تاریخ مدینة دمشق المجلد 64

هویة الکتاب

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

تفاصيل النشر: بیروت: دارالفکرالمعاصر؛ دمشق: دارالفکر دمشق: معهد الفتح الاسلامي، 1420ق.= 1999م.= 1378 -

دراسة و تحقيق علي شيري

عدد المجلدات: 80

لسان: العربية

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

تصنيف الكونجرس: DS99 /د8 1378 الف243015

تصنيف ديوي: 956/9144

موضوع: تاريخ الإسلام | التاريخ والجغرافيا المحلية | الترجمة الجماعية | رجال

ص: 1

اشارة

ص: 2

الجزء الرابع و الستون

حرف الهاء

[ذكر من اسمه] هابيل

اشارة

[ذكر من اسمه] (1) هابيل

8079 - هابيل بن آدم صلى اللّه عليه و سلم

8079 - هابيل بن آدم صلى اللّه عليه و سلم (2)

و هو الذي قتله أخوه قابيل بجبل قاسيون عند مغارة الدم، على ما جاء في بعض الآثار، قيل إنه كان يسكن سطرا (3).

أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الواحد، أخبرنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن رزقويه، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقّاق، و أحمد بن سندي الحداد قالا: حدّثنا الحسن بن علي القطّان، حدّثنا إسماعيل بن عيسى العطّار، أخبرني إسحاق بن بشر، أخبرني عثمان - يعني: ابن الساج - عن يعقوب، عن مجاهد أنه بلغه.

أن آدم لما أهبط إلى الأرض هبطت معه حواء و إبليس، فولدت لآدم هابيل و قابيل (4)، و كان هابيل صاحب ماشية، و كان قابيل صاحب حرث، و كان قربانهما أن يتقرّبا بقربان ثم يلقيانه على وجه الأرض حتى تأتي نار فتأكله أو يبليه الدهر، و كان هابيل يتقرّب بجلّة غنمه

ص: 3


1- زيادة منا.
2- أخباره في تاريخ الطبري 137/1 و ما بعدها، و البداية و النهاية 103/1 و الكامل لابن الأثير 54/1.
3- سطرا: قرية من قرى دمشق (معجم البلدان).
4- في «ز»: فابن.

و سحاحها (1) و خيارها، و كان قابيل (2) يتقرّب بزؤان (3) و نفاية الحنطة، فتأتي نار من السماء فتأكل قربان هابيل، و لا تقرب قربان قابيل، فغاظه ذلك [فخرج] (4) حتى لقي إبليس، فقال:

يا إبليس أتقرّب أنا و أخي بقربانين، فتأتي نار فتأكل كلّ قربانه و لا تأكل قرباني، فقال له إبليس: اقتله تكن ملكا تبحبح (5) في الأرض، قال: و ما القتل ؟ قال: إذا رأيته راقدا (6) فآذني به. فلما رقد هابيل أتى قابيل إلى إبليس فآذنه، فانطلق معه إبليس حتى وقف على رأسه فقال: خذ حجرا فاضرب به رأسه، ففعل، فلما قتله حمله ثلاثة أيام يطوف به الأرض يظعن به إذا ظعن، و ينزل به إذا نزل، حتى بعث اللّه الغرابين، فاقتتلا و قابيل ينظر إليهما، فقتل أحدهما صاحبه، فحفر له حتى أعمق، فدفنه، فقال اللّه تعالى في كتابه: وَ اتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبٰا قُرْبٰاناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمٰا وَ لَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ إلى اَلنّٰادِمِينَ (7).

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا أبو الحسين ابن الفضل، و أبو علي بن شاذان، قالا: أخبرنا محمّد بن عبد اللّه بن عمروية الصفّار، حدّثنا أبو بكر محمّد بن إسحاق الصغاني، حدّثنا حسن بن موسى، حدّثنا حمّاد بن سلمة، حدّثنا عبد اللّه بن عثمان بن خثيم (8)،عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال:

كان لآدم عليه السلام أربعة توأم ذكر و أنثى من بطن، و ذكر و أنثى من بطن، فكانت أخت صاحب الحرث جميلة، و كانت أخت صاحب الغنم قبيحة، فقال صاحب الحرث: أنا أحقّ بها، و قال صاحب الغنم: أنا أحقّ بها، أ تريد أن تستأثر برضائها علي فتعال نقرّب قربانا، فإن تقبّل قربانك فأنت أحقّ بها، و إن تقبّل قرباني فأنا أحقّ بها (9)،فقرّبا قربانهما، فجاء صاحب الغنم بكبش أبيض أعين أقرن، و جاء صاحب الطعام بصبرة (10)من طعامه فتقبّل الكبش فخزنه اللّه في الجنّة أربعين خريفا، و هو الكبش الذي ذبحه إبراهيم عليه السلام، فقال صاحب الحرث: لَأَقْتُلَنَّكَ (11)فقال: لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مٰا أَنَا بِبٰاسِطٍ يَدِيَ

ص: 4


1- كذا بالأصل و م، و في «ز»: و شخاصها، و فوقها ضبة.
2- في «ز»: و قابن، و قد جاءت فيها «قابن» في كل مواضع الخبر.
3- الزؤان الذي يخالط البرّ.
4- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن «ز».
5- التبحبح: التمكن في الحلول و المقام.
6- بالأصل و م: راقد، و المثبت عن «ز».
7- سورة المائدة، الآيات 27 إلى 31.
8- تحرفت في «ز»، و م إلى: خيثم.
9- مكرر بالأصل.
10- الصبرة: ما جمع من الطعام بلا كيل و لا وزن.
11- سورة المائدة، الآية:27.

إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخٰافُ اللّٰهَ رَبَّ الْعٰالَمِينَ (1) ،فقتله، فولد آدم كلهم من ذلك الكافر.

قال: و حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن يوسف بن ماهك، عن ابن عبّاس قال: كان آدم يزوج ذكر هذا البطن من أبناء هذا البطن الآخر، و أبناء هذا البطن من ذكر هذا البطن الأخرى (2).

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أخبرنا تمام بن محمّد الرازي، أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن الفرج بن البرامي، حدّثنا إبراهيم بن مروان قال: سمعت أحمد بن إبراهيم بن ملاس يقول: سمعت عبد الرّحمن بن يحيى بن إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر قال:

كان خارج باب الساعات صخرة يوضع عليها القربان، فما تقبّل منه جاءت نار فأخذته، و ما لم يتقبّل بقي على حاله، و كان هابيل صاحب غنم، و كان منزله في سطرا، و كان قابيل في قينية (3) و كان صاحب زرع، و كان آدم في بيت أبيات (4)،و كانت حواء في بيت لهيا (5)،فجاء هابيل بكبش سمين من غنمه، فجعله على الصخرة، فأخذته النار، و جاء قابيل بقمح علث (6)فوضعه على الصخرة فبقي على حاله، قال: فحسده قال: و تبعه في هذا الجبل، قال: فأراد قتله فلم يدر كيف يقتله، قال: فجاء إبليس، فأخذ حجرا فجعل يضرب به رأس نفسه قال:

فذهب فأخذ حجرا فضرب رأس أخيه فقتله، فصاحت حواء، فقال لها آدم: عليك و على بناتك، لا علي و لا على بنيّ .

رواه غيره عن عبد الرّحمن بن يحيى، فقال عنه: حدّثنا عراك بن خالد، و الوليد بن مسلم، أما الوليد فعن سعيد بن عبد العزيز، و أمّا عراك فلا أدري عن من ذكره، و هو أتمّ من هذه الرواية.

كتب إليّ أبو بكر عبد الغفّار بن محمّد الشيروي (7)،ثم حدّثني أبو المحاسن عبد

ص: 5


1- سورة المائدة، الآية:28.
2- راجع تاريخ الطبري 139/1.
3- بدون إعجام بالأصل و م و «ز»، و المثبت عن معجم البلدان، و قينية: قرية كانت مقابل الباب الصغير من مدينة دمشق صارت الآن بساتين.
4- بيت أبيات: قرية في سفح قاسيون.
5- بت لهيا: قرية بغوطة دمشق.
6- علث: بالتحريك هو الطعام المخلوط بالشعير، و العلث بالفتح، أن تخلط البر بالشعير.
7- في «ز»: الشيرويي.

الرزّاق بن محمّد بن أبي نصر عنه، أخبرنا أبو بكر الحيري، حدّثنا أبو العبّاس الأصمّ ، حدّثنا إبراهيم بن مرزوق، حدّثنا أبو عامر، عن سفيان، عن عبد اللّه بن عثمان بن خثيم (1)،حدّثنا سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال: الكبش الذي ذبحه إبراهيم هو الذي قرّبه ابن آدم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن بركات بن إبراهيم - في كتابه - حدّثنا أبو بكر أحمد بن علي، أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزقويه، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقّاق، و أحمد بن سندي ابن الحسن الحدّاد، قالا: حدّثنا الحسن بن علي القطّان، حدّثنا إسماعيل بن عيسى العطّار، أخبرنا أبو حذيفة إسحاق بن بشر قال: و أخبرني عبد اللّه بن زياد بن سمعان، عن الزهري أن الكبش الذي فدى اللّه به إسحاق (2) كان الكبش الذي قرّبه هابيل.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أخبرنا أبو بكر البيهقي، أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثنا أبو العبّاس - هو الأصمّ - أخبرنا العبّاس بن الوليد بن مزيد، أخبرني أبي قال: سمعت الأوزاعي يحدّث قال: من قتل مظلوما كفّر اللّه عنه كلّ ذنب، و ذلك في القرآن: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَ إِثْمِكَ (3).

أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد بن يوسف، أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي.

و حدّثنا أبو المعمر المبارك بن أحمد الأنصاري، أخبرنا المبارك بن عبد الجبّار، أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر، و أبو إسحاق البرمكي.

قالا: أخبرنا أبو عمر بن حيّوية، أخبرنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد، قال: قال أبو محمّد بن قتيبة: و روى عبد المنعم - يعني: ابن إدريس - عن أبيه عن وهب: أنّ الأرض نشفت دم ابن آدم المقتول، فلعن آدم الأرض، فمن أجل ذلك لا تنشف الأرض دما بعد دم هابيل إلى يوم القيامة.

كذا في روايتنا، و روى عبد المنعم، و في رواية أخرى عن ابن قتيبة: حدّثنا عبد الرّحمن بن الحسين، عن محمّد بن يحيى، عن عبد المنعم.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أخبرنا تمام بن محمّد، أخبرني أبي، حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد بن هشام بن ملاّس، حدّثنا الحسن بن محمّد

ص: 6


1- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: خيثم.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و الأظهر: إسماعيل.
3- سورة المائدة، الآية:29.

ابن بكّار، حدّثنا هشام بن عمّار قال: سمعت الوليد يقول: حدّثت عن كعب الأحبار أنه كان يقول: الدم الذي على جبل قاسيون هو دم ابن آدم.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أخبرنا أبو بكر البيهقي، أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا أبو جعفر محمّد بن عمرو الرزاز (1)،حدّثنا جعفر بن محمّد بن شاكر، حدّثنا عفان، حدّثنا همام (2)،حدّثنا محمّد بن جحادة، عن عبد الرّحمن بن ثروان، عن الهزيل، عن أبي موسى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«اكسروا قسيكم - يعني: في الفتنة - و اقطعوا أوتادكم و الزموا أجواف البيوت، و كونوا فيها كالخيّر من ابني آدم»[13025].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أخبرنا أبو علي بن المذهب، أخبرنا أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، حدّثنا إسماعيل بن عمر.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، قالا:

أخبرنا أبو سعد الجنزرودي، أخبرنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا (3) أبو عبد الله الخلال أنا إبراهيم بن منصور أنا ابن المقرئ، قالا: أبو يعلى، حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا أبو المنذر إسماعيل بن عمر [نا سفيان عن عون بن أبي جحيفة عن عبد الرحمن بن سميرة أن ابن عمر] (4) رأى رأسا - و قال أحمد: ناسا - فقال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم (5):«ما يمنع أحدكم إذا جاءه من يريد قتله أن يكون مثل ابني آدم القاتل في النار و المقتول في الجنّة» (6)[13026].

أخبرنا أبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد، أخبرنا عبد الرزّاق بن عمر بن موسى، أخبرنا أبو بكر بن المقرى، حدّثنا محمّد بن زيان، و إسماعيل بن داود بن وردان، قالا: حدثنا زكريا بن يحيى كاتب العمري، حدّثني - و قال ابن داود: حدّثنا - مفضّل - و هو ابن فضالة - قالا: عن عياش بن عياش القتباني عن بكير بن عبد اللّه بن الأشج عن بسر بن سعيد،

ص: 7


1- في «ز»: الرازي.
2- الأصل و م: هشام، و المثبت عن «ز».
3- من هنا.. إلى قوله: قالا. سقط من «ز».
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك لتقويم السند عن «ز»، و مسند أحمد بن حنبل.
5- زيد بعدها في «ز»: انفجر أحدكم إذا جاءه رجل، و قال أحمد» و بعدها صح صح.
6- رواه أحمد بن حنبل في المسند 420/2 رقم 5758 طبعة دار الفكر.

عن حسين بن عبد الرّحمن الأشجعي أنه سمع [سعد] (1) ابن أبي وقّاص يقول عند فتنة عثمان ابن عفان سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«ستكون فتنة القاعد فيها خير من القائم، و القائم فيها خير من الماشي، و الماشي فيها خير من الساعي»، قال له رجل: أ فرأيت يا رسول اللّه إن دخل عليّ بيتي و بسط إليّ يده ليقتلني، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«كن كابن آدم» (2)[13027].

أنبأنا أبو الفضائل الحسن بن الحسن، و أبو تراب حيدرة بن أحمد، و أبو الحسن (3)علي بن بركات، قالوا: أخبرنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا أبو الحسن بن رزقويه، أنا عثمان بن أحمد الدقّاق، و أحمد بن سندي الحداد، قالا: أخبرنا الحسن بن علي، حدّثنا إسماعيل بن عيسى، حدّثنا أبو حذيفة إسحاق بن بشر، أخبرني شيخ لنا عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن قال: إن أوّل من يفر يوم القيامة من أبيه إبراهيم، و أول من يفر من أمّه إبراهيم، و أوّل من يفر من ابنه نوح، و أوّل من يفرّ من أخيه هابيل بن آدم، و أوّل من يفر من صاحبته لوط ، و نوح، و تلا هذه الآية: يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَ أُمِّهِ وَ أَبِيهِ وَ صٰاحِبَتِهِ وَ بَنِيهِ (4)فيرون أن هذه الآية نزلت فيهم، و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أخبرنا أبو عمرو (5) بن مندة، أخبرنا أبو محمّد بن يوه، أخبرنا [أبو] (6) الحسن اللنباني (7)،حدّثنا ابن أبي الدنيا، حدّثنا عبد الرّحمن بن صالح، حدّثنا هاشم بن القاسم، عن الحسام بن مصك الأزدي، عن عماد الذهني، حدّثنا سالم بن أبي الجعد قال: إن آدم لما قتل أحد ابنيه الآخر مكث عامه لا يضحك حزنا عليه، فأتى على رأس المائة فقيل له: حياك اللّه و بيّاك، و بشّرك بغلام، فعند ذلك ضحك. قلت: ما بيّاك ؟ قال: أضحكك.

قال: و حدّثنا ابن أبي الدنيا، حدّثني علي بن مسلم، حدّثنا سيّار، حدّثنا جعفر، حدّثنا أبو بكر الهذلي، عن شهر بن حوشب قال: لما قتل ابن آدم أخاه مكث آدم مائة سنة لا يضحك ثم أنشأ يقول (8):

ص: 8


1- سقطت من الأصل و م، و زيدت عن «ز».
2- رواه ابن كثير في البداية و النهاية 104/1.
3- تحرفت بالأصل إلى: الحسين، و المثبت عن «ز»، و م.
4- سورة عبس، الآيات 34-36.
5- تحرفت بالأصل إلى عمر، و المثبت عن «ز»، و م.
6- سقطت من الأصل و م، و زيدت عن «ز».
7- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: اللبناني.
8- البيتان في تاريخ الطبري 145/1 و البداية و النهاية 105/1 و مروج الذهب 31/1 و الكامل لابن الأثير 57/1.

تغيرت البلاد و من عليها *** و وجه (1) الأرض مغبرّ قبيح

تغيّر كلّ ذي لون و طعم *** و قلّ بشاشة الوجه المليح (2)

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو القاسم بن مسعدة، أخبرنا حمزة بن يوسف، أخبرنا أبو أحمد بن عدي، حدّثنا أحمد بن عامر البرقعيدي، حدّثنا مؤمّل بن إهاب، عن جعفر، عن أبي بكر الهذلي، عن شهر بن حوشب قال: لما قتل ابن آدم أخاه مكث مائة سنة لا يضحك ثم أنشأ يقول:

تغيّرت البلاد و من عليها *** فوجه الأرض مغبّر قبيح

تغير كلّ ذي لون و طعم *** و قلّ بشاشة الوجه المليح

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا - و أبو منصور بن خيرون، أخبرنا - أبو بكر الخطيب، أخبرنا الأزهري، أخبرنا علي بن عمر الحافظ ، حدّثنا إسماعيل بن العبّاس الوراق (3)،حدثنا أبو البختري عبد الله بن محمد بن شاكر، حدثني أحمد بن محمد المخرمي عن عبد العزيز بن الرماح عن سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: لما قتل ابن آدم آخاه قال آدم:

تغيرت البلاد و من عليها *** فوجه الأرض مغير قبيح

تغير كل ذي لون و طعم *** و قل بشاشة الوجه الصبيح

قتل (4) قابيل هابيلا أخاه *** فوا حزنا مضى الوجه المليح

فأجابه إبليس:

تنحّ عن البلاد و ساكنيها *** فبي في الأرض ضاق بك الفسيح

و كنت بها و زوجك في رخاء *** و قلبك من أذى الدنيا مريح

فما انفكت مكايدتي و مكري *** إلى أن فاتك الثمن الربيح

فلو لا رحمة الجبار أضحى *** بكفك من جنان الخلد ريح

ص: 9


1- في إحدى نسخ الطبري 72/1 فلون.
2- في مروج الذهب: الصبيح.
3- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن «ز»، و م.
4- البيت التالي، ليس في المصادر السابقة.

ذكر من اسمه [هادي]

8080 - هادي بن مهدي بن محمد بن إسماعيل بن مهدي أبو الحسن العلوي

الحسيني الموسوي الختري ابن بنت شيخ الشيوخ أبي البركات بن أبي سعيد

سمع ببغداد كما ذكر لي عن أبي القاسم بن الحصين، و أبي الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي، و أبي الفضل محمد بن ناصر الحافظ .

و اتصل بالملك العادل نور الدين محمود ابن زنكي و تفقه عليه و راج عنده، و قدم معه دمشق دفعات عدة، و اشترى بدمشق دارا في محلة حجر الذهب، و حدث بحلب يسيرا، و كان مولده ببغداد في سنة اثنتي عشرة و خمسمائة، و منشؤه بمكة على ما بلغني. و مات بحلب يوم الخميس ثامن عشر رجب سنة إحدى و خمسين و خمسمائة.

[ذكر من اسمه] هارون

8081 - هارون بن إبراهيم أبو محمد - أظنه - الأهوازي

8081 - هارون بن إبراهيم أبو محمد - أظنه - الأهوازي (1)

بصري، سمع بدمشق جريرا، و الفرزدق، و حدث عن عطاء بن أبي رباح، و محمد بن سيرين.

روى عنه: عبد الصمد بن عبد الوارث، و أبو داود الطيالسي، و زيد بن الحباب، و شعيب بن صخر.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، نا أحمد بن جعفر، نا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي (2)،حدثنا عبد الصمد، حدثنا هارون بن إبراهيم الأهوازي، نا محمد، عن ابن عمر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«صلاة المغرب وتر صلاة النهار، فأوتروا صلاة الليل، و صلاة الليل مثنى مثنى، و الوتر ركعة من آخر الليل».

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا عبد الوهاب بن علي بن عبد الوهاب، أنا علي بن عبد العزيز الطاهري قال: قرئ على أحمد بن جعفر بن محمد بن سالم، أنا أبو خليفة الفضل ابن الحباب الجمحي، نا محمد بن سلام الجمحي حدثني شعيب بن صخر، عن هارون بن

ص: 10


1- ترجمته في تهذيب الكمال 187/19 و تهذيب التهذيب 5/6 و التاريخ الكبير 224/8 و الجرح و التعديل 87/9.
2- رواه أحمد بن حنبل في المسند 382/2 رقم 5550 طبعة دار الفكر.

إبراهيم قال: رأيتهما في مسجد دمشق، و الفرزدق في عصابة من خندق، و الناس عنق على جرير، قيس و موالي بني أمية، و هم يسلمون عليه يا أبا حرزة كيف كنت في مسيرك، و ذلك لمديحه قيسا و قوله في العجم (1):

فيجمعنا و الغرّ أولاد (2) سارة *** أب لا نبالي بعده من تعذرا (3)

أنبأنا أبو الغنائم بن ميمون، ثم حدثنا أبو الفضل أنا أبو الفضل و أبو الحسين و أبو الغنائم و اللفظ له قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمد زاد أبو الفضل و محمد بن الحسن قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا البخاري قال (4):هارون بن إبراهيم الأهوازي، أبو محمد (5) سمع محمد بن سيرين، سمع من عبد الصمد، يعد في البصريين (6) ه .

أنبأنا أبو الحسين و أبو عبد الله قالا أنا ابن مندة أنا حمد إجازة.

ح قال و أنا أبو طاهر أنا علي قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (7):

هارون بن إبراهيم الأهوازي، روى عن عطاء، و محمد بن سيرين، روى عنه عبد الصمد ابن عبد الوارث، و أبو داود الطيالسي، و زيد بن الحباب، سمعت أبي يقول ذلك.

و ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين، أنه قال: هارون بن إبراهيم ثقة. قال:

و سألت أبي عن هارون بن إبراهيم الأهوازي فقال: لا بأس به.

8082 - هارون بن سعيد أبو عبد الرحمن الأصبهاني المعروف بالراعي العابد

رحل و لقي أبا سليمان الداراني، و أحمد بن عاصم الأنطاكي، و محمد بن المبارك الصوري، و حدث عن دحيم، و محمد بن أبي السري العسقلاني، و المسيب بن واضح، و عبد العزيز بن عمران بن مقلاص، و محمد بن عاصم، و إبراهيم بن محمد بن يوسف الفيريابي (8).

ص: 11


1- البيت في ديوان جرير من قصيدة بعنوان: ليت صبحك نوّرا ص 183.
2- الديوان: أبناء.
3- إلى هنا ينتهي المجلد 17 المخطوط من الأصل الذي نعتمده (نسخة س) و الأخبار التالية نستدركها من نسختي «ز»، و م.
4- التاريخ الكبير للبخاري 224/8.
5- قوله:«أبو محمد» ليس في التاريخ.
6- قوله:«يعد في البصريين» ليس في التاريخ الكبير، و مكانها فيه: أراه ابن أبي تميم.
7- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 87/9.
8- في م:«الفريابي» و كلاهما يصح.

روى عنه: أبو مسعود أحمد بن الفرات الرازي، و أحمد بن يحيى بن نصر، و محمد بن عبد الله بن العباس.

كتب إليّ أبو علي الحداد، و حدثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن يحيى بن نصر، نا أبو عبد الرحمن الراعي، نا إبراهيم بن محمد بن يوسف، نا إبراهيم بن زكريا، حدثني عثمان بن عمرو بن عثمان البصري، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم للكاتب إذا كتب:«ضع القلم على أذنك» ه .

قال أبو نعيم: هارون بن سعيد أبو عبد الرحمن الراعي العابد، حدث عنه: أبو مسعود الرازي، كتب عن الشاميين المسيب بن واضح، و طبقته ه .

أنبأنا أبو علي أيضا قال: قال لنا أبو نعيم: و منهم أبو عبد الرحمن الراعي هارون بن سعيد، كان من الزاهدين، و السائحين، لقي بالشام أبا سليمان الداراني، و محمد بن المبارك الصوري، و أحمد بن عاصم الأنطاكي حدث عنه أبو مسعود الرازي في مسند سمع من عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم و محمد بن أبي السري العسقلاني و طبقتهم.

8083 - هارون بن عبد الصمد بن عبدوس بن حسان

أبو موسى النيسابوري الرّخّي (1)(2)

رحال مشهور. حدث عن هشام بن عمار، و محمد بن أبي السري، و يحيى بن يحيى و إسحاق بن راهويه، و علي بن المديني، و القواريري، و أبي مصعب الزهري، و محمد بن خلود الإسكندراني.

روى عنه: أبو حامد بن الشرقي، و أبو بكر أحمد بن علي الدائري، و أبو عبد الله محمد بن يعقوب بن الأخرم الحفاظ ، و أبو الحسن محمد بن علي بن أبي بكر العدل ه .

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي (3)،أنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو

ص: 12


1- الرخي: بضم الراء، و قيل بكسرها و هو الأصح و تشديد الخاء المعجمة هذه النسبة إلى الريخ في ظن أبي سعد، ناحية بنيسابور و هي أحد أرباعها. قال: و الصحيح: الرخ، و العوام جعلوها الريخ (الأنساب).
2- ترجمته في الأنساب (الرخي)54/3 و معجم البلدان (رخ)38/3.
3- سقطت من م.

بكر محمد بن عبد الله يعني الحفيد، نا هارون بن عبد الصمد الرخي، نا علي بن المديني، نا يحيى بن سعيد، نا ابن أبي ليلى، حدثني ابن أخي عبد الله بن عيسى، عن أبي، عن علي قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد للّه على كلّ حال، و ليقل له:

يرحمكم اللّه، و ليقل: يهديكم اللّه و يصلح بالكم» ه .

كتب إلي أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد الله الحافظ قال:

قرأت بخط أبي عمر و المستملي سماعه منه في سنة سبع و ستين و مائتين ه قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر عن أبي بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ (1) قال: هارون بن عبد الصمد بن عبدوس بن حسان أبو موسى النيسابوري الرخي، و كان من الصالحين سمع بخراسان يحيى بن يحيى، و إسحاق بن إبراهيم و أقرانهما. و بالعراق علي بن المديني و عبيد الله (2) القواريري و أقرانهما، و بالحجاز أبا مصعب الزهري و أقرانه، و بالشام محمد بن أبي السري، و هشام بن عماد و أقرانهما. روى عنه أبو جامد بن الشرقي، و أبو بكر بن علي، و أبو عبد الله بن الأخرم الحفاظ .

أخبرني أبو محمد بن أبي عبد الله عن أبيه قال: توفي هارون بن عبد الصمد الرخي آخر سنة خمس و ثمانين و مائتين (3).

8084 - هارون بن عثمان البيروتي

حكى عنه: العباس بن الوليد شيئا من أمر الزلزلة التي أصابتهم ببيروت.

8085 - هارون بن عمران بن يزيد بن خالد بن أبي جميل القرشي

روى عن ابن الجماهر، و أبي مسهر، و علي بن المديني، و عثمان بن أبي شيبة، و إسحاق بن أبي إسرائيل، و إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى، و أبي الأخيل خالد بن عمر و الحمصي، و زهير بن عباد، و عمرو بن هاشم.

روى عنه: أبو الميمون البجلي، و محمد بن العباس بن الدرفس ه .

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو الميمون عبد

ص: 13


1- من قوله قرأت إلى هنا سقط من م.
2- في «ز»: عبد اللّه، و المثبت عن م، و الأنساب.
3- الأنساب و معجم البلدان.

الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد، نا هارون بن عمران بن أبي جميل، نا أبو الجماهر محمد بن عثمان السعدي، نا أيوب بن موسى السعدي، عن سليمان بن حبيب، عن أبي أمامة الباهلي قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أنا زعيم ببيت في رياض (1) الجنة لمن ترك المراء، و إن كان محقّا، و ببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب، و إن كان مازحا، و ببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه».

[قال ابن عساكر:] (2) كذا قال و أبو الجماهر تنوخي، الأسعدي ه .

قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي، أنا مكي بن محمد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: سمعت أبا عبد الله محمد بن يوسف يقول: توفي بدمشق و أنا فيها في سنة تسع و سبعين و مائتين ابن أبي جميل ه .

كذا قال، و لم يسمه و يحتمل أن يكون هارون هذا، و يحتمل أن يكون ابن عمه عثمان ابن عبد الله بن يزيد بن خالد بن أبي جميل، فإنهما متعاصران.

8086 - هارون بن عمر بن يزيد بن زياد بن أبي زياد أبو عمر المخزومي

من أهل دمشق، حدث عن الخصيب بن كثير، و سويد بن عبد العزيز، و أيوب بن سويد، و عبد الله بن صالح كاتب الليث، و الوليد بن مسلم، و مبشّر بن إسماعيل، و محمد بن خالد، و ضمرة بن ربيعة، و عبد الله بن يوسف التنيسي، و عبد الله بن عثمان بن إسحاق بن سعد بن أبي وقاص، و محمد بن شعيب بن شابور، و يحيى بن سليم الطائفي، و يحيى بن حسان التنيسي.

روى عنه إبراهيم بن هانئ، و أبو العباس بن مسروق، و أبو بكر بن الدنيا، و أحمد بن يونس بن المسيب الضبي، و عثمان بن خرزاذ، و صالح بن بشر بن سلمة الطبراني، و عمر بن الحسن القاضي الجلي، و هيذام بن قتيبة المروزي، و إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، و عمر ابن شبة، و أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي، و أبو جعفر أحمد بن علي العكبري المعروف بخسرو.

أخبرنا أبو الفتح أحمد بن محمد بن أحمد الحداد في كتابه. و أخبرني أبو المعالي عبد

ص: 14


1- كذا بالأصل، و في م و المختصر: ربض.
2- زيادة منا.

الله بن أحمد بن محمد عنه، أنا أبو علي أحمد بن محمد بن إبراهيم بن يزداد، أنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس، أنا أحمد بن يونس بن المسيب الضبي، نا هارون بن عمر الدمشقي، نا عبد الله بن يوسف، نا خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح، نا يونس بن ميسرة بن حلبس، حدثتني أم الدرداء، عن أبي الدرداء عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«فرغ اللّه إلى كل عبد من علمه، و أجله، و رزقه، و أثره، و مضجعه» ه .

قال: و نا هارون بن عمر الدمشقي، نا عبد الله بن عثمان بن إسحاق بن سعد بن أبي وقاص، عن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن الزبير بن العوام قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«فضّل اللّه قريشا بسبع خصال: فضّلهم بأنهم عبدوا اللّه عشر سنين لا يعبد اللّه إلاّ قرشي، و فضّلهم بأنه نصرهم يوم الفيل و هم مشركون، و فضّلهم بأنه نزلت فيهم سورة من القرآن لم يدخل فيها أحد من العالمين و هي لِإِيلاٰفِ قُرَيْشٍ (1) و فضلهم بأن فيهم الخلافة و الحجابة و السقاية» (2).

ص: 15


1- سورة قريش، الآية الأولى.
2- كتب بعدها في «ز»: آخر الجزء السادس. و هو آخر المجلد الثاني من التجزئة المستجدة و التجليد. وافق فراغ ذلك يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الآخر سنة سبع عشرة و ستمائة بمسجد بني الشيرجي... من مدينة دمشق حرسها اللّه على يدي العبد الفقير المعترف بذنبه محمد بن يوسف بن محمد بن أبي يداس البرزالي الإشبيلي وفقه اللّه و شرح صدره و غفر له و جمع شمله و متعه و نفعه آمين. و قد نسخه أضعف الكتاب راجي عفو ربه القدير عبده محمد إبراهيم الحقير من الكتجانة الأزهرية على ذمة و نفقة الكتخانة السلطانية. و كان الفراغ من كتابته يوم الأحد المبارك الموافق 13 ربيع الثاني سنة 1338 عربية. و كتب بعدها في م: و اللّه سبحانه و تعالى أعلم بالصواب و صلى اللّه على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم.

بسم اللّه الرّحمن الرحيم حسبي اللّه و نعم الوكيل

حرف اللام ألف ذكر من اسمه لاحق

8087 - لاحق بن الحسين بن عمران بن أبي الورد

أبو عمر المقدسي (1) و يسمى محمّد أيضا

أحد الكذّابين الدجالين، و أكذب الغرباء الرحالين.

ذكر أنه سمع بأطرابلس: خيثمة بن سليمان، و بعرجموس (2) من قرى البقاع: يمان بن عبد اللّه الخادم، و بغيرها (3)،و إبراهيم بن عبد الصّمد الهاشمي ببغداد، و أبا سعيد محمّد بن عبد الحكم الطائفي بالطائف،[و أبا القاسم] (4) علي بن محمّد كاس النخعي، و أبوي عمر المحاملي و محمّد (5)،و الربيع بن حبيب، و أبا سعيد المفضّل (6) بن محمّد الجندي.

ص: 16


1- ترجمته في ميزان الاعتدال 356/4 و لسان الميزان 435/6 و معجم البلدان (صدر) و تاريخ بغداد 99/14 و أخبار أصبهان 342/2 و تاريخ جرجان ص 486 رقم 978.
2- عرجموس قرية في بقاع بعلبك يزعمون أن فيها قبر حبلة بنت نوح عليه السّلام (معجم البلدان 99/4).
3- كذا بالأصل و م.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
5- كذا بالأصل و م.
6- تحرفت بالأصل إلى: الفضل، و التصويب عن م، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 257/14.

روى عنه: أبو عبد اللّه الحاكم، و أبو نعيم الحافظ ، و أبو سعد عبد الرّحمن [بن] (1)محمّد الإدريسي صاحب تاريخ سمرقند، و أبو بكر محمّد بن علي بن عمر الأسفرايني، و أبو (2) العبّاس الفضل بن سهل بن محمّد بن أحمد بن المروزي الصفّار.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا - و أبو الحسن، أنا (3)-أبو بكر الخطيب (4)،أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو عمر لاحق بن الحسين بن عمران بن محمّد بن أبي الورد البغدادي، قدم علينا سنة أربع و ستين و ثلاثمائة، نا أبو سعيد محمّد بن عبد الحكم (5) الطائفي بها.

أخبرنا طلحة بن محمّد بن مسلم الطائفي، نا سعيد بن السمّاك بن حرب، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن اللّه إذا أحب إنفاذ أمر سلب كلّ ذي لب لبّه»[13028].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو بكر محمّد بن علي بن عمران الأسفرايني العطّار، نا أبو عمر محمّد بن الحسين بن عمران بن أبي الورد المقدسي - بأسفراين - نا خيثمة بن سليمان بن حيدرة، نا أحمد بن محمّد بن أبي الخناجر، نا السّري بن مهران، نا أبو معاوية عبد الرّحمن بن قيس، نا مسكين بن أبي سراج، نا عمران بن دينار، عن ابن عمر.

أن رجلا جاء إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا رسول اللّه، أي الناس أحبّ إلى اللّه ؟ و أيّ الأعمال أحبّ إلى اللّه ؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أحبّ الناس إلى اللّه أنفعهم للناس، و أحبّ الأعمال إلى اللّه سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تطرد عنه جوعا، أو تقضي عنه دينا»[13029].

أنبأنا أبو علي الحدّاد، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد (6)،أنا أبو نعيم (7)،أنا... (8)،نا لاحق بن الحسين، نا خيثمة بن سليمان، نا عبيد بن محمّد

ص: 17


1- زيدت عن م.
2- بالأصل:«أبا» تحريف، و التصويب عن م.
3- كذا بالأصل و م:«أنا... أنا» و الوجه:«أنا... نا».
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 99/14.
5- كذا بالأصل و م، و في تاريخ بغداد: عبد الحكيم.
6- تحرفت إلى:«أحمد» بالأصل، و التصويب عن م.
7- رواه أبو نعيم الحافظ في أخبار أصبهان 343/2.
8- كذا بياض بالأصل، و الكلام متصل في م. و العبارة في أخبار أصبهان: أخبرنا خيثمة بن سليمان إجازة و حدثنيه عنه لاحق بن الحسين ثنا عبيد بن محمد الكشوري...

الكشوري، نا محمّد بن يحيى بن جميل، نا بكر (1)[بن] (2) شرود، نا يحيى بن مالك بن أنس، عن أبيه، عن الزهري، عن أنس بن مالك عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«لا يخرف قارئ القرآن»[13030].

أخبرنا أبو منصور بن زريق (3)،أنا - و أبو [الحسن بن] (4) سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (5)،حدّثني أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد أخو الخلاّل، و القاضي أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي، كلاهما عن أبي سعد (6) عبد الرّحمن بن محمّد الإدريسي، قال:

لاحق بن الحسين بن عمران بن أبي الورد، محمّد بن عمران بن محمّد بن سعيد بن المسيّب بن حزن كنيته أبو عمر، كان يذكر أنه مقدسي الأصل، و ربما كان يقول: إنه بغدادي، كان كذّابا، أفّاكا، يضع الحديث على الثقات، و يسند المراسيل، و يحدّث عن من لم يسمع منهم، حدّثنا يوما عن الربيع بن حسّان الكشي (7)،و المفضل بن محمّد الجندي، فقلت: أين كتبت و متى كتبت عنهما؟ فذكر أنه كتب عنهما بمكّة بعد العشرين و الثلاثمائة، فقلت: كيف كتبت عنهما بعد العشرين و قد ماتا قبل العشر و الثلاثمائة ؟ و وضع نسخا لأناس لا تعرف أساميهم في جملة رواة الحديث، مثل طرغال، و طربال، و كركدي، و شغبوب، و مثل هذا شيئا غير قليل، لا نعلم رأينا في عصرنا مثله في الكذب و الوقاحة مع قلة الدراية، قيل إنّ اسمه كان محمّدا (8)[فتسمّى] (9) بلاحق لكي يكتب عنه أصحاب الحديث، فقلت له، فقال: سمّاني أبي لاحقا، و إنما سمّيت نفسي محمّدا.

كتبنا عنه بسمرقند حتى قال لي: ما بقّيت عندي شيئا، و كتب لي بخطه زيادة على خمسين جزءا من حديثه، و كانت كتابتي عنه لأعلم ما وضعه و ما سند من المراسيل و المقطوعات، و مع ذلك فقد رأيناه حدّث بعد أن فارقنا بأحاديث أنشأها بعد أن خرج من

ص: 18


1- الأصل:«مكي» و مكانها بياض في م، و المثبت عن أخبار أصبهان.
2- بياض بالأصل و م، و الزيادة عن أخبار أصبهان.
3- تحرفت بالأصل و م إلى: رزيق.
4- استدركت اللفظتان على هامش الأصل.
5- تاريخ بغداد 99/14-100.
6- تحرفت بالأصل إلى: سعيد، و المثبت عن م و تاريخ بغداد.
7- كذا بالأصل و م، و في تاريخ بغداد: الكسى.
8- الأصل: محمد، و المثبت عن م، و تاريخ بغداد.
9- مكانها بياض بالأصل، و في م:«نا الهيتمي» و المثبت عن عن تاريخ بغداد.

سمرقند، ذكر لي أنه خرج إلى نواحي خوارزم في سنة أربع و ثمانين و ثلاثمائة، و مات بها في تلك الأيام، و تخلّص الناس من وضعه الأحاديث، و لعله لم يخلف مثله من الكذابين إن شاء اللّه.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

لاحق بن الحسين بن عمران، أبو عمر الورّاق البغدادي، قدم علينا نيسابور، و هو أحسن حالا مما صار في آخر أيّامه بمرو، و حدّث عن أبي عبد اللّه المحاملي، و محمّد بن محمّد الدوري و أقرانهما، ثم ارتقى عن ذلك بعد سنين، و حدّث بالموضوعات، فأكثر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة الجرجاني، أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي في:«تاريخ جرجان»، قال (1):أبو عمر لاحق بن الحسين بن عمران بن أبي الورد الصّدري، ذكر أنّ صدر (2) قرية من قرى بيت المقدس، قدم جرجان في شوال سنة ست و ستين و ثلاثمائة، و أقام بها مديدة، ثم خرج إلى خراسان.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، و حدّثني أبو مسعود المعدّل عنه قال: قال لنا أبو نعيم الحافظ (3):لاحق بن الحسين بن عمران بن أبي الورد البغدادي، قدم علينا سنة إحدى أو اثنتين و ستين و ثلاثمائة، و رأيته بنيسابور، أحد الطوّافين.

أخبرنا أبو منصور الشيباني، و أبو الحسن (4) العطّار، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (5):لاحق بن الحسين بن عمران بن أبي الورد، أبو عمر، يعرف بالمقدسي، تغرب و حدّث بأصبهان، و خراسان، و ما وراء النهر عن خلق لا يحصون من الغرباء، و المجاهيل، أحاديث مناكير و أباطيل، حدّثنا عنه أبو نعيم الأصبهاني.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا قال (6):أمّا لاحق بالحاء المهملة، و القاف: لاحق بن الحسين المقدسي، يروي عن محمّد بن عبد اللّه بن أبي درّة القاضي أبي بكر.

ص: 19


1- تاريخ جرجان للسهمي ص 486 رقم 978.
2- صدر: بضم أوله و فتح ثانيه: قرية من قرى بيت المقدس (معجم البلدان 397/3).
3- ذكر أخبار أصبهان 342/2.
4- تحرفت بالأصل و م إلى: الحسين.
5- تاريخ بغداد 99/14.
6- الاكمال لابن ماكولا 324/7.

أخبرنا أبو منصور الشيباني، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (1)، أخبرني أبو الوليد الدربندي، أنا محمّد بن أحمد بن سليمان الحافظ - ببخارى - قال: توفي لاحق بن الحسين المقدسي بخوارزم في سنة أربع و ثمانين (2) و ثلاثمائة، و كان كذّابا.

أنبأنا أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: توفي لاحق - رحمه اللّه، فإنها واسعة - بمرو سنة خمس و ثمانين و ثلاثمائة، و قيل: بخوارزم.

8088 - لاحق بن حميد بن شعبة بن خالد بن بشر بن حبيش

8088 - لاحق بن حميد بن شعبة بن خالد بن بشر (3) بن حبيش

ابن عبد اللّه بن سدوس أبو مجلز البصري (4)

حدّث عن ابن عبّاس، و ابن عمر، و أنس بن مالك، و جندب بن عبد اللّه، و حفصة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم، و قيس بن عبّاد، و بشير بن نهيك، و أبي بردة بن أبي موسى.

روى عنه: قتادة، و سليمان التيمي، و أبو التّيّاح يزيد بن حميد، و عمران بن حدير، و الحكم بن عتيبة، و أبو حمزة أنس بن سيرين، و أبو هاشم يحيى بن دينار الزماني، و مطهّر بن جويرية السدوسي، و عاصم بن سليمان الأحوال، و أبو عفار (5) مثنى بن سعيد.

و استقدمه عمر بن عبد العزيز عليه.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا (6):أنا أبو يعلى بن الفراء، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمّد السكري، نا أبو حفص عمر بن إسماعيل بن أبي غيلان الثقفي.

ح و أخبرنا أبو القاسم علي بن عبد السيد بن محمّد بن الصباغ، و إسماعيل بن أحمد بن عمر، و أبو العبّاس أحمد بن علي بن الحسن بن نصر، و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، قالوا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، قالا: نا علي بن الجعد، أنا شعبة، عن أبي التّيّاح، قال: سمعت أبا مجلز، عن ابن عمر، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«الوتر ركعة من آخر الليل»[13031].

ص: 20


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 100/14.
2- بالأصل و م: و ثلاثين، و المثبت عن تاريخ بغداد.
3- كذا بالأصل و م، و في تهذيب الكمال: كثير.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 511/19 و تهذيب التهذيب 111/6 و ميزان الاعتدال 356/4.
5- تقرأ بالأصل و م: عفان، و المثبت عن تهذيب الكمال، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 427/17.
6- بالأصل و م: قالا.

أخبرنا: أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبي أبو القاسم (1).

ح و أخبرنا أبو محمّد عبدك بن علي بن عبدك بن أحمد، أنا أبو القاسم الفضل بن عبد اللّه بن محمّد، قالا: أنا أبو الحسين الخفاف، أنا أبو العبّاس السرّاج، نا عبيد اللّه بن سعيد، نا يحيى بن سعيد، عن التيمي، عن أبي مجلز، عن أنس بن مالك أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قنت في الفجر شهرا يدعو على رعل و ذكوان، و قال:«عصية عصت اللّه و رسوله»[13032].

رواه زائدة و جرير بن عبد الحميد، و معاذ بن معاذ، و يزيد بن هارون عن التيمي نحو رواية معتمر.

أخبرناه أبو المظفّر بن القشيري، أنا محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر قالت: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا زهير بن حرب، نا جرير، عن سليمان، عن أبي مجلز، عن أنس قال: قنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - زاد ابن حمدان: شهرا بعد الركوع و قالا:- على رعل و ذكوان و عصية عصت اللّه و رسوله[13033].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن (2) أحمد، أنا أبو بكر الخطيب، أنا الحسن بن أبي بكر، أنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن زياد القطان، نا محمّد بن غالب بن حرب، حدّثني محمّد بن عقبة، حدّثني مطهّر بن جويرية بن شيبان السدوسي، نا أبو مجلز قال: رأيت على مائدة عمر بن عبد العزيز كرّاثا.

أخبرنا أبو حامد أحمد بن نصر بن علي بن أحمد - بطوس - أنا أبي، أنا القاضي أبو بكر الحيري، نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، نا إبراهيم بن سليمان - و هو ابن أبي داود البرلّسي - نا مسدّد، نا أمية - يعني: ابن خالد - نا قرّة - و هو ابن خالد - عن الرّديني بن أبي مجلز، عن أبي مجلز قال:

قال عمر بن عبد العزيز ألّبوني رجلا عالما بأمر خراسان، فإن أمرها لي مهم، قالوا:

لاحق بن حميد أبو مجلز، قال: فقال: ابعثوا إليه، قال: فبعث إليّ ، فقدمت، فأقمت أياما،

ص: 21


1- بعدها في م: و أخبرنا هبة الرحمن بن عبد الواحد، أنا جدي أبو القاسم.
2- من هنا.. إلى زياد، سقط من م، فاختل السند.

فقال له رجل: يا أمير المؤمنين، هذا لاحق بن حميد صاحب خراسان، قال: فقال الرجل:

إنّ أمير المؤمنين لم يعرفك، قال: قلت: فما أنكرني، قال: فقال: ادن و أخبرني عن خراسان، فإنّ أمرها لي مهم، قال: قلت: عن أي أمرها تسأل ؟ قال: أخبرني عن أميرها عبد الرّحمن بن نعيم العامري، قال: قلت: تؤتى له العافية، و ليس بأمير خراسان، قال:

فأخبرني عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن القشيري، قال: قلت: يعادي الأعداء، و يكافئ الأكفاء، سيد يفعل ما يشاء، ودّ أنّ معه من يعينه على ما هو فيه، فقال عمر: اللّهمّ قد ست (1) لمن كان ذا لبّ ، كان شاهدا ما ردّ عليك شيئا مما قلت، اللّهمّ من أمر دنياه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هاشم بن محمّد، عن الهيثم بن عدي، عن ابن عيّاش قال: في الطبقة الثالثة من أهل البصرة قال:[أبو] (2) مجلز، لاحق بن حميد السدوسي.

أخبرني أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو بكر بن المؤمّل، نا الفضل بن محمّد، أنا أحمد بن حنبل.

ح قال: و أنا أبو بكر البيهقي.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عثمان بن عبيد اللّه، قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، نا أبو عبيدة عبد الواحد بن واصل قال: و اسم أبي مجلز لاحق بن حميد.

أخبرنا أبو يعلي حمزة بن الحسن، أنا سهل بن بشر، و أبو نصر أحمد بن محمّد (3)ابن عيسى، أنا منير بن أحمد بن الحسن، أنا جعفر بن أحمد بن إبراهيم، نا أحمد بن الهيثم قال: قال أبو نعيم: أبو مجلز لاحق بن حميد بن شعبة بن خالد بن كثير بن حبيش بن عبد اللّه بن سدوس، مات في ولاية ابن هبيرة سنة ست و مائة.

في الأصل سعية بالسين و الياء بدل شعبة.

ص: 22


1- كذا صورتها بالأصل و م.
2- سقطت من الأصل و م.
3- في م: و أبو نصر أحمد بن محمد بن سعيد قالا: أنا محمد بن أحمد بن عيسى.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الفضل بن خيرون.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو القاسم الأزهري، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أنا العبّاس بن العبّاس بن محمّد، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال: و اسم أبي مجلز: لاحق بن حميد.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا محمّد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص الفلاّس، قال في تسمية من روى عن ابن عبّاس من أهل البصرة: أبو مجلز لاحق بن حميد، و قال في موضع آخر: رجل من بني سدوس.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمّد، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي و عمّي، قالا: أبو مجلز لاحق بن حميد.

أخبرنا أبو البركات أيضا، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا يوسف بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح، قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل البصرة: أبو مجلز، لاحق بن حميد السدوسي.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم، نا ابن أبي خيثمة، قال: سمعت أبي و أحمد بن حنبل يقولان:

أبو مجلز لاحق بن حميد السدوسي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن (1)،أنا إبراهيم بن أبي أمية، قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: اسم أبي مجلز لاحق بن حميد.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم السلماسي، أنا نعمة اللّه بن محمّد المرندي، نا أبو مسعود أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، نا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدّثني الحسن بن سفيان، نا محمّد بن علي، عن محمّد بن إسحاق قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: أبو مجلز، لاحق بن حميد.

ص: 23


1- قوله:«أنا إبراهيم بن الحسن» مكرر في م.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا ابن أبي الدنيا.

ح و أنبأنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر بن البنّا، قالا: أنا أبو محمّد الجوهري - قراءة - عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم.

قالا: نا محمّد بن سعد (1) قال في الطبقة الثانية من أهل البصرة: أبو مجلز، لاحق بن حميد السدوسي، توفي في خلافة عمر بن عبد العزيز - زاد ابن الفهم: قبل وفاة الحسن البصري - و كان ثقة، له أحاديث.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضل بن غسّان، نا أبي قال: و من سدوس: أبو مجلز لاحق بن حميد.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل و أبو الحسين و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (2):

لاحق بن حميد أبو مجلز السدوسي البصري، سمع ابن عمر، و ابن عبّاس، و أنسا، سمع منه: قتادة، و سليمان التيمي، و عمران بن حدير (3)،مات قبل الحسن بقليل، و مات الحسن سنة عشر و مائة.

أنبأنا أبو الحسين و أبو عبد اللّه قال: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (4):

لاحق بن حميد أبو مجلز السدوسي البصري، يقال إنه أتى مرو و له بها دار، توفي أيام عمر بن عبد العزيز، روى (5) عن ابن عمر، و ابن عبّاس، و أنس، و جندب، روى عنه:

ص: 24


1- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 216/7.
2- التاريخ الكبير للبخاري 258/8-259.
3- قوله:«و عمران بن حدير» ليس في التاريخ الكبير.
4- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 124/9.
5- أقحم بعدها بالأصل: المروزي، و المثبت عن م، و الجرح و التعديل.

قتادة، و سليمان التيمي، و أبو التياح، و عمران بن حدير، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو مجلز لاحق بن حميد السدوسي، سمع ابن عمر، و ابن عبّاس، و أنسا، روى عنه قتادة، و سليمان التيمي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال (1):أبو مجلز، لاحق بن حميد.

أخبرنا أبو الفتح الكروخي، أنا أبو عامر محمود بن القاسم، و أبو نصر عبد العزيز بن محمّد، و أبو بكر أحمد بن عبد الصّمد، قالوا: أنا عبد الجبّار بن محمّد بن عبد اللّه، أنا أبو العبّاس المحبوبي، أنا أبو عيسى التّرمذي قال: أبو مجلز اسمه لاحق بن حميد.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، نا أحمد بن الفضل بن محمّد الباطرقاني، أنا عبد اللّه بن مندة، أنا أبو العبّاس القاسم بن القاسم بن عبد اللّه بن مهدي، قال: قال جدي أحمد بن سيّار: أبو مجلز، و منزل أبي مجلز، على الرزيق (2) خلف دار سهل بن صبح، يقال له: درب أبي مجلز إلى اليوم، و كان أبو مجلز أعور، مصابا بإحدى عينيه، و هو لاحق بن حميد بن شعبة بن حبيش بن عبد اللّه بن سدوس، يقال: إنه مات قبل الحسن بقليل، و مات بعد المائة، و كان من التابعين، و روى عن ابن عمر، و ابن عبّاس، و أسامة، و عمران، و أبي موسى و غيرهم، و لأبي مجلز ابن يقال له: الرّديني بن أبي مجلز، كتب الحديث، و جالس الناس، روى عنه الحسين بن واقد.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو مجلز لاحق بن حميد.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنا نصر بن إبراهيم، أنا سليم بن أيوب، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد بن إياس قال:

سمعت أبا عبد اللّه المقدمي يقول: أبو مجلز لاحق بن حميد.

ص: 25


1- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 211/3.
2- الرزيق: بفتح أوله و كسر ثانيه: نهر بمرو، و قيل بتقديم الزاي (راجع معجم البلدان 42/3).

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو طاهر أحمد بن علي، و أبو الحسين بن عبد الجبّار، قالا: أنا الحسين بن علي، أنا محمّد بن إبراهيم بن السري، نا عبد الملك بن بدر بن الهيثم، نا أحمد بن هارون بن روح الحافظ قال في الطبقة الثانية من الأسماء المنفردة و هم التابعون: لاحق بن حميد، و هو أبو مجلز، يحدّث عن ابن عبّاس، و ابن عمر، بصري، و قد تسمّى بهذا الاسم جماعة بعده.

أخبرنا أبو الفضل أيضا - قراءة - عن محمّد بن أحمد بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، قال: أبو مجلز لاحق بن حميد، روى عنه سليمان التيمي، و عمران بن حدير.

أنبأنا أبو بكر وجيه بن طاهر، و أبو سعد عبد اللّه بن أسعد بن جبار، قالا: أنا موسى بن عمران، أنا الحاكم أبو عبد اللّه، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن الجراح - بمرو - نا أبو رجاء محمّد بن حمدويه السنجي، قال: سمعت أبا علي محمّد بن حمزة يقول: قدم أبو مجلز لاحق بن حميد السدوسي مرو زمانا، و ذكر لنا أنه لما قتل قتيبة بن مسلم فبلغ الخبر أهل مرو، و مشى الناس إلى أبي مجلز فولّوه أمرهم حتى قدم وكيع بن أبي سود، و كان منزل أبي مجلز في درب يقال له [درب] (1) أبي مجلز، و كان أعور، و هو:

لاحق بن حميد بن شعبة (2) بن خالد بن كثير (3) بن حبيش بن عبد اللّه بن سدوس، مات بعد المائة، و أدرك عمر بن عبد العزيز، و دخل عليه، و روى عن حذيفة، و أبي موسى، و عمران بن حصين، و أسامة (4) بن زيد، و ابن عبّاس.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد قال:

أبو مجلز لاحق بن حميد بن شعبة بن خالد بن كثير بن حبيش (5) بن عبد اللّه بن سدوس السدوسي البصري، سمع ابن عبّاس، و ابن عمر، و أنس بن مالك، و حفصة زوج

ص: 26


1- سقطت من الأصل و استدركت للإيضاح عن م.
2- تقرأ بالأصل و م: شيبة.
3- بالأصل و م هنا: كسر.
4- قوله:«و عمران بن حصين و أسامة» مكرر بالأصل.
5- بالأصل و م:«حنيس».

النبي صلى اللّه عليه و سلم، روى عنه أبو حمزة أنس بن سيرين (1)،و قتادة، و سليمان بن طرخان.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل المقدسي، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أحمد بن محمّد بن الحسين قال:

لاحق بن حميد أبو مجلز السدوسي البصري، الأعور، الأسود، و كان ورد خراسان مع قتيبة بن مسلم الباهلي، و له بمرو دار، سمع ابن عبّاس، و أنس بن مالك، و قيس بن عبّاد، روى عنه سليمان التيمي، و عاصم الأحول، و أبو هاشم الرمّاني في تفسير سورة الأحزاب، و الحجّ ، و في الوتر، و الاستئذان، و غزوة الرجيع، و عدّة أصحاب بدر، و ذكر ليلة القدر.

قال عمرو بن علي: مات سنة تسع و مائة. و قال أبو عيسى مثله، و قال كاتب الواقدي:

توفي في خلافة عمر بن عبد العزيز، و قال ابن أبي شيبة: توفي قبل الحسن بقليل.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (2):أما لاحق بالحاء المهملة، و القاف فجماعة منهم: لاحق بن حميد أبو مجلز [تابعي] (3).

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمّام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيوية، أنا محمّد بن القاسم، نا ابن أبي خيثمة، نا عبيد اللّه بن عمر، نا مطهر بن جويرية قال: رأيت أبا مجلز أبيض الرأس، و اللحية، و رأيته على بيت مال خراسان (4).

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو منصور بن شكرويه، أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد، نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا عبد اللّه بن أبي سعد، نا إسماعيل بن إبراهيم، نا النضر بن شميل قال: قال هشام الفردوسي: كان أبو مجلز قصيرا، قليلا فإذا تكلم كان من الرجال (5).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا حجّاج قال: قال شعبة: لم يدرك أبو مجلز حذيفة.

ص: 27


1- راجع ترجمته في تهذيب الكمال 325/2.
2- الاكمال لابن ماكولا 324/7.
3- زيادة عن الاكمال.
4- رواه المزي في تهذيب الكمال 512/19.
5- تهذيب الكمال 512/19.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، حدّثني محمّد بن عبد الرحيم، قال: سمعت عليا (1)،قال: لم يلق أبو مجلز سمرة و لا عمران (2).

قرأت على أبي القاسم بن عبدان، عن أبي عبد اللّه محمّد بن علي، أنا رشأ بن نظيف، أنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد، أنا محمّد بن محمّد بن داود، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد قال: أبو مجلز لاحق بن حميد، لم يسمع من حذيفة، و لم يدركه، و هو بصري، ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد العتيقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالوا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (3):أبو مجلز لاحق بن حميد السدوسي، بصري، تابعي، ثقة، و كان يحبّ عليا رضي اللّه عنه.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه قالا: أنا بن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (4):سئل أبو زرعة عن أبي مجلز، فقال: بصري، ثقة.

أخبرنا أبو البركات المجهز، أنا أبو بكر الشامي، أنا أبو الحسن المجهر، أنا يوسف بن أحمد، أنا العقيلي (5)،نا محمّد بن عثمان، نا حسين بن حبّان قال: سمعت يحيى يقول: أبو مجلز مضطرب الحديث.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن لؤلؤ، نا محمّد بن الحسين، نا الفلاّس، قال: سمعت أبا داود يقول (6):سمعت شعبة

ص: 28


1- من طريقه روي في تهذيب الكمال 512/19.
2- يعني سمرة بن جندب، و عمران بن حصين.
3- رواه العجلي في تاريخ الثقات ص 399 رقم 1427.
4- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 124/9.
5- رواه العقيلي في الضعفاء الكبير 372/4.
6- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 512/19.

يقول: أبو مجلز هذا تجيئنا عنه أحاديث، كأنه شيعي، و تجيئنا عنه أحاديث كأنه عثماني.

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، نا أبو بكر الخطيب، أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران، نا إسماعيل بن محمّد الصفّار، نا سعدان بن نصر، نا معاذ بن معاذ، نا سليمان التيمي قال: كنّا عند أبي مجلز، و هو يحدّثنا فقال رجل: لو قرأتم سورة، فقال أبو مجلز: ما الذي نحن فيه بأبغض إليّ من قراءة سورة.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو الفضل مطهر بن عبد الواحد، أنا أبو عمر عبد اللّه بن محمّد بن أحمد بن عبد الوهّاب، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عمر بن يزيد الزهري، نا أبو حفص عمرو بن علي، نا معتمر بن سليمان قال (1):سمعت أبي يقول:

كنا في مجلس نتذاكر فيه الفقه و السنن، و معنا أبو مجلز، فقال رجل: لو قرأتم سورة، فقال أبو مجلز: ما نرى أن قراءة سورة أفضل مما نحن فيه.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا علي بن عيسى بن إبراهيم (2) بن محمّد السكري، نا محمّد بن عبد العزيز بن أبي رزمة (3)، عن أبيه، عن ابن المبارك أن أبا مجلز كان يركب مع قتيبة بن مسلم في موكبه، فيسبّح اللّه اثنتي (4) عشر تسبيحة، و بعدها بلنانه (5).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا العتيقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر.

قالا: أنا الوليد، أنا علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال: قال أبو مجلز: أجاز فلان شهادتي وحدي و بئس ما صنع، أراه زرارة بن أوفى.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي، نا روح بن عبادة (6)،نا عمران بن حدير، عن

ص: 29


1- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 513/19.
2- في م: بن إبراهيم بن إبراهيم.
3- بالأصل:«بن أبي زرعة» و المثبت عن م. راجع ترجمة أبيه عبد العزيز بن أبي رزمة، أبو محمد اليشكري المروزي في سير أعلام النبلاء 505/9 و ترجمته في تهذيب الكمال 4/17.
4- بالأصل و م: اثني عشر.
5- كذا رسمها بالأصل و م.
6- من طريقه روي الخبر في تهذيب الكمال 513/19.

أبي مجلز قال: شهدت شهادة عند زرارة بن أوفى وحدي فقضى بها، قال أبو مجلز: و بئس ما صنع إلي.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم الحافظ (1)،نا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أحمد بن إبراهيم، نا عبد الملك بن الصباح، عن عمران بن حدير قال: أرسل ابن سيرين إلى أبي مجلز أن: ابعث إلينا بنفقة، لا تطلبها حتى نبعث بها إليك، قال: فصرّر ثلاثمائة، فأرسل بها إليه.

قال (2):و نا أبو محمّد بن حيّان، نا علي بن إسحاق، نا الحسين بن الحسن، نا ابن المبارك، نا عمران بن حدير (3)،عن أبي مجلز قال: إن استطعت أن [لا] (4) ينكب غريمك في ما بينك و بينه نكبة فافعل، و ما تركت غريمك بعد حل حقك فإنه مجزى لك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني إبراهيم بن عبد اللّه، نا حفص بن عمر، نا المنذر بن ثعلبة (5)،حدّثني الرّديني بن أبي مجلز قال: كان أبي يقول: إنّ أكيس المؤمنين أشدّهم حذرا.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا (6)،عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيوية، أنا محمّد بن القاسم، نا ابن أبي خيثمة، نا أبو سلمة، نا سلام بن أبي مطيع، عن سعيد القطيعي قال: كان أبو مجلز يقول: اللّهمّ أكرم من أكرمنا.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا الباطرقاني، أنا ابن مندة، أنا القاسم بن القاسم قال: قال جدي أحمد بن سيار: نا العلاء بن عمران، نا عيسى بن عبيد قال: رأيت أبا مجلز له وفرة، و كان لا يخضب.

قال: و نا جدي، نا علي بن الحسن، نا الحسين - يعني: ابن (7) واقد - عن يزيد، عن

ص: 30


1- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 113/3 و تهذيب الكمال 513/19.
2- القائل: أبو نعيم الحافظ ، و الخبر في حلية الأولياء 112/3.
3- بالأصل و م:«عمران، عن جابر» تحريف، صوبنا الاسم و السند عن حلية الأولياء.
4- سقطت من الأصل و م، و زيدت عن الحلية.
5- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 513/19 و حلية الأولياء 112/4.
6- أقحم بعدها بالأصل: عن أبي علي بن محمد.
7- من قوله: و فرة... إلى هنا سقط من م.

أبي مجلز قال: كنت قاعدا عند ابن عمر، فقال: أ يسرّك أنك خليفة ؟ قلت: نعم، لا ينتطح فيّ عنزان.

قال: و نا جدنا محمّد بن إبراهيم، نا أبو صالح سليمان بن صالح، حدّثني عبد اللّه، عن ملاوس قال: قال أبو مجلز ما جلست بباب أمير قطّ لا آتيه حتى يبعث إليّ رسوله، فإذا أرسل إليّ دخلت مع رسوله.

قال: و قال أبو صالح: مات أبو مجلز بظهر الكوفة.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا إسماعيل بن عثمان النيسابوري.

ح و أخبرنا أبو سعد محمّد بن أحمد بن محمّد بن الخليل، أنا خالي أبو الفضل محمّد بن أحمد العارف، قالا: أنا محمّد بن موسى بن الفضل، نا أبو عبد اللّه الصفّار الأصبهاني، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني أبو جعفر الأدمي، نا معاذ، عن عمران - يعني: ابن حدير - قال: كان أبو مجلز يقول: لا تحدث المريض إلاّ بما يعجبه.

قال: و كان يأتيني و أنا مطعون فيقول: غدّوا اليوم في الحي كذا و كذا ممن و عدوك فيهم، قال: فأفرح بذلك.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا (1) أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هاشم بن محمّد قال:

قال الهيثم: مات أبو مجلز لاحق بن حميد في ولاية عمر بن عبد العزيز.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام، عن ابن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم، نا ابن أبي خيثمة، أنا المدائني قال: مات أبو مجلز في ولاية عمر بن عبد العزيز (2).

قال: و سمعت يحيى بن معين يقول: أبو مجلز لاحق بن حميد، مات سنة مائة أو إحدى و مائة (3).

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو

ص: 31


1- من هنا إلى: بشران، مكرر بالأصل.
2- تهذيب الكمال 513/19.
3- المصدر السابق.

سليمان بن زبر، قال: قال الهيثم: و في سنة إحدى و مائة مات مسلم بن يسار، و مقسم مولى ابن عبّاس، و لاحق بن حميد أبو مجلز. و ذكر أن أباه أخبره عن أحمد بن عبيد بن ناصح عن الهيثم بذلك.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (1):و في ولاية ابن هبيرة مات أبو مجلز. و ذكر خليفة أن ابن هبيرة جمع له العراق سنة ست (2) و مائة.

أخبرنا أبو الأعزّ، أنا الجوهري، أنا ابن لؤلؤ، أنا محمّد بن الحسين، نا الفلاّس قال:

و مات أبو مجلز سنة تسع و مائة (3).

أخبرنا أبو الحسن الخطيب، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو العباس، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا البخاري، قال: قال أبان بن صمعة: لاحق بن حميد السدوسي، البصري، مات قبل الحسن بقليل.

قال: و نا البخاري، قال: و قال يحيى بن سعيد: مات أبو نضرة قبل الحسن بقليل، و أبو مجلز و بكر قبل الحسن بقليل، و ذكر غير السري بن يحيى قال: مات الحسن سنة عشر و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب.

ح و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا عمر بن عبيد اللّه، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، قالا: قال أحمد - يعني: ابن حنبل - عن يحيى بن سعيد: أبو نضرة مات قبل الحسن بقليل، و أبو مجلز، و بكر، قبل الحسن بقليل، و كان موت الحسن سنة عشر و مائة.

ص: 32


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 335.
2- كذا بالأصل و م، و الذي في تاريخ خليفة ص 335 أن العراق جمعت له سنة ثلاث و مائة من أولها. و في تهذيب الكمال 513/19 نقلا عن خليفة سنة ست و مائة.
3- . تهذيب الكمال 513/19.

8089 - لاحق بن محمّد بن أحمد أبو الحسن المالكيّ

حدّث عن تمام بن محمّد.

روى عنه: علي بن محمّد الحنّائي.

قرأت بخط أبي الحسن الحنائي، أنا أبو الحسن لاحق بن محمّد بن أحمد المالكيّ ، أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن محمّد الحافظ البجلي، أنا أبو علي أحمد بن محمّد بن فضالة، نا أبو غسّان مالك بن يحيى - بمصر - نا يزيد بن هارون، نا محمّد بن إسحاق، عن نافع، عن ابن عمر قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إذا جئتم الجمعة فاغتسلوا»[13034].

[قال ابن عساكر:] (1) عبيد اللّه بن محمّد هو تمام الرّازي، دلّسه الحنائي ليخفى.

أخبرناه عاليا أبو محمّد بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، نا أبو علي أحمد بن محمّد بن فضالة الحمصي، فذكر بإسناده مثله، و لم يقل بمصر.

و قال: أنا محمّد بن إسحاق، و قال: سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم.

8090 - لاحق بن المبارك بن محمّد بن الحكم

أبو منصور البغدادي، المعروف بالنقيب

سمع أبا المعالي ثابت بن بندار البقّال.

كتب لي أبو المعمر الأنصاري في رحلتي الأولى ببغداد حديثين لأسمعهما منه، فسألت عنه فلم أظفر به، ثم قدم دمشق بعد مدة مديدة، فسمعتهما منه، و لم أسمع منه غيرهما.

و كان يتزيّا بزيّ الصوفية، و ذكر لي عنه أنه روى بدمشق أشياء بإجازة التميمي أبي محمّد.

أخبرنا أبو منصور لاحق بن المبارك - بجامع دمشق - سنة تسع و أربعين و خمسمائة - بقراءتي عليه - أنا أبو المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم البقّال، أنا أبو منصور محمّد بن محمّد بن السوّاق، أنا أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي، نا بشر بن موسى، نا سعيد بن منصور، نا حمّاد بن زيد، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عمر قال: أخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ببعض جسدي فقال لي:«يا بن عمر، كن في الدنيا كأنك غريب، و كأنك عابر سبيل، و عدّ نفسك في الموتى»[13035].

ص: 33


1- زيادة منا للإيضاح.

لم أظفر لهذا الشيخ بعد سماعي منه بخبر، و أظنه مات بعد قراءتي عليه بيسير إلى أن حدّثني ابن ابنه حنظلة أنه توفي بدمشق.

8091 - لاحق بن مشيع بن أسد أبو الحسن الحزامي الأذرعي

حدّث عن عبد اللّه بن الحسن بن زنجويه الأصبهاني.

روى عنه: علي بن محمّد الحنائي.

قرأت بخط أبي الحسن الحنائي، أنا أبو الحسن لاحق بن مشيع بن أسد الأذرعي الحزامي، أنا عبد اللّه بن الحسن بن زنجويه الأصبهاني، نا أحمد بن سليمان بن أيوب الأسدي، نا يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا شعيب بن إسحاق، نا عبيد اللّه بن عمير، عن نافع أن عبد اللّه بن عمر أخبره أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«مثل المنافق كالشاة العائرة بين الغنمين، تعير (1) إلى هذه مرة و إلى هذه مرة، لا تدري أيهما تتبع»[13036].

8092 - لاس بن جرهم، و يقال: لاشر بن خمير أبو ثعلبة الخشني

يأتي ذكره في باب الكنى إن شاء اللّه.

8093 - لأم بن زبار بن غطيف، و يقال: لأم بن غطيف بن حارثة بن سعد

ابن الحشرج بن امرئ القيس بن عدي بن أخزم بن ربيعة بن جرول

ابن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيّئ الطائي (2)

أخو حلبس و ملحان ابني غطيف، و ابن عمّ عدي بن حاتم الجواد بن عبد اللّه بن سعد بن الحشرج.

شهد صفّين مع معاوية، و كانوا اخوة عدي بن حاتم لأمّه، و قد قيل إنّ لأما استخلفه علي بن أبي طالب على المدائن حين توجه إلى صفّين، فاللّه أعلم.

8094 - لاهز بن قريط بن معدى بن رفاعة

8094 - لاهز بن قريط بن معدى بن رفاعة (3)

[و قريظ كنيته أبو الجنوب، و يثربي (4) كنيته أبو رمثة له صحبة، ابن عوف بن وقدان

ص: 34


1- و هي المترددة بين القطيعين لا تدري أيهما تتبع، كما في تاج العروس عير 285/7 طبعة دار الفكر.
2- جمهرة ابن حزم ص 402.
3- جمهرة ابن حزم ص 214 و فيه: لاهز بن قريظ بن سرى بن الكاهن بن زيد بن عصية.
4- راجع ترجمته في أسد الغابة 692/4 و أعاده في الكنى.

المرئي المروزي] أحد دعاة بني العباس.

وفد على محمّد بن علي إلى الحميمة، و يقال: لاهز بن قريظ بن يثربي بن الكاهن بن زيد بن عصية بن امرئ القيس بن زيد مناة بن تميم بن مرّ بن أد بن طابخة.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر - إجازة إن لم يكن سماعا - أنا أبو المظفّر موسى بن عمران الأنصاري - قراءة عليه - أنا الحاكم أبو عبد اللّه، أخبرني خلف بن محمّد بن إسماعيل البخاري، نا أبو عمران موسى بن أفلح، نا سعيد بن سلم بن قتيبة بن مسلم، حدّثني جعفر بن لاهز بن قريظ بن معدي بن رفاعة، و معدي هو أبو رمثة صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال: سمعت أبي لاهز بن قريظ بن معدي بن رفاعة عن أبيه عن أبي رمثة.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«حسين مني و أنا منه، هو سبط من الأسباط ، أحبّ اللّه من أحبّ حسينا، إن الحسن و الحسين سيّدا شباب أهل الجنّة»[13037].

قال لاهز بن قريظ : كان جدي قدم هاهنا غازيا في جيش حاتم بن النعمان، قال لاهز: أخبرني أبي قريظ قال: أتيت مع أبي إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:«إمّا إنه لا يجني عليك و لا تجني عليه»[13038].

[قال ابن عساكر:] (1) كذا سمي أبو رمثة في هذه الرواية، و قد قيل: إن اسمه رفاعة بن يثربي [و يقال: يثربي] (2) بن عوف، و اللّه أعلم.

بلغني أنّ أبا مسلم اتّهم لاهزا في إنذاره نصر بن سيّار منه حين هرب مصر، فأخذ أبو مسلم لاهزا فقتله سنة ثلاثين و مائة.

ص: 35


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك للإيضاح عن م.
2- زيادة منا.

حرف الياء

[ذكر من اسمه] [ياسين]

اشارة

[ذكر من اسمه] (1)[ياسين] (2)

8095 - ياسين بن سهل بن محمّد بن الحسن بن محمّد

أبو روح القايني (3) الصّوفي المعروف بالخشّاب

سمع بخراسان أباه أبا الحسن، و أبا منصور محمّد بن أحمد بن منصور القايني، و أبا جعفر محمّد بن عبد اللّه بن محمود القايني.

و سمع بمصر: أبا الحسن بن الطفّال، و أبا الفرج عبد الوهّاب بن الحسين بن عمر بن برهان بصور، و أبا الحسين محمّد بن الحسين بن علي بن الترجمان، و أبا الحسن محمد بن علي بن صخر، و رشأ بن نظيف، و أبا علي بن أبي نصر، و أبا القاسم الحنائي، و عبد العزيز الكتاني بدمشق، و أبا منصور محمّد بن أحمد بن القاسم الأصبهاني بآمد.

حدّثنا عنه خالي أبو المعالي القاضي.

ص: 36


1- زيادة لازمة للإيضاح عن م.
2- زيادة منا.
3- بدون إعجام بالأصل، أعجمت عن م، و القايني نسبة إلى قاين، و هي بلد قريب من طبس بين نيسابور و أصبهان (راجع معجم البلدان 306/4).

روى عنه: أبو محمّد بن الأكفاني، و غيث بن علي.

حدّثنا خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى، أنا أبو روح ياسين بن سهل بن محمّد الخشّاب القايني، الصّوفي قال: سمعت أبا منصور محمّد بن أحمد بن منصور القايني، نا الحاكم أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، نا العبّاس بن الوليد بن مزيد البيروتي، نا أبي، أنا الأوزاعي، حدّثني حسّان بن عطية، عن أبي كبشة، عن عبد اللّه بن عمرو.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«بلغوا عنّي و لو آية، و حدّثوا عن بني إسرائيل و لا حرج، و حدّثوا عنّي و لا تكذبوا عليّ ، فمن كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار»[13039].

قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي: ياسين بن سهل بن محمّد بن الحسن أبو الحسن القايني، صوفي، ابن صوفي، كان عندهم مميزا محتشما، قدم علينا عدة دفعات، حدّثني حمزة بن محمّد عن من حدّثه أن شيخنا أبا روح بن الخشّاب مات بالقدس في اليوم الثامن عشر من ذي الحجّة سنة إحدى و تسعين و أربعمائة.

8096 - ياسين بن عبد الصّمد بن عبد العزيز أبو عتّاب

حدّث عن أبي عبد الملك محمّد بن أحمد الصوري.

روى عنه: أبو الحسن علي بن الحسن بن محمّد الصيقلي.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي - و نقلته من خطه - نا أبو اليسر المؤمّل بن الحسن بن أحمد بن أبي سلامة الطائي - بلفظه - أنا القاضي أبو الحسن عبد العزيز بن عبد الرّحمن بن أحمد بن إبراهيم القزويني - بصور - نا أبو الحسن علي بن الحسن بن محمّد الصيقلي - إملاء - نا ياسين بن عبد الصّمد بن عبد العزيز أبو عتّاب الدمشقي، بدمشق، نا أبو عبد الملك محمّد بن أحمد الصوري - بصور - نا موسى بن أيوب النصيبي، نا أبو مسعود الزجاج، و معمر، عن عوف، عن قسامة بن زهير، عن أبي موسى عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«لما أهبط اللّه آدم من الجنّة علّمه صنعة كلّ شيء، و زوّده من ثمار الجنّة، فثماركم من الجنّة غير أنّ ثمار الجنّة لا تتغير»[13040].

ص: 37

8097 - ياقوت بن عبد اللّه أبو الدرّ الرّومي التاجر، عتيق

أبي المعالي أحمد بن علي بن البخاري البغدادي (1)

سمع ببغداد: أبا محمّد عبد اللّه بن محمّد الصريفيني مع ابن.... (2) أبي القاسم بن البخاري.

و قدم دمشق عدة دفعات مجتازا إلى دمشق للتجارة، سمعت منه جزءا فيه سبعة مجالس من أمالي المخلص، و جزء المزاح و الفكاهة للزبير بن بكار، و لم أجد له سماعا غير هذين الجزءين، و لم يكن يفهم شيئا غير أن سماعه كان صحيحا.

أخبرنا أبو الدرّ ياقوت بن عبد اللّه - بقراءتي عليه ببغداد و دمشق - أنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد الصريفيني، نا أبو طاهر محمّد بن عبد الرّحمن بن عبد الرّحمن بن العبّاس المخلّص، نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا خلف بن هشام البزار سنة ست و عشرين و مائتين، نا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل بن سعد، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - و نحن نحفر الخندق و ننقل التراب على أكتافنا، فقال:- «اللّهمّ لا عيش إلاّ عيش الآخرة، فاغفر للمهاجرين و الأنصار»[13041].

توفي ياقوت و دفن يوم السبت بعد صلاة الظهر الحادي عشر من شعبان سنة ثلاث و أربعين و خمسمائة بدمشق، و دفن في سفح جبل قاسيون، و كان قد قدم من مصر و هو مريض، فأقام بها مديدة ثم مات.

9098 - يانس المؤنسي

9098 - يانس المؤنسي (3)

منسوب إلى الأستاذ مؤنس الخادم (4) الذي وجه إلى حرب [المغاربة لما توجهوا إلى مصر] (5).

ولي يانس إمرة دمشق سنة ثلاث و ثلاثين و ثلاثمائة من قبل الإخشيد، فلم يزل عليها

ص: 38


1- ترجمته في الأنساب (الرومي)105/3 و العبر 120/4 و سير أعلام النبلاء 179/20 و شذرات الذهب 136/4 و مشيخة ابن عساكر 239/ب.
2- غير مقروءة بالأصل و م.
3- ترجمته في أمراء دمشق ص 97 و تحفة ذوي الألباب 348/1.
4- راجع ترجمته في تاريخ مدينة دمشق مخطوط 433/17.
5- زيادة عن م.

إلى أن مات الإخشيد في ذي الحجّة سنة أربع و ثلاثين فكاتب يانس سيف الدولة ابن حمدان.

[ذكر من اسمه] [يحمد]

8099 - يحمد أبو أميّة الشّعباني

[ذكر من اسمه] (1)[يحمد] (2)

8099 - يحمد (3) أبو أميّة الشّعباني (4)(5)

من أهل دمشق.

روى عن: معاذ بن جبل، و أبي ثعلبة الخشني، و كعب الأحبار.

روى عنه: عمرو بن جارية اللّخمي، و عبد الملك بن سفيان الثقفي، و عبد السّلام بن مكلبة.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد الفقيهان، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالوا: أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أحمد بن الحسن، و محمّد بن موسى، قالوا: نا أبو الغنائم محمّد بن يعقوب، أنا العبّاس بن الوليد بن مزيد، أنا محمّد بن شعيب، أنا عتبة بن أبي حكيم الهمداني، حدّثني عمرو بن جارية اللخمي، عن أبي أميّة الشّعباني قال:

أتيت أبا ثعلبة الخشني (6) فقلت: كيف تصنع بهذه الآية ؟ قال: أيّة آية ؟ قال: قلت: يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ (7)قال: أمّا و اللّه لقد سألت عنها خبيرا، سألت عنها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«بل ائتمروا بالمعروف، و تناهوا عن المنكر، حتى إذا رأيت شحّا مطاعا، و هوى متبعا، و دنيا مؤثرة، و إعجاب كلّ ذي رأي برأيه، و رأيت أمرا لا يدان لك به

ص: 39


1- الزيادة عن تاريخ مدينة دمشق، مكان الزيادة فراغ في م و كتب على هامشها: بياض في الأصل، و الكلام متصل في الأصل.
2- زيادة منا للإيضاح.
3- يحمد: بضم أوله و سكون ثانيه و كسر ثالثه. الشعباني: بفتح أوله و سكون ثانيه.
4- زيادة عن م.
5- ترجمته في تهذيب الكمال 39/21 تهذيب التهذيب 113/6 و التاريخ الكبير 426/8 و الجرح و التعديل 314/9.
6- أبو ثعلبة الخشني، اختلف في اسمه و اسم أبيه، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 122/21. و الخشني نسبة إلى خشين، قبيلة، و هم خشين بن النمر بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة.
7- سورة المائدة، الآية:105.

فعليك نفسه، ودع عنك أمر العوام، فإن من ورائك أيام الصبر، الصبر فيهن مثل قبض على الجمر، للعامل فيهن كأجر خمسين رجلا يعملون مثل عمله» (1)[13042].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا سليمان بن إبراهيم، نا محمّد بن إبراهيم بن جعفر الجرجاني، نا محمّد بن يعقوب بن يوسف، نا العبّاس بن الوليد بن مزيد البيروتي، نا محمّد بن شعيب، أخبرني عتبة بن أبي حكيم، حدّثني عمرو بن جارية، عن أبي أميّة قال:

سألنا أبا ثعلبة الخشني فقلنا: كيف نصنع بهذه الآية ؟ قال: أيّة آية ؟ قلت: يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاٰ يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ فقال: أما و اللّه لقد سألت عنها خبيرا، سألت عنها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«ائتمروا بالمعروف، و تناهوا عن المنكر، حتى إذا رأيت شحّا مطاعا، و هوى متبعا، و دنيا مؤثرة، و إعجاب كلّ ذي رأي برأيه، و رأيت أمرا لا يدان لك به فعليك بنفسك ودع أمر العوام، فإن من ورائكم أيام الصبر، الصبر فيهن مثل قبض على الجمر، للعامل فيهن كأجر خمسين رجلا يعملون مثل عمله».

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال: سمعت أبا مسهر يقول: اسم أبي أميّة الشّعباني يحمد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا العبّاس بن الوليد بن صبيح، قال: سمعت أبا مسهر يقول: اسم أبي أميّة الشّعباني يحمد.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل و أبو الحسين و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (2):يحمد أبو أميّة الشّعباني، الشامي، سمع أبا ثعلبة الخشني عن النبي صلى اللّه عليه و سلم: إن من ورائكم أيام [الصبر، الصبر] (3) فيهن

ص: 40


1- رواه المزي في تهذيب الكمال 40/21 و انظر تخريجه فيه.
2- التاريخ الكبير للبخاري 426/8.
3- بالأصل و م: الصابر، و المثبت:«الصبر، الصبر»، ن التاريخ الكبير.

كقبض على الجمر، قاله [لي عبد الله] (1) بن (2) عثمان عن ابن المبارك، عن عتبة (3) بن أبي حكيم، عن عمرو بن جارية (4) اللخمي، عن أبي أميّة.

كذا قال.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو منصور النهاوندي،[أنا أبو العباس النهاوندي] (5) أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا البخاري قال: اسم أبي أميّة الشّعباني يحمد الشامي، سمع أبا ثعلبة الخشني.

أنبأنا أبو الحسين و أبو عبد اللّه، قالا: أنا أبو القاسم، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (6):

يحمد أبو أميّة الشّعباني، الشامي، روى عن معاذ بن جبل، و أبي ثعلبة الخشني، روى عنه عمرو بن جارية اللخمي، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو أميّة يحمد الشّعباني الشامي، سمع أبا ثعلبة الخشني، روى عنه عمرو بن جارية اللخمي.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو أميّة يحمد الشّعباني شامي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، قال: أبو أميّة يحمد (7)الشّعباني.

ص: 41


1- الزيادة عن التاريخ الكبير.
2- في م، أبو.
3- الأصل و م: عبيد، و المثبت عن التاريخ الكبير.
4- بالأصل و م: جابر، و في التاريخ الكبير: حارثة.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك للإيضاح و تقويم السند عن م.
6- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 314/9.
7- تحرفت هنا في م إلى: محمد.

أخبرنا أبو محمّد المزكي، نا أبو محمّد التميمي، أنا أبو القاسم البجلي، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال: أبو أميّة الشّعباني يحمد، عن أبي مسهر سمعته منه.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا - قراءة - عن أبي الحسين الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا أبو الحسين الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت ابن سميع يقول:

أبو أميّة الشّعباني اسمه يحمد، قال أبو سعيد: ولده ببيت الابار، قال ابن جوصا: حدّثني أبو (1) أميّة.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال (2):أبو أميّة يحمد الشّعباني الشامي، سمع أبا ثعلبة عمرو بن جرثوم، و يقال: الأشر بن جرهم الخشني، روى عنه عمرو بن جارية (3) اللخمي.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو صادق الأصبهاني، أنا أحمد بن محمّد بن زنجويه، أنا أبو أحمد العسكري قال: و يحمد أيضا: الياء مضمومة و الحاء ساكنة غير معجمة، و الميم مكسورة، و تحت الدال نقطة، هكذا يقول المحصلون من أصحاب الحديث، و من يتسامح:

بفتح الميم، اسم أبي أميّة الشّعباني، شامي، روى عن معاذ بن جبل، و أبي ثعلبة الخشني، روى عنه عمرو بن جارية اللخمي.

قرأت (4) على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدار قطني قال: أما يحمد فهو أبو أميّة الشّعباني، اسمه يحمد، يروي عن أبي ثعلبة الخشني، حديثه عند الشاميين.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (5):و أما الشّعباني أبو

ص: 42


1- بالأصل و م: أبي.
2- الأسامي و الكنى للحاكم النيسابوري 338/1 رقم 257.
3- تحرفت بالأصل إلى: حارثة، و المثبت عن م و الأسامي و الكنى.
4- استدرك الخبر التالي بتمامه على هامش م.
5- الاكمال لابن ماكولا 546/4.

أميّة الشّعباني، و اسمه يحمد، يروي عن أبي ثعلبة الخشني، روى عنه عمرو بن جارية اللخمي، حديثه عند الشاميين.

و قال (1):يحمد بضم الياء و سكون الحاء و كسر الميم.

[قال ابن عساكر:] (2) و وجدته بخط الصوري بفتح الحاء و كسر الميم.

ذكر من اسمه يحيى

8100 - يحيى بن أحمد بن بسطام أبو مضر العبسي المقرئ

كان يسكن بحجر الذهب.

روى عن: أبي حفص عمر بن مضر.

روى عنه: تمام بن محمّد، و عبد الرّحمن بن عمر بن نصر.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو مضر يحيى بن أحمد بن بسطام العبسي المقرئ - قراءة عليه في داره بحجر الذهب في سنة ثمان و ثلاثين و ثلاثمائة - نا أبو حفص عمر بن مضر، نا عبد اللّه بن يوسف، حدّثني سلمة بن العيّار، حدّثني مالك بن أنس، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«إنّ اللّه يحبّ الرفق في الأمر كلّه»[13043].

8101 - يحيى بن أحمد بن محمّد بن الحسن بن علي بن مخلد

أبو عمرو (3) النّيسابوري المخلدي العدل

رفيق أبي بكر أحمد بن الحسين بن مهران في الرحلة إلى الشام.

سمع المؤمّل بن الحسن، و أبا حامد، و أبا محمد (4) ابني الشرقي، و مكي بن عبدان، و أبا بكر محمّد بن حمدون بن خالد.

روى عنه: الحاكم أبو عبد اللّه.

ص: 43


1- الاكمال لابن ماكولا 324/7.
2- زيادة منا للإيضاح.
3- في م: عمر.
4- تحرفت بالأصل إلى:«حامد» و التصويب عن م.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا الحاكم أبو عبد اللّه، نا أبو عمرو المخلدي في دار أبي الحسين الحجاجي، نا أبو بكر محمّد بن حمدون بن خالد بن يزيد بن زياد، نا عبد اللّه بن الحسين المصّيصي، نا علي بن عيّاش، نا إسماعيل بن عيّاش، عن يحيى بن سعيد، عن صالح بن كيسان: أن إسماعيل بن محمّد أخبره أن نافعا أخبره، عن ابن عمر عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«إنّما يحسد من يحسد على خصلتين: رجل آتاه اللّه القرآن فهو يقوم به آناء الليل و آناء النهار، و رجل آتاه اللّه مالا فهو ينفقه»[13044].

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: يحيى بن أحمد بن محمّد بن الحسن بن علي بن مخلد العدل، أبو عمرو (1)المخلدي، و كان من مشايخ أهل البيوتات (2) و من العباد المجتهدين، و قرأ القرآن، و ختن يحيى بن منصور على ابنته و رفيق أبي بكر أحمد بن الحسين بن مهران المقرئ في أسفاره، و سماعهما بالعراق [و الشام] (3) معا بعد الثلاثين، و حدث بكتاب التاريخ لأبي بكر بن أبي خيثمة عن ذاك الشيخ الواسطي عنه، و توفي ليلة السبت الثالث و العشرين من ربيع الآخر سنة ثلاث و ثمانين و ثلاثمائة، و هو ابن ثمان و سبعين سنة.

8102 - يحيى بن أحمد بن الوضين بن عطاء بن [كنانة بن] عبد اللّه الخزاعي

8102 - يحيى بن أحمد بن الوضين بن عطاء بن [كنانة بن] (4) عبد اللّه الخزاعي

حكى عن أبيه أحمد نسب جده الوضين.

حكى عنه أبو الحسن بن جوصا، و قد تقدم ذكر ذلك.

8103 - يحيى بن إبراهيم بن أحمد بن محمّد

أبو بكر بن أبي طاهر الأزدي السّلماسي (5) الواعظ (6)

قدم دمشق سنة ثمان و أربعين و خمسمائة، و نزل دويرة السميساطي، و عقد مجلس التذكير، و كان مولده في ما ذكر سنة أربع و تسعين و أربعمائة، و بدأ بسماع الحديث سنة إحدى

ص: 44


1- بالأصل و م هنا: أبو عمر.
2- بدون إعجام بالأصل و م، و لعل الصواب ما ارتأيناه.
3- سقطت من الأصل و استدركت عن م.
4- سقطت من الأصل، و استدركت اللفظتان عن م.
5- السلماسي: هذه النسبة بفتح السين المهملة و اللام و الميم، هذه النسبة إلى سلماس و هي من بلاد أذربيجان على مرحلة من خوي (الأنساب 275/3).
6- ترجمته في ميزان الاعتدال 360/4.

و ثمانين، و استجاز له أبوه من مشايخ بغداد سنة نيّف و ثمانين، و سمع من أبيه، و أبي الوفاء خليل بن شعبان بن إبراهيم، و جماعة من شيوخ أذربيجان.

و سمع بالموصل: أبا بكر محمّد بن القاسم بن الشهرزوري شيخنا، و أبا القاسم نصر بن محمّد بن أحمد بن صفوان الموصلي، و سمع بخويّ : أبا عبد اللّه محمّد بن الهادي بن أحمد بن بعون الدقوقي، و بمرند (1) شيخنا أبا الفضل نعمة اللّه بن محمّد العبدوي المرندي (2) و غيرهم.

سمعت منه جزءا خرج له عن شيوخه، و لم أجد نسخته عندي، و علقت عنه أشياء يسيرة، و كانت معه كتب كثيرة، و سماعه فيها قليل، و صنّف كتابا سمّاه:«باب المدينة» افتتحه يحيى [بن] إبراهيم، ذكر فيه أحاديث في فضل علي، لم نسمع يتقرب بذلك إلى الرئيس أبي الفوارس بن الصوفي، و له (3) عنده بذلك وقفت على ذلك الكتاب فأبان عن قلة معرفة منه بالحديث، و كثرة نفاق في الاعتقاد، و وقعت له على كتاب صنّفه في فضل الأئمة الأربعة: أبي حنيفة، و مالك، و الشافعي، و أحمد، ما به بأس، و كان له نظم و نثر، و كان ذا ثروة، و كان معه علمان أسودان من أعلام الخليفة ينصبها على كرسيه وقت وعظه، و كان يذهب مذهب أحمد بن حنبل في الأصول و ينتحل مذهب الشافعي في الفروع، و مات بعد رجوعه إلى بلده بيسير.

حدّثنا أبو بكر السّلماسي، أنا أبي أبو طاهر، أنا القاضي أبو الحسين بندار بن علي البيروتي، نا أبو الحسن علي بن خارجة، نا أبو بكر محمّد بن أبي بكر الآجري، نا عبيد بن عبد اللّه، نا سليمان بن عثمان، نا محمّد بن شعيب، عن مجاهد، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«لا إيمان لمن لا يقين له، و لا يقين لمن لا دين له، و لا صلاة لمن لا إخلاص له، و لا زكاة لمن لا نية له، و لا صوم لمن لا ورع له، و لا حجّ لعاقّ الوالدين، و لا جهاد لمن كان على حقوق المسلمين، و لا توبة لمدمن الخمر، و لا دين لمن كان في قلبه زيغ و بدعة و ضلالة، و لا وفاء للفاسق، و لا نور للكذوب (4)،و لا راحة للحقود في الدنيا و الآخرة، و لا

ص: 45


1- تحرفت بالأصل و م إلى: مريد، و التصويب عن معجم البلدان، و مرند بفتح أوله و ثانيه، من مشاهير مدن أذربيجان، بينهما و بين تبريز يومان (معجم البلدان: مرند 110/5).
2- الأصل: و م: المريدي.
3- رسمها بالأصل:«معف».
4- بالأصل: للكذب، و المثبت عن م، و المختصر.

سلامة للحسود في الدنيا و الآخرة، و أنا منهم بريء في الدنيا و الآخرة»[13045].

هذا إسناد مظلم، و حديثه منكر.

8104 - يحيى بن إبراهيم بن عثمان بن عمر بن شبل أبو بكر الإسكندراني المالكي

سمع بالإسكندرية: أبا العبّاس أحمد بن إبراهيم بن الحطّاب (1) الرازي.

و قدم دمشق، فسمع بها أبا بكر الخطيب، و سمع منه أيضا بصور، و سمع ببيت المقدس: أبا الغنائم محمّد بن محمّد بن الفراء البصري، و سمع منه أبو طاهر الأصبهاني الحافظ .

كتب إليّ أبو بكر يحيى بن إبراهيم من الإسكندرية، نا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب - لفظا - بدمشق، سنة ست و خمسين و أربعمائة، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا الحسين بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، نا هارون بن معروف، نا أبو إسماعيل المؤدّب، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا رسول اللّه، علّمني ما أدخل به الجنّة و لا يكثر عليّ ، قال:«لا تغضب»[13046].

قال: و نا ابن أبي الدنيا، نا شجاع بن الأشرس، نا ليث بن سعد، عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرّحمن بن عوف قال: أخبرني رجل من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم أن رجلا قال لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: حدّثني بكلمات أعيش بهن و لا تكثر عليّ فأنسى، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«اجتنب الغضب»، فعاد الرجل، فعاد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بمثل ذلك، فعاد الرجل، فعاد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بمثل ذلك[13047].

قرأت بخط أبي طاهر بن سلمة أن يحيى مات سنة أربع عشرة و خمسمائة بالإسكندرية، و بها ولد.

8105 - يحيى بن أسامة، و يقال: ابن زيد، و هو

يحيى بن أبي أنيسة (2) أبو زيد الجزري الرّهاوي (3)

أخو زيد بن أبي أنيسة.

ص: 46


1- الأصل: الخطاب، و المثبت «الحطاب» بالحاء المهملة عن م، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 190/19.
2- أنيسة بالتصغير، كما في التقريب 343/2.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 29/20 و تهذيب التهذيب 118/6 و طبقات خليفة ص 588 و طبقات ابن سعد 484/7 و تحرف فيه إلى: بجير. و الكامل لابن عدي 186/7 و الجرح و التعديل 129/9 و التاريخ الكبير 262/8.

حدّث عن الزهري، و أبي الزبير محمّد بن مسلم المكّي، و أبي إسحاق السبيعي، و أبي داود نفيع بن الحارث النخعي، و نافع مولى ابن عمر، و عمرو بن شعيب بن محمّد بن عبد اللّه بن عمرو بن العاص، و عبد اللّه بن عبيد اللّه بن أبي مليكة، و بكير بن فيروز، و عبد الرّحمن بن القاسم بن محمّد.

روى عنه: عبد اللّه بن بكر السهمي، و مروان بن معاوية الفزاري، و يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، و يحيى بن الأجلح الكندي، و حمّاد بن زيد، و عبد الرّحمن بن عثمان، و النضر بن إسماعيل البجلي، و محمّد بن سلمة الحرّاني، و الأعمش، و أبو معاوية الضرير، و عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان، و عبد الرحيم بن أبي يزيد الحراني، و معافى بن عمران الموصلي، و شبيب بن سعيد التميمي، و أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الفزاري، و عبيد اللّه بن عمرو الرقي، و عبد الأعلى بن عبد الأعلى السلمي، و أبو خيثمة زهير بن معاوية، و موسى بن أعين، و إسماعيل بن عيّاش، و عبد الرحيم بن سليمان.

و قدم على الزهري الشام.

أخبرنا أبو نصر بن رضوان، و أبو علي بن السبط ، و أبو غالب بن البنّا، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا إسحاق بن الحسن الحربي، نا أحمد بن يونس، نا زهير، نا يحيى بن أبي أنيسة أن الزهري حدّثهم عن أبي حزابة (1) عن أبيه قال: أتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقلت: يا رسول اللّه أ رأيت دواء نتداوى به و رقى نسترقي بها و تقى نتّقيها هل ذلك رادّ علينا من قدر اللّه من شيء؟ قال:«إنه من قدر اللّه» (2)[13048].

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر، أنا أبو عثمان البحيري.

ح و أخبرنا أبو محمّد أيضا، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن.

قالا: أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن سليمان الواسطي - ببغداد - نا زيد بن بادويه القصري، نا يحيى بن المتوكل، نا يحيى بن أبي أنيسة، عن

ص: 47


1- كذا بالأصل و م، و هو أبو حزامة السعدي أحد بني سعد بن الحارث بن هذيم، الصحابي. راجع ترجمته في تهذيب الكمال 201/21.
2- أشار إلى الحديث في تهذيب الكمال 201/21 و انظر تخريجه فيه.

الزهري، عن علي بن الحسين، عن الحارث بن هشام قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه»[13049].

