى، نا عمرو بن علي قال: كان يحيى لا يحدّث عن يزيد الرّقاشي، و كان عبد الرّحمن يحدّث عنه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو عمرو الفارسي، أنا أبو أحمد قال (3):و قال عمرو بن علي: و يزيد الرّقاشي، و هو يزيد بن أبان، سمعت عبد الرّحمن يحدّث عن الربيع بن صبيح، و كان يحيى لا [يحدث عنه] (4).

و أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا ابن منجويه، أنا الحاكم قال:

سمعت أبا الحسين الغازي (5) يقول: سمعت عمرو بن علي يقول: يزيد الرّقاشي، يزيد بن أبان، سمعت ابن مهدي يحدّث عن الربيع بن صبيح عنه، و كان يحيى بن سعيد لا يحدّث عنه، و كان رجلا صالحا، قد روى عنه الناس، و ليس بالقوي في الحديث (6).

أنبأنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: و ذكر أبو زكريا ميمون بن سياه، سمع من أنس بن مالك، و يزيد بن أبان الرّقاشي، و زياد النميري، فضعّفهم، و قال المفضّل في موضع آخر: يزيد الرّقاشي، و هو يزيد بن أبان يضعّف.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو بكر أحمد (7) بن عبيد بن الفضل - إجازة - أنا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة قال:

سئل يحيى - يعني: ابن معين - عن يزيد الرّقاشي، فقال: هو رجل صالح، و لكن حديثه ليس بشيء (8)،و سئل عنه مرة أخرى فقال: يزيد لا شيء.

ص: 80


1- الضعفاء الكبير للعقيلي 373/4.
2- المصدر السابق.
3- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 257/7.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و «ز»، و استدرك للإيضاح عن الكامل لابن عدي.
5- في «ز»: الفارسي.
6- تهذيب الكمال 274/20.
7- استدركت على هامش «ز»، و بعدها صح.
8- تهذيب الكمال 275/20.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السقا، و أبو محمّد بن بالويه، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عبّاس قال (1):سمعت يحيى يقول: ميمون بن سياه و يزيد بن أبان الرّقاشي، و زياد النميري كلهم ضعفاء (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم الإسماعيلي، أنا أبو عمرو الفارسي، أنا ابن عدي (3)،نا أحمد بن علي، نا عبد اللّه بن أحمد الدورقي، نا يحيى بن معين قال:

يزيد بن أبان الرّقاشي في حديثه ضعف.

قال: و أنا ابن عدي (4)،نا ابن حمّاد، نا معاوية، عن يحيى قال: يزيد بن أبان الرّقاشي ضعيف.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام الواسطي، عن أبي عمر بن حيوية، أنا محمّد بن القاسم، نا ابن أبي خيثمة قال: سئل يحيى بن معين عن يزيد الرّقاشي (5) قال: لا شيء، و سئل يحيى بن معين مرة أخرى عن يزيد الرّقاشي قال: فضل القاصّ حاله و هو رجل صالح، و لكن حديثه ليس بشيء (6)،و سمعت يحيى بن معين مرة أخرى يقول: يزيد الرّقاشي ليس بشيء.

أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الأديب - إذنا - قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (7):سألت أبي عن يزيد الرّقاشي، قال: كان واعظا، بكّاء، كثير الرواية عن أنس بما فيه نظر، صاحب عبادة، و في حديثه ضعف (8).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن

ص: 81


1- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 275/20.
2- في الأصل و م:«ضعفي» و في «ز»: ضعيف.
3- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 257/7.
4- المصدر السابق.
5- من قوله: الرقاشي... إلى هنا سقط من «ز»، و م.
6- أقحم بعدها بالأصل:«يزيد الرقاشي» و المثبت يوافق عبارة «ز»، و م.
7- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 252/9.
8- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الجرح و التعديل: صنعة.

الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1)،نا محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، عن حميد، عن ميمون بن سياه، و هو ليّن الحديث، و كذلك يزيد الرّقاشي، و زياد النميري.

قال يعقوب في موضع آخر (2):و ميمون بن سياه، و يزيد بن أبان الرّقاشي، و زياد النميري بعضهم قريب من بعض، و فيهم ضعف.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، و أبو يعلى بن الحبوبي، قالا: أنا سهل بن بشر، أنا علي بن منير بن أحمد، أنا الحسن بن رشيق، نا أبو عبد الرّحمن قال: يزيد بن أبان الرّقاشي متروك الحديث.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو عمرو عبد الرّحمن بن محمّد، أنا أبو أحمد بن عدي قال (3):قال النسائي: يزيد بن أبان الرّقاشي بصري، متروك الحديث.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو بكر محمّد بن جعفر في ما قرأته عليه، قال: قرئ على أبي بكر محمّد بن إسحاق (4) و أنا أسمع، قيل له: لست تحتج بيزيد الرقاشي.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو عمرو الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي قال (5):و ليزيد الرّقاشي أحاديث صالحة عن أنس و عن غيره، و أرجو أنه لا بأس به لرواية الثقات عنه من البصريين و الكوفيين و غيرهم.

أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق بن بشري، أنا القاضيان أبو الغنائم محمّد بن علي بن علي، و أبو تمام علي بن محمّد في كتابيهما، عن أبي الحسن الدارقطني.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو ياسر محمّد بن عبد العزيز بن عبد اللّه، أنا أبو بكر [أحمد بن] (6) محمّد بن غالب قال: هذا ما وافقت عليه أبا الحسن الدارقطني من المتروكين: يزيد بن أبان الرّقاشي - زاد ابن بطريق: ضعيف (7) عن أنس-.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل بن

ص: 82


1- رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة و التاريخ 127/2.
2- المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 662/2.
3- الكامل في ضعفاء الرجال 258/7.
4- في «ز»: بن أبي إسحاق.
5- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 258/7 و نقلا عن ابن عدي في تهذيب الكمال 276/20.
6- الزيادة عن «ز»، و م.
7- استدركت على هامش «ز»، و بعدها صح.

محمّد، نا أبو بكر المالكي، نا إبراهيم بن سهلويه، نا الحسن بن علي الخلاّل، عن المعتمر بن سليمان قال: قال يزيد الرّقاشي إذا نمت ثم استيقظت فلا نامت عيناي و على الماء البارد السّلام بالنهار (1).

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين، أنا أبو محمّد بن النحّاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا أبو سعيد عبد الرّحمن بن محمّد بن منصور الحارثي، نا سعيد بن عامر، نا سلام بن أبي مطيع، عن يزيد الرّقاشي، قال: أمّا أن أقوم الليل فلا أستطيع ذلك، فإذا نمت من الليل فاستيقظت فنمت الثانية فلا أنام اللّه عيني.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم الحافظ (2)،نا أبي، نا أحمد بن محمّد بن أبان، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبيد، نا محمّد بن الحسين، نا سورة بن قدامة، نا حيان بن الأسود، عن عبد الخالق بن موسى اللقيطي قال: جوّع يزيد نفسه للّه ستين عاما، حتى ذبل جسمه، و نهك بدنه و تغيّر لونه، و كان يقول: غلبني بطني، فما أقدر له على حيلة.

أنبأنا أبو الحسن محمّد بن مرزوق الزعفراني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، نا أحمد بن محمّد بن عمر، نا ابن أبي الدنيا قال: حدّثت عن المثنّى بن معاذ (3)،نا الهيثم بن عبيد الصّيد (4) قال: حجّ أبي بيزيد الرّقاشي فعادله إلى مكة، فقال أبي:

ربّما ركبت أنا و هو في المحمل من أول الليل، إذا صلينا العتمة فيمر بالجبل فيقول: يا جبل تصير هباء منثورا، و تصير كذا، و تصير كذا، و يبقى على يزيد الحساب، قال: ثم يبكي، فما أفقد بكاءه حتى يطلع الفجر.

أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن جعفر، أنا سهل بن بشر، أنا علي بن عبيد اللّه بن محمّد الكسائي، نا أبو بكر محمّد بن بكران الطرسوسي الشيخ الصالح، أنا أبو بكر محمّد بن علي بن سلامة الرملي، نا علي بن جعفر بن مسافر، نا جعفر بن أحمد بن الوليد، نا الدورقي، نا محمّد بن كثير (5)،عن أبي رجاء قال: قال يزيد الرّقاشي: رأيت في

ص: 83


1- تهذيب الكمال 276/20.
2- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 50/3.
3- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 276/20.
4- بالأصل و م و «ز»: عبد الصّمد، و المثبت عن تهذيب الكمال.
5- من طريق محمّد بن كثير الصنعاني رواه المزي في تهذيب الكمال 276/20.

نومي كأني قرأت على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم سورة، فلمّا فرغت قال لي، أو قيل له: هذه القراءة، فأين البكاء؟ قال: و كان يزيد من البكّائين.

أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، أنا أبو صاعد يعلى بن هبة اللّه.

ح و أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنا أبو عاصم الفضيل بن يحيى، قالا: أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أحمد بن محمّد بن أبي شريح، قالا: أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عقيل بن الأزهر البلخي، نا الدوري، نا سعيد بن عامر (1)،نا سلام بن أبي مطيع قال: قال يزيد الرّقاشي لجلسائه: يا إخوتاه، تعالوا حتى نبكي على الماء البارد، قال: و قد كان عطّش نفسه قبل ذلك أربعين عاما، لا يفطر فيها إلاّ خمسة أيام، كان يرويها عن أنس بن مالك.

أنبأنا أبو علي المقرئ، أنا أبو نعيم (2)،نا محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبي، نا أبو بكر بن عبيد، نا علي بن حرب، نا أبو داود الحفري (3)،عن محمّد بن السمّاك، عن أشعث بن سوار قال:

دخلت على يزيد الرّقاشي في يوم شديد الحرّ، فقال: يا أشعث، تعال حتى نبكي على الماء البارد يوم الظمأ، ثم قال: وا لهفاه سبقني العابدون و قطع بي، قال: و قد كان صام ثلاثين أو أربعين سنة (4).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو منصور طاهر بن العبّاس بن منصور بن عمّار المروزي المقيم بمكة، أنا أبو أحمد الحسين بن علي التميمي، أنا أبو الحسن علي بن المبارك المسروري.

ح و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا السيّد أبو البركات هبة اللّه بن محمّد بن الحسين الحسني - إملاء - نا الشيخ أبو منصور طاهر بن العبّاس بمكة أنا الحسين بن علي بن محمّد التميمي، أنا أبو الحسن علي بن المبارك المروزي، نا السّري بن عاصم (5)،نا محمّد بن

ص: 84


1- من هذا الطريق في تهذيب الكمال 276/20-277.
2- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 50/3.
3- و من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 277/20.
4- في حلية الأولياء:«صام ثنتين و أربعين سنة». و في «ز»: ثلاثا و أربعين سنة.
5- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 277/20 و حلية الأولياء 54/3.

صبيح بن السمّاك، نا الهيثم بن جمّاز (1) قال:

دخلت على يزيد الرّقاشي و هو يبكي في يوم حار، و قد عطّش نفسه أربعين سنة، فقال لي: أدخل نبك - و في حديث للبيهقي: تعال نبكي - على الماء البارد في اليوم الحار، حدّثني أنس بن مالك أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«كلّ من ورد القيامة عطشان»[13193].

أخبرناه عاليا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو نصر أحمد بن علي بن الحسن الكفرطابي.

ح و أخبرنا أبو المعالي ثعلب (2) بن جعفر، أنا أبو القاسم الحسين بن محمّد الحنائي، قالا: أنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن هلال الحنائي، نا أبو يوسف يعقوب بن أحمد بن عبد الرّحمن الجصاص الدّعّاء، نا السّري بن عاصم، نا محمّد بن السمّاك المذكّر، نا الهيثم بن جمّاز (3) قال:

دخلت على يزيد الرّقاشي في يوم شديد حرّه، و هو يبكي، فقال لي: ادخل يا هيثم، ادخل، تعال نبكي على الماء البارد في اليوم الحار، حدّثني أنس بن مالك أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«كلّ من ورد القيامة عطشان» (4)[13194].

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمّام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم، نا ابن أبي خيثمة، نا محمّد بن عمران الأخنسي (5)،حدّثني جابر بن نوح، نا الأعمش.

أن يزيد الرّقاشي كان ينوح على نفسه و هو يقول: يا يزيد، إذا متّ من يتصدّق عنك ؟ يا يزيد إذا متّ من يصوم عنك ؟ ثم يقول: وا يزيداه، إنّما سمي نوح لأنه ناح على نفسه، و يزيد لا ينوح على نفسه ؟! قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، أنا

ص: 85


1- في «ز»: «جمار» و في م:«حمار» و الصواب ما أثبت، و في تهذيب الكمال:«جماز». و هو الهيثم بن جماز البصري. ترجمته في الجرح و التعديل 81/2/4 و في حلية الأولياء: الهيثم بن حماد.
2- تحرفت في «ز» إلى:«تغلب» قارن مع مشيخة ابن عساكر 37/أ.
3- انظر ما مرّ قريبا.
4- زيد بعدها في حلية الأولياء: إلاّ من أظله اللّه في ظل عرشه ذلك اليوم.
5- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 277/20.

محمّد بن عبد اللّه بن خميرويه، نا الحسين بن إدريس، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عمّار، نا أبو معاوية الضرير، نا أبو إسحاق الخميسي قال: كان يزيد الرّقاشي يبكي حتى تسقط أشفار عينيه (1).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، حدّثني محمّد بن عبد اللّه الرّقاشي قال (2):سمعت معتمرا يقول: قال يزيد الرّقاشي: أ تروني أتهنّأ بالحياة أيام الدنيا، و أنا أعلم أن الموت مصيري ؟ قال: و قد كان بكى حتى تساقطت أشفاره.

قرأت على أبي الحسين بن كامل، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو الحسين (3) بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين (4)،حدّثني زهدم بن الحارث، نا عبد اللّه بن رجاء، عن هشام بن حسّان قال: بكى يزيد الرّقاشي أربعين عاما حتى تساقطت أشفاره (5)،و أظلمت عيناه، و تغيّرت مجاري دموعه.

قال: و حدّثني محمّد بن الحسين، نا عبيد اللّه بن محمّد، نا إسماعيل بن ذكوان قال:

كان يزيد الرّقاشي إن دخل بيته بكى، و إن شهد جنازة بكى، و إن جلس إليه إخوانه بكى و أبكاهم، فقال له ابنه يوما: كم تبكي يا أبة ؟ و اللّه لو كانت النار خلقت لك ما زدت على هذا البكاء؟ فقال: ثكلتك أمك يا بني، و هل خلقت النار إلاّ لي و لأصحابي و لإخواننا من الجنّ ، أ ما تقرأ يا بني: سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلاٰنِ (6)،أ ما تقرأ يا بني: يُرْسَلُ عَلَيْكُمٰا شُوٰاظٌ مِنْ نٰارٍ وَ نُحٰاسٌ فَلاٰ تَنْتَصِرٰانِ (7) فجعل يقرأ عليه حتى انتهى يَطُوفُونَ بَيْنَهٰا وَ بَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ (8)فجعل يجول في الدار، و يصرخ، و يبكي حتى غشي عليه، فقالت (9) أمّه: يا بني، ما أردت بهذا (10) من أبيك ؟ قال: أي و اللّه إنّما أردت أن أهوّن عليه، لم أرد أن أزيده حتى يقتل نفسه (11).

ص: 86


1- حلية الأولياء 51/3.
2- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 277/20.
3- تحرفت بالأصل إلى: الحسن، و التصويب عن «ز»، و م.
4- رواه المزي في تهذيب الكمال من طريق محمّد بن الحسين البرجلاني 277/20.
5- من أول الخبر إلى هنا مكرر بالأصل.
6- سورة الرحمن، الآية:31.
7- سورة الرحمن، الآية:35.
8- سورة الرحمن، الآية:44.
9- بالأصل: فقال. خطأ، و المثبت عن «ز»، و م.
10- بالأصل و م و «ز»: بدا.
11- رواه المزي في تهذيب الكمال 277/20-278.

قال: و نا محمّد، نا مجالد بن عبيد اللّه الباهلي، حدّثني عبد النور بن يزيد (1) بن أبان قال: كان أبي يبكي و يقول لأصحابه: ابكوا اليوم قبل الداهية الكبرى، ابكوا اليوم قبل أن تبكوا غدا، ابكوا اليوم قبل أن لا يغني البكاء، ابكوا على التفريط أيام الدنيا، قال: ثم جعل يبكي حتى يرفع (2) صريعا من مجلسه (3).

أخبرنا أبو بكر المؤدّب، أنا أبو عمرو العبدي، أنا ابن يوه، أنا اللنباني (4)،نا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، نا خالد بن يزيد القرني (5)،نا فضالة الشحامي قال:

سمعت يزيد الرّقاشي يقول في كلامه: آمن أهل الجنّة من الموت فطاب لهم العيش، و أمنوا من الأسقام فهنيئا لهم في جوار اللّه طول المقام، قال: ثم يبكي حتى تبتلّ لحيته بالدموع (6).

قال: و حدّثني محمّد، نا أبو عمر (7) الضرير (8)،نا صالح المرّي، قال: سمعت (9) يزيد الرّقاشي يقرأ هذه الآية على أصحابه و يبكي كَلاّٰ (10) إِذٰا بَلَغَتِ التَّرٰاقِيَ ، وَ قِيلَ مَنْ رٰاقٍ ، وَ ظَنَّ أَنَّهُ الْفِرٰاقُ (11) قال: تقول الملائكة بعضهم لبعض: من أي باب يرتقى بعمله، فيرتقى فيه بروحه، و يقول أهله: هذا و اللّه حين فراقه، فيبكي إليهم و يبكون إليه، و لا يستطيع أن يحير إليهم جوابا، قال: ثم بكى يزيد بكاء شديدا، و كان يزيد قد بكى حتى تناثرت أشفار عينيه.

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن سسّويه (12)،[قال] (13) أنا أبو سعيد (14) الصيرفي، أنا محمّد بن عبد اللّه الصفّار، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبيد، نا محمّد بن الحسين، نا إسحاق بن منصور قال (15):سمعت محمّد بن صبيح يقول: كان يزيد الرّقاشي يقول في كلامه: أيها المتفرّد (16) في حفرته، المتخلي في القبر بوحدته، المستأنس في بطن الأرض بأعماله، ليت شعري، بأيّ أعمالك

ص: 87


1- لفظتا «بن يزيد» استدركتا على هامش «ز»، و بعدهما صح.
2- الأصل:«رفع» و المثبت عن «ز»، و م.
3- تهذيب الكمال 278/20.
4- الأصل و م و «ز»: اللبناني، بتقديم الباء، تصحيف.
5- رسمها بالأصل:«القرى» و في م:«العربى» و في «ز»: «الغربى» و المثبت عن تهذيب الكمال.
6- تهذيب الكمال 278/20.
7- في «ز»: عمرو.
8- تهذيب الكمال 278/20.
9- استدركت على هامش «ز»، و بعدها صح.
10- في «ز» و م: حتى.
11- سورة القيامة، الآيات 26-28.
12- بدون إعجام في م، و في «ز»: شسويه.
13- زيادة عن م، و في «ز»: قالا.
14- في «ز»: سعد.
15- من طريق إسحاق بن منصور السلولي رواه.
16- بالأصل و «ز»، و م: المنفرد، و المثبت عن تهذيب الكمال.

استبشرت، و بأيّ إخوانك اغتبطت، قال: ثم يبكي حتى تبل عمامته و يقول: استبشر (1) و اللّه بأعماله الصالحة، و اغتبط و اللّه بإخوانه المتعاونين على طاعة اللّه.

قرأت على أبي الحسين محمّد بن كامل، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، حدّثني أبو معمر التنوري (2)،حدّثني ربيع أبو محمّد قال: كان يزيد الرّقاشي يبكي حتى يسقط ، ثم يستفيق ثم يسقط ، فيحمل مغشيا عليه إلى أهله، و كان يقول في كلامه: إخوتي، ابكوا قبل يوم البكاء، و نوحوا قبل يوم النياحة، و توبوا قبل انقطاع التوبة، إنّما سمّي نوحا لأنه كان (3)نواحا، فنوحوا يا معشر الكهول و الشبان على أنفسكم، و كان يتكلم و الدموع جارية على لحيته و خدّيه.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - الخطيب (4)، أنا القاضي أبو سعد أحمد بن علي بن القاسم بن العبّاس بن الفضل بن شاذان الرازي - بها - نا أبي، نا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، نا محمّد بن يحيى بن عمر الواسطي، نا محمّد بن الحسين البرجلاني (5)،نا موسى بن هلال، نا صالح بن عمران البكري قال: سمعت يزيد الرّقاشي يقول: بلغني أنّ الميت إذا وضع في قبره احتوشته أعماله، ثم أنطقها اللّه، فقالت:

أيها العبد المتفرد في حفرته، انقطع عنك الأخلاّء و الأهلون، و لا أنيس لك اليوم غيرنا، قال:

ثم يبكي يزيد و يقول: فطوبى لمن كان أنيسه صالحا، و الويل لمن كان أنيسه عليه وبالا.

أخبرنا بها عالية أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو نصر محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا محمّد بن موسى بن الفضل، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن أحمد الصفّار، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، فذكرها مثلها.

أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب بن الهمداني، أنا أبو القاسم يوسف بن محمّد بن أحمد المهرواني - ببغداد - أنا أبو الحسين علي بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران، نا الحسين بن صفوان البردعي.

ص: 88


1- بالأصل:«استبشرت» و المثبت عن «ز»، و م.
2- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 279/20.
3- بالأصل:«كان ينوح نواحا» و المثبت عن «ز»، و م، و تهذيب الكمال.
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 420/3 في ترجمة محمّد بن يحيى بن عمر الواسطي.
5- هذه النسبة إلى محلة البرجلانية.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن جعفر بن محمّد، و محمّد بن شجاع، قالا: أنا ابن مندة، أنا ابن يوه، أنا اللنباني (1)،قالا: نا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين قال:

سمعت أبا محمّد علي بن الحسن قال (2):قيل لابن يزيد الرّقاشي: كان أبوك يتمثّل من الشعر شيئا؟ قال: كان يتمثّل:

إنا لنفرح بالأيام نقطعها *** و كلّ يوم مضى يدني من الأجل

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا جعفر السرّاج، أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو جعفر عبد اللّه بن إسماعيل بن إبراهيم، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، نا الوليد بن صالح، عن الحارث بن عبيد بن الطّفيل بن عامر التميمي (3) قال: سمعت يزيد الرّقاشي يقول في كلامه: إلى متى تقول غدا أفعل كذا، و بعد غد أفعل كذا، و إذا أفطرت فعلت كذا، و إذا قدمت من سفري فعلت كذا، أغفلت سفرك البعيد، و نسيت ملك الموت، أ ما علمت أن دون غد ليلة تخترم فيها أنفس كثيرة، أ ما علمت أن ملك الموت [غير] (4) منتظر بك أملك الطويل، أ ما علمت أن الموت غاية كلّ حيّ ، قال: ثم يبكي حتى يبل عمامته، ثم يقول: أ ما رأيته صريعا بين أحبابه لا يقدر على ردّ جوابهم (5)،بعد أن كان جدلا خصما (6) سمحا كريما عليهم، أيها المغتر بشبابه، أيها المغتر بطول عمره، قال: ثم يبكي حتى يبل عمامته.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا محمّد بن عبد العزيز، نا أبي، عن أبي معاوية (7)،عن أبي إسحاق الخميسي قال:

كان يزيد الرّقاشي يقول: ويحك يا يزيد، من يصوم عنك ؟ من يصلّي عنك بعد الموت ؟ و من ذا يترضّى لك ربك من بعد الموت ؟ ثم يقول: يا معشر الناس، ألاع تبكون و تنوحون على أنفسكم باقي حياتكم من الموت موعده، و القبر بيته، و الثرى فراشه، و الدود أنيسه، و هو مع ذا ينتظر الفزع الأكبر؟ ثم يبكي حتى يسقط مغشيا عليه.

ص: 89


1- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
2- الخبر و الشعر في تهذيب الكمال 279/20.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 49/4 طبعة دار الفكر.
4- سقطت من الأصل و استدركت للإيضاح عن «ز»، و م.
5- كذا بالأصل و م، و في «ز»: حوائجهم.
6- الأصل: خصيما، و المثبت عن «ز»، و م.
7- من هذا الطريق روي الخبر في حلية الأولياء 51/3.

قال: و نا محمّد بن عبد العزيز، نا أبي، عن أبي معاوية، عن أبي إسحاق الخميسي قال: دخلت على يزيد الرّقاشي وقت الظهيرة في بيته و هو يتمرغ على الرّمل مثل الجرادة، و هو يقول: ويحك يا يزيد، من يصوم عنك ؟ من يصلّي عنك ؟ من يترضى لك ربك من بعدك ؟ ثم التفت إليّ فقال: يا معشر الناس، أ لا تبكون و تنوحون على أنفسكم باقي حياتكم من الموت موعده، و القبر بيته، و الثرى فراشه، و الدود أنيسه، و هو مع هذا ينتظر الفزع الأكبر، ثم لا يعرف منقلبه إلى الجنّة أو إلى النار، ثم يبكي حتى يسقط أشفار عينيه.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا علي بن محمّد بن محمّد بن الأخضر، أنا أحمد بن محمّد بن يوسف العلاّف، أنا أبو علي بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، نا عمّار بن عثمان، نا حصين بن القاسم الوزان [نا دهثم (1) العجلي قال: لقيت يزيد الرقاشي فقلت له: كيف أصبحت - رحمك اللّه-؟ قال:] (2) كيف يصبح من تعتد عليه أنفاسه ؟ و يحصى لانقضاء أجله ؟ لا يدري على خير يقدم أم على شرّ، قال: ثم ذرفت عيناه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطّار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، أنا عبيد اللّه السكري، أنا زكريّا المنقري، نا الأصمعي (3)،نا عبد اللّه بن عمر النميري قال: شهدت يزيد الرّقاشي و تمنى قوم عنده أماني، فقال يزيد: أتمنى كما تمنيتم، قالوا: تمنّه، قال يزيد: ليتنا لم نخلق، وليتنا إذ خلقنا لم نمت، وليتنا إذا متنا لم نحاسب وليتنا إن حوسبنا لا نعذّب، وليتنا إن عذّبنا لا نخلّد.

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنا أبو نصر محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمر، أنا أبو سعيد محمّد بن موسى بن الفضل الصيرفي، أنا محمّد بن عبد اللّه بن أحمد الصفّار، نا ابن أبي الدنيا، نا أحمد بن إبراهيم (4)،نا أبو عبد اللّه المروزي، نا سلمة أبو صالح، حدّثني كنانة بن جبلة السلمي قال: قال يزيد الرقاشي: انظروا إلى هذه القبور سطورا بأفناء الدور، تدانوا في خططهم، و قربوا في مزارهم، و بعدوا في لقائهم، سكنوا فأوحشوا، و عمروا فأخربوا، فمن سامع يساكن موحش، و عامر مخرّب غير أهل القبور؟.

ص: 90


1- في م:«دهم» بالإهمال، و في «ز»: دهيم. و المثبت عن المختصر.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك للإيضاح عن «ز»، و م.
3- من طريق الأصمعي رواه المزي في تهذيب الكمال 279/20.
4- رواه المزي في تهذيب الكمال 279/20 من طريق أحمد بن إبراهيم الدورقي.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم (1)،نا عبد اللّه بن محمّد - إملاء - نا أحمد بن الحسين، نا أحمد بن إبراهيم الدورقي، نا أحمد بن نصر بن مالك أبو عبد اللّه المروزي، نا سلمة أبو صالح، حدّثني كنانة بن جبلة الهروي، قال: قال يزيد الرّقاشي:

خذوا الكلمة [الطيبة] (2) ممن قالها و إن لم يعمل بها، فإن اللّه يقول: يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ (3)،أ لا تحمد من تعطيه فانيا فيعطيك باقيا، درهما يعني بعشرة تبقى إلى سبع مائة ضعف، أ ما للّه عندك مكافأة مطعمك و مسقيك، و كافيك، حفظك في ليلك و نهارك، و أجابك في ضرّائك، كأنك نسيت ليلة وجع الأذن، و ليلة وجع العين، أو خوفا في برّ، أو خوفا في بحر، دعوته فاستجاب لك، إنّما أنت لصّ من لصوص الذنوب، كلّما عرض لك [عارض] (4) عانقته، إن سرّك أن تنظر إلى الدنيا بما فيها من ذهبها و فضّتها و زخارفها، فهلم أخبرك، تشيّع جنازة فهي الدنيا بما فيها من ذهبها و فضّتها و زخارفها، ثم احتمل القبر بما فيه، أما إنّي لست آمرك أن تحمل تربته، و لكني آمرك أن تحتمل فكرته.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، نا أبو مسعود سليمان بن إبراهيم بن محمّد - إملاء - نا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان، نا أبو بكر محمّد بن جعفر الآدمي القارئ، نا أحمد بن عبيد بن ناصح النحوي (5)،نا الأصمعي قال: قال يزيد الرّقاشي:

خمس يقبحن (6) من خمس: الحرص من القرّاء، و العجلة من الأمراء، و الفحش من ذوي الشرف، و البخل من ذوي الأموال، و الفتوّة من ذوي الأسنان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين (7)،نا زيد (8) بن الحباب، نا حوشب بن عقيل قال: سمعت يزيد الرّقاشي يقول لما حضره الموت: كُلُّ نَفْسٍ ذٰائِقَةُ الْمَوْتِ ، وَ إِنَّمٰا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيٰامَةِ (9) ألا إن الأعمال محضرة، و الأجور

ص: 91


1- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 51/3 و تهذيب الكمال 280/20 من طريق كنانة بن جبلة.
2- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز»، و م، و الحلية و تهذيب الكمال.
3- سورة الزمر، الآية:18.
4- زيادة عن حلية الأولياء.
5- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 280/20.
6- كذا بالأصل و «ز»، و المختصر، و في تهذيب الكمال:«يفتحن» و بدون إعجام في م.
7- بالأصل: الحسن، تصحيف، و المثبت عن «ز»، و م.
8- كذا بالأصل و م، و في «ز»: يزيد.
9- سورة آل عمران، الآية:185.

مكملة، و لكلّ ساع ما سعى، و غاية الدنيا و أهلها إلى الموت، ثم بكى و قال: يا من القبر مسكنه، و بين يدي اللّه موقفه، و النار غدا مورده، ما ذا قدمت لنفسك ؟ ما ذا أعددت لمصرعك ؟ ما أعددت لوقوفك بين يدي ربك ؟ (1).

قال (2):و حدّثني محمّد (3)،حدّثني الصّلت بن حكيم، نا درست القزّار (4)،قال: لما احتضر يزيد الرّقاشي بكى، فقيل له: ما يبكيك يرحمك اللّه ؟ قال: أبكي و اللّه على ما يفوتني من قيام الليل، و صيام النهار، قال: ثم بكى و قال: من يصلّي لك يا يزيد، و من يصوم، و من يتقرّب لك إلى اللّه بالأعمال بعدك، و من يتوب لك إليه من الذنوب ؟ ويحكم يا إخوتاه لا تغتروا (5) بشبابكم، فكان قد حلّ بكم ما حلّ بي من عظيم الأمر، و شدّة كرب الموت، النجاء النجاء، الحذر الحذر، يا إخوتاه المبادرة رحمكم اللّه (6).

8236 - يزيد بن الأخنس بن حبيب بن جرّة بن زعب بن مالك

8236 - يزيد بن الأخنس بن حبيب بن جرّة (7) بن زعب (8) بن مالك

ابن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم بن منصور

أبو معن السّلمي (9)

والد معن بن يزيد له صحبة، بايع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و روى عنه حديثا.

روى عنه: كثير بن مرة، و جبير بن نفير.

و شهد فتح فحل و غيرها من فتوح الشام.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد الحدّاد، ثم حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي

ص: 92


1- رواه من طريق زيد بن الحباب، المزي في تهذيب الكمال 280/20-281.
2- يعني ابن أبي الدنيا.
3- يعني محمّد بن الحسين البرجلاني.
4- الأصل:«البرار» و في م:«العران» و المثبت عن «ز»، و تهذيب الكمال.
5- كذا بالأصل و م و «ز»: «لا تغترون» و المثبت عن تهذيب الكمال.
6- رواه المزي في تهذيب الكمال 281/20.
7- الأصل و م و «ز»: حرة، و المثبت عن أسد الغابة، و نص ابن الأثير على: جره بضم الجيم و بالراء المشددة و آخرها هاء.
8- بالأصل:«رغب» و المثبت عن «ز»، و م.
9- ترجمته في الإصابة 651/3 و أسد الغابة 698/4 و الاستيعاب 656/3 (على هامش الإصابة) و طبقات ابن سعد 274/4 و الجرح و التعديل 251/9 و المعجم الكبير 239/22.

عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد (1)،نا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم البرقي، نا عبد اللّه بن يوسف، نا الهيثم بن حميد، حدّثني زيد بن واقد، عن سليمان بن موسى، عن كثير بن مرة، عن يزيد بن الأخنس السّلمي، و كانت له صحبة، أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«لا تنافس بينكم إلاّ في اثنتين: رجل أعطاه اللّه قرآنا، فهو يقوم به الليل و النهار، و يتّبع ما فيه، فيقول رجل: لو أن اللّه أعطاني مثل ما أعطى فلانا فأقوم به كما يقوم به، و رجل أعطاه اللّه مالا، فهو ينفق و يتصدّق، و يقول رجل مثلك ذلك»[13195].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد البارع، أنا الحسن بن غالب بن علي بن المبارك، قالا: أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد الزهري، نا جعفر الفريابي، نا عبد الرّحمن بن إبراهيم الدمشقي، نا الوليد بن مسلم، نا صفوان بن عمرو، عن سليم بن عامر، و أبي اليمان الهوزني، عن أبي أمامة الباهلي (2)،عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«إن اللّه وعدني أن يدخل الجنّة من أمّتي سبعين ألفا بغير حساب»، فقال يزيد بن الأخنس: و اللّه ما أولئك في أمّتك يا رسول اللّه إلاّ كالذباب الأصهب في الذّبان[13196].

أخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا عبد اللّه بن جعفر البغدادي، نا هاشم بن يونس العصّار، نا أبو صالح عبد اللّه بن صالح، نا معاوية بن صالح، عن سليم بن عامر، عن أبي أمامة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«إن اللّه يدخل من أمّتي الجنّة سبعين ألفا بغير حساب» فقال يزيد بن الأخنس السّلمي: و ما هذا في أمّتك إلاّ كالذّبان (3) الأزرق في الذّبان.

أنبأنا أبو علي المقرئ، ثم حدّثني أبو مسعود، أنا أبو نعيم، نا سليمان بن أحمد، نا إبراهيم بن محمّد بن عرق، نا عمرو بن عثمان، نا بقية، عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرّحمن بن جبير بن نفير، عن يزيد بن الأخنس.

أنه لما أسلم أسلم معه جميع أهله إلاّ امرأة واحدة أبت أن تسلم، فأنزل اللّه على رسوله: وَ لاٰ تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوٰافِرِ (4) فقيل له: قد أنزل اللّه آية فرّق بينها و بين زوجها،

ص: 93


1- رواه سليمان بن أحمد الطبراني في المعجم الكبير 239/22 رقم 626.
2- رواه ابن حجر في الإصابة 651/3.
3- في «ز»: كالذباب.
4- سورة الممتحنة، الآية:10.

إلاّ أن تسلم، فضرب لها أجل سنة، فلما مضت السنة إلاّ يوم جلست تنظر الشمس حتى دنت للغروب أسلمت، و قالت: المستضعفة المستكرهة على دينها و دين آبائها، فلما دخلت في الإسلام حسن إسلامها و فقهت في الدين، فكانوا يعجبون منها و يقولون: هذه التي استضعفت و استكرهت ؟ فقالت: تعجبون منّي، عجبت منكم أشدّ من إعجابكم، أ لا سجنتم، أ لا ضربتم في اللّه ؟ و اللّه لو (1) ظهر الإيمان على دب أشعر لخالط الناس.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد (2) قال: في الطبقة الثالثة: يزيد بن الأخنس بن حبيب بن جرّة (3) بن زغب (4) بن مالك بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم، و هو أبو معن بن يزيد السّلمي، الذي روى عنه أبو الجويرية، قال: بايعت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أنا و أبي و جدّي، و خاصمت إليه، فأفلجني، و عقد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ليزيد بن الأخنس يوم فتح مكة لواء من الألوية الأربعة التي عقدها لبني سليم، سكن يزيد الكوفة بعد ذلك هو و ولده، و شهد معن بن يزيد يوم المرج، مرج راهط .

أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه، و أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر (5)،أنا أبو علي أحمد بن علي بن الحسن، أنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم قال:

و من بني سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة (6) بن قيس بن عيلان بن مضر:

يزيد بن الأخنس، يقول من ينسبه يزيد بن الأخنس ابن الحباب بن جرو (7) بن زغب (8) بن مالك بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم، جاء في بعض الحديث: شهد بدرا (9)، و أبوه و ابنه، و ليس المشهور عند أهل المغازي، له حديث.

ص: 94


1- الأصل و م:«ان» و المثبت عن «ز».
2- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 274/4.
3- الأصل و م: حرة، و المثبت عن ابن سعد، و في «ز»: عزه.
4- كذا بالأصل و ابن سعد، و في م و «ز»: «رعب» و تقدم:«زعب».
5- بعدها بالأصل فراغ بسيط ، و فيه ضبتان، و الكلام متصل في م و «ز».
6- إعجامها ناقص بالأصل و م، و في «ز»: «حفصة» خطأ.
7- كذا ورد هنا:«جرو» بالأصل و م و «ز»، و في الأخيرتين بدون إعجام.
8- كذا ورد هنا بالأصل و «ز»: زغب، و في م بدون إعجام، و قد مرّ «زعب» بالعين المهملة، و هو ما جزم به ابن ماكولا في الاكمال.
9- سقطت من «ز».

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، نا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال: يزيد بن الأخنس السّلمي، سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم هو، و أبوه، و ابنه معن بن يزيد، له بالشام حديث، رواه كثير بن مرة، و في نسخة غير مسموعة لنا قال أبو زرعة: داره بدمشق.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي - إجازة - أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا (1) الحسن بن سميع يقول: و يزيد بن الأخنس السّلمي أبو معن بن يزيد، و ابنه معن بن يزيد بن الأخنس الخفافي (2)،حيّ من بني سليم، و معن أبوه، وجده بايعوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم جميعا، و معن و يزيد بن الأخنس قتلا براهط .

كتب إليّ أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن الحطّاب (3)،أنا محمّد بن أحمد بن عيسى، أنا عبيد اللّه بن محمّد العكبري قال: قرئ على أبي القاسم البغوي في كتاب معجم أسماء الصحابة: قال: يزيد بن الأخنس ثم ساق له الحديث الأول عن أبي بكر بن زنجويه، عن أبي توبة، عن الهيثم بن حميد.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (4):يزيد بن الأخنس السّلمي، شامي، روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، روى عنه كثير بن مرة (5).

ص: 95


1- سقطت من «ز».
2- الخفافي: بضم و تخفيف الفاء الأولى، نسبة إلى خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم.
3- تحرفت بالأصل و «ز» إلى: الخطاب، و التصويب عن م.
4- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 251/9.
5- كتب بعدها في «ز»: عورض به آخر الجزء الخامس و العشرين بعد الخمسمائة يتلوه أنا أبو الحسن الفرضي نا عبد العزيز الكتاني، أنا مسدد بن علي ه . بلغت سماعا على والدي الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسين فسمعه أخي الحسن و ابني محمّد و كتب العالم علي في عاشر ربيع............................... سمع .................................. القاسم علي بن الحسين بن هبة اللّه الشافعي أيّده اللّه و الشيخ الفقيه الإمام جمال الدين أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن سعد اللّه الحنفي و الشيخ الصالح أبو بكر محمّد ابن بركة بن خلف بن كوما الصالحي و الأمين شمس الدولة أبو الحسن بن عبد الرّحمن بن محمّد بن مرشد بن منقذ الكناني و زين الدولة أبو علي الحسن بن الحسن بن الحسين بن أبي المضاء الوزير بقراءة القاضي بهاء الدين أبي المواهب الحسن بن هبة اللّه بن محفوظ بن صصرى و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الرّحمن بن الحسين بن عبدان و أبو ذكرى يحيى بن علي بن مؤمل و أبو المعالي محمّد بن القاضي ذكي الدين أبي الحسن علي بن محمّد ابن يحيى القرشي و يوسف بن أبي الحسن بن أحمد و إسماعيل بن حماد الدمشقي و أبو الربيع سليمان بن إبراهيم ابن يحيى الصنهاجي و عبد اللّه بن ياسين بن عبد اللّه اليمني و حمزة بن إبراهيم بن عبد اللّه و بركان شاه بن قرحا و زين قريون الديلمي و أبو الحسين بن علي بن خلدون البصري و أبو عبد اللّه بن الفضل بن الفتح الأنصاري و مكي ابن أبي محمّد بن علي بن أبيه و عين الدولة بن الكمش بن كمشتكين و عبد الواحد بن بركات بن أبي الحسين... و يوسف بن محلى بن إبراهيم و يوسف بن سليمان بن عبد اللّه الإسكندراني و إبراهيم بن عطاء بن إبراهيم و حسن ابن مالادن.... و ممدود و صديق ابنا إلياس بن سلامة الكنانيان و خضر بن أبي سعيد بن أبي زيد و إبراهيم بن غازي بن سلمان و إبراهيم بن مهدي بن علي الشاغوريان و علي بن يوسف بن سليمان الأذني و حسين بن محمّد بن حسن الخياط و رافع بن محمّد بن رافع... و علي بن عبد الكريم بن الكويس و أبو الحسين بن نعمة اللّه بن عبد اللّه الفراش و كاتب الأسماء عبد الرّحمن بن أبي منصور بن نسيم بن الحسين بن علي الشافعي و سمع نصفه الأول ابن المسمع أبو الفتح الحسن و ابن أخيه أبو منصور بن عبد الرّحمن بن محمّد بن الحسن و عبد الرّحمن بن أبي طاهر بن سفيان بن علي بن نجيم بن أحمد اليمني و أبو عبد اللّه بن سيدهم بن هبة اللّه الأنصاري و أبو محمّد... ابن أبيه و مسرور بن سعد بن علي الواسطي و فارس بن أبي طالب بن عباد و سمع نصفه الآخر الشيخ الفقيه أبو الثناء ...... ابن غازي بن محمّد و رمضان بن علي بن أبي الفرج الأرجاني و أبو القاسم بن محمّد بن ناجية و أبو المحاسن سليمان بن الفضل بن الحسين بن سليمان و رفاعة بن محمّد بن إبراهيم و أبو القاسم بن شبل بن الحسين و أبو الحسن بن معالي بن هبة اللّه الموصلي و نصر اللّه بن رافع بن مبارك و ذلك في يومي الاثنين و الخميس الثامن عشر من شهر ربيع الأول من سنة خمس و ستين و خمسمائة بالمسجد الجامع بدمشق و صح و ثبت و للّه الحمد و المنة و صلواته على خير العباد و سلامه ه . سمع جميع هذا الجزء على سيدنا الشيخ الفقيه الإمام العالم الحافظ الأوحد الثقة بهاء الدين شمس الحفاظ ناصر السنة محدث الشام جمال الإسلام أبي محمّد القاسم ابن الشيخ الفقيه الإمام العالم الحافظ الأوحد شيخ الإسلام أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي رضي اللّه عنه و قدّس روح والده من لفظ الشيخ الفقيه الإمام العالم الحافظ الأوحد القاضي الإمام شمس الدين أبو القاسم الحسين بن هبة اللّه بن محفوظ بن صصرى التغلبي أثابه اللّه أخوه القاضي الإمام شمس الدين أبو القاسم الحسين بن هبة اللّه و الشيوخ الفقيه الإمام أبو جعفر أحمد بن علي بن أبي بكر بن إسماعيل القرطبي و أبو العباس أحمد بن علي بن يعلى السلمي و أحمد بن ناصر بن طعان الطريفي و يوسف بن أبي الفرج بن مهذب و عبد السّلام بن أبي بكر بن أحمد و أبو الحسين هبة اللّه بن علي بن خلدون و أبو عبد اللّه محمّد بن سيدهم بن هبة اللّه بن.... الدمشقي و محمّد بن ميمون بن مالك الأنصاري و زكريا بن عثمان بن خالد الموفاني و أحمد بن أبي مكارم بن عبد اللّه و أبو علي حسن بن علي بن عبد الوارث و عبد الرّحمن بن طالب بن سبع و عين الدولة بن جلدك بن عبد اللّه و أبو بكر بن عبد الرّحمن بن علي و أبو طالب بن علي بن أبي الفرج الكناني و عبد الخالق بن عبد اللّه بن محمّد اللبودي و بدل بن أبي المعمر بن إسماعيل التبريزي و سمع الجزء سوى خمس قوائم من آخره الشيوخ حمزة بن إبراهيم بن عبد اللّه و إبراهيم بن منيع بن عبد اللّه السروجي و عبد الغني بن عبد الكريم بن أحمد المعلم و إبراهيم بن محمّد بن زياد الإشبيلي و مؤمن بن عبد اللّه ابن أبي طالب و إبراهيم بن عبد اللّه بن يوسف و علي بن عبد الوارث بن عبد القوي و أبو العز بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه و أبو عبد اللّه محمّد بن أبي الفتح بن محمّد و أبو يعلى حمزة بن أبي الفضل بن أبي الفوارس الأنصاري و خليل بن أبي محمّد بن سلطان و عبد العزيز بن محمّد بن الحسن و إبراهيم بن محمّد بن عبد اللّه و سمع خمس قوائم من آخره فحسب الشيوخ أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن الحسن بن أبيه الصالحي و علي بن أبي عبد اللّه بن محمّد القرشي و إسماعيل بن جوهر بن مطر الفراء و أبو الثناء زيد بن محمود بن أحمد بن دار الأردنبلي و الوجيه محمود بن محمّد بن معاذ الخرقاني و الفقيه أبو الفرج إبراهيم بن يوسف بن محمّد ه . سمع جميع هذا الجزء على الشيخ الأجل الإمام الأوحد العالم الحافظ الأصيل بهاء الدين شمس الحفاظ جمال الإسلام محدّث الشام ثقة الثقات معتمد الرواة أبي محمّد القاسم بن الشيخ الإمام الحافظ شيخ الإسلام ناصر الحديث أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة اللّه الشافعي ولده أبو القاسم علي عمره اللّه و الشيخ الإمام أبو جعفر أحمد بن علي بن أبي بكر القرطبي و ولداه أبو الحسن مجد و أبو الحسين إسماعيل و فتاهم فرج الحبشي و الشيخ الفقيه الأمين أبو القاسم الخضر بن الحسين بن الخضر بن عبدان الأزدي بقراءاته و القاضي الإمام العالم الأمين بهاء الدين أبو إسحاق إبراهيم بن أبي اليسر شاكر بن عبد اللّه بن سليمان التنوخي و الشيخ أبو علي الحسن بن علي الحسن بن علي بن عبد الوارث التونسي و أبو محمّد خلف بن محمّد بن شهدون التوزري و أبو الحسن علي بن محمّد بن إبراهيم الأنصاري الرياحي و أبو الفضل حامد بن علي بن أحمد الرقي و أبو أحمد عبد العزيز بن عبد الملك بن تميم الشيباني و أبو صابر عبد الملك بن المحسن الأنصاري يعرف بابن الأنماطي و هذا خطه على الوجه و سمع الجزء عدا خمس قوائم من أوله أبو الحسن علي بن عمر بن عثمان الصقلي و أبو الحجّاج يوسف بن أبي الفرج المهذب التنوخي و ابنه عبد العزيز و أبو طالب علي بن أبي الفرج الكتاني و محمّد بن إبراهيم بن هراوة القفصي و سمع النصف الثاني منه أبو الحسن علي بن تميم بن عبد السّلام و صحّ ذلك منهم بدار الحديث بدمشق في سادس عشر ذي الحجّة سنة خمس و تسعين و خمسمائة و الحمد للّه وحده ه . سمع من أول هذا الجزء إلى أول ترجمة يخلف و هو نصف الجزء على الشيخ الإمام الفقيه العالم العامل فخر الدين مفتي المسلمين فقيه أهل الشام أبي منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن الحسن الشافعي بسماعه فيه من عمه مؤلفه بقراءة الشيخ الإمام العالم المحدث محب الدين أبي محمّد عبد العزيز بن الحسين بن عبد العزيز بن هلالة الأندلسي الفقيه أبو محمّد عبد العزيز بن عثمان بن طاهر الإربلي و ابن أخي المسمع و أبو علي عبد اللطيف بن الحسن بن محمّد و أبو القاسم تمام بن يحيى بن الفر عباس الحيري و ابناه محمّد و يحيى و أبو بكر محمّد بن محمّد ابن أبي بكر البلخي و أخوه سليمان و أبو بكر و عمر ابنا عبد الخالق بن أبي بكر المؤذن بمسجد الرماحين بدمشق و عبد الواحد بن عبد السيد بن بركات الصقلي المقدسي و أبو المعالي عبد اللّه بن أبي طالب محمّد بن عبد اللّه بن صابر السلمي و إسماعيل بن عبد اللّه بن الأنماطي و هذا خطه و ابنه أبو بكر محمّد رفق اللّه بهما و ذلك بالمسجد الجامع بدمشق في ليلة الاثنين سابع عشر جمادى الآخرة سنة خمس عشرة و ستمائة و الحمد للّه و صلواته على سيدنا محمّد و آله و سلامه. سمع من أول ترجمة يخلف بن عبد اللّه بن بحر أبو سعيد المغربي و هي في نصف الجزء على الشيخ الإمام العالم تقي الدين أبي الوحش عبد الرّحمن بن أبي منصور بن نسيم المقدسي بسماعه من مؤلفه و ما فيه من الملحق بإجازته منه بقراءة القاضي الإمام العالم الفاضل المحدث محب الدين أبي محمّد عبد العزيز بن الحسين بن عبد العزيز بن هلالة الأندلسي الولد النجيب أبو بكر محمّد و والده الإمام العالم تقي الدين أبو الطاهر إسماعيل بن عبد اللّه بن عبد المحسن الأنصاري و أبو المعالي عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن صابر السلمي و محمّد و يحيى ابنا تمام بن يحيى بن الأمير عباس الحميري و أبو بكر محمّد و أبو الفضل سليمان ابنا محمّد بن أبي بكر البلخي و أبو بكر و عمر ابنا عبد الخالق بن أبي بكر المؤذن بمسجد الرمّاحين و أبو المظفر يوسف بن يعقوب بن عثمان و عمه عبد العزيز بن عثمان بن أبي طاهر الإربلي عفا اللّه عنه و هذا خطه و ذلك في يوم الاثنين سابع عشر جمادى الآخرة سنة خمس عشرة و ستمائة و الحمد للّه وحده و صلّى اللّه على سيدنا محمّد و آله ه .

ص: 96

ص: 97

أخبرنا (1) أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا مسدد بن علي بن عبد اللّه الحمصي، أنا أبي، نا القاضي أبو القاسم عبد الصّمد بن سعيد الحمصي، قال في تسمية من نزل حمص من الصحابة: يزيد بن الأخنس، بايع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم هو، و أبوه، و ابنه؛ منزله بالشام، حدّث عنه كثير بن مرّة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني قال: أما جرّة بالجيم، فهو: يزيد بن الأخنس بن حبيب بن جرّة بن زعب (2) بن مالك من بني بهثة بن سليم، روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم هو و ابنه معن بن يزيد، نسبه الطبري.

و قال الدارقطني في موضع آخر: و أما زغب بكسر الزاي، فهو في ما ذكره أبو جعفر الطبري في الصحابة: يزيد بن الأخنس بن حبيب بن جرّة بن زغب بن مالك من بني بهثة بن سليم (3) بن منصور، هو أبو معن بن يزيد السّلمي، روى هو و ابنه عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، ذكره بالغين المعجمة هاهنا، و ذكره أولا بالعين المهملة.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه العبدي

ص: 98


1- كتب قبلها في «ز»: الجزء السادس و العشرون بعد الخمسمائة من كتاب تاريخ مدينة دمشق حماها اللّه و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأماثل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها تصنيف الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة اللّه الشافعي رحمه اللّه آمين. سماع ولده القاسم بن علي بن الحسن و أجازه له من بعض شيوخ أبيه رحمهم اللّه. بسم اللّه الرحمن الرحيم. أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه اللّه قال. و كتب في م قبلها أيضا: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه اللّه قال.
2- بالأصل و «ز» هنا: زغب، و المثبت عن م، و سينبه في آخر الخبر إلى أنها بالعين المهملة.
3- من قوله: سليم... إلى هنا سقط من «ز»، فتداخل الخبران و اضطرب السياق.

قال: يزيد بن الأخنس... (1) السّلمي، عداده في أهل الشام، روى عنه.... (2) أبو أمامة الباهلي: و جبير بن نفير، و كثير بن مرّة.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحدّاد، قالا: قال لنا أبو نعيم: يزيد بن الأخنس السّلمي، يكنى أبا معن، و قال محمّد بن سعد: هو يزيد بن الأخنس بن حبيب بن جرّة بن زغب بن مالك بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم، سكن الكوفة، و قال غيره:

يعدّ في الشاميين، روى عنه كثير بن مرّة، و جبير بن نفير، ذكره في حديث أبي أمامة.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (3):و أما جرّة بضم الجيم فهو يزيد بن الأخنس بن حبيب بن جرّة بن زعب (4) بن مالك من بني بهثة بن سليم، روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم هو و ابنه معن بن يزيد.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، أخبرني أبو الفضل الحافظ عنه، أنا الحسن بن علي، أنا أبو الحسين بن المظفر، أنا أحمد بن علي بن الحسن المدائني، أنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم، نا أبو صالح، عن الليث، عن يزيد بن أبي حبيب: أن معن بن يزيد بن الأخنس من بني سليم كان هو، و أبوه، وجده شهدوا بدرا مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و لا نعلم (5) رجلا و ابنه و ابن ابنه شهدوا بدرا غيرهم، و لم يصحح أهل المغازي شهودهم بدرا، و لم يذكروهم في البدريين، و لكن لهم صحبة.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا الحسين بن جعفر - زاد ابن الطّيّوري: و ابن عمّه أبو نصر محمّد بن الحسن قالا:- أنا أبو العبّاس الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد،[أنا صالح بن أحمد] (6) حدّثني أبي قال: ثلاثة من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم صحبوا النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: هو و أبوه و جدّه، معن بن يزيد [بن] (7) الأخنس هؤلاء صحبوا النبي صلّى اللّه عليه و سلّم ثلاثتهم.

ص: 99


1- كلمة غير مقروءة بالأصل، و الكلام متصل في م، و «ز».
2- كلمة غير مقروءة بالأصل، و الكلام متصل في م، و «ز».
3- الإكمال لابن ماكولا 435/2.
4- بالأصل و «ز»: «زغب» و المثبت عن م، و الإكمال.
5- الأصل و م:«يعلم» و المثبت عن «ز».
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك لتقويم السند عن «ز»، و م.
7- سقطت من الأصل، و زيدت عن «ز»، و م.

8237 - يزيد بن أرطاة النّخعي

سمع عمر بن الخطّاب، و استعمله على قومه الذين وجههم إلى الشام.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن عبد اللّه بن سعيد، نا السري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن المستنير بن يزيد النّخعي، عن إبراهيم بن يزيد النّخعي، قال: لما أراد عمر النخع على العراق، فأبوا، قال يزيد بن كعب: أنا لها و من اتبعني، فاتّبعه تسع مائة مقاتل في سبع مائة أهل بيت، منهم سبع مائة امرأة فارغة، و خرج مثلهم و هو النصف الباقي إلى الشام، عليهم يزيد بن أرطاة النّخعي.

قال: و نا سيف، عن أبي روق، عن من أدرك منهم مثله.

8238 - يزيد بن إسحاق بن عبّاد بن زياد بن أبيه المعروف بزياد بن أبي سفيان

له ذكر، ذكره أحمد بن حميد بن أبي العجائز في تسمية من كان بدمشق و أعمالها من بني أمية، و ذكر أنه كان يسكن جرود من إقليم معلولا.

8239 - يزيد بن أسد بن كرز بن عامر بن عبد اللّه بن عبد شمس

8239 - يزيد بن أسد بن كرز (1) بن عامر بن عبد اللّه بن عبد شمس

ابن غمغمة (2) بن جرير بن شقّ بن الكاهن بن صعب بن يشكر

ابن رهم بن أفرك (3) بن نذير بن قسر بن عبقر بن أنمار

أبو الهيثم القسري البجلي (4) جد خالد بن عبد اللّه القسري

روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم حديثا.

و روى عن عمر بن الخطّاب.

روى عنه: ابنه عبد اللّه بن يزيد، و هو من أهل دمشق، و كان مقدمة الجيش الذين أمدّ بهم معاوية عثمان بن عفّان مع حبيب بن مسلمة.

ص: 100


1- كرز: بضم الكاف و سكون الراء و بعدها زاي (الإصابة).
2- في أسد الغابة:«عمعمة» بالعين المهملة. و بالأصل «غمغة» و المثبت عن «ز»، و م.
3- الأصل: أبرك، و المثبت عن «ز»، و م.
4- ترجمته في أسد الغابة 699/4 و الإصابة 651/3 و الاستيعاب 652/3 (على هامش الإصابة) و طبقات خليفة ص 196 و طبقات ابن سعد 428/7 و التاريخ الكبير 317/8 و الجرح و التعديل 251/9.

و شهد صفّين مع معاوية، و كان أميرا يومئذ على بجيلة، و ولي الصائفة ليزيد بن معاوية.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،[حدثني أبي] (2) نا أبو معمر، نا هشيم، أنا سيّار، عن خالد بن عبد اللّه القسري، عن أبيه أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال لجدّه يزيد بن أسد:«أحبّ للناس ما تحبّ لنفسك»[13197].

قال: و نا عبد اللّه (3)،[حدثني أبي] (4) حدّثني أبو الحسن عثمان بن أبي شيبة - بالكوفة - سنة ثلاثين و مائتين، و يعقوب الدورقي، قالا: نا هشيم بن بشير، قال عثمان بن أبي شيبة: أنا سيّار قال: سمعت خالد بن عبد اللّه القسري.

ح و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ.

قالا: أنا أبو يعلى، نا عثمان بن أبي شيبة، نا هشيم بن بشير، نا سيّار قال: سمعت خالد القسري على المنبر يقول: حدّثني أبي عن جدي يزيد بن أسد قال: قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«يا يزيد بن أسد، أحبّ للناس الذي تحبّ لنفسك»، و في حديث أبي يعلى:

«ما تحبّ لنفسك»[13198].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن أحمد بن علي السمسار.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، و أبو محمّد بن طاوس، قالا:

أنا أبو منصور بن شكرويه، قالا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد، نا (5) أبو عبد اللّه

ص: 101


1- رواه أحمد بن حنبل في المسند 593/5 رقم 16653 طبعة دار الفكر.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و «ز»، و استدرك لتقويم السند عن مسند أحمد.
3- مسند أحمد بن حنبل 594/5 رقم 16656 طبعة دار الفكر.
4- زيادة للإيضاح عن مسند أحمد.
5- من قوله: بن الفضل... إلى هنا سقط من «ز».

المحاملي، نا يعقوب، نا هشيم قال [نا سيّار (1) قال: شهدت خالد بن عبد اللّه القسري، فخطب قال: حدّثني أبي عن جدي أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال له:«يا يزيد بن أسد، أحبّ للناس ما تحب لنفسك»[13199].

لفظ الحديث لابن طاوس، و روي عن خالد حديث عن جده غير هذا، و المحفوظ عن أبيه عن جده.

أخبرناه أبو الحسن علي بن الحسن بن أحمد، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عيسى بن علي، أنا أبو القاسم البغوي، نا عقبة بن مكرم أبو عبد الملك البصري، نا سلم (2)بن قتيبة، عن يونس (3)،عن إسماعيل بن أوسط ، عن خالد بن عبد اللّه، عن جدّه (4)أسد بن كرز، سمع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«المريض تحاتّ خطاياه كما يتحاتّ ورق الشجر»[13200].

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا محمّد بن يعقوب بن يوسف، نا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، نا أيوب بن سويد، نا إسماعيل بن عبد اللّه القسري، عن أخيه خالد بن عبد اللّه، عن أبيه عن جده يزيد بن أسد أنه قدم على عمر بن الخطّاب من دمشق، الحديث.

و قد كتبناه في ترجمة إسماعيل بن عبد اللّه.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، و أبو العز الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر - زاد الأنماطي:

و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خيّاط قال (5):و من بجيلة و هم ولد أنمار بن أراش بن عمرو بن الغوث، بجيلة أمّهم هي بنت صعب بن سعد العشيرة: يزيد بن أسد بن كرز بن عامر بن عبد اللّه بن عبد شمس بن غمغمة بن جرير بن شق بن صعب بن يشكر بن رهم بن أفرك بن نذير بن قسر بن عبقر بن أنمار، من ساكني الشام، و هو جد خالد بن عبد اللّه بن أسد، روى:

«أحبّ للناس ما تحب لنفسك»، و روى:«المريض تحات خطاياه».

ص: 102


1- بالأصل:«قال: سيّار نا» و المثبت عن «ز».
2- كذا بالأصل و م، و في «ز»: سالم.
3- كذا بالأصل و م، و في «ز»: قيس.
4- فوقها في «ز»: ضبة.
5- طبقات خليفة بن خيّاط ص 196 رقم 732.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد قال (1) في الطبقة الرابعة: يزيد بن أسد بن كرز بن عامر بن عبد اللّه بن عبد شمس بن غمغمة بن جرير بن شق بن (2)الكاهن بن صعب بن يشكر بن رهم بن أفرك بن نذير بن قسر بن عبقر بن أنمار بن (3)أراش بن عمرو بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ، وفد على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فأسلم، و لم يكن ممن اختط بالكوفة و لا نزلها، و نزل الشام، من ولده خالد بن عبد اللّه بن يزيد، ولي مكة للوليد بن عبد الملك، و ولى العراق لهشام بن عبد الملك، و أخوه (4)أسد بن عبد اللّه ولي خراسان لهشام بن عبد الملك، و أخوه إسماعيل بن عبد اللّه، ولي الموصل و كان في صحابة أبي جعفر، و لمّا ولي خالد بن عبد اللّه العراق اشترى بالكوفة خططا و ابتنى بها دورا، و له بها عقب، و عدد كثير.

قال: و قال هشام بن محمّد بن السّائب الكلبي: و لم يولد لعبد اللّه بن عبد شمس إلاّ واحد إلى يزيد بن أسد، واحد واحد يولد.

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل و أبو الحسين و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (5):يزيد بن أسد القرشي، و في نسخة: القسري (6)،سمع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

قال هشيم: أخبرنا سيّار عن خالد القسري، عن أبيه عن جده أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال لجدّه:

«يا يزيد بن أسد، أحبّ للناس ما تحب لنفسك»[13201].

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

ص: 103


1- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 428/7.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و في ابن سعد: ابن شق الكاهن.
3- من هنا... إلى قوله: وفد، سقط من طبقات ابن سعد.
4- من هنا إلى قوله: جعفر، ليس في طبقات ابن سعد.
5- التاريخ الكبير للبخاري 317/8.
6- في التاريخ الكبير المطبوع: القسري.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):

يزيد بن أسد بن كرز القسري، له صحبة، روى عنه خالد بن عبد اللّه بن يزيد، روى عن جده، و هو يزيد بن أسد بن كرز، سمعت أبي يقول [ذلك] (2).

[قال ابن عساكر:] (3) كذا قال، و خالد يروي عن أبيه عن جده.

أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه الخطيب، أنا الربعي، أنا عبد الوهّاب، أنا ابن جوصا - قراءة-.

ح و أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه قراءة عن أبي الحسين الصيرفي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا ابن جوصا - إجازة - قال: سمعت ابن سميع يقول: في الطبقة الأولى من تابعي أهل الشام: يزيد بن أسد القسري.

[قال ابن عساكر:] (4) كذا قال، و أهل بيته يقولون: إنّ له صحبة (5).

كتب إليّ أبو عبد اللّه بن الحطاب (6)،أنا أبو الفضل السعدي، أنا أبو عبد اللّه بن بطة، قال: قرئ على أبي القاسم البغوي في كتاب معجم أسماء الصحابة: يزيد بن أسد القسري جد خالد القسري.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة قال في كتاب معرفة الصحابة: يزيد بن أسد بن كرز القسري البجلي، يكنى أبا الهيثم، روى عنه ابنه عبد اللّه.

أنبأنا أبو سعد محمّد بن محمّد، و أبو علي الحسن بن أحمد، قالا: قال لنا أبو نعيم الحافظ في كتاب معرفة الصحابة: يزيد بن أسد القسري البجلي، يكنى أبا الهيثم.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الفضل بن خيرون، قالا: أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن

ص: 104


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 251/9.
2- سقطت من الأصل و زيدت عن «ز»، و م، و الجرح و التعديل.
3- زيادة منا.
4- زيادة منا.
5- كذا بالأصل و م و «ز» هنا، انظر ما يلي.
6- تحرفت بالأصل و «ز»، و م إلى الخطاب.

أبي شيبة، نا هاشم بن محمّد، نا الهيثم بن عدي قال: قال ابن عيّاش في تسمية الأشراف من أبناء النصرانيات: أم يزيد بن أسد نصرانية.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنا نصر بن إبراهيم - قراءة - أنا سليم بن أيوب، أنا طاهر بن محمّد، أنا علي بن إبراهيم، نا يزيد بن محمّد قال: سمعت أبا عبد اللّه المقدمي قال: خالد بن عبد اللّه بن يزيد بن أسد، و ليزيد بن أسد صحبة، و هو جدّ خالد القسري،[حيّ ] (1) من بجيلة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص (2) بن المفضّل بن غسّان الغلابي، نا أبي أظنه عن يحيى (3)ابن معين (4) قال: و ولد خالد ينكرون أن يكون يزيد بن أسد سمع من النبي صلّى اللّه عليه و سلّم (5).

قرأت على أبي الفتح الفقيه، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبّار، أنا أبو محمّد الجوهري - قراءة - عن أبي عمر بن حيوية، أنا محمّد بن القاسم، نا إبراهيم بن الجنيد قال:

قال ابن الغلابي ليحيى يزيد بن أسد جد خالد بن عبد اللّه القسري له صحبة ؟ قال: قالوا:

لا، قال: من يقول ذاك، ولده ؟ قال يحيى: نعم.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السقا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: أنا أبو العبّاس الأصمّ ، نا عبّاس بن محمّد، قال:

سمعت يحيى يقول: حديث يزيد بن أسد أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«يا يزيد بن أسد» قال يحيى:

أهله يقولون ليست له صحبة مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، قال يحيى: و لو كان جدّهم أتى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم لم يكن أهله يعرفونه ؟ (6)أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو بكر البرقاني، أنا أبو عمر بن حيّوية - إجازة - أنا أبو العبّاس أحمد (7) بن محمّد بن مسعدة الفزاري، أنا أبو

ص: 105


1- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز»، و م.
2- من أول الخبر إلى هنا مكانه بياض في «ز»، و كتب على هامشها: مقصوص بالأصل.
3- كذا بالأصل و م، و تحرفت في «ز» إلى: علي.
4- مكانها بياض في «ز».
5- قوله:«من النبي صلّى اللّه عليه و سلّم» مكانها بياض في «ز».
6- أسد الغابة 700/4 و الإصابة 651/3.
7- استدركت على هامش «ز»، و بعدها صح.

الفضل جعفر بن درستويه الفسوي، نا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن القاسم بن محرز قال:

سمعت يحيى بن معين و قيل: حديث خالد القسري عن أبيه عن جده أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال له:

«يا يزيد بن أسد»، فقال: ليس بشيء، أهله يقولون: ليس له صحبة، و لو كان له صحبة لشرف به أهله[13202].

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (1):قال أبو عبيدة: و على كندة حمص: يزيد بن هبيرة، و يزيد بن أسد البجلي - يعني: بصفّين مع معاوية-.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - بقراءتي عليه - نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم بن بسر، نا ابن عائذ، نا الوليد بن مسلم، نا يحيى بن حمزة: أن يزيد بن معاوية أغزى يزيد بن أسد أرض الروم، ففتح قيسارية أرض الروم، و سبى منها خمسة و أربعين ألفا.

أنبأنا أبو محمّد المزكّي، أنا أبو العبّاس بن قبيس، أنا أبو الحسن محمّد بن عوف بن أحمد، أنا أبو العبّاس محمّد بن موسى بن الحسين، نا أحمد بن عمير، نا عمران بن بكّار، نا إسحاق بن إبراهيم، حدّثني عمرو بن الحارث، حدّثني عبد اللّه بن سالم، عن الزبيدي، نا عبد الواحد بن عبد اللّه النصري أن يزيد بن أسد القسري (2) قال عند معاوية يوم حجر بن الأدبر: أنت الجنّة و نحن العدّة، و لم يعطك اللّه بالعقوبة شيئا، إلاّ و قد أعطاك بالعفو أفضل منه، في كلام تكلّم به.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا عبد الواحد بن علي بن محمّد، أنا أبو الحسن الحمّامي، أنا أبو صالح القاسم بن سالم (3) بن عبد اللّه الأخباري، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، نا أبو الحسن العطّار محمّد بن محمّد، نا أحمد بن شبويه، نا سليمان بن صالح، عن عبد اللّه بن المبارك (4)،عن أبي بكر بن عيّاش قال: دخل عبد اللّه بن يزيد بن أسد على معاوية و هو في مرضه الذي مات فيه فرأى منه جزعا، فقال: ما يجزعك يا أمير المؤمنين إن

ص: 106


1- لم يذكره خليفة بن خياط في تاريخه في أسماء قادة جيش معاوية يوم صفين، راجع تاريخ خليفة ص 195-196.
2- في «ز»: القصيري، و في م: القصري.
3- كذا بالأصل و م، و في «ز»: سلام.
4- من طريقه رواه ابن حجر في الإصابة 651/3.

متّ فإلى الجنّة، و إن عشت فقد علم اللّه حاجة الناس إليك، قال: رحم اللّه أباك (1)،إن كان لنا ناصحا، نهاني عن قتل ابن الأدبر - يعني: حجرا - ثم عاده (2) عبد اللّه بن يزيد، فعاد (3)معاوية مثل ذلك القول.

8240 - يزيد بن أسلم بن عبد اللّه، و يقال: زيد بن أسلم

تقدم ذكره في حرف الزاي.

8241 - يزيد بن الأسود أبو الأسود، و يقال: أبو عمرو الجرشيّ

8241 - يزيد بن الأسود أبو الأسود، و يقال: أبو عمرو الجرشيّ (4)(5)

أدرك الجاهلية، و أسلم، و لم يلق النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و سكن الشام بقرية زبدين (6)،و كانت له دار بدمشق داخل باب الشرقي، شرقي دار قزمان.

روى عنه: يونس بن ميسرة بن حلبس، و أبو اليمان.

و بلغني أنه كان يصلّي العشاء الآخرة بمسجد دمشق، و يخرج إلى زبدين فتضيء إبهامه اليمنى، فلا يزال يمشي في ضوئها إلى أن يبلغ زبدين (7).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (8)،نا علي بن عثمان بن نفيل، نا أبو مسهر، نا سعيد، عن يونس بن ميسرة.

ح و أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أحمد بن سليمان، نا أبو زرعة، نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز، عن يونس بن ميسرة بن حلبس قال (9):قلت ليزيد بن الأسود - زاد يعقوب: الجرشيّ - و قالا:

ص: 107


1- كذا بالأصل و م، و في «ز»: رحمك اللّه.
2- في «ز»: أعاده.
3- في «ز»: فقال.
4- الجرشي بضم الجيم و فتح الراء نسبة إلى بني جرش، بطن من حمير (راجع الأنساب:44/2 الجرشي).
5- ترجمته في الإصابة 673/3 و أسد الغابة 700/4 و طبقات ابن سعد 444/7 و التاريخ الكبير 318/8 و الجرح و التعديل 250/9 و سير أعلام النبلاء 136/4 و الاستيعاب 660/3 (هامش الإصابة).
6- زبدين: قرية من قرى غوطة دمشق الشرقية.
7- نقله الذهبي في سير الأعلام 137/4 عن ابن عساكر.
8- رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة و التاريخ 235/1.
9- و رواه عنه الذهبي في سير الأعلام 136/4 و الاستيعاب 660/3.

يا أبا الأسود، كم أتى عليك ؟ قال: أدركت العزّى (1) تعبد في قرية قومي، و قال يونس: في قومي.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا ابن سعد قال (2) في الطبقة الأولى من أهل الشام بعد أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: يزيد بن الأسود الجرشيّ .

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهّاب - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسن المقرئ، نا البخاري قال (3):يزيد بن الأسود الجرشيّ .

قال أبو مسهر: نا سعيد بن عبد العزيز، فذكر الحديث الأوّل.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (4):

يزيد بن الأسود الجرشيّ ، أبو الأسود، جاهلي، روى عن... (5) روى عنه يونس بن ميسرة بن حلبس، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو الأسود يزيد بن الأسود الجرشيّ ، و كان قديما، روى عنه يونس بن ميسرة بن حلبس.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني قال: أبو الأسود يزيد بن الأسود.

ص: 108


1- في الاستيعاب: الأصنام.
2- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 444/7.
3- التاريخ الكبير للبخاري 318/8.
4- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 250/9.
5- كذا بياض بالأصل و م و «ز»، و الجرح و التعديل. و كتب على هامش «ز»: بياض بالأصل.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في طبقة قدم: يزيد بن الأسود الجرشيّ ،[يعني تلي الطبقة الأولى.

قال: و نا أبو زرعة قال: يزيد بن الأسود الجرشي] (1) يكنى أبا عمرو.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي - إجازة - أنا أبو القاسم عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: يزيد بن الأسود الجرشيّ ، أبو الأسود، قال: أدركت العزّى تعبد في قومي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا أبو القاسم بن الصوّاف، نا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي قال: أبو الأسود يزيد بن الأسود، شامي.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد قال (2):

أبو الأسود يزيد بن الأسود الجرشيّ ، أدرك الجاهلية، حديثه في الشاميين، روى عنه أبو حلبس يونس بن ميسرة بن حلبس الجبلاني (3).

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني قال: يزيد بن الأسود أبو الأسود الجرشيّ ، تابعي، قال: أدركت العزّى تعبد في قومي.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة قال: يزيد بن الأسود الجرشيّ ، كان بالشام، يكنى أبا الأسود، ذكر في الصحابة، و لا يثبت (4).

ص: 109


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك للإيضاح عن «ز»، و م.
2- الأسامي و الكنى للحاكم النيسابوري 364/1 رقم 293.
3- إعجامها مضطرب بالأصل و «ز»، و غير مقروءة، و في م: الجيلاني و في الأسامي و الكنى: الجبلافي، جميعه تصحيف، و الصواب ما أثبت، راجع ترجمته في سير الأعلام 230/5.
4- الإصابة 673/3.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحدّاد، قالا: قال لنا أبو نعيم في معرفة الصحابة:

يزيد بن الأسود الجرشيّ ، يكنى أبا الأسود، سكن الشام، ذكره المتأخرون و قال: ذكر في الصحابة، و لا يثبت، و لم يزد على ذكره شيئا.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر الحافظ قال (1):و أما الجرشي بضم الجيم، و فتح الراء، و كسر الشين المعجمة: يزيد بن الأسود الجرشي، أبو الأسود، تابعي، قال: أدركت العزّى تعبد في قومي.

قرأت على أبي محمّد أيضا، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أخبرني أبي، نا محمّد بن [جعفر بن] (2) ملاّس، نا الحسن بن محمّد بن بكّار بن بلال (3)،حدّثني أبو بكر عبد اللّه بن يزيد بن راشد القرشي، حدّثني بعض المشيخة.

أن يزيد بن الأسود الجرشيّ كان يسير هو و رجل من أهل حمص يقال له عمرو بن ذي الحليف في أرض الروم، فبينما هما يسيران إذ سمعا مناديا ينادي: يا يزيد بن الأسود، إنّك لمن المقرّبين، و إنّ صاحبك لمن العابدين، و ما نحن بكاذبين، و إنّا على ذلكم من الشاهدين، قال: فكان هذا يقول لهذا: أنت نوديت [و هذا يقول لهذا أنت نوديت] (4)،قال أبو بكر:

فكان الأوزاعي يقول إذا ذكر هذا الحديث: إلى هذا انتهى الفضل (5).

أنبأنا أبو عبد اللّه بن أبي العلاء، نا أبو بكر الخطيب، نا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد اللّه قال: قرئ على أبي بكر محمّد بن أحمد بن النّضر، نا معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق الفزاري، عن صفوان بن عمرو، عن أبي اليمان.

عن يزيد بن الأسود أنه قال لقومه (6):اكتبوني في الغزو، قالوا: قد كبرت و ضعفت و ليس بك غزو، قال: سبحان اللّه، اكتبوني في الغزو، فأين سوادي في المسلمين ؟ قالوا: أمّا إذ فعلت فأفطر، و تقوّ على العدو، قال: ما كنت أراني أبقى حتى أعاتب نفسي، و اللّه لا

ص: 110


1- الاكمال لابن ماكولا 234/2 و 235.
2- الزيادة للإيضاح عن «ز»، و م.
3- من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام 137/4.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك للإيضاح عن «ز»، و م.
5- تحرفت بالأصل إلى: الفصيل، و المثبت عن «ز»، و م.
6- رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 136/4.

أشبعها من طعام، أوطئها من منام حتى تلحق بالذي خلقها، و لقد أدركت أقواما من سلف هذه الأمة، فذكر ما:

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، نا محمّد بن إسحاق الصغاني، نا معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق الفزاري، عن صفوان بن عمرو، عن أبي اليمان.

عن يزيد بن الأسود، قال: لقد أدركت أقواما من سلف هذه الأمة، قد كان الرجل إذا وقع في هويّة (1) أو وحلة نادى: يا آل عباد اللّه، فيأتون (2) إليه، فيستخرجونه و دابته مما هو فيه، و لقد وقع رجل ذات يوم في وحلة، فنادى: يا آل عباد اللّه،[فتواثب الناس إليه] (3) فما أدركت منه إلاّ مفاضه في الطين، فلأن أكون أدركت من متاعه شيئا، فأخرجه من تلك الوحلة أحبّ إليّ من دنياكم التي ترغبون فيها.

قرأت على أبي الحسين بن كامل، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، حدّثني عمر بن حفص الحبطي، نا ثور بن يزيد الرحبي، عن أبي مسعدة الجرشي قال: كان يزيد بن الأسود قد حلف، و كانوا يرون أنه من الأبدال، قال: حلف - و اللّه فبرّ - أن لا يضحك أبدا، و لا ينام مضطجعا، و لا يأكل سمينا أبدا، فما رئي ضاحكا و لا مضطجعا، و لا أكل سمينا حتى مات، رحمه اللّه.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال (4):و ذكر - يعني: دحيما - يزيد بن الأسود فقدّمه و فضّله، و ذكر استسقاء الضحّاك به بدمشق، قلت له: فقد حدّثنا الحكم بن نافع عن صفوان بن عمرو، عن سليم بن عامر أن الناس قحطوا بدمشق، فخرج معاوية يستسقي بيزيد بن الأسود، فعرفه، و قبله، و قال: وجه ذلك أنه فعل ذلك في إمرة معاوية، و فعل ذلك في إمرة الضحّاك.

ص: 111


1- هوية تصغير هوّة، بمعنى البئر البعيدة المهواة و الهوّة: البئر المغطاة، عن ابن دريد.(تاج العروس هوو)(طبعة دار الفكر).
2- كذا بالأصل، و في «ز»: «فيتواثبون إليه» و في م:«فسواسوا».
3- الزيادة للإيضاح عن م، و «ز».
4- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 602/1.

قال: و نا أبو زرعة (1)،نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز أن الضحّاك بن قيس خرج يستسقي بالناس، فقال ليزيد بن الأسود، قم يا بكّاء.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)،نا أبو اليمان، نا صفوان.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، نا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن إسحاق المصري، نا إبراهيم بن أبي داود البرلّسي، نا أبو اليمان الحكم بن نافع، نا صفوان بن عمرو (3).

عن سليم بن عامر الخبائري أن السماء قحطت، فخرج معاوية بن أبي سفيان و أهل دمشق يستسقون، فلما قعد معاوية على المنبر قال: أين يزيد بن الأسود الجرشيّ ، فناداه الناس، فأقبل يتخطى الناس، فأمره معاوية، فصعد المنبر، فقعد عند رجليه، فقال معاوية:

اللّهمّ إنّا نستشفع إليك اليوم بخيرنا و أفضلنا، اللّهمّ إنا نستشفع إليك اليوم بيزيد بن الأسود الجرشيّ ، يا يزيد ارفع يديك إلى اللّه، فرفع [يزيد] يديه، و رفع الناس أيديهم، فما كان أوشك أن ثارت (4) سحابة في الغرب، كأنها ترس، و هبّت لها ريح، فسقينا حتى كاد الناس أن لا يبلغوا منازلهم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر، أنا أبو الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (5)،حدّثني سعيد بن أسد، نا ضمرة، عن علي بن أبي حملة (6) قال:

أصاب الناس قحط بدمشق، و على الناس الضحّاك بن قيس الفهري، فخرج بالناس يستسقي، فقال: أين يزيد بن الأسود الجرشيّ ؟ فلم يجبه أحد، قال: أين يزيد بن الأسود الجرشيّ ؟ فلم يجبه، ثم قال: أين يزيد بن الأسود الجرشيّ ؟ عزمت عليه إن كان يسمع كلامي إلاّ قام، فقام و عليه برنس، و استقبل الناس بوجهه، و رفع جانبي برنسه على عاتقيه،

ص: 112


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 602/1.
2- رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة و التاريخ 380/2-381.
3- و من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام 137/4.
4- كذا بالأصل و م و «ز»، و سير الأعلام، و في المعرفة و التاريخ: فارت.
5- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 381/2.
6- تحرفت بالأصل إلى: حبلة، و التصويب عن م، و «ز»، و المعرفة و التاريخ.

ثم رفع يديه، ثم قال: أي ربّ ، إنّ عبادك قد تقرّبوا بي إليك، فاسقهم، قال: فانصرف الناس و هم يخوضون الماء، قال: فقال: اللّهمّ إنه شهرني فأرحني منه، قال: فما أتت عليه جمعة حتى قتل (1) الضحّاك.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه و محمّد بن موسى، قالا: نا أبو العبّاس الأصمّ ، نا الربيع بن سليمان، نا أيوب بن سويد، نا أبو زرعة قال:

خرج الضحّاك بن قيس، فاستسقى بالناس، و لم يمطروا، و لم يروا سحابا، فقال الضحّاك: أين يزيد بن الأسود؟ فقال: هذا أنا، قال: قم، فاستشفع لنا إلى اللّه أن يسقينا، فقام، فعطف برنسه على منكبيه (2)،و حسر عن ذراعيه، فقال: اللّهمّ إن عبيدك هؤلاء استشفعوا بي إليك، فما دعا إلاّ ثلاثا حتى أمطروا مطرا كادوا يغرقون منه، ثم قال: اللّهمّ إنّ هذا شهرني فأرحني منه، فما أتت بعد ذلك جمعة حتى مات.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، و ابن السّمرقندي، قالا: أنا الحسن بن أبي الحديد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو علي الحسن بن حبيب، نا يزيد بن عبد الصّمد، نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز أن يزيد بن الأسود قام فقال: اللّهمّ إنّ خلقك بعثوني إليك وافدا، فلا تردني خائبا، قال: و ما يرى في السماء قزعة (3)،فما برحوا حتى سقوا.

أخبرنا أبو محمّد المزكي، أنا أبو محمّد التميمي، أنا أبو القاسم البجلي، نا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة، نا محمّد بن أبي أسامة، عن ضمرة، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني (4) قال:

لما وقعت الفتنة قال الناس: نقتدي بهؤلاء الثلاثة: يعني يزيد بن الأسود، و يزيد بن نمران، و ربيعة بن عمرو، فأمّا ربيعة فقتل براهط ، و أمّا يزيد بن نمران فلحق بمروان، و أما يزيد بن الأسود فاعتزل.

ص: 113


1- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المعرفة و التاريخ: حتى قتله الضحاك.
2- في «ز»: منكبه.
3- القزعة: قطعة من السحاب، جمعها قزع، بالتحريك، كما في القاموس.
4- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: الشيباني.

أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (1)،نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز أن عبد الملك لما خرج إلى مصعب بن الزبير رحل معه يزيد بن الأسود الجرشيّ ، قال: فلمّا التقوا، قال يزيد بن الأسود: اللّهمّ احجز بين هذين الجبلين، و ولّ الأمر أحبّهما إليك، قال: فظفر عبد الملك.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و محمّد بن موسى بن الفضل، قالا: نا أبو العبّاس، نا الربيع بن سليمان، نا أيوب (2) بن سويد، حدّثني عتبة بن أبي حكيم قال: عاد واثلة بن الأسقع يزيد بن الأسود الجرشيّ ، و قد نزل به الموت، فقال: يا أخي، كيف تجدك ؟ قال: أجدني أرجو و أخاف، قال: أيّهن في نفسك أكبر؟ قال:

الرجاء، قال واثلة: اللّه أكبر، سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«أنا عند ظنّ عبدي بي»[13203].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم، أنا نصر بن إبراهيم، و عبد اللّه بن عبد الرزّاق.

ح و أخبرنا أبو الحسن بن زيد، أنا نصر، قالا: أنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو علي بن منير، أنا أبو بكر بن خريم.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن عبدان، أنا محمّد بن علي بن أحمد بن المبارك، أنا عبد اللّه بن الحسين بن عبدان، أنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنا أبو أحمد أحمد بن الحسين بن طلاّب قالا: نا هشام بن عمّار، نا عمرو بن واقد، نا يونس بن حلبس قال:

دخلنا على يزيد بن الأسود، فأخذ بيدي، و دخل عليه واثلة بن الأسقع، فأخذ بيده، فمسح (3) بها وجهه و صدره لأنه بايع بها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فقال له واثلة: كيف ظنّك بربّك ؟ قال: خير، قال: فأبشر، فإنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«إنّ اللّه يقول: أنا عند ظنّ عبدي بي، إن خير فخير، و إن شرّ فشرّ»[13204].

و قال ابن الجهم: إن خيرا فخيرا، و إن شرا فشرا.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش، أنا أبو طالب محمّد بن علي الحربي، أنا عمر بن أحمد بن شاهين، نا نصر بن القاسم الفرائضي (4)،نا سريج (5) بن يونس (6)،نا الوليد بن

ص: 114


1- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 235/1 و من طريق سعيد بن عبد العزيز رواه الذهبي في سير الأعلام 137/4.
2- من هنا إلى قوله: سمعت... مكانه بياض في «ز»، و كتب على هامشها: مقصوص بالأصل.
3- في «ز»: و مسح.
4- كذا بالأصل و م، و في «ز»: القومسي.
5- تحرفت بالأصل و م إلى: شريح.
6- في «ز»: «نا بشر بن موسى».

مسلم، نا الوليد بن سليمان، أخبرني حيان (1) أبو النضر قال:

دخلت مع واثلة بن الأسقع على أبي الأسود الجرشيّ في (2) مرضه الذي مات فيه، فسلم و جلس، و أخذ أبو الأسود يمين واثلة بن الأسقع فمسح بها عينيه و وجهه.... (3) بها موضع يد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال واثلة بن الأسقع: واحدة أسألك عنها، قال: و ما هي ؟ قال:

كيف ظنّك بربّك ؟ قال أبو الأسود - و أشار برأسه - أي حسن، فقال واثلة: أبشر، إنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«قال اللّه عزّ و جل: أنا عند ظنّ عبدي بي، فليظن بي ما شاء» (4)[13205].

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا (5)،نا أبو خيثمة، نا شبابة بن سوار، عن هشام بن الغاز، حدّثني حيّان أبو النضر (6) قال: قال لي واثلة بن الأسقع:

قدني إلى يزيد بن الأسود، فإنه قد بلغني أنه لما به (7) قال: فقدته، فدخل عليه و هو ثقيل، و قد وجه و قد ذهب عقله، قال: نادوه، فنادوه، فقلت: إنّ هذا واثلة أخوك، قال:

فأبقى اللّه من عقله أن سمع أن واثلة قد جاء، قال: فمدّ يده، فجعل يلمس بها، فعرفت ما يريد، فأخذت كف واثلة فجعلتها في كفّه، و إنّما أراد أن يضع يده في يد واثلة ذاك لموضع يد واثلة من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فجعل يضعها مرة على صدره، و مرّة على فيه، فقال واثلة: أ لا تخبرني عن شيء أسألك عنه كيف ظنّك باللّه ؟ قال: اغترقتني ذنوب لي أشفأت (8) على هلكة، و لكن أرجو رحمة اللّه، فكبّر واثلة و كبّر أهل البيت لتكبيره، و قال: اللّه أكبر، سمعت

ص: 115


1- في «ز»: خالي.
2- من هنا إلى قوله:«هي» مكانه بياض في «ز»، و كتب على هامشها: مقصوص بالأصل.
3- كذا بالأصل و م بياض، و كتب على الهامش فيهما: بياض بالأصل.
4- قوله:«فليظن بي ما شاء» استدرك على هامش م، و هذه الجملة سقطت من «ز».
5- من طريقه في الإصابة 673/3.
6- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الإصابة:«حبان بن النضر» خطأ.
7- فوقها ضبة في «ز».
8- كذا بالأصل، و في م:«اشفان» و في «ز»: «انبعاث» و في المختصر: أشتات.

رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول (1):«يقول اللّه عزّ و جلّ : أنا عند ظنّ عبدي بي، فليظن بي ما شاء».

أخبرناه عاليا أبو علي الحدّاد - في كتابه - و حدّثني أبو مسعود المعدّل عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا أحمد بن عبد الوهّاب بن نجدة (2)،نا أبو المغيرة، نا هشام بن الغاز، حدّثني حيان أبو النّضر قال:

دعاني واثلة بن الأسقع و قد ذهب بصره، فقال: يا حيّان قدني إلى يزيد بن الأسود الجرشيّ ، فإنه بلغني أنه عليل، فقدته حتى أتينا منزل يزيد بن الأسود، فإذا البيت مشحون عوادا، و إذا الرجل يجود بنفسه، فلمّا رأى أهل البيت واثلة تحرّكوا حتى جعلوا له طريقا، فأثنيت له وسادة عند رأس يزيد بن الأسود، فقلت لواثلة: إن يزيد لا يعقل في الغمرات، فقال: نادوه، فنادينا أصواتا: يا يزيد بن الأسود، فإذا هو لا يجيب، و لا يسمع، فقلت: هذا أخوك واثلة، فبقي من عقله ما عرف اسم واثلة، فقال بيده كأنه يلتمس شيئا، فعرفنا ما يريد، فأخذت يد واثلة، فوضعتها في يد يزيد، فلمّا وجد مسّها وضعها على عينيه، و مرّة على فؤاده، و اشتدّ بكاء أهل البيت لما صنع، و ذلك لموضع يد واثلة من يد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فقال واثلة: أ لا تحدّثني كيف ظنّك باللّه في هذا المصرع ؟ فناديت أيا يزيد ألا إنه يقول لك كذا و كذا، ففهمها، فقال: غرقتني ذنوبي و أشفأت على هول المطّلع، و لكني أرجو رحمة اللّه، فكبّر واثلة، و كبّر أهل البيت، فقال: أبشر، فإنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول عن اللّه:«قال:

أنا عند ظنّ عبدي بي، فليظن بي ما شاء»[13206].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (3)،نا محمّد بن الفيض - بدمشق-.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز، أخبرني تمام بن محمّد، أنا أبو عمر محمّد بن موسى بن فضالة، و نا محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن ربيعة الربعي قالا: نا محمّد بن الفيض بن محمّد بن الفيّاض أبو الحسن الغسّاني.

نا إبراهيم بن هشام بن يحيى الغسّاني، نا معروف الخيّاط ، قال: عاد واثلة بن الأسقع

ص: 116


1- استدركت على هامش «ز».
2- بفتح النون و سكون الجيم، كما في الخلاصة.
3- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 326/6 في ترجمة معروف بن عبد اللّه الخياط .

ليزيد (1) بن الأسود الجرشيّ في قريته زبدين في مرضه الذي توفي فيه، فجلس عند رأسه فقال له: كيف أصبحت يا يزيد؟ فقال له يزيد: في خوف لا انقطاع له، ثم أغمي عليه مليا، ثم فتح عينيه و قال: و رجاء فوق ذلك، فقال واثلة: اللّه أكبر، اللّه أكبر، اللّه أكبر، سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«قال اللّه تبارك و تعالى: أنا عند ظنّ عبدي بي، فليظن بي ما أحبّ »[13207].

و في حديث ابن عدي: بزبدين، و قال: يقول اللّه تبارك و تعالى.

8242 - يزيد بن أسيد بن زافر بن أبي أسماء بن أبي السيّد بن مفقذ

8242 - يزيد بن أسيد (2) بن زافر بن أبي أسماء بن أبي السيّد بن مفقذ (3)

ابن مالك بن عوف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم بن منصور السّلمي (4)

ولي أرمينية لمروان بن محمّد، ثم وليها للمنصور، و كان شجاعا.

حكى عنه عبد الواحد بن بشر (5).

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم، نا محمّد بن عائذ، عن الوليد، قال: فحدّثنا عبد الواحد بن بشر.

أن يزيد بن أسيد حدّثه أنه كان في من سار مع سعيد الحرشي (6) من أهل الجزيرة، أو قال: ممن وجه هشام بن عبد الملك مع سعيد الحرشي قال: فلما دعاهم إلى لقاء خزر، الذين معهم سبقة المسلمين، فأجابوه إلى ذلك، و دنوا و أرسله في فوارس طليعة ليأتيه بخبرهم، و حزرهم من الليل، قال: فسرنا حتى أشرفنا على عسكرهم، فرأينا نساء المسلمين قد أوقدوا النيران على أبواب أبنية خزر محتجرات يبكين أنفسهن و يندبن الإسلام، قال يزيد:

فأرّقنا ما رأينا من ذلك، و ألقينا السمع إليهم، فانتظرنا فأتيناه بما رأينا و سمعنا، فأخبرنا سعيدا

ص: 117


1- كذا بالأصل و م و «ز»، و ابن عدي.
2- ضبطت عن تاريخ الطبري، و في جمهرة ابن حزم بفتح الهمزة و كسر السين، ضبط قلم.
3- بالأصل و م و «ز»: قنفذ، و المثبت عن جمهرة ابن حزم.
4- تاريخ الطبري 47/8 و جمهرة أنساب العرب ص 262 و تاريخ خليفة.
5- عن «ز»، و م:«بشر» و بالأصل: بسرة.
6- الأصل و م و «ز»: الجرشي، تصحيف. و هذه النسبة إلى بني الحريش بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن قيس و أكثرهم نزلوا البصرة (الأنساب 202/2).

و من معه قال أبو العبّاس الوليد و قد سمعت من شهد ذلك اليوم - يعني: يوم قاتل ابن أسيد الخزر في ولاية بني العبّاس، قال: و ركب ابن أسيد على بغلة له شهباء، و قد تعبّأ الناس، و تهيّئوا و وطّنوا أنفسهم على القتال، و أقبل ابن أسيد على الناس بوجهه، فوعظهم و حرّضهم و قال لهم في ما يقول: يا معشر المسلمين، و أبناء المهاجرين، و الشهداء، إنّ اللّه قد أنعم عليكم و أحسن إليكم أن رزقكم اللّه هذا الأجر، و ساقكم إلى هذا الموضع، و جعلكم ممن يختم عمره بالشهادة في سبيله التي يكفّر بها ذنوبكم و يدخلكم بها الجنّة، و يزوجكم من الحور العين، و قابلوا اللّه في هذه المواطن بالحسنى، و استحيوا من اللّه أن يطّلع من قلوبكم على ريبة أو خذلان، أو فرار من الزحف، فإنّ اللّه مقبل عليكم بوجهه، و قد اطّلعت عليكم الحور العين، و زخرفت الجنّة، و أنتم أبناء الشهداء، و من فتح اللّه بهم القلاع و المدائن و الحصون، و جزائر البحور، و ليس موت بأكرم من القتل، فلا يحدّثن إنسان نفسه أن تزول قدماه من مكانهما لفرار و لا هرب، فو اللّه لو فعل ذلك فاعل منكم ليخطفه أهل هذا الجبل، و هذه الأمم، و لكانوا أعدى العدو له، فاستودعوا دماءكم هذه البقعة فإنها بقعة طيبة، ساقكم اللّه إليها و أكرمكم بها، و اعلموا أنه آخر يوم من الدنيا و أول يوم من الآخرة، و إنّما تقاتلون من لا يعرف اللّه و لا يوحّده، و من يعبد الشمس و النار، و يأكل الميتة، لا يعرف له ربّا، نادّا عن التوحيد و أهله، فلتصدق نيتكم، و ليحسن ظنكم بثواب ربكم، و إنجاز موعده لكم، و قد استخلفت عليكم عبد الرّحمن بن أسيد إن أصابتني مصيبة، ثم تقدم ابن أسيد إلى كلّ جند في الصفّ فكلّمهم بهذا الكلام، ثم انصرف إلى الميسرة فكلّمهم بمثل ذلك، ثم رجع إلى موضعه، فنزل عن دابته، و ذكر الحديث.

قال: و نا ابن عائذ، أخبرني عبد الأعلى بن مسهر قال: كان على الصائفة في سنة خمس و خمسين و مائة يزيد بن أسيد، و في سنة سبع و خمسين و مائة يزيد بن أسيد.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (1):و فيها - يعني: سنة خمس و خمسين و مائة - خرج يزيد بن أسيد السّلمي، و هي غزاة دان قشة (2) بناحية بحر الخزر.

ص: 118


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 427.
2- بالأصل:«ذاذامسه» و في «ز»: «ذاد قتيبة» و في م:«ذاذافسه» و المثبت عن تاريخ خليفة، و لم أعثر على هذا الموضع.

قال (1):و غزا الصائفة - يعني: سنة سبع و خمسين - يزيد بن أسيد السّلمي، فغنم و سلم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: و غزا الصائفة في هذه السنة - يعني: سنة خمس و خمسين - يزيد بن أسيد السّلمي.

و حكى أحمد بن عبد الرّحمن قال (2):عزل المنصور يزيد بن أسيد عن الجزيرة، و ولى أخاه العبّاس، فعسف يزيد، فقال يزيد لأبي جعفر: يا أمير المؤمنين، إن أخاك أساء عزلي، و شتم عرضي، فقال أبو جعفر: يا يزيد، اجمع بين إحساني و إساءته يعتدلان، فقال يزيد: يا أمير المؤمنين، إذا كان إحسانكم جزاء لإساءتكم، كانت الطاعة منا تفضّلا.

8243 - يزيد بن الأصمّ ، و هو يزيد بن عمرو، و يقال: يزيد بن عبد عمرو

ابن عدس بن معاوية بن عبادة بن البكاء بن عامر بن ربيعة بن صعصعة

أبو عوف العامري (3)

و هو ابن أخت ميمونة زوج النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و ابن خالة ابن عبّاس.

كوفي، سكن الرقّة، و قدم على معاوية، و على عبد الملك بن مروان، و على سليمان ابنه، و قيل: إنّ له رؤية.

و حدّث عن سعد بن أبي وقّاص، و ابن عبّاس، و أبي هريرة، و معاوية، و عوف بن مالك، و عائشة، و ميمونة، و أم الدرداء.

حدّث عنه: ابنا أخيه: عبد اللّه، و عبيد اللّه ابنا عبد اللّه بن الأصمّ ، و ميمون بن مهران، و جعفر بن برقان، و أبو إسحاق الشيباني، و الأجلح بن عبد اللّه الكندي، و أبو جناب يحيى بن أبي حية (4)،و أبو فزارة راشد بن كيسان العبسي الكوفي، و يزيد بن يزيد، و ليث بن أبي سليم، و بسر (5) بن عبيد اللّه الحضرمي.

ص: 119


1- تاريخ خليفة ص 428.
2- راجع تاريخ الطبري 47/8.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 284/20 و تهذيب التهذيب 197/6 و طبقات ابن سعد 479/7 و التاريخ الكبير 8/ 318 و الجرح و التعديل 252/9 و حلية الأولياء 97/4 و الإصابة 672/3. و الأصم لقب.
4- تحرفت بالأصل إلى:«حنه» و مطموسة في «ز»، و المثبت عن م، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 65/20.
5- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى:«بشر» و المثبت عن تهذيب الكمال.

أخبرنا أبو القاسم الكاتب، أنا أبو علي الواعظ ، أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (1)،نا وكيع، نا جعفر بن برقان، عن يزيد بن الأصمّ ، عن ميمونة قالت:

كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إذا سجد جافى حتى يرى من خلفه بياض إبطيه[13208].

أخرجه مسلم عن إسحاق بن راهويه، عن وكيع.

أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أنا شجاع المصقلي، أنا محمّد بن إسحاق العبدي، أنا أبو حاتم سهل بن السري، نا أحمد بن محمّد المنكدري، نا أبو المعتمر عبد العزيز بن محمّد بن عبيد اللّه بن مصاد (2) بن عبد اللّه بن عبد اللّه بن الأصمّ ، حدّثني أبي، عن أبيه عبد اللّه بن مصاد (3)،عن عمّه عبيد اللّه بن عبد اللّه، عن عمّه يزيد بن الأصمّ ، قال:

دخلت على خالتي ميمونة، فوقفت في مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، أصلي، فبينا أنا كذلك إذ دخل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فاستحيت خالتي لوقوفي في مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فقالت: يا رسول اللّه، أ لا ترى إلى هذا الغلام و ريائه ؟ فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«دعيه، فلأن يرائي بالخير خير من أن يرائي بالشرّ»[13209].

قال العبدي: غريب بهذا الإسناد، لا يعرف إلاّ من رواية أبي المعتمر، و يزيد بن الأصمّ ، في عداد التابعين.

كذا روي من هذا الوجه، و روي من وجه آخر غير مرفوع.

أخبرناه أبو بكر محمّد بن الحسين المقرئ، نا محمّد بن علي بن المهتدي، أنا أبو أحمد محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن القاسم بن جامع الدهّان، أنا أبو علي محمّد بن سعيد بن عبد الرّحمن القشيري الحرّاني الحافظ بالرقّة، نا هلال - يعني: ابن العلاء - نا ابن نفيل (4)،نا أبو المليح الرقّي، عن يزيد بن يزيد، عن يزيد بن الأصمّ قال: كنت غلاما عارما فقابلت الغلمان يوما، فهزموني، فدخلت بيت ميمونة زوج النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال: و كانت خالته، فقمت أصلّي في المسجد، و عندها نسوة، فقال بعضهن: أ ما ترين ما يصنع هذا الخبيث ؟ قالت: دعوه فإن الخير بالعادة.