أخبرنا أبو منصور الحسين بن طلحة بن الحسين، و أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالا:

أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا عبد اللّه بن عمر بن أبان، نا عبد الرحيم بن سليمان، عن يحيى بن أبي أنيسة، و عبد اللّه بن عمر، عن أبي الزبير، عن جابر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم رمى الجمرة بمثل حصى الخذف (1)[13050].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العز ثابت بن منصور، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي: و أحمد بن الحسن بن خيرون قالا:- أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد، نا خليفة بن خيّاط قال (2) في الطبقة الرابعة من أهل الجزيرة: يحيى بن أبي أنيسة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا عبد الوهّاب بن محمّد، أنا أبو محمّد بن يوه، أنا أبو الحسن اللنباني (3)،نا ابن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد قال (4) في تسمية أهل الجزيرة:

يحيى بن أبي أنسية، و كان أحدث من أخيه زيد بن أبي أنيسة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال (5):في تسمية من كان بالجزيرة من الفقهاء و المحدثين: يحيى (6) بن أبي أنيسة، كان يسكن الرها، و مات بها، و كان أحدث من أخيه زيد، و كان ضعيفا، و أصحاب الحديث لا يكتبون حديثه.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا منصور بن الحسين، و أحمد بن محمود، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ قال: سمعت عمر بن محمّد - يعني: ابن عمر بن هشام بن أبي زيد الجلي - أبا الحسين الحرّاني يقول: سمعت أحمد بن سليمان - يعني: الرهاوي -

ص: 48


1- حصى الخذف يعني صغارا، و الخذف رميك بحصاة أو نواة أو نحوهما تأخذه بين سبابتيك تخذف به، أو بمخذفة من خشب ترمي به (تاج العروس: خذف) طبعة دار الفكر.
2- طبقات خليفة بن خيّاط ص 588 رقم 3085.
3- تحرفت بالأصل و م إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
4- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
5- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 484/7.
6- تحرفت في طبقات ابن سعد إلى: بجير.

يقول: زيد بن أبي أنيسة، زيد بن زيد، و اسم أبي أنيسة زيد، و هو زيد بن زيد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي قال (1):سمعت ابن حمّاد يقول: قال البخاري.

ح و أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل و أبو (2) الحسين و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري (3).

ح و أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب.

ح و حدّثني أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين بن هريسة، قالا:

أنا أحمد بن محمّد بن غالب، أنا حمزة بن محمّد بن علي، نا محمّد بن إبراهيم بن شعيب، نا البخاري قال: يحيى بن أبي أنيسة الجزري، أخو زيد، عن عمرو بن شعيب، و الزهري ليس بذاك، و سقط الجزري من رواية ابن سهل.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (4):

يحيى بن أبي أنيسة الجزري أخو زيد بن أبي أنيسة، و هو أصغر من زيد، روى عن الزهري، و عمرو بن شعيب، و بكير بن فيروز، روى عنه زهير بن معاوية، و موسى بن أعين، و إسماعيل بن عيّاش، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم،[أنا أبو القاسم] (5) أنا أبو أحمد، قال: يحيى بن أبي أنيسة أبو زيد الجزري، و أبو أنسية اسمه أسامة أخو زيد بن أبي أنيسة، و هو أكبر من زيد،

ص: 49


1- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 187/7.
2- من هنا... إلى قوله: و محمد.. سقط من م.
3- التاريخ الكبير للبخاري 262/8.
4- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 129/9.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك لتقويم السند عن م.

سمعت أبا عزوبة يقول: يحيى بن أبي أنيسة أخو زيد، كان ينزل الرها، و بها عقبه.

و أنا أبو أحمد قال (1):قال عمرو بن علي، قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول:

سمعت ابن عيينة يقول: كانوا يجتمعون على كتاب يحيى بن أبي أنيسة عند الزهري.

قال: و أنا أبو أحمد (2)،نا صالح - يعني: ابن أحمد - حدّثني علي قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: يحيى بن أبي أنيسة أحبّ إليّ من هؤلاء الّذين يذكرون الحجّاج بن أرطأة، و أشعث بن سوار، و محمّد بن إسحاق.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد (3)-إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم (4)،نا صالح بن أحمد فذكرها ثم قال ابن أبي حاتم: فذكرت ذلك لأبي فقال: يحيى بن سعيد لم يكتب عن ابن أبي أنيسة، و لو [كتب] (5) أو رأى حديثه لم يقل هذا، قال زيد بن أبي أنيسة: أخي يحيى يكذب و لا تخبروا به أحدا، و حجّاج و أشعث و محمّد بن إسحاق كلّ هؤلاء أحبّ إليّ من يحيى.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمّد الفارسي، أنا أبو أحمد بن أحمد الجلودي، أنا إبراهيم بن محمّد بن سفيان، نا مسلم بن الحجّاج، حدّثني الفضل بن سهل، نا وليد بن صالح، قال: قال عبد اللّه بن عمرو: قال زيد بن أبي أنيسة: لا تأخذوا عن أخي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا ابن مسعدة، أنا حمزة، أنا ابن عدي (6)،نا أحمد بن الحسين الصوفي، حدّثني هارون بن سفيان المستملي، حدّثني عبد اللّه بن جعفر الرقّي، حدّثني عبيد اللّه بن عمرو قال: قال زيد بن أبي أنيسة: لا تكتب عن أخي، فإنه كذّاب.

ص: 50


1- الكامل لابن عدي 186/7.
2- المصدر السابق 187/7.
3- تحرفت بالأصل إلى: أحمد، و المثبت عن م.
4- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 130/9.
5- سقطت من الأصل و م، و فوق «أو» ضبة فيهما، إشارة إلى اضطراب المعنى، و كتب بهامش م: بياض بالأصل و الزيادة عن الجرح و التعديل.
6- الكامل لابن عدي 187/7.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا علي بن الحسين بن علي بن أيوب، أنا محمّد بن محمّد (1)،نا محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن إسماعيل قال: قرأت عن محمّد بن أحمد بن هارون قلت له: أخبرك إبراهيم بن الجنيد، حدّثني هارون بن سفيان قال: سمعت عبد اللّه بن جعفر الرقّي يقول: سمعت عبيد اللّه بن عمرو يقول: قال لي زيد بن أبي أنيسة: لا تحملن عن أخي شيئا فإنه كذّاب - يعني: يحيى بن أبي أنيسة-.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد (2)،أنا ابن حمّاد قال:

قال السعدي.

ح و أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهّاب بن جعفر، أنا عبد الجبّار بن عبد الصّمد، أنا القاسم بن عيسى، نا إبراهيم بن يعقوب، قال:

سمعت عبد اللّه بن جعفر يقول: حدّثنا - و في حديث ابن حمّاد: سمعت عبيد اللّه بن عمرو: أن زيد بن أبي أنيسة كان سيّئ الرأي في أخيه يحيى، و يرميه بالكذب.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر الشامي، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد، أنا أبو جعفر العقيلي (3)،نا زكريا بن يحيى، نا محمّد بن المثنّى قال: ما سمعت يحيى و لا عبد الرّحمن حدثا عن يحيى بن أبي أنيسة شيئا قط .

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو الحسين الفارسي، أنا أبو أحمد الجلودي، أنا إبراهيم بن محمد، نا مسلم بن الحجّاج، حدّثني أحمد بن إبراهيم الدورقي، حدّثني عبد السّلام الوابصي، حدّثني عبد اللّه بن جعفر الرقّي، عن عبيد اللّه بن عمرو قال: كان يحيى بن أبي أنيسة كذّابا.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد (4)،نا ابن أبي عصمة - يعني: عبد الوهّاب - نا أحمد بن أبي يحيى قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: يحيى بن أبي أنيسة أخو زيد، متروك الحديث.

ص: 51


1- في م: محمد بن عمر بن محمد.
2- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 186/7.
3- رواه العقيلي في الضعفاء الكبير 393/4.
4- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 186/7.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر الشامي، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد، أنا أبو جعفر العقيلي (1)،نا الخضر بن داود، نا أحمد بن محمّد - يعني:

الأثرم - قال: قال أبو عبد اللّه: يحيى بن أبي أنيسة، ليس هو ممن يكتب حديثه، قيل له:

لم يا أبا عبد اللّه ؟ قال: حديثه يدلّك عليه.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد (2)،أنا ابن حمّاد قال السعدي: يحيى بن أبي أنيسة سمعت أحمد بن حنبل يذكره بالذمّ [و يثبّت] (3) أخاه يزيدا.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز، أنا (4) عبد الوهّاب، أنا عبد الجبّار، أنا العصّار، نا إبراهيم بن يعقوب قال: سمعت ابن [حنبل يذكره] (5) بالذمّ و يثبت أخاه زيد بن أبي أنيسة.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السقا، نا أبو العبّاس الأصم، نا عبّاس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين: ابن أبي أنيسة ليس بشيء.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الخطيب - لفظا - أنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس قال: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: فيحيى بن أبي أنيسة ؟ فقال: ليس بشيء.

أخبرنا أبو القاسم،[أخبرنا أبو القاسم، أخبرنا أبو القاسم] (6) أنا أبو أحمد (7)،نا أحمد بن علي، نا عبد اللّه الدورقي، نا يحيى بن معين قال: يحيى بن أبي أنيسة كان أقدم من زيد سنا، و ليس حديثه بشيء، و زيد ثقة.

قال (8):و نا ابن حمّاد، نا معاوية.

ص: 52


1- رواه العقيلي في الضعفاء الكبير 392/4.
2- الكامل لابن عدي 186/7.
3- مطموسة بالأصل، و المثبت عن م، و ابن عدي.
4- بالأصل: أنا عبد العزيز بن عبد الوهاب.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك لتقويم السند قياسا إلى سند مماثل.
6- ما بين معكوفتين مكانه مطموس بالأصل، و المثبت عن م.
7- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 186/7.
8- الكامل لابن عدي 186/7.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر، نا معاوية، عن يحيى قال: يحيى بن أبي أنيسة ضعيف.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد (1)،نا أحمد بن محمّد بن العراد، نا يعقوب بن شيبة، حدّثني مفضل، عن يحيى بن معين قال: ابن أبي أنيسة لا تكتب حديثه.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء محمّد بن علي، أنا محمّد بن أحمد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي، نا يحيى قال: إسحاق بن أبي فروة، و الحكم الأيلي، و ابن أبي أنيسة لا يكتب حديثهم.

أخبرنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن - قراءة - عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم، نا ابن أبي خيثمة، قال: سمعت يحيى يقول:

يحيى بن أبي أنيسة ضعيف الحديث، ليس حديثه بشيء (2).

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد (3)،أخبرني محمّد بن خلف (4)،و حدّثني أبو العبّاس القرشي قال: سمعت علي بن المديني يقول: يحيى بن أبي أنيسة ضعيف، لا يكتب حديثه.

قال: و نا أبو أحمد قال (5):و قال عمرو بن علي: يحيى بن أبي أنيسة رجل صدوق، و كان يتّهم (6) في الحديث، و قد اجتمع أصحاب الحديث على ترك حديثه إلاّ من لا يعلم.

قال: و نا أبو أحمد، نا الجنيدي، نا البخاري قال: يحيى بن أبي أنيسة الجزري أخو زيد، لا يتابع في حديثه.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - نا عبد العزيز الكتّاني، أنا عبد الوهاب بن جعفر، أنا عبد الجبّار بن عبد الصّمد، أنا القاسم بن عيسى، نا إبراهيم بن يعقوب قال:

ص: 53


1- الكامل في ضعفاء الرجال 186/7-187.
2- تهذيب الكمال 31/20.
3- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 186/7.
4- الأصل: خالد، و المثبت عن الكامل لابن عدي.
5- الكامل لابن عدي 187/7 و تهذيب الكمال 32/19.
6- كذا بالأصل: يتهم، و في ابن عدي و تهذيب الكمال: يهم، و هو أشبه.

يحيى بن أبي أنيسة غير ثقة (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال (2):يحيى بن أبي أنيسة أخو زيد، ضعيف، لا يكتب حديثه إلاّ للمعرفة.

و قال يعقوب في موضع آخر (3):يحيى بن أبي أنيسة و مسلمة (4) بن علي، و ركن الشامي و ذكر غيرهم: هؤلاء لا ينبغي لأهل العلم أن يشغلوا أنفسهم بحديث هؤلاء.

قال: و نا يعقوب قال (5):في باب من يرغب عن الرواية عنهم و كنت أسمع أصحابنا يضعفونهم: يحيى بن أبي أنيسة متروك الحديث، و أخوه زيد بن أبي أنيسة ثقة.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو نصر بن الجبّان إجازة، أحمد بن القاسم إجازة، حدّثني أحمد بن طاهر، أنا سعيد بن عمرو البردعي في ما نسخه من كتاب أبي زرعة الرّازي بخطه في أسامي الضعفاء و من تكلّم فيهم من المحدّثين:

يحيى بن أبي أنيسة.

أخبرنا أبو الحسين و أبو عبد اللّه - إذنا - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (6):سألت أبي و أبا زرعة عن يحيى بن أبي أنيسة فقالا:

ليس بالقوي، و قال أبي: هو ضعيف الحديث.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، و أبو يعلى بن الحبوبي، قالا: أنا سهل بن بشر، أنا علي بن منير بن أحمد، أنا الحسن بن رشيق، نا أبو عبد الرّحمن النسائي قال: يحيى بن أبي أنيسة متروك الحديث، جزري.

ص: 54


1- الكامل لابن عدي 32/19.
2- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 452/2.
3- المصدر السابق 449/2.
4- هو مسلمة بن علي الخشني الدمشقي البلاطي، ترجمته في تهذيب الكمال.
5- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 43/3.
6- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 130/9.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد قال (1):يقع في رواياته ما يتابع عليه و ما لا يتابع عليه، و هو مع ضعفه يكتب حديثه.

قال: و أنا أبو القاسم السهمي، قال: و سئل الدارقطني بحضرتي عن حديث رواه المعافى عن يحيى بن أبي أنيسة عن الزهري عن سعيد المقبري عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال في المولود إذا سقط حيّا و لم يستهل: لم يرث و لا يصلّى عليه، فقال:

يحيى متروك الحديث، و ليس عند الزهري عن سعيد المقبري شيء، إنّما هو سعيد بن المسيّب.

قال: و أنا السهمي، أنا أبو أحمد (2)،أنا محمّد بن جعفر الإمام، نا إبراهيم بن سعد (3)الجوهري، نا خالد بن خداش، نا علي بن ثابت، نا جعفر بن برقان قال: رأيت أزقاقا (4)على جسر الرقة على الإبل فقلت: لمن هذه ؟ فقالوا: ليحيى بن أبي أنيسة يهديها للزهري.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أحمد بن الحسن، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: قال يحيى بن معين عن من رأى أزقاق العسل تمرّ على جسر الرقّة يبعث بها يحيى بن أبي أنيسة إلى الزهري.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد قال (5):سمعت أبا عروبة يقول: أخبرني أبو فروة أنه مات سنة ست و أربعين و مائة.

8106 - يحيى بن إسحاق أبو زكريا البجلي السّيلحيني

8106 - يحيى بن إسحاق أبو زكريا البجلي السّيلحيني (6)

من أهل السّيلحين، قرية بقرب بغداد (7).

ص: 55


1- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 191/7.
2- رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 187/7.
3- كذا بالأصل، و في ابن عدي: سعيد.
4- كتب على الهامش بالأصل: يعني من العسل.
5- الكامل لابن عدي 186/7.
6- ترجمته في تهذيب الكمال 11/20 و تهذيب التهذيب 114/6 و طبقات ابن سعد 340/7 و طبقات خليفة بن خيّاط رقم 3228 و تاريخ بغداد 157/14 و الجرح و التعديل 126/9 و التاريخ الكبير 259/8 و سير أعلام النبلاء 9/ 505 و تذكرة الحفاظ 376/1 و شذرات الذهب 27/2. و جاء في تهذيب الكمال: و يقال: السيلحوني، و السالحيني أيضا.
7- كذا بالأصل و م و تهذيب الكمال، و قال الذهبي في سير الأعلام 505/9 و السالحين: من قرى العراق، راجع معجم البلدان (سالحين).

رحل إلى مصر فسمع بدمشق: سعيد بن عبد العزيز، و بمصر ابن لهيعة، و الليث بن سعد، و يحيى بن أيوب، و بالعراق: حمّاد بن سلمة، و أبان بن يزيد، و الربيع بن بدر، و شريكا القاضي، و حمّاد بن زيد، و أبا جميع سالما، و فليح بن سليمان، و عبد العزيز بن عبد اللّه الماجشون.

روى عنه: أحمد بن حنبل، و أبو بكر، و عثمان ابنا أبي شيبة، و هارون بن عبد اللّه الحمّال، و محمّد بن عبد اللّه المخرمي، و محمّد بن سعد - كاتب الواقدي - و محمّد بن الحسين بن إشكاب، و عبّاس الدوري، و أبو بكر بن أبي خيثمة، و أحمد بن ملاعب، و محمّد بن عبد الرحيم صاعقة، و محمّد بن عبد اللّه بن أبي الثلج (1)،و بشر بن موسى الأسدي.

أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد اللّه بن رضوان، و أبو القاسم بن الحصين، و أبو علي بن السبط ، و أبو غالب بن البنّا، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، نا أبو بكر بن مالك، نا بشر بن موسى، نا أبو زكريا السّيلحيني، عن عبد العزيز بن الماجشون، عن عبد اللّه بن دينار، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إذا عطس أحدكم فليقل:

الحمد للّه، و ليقل أخوه أو صاحبه: يرحمك اللّه، و يقول: يهديكم اللّه، و يصلح بالكم»[13051].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عيسى في ما قرئ عليه و أنا حاضر، نا أبو بكر بن مالك، نا أبو علي بشر بن موسى الأسدي، نا أبو زكريا يحيى بن إسحاق، نا جعفر بن كيسان قال: سمعت معادة العدوية تحدّث عن عائشة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«فناء أمتي بالطعن و الطاعون» قال: قلت: يا رسول اللّه هذا الطعن قد عرفته، فما الطاعون ؟ قال:«غدّة كغدّة الجمل المقيم فيها كالشهيد، و الفارّ منها كالفارّ من الزحف»[13052].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن، و أحمد بن الحسن بن خيرون.

ح و أخبرنا أبو العزّ الكيلي، أنا أحمد بن الحسن، قالا: أنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خيّاط قال (2):أبو زكريا

ص: 56


1- غير واضحة بالأصل، و نميل إلى قراءتها:«الملح» و المثبت عن تهذيب الكمال.
2- طبقات خليفة بن خيّاط ص 615 رقم 3228.

السّيلحيني، اسمه يحيى بن إسحاق البجلي، مات سنة عشرين و مائتين.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا أبو محمّد بن يوسف بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح، عن يحيى بن معين قال في تسمية من نزل بغداد: أبو زكريا السّالحيني (1).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوه، أنا أبو الحسن اللنباني، نا ابن أبي الدنيا.

ح و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا أبو علي بن الفهم.

قالا: نا محمّد بن سعد قال (2):في طبقات أهل بغداد: أبو زكريا السّيلحيني، و اسمه يحيى بن إسحاق البجلي، ذكر أنه من أنفسهم، قال ابن أبي الدنيا: توفي ببغداد سنة عشر و مائتين، و انتهت روايته، و قال ابن الفهم: و كان ثقة، روى عن يحيى بن أيوب، و ابن لهيعة و غيرهما، و قد كتب الناس عنه، و كان حافظا لحديثه، و كان ينزل بغداد في داره الرقيق، و مات بها في سنة عشر و مائتين في خلافة المأمون.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (3)،أنا الأزهري، أنا محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد قال: أبو زكريا السّيلحيني البجلي، ذكر أنه من أنفسهم، و كان ثقة حافظا لحديثه، و كان ينزل بغداد في دار الرقيق، و مات بها في سنة عشر و مائتين في خلافة المأمون.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل و أبو الحسين و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (4):

يحيى بن إسحاق السّيلحيني أبو زكريا، سمع يحيى بن أيوب، و عمارة بن زاذان (5)،

ص: 57


1- كذا ورد هنا بالأصل و م، و قد قيل فيه أيضا: السالحيني، كما مرّ عن تهذيب الكمال، و هذه النسبة إلى:«سالحين» راجع معجم البلدان.
2- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 340/7.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 158/14.
4- التاريخ الكبير للبخاري 259/8.
5- قوله:«و عمارة بن زاذان» سقط من التاريخ الكبير.

يقال: إنه يدّعي [أنه] (1) من بجيلة، مات ببغداد سنة عشر و مائتين.

أخبرنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن - قراءة - عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيوية، أنا محمّد بن القاسم، نا ابن أبي خيثمة قال: يحيى بن إسحاق، أبو زكريا السّيلحيني، و هو بجلي، بلغني أنه من أنفسهم توفي سنة عشر و مائتين.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا أبو القاسم العبدي، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (2):

يحيى بن إسحاق السيلحيني (3)،أبو زكريا البجلي، من أنفسهم، روى عن حمّاد بن سلمة، و ابن لهيعة، و يحيى بن أيوب، و شريك، روى عنه أحمد بن حنبل، و أبو بكر بن أبي شيبة، و محمّد بن الحسين بن إشكاب، و محمّد بن عبد اللّه بن أبي الثلج، مات ببغداد سنة عشر و مائتين، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو زكريا يحيى بن إسحاق السّيلحيني، سمع حمّاد بن سلمة، و يحيى بن أيوب.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو بكر يحيى بن إسحاق السّيلحيني.

[قال ابن عساكر:] (4) كذا قال، و الصواب: أبو زكريا.

و قال النسائي في موضع آخر: أبو زكريا يحيى بن إسحاق السّيلحيني.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي قال: أبو زكريا يحيى بن إسحاق السيلحيني.

ص: 58


1- سقطت من الأصل، و زيدت للإيضاح عن التاريخ الكبير.
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 126/9.
3- كذا بالأصل، و في الجرح و التعديل: السالحيني.
4- زيادة منا.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو زكريا يحيى بن إسحاق السيلحيني، يقال إنه من بجيلة، سمع حمّاد بن سلمة، و يحيى بن أيوب، روى عنه محمّد بن إشكاب، و محمّد بن الوليد.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، و أبو الحسن بن سعيد، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):يحيى بن إسحاق أبو زكريا البجلي المعروف بالسيلحيني، سمع حمّاد بن سلمة، و عبد اللّه بن لهيعة، و فليح بن سليمان، و أبان بن يزيد، و يحيى بن أيوب، و الربيع بن بدر، و شريك بن عبد اللّه، يروي عنه أحمد بن حنبل، و أبو بكر، و عثمان ابنا أبي شيبة، و محمّد بن سعد - كاتب الواقدي - و محمّد بن الحسين بن إشكاب، و أحمد بن ملاعب، و أحمد بن أبي خيثمة، و عباس الدوري، و بشر بن موسى الأسدي و غيرهم.

قال الخطيب (2):و أخبرني علي بن الحسن الدقّاق، أنا أحمد بن إبراهيم، نا عمر بن محمّد بن شعيب الصابوني، و نا حنبل بن إسحاق قال: سمعت أبا عبد اللّه يقول: يحيى بن إسحاق أبو زكريا السّيلحيني شيخ صالح، ثقة، سمع من الشاميين، و من ابن لهيعة، و هو صدوق.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، و أبو منصور بن زريق، قالا: أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - الخطيب (3)،أنا أبو بكر الأشناني، قال: سمعت ابن عبدوس يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: سألت يحيى بن معين قلت: فالسالحيني إيش حاله ؟ فقال: صدوق المسكين.

قال أبو سعيد عثمان بن سعيد: هو يحيى بن إسحاق، روى عنه أبو بكر و عثمان ابنا أبي شيبة.

أخبرنا أبو منصور بن زريق (4)،أنا - و أبو الحسن، نا - الخطيب (5)،أنا علي بن

ص: 59


1- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 157/14.
2- تاريخ بغداد 158/14.
3- تاريخ بغداد 158/14.
4- تحرفت بالأصل و م إلى: رزيق، بتقديم الراء.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 157/14-158.

محمّد المالكي، أنا عبد اللّه بن عثمان الصفّار، أنا محمّد بن عمران الصيرفي، نا عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه المديني، قال: سمعت أبي يقول: كان عبد الرّحمن ينكر حديث مبارك عن الحسن في حل العقد في القبر - يعني: على السيلحيني-.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (1):و فيها - يعني: سنة عشر و مائتين - مات يحيى بن إسحاق السيلحيني.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، و أبو القاسم بن العلاّف، قالا: أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا الحسن بن محمّد بن الحسن السكوني.

ح و أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا - و أبو الحسن بن سعيد (2)،نا - أبو بكر الخطيب (3)،أنا ابن الفضل، أنا جعفر بن محمّد بن نصير، قالا: نا محمّد بن عبد اللّه بن سليمان الحضرمي قال: سنة عشر و مائتين فيها مات إسحاق السيلحيني.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر قال: سنة عشر و مائتين فيها مات أبو زكريا يحيى بن إسحاق السّيلحيني.

8107 - يحيى بن إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر

8107 - يحيى بن إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر (4)

مولى بني مخزوم.

روى عن أبيه.

روى عنه: الوليد بن مسلم، و أبو مسهر، و علي بن محمّد القرشي المدائني.

أخبرنا أبو الحسن علي بن مسلم، أنا أبو عبد اللّه الخطيب، أنا أبو الحسن بن السمسار، أنا أبو عبد اللّه بن مروان، نا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي، نا عبد الرّحمن بن يحيى بن إسماعيل بن عبيد اللّه، نا الوليد بن مسلم، نا يحيى بن إسماعيل

ص: 60


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 473 (ت. العمري).
2- تحرفت بالأصل إلى: سعد، و المثبت عن م.
3- تاريخ بغداد 158/14.
4- ترجمته في التاريخ الكبير 261/8 و الجرح و التعديل 126/9.

يعني: ابن عبيد اللّه، عن أبيه، عن أم الدّرداء عن النبي صلى اللّه عليه و سلم في قوله: كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (1) قال:«يغفر ذنبا، و يكشف كربا، و يجيب داعيا، و يرفع قوما و يضع آخرين»[13053].

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنا أبو عبد اللّه العبدي، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا ابن أبي الدنيا، أخبرني عمر بن بكير، عن علي بن محمّد القرشي، عن يحيى بن إسماعيل بن أبي المهاجر، عن أبيه قال (2):

استشهد ابن لأبي أمامة الحمصي، فكتب إليه عمر: الحمد للّه على آلائه و قضائه و حسن بلائه،[قد بلغني] (3) الذي ساق إلى عبد اللّه بن أبي أمامة الشهادة، فقد عاش بحمد اللّه في الدنيا مأمونا، و أفضى إلى الآخرة شهيدا، فقد وصل إليكم من اللّه خير كثير (4) إن شاء اللّه.

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل و أبو الحسين و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (5):يحيى بن إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر، مولى بني مخزوم، الشامي.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (6):

يحيى بن إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر، مولى بني مخزوم، أخو عبد العزيز بن إسماعيل بن عبيد اللّه، روى عن أبيه، روى عنه الوليد بن مسلم، و أبو مسهر، سمعت أبي يقول ذلك، سألت أبي عنه فقال: ليس به بأس.

ص: 61


1- سورة الرحمن، الآية:29.
2- الخبر في التعازي و المرائي للمبرد ص 47.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك لاقتضاء السياق عن التعازي و المرائي.
4- بالأصل: كبير، و المثبت عن م، و التعازي و المرائي.
5- التاريخ الكبير للبخاري 261/8.
6- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 126/9.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه - قراءة - عن أبي الحسين الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا ابن جوصا - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا أبو الحسين الكلابي، أنا ابن جوصا - قراءة - قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الخامسة: عبد الغفّار، و عبد العزيز، و عبد الحكيم، و قال ابن عتّاب: و عبد الحليم، و يحيى بنو إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر، القرشي،[المخزومي] (1) دمشقي.

8108 - يحيى بن أكثم بن محمّد بن قطن بن سمعان بن مشنّج

8108 - يحيى بن أكثم بن محمّد بن قطن بن سمعان (2) بن مشنّج (3)

ابن عبد عمرو بن عبد العزّي بن أكثم بن صيفي بن شريف بن محاسن

ذي الأعواد بن معاوية بن رياح بن حروة بن أسيّد بن عمرو بن تميم

ابن أد بن طابخة أبو محمّد التميمي الأسيّدي المروزي (4)

قاضي القضاة للمأمون.

حدّث عن عبد اللّه بن إدريس، و الفضل بن موسى السيناني، و وكيع بن الجرّاح، و النضر بن شميل، و جرير بن عبد الحميد، و عبد اللّه بن المبارك، و حفص بن عبد الرّحمن النيسابوري، و يحيى بن الضريس، و مهران بن أبي عمر الرازيين، و سفيان بن عيينة، و عبد العزيز الدراوردي، و عيسى بن يونس، و علي بن عيّاش الحمصي، و أبي توبة الحلبي (5)،و المأمون.

روى (6) عنه: محمّد بن إسماعيل البخاري، و أبو حاتم الرّازي، و أبو عيسى الترمذي،

ص: 62


1- سقطت من الأصل، و زيدت عن م.
2- في تبصير المنتبه: سمعان بكسر السين(1289/4)، و المثبت بفتحها عن وفيات الأعيان.
3- عن وفيات الأعيان 164/6 و بالأصل و م: شيخ، و ضبطت كما قيدها ابن خلكان بضم الميم و فتح النون المشددة و فتح الشين.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 180/20 و تهذيب التهذيب 117/6 و وفيات الأعيان 164/6 و تاريخ بغداد 191/14 و مروج الذهب (الفهارس) و الكامل لابن الأثير (الفهارس) و سير أعلام النبلاء 5/12 و أخبار القضاة لوكيع 2/ 161 و التاريخ الكبير 263/8 و الجرح و التعديل 129/9 و ميزان الاعتدال 361/4 و الأغاني 255/20. و الأسيّدي هذه النسبة إلى أسيّد بن عمرو، بطن من تميم.
5- هو الربيع بن نافع الحلبي، ترجمته في تهذيب الكمال 150/6.
6- من قوله: الدراوردي... إلى هنا سقط من م.

و إسماعيل بن إسحاق القاضي، و أخوه حمّاد بن إسحاق، و محمّد بن إبراهيم البرتي (1)، و أبو عيسى بن العرّاد (2)،و أبو علي الحسن (3) بن أحمد بن عبد اللّه المالكي، و عبد اللّه بن محمود المروزي، و القاسم بن محمّد بن عبد الرّحمن الجدّي.

و قدم دمشق مع المأمون.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر بن محمود (4)،أنا أبو بكر بن المقرئ، نا القاسم بن محمّد بن عبد الرّحمن الجدّي، نا يحيى بن أكثم، نا جرير، عن منصور، عن ربعي، عن أبي مسعود البدري قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن مما أدرك الناس من كلام النبوّة الأولى: إذا لم تستحي (5) فاصنع ما شئت»[13054].

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين، أنا أبو الحسين بن أبي نصر، أنا أبو بكر الميانجي، نا أبو عيسى بن عرّاد - ببغداد - نا يحيى بن أكثم، نا عبد اللّه بن إدريس، عن عبيد اللّه، عن نافع، عن ابن عمر أن النبي صلى اللّه عليه و سلم ضرب و غرّب (6)،و أن أبا بكر ضرب و غرّب، و أن عمر ضرب و غرّب[13055].

قال القاضي الميانجي: هكذا حدّثناه ابن عرّاد عن يحيى بن أكثم، و هذا الحديث إنما هو معروف عن أبي كريب، و أنه المنفرد به.

رواه الترمذي في جامعه عن يحيى بن أكثم، و رواه أبو بكر الخطيب (7) في تاريخه عن أبي الحسين بن أبي نصر، و ذكر كلام الميانجي، ثم قال في ما أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب: الأمر على ما ذكر إلاّ أن جماعة قد رووه عن عبد اللّه بن إدريس هكذا مرفوعا متصلا، و لم يكن فيهم ثبت سوى أبي كريب.

و رواه يوسف بن محمّد بن سابق عن ابن إدريس، عن عبيد اللّه، عن نافع، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم مرسلا، و خالفه محمّد بن عبد اللّه بن نمير، و أبو سعيد الأشج، فروياه عن ابن

ص: 63


1- تقرأ بالأصل و م: البري، و المثبت عن تهذيب الكمال.
2- و اسمه: أحمد بن محمد بن موسى بن العراد البغدادي البزاز.
3- كذا بالأصل و م، و في تهذيب الكمال: الحسين.
4- من قوله: المروزي... إلى هنا سقط من م.
5- كذا بالأصل و م و المختصر.
6- يعني في حدّ الزّنا.
7- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 191/14-192.

إدريس عن عبيد اللّه (1)،عن نافع، عن ابن عمر: أن أبا بكر ضرب و غرّب، و أن عمر ضرب و غرّب، و لم يذكرا النبي صلى اللّه عليه و سلم، و هو الصواب.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أحمد بن عبد اللّه بن الفرج، نا أحمد بن إبراهيم - يعني: ابن عبادل - نا أحمد بن إبراهيم بن هشام، حدّثني أبي قال: لما دخل المأمون مسجد دمشق و معه أبو إسحاق المعتصم، و يحيى بن أكثم، فذكر حكاية.

قرأت على أبي القاسم الشّحّامي، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال:

سمعت أبا العبّاس المحبوبي يقول: سمعت محمّد بن جابر الفقيه يقول: سمعت هشام بن عمّار يقول: جلس (2) يحيى بن أكثم هاهنا، و أشار إلى موضع في مسجد دمشق، و ذكر حكاية.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد بن الكتاني، أنا أبو محمّد العدل، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (3)،حدّثني سليمان - و هو ابن عبد الرّحمن - قال: سمعت يحيى بن أكثم يسأل أبا مسهر عن وفاة سليمان بن موسى، فلم يجب في ذلك بشيء.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (4):

يحيى بن أكثم التميمي المروزي، و هو ابن أكثم بن محمّد الأسيّدي (5)،روى عن الفضل بن موسى، و ابن إدريس، و وكيع، سمعت أبي يقول ذلك، و يقول: كتبت عنه بمكّة.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (6)،نا الصوري.

ص: 64


1- الأصل و م: عبد اللّه، و المثبت عن تاريخ بغداد.
2- الأصل:«حد» و المثبت عن م.
3- رواه أبو زرعة الدمشقي 695/2.
4- الجرح و التعديل 129/9.
5- كذا بالأصل و م:«الأسيدي» و في الجرح و التعديل:«الأسدي» و بهامشه عن إحدى نسخه: الأسيدي.
6- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 197/14.

ح و قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي.

قالا: أنا الخصيب بن عبد اللّه القاضي، أنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، أخبرني أبي قال: أبو محمّد يحيى بن أكثم أحد الفقهاء - زاد الوائلي: مروزي، روى عن ابن المبارك، و عن جرير، و وكيع، و قالا: روى عنه علي بن المديني، و محمّد بن علي بن الحسن بن شقيق.

أنبأنا أبو جعفر [بن] (1) أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد قال:

أبو زكريا يحيى بن أكثم بن محمّد بن قطن الأسيّدي، و يقال: التميمي، المروزي، القاضي، سمع محمّد بن جعفر الهذلي، و يحيى بن سعيد القطّان، كنّاه لنا الثقفي.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب بن مندة، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: يحيى بن أكثم القاضي، يكنّى أبا محمّد، بغدادي، قدم مصر مع المأمون سنة سبع عشرة و مائتين، و كتب عنه بمصر، و رجع مع المأمون إلى بغداد.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا - و أبو الحسن (2) بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (3)، أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب، أنا محمّد بن نعيم، قال: سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن يعقوب الشيباني يقول: سمعت أبي يقول: قال رجل ليحيى بن أكثم: يا أبا زكريا، فقال له يحيى: قست فأخطأت، و كانت كنيته أبو محمّد.

قال الخطيب (4):و أخبرني محمّد بن علي المقرئ، أنا محمّد بن عبد اللّه أبو عبد اللّه الحافظ النيسابوري قال: يحيى بن أكثم بن محمّد التميمي، أبو محمّد القاضي المروزي، كان من أئمة أهل العلم، و من نظر له في كتاب «التنبيه» عرف تقدمه في العلوم.

قال الخطيب: و أنا التنوخي قال: قال طلحة بن محمّد بن جعفر: و يحيى بن أكثم

ص: 65


1- سقطت من الأصل و زيدت عن م.
2- تحرفت بالأصل إلى: الحسين، و المثبت عن م.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 193/14.
4- تاريخ بغداد 197/14.

أحد أعلام الدنيا، و من قد اشتهر أمره و خبره، و لم يستتر عن الكبير و الصغير من الناس فضله و علمه و رئاسته، و سياسته لأمره، و أمر أهل زمانه من الخلفاء و الملوك، واسع العلم بالفقه، كثير الأدب، حسن العارضة (1)،قائم بكل معضلة، غلب على المأمون، حتى لم يتقدمه أحد عنده من الناس جميعا، و كان المأمون ممن برع في العلوم، فعرف من حال يحيى بن أكثم و ما هو عليه من العلم و العقل ما أخذ بمجامع قلبه، حتى قلّده قضاء القضاة و تدبير أهل مملكته، فكانت الوزراء لا تعمل في تدبير الملك شيئا إلاّ بعد مطالعة يحيى بن أكثم، و لا يعلم أحدا غلب على سلطانه في زمانه إلاّ يحيى بن أكثم، و ابن أبي دؤاد (2).

قال الخطيب (3):يحيى بن أكثم بن محمّد بن قطن بن سمعان بن مشنّج، من ولد أكثم بن صيفي التميمي، يكنى أبا محمّد، و هو مروزي، سمع عبد اللّه بن المبارك، و الفضل بن موسى السيناني، و حفص بن عبد الرّحمن النيسابوري، و يحيى بن الضريس، و مهران بن أبي عمر الرازيين، و جرير بن عبد الحميد الضبّي، و عبد اللّه بن إدريس الأودي، و سفيان بن عيينة، و عبد العزيز الدراوردي، و عيسى بن يونس، و وكيع بن الجراح، و علي بن عيّاش الحمصي، و أبا توبة الحلبي، روى عنه محمّد بن إسماعيل البخاري، و أبو حاتم الرّازي، و إسماعيل بن إسحاق القاضي، و أخوه حمّاد بن إسحاق، و محمّد بن إبراهيم البرتي (4)،و أبو عيسى بن العرّاد، و غيرهم، و كان عالما بالفقه، بصيرا بالأحكام، ولاّه المأمون القضاء ببغداد.

قال الخطيب (5):و أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق، أنا أبو علي بن الصواف، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال: لما سمع يحيى بن أكثم بن ابن المبارك و كان صغيرا صنع أبوه طعاما و دعا الناس ثم قال: اشهدوا أن هذا سمع من ابن المبارك و هو صغير.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، و أبو يعلى بن الحبوبي، قالا: أنا سهل بن بشر، أنا علي [بن منير] (6) بن أحمد، أنا الحسن بن رشيق، قال: قال لنا أبو عبد الرّحمن النسائي:

ص: 66


1- رسمها بالأصل و م: العاصره.
2- تحرفت بالأصل و م إلى: داود، و التصويب عن تاريخ بغداد.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 191/14.
4- تقرأ بالأصل و م: البري، و المثبت عن تاريخ بغداد.
5- تاريخ بغداد 192/14.
6- اللفظتان استدركتا عن م.

و من فقهاء أهل خراسان: الضحّاك بن مزاحم، و إبراهيم الصائغ، قتله أبو مسلم، و عبد اللّه بن المبارك، و النضر بن محمّد المروزي، و بعد هؤلاء: أحمد بن حنبل، و إسحاق بن راهوية، و يحيى بن أكثم (1).

أخبرنا أبو منصور الشيباني، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (2)،أنا أبو حازم عمر بن أحمد العبدوي، أنا أبو الفضل بن خميرويه الهروي، أنا أبو جعفر أحمد بن محمّد الشامي، عن أبي داود السنجي، قال: سمعت يحيى بن أكثم يقول: كنت عند سفيان فقال: ابتليت بمجالستكم بعد ما كنت أجالس من جالس أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، من أعظم مني مصيبة، فقلت: يا أبا محمّد، الذين بقوا حتى جالسوك بعد مجالسة أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كانوا أعظم مصيبة منك.

قال (3):و أنا الجوهري، أنا طلحة بن محمّد بن جعفر الشاهد، نا أبو بكر الصولي، نا الكديمي، نا علي بن المديني قال: خرج سفيان بن عيينة إلى أصحاب الحديث و هو ضجر فقال: أ ليس من الشقاء أن أكون جالست ضمرة بن سعيد، و جالس أبا سعيد الخدري، و جالست عمرو بن دينار و جالس جابر بن عبد اللّه، و جالست عبد اللّه بن دينار، و جالس ابن عمر، و جالست الزهري و جالس أنس بن مالك، حتى عدد جماعة، ثم أنا أجالسكم، فقال له حدث في المجلس: أ تنصف (4) يا أبا محمّد؟ قال: إن شاء اللّه، قال له: و اللّه لشقاء من جالس أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بك أشد من شقائك بنا، فأطرق و تمثّل بشعر أبي نواس (5):

خلّ جنبيك لرام *** و امض عنه بسلامه

مت بداء الصمت خير *** لك من داء الكلام

فسأل: من الحدث ؟ فقالوا: يحيى بن أكثم، فقال سفيان: هذا الغلام يصلح لصحبة هؤلاء - يعني: السلطان-.

ص: 67


1- رواه المزي في تهذيب الكمال 24/20.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 192/14.
3- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 192/14 و رواه، من طريق محمد بن يونس الكديمي، المزي في تهذيب الكمال 25/20.
4- الأصل و م:«انتصف» و المثبت عن تاريخ بغداد.
5- البيتان في ديوان أبي نواس ص 620 (طبعة بيروت) من قصيدة بعنوان: داء الصمت.

قال (1):و أنا أحمد بن الحسين حدثنا (2) محمّد بن عبد اللّه بن بخيت الدقّاق، أنا أبو نصر أحمد بن محمّد بن أحمد بن شجاع البخاري، أنا خلف بن محمّد الخيام، نا سهل بن شاذويه قال: سمعت عليا - يعني: ابن خشرم - يقول: أخبرني يحيى بن أكثم أنه صار إلى حفص بن غياث، فتعشى عنده، فأتى حفص بعسّ فشرب منه، ثم ناوله أبا بكر بن أبي شيبة فشرب منه فناوله أبو بكر يحيى بن أكثم فقال له: يا أبا بكر، أ يسكر كثيرة ؟ قال: أي و اللّه، و قليله، فلم يشرب.

أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد الشيباني، أنا - و أبو الحسن علي بن الحسن، نا - أبو بكر أحمد بن علي (3)،نا يحيى بن علي الدسكري، أنا أبو بكر بن المقرئ - بأصبهان-.

ح و أخبرنا بها عالية أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا منصور بن الحسين، و أحمد بن محمود، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ.

قال: سمعت صالح بن محمّد - يعني: أبا الفضل بن شاذان - يقول: سمعت منصور بن إسماعيل يقول: ولي يحيى بن أكثم قضاء البصرة و هو شاب ابن إحدى و عشرين سنة - أو كما قال - قال: فاستزري - و قال أبو الفرج: فاستزروا - به مشايخ البصرة و استصغروه، فقالوا: كم سن القاضي ؟ قال: سن عتاب بن أسيد حيث ولاه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على مكّة.

أخبرنا أبو منصور، أنا - و أبو الحسن، نا - الخطيب (4)،أنا الحسن بن أبي بكر قال:

ذكر أبو علي عيسى بن محمّد الطوماري أنه سمع أبا حازم القاضي يقول - زاد ابن خيرون:

سمعت أبي يقول و قالا:- ولي يحيى بن أكثم القاضي البصرة و سنّه عشرون أو نحوها، قال:

فاستصغره (5) أهل البصرة، فقال له أحدهم: كم سنو القاضي ؟ قال: فعلم أنه قد استصغر، فقال: أنا أكبر من عتاب بن أسيد الذي وجّه به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قاضيا على أهل مكة يوم

ص: 68


1- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 193/14.
2- بالأصل و م:«بن» و المثبت عن تاريخ بغداد.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 198/14-199.
4- تاريخ بغداد 199/14.
5- بالأصل: فاستصغروه» و المثبت عن م، و تاريخ بغداد.

الفتح، و أنا أكبر من معاذ بن جبل الذي وجه به النبي صلى اللّه عليه و سلم قاضيا على أهل اليمن، و أنا أكبر من كعب بن سور الذي وجّه به عمر بن الخطاب قاضيا على أهل البصرة، قال: و بقي سنّه لا يقبل بها شاهدا، قال: فتقدم إليه أبي - و كان أحد الأمناء - فقال له: أيها القاضي، قد وقفت الأمور و ترتبت. قال: و ما السبب ؟ قال: في ترك القاضي قبول الشهود، قال: فأجاز في ذلك اليوم شهادة سبعين شاهدا.

قال (1):و أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب، أنا محمّد بن نعيم الضبي، قال:

سمعت أبا منصور محمّد بن القاسم العتكي يقول: سمعت الفضل بن محمّد الشعراني يقول:

سمعت يحيى بن أكثم يقول: القرآن كلام اللّه، فمن قال: مخلوق يستتاب، فإن تاب و إلاّ ضربت عنقه.

قال (2):و أنا علي بن طلحة المقرئ، أنا محمّد بن العبّاس، نا أبو مزاحم موسى بن عبيد اللّه (3)،حدّثني عمّي من حفظه غير مرة قال: سألت أحمد بن حنبل عن يحيى بن أكثم ؟ فقال: ما عرفناه ببدعة.

قال (4):و أنا أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد، نا محمّد بن العبّاس، نا محمّد بن هارون بن المجدر، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال: و ذكر يحيى بن أكثم عند أبي فقال:

ما عرفت فيه بدعة، فبلغت يحيى، فقال: صدق أبو عبد اللّه، ما عرفني ببدعة قط .

قال: و ذكر له ما يرميه (5) الناس، فقال: سبحان اللّه، سبحان اللّه، و من يقول هذا؟ و أنكر ذلك أحمد إنكارا شديدا.

قرأت على أبي محمّد طاهر بن سهل بن بشر، عن أبي بكر الخطيب، أنا محمّد بن أحمد بن رزق، نا إسماعيل بن علي الخطبي، نا الحارث بن محمّد بن أبي أسامة قال: قال لي بعض أصحابنا: سمعت يحيى بن أكثم يقول: و ليت القضاء و قضاء القضاة، و الوزارة، و كذا و كذا، ما سررت بشيء كسروري بقول المستملي من ذكرت رضي اللّه عنك (6).

ص: 69


1- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 198/14.
2- تاريخ بغداد 198/14.
3- كذا بالأصل و م، و في تاريخ بغداد: موسى بن عبد اللّه.
4- تاريخ بغداد 198/14.
5- كذا بالأصل و م، و في تاريخ بغداد: يريب.
6- سير أعلام النبلاء 8/12.

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه - مناولة و إذنا و قرأ عليّ إسناده - أنا محمّد بن الحسين (1)،أنا المعافى بن زكريا، نا محمّد بن الحسن بن زياد المقرئ، نا عبد اللّه بن محمود - بمرو - قال: سمعت يحيى بن أكثم يقول: كنت قاضيا و أميرا و وزيرا و قاضيا على القضاة، ما ولج سمعي أحلى من قول المستملي من ذكرت رضي اللّه عنك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - قراءة - نا عبد العزيز الكتاني، نا العلاء بن حزم، نا علي بن بقاء، نا عبد الغني بن سعيد، حدّثني الحسن بن إسماعيل الغسّاني الضرّاب، قال:

سمعت أباك أبا بشر سعيد بن علي يقول: سمعت أحمد بن يحيى بن أبي المهاجر.

ح و أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم، و حدّثنا أبو بكر يحيى بن سعدون بن تمام عنه، أنا أبو إبراهيم أحمد بن القاسم بن حمزة الحسيني، بانتقاء أبي نصر السجزي الحافظ عليه بمصر، و كتبته عنه بخطي، أنا أبو نزار أحمد بن عبد القوي بن جبريل، نا أبو النجا، و هو محمّد بن المطهّر الفارض - قال: سمعت أحمد بن يحيى بن أبي المهاجر.

يقول: سمعت يحيى بن عثمان بن صالح يقول: سمعت يحيى بن أكثم قاضي القضاة يقول: جالست الخلفاء، و ناظرت العلماء، فلم أر شيئا أحلى من قول المستملي: من ذكرت يرحمك اللّه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد بن السمّاك - إجازة - أخبرني أبو أيوب العثماني الضرير.

ح و أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - الخطيب (2)،أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه المعدّل، أنا عثمان بن أحمد الدقّاق أنّ أبا أيوب العثماني الضرير أخبرهم [قال:] (3) أخبرني بعض الأدباء عن بكر بن أحمد البزار البصري (4) أنه دخل على يحيى بن أكثم فقال له: أيها القاضي، أ تأذن لي في الكلام، فإنّ مجلسك مجلس حكم، فقال له: قل، فأنشأ يقول:

ص: 70


1- تحرفت بالأصل إلى: الحسن، و المثبت عن م.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 194/14.
3- زيادة عن تاريخ بغداد.
4- كذا بالأصل و م، و في تاريخ بغداد: النضري.

ما ذا تقول كلاك اللّه في رجل *** يهوى عجوزا أراها بنت تسعين

قال: فنكت القاضي في الأرض و رفع رأسه و أنشأ يقول:

يبكي عليه و قد حقّ البكاء له *** إنّ العجوز لها حين من الحين

أخبرنا أبو منصور، أنا - و أبو الحسن (1)،نا - الخطيب (2)،أنا التنوخي، أنا طلحة بن محمّد بن جعفر، حدّثني أحمد بن جعفر الصباغ، نا إسماعيل بن إسحاق قال: سمعت يحيى بن أكثم يقول: اختصم إليّ هاهنا في الرصافة الجد الخامس يطلب ميراث ابن ابن ابن ابنه.

قال (3):و أخبرني القاضي أبو عبد اللّه الحسين بن علي الصميري، نا محمّد بن عمران المرزباني، أخبرني الصولي، نا أبو العيناء، نا أحمد بن أبي دؤاد (4) قال الصولي: و حدّثنا محمّد بن أبي (5) موسى بن حمّاد، نا المشرف بن سعيد، نا محمّد بن منصور - و اللفظ لأبي العيناء - قال: كنا مع المأمون في طريق الشام، فأمر فنودي بتحليل المتعة، فقال لنا يحيى بن أكثم: بكّرا غدا إليه، فإن رأيتما للقول وجها فقولا، و إلاّ فاسكتا إلى أن أدخل، قال: فدخلنا إليه و هو يستاك و يقول: و هو مغتاظ ، متعتان كانتا على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و على عهد أبي بكر، و أنا أنهى عنهما، و من أنت يا أحول حتى تنهى عما فعله النبي صلى اللّه عليه و سلم، و أبو بكر؟ فأومأت إلى محمّد بن منصور أن أمسك رجل يقول في عمر بن الخطّاب ما يقول نكلمه نحن ؟ فأمسكنا و جاء يحيى، فجلس و جلسنا. فقال المأمون ليحيى: ما لي أراك متغيرا؟ قال: هو غمّ يا أمير المؤمنين، لما حدث في الإسلام، قال: و ما حدث ؟ قال: النداء بتحليل الزنا، قال: الزنا؟ قال: نعم، المتعة زنا، قال: و من أين قلت هذا؟ قال: من كتاب اللّه، و حديث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال اللّه تعالى: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ إلى قوله: وَ الَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حٰافِظُونَ إِلاّٰ عَلىٰ أَزْوٰاجِهِمْ أَوْ مٰا مَلَكَتْ أَيْمٰانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغىٰ وَرٰاءَ ذٰلِكَ فَأُولٰئِكَ هُمُ العٰادُونَ (6) يا أمير المؤمنين، زوجة المتعة ملك يمين ؟ قال: لا، قال: فهي الزوجة التي

ص: 71


1- تحرفت بالأصل إلى: الحسين، و المثبت عن م، و السند معروف.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 196/14-197.
3- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر بطوله في تاريخ بغداد 199/-200.
4- تحرفت بالأصل و م إلى: داود، و المثبت عن تاريخ بغداد.
5- كذا بالأصل و م، و في تاريخ بغداد: بن موسى.
6- سورة المؤمنون: الآيات 1-7.

عنى اللّه ترث و تورث، و تلحق الولد و لها شرائطها؟ قال: لا، قال: فقد صار متجاوز هذين من العادين، و هذا الزهري يا أمير المؤمنين روى عن عبد اللّه و الحسن ابني محمّد بن الحنفية عن أبيهما محمّد، عن علي بن أبي طالب قال: أمرني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بأن أنادي بالنهي عن المتعة و تحريمها، بعد أن كان أمر بها، فالتفت إلينا المأمون فقال: أ محفوظ هذا من حديث الزهري ؟ فقلنا: نعم يا أمير المؤمنين، رواه جماعة منهم مالك، فقال:

أستغفر اللّه، نادوا بتحريم المتعة، فنادوا بها.

قال الصولي: فسمعت إسماعيل بن إسحاق يقول: و قد ذكر يحيى بن أكثم فعظم أمره و قال: كان له يوم في الإسلام لم يكن لأحد مثله، و ذكر هذا اليوم. فقال له رجل: فما كان يقال ؟ قال: معاذ اللّه أن تزول عدالة مثله بتكذيب باغ و حاسد، و كانت كتبه في الفقه أجلّ كتب، فتركها الناس لطولها.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن (1) عبد العزيز بن أحمد، أنا علي بن موسى بن الحسين، أنا محمّد بن عبد اللّه بن أحمد الربعي، أنا أبو أحمد العباسي محمّد بن عبد اللّه بمكّة - نا اليمان بن عباد البصري، نا مسلم بن حاتم الأنصاري قال:

كنا يوما عند زهير البابي (2) نعوده، و إذا نحن برجل يقول في الدار: يا جارية، يا غلام، قال: فأشرف عليه بعض من كان يخدمه، فقال: من هذا؟ قال: أخبر أبا عبد الرّحمن أن القاضي بالباب، قال: فجاء فأخبره، قال: فقال زهير: ما لي و للقاضي، و ما للقاضي و لي، قال: و قد كان جاءه قبل ذلك بيوم فحجبه، قال: فقدم إليه رجلين من أمنائه: العيشي و إسحاق بن حمّاد بن زيد، قال: و قال لهما: إنّي قد ذهبت إلى زهير اليوم فحجبني، فاغدوا عليه و كونا عنده حتى أجيء، فإن أذن لي فذاك و إلاّ فسهّلا أمري، قال: فأقبل عليه العيشي، فقال: يا أبا عبد الرّحمن قاضي أمير المؤمنين جاء يعودك إن رأيت أن تأذن له، قال: يا عيشي أنت أيضا من هذا الضرب، ما للقاضي و عيادة زهير؟ قال: فأقبل عليه ابن حمّاد بن زيد فقال: يا أبا عبد الرّحمن، إن رأيت أن تأذن له، فلعله أن يسمع منك كلمة ينفعه اللّه بها،

ص: 72


1- تحرفت بالأصل إلى: بن، و المثبت عن م.
2- البابي نسبة إلى باب الأبواب، موضع بالثغور، و هي مدينة دربند على بحر الخزر، و عليها سور من الحجارة ممتد من الجبل طولا. و هو زهير بن نعيم أبو عبد الرحمن البابي السلولي العجلي، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 350/6.

قال: فما زالا بالشيخ حتى قال: ائذنوا له، قال: فصعد إلينا يحيى بن أكثم و هو يومئذ كهل و عليه كسوة عجيبة، قال: فتخشخش جميع من في البيت، قال: و زهير لا يتحرك، قال:

حتى جلس يحيى، فانكبّ على رأسه فقبّله ثم قال: يا أبا عبد الرّحمن كيف أصبحت ؟ كيف تجدك ؟ قال: أنا بخير و الحمد للّه، و أنا في عافية، قال: جعلك اللّه بخير يا أبا عبد الرّحمن، جئتك أمس فمنعتني، و جئتك اليوم، فكدت أن لا تأذن لي، بلغك عني أمر تكرهه ؟ اشتكاني إليك أحد؟ تظلم أحد من قبلي، فأستغفر اللّه و أرجع و أتوب، إلى أن قال [في] (1) كلامه، و اللّه يا أبا عبد الرّحمن ما تركت، قال: فقال زهير: خذوا بيدي، قال: فأخذوا بيده، فجلس فقال: يا يحيى، من لم يدعك ؟ ضربت سوطا قط ! أخذ من مالك دينار قط ! حبست يوما إلى الليل قط ، قال: لا، و اللّه، و لكن ما أرى اللّه أتى بك من أقاصي مرو، و قلّدك هذه القلادة لخير يريده بك، قال: فجعل يبكي، ثم قال له في آخر كلامه: يا أبا عبد الرّحمن لك حاجة توصي بها بشيء؟ قال: ما لي إليك حاجة إلاّ أن تؤثر اللّه على ما سواه.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر، أنا جدي السيّد أبو المعالي عمر بن القاضي أبي عمر محمّد بن الحسين البسطامي، نا الحاكم أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت إسماعيل بن محمّد بن الفضل الشعراني يقول: سمعت جدي يقول (2):سمعت يحيى بن أكثم يقول: كان لي أخ مروزي، فكان يكتب إليّ في الأحايين، و ما كتب إليّ إلاّ انتفعت بكتابه، قال: فكتب إليّ مرة: بسم اللّه الرّحمن الرحيم، يا يحيى اعتبر بما ترى، و اتّعظ بما تسمع قبل أن تصير عبرة للناظرين، و عظة للسامعين، قال: قلت:

لقد جمع فيه.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر أحمد [بن الحسين، أنا أبو عبد] (3) اللّه الحافظ ، نا أبو سعيد موفق بن محمّد بن الجراح الهروي الأديب، نا أبو إسحاق أحمد بن محمّد بن [سعيد، نا محمّد بن] (4) عبد الكريم المروزي قال: لما ولي يحيى بن أكثم القضاء كتب إليه أخوه عبد اللّه بن أكثم من مرو، و كان من الزهّاد:

ص: 73


1- سقطت من الأصل و م.
2- من طريقه روي الخبر في تهذيب الكمال 26/20.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن م لتقويم السند.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك لتقويم السند عن م.

و لقمة بجريش الملح آكلها *** ألذّ من تمرة تحشى بزنبور

و أكلة قربت للهلك صاحبها *** كحيّة الفخّ دقّت عنق عصفور

أخبرنا أبو منصور الشيباني، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - الخطيب (1)،أنا محمّد بن الحسن (2) بن محمّد المتوثي، أنا محمّد بن الحسن بن زياد النقاش أن أحمد بن يحيى ثعلبا أخبرهم أنا أبو العالية الشامي - مؤدب ولد المأمون - قال: لقي رجل يحيى بن أكثم و هو يومئذ على قضاء القضاة، فقال له: أصلح اللّه القاضي، كم آكل ؟ قال: فوق الجوع و دون الشبع، قال: فكم أضحك ؟ قال: حتى يسفر وجهك و لا يعلو صوتك، قال: فكم أبكي ؟ قال: لا تملّ البكاء من خشية اللّه تعالى، قال: فكم أخفى من عملي ؟ قال: ما استطعت، قال: فكم أظهر منه ؟ قال: ما يقتدي بك البر الخير، و يؤمن عليك قول الناس، فقال الرجل: سبحان اللّه، قول قاطن، و عمل ظاعن.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - قراءة - نا عبد العزيز بن أحمد، أنا الحاكم أبو محمّد منصور بن محمّد بن محمّد، نا أبو إسحاق، نا محمّد بن إسحاق بن إبراهيم قال: سمعت محمّد بن منصور الطوسي قال (3):سمعت يحيى بن سعيد اليماني يقول: قال يحيى بن أكثم: من خالط الناس داراهم، و من داراهم راآهم.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال:

سمعت أبا الحسين محمّد بن يعقوب الأصبهاني الأديب يقول: سمعت بشر بن موسى الأسدي ينشد ليحيى بن أكثم القاضي في رجل من القضاة قد كان استخف بحقوقه، ثم رجع (4) إلى خدمته:

ذهبت بنضرة وجهك الأيام *** و لقد مضى زمن و أنت إمام

ما كان ضرّك لو ذخرت ذخيرة *** تبقى لصاحبها يد و ذمام

فاليوم إذ نزل البلاء بك زرتنا *** هيهات ما منّا عليك سلام

أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر

ص: 74


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 200/14.
2- كذا بالأصل و م، و في تاريخ بغداد: الحسين.
3- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 27/20.
4- بالأصل: ذهب، و المثبت عن م.

الخطيب (1)،أنا القاضي أبو العلاء الواسطي، أنا محمّد بن جعفر بن محمّد بن هارون النحوي الكوفي، أنا أبو القاسم الحسن بن محمّد، نا وكيع، أخبرني أبو بكر محمّد بن علي ورّاق المخرمي، حدّثني قاسم بن الفضل قال: قرأت كتابا ليحيى بن أكثم بخطه إلى صديق له:

جفوت و ما في ما مضى كنت تفعل *** و أغفلت من لم تلفه (2) عنك يغفل

و عجّلت قطع الوصل في ذات بيننا *** بلا حدث أو كدت في ذاك تعجل

فأصبحت لو لا أنني ذو تعطّف *** عليك بودي صابر متحمّل

أرى جفوة أو قسوة من أخي ندى *** إلى اللّه فيها المشتكى و المعول

فأقسم لو لا أنّ حقك واجب عليّ *** و إنّي بالوفاء موكّل

لكنت عزوف النفس عن كلّ مدبر *** و بعض عزوف النفس عن ذاك أجمل (3)

فإنّ مصاب المرء في أهل وده *** بلاء عظيم عند من كان يعقل

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنشدنا أبو القاسم عبد الصّمد الخولاني، أنشدني إسماعيل بن علي الخزاعي - يعني: ابن أخي دعبل - أنشدني (4) أبي، أنشدنا القاضي يحيى بن أكثم:

أما ترى كيف طيب ذا اليوم *** و كيف سالت مدامع الغيم

و كيف سرى الندا بأدمعه *** فهبّ نوّاره من النوم

لو سيم ذا اليوم لاشتراه *** أخو اللّهو و لو كان غالي السّوم

و نحن ظامون في صبيحتنا *** فامنن علينا بشرب ذا اليوم

أخبرنا أبو منصور الشيباني، أنا - و أبو الحسن، نا - أبو بكر الخطيب (5)،أنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، أنا محمّد بن العبّاس، قال: سمع أبا أيوب سليمان بن إسحاق بن الخليل الجلاّب يقول: سمعت إبراهيم بن إسحاق الحربي يقول: جاء رجل يسأل يحيى بن

ص: 75


1- الخبر و الشعر في تاريخ بغداد 193/14-194.
2- الأصل و م: يلقه، و المثبت عن تاريخ بغداد.
3- زيد بعده في تاريخ بغداد، و قد سقط من الأصل و م: و لكنني أرعى الحقوق و أستحي و أحمل من ذي الود ما ليس يحمل
4- بالأصل: أنشدت، و المثبت عن م، و المختصر.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 197/14.

أكثم فقال له: إيش قوسمت فيّ ؟ أنا قاضي (1) و القاضي يأخذ و لا يعطي، و أنا من مرو و أنت تعرف ضيق أهل مرو، و أنا من تميم،[و المثل إلى بخل تميم] (2).

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا علي بن موسى بن الحسين، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا أبو جعفر الطحاوي، نا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو الدمشقي قال:

لما قدم علينا يحيى بن أكثم مع المأمون كان ينظر في أمور الناس، فدخل إليه رجل في يوم من الأيام، فكلّمه بكلام لا يصلح له أن يكلّمه به، فأمر بحبسه، فلمّا كان في العشيّ ركب إليه المشايخ، فحدّثني ابن ذكوان و كان فيهم، قال: فكلّمناه و سألناه تخليته، قال: فقال: ما أنا حبسته، فكأنا أنكرنا (3) ذلك من قوله، قال: الحقّ حبسه، و الحقّ يطلقه.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا (4)،نا الحسين بن القاسم الكوكبي، حدّثني يعقوب بن بيان (5) الكاتب، حدّثني علي بن يحيى، قال: كان يحيى بن أكثم وقاعة في الناس شريرا، و كان يغري المأمون بالناس، و يقع فيهم عنده، و كان يثني على عمرو بن مسعدة و يقرّظه عنده، و لا يزال يذكر فراهته (6) و نصيحته و حسن صناعته، فبلغ ذلك عمروا، فدخل على المأمون فقال: يا أمير المؤمنين، بلغني أن يحيى بن أكثم يثني عليّ عندك، و أنا أسألك باللّه يا أمير المؤمنين أن تريه أنك قبلت شيئا من قوله فيّ ، فإنه إنما قدّم الثناء عليّ لوقيعة يريد [أن] (7) يوقعها بي لديك لتصدقه في ما يقول، قال: فضحك المأمون منه و قال: قد أمنت من ذلك، فلا تخفه مني.

قال: و نا المعافى (8)،نا محمّد بن الحسن بن زياد المقرئ، نا أحمد بن يحيى ثعلب، أنا أبو العالية الشامي (9) مؤدب ولد المأمون، قال: قال المأمون ذات يوم ليحيى بن

ص: 76


1- كذا بالأصل و م: قاضي، بإثبات الياء.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك للإيضاح عن م و تاريخ بغداد.
3- بالأصل:«أنكر» و المثبت «أنكرنا» عن م.
4- رواه القاضي المعافى بن زكريا الجريري في الجليس الصالح الكافي 14/3.
5- كذا بالأصل و م «بيان»، و في الجليس الصالح:«بنان» و هو ما أثبت.
6- الفراهة: النشاط .
7- سقطت من الأصل و م، و زيدت عن الجليس الصالح.
8- الجليس الصالح الكافي 14/3-15.
9- كذا بالأصل و م، و الجليس الصالح: الشامي.

أكثم القاضي: أريد منك أن تسمّي لي ثقلاء أهل عسكري و حاشيتي، فقال له: يا أمير المؤمنين، أعفني، فإنّي لست أذكر أحدا منهم و هم لي على ما تعلم، فكيف إن جرى مثل هذا؟ قال له: فإن كنت لا تفعل فاضطجع حتى أفتل لك مخراقا (1)[دبيقيا] (2) و أضربك به، و أسمي مع كل ضربة رجلا، فإن كان ثقيلا تأوّهت، و إن يك غير ذلك سكتّ ، فأكون أنا على معرفة منهم و يقين من ثقلائهم، فاضطجع له يحيى و قال: ما رأيت (3) قاضي قضاة، و أميرا، و وزيرا يعمل به مثل ذا. فلفّ له مخراقا دبيقيا و ضربه به ضربة و ذكر رجلا ثقيلا، فصاح يحيى، أوه أوه يا أمير المؤمنين في المخراق آجرّة، فضحك منه حتى كاد يغشى عليه، و أعفاه من الباقين.

قال: و نا المعافى (4)،نا الحسين بن القاسم الكوكبي، نا أبو يوسف يعقوب بن بيان (5)الكاتب، نا علي بن يحيى المنجم أن المأمون كان احتظى يحيى بن أكثم و رفع منزلته و خصّ به خاصة باطنة، فداخل عليه يوما و هو يتغدى و عبد الوهّاب بن علي إلى جانب المأمون، فسلّم، فردّ عليه السلام ثم قال: هلمّ يا أبا يا غلام وضّئه، قال: فخرج يحيى و الطويلة على رأسه ليتوضأ، فقال المأمون: أوسع لأبي محمّد، فأوسع له عبد الوهّاب بينه و بين المأمون، فغسل يده و دخل فوضع طويلته عن غير إذنه، فقال المأمون لعبد الوهّاب: عد إلى مكانك، و أقعد يحيى بين يديه، و كان ذلك بدء ما نقمه عليه.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا - و أبو الحسن (6)،نا - الخطيب (7)،أخبرني الصيمري، نا محمّد بن عمران المرزباني، أخبرني أبو عبد اللّه الحكيمي، عن أبي العيناء قال: سئل رجل من البلغاء عن يحيى بن أكثم، و ابن أبي دؤاد (8) أيهما أنبل ؟ قال: كان أحمد يجدّ مع جاريته و ابنته، و يحيى يهزل مع خصمه و عدوه.

ص: 77


1- المخراق: ثوب يلف و يضرب به الصبيان بعضهم بعضا.
2- سقطت من الأصل، و أضيفت عن م و الجليس الصالح.
3- كذا بالأصل و م، و في الجليس الصالح: أ رأيت.
4- رواه المعافى بن زكريا في الجليس الصالح الكافي 61/3.
5- كذا بالأصل و م:«بيان» و في الجليس الصالح:«بنان» و هو ما أثبت.
6- تحرفت بالأصل إلى: الحسين، و المثبت عن م.
7- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 198/14.
8- تحرفت بالأصل إلى: داود، و المثبت عن تاريخ بغداد.

قال (1):و أنا البرقاني، نا يعقوب بن موسى الأردبيلي، نا أحمد بن طاهر بن النجم الميانجي، نا سعيد بن عمرو البردعي، قال: قلت لأبي زرعة: كتبت عن يحيى بن أكثم شيئا؟ فقال: ما أطمعته (2) من هذا قط ، و لقد كان شديد الإيجاب لي لقد مرضت مرضة ببغداد، فما أحسن أصف ما كان يوليني من التعاهد و الافتقاد، و حدث ذات يوم عن الحارث بن مرة الحنفي بحديث الأشربة، فقال: يعيش و صحّف فيه. فقلت: له نشيش فقال: نفيس من أسامي العبيد، و خجل. فقلت له: حدّثنا أحمد بن حنبل و القواريري، قالا:

نا الحارث بن مرة، فرجع لما ورد عليه أحمد و القواريري، قال أبو زرعة: جبلان - أو نحو ما قال-- يعني: أن أحمد بن حنبل و القواريري جبلان - أو نحوه.

قال (3):و أنا عبيد اللّه بن عمر الواعظ ، نا أبي، نا أحمد بن محمّد بن عمّار المخرمي، نا جعفر بن أبي [عثمان قال: سمعت يحيى بن معين يقول: يحيى بن] (4) أكثم كان يكذب، جاء إلى مصر و أنا بها مقيم سنتين و أشهرا، فبعث يحيى بن أكثم فاشترى كتب الورّاقين و أصولهم، فقال: أجيزوها لي.

قال (5):و أنبأنا أحمد بن [محمد بن] (6) عبد اللّه الكاتب، أنا محمّد بن حميد المخرمي، نا علي بن الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده قال أبو زكريا:

قال لي أحمد بن خاقان أخو يحيى بن خاقان: كان يحيى بن أكثم رفيقي بالكوفة، فما سمع من حفص بن غياث إلاّ عشرة أحاديث، فنسخ أحاديث حفص كلها، ثم جاء بها معه إلى البيت. و قال أبو زكريا: سمعت يحيى بن أكثم يقول: سمعت من ابن المبارك عن يونس الأيلي أربعة آلاف حديث، أملى علينا ابن المبارك إملاء قال أبو زكريا: و لا و اللّه ما سمع ابن المبارك من يونس ألف حديث.

قال (7):و أخبرني البرقاني، حدّثني محمّد بن أحمد الأدمي، نا محمّد بن علي

ص: 78


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 201/14.
2- الأصل: أطعمته، تحريف، و المثبت عن م و تاريخ بغداد.
3- تاريخ بغداد 201/14-202.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن م و تاريخ بغداد للإيضاح.
5- تاريخ بغداد 202/14.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م، و تاريخ بغداد.
7- تاريخ بغداد 201/14.

الإيادي، نا زكريا الساجي، نا بدعة عبيد اللّه (1) بن إسحاق الجوهري قال: سمعت أبا عاصم يقول: يحيى بن أكثم كذّاب.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا الخطيب (2)،أخبرني أبو بكر محمّد بن عبد الملك بن محمّد القرشي، أنا علي بن عمر الحافظ ، نا محمّد بن مخلد العطار، نا مسلم بن الحجّاج قال: سمعت إسحاق بن راهوية يقول: ذاك الدجّال - يعني: يحيى بن أكثم - يحدّث عن ابن المبارك.

أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه - إذنا - قالا: أنا ابن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا الحسين، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (3):

سألت أبي عنه، قلت: ما تقول فيه ؟ قال: فيه نظر، قلت: فما ترى فيه ؟ قال: نسأل اللّه السلامة.

قال (4):سمعت علي بن الحسين بن الجنيد يقول: كانوا لا يشكون أن يحيى بن أكثم كان يسرق حديث الناس، و يجعله لنفسه.

أخبرنا أبو منصور، أنا - و أبو الحسن، نا - الخطيب (5).أنبأنا أحمد بن محمّد الكاتب، أنا أبو مسلم بن مهران، قال: قرأت على أبي الحسن (6) محمّد بن طالب بن علي، قال: سألت أبا علي صالح بن محمّد البغدادي عن يحيى بن أكثم قلت: أ كان يكتب عنه ؟ فقال: نعم، كان عنده حديث كثير إلاّ أنّي لم أكتب عنه، و ذاك أنه كان يحدّث عن عبد اللّه بن إدريس بأحاديث لم يسمعها منه.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ،

ص: 79


1- كذا بالأصل و م، و في تاريخ بغداد: عبد اللّه.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 201/14.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 129/9.
4- القائل: أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 202/14.
6- كذا بالأصل و م، و في تاريخ بغداد: الحسين.

أخبرني أبو النضر محمّد بن محمّد بن يوسف الفقيه، قال: و سئل صالح بن محمّد جزرة عن حديث يحيى بن أكثم، فقال: أكره و اللّه الحديث عنه، و ذكر كلمة (1).

أخبرنا أبو منصور، أنا - و أبو الحسن، نا - الخطيب، حدّثني أحمد بن محمّد العزال، أنا محمّد بن جعفر الشروطي، أنا أبو الفتح محمّد بن الحسين الأزدي الحافظ (2)،قال يحيى بن أكثم قاضي القضاة، يتكلمون فيه، روى عن الثقات عجائب لا يتابع عليها.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنا أبو علي محمّد بن الحسين الجازري، أنا المعافى بن زكريا الجريري (3)،حدّثني جعفر بن أحمد بن جعفر النهرواني، حدّثني أبي عن من حدّثه قال: ولّى يحيى بن أكثم إسماعيل (4) بن سماعة القضاء بغربي بغداد، و ولّى سوار بن عبد اللّه شرقيها، و كانا أعورين، فكتب محمّد بن [راشد] (5)الكاتب:

رأيت من العجائب قاضيين *** هما أحدوثة في الخافقين

هما فال الزمان [بهلك] (6) يحيى *** إذا فتح (7) القضاء بأعورين

فلو جمع العمى يوما بأفق *** [لكانا للزمانة خلتين] (8)

و تحسب منهما من هزّ رأسا *** [لينظر في مواريث و دين] (9)

كأنك قد جعلت عليه دنّا *** فتحت [بزاله من فرد عين] (10)

و كان يحيى بن أكثم أعور.

ص: 80


1- تهذيب الكمال 21/20.
2- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 21/20 و سير الأعلام 9/12.
3- الخبر و الشعر في الجليس الصالح الكافي 328/2-329.
4- كذا ورد بالأصل و م و الجليس الصالح، و الصواب أنّه: محمد بن سماعة بن عبد اللّه بن هلال التميمي القاضي راجع ترجمته في تاريخ بغداد 341/5 و تهذيب التهذيب 204/9.
5- بياض بالأصل و م، و المستدرك عن الجليس الصالح.
6- سقطت من الأصل، و مكانها فراغ في م، و المثبت عن الجليس الصالح.
7- في الجليس الصالح: إذا افتتح.
8- سقط العجز من الأصل و م، و استدرك عن الجليس الصالح.
9- سقط عجزه من الأصل و م، و استدرك عن الجليس الصالح.
10- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك لإقامة الوزن عن الجليس الصالح.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم النسيب، و أبو الوحش سبيع بن المسلم عنه، أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن الحسين بن محمّد بن سيبخت البغدادي، نا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي، حدّثنا أبو العيناء، نا الأصمعي قال:

مازح المأمون يحيى بن أكثم فمرّ غلام أمرد فقال: يا يحيى، و أومأ إلى الغلام ما يقول في محرم اصطاد ظبيا، فقال: يا أمير المؤمنين إنّ هذا لا يحسن بإمام مثلك مع فقيه مثلي، قال: فمن القائل: قاض يرى الحدّ في الزنا و لا يرى على من يلوط بأس، فقال: من عليه لعنة اللّه، فمن الذي يقول:

لا أحسب الجور ينقضي و على *** الأمة وال من آل عباس

فوجم المأمون، و قال: هذا مزاح قد تضمن إسماعا قبيحا، و أنشأ يقول (1):

و كنا نرجي أن نرى العدل ظاهرا *** فأعقبنا بعد الرجاء قنوط

و هل تصلح الدنيا و يصلح أهلها *** و قاضي قضاة المسلمين يلوط

أخبرنا أبو منصور بن زريق أنا - و أبو الحسن العطار، نا - أبو بكر الخطيب (2)،أنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل، أنا إسماعيل بن سعيد المعدل، نا الحسين بن القاسم الكوكبي، حدثني أبو الحسن ابن المأمون، قال المأمون ليحيى بن أكثم: من الذي يقول ؟ و هو يعرّض به:

قاض يرى الحدّ في الزناء و لا *** يرى على من يلوط من باس

قال: و ما يعرف أمير المؤمنين من قاله ؟ قال: لا، قال: يقوله الفاجر أحمد بن أبي نعيم الذي يقول:

حاكمنا يرتشي و قاضينا *** يلوط ، و الرأس شرّ ما راس

قال: فأفحم المأمون و أسكت خجلا.

قال (3):و حدّثني الصوري، أنا محمّد بن أحمد بن جميع الغسّاني، أنا أبو روق الهزّاني، قال: أنشد أبو صخرة الرياشي في يحيى بن أكثم:

ص: 81


1- البيتان في مروج الذهب 27/4 و نسبهما إلى راشد بن إسحاق الكاتب، و سماه ابن خلكان: أبا حكيمة.
2- تاريخ بغداد 196/14.
3- القائل أبو بكر الخطيب، و الخبر و الشعر في تاريخ بغداد 195/14-196.

أنطقني الدهر بعد إخراس *** لنائبات أطلن (1) وسواسي

يا بؤس للدهر لا يزال كما *** يرفع ناسا يحطّ من ناس

لا أفلحت أمّة و حق لها *** بطول نكس و طول اتعاس

ترضى بيحيى يكون سائسها *** و ليس يحيى لها بسواس (2)

قاض يرى الحدّ في الزناء و لا *** يرى على من يلوط من باس

يحكم للأمرد الغرير على *** مثل جرير و مثل عباس

فالحمد لله كيف قد ذهب ال *** عدل و قلّ الوفاء في الناس

أميرنا يرتشي و حاكمنا *** يلوط و الراس شر ما راس

لو صلح الدين و استقام لقد *** قام على الناس كل مقياس

لا أحسب الجور ينقضي و على *** الأمة قاض من آل عباس

قال الخطيب: ليس هذه الأبيات للرياشي، إنما هي لأحمد بن أبي نعيم.

قال الخطيب (3):و أنا الحسين (4) بن محمّد بن الحسن أخو الخلاّل، أنا إبراهيم بن عبد اللّه المالكي البصري - بجرجان - نا أبو إسحاق الهجيمي قال: سمعت أبا العيناء (5)يقول: تولى يحيى بن أكثم ديوان الصدقات على الأضراء فلم يعطهم شيئا، فطالبوه و طالبوه فلم يعطهم، فاجتمعوا فلمّا انصرف من جامع الرصافة من مجلس القضاء سألوه و طالبوه، فقال: ليس لكم عند أمير المؤمنين شيء، فقالوا: إن وقفنا معك إلى غد تزيدنا على هذا القول شيئا؟ فقال: لا، فقالوا: لا تفعل يا أبا سعيد، فقال: الحبس الحبس، فأمر بهم فحبسوا جميعا، فلما كان الليل ضجّوا، فقال المأمون: ما هذا؟ فقالوا: الأضرّاء (6) حبسهم يحيى بن أكثم، فقال: لم حبسهم ؟ فقالوا: كنوه فحبسهم، فدعاه فقال له: حبستهم على أن

ص: 82


1- بالأصل: أطلقن، و في م:«أطلقن» و كتب فوقها:«أطلق» و المثبت عن تاريخ بغداد.
2- الأصل: أسواس، و المثبت عن م و تاريخ بغداد.
3- تاريخ بغداد 194/14-195.
4- الأصل و م: الحسن، و المثبت عن تاريخ بغداد، و عنه يأخذ المصنف.
5- أبو العيناء، اسمه محمد بن القاسم بن خلاد بن ياسر الهاشمي، مولاهم، ترجمته في سير الأعلام 13/رقم 142.
6- الأضراء جمع ضرير، و هو الذي فقد بصره.

كنوك، فقال: يا أمير المؤمنين لم أحبسهم على ذلك إنّما حبستهم على التعريض، قالوا لي:

يا أبا سعيد يعرّضون بشيخ لائط في الحربية (1).

أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن العلاّف، و أخبرني أبو المعمر المبارك بن أحمد عنه.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، و أبو الحسن بن العلاّف، قالا: أنا عبد الملك بن محمّد بن بشران، أنا أحمد بن إبراهيم الكندي، أنا محمّد بن جعفر الخرائطي (2)،نا فضلك بن العباس الرازي قال: مضيت أنا و داود الأصبهاني إلى يحيى بن أكثم و معنا عشرة مسائل، فدخلنا إلى داره، فإذا هو في الحمام، فانتظرناه حتى خرج، فألقى داود عليه خمس مسائل، فأجاب فيها أحسن جواب، فلمّا كان في المسألة السادسة دخل عليه غلام حسن الوجه، فلما رآه اضطرب في المسألة، فلم يقدر يجيء و لا يذهب، فقال لي داود: قم، فإن الرجل قد اختلط .

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - الخطيب، أنا القاضي أبو الطيّب طاهر بن عبد اللّه.

ح و أخبرنا أبو العزّ السلمي - مناولة و إذنا و قرأ عليّ إسناده - أنا محمّد بن الحسين.

قالا: نا المعافي بن زكريا [نا] (3) محمّد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي قال: قال أبو عبد اللّه محمّد بن القاسم: لما عزل إسماعيل بن حمّاد عن البصرة شيّعوه، فقالوا: عففت عن أموالنا و عن دمائنا، فقال إسماعيل: و عن أبنائكم يعرّض بيحيى بن أكثم في اللواط .

و أخبرنا أبو العزّ - مناولة - أنا أبو علي الجازري، أنا المعافي بن زكريا، نا محمّد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي قال: قال أبو عبد اللّه محمّد بن القاسم: كان الحسن بن عبيد اللّه بن الحسن العنبري قاضيا عندنا في... (4) و كان عابسا كالحا، فتقدمت إليه جارية

ص: 83


1- كذا بالأصل و م، و في تاريخ بغداد: الخريبة. و الحريبة محلة كبيرة مشهورة ببغداد عند باب حرب، تنسب إلى حرب بن عبد اللّه البلخي، من قواد المنصور. أما الخريبة، فهي موضع بالبصرة.
2- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 21/20 و من طريق فضلك الرازي رواه الذهبي في سير الأعلام 12/ 10.
3- سقطت من الأصل و زيدت عن م.
4- بدون إعجام بالأصل و م و رسمها:«العسه».

لبعض أهل البصرة تخاصم في ميراث، و كانت حسنة الوجه، فتبسم و كلمها، فقال في ذلك عبد الصّمد بن المعذّل (1):

و لمّا سرت عنها القناع متيّم *** تروّح منها العنبري متيّما

رأى ابن عبيد اللّه و هو محكّم *** عليها لها طرفا عليه محكّما

و كان قديما عابس الوجه كالحا *** فلمّا رأى منها السّفور تبسّما

فإن يصب قلب العنبريّ فقبله *** [صبا باليتامى] (2) قلب يحيى بن أكثما

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، قال: قرأت على علي بن أبي علي النصري، عن أبي عمر بن حيوية، نا الصولي (3)،نا الحسين بن فهم قال: كنت مع أبي عند يحيى بن أكثم، و عنده سليمان الشّاذكوني، فجعل يعارضه في كلّ شيء يقول، فقال له يحيى: يا أبا أيوب، لقد حدّثني سليمان بن حرب أن بعض مشايخ البصرة يكذب في حديثه، فقال له سليمان: أعزّ اللّه القاضي، و لقد حدّثني سليمان بن حرب أن بعض قضاة المسلمين يفعل فعلا عذّب اللّه تعالى عليه قوما.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر (4)،أخبرني الأزهري، أنا محمّد بن العبّاس، نا محمّد بن خلف بن المرزبان بن بسام المحولي، حدّثني أبو العبّاس أحمد بن يعقوب قال: كان يحيى بن أكثم يحسد حسدا شديدا، و كان مفتنا (5)، فكان إذا نظر إلى رجل يحفظ الفقه سأله عن الحديث، فإذا رآه يحفظ الحديث سأله عن النحو، فإذا رآه تعلم النحو سأله عن الكلام، ليقطعه و يخجله، فدخل إليه رجل من أهل خراسان، ذكي، حافظ ، فناظره فرآه مفنّنا (6)،فقال له: نظرت في الحديث ؟ قال: نعم، قال:

فما تحفظ من الأصول ؟ قال: أحفظ : شريك عن أبي إسحاق عن الحارث أنّ عليا رجم لوطيا، فأمسك فلم يكلمه بشيء.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا الشريف

ص: 84


1- الخبر و الأبيات في تهذيب الكمال 21/20.
2- سقطت اللفظتان من الأصل، و مكانهما بياض في م، و الزيادة عن تهذيب الكمال.
3- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 21/20-22.
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 195/14.
5- كذا بالأصل و م و تاريخ بغداد، و في المختصر: مفننا.
6- كذا بالأصل و م هنا: مفننا، و في تاريخ بغداد: مفتنا.

أبو الفضل محمّد بن الحسن بن محمّد بن الفضل بن المأمون، نا أبو بكر محمّد بن القاسم بن الأنباري، حدّثني محمّد بن المرزبان، حدّثني محمّد بن نصر، نا أحمد بن يونس الضبّي قال: كان زيدان الكاتب يكتب بين يدي يحيى بن أكثم القاضي، و كان غلاما جميلا، متناهي الجمال، فقرص القاضي خدّه، فخجل و استحيا، فطرح القلم من يده فقال له يحيى:

اكتب ما أملي عليك، ثم قال (1):

أ يا قمرا خمشته فتغضّبا *** فأصبح لي من تيهه متجنّبا

إذا كنت للتخميش و العشق كارها *** فكن أبدا يا سيدي متنقّبا

و لا تظهر الأصداغ للناس فتنة *** و تجعل منها فوق خدّيك عقربا

فتقتل مشتاقا و تفتن ناسكا *** و تترك قاضي المسلمين معذّبا

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (2)،أنا القاضي أبو الطيب الطبري.

ح و أخبرنا أبو العزّ السلمي - مناولة و إذنا و قرأ عليّ إسناده - أنا محمّد بن الحسين (3).

قالا: نا المعافى بن زكريا، نا إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل الصفّار قال: سمعت أبا العيناء في مجلس أبي العبّاس محمّد بن يزيد قال: كنت في مجلس أبي عاصم النبيل، و كان أبو بكر يحيى بن أكثم حاضرا، فنازع غلاما، فارتفع الصوت، فقال أبو عاصم: مهيم ؟ فقالوا: هذا أبو بكر يحيى بن أكثم ينازع غلاما، فقال: إن يسرق فقد سرق أب له - زاد الخطيب: من قبل-.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن المجلي، أنا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن المأمون، نا محمّد بن القاسم، حدّثني ابن المرزبان، نا الحسن المقدام قال: استعدى ابن عمّار ابن أبي الخصيب يحيى بن أكثم على ورثة أبيه، و كان بارع الجمال، فقال له: أيها القاضي، أعدني عليهم، قال: فمن يعديني أنا على عينيك ؟ قال:

فهربت به أمّه إلى بغداد، فقال لها: و قد تقدمت إليه و اللّه لا أنفذت لكم حكما، أو لتردّنّه فهو أولى بالمطالبة منك.

ص: 85


1- الأبيات في وفيات الأعيان 152/6.
2- الخبر رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 197/14.
3- تحرفت بالأصل و م إلى: الحسن، و المثبت عن سند مماثل.

قال: و حدّثني محمّد بن المرزبان، أخبرني محمّد بن الجهم، حدّثني العلاء بن صالح قال: كان يحيى بن أكثم عند الواثق و غلام أمرد حسن الوجه من غلمان الخليفة واقف بين يديه، فأحدّ النظر إليه و تبسّم، قال له الواثق: يا يحيى (1) بحياتي لتبتلنه (2)،قال: إني و حياتك و اللّه منزه (3).

أخبرنا أبو منصور الشيباني، أنا - و أبو الحسن، نا - الخطيب (4)،أخبرني عبيد اللّه بن أبي الفتح الفارسي، نا أبو الفضل.

ح و أخبرنا بها عالية أبو السعود بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو الفضل محمّد بن الحسن بن المأمون، نا أبو بكر محمّد بن القاسم الأنباري، حدّثني محمّد بن مرزبان، حدّثني علي بن مسلم الكاتب، قال: دخل على يحيى بن أكثم ابنا مسعدة،- و كانا على نهاية الجمال - فلمّا رآهما يمشيان في الصحن (5) أنشأ يقول:

يا زائرينا من الخيام *** حيّا كما اللّه بالسلام

لم تأتياني و بي نهوض *** إلى حلال و لا حرام

يحزنني أن وفقتما بي *** و ليس عندي سوى الكلام

ثم أجلسهما بين يديه و جعل يمازحهما حتى انصرفا - زاد الخطيب: قال أبو بكر:

و سمعت غير ابن المرزبان من شيوخنا يحكي أن يحيى عزل عن الحكم بسبب هذه الأبيات التي أنشدها لمّا دخل عليه ابنا مسعدة.

أخبرنا أبو منصور، أنا - و أبو الحسن، نا - أبو بكر الخطيب، قال (6):و كان المتوكل على اللّه لما استخلف صيّر يحيى بن أكثم في مرتبة أحمد بن أبي دؤاد (7)،و خلع عليه خمس خلع، و ولّى يحيى و عزل مدة ثم جعل في مرتبته جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، فأخبرني الأزهري، أنا أحمد بن إبراهيم، نا إبراهيم بن محمّد بن عرفة قال: و لما عزل يحيى بن

ص: 86


1- استدركت على هامش م.
2- رسمها بالأصل و م:«كشكيه» كذا، و لم أقف عليها، و المثبت عن المختصر.
3- تقرأ بالأصل: مزه، و في م:«من» و المثبت عن المختصر.
4- الخبر و الأبيات في تاريخ بغداد 195/14.
5- تحرفت بالأصل إلى:«الصحر» و المثبت عن م، و تاريخ بغداد.
6- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 200/14-201.
7- تحرفت بالأصل و م إلى: داود، و التصويب عن تاريخ بغداد.

أكثم عن القضاء بجعفر بن عبد الواحد جاءه كاتبه فقال: سلّم الديوان، فقال: شاهدان عدلان على أمير المؤمنين أنه أمرني بذلك، فأخذ منه الديوان قهرا، و غضب عليه المتوكل، فأمر بقبض أملاكه، ثم أدخل مدينة السلام و ألزم منزله.

أنبأنا أبو الفرج غيث (1) بن علي، أنا أبو المنجى حيدرة بن علي الأنطاكي المالكي، و أبو عبد اللّه محمّد بن أبي نعيم النسوي الشافعي، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا عمي أبو علي، نا ابن بكر، نا بكر الفقيه القاضي، قال: سمعت محمّد بن يوسف القاضي يقول:

سمعت إسماعيل بن إسحاق يقول: كان يحيى بن أكثم أبرأ إلى اللّه عزّ و جل من أن يكون فيه شيء مما رمي به من أمر الغلمان، و لقد كنت أقف على سرائره، فأجده شديد الخوف للّه، و لكنه كانت به دعابة و حسن خلق، فرمي بما رمي به.

أخبرنا أبو العزّ السلمي - مناولة و إذنا و قرأ عليّ إسناده - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا، نا محمّد بن الحسن بن زياد المقرئ (2)،نا عبد اللّه بن محمود قال:

رأيت قاضي القضاة يحيى بن أكثم بمكة و قد وقف يلاحظ حجاما عليه أنف كأنه أزج (3)،فقلت له: أيها القاضي، ما هذا الوقوف ؟ فقال لي: ذرني، فإني أريد أن انظر إلى هذا، كيف يستوي له يمص المحجمة مع هذا الأنف، و قد كان رجل جالس بين يدي الحجّام، ففطن به الحجام، فقال له: ما لك قائم تنظر إليّ ؟ ليس و نور اللّه أضرب في قفا هذا بمعولي و أنت واقف، فتوارينا عنه، فإذا هو يعطف أنفه بيده اليسرى، و يمسك المحجمة بيده اليمنى و يمص بفيه، فقال يحيى: أما هكذا فنعم.

قال عبد اللّه: و كان يحيى بن أكثم أعور.

قال: و نا المعافى، نا الحسين بن القاسم الكوكبي، حدّثني أبو علي محرز بن أحمد الكاتب، حدّثني محمّد بن مسلم السعدي قال: وجه إليّ يحيى بن أكثم يوما فصرت إليه، فإذا عن يمينه قمطر (4) مجلدة، فجلست فقال: افتح هذه القمطر ففتحها، فإذا شيء قد خرج

ص: 87


1- من هنا إلى قوله: الفقيه.. سقط من م.
2- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 27/20.
3- الأصل و م: ارح، و في المختصر:«برج» و المثبت عن تهذيب الكمال.
4- القمطر: ما يصان فيه الكتب.

منها، رأسه رأس إنسان و هو من سرته إلى أسفله خلقة زاغ (1)،و في صدره و ظهره سلعتان (2)،فكبّرت و هلّلت و فزعت (3)،و يحيى يضحك، فقال لي بلسان فصيح ذلق (4):

أنا الزاغ أبو عجوه *** أنا ابن الليث و اللبوة

أحبّ الراح و الريحا *** ن و النشوة و القهوة

فلا عربدتي تخشى (5) *** و لا تحذر لي سطوة

و لي أشياء تستظر *** ف يوم العرس و الدعوة

فمنها سلعة في الظه *** ر لا تسترها الفروة

فأما السلعة الأخرى *** فلو كان لها عروة

لما شك جميع النا *** س فيها انها ركوة

ثم قال: يا كهل، أنشدني شعرا غزلا، فقال لي يحيى: قد أنشدك الزاغ، فأنشده، فأنشدته (6):

أغرك أن أذنبت ثم تتابعت *** ذنوب فلم أهجرك ثم أتوب (7)

و أكثرت حتى قلت: ليس بصارمي *** و قد يصرم الإنسان و هو حبيب

فصاح: زاغ، زاغ، زاغ، و طار، ثم سقط في القمطر، فقلت ليحيى: أعزّ اللّه القاضي، و عاشق أيضا؟! فضحك، فقلت: أيها القاضي ما هذا؟ قال: هو ما ترى، وجّه [به] (8)صاحب اليمن إلى أمير المؤمنين، و ما رآه بعد، و كتب كتابا لم أفضضه (9) و أظن أنه قد ذكر في الكتاب شأنه و حاله.

ص: 88


1- الزاغ: نوع من أنواع الغربان، يقال له: الزرعي، و يقال له أيضا: غراب الزيتون، جمعه: زيغان (راجع حياة الحيوان للدميري).
2- السلعة: زيادة تشبه الغدة تخرج بالرأس و سائر الجسد، تنمو بين الجلد و اللحم، إذا غمزت باليد تحركت.(راجع تاج العروس و اللسان: سلع).
3- كذا بالأصل و م، و في سير أعلام النبلاء 12/12 و جزعت.
4- الأبيات في النجوم الزاهرة 316/2 و حياة الحيوان للدميري 2/2 و الثلاثة الأولى في سير أعلام النبلاء 12/12.
5- في حياة الحيوان: فلا عدوى يدى تخشى.
6- البيتان في النجوم الزاهرة 317/2 و سير أعلام النبلاء 12/12-13.
7- بالأصل و م: ذنوب، و المثبت عن المصدرين السابقين.
8- سقطت من الأصل، و زيدت للإيضاح عن م، و سير الأعلام.
9- الأصل و م، أقصصه، و المثبت عن المختصر.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (1)، أخبرني الأزهري، أنا أحمد بن إبراهيم، نا إبراهيم بن محمّد بن عرفة قال: سنة اثنتين و أربعين و مائتين فيها مات أبو محمّد يحيى بن أكثم التميمي، فأخبرني محمّد بن جعفر عن داود بن علي قال: صحبت يحيى بن أكثم تلك السنة إلى مكّة، و قد حمل معه أخته و عزم على أن يجاور، فلمّا اتصل به رجوع المتوكل له بدا له في المجاورة، و رجع يريد العراق، حتى إذا صار إلى الرّبذة مات بها، فقبره هناك.

قال (2):و قرأت على البرقاني، عن أبي إسحاق المزكي، أنا محمّد بن إسحاق السراج قال: مات يحيى بن أكثم أبو زكريا بالربذة منصرفه من الحجّ يوم الجمعة [لخمس] (3) عشرة خلت من ذي الحجّة سنة اثنتين و أربعين و مائتين.

قال محمّد بن علي ابن أخيه: بلغ يحيى بن أكثم بن محمّد بن قطن الأسدي ثلاثا و ثمانين سنة.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: و فيها - يعني: سنة اثنتين و أربعين و مائتين - توفي أحمد بن أبي بكر أبو مصعب، و حامد بن يحيى البلخي، و يحيى بن أكثم، و نوح بن حبيب القومسي.

أخبرنا أبو منصور القزاز، أنا - و أبو الحسن العطّار، نا - أبو بكر الخطيب (4)،أنا الحسن بن أبي بكر، قال: قال أحمد بن كامل القاضي: توفي أبو محمّد يحيى بن أكثم بن محمّد بن قطن بن سمعان بن مشنّج من ولد أكثم بن صيفي في غرة سنة ثلاث و أربعين و مائتين بعد منصرفه من الحجّ ، و دفن بالربذة.

قال (5):و أنا محمّد بن الحسين بن أبي سليمان المعدل، أنا أبو الفضل الزهري، نا أحمد بن محمّد الزعفراني.

ح قال: و أنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن الزهري، حدّثني

ص: 89


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 202/14.
2- يعني أبا بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 202/14-203.
3- سقطت من الأصل و م، و زيدت عن تاريخ بغداد.
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 203/14.
5- يعني أبا بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 203/14.

أبو الحسن بن الزعفراني، نا أبو العباس بن واصل المقرئ قال: سمعت محمّد بن عبد الرّحمن الصيرفي قال: رأى جار لنا يحيى بن أكثم بعد موته في منامه، فقال له: ما فعل بك ربّك ؟ قال: وقفت بين يديه، فقال لي: سؤة لك يا شيخ، فقلت: يا ربّ إن رسولك قال إنّك لتستحي من أبناء الثمانين أن تعذّبهم، و أنا ابن ثمانين أسير اللّه في الأرض، فقال لي:

صدق رسولي، فقد عفوت عنك.

سمعت أبا المظفّر بن القشيري يقول: سمعت أبي الأستاذ أبا القاسم يقول (1):سمعت أبا الحسن عبد الرّحمن بن إبراهيم بن محمّد المزكي، نا أبو زكريا يحيى بن محمّد الأديب، نا الفضل بن صدقة، حدّثني أبو عبد اللّه الحسين بن عبد اللّه بن سعد (2)،قال:

كان يحيى بن أكثم القاضي صديقا لي، و كان يودّني و أودّه، فمات يحيى فكنت أشتهي أن أراه في المنام، فأقول: ما فعل اللّه بك، فرأيته ليلة في المنام، فقلت: ما فعل اللّه بك ؟ قال: غفر لي إلاّ أنه قال: وبّخني، ثم قال لي: يا يحيى خلطت عليّ في دار الدنيا، فقلت:

أي ربّ ، اتكلت على حديث حدّثني أبو معاوية الضرير عن الأعمش عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: أنك قلت:[إني] (3) لأستحي أن أعذّب ذا شيبة بالنار (4)، فقال: قد عفوت عنك يا يحيى، و صدق نبيي صلى اللّه عليه و سلم، إلاّ أنك خلطت علي في [دار] (5)الدنيا[13056].

أخبرنا أبو الحسن الفقيه الشافعي، نا عبد العزيز بن أحمد، نا عبد الوهّاب بن عبد اللّه، نا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن علي البردعي الصوفي، نا أبو علي الحسن بن علي بن محمّد الورّاق - ببغداد - نا أبي، قال: سمعت علي بن هارون الزاهد يقول: رأيت يحيى بن أكثم القاضي في المنام فقلت له: أ لست يحيى بن أكثم ؟ قال: نعم، قلت: فما صنع بك ربّك ؟ قال: وقفت بين يدي ربي تبارك و تعالى فقال لي: لأعذبنّك يا يحيى، فقلت:

ما هكذا بلغني عنك يا ربّ ، و لا حدّثت عنك، قال: و ما الذي بلغك عنّي، قلت: حدّثني

ص: 90


1- الخبر في الرسالة القشيرية ص 137-138.
2- كذا بالأصل و م، و في الرسالة القشيرية: أبو عبد اللّه الحسين بن سعيد.
3- سقطت من الأصل، و زيدت عن م و الرسالة القشيرية.
4- كنز العمال 671/15.
5- سقطت من الأصل و م، و زيدت عن الرسالة القشيرية.

عبد الرزّاق عن معمر عن الزهري عن أنس عن نبيّك صلى اللّه عليه و سلم عن جبريل عنك أنك قلت - و قولك الحقّ - إنّي لأستحي من عبدي إذا شاب في الإسلام أن أعذّبه، فقال: صدق جبريل، [و صدق محمد نبيي، و صدق أنس] (1) و صدق الزهري، و صدق معمر، و صدق عبد الرزّاق، و قد غفرت لك.

أخبرنا أبو منصور الشيباني، أنا - و أبو الحسن، نا - الخطيب (2)،أنا القاضي أبو العلاء الواسطي، نا أبو بكر محمّد بن أحمد المفيد، نا عمر بن سعيد (3) بن سنان الطائي، نا محمّد بن سلّم الخوّاص - الشيخ الصالح - قال: رأيت يحيى بن أكثم القاضي في المنام، فقلت له: ما فعل اللّه بك ؟ فقال: أوقفني بين يديه، و قال لي: يا شيخ السوء، لو لا شيبتك لأحرقتك بالنار، فأخذني ما يأخذ العبد بين يدي مولاه، فلمّا أفقت قال لي: يا شيخ السوء، لو لا شيبتك لأحرقتك بالنار، فأخذني ما يأخذ العبد بين يدي مولاه، فلمّا أفقت قال لي: يا شيخ السوء، فذكر الثالثة مثل الأوليين، فلمّا أفقت قلت: يا ربّ ، ما هكذا حدّثت عنك، فقال اللّه: و ما حدّثت عني - و هو أعلم بذلك - قلت: حدّثني عبد الرزّاق بن همام، نا معمر بن راشد، عن ابن شهاب الزهري، عن أنس بن مالك عن نبيّك صلى اللّه عليه و سلم عن جبريل عنك يا عظيم أنك قلت: ما شاب لي عبد في الإسلام شيبة إلاّ استحييت منه أن أعذّبه بالنار، فقال اللّه: صدق عبد الرزّاق، و صدق معمر، و صدق الزهري، و صدق أنس، و صدق نبيي صلى اللّه عليه و سلم، و صدق جبريل، أنا قلت ذلك، انطلقوا به إلى الجنّة[13057] رواه غيرهما، فقال: عن معمر عن قتادة بدلا من الزهري.

أخبرنا بذلك أبو الفتح المظفّر بن الحسين بن علي بن أبي نزار، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنا أبو منصور محمّد بن محمّد بن أحمد، أنا محمّد بن عبد اللّه الجعفي، نا أبو الحسن علي بن محمّد بن هارون الحميدي، حدّثني عبيد بن يحيى بن عبد اللّه عن رجل من أهل سامرّاء قال (4):

لما مات يحيى بن أكثم رئي في المنام، فقيل له: إلى أي شيء صرت ؟ قال: إلى

ص: 91


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن م.
2- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 203/14.
3- كذا بالأصل و م، و في تاريخ بغداد: سعد.
4- مختصرا عنه في تهذيب الكمال 29/20.

الجنّة، قيل له: الجنّة (1)؟قال: نعم، إنّي رأيت ربّ العزّة جل و عزّ، فقال لي: يا يحيى لو لا شيبتك لعذّبتك، فقلت: يا ربّ ، حدّثني عبد الرزّاق، عن معمر، عن قتادة، عن أنس بن مالك، عن محمّد نبيّك عن جبريل عنك أنك قلت: إنّي لأستحي أن أعذّب أبناء ثمانين، قال: صدق جبريل، صدق محمّد نبيي، صدق أنس بن مالك، صدق قتادة (2)،صدق معمر، صدق عبد الرزّاق، إنّي لأستحي أن أعذّب أبناء ثمانين، و كساني حلتين وردانية (3)، و حلة خضراء.

8109 - يحيى بن إياس بن يزيد - و يقال: زيد - بن أبي زكريا الخزاعي

أخو عبد اللّه.

من أهل دمشق.

ذكره الواقدي في تسمية من شهد غزاة القسطنطينية في أيام سليمان بن عبد الملك من فقهاء دمشق، و ذكر أخويه عبد اللّه، و عبد الملك.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، نا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال في تسمية الأخوة من أهل الشام: أخوان: عبد اللّه بن أبي زكريا، و يحيى بن أبي زكريا الخزاعي، و ذكر الواقدي لهما أخا ثالثا، سمّاه عبد الملك، كما تقدّم.

8110 - يحيى بن أيّوب بن أبي عقال هلال بن زيد بن

الحسن بن أسامة بن زيد بن حارثة أبو زيد الكلبي (4)

من ساكني حجر الذهب.

روى عن: أبيه أيوب، و عمّه زيد بن أبي عقال.

روى عنه: ابنه أبو الحسين محمّد بن يحيى بن أيّوب، و أبو الميمون بن راشد، و أبو عبد اللّه بن مروان، و أبو بكر محمّد بن عمير الرازي، و أبو علي محمّد بن محمّد بن أبي حذيفة.

ص: 92


1- مكانها بياض في م.
2- تحرفت في م هنا إلى: عباده.
3- كذا بالأصل و م، و في المختصر: و رداءين.
4- ترجمته في ميزان الاعتدال 362/4.

و قد تقدم حديثه في ترجمة أبيه أيوب (1).

8111 - يحيى بن بحدل الكلبي

كاتب عبد الملك بن مروان، له ذكر.

أنبأنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، و حدّثنا أبو الحسين أحمد بن حمزة عنه، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي الصقر الأنباري، أنا أبو البركات أحمد بن عبد الواحد بن الفضل بن نظيف الفراء القاضي، أنا الشريف أبو جعفر محمّد بن عبيد اللّه بن طاهر بن يحيى الحسيني، و يعرف مسلم - حدّثني جدي طاهر بن يحيى، حدّثني أبي، حدّثني إبراهيم بن المنذر، قال: كان يحيى بن بحدل الكلبي كاتبا لعبد الملك بن مروان على ديوان الجند، و قبيصة بن ذؤيب الخزاعي على ديوان الخاتم، و كثير بن الصلت على الرسائل (2).

8112 - يحيى بن بختيار بن عبد اللّه

أبو زكريّا الشّيرازي القرقوبي (3)،المعروف بابن كتامة العالمة

سمع نصر بن إبراهيم الزاهد، و ترك الصنعة سنين طويلة، و حجّ غير مرة، و كان ملازما للصلاة في الجماعة.

كتبت عنه شيئا يسيرا.

أخبرنا أبو زكريّا الشّيرازي، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم - لفظا - سنة إحدى و ثمانين و أربعمائة في جمادى الآخرة، نا الفقيه أبو الفتح سليم بن أيوب الرازي، نا أبو الحسن أحمد بن فارس بن زكريّا، نا أبو عبد اللّه أحمد بن طاهر، نا أبو العبّاس عبد الرّحمن بن محمّد (4)،نا يحيى بن سعيد، عن سفيان و شعبة، عن علقمة بن مرثد، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرّحمن السلمي، عن عثمان بن عفّان قال:

جاء رجل إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ليعلّمه صلاة الحاجة، فأمره أن يتوضّأ و يصلّي ركعتين

ص: 93


1- قال الذهبي عنه: لا يقوم بمثله حجة، و لكن يكتب حديثه.
2- راجع تاريخ خليفة بن خيّاط ص 299 تحت عنوان: تسمية ولاة عبد الملك.
3- القرقوبي بضم القافين، و بينهما راء، هذه النسبة إلى: قرقوب: و هي بلدة قريبة من الطيب، بين واسط و كور الأهواز (الأنساب 478/4) راجع معجم البلدان 328/4.
4- زيد بعدها في م: نا يحيى بن حكيم.

و يدعو بهذا الدعاء: اللّهمّ إنّي أسألك و أتوجه إليك بنبيّك محمّد صلى اللّه عليه و سلم نبي الرحمة، يا محمّد إنّي توجهت إليك إلى ربك عزّ و جل في حاجتي هذه لتقضى لي، فاللّهمّ شفّعه فيّ .

قال: و نا نصر، أنا علي بن أحمد السمنجاني، أنا أبو نصر محمّد بن عبد الملك، نا أبو بكر محمّد بن عمر، حدّثني أبو بكر الصولي، حدّثني المقتدر أمير المؤمنين قال:

كنت جالسا بين يدي المؤدب للتعلّم، إذ دخل صديق له، فبالغ في إكرامه و إعظامه، و أجلسه جانبه، فحادثه حتى انتهى به الحديث إلى موضع فقطعه، و أخذ يسارّه، فأصغيت إليهما لأسمع ما يسارّه به، فقال لي المؤدّب: أيها السيّد، ثمانية إن أهينوا فلا يلومنّ إلاّ أنفسهم: رجل أتى مائدة لم يدع إليها، و المتآمر على ربّ البيت في بيته (1)،و الداخل بين اثنين في حديثهما و لم يدخلاه فيه، و المستخفّ بحقّ السلطان، و الجالس في مجلس ليس هو له بأهل، و المقبل بحديثه على من لا يسمع منه، و طالب الحوائج من أعدائه، و ملتمس البر من اللئام، فإيّاك و المعاودة إلى مثل ما فعلت، فقلت: السمع و الطاعة، لست أعاود، فقال:

اكتب، أنشدني بعض إخواني:

أيها الفاخر جهلا بالنسب *** إنّما الناس لأم و لأب

هل تراهم خلقوا من فضة *** أم نحاس أم حديد أم ذهب

فترى فضلهم في خلقهم *** هل سوى لحم و عظم و عصب

إنما الفخر بعلم راجح *** و بأخلاق حسان و أدب

قال: و نا نصر، أنشدني نصر بن معروف المسافر:

بل ما بدا لك أن تنال من الغنى *** إن أنت لم تقنع فأنت فقير

يا جامع المال الكثير لغيره *** إنّ الصغير غدا يكون كبير (2)

قال: و أنشدنا نصر، أنشدني نصر بن معروف أيضا:

و إذا ائتمنت على السرائر فاخفها *** و استر عيوب أخيك حين تطلع

لا تفش سرك ما حييت إلى امرئ *** يفشي إليك سرائرا تستودع

فكما تراه بسر غيرك صانعا *** فكذا بسرّك لا محالة يصنع

ص: 94


1- كذا بالأصل و م، و في المختصر: زيه.
2- في البيت إقواء.

و كتاب ربّك كن به متهجدا *** إنّ المحب لربه لا يهجع

سألت يحيى عن مولده فقال: سنة خمس أو ست و سبعين، و سألته مرة أخرى فقال:

سنة أربع و سبعين، و مات ليلة الأحد للنصف من رجب سنة سبع و خمسين و خمسمائة، و دفن من الغد بمقبرة الباب الصغير.

8113 - يحيى بن بسطام بن حريث أبو محمّد الزهراني البصري

8113 - يحيى بن بسطام بن حريث أبو محمّد الزهراني البصري (1)

رحل و سمع بدمشق: يحيى بن حمزة، و صدقة بن خالد، و بمصر: عبد اللّه بن لهيعة، و الليث بن سعد، و بكر بن مضر، و بالبصرة: عبد الواحد بن زياد، و نوح بن قيس الحداني (2)،و بشر بن منصور السليمي (3).

روى عنه: أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرّحمن الدارمي، و أبو حاتم الرّازي.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل الفضيلي، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو بكر أحمد بن يحيى بن الحسن، و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، قالوا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفّر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حمويه، أنا أبو عمران عيسى بن عمر بن العبّاس، أنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن الدارمي، أنا يحيى بن بسطام، عن يحيى بن حمزة، حدّثني زيد بن واقد، عن سليمان بن موسى، عن كثير بن مرة، عن تميم الداري أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«من قرأ بمائة آية في ليلة كتب له قنوت ليلة»[13058].

قال: و أنا يحيى بن بسطام، نا ليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير (4)،عن عقبة بن عامر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا تدخلوا على النساء» قيل: يا رسول اللّه إلاّ الحمو؟ قال:«الحمو: الموت»[13059].

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (5):يحيى بن بسطام بن حريث البصري، يذكر بالقدر.

ص: 95


1- ترجمته في ميزان الاعتدال 366/4 و التاريخ الكبير للبخاري 264/8 و الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 132/9.
2- هو نوح بن قيس بن رباح الأزدي الحداني، أبو روح البصري، ترجمته في تهذيب الكمال 175/19.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 97/3.
4- هو مرثد بن عبد اللّه اليزني، أبو الخير المصري، ترجمته في تهذيب الكمال 502/17.
5- التاريخ الكبير للبخاري 264/8.

أخبرنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه - إذنا - قالا: أنا ابن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):

يحيى بن بسطام الأصفر (2) أبو محمّد، و هو ابن بسطام بن حريث الزهراني، بصري، روى عن ابن لهيعة، و بكر بن مضر، و يحيى بن حمزة، و صدقة بن خالد، و عبد الواحد بن زياد، و نوح بن قيس، و بشر بن منصور، كتب عنه أبي في سنة أربع عشرة و مائتين أيام الأنصاري، سألت أبي عنه فقال: شيخ صدوق، ما بحديثه بأس، قدري، أدخله البخاري في كتاب الضعفاء، سمعت أبي يقول: يحوّل من هناك.

8114 - يحيى بن بشر بن كثير أبو زكريا الأسدي الحريري

8114 - يحيى بن بشر بن كثير أبو زكريا الأسدي الحريري (3)(4)

من أهل الكوفة (5).

سمع بدمشق: معاوية بن سلام، و سعيد بن عبد العزيز، و سعيد بن بشير، و معروفا أبا الخطّاب، و الوليد بن مسلم.

روى عن: جعفر بن زياد الأحمر، و المفضّل بن صدقة، و عثمان بن عبد الرّحمن السعدي.

كتب عنه: محمّد بن عبد اللّه بن نمير - و هو من أقرانه-.

و روى عنه: عبد اللّه بن عبد الرّحمن الدارمي، و مسلم بن الحجّاج في صحيحه، و موسى بن إسحاق الأنصاري، و عبد الملك بن أبي عبد الرّحمن بن مسعود الرازي، و مطيّن الحضرمي، و الحسين بن عمر بن إبراهيم الثقفي، و بشر بن موسى الأسدي، و أحمد بن يحيى المروزي، و محمّد بن عثمان بن أبي شيبة.

ص: 96


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 132/9.
2- تقرأ بالأصل:«الأصغر» و المثبت:«الأصفر» عن م، و الجرح و التعديل.
3- تقرأ بالأصل: الخريري، بالخاء المعجمة، و المثبت عن م، و مصادر ترجمته. و نص ابن حجر في تقريب التهذيب على أنها بالحاء و بفتحها.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 41/20 و تهذيب التهذيب 122/6 و ميزان الاعتدال 366/4 و طبقات ابن سعد 6/ 411 و الجرح و التعديل 132/9 و سير أعلام النبلاء 647/10.
5- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن م.

أخبرنا أبو نصر رضوان، و أبو علي بن السبط ، و أبو غالب بن البنّا، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا موسى بن إسحاق الأنصاري، نا يحيى بن بشر، نا معاوية، عن يحيى بن أبي كثير أن يعلي أخبره أن سعيد بن جبير أخبره أنه سمع ابن عبّاس يقول: إذا حرّم الرجل عليه امرأته فهي يمين يكفّرها، و قال: لكم في رسول اللّه أسوة حسنة.

قال: و نا موسى، نا يحيى بن بشر، نا معاوية، عن يحيى بن أبي كثير، أخبرني يزيد بن نعيم أن جابر بن عبد اللّه أخبره أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نهي عن المزابنة (1)و الحقول، فقال جابر بن عبد اللّه: المزابنة: التمر بالتمر (2)،و الحقل: كراء الأرض[13060].

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد قال (3):في الطبقة الثامنة من أهل الكوفة: يحيى بن بشر بن كثير، و يكنى أبا زكريا الأسدي، الحريري (4)،و منزله قرب مسجد سماك، و كان تاجرا، قدم دمشق، فسمع من سعيد بن عبد العزيز، و سعيد بن بشير، و معاوية بن سلام صاحب يحيى بن أبي كثير، و توفي بالكوفة في جمادى الأولى سنة تسع و عشرين و مائتين في خلافة هارون الواثق.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا أبو القاسم العبدي، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (5):

يحيى بن بشر الحريري، روى عن معاوية بن سلاّم، و سعيد بن عبد العزيز، و سعيد بن بشير، و جعفر بن زياد الأحمر، و المفضل بن صدقة، روى عنه عبد الملك بن عبد الرّحمن المقرئ، و موسى بن إسحاق الأنصاري و غيرهما.

ص: 97


1- المزابنة: بيع الرطب في رءوس النخل بالتمر كيلا، و كذلك كل تمر بيع على شجره بتمر كيلا، و أصله من الزبن: الدفع، و قد نهى عنه في الحديث لأنه بيع مجازفة من غير كيل و لا وزن.(تاج العروس: زين) طبعة دار الفكر.
2- كذا بالأصل و م، و في المختصر: الثمر بالثمر.
3- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 411/6-412.
4- بالأصل هنا: الجريري، و المثبت عن م، و ابن سعد.
5- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 131/9.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو أحمد علي بن محمّد الحبيبي قال: و سألته - يعني: صالح بن محمّد جزرة - عن يحيى بن بشر الحريري الكوفي ؟ فقال: صدوق (1).

أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: قلت للدار قطني: فيحيى بن بشر الحريري ؟ قال: ثقة (2).

أخبرنا أبو نصر بن رضوان و غيره، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا الحسين بن عمر بن إبراهيم الثقفي، نا يحيى بن بشر الحريري سنة سبع و عشرين و مائتين عن عثمان بن عبد الرّحمن بحديث ذكره.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة و أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن محمّد، قالا: أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا الحسن بن محمّد بن الحسن.

ح و أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحسن بن أحمد، و أبو القاسم غانم بن محمّد بن عبيد اللّه، ثم أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد، أنا أبو علي، قالوا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو بكر عبد اللّه بن يحيى بن معاوية الطلحي، قالا: نا محمّد بن عبد اللّه بن سليمان الحضرمي، قال: و فيها - يعني: سنة سبع و عشرين و مائتين - مات يحيى بن بشر الحريري الأسدي، و كان ثقة، كتب عنه ابن نمير، و كان لا يخضب، في جمادى الأولى (3).

قالوا: و أخبرنا أبو نعيم، و نا أبو القاسم إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين، نا محمّد بن عبد اللّه بن سليمان قال: و مات يحيى بن بشر الحريري الأسدي سنة سبع و عشرين و مائتين.

و ذكر البغوي: أن يحيى بن بشر الحريري مات بالكوفة سنة تسع و عشرين و مائتين.

8115 - يحيى بن بطريق بن بشري أبو القاسم

8115 - يحيى بن بطريق بن بشري أبو القاسم (4)

أصل أبيه من طرسوس، و ولد هو بدمشق، و سمع بها: أبا الحسين [محمد] (5) بن مكي، و أبا بكر الخطيب.

ص: 98


1- تهذيب الكمال 41/20 و سير أعلام النبلاء 647/10.
2- سير الأعلام 647/10 و تهذيب الكمال 41/20.
3- تهذيب الكمال 41/20.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 53/20 و العبر 94/4 و شذرات الذهب 105/4.
5- زيادة عن سير الأعلام.

و ذكر لي أنه سمع أبا الحسن بن أبي الحديد.

كتبت عنه (1)،و كان حافظا للقرآن مستورا.

أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق الطّرسوسي - بقراءتي عليه - أنا أبو الحسين محمّد بن مكي بن عثمان بن عبد اللّه الأزدي المصري، قدم علينا سنة تسع و خمسين و أربعمائة، أنا أبو القاسم المؤمل بن أحمد بن محمّد الشيباني، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز البغوي - ببغداد - نا علي بن الجعد، أنا شعبة، عن محمّد بن زياد قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال أبو القاسم صلى اللّه عليه و سلم:«صوموا لرؤيته و أفطروا لرؤيته، فإنّ غمّ الشهر فعدّوا ثلاثين».

توفي أبو القاسم... (2) السبت و دفن في الغد الثاني و العشرين من سنة أربع و ثلاثين و خمسمائة بالباب الصغير، دفنه و الصلاة عليه و قيل (3).

8116 - يحيى بن تمّام بن علي

أبو الحسين (4)[المقدسي] (5) المعروف بابن الرّملي و الخطيب (6)

سمع ببيت المقدس: أبا عثمان بن ورقاء الأصبهاني، و بدمشق: القاسم بن أبي العلاء، و أبا الفتح بن إبراهيم بن الزاهد.

رأيته غير مرة، و جالسته، و لم يقض لي السماع منه، و أجاز لي جميع حديثه.

أنبأ أبو الحسين يحيى بن تمّام المقرئ (7)[و] (8) أبو عثمان محمّد بن أحمد بن ورقاء الأصبهاني شيخ الصوفية - قراءة عليه ببيت المقدس - سنة خمس و ستين و أربعمائة، أنا القاضي (9) أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي، نا أبو العبّاس الأثرم، نا أبو جعفر، نا

ص: 99


1- ذكر الذهبي أسماء الرواة عنه، منهم: ابن عساكر، و عبد الخالق بن أسد، و القاسم بن الحافظ ، و آخرون.
2- بياض بالأصل، و بالأصل يوجد داخل البياض:«ابن».
3- كذا وردت الجملة بالأصل و م:«دفنه و الصلاة عليه و قيل».
4- بالأصل: الحسن، و المثبت عن المختصر، و في م: أبو الخطيب.
5- سقطت من الأصل و م، و زيدت عن المختصر.
6- بالأصل و م: خطيب، و المثبت عن المختصر.
7- كذا بالأصل، و في م: المقدسي.
8- سقطت من الأصل، و زيدت عن م.
9- تحرفت بالأصل إلى: القاسم، و المثبت عن م.

يحيى بن مالك السوسي، نا معاوية بن عمرو (1)،نا زائدة، عن الأعمش، عن أبي طلحة، عن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث و لا يفسق، و لا يجهل، فإن جهل عليه أحد، فليقل: إني امرؤ صائم»[13061].

كذا قال، و الصواب: أبو صالح.

قال: و أنا ابن ورقاء، أنشدني القاضي أبو الحسن سوار بن أحمد، أنشدنا أبو طاهر بن أبي عبيدة، أنشدني أبي لنفسه:

إذا نحن فضلنا عليّا فإننا *** روافض بالتفضيل عند ذوي الجهل

و فضل أبي بكر إذا ما ذكرته *** رميت بنصب عند ذكر ذوي الفضل

فلا زلت ذا رفض و نصب كلاهما *** بحبهما حتى أغيّب في الرمل

سئل يحيى الخطيب عن مولده ؟ فقال: في سنة خمسين و أربعمائة بالرملة، و توفي يحيى في العشر الثاني من شهر رمضان سنة سبع عشرة و خمسمائة و دفن بباب الفراديس و حضرت دفنه و الصلاة عليه.

8117 - يحيى بن جابر بن حسّان بن عمرو بن ثعلبة بن عدي بن

ملاة (2) بن عوف بن أسد بن زمعة (3) بن سعد بن خنيس بن

جديلة بن أدد بن زيد بن كهلان أبو عمرو الطّائي الحمصي (4)

قاضي حمص.

حدّث عن أبي ثعلبة البهزي (5)،صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلم، و عوف بن مالك، و النّوّاس بن سمعان، و المقدام بن معدي كرب مرسلا، و عبد الرّحمن بن جبير بن نفير، و معاوية بن حكيم المدني، و صالح بن يحيى بن المقدام، و ضمرة بن ثعلبة السلمي، و عبد الرّحمن بن عمرو السلمي، و أبي سورة ابن أخي أبي أيوب.

ص: 100


1- في م: عمر.
2- في المختصر: ملاءة.
3- كذا بالأصل و م، و في تهذيب الكمال: ربيعة.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 44/20 و تهذيب التهذيب 123/6 و طبقات خليفة رقم 2938 و طبقات ابن سعد 7/ 458 و التاريخ الكبير 265/8 و الجرح و التعديل 133/9.
5- كذا بالأصل و م، و في تهذيب الكمال: النهدي. راجع الإصابة 29/4.

روى عنه: صفوان بن عمرو، و عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و محمّد بن الوليد الزبيدي، و أبو سلمة سليمان بن سليم الكناني، و أبو موسى حبيب بن صالح بن حبيب، قاضي حمص، و معاوية بن صالح الحضرمي.

و اجتاز بدمشق أو بنواحيها عند توجهه إلى بيت المقدس، و سيأتي ذكر ذلك في ترجمة أبي مرحوم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عمر بن إبراهيم بن أحمد بن كثير المقرئ، نا عبد اللّه بن محمّد، نا داود بن رشيد، نا إسماعيل بن عيّاش، نا سليمان بن سليم الكناني، عن يحيى بن جابر الطّائي، عن عوف بن مالك الأشجعي أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«تعوّذوا باللّه من طمع يرد إلى طبع (1)،و من طمع إلى غير مطمع»[13062].

أخبرنا أبو الحسين بن (2) الفراء، و أبو غالب بن البنّا، قالا: أنا أبو يعلى بن الفراء، أنا أبو طاهر محمّد بن عبد الرّحمن بن العبّاس المخلّص، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، نا داود بن رشيد، نا محمّد بن حرب، عن أبي سلمة، عن يحيى بن جابر، عن المقدام بن معدي كرب الكندي.

أنّ النبي صلى اللّه عليه و سلم قام في الناس، فحمد اللّه و أثنى عليه، و قال:«إنّ اللّه يوصيكم بالنساء خيرا، إنّ اللّه يوصيكم بالنساء خيرا، إنّ اللّه يوصيكم بالنساء، فإنهن أمهاتكم، و بناتكم، و أخواتكم، و عمّاتكم، و خالاتكم، إنّ الرجل من أهل الكتابين يتزوج المرأة و ما يعلق بدنها الحبط (3)،فما يرغب واحد منهما عن صاحبه حتى يموتا هرما»[13063].

قال أبو سلمة، فحدّثت بهذا الحديث العلاء بن سفيان الغسّاني فقال: لقد بلغني أن من الفواحش التي حرّم اللّه مما بطن مما لم يتبين ذكرها في القرآن أن يتزوج الرجل المرأة فإذا تقادم صحبتها، و طال عهدها، و نفضت ما في بطنها طلّقها من غير ريبة.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، ثم حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، أنا

ص: 101


1- الطبع: محركة: الشين و العيب، كما في تاج العروس: طبع (طبعة دار الفكر).
2- في م: أبو الحسن الفراء.
3- الحبط : آثار الجرح و السياط بالبدن بعد البرء.

أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد (1)،نا بكر - يعني: ابن سهل - نا عبد اللّه بن صالح، حدّثني معاوية بن صالح أن يحيى بن جابر حدّثه عن المقدام بن معدي كرب أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«ما ملأ (2) ابن آدم وعاء شرّا (3) من بطن، حسب المسلم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه،[و ثلث لشرابه] (4) و ثلث (5) لنفسه»[13064].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خيّاط قال (6):يحيى بن جابر الطّائي، قاضي حمص، مات في خلافة هشام.

ثم قال: يحيى بن جابر الطّائي، مات سنة ست و عشرين و مائة.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أحمد بن الحسين (7) بن أحمد، أنا يوسف بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح، عن يحيى بن معين قال في تسمية أهل الشام: يحيى بن جابر الطّائي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوه، أنا أبو الحسن اللنباني (8)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا.

ح و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم.

قالا: نا محمّد بن سعد قال (9):في الطبقة الثالثة: من تابعي أهل الشام: يحيى بن جابر الطّائي، مات سنة ست و عشرين و مائة - زاد ابن الفهم: في خلافة الوليد بن يزيد بن (10)عبد الملك - و له أحاديث.

ص: 102


1- رواه الطبراني في المعجم الكبير 273/20 رقم 645.
2- في المعجم الكبير: ما وعى.
3- بالأصل و م:«شر» و المثبت عن المعجم الكبير.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن م، و المعجم الكبير.
5- كذا بالأصل و م:«فثلث،... و ثلث.. و ثلث» و في المعجم الكبير:«فثلثا... و ثلثا... و ثلثا...».
6- طبقات خليفة بن خيّاط ص 567 رقم 2938.
7- في م: الحسن.
8- تحرفت بالأصل و م إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
9- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 458/7.
10- قوله:«في خلافة الوليد بن يزيد بن» سقط من م.

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل [بن خيرون، و أبو الحسين و أبو الغنائم، و اللفظ له، قالوا: أنا أبو أحمد، زاد أبو الفضل] (1) و أبو الحسين الأصبهاني، قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (2):يحيى بن جابر الشّامي الطّائي، القاضي، عن المقدام بن معدي كرب، روى عنه صفوان بن عمرو، و سليمان بن سليم.

أنا أبو الحسين (3) القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب - إذنا - قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (4):

يحيى بن جابر الطّائي القاضي، روى عن المقدام بن معدي كرب، مرسل، و عبد الرّحمن بن جبير بن نفير، روى عنه صفوان بن عمرو، و أبو سلمة سليمان، و عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و محمّد بن الوليد الزبيدي، سمعت أبي يقول ذلك، سئل عنه أبي فقال: صالح الحديث.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في تسمية أهل حمص من التابعين: يحيى بن جابر القاضي.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي - إجازة - أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا ابن جوصا - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا أبو الحسين الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الرابعة: يحيى بن جابر الطّائي قاضي حمص.

ص: 103


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م لتقويم السند.
2- التاريخ الكبير للبخاري 265/8-266.
3- في م: الحسن، تصحيف.
4- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 133/9.

أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمّد، أنا أبو القاسم علي بن المحسن، أنا أبو الحسين محمّد بن المظفّر، أنا بكر بن أحمد بن حفص، نا أحمد بن محمّد بن عيسى البغدادي، قال (1):أبو عمرو يحيى بن جابر (2) بن حسّان بن عمرو بن ثعلبة بن عدي بن ملاة بن عوف بن أسد بن ربيعة بن سعد بن خنيس بن جديلة بن أدد بن زيد بن كهلان، قاضي حمص في إمارة هشام بن عبد الملك، اختلف علينا عليا في وفاته، فقال بعضهم: في آخر خلافة هشام. و قرأت في بعض الكتب القديمة: مات يحيى بن جابر في خلافة الوليد بن يزيد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو الحسن أحمد بن معروف، أنا الحارث بن أبي أسامة، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن سعد (3)،أنا معن بن عيسى الأشجعي القزاز، نا معاوية بن صالح، عن يحيى بن جابر و كان قد أدرك بعض أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل بن غسّان، نا أبي، أظنه عن يحيى بن معين قال: يحيى بن جابر الطّائي كان قاضيا بحمص (4).

أخبرنا أبو البركات أيضا، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد العتيقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالوا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا أبو مسلم العجلي، حدّثني أبي قال:

يحيى بن جابر الطّائي، شامي، تابعي، ثقة (5).

و بلغني عن محمّد بن عوف قال: سمعت رجلا - من ولد الحارث بن يزيد - حمصيا يحدّث عن أبيه، قال: خرجت في سحر إلى الوادي، فرأيت ركبا، فقلت: ما أنتم ؟ فقالوا:

نحن جن، رحلنا من عند يحيى بن جابر من كثرة قراءته.

ص: 104


1- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 46/20.
2- كلمتا «بن جابر» مكررة بالأصل.
3- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 458/7.
4- تهذيب الكمال 45/20.
5- رواه العجلي في تاريخ الثقات ص 469 رقم 1794.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم النسيب، نا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب، أنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن أبي عبد الرّحمن، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو بكر القاضي، و أبو سهل المهراني.

ح و أخبرنا أبو القاسم أيضا قال: قرئ على سعيد البحيري، أنا أبو علي الحسين بن محمّد بن إبراهيم السراج.

ح و أنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن علي البيهقي، و أبو القاسم الشّحّامي، قالا:

أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قالوا: أنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، نا أبو عتبة أحمد بن الفرج (1)-و لم يكنه البحيري - نا محمّد بن حمير، نا أبو سلمة، حدّثني - و قال أبو عبد اللّه الحافظ : نا - يحيى بن جابر قال: ما عاب رجل قط رجلا إلاّ ابتلاه اللّه بذلك العيب، و لم يقل النسيب: قط .

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هاشم بن محمّد، قال: قال الهيثم: مات يحيى بن جابر الطّائي في إمرة الوليد بن يزيد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم قال: سنة ست و عشرين و مائة توفي فيها يحيى بن جابر الطّائي، و سليمان بن حبيب المحاربي، و هما من أهل الشام.

و كذا ذكر أبو حسّان الزيادي (2).

8118 - يحيى بن جعفر بن تمّام بن العبّاس بن عبد المطّلب بن هاشم الهاشمي

كان بالحميمة مع أبي العبّاس، و خرج منها معهم إلى الكوفة.

له ذكر، و شهد حصار دمشق مع عبد اللّه بن علي، و كان نازلا على باب الفراديس، و قد تقدم ذكر ذلك في ترجمة جبريل بن يحيى، و ولي يحيى بن جعفر الكوفة في زمن أبي العبّاس السفّاح.

ص: 105


1- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 45/20.
2- تهذيب الكمال 46/20.

8119 - يحيى بن الحارث أبو عمرو، و يقال: أبو عمر الذّماري المقرئ

8119 - يحيى بن الحارث أبو عمرو، و يقال: أبو عمر الذّماري المقرئ (1)

إمام جامع دمشق.

أدرك واثلة بن الأسقع، و قرأ عليه و على عبد اللّه بن عامر المقرئ.

و روى عن أبي أسماء عمرو بن مرثد الرحبي، و القاسم بن عبد الرّحمن، و أبي الأزهر المغيرة بن فروة، و أبي سلاّم الأسود، و نمير بن أوس.

و رأى أبا إدريس و ابنه إدريس الخولاني، و سعيد بن المسيّب، و علي بن يزيد الألهاني.

قرأ عليه: سعيد بن عبد العزيز، و محمّد بن شعيب، و عراك بن مالك، و أيوب بن أبي تميم، و أيوب بن مدرك، و الوليد بن مسلم.

و روى عنه: ثور بن يزيد الحمصي، و الأوزاعي، و محمّد بن جحادة، و ابن ثوبان (2)، و عبد اللّه بن عيسى بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى الكوفي، و صدقة بن عبد اللّه، و الهيثم بن حميد، و عمر بن عبد الواحد، و أبو محمّد سعيد بن عبد العزيز، و يحيى بن حمزة، و صدقة بن خالد، و محمّد بن شعيب، و خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح، و ابنه عراك بن خالد، و مدرك بن أبي سعد، و إسحاق بن مالك الألهاني الحضرمي، و سلمة بن علي الخشني، و سويد بن عبد العزيز، و إسماعيل بن عيّاش، و الوليد بن مسلم، و مدرك بن أبي سعد (3) الفزاري، و أبو عبد الملك القارئ، و الوليد بن مسلم.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا الحسن بن حبيب، و خيثمة بن سليمان.

ح و أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان.

قالا: أنا العبّاس بن الوليد بن مزيد البيروتي - قراءة عليه - أنا محمّد بن شعيب،

ص: 106


1- ترجمته في تهذيب الكمال 49/20 و تهذيب التهذيب 124/6 و طبقات ابن سعد 463/7 و معرفة القراء الكبار 1/ 105 و التاريخ الكبير 267/8 و الجرح و التعديل 135/9 و سير أعلام النبلاء 189/6 و شذرات الذهب 217/1. و الذماري بكسر أوله نسبة إلى ذمار: اسم قرية باليمن من أعمال صنعاء (راجع معجم البلدان).
2- يعني عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، كما في تهذيب الكمال.
3- كذا بالأصل و م، و لعل الاسم مكرر.

حدّثني أبو عمرو يحيى بن الحارث الذّماري، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن أوس بن أوس الثقفي عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه قال في الجمعة:«من غسل و اغتسل، ثم ابتكر و غدا، ثم دنا من الإمام و أنصت، و لم يلغ حتى يفرغ (1) الإمام كانت له بكلّ خطوة خطاها كأجر سنة صيامها و قيامها»[13065].

لفظهما سواء إلاّ أن في حديث ابن أبي نصر: ثم غدا و ابتكر.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو العبّاس بن قتيبة، نا ابن أبي السري، نا الوليد بن مسلم، عن يحيى بن الحارث، عن القاسم، عن (2) أبي أمامة قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«الغدو و الرواح إلى المساجد من الجهاد في سبيل اللّه».

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (3)،حدّثني محمود بن خالد، نا مروان بن محمّد، نا أبو عبد الملك القارئ، حدّثني يحيى بن الحارث الذّماري قال: لقيت واثلة بن الأسقع فقلت:

بايعت [بيدك] (4) هذه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: نعم، قلت: فأعطنيها حتى أقبّلها، قال:

فأعطانيها فقبّلتها.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنا أبو الفتح الفقيه، و أبو محمّد بن فضيل.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن زيد، أنا أبو الفتح الفقيه، قالا: أنا [أبو] (5) الحسن بن عوف، أنا أبو علي بن منير، أنا أبو بكر بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا عراك بن خالد قال: سمعت يحيى بن الحارث الذّماري يقول: جمعت القرآن على عبد اللّه بن عامر اليحصبي، و قرأ عبد اللّه بن عامر على المغيرة بن أبي شهاب المخزومي، و قرأ المغيرة على عثمان بن عفّان، ليس بينه و بينه أحد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الفضل بن محمّد بن علي الخاني، و أبو القاسم

ص: 107


1- في م: فرغ.
2- تحرفت في م إلى:«بن».
3- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 323/1.
4- سقطت من الأصل، و أضيفت عن م و تاريخ أبي زرعة.
5- سقطت من الأصل، و استدركت عن م.

إسماعيل بن علي بن الحسين الحمّامي، قالا: أنا أبو مسلم محمّد بن علي بن الحسين بن مهرابزد النحوي، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن المعافى بن أبي حنظلة الصيداوي، و محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي - و اللفظ له - قالا: نا هشام بن عمّار بن نصير بن ميسرة، نا سويد بن عبد العزيز قال: سألت يحيى بن الحارث عن عدد آي القرآن ؟ قال:

فأشار بيده اليمنى سبعة آلاف و مائتين و ستة و عشرين (1)،بيده اليسار.

قال: و نا هشام، نا صدقة، و أبو سعد مدرك بن أبي سعد أنهما سمعا يحيى بن الحارث يقول: حدّثني من سمع عثمان بن عفّان يقرأ: إِلاّٰ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ (2).

قال هشام: و حدّثنا سويد بن عبد العزيز، و أيوب بن تميم القارئ، عن يحيى بن الحارث أنه حدّثهما عن عبد اللّه بن عامر أنه كان يقرأ بهذه الحروف يقول: هي قراءة أهل الشام بالكتاب كلّه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ بن منصور، قالا: أنا أحمد بن الحسن بن أحمد - زاد أبو البركات: و أحمد بن الحسن بن خيرون - قالا: أنا محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد، نا عمر بن أحمد، نا خليفة بن خيّاط قال (3):في الطبقة الثالثة من أهل الشام: يحيى بن الحارث الذّماري، مات سنة خمس و أربعين و مائة.

أخبرنا أبو البركات، أنا أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد بن رباح، أنا أبو بكر بن المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح، عن يحيى بن معين قال في تسمية أهل الشام: يحيى بن الحارث الذّماري.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن أبي نصر، أنا أبو عمرو بن أبي عبد اللّه، أنا أبو محمّد بن يوه، أنا أبو الحسن اللنباني (4)،نا ابن أبي الدنيا، نا ابن سعد (5) قال في الطبقة الرابعة من أهل الشام: يحيى بن الحارث الذماري، و كان عالما بالقراءة في دهره، يقرأ عليه القرآن، مات سنة خمس و أربعين و مائة، زاد ابن الفهم (6):في خلافة أبي جعفر، و كان قليل الحديث.

ص: 108


1- سير أعلام النبلاء 190/6.
2- سورة البقرة، الآية:249.
3- طبقات خليفة بن خيّاط ص 573 رقم 2990.
4- تحرفت بالأصل و م إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
5- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
6- كذا بالأصل و م، و ثمة سقط في السند.

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل و أبو الحسين و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسن المقرئ، نا البخاري قال (1):يحيى بن الحارث الذماري الشامي، سمع أبا أسماء، و القاسم، سمع منه يحيى بن حمزة (2).

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (3):

يحيى بن الحارث الذماري المقرئ الغسّاني، روى عن أبي أسماء الرحبي، و أبي الأشعث الصنعاني، و عبد اللّه بن عامر اليحصبي، و سالم بن عبد اللّه بن عمر، و القاسم أبي عبد الرّحمن، و رأى واثلة بن الأسقع، روى عنه: صدقة بن خالد، و الهيثم بن حميد، و يحيى بن حمزة، و إسماعيل بن عيّاش، و محمّد بن شعيب بن شابور، و سويد بن عبد العزيز، و الوليد بن مسلم، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال (4) في تسمية الأصاغر من أصحاب واثلة بن الأسقع و غيره: أبو عمرو يحيى بن الحارث الذماري، القارئ.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي - إجازة - أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا ابن جوصا - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الخامسة: يحيى بن الحارث الذماري، هو أبو عمرو القارئ، دمشقي.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا

ص: 109


1- التاريخ الكبير للبخاري 267/8.
2- قوله:«سمع منه يحيى بن حمزة» سقط من التاريخ الكبير.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 135/9-136.
4- عنه رواه المزي في تهذيب الكمال 50/20.

الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عمر (1) يحيى بن الحارث الذماري.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السقا، نا محمّد بن يعقوب، نا عبّاس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول:

يحيى بن الحارث الذماري ليس به بأس.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (2):ذكره أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين أنه قال: يحيى بن الحارث الذّماري ثقة، و سألت أبي عن يحيى بن الحارث الذّماري فقال:

ثقة، كان عالما بالقراءة في دهره بدمشق.

و ذكر أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الكناني الرازي قال: قلت لأبي حاتم الرّازي: ما تقول في يحيى بن الحارث الذماري ؟ فقال: صالح الحديث.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال (3):و يحيى بن الحارث الذّماري يروي عنه أهل الشام، و هو شامي، ليس به بأس.

أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، أنا أبو محمّد (4)،أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (5)، حدّثني عبد اللّه بن ذكوان، عن أيوب بن تميم القارئ قال: كبر يحيى بن الحارث الذّماري قال: و كانت قراءة الجند على قراءة أبي عبد الملك القارئ، و الإمام يحيى بن الحارث الذماري، و على أبي عبد الملك قرأت، ثم أدركت يحيى حتى قرأت عليه، و كان يحيى يقف خلف الأئمة، لا يستطيع أن يؤمّ من الكبر، فكان يردّ عليهم إذا غفلوا.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا

ص: 110


1- كذا بالأصل و م:«عمر».
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 136/9.
3- رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة و التاريخ 461/2.
4- قوله:«أنا أبو محمّد» ليست في م.
5- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 628/1.

أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (1):و يحيى بن الحارث الذماري من أهل الشام، تابعي، مات سنة خمس و أربعين و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم علي بن أحمد، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم قال: سنة خمس و أربعين و مائة مات فيها يحيى بن الحارث الذّماري بالشام.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم (2)،نا أبي قال: مات يحيى بن الحارث و هو ابن تسعين سنة، سنة خمس و أربعين - يعني: و مائة-.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: و فيها - يعني: سنة [خمس] (3) و أربعين و مائة - مات يحيى بن الحارث الذماري، و هو ابن سبعين سنة.

8120 - يحيى بن حسّان أبو زكريا التّنّيسي المصري

8120 - يحيى بن حسّان أبو زكريا التّنّيسي (4) المصري (5)

سكن تنيس، و قدم دمشق.

و قال أبو حاتم بن حبّان: إن أصله من دمشق.

و سمع بدمشق: معاوية بن سلاّم، و محمّد بن مهاجر، و الهيثم بن حميد و بغيرها:

سليمان بن قرم، و سليمان بن بلال، و الليث بن سعد، و عبد اللّه بن جعفر المخرمي، و رباح بن الوليد الذّماري، و الأبيض بن الأغر بن الصّبّاح المنقري (6)،و حمّاد بن سلمة،

ص: 111


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 423.
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 136/9.
3- سقطت من الأصل، و أضيفت عن م.
4- التنيسي بكسر المثناة و النون الثقيلة و سكون التحتانية ثم مهملة تقريب التهذيب.
5- ترجمته في تهذيب الكمال 55/20 و تهذيب التهذيب 127/6 و الجرح و التعديل 135/9 و التاريخ الكبير 269/8 و العبر 356/1 و سير أعلام النبلاء 127/10.
6- كذا بالأصل و م، و في تهذيب الكمال: المقرئ.

و هيثم [بن حميد] (1) و عيسى بن يونس، و عبد العزيز بن الربيع بن سبرة.

روى عنه: محمّد بن إدريس الشافعي، و سعيد بن أسد بن موسى، و عبد العزيز بن عمران (2)،و الجروي (3)،و بحر بن نصر، و يونس بن عبد الأعلى، و دحيم، و أحمد بن صالح، و زهير بن عبّاد، و جعفر بن مسافر، و الربيع بن سليمان المرادي، و ابنه محمّد بن يحيى بن حسّان.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل [بن الحسين العلوي، و أبو الفضل محمد بن إسماعيل] (4) الفضيلي، و أبو المحاسن أسعد بن علي بن الموفق، و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، و أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن الحسين (5) الفرخاني، قالوا: أنا أبو الحسن الداودي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو عمران عيسى بن عمر بن العبّاس، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرّحمن الدارمي، أنا يحيى بن حسّان، نا سليمان بن بلال، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«نعم الإدام - أو الادم - الخل»[13066].

أخبرنا أبو الفضل الفضيلي، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو الوقت ابن عيسى، و أبو عبد اللّه السمناني، قالوا: أنا الداودي، أنا عبد اللّه بن أحمد، أنا عيسى بن عمر، أنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن، أنا يحيى بن حسّان، نا سليمان بن بلال، عن هشام، عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«لا يجوع بيت عندهم التمر»[13067].

ح و أخبرنا أبو الفضل الفضيلي، و أبو المحاسن الحنفي، و أبو الوقت السجزي، قالوا:

[أنا عبد الرحمن بن محمد] (6) أنا عبد اللّه بن أحمد الحموي، أنا عيسى بن عمر السمرقندي، أنا الدارمي، أنا يحيى بن حسّان، نا يحيى بن حمزة، عن يحيى بن الحارث الذماري، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«صيام شهر بعشرة أشهر،

ص: 112


1- زيادة للإيضاح عن تهذيب الكمال.
2- من قوله: الربيع... إلى هنا سقط من م، فاختل المعنى و اضطرب السياق.
3- و اسمه: الحسن بن عبد العزيز بن وزير بن ضابئ، أبو علي المصري، ترجمته في سير الأعلام 333/12.
4- ما بين معكوفتين استدرك عن م لتقويم السند، راجع مشيخة ابن عساكر 179/أ.
5- بعدها في م: بن محمد بن الحسين.
6- الزيادة عن م.

و ستة أيام بعدهن بشهرين، فذلك تمام سنة» يعني شهر رمضان و ستة أيام بعده[13068].

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم المزكي، أنا أبو الفضل الرّازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا الربيع بن سليمان، و سعد بن عبد اللّه بن عبد اللّه (1) بن عبد الحكم بن أعين، قالا: نا يحيى بن حسّان، نا يحيى بن حمزة، نا يحيى بن الحارث الذماري، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«صيام رمضان بعشرة أشهر، و صيام ستة أيام بشهرين، فذلك صيام سنة» يعني رمضان و ستة أيام بعده[13069].

رواه النسائي في سننه عن الربيع، و هو حديث عزيز.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد، و أبو منصور أحمد ابنا محمّد بن أحمد بن السلال، قالا: أنا أبو علي محمّد بن وشاح، قالا: أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان، نا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا جعفر بن مسافر، نا يحيى بن حسّان، عن سليمان بن قرم، عن ثابت البنّاني، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«طلب العلم فريضة على كلّ مسلم».

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه قالا: أنا أبو مندة، أنا حمد (2)-إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم (3)،نا أبي، نا أحمد بن أبي الحواري، قال: قال لي مروان بن محمّد: لو رأيتني و الوليد بن مسلم نطلب الحديث قبل أن يقدم يحيى بن حسّان لرحمتنا، يعني لم يكن نحسن نطلب حتى قدم يحيى بن حسّان.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: قال دحيم: ولد يحيى بن حسّان سنة أربع و أربعين و مائة (4).

ص: 113


1- كذا بالأصل «بن عبد اللّه» مكررة، و لم تكرر في م، و هو الصواب، راجع ترجمة أبيه عبد اللّه بن عبد الحكم في تهذيب الكمال 271/10 و ذكر من أبنائه: سعدا. و قد روى سعد عن أبيه.
2- تحرفت بالأصل إلى: أحمد، و المثبت عن م، و السند معروف.
3- الجرح و التعديل 135/9.
4- تهذيب الكمال 57/20.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضل بن غسّان، نا أبي قال: أبو زكريا يحيى بن حسّان الرّازي، مات بمصر، و كان يروي عن سليمان بن بلال.

أخبرنا أبو الغنائم - في كتابه - ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل و أبو الحسين و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهّاب - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أبو بكر، أنا أبو الحسن، أنا البخاري قال (1):يحيى بن حسّان التّنّيسي الشامي، عن سليمان بن بلال، مات سنة ثمان و مائتين [أو نحوها] (2).

كتب إليّ أبو الحسين و أبو عبد اللّه قالا (3):أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (4):

يحيى بن حسّان التّنّيسي، روى عن معاوية بن سلاّم، و سليمان بن بلال، و عبد اللّه بن جعفر المخرمي، روى عنه محمّد بن إدريس الشافعي، و سعيد بن أسد، و عبد العزيز بن عمران، سمعت أبي يقول ذلك.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم، قال:

أبو زكريا يحيى بن حسّان التّنّيسي، سمع أبا أيوب سليمان بن بلال (5)،روى عنه أبو بكر محمّد بن سهل بن عسكر البخاري، و محمّد بن مسكين اليماني.

كتب إليّ أبو زكريا بن مندة، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمي أبو القاسم عن أبيه.

ح قال اللفتواني: و أنا أبو عمرو بن مندة - إجازة - عن أبيه، قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس (6) في تاريخ الغرباء: يحيى بن حسّان البكري، يكنى أبا زكريا، بصري، قدم مصر

ص: 114


1- التاريخ الكبير للبخاري 269/8.
2- زيادة عن التاريخ الكبير.
3- من هنا.. إلى قوله: علي.. سقط من م.
4- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 135/9.
5- قوله:«سليمان بن بلال» مكرر بالأصل.
6- تهذيب الكمال 57/20 و سير الأعلام 129/10.

قديما، و كتب بها، و كان حسن الحديث، ثقة، و صنّف كتبا، و حدّث بها، و توفي بمصر في رجب سنة ثمان (1) و مائتين.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل المقدسي، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري، قال:

يحيى بن حسّان بن حيّان أبو زكريا التّنّيسي، حدّث عن سليمان بن بلال، و قريش بن حيّان، روى عنه محمّد بن مسكين، و الحسن بن عبد العزيز في الأنبياء، و مناقب أبي بكر، و الجنائز، مات سنة ثمان و مائتين.

قاله البخاري، قال: قال لي الحسن بن عبد العزيز.

كتب إليّ أبو بكر عبد الغفّار بن محمّد.

و أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن أحمد عنه.

ح و أخبرتنا فاطمة بنت الحسين بن الحسن قالت: أنا أبو بكر الخطيب، قالا: أنا أبو بكر الحيري، نا أبو العبّاس الأصمّ ، نا الربيع، أنا الشافعي، أنا الثقة يحيى بن حسّان، بحديث ذكره.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو القاسم و أبو عمرو ابنا مندة، و أبو منصور محمّد بن علي بن شكرويه، قالوا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد، أنا عبد اللّه بن محمّد بن زياد النيسابوري، نا الربيع بن سليمان، أنا الشافعي، أنا الثقة يحيى بن حسّان، نا الليث، فذكر حديثا.

أخبرتنا فاطمة بنت الحسين (2) بن فضلويه قالت: أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو بكر الحيري.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا القاسم بن الفضل بن أحمد، نا محمّد بن محمّد بن محمش، قالا: سمعنا أبا العبّاس محمّد بن يعقوب يقول: سمعت الربيع بن سليمان يقول: كان الشافعي إذا قال: أخبرنا الثقة [يعني به - و في حديث فاطمة] (3) يريد (4)[به] (5)

ص: 115


1- تحرفت بالأصل و م إلى:«ثمانين» و التصويب عن تهذيب الكمال.
2- في م: فاطمة بنت الحسين أبي الحسن بن فضلويه.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و زيد عن م.
4- بالأصل: يزيد، و المثبت عن م.
5- زيادة عن م.

يحيى بن حسّان، و إذا قال: أخبرنا من لا أتهم يريد إبراهيم بن أبي يحيى، و إذا قال: بعض الناس: يريد به أهل العراق، و إذا قال: بعض أصحابنا، يريد به أهل الحجاز.

أنبأنا أبو القاسم التيمي، و أبو الفضل السلامي، قالا: أنا أبو الحسين الصيرفي، أنا أبو إسحاق البرمكي، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه الدقاق، أنا أبو حفص عمر بن محمّد الجوهري، نا أحمد بن محمّد بن هانئ قال: و سألت أبا عبد اللّه عن يحيى بن حسّان ؟ فقال: قد رأيته و ما كتبت عنه، كان زعموا صاحب حديث.

و قال أبو بكر أحمد بن محمّد بن الحجّاج المروذي: قال أحمد بن حنبل: كان يحيى بن حسّان، صاحب حديث، ثقة.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم (1)،أنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل في ما كتب إليّ قال:

سمعت أبي يقول: يحيى بن حسّان ثقة (2)،رجل صالح.

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، أنا أبو القاسم الحسين بن محمّد، أنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد (3) بن يحيى بن ياسر الجوبري، أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن أبي العقب، نا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو، قال: كان هذا الحديث - يعني:

حديث سليمان بن بلال - عن شريك بن عبد اللّه بن أبي نمر، عن سعيد بن المسيّب عن أبي موسى في قصة:«استئذان أبي بكر و عمر و عثمان عليه» أول ما ظهر بالشام، ظهر عن مروان الطاطري، عن سليمان بن بلال، فأخبرت أن يحيى بن معين لما قدم الشام بلغه، فأنكره، و قالوا له: قد حدّث به يحيى بن حسّان فسكن إلى ذلك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبد اللّه، و أبو نصر، قالا: نا الوليد، أنا علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (4):يحيى بن حسّان عالم بالحديث، كوفي، ثقة، مأمون.

ص: 116


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 135/9.
2- في الجرح و التعديل: ثقة ثقة.
3- قوله:«أنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد» مكرر بالأصل، و المثبت عن م. راجع ترجمة الجوبري في سير الأعلام 415/17.
4- رواه العجلي في تاريخ الثقات ص 470 رقم 1798 و عنه في تهذيب الكمال 56/20 و سير الأعلام 128/10.

و ذكر أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الأصبهاني قال: قلت لأبي حاتم الرازي: ما تقول في يحيى بن حسّان صاحب سليمان [بن بلال] (1)؟فقال: صالح الحديث.

أنبأنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر، و حدّثنا أبو الحسن علي بن سليمان بن أحمد المرادي عنه، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني أبو العبّاس الوليد بن بكر المالكي، نا أحمد بن محمّد بن علي بن جابر التّنّيسي عن شيوخه.

أن الشافعي لما ورد تنّيس نزل على يحيى بن حسّان، و كان من المياسير، و كان طباخه لا يعيد اللون في الأسبوع إلاّ مرة، فأمر الشافعي الطبّاخ بإعادة لون استطابه، فلمّا وضع على المائدة تغيّر يحيى بن حسّان، فقال الشافعي: أنا أمرته بهذا، فسري عنه، ثم قال للغلام الطبّاخ: أنت حرّ لوجه اللّه، شكرا لانبساط أبي عبد اللّه الشافعي في رحلنا.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال (2):و فيها - يعني: سنة سبع و مائتين - مات يحيى بن حسّان، ثم قال ابن زبر: و فيها - يعني: سنة ثمان و مائتين - مات يحيى بن حسّان و هو ابن أربع و ستين سنة.

ذكر أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم بن البرقي أن يحيى بن حسّان مات سنة ثمان أو تسع و مائتين (3).

8121 - يحيى بن الحسن الطّبراني

ولي المظالم بدمشق بعد أبي مسلم النطفي بدلا من القاضي من قبل أحمد بن أبي (4)دؤاد (5) قاضي قضاة المعتصم.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا تمام بن محمّد - إجازة - أنا أبو عبد اللّه بن مروان، نا ابن فيض قال: ثم عزل يحيى بن أكثم و ولّي أحمد بن أبي دؤاد القضاء، فعزل محمّد بن يحيى يعني ابن حمزة عن القضاء و ولى دمشق صاحب مظالم يعرف

ص: 117


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
2- تهذيب الكمال 57/20.
3- تهذيب الكمال 57/20.
4- سقطت من م.
5- تحرفت في م إلى: داود.

بأبي مسلم النطعي، ثم عزله و ولّى مكانه على المظالم يحيى بن الحسن الطّبراني، فلم يل القضاء بدمشق بعد محمّد بن يحيى بن حمزة أحد في خلافة المعتصم و خلافة الواثق حتى كانت خلافة جعفر المتوكل.

8122 - يحيى بن الحسين بن علي

أبو محمّد بن أبي عبد اللّه السّعدي البخاري الفقيه

سمع بدمشق: أبا الحسن بن أبي الحديد.

و حدّث بصور: عن أبي نصر أحمد بن أحمد الصكاك، و أبي سهل عبد الكريم (1) بن عبد الرحمن الكلاباذي البخاريين، و الحاكم أبي عمرو محمد بن عبد العزيز المروزي القنطري.

روى عنه: نصر بن إبراهيم الزاهد.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، نا نصر بن إبراهيم - إملاء - أنا أبو محمّد يحيى بن الحسين بن علي البخاري، أنا أبو نصر أحمد بن أحمد الصكاك، و أبو سهل عبد الكريم بن عبد الرّحمن الكلاباذي، و الحاكم أبو عمرو محمّد بن عبد العزيز القنطري، قالوا: أنا القاضي أبو سعيد الخليل بن أحمد السجزي، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز البغوي، نا هدبة بن خالد القيسي، نا ديلم بن غزوان (2)،نا الحجاج بن فرافصة عن طلق بن حبيب قال: جاء رجل إلى أبي الدّرداء و قال: يا أبا الدّرداء، احترق بيتك، فذكر الحديث.

كذا قال عن ديلم بن غزوان (3)،و إنّما يرويه هدبة عن الأغلب بن تميم عن الحجّاج.

أخبرناه أبو البركات سعيد بن الحسين بن الحسن بن حسّان، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو القاسم بن حبابة، أنا أبو القاسم البغوي، نا هدبة بن خالد، نا الأغلب بن تميم، نا الحجّاج بن فرافصة عن طلق قال:

جاء رجل إلى أبي الدّرداء، فقال: يا أبا الدّرداء احترق بيتك، فقال: ما احترق، ثم

ص: 118


1- بالأصل:«عبد الكريم بن عبد الكريم بن عبد الرحمن» و المثبت عن م.
2- بدون إعجام بالأصل و م، و هو ديلم بن غزوان العبدي، أبو غالب البراء البصري، ترجمته في تهذيب الكمال 6/ 75.
3- بدون إعجام بالأصل و م، و هو ديلم بن غزوان العبدي، أبو غالب البراء البصري، ترجمته في تهذيب الكمال 6/ 75.

جاء رجل آخر، فقال: يا أبا الدّرداء احترق بيتك، فقال: ما احترق، ثم جاء رجل آخر فقال:

يا أبا الدّرداء انتهت النار، فلما انتهت إلى بيتك طفئت، قال: قد علمت أنّ اللّه لم يكن ليفعل، قالوا: يا أبا الدّرداء ما ندري أيّ كلامك أعجب، قولك: ما احترق أو قولك: قد علمت أن اللّه لم يكن ليفعل، قال: ذلك لكلمات سمعتهن من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من قالها أول النهار لم تصبه مصيبة حتى يمسي، و من قالها آخر النهار لم تصبه مصيبة حتى يصبح:«اللّهمّ إنك ربي لا إله إلاّ أنت، عليك توكّلت، و أنت ربّ العرش الكريم، ما شاء اللّه كان، و ما لم يشأ لم يكن، و لا حول و لا قوة إلاّ باللّه العلي العظيم، أعلم أنّ اللّه على كلّ شيء قدير، و أنّ اللّه قد أحاط بكلّ شيء علما، اللّهمّ إنّي أعوذ بك من شرّ نفسي، و من شرّ كلّ دابة أنت آخذ بناصيتها، إنّ ربي على صراط مستقيم»[13070].

8123 - يحيى بن الحكم بن أبي العاص

ابن أميّة بن عبد شمس أبو مروان الأموي (1)

أخو مروان بن الحكم.

حدّث عن معاذ بن جبل.

روى عنه: سلمة بن أسامة.

و سكن دمشق، و ولاّه ابن أخيه عبد الملك المدينة ثم ولاّه حمص.

أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد [بن حمد بن عبد الواحد] (2)،و أم المجتبى بنت ناصر، قالا: أنا أبو طاهر بن محمود أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو العبّاس بن قتيبة، نا حرملة، أنا ابن وهب، حدّثني حيوة.

و أخبرنا أبو سهل المزكي، أنا أبو الفضل الرّازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا أحمد بن عبد الرّحمن، نا عمي قال: سمعت حيوة بن شريح عن يزيد بن أبي حبيب، عن سلمة بن أسامة، عن يحيى بن الحكم أن معاذ بن جبل قال:

بعثني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أصدّق (3) أهل اليمن، فأمرني أن آخذ من البقر من كل ثلاثين

ص: 119


1- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 159 و 171 و جمهرة ابن حزم ص 109 و الطبري (الفهارس) و مروج الذهب (الفهارس)، و الكامل لابن الأثير (الفهارس) و تاريخ الإسلام(61-80 ص 537).
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن م.
3- المصدّق: آخذ الصدقات، أي الحقوق من الإبل و الغنم، يقبضها و يجمعها لأهل السّهمان. و المصدق عامل الزكاة الذي يستوفيها من أربابها صدّقهم يصدّقهم فهو مصدّق تاج العروس: صدق (طبعة دار الفكر).

تبيعا (1)،و التبيع: الجذع، و الجذعة، و من كلّ أربعين مسنّة، فعرضوا عليّ أن آخذ ما بين الأربعين و الخمسين، و بين الستين و السبعين، و بين، و قال: و ما بين الثمانين و التسعين، فأبيت ذلك، و قلت لهم: حتى أسأل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن ذلك - زاد محمّد بن هارون:

فقدمت و قالا:- فأخبرت النبي صلى اللّه عليه و سلم فأمرني أن آخذ من كلّ ثلاثين تبيعا، و من الأربعين مسنّة، و من الستين تبيعين، و من السبعين مسنّة و تبيعا، و من الثمانين مسنّتين و من التسعين، ثلاثة أتابيع، و من المائة مسنّة و تبيعين، و من العشرة و المائة مسنّتين و تبيعا، و من العشرين و مائة ثلاث مسنّات أو أربع أتابيع، قال: و أمرني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن لا آخذ مما بين ذلك شيئا إلاّ أن يبلغ مسنّة أو جذعا - و في حديث محمّد بن هارون: جذعة، و زعم أيضا أن الأوقاص (2) لا فريضة فيها.

رواه أحمد بن حنبل في مسنده (3):عن معاوية عن (4) عمرو و هارون بن معروف عن ابن وهب نحوه.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، قال (5):

و ولد يحيى بن الحكم بن أبي العاص مروان، به كان يكنى.

قال الزبير (6):و ولد الحكم بن أبي العاص: عثمان الأصغر بن (7) الحكم، و أبانا، و يحيى، و حبيبا، و عمروا درج، و أم يحيى تزوجها عروة بن الزبير، فولدت له يحيى، و محمّدا، و عثمان بني عروة، و زينب [بنت الحكم] (8)،و أم شيبة، و أم عثمان، و أمّهم:

مليكة بنت أوفى بن خارجة بن سنان بن أبي حارثة بن مرة بن نشبة بن غيظ بن مرة بن عوف.

ص: 120


1- بالأصل: تبع، خطأ، و المثبت عن م، و التبيع، ولد البقر الذي أتى عليه الحول.
2- واحد الأوقاص في الصدقة هو ما بين الفريضتين (القاموس المحيط : وقص).
3- مسند أحمد بن حنبل 252/8-253 رقم 22145 طبعة دار الفكر.
4- بالأصل:«أن» و في م:«بن» كلاهما تصحيف، و التصويب عن مسند أحمد.
5- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 171.
6- نسب قريش للمصعب ص 159.
7- بالأصل و م:«عثمان الأصغر و الحكم» خطأ، و التصويب عن نسب قريش.
8- زيادة عن نسب قريش للإيضاح.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال: و ولد الحكم: عثمان الأصغر، و أبانا، و يحيى، و حبيبا، و عمروا درج، و أم يحيى، و زينب الصغرى، و أم شيبة، و أم عثمان، و أمّهم مليكة بنت أوفى بن خارجة بن سنان بن أبي حارثة بن مرة بن نشبة بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، نا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال في كتاب الاخوة منهم خمسة اخوة: مروان بن الحكم بن أبي العاص، و عبد الرّحمن بن الحكم، و الحارث بن الحكم، و عثمان بن الحكم، و يحيى بن الحكم.

قال أبو زرعة: يحيى مذكور في حديث صدقات أهل اليمن، يحدّث به عن معاذ بن جبل.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (1):ولاها عبد الملك - يعني: المدينة - يحيى بن الحكم (2)،و ذلك سنة خمس و سبعين، فشخص يحيى بن الحكم إلى الشام و استخلف أبان بن عثمان، فأقرّه عبد الملك، ثم عزله في سنة ثلاث و ثمانين.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا أبو علي الفقيه، نا محمّد بن سعد (3)،أنا محمّد بن عمر عن بعض أصحابه قال:

كان يحيى بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة على المدينة عاملا لعبد الملك بن مروان، و كان فيه حمق، فخرج إلى عبد الملك وافدا عليه بغير إذن من عبد الملك، فقال له عبد الملك: ما أقدمك عليّ بغير إذني ؟ من استعملت على المدينة ؟ قال: أبان بن عثمان، قال: لا جرم، لا ترجع إليها، فأقر عبد الملك أبانا على المدينة، و كتب إليه بعهده عليها، فعزل أبان عبد اللّه بن قيس بن مخرمة عن القضاء، و ولّى نوفل بن مساحق قضاء المدينة،

ص: 121


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 293.
2- في تاريخ خليفة بن خيّاط : يحيى بن الحكم بن مروان.
3- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 151/5-152 في ترجمة أبان بن عثمان بن عفان.

و كانت ولاية أبان على المدينة تسع (1) سنين، و حجّ بالناس فيها سنتين، و توفي في ولايته جابر بن عبد اللّه، و محمّد بن الحنفية، فصلّى عليهما بالمدينة، و هو وال، ثم عزل عبد الملك بن مروان أبانا عن المدينة، و ولاّها هشام بن إسماعيل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: و في سنة سبع و سبعين غزوة يحيى بن الحكم أرض الروم.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو الطّيّب محمّد بن جعفر المنبجي الزرّاد، نا عبيد اللّه بن سعد بن إبراهيم الزهري، قال: قال أبي سعد بن إبراهيم: و عرضنا على يعقوب أيضا، يعني بن إبراهيم عمّه، قال: ثم حجّ عبد الملك بالناس، و اعتمر سنة خمس و سبعين، و يقال: حج تلك السنة يحيى بن الحكم و كان أميرا على المدينة، ثم حجّ أبان بن عثمان على الناس سنة تسع و سبعين، و غزا يحيى بن الحكم، أرض الروم، فأصاب دواب الناس القرحة (2) بمرج الشّحم (3).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم، نا ابن عائذ قال: و في سنة ثمان و سبعين غزا يحيى بن الحكم مرج الشّحم.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (4):و فيها - يعني: سنة تسع و سبعين - غزا فلان ابن [الحكم أرض الروم، فأصاب دوابّا (5) بمرج الشحم.

أخبرنا أبو محمد بن] (6) الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر،

ص: 122


1- الأصل و م: تسع، و في طبقات ابن سعد: سبع سنين.
2- قرح البعير فهو مقروح و قريح إذا أصابته القرحة، و القرحة: داء يأخذ البعير فيهدل مشفره منه (تاج العروس: قرح).
3- مرج الشحم بلد ببلاد الروم قرب عمورية (معجم البلدان).
4- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 27.
5- في م: دواب.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك للإيضاح عن م، و تاريخ خليفة.

أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (1)،نا سليمان البهراني (2)،عن أبي جنادة، عن جنادة بن مروان، عن أبيه قال: قدم عبد الملك حمص، فأمر بإسحاق بن الأشعث فضربت عنقه صبرا، فتكلم أهل حمص، فبلغه، فنادى: الصلاة جامعة، فصعد المنبر، فحمد اللّه و أثنى عليه، ثم قال: ما حديث بلغني عنكم يا أهل الكويفة ؟ قال: فقام إليه عبد الرّحمن بن ذي الكلاع، فقال: يا أمير المؤمنين، لسنا بأهل الكويفة، و لكنّا أهل الكوفة الذين قاتلنا معك مصعب بن الزبير، و أنت تقول يومئذ: و اللّه يا أهل حمص لأواسينّكم و لو بما ترك مروان، و عليك يومئذ قباؤك الأصفر، قال: و أخرج إليه رجل من مجلس ميتم (3) ساعدا له نحيفة، فقال: يا أمير المؤمنين اعزل عنا سفيهك يحيى بن الحكم و إلاّ بعثنا إليك بأكثره شعرا، فلما قضى خطبته التفت إلى يحيى بن الحكم فقال: ارتحل عن جوار القوم، فقد سمعت ما قال الفائشي (4).

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهّاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا محمّد بن جرير الطبري قال (5):قال هشام بن محمّد، قال أبو مخنف: حدّثني أبو جعفر العبسي عن أبي عمارة العبسي قال: قال يحيى بن الحكم أخو مروان بن الحكم:

لهام بجنب الطّفّ أدنى قرابة *** من ابن زياد العبد ذي الحسب الوغل

سميّة أمسى نسلها عدد الحصى *** و بنت رسول اللّه ليس لها نسل (6)

قرأت بخط أبي الحسين الميداني - في سماعه من أبي سليمان بن زبر - أنا أبي، أنا محمّد بن عبد السّلام، نا العتبي، عن أبيه.

أن عبد الملك بن مروان كتب إلى الحجّاج: كيف أنت و النساء؟ أ حريص جاهد أنت، أو مستبق قادر؟ و عليك بذوات الدلّ منهن، و قليل ما هن، و كيف لنا بمثل الذي يقول فيها يحيى بن الحكم: (7)

ص: 123


1- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 235/1-236.
2- هو سليمان بن عبد الحميد البهراني، أبو أيوب الحمصي، ترجمته في تهذيب الكمال 205/4.
3- هو ميتم بن سعد بن عوف، بطن في ذي الكلاع.
4- هذه النسبة إلى فايش، قال السمعاني: و ظني أنه بطن من همدان.
5- الخبر و البيتان في تاريخ الطبري 460/5.
6- في البيت إقواء.
7- البيتان في تاريخ الإسلام(61-80) ص 537.

هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة *** لفّاء غامضة الكعبين معطار

خود من الخفرات البيض لم يرها *** بساحة الدار لا بعل و لا جار

أنبأنا أبو علي بن نبهان، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن (1) بن أحمد، و محمّد بن إسحاق بن إبراهيم، و ابن نبهان.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن الحسن.

قالوا: أنا أبو علي بن شاذان، أنا محمّد بن الحسن بن مقسم، أنشدنا أبو العباس ثعلب، أنشدني أبو غسّان محمّد بن يحيى بن عبد الحميد ليحيى بن الحكم:

أ ذاهبة و لما أشف نفسي *** من المتعمرات إليّ قباء

من اللائي سو الفهن غيد *** عليهن الملاحة و البهاء

[قال ابن عساكر:] (2) كذا فيه، و أظن أن بين ثعلب و بين أبي غسّان عمر بن شبة، فاللّه أعلم.

8124 - يحيى بن حكيم

روى عن: الأوزاعي.

روى عنه: هشام بن عمّار.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، و أبو غالب بن أبي علي و غيرهما في كتبهم (3)، قالوا: أجاز لنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أنا أبو الحسن محمّد بن العبّاس بن الفرات - إجازة - أنا محمّد بن العبّاس بن أحمد بن محمّد بن عاصم بن أبي ذهل الهروي، أنا أبو الفضل يعقوب بن إسحاق بن محمود الهروي الفقيه الحافظ ، أنا أبو علي صالح بن محمّد الحافظ ، نا هشام بن عمّار، نا يحيى بن حكيم قال: كان الأوزاعي إذا قدم من بيروت نزل عليه بدمشق قال: سألت الأوزاعي عن الرجل (4) تقام الصلاة و ذكره قائم ؟ قال: يضعه بين فخذيه و يدخل في الصلاة.

المشهور: عون بن حكيم، فإن كان هذا أخاه فمحتمل، و يحتمل أن يكون غير أخيه إن لم يكن عون تصحّف بيحيى، و اللّه أعلم.

ص: 124


1- في م: الحسين.
2- زيادة منا.
3- سقطت من م.
4- في م: رجل.

8125 - يحيى بن حمزة بن واقد أبو عبد الرّحمن الحضرمي

8125 - يحيى بن حمزة بن واقد أبو عبد الرّحمن الحضرمي (1)

من أهل بيت لهيا (2)،قاضي دمشق للمنصور و المهدي.

قرأ على يحيى بن الحارث بحرف ابن عامر.

و روى عن الأوزاعي، و عروة بن رويم، و عطاء الخراساني، و النعمان بن المنذر، و أبي وهب عبيد اللّه بن عبيد الكلاعي، و العلاء بن الحارث، و الزبيدي (3)،و ثور بن يزيد، و راشد بن داود، و برد بن سنان، و المهدي، و إبراهيم بن سليمان الأفطس، و يحيى بن الحارث، و إبراهيم بن محمّد البصري (4)،و سفيان الثوري، و سعيد بن عبد العزيز، و زيد بن واقد، و بشر بن العلاء بن زبر، و سليمان بن داود الخولاني، و سليمان بن أرقم، و عمرو بن مهاجر، و تميم بن عطية العنسي الداراني، و عقبة بن أبي حكيم الهمداني، و شداد بن عبد اللّه القارئ، و موسى بن يسار الدمشقي، و حيوة بن شريح المصري، و نصر بن علقمة، و يزيد بن أبي مريم، و زهير بن محمّد العنبري، و المطعم بن المقدام الصنعاني، و عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان، و عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و ثور بن يزيد (5).

قرأ عليه الربيع بن ثعلب، و روى عنه ابنه محمّد بن عائذ، و هشام بن عمّار، و محمّد بن المبارك الصوري، و منصور بن أبي مزاحم، و عبد الرّحمن بن مهدي، و يزيد بن خالد بن موهب، و الوليد بن الحارث، و أبو حارثة كعب بن خريم، و مروان بن محمّد، و الهيثم بن خارجة، و علي بن حجر المروزي، و إبراهيم بن عبد اللّه بن العلاء بن زبر، و جنادة بن محمّد بن أبي يحيى المرّي، و الحكم بن موسى القنطري.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو العبّاس حامد بن شعيب البلخي - ببغداد - نا منصور بن أبي مزاحم، نا يحيى بن حمزة، عن الأوزاعي، عن إسحاق بن عبد اللّه، عن عمّه أنس بن مالك.

ص: 125


1- ترجمته في تهذيب الكمال 62/20 و تهذيب التهذيب 128/6 و تاريخ أبي زرعة (الفهارس)، و ميزان الاعتدال 4/ 369 و الجرح و التعديل 136/9 و التاريخ الكبير 268/8 و تذكرة الحفاظ 264/1 و سير أعلام النبلاء 354/8.
2- بيت لهيا من أعمال دمشق بالغوطة، ضبطها ياقوت بكسر اللام و سكون الهاء و ياء و ألف مقصورة، قال كذا يتلفظ به، و الصحيح بيت الإلاهة.
3- يعني محمد بن الوليد الزبيدي.
4- في م:«المضري» كذا.
5- كذا بالأصل، و قد مرّ، و لعله مكرر هنا.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«ما من بلد إلاّ سيدخله الدجّال إلاّ الحرمين: مكة و المدينة، ما نقب من أنقابها إلاّ عليه الملائكة صافّين يحرسونها فيسير حتى يأتي السّبخة، فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات، فلا يبقى دونها كافر و لا منافق إلاّ خرج إليه»[13071].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، حدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم قال: سمعت أبا مسهر يقول: ولد يحيى بن حمزة سنة ثلاث و مائة (1).

و هكذا قال عمرو بن دحيم.

و ذكر أبو سليمان بن زبر أنه ولد سنة اثنتين و مائة (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: سمعت عبد الرّحمن بن إبراهيم يقول:

سمعت أبا مسهر يقول: ولد يحيى بن حمزة سنة ثلاث و مائة.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا عبد الرّحمن بن إبراهيم الدمشقي المعروف بدحيم قال: قال: ولد يحيى بن حمزة سنة ثلاث و مائة.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضل بن غسّان، نا أبي قال:

و يحيى بن حمزة أبو عبد الرّحمن الحضرمي، و كان مولده سنة ثمان و مائة.

أخبرنا أبو البركات أيضا، أنا أبو طاهر الباقلاني، و أبو الفضل بن خيرون.

ح و أخبرنا أبو العزّ الكيلي، أنا أبو طاهر.

قالا: أنا محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خيّاط قال (3) في الطبقة السادسة من أهل الشامات: يحيى بن حمزة، أبو عبد الرّحمن، مات سنة ثلاث و ثمانين و مائة، دمشقي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن

ص: 126


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 277/1.
2- تهذيب الكمال 65/20.
3- طبقات خليفة بن خيّاط ص 580 رقم 3043 طبعة دار الفكر.

الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: كنية يحيى بن حمزة قاضي دمشق أبو عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوه، أنا أبو الحسن اللنباني (1)،نا ابن أبي الدنيا نا محمّد بن سعد قال في الطبقة الرابعة من أهل الشام.

ح و قرأت على أبي غالب ابن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا ابن حيوية، أنا ابن معروف (2)،نا ابن الفهم، نا ابن سعد قال (3):في الطبقة الخامسة من أهل الشام: يحيى بن حمزة، و كان قاضيا بدمشق، يكنى أبا عبد الرّحمن، توفي سنة ثلاث و ثمانين و مائة - زاد ابن الفهم: في خلافة هارون بدمشق - و كان كثير الحديث صالحه.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (4):يحيى بن حمزة أبو عبد الرّحمن الحميري الشامي القاضي، سمع الزبيدي، و ابن جابر، نسبه الهيثم بن خارجة، قاله في الصغير (5)،مات سنة ثمانين و مائة، و قال أبو مسهر: مات سنة ثلاث و ثمانين و مائة.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (6):

يحيى بن حمزة الدمشقي، قاضي دمشق، أبو عبد الرّحمن الحضرمي الحميري، السكسكي، روى عن الأوزاعي، و سعيد بن عبد العزيز، و عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر،

ص: 127


1- تحرفت بالأصل و م إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
2- تحرفت في م إلى: مروان.
3- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 469/7.
4- التاريخ الكبير للبخاري 268/8.
5- كذا بالأصل و م، و النص السابق، موجود في التاريخ الكبير.
6- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 136/9-137.

و محمّد بن الوليد الزبيدي، و ثور بن يزيد، و النعمان بن المنذر، و زيد بن واقد، و أبي وهب الكلاعي، روى عنه عبد الرّحمن بن مهدي، و مروان بن محمّد الطاطري، و الوليد بن مسلم، و الهيثم بن خارجة، و الحكم بن موسى، و منصور بن أبي مزاحم، و سليمان بن عبد الرّحمن بن شرحبيل، و محمّد بن عائذ، و هشام بن عمّار، و علي بن حجر، مات و هو ابن ثمانين سنة في سنة ثلاث و ثمانين، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو عبد الرّحمن يحيى بن حمزة قاضي دمشق، سمع الزبيدي، و ابن جابر، روى عنه الهيثم بن خارجة، و محمّد بن المبارك.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عبد الرّحمن يحيى بن حمزة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر الكلاباذي، قال: يحيى بن حمزة أبو عبد الرّحمن الحميري، الشامي، قاضي دمشق، سمع محمّد الزبيدي، و عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و يزيد بن أبي مريم، و الأوزاعي، روى عنه محمّد بن المبارك، و عبد اللّه بن يوسف، و إسحاق بن إبراهيم بن يزيد، و هشام بن عمّار، في الصوم، و البيوع، و الجهاد.

قال البخاري: قال عبد اللّه بن يوسف: مات سنة ثمانين و مائة. و قال أبو مسهر: مات سنة ثلاث و ثمانين و مائة، و قال ابن سعد مثل أبي مسهر، و ذكر أبو داود مثله.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في تسمية شيوخ أهل دمشق: و رجلين أعلم الناس بقول مكحول:

الهيثم بن حميد الغساني، و يحيى بن حمزة بن واقد الحضرمي، و قال عمرو بن دحيم (1):

أعلم أهل دمشق بحديث مكحول، و أجمعه لأصحابه الهيثم بن حميد، و يحيى بن حمزة مات سنة ثمانين.

ص: 128


1- تهذيب الكمال 64/20.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي - إجازة - أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا ابن جوصا - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير، قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة السادسة: يحيى بن حمزة أبو عبد الرّحمن الحضرمي، قاضي دمشق (1).

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم (2)،نا صالح بن أحمد بن حنبل، قال: قال أبي: يحيى بن حمزة ليس به بأس.

ذكر أبو بكر أحمد بن محمّد بن الحجاج المروذي قال: سئل يعني أحمد بن حنبل عن يحيى بن حمزة فقال: ليس به بأس (3).

قرأت على أبي محمّد بن جعفر، عن أبي جعفر بن المسلمة، عن أبي الحسن محمّد بن عمر بن محمّد بن حميد بن بهتة، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي، حدّثني عبد اللّه بن شعيب قال: قرأ عليّ يحيى بن معين: يحيى بن حمزة الدمشقي، ثقة.

قال يعقوب: يحيى بن حمزة ثقة مشهور.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء محمّد بن علي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضل، نا أبي قال: قال يحيى بن معين:

و يحيى بن حمزة يحدّث عن سليمان بن داود كاتب عمر بن عبد العزيز، ليس بقوي، إنما أراد بقوله ليس بقوي سليمان بن داود، فقد:

أخبرنا أبو البركات أيضا، أنا ثابت بن بندار، أنا محمّد بن علي، أنا محمّد بن

ص: 129


1- تهذيب الكمال 64/20.
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 137/9.
3- تهذيب الكمال 64/20.

أحمد، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي المفضل قال: يحيى بن حمزة ثقة (1).

أخبرنا أبو البركات أيضا، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري و ثابت، قالا: أنا أبو عبد اللّه، و أبو نصر، قالا: نا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (2):يحيى بن حمزة، دمشقي (3)،ثقة، و كان على قضاء دمشق.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا هشام، نا يحيى بن حمزة و كان قاضيا على دمشق، ثقة.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا أبو القاسم العبدي، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (4):سألت أبي عنه فقال: صدوق.

و ذكر أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الكناني الأصبهاني قال: قلت لأبي حاتم الرّازي:

ما تقول في يحيى بن حمزة ؟ فقال: صدوق (5).

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي بكر أحمد بن علي، أنا أبو بكر الخوارزمي، أنا أبو بكر الإسماعيلي، قال: قال عبد اللّه بن محمّد بن سيّار: و يحيى بن حمزة لا بأس به (6).

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السقا، نا أبو العباس الأصمّ ، قال: سمعت عبّاس بن محمّد يقول: سمعت يحيى يقول:

يحيى بن حمزة كان قاضي دمشق، و كان يرمى بالقدر.

قال (7):و سمعت يحيى يقول: يحيى بن حمزة كان قدريا، و كان صدقة أحب إليهم من يحيى بن حمزة.

ص: 130


1- تهذيب الكمال 64/20.
2- رواه العجلي في تاريخ الثقات ص 470 رقم 1801.
3- في تاريخ الثقات: شامي.
4- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 137/9.
5- سير أعلام النبلاء 355/8.
6- تهذيب الكمال 64/20.
7- يعني العباس بن محمد الدوري، و الخبر في تهذيب الكمال 64/20.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيوية، أنا محمّد بن القاسم، نا ابن أبي خيثمة قال: سمعت يحيى بن معين يقول: كان يحيى بن حمزة قدريا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو بكر البابسيري، نا الأحوص بن المفضل بن غسّان، نا أبي المفضل بن غسّان، نا يحيى بن حمزة قاضي دمشق، ثقة، كان يظن به القدر (1).

و قال مكحول في موضع آخر: كان يحيى بن حمزة قدريا، و صدقة أحبّ إليّ من يحيى بن حمزة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال (2):ثم ولي يحيى بن حمزة - يعني: بعد سلمة بن عمرو.

قال أبو زرعة: فحدّثني أحمد بن أبي الحواري عن مروان قال: لما قدم أبو جعفر - يعني: المنصور - دمشق، و كان مقدمه سنة ثلاث و خمسين، استعمل يحيى بن حمزة على القضاء، و قال له: يا شاب، إنّي أرى أهل بلدك قد أجمعوا عليك، و إيّاك و الهدية، فلم يزل قاضيا حتى مات.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن أحمد بن أبي الصقر، أنا منصور بن علي بن عبد اللّه الطرسوسي، نا الحسن بن رشيق، نا أحمد بن محمّد بن سلام البغدادي أبو بكر، نا داود بن رشيد أبو الفضل، نا الوليد بن مسلم قال: ثم (3) يحيى بن حمزة الحضرمي، ثم عبد الرّحمن بن يزيد - يعني: ابن أبي مالك - ثم يحيى بن حمزة، ثانية (4)، ثم عمرو بن أبي بكر، قال داود: و أنا أدركت هذا قاعدا في الرحبة.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا تمام بن محمّد - إجازة (5)- أنا محمّد بن إبراهيم القرشي، أنا محمّد بن فيض، نا دحيم قال: قال الوليد بن مسلم:

ص: 131


1- تهذيب الكمال 64/20.
2- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 204/1-205.
3- سقطت من م.
4- تحرفت بالأصل إلى: فانيه.
5- أقحم بعدها بالأصل:«أنا محمد إجازة» و المثبت عن م.

ثم ولي بعد سلمة يحيى بن حمزة الحضرمي، ثم ولاه الفضل بن صالح، ثم بعث إليه محمّد أمير المؤمنين فاستخلف على القضاء عبيدة بن جماح الغسّاني، فمات و هو على القضاء، ثم ولّى محمّد بن أبي جعفر عبد الرّحمن بن يزيد بن أبي مالك ثم عزله، و ولى يحيى بن حمزة، فلم يزل قاضيا حتى مات في خلافة هارون.

قرأت بخط أبي الحسين الرّازي، أخبرني محمّد بن جعفر بن هشام النميري، نا الحسن بن محمّد بن بكّار، نا هشام بن عمّار، قال: قال الوليد بن مسلم: و في ولاية الفضل بن صالح دمشق، ولّى على القضاء يحيى بن حمزة الحضرمي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد المالكي، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، نا أبو الحارث محمّد بن مصعب الدمشقي، نا محمّد بن يحيى بن حمزة الحضرمي قال: سمعت أبي يقول: و لانّي المهدي القضاء ثم قال: يا يحيى عليك بالحقّ و الشدّ على يدي المظلوم، و قمع الظالم، فإنّي سمعت أبي يقول عن أبيه، عن جده قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«قال ربك: و عزّتي و جلالي لأنتقمن من الظالم في عاجل أمره أو في آجله، و لأنتقمنّ ممن رأى مظلوما يظلم فقدر أن ينتصر له فلم يفعل»[13072].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن علي بن الحسين بن سكينة، أنا محمّد بن عبد اللّه [بن أحمد بن القاسم بن جامع الدهان، نا] (1) محمّد بن الحسن بن فيل، نا محمّد بن أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة الحضرمي، نا أبي، عن أبيه (2)يحيى بن حمزة قال: كتب إليّ المهدي أمير المؤمنين بعهدي و أمرني أن أصلب في الحكم، و قال في كتابه إليّ : حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«قال اللّه تعالى: و عزّتي و جلالي لأنتقمنّ من الظالم في عاجله و آجله، و لأنتقمنّ ممن رأى مظلوما فقدر أن ينصره فلم يفعل»[13073].

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، نا أبو القاسم خالد بن محمّد، نا جدي لأمي أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة، حدّثني أبي، عن أبيه يحيى بن حمزة قال:

ص: 132


1- ما بين معكوفتين مطموس بالأصل، و المثبت عن م.
2- كذا بالأصل و م:«عن أبيه يحيى» و حقه أن يقول:«عن أبيه عن يحيى بن حمزة» أو عن جده يحيى بن حمزة.

كتب إليّ المهدي بعهدي، و أمرني أن أصلب في الحكم و قال في كتابه إليّ : حدّثني أبي، عن أبيه عن جدّه عن ابن عبّاس عن النبي صلى اللّه عليه و سلم:«عن اللّه عز و جل: لأنتقمن من الظالم في عاجله و آجله، و لأنتقمنّ ممن رأى مظلوما فقدر أن ينصره فلم ينصره»[13074].

قال: و أخبرني أبو إسحاق بن سنان، و محمّد بن هارون في آخرين قالوا: أنا أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة به.

أنبأنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أحمد بن علي السلمي، أنا أبو عبد اللّه محمّد (1) بن إبراهيم بن يونس بن محمّد المقدسي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن مكي بن مروان المقدسي، نا الشريف أبو محمّد عبد اللّه بن الميمون بن الأذرع الحسيني، أنا عبد الرّحمن بن عمر بن محمّد المصري، أنا محمّد بن يوسف بن يعقوب، حدّثني يحيى بن أبي معاوية، حدّثني خليف بن ربيعة، عن أبيه قال:

ولي قضاء مصر تسعة رجال من حضرموت، آخرهم لهيعة بن عيسى، و ولي ببرقة جمع من حضرموت على قضائها قال يحيى: آخرهم جبر بن سعيد بن جبر، و ولي على الأندلس معاوية بن صالح بن جرير الحضرمي، و على فلسطين ضمضم بن عقبة، و عبد السّلام بن عبد اللّه بن سلامة، و النعمان بن المنذر، و على حمص كثير بن مرة، و جبير بن نفير، و على دمشق: يحيى بن حمزة، قال الشاعر:

ما من بلاد من البلدان تعلمه *** إلاّ و فيه من الأشياء و الحرث

قضاة عدل لهم فضل و معرفة *** مبرءون من الآفات و الرفث

و قال آخر:

لقد ولي القضاء بكلّ أرض من *** الغرّ الخضارمة الكرام

رجال ليس مثلهم رجال من *** الصيد الجحاجحة الضخام

و قال يزيد بن مقسم الصدفي:

يا حضرموت هنيئا ما خصصت به *** من الحكومة بين العجم و العرب

في الجاهلية و الإسلام يعرفه *** أهل الرواية و التفتيش و الطلب

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد بن

ص: 133


1- سقطت من م.

رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح (1)،عن يحيى بن معين قال: يحيى بن حمزة توفي سنة اثنتين - أو ثلاث - و ثمانين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: سمعت عبد الرّحمن بن إبراهيم يقول:

سمعت أبا مسهر يقول: و مات يحيى بن حمزة سنة ثلاث و ثمانين.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2)،أخبرني سليمان - يعني: ابن عبد الرّحمن - أنه - يعني: يحيى - مات سنة ثلاث و ثمانين و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث، أنا عمر بن عبيد اللّه، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو بن السماك، نا حنبل بن إسحاق، نا عبد الرّحمن بن إبراهيم الدمشقي قال:

و مات يحيى بن حمزة سنة ثلاث و ثمانين.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: سمعت هشام بن عمّار و عبد الرّحمن بن إبراهيم قالا:

يحيى بن حمزة مات سنة ثلاث و ثمانين و مائة.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم، أنا سهل بن بشر، أنا أبو بكر الخليل بن هبة اللّه بن الخليل، أنا عبد الوهّاب الكلابي، نا أبو الجهم أحمد بن الحسين قال: قال أبو مروان هشام بن خالد: مات يحيى بن حمزة سنة ثلاث و ثمانين و مائة (3).

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أخبرني أبي، نا أبو العبّاس محمّد بن جعفر بن ملاّس، نا الحسن بن محمّد بن بكّار بن بلال قال: و توفي أبو عبد الرّحمن يحيى بن حمزة الحضرمي في سنة ثلاث و ثمانين و مائة.

قال: و أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان قال: و قال أبو موسى: و فيها - يعني: سنة

ص: 134


1- تهذيب الكمال 65/20.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 204/1.
3- تهذيب الكمال 65/20.

ثلاث و ثمانين - مات يحيى بن حمزة القاضي، و ذكر أن أباه أخبره عن أبيه عن أبي موسى بذلك.

و ذكر غير ابن زبر أن مولده كان سنة ثمان و مائة، و أن وفاته كانت سنة ست و سبعين و مائة، و وجدت في نسخة بتاريخ أبي زرعة و هو مسموع لي أنه مات سنة خمس و ثمانين، فاللّه أعلم.

8126 - يحيى ابن أبي حيّة، و اسم أبي حيّة: حيي أبو جناب الكلبي الكوفي

8126 - يحيى ابن أبي حيّة، و اسم أبي حيّة: حيي أبو جناب (1) الكلبي الكوفي (2)

حدّث عن أبيه، و عن عمير بن سعيد، و معاوية بن قرّة، و عكرمة مولى ابن عبّاس، و عثمان بن الأسود المكّي، و الضحّاك بن مزاحم الهلالي، و مغراء العبدي، و عدي بن ثابت، و عامر الشعبي، و أبي حازم (3) الأشجعي، و يزيد بن البراء، و عطاء بن أبي رباح، و إسماعيل بن أبي رجاء الزبيدي، و أبي إسحاق الهمداني، و عبد اللّه بن بريدة، و أبي جميلة ميسرة الطّهوي، و أبي سليمان غير مسمى.

روى عنه: سفيان الثوري، و شريك بن عبد اللّه القاضي، و جرير بن عبد الحميد، و سليمان بن قرم، و وكيع بن الجرّاح، و أبو بدر شجاع بن الوليد، و عبد الحميد بن عبد الرّحمن الحماني، و أحمد بن زكريا بن الحارث بن أبي مسرّة (4) المكّي، و الحسن بن حبيب بن ندبة، و أبو نعيم الفضل بن دكين، و محمّد بن فضيل بن غزوان، و عبد العزيز بن مسلم القسملي، و الحسن بن صالح بن حيّ .

و وفد على هشام بن عبد الملك.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر، أنا الحسن بن علي الجوهري.

ح و أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد، أنا الحسن بن علي التميمي.

قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبو بكر بن أبي شيبة، نا وكيع.

ص: 135


1- جناب بجيم و نون خفيفتين و آخره موحدة و نص في الاكمال على فتح الجيم، و في المعرفة و التاريخ بضمها.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 65/20 و تهذيب التهذيب 129/6 و تاريخ أبي زرعة (الفهارس) و التاريخ الكبير 8/ 267 و ميزان الاعتدال 370/4 و الجرح و التعديل 138/9 و طبقات ابن سعد 360/6 و الكامل لابن عدي 212/7 و الأسامي و الكنى للحاكم 128/3 و الضعفاء الكبير 398/4 رقم 2020.
3- تحرفت بالأصل إلى: مزاحم، و المثبت عن م، و تهذيب الكمال.
4- في م: ميسرة.

قال: و نا سفيان بن وكيع، نا أبي عن أبي جناب، عن أبي جميلة الطّهوي، قال:

سمعت عليا يقول: احتجم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثم قال للحجّام حين فرغ:«كم خراجك»؟ قال:

صاعين، فوضع عنه صاعا، و أمرني فأعطيته صاعا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الحسن بن علي، أنا أبو الحسن ابن المظفّر، نا أبو بكر الباغندي، نا شيبان بن فروخ، نا عبد العزيز بن مسلم، نا أبو جناب الكلبي، عن أبيه عن عبد اللّه بن مسعود قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يومئذ عند هذه السارية و هي جذع نخلة:«لا عدوى و لا طيرة و لا هامة».

فقال رجل كأنه بدوي: يا أبا عبد الرّحمن، أ رأيت البعير يجرب الإبل، فقال له: ذاك القدر، فمن أجرب الأول ؟ قال: و كانت السارية يسند إليها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ظهره، إذا أراد أن يكلم الناس يرفع يديه يوم الجمعة، فقالوا له: أ لا نصنع (1) لك شيئا كقدر مقامك تجلس عليه ؟ فقال:«ما أبالي أن تفعلوا ثلاث مراقي» فلمّا تحوّل إليها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خارت الجذعة كما تخور البقرة، فجاء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إليها فالتزمها، فسكتت.

كتب إليّ أبو القاسم غانم بن محمّد بن عبيد اللّه، يخبرني أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن الحسين بن فاذشاه، أنا سليمان بن أحمد الطبراني، نا أحمد بن المعلّى الدمشقي، نا هشام بن عمّار، نا محمّد بن مسروق الكندي، نا أبو جناب الكلبي، عن عبد الرّحمن بن أبي يحيى، عن أبيه قال:

إني جالس عند النبي صلى اللّه عليه و سلم إذ جاءه أعرابي فقال: إن لي أخا وجعا، فقال:«و ما وجع أخيك ؟» قال: به لمم (2)،قال: اذهب فائتني به، فسمعته عوّذه بفاتحة الكتاب، و أربع آيات من أول البقرة، و آيتين من وسطها، وَ إِلٰهُكُمْ إِلٰهٌ وٰاحِدٌ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ الرَّحْمٰنُ الرَّحِيمُ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ (3) الآيتين، و آية الكرسي (4)،و ثلاث آيات خاتمة البقرة، و آية من آل عمران: شَهِدَ اللّٰهُ أَنَّهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ (5) إلى آخر الآية، و آية من الأعراف:

ص: 136


1- بالأصل:«لا تضع» تحريف، و التصويب عن م.
2- اللمم: الجنون.
3- سورة البقرة، الآيتان 163 و 164.
4- سورة البقرة، الآية:255.
5- سورة آل عمران، الآية:18.

إِنَّ رَبَّكُمُ اللّٰهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضَ (1) إلى آخر الآية، و آية من سورة المؤمنين: فَتَعٰالَى اللّٰهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ (2) الآية، و آية من سورة الجن: وَ أَنَّهُ تَعٰالىٰ جَدُّ رَبِّنٰا مَا اتَّخَذَ صٰاحِبَةً وَ لاٰ وَلَداً (3) و عشر آيات من أول الصّافات آخرهن: مِنْ طِينٍ لاٰزِبٍ (4) و آخر سورة الحشر (5)،و قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ (6) و المعوذتين (7)،فأتى الأعرابي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: قد برئ ليس به بأس.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطّار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، أنا عبيد اللّه السكري، نا زكريا المنقري، نا الأصمعي قال: حدّثنا عن أبي جناب قال: كنت جالسا عند هشام بن عبد الملك، و دخل عليه أعرابي من بني أسد، فذكر حكاية، ستأتي في باب المجاهيل إن شاء اللّه.