ص: 120


1- رواه أحمد بن حنبل في المسند 244/10 رقم 26882 طبعة دار الفكر.
2- كذا بالأصل و م، و في «ز»: معاذ.
3- راجع الحاشية السابقة.
4- كذا بالأصل و م، و في «ز»: ابن مقبل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عبد اللّه بن الحسن بن محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن محمّد بن عثمان بن محمّد بن عثمان بن شهاب النفري، نا أبو عثمان سعيد بن محمّد بن أحمد أخو زبير (1) الحافظ (2)،نا إسحاق بن أبي إسرائيل، نا سفيان، نا ابن الأصمّ ، عن عمّه قال: كنت عند معاوية، فذكر ربيعة الجرشي عليا، فقام إليه سعد، فجعل يحثي عليه التراب، و قال لمعاوية: أ يذكر علي عندك ؟! قال: و حثا على ربيعة التراب، فقال:

و عليك و عليك (3).

أخبرنا أبو العزّ بن كادش، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو بكر محمّد بن زبّان (4) بن حبيب بن زبّان المصري، نا الحارث بن مسكين، نا سفيان - و هو ابن عيينة - عن ابن الأصمّ ، عن عمّه قال: كنت عند معاوية، فذكر ربيعة الجرشي عليا، قال:

فقام إليه سعد، فجعل يحثي عليه التراب، و قال: يا معاوية، أتذكر عليّ عندك، قال: فحثا التراب، و قال: عليك و عليه.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، أنا إبراهيم بن يعقوب، نا الحميدي، نا سفيان، نا عبد اللّه أبو سليمان ابن أخي يزيد بن الأصمّ ، عن يزيد بن الأصمّ قال: أتيت معاوية، فأجازني بجائزة، فلم أرضها و رميت بها، فقلت: أنت الذي لم تصل الرحم.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم ابن أبي عثمان، أنا عبد اللّه بن عبيد اللّه بن يحيى، نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا عبد اللّه بن شبيب، حدّثني إبراهيم بن حمزة، حدّثني معن بن عيسى، عن موسى بن أعين، عن إسحاق بن راشد، عن الزهري، عن يزيد بن الأصمّ ، قال:

كنت عند عبد الملك بن مروان، فساءلني عن قول اللّه عزّ و جلّ : تِلْكَ الدّٰارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهٰا لِلَّذِينَ لاٰ يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لاٰ فَسٰاداً الآية (5)،قال يزيد: فقلت: اللّهمّ إنّي أبتغي وجهك اليوم، و ذكرت حديثا حدّثنيه أبو هريرة عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقلت: التجبر في

ص: 121


1- بالأصل: زبر، و المثبت عن «ز»، و م.
2- راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 23/15.
3- كذا بالأصل و م، و في «ز»: و عليك و عليه.
4- في «ز»: رباب، تصحيف.
5- سورة القصص، الآية:83.

الأرض و الأخذ بغير الحق، فنكس عبد الملك برأسه، و جعل ينكت في الأرض بقضيب في يده.

قال: و نا ابن شبيب، نا أحمد بن يزيد الحرّاني، نا موسى بن أعين، عن إسحاق بن راشد، بمثله.

أخبرنا (1) أبو الحسن الفرضي (2)،نا نصر بن إبراهيم، أنا ابن عوف، نا محمّد بن موسى بن الحسين، أنا ابن خريم، نا حميد بن زنجويه، نا أبو مسهر الغسّاني، حدّثني صدقة بن خالد، نا زيد بن واقد، حدّثني بسر (3) بن عبيد اللّه، عن يزيد بن الأصمّ ، حدّثني و نحن في مسجد دابق، عن عوف بن مالك الأشجعي بحديث ذكره.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (4)،نا كثير بن هشام، نا جعفر بن برقان، حدّثني يزيد بن الأصمّ ، قال: كنت جالسا عند سليمان بن عبد الملك، فجاء رجل يقال له أيوب، و كان على جسر منبج، يحمل مالا مما يؤخذ على الجسر، فقال عمر بن عبد العزيز: هذا رجل مترف يحمل مال سوء، فلمّا قام (5) عمر خلّى سبيل الناس من الجسور و المعابر.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أحمد بن الحسن بن أحمد - زاد ابن المبارك: و أحمد بن الحسن بن خيرون قالا:- أنا محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد، نا خليفة بن خيّاط قال (6):يزيد بن عبد اللّه [بن الأصم] (7) بكّائي (8) مات سنة ثلاث و مائة، و يقال: أربع و مائة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر الباقلاني، أنا أبو محمّد بن رباح، أنا أبو

ص: 122


1- كتب فوقها في «ز» بحرف صغير:«ح س».
2- زيد في «ز»، و م:«و أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الأصولي قالا».
3- تحرفت في «ز»، و م إلى: بشر.
4- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 378/5 ضمن أخبار عمر بن عبد العزيز.
5- كذا بالأصل و م و «ز»، و في ابن سعد: قدم.
6- طبقات خليفة بن خيّاط ص 585 رقم 3067.
7- الزيادة عن «ز»، و م، و طبقات خليفة.
8- سقطت من «ز»، و في طبقات خليفة:«غساني» خطأ.

بكر المهندس، نا أبو بشر، نا معاوية، عن يحيى بن معين قال في تسمية أهل الجزيرة يزيد بن الأصمّ .

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوه، أنا أبو الحسن اللنباني (1)،نا ابن أبي الدنيا، أنا محمّد بن سعد قال (2):يزيد بن الأصمّ ، و هو ابن أخي (3)ميمونة بنت الحارث الهلالية زوج النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري (4)،أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد قال (5):يزيد بن الأصمّ ، و اسمه عبد عمرو بن عدس بن عبادة بن البكّاء بن عامر بن صعصعة، و أمّه برزة بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة بن [عبد اللّه بن] (6) هلال بن عامر، و برزة هي أخت ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و أخت لبابة بنت الحارث أمّ بني العباس بن عبد المطلب، و أخت لبابة الصغرى، و هي عصماء ابنة الحارث، أم خالد بن الوليد بن المغيرة، و كان ثقة، كثير الحديث، و روى عن أبي هريرة، و ابن عبّاس، و خالته ميمونة زوج النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و غيرهم، و كان ينزل الرقّة.

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (7):يزيد بن الأصمّ ابن أخت ميمونة زوج النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال و أنا أبو طاهر، أنا علي.

ص: 123


1- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
2- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
3- كذا بالأصل و م و «ز»: «ابن أخي ميمونة» و هو خطأ، انظر الخبر التالي.
4- زيد بعدها في «ز»: و حدّثنا عمي رحمه اللّه (ثم بياض، و كتب على هامشها: مقصوص بالأصل).
5- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 479/7.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن «ز»، و م، و ابن سعد.
7- التاريخ الكبير للبخاري 318/8.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):

يزيد بن الأصمّ ابن أخت ميمونة زوج النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، نزل الرقّة، روى عن ابن عبّاس، و أبي هريرة، و ميمونة، روى عنه أبو إسحاق الشيباني، و الأجلح، و جعفر بن برقان، و أبو جناب، سمعت أبي يقول ذلك.

قرأت على أبي الفضل السّلامي، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عوف يزيد الأصمّ .

أخبرنا أبو الفضل أيضا، عن أبي طاهر الخصيب، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر قال: أبو عوف يزيد بن الأصمّ .

قرأت على أبي الحسن الفرضي، عن أبي العبّاس أحمد بن إبراهيم الرازي، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا القاضي أبو الحسن علي بن الحسين بن بندار الأذني، أنا أبو عروبة الحسين بن محمّد بن مودود قال في الطبقة الأولى من تابعي أهل الجزيرة:

يزيد بن الأصمّ العامري، كان ينزل الرقّة، كنيته أبو عوف، و أمّه برزة بنت الحارث الهلالية أخت ميمونة أم المؤمنين، سمعت أبا موسى محمّد بن المثنّى يذكر أنه مات سنة ثلاث و مائة، و حدّثني محمّد بن كثير، نا النفيلي، نا أبو المليح في حديث ذكره، كنّاه أبا عوف.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا أبو الحسين بن المهتدي، نا أبو أحمد بن جامع، أنا أبو علي الحافظ قال في الطبقة الأولى من تابعي أهل الرقّة: يزيد بن الأصمّ العامري، كنيته أبو عوف، و الأصمّ اسمه عبد عمرو بن عدس بن معاوية بن عبادة بن البكّاء بن عامر بن ربيعة بن صعصعة، و أم يزيد بن الأصمّ : برزة بنت الحارث الهلالية أخت ميمونة بنت الحارث، زوج النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، سمعت هلالا يقول: كنت عند عمرو بن عثمان الكلابي، فقال: هذا رجل من ولد يزيد بن الأصمّ ، فسمعت الرجل يقول: مات يزيد بن الأصمّ سنة إحدى و مائة.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو عوف يزيد بن الأصمّ ، و الأصمّ ، اسمه عبد عمرو بن عدس بن

ص: 124


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 252/9.

معاوية بن عبادة بن البكّاء بن عامر بن ربيعة بن صعصعة العامري، و أمّه برزة بنت الحارث أخت ميمونة بنت الحارث، زوج النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، روى عنه محمّد الزهري، و ميمون بن مهران، و الحكم بن عتيبة (1).

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة قال: يزيد بن الأصمّ ابن أخت ميمونة زوج النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، يكنى أبا عوف، سكن الجزيرة.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، و أبو سعد المطرّز، قالا: قال لنا أبو نعيم: يزيد بن الأصمّ ابن أخت ميمونة، أبو عوف، سكن الجزيرة، ذكره المتأخرون، و أخرج له هذا الحديث، و قال:

عداده في التابعين.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو علي الروذباري، أنا محمّد بن بكر.

ح و أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن عبد اللّه بن داود الفقيه، و أبو غالب البصري، قالا: أنا علي بن أحمد بن علي، أنا القاسم بن جعفر بن محمّد، أنا أبو علي محمّد بن أحمد اللؤلؤي، قالا: أنا سليمان بن الأشعث، نا النفيلي، نا أبو المليح، نا يزيد بن يزيد قال: قلت ليزيد بن الأصمّ : يا أبا عوف، في حديث ذكره.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحارث، أنا محمّد بن سعد، قال (2):قال هشام بن محمّد: سمى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عبد عمرو الأصمّ عبد الرّحمن، و كتب له بمائة الذي أسلم عليه ذي القصّة (3)،و كان عبد الرّحمن من أصحاب الظلة - يعني: الصفّة - صفة المسجد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي (4)،أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء القاضي، أنا محمّد بن أحمد البابسيري، أنا أبو أمية بن الغلابي، نا أبي - أظنه عن يحيى بن معين - قال:

و يزيد الأصمّ سمع (5) من أبي هريرة.

ص: 125


1- تحرفت في «ز» إلى: عيينة.
2- رواه المزي في تهذيب الكمال 285/20 و الذهبي في سير أعلام النبلاء 518/4.
3- ذو القصة: موضع بين زبالة و الشقوق، دون الشقوق بميلين. و قال نصر: ذو القصة: موضع بينه و بين المدينة أربعة و عشرون ميلا (معجم البلدان).
4- أقحم بعدها بالأصل:«أنا أبو الفضل الأنماطي».
5- في «ز»: سمع أبا هريرة.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم (1)،نا أبو بكر بن خلاّد، نا الحارث بن أبي أسامة، نا كثير (2) بن هشام، نا جعفر بن برقان، نا يزيد بن الأصمّ قال: لقيت عائشة و هي مقبلة من مكة، أنا و ابن طلحة بن عبيد اللّه - و هو ابن أختها - و قد كنا وقعنا في حائط من حيطان المدينة، فأصبنا منها، فبلغها ذلك، فأقبلت على ابن أختها تلومه، و تعذله، ثم أقبلت عليّ ، فوعظتني موعظة بليغة، قالت: أ ما علمت أنّ اللّه ساقك حتى جعلك في بيت [نبيه] (3) ذهبت و اللّه ميمونة، و رمى برسنك على غاربك، أما أنها كانت من أتقانا للّه، و أوصلنا للرحم.

قرأت على أبي الحسن الفرضي، عن أبي العبّاس الرّازي، أنا أبو القاسم بن الصوّاف، أنا أبو الحسن علي بن الحسين (4) بن بندار، نا أبو عروبة، نا عبد اللّه بن محمّد بن سعيد، نا محمّد بن سليمان، عن جعفر، عن يزيد بن الأصمّ قال:

خرجت أنا و ابن طلحة بن عبيد اللّه التيمي، فلقيت عائشة و هي خارجة، و كان ابن طلحة ابن أخت عائشة، فمررنا بحائط من حيطان المدينة، فأصبنا منه، فبلغ ذلك عائشة، فأقبلت على ابن أختها، فلامته و عاتبته، ثم أقبلت عليّ فقالت: إنّ مما أنعم اللّه عليك أن جعلك في بيت نبيّه عليه السّلام، فكنت في حجر ميمونة زوج النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، ثم وعظتني موعظة أبلغت إليّ فيها، ثم قالت: ذهبت ميمونة و رمي برسنك على غاربك، ثم قالت: هيهات غدر (5) لا ميمونة لك، ثم قالت: يرحمها اللّه، إن كانت لمن أتقانا للّه، و أوصلنا للرحم.

قال: و نا أبو عروبة، نا مؤمّل بن هشام، نا إسماعيل، عن أيوب، عن ميمون بن مهران قال:

أمرني عمر و كتب إليّ : أن أسأل يزيد بن عمرو عن نكاح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ميمونة، فسألته فقال: نكحها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حلالا بسرف (6)،و بنى بها حلالا بسرف، و ماتت بسرف، فذاك قبرها تحت السقيفة.

ص: 126


1- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 97/4.
2- تحرفت في الأصل إلى: كبير.
3- سقطت من الأصل، و استدركت للإيضاح عن «ز»، و م، و الحلية.
4- الأصل: الحسن، تصحيف، و المثبت عن «ز»، و م.
5- في «ز»: عذر.
6- سرف: بفتح السين و كسر الراء، موضع على ستة أميال من مكة (راجع معجم البلدان).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا أبو الحسين بن المهتدي، نا أبو أحمد الدهّان، أنا أبو علي الحرّاني الحافظ ، نا أبو عمر هلال بن العلاء (1)،نا عمرو بن عثمان، نا بعض أصحابنا، عن سفيان بن عيينة قال:

كتب يزيد بن الأصمّ إلى الحسين بن علي حين خرج: أما بعد، فإن أهل الكوفة قد أبوا إلاّ أن يبغضوك (2)،و قلّ من أبغض إلاّ قلق، و إنّي أعيذك باللّه أن تكون كالمغترّ بالبرق، و كالمهريق (3) ماء للسراب، فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللّٰهِ حَقٌّ ، وَ لاٰ يَسْتَخِفَّنَّكَ أهل الكوفة اَلَّذِينَ لاٰ يُوقِنُونَ (4).

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا خيثمة بن سليمان، نا محمّد بن عوف، نا محمّد بن المبارك (5)،نا يحيى بن حمزة، حدّثني ثور (6) بن يزيد أن ميمون بن مهران حدّثه أن عمر بن عبد العزيز رحمة اللّه عليه كتب إليه يسأل يزيد بن الأصمّ ابن أخت ميمونة زوج النبي صلّى اللّه عليه و سلّم عن نكاح النبي صلّى اللّه عليه و سلّم ميمونة (7)،فقال: خطبها و هو حلال، و ملكها و هو حلال، و دخل بها و هو حلال، قال ميمون: فجلست إلى عطاء بن أبي رباح، فسمعته يخبر أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم خطبها و هو حرام، و ملكها و هو حرام، فلما انصدع من حوله حدّثته (8) بحديث يزيد بن الأصمّ ، فقال: انطلق بنا إلى صفية بنت شيبة، فانطلقنا حتى دخلنا عليها، فإذا عجوز كبيرة، فسألها عطاء عن ذلك فقالت: خطبها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هو حلال، و ملكها و هو حلال، و دخل بها و هو حلال (9).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، قال (10):قال محمّد بن أبي عمر أنه سمع سفيان قال: أنا أبو إسحاق الشيباني قال: دخلت مع الشعبي المسجد، فقال: انظر، هل ترى أحدا من أصحابنا

ص: 127


1- من طريقه، الخبر و الكتاب، في حلية الأولياء 68/4.
2- في الحلية:«ينفضوك» و في م:«ينفضوك».
3- في الحلية: أو كالمسبق للسراب.
4- سورة الروم، الآية:60.
5- كذا بالأصل و م، و في «ز»: المنذر.
6- سقطت من «ز».
7- من هنا إلى قوله: فسمعته، مكانه بياض في «ز»، و كتب على هامشها: مقصوص بالأصل.
8- قوله:«انصدع من حوله» مكانه بياض في «ز».
9- من قوله: عجوز... إلى هنا، مكانه بياض في «ز».
10- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 662/1.

نجلس إليه ؟ ثم قال: هذا يزيد بن الأصمّ بن خالة ابن عبّاس، اجلس بنا إليه، فجلسنا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1)،نا أبو بكر، نا سفيان، نا الشيباني (2) قال: دخلت مع الشعبي المسجد، فقال: هل ترى أحدا من أصحابنا نجلس إليه ؟ هل ترى أبا حصين (3)؟ قلت: لا، ثم نظر فرأى يزيد بن الأصمّ ، فقال: هل لك أن نجلس إليه ؟ فإنّ خالته ميمونة، فجلسنا إليه.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي بكر الخطيب، نا أبو بكر البرقاني، أنا محمّد بن عبد اللّه بن خميرويه، نا الحسين بن إدريس، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عمّار قال: يزيد بن الأصمّ هو ابن أخت ميمونة زوج النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، ميمونة ربّته (4).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الحسن العتيقي، و أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر، و أبو نصر محمّد بن الحسن.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار بن إبراهيم، أنا الحسين بن جعفر، قالا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد الهاشمي، أنا صالح بن أحمد بن عبد اللّه، قال: قال أبي (5):يزيد بن الأصمّ مدني، تابعي، ثقة، و هو ابن خالة ابن عبّاس، خالتهما ميمونة زوج النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (6):سئل أبو زرعة عن يزيد بن الأصمّ ، فقال: كوفي، ثقة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو العبدي، أنا أبو محمّد بن يوه، أنا أبو

ص: 128


1- رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة و التاريخ 700/2-701.
2- يعني أبا إسحاق سليمان بن أبي سليمان الشيباني، مولاهم، الكوفي، ترجمته في تهذيب التهذيب 197/6.
3- يعني عثمان بن عاصم الأسدي.
4- رواه المزي في تهذيب الكمال 285/20 و الذهبي في سير الأعلام 518/4.
5- تاريخ الثقات للعجلي ص 477 رقم 1832.
6- الجرح و التعديل 252/9.

الحسن اللنباني (1)،نا ابن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (2)،نا محمّد بن عمر، أنا سليمان بن عبد اللّه بن الأصمّ قال: مات يزيد بن الأصمّ سنة ثلاث و مائة، و هو ابن ثلاث و سبعين سنة، و كان ينزل الرقّة.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: قال الواقدي و عمرو: فيها - يعني: سنة ثلاث و مائة - مات أبو الشعثاء، و مجاهد مولى قيس بن السّائب، و يزيد بن الأصمّ ، و عطاء بن يسار و هو ابن أربع و ثمانين سنة، و ذكر أن أباه أخبره عن الحارث بن أبي أسامة، عن محمّد بن سعد، عن الواقدي، و أن مصعب بن إسماعيل أخبره عن محمّد بن أحمد بن هامان، عن عمرويه.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا ابن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هاشم بن محمّد قال: قال الهيثم:

مات يزيد بن الأصمّ العامري زمن هشام بن عبد الملك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا علي بن أحمد بن محمّد، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد قال: سنة ثلاث و مائة فيها مات يزيد بن الأصمّ بالرقّة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (3):و في سنة أربع و مائة مات يزيد بن الأصمّ .

8245 - يزيد بن أبي أو في العدوي

8245 - يزيد بن أبي (4) أو في العدوي (5)

كانت (6) له بدمشق أملاك، فيما حكاه أبو الحسين محمّد بن عبد اللّه الرازي عن شيوخه الدمشقيين.

ص: 129


1- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى:«اللبناني» بتقديم الباء، و هو أحمد بن محمّد بن عمر بن أبان، ترجمته في سير الأعلام 311/15.
2- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
3- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 330.
4- في «ز»، و م: بن أوفى.
5- كذا رسمها بالأصل، و في م:«العدرى» بدون إعجام، و في «ز»: العذري.
6- كذا بالأصل و م، و في «ز»: كاتب.

8246 - يزيد بن بشر السّكسكي

8246 - يزيد بن بشر السّكسكي (1)

من أهل دمشق.

روى عن ابن عمر.

روى عنه: عطية مولى بني عامر.

و استعمله الوليد بن عبد الملك على شرطته.

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، نا أبو بكر الخطيب، أنبأ علي بن محمّد بن عبد اللّه المعدل، أنا علي بن أحمد بن محمّد المصري، نا عبد اللّه بن محمّد بن أبي مريم، نا أسد بن موسى، نا شهاب بن خراش، عن الحجّاج بن دينار، عن منصور بن المعتمر، عن يزيد بن بشر السّكسكي.

أن رجلا أتى عبد اللّه بن عمر فقال: يا ابن عمر، ما لي أراك قد أقبلت على الحجّ و العمرة، و لا أراك تجاهد، حتى قالها ثلاث مرات، قال: فرفع إليه رأسه قال: ويحك، إنّ الإسلام بني على خمس: شهادة أن لا إله إلاّ اللّه، و إقام الصلاة، و إيتاء الزكاة، و حجّ البيت، و صيام رمضان (2)،قال يزيد بن بشر: فقلت له و أنا مستفهم: بني الإسلام على خمس:

شهادة أن لا إله إلاّ اللّه، و إقام الصلاة، و إيتاء الزكاة، و صوم رمضان، و حجّ البيت ؟ فقال ابن عمر: لا، و لكن حجّ البيت و صيام رمضان، هكذا قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

منصور لم يسمعه من يزيد.

فقد أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو عبد اللّه الحسين بن ظفر بن يزداد المناطفي، قالا: أنبأ أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا محمّد بن زنبور، نا فضيل بن عياض، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن يزيد بشر السّكسكي، قال:

بعثني - يعني: عبد الملك بن مروان - بكسوة إلى الكعبة، فخرجنا حتى نزلنا تيماء (3)،

ص: 130


1- ترجمته في ميزان الاعتدال 420/4 و التاريخ الكبير 322/8 و الجرح و التعديل 254/9.
2- قوله:«و صيام رمضان» جاء في «ز» قبل: و حج البيت.
3- بالأصل:«نزلناهما» و المثبت:«نزلنا تيماء» عن «ز»، و م. و تيماء: بليد في أطراف الشام، بين الشام و وادي القرى، على طريق حاج الشام و دمشق (معجم البلدان).

فأتانا سائل، فقال: تصدقوا، فإن الصدقة تدفع سبعين بابا من السوء، فقلت: من أعلم هذه القرية ؟ قالوا: نسيّ ، فأتيته، فاستأذنت على الباب، فاطّلعت إليّ جارية، فقلت: ها ها نسيّ ؟ قالت: نعم، قلت: فاستأذنيه، فذهبت ثم اطّلعت فقالت: ارق (1)،فرقيت، فلما رآني أخذ يتوضأ، فقلت: ما لك لما رأيتني أخذت تتوضأ؟ قال: إن اللّه عزّ و جل قال لموسى: يا موسى توضأ، فإن أصابك شيء و أنت على غير وضوء فلا تلومنّ إلاّ نفسك، قلت: يرحمك اللّه، إنه أتانا سائل فقال: تصدّقوا فإنّ الصدقة تدفع سبعين بابا من السوء، قال: صدق، من هدّة (2)الجدار و من الغرق، و ذكر أشياء من المنايا، فخرجت حتى أتيت المدينة، فلقيت عبد اللّه بن عمر، فسأله رجل من أهل العراق، فقال: يا أبا عبد الرّحمن، إنّك تحجّ و تعتمر، و لا تغزو، فسكت عنه، ثم أعادها، فسكت عنه، ثم أعادها، فقال له ابن عمر: إنّ الإسلام بني على خمس: شهادة أن لا إله إلاّ اللّه، و أنّ محمّدا عبده و رسوله، و إقام الصلاة، و إيتاء الزكاة، و حجّ البيت، و صوم شهر رمضان، و الجهاد، و الصدقة من العمل الصالح، هكذا حدّثنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و سالم ابن أبي (3) الجعد أيضا (4) لم يسمعه من يزيد، و إنّما رواه عن عطية العامري.

أخبرناه أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنبأ أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن عمر العمري، أنبأ أبو محمّد عبد الرّحمن بن أحمد [بن محمّد] (5)،نا محمّد بن أحمد بن عبد الجبّار، نا حميد بن زنجويه، نا عبيد اللّه بن موسى، أنا إسرائيل، عن منصور، عن سالم، عن عطية العامري عن زيد - أو يزيد - بن بشر قال:

بعثني عبد الملك بن مروان بكسوة للكعبة، فأتيت أرض تيماء، فجاء سائل فقال:

تصدقوا، فإنّ الصدقة تنجّي من سبعين بابا من الشرّ، قال: فسألت من أعلم أهل تيماء؟ قالوا: فلان، فأتيته، فقلت: أيم هو، و أشرفت امرأة قالت: نعم، فقلت: قولي له: انزل، قالت: ارتق، فحين رآني أخذ يتوضأ، فقلت له: ما لك حين رأيتني أخذت تتوضأ؟ قال: إنّ اللّه قال لموسى: إن حدث بك حدث، و أنت على غير وضوء فلا تلم إلاّ نفسك، ثم قلت

ص: 131


1- بالأصل و م: ارقى، خطأ، و المثبت عن «ز».
2- كذا بالأصل و م و «ز»: هذه، و المثبت عن المختصر.
3- استدركت على هامش «ز»، و بعدها صح.
4- ليست في «ز»، و م.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن «ز»، و م.

له: إن سائلا أتانا فقال: تصدّقوا، فإنّ الصدقة تنجي من سبعين بابا من الشرّ، قال: و تنجي من الحائط و ضربة الدابّة، قلت: و تنجي من النار؟ قال: نعم.

و كذا رواه جرير بن عبد الحميد عن منصور.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السقا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: ثنا أبو العبّاس الأصمّ ، نا عبّاس بن محمّد قال: سألت يحيى عن حديث الأعمش عن سالم بن أبي الجعد عن يزيد بن بشر قال: حدّثني رجل من أهل الكتاب يقال له نسي، قلت ليحيى: من نسي هذا؟ فقال يحيى: هو هكذا نسي.

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنبأ أبو الفضل و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (1):يزيد بن بشر السّكسكي، سمع ابن عمر، قال: بني الإسلام على خمس، كذلك حدّثنا النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

قاله [لي] (2) عثمان عن جرير، عن منصور، عن سالم، عن عطية مولى لبني عامر، عن يزيد [بن بشر].

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (3):

يزيد بن بشر السّكسكي، روى عن ابن عمر، روى عنه عطية مولى بني عامر، سمعت أبي يقول ذلك، و يقول: هو مجهول.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالا: أجاز لنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتاب، أنبأ أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير قراءة قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الرابعة: يزيد بن بشر السّكسكي، دمشقي.

ص: 132


1- التاريخ الكبير للبخاري 322/8.
2- زيادة عن التاريخ الكبير.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 254/9.

بلغني أن يزيد بن بشر مات في زمن الوليد بن عبد الملك.

8247 - يزيد بن بشر بن يزيد بن بشر الكلبي

8247 - يزيد بن بشر (1) بن يزيد بن بشر (2) الكلبي (3)

دمشقي، من شرط عمر بن عبد العزيز.

حكى عن عمر بن عبد العزيز.

حكى عنه [ابنه] (4) خالد بن يزيد، و كان له نبأ غزوات الخزر بأرمينية.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف - إجازة - نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد (5)،أنا علي بن محمّد، عن خالد بن يزيد بن بشر، عن أبيه قال: سئل عمر بن عبد العزيز عن علي و عثمان و الجمل و صفّين، و ما كان بينهم، فقال: تلك دماء كفّ اللّه يدي عنها، و أنا أكره أن أغمس لساني فيها.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، و ابن السّمرقندي، قالا: نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي [نا] (6) محمّد بن عائذ قال: فحدّثني عبد الأعلى بن مسهر قال:

و استخلف الجرّاح - يعني: ابن عبد اللّه الحلمي - يومئذ - يعني: يوم قتل.... (7) يزيد بن بشر الحصلي (8) الكلبي على الناس، فقال للجراح: إنّي لأرجو أن لا تكون أسرع إلى اللّه منّي، فقتل و قتل معه خمسون من قومه، و كان على أهل دمشق، و كان مقتل الجراح سنة اثنتي عشرة و مائة في خلافة هشام.

أخبرنا (9) أبو غالب بن الحسن (10)،أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا

ص: 133


1- تحرفت بالأصل في الموضعين إلى:«بسر» و المثبت عن «ز»، و م.
2- تحرفت بالأصل في الموضعين إلى:«بسر» و المثبت عن «ز»، و م.
3- ترجمته في التاريخ الكبير 323/8 و الجرح و التعديل 254/9. و تاريخ خليفة (الفهارس) و ذكره ابن سعد 394/5.
4- سقطت من الأصل و استدركت عن «ز»، و م.
5- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 394/5 في ترجمة عمر بن عبد العزيز.
6- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز»، و م.
7- بالأصل:«بسر بن يزيد بن بشر» و المثبت يوافق م، و «ز».
8- كذا رسمها بالأصل و م و «ز».
9- قدم الخبر في م، و «ز»، إلى ما قبل الخبر السابق.
10- تحرفت بالأصل إلى: الحسين، و التصويب عن «ز»، و م.

أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (1):في تسمية عمّال عمر بن عبد العزيز الشرط :

يزيد بن بشر بن يزيد بن بشر الكلبي.

8248 - يزيد بن بشر العبسي

8248 - يزيد بن بشر (2) العبسي

ممن شهد صفّين مع معاوية، و كان أحد شهود القصة من أهل الشام فيما ذكر سعيد بن كثير بن عفير المصري.

8249 - يزيد بن تميم بن حجر السّلمي

مولى عبيد اللّه بن نصر بن الحجّاج بن علاط الكاتب.

كان على خراج الوليد.

ذكره أبو الحسين (3) الرّازي في تسمية كتاب أمراء دمشق في خلافة الوليد بن عبد الملك، و قال: هو جدّ بني (4) كروس و بني تبوك.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد المزكي، و عبد الكريم بن حمزة قالا: ثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأ تمام بن محمّد، و عبد الوهّاب بن جعفر، قالا: أنا أبو الحارث أحمد بن محمّد بن عمارة بن أبي الحطاب الليثي قال تمام: و أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن سنان (5).

ح قال تمام: و أخبرني أبو بكر يحيى بن عبد اللّه بن الحارث، نا عبد الرحيم بن عمر المازني، قالوا: ثنا أحمد بن المعلّى بن يزيد الأسدي، أخبرني شيبة بن الوليد القرشي، حدّثني أبي، عن عبد الرّحمن بن عامر اليحصبي، فذكر حديث هدم الوليد كنيسة دمشق، فبنى (6) بها مسجدا، و قال: ثم التفت إلي يزيد بن تميم و هو على خراجه فقال: ابعث إلى اليهود حتى يأتوا على هدمها. ففعل، فجاء اليهود فهدموها.

8250 - يزيد بن جابر الأزديّ

8250 - يزيد بن جابر الأزديّ (7)

والد يزيد، و عبد الرّحمن ابني يزيد. من أهل البصرة، سكن دمشق.

ص: 134


1- تاريخ خليفة بن خياط ص 324.
2- الأصل: بسر، و المثبت عن «ز»، و م.
3- تحرفت في «ز» إلى: الحسن.
4- الأصل و م:«حدثني» و المثبت «جد بني» عن «ز».
5- في «ز»: سيار.
6- في «ز»: و بنائها.
7- ترجمته في التاريخ الكبير 323/8 و الجرح و التعديل 255/9.

و روى عن أبي هريرة، و عمرو بن عبسة مرسلا، و عمرو بن شعيب (1)،و معاذ بن جبل مرسلا.

روى عنه: مكحول، و ابنه عبد الرّحمن بن يزيد، و الوليد بن سليمان بن أبي السّائب.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، و حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنبأ أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا أحمد بن المعلّى الدمشقي، نا هشام بن عمّار، نا صدقة بن خالد، نا عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، نا أبي، عن عمرو بن عبسة (2)،عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«أقرب ما يكون الربّ من العبد جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر اللّه في تلك الساعة، فافعل»[13210].

أخبرنا أبو الحسن علي بن عبيد اللّه بن نصر، أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا محمّد بن معمر، نا محمّد بن القاسم الأسدي، نا ثور بن يزيد، عن يزيد بن يزيد بن جابر، عن مكحول، عن يزيد بن جابر، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«يجزئ من السترة مثل مؤخرة الرحل، أو بدق شعره»[13211].

أخبرناه أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ، نا محمّد بن إبراهيم الصلحي، نا محمّد بن معمر النجراني، نا محمّد بن القاسم أبو إبراهيم الأسدي، نا ثور بن يزيد، عن مكحول، عن يزيد بن جابر، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«يجزئ من السترة مثل مؤخرة الرحل و لو أنه شعره»[13212].

أخبرناه عاليا موقوفا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو عبد اللّه محمّد بن الحسن بن العالمة، و أبو منصور علي بن علي بن سكينة، قالوا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنبأ أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا محمّد بن راشد، عن مكحول: أن يزيد بن جابر الأزديّ أخبره أنه سأل أبا هريرة ما يستر المصلّي في صلاته ؟ فقال: مثل مؤخرة الرحل و إن كان مثل الخيط في الدقّة (3).

ص: 135


1- تحرفت بالأصل إلى: سعيد، و المثبت عن «ز»، و م.
2- تحرفت في م إلى: عيينة.
3- تقرأ بالأصل:«الرقة»، و المثبت عن «ز»، و م.

أخبرنا أبو العلاء حمد بن مكي بن حسنويه القاضي بزنجان، أنبأ أبو سهل غانم بن محمّد بن عبد الواحد الأصبهاني - إملاء بها - نا محمّد بن عبد الرزّاق بن عبد اللّه بن محمّد، نا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، نا أبو بكر بن معدان، نا عبيد بن محمّد الفريابي، نا الوليد بن مسلم، نا عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، عن أبيه وَ اسْتَمِعْ يَوْمَ يُنٰادِ الْمُنٰادِ مِنْ مَكٰانٍ قَرِيبٍ (1)،قال: يقف إسرافيل (2) على صخرة بيت المقدس، فيقول: يا أيّتها العظام النخرة، و الجلود المتمزقة، و الأشعار المتقطعة، إنّ اللّه يأمرك أن تجتمعي لفصل الحساب.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنبأ أبو أحمد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (3):

يزيد بن جابر الأزديّ ، سمع أبا هريرة، روى عنه مكحول الشامي.

أنبأنا أبو الحسين (4) هبة اللّه بن الحسن، و أبو عبد اللّه بن عبد الملك، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (5):يزيد بن جابر الأزديّ ، روى عن أبي هريرة، روى عنه مكحول الشامي، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، أنا أبو زرعة قال: يزيد بن جابر الأزديّ ، روى عن أبي هريرة.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالا: أنبأ أبو الحسين الصيرفي - إجازة - أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول

ص: 136


1- سورة ق، الآية:41.
2- بالأصل و «ز»: «إسرائيل» و المثبت عن م، و المختصر.
3- التاريخ الكبير للبخاري 323/8.
4- تحرفت بالأصل و «ز» إلى: الحسن، و المثبت عن م.
5- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 255/9.

في الطبقة الثالثة: يزيد بن جابر الأزديّ ، أبو يزيد بن [يزيد بن] (1) جابر، دمشقي، قال عبد الرّحمن: من ناقلة البصرة.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضل، نا أبي قال: سألت يحيى و قلت له: إن مكحولا حدّث عن يزيد بن جابر عن أبي هريرة، قال: يجزئ من السترة مثل مؤخرة الرحل، فقال ابن جابر: هذا هو أبو يزيد بن يزيد بن جابر.

أخبرنا (2) أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السقا، قال: نا محمّد بن يعقوب، نا عبّاس بن محمّد قال: سألت يحيى عن حديث ثور عن يزيد بن يزيد بن جابر، عن مكحول، عن يزيد بن جابر، عن أبي هريرة يجزئ من السترة مثل مؤخرة الرحل، فقال: هذا مستقيم، هكذا يحدّثون به.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا ثابت بن بندار، أنبأ أبو العلاء محمّد بن علي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضل، نا أبي قال: قلت ليحيى بن معين: إن محمّد بن القاسم الأسدي حدّثني عن ثور بن يزيد [عن يزيد] (3) بن يزيد بن جابر، عن مكحول، عن يزيد بن جابر، عن أبي هريرة قال: يجزئ من السترة مثل مؤخرة الرحل و لو بدق شعره، فقال: هو أبو يزيد بن يزيد بن جابر.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمّة (4)،أنا محمّد بن [أحمد بن] (5) يعقوب، حدّثنا جدي، حدّثني مفضل بن غسّان.

ح و أخبرنا أبو البركات، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء، أنا البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، حدّثني أبي قال: و ذكروا عن أبي مسهر أن يزيد بن جابر كان من أهل البصرة، و قدم مع عباد بن زياد، و ولد عبد الرّحمن و يزيد بالشام فيما يحسب أبو مسهر.

ص: 137


1- الزيادة عن «ز»، و م.
2- أخّر الخبر التالي في «ز»، إلى ما بعد تاليه.
3- الزيادة لازمة للإيضاح و تقويم السند عن «ز»، و م.
4- في «ز»: جمة.
5- الزيادة للإيضاح عن «ز»، و م.

8251 - يزيد بن أبي جميل

أظنّه والد عمران بن يزيد، فإن كان هو فإنه يزيد بن خالد بن أبي جميل.

حدّث عن حجّاج، عن كعب.

روى عنه: أحمد بن أبي الحواري.

قرأت بخط علي بن الخضر، أنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، نا أبو هاشم المؤدّب، نا جعفر بن الرواس، نا أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت يزيد بن أبي جميل، نا حجاج، عن كعب قال: من [البرّ أن تبرّ] (1) كان أبواك يبرّان، و سيد الأبرار يوم القيامة المتباذلون، المتواصلون في اللّه.

8252 - يزيد بن حاتم بن قبيصة بن المهلّب

ابن أبي صفرة الأزدي المهلبي البصري (2)(3)

قدم دمشق صحبة المنصور، و وجهه منها واليا على المغرب، و ولي مصر للمنصور في النصف من ذي القعدة سنة أربع و أربعين و مائة، إلى أن صرفه عنها في ربيع الآخر سنة اثنين و خمسين و مائة، و ولي المغرب للمنصور و المهدي و الهادي، و بعض أيام الرشيد.

حكى عن المنصور، و عبيد اللّه بن زياد منقطعا.

حكى عنه أبو عتبة محمّد بن أبان بن حوي، و سعيد بن يزيد، و ابنه داود بن يزيد بن حاتم.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة، نا حاتم بن قبيصة، عن سعيد بن يزيد [عن يزيد] (4)ابن حاتم قال: قال ابن زياد حين قدم الشام: لقد منعتني قبيلة، ما رموا دوني بسهم و لا حجر، فقال له: رجل من أسد الشراة فمن أين جئت ؟ أما و اللّه لئن كفرتهم، لقبلك ما كفّرهم أبوك.

ص: 138


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك للإيضاح عن «ز»، و م.
2- كتبت بالأصل بعد كلمة «دمشق» و سقطت اللفظة من م، و قدمناها إلى بما يوافق عبارة «ز».
3- ترجمته في تاريخ الطبري (الفهارس) و الكامل لابن الأثير بتحقيقنا (الفهارس) وفيات الأعيان 321/6 و سير أعلام النبلاء 233/8 و تاريخ خليفة بن خياط (الفهارس) و عيون الأخبار (الفهارس) و الجرح و التعديل 257/9.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك لتقويم السند عن «ز»، و م.

أنبأنا أبو الحسين و أبو عبد اللّه قالا: أنا أبو القاسم العبدي، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):يزيد بن حاتم بن قبيصة بن المهلّب، روى عن.... (2) روى عنه.... (3) ذكره أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين أنه قال: يزيد بن حاتم بن قبيصة بن المهلّب، ثقة.

كذا فيه في نسختين مبيض.

قرأت بخط أبي الحسين الرّازي، أخبرني محمّد بن جعفر بن هشام، نا أبو عبيد اللّه معاوية بن صالح، حدّثني نوح بن عمرو بن حوي، حدّثني محمّد بن أبان أبو عتبة، عن يزيد بن حاتم قال: ولاني المنصور المغرب، و هو بدمشق، و خرج معي يشيعني، فنفس لذلك أقوام منهم شبيب بن شيبة، و شبة بن عقال التميمان، و رفعا إلى المنصور كتابا لم يألوا فيه الحمل علينا، و الذكر لمساوئنا، و تخوّف المنصور منا، فأقرأني المنصور كتابهما، ثمّ قال لي: إني لم أدفعه إليك لتحتج، و قد كفيتك الحجاج، إنّهما لما دفعا إليّ هذا الكتاب أعلمتهما أنك غائب عن الحجّة، و إنّي أقوم بها عنك، خبرتهما ببدء أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و دعائه الناس إلى اللّه، و إلى دينه، و امتناعهم منه غيرك و غير قومك، فلمّا قبض اللّه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم خرج الأمر عن أهله بغيرك و غير قومك، فلمّا أراد اللّه أن يظهر حقّهم أجراه على يديك، و أبدى قومك، و كان لك (4) في ذلك، و لأهل بيتك حظ غير مجهول، حتى بلغ اللّه في ذلك ما بلغ، و قلت لهما: أردتما أن تجعلا لأنفسكما في هذا الأمر حظا كحظّ يزيد، و حقا كحقه، ثم عددت عليهما أمر سلم (5) بن قتيبة، و عامر بن ضبارة، و غيرهما، ممن كان يقاتل في طاعة مروان الجعدي (6)،و قلت لهما: لو لا أني لم أتقدم إليكما لأحسن أدبكما، و لأن بلغني أنه جرى لهذا ذكر على ألسنتكما بعد يومي هذا لأوقعن بكما.

قال يزيد: ثم دفع إليّ الكتاب، فشكرته على ذلك، و دعوت له، فلما صرت بأفريقية وجه إليّ المنصور شبيب بن شيبة في بعض ما كان يتوجه في مثله الخطباء، فلم أعرّفه شيئا

ص: 139


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 257/9.
2- بياض بالأصل و م و «ز»، و الجرح و التعديل.
3- بياض بالأصل و م و «ز»، و الجرح و التعديل، و كتب على هامش «ز»: هكذا بالأصل.
4- بالأصل:«ذلك» و المثبت عن «ز»، و م.
5- تحرفت في «ز» إلى: سالم.
6- يعني مروان بن محمّد الأموي، و هو آخر خلفاء بني أمية، و نسبه هنا إلى مؤدبه جعد بن درهم.

من ذلك، و لم أؤاخذه، و بلغت به بعض ما أمّل عندي، فلمّا أراد الانصراف ذكر أنه لم يكن قط إلاّ على مودتي، و مودّة أهل بيتي، فقلت له: و لا يوم دفعت الكتاب إلى أمير المؤمنين، و دعوت بالكتاب فأقرّ، و سأل الإقالة، و حسن للصفح، فقلت له: لو لا أنك ذكرت ما ذكرت، و لو لا أنّي كرهت أنك تستغبيني (1)،أو تظن أنّي جاهل بك لم أوقفك على هذا، و سأل دفع الكتاب إليه، فلم آمن أن يرجع به إلى المنصور، فأمرت (2) بتحريقه بين يديه.

قال: و حدّثني محمّد بن أبان، عن يزيد بن حاتم قال: كنت على باب المنصور أنا و يزيد بن أسيد إذ فتح باب القصر، فخرج إلينا خادم للمنصور فنظر إلينا ثم انصرف عاديا، فأخرج رأسه من الستر، و قال (3):

لشتّان ما بين اليزيدين في الندى *** يزيد سليم و الأغر ابن حاتم

فلا يحسب التمتام أني هجوته *** و لكنني فضّلت أهل المكارم

ثم انصرف ثم عاد فأنشد ذلك ثلاث مرّات، فقال يزيد بن أسيد و تمتم: نعم، نعم، على رغم أنفك و أنف من أرسلك، فرجع الخادم فأبلغها المنصور، فبلغنا أنه ضحك حتى استلقى.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، ثنا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، و أبو منصور موهوب بن الخضر، قالا: أنا أبو الحسن بن أيوب، قالا: أنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم البزار، أنا أبو علي عيسى بن محمّد بن أحمد الطوماري، نا أبو العبّاس أحمد بن يحيى، نا الزبير، حدّثني الحسن بن موسى الأنصاري قال: قال صفوان بن صفوان من بني الحارث بن الخزرج (4):كنا مع يزيد بن حاتم فقال: استنقوا (5) إليّ ثلاثة أبيات، فقلت: أ فيك ؟ قال: فيمن شئتم، فكأنها كانت في كمي، فقلت:

لم أدر ما الجود إلاّ ما سمعت به *** حتى لقيت يزيدا عصمة الناس

لقيت أجود من يمشي على قدم *** مفضلا برداء الجود و الباس

ص: 140


1- في «ز»: تستعتبني.
2- بالأصل: فأمرني، و المثبت عن «ز»، و م.
3- انظر عنهما فيما يأتي.
4- الخبر و الشعر في وفيات 325/6 نقلا عن ابن عساكر، و الأبيات في سير الأعلام 234/8.
5- الأصل و م و «ز»: استبقوا، و المثبت عن وفيات الأعيان.

لو نيل بالمجد ملك كنت صاحبه *** و كنت أولى به من آل

ثم كففت فقال (1):أتمم:«من آل عباس»، قلت: لا تصلح، فقال: لا يسمعن هذا منك أحد.

أنبأنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن عبد بن عبد الرزّاق بن عبد اللّه، أنا محمّد بن أحمد بن أبي الصقر، أنا محمّد بن المغلّس (2)،أنا الحسن بن رشيق، ثنا يموت بن المزرّع (3)،نا عمرو بن بحر الجاحظ قال: قال لي الأصمعي يوما، و قد جئته مسلّما، إلى أن ذكر الشعراء المحسنين المدّاحين من المولدين، فقال لي: يا أبا عثمان ابن المولى (4) من المحسنين المداحين ؟ و لقد أسهرني في ليلتي (5) هذه حسن مديحه يزيد بن حاتم حين يقول:

و إذا تباع كريمة أو تشترى *** فسواك بائعها و أنت المشتري

و إذا تخيّل من سحاب لامع *** سبقت مخيلته يد المستمطر

فإذا صنعت صنيعة أتممتها *** بيدين ليس نداهما بمكدّر

و إذا الفوارس عدّدت أبطالها *** عدوّك في أبطالهم بالخنصر

قال الجاحظ ابن المولي هو محمّد بن عبد اللّه بن مسلم، و زعم أنه مولى عمرو بن عوف الأنصاريين، و قال ربيعة بن ثابت الرحبي (6)(7) يمدح يزيد بن حاتم و يهجو يزيد بن أسيد السلمي (8):

لشتان ما بين اليزيدين في الندى *** يزيد سليم و الأغر ابن حاتم

يزيد سليم سالم المال و الفتى *** أخو الأزد للأموال غير مسالم

ص: 141


1- بالأصل و «ز»، و م:«فقلت» و المثبت عن وفيات الأعيان.
2- الأصل:«المعلبين» و في م:«المعلس» و المثبت عن «ز».
3- الخبر و الشعر في وفيات الأعيان 325/6-326.
4- يعني محمّد بن عبد اللّه بن مسلم ابن المولى، شاعر، مخضرم عاش في الدولتين و مدح خلفاءهما، راجع أخباره في الأغاني 85/3.
5- بالأصل: ليلي، تصحيف، و المثبت عن «ز»، و م.
6- بالأصل و م:«الر» ثم بياض، و المثبت عن «ز»، انظر الحاشية التالية.
7- هو ربيعة بن ثابت الأنصاري، يكنى أبا شبابة، و يقال: أبا ثابت، نزل الرقة، و بها مولده و منشؤه، ترجمته في الأغاني 254/16.
8- الأبيات في الأغاني 254/16 و وفيات الأعيان 323/6 و بعضها في سير الأعلام 234/8-235.

فهمّ الفتى الأزدي إتلاف ماله *** و هم الفتى القيسي جمع الدراهم

و همّ الفتى القيسي دفّ و لعبة *** و همّ الفتى الأزدي ضرب الجماجم

فلا يحسب التمتام أني هجوته *** و لكنني فضلت أهل المكارم

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطّار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، أنا عبيد اللّه السكري، نا المنقري، نا الأصمعي، نا روح بن قبيصة المهلبي عن أبيه قال: كان (1) يزيد بن حاتم بأفريقية، و ولد له بالبصرة مولود، فأتاه بشير يبشره به فقيل له: بالباب بريد من البصرة، فقال: أدخلوه، فقال: ما وراءك ؟ قال:

ولد لك مولود، فقال: قد سمّيته المغيرة، و كان عنده المشهر التميمي، فقال: بارك اللّه لك أيها الأمير فيه، و بارك له في بنيه، كما بارك لجده في أبيه (2).

كتب إليّ حمزة بن العبّاس أبو محمّد العلوي، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن.

و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس قال ابن بكير: ولي يزيد بن حاتم مصر سنة أربع و أربعين و مائة، و عزل سنة اثنين و خمسين و مائة.

قال: و أنا أبو سعيد قال: ولي يزيد بن حاتم إفريقية سنة خمس و خمسين و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: و فيها - يعني: سنة خمس و خمسين و مائة خرج يزيد بن حاتم إلى إفريقية ففتحها.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (3):في تسمية عمّال أبي جعفر على إفريقية: وجه أبو جعفر يزيد بن حاتم بن المهلّب، فهزم أبا حاتم و نفاه عن البلاد، و أقام حتى مات أبو جعفر، فأقرّه المهدي حتى مات المهدي، و أقرّ يعني الهادي - عليها يزيد بن حاتم حتى مات

ص: 142


1- من قوله: المخلص... إلى هنا سقط من «ز».
2- وفيات الأعيان 326/6.
3- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 434 و 441 و 446 و 464.

موسى، و أقرّ - يعني: الرشيد - يزيد بن حاتم حتى مات يزيد، و استخلف ابنه داود بن يزيد ثم عزله.

قال: و نا خليفة قال (1) في تسمية عمّال الرشيد إفريقية: أقرّ عليها يزيد بن حاتم حتى مات يزيد، و استخلف ابنه داود بن يزيد ثم عزله سنة إحدى أو اثنتين و سبعين و مائة.

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهّاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا أبو جعفر الطبري قال (2):ثم دخلت سنة سبعين و مائة كان فيها من الأحداث وفاة يزيد بن حاتم بأفريقية و وليها بعده روح بن حاتم.

8253 - يزيد بن الحارث

أظنه ابن أبي النمش الغسّاني من أهل الأردن.

قدم دمشق لشهود صفّين مع معاوية، و كان أميرا على غسّان الأردن يومئذ، تقدّم ذكره.

8254 - يزيد بن حازم أبو بكر الأزدي الجهضمي البصري

8254 - يزيد بن حازم أبو بكر الأزدي الجهضمي البصري (3)

أخو جرير بن حازم.

حدّث عن سليمان بن يسار (4)،و عكرمة مولى ابن عبّاس، و عبد اللّه بن أبي سلمة الماجشون.

روى عنه: أخوه جرير بن حازم، و أبو إسماعيل حمّاد بن زيد بن درهم و عباد بن عباد المهلبي (5).

و وفد على سليمان بن عبد الملك.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن

ص: 143


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 464.
2- تاريخ الطبري 205/8 حوادث سنة 170.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 294/20 و تهذيب التهذيب 200/6 و طبقات ابن سعد 255/7.
4- تحرفت بالأصل و م إلى «بشار» و المثبت عن «ز»، و تهذيب الكمال.
5- قوله:«و عباد بن عباد المهلبي» جاء بعد قوله:«و وفد على سليمان بن عبد الملك» بالأصل. قدمناه إلى هنا بما يوافق عبارة «ز»، و م.

محمّد بن الفتح المصيصي، نا أبو يوسف محمّد بن سفيان بن موسى الصفّار المصيصي، نا سعيد بن رحمة بن نعيم الأصبحي، قال: سمعت عبد اللّه بن المبارك عن جرير بن حازم، عن يزيد بن حازم، عن عكرمة مولى (1) ابن عبّاس قال:

كان عمرو بن الجموح شيخ من الأنصار أعرج، فلمّا خرج النبي صلّى اللّه عليه و سلّم إلى بدر قال لبنيه: أخرجوني، فذكروا للنبي صلّى اللّه عليه و سلّم عرجه و حاله، فأذن له في المقام، فلمّا كان يوم أحد خرج الناس، فقال لبنيه: أخرجوني، فقالوا: قد رخص لك النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و أذن، قال: هيهات، منعتموني الجنّة ببدر، و تمنعونيها بأحد، فخرج، فلمّا التقى الناس قال: يا رسول اللّه، أ رأيت إن قتلت اليوم أطأ بعرجتي حتى هذه الجنّة ؟ فقال:«نعم»، قال: فو الذي بعثك بالحق لأطأن بها في الجنّة اليوم إن شاء اللّه، فقال لغلام له كان معه يقال له سليم: ارجع إلى أهلك، قال:

و ما عليك أن أصيب اليوم خيرا معك، قال: تقدم إذا، قال: فتقدم العبد، فقاتل حتى قتل، ثم تقدّم فقاتل حتى قتل[13213].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا إسماعيل بن (2) إسحاق، نا سليمان بن حرب، نا حمّاد بن زيد، عن يزيد بن حازم، عن سليمان بن يسار قال (3):أصبح أبو أسيد و هو يسترجع [فقيل له: ما لك ؟ فقال: نمت عن جزئي الليلة و كان وردي البقرة (4)،فرأيت كأن بقرة تنطحني] (5).

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرّازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا محمّد بن إسحاق، نا أحمد بن إبراهيم أبو علي الموصلي، نا حمّاد بن زيد، عن يزيد بن حازم، عن سليمان بن يسار قال: قال أبو أسيد (6) حين ذهب بصره: الحمد للّه الذي متعني ببصري في حياة النبي صلّى اللّه عليه و سلّم انظر إليه، فلمّا قبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و أرادوا الفتنة كفّ عليّ بصري.

ص: 144


1- سقطت من «ز».
2- من هنا إلى آخر الخبر، مكانه بياض في «ز»، و كتب على هامشها: مقصوص بالأصل.
3- من هنا إلى آخر الخبر مكانه بياض في م.
4- بالأصل: ورودي البصرة» و المثبت عن المختصر.
5- ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل، و بعده صح.
6- أبو أسيد: أسيد بالتصغير، كما في الإصابة، و هو مالك بن ربيعة الساعدي، بدري أحدي، و كان معه راية بني ساعدة يوم الفتح.(الإصابة 344/3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم الخلال، أنا أبو أحمد طالب بن عثمان الأزدي.

ح و أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا محمّد بن أحمد بن شكرويه، و محمّد بن أحمد السمسار، قالا: نا إبراهيم بن عبد اللّه قالا (1):نا الحسين بن إسماعيل المحاملي، نا أبو الأشعث، نا حمّاد بن يزيد، عن يزيد بن حازم، عن سليمان بن يسار قال: رأيت حسّان بن ثابت و له ناصية قد سدلها بين عينيه، و قال إبراهيم: بين يديه.

أنبأنا أبو محمّد (2) بن السّمرقندي، و علي بن بركات الخشوعي، قالا (3):ثنا أبو بكر الخطيب، أنبأ ابن بشران، أنبأ ابن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن العبّاس، حدّثنا عبيد اللّه بن عمر، نا حمّاد بن زيد، نا يزيد بن حازم قال:

كان سليمان بن عبد الملك يخطبنا كلّ جمعة و يقول في خطبته: ألا إنّ أهل الدنيا فيها على وجل، لم تمض بهم نية، و لم تطمئن بهم دار، حتى يأتي أمر اللّه و هم على ذلك، و كذلك لا يدوم نعيمها، و لا تؤمن فجائعها، يتّقى شرار أهلها ثم يقرأ: أَ فَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنٰاهُمْ سِنِينَ ، ثُمَّ جٰاءَهُمْ مٰا كٰانُوا يُوعَدُونَ ، مٰا أَغْنىٰ عَنْهُمْ مٰا كٰانُوا يُمَتَّعُونَ (4).

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أحمد بن الحسن، أنبأ أبو محمّد بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، ثنا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى يقول في تسمية أهل البصرة: يزيد بن حازم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللنباني (5)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، قال: نا محمّد بن سعد قال (6) في الطبقة الرابعة: يزيد بن حازم الأزدي.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري (7)،أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا

ص: 145


1- قوله:«بن عبد اللّه قالا» مكانه بياض في «ز».
2- كذا بالأصل و م، و في «ز»: القاسم.
3- كتبت فوق الكلام في «ز».
4- سورة الشعراء، الآيات 205-207.
5- تحرفت بالأصل و «ز» إلى: اللبناني، بتقديم الباء، و بدون إعجام في م.
6- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى لابن سعد.
7- زيد بعدها في «ز»: و حدثنا عمي رحمه اللّه، أنا أبو غالب، أنا الجوهري قراءة.

أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال (1):في الطبقة الرابعة: من أهل البصرة: يزيد بن حازم الأزدي الجهضمي، و يكنى أبا بكر، و كان ثقة إن شاء اللّه.

أخبرنا أبو الغنائم في كتابه، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (2):يزيد بن حازم أخو جرير بن حازم الأزدي، بصري، عن سليمان بن يسار، روى عنه حمّاد بن زيد.

أنبأنا أبو الحسين و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (3):

يزيد بن حازم أخو جرير بن حازم، روى عن سليمان بن يسار، و عكرمة، و عبد اللّه بن أبي سلمة، روى عنه حمّاد بن زيد، سمعت أبي يقول ذلك.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني قال: يزيد بن حازم البصري أخو جرير، و مخلد ابني حازم من الأزد (4)،من موالي حمّاد بن زيد، حدّث يزيد عن عكرمة و سليمان بن يسار.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر (5) الحافظ قال (6):أما حازم أوله حاء مهملة و بعدها زاي، جرير بن حازم أزدي، مولى حمّاد بن زيد، و أخوه يزيد بن حازم عن عكرمة، و سليمان بن يسار و أخوهما مخلد.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا أبو القاسم، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا الحسين، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد (7)،أنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل فيما كتب إليّ قال: سألت أبي

ص: 146


1- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 255/7.
2- التاريخ الكبير للبخاري 325/8.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 257/9.
4- تهذيب الكمال 295/20.
5- تحرفت بالأصل و م إلى: محمّد، و في «ز»: نعيم.
6- الاكمال لابن ماكولا 277/2 و 281.
7- يعني عبد الرحمن بن أبي حاتم، و الخبر في الجرح و التعديل 257/9.

عن يزيد بن حازم أخي جرير بن حازم فقال: ثقة، قال: و ذكره أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين أنه قال: يزيد بن حازم أخو جرير بن حازم، ثقة (1).

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأ أبو عمر، أنا أبو الحسن، أنا أبو علي، نا ابن سعد (2)،أنا وهب بن جرير بن حازم قال: مات يزيد بن حازم آخر سنة سبع و أربعين و مائة، و أوّل سنة ثمان و أربعين و مائة.

8255 - يزيد بن حجوة الغسّاني

كان من أهل الدين و الفضل و القدر، بدمشق.

8256 - يزيد بن حجيّة بن عبد اللّه بن خالد بن حجيّة بن عبد اللّه بن عائذ

ابن ثعلبة بن الحارث (3) بن تيم اللات بن ثعلبة، و يقال: يزيد بن حجيّة

ابن عامر، و يقال: يزيد بن حجيّة (4) بن ربيعة التّيمي

شهد صفّين مع علي، و كان أحد الشهود في كتاب الصلح، و كان من أصحاب علي، و استعمله على الري، فجمع مالها ثم قدم (5) فيها على علي، فحبسه على المال، فهرب، و لحق بمعاوية، و قال في ذلك شعرا ذكر قصّته المدائني في كتاب الخونة، و وجهه زياد إلى معاوية يحثّه على قتل حجر بن عدي و أصحابه.

ذكر أبو الحسن المدائني قال: استعمل عليّ يزيد بن حجيّة بن عبد اللّه بن خالد بن حجيّة بن عبد اللّه بن عائذ بن ثعلبة بن الحارث بن تيم اللاّت بن ثعلبة على الرّي، فاحتواها فقال:

ص: 147


1- بعدها جاء خبران في «ز»، و قد سقطا من الأصل، و مكانهما بياض في م، نستدركهما هنا عن «ز»: أخبرنا أبو البركات بن المبارك أنا ثابت بن بندار، أنا المبارك بن عبد الجبار قالا: أنا.... (بياض في «ز»، و كتب على هامشها مقصوص بالأصل) و أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي... المقدمي قالا: نا أبو العباس بن الأصم، نا إبراهيم بن سليمان البرلسي، نا سليمان بن حرب، نا جرير بن... بياض في «ز»، و كتب على هامشها، مقصوص بالأصل.
2- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 255/7.
3- قوله:«بن ثعلبة بن الحارث» مكرر بالأصل، و المثبت يوافق عبارة م، و «ز».
4- جاءت بالأصل:«حجبة» صوّبناها و ضبطناها عن «ز»، في كل المواضع.
5- تحرفت بالأصل إلى:«قوم» و المثبت عن «ز»، و م.

متى أيا من فيروز (1) فالزام (2) راحل *** و تاركها تشفى عليها الأعاصر

و مرتحل من مرج لي بقيته *** كرام و فيها عن حوى تزاور

أخاف عدوا ظالما أن ينالها *** و فيها حماة للحروب مشاعر

قال: وجبى مالا و احتمله و قدم به الكوفة، فبلغ عليا، فسأله عن المال، فجحده (3)، فدفعه إلى مولاه سعد، فحبسه، فوثب يزيد على سعد فأدرجه في عباءة و هرب، فبعث علي في طلبه زياد بن خصفة، فبلغ هيت (4) ففاته، فرجع، فقال يزيد بن حجيّة:

خدعت سعيدا و ارتمت بي مطيتي *** إلى الشام و اخترت الذي هو أفضل

و غادرت سعدا مدرجا في عباءة *** و سعد عبام (5) مستهام مضلل

فهان علينا أن يشرّح بالمدى *** و أن يجتلى ما بين عينيه منصل

فبعدا لسعد كلما ذرّ شارق *** و بعدا لسعد حين يلحى و يعذل

و لما وردت الشام أحببت أهله *** لأني بحب الصالحين موكل

و أحببتهم من حب عثمان إنه *** إمام الهدى الوالي الذي هو أعدل

و أبلغ عليا أنني من عدوّه *** سأسعى مع الساعي عليه و أرحل

و قالوا: عليّ ليس يقتل مسلما *** فمن ذا الذي يسمي الرقاب و يقتل

أراق دماء المسلمين كأنما *** جرى بدماء الناس في القاع جدول

و قالوا: العدى هذا فإن يكن الهدى *** فشلّت يميني و اعترى الجلد أفكل

و قال لزياد (6) بن خصفة:

أبلغ زيادا أنني قد كفيته *** أموري و خلّيت الذي هو طالبه

فأقسم لو أدركتني ما رددتني *** كلانا قد انضمت عليه جلائبه

و أقسم لو لا أن أمك آمنا *** و أنك مولى لا أزال أعاتبه

ص: 148


1- كذا بالأصل، و في م و «ز»: مروز» و فوقها ضبة في «ز». و نيروز: مدينة من نواحي السند بين الديبل و المنصورة (معجم البلدان).
2- الزام: إحدى كور نيسابور المشهورة،(راجع معجم البلدان).
3- الأصل:«فحوزه» و المثبت عن «ز»، و م.
4- هيت: بلدة على الفرات من نواحي بغداد فوق الأنبار (معجم البلدان).
5- العبام: العيي الأحمق.
6- في «ز»: و قال ابن زياد.

هبلت أ ما ترجو غنائي و مشهدي *** إذا كظك (1) الخصم الألد مخاطبه (2)

و أتى الرقة فنزلها، و كتب إلى معاوية يستأذنه في القدوم عليه، فكتب إليه يأذن له و يمنّيه، فارتحل إلى الشام، و قال:

أحببت أهل الشام من حبي التّقي *** و بكيت من جزع على عثمان

أخبرت قومك أسلموك فسلّمي *** و استبدلي وطنا من الأوطان

أرضا مقدسة و قوما منهم *** أهل اليقين و تابع الفرقان

فبلغ عليا الشعر، فقال: اللهم إن ابن حجية هرب بمال المسلمين، و ناصبنا مع القوم الظالمين، اللهم، اكفنا كيده، و اجزه جزاء الغادرين، فأمّن القوم، فقال عفاق بن أبي رهم التيمي: ويلكم تؤمنون على ابن حجية، شلت أيديكم، فوثب عليه عنق (3) من الناس، فضربوه، فاستنقذه زياد بن خصفة التيمي، ففارقهم عفاق، فقال زياد بن خصفة (4):

لو لا دفاعي عن عفاق و مشهدي *** هوت بعفاق أمس عنقاء مغرب

دعوت عفاقا للهدى فاستغشني *** و ولى عفاق معرضا و هو مغضب

سنلقى إلهي من عفاق بشيعة *** إذا دعيت للناس جاءت تحزّب

قبائل من حيي معدّ و متلهم *** يمانية ما تبكني حين تندب

فالا يتابعنا عفاق فإننا *** على الحق ما غنى الحمام المطرب

فقال عفاق لزياد (5) بن خصفة (6):لو كنت أحسن (7) الشعر لأجبتك و لكني أخبركم عنكم:

و اللّه لا تصيبون خيرا بعد ثلاث كن فيكم، صرتم إلى أهل الشام في بلادهم، حتى إذا علوتموهم ظهرا خدعوكم برفع المصاحف، فثنوكم عنهم، فرجعتم إلى بلادكم، فلا يعود لكم مثل ذلك (8) الجمع أبدا، ثم بعثتم حكما، و بعثوا حكما، فرجع صاحبكم خالعا لصاحبه، و رجع صاحبهم يدعى أمير المؤمنين، فرجعتم متباغضين، ثم خالفكم قراؤكم (9)

ص: 149


1- الأصل و م:«كفلك» و المثبت عن «ز».
2- في م: تخاطبه.
3- العنق: الجماعة من الناس.
4- تحرفت في «ز» إلى: حفصة.
5- في «ز»: ابن زياد.
6- تحرفت في «ز» إلى: حفصة.
7- قوله:«كنت أحسن... مكانها بياض في «ز»، و مكان: أحسن» بياض في م.
8- في «ز»: هذا.
9- مكانها بياض في م.

و فرسانكم و أهل البصيرة و النكاية في عدوكم، فغدوتم عليهم، فقتلتموهم، فلن تزالوا بعدهم مستضعفين (1).

و قال يزيد بن حجية، و هو بالرقة، و قال ابن عروبة عن قتادة: إن الذي قاله: ضبة بن محصن العنزي:

يا طول ليلي بالرقاب لم أنم *** ما إن يؤرقني حزني و لا سقمي

إلاّ مخافة أمر كنت أحذره *** أخشى على الأصل منه زلة القدم

أخشى عليهم عليّا أن يكون لهم *** مثل العذاب الذي عفّى على دارم

و يروى: مثل العقود الذي عفى على دارم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، أنا أبو الحسن بن الحمامي، أنا أبو علي ابن الصواف، أنا أبو محمّد الحسن بن علي القطان، نا إسماعيل بن عيسى العطار، نا أبو حذيفة إسحاق بن بشر، قال: قال ابن إسحاق: فلما فتح اللّه للمسلمين يوم القادسية على عدوهم، و أصابوا عسكرهم و ما فيه، أقبل سعد (2) على الناس يقسم بينهم الأموال، و يعطيهم على قدر ما قرءوا من القرآن [فأراد التقصير ببشير بن ربيعة الخثعمي و يزيد بن حجية التميمي، و كانوا أشد أهل العسكر، و لم يكونوا بلغوا في القرآن] (3) فأبوا أن يأخذوا قسمته إلاّ أن يفضلهم على الناس، فقال يزيد بن حجية التميمي:

ما بال سعد حام عن نصر قومه *** لقد جئت يا سعد ابن زهرة منكرا

فأقسم باللّه العلي مكانه *** لو أن المثنى كان حيّا لأضجرا

أضارب أهل القادسية معلما *** و ضاربت حتى يحسب الجون أشقرا

يشدّ له يوم النخيلة مقبلا *** يريد بما يبلى الثواء الموقرا

و يطعن بالرمح الأصم كعوبه *** عيون الأعادي خشية أن يغيّرا

و لكن سعدا لم يكن ذا حفيظة *** و لم يأتنا في يوم بأس فيعذرا

8257 - يزيد بن حرّان العقيلي

8257 - يزيد بن حرّان (4) العقيلي

من فرسان أهل دمشق.

ص: 150


1- مكانها بياض في م.
2- يعني سعد بن أبي وقاص.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك للإيضاح عن «ز»، و م.
4- في «ز»: حواز.

حكى عنه مسلم بن المغيرة.

قرأت بخط عبد اللّه بن سعد القطربلي قال: ذكر المدائني عن شهاب عن مسلم بن المغيرة، عن يزيد بن حرّان العقيلي قال: كتب مروان إلى زامل:

إنك لتعلم مكان يزيد بن جبلة، و اللّه لتأخذنّه أو لأقتلنّك. قال يزيد بن حرّان: فبعثني في ناس من القيسية ليس معنا يمان، فأصبناه في بيت لهيا، فأخذناه و عرضناه على بغل، فقال لنا مولى لبني سلول: أين تذهبون بهذا حيّا إلى رجل يمان يحبسه، و يكتب فيه إلى أمير المؤمنين يسأله أن يهبه له، قلنا: نكره أن نقدم عليه فتخلف عنا، ثم أقبل يركض لا ندري ما يريد حتى طعنه فقتله.

8258 - يزيد بن الحرّ، و يقال: ابن زحر، و يقال: ابن الحرام العبسيّ

8258 - يزيد بن الحرّ، و يقال: ابن زحر، و يقال: ابن الحرام العبسيّ (1)

من وجوه أهل دمشق.

شهد صفّين مع معاوية، و كان أحد شهوده في صحيفة صلحه مع علي على تحكيم الحكمين.

ذكره أبو مخنف و غيره، و ولاّه معاوية على شرطته، و أغزاه أميرا على الصائفة، و كانت له دار بدمشق في الزقاق الآخذ من درب الريحان (2) إلى زقاق السلم (3).

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (4):و كتب عثمان إلى معاوية أن يغزي بلاد الروم، فوجّه يزيد بن الحرّ العبسي (5)،ثم عبد الرّحمن بن خالد بن الوليد على الصائفتين جميعا، ثم عزله.

و ذكر محمّد بن عمر الواقدي فيما حكاه عبد اللّه بن سعد القطربلي أن عثمان كتب إلى معاوية سنة ست و عشرين: أن أغز الروم رجلا حازما أديبا، ذا سن و حنكة، فأغزى يزيد بن الحرّ العبسيّ ، و كان من خيار المسلمين من أهل دمشق، و عقد له على الصائفة فغزا.

ص: 151


1- بدون إعجام بالأصل و م، و في «ز»: العنسي، و في المختصر:«العبسي» و هو ما أثبت.
2- مكانها بياض في م.
3- في «ز»: السالم.
4- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 180.
5- بدون إعجام بالأصل، و في «ز»: العنسي، و المثبت عن تاريخ خليفة و م.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن خسرو، أنا أبو غالب محمّد بن الحسن بن أحمد الباقلاني، أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو الحسن بن نيخاب (1) الطيبي، نا إبراهيم بن الحسين الكسائي، نا يحيى بن سليمان الجعفي، نا نصر - هو ابن مزاحم (2)-نا عمر بن سعد، و ابن شمر الجعفي، عن جابر، عن أبي جعفر محمّد بن علي، و زيد بن الحسن بن علي، و رجل منهم آخر (3)،قالوا: لما بلغ معاوية مسير علي إليه سار معاوية نحو علي، و استعمل على مقدمته سفيان بن عمرو أبا الأعور السلمي، و جعل على ساقته بسر (4) بن أرطاة العامري رجل من بني عامر بن لؤي، فساروا حتى توافقوا (5) جميعا بقناصرين (6) إلى جانب صفّين، و زاد فيه الكلبي في حديثه عن معاوية أنه جعل على مقدمته أبا الأعور، و على ساقته بسرا، و على الخيل عبيد اللّه بن عمر بن الخطّاب، و دفع اللواء إلى عبد الرّحمن بن خالد بن الوليد، و جعل على ميمنته حبيب بن مسلمة الفهري، و على رجالة الميمنة يزيد بن زحر العبسيّ ، و على الميسرة عبد اللّه بن عمرو بن العاص، و على رجالة الميسرة (7)حابس بن سعد الطائي، و على خيل (8) دمشق الضحّاك بن قيس الفهري، و على رجالة أهل دمشق يزيد بن أسد بن كرز البجلي، و على أهل حمص ذا الكلاع، و على أهل فلسطين مسلمة بن مخلد.

قال: فلما فرغ معاوية من البعثة و وضع الناس مواضعهم قام خطيبا، فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: أيّها الناس، و اللّه ما أصيب الشام إلاّ بالطاعة، و لا أضبط حرب العراق إلاّ بالصبر، و لا أكايد (9) أهل الحجاز إلاّ باللطف، و قد تهيّأتم، و سرتم لتمنعوا الشام، و تأخذوا العراق، و سار القوم ليمنعوا العراق و يأخذوا الشام، و لعمري ما للشام رجال العراق و لا أموالها، و لا للعراق صبر أهل الشام و لا بصائرها مع أن القوم بعدهم أعدادهم، و ليس بعدكم غيركم، فإن غلبتموهم لم تغلبوا إلاّ من أتاكم، و إن غلبوكم غلبوا من بعدكم، و القوم لاقوكم بكيد أهل العراق، ورقة أهل اليمن، و بصائر أهل الحجاز، و قسوة أهل مصر، و إنّما ينصر

ص: 152


1- الأصل و «ز»، و م: بنجاب.
2- رواه نصر بن مزاحم في وقعة صفين ص 156-157.
3- هو محمّد بن المطلب، كما في وقعة صفين.
4- في «ز»: بشر.
5- في وقعة صفين: توافوا.
6- قناصرين: موضع بالشام، كما في القاموس.
7- في وقعة صفين ص 207 الميمنة.
8- في وقعة صفين ص 206 و على أهل دمشق - و هم القلب - الضحاك....
9- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المختصر: أحايد.

غدا من أبصر اليوم، فاستعينوا باللّه و اصبروا، إِنَّ اللّٰهَ مَعَ الصّٰابِرِينَ (1).

أنبأنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه الحسين بن ظفر بن الحسين، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر الشيرازي، أنا عبد الرّحمن بن عمر بن حمّة، أنبأ محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، حدّثني خلف بن سالم، نا وهب بن جرير، عن أبيه قال: هذا ما تقاضى عليه علي بن أبي طالب و معاوية بن أبي سفيان، فذكر القصة يوم حكم الحكمان بصفّين، و شهادة الشهود مع الفريقين، فقال: و من أهل الشام: يزيد بن الحرام.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا أبو الحسين (2) بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبي أبو يعلى، قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد بن حفص قال: قرأت على علي بن عمرو: حدثكم الهيثم بن عدي، أنبأنا ابن عيّاش قال: كان صاحب شرطة معاوية بن أبي سفيان يزيد بن الحرّ العبسيّ (3)،فلمّا مات يزيد بن الحرّ استعمل قيس بن حمزة الهمداني (4) ثم عزله.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن، أنا عبد الملك بن عمر (5)،أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: سمعنا أبي يقول: سمعنا أن صاحب شرط معاوية: يزيد بن الحرّ النخعي (6).

أخبرنا (7) أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (8):و كان على شرطته - يعني: معاوية - يزيد بن الحرّ، فمات يزيد، فولّى قيس بن حمزة الهمداني.

8259 - يزيد بن حسّان

رأى عمر بن عبد العزيز، و كان من المعمّرين.

ص: 153


1- سورة البقرة، الآية:153.
2- تحرفت في الأصل إلى: الحسن، تصحيف عن «ز»، و م.
3- بدون إعجام بالأصل، و في «ز»: العنسي. و المثبت عن م.
4- في «ز»: الهمذاني.
5- كذا بالأصل و م، و في «ز»: محمّد.
6- قوله:«معاوية: يزيد بن الحر النخعي» مكانه بياض في «ز»، و كتب على هامشها: مقصوص بالأصل.
7- الخبر التالي مكانه بياض في «ز».
8- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 228.

حدّث عن أبيه.

حكى عنه ابن ابن أخيه إسماعيل بن حصن (1) الحنبلي (2)،و الوليد بن سلمة الطبراني.

أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين، أنا أبو علي الأهوازي، نا أبو أحمد الحسين بن محمّد بن الوزير الحافظ ، نا محمّد بن جعفر بن محمّد بن هشام بن ملاس قال:

سمعت أبا سليم إسماعيل بن حصن قال: قال لي عمي (3) يزيد بن حسّان: دخلت على عمر بن عبد العزيز بخناصرة، فقلت: السّلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة اللّه و بركاته، قال: و عليك السلام، قلت: يا عمي، ما سمعت منه شيئا غير ذا؟ قال: لا، قال: و كتب على عتق غلام كان لنا و هو يدور في مسجد دمشق و هو يبنى قال: سمعت أبا سليم إسماعيل بن حصن يقول: قال لي عمي: لي خمس و مائة سنة، و غزا مع الناس في هرقلة و مات بعد قفوله.

8260 - يزيد بن حسّان أبو حسّان الجرشي و يقال: الباهلي

8260 - يزيد بن حسّان أبو حسّان الجرشي (4) و يقال: الباهلي (5)

روى عنه: دحيم.

أخبرنا أبو الحسين - إذنا - و أبو عبد اللّه - مشافهة - قالا: أنا أبو القاسم العبدي، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (6):

يزيد بن حسّان الباهلي أبو حسّان الجرشي (7)،روى عن الأوزاعي، روى عنه دحيم، سمعت أبي يقول ذلك، و سألته عنه فقال: شيخ دمشقي، قديم.

[قال ابن عساكر] (8) و لم يذكره البخاري في تاريخه و لا أصحاب الكنى في كتبهم.

ص: 154


1- كذا بالأصل و «ز»، و في م: حصين.
2- كذا بالأصل و م و «ز»: «الحنبلي» و لعل الصواب: الجبيلي. راجع معجم البلدان (الجبيل) و فيه: إسماعيل بن خضر بن حسان الجبيلي.
3- تقرأ بالأصل و م:«عمّر أبي» كذا، و المثبت عن «ز».
4- الأصل و م هنا:«الحرسي» و في «ز»: الحرشي، و المثبت عن الجرح و التعديل.
5- ترجمته في الجرح و التعديل 257/9.
6- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 257/9.
7- بالأصل و م:«الحرسي» تصحيف، و التصويب عن «ز»، و الجرح و التعديل.
8- زيادة منا.

8261 - يزيد بن حصين بن نمير بن ناتل بن لبيد

8261 - يزيد بن حصين (1) بن نمير بن ناتل بن لبيد

ابن جعثنة السكوني الحمصيّ (2)

حدّث عن أبيه، و معاذ بن جبل، و أرسل عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

روى عنه: عليّ بن رباح اللخمي، و محمّد بن الزّبير.

و كان مع مروان بن الحكم، و خرج معه إلى مصر، و ولي حمص لعمر بن عبد العزيز.

أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم، أنبأ محمّد بن أحمد بن عيسى السعدي قال: قرئ على أبي عبد اللّه بن بطة قال: قرئ على أبي القاسم البغوي، نا أحمد بن عيسى المصري، نا عبد اللّه بن وهب، حدّثني موسى بن عليّ ، عن أبيه، عن يزيد بن حصين بن نمير.

أن رجلا قال: يا رسول اللّه، أ رأيت، سبأ: رجل أو امرأة ؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«رجل» فقال: يا رسول اللّه ما ولد من العرب ؟ قال:«عشرة، فستة يمانون، و أربعة شاميون، فأما اليمانون: فكندة، و مذحج، و الأزد، و أنمار، و الأشعرون و أمسك في يده واحدا لم يسمّه، و أمّا الشآمون (3):فلخم، و جذام، و عاملة و غسان»، فقال: يا رسول اللّه، أ حمير؟ قال:«هم و ما كلهم»[13214].

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه، أنا أبو نصر بن طلاب، أنا أبو بكر بن أبي الحديد، أنا أبو بكر الخرائطي، نا أبو منصور الصاغاني، نا سويد بن سعيد الحدثاني (4)،نا بقية بن الوليد، عن أبي العلاء، عن ابن جحادة، عن يزيد بن حصين قال: قال معاذ بن جبل: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«إنّ اللّه لم يبعث نبيا قبلي إلاّ كان في أمّته من بعده مرجئة و قدرية، يشوشون عليه أمر أمّته من بعده، ألا إنّ اللّه عزّ و جل قد لعن المرجئة و القدرية على لسان سبعين نبيا، ألا و إن

ص: 155


1- بالأصل: حصن، و المثبت عن «ز»، و م.
2- ترجمته في ميزان الاعتدال 421/4 و تاريخ خليفة (الفهارس)، و الجرح و التعديل 257/9 و التاريخ الكبير 326/8 الكامل لابن عدي 279/7 و المغني 748/2.
3- في «ز»: الشاميون.
4- بدون إعجام بالأصل و م و «ز» و صورتها:«الحدباي» راجع ترجمته في تهذيب الكمال 205/8.

أمّتي هذه لأمة مرحومة، لا عذاب عليها في الآخرة، و إنّما عذابها في الدنيا إلاّ صنفين من أمّتي لا يدخلون الجنّة: المرجئة و القدرية»[13215].

أخبرناه عاليا أبو علي الحسن بن أحمد - في كتابه - و حدّثني عنه أبو مسعود المعدّل عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، أنا سليمان بن أحمد، نا أبو يزيد القراطيسي، نا نعيم بن حمّاد، نا بقية بن الوليد، عن أبي العلاء الدمشقي، عن محمّد بن جحادة، عن يزيد بن حصين (1)، عن معاذ بن جبل، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«ما بعث اللّه نبيا قط إلاّ و في أمّته قدرية و مرجئة، يشوشون عليه أمر أمّته، و إنّ اللّه قد لعن القدرية و المرجئة على لسان سبعين نبيا»[13216].

[قال ابن عساكر:] (2) أبو العلاء هو برد (3) بن سنان.

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، عن القاضي أبي (4) عبد اللّه الحسن بن أحمد بن عبد الواحد، أنبأ المسدّد بن علي بن عبد اللّه الأملوكي، أنا أبي، أنا القاضي أبو القاسم عبد الصّمد بن سعيد الحمصي، نا عبد السّلام بن العبّاس بن الزبير، نا عمرو بن عثمان، نا أبو المغيرة، عن ابن عيّاش قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى يزيد بن حصين (5):لا تتركن صليبا إلاّ محي.

و كتب إليه أيضا: و امح (6) الصور التي أحدثت في أسواق المدينة، ثم يمسح ببياض حتى لا يرى منها شيء، و السلام.

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل و أبو الحسن و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (7):يزيد بن حصين (8)،عن أبيه (9)،سمع منه محمّد بن الزبير، لم يصح إسناده (10).

ص: 156


1- تحرفت بالأصل إلى: حصن.
2- زيادة منا.
3- تحرفت بالأصل إلى: يزيد، و في «ز»، و م:«برد» و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 25/3.
4- الأصل: بن، و المثبت عن «ز»، و م.
5- الأصل: حصن، و المثبت عن «ز»، و م.
6- الأصل و م:«و امحوا» و المثبت عن «ز».
7- التاريخ الكبير للبخاري 326/8.
8- تحرفت بالأصل إلى:«حصن،» و المثبت عن «ز»، و م.
9- قوله:«عن أبيه» كذا بالأصل و م و «ز»، و ليس في التاريخ الكبير.
10- في التاريخ الكبير: حديثه.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد قال (1):

يزيد بن حصين بن نمير، مصري، روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أن رجلا سأله عن سبأ و أولاده، روى عنه عليّ بن رباح،[ثم قال (2):يزيد بن حصين [روى عن.... (3)]روى عنه محمّد بن الزبير، سمعت أبي يقول ذلك] (4).

[قال ابن عساكر:] (5) فرّق ابن أبي حاتم بين يزيد بن حصين (6) الذي روى عنه عليّ بن رباح، و بين الذي روى عنه محمّد بن الزبير، فاللّه أعلم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في الطبقة الثالثة من تابعي أهل الشام: يزيد بن حصين (7) السكوني.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا - قراءة - عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا ابن جوصا - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا ابن جوصا - قراءة - قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الرابعة: يزيد بن حصين بن نمير (8) السكوني، ولاّه عمر بن عبد العزيز حمص.

أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمّد (9)،أنا أبو القاسم علي بن المحسن، أنا محمّد بن المظفّر، أنا أبو بكر بن أحمد بن حفص، نا أحمد بن محمّد بن عيسى قال: يزيد بن

ص: 157


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 255/9 ترجمة رقم 1073.
2- زيادة منا.
3- يعني أبا محمّد ابن أبي حاتم، و الخبر في الجرح و التعديل 257/9 ترجمة رقم 1081.
4- زيادة عن الجرح و التعديل.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن «ز»، و في م:«ثم قال: يزيد بن حصين روى عن» فقط .
6- تحرفت بالأصل إلى: حصن.
7- راجع الحاشية السابقة.
8- قوله:«بن نمير» استدرك على هامش «ز»، و بعدها صح.
9- زيد في «ز»: و حدثنا عمي رحمه اللّه أنا الحسين قراءة.

حصين (1) عمل على حمص لسليمان بن عبد الملك، و بعده لعمر بن عبد العزيز، مات سنة ثلاث و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو عمرو عبد الرّحمن بن محمّد الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي قال (2):يزيد بن حصين بن نمير عن أبيه، سمع منه محمّد بن المنذر، لم يصح إسناده، سمعت ابن حمّاد يذكره عن البخاري.

قال ابن عدي: و قوله: سمع منه محمّد بن المنذر لا يعرف، قال ابن عدي: و لعله أراد أن يقول محمّد بن المثنّى، لأن ابن المنذر غير معروف، و يزيد بن حصين أيضا ليس بمعروف، و لا أعرف له من المسند شيئا.

[قال ابن عساكر:] (3) كذا قال: ابن المنذر، قال البخاري و ابن أبي حاتم: ابن الزبير.

كتب إليّ أبو زكريا بن مندة، ثم حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمّي أبو القاسم، عن أبيه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: يزيد بن الحصين بن نمير السكوني، من أهل حمص، قدم مصر مع مروان بن الحكم، روى عنه عليّ بن رباح اللخمي، توفي سنة ثلاث و مائة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (4) في تسمية عمّال عمر بن عبد العزيز حمص:

يزيد بن حصين، سكوني.

أنبأنا أبو علي بن نبهان، ثم أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ أبو طاهر الباقلاني، قالا: أنا أبو علي بن شاذان، أنا عبد اللّه بن إسحاق بن إبراهيم.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا طرّاد بن محمّد، أنا أبو الحسن أحمد بن علي بن الحسين، أنا أبو علي حامد بن محمّد بن عبد اللّه الهروي، قالا: أنا علي بن عبد العزيز البغوي، نا أبو عبيد القاسم بن سلاّم، حدّثني أبو اليمان، نا صفوان بن عمرو

ص: 158


1- تحرفت بالأصل إلى: حصن.
2- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 279/7.
3- زيادة منا.
4- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 323.

قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى يزيد بن حصين أن مر للجند بالفريضة (1)،و عليك بأهل الحاضرة، و إياك و الأعراب، فإنهم لا يحضرون محاضر المسلمين، و لا يشهدون مشاهدهم.

أنبأنا أبو غالب شجاع بن فارس، أنا محمّد بن علي الحربي، و علي بن أحمد الملطي، قالا: أنا أحمد بن محمّد بن دوست - زاد الحربي: و محمّد بن عبد اللّه بن أخي ميمي قالا:- أنا الحسين بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن يحيى، أخبرني عمر بن شبّة، نا محمّد بن حرب قال: شتم رجل يزيد بن حصين بن نمير، فأعرض عنه، فقال: أيها المعرض، إياك أعني، قال: و عنك أعرض، قال: لا تقول لي واحدة إلاّ قلت لك عشرا، قال: تقول لي عشرا و لا أقول لك واحدة.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا سليمان بن إبراهيم بن محمّد، نا محمّد بن إبراهيم بن جعفر، نا الحسين بن علي بن محمّد بن زكريا، نا محمّد بن عبيد اللّه، عن عطاء أن عمرو بن قيس الكندي شتم ابن عمّه يزيد بن الحصين، فلم يجبه، فقال: إيّاك أعني، قال: عنك أغضي.

قرأت في كتاب أبي بكر محمّد بن يحيى، حدّثني أحمد بن يزيد المهلبي، نا أحمد بن أبي (2) طاهر، حدّثني أبو تمّام قال: كان (3) يزيد بن الحصين بن نمير السكوني لا يعطي، فإذا أعطى أعطى كثيرا، و يقول: أحب أن تكون مواهبي كتائب كتائب، و لا أحب أن تكون مقانب مقانب (4).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي (5)،نا عمران بن بكّار أبو موسى البراد، نا أبو المغيرة عبد القدّوس بن الحجّاج (6)،و أبو اليمان الحكم بن نافع، قالا: نا صفوان بن عمرو، عن يزيد بن ميسرة أنه أوصى يزيد بن حصين حين ولي، و قال له يزيد بن حصين:

ص: 159


1- تقرأ في «ز»: «بالقراة» و فوقها ضبة.
2- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
3- استدركت على هامش «ز»، و بعدها صح.
4- كذا بالأصل:«مقانب مقانب» و في «ز»: «معايب معايب» و في م:«معايب مقانب» و في المختصر: مفاتت مفاتت.
5- رواه أبو بشر الدولابي في الكنى و الأسماء 159/2.
6- في «ز»: «أبو المغيرة عبد اللّه و ابن الجراح» خطأ.

كيف ترى يا أبا يوسف فيما ابتلينا به ؟ فقال: عليك بتقوى اللّه، و التأنّي في أمرك، و إيّاك و العجلة و في السجن راحة، هل تدري ما يقال لصاحب السلطان: أيها المسلط لا ينفعك (1)روح (2) السلطان، فإنّما ورثت مكان من كان قبلك، و آخر وارث مكانك غدا.

و قد تقدم ذكر وفاته في سنة ثلاث و مائة (3).

ص: 160


1- الأصل و م:«ينف ؟؟؟ ك» و في «ز»: «تعجبنك» و في المختصر:«ينفخنّك» و المثبت عن الكنى و الأسماء، و عنه يأخذ المصنف.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الكنى و الأسماء: رفع.
3- كتب بعدها في «ز». عورض به آخر الجزء السادس و العشرين بعد الخمسمائة يتلوه يزيد بن الحكم ه . بلغت سماعا على والدي الإمام العالم الحافظ الثقة أبي القاسم علي بن الحسن فسمعه ابني محمّد و أخي الحسن و كتب العالم علي في العشر الأول من شهر ربيع ه . سمع جميعه على مؤلفه سيدنا الشيخ الفقيه الإمام العالم الحافظ الثقة ثقة الدين صدر الحافظ ناصر السنة محدث الشام أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة اللّه الشافعي أيّده اللّه الشيخ الفقيه الإمام جمال الدين أبو محمّد عبد اللّه ابن محمّد بن سعد اللّه الحنفي و الشيخ الصالح أبو بكر محمّد بن بركة بن خلف بن كوما المصلحي و الشيخ الفقيه أبو الثناء محمود بن غازي بن محمّد و الأمين شمس الدولة أبو الحارث عبد الرّحمن بن محمّد بن مرشد بن منقذ الكتاني و زين الدولة أبو علي الحسين بن المحسن بن أبي المضاء قراءة القاضي بهاء الدين بن أبي المواهب بن الحسن بن هبة اللّه بن محفوظ بن صصرى و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الرّحمن بن الحسين بن عبدان و أبو زكرى يحيى بن علي بن مؤمل القرشي و القاضي أبو المعالي محمّد بن القاضي ذكي الدين أبي الحسن علي بن يحيى القرشي و عبد الرّحمن بن أبي طاهر بن سفيان و عمر بن أبي محمّد بن أبي القاسم القيرواني و المهذب أبو عبد اللّه محمّد بن سيّدهم بن عبد اللّه الأنصاري و محسن بن سراج بن محسن و إبراهيم بن غازي بن سليمان و إبراهيم بن مهدي بن علي الشواعرة و يوسف بن أبي الحسين بن أحمد و إسماعيل بن حماد و أبو الرويسيع سليمان ابن إبراهيم بن يحيى الصنهاجي و أبو محمّد بن علي بن أبية و عبد الرّحمن بن عبد العزيز بن أبي العجائز و أبو القاسم بن أبي طالب بن أحمد العطار و حسن بن محمّد بن حسن الخياط و يوسف بن محلى بن إبراهيم و أبو القاسم بن شبل بن الحسين و رمضان بن علي بن إبراهيم الأرجاني و رفاعة بن محمّد بن إبراهيم و أبو عبد اللّه بن الفضل بن أبي الفتح الأنطاكي و إبراهيم بن عطاء بن إبراهيم و ممدود و صديق ابنا الياس بن سلامة الكنانيان و أبو العباس سليمان بن الفضل بن أبي طاهر بن سليمان و حسن بن مالان بن حسن و يوسف بن أبي الفرج و أبو نصر الفارسي و يوسف بن فرج بن عبد اللّه الأندلسي و علي بن بندار بن الحسين البصري و أبو الفضل بن صبح بن عبد الرّحمن البنجابي و شعبان بن عبد الخالق الدقاني و ابنه عبد الخالق و خليل بن حسان بن عبد المفرج و إسماعيل بن عمر بن أبي القاسم الإسفيدابادي و عبد الواحد بن بركات بن أبي الحسين الصفار و عبد الغني بن برهان بن عبد العزيز و عمر بن خضر بن بركيك و الياس بن إبراهيم بن أبي نصر و سلامة بن سلمان بن سلامة و ناصر بن كتائب بن أبي محمّد القايني و أبو النقاء بن صالح بن عبد العزيز و يوسف بن سليمان بن عبد اللّه المصريان و عيسى بن محمّد ابن خلف الأندلسي و إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد بن فضل الحوراني و علي بن عبد الكريم بن الكويس و أحمد بن سيدهم بن الكتاني و محمّد بن إسماعيل بن جواب و أبو الفضل بن عبد العزيز بن أبي بكر الموصلي و إبراهيم ابن عبد اللّه القيسي و محمّد بن عبد اللّه بن موسى الأندلسي و حماد بن قاسم بن إبراهيم و طالب بن فرج بن ثابت و كاتب الأسماء عبد الرّحمن بن أبي منصور بن نسيم بن الحسن بن علي الشافعي و سمعه إلا الصفحة الأولى مسرور بن سعد بن علي الواسطي و ذلك في يوم الجمعة تاسع عشر شهر ربيع الأول سنة خمس و ستين و خمسمائة بالمسجد الجامع بدمشق و صح و ثبت و للّه الحمد و المنة ه . سمع جميع هذا الجزء من أوله إلى آخره على سيدنا الشيخ الفقيه الإمام العالم الحافظ الأوحد الثقة بهاء الدين شمس الحفاظ ناصر السنّة محدث الشام جمال الإسلام أبي محمّد القاسم بن الشيخ الفقيه الإمام العالم الحافظ شيخ الإسلام مصنفه أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي رضي اللّه عنه و قدّس روح والده من لفظ الشيخ الفقيه الإمام العالم الحافظ بهاء الدين القاضي أبي المواهب الحسن بن هبة اللّه بن محفوظ بن صصرى التغلبي أثابه اللّه أخوه القاضي الإمام شمس الدين أبو القاسم الحسين بن هبة اللّه بن محفوظ و الشيوخ الفقيه الإمام أبو جعفر أحمد بن علي بن أبي بكر بن إسماعيل القرطبي و أبو العباس أحمد بن علي بن يعلى السلمي و أحمد بن ناصر بن طحان الطريفي و يوسف بن أبي الفرج بن مهذب و عبد السّلام بن أبي بكر بن أحمد و أبو الحسين عبيد اللّه بن علي بن خلدون و عبد الرّحمن بن طالب بن سميع و أبو علي حسن بن علي بن عبد الوارث و أبو عبد اللّه محمّد بن سيدهم بن هبة اللّه الأنصاري و محمّد بن ميمون بن مالك الأندلسي و أبو بكر بن عبد الرّحمن بن علي و أبو طالب بن علي بن أبي الفرج الكتاني و زكريا بن عثمان بن جالو الموقاني و عبد الخالق بن عبد اللّه بن محمّد ابن عدي اللبودي و بدل بن أبي المعمر بن إسماعيل التبريزي و أبو الثناء محمود بن أحمد بن دارا الأردبيلي و الوجيه محمود بن محمّد بن معاذ الخرقاني و علامة و نعمة ابنا خليل بن حمدان و سمع النصف الأول منه فحسب عين الدولة بن جلدك بن عبد اللّه و أحمد بن مكارم بن أبي عبد اللّه و أبو الحسن علي بن أبي عبد اللّه ابن محمّد القرشي و أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن الحسن بن أبيه الطائي و الفقيه أبو الفرج بن نعيم بن يوسف بن محمّد المعافري البوني و سمع النصف الأخير منه فحسب مؤمن بن عبد اللّه بن أبي طالب و أبو عبد اللّه و أبو منصور ابنا أحمد بن محمّد و أبو إسحاق إبراهيم بن أبي طاهر بركات بن إبراهيم الخشوعي و الفقيه أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن الفرج بن محمّد المحامي و أبو علي حسن بن علي بن إبراهيم الأنصاري و نصر اللّه بن محمّد بن عبد الملك و عمر بن أحمد بن محمّد المفسّر و سمع الجزء كله من أوله إلى آخره مثبت الأسماء علي بن محمّد بن علي بن جميل المعافري المالقي و ذلك في نوبتين آخرهما يوم الخميس ثالث عشر ربيع الأول سنة إحدى و ثمانين و خمسمائة و الحمد للّه وحده و صلواته على سيدنا محمّد و آله و سلامه و صح و ثبت ه . سمع هذا الجزء على الشيخ الإمام العالم الحافظ بهاء الدين شمس الحفاظ ناصر السنة محدث الشام أبي محمّد القاسم بن الإمام أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة اللّه الشافعي رضي اللّه عنهما ولده أبو القاسم علي وفقه اللّه و الشيوخ الأمين أبو جعفر أحمد بن علي بن أبي بكر القرطبي و ولداه أبو الحسن محمّد و أبو الحسين إسماعيل و فتاه فرج بن عبيد و القاضي بهاء الدين أبو إسحاق إبراهيم بن شاكر بن عبد اللّه بن سليمان و تقي الدين أبو الطاهر إسماعيل بن عبد الملك بن عبد المحسن الأنصاري يعرف بابن الأنماطي و نصر اللّه بن صاعد بن علي بن أحمد الرافعي و أبو علي الحسن بن علي بن عبد الوارث التونسي و عبد العزيز بن عبد الملك بن علي الشيباني و خلف بن محمّد بن ممدود التوزري و علي بن محمّد بن إبراهيم الرياحي الأنصاري و سمع من ترجمة يزيد بن الأسود الجرشي إلى آخر هذا الجزء عبد الشاهد بن أبي بكر بن أحمد و سمع الجميع كاتب السماع الخضر ابن الحسين بن الخضر بن عبدان الأزدي في ذي الحجة و الحمد للّه وحده و صلواته على سيدنا محمّد و آله و سلامه ه .

ص: 161

أخبرنا (1) والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه اللّه قال.

8262 - يزيد بن الحكم بن أبي العاص بن بشر بن عبد دهمان بن عبد اللّه

ابن همّام بن أبان بن يسار بن مالك بن حطيط (2) بن جشم بن قسي،

و هو ثقيف بن منبّه الثّقفيّ البصري (3)

و أمّه بكرة بنت الزبرقان بن بدر.

حدّث عن عمّه عثمان بن أبي العاص.

روى عنه: معاوية بن قرة، و أبو شيبة عبد الرّحمن بن إسحاق القرشي.

و وفد على سليمان بن عبد الملك، و كان شاعرا مجيدا.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو الفقيه.

ح و أخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنبأ أبو يعلى الموصلي، ثنا قاسم بن أبي شيبة، نا حفص، عن عبد الرّحمن بن إسحاق، عن يزيد بن الحكم، عن عثمان بن أبي العاص، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لقد استجنّ جنّة كثيفة، و في حديث الفقيه: حصينة، من سلف له ثلاثة أولاد في الإسلام»[13217].

أنبأناه أبو علي الحسن بن أحمد، و حدّثناه أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، أنبأ أبو نعيم الحافظ ، نا أحمد بن إبراهيم بن يوسف أبو جعفر، ثنا عمران بن عبد الرحيم، نا عمر بن حفص بن عتاب، نا أبي، عن (4) عبد الرّحمن بن إسحاق، عن يزيد بن الحكم، عن عثمان بن أبي العاص، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لقد استجنّ جنّة كثيفة من النار، من سلف بين يديه ثلاثا من ولده في الإسلام»[13218].

ص: 162


1- كتب قبلها في «ز»: الجزء السابع و العشرون بعد الخمسمائة من كتاب تاريخ مدينة دمشق حماه اللّه و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأماثل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها تصنيف الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة اللّه الشافعي رحمه اللّه. سماع ولده القاسم بن علي بن الحسن و أجازه من بعض شيوخ أبيه رحمهم اللّه.
2- كذا بالأصل و م، و في «ز»: حطية.
3- ترجمته في الأغاني 286/12 (ط . دار الكتب)، الجرح و التعديل 257/9 و تاريخ الإسلام(101-102) ص 276، و سير أعلام النبلاء 519/4 و خزانة الأدب 113/1 و أمالي القالي 68/1 و المعرفة و التاريخ 273/1.
4- استدركت على هامش «ز»، و بعدها صح.

أنبأنا أبو سعد محمّد بن محمّد، أنبأ أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد الطبراني، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا فروة بن أبي المعزّ، أنبأ القاسم بن مالك المربي، عن عبد الرّحمن بن إسحاق، عن يزيد بن الحكم بن أبي العاص، عن عثمان بن أبي العاص قال: كان (1) رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إذا اشتدت الريح الشمال قال:«اللّهمّ إني أعوذ بك من شرّ ما أرسلت»[13219].