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن بن المفرج، أنا أبو الفرج الأسفرايني، و أبو نصر أحمد بن محمّد بن سعيد، قالا: أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن عيسى، نا منير بن أحمد بن الحسن، أنا جعفر بن أحمد بن إبراهيم، نا أحمد بن الهيثم قال: قال أبو نعيم الفضل بن دكين: أبو جناب يحيى بن أبي حيّة.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السقا، و أبو محمّد بن بالويه. قالا (8):نا محمّد بن يعقوب، نا عبّاس بن محمّد، قال:

سمعت يحيى بن معين يقول: أبو جناب الكلبي يحيى بن أبي حيّة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: و اسم أبي جناب الكلبي، يحيى بن أبي حيّة.

ص: 137


1- سورة الأعراف، الآية:54.
2- سورة المؤمنون، الآية:116.
3- سورة الجن، الآية:3.
4- سورة الصافات، الآيات 1-11.
5- الآية 59 من سورة الحشر.
6- سورة الإخلاص 12، الآية الأولى.
7- سورة الفلق 113، الآية الأولى قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ،و سورة الناس 114 الآية الأولى: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النّٰاسِ .
8- بالأصل: قال، و المثبت عن م.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوه، أنا أبو الحسن اللنباني (1)،نا ابن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد قال في الطبقة الخامسة: أبو جناب الكلبي، و اسمه يحيى بن أبي حيّة.

قال الهيثم بن عدي: توفي سنة سبع و أربعين و مائة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا ابن سعد قال (2):في الطبقة الخامسة من أهل الكوفة: أبو جناب الكلبي، و اسمه يحيى بن أبي حيّة، و كان ضعيفا في الحديث، و توفي سنة سبع و أربعين و مائة بالكوفة، في خلافة أبي جعفر.

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و ابن النرسي، و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل.

ح و أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو بكر الخطيب.

ح و حدّثني أبو عبد اللّه البلخي، أنا محمّد بن الحسين بن هريسة، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن غالب، أنا أبو يعلى حمزة بن محمّد بن علي، نا محمّد بن إبراهيم بن شعيب، قالا: نا البخاري قال (3):يحيى بن أبي حيّة أبو جناب الكلبي - زاد ابن سهل:

الكوفي و قالا:- عن عمير بن سعيد (4)،و أبيه، و قال ابن سهل: عن أبيه، و قالا: كان يحيى القطّان يضعّفه.

أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي - إذنا - و أبو عبد اللّه بن عبد الملك - شفاها - قالا: أنا ابن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (5):

ص: 138


1- تحرفت بالأصل و م إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
2- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 360/6.
3- التاريخ الكبير للبخاري 267/8.
4- كذا بالأصل و م و تهذيب الكمال، و في التاريخ الكبير: سعد. و هو عمير بن سعيد النخعي راجع ترجمته في تهذيب الكمال 412/14.
5- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 138/9.

يحيى بن أبي حيّة أبو جناب الكلبي، روى عن عمير بن سعيد، و الشعبي، و أبي حازم، و أبيه، و يزيد بن البراء، و إسماعيل بن رجاء الزبيدي، و عطاء بن أبي رباح، و الضحّاك، و أبي إسحاق الهمداني، و عون بن عبد اللّه، و روى عنه سفيان الثوري، و وكيع، و أبو نعيم، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو جناب الكلبي عن أبيه، روى عنه وكيع، و أبو نعيم.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني أبو موسى ابن النسائي، أخبرني أبي قال: أبو جناب يحيى بن أبي حيّة الكلبي، ليس بثقة (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، قال: أبو جناب يحيى بن أبي حيّة كوفي.

أخبرنا أبو الفتح الفقيه، أنا أبو الفتح الفقيه، أنا أبو الفتح الفقيه، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم، نا يزيد بن محمّد بن إياس قال: سمعت أبا عبد اللّه المقدمي يقول: أبو جناب الكلبي يحيى بن أبي حيّة.

أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد قال (2):يحيى بن أبي حيّة (3) أبو جناب الكلبي، كوفي، و اسم أبي حيّة حيي.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال (4):

أبو جناب يحيى بن أبي حيّة الكلبي الكوفي، و اسم أبي حيّة حيي، عن أبيه،

ص: 139


1- تهذيب الكمال 68/20.
2- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 212/7.
3- من هنا... إلى قوله: قال أبو نعيم... سقط من م، فاختل السياق فيها و اضطربت الأخبار.
4- الأسامي و الكنى للحاكم النيسابوري 128/3 رقم 1168.

و معاوية (1) بن قرة ليس بالقوي عندهم، روى عنه سفيان الثوري، و الحسن بن صالح الهمداني، و إسحاق بن يوسف الأزرق.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا طراد بن محمّد، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا ابن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، نا زكريا بن عدي قال:

كان الصّلت بن بسطام التميمي يجلس في حلقة أبي جناب يدعون بعد العصر يوم الجمعة، قال: فجلسوا يوما يدعون، و كان قد نزل الماء في عينيه، فذهب بصره، فدعوا و ذكروا بصره في دعائهم، فلما كان قبل غروب الشمس عطس عطسة فإذا هو يبصر بعينيه، و إذا قد ردّ اللّه عليه بصره، قال زكريا: فقال لي ابنه: قال لي حفص بن غياث: أنا رأيت الناس عشية إذ يخرجون من المسجد مع أبيك يهنئونه.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال:

قرأت بخط أبي عمرو المستملي قال: و سئل محمّد بن يحيى (2)،عن أبي جناب الكلبي، فقال: سمعت يزيد بن هارون و ذكر أبا جناب، فقال: كان صدوقا، و لكن كان يدلّس.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه الأصبهانيان، قالا: أنا أبو القاسم العبدي، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (3):سمعت أبي قال: قال يزيد بن هارون: كان أبو جناب يحدّثنا عن عطاء، و الضحّاك، و ابن بريدة، فإذا وقفناه نقول: سمعت من فلان هذا الحديث، فيقول: لم أسمع (4) منه، إنّما أخذت من أصحابنا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا محمّد بن علي، أنا أبو بكر، أنا الأحوص، نا أبي المفضل قال: و قال: أبو نعيم: لم يكن بأبي جناب بأس، إلاّ أنه كان يدلّس (5).

ص: 140


1- كذا بالأصل، و في الأسامي و الكنى: عن أبيه عن معاوية.
2- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 67/20.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 139/9.
4- في الجرح و التعديل: لم أسمعه.
5- تهذيب الكمال 67/20.

أخبرنا أبو البركات أيضا، أنا أبو بكر الشامي، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد، أنا أبو جعفر العقيلي (1)،نا عبد اللّه بن أحمد قال: سمعت أبي يقول: أبو جناب اسمه يحيى بن أبي حيّة، قال (2) أبو نعيم: كان ثقة، و كان يدلّس، قال أبي: أحاديثه أحاديث مناكير.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه قالا: أنا ابن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم (3)،نا أبو الحسين الرهاوي في ما كتب إليّ قال: سمعت أبا نعيم و ذكر أبا جناب الكلبي فقال: ما كان به بأس، إلاّ أنه كان يدلّس، و ما سمعت منه شيئا إلاّ شيئا قال فيه: حدّثنا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن علي، أنا يوسف بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية قال: سمعت يحيى يقول.

ح و أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم (4) أنا أبو أحمد (5)،نا ابن حمّاد، نا معاوية، عن يحيى قال: أبو جناب الكلبي يحيى بن أبي حيّة.

قال ابن معين: سمعت أبا نعيم يقول: زاد الدولابي: كان، و قالا:- أبو جناب يدلّس.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد (6)،نا أحمد بن علي، نا عبد اللّه الدورقي، نا يحيى بن معين قال: أبو جناب الكلبي يحيى بن أبي حيّة، ليس به بأس، إلاّ أنه كان يدلس.

قال يحيى: قال أبو نعيم، لم يكن بأبي جناب بأس، إلاّ أنه كان يدلّس.

أخبرنا أبو بكر الشحامي، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السقا، و ابن بالويه، قالا: نا الأصمّ ، نا عبّاس، قال: سمعت يحيى يقول: أبو جناب ليس به بأس (7).

ص: 141


1- رواه العقيلي في الضعفاء الكبير 399/4.
2- إلى هنا ينتهي السقط من م.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 138/9.
4- زيد «أنا أبو القاسم» في م مرة رابعة.
5- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 212/7.
6- المصدر السابق 213/7.
7- تهذيب الكمال 67/20.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن حميد، قال: سمعت أبا الحسن الطوسي (1) قال: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول:

سألته - يعني: يحيى - عن أبي جناب الكلبي ؟ فقال: هو صدوق.

قال أبو سعيد عثمان بن سعيد: و هو ضعيف (2).

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم (3)،نا علي بن الحسين بن الجنيد، سمعت ابن نمير يقول: أبو جناب يحيى بن أبي حيّة صدوق، كان صاحب تدليس، أفسد حديثه بالتدليس، كان يحدّث بما لم سمع.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبد اللّه و أبو نصر قالا: أنا الوليد، أنا علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (4):أبو جناب الكلبي كوفي ضعيف الحديث، يكتب حديثه، و فيه ضعف، و ابنه يحيى بن أبي حيّة، و كان يدلس لا بأس به.

كذا قال، و أبو جناب هو يحيى بن أبي حيّة كما تقدّم، و لعله صحّف و اسمه فقال:

و ابنه (5).

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

ص: 142


1- كذا بالأصل، و في م: الطبراني.
2- تهذيب الكمال 67/20.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 138/9-139.
4- رواه العجلي في تاريخ الثقات ص 494 رقم 1923.
5- كذا بالأصل و م و الذي في تاريخ الثقات للعجلي ص 471 رقم 1802 يحيى بن أبي حية: و كان يدلس، لا بأس به. و فيه ص 494 رقم 1923 قال: أبو جناب الكلبي: ضعيف الحديث يكتب حديثه و فيه ضعيف. هذا الموجود في تاريخ الثقات، في ترجمتين منفصلتين تماما. و لعله وقعت بيد المصنف نسخة فيها «و ابنه».

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):سألت أبا زرعة عن أبي جناب الكلبي فقال: صدوق، غير أنه كان يدلّس، قلت: فما حال ابنه ؟ قال:[كان] (2) محله الصدق.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا علي بن الحسن، و رشأ بن نظيف، قالا: أنا أبو الفتح محمّد بن إبراهيم، أنا محمّد بن محمّد بن داود، أنا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد، قال (3):أبو جناب الكلبي يحيى بن أبي حيّة، و كان صدوقا، و كان مدلسا، و في حديثه نكرة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال (4):سمعت أبا نعيم يقول: كان سفيان إذا تحدّث عن أبي جناب يقول: يحيى بن أبي حيّة.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد (5)، نا علي بن إسحاق بن رداء، أنا محمّد بن يزيد المستملي، نا إسحاق بن حكيم قال: قال يحيى القطّان: لو استحللت أن أروي عن أبي جناب حديثا لرويت حديث علي (6):في تكبير العيد.

قال: و أنا أبو أحمد (7)،أنا الساجي قال: سمعت ابن المثنّى يقول: ما سمعت يحيى و لا عبد الرّحمن حدثا عن أبي جناب بشيء.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد، أنا أبو جعفر العقيلي (8)،نا محمّد بن زكريا البلخي، نا محمّد بن المثنّى قال: ما سمعت يحيى و لا عبد الرّحمن حدّثا عن سفيان (9) عن أبي جناب يحيى بن أبي حيّة شيئا قط .

ص: 143


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 139/9.
2- زيادة عن الجرح و التعديل.
3- تهذيب الكمال 68/20.
4- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 298/1.
5- رواه ابن عدي في الكمال في ضعفاء الرجال 212/7.
6- قوله:«حديث علي» ليس في ابن عدي.
7- الكامل في ضعفاء الرجال 213/7.
8- رواه العقيلي في الضعفاء الكبير 398/4-399.
9- كذا بالأصل و م، و قوله:«حدثا عن سفيان» ليس في الضعفاء الكبير.

أنبأنا أبو نصر محمود بن الفضل الأصبهاني، و أبو البركات الأنماطي و غيرهما، قالوا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو الحسين محمّد بن الحسين بن عبد اللّه ابن أخي ميمي - إجازة - أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن سعيد الموصلي، أنا أبو علي الحسن بن محمي، نا علي بن المديني قال: كان يحيى - يعني:

القطّان - يتكلم في أبي جناب، و في أبيه أبي حيّة.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):سمعت أبي يقول: كان يحيى القطّان يضعّف (2) أبا جناب الكلبي.

حدّثنا أبو الفضل بن ناصر - لفظا - و أبو عبد اللّه بن البنّا - قراءة - عن أبي المعالي محمّد بن عبد السّلام بن محمّد، أنا علي بن محمّد بن خزفة، نا محمّد بن الحسين الزعفراني، نا ابن أبي خيثمة قال: و سمعت يحيى بن معين يقول: أبو جناب الكلبي ضعيف (3).

قال أبو بكر: و أبو جناب الكلبي، اسمه يحيى بن أبي حيّة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضل بن غسّان، نا أبي قال: و قال أبو زكريا: أبو جناب الكلبي كوفي ضعيف.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، عن المبارك بن عبد الجبّار، أنا أبو محمّد الجوهري - قراءة - عن أبي عمر بن حيوية، أنا محمّد بن القاسم، نا إبراهيم بن الجنيد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: اسم أبي جناب الكلبي يحيى بن أبي حيّة، قلت ليحيى، كيف حديثه ؟ قال: ضعيف الحديث، قلت: و أبو جناب القصّاب ؟ قال: ثقة.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو

ص: 144


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 139/9.
2- تحرفت بالأصل إلى: يوصف، و التصويب عن م و الجرح و التعديل.
3- تهذيب الكمال 68/20.

القاسم حمزة بن يوسف، أنا عبد اللّه بن عدي قال (1):و قال عمرو بن علي: أبو جناب الكلبي، اسمه يحيى بن أبي حيّة، متروك الحديث.

قال: و نا ابن عدي (2)،- زاد ابن حمّاد: قال: قال السعدي-.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - قراءة - نا عبد العزيز الكتاني، أنا عبد الوهّاب الميداني، أنا أبو هاشم عبد الجبّار بن عبد الصّمد، نا القاسم بن عيسى، نا إبراهيم بن يعقوب السعدي قال: أبو جناب الكلبي يضعف حديثه (3).

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد، أنا أبو جعفر العقيلي (4)(5)،حدّثني آدم قال: سمعت البخاري يقول.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم الميداني، أنا أبو القاسم السهمي، أنا أبو أحمد بن عدي (6)،نا الجنيدي، نا البخاري قال: يحيى بن أبي حيّة أبو جناب، كان يحيى القطّان يضعّفه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (7)،نا قبيصة، نا سفيان، عن أبي جناب يحيى بن أبي حيّة الكلبي، و هو ضعيف، كان يدلّس، كوفي.

أنبأنا أبو محمّد المزكي، نا عبد العزيز - لفظا - أنا أبو نصر بن الجبّان - إجازة - أنا أحمد بن القاسم الميانجي - إجازة - حدّثني أحمد بن طاهر بن النجم، نا سعيد بن عمرو البردعي في ما نسخه من كتاب أبي زرعة الرّازي بخطه في أسامي الضعفاء و من تكلّم فيهم من المحدّثين: يحيى بن أبي حيّة أبو جناب.

ص: 145


1- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 213/7.
2- قوله:«نا ابن عدي» مكرر بالأصل.
3- الكامل في ضعفاء الرجال 213/7.
4- تحرفت بالأصل إلى: العتيقي، و التصويب عن م.
5- الضعفاء الكبير للعقيلي 399/4.
6- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 213/7.
7- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 108/3.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه قالا: أنا ابن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):سألت أبي عن أبي جناب الكلبي، فقلت: هو أحبّ إليك أو يحيى البكّاء؟ فقال: لا هذا و لا هذا، قلت: فإذا لم يكن في الباب غيرهما أيّهما أكتب ؟ قال: لا تكتب منه شيئا (2)،ليس بالقوي، و عون بن ذكوان أحبّ إليّ منه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الشافعي، و أبو يعلي حمزة بن الحبوبي، قالا: أنا سهل بن بشر، أنا علي بن منير، أنا أبو الحسن بن رشيق، نا أبو عبد الرّحمن النسائي قال:

يحيى بن أبي حيّة أبو جناب الكلبي، ضعيف، كوفي.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو بكر محمّد بن جعفر، نا أبو بكر محمّد بن إسحاق بن خزيمة قال: و لست أحتج بأبي جناب يحيى بن أبي حيّة.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد قال (3):و أبو جناب من جملة المتشيعين بالكوفة.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: قال يحيى بن معين: و مات يحيى بن أبي حيّة أبو جناب الكلبي سنة سبع و أربعين.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، قال: قال لنا أبو بكر البيهقي: أبو جناب الكلبي، اسمه يحيى بن أبي حيّة، ضعيف، و كان هارون يصدقه، و يرميه بالتدليس.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، و أبو القاسم بن العلاّف، قالا: أنا أبو الحسن بن الحمّامي أنا أبو القاسم الحسن بن محمّد بن الحسن، نا محمّد بن عبد اللّه بن سليمان الحضرمي قال: مات يحيى بن أبي حيّة أبو جناب الكلبي سنة سبع و أربعين و مائة.

ص: 146


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 139/9.
2- الأصل و م: شيء، خطأ، و التصويب عن الجرح و التعديل.
3- الكامل في ضعفاء الرجال 214/7.

و كذا تقدم قول ابن سعد (1).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال: سمعت أبا نعيم يقول.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا أبو نعيم.

و أخبرنا الفقيه أبو الحسن، نا عبد العزيز بن أحمد قال: قرأت على أبي خازم (2) بن الفراء، أنا يوسف بن عمر القوّاس، أنا محمّد بن مخلد الدوري، نا العبّاس بن محمّد الدوري، نا أبو نعيم قال: قلت: أبو جناب.

ح و أخبرنا أبو سعد بن أبي صالح، و مكي بن أبي طالب، أنا أبو بكر بن خلف، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه الصفّار، نا أبو إسماعيل: سمعت أبا نعيم قال: مات أبو جناب سنة خمسين - زاد أبو زرعة: و مائة - بالكناسة (3).

و أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري (4).

ح و أخبرنا أبو القاسم بن عبد اللّه الشروطي، أنا أبو بكر الخطيب.

و حدّثني أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو منصور محمّد بن (5) الحسين بن هريسة، قالا:

أنا أحمد بن محمّد بن غالب، أنا أبو يعلى حمزة بن محمّد بن علي، نا محمّد بن إبراهيم بن شعيب قالا: نا البخاري قال: قال أبو نعيم: مات سنة خمسين و مائة.

أنبأنا أبو عبد اللّه بن الحطّاب (6)،أنا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن محمّد الهمداني، أنا محمّد بن الحسين اليمني، أنا جعفر بن أحمد بن عبد السّلام الحميري، نا الحسين بن نصر بن المعارك البغدادي، قال: سمعت أبا جعفر أحمد بن صالح قال: قال أبو نعيم: مات أبو جناب يحيى بن أبي حيّة الكلبي سنة خمسين و مائة.

ص: 147


1- راجع الطبقات الكبرى لابن سعد 360/6.
2- تحرفت بالأصل إلى: حازم، و المثبت عن م.
3- الكناسة بالضم محلة بالكوفة.(معجم البلدان).
4- التاريخ الكبير للبخاري 267/8.
5- تحرفت بالأصل إلى: أبو، و المثبت عن م.
6- تحرفت بالأصل و م إلى: الخطاب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا عبيد اللّه السكري، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم قال: سنة خمسين و مائة فيها مات أبو جناب الكلبي، و اسمه يحيى بن أبي حيّة (1).

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: و فيها - يعني: سنة خمسين - مات أبو جناب يحيى بن أبي حيّة بالكناسة.

8127 - يحيى بن خالد السكسكي

حدّث عن الوليد بن مسلم.

روى عنه: أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة، و أظنه محمّد بن خالد.

8128 - يحيى بن خليفة المنبجي المعروف بابن العز

شاعر قدم دمشق، و امتدح بها ابن خالي القاضي أبا الحسن علي بن محمد. قرأت بخطه:

أظباء و غصون و يدور *** أهيم بهن مع الصبح الخدور

و أسود فوق سيران الغضى *** أم سراحين بأبطال تسير

طعن للصيد و العيد لها *** إذ تحكمن بريب و زير

حار طرفي إذ تولين ضحى *** و على الأحراج ولدان و حور

فمصون الدمع في إثرهم مطلق *** و القلب مصفود أسير

و عزيز لحظه ساح فتور فيه *** إذ يرنو به سيف شهير

حزني منه فكم أضرم في *** كبدي نار الهوى ذاك الفتور

صده موتي و لي لو أنه *** حاد بالوصل معاد و نشور

صور أبي بدت سافرة *** فاليهن عيون الناس صور

لا ترى حيث نرى من *** سوى مقلة تذرف أو كفّ يشير

قلب لما أرج الحي بهم *** إذ تمايس و قد آن المسير

ص: 148


1- تهذيب الكمال 69/20.

أتيا الحاكم الصّدر با *** الحسن الناعم عربا أم عبير

جاد أنعاما و برّا فاستوى *** في أياديه نفور (1) و شكور

تعجز الألسن عن أوصافه *** و لو أن الجن للأنس ظهير

كل فضل باهر من فضله *** و إليه كل إحسان يصير

و إذا عاينت أفضالا فمن *** ذلك العارض ذياك الغدير

كسر الشعر فمذ يممته *** مستميحا ينق (2) الدر النثير

و إذا ما أظلمت مشكلة *** حار فيها العالم الحبر الخبير

لاح فيها من ضياء راى رأيه *** لذوي الخير صبح مستنير

و إذا خفت حلوم أو هفت *** في مقام فهو الثبت الوقور

و إذا يمّمه ذو أمل فقراه *** منه أنعام و خبير

حاكم بالحق لا يلقى له (3) *** قضاياه شبيه و نظير

لذوي الآمال من إسعافه *** متجر في قصده ليس يثور

غمز العافين عرفا و ندى *** فهو بالحمد خليق و جدير

و إذا أوجست من حادثة *** فهو بعد اللّه لي نعم النصير

يا زكي الدين يا من بشره *** لذوي الآمال بالنجح بشير

لك مجد سائر في فلك دائر *** أنجمه ليست تغور

و خلال مشرقات يهتدي *** بضياها عن القصد بحور

و محل في العلى لا يرتقى كل *** باع دونه باع قصير

فقدا لك قوم لوموا *** فاستوى منهم مغيب و حضور

سس (4) العافون منهم *** كاللآلئ أضمرتهم و اكتنتهم قبور

حلفت تبّا لهم أعراضهم *** من قوارير و أيديهم صخور

كل قلب بك مملو سرورا *** كل طرف بمحياك قرير

فالمعالي لك ملك والدي *** يد عليها آثم دعواه زور

ص: 149


1- بدون إعجام بالأصل و م.
2- كذا بالأصل، و بدون إعجام في م.
3- سقطت من م.
4- كذا بالأصل و م.

لا غدا التوفيق ما تؤثره *** في الذي تنجو إليه و تشير

8129 - يحيى بن أبي الخصيب زياد الرّازي - و يقال: البغدادي

8129 - يحيى بن أبي الخصيب زياد الرّازي - و يقال: البغدادي (1)

- قاضي عكبرا (2).

سمع بدمشق الوليد بن مسلم، و شعيب بن إسحاق، و ببيت المقدس: عبد اللّه بن هانئ بن عبد الرّحمن بن أبي عبلة، و بالعراق: حمّاد بن زيد، و معاوية بن عبد الكريم الضّال (3)،و باليمن هشام بن يوسف الصنعاني، و محمّد بن يحيى بن قيس المأربي، و عيسى بن يونس، و بقية بن الوليد، و حجّاج بن نصير الفساطيطي.

روى عنه: علي بن المديني، و يعقوب بن شيبة، و أبو زرعة الرّازي، و محمّد بن عامر بن العلاء الأنطاكي، و أبو هارون محمّد بن خالد بن يزيد الرّازي الخراز (4).

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، و أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد، قالا: أنا أبو بكر الخطيب (5)،أنا أبو الحسن مشرف (6) بن عبد اللّه الفقيه الزاهد - بحلب - نا الحسين بن علي بن عبد اللّه بن أبي أسامة، أنا عبد اللّه بن الحسين الصابوني، نا محمّد بن عامر بن العلاء، نا يحيى بن أبي الخصيب البغدادي، نا محمّد بن قيس المأربي، عن أبيه، عن ثمامة بن شراحيل، عن سمي بن قيس، عن سمير، عن أبيض بن حمال قال: استقطعت النبي صلى اللّه عليه و سلم الماء الذي بمأرب فأقطعنيه، فلمّا ولّيت قال له رجل: إنّما أقطعته الماء العدّ (7) قال:«فرجعه» أو قال:«فلا إذا»[13075].

و اللفظ لأبي منصور.

قالا: و أنا الخطيب (8)،أخبرني علي بن طلحة المقرئ، أنا عمر بن محمّد بن علي

ص: 150


1- ترجمته في تاريخ بغداد 160/14 و سير أعلام النبلاء 621/10 و الجرح و التعديل 147/9.
2- عكبرا: بليدة بنواحي دجيل، بينها و بين بغداد عشرة فراسخ (راجع معجم البلدان 142/4).
3- هو معاوية بن عبد الكريم الثقفي أبو عبد الرحمن البصري، سمّي بالضال لأنه ضلّ في طريق مكة (راجع ترجمته في تهذيب التهذيب 313/10).
4- في م: الخزاز.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 161/14.
6- كذا بالأصل و م، و في تاريخ بغداد: مشرق.
7- العدّ: بالكسر، الماء الجاري الذي له مادة لا تنقطع (القاموس المحيط ).
8- تاريخ بغداد 161/14.

الناقد، نا عبد اللّه بن محمّد بن [ناجية، حدثنا محمد بن] (1) يحيى بن أبي سمينة التمار، نا محمّد بن يحيى بن قيس الماربي (2)،عن ثمامة بن شراحيل - بإسناده نحوه و لم يذكر أبا محمّد بن يحيى في إسناده و لا بد منه.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا الحسن بن العبّاس الرّازي، نا أبو هارون محمّد بن خالد الخرّاز الرّازي، نا يحيى بن أبي الخصيب، نا عبد اللّه بن هانئ، عن عمه إبراهيم بن أبي عبلة، عن عبد اللّه بن محيريز، قال: كان عياض بن غنم على بعث من أهل الشام، و معه مولى له، فغضب عليه فضربه فحجزه هشام بن حكيم القرشي، و كلاهما من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فانطلق عياض إلى فسطاطه غضبان، فأمهله هشام حتى إذا ذهب عنه الغضب أتاه فاستأذن فقال: للّه أبوك، ما حملك على الذي فعلت، فقال هشام: أم و اللّه ما سمعت شيئا لم تسمعه قال: فما سمعت ؟ قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إن أشد الناس عذابا يوم القيامة أشدهم عذابا للناس في الدنيا»[13076].

و من عالي حديثه:

ما أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم القفال، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد بن خرشيد قوله، أنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن زياد، نا أبو زرعة، نا يحيى بن أبي الخصيب، نا ابن أخي إبراهيم بن أبي عبلة، - سمّاه غير يحيى: هانئ بن عبد اللّه بن أبي عبلة، قال: سمعت إبراهيم بن أبي عبلة يحدّث عن الزهري حدثنا سعيد بن المسيّب عن أبي هريرة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن نملة قرصت نبيّا من الأنبياء، فأمر بقريتها فأحرقت، فأوحى اللّه إليه من أجل نملة واحدة: قتلت أمة من الأمم».

[قال ابن عساكر:] (3) لعله عبد اللّه بن هانئ بن عبد الرّحمن بن أبي عبلة.

أخبرنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه - إذنا - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ص: 151


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك لتقويم السند عن م، و تاريخ بغداد.
2- تحرفت في تاريخ بغداد إلى: المازني.
3- زيادة منا.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):

[يحيى بن أبي الخصيب، و هو] (2) يحيى بن زياد الرّازي، قاضي عكبرا، روى عن حمّاد بن زيد، و أبي بكر بن عيّاش، و مرحوم بن عبد العزيز، و معاوية بن عبد الكريم، و علي بن مسهر، و الهيثم بن عمران الدمشقي، و محمّد بن حمير، و محمّد بن شعيب بن شابور، و يحيى بن أبي زائدة، و ضمرة، و الوليد بن مسلم، و مسكين بن بكير، و يحيى القطّان، و عمر بن علي بن مقدم، روى عنه علي بن المديني، و علي بن ميسرة الهمداني الرّازي، و إبراهيم بن موسى، و أبو هارون الخرّاز (3)،و محمّد بن عمّار، و أبي، و أبو زرعة.

قال لنا أبو القاسم الواسطي: قال لنا أبو بكر الخطيب (4):يحيى بن أبي الخصيب، و هو يحيى بن زياد، قاضي عكبرا، سمع حمّاد بن زيد، و معاوية بن عبد الكريم الضالّ ، و علي بن مسهر، و هشام بن يوسف، و الوليد بن مسلم، و هانئ بن عبد الرّحمن بن أبي عبلة الشامي، و محمّد بن يحيى بن قيس المأربي (5)،روى عنه علي بن المديني، و يعقوب بن شيبة، و أبو زرعة الرّازي، و محمّد بن عامر بن العلاء الأنطاكي.

و بلغني عن أبي حاتم الرّازي قال: يحيى بن أبي الخصيب ثقة، لا أعلم في زمانه أكثر حديثا منه.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (6):سمعت أبي يقول: يحيى بن أبي الخصيب كان ثقة، كان من أوعية العلم، ما أعلم في زمانه كان أكثر حديثا منه، قلت: و لا إبراهيم بن موسى ؟ قال: و لا إبراهيم بن موسى، و لا أبو جعفر الجمال (7).

ص: 152


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 147/9.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن الجرح و التعديل.
3- بدون إعجام بالأصل و م، أعجمت عن الجرح و التعديل.
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 160/14.
5- كذا بالأصل و م، و في تاريخ بغداد: المازني.
6- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 147/9.
7- الأصل: الحمال، تصحيف، و المثبت عن م، و الجرح و التعديل.

قال: و أنا ابن أبي حاتم قال: قال أبو زرعة: يحيى بن أبي الخصيب ثقة، كان مشهورا يعرفه أحمد بن حنبل، و علي بن المديني و أصحابنا.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال: يحيى بن أبي الخصيب قاضي عكبرا، كان ثقة.

8130 - يحيى بن داود بن سيّار بن أبي عتّاب البصري

قدم دمشق، و حدّث بها عن محمّد بن مسكين بن نميلة (1) اليمامي.

روى عنه: أبو علي بن شعيب.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو القاسم علي بن بشرى العطّار، نا أبو علي محمّد بن هارون بن شعيب، نا يحيى بن داود بن سيّار بن أبي عتّاب البصري بدمشق، نا محمّد بن مسكين بن نميلة (2) اليمامي (3)،نا الفريابي، نا سفيان الثوري، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن سعيد بن زيد، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«من أحيا أرضا ميتة فهي له، و ليس لعرق (4) ظالم حقّ »[13077].

أخبرناه عاليا أبو سهل بن سعدويه، أنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا موسى بن حيان البصري، نا عبد الوهّاب الثقفي، نا أيوب، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن سعيد بن زيد، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«من أحيا أرضا ميتة فهي له و ليس لعرق ظالم حقّ »[13078].

8131 - يحيى بن راشد بن مسلم، و يقال: ابن كنانة أبو هشام اللّيثي الطّويل

8131 - يحيى (5) بن راشد بن مسلم، و يقال: ابن كنانة أبو هشام اللّيثي الطّويل (6)

أخو عمارة بن راشد، من أهل دمشق.

روى عن ابن عمر، و ابن الزبير، و عن رجل عن معاذ بن جبل، و مكحول، و نافع مولى ابن عمر.

ص: 153


1- تحرفت بالأصل إلى: تميلة، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 210/17.
2- تقرأ بالأصل و م، تميلة.
3- تقرأ بالأصل: اليماني، و المثبت عن م.
4- يعني أن يجيء الرجل إلى أرض قد أحياها رجل قبله، فيغرس فيها غرسا غصبا ليستوجب به الأرض، قاله في النهاية لابن الأثير - عرق-.
5- قبله في «ز»: بسم اللّه الرحمن الرحيم. أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه اللّه.
6- تهذيب الكمال 73/20 و تهذيب التهذيب 133/6 و ميزان الاعتدال 373/4 و الجرح و التعديل 142/9.

روى عنه: عمارة بن غزية، و علي بن أبي حملة، و جعفر بن برقان، و ناصح مولى بني أمية، و إسماعيل بن عيّاش.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا عبد اللّه بن يوسف الأصبهاني، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين القطّان، نا إبراهيم بن الحارث البغدادي، نا يحيى بن أبي بكير، نا زهير بن معاوية، نا عمارة بن غزية، عن يحيى بن راشد الدّمشقي، عن عبد اللّه بن عمر قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من حالت شفاعته دون حدّ من حدود اللّه فقد ضادّ اللّه في أمره، و من مات و عليه دين فليس بالدينار و الدرهم و لكنها الحسنات (1)،و من خاصم في باطل و هو يعلمه لم يزل في سخط اللّه حتى ينزع، و من قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه اللّه ردعة الخبال حتى يخرج مما قال»[13079].

قال: و أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و محمّد بن موسى، قالا: نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، نا العبّاس بن محمّد الدوري، نا يحيى بن أبي بكير، نا زهير، نا عمارة بن غزية، عن يحيى بن راشد الدّمشقي.

أنهم جلسوا لابن عمر قال: فما رأيته أراد الجلوس معنا حتى قلنا: هلمّ إلى المجلس يا أبا عبد الرّحمن، قال: فرأيته تذمّم قال: فجلس، فسكتنا، فلم يتكلم منا أحد، فقال: ما لكم لا تنطقون ؟! أ لا تقولون: سبحان اللّه و بحمده، فإن الواحد بعشرة، و العشرة بمائة، و المائة بألف، و ما زدتم زادكم اللّه، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من حالت شفاعته دون حدّ من حدود اللّه فقد ضادّ اللّه في أمره، و من مات و عليه دين، فليس بالدينار و الدرهم، و لكنها الحسنات و السيئات، و من خاصم في باطل و هو يعلمه لم يزل في سخط اللّه حتى ينزع، و من قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه اللّه ردغة الخبال حتى يخرج مما قال»[13080].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس (2)،أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر،[أنا أبو بكر] (3) الخرائطي، نا العبّاس بن [محمّد بن حاتم الدوري، نا يحيى بن أبي بكير] (4)،

ص: 154


1- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المختصر: و لكنها الحسنات و السيئات.
2- قوله: أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، مكانه بياض في «ز».
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك لتقويم السند عن م و «ز».
4- ما بين المعقوفتين مكانه بياض في «ز».

نا زهير - و هو ابن معاوية - نا عمارة بن غزية، عن يحيى بن راشد، عن (1) ابن عمر قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من قال في المؤمن ما ليس فيه أسكنه اللّه في ردغة الخبال حتى يخرج مما قال»[13081].

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، نا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن إسحاق المصري، نا يحيى بن عثمان بن صالح، نا عمرو بن خلف، نا زهير بن معاوية، عن عمارة بن غزية، عن يحيى بن راشد قال: دخلنا على ابن عمر فقال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من حالت شفاعته دون حدّ من حدود اللّه فقد ضادّ اللّه في أمره، و من مات و عليه دين ليس بالدنانير و لا بالدراهم، و لكن بالحسنات و السيئات، و من خاصم في باطل و هو يعلمه لم يزل في سخط اللّه حتى ينزع، و من قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه اللّه ردغة الخبال حتى يخرج مما قال»[13082].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (2)،نا حسن بن موسى، نا زهير، نا عمارة بن غزية، عن يحيى بن راشد قال: خرجنا حجّاجا، عشرة من أهل الشام، حتى أتينا مكة فذكر الحديث، قال: و أتيناه فخرج إلينا - يعني: ابن عمر - فقال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من حالت شفاعته دون حدّ من حدود اللّه فقد ضادّ اللّه [في] (3) أمره، و من مات و عليه دين فليس بالدينار و لا بالدرهم، و لكنها الحسنات و السيئات، و من خاصم في باطل و هو يعمله لم يزل في سخط اللّه حتى ينزع، و من قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه اللّه ردغة الخبال، حتى يخرج مما قال»[13083].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا أحمد بن أبي العباس، نا ضمرة بن ربيعة، عن علي بن أبي حملة، عن يحيى بن راشد أبي هشام الطّويل قال: صلّيت خلف ابن الزبير الجمعة، فقرأ في الركعة الأولى:

ص: 155


1- من هنا.. إلى قوله: شفاعته، مكانه بياض في «ز»، و كتب على هامشها: مقصوص بالأصل.
2- رواه أحمد بن حنبل في المسند 354/2 رقم 5385 طبعة دار الفكر.
3- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن المسند، و كتبت في «ز» فوق الكلام بين السطرين.

يسبح، الجمعة و في الركعة الثانية: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1) حتى انتهى إلى هذا الموضع: إِنَّ هٰذٰا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولىٰ (2) قال: صحف إبراهام و موسى.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل الفارسي، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو سعيد بن أبي عمرو، قالا: نا [أبو] (3) العباس محمّد بن يعقوب، أنا الربيع بن سليمان، أنا ابن وهب، أنا سليمان بن بلال، عن عمارة بن غزية، عن يحيى بن راشد قال: سمعت رجلا يحدّث أنه سمع معاذ بن جبل يقول: و اللّه، لا يدع اللّه العباد يوم القيامة بقوم يقومون على أقدامهم لربّ العالمين حتى يسألهم عن خلال أربع (4)،فيسألهم عما أفنوا فيه أعمارهم، و عمّا أبلوا فيه أجسادهم، و عما أنفقوا فيه ما اكتسبوا و عمّا عملوا [فيما علموا] (5).

أخبرنا أبو السعادات أحمد بن أحمد المتوكلي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا محمّد بن أحمد بن يوسف [الصياد، أنا أحمد بن يوسف] (6) بن خلاّد، نا الحارث بن محمّد، نا كثير بن هشام، نا جعفر بن برقان، نا يحيى أبو هشام الدمشقي بحديث ذكره.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيوية، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر، نا ابن أبي خيثمة، نا هارون بن معروف، نا ضمرة، عن علي بن أبي حملة قال: لما قفل الناس من القسطنطينية لقيت يحيى بن راشد أبا هشام الطّويل فقال لي: وجدت الدين الخبر.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، أنا محمّد بن عبد اللّه بن خميرويه، نا الحسين بن إدريس، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عمّار، نا المعافى، عن جعفر بن برقان، حدّثني شيخ بالشام ابن تسعين سنة يقال له يحيى أبو هشام.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل السلامي [أنا] (7) أحمد بن

ص: 156


1- سورة الأعلى الآية الأولى.
2- سورة الأعلى الآية 18.
3- استدركت على هامش الأصل.
4- بالأصل و م و «ز»: أربعة.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك للإيضاح عن م و «ز».
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك لتقويم السند عن م، و «ز».
7- سقطت من الأصل، و استدركت عن م و «ز».

الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (1):يحيى بن راشد الدّمشقي، سمع ابن عمر، روى عن عمارة بن غزية.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (2):

يحيى بن راشد الدّمشقي، روى عن ابن عمر، روى عنه: عمارة بن غزية، سمعت أبي يقول ذلك.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو هشام (3) الطّويل يحيى بن راشد، عن ابن الزبير، روى عنه علي بن أبي حملة.

[قال ابن عساكر] (4) كذا قال في حرف الطاء، و هو وهم، و قد سقط منه هشام (5).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني (6)،أنا تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في طبقة قدم تلي الطبقة العليا من تابعي أهل الشام:

يحيى بن راشد اللّيثي، و عمارة بن راشد اللّيثي.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز الكتاني (7)،أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال في ذكر الأخوان من أهل الشام: أخوان: يحيى بن راشد، و عمارة بن راشد اللّيثي.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا - قراءة - عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ص: 157


1- ليس له ترجمة في التاريخ الكبير.
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 142/9.
3- كذا بالأصل:«أبو هشام الطويل» و في م و «ز»، أبو الطويل.
4- زيادة منا.
5- كذا، و اللفظة موجودة بالأصل، و هي سقطت من م و «ز»، و لعل النسخة الأصل زاد فيها أحد النساخ «هشام» فإن صحت النسخة فلا معنى لتعقيب المصنف.
6- قوله:«نا أبو محمد الكتاني» مكرر في الأصل.
7- تحرفت في م إلى: الكناني.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الرابعة: يحيى بن راشد، نسبه ابن راشد بن مسلم يحيى، يكنى أبا هشام الطّويل، أخو عمارة.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصّفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال في من لا يعرف اسمه:

أبو هشام الطّويل، صلّى خلف عبد اللّه بن الزبير، روى عنه أبو نصر علي بن أبي حملة القرشي، ثم ساق له عن محمّد بن المسيّب، عن أبي عمير بن النحّاس، عن ضمرة الحديث الذي رواه الدولابي عن أحمد بن أبي العبّاس، عن ضمرة، و سمّاه فيه يحيى بن راشد.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):سئل أبو زرعة عن يحيى بن راشد الدّمشقي، فقال: هو ثقة.

8132 - يحيى بن أبي راشد النّصري

8132 - يحيى بن أبي راشد النّصري (2)

أرسل عن عمر بن الخطّاب.

روى عنه: عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد (3)،أنا أبو أسامة حمّاد بن أسامة، حدّثني عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، حدّثني يحيى بن أبي راشد النّصري.

أن عمر بن الخطّاب لما حضرته الوفاة قال لابنه: يا بني، إذا حضرتني الوفاة فاحرفني

ص: 158


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 142/9.
2- أخباره في الجرح و التعديل 143/9 و التاريخ الكبير 271/8.
3- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 358/3-359.

و اجعل ركبتيك في صلبي، وضع يدك اليمنى على جنبيّ ، أو جنبيّ ، و يدك اليسرى على ذقني، فإذا قبضت فأغمضني، و اقصدوا في كفني، فإنه إن يكن لي عند اللّه خير أبدلني به خيرا منه، و إن كنت على غير ذلك سلبني فأسرع سلبي، و اقصدوا في حفرتي، فإنّه إن يكن لي عند اللّه خير وسّع لي فيها مدّ بصري، و إن كنت على غير ذلك ضيّقها عليّ حتى تختلف أضلاعي، و لا تخرجنّ معي امرأة، و لا تزكّوني بما ليس فيّ ، فإنّ اللّه هو أعلم بي، و إذا خرجتم بي فأسرعوا في المشي، فإنه إن يكن لي عند اللّه خير قدّموني إلى ما هو خير لي، و إن كنت على غير ذلك كنتم قد ألقيتم عن رقابكم شرا تحملونه.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا (1) أبو الفضل و أبو الحسين و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (2):يحيى بن أبي راشد النّصري (3) أن عمر، روى عنه (4) ابن جابر.

و كذا قال ابن أبي حاتم، عن أبيه، و قال مرسل في ما:

أنبأنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن، و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، قالا:

أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (5):يحيى بن أبي راشد النّصري (6)،روى عن عمر مرسل، روى عنه عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، سمعت أبي يقول ذلك.

8133 - يحيى بن أبي عمرو زرعة

أبو زرعة السّيباني (7)،و هو ابن عم الأوزاعي، الفقيه (8)

قيل إنه أدرك أبا الدّرداء، و ليس بصحيح، و عوف بن مالك.

ص: 159


1- كتب فوقها في «ز»«ح» صغيرة.
2- التاريخ الكبير للبخاري 271/8-272.
3- في التاريخ الكبير:«يحيى بن راشد البصري» و في «ز»: البصري.
4- في التاريخ الكبير: عنه جابر.
5- الجرح و التعديل 143/9.
6- في «ز»: «البصري» و في الجرح و التعديل: يحيى بن راشد البصري.
7- بالأصل و م: الشيباني، تصحيف، و المثبت عن «ز»، و هذه النسبة إلى سيبان و هو بطن من حمير.
8- ترجمته في تهذيب الكمال 182/20 و تهذيب التهذيب 165/6 و طبقات خليفة رقم 3013 و التاريخ الكبير 8/ 293 و الجرح و التعديل 177/9.

روى عن أبيه، و عبد اللّه بن الديلمي، و أبي سلاّم الأسود، و عمرو بن عبد اللّه الحضرمي الحمصي، و عبد اللّه بن محيريز الجمحي (1)،و عبد الجبّار (2) الأزدي، و عبد اللّه بن ناشرة الكناني، و أبي مريم خادم مسجد دمشق.

روى عنه: الأوزاعي، و إسماعيل بن عيّاش، و عبد اللّه بن المبارك، و عاصم بن حكيم، و عبّاد أبو عتبة الخوّاص، و ضمرة بن ربيعة، و رديح بن عطية، و أبو شعبة صدقة بن المنتصر الشعباني، و أيوب بن سويد الرملي، و عطاء بن أبي مسلم الخراساني، و إبراهيم بن أبي عبلة، و بلال العكي، و لم ينسب، و محمّد بن شعيب بن شابور، و محمّد بن حمير الحمصي، و كان يحيى من أهل الفضل.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد أحمد بن إبراهيم بن موسى المقرئ، أنا أبو طاهر محمّد بن الفضل بن محمّد بن إسحاق بن خزيمة، نا جدي أبو بكر، نا عبيد اللّه بن الجهم الأنماطي، نا أيوب بن سويد، عن [أبي] (3) زرعة السيباني (4)،يحيى بن أبي عمرو، نا ابن الديلمي، عن عبد اللّه بن عمرو.

ح قال: و نا جدي قال: و نا إبراهيم بن منقذ بن عبد اللّه الخولاني (5)،نا أيوب - يعني: ابن سويد - عن أبي زرعة، و هو يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن أبي بشر عبد اللّه بن الديلمي، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أن سليمان بن داود لما فرغ من بنيان (6) مسجد بيت المقدس سأل اللّه حكما يصادف حكمه، و ملكا لا ينبغي لأحد من بعده، و لا يأتي هذا المسجد أحد لا يريد إلاّ الصلاة فيه إلاّ خرج من خطيئته كيوم ولدته أمّه»، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أما اثنتان فقد أعطيهما، و أنا أرجو أن يكون قد أعطي الثالثة»[13084].

رواه ابن ماجة، عن الأنماطي.

ص: 160


1- في «ز»: «عبد اللّه بن مجير الجماحي» تحريف.
2- كذا بالأصل و م، و في «ز»: «عبد اللّه» و في تهذيب الكمال: و أبي عبد الجبار الأزدي.
3- سقطت من الأصل و زيدت عن م و «ز».
4- الأصل و م: الشيباني تصحيف، و المثبت عن «ز».
5- كذا بالأصل و م، و في «ز»: الشيباني.
6- كذا بالأصل و م، و في «ز»: بناء.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا محمّد بن إسحاق، أنا حفص بن عمر أبو عمر الحبطي، نا أبو زرعة السيباني (1)،قال:

خرجت مع أبي و أناس معنا إلى أبي الدّرداء نعوده، فوجدناه موليا وجهه إلى الحائط ، و وجدنا أم الدّرداء عند رأسه، فقال لها القوم: بات أبو الدّرداء؟ قالت: بات بأجر، قال:

فحوّل وجهه إليها و قال: ليس القول على ما قالت، فوجم القوم لذلك، فقال: أ لا تسألوني لم قلت هذا؟ قالوا: و لم قلته ؟ قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إن المؤمن لا يؤجر في مرضه و لكن يكفّر عنه»[13085].

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي (2) عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد بن أيوب، نا أبو زرعة الدمشقي قال: سمعت أبا مسهر يقول: يحيى بن أبي عمرو السيباني، يكنى أبا زرعة.

أخبرنا أبو محمّد المزكي، نا أبو محمّد الصوفي، أنا أبو محمّد العدل، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال (3):سمعت أبا مسهر يسمّي أبا زرعة السيباني (4) يحيى بن أبي عمرو.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الفضل أحمد بن الحسن.

ح و أخبرنا أبو العزّ الكيلي، أنا أبو طاهر.

قالا: أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد، نا خليفة بن خيّاط قال (5):في الطبقة الرابعة من محدثي أهل الشامات: يحيى بن أبي عمرو السيباني (6)،يكنى أبا زرعة، حمصي.

أخبرنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن

ص: 161


1- بالأصل و م و «ز»: السيباني.
2- قوله:«بن علي» استدرك على هامش «ز»، و بعده صح.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 392/1.
4- بالأصل و م و «ز»: الشيباني، تصحيف، و المثبت عن تاريخ أبي زرعة.
5- طبقات خليفة بن خيّاط ص 576 رقم 3013 طبعة دار الفكر.
6- كذا بالأصل، و م، و «ز»، و طبقات خليفة: الشيباني، تصحيف.

حيوية، أنا محمّد بن القاسم، نا ابن أبي خيثمة قال: و يحيى بن أبي عمرو السيباني، يكنى أبا زرعة، حدّثنا بذلك هارون بن معروف، عن ضمرة بن ربيعة.

قال: و نا ابن أبي خيثمة قال: سمعت يحيى بن معين يقول: يحيى بن أبي عمرو السيباني (1)،يكنى أبا زرعة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: يحيى بن أبي عمرو السيباني، يكنى أبا زرعة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد قال: في الطبقة الثالثة من أهل الشام: يحيى بن أبي عمرو السيباني، يكنى أبا زرعة.

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد[-زاد أحمد] (2) و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (3):يحيى بن أبي عمرو أبو زرعة السيباني (4)،شامي.

قال الحسن عن ضمرة: مات سنة ثمان و أربعين و مائة، يحدّث عن أبيه، و عبد اللّه بن الديلمي، روى عنه الأوزاعي، و ابن المبارك، و ضمرة بن ربيعة (5).

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (6):

يحيى بن أبي عمرو السيباني (7)،أبو زرعة، روى عن عبد اللّه بن الديلمي، و أبيه،

ص: 162


1- الأصل و م: الشيباني، و المثبت عن «ز».
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك لتقويم السند عن م، و «ز».
3- التاريخ الكبير للبخاري 293/8.
4- الأصل و م: الشيباني، تصحيف، و المثبت عن «ز»، و التاريخ الكبير.
5- زيد في التاريخ الكبير: و وكيع.
6- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 177/9.
7- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: الشيباني، و التصويب عن الجرح و التعديل.

و أبي سلام الأسود، و عمرو بن عبد اللّه الحضرمي، روى عنه الأوزاعي، و ابن المبارك، و عباد أبو عتبة الخوّاص، و إسماعيل بن عيّاش، و عاصم بن حكيم، و رديح بن عطية، و أبو شعبة صدقة بن المنتصر، و ضمرة بن ربيعة، و أيوب بن سويد، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو زرعة يحيى بن أبي عمرو السيباني عن عبد اللّه بن الديلمي، و عمرو بن عبد اللّه الحضرمي، روى عنه سلمة (1) بن رجاء، و الأوزاعي.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو زرعة يحيى بن أبي عمرو السيباني.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا تمام، أنا جعفر بن محمّد، نا أبو زرعة قال في تسمية نفر متقاربين في السن عمّروا أبو زرعة: يحيى بن أبي عمرو السيباني.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي - قراءة - عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا أبو الحسين الكلابي، أنا أحمد - قراءة - قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الخامسة: يحيى بن أبي عمرو أبو زرعة.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنا نصر بن إبراهيم، أنا سليم بن أيوب، أنا طاهر بن محمّد، نا علي بن إبراهيم، نا أبو زكريا يزيد بن محمّد قال: سمعت محمّد بن أحمد المقدمي يقول: يحيى بن أبي عمرو السيباني أبو زرعة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي قال: أبو زرعة يحيى بن أبي عمرو السيباني.

ص: 163


1- تحرفت في «ز» إلى: سلمة.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد قال:

أبو زرعة يحيى بن أبي عمرو السيباني ابن عم عبد الرّحمن بن عمرو الأوزاعي، سمع أبا بشر عبد اللّه بن الديلمي، و أبا (1) محيريز، روى عنه الأوزاعي، و عطاء بن أبي مسلم.

قرأت على أبي غالب ابن البنّا عن [أبي (2) الفتح المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني قال فيما ذكره محمد بن حبيب قال: كل شيء في العرب شيبان إلاّ في حمير، فإن فيها سيبان بن الغوث بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميع بن عمير.

قال الدارقطني و أما السيباني (3) فهو يحيى بن [أبي] (4) عمرو السيباني، يروي عن عمرو بن عبد الله الحضرمي، و ابن محيريز و غيرهما، عداده في الشاميين، روى عنه ضمرة بن ربيعة و غيره، و نسبهم في حمير، قد تقدم.

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع، أنا أبو صادق محمد بن أحمد، أنا أحمد بن محمد بن زنجويه، أنا أبو أحمد العسكري قال: أما الشيباني و السيباني، فالذي يشكل منه يحيى بن أبي عمرو السيباني أبو زرعة، السين غير معجمة، و شيبان قبيلة من اليمن.

أخبرنا أبو محمد بن حمزة عن أبي زكريا عبد الرحيم بن أحمد.

ح و أخبرنا (5) أبو القاسم ابن السوسي، أنا إبراهيم بن يونس الخطيب، قالا: أنا أبو زكريا.

ح و أخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة، أنا أبو الفرج سهل بن بشر، أنا رشأ بن نظيف قالا: نا عبد الغني بن سعيد قال: و أما السيباني، بالسين مهملة و تليها ياء معجمة باثنتين من تحتها و باء معجمة بواحدة هو: يحيى بن أبي عمرو السيباني أبو زرعة.

ص: 164


1- كذا بالأصل و م و «ز»، و هو عبد اللّه بن محيريز، بن جنادة بن وهب بن لوذان، أبو محيريز المكي، ترجمته في تهذيب الكمال 524/10.
2- من هنا سقط من الأصل فاختل فيها السياق، و المستدرك بين معكوفتين من «ز»، و م، و النص عن «ز».
3- في م: الشيباني.
4- سقطت من «ز»، و زيدت عن م.
5- فوقها في «ز»: «س» صغيرة.

قرأت على أبي محمد السلمي، عن أبي نصر ابن ماكولا قال (1):أما سيبان أوله سين مهملة بعدها ياء معجمة باثنتين من تحتها ثم باء معجمة بواحدة فهو سيبان بن الغوث بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن غريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع ابن حمير، ينسب إليه جماعة من أهل العلم.

قال: و أما السيباني (2) سين مهملة: يحيى بن أبي عمرو السيباني أبو زرعة، عداده في الشاميين، روى عن عمرو بن عبد الله الحضرمي، و ابن محيريز، و غيرهما.

روى عنه ضمرة بن ربيعة و غيره.

أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي، أنا أبو بكر ابن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد الله بن جعفر، نا يعقوب (3)،حدثني أحمد بن الخليل، حدثين حفص بن عمر بن أبي القاسم قال: سمعت أبا زرعة السيباني قال: كنت أغازي الحسن بن أبي الحسن إلى خراسان.

أخبرنا أبو الحسين و أبو عبد الله إذنا قالا: أنا ابن منده أنا حمد إجازة.

ح قال: و أنا أبو طاهر أنا علي قالا:

أنا ابن أبي حاتم (4)،أنا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إليّ قال: سمعت أبي يقول: يحيى بن أبي عمرو السيباني شيخ ثقة، ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو عبد الله البلخي قالا: أنبأ أبو الحسين بن الطيوري و ثابت قالا: أنا أبو عبد الله و أبو نصر قالا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد، حدثني أبي قال: يحيى بن أبي عمرو السيباني شامي ثقة.

أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي، أنا أبو بكر بن أبي القاسم، أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر، نا يعقوب، حدثني محمد بن عبد العزيز الرملي و كان حافظا،

ص: 165


1- الاكمال لابن ماكولا 414/4-415.
2- الاكمال لابن ماكولا 111/5 و 112.
3- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 389/2.
4- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 17/9.

نا عباد بن عباد أبو عتبة الخواص الفلسطيني، قال يعقوب: و كان من الزهاد و العباد ثقة، عن السيباني يحيى بن أبي عمرو. قال يعقوب: شامي ثقة.

قرأت على أبي القاسم بن عبدان عن أبي عبد الله محمد بن علي بن أحمد أنا رشأ بن نظيف، أنا محمد بن إبراهيم بن محمد، أنا محمد بن محمد بن داود، نا عبد الرحمن بن يوسف بن سعيد قال: يحيى بن أبي عمرو السيباني شامي (1) يكنى أبا زرعة صدوق.

كتب إليّ أبو نصر ابن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد الله الحافظ ، قال:

سمعت أبا علي يقول: يحيى بن أبي عمرو السيباني أحد الثقات من أهل الشام يجمع حديثه.

أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، أنا أبو عثمان البحيري، أنا والدي أبو عمرو محمد بن أحمد الحافظ البحيري، أنا أبو القاسم محمد بن ثابت بن محمد بن سعيد الأندلسي من كتابه، نا محمد بن إبراهيم القاضي، نا محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، نا أحمد بن الوليد بن برد، نا ضمرة بن ربيعة عن يحيى بن أبي عمرو السيباني قال: مكتوب في الإنجيل: استوصوا خيرا بمن يقدم عليكم من غير بلادكم من الغرباء.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث، أنا محمد بن هبة اللّه، أنا محمد بن الحسين أنا عبد الله بن جعفر، نا يعقوب حدثني حيوة بن شريح قال: قال ضمره مات السيباني سنة ثمان و أربعين و مائة.

أخبرنا أبو محمد، نا أبو محمد، نا أبو محمد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، حدثني محمد بن أبي أسامة، نا ضمرة قال: مات يحيى بن أبي عمرو سنة ثمان و أربعين و مائة، و هو ابن خمس و ثمانين سنة.

قرأت على أبي غالب ابن البنا، عن أبي الفضل عبد الله بن أحمد بن علي الصيرفي.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ] أبو طاهر أحمد بن علي بن عبيد اللّه، أنا أبو الفضل الصيرفي، أنا أحمد بن محمّد بن عمران بن الجندي، أنا أبو بكر عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا محمّد بن مصفّى، نا ضمرة قال: هلك السيباني (2) يحيى بن أبي عمرو سنة ثمان و أربعين و مائة.

ص: 166


1- استدركت عن هامش «ز»، و بعدها صح.
2- تحرفت بالأصل و م إلى: الشيباني، و التصويب عن «ز».

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، و أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن محمّد، قالا: أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا الحسن بن محمّد بن [الحسن، أنا محمد بن] (1) عبد اللّه بن سليمان الحضرمي، نا محمّد بن عبد الملك بن زنجويه، نا نعيم بن حمّاد قال: قال ضمرة: مات أبو زرعة السيباني سنة ثمان و أربعين و مائة.

أنبأنا أبو علي المقرئ، ثم حدّثنا أبو مسعود المعدّل عنه، أنا أحمد بن عبد اللّه، نا سليمان الطبراني، نا إبراهيم بن محمّد بن عرق الحمصي، نا عمرو بن عثمان، نا ضمرة بن ربيعة قال: مات يحيى بن أبي عمرو السيباني سنة ثمان و أربعين و مائة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضل، نا أبي قال: قال يحيى بن معين:

سنة ثمان و أربعين و مائة فيها مات أبو زرعة يحيى بن أبي عمرو السيباني.

و حكى أبو بكر أحمد بن كامل القاضي عن علي بن سراج أن أبا زرعة السيباني شهد مع مسلمة غزاة القسطنطينية، و توفي بعد الخمسين - يعني: و مائة - قال: و اسم أبي عمرو زرعة (2).

8134 - يحيى بن زكريا بن أحمد بن يحيى ختّ بن موسى

8134 - يحيى بن زكريا بن أحمد بن يحيى ختّ (3) بن موسى

أبو بكر البلخي الشاهد ابن القاضي

سمع إبراهيم [بن محمد بن ثابت، و الحسن بن حبيب، و أبا يعقوب إسحاق بن إبراهيم] (4) الأذرعي بدمشق، و خيثمة بن سليمان، و أبا مروان عبد الملك (5) بن محمّد القاضي - بمدينة الرسول.

روى عنه أبو الحسن علي بن محمّد، و أبو القاسم ابنا الحنائي، و ابن ابنه أبو محمّد الحسن بن الحسين بن يحيى.

ص: 167


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك لتقويم السند عن م، و «ز».
2- كذا بالأصل و م، و في «ز»: و اسم أبي زرعة يحيى.
3- خت: بفتح الخاء و تشديد التاء، و هو لقب يحيى بن موسى. راجع تقريب التهذيب و تهذيب التهذيب 183/6. و تحرفت اللفظة إلى:«ختن» في م، و سقطت اللفظة من «ز».
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك للإيضاح عن م، و «ز».
5- كذا بالأصل و م، و في «ز»: محمد بن عبد الملك.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، أنا أبو القاسم الحنائي، أنبأنا أبو بكر يحيى (1) بن زكريا بن أحمد البلخي أن أبا إسحاق إبراهيم بن محمّد بن ثابت حدّثهم لفظا، نا زكريا بن يحيى المروزي، نا سفيان بن عيينة، عن أبي إسحاق أنه سمع البراء بن عازب يقول: سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول إذا أخذ مضجعه يقول:«إليك اللّهم أسلمت نفسي، و إليك وجّهت وجهي، و إليك فوّضت أمري، و إليك ألجأت ظهري رغبة و رهبة، لا منجا و لا ملجأ منك إلاّ إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، و نبيّك الذي أرسلت»، فإن مات مات على الفطرة[13086].

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد عبد العزيز الكتاني، أنا علي بن محمّد الحنائي - و نقلته من خطه - أنا أبو بكر يحيى بن زكريا بن أحمد البلخي ابن القاضي الشيخ الصالح، فذكر حديثا.

قرأت بخط عبد المنعم بن النحوي: مات أبو بكر البلخي في يوم الأحد لأربع خلون من شهر ربيع الآخر سنة تسع و تسعين و ثلاثمائة.

8135 - يحيى بن زكريا بن نشوى، و يقال: زكريا بن أدن بن مسلم بن

صندوق بن فحشان بن داود بن سليمان بن مسلم بن صندوق بن برخيا بن

شفاطنة بن ناحور بن سالوم بن يوسافاط بن أنييا بن ابنا بن رخيعم

ابن سليمان بن داود نبي اللّه ابن نبيّه صلى اللّه عليهما (2)

و أم يحيى ايشاع (3) بنت عمران، أخت مريم بنت عمران.

جاء في بعض الآثار أنه كان بدمشق.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب، أخبرني أبو الحسن محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن محمّد (4) بن رزقويه (5)،أنا أحمد بن

ص: 168


1- تحرفت في «ز» إلى: أحمد.
2- انظر أخباره في تاريخ الطبري 585/1 و ما بعدها، و البداية و النهاية 55/2 و ما بعدها، و الكامل لابن الأثير 1/ 197.
3- في تاريخ الطبري:«الأشباع بنت فاقود» و بهامشه عن إحدى نسخه: الأشياع.
4- كذا بالأصل:«بن أحمد بن محمد» و ليست في م، و «ز»، راجع ترجمته في سير الأعلام 258/17.
5- تحرفت بالأصل إلى: زرقويه، و المثبت عن «ز»، و م.

سندي، نا الحسن بن علي القطّان، نا إسماعيل بن عيسى، نا إسحاق بن بشر، أنا مقاتل و جويبر عن الضحّاك، عن ابن عبّاس في قوله تعالى: ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيّٰا [قال:

ذكره اللّه منه برحمة عبده زكريا] (1)كتب دعاءه، فذلك قوله: ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيّٰا إِذْ نٰادىٰ رَبَّهُ نِدٰاءً خَفِيًّا (2)يعني دعا ربه دعاء خفيا في الليل، لا يسمع أحدا و يسمع أذنيه، فقال: رَبِّ إِنِّي وَهَنَ (3)يعني ضعف اَلْعَظْمُ مِنِّي وَ اشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً يعني غلب البياض السواد، وَ لَمْ أَكُنْ بِدُعٰائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (4)أي رب إنّي لم أدعك قط فخيبتني في ما مضى فتخيّبني في ما بقي، فكما لم أشق بدعائي فيما مضى، فكذلك لا أشقى في ما بقي، عودتني الإجابة من نفسك وَ إِنِّي خِفْتُ الْمَوٰالِيَ مِنْ وَرٰائِي فلم يبق لي وارث، و خفت العصبة أن ترثني فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5)يعني من عندك ولدا يَرِثُنِي يعني يرث محرابي و عصاي و برنس القربان و قلمي الذي أكتب به الوحي، وَ يَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ النبوة وَ اجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا (6)يعني مرضيا عندك.

قوله: وَ كٰانَتِ امْرَأَتِي عٰاقِراً قال ابن عباس: خاف أنها لا تلد، فقال: و امرأتي عاقر، و أنت تفعل ما تشاء، فهب لي ولدا، فإذا وهبته فاجعله ربّ رضيا زاكيا بالعمل، فاستجاب اللّه له، و كانا قد دخلا في السن هو و امرأته.

فبينا هو قائم يصلي في المحراب حيث يذبح القربان، إذا هو برجل عليه البياض حياله، و هو جبريل، فقال: يا زكريا إن اللّه يبشرك و هو قوله: نُبَشِّرُكَ بِغُلاٰمٍ اسْمُهُ يَحْيىٰ ، و اسم يحيى هو اسم من أسماء اللّه، اشتق من يا حي، سمّاه اللّه [من] (7)فوق عرشه، لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا (8).

قال ابن عباس: لم يجعل لزكريا من قبل يحيى ولدا، نظيرها هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا (9)، يعني هل تعلم له ولدا، و لم يكن لزكريا قبله ولد، و لم يكن قبل يحيى أحد يسمى يحيى.

قال: و كان اسمه حيي، فلما وهب اللّه لسارة إسحاق فكان اسمها يسارة، و يسارة من

ص: 169


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك للإيضاح عن م، و «ز».
2- سورة مريم، الآيتان:2 و 3.
3- سورة مريم، الآية:4.
4- سورة مريم، الآية:4.
5- سورة مريم، الآية:5.
6- سورة مريم، الآية:6.
7- سقطت من الأصل و م و «ز»، و استدركت عن المختصر.
8- سورة مريم، الآية:7.
9- سورة مريم، الآية:65.

النساء التي لا تلد، و سارة من النساء الطالقة الرحم التي تلد، فسماها سارة، و حوّل الياء من يسارة إلى يحيى، فسماه يحيى، ثم قال مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ (1)-يعني بعيسى مِنَ اللّٰهِ و كان يحيى أول من صدّق بعيسى، و هو ابن ثلاث سنين، و بين يحيى و عيسى ثلاث سنين، و هما ابنا خالة.

ثم قال تعالى: وَ سَيِّداً يعني: حليما وَ حَصُوراً (2)يعني لا ماء له و لا يحتاج إلى النساء.

قال: و نا إسحاق، أنا سعيد، عن قتادة، عن الحسن قال: فأحيا اللّه ماء صلبه و ألاق (3)الجلد على العظم فسمّي يحيى لما أحيا اللّه ماء صلبه.

أنبأنا أبو الفضائل الحسن بن الحسن، و أبو تراب حيدرة بن أحمد المقرئ، و أبو الحسن علي بن بركات الخشوعي، قالوا (4):أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن بن رزقويه (5)،أنا عثمان بن أحمد الدقّاق، و أحمد بن سندي الحدّاد، قالا: أنا الحسن بن علي القطّان، نا إسماعيل بن عيسى العطار، نا أبو حذيفة قال: قال مقاتل: قال الضحّاك إنّ ذلك الحرف يعني الياء من يسارة الذي كان اسم سارة، وهبه اللّه ليحيى لأنه خلق من قحول، و القحول العتيّ يعني الذي قال اللّه: وَ قَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا (6)يعني قحولا، قد يبس الجلد على العظم و انقطع ماء الصلب.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أحمد بن علي، أنا ابن رزقويه، أنا عثمان بن أحمد، و أحمد بن سندي، قالا: أنا الحسن بن علي، نا إسماعيل بن عيسى، أنا أبو حذيفة، أنا مقاتل، و جويبر، عن الضحّاك، عن ابن عبّاس (7)في قوله: كَذٰلِكَ قٰالَ رَبُّكَ يا زكريا هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَ قَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ من قبل أن أهب لك يحيى وَ لَمْ تَكُ شَيْئاً و كذلك أقدر أن أخلق من الكبير و العاقر قٰالَ : رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً أعرف ذلك إذا استجيب لي قال:

فأوحى اللّه إليه قٰالَ : آيَتُكَ أَلاّٰ تُكَلِّمَ النّٰاسَ ثَلاٰثَ لَيٰالٍ سَوِيًّا (8) يعني: صحيحا من غير خرس.

ص: 170


1- سورة آل عمران، الآية:39.
2- سورة آل عمران، الآية:39.
3- ألاق الجلد: ألزقه.
4- في «ز»: قال.
5- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: زرقويه.
6- سورة مريم، الآية:8.
7- استدركت عن هامش الأصل.
8- سورة مريم، الآيتان 9 و 10.

قال ابن عباس في قوله: فَاسْتَجَبْنٰا لَهُ [وَ وَهَبْنٰا لَهُ يَحْيىٰ ] وَ أَصْلَحْنٰا لَهُ زَوْجَهُ (1)يعني:

فحاضت، فلما طهرت طاف عليها فاستحملت، فأصبح لا يتكلم، فكان إذا أراد التسبيح و الصلاة أطلق اللّه لسانه، فإذا أراد أن يكلّم الناس اعتقل لسانه، فلا يستطيع أن يتكلم، و ذلك أن إبليس أتاه فقال: يا زكريا دعاؤك كان دعاء خفيا، فأجبت بصوت رفيع و بشّرت بصوت عال، ذلك الصوت من الشيطان ليس من جبريل، و لا من ربك، فكذلك قٰالَ : رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً أي ربّ حتى أعرف أن هذه البشرى منك، قال اللّه تعالى آيَتُكَ إذا جامعتها على طهر فحملت، فإنك تصبح لا تستنكر من نفسك خرسا، و لا سقما، فتصبح لا تطيق الكلام مع الناس ثلاثة أيام إلاّ إشارة تومئ بيدك أو برأسك أو بالحاجبين.

قال ابن عبّاس في قوله: ثَلاٰثَةَ أَيّٰامٍ إِلاّٰ رَمْزاً (2)يعني رمزا بالحاجبين، قال ابن عبّاس:

كان عقوبة له لأنه بشّر بالولد فقال: أنّى يكون لي ولد، فخاف أن يكون الصوت من غير اللّه، فَخَرَجَ عَلىٰ قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرٰابِ (3)يعني من مصلاه الذي كان يصلي فيه، فَأَوْحىٰ إِلَيْهِمْ بكتاب كتبه بيده أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَ عَشِيًّا (4)،يعني أن صلّوا بكرة و عشيا، يعني صلاة الغداة و العصر، فقد وهب اللّه لي يحيى، فولد له يحيى على ما بشّره اللّه، نبيّا، تقيا، صالحا، و قد أنزل اللّه في ذلك قرآنا على نبيّه صلى اللّه عليه و سلم في ما عنى من قصته: يٰا يَحْيىٰ خُذِ الْكِتٰابَ بِقُوَّةٍ (5)يعني: بجد و طاعة و اجتهاد و شكر و بالعمل بما فيه وَ آتَيْنٰاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (6)قال ابن عباس:

ذلك أنه مر على صبية أتراب له يلعبون على شاطئ نهر بطين و بماء، فقالوا: يا يحيى، تعال حتى نلعب، فقال: سبحان اللّه، أو للّعب خلقنا؟! أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو [بكر] (7)بن المقرئ، نا إسحاق بن يوسف، نا أبو عتبة، نا سلمة بن عبد الملك

ص: 171


1- سورة الأنبياء، الآية:90 و الزيادة عن التنزيل العزيز. و قوله: و أصلحنا له زوجه: أنها كانت لا تحيض و حاضت، و قال القرطبي في أحكام القرآن 336/11: قال أكثر المفسرين: إنها كانت عاقرا فجعلت ولودا، و قال ابن عباس و عطاء: كانت سيئة الخلق، طويلة اللسان فأصلحها اللّه تعالى فجعلها حسنة الخلق.
2- سورة آل عمران، الآية:41.
3- سورة مريم، الآية:11.
4- سورة مريم، الآية:11.
5- سورة مريم، الآية:12.
6- و ذلك أن اللّه علمه الكتاب و الحكمة و هو صغير في حال صباه قال قتادة: كان ابن سنتين أو ثلاث سنين. و قال ابن عباس: من قرأ القرآن قبل أن يحتلم فهو ممن أوتي الحكم صبيا.
7- سقطت من الأصل، و استدركت عن م، و «ز».

القوصي (1)،نا الحسن بن صالح بن حي، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي صالح عن أبي مسلم في هذه الآية: يَرِثُنِي وَ يَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ (2)قال: اجعله نبيا كما كان آباؤه أنبياء.

أخبرنا أبو الحسن الفقيه الشافعي، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا محمّد بن يوسف، نا محمّد بن حمّاد، أنا عبد الرزّاق، أنا معمر، عن قتادة، عن الحسن في قوله: يَرِثُنِي وَ يَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ قال: نبوته و علمه.

و قال قتادة: و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يرحم اللّه زكريا، ما كان عليه من ورثة، و يرحم اللّه لوطا إن كان ليأوي إلى ركن شديد»[13087].

قال قتادة: و لم يبعث نبي إلاّ في ثروة من قومه بعد لوط ، بعث اللّه محمّدا في ثروة من قومه.

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمّد الأسدي، أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن علي، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد بن داود، أنا محمّد بن عمر بن سليمان، حدّثني أحمد بن إسماعيل، نا يحيى بن عبدك القزويني، نا خلف بن عبد الرّحمن، نا مالك، عن زيد بن أسلم: وَ يَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ قال: نبوتهم.

أخبرنا أبو نصر محمّد بن حمد بن عبد اللّه، أنا أبو مسلم محمّد بن علي بن محمّد النحوي، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة، نا ابن بشّار، نا عبد الرّحمن، نا إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عبّاس.

قال: و نا ابن شبيب، نا عبد الرزّاق، أنا معمر، عن قتادة: لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا (3)قالا: لم يسمّ أحد قبله يحيى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، نا الساجي، نا ابن المثنى، نا أبو الربيع الزهراني، نا سلم (4)بن قتيبة، نا شعبة، عن الحكم، عن مجاهد في قوله: لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا قبل شبها.

ص: 172


1- الأصل: الفرضي، و المثبت عن م، و «ز».
2- سورة مريم، الآية:6.
3- سورة مريم، الآية:7.
4- في «ز»: سالم.

قال: و أنا الساجي، قال: حدّثت عن إسماعيل بن حفص الأيلي، نا محمّد بن جعفر قال: كان شعبة يقع في الحسن بن عمارة ثم حدث عنه: ثنا شعبة عن (1) الحسن بن عمارة عن الحكم بن عتيبة، عن مجاهد في قوله: لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا قال: شبها.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر بن السّبط ، أنا أبي أبو سعد، أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم العبقسي، أنا محمّد بن إبراهيم الديبلي، نا أبو عبد اللّه المخزومي، نا سفيان عن رجل عن مجاهد قال: قوله تعالى: لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا قال: مثلا.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب، أنا محمّد بن أحمد بن رزقويه، أنا أحمد بن سندي، نا الحسن بن علي القطّان، نا إسماعيل بن عيسى، أنا إسحاق بن بشر، أنا جويبر، عن الضحّاك، عن ابن عبّاس في قوله: وَ آتَيْنٰاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا يعني الفهم صغيرا وَ حَنٰاناً يعني و رحمة منا و عطفا وَ زَكٰاةً يعني و صدقة على زكريّا، وَ كٰانَ تَقِيًّا (2)، يعني مطهرا مطيعا للّه.

قال: و أنا جويبر، و مقاتل، عن الضحّاك، عن ابن عبّاس في قوله تعالى: وَ بَرًّا بِوٰالِدَيْهِ قال: كان لا يعصيهما وَ لَمْ يَكُنْ جَبّٰاراً قال ابن عبّاس: و لم يكن قتّال النفس التي حرّم اللّه قتلها، عَصِيًّا (3)يعني لم يكن عاصيا لربه، وَ سَلاٰمٌ عَلَيْهِ يعني: حين سلّم اللّه عليه يَوْمَ وُلِدَ وَ يَوْمَ يَمُوتُ وَ يَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا (4).

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنا أبو الحسن السلمي، أنا جدي، أنا محمّد بن يوسف، نا محمّد بن حمّاد، أنا عبد الرزّاق، أنا معمر، عن قتادة في قوله: جَبّٰاراً عَصِيًّا قال: كان سعيد بن المسيّب يذكر أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«ما أحد يلقى اللّه يوم القيامة إلاّ ذا ذنب إلاّ يحيى بن زكريا»[13088].

رواه غيره عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيّب، عن عمرو بن العاص مرفوعا.

أخبرناه أبو الحسن علي بن المسلّم السلمي، نا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد التميمي (5)،أنا تمام بن محمّد البجلي، أنا أبو زرعة و أبو بكر ابنا أبي دجانة النصريان، نا أبو

ص: 173


1- الأصل: عنه، و المثبت عن «ز»، و م.
2- سورة مريم، الآية:13.
3- سورة مريم، الآية:14.
4- سورة مريم، الآية:15.
5- من هنا إلى قوله: نا طاهر. سقط من «ز»، فاختل فيها السند.

الليث سلم بن معاذ التميمي، نا طاهر بن خالد بن نزار، حدّثني أبي، نا سفيان بن عيينة، عن يحيى بن سعيد [عن سعيد] (1) بن المسيّب، عن عمرو بن العاص أنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما من أحد إلاّ و هو يلقى اللّه بذنب، إلاّ يحيى بن زكريا عليه السّلام»[13089].

و أخبرناه أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد الفقيه، أنا علي بن محمّد الواحدي المفسّر، أنا أبو القاسم بن أبي نصر الجذامي، نا محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن حمدويه، نا محمّد بن يعقوب بن سنان، نا أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس بن بكير، عن محمّد بن إسحاق، حدّثني يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيّب، حدّثني عمرو بن العاص أنه قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«كلّ بني آدم يأتي يوم القيامة و له ذنب، إلاّ ما كان من يحيى بن زكريا» (2)،قال: ثم دلّى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يده إلى الأرض فأخذ عودا صغيرا ثم قال:«و ذلك أنه لم يكن له ما للرجل إلاّ مثل هذا العود، لذلك سمّاه اللّه سَيِّداً، وَ حَصُوراً، وَ نَبِيًّا مِنَ الصّٰالِحِينَ (3)»[13090].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو بكر بن أبي دارم الحافظ ، نا عبيد اللّه بن أحمد بن حازم، نا أحمد بن منصور المروزي، نا صدقة بن الفضل (4)،قال: سمعت ابن عيينة يقول: أوحش ما يكون ابن آدم في ثلاثة مواطن: يوم ولد فيخرج إلى دار همّ ، و ليلة يبيت مع الموتى فيجاور جيرانا لم ير مثلهم، و يوم يبعث، فيشهد مشهدا لم ير مثله قط ، قال اللّه ليحيى بن زكريا في هذه الثلاثة مواطن:

وَ سَلاٰمٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَ يَوْمَ يَمُوتُ وَ يَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا .

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، أنا محمّد بن عبد اللّه بن خميرويه، نا الحسين بن إدريس، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عمّار، نا وهب بن جرير، حدّثني أبي قال: سمعت الحسن قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«قال يحيى بن زكريا لعيسى بن مريم: أنت روح اللّه و كلمته، و أنت خير منّي، سلّم اللّه عليك، و سلمت على نفسي»[13091].

ص: 174


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك لتقويم السند عن م و «ز».
2- البداية و النهاية 61/2.
3- سورة آل عمران، الآية:39.
4- كذا بالأصل و م، و في «ز»: المفضل.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا أحمد بن عبد الواحد بن محمّد، أنا جدي، أنا محمّد بن يوسف بن بشر، أنا محمّد بن حمّاد، أنا عبد الرزّاق، أنا معمر، عن قتادة، عن الحسن أن يحيى قال لعيسى حين التقيا: أنت خير مني، قال عيسى: بل أنت خير مني، سلّم اللّه عليك، و سلّمت أنا على نفسي.

أخبرنا (1)أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا علي بن أحمد بن عبدان، نا أحمد بن عبيد، نا عبد العزيز بن معاوية، نا بدل بن المحبر، نا زائدة، عن عاصم، عن زرّ، عن عبد اللّه بن مسعود في قوله: سَيِّداً وَ حَصُوراً قال: الحصور الذي لا يقرب النساء.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا محمّد بن يوسف، أنا محمّد بن حمّاد، أنا عبد الرزّاق، أنا معمر، عن قتادة في قوله تعالى: مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللّٰهِ قال: بعيسى بن مريم، قال: وَ سَيِّداً وَ حَصُوراً قال: الحصور الذي لا يأتي النساء.

قال (2):و أنا عبد الرزّاق، أنا يحيى بن العلاء، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس في قوله تعالى: وَ سَيِّداً وَ حَصُوراً قال: السيّد: الحليم، و الحصور: الذي لا يأتي النساء.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو (3) عمر بن حيّوية، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا ابن المبارك، أنا شريك، عن سالم، عن سعيد في قول اللّه: سَيِّداً وَ حَصُوراً قال: السيّد الذي يطيع اللّه و لا يعصيه، و الحصور الذي لا يأتي النساء.

أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، أنا أبو صاعد يعلى بن هبة اللّه.

ح و أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنا أبو عاصم الفضيل (4) بن أبي منصور، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي شريح، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر، نا موسى بن إسحاق

ص: 175


1- سقط الخبر التالي من «ز».
2- الخبر التالي سقط من «ز».
3- كتبت فوق الكلام بين السطرين في «ز».
4- كذا بالأصل و م، و في «ز»: الفضل.

القوّاس، نا وكيع، عن شريك، عن سالم الأفطس، عن سعيد بن جبير: سَيِّداً قال:

السيّد الحليم.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر، و المبارك بن محمّد بن علي بن البزوري (1)،و أبو نصر المبارك بن أحمد بن علي البقّال، قالوا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي - إملاء - قال: قرئ على أبي القاسم بدر بن الهيثم القاضي، و أنا أسمع قيل له: حدّثكم موسى بن إسحاق الكتاني، نا وكيع، عن شريك، عن سالم الأفطس، عن سعيد بن جبير: وَ سَيِّداً وَ حَصُوراً قال: السيّد هو الحليم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا عيسى بن علي، أنا أبو القاسم البغوي، نا إسحاق - يعني: ابن إبراهيم - نا حجّاج، عن شريك، عن سالم، عن سعيد قال: السيد: الذي يطيع ربّه و لا يعصيه.

قال: و نا داود بن عمرو (2)،نا مسلم بن خالد، عن ابن (3) أبي نجيح، عن مجاهد:

السيّد الكريم على اللّه عزّ و جل.

قال: و نا البغوي، نا خلف، نا شريك، عن سالم، عن سعيد قال: الحصور الذي لا يأتي النساء.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا خلف بن هشام، نا شريك، عن سالم، عن سعيد: وَ سَيِّداً وَ حَصُوراً قال: السيّد الذي يطيع اللّه، و الحصور: الذي لا يأتي النساء.

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ، أنا عمر بن أيوب السقطي، نا منصور بن أبي مزاحم، نا أبو سعيد المؤدّب عن سالم الأفطس، عن سعيد بن جبير: سَيِّداً وَ حَصُوراً قال: السيّد الذي يطيع ربّه، و الحصور: الذي لا يأتي النساء.

رواها عبد السلام بن حرب عن سالم، فأسقط منها سعيدا.

ص: 176


1- في م:«المروزي» و في «ز»: «النزودي» قارن مع المشيخة 222/ب.
2- لفظتا «بن عمرو» سقطتا من «ز».
3- لفظة «ابن» سقطت من «ز».

أخبرنا بها أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا منصور بن الحسين، و أحمد بن محمود، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو محمّد عبد اللّه بن العبّاس البلدي - بملطية - نا عبّاس بن محمّد، نا الفضل بن دكين، نا عبد السّلام بن حرب، عن سالم الأفطس:

سَيِّداً وَ حَصُوراً قال: السيّد: المطيع لربّه، و الحصور: الذي لا يأتي النساء.

و هي محفوظة عن سعيد، فقد رواها عطاء بن السّائب، و أبو بكر الهذلي عنه.

أخبرنا بها أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا إسحاق بن الحسن، نا أبو حذيفة، نا سفيان، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبير قال: الحصور الذي لا يأتي النساء.

و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو بكر الفامي (1)،قالا: نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، نا الحسن بن علي، نا أبو يحيى الحمّاني، عن أبي بكر الهذلي، عن سعيد بن جبير في قوله: وَ سَيِّداً وَ حَصُوراً قال:

السيّد: الذي يملك غضبه (2)،و الحصور: الذي لا يأتي النساء.

و رويت عن أبي بكر الهذلي عن عكرمة.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا عبد الرّحمن بن الحسين القاضي، نا إبراهيم بن الحسين، نا آدم، نا ورقاء (3)،عن ابن أبي نجيح (4)،عن مجاهد قال: الحصور الذي لا يأتي النساء.

أخبرنا بها أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّويّة.

ح و أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا (5)،قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الطّيّب عثمان بن عمرو بن محمّد المنتاب (6)،قالا: نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا ابن المبارك، أنا أبو بكر الهذلي، عن عكرمة في قول اللّه تعالى:

ص: 177


1- في «ز»: القاضي، و بدون إعجام في م.
2- في «ز»: «الذي لا يملك عصية». و فوق: عصية، ضبة.
3- من قوله: الشحامي... إلى هنا بياض في «ز»، و كتب على هامشها: مقصوص بالأصل.
4- في «ز»: صالح.
5- من قوله: ح.. إلى هنا سقط من «ز».
6- في م و «ز»: ابن المنتاب.

وَ سَيِّداً وَ حَصُوراً قال: السيّد: الذي لا يغلبه غضبه (1).

أنبأنا أبو القاسم الكاتب، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا إسحاق بن الحسن، نا أبو حذيفة، نا سفيان، عن جويبر، عن الضحاك: مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللّٰهِ وَ سَيِّداً وَ حَصُوراً قال: حليما تقيا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أحمد بن محمّد بن موسى بن القاسم بن الصّلت، نا أبو بكر بن الأنباري، نا أحمد بن الحسين بن نصر، نا عثمان بن أبي شيبة، نا محمّد بن الحسن، نا شريك، عن أبي روق، عن الضحّاك في قوله عزّ و جلّ : وَ سَيِّداً وَ حَصُوراً قال: السيّد: الحسن الخلق، و الحصور: الذي لا يأتي النساء.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن، أنا أبو القاسم نصر بن أحمد الهمداني، أنا أبو بكر الخليل بن هبة اللّه بن الخليل، أنا أبو علي الحسن بن محمّد بن الحسن بن درستويه، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل أبو الدحداح، نا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، نا محمّد بن سعيد - يعني: ابن الأصبهاني - أنا عبد السّلام بن حرب، عن أبي روق، عن الضحّاك قال: السيّد: الحسن الخلق، و الحصور: الذي لا يأتي النساء.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا أبو القاسم البغوي، نا داود بن عمرو، نا مسلم بن خالد، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله: وَ سَيِّداً وَ حَصُوراً ،أما قوله: سيّدا، قال: كريم (2)على اللّه، و أما قوله: و حصورا لا يقرب النساء.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر بن السّبط ، أنا أبي أبو سعد، أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس العطّار بمكة، أنا أبو جعفر محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّه الدّيبلي (3)،نا أبو عبيد اللّه سعيد بن عبد الرّحمن المخزومي، نا سفيان، عن رجل، عن مجاهد في قوله: حَصُوراً قال: الذي لا يأتي النساء.

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن، أنا علي بن محمّد الشافعي، أنا علي بن أحمد

ص: 178


1- في «ز»: تغلبه عصية.
2- كذا بالأصل و م و «ز»: «كريم» و الوجه: كريما.
3- إعجامها مضطرب بالأصل، و بدون إعجام في م، و المثبت عن «ز».

البغدادي، نا محمّد بن عمرو بن سليمان، حدّثني أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا يحيى بن عبدك القزويني، نا خلف بن عبد الرّحمن، نا مالك، عن عبد الكريم قال:

الحصور الذي لا يأتي النساء.

أخبرنا أبو علي بن السّبط ، أنا أبي أبو سعد المظفّر بن الحسن بن المظفّر، أنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد، أنا محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّه، نا سعيد بن عبد الرّحمن المخزومي، نا سفيان في قوله: وَ سَيِّداً وَ حَصُوراً قال: السيّد: الحليم، و الحصور: الذي لا يأتي النساء.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو الحسين الفارسي، أنا أبو سليمان الخطابي قال: الحصور الذي لا يأتي النساء، و هو المجبوب، و سمّي حصورا لأنه حصر عن الجماع، أي حبس عنه، و منع عنه، جاء على وزن فعول، و معناه مفعول، كما قالوا:

[شاة] (1) حلوب و فرس ركوب، قال اللّه تعالى في قصة يحيى: وَ سَيِّداً وَ حَصُوراً ،قال سفيان بن عيينة: خلق يحيى من غير شهوة، فجاء بغير شهوة، يريد أن خلقه كان آية من آيات اللّه، لم يكن عن شهوة بشرية، أ لا تراه يقول: قٰالَ : رَبِّ أَنّٰى يَكُونُ لِي غُلاٰمٌ وَ قَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ (2)الآية.

أخبرنا أبو العز العكبري، أنا أبو الحسين بن حسنون النرسي (3)،أنا أبو الحسن الدارقطني، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل الآدمي، و نا محمّد بن نوح الجنديسابوري، و أحمد بن العبّاس البغوي، قالوا: نا العبّاس بن يزيد (4).

ح و أخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العبّاس، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن (5)بن علي المقرئ - إملاء - نا المخلدي.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر قال: قرئ على سعيد بن محمّد البحيري، أنا أبو محمّد المخلدي، نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن الحسن بن أبي حمزة الذهبي، نا

ص: 179


1- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز»، و م.
2- سورة آل عمران، الآية:40.
3- من أول الخبر إلى هنا بياض في «ز»، و كتب على هامشها: مقصوص بالأصل.
4- قوله:«قالوا: نا العباس بن يزيد، مكانه بياض في «ز»، و كتب على هامشها: مقصوص بالأصل.
5- كذا بالأصل و م، و في «ز»: محمد بن علي بن الحسن بن علي المقرئ.

عبّاس بن يزيد البحراني، نا يحيى بن بسطام، نا ابن أخي هشام الدستوائي، عن هشام، عن قتادة، عن أبي حسان الأعرج، عن ناجية بن كعب، عن عبد اللّه بن مسعود قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«خلق اللّه يحيى بن زكريا في بطن أمه مؤمنا، و خلق فرعون في بطن أمه كافرا»[13092].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة (1)،أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، أنا جعفر بن محمّد الزيادي، نا مسلم بن إبراهيم، نا أبو هلال الراسبي، عن قتادة، عن أبي حسّان الأعرج، عن ناجية بن كعب، عن عبد اللّه بن مسعود قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«خلق اللّه يحيى بن زكريا في بطن أمّه مؤمنا، و خلق فرعون في بطن أمّه كافرا» (2)[13093].

قال: و أنا عبد اللّه بن عدي، نا ابن ناجية، نا عبّاس بن يزيد، نا حفص بن عمر، نا (3)أيوب بن حوط ، عن قتادة بإسناده مثله (4).

أخبرنا (5)أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد الصفّار.

ح و أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه بن كادش، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد النرسي، أنا أبو الحسن الدارقطني، أنا أبو الطّيّب عبد اللّه بن محمّد بن يحيى البزاز، قالا:

نا هشام بن علي، نا عون بن الحكم، نا أبو أمية الحبطي، عن قتادة، عن أبي حسّان، عن ناجية بن كعب، عن عبد اللّه بن مسعود قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يولد العبد مؤمنا، و يحيى مؤمنا، و يموت مؤمنا، منهم يحيى بن زكريا، و يولد العبد كافرا، و يحيى كافرا و يموت كافرا، منهم فرعون»[13094].

فأخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد الصفّار.

ص: 180


1- تحرفت بالأصل إلى: حمزة، و التصويب عن م و «ز».
2- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 215/6-216 في ترجمة محمد بن سليم أبي هلال الراسبي.
3- كتب بعدها بالأصل: إلى.
4- من قوله: ناجية إلى هنا، مكانه بياض في «ز»، و كتب على هامشها: مقصوص بالأصل.
5- من قوله: قال:... إلى هنا سقط من م.

ح و أخبرنا أبو العز، أنا أبو الحسين، أنا الدارقطني، نا عبد اللّه، قالا: نا هشام، نا شاذ بن فياض (1)-زاد البيهقي: أبو عبيدة - نا عمر بن إبراهيم، عن قتادة، عن أبي حسّان، عن ناجية، عن عبد اللّه، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم بمثله.

قال: و أنا البيهقي، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان، نا أحمد بن عبيد الصفّار، نا محمّد بن خلف بن هشام، نا محرز بن عون، عن حسّان بن إبراهيم الكرماني عن نصر أبي جزي (2).

ح و أخبرنا أبو علي الحداد - في كتابه - ثم حدّثني أبو مسعود المعدل عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، أنا أبو محمّد بن حيّان، نا عبد اللّه بن محمّد بن عيسى، نا محمّد بن معروف العطّار، نا أبو عبيدة حاتم بن عبيد اللّه، نا نصر بن طريف، عن (3)قتادة، عن أبي حسّان الأعرج، عن ناجية بن كعب، عن عبد اللّه بن مسعود و لم يسمه أبو عبيدة (4)قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«خلق اللّه يحيى - زاد أبو عبيدة: بن زكريا - في بطن أمه مؤمنا، و خلق فرعون - و قال [أبو] حسّان: و خلق اللّه فرعون في بطن أمه كافرا»[13095].

قال البيهقي: نصر ضعيف.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي بكر، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا عبد اللّه بن عدي (5)،نا حمزة بن داود الأيلي، حدّثني سعيد الأيلي، نا الحكم بن يزيد، نا نصر بن طريف، عن قتادة، عن أبي حسّان الأعرج، عن ناجية بن كعب، عن عبد اللّه بن مسعود قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«خلق اللّه فرعون في بطن أمّه كافرا، و خلق يحيى بن زكريا - عليهما السلام - في بطن أمّه مؤمنا»[13096].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنا أبو إسحاق البرمكي، أنا أبو

ص: 181


1- في «ز»: «ماصد» كذا، و فوقها ضبة، و هو شاذ بن فياض اليشكري أبو عبيدة البصري، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 258/8.
2- في «ز»: حرحى، و بالأصل و م: حرى، كله تصحيف، و الصواب ما أثبت و جزيّ بضم ففتح، و في لسان الميزان 153/6 جزي بفتح فكسر. و في المغني للذهبي 696/2 جزء.
3- من قوله: ح و أخبرنا... إلى هنا سقط من م، و «ز».
4- قوله:«و لم يسمه أبو عبيدة» مكانه بالأصل:«أبو عبد اللّه» و المثبت عن «ز»، و كتبت الجملة فوق الكلام بين السطرين في م.
5- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 33/7 في ترجمة نصر بن طريف الباهلي.

عمر بن حيّوية، نا (1)أبو علي الحسن بن محمّد (2)بن شعبة الأنصاري، نا عبد اللّه بن محمّد بن أيوب، نا عبد المنان بن هارون، نا نصر بن طريف، عن قتادة، عن أبي حسّان، عن ناجية بن كعب، عن عبد اللّه عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

ح و أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن حسنون، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا إسماعيل بن عياش (3)،نا عبد اللّه بن أيوب المخرمي، نا عبد المنان بن هارون الزّرندي (4)،نا نصر بن طريف، عن قتادة، عن أبي حسّان، عن ناجية، عن عبد اللّه، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«خلق اللّه يحيى بن زكريا في بطن أمّه مؤمنا، و خلق فرعون في بطن أمّه كافرا»[13097].

قال: و أنا الدارقطني، نا القاضي الحسين بن إسماعيل، نا وهب بن حفص الحرّاني، نا عبد الملك الجديّ ، نا همّام، عن قتادة، عن أبي حسّان الأعرج، عن ناجية بن كعب (5)، عن عبد اللّه بن مسعود قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«خلق (6)الناس (7)على طبقات شتى، منهم من يولد مؤمنا و يحيا مؤمنا و يموت مؤمنا و يموت مؤمنا، منهم يحيى بن زكريا، و منهم من يولد كافرا و يحيا كافرا و يموت كافرا، منهم فرعون ذو الأوتاد»[13098].

قال: و أنا الدارقطني، نا أبو هريرة الأنطاكي محمّد بن علي بن حمزة، نا داود بن أحمد بن حيان القلانسي، نا عبد اللّه بن عمر الخطابي، نا عبد العزيز بن عبد اللّه، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن ناجية، عن ابن مسعود قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«خلق (8)اللّه (9)يحيى بن زكريا في بطن أمّه مؤمنا، و خلق فرعون في بطن أمّه كافرا»[13099].

ص: 182


1- من قوله: خلق اللّه... في الخبر السابق إلى آخره، مكانه بياض في «ز»، و كتب على هامشها: مقصوص بالأصل. و من أول الخبر إلى هنا كذا بالأصل و م، و مكانه في «ز»: ح و أخبرنا أبو مسعود المعدل، أنا أبو نعيم الحافظ ، أنا أبو محمد (في «ز»: أحمد) بن حيان، نا عبد اللّه بن محمد بن عيسى، نا محمد بن معروف العطار، نا أبو عبيدة حاتم بن عبد اللّه، نا نصر بن طريف.
2- «بن محمد» استدركتا على هامش «ز»، و بعدهما صح.
3- بالأصل و م: العباس، و المثبت عن «ز».
4- في «ز»: النوريدي، و في م بدون إعجام. و الزرندي بفتح الزاي و الراء و سكون النون، نسبة إلى زرند و هي بليدة بنواحي أصبهان.
5- أقحم بعدها بالأصل:«عن كعب».
6- سقطت من «ز».
7- استدركت على هامش «ز».
8- استدركت على هامش «ز».
9- سقط لفظ الجلالة من «ز».

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب، أخبرني أبو الحسن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن سندي، نا الحسن بن علي القطّان، نا إسماعيل بن عيسى، أنا إسحاق بن بشر، أنا ابن سمعان، عن مكحول، عن معاذ بن جبل قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«رحم اللّه أخي يحيى حين دعاء الصبيان إلى اللعب و هو صغير فقال: أ للعب خلقنا؟ فكيف بمن أدرك الحنث من مقاله ؟» [13100].

أخبرنا أبو الحسن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، نا عبد اللّه بن أحمد بن إبراهيم الدورقي، نا أبي، نا خلف بن الوليد الأزدي، نا عبد اللّه بن [المبارك عن معمر بن] (1)راشد قال: بلغني أن الصبيان قالوا ليحيى بن زكريا: اذهب بنا نلعب، قال: ما للعب خلقنا، قال: فهو قوله: وَ آتَيْنٰاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (2).

أخبرتنا به عاليا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا أبو كريب، نا ابن المبارك، عن معمر بن راشد قال: قال الصبيان ليحيى: اذهب نلعب، قال: و للعب خلقنا؟ قال: فأنزل اللّه تعالى: وَ آتَيْنٰاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا .