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين الكاتب (2)،أخبرني حبيب بن بكير (3)المهلبي، نا عبد اللّه بن شبيب الحزامي قال:

دعا الحجّاج بن يوسف بيزيد بن الحكم الثقفي، فولاّه كور فارس، و دفع إليه عهده بها، فلمّا دخل إليه ليودعه قال له الحجّاج: أنشدني بعض شعرك، و إنّما أراد أن ينشده مديحا له، فأنشده قصيدة يفخر فيها و يقول فيها:

و أبي الذي سلب ابن كسرى راية *** بيضاء تخفق كالعقاب الطائر

فلمّا سمع الحجاج فخره غضب، و نهض، فخرج يزيد من غير أن يودّعه، فقال لحاجبه: ارتجع منه العهد، فإذا ردّه فقل: أيهما خير لك، ما ورثك أبوك أم هذا؟ فردّ على الحاجب العهد، و قال: قل له:

ورثت جدي مجده و نواله *** و ورثت جدك أعنزا با [الطائف] (4)

و خرج مغاضبا، فلحق بسليمان بن عبد الملك، و مدحه بقصيدته التي أوّلها:

أمسى بأسماء هذا القلب معمودا (5) *** إذا أقول صحا يعتاده عيدا

يقول فيها:

سميت باسم امرئ أشبهت شيمته *** فضلا و عدلا سليمان بن داودا

أحمد به في الورى الماضين من ملك *** و أنت أصبحت في الباقين محمودا

ص: 163


1- في «ز»: قال، تحريف.
2- رواه أبو الفرج الأصبهاني في الأغاني 287/12.
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الأغاني: حبيب بن نصر المهلبي.
4- مكانها بياض بالأصل، و استدركت اللفظة عن الأغاني و م، و في «ز»«و ورثت جدك» ثم بياض، و كتب على هامشها: مقصوص بالأصل.
5- في «ز»: معمورا.

لا يبرأ الناس من أن يحمدوا ملكا *** أولاهم في الأمور الحلم و الجودا

قال سليمان: كم كان أجرى لك لعمالة فارس ؟ قال: عشرين ألفا، قال: فهي لك ما دمت حيّا.

أخبرنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد، و أبو نصر محمّد بن الحسن - إذنا (1)-قالا:

أنا أبو محمّد الجوهري - قراءة - أنا أبو عمر بن حيّوية - إجازة - أنبأ أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد قال (2):عثمان بن أبي العاص بن بشر بن عبد (3)دهمان بن عبد اللّه بن همّام بن أبان بن يسار بن مالك بن خطيط بن جشم بن ثقيف، و أخوه (4) الحكم بن أبي العاص الثّقفيّ ، و قد ذكرنا قصته في قصة أخيه عثمان، و لم ينته إلينا أنه كان في وفد ثقيف، و أولاده أشراف أيضا، منهم: يزيد بن [الحكم بن] (5) أبي العاص الشاعر.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد قال (6):

يزيد بن الحكم الثّقفيّ ، روى عن عثمان بن أبي العاص، روى عنه معاوية بن قرّة، و عبد الرّحمن بن إسحاق أبو شيبة القرشي، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (7):قال أبو عبيدة: ولاّه الحجّاج - يعني:

محمّد بن القاسم الثّقفيّ - و هو ابن سبع عشرة سنة، و في ذلك يقول يزيد بن الحكم:

إن الشجاعة و السماحة و الندى *** لمحمّد بن القاسم بن محمّد

قاد الجيوش لسبع عشرة حجة *** يا قرب ذلك سؤددا من مولد

[أخبرنا (8) أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا أبو طاهر

ص: 164


1- زيد في «ز»: و حدثنا عمي أنا أبو علي أيضا.
2- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 40/7.
3- كتبت فوق الكلام في «ز».
4- طبقات ابن سعد 41/7.
5- الزيادة، سقطت من الأصل، و استدرك للإيضاح عن «ز»، و م.
6- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 257/9.
7- الخبر و الشعر في تاريخ خليفة ص 304.
8- الخبر التالي سقط من الأصل، و استدرك عن «ز»، و م.

المخلص، أنا أبو بكر بن سيف (1)،نا السري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم التيمي، نا سيف بن عمر التميمي قال: و قال في اصطخر الآخرة يزيد بن الحكم بن أبي العاص:

أنا ابن عظم العرمص كليهما *** تمشي إلى العيا الفروع الشوارع

أنا محمّد (2)................. *** ...........................

لنا (3) الحسب العتود الذي لا تناله *** عيون القذي و الحامدان...

*** أبي سلب الجبان بالسيف تاجه فخرّ و أطراف الرماح الشوارع

يعني أن أباه الحكم قتل شهرك أمير العراق *** ............................... (4)

فجاهد في نصر لخير شريعة *** إذا ذكرت يوم الحساب....

*** نحونا لرجع المشركين بوقفة بها ذو مال الجزية المتتابع

تركنا من القتلى مثارا يعودها *** مثور بدا ماءها الطباع الجوامع

تركنا سباع الأرض و الطير منهم *** شباعا و ما فيها إلى الحول جائع]

أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب بن الحسين الهمذاني، أنبأ أبو طاهر عبد الكريم بن الحسن بن رزمة الخباز - ببغداد - سنة أربع و ستين و أربع مائة، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أحمد بن محمّد بن جعفر الحوزي، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال:

و قال يزيد بن الحكم الثّقفيّ (5):

شريت الصبا و الجهل بالحلم و التقى *** و راجعت عقلي و الحليم المراجع

أبى الشيب و الإسلام أن أتبع الهوى *** و في الشيب و الإسلام للمرء وازع

و إني امرؤ لا أزعم البخل قوة *** و لكنني للمال بالحمد بائع

و أعلم أن الجود مجد لأهله *** و أن الذي لا يتقي الذم راضع

و قال يزيد بن الحكم الثّقفيّ (6):

ص: 165


1- تحرفت في «ز» إلى: خلف.
2- من قوله يحيى.. إلى هنا مكانه بياض في «ز».
3- من هنا إلى آخر الخبر بياض في م.
4- بياض في «ز»، و كتب على هامشها: مقصوص بالأصل.
5- البيتان الأول و الثاني في تاريخ الإسلام(101-102) ص 277 و الأول و الثاني في سير الأعلام 419/4.
6- الأبيات في الأغاني 294/12.

و إني لأرعى المرء لو يستطيعني (1) *** أصاب دمي يوما بغير قتيل

و أعرض عما ساءه و كأنما *** يقاد إلي ما ساءني بدليل

مجاملة مني و إحسان (2) صحبة *** بلا حسن منه و لا بجميل

و لو شئت لو لا الحلم جدّعت أنفه *** بإيعاب (3) جدع بادئ و عليل

أصالة حلم من حلوم أصيلة *** و لا حلم إلاّ حلم كل أصيل

حفاظا على أحلام قوم رزئتهم *** رزان يزينون النديّ كهول

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوه، أنا أبو الحسن اللنباني (4)،أنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال:

و قال يزيد بن الحكم يرثي ابنه و أنشد ابن عائشة بعضها و سائرها عن غيره:

أبا خالد و الدهر لا بد إنّه *** على كل حال ريبه سيريب

عدو امرئ تأميل ما ليس نائلا *** و دنيا غرور للنفوس كذوب

لعمري و قد وهنت مني على العدى *** و يوصم عود النبع و هو صليب

و كنت كأني منك في رأس زهوة *** لها طابقات دونها و لهوب

و كانت قناتي لا تلين و أصبحت *** أنانيب منها قد وهت و كعوب

كأني و لو كنت امرأ في عشيرتي *** لفقدك يا خير الشباب غريب

و لو عشت لي لم أختشع من مصيبة *** تكون إذا كانت سواك تصيب

و كنت أرى أني إذا غبت ميت *** و لو كنت يوما يا بني تغيب

لقد نظرت عيني إليك بمصرع *** و أنت قتيل للمنون سليب

و لسنا بأحيا منك إلاّ إلى مدى *** ملاؤه عيش بعدهن قريب

بقيات آجال إليها انتهاؤنا (5) *** بقينا عليها نفتدي و نئوب

مواقيت لا تدني بغيضا لبغضه *** لموت و لا يحيي الحبيب حبيب

تفرق ما بين الحبيب و حبه *** مضاجع قد حطت لهن جنوب

ص: 166


1- الأغاني: و مولى كذئب السوء لو يستطيعني.
2- الأغاني: و إكرام غيره.
3- أوعبه إيعابا: استوعبه.
4- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
5- كذا بالأصل و م، و في «ز»: انتهاؤها.

أبا خالد لا العيش بعدك طيب *** و كيف و قد أفردت منك يطيب

و كيف يطيب عيش من كنت سيفه *** و قد سويت رمسا عليب قليب

نرى حولك الأعداء من كل جانب *** و دونك من ترب الضريح كثيب

و من لا يبيت الليل إلاّ و عنده *** عجوز لها حتى الصباح نحيب

جرى دمعها حتى بمجرى دموعها *** من الوجه من مجرى الدموع يذوب

إذا انفدت دمعا جرى بعد دمعها *** دم من مآقي المقلتين صبيب

تعزى على ابن لأنثى و لم تكن *** لتسلو ابنها حتى يزول عسيب

و كيف تعزى فاقد خان عهدها *** أعزّ كمصباح الظلام نجيب

جرىء على الجلاء لها غير هائب *** و لكن لما هاب الكرام هيوب

يسير لمن يبغى بعرف يساره *** ألد على باغي الشغوب شغوب

ثقيل على أعدائه يتقونه (1) *** بصير بأدواء الرجال طبيب

فتيّ السن كهل العلم لا متوغر *** و لا حنق عند العتاب غضوب

و لا نزق جهلا و لا واهن القوى *** و لا حجر جعد اليدين جدوب (2)

أخو القوم لا باغ عليهم بفضله *** و لا مزمهر في الوجوه قطوب

فلا جاره لاح و الضيف لائم *** و لا خدنه في الصالحين يغيب

إذا ذكر الناس الجميل من امرئ *** أو الخير أو قال الصواب خطيب

و إن كرم الأخلاق و حلم ذي الحجى *** تذكر أو لدّ الخصام أريب

و إن قام مذكي الحرب أو مطفئ لها *** لتطفأ حرب أو تشب حروب

ذكرتك فاسترجعت و الصدر كاظم *** على غصة منها الفؤاد يذوب

إرادة موعود قضى اللّه أنه *** على الصبر إياه الصبور يثيب

يقول رجالك (3) شبت من غير كبرة *** و أهون مما قد رزئت يشيب

أرى الحزن تبلية الليالي و طولها *** و حزني جديد ما حييت قشيب

يوافي بحزني كل يوم و ليلة *** طلوع لشمس أشرقت و غروب

ألا ليتنا نرجو إيابك غائبا *** و ما كل من نرجو الإياب يئوب

ص: 167


1- في «ز»: بثقوبه.
2- في «ز»: جديب، و في م: حديب.
3- في «ز»: رجال.

و يا ليت إن الناس من عنبس به *** دعتهم بأرواح النفوس شعوب

فكانوا هم الحاسبين من عنبس به *** حسا الموت لا يبقى (1) لهن غريب

8263 - يزيد بن خالد بن عبد اللّه بن يزيد بن أسد بن كرز القسري البجلي

8263 - يزيد بن خالد بن عبد اللّه بن يزيد بن أسد بن كرز القسري البجلي (2)

كان أبوه أمير العراقين لهشام بن عبد الملك، ثم عزله، فلما ولي الوليد بن يزيد أخذ خالد بن عبد اللّه و سلّمه إلى يوسف بن عمر الثقفي أمير العراق، فعذبه حتى مات في يده، و حبس الوليد بن يزيد بن خالد في عسكره، فلما قتل الوليد تخلّص من الحبس، فكان مع يزيد بن الوليد، فلما مات و دخل مروان بن الحكم دمشق، و استوسق له الأمر اختفى، فلما وثب أهل دمشق بزامل بن عمرو عامل مروان عليهم ولّوا عليهم يزيد بن خالد، فوجه إليهم مروان من حمص أبا الورد مجزأة بن الكوثر بن زفر، و عمرو بن الوضاح فهزموهم، و لجأ يزيد و أبو علاقة إلى رجل من لخم من أهل قرية المزة، فدل عليهما زاملا (3) فأرسل إليهما فقتلا.

ذكر أبو محمّد عبد اللّه بن سعد القطربلي فيما نقلته من خطه: قال: و قد روى إسحاق بن إبراهيم الموصلي من حين قتل يزيد ضد ما رواه أبو الحسن المدائني قال إسحاق بن إبراهيم:

كان إسحاق بن مسلم العقيلي يقول: لقد رأيت من مروان بن محمّد فعلا ما رأيت لعربي و لا عجمي أخنى منه، و لا أرذل:

بينما نحن يوما على مائدته، إذ دخل عليه الآذن فقال: قد جيء بيزيد بن خالد بن عبد اللّه القسري، فقال: ليدخل، فأدخل أربعة ممسكون بعضديه، فاستدناه، فأدني، ثم استدناه فأدني، حتى صارت ركبتاه على ركبتيه، فرفع يده من الطعام، فأخذ منديل المائدة فلف طرفه على إصبعه ثم أدخلها في عين يزيد بن خالد، فو اللّه إن زال يكبسها حتى استخرج حدقته، فضرب بها وجهه، ثم أدار يده إلى حدقته الأخرى، ففعل بها مثل ذلك، و ما سمعت ليزيد كلمة، غير أني رأيته حين نحّى يمسح وجهه.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا

ص: 168


1- في «ز»: يبكي.
2- جمهرة ابن حزم ص 388، تاريخ خليفة بن خياط (الفهارس) تاريخ الطبري (الفهارس).
3- في «ز»: زامل.

أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (1):و فيها - يعني: سنة سبع و عشرين و مائة - قتل يزيد بن خالد بن عبد اللّه القسري بالغوطة، قتله رجل من بني تميم، يقال له صعصعة.

[قال ابن عساكر:] (2)[الصواب: من بني نمير] (3).

8264 - يزيد بن خالد بن الوليد الكلبي

ابن أخي الأبرش سعيد بن الوليد، كان على ميسرة الوليد بن يزيد حين قتل، له ذكر.

8265 - يزيد بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب

ابن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف (4)

أحد وجوه بني حرب الممدحين، أمّه أم ولد.

كان يسكن بدمشق، و خرج عنها إلى حمص، و توجه منها إلى دمشق في العسكر الذي جاء للطلب بدم الوليد بن يزيد، فأخذ أسيرا، و سجن في الخضراء، و بايع مروان بن محمّد بدمشق سنة سبع و عشرين و مائة، له ذكر، و كان يتهم بالزندقة.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، قال في تسمية ولد خالد بن يزيد، قال (5):و يزيد بن خالد بن يزيد، حدّثني عمّي مصعب بن عبد اللّه قال: له يقول موسى شهوات (6)،مولى بني سهم بن عمرو بن هصيص - قال أبو عبد اللّه: و الثبت عندي مولى بني تميم (7)-

ثم نادي إذا أتيت دمشقا (8)*** يا يزيد بن خالد بن يزيد

ص: 169


1- رواه خليفة بن خياط في تاريخه ص 374.
2- الزيادة منا.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك للإيضاح عن «ز»، و م و الذي في تاريخ خليفة بن خياط المطبوع بين يدي: من بني تميم.
4- ترجمته في نسب قريش ص 130 و جمهرة ابن حزم ص 112.
5- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 130.
6- البيتان في الأغاني 358/3 و نسب قريش ص 130.
7- موسى شهوات، هو موسى بن يسار مولى قريش، و يختلف في ولائه فيقال: إنه مولى بني سهم، و يقال: مولى بني تيم بن مرة، و يقال: مولى بني عدي بن كعب، و شهوات لقب غلب عليه.
8- في الأغاني: قم فصوّت إذا أتيت دمشقا.

يا يزيد بن خالد إن تجبني *** يلقني طائري بسعد (1) السعود

8266 - يزيد بن خالد أبو منبوت

8266 - يزيد بن خالد أبو منبوت (2)

أظنّه حمصيا.

رأى أبا العميطر بدمشق.

حكى عنه أحمد بن المعلّى.

قرأت بخط أبي الحسين الرّازي، حدّثني محمّد بن أحمد بن غزوان، نا أحمد بن المعلّى، نا يزيد بن خالد أبو منبوت، قال: رأيت أبا العميطر إذا خرج من الخضراء و هو راكب يمشي بين يديه خمس مائة رجل على رءوسهم القلانس الشاميات، و في أيديهم المقارع (3).

قال: و نا أحمد بن المعلّى قال: سمعت عمرو بن عثمان يقول: كان محمّد بن المصفّى، و محمّد بن سلاّم أبو ثور العطار، و يزيد بن خالد ممن خرج من حمص إلى أبي العميطر، فكانوا يمشون بين يديه و على رءوسهم القلانس الطوال.

8267 - يزيد بن خالد أبو بشر

حكى عن الأوزاعي.

حكى عنه عمر بن عبد الواحد.

8268 - يزيد بن دحية بن خليفة الكلبي المزّي

8268 - يزيد بن دحية بن خليفة الكلبي المزّي (4)

له ذكر.

8269 - يزيد بن ربيعة أبو كامل الرّحبي الصّنعاني

8269 - يزيد بن ربيعة أبو كامل الرّحبي الصّنعاني (5)(6)

روى عن أبي أسماء الرّحبي، و أبي الأشعث الصّنعاني، و ربيعة بن يزيد، و سليمان بن

ص: 170


1- في الأغاني و نسب قريش: بنجم السعود.
2- كذا بالأصل و م، و في «ز»: مثبوت.
3- المقارع واحدتها مقرعة، و هي خشبة تضرب بها البغال و الحمير، و المقرعة: السوط ،(تاج العروس: قرع) ط . دار الفكر.
4- غير واضحة بالأصل و رسمها:«المتري» و في «ز»: «المري» و المثبت عن م.
5- ترجمته في الجرح و التعديل 261/9 و ميزان الاعتدال 422/4 و لسان الميزان 286/6 و التاريخ الكبير 332/8 و الكامل لابن عدي 259/7.
6- الصنعاني: نسبة إلى صنعاء دمشق، و هي قرية على باب دمشق دون المزة و هي مقابل مسجد خاتون (معجم البلدان) و الرحبي: نسبة إلى رحبة دمشق، و هي قرية من قراها (معجم البلدان 33/3).

موسى، و غزية بن أبي غزية الأنصاري، و بلال بن سعد.

روى عنه: بقية بن الوليد، و الوليد بن مسلم، و أبو النضر إسحاق بن إبراهيم، و يحيى بن صالح الوحاظي، و محمّد بن المبارك الصوري، و أبو توبة الربيع بن نافع، و مجاشع بن يوسف الأسدي.

أخبرنا أبو الفضل (1) محمّد بن إسماعيل، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو بكر أحمد بن يحيى، و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، قالوا: أنبأ أبو الحسن عبد الرّحمن [بن] (2) محمّد بن المظفّر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حمويه، أنا عيسى بن عمر، أنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن، أنا مروان بن محمّد، نا يزيد بن ربيعة الصّنعاني، نا ربيعة بن يزيد قال: سمعت واثلة بن الأسقع يقول.

ح و أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن عرفجة القرشي، ثنا يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد، نا يحيى بن صالح، نا يزيد بن ربيعة، عن ربيعة بن يزيد، عن واثلة بن الأسقع قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من طلب علما - و في حديث مروان: من طلب العلم - فأدركه كان له كفلان من الأجر، و من لم يدركه كان له كفل من الأجر»[13220].

أخبرناه أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنا أبو المظفّر محمود بن جعفر بن محمّد الكوسج، أنا أبو علي الحسن بن علي بن أحمد بن سليمان البغدادي، نا الحسن بن علي الكسائي الهمذاني، نا عبد الصّمد بن سليمان البلخي، نا يحيى بن صالح الوحاظي، نا يزيد بن ربيعة - من أهل دمشق - حدّثني ربيعة بن يزيد، عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من طلب علما فأدركه كتب له كفلان من الأجر، و من طلب علما لم يدركه كتب له كفل من الأجر»[13221].

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا ثابت بن بندار، أنبأ أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، ثنا أبي، نا يحيى بن صالح الحمصي، نا يزيد بن ربيعة الرّحبي - من أهل دمشق - حدّثني ربيعة بالحديث الأول.

ص: 171


1- في «ز»: المفضل.
2- سقطت من الأصل و استدركت عن «ز»، و م.

و رواه مجاشع بن يوسف الأسدي، عن يزيد بن ربيعة، عن واثلة، و قصر به.

أخبرتنا به أم المجتبى بنت ناصر قالت: قرئ على أبي القاسم السلمي،[أنا أبو بكر بن المقرئ] (1) أنبأ أبو يعلى الموصلي، حدّثنا الهذيل (2) بن إبراهيم الجمّاني (3)،حدّثني مجاشع بن يوسف الأسدي، حدّثني يزيد بن ربيعة الدّمشقي، عن واثلة بن الأسقع الليثي قال:

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«من طلب علما فأدركه، أعطاه اللّه كفلين من الأجر، و من طلب علما فلم يدركه أعطاه اللّه كفلا من الأجر»، ففسّره قال: من طلب علما فأدركه أعطاه اللّه أجره ما علم و أجر ما عمل، و من طلب علما فلم يدركه أعطاه اللّه أجر ما علم.

و سقط عنه أجر ما لم يعمل[13222].

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري (4).

ح و أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب.

ح و حدّثني أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن محمّد، نا محمّد بن إبراهيم بن شعيب، نا البخاري قال:

يزيد بن ربيعة أبو كامل الدّمشقي الصّنعاني - صنعاء دمشق - و قال ابن سهل: الرّحبي، من صنعاء دمشق (5)،عن أبي أسماء، حديثه مناكير.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو عمرو الفارسي، ثنا ابن عدي (6)،ثنا الجنيدي، نا البخاري قال: يزيد بن ربيعة أبو كامل الرّحبي الصّنعاني - صنعاء دمشق - عن أبي الأشعث، حديثه مناكير.

ص: 172


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك لتقويم السند عن م، و «ز».
2- في م: الهزيل.
3- الجماني بالجيم المضمومة و تشديد الميم المفتوحة في آخرها نون بعد الألف، هذه النسبة إلى الجمة. قال السمعاني: و كان الهذيل طويل الجمة، يعني الشعر الذي في مقدم الرأس (الأنساب: الجماني 84/3-85).
4- التاريخ الكبير للبخاري 332/8.
5- الذي في التاريخ الكبير: الرحبي الدمشقي الصنعاني، صنعاء دمشق.
6- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 259/7.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه قالا: أنا ابن مندة، أنبأ أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد قال (1):يزيد بن ربيعة الرّحبي الدّمشقي، صنعاني، أبو كامل - صنعاء دمشق - روى عن أبي الأشعث الصنعاني، روى عنه الوليد بن مسلم، و أبو النضر إسحاق بن إبراهيم الفراديسي، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنبأ أحمد بن منصور بن خلف، أنبأ أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو كامل يزيد بن ربيعة، عن أبي أسماء الرحبي، روى عن إسحاق بن يزيد، و يحيى بن صالح.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو كامل يزيد بن ربيعة الصّنعاني، ليس بثقة، دمشقي.

أخبرنا أبو الفضل أيضا، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر - إجازة - أنا أبو القاسم بن الصوّاف، نا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي قال: أبو كامل يزيد بن ربيعة الدّمشقي، عن أبي الأشعث الصنعاني.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو كامل يزيد بن ربيعة الصّنعاني، صنعاء دمشق، يروي عن أبي أسماء عمرو بن مرثد (2) الرحبي، روى عنه أبو زكريا يحيى بن صالح الوحاظي، ليس بالمتين عندهم، كنّاه و سمّاه لنا أبو الحسين محمّد بن إبراهيم الغازي، نا البخاري قال: و قال: حديثه مناكير.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنبأ أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا أبو (3) محمّد بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر، نا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول: يزيد بن ربيعة.

ص: 173


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 261/9.
2- كذا بالأصل و م، و تحرفت في «ز» إلى: يزيد، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 329/14.
3- سقطت من «ز».

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو عمرو عبد الرّحمن بن محمّد، نا (1) ابن عدي (2) نا ابن حمّاد، نا معاوية - أراه عن يحيى - قال:

قال لي أبو مسهر: يزيد بن ربيعة كان قديما، غير متّهم، ما ينكر عليه أنه أدرك أبا الأشعث، و لكني أخشى عليه سوء الحفظ و الوهم.

أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال (3):

قيل لأبي مسهر، فيزيد بن ربيعة ؟ قال: كان شيخا كبيرا.

قال أبو زرعة (4):فأخبرني غير أبي مسهر: أنه كان مختلطا، قال: و رأيت عبد الرّحمن بن إبراهيم و هشاما يبطلان حديثه.

أخبرنا (5) أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين الصيرفي - إجازة - أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الخامسة: يزيد بن ربيعة.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أنبأ أبو بكر البرقاني، أنا محمّد بن عبد اللّه بن خميرويه، نا الحسين بن إدريس.

قال: نا محمّد بن عبد اللّه بن عمّار قال: قال جماعة من أصحاب الحديث، ابن أبي الحواري و غيره، قالوا: ليس يعرف بدمشق كذّاب إلاّ رجلين، فإذا تركت هذين الرجلين لم يبق بدمشق أحد: الحكم بن عبد اللّه الأيلي، و يزيد بن ربيعة بن يزيد.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهّاب بن جعفر، أنا عبد الجبّار بن عبد الصّمد، أنبأ القاسم بن عيسى، ثنا إبراهيم بن يعقوب السعدي.

ص: 174


1- قوله: نا ابن عدي» أخر بالأصل إلى ما بعد:«نا ابن حماد» قدمناه بما يوافق «ز»، و السند معروف، و قد سقطت العبارة من م.
2- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 259/7.
3- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 377/1.
4- تاريخ أبي زرعة 377/1.
5- قدّم الخبر التالي في «ز» إلى ما قبل الأخبار الأربعة السابقة.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو عمرو الفارسي، أنا أبو أحمد (1)،نا ابن حمّاد قال: قال السعدي: أحاديث يزيد بن ربيعة - و قال ابن عيسى: يزيد بن ربيعة أحاديثه - أباطيل، أخاف أن تكون موضوعة.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو نصر بن الجبّان - إجازة - أنا أحمد بن القاسم بن يوسف - إجازة - حدّثني أحمد بن طاهر بن النجم، أنا سعيد بن عثمان البردعي فيما نسخه من كتاب أبي زرعة الرّازي بخط يده في أسامي الضعفاء، و من تكلّم فيهم من المحدّثين: يزيد بن ربيعة أبو كامل الدّمشقي.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (2):سألت أبي عن يزيد بن ربيعة ؟ فقال: ضعيف الحديث، منكر الحديث، و في روايته عن أبي الأشعث عن ثوبان تخليط كثير.

و ذكر أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الأصبهاني الكناني (3):أنه سأل أبا حاتم عن يزيد بن ربيعة أبي كامل الدّمشقي الصّنعاني - صنعاء دمشق - فقال أبو حاتم: ليس هو بالقوي.

و بلغني عن إسحاق بن سيّار النصيبي أنه قال: يزيد بن ربيعة ضعيف.

أخبرنا (4) أبو الحسن الفرضي، و أبو (5) يعلى بن الحبوبي، قالا: أنا سهل بن بشر، أنا (6) أبو الحسن علي بن منير بن أحمد بن منير الخلال، أنا الحسن بن رشيق، نا أبو عبد الرّحمن النسائي قال: يزيد بن ربيعة متروك الحديث، شامي.

أخبرنا أبو القاسم،[أنبأ أبو القاسم] (7) أنا أبو عمرو الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي قال (8):و يزيد بن ربيعة هذا أبو مسهر أعلم به لأنه من بلده، و لا أعرف له شيئا منكرا قد جاوز الحد فأذكره، و أرجو أنه لا بأس به في الشاميين.

ص: 175


1- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 259/7.
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 261/9.
3- الأصل و «ز»: الكتاني، و المثبت عن م.
4- كتب فوقها في «ز»: «ح س» بحرف صغير.
5- كتب فوقها بحرف صغير:«س».
6- من هنا... إلى قوله: الخلال، مكانه بياض في «ز»، و كتب على هامشها: مقصوص بالأصل.
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن «ز»، و م لتقويم السند.
8- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 259/7.

أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق، أنا القاضيان أبو الغنائم محمّد بن علي و أبو تمام علي بن محمّد - في كتابيهما - عن الدارقطني، قال.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو ناصر (1) محمّد بن عبد العزيز، أنا أبو بكر البرقاني - إجازة - قال: هذا ما [بلغني عن] (2) الدارقطني من المتروكين: يزيد بن ربيعة أبو كامل الرّحبي، من صنعاء دمشق، زاد ابن بطريق: الدمشقي الصّنعاني ضعيف.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين بن عبد اللّه، أنا أبو بكر أحمد (3) بن محمّد البرقاني قال: سألت أبا الحسن (4) الدارقطني عن يزيد بن ربيعة عن أبي الأشعث ؟ قال: دمشقي متروك.

8270 - يزيد بن الرّقاع، هو يزيد بن يزيد بن يزيد

8270 - يزيد بن الرّقاع، هو يزيد بن يزيد بن يزيد (5)

يأتي بعد إن شاء اللّه تعالى.

8271 - يزيد بن روح اللّخمي

8271 - يزيد بن روح اللّخمي (6)

كان أميرا على بعلبك، ثم ولاّه صالح بن علي دمشق عند قتله الحكم بن ضبعان الجذامي (7)،و كان الحكم على طاعة عبد اللّه بن علي.

أنبأنا عنه: محمّد بن إسحاق.

قرأت بخط أبي الحسين الرّازي، حدّثني أبو الحسين محمّد بن أحمد بن غزوان، نا أحمد بن المعلّى بن يزيد، نا نوح بن عمرو بن حوي السكسكي، عن النضر بن يحيى الكلبي قال:

كان صالح بن علي بمصر على طاعة أبي جعفر، فلمّا بلغه أن عبد اللّه بن علي قد

ص: 176


1- كذا بالأصل، و في م:«منصور»، و في «ز»: «ياسر».
2- الأصل:«نا صعب» و مكانه بياض في م، و المستدرك:«بلغني عن» من «ز».
3- كذا بالأصل و م، و في «ز»: أبو بكر محمّد بن أحمد البرقاني.
4- تحرفت بالأصل و م إلى: الحسين.
5- كذا بالأصل، و في «ز»: «يزيد بن يزيد» و في م:«يزيد بن زيد».
6- ترجمته في الجرح و التعديل 261/9 و التاريخ الكبير 332/8 و تحفة ذوي الألباب 214/1 و فيه: يزيد بن رياح» و أمراء دمشق ص 98.
7- سقطت اللفظة من «ز».

خلع أبا جعفر، و أنّه قد عزم على حربه، أقبل [صالح] (1) بن علي بمن معه من أهل خراسان منكرا لفعل عبد اللّه بن علي حتى لقي الحكم بن ضبعان الجذامي، و مع الحكم خلق كثير من أهل الشام في طاعة عبد اللّه بن علي، فهزمهم صالح باللجون (2) بين فلسطين و الأردن، و قتل منهم ناسا كثيرا، و أفلت الحكم حتى أخذه بعد يزيد بن روح اللّخمي بأرض بعلبك، و كان يزيد عاملا لصالح بن علي على (3) بعلبك، فضرب عنق الحكم، و بعث برأسه إلى صالح بن علي، فبعث به صالح إلى أبي جعفر، و نقل صالح بن علي يزيد بن روح عند قتله الحكم بن ضبعان (4) إلى ولاية دمشق.

قال: و أخبرني أبو الفضل العبّاس بن الفضل السقلي، نا أحمد بن المعلّى بن يزيد، حدّثني صفوان بن صالح، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا خالد بن يزيد بن أبي مالك، عن أبيه: أن يزيد بن روح كان أميرا (5) على دمشق في سنة ثمان و ثلاثين و مائة، سأل نفرا من فقهاء دمشق عن مسألة، أحدهم يزيد بن أبي مالك الهمداني (6).

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (7):يزيد بن روح اللّخمي من رهط تميم الداري، روى عنه محمّد بن إسحاق.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد قال (8):يزيد بن روح اللّخمي من رهط تميم الداري، روى عن.... (9)... روى عنه ابن إسحاق، و سمعت أبي يقول ذلك، و يقول: هو مجهول.

ص: 177


1- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز»، و م.
2- اللجون: بفتح أوله، و ضم ثانيه و تشديده و سكون الواو، بلد بالأردن، بينه و بين طبرية عشرون ميلا (معجم البلدان 13/5).
3- كتبت بالأصل فوق الكلام في الأصل.
4- في تحفة ذوي الألباب: صعبان.
5- بالأصل و م:«أميرا كان» و المثبت عن «ز».
6- في «ز»: الهمذاني.
7- التاريخ الكبير للبخاري 332/8.
8- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 261/9.
9- بياض بالأصل و م و «ز»، و الجرح و التعديل، و كتب على هامش «ز»: بياض بالأصل.

8272 - يزيد بن زحر، و يقال ابن الحر

تقدم ذكره.

8273 - يزيد بن زياد بن ربيعة بن مفرّغ [بن مصعب] الحميريّ من آل ذي

8273 - يزيد بن زياد بن ربيعة بن مفرّغ [بن مصعب] (1) الحميريّ من آل ذي

فلجان بن زرعة بن يعفر بن السميفع بن يعفر بن باكور بن زيد بن شرحبيل

ابن الأسود بن عمرو بن مالك بن يزيد ذي الكلاعي الحميريّ الكلاعي البصري (2)

حليف آل خالد بن أسيد بن أبي العاص، أقدم على معاوية لما شكاه عبيد اللّه بن زياد في نفيه زياد من أبي سفيان، و إنّما لقب جده مفرّغا لأنه راهن على سقاء لبن أن يشربه كله، فشربه حتى فرغه، و يقال: هو يزيد بن زياد بن ربيعة بن مفرّغ اليحصبي من حمير، و يحصب هو ابن مالك بن يزيد بن الغوث بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم (3) بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن الهميسع بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان حليف خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس، و يقال: إنه مدفوع النسب في حمير، و أن ربيعة بن مفرّغ كان شعّابا (4)بتبالة (5) و يقال بالمدينة.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا القاضي أبو العلاء محمّد بن علي، أنا أبو الحسن علي بن الحسن.

ح قال: و أنا ابن خيرون، أنا الحسن بن الحسين النعالي، ثنا جدي إسحاق بن محمّد، قالا: أنا عبد اللّه بن إسحاق المدائني، نا قعنب بن المحرر قال: و كان السيد الحميريّ يسميه - يعني ابن مفرّغ-(...) (6) في أشعاره، و كان دعيا يدّعي إلى حمير، و كان ربيعة بن مفرّغ جده مولى لبني هلال.

ص: 178


1- ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل.
2- ترجمته و أخباره في الأغاني 254/18 و معجم الأدباء 43/20 وفيات الأعيان 342/6 و تاريخ الطبري (الفهارس) و الكامل لابن الأثير (الفهارس) و سير أعلام النبلاء 522/3 و خزانة الأدب 515/2 و الشعر و الشعراء ص 209.
3- الأصل: خيثم، و المثبت عن «ز»، و م.
4- الشعاب: الذي يصلح الصدوع في الإناء، و في وفيات الأعيان أن مفرغا كان حدادا.
5- تبالة: موضع ببلاد اليمن، و تبالة: بلدة مشهورة من أرض تهامة في طريق اليمن.(راجع معجم البلدان 9/2). و في سير الأعلام: تبالة بالفتح: قرية بالحجاز مما يلي اليمن 522/3.
6- كلمة غير مقروءة بالأصل و رسمها:«كفتى» و في م:«كعبى» و تقرأ في «ز»: «يعني».

أخبرنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن علي، أنا أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد، أنبأ أحمد بن عبد اللّه بن الخضر، أنا أحمد بن أبي طالب، حدّثني أبي علي بن محمّد، حدّثني أبو عمرو محمّد بن مروان بن عمر السعيدي قال: قال أبو الحسن المدائني:

و كان يزيد بن مفرّغ الحميريّ مع عباد بن زياد، فاستخفاه، و هجاه، و فارقه مقبلا إلى البصرة، و عبيد اللّه يومئذ وافد (1) على معاوية، فكتب عباد إلى عبيد اللّه ببعض ما هجاه به، و وجّه [به يزيدا] (2) فكان فيما كتب به قصيدته التي يقول فيها (3):

إذا أودى معاوية بن حرب *** فبشر شعب قعبك بانصداع

شهدت (4) بأن أمك لم تباشر *** أبا سفيان واضعة القناع

و لكن كان أمرا (5) فيه لبس *** على وجل شديد و ارتياع

فلما قرأ عبيد اللّه الشعر دخل على معاوية، فأنشده إياها، و استأذنه في قتل ابن مفرّغ، فأبى عليه أن يقتله، و قال: أدّبه، و لا تبلغ به القتل، و قدم ابن مفرّغ البصرة، فاستجار بالأحنف بن قيس فقال: إني لا أجير على ابن سميّة، فإن شئت كفيتك شعر بني تميم، فقال ذلك ما لا أبالي إلاّ أكفاه، فأتى خالد بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد يودّعه، ثم أتى عمر بن عبيد اللّه بن معمر، ثم أتى المنذر بن الجارود، فأجاره، و أدخله داره، و كانت بحرية ابنة المنذر عند عبيد اللّه بن زياد، فلمّا قدم عبيد اللّه البصرة أخبر بمكان ابن مفرّ، و أتى المنذر بن الجارود عبيد اللّه مسلما، فأرسل عبيد اللّه الشرط إلى دار المنذر، و أخذوا ابن مفرّغ، فلم يشعر المنذر و هو عند عبيد اللّه إلاّ و ابن مفرّغ قد أقيم على رأسه، فقام إلى عبيد اللّه فقال: أيها الأمير، إنّي قد أجرته، فقال: اللّه يا منذر؟! ليمدحنّك و أباك و يهجوني و أبي ؟!، ثم تجيره عليّ ، و أمر به فسقي دواء، ثم حمل على حمار على إكاف، فجعل يطاف به و هو يسلح في ثيابه، فيمرّ به في الأسواق، فقال للمنذر (6) بن الجارود (7):

تركت قريشا أن أجاور فيهم *** و جاورت عبد القيس أهل المشقّر (8)

ص: 179


1- كذا بالأصل و م، و في «ز»: وافدا.
2- الزيادة عن «ز»، و م.
3- الأبيات في الأغاني 265/18 و وفيات الأعيان 350/6.
4- الأغاني و الوفيات: فأشهد.
5- الأغاني: أمر.
6- في «ز»: المنذر، تصحيف.
7- الأبيات في الأغاني 265/18-266 و معجم البلدان (المشقر)134/5.
8- المشقر: بضم أوله، و فتح ثانيه، و تشديد القاف، حصن بين نجران و البحرين.

أناس أجارونا فكان جوارهم *** أعاصير من فسو (1) العراق المبذر

فأصبح جاري من جذيمة (2) نائما (3) *** و لا يمنع الجيران غير المنقر (4)

و قال أيضا (5):

أصبحت لا مني قيس فتنصرني *** بكر (6) العراق و لم تغضب لنا مضر

و لم تكلّم قريش في حليفهم *** إذ غاب ناصره بالشام و احتضروا

و قال لعبيد اللّه بن زياد (7):

يغسل الماء ما صنعت و شعري (8) *** راسخ منك في العظام البوالي

ثم حمله عبيد اللّه إلى عبّاد حتى قدم على معاوية، و يقال إن حمير غدت على معاوية في خمس مائة فارس دارع، فسألوه أن يهبه لهم، فقال في طريقه (9):

عدس (10) ما لعباد عليك إمارة *** نجوت، و هذا تحملين طليق

لعمري لقد نجّاك (11) من هوّة الردى *** إمام و حبل للإمام وثيق

سأشكر ما أوليت من حسن نعمه *** و مثلي بشكر المنعمين حقيق

فلما دخل على معاوية، بكى، و قال: ركب مني ما لم يركب من مسلم، على غير حدث و لا جرم. قال: أ و لست القائل (12):

ألا أبلغ معاوية بن حرب *** مغلغلة (13) من الرجل اليماني

ص: 180


1- فسو: حي من عبد القيس، و في الأغاني:«قسو».
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الأغاني: خزيمة.
3- في الأغاني: قائما.
4- كذا بالأصل و م، و «ز»، و في الأغاني: المشمر.
5- البيتان في الأغاني 266/18 من عدة أبيات.
6- في الأغاني: قيس العراق.
7- البيت من قصيدة طويلة في الأغاني 267/18 و وفيات الأعيان 350/6 و الشعر و الشعراء ص 211.
8- الأغاني و الوفيات: و قولي.
9- الأبيات في الأغاني 270/18-271.
10- عدس، لعله اسم البغلة، أو هي كلمة زجر للبغلة،(راجع تاج العروس) طبعة دار الفكر.
11- الأغاني: أنجاك.
12- الأبيات في الأغاني 271/18 و وفيات الأعيان 350/6.
13- المغلغلة عنى بها الرسالة التي تحمل من بلد إلى بلد آخر.

أ تغضب أن يقال أبوك عفّ *** و ترضى أن يقال أبوك زاني

فأشهد أن رحمك من زياد *** كرحم الفيل من ولد الأتان

و أشهد أنها ولدت زيادا *** و صخر من سمية غير دان

قال: لا، و الذي عظم حق أمير المؤمنين ما قلت هذا. قال: أ فلم تقل:

و أشهد أن أمك لم تباشر *** أبا سفيان واضعة القناع

في أشعار كثيرة هجوت بها بني زياد، اذهب، فقد عفوت عنك، و عن جرمك، فانظر أيّ أرض شئت، فانزل، فنزل الموصل، ثم ارتاح إلى البصرة، فقدمها، فنزل على عبيد اللّه فأمنه، و لم يزل عبيد اللّه واليا على البصرة حتى مات معاوية بدمشق سنة ستين، و هو ابن ثمان و سبعين [سنة] (1) و قد قيل ابن خمس و سبعين، و قد قيل: إنّ الذي أطلقه يزيد بن معاوية.

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين الكاتب: قال (2) محمّد بن خلف في روايته عن أحمد بن الهيثم، عن المدائني، و عن العمري عن لقيط بن بكير.

أن ابن مفرّغ لما طال حبسه و بلاؤه ركب طلحة الطلحات إلى الحجاز و لقي قريشا - و كان ابن مفرع حليفا لبني أمية - فقال لهم طلحة: يا معشر قريش، إنّ أخاكم و حليفكم ابن مفرّغ قد ابتلي بهذه (3) الأعبد من بني زياد، و هو عديدكم، و حليفكم، و رجل منكم، و و اللّه ما أحبّ أن يجري اللّه عافيته على يدي دونكم، و لا أفوز بالمكرمة (4) في أمره، و تخلوا (5) منها، فانهضوا بجماعتكم إلى يزيد بن معاوية، فإنّ أهل اليمن قد تحركوا بالشام، فركب خالد بن عبد اللّه بن أسيد، و أميّة بن عبد اللّه أخوه، و عمر بن عبيد اللّه بن معمر، و وجوه خزاعة و كنانة، و خرجوا إلى يزيد، فبينا هم يسيرون ذات ليلة إذ سمعوا راكبا يتغنّى في سواد الليل بقول ابن مفرّغ (6):

إن تركي ندى سعيد بن عثما *** ن بن عفان ناصري و عديدي

ص: 181


1- زيادة عن «ز».
2- الخبر في الأغاني 272/18.
3- بالأصل:«من هذه» و المثبت عن «ز»، و م و الأغاني.
4- الأصل و م و «ز»: «بالمكروه» و المثبت عن الأغاني.
5- الأصل و م و «ز»: «و تخلون» و المثبت عن الأغاني.
6- الأبيات في الأغاني 273/18 و الثلاثة الأول في الشعر و الشعراء ص 210.

و اتباعي أخا الضراعة و اللؤ *** م لنقض و فوت شأو بعيد

قلت و الليل مطبق بعراه (1): *** ليتني مت قبل ترك سعيد

ليتني متّ قبل تركي أخا النج *** دة و الحزم و الفعال السديد (2)

عبشمي أبوه عبد مناف *** فاز منها بتاجها المعقود

ثم جود لو قيل: فيه مزيد؟ *** قلت للسائلين: ما من مزيد

قل لقومي لدى الأباطح من آ *** ل لؤي بن غالب ذي الجدود

سامني بعدكم دعي زياد *** خطة الغادر اللئيم الزهيد

كان ما كان في الأراكة و اجت *** بّ ببرد سنام عيسى و جيدي (3)

أوغل العبد في العقوبة و الشت *** م و أودى بطارفي و تليدي

فارحلوا في حليفكم و أخيكم *** نحو غوث المستصرخين يزيد

فاطلبوا النصف من دعيّ زياد *** و سلوني بما ادّعيت شهودي

و الأراكة: جارية، و يرد: غلام كانا له فباعهما (4) ابن زياد في ديون لحقته، قال: فدعا القوم بالراكب، فقالوا له: ما هذا الذي سمعناه منك تغني به ؟ قال: هذا قول رجل، و اللّه، إنّ أمره لعجب، رجل ضائع بين قريش و اليمن، و هو رجل الناس. قالوا: و من هو؟ قال: ابن مفرّغ، قالوا: ما رحلنا إلاّ فيه، و انتسبوا له، فضحك، و قال: أ فلا أسمعكم من قوله أيضا شيئا آخر؟ قالوا: بلى و اللّه، فأنشدهم قوله (5):

لعمري لو كان الأسير ابن معمر *** و صاحبه أو شكله (6) ابن أسيد

و لو أنهم نالوا أمية أرقلت (7) *** براكبها الوجناء (8) نحو يزيد

فأبلغت عذرا في لؤي بن غالب *** و أتلفت فيهم طارفي و تليدي

فإن لم يغيرها الإمام بحقها *** عذلت إلى شمّ شوامخ صيد

ص: 182


1- في «ز»: بغزاة.
2- في م و «ز»: الشديد.
3- الأصل و م و «ز»: «عيشي وجودي» و المثبت عن الأغاني.
4- بالأصل و م:«فباعهما عليه ابن زياد» و المثبت عن «ز».
5- الأبيات في الأغاني 274/18.
6- في «ز»: «سكله» و فوقها ضبة، و في م: و صاحبه و مشكله.
7- تحرفت بالأصل إلى:«ان قلت» و المثبت عن «ز»، و م، و أر قلت: أسرعت، و الإرقال: ضرب من الخبب.
8- الوجناء: الناقة الشديدة.

فناديت فيهم دعوة يمنية *** كما كان آبائي دعوا و جدودي

و دافعت حتى أبلغ الجهد عنهم *** دفاع امرئ في الخير غير زهيد

فإن لم تكونوا عند ظني بنصركم *** فليس لها غير الأغرّ سعيد

بنفسي و أهلي ذاك حيّا و ميتا *** نضار و عود المرء أكرم عود

فكم من مقام في قريش كفيته *** و يوم يشيب الكاعبات شديد

و خصم تحاماه لؤي بن غالب *** شببت له ناري فهاب وقودي

و خير كثير قد أفأت عليكم *** و أنتم رقود أو شبيه رقود

قال: فاسترجع القوم لقوله، و قالوا: و اللّه لا نغسل رءوسنا في العرب إن لم تستقلها بفكه، فأغذّ القوم السير حتى قدموا الشام.

و بعث ابن مفرّغ رجلا من بني الحارث بن كعب فقام على سور حمص فنادى بأعلى صوته الحصين بن نمير - و كان والي حمص - بهذه الأبيات، و كان عظيم الجبهة (1):

أبلغ لديك بني قحطان قاطبة *** عضت بأير (2) أبيها سادة اليمن

أمسى دعي زياد فقع قرقرة (3) *** يا للعجائب يلهو بابن ذي يزن

و الحميري طريح وسط مزبلة *** هذا لعمركم غبن من الغبن

و الأجبه (4) ابن نمير فوق مفرشه *** يرنو إلى أحور العينين ذي غنن (5)

قوموا فقولوا: أمير المؤمنين لنا *** حق عليك و منّ ليس كالمنن

فاكفف دعي زياد عن أكارمنا *** ما ذا يريد على الأحقاد و الإحن

فاجتمعت اليمانية إلى حصين و عيّروه بما قاله ابن مفرّغ، فقال الحصين: ليس لي رأي دون يزيد بن أسيد، و مخرمة بن شرحبيل، فأرسل إليهما فاجتمعوا في منزل الحصين، فقال لهما الحصين (6):اسمعا ما أهدى إليّ شاعركم، و قاله لكم في أخيكم - يعني نفسه - و أنشدهم، فقال يزيد بن أسد، فإني قد جئتكم و اللّه بأعظم من هذا، في قوله فيما صنع به:

ص: 183


1- الأبيات في الأغاني 275/18 و الأول و الثاني في الشعر و الشعراء ص 213.
2- بالأصل و م و «ز»: «بابن» و المثبت عن الأغاني و الشعر و الشعراء.
3- في «ز»: «قرة» و فوقها ضبة.
4- الأجبه: العظيم الجبهة.
5- الغنن: جمع غنة، الصوت من اللهاة و الأنف.
6- سقطت من «ز».

و ما كنت حجاما و لكن أحلّني *** بمنزلة الحجام نأيي عن الأهل

فقال الحصين: و اللّه لقد أساء إلينا أمير المؤمنين في صاحبنا مرتين، إحداهما أنه هرب إليه فلم يجزه، و الأخرى أنه أمر بعذابه (1) غير مراقب لنا فيه و قال يزيد بن أسد: إني لأظن أن طاعتنا سوف تفسد، و يمحوها ما صنع بابن مفرغ، و لقد تطلّع من نفسي شيء، للموت أحب إليّ منه. و قال مخرمة بن شرحبيل: أيها الرجلان - اعقلا فإنه لا معاوية لكما، و اعرفا أن صاحبكما لا تقدح فيه الغلظة، فاقصدا التضرع فركب القوم إلى دمشق و قدموا على يزيد بن معاوية، و قد سبقهم الرجل، فنادى بذلك الشعر يوم الجمعة على درج [مسجد] (2) دمشق، فثارت اليمانية و تكلموا، و مشى بعضهم إلى بعض، و قدم وفد القرشيين في أمره مع طلحة الطلحات، فسبقوا (3) القرشيين، و دخلوا على يزيد، فتكلم الحصين بن نمير و ذكر بلاءه و بلاء قومه و طاعتهم و قال: يا أمير المؤمنين، إن الذي أتاه ابن زياد إلى صاحبنا لا قرار عليه، قد سامنا عبيد اللّه و عباد خطة خسف، و قلّدانا قلادة عار، فأنصف كريمنا (4) من صاحبه، فو اللّه لئن قدرنا لنعفونّ ، و إن ظلمنا لننتصرن (5).

و قال يزيد بن أسد: يا أمير المؤمنين، إنا لو رضينا بمثلة ابن زياد بصاحبنا، و عظيم ما انتهك منه، لم يرض اللّه بذلك، و لئن تقرّبنا إليك بما يسخط اللّه لباعدننا اللّه منك و يمانيتك (6)قد نفرت لصاحبها نفرة طار غرابها، و ما أدري متى تقع، و كل نائرة (7) نقدح في الملك، و إن صغرت لم يؤمن أن تكبر، و إطفاؤها خير من إضرامها و لا سيما إذا كانت في أنف لا يجدع، و يد لا تقطع، فأنصفا من ابني (8) زياد.

و قال مخرمة بن شرحبيل و كأن مثالها عظيم الطاعة في أهل اليمن: إنه لا يد تحجزك عن هواك دون اللّه، و لو مثّلت بأخينا و توليت ذلك منه بنفسك لم يقم فيه قائم، و لم يعاتبك فيه معاتب، و لكن ابني زياد استخفا بما يثقل عليك من حقنا، و تهاونا بما تكرمه منا، و أنت

ص: 184


1- في «ز»: أنه أمن بعد أبيه.
2- سقطت من الأصل و م و «ز»، و استدركت عن الأغاني.
3- في «ز»: فشيعوا.
4- بالأصل:«فاتصف كرهنا» و المثبت عن «ز»، و م، و الأغاني.
5- الأصل:«لننتفرن» و في «ز»: «لننعرف» و فوقها ضبة.
6- بالأصل و م و «ز»: «و ما بينك» تصحيف، و المثبت عن الأغاني.
7- بدون إعجام في «ز»، و فوقها ضبة.
8- الأصل و «ز» و م: ابن، و المثبت عن الأغاني.

بيننا و بين اللّه، و نحن بينك و بين الناس، فأنصفنا من صاحبيك و لينفعنا بلاؤنا عندك.

فقال يزيد: إن صاحبكم أتى عظيما: نفى زيادا عن أبي سفيان، و نفى عبادا و عبيد اللّه عن زياد و قلدهم طوق الحمامة، و ما شجعه على ذلك إلاّ نسبه فيكم، و حلفه في قريش، فأما إذا بلغ الأمر ما أرى، و أشفى بكم على ما أشفى، فهو بكم، و عليّ رضاكم.

قال: و انتهى القرشيون إلى الحاجب، فاستأذن لهم، و قال لليمانيين: قد أتتكم (1)برى (2) الذهب من أهل العراق. فدخلوا فسلموا و الغضب يثير في وجوههم، فظن يزيد الظنون، و قال لهم: ما لكم ؟ انفتق فتق أم حدث حدث فيكم ؟ قالوا: لا، فسكن.

فقال طلحة الطلحات: يا أمير المؤمنين، ما كفى العرب ما لقيت من زياد حتى استعملت عليها ولده، يستثيرون لك أحقادها، و يبغضونك إليها، إن عبيد اللّه و أخاه أتيا إلى ابن مفرغ ما قد بلغك، فأنصفنا منهما إنصافا تعلم العرب به أن لنا منك خلفا من أبيك، فو اللّه لقد خبأ لك فعلهما خبئا عند أهل اليمن لا نحمده لك، و لا تحمده لك.

و تكلم خالد بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد (3) فقال:

يا أمير المؤمنين إن زيادا ربّي في شر حجر، و نشأ في أخبث نشوء، فأثبتم نصابه في قريش، و حملتموه على رقاب الناس، فوثب ابناه على أخينا و حليفنا و حليفك، ففعلا به الأفاعيل التي بلغتك و قد غضبت له قريش الحجاز و يمن الشام ممن لا أحب لك و اللّه غضبه فأنصفنا من ابني زياد.

و تكلم أخوه أمية بنحو مما تكلم به أخوه، و قال: يا أمير المؤمنين، و اللّه لا أخط رحلي، و لا أخلع ثياب سفري أو تنصفنا من ابني زياد، أو تعلم العرب أنك قد قطعت أرحامنا و وصلت ابني زياد بقطيعتنا، و حكمت بغير الحق لهم علينا.

و قال ابن معمر: يا أمير المؤمنين إن ابن مفرغ طالما ناضل عن عرضك و عرض أبيك و أعراض قومك، و رمى عن جمرة أهلك و قد أتى بنو زياد فيه ما لو كان معاوية حيّ لم يرض به، و هذا رجل له شرف في قومه، و قد نفروا له نفرة لها ما بعدها فأعتبهم و أنصف الرجل و لا تؤثر مرضاة ابني زياد على مرضاة اللّه جل و علا.

ص: 185


1- في «ز»: «مدا؟؟؟ كم» و فوقها ضبة.
2- في «ز»: «بربى» و فوقها ضبة.
3- الأصل و م و «ز»: أسد.

فقال لهم يزيد: مرحبا لكم و أهلا، و اللّه لو أصابه ابني بما ذكرتم لأنصفته منه، و لو رحلتم في جميع ما تحيط به العراق لوهبته لكم و ما عندي إلاّ إنصاف المظلوم، و لكن صاحبكم أسرف على القوم. و كتب يزيد ببناء داره، و رد ماله و تخلية سبيله، و أن لا أمرة لأحد من بني زياد عليه، و قال: لو لا أن في القود بعد ما جرى منه فسادا في الملك لأقدته من عباد.

و سرّح يزيد رجلا من حمير يقال له خمخام، و كتب معه إلى عباد [بن زياد:] نفسك نفسك أن تسقط من ابن مفرغ شعرة فأقيدك و اللّه به، و لا سلطان لك و لا لأحذ غيري عليه.

فجاء خمخام حتى انتزعه جهارا من الحبس بمحضر من الناس، و أخرجه. قالوا: فلما دخل على يزيد قال له: يا أمير المؤمنين، اختر مني خصلة من ثلاث خصال، في كلها لي فرج، إما أن تقيدني من ابن زياد، و إما أن تخلّي بيني و بينه، و إما أن تقدمني فتضرب عنقي.

فقال له يزيد: قبح اللّه ما اخترته و خيّرتنيه، أما القود من ابن زياد، فما كنت لأقيدك من عامل كان عليك، ظلمته، و شتمت عرضه و عرضي معه، و أما التخلية بيني و بينه، فلا، و لأيم اللّه، ما كنت لأخلي بينك و بين أهلي، تقطع أعراضهم: و أما ضرب عنقك فما كنت لأضرب عنق مسلم من غير أن يستحق، و لكني أفعل ما هو خير لك، مما اخترت لنفسك، أعطيك ديتك، فإنهم كانوا عرّضوك للقتل و اكفف عن ولد زياد، فلا يبلغني أنك ذكرتهم، و انزل أيّ البلاد شئت، و أمر له بعشرة آلاف درهم. فخرج حتى أتى الموصل، فأقام بها ما شاء اللّه؛ و ذكر الحديث.

[أخبرنا (1) أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو محمّد عبد الوهاب بن علي بن عبد الوهاب السكري الزاز (2)،أنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز الطاهري قال: قرئ على أبي بكر أحمد بن جعفر بن محمّد بن سلم (3) بن راشد الختّلي، و أنا أسمع، أنا أبو خليفة الفضل بن الحباب بن محمّد بن شعيب الجمحي، نا أبو عبد اللّه محمّد بن سلاّم بن عبيد اللّه بن زياد بن عبيد اللّه (4) الجمحي قال (5):في الطبقة السابعة من الشعراء

ص: 186


1- الخبر التالي سقط من الأصل، و استدرك عن «ز» بين معكوفتين، و هو مضطرب في م.
2- في م: البزار.
3- في «ز»: سالم، تصحيف، و التصويب عن م.
4- قوله:«بن عبيد اللّه» سقط من م.
5- طبقات الشعراء للجمحي ص 193-194.

الإسلاميين: يزيد بن ربيعة بن مفرغ بن مصعب الحميري: حدثني يونس (1) بن حبيب أن يزيد بن ربيعة بن مفرغ كان رجلا من يحصب، و كان عديدا لبني (2) أسيد بن أبي العيص بن أمية، من أهل البصرة، شريرا هجّاء للناس، فصحب عباد بن زياد و عباد يومئذ على سجستان عاملا لعبيد اللّه بن زياد، و عبيد اللّه يومئذ على البصرة، دون الكوفة، في خلافة معاوية بن أبي سفيان، فهجا ابن مفرغ عبّادا، فبلغه ذلك، و كان على ابن المفرغ دين، فأتى عبّاد الديان فاستعدوا عليه، فبيع ماله في دينه، فقضى الديان، و كان فيما بيع علام له يقال [له] (3) برد، و جارية يقال لها أراكة، فقال ابن مفرغ (4):

أصرمت حبلك من أمامه (5) *** من بعد أيام برامه

لهفي على الرأي الذي *** كانت عواقبه ندامه

تركي سعيدا ذا الندى *** و البيت ترفعه الدعامه

و تبعت عبد بني علا *** ج تلك أشراط القيامة

جاءت به حبشية *** سكاء (6) يحسبها نعامة

من نسوة سود الوجو *** ه ترى عليهم الدمامة (7)

و شريت بردا ليتني *** من بعد برد كنت هامه

هامة (8) تدعو صدى *** بين المشقّر و اليمامة

العبد يقرع بالعصا *** و الحر تكفيه الملامة

الريح يبقى شجوها *** و البرق يلمع (9) في الغمامه

و رمقتها فوجدتها *** كالضلع ليس لها استقامه

ثم أقبل يزيد بن مفرغ حتى قدم البصرة، و كان عبيد اللّه وافدا على معاوية، فعرف ابن

ص: 187


1- في «ز»: «موسى» خطأ، و المثبت عن م، و طبقات الشعراء.
2- في م:«عد... أسيد».
3- زيادة عن م.
4- الأبيات في طبقات الشعراء ص 193 و الأغاني 260/18-261 و وفيات الأعيان 346/6.
5- في م: أضرمت حملك من لهامه.
6- السكاء: الصغيرة الأذنين. و السكك: صغر الأذن و لزوقها بالرأس و قلة إشرافها، و في طبقات الشعراء: شكاء.
7- في «ز»: ترى عنيزة و الدمامة» و المثبت عن م، و طبقات الشعراء.
8- في طبقات الشعراء:«يا هامة» و في الأغاني:«أو بومة».
9- الأغاني: الريح تبكي... و البرق يضحك.

مفرغ الذي أثر في بني زياد فأتى الأحنف بن قيس التميمي فقال له: أجرني من بني زياد، قال: إني لا أجير عليهم، و لكني ألفيك شعراء بني تميم أن تهجوك، فقال: أما هذا فلا أريد أن تكفينيه، فأتى أمية بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد، فقال: أجرني، فوعده، و أتى عمر بن عبيد اللّه (1) بن معمر فوعده، و أتى طلحة الطلحات فوعده، و أتى المنذر بن الجارود العبدي فأجاره، و بلغ عبيد اللّه الذي كان من هجاء ابن مفرغ عبّادا و هو عند معاوية فقال له ابن مفرغ: قد هجانا فأذن لي في قتله.

فقال معاوية: أما قتله فلا، و لكن ما دون القتل، فلما قدم عبيد اللّه (2) البصرة لم يكن له همّ إلاّ ابن مفرغ، فسأل عنه، فقيل له: أجاره ابن الجارود، و هو في داره، فأرسل إلى المنذر، فأتاه، فلما دخل عليه أرسل عبيد اللّه الشرط إلى دار المنذر، فأخذوا ابن مفرغ، و أتوا به عبيد اللّه بن زياد، فلم يشعر به المنذر حتى رآه واقفا عليه و على عبيد اللّه، فقام المنذر إلى عبيد اللّه، فكلمه فيه، فقال: إني أجرته، فقال له عبيد اللّه: يا منذر ليمدحن أباك و ليهجون أبي، و ليمدحنك و ليهجوني، لم أرض بذلك، لا و اللّه، فخرج المنذر من الدار و حبس ابن المفرغ، و أسلم إلى الحجامين و هو حيث يقول (3):

و ما كنت حجاما و لكن أحلني *** بمنزلة الحجام نأيي عن الأهل

و قال يهجو الذين أجاروه ثم أخفروه:

غدرت جذيمة غدرة مذكورة *** طوق الحمامة تعرفون بها ضحى

سائل بني الجارود أين نزيلهم *** أعدى مع العادين يوما أو ثوى

لا يبعد الجار الذي أسلمتم *** زين المجالس و الفتى كل الفتى

لعن الثلاثة منذر و ابراسعا (4) *** و طليحة الداعي جهارا للردى

و أمية الكذاب قال مقالة *** كانت منى منه و ما يغني المنى

و قال أيضا:

تركت قريشا لم أجاور فيهم *** و جاورت عبد القيس أهل المشقر

ص: 188


1- في «ز»، و م:«عبد اللّه» و التصويب عن طبقات الشعراء.
2- في «ز»، و م: عبد اللّه.
3- البيت في طبقات الشعراء ص 194 و الأغاني 265/18.
4- كذا رسمها في «ز».

أناس أجاروني فكان جوارهم *** أعاصير من فسو العراق المبذر] (1)

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن الحسن الحربي، أنا أبو الحسن علي بن عمرو الحريري (2)،أنا محمّد بن أحمد بن يوسف الحريري (3)،أنا أحمد بن الحارث الخراز (4)،أنا أبو الحسن المدائني عن أبي أميّة بن يعلى عن إسماعيل بن حكيم، و ابن يونس العدوي عن رجل شهد فتح القلعة و غيرها.

أن أبا موسى وجّه ناب بن ذي الجرة سنة عشرين و هو محاصر رامهرمز أواخر سنة تسع عشرة في مائتي (5) راكب، فأتى قلعة دستمول و هي قلعة ذي الزناق، و فيها خزائن و سلاح، فطرقهم ليلا، و قد شربوا يومهم لعيد كان لهم، فأمنوا و لم يخافوا، فدبّ في أربعين رجلا إلى باب الحصن و عليه حرس، لم يغلقوا الباب لغلبة السكر عليهم، فقتلوهم، و دخلوا القلعة، فوصلوا إلى ذي الزناق، و قد بدربهم و هم على دهش، فقاتلوهم فعانق ناب ذا الزناق، فعضّه ذو الزناق فقطع إصبعه، فلم يفارقه ناب و صرعه فقتله، و أعطى الآخر بأيديهم فقتلهم، و حوى ما في القلعة، فقال ابن مفرّغ يزيد بن ربيعة يمدح ناب بن ذي الجرة الحميري:

و ذو الزناق أتاه في فوارسه *** في عصبة قد شروا للّه أطياب

أمامهم ماجد كالسيد يقدمهم *** حامي الحقيقة ماض غير مرتاب

حتى توسّط جمعا بعد ما برزوا (6) *** و قد تواصوا بحراس و حجّاب

فعانق الكبش منهم حازم بطل *** و غودر القوم صرعى بين أبواب

فكم نماه من الصيد الذين هم *** عن الأيام و غايات لمنتاب

و كم عطايا له ليست مكدرة لا *** بل تفيض كفيض المربد الرابي

قال: و إنّما قيل له: ذو الزناق، أنه كان إذا ظفر برجل ممن يحاربه، أو ممن يخافه، أو ممن قد جنى جناية زنقة، و كان من فرسانهم و شجعانهم، و كان اسم ناب عبد الجليل، و لقبه ناب، فقدم على أبي بكر فسمّاه عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه، قال: حدّثنا - و أبو النجم بدر بن عبد اللّه،

ص: 189


1- من قوله: أخفروه إلى هنا مكانه بياض في م.
2- كذا بالأصل و م، و في «ز»: الجريري.
3- كذا بالأصل و م، و في «ز»: الجريري.
4- الأصل: الخزار، و في «ز»: الخزاز، و في م:«الحران».
5- بالأصل و م: مائتين، و المثبت عن «ز».
6- الأصل و م:«برروا» و المثبت عن «ز»، و في المختصر: نذروا.

أنبأ - أبو بكر الخطيب، أنا أبو سعيد محمّد بن حسنويه بن إبراهيم الأبيوردي، نا أبو علي زاهر بن أحمد بن أبي بكر السرخسي بها، نا محمّد بن يحيى الصولي، قال: سمعت عبد اللّه بن المعتز يقول يشكو الزمان ثم قال: إنا و اللّه كما قال ابن مفرّغ اليحصبي:

طرب الفؤاد و عاد في أحزاني *** و ذكرت غفلة باطلي و زماني

عالجت أياما أشبن ذوائبي *** و رميت دهرا غارما و رماني

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني قال: و أما مشقّر فهو فيما قاله يزيد بن محمّد بن مفرّغ الحميري لغلامه برد حين باعه:

و شريت بردا ليتني *** من بعد برد كنت هامه

هامة تدعو الصدى *** بين المشقّر و اليمامه

و فيها يقول:

العبد يقرع بالعصا *** و الحر تكفيه السلامه

كذا قال: يزيد بن محمّد بن مفرغ، و هو خطأ.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطّار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، أنبأ عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أنبأ زكريا بن يحيى، أنشدنا الأصمعي لابن مفرّغ:

شريت بردا ليتني *** من قبل برد كنت هامة

هامة تدعو صدى *** بين المشقر و اليمامة

العبد يقرع بالعصا *** و الحر تكفيه الملامة

و كان برد غلاما له ندم على شرائه.

[قال ابن عساكر:] (1) كذا قال، و إنما بيع عليه، و ندم على بيعه، و شريت بمعنى بعت.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو الحسين الفارسي، أنا أبو سليمان الخطابي، أخبرني أبو محمّد القرافي (2)،نا عبد اللّه بن شبيب، نا زكريا المنقري (3)،عن الأصمعي قال: باع ابن مفرّغ غلامه بردا فندم، فقال:

و شريت بردا ليتني *** من بعد برد كنت هامه

ص: 190


1- زيادة منا.
2- كذا بالأصل، و في «ز»، و م:«الكرابى».
3- في «ز»: المنغري.

هامة تدعو الصدى *** بين المشقر و اليمامه

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوه، أنا أبو الحسن اللنباني (1)،أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني سليمان بن أبي شيخ، نا محمّد بن الحكم، عن عوانة قال:

ولي سعيد بن عثمان بن عفّان فسأل ابن مفرّغ الحميري أن يصحبه، فأبى، و صحب عبادا بن زياد إلى سجستان فلقي منه شرا فقال:

يا لهف للأمر الذي *** كانت عواقبه ندامه

تركت سعيدا ذا الندى *** و البيت ترفعه الدعامه

و تبعت عبد بني علا *** ج (2) تلك أشراط القيامه

جاءت به حبشية *** سكاء تحسبها نعامه

من نسوة شوه الوجو *** ه ترى عليهن الدمامه

و شريت بردا ليتني *** من بعد برد كنت هامه

هامة تدعو الصدى *** بين المشقر و اليمامة

العبد يقرع بالعصا *** و الحر تكفيه الملامة

أنبأنا أبو محمّد بن صابر، أنبأ سهل بن بشر، أنا علي بن بقاء الورّاق - إجازة - أنا أبو القاسم المبارك بن سالم، أنبأ الحسن بن رشيق، نا يموت بن المزرع، نا رفيع بن سلمة دماذ أبو عبيدة قال:

لما قتل عبيد اللّه بن زياد، و قد كان يزيد بن ربيعة بن مفرغ يسهب في هجو القوم، فعاتبه الناس على ذلك، و قالوا له: قد قتل الرجل، فإن أمسكت عن ذكره كان هو الأحسن بك، فقال لهم: أعتب إن شاء اللّه، فلمّا أصبح في غد ذلك اليوم، دخل المسجد و تقوض إليه الناس فأنشأ يقول (3):

إن الذي عاش ختّارا بذمته *** و مات عبدا قتيل (4) اللّه بالزاب (5)

ص: 191


1- تحرفت بالأصل و «ز» إلى:«اللبناني» و بدون إعجام في م.
2- بنو علاج: بطن من ثقيف.
3- الأبيات الثلاثة الأولى، و البيت الأخير في (معجم البلدان الزاب 124/3).
4- فوقها ضبة في «ز».
5- الزاب: المراد هنا الزاب الأسفل، و عليه قتل عبيد اللّه بن زياد، راجع معجم البلدان(124/3.

العبد بالعبد لا أصل و لا طرف *** ألوت به ذات أظفار و أنياب

أقول لما أتاني ثم مصرعه *** لابن الخبيثة و ابن الكودن (1) الكلبي (2)

ما شق جيب و لا ناحتك نائحة *** و لا بكتك جياد عند أسلاب

هلا جموع نزار إذ لقيتهم *** كنت امرأ من نزار غير مرتاب

لا من نزار و لا من جذم ذي يمن (3) *** جلمودة ألقيت من بين ألهاب

إن المنايا إذا حاولن طاغية *** هتكن (4) منه ستورا بعد أبواب

لا تقبل الأرض موتاهم إذا دفنوا *** و كيف تقبل رجسا بين أثواب

ثم عاهد اللّه في مجلسه على يهجوهم إلى أن يموت.

بلغني أن ابن مفرغ مات في الطاعون في ولاية مصعب بن الزبير العراق.

8274 - يزيد بن زفر الأحمري

روى عن أبيه، عن مكحول حفر نهر يزيد.

روى عنه: ابنه عبد اللّه تقدمت روايته.

8275 - يزيد بن زياد، و يقال: ابن أبي زياد القرشي

8275 - يزيد بن زياد، و يقال: ابن أبي زياد القرشي (5)

من أهل دمشق.

روى عن: الزهري، و سليمان بن حبيب المحاربي، و سليمان بن داود الخولاني.

روى عنه: وكيع، و محمّد بن ربيعة، و مروان بن معاوية الفزاري، و يحيى بن صالح الوحاظي.

و فرق الخطيب بين الذي [روى] (6) عن الزهري و بين الذي روى عن سليمان بن حبيب، و روى عنه يحيى بن صالح، و عندي أنهما واحد.

ص: 192


1- في «ز»: المؤذن. و الكودن: البرذون الهجين.
2- في معجم البلدان: النابي.
3- على هامش «ز»: «و ذي يزن»، و كتب بعدها صح.
4- في معجم البلدان: و لجن من دون أستار و أبواب.
5- ترجمته في تهذيب الكمال 313/20 و تهذيب التهذيب 207/6 و ميزان الاعتدال 423/4 و الجرح و التعديل 9/ 265 و سير أعلام النبلاء 129/6 التاريخ الكبير 334/8 الكامل لابن عدي 259/7.
6- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز»، و م.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين (1) بن عبد الملك، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان، قالا: أنا أبو يعلي، نا يحيى بن أيوب، نا مروان بن معاوية، نا يزيد (2) الشّامي، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من أعان على قتل مسلم بشطر كلمة، لقي اللّه يوم يلقاه مكتوب على جبهته: آيس من رحمة اللّه»[13223].

أخبرناه أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنا علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ، أنا محمّد بن إبراهيم بن أبان السراج، نا يحيى بن أيوب، نا مروان بن معاوية، أنا يزيد (3) الشّامي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«من أعان على قتل مسلم بشطر كلمة لقي اللّه مكتوبا على جبهته: آيسا من رحمة اللّه»[13224].

و أخبرناه أبو بكر محمّد بن الحسين المقرئ، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو الحسن علي بن عمر الحربي (4)،نا أحمد بن محمّد الأسدي، نا أبو محمّد محمود بن خداش الطالقاني، نا مروان بن معاوية الفزاري، نا يزيد بن زياد الشّامي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«من أعان على قتل مؤمن بشطر كلمة، جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمة اللّه»، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«لزوال الدنيا و ما فيها أهون على اللّه من قتل المسلم بغير حقّ »[13225].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد [محمّد] (5) بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا الحسن بن سفيان، نا محمّد بن سعيد البغدادي، نا مروان بن معاوية الفزاري، عن يزيد الشّامي، عن الزهري، عن عروة قال: قالت عائشة: قال:

رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لا تجوز شهادة خائن و لا خائنة، و لا مجلود حدّا، و لا ذي غمر (6) على

ص: 193


1- كذا بالأصل و م، و في «ز»: الحسن.
2- كذا بالأصل و م، و في «ز»: سعيد الشامي.
3- راجع الحاشية السابقة.
4- تقرأ بالأصل و م: الحرمي، و المثبت عن «ز».
5- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز»، و م.
6- الغمر: الحقد.

أخيه، و لا مجرّب عليه شهادة زور، و لا التابع (1) مع أهل البيت (2) لهم، و لا الظنين (3) في ولاء، و لا قرابة»[13226].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا حامد بن [محمّد بن] (4) شعيب، نا داود بن رشيد، نا محمّد بن ربيعة، نا يزيد بن زياد الدمشقي، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«ادرءوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم، فإن وجدتم لمسلم مخرجا فخلوا سبيله، فإن الإمام إن يخطئ في العفو، خير من أن يخطئ في العقوبة»[13227].

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (5):

يزيد بن أبي زياد الدّمشقي، أو ابن زياد، عن الزهري، منكر الحديث.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم، أنا أبو عمرو عبد الرّحمن بن محمّد الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي (6)،نا الجنيدي، نا البخاري قال: يزيد بن زياد، أو ابن زياد، عن الزهري، سمع منه وكيع، منكر الحديث.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن خسرو، أنبأ أبو منصور محمّد بن الحسين المعروف بابن هريسة، أنبأ أبو بكر أحمد بن محمّد بن غالب البرقاني قال: قرأت على أبي يعلى حمزة بن محمّد بن علي بن هاشم المامطيري، حدّثكم أبو الحسين محمّد بن إبراهيم بن شعيب الغازي، نا محمّد بن إسماعيل البخاري قال: يزيد بن زياد عن الزهري منكر الحديث.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه قالا: أنا ابن مندة، أنبأ حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

ص: 194


1- الأصل:«البائع» و مثلها في م، و بدون إعجام في «ز»، و فوقها ضبة، و المثبت عن المختصر.
2- الأصل:«البينة» و في م:«السسد» و المثبت عن «ز».
3- الظنين: المتهم.
4- الزيادة عن «ز»، و م.
5- التاريخ الكبير للبخاري 334/8.
6- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 259/7.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):

يزيد بن أبي زياد الدّمشقي، روى عن الزهري، روى عنه وكيع، و محمّد بن ربيعة.

و قال في موضع آخر (2):زيد بن أبي زياد الشّامي، روى عن الزهري، روى عنه مروان بن معاوية الفزاري، و وكيع بن الجرّاح، سمعت أبي يقول ذلك، و سمعته يقول: هو منكر الحديث [متروك الحديث] (3).

[قال ابن عساكر:] (4) كذا فرّق ابن أبي حاتم بينهما، و عندي أنهما واحد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا يوسف بن الحسن بن محمّد، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو علي محمّد بن أحمد بن الحسن بن الصوّاف، نا أبو جعفر محمّد بن عثمان قال: سمعت أبي يقول: لما حدّثنا وكيع عن يزيد بن زياد الدّمشقي سألت وكيعا عنه فقال:

كان هذا رفيعا في أهل الشام في الفقه و الصلاح.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الخطيب - لفظا - أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن حميد قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس قال: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: و سألته - يعني: يحيى بن معين عن يزيد الشّامي عن الزهري من هو يروي عنه مروان بن معاوية ؟ فقال: هو يزيد بن سنان أبو فروة، ليس بشيء.

[قال ابن عساكر:] (5) كذا قال يحيى، و وهم فيه إنّما هو يزيد بن زياد.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه قالا: أنا ابن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنبأ أبو محمّد (6)،نا علي بن الحسين بن الجنيد قال: سمعت ابن نمير يقول:

يزيد بن زياد الدّمشقي، الذي روى عنه وكيع، ليس بشيء، قال: و سألت أبي عنه فقال:

ضعيف الحديث، كأنّ حديثه موضوع.

قال أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الكناني الأصبهاني: قلت لأبي حاتم الرّازي: ما تقول في يزيد بن زياد عن الزهري ؟ فقال: ذاهب الحديث.

ص: 195


1- الجرح و التعديل 262/9 رقم 1109.
2- الجرح و التعديل 265/9 رقم 1115.
3- الزيادة عن الجرح و التعديل.
4- زيادة منا للإيضاح.
5- زيادة منا للإيضاح.
6- الجرح و التعديل 262/9-263.

أخبرنا (1) أبو الحسن الفرضي، و أبو يعلى البزّار (2)،قالا: أنا أبو الفرج سهل بن بشر، أنبأ علي بن منير بن أحمد، أنا الحسن بن رشيق، نا أبو عبد الرّحمن النسائي قال:

يزيد بن زياد متروك الحديث، يروي عن الزهري.

أنبأنا أبو محمّد المزكّي، نا عبد العزيز، أنا ابن الجبّان (3)-إجازة - أنا أحمد بن القاسم - إجازة - حدّثني أحمد بن طاهر بن النجم، أنا سعيد بن عمرو - فيما نسخه من كتاب أبي زرعة [الرازي] (4) بخطه في أسامي الضعفاء و من تكلّم فيهم من المحدّثين: يزيد بن زياد، روى عن الزهري.

أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد اللّه، أنبأ أبو عامر محمود بن القاسم بن محمّد، و أبو نصر عبد العزيز بن محمّد، و أبو بكر أحمد بن عبد الصّمد، قالوا: أنا عبد الجبّار بن محمّد، أنبأ محمّد بن أحمد بن محبوب، أنا محمّد بن عيسى الترمذي قال: يزيد بن زياد الدّمشقي ضعيف في الحديث، و يزيد بن زياد الكوفي أثبت من هذا، و أقدم.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو بكر محمّد بن جعفر قال: و سئل - يعني: أبا بكر بن خزيمة - عن يزيد بن زياد الشّامي الذي روى عن الزهري، روى عنه مروان الفزاري، فقال: لا أعرفه بعدالة و لا جرح.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو عمرو الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي قال (5):و ليزيد غير هذين الحديثين، يعني حديث الزهري، عن عروة عن عائشة:«لا تجوز شهادة خائن و لا خائنة»، و حديث الزهري عن سعيد، عن أبي هريرة:

«من أعان على قتل مسلم»، و كلّ رواياته (6) مما لا يتابع عليه مقدار ما يرويه.

8276 - يزيد بن زياد القرشي البصري

نزيل صور، قيل إنه دمشقي.

حدّث عن حميد الطّويل.

ص: 196


1- أخّر الخبر التالي في «ز»، إلى ما بعد الخبرين اللذين يليان.
2- في «ز»: البزاز.
3- في «ز»: الحفاف، تصحيف.
4- الزيادة عن «ز»، و م.
5- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 260/7.
6- الأصل و م و «ز»: «روايته» و المثبت:«رواياته» عن ابن عدي.

روى عنه: هاشم [بن سعيد] (1) البعلبكي، و أبو اليمان، و يحيى بن صالح الوحاظي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن الحسن بن أبي أيوب (2) الفودكي (3)-إجازة - أنا أبو حسّان محمّد بن أحمد بن محمّد بن جعفر الفقيه، [أنا] (4) أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الوراق (5)،أنبأ سعيد بن هاشم بن مرثد، نا محمّد بن هاشم البعلبكي، أنا أبي، نا يزيد بن زياد الدّمشقي، عن حميد الطّويل، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«ليس بخيركم من ترك دنياه لآخرته، و لا آخرته لدنياه حتى يصيب منهما جميعا، فإن إحداهما بلغة الأخرى و لا تكونوا كلاّ على الناس»[13228].

رواه أبو العبّاس محمّد بن [الحسين بن يونس، عن محمّد بن] (6) هاشم البعلبكي، عن أبيه، عن يزيد بن زياد البصري، و كان يسكن صور، فذكر نحوه، و لعله بصري، سكن دمشق و صور جميعا، و يدل على أنه بصري، روايته عن حميد، و اللّه أعلم.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أنا علي بن المحسن التنوخي، أنا أبو المفضل محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن همّام الشيباني، نا محمّد بن الحسين بن يونس أبو العبّاس القاضي، نا محمّد بن هاشم البعلبكي، حدّثني أبي هاشم بن سعيد، عن يزيد بن زياد البصري، و كان يسكن صور، عن حميد الطّويل، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«ليس بخيركم من ترك دنياه لآخرته، و لا آخرته لدنياه حتى يصيب منهما جميعا، فإنّ الدنيا بلاغ إلى الآخرة»[13229].

روى يحيى بن صالح الوحاظي عنه هذا الحديث [و قال: حدثنا يزيد بن زياد القرشي:

و روى أبو اليمان هذا الحديث] (7) عن شيخ من أهل البصرة، و لم يسمه عن حميد الطويل] (8)،عن شيخ من أهل البصرة.

ص: 197


1- سقطت من الأصل، و استدركت اللفظتان عن «ز»، و م.
2- قوله:«بن أبي أيوب» سقط من «ز».
3- كذا بالأصل، و في م:«العورنجى» و في «ز»: «الفرذجي» و لعل الصواب:«الفرزكي» نسبة إلى فرزك، راجع الأنساب 364/3.
4- سقطت من الأصل و م.
5- قوله:«أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الورّاق» سقط من «ز».
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك للإيضاح و تقويم السند عن «ز»، و م.
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن «ز»، و م.
8- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن «ز»، و م.

8277 - يزيد بن زياد الكلبي

قدري، ممن قام مع يزيد بن الوليد، له ذكر.

8278 - يزيد بن زيد بن مالك بن عدي بن الرقاع بن عصر العامليّ

أخو عدي بن زيد بن الرقاع، شاعر مشهور.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم العلوي، و أبو الوحش سبيع بن المسلم عنه، أخبرني أبو الحسن عبد الرّحمن بن أحمد (1) بن محمّد بن معاذ، أنبأ أحمد بن محمّد الكاتب البغوي، أنا أبو الطيّب محمّد بن إسحاق بن يحيى ابن الأعرابي الوشّاء قال: و قال يزيد بن الرقاع و يروى لصالح بن عبد القدّوس:

متى تزد معروفا إلى غير أهله *** رزئت فلم تظفر بأجر و لا حمد

و كتمانك المعروف أول كفره *** و إظهاره من شكره لأخي الرفد

ذكر أبو الفرج الأصبهاني (2) عن حرمي بن أبي العلاء، عن الزبير بن بكّار، عن المدائني قال: و قال يزيد بن الرقاع العامليّ أخو عدي بن الرقاع و كان شاعر أهل الشام:

نحن قتلنا ابن الحواريّ مصعبا *** أخا أسد و المذحجي اليمانيا

يعني ابن الأشتر:

و مرت عقاب الموت منا بمسلم *** فأهوت له ظفرا فأصبح هاويا (3)

و قال الزبير: و يروى هذا الشعر للبعيث اليشكري، و مسلم الذي عناه، هو مسلم بن عمرو الباهلي.

8279 - يزيد بن سعيد بن ذي عصوان - و يقال: عصوان - العنسيّ -

و يقال: السّكسكيّ - الدّاراني (4)ذكره أبو علي عبد الجبّار بن مهنى في تاريخ داريا، و ذكر فيه أن ولده كانوا بداريا إلى وقت ذكره، إلاّ أنه قلبه فجعله سعيد بن يزيد بن ذي عصوان، و ساق له حديثا عن يحيى بن

ص: 198


1- في «ز»: «محمّد بن أحمد» و فوقهما علامتا تقديم و تأخير.
2- الخبر و الشعر في الأغاني 126/19 في خبر مقتل مصعب بن الزبير.
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الأغاني: ثاويا.
4- ترجمته في تاريخ داريا ص 97 و سماه سعيد بن يزيد بن ذي عصوان و التاريخ الكبير 338/8 و الجرح و التعديل 267/9.

صالح عنه و سمّاه في الحديث أيضا سعيد بن يزيد، و وهم في ذلك، و الصواب ما ذكرنا.

روى عن أبي عطاء يزيد بن عطاء، و يقال: ابن أبي عطاء، و عبد الملك بن عمير، و مدلج بن المقدام، و مكحول، و عتبة بن أبي حكيم الهمداني (1)،و عبادة بن نسيّ .

روى عنه: الوليد بن مسلم، و مروان بن محمّد الطاطري، و إسماعيل بن عيّاش، و يحيى بن صالح، و عبد الرّحمن بن أبي سليمان الكوفي.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو حفص بن شاهين، حدّثني أبي، نا أبو يحيى عبد الكريم بن الهيثم، نا يحيى بن صالح الوحاظي، نا سعيد بن يزيد بن ذي عصوان عن عبد الملك بن عمير، عن أبي بردة، عن أبيه عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«إذا كان يوم القيامة بعث إلى كلّ مؤمن بملك معه كافر فيقول الملك للمؤمن: يا مؤمن، هاك هذا الكافر، فهذا فداؤك من النار»[13230].

قال ابن شاهين: تفرّد بهذا الحديث يزيد بن سعيد، عن عبد الملك، و هو حديث غريب من هذا الوجه، و يزيد هذا من أهل الشام، ثقة.

[قال ابن عساكر:] (2) كذا وقع في الحديث سعيد بن يزيد، و في الكلام عليه يزيد بن سعيد، و قد وقع لي هذا الحديث من حديث يحيى بن صالح أعلى من هذا، و سمّي فيه يزيد بن سعيد.

أنبأناه أبو علي الحسن بن أحمد، و حدّثنا أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، ثنا سليمان بن أحمد، نا أحمد بن عبد الوهّاب بن نجدة، نا يحيى بن صالح الوحاظي، نا يزيد بن سعيد بن ذي عصوان، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي بردة، عن أبي موسى قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إذا كان يوم القيامة بعث اللّه إلى كل مؤمن ملكا معه كافر، فيقول الملك للمؤمن: يا مؤمن، هاك هذا الكافر فهو فداؤك من النار»[13231].

أخبرنا (3) أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن محمّد بن الحسن، أنا الحسن بن أحمد بن محمّد، أنبأ المؤمل بن الحسن بن عيسى، نا عثمان بن سعيد الدارمي، نا

ص: 199


1- في «ز»: الهمذاني.
2- زيادة منا.
3- الخبر التالي سقط من م.

يحيى بن صالح الحمصي، نا يزيد بن سعيد بن ذي عصوان عن عبد الملك بن عمير، عن أبي بردة عن أبي موسى قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إذا كان يوم القيامة [أعطى اللّه لكل رجل من هذه الأمة رجلا من الكفار، فقال له (1):هذا فداؤك من النار»[13232].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرحمن، أنا أبو القاسم بشر بن محمّد بن محمّد بن ياسين، أنا محمّد بن إسحاق بن خزيمة نا إبراهيم بن سليمان بن أبي داود البرلسي، نا يحيى بن صالح، نا يزيد بن سعيد ابن ذي عصوان، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي بردة ابن أبي موسى، عن أبيه عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«إذا كان يوم القيامة بعث اللّه إلى كل مؤمن ملكا معه كافر، فيقول الملك للمؤمن: هاك هذا فداؤك من النار»[13233].

أخبرنا أبو الحسين ابن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا أبو الحسن محمّد بن عوف بن أحمد المزني، نا الحسين بن إبراهيم بن جابر الفرائضي، نا أبو سعيد محمّد بن أحمد بن فياض، نا محمود بن خالد، نا مروان، نا يزيد بن سعيد ابن ذي عصوان، نا عبد الملك بن عمير، عن أبي بردة ابن أبي موسى الأشعري، عن أبيه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم «إذا كان يوم القيامة] (2) بعث اللّه إلى كلّ مؤمن ملكا معه كافر: يا مؤمن هذا الكافر فداؤك من النار»[13234].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو زكريا بن أبي إسحاق، قالا: أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عبدوس الطرائفي، حدّثنا عثمان بن سعيد، نا يحيى بن صالح الوحاظي.

ح قال: و أنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي، أنا أبو سهل بن زياد القطّان، نا عبد الكريم بن الهيثم الدير عاقولي، نا يحيى بن صالح الوحاظي، نا يزيد بن سعيد بن ذي عصوان عن عبد الملك بن عمير، عن أبي بردة، عن أبيه عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«إذا كان يوم القيامة، بعث اللّه إلى كلّ مؤمن بملك (3) معه كافر، فيقول الملك للمؤمن: يا مؤمن، هاك هذا الكافر فهو فداؤك من النار»[13235].

ص: 200


1- كذا في «ز»، و في م: يقال.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك للإيضاح عن «ز»، و م.
3- كذا بالأصل و م، و في «ز»: ملكا.

لفظ حديث الدير عاقولي، و في رواية عثمان قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إذا كان يوم القيامة أعطى اللّه كل رجل من هذه الأمّة رجلا من الكفّار، فيقال له: هذا فداؤك من النار»[13236].

أخبرنا أبو العز بن كادش، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو الحسن بن لؤلؤ، أنبأ عمر بن أيوب، نا داود بن رشيد، نا الوليد بن مسلم، نا يزيد بن سعيد العنسي، عن عبد الملك بن عمير، عن سعد بن أبي وقّاص أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بعثه إلى حيّ من قريش، فرجع إليه و هو يظهر التكبير، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«أما سعد فقد رأى عجبا» فقال: يا رسول اللّه، أتيتك من عند قوم هم و أنعامهم سواء، إنما همتهم ما لبسوا على ظهورهم، و أكلوا في بطونهم، قال: فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«يا سعد أ لا أخبرك بأعجب من ذلك ؟ قوم علموا ما جهل هؤلاء ثم جهلوا كجهلهم» قال: فانصرف سعد فقال: يا أهلاه، يا أهلاه، هلموا إلى بيعة في طلب نعيم لا يزول، نجهد أنفسنا قال عبد الملك بن عمير: فبايعوه، فأدركت عجوزا شهدت تلك البيعة، قلنا: نأتيها، فلا تكاد تلتفت إلينا اشتغالا منها بذكر اللّه[13237].

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (1):

يزيد بن سعيد بن ذي عصوان عن مدلج بن المقدام، روى عنه الوليد بن مسلم، [و يحيى بن صالح] (2) قال علي بن حجر: ثنا الوليد بن مسلم، نا يزيد بن سعيد بن ذي عصوان العنسي (3) عن ابن عطاء السّكسكيّ عن معاذ بن سعد،[عن جنادة] (4) عن عبادة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في الخسف (5) و قال يحيى بن صالح: نا يزيد بن سعيد بن ذي عصوان عن يزيد بن عطاء أبي عطاء و قال مروان بن محمّد: ثنا يزيد بن أبي عطاء.

أخبرنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه - إذنا - قالا: أنا ابن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ص: 201


1- التاريخ الكبير للبخاري 338/8.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و «ز»، و م و استدرك عن التاريخ الكبير.
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و في التاريخ الكبير: القيسي.
4- زيادة عن التاريخ الكبير.
5- كذا بالأصل و م و «ز»، و في التاريخ الكبير: الحشفة.

ح قال: و أنا الحسين بن سلمة، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد قال (1):

يزيد بن سعيد بن ذي عصوان السّكسكيّ ، روى عن عبد الملك بن عمير، و يزيد بن عطاء، روى عنه إسماعيل بن عيّاش، و الوليد بن مسلم، و مروان بن محمّد الطاطري، و يحيى بن صالح الوحاظي، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، أنا أبو القاسم البجلي، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في أصحاب مكحول: يزيد بن سعيد بن ذي عصوان العنسيّ ، و أعاد ذكره في نفر ثقات.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين الصيرفي - إجازة - أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أبو الحسن بن جوصا - إجازة-.

و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا ابن جوصا - قراءة - قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الخامسة: يزيد بن سعيد بن ذي عصوان.

8280 - يزيد بن سعد أبو عثمان الحجوري

8280 - يزيد بن سعد أبو عثمان الحجوري (2)

حدّث عن أبيه.

روى عنه: الوليد بن مسلم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - بقراءتي عليه - ثنا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنبأ أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم، نا محمّد بن عائذ قال: قال الوليد، نا أبو عثمان يزيد بن سعد الحجوري، عن أبيه (3)،عن غير واحد من كبراء قومه أن راية حجور التي هاجرت بها مع المسلمين إلى الشام قدر ذراع أو نحوه عذبتان (4) حمراوان بينهما بيضاء.

ص: 202


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 267/9-268.
2- الحجوري نسبة إلى حجور، بطن من همدان.
3- قوله:«عن أبيه» مكرر بالأصل، و المثبت عن «ز»، و م.
4- رسمها بالأصل:«عدنان» و في م:«عدنان» و في «ز»: «غدتان» و المثبت عن المختصر.

8281 - يزيد بن أبي سعيد مولى المهري المديني

8281 - يزيد بن أبي سعيد مولى المهري المديني (1)

وفد على عمر بن عبد العزيز، و حكى عنه.

و روى عن أبيه.

روى عنه: رباح بن بشير بن محرز، و يزيد بن أبي حبيب.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبي، أنبأ أبو نعيم عبد الملك بن الحسن بن محمّد، أنبأ أبو عوانة، نا أبو عبيد اللّه، نا عمي، حدّثني عمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن يزيد بن أبي سعيد مولى المهري، عن أبيه عن أبي سعيد الخدري.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بعث إلى بني لحيان ليخرج من كل رجلين رجل، ثم قال للقاعد:

«أيكم خلف الخارج في أهله و ماله بخير، كان له مثل أجر الخارج»، قال أبو عوانة: كذا وقع إليّ يعني: أن الصواب مثل نصف أجر الخارج، و هذا نحو حديث قبله[13238].

أخبرناه أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد، أنا أبو طاهر بن محمود، أنبأ أبو بكر بن المقرئ، نا أبو العبّاس بن قتيبة، نا حرملة، نا ابن وهب، أخبرني عمرو [بن الحارث عن يزيد] (2) بن (3) أبي حبيب، عن يزيد بن أبي سعيد مولى المهري، عن أبيه عن أبي سعيد الخدري أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بعث إلى بني لحيان ليخرج من كل رجلين رجل، ثم قال للقاعد:

«أيكم خلف الخارج في أهله و ماله بخير، كان له مثل نصف أجر الخارج»[13239].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو سعيد بن أبي عمرو.

ح و أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو نصر محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمر، أنا أبو سعيد محمّد بن موسى بن الفضل، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن أحمد الصفّار، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني إسحاق بن حاتم المدائني، نا ابن أبي فديك، عن رباح بن بشير، عن يزيد بن أبي سعيد المدني قال:

قدمت على عمر بن عبد العزيز إذ كان خليفة بالشام، فلمّا ودعته قال: إنّ لي إليك

ص: 203


1- ترجمته في تهذيب الكمال 317/20 و تهذيب التهذيب 209/6 و التاريخ الكبير 339/8 و الجرح و التعديل 9/ 270.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و «ز»، استدركناه لتقويم السند قياسا إلى السند السابق.
3- بالأصل و م و «ز»: عن.

حاجة - زاد ابن البغدادي: قلت: يا أمير المؤمنين، كيف ترى حاجتك عندي ؟ قال: إنّي أراك و قالا:- إذا أتيت المدينة فسترى قبر النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، فأقرئه مني السلام.

قال محمّد بن إسماعيل: فحدّثت به عبد اللّه بن جعفر قال: أخبرني [به] (1) فلان أن عمر كان يبرد إليه البريد من الشام.

رواه علي بن المديني، عن ابن أبي فديك، عن رباح بن بشير بن محرز، عن يزيد بن أبي (2) سعيد مولى المهري.

أخبرنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (3):

يزيد بن أبي سعيد سمع عمر بن عبد العزيز بالشام، قال له: إذا قدمت المدينة فاقرئ النبي صلّى اللّه عليه و سلّم منّي السلام.

قاله إسحاق عن ابن أبي فديك، عن رباح.

و قال بشر بن مرحوم (4) عن ابن أبي فديك عن رباح بن بشير بن محرز، عن يزيد بن أبي سعيد المهري (5).

كذا وقع فيه في ترجمة يزيد، و قال البخاري (6) في ترجمة رباح بن بشير، عن يزيد بن أبي سعيد، روى عنه ابن أبي الفديك، قال بشر بن مرحوم: نا ابن أبي الفديك، عن رباح بن بشير (7)-أو بشر - بن محرز، الشك من أبي عبد اللّه محمّد بن إسماعيل، و الصواب رباح بن بشير كما تقدّم.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه قالا: أنا ابن منده، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

ص: 204


1- زيادة عن «ز».
2- كتبت فوق الكلام بين السطرين في «ز».
3- التاريخ الكبير للبخاري 339/8.
4- بالأصل:«بشر بن رباح مرحوم» و المثبت عن «ز»، و م.
5- من قوله:«و قال بشر... إلى هنا ليس في التاريخ الكبير.
6- التاريخ الكبير للبخاري 317/3.
7- في التاريخ الكبير: بشر أو بشير.

قالا: أنا أبو محمّد (1) قال: يزيد بن أبي سعيد، سمع عمر بن عبد العزيز بالشام يقول:

إذا قدمت المدينة فأقرئ النبي صلّى اللّه عليه و سلّم منّي السلام.

روى ابن أبي فديك عن رباح عنه، سمعت أبي يقول ذلك.

أنبأنا أبو محمّد حمزة بن العبّاس، و أبو الفضل بن سليم.

و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن الفضل، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أبو سعيد بن يونس قال: يزيد بن أبي سعيد المهري، يروي عن أبيه، روى عنه يزيد بن أبي حبيب.

8282 - يزيد بن سمرة أبو هزّان الرّهاوي المذحجي

8282 - يزيد بن سمرة أبو هزّان (2) الرّهاوي (3) المذحجي (4)

قيل إنه من أهل دمشق.

حدّث عن الأوزاعي، و عطاء بن ميسرة الخراساني، و بكر بن خنيس، و عبد الحميد بن يزيد الجذامي، و الحكم بن عبد الرّحمن الخثعمي، و يحيى بن أبي عمرو السيباني (5).

روى عنه: ابن وهب، و أبو (6) صالح كاتب الليث، و إدريس بن يحيى الخولاني، و يحيى بن عبد اللّه بن بكير، و هشام بن عمّار، و أبو عبد الملك بن الفارسي، و محمّد بن عائذ، و أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر.

أخبرنا أبو أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن - إجازة - أنبأ الحاكم أبو أحمد الحافظ ، أنا محمّد بن مروان - يعني: محمّد بن خريم - نا هشام بن عمّار، نا أبو هزّان يزيد بن سمرة الرّهاوي، نا عبد الحميد بن يزيد الجذامي، عن الفضل بن عيسى الرقاشي، حدّثني عمي يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«صلّوا صلاة الصبح ثم سلوا اللّه حوائجكم البتة»[13240].

ص: 205


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 270/9.
2- تقرأ بالأصل و م و «ز»: هزار، بالراء، و المثبت و الضبط عن التاريخ الكبير و ابن ماكولا.
3- الرهاوي - بالضم - هذه النسبة إلى الرهاء، بلدة من بلاد الجزيرة بينها و بين حران ستة فراسخ. و الرهاوي بفتح الراء و الهاء نسبة إلى قبيلة رهاء و هو بطن من اليمن من مذحج، ذكره السمعاني هنا، قال: و يعرف بالرهاوي (الأنساب 108/3).
4- ترجمته في (الأنساب 108/3 الرهاوي)، و التاريخ الكبير 337/8 و الجرح و التعديل 268/9.
5- بالأصل و م و «ز»: الشيباني، تصحيف.
6- في «ز»: ابن.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، أنا يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد، نا أبو مسهر، نا يزيد بن سمرة صاحب قيسارية أبو هزّان، نا عطاء بن ميسرة أبو أيوب.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل و أبو الحسين و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (1):يزيد بن سمرة أبو هزّان الرّهاوي، سمع و أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا ابن الفضل، أنا علي بن إبراهيم، عن ابن فارس، عن البخاري قال: يزيد بن سمرة، أبو هزّان الرهاوي، سمع.

عطاء الخراساني، و بكر بن خنيس (2)،و عبد الحميد بن يزيد، روى عنه هشام بن عمّار.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد قال (3):يزيد بن سمرة أبو هزّان الرهاوي، روى عن عطاء الخراساني، روى عنه هشام بن عمّار، سمعت أبي يقول ذلك.

و قال أبو محمّد: روى عن الأوزاعي (4)،روى عنه أبو صالح كاتب الليث.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو حازم العبدوي، قال:

سمعت أبا بكر الجوزقي يقول: قرئ على مكي بن عبدان و أنا أسمع.

ص: 206


1- التاريخ الكبير للبخاري 337/8.
2- تحرفت بالأصل إلى: حبيش، و المثبت عن «ز»، و م، و التاريخ الكبير.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 268/9.
4- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الجرح و التعديل:«الدراوردي» و بهامشه عن إحدى نسخه:«الأوزاعي» و عقب محققه بقوله: كذا.

و أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو هزّان يزيد بن سمرة الرهاوي، سمع عطاء الخراساني، و بكر بن خنيس، روى عنه هشام بن عمّار.

أخبرنا أبو محمّد (1) بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني (2)،أنا أبو القاسم محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في تسمية نفر أهل زهد و فضل: أبو هزّان الرهاوي، يزيد بن سمرة، رأى عطاء بن أبي رباح.

قرأت على أبي الفضل السّلامي، عن أبي الفضل المكّي، أنا عبيد اللّه بن سعيد بن حاتم، أنا أبو الحسن الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو هزّان يزيد بن سمرة الرهاوي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر قال: أبو هزان يزيد بن سمرة.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو هزان يزيد بن سمرة الرهاوي، سمع أبا عمرو عبد الحميد بن يزيد الجذامي، و بكر (3) بن خنيس، روى عنه أبو الوليد هشام بن عمّار بن نصير الظفري.

كتب إليّ أبو زكريا بن مندة، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمي أبو القاسم، عن أبيه قال: قال أنا أبو سعيد بن يونس: يزيد بن سمرة المذحجي، يكنى أبا هزّان، يعرف بالرّهاوي، قدم مصر، روى عنه إدريس بن يحيى، و عبد اللّه بن وهب (4)،و عبد اللّه بن صالح كاتب الليث، و يحيى بن بكير، قال أبو سعيد: و الرّهاء (5) أيضا بطن من اليمن من مذحج، فلعله رهاوي النسب، و اللّه أعلم، و قيل إنه من أهل دمشق.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني،

ص: 207


1- بالأصل:«أبو بكر محمّد» و المثبت عن «ز»، و م.
2- تحرفت بالأصل إلى: الكناني، و المثبت عن «ز»، و م.
3- تحرفت بالأصل إلى:«علي» و في م و «ز» إلى:«مكي».
4- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الأنساب نقلا عن ابن يونس: عبد اللّه بن يوسف.
5- ضبطناها عن الأنساب، و زيد فيه: هكذا رأيت بخطي مضبوطا بضم الراء. و قد تقدم أن الرهاء - القبيلة - بفتح الراء.

قال: أبو هزّان يزيد بن سمرة الرهاوي، سمع عطاء الخراساني، و بكر بن خنيس، و روى عنه هشام بن عمّار، و يحيى بن بكير.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، قال: قال أبو الحسن الدارقطني:

أبو هزّان يزيد بن سمرة الرهاوي، سمع عطاء الخراساني، و بكر بن خنيس، و روى عنه هشام بن عمّار، و يحيى بن بكير.

قال الخطيب: كذا قال في الأصل، و ابن خنيس، مضبوط بالباء و الشين المعجمة، و الحاء في أول الاسم مبهمة، و هو تصحيف، ما أظنه إلاّ من الكاتب عن أبي الحسن، و صوابه ابن خنيس، بالخاء المعجمة و بالنون، و السين المبهمة، و كذلك ذكره البخاري في تاريخه (1)،و مسلم في كتاب الأسماء و الكنى على أنه ليس من الرواة من يسمّى بكرا، و اسم أبيه حبيش، و اللّه أعلم، و قد أوردته عن الدارقطني على الصواب، فالوهم من الكاتب كما ظن الخطيب.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (2):أما هزّان بالهاء مكسورة و الزاي المشددة و النون؛ أبو هزان يزيد بن سمرة الرهاوي، سمع عطاء الخراساني، و بكر بن خنيس، روى عنه يحيى بن بكير، و هشام بن عمّار.

8283 - يزيد بن أبي سفيان بن أبي بكر بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي

من سكان صهيا من إقليم بانياس (3).

ذكره أحمد بن حميد بن أبي العجائز في تسمية من كان بدمشق و غوطتها من بني أمية.

8284 - يزيد بن سليمان بن عبد الملك بن مروان بن الحكم

ابن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس الأموي (4)

كان سيد ولد أبيه، و كان ينزل فلسطين، فلمّا قتل الوليد بن يزيد أراده أهل فلسطين على البيعة له بالخلافة، فلم يتم له الأمر، و بعث إليه يزيد بن الوليد من ضمن له عنه ما أراد حتى بايعه.

ص: 208


1- راجع التاريخ الكبير 337/8 رقم 3230.
2- الاكمال لابن ماكولا 318/7.
3- في معجم البلدان: صهيا من إقليم بانياس من أعمال دمشق(436/3).
4- جمهرة أنساب العرب ص 90 و نسب قريش ص 165.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار قال في تسمية ولد سليمان بن عبد الملك قال (1):و يزيد بن سليمان، و القاسم، و سعيدا (2)،درج، و أمهم أم يزيد بنت عبد اللّه بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: قال ابن بكير: قال الليث: و فيها: نابذ الحكم بن ضبعان بمن اتّبعه من أهل فلسطين، فانصرف مروان، فنزل على أهل حمص، و بعث أبا الورد بن هذيل، و أمّر على أهل فلسطين يزيد بن سليمان، فالتقوا بنهر (3) أبي فطرس، و قد اجتمع إلى يزيد بن سليمان أبو الورد و جيشه و خيل من أهل الأردن، و خيل أهل مصر، فهزم أهل فلسطين، ثم سار الحكم بن ضبعان إلى بيت المقدس، فأغلقها عليه و سار يزيد بن سليمان بمن معه [إليه] (4) فحاصرهم ففتحها.

8285 - يزيد بن السّمط أبو السّمط الصّنعاني الفقيه

8285 - يزيد بن السّمط (5) أبو السّمط الصّنعاني الفقيه (6)

روى عن الأوزاعي، و النعمان بن المنذر، و مطعم بن المقدام، و قرة بن عبد الرّحمن بن حيويل، و الحكم بن عبد اللّه الأيلي.

روى عنه: الوليد بن مسلم، و أبو إسحاق الفزاري، و مبشّر بن إسماعيل، و أبو كلثم سلامة بن بشر، و مروان بن محمّد، و أبو مسهر الغسّاني، و سلمة بن كلثوم.

أخبرنا أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، أنبأ أبي أبو القاسم، أنبأ أبو نعيم عبد الملك بن الحسن، أنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق، ثنا يزيد بن [عبد الصمد و أبو هبيرة و محمّد بن الوليد قالا: ثنا سلامة بن بشر، ثنا يزيد بن] (7) السّمط ، عن الأوزاعي،

ص: 209


1- رواه المصعب الزبيري في نسب قريش ص 165-166.
2- بالأصل و م و «ز»: «سعدا» و المثبت عن نسب قريش.
3- في «ز»: فالتقوا على نهر أبي فطرس.
4- استدركت على هامش الأصل.
5- السمط بكسر السين و سكون الميم.
6- ترجمته في تهذيب الكمال 321/20 و تهذيب التهذيب 210/6 و ميزان الاعتدال 427/4 و الجرح و التعديل 9/ 268 و التاريخ الكبير 339/8.
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك لتقويم السند عن «ز»، و م.

عن مالك بن أنس، عن عبد اللّه بن دينار، عن ابن عمر أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة فيقال: هذه غدرة فلان»[13241].

رواه النسائي في حديث مالك عن يزيد بن محمّد.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، و حدّثني عنه أبو مسعود العدل (1)،أنا أبو نعيم الحافظ ، ثنا سليمان بن أحمد (2)،نا محمّد بن النضر الأزدي، نا معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق الفزاري، عن يزيد بن السّمط ، عن النعمان بن المنذر، عن مكحول، عن عمرو بن عبسة قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«من رمى بسهم في سبيل اللّه فبلغ، أخطأ أو أصاب فله مثل عدن ثم قر.. (3) و من شاب شيبة في الإسلام كانت له نورا يوم القيامة، و من أعتق رقبة مؤمنة أعتق اللّه بكل عضو منه عضوا منه من النار»[13242].

مكحول لم يدرك عمرو بن عبسة.

أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، و أبو نصر غالب بن أحمد بن المسلم، قالا: أنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن أيمن، أنا علي بن موسى بن الحسين - إجازة - أنا عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي، أنا أحمد بن الحسين بن طلاب، نا أحمد بن أبي الحواري، نا مروان، نا يزيد بن السّمط قال: خرجت مع الأوزاعي إلى بيت المقدس، فقال لي: يا أبا السّمط لا تخبر أحدا بمكاني هاهنا (4)،قال: ثم أتى جبّا من تلك الجباب فاستقى دلوا من ماء، فتوضأ قال (5):فجاءه ناس فقالوا: يا شيخ، اتق اللّه، أ تتوضأ في المسجد، فلم يلتفت إليهم ثم أتى الصخرة فجعلها وراء ظهره و صلّى ثمان ركعات قال: ثم صلينا فيه خمس صلوات، ثم التفت إليّ فقال: يا أبا السّمط ، هذا فعل عمر بن عبد العزيز حين دخل هذه البلدة، و لم يأت شيئا من تلك المواطن.

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنبأ أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و محمّد بن

ص: 210


1- كذا بالأصل و م و فيها: المعدل، و في «ز»: «و حدثني أبو مسعود عنه».
2- قوله:«بن أحمد» سقط من «ز».
3- كذا بالأصل:«مثل عدن ثم قر...» و في م:«عدن ثم قر...» سقط منها. و في «ز»: «مثل عدن» و الباقي سقط منها. و في المختصر: فله مثل عدل عتق رقبة».
4- في «ز»: هذا هنا.
5- في «ز»: ثم جاءه ناس.

الحسن قالا:- أنا أحمد بن الحسن، أنبأ أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (1):يزيد بن السّمط ، عن النعمان بن المنذر، عن مكحول، روى عنه إبراهيم الفزاري.

ثم قال في موضع آخر (2):في باب الصاد: يزيد بن الصمت (3)،عن النعمان بن المنذر، روى عنه مبشر (4) بن إسماعيل، و روى إبراهيم الفزاري عن يزيد بن السّمط ، عن النعمان (5)،عن مكحول.

[قال ابن عساكر:] (6) و لا أدري هو هذا أم لا هو إياه، و قوله ابن الصّمت، بالصاد، وهم، و قوله أن إبراهيم الفزاري روى عنه وهم، فإنما روى عنه أبو إسحاق الفزاري، فأما إبراهيم بن موسى الفراء الرازي، فإنما يروي عن الوليد بن مسلم عنه.

أنبأنا أبو الحسين و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد (7)-إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (8):يزيد بن السّمط ، روى عن الأوزاعي، و النعمان بن المنذر، و مطعم بن المقدام، روى عنه الوليد بن مسلم، و مبشر (9) بن إسماعيل، و أبو إسحاق الفزاري، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في تسمية شيوخ أهل دمشق، قال: و رجلين (10) من عالمي الجند بعد الأوزاعي، فيما حدّثنا أبو مسهر عن سعيد: يزيد بن السّمط ، و يزيد بن يوسف (11)،ثم ذكره أبو زرعة في أصحاب الأوزاعي.

ص: 211


1- التاريخ الكبير للبخاري 339/8 رقم 3234.
2- التاريخ الكبير 342/8 رقم 3249.
3- في التاريخ الكبير: يزيد بن الصامت أو ابن الصمت.
4- في م: منير.
5- من قوله: المنذر... إلى هنا ليس في التاريخ الكبير.
6- زيادة منا.
7- تحرفت بالأصل إلى: أحمد، و المثبت عن «ز»، و م.
8- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 268/9.
9- في م: ميسر، تصحيف.
10- الأصل:«رجلا من عالمي» و المثبت عن «ز»، و م.
11- تهذيب الكمال 322/20.

أخبرنا أبو محمّد قال: أنا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، نا أبو مسهر قال: سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول: عالما الجند بعد الأوزاعي يزيد بن السّمط ، و يزيد بن يوسف.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر بن محمود، أنبأ أبو بكر بن المقرئ، نا مكحول، نا يزيد بن عبد الصّمد قال: سمعت أبا مسهر قال: سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول: هما عالما هذا الجند - يعني جند دمشق - يزيد بن السّمط ، و يزيد بن يوسف.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثني أبو محمّد الكتاني، أنا عبد الوهّاب الميداني، أنا أبو بكر أحمد بن عبد الوهّاب بن محمّد بن الحسن اللهبي، أنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن العبّاس بن الدرفس، نا أحمد بن أبي الحواري، نا مروان، نا يزيد بن السّمط الصّنعاني، و كان جليسا لسعيد بن عبد العزيز، و كان ثقة، فذكر حكاية.

أخبرني أبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصّمد بن عليّ بن الحسين، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، نا علي بن محمّد بن علي بن يوسف، أنبأ أبو علي بن محمّد بن أحمد بن الحسن بن الصوّاف، أنا إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسّان الصوّاف، أنا أبو حاتم (1) محمّد بن إدريس، نا أحمد بن أبي الحواري، نا مروان بن محمّد، نا يزيد بن السّمط ، و كان ثقة، عن الوضين (2) بن عطاء، فذكر حديثا.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيوية، أنا محمّد بن القاسم، نا ابن أبي خيثمة، نا الحوطي - يعني:

عبد الوهّاب بن نجدة - نا أبو عمرو عثمان بن سعيد، نا يزيد بن السّمط ، و كان من كبار أصحاب الأوزاعي.

قرأت على أبي الفضل عبد الواحد بن إبراهيم بن قرّة، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبّار، أنا أبو مسلم عمر بن علي بن أحمد بن اللّيث قال: سمعت أبا الحسن علي بن أبي بكر الحافظ يقول: سمعت مسعود بن علي السجزي (3) يقول: سمعت أبا عبد اللّه الحافظ يقول: يزيد بن السّمط ضعيف.

ص: 212


1- بالأصل:«أبو حاتم بن محمّد».
2- بالأصل:«الوصيف» و في م:«الوضير» و المثبت عن «ز».
3- في «ز»: الشجري.

أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين، و أبو نصر غالب بن أحمد، قالا: أنا محمّد بن إبراهيم المؤدّب، أنا أبو الحسن بن السمسار، نا أبو سليمان بن زبر، أنبأ أبي، نا إسحاق بن خالد قال: سمعت أبا مسهر يقول (1):أثبت (2) أصحاب الأوزاعي الذين سمعوا منه و هما (3):يزيد بن السّمط ، و سلمة بن العيّار، و كانا ورعين فاضلين، صحيحي الحفظ على حال يقال (4) ما تلبسا بشيء من الدنيا، و كان يزيد بن السّمط أقدمهما موتا، لأنه مات في حياة سعيد بن عبد العزيز، و كان يزيد بن السّمط من أهل صنعاء دمشق.

[قال ابن عساكر:] (5) قد ذكرنا أن سعيدا مات سنة سبع و ستين و مائة.

8286 - يزيد بن أبي سميّة أبو صخر الأيلي

8286 - يزيد بن أبي سميّة (6) أبو صخر الأيلي (7)(8)

حدّث عن عبد اللّه بن عمر، و أبي بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام، و عمر بن عبد العزيز، و وفد عليه.

روى عنه: أبو الصباح سعدان بن سالم الأيلي، و أبو عمر عبد الجبّار بن عمر الأيلي، و أبو عبّاد هشام بن سعد القرشي المدني، و حسين بن رستم الأيلي.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد بن الحصين، أنا أبو علي الحسن بن علي، أنا أبو بكر بن مالك، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (9)،نا أبو عبد الرّحمن، نا أبو عمر - يعني: عبد الجبّار الأيلي-.

ح و أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب، أنا عبد اللّه بن يحيى بن عبد الجبّار.

ح و أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، أنا علي بن محمّد بن محمّد الأنباري

ص: 213


1- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 322/20.
2- كذا بالأصل و م و ز، و في تهذيب الكمال: رأيت.
3- الأصل و م و ز:«و هم» و المثبت عن تهذيب الكمال.
4- رسمها بالأصل و م و «ز»: «بفلل» و المثبت عن تهذيب الكمال.
5- زيادة منا.
6- سمية بالتصغير.
7- الأيلي: بفتح الهمزة و سكون التحتانية، كما في تقريب التهذيب.
8- ترجمته في تهذيب الكمال 323/20 تهذيب التهذيب 211/6 و التاريخ الكبير 338/8 و سير أعلام النبلاء 6/ 133 و الجرح و التعديل 269/9.
9- رواه أحمد بن حنبل في المسند 398/2 رقم 5640 طبعة دار الفكر.

-بها - أنا أبو عمر بن مهدي البزاز، قالا: أنا إسماعيل بن محمّد الصفّار، نا عبّاس بن عبد اللّه، نا أبو عبد الرّحمن المقرئ، نا عبد الجبّار بن عمر، نا يزيد بن أبي سميّة قال:

سمعت ابن عمر يقول: سألت أم سليم - و هي أم أنس بن مالك - النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قالت: يا رسول اللّه، ترى المرأة في المنام ما ترى، و قال أحمد بن حنبل: ما يرى الرجل ؟ فقال لها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إذا رأت المرأة ذلك فأنزلت، فلتغتسل»[13243].

أخبرناه أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا (1) إبراهيم بن منصور، أنبأ أبو بكر بن المقرئ.

قالا: أنا أبو يعلى، ثنا أبو خيثمة - و في حديث ابن المقرئ: نا زهير - نا عبد اللّه بن يزيد المقرئ، نا عبد الجبّار الأيلي، حدّثني يزيد بن أبي سميّة، عن عبد اللّه بن عمر قال:

سألت أم سليم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عن المرأة ترى في المنام ما يرى الرجل ؟ فقال لها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إذا رأت المرأة ذلك فأنزلت - و قال ابن حمدان: و أنزلت - فلتغتسل»[13244].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنبأ أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد بن إبراهيم البرمكي، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن خلف بن بخيت الدقاق، ثنا أبو أحمد إسماعيل بن موسى بن إبراهيم الحاسب نا جبارة بن المغلّس الحمّاني (2) بالكوفة، نا ابن المبارك، عن أبي الصباح، عن يزيد بن أبي سميّة قال: سمعت عمر يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«ما قال في جرّ الإزار، فهو في القميص، و جرّ القميص أشدّ من جرّ الإزار»[13245].

[قال ابن عساكر:] (3) كذا قال، و إنما هو ابن عمر.

أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأ أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو جعفر محمّد بن صالح بن هانئ، نا الحسن بن علي بن مخلد، نا الحسن بن عيسى، نا

ص: 214


1- سقطت من «ز».
2- تحرفت في «ز» إلى: الجماني، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 321/3.
3- زيادة منا.

ابن المبارك، نا أبو الصباح الأيلي، قال: سمعت يزيد بن أبي سميّة يقول: سمعت ابن عمر يقول ما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في الإزار فهو في القميص.

و كذا أخرجه أبو داود في سننه عن هنّاد بن السّري، عن ابن المبارك.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السقا، نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، نا عبّاس بن محمّد قال: سمعت يحيى يقول: ابن المبارك يروي عن شيخ له يقال له سعدان بن سالم، و هو أبو الصباح الأيلي، يروي عنه حديث يزيد بن أبي سميّة، عن ابن عمر قال: ما قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في الإزار فهو في القميص.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف - إجازة - نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد (1)،أنا محمّد بن عمر، حدّثني عتبة بن عبد اللّه، عن حسين الأيلي، عن يزيد بن أبي سميّة قال: شهدت عمر بن عبد العزيز أقام الحدّ ثمانين جلدة على رجل افترى على رجل في أرض الحرب حين خرجوا.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول: من أهل أيلة أبو صخر بن أبي سميّة.

أخبرنا أبو البركات أيضا، أنا ثابت بن بندار، أنبأ محمّد بن علي الواسطي، أنا محمّد بن أحمد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسّان، نا أبي قال: قال يحيى بن معين أبو صخر الأيلي، يزيد بن أبي سميّة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأ أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوه، أنبأ أبو الحسن اللنباني (2)،نا ابن أبي الدنيا.

ح و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف - إجازة - نا الحسين بن فهم، قالا: نا محمّد بن سعد قال (3):و كان

ص: 215


1- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 354/5 في ترجمة عمر بن عبد العزيز.
2- تحرفت بالأصل و م و ز إلى: اللبناني.
3- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 519/7.

بأيلة: أبو صخر، و اسمه يزيد بن أبي سميّة - زاد ابن الفهم: الأيلي - و كان صالح الحديث.

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنبأ أحمد بن الحسن و المبارك بن عبد الجبّار، و ابن النرسي - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهّاب بن أحمد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (1):

يزيد بن أبي سميّة (2) أبو صخر الأيلي، عن أبي بكر بن عبد الرّحمن، و سمع ابن عمر (3)،روى عنه هشام بن سعد.

[قال ابن عساكر:] (4) كذا قال، و إنما هو ابن أبي سمية.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه بن عبد الملك، قالا: أنا العبدي، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (5):

يزيد بن أبي سميّة أبو صخر الأيلي، روى عن ابن عمر، و أبي بكر [بن] (6)عبد الرّحمن الحارث بن هشام، روى عنه أبو الصباح سعدان بن سالم، و هشام بن سعد، و عبد الجبّار بن عمر، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو صخر يزيد بن أبي سميّة الأيلي عن أبي بكر بن عبد الرّحمن، روى عنه هشام بن سعد.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو صخر يزيد الأيلي، روى عنه سعدان بن سالم.

ص: 216


1- التاريخ الكبير للبخاري 338/8.
2- كذا رسمها بالأصل و م، و لعلها سمينة، و في «ز» هنا: سمية. و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى أن الصواب: «سمية» و لعله وقعت بيده نسخة عن تاريخ البخاري تحرفت فيه إلى: سمينة.
3- قوله:«و سمع ابن عمر» ليس في التاريخ الكبير.
4- زيادة منا.
5- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 269/9.
6- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز»، و م.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو صخر يزيد بن أبي سميّة الأيلي، عن أبي بكر بن عبد الرّحمن، روى عنه أبو عباد هشام بن سعد القرشي المدني، كنّاه محمّد بن إسماعيل.

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العبّاس، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن، ثم حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنا أحمد بن الفضل، أنا أبو عبد اللّه بن منده قال:

قال: أنا أبو سعيد بن يونس: يزيد بن أبي سميّة الأيلي، يكنى أبا صخر، يروي عن عبد اللّه بن عمر بن الخطّاب، روى عنه سعدان بن سالم الأيلي، و هشام بن سعد، و عبد الجبّار بن عمر.

قرأت (1) على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا قال في باب الأيلي:

قال (2):يزيد بن أبي سميّة الأيلي، أبو صخر، يروي عن ابن عمر، روى عنه سعدان بن سالم الأيلي، و هشام بن سعد، و عبد الجبّار بن عمر.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه بن عبد الملك، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (3):سئل أبو زرعة عن يزيد بن أبي سميّة فقال: أيلي، روى حديثين، روى عنه أبو الصباح، و عبد الجبّار بن عمر (4)،و هو ثقة.

قرأت على أبي غالب بن الحسن، عن الحسن بن علي، أنبأ أبو عمر السّوسي، أنا أبو الحسن الساجي (5)-إجازة - أنا أبو علي (6) الفقيه، أنا محمّد بن سعد (7)،أنا محمّد بن عمر قال: كان أبو صخر من العبّاد، كان يصلي ليله أجمع و يبكي، و كانت معه في الدار امرأة يهودية ساكنة تبكي رحمة له، فقال ليلة في دعائه: اللّهمّ إن هذه اليهودية بكت رحمة لي و دينها مخالف لديني، فأنت أولى برحمتي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن

ص: 217


1- الخبر التالي سقط من «ز».
2- الإكمال لابن ماكولا 126/1.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 269/9.
4- من أول الخبر إلى هنا سقط من «ز».
5- كذا بالأصل و م، و في «ز»: الشامي.
6- كذا بالأصل و م، و في «ز»: الحسن.
7- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 519/7.

حيّوية، أنبأ أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم بن الخليل، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (1)،أنا محمّد بن عمر، نا ابن أبي الزناد قال: كان محمّد بن المنكدر، و صفوان بن سليم، و أبو حازم، و سليمان بن سحيم، و يزيد بن خصيفة أهل عبادة و صلاة، و كانوا يجتمعون بعد العصر و بعد العشاء الآخرة، فيتحدثون و لا يفترقون حتى يتكلم كلّ رجل منهم بكلمات و يدعون بدعوات، و كانوا يتوافقون و يوافون الموسم كلّ عام و معهم أبو صخر الأيلي، و كان من العبّاد، فيلقون عمر بن ذرّ، فيقصّ عليهم، يذكّرهم أمر الآخرة، فلا يزالون كذلك حتى ينقضي الموسم، ثم لا يلتقون معه إلاّ في كلّ موسم.

8287 - يزيد بن سنان

8287 - يزيد بن سنان (2)

يقال إن له صحبة.

سكن حمص، و يقال: كانت له بدمشق دار و زوجة.

روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم حديثا.

روى عنه: عبد الرّحمن بن عائذ، و يقال: كناز بن عائذ، و يحيى بن جابر القاضي الحمصيان.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا محمّد بن حبان (3) البستي، و نمير بن أحمد الحمصي، قالا: ثنا عباس بن الخليل، نا أبو علقمة نصر بن خزيمة، حدّثني أبي، عن نصر بن علقمة عن أخيه محفوظ ، عن ابن عائذ قال: و قال يزيد بن سنان أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم كان يحلف زمانا فيقول:«لا و أبيك» حتى نهي عن ذلك (4)[13246].

أخبرناه أتم من هذا أبو الحسن علي بن أحمد المالكي، أنا أبي أبو العبّاس، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، نا الحسن بن حبيب بن عبد الملك الحصائري - إملاء - نا أبو العبّاس عبد اللّه بن عبيد بن يحيى المعروف بابن أبي حرب من أهل سليمة، قدم علينا، أنا أبو علقمة نصر بن خزيمة بن جنادة الكناني، أخبرني أبي، عن نصر بن علقمة، عن أخيه

ص: 218


1- طبقات ابن سعد 520/7 باختلاف، و نقص عما جاء هنا بالأصل و م و ز.
2- ترجمته في الجرح و التعديل 266/9 أسد الغابة 718/4 و الإصابة 657/3 رقم 9269 و الاستيعاب 660/3 على هامش الإصابة.
3- كذا بالأصل و م، و في «ز»: حسان.
4- الإصابة 657/3.

محفوظ بن علقمة عن ابن عائذ كناز (1) يعني أن اسمه كناز، قال: قال يزيد بن سنان أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم كان يحلف زمنا فيقول:«لا و أبيك» حتى نهي عن ذلك، ثم قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«لا يحلف أحدكم بالكعبة، فإنّ ذلك إشراك، و ليقل: و ربّ الكعبة»[13247].

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السقا، نا أبو العبّاس (2) المعقلي، ثنا عباس الدوري، قال: سمعت يحيى يقول في حديث يزيد بن سنان: قلت: يا رسول اللّه. قال يحيى: أهل بيت يزيد بن سنان يقولون: لم يلق يزيد بن سنان النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و لم يره.

أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن العلاّف، و أخبرني أبو المعمر الأنصاري عنه.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن أبي جعفر، و أبو الحسن بن العلاّف، قالا: أنا عبد الملك بن محمّد بن بشران، أنا أحمد بن إبراهيم الكندي، أنا محمّد بن جعفر الخرائطي، نا الربعي - يعني (3):العبّاس بن الفضل - نا العبّاس بن هشام الكلبي، قال: ضرب عبد الملك بعثا إلى اليمن، فأقاموا سنتين، حتى إذا كان ذات ليلة و هو بدمشق إذا هو بصوت امرأة فذكر عنها (4) حكاية، فقال عبد الملك لحاجبه: تعرف هذا المنزل ؟ قال: نعم، هذا منزل يزيد بن سنان.

أنبأنا أبو الحسين و أبو عبد اللّه قالا: أنا بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (5):

يزيد بن سنان الشّامي، روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أنه قال:«لا تحلفوا بالكعبة، و لا تحلفوا إلاّ باللّه».

روى عنه يحيى بن جابر الطائي.

[قال ابن عساكر:] (6) و لم يذكره البخاري.

ص: 219


1- تقرأ بالأصل و ز:«كنان» في الموضعين، و المثبت عن م.
2- كذا بالأصل، و م، و في «ز»: الغنائم.
3- كذا بالأصل و م، و مكانها في «ز»: «نا».
4- استدركت على هامش «ز»، و بعدها صح.
5- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 266/9.
6- زيادة منا للإيضاح.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة قال: يزيد بن سنان في إسناد حديثه نظر، و قيل: يزيد بن سنان، و ذكر الحديث الأول.

أنبأنا أبو سعد المطرز، و أبو علي الحدّاد، قالا: أنا أبو نعيم قال: يزيد بن شيبان و قيل: ابن سنان، مختلف في صحبته (1).

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (2):و أما سنان بنونين يزيد بن سنان، حديثه في الشاميين، روى أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم كان يحلف زمنا، فذكر الحديث، ثم قال: روى عنه عبد الرّحمن بن عائذ.

8288 - يزيد بن شجرة أبو شجرة الرّهاوي

8288 - يزيد بن شجرة أبو شجرة الرّهاوي (3)

يقال إن له صحبة.

كان يلي بعض الجيوش في قتال الروم.

روى عنه: عن أبي عبيدة بن الجرّاح.

روى عنه: مجاهد بن جبر، و أبو، و الزهري، و كان متألها متوقيا.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا محمّد بن يونس - يعني: الكديمي - نا يحيى بن كثير، نا (4) شعبة، عن الأعمش، عن مجاهد، عن يزيد بن شجرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«السيوف مفاتيح الجنّة»[13248].

أخبرنا أبوا (5) الحسن الفقيهان (6)،قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو الدحداح، نا عبد الوهّاب بن عبد الرحيم الأشجعي، نا محمّد بن شعيب بن شابور، عن أبي مهدي، عن أبي الزاهرية، عن أبي شجرة.

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«يوشك العلم أن يرفع» يرددها ثلاثا. قال زياد بن لبيد: بأبي أنت و أمي، و كيف يرفع العلم منا و هذا كتاب اللّه بين أظهرنا قد قرأناه، و يقرأه أبناؤنا، و يقرئه

ص: 220


1- راجع أسد الغابة 718/4.
2- الإكمال لابن ماكولا 439/4 و 444.
3- ترجمته في الإصابة 658/3 و أسد الغابة 719/4 و الجرح و التعديل 270/9 و طبقات ابن سعد 446/7 و الرهاوي بفتح الراء و الهاء نسبة إلى رهاء، و هي قبيلة من مذحج راجع الأنساب و أسد الغابة.
4- في «ز»: عن.
5- الأصل و م و ز: أبو.
6- في «ز»: الفقيه.

أبناؤنا (1) أبناءهم، فقال:«ثكلتك أمك يا زياد بن لبيد إن كنت لأعدك من فقهاء أهل المدينة، أ و ليس هؤلاء اليهود و النصارى عندهم التوراة و الإنجيل فما ذا أغنى عنهم، إن اللّه ليس يذهب بالعلم يرفعه (2) و لكن يذهب بجملته لا، قل (3):ما قبض اللّه عالما من هذه الأمة إلاّ كان ثغرة في الإسلام لا تسد بمثله إلى يوم القيامة»[13249].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر (4)،أنبأ أبو إسحاق البرمكي، أنا أبو الحسين (5) عبد اللّه بن إبراهيم بن جعفر بن بيان الزينبي (6)،ثنا جعفر بن محمّد بن الحسن الفريابي (7)،ثنا إسحاق بن راهوية، نا بقية بن الوليد، حدّثني بحير (8) بن سعد عن خالد بن معدان، عن كثير بن مرة، عن أبي شجرة قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لعائشة و دخل عليها:«أطعمينا» فقالت: ما عندنا طعام، فقال:

«أطعمينا» فقالت: و اللّه ما عندنا طعام - ثلاثا - فقال أبو بكر يعتذر عنها: و اللّه إن المرأة المؤمنة لا تحلف على أن ليس عندها طعام و هو عندها، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«المرأة المؤمنة في النساء كالغراب الأعصم في الغربان، فإن النار خلقت للسفهاء، و إن النساء أسفه السفهاء إلاّ صاحبة القسط (9) و السراج».

قال لي بقية: و هي التي تقوم على رأس زوجها توضئه[13250].

قال: و حدّثني محمّد بن مصفّى، نا بقية، نا بحير بإسناده مثله، و لم يذكر كلام بقية.

أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أنا شجاع المصقلي (10)،أنبأ ابن منده، أنا محمّد بن يعقوب، نا محمّد بن عيسى بن حبان، نا نصر بن حمّاد، نا يعقوب بن إبراهيم، نا خالد بن العلاء، عن مجاهد، عن يزيد بن شجرة قال:

خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في جنازة، و خرج الناس، فقال الناس خيرا و أثنوا خيرا، فجاء جبريل إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال: إنّ هذا الرجل ليس كما ذكروا، و لكنكم شهداء اللّه في

ص: 221


1- شطبت اللفظة من الأصل بخطين فوقها، و هي مثبتة في «ز»، و م.
2- الأصل و م: يرفع.
3- في «ز»: «لاول» مكان: لا، قل.
4- تحرفت في «ز» إلى: عمير.
5- كذا بالأصل و م، و ز: الحسن.
6- في م: الزبيدي.
7- في «ز»: الفيريابي.
8- كذا بالأصل، و في م:«يحيى» و في «ز»: «محمّد».
9- القسط : الكوز.
10- في «ز»: المعقلي.

الأرض و أمناؤه على خلقه، فقد قبل اللّه قولكم فيه، و غفر له ما لا تعلمون (1).

قال ابن مندة: غريب لم يكتبه إلاّ من هذا الوجه.

أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن طاهر بن بركات (2)،و أبو القاسم تمام بن عبد اللّه بن المظفّر، قالا: أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن طاوس، أنا عبد الملك بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران، أنا أبو بكر أحمد بن سلمان النجاد (3)،نا الحسن بن مكرم بن حسّان، نا محمّد بن عمر الواقدي، نا أسامة بن زيد، عن أبان بن صالح، عن مجاهد، عن أبي شجرة، و هو يزيد بن شجرة، عن أبي عبيدة بن الجرّاح قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«الجنّة مائة درجة، ما بين كلّ درجتين كما بين السماء و الأرض و الفردوس أعلى الجنّة، فإذا [سألتم] (4) اللّه الجنّة فسلوه الفردوس»[13251].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا محمّد بن عبيد اللّه بن الشخير الصيرفي، نا داود بن سليمان، نا أبو بدر عبّاد بن الوليد الغبري، نا الواقدي، عن أسامة بن زيد الليثي، عن أبي صالح، عن مجاهد، عن يزيد بن شجرة، عن أبي عبيدة بن الجراح قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«في (5) الجنّة مائة درجة كل درجة كما بين السماء و الأرض، و الفردوس أعلى الجنّة، و وسطها، و فوقه (6) عرش الرّحمن، و منها تنفجر أنهار الجنّة، فإذا سألتم اللّه فسلوه الفردوس»[13252].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - بقراءتي عليه - نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأ أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم القرشي، نا ابن عائذ قال: قال الوليد بن مسلم: سعيد بن عبد العزيز حدّثنا عن عطية بن قيس قال:

خرج بعث من دمشق عليهم سبرة بن فاتك الأسدي، و بعث من الأردن عليهم رجل من الرها، فالتقى البعثان بالقلمون (7)،فقال الرهاوي لسبرة بن فاتك: لو كان علينا وال واحد

ص: 222


1- الإصابة 658/3.
2- تحرفت بالأصل إلى:«ثوبان» و التصويب عن «ز»، و م. قارن مع مشيخة ابن عساكر 23/أ.
3- في «ز»: بن النجاد.
4- بالأصل:«سألهم» ثم شطبت، و استدرك على هامشه:«سألتم» و بعدها صح.
5- سقطت من «ز».
6- في م:«غرفة».
7- القلمون بفتح أوله و ثانيه، راجع معجم البلدان 391/4.

كان أجمع لأمرنا، فأجابه إلى ذلك سبرة، فقال الرهاوي: إما أن تؤمرني و إما أن أؤمرك، قال سبرة: فأنت الأمير، فقال الرهاوي: أ فيكم خالد بن الوليد؟ قالوا: نعم، قال: فإنّي قد أمّرته علينا و عليكم.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا محمّد بن يعقوب، و أحمد بن محمّد بن زياد قالا: نا أحمد بن عبد الجبّار، نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد قال:

خطبنا يزيد بن شجرة الرهاوي، و كان معاوية استعمله على الجيوش، فخطبنا و قال: يا أيها الناس، اذكروا نعمة اللّه عليكم، ما أحسن أثر نعمة اللّه عليكم، إنكم قد أصبحتم عليكم و أمسيتم من بين أحمر و أخضر، ثم ذكر الحديث (1).

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو بكر الخطيب، أنبأ أبو سعيد بن حسنويه، أنا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، نا عمر بن أحمد الأهوازي، نا خليفة بن خيّاط قال (2):و يزيد بن شجرة من الرّهاء بن منبه بن حرب بن علّة بن جلد بن مالك بن أدد (3).

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا محمّد بن يعقوب، و محمّد بن عبد اللّه بن يوسف العمّاني، قالا: نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال: سمعت أبي يقول: يزيد بن شجرة من أهل الشام، روى عنه مجاهد.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، و أبو العزّ بن منصور، قالا: أنا أحمد بن الحسن - زاد ابن المبارك: و أحمد بن الحسن (4) قالا:- أنا محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خيّاط قال (5)؛و من الرّهاء بن منبه بن حرب بن علّة بن جلد بن مالك بن أدد: يزيد بن شجرة، من ساكني الكوفة، استشهد ببلاد الروم و هو أمير على جيش سنة ثمان و خمسين.

ص: 223


1- الإصابة 658/3.
2- الخبر في طبقات خليفة بن خياط ص 137 رقم 500.
3- راجع جمهرة ابن حزم ص 412 و تاج العروس «أدد» طبعة دار الفكر.
4- كذا بالأصل و م، و ز: أحمد بن المبارك.
5- راجع طبقات خليفة بن خياط ص 137 رقم 500.

[قال ابن عساكر:] (1) يزيد بن شجرة الرّهاوي هذا من ساكني الشام، و كان ينزل الأردن، و هو صاحب مكة، كان معاوية وجهه إليها، قتلته الروم في البحر.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري (2)،أنا ابن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد قال (3):في الطبقة الأولى من أهل الشام بعد أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: يزيد بن شجرة الرّهاوي، قتل هو و أصحابه في البحر سنة ثمان و خمسين في خلافة معاوية بن أبي سفيان.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أحمد بن الحسن، أنا أبو العلاء، أنا البابسيري، أنا الأحوص بن المفضل، نا أبي قال: قال الواقدي: يزيد بن شجرة، كان يكنى أبا شجرة، و قد حدّث عن أبي عبيدة بن الجرّاح، قال الغلابي: فكان يزيد بن أبي زياد يرفع حديث يزيد بن شجرة، و قال: يزيد بن شجرة له صحبة.

أخبرنا أبو البركات أيضا، أنا ثابت، أنا الواسطي، أنا أبو بكر [أنا] (4) الأحوص بن المفضل، نا أبي (5) قال: و قد اختلف في يزيد بن شجرة، فسمعت الواقدي قال: كان يكنى أبا شجرة، و منهم من يقول: كانت له صحبة، و قتل يزيد بن شجرة بالروم و قد وجهه معاوية بن أبي سفيان ليحج بالناس، و وجه علي بن أبي طالب في تلك السنة ابن عبّاس، و أمّره على الحجّ ، فتنازعا الأمر، ثم اصطلحا على شيبة بن عثمان، فحجّ بالناس.

أخبرنا أبو الغنائم - في كتابه - ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل و أبو الحسين و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (6):يزيد بن شجرة الرّهاوي، له صحبة، قاله يزيد بن أبي زياد عن مجاهد.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ص: 224


1- زيادة منا للإيضاح.
2- زيد بعدها في «ز»: و حدثنا عمي أبو طالب (بياض، و كتب على الهامش: مقصوص بالأصل).
3- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 446/7.
4- سقطت من الأصل و استدركت للإيضاح عن «ز»، و م.
5- قوله:«نا أبي» سقط من «ز».
6- في التاريخ الكبير للبخاري لم أعثر على ترجمة له.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم (1) قال (2):يزيد بن شجرة الرّهاوي، شامي، يقال له صحبة، روى عنه مجاهد، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد المزكّي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في الطبقة الرابعة: يزيد بن شجرة الرّهاوي.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالا: أنبأ أبو الحسين الصيرفي - إجازة - أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الرابعة: يزيد بن شجرة الرّهاوي، قال عبد الرّحمن (3):أردني، كبير، و منزله الأردن.

كتب إليّ أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن الحطاب (4)،أنا أبو الفضل السعدي، أنبأ عبيد اللّه بن محمّد العكبري قال: قرئ على أبي القاسم البغوي قال في كتاب أسماء الصحابة: يزيد بن شجرة الرّهاوي.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو شجرة يزيد بن شجرة، عن أبي عبيدة عامر بن عبد اللّه بن الجرّاح الفهري، يروي عن أبي الحجّاج مجاهد بن جبر القرشي المكّي عنه، و حديثه ليس من مخرج صحيح.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: يزيد بن شجرة الرّهاوي قال بعضهم: له صحبة، و لا يثبت، روى عنه مجاهد بن جبر من حديث الثوري، و شعبة، عن منصور، عن مجاهد، و قال يزيد بن أبي زياد عن مجاهد: حدثت عن يزيد بن شجرة (5).

ص: 225


1- تحرفت بالأصل إلى: خالد.
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 270/9.
3- قوله:«قال عبد الرحمن».
4- تحرفت في «ز» إلى: الخطاب، بالخاء المعجمة.
5- كتب بعدها في «ز»: آخر الجزء السابع و العشرين بعد الخمسمائة يتلوه أخبرنا أبو محمّد بن حمزة قراءة عن أبي زكريا البخاري ح و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي بلغت سماعا على والدي الإمام العالم الحافظ الثقة أبي القاسم علي بن الحسن فسمعه أخي حسين و ابني محمّد و كتب العالم...... مقصوص بالأصل... السنة محدّث الشام أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة اللّه الشافعي أيده اللّه ابن أخيه أبو منصور عبد الرحمن ابن محمّد بن الحسن و الشيخ الفقيه جمال الدين أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن سعد اللّه الحنفي و الشيخ الصالح أبو بكر محمّد بن خلف بن كرما الصالحي و الأمين شمس الدولة أبو الحارث عبد الرحمن بن محمّد بن مرشد بن منقذ الكناني و الشيخ الفقيه أبو الثناء محمود بن غازي بن محمّد و زين الدولة أبو علي الحسين بن المحسن بن الحسين ابن أبي المضاء بقراءة القاضي أبي المواهب الحسن بن هبة اللّه بن محفوظ بن صصري و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الرحمن بن الحسين بن عبدان و القاضي أبو المعالي محمّد بن القاضي ذكي الدين أبي الحسن علي بن محمّد ابن يحيى القرشي و أبو ذكري يحيى بن علي بن مؤمل و يوسف بن أبي الحسين بن أحمد و اسماعيل بن حماد الدمشقي يوسف بن محلى بن إبراهيم و إبراهيم بن عطاء بن إبراهيم و بركات ساس قرحا و زين قريون و حمزة بن إبراهيم بن عبد اللّه و أبو الحسين بن علي بن خلدون و حسن بن محمّد بن محسن الخياط و المهذب أبو عبد اللّه محمّد بن سيدهم الأنصاري و محسن بن سراج بن محسن الشاغوري و أبو عبد اللّه بن الفضل بن الفتح الأنصاري و حسن بن مالان بن حسن الفراء و أبو الحسين بن نعمة اللّه بن عبد اللّه الفراس و يوسف بن سليمان بن عبد اللّه المصري و صديق بن إلياس بن سلامة و أبو القاسم بن سيد بن الحسين و خضر بن أبي سعيد بن أبي زيد و علي بن عبد الكريم بن الكويس و كاتب الأسماء عبد الرّحمن بن أبي منصور بن الحسين بن علي الشافعي و سمعه غير الورقتين الأوليين أبو المحاسن سليمان بن الفضل بن الحسين بن سليمان و إبراهيم بن مهدي بن علي الشاغوري و سمع نصفه الأول عبد الرّحمن بن أبي طاهر بن سفيان و إبراهيم بن غازي بن سلمان الشاغوري و فارس بن أبي طالب بن نجا و علي بن نجيم بن أحمد التميمي و عمر بن خضر بن تركيك و عين الدولة بن الكمش بن كمشتكين و رمضان بن علي بن أبي الفرج الأرجاني و أبو محمّد بن أبي نصر بن عبد اللّه البغدادي و سمع نصفه الآخر إسماعيل بن علي بن شجاع و مسرور بن سعد بن علي الواسطي و رافع بن محمّد بن رافع الخزرجي و شعبان بن أبي بكر بن بشتكين و أبو الفضل بن قاسم بن حماد و ذلك في يومي الاثنين و الخميس الرابع و العشرين من شهر ربيع الأول سنة خمس و ستين و خمسمائة بجامع دمشق و صح و الحمد للّه وحده ه . سمعنا جميع هذا الجزء من أوله إلى آخره على سيدنا الشيخ الفقيه الإمام العالم الحافظ الأوحد الثقة شيخ الإسلام أبي القاسم بن الشيخ الفقيه الإمام العالم الحافظ شيخ الإسلام أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة اللّه بن عبد اللّه مصنفه من لفظ الشيخ الفقيه الإمام العالم الحافظ القاضي أبي المواهب الحسن بن هبة اللّه بن محفوظ بن صصرى التغلبي أثابه اللّه أخوه القاضي الإمام شمس الدين أبو القاسم الحسين بن هبة اللّه بن محفوظ و الشيوخ الفقيه الإمام أبو جعفر أحمد بن علي بن أبي بكر بن إسماعيل القرطبي و أبو العباس أحمد بن نصر بن طعان الطريني و يوسف ابن أبي الفرج بن مهذب و بدل بن أبي المعمر بن إسماعيل التبريزي و أبو علي حسن بن علي بن عبد الوارث و أبو عبد اللّه محمّد بن ميمون بن مالك الأنصاري و محمّد بن سيدهم بن هبة اللّه الأنصاري و أبو الحسين هبة اللّه بن علي بن خلدون و عبد الرّحمن بن طالب بن سبع و أبو طالب بن علي بن أبي الفرج الكناني و زكريا بن عثمان بن خالد الموفاني و أبو الثناء محمود بن محمّد بن معاذ الخرقاني و محمود بن أحمد بن دارا الأردبيلي و سمع الجزء كله سوى قائمة من آخره عبد السّلام بن أبي بكر بن أحمد و أبو العباس أحمد بن علي بن يعلى السلمي و أبو بكر ابن عبد الرّحمن بن علي و مؤمن بن عبد اللّه بن أبي طالب و عبد الخالق بن عبد اللّه بن مجد اللبودي و أبو - عبد اللّه و أبو منصور ابنا أحمد بن محمّد و علامة بن خليفة بن حمدان و أخوه نعمة و آخرون بقراءة أسمائهم مثبتة في الفرع و سمع الجزء كله من أوله إلى آخره مثبت الأسماء علي بن محمّد بن علي بن جميل المعافري الطريفي و ذلك في نوب آخرها يوم الأحد سادس عشر ربيع الأوّل سنة إحدى و ثمانين و خمسمائة و الحمد للّه وحده و صلواته على سيدنا محمّد و آله و سلامه. بلغ من أول الجزء إلى آخره سماعا على الشيخ الأجل العالم الإمام الأوحد الحافظ الأصيل بهاء الدين شمس الحفاظ ناصر السنة زين الأئمة ثقة الثقات معتمد الرواة جمال الإسلام محدث الشام أبي محمّد القاسم بن الإمام الحافظ شيخ الإسلام ناصر الحديث أبي القاسم علي بن الحسن الشافعي أيّده اللّه ولده بالأصل علي عمره اللّه و الشيخ الإمام أبو جعفر أحمد بن علي بن أبي بكر القرطبي و ابناه أبو الحسن محمّد و أبو الحسين إسماعيل و فتاهم فرج الحبشي و القاضي الأجل العالم الإمام بهاء الدين أبو إسحاق إبراهيم بن أبي اليسر شاكر بن عبد اللّه ابن سليمان التنوخي و ع...... بقراءة الفقيه الأجل الأمين شمس الدين أبو القاسم الخضر ابن الحسين بن الخضر بن عبدان الأزدي و سمع كل واحد منهما ما قرأه الآخر و سمع الجزء بالقراءتين الشيخ أبو علي الحسن بن علي بن عبد الوارث التونسي و أبو سعد خلف بن محمّد بن شهدون التوزري و أبو الفضل حامد بن علي ابن أحمد الرحبي و أبو الحسن يعلى بن محمّد بن سيدهم الأنصاري الرياحي و أبو محمّد عبد السّلام بن أبي بكر ابن أحمد الشافعي و عبد العزيز بن عبد الملك بن تميم الشيباني و إسماعيل بن عبد اللّه بن الأنماطي و هذا خطه و سمع بعضه من سمه له في العقد الذي سمعه في نسخة الفرع في مجلسين آخرهما ثامن عشر ذي الحجة سنة خمس و تسعين و خمسمائة و الحمد للّه وحده و صلواته على سيدنا محمّد و آله و صحبه و سلامه ه . قرأت هذا الجزء كله على شيخنا الشيخ الإمام الفقيه العالم العامل فخر الدين مفتي المسلمين فقيه أهل الشام أبي منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن الحسن الشافعي بسماعه فيه من عمه مؤلفه و الملحق بإجازته منه فسمعه ابن أخيه أبو علي عبد اللّطيف بن الحسن بن محمّد بن الحسن و الإمام محب الدين أبو محمّد عبد العزيز بن الحسين بن عبد العزيز بن هلالة الأندلسي و الفقيه أبو محمّد عبد العزيز بن عثمان بن طاهر الإربلي و أبو بكر محمّد بن محمّد ابن أبي بكر البلخي و أخوه سليمان و محمّد و يحيى ابنا تمام بن يحيى بن الأمير عباس الحميري البصري و أبو المعالي عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن صابر السلمي و أبو بكر و عمر ابنا عبد الخالق بن أبي بكر المؤذن و عبد الواحد بن عبد السيّد بن بركات الصقلي المقدسي و أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن عبد اللّه بن الأنماطي و ذلك بجامع دمشق عشية يوم الأحد سادس عشر جمادى الآخرة سنة خمس عشرة و ستمائة و الحمد للّه وحده و صلواته على سيّدنا محمّد و آله و صحبه و سلامه ه .

ص: 226

أخبرنا (1) والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن (2) رحمه اللّه قال:

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة - قراءة - عن أبي زكريا عبد الرحيم بن أحمد.

ص: 227


1- كتب قبلها في «ز»: الجزء الثامن و العشرون بعد الخمسمائة من كتاب تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها تصنيف الإمام أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة اللّه الشافعي رحمه اللّه. سماع ولده الحافظ القاسم بن علي و أجازه له من بعض شيوخ أبيه رحمهم اللّه.
2- تحرفت في م إلى: الحسين.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد السّوسي، أنا إبراهيم بن يونس بن محمّد، أنا أبو زكريا.

ح و أخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة، أنبأ سهل بن بشر، أنبأ رشأ بن نظيف، قالا: نا عبد الغني بن سعيد قال: فأمّا الرّهاوي بالفتح منسوبون إلى قبيلة يزيد بن شجرة الرّهاوي، يعدّ في الصحابة.

أنبأنا أبو سعد محمّد بن محمّد، و أبو علي الحسن بن أحمد، قالا: قال: أنا أبو نعيم الحافظ : يزيد بن شجرة، يعدّ في أهل الشام، و قيل: الرّهاوي، حديثه عند مجاهد.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر علي بن هبة اللّه قال: و هذا وهم، يعني ما قاله عبد الغني بن سعيد، و القبيلة التي ينسب إليها بالضم، و هو رها بن منبه بن حرب بن علة (1) بن جلد بن مالك بن أدد بن يزيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ، و اسمه: عامر بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح عليه السلام، و قال ابن الكلبي في جمهرة (2) النسب: و ولد حرب بن علّة: منبها، و يزيد، فولد منبه: رهاء بطن، فولد رهاء: سليما، و عبد اللّه، فولد سليم: ثوبان و عرما، و جشما، و صعبا، و جذيمة، ثم ذكر سبأ، ثم قال: فولد عبد اللّه بن رهاء: طابخة، و واهبا، و سهيما، و حردا، و كنانة، فمن بني سهم: يزيد بن شجرة، كان شريفا، هؤلاء بنو منبه بن حرب بن علة، و هم رهاء.

و كذلك ذكره أبو عبيد القاسم بن سلاّم في كتاب النّسب (3)،و هكذا ذكره محمّد بن يزيد المبرد، و هكذا ذكره شباب، و لست أعرف بين أهل النسب خلافا أنه رهاء بضم الراء.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السقا، و أبو محمّد بن بالويه، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد، قال: سمعت يحيى يقول: يزيد بن شجرة له صحبة.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم العبدي، أنا أبو علي - إجازة-.

ص: 228


1- ضبطت بضم العين و فتح اللام و تخفيفها: علة عن الاكمال 269/6.
2- في «ز»: ترجمة.
3- راجع كتاب النسب لأبي عبيد ص 319.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):سمعت أبا زرعة يقول: روى محمّد بن فضيل عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد، عن يزيد بن شجرة قال: سمعت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و روى منصور عن مجاهد، عن يزيد بن شجرة قوله: لا يذكر النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و هذا أصح (2)،و أخطأ ابن فضيل فيما ذكر النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في حديثه.

أخبرنا (3) أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا ابن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: و يقال فيها - يعني: سنة ثمان و خمسين - يعني قتل يزيد بن شجرة في البحر.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (4):و فيها - يعني: سنة تسع و ثلاثين - بعث معاوية بن أبي سفيان يزيد بن شجرة الرّهاوي ليقيم الحجّ ، فنازعه قثم بن العبّاس، فسفر بينهما أبو سعيد الخدري و غيره، فاصطلحا على أن يقيم الحجّ شيبة بن عثمان، و يصلّي بالناس.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أحمد بن علي بن ثابت.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأ محمّد بن هبة اللّه، قالا: أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب قال: قال ابن بكير: قال الليث: و في سنة خمسين غزوة ابن قحذم، و فضالة بن عبيد، و ابن شجرة، و الحصين بن نمير، حرمه (5)الأولى، و في سنة سبع و خمسين غزوة ابن شجرة، و يأخذ ابن عوف قرطيشا (6).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - بقراءتي - نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن

ص: 229


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 270/9-271.
2- بالأصل: واضح، و المثبت عن «ز»، و م، و الجرح و التعديل.
3- سقط الخبر التالي من «ز»، و هو موجود في م.
4- تاريخ خليفة بن خياط ص 198.
5- كذا رسمها بالأصل و م و «ز».
6- كذا بالأصل و م و «ز»، و لم أجدها.

أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنبأ أحمد بن إبراهيم، نا ابن عائذ، ثنا الوليد، حدّثني - يعني: ابن علاف - عن يزيد بن عبيدة قال: و في سنة سبع و خمسين شتى يزيد بن شجرة أرض الروم.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأ شجاع بن علي، أنبأ أبو عبد اللّه محمّد بن إسحاق، نا محمّد بن يعقوب، و أحمد بن محمّد بن زياد، قالا: نا أحمد بن عبد الجبّار، نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد قال:

خطبنا يزيد بن شجرة الرّهاوي، و كان معاوية استعمله على الجيوش، فخطبنا، و قال:

يا أيها الناس، اذكروا نعمة اللّه عليكم، ما أحسن أثر نعمة اللّه عليكم، إنكم قد أصبحتم عليكم، و أمسيتم من بين أحمر و أخضر، ثم ذكر الحديث (1).

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل أنا أبو بكر أحمد بن الحسين (2)،أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو محمّد بن أبي حامد المقرئ، و أبو صادق العطّار، قالوا: ثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، نا إبراهيم بن مرزوق البصري - بمصر - نا سعيد بن عامر.

أخبرنا شعبة قال: كتب إلي منصور و قرأته عليه عن مجاهد، عن يزيد بن شجرة قال:

كان يزيد بن شجرة رجلا من رهاء، و كان معاوية يستعمله على الجيوش، فخطبنا يوما، فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: يا أيها الناس اذكروا نعمة اللّه عليكم، ما أحسن أثر نعمة اللّه عليكم، لو ترون ما أرى من بين أحمر و أصفر و من كل لون، و في الرحال ما فيها، إنه إذا أقيمت الصلاة فتحت أبواب السماء، و أبواب الجنّة و أبواب النار، فإذا التقى الصفّان فتحت أبواب السماء و أبواب الجنّة و أبواب النار، و زيّن الحور العين، فيطلعن، فإذا أقبل أحدكم بوجهه إلى القتال قلن: اللّهم ثبّته، اللّهمّ انصره، و إذا أدبر احتجبن عنه و قلن: اللّهمّ اغفر له، فأنهكوا وجوه القوم، فداء لكم أبي و أمي، فإنّ أول قطرة تقطر من دم أحدكم يحط اللّه بها عنه خطاياه كما يحط الغصن من ورق الشجر، و تبتدره (3) اثنتان من حور العين، و تمسحان التراب عن وجهه و تقولان: فدانا لك، و يقول: فدانا لكما، فيكسى مائة حلة، لو وضعت بين إصبعي هاتين لوسعتاهما، ليست من نسيج بني آدم، و لكنها من ثياب الجنّة،

ص: 230


1- تقدم الخبر بسنده قريبا.
2- قوله:«أنا أبو بكر أحمد بن الحسين» مكرر بالأصل.
3- الأصل:«و سدرة» و فوقها ضبة، و في م:«بندره» و المثبت عن «ز».

إنكم مكتوبون عند اللّه بأسمائكم و بسماتكم و نجواكم و خلالكم (1) و مجالسكم، فإذا كان يوم القيامة قيل: يا فلان، هذا نورك، يا فلان لا نور لك، و إنّ لجهنم جنابا من ساحل كساحل البحر فيه هوامّ ، حيات كالبخاتي، و عقارب كالبغال الدك (2)،أو كالدك البغال، فإذا سأل أهل النار التخفيف قيل: اخرجوا إلى الساحل، فيأخذهم تلك الهوامّ ، شفاههم و جنوبهم، و ما شاء اللّه من ذلك فيكشطها، فيرجعون، فيبادرون إلى معظم النار، و يسلّط عليهم الجرب، حتى إن أحدهم ليحكّ جلده حتى يبدو العظم، فيقال: يا فلان، هل يؤذيك هذا؟ فيقول:

نعم، فيقال له: ذلك بما كنت تؤذي المؤمنين.

أخبرنا أبوا (3) الحسن الفقيهان، قالا: أنبأ أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، نا علي بن حرب، نا محمّد بن فضيل بن غزوان الضبّي، ثنا يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد قال:

قام يزيد بن شجرة في أصحابه فقال: أيها الناس إنّها قد أصبحت عليكم و أمسيت من بين أخضر و أصفر و أحمر، و في البيوت ما فيها، فإذا لقيتم العدو غدا فقدما قدما، فإنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«ما تقدم رجل خطوة إلاّ اطلع عليه الحور العين، فإذا تأخر استترن منه، فإذا استشهد كانت أول نضحة من دمه كفّارة لخطاياه، و تنزل إليه اثنتان من الحور العين تنفضان عنه التراب، و تقولان: مرحبا، فداؤنا لك، و يقول: مرحبا، فدائي لكما».

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر بن إسماعيل قالا: ثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك (4)،أنبأ زائدة، عن منصور، عن مجاهد قال:

كان يزيد بن شجرة مما يذكرنا فيبكي، و كان يصدق بكاءه بفعله، و كان يقول: يا أيها الناس، اذكروا نعمة اللّه عليكم، ما أحسن أثر نعمة اللّه عليكم، لو ترون ما أرى من بين أحمر و أصفر و أبيض و أسود، و في الرحال ما فيها، إن الصلاة إذا أقيمت فتحت أبواب السماء، و أبواب الجنّة، و أبواب النار، و إذا التقى الصفان فتحت أبواب السماء، و أبواب

ص: 231


1- الأصل: و حلالكم، و المثبت عن «ز»، و م.
2- يقال: فرس دك إذا كان عريض الظهر قصيرا، قال: و هي البراذين، تاج العروس: دكك (طبعة دار الفكر).
3- الأصل و م و «ز»: أبو.
4- رواه عبد اللّه بن المبارك في الزهد و الرقائق ص 43 رقم 133 في باب ما جاء في الحزن و البكاء.

الجنّة، و أبواب النار، و زيّن الحور العين، فاطّلعن فإذا أقبل الرجل بوجهه قلن: اللّهمّ أعنه، اللّهمّ ثبّته، و إذا أدبر احتجبن منه، و قلن: اللّهمّ اغفر له، فأنهكوا وجوه القوم، فدا لكم أبي و أمي، و لا تخزوا الحور العين، فإذا قتل كان أول نفحة من دمه تحط عنه خطاياه كما يحط الورق عن الشجرة، و تنزل (1) إليه اثنتان فتمسحان عن وجهه التراب، و قلن: فدانا (2) لك، و قال لهما: فدانا (3) لكما، ثم كسي مائة حلة، لو جعلها بين إصبعيه لوسعته (4)،ليس من نسيج بني آدم، و لكن من نبت الجنّة.

رواه الزهري عن يزيد بن شجرة، فزاد في إسناده رجلا و رفعه.

حدّثناه أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأ أبو حامد (5) الأزهري، أنبأ أبو سعيد محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أنبأ أبو حامد بن الشّرقي (6)،ثنا محمّد بن يحيى، ثنا سعد (7) بن عبد الحميد، أنا عبّاس بن الفضل الأنصاري، عن القاسم بن عبد الرّحمن الأنصاري، عن الزهري، عن يزيد بن شجرة عن جدار (8) قال:

غزونا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فلقينا عدونا، فقام فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال:«أيّها الناس، إنكم قد أصبحتم عليكم من اللّه نعم بين خضراء و صفراء و حمراء، و في البيوت (9) ما فيها، فإذا لقيتم عدوكم فقدما قدما، فإنه ليس منكم أحد يحمل في سبيل اللّه إلاّ نزل عليه اثنتان من الحور العين، فإذا حمل استترتا (10) منه، فإذا استشهد فأول قطرة تقع من دمه يكفر اللّه عنه بها كلّ خطيئة له، يجيئان فيجلسان عند رأسه يمسحان عن وجهه التراب تقولان: يا مرحبا ففدانا (11) لك، و يقول هو: يا مرحبا، ففدانا (12) لكما.

ص: 232


1- الأصل و م و «ز»: نزل، و المثبت عن الزهد و الرقائق.
2- كذا بالأصل و م، و في «ز»: «فداؤنا» و في الزهد:«قد أنى».
3- كذا بالأصل، و م، و في «ز»: فداؤنا، و في الزهد: لقد أنى.
4- كذا بالأصل و م، و في «ز»: لوسعتاها.
5- كذا بالأصل و م، و في «ز»: محمّد.
6- تحرفت في الأصل إلى: الشرفي، و المثبت عن «ز»، و م.
7- رواه ابن الأثير في أسد الغابة 326/1-327 في ترجمة جدار الأسلمي، من طريق أبي معاذ الحكمي سعد بن عبد الحميد بن جعفر، و هو ما أثبت، و بالأصل و «ز»: «سعيد» و التصويب عن م و أسد الغابة.
8- الأصل: حدار، تصحيف، و المثبت عن «ز»، و م، و أسد الغابة.
9- في أسد الغابة: الرحال.
10- الأصل:«استبدا» و في «ز»: «اسنندا» و في م:«اسندا» و المثبت عن أسد الغابة.
11- كذا بالأصل، و في «ز»: «فداؤنا... ففداؤنا» و في م:«فقدانا».. «فقداتا» و في أسد الغابة: قدآن... قدآن.
12- كذا بالأصل، و في «ز»: «فداؤنا... ففداؤنا» و في م:«فقدانا».. «فقداتا» و في أسد الغابة: قدآن... قدآن.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنبأ أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو الطّيّب محمّد بن جعفر الزراد (1)،ثنا عبيد اللّه بن سعد الزهري، قال:

قال: أبي سعد بن إبراهيم: ثم سار معاوية إلى دجلة سنة تسع و ثلاثين، و بعث [علي] (2)عبد اللّه بن العبّاس على الموسم، و بعث معاوية يزيد بن شجرة الرّهاوي... (3) على الإمرة على الموسم، فأمّرا شيبة بن عثمان.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: قال الواقدي: فيها - يعني: سنة ثمان (4) و خمسين - قتل (5) يزيد بن شجرة في البحر في السفن، و ذكر أن أباه أخبره عن إبراهيم بن عبد اللّه، عن محمّد بن سعد، عن الواقدي بذلك.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (6):و فيها - يعني: سنة خمس و خمسين - غزا يزيد بن شجرة الرّهاوي، فقتل، و قال بعضهم: لم يقتل في هذه الغزاة قتل بعد ذلك، في سنة ثمان و خمسين (7)،ثم قال خليفة (8):و فيها - يعني: سنة ثمان و خمسين - غزا يزيد بن شجرة الرّهاوي فأصيب هو و أصحابه.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأ علي بن أحمد بن محمّد، أنبأ أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم قال: سنة ثمان و خمسين مات يزيد بن شجرة الرّهاوي.

8289 - يزيد بن شجعة الحميريّ

من أهل دمشق. كان في الجيش الذي أمد به معاوية عثمان بن عفّان مع حبيب بن مسلمة، له ذكر.

ص: 233


1- في «ز»: «الرذاد» خطأ.
2- سقطت اللفظة من الأصل و م و «ز».
3- كلمة غير مقروءة، ففي الأصل:«فتيان» و في م و «ز»: «فسار».
4- كذا بالأصل و م، و في «ز»: خمس.
5- سقطت اللفظة من «ز».
6- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 223.
7- قوله:«في سنة ثمان و خمسين» ليس في تاريخ خليفة.
8- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 225.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو بكر بن سيف، أنا السّري بن يحيى، أنا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن أبي حارثة، و أبي عثمان قالا:

لما أتى معاوية الخبر أرسل إلى حبيب بن مسلمة الفهري، فقال: إن عثمان قد حصر، فأشر عليّ برجل ينفذ لأمري و لا يقصّر، فقال: ما أعرف ذلك غيري، فقال: أنت لها، فأشر عليّ برجل أبعثه (1) على مقدمتك لا يتهم رأيه و لا نصيحته، و عجّله في سرعان الناس، قال:

أ من جندي أم من غيرهم ؟ فقال: من أهل الشام، فقال: إن أردته من جندي أشرت به عليك، و إن كان من غيرهم فإنّي أكره أن أغرّك بمن لا علم لي به، فقال: فهاته من جندك، قال:

يزيد بن شجعة الحميريّ ، فإنه كما تحبّ ، فإنهم لفي ذلك إذ قدم الكتاب بالحصر. فدعاهما ثم قال لهم: النجاء سيرا فأغيثا أمير المؤمنين، و تعجّل أنت يا يزيد، و إن قدمت يا حبيب و عثمان حيّ فهو الخليفة، و الأمر أمره، فانفذ لما يأمرك به، و إن وجدته قد قتل فلا تدعنّ أحدا أشار إليه و لا أعان (2) عليه إلاّ قتلته (3)،و انح أتاك شيء قبل أن يصل فأقم، حتى أرى من رأيي، و بعث يزيد بن شجعة، فأمضاه على المقدمة، في ألف فارس على البغال، يقودون الخيل معهم الإبل، عليها الروايا، و أتبعهم حبيب بن مسلمة، و هو على الناس.

8290 - يزيد بن شرحبيل بن السّمط الكندي الحمصي

أحد وجوه أهل الشام.

غزا مع يزيد بن معاوية القسطنطينية سنة خمسين، له ذكر.

8291 - يزيد بن شريح الحضرميّ الحمصيّ

8291 - يزيد بن شريح الحضرميّ الحمصيّ (4)

سمع أبا حي المؤذن.

و روى عن ثوبان، و أبي أمامة الباهلي، و كعب بن ماتع الخير، و عائشة أم المؤمنين.

روى عنه: حبيب بن صالح، و محمّد بن الوليد الزبيدي، و أبو الزاهرية حدير بن

ص: 234


1- في «ز»: أثبته.
2- في «ز»: أغار.
3- قوله:«إلاّ قتلته» مكانه بياض في «ز».
4- ترجمته في تهذيب الكمال 327/20 و تهذيب التهذيب 212/6 و التاريخ الكبير 341/8 و الجرح و التعديل 9/ 271 و ميزان الاعتدال 429/4.

كريب (1)،و السفر بن نسير (2) الأزدي، و ثور بن يزيد الكلاعي، و يزيد بن أيهم أبو رواحة الحمصيّ ، و قدم دمشق، و بها سمع من كعب.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو سعيد بن أبي عمرو (3) قالا: نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، نا العبّاس بن محمّد الدوري، نا زيد بن حباب العكلي، نا معاوية بن صالح، حدّثني السفر بن نسير (4) الأزدي، عن يزيد بن شريح الحضرميّ ، عن أبي أمامة الباهلي قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إذا أمّ الرجل القوم فلا يختص بدعاء دونهم، فإن فعل فقد خانهم، و لا يدخل عينه في بيت قوم بغير إذنهم، فإن فعل فقد خانهم»[13253].

أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد الشرابي، و أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالا:

أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو العبّاس بن قتيبة، نا حرملة.

ح و أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنبأ إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم، أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد، أنا عبد اللّه بن محمّد بن زياد، ثنا بحر بن نصر.

ح و أخبرنا أبو منصور أحمد بن محمّد بن بيان، قال: أخبرتنا عائشة بنت الحسن بن إبراهيم، أنا عبد اللّه بن عمر بن عبد اللّه بن الهيثم، ثنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد الكريم، ثنا بحر بن نصر الخولاني قالا: أنا ابن وهب، حدّثني معاوية بن صالح، عن السفر بن نسير، عن يزيد بن شريح الحضرميّ ، عن أبي أمامة - زاد بحر: الباهلي - عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أنه قال:

«لا يأتي أحدكم الصلاة و هو حقن (5) حتى يتخفّف، و من أدخل عينه في بيت بغير إذن أهله فقد دمر (6)،و من صلّى بقوم فخصّ نفسه بدعوة من دونهم فقد خانهم»[13254].

انتهى حديث أبي منصور، و زاد الآخران: قال السفر (7):بينا أحدّث بهذا الحديث في

ص: 235


1- تحرفت بالأصل و «ز»، و م إلى:«الحريب» و التصويب عن تهذيب الكمال.
2- تحرفت بالأصل و «ز»، و م إلى: بشير، و التصويب عن تهذيب الكمال.
3- في «ز»: عمر.
4- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: بشير.
5- الحقن و الحاقن الذي له بول شديد (تاج العروس).
6- دمر: دخل بغير إذن.
7- في م: الشعر، خطأ.

قوم قال رجل من الأعراب: و أنا سمعت من أبي أمامة الباهلي.

رواه غيره عن يزيد، فقال: عن أبي حيّ عن أبي هريرة.

أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، أنبأ أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي، أنبأ أبو بكر أحمد بن سلمان (1) النجّاد - ببغداد - نا يحيى بن جعفر بن الزبرقان، أنبأ يزيد بن هارون، أنا أصبغ بن زيد، نا منصور، عن ثور بن يزيد، عن يزيد بن شريح، عن أبي حي المؤذّن، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«لا يحلّ لرجل أو لامرئ أن يصلّي و هو حاقن حتى يتخفف و لا يحلّ لامرئ مسلم أن يؤم قوما إلاّ بإذنهم (2)،و لا يخصّ نفسه بدعوة دونهم، فإن فعل فقد خانهم، و لا يحلّ لامرئ مسلم أن ينظر في قعر بيت فإن نظر فقد دمر - أو قال: فقد دخل-» [13255].

و رواه غيره عن يزيد عن أبي حيّ ، عن ثوبان.

أخبرناه أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو زكريا، أنا أحمد بن سلمان (3)، ثنا محمّد بن الهيثم، نا موسى بن أيوب، نا بقية قال: قال لي شعبة: كيف حدّثك حبيب بن صالح: اردد على اشفنى فقلت: حدّثني حبيب بن صالح عن يزيد بن شريح، عن أبي حيّ المؤذن، عن ثوبان عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم نحوه.

تابعه إسماعيل بن عيّاش عن حبيب بن صالح.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنبأ أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا سليمان بن عمر بن خالد الرقّي، نا بقية، عن يزيد بن أيهم، عن يزيد بن شريح، عن عائشة قالت: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إذا غضبت عائشة وضع يده على منكبها فقال:«اللّهمّ اغفر لها ذنبها، و اذهب غيظ قلبها، و أعذها من مضلاّت الفتن»[13256].

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، أنبأ نصر بن إبراهيم - إجازة - إن لم يكن سماعا، أنا أبو علي الحسن بن جماعة بن عبد اللّه ببيت [المقدس] (4) قال: قرأت على الشيخ أبي بكر محمّد بن عقيل بن محمّد الفقيه، نا أبو العبّاس أحمد بن خلف بن محمّد

ص: 236


1- تحرفت في م إلى: سليمان.
2- في «ز»: بإذنه.
3- تحرفت في م إلى: سليمان.
4- سقطت من الأصل، و استدركت للإيضاح عن «ز»، و م.

السنجي، حدّثني أبي خلف بن محمّد، نا محمّد بن الفضل، نا أبو عبد اللّه السقطي محمّد بن النعمان بن بشير النيسابوري، نا سليمان بن شرحبيل، نا ابن عيّاش - و هو إسماعيل - عن بحير بن سعد الكلاعي، عن خالد بن معدان، عن يزيد بن شريح قال:

خرجت أنا و ابن عمّ لي نريد الصّلاة في بيت المقدس، فنزلنا على كعب الأحبار بدمشق، فقال لي: أين تريد؟ فقلت: أريد إيلياء، فقال: لا تقل إيلياء، و لكن قل: بيت المقدس، صفوة اللّه من بلاده، و خيرته و كنزه و مقامه - يعني: فيها صفوة اللّه من عباده - منها تبسط الأرض، و إليها تطوى، يطلع اللّه إليها كل صلاة، فيذرّ عليها رحمته و حنانه، ثم يذرّ على سائر البلدان. من خرج من بيته لا يعنيه (1) إلاّ الصلاة فيه خرج من ذنوبه مثل يوم ولدته أمّه.

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي - في كتابه - ثم حدّثنا أبو الفضل، أنبأ أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (2):

يزيد بن شريح الحضرميّ [عن أبي أمامة و كعب] (3)،سمع أبا حيّ المؤذّن، روى عنه حبيب بن صالح، و الزبيدي [و السفر بن نسير، و أبو الزاهرية، و محمّد بن زياد] (4)،قال عبد اللّه عن معاوية، عن السفر بن نسير (5)،عن يزيد بن شريح عن أبي أمامة قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«لا يأتي أحدكم الصلاة و هو حقن»[13257].

و عن معاوية عن أبي الزاهرية، عن يزيد بن شريح عن كعب: إذا أراد اللّه أن يطلع الشمس من مغربها أدارها بالقطب.

أنبأنا أبو الحسين و أبو عبد اللّه، قالا: أنا أبو القاسم، أنبأ حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (6):

ص: 237


1- إعجامها مضطرب في الأصل و تقرأ فيه:«يعبثه»، و في م:«بغيته» و المثبت عن «ز».
2- التاريخ الكبير 341/8.
3- الزيادة للإيضاح عن التاريخ الكبير.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و «ز»، و استدرك عن التاريخ الكبير.
5- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: بشير.
6- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 271/9.

يزيد بن شريح الحضرميّ ، سمع أبا حيّ المؤذّن، روى عن ثوبان، و أبي أمامة، و كعب، روى عنه حبيب بن صالح، و الزبيدي، و أبو الزاهرية، و السفر بن نسير (1)،سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو القاسم تمّام بن محمّد، ثنا أبو عبد اللّه الكندي، ثنا أبو زرعة قال في طبقة قدم تلي الطبقة العليا من تابعي أهل الشام:

يزيد بن شريح، روى عن كعب.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه قراءة عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأ أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الثانية: يزيد بن شريح الحضرميّ الأكبر، حمصي، حفظ عن كعب.

أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمّد.

و أخبرنا عمي رحمه اللّه، أنا أبو طالب - قراءة - أنا أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي، أنا أبو الحسين محمّد بن المظفر، أنا بكر بن أحمد بن حفص، نا أحمد بن محمّد بن عيسى، قال: يزيد بن شريح التيمي و هو الأكبر، حدّث عن كعب.

قرأت في كتاب عمرو بن المهاجر بن حبيب في سجل لهم سجله عبد الأعلى بن عدي البهراني القاضي، شهد فلان بن فلان، و يزيد بن شريح الكلاعي و كتب في مستهل ذي القعدة سنة إحدى و مائة.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن علي بن هبة اللّه بن جعفر قال (2):أما شريح بشين معجمة و حاء مهملة، يزيد بن شريح، حمصي، يروي عن أبي حيّ المؤذّن، عن ثوبان.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه (3)،أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب، نا محمّد بن مصفّى، نا بقية، نا حبيب بن صالح - و هو

ص: 238


1- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: بشير.
2- الاكمال لابن ماكولا 277/4 و 282.
3- قوله:«أنا محمّد بن هبة اللّه» مكرر بالأصل.

حسن الحديث - عن يزيد بن شريح، و هو من صالحي أهل الشام، حضرمي، عن أبي حيّ المؤذّن، فذكر حديثا.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين، أنا أحمد بن محمّد بن غالب، قال: قلت: يعني للدارقطني: يزيد بن شريح عن أبي أمامة ؟ قال:

حمصي، يعتبر به (1).

8292 - يزيد بن صخر أبي سفيان بن حرب بن أميّة

8292 - يزيد بن صخر أبي (2) سفيان بن حرب بن أميّة

ابن عبد شمس بن عبد مناف أبو خالد الأموي (3)

له صحبة.

روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم حديثا واحدا، و عن أبي بكر الصدّيق.

روى عنه: أبو عبد اللّه الأشعري، و جنادة بن أبي أمية الأزدي.

و شهد حصار دمشق، و وليها بعد الفتح، و شهد وقعة اليرموك.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنبأ أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، نا أبو الدحداح، ثنا أبو عامر موسى بن عامر، نا الوليد بن مسلم، نا شيبة بن الأحنف الأوزاعي، نا أبو سلام الأسود، نا أبو صالح الأشعري، عن أبي عبد اللّه الأشعري قال:

صلّى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بأصحابه، ثم جلس في عصابة منهم، فجاء رجل، فقام يصلي لا يركع، و ينقر في سجوده، و النبي صلّى اللّه عليه و سلّم ينظر إليه، فقال:«ترون هذا لو مات على هذا مات على غير ملة محمّد، ينقر صلاته كما ينقر الغراب الدم، مثل الذي يصلي و لا يركع و ينقر في سجوده كالجائع لا يأكل إلاّ تمرة أو تمرتين، فما ذا تغنيان عنه، و أسبغوا الوضوء، و ويل للأعقاب من النار، أتمّوا الركوع و السجود»[13258].

قال أبو صالح: فقلت لأبي عبد اللّه الأشعري: من حدّثك بهذا الحديث ؟ قال: أمراء الأجناد: عمرو بن العاص، و خالد بن الوليد، و يزيد بن أبي سفيان، و شرحبيل بن حسنة، كلّ هؤلاء سمعه من النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

ص: 239


1- ميزان الاعتدال 429/4.
2- في م: بن، تصحيف.
3- ترجمته في نسب قريش ص 125 و التاريخ الكبير 317/8 و تهذيب الكمال 319/20 و تهذيب التهذيب 209/6 و الإصابة 656/3 و أسد الغابة 715/4 و سير أعلام النبلاء 328/1 و طبقات خليفة ص 39 و طبقات ابن سعد 7/ 405 و الجرح و التعديل 271/9.

رواه غيره عن الوليد، فلم يذكر فيه يزيد بن أبي سفيان.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأ أحمد بن عبيد بن الفضل - إجازة - نا محمّد بن الحسين، ثنا ابن أبي خيثمة، أنا مصعب (1)ابن عبد اللّه قال: يزيد بن أبي سفيان، ولاّه أبو بكر الصدّيق ربع أجناد الشام، مات في زمن عمر بن الخطّاب، و استخلف على عمله معاوية أخاه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ ثابت بن منصور، قالا: أنا أحمد بن الحسن بن أحمد - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا محمّد بن الحسن أنا محمّد بن أحمد، أنا عمر بن أحمد، ثنا خليفة قال (2):أبو سفيان: و ابناه يزيد و معاوية ابنا أبي سفيان، مات يزيد في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة، و أمّه هند بنت حبيب بن نوفل بن غنم بن فهر بن كنانة بن خزيمة.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر المعدّل، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار قال (3):

و يزيد بن أبي سفيان ولاّه أبو بكر الصدّيق ربع أجناد الشام، و مات في زمن عمر بن الخطّاب، و استخلف على عمله أخاه معاوية، و أمّه زينب بنت نوفل بن خلف بن قوالة (4) بن حذيفة بن طريف بن علقمة - و علقمة الذي يقال له: جذل الطعان - بن فراس بن غنم بن مالك بن كنانة، و أخواه لأمّه: عمرو (5) بن أمية، و كثنة بنت أمية بن أبي سفيان بن أمية بن عبد شمس، و كانت كثنة بنت أمية عند معاوية بن أبي سفيان، و من قبل ما استعمل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يزيد بن أبي سفيان على صدقة أخواله بني فراس بن غنم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا أبو علي بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال (6) في الطبقة الرابعة:

ص: 240


1- تحرفت بالأصل إلى: سمعت، و التصويب عن «ز»، و م.
2- طبقات خليفة بن خيّاط ص 39.
3- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 125-126.
4- كذا بالأصل و م و «ز»، و في نسب قريش: فوالة.
5- كذا بالأصل و م و «ز»، و في نسب قريش: عمر.
6- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 405/7-406.

يزيد بن أبي سفيان بن حرب بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، و أمّه زينب بنت نوفل بن خلف بن قوالة بن جذيمة بن علقمة بن فراس بن غنم بن مالك بن كنانة، و ليس له عقب، و أسلم يوم فتح مكة، و شهد مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حنينا، و أعطاه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من غنائم حنين مائة من الإبل و أربعين أوقية وزنها له بلال، و لم يزل يذكر بخير، و عقد له أبو بكر الصدّيق مع أمراء الجيوش إلى الشام.

قال محمّد بن عمر: و توفي أبو بكر و الشام على أربعة أمراء: عمرو بن العاص، و يزيد بن أبي سفيان، و خالد بن الوليد، و شرحبيل بن حسنة، فلمّا ولي عمر عزل خالد بن الوليد، و ولّى أبا عبيدة بن الجرّاح، و عزل شرحبيل بن حسنة و تفرّق جنده في الأجناد، و ولي يزيد بن أبي سفيان دمشق، فلم يزل واليا حتى مات في طاعون عمواس بالشام سنة ثماني عشرة.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، ثم أخبرني أبو الفضل الحافظ عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي قال:

و يزيد بن أبي سفيان بن حرب بن أميّة، أمّه من بني غنم بن مالك بن كنانة، مات في طاعون عمواس، سنة ثمان عشرة، له حديث.

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (1):

يزيد بن أبي سفيان بن حرب القرشي، له صحبة، كان أمير الأجناد بالشام في زمن [أبي بكر و زمن] (2) عمر، ثم توفي بعد أبي عبيدة في زمن عمر، فنعاه عمر لأبي سفيان، قال: يرحمه اللّه، فمن أمّرت بعده ؟ قال: معاوية. قاله عبد اللّه (3) بن محمّد، عن عبد الرزّاق، أنا معمر، عن الزهري.

أنبأنا أبو الحسين و أبو عبد اللّه - مناولة (4)-قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ص: 241


1- التاريخ الكبير للبخاري 317/8.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و «ز»، و استدرك عن التاريخ الكبير.
3- تحرفت بالأصل إلى: عبيد اللّه، و التصويب عن «ز»، و م، و التاريخ الكبير.
4- سقطت اللفظة من م و «ز».

ح قال: و أنا الحسين، أنا ابن الفأفاء (1)،قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (2):

يزيد بن أبي سفيان، و أبو سفيان صخر بن حرب بن أميّة القرشي، كان أمير الأجناد بالشام زمن عمر بن الخطّاب، له صحبة، و مات بالشام بعد أبي عبيدة في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة، فنعاه عمر إلى أبي سفيان.

فيما رواه عبد الرزّاق عن معمر، عن الزهري، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال: يزيد بن أبي سفيان بن حرب بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف قال عبد الرّحمن بن إبراهيم: توفي بالشام.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا - قراءة - عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنبأ أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير قال: سمعت ابن سميع يقول في تسمية أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ممن حفظ عنه الحديث من قريش، ثم من بني عبد شمس: يزيد بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف.

قال أبو سعيد عبد الرّحمن بن إبراهيم دحيم: مات بالشام، أمّره أبو بكر على جماعة الناس.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنبأ أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي محمّد بن أحمد بن الحسن، أنا أبو جعفر محمّد بن (3) عثمان قال:

يزيد بن أبي سفيان أبو خالد.

أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد، أنا أبو الفضل السعدي، أنا أبو عبد اللّه بن بطة قال: قرئ على أبي القاسم البغوي قال: يزيد بن أبي سفيان بن حرب، سكن الشام، و مات بها في خلافة عمر بن الخطّاب.

ص: 242


1- في «ز»: «العامى».
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 271/9-272.
3- كذا بالأصل و م، و في «ز»: محمّد بن أبي عثمان.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي (1)،أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأ أبو أحمد قال: يزيد بن أبي سفيان بن حرب بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي أبي سفيان صخر بن حرب، و أم يزيد هند بنت حبيب بن نوفل بن غنم بن فهر بن كنانة بن خزيمة، له صحبة من النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و كان أمير الأجناد بالشام، مات بعد أبي عبيدة بن الجرّاح، فنعاه عمر إلى أبي سفيان، و قال: رحمه اللّه، مات في طاعون عمواس بالشام سنة ثمان عشرة، و يقال: لم يعقب، و كان يقال له يزيد الخير.

أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أنا شجاع المصقلي، أنا أبو عبد اللّه [العبدي] (2) قال:

يزيد بن أبي سفيان بن حرب (3) القرشي الأموي، له صحبة، و كان أمير الأجناد بالشام، زمن أبي بكر و عمر، ثم توفي بعد أبي عبيدة بن الجرّاح، فنعاه عمر إلى أبي سفيان، يكنى أبا خالد، أمه أم الحكم، و اسمها زينب بنت نوفل بن خلف من بني حلاس، ثم من بني كنانة، و توفي سنة تسع (4) عشرة بدمشق، روى عنه أبو عبد اللّه الأشعري.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحدّاد، قالا: قال: أنا أبو نعيم قال: يزيد بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أميّة بن عبد شمس، بعثه أبو بكر الصدّيق إلى الشام، فخرج مشيعا له ماشيا، و أقرّه عمر، توفي بالشام سنة ثمان عشرة، أحد أمراء الأجناد، يكنى أبا خالد، أمّه أم الحكم زينب بنت نوفل بن خلف من بني حلاس، ثم من بني كنانة، حديثه عند أبي عبد اللّه الأشعري.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، حدّثني المدائني أبو الحسن، عن عبد الرّحمن بن معاوية، عن إسماعيل بن أمية قال: أفاض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عن يمينه أبو سفيان بن حرب، و عن يساره الحارث بن هشام، و بين يديه يزيد و معاوية ابنا أبي سفيان على فرسين.

قال: و حدّثني عمي مصعب بن عبد اللّه: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم استعمل يزيد بن أبي سفيان على بني فراس لخئولته فيهم، فقدم بمال فلقيه أبوه أبو سفيان بن حرب و طلبه منه،

ص: 243


1- أقحم بعدها بالأصل:«أنا علي».
2- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز»، و م.
3- قوله:«بن حرب» سقطتا من «ز».
4- كذا بالأصل، و في «ز»، و م: سبع عشرة.

فأبى أن يعطيه إياه، فقال له:[فأعلم] (1) رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أنّي طلبته منك، فلمّا دفع المال إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أعلمه أن أباه طلبه منه فقال له:«فعد به على أبيك».

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، حدّثني عبد اللّه بن يزيد، عن سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرّحمن بن عوف قال: لما عزل أبو بكر خالدا - يعني: بن سعيد بن العاص - ولّى يزيد بن أبي سفيان جنده، و دفع لواءه إلى يزيد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، ثنا الحسين بن فهم، نا ابن سعد، أنا محمّد بن عمر، أخبرني أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي سفيان، عن عبد [المجيد] (2) بن سهيل، عن عوف بن الحارث، عن ابن عمر قال: لما عقد أبو بكر الأمراء على الشام كنت في جيش خالد بن سعيد بن العاص، فصلّى بنا الصبح بذي المروة، و هو على الجيوش كلّها، فو اللّه إنّا لعنده إذ أتاه آت فقال: قدم يزيد بن أبي سفيان، فقال خالد بن سعيد: هذا عمل عمر بن الخطّاب، كلّم أبا بكر في عزلي، و ولّى يزيد بن أبي سفيان، فقال ابن عمر: فأردت أن أتكلم ثم عزم لي على الصمت، قال: فتحولنا إلى يزيد بن أبي سفيان، و صار خالد كرجل منهم، و قال محمّد بن عمر: و هذا أثبت عندنا مما روي في عزل خالد، و هو بالمدينة.

قال: و أنا محمّد بن عمر، حدّثني عبد اللّه بن الحارث بن الفضيل، عن أبيه قال: لما عقد أبو بكر ليزيد بن أبي سفيان دعاه، فقال له: يا يزيد، إنك شاب، تذكر بخير، قد رئي (3)منك، و ذلك شيء خلوت به في نفسك، و قد أردت أن أبلوك و أستخرجك من أهلك، فانظر كيف أنت و كيف ولايتك، و أخبرك: فإن أحسنت زدتك، و إن أسأت عزلتك، و قد ولّيتك عمل خالد بن سعيد، ثم أوصاه بما يعمل به في وجهه، و قال له: أوصيك بأبي عبيدة بن الجرّاح خيرا، فقد عرفت مكانه من الإسلام، و إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«لكلّ أمة أمين، و أمين هذه الأمّة أبو عبيدة بن الجرّاح»، فاعرف له فضله و سابقته، و انظر معاذ بن جبل، فقد عرفت مشاهده مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«يأتي أمام العلماء يوم القيامة

ص: 244


1- استدركت على هامش الأصل.
2- سقطت من الأصل، و أضيفت عن «ز»، و م.
3- في «ز»: رؤى.

برتوة» (1)[13259] فلا تقطع أمرا دونهما، فإنّهما لن يألواك (2) خيرا، فقال يزيد: يا خليفة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، أوصهما بي كما أوصيتني بهما، فأنا إليهما أحوج منهما إليّ ، قال أبو بكر:

لن أدع أن أوصيهما (3) بك، فقال يزيد: يرحمك اللّه، و جزاك عن الإسلام خيرا.

قال: و أنا محمّد بن عمر، حدّثني عبد اللّه بن جعفر، عن عبد (4) الحكم بن صهيب، عن جعفر بن عبد اللّه بن أبي الحكم قال:

لما بعث أبو بكر أمراءه إلى الشام: يزيد بن أبي سفيان و عمرو بن العاص، و شرحبيل بن حسنة، و يزيد بن أبي سفيان على الناس، و كان يصلّي بهم في معسكرهم بالحرف (5)،و قال: إن اجتمعتم في كيد و يزيد على الناس، و إن تفرقتم فمن كانت الوقعة مما يلي معسكره فهو على أصحابه.

قال: و أنا الفضل بن دكين، نا ابن عيينة، عن يحيى بن سعيد أن أبا بكر شيّع يزيد بن أبي سفيان حين بعثه إلى الشام.

أخبرنا أبو القاسم بن عبدان، أنا محمّد بن علي بن المبارك الفرّاء (6)،أنا عبد اللّه بن الحسين بن عبدان، أنا طلحة بن أسد بن المختار، أنا محمّد بن الحسين الأبكري (7)،نا أبو بكر القاسم بن زكريا المطرّز، نا إسحاق بن وهب العلاّف، نا الوليد بن الفضل العنزي، نا القاسم بن أبي الوليد التيمي، عن عمرو بن واقد القرشي، عن موسى بن يسار، عن مكحول، عن جنادة بن أبي أمية، عن يزيد بن أبي سفيان قال: شيّعني أبو بكر حين بعثني إلى الشام، فقال [يا] (8) يزيد إنك رجل تحب قرابتك، و إنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:

«من ولّى ذا قرابة محاباة و هو يجد خيرا منه، لم يجد رائحة الجنّة»[13260].

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر، أنا الحسن بن علي.

ص: 245


1- يعني برمية سهم، و قيل: مدى البصر، و قيل: يميل،(راجع النهاية لابن الأثير).
2- الأصل و م:«يألونك» و المثبت عن «ز».
3- الأصل و م:«و أوصهما» و المثبت عن م.
4- كتبت فوق الكلام في «ز».
5- كذا رسمها بالأصل، و في «ز»: بالحرب، و في م: بالخزف.
6- سقطت اللفظة من «ز».
7- كذا رسمها بالأصل، و في «ز»، و م:«الأحرى».
8- سقطت من الأصل و م، و استدركت للإيضاح عن «ز».

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب.

قالا: أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (1)،نا يزيد بن عبد ربه، نا بقية بن الوليد، حدّثني شيخ من قريش عن رجاء بن حيوة عن جنادة بن أبي أمية عن يزيد بن أبي سفيان قال: قال أبو بكر حيث بعثني إلى الشام: يا يزيد، إنّ لك قرابة عسيت أن تؤثرهم بالإمارة، و ذلك أكبر ما أخاف عليك، فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«من ولي من أمر المسلمين شيئا فأمّر عليهم أحدا محاباة فعليه لعنة اللّه، لا يقبل اللّه منه صرفا و لا عدلا حتى يدخله جهنم، و من أعطى أحدا حمى اللّه فقد انتهك في حمى اللّه شيئا بغير حقّه فعليه لعنة اللّه - أو قال: تبرأت منه ذمة اللّه عزّ و جل»[13261].

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، نا أبو الحسن بن رزقويه (2)-إملاء - نا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن أحمد الأنماطي، نا عبد اللّه بن الحسن بن أحمد الحرّاني، حدّثني جدي أحمد بن أبي شعيب، نا موسى بن أعين، عن بكر بن خنيس (3)،عن أبي عبد الرّحمن، عن رجاء بن حيوة (4)،عن جناد بن أبي أمية، عن يزيد بن أبي سفيان قال: قال لي أبو بكر الصدّيق حين بعثني إلى الشام: يا يزيد، إنّ لك قرابة عسيت أن تؤثرهم بالإمرة، و ذلك أكثر (5) ما أخاف عليك، فإن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«من ولي من أمر المسلمين شيئا فآثر عليهم أحدا محاباة له فعليه لعنة [اللّه لا يقبل منه صرفا و لا عدلا حتى يدخله جهنم و من أعطى رجلا من مال أخيه شيئا محاباة له فعليه لعنة اللّه] (6)-أو قال:

برئت منه ذمة اللّه، و إنّ اللّه دعا الناس إلى أن يؤمنوا باللّه فيكونوا في حمى اللّه، فمن انتهك في حمى اللّه شيئا فعليه لعنة اللّه - أو قال: برئت منه ذمّة اللّه-» [13262].

رواه ابن صاعد عن إسحاق بن وهب العلاّف، عن الوليد بن الفضل العنزي، عن الوليد بن أبي القاسم التيمي، عن عمرو بن واقد القرشي، عن موسى بن يسار، عن مكحول، عن جنادة نحوه.

ص: 246


1- رواه أحمد بن حنبل في المسند 24/1 رقم 21 طبعة دار الفكر.
2- تحرفت بالأصل إلى: زرقويه، و المثبت عن «ز»، و م.
3- إعجامها ناقص بالأصل، و المثبت عن «ز»، و م.
4- في «ز»: حيوية.
5- في «ز»: أكبر.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك للإيضاح عن «ز»، و م.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا أبو نصر، ثنا كوثر بن حكيم، عن نافع، عن ابن عمر.

أن أبا بكر بن أبي قحافة بعث يزيد بن أبي سفيان إلى الشام، فمشى معهم نحوا من ميلين، فقيل له: يا خليفة رسول اللّه، لو انصرفت، فقال: لا، إنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«من اغبرّت قدماه في سبيل اللّه حرّمهما اللّه على النار»[13263]، ثم بدا له في الانصراف إلى المدينة، فقام في الجيش، فقال: أوصيكم بتقوى اللّه، لا تعصوا و لا تغلّوا، و لا تجبنوا، و لا تهدموا بيعة و لا تفرقوا نخلا، و لا تحرقوا زرعا، و لا تحشروا (1) بهيمة، و لا تقطعوا شجرة مثمرة، و لا تقتلوا شيخا كبيرا، و لا صبيا صغيرا، و ستجدون (2) أقواما قد حبسوا أنفسهم للذي حبسوها فذروهم و ما حبسوا أنفسهم له، و ستجدون أقواما قد اتّخذت الشياطين أوساط رءوسهم أفحاصا فاضربوا أعناقهم، و ستردون بلدا تغدو و تروح عليكم فيه ألوان الطعام، فلا يأتيكم لون إلاّ ذكرتم اسم اللّه عليه، و لا يرفع لون إلاّ حمدتم اللّه عليه».

أخبرنا أبو الحسن بن أبي (3) الفضل الفقيه، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، و أبو نصر بن طلاب، قالا: أنا أبو بكر بن أبي الحديد، أنبأ أبو الحسين محمّد بن علي بن أبي الحديد المصري، أنا يونس، أنا ابن وهب، أن مالكا حدّثه.

ح و أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر، أنا أبو عثمان البحيري، أنبأ أبو علي زاهر بن أحمد، أنبأ إبراهيم بن عبد الصّمد الهاشمي، ثنا أبو مصعب الزهري، أنبأ مالك، عن يحيى بن سعيد.

أن أبا بكر الصدّيق بعث جيوشا إلى الشام، فخرج يمشي مع يزيد بن أبي سفيان، و كان أمير ربع من تلك الأرباع، فزعموا أن يزيد قال لأبي بكر - زاد ابن وهب: الصدّيق، و قالا:- إمّا أن تركب، و إمّا أن أنزل، قال له أبو بكر: ما أنت بنازل و ما أنا براكب، إنّي أحتسب خطاي هذه في سبيل اللّه، ثم قال: إنّك ستجد قوما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم للّه، فذرهم و ما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم له، و ستجد قوما فحصوا عن أوساط رءوسهم من الشعر، فاضرب ما فحصوا عنه بالسيف، و إنّي موصيك بعشر: لا تقتلن امرأة، و لا صبيا، و لا كبيرا

ص: 247


1- كذا بالأصل و م و «ز»: «تحشروا».
2- بالأصل و م: و ستجدوا» خطأ، و التصويب عن «ز».
3- سقطت من «ز».

هرما، و لا تقطعنّ شجرا مثمرا، و لا تخربن عامرا، و لا تعقرنّ شاة و لا بعيرا إلاّ لمأكله، و لا تحرقنّ نخلا، و لا تعرقنه، و لا تغلل، و لا تجبن.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا الحسين (1) بن الحسن السكري، نا محمّد بن الحارث، عن المدائني.

أن أبا بكر الصدّيق أوصى يزيد بن أبي سفيان حين وجهه إلى الشام، فقال: يا يزيد سر على بركة اللّه، فإذا دخلت بلاد العدو فكن بعيدا من الحملة (2)،فإنّي لا آمن عليك الجولة، و استظهر في الزاد، و سر بالأدلاء، و لا تقاتل بمجروح، فإنّ بعضه ليس معه (3)،و احترس من البيات فإنّ في العرب غرة (4)،و أقلل من الكلام، فإنّما لك ما وعي عنك، فإذا أتاك كتابي فأنفذه، فإنّما أعلم على حسب إنفاذه، و إذا قدمت وفود العجم فأنزلهم معظم عسكرك، و أسبغ عليهم النفقة، و امنع الناس من محادثتهم، ليخرجوا [جاهلين] (5) و لا تلجنّ (6) في عقوبة، و لا تسرعنّ إليها، و أنت تكتفي (7) بغيرها، و اقبل من الناس علانيتهم، وكلهم إلى اللّه في سرائرهم، و لا تجسس (8) عسكرك فتفضحه، و لا تهملنّه فتفسده، و أستودعك اللّه الذي لا تضيع ودائعه.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنا محمّد بن الحسين (9)، نا المعافى بن زكريا (10)،نا محمّد بن الحسن بن دريد، أنا أبو حاتم، عن أبي عبيدة قال:

قال أبو بكر بن يزيد بن أبي سفيان و قد بعثه إلى الشام:

ابدأ بالصلاة إذا حلّ لك وقتها، و لا تشاغل عنها بغيرها، فإنّ الإمام تقتدي به رعيته، و تعمل بعمله في نفسه، و إذا وعظت فأوجز، و لا تكثر الكلام فإنّ كثرة الكلام تنسي بعضه

ص: 248


1- كذا بالأصل و م، و في «ز»: الحسن.
2- الحملة: الكرة في الحرب.
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المختصر: منه.
4- بالأصل:«عسره» و في م:«عشرة» و المثبت عن «ز».
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك للإيضاح عن «ز»، و م.
6- بالأصل و «ز»: «تلحن» و في م:«تلي» و المثبت عن المختصر.
7- الأصل و م:«تلتقي» و المثبت عن «ز»، و في المختصر:«مكتف».
8- الأصل:«تحسسن» و المثبت عن «ز»، و م.
9- الأصل و «ز»: «الحسن» و المثبت عن م.
10- رواه المعافى بن زكريا في الجليس الصالح الكافي 135/3.

بعضا، و إنّما يغني منه ما وعي عنك، و إذا استشرت فاصدق الحديث تصدق المشورة، و لا تدّخرن عن المشير شيئا، فتكون إنما تؤتى من نفسك، و لا تلجنّ في عقوبة فإنّ أدناها وجيع، و لا تسرعنّ إليها و أنت مكتف (1) بغيرها، و لا تكشف الناس عن أسرارهم، و استغن بعلانيتهم و لا تجسس في عسكرك فتفضحه، و لا تغفله فتفسده، و لا تقاتلنّ بمجروح فإن بعضه ليس معه، و استسل الناس بالدنيا فإنّ ذا النية تكفيك نيته، و من أعطيته شيئا بشيء فف له به، و لا تتخذنّ جشما تضع عنهم ما تحمله على غيرهم، فإن ذلك يضغن الناس عليك، و يستحلون به معصيتك.

قال القاضي: رضي اللّه عن أبي بكر، فقد أبلغ في وصيته، و بالغ في نصيحته، و من حفظ عنه ما علمه، و احتذى ما أشار به و رسمه، كان سالكا محجة الرشاد في المعيشة، و المعاد، و نسأل اللّه التوفيق للسداد، و حسن الاستعداد.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الجن (2) العلوي، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا الحسن بن إسماعيل، ثنا أحمد بن مروان، نا إسماعيل بن يونس، نا الرياشي، عن العتبي قال:

استعمل أبو بكر الصدّيق يزيد بن أبي سفيان على ربع من أرباع الشام، فلمّا صعد المنبر ارتج عليه، فقال: يا أهل الشام، عسى اللّه أن يجعل بعد عسر يسرا، و بعد عيّ بيانا، و اعلموا أنكم إلى إمام فاعل أحوج منكم إلى إمام قائل، ثم نزل.