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا معمر، و سألته عن هذه الآية: وَ آتَيْنٰاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا قال: بلغنا أن الصبيان قالوا ليحيى بن زكريا:

اذهب بنا نلعب، قال: ما للعب خلقت.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا حارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (3)،أنا هشام بن محمّد، عن أبيه قال: أول نبي بعث آدم (4)،ثم نوح، ثم إبراهيم، ثم إسماعيل، و إسحاق، ثم يعقوب، ثم يوسف، ثم لوط ، ثم هود، ثم صالح، ثم شعيب، ثم موسى بن عمران، ثم إلياس، ثم

ص: 183


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك للإيضاح و تقويم السند عن م، و «ز».
2- سورة مريم، الآية:12.
3- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 54/1-55.
4- عند ابن سعد: إدريس.

اليسع، ثم يونس بن متّى، ثم أيوب (1)،ثم سليمان بن داود، ثم زكريا بن نشوى من بني يهوذا (2) بن يعقوب، ثم يحيى بن زكريا، ثم عيسى بن مريم، ثم النبي، صلى اللّه عليهم و سلم عليهم أجمعين.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو محمّد بن أحمد بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن المقرئ، قالا: أنا أحمد بن علي بن المثنّى، نا هدبة بن خالد، نا أبان بن يزيد، نا يحيى بن أبي كثير أن زيدا حدّثه أن أبا سلام حدّثه، أن الحارث الأشعري حدّثه.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«إن اللّه أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات يعمل بهن، و يأمر بني إسرائيل يعملون بهن، و إنّ عيسى بن مريم قال له: إن اللّه أمرك بخمس كلمات تعمل بهن و تأمر بهن... (3) بني إسرائيل يعملون - و قال ابن المقرئ: أن يعملوا - بهن، فإما أن تأمرهم و إما أن آمرهم، قال: إنّك إن سبقتني بهن خشيت أن أعذّب أو يخسف بي، قال: فجمع الناس في بيت المقدس حتى امتلأ، و قعد الناس على الشرفات، قال: فوعظهم و قال: إنّ اللّه أمرني بخمس كلمات أعمل بهن، و آمركم أن تعملوا بهن. أولهن: أن تعبدوا اللّه و لا تشركوا به شيئا، و إن من أشرك - و قال ابن حمدان: و إن مثل من أشرك (4)-باللّه كمثل رجل اشترى عبدا من خالص ماله بذهب أو ورق فقال: هذه داري، و هذا عملي، فاعمل و أدّ إليّ فجعل - زاد ابن المقرئ: العبد - يعمل و يؤدي إلى غير سيّده، فأيكم يسره أن يكون عبده كذلك، و إنّ اللّه خلقكم و قالا:- و رزقكم و لا تشركوا به شيئا، و آمركم بالصلاة فإذا صليتم فلا تلتفتوا، و آمركم بالصيام، و أن مثل ذلك كمثل رجل كانت معه صرة فيها مسك و معه عصابة كلهم يعجبه أن يجد ريحها، و إن الصيام أطيب عند اللّه من ريح [المسك] (5) و آمركم بالصدقة، و إن

ص: 184


1- زيد بعدها في ابن سعد: ثم داود بن إيشا.
2- بالأصل و م و «ز»: يهود، و المثبت عن ابن سعد.
3- بعدها: كلمتان غير مقروءتين بالأصل، و الكلام متصل في م، و «ز».
4- قوله:«و قال ابن حمدان: و أن مثل من أشرك» ليس في «ز».
5- سقطت من الأصل، و استدركت للإيضاح عن م و «ز».

مثل ذلك كمثل رجل أسره العدو فقاموا إليه فأوثقوا يده إلى عنقه فقال: هل لكم أن أفدي نفسي منكم، قال: فجعل يعطيهم القليل و الكثير ليفكّ نفسه منهم، و آمركم بذكر اللّه كثيرا، و إن مثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعا في أثره حتى أتى على حصن حصين، فأحرز نفسه من الشيطان إلاّ بذكر اللّه»، و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«و أنا آمركم بخمس أمرني اللّه بهن:

الجماعة، و السمع، و الطاعة، و الهجرة، و الجهاد في سبيل اللّه، فمن فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربق الإسلام - و قال ابن حمدان: خلع الإسلام من رأسه إلاّ أن يراجع، و من ادّعى دعوى جاهلية فإنه من جثى (1) جهنم» قيل: و إن صام و صلّى ؟ قال: و إن صام و صلى، فادعوا بدعوى اللّه الذي سماكم - و قال ابن حمدان: الذي سمى به المسلمين المؤمنين عباد اللّه» (2)[13101].

هذا لم يسمعه يحيى من زيد، و إنّما رواه عن كتابه.

و قد رواه معاوية بن سلام عن أخيه زيد، و سمعه منه.

أخبرناه أبو القاسم عبد الجبّار بن محمّد بن أبي القاسم القايني (3)،و أبو الحسن علي بن محمّد بن الحسين [البوشنجي قالا: أنا أبو المظفر موسى بن عمران بن محمد بن أحمد الأنصاري، أنا أبو الحسن محمد بن الحسين] (4) بن داود بن علي العلوي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن دلويه الدقاق، نا أحمد بن الأزهر بن منيع، نا مروان بن محمّد، نا معاوية بن سلام، حدّثني أخي زيد بن سلام أنه سمع جده أبا سلام يقول: حدّثني الأشعري قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن اللّه أوحى إلى يحيى بن زكريا، فقام فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: إن اللّه آمركم بالصلاة، فإن العبد إذا قام يصلي استقبله اللّه بوجهه، فلا يصرف وجهه عنه حتى يكون العبد هو الذي يصرف وجهه عنه»[13102].

قال الحاكم: تفرّد به مروان الدمشقي عن معاوية بن سلام.

[قال ابن عساكر:] (5) كذا قال الحاكم.

ص: 185


1- جثى جمع جثوة، أي من جماعات أهل جهنم.
2- رواه ابن كثير في البداية و النهاية 62/2-63 و الإمام أحمد في مسنده 202/4.
3- الأصل: العانى، و المثبت عن م و «ز»، قارن مع مشيخة ابن عساكر 102/أ.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك لتقويم السند عن م و «ز».
5- زيادة منا.

و قد رواه أبو توبة عن معاوية بطوله.

أخبرناه أبو علي الحدّاد - في كتابه - ثم حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد (1) عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد بن أيوب (2)،أنا محمّد بن عبدة المصيصي، نا أبو توبة الربيع بن نافع، نا معاوية بن سلام (3) أنه سمع أبا سلام يقول: حدّثني الحارث الأشعري أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حدّثهم [قال:] (4)«إن اللّه أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات يعمل بهن، و يأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن، فكان يبطئ بهن، فقال له عيسى بن مريم: إنك أمرت بخمس كلمات تعمل بهن و تأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن،[فإما تأمرهم بهن] (5) و إما أقوم [أنا ف ] (6) آمرهم بهن، قال يحيى: إنك إن تسبقني بهن أخاف أن أعذّب أو يخسف بي، فجمع بني إسرائيل في بيت المقدس حتى امتلأ المسجد حتى جلس الناس على الشرفات، فوعظ الناس، ثم قال: إنّ اللّه أمرني بخمس كلمات أعمل بهن و آمركم أن تعملوا بهن: أولهن أن لا تشركوا باللّه شيئا، و إن مثل الشرك باللّه كمثل رجل اشترى عبدا من خالص ماله بذهب أو ورق، ثم قال: هذه داري و عملي، و اعمل و أدّ إليّ عملك، فجعل يعمل و يؤدي إلى غير سيده، فأيّكم يحب أن يكون له عبد كذلك يؤدي عمله لغير سيده، و إن اللّه هو خلقكم و رزقكم فلا تشركوا باللّه شيئا، و إن اللّه أمركم بالصلاة، فإذا نصبتم وجوهكم فلا تلتفوا، فإن اللّه ينصب وجهه لوجه عبده حين يصلّي له، و لا يصرف وجهه عنه حتى يكون هو ينصرف، و أمركم بالصيام، فإن مثل الصائم مثل رجل معه صرة مسك، فهو في عصابة ليس مع أحد منهم مسك غيره كلهم يشتهي أن يجد ريحها، و إنّ [ريح] (7) فم الصائم أطيب عند اللّه من ريح المسك، و أمركم بالصدقة، فإن مثلها كمثل رجل أسره العدو فشدّوا يده إلى عنقه، فقدموه ليضربوا عنقه فقال: لا تقتلوني، فإن أفدي نفسي منكم بكذا و كذا من المال، فأرسلوه، فجعل يجمع حتى فدى نفسه منه، كذلك

ص: 186


1- «بن حمد» سقطت اللفظتان من «ز».
2- رواه سليمان بن أحمد الطبراني في المعجم الكبير 287/3 رقم 3430.
3- الذي في المعجم الكبير: ثنا معاوية بن سلام عن زيد بن سلام عن أبي سلام.
4- سقطت من الأصل، و أضيفت عن م، و «ز»، و المعجم الكبير.
5- ما بين معكوفتين سقطت من الأصل، و استدركت للإيضاح عن «ز»، و م، و الجامع الكبير.
6- الزيادة عن المعجم الكبير.
7- سقطت من الأصل و م و «ز»، و استدركت عن المعجم الكبير.

الصدقة (1)،و أمركم بكثرة ذكر اللّه، فإن مثل ذكر اللّه كمثل رجل طلبه العدو فانطلقوا في طلبه سراعا [و انطلق] (2) حتى أتى حصنا حصينا، فأحرز نفسه فيه، فكذلك الشيطان لا يحرز العباد منه أنفسهم إلاّ بذكر اللّه».

و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«و أنا آمركم بخمس أمرني اللّه بهن: الجماعة، و السمع و الطاعة، و الهجرة، و الجهاد في سبيل اللّه، فمن خرج من الطاعة (3) قدر شبر فقد خلع ربقة الإسلام من رأسه إلاّ أن يراجع، و من دعا دعوة جاهلية فإنه من جثى جهنم» فقال رجل: يا رسول اللّه، و إن صام و صلّى ؟ قال:«و إن صام و صلّى، فادعوا بدعوة اللّه الذي سمّاكم بها المسلمين و المؤمنين جميعا».

و قد روي من وجه آخر غير مسند إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر، أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد بن كثير، نا أبو الحسن الديباجي أحمد بن محمّد بن الحسن، نا أبو علي الحسن بن العبّاس الرازي (4)،نا أحمد بن عبد اللّه الدشتكي، نا عبد اللّه بن أبي جعفر الرازي، عن أبيه، أنا الربيع بن أنس قال: ذكر لنا عن أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم في ما سمعوا من علماء بني إسرائيل أن يحيى بن زكريا أرسل بخمس كلمات، و أنه من يعمل بهن حتى يموت فإنه لا حساب عليه يوم القيامة، و أنه يفسرهن على الناس، و أراد أن يكنزهن لنفسه، فأرسل اللّه عيسى بن مريم أن قل ليحيى أن يبلّغ الكلمات الخمس كما أمر، و إلاّ تبلّغهن (5) أنت و بيّن له، و أنه قال يحيى: أنشدك باللّه أن تبلغ الناس قبلي، فإنّي أخاف أن أعذّب أو يخسف بي، و أن يحيى نادي في الناس فجمعهم، و أنه قال لهم، إنّي قد أرسلت إليكم بكلمات خمس، و إنه من يعمل بهن حتى يموت فإنه لا حساب عليه يوم القيامة، و إن لكلّ كلمة منهن فيكم مثلا (6) تعرفونه، أوّلهن: أن تعبدوا اللّه لا تشركوا به شيئا، فمثلها فيكم كمثل رجل عمد إلى السوق فاشترى عبدا من خالص الذي له، فجاء إلى

ص: 187


1- العبارة في المعجم الكبير: فكذلك الصدقة يفتدي بها العبد نفسه من عذاب اللّه.
2- سقطت من الأصل و م و «ز»، و استدركت عن المعجم الكبير.
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المعجم الكبير: الجماعة.
4- رواه ابن كثير في البداية و النهاية 63/2 عن ابن عساكر.
5- في «ز»: بلغهن.
6- بالأصل و م: مثل، خطأ، و المثبت عن «ز».

الدار، فعرّفه المنزل، ثم أحسن إليه، و أنعم عليه، ثم خلّى عنه، فعمد العبد فتولى غير ربّه و جعل سعيه و نفعه لغيره، فأيّكم يحب أن يشارك في عبده ؟ قالوا: لا أحد منا، قال: فإن اللّه خلقكم و لم يشارك (1) في خلقكم أحدا (2)،و رزقكم و لم يشارك (3) في رزقكم أحدا، و إن اللّه لا يرضى أن يشرك به، ثم إن على أثرها الصلاة، فمثلها فيكم كمثل رجل يناجي ذا سلطان و السلطان فوقه يسمع ما يقول و لا يتكلم فيه بشيء إلاّ شفّعه فيه و أقبل إليه بوجهه، فأيكم كان يسأم من مناجاة ذي سلطان ما استوفى منه لن (4) في حاجته قبل أن يسأم ذو السلطان، قالوا:

لا أحد منا، قال: فإن اللّه ليس بصارف وجهه عن عبده و هو في صلاته حتى يكون هو الذي يصرف وجهه عن ربه، و أن من تقرّب إلى اللّه قيد شبر تقرب اللّه منه قيد ذراع، و أنه من تقرّب إلى اللّه قيد ذراع تقرب اللّه منه قيد يده، و من يرد اللّه يرده (5)،و إن اللّه حليم شكور، ثم على أثرها الصدقة، فمثلها فيكم كمثل رجل يطلب بدم فأتاه أولياء القتيل فأخذوه ليقتلوه فقال لهم: لا تقتلوني، و سموا رضاكم من المال، ففعلوا، فأدّى إليهم المال أنجما (6) حتى أكملها، فانطلق آمنا لقومه و انطلق آمنا لعدوه، فأيكم يخشى قومه أن يصدقن (7) الذي له، قالوا: لا أحد منا، قال: فإنها فكاك لأعناقكم من سلاسل النار يوم القيامة، ثم إن على أثرها الصيام، فمثلها فيكم كمثل رجل لقي عدوه و عليه جنّة حصينة لا يخلص إليه من ورائها (8)شيء، فضرب حيث شاء، و طعن حيث شاء، و لا يخلص إليه من وراء جنته فذلك هو جنّة لكم من النار يوم القيامة، ثم على أثرها ذكر اللّه، فمثله فيكم كمثل قوم (9) في جبل في حصن قد حذروا عدوهم و لا يؤتون إلاّ من باب واحد، فأيكم كان يقدم عليه عدوه و هو كذلك ؟ قالوا: لا أحد منا، قال: فإن الشيطان لا يقرب قوما ما داموا في ذكر اللّه حتى يخوضوا في حديث غيره، و إن اللّه أعطى محمّدا صلى اللّه عليه و سلم خاتم النبيين، فأعطاه هؤلاء الخمس و زاد معه خمسا أخر: الجمعة، و السمع، و الطاعة، و الهجرة، و الجهاد.[13103]

ص: 188


1- في «ز»: يشرك.
2- في م: و لم يشرك في خلقكم أحد.
3- في م و «ز»: يشرك.
4- كذا رسمها بالأصل، و في م:«أي» و في «ز»: كثر.
5- في «ز»: «و من يذكر اللّه يزده» و في م:«يوله اللّه يرده».
6- أنجما جمع نجم، يقال: نجمت المال إذا أديته نجوما أي في أوقات معلومة متتابعة مشاهرة أو مساناة.
7- بالأصل:«يصدى» و المثبت عن «ز»، و م.
8- الأصل: فدانها، و المثبت عن م، و «ز».
9- بالأصل:«كمثل رجل قوم» و المثبت عن «ز»، و م.

أخبرنا أبو القاسم (1) زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر محمّد بن عبد الرّحمن بن الحسن، أنا أبو طاهر محمّد بن الفضل بن خزيمة، أنا جدي أبو بكر، نا زكريا بن يحيى بن أبان، نا محمّد بن سوار العنبري، نا أبو عاصم العبّاداني، عن علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عبّاس قال:

كنا في حلقة في المسجد نتذاكر فضائل الأنبياء أيهم أفضل ؟ ذكرنا نوحا و طول عبادته ربّه عزّ و جل، و ذكرنا إبراهيم خليل الرّحمن، و ذكرنا موسى مكلم اللّه، و ذكرنا عيسى بن مريم، و ذكرنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقلنا: رسول (2) اللّه صلى اللّه عليه و سلم أفضل، بعثه اللّه إلى الناس كافة، غفر اللّه له ما تقدم من ذنبه و ما تأخّر، و هو خاتم الأنبياء، قال: فبينا نحن كذلك إذ خرج علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال:«ما تذاكرون بينكم ؟» قلنا: يا رسول اللّه تذاكرنا فضائل الأنبياء أيّهم أفضل ؟ قال: فذكرنا نوحا و طول عبادته ربّه، و ذكرنا إبراهيم خليل الرّحمن، و ذكرنا موسى مكلم اللّه، و ذكرنا عيسى بن مريم، قال:«فمن فضّلتم ؟» قلنا:[فضّلناك] (3) يا رسول اللّه، بعثك اللّه إلى الناس كافة، و غفر لك ما تقدم من ذنبك و ما تأخّر، و أنت خاتم الأنبياء، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أما إنه لا ينبغي لأحد أن يكون خيرا من يحيى بن زكريا»، فقلنا: يا رسول اللّه، و من أين ذلك ؟ قال:«أ ما سمعتم اللّه حيث وصفه في القرآن: يٰا يَحْيىٰ خُذِ الْكِتٰابَ بِقُوَّةٍ ، وَ آتَيْنٰاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ،قرأ زكريا بن يحيى بن أبان إلى قوله: وَ يَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا (4)مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللّٰهِ وَ سَيِّداً وَ حَصُوراً وَ نَبِيًّا مِنَ الصّٰالِحِينَ (5)لم يعمل سيئة قط ، و لم يهمّ بها.

قال أبو بكر: ليس هذا الإسناد من شرطنا و لكن أوردته لاحتجاجنا في هذا الموضع.

أخبرناه عاليا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا أبو شيبة (6)عبد العزيز بن جعفر بن بكر بن إبراهيم الخوارزمي، نا عمرو بن علي، نا أبو عاصم العبّاداني، نا علي بن زيد بن جدعان، عن يوسف بن مهران، عن ابن عبّاس قال:

ص: 189


1- كذا بالأصل و م، و في «ز»: أبو بكر، تحريف.
2- بالأصل:«فرسول» و المثبت عن م، و «ز».
3- سقطت من الأصل، و استدركت عن م، و «ز»، للإيضاح.
4- سورة مريم، الآيات من 12 إلى 15.
5- سورة آل عمران، الآية:39.
6- كذا بالأصل و م، و في «ز»: شعبة.

كنا جلوسا في حلقة في المسجد نتذاكر فضائل الأنبياء، أيهم أفضل ؟ فذكرنا نوحا و طول عبادته، و ذكرنا إبراهيم خليل اللّه، و ذكرنا موسى كليم اللّه، و ذكرنا ابن مريم (1)روح اللّه، و ذكرنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فبينا نحن كذلك إذ خرج (2)رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«ما كنتم تذكرون بينكم ؟» قلنا: يا رسول اللّه، كنا نذكر فضائل الأنبياء أيّهم أفضل ؟ فذكرنا نوحا و طول عبادته، و ذكرنا إبراهيم خليل الرّحمن، و ذكرنا موسى، و ذكرنا عيسى، و ذكرناك أنت يا رسول اللّه، قال:«فمن فضّلتم ؟» قلنا: فضّلناك يا رسول اللّه، بعثك اللّه إلى الناس كافة، و غفر لك ما تقدم من ذنبك، و ما تأخّر، و أنت خاتم الأنبياء، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أما إنه لا ينبغي لأحد أن يكون خيرا من يحيى بن زكريا» قلنا: يا رسول اللّه، و من أين ذلك ؟ قال:

«أ ما سمعتم كيف وصفه اللّه في كتابه فقال: يٰا يَحْيىٰ خُذِ الْكِتٰابَ بِقُوَّةٍ وَ آتَيْنٰاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا و قال (3): وَ سَيِّداً وَ حَصُوراً وَ نَبِيًّا مِنَ الصّٰالِحِينَ و لم (4) يعمل سيئة قط ، و لم يهمّ بها»[13104].

قال الدارقطني: هذا حديث غريب من حديث يوسف بن مهران عن ابن عبّاس، تفرّد به علي بن زيد بن جدعان.

أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، أنا أبو صاعد يعلى بن هبة اللّه.

ح و أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنا أبو عاصم الفضيل بن أبي منصور قالا:

أنا أبو محمّد بن أبي شريح، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر، نا عيسى بن أحمد البلخي، نا ابن وهب، أخبرني ابن لهيعة عن عقيل بن خالد، عن ابن شهاب أن النبي صلى اللّه عليه و سلم خرج على أصحابه يوما و هم يتذاكرون فضل الأنبياء، فقال قائل: موسى كلم اللّه تكليما، و قائل يقول:

عيسى روح اللّه و كلمته، و قائل يقول: إبراهيم خليل اللّه، فخرج النبي صلى اللّه عليه و سلم و هم يذكرون ذلك فقال:«أين الشهيد، أين الشهيد، يلبس الوبر، و يأكل الشجر مخافة الذنب»[13105].

قال ابن وهب: يريد يحيى بن زكريا، هذا مرسل.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك بن علي، أنا محمّد بن أحمد بن

ص: 190


1- كذا بالأصل و م:«ابن مريم» و في «ز»: عيسى.
2- لفظتا:«إذ خرج» استدركتا على هامش «ز».
3- بالأصل و م:«إلى قوله» خطأ فالآيات المذكورة قبل و بعد من سورتين مختلفتين. و المثبت:«و قال» عن «ز».
4- بالأصل و م:«و من لم» و المثبت «و لم» عن «ز».

أبي جعفر الطبسي، أنا القاضي أبو بكر أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الصدفي، أنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن حكيم الحليمي العامري، نا أبو الموجّه محمّد بن عمرو بن الموجّه بن إبراهيم بن غزوان، نا صدقة - يعني: ابن الفضل - نا ابن عيينة عن عمرو، عن يحيى بن جعدة قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا ينبغي لأحد أن يقول أنا خير من يحيى بن زكريا، ما همّ بخطيئة، و لا جالت (1) في صدره امرأة»[13106].

و هذا مرسل.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز بن أحمد - إملاء - أنا طلحة بن علي بن الصقر، نا عبد الخالق بن محمّد بن الحسن، نا علي بن إسحاق المخرمي، نا محمّد بن بكّار، نا مروان، عن الحكم بن عبد الرّحمن بن أبي نعم (2)،عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«الحسن و الحسين سيّدا شباب أهل الجنّة، إلاّ ابني الخالة: عيسى بن مريم و يحيى بن زكريا» (3)[13107].

أخبرنا أبو نصر بن رضوان، و أبو غالب بن البنّا، و أبو محمّد عبد اللّه بن نجا بن شاتيل، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا إبراهيم بن عبد اللّه، نا مسدد، نا ابن داود، عن ابن أبي نعم (4)،عن أبيه، عن أبي سعيد قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«ابنيّ هذان سيّدا شباب أهل الجنّة إلاّ ابني الخالة: عيسى، و يحيى»[13108].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو الدحداح التميمي، أنا أبو عبد اللّه عبد الوهّاب بن عبد الرحيم الجوبري (5)،نا مروان بن معاوية، نا الحكم بن عبد الرّحمن بن أبي نعم (6)،عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«الحسن و الحسين سيّدا شباب أهل الجنّة إلاّ ابني الخالة:

عيسى، و يحيى بن زكريا»[13109].

ص: 191


1- في م: حلت.
2- كذا بالأصل، و تحرفت في م و «ز» إلى:«يعمر» راجع ترجمة أبيه أبي الحكم عبد الرحمن بن أبي نعم في سير الأعلام 62/5.
3- رواه ابن كثير في البداية و النهاية 61/2 و انظر تخريجه فيه.
4- في «ز»: «ابن أبي يعمر» و في م: ابن أبي نعيم.
5- كذا بالأصل و م و بدون إعجام في م، و في «ز»: الجوزي.
6- في م و «ز»: يعمر، تحريف.

أخبرناه عاليا أبو نصر بن رضوان، و أبو علي بن السّبط ، و أبو غالب بن البنّا، قالوا:

أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا إسحاق بن الحسن بن ميمون الحربي، نا أبو نعيم الفضل بن دكين، نا ابن أبي نعم (1)،عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«الحسن و الحسين سيّدا شباب أهل الجنّة إلاّ ابني الخالة: عيسى بن مريم، و يحيى بن زكريا»[13110].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الحافظ ، نا محمّد بن مخلد بن حفص، نا أحمد بن (2) محمّد بن أنس، نا عمرو بن محمّد بن الحسن، نا أيوب (3) بن عتبة عن طيسلة بن علي، عن عائشة أنها قالت للنبي صلى اللّه عليه و سلم يوما: يا سيّد العرب، فقال:«أنا سيد ولد آدم و لا فخر، و آدم تحت لوائي يوم القيامة و لا فخر، و أبوك سيّد كهول العرب، و عليّ سيد شباب العرب، و الحسن و الحسين سيّدا شباب أهل الجنّة إلاّ ابني الخالة: يحيى و عيسى»[13111].

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي، أنا محمّد بن يوسف بن بشر، أنا محمّد بن حمّاد، أنا عبد الرزّاق، أنا عبد الصّمد بن معقل قال: سمعت و هبا يقول: نادى مناد من السماء: إن يحيى بن زكريا سيّد من ولدته النساء، و إن جرجيس سيد الشهداء.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (4)،نا القاسم بن محمّد بن عبّاد، و محمّد بن علي بن سهيل، قالا:

نا لوين، نا إسماعيل بن زكريا مولى بني أسد، عن محمّد بن عون الخراساني، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«ما من أحد إلاّ يلقى اللّه قد همّ بخطيئة أو عملها إلاّ يحيى بن زكريا، فإنه لم يهمّ بها و لم يعملها»[13112].

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عمران موسى بن إبراهيم بن جعفر بن مهران السباك، نا أبي (5) إبراهيم بن

ص: 192


1- في م و «ز»: يعمر.
2- كذا بالأصل و م، و في «ز»: نا محمّد بن أحمد بن أنس.
3- مكانها بياض في «ز»، و كتب على هامشها: طمس بالأصل.
4- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 244/6 في ترجمة محمد بن عون الخراساني.
5- لفظة «أبي» سقطت من «ز».

جعفر بن مهران، نا سليمان بن حرب، نا شعبة، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما من نبي إلاّ أخطأ أو همّ بخطيئة غير يحيى بن زكريا، فإنه لم يخطئ و لم يهمّ بخطيئة»[13113].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو منصور الحسين (1) بن طلحة بن الحسين، و أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا زهير، نا عفّان، نا حمّاد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عبّاس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«ما من أحد من ولد آدم إلاّ قد أخطأ، أو همّ بخطيئة إلاّ يحيى بن زكريا، و ما ينبغي لأحد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى»[13114].

و ليس في حديث ابن المقرئ، ذكر يونس (2).

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الفتح مفلح بن أحمد بن محمّد الدومي، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو القاسم بن حبابة، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا هدبة، نا حمّاد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عبّاس عن نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«ما من ولد آدم أحد إلاّ قد عمل خطيئة أو همّ بها، ليس يحيى بن زكريا»[13115].

قال: و نا حمّاد بن سلمة، عن يونس، و حبيب عن الحسن عن النبي صلى اللّه عليه و سلم مثله.

و رواه أبو ربيعة فهد بن عوف، عن حمّاد، فزاد في إسناده حميدا (3).

أخبرناه أبو محمّد طاهر بن سهل بن بشر، أنا أبو الحسين بن مكي، أنا أحمد بن عمر بن محمّد (4) بن خرشيد قوله، نا عبد اللّه بن محمّد بن إسحاق المروزي، نا إبراهيم بن راشد، نا أبو ربيعة، نا حمّاد، عن حميد، و يونس عن الحسن، و علي بن زيد عن

ص: 193


1- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن «ز»، و م.
2- لفظتا «ذكر يونس» مكانهما بياض في «ز»، و كتب على هامشها: طمس بالأصل.
3- كذا بالأصل، و في م:«حمادا» و في «ز»: جماعة.
4- زيد بعدها بالأصل:«بن عمر بن محمد» و المثبت عن «ز»، و م. راجع ترجمته في ذكر أخبار أصبهان 161/1 و سير الأعلام 562/16.

يوسف بن مهران، عن ابن عبّاس أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«ما من آدمي إلاّ و قد أخطأ أو قد همّ بخطيئة ليس يحيى بن زكريا»[13116].

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصريفيني، نا عمر بن إبراهيم بن أحمد، نا أحمد بن نصر بن بندار البصلاني (1)،نا إبراهيم بن راشد، نا أبو ربيعة، نا حمّاد بن سلمة، عن يونس، و حميد و حبيب (2) عن الحسن، و علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عبّاس عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«ما من آدمي إلاّ و قد أخطأ، أو همّ بخطيئة إلاّ (3)يحيى بن زكريا».

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (4)،نا موسى بن الحسن أبو الحسن الكوفي - بمصر - نا أبو الحارث محمّد بن سلمة المرادي، نا أبو الأزهر حجاج بن سليمان، عن الليث بن سعد، عن محمّد بن عجلان، عن القعقاع، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«كلّ بني آدم يلقى اللّه بذنب قد أذنبه يعذبه عليه إن شاء أو يرحمه إلاّ يحيى بن زكريا، فإنه كان سَيِّداً وَ حَصُوراً، وَ نَبِيًّا مِنَ الصّٰالِحِينَ (5)»، فأهوى النبي صلى اللّه عليه و سلم إلى قذاة من الأرض فأخذها و قال:«كان ذكره مثل هذه القذاة»[13117].

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب، أخبرني ابن رزقويه، أنا أحمد بن سندي، نا الحسن بن علي، نا إسماعيل بن عيسى، أنا إسحاق بن بشر، أنا عثمان بن الساج، عن ثور، عن خالد بن معدان، عن معاذ قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ليس أحد من الآدميين إلاّ قد عمل خطيئة أو همّ بها إلاّ ما كان من يحيى بن زكريا»[13118].

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن، أنا نصر بن أحمد بن الفتح، أنا الخليل بن هبة اللّه، أنا الحسن بن محمّد بن درستويه، نا أبو الدحداح التميمي، نا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، نا أبو اليمان و يحيى بن عبد اللّه الحراني، قالا: نا أبو

ص: 194


1- كذا بالأصل و م، و في «ز»: الصيدلاني، و فوقها ضبة.
2- كذا بالأصل و م، و في «ز»: و حميد بن حبيب.
3- الأصل و م: ليس، و المثبت عن «ز».
4- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 234/2 في ترجمة حجاج بن سليمان الرعيني المصري.
5- سورة آل عمران، الآية:39.

بكر بن أبي مريم، عن ضمرة بن حبيب، قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«ما تعلّت (1) النساء عن ولد ينبغي [له] (2) أن يقول أنا أفضل من يحيى بن زكريا لم يحك في صدره خطيئة، و لم يهمّ بها»[13119].

قال: و نا أبو اليمان، نا أبو بكر، عن علي بن أبي طلحة رفعه، قال: ما ارتكض في النساء من جنين ينبغي له أن يقول: أنا أفضل من يحيى بن زكريا لأنه لم يحك في صدره خطيئة و لم يهمّ بها.

قال: و حدّثنا إبراهيم بن يعقوب، نا محمّد (3) بن الأصبهاني، نا أبو خالد الأحمر، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيّب، عن عبد اللّه بن عمرو قال: ما أحد إلاّ يلقى اللّه بذنب إلاّ يحيى بن زكريا، ثم تلى: وَ سَيِّداً وَ حَصُوراً ،ثم رفع شيئا من الأرض فقال: ما كان معه إلاّ مثل هذا، ثم ذبح ذبحا (4).

أخبرناه عاليا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن [علي بن] (5)محمّد بن موسى، أنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل بن يحيى الحربي، أنا أبو حاتم مكي بن عبدان، نا أبو الأزهر، نا أبو أسامة، عن يحيى بن سعيد [عن سعيد] (6) بن المسيّب، قال:

سمعت ابن العاص يقول: ما من أحد إلاّ يلقى اللّه عزّ و جل بذنب غير يحيى بن زكريا (7).

أخبرنا (8) أبو الحسن بركات بن عبد العزيز، و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، قالا: نا أبو بكر الخطيب، أنا ابن رزقويه، أنا أحمد بن سندي، نا الحسن بن علي، نا إسماعيل بن عيسى قال: قال إسحاق، أنا سعيد، عن قتادة، عن الحسن قال: بلغني أنه لم

ص: 195


1- تعلت النساء، من علل، يقال: تعلّلت المرأة من نفاسها أي خرجت منه و طهرت و حلّ وطؤها كتعالّت (تاج العروس: علل) طبعة دار الفكر.
2- سقطت من الأصل، و أضيفت عن «ز»، و م.
3- في «ز»: أبو محمد.
4- رواه ابن كثير في البداية و النهاية 61/2 من طريق ابن عساكر و قال ابن كثير: و هذا موقوف من هذا الطريق و كونه موقوفا أصح من رفعه و اللّه أعلم.
5- الزيادة عن م، و «ز».
6- الزيادة لازمة لتقويم السند عن «ز»، و م.
7- البداية و النهاية 61/2.
8- الخبر التالي سقط من «ز»، و استدرك على هامش م.

يكن أحد من ولد آدم إلاّ نال منه إبليس و أصحاب الدنيا إلاّ ما كان من يحيى بن زكريا عليهما السلام.

أخبرنا أبو محمّد (1) بن طاوس، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الحسن بن حذلم، نا أبو زرعة، نا عبد اللّه بن صالح، حدّثني معاوية بن صالح عن بعضهم رفع الحديث قال: لعن اللّه و الملائكة رجلا تأنّث، و امرأة (2) تذكّرت، و رجلا تحصّن بعد يحيى بن زكريا، و رجلا قعد على الطريق يستهزئ من أعمى، و رجلا شبع (3) من الطعام في يوم مسغبة.

أخبرنا أبو سعد محمّد بن محمّد المطرّز، و أبو الفضل جعفر بن (4) عبد الواحد بن محمّد الثقفي - إذنا - و أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء - شفاها - قالوا: أنا منصور [بن الحسين] (5) و أحمد بن محمود.

ح و أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو بكر محمّد بن علي بن أحمد.

ح و أنبأنا أبو الفتح إسماعيل بن الفضل بن محمّد السراج، أنا منصور بن الحسين، قالوا: أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا عبّاس (6) بن أحمد بن محمّد بن أبي شحمة - ببغداد - نا أبو همام، نا سفيان بن عيينة، عن أبي سنان، عن ابن أبي الهذيل (7) أو غيره قال: أتى عيسى برجل زنا فأمر برجمه، فأخذوا الحجارة فقال عيسى: لا يرجم رجل عمل عمله، قال: فألقوا الحجارة غير يحيى بن زكريا.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان (8)،أنا أبو الحسن بن رزقويه، أنا محمّد بن يحيى بن عمر، نا علي بن حرب، نا سفيان قال: أتى آت عيسى بن

ص: 196


1- في «ز»: بكر.
2- مكانها بياض في «ز»، و كتب على هامشها: طمس بالأصل.
3- لفظتا «شبع من» مكانهما بياض في «ز».
4- لفظتا «جعفر بن» مكانهما بياض في «ز».
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و أضيف لتقويم السند عن «ز»، و م.
6- مكان «أنا عباس» بياض في «ز»، و كتب على هامشها: طمس بالأصل. و استدركتا على هامش م.
7- تقرأ بالأصل: الهبير، و في «ز»: «الحواري» كلاهما تحريف، و التصويب عن م، و هو عبد اللّه بن أبي الهذيل. راجع ترجمة أبي سنان ضرار بن مرة الكوفي، أبي سنان الشيباني في تهذيب الكمال 182/9.
8- في «ز»: أبو الغنائم عثمان.

مريم بزان، فقال: ارجموه، فلمّا أخذوا الحجارة قال: لا يرميه أحد عمل مثل عمله، فالقوا ما في أيديهم إلاّ يحيى بن زكريا.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا إسحاق بن أحمد، نا إبراهيم بن يوسف، نا أحمد بن أبي الحواري، قال: سمعت أبا سليمان يقول: خرج عيسى بن مريم و يحيى بن زكريا يتماشيان، فصدم يحيى امرأة فقال له عيسى: يا بن الخالة (1)،لقد أصبت اليوم خطيئة ما أظن أنه يغفر لك أبدا، قال: و ما هي يا بن خالة ؟ قال: امرأة صدمتها قال:

و اللّه ما شعرت بها، قال: سبحان اللّه بدنك معي فأين روحك ؟ قال: معلق بالعرش، و لو أنّ قلبي اطمأنّ إلى جبريل لظننت أني ما عرفت اللّه طرفة عين (2).

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا علي بن عبد العزيز بن مردك، أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، نا أبو العبّاس عبد اللّه بن محمّد بن عمرو الغزي - بغزة الشام - قال: سمعت البويطي يقول: قال الشافعي: لا نعلم أحدا أعطي طاعة اللّه حتى لم يخلطها بمعصية إلاّ يحيى بن زكريا، و لا عصى اللّه فلم يخلط بطاعة، فإذا كان الأغلب الطاعة فهو المعدل و إذا كان الأغلب المعصية فهو المجرّح (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الفوارس عبد الباقي بن محمّد بن عبد الباقي بن أبي الغبار، قالا: أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا خالد بن مرداس، نا إسماعيل بن عياش، عن سليمان بن سليم، عن يحيى بن جابر، عن يزيد بن ميسرة قال: كان طعام يحيى بن زكريا الجراد و قلوب الشجر، و كان يقول: من أنعم منك يا يحيى، و طعامك الجراد، و قلوب الشجر.

[أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيويه و أبو بكر محمد بن إسماعيل قالا: نا يحيى بن محمد بن صاعد، أنا الحسين بن الحسن بن حرب، أنا عبد الله بن المبارك (4)،أنا إسماعيل بن عياش عن أبي سلمة الحمصي عن يحيى بن

ص: 197


1- بالأصل و م: خالة، و المثبت عن «ز».
2- رواه ابن كثير في البداية و النهاية 61/2 من طريق ابن أبي الحواري. و عقب ابن كثير بقوله: فيه غرابة، و هو من الإسرائيليات.
3- كذا بالأصل، و في م:«المخرج» و في «ز»: «المحرج».
4- الخبر رواه ابن المبارك في الزهد و الرقائق ص 165 رقم 479.

جابر عن يزيد بن ميسرة قال: كان طعام يحيى بن زكريا الجراد و قلوب الشجر؛ و كان يقول:

من أنعم منك يا يحيى! طعامك الجراد و قلوب (1) الشجر] (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (3)،نا أبو صالح و محمّد بن رمح (4)،قالا: نا الليث.

ح و حدّثنا أبو بكر وجيه (5) بن طاهر - لفظا - أنا أبو حامد الأزهري، أنا محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا أبو حامد بن الشرقي، نا محمّد (6) بن يحيى الذهلي، نا أبو صالح، حدّثني الليث.

حدّثني عقيل (7)،عن ابن شهاب قال: جلست يوما إلى أبي إدريس الخولاني - و هو يقص - فقال: أ لا أخبركم بمن كان أطيب الناس طعاما؟ فلمّا رأى الناس قد نظروا إليه قال:

إن يحيى بن زكريا كان أطيب الناس طعاما، إنّما كان يأكل مع الوحش كراهية أن يخالط الناس في معايشهم (8).

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم، نا محمّد بن علي بن حبيش، نا الهيثم بن خلف، نا الوليد بن شجاع، نا ابن وهب، أخبرني مالك بن أنس، عن حميد بن قيس عن مجاهد قال: كان طعام يحيى بن زكريا العشب، و إن كان ليبكي من خشية اللّه حتى لو كان القار على عينيه لحرقه.

قال: و نا الحسين بن محمّد، نا أبو محمّد بن أبي حاتم، نا أحمد بن سنان، نا أبو أحمد الزبيري، نا إسرائيل، عن أبي حصين، عن خيثمة قال: كان عيسى بن مريم و يحيى بن زكريا ابني خالة، و كان عيسى يلبس الصوف، و كان يحيى يلبس الوبر، و لم يكن لواحد منهما دينار، و لا درهم، و لا عبد، و لا أمة، و لا يأويان إليه أين ما جنّهما الليل أويا، فلما أرادا أن

ص: 198


1- قلب الشجرة بالضم شحمة النخل أو أجود خوصها.
2- الخبر السابق سقط من الأصل و م، و أضفناه عن «ز».
3- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 320/2.
4- تحرفت في «ز» إلى: رميح.
5- مكانها بياض في «ز»، و كتب على هامشها: طمس بالأصل.
6- مكانها بياض في «ز».
7- يعني: عقيل بن خالد الأيلي.
8- رواه ابن كثير في البداية و النهاية 63/2 من طريق محمد بن يحيى الذهلي.

يتفرقا قال له يحيى: أوصني، قال: لا تغضب، قال: لا أستطيع إلاّ أن أغضب، قال: فلا تقتن مالا، قال: أما هذه فعسى.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، و علي بن زيد، قالا: أنا نصر بن إبراهيم - زاد الفرضي:

و عبد اللّه بن عبد الرزّاق قالا:- أنا أبو الحسين بن عوف، أنا أبو علي بن منير، أنا أبو بكر بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا عمرو بن واقد، نا يونس بن ميسرة قال: مر يحيى بن زكريا على دينار، فقال: قبّح اللّه هذا الوجه، يا دينار، يا عبد العبيد، و يا معبد الأحرار (1).

أخبرنا أبو الفتح نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا جدي أبو محمّد السوسي قال: سمعت أبا علي الحسن بن علي بن إبراهيم (2) قال: سمعت أبا القاسم عبد الرّحمن بن عمر بن نصر بن محمّد الشيباني يقول: سمعت أبا علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك (3) يقول:

سمعت عبد اللّه بن عبد الحميد يقول: مرّ إبليس بيحيى بن زكريا و معه رغيف شعير فقال له: يا يحيى أنت تزعم أنك زاهد و معك رغيف قد ادّخرت ؟ فقال له يحيى: يا ملعون، هذا هو القوت، فقال له: يا يحيى (4) إن أقل من القوت يكفي لمن يموت، فأوحي إليه (5):يا يحيى أعقل أيش قال لك.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (6)، حدّثني الحسن بن محمّد الخلال، نا يوسف بن (7) عمر القوّاس، نا أبو أحمد القاسم بن محمّد بن الحسن العطّار الهمذاني (8)،نا أبو الحسن علي بن سعيد، نا شعيب (9) بن يحيى النسائي، نا أبي يحيى بن عبد الأعلى قال: بلغنا أن يحيى بن زكريا قال: لئن كان أهل الجنة لا ينامون للذة ما هم فيه من النعيم فالصدّيقون كيف ينامون للذة ما هم فيه من حب اللّه ؟ و كم بين النعمتين (10) و كم بينهما؟!

ص: 199


1- مكان:«معبد الأحرار» بياض في «ز»، و كتب على هامشها: طمس بالأصل.
2- مكان:«علي بن إبراهيم» بياض في «ز».
3- مكان:«عبد الملك» بياض في «ز».
4- كذا بالأصل و م، و في «ز»: «فقال له إبليس: إن أقلّ ».
5- في م و «ز»: فأوحى اللّه إليه.
6- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 447/13 في ترجمة القاسم بن محمد بن الحسن العطار.
7- مكان:«يوسف بن» بياض في «ز»، و كتب على هامشها: طمس بالأصل.
8- كذا بالأصل و م «الهمداني» بالدال المهملة، و المثبت عن «ز»، و تاريخ بغداد.
9- مكان «شعيب بن» بياض في «ز».
10- مكانها بياض في «ز».

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا الحسن بن أحمد بن إسحاق، نا أبو عثمان الخيّاط ، نا أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت أبا سليمان يقول: قال يحيى لعيسى: أوصني يا بن خالة، قال: لا تشاح في ميراث، و لا تأس على ما فاتك، فقال: أنا لا أفرح بما جاءني منها (1) فكيف آسي على ما فاتني، فقال: لا تغضب، قال: فكيف لي بأن لا أغضب.

و قد روي هذا عن أبي هريرة (2).

أخبرناه أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب، أنا ابن رزقويه، أنا الحسن بن علي، نا إسماعيل بن عيسى، أنا إسحاق بن بشر، أنا أبو محمّد الشافعي (3)،عن مكحول، عن أبي هريرة قال:

التقى ابنا الخالة - يعني: يحيى و عيسى - فقال له يحيى: يا روح اللّه و كلمته، ما أشد ما خلق اللّه، قال: غضب اللّه أشد، قال: يا روح اللّه و كلمته دلّني على عمل يباعد من عذاب اللّه، قال: يباعدك من غضب اللّه أن لا تغضب فيغضب اللّه عليك، قال: فما الذي يبدى الغضب ؟ قال: التعزّز، و الفخر، و الحمية، قال: يا روح اللّه دلّني على عمل يباعدني من النار، قال: لا تزن (4)،قال: كيف بدو الزنا؟ قال: النظرة، ثم يردفها التمني و الشهوة.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا بكر بن محمّد الصيرفي - بمرو - نا محمّد بن يوسف، نا عبد اللّه بن سنان الهروي، نا عبد اللّه بن المبارك (5)،عن وهيب بن الورد، قال: فقد زكريا ابنه يحيى ثلاثة أيام، فخرج يلتمسه في البرية فإذا هو قد احتفر قبرا و أقام فيه يبكي على نفسه، فقال: يا بني أنا أطلبك منذ ثلاثة أيام و أنت في قبر قد احتفرته قائم تبكي فيه، يا أبة أ لست أنت أخبرتني إن بين الجنّة و النار مفازة (6) لا تقطع إلاّ بدموع البكّائين ؟ فقال له: ابك يا بني، فبكيا جميعا.

ص: 200


1- سقطت من «ز».
2- كذا بالأصل:«عن أبي هريرة» و في «ز»: «عن غيره» و في م:«عن أبي».
3- كذا بالأصل، و في م و «ز»: الشامي.
4- بالأصل و م:«تزني» خطأ، و التصويب عن «ز».
5- من طريقه رواه ابن كثير في البداية و النهاية 63/2.
6- في الكامل لابن الأثير 198/1 عقبة.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا محمّد بن أحمد البغدادي، نا عبد المنعم، عن أبيه، عن وهب قال:

كان يحيى بن زكريا فقده أبوه ثلاثة أيام، فوجده في قبر مضطجع [يبكي] (1)،فقال له: يا بني ما هذا البكاء كله ؟ فقال له: يا أبة، أنت أنت حدثتني عن جبريل صلى اللّه عليه و سلم أنه أخبرك أن بين الجنّة و النار مفازة لا يطفئ حرّها إلاّ الدموع، فقال له: فابك (2) يا بني.

قال: و نا أحمد، نا محمّد بن عبد العزيز، نا أحمد بن أبي الحواري، نا علي بن أبي الحسن، قال: شبع يحيى بن زكريا ليلة شبعة من خبز الشعير، فنام عن جزئه (3) حتى أصبح فأوحى اللّه إليه: يا يحيى، هل وجدت دارا خيرك لك من داري، و جوارا خير لك من جواري، و عزتي يا يحيى لو اطّلعت إلى الفردوس اطّلاعة لذاب جسمك، و زهقت نفسك اشتياقا، و لو اطّلعت إلى جهنم اطّلاعة لبكيت الصديد بعد الدموع، و للبست الحديد بعد المسوح.

أخبرنا (4) أبو محمّد الداراني، أنا نصر بن أحمد المؤدّب، أنا خليل بن هبة اللّه، أنا الحسن بن محمّد بن درستويه، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، حدّثني صاحب لي، نا أحمد بن بشير، نا محمّد بن صبيح بن السمّاك، عن عبيد المكتب، عن مجاهد أن يحيى بن زكريا بكا حتى قرّحت (5) دموعه وجنتيه، فقال له زكريا (6):يا بني، ما يبكيك و قد سألت اللّه أن يهبك لي ؟ فقال: إن جبريل أخبرني أن بين الجنّة و النار مفاوز لا يقطعها إلاّ كل بكّاء.

قال: و نا نعيم، نا عبد اللّه، أنا مالك بن أنس، عن حميد الأعرج، عن مجاهد قال:

كان طعام يحيى بن زكريا العشب، و إن كان ليبكي من خشية اللّه حتى لو كان القار على عينيه لحرقه، و لقد كانت الدموع اتخذت في وجهه مجرى (7).

ص: 201


1- سقطت من الأصل، و استدركت للإيضاح عن م و «ز».
2- الأصل و م:«فابكي» خطأ، و المثبت عن «ز».
3- الأصل و م:«جزوه» و في «ز»: حزوه، و فوقها ضبة.
4- كتب فوقها «س» بحرف صغير.
5- كذا بالأصل و م، و في «ز»: جرحت.
6- سقطت اللفظة من «ز».
7- رواه ابن كثير في البداية و النهاية 63/2.

قال: و نا محمّد بن وهب بن عطية، حدّثني الوليد بن مسلم، حدّثني بعض أصحابنا أن يحيى بن زكريا قال: يا إخوتاه (1) إنّي رأيت كأن القيامة قد قامت و كأنّ الجبّار وضع كرسيّه لفصل القضاء، فخررت ميتا، يا إخوتاه إنّما هذا رآه روحي، فكيف لو عاينته معاينة.

قال الوليد: فحدّثني رجل أنه قام بهذا الكلام في مدينة من مدائن خراسان فصعق جماعة فماتوا.

أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز المكّي، أنا الحسين بن يحيى بن إبراهيم، أنا الحسين بن علي بن محمّد، أنا علي بن عبد اللّه بن جهضم، نا أحمد بن عيسى، نا يوسف بن الحسين، عن القاسم بن عثمان الجوعي، قال: قال أبو سليمان:

حدّثني من أثق به قال:

رأيت (2) إبراهيم بن أدهم و قد أقبل على بعض إخوانه بطرسوس فقال له: أ تحب أن تكون للّه تعالى وليا و يكون لك (3) محبّا؟ قال: نعم، قال: دع الدنيا و الآخرة للّه عزّ و جل، قال: فما ذا أصنع ؟ قال له: اقبل على ربك بقلبك يقبل عليك بوجهه، فإنه بلغني أنّ اللّه أوحى إلى يحيى بن زكريا: يا يحيى إني قضيت على نفسي أن لا يحبني أحد من خلقي أعلم ذلك من نيته إلاّ كنت سمعه الذي يسمع به، و بصره الذي يبصر به، و فؤاده الذي يعقل به، فإذا كنت له كذلك بغضت إليه الاشتغال بأحد غيري، و أدمت فكرته، و أسهرت ليله، و أظمأت نهاره، أطلع عليه كل يوم سبعين نظرة، فأرى قلبه مشتغلا بي، فأزداد من حبي في قلبه نورا، حتى ينظر بنوري، أقرّبه مني، و أمسح برأسه، و أضع يدي على ألمه، فإنه لا يشكو إليّ ألمه لأنه مشغول بحبي عن ألم أوجاعه، فإنه يعرف الألم إذا فقدني من قلبه، و عند ما يطلبني كما تطلب الوالدة الشفيقة ولدها إذا غاب عنها، أسمع خفقان فؤاده، فأقول ما بال قلبه يخفق، فيقول: حقيق على قلبي أن لا يسكن بعد أن مننت عليه بحبك، فكيف يسكن قلبه يا يحيى و أنا جليسه و غاية أمنيته ؟ و عزتي و جلالي لأبعثنه مبعثا يغبطه النبيّون و المرسلون ثم أمر مناديا ينادي: هذا حبيب اللّه و صفيّه، دعاه اللّه إلى زيارته، فإذا جاءني رفعت الحجاب في ما بيني و بينه، فلمّا ذكر الحجاب صاح يحيى صيحة فلم يفق ثلاثة أيام، قال: من لم يرض بك صاحبا فبمن يرضى ؟ فكيف أصاحب خلقك و قد دعوتني إلى مصاحبتك ؟.

ص: 202


1- كذا بالأصل و م و «ز»: يا اخوتاه، و في المختصر: يا حوباه.
2- استدركت على هامش «ز»، و بعدها صح.
3- في «ز»: و تكون لنا محبّا.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: نا - و أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد، أنا - أبو بكر الخطيب (1)،أنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، أنا القاضي أبو الحسين (2) عيسى بن حامد القنّبيطي (3).

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا عيسى بن حامد القاضي - ببغداد.

نا أحمد بن الصلت أبو العبّاس، حدّثني عمي جبارة بن المغلّس، و محمّد بن عبد اللّه بن نمير، و أبو بكر بن أبي شيبة، قالوا: نا يحيى بن اليمان، عن سفيان الثوري، عن ليث، عن مجاهد قال: سأل يحيى بن زكريا ربه عزّ و جل قال: ربّ اجعلني أسلم على ألسنة الناس - زاد زاهر (4):و لا يقولون فيّ إلاّ خيرا - و قالوا: قال: فأوحى اللّه إليه: يا يحيى لم أجعل هذا لي، فكيف أجعله لك ؟!.

أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنا الفضيل بن يحيى الفضيلي، أنا أبو محمّد بن أبي شريح، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر، نا أبو عبيد اللّه الورّاق، نا سيّار بن حاتم، نا جعفر، نا ثابت البنّاني قال:

بلغنا أن إبليس ظهر ليحيى بن زكريا فرأى عليه معاليق من كل شيء، فقال له: ما هذه المعاليق التي أراها عليك ؟ قال: هذه الشهوات التي أصيب بها بني آدم، فقال له يحيى: فهل لي فيها شيء؟ قال: لا، قال: فهل تصيب مني شيئا؟ قال: ربما شبعت فشغلناك (5) عن الصلاة و الذكر، فقال له يحيى: هل غير؟ قال: لا، قال: لا جرم، و اللّه لا أشبع أبدا.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي حامد (6)،قالا: نا أبو العبّاس بن يعقوب، نا الخضر بن أبان، نا سيّار، نا جعفر، نا ثابت قال:

ص: 203


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 207/4 في ترجمة أحمد بن الصلت الحماني.
2- الأصل: الحسن، تصحيف و المثبت عن «ز»، و م و تاريخ بغداد.
3- غير مقروءة بالأصل و م «ز»، و هو عيسى بن حامد بن بشر بن عيسى بن أشعث، أبو الحسين القاضي، يعرف بابن بنت القنبيطي ترجمته في تاريخ بغداد 178/11.
4- تحرفت في «ز» إلى: وآهم.
5- في المختصر:«فثقلناك». و سترد في إحدى الروايات التالية.
6- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن م، و «ز».

بلغنا أن إبليس ظهر ليحيى بن زكريا حتى رآه، فإذا عليه معاليق من كلّ شيء، فقال له يحيى: يا إبليس، ما هذه المعاليق التي أراها عليك ؟ قال: هذه الشهوات التي أصيب بها ابن آدم، قال له يحيى: ما لي فيها شيء؟ قال: لا، قال: فهل طمعت أن تصيب مني شيئا؟ قال:

ربما شبعت فشغلتك عن الصلاة و الذكر، قال: هل غيره ؟ قال: لا، قال: لا جرم، لا أشبع أبدا.

أخبرنا أبو القاسم علي بن عبد السيد بن محمّد بن الصباغ، و إسماعيل بن محمّد بن عمر، و أبو العبّاس أحمد بن علي بن الحسين (1) بن نصر، و أبو النجم (2) بدر بن عبد اللّه، قالوا: أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن مسلم، نا سيّار، نا جعفر، نا ثابت البناني قال:

بلغني أن إبليس ظهر ليحيى بن زكريا فرأى عليه معاليق، فقال يحيى: يا إبليس، ما هذه المعاليق التي أرى عليك ؟ قال: هذه الشهوات التي أصبت (3) من بني آدم قال: فهل لي فيها من شيء؟ قال: ربما شبعت فثقلناك (4) عن الصلوات و عن الذكر، قال: هل غيره ؟ قال:

لا، قال: للّه عليّ أن لا أملأ بطني من طعام أبدا، قال إبليس: و للّه عليّ أن لا أنصح مسلما أبدا.

أخبرنا أبو السعادات أحمد بن أحمد المتوكلي، قال: أخبرنا - و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا - أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، قالا: أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه المعدل، أنا الحسين بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، نا محمّد بن يحيى المروزي، نا عبد اللّه بن خبّيق قال:

لقي يحيى بن زكريا إبليس في صورته، فقال له: يا إبليس أخبرني بأحب الناس إليك، و أبغض الناس إليك، قال: أحب الناس إليّ المؤمن البخيل، و أبغضهم إليّ الفاسق السمح، قال يحيى: و كيف ذلك ؟ قال: لأن البخيل قد كفاني بخله، و الفاسق السخي أتخوف أن يطّلع اللّه عليه في سخائه فيتقبله، ثم ولّى و هو يقول: لو لا أنك يحيى لم أخبرك.

ص: 204


1- كذا بالأصل و م، و في «ز»: الحسن، قارن مع مشيخة ابن عساكر 10/أ.
2- كتب فوقها في «ز»: «ح» بحرف صغير.
3- في «ز» و م: أصيب.
4- كذا بالأصل و «ز» هنا، و في م: فشغلناك.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرّازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون الروياني، نا أحمد - هو ابن عبد الرّحمن - نا عمي، أخبرني ابن سمعان أن ابن شهاب حدّث.

أن يحيى بن زكريا كان ابن خالة عيسى بن مريم، و كان أكبر منه بسنتين، قال ابن شهاب: فبينما يحيى جالس إذ سمع رجلا، فقال يحيى: يا روح اللّه ما هذا؟ فقال عيسى:

إبليس، فقال يحيى: يا روح اللّه أرنيه، فقال عيسى: و ما حاجتك إليه، هو أكذب البرية، و أسحر البرية،[و أخبث البرية] (1) و أفسق البرية، فقال: يا روح اللّه أرنيه، فقال عيسى: يا إبليس تبدّ (2) له (3)،قال: فتبدّى له إبليس، فإذا عليه برنس، فيه أباريق من رأسه إلى قدمه، فقال يحيى: يا إبليس ما هذه الأباريق التي أرى عليك ؟ قال: هي اللذات التي أفتن بها الناس، قال يحيى: فأنشدك بالذي جعل عليك اللعنة (4) إلى يوم الدين، هل أصبتني بشيء منها؟ فقال: نعم، هذه، و أشار بإصبعه إلى شيء فيها عند كعبه، فقال يحيى: و ما هي ؟ فقال إبليس: إنك رجل تصوم فأحبب إليك الطعام، لتنهله (5) فتثقل عن الصلاة، قال يحيى: أما و الذي جعل عليك اللعنة إلى يوم الدين لا آكل مما عملته أيدي بني آدم حتى ألقى اللّه، و كان يأكل من نبات (6) الأرض.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن بن محمّد، قالا: أنا أبو الحسين علي بن محمّد بن عبد اللّه، أنا أبو علي الحسين بن صفوان البردعي، أنا أبو بكر عبد اللّه بن محمد بن عبيد بن أبي الدنيا، نا أحمد بن إبراهيم العبدي، نا محمّد بن يزيد بن خنيس (7)،عن وهيب (8) بن الورد قال:

بلغنا أن الخبيث إبليس تبدّى ليحيى بن زكريا فقال: إنّي أريد أن أنصحك، قال:

ص: 205


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن «ز»، و م.
2- الأصل و م:«تبدا» و في «ز»: تبدى.
3- سقطت من «ز».
4- استدركت على هامش «ز»، و بعدها صح.
5- في «ز»: «أشهكه» كذا.
6- في م و «ز»: نبت الأرض.
7- كذا رسمها بالأصل و م حنيس و في «ز»: حبيش. و المثبت الصواب، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 343/17.
8- في المختصر: وهب.

كذبت، أنت لا تنصحني، و لكن أخبرني عن بني آدم، قال: هم عندنا على ثلاثة أصناف: أما صنف منهم فهم أشدّ الأصناف علينا، نقبل عليه حتى نفتنه و نستمكن منه، ثم يفزع إلى الاستغفار و التوبة، فيفسد علينا كل شيء أدركنا منه، ثم نعود له - و قال ابن طاوس: إليه - فيعود، فلا نحن نيأس منه و لا نحن ندرك منه حاجتنا، فنحن من ذلك في عناء، و أما الصنف الآخر فهم في أيدينا بمنزلة الكرة في أيدي صبيانكم نتلقفهم حيث - و قال ابن طاوس: كيف - شئنا، قد كفونا أنفسهم، و أما الصنف الآخر فهم مثلك معصومون لا نقدر معهم على شيء، قال يحيى: هل قدرت مني على شيء - زاد عبد الكريم: أبدا - و قالا: قال: لا، إلاّ مرة واحدة، فإنك قدمت طعاما تأكله، فلم أزل أشهّيه إليك حتى أكلت منه أكثر مما تريد فنمت تلك الليلة، فلم تقم إلى الصلاة كما كنت تقوم إليها، فقال له يحيى: لا جرم، لا شبعت من طعام أبدا، قال له الخبيث: لا جرم، لا نصحت آدميا بعدك - زاد عبد الكريم: أبدا-.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس بن يعقوب، نا الحسن بن قتيبة، نا أبو بكر الهذلي، عن (1) الحسن، عن أبيّ بن كعب قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إن من هوان الدنيا على اللّه أن يحيى بن زكريا قتلته امرأة»[13120].

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف - قراءة - أنا عبد الرّحمن بن عمر بن محمّد، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن علي بن فراس، نا علي بن عبد العزيز البغوي، نا أبو عبيد القاسم بن سلام، نا أبو النّضر عن سليمان بن المغيرة، عن علي بن زيد بن جدعان، نا علي بن الحسين قال:

أقبلنا مع الحسين بن علي فكان قلّما نزلنا منزلا إلاّ حدّثنا حديث يحيى بن زكريا حيث قتل، قال: كان ملك من هذه الملوك مات، و ترك امرأته و ابنته، فورث ملكه أخوه، فأراد أن يتزوج امرأة أخيه، فاستشار يحيى بن زكريا في ذلك، و كانت الملوك في ذلك الزمان يعملون بأمر الأنبياء، فقال له: لا تزوجها فإنها بغيّ ، فعرفت المرأة أنه قد ذكرها و صرفه عنها فقالت:

من أين هذا حتى بلغها أنه من قبل يحيى، فقالت: ليقتلن يحيى أو ليخرجنّ من ملكه، فعمدت إلى بنتها فصنعتها ثم قالت: اذهبي إلى عمّك عند الملأ، فإنه إذا رآك سيدعوك

ص: 206


1- من قوله: زاهر... إلى هنا مكانه بياض في «ز»، و كتب على هامشها: مقصوص بالأصل.

و يجلسك في حجره، و يقول: سليني ما شئت، فإنك لن تسأليني شيئا إلاّ أعطيتك، فإذا قال لك، قولي: لا أسأل شيئا إلاّ رأس يحيى، قال: و كانت الملوك إذا تكلم أحدهم بشيء على رءوس الملأ ثم لم يمض له نزع من ملكه، ففعلت ذلك، قال: فجعل يأتيه الموت من قتله يحيى، و جعل يأتيه الموت من خروجه من ملكه، فاختار ملكه، فقتله، قال: فساخت بأمها الأرض.

قال ابن جدعان فحدّثت بهذا الحديث ابن المسيّب قال: أ فما أخبرك كيف كان قتل زكريا؟ قلت: لا، قال: إن زكريا حيث قتل ابنه انطلق هاربا منهم، و اتبعوه حتى أتى على شجرة ذات ساق، فدعته إليها و انطوت عليه، و بقيت من ثوبه هدبة تكفيها الريح، فانطلقوا إلى الشجرة، فلم يجدوا أثره بعدها، و نظروا بتلك الهدبة، فدعوا بالمنشار فقطعوا الشجرة، فقطعوه فيها.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا إسحاق بن إسماعيل، نا أبو معاوية، عن الأعمش - أظنه عن المنهال بن عمرو - عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال (1):

بعث عيسى بن مريم يحيى بن زكريا في اثني عشر من الحواريين يعلّمون الناس، فكانوا في ما يعلمونهم ينهوهم عن نكاح بنت الأخت، و كان لملكهم ابنة أخت تعجبه، و كان [يريد] (2) أن يتزوجها، و كان لها كلّ يوم حاجة يقضيها، فلمّا بلغ ذلك أمّها أنهم نهوا عن نكاح بنت الأخت قالت لها: إذا دخلت على الملك فقال: أ لك حاجة ؟ فقولي له: حاجتي أن تذبح يحيى بن زكريا، فلما دخلت عليه فسألها حاجتها قالت: حاجتي أن تذبح يحيى بن زكريا، فقال: سليني سوى هذا، قالت: ما أسألك إلاّ هذا، فلمّا أبت عليه دعا بطست و دعا به فذبحه، فندرت قطرة من دمه على الأرض، فلم تزل تغلي حتى بعث اللّه بخت نصر عليهم، فألقي في نفسه أن يقتل على ذلك الدم منهم حتى يسكن، فقتل عليه منهم سبعين ألفا.

قال: و نا أبو بكر، حدّثني محمّد بن نصر بن الوليد، عن أبي سعيد الشعري، عن أبي بكر الهذلي، عن شهر بن حوشب قال (3):

ص: 207


1- انظر تاريخ الطبري 586/1.
2- سقطت من الأصل، و استدركت للإيضاح عن «ز»، و م، و الطبري.
3- راجع الكامل لابن الأثير 199/1.

لما قتله دفع إليها رأسه، فجعلته في طست من ذهب، فأهدته إلى أمّها، فجعل الرأس يتكلم في الطست: إنها لا تحلّ له، و لا يحلّ لها ثلاث مرات، فلمّا رأت الرأس قالت: اليوم قرّت عيني و أمّنت على ملكي، فلبست درعا من حرير، و خمارا من حرير، و ملحفة من حرير، ثم صعدت قصرا لها و كانت لها كلاب تضريها (1) بلحوم الناس، فجعلت تمشي على قصرها فبعث اللّه عليها عاصفا من الريح فلفتها (2) في ثيابها فألقتها إلى كلابها، فجعلن (3)ينهشنها و هي تنظر، و كان آخر ما أكلن منها عينيها (4).

قرأت على أبي القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر، عن محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن جميع، أنا أبو يعلى عبد اللّه بن محمّد بن حمزة بن أبي كريمة، أخبرني محمّد بن الحسين بن الهيثم، نا سهل بن علي البابسيري، نا أبي، نا علي بن عاصم، عن سليمان التيمي عن أسلم العجلي عن أبي مراية عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص قال:

التي قتلت يحيى بن زكريا امرأة ورثت الملك عن آبائها، فأتيت برأس يحيى في شيء، فوضع بين يديها و هي على سريرها، فجعلت ترفل (5) وجهه بقضيب في يديها فقيل للأرض خذيها [فأخذتها] (6)،و سريرها فذهب بها (7)،قال عبد اللّه: في التوراة مقتلة الأنبياء، قتلت في يوم ستين نبيا، هي في النار على منبر من نار، تصرخ، يسمع صراخها أقصى أهل النار.

قرأت بخط علي بن الخضر السلمي، ثم أخبرنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي، أنا علي بن طاهر النحوي، عن علي بن الخضر، أنا عبد الوهّاب بن جعفر، حدّثني أبو هاشم، أنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن العبّاس بن الدرفس الغسّاني أن عباس بن صبيح (8) حدّثهم، نا مروان، نا سعيد بن عبد العزيز، عن قسيم مولى معاوية، قال:

ص: 208


1- الأصل و م: تضربها، و التصويب عن «ز»، و ضري به: لهج، و كلب ضار بالصيد (القاموس).
2- في المختصر: يلقيها.
3- بالأصل:«فجعل» و سقطت اللفظة من «ز»، و م.
4- زيد بعدها في الكامل لابن الأثير: لتعتبر.
5- ترفل، رفل: خطر بيده.
6- سقطت من الأصل و استدركت للإيضاح عن «ز»، و م.
7- قوله:«فذهب بها» ليس في «ز».
8- تقرأ في الأصل: صالح، و في م:«صح» و المثبت عن «ز».

كان ملك هذه المدينة - يعني: دمشق - هداد بن هداد، و كان قد زوّج ابنه بابنة أخيه، تحت أخيه أزيل ملكة صيدا، و كان قد حلف بطلاقها ثلاثا، ثم إنه أراد مراجعتها، فاستقضى يحيى بن زكريا صلى اللّه عليه و سلم، فقال يحيى بن زكريا: لا تحل لك حتى تنكح زوجا غيرك، قال: فحقدت عليه أزيل، و كان للملك ابنة يقال لها هروسة (1)،و كان يحبها حبا شديدا، و كان يخرجها إذا قدم عليه وفود الملوك فتزفن (2) بين أيديهم، قال: و كانت إذا زفنت (3) قضى لها حاجة، فقم عليه مرة وفود ملوك من ملوك الهند، فقالت: يعني أزيل لابنتها من الليل: إن أباك يدعوك غدا، فإذا زفنت و قال: سلي حاجتك، فقولي حاجتي رأس يحيى بن زكريا، و لا تقبلي منه إلاّ رأسه، قال: و أعطتها حين أصبحت طبقا، فقالت: إذا قطع رأسه فاجعليه فوق هذا الطبق، و احمليه على رأسك حتى تأتيني به.

قال: فلما أصبحت دعاها الملك، فخرجت و هي مزيّنة، و معها ذلك الطبق، قال: فأمر فضرب لها بالطبل و المزمار، قال: فزفنت يومئذ زفنا ما زفنت قبله مثله (4)،فقال لها أبوها:

سلي حاجتك، فقالت: حاجتي رأس يحيى بن زكريا، فقال: ويحك، ما تصنعين برأس نبي من أنبياء اللّه ؟ سلي غيره ما شئت، قالت: ما لي حاجة غيره، فإن (5) أعطيتنيه و إلاّ لم أسألك [شيئا] (6) بعده قال: فقال من حوله من وزراء السوء: امض حاجتها، و شفّعنا في حاجتها، و ما رأس يحيى بن زكريا و رأس غيره إلاّ سواء، قال: فلمّا أكثروا عليه حتى غلبوه قال:

اذهبوا فاعطوها رأسه، قال: فخرج السّيّاف و معه السيف، و خرج الناس معها حتى أتوه و هو يصلي في ذلك المسجد الذي عند باب جيرون، قال: فقال يحيى للسّيّاف: بما أمرت ؟ قال:

أمرت بضرب عنقك، قال: ويحك، ما تعلم أنّي نبي اللّه ؟ قال: بلى، و لكني مأمور، قال:

شقاء جدّك، و عسى أن تكون صادقا، قال: و رفع السيّاف السيف فضرب رأسه، قال:

فأخذت الرأس فوضعته على الطبق، قال: فجعل يقول من فوق الطبق، إنّها لا تحل له حتى تنكح زوجا غيره، قال: فلم يزل الرأس يقول ذلك، و هي تمشي حتى انتهت إلى الفسقية

ص: 209


1- كذا بالأصل و م، و في «ز»: «هاددريه».
2- تزفن أي ترقص. و في م:«فنرفو» و في «ز»، و المختصر: فترقى.
3- في «ز»: «رقيت» و في م: رفبت.
4- في «ز»: «قال: فرقيت يومئذ رقيا ما رقيت قبله مثله» و الكلمات بدون إعجام في م.
5- بالأصل: قال، تصحيف، و التصويب عن م و «ز».
6- سقطت من الأصل، و استدركت عن م، و «ز».

قال: فخسف بها، قال: فأخذتها الأرض حتى غيبت قدميها، قال: فصاحت، و وقع الرأس و الطبق عن رأسها، ثم غيّبتها [إلى أنصاف ساقيها و هي تصيح. قال: فذهب الصريخ إلى أمها: أدركي ابنتك، قد خسف بها، قال: فجاءت تسعى، فوجدتها في الأرض قد أخذتها و الجويرية تصيح، فجعلت الأرض تغيبها حتى بلغت سرّتها، ثم غيبتها] (1) حتى بلغت ثدييها، ثم غيّبتها حتى بلغت منكبيها (2)،فلما خشيت أمّها أن تغيبها الأرض قالت للسيّاف:

اقطع لي رأسها تكون عندي، قال: فضرب السيّاف رأسها، فإذا قد رمى به قال: فلمّا وقع الرأس لفظتها الأرض، فطرحتها فلم يزالوا بعد ذلك في الذل حتى بعث اللّه بخت نصر عقوبة لقتل يحيى بن زكريا، قال: فدخل دمشق من باب توما و باب الشرقي و مضى حتى أتى الدرج فصعد فجلس على الكنيسة فوجد دم يحيى بن زكريا يغلي و يفور و يسيل قال: فعجب لذلك، ثم قال: ما بعثت إلاّ لأنتصر (3) لهذا الدم، فما أزال أقتل عليه أبدا حتى يسكن و يغيب، قال: فدعا بكرسي فنصبه و جلس عليه، ثم أمر بالسيّافين فقاموا ثم أمر بهم أن يأتوا عشرة عشرة مكتّفين قال: فيضرب أعناقهم على الدم، و الدم يغلي و يفور و يسيل، قال: ففعل يومه ذلك إلى الليل، قال: ثم غدا اليوم الثاني فقتل عليه حتى الليل، قال: و الدم يغلي و يفور. قال: ثم غدا عليه اليوم الثالث، قال: فقتل عليه حتى قتل خمسة و سبعين ألفا، قال سعيد: هي دية كلّ نبي، قال: فجاء نبي من أنبياء بني إسرائيل يقال له إرميا فوقف على الدم فقال: أيّها الدم، دم يحيى بن زكريا فنيت بنو إسرائيل و الناس فيك، قال: فسكن الدم و رسب حتى غاب، قال: فأمر بالكرسيّ فرفع، و رفع السيف، قال: و هرب من هرب منهم إلى بيت المقدس، قال: فتبعهم إلى بيت المقدس حتى دخلها و خرّبها، و قتل فيها و سبى، ثم رجع (4)(5).

ص: 210


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك للإيضاح عن «ز»، و م.
2- بالأصل: منكبها، و المثبت عن «ز»، و م.
3- الأصل: لننصر، و المثبت عن «ز»، و م.
4- رواه ابن كثير في البداية و النهاية 66/2 من طريق ابن عساكر.
5- رفض الطبري في تاريخه 589/1 و ابن الأثير في كامله 303/1 وقوع قصة بختنصر و غزوة بني إسرائيل أيام المسيح قال - و القول للطبري - و هذا القول الذي روي عمن ذكرت هذه الأخبار التي رويت و عمن لم يذكر في هذا الكتاب، من أن بختنصر هو الذي غزا بني إسرائيل عند قتلهم يحيى بن زكريا عند أهل السير و الأخبار و العلم بأمور الماضين في الجاهلية، و عند غيرهم من أهل الملل غلط . و أجمعوا على أن غزوة كان عند قتلهم نبيهم شعيا في عهد إرميا، و بين عهد إرميا و تخريب بختنصر بيت المقدس إلى مولد يحيى بن زكريا أربعمائة سنة و إحدى و ستون سنة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد.

ح و أخبرنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن الحسن، أنا جدي أبو عبد اللّه، قالا: أنا أبو بكر محمّد بن عوف بن أحمد المزني (1)،أنا أبو العبّاس محمّد بن موسى بن الحسين بن السمسار، نا أبو بكر محمّد بن خريم العقيلي، نا هشام بن عمّار، نا ضمرة - يعني: ابن ربيعة - عن ابن شوذب قال: قال يحيى بن زكريا للذي جاء يحتز رأسه: أ ما تعلم أني نبي ؟ قال: بلى، و لكني مأمور، قال: عسى أن تكون صادقا، و لكن لشقاء جدّك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو بكر بن سيف، أنا السري بن يحيى، أنا شعيب بن إبراهيم، عن سيف، عن عطية، عن أبي أيوب، عن علي في قول اللّه تعالى: وَ قَضَيْنٰا إِلىٰ بَنِي إِسْرٰائِيلَ فِي الْكِتٰابِ إلى أُولاٰهُمٰا قال: قتل زكريا، و قال: فَإِذٰا جٰاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ (2) مقتل يحيى، و الأولى من فساد هذه الأمة مقتل عثمان، و الآخرة النفس التي تباح لها قريش.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا محمّد بن أحمد، نا عبد المنعم، عن أبيه عن وهب بن منبّه.

أن يحيى بن زكريا لما قتل ردّ اللّه إليه روحه، ثم أوقف بين يديه، فقال له: يا يحيى، هذا عملك الذي عملته و قد أعطيتك ثواب عملك لكلّ واحدة عشرا الحسنة (3) بعشر أمثالها، قال: فنظر (4) يحيى إلى ثواب (5) عمله، فإذا قد أعطي من الثواب ما لا عين رأت، و لا أذن سمعت، و لا خطر على قلب بشر، قال: فقال اللّه: يا يحيى، هذا عملك، و هذا ثوابه، فأين نعمائي عليك، ثم قال اللّه للملائكة: أخرجوا نعمائي عليه، فأخرجوا نعمة واحدة من نعمه، فإذا قد استوعبت جميع أعماله و الثواب، فقال يحيى: إلهي، ما هذه النعمة الجليلة العظيمة التي قد استوعبت عملي و عشرة أضعاف ثوابها؟ فقال اللّه: يا يحيى هذه النعمة الجليلة العظيمة معرفتك بي، قال: فخرّ يحيى لوجهه فقال: إلهي جازني (6) برحمتك و بفضلك لا بعملي.

ص: 211


1- بالأصل:«المري» و في م:«المربى» و المثبت عن «ز».
2- سورة الإسراء، الآيات 4 إلى 7.
3- الأصل: الجنة، خطأ، و المثبت عن «ز»، و م.
4- الأصل و م: فرأى، و المثبت عن «ز».
5- الأصل: أبواب، و المثبت عن «ز»، و م.
6- بالأصل و م: جازيني، و المثبت عن «ز».

أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنا الفضيل بن يحيى، أنا ابن أبي شريح (1)،أنا محمّد بن عقيل، نا الحسن بن علي بن عفّان، نا أبو أسامة، عن عوف، عن خالد الربعي قال: لما قتل فجرة بني إسرائيل - يعني: يحيى بن زكريا - أوحى اللّه إلى نبي من أنبيائهم أن قل لبني إسرائيل: يا بني إسرائيل حتى متى تجترءون عليّ ،[و تعصوني] (2) و تعصون أمري، و تقتلون رسلي، و حتى متى أضمكم في كنفي كما تضم الدجاجة أولادها في كنفها؟ تجترءون (3)؟اتقوا أن لا آخذكم بكلّ دم من ابن آدم إلى يحيى بن زكريا، و اتقوا ألاّ أصرف وجهي عنكم، فإنّي إن صرفت وجهي عنكم لا أقبل عليكم إلى يوم القيامة (4).

ص: 212


1- تحرفت في «ز» إلى: شريك.
2- سقطت من الأصل، و أضيفت عن «ز»، و م.
3- سقطت من «ز»، و م.
4- كتب بعدها في «ز»: عورض به: آخر الحادي و العشرين بعد الخمسمائة يتلوه أنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو طالب بن عيلان أنا أبو بكر ه . بلغت سماعا على والدي الإمام العالم الحافظ الثقة أبي القاسم علي بن الحسن ضمضم أخي الحسن و ابني محمّد و كتب القاسم بن علي في العشر الآخر من صفر سنة خمس و ستين و خمسمائة ه . سمع هذا الجزء على مؤلفه سيدنا الشيخ الفقيه الإمام و العالم الحافظ الثقة ثقة الدين صدر الحفاظ ناصر السنة محدث الشام أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة اللّه الشافعي محدث الشام أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة اللّه الشافعي أيّده اللّه ابن أخيه أبو منصور بن عبد الرّحمن بن الحسن و الشيخ الفقيه جمال الدين أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن سعد اللّه الحنفي و الشيخ الصالح أبو بكر محمّد بن بركة بن خلف بن كوما الصالحي و الشيخ الفقيه أبو القاسم عبد الصّمد بن محمّد بن أبي الفضل و ابن أخيه أبو عبد اللّه محمّد بن عبد الكريم بن محمّد بقراءة القاضي بهاء الدين أبي المواهب الحسن بن هبة اللّه بن محفوظ بن صصرى و الأمين شمس الدولة أبو الحسن بن عبد الرّحمن بن محمّد بن مرشد بن منقذ الكتاني و يوسف بن أبي الحسين بن أحمد و إسماعيل بن حماد الدمشقي و الشيخ الفقيه أبو الثناء محمود بن غازي بن محمّد و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الرّحمن بن الحسين بن عبدان و عبد الرّحمن بن أبي طاهر بن سفيان و حمزة بن إبراهيم و تركان شابن قوخا و زين قريون و أبو الحسين بن علي بن خلدون و أبو عبد اللّه بن الفضل بن الفتح الأنصاري و يوسف بن مجلي نا إبراهيم و محسن بن سراج بن محسن و إبراهيم بن غازي بن سلمان و إبراهيم بن مهدي بن علي الشواعرة و أبو المحاسن سليمان و أبو البيان نبا ابنا الفضل بن الحسين بن سليمان و فارس بن أبي طالب بن نجا و يوسف بن سليمان بن عبد اللّه الإسكندراني و أبو القاسم بن مسلم بن الحسين و عين الدولة بن الكمش بن كمشتكين و عبد الواحد بن بركات بن أبي الحسين الصفار و علي بن نجيم بن أحمد و عبد اللّه بن ياسين بن عبد اللّه اليمنيان و علي بن يوسف بن سليمان و إبراهيم بن عطاء بن إبراهيم و عمر بن عامر بن عبد اللّه و بستكين بن عبد اللّه عتيق بن أبي عقيل و خضر بن أبي سعيد بن أبي زيد و الفقيه أبو العباس بن علي بن علي الأندلسي و علي بن محمّد بن علي النفطي و كاتب الأسماء عبد الرّحمن بن أبي منصور بن نسيم بن الحسين بن علي الشافعي و سمع جميعه غير الورقات الأربع من أوله القاضي أبو المعالي محمّد بن القاضي بن زكي الدين أبي الحسن علي بن محمّد بن يحيى القرشي و ابن المسمع أبو الفتح الحسن و أبو محمّد بن علي بن أبية و ابنه مكي صبيح بن عبد الرّحمن اليماني و علي بن بندار بن الحسين البصري و علي بن عبد الكريم بن الكويس و أبو محمّد عبد الرّحمن بن عبد الصمد بن محمّد بن أبي الفضائل و ابن عمه أبو بكر عبد اللّه بن عبد الخالق بن محمّد ( هذا الجزء إلى آخره سماعا على الشيخ الأجل الإمام الحافظ الأصيل بهاء الدين شمس الحفاظ ناصر السنّة ثقة الثقات معتمد الرواة جمال الإسلام محدث الشام أبي القاسم بن الإمام الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن أبقاه اللّه ابنه أبو القاسم علي عمره اللّه و الشيخ الإمام أبو سعد أحمد بن علي بن أبي بكر القرطبي و ابناه محمّد و إسماعيل و القاضي الإمام بهاء الدين أبو إسحاق إبراهيم بن أبي اليسر شاكر بن عبد اللّه بن سليمان التنوخي و أبو الفضل حامد بن علي بن أحمد الرقي و أبو الحسن علي بن محمّد بن إبراهيم الأنصاري الرياحي و أبو سعيد خلف بن محمّد بن سمدون التوزري و الأمين الفقيه أبو القاسم الخضر بن الحسين بن الخضر بن عبدان الأزدي و بقراءته قائمة و نصف صفحة من آخره و إسماعيل بن عبد اللّه بن الأنماطي الأنصاري و هذا خطه و من أوائل هذا التحديد بقراءته و سمع من آخر الجزء خمس قوائم و صفحة و الورقة الأخيرة أبو الحسن علي بن عمر بن عثمان الصقلي و علي بن إبراهيم بن عبد السّلام المنجاني و يوسف بن أبي الفرج بن مخالد بن التنوخي و سمع من بعد ذلك بورقة و صفحة ولده عبد العزيز بن يوسف و الأمين أبو الحسن علي بن عوصة العرضي و أبو حفص عمر بن عليس بن معالي و أبو يعلى حمزة ابن السيد بن أبي القرابين يعرف بابن أحمد الصفار و سمع جميع الجزء أبو محمّد عبد العزيز بن عبد الملك بن تميم الشيباني و ذلك في اليوم الرابع و العشرين من ذي الحجة سنة خمس و تسعين و خمسمائة و الحمد للّه و هو الوكيل.

ص: 213

أخبرنا (1) بركات بن عبد العزيز أبو الحسن، و أبو محمّد بن حمزة، قالا: نا الخطيب، أنا محمّد بن أحمد بن رزقويه (2)،أنا أحمد بن سندي، أنا الحسن بن علي بن علوية، نا إسماعيل بن عيسى، نا أبو حذيفة إسحاق بن بشر. قال: و أنا محمّد بن إسحاق، حدّثني من لا أتهم عن عبد اللّه بن الزبير أنه قال و هو يحدّث عن قتل زكريا في اختلافهم هذا في أمر زكريا و يحيى، قال:

فأقبل يحيى بن زكريا إلى من بقي من بقايا بني إسرائيل، فكان يحيى تحت يدي ذلك الملك، فهمّت ابنة الملك بأبيها و قالت: لو تزوجت أبي، فيجتمع إليّ سلطانه دون نسائه، فقالت: يا أبة تزوجني و دعته إلى نفسها، فقال لها: يا بنية إن يحيى بن زكريا لا يحلّ لنا هذا، فقالت: من لي بيحيى بن زكريا، ضيق و حال بيني و بين أن أتزوج، أبي فأغلب على ملكه و دنياه دون النساء، فأمرت اللعاب و تخلّت (3) لذلك لتقتل يحيى، فقالت: ادخلوا على أبي فالعبوا حتى إذا فرغتم فإنه سيحكّمكم، قولوا: دم يحيى بن زكريا، ثم لا تقبلوا غيره، قال:

و كان الملك إذا حدّث فكذّب أو وعد فأخلف خلع و استبدل به غيره، فلما لعبوا و كثر عجبه منهم قال: سلوني، قالوا: نسألك دم يحيى، قال: سلوني (4) غير هذا، قالوا: لا نسألك غيره، فخاف على ملكه إن هو أخلفهم أن يستحل بذلك خلعه، قال: فبعث إلى يحيى بن

ص: 214


1- قدمت الأخبار الثلاثة في م إلى ما قبل عدة أخبار.
2- في م: زرقويه.
3- الأصل و م: و تمحلت.
4- في م: سيلوني.

زكريا و هو في محرابه يصلي، فذبحوه ثم حزوا رأسه، فاحتمله الرجل في يده و الدم في الطشت و رأسه في يدي الذي يحمله و هو يقول (1):لا يحل لك ما تريد.

قال: و أنا إسحاق، أنا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن كعب بنحو من هذا إلاّ أنه قال:

لما قتل يحيى أقبل رأسه يتدحرج بين ظهراني الناس، لا يحل لك ما تريد من نكاح ابنة أخيك، قال كعب: كانت ابنة أخيه، و قال سعيد عن قتادة عن كعب: أنها كانت ابنة أخته (2).

قال إسحاق: و أنا محمّد بن إسحاق، عن من يخبره عن عبد اللّه بن الزبير قال:

فأعظم الناس قول الرأس، و فزعوا إلى ملكهم حتى بنوا ديرا على رأس يحيى و دمه.

و قال إسحاق: و أنا مقاتل و ابن سمعان، قالا عن من يخبرهما عن عروة بن الزبير.

أن يحيى لما قتل فحمل دمه في الطشت، و رأسه في يدي الذي حمله، و الرأس يقول للملك: لا يحل لك، فقال رجل من بني إسرائيل: أيها الملك لو وهبت لي هذا الدم، قال:

و ما تصنع به ؟ قال: أطهر منه الأرض، فإنه قد ضيقها علينا، قال: اعطوه إيّاه، قال: فأخذه فجعله في قلة ثم عمد إلى بيت - يعني: في المذبح - فوضع القلة فيه ثم غلق (3) عليه، ففار من القلة حتى خرج منها من تحت التابوت من البيت الذي هو فيه، فلما رأى ذلك الرجل قطع (4) به فأخرجه إلى فلاة من الأرض فجعل يفور.

قال إسحاق: و أخبرنا ابن سمعان قال: بلغني أنه دفن مكانه، فكان يفور منه.

قال ابن سمعان: بلغني أنه كان قبل أن يرفع عيسى بسنة و نصف، و رفع عيسى من بين أظهرهم بعد ذلك، فعند ذلك حلّت بهم الوقعة الثانية، و اللّه أعلم (5).

أخبرنا (6) أبو القاسم هبة اللّه بن (7) محمّد بن الحصين، أنا أبو طالب محمّد بن

ص: 215


1- يعني أن الذي يقول، هو رأس يحيى بن زكريا.
2- كذا بالأصل، و في م و «ز» رسمت: أخيه.
3- في «ز»: أغلق.
4- الأصل:«يضع» و المثبت عن «ز».
5- كتب بعدها في «ز»: الجزء الثاني و العشرون من كتاب تاريخ مدينة دمشق حماها اللّه و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأماثل و اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها تصنيف الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة اللّه الشافعي رحمه اللّه. سماع ولده القاسم بن علي بن الحسن و أجازه له من بعض شيوخ أبيه رحمهم اللّه.
6- كتب قبلها في «ز»: بسم اللّه الرحمن الرحيم، أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه اللّه قال: و كتب في م: أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه اللّه قال.
7- أقحم بعدها بالأصل:«بن عبد الواحد» و المثبت عن م، و «ز»، قارن مع مشيخة ابن عساكر 237/ب و فيها: هبة اللّه بن محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن العباس بن الحصين.

محمّد بن غيلان، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه الشافعي، نا محمّد بن شداد المسمعي، نا أبو نعيم، نا عبد اللّه بن حبيب بن أبي ثابت، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال: أوحى اللّه إلى محمّد صلى اللّه عليه و سلم إنّي قد قتلت بيحيى بن زكريا سبعين ألفا، و إني قاتل بابن ابنتك سبعين ألفا و سبعين ألفا.

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن محمّد بن سليم، نا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن يوسف بن مردة (1)،أنا عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرّحمن بن مروان، نا عبد السّلام بن عتيق، نا أبو مسهر، نا ابن عيّاش، حدّثني يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيّب قال: لما قدم بخت نصر دمشق وجد دم يحيى يغلي في كنيسة المسجد، فقتل على دمه سبعين ألفا من المسلمين و غيرهم، حتى سكن الدم.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف - قراءة - أنا عبد الرّحمن بن عمر بن محمّد بن سعيد - بمصر - قال: قرئ على أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد بن فراس - بمكة - أنا علي بن عبد العزيز البغوي، أنا أبو عبيد القاسم بن سلام، نا عبد اللّه بن صالح، عن الليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيّب قال: قدم بخت نصّر دمشق، فإذا هو بدم يحيى بن زكريا... (2) يغلي، فسأل عنه، فأخبروه، فقتل على دمه سبعين ألفا، فسكن الدم.

كذلك قال أبو العلاء بن سليمان المقرئ.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة بقراءتي (3) عليه عن أبي نصر علي بن هبة اللّه بن ماكولا قال (4):أما بخت بضم الهاء و سكون الخاء المعجمة و آخره تاء، فهو بخت نصّر مشهور.

و قد اختلف في ذلك، فقيل هذا، و قيل إن الذي قتل على دم يحيى حتى سكن جوذر بن سابور، و قيل بنو باذان و هم جميعا في أهل بابل، و قتل يحيى قبل أن يرفع عيسى بسنة و نصف.

ص: 216


1- كذا بالأصل و م، و في «ز»: وردة.
2- كلمة غير مقروءة بالأصل، و ليست في م و لا في «ز».
3- مطموسة بالأصل، و المثبت عن «ز»، و م.
4- الاكمال لابن ماكولا 215/1.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، و أحمد بن الحسن بن خيرون، قالا: أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي، نا معاوية بن هشام، عن سفيان (1)،عن الأعمش، أراه عن شمر بن عطية قال: قتل على الصخرة التي في بيت المقدس سبعين نبيا، منهم: يحيى بن زكريا.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن حسنون، نا محمّد بن إسماعيل بن العبّاس الورّاق - إملاء - نا إسحاق بن محمّد بن مروان، نا أبي، نا إسحاق بن يزيد (2)،عن عبد اللّه بن مسلم، عن أبيه، عن قرّة قال: ما بكت السماء على أحد إلاّ على يحيى بن زكريا، و الحسين بن علي، و حمرتها بكاؤها.

أنبأنا (3) أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا محمّد بن محمّد بن عبد اللّه الجرجاني، نا البغوي، نا منصور بن أبي مزاحم (4)،نا جرير بن عبد الحميد.

ح قال أبو نعيم: و نا الحسن بن محمّد، نا محمّد بن غسّان (5) بن جبلة، نا عثمان بن خالد (6)،نا جرير بن عبد الحميد، عن يعقوب، عن جعفر، عن سعيد - يعني: بن جبير (7)-قال: لما قتل يحيى بن زكريا عليهما السلام قال بعض أصحابه لصاحب له: ابعث إليّ بقميص (8) نبي اللّه حتى (9) أشمّه، و إنّي قد عرفت أنّي مقتول، قال: فبعث إليه، فإذا سداه أو لحمته ليف.

لفظهما واحد.

قرأت على أبي القاسم بن السّمرقندي، عن أبي طاهر بن أبي الصقر، أنا الحسن بن محمّد بن جميع، أنا أبو يعلى بن أبي كريمة، نا محمّد بن المعافي، نا دحيم، نا الوليد، عن

ص: 217


1- هو سفيان بن سعيد الثوري، و من طريقه رواه ابن كثير في البداية و النهاية 65/2.
2- الأصل: زيد، و المثبت عن م، و «ز».
3- الخبر التالي سقط من م.
4- أقحم بعدها بالأصل: نا جرير بن أبي مزاحم.
5- كذا بالأصل: و في «ز»: محمد بن عبد الغني بن جبلة.
6- في «ز»: عمار بن أحمد.
7- في «ز»: «ابن أخيه» تحريف.
8- مكانها بياض في «ز».
9- من هنا إلى آخر الخبر، مكانه بياض في «ز»، و كتب على هامشها: مقصوص بالأصل.

زيد بن واقد قال: أنا رأيت الرأس الذي يغلي، هو رأس يحيى بن زكريا طري، كأنّما قتل الساعة.

قرأت بخط أبي الحسن علي بن الخضر، ثم أخبرنا (1) خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى القرشي، أنا علي بن طاهر، عن علي بن الخضر، أنا عبد الوهّاب بن جعفر، حدّثني أبو هاشم، نا أبو عبد الرّحمن محمّد بن العباس بن الدرفس، نا محمّد بن عمر بن أبان، نا مهدي بن جعفر، نا الوليد (2)،عن زيد بن واقد قال:

رأيت رأس يحيى بن زكريا صلى اللّه عليهما حيث أرادوا بناء مسجد دمشق خرج من تحت ركن من أركان القبة الذي يلي المحراب مما يلي الشرق، فكانت البشرة و الشعر على حاله لم يتغير.

8136 - يحيى بن زكريا بن يحيى

أبو زكريا النّيسابوري الحافظ الأعرج، و يحيى يلقب حيّوية (3)(4)

سمع بخراسان: قتيبة بن سعيد، و إسحاق بن راهويه، و علي بن حجر، و يحيى بن موسى البلخي، و محمّد بن مشكان، و أبا جعفر أحمد بن سعيد بن صخر الدارمي، و يعقوب بن إبراهيم الدورقي، و الربيع بن سليمان، و محمّد بن يحيى الذهلي، و أحمد بن الخليل القومسي، و محمّد بن معاوية بن مالج، و يوسف بن موسى القطّان.

و رحل إلى الشام، و مصر، و سمع بدمشق من مشايخ عدة، و كان رفيقه أبا بكر محمّد بن إسماعيل بن مهران الإسماعيلي، و سمع أبو بكر بانتخابه.

روى عنه: أبو العبّاس الهمداني الكوفي الحافظ المعروف بابن عقدة، و أبو حامد أحمد بن محمّد بن الحسن الحافظ ، و أبو حاتم مكي بن عبدان، و ابن أخيه أبو الحسن محمّد بن (5) عبد اللّه بن زكريا، نزيل مصر.

ص: 218


1- كتب فوقها «س» بحرف صغير في «ز».
2- رواه ابن كثير في البداية و النهاية 65/2 من طريق ابن عساكر.
3- حيويه: بمهملة و تحتانية، كما في تقريب التهذيب.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 81/20 و تهذيب التهذيب 135/6 و تذكرة الحفاظ 744/2 و سير أعلام النبلاء 14/ 243 و شذرات الذهب 251/2.
5- كذا بالأصل و م، و في «ز»: أحمد بن محمد بن عبد اللّه.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو علي أحمد بن عبد اللّه بن الحسين البغدادي، و أبو طاهر محمّد بن أحمد الأنباري، قالا: أنا أبو الحسين علي بن أحمد بن عمر بن أحمد بن محمّد بن عبد الواحد العذري (1)،أنا أبو الحسن محمّد بن عبد اللّه بن زكريا بن حيّوية النّيسابوري، نا عمي أبو زكريا يحيى بن زكريا بن حيّوية النّيسابوري، نا محمّد بن معاوية بن مالج، نا خلف بن خليفة، عن حميد الأعرج، عن عبد اللّه (2) بن الحارث، عن عبد اللّه بن مسعود قال:

لما نزلت: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّٰهَ قَرْضاً حَسَناً (3)قال أبو الدحداح: يا رسول اللّه، أو إنّ اللّه يريد منا القرض ؟ فقال:«نعم يا أبا الدحداح» قال: أرني يدك، قال: فناوله، قال:

فإنّي أقرضت ربي حائطا (4)فيه ستمائة نخلة، ثم جاء يمشي حتى أتى الحائط ، و أم الدحداح فيه و عيالها، فناداها: يا أمّ الدحداح، قالت: لبيك، قال: اخرجي، قد أقرضت ربي حائطا فيه ستمائة نخلة[13121].

أخبرناه عاليا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، و أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالا:

أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا محرز بن عون، نا خلف بن خليفة، عن حميد الأعرج، عن عبد اللّه بن الحارث، عن عبد اللّه بن مسعود قال:

لما نزلت: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّٰهَ قَرْضاً حَسَناً قال أبو الدحداح: يا رسول اللّه، إنّ اللّه ليريد - و قال ابن حمدان: يريد منا - القرض ؟ قال:«نعم يا أبا الدحداح»، قال: أرنا يدك، قال: فناوله يده، قال: قد أقرضت ربي حائطي، و حائط - و قال ابن المقرئ (5):و حائطه فيه ستمائة نخلة - فجاء يمشي حتى أتى الحائط ، و أم الدحداح فيه و عيالها، فنادى: يا أم

ص: 219


1- كذا رسمها بالأصل، و في م، و «ز»: العدوي.
2- كذا بالأصل و م، و في «ز»: عبيد اللّه، تصحيف.
3- سورة البقرة، الآية:245.
4- الحائط : البستان.
5- قوله:«و حائط ، و قال ابن المقرئ» ليس في «ز».

الدحداح، قالت: لبّيك، فقال - و قال ابن المقرئ: قال:- اخرجي، فقد أقرضته ربي عزّ و جلّ [13122].

أخبرنا أبو عبد اللّه (1) الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو زكريا يحيى بن زكريا بن رحمويه (2) النّيسابوري على الصفا بمكة، سنة ست و ثلاثمائة في ذي الحجّة، و ذهب سماعي عنه، و كان حدّثنا عن محمّد بن رافع النّيسابوري أيضا، فذهب كله و حفظت هذا الحديث الواحد:

نا يوسف بن موسى القطّان، نا جرير، عن منصور، عن الحسن، عن عبد الرّحمن بن سمرة، قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«يا عبد الرّحمن بن سمرة، لا تسأل الإمارة، فإنك إن أعطيتها عن مسألة وكّلت إليها، و إن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها، و إذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها فائت الذي هو خير، و كفّر عن يمينك»[13123].