فبلغ ذلك عمرو بن العاص فاستحسنه.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل - إجازة - أنا محمّد بن الحسين بن محمّد، ثنا ابن أبي خيثمة، نا موسى بن إسماعيل، نا إبراهيم بن سعد قال:

كان يزيد بن أبي سفيان على ربع، و شرحبيل بن حسنة على ربع، و أبو عبيدة بن الجرّاح على ربع، و عمرو بن العاص على ربع - يعني: يوم اليرموك - و لم يكن يومئذ عليهم أمير.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرّازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا

ص: 249


1- الأصل:«تلتقي» و في م:«ملتقى» و في «ز»: «تكتفي» و المثبت عن الجليس الصالح.
2- الأصل و م:«الحسن» و المثبت عن «ز».

محمّد بن هارون، نا محمّد بن بشّار، نا عبد الوهّاب، نا عوف (1)،ثنا مهاجر أبو مخلد، حدّثني أبو العالية، حدّثني أبو مسلم قال:

غزا يزيد بن أبي سفيان بالناس، فغنموا، فوقعت جارية نفيسة في سهم رجل، فاغتصبها يزيد، فأتى الرجل أبا ذرّ، فاستعان (2) به عليه، فقال له: ردّ على الرجل جاريته، فتلكّأ عليه ثلاثا، فقال: إنّي فعلت ذاك، لقد سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«أول من يبدّل سنّتي رجل من بني أمية، يقال له يزيد» (3)،فقال له يزيد بن أبي سفيان، نشدتك باللّه أنا منهم ؟ قال: لا، قال: فردّ على الرجل جاريته[13264].

أخبرنا أبو الفضل أحمد بن منصور بن بكر بن محمّد، أنا جدي، أنبأ أبو بكر أحمد بن محمّد بن عبدوس الحيري - إملاء - أنا أبو الحسين عبد الصّمد بن علي بن مكرم البزاز - ببغداد، نا أحمد بن محمّد بن نصر، ثنا سري بن يحيى، نا سعيد بن عبد الكريم بن سليط أنه سمع عوف بن أبي جميلة يحدّث عن المهاجر أنه حدّث أبو العالية قال: لما كان زمن يزيد بن أبي سفيان بالشام غزا الناس فغنموا، و كانت في غنائمهم جارية نفيسة، فصارت لرجل في قسمه، فأرسل إليه يزيد، فانتزعها، و أبو ذرّ يومئذ بالشام، فاستعان الرجل بأبي ذرّ، فانطلق معه، فقال: ردّ على الرجل جاريته، فتلكّأ يزيد، فقال: أما و اللّه لئن فعلت لقد سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«إنّ أول من يبدّل سنّتي رجل من بني أمية»، ثم ولّى، فلحقه فقال: أذكرك اللّه، أ هو أنا؟ قال: اللّهمّ لا، فردّ على الرّجل جاريته[13265].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر بن إسماعيل، قالا: ثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه قال: رأى عمر بن الخطّاب يزيد بن أبي سفيان كاشفا عن بطنه، فرأى جلدة رقيقة، فرفع عليه الدرّة و قال: أ جلدة كافر؟.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز - إملاء - أنا محمّد بن محمّد بن محمّد بن إبراهيم بن مخلد، ثنا محمّد بن عمرو بن البختري، ثنا أحمد (4) بن الخليل، نا علي بن

ص: 250


1- يعني عوف الأعرابي، و قد رواه الذهبي في سير الأعلام 329/1 من طريقه.
2- كذا بالأصل و م، و في «ز»: فاستغاث.
3- قوله:«يقال له يزيد» سقط من «ز».
4- كذا بالأصل و م، و في «ز»: محمّد.

إسحاق الخراساني، نا عبد اللّه بن المبارك، نا إسماعيل بن عيّاش، حدّثني يحيى الطويل، عن نافع قال: سمعت ابن عمر يحدّث سعيد بن جبير قال:

بلغ عمر بن الخطّاب أن يزيد بن أبي سفيان يأكل ألوانا من الطعام، فقال عمر لمولى له يقال له يرفأ: إذا علمت أنه قد حضر عشاؤه فأعلمني، فلمّا حضر عشاؤه أعلمته (1)،فأتاه عمر، فسلّم، و استأذن، فأذن، و قرب عشاؤه، فجاءوه (2) بثريد (3) بلحم، فأكل معه عمر، ثم قدم شواء، فبسط يزيد يده و كفّ عمر يده، ثم قال: تاللّه يا يزيد بن أبي سفيان، أ طعام بعد طعام ؟ و الذي نفس عمر بيده لئن خالفتم سننهم ليخالفن بكم عن طريقهم.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (4):عزل - يعني: عمر - خالد بن الوليد حين ولي، و ولّى أبا عبيدة بن الجرّاح، فولّى أبو عبيدة حين فتح الشامات يزيد بن أبي سفيان على فلسطين و ناحيتها، و مات أبو عبيدة، و استخلف يزيد بن أبي سفيان معاذا، فمات معاذ، و استخلف يزيد بن أبي سفيان فمات يزيد، و استخلف أخاه معاوية، فأقرّه عمر.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا أبو محمّد الكتاني (5)،أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال (6):ثم توفي يزيد بن أبي سفيان فأمّر عمر مكانه معاوية، ثم نعاه عمر لأبي سفيان، ثم قال: يا أبا سفيان، احتسب يزيد، فقال أبو سفيان: يرحمه اللّه، فمن أمّرت بعده مكانه ؟ فقال: معاوية، قال: وصلتك رحم.

أخبرنا أبو محمّد السلمي، نا الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا ابن الطبري.

قالا: أنا ابن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب، نا الأصبغ بن الفرج، أخبرني ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب قال: توفي يزيد بن أبي سفيان، فأمّر عمر معاوية بن أبي سفيان مكانه، ثم نعاه لأبي سفيان فقال: يا أبا سفيان، احتسب يزيد بن أبي سفيان، فقال أبو سفيان: يرحمه اللّه، و من أمّرت مكانه ؟ قال: معاوية، قال: وصلت الرحم.

ص: 251


1- كذا بالأصل و م، و في «ز»: أعلمه.
2- كذا بالأصل و م، و في «ز»: فجاءوا.
3- في «ز»: «يزيد» و في م: بيزيد.
4- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 155.
5- قوله:«أنا أبو محمّد الكتاني» مكرر بالأصل.
6- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 218/1.

أخبرنا أبو الحسن بن (1) قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو محمّد بن زبر، نا الحسن بن عليك، نا مسعود بن بشر، نا الأصمعي، عن مالك بن أنس قال: جاء نعي يزيد بن أبي سفيان و امرأة أبي سفيان تسوط برمة لها فيها حريرة، فقالت:

من ولى أمير المؤمنين مكانه ؟ قالوا: معاوية، فقالت: وصلته رحم.

قال (2) الأصمعي: و قد ذكر مثل هذا عن أبي سفيان أنه سأل فأخبر، فقال: وصلته رحم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا ابن حيوية، أنا أحمد، نا ابن فهم، نا ابن سعد، أنا محمّد بن عمر، حدّثني معمر، عن الزهري قال: توفي يزيد بن أبي سفيان بدمشق، فكتب إلى عمر بن الخطّاب بنعيه، فجاء عمر بن الخطّاب إلى أبي سفيان، فإذا هند بنت عتبة امرأته (3) تهيئ أهبه لها في المنية فقال: أين أبو سفيان ؟ فقالت هند: ها هو ذا، و كان ناحية من البيت، فقال: احتسبا و اصبرا، فقالا: من يا أمير المؤمنين ؟ قال: يزيد بن أبي سفيان، فقالا: من استعملت على عمله ؟ قال: معاوية بن أبي سفيان، قالا: وصلتك رحم، و إنّا للّه و إنا إليه راجعون.

قال الزهري: إنّما ولاّه عمل يزيد، و لم تفرد له الشام حتى كان عثمان، فأفرد له الشام المنية: موضع يدبغ فيه.

أنبأنا أبو القاسم النسيب، و أبو الوحش المقرئ، عن رشأ بن نظيف، أنا عبد الرّحمن بن محمّد، و عبد اللّه بن عبد الرّحمن، قالا: أنا الحسن بن رشيق، أنا أبو بشر الدولابي، نا الوليد بن حمّاد، نا الحسين بن زياد، عن أبي إسماعيل محمّد بن عبد اللّه البصري قال: جزع عمر على يزيد بن أبي سفيان جزعا شديدا، و كتب إلى معاوية بولايته على الشام.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو العبّاس النهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل، حدّثني عبد اللّه بن محمّد، حدّثنا عبد الرزّاق، أخبرني معمر، عن الزهري قال:

ص: 252


1- في «ز»: بن أبي قبيس.
2- من هنا إلى آخر الخبر سقط من «ز».
3- استدركت على هامش «ز»، و بعدها صح.

كان يزيد بن أبي سفيان أمير الأجناد بالشام، ثم توفي بعد أبي عبيدة، فنعاه عمر إلى أبي سفيان، فقال: رحمه اللّه، فمن أمرت بعده ؟ قال: معاوية، و هو ابن حرب القرشي.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد الكتّاني، أنا محمّد بن عبيد اللّه (1) بن أبي عمرو، أنا محمّد بن إبراهيم القرشي (2)،نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا علي بن عبد اللّه التميمي قال (3):يزيد بن أبي سفيان يكنى أبا خالد، مات في عمواس سنة ثمان عشرة.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو بكر بن ريذة، أنا سليمان بن أحمد، نا أبو الزنباع روح بن الفرج، نا يحيى بن بكير قال: توفي يزيد بن أبي سفيان بالشام سنة ثمان عشرة، و كان استخلف معاوية، فأقرّه عمر.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (4):و فيها - يعني: سنة ثمان عشرة - طاعون عمواس، مات بالشام فيه يزيد بن أبي سفيان.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوه، أنا أبو الحسن اللنباني (5)،نا ابن أبي الدنيا، نا ابن سعد قال في الطبقة الثالثة: يزيد بن أبي سفيان بن حرب، مات في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب قال: و فيها - يعني: سنة ثمان عشرة - مات يزيد بن أبي سفيان.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان قال: و يزيد بن أبي سفيان - يعني: مات - سنة ثمان عشرة، عام طاعون عمواس.

ص: 253


1- في م: عبد اللّه.
2- في م: أنا محمّد بن أبي مريم، أنا محمّد بن الحكم القرشي.
3- من أول الخبر... إلى هنا مكانه بياض في «ز»، و كتب على هامشها: مقصوص بالأصل.
4- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 138.
5- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: اللبناني، بتقديم الباء.

أنبأنا أبو القاسم العلوي، و أبو الوحش بن قيراط ، عن رشأ بن نظيف، أنا عبد الرّحمن بن محمّد، و عبد اللّه، قالا: أنا ابن رشيق، أنا الدولابي، أخبرني محمّد بن سعدان عن الحسن بن عثمان أبي حسّان، أخبرني الوليد بن (1) مسلم قال: مات يزيد بن أبي سفيان في سنة تسع عشرة بعد أن افتتح معاوية قيسارية (2)(3).

8293 - يزيد بن صهيب أبو عثمان الفقير الكوفي

8293 - يزيد بن صهيب أبو عثمان الفقير الكوفي (4)

حدّث عبد اللّه بن عمر، و أبي سعيد الخدري، و جابر بن عبد اللّه.

روى عنه: الحكم بن عتيبة (5)،و سيّار أبو الحكم، و قيس بن سليم العنبري، و أبو عاصم محمّد بن أبي (6) أيوب الثقفي، و أبو قطبة سويد بن نجيح، و أبو سعد سعيد بن المرزبان البقال، و موسى بن أبي كثير أبو الصبّاح، و مسعر بن كدام، و عبد الرّحمن بن عبد اللّه المسعودي، و جعفر بن برقان، و العوّام بن حوشب، و عبد الكريم بن مالك الجزري.

و وفد على عمر بن عبد العزيز، و قد تقدم ذكر وفوده في ترجمة دثار النهدي.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم يوسف بن الحسن الزنجاني، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا عبد اللّه بن جعفر بن أحمد، نا يونس بن حبيب، نا أبو داود الطيالسي، حدّثني المسعودي، عن يزيد بن صهيب الفقير قال:

سألت جابر بن عبد اللّه عن الركعتين في السفر أقصرهما؟ فقال جابر: لا، إن ركعتين في السفر ليستا بقصر، إنّما القصر ركعة عند القتال، قال: ثم أنشأ يحدّث: أنه كان مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عند القتال، إذ حضرت الصّلاة، فقام رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فصفّ طائفة خلفه، و قامت طائفة وجوهها قبل وجوه العدو، فصلّى بهم ركعة و سجد بهم سجدتين،[ثم إن الذين

ص: 254


1- بالأصل: الوليد عبد الرحمن بن مسلم.
2- قيسارية: بالفتح ثم سكون و سين مهملة، بعد الألف راء ثم ياء مشددة بلد على ساحل بحر الشام تعد في أعمال فلسطين، قريبة من طبرية.
3- الإصابة 657/3 و تهذيب الكمال 319/20.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 330/20 و تهذيب التهذيب 213/6 و الجرح و التعديل 272/9 و التاريخ الكبير 8/ 342 و سير أعلام النبلاء 227/5 و طبقات ابن سعد 305/6.
5- بدون إعجام بالأصل، و في م:«عيشة» و المثبت عن «ز».
6- سقطت من «ز».

صلوا خلفه انطلقوا فقاموا مقام أولئك، فجاء أولئك فصلّوا خلف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فصلى بهم ركعة، و سجد بهم سجدتين] (1) ثم إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم جلس، فسلّم، و سلم الذين خلفه، و سلّموا أولئك، فكانت لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ركعتين، و القوم ركعة ركعة.[13266] ثم قرأ يزيد:«و إذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة» (2).

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبي، أنا عبد الملك بن الحسن بن محمّد، أنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق، نا حمدان بن علي الورّاق، و أبو أمية، قالا: نا أبو نعيم الفضل بن دكين، نا أبو عاصم محمّد بن أبي أيوب الثقفي.

ح قال: و نا محمّد بن إسحاق الصاغاني، نا سعيد بن سليمان، عن عبد الواحد بن سليم البصري قالا: نا يزيد بن صهيب الفقير قال:

كنت قد شغفني (3) رأي من رأي الخوارج، و كنت رجلا شابا، فخرجنا في عصابة ذوي عدد نريد أن نحج، ثم نخرج على الناس، قال: فمررنا على المدينة، فإذا جابر بن عبد اللّه يحدّث القوم عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم جالس إلى سارية، و إذا هو قد ذكر الجهنميين، فقلت له: يا أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، ما هذا الذي تحدّثون، و اللّه يقول إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النّٰارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ (4)،و كُلَّمٰا أَرٰادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهٰا أُعِيدُوا فِيهٰا (5)،فما هذا الذي تقولون ؟ قال:

فقال: أي بني، أ تقرأ القرآن ؟ قلت: نعم، قال: فهل سمعتم بمقام محمّد المحمود الذي يبعثه اللّه فيه ؟ قلت: نعم، قال: فإنه مقام محمّد المحمود، الذي يخرج اللّه به من يخرج من النار، قال: ثم نعت وضع الصراط و مرّ الناس عليه. قال: فأخاف أن لا أكون حفظت ذاك غير أنه قد زعم أن قوما يخرجون من النار بعد أن يكونوا فيها، قال: فيخرجون كأنهم عيدان السماسم، قال: فيدخلون نهرا من أنهار الجنّة، فيغتسلون، فيخرجون كأنهم القراطيس البيض.

قال: فرجعنا، فقلنا: ويحكم أ ترون هذا الشيخ يكذب على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فرجعنا، و و اللّه ما خرج معنا غير رجل واحد.

ص: 255


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك للإيضاح عن «ز»، و م.
2- سورة النساء، الآية:102.
3- الأصل و م و «ز»: شعبني، و المثبت عن المختصر.
4- سورة آل عمران، الآية:192.
5- سورة الحج، الآية:22.

هذا لفظ ابن عاصم، و قال عبد الواحد بن سليم في آخر حديثه قال جابر: الشفاعة بيّنة في كتاب اللّه مٰا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قٰالُوا: لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ، وَ لَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ ، وَ كُنّٰا نَخُوضُ مَعَ الْخٰائِضِينَ ، وَ كُنّٰا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ حَتّٰى أَتٰانَا الْيَقِينُ فَمٰا تَنْفَعُهُمْ شَفٰاعَةُ الشّٰافِعِينَ (1).

كذا قال: عبد الواحد بن سليم البصري، و قال غيره: قيس بن سليم العنبري.

رواه مسلم عن حجّاج بن الشاعر، عن أبي أحمد الزبيري، عن قيس بن سليم، و عن حجّاج بن يوسف، عن أبي نعيم الفضل بن دكين.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ (2)،أنا أبو جعفر أحمد بن عبيد (3) الحافظ - بهمذان (4)-نا إبراهيم بن الحسين الكسائي، نا أبو نعيم (5)،فذكر بإسناده نحوه، إلاّ أنه قال: شغفني (6)،و قال: قلت: يا صاحب رسول اللّه.

قال: و أنا أبو بكر البيهقي، أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، نا محمّد بن صالح بن هانئ، نا أحمد بن محمّد بن نصر (7)،نا أبو نعيم، فذكر نحوه.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السقا، و أبو محمّد بن بالويه، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عبّاس بن محمّد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: يزيد الفقير، كنيته أبو عثمان.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أحمد بن الحسن، أنا أبو العلاء محمّد بن علي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: و قال يحيى بن معين:

يزيد الفقير بن صهيب، و كان يكنّى أبا عثمان، كوفي.

أخبرنا أبو الأعزّ الأزجي، أنا الحسن بن علي، أنا علي بن محمّد بن أحمد، أنا

ص: 256


1- سورة المدثر، الآيات 42-48.
2- من أول الخبر إلى هنا مكانه بياض في «ز»، و كتب على هامشها: مقصوص بالأصل.
3- كذا بالأصل و «ز»، و في م: عبد.
4- بالأصل:«أخبرنا بها» مكان:«بهمذان نا» و في م:«هذا» و المثبت عن «ز».
5- مكانها بياض في «ز»، و كتب على هامشها: مقصوص. و البياض فيها أكثر من سطرين.
6- الأصل:«سعى» و في م:«شعفي» و المثبت عن «ز».
7- من قوله:«قال... إلى هنا، مكانه بياض في «ز»، و كتب على هامشها: مقصوص بالأصل.

محمّد بن الحسين، نا أبو حفص عمرو بن علي، قال: يزيد الفقير، يزيد بن صهيب، يكنى أبا عثمان.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد قال (1) في الطبقة الثانية من أهل الكوفة: يزيد بن صهيب الفقير، و يكنى أبا عثمان، كان من أهل الكوفة، ثم تحوّل إلى مكة فنزلها، و سمع من جابر بن عبد اللّه، و روى عنه مسعر، و المسعودي، و الكوفيون.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد [زاد أحمد] (2) و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (3):يزيد بن صهيب الفقير.

قال أبو نعيم: حدّثنا سويد بن نجيح أبو قطبة عن يزيد الفقير، عن أبي سعيد، سمع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم [يقول:] (4)«أن قوما (5) يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية»[13267].

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (6):

يزيد بن صهيب الفقير، روى عن أبي سعيد الخدري، و جابر بن عبد اللّه، و ابن عمر، روى عنه سويد بن نجيح، أبو قطبة، و الحكم بن عتيبة، و سيّار أبو الحكم، و أبو سعد البقّال، و مسعر، و المسعودي، و جعفر بن برقان، و موسى بن أبي كثير، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن

ص: 257


1- طبقات ابن سعد 305/6.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك لتقويم السند عن «ز»، و م.
3- التاريخ الكبير للبخاري 342/8-343.
4- سقطت من الأصل و م و «ز»، و استدرك عن التاريخ الكبير.
5- في التاريخ الكبير: أقواما.
6- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 272/9.

حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو عثمان يزيد بن صهيب الفقير عن جابر، و أبي سعيد، روى عنه سويد بن نجيح.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عثمان يزيد بن صهيب الفقير.

أخبرنا أبو الفضل أيضا - قراءة - عن أبي طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي قال: أبو عثمان يزيد بن صهيب الفقير.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنا أبو الفتح، أنا أبو الفتح، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد بن إياس قال: سمعت أبا عبد اللّه المقدمي يقول: يزيد الفقير هو ابن صهيب.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي (1) بن منجويه، أنا أبو أحمد قال:

أبو عثمان يزيد بن صهيب الفقير، سمع جابر بن عبد اللّه، و عبد اللّه بن عمر، روى عنه أبو محمّد الحكم بن عتيبة، و العوّام بن حوشب، حديثه في الكوفيين.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني قال: يزيد بن صهيب الفقير، روى عن جابر بن عبد اللّه، و عبد اللّه بن عمر بن الخطاب، روى عنه مسعر بن كدام.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال: يزيد بن صهيب الفقير، أبو عثمان الكوفي، حدّث عن جابر بن عبد اللّه، روى عنه سيّار أبو الحكم في التيمم و الخمس (2).

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (3):أما فقير أوله فاء مفتوحة، بعدها قاف، و آخره راء، فهو يزيد بن صهيب الفقير، روى عن جابر، و ابن عمر، روى عنه مسعر بن كدام.

ص: 258


1- لفظتا «بن علي» سقطتا من «ز».
2- في «ز»: الخمسين.
3- الاكمال لابن ماكولا 54/7.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي الحسن (1) محمّد بن محمّد بن مخلد، أنا علي (2) بن محمّد بن خزفة.

ح و عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل، قالا: أنا محمّد بن الحسين، أنا ابن أبي خيثمة، نا عبد اللّه بن جعفر الرقي، نا عبيد اللّه بن عمرو، عن عبد الكريم بن مالك الجزري، عن يزيد بن صهيب الفقير أبي عثمان.

أنبأنا أبو الحسين و أبو عبد اللّه مناولة، قالا (3):أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا الحسين، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد قال (4):ذكر أبي [عن] (5) إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين أنه قال: يزيد بن صهيب ثقة، قال: و سألت أبي عن يزيد الفقير فقال: صدوق، و سئل أبو زرعة عن يزيد الفقير؟ فقال: هو يزيد بن صهيب، كوفي، ثقة.

و ذكر أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الكناني أنه سأل أبا حاتم الرازي عن يزيد الفقير فقال: يكتب حديثه.

قرأت على أبي القاسم بن عبدان، عن محمّد بن علي بن أحمد، أنا رشأ بن نظيف، أنبأ محمّد بن إبراهيم (6) بن محمّد، أنا محمّد بن محمّد بن داود، نا عبد الرّحمن بن يوسف قال: يزيد بن صهيب الفقير، كوفي، روى عنه الحكم، و مسعر، و سيّار أبو الحكم، و هو جليل، صدوق، عزيز الحديث.

8294 - يزيد بن عاصم النميري

شاعر، فارس، من وجوه أصحاب محمّد بن صالح بن بيهس القائم بحرب أبي العميطر، و نصرة المأمون.

قرأت بخط أبي الحسين الرّازي، حدّثني محمّد بن أحمد بن غزوان، أنشدني صالح بن البختري ليزيد بن عاصم النميري، و كان أحد رجال ابن بيهس:

و ما أنسى من شيء لشيء فإنني *** لأيامنا و الخارجي ذكور

ص: 259


1- الأصل:«إياس»، و المثبت عن «ز»، و م.
2- في «ز»: مكي.
3- من قوله:«أنبأنا... إلى هنا سقط من «ز».
4- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 272/9.
5- استدركت عن هامش «ز»، و بعدها صح.
6- في «ز»: الحكم.

غداة بين حرب يزجون نحونا *** عساكر أمثال الجبال تسير

و ما نحن إلاّ هنبس و جبلة *** و إنهم فيما ترى لكثير

ثلاثون (1) ألفا بين رجل و فارس *** لهم عارض مستقبل و صبير

و نحن ترانا ألف ما بين فارس *** إلى راجل إن عدّ ذاك بصير

فلما التقينا للزوال و أرعدت *** سما و على الدائرات تدور

صبرنا لهم دون الحريم و صابروا *** فكلّ على وقع الحديد صبور

نطاعنهم طورا و نضرب تارة *** بمأثورة هاماتهم و نسور

شعاراتنا المأمون في كل خارق *** و في كل حال و الدماء تفور

إذا ما شددنا شدة نصبو لها *** صدور فتى تشقى بهن نحور

و نحن إذا شدوا صبرنا فميت *** جريح و مطعون اللبان (2) نحير

فلما رأونا لا ترد وجوهنا *** و قد طال ليلي القوم و هو قصير

تولوا عباديد الفرار كما نجت *** يعاقيب هاجت بينهن صقور

و نحن على آثارهم فمجندل *** سليب و مشدود اليدين أسير

لنا سائس في الحرب من آل بيهس *** يحامي علينا في الأمور أمير

لعمري و لم أمنن بذاك على امرئ *** و لي في العدى يوم اللقاء نكير

لقد علمت علياء غير بأنني *** إذ هاب مقدام الرجال جسور

و إني غداة المرج لم أك زملا *** و لا كان لي في العالمين نظير

و لي موقف يوم الصوامع ذكره *** على الدهر باق ما تبلج نور

8295 - يزيد بن عبد اللّه بن رزيق أبو خالد القرشي

8295 - يزيد بن عبد اللّه بن رزيق (3) أبو خالد القرشي (4)

روى عن: الوليد بن مسلم، و محمّد بن شعيب بن شابور.

روى عنه: أحمد بن المعلّى القاضي، و سليمان بن أيوب بن حذلم (5)،و عبد اللّه بن

ص: 260


1- في «ز»: تكثرن.
2- في م: الكبار.
3- كذا بالأصل:«رزيق» بتقديم الراء، و رسمها في «ز»، و م:«زريق» بتقديم الزاي. و في تهذيب التهذيب 215/6 زريق أيضا. و نص في تقريب التهذيب على أنها: زريق بتقديم الزاي مصغرا. و نص في الاكمال 47/4 بقوله: و أما رزيق بتقديم الراء... و يزيد بن عبد اللّه بن رزيق الدمشقي.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 336/20 و تهذيب التهذيب 215/6 و الاكمال لابن ماكولا 47/4.
5- تحرفت في «ز» إلى: حاتم.

عتّاب الزفتي (1)،و أبو بكر بن أبي داود، و إبراهيم بن عبد الرّحمن دحيم.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأ أبو القاسم التنوخي، نا القاضي أبو الحسن علي بن الحسن بن علي الجراحي، نا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا يزيد بن عبد اللّه بن رزيق (2)،نا الوليد - يعني: ابن مسلم - نا أبو عمرو - و هو الأوزاعي - حدّثني يحيى بن أبي كثير، حدّثني أبو سلمة بن عبد الرّحمن، حدّثني عمر بن عبد العزيز، حدّثني عروة بن الزبير، حدثتني عائشة أن نبي اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كان يقبّلها و هو صائم[13268].

أخبرناه أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، و أبو المواهب أحمد بن محمّد بن عبد الملك، قالا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا محمّد بن المظفّر الحافظ ، نا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا يزيد بن عبد اللّه بن رزيق، نا الوليد، نا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، عن عمر بن عبد العزيز عن عروة، عن عائشة أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم كان يقبّل و هو صائم[13269].

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا الحسن بن علي، نا أبو حفص بن شاهين - قراءة عليه - حدّثنا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا يزيد بن عبد اللّه بن رزيق، نا الوليد، نا أبو عمرو - يعني: الأوزاعي - حدّثني عبد الرّحمن بن أبي اليمان، عن يحيى، عن عمرو بن يحيى الأنصاري، عن أبيه عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«ليس فيما دون خمس ذود صدقة، و ليس فيما دون خمس أواق صدقة، و ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة».

قال ابن شاهين: تفرّد بها الحديث يزيد بن عبد اللّه، عن الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، لا أعلم حدّث به أحد غيره، و لا قال عن ابن أبي اليمان غير الوليد بن مسلم في هذا الحديث، و هو الغريب منه.

و قد حدّثناه عبد اللّه بن سليمان، عن هشام بن خالد، عن شعيب - يعني: ابن إسحاق - عن الأوزاعي قال: حدّثني يحيى أن عمرو بن يحيى بن عمارة، فذكره، و هذا يحيى بن سعيد الأنصاري، و هذا كما قال ابن شاهين إلاّ في قوله يحيى بن سعيد، فإنه قد اختلف في ذلك.

ص: 261


1- تحرفت بالأصل و م إلى: الرقي، و في «ز»: الرقني.
2- في «ز»: زريق.

فرواه داود بن رشيد عن شعيب، فقال: عن يحيى بن أبي كثير.

أخبرناه أبو الحسن محمّد بن أحمد بن [محمّد بن] (1) عبد الجبّار بن توبة، و أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن عبد القادر بن محمّد بن يوسف، و أبو الحسين علي بن المبارك بن الحسين الخياط المقرئ، و امرأته كريمة بنت محمّد بن أحمد بن عبد الباقي بن منصور، قالوا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو الحسين محمّد بن عبد اللّه بن أخي ميمي - قراءة عليه - أنا عبد اللّه - هو ابن محمّد البغوي - نا داود بن رشيد، نا شعيب - هو ابن إسحاق - عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير أن عمرو بن يحيى بن عمارة أخبره عن أبيه أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول: قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«ليس فيما دون خمسة أواق صدقة، و ليس فيما دون خمس ذود صدقة، و ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة»[13270].

أخبرناه أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن، و أبو القاسم بن السّمرقندي، و المبارك بن أحمد بن علي بن القصّار، قالوا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو الحسين بن أخي ميمي، نا عبد اللّه بن محمّد، نا داود بن رشيد، نا شعيب، عن الأوزاعي أن عمرو بن يحيى بن عمارة أخبره عن أبيه، فذكروا الحديث، و ليس فيه يحيى، و لا بد منه.

و حكى أبو مسعود الدمشقي أنّ داود إنّما رواه عن شعيب عن الأوزاعي عن يحيى غير منسوب، و أنه يحيى بن سعيد، و قد (2) رواه إسحاق بن إبراهيم بن يزيد الفراديسي، و سليمان بن عبد الرّحمن الدمشقيّان، عن شعيب، و قالا: يحيى بن أبي كثير.

فأمّا حديث إسحاق:

فأخبرناه أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن محمّد، و أبو سهل محمّد بن أحمد، قالا: أنا محمّد بن المكّي.

و أخبرنا أبو عبد اللّه أيضا، أنبأ سعيد بن أحمد بن محمّد، أنبأ محمّد بن عمر بن يوسف، قالا: أنا محمّد بن يوسف بن مطر، أنا محمّد بن إسماعيل، نا إسحاق بن يزيد، نا شعيب بن إسحاق، نا الأوزاعي، أخبرني يحيى بن أبي كثير، عن عمرو بن يحيى بن عمارة عن أبيه، فذكر الحديث.

ص: 262


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك للإيضاح عن م، و «ز».
2- كذا بالأصل، و في م، و «ز»: كذا.

و أمّا حديث سليمان:

فأخبرناه أبو المظفّر بن القشيري، أنبأ أبي أبو القاسم القشيري، أنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن بن محمّد، نا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق، نا أبو إبراهيم الزهري و كان من الأبدال، نا أبو أيوب سليمان بن عبد الرّحمن، نا شعيب بن إسحاق، نا الأوزاعي، أخبرني يحيى بن أبي كثير أن عمرو بن يحيى أخبره عن أبيه يحيى بن عمارة أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول: قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«ليس فيما دون خمس أواق صدقة، و ليس فيما دون خمس ذود صدقة، و ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة»[13271].

و رواه يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد، و خالد بن روح بن السري بن أبي حجير الثقفي الدمشقيان، عن سليمان بن عبد الرّحمن، و لم ينسبا يحيى.

و كذلك رواه عبد الوهّاب بن سعيد بن عطية الدمشقي المعروف بوهب، عن شعيب.

و قد أورد أحاديثهم بذلك أبو الحسن بن جوصا في مسند (1) الأوزاعي، في ترجمة الأوزاعي عن يحيى بن سعيد.

و رواه عبد الوهّاب بن نجدة الحوطي، عن شعيب، عن الأوزاعي قال: حدّثني يحيى بن سعيد أن عمرو بن يحيى أخبره كما حكى (2) أبو مسعود الدمشقي عنه، و اللّه أعلم بالصواب من ذلك.

لم يذكر أبو عبد اللّه البخاري، و لا أبو محمّد بن أبي حاتم يزيد هذا، و كذلك أخلّ بذكره أبو الحسن الدارقطني و عبد الغني بن سعيد في مختلفيهما مع كون ابن أبي داود شيخ (3) الدارقطني (4).

ح و أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو بكر الخطيب، قال:

يزيد بن عبد اللّه بن رزيق الدّمشقي، حدّث عن الوليد بن مسلم، روى عنه أبو بكر بن أبي داود السجستاني و غيره.

ص: 263


1- في الأصل و م:«مسجد» و المثبت عن «ز».
2- كذا بالأصل و م، و في «ز»: قال.
3- الأصل:«نسخ» و المثبت عن «ز»، و م.
4- زيد بعدها في «ز»: يروى عنه.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (1):أما رزيق بتقديم الراء يزيد بن عبد اللّه بن رزيق، دمشقي، حدّث عن الوليد بن مسلم، روى عنه أبو بكر بن أبي داود.

8296 - يزيد بن عبد اللّه بن أبي سفيان بن عبد اللّه

ابن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي

رجل شاب.

ذكره أبو الحسن أحمد بن حميد بن أبي العجائز فيمن كان بدمشق و غوطتها من بني أميّة.

8297 - يزيد بن عبد اللّه بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي

من ساكني قرحتاء (2).

له ذكر في كتاب أحمد بن حميد. ذكره في تسمية الأمويين الذين كانوا بدمشق و الغوطة.

8298 - يزيد بن عبد اللّه بن قسيط أبو عبد اللّه اللّيثي المدني

8298 - يزيد بن عبد اللّه بن قسيط (3) أبو عبد اللّه اللّيثي المدني (4)

سمع ابن عمر، و أبا هريرة، و سعيد بن المسيّب، و أبا سلمة بن عبد الرّحمن، و أبا رافع، و عطاء بن يسار.

روى عنه: مالك، و محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ذئب (5)،و محمّد بن عجلان، و محمّد بن إسحاق، و يزيد بن عبد اللّه بن خصيفة، و عمرو بن الحارث، و اللّيث بن سعد، و أبو صخر حميد بن زياد، و موسى بن عبيدة الربذي، و أيوب بن عتبة اليمامي، و أبو عبد اللّه الحسن بن عمران العسقلاني.

و وفد على عمر بن عبد العزيز.

ص: 264


1- الاكمال لابن ماكولا 47/4.
2- قرحتاء: من قرى دمشق.
3- قسيط : بالتصغير.
4- ترجمته في ميزان الاعتدال 430/4 و تهذيب الكمال 338/20 و تهذيب التهذيب 215/6 و التاريخ الكبير 344/8 و الجرح و التعديل 273/9 و سير أعلام النبلاء 266/5 و الكامل لابن عدي 258/7.
5- في «ز»: ذؤيب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، أنا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا ابن أبي ذئب (1)،عن يزيد بن عبد اللّه بن قسيط ، عن عطاء بن يسار، عن زيد بن ثابت قال: قرأت عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بالنجم (2)،فلم يسجد.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، و أبو الفضل أحمد بن الحسن بن هبة اللّه، و أبو منصور علي بن علي بن عبيد اللّه، قالوا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، نا أيوب بن عتبة، عن يزيد بن عبد اللّه بن قسيط قال:

سمعت أبا هريرة يقول - و أومأ بإصبعيه إلى أذنيه - قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:

«أبردوا بالصّلاة، فإنّ شدّة الحرّ من فيح جهنم»[13272].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (3)،حدّثني أبو بشر، حدّثني سعيد بن عامر، عن شعبة، عن أبي عبد اللّه العسقلاني قال: سمعت يزيد بن قسيط يقول: سمعت ابن عمر يقول: إن الصّلاة لا يقطعها شيء، و ادرءوا عنها.

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن الحسين، أنبأ أبو علي أحمد، و أبو الحسين محمّد ابنا (4)أبي نصر (5)،أنبأ أبو بكر الميانجي، ثنا محمّد بن محمّد بن عقبة الشيباني بالكوفة، نا الحسن بن علي الحلواني، نا عبد الرزّاق بن همّام، نا ابن جريج، نا الثوري سفيان، عن مالك بن أنس، عن يزيد بن عبد اللّه بن قسيط ، عن سعيد بن المسيّب أن عمر و عثمان قضيا في الملطاة (6) بنصف الموضحة (7).

و قال الميانجي: و أنا أبي القاسم بن يوسف - رحمه اللّه - نا إسماعيل القاضي، نا علي بن المديني، نا عبد الرزّاق قال: قدم علينا ابن جريج، فحدّثنا بهذا الحديث - يعني:

حديث الملطاة - عن الثوري، عن مالك، قال عبد الرزّاق: ثم قدم علينا سفيان فحدّثنا به عن

ص: 265


1- في «ز»: ذؤيب.
2- يعني بسورة (و النجم).
3- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 566/1.
4- في «ز»: أنا.
5- سقطت من «ز».
6- الملطى و الملطاة و الملطاء و هي القشر الرقيق بين لحم الرأس و عظمه يمنع الشجة أن توضح. تاج العروس: ملط . طبعة دار الفكر.
7- الموضحة: الشجة التي تبدي وضح العظام. القاموس: وضح.

مالك قال عبد الرزّاق: ثم لقيت مالكا، فسألته عنه فأبى أن يحدّثني، فقال له الزنجي بن خالد:

يا أبا عبد اللّه حدّثه، قال: لو كنت محدّثا به أحدا حدّثته، و لكن ليس العمل عندنا عليه.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا محمّد بن يوسف بن بشر الهروي، قال: قرئ على محمّد بن حمّاد الطهراني، أخبركم عبد الرزّاق، أخبرني ابن جريج، عن سفيان، حدّثني مالك بن أنس، عن يزيد بن عبد اللّه بن قسيط ، عن سعيد بن المسيّب أن عمر و عثمان قضيا في الملطاة بنصف الموضحة، قال عبد الرزّاق: فلقيت سفيان، فحدّثني عن مالك، فلقيت مالكا، فقلت:

حدّثني، فأبى أن يحدّثني، فقلت له: إن سفيان حدّثني به عنك، فأبى أن يحدّثني.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد (1) بن الحسن بن محمّد الأزهري، أنا الحسن بن أحمد المخلدي، أنا عبد اللّه بن محمّد الأسفرايني، نا أحمد بن منصور الرمادي.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمّد بن مخلد العطّار، نا أبو بكر أحمد بن منصور الرمادي، نا عبد الرزّاق، أنا ابن جريج، عن سفيان الثوري، عن مالك بن أنس، عن يزيد بن عبد اللّه بن قسيط ، عن ابن المسيّب أن عمر و عثمان قضيا في الملطاة، و هي السمحاق، بنصف ما في الموضحة، قال عبد الرزّاق: ثم قدم علينا سفيان، فسألناه عنه، فحدّثنا به عن مالك، ثم لقيت مالكا، فقلت:

إن سفيان الثوري حدّثنا عنك عن ابن قسيط عن ابن المسيّب أن عمر و عثمان قضيا في الملطاة - زاد وجيه: و هي السمحاق - بنصف الموضحة، فقال: صدق، حدثته به، قلت: حدّثني به، قال: ما أحدّث به اليوم، قال له [مسلم بن] (2) خالد: عزمت [عليك] (3)-و قال وجيه:

و هو إلى قد عزمت عليك - يا أبا عبد اللّه إلاّ حدثته به، قال: تعزم عليّ - و قال وجيه: لا تعزم علي - لو كنت محدّثا به أحدا اليوم لحدّثته، فقلت:- و قال ابن طاوس: قلت - فلم لا تحدّثني و قد حدّثت به ؟ و قال وجيه: حدّثته غيري، قال: إنّ العمل - زاد ابن طاوس: عندنا و قالا:- على غيره، و رجله ليس عندنا هناك - يعني: ابن قسيط -.

ص: 266


1- استدركت على هامش «ز»، و بعدها صح.
2- استدركت اللفظتان عن هامش الأصل، و كتب بعدهما صح.
3- زيادة عن «ز».

رواها أبو أحمد بن عدي في الكامل عن عبد اللّه بن يحيى بن المنهال، و أحمد بن كتلمود (1) عن الرمادي بتمامها.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن ميمون، أنا أبو الحسن أحمد بن الحسين بن محمّد بن عبد اللّه بن خلف بن بخيت (2) الدقاق في صفر سنة سبع و أربعين و أربع مائة، أنبأ جدي أبو بكر محمّد بن عبد اللّه، نا أبو جعفر محمّد بن محمّد بن عقبة الشيباني الشاهد، نا أبو السري هنّاد بن السّري التميمي، نا عبد اللّه بن المبارك، عن حيوة، أخبرني أبو صخر عن يزيد بن قسيط أنه كان عند عمر بن عبد العزيز حين أتى بأسارى من العدو، فأمر بهم أن يقتلوا، فقال أسير منهم: اسقوني ماء، فقال عمر: يا ويحه، اسقوه ماء.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أحمد بن الحسن - زاد أبو البركات: و أحمد بن الحسن بن خيرون - قالا: أنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خيّاط قال (3):في الطبقة الرابعة من تابعي أهل المدينة: يزيد بن عبد اللّه بن قسيط بن أسامة بن عمير،[الليثي] (4) من أنفسهم، يكنّى أبا عبد اللّه، مات سنة اثنين و عشرين و مائة.

أخبرنا أبو البركات، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا يوسف بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى يقول في تسمية تابعي أهل المدينة و محدّثيهم: يزيد بن عبد اللّه بن قسيط .

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق، نا الحارث بن محمّد.

و أخبرنا أبو بكر بن شجاع، أنا ابن مندة، أنا أبو محمّد بن يوه، أنا اللبناني (5)،نا ابن أبي الدنيا.

ص: 267


1- كذا رسمها بالأصل و «ز»، و في م:«كشيم» و في الكامل لابن عدي 258/7 أحمد بن الحسن.
2- تحرفت بالأصل و «ز» إلى: نجيب، و في م:«نجيب» بدون إعجام.
3- طبقات خليفة بن خيّاط ص 458 رقم 2332.
4- سقطت من الأصل و م و «ز»، و زيدت عن طبقات خليفة.
5- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: اللبناني، بتقديم الباء.

قالا: نا محمّد بن سعد قال (1) في الطبقة الرابعة من تابعي أهل المدينة: يزيد بن عبد اللّه بن قسيط اللّيثي من أنفسهم، و يكنى أبا عبد اللّه، توفي سنة اثنين و عشرين و مائة - زاد الحارث عن ابن سعد: بالمدينة - في (2) خلافة هشام بن عبد الملك، و كان ثقة، كثير الحديث.

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل و أبو الحسين و أبو الغنائم - و هذا (3) لفظه - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسن المقرئ، نا البخاري قال (4):

يزيد بن عبد اللّه بن قسيط اللّيثي،[المدني] (5) سمع ابن عمر، و أبا هريرة، و سعيد بن المسيّب، و أبا سلمة، روى عنه مالك [بن أنس] (6)،و ابن أبي ذئب (7)،و ابن إسحاق (8)،و ابن عجلان، و يزيد بن خصيفة، و عمرو بن الحارث، و اللّيث.

أنبأنا أبو الحسين (9)،و أبو عبد اللّه قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد قال (10):يزيد بن عبد اللّه بن قسيط اللّيثي المديني، و كان قديما، لم يلقه الدراوردي، روى عن ابن عمر، و أبي هريرة، و أبي رافع، روى عنه مالك، و ابن أبي ذئب (11)،و محمّد بن إسحاق، و موسى بن عبيدة، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه الفقيه، أنا أبو الفتح الفقيه، أنا أبو الفتح الفقيه، أنا طاهر بن محمّد، نا علي بن إبراهيم، نا يزيد بن محمّد بن إياس قال: سمعت أبا عبد اللّه المقدمي يقول: يزيد بن عبد اللّه بن قسيط المديني، أبو عبد اللّه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو عمرو الفارسي،

ص: 268


1- ترجمته ضمن القسم الضائع من تراجم أهل المدينة، من الطبقات الكبرى لابن سعد.
2- بالأصل:«و خلافة» و المثبت عن «ز»، و م.
3- كذا بالأصل و م، و في «ز»: و اللفظ له.
4- التاريخ الكبير للبخاري 344/8.
5- زيادة عن التاريخ الكبير.
6- زيادة عن التاريخ الكبير.
7- في «ز»: ذؤيب.
8- إلى هنا تنتهي ترجمته في التاريخ الكبير.
9- تحرفت بالأصل إلى: الحسن، و المثبت عن «ز»، و م.
10- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 273/9.
11- في «ز»: ذؤيب.

أنا أبو أحمد بن عدي قال (1):يزيد بن عبد اللّه بن قسيط المديني، مشهور عندهم بالرواية، و قد حدّث عنه ابن عجلان، و مالك بن أنس و جماعة معهما، و قد روى عنه مالك غير حديث، و هو صالح الروايات.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنبأ أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد قال:

أبو عبد اللّه يزيد بن عبد اللّه بن قسيط بن أسامة بن عمير اللّيثي، من أنفسهم المدني، و كان أعرج، سمع أبا هريرة، و ابن عمر، روى عنه مالك بن أنس، و محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ذئب (2)،و محمّد بن إسحاق، و عبيد اللّه (3) بن عمر.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل المقدسي، أنبأ مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك، أنا الكلاباذي قال:

يزيد بن عبد اللّه بن قسيط أبو عبد اللّه اللّيثي المدني، سمع عطاء بن يسار، روى عنه يزيد بن خصيفة، و ابن أبي ذئب، في باب سجود القرآن.

قال عمرو بن علي: مات سنة اثنتين و عشرين و مائة، و قال أبو عيسى مثله، و قال الواقدي و ابن نمير مثله.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو الطّيّب محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد الزهري، نا عمي، نا أبي، عن ابن (4) إسحاق، حدّثني يزيد بن عبد اللّه بن قسيط اللّيثي، و كان فقيها، ثقة، و كان ممن يستعان به على الأعمال لأمانته و فقهه (5)،قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى أبي بكر بن حزم، و كان عامله على المدينة: أن ابعث يزيد بن عبد اللّه بن قسيط إلى أهل ال ؟؟؟ امرين (6) من تهامة أن تصدقهم.

ص: 269


1- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 258/7 و 259.
2- في «ز»: ذؤيب.
3- كذا بالأصل و م، و في «ز»: «عبد اللّه» تصحيف.
4- كذا بالأصل و م، و في «ز»: «أبي إسحاق». تصحيف، و هو محمّد بن إسحاق بن يسار.
5- تهذيب الكمال 339/20 و سير الأعلام 266/5.
6- كذا رسمها بالأصل و م و «ز»، بدون إعجام.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو عمرو، أنا أبو أحمد (1)،نا محمّد بن علي المروزي، نا عثمان بن سعيد قال.

ح و أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس قال: سمعت عثمان بن سعيد يقول: سألت يحيى عن يزيد بن قسيط ما حاله ؟ فقال: صالح.

أنبأنا أبو الحسين و أبو عبد اللّه قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (2):ذكره أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين قال: يزيد بن عبد اللّه بن قسيط صالح، ليس به بأس.

قال: و سئل أبي عن يزيد بن عبد اللّه بن قسيط فقال: ليس بقوي.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم، نا الحارث بن محمّد، نا ابن سعد (3)،أنا محمّد بن عمر قال: أخبرت عن يزيد بن عبد اللّه بن قسيط : أن سعيد بن المسيّب بلغه أنه يفتي فقال: رد اللواء إلى صواب.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (4):و فيها - يعني: سنة اثنتين و عشرين و مائة - مات يزيد بن عبد اللّه بن قسيط بالمدينة.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا علي بن محمّد بن أحمد، أنا أبو بكر بن شهريار، نا أبو حفص الفلاّس، قال: و مات يزيد بن عبد اللّه بن قسيط و هو من بني ليث من أنفسهم سنة اثنتين و عشرين و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث، أنا أبو القاسم بن البسري، أنا أبو طاهر - إجازة -

ص: 270


1- رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 258/7.
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 274/9.
3- الخبر ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
4- رواه خليفة بن خيّاط في تاريخه ص 354.

نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد قال: سنة اثنتين و عشرين و مائة مات فيها يزيد بن عبد اللّه بن قسيط [الليثي] (1) بالمدينة.

و كذا ذكر أبو حسّان الزيادي، و ذكر أنه بلغ تسعين سنة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا مكّي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر قال: سنة اثنتين و عشرين و مائة فيها مات يزيد بن عبد اللّه (2)بن قسيط بالمدينة.

8299 - يزيد بن عبد اللّه بن مسعدة الفزاري

كان في صحابة عبد الملك بن مروان.

قرأت في كتاب صنّفه إسحاق بن إبراهيم الموصلي قال: و أخبرني ابن عيّاش (3)- يعني: عبد اللّه - عن أبيه قال:

كنا عند عبد الملك بن مروان، فأتاه كعب بن حامد العنسي بفتيان فيهم ابن لعبد الرّحمن بن الحكم، و معهم بربط (4) و شراب، فقال عبد الملك: اضرب، فإنّ الأب كان فاسقا، فضرب، ثم قال: أدنوا مني البربط ، قال: فضربه بخيزرانة، فإذا له صوت منكر؛ فنظر في وجوه القوم، فوقعت عينه على يزيد بن عبد اللّه بن مسعدة الفزاري، فقال له: يا يزيد، قال: لبيك، قال: كيف تصنع بهذا؟ قال: تؤخذ عيدان فتوصل بالغراء، ثم يجعل عليه الحديد حتى يرقّق، و يجعل له عينان، و يجعل له عويد ترفع به أوتاره، ثم يضعه الرجل على فخذه اليسرى، ثم يأخذ بيده اليمنى مضرابا، ربما كان رصاصا، و ربما كان من فضة، و ربّما كان من خوص، ثم يحرّكه بأصابع يده اليسرى، و يضربه باليمنى، و كل مملوك لي حرّ، و كل امرأة له طالق إن لم تكن قد عرفت منه مثل الذي عرفت، فلم سألتني من بين القوم ؟ قال:

فجعل عبد الملك يتبسّم.

ص: 271


1- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز»، و م.
2- اللفظة غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن «ز»، و م.
3- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: عباس.
4- البربط : العود.

8300 - يزيد بن عبد اللّه بن موهب أبو عبد الرّحمن القاضي

8300 - يزيد بن عبد اللّه بن موهب أبو عبد الرّحمن القاضي (1)(2)

حدّث عن أبيه.

روى عنه: رجاء بن أبي سلمة، و أبو سنان عيسى بن سنان، و ابنه خالد بن يزيد بن عبد اللّه.

و ذكره أبو الحسين الرّازي في تسمية كتاب أمراء دمشق، فقال: و من كتاب أمراء دمشق يزيد بن عبد اللّه بن موهب، كان كاتبا ليزيد بن عبد الملك في زمن الوليد (3).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (4)،حدّثني محمّد بن أبي أسامة الحلبي، نا ضمرة، نا رجاء بن أبي سلمة قال: سمعت يزيد بن عبد اللّه بن موهب يقول: من خاف الدوائر لم يعدل، و من أحبّ كثرة المال و الشرف لم يعدل.

قال (5):و نا عبد الأعلى بن مسهر، حدّثني يحيى بن حمزة، عن ابن أبي غيلان الفلسطيني، قال: قال ابن موهب: ثلاثة (6) إذا لم تكنّ في القاضي فليس بقاض: يسأل، و إن كان عالما، لا يسمع شكيّة من أحد و ليس معه خصمه، و يقضي إذا فهم.

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أحمد بن الحسن (7)، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي (8)-و له اللفظ - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا ابن سهل، أنا البخاري قال (9):

يزيد بن عبد اللّه بن موهب قاضي أهل الشام، سمع منه رجاء بن أبي سلمة، و أبو سنان عيسى (10)،سمع أباه عبد اللّه بن موهب، يروي مراسيل.

ص: 272


1- ترجمته في التاريخ الكبير 345/8 و الوزراء و الكتاب للجهشياري ص 56 و الجرح و التعديل 276/9.
2- هو عبد اللّه بن موهب الهمداني، أبو خالد الشامي القاضي، ترجمته في تهذيب الكمال 571/10.
3- و في الوزراء و الكتاب للجهشياري ص 56 قال: و كان يكتب ليزيد (بن عبد الملك) قبل الخلافة رجل، يقال له: يزيد بن عبد اللّه.
4- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 205/1-206.
5- يعني أبا زرعة الدمشقي، تاريخه 206/1.
6- كذا بالأصل و م و «ز».
7- قوله:«ثم حدثنا أبو الفضل، أنا أحمد بن الحسن» مكرر في الأصل.
8- قوله:«و محمّد بن علي» سقط من «ز».
9- التاريخ الكبير للبخاري 345/8 رقم 3262.
10- إلى هنا تنتهي ترجمته في التاريخ الكبير.

ثم قال البخاري في موضع آخر (1):يزيد بن موهب عن أبيه (2)،عن مالك بن يخامر، عن معاذ في قصة رمضان أحص العدة و صم كيف شئت، قاله معن و عبد اللّه عن (3) معاوية، عن أبي عبد الرّحمن (4)،عن أبيه يزيد، هو الشامي.

كذا فرّق بينهما، و هما (5) رجل واحد.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد قال:

يزيد بن عبد اللّه بن موهب القاضي، الشّامي، روى عن أبيه، روى عنه رجاء بن أبي سلمة، و أبو سنان عيسى بن سنان، و ابنه خالد بن يزيد، سمعت أبي يقول ذلك (6).

أخبرنا أبو محمّد (7) المزكي، نا أبو محمّد، أنا تمام البجلي، أنا جعفر الكندي، نا أبو زرعة قال في طبقة قدم تلي الطبقة الثانية من أهل فلسطين: يزيد بن عبد اللّه بن موهب.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي - إجازة - أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي (8)،أنا ابن جوصا - قراءة - قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الرابعة: يزيد بن عبد اللّه بن موهب، فلسطيني، قاض (9).

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا محمّد بن علي [نا محمّد] (10) بن الحسن بن قتيبة، نا أبو خالد يزيد بن خالد بن يزيد بن عبد اللّه بن موهب قال: سمعت

ص: 273


1- التاريخ الكبير للبخاري 357/8 رقم 3321.
2- قوله:«عن أبيه» كذا بالأصل و م و «ز»، و ليس في التاريخ الكبير، و مكانه فيه: الأملوكي.
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و في التاريخ الكبير: قاله معن و عبد اللّه بن صالح و معاوية بن صالح عن أبي عبد الرحمن.
4- يعني موسى بن يزيد بن موهب. ترجمته في التاريخ الكبير رقم 1270.
5- بالأصل و م و «ز»: و هو.
6- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 276/9.
7- في «ز»: عبد اللّه.
8- تحرفت بالأصل إلى: الكادي.
9- الأصل و م: قاضي، و المثبت عن «ز».
10- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك لتقويم السند عن «ز»، و م.

أبي يقول: كان أبي يزيد بن عبد اللّه بن موهب يحسر عن ذراعيه، ثم يأخذ بجلدته فيمدها، و مدّ أبو خالد بيده اليمنى جلدة ذراعه من يده اليسرى ثم يقول: و اللّه لأحرصنّ ألاّ أدع للدود فيك مقيلا، و مدّ ابن قتيبة جلدة ذراعه، فأرانا (1).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال (2):قلت له - يعني: أحمد بن صالح - فحديث معاوية بن صالح عن أبيه عن أبي عبد الرّحمن عن مالك بن يخامر (3)،عن معاذ في قضاء [صوم] رمضان، و سألته عن أبي عبد الرّحمن هذا، من هو؟ قال: يزيد (4) بن موهب: قلت (5):من رواه ؟ قال: ابن وهب.

كذا في روايتنا، و كان في رواية هشام بن أحمد عن أبي زرعة: قلت فحديث معاوية بن صالح عن أبي عبد الرّحمن عن أبيه من هو؟ قال: ابن (6) يزيد بن موهب.

أنبأنا أبو علي المقرئ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا محمّد بن إبراهيم، نا أبو العبّاس بن قتيبة، نا يزيد بن خالد قال: سمعت مشيختنا يقولون: إنّ يزيد بن عبد اللّه كان يأتي مسجد إبراهيم كل عشية جمعة على بغلته، فيرسلها تدور حوله، فإذا أراد الانصراف جاءته فركبها.

قال: و سمعت مشيخة من موالينا يقولون: إنّ يزيد بن عبد اللّه كانت له إبل يكريها إلى مصر، فلما قدمت من مصر نزلت غزة أكري الجمال في العصير، فمكث أياما لم يقدم عليه، قال: قد بلغني قدومك منذ أيام، فما الذي بطّأ بك عنا؟ قال: أكريت في القصير (7)،قال:

فخلطته مع كراء مصر و هو على حدته ؟ قال: لا و اللّه، لقد خلطته، فأخذه فرمى به في الدار، فانتهبه الناس.

قال رجاء بن أبي سلمة: كان يزيد قلّد القضاء بالشام كارها، و كان صليبا في الحكم لا

ص: 274


1- في م: فأراها.
2- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 499/1.
3- تقرأ بالأصل:«عامر» و المثبت عن «ز»، و م، و تاريخ أبي زرعة. و هو: مالك بن يخامر أو أخامر السكسكي الألهاني الحمصي، راجع ترجمته في تهذيب التهذيب 24/10.
4- سقطت من الأصل من «ز»، و م.
5- قوله:«قلت: من رواه ؟ قال: ابن وهب» ليس في تاريخ أبي زرعة.
6- كذا بالأصل و م و «ز»، و هي رواية تاريخ أبي زرعة المطبوع الذي بين يدي.
7- القصير: بلدة بساحل بحر اليمن من بر مصر، فيه مرفأ سفن اليمن (معجم البلدان).

يأتي الولاة، و لا يرفع بهم رأسا، و كانت له ضيعة تسمى زيتا، قال رجاء بن أبي سلمة:

فكانوا إذا خوّفوه بالعزل قال: أ ليس في زيتا خبز و زيت ؟ أرجع إليه.

قال: و نا أبو نعيم، نا محمّد بن علي، نا محمّد بن الحسن، نا أبو خالد يزيد بن خالد قال: سمعت مشيختنا يقولون: قربت إلى جدي يزيد بن عبد اللّه بن موهب بغلته ليركبها، فوجد منها ريحا، فقال: ما هذا؟ فقالوا: حقناها بشراب، فلم يركبها أربعين يوما.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه، أنا عبد الواحد بن محمّد بن عثمان، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، نا إسماعيل بن إسحاق قال: سمعت علي بن المديني يقول: كان يزيد بن موهب على قضاء بالشام.

8301 - يزيد بن عبد اللّه بن يزيد بن تميم السّلمي مولاهم

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، أنا أبو العبّاس أحمد بن علي بن أحمد الرّازي، أنا علي بن منير الخلاّل، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن علي بن الحكم النرسي، نا أحمد بن عمير، نا عبد الرّحمن بن الحسن بن عبد اللّه بن يزيد بن تميم، عن أبيه، قال: أبو هاشم خالد بن عبد اللّه بن الفرج مولى بني عبس، و هو خالد سبلان، سمّي بذلك لعظم لحيته، و هو جد يزيد بن عبد اللّه بن يزيد بن تميم أبو أمّه، و عبده (1) بنت خالد زوجة عبد اللّه بن يزيد بن تميم، أمّ يزيد هذا.

8302 - يزيد بن عبد اللّه أبو خالد السراج

8302 - يزيد بن عبد اللّه أبو خالد السراج (2)

روى عن مكحول، و محمّد بن المنكدر.

روى عنه: هشام بن عمّار، و عبد الرّحمن بن يحيى بن إسماعيل بن عبيد اللّه، و موسى بن محمّد بن عطاء البلقاوي.

أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن طاهر بن بركات، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو نصر بن الجبّان، أنا أبو بكر محمّد بن سليمان الربعي، نا محمّد بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا يزيد بن عبد اللّه السراج.

ص: 275


1- كذا بالأصل، و في م:«عيد» و في «ز»: «جلدة».
2- ترجمته في الأسامي و الكنى 275/4 رقم 1962 و سمّاه: يزيد بن مهران.

ح و أخبرنا (1) أبو الحسن الفرضي، و علي بن زيد، قالا: أنا نصر المقدسي - زاد الفرضي: و عبد اللّه بن عبد الرزّاق قالا:- أنبأ محمّد بن عوف بن أحمد المزني، نا الحسن بن منير بن محمّد التنوخي، أنا أبو بكر محمّد بن خريم، نا أبو (2) الوليد هشام بن عمّار، نا أبو خالد يزيد بن عبد اللّه السراج، و يخضب بحمرة، نا مكحول، عن أبي هريرة قال: قلت: يا رسول اللّه، علّمني شيئا أذكر اللّه به كل ساعة، قال:«نعم يا أبا هريرة، قل:

سبحان اللّه، و الحمد للّه، و لا إله إلاّ اللّه، و اللّه أكبر، فإنّهن الباقيات الصالحات» قال: يا رسول اللّه، هذا كلّه ليس لي منه شيء، قال:«قل:«اللّهمّ اغفر لي و ارحمني و أجرني، و اهدني، و ارزقني، خمسة لك و أربعة للّه عزّ و جلّ ».

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، أنبأ يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد، نا عبد الرّحمن بن يحيى، نا أبو خالد زياد بن عبد اللّه الصباغ، و حدثه (3) عن مكحول عن الزهري مرفوع، من قال: لا إله إلاّ اللّه، الحليم الكريم، سبحان اللّه رب السماوات [السبع] (4) و رب العرش العظيم، قالها ثلاث مرات، كان مثل (5)من أدرك ليلة القدر[13273].

[قال ابن عساكر:] (6) كذا قال، و المحفوظ يزيد بن عبد اللّه السراج.

قال: و أخبرني أبي قال: أبو خالد زياد بن عبد اللّه.

أنبأنا أبو جعفر بن [أبي] (7) علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد (8) قال: أبو خالد يزيد بن عبد اللّه (9) السّرّاج الشّامي، سمع مكحولا، روى عنه هشام بن عمّار.

8303 - يزيد بن عبد اللّه

من أهل كفر بطنا.

ص: 276


1- كتب فوقها في «ز»: «ح س» بحرف صغير.
2- سقطت من «ز».
3- قوله:«و حدثه» ليس في «ز».
4- سقطت اللفظة من الأصل و أضيفت عن «ز»، و م.
5- في «ز»: كان كمن أدرك.
6- زيادة منا.
7- سقطت من الأصل و استدركت عن «ز»، و م.
8- الأسامي و الكنى للحاكم النيسابوري 275/4.
9- في الأسامي و الكنى:«مهران».

له ذكر في كتاب أحمد بن حميد بن أبي العجائز.

8304 - يزيد بن عبد اللّه بن أبي يزيد النجراني، يكنّى أبا عبد اللّه

8304 - يزيد بن عبد اللّه بن أبي يزيد النجراني، يكنّى أبا عبد اللّه (1)

من أهل دمشق.

روى عن: الحسن (2) بن ذكوان، و القاسم بن (3) عبد الرّحمن، و عن (4) السّكسكي.

روى عنه: يحيى بن حمزة، و سويد بن عبد العزيز، و صدقة بن عبد اللّه، و أيوب بن حسّان، و هشام بن الغاز.

و يزيد هذا من نجران التي بحوران (5).

حدّثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل - إملاء - أنا أبو الحسين أحمد بن عبد الرّحمن الذكواني، أنبأ أبو القاسم علي بن عمر الأسدآبادي الهمداني (6)-و كان من أهل الفضل، سمع الكثير، و لقي الحفّاظ - أنا أبو أحمد عدي، نا أبو نعيم الفضل بن عبد اللّه بن مخلد الجرجاني، نا محمّد بن المصفّى، نا سويد بن عبد العزيز، حدّثني أبو عبد اللّه النجراني عن عبد اللّه بن عمر.

أن نبي اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«إنّ المؤمن إذا مات تجمّلت المقابر لموته، فليس منها بقعة إلاّ و هي تتمنّى أن يدفن فيها، و إنّ الكافر إذا مات أظلمت المقابر لموته، فليس منها بقعة إلاّ و هي تستجير باللّه أن لا يدفن فيها»[13274].

[قال ابن عساكر:] (7) كذا قال، و النجراني لم يدرك ابن عمر.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن محمّد بن عبيد اللّه الحنائي، أنا عثمان بن أحمد بن عبد اللّه الدقّاق، نا إسحاق بن إبراهيم الختّلي، نا أبو الوليد هشام بن عمّار الدّمشقي، نا سويد بن عبد العزيز السلمي، نا أبو

ص: 277


1- ترجمته في معجم البلدان «نجران»270/5 و الجرح و التعديل 401/9 و التاريخ الكبير 49/8 (كتاب الكنى)، و الأنساب (النجراني)462/5.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و في م و معجم البلدان: الحسين.
3- في معجم البلدان: بن أبي عبد الرحمن.
4- كذا بالأصل: و في معجم البلدان:«و مسحر السكسكي» و قوله:«و عن السكسكي» ليس في م و «ز».
5- راجع معجم البلدان 270/5 و عده في الأنساب في المنسوبين إلى نجران اليمن، و قد وهم السمعاني في ذلك.
6- في «ز»: الهمذاني.
7- زيادة منا.

عبد اللّه النجراني، عن الحسن بن ذكوان، عن ابن أبي رباح، عن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من قال: لا إله إلاّ اللّه كتب له بها عند اللّه عهد، و من قال: سبحان اللّه و بحمده، كتب له بها مائة ألف حسنة»[13275].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو الحسن بن عبدوس، نا عثمان بن سعيد الدارمي، نا محمّد بن عثمان (1) التنوخي أبو الجماهر الدّمشقي، نا يحيى بن حمزة، عن أبي عبد اللّه النجراني، عن القاسم أبي عبد الرّحمن، عن سعد بن أبي وقّاص أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«و الّذي نفسي بيده ما تنصرون (2) و لا ترزقون (3) إلاّ بالضعفاء»[13276].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا عبد العزيز - لفظا - أنا تمام بن محمّد، و عبد الرّحمن بن عثمان، و أبو بكر القطّان، و أبو نصر بن الجندي، و أبو القاسم بن أبي العقب (4)،قالوا: أنا أبو القاسم بن أبي العقب، نا أبو زرعة، نا محمّد بن المبارك، نا يحيى بن حمزة، حدّثني أبو عبد اللّه النجراني أن القاسم بن عبد الرّحمن حدّثه عن سعد بن أبي وقّاص قال: قال رجل: يا رسول اللّه، أ رأيت رجلا كان في جيش كان إذا لقوا العدو كان أوّلهم، و إذا أدبروا كان آخرهم يحميهم، فإذا نزلوا كان خادمهم أ هو أفضل سهما في النفل أم رجل يجهد أن يحمل سلاحه من الضعف ؟ قال:«و الّذي نفسي بيده لتنصرنّه أو لا ينصرون إلا به» (5)[13277].

لم يذكره البخاري في تاريخه (6).

و قال ابن أبي حاتم: ما أخبرنا أبو الحسين و أبو عبد اللّه - إذنا - قالا: أنا أبو القاسم، أنا أبو علي - إجازة-.

ص: 278


1- أقحم بعدها بالأصل:«بن سعيد الدارمي نا محمّد بن عثمان».
2- الأصل: ينصرون، و المثبت عن «ز»، و م.
3- الأصل: يرزقون، و المثبت عن «ز»، و م.
4- قوله:«و أبو القاسم بن أبي العقب» سقط من «ز»، و هو موجود في م.
5- تقرأ بالأصل و م و «ز»: «الآية» و المثبت «إلاّ به» عن المختصر.
6- كذا بالأصل و م و «ز»، و قد وهم المصنف، فقد ذكره البخاري في باب الكنى 49/8 رقم 428، و لعله اشتبه عليه فقد جاء في أصل البخاري:«أبو عبد اللّه البخاري» و قد صوبه محققه «النجراني».

ح قال: و أنا الحسين، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد قال (1):أبو عبد اللّه النجراني، روى عن القاسم أبي عبد الرّحمن، روى عنه يحيى بن حمزة، و سويد بن عبد العزيز، سمعت أبي يقول ذلك، و سألته عنه فقال: صالح الحديث، لا بأس به.

أخبرنا أبو محمّد المعدّل، أنا أبو محمّد الصّوفي، نا تمام بن أبي الحسين، أنا جعفر الكندي، نا أبو زرعة قال في تسمية أهل حمص و دمشق (2) و الأردن من تابعي التابعين: أبو عبد اللّه النجراني.

أنبأنا أبو جعفر الهمذاني (3)،أنا الصفّار، أنا ابن منجويه، أنا الحاكم قال: و من لم يعرف اسمه أبو عبد اللّه النجراني، عن القاسم بن عبد الرّحمن، روى عنه سويد بن عبد العزيز، حديثه في الشام.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب قال: أبو عبد اللّه النجراني بالنون و الجيم، حدّث عن الحسن بن ذكوان، و القاسم بن عبد الرّحمن، روى عنه يحيى بن حمزة، و سويد بن عبد العزيز الدمشقيّان.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن علي بن هبة اللّه قال (4):و أبو عبد اللّه النجراني، روى عن الحسن بن ذكوان، و القاسم بن عبد الرّحمن، روى عنه يحيى بن حمزة، و سويد بن عبد العزيز الدمشقيّان.

ذكر أبو عمر يوسف بن عبد اللّه بن محمّد بن عبد البر أنه عندهم صالح، حسن الحديث.

8305 - يزيد بن عبد الحميد بن عاصم أبو خالد النصري الحمصي

قدم دمشق، و حدّث بها عن عبيد بن محمّد بن بحر العبدي، و يزيد بن صالح النّيسابوري.

روى عنه: أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرّحمن بن مروان القرشي.

ص: 279


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 401/9 في باب الكنى رقم 1918.
2- سقطت من «ز».
3- الأصل: الهمداني.
4- الاكمال لابن ماكولا 422/7 و 423.

قرأت في كتاب علي بن الحسن بن أبي زروان سماعه من الكلابي، أنا إبراهيم بن مروان، نا أبو خالد يزيد بن عبد الحميد بن عاصم النصري الحمصي، قدم علينا، نا عبيد بن محمّد بن بحر العبدي، نا أبو عوانة، نا سليمان بن علي، قال: دخل عليّ الحسن فقلت: يا أبا سعيد (1)،حدّثني أبي عن جدي أنه قال: يا رسول اللّه، اجعلني عريفا، قال:

قال له:«إن شئت، و لكن العريف في النار»[13278].

8306 - يزيد بن عبد الرّحمن بن أبي مالك هانئ الهمداني الفقيه

8306 - يزيد بن عبد الرّحمن بن أبي مالك هانئ الهمداني (2) الفقيه (3)

قاضي دمشق.

روى عن أبي أيّوب الأنصاري، و أنس بن مالك، و واثلة بن الأسقع، و أبيه هانئ، و سعيد بن المسيّب، و سالم بن عبد اللّه، و سليمان بن يسار، و عمر بن عبد العزيز، و نافع مولى ابن عمر، و خالد بن معدان، و علقمة بن مرثد، و أبي إدريس الخولاني، و عطاء بن أبي رباح، و شهر بن حوشب، و جبير بن نفير، و أبي عبيد اللّه مسلم بن مشكم.

روى عنه: ابنه خالد، و الأوزاعي، و سعيد بن عبد العزيز، و عبد اللّه بن العلاء بن زبر، و عمرو بن واقد، و عبد ربه (4) بن ميمون الأشعري، و عبدة بن رباح الغسّاني، و بكر بن خنيس، و سعيد بن أبي عروبة، و سعيد بن بشير.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن محمّد السلمي المطرّز، نا أبو القاسم تمّام بن محمّد بن عبد اللّه.

ح و أخبرنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن الحسن السلمي، أنا جدي أبو عبد اللّه الخطيب، أنا أبو الحسن علي بن موسى، قالا: أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عبد الملك بن مروان، نا أبو بكر أحمد بن المعلّى بن (5) يزيد، نا (6) سليمان بن عبد الرّحمن، أنا خالد - يعني: ابن يزيد بن أبي مالك - عن أبيه، عن

ص: 280


1- يعني الحسن بن أبي الحسن البصري، أبو سعيد، ترجمته في تهذيب الكمال 297/4.
2- تحرفت في «ز» إلى: الهمذاني، و في م:«الهدلي».
3- ترجمته في تهذيب الكمال 345/20 و تهذيب التهذيب 217/6 و التاريخ الكبير 347/8 و الجرح و التعديل 9/ 277 و سير أعلام النبلاء 437/5 و تقريب التهذيب 368/2 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 121-140) ص 309.
4- كذا بالأصل و م و «ز»، و في تهذيب الكمال:«عبد ربه» و هو ما أثبت.
5- كذا بالأصل و م، و في «ز»: «نا» تصحيف، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 263/1.
6- في م:«ح» بدلا من «نا» خطأ.

علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة (1)،عن أبيه قال:

كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إذا بعث جيشا أو سرية أوصى صاحبهم بتقوى اللّه في خاصة نفسه، و بمن معه من المؤمنين ثم قال:«اغزوا في سبيل اللّه، قاتلوا من كفر باللّه، لا تغلّوا و لا تغدروا، و لا تمثّلوا، و لا تقتلوا وليدا، فإذا أنت لقيت عدوك من المشركين إن شاء اللّه فادعهم إلى إحدى ثلاث خصال، أيهم أجابوك إليها فاقبل منهم، و كفّ عنهم، ادعهم إلى الإسلام، فإن قبلوا فاقبل منهم و كفّ عنهم، ثم ادعهم إلى التحوّل من دارهم إلى دار المهاجرين، و عليهم ما على المهاجرين، و إن هم دخلوا في الإسلام و اختاروا دارهم على دار المهاجرين فأعلمهم (2) أنهم كأعراب المسلمين يجري عليهم حكم اللّه الذي يجري على المسلمين، و ليس لهم في الفيء و الغنيمة حتى يجاهدوا مع المسلمين، فإن هم أبوا فاستعن باللّه و قاتلهم»[13279].

أنبأنا أبو علي المقرئ، و حدّثني أبو مسعود بن أبي الوفاء بن أبي طالب عنه، أنبأ أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا مطّلب بن شعيب الأزدي، نا عبد اللّه بن صالح.

ح قال: و نا أحمد بن خليد الحلبي، نا يحيى بن صالح الوحاظي، قالا: نا سعيد بن عبد العزيز التنوخي، نا يزيد بن أبي مالك عن أنس بن مالك أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«أتيت بدابّة فوق الحمار و دون البغل، خطوتها عند منتهى طرفها، فركبت و معي جبريل، فسارت بي، ثم قال: انزل فصلّ ، فنزلت فصلّيت، فقال: تدري أين صلّيت ؟ صليت بطيبة و إليها المهاجر إن شاء اللّه، ثم قال: انزل فصلّ ، فنزلت فصلّيت، فقال: أ تدري أين صلّيت ؟ صلّيت ببيت لحم، حيث ولد عيسى، ثم دخلت بيت المقدّس، فجمع لي الأنبياء، فقدّمني جبريل، فصلّيت بهم، ثم صعد بي إلى سماء الدنيا، فإذا فيها آدم، فقال لي: سلّم عليه، فقال: مرحبا بابني، و النبي الصالح، ثم دخلت السماء الثانية، فإذا فيها ابنا الخالة يحيى و عيسى، ثم دخلت السماء الثالثة، فوجدت فيها يوسف، ثم دخلت السماء الرابعة، فوجدت فيها هارون، ثم دخلت السماء الخامسة فوجدت فيها إدريس، قال اللّه عزّ و جلّ : وَ رَفَعْنٰاهُ مَكٰاناً عَلِيًّا (3) ثم صعدت السماء السادسة فوجدت فيها موسى، ثم صعدت السماء السابعة فوجدت فيها إبراهيم، ثم صعدت فوق سبع سماوات، فغشيتني ضبابة، فخررت ساجدا، فقيل لي: إنّي يوم

ص: 281


1- تحرفت في م و «ز» إلى: يزيد.
2- كذا بالأصل، و في م و «ز»: فأخبرهم.
3- سورة مريم، الآية:57.

خلقت السماوات و الأرض فرضت على أمّتك خمسين صلاة، فقم بها أنت و أمّتك، فمررت على إبراهيم، فلم يسألني شيئا، ثم مررت على موسى فقال: كم فرض عليك و على أمتك ؟ قلت: خمسين صلاة، قال: إنّك لن تستطيع أن تقوم بها أنت و لا أمّتك، فسل ربك التخفيف، فرجعت فأتيت سدرة المنتهى فخررت ساجدا، فقلت: يا ربّ ، فرضت عليّ و على أمّتي خمسين صلاة، فلن أستطيع أن أقوم بها أنا و لا أمّتي، فخفّف عني عشرا، فمررت على موسى، فسألني، فقلت: خفّف عني عشرا، قال: ارجع إلى ربّك فسله التخفيف، فخفّف عني عشرا، ثم قال: ارجع إلى ربّك فسله التخفيف، فأتيت سدرة المنتهى، فخررت ساجدا، فقال: إنّي يوم خلقت السماوات و الأرض فرضت عليك و على أمّتك خمسين صلاة، فخمس خمسين، فقم بها أنت و أمّتك، فعلمت أنها من اللّه، فمررت على موسى، فقال لي: كم فرض عليك ؟ فقلت: خمس صلوات، فقال: فرض على بني إسرائيل صلاتين فما قاموا بهما (1)،فعلمت (2):إنّها من اللّه»[13280].

و قد روى الوليد عن سعيد بعض هذا الحديث عن يزيد، عن أنس.

و رواه أبو حفص عمرو (3) بن أبي سلمة عن سعيد، عن يزيد قال: حدّثني بعض أصحاب أنس.

أخبرناه أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا محمّد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن القرشي، نا أحمد بن المعلّى، نا عبد الرّحمن بن إبراهيم، نا أبو حفص، عن سعيد، نا يزيد بن أبي مالك، حدّثني بعض أصحاب أنس، عن أنس بن مالك، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«أتيت بدابة فوق الحمار و دون البغل، خطوتها عند منتهى طرفها، فركبت و معي جبريل، فسارت فقال لي: انزل فصلّ ، فنزلت فصلّيت، فقال:

أ تدري أين صلّيت (4)؟صلّيت بطيبة و إليها المهاجر، ثم قال: انزل فصلّ ، فنزلت فصلّيت، فقال: أ تدري أين صلّيت ؟ صلّيت ببيت لحم حيث ولد عيسى، ثم دخلت بيت المقدس، فجمع لي الأنبياء، فقدّمني جبريل حتى أممتهم، ثم صعد بي إلى السماء الدنيا، فإذا فيها آدم، فقال: سلّم عليه، فقال: مرحبا بابني و النبي الصالح، ثم دخلنا (5) السماء الثانية فإذا فيها ابنا

ص: 282


1- كذا بالأصل و م، و المثبت عن «ز».
2- الأصل و م و «ز»: «فقلت» و المثبت عن المختصر.
3- كذا بالأصل و م، و في «ز»: عمر.
4- من قوله: صليت... إلى هنا سقط من «ز».
5- في «ز»: دخلت.

الخالة: يحيى و عيسى، ثم دخلنا (1) السماء الثالثة فوجدت فيها يوسف، ثم دخلت السماء الرابعة، فوجدت فيها هارون، ثم دخلت السماء الخامسة، فوجدت فيها إدريس [قال اللّه تعالى:] (2)وَ رَفَعْنٰاهُ مَكٰاناً عَلِيًّا ،ثم دخلت السماء السادسة فوجدت فيها موسى، ثم دخلت (3) السماء السابعة فوجدت فيها إبراهيم، فقال: سلّم عليه، فقال: مرحبا بابني و النبي الصالح، قال: ثم صعدت فوق سبع سماوات، فأتيت سدرة المنتهى (4)،فغشيتني ضبابة، فخررت ساجدا، فقيل لي: إنّي يوم خلقت السماوات الأرض، فرضت عليك و على أمّتك خمسين صلاة، فقم بها أنت و أمّتك، قال: فمررت على إبراهيم، فلم يسألني، ثم مررت على موسى، فقال [لي] (5) كم فرض عليك و على أمّتك ؟ قلت (6):خمسين صلاة، قال: إنك لا تستطيع أن تقوم بها أنت و لا أمّتك، فسل (7) ربك التخفيف، فرجعت، فأتيت السدرة المنتهى، فخررت ساجدا، فقلت: يا ربّ ، فرضت عليّ و على أمّتي خمسين صلاة، فلم أستطع ذلك أنا و لا أمّتي، قال: فخفّف عني عشرا، فمررت على موسى، فقلت: خفّف عني عشرا، فقال: ارجع إلى ربّك فسله التخفيف، قال: فخفّف عني عشرا، قال: ثم قال لي:

ارجع إلى ربّك فسله التخفيف، قال: فخفف عني عشرا، قال: فكانت عشر صلوات، قال:

ارجع إلى ربّك فسله التخفيف، فخررت ساجدا، فقال لي: إنّي يوم خلقت السماوات و الأرض فرضت عليك و على أمّتك (8) خمسين صلاة، فخمس خمسين، فقم بها أنت و أمتك، فعلمت أنها من اللّه.... (9) فمررت على موسى، فقال: كم فرض عليك ؟ فقلت: خمس صلوات، فقال: فرض على بني إسرائيل صلاتين فما قاموا بهما (10)،فعلمت أنها من اللّه....» (11)[13281].

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو

ص: 283


1- في «ز»: دخلت.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك للإيضاح عن «ز».
3- في «ز»: صعدت.
4- قوله:«فأتيت سدرة المنتهى» ليس في «ز».
5- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز».
6- بالأصل و م:«قال» و المثبت عن «ز».
7- كذا بالأصل و م، و في «ز»: ارجع إلى ربك فسله التخفيف.
8- كذا بالأصل و م، و في «ز»: فرضت على أمتك.
9- كلمة غير واضحة في الأصل، و تقرأ في م:«صدر» و في «ز»: «صبري» و فوقها ضبة.
10- الأصل و م: بها، و المثبت عن «ز».
11- رسمها بالأصل و م:«صدى» و في «ز»: «صرى» و فوقها ضبة.

الميمون، نا أبو زرعة قال (1):نا محمّد بن المبارك، نا خالد بن يزيد بن أبي مالك عن أبيه قال: رأيت على أنس بن مالك خفين أبيض (2).

قال أبو زرعة: فأمّا حديث المعراج فلم يسمعه يزيد ابن أنس، و قد بيّن لنا ذلك أبو مسهر بمسألته سعيد بن عبد العزيز، فحدّثنا أبو مسهر قال: رأيتهم يعرضون على سعيد بن عبد العزيز حديث المعراج عن يزيد بن أبي مالك عن أنس بن مالك، فقلت له: يا أبا محمّد، أ ليس حدثتنا عن يزيد بن أبي مالك قال: نا أصحابنا عن أنس بن مالك ؟ قال: نعم، إنما يقرءون على أنفسهم.

و من عالي حديثه:

ما أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا الحاكم أبو أحمد، أنا أبو يوسف محمّد بن سفيان الصفّار - بالمصيصة - نا هارون - يعني: ابن زياد الحنائي - نا خالد بن يزيد بن أبي مالك، عن أبيه، عن خالد بن معدان، عن أبي أمامة أن رجلا قال: يا رسول اللّه، هل يتناكح أهل الجنّة ؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«نعم، دحاما دحاما (3)،و لكن لا مني و لا منية»[13282].

أخبرنا أبو البركات و أبو العزّ، قالا: أنا أبو طاهر - زاد أبو البركات: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص، نا خليفة بن خيّاط قال (4):يزيد بن أبي مالك قاضي دمشق، همداني، مات سنة ثلاثين و مائة.

أخبرنا أبو البركات، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا أبو محمّد بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، قال: حدّثنا معاوية بن صالح عن يحيى بن معين قال:

يزيد بن أبي مالك قضى لهشام بن عبد الملك.

ص: 284


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 369/1-370.
2- من قوله: قال.. إلى هنا مكانه بياض في «ز»، و كتب على هامشها مقصوص.
3- كذا بالأصل و م و «ز»: «دحاما» و الذي في تاج العروس: دحم: دحم المرأة دحما: نكحها. و منه حديث أبي هريرة رفعه: أنه قال: أ تطأ في الجنة ؟ قال: نعم، و الذي نفسي بيده دحما دحما... قال ابن الأثير: هو النكاح و الوط ء بدفع و إزعاج، و التكرير للتأكيد.
4- طبقات خليفة بن خياط ص 569 رقم 2954.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوه، أنا أبو الحسن اللنباني (1)،ثنا ابن أبي الدنيا.

ح و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري (2)،أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم.

قالا (3):نا محمّد بن سعد قال (4) في الطبقة الثالثة من أهل الشام: يزيد بن أبي مالك الهمداني، مات سنة ثلاثين و مائة، و هو ابن اثنين و سبعين سنة، و توفي بدمشق - زاد ابن الفهم: في خلافة مروان بن محمّد - آخر سلطان بني أمية، و له أحاديث.

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل و أبو الحسين و أبو الغنائم، قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أبو بكر، أنا أبو الحسن، أنا البخاري قال (5):

يزيد بن عبد الرّحمن بن أبي مالك الهمداني الدّمشقي عن أبيه، و أنس، و سمع عمر بن عبد العزيز، روى عنه ابنه خالد، و سعيد بن عبد العزيز، و الأوزاعي.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد قال (6):يزيد بن عبد الرّحمن بن أبي مالك الدّمشقي، الهمداني، روى عن أنس، و واثلة بن الأسقع، و سعيد بن المسيّب، و سالم بن عبد اللّه، و سليمان بن يسار، و عمر بن عبد العزيز، و نافع مولى ابن عمر، و خالد بن معدان، روى عنه الأوزاعي، و سعيد بن عبد العزيز، و ابنه خالد، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، أنا تمّام، أنا أبو عبد اللّه، نا [أبو زرعة] (7) النصري قال: يزيد بن أبي مالك الهمداني (8) القاضي.

ص: 285


1- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
2- زيد بعدها في «ز»: و حدثنا عمي رحمه اللّه... بن محمّد، أنا أبو محمّد قراءة.
3- في «ز»: قال.
4- طبقات ابن سعد 461/7.
5- التاريخ الكبير للبخاري 347/8.
6- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 277/9.
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك للإيضاح عن «ز»، و م و في م: أبو زرعة بن النصري.
8- سقطت من «ز».

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه - قراءة - عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا ابن عتّاب، أنا ابن جوصا - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن أبي العبّاس (1)،أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا الربعي، أنا الكلابي، أنا ابن جوصا - قراءة - قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الرابعة:

يزيد بن أبي مالك الهمداني (2)،ولاّه هشام القضاء، ضرب عليه أبو سعيد، و أعاد ذكره، فقال: و يزيد بن أبي مالك دمشقي، همداني، ولاّه هشام القضاء.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني أبو موسى بن النسائي (3)،أخبرني أبي قال: أبو مالك يزيد بن مالك (4).

ص: 286


1- أقحم بعدها بالأصل: أنا أبو العباس.
2- في «ز»: الهمذاني.
3- تحرفت في «ز» إلى: البيساني.
4- كتب بعدها في «ز»: عورض به آخر الجزء الثامن و العشرين بعد الخمسمائة يتلوه أنا أبو محمّد بن حمزة نا أبو بكر الخطيب ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي. بلغت سماعا على والدي الإمام العالم الحافظ الثقة أبي القاسم علي بن الحسن فسمعه أخي حسن و ابني محمّد ...... ه . سمع...... ناصر السنة محدث الشام أبي القاسم علي بن الحسين بن هبة اللّه الشافعي أيّده اللّه ابن أخيه أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن الحسن و الشيخ الفقيه جمال الدين أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن سعد الحنفي و الشيخ الصالح أبو بكر محمّد بن بركة بن خلف بن كرما الصالحي و الأمين شمس الدولة أبو الحارث عبد الرّحمن بن محمّد بن مرشد بن منقذ الكناني و الشيخ الفقيه أبو الثناء محمود بن غازي بن محمّد و زين الدولة أبو علي الحسين بن المحسن بن الحسين بن أبي المضاء بقراءة القاضي بهاء الدين أبي المواهب الحسن بن هبة اللّه ابن محفوظ بن صصرى و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الرّحمن بن الحسين بن عبدان و القاضي أبو المعالي بن القاضي بهاء الدين أبي الحسن علي بن محمّد بن يحيى القرشي و عمر بن أبي محمّد بن أبي القاسم القيرواني و أبو زكرى يحيى بن علي بن مؤمل القرشي و حمزة بن إبراهيم بن عبد اللّه و بركان سا ابن قرحا و زين فريون الديلي و أبو الحسين بن علي بن خلدون و أبو الربيع سليمان بن إبراهيم بن يحيى الصنهاجي و أبو محمّد بن علي بن أبيه و ابنه مكي و يوسف بن أبي الحسين بن أحمد و عبد الرّحمن بن أبي طاهر بن سفيان و ابنه عمر و رافع بن محمّد بن رافع الخزرجي و أبو عبد اللّه محمّد بن سيدهم بن هبة اللّه الأنصاري و أبو عبد اللّه بن الفضل بن الفتح الأنصاري و أبو المحاسن سليمان بن الفضل بن الحسين بن سليمان و يوسف بن مجلى بن إبراهيم و أبو القاسم بن سيد بن الحسين و خليل بن حسان بن عبد المفرج و علي بن نجيم بن أحمد و عبد اللّه بن ياسر بن عبد اللّه اليمنيان و ممدود و صديق ابنا الياس بن سلامة الكتابيان و حسن بن مالان بن حسن و ناصر بن كتائب بن أبي محمّد و أبو القاسم بن أبي طالب بن أحمد العطار و أبو الفهم عبد الرّحمن بن عبد العزيز بن أبي العجائز و رمضان بن علي بن أبي الفرج الأرجاني و إسماعيل بن علي بن شجاع و عمر بن إبراهيم بن عبد اللّه القيسي و عبد الغني بن برهان بن عبد العزيز و عبد الغني بن سليمان بن عبد اللّه المعري و يوسف بن أبي الفرج بن أبي نصر الفارسي و يوسف بن فرج بن عبد اللّه الأندلسي و رفاعة بن محمّد بن إبراهيم و يوسف بن سليمان بن عبد اللّه الإسكندراني و محسن بن سراج بن محسن الشغوري و عمر بن تمام بن عبد اللّه و عيسى بن محمّد بن خلف الأندلسي و شعبان بن سالم بن سالم و ابنه عبد الخالق الدقانيان و إسماعيل بن عمر بن أبي القاسم الأسفنداباذي و إبراهيم بن يوسف بن عبد اللّه و محمود بن عبد السيد بن حمزة و طالب بن فرج بن ثابت و أبو الفضل بن عبد العزيز بن أبي بكر و حسن بن إسماعيل بن حسن الاسكندراني و إبراهيم بن أبي الفضل بن سالم القلعجعبري و عبد الوهاب بن يعيش بن علي و مسرور بن سعد بن علي الواسطي و أبو الحسين بن نعمة اللّه بن عبد اللّه الفراش و عبد اللّه بن سلامة بن واصل الجوزاني و كاتب الأسماء عبد الرّحمن بن أبي منصور بن نسيم بن الحسين بن علي الشافعي و سمع الكل غير الصفحة الأولى علي ابن بندار بن الحسين البصري و علي بن عبد الكريم بن الكويس و أبو الفضل بن صبح بن عبد الرّحمن البنجاني و ذلك في يوم الجمعة الخامس و العشرين من شهر ربيع الأول سنة خمس و ستين و خمسمائة بجامع دمشق ه . سمع جميع هذا الجزء من أوله إلى آخره على سيدنا الفقيه الشيخ الحافظ الإمام الأوحد الثقة بهاء الدين شمس الحفّاظ ناصر السنّة محدث الشام جمال الإسلام أبي محمّد القاسم بن الشيخ الفقيه الحافظ الإمام شيخ الإسلام مصنفه أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي رضي اللّه عنه و قدّس روح والده من لفظ الشيخ الفقيه الإمام العالم القاضي بهاء الدين أبي المواهب الحسن بن هبة اللّه بن محفوظ بن صصرى التغلبي أثابه اللّه أخوه القاضي الإمام شمس الدين أبو القاسم الحسين بن هبة اللّه بن محفوظ و الشيوخ الفقيه الإمام أبو جعفر أحمد ابن علي بن أبي بكر بن إسماعيل القرطبي و ابنه أبو الحسن محمّد و أبو العباس أحمد بن ناصر بن طعان الطريفي و يوسف بن أبي الفرج بن مهذب و عبد السّلام بن أبي بكر بن أحمد و أبو الحسن هبة اللّه بن علي بن خلدون و أبو علي حسن بن علي بن عبد الوارث و أبو عبد اللّه محمّد بن سيّدهم بن هبة اللّه و محمّد بن ميمون بن مالك الأنصاريان و عبد الرّحمن بن طالب بن سبع و عين الدّولة بن جلدك بن عبد اللّه و أبو طالب بن علي بن أبي الفرج الكتاني و زكريا بن عثمان بن خالو الموفاني و بدل بن أبي المعمر بن إسماعيل التبريزي و أبو الثناء محمود بن أحمد ابن دارا الأردبيلي و الوجيه محمود بن محمّد بن معاذ الخرقاني و إبراهيم بن أبي طاهر بركات بن إبراهيم بن طاهر الخشوعي و عمر بن محمّد بن أحمد المفسر و عبد السّلام بن أبي القاسم بن حسين و القاضي عبد الرحيم بن أبي عبد اللّه بن الحسن بن هبة اللّه و سمع... إبراهيم بن يوسف بن محمّد المعافري البوني و محمّد بن إبراهيم بن علي............ و سمع ست قوائم من آخره الشيوخ الفقيه أبو العباس أحمد بن علي بن يعلى السلمي و إبراهيم بن علي الإشبيلي و أبو بكر بن عبد الرّحمن بن علي و إبراهيم بن محمّد بن عبد اللّه و إسماعيل بن جوهر بن مطر الفراء و أبو عبد اللّه و أبو منصور ابنا أحمد بن محمّد و علامة و نعمة ابنا خليفة بن حمدان و عمر بن محمّد بن حسن القضاعي و سمع الجزء كله من أوله إلى آخره مثبت الأسماء علي ابن محمّد بن علي بن جميل المعافري المالقي و ذلك في مجلسين آخرهما يوم الاثنين سابع عشر ربيع الأول سنة إحدى و ثمانين و خمسمائة بجامع دمشق عمره اللّه و الحمد للّه وحده و صلواته على سيدنا محمّد و آله و سلامه ه . سمع جميع هذا الجزء على الشيخ الأجل الإمام العالم الأوحد الحافظ الأصيل بهاء الدين شمس الحفّاظ ثقة الثقات معتمد الرواة جمال الإسلام محدث الشام ناصر السنة زين الأئمة أبي محمّد القاسم بن الإمام العالم الحافظ الأوحد شيخ الإسلام أبي القاسم علي بن الحسن الشافعي أيّده اللّه ولده أبو القاسم علي وفقه اللّه و الشيخ الإمام العالم أبو جعفر أحمد بن علي بن أبي بكر القرطبي و ابناه أبو الحسن و أبو الحسين محمّد و إسماعيل و فتاهم فرج الحبشي و القاضي الأجل الإمام العالم بهاء الدين أبو إسحاق إبراهيم بن أبي اليسر شاكر بن عبد اللّه بن نسيم التنوخي و الشيخ الفقيه الإمام أبو القاسم الخضر بن الحسين بن الخضر بن عبدان الأزدي بقراءته و الشيخ الإمام أبو علي الحسن بن علي بن عبد الوارث التونسي و أبو سعيد خلف بن محمّد بن شهدون التوزري و الفقيهان أبو الحسن علي بن محمّد بن إبراهيم الأنصاري الرياحي و أبو الفضل حامد بن علي بن محمّد الرحبي و أبو محمّد عبد السّلام ابن أبي بكر بن أحمد الشافعي و عبد العزيز بن عبد الملك بن نجيم الشيباني المقرئ و إسماعيل بن عبد اللّه الأنماطي و هذا خطه في يوم الخميس ثامن و عشرين ذي الحجّة سنة خمس و تسعين و خمسمائة و الحمد للّه وحده و صلواته على سيدنا محمّد و آله و سلامه ه . سمع هذا الجزء جميعه على الشيخ الإمام العالم العامل فقيه أهل الشام فخر الدين مفتي المسلمين أبي منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن الحسن الشافعي أثابه اللّه بسماعه فيه من عمه مؤلفه و الملحق بإجازته منه بقراءة الشيخ الإمام العالم محب الدين أبي محمّد عبد العزيز بن الحسن بن عبد العزيز بن هلالة الأندلسي بن أخي المسموع منه أبو علي عبد اللطيف بن الحسن بن محمّد بن الحسن و الفقيه أبو محمّد عبد العزيز بن عثمان بن صابر الإربلي و أبو بكر محمّد بن محمّد بن أبي بكر البلخي و أخوه سليمان و أبو بكر و عمر ابنا عبد الخالق بن أبي بكر المؤدب و أبو بكر عبد اللّه بن أبي طالب بن محمّد بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن صابر السلمي و محمّد و يحيى ابنا تمام بن يحيى بن الأمير عباس الحميري المصري و عبد الواحد بن عبد السيد بن بركات الصقلي ثم المقدسي و أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن عبد اللّه بن الأنماطي الأنصاري و هذا خطه رفق اللّه بهما و ذلك بمدرسة المسموع منه المعروف بالجاروفين بدمشق ظهر يوم الاثنين سابع عشر جمادى الآخرة سنة خمس عشرة و ستمائة و سمع من أول ترجمة يزيد بن عاصم النميري إلى آخر الجزء الولد النجيب أبو حامد الحسين بن الحافظ عماد الدين أبي القاسم ابن الإمام الحافظ أبي محمّد القاسم مؤلف الكتاب و صح و الحمد للّه وحده و صلواته على سيدنا محمّد و آله و سلامه ه . الجزء التاسع و العشرون بعد الخمسمائة من كتاب تاريخ مدينة دمشق حماها اللّه و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأماثل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها تصنيف أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة اللّه الشافعي رضي اللّه عنه سماع ولده القاسم بن علي بن الحسن بن هبة اللّه و أجازه له من بعض شيوخ أبيه رحمهم اللّه.

ص: 287

أخبرنا (1) والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن - رحمه اللّه. قال:

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنبأ أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب قال: سمعت أبا سعيد عبد الرّحمن بن إبراهيم قال: سمعت أبا مسهر يقول: ولد يزيد بن أبي مالك سنة ستين.

[أخبرنا (2) أبو القاسم أيضا، أنا عمر بن عبيد اللّه، أنا أبو الحسين بن بشران، أنبأ عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم، قال: سمعت أبا مسهر يحدث عن ابن أبي مالك أن و أباه ولد سنة ستين].

ص: 288


1- كتب قبلها في «ز»: بسم اللّه الرحمن الرحيم.
2- الخبر التالي سقط من الأصل و «ز»، و استدرك بين معكوفتين عن م.

[أخبرنا (1) أبو محمّد بن الأكفاني، أنا أبو محمّد الكتاني (2)،أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (3):أخبرني عبد الرحمن بن إبراهيم و محمود بن خالد عن أبي مسهر أنهما سمعاه يقول: ولد يزيد بن أبي مالك سنة ستين. قال عبد الرّحمن بن إبراهيم: قال أبو مسهر: كانوا أربعة اخوة: أصغرهم يزيد (4).

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو زرعة قال: قال أبو مسهر: ولد يزيد بن أبي مالك سنة ستين.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه، و أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد المزكي، قالا: نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، نا محمّد بن المبارك، نا خالد بن يزيد بن أبي مالك، عن أبيه قال: رأيت على أنس بن مالك خفين أبيضين.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا علي بن محمّد بن أحمد، أنا حمزة بن محمّد بن عيسى، نا نعيم، نا خالد بن يزيد بن أبي مالك، عن أبيه قال: رأيت واثلة بن الأسقع صاحب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يسلّم على الجنازة تسليمة.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا أبو محمّد الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، نا أبي، نا الوليد بن مسلم، نا خالد بن أبي مالك، عن أبيه أنه كان يرى واثلة يصلّي على الجنائز أيّام الطاعون.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، حدّثنا أبي قال: و الوليد و يزيد ابنا أبي مالك أخوان، ليس بحديثهما بأس، همدانيان من أهل دمشق.

أخبرنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه - إذنا - قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

ص: 289


1- الخبر التالي سقط من الأصل، و استدرك للإيضاح عن «ز»، و م.
2- في م: الكناني، تصحيف.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 256/1.
4- تاريخ أبي زرعة 256/1.

قالا: أنبأ ابن أبي حاتم قال (1):سئل أبي عن يزيد بن أبي مالك فقال:[كان] (2) من فقهاء الشام، و هو ثقة، و سئل أبو زرعة عنه فأثنى (3) عليه خيرا.

أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق، أنا القاضيان أبو الغنائم محمّد بن علي بن علي، و أبو تمام علي بن محمّد العبدي - في كتابيهما - عن أبي الحسن الدارقطني.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو ياسر (4) محمّد بن عبد العزيز الخيّاط ، أنبأ أبو بكر البرقاني - إجازة - فيما اتفق عليه هو و الدارقطني قالا: خالد بن يزيد بن أبي مالك شامي، عن أبيه، أبوه (5) من الثقات.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث، أنا محمّد بن هبة اللّه (6)،أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب قال (7):و يزيد بن أبي مالك شامي، و كان قاضيا، و ابنه خالد بن يزيد بن (8) أبي مالك؛ في حديثهما لين.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، أنا أبو نعيم، ثنا سليمان، نا أبو زرعة، نا أبو مسهر، عن سعيد بن عبد العزيز أن عمر بن عبد العزيز بعث يزيد بن أبي مالك إلى بني نمير يفقههم و يقرئهم (9).

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن، أنا سهل بن بشر، أنبأ أبو بكر الخليل بن هبة اللّه، أنا عبد الوهّاب الكلابي، نا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاّب، نا العبّاس بن الوليد بن صبح الخلاّل، نا مروان بن محمّد، نا خالد بن أبي مالك، عن أبيه قال: ولاّني عمر بن عبد العزيز صدقات بني نمير، فأعطاني الثمن (10).

ص: 290


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 277/9.
2- زيادة عن الجرح و التعديل.
3- بالأصل:«و أثنى» و المثبت عن «ز»، و م.
4- تحرفت بالأصل إلى: ياسين، و المثبت عن «ز»، و م.
5- كذا بالأصل و م، و في «ز»: «أنه ثقة من الثقات».
6- في «ز»: عبد اللّه.
7- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 454/2 و عنه في تهذيب الكمال 346/20.
8- قوله «خالد بن» استدركتا على هامش «ز». و بعدهما صح.
9- تهذيب الكمال 346/20 و سير أعلام النبلاء 438/5 و تاريخ الإسلام(121-140) ص 309.
10- تهذيب الكمال 346/20.

أخبرنا أبو محمّد المزكي، نا عبد العزيز الصّوفي، أنا أبو القاسم البجلي، نا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة، قال: و ولي المقاسم يزيد بن أبي مالك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي،[أنا محمّد بن هبة اللّه] (1) أنا محمّد بن الحسين (2)،أنا أبو محمّد الفارسي، ثنا يعقوب (3)،حدّثني أبو سعيد - يعني: دحيما - نا أبو مسهر، نا سعيد قال: كنا نجلس بالغدوات مع يزيد بن أبي مالك، و سليمان بن موسى، و بعد الظهر مع إسماعيل بن عبيد اللّه، و ربيعة بن يزيد، و بعد العصر مع مكحول.

أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (4)،نا يزيد بن محمّد، نا محمّد بن عثمان قال: سألت سعيد بن بشير، عن يزيد بن أبي مالك فقال: كان صاحب كتب - يعني: أنه كان بليغا في مكاتبته-.

قال: و نا أبو زرعة، نا أبو مسهر قال: و حدّثني خالد بن أبي مالك، قال: لم يكن لأبي كتاب.

أخبرنا أبو القاسم، أنا محمّد، أنا محمّد (5)،أنبأ الفارسي، نا يعقوب (6)،نا عبد الرّحمن بن إبراهيم، نا أبو مسهر قال: و كتب نمير بن أوس إلى هشام يستعفيه من القضاء، و كان قد كبر و ضعف بصره، قال: فقال هشام: أبغوني قاضيا لأهل دمشق، قالوا:

يزيد بن يزيد، قال: ذاك مشغول، قال: و كان قد جعله مع معاوية بن هشام ابنه. قالوا:

يحيى بن يحيى الغسّاني، قال: ذاك صاحب منبر، قالوا: يزيد بن أبي مالك، فولاّه القضاء.

أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، قال (7):قال أبو مسهر: كتب نمير بن أوس إلى هشام يستعفيه من القضاء، و يخبره أنه قد ضعف فقال هشام بن عبد الملك: من لقضاء الجند؟ قالوا: يزيد بن يزيد بن جابر، قال:

ليس إليه من سبيل، و كان هشام قد أصحبه معاوية بن هشام، قالوا: فيحيى بن يحيى

ص: 291


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك لتقويم السند عن م، و «ز».
2- و في «ز»: الحسن، بدلا من الحسين.
3- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 410/2 و من طريق أبي مسهر رواه المزي في تهذيب الكمال 20/ 346.
4- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 257/1.
5- في «ز»: «أنا أبو محمّد، أنا أبو محمّد» خطأ.
6- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 393/1-394.
7- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 203/1.

الغسّاني، قال: ذاك صاحب منبر، قالوا: فيزيد بن أبي مالك، قال: فأمر بعهده، فكتب، و ولاّه القضاء، فحدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم، عن أبي مسهر قال: عزله الوليد بن يزيد، و ولّى الحارث بن يمجد (1) الأشعري.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ محمّد بن أحمد بن محمّد، أنبأ أبو الفتح منصور بن علي بن عبد اللّه الطرسوسي، نا الحسن بن رشيق، نا أحمد بن محمّد بن سلام البغدادي، نا داود بن رشيد، نا الوليد بن مسلم، قال: قال غير ابن أبي مالك - يعني:

خالد بن يزيد بن أبي مالك الهمداني لهشام - يعني: ولي القضاء بعد نمير بن أوس-.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السقا، قال: نا محمّد بن يعقوب، نا عبّاس بن محمّد قال: سمعت يحيى يقول: كان يزيد بن أبي مالك قاضيا بالشام.

[أخبرنا (2) أبو البركات الحافظ ، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار، أنا محمّد بن علي بن يعقوب، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضل، نا أبي، عن يحيى بن معين، عن خالد بن يزيد بن أبي مالك، يحدث عن أبيه أن أبا الدرداء كان يقضي على أهل دمشق، و أنه لما احتضر أتاه معاوية بن أبي سفيان عائدا، فقال له: من لهذا الأمر بعدك ؟ فقال: فضالة بن عبيد، فلما توفي أبو الدرداء، قال معاوية لفضالة: إني قد وليتك القضاء، فاستعفى منه، فقال له معاوية: و اللّه ما حابيتك، و لكن استترت بك من النار، فاستتر منها ما استطعت (3).فقال يزيد بن أبي مالك: فولى فضالة ثم بعد فضالة أبو إدريس الخولاني ثم زرعة بن ثوب المقرائي (4) ولاه عبد الملك، لم يكن يرتزق على القضاء، ثم عبد الرحمن بن الحسحاس (5) العذوي (6) لعمر بن عبد العزيز ثم نمير بن أوس الأشعري لهشام (7) ثم يزيد بن أبي مالك الهمداني (8).قال يزيد: و مررت برجل من السلف فلان

ص: 292


1- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى:«محمّد» و التصويب عن تاريخ أبي زرعة.
2- الخبر التالي سقط من الأصل، و استدركت بين معكوفتين عن «ز»، و م.
3- أخبار القضاة 201/3.
4- في «ز»: المغراني، و المثبت عن م، و في أخبار القضاة لوكيع 202/3 «زرعة بن أيوب المعري».
5- في «ز»: «الحبوس» و في م:«الحشاس» و المثبت عن أخبار القضاة 203/3.
6- تقرأ في م: العدوي، و المثبت عن «ز»، و أخبار القضاة.
7- في م: في هشام.
8- في «ز»: الهمذاني.

بنصف النهار يوم الجمعة، و هو جالس على باب داره و صرحة داره مملوءة، موائد عليها الناس يأكلون، فقلت: الجمعة ؟ فقال: ثوبي على غسل، و أنا أنتظر أن يجف. فقلت: أ ما لك إلا قميص ؟ قال: واحد؟ قال: لا].

أخبرنا أبو البركات الحافظ ، أنا أبو الفضل الباقلاني، أنا أبو العلاء القاضي، أنبأ أبو بكر، أنبأ الأحوص، نا أبي قال: و يزيد بن أبي مالك قاضي (1) الشام.

أخبرنا أبو محمّد، ثنا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز قال: لم يكن عندنا أحد أعلم بالقضاء من يزيد بن أبي مالك، لا مكحول و لا غيره (2).

و ذكر عمرو بن أبي سلمة قال: سمعت خالد بن يزيد بن أبي مالك الدمشقي يحدّث عن أبيه قال: ليس من عبد يؤمن باللّه و اليوم الآخر إلاّ و هو ينظر إلى اللّه يوم القيامة عيانا (3)، إلاّ الحكم، يحكم بجور، فإنه لا يحل له أن ينظر إلى اللّه، و هو أعمى (4).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هاشم بن محمّد قال: قال الهيثم: مات يزيد بن أبي مالك الهمداني زمن مروان بن محمّد.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكّي بن محمّد، أنا أبو سليمان الربعي قال: قال الواقدي: و فيها - يعني: سنة ثلاثين و مائة - مات أبو وجزة السعدي، و يزيد بن أبي مالك الهمداني، و هو ابن اثنتين و سبعين سنة، و دفن بدمشق، و قال أبو سليمان إن أباه أخبره عن الحارث، عن محمّد بن سعد، عن الواقدي بذلك (5).

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه بن أبي عمرو، أنا أبو عبد اللّه بن مروان، نا أحمد بن إبراهيم بن محمّد، ثنا

ص: 293


1- كذا بالأصل و م، و في «ز»: قاض بالشام.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 256/1 و تهذيب الكمال 346/20 و تاريخ الإسلام(121-140) ص 309 و سير أعلام النبلاء 438/5.
3- في «ز»: عميانا.
4- تهذيب الكمال 346/20.
5- تهذيب الكمال 347/20.

سليمان بن عبد الرّحمن التميمي، نا علي بن عبد اللّه قال: ثم يزيد بن عبد الرّحمن بن أبي مالك مات سنة ثلاثين و مائة، و هو ابن اثنتين و سبعين سنة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا علي بن أحمد بن محمّد، أنا أبو طاهر - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد قال: سنة ثلاثين و مائة فيها مات يزيد بن أبي مالك الشّامي (1).

أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال (2):

فحدّثت عن الوليد بن مسلم أن يزيد بن أبي مالك كان باقيا إلى سنة ثمان و ثلاثين و مائة.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي محمّد عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو الحسن المؤذّن، أنا أبو سليمان الربعي قال: و قال الوليد بن مسلم: فيها - يعني: سنة ثمان و ثلاثين - مات يزيد بن أبي مالك، و هو ابن ثمان و سبعين سنة (3).

8307 - يزيد بن عبد الرّحمن أبو خالد الأحول

مولى عاصم بن الوليد بن عتبة بن ربيعة.

ذكره أبو الحسين الرّازي في تسمية كتاب أمراء دمشق.

8308 - يزيد بن عبد العزيز بن أبي يحيى التّنوخي

أخو سعيد بن عبد العزيز الفقيه من أصحاب مكحول أخبرنا أبو محمّد المزكّي، نا أبو محمّد الصّوفي، نا أبو محمّد العدل، أنا أبو الميمون البجلي، نا أبو زرعة النصري، قال (4):فحدّثني إبراهيم بن عبد اللّه بن العلاء بن زبر، عن أبيه قال: كنّا نجلس إلى مكحول، و سعيد بن عبد العزيز معنا، و كان أخوه يزيد بن عبد العزيز أسنّ منه. قال عبد اللّه بن العلاء: و كان سعيد في مجلس مكحول يسقي الماء.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال في تسمية الاخوة من أهل الشام: سعيد بن عبد العزيز بن

ص: 294


1- تهذيب الكمال 347/20.
2- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 256/1 و عنه في تهذيب الكمال 347/20.
3- تهذيب الكمال 347/20.
4- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 385/1.

أبي يحيى التّنوخي، سمعت أبا مسهر ينسبه هكذا، و أخوه يزيد بن عبد العزيز، حدّثني إبراهيم بن عبد اللّه بن العلاء بن زبر قال: سمعت أبي يقول: كان يزيد بن عبد العزيز أسنّ من سعيد بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (1)،نا أبو مسهر قال: سمعت سعيد بن عبد العزيز ينكر الكتاب الذي عرض عليه، فأخبرني أحمد بن أبي الحواري عن الوليد بن مسلم، قال: تلك أحاديث أخيه - يعني: يزيد بن عبد العزيز - يعني أبو مسهر بمثل الكتاب الذي لا حملة له، و من حضر ذلك، و منها حديث شعيب بن إسحاق عن سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول ما ستر الإمام ستر من خلفه، أنكره الوليد بن مسلم، لمّا تحدّث به شعيب بن إسحاق، عن سعيد، عن مكحول، و قال: هذا من حديث أخيه يزيد بن عبد العزيز، أخبرني أحمد بن أبي الحواري أنه سمع الوليد بن مسلم ينكر ذلك لمّا تحدّث به شعيب، و قد سمعت يحيى بن صالح الوحاظي يذكر أنه سمع سعيد بن عبد العزيز يحدّث بذلك عن مكحول، و لم يتفقا، و اللّه أعلم، شعيب بن إسحاق، و يحيى بن صالح، على سعيد بن عبد العزيز في خبر واحد إلاّ و هو صحيح، و أمّا ذلك الكتاب الذي ظهر عن (2) سعيد بن عبد العزيز فليس له حملة عنه يجتمع عليها، و لا يحسب مخرج ذلك إلاّ ما قال الوليد بن مسلم أنه حديث أخيه يزيد بن عبد العزيز، و يزيد أقدم من سعيد و أسنّ عند مكحول غير أنه مات قبل أن يظهر من حديثه شيء.

أخبرنا أبو محمّد الشاهد، نا أبو محمّد الصّوفي، أنبأ تمام البجلي، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في تسمية أصحاب مكحول: سعيد بن عبد العزيز، و أخوه يزيد.

و قال أبو حاتم بن حبّان (3) البستي: يزيد بن عبد العزيز التّنوخي، أخو سعيد، من أهل دمشق، يروي عن مكحول، روى عنه أهل الشام، و كان أسنّ من سعيد، و مات قبله، لم يشتهر حتى أخذ عنه الشيء الكثير من العلم.

أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن طاهر بن بركات، أنا أبو القاسم علي بن محمّد الفقيه، أنا أبو نصر عبد الوهّاب بن عبد اللّه بن عمر، أنبأ جمح بن القاسم المؤذّن - قراءة عليه - نا

ص: 295


1- تاريخ أبي زرعة 362/1.
2- من قوله: صالح... إلى هنا سقط من تاريخ أبي زرعة.
3- تحرفت بالأصل إلى: حباب، و التصويب عن «ز»، و م.

عبد الرّحمن بن القاسم، نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز قال: قال لي إسماعيل بن عبيد اللّه حين هلك أخي عاد أبو مسلم الخولاني أبا الدّرداء في مرضه الذي قبض فيه، فلما رآه أبو مسلم كبّر، فقال أبو الدّرداء: هكذا يقول إنّ اللّه إذا قضى قضاء أحب أن يترضى به.

و قد ذكرنا فيما تقدّم أن إسماعيل مات سنة إحدى و ثلاثين و مائة.

8309 - يزيد بن عبد العزيز الدّمشقي

حدّث عن مالك بن أنس.

ذكره الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ في كتاب مزكي رواة الأخبار في تسمية من روى عن مالك بن أنس.

8310 - يزيد بن عبد المدان - و اسم عبد المدان عمرو - بن الدّيّان، و الدّيّان

هو الحاكم، و اسمه يزيد بن قطن بن زياد بن الحارث بن مالك بن ربيعة

ابن كعب بن الحارث بن كعب بن عمرو بن علة بن جلد بن مالك بن أدد

ابن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ أبو النّضر الحارثيّ (1)

وفد على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في وفد بني الحارث، من أهل نجران، فأسلم، و كان قد وفد على الحارث بن أبي شمر الغسّاني، و كان الحارث بنواحي دمشق، و قد ذكرت وفوده في ترجمة دريد بن الصّمة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (2)،أنا محمّد بن عمر، حدّثني إبراهيم بن موسى المخزومي، عن عبد اللّه بن عكرمة بن عبد الرّحمن بن الحارث، عن أبيه قال:

بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم خالد بن الوليد في أربع مائة من المسلمين في شهر ربيع الأوّل سنة عشر إلى بني الحارث بن كعب بنجران، و أمره (3) أن يدعوهم إلى الإسلام قبل أن

ص: 296


1- ترجمته في أسد الغابة 725/4 و الإصابة 660/3 و كناه: أبا المنذر. و الاستيعاب 657/3 (هامش الإصابة)، و جمهرة أنساب العرب ص 416.
2- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 339/1-340 تحت عنوان: وفد الحارث بن كعب.
3- بالأصل: و أمر، و المثبت عن «ز»، و م، و ابن سعد.

يقاتلهم ثلاثا، ففعل، فاستجاب له من هناك من بني الحارث بن كعب، و دخلوا فيما دعاهم إليه، و نزل بين أظهرهم يعلّمهم الإسلام و شرائعه، و كتاب اللّه، و سنّة نبيّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و كتب بذلك إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و بعث به مع بلال بن الحارث المزني، فجعل بلال بن الحارث المزني يخبره عن ما عمّا (1) وطئوا و إسراع بني الحارث إلى الإسلام، فكتب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إلى خالد:«أن بشّرهم (2)،و أنذرهم، و أقبل و معك وفدهم»، فقدم خالد و معه وفدهم، منهم قيس بن الحصين ذو الغصة، و يزيد بن عبد المدان، و عبد اللّه بن عبد المدان، و يزيد بن المحجّل، و عبد اللّه بن قراد، و شدّاد بن عبد اللّه القناني، و عمرو بن عبد اللّه، و أنزلهم خالد عليه، ثم تقدّم خالد و هم معه إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فقال:«من هؤلاء الذين كأنهم رجال الهند؟» فقيل: بنو الحارث بن كعب، فسلموا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و شهدوا أن لا إله إلاّ اللّه، و أن محمّدا رسول اللّه، فأجازهم بعشر أواق، و أجاز قيس بن الحصين باثنتي عشرة أوقية و نشّ (3)،و أمّره رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم على بني الحارث بن كعب، ثم انصرفوا إلى قومهم في بقية شوال، فلم يمكثوا بعد أن رجعوا إلى قومهم إلاّ أربعة أشهر حتى توفي رسول اللّه صلوات اللّه عليه و رحمته و بركاته و على جميع الأنبياء و المرسلين و آلهم و الصحابة أجمعين[13283].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد، نا أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس، عن ابن (4) إسحاق قال (5):

ثم بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم خالد بن الوليد في شهر ربيع الآخر أو جمادى الأولى من سنة عشر، إلى بني الحارث بن كعب،[بنجران] (6) و أمره أن يدعوهم إلى الإسلام قبل أن يقاتلهم،[ثلاثا] (7) فإن استجابوا لك فاقبل منهم، و أقم فيهم، و علّمهم كتاب اللّه، و سنّة نبيّهم، و معالم الإسلام، فإن لم يفعلوا (8) فقاتلوهم، فخرج خالد حتى قدم عليهم، فذكر الحديث في إسلامهم، و كتاب خالد إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و جواب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و أمره إيّاه بأن يبشّرهم و ينذرهم، فيقبل معه وفدهم، فأقبل خالد بن الوليد إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و أقبل معه وفد بني الحارث بن كعب، و فيهم: قيس بن الحصين بن يزيد بن قنان ذو الغصّة، و يزيد بن

ص: 297


1- بالأصل و م:«عن ما» و المثبت عن «ز»، و ابن سعد.
2- بالأصل:«يبشرهم» و المثبت عن «ز»، و م، و ابن سعد.
3- النش: نصف أوقية.
4- بالأصل و م:«أبي» و ليست اللفظة في «ز».
5- الخبر في سيرة ابن هشام 239/4.
6- زيادة عن ابن هشام.
7- زيادة لازمة عن ابن هشام.
8- في «ز»: يقبلوا.

عبد المدان، و يزيد بن المحجّل (1)،و عبد اللّه بن قريط (2)،و شداد بن عبد اللّه، و عمرو بن عمرو الضّبابي (3)،فلما قدموا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فرآهم قال:«من هؤلاء الذين كأنهم رجال الهند؟» قيل: يا رسول اللّه، هؤلاء بنو الحارث بن كعب، فلمّا وقفوا عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم سلّموا عليه و قالوا: نشهد أنك رسول اللّه، و أنه لا إله إلاّ اللّه، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«و أنا أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أنّي رسول اللّه»، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«أنتم الذين إذا زجروا استقدموا» فسكتوا، فلم يراجعه منهم أحد، ثم قال:«أنتم الذين إذا زجروا استقدموا»، فسكتوا فلم يراجعه منهم أحد، ثم قال:«أنتم الذين إذا زجروا استقدموا»- أربع مرّات - فقال يزيد بن عبد المدان: نعم يا رسول اللّه، نحن الذين إذا زجروا استقدموا، نعم يا رسول اللّه نحن الذين إذا زجروا استقدموا، نعم يا رسول اللّه نحن الذين إذا زجروا استقدموا، نعم يا رسول اللّه نحن الذين إذا زجروا استقدموا، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لو أن خالدا لم يكتب إليّ أنكم أسلمتم و لم تقاتلوا لألقيت رءوسكم تحت أقدامكم» فقال يزيد بن عبد المدان: إنّا و اللّه يا رسول اللّه ما حمدناك و ما حمدنا خالد بن الوليد، فقال صلّى اللّه عليه و سلّم:«فمن حمدتم ؟» قالوا: حمدنا اللّه الذي هدانا بك، فقال:«صدقتم»، ثم قال:«كيف تغلبون من قاتلكم في الجاهلية ؟» فقالوا: لم نغلب أحدا، قال:«بلى، قد كنتم تغلبون من قاتلكم»، فقالوا: كنا نغلب يا رسول اللّه من قاتلنا أنا كنا ننزع عن يد و كنا. نجتمع و لا نتفرق، و لا نبدأ أحدا بظلم، فقال:«صدقتم»، ثم أمّر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم على بني الحارث بن كعب قيس بن الحصين.

فرجع وفد بني الحارث إلى قومهم في بقية شوال أو في صدر ذي القعدة، فلم يمكثوا بعد أن رجعوا إلى قومهم إلاّ أربعة أشهر حتى توفي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنبأ أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد قال: في الطبقة الرابعة من بني الحارث بن كعب بن عمرو بن علة بن جلد بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ من يشجب بن يعرب بن قحطان: يزيد بن عبد المدان،

ص: 298


1- بالأصل و م و «ز»: «الحجل» و فوقها في «ز»: ضبة.
2- كذا بالأصل و «ز»: قريط ، و في م: قرط ، و في سيرة ابن هشام:«قراد».
3- الضبابي نسبة إلى ضباب، بكسر الضاد، و ضباب في بني الحارث بن كعب، و في قريش، و في بني عامر بن صعصعة. و ضباب بالفتح في نسب النابغة الذبياني، و ضباب بالضم في بني بكر.

و اسمه عمرو بن الدّيّان، و اسمه يزيد بن قطن بن زياد بن الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب، قال هشام بن محمّد بن السائب الكلبي: و الدّيّان الحاكم، قال: و سمعت بعضهم يقول: إنما سمّي لأنه قال: اليوم دين و غدا دين، و دين اللّه خير دين، و وفد يزيد بن عبد المدان على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم مع وفد بني الحارث و أسلم، و قد قال بعضهم: إنّ يزيد بن عبد المدان لم يدرك الوفادة على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و إنّه مات قبل ذلك - زاد ابن سعد في موضع آخر: و كان شريفا شاعرا، قال يزيد بن عبد المدان في الجاهلية ليزيد بن عمرو بن خويلد الصعق:

أ تأخذ أحلافا عليها عباؤها *** باملال ثوران رأيك أعور

و تنزل أن تلقاك أول نسبة *** ملوك بني وهب و تنميك حمير

و إن كان هذا الأمر شيئا جهلته *** فنحن به من سائر الناس أبصر

و إن أباكم نيط في آل عامر *** كما نيط بالرجل السقاء الموكر

فأجابه يزيد:

أبا النضر لو لا صحبة قد تقدمت *** لزرت قبيلا فخرهم لي مفخر

أبا النضر أنا من هوازن في الذرى *** و إن أك من وهب فإني مشهر

8311 - يزيد بن عبد الملك بن عبد العزيز

ابن الوليد بن عبد الملك بن مروان الأموي

من ساكني قرية الشّبعاء (1).

ذكره أحمد بن حميد بن أبي العجائز في تسمية من كان بدمشق و غوطتها من بني أميّة، و ذكر امرأته آمنة - أو أبية - بنت سليمان بن محمّد بن الوليد بن عبد الملك، و ذكر ابنتين له:

عاتكة بنت يزيد عاتق، و أمينة بنت يزيد بنت سبع سنين.

8312 - يزيد بن عبد الملك بن محمّد بن عطية بن عروة السّعدي

من أهل دمشق، وجّهه أبوه إلى مروان بن محمّد برأس عبد اللّه بن يحيى الكندي اليمني الشاري المعروف بطالب الحق حين قتله باليمن، له ذكر.

ص: 299


1- الشبعاء من قرى دمشق، من إقليم بيت الآبار.

8313 - يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم

ابن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس أبو خالد الأموي (1)

بويع له بالخلافة بعد عمر بن عبد العزيز بعهد من أخيه سليمان بن عبد الملك في سنة إحدى و مائة.

حكى عنه الزهري، و أمّه عاتكة بنت يزيد بن معاوية.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنبأ أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر، ثنا عبيد اللّه بن سعد الزهري، عن عمّه يعقوب بن إبراهيم قال: أمّ يزيد بن عبد الملك عاتكة بنت يزيد بن معاوية، و أمّها أم كلثوم بنت عبد اللّه بن عامر بن كريز.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن، أنا أبو سعيد محمّد بن عبد اللّه، أنبأ أبو حامد بن الشرقي، نا محمّد بن يحيى الذهلي، نا كثير بن هشام، نا جعفر - يعني: ابن برقان - حدّثني الزهري قال: كان لا يرث المسلم الكافر، و لا الكافر المسلم على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و لا على عهد أبي بكر، و عمر، و عثمان، فلما ولي معاوية بن أبي سفيان ورث المسلم من الكافر، و لم يورث الكافر من المسلم، فأخذ بذلك الخلفاء حتى قام عمر بن عبد العزيز، فراجع السنّة الأولى ثم أخذ بذلك يزيد بن عبد الملك، فلمّا قام هشام بن عبد الملك، أخذ بسنّة الخلفاء.

أخبرنا (2) أبو السعود بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو الفضل (3) بن الفراء، أنا أبي أبو يعلى، قالا: أنا أبو القاسم الصيدلاني، أنا محمّد بن مخلد قال: قرأت على علي بن عمرو حدّثكم الهيثم بن عدي قال: قال ابن عيّاش: يزيد بن عبد الملك أبو خالد.

ص: 300


1- ترجمته في نسب قريش ص 166 و جمهرة أنساب العرب ص 91 و تاريخ الطبري (الفهارس) و الكامل لابن الأثير (الفهارس) و البداية و النهاية (الفهارس) و سير أعلام النبلاء 150/5 و تاريخ الإسلام(101-120) ص 279 و مروج الذهب (الفهارس).
2- الأخبار تداخلت أسانيدها ببعضها و اضطرب سياقها، قومناها و ضبطنا أسانيدها عن أسانيد مماثلة.
3- في م:«أبو الحعلى» كذا.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنا قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار قال (1):فولد عبد الملك: يزيد بن عبد الملك، و مروان بن عبد الملك، كان عبد الملك قد أخذ على سليمان حين بايع له بولاية العهد، ليبايعن لأحد ابني عاتكة، فأما يزيد فبايع له سليمان بن عبد الملك بعد عمر بن عبد العزيز، فولى الخلافة بعد عمر، و في ذلك يقول الأحوص (2)في ولاية عمر بن عبد العزيز:

لو لا يزيد و تأميلي خلافته *** لقلت ذا من زمان الناس إدبار

و حدّثني عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد اللّه بن أبي سلمة عن خاله يوسف بن الماجشون أن الأحوص قال في ذلك حين ولي يزيد بن عبد الملك:

الآن استقر الملك في مستقره *** و عاد لعرف حاله المتنكر (3)

و عاد رءوس المسلمين رءوسهم *** و ردّ لهم ما أصبح الناس غيروا

و أم يزيد و مروان عاتكة بنت يزيد بن معاوية بن أبي سفيان.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه، نا أبو زرعة قال: و من بني أمية ممن يحدّث يزيد بن عبد الملك.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأ أبو القاسم بن جنيقا، أنا أبو علي إسماعيل بن علي الخطبي قال: يزيد بن عبد الملك بن مروان، و أمه عاتكة بنت يزيد بن معاوية، و كنيته أبو خالد، و كانت ولايته بعهد من سليمان إليه بعد عمر، و استخلف يزيد بن عبد الملك يوم الجمعة لخمس ليال بقين من رجب سنة إحدى و مائة.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد قال (4):

أبو خالد يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم القرشي الأموي، بويع بالخلافة بعد

ص: 301


1- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 161 و 162.
2- يعني الأحوص بن محمّد بن عبد اللّه. و قيل: الأحوص لقب، راجع أخباره في الأغاني 224/4.
3- البيت في نسب قريش ص 163.
4- الأسامي و الكنى للحاكم النيسابوري 257/4 رقم 1936.

عمر بن عبد العزيز، فكانت خلافته أربع سنين و شهرين، و يقال: أربع سنين و نصفا (1)،و أمّه عاتكة بنت يزيد بن معاوية.

و ذكر أبو العبّاس أحمد بن يونس بن المسيّب الضبّي أن يزيد بن عبد الملك ولد سنة ست و ستين.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (2)،حدّثني الوليد بن هشام، عن أبيه عن جده، و عبد اللّه بن المغيرة عن أبيه و غيرهم: أن يزيد بن عبد الملك أمه عاتكة بنت يزيد بن معاوية، ولد يزيد بدمشق سنة إحدى أو اثنتين و سبعين.

ذكر سعيد بن كثير بن عفير (3):أنه كان رجلا جسيما، أبيض، مدوّر الوجه، لم يشب، أفقم.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبي أبو يعلى، قالا: أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنبأ محمّد بن مخلد بن حفص العطّار، قال: قرأت على علي بن عمرو، حدّثكم الهيثم بن عدي قال: قال ابن (4) عيّاش في تسمية الفقم (5):يزيد بن عبد الملك.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، حدّثني عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو القاسم [عبد الرحمن] (6) بن الحسين بن الحسن بن علي بن يعقوب بن أبي العقب، أنبأ جدّ أبي أبو القاسم علي بن يعقوب، نا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم البسري، نا موسى بن أيوب، نا الوليد، عن ابن جابر قال: بينا نحن عند مكحول إذ أقبل يزيد بن عبد الملك، فهممنا أن نوسّع له، فقال مكحول: دعوه يجلس حيث انتهى به المجلس، يتعلّم التواضع (7).

ص: 302


1- بالأصل و م و «ز»: و نصف، و المثبت عن الأسامي و الكنى.
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 331.
3- تاريخ الإسلام(101-120) ص 279 و سير الأعلام 150/5.
4- في «ز»: أبو عياش.
5- الفقم بالتحريك تقدم الثنايا العليا فلا تقع على السفلى.
6- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز»، و م.
7- سير أعلام النبلاء 150/5 و تاريخ الإسلام(101-121) ص 279.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأ أبو بكر أحمد بن عبيد بن الفضل بن بيري - إجازة - أنا محمّد بن الحسين بن محمّد، نا ابن أبي خيثمة، نا إبراهيم بن المنذر، نا أبو ضمرة (1)،عن محمّد بن موسى بن عبد اللّه بن بشّار (2) قال:

إنّي لجالس في مسجد النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و قد حجّ في ذلك العام يزيد بن عبد الملك قبل أن يكون خليفة، فجلس مع المقبري، و مع ابن أبي العتاب (3)،إذ جاء أبو عبد اللّه القرّاظ ، فوقف عليه، فقال: أنت يزيد بن عبد الملك ؟ فالتفت يزيد إلى الشيخين فقال: أ مجنون هذا؟ أ مصاب ؟ فذكروا له فضله و صلاحه، قالوا: هذا أبو عبد اللّه القرّاظ صاحب أبي هريرة حتى رقّ له و لان، قال: نعم، أنا يزيد بن عبد الملك، فقال له أبو عبد اللّه: ما أجملك، إنّك لتشبه أباك إن ولّيت من أمر الناس شيئا، فاستوص بأهل المدينة خيرا، فأشهد على أبي هريرة لحدّثني عن حبّه و حبّي صاحب هذا البيت، و أشار إلى بيت (4) النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم خرج إلى ناحية من المدينة، يقال لها بيوت السّقيا، و خرجت معه، فاستقبل القبلة، و رفع يديه حتى إنّي لأرى بياض ما تحت منكبيه، فقال:«إنّ إبراهيم نبيك و خليلك دعاك لأهل مكّة، و أنا نبيّك و رسولك أدعوك لأهل المدينة، اللّهمّ بارك لهم في مدّهم و صاعهم، و قليلهم و كثيرهم، ضعفي ما باركت لأهل مكّة، اللّهمّ ارزقهم من هاهنا و هاهنا، و أشار إلى نواحي الأرض كلها، اللّهمّ من أرادهم بسوء فأذبه كما يذوب الملح في الماء»، ثم التفت إلى الشيخين فقال:

ما تقولان ؟ فقالا: حديث معروف مروي (5)،و قد سمعنا أيضا أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«من أخافهم فقد أخاف ما بين هذين» و أشار كلّ واحد منهم إلى قلبه[13284].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنبأ أبو الحسن الحمّامي، أنا علي بن أحمد بن أبي قيس.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو منصور بن عبد العزيز، أنا أبو

ص: 303


1- من طريقه رواه الذهبي في تاريخ الإسلام(101-120) ص 279.
2- الأصل و م و «ز»: يسار، و المثبت عن تاريخ الإسلام.
3- كذا بالأصل و م و «ز» و المختصر، و في تاريخ الإسلام: ابن أبي الغياث.
4- في تاريخ الإسلام: و أشار إلى الحجرة».
5- رواه مسلم في كتاب الحج، باب فضل المدينة، رقم 1368.

الحسين بن بشران، أنبأ عمر بن الحسن، قالا: نا ابن أبي الدنيا، نا عبّاس بن هشام، عن أبيه قال: بويع ليزيد بن عبد الملك سنة إحدى و مائة في رجب لمّا توفي عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأ عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: قال ابن بكير: قال الليث بن سعد:

استخلف يزيد بن عبد الملك لخمس ليال بقين من رجب يوم الجمعة سنة إحدى و مائة، قال الليث: و فيها - يعني: سنة خمس و مائة - توفي يزيد أمير المؤمنين ليلة الجمعة لأربع ليال بقين من شعبان، و استخلف هشام أمير المؤمنين.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو العبّاس بن قتيبة، ثنا حرملة، أنبأ ابن وهب (1)،نا عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم قال: لما توفي عمر بن عبد العزيز و ولي يزيد بن عبد الملك قال: سيروا بسيرة عمر، قال (2):فأتى بأربعين شيخا، فشهدوا له ما على الخلفاء حساب و لا عذاب (3).

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، أنبأ أبو بكر الخطيب، أنبأ أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد بن محمّد بن جعفر الوكيل، أنبأ أبو الحسن محمّد بن جعفر التميمي الكوفي، أنا أبو الحسن الضبّي، نا أبو جعفر، عن علي بن عمروس، عن ابن عيّاش المنتوف (4) قال:

كان يزيد بن عبد الملك مطعونا عليه في دينه، فسمع المؤذّن يؤذّن، فقال: إن كنت كاذبا فلا مت إلاّ مسلما، و إن كنت صادقا فلا مت إلاّ موحدا، ويلك إنّما شهادتك على شهادة معلمك و سماعك، ثم قال لجارية له: غنني بشعري، هو ديني و اعتقادي، قال:

فغنّت:

تذكرني الحساب و لست أدري *** أ حقا ما تقول في الحساب

فقل للّه يمنعني طعامي *** و قل للّه يمنعني شرابي

فلمّا غنّت قال: أحسنت، هذا ديني.

ص: 304


1- من طريقه رواه الذهبي في تاريخ الإسلام(101-120) ص 280 و سير الأعلام 150/5-151.
2- كذا بالأصل و م، و في «ز»: ثم أتى.
3- كذا، و هذا لا يصح.
4- تحرفت بالأصل إلى:«المنيوي».

في إسنادها غير واحد من المجهولين.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني أبي، أنبأ علي بن الحسن بن شقيق (1) قال:

أخبرنا.

و أخبرنا خالي أبو المعالي القاضي، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين، قال:

نا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عمر بن محمّد الشاهد - إملاء من لفظه - أنبأ أحمد بن الحسين الرّازي، ثنا أحمد بن محمّد بن أبي (2) موسى، نا ابن سهم، نا عبد اللّه بن المبارك، قال:

- و في حديث ابن أبي الدنيا: أنبأ - عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر قال:

كتب عمر بن عبد العزيز إلى يزيد بن عبد الملك: احذر أن تدركك - و في حديث ابن أبي موسى: أما بعد فإيّاك أن تدركك - الصرعة عند الغرة (3)،فلا تقال العثرة (4) و لا تمكّن من الرجعة، و لا يحمدك من خلّفت بما تركت، و لا يعذرك من تقدم عليه بما اشتغلت، و السّلام.

أخبرنا بها عالية أبو بكر محمّد بن عبد الباقي قال: حدّثنا - و أبو غالب أحمد بن الحسن، قال: أخبرنا - أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو بكر بن إسماعيل، و أبو عمر بن حيّوية، قالا: نا يحيى (5) بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك (6)،أنبأ عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى يزيد بن عبد الملك: إيّاك أن تدركك الصرعة، فذكر مثله، و قال: بما اشتغلت به.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنبأ الحسن بن محمّد بن أحمد، أنبأ أبو الحسن اللنباني (7)،ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني أبو غسّان مالك بن سعد القيسي (8)،نا روح بن عبادة، نا الحجّاج بن حسّان التيمي، نا سليم بن بشير (9):أن

ص: 305


1- تحرفت في «ز» إلى: سفيان.
2- ليست في «ز».
3- الغرة بالكسر: الغفلة و الاغترار.
4- العثرة: السقطة و الزلة.
5- كذا بالأصل و م، و في «ز»: محمّد بن يحيى بن صاعد.
6- رواه ابن المبارك في الزهد و الرقائق ص 6 رقم 16.
7- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: اللبناني.
8- بدون إعجام بالأصل، و القاف لم تعجم في م، و المثبت عن «ز».
9- في «ز»:، و م: بشر.

عمر بن عبد العزيز كتب إلى يزيد بن عبد الملك حين حضره الموت:

سلام عليك، أما بعد، فإنّي لا أراني إلاّ لما (1) بي، و لا أرى الأمر إلاّ سيفضي إليك، فاللّه اللّه في أمّة محمّد، فتدع الدنيا لمن لا يحمدك و تفضي إلى من لا يعذرك، و السّلام.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا أبو الفرج سهل بن بشر، أنبأ أبو القاسم علي بن محمّد بن علي الفارسي، أنا أبو أحمد عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن الناصح بن شجاع المفسّر، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن سليمان البغدادي النحوي، نا الزبير بن بكّار، حدّثني عثمان بن عبد الرّحمن، عن إبراهيم بن يعقوب بن أبي عبد اللّه قال: كتب يزيد بن عبد الملك إلى هشام أخيه:

أمّا بعد، فإنه بلغ أمير المؤمنين أنك استبطأت حياته، و تمنّيت وفاته، و نحلت قولا للخلافة، و ذلك فيك، فاعلمن أنه و ليس ذلك الذي عهد إلينا عبد الملك، و أمرنا به و وصّانا، أمرنا بالتواصل و التزاور (2)،و الاجتماع، إنّ الفرقة شين.

قال: فكتب إليه جوابا لكتابه:

أمّا بعد، فإنّ هذا الزمان القذر (3) و العيش الكدر، نشأت فيه ناشئة، ابتغوا الرزق من كل ناحية، و وضعوا له الأبواب، و ارتقوا إليه بالأسباب، و اللّه ما حدثت نفسي بهذا في سرّ و لا علانية، بل جعل اللّه يومي قبل يومك، و ولدي قبل ولدك، فلا خير في العيش بعدك.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا أحمد بن محمّد البغدادي، نا محمّد بن سلام قال (4):

اشتكى يزيد بن عبد الملك شكاة شديدة، و بلغه أن هشاما سرّ بذلك، فكتب إلى هشام يعاتبه: و كتب في آخره:

تمنى رجال أن أموت و إن أمت *** فتلك سبيل لست (5) فيها بأوحد

ص: 306


1- في تاريخ الإسلام: ملمّا.
2- بدون إعجام بالأصل و غير واضحة القراءة، و في م: التوازر. و في «ز»: و التآزر، و المثبت عن المختصر.
3- في المختصر: الغدر.
4- الخبر و الأبيات في البداية و النهاية 232/9 و انظر كتاب يزيد إلى هشام و رد هشام عليه في مروج الذهب 246/3 و العقد الفريد 282/2.
5- في الأصل: ليست.

و قد علموا لو ينفع العلم عندهم *** متى مت ما الباغي عليّ بمخلد

منيته تجري لوقت و حتفه *** يصادفه يوما على غير موعد

فقل (1) للذي يبغي (2) خلاف الذي مضى *** تهيّأ لأخرى مثلها و كأن قد

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمّد عن أبي عمر بن حيوية قال: قرئ على أبي عبد اللّه الطوسي (3)،ثنا الزبير بن أبي بكر قال (4):قال هارون بن موسى - يعني: الفروي - قال: و حدّثني عبد اللّه بن عمرو الفهري، عن عمّه الحارث بن محمّد، عن عيسى بن عبد الأعلى قال: كانت بالمدينة جارية لآل أبي رمّانة أو لآل أبي تفاحة، يقال لها سلاّمة (5)،قال (6):فكتب فيها يزيد بن عبد الملك، تشترى له. قال:

فاشتريت بعشرين ألف دينار، فقال أهلها: ليس نخرجها حتى تصلح من شأنها، فقالت الرسل: لا حاجة لكم بذلك، معنا ما يصلحها، قال: فخرج بها حتى أتى بها سقاية سليمان، قال: فأنزلها رسله فقالت: لا و اللّه لا أخرج حتى يأتيني قوم كانوا يدخلون عليّ ، فأسلّم عليهم، قال: فامتلأ رحبة ذلك الموضع، قال: ثم خرجت، فوقفت بين الناس، و هي تقول (7):

فارقوني و قد علمت يقينا *** ما لمن ذاق ميتة من إياب

إن أهل الحصاب (8) قد تركوني *** موزعا مولعا بأهل الحصاب

سكنوا الجزع جزع بيت أبي مو *** سى إلى النخل من صفيّ السباب (9)

أهل بيت تتابعوا (10) للمنايا *** ما على الدهر بعدهم من عتاب

ص: 307


1- الأصل: فقلت، و المثبت عن «ز»، و م و البداية و النهاية.
2- تقرأ بالأصل: يبقى، و في البداية و النهاية: يبقى، و المثبت عن «ز».
3- كذا بالأصل و م، و في «ز»: الفارسي.
4- الخبر رواه الذهبي في تاريخ الإسلام(101-120) ص 280-281.
5- هي سلاّمة القسّ ، و هي من مولدات المدينة، انظر أخبارها في الأغاني 334/8.
6- الخبر و الأبيات في الأغاني 343/8.
7- الأبيات بدون نسبة في الأغاني 343/8، و هي في الأغاني 174/9 قال: و الشعر لكثير بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة السهمي، و قيل: بل هو لكثير عزة.
8- الحصاب: موضع رمي الجمار بمنى (كما في معجم البلدان) و قال أبو الفرج في الأغاني 175/9: فمن روى هذا الشعر لكثير عزة يرويه: إن أهل الخضاب قد تركوني، و يزعم أن كثيرا قاله في خضاب خضبته عزة به.
9- صفي السباب: موضع بمكة.
10- كذا بالأصل و م، و في «ز»:، و الأغاني: تتابعوا.

قال: فما زالت تبكي و يبكون حتى رحلت ثم أرسلت إليهم بثلاثة (1) آلاف درهم [ثلاثة آلاف درهم] (2).

قال: و نا الزبير (3)،نا هارون بن موسى، حدّثني موسى بن جعفر بن أبي كثير، و عبد الملك بن الماجشون قال:

لما مات عمر بن عبد العزيز قال يزيد: و اللّه ما عمر بأجوج إلى اللّه مني، قال: فأقام أربعين ليلة يسير بسيرة عمر، فقالت حبابة (4) لخصيّ له كان صاحب أمره: ويحك! قرّبني منه حيث يسمع كلامي، و لك عليّ عشرة آلاف درهم، فلمّا مر يزيد بها قالت:

بكيت الصبا جهدا فمن شاء لامني *** و من شاء آسى (5) في البكاء و أسعدا

ألا لا تلمه اليوم أن يتبلدا *** فقد منع المحزون أن يتجلدا (6)

و ذكر الأبيات.

قال أبو موسى: و هذا الشعر للأحوص، فلمّا سمعها قال: ويحك، قل لصاحب الشّرط يصلي بالناس، و قال يوما: و اللّه إنّي لأشتهي أن أخلو بها و لا أرى أحدا غيرها، فأمر ببستان له و أمر حاجبه أن لا يعلمه بأحد، قال: فبينما هو معها أسرّ الناس بها، إذ حذفها بحبة رمّان أو بعنبة و هي تضحك، فوقعت في فيها، فشرقت فماتت، فأقامت عنده في البيت حتى جيفت أو كادت أن تجيف، ثم خرج بها فدفنها، فأقام أياما، ثم خرج عليه الغم ثانيا حتى وقف على قبرها فقال (7):

فإن تسل عنك النفس أو تدع الصبى *** فباليأس أسلو عنك لا بالتجلد

و كل خليل راءني (8) فهو قائل: *** من أجلك هذا هامة اليوم أو غد

ص: 308


1- الأصل: ثلاثة، و المثبت عن «ز»، و م.
2- الزيادة سقطت من الأصل و م، و استدركت عن «ز».
3- الخبر من طريق الزبير بن بكار رواه الذهبي في تاريخ الإسلام(101-120) ص 280-281.
4- حبابة مولدة من مولدات المدينة، لرجل من أهلها يعرف بابن رمانة و قيل: ابن مينا، و قيل: اسمها العالية. انظر أخبارها في الأغاني 122/15.
5- في «ز»: أشأم.
6- من أبيات في الأغاني 129/15 منسوبة للأحوص، و تاريخ الإسلام(120:101) ص 281.
7- البيتان في تاريخ الإسلام(101-120) ص 281 و سير أعلام النبلاء 151/5 و الأخبار الموفقيات ص 419 و الأغاني 165/13 و نسبهما بهامش المختصر لكثير عزّة. و البداية و النهاية 260/9.
8- في سير الأعلام و تاريخ الإسلام: زارني.

ثم رجع فما خرج من مزله حتى خرج بنعشه.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي، نا أبو الحسين بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنبأ أبي أبو يعلى.

قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد قال: قرأت على علي بن عمرو حدّثكم الهيثم بن عدي قال: و هلك يزيد بن عبد الملك و هو ابن أربعين سنة، و و لي أربع سنين إلاّ ثلاثة أشهر.

أخبرنا (1) أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي، و علي بن زيد السليمان، قالا: أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم - زاد الفرضي: و عبد اللّه بن عبد الرزّاق-[قالا] (2) أنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو علي بن منير، أنبأ أبو بكر بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا الهيثم بن عمران قال: ولي يزيد بن عبد الملك أربع سنين و نصف، و مات بالسواد، سواد الأردن، و كان وجعه طرف من السل (3).

أخبرنا أبو غالب الحريري، أنا أبو الحسين الصيرفي، أنا أبو القاسم الدقّاق، أنبأ أبو علي الخطبي، نا محمّد بن موسى البربري (4)،عن ابن أبي السّري قال: هلك يزيد بن عبد الملك و هو ابن أربعين سنة، و قال الواقدي فيما حكى حارث عن ابن سعد عنه: مات و له (5) ثلاث و ثلاثون سنة، و صلّى عليه مسلمة بن هشام، قال: و كان طويلا جسيما، أبيض، مدوّر الوجه، لم يشب.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال: قال أبي: و ولي من بعده يزيد بن عبد الملك أربع سنين إلاّ ثلاثة أشهر، و هلك و هو ابن أربعين سنة.

و قال عمي أبو بكر: و ولي يزيد بن عبد الملك أربع سنين، و لم يذكر أبو بكر ابن كم مات ؟ أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنبأ أحمد بن إسحاق،

ص: 309


1- كتب فوقها في «ز»: «ح س» بحرف صغير.
2- زيادة عن «ز».
3- تاريخ الإسلام(101-120) ص 281.
4- في «ز»: اليزيدي.
5- قوله:«و له ثلاث» مكرر بالأصل.

نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (1):و مات - يعني: يزيد - بإربد من بلاد بلقاء يوم الجمعة لخمس بقين من شعبان سنة خمس و مائة، و صلّى عليه أخوه هشام بن عبد الملك، و هو ابن أربع أو ثلاث و ثلاثين.

قال خليفة: و كانت ولايته أربع سنين و شهرا، فقال جرير (2):

سربلت سربال ملك غير مغتصب *** قبل الثلاثين إن الملك مؤتشب (3)

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنبأ أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو الطّيّب محمّد بن جعفر المنبجي (4)،نا عبيد اللّه بن سعد الزهري، قال:

قال أبي سعد بن إبراهيم: و استخلف يزيد بن عبد الملك يوم توفي عمر - يعني: لست بقين من رجب - سنة إحدى و مائة، ثم توفي يزيد لأربع (5) بقين من شعبان سنة خمس و مائة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن (6) علي بن أحمد بن عمر، نا علي بن أحمد.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ محمّد بن محمّد بن عبد العزيز، أنبأ أبو الحسين بن بشران، أنا عمر بن الحسن، قالا: ابن أبي الدنيا، نا أبو عبد اللّه العجلي، نا عمرو بن محمّد، عن أبي معشر قال: توفي في شعبان لأربع بقين منه سنة خمس و مائة، قال: و كانت خلافته ثلاث سنين و تسعة أشهر، و مات و هو ابن أربعين سنة، و قال غير أبي عبد اللّه (7):و مات و هو ابن ثمان و ثلاثين سنة و أشهر، بناحية الجولان، من أرض دمشق، فحمل على رقاب (8) الرجال حتى دفن بباب - و قال الأشناني: بين باب - الجابية و باب الصغير، و كان طويلا، جسيما، مدوّر الوجه، لم يشب، و أمّه عاتكة بنت يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، و يكنّى أبا خالد، و قالوا: بل دفن في الموضع الذي توفي فيه، و اللفظ لحديث الأكفاني.

أخبرنا أبو القاسم النّسيب، نا أبو بكر الخطيب، أخبرني أبو القاسم الأزهري، أنا

ص: 310


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 331.
2- ديوان جرير ص 64.
3- المؤتشب: المختلط غير الصريح النسب.
4- في «ز»: المنيحي.
5- سقطت اللفظة من «ز»، و استدرك على هامشها:«لخمس» و بعدها صح.
6- في «ز»: الخضر.
7- في «ز»: عبيد اللّه.
8- في «ز»: أعناق.

أحمد بن إبراهيم، نا يوسف بن يعقوب النيسابوري قال: قرئ على محمّد بن بكّار و أنا أسمع عن أبي معشر قال: توفي يزيد بن عبد الملك في شعبان سنة خمس و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا عاصم بن علي، نا أبو معشر قال: و نا حمد (1)،حدّثني أبو عبد اللّه.

ح و أخبرني أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي الحافظ ، أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، نا أبو بكر محمّد بن المؤمّل، نا الفضل بن محمّد، نا أحمد بن حنبل، نا إسحاق بن عيسى، عن أبي معشر (2) قال: و استخلف يزيد بن عبد الملك - يعني: سنة إحدى و مائة - و توفي لخمس ليال بقين من شعبان سنة خمس و مائة، فكانت خلافته أربع سنين و شهرا (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو الفتح نصر بن أحمد بن نصر، أنبأ محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بالكوفة.

ح و أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو طاهر أحمد بن علي، قالا: أنا [الحسين بن علي، قالا: أنا] (4) محمّد بن زيد بن علي، أنبأ محمّد بن محمّد بن عقبة، نا هارون بن حاتم، نا أبو بكر بن عيّاش قال:

ثم بايع الناس يزيد بن عبد الملك - يعني: سنة إحدى و مائة - ثم توفي يزيد بن عبد الملك لخمس ليال بقين من شعبان سنة خمس و مائة، فكانت خلافة يزيد بن عبد الملك أربع سنين و شهرا (5).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب، نا هشام بن خالد السلامي، قال: سمعت أبا مسهر يقول: مات يزيد بن عبد الملك بإربد من أرض الأردن، سنة خمس و مائة.

ص: 311


1- مكانها بياض في «ز»، و كتب على هامشها: طمس بالأصل، و في م: مكي.
2- قوله:«أبي معشر» مكانه بياض في «ز»، و كتب على هامشها: مقصوص.
3- الأصل و م: و شهر، و المثبت عن «ز».
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك لتقويم السند عن «ز»، و م.
5- بالأصل و م:«و شهر» خطأ، و التصويب عن «ز».

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (1)،نا أبو مسهر قال: فأقام يزيد بن عبد الملك بعده أربع سنين، قال: فأصيب في رجب سنة خمس و مائة.

قال: حدّثني هشام بن عمّار عن الهيثم عن جده: أنه مات بالسواد بالأردن، و كان وجعه طرفا (2) من السل.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن شهريار قال: قال أبو حفص الفلاّس، قال: ثم ملك يزيد بن عاتكة أربع سنين و شهرا، ثم مات يوم الجمعة لخمس بقين من شعبان سنة خمس و مائة، و بايع لهشام بن عبد الملك، و لابنه الوليد بن يزيد.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم، أنبأ نعمة اللّه بن محمّد، نا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، نا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنا الحسن بن سفيان، نا محمّد بن علي، عن محمّد بن إسحاق قال: أنا أبو عمر الضرير قال: ثم بويع ليزيد بن عبد الملك بن مروان و كانت ولايته أربع سنين و شهرا، و يوما، و توفي لخمس ليال بقين من شعبان سنة خمس و مائة.

أنبأنا أبو علي محمّد بن سعيد بن إبراهيم.

ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد الفقيه.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الفضل بن خيرون، قالوا: أنا أبو علي بن شاذان.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا طراد بن محمّد، و أبو محمّد التميمي، قالا: أنا أبو بكر بن وصيف، قالا: أنا أبو بكر الشافعي، نا عمر بن حفص، نا محمّد بن يزيد قال:

ثم استخلف يزيد بن عبد الملك بن مروان حين (3) توفي عمر، و توفي يزيد سنة خمس و مائة في شعبان يوم الجمعة لخمس بقين منه، فكانت ولايته أربع سنين، و شهرا، و توفي و له

ص: 312


1- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 195/1.
2- الأصل و م:«طرف» خطأ، و التصويب عن «ز»، و تاريخ أبي زرعة.
3- في «ز»: بعد أن توفي عمر.

أربعون سنة، و أمّه عاتكة بنت يزيد بن معاوية، و توفي باد؟؟؟ ة (1) من حوران من أرض دمشق، و صلّى عليه الوليد - يعني: ابن يزيد بن عبد الملك.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر أحمد بن علي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، ثنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال: و استخلف يزيد بن عبد الملك - يعني: في رجب سنة إحدى و مائة - ثم توفي يزيد بن عبد الملك لخمس ليال بقين من شعبان سنة خمس و مائة.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: و فيها - يعني: سنة خمس و مائة - توفي يزيد بن عبد الملك لخمس ليال بقين من شعبان، و استخلف هشام بن عبد الملك، مات يزيد بالبلقاء من أرض دمشق، و هو ابن ثمان و ثلاثين سنة، و كانت خلافته أربع سنين و شهرين.

8314 - يزيد بن عبيد اللّه بن يزيد بن عباد بن زياد المعروف بابن أبي سفيان

كان يسكن قرية جرود (2) فوق القطيعة من إقليم معلولا، و كانت لجدّه عباد بن زياد، له ذكر.

و ذكره أحمد بن حميد بن أبي العجائز فيمن سمّي بدمشق من بني أميّة، و ذكر ابنته الصدوق ابنة يزيد امرأة عاتق.

8315 - يزيد بن عبيدة بن أبي المهاجر السّكوني

8315 - يزيد بن عبيدة (3) بن أبي المهاجر السّكوني (4)

من أهل دمشق.

روى عن: أبيه عبيدة، و أبي عبيد اللّه مسلم بن مشكم، و أبي الأشعث الصنعاني، و أبو النضر حيّان، و يزيد بن أبي يزيد مولى بسر (5) بن أرطأة (6).

ص: 313


1- كذا رسمها بالأصل، و في «ز»: «بادنة» و فوقها ضبة، و في م:«بادنة» و فوقها ضبة أيضا.
2- جرود بالفتح، من أعمال غوطة دمشق (معجم البلدان).
3- عبيدة بفتح العين، كما في تقريب التهذيب.
4- ترجمته في التاريخ الكبير 348/8 و الجرح و التعديل 279/9 و تهذيب الكمال 355/20 و تهذيب التهذيب 6/ 220 و سير أعلام النبلاء 308/6.
5- الأصل و «ز»: بشر، و في م: بشير، تصحيف.
6- في الأصل و م: بن أبي أرطاة.

روى عنه: ابنه عبد الرّحمن، و يحيى بن حمزة، و محمّد بن شعيب بن شابور، و محمّد بن مهاجر، و أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي مريم، و إبراهيم بن أبي شيبان العبسي (1)، و عثمان بن حصن (2) بن عبيدة بن علاّق، و مدرك بن أبي سعد، و عيسى (3) بن موسى القرشي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري، و أبو نصر الزينبي.

ح و أخبرنا أبو المكارم أحمد بن عبد الباقي بن الحسن بن منازل (4)،أنبأ أبو الحسين بن النّقّور، و أبو نصر الزينبي (5).

ح و أخبرنا أبو المظفّر محمّد بن محمّد بن عبد الواحد (6) ابن زريق، أنا أبو نصر الزينبي.

قالوا: أنا أبو طاهر المخلّص، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد، نا الحكم بن موسى، نا يحيى بن حمزة، عن يزيد بن عبيدة، حدّثني أبو عبيد اللّه (7) عن عوف بن مالك عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«الرؤيا ثلاثة: منها من الشيطان ليحزن ابن آدم، و منها ما يهمّ به الرجل في يقظته فيراه في منامه، و منها جزء من ستة و أربعين جزءا من النبوّة»، قال: فقلت له: أسمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ؟ قال: أنا سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى القرشي، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين، أنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن الحاج، نا علي بن يعقوب الهمداني (8)،نا أبو عبد الملك - يعني: أحمد بن إبراهيم - نا مدرك بن أبي سعد، نا يزيد بن

ص: 314


1- كذا بالأصل و م و «ز»: «العبسي» و في تهذيب الكمال:«العنسي».
2- تحرفت في «ز» إلى: خضر.
3- كذا بالأصل و م، و في «ز»: و موسى بن عيسى القرشي.
4- قارن مع مشيخة ابن عساكر 9/أ.
5- من قوله ح... إلى هنا سقط من م.
6- في م: الواحدي و زريق.
7- كذا بالأصل و م، و في «ز»: «عبد اللّه». و هو أبو عبيد اللّه مسلم بن مشكم.
8- كذا بالأصل و م، و في «ز»: الهمذاني.

عبيدة (1) أنه كان يدعو: اللّهمّ أحدث لنا خيرا، و أدمنا عليه، و قدّم لنا خيرا، و أوردنا عليه.

أخبرنا أبو القاسم بن عبدان، أنبأ محمّد بن علي بن أحمد الفراء، أنا عبد اللّه بن الحسين (2) بن عبيد اللّه بن عبدان، أنا أبو الحسين الكلابي، أنا أبو الجهم، نا هشام بن عمّار، نا محمّد بن شعيب قال: سمعت يزيد بن عبيدة يقول: من أراد أن يعرف كيف وصف الجبّار نفسه فليقرأ ست آيات من أول الحديد، إلى قوله: وَ هُوَ عَلِيمٌ بِذٰاتِ الصُّدُورِ (3).

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (4):يزيد بن عبيدة بن أبي المهاجر الشّامي، سمع أبا عبيد اللّه مسلم، و عوف بن مالك عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:

الرؤيا ثلاثة، فذكر الحديث.

قاله هشام بن عمّار عن يحيى بن حمزة، سمع يزيد، و سمع أبا الأشعث الصنعاني.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه قالا: أنا أبو القاسم، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد قال (5):يزيد بن عبيدة السّكوني، و هو ابن عبيدة بن أبي المهاجر الشّامي، روى عن أبي الأشعث الصنعاني، و أبي عبيد اللّه مسلم بن مشكم، روى عنه أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي مريم، و يحيى بن حمزة، و محمّد بن شعيب بن شابور، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد المزكّي، نا أبو محمّد التميمي، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في تسمية الأصاغر من أصحاب واثلة و غيره: يزيد بن عبيدة بن أبي المهاجر.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه - قراءة - عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنبأ أحمد بن عمير - إجازة-.

ص: 315


1- ضبطت في «ز» بالقلم بضمة فوق العين.
2- كذا بالأصل و م، و في «ز»: الحسن.
3- سورة الحديد، الآية:6.
4- التاريخ الكبير للبخاري 348/8.
5- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 279/9.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الرابعة: يزيد بن عبيدة بن أبي المهاجر دمشقي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأ أبو صادق محمّد بن أحمد بن جعفر، أنبأ أحمد بن محمّد بن زنجويه، أنبأ الحسن بن عبد اللّه بن سعيد قال: أما عبيدة العين مفتوحة، و الياء مكسورة، عبيدة بن أبي المهاجر، و ابنه يزيد بن عبيدة السّكوني، و روى ابنه يزيد بن عبيدة عن أبي الأشعث الصنعاني، و مسلم بن مشكم.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني قال: عبيدة بن أبي المهاجر عداده في أهل الشام، و ابنه يزيد بن عبيدة.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي زكريا البخاري.

و حدّثنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي، نا نصر بن إبراهيم الزاهد، أنا أبو زكريا البخاري (1)،ثنا عبد الغني بن سعيد، قال: عبيدة بفتح العين،[عبيدة] (2) بن أبي المهاجر، عن معاوية، والد يزيد بن عبيدة.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب قال: يزيد بن عبيدة الشّامي، حدّث عن أبي الأشعث الصّنعاني، و يزيد مولى بسر (3) بن أرطأة، روى عنه إبراهيم بن أبي شيبان، و محمّد بن شعيب بن شابور.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا قال (4):أما عبيدة بفتح العين و كسر الباء: يزيد بن عبيدة الشّامي، يروي عن أبي الأشعث الصنعاني، و يزيد مولى بسر بن أرطأة، روى عنه إبراهيم بن أبي شيبان، و محمّد بن شعيب بن شابور، ثم قال: و يزيد بن عبيدة بن أبي المهاجر، روى عن أبيه.

[قال ابن عساكر:] (5) فرّق بينهما، و هما واحد.

قرأت في كتاب أبي بكر أحمد بن بكير بن الفرج بن عبد اللّه، عن أبي القاسم

ص: 316


1- من قوله: و حدثنا... إلى هنا سقط من «ز».
2- استدركت عن «ز»، و م.
3- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: بشر.
4- الاكمال لابن ماكولا 53/6.
5- الزيادة منا للإيضاح.

علي بن يعقوب بن أبي العقب، نا أبو الحسن أحمد بن محمود بن مقاتل الهروي، نا أبو سعيد عثمان بن سعيد السجستاني قال: قلت ليحيى بن معين، فيزيد بن عبيدة الدّمشقي من هو؟ قال: ما كان به بأس، صدوق، قال أبو الحسن: أراه قال ابن عبيدة، و لم أجد هذا في روايتنا عن الطرائفي.

8316 - يزيد بن عتبة الأعور بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي

أمّه أم خالد بنت عبد اللّه بن قيس الصابئ.

له ذكر، ذكره أبو المظفّر محمّد بن أحمد الأبيوردي.

8317 - يزيد بن عثمان أبو سفيان العاملي

روى عن عدي بن زيد المعروف بابن الرقاع شيئا من شعره.

8318 - يزيد بن عثمان بن محمّد بن أبي سفيان صخر

ابن حرب بن أميّة بن عبد شمس

خال عثمان بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك من وجوه بني أميّة، حبس مع عثمان، و الحكم ابني الوليد، فلمّا هزم مروان جيش إبراهيم بن الوليد بعين الجر دخل على من كان في السجن قوم من أصحاب يزيد بن الوليد فقتلوهم، و قتلوا يزيد (1) بن عثمان هذا في جملتهم.

8319 - يزيد بن عثمان القرشي

كان يسكن مرج الدحداح.

ذكره أبو الحسن أحمد بن حميد بن أبي العجائز الأزدي في تسمية من كان بدمشق، و قراها من الأمويين.

8320 - يزيد بن عثمان بن سعيد بن عبد الرّحمن

ابن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي (2)

ذكره أبو الحسن الأزدي، و ذكر امرأته أم معاوية ابنة سعيد بن أبي سفيان بن حرب بن

ص: 317


1- قوله:«يزيد بن» سقط من «ز». و في م: و قتلوا هذا من جملتهم.
2- ترجمته في معجم البلدان (الصفوانية).

خالد بن يزيد بن معاوية، و ذكر أنه كان يسكن الصفوانية (1) من إقليم حرلان (2).

8321 - يزيد بن عطاء، و يقال: ابن أبي عطاء السّكسكي

8321 - يزيد بن عطاء، و يقال: ابن أبي عطاء السّكسكي (3)

روى عن معاذ بن سعد السّكسكي، و كعب الأحبار.

روى عنه: عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و يزيد بن سعيد بن ذي عصوان.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا علي بن محمّد بن طوق الطبراني، أنا عبد الجبّار بن محمّد بن مهنّى الخولاني (4)،نا أبو العبّاس بن ملاّس، نا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، حدّثني يحيى بن صالح، نا سعيد بن يزيد بن ذي عصوان العنسي، عن أبي عطاء يزيد بن أبي عطاء السّكسكي، عن معاذ بن سعد السّكسكي، عن جنادة بن أبي أمية أنه سمع عبادة بن الصّامت يقول:

إن رجلا أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال: يا رسول اللّه، ما مدّة أمّتك من الرخاء أو الرجاء؟ فلم يردّ عليه شيئا، حتى سأله ثلاث مرّات، كلّ ذلك لا يجيبه، فانصرف الرجل، ثم إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«أين السائل ؟» فردّ عليه، فقال:«لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد من أمّتي، مدة أمّتي من الرخاء أو الرجاء مائة سنة»- قالها مرتين - قال الرجل: يا رسول اللّه، فهل لذلك من أمارة أو علامة أو آية ؟ قال:«نعم، الخسف و الرجف و إرسال الشياطين الملجمة على الناس»[13285].

[قال ابن عساكر:] (5) كذا وقع في هذه الرواية، و فيها وهم في موضعين أحدهما:

قوله: سعيد بن يزيد، و إنما هو يزيد بن سعيد، و الثاني قوله: عن ابن أبي عطاء، و المحفوظ عن يحيى بن صالح عن يزيد بن سعيد بن ذي عصوان، عن يزيد بن عطاء أبي عطاء.

كذلك حكاه البخاري عنه، و كذلك رواه أبو زرعة الدمشقي، و إبراهيم بن أبي داود البرلسي عن يحيى، و كذلك رواه علي بن حجر عن الوليد بن مسلم، عن يزيد بن سعيد بن

ص: 318


1- الصفوانية: من نواحي دمشق خارج باب توما من إقليم خولان (كذا في معجم البلدان 414/3).
2- حرلان: ناحية بغوطة دمشق فيها عدة قرى، بها قوم من أشراف بني أمية.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 359/20 و تهذيب التهذيب 221/6 و التاريخ الكبير 347/8 و الجرح و التعديل 9/ 282.
4- رواه القاضي عبد الجبار الخولاني في تاريخ داريا ص 98.
5- زيادة منا.

ذي عصوان العنسي (1)،عن أبي (2) عطاء السّكسكي، و الذي يقول فيه: ابن أبي عطاء مروان بن محمّد الطاطري عن يزيد بن سعيد.

أخبرنا بحديث أبي زرعة: أبو علي الحدّاد في كتابه، و حدّثنا أبو مسعود المعدّل [عنه] (3)،أنا أبو نعيم، نا الطبراني، ثنا أبو زرعة الدمشقي، نا يحيى بن صالح الوحاظي، ثنا يزيد بن سعيد، عن أبي عطاء يزيد بن عطاء السّكسكي، عن معاذ بن سعد السّكسكي، عن جنادة بن أبي أمية أنه سمع عبادة بن الصّامت يقول: إنّ رجلا أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال: يا رسول اللّه، ما مدة أمّتك من الرجاء، فلم يرد عليه شيئا حتى سأله ثلاث مرّات، كلّ ذلك لا يجيبه، فانصرف الرجل، ثم إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«أين السّائل ؟» فردّ عليه، فقال:«لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد من أمّتي، مدة أمّتي من الرخاء مائة سنة» قالها مرّتين أو ثلاثا، فقال الرجل: يا رسول اللّه، فهل لذلك من أمارة أو علامة أو آية ؟ قال:«نعم، الخسف، و الإرجاف، و إرسال الشياطين الملجمة على الناس»[13286].

و أخبرنا بحديث مروان: خالي أبو المعالي القاضي، أنبأ أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأ أبو نصر بن الجبّان، أنبأ أبو عمر بن فضالة، نا أبو محمّد جعفر بن أحمد بن عاصم، ثنا محمود بن خالد، نا مروان - هو ابن محمّد - نا يزيد بن سعيد بن ذي عصوان، حدّثني يزيد بن أبي عطاء السّكسكي، عن معاذ بن سعد السّكسكي، عن جنادة بن أبي أميّة، عن عبادة بن الصامت أن رجلا قال: يا رسول اللّه، ما مدّة رخاء أمّتك من بعدك ؟ قال: فسكت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، قال: ثم أعاد عليه، فسكت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، ثم (4) قال:«مدّة رخاء أمّتي من بعدي مائة سنة، مدة رخاء أمّتي من بعدي مائة سنة»، قال: فقال: يا رسول اللّه، هل لذلك من علامة أو آية ؟ قال:«نعم، الخسف و القذف، و المسخ، و إرسال الشياطين الملجمة على الناس»[13287].

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل أحمد، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهّاب - زاد أحمد

ص: 319


1- في «ز»: العبسي.
2- في «ز»: «ابن أبي عطاء» ثم شطبت «أبي» بخط أفقي.
3- سقطت من الأصل هنا، و كتبت فيه بعد «أنا» و قد أخرناه إلى موقعها، بما يوافق «ز»، و م.
4- في «ز»: قال: ثم قال.

و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (1):

يزيد بن عطاء أبو عطاء السّكسكي، عن معاذ بن سعد السّكسكي، قاله الوليد (2)،و يحيى بن صالح، و قال مروان بن محمّد: بن أبي عطاء.

أنبأنا أبو الحسين و أبو عبد اللّه قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد قال (3):يزيد بن عطاء السّكسكي أبو عطاء، و يقال: يزيد بن أبي عطاء، روى عن معاذ السّكسكي، روى عنه عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا - قراءة - عن أبي الحسين الصيرفي، أنا ابن عتّاب، أنا ابن جوصا - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنبأ ابن جوصا - قراءة - قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الخامسة: يزيد بن أبي عطاء السّكسكي، دمشقي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنبأ مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو عطاء يزيد بن عطاء السّكسكي، عن معاذ السّكسكي، قاله يحيى بن صالح، و قال مروان: يزيد بن أبي عطاء.

قرأت على أبي الفضل بن (4) ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عطاء يزيد بن عطاء السّكسكي.

قرأنا على أبي الفضل أيضا، عن أبي طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر قال: أبو عطاء يزيد بن عطاء السّكسكي.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنبأ أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأ

ص: 320


1- التاريخ الكبير للبخاري 351/8.
2- قوله:«الوليد» ليس في التاريخ الكبير.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 282/9.
4- سقطت من «ز».

أبو أحمد الحاكم قال: أبو عطاء يزيد بن عطاء، و يقال: ابن أبي عطاء السّكسكي، عن معاذ بن سعد السّكسكي، عن جنادة بن أبي أمية، روى عنه يزيد بن سعيد بن ذي عصوان.

8322 - يزيد بن أبي عطاء

غير منسوب، أظنّه غير الذي ذكرناه آنفا.

سمع عمر بن عبد العزيز.

روى عنه: عمر بن ذرّ.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، حدّثني محمّد بن علي الصّوري، أنبأ عبد الرّحمن بن عمر المعدّل - بمصر - أنا علي بن محمّد الطّبني (1)،نا محمّد (2) بن مخارق التونسي، نا شجرة بن عيسى القاضي، عن أبيه، عن سعيد بن سالم القداح، عن عمر بن ذرّ، حدّثني يزيد بن أبي عطاء.

أنه سمع عمر بن عبد العزيز و هو يخطب الناس على المنبر في خلافته يقول: يا أيّها الناس، من ألمّ بذنب فليستغفر اللّه و ليتب إليه، فإنّما الهلاك في الإصرار (3) عن الاستغفار، فإنّي قد علمت أنّ اللّه قد وصف في رقاب أقوام خطايا قبل أن يخلقهم، لا بدّ لهم أن يعملوا بها، فمن ألمّ بذنب فليستغفر اللّه و ليتب إليه.

8323 - يزيد بن العقار الكلبي

8323 - يزيد بن العقار (4) الكلبي

ممن قام بأمر يزيد بن الوليد الناقص فأسره مروان بن محمّد بعين الجر، فضربه بالسياط حتى قتله.

8324 - يزيد بن عقبة القرشي

من أهل دمشق.

له ذكر في كتاب أحمد بن حميد الأزدي.

ص: 321


1- في «ز»: الطيبي، تصحيف. و الطبني بضم الطاء المهملة و ضم الباء المنقوطة من تحتها بنقطة و كسر النون المشددة، و قيل: بسكون الباء و تخفيف النون هذه النسبة إلى الطبن و هي بلدة بالمغرب منن أرض الزاب، و الزاب في عدوة بلاد المغرب، و في الأنساب: علي بن منصور الطبني يروي عن محمّد بن مخارق.
2- في «ز»: علي.
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المختصر:«الإضراب» و بهامشه أن محققه أثبتها عن ابن عساكر (كذا).
4- بدون إعجام بالأصل و م، و أعجمت عن «ز».

8325 - يزيد بن عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص

ابن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف الأموي (1)

حدّث عن أبيه، عن أبي سلمة، و قيل: إنه روى عن أبي سلمة.

روى عنه: معاوية بن إسحاق، و أبو عائشة السعدي.

و ذكره أبو محمّد بن حزم (2) و قال: كان له عقب.

قرأت على أبي القاسم الخضر (3) بن الحسين، عن أبي عبد اللّه محمّد بن علي بن أحمد بن المبارك الفراء، أنبأ أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرّحمن الصابوني، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه (4) الأصبهاني الزاهد، نا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن المنخل الأصبهاني صاحب بكر بن بكّار، نا أبو عمرو عثمان بن عبد اللّه الأموي، نا رشدين (5) بن سعد، عن يونس بن يزيد، و سلمة بن سنان، عن معاوية بن إسحاق، عن يزيد بن عمر بن عبد العزيز، عن أبيه، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة و ابن عبّاس قالا: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«من خرج حاجّا أو معتمرا فله بكلّ خطوة حتى يئوب إلى رحله ألف ألف حسنة، و يمحى عنه ألف ألف سيئة، و ترفع له ألف ألف درجة»[13288].

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا جدي مقاتل بن مطكود، نا أبو علي الأهوازي، نا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن هلال البغدادي المعروف بالحنائي، أنا عثمان بن أحمد بن عبد اللّه الدقّاق، نا أبو عبد اللّه محمّد بن عيسى بن حيان المدائني - ببغداد - نا شعيب بن حرب المدائني، أنا ميسرة بن عبد ربه، عن أبي عائشة السعدي عن يزيد بن عمر بن عبد العزيز، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن بن عوف، عن أبي هريرة و عبد اللّه بن عبّاس قالا: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يتخولنا بالموعظة بين الأيام شفقة علينا و التماس الرفق بنا، و ذكر الحديث بطوله.

[قال ابن عساكر:] (6) عندي أن يزيد هذا ليس بولد عمر بن عبد العزيز الخليفة.

فقد أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو البركات عبد الباقي بن أحمد بن إبراهيم

ص: 322


1- جمهرة أنساب العرب ص 106.
2- راجع جمهرة ابن حزم ص 106.
3- بالأصل:«الحصرى».
4- أقحم بعدها بالأصل و م: الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه.
5- الأصل:«رشد» و المثبت عن «ز»، و م.
6- زيادة منا للإيضاح.

المحتسب، قالا: أنا أبو القاسم عبد اللّه بن الحسن (1) بن محمّد بن الحسن بن الخلاّل، أنا أبو محمّد الحسن بن الحسين بن علي النوبختي (2)،نا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن مبشر، نا أحمد بن سهيل أبو جعفر المعروف بأبي دلعلع، نا عثمان بن عبد اللّه الشامي، نا عبد اللّه بن وهب، و عيسى بن واقد، عن يونس بن يزيد، عن أبي عائشة [قال:] (3)يزيد بن عمر بن عبد العزيز المقرائي، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، عن أبي هريرة، و ابن عبّاس قالا: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من عرضت له الدنيا و الآخرة فأخذ الآخرة و ترك الدنيا فله الجنّة، و إن أخذ الدنيا و ترك الآخرة فله النار»[13289].

8326 - يزيد بن عمر بن حرب بن خالد بن يزيد

ابن معاوية بن أبي سفيان الأموي

له ذكر في كتاب أحمد بن حميد بن أبي العجائز.

8327 - يزيد بن عمر بن مورّق، و يقال: ابن مورّد

كذا ذكره أبو الفرج الأصبهاني بالدال، و يقال: عمر بن المورّق.

وفد على عمر بن عبد العزيز، و حكى عنه.

حكى (4) عنه: عيسى بن عبد اللّه بن محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحدّاد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا عمر (5) بن محمّد بن السري، نا عبد اللّه بن سليمان، نا عمر بن شبة، نا عيسى بن عبد اللّه بن محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب، حدّثني يزيد بن عمر بن مورّق قال:

كنت بالشام و عمر بن عبد العزيز يعطي الناس، فتقدمت إليه فقال لي: ممن أنت ؟ فقلت: من قريش، قال: من أيّ قريش ؟ قلت: من بني هاشم، قال: من أي بني هاشم ؟ فسكتّ ، فقال: من أي بني هاشم ؟ قلت: مولى علي، قال: من علي ؟ فسكتّ ، قال: فوضع

ص: 323


1- كذا بالأصل و م:«عبد اللّه بن الحسن بن محمّد بن الحسن» و في «ز»: «عبد اللّه بن محمّد بن الحسن بن محمّد بن الحسن» تصحيف، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 368/18.
2- إعجامها مضطرب بالأصل، و في م:«النويحي» و في «ز»: «التوبجني» كله تصحيف، و التصويب عن الأنساب، ترجم له السمعاني. و النوبختي نسبة إلى نوبخت اسم جدّ.
3- سقطت من الأصل و م، و أضيفت للإيضاح عن «ز».
4- في «ز»: روى.
5- كذا بالأصل و م، و في «ز»: عمرو.

يده على صدره و قال: أنا و اللّه مولى علي بن أبي طالب، ثم قال: حدّثني عدة أنهم سمعوا النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«من كنت مولاه فعليّ مولاه»، ثم قال: يا مزاحم كم تعطي أمثاله ؟ قال: مائة أو مائتي درهم، قال: أعطه ستين دينارا لولائه لعلي بن أبي طالب، ثم قال: الحق ببلدك، فسيأتيك مثل ما يأتي نظراءك.

8328 - يزيد بن عمر بن هبيرة بن معيّة بن سكين بن خديج بن بغيض

8328 - يزيد بن عمر بن هبيرة بن معيّة (1) بن سكين بن خديج بن بغيض

ابن مالك،

و يقال:- حممة بدل مالك - بن سعد بن عدي بن فزارة بن ذيبان (2)ابن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان أبو خالد الفزاري (3)أصله من الشام.

ولي قنّسرين (4) للوليد بن يزيد بن عبد الملك، و كان مع مروان بن محمّد يوم غلب على دمشق، و جمع له ولاية العراق.

حكى عنه عبد اللّه بن شبرمة الضبّي الكوفي الفقيه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوه، أنا أبو الحسن اللبناني (5)،نا ابن أبي الدنيا، ثنا ابن أبي عمر المكّي، نا سفيان، عن ابن شبرمة، عن ابن هبيرة قال: لا ينبغي للقاضي إلاّ أن يكون عالما، فهما، صارما.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنبأ أبي أبو يعلى.

و أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي، نا ابن المهتدي.

قالا: أنا عبيد اللّه (6) بن أحمد، أنا محمّد بن مخلد قال: قرأت على علي بن عمرو، حدّثكم الهيثم بن عدي قال: يزيد بن عمر بن هبيرة، يكنى أبا خالد.

ص: 324


1- كذا بالأصل و م و «ز»، و في سير أعلام النبلاء 562/4 في نسب عمر بن هبيرة: معاوية.
2- مكانها بياض في «ز».
3- ترجمته في المعارف (الفهارس)، تاريخ الطبري (الفهارس) وفيات الأعيان 313/6 تاريخ الإسلام(121-140) ص 567 الكامل لابن الأثير (الفهارس) تاريخ خليفة (الفهارس)، سير أعلام النبلاء 207/6 الأسامي و الكنى للحاكم 281/4.
4- الأصل:«قسر ابن الوليد» و في م:«قسر بن الوليد» و المثبت عن تاريخ الإسلام. و في «ز»: ولي قنسرين ليزيد بن الوليد بن عبد الملك.
5- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
6- كذا بالأصل و م، و في «ز»: عبد اللّه.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأ أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنبأ أبو الحسن بن السقا، و أبو محمّد بن بالويه، قالا: ثنا عبّاس بن محمّد قال: قال يحيى: ابن هبيرة الأكبر يقال له: يزيد بن هبيرة، و الأصغر هو عمر بن يزيد بن هبيرة، و قتله الهاشميون، يعني الأصغر.

[قال ابن عساكر:] (1) هذا وهم: الأكبر عمر، و الأصغر يزيد بن عمر.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنبأ أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال: يزيد بن عمر بن هبيرة أبو خالد.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي، أنا أبو أحمد قال (2):أبو خالد يزيد بن عمر بن هبيرة الفزاري، ولي العراق كلها [في] زمن بني أميّة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال: و فيها - يعني: سنة سبع و ثمانين - ولد يزيد (3) بن عمر بن هبيرة الفزاري والي العراق.

و ذكر أبو العبّاس أحمد بن يونس بن المسيّب الضبّي أنه ولد سنة سبع و ثمانين، و كذا ذكر سعيد بن عفير.

أخبرنا أبو غالب، أنا أبو الحسن، أنا أحمد، نا موسى، نا خليفة قال (4):و في هذه السنة - يعني: سنة ثمان و عشرين - وجّه مروان بن محمّد يزيد بن عمر بن هبيرة واليا على العراق، و ذلك قبل قتل الضحّاك، فسار حتى نزل هيت (5).

أخبرنا أبو القاسم (6) بن أبي بكر، أنا أبو بكر بن أبي (7) القاسم، أنا محمّد بن

ص: 325


1- زيادة منا.
2- الأسامي و الكنى للحاكم النيسابوري 281/4 رقم 1971.
3- الذي في تاريخ خليفة ص 301 ولد عمر بن هبيرة الفزاري والي العراق. و هو خطأ، و لعله سقط سهوا اسم «يزيد» و لم يتنبه المحقق إلى هذا السقط .
4- تاريخ خليفة ص 382.
5- هيت: بلدة على الفرات من نواحي بغداد فوق الأنبار ذات نخل و خيرات واسعة (معجم البلدان).
6- في «ز»: أبو بكر بن أبي القاسم.
7- قوله:«أنا أبو بكر بن أبي» استدرك على هامش م.

الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب قال: و فيها - يعني: سنة ثمان و عشرين و مائة - استعمل يزيد بن عمر بن هبيرة على العراق.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا أبو الحسين.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبي.

قالا: أنا أبو القاسم الصيدلاني، أنا أبو عبد اللّه العطّار، قال: قرأت على علي بن عمرو، حدّثكم الهيثم، عن ابن عيّاش قال في تسمية من ولي العراق و جمع له المصران:

يزيد بن عمر بن هبيرة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطّار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، أنبأ عبيد اللّه السكري، نا زكريا المنقري، نا الأصمعي قال: ثم ولي مروان بن محمّد، فولّى العراق يزيد بن عمر بن هبيرة.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أخبرني الحسن بن علي الجوهري، أنبأ محمّد بن العبّاس الخزّاز (1)،أنا أبو محمّد عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد السكري، نا أبو محمّد عبد اللّه بن أبي سعد، حدّثني علي بن محمّد بن الحارث القرشي النوفلي، حدّثني عبد الملك بن عبد الواحد بن أبي كعب مولى الحجّاج، عن عمّه عبد الأحد قال:

كان يزيد بن عمر بن هبيرة سخيا، و كان خلاف أبيه، و كان أبوه بخيلا، فحضر مهرجان (2) فجلس يزيد في قصر الحجّاج و أمر بطعام يتّخذ له يطعمه أصحابه، ثم جلس على سرير في وسط الدار في صحن دار الحجّاج، و أذن لأصحابه، فدخل فيمن دخل خلف بن خليفة الأقطع، فجلس حيال وجهه يذكّر بنفسه، و جاء الدهاقين بوظائف المهرجان من المال و آنية الذهب و الفضّة و اللباس، فملئوا بها الدار، فأقبل ابن هبيرة يقول لأصحابه: يا فلان خذ، يا فلان خذ، و يومئ لهم إلى الأشياء و يعطيهم المال، و يفعل ذلك بمن إلى جنب خلف بن خليفة و يتعدى خلفا، فأقبل خلف يرفع رأسه إليه يريه نفسه، فلما كثر ذلك و نظر إلى ما في الدار ينفذ و يولي قام فقال:

ص: 326


1- بالأصل و م: الحرار، بدون إعجام، أعجمت عن «ز».
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و لعله أراد: يوم المهرجان، و هو يوم عيد عندهم، و هي كلمة فارسية مركبة من كلمتين: مهر و من معانيها الشمس، و جان: و من معانيها الحياة أو الروح (المعجم الوسيط ).

ظللنا نسبح في المهرجان *** في الدار حسن جاماتها

فسبحت ألفا فلما انقضت *** عجبت لنفسي و إخباتها

و أشرعت رأسي فوق الرءوس *** لأرفعه فوق هاماتها

لأكسب صاحبتي صحفة (1) *** تغيظ بها بعض جاراتها

و أبدلها بصحاف الأمير *** قوارير كانت لجدّاتها

قال: فضحك ابن هبيرة، و قال: خذ ذلك الخادم (2)،فأعطاه جام ذهب كثير الورق، فأخذه في يده ثم قام فقال:

أصبحت (3) صحفة (4) بيتي من ذهب *** و صحاف الناس حولي من خشب

شفني (5) الجام فلما نلته *** زيّن الشيطان لي ما في الجرب

إن ما أنفقت باق كله *** يذهب الباقي و يبقى ما ذهب

قال: فضحك ابن هبيرة و قال: خذ و خذ، فأعطاه حتى أرضاه.

قال: و سكر خلف بن خليفة ليلة، فتمنّى أنه أمير العراق، فخيّل إليه أنه كذلك، فجلس على سريره، و أعطى و منع، و ضرب و حمل، و كسا و غلب، فنام، فانتبه، و نظر فإذا هو خلف بن خليفة على حاله، فأنشأ يقول:

خلوت بنفسي فمنيتها *** أماني جادت و لم تصدق

بأني أمير على سرجع *** طويل المناة للمرتقي

عظيم تساق إليه الرجال *** هذا أجلداه و هذا أحلق

و حفت كراسي مبثوثة *** تكاد عصائبها (6) تلتقي

و حفّ بها كل ذي لمة *** و مستلم سابغ اليلمق

فما زلت أحمل أهل الغنى *** على كل أجرد لم يسبق

لهذا الأغر و هذا الكميت *** و هذا حملت على الزردق

و أعطي الوصيفة أو مثلها *** مفرج برحب العرطق

ص: 327


1- في «ز»، و م:«صفحة» تصحيف.
2- كذا بالأصل:«ذلك الخادم» و في م:«ذلك الجام» و في «ز»: هذا الجام.
3- في «ز»: فأصبحت.
4- في «ز»، و م، صفحة.
5- كذا بالأصل و م، و في «ز»: شغفني.
6- في «ز»: عصابتها.

و أصبحت إذ ذهبت (1) منيتي *** كأن الإمارة لم تخلق

سرير زياد طويل العماد *** و عود سريري من برزق

أنبأنا أبو المعالي ثعلب (2) بن جعفر بن أحمد السرّاج، أنبأ أبي، أنبأ أبو طاهر محمّد بن علي بن محمّد البيع، أنبأ أبو الحسن محمّد بن أحمد بن محمّد بن رزقويه، أنبأ أبو علي محمّد بن أحمد بن الصوّاف - إجازة - ثنا أبو محمّد الحارث بن محمّد بن أبي أسامة، نا أبو الحسن علي بن محمّد المدائني قال:

و كان يزيد بن عمر بن هبيرة شديد الأكل، كان إذا أصبح أتوه بعسّ لبن قد حلب على عسل، و أحيانا على سكّر، فيشربه، فإذا صلّى الغداة جلس في مصلاّه حتى تحلّ الصلاة، فيصلّي، ثم يدخل فيدعو بالغداء، فيأكل دجاجتين، و ناهضين (3) و نصف جدي و ألوان من اللحم، ثم يخرج فينظر في حوائج الناس إلى نصف النهار، ثم يدخل فيدعو بالحكم و بشر (4)ابني عبد الملك بن بشر بن مروان، و خالد بن سلمة المخزومي، و عتبة بن عمر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام، و سعيد بن عبد الرّحمن بن عنبسة بن سعيد في أشباههم فيتغدى، فيضع منديلا على صدره، فيكثر الأكل، و يعظم اللقم، فإذا فرغ تفرقوا، و دخل إلى نسائه حتى يخرج إلى الظهر، فينظر في أمور الناس، فإذا صلّى العصر وضعت الكراسي للناس، و وضع له سرير، فإذا أخذ الناس مجالسهم أتوهم بعساس اللبن و العسل، و ألوان الأشربة، ثم يؤتى بالطعام، فيأكل إلى المغرب.

قال: و نا أبو الحسن المدائني، قال: ثم قدم يزيد بن عمر بن هبيرة على العراق، و كان جسيما، طويلا، سمينا، خطيبا، أكولا، شجاعا، و كان فيه حسد، فكان إذا أصبح أتى بعسّ لبن قد حلب على عسل، و أحيانا سكّر، فيشربه، فإذا صلّى الغداة جلس في مصلاّه حتى تحلّ الصلاة، فيصلّي، ثم يدخل فيحركه اللبن، فيدعو بالغداء، فيأكل دجاجتين و ناهضين، و نصف جدي، و ألوان من اللحم، ثم يخرج فينظر في أمور الناس إلى نصف النهار، ثم يدخل فيدعو أبا الحكم و بشر (5) ابني عبد الملك بن بشر (6) بن مروان، و خالد بن سلمة،

ص: 328


1- في م: دهشت.
2- في «ز»: تغلب، قارن مع مشيخة ابن عساكر 37/أ.
3- الناهض: فرخ الطائر الذي وفر جناحه و تهيأ للطيران.
4- في م:«بشير» في الموضعين.
5- بدون إعجام بالأصل في الموضعين، و في م:«بشير» في الموضعين و المثبت عن «ز».
6- بدون إعجام بالأصل في الموضعين، و في م:«بشير» في الموضعين و المثبت عن «ز».

و عتبة بن عمر المخزوميين، و سعيد بن عبد الرّحمن بن عنبسة بن سعيد في أشباههم، و يدعو بالغداء، فيتغدى و يضع منديلا على صدره، و يعظم اللقم و يتابع، فإذا فرغ من الغداء تفرق من كان عنده، و دخل إلى نسائه حتى يخرج إلى (1) صلاة الظهر، ثم ينظر بعد الظهر في أمور الناس، فإذا صلّى العصر وضع له سرير و وضعت الكراسي للناس، فإذا أخذ الناس مجالسهم أتوهم بعساس اللبن و العسل و ألوان الأشربة، ثم توضع السفر و الطعام للعامة، و يوضع له و لأصحابه خوان مرتفع، فيأكل معه الوجوه إلى المغرب، ثم يتفرقون للصلاة، ثم يأتيه سمّار فيحضرون مجلسا يجلسون فيه، حتى يدعوهم، فيسامرونه حتى يذهب عامة الليل، و كان يسأل كلّ ليلة عشر حوائج، فإذا أصبحوا قضيت، و كان رزقه ستمائة ألف، فكان يقسمه كلّ شهر في أصحابه، من قومه [و] (2) من الفقهاء، و من الوجوه، و أهل البيوتات (3)فقال ابن شبرمة و كان من سمّاره:

إذا نحن اعتمنا و مال بنا الكرى *** أتانا بإحدى الراحتين عياض

و عياض بوّابه، كان تحت يد أبي عثمان الحاجب، و إحدى الراحتين الدخول، أو الإذن بالانصراف، و لم يكن لهم مناديل، كان ابن هبيرة إذا دعا بالمنديل قام الناس.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلم، عن رشأ بن نظيف، أنبأ أبو الحسن محمّد بن العبّاس بن جعفر الجهازي، نا أبو محمّد الحسن بن حمدان الضرّاب، نا الحسن بن رشيق، ثنا يموت بن المزرع، نا عيسى تينه (4)،نا أبو عبيدة قال:

بصرت جارية لابن هبيرة بابن هبيرة و هو أمير العراق، و عليه قميص مرقوع، فضحكت من ترقيع قميصه، فأنشأ ابن هبيرة يقول:

هزئت أمامة أن رأتني مخلقا *** ثكلتك أمك أي ذاك يروع (5)

قد يدرك الشرف الفتى و رداؤه *** خلق و جيب قميصه مرقوع

ص: 329


1- في «ز»: لصلاة الظهر.
2- زيادة عن «ز»، سقطت من الأصل و م.
3- في المختصر: البيوت.
4- رسمها بالأصل:«ينيه» و في «ز»: «ينيه» و المثبت عن م، و قد ضبطت عن تبصير المنتبه 1408/4 و هو لقب عيسى بن إسماعيل البصري روى عن الأصمعي و غيره.
5- في «ز»: أن ذاك نزوع.

و لربّ لذة ليلة قد نلتها *** و حرامها بحلالها مرفوع

أنبأنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي، أنبأ محمّد بن علي بن أحمد بن المبارك، أنا رشأ بن نظيف - قراءة-.

و أنبأنا أبو القاسم العلوي، و أبو الوحش المقرئ، عن رشأ بن نظيف، أنا أحمد بن محمّد بن يوسف بن العلاّف، أنا الحسين بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني أحمد بن الحارث، عن شيخ من قريش قال:

أذن يزيد بن عمر بن هبيرة في يوم صائف شديد الحر للناس، فدخلوا (1) عليه و عليه قميص مرقوع الجيب، فجعلوا ينظرون إليه و يعجبون، ففطن بهم، فتمثل بشعر ابن هرمة:

هزئت أمامه إذ رأتني مخلقا *** ثكلتك أمك أيّ ذاك يروع

أمّا تريني ساحبا متبذلا *** كالسيف يخلق جفنه فيضيع

قد يدرك الشرف الفتى و رداؤه *** خلق و جيب قميصه مرقوع

و ينال حاجته التي يسمو بها *** و يضيع دين المرء و هو منيع

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (2)،حدّثني محمّد بن معاوية، عن بيهس بن حبيب قال:

لما جاءنا أبو جعفر نهضوا إلينا بجماعتهم، فجعلنا نقاتلهم حتى أتتنا هزيمة مروان بن محمّد، فكنا في القتال شعبان و شهر رمضان و شوال، فجاءنا الحسن بن قحطبة في آخر شوال، فقال: إلى من تمدّون أعينكم (3)؟ما بقي أحد إلاّ و قد دخل في طاعة أمير المؤمنين، لكم عهد اللّه و ميثاقه، إنكم آمنون على كل شيء، فقبلنا ذلك، ثم أصبحنا الغد، فأتانا خازم بن خزيمة، فقال مثل ذلك، ثم جاءنا الحارث بن نوفل الهاشمي، ثم جاءنا إسحاق (4)بن مسلم العقيلي فقال: اليوم يعطونكم ما تريدون، فاكتتبنا بيننا و بينهم صلحا، و ذلك في أول ذي القعدة سنة اثنتين و ثلاثين و مائة على ما شئنا: على أن ابن هبيرة على رأس أمره مع

ص: 330


1- الأصل و م: فدخل، و المثبت عن «ز».
2- رواه خليفة بن خياط في تاريخه ص 401.
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و في تاريخ خليفة: أعناقكم.
4- بالأصل و م:«ابن إسحاق» و في «ز»: «أبو إسحاق» و جميعه خطأ، و التصويب عن تاريخ خليفة.

خمسمائة من أصحابه ينزل خمسين يوما مدينة الشرقية لا يبايع، فإذا تمت فإن شاء لحق بمأمنه، و إن شاء دخل فيما دخل فيه الناس، و ما كان في أيدينا فهو لنا، ففتحنا الأبواب يوم السبت لأيام خلون من ذي القعدة، فدخلوا المدينة، و جوّلوا فيها، ثم خرجوا ففعلوا مثل ذلك يوم الأحد، فلمّا كان يوم الاثنين دخل علج من علوجهم في خيل فتتبع كل دابة عليها سمة: له (1)،فأخذها و قال: هذه للإمارة.

قال خليفة (2):قال بيهس: فأخبرت أبا عثمان فأخبر ابن هبيرة فقال: غدر القوم و ربّ الكعبة، و قال لأبي عثمان: انطلق إلى أبي جعفر، فأقرئه السّلام و قل له: إن رأيت أن تأذن لنا في إتيانك فأذن له، فركب يوم الاثنين، و ركبنا معه نحو من مائتين حتى انتهينا إلى الرواق، فنزل ابن هبيرة و أبو عثمان و سعد (3)،فجئنا نمشي معه حتى [إذا] (4) بلغنا باب الحجرة، دفع الباب، فإذا أبو جعفر قاعد، فقال له ابن هبيرة: السّلام عليك أيها الأمير و رحمة اللّه و بركاته، ثم أرخى الباب، فسمعنا أبا جعفر يقول: يا يزيد، إنا بنو هاشم نتجاوز عن المسيء، و نأخذ بالفضل، لست عندنا كغيرك، إنّ لك وفاء، و أمير المؤمنين يرغب في الصنيعة إلى مثلك، فأبشر بما يسرّك.

قال خليفة: قال أبو الحسن: قال له ابن هبيرة: إنّ إمارتكم محدثة، فأذيقوا الناس حلاوتها، و جنبوهم مرارتها تجلبوا (5) قلوبهم، و ما زلت منتظرا لهذه الدعوة، ثم قام، فقال أبو جعفر: عجبا لرجل يأمرني بقتل هذا.

قال خليفة (6):قال بيهس: فلما كان يوم الاثنين لثلاث عشرة بقيت من ذي القعدة سنة اثنتين و ثلاثين و مائة بعث أبو جعفر خازم بن خزيمة فقتل ابن هبيرة، و كان الذي ولي قتله عبد اللّه بن البختري الخزاعي، و قتل رباح بن أبي عمارة مولى لبني أمية، و عبيد اللّه بن الحبحاب الكاتب، و قتلوا داود بن يزيد بن عمر بن هبيرة، و أخرج أبا عثمان كاتب ابن هبيرة خازم بن خزيمة فقتله، و أخذ بشر بن عبد الملك بن [بشر بن] (7) مروان، و أبان بن

ص: 331


1- كذا بالأصل و «ز»، و م، و في تاريخ خليفة: للّه.
2- تاريخ خليفة ص 401-402.
3- في تاريخ خليفة: و سعيد.
4- زيادة عن تاريخ خليفة.
5- بالأصل: تحلبون، و في م:«تجلبون» و المثبت عن «ز»، و تاريخ خليفة.
6- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 402.
7- الزيادة عن «ز»، سقطت من الأصل و م.

عبد الملك بن بشر بن مروان، و ابنين لأبان بن عبد الملك بن بشر، و الحوثرة بن سهيل، و محمّد بن نباتة، و قعد الحسن بن قحطبة في مسجد حسان النبطي على الدجلة مما يلي المدائن، فحملوا إليه، فضرب أعناقهم، و أتى بحارث بن قطن الهلالي فأمر به إلى السجن، و طلب خالد بن سلمة المخزومي، فلم يقدر عليه، فنادى مناديهم: إن خالد بن سلمة آمن، فخرج بعد ما قتل القوم يوما، فقتلوه أيضا.

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهّاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنبأ محمّد بن جرير قال (1):ذكر علي بن محمّد، عن أبي عبد اللّه السلمي، عن عبد اللّه بن بدر أو زهير (2) بن هنيد، و بشر بن عيسى، و أبي السري.

أن ابن هبيرة لما انهزم تفرّق الناس عنه، فأتى واسطا، فدخلها و تحصّن، فبعث - يعني: السفاح - أبا جعفر، فقدم واسط ، فلمّا كان الحصار على ابن هبيرة و أصحابه تحنّى عليه أصحابه فقالت اليمانية: لا نعين مروان و آثار فينا آثاره، و قالت النزارية: لا نقاتل حتى يقاتل معنا اليمانية، و همّ ابن هبيرة بأن يبعثوا إلى محمّد بن عبد اللّه بن حسن، فكتب إليه، فأبطأ جوابه، و كاتب أبو العبّاس اليمانية من أصحاب ابن هبيرة فأطمعهم (3)،فخرج إليه زياد بن صالح، و زياد بن عبد اللّه (4) الحارثيان، و وعدا ابن هبيرة أن يصلحا له ناحية أبي العبّاس، فلم يفعلا، و جرت السفراء بين أبي جعفر و بين ابن هبيرة حتى جعل له أمانا، و كتب به كتابا، مكث يشاور (5) فيه العلماء أربعين يوما حتى رضيه ابن هبيرة، ثم أنفذه إلى أبي جعفر، فأنفذه أبو جعفر إلى أبي العباس، فأمره بإمضائه، و كان رأي أبي جعفر الوفاء له بما أعطاه، و كان أبو العبّاس لا يقطع أمرا دون أبي مسلم، و كان أبو الجهم عينا لأبي مسلم على أبي العبّاس يكتب إليه بأخباره كلها، فكتب أبو مسلم إلى أبي العبّاس: إن الطريق السهل إذا ألقيت فيه الحجارة فسد، و لا و اللّه لا صلح طريق فيه ابن هبيرة.

ص: 332


1- رواه أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري في تاريخه 451/7 و ما بعدها.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الطبري: و زهير.
3- بالأصل:«فأطعمهم، خطأ، و التصويب عن «ز»، و م.
4- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الطبري: عبيد اللّه.
5- الأصل و م و «ز») بتشاور، و المثبت عن الطبري.

و لما تم الكتاب خرج ابن هبيرة إلى أبي جعفر في ألف و ثلاثمائة من البخارية، فأراد أن يدخل الحجرة على دابته، فقام إليه الحاجب سلاّم بن سليم، فقال: مرحبا بك أبا خالد، انزل راشدا، و قد أطاف بالحجرة نحو من عشرة آلاف من أهل خراسان، فنزل و دعا له بوسادة يجلس عليها، ثم دعا بالقوّاد، فدخلوا، ثم قال سلاّم: أدخل أبا خالد، فقال: أنا و من معي ؟ فقال: إنّما استأذنت لك وحدك، فقام و دخل، و وضعت له وسادة، فجلس عليها، فحادثه ساعة، ثم قام و أتبعه أبو جعفر بصره حتى غاب عنه، ثم مكث يقيم عنه يوما، و يأتيه يوما في خمس مائة فارس و ثلاثمائة راجل، فقال يزيد بن حاتم لأبي جعفر: أيها الأمير، إن ابن هبيرة ليأتي فيتضعضع له العسكر، و ما نقص من سلطانه شيء، فقال أبو جعفر لسلاّم: قل لابن هبيرة يدع الجماعة و يأتينا في حاشيته (1)،فقال ذلك له سلام، فتغير وجهه، و جاء في حاشيته نحو من ثلاثين فقال له سلاّم: كأنك تأتي متأهبا (2)،فقال: إن أمرتم أن نمشي إليكم مشينا، فقال: ما أردنا بك استخفافا، و لا أمر الأمير بما أمر إلاّ نظرا لك، و كان بعد ذلك، يأتي في ثلاثة.

و ذكر أبو زيد أن محمّد بن كثير حدّثه قال: كلّم يوما ابن هبيرة أبا جعفر، فقال: يا هناه أو أيها المرء، ثم رجع، فقال: أيها الأمير، إنّ عهدي بكلام الناس بمثل ما خاطبتك به حديث، فسبقني لساني إلى ما لم أرده، و ألحّ أبو العبّاس على أبي جعفر يأمره بقتله، و هو يراجعه حتى كتب إليه: و اللّه لتقتلنّه أو لأرسلن إليه من يخرجه من حجرتك، ثم يتولى قتله؛ فأزمع على قتله، فبعث خازم بن خزيمة، و الهيثم بن شعبة بن ظهير، و أمرهما بختم بيوت الأموال، ثم بعث إلى وجوه من معه من القيسية و المضرية فأقبل محمّد بن نباتة و الحوثرة بن سهيل و طارق بن قدامة، و زياد بن سويد، و أبو بكر بن كعب العقيلي، و الحكم (3) بن بشر بن عبد الملك بن بشر في اثنين و عشرين رجلا من قيس، و جعفر بن حنظلة و هزّان بن سعد.

قال: فخرج سلاّم بن سليم فقال: أين حوثرة، و محمّد بن نباتة ؟ فقاما، فدخلا و قد أجلس عثمان بن نهيك و الفضل بن سليمان، و موسى بن عقيل في مائة في حجرة دون

ص: 333


1- زيد عند الطبري: نحوا من ثلاثين.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الطبري: مباهيا.
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الطبري: و أبان و بشر ابنا عبد الملك بن بشر.

حجرته، فنزعت سيوفهما و كتّفا، ثم دخل بشر (1) و أبان ابنا عبد الملك بن بشر، ففعل ذلك بهما، ثم دخل أبو بكر بن كعب و طارق بن قدامة، فقام جعفر بن حنظلة و قال: نحن رؤساء الأجناد، و لم يكن هؤلاء يقدمون علينا. فقال: ممن أنت ؟ فقال: من بهراء، فقال: وراءك أوسع لك، ثم قام هزّان، فتكلم فأخّر. فقال روح بن حاتم: يا أبا يعقوب نزعت (2) سيوف القوم، فخرج عليهم موسى بن عقيل فقال له: أعطيتمونا عهد اللّه ثم حنثتم (3) به، إنا لنرجو أن يدرككم اللّه، و جعل ابن نباتة يضرط في لحية نفسه. فقال له الحوثرة: إنّ هذا لا يغني عنك شيئا، فقال: كأني انظر إلى هذا، فقتلوا، و أخذت خواتيمهم.

و انطلق خازم و الهيثم بن شعبة و الأغلب بن سالم في نحو من مائة، فأرسلوا إلى ابن هبيرة إنا نريد حمل المال، فقال ابن هبيرة لحاجبه: يا أبا عثمان انطلق فدلّهم عليها، فأقاموا عند كل بيت نفرا، ثم جعلوا ينظرون في نواحي الدار و مع ابن هبيرة ابنه داود، و كاتبه عمرو بن أيوب، و حاجبه و عدة من مواليه، و بنيّ له صغير في حجره، فجعل ينظر (4)نظرهم، فقال: أقسم باللّه إنّ في وجوه القوم لشرا، فأقبلوا نحوه، فقام حاجبه في وجوههم، فقال:[ما] (5) وراءكم ؟ فضربه الهيثم بن شعبة على حبل عاتقه فصرعه، و قاتل ابنه داود فقتل، و قتل مواليه، و نحّى الصبي من حجره، و قال: دونكم هذا الصبي، و خرّ ساجدا، فقتل و هو ساجد، و مضوا برءوسهم إلى أبي جعفر، فنادى بالأمان للناس إلاّ الحكم بن عبد الملك بن بشر، و خالد بن سلمة المخزومي، و عمر بن ذرّ، فاستأمن زياد بن عبيد اللّه لابن ذرّ، فأمّنه أبو العبّاس، و هرب الحكم، و أمّن أبو جعفر خالدا فقتله أبو العبّاس، و لم يجز أمان أبي جعفر، و هرب أبو علاقة و هشام بن هشيم بن صفوان بن مرثد (6) الفزاري (7)، فلحقهما حجر بن سعيد الطائي، فقتلهما على الزاب، فقال أبو عطاء السندي يرثيه (8):

ألا إن عينا لم تجد يوم واسط *** عليك بجاري دمعها لجمود

عشية قام النائحات و صفقت (9) *** خدود بأيدي مأتم و خدود

ص: 334


1- في م: بشير، في الموضعين.
2- قسم من الكلمة ممحو، و الحرفان الأولان بدون إعجام، و في «ز»: برقت، و المثبت عن م، و تاريخ الطبري.
3- في «ز» و الطبري: خستم.
4- في الطبري: ينكر.
5- زيادة عن الطبري.
6- الطبري: مزيد.
7- الطبري: الفزاريان.
8- الأبيات في الطبري 456/7 و وفيات الأعيان 317/6.
9- الطبري: و شققت جيوب.

فإن تمس مهجور الفناء فربما *** أقام به بعد الوفود وفود

و إنك لم تبعد على متعهد *** بلى كل من تحت التراب بعيد

و قال منقذ بن عبد الرّحمن الهلالي يرثيه:

منع العزاء حرارة الصدر *** و انحلّ عقد عزيمة الصبر

لما سمعت بوقعة شملت *** بالشيب لون مفارق الشعر

أفنى الحماة الغرّ أن عرضت *** دون الوفاء حبائل الغدر

مالت حبائل أمرهم بفتى *** مثل النجوم حففن بالبدر

عالى بنعيهم فقلت له *** هلاّ أتيت بصيحة الحشر

للّه درك من زعمت لنا *** أن قد حوته حوادث الدهر

من للمنابر بعد مهلكهم (1) *** أو من يسد مكارم الفخر (2)

قتلى بدجلة ما يجنّهم *** إلاّ عباب زواخر البحر

فإذا ذكرتهم شكا ألما *** قلبي لفقد فوارس زهر

فلتبك نسوتنا فوارسها (3) *** خير الحماة ليالي الذعر

قال الطبري (4):و ذكر أبو زيد أن أبا بكر الباهلي حدّثه قال: حدّثني شيخ من أهل خراسان قال: كان هشام بن عبد الملك خطب إلى يزيد بن عمر بن هبيرة ابنته على ابنه معاوية، فأبى أن يزوجه، فجرى بعد ذلك بين يزيد بن عمر، و بين الوليد بن القعقاع كلام، فبعث به هشام إلى الوليد بن القعقاع، فضربه و حبسه، فقال ابن طيسلة:

يا قلّ خير رجال لا عقول لهم *** من يعدلون إلى المحبوس في حلب

إلى امرئ لم تصبه الدهر معضلة *** إلاّ استقل بها مسترخي اللبب

و ذكر أبو جعفر الطبري أن قتل ابن هبيرة كان في سنة اثنتين و ثلاثين و مائة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (5):قتل ابن هبيرة بواسط يوم الاثنين لثلاث عشرة

ص: 335


1- الأصل و م و «ز»: هلكهم، و المثبت عن الطبري 457/7.
2- الأصل و م و «ز»: مكاره القعر، و المثبت عن الطبري.
3- في «ز»: فوارسنا.
4- تاريخ الطبري 457/7.
5- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 409.

بقيت من ذي القعدة سنة و ثنتين و ثلاثين و مائة، و هو ابن نحو من أربعين سنة.

8329 - يزيد بن عميرة الزّبيدي، و يقال الكلبي، و يقال الكندي، حمصي

8329 - يزيد بن عميرة (1) الزّبيدي، و يقال الكلبي، و يقال الكندي، حمصي (2)

روى عن: أبي بكر، و عمر، و معاذ بن جبل، و شهد وفاته بالأردن، و عبد اللّه بن مسعود.

روى عنه: أبو إدريس الخولاني، و أبو قلابة، و شهر بن حوشب، و راشد بن سعد (3)، و عطية بن قيس، و معبد (4) الجهني.

أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد، و أم المجتبى بنت ناصر، قالا: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأ أبو العبّاس بن قتيبة، نا حرملة، نا ابن وهب، حدّثني معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني (5)،عن يزيد بن عميرة أن معاذ بن جبل لما حضرته الوفاة قالوا: يا أبا عبد الرّحمن، أوصنا، قال:

أجلسوني، ثم قال: إن العلم و الإيمان مكانهما، من التمسهما وجدهما، فالتمسوا العلم عن أربعة رهط : عند عويمر أبي الدّرداء، و عند سلمان (6) الفارسي، و عبد اللّه بن مسعود، و عبد اللّه بن سلام الذي كان يهوديا فأسلم، فإنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«إنه عاشر عشرة في الجنّة»[13290].

و رواه الزهري عن أبي إدريس.

أخبرناه أبو طاهر (7) يحيى بن محمّد بن أحمد الفقيه، و أبو محمّد علي بن عبد القاهر الفرضي، و أبو خازم (8) محمّد بن محمّد بن الحسين الفقيه، و أبو الفرج هبة اللّه بن أبي نصر محمّد بن علي، و أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن أحمد الورّاق، و أبو عبد اللّه محمّد - و يسمى الحسين بن أحمد الطرائفي - و أبو بكر بن المزرفي (9)،و أبو

ص: 336


1- عميرة بفتح العين، كما في تقريب التهذيب و الاكمال.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 361/20 و تهذيب التهذيب 221/6 و الإصابة 675/3 و التاريخ الكبير 350/8 و طبقات خليفة ص 563 و طبقات ابن سعد 440/7 و الجرح و التعديل 282/9.
3- في تهذيب الكمال: سعيد.
4- بالأصل و «ز»: سعيد، و في م: معيد، و التصويب عن تهذيب الكمال.
5- استدركت على هامش م، و بعدها صح.
6- في م: سليمان، خطأ.
7- لفظتا «أبو طاهر» سقطتا من «ز».
8- بالأصل و م و «ز»: حازم، بالحاء المهملة.
9- بالأصل و م:«المزرقي» و في «ز»: المرزقي.

منصور بن خيرون، و أبو غالب محمّد بن علي المؤذّن، و أبو نصر محمّد بن سعد بن الفرج الشيباني، و بشارة بنت محمّد بن عبد الوهّاب، و ابنتها مهناز ابنة يانس (1) بن عبد اللّه - ببغداد - و أبو يعقوب يوسف بن أيوب الهمداني (2) بمرو، و أم أبيها فاطمة بنت علي بن الحسين بدمشق، قالوا: أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن محمّد بن المسلمة، قال (3):أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد، أنا جعفر بن محمّد بن الحسن، نا أبو خالد يزيد بن خالد بن موهب الرملي - بالرملة - سنة اثنتين و ثلاثين، نا الليث بن (4) سعد، عن عقيل بن خالد، عن ابن شهاب الزهري أن أبا إدريس عائذ اللّه بن عبد اللّه الخولاني أخبره أن يزيد بن عميرة و كان من أصحاب معاذ بن جبل قال:

كان معاذ بن جبل لا يجلس مجلسا للذكر إلاّ قال حين يجلس: اللّه حكم قسط ، تبارك اسمه، هلك المرتابون.

قال معاذ يوما: إنّ من ورائكم فتنا (5) يكثر فيها المال، و يفتح فيها القرآن، حتى يأخذه المؤمن و المنافق، و الرجل و المرأة، و الصغير و الكبير، و الحرّ و العبد، فيوشك قائل يقول: ما للناس لا يتبعوني، و قد قرأت القرآن ؟ ما هم بمتّبعي حتى ابتدع - و في نسخة: حتى أحدث - لهم عبرة، فإيّاكم و ما ابتدع، فإنّ ما ابتدع ضلالة، و أحذركم زيغة الحكيم، فإن الشيطان قد يقول كلمة الضلالة على لسان الحكيم، و قد يقول المنافق كلمة الحق (6).

قال: و نا جعفر، نا العبّاس بن محمّد، نا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، حدّثني أبي عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب الزهري، حدّثني أبو إدريس الخولاني أن يزيد بن عميرة و كان من أصحاب معاذ بن جبل أخبره.

أن معاذا كان لا يجلس مجلسا يذكر اللّه إلاّ قال حين يجلس: اللّه حكم، قسط ، تبارك اسمه، هلك المرتابون، قال يزيد: قال معاذ في مجلس جلسه: إنّ وراءكم فتنا، يكثر فيها المال و يفتح فيها القرآن حتى يأخذه المؤمن و المنافق، و الرجل و المرأة، و الصغير و الكبير، و الحرّ و العبد، فذكر مثله.

ص: 337


1- في «ز»: ياسر، و في م: ناشر.
2- في م:«الهمدوي».
3- في «ز»: قالوا.
4- في «ز»: أبو.
5- بالأصل و م و «ز»: «فتن» خطأ.
6- رواه أبو داود في سننه(34) كتاب السنة(7) باب، رقم 4611 و تهذيب الكمال 362/20-363.

أخبرناه أتم من هذا أبو القاسم غانم بن خالد [بن عبد الواحد،] (1) أنا أبو الطّيّب عبد الرزّاق بن عمر بن موسى، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن علي، نا أبو العبّاس بن قتيبة، نا أبو خالد، حدّثني الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب أن أبا إدريس عائذ اللّه بن عبد اللّه الخولاني أخبره أن يزيد بن عميرة كان من أصحاب معاذ بن جبل،[قال: إن معاذا] (2) كان لا يجلس مجلسا للذكر إلاّ قال حين يجلس: اللّه حكم قسط ، تبارك اسمه، هلك المرتابون، و قال معاذ يوما: إن وراءكم فتنا (3) يكثر فيها المال، و يفتح فيها القرآن حتى يأخذه المؤمن و المنافق، و المرأة، و الصغير و الكبير، و الحرّ و العبد، فيوشك قائل يقول: ما للناس لا يتبعوني و قد قرأت القرآن، ما هم بمتبعي حتى ابتدع لهم غيره، فإيّاكم و ما يبتدع، فإن ما ابتدع ضلالة، و أحذّركم زيغة الحكيم، فإنّ الشيطان قد يقول كلمة الضلالة على لسان الحكيم، و قد يقول المنافق كلمة الحق.

قال: قلت لمعاذ: ما يدريني رحمكم اللّه، إن الحكيم يقول كلمة الضلالة، و أن المنافق يقول كلمة الحق ؟ فقال: اجتنب (4) من كلام الحكيم المشتبهات (5) التي يقال ما هذه و لا يثنك (6) ذلك عنه، فإنه لعله يرجع و يتبع الحق إذا سمعه (7) فإن على الحق نورا، فلبثت ما شاء اللّه ثم قدمت الكوفة، فطفق قرّاء من أهل الكوفة يقولون: يا أخا أهل الشام، أتشهد أنك مؤمن ؟ فأقول نعم، فيقولون: أتشهد أنك في الجنّة ؟ فأقول: لا، فبلغ الأمر عبد اللّه بن مسعود، فمررت به في المسجد، فقالوا: هذا الشامي الذي ذكرنا، فأرسل إليّ ابن مسعود، فقال: أتشهد أنك مؤمن ؟ فقلت: نعم، قال: فتشهد أنك من أهل الجنّة، فقلت: إنّي أخاف الذنوب، قال: فتبسّم عبد اللّه بن مسعود ثم قال: لو شهدت أنّي مؤمن ما باليت أن أشهد أني في الجنّة، قال: قلت يغفر اللّه لك، هذا ما كان معاذ يحذّرنا من أمثالك، قال: و ما

ص: 338


1- زيادة عن «ز»، و م.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و «ز»، استدركناه قياسا على الروايات السابقة.
3- الأصل و م و «ز»: فتن، خطأ.
4- في «ز»: «إذا أصبت» و في م:«بل لقيت».
5- في سير أعلام النبلاء 457/1 (في ترجمة معاذ بن جبل): المشتهرات.
6- تقرأ بالأصل:«و تلق» و في م:«و لا يقتل و تلقي» و مكان اللفظة بياض في «ز»، و كتب على هامشها: طمس بالأصل. و المثبت عن المختصر، و كتب محققه بالهامش أنه استدركها عن ابن عساكر (كذا) و في سير الأعلام: يثنيك.
7- الأصل و م و «ز»: سمعته و المثبت عن سير الأعلام.

حذّركم معاذ؟ قال: حذرنا زيغة الحكيم، و قال: إنّ الشيطان قد يقول كلمة الضلالة على فم الحكيم، و قد يقول المنافق كلمة الحق، ثم قال له: ارمم نفسك، أو أرصم نفسك - شك يزيد - فو اللّه ما أنت إلاّ أحد الثلاثة: مؤمن، أو كافر، أو منافق، ثم قال: يرحم اللّه معاذ بن جبل، ثم ما زال بعد لينا مقاربا في المجلس.

و رواه معبد عن يزيد.

أخبرناه أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن محمّد، نا محمّد بن سعد، أنا حمّاد بن عمرو النصيبي، نا زيد بن رفيع، عن معبد الجهني، عن يزيد بن عميرة السّكسكي و كان تلميذا لمعاذ أن معاذا أمره أن يطلب العلم من أربعة: عبد اللّه بن مسعود، و عبد اللّه بن سلام، و سلمان الفارسي، و عويمر أبي الدّرداء.

و أخبرناه بتمامه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو محمّد أحمد بن علي بن الحسن، و أبو طاهر أحمد بن محمّد بن إبراهيم، قالا: أنا إسماعيل بن الحسن بن عبد اللّه، ثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي، نا موسى بن خاقان، نا حمّاد بن عمرو، عن زيد بن رفيع، عن معبد الجهني قال: جاء رجل يقال له يزيد بن عميرة السكسكي، و كان تلميذا لمعاذ بن جبل، فلمّا حضرت معاذا الوفاة قعد يزيد عند رأسه يبكي، فنظر إليه معاذ فقال: ما يبكيك ؟ فقال له يزيد: أنا و اللّه ما أبكي لدنيا كنت أصيبها، و لكني أبكي لما فاتني من العلم، فقال له معاذ: إنّ العلم كما هو لم يذهب، فاطلب العلم بعدي عند أربعة: عند عبد اللّه بن مسعود، و عبد اللّه بن سلام الذي قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«هو عاشر عشرة في الجنّة»[13291]، و عند عمر، و لكن عمر يشتغل عنك، و عند سلمان الفارسي، قال: فقبض معاذ و لحق يزيد بالكوفة، فأتى مجلس عبد اللّه بن مسعود و هو ليس ثمّ ، فجعلوا يتذاكرون الإيمان، فقال بعضهم: لو شهدت أنّي مؤمن لشهدت أنّي في الجنّة، فقال يزيد: فأنا أشهد أنّي مؤمن و لا أشهد أنّي في الجنّة، قال: فجاء عبد اللّه بن مسعود على ذلك الحال (1)، فقالوا: يا أبا عبد الرّحمن، أ لا تسمع إلى ما يقول هذا الرجل ؟ قال: و أيّ شيء يقول ؟ قال:

يشهد أنه مؤمن و لا يشهد أنّه في الجنّة، فقال ابن مسعود ليزيد: و كذلك ؟ قال: نعم، قال:

ص: 339


1- بالأصل و م:«من الحال» و المثبت عن «ز».

و من أين ذاك ؟ قال يزيد: يا أبا عبد الرّحمن، إنّ اللّه يقول: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ الَّذِينَ هٰادُوا وَ الصّٰابِئِينَ وَ النَّصٰارىٰ وَ الْمَجُوسَ وَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا (1) فمن أيّ هؤلاء أنت يا أبا عبد الرّحمن ؟ قال: من الذين آمنوا، قال: نعم،[حتى قال ابن مسعود: اتقوا زلة العالم. قال يزيد: أبا للّه كنت تلميذا لمعاذ بن جبل ؟ قال: نعم] (2) قال ابن مسعود: إنّ معاذ بن جبل كان أمة قانتا للّه حنيفا، و لم يك (3) من المشركين، فقال أصحابه: إِنَّ إِبْرٰاهِيمَ كٰانَ أُمَّةً قٰانِتاً لِلّٰهِ حَنِيفاً وَ لَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (4)،فقال ابن مسعود: إنّ معاذ بن جبل كان أمّة قانتا للّه حنيفا و لم يك (5) من المشركين.

و رواه أبو قلابة الجرمي عن يزيد و لم يسمّه.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب، نا سليمان بن حرب، نا حمّاد، عن أيوب، عن أبي قلابة عن رجل كان يخدم معاذا قال:

لما مرض معاذ مرضه الذي مات فيه كان يغشى عليه أحيانا و يفيق أحيانا، فغشي عليه غشية ظنناه لما به، قال: فأفاق و أنا قبالته أبكي، فقال لي: ما يبكيك ؟ قال: قلت: أم و اللّه ما أبكي على دنيا كنت أنا لها منك، و لا على نسب بيني و بينك، و لكني أبكي على العلم و الحكم الذي كنت أسمع منك يذهب، قال: لا تبك، فإن العلم و الإيمان مكانهما، من ابتغاهما وجدهما، و ابتغه حيث ابتغاه إبراهيم، فإنه سأل اللّه تبارك و تعالى و هو لا يعلم ثمّ تلا [قوله تعالى] (6): إِنِّي ذٰاهِبٌ إِلىٰ رَبِّي سَيَهْدِينِ (7) و ابتغه بعدي عند أربعة نفر، فإن وجدته عندهم و إلاّ فسائر الناس أغنى به، عبد اللّه بن مسعود، و عبد اللّه بن سلام، و سلمان الفارسي، و عويمر أبي الدّرداء، و إيّاك و زيغة الحكيم، و حكم المنافق، قلت له: و كيف أعلم زيغة الحكيم و حكم المنافق ؟ قال: كلمة الضلالة يلقيها الشيطان على لسان الحكيم فلا تحملها و لا تقبل منه، و إن المنافق قد يقول الحكم، و خذ العلم إذا جاءك فإنّ على الحق نورا، و إياك و مغمضات الأمور.

ص: 340


1- سورة البقرة، الآية:62.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن «ز»، و م.
3- الأصل: يكن، و المثبت عن «ز»، و م.
4- سورة النحل، الآية:120.
5- الأصل: يكن، و المثبت عن «ز»، و م.
6- زيادة عن «ز»، سقطت من الأصل و م.
7- سورة الصافات، الآية:99.

قال حمّاد بن زيد: فسألنا خليل بن أحمد عن مغمضات الأمور فقال: هو الأمر الذي ينظر فيه فلا ينفرج لك وجهه، مثل العين المغمضة.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، و أبو العزّ ثابت بن منصور، قالا: أنا أبو طاهر - زاد ابن المبارك: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد، نا خليفة بن خيّاط قال (1):في الطبقة الأولى من أهل الشامات:

يزيد بن عميرة الكلبي، روى عن أبي بكر، و عمر.

ثم قال (2):يزيد بن عميرة، روى عن معاذ، حمصي.

أخبرنا أبو البركات، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا أبو محمّد بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر، نا معاوية بن صالح، عن يحيى بن معين قال في تسمية أهل الشام: يزيد بن عميرة الزبيدي، روى عن معاذ.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنبأ أبو محمّد بن يوه، أنا أبو الحسن اللنباني (3)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، ثنا محمّد بن سعد قال (4):يزيد بن عميرة الكلبي، من أصحاب معاذ، و قد لقي أبا بكر، و عمر.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأ أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال (5):يزيد بن عميرة الزبيدي، قال: و قال بعضهم: كلبي، و هو صاحب معاذ، و قد لقي أبا بكر، و عمر، و كان ثقة إن شاء اللّه.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري (6).

ص: 341


1- طبقات خليفة بن خيّاط ص 563 رقم 2897.
2- طبقات خليفة رقم 2912.
3- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى:«اللبناني، بتقديم الباء.
4- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
5- الطبقات الكبرى لابن سعد 440/7.
6- التاريخ الكبير للبخاري 350/8.

ح و أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، أنا ابن (1) الفضل، أنا علي بن إبراهيم المستملي، أنا أحمد بن سليمان قال: نا البخاري قال:

يزيد بن عميرة الزبيدي، الشامي، نسبه معاوية بن صالح، و قال محمّد بن أبي حفصة: الكندي: و قال بعضهم: الحارث بن عميرة، و لا يصح، سمع معاذا، و قدم الكوفة، و سمع ابن مسعود، يعرف بحديث واحد.

أنبأنا أبو الحسين و أبو عبد اللّه قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنبأ أبو طاهر، أنبأ علي.

قالا: أنا أبو محمّد قال (2):

يزيد بن عميرة الزبيدي، الكلبي، الشامي، روى عن معاذ بن جبل، و قدم الكوفة، فسمع من ابن مسعود، روى عنه أبو إدريس الخولاني، و شهر بن حوشب، و أبو قلابة، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في الطبقة التي تلي أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هي العليا: يزيد بن عميرة الزبيدي.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه - قراءة - عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنا أحمد - قراءة - قال: سمعت ابن سميع يقول في تسمية من روى عن معاذ ممن أدرك الجاهلية: يزيد بن عميرة الزبيدي، قال أبو سعيد: مات ببعض الشام.

أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمّد.

ثم أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنبأ أبو بكر الخطيب، قالا: أنا القاضي أبو القاسم التنوخي، أنا محمّد بن المظفّر.

ص: 342


1- بالأصل:«أبي الفضل» خطأ، و المثبت عن «ز»، و م.
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 282/9.

ح قال الخطيب: و أنبأ أحمد بن محمّد العتيقي، أنبأ محمّد بن الحسين الضبّي (1)، قالا: ثنا بكر بن أحمد الشعراني، نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن عيسى البغدادي في كتاب تاريخ الحمصيين، قال: و يزيد بن عميرة الزبيدي، حدّث عن راشد بن سعد، أتى الكوفة، و لقي عبد اللّه بن مسعود.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (2):أما الزبيدي بضم الزاي و فتح الباء، فجماعة منهم: يزيد بن عميرة الزبيدي، حمصي، لقي ابن مسعود، روى عنه راشد بن سعد.

ثم قال (3):أما عميرة بفتح العين و كسر الميم يزيد بن عميرة الزبيدي، الشامي، و قال بعضهم: الحارث بن عميرة و لا يصح، سمع معاذا، و ابن مسعود، و يعرف بحديث واحد، قاله البخاري.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيوية، أنا أبو محمّد بن القاسم، نا ابن أبي خيثمة، أخبرني أبو محمّد صاحب لي من بني تميم ثقة، قال: قال أبو مسهر (4):و كان أصحاب معاذ بن جبل أكبرهم مالك بن يخامر (5)السكسكي، و كان رأس القوم، و يزيد بن عميرة الزبيدي، و كان من رءوسهم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد العتيقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر قالوا: أنا الوليد، أنا علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال: يزيد بن عميرة الزبيدي، شامي، تابعي، ثقة، من كبار التابعين (6).

قرأت على أبي القاسم بن عبدان، عن محمّد بن علي بن أحمد، أنا رشأ بن نظيف،

ص: 343


1- كذا بالأصل و م، و تقرأ في «ز»: اليمني.
2- الاكمال لابن ماكولا 221/4.
3- الاكمال لابن ماكولا 279/6.
4- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 362/20.
5- تحرفت بالأصل إلى: عامر، و التصويب عن «ز»، و م، و تهذيب الكمال.
6- تاريخ الثقات للعجلي ص 480 رقم 1852.

أنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد، نا محمّد بن محمّد بن داود، نا أبو محمّد بن خراش قال:

يزيد بن عميرة و كان من أصحاب معاذ.

8330 - يزيد بن عنبسة بن أبي محمّد بن عبد اللّه

ابن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي

له ذكر.

ذكره أبو الحسن بن أبي العجائز فيمن كان بدمشق و غوطتها من بني أمية، و ذكر أنه كان يسكن قرية ميدعا من إقليم حرلان.

8331 - يزيد بن عنبسة السكسكي

كان ممن دعا إلى بيعة يزيد بن الوليد الناقص، و قاتل الوليد بن يزيد، له ذكر.

8332 - يزيد بن فروة

مولى بني مروان.

كان بدمشق أيام غلب عليها يزيد بن الوليد، و قتل (1) ابن عمه الوليد.

له ذكر.

حكى عنه عبد اللّه بن واقد الجرمي.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (2)،حدّثني إسماعيل بن إبراهيم، قال: فحدّثني عبد اللّه بن واقد، حدّثني يزيد بن فروة (3) مولى بني أمية قال: لما أتى يزيد بن الوليد برأس الوليد بن يزيد قال: لو أنصبه للناس ؟ قلت: لا تفعل إنّما ينصب رأس الخارجي، فحلف لينصبنّ ، و لا ينصبه أحد غيري، فوضع على رمح و نصبته (4) على درج مسجد دمشق، ثم قال: اذهب فطف به في مدينة دمشق.

ص: 344


1- مكانها بياض في «ز»، و كتب على هامشها: طمس بالأصل.
2- تاريخ خليفة بن خياط ص 364 حوادث سنة 126.
3- في تاريخ خليفة: يزيد بن أبي فروة.
4- كذا بالأصل، و في «ز»، و م:«و نصبه» و في تاريخ خليفة «و نصبه» أيضا.

8333 - يزيد بن فضالة، أظنّه ابن سالم بن حميد أبو خالد اللّخمي

حكى عن عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان.

حكى عنه أحمد بن أبي الحواري.

أخبرنا أبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصّمد بن علي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو طاهر محمّد بن علي بن محمّد بن يوسف المعروف بابن العلاّف الواعظ ، أنبأ أبي أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو علي محمّد بن أحمد بن الحسن بن الصوّاف، أنبأ أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسّان الأنماطي، نا أحمد بن أبي الحواري، نا أبو خالد يزيد بن فضالة اللّخمي قال:

أضاف رجلان (1) بابن ثوبان، فسألا عنه، و هو في جنينة (2) له، قال: فأتوه في الجنينة (3) فلما راح للمغرب (4) قال لهما: أي مشي تحبان أن أمشي، فمشى معهما بمشيهما، قال: فلما صلّى المغرب قال لهما: أيما أحبّ إليكما: تنصرفان فتتعشيان أم تثبتان إلى العتمة ؟ قالا: نثبت، قال: فلمّا صلّى العتمة صار معهما إلى المنزل، فجاءهم بثردة عليها دجاجة، قال: كلوا، فإنّا لم نتكلّف لكما، إنّ اللّه لعن المتكلفين،[إنما المتكلف] (5) أن يطعمه بدين أو خيانة.

8334 - يزيد بن قبيس بن سليمان أبو سهل

-و يقال:

أبو خالد - السليحي (6) الجبلي (7)من أهل جبلة (8)،من ساحل حمص.

سمع بدمشق: الوليد بن مسلم، و محمّد بن شعيب بن شابور، و إسماعيل بن

ص: 345


1- بالأصل و م و «ز»: رجلين.
2- الأصل:«خيمة» و المثبت عن «ز»، و م.
3- في «ز»: و هو في الحديقة.
4- قوله:«فلما راح للمغرب» ليس في «ز».
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك للإيضاح عن «ز»، و م.
6- كذا بالأصل و م و «ز»، و في تهذيب الكمال:«السيلحي» و في تهذيب التهذيب: السيلحيني.
7- ترجمته في تهذيب الكمال 366/20 و تهذيب التهذيب 223/6 و معجم البلدان (جبلة) و سماه: يزيد بن قيس السليخ الجبلي.
8- في معجم البلدان (جبلة اسم عدة مواضع، منها جبلة: قلعة مشهورة بساحل الشام من أعمال حلب قرب اللاذقية. ذكره ياقوت باسم: يزيد بن قيس السليخ الجبلي أبو سهل، فيمن نسب إلى جبلة الشام.

يحيى بن عبيد اللّه، و عبد الملك بن الأحوص بن حكيم بن عمير الحمصي، و عبد المجيد بن أبي روّاد، و سعيد بن مسلمة بن هشام، و عبد الرحيم بن هارون، و الجرّاح بن مليح البهراني الحمصي، و المعافى بن عمران الظهيري (1).

روى عنه: أبو داود في سننه، و موسى بن عيسى بن [المنذر] (2) الحمصي، و أبو جعفر محمّد بن الخضر (3) بن علي البزّاز (4) الرّقّي، و أحمد بن عبد اللّه بن زياد بن زكريا الإيادي الأعرج الجبلي، و الهيثم بن خالد البصري نزيل بغداد، و عبد العزيز بن سليمان الحرملي الأنطاكي، و هو كنّاه أبا سهل، و أحمد بن عبد الوهّاب بن نجدة، و سليمان بن عبد الحميد البهراني.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز، أنا أبو محمّد بن أبي نصر.

ح و أخبرنا أبو الحسن أيضا، أنبأ أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو بكر محمّد بن عبد الرّحمن بن عبيد اللّه، قالا: أنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن هاشم الأذرعي، ثنا محمّد بن الخضر بن علي (5)،نا يزيد بن قبيس أبو خالد من أهل جبلة، رفيق للحوطي (6)، ثقة، و أمرني الحوطي بالكتاب عنه، نا الوليد، عن شيبان، عن عبد الملك بن عمير، عن عمر بن أبي بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام، عن أم سلمة عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«أصدق كلمة قالها شاعر: ألا كلّ شيء ما خلا اللّه باطل» (7)[13292].

هكذا حدّث به، و المحفوظ عن عبد الملك بن عمير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.

رواه عن عبد الملك كذلك شعبة، و سفيان الثوري، و زائدة بن قدامة، و إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق، و شريك بن عبد اللّه القاضي، و كذلك أخرج في الصحيحين من حديثهم.

ص: 346


1- كذا بالأصل و «ز»، و في تهذيب الكمال: الظهري. و في م: الظهري.
2- سقطت من الأصل و استدركت عن م، و في «ز»: المنقذ.
3- في الأصل: الخضري.
4- الأصل: البزار، و المثبت عن «ز»، و م.
5- بالأصل:«الحصري علي» خطأ.
6- يعني أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، أبو عبد اللّه، ترجمته في سير الأعلام 152/13.
7- البيت للبيد، من قصيدة طويلة يرثي فيها النعمان بن المنذر، و تمامه كما في ديوانه ط . بيروت - صادر ص 132: ألا كل شيء ما خلا اللّه باطل و كل نعيم لا محالة زائل.

و أخبرنا بحديث شريك عاليا: أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا محمّد بن الحسين بن موسى، أنا محمّد بن إسحاق بن خزيمة، نا علي بن حجر، نا شريك، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«أشعر كلمة تكلمت بها العرب كلمة لبيد: ألا كل شيء ما خلا اللّه باطل»[13293].

رواه الترمذي عن علي بن حجر (1).

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد عبد اللّه بن الحسن بن طلحة، أنا محمّد بن الفضل الفراء، نا عمر بن علي بن الحسن العتكي، ثنا أبو محمّد عبد العزيز بن سليمان بن عبد العزيز الحرملي، بالحرملية (2) سنة إحدى و ثلاثمائة، نا يزيد بن قبيس أبو سهل، فذكر حديثا.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي، أنا الحاكم قال:

أبو سهل يزيد بن قبيس السليحي، سمع الجرّاح بن مليح، روى عنه أحمد بن عبد اللّه أبو علي، كنّاه لي أبو جعفر الضبّي، نا أحمد.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي زكريا البخاري.

ح و حدّثنا خالي أبو المعالي القاضي، نا نصر بن إبراهيم، أنا أبو زكريا، أنا عبد الغني بن سعيد قال: فأما قبيس بالياء معجمة بواحدة، و ضم القاف، فهو يزيد بن قبيس شامي.

قرأت على أبي محمّد عن أبي نصر بن ماكولا قال (3):أما قبيس بضم القاف و بعدها باء معجمة بواحدة مفتوحة فهو يزيد بن قبيس شامي.

8335 - يزيد بن القعقاع أبو جعفر المخزومي المدني القارئ

8335 - يزيد بن القعقاع أبو جعفر المخزومي المدني القارئ (4)

مولى عبد اللّه بن عيّاش بن أبي ربيعة.

ص: 347


1- سنن الترمذي 65/8.
2- الحرملية: قرية من قرى أنطاكية.
3- الاكمال لابن ماكولا 96/7.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 145/21 و تهذيب التهذيب 326/6 و طبقات ابن سعد 352/6 و التاريخ الكبير 8/ 353 و سير أعلام النبلاء 287/5 و الجرح و التعديل 284/9 و وفيات الأعيان 274/6 و طبقات القراء للجزري 2/ 382 و معرفة القراء الكبار 72/1 رقم 28.

و حدّث عن مولاه عبد اللّه بن عيّاش، و عبد اللّه بن عمر، و رأى أبا هريرة، و زيد بن أسلم.

روى عنه: مالك بن أنس، و إسماعيل بن جعفر، و عبيد اللّه بن عمر بن حفص، و سليمان بن مسلم بن جمّاز (1) الزهري، و عبد الرّحمن بن سعد بن عمارة بن سعد، و أبو معشر نجيح السّندي (2)،و عبد العزيز الدراوردي.

و اجتاز بدمشق، غزا مع مولاه أرض الروم.

أخبرنا أبو محمّد هبة (3) اللّه بن سهل بن عمر، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو علي زاهر بن أحمد، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصّمد، نا أبو مصعب الزهري، نا مالك، عن نعيم بن عبد اللّه المجمر، و أبي (4) جعفر القارئ أنهما أخبراه أن أبا هريرة كان يصلّي فيكبّر كلّما خفض و رفع، و كان يرفع يديه حين يكبّر يفتتح الصلاة.

قال: و نا مالك، عن أبي جعفر القارئ أنه قال: رأيت عبد اللّه بن عمر إذا هوى يسجد يمسح الحصا لوضع جبهته مسحا خفيفا.

قال: و نا مالك، عن أبي جعفر القارئ أنه قال: كنت أصلّي و عبد اللّه بن عمر ورائي، و أنا لا أشعر، فالتفت فوضع يده في قفاي، فغمزني.

قال: و نا مالك، عن أبي جعفر القارئ أنه رأى صاحب المقصورة في الفتنة حين حضرت الصّلاة خرج يتتبع الناس يقول: من يصلي للناس، حتى انتهى إلى عبد اللّه بن عمر، فقال له عبد اللّه: تقدم أنت فصلّ بين يدي الناس.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، نا أبو عبد اللّه الحسين بن عمر بن عمران بن حبيش الضراب، نا حامد (5) بن محمّد البلخي، نا سريج (6) بن يونس، نا هشيم، نا محمّد بن عبد الرّحمن القرشي قال: سمعت أبا جعفر مولى ابن عيّاش يحدّث قال: رأيت أبا هريرة يلقن مروان بن الحكم في صلاة العشاء الآخرة.

ص: 348


1- كذا رسمها بالأصل و «ز»، و م «جمهان» و في تهذيب الكمال:«جماز» و هو ما أثبت، و جماز بفتح الجيم و تشديد الميم و الزاي، كما في الاكمال لابن ماكولا 549/2 و 550.
2- في «ز»: السري.
3- قوله:«هبة اللّه» سقط من «ز».
4- في «ز»: أبو.
5- كذا بالأصل و م، و في «ز»: محمّد بن حامد البلخي.
6- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: شريح.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا زيد بن بشر (1)،نا ابن وهب، حدّثني ابن (2)زيد أن أبا جعفر القارئ كان مع ابن عيّاش مولاه في الدرب (3)،و أنه إذا أتى أبا جعفر بعض الناس، فأتوا إلى مولاه يعتذرون إليه من ذلك، فقال: لا نرضى حتى يرضى قارئنا (4)و سيّدنا (5).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي: و أحمد بن الحسن بن خيرون قالا؛- أنبأ محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (6):أبو جعفر يزيد بن القعقاع مولى عبد اللّه بن عيّاش بن أبي ربيعة، مات سنة ثلاثين و مائة.

أخبرنا أبو البركات، أنا أحمد بن الحسن، أنبأ أبو محمّد بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح، قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة و محدّثيهم: أبو جعفر القارئ، و اسمه يزيد بن القعقاع (7).

ص: 349


1- في م: يزيد بن بشير.
2- كذا بالأصل و م، و في «ز»: أبو زيد.
3- الدرب: ما بين طرسوس و بلاد الروم، لأنه مضيق كالدرب(معجم البلدان).
4- في المعرفة و التاريخ: ربنا.
5- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 675/1.
6- طبقات خليفة بن خيّاط ص 455 رقم 2310.
7- كتب بعدها في «ز». آخر الجزء التاسع و العشرين بعد الخمسمائة يتلوه أنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو بكر المؤذن نا أبو الحسن و أبو محمّد ه . بلغت سماعا على والدي الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن فسمعه ابني محمّد بن علي بن القاسم و كتب القاسم بن علي في رابع و عشرين ربيع الأول ه . جميعه على مؤلفه سيدنا الشيخ الفقيه الإمام العالم الحافظ الثقة ثقة الدين صدر الإسلام ناصر السنة محدث الشام أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة اللّه الشافعي أدام اللّه عزّه ابنه أبو الفتح الحسن و ابن أخيه أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن الحسن و الشيخ الفقيه أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن سعد اللّه الحنفي و الشيخ الصالح أبو بكر محمّد بن بركة بن خلف بن كرما الصلحي و الشيخ الفقيه و شمس الدولة أبو الحارث عبد الرّحمن ابن محمّد بن مرشد بن منقذ الكتاني أبو علي الحسين بن الحسن بن أبي المضاء بقراءة القاضي بهاء الدين أبي المواهب الحسن بن هبة اللّه بن محفوظ بن صصرى و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الرّحمن بن الحسين بن عبدان و أبو زكرى يحيى بن علي بن مؤمل و أبو المعالي محمّد بن القاضي زكي الدين أبي الحسن علي بن محمّد ابن يحيى القرشي و يوسف بن الحسن بن أحمد و إسماعيل بن حماد الدمشقي و عبد الرّحمن بن أبي طاهر بن أبي سفيان و حمزة بن إبراهيم بن عبد اللّه و بركان سابن قرحا و زين قريون الديلمي و أبو الحسين بن علي بن خلدون و أبو عبد اللّه بن الفضل بن الفتح الأنصاري و محسن بن سراج بن محسن و إبراهيم بن مهدي بن علي الشاغوريان و يوسف بن سلمان بن عبد اللّه الإسكندراني و أبو القاسم بن سيد بن الحسين و حسن بن مالان بن حسن و أبو المحاسن سليمان بن الفضل بن الحسين بن سليمان و صديق بن إياس بن سلامة و أبو محمّد بن علي بن أبية و شعبان بن أبي بكر بن بشتكين و عبد اللّه بن ياسر بن عبد اللّه اليمني و خضر بن أبي سعيد بن أبي زيد و عبد الواحد ابن بركات بن أبي الحسين الصفار بن أبي علي بن أبي الفرج الأرجاني و أبو الحسين بن نعمة اللّه بن عبد اللّه الفراش بن سعد بن علي الواسطي و كاتب الأسماء عبد الرّحمن بن أبي منصور بن نسيم بن علي الشافعي و سمع غير الورقتين الأوليين حسن بن إسماعيل بن حسن الإسكندراني و علي بن عبد الكريم بن الكويس و سمع نصفه الأول يوسف بن مجلي بن إبراهيم و أبو الخير سلامة بن سلمان بن سلامة الصفار و عين الدولة بن الكمش بن كمشتكين و عمر بن خضر بن تركيك و عمر بن عبد الرّحمن بن أبي بكر و أبو الفضل بن قاسم بن حماد و سمع نصفه الآخر الشيخ المذهب أبو عبد اللّه محمّد بن سيدهم بن هبة اللّه الأنصاري و عمر بن أبي محمّد بن أبي القاسم القيرواني و رافع بن محمّد بن رافع الخزرجي و إبراهيم بن عطاء بن إبراهيم و رفاعة بن محمّد بن إبراهيم و علي بن نجيم بن أحمد اليمني و شعبان بن عبد اللّه و عمر بن هبة اللّه بن خليفة و عمر بن إبراهيم بن عبد اللّه القيسي و أبو القاسم بن أبي طالب بن أحمد و علي بن أبي محمّد بن أبية و خليل بن سلمان بن فتوح الفراء و خليل ابن أبي بن عبد اللّه و أبو الحسن بن معالي بن أبي المواهب الموصلي و ذلك في يومي الاثنين و الخميس الرابع من شهر ربيع الأول سنة خمس و ستين و خمسمائة بدمشق و الحمد للّه و المنة و صلواته على نبيه سيدنا محمّد و آله ه . سمع جميع هذا الجزء من أوله إلى آخره على سيدنا الشيخ الفقيه الحافظ الثقة الأوحد الإمام بهاء الدين شمس الحفاظ ناصر السنة محدث الشام جمال الإسلام أبي محمّد القاسم ابن الشيخ الفقيه الإمام شيخ الإسلام أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي مصنفه رضي اللّه عنه من لفظ الشيخ الفقيه القاضي الإمام بهاء الدين أبي المواهب الحسن بن هبة اللّه بن محفوظ بن صصرى أخوه القاضي الإمام شمس الدين أبو القاسم الحسن بن هبة اللّه بن محفوظ و الشيوخ الفقيه الإمام محمّد بن علي بن أبي بكر إسماعيل القرطبي و ابنه أبو الحسن محمّد و أبو العباس أحمد بن علي بن يعلى السلمي و أحمد بن نصر بن طعان الطريفي و أبو علي حسن بن علي بن عبد الوارث و أبو الحسين هبة اللّه بن علي بن خلدون و يوسف بن أبي الفرج بن مهذب و عبد السّلام بن أبي بكر بن أحمد و عبد الرّحمن بن طالب بن سبع و بدل بن أبي المعمر بن إسماعيل التبريزي و أبو عبد اللّه محمّد بن سيدهم ابن هبة اللّه الأنصاري و أبو منصور بن مالك الأندلسي و زكريا بن عثمان بن خالو الموفاني و أبو بكر بن عبد الرّحمن بن علي و أبو طالب بن علي بن أبي الفرج و إبراهيم بن محمّد بن عبد اللّه و أبو يعلى حمزة بن أبي أبي الفوارس الأنصاري و أبو الثناء محمود بن أحمد بن دارا الأردبيلي و الوجيه محمود بن محمّد بن معاذ و أبو عبد اللّه و أبو منصور ابنا أحمد بن محمّد و نعمة بن خليفة بن حمدان و أبو حفص و أبو حفص عمر بن محمّد ابن الحسن الصنعاني و القاضي عبد الرحيم بن أبي عبد اللّه بن الحسن المعافري و سمع ثمان قوائم من أوله بمجلس إبراهيم بن محمّد بن زياد الإشبيلي و زين الدولة بن جلدك بن عبد اللّه و إسماعيل بن جوهر بن مطر الفراء و إبراهيم ابن أبي طاهر بركات الخشوعي و عبد السّلام بن أبي القاسم بن الحسن و سمع الجزء سوى ثماني قوائم من أوله بن عبد اللّه بن أبي طالب و أبو الفرج إبراهيم بن يوسف بن محمّد المعافري الفقيه القاضي الإمام بهاء الدين أبي المواهب الحسين بن هبة اللّه بن محفوظ التغلبي و ابن عمه أبو إبراهيم إسحاق ابن القاضي الإمام شمس الدين أبي القاسم الحسين بن بن محفوظ و فتاه اياس بن عبد اللّه و عمر بن أبي الفتح بن محمّد و صولح بن ياقوت بن عبد اللّه و صديق بن بيدكين بن عبيد اللّه و محمّد بن عسكر بن زغلوش المغربي و سمع الجزء كله من أوله إلى آخره مثبت الأسماء علي بن محمّد بن علي بن جميل المعافري المالقي و ذلك في مجلسين آخرهما يوم الخميس الموفى عشرين من ربيع الأول سنة إحدى و ثمانين و خمسمائة بدار السنة غربي دمشق و الحمد للّه وحده و صلواته على سيدنا محمّد و آله و سلامه و صح و ثبت ه . بلغ السماع لجميع هذا الجزء على سيدنا الشيخ الإمام العالم الحافظ بهاء الدين جمال الإسلام ناصر السنة محدّث الشام أبي محمّد القاسم بن الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة اللّه أدام اللّه توفيقه و لحق سماعه من والده و له إجازات من الشيوخ معلم في مواضعه فسمع ولده بالأصل علي بن القاسم ابن علي و الشيخ الإمام أبو جعفر بن علي بن بن إسماعيل القرطبي و ولداه أبو الحسن محمّد و أبو الحسين إسماعيل و فتاهم فرج بن عبد اللّه الحبشي و الفقيه الأمين أبو القاسم الخضر بن الحسين بن الخضر بن عبدان الأزدي بقراءته و الشيخ الفقيه أبو القاسم إسماعيل بن عبد اللّه بن عبد المحسن الأنصاري عرف بابن الأنماطي و أبو علي الحسن بن علي بن التونسي و أبو الحسن علي بن محمّد بن إبراهيم الأنصاري الرياحي و أبو سعيد خلف بن محمّد بن شهدون التوزري و أبو محمّد عبد العزيز بن عبد الملك بن تميم الشيباني و عبد السّلام بن أبي أحمد الشافعي و كاتب الأسماء إبراهيم بن أبي اليسر شاكر بن عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن التنوخي الشافعي و سمع النصف الأخير من الجزء عبد العزيز بن يوسف بن أبي الفرج بن مهذب في غرة سنة ست و تسعين و خمسمائة و الحمد للّه وحده و صلواته على سيدنا محمّد و آله و سلامه ه . قرأت هذا الجزء كله على شيخنا الإمام العلامة الفقيه فخر الدين مفتي المسلمين أبي منصور عبد الرّحمن بن محمّد ابن أبي بكر الشافعي بسماعه فيه و الملحق بإجازته منه فسمعه ابن أخيه أبو علي عبد اللطيف بن الحسن بن محمّد و الإمام محب الدين أبو محمّد عبد العزيز بن عبد العزيز بن هلالة الأندلسي و الفقيه أبو محمّد عبد العزيز بن عثمان ابن أبي طاهر الإربلي و أبو بكر محمّد بن محمّد بن سليم و أبو المعالي عبد الملك بن محمّد بن عبد الملك ابن صابر السلمي و أبو بكر و عمر ابنا عبد الخالق بن أبي بكر المؤذن بن عبد السيد بن بركات الصقلي ثم المقدسي و محمّد و يحيى ابنا تمام بن يحيى ابن الأمير عباس و محمّد و إبراهيم الجزء الثلاثون بعد الخمسمائة من كتاب تاريخ مدينة دمشق حماها اللّه و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأماثل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها تصنيف الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة اللّه الشافعي رحمه اللّه سماع ولده القاسم بن علي بن الحسن و أجازه له من بعض شيوخ أبيه رحمهم اللّه.

ص: 350

أخبرنا (1) أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السقا، و أبو محمّد بن بالويه، قالا: ثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، نا العبّاس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: اسم أبي جعفر القارئ المديني، يزيد بن القعقاع، و أبو جعفر القارئ ثقة، و هو مديني.

قرأنا على أبي غالب، و أبي عبد اللّه ابني البنّا، عن أبي الحسن محمّد بن محمّد بن

ص: 351


1- كتب قبلها في م و «ز»: أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه اللّه قال. و قبل العبارة في «ز»: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم.

مخلد، أنا علي بن محمّد بن خزفة، أنا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: أبو جعفر مولى ابن عيّاش يزيد بن القعقاع.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنبأ أبو طاهر بن محمود، أنبأ أبو بكر بن المقرئ، أنا محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد الزهري، نا أحمد بن حنبل قال: أبو الحارث اسمه عبد الرّحمن بن معاوية، و أبو جعفر مولى ابن عيّاش اسمه يزيد بن القعقاع.

أخبرنا (1) أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو بكر بن المؤمّل، نا الفضل بن محمّد، نا أحمد بن حنبل.

ح قال: و أنا البيهقي، أنا ابن (2) بشران.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا عمر بن عبيد اللّه، أنبأ أبو الحسين بن بشران، أنبأ عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه.

ح و أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الفضل بن خيرون.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان الأزهري، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أنا العبّاس بن العبّاس، أنبأ صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال: أبو جعفر مولى ابن عيّاش يزيد بن القعقاع.

بلغني عن أحمد بن محمّد بن الحجّاج بن رشدين (3) قال: سمعت أحمد بن صالح يقول: اسم أبي جعفر القارئ جندب بن فيروز، قال أحمد بن صالح: و أحسب أنه روى عنه زيد بن أسلم، عن جندب مولى عبد اللّه بن عيّاش، و سألت أحمد بن صالح بعد ذلك بسنين عن اسم أبي جعفر القارئ، فقال لي: فلان بن القعقاع، فقلت لأحمد بن صالح:

يزيد؟ قال لي: نعم، يزيد بن القعقاع، و كان أحمد بن صالح قال لنا قبل ذلك بسنين كثيرة:

جندب بن فيروز، فقلت لأحمد: فيقال جندب بن فيروز، فقال: قد قيل ذلك.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأ أبو نصر الوائلي، أنبأ الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، أنا

ص: 352


1- من هنا إلى قوله: بشران، مكانه بياض في «ز»، و كتب على هامشها مقصوص بالأصل.
2- في الأصل: أبو.
3- الأصل و «ز»: «رشد» تصحيف، و المثبت عن م.

إبراهيم بن يعقوب، حدّثني أحمد بن عاصم أنه سمع أبا عبيد يقول: أبو جعفر القارئ يزيد بن القعقاع، مولى عبد اللّه بن عيّاش بن أبي ربيعة المخزومي، كان يقرئ الناس بالمدينة، حدّثنا ذلك عنه إسماعيل بن جعفر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنبأ إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: اسم أبي جعفر القارئ مولى عبد اللّه بن عيّاش ابن أبي ربيعة: يزيد بن القعقاع.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم الواعظ ، أنا نعمة اللّه بن محمّد المرندي (1)،أنا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، نا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنبأ سفيان بن محمّد بن سفيان، حدّثني الحسن بن سفيان، نا محمّد بن علي، عن محمّد بن إسحاق قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: أبو جعفر يزيد بن القعقاع.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوه، أنا أبو الحسن اللنباني (2)،نا ابن أبي الدنيا، نا ابن سعد قال (3) في الطبقة الرابعة من أهل المدينة:

أبو جعفر القارئ، و اسمه يزيد بن القعقاع، يماني، مولى لعبد اللّه بن عيّاش بن أبي ربيعة، عتاقة، مات في زمن مروان بن محمّد، و كان ثقة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد قال (4) في الطبقة الثالثة من أهل المدينة: أبو جعفر القارئ، و اسمه يزيد بن القعقاع، مولى عبد اللّه بن عيّاش بن أبي ربيعة بن المغيرة المخزومي، عتاقة، روى عن أبي هريرة، و ابن عمر و غيرهما، و كان إمام أهل المدينة في القراءة، فسمّي القارئ بذلك، و كان ثقة قليل الحديث، و توفي في خلافة مروان بن محمّد (5).

ص: 353


1- الأصل و م:«المزيدي» و مكانها بياض في «ز»، و كتب على هامشها: طمس بالأصل.
2- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: اللبناني.
3- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
4- ترجمته ضمن القسم الضائع من تراجم أهل المدينة من الطبقات الكبرى لابن سعد.
5- تهذيب الكمال 145/21.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد (1) بن الحسن بن خيرون، أنا أبو العلاء محمّد بن علي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: و أبو جعفر القارئ مولى عبد اللّه بن عيّاش بن أبي ربيعة.

أخبرنا أبو البركات أيضا، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء، أنا أبو بكر، أنا الأحوص، نا أبي قال: أبو جعفر القارئ المديني، يزيد بن القعقاع، مولى عبد اللّه بن عيّاش بن أبي ربيعة المخزومي.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنبأ أبو أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (2):يزيد بن القعقاع أبو جعفر المديني القارئ، مولى عبد اللّه بن عيّاش بن أبي ربيعة المخزومي، سمع ابن عمر، روى عنه مالك بن أنس.

أنبأنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن، و أبو عبد اللّه بن عبد الملك، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (3):يزيد بن القعقاع أبو جعفر القارئ المديني، مولى عبد اللّه بن عيّاش بن أبي ربيعة المخزومي، روى عن ابن عمر، و عبد اللّه بن عيّاش (4) بن أبي ربيعة، روى عنه مالك بن أنس، و إسماعيل بن جعفر، سمعت أبي يقول ذلك، و سألته عنه فقال: صالح الحديث.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: أبو جعفر مولى ابن عيّاش.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور، أنبأ أبو سعيد بن حمدون، أنا مكّي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو جعفر يزيد بن القعقاع مولى عبد اللّه بن

ص: 354


1- استدركت على هامش «ز»، و بعدها صح.
2- التاريخ الكبير للبخاري 353/8-354.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 285/9.
4- تحرفت بالأصل إلى: عباس.

عياش، سمع ابن عمر، و ابن عباس (1)،روى عنه مالك، و الدراوردي.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنبأ الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو جعفر يزيد بن القعقاع مدني.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنبأ نصر بن إبراهيم، أنا سليم بن أيوب، أنبأ طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم، نا يزيد بن محمّد بن إياس، قال: سمعت أبا عبد اللّه المقدمي يقول: أبو جعفر القارئ يزيد بن القعقاع.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي قال: أبو جعفر يزيد بن القعقاع القارئ.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد قال (2):

أبو جعفر يزيد بن القعقاع القارئ المخزومي، مولى عبد اللّه بن عيّاش بن أبي ربيعة، سمع ابن عمر، و ابن عبّاس، روى عنه مالك بن أنس، و عبيد اللّه بن عمر بن حفص.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصريفيني (3)،أنا أبو حفص عمر (4)ابن إبراهيم الكتاني (5)،أنا أبو بكر أحمد بن موسى بن العبّاس بن مجاهد قال: و منهم - يعني: قرّاء المدينة - أبو جعفر يزيد بن القعقاع، مولى (6) عبد اللّه بن عيّاش بن أبي ربيعة المخزومي، و كان أبو جعفر لا يتقدّمه أحد في عصره، أخذ القراءة عن ابن عبّاس، و أبي

ص: 355


1- كذا بالأصل، و في م و «ز»: «ابن عياش»، و قد روى كما تقدم عن عبد اللّه بن عباس، و عبد اللّه بن عياش بن أبي ربيعة.
2- الأسامي و الكنى للحاكم النيسابوري 39/3 رقم 1000.
3- في م: الصيرفي.
4- بالأصل:«أبو سعد بن إبراهيم» خطأ، و التصويب عن م، راجع ترجمته في سير الأعلام 483/16.
5- الأصل و م: الكناني، تصحيف.
6- من أول الخبر إلى هنا مكانه بياض في «ز»، و كتب على هامشها: مقصوص بالأصل.

هريرة، و عن مولاه عبد اللّه بن عيّاش (1) بن أبي ربيعة المخزومي، و كان عبد اللّه بن عيّاش قد قرأ على أبيّ بن كعب، و قرأ أبيّ على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

قال أبو بكر بن مجاهد، و حدّثني محمّد بن الحسن، نا سليمان بن داود الهاشمي، نا إسماعيل بن جعفر قال: قال لي سليمان بن مسلم بن جمّاز (2).

أنبأنا أبو نصر أحمد بن محمّد بن عبد القاهر، و أبو الحسن علي بن عبيد اللّه بن الزاغوني قالا: أنا المبارك بن عبد الجبّار، أنا محمّد بن سعيد بن يعقوب بن إسحاق الصيدلاني، أنا عمر بن محمّد بن سيف، نا عبد اللّه بن أبي داود، نا يونس بن حبيب، عن قتيبة بن مهران، نا سليمان بن مسلم بن جماز (3) الزهري، أخبرني أبو جعفر أنه أتى به أم سلمة زوج النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و هو صغير، فمسحت على رأسه و دعت فيه بالبركة (4).

قال: و أخبرني أبو جعفر أنه كان يمسك على مولاه عبد اللّه بن عيّاش بن أبي ربيعة المخزومي المصحف، و كان أقرأ الناس، قال: فكنت أروي كلّما يقرأ، و أحدّث عنه قراءته (5).

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد أحمد بن إبراهيم بن موسى بن أحمد المقرئ، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران المقرئ الأصبهاني قال: قرأت القرآن من أوله إلى آخره بالكوفة على أبي القاسم زيد بن علي المقرئ (6) قال: قرأت على أبي بكر محمّد بن أحمد بن عمر بن سليمان الرملي الداجوني (7)،و أخبرني أنه قرأ على أبي بكر محمّد بن أحمد بن عثمان بن شبيب الرازي بمصر.

قال: و حدّثني أحمد أنه قرأ على الفضل بن شاذان المقرئ الرّازي قال: و حدّثني الفضل أنه قرأ على أحمد بن يزيد الحلواني قال: و حدّثني أحمد أنه قرأ على عيسى بن مينا قالون المدني، قال: و حدّثني عيسى أنه قرأ على عيسى بن وردان الحذاء، و أن عيسى قرأ

ص: 356


1- من هنا إلى قوله: سليمان مكانه بياض في «ز»، و كتب على هامشها: مقصوص بالأصل.
2- الأصل و «ز»: «حماد» و في م:«حمار».
3- راجع الحاشية السابقة.
4- تهذيب الكمال 145/21 و معرفة القراء الكبار 73/1 و سير الأعلام 287/5.
5- سير أعلام النبلاء 287/5 و معرفة القراء 73/1.
6- بالأصل و م:«بن المقرئ» و المثبت عن «ز». راجع ترجمته في معرفة القراء الكبار 314/1.
7- ترجمته في معرفة القراء الكبار 268/1.

على أبي جعفر القارئ مولى عبد اللّه بن عيّاش بن أبي ربيعة المخزومي المدني هذه القراءة، و أخذ أبو جعفر القراءة عن ابن عباس (1)،و أبي هريرة، و عبد اللّه بن عيّاش، و غيرهم و هؤلاء قرءوا على أبيّ بن كعب، و قرأ أبيّ على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد بن هزارمرد (2) أنا عمر بن إبراهيم بن أحمد [أنا أحمد] (3) بن موسى بن العبّاس، حدّثني محمّد (4) بن أحمد بن محمّد بن يوسف بن شاهين قال: سمعت روح بن الفرج يقول: سمعت أحمد بن صالح يقول: قرأ أبو جعفر على عبد اللّه بن عيّاش، و قرأ عبد اللّه بن عيّاش على أبيّ بن كعب، و قرأ أبيّ على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و ممن قرأ على أبي جعفر أيضا: نافع بن أبي نعيم القارئ، قارئ أهل المدينة، ذكر ذلك ورش عثمان بن سعيد (5) في روايته القرآن عن نافع، و نافع أحد أئمة القرّاء السبعة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (6)،حدّثني عبد اللّه بن ذكوان، نا إسحاق المسيبي أنه سمع نافع بن أبي نعيم يقول: أخذت القراءة عن أبي جعفر القارئ، و عبد الرّحمن الأعرج (7)، و مسلم بن جندب (8)،و شيبة بن نصاح (9).

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا أبو حفص الكتاني (10)،أنا أبو بكر (11) بن مجاهد، حدّثني محمّد بن الجهم، نا سليمان بن داود، نا إسماعيل بن جعفر (12) قال: قال لي سليمان بن مسلم بن جمّاز (13):أخبرني أبو جعفر أنه

ص: 357


1- تحرفت بالأصل إلى:«عياش».
2- الأصل و «ز»: «هرام» و في م)«هزامرد» تصحيف، و الصواب ما أثبت، راجع ترجمة عمر بن إبراهيم بن أحمد في سير الأعلام 482/16.
3- الزيادة لتقويم السند عن «ز»، و م.
4- قوله:«بن محمّد» سقط من «ز».
5- في م: سعد.
6- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 619/1-620.
7- هو عبد الرحمن بن هرمز المدني الأعرج أبو داود، ترجمته في معرفة القراء الكبار 77/1.
8- ترجمته في معرفة القراء الكبار 79/1.
9- ترجمته في معرفة القراء الكبار 79/1.
10- من طريقه روي الخبر في معرفة القراء الكبار 73/1.
11- في «ز»: نصر.
12- مكانها بياض في «ز»، و كتب على هامشها: ممزق.
13- بدون إعجام بالأصل و م و «ز».

كان يقرئ القرآن في مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قبل الحرة، و كانت الحرّة على رأس [ثلاث] (1)و ستين سنة من مقدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم المدينة.

قال سليمان: و سألت (2).

ح و أنبأنا أبو نصر أحمد بن محمّد، و أبو الحسن علي بن عبيد اللّه قالا: أنا المبارك بن عبد الجبّار، أنا محمّد بن سعيد بن يعقوب، أنا عمر بن محمّد بن سيف، نا عبد اللّه بن أبي داود، نا يونس بن حبيب، عن قتيبة بن مهران، نا سليمان بن مسلم قال:

سألت أبا جعفر فقلت: متى أقرأت الناس ؟ فقال: أقرأت أو قرأت ؟ قال: قلت: لا بل أقرأت ؟ قال: هيهات، قبل الحرة في زمن يزيد بن معاوية، و كانت الحرّة بعد وفاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بثلاث و خمسين سنة.

انتهت رواية ابن مجاهد، و زاد (3) ابن مهران: و هي (4) على رأس ثلاث و ستين من مقدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم المدينة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن يوسف بن العلاف، أنبأ أبو الحسين أحمد بن عثمان بن جعفر بن بويان (5) المقرئ، نا أبو العبّاس أحمد بن يحيى ثعلب النحوي - إملاء - ثنا خلف بن هشام البزار (6)،حدّثني إسحاق بن محمّد بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن المسيّب المسيّبي المخزومي قال: سمعت نافع بن عبد الرّحمن بن أبي نعيم المدني (7)يقول:

أدركت بالمدينة - يعني: مدينة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم - أئمة يقتدى بهم، منهم: عبد الرّحمن الأعرج بن هرمز، و يزيد بن رومان (8)،و شيبة بن نصاح، و أبو جعفر القارئ، و مسلم بن جندب، و أناس لم يذكرهم إسحاق قال نافع: فنظرت إلى ما اجتمع عليه اثنان منهم فأخذته و ما شك فيه واحد فتركته، حتى ألقت هذه القراءة.

ص: 358


1- سقطت من الأصل و استدركت عن «ز»، و م.
2- قوله:«قال سليمان: و سألت». سقط من «ز».
3- الأصل:«رواية» و المثبت عن «ز».
4- من قوله: انتهت... إلى هنا، سقط من م.
5- رسمها بالأصل:«مدنان» و في «ز»: «بريان» و في م:«بويان و الصواب ما أثبت، راجع ترجمته في تاريخ بغداد 4/ 298.
6- كذا بالأصل و م، و في «ز»: البزاز.
7- ترجمته في معرفة القراء الكبار 107/1.
8- ترجمته في معرفة القراء الكبار 76/1.

أخبرنا (1) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الخطيب، أنا أبو حفص المقرئ، أنا ابن مجاهد، حدّثني محمّد بن أحمد بن واصل، حدّثنا محمّد بن سعدان، أنا يعقوب بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري قال:

كان إمام الناس بالمدينة: أبو جعفر يزيد بن القعقاع، مولى عبد اللّه بن عيّاش بن أبي ربيعة المخزومي، و كان أخذ القراءة عن عبد اللّه بن عبّاس بن عبد المطّلب، و عن مولاه عبد اللّه بن عيّاش بن أبي ربيعة قال ابن مجاهد: و حدّثوني عن الأصمعي، عن ابن أبي الزناد قال: لم يكن أحد أقرأ للسنة من أبي جعفر، و كان يقدم في زمانه على عبد الرّحمن بن هرمز (2).

قرأنا على أبي غالب و أبي عبد اللّه ابني البنّا، عن أبي الحسن محمّد بن محمّد، أنا علي بن محمّد بن خزفة، أنا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، نا يحيى بن معين، نا حجّاج، عن أبي معشر قال: كنا مع أبي جعفر القارئ في جنازة، فجلس في سقيفة دار، فبكى، فقيل له: لم تبكي يا أبا جعفر؟ قال: أخبرني زيد بن أسلم أن أهل النار لا يتنفسون.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه - قراءة - عن محمّد بن محمّد، أنا علي بن محمّد، أنا محمّد بن الحسين، أنا ابن أبي خيثمة، أخبرني مصعب قال شيبة بن نصاح بن سرخس مولى أم سلمة روى عنه ابنه، و كان شيبة إمام أهل المدينة في القراءة في دهره هو و أبو جعفر يزيد بن القعقاع مولى عبد اللّه بن عيّاش بن أبي ربيعة، و عنهما أخذ نافع بن أبي نعيم القراءة، و عدد الآي، و نافع بن أبي نعيم الذي صار أهل المدينة إلى قراءته.

أخبرنا أبو البركات محفوظ بن الحسن بن محمّد، أنا أبو القاسم نصر بن أحمد الهمداني (3)،أنبأ أبو بكر الخليل بن هبة اللّه بن الخليل، أنا أبو علي الحسن بن محمّد بن القاسم بن درستويه، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل أبو الدحداح، نا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال: حدّثت عن الحجّاج بن محمّد، عن أبي معشر (4) قال: كنّا في جنازة مع أبي جعفر القارئ، فلمّا جلسنا عند القبر بكى أبو جعفر، ثم قال: حدّثني زيد بن أسلم أن أهل النار لا يتنفسون، فذلك الذي أبكاني.

ص: 359


1- الخبر التالي مكانه بياض في «ز»، و كتب على هامشها: مقصوص بالأصل.
2- معرفة القراء الكبار 73/1.
3- في م:«الهدلى» و في «ز»: الهمذاني.
4- في «ز»: أبي هريرة.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم الحافظ ، أنا أحمد بن جعفر بن حمدان، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، نا إبراهيم بن إسحاق، نا ضمرة بن ربيعة، نا بلال بن كعب قال:

مر أبو حازم بأبي جعفر المديني و هو مكتئب حزين، فقال: ما لي أراك مكتئبا حزينا و إن شئت أخبرتك، قال: أخبرني ما وراءك، قال: ذكرت ولدك من بعدك ؟ قال: نعم، قال:

فلا تفعل، فإن كانوا للّه أولياء فلا تخف عليهم الضيعة، و إن كانوا للّه أعداء فلا تبال ما لقوا بعدك.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي، أنبأ أبو محمّد بن زبر، نا إسماعيل بن إسحاق، نا نصر بن علي، قال: خبّرنا الأصمعي، نا نافع، عن أبي جعفر القارئ قال: قال: لو أن لي مثل أحد ذهبا كنت أفعل كذا و أفعل كذا و كذا، و أفعل كذا و كذا.

أنبأنا أبو نصر بن الطوسي، و أبو الحسن بن الزغواني، قالا: أنا أبو الحسين الصيرفي، أنبأ محمّد بن سعيد بن يعقوب، أنا عمر بن محمّد بن سيف، نا عبد اللّه بن أبي داود، نا يونس بن حبيب، عن قتيبة بن مهران، عن سليمان بن مسلم قال (1):

شهدت أبا جعفر حين حضرته الوفاة جاءه أبو حازم الأعرج و مشيخة معه من جلسائه، فأكبّوا عليه يصرخون به فلم يجبهم.

قال شيبة - و كان ختنه على ابنه أبي جعفر - أ لا أريكم منه عجبا؟ قالوا: بلى، فكشف عن صدره، فإذا دوّارة بيضاء مثل اللبن، فقال أبو حازم و أصحابه: هذا و اللّه نور القرآن.

قال سليمان: فقالت لي أم ولده من بعد ما مات أبو جعفر: فإن ذلك البياض حين مات صار غرّة بيضاء بين عينيه.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: سنة تسع (2) و خمسين و مائة قال أبو موسى: فيها مات أبو جعفر القارئ.

ص: 360


1- رواه الذهبي في معرفة القراء الكبار 75/1.
2- من هنا.. إلى آخر الخبر مكانه بياض في «ز»، و كتب على هامشه: مقصوص بالأصل.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (1):و في ولاية مروان مات أبو جعفر يزيد بن القعقاع القارئ مولى ابن عيّاش.

[قال ابن عساكر:] (2) و قد تقدم عن خليفة في الطبقات أنه مات سنة ثلاثين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (3)،نا زيد بن بشر، عن ابن وهب، حدّثني ابن زيد.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني [الحسن] (4) بن عبد العزيز، نا الحارث بن مسكين، أنا [ابن] (5) وهب، عن عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم عن سليمان [بن سليمان] (6) العمري (7) قال: رأيت أبا جعفر القارئ على الكعبة، فقلت: إنه أبو - و في حديث ابن طاوس أبا - جعفر؟ قال: نعم أقرئ إخواني مني السلام، و أخبرهم أن اللّه جعلني مع - و في حديث ابن طاوس: من - الشهداء، الأحياء المرزوقين، و أقرئ أبا حازم السّلام، و قل له: يقول لك أبو جعفر: الكيس الكيس، فإنّ اللّه و ملائكته يتراءون [مجلسك] (8)بالعشيات (9).

[قال ابن عساكر:] (10) و قال غيرهما: سليمان بن أبي سليمان (11).

ص: 361


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 405.
2- زيادة منا.
3- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 676/1.
4- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز»، و م.
5- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز»، و م.
6- ما بين معكوفتين استدرك عن «ز»، و م.
7- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المعرفة و التاريخ: العصري.
8- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز»، و م.
9- رواه الجزري في غاية النهاية 384/2 و الذهبي في معرفة القراء الكبار 75/1.
10- زيادة منا.
11- ورد في غاية النهاية: سليمان بن أبي سليمان العمري.

8336 - يزيد بن أبي كبشة، و اسم أبي كبشة حيويل بن يسار بن حييّ

ابن قرط بن سنبل (1) بن المقلّد بن معدي كرب بن عريق بن السكسك

ابن أشرس بن كندة بن عفير بن عدي بن الحارث السّكسكي (2)

من أهل بيت لهيا (3)،و كان عقبه بها.

روى عن رجل من الصحابة، و أبيه أبي كبشة، و مروان بن الحكم.

روى عنه: معاوية بن قرة، و علي بن الأقمر، و مسرّة بن معبد، و إبراهيم السّكسكي، و إبراهيم بن ميمون، و الحكم بن عتينة، و محمّد بن قيس المرهبي، و أبو بشر جعفر بن أبي وحشية.

و كان عريف السكاسك، و ولي [الشرطة لعبد الملك بن مروان ثم ولي الصوائف، ثم ولي] (4) العراقين للوليد (5) بن عبد الملك، ثم خراج السند في أيام سليمان، و كان له قدر في (6) الشام.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنبأ تمام بن محمّد، و عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم، و عقيل بن عبيد اللّه.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، و عبد الكريم بن حمزة، قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، قالوا: أنا أبو بكر أحمد بن القاسم.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا أبو الحسن نجا بن أحمد بن عمرو بن حرب.

ح و أخبرنا أبو العشائر محمّد بن الخليل بن فارس قال: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، قالا: أنا أبو الحسن بن السمسار، أنبأ أبو القاسم بن أبي العقب، قالا: أنا أبو زرعة، نا سوار بن عمارة الربعي أبو عمارة، نا مسرّة بن معبد اللخمي قال:

ص: 362


1- في م: سبيل، و في «ز»، بدون إعجام، و في تهذيب الكمال: سبيل.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 368/20 و تهذيب التهذيب 223/6 و التاريخ الكبير 354/8 و الجرح و التعديل 9/ 286 و سير أعلام النبلاء 443/4.
3- أي بيت الآلهة و هي قرية مشهورة من غوطة دمشق.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك على هامش نسختي «ز»، و م.
5- بالأصل: الوليد.
6- في م:«في أهل الشام» و في «ز»: عند أهل الشام.

صلى بنا يزيد بن أبي كبشة العصر، ثم انصرف إلينا بعد سلامه، فقال: إني صليت وراء مروان بن الحكم فسجد بنا مثل هاتين السجدتين، ثم انصرف إلينا بعد سلامه، فأعلمنا أنه صلّى وراء عثمان بن عفّان فسجد مثل هاتين السجدتين، ثم قال لنا عثمان: إنّي كنت عند النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أتاه رجل فسلّم عليه، ثم قال: يا نبي اللّه إنّي صلّيت، فلم أدر أ شفعت أم وترت ثلاثا يقولها، فأجابه نبي اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«يتلاعب بكم الشيطان في صلاتكم، من صلّى فلم يدر أشفع أم وتر فليسجد سجدتين، فإنهما تمام صلاته» (1)[13294].

قال ابن أبي العقب: سمعت أبا زرعة يقول هذا الحديث في ابن [أبي الحكم] (2).

أخبرناه أبو محمّد بن حمزة، أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن عبد اللّه بن هشام بن سوار العنسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي كامل، نا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي بدمشق، نا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو، نا سوار بن عمارة أبو عمارة الربعي بالرملة سنة أربع عشرة و مائتين و رأيته يملي على يحيى بن معين، نا مسرّة (3) بن معبد اللخمي قال:

صلّى بنا يزيد بن أبي كبشة العصر، ثم انصرف إلينا بعد صلاته، فقال: إنّي صلّيت وراء - يعني: أبي عبد الملك مروان - فسجد بنا هاتين السجدتين ثم انصرف إلينا، فأعلمنا أنه صلّى وراء أمير المؤمنين - يعني: عثمان - فسجد (4) مثل هاتين السجدتين، ثم قال لنا إنّي كنت عند نبيّكم صلّى اللّه عليه و سلّم إذ أتاه رجل، فسلّم عليه ثم قال: يا نبي اللّه إنّي صليت فلم أدر أ شفعت أم وترت، ثم صليت فلم أدر أ شفعت أم وترت ثلاثا يقولها، فأجابه نبي اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال له:

«أ تلاعب بكم الشيطان في صلاتكم ؟ من صلّى فلم يدر أشفع أم وتر فليسجد سجدتين، فإنهما تمام صلاته»[13295].

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن النحّاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا محمّد بن عصمة أبو عبيد اللّه الرملي، ثنا سوار بن عمارة، حدّثنا مسرّة بن معبد قال:

صلّى بنا يزيد بن أبي كبشة العصر، ثم انصرف إلينا بعد سلامه فقال: إنّي صلّيت وراء

ص: 363


1- زيد في «ز»: زاد أبو زرعة ثم صلّيت (ثم بياض، و كتب على هامشها: مقصوص بالأصل).
2- الأصل: ابن المال، و الزيادة المثبتة عن م، و مكان الجملة بياض في «ز».
3- الأصل و «ز»: «ميسرة» و المثبت عن م.
4- كذا بالأصل و م، و في «ز»: فصلى.

مروان بن الحكم فسجد بنا مثل هاتين السجدتين، ثم انصرف إلينا فأعلمنا أنه صلّى وراء عثمان بن عفّان فسجد مثل هاتين السجدتين ثم قال: إنّي كنت عند نبيّكم صلّى اللّه عليه و سلّم أتاه رجل فسلّم عليه ثم قال: يا نبي اللّه إني صلّيت فلم أدر أ شفعت أو وترت، فأجابه النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«إن تلعّب الشيطان بكم في صلاتكم، من صلّى فلم يدر أشفع أم وتر فليسجد سجدتين فإنهما من تمام صلاته»[13296].

رواه يحيى بن معين عن سوار.

أخبرناه أبو الفرج قوام بن زيد بن عيسى، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو الحسن الحربي، أنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصوفي، نا يحيى بن معين، نا سوّار أبو عمارة شيخ كان بالرملة، حدّثني مسرّة بن معبد اللخمي قال:

صلّى بنا يزيد بن أبي كبشة العصر ثم انصرف إلينا بعد سلامه، فقال: إنّي صلّيت وراء مروان بن الحكم فسجد بنا مثل هاتين السجدتين، ثم انصرف إلينا فأعلمنا أنه صلّى وراء عثمان بن عفّان فسجد مثل هاتين السجدتين، فقال: إنّي كنت عند نبيّكم صلّى اللّه عليه و سلّم أتاه رجل فسلّم عليه فقال: يا نبي اللّه إنّي صلّيت فلم أدر أ شفعت أو وترت، فأجابه نبي اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و قال:«إن تلعّب بكم الشيطان في صلاتكم فلم تدر أشفعا أو وترا فليسجد سجدتين، فإنهما تمام صلاته»[13297].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: و يزيد بن أبي كبشة من نحيب (1).

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (2):

يزيد بن أبي كبشة عن أبيه، و كان عريف السكاسك، روى عنه معاوية بن قرة (3)،

ص: 364


1- كذا بالأصل، و بدون إعجام في «ز»، و م.
2- التاريخ الكبير للبخاري 354/8-355.
3- في التاريخ الكبير: روى عنه قرة.

و علي بن الأقمر،[و مسرة بن معبد] (1) و إبراهيم السّكسكي، و قال أبو المغيرة: نا صفوان، نا خالد بن الوليد السّكسكي، سمعت رجلا من أهل دمشق يحدّث ابن أبي كبشة بالهند و زعم أنه أدرك النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في الجهاد، و قال ابن السائب: هو السّكسكي، و قال (2) محمّد بن عبد العزيز: نا سوار بن عمارة الرّملي، سمع مسرّة بن معبد، سمع يزيد بن أبي كبشة، سمع مروان بن الحكم، سمع عثمان، سمع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«من صلّى فلم يدر أشفع أو وتر فليسجد سجدتين، فإنهما من تمام الصلاة»[13298].

أنبأنا أبو الحسين و أبو عبد اللّه - مناولة - قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (3):

يزيد بن أبي كبشة، و كان عريف السكاسك، شامي، روى عن أبيه، و مروان بن الحكم، روى عنه معاوية بن قرّة، و علي بن الأقمر، و مسرّة بن معبد، و إبراهيم بن ميمون، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا أبو محمّد الصّوفي، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في الطبقة الثانية ممن ولي السرايا: يزيد بن أبي كبشة السّكسكي.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه - قراءة - عن أبي الحسين الصيرفي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا ابن جوصا - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنبأ عبد الوهّاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الثالثة: يزيد بن أبي كبشة السكوني (4)،كان يلي الصوائف، دمشقي.

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين، و أبو الفتح المختار بن عبد الحميد بن المنتصر، و أبو المحاسن أسعد بن علي، قالوا: أنا أبو الحسن الداودي، أنا

ص: 365


1- الزيادة عن التاريخ الكبير، و الاسم مستدرك فيه عن إحدى نسخه.
2- من قوله:«و قال أبو المغيرة»... إلى هنا ليس في التاريخ الكبير.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 286/9.
4- كذا بالأصل و م و «ز»: السكوني.

عبد اللّه بن أحمد بن حمويه، أنا إبراهيم بن خزيم، نا عبد بن حميد، أنبأ يزيد بن هارون، أنا العوّام بن حوشب، حدّثني إبراهيم أبو إسماعيل السّكسكي، قال:

سمعت أبا بردة بن أبي موسى و هو يقول ليزيد بن أبي كبشة و اصطحبا في سفر فكان ابن أبي كبشة يصوم في السفر، فقال أبو بردة: سمعت أبا موسى مرارا يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إنّ الرجل المسلم إذا مرض أو سافر كتب له من الأجر ما كان يعمل مقيما صحيحا»[13299].

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (1) في تسمية ولاة عبد الملك الشرط : يزيد بن أبي كبشة السّكسكي (2).

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، قال: أنبأ أبي أبو يعلى.

ح و أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي، قالا: أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد بن حفص، قال: قرأت على علي بن عمرو حدّثكم الهيثم بن عدي، عن ابن عيّاش قال في تسمية من ولي العراق و جمع له المصران: يزيد بن أبي كبشة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن

ص: 366


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 299.
2- ورد هنا في خبر ليس فيه أي ذكر ليزيد بن أبي كبشة، و فيه: و أخبرنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن علي بن كرتيلا، أنا أبو بكر محمّد بن علي الخياط ، أنا أبو الحسين أحمد بن عبد اللّه بن الخضر، أنبأ أبو جعفر أحمد بن أبي طالب علي بن محمّد قال: أخبرني أبي علي بن محمّد حدثني أبو عمرو محمّد بن مروان بن عمر القرشي قال: و نسخت من كتاب عبد اللّه بن جعفر العامري بخطه قال: ذكروا أنه كان عند معاوية بن أبي سفيان خطباء العرب فسألهم عن المروءة، فقال له المغيرة بن شعبة: الدماثة و الزمانة، فقال معاوية: و كيف ذاك ؟ قال: الدماثة في الأخلاق شبه أخلاقك، و الزمانة حين يشبهك في الحلم. فقال معاوية: بخ بخ و ليست هناك. فقال صعصعة بن صوحان: الصبر و الصمت. فقال معاوية: و كيف ذاك ؟ قال: أن تصبر على ما غاظك و أن تصمت إلى حين ينبغي لك الكلام. فقال معاوية بخ بخ و ليست هناك. فقال أبو الأسود الدؤلي: سخاء النفس و حسن الخلق و ليست هناك، فقال عمرو بن العاص: المال و الوالي. قال: و كيف ذاك ؟ قال: لا يصلح المال إلاّ بوال و لا وال إلاّ بمال. قال: بخ بخ و ليست هناك. فقال يزيد بن معاوية: أنا أخبرك، فأعرض عنه، ثم أعاد الثانية، فأعرض عنه، ثم أعاد الثالثة، فقال: و كيف ذاك ؟ قال: الحلم، إذ ذكرت، و إذا أعطيت شكرت، و إذا ابتليت صبرت، و إذا عصيت غفرت، و إذا أحسنت استبشرت و إذا ساءت استغفرت و إذا وعدت أنجزت. فقال معاوية: بأبي أنت و أمي، أنت مني و أنا منك.

العطّار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبد اللّه السكري، نا زكريا المنقري، نا الأصمعي (1)،نا سلمة بن بلال، عن مجالد قال:

أول من جمع له المصران البصرة و الكوفة: زياد، و ابنه عبيد اللّه بن زياد، و مصعب بن الزبير، و بشر بن مروان، و الحجّاج بن يوسف، و يزيد بن أبي كبشة السّكسكي، و يزيد بن المهلب، و مسلمة بن عبد الملك، و عمر بن هبيرة الفزاري، و خالد بن عبد اللّه القسري، و يوسف بن عمر الثقفي، و عبد اللّه بن عمر بن عبد العزيز، و يزيد بن عمر بن هبيرة، و لم يجمع لأحد غيرهم.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن علي بن أحمد، أنا أبو عبد اللّه النهاوندي، نا أحمد بن عمران الأشناني، نا موسى بن زكريا، نا ابن خيّاط قال (2):كتب سليمان بن عبد الملك إلى صالح بن عبد الرّحمن أن يأخذ آل أبي عقيل و يحاسبهم، فولّى صالح حبيب بن المهلّب حرب الهند، و يزيد بن أبي كبشة الخراج، فأقام بها يزيد بن أبي كبشة أقل من شهر ثم مات.

8337 - يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد بن عبد اللّه بن يزيد بن ذكوان

أبو القاسم، مولى بني هاشم (3)

روى عن أبي الجماهر التنوخي، و عبد اللّه بن يزيد المقرئ، و آدم بن أبي إياس، و يحيى بن صالح الوحاظي، و يسرة بن صفوان، و أبي كلثم سلامة بن بشر بن بديل، و سليمان بن عبد الرّحمن، و أبي (4) العبّاس سلام بن سليمان، و عمرو بن هاشم، و سليمان بن حرب، و أبي الحارث العبّاس بن عبد الرّحمن بن الوليد بن نجيح، و عبيد بن جناد، و محمّد بن بكّار بن بلال، و حمّاد بن مالك الحرستاني (5)،و محمّد بن المبارك الصوري، و جنادة بن محمّد المري (6)،و أبي مسهر، و أبي الخطاب يحيى بن عمرو بن

ص: 367


1- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 368/20.
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 318.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 371/20 و تهذيب التهذيب 225/6 و الجرح و التعديل 288/9 و سير أعلام النبلاء 151/13.
4- بالأصل و م: أبو.
5- من قوله: حرب... إلى هنا سقط من م.
6- تقرأ بالأصل:«المزني» تصحيف، و المثبت عن «ز»، و م.

عمارة، و هشام بن عمّار، و محمّد بن مثنّى، و الحميدي، و مطرف بن عبد اللّه، و عمرو بن حفص، و محمّد بن عبد اللّه بن عمّار، و هشام بن إسماعيل العطّار، و أبي اليمان الحكم بن نافع، و محمّد بن خالد السّكسكي، و عبد الرّحمن بن يحيى بن إسماعيل، و أبي النضر إسحاق بن إبراهيم، و عمران بن وهب الرملي، و هشام بن خالد، و أحمد بن أبي الحواري، و القاسم بن عثمان، و عباس (1) بن عثمان، و محمود بن خالد.

روى عنه: أبو حاتم الرازي (2)،و أبو داود في سننه، و أبو زرعة النصري، و أبو عبد الرّحمن النسائي، و أبو الحسن (3) بن حذلم، و جعفر بن محمّد بن جعفر بن بنت عديس، و أبو الميمون بن راشد، و أبو بكر محمّد بن أحمد بن عرفجة القرشي، و أبو علي [الحسن] (4) بن حبيب الحصائري، و أبو الحسن بن جوصا، و أحمد بن المعلّى، و أبو عبد اللّه الحسين بن يحيى بن جزلان، و صاعد بن عبد الرّحمن بن صاعد النحّاس، و مكحول البيروتي، و محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الطائي الحمصي، و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد اللّه بن حشيش المصري، و محمّد بن محمّد بن أبي حذيفة، و أبو بكر أحمد بن عمرو بن جابر الرملي، و أحمد بن محمّد بن ساكن الزنجاني، و محمّد بن جعفر بن محمّد بن هشام بن ملاّس، و يحيى بن محمّد بن صاعد، و بكر بن أحمد البزّاز (5)،و محمّد بن يوسف الهروي، و أبو بكر محمّد بن حمدون بن خالد النيسابوري، و أبو نعيم عبد الملك بن محمّد بن عدي الجرجاني، و أبو العبّاس الأصم، و أبو القاسم علي بن الحسين بن محمّد بن السفر، و أبو يعقوب الأذرعي، و أبو عوانة الأسفرايني.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين، أنبأ أبو القاسم بن الفرات، أنا عبد الوهّاب الكلابي، نا أبو الحسن بن جوصا ثنا يزيد بن محمّد، ثنا سلامة بن بشر، نا يزيد بن السمط ، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«ما من نبيّ و لا وال إلاّ و له بطانتان: بطانة تأمره بالمعروف و تنهاه عن

ص: 368


1- في «ز»: عياش.
2- بالأصل:«أبو خلف الداري» و في م:«خلق الفزاري» و المثبت عن «ز»، و فيها: و الرازي.
3- بالأصل: الحسين، تصحيف، و المثبت عن «ز»، و م.
4- سقطت من الأصل و م و «ز»، و استدركت عن تهذيب الكمال.
5- الأصل و م: البزار، و المثبت عن «ز».

المنكر، و بطانة لا تألوه خبالا، فمن وقي شرها فقد وقي، و هو من التي تغلب عليه منهما»[13300].

قال أبو الحسن بن جوصا: و تابعه برد بن سنان، و قال يحيى بن سعيد و موسى بن عقبة، و ابن أبي عتيق، و شعيب، و يونس - يعني: عن الزهري - عن أبي سلمة، عن أبي سعيد، أوقفه شعيب، و رفعوه.

رواه الوليد و بقية، و عمارة بن بشر (1)،و سويد بن عبد العزيز، و ابن سماعة، و الوليد بن مزيد، و عقبة بن علقمة، و هقل، و بشر بن بكر، و عمرو (2) بن أبي سلمة، عن الأوزاعي مثل رواية ابن السمط .

كتب إليّ أبو بكر عبد الغفّار بن محمّد، ثم أخبرني أبو القاسم أحمد بن منصور بن محمّد، و أبو الحسن علي بن محمّد بن إسحاق عنه، قال: أنبأ أبو بكر الحيري، نا أبو العبّاس الأصم، نا يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد الدّمشقي، نا هشام بن عمّار، نا بقية، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عبّاس أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«لا ينظرن أحد منكم إلى فرج زوجته و لا فرج جاريته إذا جامعها، فإن ذلك يورث العمى»[13301].

و قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«ترّبوا الكتاب و سجّوه من أسفله، فإنه أنجح للحاجة»[13302].

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو (3)القاسم يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد دمشقي.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه - مناولة - قالا: أنا ابن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد قال (4):

يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد، أبو القاسم الدّمشقي، يروي عن هشام بن إسماعيل العطّار، و أبي مسهر، و سلامة بن بشر، و أبي الجماهر. كتبنا عنه، و روى عنه أبي، و هو صدوق، ثقة.

ص: 369


1- في م: بشير.
2- في م: عمر.
3- قوله:«أبو القاسم» ليس في «ز».
4- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 288/9.

أخبرنا أبو الفضل السلامي - قراءة - عن أبي طاهر الخطيب، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر قال: أبو القاسم يزيد بن عبد الصّمد الدّمشقي.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد قال: أبو القاسم يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد الدّمشقي، سمع أبا بكر عبد اللّه بن يزيد، و منبّه بن عثمان، روى عنه أبو الحسن أحمد بن عمير، و أبو عمرو عبد الرّحمن بن عمرو الرحبي، كنّاه لنا أبو عمران الجويني.

كتب إليّ أبو زكريا بن مندة، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمّي أبو القاسم، عن أبيه أبي (1) عبد اللّه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد الدّمشقي، مولى بني هاشم، يكنى أبا القاسم، قدم مصر، و كتب عنه، و رجع إلى دمشق، و توفي بها سنة سبع و سبعين و مائتين، و كان ثقة.

دفع إلي أبو الحسن سعد الخير بن محمّد بن سهل جزءا عن محمّد بن أحمد بن شاكر، قال: أنا أبو عيسى عبد الرّحمن بن إسماعيل بن عبد اللّه الخولاني، قال: أملى علينا أبو عبد الرّحمن أحمد بن شعيب النسائي أسماء شيوخه الذين روى عنهم، فقال:

يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد، دمشقي، ثقة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي قال (2):يزيد بن عبد الصّمد، و عبد الرّحمن بن عمرو أبو زرعة الدمشقيّان، كان أحمد بن عمير منهما يسأل حديثهم و بخاصة حديث دمشق.

أنبأنا أبو المظفّر بن القشيري و غيره، عن محمّد بن علي بن محمّد، أنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال: و سألته - يعني: الدارقطني - عن يزيد بن عبد الصّمد؟ فقال:

ثقة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا عبد الدائم بن الحسن، عن عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي، أنا محمّد بن يوسف بن بشر الهروي، قال:

ص: 370


1- بالأصل و م:«أبو» خطأ، و التصويب عن «ز».
2- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 373/20.

كنت عند الربيع في منزله إذ جاءه يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد مسلّما عليه، فأقعده الربيع معه على السرير، ثم أقبل عليه، فألقى عليه مسئلة من كلام الشافعي، فأجابه يزيد بن عبد الصّمد بجواب غير مذهب الشافعي، فرأيت الربيع من إعجابه بأبي عبد اللّه الشافعي و مذهبه أن قال ليزيد بن محمّد: يا أبا القاسم، ينبغي لك أن تنظر في الفقه (1)،أو قال له:

تفقه تفقه، أو كما قال.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا مكّي بن محمّد، أنا أبو سليمان قال: سمعت أبا العبّاس بن ملاّس يقول: فيها - يعني: سنة ست و سبعين و مائتين - توفي يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد (2).

و ذكر أبو الفضل المقدسي فيما أخبره أبو عمرو بن مندة، عن أبيه، أنبأ محمّد بن إبراهيم بن مروان قال: قال عمرو بن دحيم: مات يزيد بدمشق ليلة الأربعاء لثلاث عشرة بقيت من شوال سنة ست و سبعين و مائتين، و كان مولده سنة ثمان و تسعين و مائة (3).هذا هو الصواب.

و قد أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد قال: قال أبو بكر بن فطيس: مات يزيد بن عبد الصّمد سنة خمس أو ست و تسعين و مائتين.

[قال ابن عساكر:] (4) و هذا وهم، و الصواب: و سبعين (5).

8338 - يزيد بن محمّد بن القاسم الهمداني

8338 - يزيد بن محمّد بن القاسم الهمداني (6)

ممن شهد ميز الأنهار بدمشق في خلافة هشام سنة خمس عشرة و مائة.

تقدم ذكره في قصة نهر يزيد.

8339 - يزيد بن مالك

قرأ على فضالة بن عبيد القرآن العظيم.

ص: 371


1- سير أعلام النبلاء 151/13-152 مختصرا.
2- تهذيب الكمال 373/20.
3- تهذيب الكمال 373/20.
4- زيادة منا.
5- نقل المزي في تهذيب الكمال 373/20 قول ابن فطيس و فيه: سنة ست و سبعين و مائتين.
6- في «ز»: الهمذاني.

و حكى عن عبد اللّه بن عامر اليحصبي (1).

قرأ عليه سعيد بن عبد العزيز.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، عن أبي القاسم بن الفرات، أنا أبو علي أحمد بن محمّد بن أحمد الأصبهاني، حدّثني سليمان بن أحمد، نا يزيد بن عبد الصّمد، نا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر، عن سعيد بن عبد العزيز، عن يزيد بن مالك، و كان يزيد ممن قرأ على فضالة بن عبيد أيضا، قال: كنّا جلوسا عند عبد اللّه بن عامر في جماعة من حفّاظ القرآن، فذكر المغيرة بن أبي شهاب المخزومي مل ؟؟؟ (2) منه، أو قال: بعض منه، فقال عبد اللّه بن عامر عند ذلك: أنا قرأت على المغيرة، و كان ممن قرأ على عثمان بن عفّان رضي اللّه عنه.

8340 - يزيد بن مرثد أبو عثمان الهمداني المدعي حيّ من همدان

8340 - يزيد بن مرثد (3) أبو عثمان الهمداني المدعي حيّ من همدان (4)

من أهل صنعاء دمشق (5).

أدرك عبادة بن الصامت، و شداد بن أوس، و واثلة بن الأسقع.

و روى عن عبد الرّحمن بن عوف، و معاذ بن جبل، و أبي الدّرداء، و أبي ذرّ، و أبي رهم أحزاب بن أسيد السّماعي، و أبي صالح الخولاني.

روى عنه: عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و خالد بن معدان، و الوضين بن عطاء.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أحمد بن الحسن القاضي، قالا: أنبأ أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، نا أبو عتبة أحمد بن الفرج، نا بقية، نا الوضين، عن يزيد بن مرثد، أدرك ثلاثة من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم عبادة بن الصامت، و شدّاد بن أوس، و واثلة بن الأسقع، قالوا: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إذا تجشّأ أحدكم أو عطس فلا يرفعن بهما الصوت، فإنّ الشيطان يحبّ أن يرفع بهما الصوت»[13303].

ص: 372


1- هو عبد اللّه بن عامر بن يزيد بن تميم، أبو عمران، ترجمته في معرفة القراء الكبار 82/1 رقم 33.
2- كذا رسمها بالأصل و م و «ز»، بدون إعجام.
3- مرثد: بفتح الميم و المثلثة و سكون الراء، كما في تقريب التهذيب.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 374/20 و تهذيب التهذيب 226/6 و التاريخ الكبير 357/8 و الجرح و التعديل 9/ 288 تاريخ أبي زرعة (الفهارس).
5- تقدم التعريف بها، راجع معجم البلدان.

أخبرنا أبو العزّ السلمي، أنا أقضى القضاة أبو الحسن علي بن محمّد بن حبيب الماوردي، أنا أبو علي الحسن بن علي بن محمّد الجبلي، نا محمّد بن خالد بن يزيد الراسبي، نا عمرو - يعني: الصيرفي - نا عبد اللّه بن بكر السهمي، عن الوضين بن عطاء، عن يزيد بن مرثد، عن أبي الدّرداء، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من مشى عن راحلته عقبة (1)فكأنما أعتق نسمة، و من سافر منكم فليرجع إلى أهله بهدية، و لو بالحجارة في مخلاته»[13304].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الرحيم بن أحمد الإسماعيلي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد بن يعقوب، أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عبدوس الطرائفي، نا عثمان - يعني: ابن سعيد الدارمي - نا عبيد اللّه بن يزيد الدّمشقي، نا صدقة بن عبد اللّه، عن الوضين بن عطاء، عن يزيد بن مرثد، عن أبي الدّرداء أن رجلا أتى رسول اللّه فقال: يا رسول اللّه، ما عصم هذا الأمر و عراه، و وثائقه ؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و عقد [بيمينه] (2)«أخلصوا عبادة ربّكم، و أقيموا خمسكم، و أدّوا زكاة أموالكم طيّبة بها أنفسكم، و صوموا شهركم، و حجّوا بيتكم، تدخلوا جنّة ربكم» و يحرك يده[13305].

أخبرنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن أبي القاسم عبد اللّه بن أبي عبد اللّه الحسن بن أبي الحسن (3) أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد السلمي الخطيب، قال: أخبرنا جدي القاضي أبو عبد اللّه الخطيب - رحمه اللّه - قال: أخبرني أبو الحسن علي بن موسى بن الحسن بن السمسار المعدّل - قراءة عليه في دارنا بدمشق و نحن نسمع - قال: أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن مروان القرشي - قراءة عليه بفائدة أبي عبد اللّه محمّد بن إسحاق بن مندة العبدي الأصبهاني الحافظ ، قال: حدّثنا أبو أيوب سليمان بن أيوب بن حذلم، قال: حدّثنا سليمان بن عبد الرّحمن قال: حدّثنا يحيى بن حمزة، قال: حدّثنا الوضين بن عطاء، عن زيد (4) بن مرثد، عن أبي ذرّ قال: سمعت

ص: 373


1- العقبة: النوبة.
2- سقطت من الأصل، و استدركت للإيضاح عن «ز»، و م.
3- في «ز»: بن الحسن.
4- كذا بالأصل و م و «ز»، و فوقها في «ز»: ضبة، و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب.

رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«من أحسن فيما بقي غفر له ما مضى، و من أساء بما بقي أخذ بما مضى و ما بقي»[13306].

هذا حديث غريب، لم نكتبه إلاّ من هذا الوجه، و قوله: زيد بن مرثد خطأ، و إنما هو يزيد.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (1):

يزيد بن مرثد أبو عثمان الهمداني الشامي، عن معاذ بن جبل، و أبي الدّرداء،[و أبي ذر] (2)سمع منه عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و خالد بن معدان (3).

و قال حيوة: نا بقية عن جرير، عن خالد بن معدان، نا يزيد أبو عثمان الهمداني أن أبا الدّرداء كان يقول: ذروة الإيمان أربع: الصبر للحكم، و الرضا بالقدر، و الإخلاص و التوكّل، و الاستسلام للموت.

[قال ابن عساكر:] (4) كذا فيه، و المحفوظ : للربّ .

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه - مناولة - قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (5):

يزيد بن مرثد أبو عثمان الهمداني، روى عن معاذ بن جبل، و أبي الدّرداء مرسلين، روى عنه خالد بن معدان، و عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و الوضين بن عطاء، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد المزكي، نا أبو محمّد التميمي، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال: يزيد بن مرثد الصنعاني يكنى أبا عثمان.

ص: 374


1- التاريخ الكبير للبخاري 357/8-358.
2- الزيادة عن التاريخ الكبير.
3- إلى هنا تنتهي ترجمته في التاريخ الكبير.
4- زيادة منا.
5- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 288/9.

قال: و أنا ابن أبي نصر، أنبأ أبو الميمون، نا أبو زرعة قال (1):و اسم أبي عثمان الصّنعاني يزيد بن مرثد، صاحب الوضين بن عطاء.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي - قراءة - عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا ابن جوصا - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا ابن جوصا - قراءة - قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الرابعة: يزيد بن مرثد المدعي أبو عثمان من همدان، دمشقي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكّي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو عثمان يزيد بن مرثد الهمداني الشامي، عن معاذ، و أبي الدّرداء، روى عنه خالد بن معدان، و ابن جابر.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن النسائي، أخبرني أبي قال: أبو عثمان يزيد بن مرثد.