قال ابن المقرئ: كتبته من حفظي.

[قال ابن عساكر] (3) كذا وقع في الأصل: ابن رحمويه و هو خطأ، و قد روى عنه في معجم أسماء شيوخه، فقال: ابن حيّوية، و هو الصواب.

أخبرنا أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب بن مندة - في كتابه - و حدّثني أبو بكر محمّد بن أبي نصر عنه، أنا عمي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه قال: قال: أنا (4) أبو سعيد بن يونس:[يحيى] (5) بن زكريا النّيسابوري الأعرج، يكنى أبا زكريا، كتب بمصر، و كتبت عنه، و كان حافظا، فاضلا.

و قال في موضع آخر قبل هذا: يحيى بن زكريا بن حيّوية النّيسابوري، يكنى أبا زكريا، قدم مصر و حدّث، و توفي بها (6) يوم الأحد لعشر خلون من ذي القعدة، سنة سبع و ثلاثمائة، و كان ثقة، ثبتا.

ص: 220


1- لفظه «عبد الله» استدركت على هامش ز.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و قد تقدم أن جده يحيى لقبه:«حيويه» و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب.
3- زيادة منا.
4- كتبت فوق الكلام في «ز».
5- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز»، و م.
6- كذا بالأصل و م، و سقطت اللفظة من «ز»، و كتب مكانها بين السطرين «في».

[قال ابن عساكر:] (1) كذا فرّق بينهما، و عندي أنهما رجل واحد (2).

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، قال: قال لنا أبو عبد اللّه الحافظ : يحيى بن زكريا [بن يحيى] (3) النّيسابوري أبو زكريا الأعرج الحافظ ، سمع قتيبة بن سعيد، و إسحاق بن إبراهيم، و يحيى بن موسى البلخي، و علي بن حجر السعدي، و أقرانهم، روى عنه أبو حامد بن الشرقي، و مكي بن عبدان، و أبو العبّاس بن عقدة، و الشيوخ، و رحل على كبر السن إلى مصر، و الحجاز، و الشام، فكان يكتب و يكتب عنه.

أنبأنا أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال:

سمعت يحيى بن منصور القاضي يقول: سمعت أبا حامد بن الشّرقي يقول: ليس في مشايخنا أحسن حديثا من أبي بكر الإسماعيلي، و ذاك أنه كتب مع أبي زكريا الأعرج.

8137 - يحيى بن زياد بن عبيد اللّه بن عبد اللّه، و اسمه عبد الحجر

ابن عبد المدان، و اسمه عمرو بن الدّيّان، و اسمه يزيد بن قطن بن زياد

ابن الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب بن عمرو

ابن علة بن جلد بن مالك، و هو مذحج الحارثي الكوفي (4)

شاعر، يتهم في دينه (5).

وفد على الوليد بن يزيد بن عبد الملك، و قد أوردت ذكر وفادته في ترجمة مطيع بن إياس.

أخبرنا أبو منصور بن زريق (6)،و أبو الحسن بن سعيد، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (7):يحيى بن زياد الحارثي، و هو يحيى بن زياد بن عبيد اللّه بن عبد اللّه - و كان يقال له: عبد الحجر - بن عبد المدان بن الدّيّان بن قطن بن زياد بن الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب بن عمرو بن علة بن جلد بن مالك بن أدد بن

ص: 221


1- زيادة منا للإيضاح.
2- من قوله: فاضلا... إلى هنا استدرك على هامش م.
3- الزيادة عن «ز»، و م.
4- ترجمته في تاريخ بغداد 106/14 و الأغاني (الفهارس) و معجم الشعراء للمرزباني ص 497.
5- رمي بالزندقة كما في معجم الشعراء.
6- تحرفت بالأصل إلى: رزيق، و المثبت عن «ز»، و م.
7- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 106/14-107 رقم 7447.

يشجب بن يعرب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، و كانت عمّته ريطة بنت عبيد اللّه زوجة محمّد بن علي بن عبد اللّه بن العبّاس، فولدت له السفّاح، فيحيى بن زياد ابن خال أبي العبّاس السفّاح، و هو من أهل الكوفة، و كان شاعرا أديبا، ماجنا، نسب إلى الزندقة، و كان صديق مطيع بن إياس، و حمّاد عجرد، و واله بن الحباب، و غيرهم من ظرفاء الكوفيين، و له في السفّاح مدائح، و في المهدي أيضا، و قدم بغداد، فأقام بها مدة ثم خرج عنها.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه السلمي - مناولة و إذنا و قرأ عليّ إسناده - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافي بن زكريا (1)،نا عمر بن الحسن بن [علي بن] (2) مالك الشيباني، نا محمّد بن يزيد قال: كتب يحيى بن زياد إلى بعض أهله يعزيه: أما بعد، فإن المصيبة واحدة إن صبرت، و مصائب إن [لم تصبر، و قد مضى لك سلف يحسن عليهم البكاء، و بقي خلف في مثلهم العزاء، فلا البكاء يرد الماضي، و بالعزاء يطيب عيش الباقي] (3)و نحن عما قليل بهم لاحقون، فآثر الصبر فإنه أرد الأمرين عليك، و أرجعهما بالنفع لك.

قال المعافي: و لمن تقدّمنا من التعازي ما يستحسنه الألباء لبلاغته و فصاحته، و جودة معناه و قربه (4) و جزالته، و تعزية يحيى بن زياد هذه من أحسن ما روي في هذا الباب و أبلغه.

أخبرنا أبو المظفّر عبد الملك بن أبي القاسم القشيري، أنا أبي قال: و قيل ليحيى بن زياد الحارثي و كان له غلام سوء: لم تمسك هذا الغلام ؟ قال: لأتعلم عليه الحلم.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم عنه، أخبرني أبو الحسن عبد الرّحمن بن أحمد بن معاذ، أنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد البغوي، أنا أبو الطّيّب محمّد بن إسحاق بن يحيى بن الأعرابي النحوي المعروف بابن الوشّاء، قال: قال يحيى بن زياد الحارثي يمدح قوما بفضل الحلم:

تخالهم للحلم صمّا عن الخنا *** و خرسا عن الفحشاء عند التفاخر

و مرضى إذا لاقوا حياء و عفّة *** عند المنايا كالليوث الخوادر

ص: 222


1- رواه المعافى بن زكريا الجريري في الجليس الصالح الكافي 86/4-87.
2- في الجليس الصالح:«عمر بن الحسن بن علي بن مالك» و الزيادة عن م، و استدركت اللفظتان على هامش «ز».
3- ما بين معكوفتين مكانه مطموس و غير مقروء لسوء التصوير، و الزيادة عن م، و «ز»، و الجليس الصالح.
4- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الجليس الصالح: و قوته.

لهم ذلّ إنصاف و لين تواضع *** به لهم ذلّت رقاب المعاشر

كأنّ بهم وصما يخافون عيبه *** و ما وصمهم إلاّ اتقاء المعاذر

أخبرنا أبو منصور بن زريق (1)،و أبو الحسن بن سعيد، نا أبو بكر بن الخطيب، قال:

قرأت على الجوهري، عن محمّد بن عمران بن موسى، أخبرني علي بن هارون عن عمّه أبي أحمد، عن حمّاد بن إسحاق بن إبراهيم، عن أبيه عن محمّد بن الفضل السكوني قال:

قدم يحيى بن زياد بغداد، فلم يحمد زمانه فيها فقال:

لقد جاورت بغداذا *** فما أحببت بغداذا

و لا أحببت كرخايا (2) *** و لا أحببت كلواذا (3)

و لا وافقني فيها *** أخي ذاك و لا هذا

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، أنا أبو علي محمّد بن وشاح بن عبد اللّه الكاتب، نا أبو القاسم عبد الصّمد بن أحمد الخولاني المعروف بابن خشيش، أنشدنا أبو القاسم إسماعيل بن علي الخزاعي، أنشدنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى ثعلب عن سلمة، عن الفراء لإياس بن مطيع في يحيى بن زياد:

قد قلت للموت حين ساوره *** و الموت مقدامة على البهم

لو قد تبيّنت ما صنعت به *** قرعت سنا عليه من ندم

فاذهب بمن شئت إذ ذهبت به *** ما بعد يحيى للرزء من ألم

[قال ابن عساكر:] (4) المعروف مطيع بن إياس.

كما أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، نا - و أبو منصور بن زريق (5)،أنا - الخطيب (6)،أنا التنوخي، نا أبو عبيد اللّه (7) المرزباني، أنشدنا علي بن سليمان الأخفش، عن ثعلب قال:

قال مطيع بن إياس يرثي يحيى بن زياد الحارثي:

ص: 223


1- تحرفت بالأصل إلى: رزيق، و المثبت عن «ز»، و م.
2- كرخايا بالفتح ثم السكون و خاء معجمة: نهر كان ببغداد يأخذ من نهر عيسى (معجم البلدان).
3- كلواذى: طسّوج قرب مدينة السّلام بغداد، و ناحية الجانب الشرقي من بغداد (معجم البلدان).
4- زيادة منا.
5- تحرفت بالأصل إلى: رزيق، و التصويب عن «ز»، و م.
6- الخبر و الأبيات في تاريخ بغداد 107/14.
7- الأصل و م و «ز»: عبد اللّه، و المثبت عن تاريخ بغداد.

انظر إلى الموت حين بادهه *** و الموت مقدامة على البهم

لو قد تدبرت ما سعيت به *** قرعت سنا عليه من ندم

اذهب بمن شئت إذ ذهبت به *** ما بعد يحيى للرزء من ألم

قال: و أنشدنا ثعلب لمطيع بن إياس يرثي يحيى بن زياد الحارثي:

قد راح يحيى و لو تطاوعني *** الأقدار لم نبتكر و لم نرح

يا خير من يجمل البكاء به *** اليوم و من كان أمس للمدح

قد ظفر الحسن (1) بالسرور و قد *** أديل مكروهه من الفرح

8138 - يحيى بن زياد أبي الخصيب

تقدم ذكره.

8139 - يحيى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب

ابن عبد المطّلب بن هاشم العلوي (2)

كان مع أبيه حين أقدمه هشام بن عبد الملك.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار قال (3):

و ولد زيد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب: يحيى بن زيد، قتل بخراسان، و كان صار إليها حين قتل أبوه زيد بن علي بالكوفة، فقال:

لكل قتيل معشر يطلبونه *** و ليس لزيد بالعراقين طالب

قال الزبير: قال عمي: قاله أو تمثّله، قال الضحاك: قاله، و أمه ريطة بنت أبي هاشم، و اسمه عبد اللّه بن محمّد بن علي بن أبي طالب، و أمها ريطة بنت الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب، و أمّها ابنة المطلب بن أبي وداعة، و أمّها حبيبة بنت نبيه بن الحجاج السهمي.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا

ص: 224


1- كذا بالأصل، و في م و «ز»، و تاريخ بغداد: الحزن.
2- ترجمته في جمهرة ابن حزم (الفهارس)، معجم البلدان (جوزجان)، و نسب قريش ص 66.
3- رواه المصعب الزبيري في نسب قريش ص 66.

سليمان بن إسحاق بن إبراهيم، نا حارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد قال (1):

فولد زيد بن علي: يحيى بن زيد المقتول بخراسان، قتله سالم (2) بن أحوز، بعثه إليه نصر بن سيّار، و أمّه ريطة بنت أبي هاشم عبد اللّه بن محمّد بن علي بن أبي طالب، قال الصوري: كان رائطة فضرب على الألف.

أخبرنا أبو نصر غالب بن أحمد بن المسلّم الآدمي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن أيمن الدينوري، أنا أبو الحسن علي بن موسى بن الحسين - إجازة - أنا أبو سليمان محمّد بن عبد اللّه بن أحمد الحافظ ، أنا أبي، نا أحمد بن محمّد بن نصر الترمذي، حدّثني محمّد بن عبد الوهّاب الأزهري، حدّثني حامد (3) بن محمّد، حدّثني أخي إبراهيم بن محمّد، عن أبيه، حدّثني سعد (4) بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف قال:

خرج بنا إلى هشام بن عبد الملك، و كان أيوب بن سلمة المخزومي أحد من كتب فيه، قال: فقدم بمن قدم الرّصافة قبلنا، قال: فقدمنا الرّصافة، فوجدنا هشاما قد استحلف أيوب ما لخالد القسري عنده مال و لا خبر مال، فخرج إلينا سالم فقال: إن أمير المؤمنين قد أمر أن يخرج بكم إلى العراق إلى يوسف بن عمر قال سعد: فقلت: و لم لا يفعل بنا ما يفعل بصاحبنا أيوب بن سلمة ؟ فنحن نرى أمير المؤمنين و نحلف له، فقال سالم: لا، إنّ يوسف بن عمر قد تضمن لأمير المؤمنين أن يستخرج له أموال القسري، و يخاف أمير المؤمنين إن دخل عليه في ذلك فيقول دخلت عليّ في ما ضمنت لك، فتفسد عليه ما ضمن له، فلا بد لكم من الذهاب إليه، قال: فقال له زيد بن علي: و اللّه يا سالم ما أحبّ أجد الحياة إلاّ ذلّ ، قال: و خرج بي و بزيد حتى انتهينا إلى يوسف بن عمر بالكوفة، فأدخلنا عليه، فأحسن في أمرنا و جوزنا، فخرجنا حتى نزلنا القادسية، قال: فو اللّه إنّي و زيد لقاعدان بفناء البيت الذي نحن فيه نزول، إذ رابني منه الإنسان بعد الإنسان، فيقوم إليه و يخلو به، فقال لي ابنه يحيى بن زيد: يا عمّ ، اعلم أن أبي يريد أن يفارقك هاهنا، فلو كلمته، و لا أحبّ أن يعلم أنّي أعلمتك، قال: فجئت زيدا، فقلت له: قد تعلم رأي قومك فيك و محبتهم لك،

ص: 225


1- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 325/5 في ترجمة زيد بن علي.
2- كذا بالأصل و م و «ز»: «سالم» و في ابن سعد: سلم.
3- لفظتا «حامد بن» استدركتا على هامش «ز»، و بعدهما صح.
4- تحرفت في م إلى: سعيد.

و على ودهم لو زيد في عمرك أعمارهم لسيرتك بهم و حسن رأيك، و محبتك لهم، و قد رأيت أمرا أنكرته، و هم أهل الكوفة، خدعوا أباك، و قعدوا به و خذلوه، فأنشدك اللّه و الرحم أن تفجع (1) قومك بك، قال: و هو صامت لا يتكلم، حتى إذا فرغت من كلامي قال: يا أبا إسحاق، خرج بنا أسيرين عن غير ذنب و لا جرم و لا خيانة (2)،فشق بنا الحجاز ثم أرض الشام، ثم أرض الجزيرة إلى العراق إلى تيس من ثقيف يلعب بنا، و أنشد زيد بن علي يقول:

بكرت تخوّفني الحتوف كأنني *** أصبحت عن غرض الحتوف بمعزل

فأجبتها إن المنية منهل *** لا بد أن أسقى بكأس المنهل

إنّ المنية لو تمثّل مثّلت *** مثلي إذا نزلوا بضنك المنزل

فاقني حياءك لا أبا لك و اعلمي *** أنّي امرؤ سأموت إن لم أقتل

أستودعك اللّه أبا إسحاق، أعطي اللّه عهدا إن أدخلت يدي في طاعة لهؤلاء ما عشت، فافترقنا و تغيب.

و بلغ هشام بن عبد الملك تغيّبه، فقال سالم: يا أمير المؤمنين، قد و اللّه كان قال لي حيث أعلمته أنه لا بدّ له من الشخوص إلى يوسف بن عمر: ما أحب الحياة أحد إلاّ ذلّ فقال هشام: ويحك، كيف لم تخبرني ؟ و اللّه لو أخبرتني لحقنت دمه، و لوصلت رحمه.

قرأت (3) على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبّار، أنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الباقي (4) بن عبد الكريم بن عمر، أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد، نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي يعقوب، حدّثني أحمد بن كثير، حدّثني أبو نعيم، أخبرني عمر بن نجيح صاحب لنا عن محمّد بن علي السّلمي قال:

خطب زيد بن علي إلينا على ابنه (5)،فكنت أنا الذي أرد عليه، فكان في بعض ما تكلم أن قال: أما بعد، فإني يحيى بن زيد في الجهة العليا من قومه و العينين الناظرتين (6)،و هو

ص: 226


1- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المختصر: أن لا تفجع قومك بك.
2- كذا بالأصل، و بدون إعجام في م، و في «ز»، و المختصر: جناية.
3- كتب فوقها في «ز»«س» بحرف صغير.
4- كذا بالأصل «بن عبد الباقي» و ليست في م و «ز».
5- الأصل:«أبيه» و المثبت عن «ز»، و م.
6- كذا بالأصل و م، و في «ز»: الناظرين.

يتقلب في رحمة اللّه، و في عز قريش، و قد أتاكم اللّه بسعادة فاقبلوها.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن ميمون، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن الحسن بن عبد الرّحمن العلوي الحسني، أنا أحمد بن محمّد بن عمران - و هو ابن الجندي - نا زيد بن محمّد العامري، نا علي بن كعب، نا حسن بن الحسين العرني، عن عمرو بن (1) ثابت، عن ابن أبي ليلى، قال: كان زيد بن علي يقول ليحيى ابنه:

أ بنيّ إما تقعدن فلا تكن *** دنس الفعال مبيّض الأثواب

و احذر مصاحبة اللئيم فإنما *** شين الكريم فسولة (2) الأصحاب

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين الحافظ قال: سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن السلمي يحكي عن أبي عبد اللّه بن أبي ذهل أنه حكى: أن يحيى بن زيد العلوي حمل إلى بخارى مقيدا، و نعي إليه والده، فدخل عليه بعض الشعراء، و أنشده قصيدة، فقال: دع ما تقول، و اسمع مني ما أقول، فأنشأ يقول:

إن يكن نالك الزمان ببلوى *** عظمت شدة عليك و جلّت

و تلتها قوارع داهيات *** سئمت دونها النفوس و ملّت

فاصطبر و انتظر بلوغ مداها *** فالرزايا إذا توات تولّت

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - أن الحسين بن أحمد بن المظفّر بن أبي حريصة أخبرهم إذنا، أنا علي بن موسى بن الحسين، أنا محمّد بن عبد اللّه بن أحمد العبدي، أنا أبي، نا الخضر بن أبان قال: سمعت الهيثم بن عدي و ذكر (3) يحيى بن زيد بن علي بن الحسين و مقتله فقال: أمّا أبوه فمن قد علمتم، و أمّا أمّه فإنها رائطة ابنة عبد اللّه بن محمّد بن علي، و لم يخلف يحيى عقبا، و تولى قتله سالم (4) بن أحوز المازني بالجوزجان (5)بقرية أرغومة، و كان نصر بن سيار و هو عامل خراسان بعث سالم بن أحوز إلى يحيى، فقتله

ص: 227


1- سقطت من «ز».
2- في «ز»: «بسوأة الأصحاب» و في م فكالأصل. و الفسو له: النذالة و ضعف المروءة.
3- كذا بالأصل و م، و في «ز»: و هو يذكر.
4- كذا بالأصل و «ز»: و م و الطبري 230/7 سلم.
5- الجوزجان: اسم كورة واسعة من كور بلخ بخراسان، و هي بين مرو الروذ و بلخ.. و بها قتل يحيى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه (معجم البلدان).

بعد حرب شديد (1)،و زحوف و مواقف، ثم أصاب يحيى سهم في صدغه فسقط إلى الأرض، و انكبّوا عليه، فاحتزوا رأسه، فأنفذه سالم إلى نصر، فأنفذه نصر إلى هشام بن عبد الملك، فوصل إليه و هو بالرّصافة، و صلبت جثته بجوزجان، فلم يزل مصلوبا حتى ظهر أبو مسلم فأمر بجسده فأنزل و وري بعد أن تولى هو الصلاة عليه، و كتب أبو مسلم بإقامة النياحة ببلخ سبعة أيام بلياليها، و بكى عليه الرجال و النساء و الصبيان، و أمر أهل مرو ففعلوا مثل ذلك و كثيرا من كور خراسان، و ما ولد في تلك السنة مولود بخراسان من العرب و من له حال و نبأ إلاّ سمّي يحيى.

قال: و قال أبو مسلم لمرار بن أنس: يا مرار، إنه لم يبق من قتلة يحيى بن زيد أحد يعرف بعينه إلاّ سورة بن محمّد الكندي، و هو شجى في لهاتي، و كان سورة من فرسان الكرماني، قال: فمضى إليه مرار (2) فقتله، فقال له أبو مسلم: يا مرار اليوم ساغ لي الشراب، و دعا أبو مسلم بديوان بني أمية، فجعل يتصفح أسماء قتلة يحيى بن زيد و من سار في ذلك البعث لقتاله، فمن كان حيا قتله، و من كان ميتا خلفه في أهله و في عشيرته بما يسوؤه، فهذا حديث الخضر بن أبان.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الشافعي، عن أبي الفتح الزاهد، عن أبي خازم (3)محمّد بن الحسين بن محمّد، أنا منير بن أحمد بن الحسن، أنا علي بن أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن مروان الرملي، نا الوليد بن طلحة، نا ضمرة بن ربيعة قال: قتل يحيى بن زيد بخراسان في ولاية الوليد بن يزيد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا ابن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب قال: قال ابن بكير: قال الليث.

ح و أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، أنا سهل بن بشر، أنا محمّد بن أحمد بن عيسى السعدي، أنا أبو العبّاس أحمد بن الحسن بن جعفر النّخالي، نا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن موسى الحضرمي، أخبرني أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز، نا يحيى بن بكير المخزومي، نا الليث بن سعد قال:

ص: 228


1- كذا بالأصل و م و «ز»: «شديد» بتذكير الحرب، و قد قيلت. راجع اللسان: حرب.
2- بالأصل: مرارا.
3- الأصل، و «ز»، و م: حازم.

و فيها - يعني: سنة خمس و عشرين و مائة - قتل يحيى بن زيد الهاشمي.

أنبأنا أبو القاسم النسيب، و أبو الوحش المقرئ، عن رشأ بن نظيف، أنا أبو شعيب عبد الرّحمن بن محمّد، و أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرّحمن، قالا: أنا الحسن بن رشيق، أنا أبو بشر محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا أبو الزنباع، نا يحيى بن بكير، حدّثني الليث قال:

و في سنة خمس و عشرين قتل يحيى بن زيد الهاشمي.

و ذكر محمّد بن أحمد بن القوّاس أن سالم (1) بن أحوز قتله بالجوزجان سنة ست و عشرين، و صلب بدنه.

8140 - يحيى بن زيد بن علي بن محمّد بن أحمد بن عيسى

ابن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب

ابن عبد المطّلب بن هاشم أبو الحسين الحسيني الزيدي

قاضي دمشق في أيام الملقب بالمستنصر بعد مستخص الدولة (2)،ثم عزل و أعيد مستخص الدولة.

روى عن أبي محمّد بن أبي نصر، و أبي عبد اللّه بن أبي كامل.

روى عنه: أبو بكر الخطيب، و علي بن طاهر النحوي، و أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن أحمد بن المبارك الفراء، و أبو طاهر بن الحنائي (3)،و أبو الحسن الموازيني.

أنبأنا أبو طاهر محمّد بن الحسين الحنّائي، و حدّثنا أبو الحسن علي بن مهدي بن المفرج عنه، نا القاضي الشريف معتمد الدولة، و نسيبها (4) أبو الحسين يحيى بن زيد الحسيني الزيدي في شعبان سنة سبع و أربعين و أربعمائة.

أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان بن أبي نصر، نا الحسن بن حبيب الحضائري، نا أبو عبد اللّه هارون بن شريك الأخفش، نا أبو العبّاس سلام بن سليمان المدائني، نا أبو (5)

ص: 229


1- كذا بالأصل و «ز»: سالم، و في م: سلم.
2- هو أبو الحسين إبراهيم بن العباس بن الحسن بن أبي الجن الحسيني قاضي دمشق و خطيبها راجع ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي ص 91.
3- في «ز»: الحياني.
4- كذا رسمها بالأصل، و بدون إعجام في م و «ز».
5- كتبت فوق الكلام بين السطرين في «ز».

عمرو بن العلاء، عن نافع، عن ابن عمر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قرأ في الواقعة فَشٰارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ (1) بفتح الشين من «شرب».

ذكر أبو الغنائم النسّابة: أنه كان ذا خير، و عصبية، و كرم، و جلالة و قدر، و نعمة حسنة.

أخبرني أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد [أنا أحمد] (2) بن علي بن ثابت قال: يحيى بن زيد بن يحيى بن علي بن محمّد بن أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو الحسين الزيدي الدمشقي، تولى القضاء بها، و بحلب، و حدّث عن الحسين بن أبي كامل الأطرابلسي، كتبت عنه.

أخبرنا أبو محمّد المزكي، نا عبد العزيز بن أحمد قال: توفي الشريف القاضي معتمد الدولة و نسيبها (3) ذو الجلالتين (4) أبو الحسين يحيى بن زيد الحسيني الزيدي يوم الأربعاء التاسع من ذي الحجّة سنة خمس و خمسين و أربعمائة، و هو يومئذ الناظر في أموال العساكر بدمشق، و كان حدّث عن أبي عبد اللّه الحسين بن عبد اللّه بن أبي كامل الأطرابلسي، و عبد الرّحمن بن عثمان بن أبي نصر بشيء يسير، وجد له فيه بلاغ.

8141 - يحيى بن سعدون بن تمام بن محمّد

أبو بكر الأزدي الأندلسيّ القرطبي المقرئ النحوي (5)

قرأ القرآن بالأندلس على أبي الحسن عون اللّه بن عبد الرّحمن بن عون اللّه، و أبي القاسم خلف بن إبراهيم بن الحصار (6)،و أبي جعفر أحمد بن عبد الحقّ الخزرجي، و بمصر و بروايات (7) و ببغداد على أبي بكر بن المزرفي (8)،و أبي عبد اللّه البارع، و أبي

ص: 230


1- سورة الواقعة، الآية:55.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك لتقويم السند عن م، و «ز».
3- بدون إعجام في «ز»، و فوقها ضبة.
4- كذا بالأصل و م، و في «ز»: الجلالين.
5- ترجمته في وفيات الأعيان 171/6 و إنباه الرواة 37/4 و معرفة القراء الكبار 535/2 رقم 482 و غاية النهاية 2/ 372 وصلة الصلة 177 و بغية الوعاة 334/2 و سير أعلام النبلاء 546/20 و نفح الطيب 538/2 و شذرات الذهب 225/4 و معجم الأدباء 14/20 و معجم البلدان 324/4.
6- كذا بالأصل و م و «ز»، و في معرفة القراء الكبار و سير الأعلام: النخاس.
7- غير مقروءة بالأصل و م، و المثبت عن «ز».
8- الأصل و م و «ز»: المرزقي.

محمّد ابن بنت الشيخ أبي منصور، و جمع السبعة و غيرها، و سمع الحديث بقرطبة على أبي محمّد عبد الرّحمن بن محمّد بن عتّاب، و بمصر: من أبي صادق مرشد بن يحيى، و أبي عبد اللّه بن الحطاب و غيرهما، و ببغداد من أبي القاسم بن الحصين، و أبي بكر محمّد بن عبد الباقي، و جماعة سواهم.

و قدم دمشق فسكنها مرة، و أقرأ بها القرآن و النحو، و انتفع به جماعة لملازمته، و حسن خلقه و تواضعه، ثم خرج عنها حين توجه الكافر اللمدى (1) إليها، و سكن الموصل، ثم مضى إلى أصبهان و عاد إلى الموصل و هو الآن بها، سمعت منه شيئا يسيرا، و هو ثقة، ثبت.

حدّثنا أبو بكر القرطبي بدمشق، أنا أبو عبد اللّه بن الحطاب (2)-و أجازه لي - أبو عبد اللّه، أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن علي الفارسي - بمصر - أنا أبو الحسن (3) علي بن عبد اللّه بن الفضل البغدادي - بانتقاء أبي الحسن الدارقطني و قراءته - نا يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن عبّاد بن العوّام - بواسط - نا عفّان بن مسلم، نا عبد الواحد بن زياد، نا عبد الرّحمن بن إسحاق قال: سمعت النعمان بن سعد قال: سمعت عليا يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اللّهمّ بارك لأمّتي في بكورها»[13124].

قال (4):و أنا أبو عبد اللّه، أنا محمّد بن أبي عدي السّمرقندي، و محمّد بن أبي سعد القزويني بمصر، قالا: أنا علي بن محمّد بن إسحاق الإصطخري، نا محمّد بن إبراهيم بن نيروز الأنماطي، نا محمّد بن جعفر، نا إبراهيم بن عبد اللّه، نا محمّد بن صالح بن يحيى العدوي، حدّثني أبي، عن عبد اللّه بن المبارك أنه كان يقول: أثر الحبر في ثوب صاحب الحديث أحسن من الخلوق في ثوب العروس.

سئل أبو بكر عن مولده فقال: في شهر ربيع [الأول] (5) سنة ست و ثمانين و أربعمائة، و توفي يوم الجمعة يوم عيد الفطر، سنة سبع و ستين (6) و خمسمائة (7).

ص: 231


1- كذا رسمها في «ز»، و فوقها ضبة.
2- تحرفت في «ز» و م إلى: الخطاب.
3- كذا بالأصل، و في م و «ز»: الحسين.
4- يعني أبا بكر يحيى بن سعدون القرطبي.
5- سقطت من الأصل و استدركت عن «ز»، و م.
6- من قوله: و توفي... إلى هنا مكانه بياض في «ز»، و كتب على هامشها: مقصوص بالأصل.
7- كتب بعدها بالأصل:«أظن أن المولد و الوفاة إلحاق القاسم» و هذه الجملة ليست في «ز»، و م، و أظنها من عمل بعض النساخ، معقبا.

8142 - يحيى بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية

ابن عبد شمس أبو أيّوب، و يقال: أبو الحارث الأموي (1)

سمع أباه، و معاوية بن أبي سفيان، و عائشة أم المؤمنين.

روى عنه: الزهري، و الربيع بن سبرة بن معبد، و أشرس بن عبيد بن صهيب مولى سعيد بن العاص، و ابنه.

و هو أخو عمرو الأشدق، و عنبسة، و كان مع أخيه عمرو حين قتله عبد الملك، فسيّره إلى المدينة، ثم قدم على عبد الملك دمشق مستأمنا، و حضر عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو المطهر عبد المنعم بن أحمد بن يعقوب، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه بن الحسن المعدّل، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الكريم، نا يونس بن عبد الأعلى، نا سلامة بن روح، قال: قال عقيل: حدّثني ابن شهاب، أخبرني يحيى بن سعيد بن العاص أن سعيد بن العاص أخبره.

أن أبا بكر استأذن على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو مضطجع على فراش، لابس مرط (2)عائشة، فأذن لأبي بكر و هو كذلك، فقضى أبو بكر حاجته ثم انصرف، ثم استأذن عمر بن الخطاب و هو على تلك الحال، فقضى حاجته ثم انصرف، قال عثمان: ثم استأذنت، فجلس رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فجمع عليه ثيابه ثم قضيت إليه حاجتي، ثم انصرفت، فقالت عائشة: يا رسول اللّه، ما لك لم تفزع (3) لأبي بكر و عمر كما فزعت لعثمان ؟ قال:«إن عثمان رجل حيي، و إنّي خفت أن لو أذنت له و أنا على حالي تلك لا يبلغ إليّ في حاجة»[13125].

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد الأزهري، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا أبو حامد بن الشرقي، نا محمّد بن يحيى الذهلي، نا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، نا أبي عن صالح، عن ابن شهاب، أخبرني يحيى بن سعيد بن العاص أن سعيد بن العاص أخبره أن عثمان و عائشة حدّثاه.

أن أبا بكر استأذن على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو مضطجع على فراشه لابس مرط عائشة،

ص: 232


1- ترجمته في تهذيب الكمال 89/20 و تهذيب التهذيب 138/6.
2- المرط : كساء من صوف، أو من خزّ.
3- كذا بالأصل:«تفزع... فزعت» و في م: بدون إعجام، و في «ز»: تفزع... فرغت».

فأذن لأبي بكر و هو كذلك، فقضى إليه حاجته ثم انصرف، ثم استأذن عمر فأذن له و هو على تلك الحال، فقضى إليه حاجته ثم انصرف، قال عثمان: ثم استأذنت عليه (1)،فجلس و قال لعائشة:«اجمعي عليك ثيابك» قال: فقضيت إليه حاجتي ثم انصرفت، قال: فقالت عائشة:

يا رسول اللّه، لم أرك فزعت لأبي بكر و عمر كما فزعت لعثمان، قال: فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«إن عثمان رجل حيي و إني خشيت إن أذنت له و أنا على تلك الحال أن لا يبلغ إليّ في حاجته»[13126].

قال: و نا محمّد بن يحيى، نا أبو اليمان، أنا شعيب، عن الزهري، أخبرني يحيى بن سعيد بن العاص أن سعيد بن العاص أخبره أن عثمان و عائشة أخبراه أن أبا بكر استأذن على النبي صلى اللّه عليه و سلم، نحوه.

قال: و أنا محمّد بن يحيى، نا عبد الرزّاق، عن معمر، عن الزهري، عن يحيى بن سعيد بن العاص، عن عائشة نحو حديثهما، و زاد: قال عبد الرزّاق: قال الزهري: و ليس كما يقول الكذّابون: أ لا أستحي ممن تستحي منه الملائكة».

تابعهم يونس بن يزيد عن ابن شهاب.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا (2):أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار قال (3):

في تسمية ولد سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص قال: و يحيى بن سعيد و أمه العالية بنت سلمة بن يزيد بن مشجعة بن المجمّع بن مالك بن كعب بن سعد بن عوف بن حريم (4) بن جعفي (5) بن سعد العشيرة، و كان عبد الملك قتل أخاه عمرو بن سعيد، سيّره هو و بني سعيد، و سيّر منهم عبد اللّه بن يزيد أبا خالد بن عبد اللّه بن يزيد القسري (6)،و كان على شرطة عمرو بن سعيد، فلحق يحيى و عبد اللّه بن يزيد بعبد اللّه بن الزبير، فلم يزالا معه

ص: 233


1- استدركت على هامش «ز»، و بعدها صح.
2- الأصل، و «ز»، و م: قالا.
3- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 178-179.
4- كذا بالأصل و «ز»: «خريم» و المثبت عن م و نسب قريش.
5- تحرفت بالأصل و م إلى: جعفر، و المثبت عن «ز»، و نسب قريش.
6- الأصل و م: القشيري، و المثبت عن «ز»، و نسب قريش.

حتى قتل عبد اللّه بن الزبير، فخرجا في الأمان، و كان في وجه يحيى ردّة فقال له عبد الملك: يا قبيح بم تنظر إلى اللّه إذا لقيته، و قد غدرت بي بعد ما عفوت عنك ؟ قال: انظر إليه بالوجه الذي خلقه، و أنت دفعتني إلى عدوك هدية و أخرجتني و أخفتني، و ولده بالكوفة و واسط .

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا أبو محمّد بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح، قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة و محدّثيهم: يحيى بن سعيد بن العاص.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوه، أنا أبو الحسن اللنباني (1)،نا ابن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد قال (2):في الطبقة الثانية من أهل المدينة: يحيى بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد بن سعد قال (3):فولد سعيد بن العاص:

يحيى بن سعيد، و أيّوب درج، و أمهما العالية ابنة سلمة بن يزيد بن مشجعة بن المجمع بن مالك بن كعب بن سعد بن عوف بن حريم بن جعفي بن سعد العشيرة من مذحج.

قال: و أنا ابن حيوية - إجازة - أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم، نا حارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد قال (4) في الطبقة الثانية (5) من أهل المدينة: يحيى بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس، و كان قليل الحديث.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار و الكوفي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (6):يحيى بن سعيد بن العاص

ص: 234


1- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
2- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
3- الخبر رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 30/5 في ترجمة سعيد بن العاص، و عن ابن سعد في تهذيب الكمال 89/20.
4- الطبقات الكبرى لابن سعد 238/5.
5- تحرفت بالأصل إلى الثالثة، و التصويب عن م، و «ز»، و ابن سعد.
6- التاريخ الكبير للبخاري 275/8.

الأموي القرشي، سمع معاوية، روى عنه أشرس بن عبيد، كنيته أبو الحارث (1).

[قال ابن عساكر:] (2) كذا كنّاه.

أنبأنا أبو الحسين و أبو عبد اللّه قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (3):

يحيى بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي روى عن معاوية، روى عنه أشرس بن عبيد بن صهيب، و الزهري، و ابنه، سمعت أبي يقول ذلك.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو أيّوب يحيى بن سعيد بن العاص، روى عنه الزهري.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال: يحيى بن سعيد بن العاص، أبو أيّوب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر الأنباري، أنا أبو القاسم بن الصوّاف، نا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي قال: أبو أيّوب يحيى بن سعيد بن العاص.

و بلغني (4) أن عبد الملك بن مروان كان يفضّله و يقول: ما رأيت ابن زوملة (5) أفضل من يحيى بن سعيد، و أم يحيى مرادية، قال: و القرشي إذا كانت أمه عربية و لم تكن من قريش قيل إن زوملة، و إن كانت أمه أم ولد لم يكن ابن زوملة.

و بلغني أن عبد الملك قال له: إنك أشبه الناس بإبليس، قال: و لم تنكر أن يشبه سيد الإنس سيّد الجنّ ؟! (6)

ص: 235


1- قوله:«كنيته: أبو الحارث» سقط من التاريخ الكبير.
2- زيادة منا.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 149/9.
4- الخبر رواه المزي في تهذيب الكمال 90/20 عن ابن عساكر.
5- ابن زوملة يعني ابن الأمة راجع تاج العروس. طبعة دار الفكر.
6- تهذيب الكمال 90/20.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، حدّثني محمّد بن الوزير، نا يحيى بن حسّان، عن عبد العزيز بن الربيع بن سبرة، عن أبيه قال: قال يحيى بن سعيد بن العاص لعمر بن عبد العزيز: يا أمير المؤمنين ولّ فلانا، قال: إنا لا نلعب يا أبا أيوب.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السقا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عبّاس بن محمّد قال: سألت يحيى عن حديث رواه هشيم عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن سليمان بن يسار أن يحيى بن سعيد بن العاص طلق امرأته، من يحيى بن سعيد هذا؟ فقال: لا أدري.

8143 - يحيى بن سعيد بن عبد اللّه أبو سالم البهراني الحموي

شيخ من أهل الفضل و الأدب.

قدم دمشق مرّات و حجّ منها، و عاد إليها، و سألته عن مولده فقال في سنة سبع و ثمانين و أربعمائة، و أنشدني لنفسه و كتب لي بخطّه:

ما بعد جلّق في البسيطة دار *** تجري خلال قصورها الأنهار

دار تلذّ بها النفوس و تجتني *** من حسنها ثمر المنى الأبصار

زادت بها الدنيا جمالا بارعا *** و زهت بحسن صفاتها الأمصار

و حوت محاسن كلّ حسن مبدع *** فيه عقول أولي العقول تحار

أحسن بربوتها إذا ما أسفرت *** شمس الربيع و غنت الأطيار

و افترّ ثغر الزهر من أكمامه *** و ترنّحت تيها به الأسحار

و تأزّرت أكمامها بخمائل *** باتت تحبّر وشيها الأمطار

فإذا جرى فيها النسيم *** تقطرت من طيب صائك (1) عرفها الأقطار

سقيا لجلّق من مغان لم تزل *** من أفقها تتبلّج الأقمار

ما كان أقصر مدة فيها انقضت *** و كذاك أعمار السرور قصار

و هي طويلة.

و أنشدني لنفسه من قصيدة:

ص: 236


1- صائك: من صاك به الطيب يصوك و يصيك: لصق.

قد أزف البين (1) الذي تحذر *** و أصبحت صحف النوى تنشر (2)

ساروا يؤمون (3) الغضى منزلا *** و في الحشا جمر الغضا تسعر

ما ودعوا بل أودعوا مهجتي *** سرّ هوى دمعي له مظهر

يا حادي الأظعان قف ساعة *** فقد شجاني الطلل المقفر

لعلّني أقضي ذمام الهوى *** فذمة الأحباب ما تخفر (4)

كم أنّة أصدرت عن لوعة *** تبدي إلى الواشين ما أستر

و عبرة تتبعها دمعة *** و زفرة عن كمد تصدر

كتمتها قبل حلول النوى *** فلم تكن سرى بها تشعر

و من غرامي بها إنني لا أسمع *** اللوم و لا أبصر

فليت لا يقضي فراق جرى *** بين المحبين و لا تقدر

و ليت (5) إن جدت بهم رحلة *** كان فؤادي بعدهم يصبر

سقى ليالينا بجزع الحمى *** و عيشنا فيه حيّا (6) مبكر

ترى بعيد الدهر أيامنا *** فيه و نقضي بعض (7) ما نؤثر

كم لذة في ضمنه قد مضت *** موتي (8) الهوى من ذكرها لينشر

تخالنا من فرط أشواقنا *** يعتادنا مسّ إذا تذكر

مع كلّ أحوى معوز شكله *** ماء الحياء من وجهه يقطر

قد كتب الحسن على خدّه *** يا أيها الناس قفوا فانظروا

8144 - يحيى بن سعيد بن عبد الملك بن

مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي

له ذكر.

ص: 237


1- كذا بالأصل و «ز»، و في م: العين.
2- ضبطت اللفظة عن «ز».
3- رسمها بالأصل و م:«أمرى» و فوقها ضبة في «ز».
4- في م: تحقر.
5- تحرفت في م إلى:«و كتب»، و كتبت على سطر منفرد.
6- في «ز»: حمى.
7- في «ز»: فوق.
8- في م: و في.

8145 - يحيى بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص بن أميّة بن

عبد شمس بن عبد مناف أبو عمرو الأموي السعيدي المكّي

حدّث عن الزهري، و ابن جريج.

روى عنه: ابنه عمرو بن يحيى، و حامد بن عمر البكراوي.

و قدم على [بعض] (1) خلفاء بني أميّة.

و قد تقدم ذكر وفوده في ترجمة أبيه.

و لم يذكره البخاري في تاريخه (2)،و ذكره ابن أبي حاتم فقال ما:

أخبرنا أبو الحسين (3) الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم العبدي، أنا حمد (4)-إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (5):

يحيى بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، أبو عمرو المكّي، و هم عدة اخوة:

إسحاق بن سعيد، و خالد بن سعيد، و يحيى بن سعيد.

روى عن: إسحاق بن سعيد أبو الوليد، و روى عن خالد بن سعيد عبد اللّه بن عمر المشك، و روى عن يحيى بن سعيد ابنه عمرو بن يحيى السعيدي، و حامد بن عمر البكراوي، و روى هو عن الزهري، و ابن جريج، سمعت أبي يقول ذلك.

8146 - يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو، و يقال: ابن

قيس بن قهد (6) أبو سعيد الأنصاري (7)

قاضي المدينة.

ص: 238


1- استدركت عن هامش الأصل.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و قد وهم المصنف، فالبخاري ترجمه في التاريخ الكبير 277/8 رقم 2987 و قد جاء في الترجمة ما يلي: يحيى بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص أبو عمرو، عن الزهري، و ابن جريج. روى عنه حامد بن عمر البكراوي.
3- تحرفت بالأصل إلى: الحسن، و المثبت عن «ز»، و م.
4- تحرفت بالأصل إلى: أحمد، و التصويب عن «ز»، و م.
5- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 152/9.
6- في م و «ز»: فهد.
7- ترجمته في تهذيب الكمال 103/20 و تهذيب التهذيب 141/6 و التاريخ الكبير 275/8 و الجرح و التعديل 9/ 147 و تهذيب الأسماء و اللغات 153/2 و سير أعلام النبلاء 468/5 و شذرات الذهب 212/1 و تاريخ بغداد 14/ 101.

سمع أنس بن مالك، و السائب بن يزيد، و أبا أمامة بن سهل، و سعيد بن المسيّب، و القاسم بن محمّد، و سالم بن عبد اللّه بن عمر بن الخطّاب، و عروة بن الزبير، و هشام بن عروة، و أبا سلمة بن عبد الرّحمن، و سليمان بن يسار، و أبا صالح ذكوان السمّان، و عبد الرّحمن بن هرمز الأعرج، و أبا الحباب سعيد بن يسار، و بشير بن يسار مولى بني حارثة، و عباد بن تميم، و عمرة (1) بنت عبد الرّحمن و جماعة سواهم.

روى عنه: مالك، و شعبة، و الثوري، و الليث بن سعد، و جرير بن عبد الحميد، و عمرو بن الحارث، و ابن أبي ذئب (2)،و ابن عيينة، و حميد الطويل، و حمّاد بن سلمة، و حمّاد بن زيد، و يحيى بن سعيد القطّان، و عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، و عبد اللّه بن المبارك، و زهير بن معاوية، و عبد الجبّار بن عمر المقرئ (3)،و هشيم بن بشير، و يزيد بن هارون، و عبد الوهّاب الثقفي، و عبد اللّه بن نمير، و أبو أسامة حمّاد بن أسامة، و الأوزاعي، و غيرهم.

و قدم دمشق صحبة أنس بن مالك.

أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر، أنا أبو حفص عمر بن أحمد [بن محمد] (4) بن مسرور الزاهد، أنا أبو سعيد محمّد بن الحسن بن موسى السمسار، أنا الإمام (5) أبو بكر محمّد بن إسحاق بن خزيمة، نا علي بن حجر، نا عاصم بن سويد، حدّثني يحيى بن سعيد، عن أنس بن مالك قال:

جاء أسيد بن الحضير الأسلمي إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم و قد كان قسم طعاما [فذكر له أهل بيت من الأنصار من بني ظفر] (6) فيهم حاجة، قال: و جلّ أهل ذلك البيت نسوة. قال: فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«تركتنا يا أسيد حتى ذهب ما في أيدينا، فإذا سمعت بشيء قد جاءنا فاذكر

ص: 239


1- في «ز»: و حمزة بن عبد الرحمن.
2- في «ز»: ابن أبي ذؤيب.
3- تقرأ بالأصل و م: المصري، و المثبت عن «ز»، و في تهذيب الكمال: الأيلي.
4- الزيادة عن م و «ز».
5- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن «ز»، و م.
6- ما بين معكوفتين غير مقروء بالأصل لسوء التصوير، و المثبت عن «ز»، و م.

لي أهل ذلك البيت»، قال: فجاءه بعد ذلك طعام من خيبر، شعيرا و تمر، قال: فقسم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في الناس، و قسم في الأنصار فأجزل، و قسم في أهل ذلك البيت فأجزل، فقال أسيد بن الحضير متشكرا: جزاك اللّه أي نبي اللّه عنا أطيب الجزاء - أو قال: خيرا - فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«أنتم معشر الأنصار فجزاكم اللّه أطيب الجزاء - أو قال: خيرا - فإنكم ما علمت أعفّة، صبر، و سترون بعدي أثرة في الأمر و القسم، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض»[13127].

رواه النسائي عن علي بن حجر.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر (1)،و أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم قالا: أنا أبو عثمان سعيد بن محمّد البحيري (2)،أنا أبو علي زاهر بن أحمد الفقيه، أنا أبو إسحاق [إبراهيم] (3) بن عبد الصّمد الهاشمي، نا أبو مصعب الزهري، نا مالك، عن يحيى بن سعيد عن عبد الرّحمن بن هرمز الأعرج، حدّثنا عبد اللّه بن بحينة (4)أنه قال: صلى بنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الظهر، فقام من الاثنتين فلم يجلس فيهما، فلمّا قضى صلاته سجد سجدتين ثم سلّم بعد ذلك[13128].

أخرجه النسائي في حديث مالك عن محمّد بن سلمة المرادي، عن عبد الرّحمن بن القاسم عنه، و أخرجه هو و مسلم من حديث الليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد الأنصاري.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، نا عبد اللّه بن صالح، حدّثني معاوية بن صالح، عن يحيى بن سعيد قال: صحبت أنس بن مالك إلى الشام.

أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا أبو الحسن الربعي، أنا الحسن بن عبد اللّه بن سعيد، أنا محمّد بن تمام، نا مؤمل بن إهاب، نا النضر بن محمّد، نا أبو أويس، حدّثني يحيى بن سعيد قال: صحبت أنس بن مالك إلى الشام (5) و معه فرس له

ص: 240


1- كذا بالأصل و م، و في «ز»: عمرو.
2- كذا بالأصل و م، و في «ز»: النحوي.
3- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز»، و م.
4- تحرفت في «ز» إلى: عتبة، و هو عبد اللّه بن مالك بن القشب، و بحينة أمه. راجع ترجمته في تهذيب التهذيب 381/5.
5- إلى هنا رواه المزي في تهذيب الكمال 111/20 و سير الأعلام 474/5.

شقراء سمينة، فنفرت (1)،فاندقت (2) فخذها، فذبحها و قسمها في الرفاق.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي، حدّثني أحمد بن عيسى المصري، أنا ابن وهب، عن سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد أنه سافر مع أنس بن مالك إلى الوليد بن عبد الملك، فكان أنس يصلّي عند كل أذان ركعتين.

قال: و نا جدي قال: قرأت على الحارث بن مسكين، أخبركم ابن وهب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري،[أنا أبو الحسين بن الفضل] (3) أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، حدّثني محمّد بن أبي زكير، أنا ابن وهب.

حدّثني مالك بن أنس أن أنس بن مالك قدم من العراق إلى المدينة فكانت تعجبه - و قال ابن السّمرقندي: قال: فكان يعجبه - صلاة عمر بن عبد العزيز قال: و خرج من المدينة وافدا على الوليد بن عبد الملك - زاد ابن السّمرقندي: بالشام - و خرج معه بأربعين رجلا من الأنصار منهم يحيى بن سعيد و غيره.

أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن أبي العلاء، و أبو محمّد بن صابر، و أبو القاسم الحسين بن أحمد بن تميم، قالوا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن يحيى بن ياسر، أنا يحيى بن عبد اللّه بن (4) الحارث بن الزجاج، أنا سليمان (5)بن حذلم، نا يزيد (6) بن عبد اللّه بن رزيق، نا الوليد، نا ابن عمر، و حدّثني عبد الرّحمن بن اليمان، حدّثني يحيى بن سعيد أنه رأى أنس بن مالك يومئذ بالجابية، قال يحيى: فرأيت أنس بن مالك يصلي على حمار، و هو متوجه إلى المشرق عند ارتفاع الشمس.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء القاضي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسّان، نا أبي، نا يزيد بن هارون، أنا يحيى بن

ص: 241


1- كذا بالأصل و م، و في «ز»: فقفزت.
2- في «ز»: فاندق.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك لتقويم السند عن «ز»، و م.
4- كذا بالأصل و م، و تحرفت في «ز» إلى:«نا».
5- هو سليمان بن أيوب بن سليمان بن داود بن عبد اللّه بن حذلم. ترجمته في تهذيب الكمال 14/8.
6- تحرفت في «ز» إلى: زيد. راجع ترجمته في تهذيب الكمال 336/20.

سعيد بن قيس بن قهد (1) الأنصاري، و هذا خطأ في نسبه، و إنما هو يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو بن سهل، قال مصعب: آل قهد (2) أصهار حمزة بن عبد المطّلب.

ثم حدّثني الدراوردي في حديث الحوض أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال لامرأة حمزة:«هو ما بين صنعاء و أيلة، فيه أباريق مثل عدد نجوم السماء و احب واردها على قومك يا بنت قهد».

أخبرنا أبو البركات أيضا، أنا أحمد بن الحسن، و أحمد بن الحسن.

ح و أخبرنا أبو العزّ ثابت بن منصور، أنا أحمد بن الحسن.

قالا: أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد، نا خليفة قال (3):يحيى و سعد ابنا سعيد بن قيس بن قهد بن سهل بن ثعلبة بن الحارث بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجّار، يحيى يكنى أبا سعيد، توفي سنة ثلاث و أربعين و مائة، و توفي سعد سنة إحدى و أربعين و مائة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا يوسف بن رباح، أنا أبو بكر أحمد (4) بن محمّد، أنا أبو بشر محمّد بن أحمد، نا معاوية، قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة و محدّثيهم: يحيى بن سعيد بن قيس مدني.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب يقول:

يحيى بن سعيد الأنصاري، هو ابن سعيد بن قيس بن عمرو، و كان يزيد بن هارون يقول:

ابن قيس ابن قهد، و هو خطأ، أهله أعلم به، و قيس بن قهد شيء آخر، جده قيس بن عمرو، روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم حديثا واحدا في ركعتي الفجر (5).

أخبرنا أبو منصور بن زريق (6)،أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (7)،

ص: 242


1- في «ز»: فهد، و في م: فهر.
2- في «ز»: فهد، و في م: فهر.
3- طبقات خليفة بن خيّاط ص 470 رقم 2417 و 2148.
4- في م: محمد.
5- أخرجه أبو داود في الصلاة(1267) و الترمذي في الصلاة(422) و ابن ماجة في إقامة الصلاة(1154).
6- بدون إعجام بالأصل، و في «ز»: رزيق، و المثبت عن م.
7- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 106/14.

أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه المعدّل، أنا الحسين بن صفوان البردعي.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن أبي عبد اللّه، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللنباني (1)،قالا: أنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد قال: زاد ابن شجاع في الطبقة الرابعة من أهل المدينة و قالوا: يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو بن سهل الأنصاري، أحد بني مالك بن النجّار، و يكنى أبا سعيد، توفي بالهاشمية سنة ثلاث و أربعين و مائة، و كان قاضيا بها لأبي جعفر.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم الجلاّب، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد قال (2)في الطبقة الخامسة من أهل المدينة: يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو بن سهل بن ثعلبة بن الحارث بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجّار، و يكنى أبا سعيد،[و أمه أم ولد، قال محمّد بن عمر لما استخلف الوليد بن] (3) يزيد بن عبد الملك، استعمل على المدينة يوسف بن محمّد بن يونس الثقفي، فاستقضى سعد بن إبراهيم على المدينة ثم عزله، و استقضى يحيى بن سعيد الأنصاري، و قدم يحيى بن سعيد على أبي جعفر الكوفة، و هو بالهاشمية، فاستقضاه على قضائه بالهاشمية، و مات سنة ثلاث و أربعين و مائة، و كان ثقة، كثير الحديث، حجة، ثبتا.

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل و أبو الحسين و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (4):يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو الأنصاري، و قال بعضهم: قيس بن قهد (5)،و لا يصح،[قاضي المدينة] (6) سمع أنس بن مالك، و القاسم، و سعيد بن المسيّب، و سالما.

ص: 243


1- تحرفت بالأصل و «ز» و م إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
2- ليس ليحيى بن سعيد ترجمة في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد، فهو ضمن تراجم أهل المدينة الضائعة من الطبقات.
3- ما بين معكوفتين كلام مطموس بالأصل لسوء التصوير، و المثبت عن «ز»، و م.
4- التاريخ الكبير للبخاري 275/8.
5- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: فهد، و التصويب عن التاريخ الكبير.
6- زيادة عن التاريخ الكبير.

قال يحيى القطّان: مات سنة ثلاث و أربعين و مائة، و قال أحمد بن ثابت: نا عبد الرزّاق، عن ابن عيينة قال: كان محدثو (1) الحجاز: ابن شهاب، و ابن جريج، و يحيى بن سعيد يجيئون بالحديث على وجهه، و هو مدني، كنيته أبو سعيد.

و قال زكريا: نا أبو أسامة، نا يحيى بن سعيد بن قيس بن قهد الأنصاري، و كان جده بدريا.

و قال (2) علي: نا سفيان كان يحيى من بني النجّار.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (3):

يحيى بن سعيد الأنصاري، و هو ابن سعيد بن (4) قيس بن قهد، و يقال: ابن قيس بن عمرو بن سهل، و قهد لقب، أحد بني مالك بن النجار، مديني، أبو سعيد، روى عن أنس بن مالك، و السّائب بن يزيد، و سعيد بن المسيّب، و سالم بن عبد اللّه، و القاسم بن محمّد، و عروة بن الزبير، روى عنه سفيان الثوري، و شعبة، و مالك بن أنس، و الليث بن سعد، و جرير، و الناس، و كان قاضيا لأبي جعفر، و مفتيا، مات بالهاشمية سنة ثلاث و أربعين و مائة، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا (5) أبو بكر محمّد بن العبّاس الشّقّائي، أنا أبو بكر أحمد بن منصور القيرواني، أنا أبو سعيد محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا أبو حاتم (6) مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو سعيد يحيى بن سعيد الأنصاري (7)،سمع أنسا، و ابن المسيّب، روى عنه الثوري، و مالك، و ابن عيينة.

ص: 244


1- الأصل و م: محدثي، خطأ، و التصويب عن «ز»، و التاريخ الكبير.
2- من هنا.. إلى آخر الخبر، ليس في التاريخ الكبير.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 147/9.
4- لفظتا «سعيد بن» استدركتا على هامش «ز»، و بعدهما صح.
5- الخبر التالي سقط من م.
6- تحرفت بالأصل إلى: حامد، و التصويب عن «ز»، و هو مكي بن عبدان بن محمد بن بكر، أبو حاتم التميمي النيسابوري، ترجمته في سير الأعلام 70/15.
7- كذا بالأصل من هنا إلى آخر الخبر، و مكانه في «ز»: بن قيس بن عمرو بن سهل بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار، الأنصاري، و يقال: ابن قيس بن قهد.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر (1) بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب [بن] (2) عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو سعيد يحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري، مدني، قاضي المدينة، ثقة مأمون.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر الخطيب، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي قال: أبو سعيد يحيى بن سعيد الأنصاري.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو سعيد [يحيى بن سعيد] (3) بن قيس بن عمرو بن سهل بن ثعلبة بن الحارث بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجّار الأنصاري، قاضي المدينة، و يقال: قيس بن قهد، و لا يصح، أخو سعد، و عبد ربه، و قال يحيى بن عبد اللّه بن بكير: و سعيد (4) بن سعيد رابع، سمع يحيى أنس بن مالك، و أبا أمامة أسعد بن سهل بن حنيف، روى عنه مالك بن أنس، و الأوزاعي، و عبد الملك بن جريج.

كتب إليّ أبو زكريا بن مندة، و حدّثني أبو بكر المؤدّب عنه، أنا عمي عن أبيه قال:

قال: أنا أبو سعيد بن يونس:

يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو الأنصاري، يكنى أبا سعيد، مدني، قدم مصر وكيلا لوالد أبي دجانة الأنصاري في طلب ميراثهم من بيت محمّد بن مسلمة بن مخلد، و صار من مصر إلى إفريقية أيضا، و كانت وفاته بالعراق سنة ثلاث و أربعين و مائة.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو الفضل محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال:

يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو بن سهل، و قال بعضهم: قيس بن قهد، و لا يصح، أبو سعيد الأنصاري النجاري، المديني، قاضي الهاشمية، سمع أنس بن مالك، و أبا سلمة بن عبد الرّحمن، و محمّد بن إبراهيم التيمي، و عدي بن ثابت، و سعد بن إبراهيم،

ص: 245


1- بالأصل:«عن جعفر بن جعفر بن يحيى» و المثبت عن «ز»، و م.
2- سقطت من الأصل، و استدركت عن م، و «ز».
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك للإيضاح عن «ز»، و م.
4- و في سير الأعلام 470/5 نقلا عن الحاكم أبي أحمد: سعد و عبد ربه و سعيد.

و موسى بن عقبة، و عمرة بنت عبد الرّحمن، روى (1) عنه مالك، و الليث، و ابن عيينة، و سليمان بن بلال، و ابن المبارك، و يحيى بن سعيد القطّان، و يزيد بن هارون في بدو الوحي.

قال البخاري: قال يحيى القطّان: مات سنة ثلاث و أربعين و مائة، و قال ابن نمير مثل يحيى، و قال أبو عيسى مثله.

و قال الذهلي: قال يحيى (2) بن بكير: مات سنة أربع و أربعين - يعني: و مائة - و قائل يقول: سنة ست و أربعين و مائة بالعراق، و قال عمرو بن علي: مات سنة أربع و أربعين و مائة.

هكذا قال في الطبقات، و قال في التاريخ في موضع آخر من التاريخ: مات سنة أربع و أربعين و مائة.

أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد، و أبو الحسن علي بن الحسن، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (3):

يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو بن سهل بن ثعلبة بن الحارث بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجّار، أبو سعيد الأنصاري المديني، سمع أنس بن مالك، و السّائب بن يزيد، و عبد اللّه بن عامر بن ربيعة، و أبا أمامة بن سهل بن حنيف، و سعيد بن المسيّب، و القاسم بن محمّد بن أبي بكر الصدّيق، و سليمان بن يسار، و أبا سلمة بن عبد الرّحمن بن عوف، و غيرهم، روى عنه هشام بن عروة، و مالك بن أنس، و ابن جريج، و شعبة، و الثوري، و الحمّادان، و ليث بن سعد، و سفيان بن عيينة، و زهير بن معاوية، و جرير بن عبد الحميد، و عبد اللّه بن المبارك، و هشيم (4)،و يحيى بن سعيد القطّان، و عبد الوهّاب [الثقفي] (5)،و أبو أسامة، و عبد اللّه بن نمير، و يزيد بن هارون، و كان يتولى القضاء بمدينة الرسول صلى اللّه عليه و سلم، فأقدمه المنصور العراق، و ولاّه القضاء بالهاشمية، و ذكر غير واحد من أهل العلم أنه ولي القضاء بمدينة السّلام، و ليس ذلك ثابتا عندي، إنّما وليه بالهاشمية قبل أن تبنى بغداد، و اللّه أعلم.

ص: 246


1- في م: نقل.
2- سقطت من «ز».
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 101/14-102.
4- كذا بالأصل و م و «ز»، و في تاريخ بغداد: و هشام.
5- سقطت من الأصل و استدركت عن «ز»، و م، و تاريخ بغداد.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (1)،حدّثني زيد بن بشر، و عبد العزيز بن عمران، قالا:

أنا ابن وهب، قال: مالك: سمعت يحيى بن سعيد يقول: لأن أكون كتبت ما كنت أسمع، أحبّ إليّ من أن يكون لي مثل ما لي.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن عبد اللّه، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر الفارسي، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي قال: سمعت أبا عثمان الزنبري يقول: حدّثني مالك بن أنس قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: وددت أني كتبت كل ما كنت (2) أسمع و كان ذلك أحبّ إليّ من أن يكون لي مثل ما لي.

أخبرنا أبو نصر أحمد بن علي بن محمّد بن إسماعيل بن العراقي الطوسي، الصوفي، و أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح، قالا: أنا أبو بكر بن خلف، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت أبا بكر محمّد بن داود بن سليمان الزاهد يقول: سمعت أبا بكر محمّد بن النضر الجارودي يقول: سمعت الحسن بن عيسى و أمله (3) علي. قال: أنا جرير بن عبد الحميد (4) قال: سألت يحيى بن سعيد الأنصاري، و ما رأيت شيخنا أنبل منه قلت له: من أدركت من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و التابعين - كان قولهم في أبي بكر، و عمر، و عثمان، و علي - قال (5):من أدركت من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و التابعين (6) لم يختلفوا في أبي بكر و عمر و فضلهما، إنّما كان الاختلاف في علي و عثمان (7).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا (8) محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (9)،نا سليمان بن حرب، نا حمّاد بن زيد قال: قدم علينا أيوب مرة

ص: 247


1- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 649/1.
2- استدركت على هامش «ز»، و بعدها صح.
3- كذا، و في «ز»: و أملاه.
4- الذي في م: الحسن بن عيسى... يروى عن الحميد.
5- من قوله: و التابعين... إلى هنا مكانه بياض في «ز»، و كتب على هامشها: مقصوص بالأصل.
6- من هنا إلى آخر الخبر، مكانه بياض في «ز».
7- رواه من طريق الحسن بن عيسى المزي في تهذيب الكمال 106/20-107 و مختصرا في سير الأعلام 473/5.
8- الذي في «ز»، و م: أنا محمد، أنا محمد، أنا عبد الله.
9- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 649/1-650 و. عن سليمان بن حرب في تهذيب الكمال 20/ 107.

من المدينة فقلت: يا أبا بكر، من تركت بها؟ قال: ما تركت بها أفقه من يحيى بن سعيد.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا: أنا أحمد بن علي بن خلف، أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الصفار، نا إسماعيل بن إسحاق القاضي، نا سليمان بن حرب، نا حمّاد بن زيد قال: قدم أيوب من المدينة فقيل له: من أفقه من خلفت بها؟ قال: يحيى بن سعيد.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (1)،أنا إبراهيم بن مخلد المعدّل، نا محمّد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي، نا العبّاس بن محمّد.

ح قال: و أنا ابن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، قالا: نا سليمان بن حرب، نا حمّاد بن زيد قال: قدم أيوب مرة من المدينة، فقيل له: يا أبا بكر، من بالمدينة ؟ فقال: ما تركت بها أحدا أفقه من يحيى بن سعيد، لفظ حديث ابن مخلد.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث، أنا محمّد بن أبي القاسم، أنا أبو الحسين بن الفضل (2)،أنا عبد اللّه، نا يعقوب (3)،نا زيد بن بشر (4)،أنا ابن وهب، قال: و أخبرني الليث، عن الجمحي قال: ما رأينا أحدا أقرب شبها من ابن شهاب من يحيى بن سعيد الأنصاري، و لو لا ابن شهاب لذهب كثير من السنن.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل بن محمّد، أنا أحمد بن الحسين البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا إسماعيل بن محمّد بن الفضل الشعراني، نا جدي، نا عبد اللّه بن صالح، حدّثني الليث، عن سعيد بن عبد الرّحمن الجمحي أنه قال: ما رأيت أحدا أقرب شبها بابن شهاب من يحيى بن سعيد الأنصاري، و لولاهما لذهب كثير من السنن (5).

أنبأنا أبو الحسين و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

ص: 248


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 104/14.
2- في «ز»: الفضيل.
3- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 635/1.
4- في «ز»: بشير.
5- تهذيب الكمال 107/20.

قالا: أنا أبو محمّد (1)،نا محمّد بن أحمد بن البراء قال: قال علي بن المديني: لم يكن بالمدينة بعد كبار التابعين أعلم من ابن شهاب، و يحيى بن سعيد الأنصاري، و أبي الزناد، و بكير بن عبد اللّه بن الأشج.

قال أبو محمّد: و سئل أبي عن يزيد بن عبد اللّه بن قسيط و يحيى بن سعيد فقال:

يحيى يوازي الزهري.

أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، نا أبو عبد اللّه محمّد بن يعقوب الحافظ ، نا الحسين بن محمّد بن زياد، نا عبيد اللّه بن سعيد، نا يحيى بن سعيد قال (2):سمعت سفيان بن سعيد يقول: كان يحيى بن سعيد الأنصاري أجلّ عند أهل المدينة من الزهري.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السقا، نا محمّد بن يعقوب، نا عبّاس بن محمّد (3)،نا يحيى بن معين، نا عبد اللّه بن صالح في رسالة الليث بن سعد إلى مالك بن أنس قال: و الذي حدّثنا يحيى بن سعيد، و لم يكن بدون أفاضل العلماء في زمانه، فرحمه اللّه و غفر له، و جعل الجنّة مصيره.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (4)،حدّثني ابن بكير (5)،قال: سمعت الليث يقول: كنت عند (6) ربيعة، فجاءه رجل فقال: يا أبا عثمان، إنّي رجل (7) من أهل إفريقية، أمروني أن أسألك و أسأل يحيى بن سعيد، و أبا الزناد، قال: و إذا يحيى بن سعيد خارج من خوخة عمر، فقال: هذا يحيى بن سعيد، فدونك فسله عمّا شئت، و أما أبو الزناد فإنه غير رضي، و لا فقيه، قال الليث: فظننت أنه إنما عرض بي لكي لا آتيه، قال ابن بكير: فلم يكثر منه.

قال: و نا يعقوب (8)،نا عبد العزيز بن عمران، نا ابن وهب، حدّثني الليث.

ص: 249


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 149/9.
2- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 107/20 و سير الأعلام 472/5.
3- رواه المزي في تهذيب الكمال 107/20.
4- رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة و التاريخ 649/1.
5- يعني يحيى بن عبد اللّه بن بكير.
6- في المعرفة و التاريخ: كتب ربيعة.
7- في المعرفة و التاريخ:«إن رجالا. و كانت بأصله: رجل.
8- المعرفة و التاريخ ليعقوب بن سفيان 648/1.

ح قال: و سمعت ابن بكير يحدّث عن الليث، عن عبيد اللّه بن عمر قال: كان يحيى بن سعيد يحدّثنا فيسيح علينا مثل اللؤلؤ - و يشير عبيد اللّه بيديه إحداهما على الأخرى - قال عبيد اللّه: فإذا طلع ربيعة قطع يحيى حديثه إجلالا لربيعة و إعظاما له.

قال عبيد اللّه: فتلا يحيى بن سعيد هذه الآية يوما: وَ إِنْ مِنْ شَيْ ءٍ إِلاّٰ عِنْدَنٰا خَزٰائِنُهُ وَ مٰا نُنَزِّلُهُ إِلاّٰ بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (1) فقال جميل بن نباتة العراقي: يا أبا سعيد، أ رأيت السحر من خزائن اللّه التي تنزل ؟ فقال يحيى: مه، ما هذا من مسائل المسلمين، و أفحم القوم، فقال عبيد اللّه بن أبي حبيبة: إن أبا سعيد ليس من أصحاب الخصومة، إنّما هو إمام من أئمة المسلمين، و لكن عليّ فأقبل، أمّا أنا فأقول: إن السحر لا يضر إلاّ بإذن اللّه، فتقول أنت غير ذلك ؟ فسكت و لم يقل شيئا، قال عبيد اللّه: فكأنما كان علينا جبل، فوضع عنا، و زاد ابن بكير: فيه كلاما أكثر من هذا لم أتقن حفظه.

أخبرنا أبو منصور الشيباني، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا أبو بكر الخطيب (2)،[نا علي بن طلحة] (3) المقرئ، نا أبو الفتح محمّد بن إبراهيم الغازي (4)،أنا محمّد بن محمّد بن داود الكرجي، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش قال: يحيى بن سعيد الأنصاري أحد الأئمة مدني.

أخبرنا أبو منصور، أنا - و أبو الحسن، نا - الخطيب (5)،أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد الواحد.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا الحسن بن جعفر - زاد ابن الطّيّوري: و محمّد بن الحسن بن محمّد.

قالوا: أنا الوليد بن بكر الأندلسي، نا علي بن أحمد بن زكريا، نا أبو مسلم صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال: و يحيى بن سعيد بن قيس (6) الأنصاري، مدني، تابعي، ثقة - زاد

ص: 250


1- سورة الحجر، الآية:21.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 105/14-106.
3- غير مقروءة بالأصل لسوء التصوير، و المثبت عن «ز»، و م، و تاريخ بغداد.
4- غير مقروءة بالأصل، و سقطت اللفظة من تاريخ بغداد، و المثبت عن «ز».
5- تاريخ بغداد 105/14.
6- ليست في تاريخ بغداد.

ابن الأنماطي و البلخي: سمع من أنس و قالوا:- و كان له فقه، و ولي القضاء، و كان رجلا صالحا، انتهت رواية أبي منصور، و أبي الحسن، و زاد الآخران: وجده قيس بن قهد من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو يعلى حمزة بن علي، قالا: أنا سهل بن بشر، أنا علي بن منير، أنا الحسن بن رشيق، نا أبو عبد الرّحمن النسائي قال في تسمية فقهاء أهل المدينة في طبقة الزهري: يحيى بن سعيد الأنصاري.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين القطّان، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (1)،قال: قال أبو صالح: حدّثني الليث قال: إنّ أول ما أتى يحيى بن سعيد بكتب علمه، فعرضت عليه استنكر (2) كثرته لأنه لم يكن له كتاب، و كان يجحده حتى قيل له: يعرض عليك، فما عرفت أجزته و ما لم تعرف رددته، قال: فعرفه كلّه.

أخبرنا أبو منصور، أنا - و أبو الحسن، نا - الخطيب (3).

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان.

قالا: أنا ابن مهدي، أنا محمّد، نا جدي، قال: سمعت أحمد بن حنبل، نا سفيان، و ذكر أيوب فقال: لم يكن يصنع بي ما يصنع بي غيره في الكلام، فكنت أظن أنه يمنعه مني أني رجل موسر، يكره أن ينبسط إليّ فغمني ذلك، فتركت الحجّ عاما لم أحجّ ، فلمّا كان من قابل حججت، فأي شيء صنع بي، قال سفيان: و كتبت له أحاديث عن يحيى بن سعيد، و كان يريد المدينة، و كان معجبا بيحيى بن سعيد، قال سفيان: فأخبرت أنه قال: سقطت الرقعة.

قال (4):و أنا محمّد، قال: قال جدي: و مما نسخت من كتاب علي بن المديني مما أخبرني أنه سماعه من يحيى بن سعيد - و قال لي اروه عنّي - قال: ذكرنا يحيى بن سعيد الأنصاري عند يحيى بن سعيد القطّان، فقال يحيى بن سعيد القطّان: كان يحيى بن سعيد، و جعل يعظمه.

ص: 251


1- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 649/1 و تهذيب الكمال 108/20.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المعرفة و التاريخ: استكثر.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 104/14.
4- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 105/14.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل [بن أحمد] (1)،و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا: أنا أحمد بن علي بن خلف، نا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا علي بن عيسى، نا إبراهيم بن أبي طالب، حدّثني يحيى بن أكثم، نا عبد اللّه بن صالح، عن الليث، عن عبيد اللّه بن عمر قال: كان يحيى بن سعيد يحدّث، فكلما ينسج علينا اللؤلؤ، كذا قال: ينسج بالجيم.

كتب إليّ أبو زكريا بن مندة، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمي، عن أبيه، نا أبو سعيد بن يونس، نا حسين بن محمّد بن الضحّاك، نا أحمد بن سعد بن أبي مريم، نا عمي، نا يحيى بن أيوب قال: كان يحيى بن سعيد يحدّثني بالحديث كأنه ينثر عليّ اللؤلؤ (2).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب، أخبرني ابن الفضل، أنا دعلج بن أحمد، أنا أحمد بن علي الأبار، نا أبو همام قال: سمعت علي بن مسهر يقول: سمعت سفيان الثوري يقول: أدركت من الحفّاظ أربعة: إسماعيل بن أبي خالد، و عاصما الأحول، و يحيى بن سعيد، و عبد الملك بن أبي سليمان.

حدّثنا أبو القاسم محمود بن عبد الرّحمن البستي (3)،أنا إسماعيل بن عبد الغافر بن محمّد الفارسي، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن مسرور.

و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو حفص بن مسرور - إجازة - أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الجوزقي، أنا أبو حاتم مكي بن عبدان، نا مسلم بن الحجّاج، نا الوليد بن شجاع قال: سمعت علي بن مسهر يذكر عن سفيان قال: حفّاظ الناس أربعة:

يحيى بن سعيد الأنصاري، و إسماعيل بن أبي خالد، و عبد الملك بن أبي سليمان، و عاصم الأحول.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (4)،أنا هبة اللّه بن الحسن بن منصور الطبري، أنا علي بن محمّد بن أحمد بن يعقوب، و علي بن محمّد بن عمر، قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، نا عبد الملك بن أبي عبد الرّحمن، نا

ص: 252


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك للإيضاح عن «ز»، و م.
2- تهذيب الكمال 108/20.
3- كذا بالأصل، و في م:«البشقي» و في «ز»: النسفي.
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 394/10 في ترجمة عبد الملك بن أبي سليمان.

عبد الرّحمن بن الحكم، نا رجل (1) عن ابن المبارك، عن سفيان قال: حفّاظ الناس:

إسماعيل بن أبي خالد، فبدأ به، و عبد الملك بن أبي سليمان العرزمي (2)،و يحيى بن سعيد الأنصاري.

أخبرنا أبو الحسن الفقيه المالكي، نا - و أبو منصور بن رزيق، أنا - أبو بكر الحافظ (3).

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن خسرو، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون.

أنا محمّد بن عمر بن بكير، أنا عثمان بن أحمد بن سمعان الرزاز، أنا هيثم بن خلف، نا محمود بن غيلان، نا عبد العزيز بن أبي رزمة، نا ابن المبارك، عن سفيان الثوري قال: أدركت حفّاظ الناس أربعة: إسماعيل بن أبي خالد، و عاصما الأحول، و يحيى بن سعيد الأنصاري، قال: و أرى هشام الدستوائي منهم.

أخبرنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن، و أبو عبد اللّه بن عبد الملك - إذنا - قالا:

أنا ابن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (4):قال أحمد بن حنبل عن عبد الرزّاق، عن ابن عيينة قال: محدّثو الحجاز: ابن شهاب، و يحيى بن سعيد، و ابن جريج، يجيئون بالحديث على وجهه.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا - و أبو الحسن علي بن الحسن، نا - الخطيب (5)،أنا ابن الفضل، أنا علي بن إبراهيم المستملي، قال: قال أبو أحمد بن فارس: قال البخاري:

قال أحمد بن ثابت عن عبد الرزّاق عن ابن عيينة قال: كان محدّثو الحجاز: ابن شهاب، و ابن جريج، و يحيى بن سعيد يجيئون بالحديث على وجهه.

ص: 253


1- كذا بالأصل و م و «ز»، و في تاريخ بغداد: نوفل.
2- قيل إنه ليس بعرزمي، و لكنه نزل جبانة عرزم بالكوفة فنسب إليها و يقال إنه مولى لبني فزارة، راجع تاريخ بغداد 393/14.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 244/12 في ترجمة عاصم الأحول.
4- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 148/9.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 104/14.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد المالكي، نا - و أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد، أنا - أبو بكر الخطيب (1)،أنا البرقاني، أنا محمّد بن عبد اللّه بن خميرويه الهروي، أنا الحسين بن إدريس، قال: قال ابن عمّار: موازين أصحاب الحديث من الكوفيين و المدنيين:

عبد الملك بن أبي سليمان، و عاصم الأحول، و عبيد اللّه بن عمر، و يحيى بن سعيد الأنصاري.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أنا عبد الواحد بن محمّد بن عثمان، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، نا إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل القاضي قال: سمعت علي بن المديني يقول: أصحاب صحة الحديث:

أيوب بالبصرة، و منصور بالكوفة، و يحيى بن سعيد بالمدينة، و عمرو بن دينار بمكّة.

قال القاضي: كتبت قول عليّ هذا من حفظي.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنا نصر بن إبراهيم، أنا سليم بن أيوب، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد بن إياس قال:

سمعت أبا عبد اللّه المقدمي يقول: و حدّثني إسماعيل - يعني: القاضي - قال (2):سمعت علي بن المديني يقول: أصحاب صحّة الحديث و ثقاته و من ليس في النفس من حديثهم شيء: أيوب بالبصرة، و يحيى بن سعيد بالمدينة، و عمرو بن دينار بمكة، و منصور بالكوفة.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب (3)،أنا الحسين بن جعفر السلماسي، أنا محمّد بن عبد اللّه بن الحسين الدقّاق، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، نا محمّد بن خلاّد الباهلي قال: سمعت يحيى - و هو ابن سعيد القطّان - لا يقدّم على يحيى بن سعيد أحدا من الحجازيين، فقيل له: الزهري ؟ فقال: الزهري خولف عنه، و يحيى لم يختلف عنه.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد (4)- إجازة-.

ص: 254


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 105/14.
2- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 108/20.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 105/14.
4- تحرفت بالأصل إلى: أحمد، و المثبت عن «ز»، و م.

ح قال: و أنا الحسين بن سلمة، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم (1)،نا محمّد بن مسلم، و عبد الملك بن أبي عبد الرّحمن المقرئ، نا عبد الرّحمن بن الحكم بن بشير، نا نوفل - يعني: ابن مطهر - عن ابن المبارك، عن سفيان الثوري قال: يحيى بن سعيد الأنصاري من حفّاظ الناس.

قال (2):و نا أبي، نا يحيى بن المغيرة قال: سمعت جريرا يقول: لم أر من المحدّثين [إنسانا] (3) كان أنبل عندي من يحيى بن سعيد الأنصاري.

أخبرنا أبو منصور الشيباني، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - الخطيب (4).

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم، قالا: أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، حدّثني أبو بكر بن أبي الأسود، أنا عبد الرّحمن، عن وهيب قال: قدمت المدينة فما رأيت أحدا لا يعرف و تنكّر إلاّ يحيى بن سعيد، و مالك بن أنس.

أخبرنا أبو محمّد أيضا، أنا أبو الغنائم، أنا ابن مهدي، أنا محمّد بن مخلد، نا صالح بن أحمد بن حنبل (5)،عن علي بن المديني قال: سمعت عبد الرّحمن - يعني: ابن مهدي - حدّثني وهيب و كان من أبصر أصحابه بالحديث و بالرجال، أنه قدم المدينة قال: فلم أر أحدا إلاّ و أنت تعرف و تنكر غير مالك و يحيى بن سعيد - يعني: مالك بن أنس - و يحيى بن سعيد الأنصاري.

أخبرنا أبو منصور الشيباني، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - الخطيب (6)،أنا الحسن بن أبي بكر، أنا محمّد بن عبد اللّه الشافعي، نا عمر بن حفص السدوسي، نا إبراهيم بن زياد سبلان، نا حمّاد بن زيد، نا هشام بن عروة، حدّثني الثقة يحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري.

ص: 255


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 148/9.
2- القائل: أبو محمد بن أبي حاتم، و الخبر في الجرح و التعديل 148/9.
3- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز»، و م.
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 104/14 و 105.
5- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 109/20.
6- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 105/14.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن علي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص، نا أبي المفضّل بن غسّان، نا عارم أبو النعمان، نا حمّاد بن زيد، عن هشام بن عروة قال: لم أسمعه من أبي، و لكن حدّثني عنه العدل الرضا الأمين على ما تغيب (1) عليه يحيى بن سعيد.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، نا ابن أبي عثمان، أنا ابن مهدي، أنا ابن شيبة، نا جدي، حدّثني أحمد بن سعيد الدارمي، حدّثني أبو النعمان - يعني: عارما - نا حمّاد بن زيد قال: قيل - أو قلت - لهشام بن عروة: سمعت أباك يقول كذا و كذا؟ قال: لا، و لكن حدّثني العدل الرضا الأمين عدل نفسي عندي يحيى بن سعيد أنه سمعه من أبي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، حدّثنا يعقوب (2)،نا أبو النعمان، نا حمّاد بن زيد، عن هشام بن عروة، حدّثني العدل الرضا الأمين على ما تغيب عليه يحيى بن سعيد عن أبي - و لم أسمعه من أبي - قال:

يقطّع الذي يسرق في إباقه (3).

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم (4)،نا صالح بن أحمد بن حنبل، نا علي - يعني: ابن المديني - قال: قال عبد الرّحمن - يعني: ابن مهدي - قال حمّاد بن زيد: سأل رجل هشام بن عروة عن حديث فقال: لم أسمعه من أبي، و لكن حدّثني الثقة المأمون على ما يغيب عنه يحيى بن سعيد.

قال (5):و أنا عبد اللّه بن أحمد في ما كتب إليّ قال: قال أبي: يحيى بن سعيد الأنصاري ثقة.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ،

ص: 256


1- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن «ز»، و م.
2- رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة و التاريخ 650/1 و رواه المزي في تهذيب الكمال 109/20.
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و تهذيب الكمال، و في المعرفة و التاريخ: في أمانة.
4- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 148/9.
5- القائل: أبو محمد بن أبي حاتم، و الخبر في الجرح و التعديل 148/9-149.

قال: سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن يعقوب بن يوسف الشيباني الحافظ يقول: سمعت عبد اللّه بن بشر (1) الطالقاني يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: يحيى بن سعيد الأنصاري أثبت الناس (2).

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي الحسن بن مخلد، أنا علي بن محمّد بن خزفة، أنا محمّد بن الحسين، نا أبو بكر بن أبي خيثمة قال: سمعت أبي و يحيى بن معين يقولان: يحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري، مدني، ثقة (3).

أخبرنا أبو منصور الشيباني، أنا - أبو الحسن بن سعيد، نا - الخطيب (4)،أنا التنوخي، أنا طلحة بن محمّد بن جعفر، حدّثني ابن عبيد، نا أحمد بن زهير، عن يحيى بن معين قال: يحيى بن سعيد ثقة.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر أحمد بن علي، أنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس قال: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول (5):قلت ليحيى: فالزهري أحبّ إليك في سعيد بن المسيّب، أو قتادة ؟ فقال:

كلاهما، قلت: فهما أحبّ إليك أو يحيى بن سعيد؟ فقال: كلّ ثقة.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (6):سألت أبي عن يحيى بن سعيد الأنصاري فقال: ثقة.

قال: و سمعت أبا زرعة يقول: يحيى بن سعيد الأنصاري من الثقات.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي قال: أظن أنّي سمعت مثنّى بن معاذ بن معاذ يحدّث عن أبيه، فإن لم أكن سمعته فحدّثنيه محمّد بن إسحاق عنه، قال: كنا عند شعبة، فذكروا

ص: 257


1- كذا بالأصل و م، و في «ز»: بشير.
2- تهذيب الكمال 109/20.
3- تهذيب الكمال 109/20.
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 105/14.
5- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 109/20.
6- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 149/9.

محمّد بن عمرو، فحمل عليه يحيى بن سعيد القطّان، فقال له شعبة: انظر إلى حديثه أين هو من حديث صاحبك - يعني: يحيى بن سعيد الأنصاري - و كان شعبة حمد أمر محمّد بن عمرو.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أحمد بن الحسن، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي، نا محمّد بن سليمان - من موالي (1) أبي جعفر - كان قد سمع البصريين و كان ثقة عن مالك قال: كان يحيى بن سعيد مع زرارة باليمن فولاّه بعض أعماله.

أخبرنا أبو منصور الشيباني، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا (2) أبو بكر الخطيب (3)، أنا محمّد بن [أحمد بن] (4) رزق - إجازة - نا القاضي أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي - لفظا-.

ثم أخبرنا الصيمري - قراءة - نا أحمد بن محمّد بن علي الصيرفي (5)،نا أبو بكر الجعابي، قال: قال خليفة في ما أخبرني علي بن أحمد الزعفراني عن محمّد بن الحسن بن مطهر الجنديسابوري عنه: و من أبناء بغداد: يحيى بن سعيد الأنصاري أبو سعيد، قال الجعابي: و قد ذكر بعض أهل العلم أن ذكره في بغداد وهم من قائله، و أنه إنما كان جاء إلى الهاشمية، استدعاه أبو جعفر، فقضى بها، و كان معه ربيعة الرأي، و أنهما لم يدخلا بغداد.

أخبرنا أبو منصور، أنا - و أبو الحسن، نا - الخطيب (6).

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا ابن أبي عثمان.

قالا: أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن (7) شيبة، نا جدي، نا الحارث بن مسكين، أنا ابن وهب قال: قال لي عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم:

ص: 258


1- كذا بالأصل و م:«من موالي» و مكانها في «ز»: «بن بشر إلى» تحريف.
2- الأصل و «ز»: «أنا» و المثبت عن م.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 102/14.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن «ز»، و م، و تاريخ بغداد.
5- كذا بالأصل و م و «ز»: الصيرفي، و في تاريخ بغداد: الصيمري.
6- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 103/14.
7- لفظتا «بن شيبة» ليستا في تاريخ بغداد.

كان يحيى بن سعيد قاضيا بالمدينة في زمن بني أمية، و قضى في زمان بني هاشم بالعراق.

قال يعقوب: و إنما ولّى يوسف بن محمّد الثقفي يحيى بن سعيد القضاء في زمن الوليد لأن ولاة الأمصار كانوا يستقضون القضاة و يولونهم دون الخلفاء حتى استخلف أبو جعفر - زاد الخطيب: المنصور، و قال في روايته: الوليد بن عبد الملك، و هو وهم، إنما هو الوليد بن يزيد.

قال (1):و نا أبو بكر، قال: و نا جدي، قال: و يحيى بن سعيد الأنصاري يكنى أبا سعيد، و كان قاضيا لبني أمية، و قضى لبني العبّاس، و أوّل من ولاّه القضاء الوليد (2) لما استخلف استعمل على المدينة يوسف بن محمّد بن يوسف الثقفي، فاستقضى يوسف سعد (3) بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف ثم عزله، و استعمل على المدينة يحيى بن سعيد الأنصاري، ثم قضى بعد ذلك لأبي جعفر المنصور - زاد الخطيب: و قال جدي:

سمعت يزيد بن هارون يقول: أخبرنا يحيى بن سعيد الأنصاري قاضي أمير المؤمنين أبي جعفر.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا - و أبو الحسن العطّار، نا - الخطيب، أنا حمزة بن محمّد بن طاهر.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر، و أبو نصر (4) محمّد بن الحسن قالوا: أنا الوليد بن بكر، نا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، نا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد اللّه العجلي، حدّثني أبي قال: و كان يحيى بن سعيد قاضيا على الحيرة، قال أبو مسلم: قلت له: من استقضاه ؟ قال: بعض بني أمية، ثم لقيه يزيد، و كان جد يحيى من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم من الأنصار، و كان يحيى رجلا صالحا.

قال: و قال يزيد يوما بالبصرة: حدّثني يحيى بن سعيد قيل له: من يحيى بن سعيد؟

ص: 259


1- القائل أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 102/14.
2- هنا أيضا في تاريخ بغداد: الوليد بن عبد الملك.
3- الأصل و م: سعيد، و المثبت عن «ز»، و تاريخ بغداد.
4- كذا بالأصل و م، و في «ز»: منصور.

قال: الأنصاري، و ليس بقطانكم هذا - زاد الخطيب: قال العجلي: يزيد بن هارون لقي يحيى بن سعيد الأنصاري، و روى عنه نحوا من مائة حديث و سبعين حديثا، لقيه بالحيرة، و في حديث ابن الطّيّوري و ثابت قلت له: كم يحفظ؟ قال: ست مائة، سبع مائة.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو بكر بن بيري - إجازة - قالا: و أنا أبو تمام علي بن محمّد - إجازة - أنا أحمد بن عبيد بن بيري - قراءة (1)-قال: نا محمّد بن الحسين بن محمّد، نا ابن أبي خيثمة، نا إبراهيم بن المنذر الحزامي، نا رجل قد سمّاه نسيه أبو بكر قال: قال سليمان بن بلال: كنت أخدم يحيى بن سعيد الأنصاري، قال: فأتاه رسول الخليفة يستقضيه، فقال: لو لا دين عليّ ما خرجت، قال: فتهيأ، فلمّا خرج إذا هو بنعش قد استقبله، قال: فكأنّي تطيرت من ذاك، فقال لي يحيى: لعلّك تطيرت من هذا؟ قال: قلت: نعم، قال: لكني أقول: إنّ اللّه سينعش (2)أمري و يقضي ديني، قال: فأتى العراق، فقضي دينه.

أخبرنا أبو منصور الشيباني، أنا - و أبو الحسن العطّار، نا - أبو بكر أحمد بن علي (3):

أنبأنا إبراهيم بن مخلد، نا إسماعيل بن علي الخطبي، قال: قضاة المنصور ببغداد في خلافته أوّلهم: يحيى بن سعيد الأنصاري، كان قاضي أبي العبّاس بالأنبار، فأقرّه أبو جعفر، و قدم بغداد و هو معه على القضاء، و الحسن بن عمارة على المظالم.

قال (4):و أنا علي بن المحسّن، أنا طلحة بن محمّد بن جعفر المعدّل، قال: كان أبو جعفر لما قدم بغداد معه يحيى بن سعيد، و هو قاض لأبي العبّاس السفّاح على المدينة الهاشمية بالأنبار، و الحسن بن عمارة على المظالم.

قال (5):و أنا التنوخي، أنا طلحة بن محمّد بن جعفر، حدّثني علي بن محمّد بن عبيد، عن أحمد بن زهير، حدّثني إبراهيم بن المنذر.

ح و أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه - قراءة - عن أبي الحسن محمّد بن محمّد بن

ص: 260


1- في «ز»: إجازة.
2- في «ز»: سينعش من أمري.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 102/14.
4- القائل أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 102/14.
5- تاريخ بغداد 103/14-104.

مخلد، أنا علي بن محمّد بن خزفة، أنا محمّد بن الحسين بن محمّد، أنا ابن أبي خيثمة، نا الحزامي - يعني: إبراهيم بن المنذر.

نا يحيى بن محمّد بن طلحة بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبي بكر الصدّيق، حدّثني سليمان بن بلال قال: كان يحيى بن سعيد قد ساءت حاله، و أصابه ضيق شديد، و ركبه الدين، فبينا هو على ذلك إذ جاءه كتاب أبي العبّاس يستقضيه، قال سليمان: فوكلني يحيى بأهله، فقال لي: و اللّه ما خرجت و أنا أجهل شيئا، فلمّا قدم العراق كتب إليّ : إنّي كنت قلت لك حين خرجت: قد خرجت و ما أجهل شيئا، و إنه و اللّه لأول خصمين جلسا بين يدي فاقتصّا و اللّه شيئا ما سمعته قط - و قال الخطيب: فاقتضيا و اللّه بشيء ما سمعته قط - فإذا جاءك كتابي هذا فسل ربيعة بن أبي عبد الرّحمن و اكتب إليّ ما يقوله: و لا يعلم أنّي كتبت إليك بذلك.

أخبرنا أبو منصور، أنا - و أبو الحسن، نا - الخطيب (1)،أنا هبة اللّه بن الحسن الطبري، أنا أحمد بن عبيد الواسطي.

و قرأنا على أبي غالب و أبي عبد اللّه، عن أبي الحسن بن مخلد، أنا علي بن محمّد بن خزفة الصيدلاني.

قالا: أنا محمّد بن الحسين الزعفراني، نا أحمد بن أبي خيثمة، نا ابن سلام - يعني:

محمّد - أنا محمّد بن القاسم الهاشمي قال: كان يحيى بن سعيد خفيف الحال، فاستقضاه أبو جعفر، و ارتفع شأنه، فلم يتغير حاله، فقيل له في ذلك فقال: من كانت نفسه واحدة لم يغيّره المال.

أخبرنا أبو محمّد بن أبي البركات المقرئ، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، حدّثني أحمد بن سعيد الدارمي قال: سمعت أصحابنا يحكون عن مالك بن أنس قال: ما خرج منّا أحد من المدينة إلى العراق إلاّ تغيّر، غير يحيى بن سعيد، و لم يرجع على ما كان عليه (2) إلاّ يحيى بن سعيد (3).

ص: 261


1- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 103/14.
2- قوله:«على ما كان عليه» مكانه بياض في «ز»، و كتب على هامشها: مقصوص بالأصل.
3- الخبر من طريق أحمد بن سعيد الدارمي رواه المزي في تهذيب الكمال 110/20.

قال: و نا جدي قال: قرأت على الحارث بن مسكين، أخبركم عبد الرّحمن بن القاسم قال (1):و قال مالك، حدّثني يحيى بن سعيد أنه كان بأفريقية، قال: فأردت حاجة من حوائج الدنيا، قال: فدعوت فيها، و رغبت و نصبت و اجتهدت. قال: ثم ندمت بعد ذلك فقلت: لو كان دعائي هذا في حاجة من حوائج آخرتي، قال: فشكوت إلى رجل كنت أجالسه، فقال لي: لا تكره ذلك، فإنّ اللّه قد بارك لعبد في حاجة أذن له فيها بالدعاء.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا سليمان بن إسحاق، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (2)،أنا محمّد بن عمر، أخبرني سليمان بن بلال، قال:

خرج يحيى بن سعيد إلى إفريقية بمركبين (3) في ميراث له (4) و طلب له ربيعة بن أبي عبد الرّحمن البريد، فركبه إلى إفريقية، فقدم بذلك الميراث و هو خمسمائة دينار، قال: فأتاه الناس يسلّمون عليه، فأتاه ربيعة فسلّم عليه، فلما أراد ربيعة أن يقوم حبسه، فلما ذهب الناس أمر بالباب فأغلق، ثم دعا بمنطقة فصبها بين يدي ربيعة و قال: يا أبا عثمان، و اللّه الذي لا إله إلاّ هو ما غيّبت منها دينارا، إلاّ شيئا أنفقناه في الطريق، ثم عد خمسين و مائتين دينار فدفعها إلى ربيعة و أخذ خمسين و مائتي دينار لنفسه، قاسمه إيّاها.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا - و أبو الحسن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (5)، أخبرني علي بن الحسن (6) الدقّاق، نا أحمد بن إبراهيم، نا عمر بن محمّد بن شعيب، نا حنبل بن إسحاق قال: قال أبو عبد اللّه: و مات يحيى بن سعيد الأنصاري هاهنا، قال الخطيب: يعني بالعراق.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، قال: قال أحمد بن حنبل عن يحيى بن سعيد، و يحيى بن سعيد الأنصاري سنة ثلاث و أربعين و مائة - يعني: مات-.

ص: 262


1- من طريقه في تهذيب الكمال 110/20.
2- نقلا عن ابن سعد رواه المزي في تهذيب الكمال 110/20.
3- غير مقروءة بالأصل، و صورتها:«عركتين» و في «ز»: «عن كثير» و في م:«عركتين» و فوقها ضبة.
4- كتبت فوق الكلام بالأصل.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 106/14.
6- بالأصل: الحسين، و المثبت عن «ز»، و م، و تاريخ بغداد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه أحمد، حدّثني يحيى بن سعيد قال: مات يحيى بن سعيد الأنصاري سنة ثلاث و أربعين.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن سعيد، قالا: نا - و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب (1).

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان.

قالا: أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدّي قال: سمعت الحسن بن عثمان يقول: قال الواقدي: مات يحيى بن سعيد الأنصاري القاضي، و يكنى أبا سعيد بالهاشمية سنة ثلاث و أربعين و مائة، و يقال: سنة أربع و أربعين و مائة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هاشم بن محمّد، نا الهيثم بن عدي.

ح و قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمّد بن الغمر (2)،أنا أبو سليمان بن زبر (3)،قال: قال الهيثم: فيها - يعني: سنة ثلاث و أربعين - مات يحيى بن سعيد الأنصاري.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (4):سنة ثلاث و أربعين و مائة فيها مات [يحيى] (5)ابن سعيد الأنصاري.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (6)،أنا أبو سعيد الحسن بن محمّد بن عبد اللّه بن حسنويه الأصبهاني، أنا عبد اللّه بن محمّد بن

ص: 263


1- رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 106/14.
2- بالأصل:«مكي بن محمد، نا ابن الغمر» خطأ، صوبنا الاسم عن «ز»، و م.
3- كذا بالأصل و «ز»، و في م: زيد.
4- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 420 (ت. العمري).
5- سقطت من الأصل، و أضيفت عن «ز»، و م، و تاريخ خليفة.
6- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 106/14.

جعفر، نا عمر بن أحمد بن إسحاق الأهوازي، نا خليفة بن خيّاط قال: و يحيى بن سعيد، يكنى أبا سعيد، توفي سنة ثلاث و أربعين و مائة.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا محمّد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص الفلاس قال: و مات يحيى بن سعيد الأنصاري سنة أربع و أربعين و مائة، و كانوا اخوة ثلاثة: عبد ربه بن سعيد، و سعد بن سعيد، و يحيى بن سعيد، فمات عبد ربه سنة تسع و ثلاثين و مائة، و مات سعيد سنة إحدى و أربعين و مائة.

أخبرنا أبو منصور، أنا - و أبو الحسن، نا - الخطيب (1).

ح و أخبرنا أبو محمّد المقرئ، أنا ابن أبي عثمان.

قالا: أنا ابن مهدي، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي قال: سمعت محمّد بن عبد اللّه بن نمير يقول: مات يحيى بن سعيد سنة ثلاث و أربعين و مائة، و كانوا اخوة ثلاثة:

يحيى بن سعيد، و عبد ربه بن سعيد، و سعد بن سعيد.

قرأنا على أبي غالب، و أبي عبد اللّه ابني البنّا، عن محمّد بن محمّد بن مخلد، أنا علي بن محمّد، نا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، نا أحمد بن حنبل قال: و يحيى بن سعيد سنة ثلاث و أربعين - يعني: مات-.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم الواعظ ، أنا نعمة اللّه بن محمّد المرندي (2)،أنا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، نا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدّثني الحسن بن سفيان، نا محمّد بن علي، عن محمّد بن إسحاق قال: سمعت أبا (3) عمر الضرير يقول: يحيى بن سعيد الأنصاري، أبو سعيد، توفي سنة ثلاث و أربعين و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمّد، أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبيد اللّه (4) بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن

ص: 264


1- تاريخ بغداد 106/14.
2- الأصل: المزيد، و في «ز»: «المريدي»، تصحيف، و التصويب عن م.
3- بالأصل: أبي، خطأ، و التصويب عن «ز»، و م.
4- الأصل: عبد اللّه، و المثبت عن «ز»، و م.

المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد قال: سنة ثلاث و أربعين و مائة فيها مات يحيى بن سعيد الأنصاري، يكنى أبا سعيد.

أخبرنا أبو القاسم النسيب، نا أبو بكر الخطيب، أنا الحسن بن أبي بكر قال: كتب إليّ محمّد بن إبراهيم الجوزي: أن أحمد بن عمران بن الخضر أخبرهم، نا أحمد بن يونس الضبيّ ، حدّثني أبو حسّان الزيادي قال: سنة - يعني: ثلاث و أربعين و مائة - مات يحيى بن سعيد الأنصاري القاضي بالهاشمية، و يكنى أبا سعيد، و يقال: سنة أربع فيما ذكر الواقدي.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي قال:

توفي - يعني: يحيى بن سعيد - بالهاشمية سنة ثلاث و أربعين و مائة، و كان قاضيا لأبي جعفر، و كان ثقة، كثير الحديث، حجّة، و يكنى أبا سعيد.

أخبرنا أبو منصور الشيباني، أنا - و أبو الحسن العطّار، نا - الخطيب (1).

ح و أخبرنا أبو محمّد بن أحمد، أنا أبو الغنائم.

قالا: أنا ابن مهدي، أنا محمّد، نا جدي، حدّثني سليمان بن أحمد قال: قال يزيد بن هارون: مات يحيى بن سعيد بالهاشمية سنة أربع و أربعين و مائة، و كان يكنى أبا سعيد.

أخبرنا أبو منصور، أنا - و أبو الحسن، نا - الخطيب (2).

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه.

قالا: أنا ابن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان [قال: سمعت ابن بكير يقول: مات يحيى بن سعيد في سنة ست و أربعين و مائة] (3).

8147 - يحيى بن سعيد

حكى عن أبي (4) إدريس الخولاني.

روى عنه: الوليد بن مسلم.

أنبأنا أبو القاسم علي بن (5) إبراهيم، عن أبي القاسم بن الفرات، أنا عبد الوهّاب

ص: 265


1- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 106/14.
2- المصدر السابق.
3- ما بين معكوفتين مكانه غير مقروءة بالأصل لسوء التصوير، و المثبت عن «ز»، و م، و تاريخ بغداد.
4- لفظة «أبي» غير واضحة بالأصل، و المثبت عن «ز»، و م.
5- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن «ز»، و م.

الكلابي، أنا أبو الحسن بن جوصا، نا أبو عامر، نا الوليد بن مسلم.

ح و قرأت على أبي القاسم بن عبدان، عن عبد العزيز بن أحمد - و نقلته من خطّه - أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه المعروف بابن أبي عمرو، أنا عمر بن محمّد بن موسى بن فضالة، نا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرّحمن بن إبراهيم بن عمرو القرشي - من كتاب أبيه بخطّه - نا الوليد بن مسلم، نا الوليد بن سليمان بن أبي السّائب، و يحيى بن سعيد (1)-زاد ابن أبي عمرو: الدمشقي، و قالا: إنهما رأيا أبا إدريس - زاد ابن أبي عمرو: الخولاني، و قالا:- يجلس بالعشيات بعد العصر بهنيهة على درج مسجد دمشق مستقبل القبلة و الناس تحته يحدّثهم و يستفتونه فيفتيهم.

8148 - يحيى بن سعيد أبو زكريا الأنصاري الحمصيّ العطّار

8148 - يحيى بن سعيد أبو زكريا الأنصاري الحمصيّ العطّار (2)

نسبه بعض من روى عنه إلى دمشق، فلعلّ أصله منها.

حدّث عن حريز (3) بن عثمان الرحبي، و محمّد بن عبد الرّحمن بن عرق اليحصبي، و أبي هلال محمّد بن سليم الراسبي، و يزيد بن عطاء، و المبارك بن فضالة، و عبد الرّحمن بن عبد اللّه المسعودي، و أبي شهاب عبد ربه بن نافع الحافظ (4)،و سوّار بن مصعب الهمداني (5) الكوفي، و يحيى بن أيوب المصري، و محمّد بن مطرف المدني، و حمّاد بن يزيد، و السري بن يحيى، و فضيل بن مرزوق، و المغيرة بن مسلم، و يونس بن يزيد، و عبد الحميد بن سليمان أخي فليح، و حفص بن سليمان المقرئ، و راشد بن أبي راشد، و يحيى بن العلاء (6)،و أبي عمران سعيد بن ميسرة البكري، و أبي سليمان الحكم بن عمر الرعيني، و أبي عوانة الوضّاح (7) و غيرهم.

روى عنه: حيوة بن شريح، و محمّد بن المصفّى، و محمّد بن عمرو بن حنان، و أبو

ص: 266


1- تحرفت بالأصل إلى: سعد.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 101/20 و تهذيب التهذيب 140/6 و ميزان الاعتدال 379/4 و التاريخ الكبير 277/8 و الجرح و التعديل 152/9 و سير أعلام النبلاء 472/9 و الكامل لابن عدي 193/7 و الضعفاء الكبير 403/4.
3- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: جرير، و التصويب عن تهذيب الكمال و سير أعلام النبلاء.
4- كذا بالأصل، و في «ز»: «الخياط » و في م:«الحياط » بدون إعجام، و في تهذيب الكمال: الحناط .
5- في «ز»: الهمداني، تصحيف.
6- كذا بالأصل و م، و في «ز»: يحيى بن أبي العلاء.
7- هو الوضاح بن عبد اللّه اليشكري.

حميد أحمد بن محمّد بن سيّار الحمصيون، و أبو التقي هشام بن عبد الملك اليزني، و سليمان بن سلمة الخبائري، و أبو همام الوليد بن شجاع، و محمّد بن أبي السري العسقلاني، و الهيثم بن خارجة الخراساني، و وهب بن بيان المصري، و أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن عيسى الطالقاني، و عبد الوهّاب بن نجدة الحوطي، و أحمد بن محمّد بن المغيرة (1).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا الحسين بن عبد اللّه (2) القطّان، نا موسى بن مروان الرقّي، نا يحيى بن سعيد العطّار الحمصيّ ، عن الصلت بن الحجّاج، عن عاصم الأحول، عن أنس أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال لرجل:

«يا ذا الأذنين» قال موسى: هذا من المزاح[13129].

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، نا أبو منصور محمّد بن أحمد بن علي القاضي، و أبو بكر محمّد بن أحمد بن علي، قالا: نا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد، نا الحسين بن إسماعيل المحاملي - إملاء - نا محمّد بن عمرو بن حنان، نا يحيى بن سعيد (3)،نا فضيل، عن عطية عن أبي سعيد قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يكون في آخر الزمان عند تظاهر من الفتن و انقطاع من الزمن أمير، أول ما يكون عطاؤه للناس أن يأتيه الرجل فيحثي له في حجره، يهمّه من يقبل منه صدقة ذلك المال لما يصيب الناس من الفرج»[13130].

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم الحافظ (4)،نا سليمان بن أحمد، نا القاسم بن زكريا، نا محمّد بن عمرو بن حنان، حدّثني يحيى بن سعيد العطّار الدّمشقي، نا أبو عبد الرّحمن، عن زيد بن واقد، عن مكحول، عن أبي سلمة، عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لتقصدنكم نار هي اليوم خامدة في واد يقال له برهوت (5)،يغشى الناس فيها عذاب أليم، تأكل الأنفس و الأموال، تدور الدنيا كلها في ثمانية أيام، تطير [طير] (6) الريح و السحاب، حرّها بالليل أشدّ من حرّها بالنهار، و لها بين السماء و الأرض دوي

ص: 267


1- كذا بالأصل و م و «ز»، و لعله أبو حميد أحمد بن محمد بن سيار الحمصي، المتقدم قريبا، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 255/1.
2- كذا بالأصل و م، و في «ز»: عبيد اللّه.
3- تحرفت بالأصل إلى: سعد، و المثبت عن «ز»، و م.
4- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 192/5 ضمن ترجمة مكحول الشامي.
5- برهوت: بفتح الباء و الراء: بئر بحضرموت، و قيل: واد باليمن فيه أرواح الكفار (راجع معجم البلدان).
6- سقطت من الأصل، و زيدت عن م، و «ز»، و في الحلية: تطير كطير الريح.

كدوي الرعد القاصف هو من رءوس الخلائق [بالنهار] (1) أدنى ن العرش» قلت: يا رسول اللّه، أ سليمة هي يومئذ على المؤمنين و المؤمنات ؟ قال:«و أين المؤمنون و المؤمنات يومئذ، هم شرّ من الحمر يتسافدون كما يتسافد البهائم، و ليس فيهم رجل يقول مه مه»[13131].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب، نا محمّد بن مصفّى، نا يحيى بن سعيد العطّار الأنصاري، نا عثمان بن [عطاء بن] (2) أبي حجار، فذكر حديثا.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل و أبو الحسين، نا أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسين قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (3):يحيى بن سعيد أبو زكريا العطّار الشامي، سمع محمّد بن عبد الرّحمن اليحصبي، هو الحمصيّ ، روى عنه أخوه.

[قال ابن عساكر:] (4) كذا فيه، و الصواب حيوة (5)-يعني: ابن شريح-.

أنبأنا أبو الحسين بن الحسن، و أبو عبد اللّه بن عبد الملك، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد (6)-إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (7):

يحيى بن سعيد العطّار الشّامي الحمصيّ ، أبو زكريا الأنصاري، روى عن محمّد بن عبد الرّحمن بن عرق اليحصبي، و أبي هلال الراسبي، و يونس بن عثمان، روى عنه حيوة بن شريح، و محمّد بن المصفّى، و أبو همام الوليد بن شجاع، سمعت أبي يقول ذلك (8).

ص: 268


1- زيادة عن حلية الأولياء.
2- استدركت اللفظتان عن هامش الأصل و بعدهما صح.
3- التاريخ الكبير للبخاري 277/8.
4- زيادة منا.
5- و في التاريخ الكبير المطبوع: حيوة.
6- تحرفت بالأصل إلى: أحمد، و المثبت عن «ز»، و م.
7- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 152/9.
8- كتبت فوق الكلام بالأصل.

قال أبو محمّد: روى عن مبارك بن فضالة، و المسعودي، و أبي شهاب الحنّاط (1)، و يحيى بن أيوب المصري، و محمّد بن مطرف المديني، و حمّاد بن زيد، و السّري بن يحيى، و المغيرة بن مسلم، حدّثنا عنه أحمد بن محمّد بن سيّار الحمصيّ .

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو زكريا يحيى بن سعيد العطّار الحمصيّ ، سمع محمّد بن عبد الرّحمن اليحصبي، روى عنه حيوة، و إسحاق.

قرأت على أبي الفضل السلامي، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو زكريا يحيى بن سعيد العطّار، أنا أحمد بن محمّد بن المغيرة، نا يحيى بن سعيد العطّار الأنصاري، أبو زكريا.

أنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر الخطيب، أنا أبو القاسم بن الصوّاف، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر (2) الدولابي قال: أبو زكريا يحيى بن سعيد العطّار.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو الحاكم قال:

أبو زكريا يحيى بن سعيد الأنصاري العطّار الحمصيّ ، سمع أبا الوليد محمّد بن عبد الرّحمن، عن أبي الهذيل محمّد بن الوليد، روى عنه أبو العبّاس حيوة بن شريح، و أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، كنّاه البخاري.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب قال: يحيى بن سعيد أبو زكريا العطّار الحمصيّ ، حدّث عن محمّد بن عبد الرّحمن بن عرق، و الصّلت بن الحجّاج، و أبي هلال الراسبي، و مبارك بن فضالة، و أبي شهاب الحنّاط (3)،و حمّاد بن زيد، و يحيى بن أيوب المصري، و [السري] (4) بن يحيى، و أبي غسّان محمّد بن مطرف، و المغيرة بن مسلم، روى عنه موسى بن مروان الرقّي، و وهب بن بيان، و أبو همّام الوليد بن شجاع السكوني،

ص: 269


1- تحرفت في «ز» إلى:«الخياط » و بدون إعجام في م.
2- تحرفت بالأصل إلى: شعية.
3- تحرفت في «ز» إلى: الخياط .
4- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز»، و م.

و حيوة بن شريح، و محمّد بن المصفّى، و أبو حميد بن سيّار الحمصيون.

أخبرنا (1) أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو بكر بن الحارث الفقيه الأصبهاني، نا أبو محمّد بن حيّان، نا ابن أبي عاصم، نا ابن مصفّى [نا] (2) يحيى بن سعيد العطّار ثقة، عن أبي شهاب، عن عبيد اللّه بن عمر، فذكر حكاية لا أعلم....... (3)

من..... (4)

أنبأنا أبو الحسين (5)،و أبو عبد اللّه قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (6):نا محمّد بن عوف الحمصيّ قال: سمعت يحيى بن معين يضعف يحيى بن سعيد العطّار صاحبنا، و ذكر أنه أخرج (7) كتبه و أنه روى أحاديث منكرة.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد (8)،نا محمّد بن علي.

و أخبرنا بها عالية أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم قال: سمعت أبا الحسن أحمد بن محمّد بن عبدوس.

قال: نا عثمان بن سعيد قال: قلت ليحيى بن معين: يحيى بن سعيد العطّار الحمصيّ ؟ قال: ليس بشيء.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد قال (9):سمعت ابن حمّاد يقول: قال السعدي: يحيى بن سعيد العطّار، منكر الحديث.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر - بقراءتي عليه - عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو

ص: 270


1- الخبر التالي سقط من «ز»، و م.
2- سقطت من الأصل.
3- كذا بياض بالأصل.
4- كذا بياض بالأصل.
5- بالأصل:«أبو علي الحسين» و التصويب عن «ز»، و م.
6- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 152/9 و تهذيب الكمال 102/20.
7- كذا بالأصل و م و «ز»، و تهذيب الكمال، و في الجرح و التعديل: احترق كتبه.
8- رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 193/7.
9- المصدر السابق.

عبد اللّه الحافظ ، نا أبو بكر محمّد بن جعفر، نا محمّد بن إسحاق بن خزيمة، و سئل عن يحيى بن سعيد العطّار الحمصيّ ؟ فقال: لا يحتج بحديثه (1).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر بن بكران، أنا أبو الحسن المجهز، أنا يوسف بن أحمد الصيدلاني، أنا أبو جعفر العقيلي قال (2):يحيى بن سعيد العطّار، شامي، منكر الحديث.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد الحافظ قال (3):

يحيى بن سعيد العطّار، حمصي، و ليحيى كتاب مصنّف في حفظ اللسان، حدّثنا بالكتاب أحمد بن محمّد بن عنبسة، عن أبي التقي هشام بن عبد الملك، عن يحيى بن سعيد هذا، و في ذلك الكتاب أحاديث لا يتابع عليها، و هو بيّن الضعف.

أنبأنا أبو المظفّر بن القشيري و غيره، عن محمّد بن علي بن محمّد الخشّاب، أنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال: سألت أبا الحسن الدارقطني عن يحيى بن سعيد العطّار، فقال:

ضعيف (4).

8149 - يحيى بن سليمان بن عبد الملك بن مروان بن

الحكم بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس الأموي (5)

و أمه، و أم أخيه عبيد اللّه بن سليمان: عائشة بنت عبد اللّه بن عمرو بن عثمان بن عفّان، له ذكر.

8150 - يحيى بن سليمان بن هشام بن عبد الملك بن مروان

8150 - يحيى بن سليمان (6) بن هشام بن عبد الملك بن مروان

ابن الحكم بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس الأموي

له ذكر.

ص: 271


1- تهذيب الكمال 102/20 و سير الأعلام 472/9.
2- رواه العقيلي في الضعفاء الكبير 403/4.
3- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 193/7 طبعة دار الفكر.
4- تهذيب الكمال 102/20.
5- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 166.
6- سليمان بن هشام، أبوه قتلته المسودة، و كان قد خالف مروان بن محمد، و لحق بالضحاك الحروري.(نسب قريش ص 168).

8151 - يحيى بن سليمان

حدّث عن أبي سلام الحبشي.

روى عنه: عمرو بن واقد، و أظنه يحيى الطّويل، و أرى أنه حدّث عن نافع، و مكحول، و روى عنه إسماعيل بن عبد اللّه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم (1) الفقيه، و علي بن زيد السّلميان، قالا: أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم الفقيه - زاد ابن المسلم: و عبد اللّه بن عبد الرزّاق قالا:- أنا محمّد بن عوف بن أحمد، نا الحسن بن منير، أنا محمّد بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا عمرو بن واقد، حدّثني يحيى بن سليمان، عن أبي سلام الحبشي عن ابن الديلمي قال:

أتيت عبد اللّه بن عمرو بن العاص أريد أن أسأله عن حديثين بلغانا عنه، فوجدته آخذا بيد رجل من قريش قد بلغنا أنه يشرب الخمر، فقلت: كيف لي أن يخلو لي وجهه ؟ قال: قلت: رحمك اللّه، هل سمعت في الخمر شيئا؟ قال: نعم، فلمّا سمعه القرشي خلّى سبيل يده و ولّى منطلقا قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من شرب الخمر رجس و رجست صلاته أربعين يوما، فإن تاب تاب اللّه عليه، ثم إن عاد رجس و رجست صلاته أربعين يوما، فإن تاب تاب اللّه عليه، فإن عاد كان حقا على اللّه أن يسقيه من ردغة الخبال [يوم القيامة] (2)»[13132].

قلت: أ رأيت حديثين بلغاني (3) عنك بالشام قال: و ما هما؟ قلت: قولك: جفّ القلم بما فيه، قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ اللّه خلق خلقه في ظلمة، ثم ألقى عليهم من نوره فأصاب به من شاء، فمن أصابه النور يومئذ اهتدى و إلاّ فلا»[13133].

قلت: فصلاة في بيت المقدس خير من ألف صلاة، فقال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«صلاة في مسجد بيت المقدس خير من ألف صلاة في ما سواه من المساجد إلاّ المسجد الحرام و مسجدي هذا»[13134].

8152 - يحيى بن صالح بن بيهس بن زميل بن عمرو بن هبيرة بن زفر بن

عاصم بن عوف بن كعب بن أبي بكر بن كلاب أبو الوليد الكلابي

أخو محمّد بن صالح بن بيهس أمير دمشق في فتنة أبي العميطر، و كان يحيى من علماء

ص: 272


1- بالأصل: مسلم، و المثبت عن «ز»، و م.
2- الزيادة استدركت عن «ز»، و م.
3- بالأصل و م: بلغني، و التصويب عن «ز».

أهل الشام بأيام العرب (1) و وقائعها.

رأى أبا تمام الطائي بدمشق.

حكى عنه أحمد بن أبي الطاهر البغدادي، و كان فارسا شاعرا، و هو الذي تولى حرب سعيد بن خالد بن محمّد الفديني الذي خرج في أيام المأمون بعد أبي العميطر، فمما وجدت من شعره ما قرأت بخط أبي الحسين الرازي، حدّثني محمّد بن أحمد بن غزوان، نا أحمد بن المعلّى، نا صالح بن البحيري، نا النضر بن يحيى قال: قال يحيى بن صالح:

إذا ما الناس عدوا جاهليا *** من الأفعال عجمانا و عربا

رأونا خير من ألقت نزار إليه *** أمورها شرقا و غربا

لعمرو أبي موارق عبد شمس *** اليه صادق لم يأت ذنبا

لقد لقيت بما سوح عراما *** أمية عمّها طعنا و ضربا

عشية لا أرى إلاّ قتيلا *** و مأسورا يقاد إليّ سحبا

أناضلهم عن المأمون إني *** رضيت فعاله و اللّه ربّا

8153 - يحيى بن صالح

أبو زكريا، و يقال: أبو صالح الوحاظي (2)(3)

من أهل دمشق، و قيل من أهل حمص.

حدّث عن مالك بن أنس، و سليمان بن بلال، و سعيد بن عبد العزيز، و معاوية بن سلاّم، و سلمة بن كلثوم، و يزيد بن زياد الدمشقي، و محمّد بن مهاجر، و فليح بن سليمان، و زهير بن معاوية، و الحسن بن أيوب، و الحكم بن عمر الحمصي، و عبيد اللّه بن عمرو الرقّي، و محمّد بن سليمان (4) أبي ضمرة الحمصي، و إسحاق بن يحيى الكلبي، و محمّد بن

ص: 273


1- كذا بالأصل و م، و في «ز»: العراق.
2- الوحاظي بضم الواو و تخفيف المهملة، نسبة إلى وحاظة بطن من جشم بن عبد شمس.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 120/20 و تهذيب الكمال 146/6 و ميزان الاعتدال 386/4 و طبقات ابن سعد 7/ 473 و التاريخ الكبير 282/8 و الجرح و التعديل 158/9 و اللباب 354/3 و تذكرة الحفاظ 408/1 و سير أعلام النبلاء 453/10 و شذرات الذهب 50/2.
4- تحرفت بالأصل إلى: صالح، و التصويب عن «ز»، و م، و هو محمد بن سليمان بن أبي ضمرة القاص السلمي، أبو ضمرة الحمصي، ترجمته في تهذيب الكمال 325/16.

يعقوب بن مجمع الأنصاري، و داود بن عبد الرّحمن العطّار، و حفص بن عمر، و حمّاد بن شعيب الكوفي، و يزيد بن عطاء، و معروف أبي الخطاب، و علي بن سليمان الكلبي الكيساني، و محمّد بن الحسن صاحب أبي حنيفة.

روى عنه: أحمد بن أبي الحواري، و إبراهيم بن نصر بن منصور السوريني، و محمّد بن مسلم بن وارة، و يعقوب بن سفيان، و محمّد بن عوف الحمصي، و أبو زرعة الدمشقي، و أبو حاتم الرازي، و محمّد بن إسماعيل البخاري، و أبو عبد اللّه أحمد بن خليد الحلبي الكندي، و أبو عتبة أحمد بن الفرج، و إبراهيم بن الحسين الكسائي، و عبد الرّحمن بن القاسم، و عثمان بن سعيد الدارمي، و سليمان بن عبد الحميد البهراني، و يحيى بن معلّى الرّازي، و يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد، و إبراهيم بن أبي داود البرلّسي، و أبو الوليد محمّد بن أحمد بن برد، و أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة، و عبد اللّه بن نصر بن هلال السلمي، و أبو أمية الطرسوسي، و محمّد بن سهل بن عسكر، و عمران بن بكّار.

و استقدمه المأمون إلى دمشق ليوليه قضاء حمص.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن يحيى بن سلوان، أنا أبو القاسم الفضل بن جعفر، نا عبد الرّحمن بن القاسم، نا يحيى بن صالح، نا حمّاد بن شعيب، نا حبيب بن أبي ثابت، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن بشر بن سحيم قال: خطبنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أيام التشريق فقال:«لا يدخل الجنّة إلاّ مؤمن، و إن هذه أيام أكل و شرب» (1)[13135].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز، أنا ابن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، قال (2):سمعت يحيى بن صالح يقول: ولدت سنة سبع و ثلاثين و مائة.

و قال أبو حاتم بن حبان: ولد سنة سبع و أربعين و مائة.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، قال: سمعت يحيى بن صالح يقول:

ص: 274


1- مكانها بياض في «ز»، و كتب على هامشها: مقصوص بالأصل.
2- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 284/1.

قدمتي (1) عليكم دمشق في أيام السعيد بن أبي بشير، و ابن عبد العزيز.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال (2):في الطبقة السابعة من أهل الشام: يحيى بن صالح الوحاظي، الحمصي، و يكنى أبا زكريا، روى عن سعيد بن عبد العزيز، و يحيى بن حمزة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضل، نا أبي قال: و يحيى بن صالح و حاظي.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل و أبو الحسين (3)،و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا: أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (4):

يحيى بن صالح الوحاظي الحمصي، سمع فليح بن سليمان، و سعيد بن عبد العزيز، مات سنة ثنتين و عشرين و مائتين.

[قال البخاري:] (5) قال عبد الصّمد: سألت يحيى بن صالح الوحاظي عن الإيمان فقال: حدّثنا أبو المليح الحسن بن عمرو قال: سمعت ميمون بن مهران يقول: أنا أقدم من الإرجاء. أراه أبو زكريا (6).

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (7):يحيى بن صالح الوحاظي الدّمشقي، روى عن سعيد بن

ص: 275


1- كذا بالأصل و م، و في «ز»: «قدم» و بعدها فراغ بسيط .
2- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 473/7.
3- «و أبو الحسين» مكرر بالأصل، و المثبت يوافق عبارة «ز»، و م، و السند معروف.
4- التاريخ الكبير للبخاري 282/8.
5- زيادة عن تهذيب الكمال للإيضاح، و الخبر التالي ليس في التاريخ الكبير، و نقله المزي في تهذيب الكمال 20/ 123 عن البخاري و الذهبي في سير الأعلام 456/10.
6- في «ز»: «أراه أيوب» و بعدها فراغ، و كتب على هامشها: مقصوص بالأصل.
7- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 158/9.

عبد العزيز، و معاوية بن سلام، و سليمان بن بلال، و زهير بن معاوية، و الحسن بن أيوب، و فليح بن سليمان، روى عنه أحمد بن أبي الحواري، و محمّد بن عوف، و أبو زرعة الدمشقي، و أبي - رحمة اللّه - و محمّد بن مسلم.

أخبرنا أبو بكر الشّقّائي، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو زكريا يحيى بن صالح الوحاظي الحمصي، سمع فليح، و سعيد بن عبد العزيز.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم، أخبرني أبي قال: أبو زكريا يحيى بن صالح الوحاظي الحمصي.

أخبرنا أبو محمّد المزكي، نا الكتاني، أنا تمام، أنا أبو عبد اللّه، نا أبو زرعة قال في تسمية أهل حمص عن أصحابهم: يحيى بن صالح (1).

ص: 276


1- كتب بعدها في م: أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه اللّه قال: و كتب في «ز»: آخر الجزء الثاني و العشرين بعد الخمسمائة يتلوه: أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنا قالا: أنا أبو الحسين... بلغت سماعا على والدي الإمام العالم الحافظ الثقة أبي القاسم علي بن الحسن فسمعه مني محمد، و سمع من أوله إلى آخره الورقة التاسعة أخي الحسن بن علي و كتب العالم ابن علي... (بياض: مقصوص بالأصل) محدث الشام أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة اللّه الشافعي أبقاه اللّه ابنه أبو الفتح الحسن و ابن أخيه أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن و الشيخ الفقيه جمال الدين أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن سعد اللّه الحنفي و الشيخ الصالح أبو زكرى محمّد بن خلف بن كوما الصالحي و الأمين شمس الدولة أبو الحارث عبد الرّحمن بن محمّد بن مرشد بن منقذ الكتاني بقراءة بهاء الدين أبي المواهب الحسن بن هبة اللّه بن محفوظ بن صصرى و الشيخ الفقيه أبو الثناء محمود بن غازي بن محمّد الشافعي و الشيخ المهذب أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الرّحمن بن الحسين بن عبدان و القاضي أبو المعالي بن القاضي زكي الدين أبي الحسن علي بن محمّد بن يحيى القرشي و عبد الرّحمن بن أبي طاهر بن أبي سفيان و أبو المحاسن سليمان بن الفضل بن الحسين بن سليمان و أبو الربيع سليمان بن إبراهيم بن يحيى الصنهاجي و محسن بن سراج بن محسن و إبراهيم بن غازي بن سلمان و إبراهيم بن مهدي بن علي الشواعرة و حمزة بن إبراهيم بن عبد اللّه و أبو الحسين بن علي بن خلدون و يوسف بن أبي الحسين بن أحمد و يوسف بن مجلى بن إبراهيم و عبد الواحد بن بركات بن أبي الحسين الصفار و أبو القاسم بن أبي طالب بن أحمد العطار و علي بن نجيم بن أحمد و أسعد بن أبي النور بن أبي القبائل و عبد اللّه بن ياسين بن عبد اللّه اليمنيون و عمر بن أبي محمّد بن أبي القاسم القيرواني و إسماعيل بن عمر بن أبي القاسم الأستيدابادي و ناصر بن كتائب بن أبي محمّد الفاعي و خليل بن حسان بن عبد المفرج و عبد الغني بن برهان بن عبد العزيز و عبد الغني بن سليمان بن عبد اللّه المغربي و رفاعة بن محمّد بن إبراهيم و رمضان بن علي بن أبي الفرج الأرجاني و أبو محمّد بن علي بن أبية و ابنه مكي و بركات بن سيف بن عبد اللّه و مودود و أخوه صديق ابنا الياس بن سلامة الكتابيان و أبو زكرى يحيى بن علي بن مؤمل القرشي و أبو القاسم بن شبل بن الحسين و إبراهيم بن عطاء بن إبراهيم و علي بن محمّد بن علي النفطي و أبو الحسين بن نعمة اللّه بن عبد اللّه القواس و علي بن بندار بن الحسين البصري و علي بن عبد الكريم بن الكويس و علي بن يوسف بن سلمان و أحمد بن ناصر بن طعان و أبو الفضل بن صبيح بن عبد الرّحمن البنجاني و يوسف بن أبي نصر بن أبي الفرج الفارسي و يوسف بن فرج بن عبد اللّه الأندلسي و أبو محمّد بن أبي طالب بن علي و محمّد بن إسماعيل بن حواب و طرخان بن يعلى بن عبد اللّه و فضائل بن علي بن الحسن و عبد اللّه بن عبد الواحد بن محمّد الحوراني و عبد الخالق بن شعبان بن سالم الدقاني و ظافر بن محمّد بن نافع و عبد اللّه بن أبي الفتح بن أبي النور و علي بن عبد الغني بن محمّد بن عبد اللّه المغربي و عيسى بن محمّد بن خلف الأندلسي و أبو الفتوح بن عبدان بن بنان النشافيري و محمّد بن محمّد بن أبي الحسن الشقاني و عمر بن تمام بن عبد اللّه بن معمر بن هبة اللّه بن خليفة و خالد بن علي بن عباس الدارغوني و مسرور بن مسعود بن علي و كاتب الأسماء عبد الرّحمن بن أبي منصور بن نسيم بن الحسين بن علي الشافعي و ذلك في يوم الجمعة الخامس من ربيع الأول ( سمع جميع هذا الجزء على الفقيه الإمام العالم العامل مفتي الشام الدين أبي منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن الحسن الشافعي بسماعه له من عمه و الملحق بإجازته منه بقراءة الإمام العالم المحدث محب الدين أبي محمّد عبد العزيز بن الحسين بن عبد العزيز بن ملالة الأندلسي الولد النجيب أبو بكر محمّد بن الإمام العالم تقي الدين أبي الطاهر إسماعيل بن عبد اللّه الأنصاري و أبو المعالي عبد اللّه بن محمّد بن أبي المعالي عبد اللّه بن صابر السلمي و محمّد و يحيى ابنا تمام بن يحيى بن الأمين عباس الحميري و أبو بكر محمّد و أبو الفضل سليمان ابنا محمّد بن أبي بكر البلخي و أبو بكر و عمر ابنا عبد الخالق بن أبي بكر المؤذن بمسجد الرماحين و عبد الواحد بن عبد السيد بن بركات المقدسي و عبد العزيز بن عثمان بن أبي طاهر الإربلي عفا اللّه عنه و هذا خطه و سمع نصفه الثاني الإمام العالم تقي الدين أبو الطاهر إسماعيل بن عبد اللّه الأنماطي و ذلك في يوم الخميس السابع و العشرين من جمادى الآخرة سنة خمس عشرة و ستمائة و الحمد للّه رب العالمين و الحمد للّه وحده و سمع صافي بن عبد اللّه فتى الأنماطي جميع الجزء بالقراءة و التاريخ كتبه عبد العزيز بن عثمان الإربلي ه .. سمع جميع هذا الجزء على الشيخ الأجل نور الدولة أبي الحسن علي بن عبد الكريم بن الكويس العامري بسماعه له من مؤلفه و الملحق بإجازته منه بقراءة الإمام العالم محب الدين أبي محمّد عبد العزيز بن الحسين بن عبد العزيز بن هلالة الأندلسي الولد النجيب أبو بكر محمّد بن الإمام تقي الدين أبي الطاهر إسماعيل بن عبد اللّه بن عبد المحسن الأنماطي و أبو بكر محمّد و أبو الفضل سليمان ابنا محمّد بن أبي بكر البلخي و عبد العزيز بن عثمان بن أبي طاهر الإربلي عفا اللّه عنه و هذا خطه و ذلك في مجلسين آخرهما يوم الجمعة ثاني عشر من جمادى الآخرة سنة خمس عشرة و ستمائة و الحمد للّه رب العالمين و صلواته على سيدنا محمّد و آله و صحبه ه . سمع جميع هذا الجزء على الفقيه العالم مفتي الشام أوحد الأنام فقيه السلف أبي منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن الحسن بن هبة اللّه الشافعي بسماعة فيه و الملحق بإجازته من المؤلف ابن أخيه أبو سعد عبد اللّه ابن شيخنا الإمام الورع أبي البركات الحسن بن محمّد بن الحسن و الفقيه أبو الطاهر إبراهيم بن هبة اللّه بن المسلم الحسني الشافعي و عبد الرّحمن بن يونس بن إبراهيم التونسي و محمّد بن يوسف بن محمّد البرزالي الإشبيلي بقراءته و هذا خطه و عارض به نسخته و سمع من موضع اسمه إلى آخر الجزء فخر الدين الفقيه أبو الثناء محمود بن أبي بكر بن حمزة المرداني و ذلك يوم السبت التاسع عشر من شهر رمضان سنة ثمان عشرة و ستمائة بمقصورة الصحابة رضوان اللّه عليهم من جامع دمشق حرسها اللّه و الحمد للّه وحده و صلاته على سيدنا محمّد و آله و سلامه ه . الجزء الثالث و العشرون بعد الخمسمائة من كتاب تاريخ مدينة دمشق حماها اللّه و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأماثل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها تصنيف الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة اللّه الشافعي رحمه اللّه سماع ولده القاسم بن علي بن الحسن و إجازة له من بعض شيوخ أبيه رحمهم اللّه.

ص: 277

ص: 278

أخبرنا (1) أبو غالب [أحمد] (2) و أبو عبد اللّه يحيى ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن الآبنوسي - في كتابه - أنا أبو القاسم عبد اللّه بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا (3) أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال:

سمعت ابن سميع يقول في الطبقة السادسة من الشاميين: يحيى بن صالح الوحاظي (4).

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو زكريا يحيى بن صالح الوحاظي الحمصي، سمع مالك بن أنس الأصبحي، و فليح بن سليمان، ليس بالحافظ عندهم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال:

يحيى بن صالح أبو زكريا الوحاظي الحمصي، سمع فليح بن سليمان، و معاوية بن سلاّم، روى عنه البخاري في الصلاة و غيرها، و روى عن إسحاق غير منسوب عنه في الكسوف و في الوكالة، و عن محمّد غير منسوب عنه أيضا في كتاب..... (5) مات سنة ثنتين و عشرين و مائتين. قاله البخاري.

قال أبو نصر: قال لي ابن أبي سعيد السرخسي: إن محمّدا هذا غير منسوب، هو ابن إدريس، أبو حاتم الرّازي، و ذكر أنه رآه في أصل عتيق.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب قال: و يحيى بن صالح الوحاظي الدّمشقي، حدّث عن مالك بن أنس، و سعيد بن عبد العزيز، ثم ذكر بعض من روى عنه و بعض من يروي عنه.

ص: 279


1- كتب قبلها في «ز»: بسم اللّه الرحمن الرحيم. أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه اللّه قال.
2- سقطت من الأصل و استدركت عن «ز»، و م.
3- كتب فوقها في «ز»: «س» بحرف صغير.
4- كتب على هامش «ز»: الوحاظي بالظاء المشالة و هي بلدة باليمن و تسمى أحاظة و وحاظة. و كتبه أحمد.
5- كلمة غير واضحة بالأصل و صورتها:«المحر» و في «ز»: «المخضر» و في م:«المحصر».

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال: لم يقل - يعني: أحمد بن حنبل - في يحيى بن صالح إلاّ خيرا.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، نا أبو محمّد الصّوفي، أنا عبد الرّحمن بن عثمان، أنا عبد الرّحمن بن عبد اللّه، نا عبد الرّحمن بن عمرو قال: سألت يحيى بن معين عن يحيى بن صالح ؟ فقال: ثقة.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه قال: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا و طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):سألت أبي عن يحيى بن صالح، فقال: صدوق.

ذكر أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الكناني الأصبهاني قال: قلت لأبي حاتم: ما تقول في يحيى بن صالح الوحاظي ؟ فقال: صدوق (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو القاسم حمزة بن يونس، أنا عبد اللّه بن عدي قال (3):الثقات من أهل الشام مثل الوليد بن مسلم، و محمّد بن شعيب، و إسماعيل بن عيّاش، و مبشر بن إسماعيل، و بقية، و عصام بن خالد، و يحيى بن صالح الوحاظي.

أخبرنا أبو المظفّر ابن الأستاذ أبي القاسم القشيري، أنا أبي، أنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن بن محمّد، أنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق قال (4):يحيى بن صالح الوحاظي، حسن الحديث، و لكنه صاحب رأي، و هو عديل (5) محمّد بن الحسن إلى مكة، و أحمد بن حنبل، لم يكتب عنه.

أخبرنا (6) أبو جعفر بن أبي علي - في كتابه - أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن

ص: 280


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 158/9.
2- تهذيب الكمال 123/20 و سير الأعلام 454/10.
3- تهذيب الكمال 123/20 و سير الأعلام 455/10.
4- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 123/20 و سير الأعلام النبلاء 454/10.
5- عدل الرجل في المحمل و عادله: أي ركب معه. يعني أنّه كان رفيقه في المحمل.
6- آخر الخبر التالي في «ز» إلى ما بعد الذي يليه.

علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم، أنا الثقفي - يعني: السراج - قال: سمعت المهنّى بن يحيى قال: سألت أحمد بن حنبل عن يحيى بن صالح الوحاظي فقال: رأيته، و لم يحمده.

أخبرنا (1) أبو (2) الحسن علي بن المسلّم السلمي، نا عبد العزيز بن أحمد التميمي، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة [نا] أحمد بن صالح قال:

وجدنا عند يحيى بن صالح ثلاثة عشر حديثا عن مالك ما وجدناها عند غيره (3).

أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك (4)،أنا محمّد بن المظفّر بن بكران، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد، أنا أبو جعفر العقيلي (5)،نا عبد اللّه بن أحمد قال: سألت أبي عن يحيى بن صالح الوحاظي فقال: رأيته في جنازة أبي المغيرة، فجعل أبي يضعفه (6)،قال أبي: أخبرني إنسان من أصحاب الحديث قال: قال يحيى بن صالح: لو ترك أصحاب الحديث عشرة أحاديث - يعني: هذه التي في الرؤية (7)-قال أبي: كأنه نزع إلى رأي جهم.

قال: و نا العقيلي (8)،حدّثني عبد اللّه بن علي، نا إسحاق بن منصور، نا يحيى بن صالح و كان مرجئا خبيثا، داعي دعوة ليس بأهل أن يروى عنه.

قال العقيلي (9):يحيى بن صالح الوحاظي حمصي، جهمي (10).

و سئل محمّد بن عوف عن يحيى بن صالح الوحاظي فقال: كان يرى رأي أبي حنيفة و أصحابه، و خرج من مكة، و زامل محمّد بن الحسن إلى الكوفة، فقال له إسماعيل بن عيّاش: لو زاملت كذا كان خيرا لك من أن تزامله.

ص: 281


1- الخبر التالي سقط بتمامه من م.
2- من هنا... إلى قوله: صالح، مكانه بياض في «ز».
3- تهذيب الكمال 123/20 و سير أعلام النبلاء 455/10.
4- أقحم بعدها بالأصل: أنا محمد بن المظفر بن المبارك.
5- رواه العقيلي في الضعفاء الكبير 408/4.
6- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الضعفاء الكبير: يصفه.
7- في الضعفاء الكبير: الرواية.
8- الضعفاء الكبير لأبي جعفر العقيلي 409/4.
9- الضعفاء الكبير 408/4.
10- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن م، و «ز»، و الضعفاء الكبير.

و قال أبو إسحاق إبراهيم بن الهيثم بن المهلب البلدي: كان حيوة بن شريح ينهاني أن أكتب عن يحيى بن صالح الوحاظي، و قال: هو كذا و كذا (1).

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد المزكّي - قراءة - نا عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الرّحمن بن عثمان، أنا علي بن يعقوب بن إبراهيم بن شاكر، و أبو الميمون فرّقهما، قالا: أنا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو (2)،نا يزيد بن عبد ربّه قال: سمعت وكيعا - و في حديث أبي الميمون: وكيع بن الجرّاح - يقول ليحيى بن صالح - زاد أبو الميمون:

الوحاظي - و قالا:- يا أبا زكريا اجتنب، و قال أبو الميمون: احذر الرأي، فأنّي سمعت أبا حنيفة يقول: البول،- و قال أبو الميمون: للبول (3)-في المسجد أحسن من بعض قياسهم.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب قال: كتب إليّ (4) عبد الرّحمن بن عثمان الدّمشقي يذكر أن خيثمة بن سليمان القرشي أخبرهم.

و أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز - لفظا-.

و قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن، عن عبد العزيز، أنا ابن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا سليمان بن عبد الحميد البهراني قال: سمعت أبا اليمان يقول: قدم الحسن بن موسى الأشيب علينا قاضيا بحمص، فقال لي: دلّني على رجل ثقة موسر أستعين به في بعض أمري، فقلت: لا أعرف أحدا أوثق من يحيى بن صالح (5).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن علي بن عبيد اللّه المقرئ.

ح و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفضل أحمد بن عبد اللّه بن عمر، أنا أحمد بن محمّد بن عمران بن الجندي، أنا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا ابن مصفّى قال: مات يحيى بن صالح سنة ثنتين و عشرين و مائتين (6).

[أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، نا أبو الحسين بن

ص: 282


1- تهذيب الكمال 123/20.
2- الخبر رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 507/1.
3- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن م، و «ز»، و تاريخ أبي زرعة.
4- من أول الخبر إلى هنا مكانه بياض في «ز»، و كتب على هامشها: مقصوص بالأصل.
5- الخبر في تهذيب الكمال 124/20.
6- تهذيب الكمال 124/20.

الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: سنة ثنتين و عشرين و مائتين] (1) فيها مات أبو صالح يحيى بن صالح الوحاظي، و مولده سنة و أربعين و مائة.

أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال: و مات يحيى بن صالح سنة اثنتين و عشرين و مائتين، و هكذا قال عمرو بن دحيم.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: و فيها - يعني: سنة اثنتين و عشرين - مات يحيى بن صالح الوحاظي، و هو ابن خمس و ثمانين سنة (2).

8154 - يحيى بن صفوان

من جند بني العبّاس الذين حاصروا دمشق مع عبد اللّه بن علي، و كان مع العبّاس بن يزيد على باب الفراديس، له ذكر.

8155 - يحيى بن طالب أبو زكريا الأنطاكي، و يقال: الطّرسوسي الأكّاف

نزيل دمشق.

و سمع بدمشق و غيرها هشام بن عمّار، و محمّد بن مصفّى، و عبيد بن هشام الحبلي، و نوح بن حبيب، و هشام بن خالد، و أبا بكر محمّد بن عبد الرّحمن بن الحسن الجعفي، و عبّاس بن الوليد الخلاّل، و الحسن بن أحمد بن حبيب الكرماني، و محمّد بن محمّد بن إدريس الشافعي.

روى عنه: أبو بكر محمّد بن عيسى بن عبد الكريم الطّرسوسي الخراز، و عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد الأصبهاني، و أبو عمر أحمد بن محمّد الطّرسوسي الجلي، و أبو الفضل العبّاس بن أحمد الخواتيمي - قاضي طرسوس - و محمّد بن محمّد بن داود الكرجي، و أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمّد الأنصاري الميمذي، و أبو القاسم عبد اللّه بن إبراهيم الأبندوني، و أبو الحسن شاكر بن عبد اللّه المصيصي.

أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد، نا يحيى بن طالب الأنطاكي

ص: 283


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و تداخل الخبران: فاختل السياق، و الزيادة عن «ز»، و م.
2- تهذيب الكمال 124/20.

-بطرسوس - نا هشام بن عمّار، نا سليمان بن موسى الزهري، نا مطاهر بن أسلم، حدّثني سعيد المقبري، عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه كان يقرأ عشرا من آخر آل عمران كل ليلة[13136].

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني - و نقلته من خطه - نا عبد العزيز الكتّاني قال: قرأت على أبي القاسم هبة اللّه بن سليمان بن داود الجزري، نا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمّد بن عبد اللّه الأنصاري القاضي - بالجزيرة - نا سهل بن داود بن ديرويه الرازي، و أحمد بن محمّد بن عاصم الرّازي، و عبد اللّه بن أحمد بن موسى عبدان الأهوازي، و الوليد بن حمّاد أبو العبّاس الرملي، و يحيى بن طالب الطّرسوسي - بدمشق - قالوا: أنا هشام بن عمّار الدمشقي، نا حمّاد بن عبد الرّحمن، نا خالد بن الزبرقان القرشي، عن سليمان بن حبيب المحاربي، عن أبي أمامة الباهلي، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم بحديث ذكرته في ترجمة سهل بن داود، روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الميمذي، فقال: حدّثنا أبو زكريا يحيى بن طالب الطّرسوسي، نزيل دمشق، نا هشام بن عمّار، فذكر حديثا.

8156 - يحيى بن طلحة بن عبيد اللّه بن عثمان بن عمرو بن كعب بن [سعد بن

تيم بن مرة بن كعب بن] (1) لؤي بن غالب القرشي التيمي (2)

حدّث عن أبيه، و أمه سعدى بنت عوف بن خارجة بن سنان بن أبي حارثة المرّي.

روى عنه: ابناه: بلال، و طلحة، و عامر الشعبي، و عبد الملك بن عمير.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا محمّد بن القاسم بن زكريا المحاربي.

ح و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان.

و أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا إبراهيم بن منصور السلمي، أنا أبو بكر بن

ص: 284


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن «ز»، و م. راجع عامود نسب أبيه طلحة بن عبيد اللّه في تهذيب الكمال 251/9.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 127/20 و تهذيب التهذيب 148/6 و نسب قريش ص 283 و طبقات ابن سعد 5/ .....

المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، قالا: نا أبو كريب، نا يونس بن بكير (1)،أنا طلحة بن يحيى الطلحي، عن يحيى و عيسى ابني طلحة، عن أبيهما، قال: مرّ علي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ببعير قد وسم في وجهه فقال - زاد المحاربي: رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و قالا:- «لو أن أهل هذا - زاد أبو يعلي: البعير - عدلوا - قال المحاربي: النار عن، زاد المحاربي: وجه و قالا:- هذه الدابة» فقلت: لأسمنّ في أبعد مكان من وجهها، قال: فوسمت في عجب (2)الذنب[13137].

قال الدارقطني: تفرّد به يونس بن بكير، عن طلحة بن يحيى بن طلحة.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسين محمّد بن عبد الرّحمن بن عثمان، أنا يوسف بن القاسم الميانجي.

و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم [أنا إبراهيم (3)]بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالوا: أنا أبو يعلى الموصلي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنا عيسى بن علي بن عيسى، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو عثمان سعيد بن محمّد بن أحمد البحيري، أنا جدي أبو الحسين أحمد بن محمّد بن جعفر.

ح و أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر القارئ، أنا عمر بن أحمد بن عمر.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو القاسم الشّحّامي، قالا: أنا محمّد بن عبد الرّحمن، نا أحمد بن محمّد البحيري - إملاء - نا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي حاتم.

ح و أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنّا، أنا أبو يعلى محمّد بن الحسين بن الفراء.

ص: 285


1- قوله:«نا يونس بن بكير» مكرر بالأصل.
2- عجب الذنب: مؤخره.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك لتقويم السند عن «ز»، و م.

أخبرتنا أم الفتح أمة السلام بنت أحمد بن كامل القاضي قالت: نا أبو الطّيّب محمّد بن الحسن بن حميد بن الربيع اللخمي، قالوا: أنا أبو القاسم هارون بن إسحاق الهمداني.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن بن محمّد، أنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن [عبد اللّه بن] (1) مهدي، نا الحسين بن إسماعيل المحاملي، قالوا: نا هارون بن إسحاق - زاد أبو يعلى: الهمداني (2)-حدّثني - و قال بعضهم: حدّثنا - محمّد بن عبد الوهّاب زاد أكثرهم: القنّاد (3) عن مسعر، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي عن يحيى بن طلحة عن أمّه سعدى المرّية قالت:

مر عمر بطلحة بعد وفاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: ما لي أراك مكتئبا؟ أ يسوؤك، و قال البغوي: أساءك، و قال اللخمي و ابن أبي حاتم: أ ساءتك إمرة (4) ابن عمّك ؟ (5) قال: لا، و لكن (6)،و قال الميانجي: و لكني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إني لأعلم كلمة لا يقولها عبد عند [موته] (7) إلاّ كانت نورا لصحيفته، و إن جسده و روحه ليجدان لها روحا عند الموت» - زاد اللخمي و ابن أبي حاتم: فقبض و لم أسأله، قال: و قال ابن المقرئ: فقال: أنا أعلمها، هي الكلمة التي أراد عليها عمّه - زاد ابن أبي حاتم: يعني: لا إله إلاّ اللّه، و لو أعلم أن شيئا - و قال البغوي: و لو علم شيئا - أنجى له منها لأمره - زاد المحاملي: به-[13138].

أخرجه النسائي عن هارون.

أخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا يحيى بن عبد الحميد الحماني، نا داود بن علية، عن مطرف، عن عامر، عن يحيى بن طلحة، عن طلحة قال:

مرّ بي عمر بن الخطّاب و أنا كئيب حزين، فذكر معنى الحديث علي بن مسهر (8)

ص: 286


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن م، و «ز».
2- في «ز»: الهمذاني.
3- تحرفت في «ز» إلى: العباد، و في م:«العداد» راجع ترجمته في تهذيب الكمال 17/17.
4- تقرأ بالأصل و «ز»: «امرأة» خطأ، و التصويب عن م.
5- زيد بعدها في «ز» و م: و قال معلى: ما لك مكتئبا أ ساءتك إمرة ابن عمك في «ز»: «امرة».
6- بالأصل و «ز»: و لكني، و المثبت عن م.
7- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز»، و م.
8- كذا بالأصل و م:«علي بن مسهر» و في «ز»: «ابن مسعر» و لعل الصواب:«فذكر معني الحديث عن مسعر».

و زاد، قال عمر: أنا سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من قال الكلمة التي راودت عمي عليها فردّها عليّ لا يقولها عبد عند موته إلاّ فسح له و وجد لها روحا حين يخرج نفسه» فقال طلحة:

صدقت و اللّه[13139].

قرأت على أبي محمّد عبد اللّه بن أسد بن عمّار، عن عبد العزيز [بن أحمد، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا عمي أبو علي] (1) محمّد بن القاسم بن معروف، نا علي بن بكر، نا أبو بكر أحمد بن الخليل التناعمي - بالتناعم - نا عمر بن عبيدة.

ح قال: و نا أحمد بن بكر، نا العبّاس بن الفرج أبو الفضل بإسناديهما، و لا أخلص حديث أحدهما من الآخر.

أن عبد الملك بن مروان كتب إلى الحجّاج بن يوسف: أوفد إليّ وفدا (2) معك بمائة رجل من وجوه أهل الحجاز، فوفد يحيى، أو يعقوب بن طلحة وحده، فخرج الآذن، فقال:

الحجّاج، فدخل و خرج الآذن فقال: الوفد، فدخل ابن طلحة وحده، فقال عبد الملك: أين الوفد المائة ؟ قال: هو يعد لها يا أمير المؤمنين، قال ابن طلحة: فلمّا رأيت موضعي من عبد الملك قلت: و اللّه لأنصحنّه، فذكر الحكاية في وقوعه في الحجّاج عند عبد الملك.

[قال ابن عساكر] (3) و المشهور أن صاحب هذه الحكاية هو إبراهيم بن محمّد بن طلحة، و قد تقدمت في ترجمته.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، و أبو العزّ ثابت بن منصور، قالا: أنا أحمد بن الحسن بن أحمد - زاد ابن المبارك: و أحمد بن الحسن بن خيرون قالا:- أنا محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد، نا خليفة بن خيّاط قال (4):في الطبقة الثالثة من تابعي أهل الكوفة: عيسى، و يحيى ابنا طلحة بن عبيد اللّه، أمّهما سعدى بنت عوف بن خارجة (5) بن سنان بن أبي حارثة بن نشبة أو نسبة (6) بن غيظ بن مرة بن

ص: 287


1- ما بين معكوفتين مكانه مطموس و غير مقروءة بالأصل لسوء التصوير، و المثبت عن «ز»، و م.
2- الأصل و م: وفد، خطأ، و المثبت عن «ز».
3- زيادة منا.
4- طبقات خليفة بن خيّاط ص 261 رقم 1110 و 1111.
5- كذا بالأصل و م و «ز»، و في طبقات خليفة: حارثة.
6- الأولى إعجامها مضطرب بالأصل، و الثانية بدون إعجام فيه، و في م و «ز»: «شبه أو شيبه»، و المثبت عن طبقات خليفة.

عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزبير بن أبي بكر قال (1):في تسمية ولد طلحة: و عيسى بن طلحة، و يحيى بن طلحة، و أمّهما سعدى ابنة عوف بن خارجة بن سنان بن أبي حارثة (2)،و أخواهما لأمّهما: المغيرة بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام، و سلمة بن عبد اللّه بن الوليد بن الوليد (3) بن المغيرة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا أبو علي بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال (4) في تسمية ولد طلحة، قال: و عيسى و يحيى، و أمّهما سعدى بنت عوف بن خارجة بن سنان بن أبي حارثة المرّي.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا ابن سعد قال (5):في الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة: يحيى بن طلحة بن عبيد اللّه بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم، و أمّه سعدى بنت عوف بن خارجة بن سنان بن أبي حارثة المرّي، ثم ذكر ولد يحيى بن طلحة.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل و أبو الحسين و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (6):

يحيى بن طلحة بن عبيد اللّه القرشي التيمي عن أبيه، روى عنه ابناه: طلحة [و بلال (7).

ص: 288


1- نسب قريش للمصعب ص 281 و 283.
2- الأصل: حارث، و المثبت عن «ز»، و م، و في نسب قريش: خارجة.
3- كذا بالأصل و م و «ز»: «بن الوليد» مكررة، و لم تكرر في نسب قريش.
4- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 214/3 في ترجمة طلحة بن عبيد اللّه.
5- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 164/5.
6- التاريخ الكبير للبخاري 283/8 رقم 3012.
7- إلى هنا تنتهي ترجمته في التاريخ الكبير.

ثم قال البخاري بعد أن ذكر ترجمة أخرى:] (1) يحيى بن طلحة،[روى الشعبي عن طلحة بن يحيى عن] (2) أمّه سعدى المرية، هو والد إسحاق المديني، و قال شريك: حدّثنا عبد الملك بن عمير، عن يحيى بن طلحة: سمعت أبا هريرة أخو موسى و إسحاق (3).

[قال ابن عساكر:] (4) و لا معنى للفرق بينهما، هما واحد.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (5):

يحيى بن طلحة بن عبيد اللّه القرشي التيمي، روى عن أبيه طلحة بن عبيد اللّه، روى عنه الشعبي، و ابناه طلحة و بلال، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبد اللّه، و أبو نصر قالا: نا الوليد، أنا علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (6):يحيى بن طلحة تابعي، ثقة، روى عن أبيه.

8157 - يحيى بن عبد اللّه بن أسامة القرشي البلقاوي

8157 - يحيى بن عبد اللّه بن أسامة القرشي البلقاوي (7)(8)

روى عن: زيد بن أسلم.

روى عنه: أبو طاهر موسى بن محمّد الأنصاري المقدسي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا عبد الوهّاب بن جعفر، أنا محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن الربعي الحافظ ، حدّثني أبي، حدّثني محمّد بن خليد الحلبي، نا موسى بن محمّد بن طاهر الأنصاري، نا يحيى بن عبد اللّه بن أسامة القرشي - من أهل البلقاء - عن زيد بن أسلم، عن أبيه قال:

ص: 289


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن «ز»، و م.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن «ز»، و م.
3- من قوله:«ثم قال... إلى هنا» ثم أعثر عليه في التاريخ الكبير.
4- زيادة منا.
5- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 160/9.
6- رواه العجلي في تاريخ الثقات ص 473 رقم 1811.
7- كذا بالأصل و م، و في «ز»: البلقائي. و كلاهما يصح نسبة إلى البلقاء. و هي مدينة الشراة بناحية الشام (الأنساب 392/1 و 393) و في معجم البلدان: البلقاء: كورة من أعمال دمشق بين الشام و وادي القرى.
8- ترجمته في معجم البلدان 489/1.

كان عمر بن الخطّاب كثيرا مما يحدّثنا عن أخبار الجاهلية و أهلها و يقول: الأجل حصن حصين، و كهف منيع، و لقد أتت عليّ أحوال مهلكات نجوت منها سالما، و كنت من أشدّ الناس إقداما على ما يعجز عنه كثير من الناس، من الدخول على الملوك، و مباشرة الحرب، حتى إنّي و نفر من أقراني من قريش دون العشرة أقدمنا على مائة رجل من ذوي البأس في بعض طريق الشام، و قد أجمعوا للقاء أقران لهم، فهجمنا عليهم ضحى، فواقفناهم (1) حتى ذهب النهار و جاء الليل، فتحاجزنا، و ما ظفروا منا بشيء، و افترق أصحابي بعد ذلك فرقتين، فكنت في أقلّهم عددا، فأقمت أنا و من صار معي منهم بمكاننا، و غدا الآخرون عنّا يريدون البحر، فذهبوا إلى الساعد (2)،فما نعلم لأحد منهم خبر، و انطلقنا نحن إلى الشام، فقضينا أمرنا فلمّا هممنا بالانصراف طعن رجل من أصحابي فمات، و سرت أنا و واحد منهم لم يبق معي غيره، فلم تنتصف الطريق بنا حتى غشينا في ليلة ظلمة سبع، فاختطفه و بقيت وحدي، فأتيت مكة، فأقمت بها أياما، ثم توجّهت لبعض الأمر، فبينا أنا أسير تغوّلت (3) لي الغول، فقالت لي: أين تعمد يا بن الخطّاب ؟ فقلت: و ما عليك من ذلك ؟ فاستدار وجهها حتى صار من ورائها، فرفعت السيف فأضرب ما بين كتفيها و عنقها [فأبنته] (4)و انطلقت حتى قضيت حاجتي، و حدّثت نفسي أن لا آخذ في ذلك الطريق، فأتيت على المكان الذي وقعت بالغول فيه، فلم أر لها أثرا.

فبينا أنا أسير إذ سمعت صياحا قد علا، و لا أرى أحدا، فما راعني ذلك و لا استوحشت له، و سرت حتى أتيت مكة، و كان الناس يكثرون ذكر النعمان بن المنذر و يصفون إكرامه من يأتيه من قريش، فتوجهت نحوه حتى انتهيت إليه، فوجدته جالسا في مجلس عظيم، و قد كثر الناس فيه، فجلست حيث انتهى بي المجلس، فبينا أنا كذلك إذ سمعته يدعو بقوس و جعبة، فأتي بها، فنكب (5) السهام بين يديه و جعل يتأمل الناس، فإذا رجل قد طالهم و علا عليهم، رشقه في أذنه بسهم، فأنشبه فيه، و كنت رجلا طويلا، فلمّا رأيته فعل ذلك برجلين خفت أن

ص: 290


1- كذا بالأصل و م، و في «ز»، و المختصر: فواقعناهم.
2- الأصل و م و «ز»: «الساعة» و لا معنى لها هنا، و المثبت «الساعد» عن المختصر، و بهامشه: السواعد: مجاري الماء إلى النهر أو إلى البحر.
3- تغوّلت لي الغول بمعنى تخيّلت و تلوّنت.
4- سقطت من الأصل، و بدون إعجام في «ز»، و فوقها ضبة، استدركت اللفظة عن م.
5- كذا بالأصل، و في «ز»: «فلب»، و في م:«فقلب».

يقع طرفه عليّ ، فيجعلني ثالثا، فتلطفت حتى خرجت ثم عدت إلى مكة، فلبثت بها حينا، ثم بلغني عن ملك من ملوك غسّان، أنه من أتاه من قريش حباه و شرّفه، فلم يمنعني ما شاهدته من النعمان أن توجهت حتى انتهيت إلى باب ذلك الملك، فأمكث أياما لا أصل إليه و لا يؤذن لأحد عليه، ثم إنه جلس جلوسا عاما، فدخلت في جملة الناس، فإذا هو جالس في صدر مجلسه، و إذا في وسط داره أسطوانة طويلة، واسعة الرأس، فجعل يتأملها مليا، ثم أقبل على جلسائه فقال لهم: أ ترون أنه لو أخذ رجلا شابا (1) ظاهر الدم، حسن الجسم، فذبح على رأسه هذه الاسطوانة، أ كان يسيل دمه حتى يبلغ الأرض ؟ فقالوا: ما نرى ذلك إنها لطويلة، فأمر برجل توسّمه من بين الناس، و قد نظر إليه على النعت الذي نعته، فأخذ و أصعد إلى أعلى الاسطوانة، فذبح، فسال دمه حتى ثلثيها و انحدر قليلا، فقال: ما أراه بلغ الأرض، فلقد كانت به أدمة، و لعله لو كان أبيض اللون كان دمه أكثر، ثم تأمّل الناس فلحظني بطرفه، فظننت أنه سيأمر بي، ثم أجال طرفه و غفل عني، فتلطّفت حتى خرجت، فعدت إلى مكة، فمكثت بها حينا ثم توجهت في تجارة إلى الشام في رهط من قريش، فيهم: أبو سفيان بن حرب، و كان مقصدنا غزة، فلمّا أتيناها وجدنا أسواقها قد تصرّمت و بقيت بضائعنا، فقيل لنا:

لو أتيتم دمشق لأصبتم بها حاجتكم، فانطلقنا إليها حتى أتيناها، فتسوقنا و بعنا و اشترينا ما يصلح لبلادنا، و خرجنا نريد طريق بلادنا، فلمّا سرنا غير بعيد عرضت لي حاجة، فحللت إزاري، فإذا فيه صرة، ذكرتها حين رأيتها، فيها شيء من الذهب، كانت امرأة من نساء قومي دفعته إليّ ، و سألتني أن أبتاع لها به بزا، أو ما أشبه ذلك، فقلت لأصحابي: أنظروني بمكانكم إلى أن أنصرف إليكم، فقد عرضت حاجة لا بدّ من العودة فيها إلى دمشق، فأخبرتهم بأمر المرأة، فقالوا: نحن نقيم عليك، فلا تحبسنا، فرجعت حتى أدخلها مساء، فأتيت فندقا بها فنزلته لأبيت فيه، و أصبح على حاجتي، فإنّي لنائم أتاني رجل حسن الصورة مكتهل، فحرّكني برجله، ففتحت عيني، فقال لي: من أين أنت ؟ فقلت: أنا رجل غريب دخلت في حاجة، فقال: انطلق معي إلى منزلي، قال: فنهضت معه إلى منزله، فأحسن ضيافتي، و بتّ عنده خير مبيت.

فلما أخذت مضجعي قام يصلّي الليل كلّه حتى أدركه الصبح، ثم أقبل عليّ فقال: لا تخرج إلى السوق حتّى أخرج معك، فتقضي حاجتك، قال: و كان من يخرج إلى الأسواق

ص: 291


1- كذا بالأصل و م، و في «ز» و المختصر: رجل شاب.

يحرز متاعه مخافة أن يختطف. قال: و أدرك الرجال النوم لسهره ليله كله، فكرهت أن أوقظه، و خفت أن احتبس أنا عن أصحابي إن أنا انتظرته حتى يستيقظ ، فبادرت، فأتيت السوق، فإذا أكثر أهلها لم يأتوا، فوقفت أترقب، و أنا في ذلك أتأمل الناس فإذا ببطريق من بطارقة الروم قد أقبل و معه جماعة من الأعوان، فرآني على تلك الحال، فعلم أنّي غريب، فقال لأعوانه: خذوا هذا، فنعم خادم الكنيسة هو، فأخذوني فانطلقوا بي إلى كنيسة لهم فيها بناء قد استهدم، و دفعوا إليّ مرا (1) فقالوا: اهدم، فظللت يومي كله أعمل في ذلك حتى أمسيت، فخلوني، فرجعت إلى الفندق الذي كنت فيه، أوّل الليلة الماضية، و أنا بحالة سيئة، فبينا أنا جالس فيه أتاني الرجل الذي كان أضافني فقال: أين كنت ؟ و ما كان من أمرك ؟ فأخبرته، فقال: أ لم أوصك (2) لا تخرج إلى السوق إلاّ معي ؟ فقلت: إنّك بتّ تصلي، فأصبحت تعبانا و أعجلني الأمر و ورائي أصحابي ينتظروني، و كرهت أن أعجلك من منامي.

فقال: انطلق الآن معي، قال: فصار بي إلى منزله، فأحسن ضيافتي و أوصاني أن لا أصنع كما صنعت و لا أخرج إلاّ معه، و أخذ في صلاته كما فعل في الليلة الماضية، حتى إذا بان الصبح و نام، خالفته فخرجت إلى السوق، فإذا البطريق قد غشيني فقال لأصحابه: هذا صاحبنا بالأمس، فخذوه، فأخذوني حتى أوقفوني على موضع الهدم و أعطوني المرّ، فما زلت أهدم حتى انتصف النهار و اشتدّ الحر، و خلا الموضع، فجلست أستريح في ظل بعض تلك الحيطان، فما شعرت إلاّ و قد هجم عليّ البطريق فعلاني بسوط معه حتى أوجعني، و قال:

أ تركت العمل و جلست ؟ قال عمر: فأبلغ مني فعله، و نظرت عن يميني و عن شمالي فإذا ليس أحد غيري [و غيره] (3) فاجتذبته جذبة فسقط عن دابته إلى الأرض، ثم ضربت هامته بالمرّ حتى فلقتها و هو في ذلك يصيح و يستغيث، فلم يسمعه أحد، فطرحت عليه من ذلك الهدم، و خرجت من المدينة هاربا لا ألتفت ورائي حذرا من الطلب أن يدركني، و قصدت غير الطريق الذي فيه أصحابي.

فلما أبعدت من المدينة لحقني رجل من الروم يسير في بعض أمره، فكلّمني بلغته، فلم أعرفها و استراب بي، و ألحّ [في] (4) مخاطبتي بما لا أعلمه و أنا أخاطبه بما لا يعلمه هو، ثم

ص: 292


1- المرّ: المسحاة.
2- بالأصل و م: أوصيك، خطأ، و المثبت عن «ز».
3- سقطت من الأصل، و استدركت للإيضاح عن «ز»، و م.
4- استدركت على هامش الأصل.

أومأ بيده إلى سيفه ليسلّه، فبادرته فغلبته عليه و صرعته عن بغلة كان عليها، و ضربته حتى قتلته، و بدرت البغلة فذهبت، و أخذت حتى وصلت إلى دير فيه جماعة من النصارى فدخلته، فلما رأوني طافوا بي و سألوني عن حالي، فاكنيت (1) عنها و قلت: بما يعرف ديركم هذا؟ قالوا: بدير العدس، و انطلقوا إلى أسقف لهم فعرفوه خبري، فأتاني، فلمّا تأملني قال: إنّي أرى وجه خائف، فقلت: و ما ترى من خوفي ؟ فقال: كن كيف شئت، فقد أمّن اللّه خوفك، و لا مكروه عليك إذ قد وصلت إلينا، و أنزلني في بيته، و أحسن ضيافتي، ثم سألني من أنا؟ و ممن أنا؟ فأخبرته، و هو يتأملني، و يعيد مسألتي و بتّ عنده، فلمّا أصبحت قال لي: ما تشاء؟ المقام أم الرحيل ؟ فقلت: بل الرحيل، فإذا هو قد جاءني بحمارة له، قمراء ذات لحم و شحم، فأوكفها، و حملها خرجين فيهما طعام و طرف و تحف، و قال لي: اركبها و انطلق، فإنك لن تأتي على أحد من النصارى فيراك عليها إلاّ أحسن ضيافتك، و حفظك، و أكرمك، و جوزك، ثم أخذ بيدي فخلا بي من وراء الدير فقال لي: يا عمر، قد وجب حقي عليك، فقلت: أجل، فقال: و أنت رجل من قوم كرام و لي إليك حاجة، فاقضها، فقلت: اذكرها و إنّي لأعجب أن يكون لمثلك إلى مثلي حاجة، و أنا رجل غريب على الحال الذي ترى، فقال: إنّي رجل عندي علم من الكتاب و قد تفرّست فيك، و لن تنقضي الأيام حتى يتغير ما عليه الناس، و ينتقلون إلى حالة أخرى، و تلي أنت هذه البلاد، و ينفذ أمرك، و حكمك فيها و في أهلها، و أخرج من كمّه دواة و صحيفة، فقال: حاجتي أن تكتب لي كتابا يكون في يدي بإسقاط الجزية عن هذا الدير، و من يسكنه، فقلت: ما كنت أراك تهزأ بي، فقال: و ما كنت أراك تسيء بي الظن، و الذي أنزل الإنجيل على عيسى بن مريم إنّ الأمر لحقّ كما قلت لك، فاكتب لي بما سألتك قال: فكتبت له بما سأل، و انطلقت، فما أتيت على قوم من النصارى إلاّ ضيّفوني و جوزوني و أرشدوني الطريق، و شيّعني بعضهم إلى بعض حين رأوني على حمارة الأسقف، حتى انتهيت إلى تبوك (2)،فإذا أصحابي نزول على ركبي، فلما رأوني نهضوا إليّ و سرّوا بورودي عليهم، و قالوا: يا بن الخطاب حبستنا بالمكان الذي خلّفتنا فيه ثلاثا، ثم لما يئسنا منك سرنا و بنا منك همّ شديد، فما كان من شأنك ؟ فأخبرتهم خبري غير الذي قاله لي الأسقف، فإنّي لم أذكره لهم لضعف (3) كان في نفسي. و قال لهم أبو سفيان حين رآني راكبا

ص: 293


1- كذا بالأصل و «ز»، و في م:«ما انبت» و في المختصر: فكنيت.
2- تبوك: بالفتح ثم الضم، موضع بين وادي القرى و الشام (معجم البلدان).
3- بالأصل و م و «ز»: لضعفه.

تلك الحمارة: أ ما ترون هذا الفتى و إقبال أمره، إنّه مذ نشأ لو عمد إلى حجر لانفلق له عن رزق، قال: و كان الأسقف قد أوصاني إذا أنا وصلت إلى أصحابي، و استغنيت عن الحمارة جعلت رسنها في أحد جانبي الخرج، و أشدّ الخرجين عليها شدا متقنا، و أدعها بمكانها حيث كانت، ففعلت بها ذلك، فقال لي أبو سفيان: ما هذا؟ فقلت: ما ترى، فقال: تدع حمارة مثل هذه معرضة للصوص و السباع، فقلت: بهذا أمرني صاحبها، و هو أعلم بشأنها مني.

قال: فسمّي ذلك الموضع و الركن الذي فيه: ركن الأتان، و سرنا حتى أتينا (1) مكة و دار في نفسي ما سمعته من كلام الأسقف، فأسررت ذلك إلى حاضنة لي ذات فهم و علم، فقالت لي: يا بن الخطّاب، فإنّي لم أزل أتوسم فيك الخير و أنت صغير، و ذاك أني رأيتك يومئذ في ما يرى النائم و أنت تطول حتى لم أستطع النظر إلى وجهك لطولك، ثم مددت يدك اليمنى فنلت بها السماء فقلت في منامي: ما بال ابني ؟ فقال لي قائل: إنه سينال خير الدنيا و الآخرة، قال: و نحن في جاهلية لا نعرف معنى هذا الكلام، و كان بمكة رجل من أهل الكتاب يخفي أمره و يكتم شأنه، إلاّ أن أكابر قريش يعرفونه و يكرمونه، و ربما شاوروه في الأمر يحدث لهم، فطرقته نصف النهار، و دخلت عليه، فقلت له: اغلق الباب، فإنّ لي بك خلوة، ففعل، ثم قلت: إنّي أذكر لك حديثين و مسرهما إليك فلا تخبر بهما أحدا، فقال: نعم، فقصصت عليه ما قال الأسقف بدير العدس، و بما أخبرتني به حاضنتي من الرويا، فلمّا فرغت أقبل عليّ فقال: يا بن الخطاب، أمّا ما ذكره الأسقف فهو اليوم أعلم من بقي على وجه الأرض من النصارى، و ما أخبرك إلاّ بالحقّ ، و أمّا الرؤيا، فإنه سيحدث بمكة عن قريب أمر يتغير به جميع ما ترى، و قد أظلّ فإذا رأيت أوائله يا بن الخطاب فائتني، فإن فيه مصداق ما أخبرك به الأسقف، فقلت: و ما هو؟ فقال: لن يخفى عليك، فأول أمر تراه يحدث فهو هو. قال:

فانصرفت من عنده، و أنا أتوقع ما قال، فمات بعد أيام، و ظهر من ذكر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم شيء تحدث به قوم من قريش، و جعلوا يتذاكرونه بينهم على سبيل الهزء (2)،فقلت في نفسي: لئن كان هذا حقا لهو [الرجل] (3) الذي أخبرني به الرجل الكتابي، و لم يزل ذلك يقوى حتى أظهر اللّه الإسلام.

ص: 294


1- كذا بالأصل و م، و في «ز»: دخلنا.
2- قسم من اللفظة ممحو بالأصل، و هي غير مقروءة فيه، و المثبت عن «ز»، و م.
3- زيادة عن المختصر.

قال أسلم (1):

فلمّا كان في خلافة عمر توجه إلى الشام أتاه شيخ كبير، و معه جماعة من النصارى، حين نزل عمر الجابية، فسلّم عليه، و قال: ما تعرفني يا أمير المؤمنين ؟ فقال: إن كنت صاحبي بدير العدس فإنّي أعرفك، قال: أنا هو، فقال عمر: فإنّ عهدي بك و أنت مكتهل، و قد بلغت الآن هذه الحال، و قد أتى اللّه جلّ اسمه بالإسلام، فما يمنعك من الدخول فيه، و أنت رجل من أهل الكتاب و قد كنت أخبرتني بشيء، فرأيت من نبئه ما استدللت به على أنك من علمائهم، فاعتذر في ذلك بقول لا أحفظه، ثم أظهر الكتاب الذي كان عمر كتبه له يوم نزل به، فعرفه عمر و قال: ما تسأل ؟ قال: أسأل أن تمضيه لي، فقد تقدم به أمرك و وعدك، فقال: إنا يومئذ كنا و إياكم على حال قد علمتها و قد أزالها اللّه، و جاءنا بغيرها، و لا بدّ من أحد أمرين: إما الخراج و إما الضيافة، فاختار الضيافة، فألزمهم إياها عمر، و أسقط عن ديره الخراج على أنّ عليهم ضيافة من نزل هذا الدير من المسلمين إذا كان عابر سبيل ثلاثة أيام، يطعمونهم، ما يحلّ لهم من أوسط طعامهم، و كتب لهم بذلك كتابا و قال عمر: ما أعرف لأحد عندي يدا منذ كنت حتى منّ اللّه عليّ بالإسلام غير هذا الرجل - يعني: ما كان صنعه به أسقف الدير - و عرض عليه المكافأة من ماله فلم يقبلها، و انصرف إلى موضعه و أصحابه راضين بما ألزمهم (2) عمر من ضيافة المسلمين.

8158 - يحيى بن عبد اللّه بن الحارث

أبو بكر القرشي العبدري، المعروف بابن الزجّاج الكاتب

روى عن: أبي عقيل أنس بن السّلم الخولاني، و أبي بكر محمّد بن هارون بن محمّد بن بكّار بن بلال، و سليمان بن أيوب بن حذلم، و أحمد بن علي بن سعيد القاضي، و أبي الحسن علي بن غالب بن سلام السكسكي، و زكريا بن يحيى السجزي (3)،و أبي عطية وردان بن صالح بن كثير، و محمّد بن يزيد بن عبد الصّمد، و أبي الجهم عمرو بن حازم القرشي، و أحمد بن نصر بن شاكر، و أبي سعيد محمّد بن يحيى حامل كفنه، و أبي قصيّ

ص: 295


1- هو أسلم القرشي العدوي، أبو خالد، و يقال: أبو زيد المدني، مولى عمر بن الخطاب، ترجمته في تهذيب الكمال 111/2.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المختصر: أكرمهم.
3- في «ز»: الشجري.

العذري (1)،و أبي العبّاس [أحمد] (2) بن مسلمة العذري، و عبد الرحيم بن عمر المازني.

روى عنه: تمام بن محمّد، و عبد الواحد بن بكر الورثاني، و عبد الرّحمن بن محمّد بن يحيى بن ياسر، و أبو عبد اللّه بن مندة، و عبد الرّحمن بن عمر بن نصر.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو بكر يحيى بن عبد اللّه بن الحارث، نا أبو بكر محمّد بن هارون بن محمّد بن بكّار بن بلال، نا أبو بكر عبد اللّه بن يزيد بن راشد القرشي المقرئ، نا الوليد بن سليمان بن أبي السائب، عن بسر (3) بن عبيد اللّه، عن أبي إدريس الخولاني، عن نعيم بن همّار (4)،عن النبي صلى اللّه عليه و سلم عن اللّه عزّ و جلّ قال:«ابن آدم لا تعجز لي من أربع ركعات من أوّل النهار أكفك آخره»[13140].

قال: و أنا تمام، أنا أبو بكر يحيى بن عبد اللّه بن الحارث ابن الزجّاج الشيخ الثقة بحديث ذكره.

8159 - يحيى بن عبد اللّه بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي

8159 - يحيى بن عبد اللّه بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي (5)

من ساكني قرية قرحتاء (6).

ذكره أبو الحسن أحمد بن حميد بن أبي العجائز في تسمية من كان بدمشق و غوطتها من بني أمية.

8160 - يحيى بن عبد اللّه بن الضحّاك بن بابلت

أبو سعيد الحرّاني، المعروف بالبابلتّي (7)(8)

مولى بني أمية.

ص: 296


1- اسمه إسماعيل بن محمد بن إسحاق، أبو قصي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 185/14.
2- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز»، و م.
3- في «ز»، و م: بشر.
4- نعيم بن همار الغطفاني الشامي، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 147/19.
5- معجم البلدان (قرحتاء)320/4.
6- قرحتاء: من قرى دمشق (معجم البلدان).
7- البابلتي: بموحدتين و لام مضمومة و مثناة ثقيلة (تقريب التهذيب) و في اللباب: بفتح الباء الأولى و سكون الباء الثانية ينسب إلى بابلت. قال: و ظني أنه موضع بالجزيرة. و في معجم البلدان النسبة إلى بابلت بضم الباء الثانية، و هي قرية بالجزيرة بين حران و الرقة. و نقل في تهذيب الكمال عن محمد بن سعد قال: كان بابلت من أهل طخارستان من الملوك الكبار، و نقل أيضا عن الحاكم أبي أحمد: بابلت قرية بين حران و الرقة.
8- ترجمته في تهذيب الكمال 140/20 و تهذيب التهذيب 153/6 و معجم البلدان (بابلت)، و اللباب (البابلتي) و الأنساب (البابلتي) و التاريخ الكبير 228/8 و الجرح و التعديل 164/9 و ميزان الاعتدال 390/4 و سير أعلام النبلاء 318/10 و شذرات الذهب 45/2.

أصله من الريّ ، و هو ابن امرأة الأوزاعي.

سكن حرّان، و حدّث عن الأوزاعي، و صفوان بن عمرو، و أبي بكر بن أبي مريم، و إبراهيم بن يزيد، و مالك بن أنس، و عبد اللّه بن زياد، و إبراهيم بن جريج الرهاوي، و محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ذئب، و صدقة بن عبد اللّه، و أبي خلاّد أيوب بن نهيك الحلبي، و عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان، و أبي جعفر الرّازي.

روى عنه: إسماعيل بن عبد اللّه سمّويه، و أبو أمية الطرسوسي، و إسماعيل بن يعقوب بن صبيح الحرّاني، و أبو داود سليمان بن سيف الحرّاني، و محمّد بن يحيى بن كثير، و أبو شعيب عبد اللّه بن الحسن بن أحمد، و فهد بن سليمان المصري، و حفص بن عمر الرقّي المعروف بسنجه، و إسحاق بن سيّار النصيبي.

أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد اللّه بن رضوان، و أبو القاسم بن الحصين، و أبو علي بن السّبط ، و أبو غالب بن البنّا، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا أبو شعب الحرّاني عبد اللّه بن الحسن بن أحمد بن أبي شعيب (1)،نا يحيى بن عبد اللّه، نا الأوزاعي، نا يحيى بن أبي كثير، عن [أبي سلمة] (2)،عن عائشة قالت: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان يقبّل و هو صائم[13141].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو سعيد الحسن بن جعفر الخرقي، نا أبو شعيب عبد اللّه بن الحسن بن أحمد الحرّاني، حدّثني يحيى بن عبد اللّه البابلتي، نا عبد الرّحمن بن عمرو الأوزاعي، سمعت أبا كثير يقول:

سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا يساوم الرجل على سوم أخيه حتى يشتري أو يترك، و لا يخطب على خطبة أخيه حتى ينكح أو يترك، و لا تسأل المرأة طلاق أختها لتستفرغ صحفتها، فإنّ المسلمة أخت المسلمة»[13142].

أخبرنا أبو منصور بن زريق، و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، قالا: أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو منصور محمّد بن محمّد بن عثمان السوّاق، نا عيسى بن حامد الرّخجي (3)،قال: قال لنا الهيثم بن خلف الدوري: كان البابلتي زوج أم أبي شعيب الحرّاني، و كان الأوزاعي زوج أم البابلتي.

ص: 297


1- راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 536/13.
2- الزيادة استدركت عن هامش الأصل.
3- بدون إعجام بالأصل و م، و في «ز»: «الرحجي» و الصواب ما أثبت راجع ترجمته في تاريخ بغداد 179/11.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، و أبو المطهر عبد المنعم بن أحمد بن يعقوب بن أحمد السامكاني، قالا: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ (1)،نا سلامة بن محمود العسقلاني، نا فهد بن سليمان قال: سمعت يحيى بن عبد اللّه البابلتي يقول: لقيت الأوزاعي سنة ست و ستين و مائة.

[قال ابن عساكر:] (2) لا أخال هذا التاريخ محفوظا، فإن الأوزاعي مات سنة سبع و خمسين و مائة، فإن كان محفوظا من قول البابلتي فيدل على أنه لم يلق الأوزاعي، و لم يسمع منه، و يشهد لقول يحيى بن معين بالصحة أنه لم يسمع من الأوزاعي شيئا.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري (3)،أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد قال (4):في تسمية من كان بالجزيرة من الفقهاء و المحدّثين: يحيى بن عبد اللّه بن الضحّاك بن بابلت (5) الحرّاني، و يكنى أبا سعيد، و كان بابلت من أهل طخارستان (6) من الملوك الكبار، روى عن أبي بكر بن أبي مريم، و صفوان بن عمرو.

أنبأنا أبو القاسم بن النرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل و أبو الحسين و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (7):

يحيى بن عبد اللّه بن الضحّاك أبو سعيد الحرّاني البابلتي، سمع صفوان بن عمرو، و قال أحمد بن حنبل: أما السماع فلا يدفع.

أنبأنا أبو الحسين و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

ص: 298


1- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 142/20.
2- زيادة منا، و هذا التعقيب نقله عن ابن عساكر المزي في تهذيب الكمال.
3- زيد بعدها في «ز»: و حدثنا عمي رحمه اللّه، أنا ابن يوسف، أنا ابن محمد قراءة.
4- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 487/7.
5- في ابن سعد: ابن بابلت .
6- طخارستان: ولاية واسعة كبيرة تشتمل على عدة بلاد، و هي من نواحي خراسان (معجم البلدان 23/4).
7- التاريخ الكبير للبخاري 288/8.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):

يحيى بن عبد اللّه بن الضحّاك الحرّاني البابلتي، أبو سعيد، من بابلت، و هو رازي، قدم حرّان، قيل له: من أين أنت ؟ قال: من الريّ ، من موضع يقال له بابلت، فقيل له:

بابلتي، فغلب عليه، روى عن الأوزاعي، و صفوان بن عمرو، و أبي بكر بن أبي مريم، سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمّد: حدّثنا عنه إسماعيل بن عبد اللّه الأصبهاني المعروف بسمّويه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو سعيد يحيى بن عبد اللّه بن الضحّاك الحرّاني، سمع أبا بكر بن أبي مريم، و الأوزاعي.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو سعيد يحيى بن عبد اللّه بن الضحّاك الحرّاني البابلتي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، قال: أبو سعيد يحيى بن عبد اللّه بن الضحّاك البابلتي.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد قال:

أبو سعيد يحيى بن عبد اللّه بن الضحّاك الحرّاني، يعرف بالبابلتي، و هي قرية بين حرّان و الرقّة، سمع الأوزاعي، و ابن أبي مريم، روى عنه سلمة بن شبيب، و إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، كنّاه لنا أبو عروبة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو عمرو عبد الرّحمن بن محمّد الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي قال (2):سمعت الحسين (3) بن أبي

ص: 299


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 164/9.
2- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 250/7.
3- تحرفت بالأصل إلى:«الحسني» و المثبت عن «ز»، و م، و ابن عدي.

معشر يقول: يحيى بن عبد اللّه بن الضحّاك البابلتي، كنيته أبو سعيد، حرّاني، و كان ينزل حرّان، و ولاؤهم لبني أمية.

قال: و أنا أبو أحمد قال (1):سمعت أحمد بن علي المطيري يقول: أظنه حكاه عن عبد اللّه بن أحمد الدورقي، قال: قدم يحيى بن معين حرّان، فطمع البابلتي أن يجيئه، فوجه إليه بصرّة فيها مائة دينار، و طعام طيّب، فردّ الصرّة و قبل الطعام، فقيل ليحيى يوم رحل (2):ما تقول في البابلتي ؟ قال: و اللّه إنّ صلته حسنة و طعامه طيّب، إلاّ أنه لم يسمع و اللّه من الأوزاعي شيئا.

أنبأنا أبو الحسين بن الحسن، و أبو عبد اللّه بن عبد الملك، قالا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد (3) قال: سمعت أبي يقول: سمعت النفيلي يحمل عليه و قال: كتبت عنه ؟ فقلت: لا أوهمته أنّي لم أكتب عنه من أجل ضعفه، و إنما قدمت حرّان، و قد كان توفي.

قال (4):و سألت أبا زرعة عن يحيى بن عبد اللّه بن الضحّاك الحرّاني، فقال: لا أحدّث عنه، و لم يقرأ علينا حديثه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو عمرو الفارسي، أنا ابن عدي قال (5):و ليحيى البابلتي عن الأوزاعي أحاديث صالحة، و في تلك الأحاديث أحاديث يتفرّد بها عن الأوزاعي، و يروي عن غير الأوزاعي من المشهورين و المجهولين، و أثر الضعف على حديثه بيّن.

قرأت على أبي الحسن الفقيه الفرضي، عن أبي العبّاس أحمد بن إبراهيم بن أحمد الرازي، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر بن الصوّاف، أنا القاضي أبو الحسن علي بن الحسين بن بندار الأذني، نا أبو عروبة الحسين بن محمّد بن مودود بن حماد قال:

ص: 300


1- الكامل في ضعفاء الرجال 250/7.
2- في الكامل لابن عدي: دخل.
3- يعني ابن أبي حاتم، و الخبر في الجرح و التعديل 164/9.
4- القائل أبو محمد بن أبي حاتم.
5- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 250/7.

يحيى بن عبد اللّه بن الضحّاك البابلتي، كنيته أبو سعيد، كان ينزل حرّان، و ولاؤه لبني أمية، حدّثني محمّد بن يحيى بن كثير أنه مات سنة ثماني عشرة و مائتين (1)،و كذا ذكر أبو بكر بن كامل القاضي وفاته، و ذكر أنه مات و هو ابن تسعين (2) سنة.

8161 - يحيى بن عبد اللّه بن محمّد بن سعيد أبو زكريا

حدّث عن زيد بن يحيى بن عبيد الدمشقي.

روى عنه: أبو الحسن بن جوصا.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا علي بن الحسن الربعي، أنا أبو الحسين الكلابي، نا أحمد بن عمير، نا يحيى بن عبد اللّه بن محمّد بن سعيد، و الهيثم بن مروان قالا: نا زيد بن يحيى بن عبيد، حدّثني ابن ثابت بن ثوبان، عن إسماعيل بن عبيد اللّه قال: سمعت ابن محيريز يقول: سمعت عبد اللّه بن عمرو يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«أول ما يكفأ أمتي عن الإسلام كما يكفأ الإناء في الخمر» قال:

و قلب (3) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كفه.

8162 - يحيى بن عبد اللّه بن وريزة العنسي

8162 - يحيى بن عبد اللّه بن وريزة (4) العنسي (5)

دمشقي، ممن قام ببيعة يزيد بن الوليد، له ذكر.

8163 - يحيى بن عبد اللّه أبو عبد اللّه [الدمشقي]

8163 - يحيى بن عبد اللّه أبو عبد اللّه [الدمشقي] (6)

من أهل دمشق.

روى عن الأوزاعي.

روى عنه: يعقوب بن إسحاق أبو يوسف الدّعّاء.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي قال: قرئ على علي بن المبارك البراءة (7).

ص: 301


1- تهذيب الكمال 142/20 و سير الأعلام 319/10.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و في تهذيب الكمال 142/20: سبعين سنة.
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و تحرفت في المختصر إلى: فقلت.
4- في «ز»: وزيره، و في م بدون إعجام.
5- كذا بالأصل و م، و في «ز»: العبسي.
6- زيادة عن تاريخ بغداد 287/14.
7- بالأصل:«البرار» و في م:«البرار» و المثبت عن «ز».

و قرأت على أحمد بن يحيى بن الحسن الحداد فقلت له: حدّثكم عبد الملك بن محمّد، نا أحمد بن محمّد، نا يعقوب بن إسحاق، نا يحيى بن عبد اللّه أبو عبد اللّه الدّمشقي، عن الأوزاعي، عن قتادة، عن أنس عن النبي صلى اللّه عليه و سلم في قوله عزّ و جل: خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ (1) قال: الصلاة في النعال.

أخبرنا أبو منصور بن زريق (2)،أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (3)[أنبا الحسن] (4) بن أبي بكر، أنا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن زياد القطّان، نا أبو يوسف يعقوب بن إسحاق الدعاء.

ح (5) و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان، أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران، أنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن زياد القطّان، نا يعقوب بن إسحاق، نا يحيى بن عبد اللّه، أو أبو عبد اللّه الدّمشقي، عن الأوزاعي، فذكره.

و كذا وجدته بخط هرارسب بن عوض الهروي: يحيى بن عبد اللّه، أو أبو عبد اللّه.

8164 - يحيى بن عبد الباقي بن يحيى بن يزيد بن

إبراهيم بن عبد اللّه أبو القاسم الأذني (6)(7)

حدّث عن أبيه، و العبّاس بن الوليد بن مزيد، و إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، و عبد الوهّاب بن عبد الرحيم الجوبري، و محمّد بن وزير الدمشقي، و المؤمّل بن إهاب، و أبي عمير عيسى بن محمّد النحّاس، و يزيد بن خالد بن موهب، و علي بن سهل، و محمّد بن مصفّى، و عمرو بن عثمان، و يحيى بن عثمان الحمصي، و حاجب بن سليمان المنبجي (8)،و سعيد بن أبي زيدون القيسراني، و عبد اللّه بن محمّد الأدرمي، و المسيّب بن

ص: 302


1- سورة الأعراف، الآية:31.
2- بدون إعجام بالأصل، و في «ز»: رزيق، خطأ، و المثبت عن م.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 287/14 في ترجمة يعقوب بن إسحاق الدّعاء.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك لتقويم السند عن «ز»، و م، و تاريخ بغداد.
5- من هنا... إلى قوله: القطان، سقط من «ز».
6- الأذني نسبة إلى أذنة بفتح الذال و بكسرها، بلد من الثغور قرب المصيصة (راجع معجم البلدان).
7- ترجمته في تاريخ بغداد 227/14 و معجم البلدان (أذنة) و سير أعلام النبلاء 45/14.
8- تحرفت في «ز» إلى: المنيحي.

واضح، و محمّد بن مسعود العجمي، و يوسف بن سعيد بن مسلم، و محفوظ بن بحر الأنطاكي، و محمّد بن المغيرة الشهرزوري، و غيرهم.

روى عنه: ابن أخيه أبو عمير عدي بن أحمد بن عبد الباقي، و يحيى بن محمّد بن صاعد، و أبو الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي، و عبد الباقي بن قانع الحافظ ، و إسماعيل بن علي الخطبي، و أبو عمرو بن السمّاك، و أحمد بن جعفر بن سلم (1)، و أحمد بن إسحاق بن وهب البندار، و أبو عمر أحمد بن محمّد بن عبد الرّحمن الطرسوسي.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (2).

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن أبي العلاء قالا:

أنا (3) علي بن أحمد الرزاز، نا عثمان بن أحمد الدقّاق، نا يحيى بن عبد الباقي الأذني، نا [محمد (4) بن عبد الله بن القاسم الصاغاني (5)،نا عمرو بن عبد الله الصنعاني، نا محمد بن عنبسة (6) عن عبيد الله بن الوليد، و صدقة بن أبي عمران، عن إبراهيم بن عبيد الله بن عبادة بن الصامت عن أبيه عن جده قال:

طلق بعض آبائي امرأته ألفا، فانطلق بنوه إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقالوا: يا رسول اللّه إن أبانا طلّق أمنا ألفا، فهل له من مخرج ؟ فقال:«إن أباكم لم يتق اللّه، فيجعل له من أمره فخرجا، بانت منه بثلاث على غير السنة، و تسع مائة و سبع (7) و تسعون إثم في عنقه»[13143].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر، أنا أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن بن سكينة الأنماطي، أنا أبو أحمد محمد بن عبد الله بن أحمد بن القاسم الدهان، نا] محمّد بن الحسن بن إبراهيم بن فيل، نا يحيى بن عبد الباقي، نا أحمد بن إبراهيم السائح، نا يحيى بن عبد اللّه البابلتي، نا سفيان الثوري، عن و سيم بن غالب الموصلي،

ص: 303


1- في «ز»: سالم.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 227/14-228.
3- من قوله: ح و أخبرنا... إلى هنا مكانه بياض في «ز»، و كتب على هامشها: مقصوص بالأصل.
4- من هنا سقط من الأصل و استدرك بين معكوفتين عن م، و «ز»، و تاريخ بغداد.
5- في «ز»، و م: الصنعاني، و المثبت عن تاريخ بغداد.
6- كذا في «ز»، و بدون إعجام في م، و في تاريخ بغداد: عيينة.
7- في «ز»: «و تسعة و تسعون إثما» و المثبت عن م، و تاريخ بغداد.

عن الركين بن عبد اللّه، عن شداد بن أوس الأنصاري قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إذا عزّت ربيعة ذلّ الإسلام، و لا يزال اللّه يعزّ الإسلام و أهله، و ينقص الشرك و أهله ما عزّت مضر و اليمن»[13144].

و من عالي حديثه ما:

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا يحيى بن عبد الباقي الأذني، نا لوين (1)،نا [زافر بن] (2) سليمان عن إسرائيل، عن مسلم، عن حبة، عن علي قال: قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«كلّ الثوم فلولا أنّي أناجي الملك (3)لأكلته»[13145].

أخبرنا أبو منصور بن زريق، و أبو الحسن بن سعيد، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (4):يحيى بن عبد الباقي بن يحيى بن يزيد بن إبراهيم بن عبد اللّه أبو القاسم الثغري، من أهل أذنة، قدم بغداد، و حدّث بها عن محمّد بن سليمان لوين، و إبراهيم بن سعيد الجوهري، و سعيد بن عمرو السكوني الحمصي، و أبي عمير بن النحّاس الرملي، و إسماعيل بن أبي خالد المقدسي، و أحمد بن عبد الرّحمن بن المفضل الحراني، و محمّد بن وزير الدمشقي، و المسيّب بن واضح السلمي، و يحيى بن عثمان الحمصي، روى عنه - زاد ابن زريق: يحيى [بن محمد] (5) بن صاعد و قالا:- و أبو الحسين بن المنادي، و أحمد بن إسحاق بن وهب البندار، و أبو عمرو بن السمّاك، و إسماعيل الخطبي، و عبد الباقي بن قانع القاضي، و كان ثقة.

قال (6):و أنا محمّد بن عبد الواحد، نا محمّد بن العبّاس قال: قرئ على ابن المنادي و أنا أسمع قال: و جاءتنا وفاة أبي القاسم يحيى بن عبد الباقي من أذنة أنها كانت في ذي القعدة سنة اثنتين و تسعين، كتب الناس عنه فأكثروا لثقته و ضبطه.

ص: 304


1- هو محمد بن سليمان بن حبيب المصيصي، و لوين لقبه، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 320/16.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن «ز»، و م و هو زافر بن سليمان الإيادي، أبو سليمان القهستاني، ترجمته في تهذيب الكمال 253/6.
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المختصر: الملائكة.
4- رواه ابو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 227/14 رقم 7528.
5- زيادة عن تاريخ بغداد، و في «ز»: محمد بن يحيى بن صاعد و في م:«روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد» بدون ذكر:«زاد ابن زريق».
6- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 228/14.

قال: و أنا السمسار، أنا الصفّار، نا ابن قانع قال: و يحيى بن عبد اللّه بلغنا يعني خبر وفاته بطرسوس سنة ثلاث و تسعين و مائتين، و كان ببغداد قبل ذلك قد حدّث في أيام المعتضد.

8165 - يحيى بن عبد الحميد بن محمّد بن عمرو

ابن عبد اللّه بن رافع بن عمرو الطائي الحجراوي (1)

روى عن جده محمّد.

روى عنه: ابنه عبد الحميد بن يحيى.

8166 - يحيى بن عبد الحميد بن يحيى بن عبد الحميد

ابن محمّد بن عمرو، ابن عبد اللّه بن رافع بن عمرو الطائي الحجراوي - سبط المذكور آنفا-.

روى عن أبيه.

روى عنه: ابنه السّلم (2) بن يحيى الحجراوي.

و قد سقت حديثهما في ترجمة عمرو بن عتبة.

8167 - يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب بن أبي بلتعة

أبو محمّد، و يقال: أبو بكر اللّخمي المدني (3)

حدّث عن أبيه، و عبد اللّه بن الزبير، و أبي سعيد الخدري، و عبد اللّه بن عمر، و عبيد (4) بن مالك بن خثيم (5).