أخبرنا أبو الفضل أيضا، عن أبي طاهر الخطيب، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر قال: أبو عثمان يزيد بن مرثد، يحدّث عن أبي الدّرداء، يروي عنه خالد بن معدان.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا ابن منجويه، أنا أبو أحمد قال:

أبو عثمان يزيد بن مرثد الهمداني، الشامي، عن معاذ بن جبل، و أبي الدّرداء، روى عنه خالد بن معدان، و عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر.

قال لي أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه قال: أنا أبو بكر الخطيب: يزيد بن مرثد أبو عثمان الهمداني (2) الشامي، يحدّث عن أبي ذرّ، و معاذ بن جبل، و أبي الدّرداء، روى عنه خالد بن معدان، و عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر و غيرهما.

و قال لي (3) أبو القاسم: قال أنا الخطيب: يزيد بن مرثد الهمداني، الشامي، كنّاه

ص: 375


1- رواه أبو زرعة في تاريخه 391/1.
2- في «ز»: الهمذاني.
3- في «ز»: أنا.

خالد بن معدان أبا غفار، و قال مسلم بن الحجّاج: كنيته أبو عثمان، حدّث عن معاذ بن جبل، و أبي الدّرداء، روى عنه الوضين بن عطاء، و ابن جابر.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (1):أما مرثد براء و ثاء معجمة بثلاث، يزيد بن مرثد أبو عثمان الهمداني الشامي، عن أبي ذرّ، و معاذ، و أبي الدّرداء، روى عنه خالد بن معدان، و عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر و غيرهما.

و قال في موضع آخر (2):أما غفار بغين معجمة و فاء و آخره راء، أبو غفار يزيد بن مرثد الهمداني الشامي، قاله خالد بن معدان، و قال مسلم بن الحجّاج: هو أبو عثمان، روى عن معاذ بن جبل، و أبي الدّرداء، روى عنه الوضين بن عطاء، و خالد بن معدان، و ابن جابر.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن عبد اللّه الأصبهاني، ثنا أحمد بن سلمان (3) بن الحسن النجّاد، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا حيوة بن شريح، نا بقية، حدّثني يحيى بن سعد، عن خالد بن معدان، نا يزيد بن مرثد أبو غفار الهمداني أن أبا الدّرداء كان يقول: لو لا ثلاث صلح الناس: شح مطاع، و هوى متّبع، و إعجاب المرء بنفسه، و قال: ذروة الأمر أربع خلال: الصبر للحكم، و الرضا بالقدر، و الإخلاص للتوكل و الاستسلام للربّ .

[قال ابن عساكر:] (4) كذا كنّاه، و الصحيح أنه أبو عثمان كما تقدّم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء.

ح و أخبرنا أبو المعالي الحسين بن حمزة بن الحسين، أنا نجيب بن عمّار بن أحمد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا أبو العبّاس أحمد بن محمّد البرتي، حدّثنا الهيثم بن خارجة المروزي، نا الوليد بن مسلم (5)،عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر قال:

كان مرثد بن عبد اللّه رجلا كثير البكاء، فقال له رجل: إنك (6) لتكثر البكاء، فقال له:

ص: 376


1- الاكمال لابن ماكولا 177/7 و 178.
2- الاكمال لابن ماكولا 223/6 و 224.
3- في «ز»: سليمان، خطأ.
4- زيادة منا.
5- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 375/20.
6- في تهذيب الكمال: ما لي أرى عينيك لا تجف ؟.

و ما مسألتك عن ذلك ؟ قال: لعلّ اللّه أن ينفعني، قال: ويحك، إن ربّي تواعدني أن يحبسني في جهنم و لو كان يواعدني أن يحبسني في حمام لقد كان ينبغي أن لا يجف لي دمعة، قال:

فأنت في خلواتك كذلك ؟ قال: و ما مسألتك عن ذلك ؟ قال: لعلّ اللّه أن ينفعني فقال: أي و اللّه إنّي في خلواتي كذلك حتى أنّي ربما أردت أهلي فأذكر قاتلي فيمنعني عن ذلك، و ربّما أردت الطعام، فأذكر قاتلي و يمنعني عن ذلك فيبكي أهلي (1) و تقول يا ويلها ما ذا بليت به من بين نساء العالمين بك، و تبكي صبياننا من أجلنا لا يدرون ما شأننا.

أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنا الفضل بن يحيى، أنا أبو محمّد بن أبي شريح، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر، نا منصور بن محمّد بن منصور، نا الوليد بن مسلم، عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر قال: قلت ليزيد بن يزيد، أو قال: يزيد بن مرثد - الشكّ مني-: ما لعينك لا تجف ؟ قال: لو أن اللّه وعدني إن أنا عصيته أن يسجنني في الحمام لكان بالحريّ أن لا تجف دموعي، قال: قلت له: أ هكذا أنت في الخلوات ؟ قال: و ما مسألتك عن هذا؟ قال: قلت: كلمة لعل اللّه أن ينفعني بها، قال: إنّي لأهمّ بأهلي فأذكر منه، فأبكي، و تبكي أهلي لبكائي، و أنه ليقرّب إليّ الطعام، فأذكر منه ما يعلم، فأبكي، و تبكي أهلي لبكائي، و يبكي (2) الصبيان لبكائنا، و تقول أهله: يا ويحها لما خصت به من بين نساء المسلمين.

[قال ابن عساكر:] (3) كذا قالا، و الصواب: يزيد بن مرثد.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا دعلج بن أحمد، نا إبراهيم بن أبي طالب، نا هدية بن عبد الوهّاب (4)،نا الوليد بن مسلم، نا عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر قال: قلت ليزيد بن مرثد: ما لي أرى عينيك لا تجف ؟ قال: و ما مسألتك ؟ قال: قلت: لعل اللّه ينفع به، قال: إنّ اللّه يوعدني إن أنا عصيته أن يسجنني في النار، و اللّه لو يوعدني أن يسجنني في الحمام كنت حريا أن لا يجف لي دمع، فقلت: هكذا في خلواتك ؟ قال: و اللّه إنه لتوضع القصعة بين أيدينا فتعرض لي (5) فأبكي

ص: 377


1- من قوله: أهلي... إلى هنا سقط من م.
2- الأصل و م: و يبكون، و المثبت عن «ز».
3- زيادة منا.
4- هو أبو صالح هدية بن عبد الوهاب المروزي، ترجمته في تهذيب الكمال 228/19.
5- بالأصل: لها، و المثبت عن «ز».

و يبكي أهلي و تبكي صبياننا، لا يدرون ما أبكانا، و اللّه إني لأسكن إلى أهلي فتعرض لي فيحول بيني و بين ما أريد، فيقول أهلي: يا ويحها، ما خصت به معك من طول الحزن ما تقر لي معك عين.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين.

ح و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين محمّد بن نفير (1)،نا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)،نا عبيد اللّه بن سعيد أبو قدامة، نا الوليد بن مسلم، حدّثنا عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر قال: قلت ليزيد بن مرثد: ما لي أرى عينيك لا تجف ؟ قال: و ما سؤالك عن هذا؟ قلت: عسى اللّه أن ينفعني به، قال: يا أخي، لو لم يتواعدني اللّه إن أنا عصيته إلاّ أن يحبسني (3) في حمّام لكان حريا أن لا تجف لي عين، فكيف و قد توعدني بنار جهنم، قال: قلت: على كلّ حال يكون هكذا؟ قال: و ما سؤالك عن هذا؟ قلت: عسى اللّه أن ينفع به، قال: إنّي ربما دنوت من أهلي كما يأتي الرجل أهله، فيخطر على قلبي فيحول بيني و بين ما أريد، و ربما وضع الطعام فيخطر على قلبي، فأبكي، فتبكي أهلي لبكائي، و صبياننا ببكائنا، لا يدرون ما الذي أبكاني، و حتى ربما أضجرت امرأتي تقول: يا ويحها، ما ذا خصت به من بين نساء العالمين بطول الحزن معك في الحياة الدنيا.

أخبرناه عاليا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر بن إسماعيل قالا: نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا الوليد بن مسلم، نا عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر قال: قلت ليزيد بن مرثد: ما لي أرى عينيك لا تجف ؟ قال: و ما مسألتك عن ذلك ؟ قال: عسى اللّه أن ينفع به، قال: يا أخي، إنّ اللّه يواعدني إن أنا عصيته أن يسجنني في النار، و لو تواعدني أن لا يسجنني إلاّ في الحمام لكنت حريا أن لا تجف لي عين.

قال: و أنا الوليد بن مسلم، أنا عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر قال: قيل ليزيد بن مرثد: هكذا أنت في خلواتك ؟ قال: و ما مسألتك عن ذلك ؟ قلت: عسى اللّه أن ينفعني به، قال: و اللّه إن ذلك ليعرض لي حين أسكن إلى أهلي، فيحول بيني و بين ما أريد، و إنه ليوضع

ص: 378


1- كذا رسمها بالأصل، و في م:«كعب» و قوله:«أنا أبو الحسين محمّد بن نفير» سقط من «ز».
2- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 378/2.
3- في المعرفة و التاريخ: يجلسني.

الطعام بين يدي فيعرض لي فيحول بيني و بين أكله، حتى تبكي امرأتي و يبكي صبياننا لا يدرون ما أبكانا (1)،فلربما أضجر من ذلك امرأتي، فتقول: يا ويحها، ما خصت به معك من طول الحزن في هذه الحياة الدنيا، ما تقر لي معك عين.

أخبرنا أبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصّمد بن علي بن الحسين [أنا أبو الحسين] (2) بن الطّيّوري، أنا أبو طاهر محمّد بن علي بن محمّد بن يوسف، أنا أبي أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو علي محمّد بن أحمد بن الحسن بن الصوّاف، أنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسّان (3) الأنماطي، نا أحمد بن أبي الحواري، نا سويد - هو ابن عبد العزيز (4)-قال: رأيت يزيد بن مرثد في السوق و في يده عرق (5) و رغيف يأكل، و كان طلب للقضاء ففعل ذلك حتى تخلص.

[قال ابن عساكر:] (6) سويد لم يدرك يزيد بن مرثد، و إنما روى هذه القصة عن الوضين بن عطاء عن يزيد.

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد - إجازة - أنا أبو نعيم الحافظ ، أنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم - في كتابه - ثنا أحمد بن هارون، نا أحمد بن منصور، نا محمّد بن وهب، نا سويد بن عبد العزيز، عن الوضين بن عطاء قال:

أراد الوليد بن عبد الملك أن يولي يزيد بن مرثد القضاء، فبلغ ذلك يزيد، فلبس فروة قد قلبها، فجعل الجلد على ظهره و الصوف خارجا، و أخذ بيده رغيفان و عرق لحم، و خرج بلا رداء، و لا قلنسوة و لا نعل و لا خف و جعل يمشي في الأسواق و يأكل الخبز و اللحم، فقيل للوليد: إن يزيد بن مرثد قد اختلط ، و أخبر بما فعل فتركه.

أخبرنا (7) أبو الحسن علي بن المسلم، و علي بن زيد، قالا: أنا نصر بن إبراهيم - زاد ابن المسلم: و عبد اللّه بن عبد الرزّاق قالا:- أنا أبو الحسن محمّد بن عوف بن أحمد

ص: 379


1- في «ز»: أبكاني.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك لتقويم السند عن «ز»، و م.
3- في «ز»: إسحاق.
4- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 375/20.
5- العرق السفيفة المنسوجة من الخوص قبل أن تجعل زنبيلا.
6- زيادة منا.
7- كتب فوقها في «ز»: «ح س» بحرف صغير.

المزني، أنا الحسن بن منير بن محمّد، أنا أبو بكر محمّد بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا أبو فروة حاتم بن شفي الهمداني قال: سمعت ابن مرثد يقول: إذا راح أحدكم إلى الجمعة فبلغ السقليين (1) يوحد اللّه حتى يخرج منها: اللّه أحد، اللّه الصمد، فسألته، فقال: هذه بقعة قل ما يوحّد اللّه فيها.

8341 - يزيد بن مروان بن يزيد بن سليمان بن عبد الملك

ممن كان بدمشق من بني أمية، و امرأته أم عبد الملك ابنة مروان بن الحارث بن سليمان بن عبد الملك، ذكرهما جميعا أبو الحسن بن أبي العجائز.

8342 - يزيد بن مرة القبطي المصري

ذكر أنه كان بدمشق، و خرج منها في الجيش الذي توجّه مع مسلمة بن عبد الملك إلى غزو القسطنطينية، و كان يزيد أميرا على مصر فيما حكى عن عبد اللّه بن سعيد بن قيس الهمداني (2)،و قد تقدم ذكر ذلك بإسناده في ترجمة أصبغ بن الأشعث الكندي.

8343 - يزيد بن أبي مريم بن أبي عطاء

أبو عبد اللّه، مولى سهل (3) بن الحنظليّة الأنصاري (4)

رأى واثلة بن الأسقع.

و روى عن معاوية مرسلا، و أبي إدريس الخولاني، و القاسم بن عبد الرّحمن، و القاسم بن مخيمرة، و سالم بن عبد اللّه بن عمر، و قزعة بن يحيى، و عطية بن قيس، و عباية بن رفاعة بن رافع (5)،و أبي عبيد اللّه مسلم [بن مشكم] (6)،و الوليد بن هشام المعيطي، و مجاهد، و عبادة بن أوفى النميري، و عطاء

ص: 380


1- كذا بالأصل و م و «ز»: «السقليين» و الذي مرّ في الخطط : محلة السفليين، بالفاء.
2- في «ز»: الهمذاني.
3- تحرفت بالأصل إلى: شهر، و المثبت عن «ز».
4- ترجمته في تهذيب الكمال 377/20 و تهذيب التهذيب 226/6 و ميزان الاعتدال 439/4 و التاريخ الكبير 361/8 و الجرح و التعديل 291/9.
5- هو عباية بن رفاعة بن رافع بن خديج الأنصاري، أبو رفاعة المدني، ترجمته في تهذيب الكمال 489/9.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن «ز»، و م.

شابور، و سويد بن عبد العزيز، و محمّد بن مهاجر، و يحيى بن حمزة، و عثمان بن حصن (1) بن عبيدة بن علاّق.

و كانت داره بدمشق في ناحية باب الفراديس.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو البركات عبد الباقي بن أحمد بن إبراهيم، قالا: أنا أبو القاسم عبد اللّه بن الحسن بن الخلاّل، أنبأ عبد اللّه (2) بن أحمد الصيدلاني، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا العبّاس بن الوليد بن مزيد (3) العذري - ببيروت-.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنبأ أبو علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك - قراءة عليه - أنبأ العبّاس بن الوليد بن مزيد (4)البيروتي، نا محمّد بن شعيب، أخبرني يزيد بن أبي مريم، عن قزعة أنه أخبره عن أبي سعيد، و عبد اللّه بن عمرو بن العاص عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أنه قال:«لا تشدّ الرحال إلاّ إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، و المسجد الأقصى، و مسجدي هذا، و لا تسافر امرأة مسيرة يوم - و قال ابن حبيب: تسافر المرأة مسيرة يوم - إلاّ مع زوجها أو ذي محرم من أهلها»[13307].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو القاسم علي بن الفضل بن الفرات المصري، أنا أبو الحسين عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي، أنا أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف.

ح و أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، حدّثنا عبد العزيز، أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا (5) عبّاس بن الوليد، أنا [محمّد] (6) بن شعيب قال:

أخبرني يزيد بن أبي مريم عن قزعة (7) أنه أخبره عن أبي سعيد الخدري، و عبد اللّه بن عمرو بن العاص عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«ما تشدّ الرحال إلاّ إلى ثلاثة مساجد: المسجد

ص: 381


1- في «ز»: خضر.
2- في «ز» و م: عبيد اللّه.
3- في «ز»: مرثد.
4- بالأصل و «ز»: مرثد، تصحيف، و المثبت عن م.
5- من هنا إلى قوله: مريم، استدرك على هامش «ز»، و بعده صح.
6- بياض بالأصل، استدركت عن م.
7- الأصل:«عرمه» خطأ و المثبت عن «ز»، و م.

الحرام، و المسجد الأقصى، و مسجدي هذا، و لا تسافر امرأة مسيرة يومين إلاّ مع زوجها أو ذي محرم من أهلها»[13308].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا محمّد بن يوسف قال: قرأت على عبّاس قال: أنا ابن شابور، أخبرني يزيد بن أبي مريم عن قزعة بن يحيى (1) عن أبي سعيد الخدري و عبد اللّه بن عمرو بن العاص، قالا: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لا تشدّ الرحال إلاّ إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، و المسجد الأقصى، و مسجدي هذا، و لا تسافر امرأة مسيرة يومين أو ثلاثة - الشك من أبي بكر - إلاّ مع ذي محرم»[13309].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني الحكم بن موسى، و شجاع بن مخلد، و سريج (2) بن يونس، قالوا: ثنا الوليد بن مسلم، عن يزيد بن أبي مريم قال: سمعت عباية بن رفاعة بن رافع بن خديج يقول: سمعت أبا عبس و قد أدرك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من أغبرت قدماه في سبيل اللّه حرّمهما اللّه على النار»[13310].

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، و أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالا:

قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا الهيثم بن خارجة، نا الوليد بن مسلم، عن يزيد بن أبي مريم قال: سمعت عبد اللّه أبا إدريس الخولاني يحدّث عن معاذ بن جبل، قال: لما قلت لمعاذ إنّي أحبك للّه، قال: أخذ بحبوتي فاجتذبني إليه و قال: آللّه، إنك تحبني ؟ قلت: آللّه، إنّي أحبك للّه، قال: أبشر، فإني سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«المتحابون في اللّه في ظل عرشه يوم لا ظل إلاّ ظلّه» قال: أ تسمع ؟ قلت: نعم، قال: إنك تجالس قوما لا محالة يخوضون في الحديث، فإذا رأيتهم قد غفلوا فارغب - أو قال: فارغب - إلى ربك عند ذلك رغبات أو زغبات[13311].

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السقا، ثنا محمّد بن يعقوب، نا عبّاس قال: سمعت يحيى يقول: الذي يروي عنه الأوزاعي و يروي عنه الوليد هو يزيد بن أبي مريم، ليس هو يزيد بن أبي مريم.

ص: 382


1- بالأصل و م و «ز»: قزعة بن حبيب.
2- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: شريح.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل و أبو الحسين المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و أبو الحسين الأصبهاني - قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (1):يزيد بن أبي مريم أبو عبد اللّه الأنصاري الشامي عن القاسم بن مخيمرة، و عباية بن رفاعة (2)،روى [عنه] (3) صدقة بن خالد، و الوليد بن مسلم.

و قال حسن: نا يحيى بن حسّان، نا صدقة، نا يزيد، عن سالم بن عبد اللّه أنه كان مع الوليد بن عبد الملك (4) قريب (5) من شهرين أو ثلاثة، و حدّثنا يزيد قال: رأيت واثلة بن الأسقع يصلّي على الجنائز.

أخبرنا أبو الحسين هبة بن الحسين - إذنا - و أبو عبد اللّه بن عبد الملك - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي [حاتم (6)،قال: يزيد بن أبي] (7) مريم أبو عبد اللّه الأنصاري الشامي، روى عن القاسم بن مخيمرة، و عطية بن قيس، و قزعة، و عباية بن رفاعة بن رافع بن خديج، روى عنه صدقة بن خالد، و الوليد بن مسلم، و محمّد بن شعيب بن شابور، و سويد بن عبد العزيز، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكّي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو عبد اللّه يزيد بن أبي مريم عن القاسم بن مخيمرة، و عباية، روى عنه صدقة بن خالد، و الوليد بن مسلم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في تسمية الأصاغر من أصحاب واثلة و غيره:

و يزيد بن أبي مريم الأنصاري.

ص: 383


1- التاريخ الكبير للبخاري 361/8-362.
2- في التاريخ الكبير: عباية بن رافع.
3- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز»، و م، و التاريخ الكبير.
4- زيد بعدها في «ز»: «بحوران» و في م:«بحوارين» و ليست اللفظة في التاريخ الكبير.
5- مكانها بياض في «ز»، و في التاريخ الكبير: قريبا.
6- الخبر في الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 291/9.
7- ما بين معكوفتين استدرك للإيضاح، راجع الجرح و التعديل لابن أبي حاتم.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه - قراءة - عن أبي الحسين الصيرفي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنبأ أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الخامسة: يزيد بن أبي مريم الأنصاري دمشقي.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عبد اللّه يزيد بن أبي مريم، شامي.

أخبرنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد قال: أبو عبد اللّه يزيد بن أبي مريم الشّامي الأنصاري، رأى واثلة بن الأسقع، و سمع عباية بن رفاعة، و القاسم بن مخيمرة، روى عنه صدقة بن خالد، و الوليد بن مسلم، و يحيى بن حمزة، كنّاه البخاري.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنبأ أبو الفضل المقدسي، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال:

يزيد بن أبي مريم أبو عبد اللّه الأنصاري الشّامي، حدّث عن عباية بن رفاعة بن رافع بن خديج، روى عنه يحيى بن حمزة، و الوليد بن مسلم في الجمعة و الجهاد.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أخبرني أبي، نا محمّد بن جعفر، نا الحسن بن محمّد بن بكّار، قال: قال أبو مسهر:

و قرأت شهادة يزيد بن أبي مريم في وصية يحيى بن يحيى الغسّاني، شهد يزيد بن أبي مريم مولى ابن الحنظلية الأنصاري.

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد - فيما ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرّازي في ذكر نسب أبي هاشم بن عليك و ساقه فقال: يزيد بن ثابت بن أبي مريم بن أبي عطاء الأنصاري، مولى سهل بن الحنظليّة، و يزيد بن ثابت بن أبي مريم هذا هو الذي يروي عنه الوليد بن مسلم، فيقول في نسبه (1):عن يزيد بن أبي مريم الأنصاري، و كان يزيد بن أبي

ص: 384


1- الأصل: كتبه، و المثبت عن «ز».

مريم (1) هذا إمام مسجد الجامع بدمشق في أيام الوليد بن عبد الملك بن مروان حين بنى المسجد.

أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد بن يوسف، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد بن الفضل، نا أبو سعيد الحسن بن جعفر بن الوضّاح السمسار، نا أبو بكر جعفر بن محمّد بن الحسن الفريابي، حدّثني داود بن مخراق الفريابي، نا الوليد بن مسلم، نا يزيد بن أبي مريم و كان قد أدرك الصحابة، قال: سمعت أبا إدريس الخولاني، فذكر حكاية.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن عثمان، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2)،نا أبو مسهر، حدّثني صدقة بن خالد، حدّثني يزيد بن أبي مريم الأنصاري قال: صلّيت مع واثلة بن الأسقع على الجنائز.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز الكتاني (3)،أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، نا أبو مسهر، حدّثني صدقة، حدّثني يزيد بن أبي مريم الأنصاري قال: صلّيت خلف واثلة على الجنائز، فكان إذا أتى بالرجل و المرأة جعل الرجل مما يلي الإمام و المرأة مما يلي القبلة، رأسها بازاء ركبتيه.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إبراهيم، قال: سمعت أبا الحسن أحمد بن محمّد بن عبدوس قال: سمعت عثمان بن سعيد يقول: قلت ليحيى بن معين: فيزيد بن أبي مريم ما حاله ؟ فقال: ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت، قالا: أنا أبو عبد اللّه، و أبو نصر، قالا: نا الوليد، أنا علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال: يزيد بن أبي مريم الأنصاري، شامي، ثقة (4).

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ص: 385


1- من قوله: هذا... إلى هنا سقط من م.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 323/1.
3- تحرفت بالأصل إلى: الكناني.
4- تاريخ الثقات للعجلي ص 480 رقم 1856.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):سألت أبي عن يزيد بن أبي مريم فقال: من ثقات أهل دمشق.

قال: و سئل أبو زرعة عن يزيد بن أبي مريم الشّامي، فقال: لا بأس به.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

قلت للدارقطني: يزيد بن أبي مريم ؟ قال: ليس بذاك (2).

أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال (3):

فسألت حمّاد بن يزيد بن أبي مريم و كان شيخا قديما عن موت أبيه، فقال: بعد سنة خمس و أربعين و مائة (4).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا عبد الرّحمن بن إبراهيم قال: مات يزيد بن أبي مريم سنة أربع و أربعين و مائة.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر الزراد، نا عبيد اللّه بن سعد، نا الهيثم بن خارجة، نا عثمان بن علاّق، عن يزيد بن أبي مريم قال: و كنّا على خزائن عمر بن عبد العزيز قال:

و بلغني مات يزيد بن أبي مريم و هو مولى ابن الحنظلية سنة أربع و أربعين و مائة.

8344 - يزيد بن أبي مريم الثقفي المصّيصي

8344 - يزيد بن أبي مريم الثقفي المصّيصي (5)

من أهل مصيصة دمشق (6)،قرية عند بيت لهيا.

ولاّه هشام بن عبد الملك غازية البحر (7)،و لم تكن ولايته محمودة.

ص: 386


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 291/9.
2- تهذيب الكمال 378/20.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 324/1 و نقلا عنه في تهذيب الكمال 378/20.
4- الخبر السابق سقط من «ز».
5- ترجمته في معجم البلدان (المصيصة)145/5.
6- راجع معجم البلدان 145/5.
7- في معجم البلدان:«عاربة الشحر» تحريف.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم و غيره، قالوا: ثنا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم البسري، نا محمّد بن عائذ، نا الوليد بن مسلم قال:

ولّى يزيد بن عبد الملك المغيرة بن عمير الأزدي من أهل حرستا (1)،فلم يزل حتى توفي يزيد، و ولي هشام بن عبد الملك، فأقرّه سنتين ثم عزله، فولّى يزيد بن أبي مريم الثقفي من مصيصة دمشق، فلم يزل مفلولا عند اللقاء حتى غزته الروم فقاتلته على باب ميناء صور.

قال: و نا الوليد، حدّثني الليث - يعني: ابن تميم القارئ (2)-و ابن أبي كريمة: أن الروم قاتلته على باب ميناء صور فأخرج إليهم خالد بن الحسفان (3) الفارسي فهزمهم و طلبهم فأرست سفينة من سفن الروم بأهلها على جزيرة صور، فأسرهم و كتب ابن أبي مريم إلى هشام يخبره بقتال الروم إيّاه على باب ميناء صور، فوجّه إليهم ابنه الشرف فهزمهم، و أدرك سفينة في جزيرة صور راسية، فأسر أهلها، قال: و كتب صاحب البريد بطبرية: إنّ الذي ولي قتالهم (4) و طلبهم خالد الفارسي، فكتب إليه هشام إنه ليس بالشرف و لكنه الوضيع، و كذبت، فنقل خالدا و أصحابه ذلك المركب إلاّ خمسة، و عزل يزيد و ولّى الأسود بن بلال المحاربي.

8345 - يزيد بن أبي مساحق السّلمي

مؤدّب الوليد بن يزيد، كان شاعرا.

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين الأموي (5)،أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهري، نا عمر بن شبّة (6)،نا عقيل بن عمرو قال: قال يزيد بن أبي مساحق السّلمي مؤدّب الوليد شعرا يعظه فيه، و بعث به إلى النوار جارية الوليد فغنته به، و هو:

مضى الخلفاء بالأمر الحميد *** و أصبحت المذمّة للوليد

تشاغل عن رعيته بلهو *** و خالف فعل ذي الرأي الرشيد

قال: فكتب إليه الوليد:

ص: 387


1- في «ز»: حرشيا.
2- الأصل: الفارسي، و المثبت عن «ز»، و م.
3- كذا صورتها بالأصل و م و «ز».
4- في «ز»: قتال الروم.
5- الخبر و الشعر في الأغاني 69/7.
6- الأصل و م: شيبة، و المثبت عن «ز»، و الأغاني.

ليت حظي اليوم من *** كل معاش لي و زاد

قهوة أبذل فيها *** طارفي ثم تلادي

فيظل القلب فيها *** هائما في كل وادي

إنّ في ذاك صلاحي *** و فلاحي و رشادي

8346 - يزيد بن مسلمة بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي

له ذكر.

8437 - يزيد بن أبي مسلم أبو العلاء الثقفي مولاهم

استكتبه الحجّاج بن يوسف، و كانت فيه كفاية و نهضة.

حدّث عن الشعبي.

حكى عنه رقبة بن مصقلة.

و قدم على سليمان بن عبد الملك، ثم استعمله يزيد بن عبد الملك على إفريقية.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن يوسف الأصبهاني، أنا أبو سعيد [بن] (1) الأعرابي، نا الحسن بن محمّد الزعفراني (2)،نا سعيد بن سليمان، نا محمّد بن سليمان قال: حدّثنا رقبة قال:

خرج يزيد بن أبي مسلم من عند الحجّاج فقال: لقد قضى الأمير بقضية فقال له الشعبي: و ما هي ؟ فقال: قال: ما كان للرجل فهو للرجل، و ما كان للنساء فهو للمرأة، فقال الشعبي: قضاء رجل من أهل بدر، قال: و من هو؟ قال: لا أخبرك، قال: من هو؟ عليّ عهد اللّه و ميثاقه أن لا أخبره، قال: هو علي بن أبي طالب، قال: فدخل على الحجّاج، فأخبره، فقال الحجّاج: صدق، ويحك، إنا لم ننقم على علي قضاءه، قد علمنا أن عليا كان أقضاهم.

أخبرنا أبو محمّد عبدان بن زرّين (3) بن محمّد المقرئ، ثنا نصر بن إبراهيم، أنا عبد الوهّاب بن الحسين بن عمر، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن عبيد الدقّاق، نا إبراهيم بن عبد اللّه بن أيوب المخرمي، نا سعيد الجرمي، نا محمّد بن سليمان الأصبهاني،

ص: 388


1- زيدت عن «ز»، و م.
2- في «ز»: الأعرابي.
3- إعجامها مضطرب في «ز»، و م، قارن مع مشيخة ابن عساكر 133/ب.

حدّثني رقبة العبدي، قال: خرج يزيد بن أبي مسلم كاتب الحجّاج من عند الحجّاج، فلقي الشعبي على الباب، فقال: لقد قضى الأمير اليوم بقضية، ما كنت أرى أن أحدا من أهل القبلة يقضي بها، قال له الشعبي: أيّ شيء هي ؟ قال: جعل متاع البيت للرجل إلاّ أن تقيم المرأة على شيء منه بيّنة، فقال له الشعبي: تكتم عليّ ؟ قال: نعم، قال: قد قضى بها رجل من أهل بدر، قال له: من هو؟ قال: أنا أعرفك، اجعل لي موثقا لا تخبر به الحجّاج، قال: هو علي بن أبي طالب، فدخل يزيد على الحجّاج فقال: أصلحك اللّه، قد قضيت أمس بقضية ما كان لي عجب غيرها، فخرجت فلقيت فقيها من أهل الكوفة على الباب، فذكرتها له، فزعم أنه قضى بها رجل من أهل بدر، فقال له الحجّاج: من هو؟ قال: لا أخبرك، قد أخذ مني موثّقا، قال: أ رأيت إن أصبت، قال: أنت أعلم، قال هو عامر الشعبي، قال: فضحك يزيد فقال: هذا قد عرفناه الآن، فمن البدري ؟ قال: لا أخبرك، قد أخذ مني موثّقا، فقال: عهد اللّه و ميثاقه لا أضرّ به أحدا من المسلمين، قال [له] (1) هو علي بن أبي طالب، فقال له الحجّاج: ويحك، إنّا لم ننقم على علي جهالة القضاء، كان أفضل (2) الناس جميعا.

أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب بن الحسين، و أبو بكر محمّد بن الحسين، قالا:

نا أبو الحسين بن المهتدي.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عبد اللّه بن الحسن بن محمّد الخلاّل، و أحمد بن الحسن بن أبي عثمان، قالوا: أنا أبو علي الحسن بن القاسم بن الحسن بن العلاء المعروف بابن الخلاّل الدبّاس، نا أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن محمّد صاحب أبي صخرة، نا علي بن مسلم، نا عباد بن عباد المهلبي، عن الزبير بن حريث عن نعيم بن أبي هند قال:

كنت جالسا إلى يزيد بن أبي مسلم أيام الحجّاج و هو يعذّب الناس، فذكر رجلا في السجن، فبعث إليه بغيظ و غضب، فأتي به، و ما أشك أنه سيقع به، فلمّا قام بين يديه رأيت الرجل يحرّك شفتيه بشيء لم أسمعه، فرفع رأسه إليه فقال: خلّوا سبيله، أو ردّوه، قال:

فقمت إلى الرجل، فقلت له: شهدت هذا حين أرسل إليك بغيظ و غضب، و لا أشك أنه سيقع بك، فلمّا قمت بين يديه رأيتك حرّكت شفتيك بشيء لم أسمعه، فأمر قبل بما أرى،

ص: 389


1- زيادة عن «ز».
2- رسمها في «ز»: أفعنل، و فوقها ضبة.

فما الذي قلت ؟ قال: قلت: اللّهمّ إنّي أسألك بقدرتك التي تمسك بها السماوات السبع أن يقع بعضهن على بعض أن تكفينيه (1).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو القاسم التنوخي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمّد الطبري، نا أبو طلحة محمّد بن موسى الأنصاري، نا أبو السيار أحمد بن حمويه التستري، نا نهار بن عثمان أبو معاذ الليثي، ثنا مسعدة بن اليسع بن قيس أبو بشر الباهلي عن سليمان الجرمي عن همّام بن يحيى قال: حدّثني رجل يقال له حبيب أبو الأشعث قال: كان يزيد بن أبي مسلم صفريا (2).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن ربيعة بن زبر، نا إسماعيل بن إسحاق، نا نصر بن علي قال: خبرنا الأصمعي قال:

لقي أعرابي بين مكة و المدينة فسئل عن شيء فقال: ما أرى الناس إلاّ بقرنائهم، انظروا إلى الحجّاج من قيّض (3) له ابن أبي مسلم ؟ و إلى فرعون من قيّض له هامان ؟ و انظروا إلى عمر بن عبد العزيز من قيّض له رجاء بن حيوة ؟ فما أرى الناس إلاّ بقرنائهم.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب (4)،حدّثني عبد الرّحمن - هو ابن إبراهيم - نا الوليد، حدّثني عبيد اللّه قال: دخلت على الحجّاج قال: فأشار بيده فقلت: عبيد اللّه بن يزيد بن أبي مسلم الثقفي، قال: و قد فرضنا لك في كذا و كذا، قال عبيد اللّه: فلما مات الحجّاج في بقية خلافة الوليد أقرّ الوليد يزيد بن أبي مسلم على العراق أربعة أشهر، فلمّا هلك الوليد و ولي سليمان عزله و ولّى يزيد بن المهلب العراق، فأشخصه إلى سليمان فقدم عليه و هو بالبلقاء، فأوقفه للناس، فما أتى أحد يتظلم منه بشيء، إلاّ أن رجلا من أهل المدينة أدلى بأن يزيدا (5) قد نال منه بالعراق لطمة، فسأل القود منه، فأقاده، فلطمه لطمة اخضرت عينه، فلمّا

ص: 390


1- الأصل:«تلقيته» و في «ز»: «تكفينه» و مثلها في م.
2- صفريا، نسبة إلى الصفرية، إحدى فرق الخوارج، أتباع زياد بن الأصفر (راجع الفرق بين الفرق).
3- قيض اللّه فلانا لفلان: جاءه به، و أتاحه له.
4- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 481/2-482.
5- الأصل، و «ز»، و م: يزيد.

رأى سليمان أن أحدا لا يتتبعه بمظلمة أدخله عليه و جعل يسائله عن أمور الناس، و عن سير الحجّاج و أعماله، فكلّما أخبره ببعض ما يكره يقول: ويحك يا يزيد، ما ترى اللّه صانعا بالحجّاج يوم القيامة، قال: فسكت يزيد، فلمّا أكثر عليه قال: أقول يا أمير المؤمنين، إن اللّه سيجعله ثالثا لأبيك و أخيك و بينهما فإن دخلا الجنّة فعاملهما و المنفذ لأمرهما، و إن دخلا النار فأسفل (1) منهما، قال: فقال سليمان: ويحك يا فلان، اكتب إلى العامة (2) أن يكفّوا عن لعن الحجّاج فلا يذكروه بلعنة و لا بصلاة، قال: و قد كان كتب إلى العامة (3) ألاّ يذكروه إلاّ بلعنة، قال: فكانوا يفعلون. قال: و أذن له بالانصراف إلى أهله، فقدم دمشق، فتهيأ للرواح إلى المسجد، فراح معتما حتى قام من غرب المسجد، فقام يصلي فيه، فنظر أهل المسجد الذين يلونه بعضهم إلى بعض فقالوا: هذا ابن أبي مسلم، قد صلّى و هو الآن يأتيكم للمجالسة و الألفة التي كانت بينكم و بينه، فقوموا إليه فازجروه عنكم قبل أن يأتيكم، فإنه إن أتاكم فزجرتموه كانت به عليكم شهرة و أحدوثة. قال: فقاموا إليه، فلمّا رآهم ظن أنهم أتوه ليسلّموا عليه، و رحّب بهم، فقالوا: يا هذا، إليك عنّا، كنت تجالسنا و قد فعلت بالعراق و فعلت، فلا تجالسنا و لا تقربنا، قال: فقال بيده يحركها و قال: فعلت و فعلت، أم و اللّه ما أجدني آسى على شيء إلاّ على نفوس كثيرة تركتها في سجون العراق ألاّ أكون أتيت عليها.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنا محمّد بن الحسين، أنبأ المعافى بن زكريا القاضي، نا محمّد بن القاسم الأنباري، حدّثني أبي، أخبرني أحمد بن الحارث قال: قال المدائني: دخل يزيد بن أبي مسلم كاتب الحجّاج على سليمان بن عبد الملك، و كان مصفرا، فقال له سليمان: على رجل أمّرك و سلّطك على المسلمين لعنة اللّه، فقال: يا أمير المؤمنين، رأيتني و الأمر عني مدبر، و لو رأيتني و الأمر عليّ مقبل لاستعظمت مني ما استصغرت اليوم، قال: فأين الحجّاج ؟ قال: يجيء يوم القيامة بين أبيك و أخيك، فاجعله حيث شئت.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، نا محمّد بن سليمان الربعي، نا محمّد بن الفيض، نا إبراهيم بن هشام بن يحيى، حدّثني أبي، عن جدي قال:

ص: 391


1- في المعرفة و التاريخ: فما سؤالك عنه.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المعرفة و التاريخ: اليمامة.
3- الحاشية السابقة.

دخل يزيد بن أبي مسلم القيسي على سليمان بن عبد الملك بعد وفاة الحجّاج و كان يزيد دميما قصيرا، فقال له سليمان: ما جاء بك ؟ من استكتبك ؟ و من قلّدك ؟ قبّحك اللّه، فقال له يزيد: يا أمير المؤمنين، نظرت إليّ و قد أدبر أمري، فصغر في عينك ما عظم في عين غيرك، فقال له سليمان: أ ترى صاحبك يهوي بعد في النار أم قد استقر؟ قال: يا أمير المؤمنين إنه يحشر غدا بين أبيك و أخيك، فضعهما (1) حيث شئت، قال: ثم كشفه سليمان فلم يجد عليه خيانة (2) دينارا و لا درهما، فهمّ باستكتابه فقال له عمر بن عبد العزيز:

أنشدك اللّه يا أمير المؤمنين أن تحيى ذكر الحجّاج باستكتابك كاتبه، قال: يا أبا حفص، إني كشفته فلم أجد عليه خيانة (3)،فقال عمر: انا أوجدك من هو أعفّ عن الدنيا و الدرهم منه، فقال سليمان: و من هذا؟ قال: إبليس ما مسّ دينارا و لا درهما بيده، و قد أهلك هذا الخلق، فتركه سليمان.

أخبرنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي قال: قرأت على أبي القاسم عبد المحسن بن عثمان بن غانم التنيسي بها، قلت له: أخبركم أبو بكر أحمد بن عبيد اللّه بن محمّد بن إسحاق، نا أبو مسلم محمّد بن أحمد بن علي الكاتب، قال: قرئ على أبي بكر بن دريد الأزدي، عن أبي حاتم، ثنا العتبي قال:

لما وقف سليمان بن عبد الملك يزيد بن أبي مسلم للناس على درج مسجد دمشق و نصبه للمظالم أقبل جرير على راحلته و قال: أفرجوا عني حتى وصل إليه، ثم أنشأ يقول:

كم في وعائك من أموال مؤتمة *** شقت صغار، و كم خربت من دار

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنبأ أبو محمّد بن يوه، أنا أبو الحسن اللنباني (4)،نا ابن أبي الدنيا، حدّثني عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن قريب، عن عمّه، عن جويرية بن أسماء قال:

لما أتى سليمان بن عبد الملك بيزيد بن أبي مسلم قال: اكتب ما لك، قال: اكتب لي ثلاثون عنزا بالعراق، و بلغتي و سائسها و شيء من رزقي (5)،قال: فنظر إلى يزيد بن المهلب

ص: 392


1- كذا بالأصل و م، و في «ز»: فضعه.
2- كذا بالأصل و م، و في «ز»: جناية.
3- الحاشية السابقة.
4- تحرفت في «ز» إلى: اللبناني، بتقديم الباء، و في م:«الكساني».
5- في «ز»: الرزق.

فقال: أ تراه صادقا؟ قال: كان أشقى من أن يأخذ أو يعطي، قال: فعلى ما أقتله ؟ كم كان للحجّاج يجري عليك ؟ قال: ثلاثمائة درهم، قال: هي لك، و أقم ببابي.

أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي المعدّل، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد بن عبد اللّه الدقّاق، نا محمّد بن أحمد بن النّضر، نا معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق، عن الأوزاعي قال: ردّ عمر ابن أبي مسلم من دابق و قال: ليس بمثله يستعين به المسلمون على قتال عدوهم، و كان عطاؤه ألفين فحطّ إلى ثلاثين أو خمسة و عشرين، فرجع من دابق إلى طرابلس (1).

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم الحافظ ، ثنا سليمان (2) بن أحمد، نا يحيى بن عبد الباقي، نا المسيّب بن واضح، نا أبو إسحاق الفزاري، عن الأوزاعي أنّ أبا مسلم لما خرج في بعث المسلمين ردّه عمر بن عبد العزيز من دابق، قال: ليس بمثله يستعين المسلمون في قتال عدوهم، و كان عطاؤه ألفين فردّه عمر إلى ثلاثين، فرجع من دابق إلى طرابلس (3)،لأنه كان سيّافا للحجّاج، و كان ثقفيا.

[قال ابن عساكر:] (4) كذا قال، و هو ابن أبي مسلم.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (5)،نا أبو بشر، نا سعيد بن عامر، حدّثني جويرية بن أسماء أن عمر بن عبد العزيز بلغه أن يزيد بن أبي مسلم في جيش من جيوش المسلمين، فكتب إلى عامل الجيش أن يردّه و قال: إنّي لأكره أن استنصر بجيش هو فيهم.

قال: و نا يعقوب (6)،حدّثني سعيد بن أسد، نا ضمرة، عن رجاء قال: سأل عمر بن عبد العزيز عن يزيد بن أبي مسلم خليفة الحجّاج ما فعل ؟ قيل: يا أمير المؤمنين غزا الصائفة، فكتب بردّه، و قال: لا أنتصر بجيش هو فيهم، قال: فردّ من الدرب.

قال: و نا يعقوب قال: و فيها - يعني: سنة إحدى و مائة - أمّر يزيد بن أبي مسلم على إفريقية، و نزع إسماعيل بن عبيد اللّه.

ص: 393


1- كذا بالأصل، و في «ز»، و م: أطرابلس.
2- في «ز»: عثمان.
3- كذا بالأصل، و في «ز»، و م: أطرابلس.
4- زيادة منا.
5- رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة و التاريخ 614/1.
6- المعرفة و التاريخ 609/1.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة، قال (1):و فيها - يعني: سنة اثنتين و مائة - وثب الجند على يزيد بن أبي مسلم فقتلوه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب قال: و فيها - يعني: سنة اثنتين و مائة - قتل يزيد بن أبي مسلم فأمّر بشر بن صفوان على إفريقية، و كذا ذكر الزيادي في تاريخ قتله.

8348 - يزيد بن مصاد بن زياد و يقال: زياد بن زهير الكلبي

8348 - يزيد بن مصاد بن زياد و يقال: زياد (2) بن زهير الكلبي

من أهل قرية المزّة.

حدّث عن عمرو بن شراحيل العنسي، و أخيه عبد الرّحمن بن مصاد.

روى عنه علي بن محمّد المدائني، و عمر بن مروان الكلبي شيخ للمدائني، و النضر بن يحيى بن معرور الكلبي.

و كان يزيد بن مصاد بطلا شديدا.

8349 - يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن حرب

ابن أميّة بن عبد شمس أبو خالد الأموي (3)

بويع له بالخلافة بعد أبيه، بعهد منه.

روى عن أبيه.

روى عنه: ابنه خالد بن يزيد، و عبد الملك بن مروان، و أمّه ميسون بنت بجدل الكلبيّة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا تمام بن محمّد، حدّثني أبي، حدّثني أبو بكر بن أبي قحافة الرملي، نا سعيد بن نفيس (4).

ص: 394


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 326.
2- قوله:«و يقال: زياد» سقط من م.
3- ترجمته نسب قريش ص 127 و جمهرة أنساب العرب ص 112 تاريخ الطبري (الفهارس)، الكامل لابن الأثير (الفهارس)، البداية و النهاية (الفهارس) الإمامة و السياسة (الفهارس) مروج الذهب (الفهارس) و المعارف ص 351 و تاريخ اليعقوبي 215/2 و ميزان الاعتدال 440/4 و سير أعلام النبلاء 35/4 و تاريخ الإسلام(61-80) ص 269 و انظر بهامشه ثبتا بأسماء مصادر كثيرة ترجمت له.
4- من هنا.. إلى قوله: المصري، سقط من «ز».

قال: و أنا تمام، حدّثني أبو محمّد الحسن بن علي بن عمر الحلبي، ثنا سعيد بن نفيس المصري - بحلب - نا عبد الرّحمن بن خالد العمري، حدّثني أبي، حدّثني الهقل بن زياد، عن حريز (1) بن عثمان سمعه من عبد الملك بن مروان يخبره عن أبي خالد عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من يرد اللّه به خيرا يفقهه في الدين»[13312].

أبو خالد هو يزيد بن معاوية، و لعبد الملك عنه حديث في الوضوء، سيأتي في ترجمة أبي جميلة في باب الكنى.

أخبرنا أبو الحسين (2) بن الفراء، أنبأ أبي أبو يعلى.

ح و أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا محمّد بن علي بن محمّد.

قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد، قال: قرأت على علي بن عمرو، حدّثكم الهيثم بن عدي قال: قال ابن عيّاش: يزيد بن معاوية، يكنى أبا خالد.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، ثنا الزبير قال (3):

ولد معاوية بن أبي سفيان: يزيد، و أمّه ميسون بنت بحدل بن أنيف بن دلجة بن قنافة (4) بن عدي بن زهير بن حارثة بن جناب، بايع له معاوية من بعده، و كان أوّل من جعل ولي العهد في صحته، و كان معاوية يقول: لو لا هوائي (5) في يزيد لأبصرت قصدي (6)، و تمثل له و هو ينظر إليه:

إن (7) مات لم تصلح مزينة بعده *** فنوطي عليه يا مزين التمائما

و خرج الحسين بن علي إلى الكوفة ساخطا لولاية يزيد بن معاوية، فكتب يزيد بن معاوية إلى عبيد اللّه بن زياد و هو واليه على العراق: إنّه قد بلغني أن حسينا سار إلى الكوفة

ص: 395


1- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: جرير.
2- تحرفت بالأصل و م إلى: الحسن، و التصويب عن «ز».
3- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 127.
4- الأصل: قتادة، و في م: قتادة، و المثبت عن «ز»، و نسب قريش.
5- مكانها بياض في «ز».
6- في نسب قريش: طريقي.
7- البيت مخروم، و في نسب قريش: و إن مات.

و قد ابتلي به زمانك من بين الأزمان، و بلدك من بين البلدان، و ابتليت به من بين العمّال، و عندها تعتق، أو تعود عبدا كما تعتبد العبيد.

حدّثني ذلك محمّد بن الضحّاك بن عثمان الحزامي، عن أبيه: فقتله عبيد اللّه بن زياد و بعث برأسه إليه، فلمّا وضع بين يديه تمثّل قول الحصين بن الحمام المرّي (1):

يفلقن هاما من رجال أحبّة *** إلينا و هم كانوا أعقّ و أظلما

قال: و يزيد الذي أوقع بأهل المدينة، بعث إليهم مسلمة بن عقبة المرّي فأصابهم بالحرّة (2).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا علي بن أحمد (3) بن أبي قيس.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو منصور بن عبد العزيز، أنا أبو الحسين (4) بن بشران، أنبأ عمر بن الحسن بن علي، قالا: نا ابن أبي الدنيا قال: يكنى يزيد أبا (5) خالد، و أم يزيد بن معاوية فيما حدّثني عبيد اللّه بن سعد الزهري عن عمّه يعقوب بن إبراهيم: ميسون بنت بحدل بن أنيف بن دلجة بن قنافة بن عدي بن زهير بن حارثة بن جناب، من كلب.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال: في الطبقة التي تلي أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هي العليا: يزيد بن معاوية، له أحاديث.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنبأ الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الثالثة:

يزيد بن معاوية بن أبي سفيان.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا

ص: 396


1- البيت في الطبري 90/5 و نسب قريش بدون نسبة ص 128 و مروج الذهب 75/3.
2- و ذلك في سنة ثلاث و ستين، و قد مرّ ذلك في ترجمة مسلم بن عقبة المري.
3- في «ز»: محمّد.
4- تحرفت بالأصل إلى: الحسن، و التصويب عن «ز»، و م.
5- في «ز»: يزيد بن أبي خالد.

أبو أحمد قال (1):أبو خالد يزيد بن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أميّة الأموي القرشي، الشامي، بويع للنصف من جمادى (2) الآخرة سنة ستين، فكانت ولايته ثلاث سنين و ثمانية أشهر، و يقال بل و لي أربع سنين و نصفا (3)،بايعه عبد اللّه بن عمر على بيعة (4) اللّه و رسوله، روى ذلك نافع مولى ابن عمر، و حدّث عنه ابن داب (5) أيضا.

أخبرنا أبو غالب أحمد (6) بن الحسن، أنا أبو الحسين الصيرفي، أنا أبو القاسم بن جنيقا، ثنا إسماعيل بن علي الخطبي قال: يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، يكنى أبا خالد، و أمّه ميسون بنت بحدل الكلبيّة، ولاّه أبوه العهد في حياته، فولي الأمر بعده.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: و يقال: ولد يزيد بن معاوية سنة خمس و عشرين، و قال بعد ذلك: سنة ست و عشرين، و هو مولد يزيد بن معاوية.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو علي بن أبي جعفر، أنا أبو الحسن الحمّامي، أنا أبو علي بن الصوّاف، أنا الحسن بن علي القطّان، نا إسماعيل بن عيسى، نا أبو حذيفة إسحاق بن بشر قال: ثم كانت سنة خمس و عشرين و حجّها عثمان، و افتتح معاوية الحصن الذي كان خلفه بالشام، و ولد ليالي افتتح ذلك الحصن الذي خلفه بالشام يزيد بن معاوية.

أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (7)،نا عبد الرّحمن - يعني: ابن إبراهيم - عن عبد الرّحمن بن بشير، عن محمّد بن إسحاق قال:

ولد يزيد بن معاوية، و عبد الملك بن مروان سنة ست و عشرين.

ص: 397


1- رواه أبو أحمد الحاكم النيسابوري في الأسامي و الكنى 248/4 رقم 1924.
2- بالأصل و م:«خمسين» و في «ز»: «جمادى» و المثبت:«جمادى الآخرة» عن الأسامي و الكنى.
3- الأصل و م و «ز»: «و نصف» و المثبت عن الأسامي و الكنى.
4- الأصل و م و «ز»: بيع، و المثبت عن الأسامي و الكنى.
5- هو محمّد بن داب، و داب بغير همز و بموحدة، ترجمته في تهذيب الكمال 258/16.
6- كذا بالأصل و م، و في «ز»: محمّد.
7- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 191/1.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة - قراءة - عن عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان الربعي قال: فيها ولد يزيد بن معاوية، و عبد الملك - يعني: سنة ست و عشرين-.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد - قراءة - عن أبي الفتح نصر بن إبراهيم، عن أبي خازم (1) محمّد بن الحسين، أنا منير بن أحمد بن الحسن، أنا علي بن أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن مروان الرملي، نا الوليد بن طلحة، ثنا ضمرة بن ربيعة، عن يحيى بن زيد قال:

جمع عثمان لمعاوية الشام في سنة سبع و عشرين، و فيها ولد يزيد (2) بن معاوية في بيت رأس (3).

أخبرنا أبو محمّد المزكي، نا أبو بكر الخطيب، أنا ابن الحمّامي، أنا علي بن أحمد بن أبي قيس، نا ابن أبي الدنيا، نا سليمان بن (4) الأشعث، عن أحمد بن أبي النجا، عن أبي مسهر، عن خالد بن يزيد بن (5) صبيح، عن.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو منصور بن عبد العزيز، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عمر بن الحسن، نا ابن أبي الدنيا، نا سليمان بن الأشعث، نا أحمد بن أبي النجا، نا أبو مسهر، نا خالد بن يزيد بن صبيح، ثنا سعيد بن حريث قال: كان يزيد بن معاوية رجلا كثير اللحم، عظيم الجسم، كثير الشعر (6).

و ذكر سعيد بن كثير بن عفير: أنه كان جميلا، طويلا، ضخم الهامة، مخدّد الأصابع غليظها، مجدّرا.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن عبد الدائم بن الحسن، عن عبد الوهّاب بن الحسن، نا إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عبد الملك بن مروان، نا معاوية بن صالح، حدّثني محمّد بن عائذ، أنا أبو مسهر (7)،حدّثني زهير بن بشر الكلبي قال: تزوج معاوية ميسون

ص: 398


1- تحرفت في م إلى حازم، بالحاء المهملة.
2- استدركت على هامش «ز»، و بعدها صح.
3- بيت راس: اسم لقريتين، راجع معجم البلدان 520/1.
4- في «ز»: سليمان بن حرب الأشعث.
5- بالأصل:«عن» تصحيف، و المثبت عن «ز»، و م.
6- تاريخ الإسلام(61-80) ص 271.
7- رواه الذهبي من طريقه في تاريخ الإسلام(61-80) ص 271 و سير أعلام النبلاء 36/4.

بنت بحدل فطلّقها و هي حامل بيزيد، فرأت في النوم كأن قمرا خرج من قبلها، فقصّت رؤياها على أمّها، فقالت: لئن صدقت رؤياك لتلدين من يبايع له بالخلافة.

أخبرنا أبو العزّ السلمي - مناولة و إذنا - و قرأ علي إسناده، أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا القاضي (1)،نا أحمد بن محمّد أبو عبد اللّه الأضاحي المعروف بحرمي، نا أبو سعيد عبد اللّه بن شبيب، حدّثني محمّد بن عبيد اللّه (2) بن عمرو بن معاوية بن عتبة بن أبي سفيان، عن أبيه قال:

جلست ميسون بنت بحدل الكلبيّة ترجّل ابنها يزيد بن معاوية و ميسون يومئذ مطلقة، و معاوية و فاختة بنت قرظة ينظران إليها، و يزيد و أمّه لا يعلمان، فلمّا فرغت من ترجيله نظرت إليه فأعجبها و قبّلت بين عينيه، فقال معاوية بيتا من شعر:

إذا مات لم تفلح مزينة بعده *** فنوطي عليه يا مزين التمائما

قال: و مضى يزيد فأتبعته فاختة بصرها و قالت: لعن اللّه سواد ساقي أمّك، فقال معاوية: أ قد رأيتها؟ أما و اللّه على ذلك لما فرجت عنه وركاها خير مما تفرّجت عنه وركاك.

و كان لمعاوية من بنت قرظة: عبد اللّه، و كان أحمق الناس، قالت فاختة: لا و اللّه، و لكنك تؤثر هذا عليه، فقال: سوف أبيّن لك ذلك حتى تعرفيه قبل أن تقومي من مجلسك، يا غلام أدع لي عبد اللّه، فدعاه، فقال له معاوية: أي بني، إنّي قد أردت أن أسعفك و أن أصنع بك ما أنت أهله، فاسأل أمير المؤمنين فلست سائلا شيئا إلاّ أعطاكه، فقال: حاجتي أن تشتري لي كلبا، فارها و حمارا، فقال معاوية: يا بني، أنت حمار و يشترى لك حمار، قم فاخرج، قال: كيف رأيت ؟ يا غلام، ادع لي يزيد، فدعاه، فقال: يا بني، إن أمير المؤمنين قد أراد أن يسعفك و يوسّع عليك، و يصنع بك ما أنت أهله، فاسأله ما بدا لك، قال: فخرّ ساجدا ثم قال حين رفع رأسه: الحمد للّه الذي بلغ أمير المؤمنين هذه المدة، و أراه فيّ هذا الرأي، حاجتي أن تعقد لي العهد من بعدك، و توليني العام صائفة المسلمين، و تحسّن جهازي و تقويني، فتكون الصائفة أول أسفاري، و تأذن لي في الحجّ إذا رجعت، و توليني الموسم، و تزيد أهل الشام عشرة دنانير لكل رجل، و تجعل ذلك بشفاعتي (3)،و تفرض لأيتام بني جمح

ص: 399


1- رواه المعافى بن زكريا في الجليس الصالح الكافي 136/2.
2- في الجليس الصالح الكافي: عبد اللّه.
3- الأصل و م و «ز»: «شفاعتي» و المثبت عن الجليس الصالح.

و أيتام بني سهم و أيتام بني عدي، قال: ما لك و لبني عدي ؟ قال: لأنهم حالفوني و انتقلوا إلى داري، قال معاوية: قد فعلت إذا رجعت ذلك بك، و قبّل وجهه و قال لابنة قرظة: كيف رأيت ؟ قالت: يا أمير المؤمنين أوصه بي، فأنت أعلم به، ففعل.

قال القاضي (1):قد روينا هذا الخبر من طريق آخر: و فيه أن عبد اللّه سأل مالا و أرضا و أن يزيد [قال] (2) لمعاوية أعتقني من النار، أعتق اللّه رقبتك منها، فقال له: و كيف ؟ قال:

لأني وجدت في الأثر أنه من تقلّد أمر الأمّة ثلاثة أيام حرّمه اللّه على النار، فاعهد إليّ من بعدك.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش المقرئ عنه، أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن سيبخت، نا أبو بكر محمّد بن يحيى بن العبّاس الصولي، حدّثني إسماعيل بن محمّد بن داود، نا أبي، حدّثني سويد بن سالم قال: قال عبد الملك بن عمير: حدّثني رجل من آل بحدل أن معاوية بن أبي سفيان جلس ذات يوم فقال لأصحابه: أيّكم يدلني على جارية طرطبية أتزوجها، فسكت القوم و لم يعرفوا ما قال، قال: فقام ابن بحدل الكلبي إلى منزله فقال: العجب لمعاوية قد تكلم بكلمة ما سمعتها في العرب قط ، قالت ابنته: و ما الكلمة ؟ قال لها: إن معاوية قال لنا: أ ما منكم رجل يدلّني على جارية طرطبية أتزوجها قالت: ابنته فأدلكه عليّ ، فإني التي وصف، و الطراطبية التي في ثدييها طول في دقة لا تكاد تلد أنثى، فمكث ابن بحدل زمانا ثم قال لمعاوية: إنّك كنت تكلمت بكلمة لم أعرفها، و كرهت أن أسأل عنها، فانصرفت إلى منزلي فذكرت ذلك لبعض أهلي فسمعتني ابنتي، فقالت: أدلكه عليّ فإني من بغية ما وصف، قال معاوية: قد تزوجتها، فزوّجه و بنى بها فولدت له - يعني: يزيد - و كانت عنده امرأة قرشية، فولدت له عبد اللّه، و كان فيه حمق، فأرادت القرشية بعد ما استخلف معاوية أن يستخلف ابنها من بعده و ألحّت عليه، فقال معاوية: أنت طالق إن تكلمت حتى يخرج إليك عبد اللّه من عندي، و بعث ابنها من بعده، و ألحّت عليه، فقال معاوية: أنت طالق إن تكلمت حتى يخرج إليك عبد اللّه من عندي، و بعث ابنها فدخل عليه، فقال: أما إنّي قد رأيت من الرأي أن لا تطلبن اليوم أمرا جسيما أو صغيرا خلافة أو غيرها إلاّ أعطيتكها (3)،قال: أسألك كذا

ص: 400


1- يعني المعافى بن زكريا القاضي الجريري.
2- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز»، و م.
3- في «ز»: أعطيناكها.

و كذا بازا و كلب بني فلان، و مزرعة بني فلان، فأعطاه كل ما سأل، ثم خرج و بعث إلى يزيد، و هو أصغر من عبد اللّه، فقال: إني قد رأيت من الرأي ألاّ تطلبن اليوم أمرا إلاّ أجبتك فيه، و كنى عن الخلافة، فلم يخرج الكلام من فم معاوية حتى قام يزيد، فقبّل رأسه معاوية و يده، ثم قال: إنا للّه و إنا إليه راجعون، لقد بدهتني يا أمير المؤمنين بما لا كفء به، و لكني لست أجد بدا من أن أجيبك بما سألتني عنه و دعوتني إليه، و اعلم أن قولي ليس بمؤخر شيئا و لا مقدمه و لا يدفع أمرا قضاه اللّه، أسألك الخلافة بعدك، و أرجو أن أموت قبلك، فقام معاوية فقبّل رأسه و قال: أشهد أنك ابني، اخرج، فخرج، و أقبل معاوية على القرشية، فقال: كيف ترين، أعلمت أن ابنك أحمق، و أودّ أنه كان على لب يزيد و عقله، فكان هو أولى بالخلافة، قالت: لا، و لكن هذا منك حسد لابني، فبايع معاوية ليزيد.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد، أنا محمّد بن محمّد بن أحمد العكبري، أنا أبو الطيب محمّد بن أحمد بن خاقان البيع، قال: و نا القاضي أبو محمّد عبد اللّه بن علي بن أيوب، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن الجرّاح، قالا: أنا أبو بكر بن دريد، قال:

و أخبرنا عن العتبي قال:

رأى (1) معاوية يزيد يضرب غلاما له، فقال: سوأة لك. أ تضرب من لا يستطيع أن يمتنع عليك ؟ و اللّه لقد منعتني القدرة من ذوي الإحن، و إن أحق من عفا لمن قدر.

قال: و أنا ابن دريد، أنا أبو حاتم، عن العتبي، قال:

وفد زياد على معاوية فأتاه بهدايا و أموال عظام، و سفط مملوء جوهر، لم ير مثله، فسرّ به معاوية سرورا شديدا، فلما رأى زياد ذلك صعد المنبر، فقال: أنا و اللّه يا أمير المؤمنين أقمت لك صعر العراق و جبيت لك مالها، و ألفظت إليك بحرها. فقام يزيد بن معاوية فقال:

إن تفعل ذلك يا زياد فنحن نقلناك من ولاء ثقيف إلى قريش، و من القلم إلى المنابر، و من زياد بن عبيد إلى حرب بن أمية، فقال له معاوية: اجلس، فداك أبي و أمي.

أخبرنا أبو نصر بن رضوان، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن خلف بن المرزبان، نا أبو حفص التمامي، نا علي بن محمّد السمري، عن عبد اللّه بن المبارك، عن من حدّثه أن وفدا قدموا على معاوية من اليمن فقال لهم ما.

ص: 401


1- بالأصل: رآني، و المثبت عن «ز»، و م.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو محمّد السكري، ثنا أبو يعلى المنقري، نا الأصمعي، نا عبد اللّه بن المبارك، عن من أخبره قال: قدم وفد من وفود العرب على معاوية، فقال لهم: ما تعدون المروءة فيكم ؟ قالوا: العفاف و الدين و الإصلاح في المعيشة، فقال معاوية: اسمع يا يزيد.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الطّيّب عثمان بن عمرو بن محمّد، أنبأ يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن المروزي، قال: سمعت عبد اللّه بن المبارك (1) يقول: بلغنا أن وفدا وفدوا على معاوية، فقال: ما تعدون المروءة فيكم ؟ قالوا: العفاف في الدين، و الإصلاح في المعيشة، فقال معاوية: اسمع يا يزيد.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأ رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا أبو ميسرة محمّد بن أحمد الهمداني، نا أبو قديد عبيد اللّه بن فضالة، عن الفضل بن موسى الشيباني ذكره عن عطاء بن السائب قال:

[أخبرنا (2) أبو القاسم علي بن الحسن (3)،أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان أنا محمّد بن موسى (4)،نا محمّد بن الحارث عن الراسبي قال: نظر معاوية إلى ابنه و هو يضرب غلاما، فقال: تفسد أدبك بأدبه، فلم يضرب غلاما له بعد ذلك] غضب معاوية على ابنه فهجره، فقال له الأحنف بن قيس: يا أمير المؤمنين، أولادنا ثمار قلوبنا، و عماد ظهورنا، و نحن لهم سماء ظليلة، و أرض ذليلة، إن غضبوا فارضهم، و إن سألوا فأعطهم، و لا تكن عليهم قفلا فيملّوا حياتك و يتمنوا موتك.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، و عبد الباقي بن محمّد بن غالب، قالا: أنبأ محمّد بن عبد الرّحمن، أنبأ عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، نا زكريا بن يحيى، نا الأصمعي، ثنا عبد اللّه بن بكر السهمي، حدّثني

ص: 402


1- رواه عبد اللّه بن المبارك في الزهد و الرقائق.
2- الخبر التالي سقط من الأصل و استدرك عن «ز»، و م و النص عن م.
3- في «ز»: أبو القاسم الحسين.
4- من هنا إلى آخر الخبر بياض مكانه في «ز»، و كتب على هامشها: مقصوص بالأصل.

عمرو بن جبلة قال: أرق معاوية بن أبي سفيان ذات ليلة، فبعث إلى الأحنف بن قيس، فقال له: يا أبا بحر، كيف رضاك عن الولد؟ فقال الأحنف: فعلمت أنه قد عتب على يزيد، فتكلمت بكلام لو كنت.... (1) فيه سنة ما زدت، فقلت له: يا أمير المؤمنين، هم ثمار قلوبنا، و عماد ظهورنا، و نحن لهم سماء ظليلة، و أرض ذليلة، بهم نصول على كلّ حليلة (2)،فإن غضبوا فارضهم و إن سألوا فأعطهم يمحضوك ودّهم و يلطفوك جهدهم، و لا تكن عليهم قفلا لا تعطهم نزرا فيملوا حياتك و يكرهوا قربك، فقال معاوية: للّه درّك يا أبا بحر، ثم قال معاوية: يا غلام ائت يزيد، فأقره منّي السّلام، و قل له: إن أمير المؤمنين قد أمر لك بمائة ألف درهم، و مائة ثوب، فقال يزيد للرسول: من عند أمير المؤمنين ؟ قال:

الأحنف، فقال يزيد: لا جرم، لأقاسمنّه، فبعث إلى الأحنف بخمسين ألفا و خمسين ثوبا.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا محمّد بن زكريا الغلابي، نا ابن عائشة عن أبيه قال:

كان يزيد بن معاوية في حداثته صاحب شراب يأخذ مآخذ الأحداث، فأحس معاوية بذلك، فأحبّ أن يعظه في رفق، فقال: يا بني، ما أقدرك على أن تصير إلى حاجتك من غير تهتك يذهب بمروءتك و قدرك، ثم قال: يا بني إنّي منشدك أبياتا فتأدب بها، و احفظها، فأنشده:

انصب نهارا في طلاب العلا *** و اصبر على هجر الحبيب القريب

حتى إذا الليل أتى بالدجى *** و اكتحلت بالغمض عين الرقيب

فباشر الليل بما تشتهي *** فإنما الليل نهار الأريب

كم فاسق تحسبه ناسكا *** قد باشر الليل بأمر عجيب

غطى عليه الليل أستاره *** فبات في أمن و عيش خصيب

و لذّة الأحمق مكشوفة *** يشفي بها كلّ عدو غريب

في الكتاب الذي أخبرنا ببعضه أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا ابن أبي الدنيا، أخبرني أبو عبد اللّه، عن علي بن محمّد، عن غسّان بن عبد الحميد، عن جعفر بن عبد الرّحمن بن

ص: 403


1- غير مقروءة و صورتها بالأصل و م و «ز»: «روات».
2- في «ز»: «حل » و بعدها بياض، و كتب على هامشها: ممزق بالأصل.

المسور قال: قدم عبد اللّه (1) بن عبّاس وافدا على معاوية، فأمر معاوية ابنه يزيد أن يأتيه، فأتاه في منزله، فرحّب به ابن عبّاس و حدّثه، فلما خرج قال ابن عبّاس: إذا ذهبت بنو حرب ذهب علماء الناس.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن كرتيلا، أنا محمّد بن علي الخياط ، قال: أنا أحمد بن عبد اللّه السوسنجردي، أنا أبو جعفر أحمد بن أبي طالب علي بن محمّد بن الجهم الكاتب، أنا أبي، أنا أبو عمرو محمّد بن مروان بن عمر السعيدي، حدّثني محمّد بن عمر القرشي عن من أخبره قال:

جاءت وفاة الحسن بن علي، و عبد اللّه بن عبّاس بباب معاوية، فخرج الرسول، فدعا ابن عبّاس، فقال الناس: حدث حدث بالمدينة، قال ابن عبّاس: فلما دخلت عليه قال: يا ابن عبّاس، أ ما علمت أن حسنا (2) هلك ؟ فقلت: إذا لا يسد للّه حفرة غيره (3)،قال: ما كانت سنه ؟، فقلت: ما كان بميلاده حقا، فقال: إنّي لأظنه قد ترك أولادا صغارا، قال: هم عيال من كانوا و كان في عياله، قال: أصبحت اليوم سيّد قومك، قلت: ما أبقى اللّه أبا عبد اللّه حسينا فلا؛ و خرج ابن عبّاس و جاء الناس يعزونه إذ رفعت الخيل، و إذا يزيد بن معاوية قد أتاه ماشيا، فلمّا دنا وسع له، فلم يرتفع و جلس بين يديه، و قال: مجلس المعزي، لا مجلس المهني، ثم ذكر الحسن، فقال: رحم اللّه أبا محمّد، أوسع الرحمة، و أفسحها، و عظّم أجرك و أحسن عزاءك، و عوّضك من مصابك ما هو خير لك ثوابا و خير عقبى ثم قام، فاتبعه ابن عبّاس بصره، فقال: إذا ذهب آل حرب ذهب حلماء قريش، ثم تمثّل:

مغاض عن العوراء لا ينطقونها *** و أهل وراثات الحلوم الأوائل

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه، قالا: أنا ابن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب قال: و في سنة تسع و أربعين مغزى يزيد بن أمير المؤمنين المدينة - يعني: القسطنطينية-.

ص: 404


1- استدركت على هامش «ز»، و بعدها صح.
2- تحرفت بالأصل إلى:«حسينا» و التصويب عن «ز»، و م.
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المختصر: قبره.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا موسى، نا خليفة قال (1):و فيها - يعني: سنة خمسين غزا يزيد بن معاوية أرض الروم، و معه أبو أيوب الأنصاري.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن علي، أنبأ إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل، نا الحسين بن القاسم الكوكبي (2)،نا أحمد بن أبي خيثمة، نا مصعب قال (3):

كانت أم كلثوم بنت عبد اللّه بن عامر بن كريز (4) عند يزيد بن معاوية فأغزاه معاوية إلى الطّوانة (5)،فأصابهم موم (6) فرجع يزيد فقال (7):

إذا اتكأت على الانماط مرتفقا *** بدير سمعان عندي أم كلثوم

فما أبالي بما لاقت جموعهم *** بالفرقدانة من حمى و من موم

قال: فقال معاوية: لا جرم و اللّه، لتخرجن و ليصيبنّك ما أصابهم.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو نعيم الحافظ ، ثنا سليمان بن أحمد، نا محمّد بن موسى بن حمّاد البربري، نا يعقوب بن إبراهيم، نا عمّي علي بن صالح، عن ابن داب قال:

بعث معاوية جيشا إلى الروم، فنزلوا منزلا يقال له الفرقدونة (8)،فأصابهم بها الموت (9)[و غلاء] (10) شديد، فكبر ذلك على معاوية، فاطّلع يوما على ابنه يزيد و هو يشرب و عنده قينة تغنيه:

ص: 405


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 211.
2- في «ز»: الكودي.
3- الخبر و البيتان ذكره المصنف في تراجم النساء، في ترجمة أم كلثوم بنت عبد اللّه بن عامر بن كريز.
4- غير مقروءة بالأصل، و في «ز»: خريث، و في م:«بن بحر بن».
5- طوانة: بضم أوله و بعد الألف نون، بلد بثغور المصيصة (معجم البلدان).
6- الموم: الجدري.
7- البيتان في معجم البلدان (دير مران) و (طوانة) و (غذقذونة) و الأغاني 210/7 و نسب قريش للمصعب ص 129 - 130.
8- لم أعثر على هذا الموضع.
9- بالأصل:«المومل» و المثبت عن م.
10- بالأصل على، و استدركت اللفظة عن هامش م، و بعدها صح، و مكان «الموت و غلاء شديد» بياض في «ز»، و كتب على هامشها: طمس بالأصل.

أهون عليك بما تلقى جموعهم *** بالفرقدونة من وعك و من موم

إذا اتكأت على الأنماط مرتفعا *** بدير مران عندي أم كلثوم

فقال معاوية: أقسم عليك يا يزيد لترتحلن حتى تنزل مع القوم و إلاّ خلعتك، فتهيأ يزيد للرحيل، و كتب إلى أبيه:

تحنى لا تزال تعد دينا *** ليقطع وصل حبلك من حبالي

فيوشك أن يريحك من بلائي *** نزولي في المهالك و ارتحالي

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفتح نصر بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن عبد اللّه.

ح و أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو طاهر أحمد بن علي، قالا: أنا الحسين بن علي بن عبد اللّه، قالا: أنا محمّد بن زيد بن علي، أنا محمّد بن محمّد بن عقبة، نا هارون بن حاتم، نا أبو بكر بن عياش قال: ثم حجّ بالناس يزيد بن معاوية سنة إحدى و خمسين، ثم حجّ بالناس يزيد بن معاوية سنة اثنتين و خمسين، ثم حجّ بالناس يزيد بن معاوية سنة ثلاث و خمسين.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (1):و أقام الحجّ - يعني: سنة خمسين - يزيد بن معاوية بعد أن قفل من أرض الروم.

أنبأنا أبو الفرج الخطيب، نا أبو بكر أحمد بن علي، ثنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا إبراهيم بن جميل الأندلسي، نا عمر بن شبة قال:

لما حجّ الناس في خلافة معاوية جلس يزيد بالمدينة على شراب، فاستأذن عليه ابن عبّاس، و الحسين بن علي فأمر بشرابه فرفع، و قيل له: إن ابن عبّاس إن وجد ريح شرابك عرفه، فحجبه و أذن للحسين [بن علي] (2) فلما دخل وجد رائحة الشراب مع الطيب، فقال:

للّه در طيبك هذا ما أطيبه، و ما كنت أحسب أحدا يتقدمنا في صنعة الطيب، فما هذا يا ابن معاوية، فقال: يا أبا عبد اللّه، هذا طيب يصنع بالشام، ثم دعا بقدح فشربه، ثم دعا بآخر،

ص: 406


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 211.
2- زيادة عن «ز».

فقال: اسق أبا عبد اللّه يا غلام، فقال الحسين: عليك شرابك أيها المرء، لا عين عليك مني، فشرب يزيد و قال:

ألا يا صاح للعجب *** دعوتك ثم لم تجب

إلى القينات و الش *** هوات و الصهباء و الطرب

و باطية مكلّلة *** عليها سادة العرب

و فيهن التي تبلت *** فؤادك ثم لم تثب

فنهض الحسين و قال: بل فؤادك يا ابن معاوية تبلت.

هذه الحكاية منقطعة عمر بن شيبة بينه و بين يزيد زمان.

أخبرنا أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، أنبأ أبي أبو القاسم، أنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن، أنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق، نا أبو داود الحرّاني، نا محاضر، نا الأعمش بن إبراهيم، عن عبيدة قال: قال عبد اللّه قال: رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء قوم تسبق أيمانهم شهادتهم، و شهادتهم أيمانهم»[13313].

قال: و نا يونس بن حبيب، نا أبو داود، نا هشيم.

ح قال: و نا جعفر بن محمّد القلانسي، نا آدم، نا هشيم.

ح قال: و نا أبو أميّة، نا خضر بن محمّد، نا هشيم، عن أبي بشر، عن عبد اللّه بن شقيق، عن أبي هريرة أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«خير أمّتي القرن الذي بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم - و اللّه أعلم أذكر الثالث أم لا - ثم يجيء قوم يحبون السمانة (1) و يشهدون قبل أن يستشهدوا»[13314].

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو تمام علي بن محمّد - إجازة - أنا أحمد، أنا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، نا موسى بن إسماعيل، نا حمّاد بن سلمة، عن أبي محمّد، عن زرارة بن أوفى

ص: 407


1- تقرأ بالأصل و «ز»: «الشماتة» و في م:«السماية» و المثبت عن المختصر، و السمانة: السمن.

قال: القرن عشرون و مائة سنة، فبعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في قرن، فكان آخره [موت] (1)يزيد بن معاوية.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا حارث بن أبي أسامة، أنا محمّد بن سعد، أنا عفّان بن مسلم، نا حمّاد بن سلمة، عن أبي محمّد قال: سمعت زرارة بن أوفى يقول: القرن مائة و عشرون عاما، قال: فبعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في قرن كان آخره العام الذي مات فيه يزيد بن معاوية.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة، حدّثني أشهل، نا ابن عون، عن محمّد، عن عقبة بن أوس السدوسي، عن عبد اللّه بن عمرو قال: ملك الأرض المقدسة معاوية و ابنه.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا ابن الآبنوسي، أنا أحمد - إجازة-.

ح قالا: و أنا أبو تمام - إجازة - أنا أحمد بن عبيد، أنا أبو عبد اللّه الزعفراني، أنا أحمد بن زهير، نا مسلم بن إبراهيم، نا قرة بن خالد، ثنا محمّد بن سيرين، عن عقبة بن أوس عن عبد اللّه بن عمرو قال: صاحب الأرض المقدسة و ابنه السفّاح.

هذان مختصران.

أخبرناه أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي، نا أبو أسامة، نا سفيان، نا هشام (2)،نا محمّد بن سيرين، عن عقبة بن أوس السدوسي، عن عبد اللّه بن عمرو قال:

يكون على هذه الأمة اثنا عشر خليفة، فيها: أبو بكر الصدّيق، أصبتم اسمه، و عمر الفاروق قرن من حديد، أصبتم اسمه، و عثمان بن عفّان ذو النورين أوتي كفلين من الرحمة، قتل مظلوما (3) أصبتم اسمه، و ملك الأرض المقدسة و ابنه، فقال: أ لا سمّيتهما كما سميت أولئك، فقال: معاوية و ابنه، و سفّاح، و منصور، و رنر (4) و المهدي و الأمين، و سلام، و آخر أحسبه قد سماه، و أمير العصب كلهم صالح لا يرى مثله.

ص: 408


1- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز»، و م.
2- قوله:«نا هشام» سقط من «ز».
3- قوله:«قتل مظلوما» استدرك على هامش «ز»، و بعده صح.
4- كذا رسمها بالأصل، و في م:«و الوليد» و مكان اللفظة بياض في «ز»، و كتب على هامشها: طمس بالأصل.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا محمّد بن أحمد بن علي بن شكرويه [و] (1)إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم، قالا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه، أنبأ أبو بكر بن زياد النيسابوري، نا يزيد بن سنان، نا أزهر (2)،عن ابن عون، عن محمّد، عن عقبة بن أوس عن عبد اللّه بن عمرو قال:

أبو بكر الصدّيق أصبتم اسمه، عمر الفاروق قرن من حديد، أصبتم اسمه، ابن عفّان ذو النورين قتل مظلوما يؤتى كفلين من الرحمة، معاوية و ابنه ملكا الأرض المقدسة، و السفّاح، و سلام، و منصور، و جابر، و المهدي، و الأمين، و أمير العصب كلهم من بني كعب بن لؤي، كلهم صالح لا يوجد مثله، منهم رجل من قحطان منهم من يكون يومين (3)،ثم يقال له لتبايعنا أو لنقتلنك فلو لا أنه يبايعهم لقتلوه.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي، أنبأ أبو سعيد محمّد بن بشر بن العبّاس، أنا محمّد بن إدريس السامي (4)،نا سويد بن سعيد، ثنا يحيى بن سليم، عن هشام بن حسّان، عن ابن سيرين، عن أبي الجلد (5)،عن عبد اللّه بن عمرو قال:

إني لأجدهم مكتوبين في كتاب اللّه اثني عشر أميرا يملكون الناس، منهم: أبو بكر الصدّيق أصبتم اسمه، و عمر الفاروق قرن من حديد، أصبتم اسمه، و منهم عثمان بن عفّان ذو النورين أوتي كفلين من الرحمة، قتل مظلوما، و منهم ملكا الشام، قلنا: و من هم ؟ قال:

معاوية و ابنه و لم يذكر منهما خيرا و لا شرا، و منصور، و جابر، و المهدي، و أمير العصب، و السفّاح، و سياح (6)،و سلام، و فلان القحطاني، سبعة كلّهم صالح لا يرى مثله.

قلت لهشام: هل أدركت منهم أحدا؟ قال: لا، إلاّ عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوه، أنا أبو

ص: 409


1- سقطت من الأصل، و زيدت عن «ز»، و في م: عن.
2- من طريقه رواه الذهبي في تاريخ الإسلام(61-80) ص 271 و سير الأعلام 38/4 و قال الذهبي في تاريخ الإسلام في نهاية الخبر: و قد روى نحوه محمّد بن عثمان بن أبي شيبة عن أبيه عن أبي أسامة عن الثوري، عن هشام بن حسان، ثنا محمّد بن سيرين، و له طريق آخر و لم يرفعه أحد. راجع الخبر الذي تقدم، و الخبر الذي سيلي.
3- كذا بالأصل و م، و في «ز»: طويلا.
4- الأصل و م و «ز»: الشامي.
5- مكان حرف الدال في «ز» بياض، و كتب على هامشها: مقصوص.
6- مكانها بياض في «ز»، و كتب على هامشها مقصوص.

الحسن اللنباني (1)،نا ابن أبي الدنيا، نا أبو كريب، نا رشدين (2) بن سعد، عن عمرو بن الحارث، عن بكير بن الأشج.

أن معاوية بن أبي سفيان قال ليزيد ابنه: كيف تراك فاعلا إن وليت ؟ قال: يمتع اللّه بك، قال: لتخبرني ؟ قال: كنت و اللّه يا أبه عاملا فيهم عمل عمر بن الخطاب، قال:

سبحان اللّه، يا سبحان اللّه، و اللّه يا بني لقد جهدت على سيرة عثمان فما أطقتها.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا هارون بن معروف، ثنا ضمرة، عن رجاء بن أبي سليم، عن عبد اللّه بن - يعني ابن عوف القارئ - قال: بلغ معاوية أن يزيد يقول: لأن وليت لأنسيتهم سيرة عمر، فقال معاوية: و تستطيع ذلك ؟ ما استطعته إلاّ سنتين.

و قال رجاء عن عبد اللّه بن عوف قال: أخذ الناس على معاوية حين بايعوه أن يسير بهم سيرة عمر بن الخطّاب.

أخبرنا أبو بكر بن أبي نصر المؤدّب، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوه، أنا أبو الحسن (3)،نا أبو بكر (4) بن أبي الدنيا، حدّثني سويد بن سعيد، نا سفيان بن عيينة، عن السري، عن الشعبي (5) قال: أخبرني (6) بعض الوفد من سمع المغيرة بن شعبة يقول (7):لقد وضعت رجلي معاوية في غرز طويل غيّه [على] (8) أمة محمّد - يعني: بيعة يزيد (9)-.

ص: 410


1- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: اللبناني.
2- الأصل:«رشد» و المثبت عن «ز»، و م.
3- بالأصل: أبو الحسن بن بكر، خطأ، و هو أحمد بن محمّد بن عمر بن أبان أبو الحسن العبدي اللنباني الأصبهاني، ترجمته في سير الأعلام 311/15 و لفظتا «بن بكر» ليستا في م و «ز».
4- قوله:«أبو بكر» ليس في «ز».
5- قوله:«عن الشعبي» سقط من «ز».
6- مكانها بياض في «ز»، و كتب على هامشها: مقصوص.
7- رواه الذهبي في سير الأعلام 39/4.
8- زيادة عن المختصر، سقطت اللفظة من الأصل و م و «ز»، و العبارة في سير الأعلام: في غرز غيّ لا يزال فيه إلى يوم القيامة. و مكان اللفظة «غيه» بياض في «ز»، و كتب على هامشها: طمس بالأصل.
9- كتب بعدها في الأصل: رقم الفقير أحمد نعمة اللّه الأشموني الشافعي غفر اللّه له و لوالديه و لجميع المسلمين و لمن كان... ذلك و والديه و كتب على هامش م: يتلوه: أنا أبو السعود المجلي، أنا أبو الحسين بن النقور ثم كتب: تم هذا الجزء المبارك بحمد اللّه عونه و حسن توفيقه يوم الخميس المبارك التاسع و العشرون من شهر جمادى ( و أخوه القاضي شمس الدين أبو القاسم الحسين بن هبة اللّه بن محفوظ ابنه أبو إبراهيم إسحاق جبره اللّه و الشيوخ الفقيه الإمام أبو جعفر أحمد بن علي بن أبي بكر بن إسماعيل القرطبي و أبو العباس أحمد بن علي بن يعلى السلمي و أحمد بن ناصر بن طعان الطريفي و أبو علي حسن بن علي بن عبد الوارث و يوسف بن أبي الفرج بن مهذب بن عبد السّلام بن أبي بكر بن أحمد و أبو عبد اللّه محمّد بن ميمون بن مالك الأندلسي و محمّد بن سيدهم بن هبة اللّه الدمشقي و أبو الحسين هبة اللّه بن علي بن خلدون و عبد الرّحمن بن مالك بن سبع و أبو بكر عبد الرّحمن بن علي و مؤمن بن عبد اللّه بن أبي طالب و أبو طالب بن علي بن الكتاني و زكريا بن عثمان بن خالو الموقاني و بدر بن أبي المعمّر بن إسماعيل التبريزي بن محمّد بن عبد اللّه و أبو الثناء محمود بن أحمد بن دارا الأردبيلي و الوجيه محمود بن محمّد بن أبو الفرج إبراهيم بن يوسف بن محمّد المعافري البوني و نعمة بن خليل بن حمدان و أبو عبد اللّه و أبو منصور ابنا أحمد بن محمّد بن الحسن القضاعي و عمر بن أبي الفتح بن محمّد بن صصرى و صويح بن ياقوت بن عبد اللّه و اياس بن عبد اللّه فتى إسحاق و سمع قائمتين من أوله فحسب أبو محمّد عبد العزيز بن أبي الطاهر بركات بن إبراهيم بن طاهر الخشوعي و عمر بن محمّد بن أحمد المفسر و القاضي عبد الرحيم بن أبي عبد اللّه بن الحسن بن هبة اللّه و أبو الحسن محمّد بن الشيخ الإمام أبي جعفر أحمد بن علي بن أبي بكر بن إسماعيل القرطبي و صديق بن بندكين بن عبد اللّه و محمّد بن عسكر بن زغلوش المعرى و سمع الجزء سوى قائمتين من أوله الحاج هبة اللّه بن المحسن بن سراج و عبد الواحد بن عبد الرّحمن بن المسلم بن هلال و عبد الغني بن برهان بن عبد العزيز و حمزة بن إبراهيم بن عبد اللّه و إبراهيم بن محمّد بن زياد الإشبيلي و عين الدولة بن جلدك بن عبد اللّه و إبراهيم بن عبد اللّه و يوسف بن علي بن عبد اللّه بن عبد القوي و أبو المكارم بن يحيى بن علي التيمي و أبو الورد عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه و مكرم بن قاسم بن أبي الوحش و جفنة و محمّد بن عثمان و محمود بن همام بن محمود و سمع الجزء كله من أوله إلى آخره مثبت الأسماء علي بن محمّد ابن علي بن جميل المعافري المالقي و ذلك في مجلسين آخرهما يوم الجمعة و العشرون من ربيع الأول سنة اثنتين و ثمانين و خمسمائة و الحمد للّه وحده و صلواته على سيدنا محمّد و آله و سلامه ه . سمع جميع هذا الجزء على الشيخ الأجل الإمام العالم الأوحد الحافظ الأصيل بهاء الدين شمس الحفاظ ناصر السنّة زين الأئمة ثقة الثقات معتمد الرواة جمال الإسلام محدث الشام أبي محمّد القاسم بن الإمام الحافظ شيخ الإسلام ناصر الحديث أبي القاسم علي بن الحسن الشافعي أيّده أبو بكر بن محمّد و سمع ه . قد كان الفراغ من كتابة هذا الجزء الحادي و العشرين من تاريخ الإمام أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة اللّه المعروف بابن عساكر في اليوم الثاني من جمادى الثانية سنة ثمان و ثلاثين و مائتين بعد الألف من هجرة سيد الأنبياء و المرسلين سيدنا محمّد صلوات اللّه عليه و على آله و صحبه و تابعيه و جميع الأنبياء و المرسلين و آلهم آمين. و ذلك على يد أفقر الكتاب و أعجزهم محمود بن عبيد بن منصور المعروف بخليفة المدرس بالمدارس المصرية و الناسخ بدار الكتب السلطانية غفر اللّه ذنوبه و ستر عيوبه و المسلمين آمين ه .

ص: 411

ص: 412

الفهرس

8214 - يحيى بن معين بن عون بن زياد بن بسطام بن عبد الرّحمن، و قيل: ابن معين بن عتّاب ابن زياد بن عون بن بسطام أبو زكريا المرّي - مرة غطفان - مولاهم البغدادي الحافظ 3

8215 - يحيى بن معيوف الحجوري الهمداني 43

8216 - يحيى بن منقذ الفراديسي 43

8217 - يحيى بن موسى بن إسحاق، و يقال: ابن هارون القرشي 44

8218 - يحيى بن أبي الورد الفرغاني 45

8219 - يحيى بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم 45

8220 - يحيى بن وهب بن عبد الملك بن أكيدر الكلبي، و يقال: الكندي 45

8221 - يحيى بن هانئ بن عروة بن فضفاض، و يقال: قعاص المرادي الكوفي 46

8222 - يحيى بن هانئ أبو صفوان الرّعينيّ 52

8223 - يحيى بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص 52

8224 - يحيى بن يحيى بن قيس بن حارثة بن عمرو بن زيد بن عبد مناة بن [الحسحاس بن] بكر بن [وائل بن] عوف بن عمرو بن [عامر - و يقال: ابن الحسحاس بن بكر بن عوف بن عمرو بن] عدي بن عمرو بن مازن بن الأزد أبو عثمان الغسّاني 53

8225 - يحيى بن يزيد أبي حفصة 63

8226 - يحيى بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي 64

8227 - يحيى بن يزيد الأفقم بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي 65

8228 - يحيى أبو محروم مولى سليمان بن هشام بن عبد الملك بن مروان 65

8229 - يحيى الطّويل 65

8230 - يحيى أبو محمّد التّميمي 65 [ذكر من اسمه][يخلف]

8231 - يخلف بن عبد اللّه بن بحر أبو سعيد المغربي العروضي المعروف بالعاكرسي 66

[ذكر من اسمه][يرفا]

8232 - يرفا، مولى عمر بن الخطّاب و حاجبه 67 [ذكر من اسمه][مريم]

8233 - يريم بن حبيب المرادي اليماني 70 ذكر من اسمه يزيد

8234 - يزيد بن أحمد بن يزيد بن عبد اللّه بن يزيد بن عبد اللّه بن تميم أبو عمرو السّلمي 71

8235 - يزيد بن أبان أبو عمرو الرّقاشي البصري القاصّ 72

8236 - يزيد بن الأخنس بن حبيب بن جرّة بن زعب بن مالك بن خفاف بن امرئ القيس بن

ص: 413

بهثة بن سليم بن منصور أبو معن السّلمي 92

8237 - يزيد بن أرطاة النّخعي 100

8238 - يزيد بن إسحاق بن عبّاد بن زياد بن أبيه المعروف بزياد بن أبي سفيان 100

8239 - يزيد بن أسد بن كرز بن عامر بن عبد اللّه بن عبد شمس بن غمغمة بن جرير بن شقّ بن الكاهن بن صعب بن يشكر ابن رهم بن أفرك بن نذير بن قسر بن عبقر بن أنمار أبو الهيثم القسري البجلي جد خالد بن عبد اللّه القسري 100

8240 - يزيد بن أسلم بن عبد اللّه، و يقال:

زيد بن أسلم 107

8241 - يزيد بن الأسود أبو الأسود، و يقال: أبو عمرو الجرشيّ 107

8242 - يزيد بن أسيد بن زافر بن أبي أسماء بن أبي السيّد بن مفقذ بن مالك بن عوف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم بن منصور السّلمي 117

8243 - يزيد بن الأصمّ ، و هو يزيد بن عمرو، و يقال: يزيد بن عبد عمرو بن عدس بن معاوية ابن عبادة بن البكاء بن عامر بن ربيعة بن صعصعة أبو عوف العامري 119

8245 - يزيد بن أبي أوفى العدوي 129

8246 - يزيد بن بشر السّكسكي 130

8247 - يزيد بن بشر بن يزيد بن بشر الكلبي 133

8248 - يزيد بن بشر العبسي 134

8249 - يزيد بن تميم بن حجر السّلمي 134

8250 - يزيد بن جابر الأزديّ 134

8251 - يزيد بن أبي جميل 138

8252 - يزيد بن حاتم بن قبيصة بن المهلّب بن أبي صفرة الأزدي المهلبي البصري 138

8253 - يزيد بن الحارث 143

8254 - يزيد بن حازم أبو بكر الأزدي الجهضمي البصري 143

8255 - يزيد بن حجوة الغسّاني 147

8256 - يزيد بن حجيّة بن عبد اللّه بن خالد بن حجيّة بن عبد اللّه بن عائذ بن ثعلبة بن الحارث ابن تيم اللات بن ثعلبة، و يقال: يزيد بن حجيّة ابن عامر، و يقال: يزيد بن حجيّة بن ربيعة التّيمي 147

8257 - يزيد بن حرّان العقيلي 150

8258 - يزيد بن الحرّ، و يقال: ابن زحر، و يقال:

ابن الحرام العبسيّ 151

8259 - يزيد بن حسّان 153

8260 - يزيد بن حسّان أبو حسّان الجرشي و يقال:

الباهلي 154

8261 - يزيد بن حصين بن نمير بن ناتل بن لبيد ابن جعثنة السكوني الحمصيّ 155

8262 - يزيد بن الحكم بن أبي العاص بن بشر بن عبد دهمان بن عبد اللّه بن همّام بن أبان بن يسار بن مالك بن حطيط بن جشم بن قسي، و هو ثقيف بن منبّه الثّقفيّ البصري 162

8263 - يزيد بن خالد بن عبد اللّه بن يزيد بن أسد بن كرز القسري البجلي 168

8264 - يزيد بن خالد بن الوليد الكلبي 169

8265 - يزيد بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أميّة بن عبد شمس ابن عبد مناف 169

8266 - يزيد بن خالد أبو منبوت 170

8267 - يزيد بن خالد أبو بشر 170

8268 - يزيد بن دحية بن خليفة الكلبي المزّي 170

8269 - يزيد بن ربيعة أبو كامل الرّحبي الصّنعاني 170

8270 - يزيد بن الرّقاع، هو يزيد بن يزيد بن يزيد 176

8271 - يزيد بن روح اللّخمي 176

8272 - يزيد بن زحر، و يقال ابن الحر 178

8273 - يزيد بن زياد بن ربيعة بن مفرّغ [بن مصعب] الحميريّ من آل ذي فلجان بن زرعة ابن يعفر بن السميفع بن يعفر بن باكور بن زيد

ص: 414

ابن شرحبيل بن الأسود بن عمرو بن مالك بن يزيد ذي الكلاعي الحميريّ الكلاعي البصري 178

8274 - يزيد بن زفر الأحمري 192

8275 - يزيد بن زياد، و يقال: ابن أبي زياد القرشي 192

8276 - يزيد بن زياد القرشي البصري 196

8277 - يزيد بن زياد الكلبي 198

8278 - يزيد بن زيد بن مالك بن عدي بن الرقاع بن عصر العامليّ 198

8279 - يزيد بن سعيد بن ذي عصوان - و يقال:

عصوان - العنسيّ - و يقال: السّكسكيّ - الدّاراني 198

8280 - يزيد بن سعد أبو عثمان الحجوري 202

8281 - يزيد بن أبي سعيد مولى المهري المديني 203

8282 - يزيد بن سمرة أبو هزّان الرّهاوي المذحجي 205

8283 - يزيد بن أبي سفيان بن أبي بكر بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي 208

8284 - يزيد بن سليمان بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس الأموي 208

8285 - يزيد بن السّمط أبو السّمط الصّنعاني الفقيه 209

8286 - يزيد بن أبي سميّة أبو صخر الأيلي 213

8287 - يزيد بن سنان 218

8288 - يزيد بن شجرة أبو شجرة الرّهاوي 220

8289 - يزيد بن شجعة الحميريّ 233

8290 - يزيد بن شرحبيل بن السّمط الكندي الحمصي 234

8291 - يزيد بن شريح الحضرميّ الحمصيّ 234

8292 - يزيد بن صخر أبي سفيان بن حرب بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف أبو خالد الأموي 239

8293 - يزيد بن بن صهيب أبو عثمان الفقير الكوفي 254

8294 - يزيد بن عاصم النميري 259

8295 - يزيد بن عبد اللّه بن رزيق أبو خالد القرشي 260

8296 - يزيد بن عبد اللّه بن أبي سفيان بن عبد اللّه بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي 264

8297 - يزيد بن عبد اللّه بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي 264

8298 - يزيد بن عبد اللّه بن قسيط أبو عبد اللّه اللّيثي المدني 264

8299 - يزيد بن عبد اللّه بن مسعدة الفزاري 271

8300 - يزيد بن عبد اللّه بن موهب أبو عبد الرّحمن القاضي 272

8301 - يزيد بن عبد اللّه بن يزيد بن تميم السّلمي مولاهم 275

8302 - يزيد بن عبد اللّه أبو خالد السراج 275

8303 - يزيد بن عبد اللّه 276

8304 - يزيد بن عبد اللّه بن أبي يزيد النجراني، يكنّى أبا عبد اللّه 277

8305 - يزيد بن عبد الحميد بن عاصم أبو خالد النصري الحمصي 279

8306 - يزيد بن عبد الرّحمن بن أبي مالك هانئ الهمداني الفقيه 280

8307 - يزيد بن عبد الرّحمن أبو خالد الأحول 294

8308 - يزيد بن عبد العزيز بن أبي يحيى التّنوخي 294

8309 - يزيد بن عبد العزيز الدّمشقي 296

8310 - يزيد بن عبد المدان - و اسم عبد المدان عمرو - بن الدّيّان، و الدّيّان هو الحاكم، و اسمه يزيد بن قطن بن زياد بن الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب ابن عمرو بن علة بن جلد بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ أبو النّضر الحارثيّ 296

8311 - يزيد بن عبد الملك بن عبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك بن مروان الأموي 299

8312 - يزيد بن عبد الملك بن محمّد بن عطية بن عروة السّعدي 299

ص: 415

8313 - يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس أبو خالد الأموي 300

8314 - يزيد بن عبيد اللّه بن يزيد بن عباد بن زياد المعروف بابن أبي سفيان 313

8315 - يزيد بن عبيدة بن أبي المهاجر السّكوني 313

8316 - يزيد بن عتبة الأعور بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي 317

8317 - يزيد بن عثمان أبو سفيان العاملي 317

8318 - يزيد بن عثمان بن محمّد بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أميّة بن عبد شمس 317

8319 - يزيد بن عثمان القرشي 317

8320 - يزيد بن عثمان بن سعيد بن عبد الرّحمن ابن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي 317

8321 - يزيد بن عطاء، و يقال: ابن أبي عطاء السّكسكي 318

8322 - يزيد بن أبي عطاء 321

8323 - يزيد بن العقار الكلبي 321

8324 - يزيد بن عقبة القرشي 321

8325 - يزيد بن عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس ابن عبد مناف الأموي 322

8326 - يزيد بن عمر بن حرب بن خالد بن يزيد ابن معاوية بن أبي سفيان الأموي 323

8327 - يزيد بن عمر بن مورّق، و يقال: ابن مورّد 323

8328 - يزيد بن عمر بن هبيرة بن معيّة بن سكين بن خديج بن بغيض بن مالك، و يقال:- حممة بدل مالك - بن سعد بن عدي بن فزارة بن ذيبان بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان أبو خالد الفزاري 324

8329 - يزيد بن عميرة الزّبيدي، و يقال الكلبي، و يقال الكندي، حمصي 336

8330 - يزيد بن عنبسة بن أبي محمّد بن عبد اللّه ابن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي 344

8331 - يزيد بن عنبسة السكسكي 344

8332 - يزيد بن فروة 344

8333 - يزيد بن فضالة، أظنّه ابن سالم بن حميد أبو خالد اللّخمي 345

8334 - يزيد بن قبيس بن سليمان أبو سهل - و يقال: أبو خالد - السليحي الجبلي 345

8335 - يزيد بن القعقاع أبو جعفر المخزومي المدني القارئ 347

8336 - يزيد بن أبي كبشة، و اسم أبي كبشة حيويل بن يسار بن حييّ بن قرط بن سنبل بن المقلّد بن معدي كرب بن عريق بن السكسك ابن أشرس بن كندة بن عفير بن عدي بن الحارث السّكسكي 362

8337 - يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد بن عبد اللّه بن يزيد بن ذكوان أبو القاسم، مولى بني هاشم 367

8338 - يزيد بن محمّد بن القاسم الهمداني 371

8339 - يزيد بن مالك 371

8340 - يزيد بن مرثد أبو عثمان الهمداني المدعي حيّ من همدان 372

8341 - يزيد بن مروان بن يزيد بن سليمان بن عبد الملك 380

8342 - يزيد بن مرة القبطي المصري 380

8343 - يزيد بن أبي مريم بن أبي عطاء أبو عبد اللّه، مولى سهل بن الحنظليّة الأنصاري 380

8344 - يزيد بن أبي مريم الثقفي المصّيصي 386

8345 - يزيد بن أبي مساحق السّلمي 387

8346 - يزيد بن مسلمة بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي 388

8347 - يزيد بن أبي مسلم أبو العلاء الثقفي مولاهم 388

8348 - يزيد بن مصاد بن زياد و يقال: زياد بن زهير الكلبي 394

8349 - يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أميّة بن عبد شمس أبو خالد الأموي 394

ص: 416

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.