روى عنه: عروة بن الزّبير، و ابنه هشام بن عروة، و السّائب بن يزيد، و زيد بن أسلم، و محمّد بن عمرو، و أسامة بن يزيد، و عبد اللّه بن أبي لبيد، و عبد اللّه بن محمّد بن عمر بن حاطب بن أبي بلتعة.

ص: 305


1- الحجراوي نسبة إلى حجرا بالكسر ثم السكون، من قرى دمشق.(معجم البلدان).
2- في «ز»: السالم.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 157/20 و تهذيب التهذيب 158/6 و طبقات ابن سعد 250/5 و طبقات خليفة ص 421 رقم 2069 و التاريخ الكبير 289/8 و الجرح و التعديل 165/9.
4- في «ز»: عبيد اللّه.
5- تحرفت في «ز» و م إلى: خيثم.

و وفد على عبد الملك بن مروان.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر، و أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العبّاس، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا الحاكم أبو أحمد، أنا محمّد بن مروان - بدمشق - نا هشام بن عمّار، نا سعيد بن يحيى اللّخمي، نا محمّد بن عمرو، عن يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب عن عائشة قالت:

خرجنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى الحجّ على ثلاثة أنواع: فمنّا من أهلّ بحجّ و عمرة معا، و منّا من أهلّ بحجّ مفرد، و منّا من أهلّ بعمرة مفردة، فمن كان أهلّ بحجّ و عمرة معا لم يحلل من شيء مما حرم منه، حتى يقضي مناسك الحجّ ، و من أهلّ بعمرة مفردة و طاف بالبيت و الصفا و المروة حلّ مما حرم حتى يستقبل حجا، و من أهلّ بحجّ مفرد لم يحلّ من شيء مما حرم منه حتى يقضي مناسك الحج.

[قال ابن عساكر:] (1) كذا فيه، و قد سقط عن أبيه.

أنبأنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو سعيد بن أبي عمرو، نا أبو العبّاس الأصم، نا بحر بن نصر [ثنا عبد الله] (2) بن وهب، أخبرني عبد الرّحمن بن أبي الزناد أن هشام بن عروة أخبره.

أن رجلا من آل حاطب بن أبي بلتعة كانت بينه و بين رجل من آل صهيب منازعة، فذكر الحديث في قتله قال: فركب يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب إلى عبد الملك بن مروان في ذلك فقضى بالقسامة على ستة نفر من آل حاطب، فثنّى عليهم الأيمان، فطلب آل حاطب أن يحلفوا على اثنين و يقتلونهما، فأبى عبد الملك إلاّ أن يحلفوا على واحد فيقتلوه، فحلفوا على الصّهيبي، فقتلوه.

قال هشام: فلم ينكر ذلك عروة، و رأى أن قد أصيب فيه الحق.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، و أبو العزّ ثابت بن منصور، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد ابن المبارك: و أحمد بن الحسن بن خيرون قالا:- أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا

ص: 306


1- زيادة منا.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك للإيضاح عن «ز».

خليفة بن خيّاط قال (1):في الطبقة الثانية من أهل المدينة: يحيى بن عبد الرّحمن بن خاطب بن أبي بلتعة، حليف لهم، يعني بني أسد، يكنى أبا محمّد، توفي سنة أربع و مائة.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا أبو محمّد بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى يقول في تسمية تابعي أهل المدينة و محدّثيهم: يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال (2):قال أحمد بن صالح: حاطب بن أبي بلتعة رجل من أهل اليمن، حليف لبني أسد بن عبد العزّى يعني قال أبو زرعة: و ابنه عبد الرّحمن بن حاطب بن أبي بلتعة.

قال أبو زرعة: و يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب من ولده، و هذا هو الذي يحدّث عنه عروة، و هشام بن عروة، و محمّد بن عمرو بن علقمة، و يحيى بن سعيد، فأمّا محمّد بن حاطب فذاك حاطب بن الحارث، و نسبه في بني جمح من أنفسهم، و أخوه الحارث بن حاطب بن الحارث، أسنّ منه، و هو العامل على أهل مكة (3).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوه، أنا أبو الحسن اللنباني (4)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد قال (5):في الطبقة الثانية من تابعي أهل المدينة ممن أدرك عثمان و عليا و زيد بن ثابت: يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب بن أبي بلتعة اللّخمي، حليف بني أسد.

قال الهيثم بن عدي و الواقدي: و يكنى أبا محمّد، و ولد في خلافة عثمان، و توفي سنة أربع و مائة، و سمع من ابن عمر، و أبي سعيد.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية - إجازة - أنا سليمان بن إسحاق، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد قال (6):في

ص: 307


1- طبقات خليفة بن خيّاط ص 421 رقم 2069.
2- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 576/1.
3- المصدر السابق ص 577/1.
4- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
5- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد. و عنه في تهذيب الكمال 158/20.
6- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 250/5.

الطبقة الثانية من تابعي أهل المدينة: يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب بن أبي بلتعة، من لخم، حليف بني أسد بن عبد العزّى بن قصي، ولد في خلافة عثمان بن عفّان، و كان يكنّى أبا محمّد، و سمع من ابن عمر، و أبي سعيد الخدري، و كان ثقة، كثير الحديث، و توفي بالمدينة سنة أربع و مائة.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسن المقرئ، نا البخاري قال (1):

يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب بن أبي بلتعة، مدني، سمع أباه، و ابن الزبير، روى عنه عروة بن الزّبير، و هشام بن عروة، و السّائب بن يزيد.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم العبدي، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد قال (2):

يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب بن أبي بلتعة اللّخمي، حليف بني أسد بن عبد العزّى، يكنى أبا محمّد، مدني، ولد في خلافة عثمان، توفي سنة أربع و مائة، روى عن ابن عمر، و أبي سعيد الخدري، و أبيه، و ابن الزبير، و عبيد بن مالك بن خثيم (3)[روى عنه عروة بن الزبير، و هشام بن عروة، و محمد بن عمرو، و أسامة بن زيد، و عبد الله] (4) بن أبي لبيد، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو جعفر بن أبي علي - في كتابه - أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

ص: 308


1- رواه البخاري في التاريخ الكبير 289/8.
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 165/9.
3- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: جشم و التصويب عن الجرح و التعديل.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن «ز»، و م و الجرح و التعديل.

أبو محمّد يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب بن أبي بلتعة بن أدرب بن حرملة بن لخم بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن يعرب بن قحطان اللّخمي، حليف بني أسد بن عبد العزّى، و يقال: من بني أسد بن أدد بن حرملة بن لخم بن عدي، و يقال: من مذحج، و يقال: كان عبدا لعبيد اللّه بن حميد بن زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزّى بن قصي، و كاتبه، فأدّى كتابته يوم الفتح، و أصله من اليمن، ولد في خلافة عثمان بن عفّان، سمع ابن عمر، و أبا سعيد الخدري، روى عنه أبو أسامة زيد بن أسلم العدوي (1).

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن [عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السقا] (2) و محمّد بن بالويه، قالا: نا أبو العبّاس الأصمّ ، نا عبّاس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب، بعضهم يقول:

سمعت عمر، و هذا باطل، إنما هو يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب عن أبيه، سمع عمر (3).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هاشم بن محمّد الهلالي، نا الهيثم بن عدي، حدّثني صالح بن حسّان قال: كان المحدّثون من هذه الطبقة - يعني:

الثالثة - من أهل المدينة، سليمان بن يسار، و أبو بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم، و عبيد اللّه بن [عبد اللّه بن] (4) عتبة، و سالم بن عبد اللّه بن عمر، و أبو بكر بن عبد الرّحمن، و يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب بن أبي بلتعة اللّخمي، حليف بني أسد بن عبد العزّى.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبد اللّه، و أبو نصر، قالا: نا الوليد بن بكر، أنا

ص: 309


1- كذا بالأصل و م:«العدوي» و في «ز»: العذري. و هو زيد بن زيد أسلم القرشي العدوي، ترجمته في تهذيب الكمال 425/6.
2- ما بين معكوفتين مكانه مطموس بالأصل لسوء التصوير، و المثبت عن «ز»، و م.
3- تهذيب الكمال 158/20 رواه من طريق عباس الدوري.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن «ز»، و م.

علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (1):يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب، مدني، تابعي، ثقة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - نا عبد العزيز (2) بن أحمد، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الربعي (3) الحافظ (4)،أنا رشأ بن نظيف، قالا: أنا أبو الفتح محمّد بن إبراهيم الطرسوسي، نا محمّد بن محمّد بن داود الكرجي، نا عبد الرّحمن بن يوسف (5) بن سعيد بن خراش قال: يحيى بن حاطب يروي عنه الناس، جليل، رفيع القدر.

[قال ابن عساكر:] (6) كذا فيه، و هو ابن (7) عبد الرّحمن بن حاطب.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين بن عبد اللّه، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن أحمد بن غالب، قال: قلت له - يعني: للدارقطني - يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب عن ابن عمر؟ فقال: ثقة، حدّث عنه عروة، و هو أيضا يحدّث عن عروة.

كتب إليّ أبو سعد محمّد بن محمّد بن محمّد، و أبو علي الحسن بن أحمد، و أبو القاسم غانم بن محمّد بن عبيد اللّه.

ثم أخبرنا (8) أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد، أنا أبو علي الحدّاد، قالوا: أنا أبو [نعيم] (9) الحافظ ، أنا أبو علي محمّد بن أحمد بن الحسن، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هاشم بن محمّد، نا الهيثم بن عدي قال: مات يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب بن أبي بلتعة سنة أربع و مائة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا محمّد بن عبيد اللّه (10)،

ص: 310


1- رواه العجلي في تاريخ الثقات ص 474 رقم 1815.
2- في «ز»: محمد بن عبد العزيز.
3- في «ز»: اليرفقي.
4- قوله:«أنا أبو الحسن علي بن الحسن الربعي الحافظ » سقط من م.
5- من قوله: الربعي... إلى هنا مكانه بياض في «ز»، و كتب على هامشها: مقصوص بالأصل.
6- زيادة منا.
7- كذا بالأصل و م، و في «ز»: «من» و بعدها بياض بمقدار كلمة، و الباقي مثل الأصل و م.
8- كتب فوقها في «ز»: «ح» بحرف صغير.
9- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز»، و م.
10- زيد في م بعدها: الأويسي.

أنا محمّد بن إبراهيم (1)،أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي، قال: بلغنا أن يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب توفي سنة أربع و مائة.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد، أنا أبي أبو يعلى.

و أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي، نا محمّد بن علي بن المهتدي، قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد قال: قرأت على علي بن عمرو حدّثكم الهيثم بن عدي قال: أبو بكر بن عبد الرّحمن بن حاطب بن أبي بلتعة سنة أربع و مائة، حليف بني أسد بن عبد العزّى.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (2):سنة أربع و مائة مات يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب بن أبي بلتعة.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن نصير، أنا محمّد بن الحسين، نا أبو حفص الفلاّس قال (3):و مات يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب سنة أربع و مائة، و هو ابن ثنتين و تسعين (4) سنة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه بن الحسن، و علي بن أحمد بن محمّد بن حميد، قالا: أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران، أنا عثمان بن أحمد بن عبد اللّه، نا محمّد بن أحمد بن البراء قال: قال علي بن المديني: و مات يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب سنة أربع و مائة.

8168 - يحيى بن عبد الرّحمن بن عبد الصّمد بن شعيب بن إسحاق أبو سعيد

8168 - يحيى بن عبد الرّحمن بن عبد الصّمد بن شعيب بن إسحاق أبو سعيد (5)

حدّث بمصر عن أبيه، و محمود بن خالد.

روى عنه: أبو محمّد عبد اللّه بن جعفر بن الورد المصري، و أبو بشر الدولابي،

ص: 311


1- كذا بالأصل و م ورد السند فيهما من أول الخبر إلى هنا و الذي في «ز»: أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد، أنا أبي أبو يعلى و أخبرنا أبو الحسن الفقيه و غيره عن إبراهيم بن مروان.
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 330 (ت. العمري).
3- تهذيب الكمال 159/20.
4- كذا بالأصل و م و «ز»، و في تهذيب الكمال: سبعين.
5- ترجمته في ميزان الاعتدال 394/4.

و سليمان الطبراني، و مكحول البيروتي، و أبو الحارث عبد اللّه بن أحمد بن وديع الطبراني.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا يحيى بن عبد الرّحمن بن عبد الصّمد بن شعيب بن إسحاق الدّمشقي، نا محمود بن خالد، نا عمر بن عبد الواحد، نا ابن ثوبان، عن الحسن بن الحر، عن حمّاد، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عروة قال: ما قنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلاّ أن يستنصر[13146].

قرأت بخط علي بن بقاء الورّاق في سماعه من عبد الغني بن سعيد الحافظ ، نا ابن ورد (1) قال: سمعت أبا سعيد يحيى بن عبد الرّحمن بن عبد الصّمد بن شعيب بن إسحاق الدّمشقي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت جدي يقول: كتبت عن مالك قبل أن يصنف ألف حديث، و هشام بن عروة، و عبيد اللّه أحياء.

قال: و قال لي هشام بن عروة: أين تمر و تدعني ؟ تجد مثلي يحدثك عن عروة عن عائشة ؟.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، قال: سمعت عبد الرّحمن بن محمّد الفارسي قال: سمعت أبا أحمد بن عدي يقول (2):سمعت ابن حمّاد يقول: سمعت شعيب بن شعيب بن إسحاق يقول: عبد الرّحمن بن عبد الصّمد بن شعيب بن إسحاق يكذب، و ما حمله على الكذب إلاّ ابنه أبو سعيد يحيى بن عبد الرّحمن بن عبد الصّمد بن شعيب.

قال ابن عدي: يحيى بن عبد الرّحمن بن عبد الصّمد، حدّثنا عنه ابن حمّاد، عن أبيه عبد الرّحمن، عن جده شعيب بأحاديث مستقيمة.

كتب إليّ أبو زكريا بن مندة، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه قال اللفتواني: و أنا أبو عمرو بن مندة - إجازة - عن أبيه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:

يحيى بن عبد الرّحمن بن عبد الصّمد بن شعيب بن إسحاق القرشي، يكنى أبا

ص: 312


1- كذا بالأصل و م، و في «ز»: «ابن داود»، تحريف و هو أبو محمد عبد اللّه بن جعفر بن الورد المصري.
2- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 320/4 في ترجمة عبد الرحمن بن عبد الصمد بن شعيب.

سعيد، دمشقي، قدم مصر و حدّث بها، و توفي في ذي الحجّة سنة تسعين و مائتين.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي، أنا أبو سليمان بن زبر قال: قال أبو جعفر الطحاوي: مات أبو سعيد يحيى بن عبد الرّحمن بن عبد الصّمد بن شعيب بن إسحاق الدّمشقي بمصر في ذي الحجّة سنة تسعين و مائتين. و ذكر غيره عن الطحاوي أنه مات في عشر ذي الحجّة.

8169 - يحيى بن عبد الرّحمن بن عمارة بن معلّى أبو زكريا الهمداني الدّقاني

8169 - يحيى بن عبد الرّحمن بن عمارة بن معلّى أبو زكريا الهمداني الدّقاني (1)

من أهل قرية دقانية من قرى دمشق (2).

حدّث عن محمّد بن إسحاق الأشعري الصيني، و إسماعيل بن حصن الجبيلي (3)، و شعيب بن شعيب بن إسحاق، و السّلم (4) بن يحيى الحجراوي، و شعيب بن عمرو البزاز، و الحسين (5) بن نصر بن المعارك، و محمّد بن عبد الرّحمن بن الحسن الجعفي، و العبّاس بن الوليد بن مزيد، و إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، و علي بن الحسن بن معروف الحمصي، و أبي هبيرة محمّد بن الوليد بن هبيرة.

روى عنه: أبو بكر الربعي (6).

أخبرنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا المسدّد بن علي بن عبد اللّه بن العبّاس الحمصي، نا أبو بكر محمّد بن سليمان بن يوسف الربعي، نا أبو زكريا يحيى بن عبد الرّحمن عمارة - بقرية دقانية - نا محمّد بن إسحاق الأشعري الصيني، نا عبد الرّحمن بن عبد العزيز الأنصاري، نا عصمة بن محمّد بن عبيد اللّه بن عمر، عن صالح مولى التؤمة عن جابر بن عبد اللّه (7) قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أيّما (8) شاب تزوج في حداثة سنّه عجّ (9) شيطانه، يا ويله يا ويله، عصم مني ثلثي دينه»[13147].

ص: 313


1- ترجمته في معجم البلدان (دقانية).
2- معجم البلدان 458/2.
3- تحرفت بالأصل و «ز» إلى:«الحنبلي» و بدون إعجام في م، و التصويب عن معجم البلدان.
4- كذا بالأصل و م، و في «ز»: «السالم» و في معجم البلدان: إسحاق بن أسلم بن يحيى.
5- كذا بالأصل و م و «ز»، و في معجم البلدان: الحصين.
6- اسمه محمد بن سليمان بن يوسف الربعي، كما في معجم البلدان.
7- بالأصل:«عبد» و المثبت عن «ز»، و م.
8- الأصل:«أي ما» و المثبت عن «ز»، و م.
9- عجّ شيطانه يعني صاح و رفع صوته.

قرأت بخط أبي محمّد بن الأكفاني، و ذكر أنه نقله من خط بعض أصحاب الحديث في تسمية من سمع منه بدمشق: يحيى بن عبد الرّحمن بن عمارة، و ذكر طبقة فيها ابن جوصا، و أبو الدحداح، سمع منه سنة ثلاث عشرة و ثلاثمائة.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: و فيها - يعني: سنة خمس و عشرة و ثلاثمائة - مات أبو زكريا الدّقاني في شعبان.

8170 - يحيى بن عبد الرّحمن بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي

أمّه أم ولد.

ذكره أبو المظفّر محمّد بن أحمد بن محمّد الأموي النسّابة في قبسة العجلان في نسب آل أبي سفيان.

8171 - يحيى بن عبد الرّحمن أبو شيبة الكناني، و يقال: الكندي

8171 - يحيى بن عبد الرّحمن أبو شيبة الكناني، و يقال: الكندي (1)

قيل إنه دمشقي، و الصحيح أنه مصري.

حدّث عن عمر بن عبد العزيز، و الهجنّع بن قيس، و عبيد اللّه بن المغيرة (2) بن أبي بردة، و زيد بن أبي أنيسة، و عبد الرّحمن بن زياد بن أنعم، و حبّان بن أبي جبلة (3).

روى عنه: الوليد بن مسلم، و أبو صالح كاتب الليث، و هشيم، إلاّ أنه قال:

عبد الرّحمن بن يحيى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا محمّد بن عبد اللّه الدقّاق، نا أبو القاسم البغوي، نا داود بن رشيد، نا الوليد بن مسلم، عن أبي شيبة يحيى بن عبد الرّحمن، عن عبيد اللّه بن المغيرة، عن ابن عبّاس سمعه يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«يكون قوم بعدي من أمّتي يقرءون القرآن، و يتفقهون في الدين يأتيهم الشيطان فيقول: لو أتيتم السلطان فأصلح من دنياكم، و اعتزلتموهم بدنياكم، و لا يكون ذلك كما لا يجتنى من القتاد و لا الشوك، كذلك لا يجتنى من قربهم إلاّ الخطايا».

ص: 314


1- ترجمته في تهذيب الكمال 159/20 و تهذيب التهذيب 159/6 و التاريخ الكبير 290/8 و الجرح و التعديل 9/ 166 و طبقات خليفة ص 578 رقم 3031.
2- «بن المغيرة» مكرر بالأصل، و المثبت عن «ز»، و م، و تهذيب الكمال.
3- الأصل: حبلة، و المثبت عن «ز»، و م.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، و أبو [العز] (1) الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني - زاد ابن المبارك: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا أبو الحسين (2) الأصبهاني، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خيّاط قال (3):في الطبقة الرابعة من أهل الشامات: يحيى بن عبد الرّحمن، دمشقي.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (4):

يحيى بن عبد الرّحمن أبو شيبة، عن حبّان بن أبي جبلة (5)،قال الوليد عن أبي شيبة يحيى بن عبد الرّحمن، و كان هشيم يغلط (6) يقول: عبد الرّحمن بن يحيى عن عبيد اللّه بن المغيرة بن أبي بردة، عن ابن عبّاس، سمعه يقول: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم في السلطان.

و قال إبراهيم بن عبد اللّه: نا هشام عن عبد الرّحمن، عن عبد اللّه بن المغيرة بن أبي بردة و قد أدرك ابن عبّاس عن ابن عبّاس قوله.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه قالا: أنا أبو القاسم العبدي، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (7):

يحيى بن عبد الرّحمن أبو شيبة المصري، و يقال: عبد الرّحمن بن يحيى روى عن الهجنّع بن قيس، و عبيد اللّه بن المغيرة بن أبي بردة، و زيد بن أبي أنيسة، و ابن أنعم (8)، روى عنه هشيم، و الوليد بن مسلم، و أبو صالح كاتب الليث، سمعت أبي يقول ذلك، و يقول: قال هشيم: عن عبد الرّحمن بن يحيى بن عبد الرّحمن.

ص: 315


1- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز»، و م.
2- كذا بالأصل و م، و في «ز»: الحسن.
3- طبقات خليفة بن خيّاط ص 578 رقم 3031.
4- التاريخ الكبير للبخاري 290/8.
5- الأصل: حبلة، خطأ، و المثبت عن «ز»، و م، و التاريخ الكبير.
6- كذا بالأصل و م و «ز»، و في التاريخ الكبير: بعد.
7- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 166/9.
8- في الأصل:«نعم» خطأ، و التصويب عن «ز»، و م، و الجرح و التعديل، و قد نسبه إلى جده، و هو: عبد الرحمن بن زياد بن أنعم.

قال أبو زرعة: يحيى بن عبد الرّحمن أبو شيبة الكندي، روى عنه الوليد، و هشيم، إلاّ أن هشيما كان يقول: عبد الرّحمن بن يحيى.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن (1) منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو شيبة يحيى بن عبد الرّحمن الكندي، عن عمر بن عبد العزيز، و حبّان بن أبي جبلة، روى عنه هشيم.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو شيبة يحيى بن عبد الرّحمن.

أنا أبو الفضل أيضا، عن أبي طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي قال: أبو شيبة يحيى بن عبد الرّحمن، يحدّث عنه الوليد بن مسلم.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو شيبة يحيى بن عبد الرّحمن الكناني، و يقال: الكندي، و يقال: عبد الرّحمن بن يحيى، عن عمر بن عبد العزيز، و حبّان بن أبي جبلة، روى عنه هشيم بن بشير السلمي، و الوليد بن مسلم الدمشقي، حديثه في الشاميين.

أنبأ أبو علي الحسن بن أحمد، و حدّثني أبو مسعود المعدّل عنه، أنا أبو نعيم، نا سليمان بن أحمد قال: ما انتهى إلينا من مسند أبي شيبة يحيى بن عبد الرّحمن الكندي و كان ثقة (2).

8172 - يحيى بن عبد الصّمد بن معقل

8172 - يحيى بن عبد الصّمد بن معقل (3)

حدّث عن مالك.

ذكر أبو إسحاق محمّد بن القاسم بن (4) شعبان القرظي في ما:

ص: 316


1- لفظتا «أحمد بن» استدركتا على هامش «ز»، و بعدهما صح.
2- تهذيب الكمال 160/20.
3- ميزان الاعتدال 394/4.
4- لفظتا «القاسم بن» استدركتا على هامش «ز»، و بعدهما صح.

أنبأنيه أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو الحسن الربعي، أنا الحسن بن عبد اللّه بن سعيد - ببعلبك - قال: قال: قرأت على القاضي علي بن جعفر المالكي قلت له: حدّثكم أبو إسحاق محمّد بن القاسم بن شعبان قال في تسمية من روى عن مالك بن أنس [من أهل] (1) الشام: يحيى بن عبد الصّمد بن معقل، و ذكر أنه دمشقي.

8173 - يحيى بن عبد العزيز بن إسماعيل بن

عبيد اللّه بن أبي المهاجر القرشي المخزومي

قيل إنه حدّث عن الوليد.

روى عنه: الحسن بن جرير الصوري.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن ريذة، أنا سليمان بن أحمد الطبراني، نا الحسن بن جرير الصوري، نا يحيى بن عبد العزيز بن إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر المخزومي، نا الوليد بن مسلم، نا سعيد بن عبد العزيز، عن إسماعيل بن عبيد اللّه قال: قال لي عبد الملك بن مروان، يا إسماعيل أدّب ولدي، فإني معطيك، قلت: كيف بذلك و قد حدّثني أم الدّرداء عن أبي الدّرداء أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«من يأخذ على تعليم القرآن قوسا قلّده اللّه قوسا من نار»[13148].

هذا وهم، إنما هو عبد الرّحمن بن يحيى بن عبد العزيز بن إسماعيل.

أخبرناه أبو علي الحسن بن أحمد - في كتابه - و حدّثني أبو مسعود عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا الحسن بن جرير الصوري، نا عبد الرّحمن بن يحيى بن عبد العزيز بن إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر المخزومي، فذكر بإسناده مثله إلاّ أنه قال: قلت بذلك: يا أمير المؤمنين.

8174 - يحيى بن عبد العزيز أبو عبد العزيز الأردنّي

8174 - يحيى بن عبد العزيز أبو عبد العزيز الأردنّي (2)(3)

قال أبو عبد اللّه بن مندة: إنه دمشقي.

ص: 317


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن «ز»، و م.
2- الأردني بضم الهمزة و المهملة بينهما راء ساكنة ثم نون ثقيلة كما في تقريب التهذيب.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 162/20 و تهذيب التهذيب 159/6 و التاريخ الكبير 291/8 و الجرح و التعديل 9/ 170.

روى عن: إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر، و عبادة بن نسي، و يحيى بن أبي كثير، و عبد اللّه بن نعيم الأردني، و سعيد بن مقلاص.

روى عنه: عمرو بن يونس، و يحيى بن حمزة، و الوليد بن مسلم.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو بكر الخطيب، أنا ابن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا صفوان بن صالح، نا الوليد، حدّثني يحيى بن عبد العزيز الأردنّي أن عبد اللّه بن نعيم الأردني حدّثه عن الضحّاك بن عبد الرّحمن بن عرزب الأشعري عن أبي موسى الأشعري قال: و قتل أبو عامر - يعني: يوم حنين - أدرك ابن دريد بن الصّمة، فعدل إليه ابن دريد، فقتله، هذا مختصر.

أخبرناه عاليا بتمامه أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو (1) المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن المقرئ، قالا: أنا أحمد بن علي بن المثنّى، نا داود بن عمرو بن زهير - زاد ابن حمدان: الضبّي - نا الوليد بن مسلم، عن يحيى - زاد ابن المقرئ: ابن عبد العزيز - عن عبد اللّه بن نعيم، عن الضحّاك بن عبد الرّحمن بن عرزب الأشعري، عن أبي موسى (2)-زاد ابن حمدان: الأشعري.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عقد يوم حنين لأبي عامر الأشعري على خيل الطلب (3)،فلما انهزمت هوازن طلبها حتى أدرك دريد، و قال ابن المقرئ: ابن (4) دريد - بن الصّمة، فأسرع به فرسه، فقتل ابن دريد أبا عامر، قال أبو موسى: فشددت على ابن دريد، فقتلته، و أخذت اللواء، و انصرفت بالناس إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فلمّا رأى اللواء بيدي قال «أبا موسى، قتل أبو عامر؟» قلت: نعم يا رسول اللّه، قال: فرفع يدعو له، يقول:«اللّهمّ أبا عامر، اجعله في الأكثرين يوم القيامة»[13149].

هذا أو نحوه.

ص: 318


1- كتب فوقها في «ز»: «ح» بحرف صغير.
2- قوله:«عن أبي موسى» سقط من «ز»، فاضطرب السند فيها.
3- الذي في سيرة ابن هشام 97/4 أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعث أبا عامر الأشعري في آثار من توجه قبل أوطاس.
4- هو سلمة بن دريد، كما في سيرة ابن هشام 97/4.

ذكره (1) أبو الحسين محمّد بن عبد اللّه الرازي في تسمية كتاب أمراء دمشق [و قال: له عقب بعكا و طبرية يعرفون ببني أبي عبيد، و هو جد أبي عبد الرحمن المعروف بالشافعي، و من ولده عبد العزيز بن أبي عبيد (2) الذي عدّل الأردن لأحمد بن محمّد بن مدبّر.

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (3):يحيى بن عبد العزيز الأردني (4)عن يحيى بن أبي كثير، روى عنه عمر بن يونس، و الوليد بن مسلم.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (5):

يحيى بن عبد العزيز الأردني هو والد أبي عبد الرّحمن الشافعي الأعمى المبتدع، صاحب الكلام، روى عن (6) عبد اللّه بن نعيم، عن الضحاك بن عبد الرّحمن بن عرزب، روى عنه يحيى بن حمزة، و الوليد بن مسلم، سمعت أبي يقول ذلك، سألت أبي عنه فقال:

ما بحديثه بأس.

قول البخاري وهم، و إنما هو الأردني (7)،و قول أبي حاتم اليمامي (8) وهم أيضا، و إنما هو شامي، و إنّما وقع له الوهم في ذلك لروايته عن يحيى بن أبي كثير، و رواية عمر بن يونس عنه، و هما يماميان، و إنّما وقع يحيى بن عبد العزيز إلى اليمامة لأن جماعة من أهل الشام في أيام بني أمية كانت أرزاقهم باليمامة، منهم: الأوزاعي، و زيد بن سلاّم و غيرهما.

ص: 319


1- الخبر التالي رواه المزي في تهذيب الكمال 162/20 عن الحافظ ابن عساكر.
2- الأصل: عبد اللّه، و المثبت عن «ز»، و م.
3- التاريخ الكبير للبخاري 291/8 باختلاف روايته.
4- كذا بالأصل و «ز»، و في م: الأزدي.
5- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 170/9.
6- بالأصل و م و «ز»: «عنه» خطأ، و التصويب عن الجرح و التعديل.
7- كذا بالأصل و م و «ز»، و قد جاء في التاريخ الكبير:«الأردني» و بهامشه عن إحدى نسخه:«الأزدي» و قد جاء في م أيضا عن البخاري:«الأزدي» و لعله وقعت بيد المصنف نسخة من التاريخ الكبير وقعت فيه «الأزدي» و هذا ما اقتضى توهيمه.
8- جاء في الجرح و التعديل 170/9 رقم 697 في ترجمة مستقلة يحيى بن عبد العزيز الأزدي اليمامي، و نقله ابن أبي حاتم عن أبيه.

و قول ابن مندة إنه أردني دمشقي وهم أيضا، لأجل رواية الوليد بن مسلم عنه، لأن من كان دمشقيا [لا يكون أردنيا، و من كان أردنيا لا يكون دمشقيا] (1) إلاّ أن يكون سكن دمشق، و أصله من الأردن، و اللّه أعلم (2).

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عبد العزيز يحيى بن عبد العزيز، عن عبادة بن نسي، روى عنه يحيى بن حمزة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو القاسم البجلي، نا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في تسمية نفر أهل زهد و فضل: يحيى بن عبد العزيز الأردني (3).

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي - إجازة - أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أبو الحسن بن جوصا - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنا ابن جوصا - قراءة - قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الخامسة: يحيى بن عبد العزيز الأردني.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة - قراءة - عن أبي زكريا عبد الرحيم بن أحمد.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا إبراهيم بن يونس، أنا أبو زكريا.

ح و أخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة، أنا سهل بن بشر، أنا رشأ بن نظيف، قالا:

نا عبد الغني بن سعيد قال في باب الأزدي و الأردني: يحيى بن عبد العزيز الأردني، يحدّث عن عبد اللّه بن نعيم، روى عنه الوليد بن مسلم.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا قال (4) في باب الأردني:

و يحيى بن عبد العزيز الأردني، يحدّث عن عبد اللّه بن نعيم، روى عنه الوليد بن مسلم.

ص: 320


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك للإيضاح عن «ز»، و م.
2- تعقيب الحافظ ابن عساكر على مختلف هذه الأقوال الثلاثة نقله المزي في تهذيب الكمال 163/20.
3- تهذيب الكمال 163/20.
4- الاكمال لابن ماكولا 138/1.

أخبرنا أبو منصور بن زريق (1)،أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (2)، أنبأنا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه الكاتب، أنا محمّد بن حميد المخرمي، نا علي بن الحسين بن حبّان قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده قال: أبو زكريا يحيى بن عبد العزيز الأردني حدّث عنه الوليد بن مسلم، كان هاهنا ببغداد، و هو أبو الشافعي الأعمى، هذا أبو عبد الرّحمن، قلت لأبي زكريا: فكيف حديثه ؟ قال: ما أعرفه، لم يحدّث عنه إلاّ وليد بن مسلم.

قال الخطيب: قد حدّث أيضا عمر بن يونس اليمامي (3) عنه عن يحيى بن أبي كثير.

8175-[يحيى بن عبد الغفار بن عبد المنعم بن إسماعيل أبو الكرم

8175-[يحيى (4) بن عبد الغفار بن عبد المنعم بن إسماعيل أبو الكرم

سمع ببغداد أبا محمد التميمي.

سمعت منه كتاب (5) الناسخ و المنسوخ لبنيه، و في آخره إنشادات عن التميمي.

أخبرنا أبو الكرم قال: أنشدنا أبو محمد التميمي لنفسه:

و ما شنآن الشيب من أجل لونه *** و لكنه حاد إلى اليسر (6) مسرع

إذا ما بدت منه الطليعة آذنت *** بأن المنايا خلفها تتطلع

فإن (7) قصها المقراض جاءت بأختها *** و تطلع تتلوها ثلاث و أربع

و إن خضب حال الحطاب لأنه *** يحاول صنع اللّه و اللّه أصنع

و يضحى كريش الديك فيها تلمع *** و أقطع ما يكساه ثوب ملمع]

8176 - يحيى بن عبد الواحد بن سليمان بن عبيد اللّه، و يقال: ابن

عبد الواحد بن عبيد اللّه بن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي

حكى عنه أبو زرعة الدمشقي.

ص: 321


1- تحرفت بالأصل و «ز» إلى: رزيق، و التصويب عن م.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 112/14.
3- كذا بالأصل و «ز»، و في تاريخ بغداد:«اليماني» و في م:«التمامي.
4- سقطت الترجمة من الأصل، و استدركت عن «ز»، و م، و قد أخرت في م إلى ما بعد: يحيى بن عبد الواحد. و في «ز»: ثغرات فيها، و النص عن م.
5- من قوله: عبد الغفار إلى هنا مكانه بياض في «ز»، و كتب على هامشها: مقصوص بالأصل.
6- في «ز»: البين.
7- هذا و الذي يليه مكانه بياض في «ز»، و كتب على هامشها مقصوص بالأصل.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال (1):و حدّثني يحيى بن عبد الواحد بن سليمان بن عبيد اللّه بن مروان، أن مروان لم يسبق عبد الملك إلاّ بالحلم.

و قال في موضع آخر (2):يحيى بن عبد الواحد بن عبيد اللّه بن مروان.

8177 - يحيى بن عبد الواحد بن علي بن عبد الواحد

ابن موحد بن البري أبو عبد اللّه السلمي

سمع بدمشق أبا بكر الخطيب.

و سكن عسقلان إلى أن مات بها.

كتب عنه أبو القاسم بن صابر.

و سمعت جدي أبا المفضل القاضي يثني عليه و يصفه بالفضل.

قرأت بخط أبي القاسم بن صابر، أنشدنا أبو عبد اللّه يحيى بن عبد الواحد بن البري لأبي علي الحسن بن محمّد بن أبي الشخباء العسقلاني (3):

سار فسار النوم عن ناظري *** و خيّم الهمّ بأفكاري

كأنما قلّدني بعده *** كتبة جيش الفلك للساري

و لم يدع لي جاريا غير ما *** قرّره من دمعي الجاري

8178 - يحيى بن عبيد اللّه بن مروان بن الحكم

8178 - يحيى بن عبيد اللّه (4) بن مروان بن الحكم

ابن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس الأموي

له ذكر، و كان تزوج أم الحجّاج بنت الوليد بن يزيد بن عبد الملك بعد محمّد بن يزيد بن الوليد بن عبد الملك.

8179 - يحيى بن عبيد البلقاوي

8179 - يحيى بن عبيد (5) البلقاوي

حكى عن الأوزاعي.

ص: 322


1- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 308/1.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 193/1.
3- ترجمته في وفيات الأعيان 133/2.
4- في م: عبد اللّه.
5- الأصل: عبد، و المثبت عن «ز»، و م.

حكى عنه عمر بن عبد الواحد، أنه يحيى بن عبد اللّه الذي تقدم... (1) عمر اسم أبيه.

8180 - يحيى بن عتبة بن عبد السّلام

من أهل دمشق.

حدّث عن أبيه.

روى عنه: محمّد بن القاسم الطائي، قاله أبو عبد اللّه بن مندة في ما حكاه أبو الفضل المقدسي عنه، و فيه وهم في موضعين أحدهما قوله ابن عبد السّلام، و هو ابن عبد السلمي، و الثاني قوله من أهل دمشق، و هو من أهل حمص، و لو لا كراهيتي الإخلال بذكر من وقع إليّ ذكره من أهل دمشق، لكان الإضراب عن حكاية قول ابن مندة في هذا أولى.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا محمّد بن حسين بن الحسن القطان [نا أبو] (2) الأزهر أحمد بن الأزهر، نا مروان بن محمّد، نا محمّد بن شعيب بن شابور، نا الحسين بن أيوب، عن يحيى بن عتبة بن عبد [السلمي] (3) عن أبيه قال: خرجت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

ح قال ابن مندة: نا أحمد بن صفوان - بدمشق - نا إبراهيم بن عبد الرّحمن بن دحيم، نا أبي، نا محمّد بن شعيب، نا محمّد بن القاسم الطائي الحمصي قال: سمعت يحيى بن عتبة بن عبد السلمي عن أبيه قال (4):

دعاني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: ما اسمك ؟ فقلت: عتلة (5) بن عبد فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«بل أنت عتبة بن عبد».

كان في الأصل بهذا الحديث من طريق ابن دحيم: يحيى بن عتبة بن عبد السّلام، و هي نسخة عتيقة بخط إبراهيم بن محمّد بن علي الكسائي الأصبهاني مسموعة من ابن مندة، فألحقت في السلمي ياء بخط جديد طلبا للصواب، و الوهم فيه من ابن مندة بلا شك.

ص: 323


1- كلمة غير واضحة بالأصل و م و «ز».
2- الزيادة عن «ز»، و م، و مكانها بالأصل: بن.
3- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن «ز».
4- رواه ابن الأثير في أسد الغابة 459/3 في ترجمة عتبة بن عبد السلمي.
5- عتلة بفتح العين و سكون التاء فوقها نقطتان قاله ابن ماكولا، قال: و قال عبد الغني: عتلة يعني بفتحتين،(أسد الغابة 460/3).

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل السلامي، أنا أبو الفضل و أبو الحسين و أبو الغنائم و اللفظ له، قالوا: أنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (1):

يحيى بن عتبة بن عبد السلمي عن أبيه قال النبي صلى اللّه عليه و سلم يوم قريظة و النضير:«من أدخل هذا الحصن سهما وجبت له الجنّة»، قال عتبة: فأدخلته ثلاثة أسهم (2).

قاله دحيم، نا محمّد بن شعيب، عن محمّد بن القاسم الحمصي، سمع يحيى.

8181 - يحيى بن عثمان بن سعيد بن كثير

ابن دينار أبو سليمان، و يقال: أبو زكريا الحمصي (3)

الرجل الصالح أخو عمرو بن عثمان.

سمع بدمشق: أبا الجماهر محمّد بن عثمان، و زيد بن يحيى بن عبيد، و مروان بن محمّد، و سويد بن عبد العزيز، و عمر بن عبد الواحد، و عبد الوهّاب بن سعيد السلمي المفتي، و الوليد بن مسلم الدمشقيين، و حدّث عنهم و عن بقية، و محمّد بن حمير، و أبي المغيرة، و أبي حيوة شريح بن يزيد الحضرمي، و عقبة بن علقمة، و وكيع بن الجرّاح، و عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، و معن بن عيسى القزّاز، و محمّد بن يوسف الفريابي، و أحمد بن خالد الوهبي. و يحيى بن صالح الوحاظي.

روى عنه: أبو زرعة، و أبو حاتم الرازيان، و أبو داود السجستاني، و أبو عبد الرّحمن النسائي في سننهما، و أبو عروبة الحرّاني، و أبو الحسن أحمد بن نصر بن شاكر، و أبو سليمان داود بن الوسيم البوشنجي، و أبو بشر الدولابي، و عبد الغافر بن سلامة، و الحسين بن محمّد بن إبراهيم السكوني (4)،و الحسين بن الحسن المهاجري النيسابوري.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو الحسن الدارقطني.

ص: 324


1- ليس ليحيى بن عتبة ترجمة في التاريخ الكبير.
2- رواه ابن الأثير في أسد الغابة 460/3. و عقب عليه بقوله:«قريظة و النضير» لم يكن لهما واحد واحد، فإن قريظة كان يومهم بعد الخندق سنة خمس، و أما النضير فكان إجلاؤهم سنة أربع.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 170/20 و تهذيب التهذيب 162/6 و الجرح و التعديل 174/9 و سير أعلام النبلاء 306/12 و ميزان الاعتدال 396/4.
4- تحرفت بالأصل إلى: السكري، و المثبت عن «ز»، و م.

ح و أخبرنا أبو منصور محمود بن [أحمد بن] (1) عبد المنعم بن ماشاذة، أنا أبو علي الحسن بن عمر بن الحسن بن يونس، أنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، قالا: نا أبو هاشم عبد الغافر بن سلامة الحمصي، نا يحيى بن عثمان بن سعيد الحمصي، نا زيد بن يحيى بن عبيد (2)،عن ابن ثوبان، حدّثني الحسن بن الحرّ أنه. سمع محمّد بن العجلان يحدّث عن محمّد بن كعب القرظي، عن عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب، عن بعض أهله، عن جعفر بن أبي طالب أن النبي صلى اللّه عليه و سلم علّمه كلمات إذا نزل به كرب دعا بهن:«لا إله إلاّ اللّه الحليم الكريم، سبحان اللّه رب العرش العظيم، الحمد للّه رب العالمين»[13150].

و لم يسم الهاشمي محمّد بن كعب، قال: عن ابن كعب القرظي.

أخرجه النسائي في كتاب: اليوم و الليلة، عن أبي سليمان يحيى بن عثمان.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو سليمان يحيى بن عثمان بن كثير بن دينار الحمصي، سمع بقية.

و كذا كنّاه يعقوب بن سفيان.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في تسمية أهل حمص عن أصحابهم: عمرو، و يحيى ابنا عثمان.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه قالا: أنا أبو القاسم العبدي، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (3):

قال يحيى بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي، روى عن بقية، و محمّد بن حمير، و أبي حيوة المقرئ، و زيد بن يحيى بن عبيد.

ص: 325


1- الزيادة للإيضاح عن «ز»، و م.
2- تحرفت بالأصل إلى: عقيل، و المثبت عن م و تهذيب الكمال، و قوله:«بن عبيد» سقط من «ز»، راجع ترجمته في تهذيب التهذيب 428/3.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 174/9.

كتب عنه أبي بحمص في الرحلة الثانية، و روى عنه أبي و أبو زرعة.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو سليمان يحيى بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار القرشي الحمصي، أخو عمرو، سمع الوليد بن مسلم، و معن بن عيسى، روى عنه الحسين بن الحسن المهاجري، و أبو عروبة، كنّاه مسلم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم الصوّاف، نا أحمد (1) بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا يحيى بن عثمان أبو زكريا الشيخ العابد، نا أبو زكريا (2) يحيى بن صالح الوحاظي بحديث ذكره.

أنبأنا أبو الحسين و أبو عبد اللّه قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم (3)،نا أبي، نا أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: يحيى بن عثمان نعم الشيخ هو.

قال (4):و سألت أبي عن يحيى بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار؟ فقال: كان رجلا صالحا،[ثقة] (5) صدوقا.

[قال ابن عساكر:] (6) و بلغني عن محمّد بن عوف الحمصي قال: رأيت أحمد بن حنبل يجلّ يحيى بن عثمان، و يقدّمه في الصلاة، و سئل محمّد بن عوف: أي ما أحب إليك: عمرو بن عثمان، أم يحيى بن عثمان (7)؟فقال: كلاهما ثقة في الحديث، و لكن يحيى كان عابدا، و عمرو أبصر بالحديث منه.

ص: 326


1- كذا بالأصل و م، و في «ز»: محمد بن أحمد بن إسماعيل.
2- كذا بالأصل: زكريا، و في م «ز»: «أبو بكر». و قيل فيه:«أبو زكريا، و يقال: أبو صالح» راجع ترجمته في تهذيب الكمال 120/20.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 174/9.
4- القائل أبو محمد بن أبي حاتم، و الخبر في الجرح و التعديل 174/9.
5- الزيادة عن الجرح و التعديل.
6- الزيادة منا للإيضاح، و الخبر نقله المزي في تهذيب الكمال 171/20 نقلا عن ابن عساكر.
7- قوله:«أم يحيى بن عثمان» مكرر بالأصل.

دفع إليّ أبو الحسن سعد الخير بن محمّد بن سهل جزءا عن محمّد بن أحمد بن شاكر، نا أبو عيسى عبد الرّحمن بن [إسماعيل بن] (1) عبد اللّه الخولاني قال: أملى علينا أبو عبد الرّحمن [أحمد] (2) بن شعيب بن علي النسائي أسماء شيوخه الذين روى عنهم فقال:

يحيى بن عثمان، حمصي، لا بأس به.

أخبرنا أبو الحسين بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه الخطيب، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي، أنا الحسن بن عبد اللّه بن سعيد الحمصي، أنا الحسين بن محمّد بن إبراهيم السكوني - بحمص - نا يحيى بن عثمان المختار العدل الرضا، نا محمّد بن حمير بحديث ذكره.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي، أخبرني أبو القاسم عبد الصّمد بن سعيد الحمصي قال: سمعت سلمة بن الهيذام الكلبي قال:

كان جعفر المتوكل قد جعل عمروا (3) و يحيى ابني عثمان بن سعيد المختارين بحمص في أيام التعديل، قال: فقال لي يحيى: يا سلمة، من أين جئت ؟ فقلت: من عند أخيك عمرو، فقال: و ما يعمل ؟ فقلت: هو قاعد و ابنه يكتبان كتابا إلى أمير المؤمنين عنك و عنه، فقال: اللّه حسيبهما، ما لي و لأمير المؤمنين، و ما أنا و أمير المؤمنين، ما أمرت و لا علمت.

قال: و كان يحيى ورعا لا يدخل في عمل السلطان، قال سلمة: فلقيني عمرو بن عثمان الغد فقال لي: يا فضولي، ما حملك على ما فعلت أمس ؟ فقلت: يا أبا حفص، أردت أن أسرّ أخاك، فقال: يا بني، غممته، و نالنا منه من العتب ما كنا عنه أغنياء، فلا تعد لمثلها.

سمعت أبا القاسم بن السّمرقندي يقول: سمعت أبا القاسم الإسماعيلي يقول: سمعت أبا عمرو عبد الرّحمن بن محمّد الفارسي يقول: سمعت ابن عدي يقول (4):سمعت الحسين بن أبي معشر يقول: يحيى بن عثمان - يعني: ابن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي لا يسوى (5) نواة، كان يتلقن كلّ شيء، و كان يعرف بالصدق.

ص: 327


1- الزيادة عن «ز»، و م.
2- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز»، و م.
3- الأصل:«عمر» و في م:«عمرو» و المثبت عن «ز».
4- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 251/7 و نقله المزي في تهذيب الكمال 172/20 عن ابن عدي.
5- في «ز»: يساوي.

قال (1):و سمعت المسيّب بن واضح يقول: رأيت في النوم كأن آتيا أتاني فقال: إن كان بقي من الأبدال أحد فيحيى بن عثمان الحمصي.

قال ابن عدي: و ليحيى بن عثمان أحاديث صالحة عن شيوخ الشام، و لم أر أحدا طعن فيه غير [ابن] (2) أبي معشر، و هو معروف بالصدق، و أخوه عمرو بن عثمان [كذلك و أبوهما عثمان] (3) بن سعيد بن كثير، و هم من أهل بيت الحديث بحمص، و ليس بهم بأس.

8182 - يحيى بن عثمان أبو زكريا المعروف بالحربي

8182 - يحيى بن عثمان أبو زكريا المعروف بالحربي (4)

نزيل بغداد، أصله سجستاني.

سمع بدمشق و غيرها هقل بن زياد، و سويد بن عبد العزيز، و بقية بن الوليد، و إسماعيل بن عياش (5)،و أبا المليح الحسن بن عمر الرقّي.

كتب عنه أحمد بن حنبل، و يحيى بن معين، و أبو خيثمة زهير بن حرب.

و روى عنه أبو زرعة، و أبو حاتم الرازيّان، و أبو بكر بن أبي الدنيا، و محمّد بن عبدوس بن كامل، و علي بن الحسين بن حبان، و إبراهيم بن أسباط بن السكن، و أحمد بن علي الأبار، و أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار، و عبد اللّه بن محمّد البغوي، و محمّد بن زكريا البلخي، و أبو العبّاس السراج، و القاسم بن يحيى بن نصر.

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه السلمي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ، أنا أبو حفص عمر بن أيوب السقطي، نا يحيى بن عثمان، نا إسماعيل بن عيّاش، عن يحيى بن عبيد اللّه، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن أحدكم مرآة أخيه، فإذا رأى به شيئا فليمطه عنه»[13151].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، و أبو علي الحسن بن المظفّر، و أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد البارع، و أبو غالب محمّد بن أحمد بن الحسين بن قريش، قالوا: أنا أبو

ص: 328


1- القائل: أبو أحمد بن عدي، الكامل في ضعفاء الرجال 251/7.
2- سقطت من الأصل، و زيدت عن «ز»، و م.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك للإيضاح عن «ز»، و م، و ابن عدي.
4- ترجمته في تهذيب التهذيب 163/6 و تاريخ بغداد 189/14 و الجرح و التعديل 174/9 و ميزان الاعتدال 396/4 و طبقات ابن سعد 351/7.
5- في «ز»: عباس.

الغنائم بن المأمون، أنا أبو الحسن الحربي، نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصوفي، نا يحيى بن عثمان الحربي، نا إسماعيل بن عيّاش، عن جعفر بن الحارث، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«ما من مسلم يشهر على أخيه السلاح إلاّ كانا على حرف جهنم، فإن أغمدا عادا إلى الذي كانا عليه، و إن قتل أحدهما صاحبه دخلاها جميعا»[13152].

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد قال (1):يحيى بن عثمان، و يكنى أبا زكريا من أبناء أهل خراسان، كان ينزل درب أبي الجهم، و روى عن الشاميين، رشدين (2)بن سعد، و هقل بن زياد، و بقية، و إسماعيل بن عيّاش و غيرهم، و توفي في ربيع الأول من سنة ثمان و ثلاثين و مائتين.

قال الصوري: رشدين مصري و ليس بشامي.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو زكريا يحيى بن عثمان الحربي، عن إسماعيل بن عيّاش.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (3):

يحيى بن عثمان السجزي، أبو زكريا، نزيل بغداد، روى عن هقل بن زياد، و أبي المليح الرقّي، و سويد بن عبد العزيز، و بقية، و إسماعيل بن عيّاش، روى عنه أبي و أبو زرعة.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد قال: أبو زكريا يحيى بن عثمان الحربي البغدادي، سمع أبا عبد اللّه السكسكي، و محمّد بن حازم، سمع منه يحيى بن معين، و زهير بن حرب.

ص: 329


1- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 351/7.
2- بالأصل:«رشد»، و في «ز»: «رشيد» و المثبت عن «ز»، و م.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 174/9.

أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب قال (1):يحيى بن عثمان أبو زكريا الحربي يقال: إن أصله من سجستان، سمع هقل بن زياد، و أبا المليح الرقّي، و إسماعيل بن عيّاش، و سويد بن عبد العزيز، و بقية بن الوليد.

كتب عنه أحمد بن حنبل، و يحيى بن معين، و روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، و محمّد بن عبدوس بن كامل، و علي بن الحسين (2) بن حبان (3)،و إبراهيم بن أسباط ، و أحمد بن علي الأبّار و غيرهم.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه العكبري، أنا القاضي أبو الطيّب الطبري، أنا علي بن عمر السكري، نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصوفي قال: و سمعت يحيى بن عثمان الحربي يقول: القرآن كلام اللّه غير مخلوق.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر أحمد بن علي (4) الخطيب، قال: حدثت عن أبي الحسن بن الفرات، أخبرني الحسن بن يوسف الصيرفي، نا أبو بكر الخلاّل، أخبرني محمّد بن علي، نا مهنى قال: سألت أحمد عن يحيى بن عثمان الذي يكون في الحربية، فقال: لا أعرفه. و سألت يحيى بن معين، فقال:

ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو بكر البرقاني، أنا أبو عمر بن حيّوية - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - الخطيب قال (5):

قرأت على البرقاني عن أبي عمر بن حيوية، نا أحمد بن محمّد بن مسعدة، نا جعفر بن درستويه، نا أحمد بن محمّد بن القاسم بن محرز قال: سئل يحيى بن معين و أنا أسمع عن يحيى بن عثمان فقال: ليس به بأس.

ص: 330


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 189/14-190.
2- تحرفت في الأصل و م و «ز» إلى: الحسن، و المثبت عن تاريخ بغداد.
3- في م و «ز»: حبان، تصحيف.
4- قوله:«أحمد بن علي» استدرك على هامش «ز»، و بعدها صح.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 191/14.

أنبأنا أبو الحسين و أبو عبد اللّه قالا: أنا ابن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم (1) قال: سئل أبو زرعة عنه فقال: ثقة، كتبنا عنه ببغداد، كتب عنه أحمد بن حنبل، و يحيى بن معين.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الحافظ .

ح و أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - الخطيب (2)، أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب، أنا محمّد بن نعيم الضبي، أخبرني أبو أحمد علي بن محمّد الحبيبي - بمرو - قال: سألت أبا علي صالح بن محمّد جزرة عن يحيى بن عثمان البغدادي الذي يروي عن إسماعيل بن عيّاش، فقال: هو السمسار، صدوق، و كان من العباد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر بن بكران، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد، أنا أبو جعفر العقيلي قال (3):يحيى بن عثمان الحربي، بغدادي، عن هقل (4)،لا يتابع على حديثه عن الأوزاعي.

أخبرنا أبو منصور بن زريق (5)،أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (6)، أنا ابن الفضل، أنا دعلج بن أحمد [أنبا أحمد] (7) بن علي الأبار.

ح قال الخطيب: و أنا العتيقي، نا محمّد بن المظفّر قال: قال عبد اللّه بن محمّد البغوي: مات يحيى بن عثمان - زاد البغوي (8):الحربي ثم اتفقا - في سنة ثمان و ثلاثين - زاد الأبار: و مائتين - قال البغوي: و كتبت عنه.

ص: 331


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 174/9.
2- رواه أبو بكر أحمد بن علي الخطيب في تاريخ بغداد 191/14.
3- رواه العقيلي في الضعفاء الكبير 420/4 رقم 2045.
4- تحرفت بالأصل إلى: عقل، و التصويب عن «ز»، و م، و الضعفاء الكبير، و هو هقل بن زياد بن عبيد اللّه، أبو عبد اللّه الدمشقي، ترجمته في تهذيب الكمال 296/19.
5- بدون إعجام بالأصل، و في «ز»: رزيق، و التصويب عن م.
6- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 191/14.
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك لتقويم السند عن «ز»، و م و تاريخ بغداد.
8- تحرفت بالأصل إلى: المقرئ، و التصويب عن «ز»، و م، و تاريخ بغداد.

كتب إليّ أبو سعد محمّد بن محمّد، و أبو علي الحسن بن أحمد، و أبو القاسم غانم بن محمّد.

ح و أخبرنا أبو المعالي المروزي، أنا أبو علي الحداد، قالوا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أحمد بن جعفر بن سلم (1)،نا أحمد بن علي الأبار قال: و مات يحيى بن عثمان في سنة ثمان و ثلاثين.

8183 - يحيى بن عروة بن الزبير بن العوّام بن خويلد بن أسد

اشارة

ابن عبد العزّى بن قصي بن كلاب أبو عروة القرشي الأسدي الزّبيري (2)

من أهل المدينة.

روى عن أبيه.

روى عنه: الزهري، و محمّد بن إسحاق، و الضحّاك بن عثمان، و أخوه هشام بن عروة، و ابن عجلان، و محمّد بن عقبة (3)،و محمّد بن عمرو بن علقمة.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا أبو حامد بن الشّرقي، نا محمّد بن يحيى الذهلي، نا عبد الرزّاق، أنا معمر، عن الزهري، عن يحيى بن عروة بن الزّبير، عن أبيه، عن عائشة قال: قلت: يا رسول اللّه، إن الكهّان قد كانوا يحدثونا بالشيء فيكون حقّا، قال:«تلك الكلمة من الحق يخطفها (4) الجنّي، فيقذفها في أذن وليه، فيزيد فيها أكثر من مائة كذبة»[13153].

رواه ابن جريج، و معقل، و يونس، و شعيب عن الزهري.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبي الأستاذ أبو القاسم، أنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن، أنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الأسفرايني، نا يوسف بن مسلم، نا حجّاج، عن ابن جريج، عن [ابن] (5) شهاب، أخبرني يحيى بن عروة أنه سمع عروة يقول:

ص: 332


1- في «ز»: سالم.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 174/20 و تهذيب التهذيب 164/6 و الجرح و التعديل 175/9 و التاريخ الكبير 8/ 296 و نسب قريش للمصعب ص 246.
3- كذا بالأصل، و في «ز»: «محمد بن علي أخو موسى بن عقبة» و في م: محمد بن علي و أبو موسى بن عقبة».
4- كذا بالأصل، و في م و «ز»: يحفظها.
5- سقطت من الأصل و استدركت عن «ز»، و م.

قالت عائشة: سأل أناس رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عن الكهّان ؟ فقال لهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«ليسوا بشيء» قالوا: يا رسول اللّه، فإنهم يحدّثون أحيانا بالشيء يكون حقا، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«تلك الكلمة من الحقّ يخطفها الجن فيقرّها في أذن وليّه قرّ الدجاجة، فيخلطون فيها أكثر من مائة كذبة»[13154].

و وفد على عبد الملك بن مروان.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو صادق محمّد بن أحمد بن جعفر، نا أحمد بن محمّد بن زنجويه، أنا الحسن بن عبد اللّه بن سعيد العسكري قال: قوله:

فيقرّها، القاف مضمومة، و الراء غير معجمة، معناه الصب، يقال: قرّت الحمامة فرخها إذا صبّت في حلقه، و يقال: قرّ عليه دلوا من ماء، إذا صبّها عليه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، و أبو غالب بن البنّا، قالا: أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا محمّد بن الفتح القلانسي، نا أحمد بن عبيد بن ناصح، نا الهيثم بن عدي قال: أنبأني هشام بن عروة، عن أخيه يحيى بن عروة، عن أبيه عروة، عن أم المؤمنين عائشة قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و قد اجتمع عنده نساؤه ليخصني بذلك:«أنا لك يا عائشة كأبي زرع لأم زرع» قلت: يا رسول اللّه، و من أبو زرع ؟ فقال:

«اجتمع نسوة من قريش بمكة، إحدى عشرة امرأة»، و ساق الحديث بطوله.

قال الدارقطني: هذا حديث غريب من حديث هشام بن عروة، عن أخيه يحيى بن عروة، عن أبيه، تفرّد به الهيثم بن عدي الطائي عن هشام.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار قال (1):و حدّثني مصعب بن عثمان، قال:

وفد يحيى بن عروة على عبد الملك بن مروان، فجلس ببابه، فسمع حاجب عبد الملك يتناول من ابن الزّبير، فضرب يحيى وجه الحاجب فأدماه، فدخل الحاجب على عبد الملك، فقال: من فعل بك ؟ قال: يحيى بن عروة، فقال: أدخله، فأدخله، و قد استوى عبد الملك على فراشه، فقال ليحيى: ما حملك على ما صنعت بحاجبي ؟ فقال له يحيى:

ص: 333


1- رواه من طريقه المزي في تهذيب الكمال 175/20-176.

عمي عبد اللّه بن الزّبير كان أحسن جوارا لعمتك منك لنا، و اللّه إن كان ليقول لها: من سبّ أهلك فسبّي أهله، و إن كان لينهى حامّته (1) و عشيرته و حشمه أن يسمعوها فيكم قذعا (2)،أنا و اللّه المعمّ المخول.. تفرقت العرب عن عمّي و خالي، فكنت كما قال الشاعر (3):

يداه أصابت هذه حتف هذه *** فلم تجد الأخرى عليها (4) مقدّما

قال: فاضطجع عبد الملك و لم يزل كذلك يعرف فيه إكراما ليحيى بن عروة.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أحمد بن الحسن بن أحمد - زاد ابن المبارك: و أحمد بن الحسن بن خيرون قالا: أنا محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خيّاط قال (5):في الطبقة السادسة من أهل المدينة: يحيى، و محمّد، و عثمان بنو عروة بن الزّبير، أمّهم أم يحيى بنت الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس، يحيى يكنى أبا عروة.

قرأنا على أبي غالب و أبي عبد اللّه ابني البنّا، عن أبي الحسن محمّد بن محمّد بن مخلد، أنا علي بن محمّد بن خزفة، أنا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، أنا مصعب قال (6):

يحيى، و محمّد، و عثمان بنو عروة، و أمّهم أم يحيى بنت الحكم عمة عبد الملك بن مروان، و ليحيى عقب، قال يحيى بن عروة: و إنا أكرم العرب اختلفت العرب في عمّي و خالي، يعني عبد اللّه بن الزّبير، و مروان بن الحكم، و ليس لعثمان و محمّد عقب، و قد روى هشام عن عثمان، و هشام بن عروة أسنّ من عثمان، و مات عثمان قبل هشام.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة و محدّثيهم: يحيى بن عروة بن الزّبير.

ص: 334


1- كذا بالأصل و م و «ز»، و في تهذيب الكمال: حاجبه.
2- القذع: الخنا و الفحش.
3- البيت للمتلمس، من أبيات له في الشعر و الشعراء ص 85-86 و تهذيب الكمال 176/20.
4- بالأصل و م و «ز»: «عليه» و المثبت عن الشعر و الشعراء. و تهذيب الكمال.
5- طبقات خليفة بن خيّاط ص 465 رقم 2383 طبعة دار الفكر.
6- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 246-247 و 248.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار قال (1):و من ولد عروة بن الزّبير:

يحيى، و محمّد، و عثمان بنو الزّبير بن الزّبير، و أمّهم أم يحيى بنت الحكم بن أمية بن عبد شمس، فأمّا يحيى بن عروة، فكان من أشرف (2) بني عروة، و هو يلي عبد اللّه في السن، و هو الذي يقول:

أشرتم بلبس الخزّ لما لبستم *** و من قبل لا تدرون من فتح القرى

قعودا بأبواب (3) الفجاج و خيلنا *** تسامي (4) سمام الموت تكدس بالقنا

فلمّا أتاكم فيئنا برماحنا *** تكذب مكفيّ بعيب لمن كفا

أنشدنيها عمّي مصعب بن عبد اللّه، و مصعب بن عثمان، و محمّد بن الضحّاك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا ابن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (5) قال في الطبقة الرابعة: يحيى بن عروة بن الزّبير بن العوّام، و يكنى أبا عروة، روى عنه الزهري.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد قال في الطبقة الرابعة (6):يحيى بن عروة بن الزّبير بن العوّام، و يكنى أبا عروة، و أمّه أم يحيى بنت الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس، و قد روى الزهري عن يحيى بن عروة، و كان قليل الحديث.

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا: أنا

ص: 335


1- الخبر و الشعر في تهذيب الكمال 176/20 نقلا عن الزبير بن بكار، و الشعر في نسب قريش للمصعب ص 247 و جمهرة ابن حزم ص 124.
2- في تهذيب الكمال: أشراف.
3- في ابن حزم:«وقوفا بأطراف» و في نسب قريش:«نعوذ بأفواه».
4- في ابن حزم:«تساقي كئوس» و في نسب قريش:«تساقي سهام».
5- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
6- ليس ليحيى في الطبقات الكبرى المطبوع، فترجمته ضمن القسم الضائع من تراجم أهل المدينة، و نقله عن ابن سعد المزي في تهذيب الكمال 175/20.

أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (1):يحيى بن عروة بن الزّبير، سمع أباه، و سمع منه ابن إسحاق، و الضحّاك بن عثمان (2).

أنبأنا أبو الحسين و أبو عبد اللّه قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (3):

يحيى بن عروة بن الزّبير بن العوّام القرشي، حجازي، يكنى أبا عروة، روى عن أبيه، روى عنه الزهري، و محمّد بن إسحاق، سمعت أبي يقول ذلك، و يقول: إنه كان أعلم من هشام بن عروة.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد قال:

أبو عروة يحيى بن عروة بن الزّبير بن العوّام الأسدي، المدني، و أمّه أم يحيى بنت الحكم بن أبي العاص بن أمية، أخو هشام، و عبد اللّه، و محمّد، و عثمان، و إسماعيل، و إبراهيم، سمع يحيى أباه عروة، روى عنه ابن شهاب الزهري.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو الفضل المقدسي، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال: يحيى بن عروة بن الزّبير بن العوّام، أبو عروة القرشي الأسدي، المدني، سمع أباه، روى عنه الزهري في الأدب و الطبّ و التوحيد.

قال أبو عيسى: نا ابن أبي عمر - يعني: العدني - نا سفيان، عن هشام بن عروة، قال:

خرج عروة إلى الوليد بن عبد الملك، فسقط - يعني: ابنه (4) يحيى - عن ظهر بيت، فوقع تحت أرجل الدواب، فقطعته، و ذكر باقي الحديث (5).

قال الذهلي: قال يحيى بن بكير، بويع الوليد يوم مات أبوه عبد الملك بن مروان، و ذلك يوم الخميس لأربع عشرة خلت من جمادى الآخرة سنة ست و ثمانين.

ص: 336


1- التاريخ الكبير للبخاري 296/8.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و الذي في التاريخ الكبير: يحيى بن عروة بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي، حجازي، روى عنه الزهري.(و لم يزد).
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 175/9.
4- استدركت على هامش «ز»، و بعدها صح.
5- نقله المزي في تهذيب الكمال 177/20.

و قال أيضا يحيى: توفي الوليد يوم السبت لأربع عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة سنة ست و تسعين، و قال أبو نصر: فكانت ولايته تسع سنين و ثمانية أشهر.

[قال ابن عساكر:] (1) و هذا وهم فاحش، فإن الذي سقط محمّد بن عروة، لا يحيى، و قد ذكرنا ذلك من وجوه في ما تقدم (2).

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد، و أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، أخبرني مصعب بن عثمان قال: قال يحيى عروة بن الزّبير:

نماني في فرعي كلاب و غيرها *** و في إرث مجد من لؤي بن غالب

أب لي أبيّ الخسف قد تعلمون *** و فارس معروف رئيس الكتائب

أبي الخسف: خويلد بن أسد، و فارس معروف الزّبير بن العوّام.

قال الزّبير: و قال يحيى بن عروة بن الزّبير:

أين عمّي و قبل ذاك أبوه *** و قتيل العراق بين الجسور

آثروا الصبر و الحياء فماتوا *** قبل دهر يشاب بالتكدير

قوله: أين عمي: يريد عبد اللّه بن الزّبير، و قيل ذاك أبوه الزّبير، و قتيل العراق:

مصعب بن الزّبير.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه قالا: أنا أبو جعفر، نا أبو طاهر، أنا أحمد الطوسي، نا الزّبير بن بكّار قال: و يحيى بن عروة الذي يقول:

نماني في فرعي كلاب و غيرها *** و في إرث مجد من لؤي بن غالب

أب لي أبيّ الخسف قد يعلمونه *** و فارس معروف رئيس الكتائب

و لي من أبي العاص أعزّ مكانة (3) *** إذا فرحت (4) عنه المصاريع حاجب

منير بدا من بعد ظلماء فاختفت (5) *** لرؤيته بادي عظام الكواكب

ص: 337


1- زيادة منا للإيضاح، و تعقيب ابن عساكر نقله المزي في تهذيب الكمال 177/20.
2- يعني في ترجمة محمد بن عروة بن الزبير.
3- الأصل و م:«أغر كأنّه» و المثبت عن «ز».
4- كذا بالأصل، و بدون إعجام في م، و في «ز»: قزحت، و فوقها ضبة.
5- كذا بالأصل، و في م:«فاحثت» و في «ز»: «داحس».

قال: و نا الزّبير قال (1):و أخبرني عثمان بن عبد الرّحمن أنه سمع أبي - رحمه اللّه - ينشد ليحيى بن عروة بن الزّبير (2):

فما صحب النبيّ مهاجريّ *** و لا الطلقاء و الأنصار طرّا

ينوط بأمّنا أمّا و إنّا *** لنعلم فيهم حسبا و سرّا

صفية أمنا كرمت و طابت *** و عظّمها رسول اللّه برّا

عجوز عجائز الفردوس أمي *** مهذبة الوشائج هات جرّا

تخيرت الأبوة في قريش *** إلى أن رشحت في المهد صقرا

تفديه بوالدها و تدعو *** بأن لا يخذل الرحمن زبرا

إلى العوام ينمي يوم بدر *** [و] (3) تعرف نفسه أحدا و بدرا

تولى الناس في أحد سراعا *** و جالد حسبه منه و صبرا

يذب عن النبي بمشرفيّ *** له لم يلق يا سر منه يسرا

و يوم الخندق المشهور فيه *** أبان فضيلة و أزاح كفرا

و يوم الفتح يوم شاد فيه *** له ذكر و كان الناس صفرا

قال: و نا الزّبير بن بكّار قال: و قال إسماعيل بن يسار النساء، يرثي يحيى بن عروة بن الزّبير، أنشدني ذلك مصعب بن عثمان (4):

ألا يا عين فانهمري بغزر *** و فيضي عبرة من غير نزر

و لا تعدي عزاء بعد يحيى *** فقد غلب العزاء و عيل صبري

و مرزئة كأنّ الجوف (5) منها *** بعيد النّوم يسعر حرّ جمر

على يحيى و أيّ فتى كيحيى *** لعان عائل غلق بوتر

و للخصم الألد إذا دعاني *** ليأخذ حق مقهور بقسر

و للأضياف إن طرقوا هدوّا *** و للكل المكلّ و كل سفر

ص: 338


1- قوله:«قال و» استدرك على هامش «ز»، و بعده صح.
2- الأبيات في تهذيب الكمال 176/20-177.
3- زيادة عن «ز»، و م.
4- الخبر و الشعر في تهذيب الكمال 177/20.
5- الأصل و «ز»: الخوف، و المثبت عن م، و تهذيب الكمال.

إذا نزلت بهم سنة جماد *** أبيّ الدر لم تكسع بغبر (1)

هنالك كان غيث حيا فلاقت *** يداه في جناب غير وعر

و أحيا من مخبأة حياء *** و أجرأ من أبي شبل هزبر

هريت (2) الشدق رئبال إذا ما *** عدا لم تنه عدوته بزجر

تدين الخادرات له إذا ما *** سمعن زئيره في كل فجر

فإما يمس في جدث ضريح *** بمغبر من الأرواح قفر

فقد يعصوصب الجادون منه *** بأروع ما جد الأعراق غمر

إذا ما الضيف حل إلى ذراه *** تلقاه بوجه غير بسر

ند صاف يبين العتق فيه *** يبين قبل مقذعة و نكر

تفرج بالندى الأبواب عنه *** و لا يكتنّ دونهم بستر

دهاني الحادثات به فأمست *** عليّ همومها تغدو و تسري (3)

ص: 339


1- في «ز»: «أتى بالدر لم تلسع بغبر» و في م فكالأصل، و في تهذيب الكمال: بغفر.
2- الهريت: الواسع الشدقين.
3- آخر الجزء الثالث و العشرين بعد الخمسمائة يتلوه يحيى بن علي بن عبد العزيز بن علي بن الحسين بن محمّد بن عبد الرّحمن بن الوليد بن القاسم بن الوليد. بلغت سماعا على والدي الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن فسمعه ابني محمّد بن القاسم و كتب العالم.............. الأول من شهر ربيع الأول....... أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة اللّه الشافعي أيّده اللّه ابن أخيه أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد و الشيخ الفقيه زين الدولة أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن سعد اللّه الحنفي و الشيخ الصالح أبو زكيّ محمّد بن بركة بن خلف بن كرما الصلحي و الأمين شمس الدولة أبو الحارث عبد الرّحمن بن محمّد بن مرشد بن منقذ الكتاني و الشيخ الفقيه أبو الثناء محمود بن غازي بن محمّد.... و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الرّحمن بن الحسين بن عبدان و القاضي أبو المعالي محمّد بن القاضي زكي الدين أبي الحسن علي بن محمّد... و أبو زكرى يحيى بن علي بن مؤمل القرشي و أبو القاسم بن محمّد بن ناجية و يوسف بن سليمان بن عبد اللّه المصري و محسن بن سراج بن محسن و إبراهيم بن غازي بن سلمان و إبراهيم بن مهدي بن علي الشواغرة و أبو القاسم بن سيدهم بن الحسين و يوسف بن مجلي بن إبراهيم و حمزة بن إبراهيم بن عبد اللّه و بركات ابن قرجا و زين قرنون الديملي و أبو الحسين بن علي بن خلدون و أبو محمّد بن علي بن أبية و مذود و صديق ابنا إلياس بن سلامة الكتانيات و أبو عبد اللّه بن الفضل بن الفتح الأنصاري و عثمان بن عطاء بن مرشد و علي بن عبد الكريم بن الكويس و أبو المحاسن سليمان بن الفضل بن الحسين بن سليمان و أبو الحسن بن نعمة اللّه بن عبد اللّه الفراش و خضر بن أبي سعيد بن أبي زيد و حسين بن محمّد بن الحسن و أبو الفتوح بن عبدان بن بيان و عين الدولة بن الكمش بن كمشتكين و فضائل بن علي بن الحسن و كاتب الأسماء عبد الرّحمن بن أبي منصور بن نسيم بن الحسين بن علي الشافعي و قرأ النصف الأول و سمع النصف الثاني غير الصفحة الأولى أبو عبد اللّه محمّد بن سيدهم بن هبة اللّه الأنصاري و قرأ النصف الثاني فقط القاضي ( تميم الشيباني و صح ذلك في خامس عشر ذي الحجة سنة خمس و تسعين و خمسمائة ه . سمع جميع هذا الجزء على الشيخ الإمام الفقيه فخر الدين مفتي المسلمين فقيه أهل الشام أبي منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن الحسن الشافعي أثابه اللّه الجنة بسماعه فيه من مؤلفه و الملحق بإجازته عمه منه بقراءة الشيخ الإمام محب الدين كمال المحدثين أبي محمّد عبد العزيز بن الحسين بن عبد العزيز بن هلالة الأندلسي و الفقيه أبو محمّد عبد العزيز بن عثمان بن أبي طاهر الاربلي و أبو بكر محمّد بن محمّد بن أبي بكر البلخي و أخوه سليمان و محمّد و يحيى ابنا تمام بن يحيى بن الأمير عباس المصري و أبو بكر و عمر ابنا عبد الخالق بن أبي بكر المؤذن و عبد الواحد بن عبد السيد بن بركات الصقلي و إسماعيل بن عبد اللّه بن عبد المحسن بن الأنماطي و هذا خطه و ابنه أبو ذكي محمّد رفق اللّه بهما و سمع من أول ترجمة يحيى بن عبد الواحد بن سليمان إلى آخر الجزء ابن أخي المسمع أبو علي عبد اللطيف بن الحسن بن محمّد بن الحسن في مجلسين آخرهما في ليلة الاثنين سابع عشر جمادى الآخرة سنة خمس عشرة و ستمائة و صح و ثبت و الحمد للّه وحده. سمع جميع هذا الجزء على الفقيه الإمام مفتي الشام أبي منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن الحسن الشافعي أبقاه اللّه بسماعه فيه من مؤلفه و الملحق بالإجازة الفقيه أبو عبد اللّه محمّد بن حسان بن رافع العامري و أبو بكر بن يوسف بن علي بن زويران و محمّد بن يوسف بن محمّد البرزالي الإشبيلي بقراءته و هذا خطه و عارض به نسخته يوم الاثنين السابع من جمادى الآخرة سنة تسع عشرة و ستمائة بجامع دمشق حرسها اللّه و الحمد للّه وحده و صلواته على سيدنا محمّد نبيه و آله و سلامه ه . الجزء الرابع و العشرون بعد الخمسمائة من كتاب تاريخ مدينة دمشق حماها اللّه و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأماثل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها تصنيف الحافظ أبي القاسم علي بن الحسين بن هبة اللّه رحمه اللّه سماع ولده القاسم بن علي بن الحسن و أجازه له من بعض شيوخ أبيه رحمهم اللّه.

ص: 340

8184 - يحيى بن علي بن عبد العزيز بن علي بن الحسين

8184 - يحيى (1) بن علي بن عبد العزيز بن علي بن الحسين

ابن محمّد بن عبد الرّحمن بن الوليد بن القاسم بن الوليد

أبو المفضّل (2) بن أبي الحسن (3) القرشي، المعروف بابن الصّائغ (4)

قاضي دمشق.

سمع أبا محمّد عبد العزيز بن أحمد الكتّاني، و أبا القاسم عبد الرزّاق بن عبد اللّه بن الفضيل (5)،و أبا محمّد الحسن بن علي بن عبد الصّمد اللبّاد المقرئ، و أبا تراب حيدرة بن علي الأنطاكي، و أبا محمّد الحسن بن علي بن البرّي (6)،و أبا القاسم بن أبي العلاء، و أبا الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي.

ص: 341


1- كتب قبلها في «ز»: بسم اللّه الرحمن الرحيم. أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه اللّه قال.
2- كذا بالأصل و «ز»، و في م: أبو الفضل.
3- كذا بالأصل و «ز»، و في م: الحسين.
4- ترجمته و أخباره في طبقات الشافعية الكبرى 334/7 و النجوم الزاهرة 266/5 و سير أعلام النبلاء 63/20 و العبر 93/4 و شذرات الذهب 105/4.
5- في «ز»: الفضل، تصحيف.
6- في «ز»: البزي، تصحيف.

و سمع ببغداد أبا القاسم عبد اللّه بن طاهر.

و تفقه بدمشق على القاضي المروزي، و صحب الفقيه أبا الفتح المقدسي مدّة.

و رأى أبا بكر الخطيب، و لم يسمع منه، و علق الفقه ببغداد على أبي بكر الشاشي، و كان عالما بالنحو و العروض.

قرأ على أبي القاسم زيد بن علي الفارسي.

أخبرنا جدي القاضي أبو المفضّل القرشي، أنا أبو القاسم عبد الرزّاق بن عبد اللّه بن الفضيل (1) الكلاعي - بقراءة أبي الفرج الحنبلي في جمادى الآخرة سنة خمس و خمسين و أربعمائة - أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن عبد العزيز بن أحمد بن إسحاق السراج - قراءة عليه - أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عيسى البغدادي - بحلب - سنة ثلاث و أربعين و ثلاثمائة، نا أحمد بن عبيد اللّه (2) النرسي، نا حجاج بن محمّد قال ابن جريج: أخبرني (3) عبد الكريم الجزري أن عمرو بن شعيب أخبره عن أبيه، عن عبد اللّه بن عمرو.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم استند إلى البيت، فوعظ الناس، و ذكّرهم، ثم قال:«لا يصلّي (4) أحدكم بعد العصر حتى الليل، و لا بعد الصبح حتى تطلع الشمس، و لا تسافر امرأة إلاّ مع ذي محرم ثلاثة أيام، و لا تنكح المرأة على عمّتها و لا على خالتها»[13155].

سألت جدي عن مولده فقال: في سنة ثلاث و أربعين أو أربع و أربعين و أربعمائة، و ثبته خالي أبو المعالي (5) على أربع و أربعين.

و ذكر أبو محمّد بن صابر أنه قال له: إنه ولد غرة المحرم سنة أربع و أربعين، و ذكر غير ابن صابر أنه سأله عن مولده فقال: ولدت يوم السبت الثامن من المحرم سنة أربع و أربعين، و تولى القضاء بدمشق نيابة عن أبي عبد اللّه محمّد بن موسى البلاساغوني (6)،ثم (7) عن أبي

ص: 342


1- في «ز»: «أبو الفضل» و في م: بن الفضل.
2- كذا بالأصل و م، و في «ز»: عبد اللّه.
3- بالأصل و م:«أخبرني عن عبد الكريم» و المثبت عن «ز».
4- الأصل: يصل، و المثبت عن «ز»، و م.
5- كذا بالأصل و م أبو المكارم، و في «ز»: «المعالي» و هو ما أثبت، و اسمه محمد بن يحيى بن علي بن عبد العزيز، المعروف بابن الصائغ، راجع ترجمته في سير الأعلام 137/20.
6- البلاساغوني: بالسين المهملة و الغين المعجمة نسبة إلى بلاساغون، و هي بلدة من ثغور الترك وراء نهر سيحون قريبة من كاشغر (راجع الأنساب، و معجم البلدان).
7- من قوله: ثم... إلى هنا سقط من م، و «ز».

سعد محمّد بن نصر الهروي هو و القاضي سليمان بن داود الحنفي، و مات سليمان و بقي منفردا بالقضاء، و قتل الهروي و هو على القضاء، و خرج إلى الحجّ على طريق بغداد، سنة عشر و خمس مائة، فكان ابنه أبو المعالي (1) الحاكم إلى أن مات، و عاد إلى بغداد، و أقام بها مدة، و كان يحضر درس الشيخ الإمام أسعد الميهني (2)،و قرئ عليه ببغداد شيء من شعر أبي الفتيان بن حيوس، سماعه منه، و سمع ببغداد كتاب مناسك الحج، تصنيف أبي الحسن الزعفراني منه، توفي جدي أبو المفضّل القاضي ليلة الاثنين الخامس و العشرين من شهر ربيع الأول سنة أربع و ثلاثين و خمسمائة، وقت صلاة العشاء الآخرة، و دفن يوم الاثنين بعد الظهر بمسجد القدم، و كان ثقة، حسن (3) المحاضرة، حلو المفاكهة، فصيح اللسان.

8185 - يحيى بن علي بن محمّد بن هاشم بن النّعمان بن مرداس بن عبد اللّه

أبو العبّاس الكندي الحلبي الخفاف

ابن ابنة محمّد بن إبراهيم بن أبي سكينة.

قدم دمشق حاجا، و حدّث بها، و بحلب عن أبي نعيم عبيد بن هاشم، و عبد الملك بن دليل (4)،إمام مسجد حلب، و عبدة بن عبد الرحيم المروزي، و عبد اللّه بن نصر الأنطاكي، وجده لأمّه (5) محمّد بن إبراهيم بن أبي سكينة (6)،و إبراهيم بن سعيد الجوهري، و عبد اللّه بن محمّد الادرمي (7)،و عبد الرّحمن بن عبيد اللّه الحلبي، و أبي عبد اللّه الضحّاك بن حجوة (8) المنبجي، و أبي البختري عبد اللّه بن محمّد بن شاكر.

روى عنه: محمّد بن يوسف الربعي البندار، و أبو بكر أحمد بن علي الحبّال الصوفي، و أبو محمّد الحسن بن محمّد بن داود الثقفي، و أبو بكر بن المقرئ، و أبو طالب علي بن الحسن بن إبراهيم (9) الحلبي المعروف بالقفيل (10)،و أبو علي الحسين بن علي الحافظ ،

ص: 343


1- تقدم التعريف به قريبا.
2- هو أسعد بن الفضل، أبو الفتح القرشي الميهني، ترجمته في سير الأعلام 633/19.
3- كذا بالأصل و م، و في «ز» و سير الأعلام: حلو المحاضرة.
4- ضبطت عن التبصير بفتح الدال 562/2 و انظر الاكمال 330/3 و قيل فيه بضم الدال.
5- مكانها بياض في «ز».
6- تحرفت في «ز» إلى: كنيسة.
7- كذا بالأصل، و مكانها بياض في م، و في «ز»: الأزدي.
8- الاكمال 394/2.
9- «بن إبراهيم» ليستا في «ز».
10- كذا رسمها بالأصل، و بدون إعجام في م، و في «ز»: الفضيل.

و أبو علي محمّد بن محمّد بن آدم الفزاري، و حمزة بن محمّد بن علي الكناني (1) الحافظ ، و أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن يزيد الحلبي، و أبو علي محمّد بن هارون بن شعيب الأنصاري، و أبو أحمد بن عدي الحافظ .

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو نصر عبد الوهّاب بن عبد اللّه المرّي (2)،نا محمّد بن سليمان الربعي، نا أبو العبّاس يحيى بن علي بن محمّد بن هاشم الحلبي الكندي الخفّاف، قدم علينا حاجا، حدّثني عبد الملك بن دليل - إمام مسجد حلب - حدّثني أبي عن إسماعيل السدّي، عن زيد بن أرقم قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«يقول اللّه عزّ و جل: توسّعت على عبادي بثلاث خصال: بعثت الدابة على الحبة - يعني: القمح و الشعير - و لو لا ذلك لكنزها ملوكهم كما يكنزون الذهب و الفضة، و تغيّر الجسد من بعد الموت، و لو لا ذلك لما دفن حميم حميمه، و سلّيت (3) حزن الحزين، و لو لا ذلك لم يكن يسلو»[13156].

و من عالي حديثه:

ما أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا يحيى بن علي بن هاشم بن أبي سكينة (4)،حدّثني جدي محمّد بن إبراهيم بن أبي سكينة، عن ابن عيّاش، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم نهى عن القزع: أن يحلق بعض رأس الصبي و يترك بعض[13157].

روى عنه أبو بكر بن المقرئ في معجم شيوخه، فقال: ابن ابنة محمّد بن إبراهيم بن أبي سكينة.

أنبأنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد (5) بن طاوس، و أبو الحسين عبد الرّحمن بن أبي الحديد، قالا: أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا محمّد بن عوف قال: قرئ على أبي بكر

ص: 344


1- في «ز»: الكتاني، تصحيف.
2- في «ز»: المربي، تصحيف.
3- كذا بالأصل، و في «ز»، و م:«أسليت» يقال: سلاه عنه سلوا و سلوّا و سلوانا و سليا: نسيه، و أسلاه عنه فتسلّى (القاموس).
4- ضبطت بضمة فوق السين عن «ز».
5- كذا بالأصل و م، و في «ز»: «محمد» راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 98/20.

البندار، نا أبو العبّاس يحيى بن علي بن محمّد بن هاشم بن النّعمان بن مرداس الكندي الحلبي الخفاف، قدم علينا دمشق، و نزل المصلّى حاجا في شوال سنة أربع و ثلاثمائة، فذكر حديثا.

8186 - يحيى بن علي بن محمّد بن المختفي أحمد بن عيسى

ابن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب

ابن عبد المطّلب أبو الحسين الزّيدي الحسيني

ولد ببغداد، و سكن شيزر (1)،ثم انتقل إلى دمشق، و حدّث عن أبي العبّاس بن عقدة، و أبي بكر بن مجاهد.

روى عنه: أبو الحسن علي بن محمّد بن شجاع الربعي، و علي بن موسى بن السمسار، و أبو علي الحسين بن سعيد بن المهند الشيزري.

و كان أبوه زاهدا، منقطعا في بيته ببغداد، فخرج يحيى إلى الشام و صار إلى حلب، فأكرمه سيف الدولة ابن حمدان، و أقطعه أرضا بشيزر (2)،ثم قدم دمشق، و أعقب بها.

أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا أبو الحسن بن السمسار، أنا الشريف أبو الحسين يحيى بن علي الزّيدي، نا أحمد بن محمّد بن عقدة، حدّثني عبد اللّه بن (3) محمّد بن ناجية، نا أبو البختري الوشاء (4)،نا عبد اللّه بن عيسى أبو بلال الأشعري، نا علي بن هاشم، و عيسى بن يونس، عن هاشم بن البريد، عن زيد بن علي، عن آبائه قال:

قام أبو بكر على منبر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال: هل من كاره فأقيله ؟ ثلاثا، يقول ذلك، فكلّ ذلك يقوم علي بن أبي طالب فيقول: لا (5) و اللّه لا نقيلك و لا نستقيلك، من ذا الذي يؤخرك و قد قدّمك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ؟ (6)

ص: 345


1- شيزر: بتقديم الزاي على الراء و فتح أوله، قلعة تشتمل على كورة بالشام قرب المعرة، بينها و بين حماة يوم (معجم البلدان).
2- قوله:«أرضا بشيزر» مكانه بياض في «ز».
3- من أول الخبر... إلى هنا مكانه بياض في «ز»، و كتب على هامشها: مقصوص بالأصل.
4- كذا بالأصل و م، و في «ز»: ابن الوشاء.
5- من قوله: آبائه... إلى هنا مكانه بياض في «ز».
6- زيد بعدها في م: سمعته من ابن أبي الحديد.

أخبرنا (1) أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا علي بن أحمد بن زهير المالكي، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن شجاع الربعي المالكي، أنشدنا الشريف أبو الحسين (2)يحيى بن علي الزّيدي، أنشدنا أبو بكر بن مجاهد المقرئ ببغداد:

أهوى الظباء ظباء همها الشعب *** ترعى القلوب و في قلبي لها عشب

أهوى الظباء اللواتي لا قرون لها *** و حليّها الدّرّ و الياقوت و الذهب

فتلك من حسن عينيها وهبت *** لها عينيّ لو قبلت مني الذي أهب

و ما أريدهما إلاّ لرؤيتها فإن *** نأت لم يكن لي فيهما إرب

يا حسن ما سرقت عيني و ما *** انتهبت و العين تسرق أحيانا و تنتهب

إذا يد سرقت فالقطع يلزمها *** و القطع في سرقة العينين لا يجب

ذكر أبو الغنائم عبد اللّه بن الحسن بن محمّد النسّابة أن أبا الحسين يحيى بن علي توفي بدمشق في ربيع الأول من سنة تسع و ثمانين و ثلاثمائة.

8187 - يحيى بن علي بن محمّد بن عبد اللطيف بن سعيد بن يحيى بن

عبد اللطيف بن يحيى بن عبلة (3) بن صالح بن نعيم بن عدي بن عمرو بن

عدي بن الساطع أبو الحسن التنوخي المعري المعروف بابن زريق (4)

أخو أبي اليمن.

كان شيخا له عناية بالأخبار، و يحفظ منها طرفا صالحا، و جمع تاريخا على ترتيب السنن (5)،ذكر فيه مبدأ دولة الترك، و خروج الفرنج - خذلهم اللّه - و استيلاءهم على بلاد الشام، و سمعته يذكر أنه دخل على أبي العلاء بن سليمان و هو صغير، و سمع منه بيتين من شعره، و أنه يروي الأربعين حديثا التي كان يرويها محمّد بن همّام، عن أبي هدبة، عن أنس بن أبي صالح محمّد بن المهذب، و وعدني بإخراجها فلم يتفق، و ذكر أن مولده ثامن عشر شوال سنة اثنتين و أربعين و أربعمائة بمعرة النعمان.

كتب عنه شيخنا أبو الفرج غيث بن علي، و سمع منه أبو محمّد بن صابر.

ص: 346


1- كتب فوقها في «ز»: «س» بحرف صغير.
2- تحرفت بالأصل إلى: الحسن، و التصويب عن «ز»، و م.
3- كذا بالأصل و م، و في «ز»: غبطة.
4- مكانها بياض في «ز»، و م.
5- مكانها بياض في «ز»، و كتب على هامشها: طمس بالأصل، و في م:«الس ...» و فوقها ضبة.

قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي في ما علقه عن أبي الحسن التنوخي أبياتا لأبي محمّد عبد اللّه بن سعيد بن سنان الخفاجي الحلبي:

بقيت و قد شطت بكم غربة النوى *** و ما كنت أخشى أنني بعدكم أبقا

و علمتموني كيف أصبر عنكم *** و أطلب عن رق الغرام بكم عتقا

فما قلت يوما للبكاء عليكم *** رويدا و لا للشوق نحوكم رفقا

و ما الحب إلاّ أن أعدّ قبيحكم *** إليّ جميلا و القلا منكم عشقا

8188 - يحيى بن علي بن محمّد بن الحسن

ابن بسطام أبو زكريا التّبريزيّ الخطيب الأديب اللغوي (1)

قدم دمشق سنة نيّف و خمسين و أربعمائة، فسمع بها من أبي بكر الخطيب (2)،و كان قد سمع ببغداد القاضي أبا الطّيّب الطبري، و أبا القاسم علي بن عبيد اللّه الرقّي، و أبا الحسين محمّد بن [محمد بن] (3) السرّاج، و بصور: أبا الفتح سليم (4) بن أيوب.

حدّث عنه أبو بكر الخطيب، و هو أكبر منه.

و حكى لنا عنه أبو الفضل بن ناصر، و أبو عامر العبدري.

و روى عنه: أبو طاهر بن سلفة الحافظ ، و أبو منصور موهوب بن محمّد الجواليقي، و أبو المظفّر بن أبي محمّد السّمرقندي، و جماعة سواهم. و كان يقرئ الأدب ببغداد في المدرسة النّظّامية.

كتب إليّ أبو المظفّر هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد بن عمر بن الأشعث السّمرقندي، أنا الشيخان أبو زكريا يحيى بن علي بن محمّد بن الحسن بن بسطام الشّيباني التّبريزيّ اللغوي الخطيب، و أبو محمّد جعفر بن أحمد بن الحسين السرّاج القارئ - قراءة عليهما و أنا أسمع - في المحرم من سنة سبع و تسعين و أربعمائة، قالا: أنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن المظفّر بن عبد اللّه بن محمّد الدقّاق المعروف بابن السرّاج - قراءة عليه - أنا أبو

ص: 347


1- ترجمته في معجم الأدباء 25/20 و اللباب(206/1) و وفيات الأعيان 191/6 و بغية الوعاة 338/2 و الأنساب، و النجوم الزاهرة 197/5 و سير أعلام النبلاء 269/19.
2- قوله:«بكر الخطيب» سقطت اللفظتان من «ز».
3- الزيادة عن «ز»، و م.
4- كذا بالأصل و م، و في «ز»: سليمان، تصحيف.

الفضل عبيد اللّه بن عبد الرّحمن الزهري الحربي، نا أبو إسحاق إبراهيم بن شريك الكوفي (1)،نا شهاب بن عباد العبدي، نا حمّاد بن زيد، عن عمرو بن دينار، عن سالم بن عبد اللّه، عن عائشة قالت: طيّبت (2) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بيدي (3) بمنى قبل أن يزور البيت.

قال: و نا إبراهيم، نا شهاب، نا حمّاد بن زيد، عن أيوب، عن يوسف بن ماهك، عن حكيم بن حزام (4) قال: نهاني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أن أبيع ما ليس عندي[13158].

قال: و نا إبراهيم بن شريك، نا أحمد بن يونس، نا الليث بن سعد، نا أبو الزبير، عن جابر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«لا تأكل بالشمال، فإنّ الشيطان يأكل بالشمال»[13159].

أخبرنا بهذه الأحاديث الثلاثة أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الفضل الزهري، فذكر بمثلها.

أنشدنا أبو سعد بن السمعاني - بدمشق - أنشدنا أبو الفضل محمّد بن ناصر بن محمّد بن علي الحافظ السلامي - ببغداد - و أظنني سمعتهما منه،[قال:] (5) أنشدنا أبو (6)زكريا يحيى بن علي الخطيب التّبريزيّ ، أنشدنا الفقيه أبو الفتح سليم بن أيوب الرازي بصور،[قال:] (7) أنشدنا أبو الحسين أحمد بن الحسين بن زكريا بن فارس النحوي لنفسه (8):

إذا كان يؤذيك حرّ المصيف *** و يبس الخريف و برد الشتاء

و يلهيك حسن زمان الربيع *** فأخذك للعلم قل لي متى (9)

أنشدنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد البلخي، أنشدنا أبو زكريا التّبريزي، أنشدنا أبو

ص: 348


1- استدركت على هامش «ز»، و بعدها صح.
2- كذا بالأصل، و بدون إعجام في م، و في «ز»، و المختصر: ظننت.
3- كذا بالأصل، و في م:«يندى» و في «ز»: «يبدأ» و في المختصر: يهدي.
4- تحرفت بالأصل و م إلى: حرام، و المثبت عن «ز».
5- زيادة عن «ز».
6- من قوله: السلامي.. إلى هنا بياض في م.
7- الزيادة عن «ز»، و م.
8- البيتان في إنباه الرواة 130/1 في ترجمته و سمّاه: أحمد بن فارس زكريا بن محمد بن حبيب، أبو الحسين الرازي.
9- من قوله: لنفسه... و البيتين، مكانهما بياض في «ز».

العلاء محمّد بن علي بن حسول (1) الهمذاني (2) الوزير بالريّ لنفسه (3):

تقعد فوقي لأي معنى *** للفضل للهمّة النفيسة (4)

إن غلط الدهر فيك يوما *** فليس في الشرط أن تقيسه

زاد غير البلخي: عن أبي زكريا:

كم فارس عضت الليالي *** به إلى أن غدا فريس

كنت لنا مسجدا و لكن *** قد صرت من بعده كنيسة

ثم رجع إسناد البلخي فقال:

فلا تفاخر بما تقضّى *** كان الخرا مرة هريسه

سمعت أبا محمّد بن الأكفاني يذكر أنهم حضروا في دار بعض بني الصقيل (5) للسماع من أبي بكر الخطيب، و حضر أبو زكريا التّبريزيّ ، و كان ذا صورة بهية، فحدّث الخطيب ببعض كتب أبي عبيد، فجاءت كلمة عربية غريبة، فقرأها الخطيب على الصواب، ثم التفت إلى أبي زكريا فقال: أ ليست هكذا؟ فقال: أبو زكريا بلى يا سيّدنا، اللّه اللّه، يعني أنك لا تحتاج إلى أن تسأل، أو كما قال.

حدّثني أبو بكر يحيى بن إبراهيم بن أحمد السلماسي - بدمشق - قال: توفي أبو زكريا في يوم الثلاثاء لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة اثنتين و خمس مائة، ببغداد، و دفن بمقبرة باب أبرز (6).

قرأت بخط أبي المعمر الأنصاري، مات أبو زكريا يحيى بن علي الخطيب التّبريزيّ ، أحد شيوخ اللغة و الفضل و الأدب في يوم الثلاثاء لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة، و دفن في مقبرة باب أبرز (7) سنة اثنتين و خمس مائة.

قرأت عليه عدة كتب، و سمعت منه الحديث، و له تصانيف عدة في شرح:

ص: 349


1- كذا بالأصل و م، و في «ز»: حسبول، تصحيف، و ضبطت عن الوافي بالوفيات حسول على وزن فروج.
2- الأصل و م: الهمداني، تصحيف، و المثبت عن «ز». راجع ترجمته في الوافي بالوفيات 132/4.
3- الأبيات في الوافي بالوفيات 133/4.
4- في الوافي: الرئيسة.
5- كذا بالأصل و م، و في «ز»: بني الفضيل.
6- كذا بالأصل و م، و في «ز»: «أيوب» تصحيف، و المثبت يوافق ما جاء في وفيات الأعيان 196/6.
7- كذا بالأصل و م، و في «ز»: «أيوب» تصحيف، و المثبت يوافق ما جاء في وفيات الأعيان 196/6.

«الحماسة»، و «شعر المتنبي»، و «القصائد السبع»، و غير ذلك.

8189 - يحيى بن علي بن محمّد بن زهير

8189 - يحيى بن علي بن محمّد بن زهير (1)

أبو القاسم السلمي (2) المعدل المحتسب

سمع أبا الفضل أحمد بن عبد المنعم بن الكريدي، و أبا القاسم النسيب، و أبا الحسن الموازيني، و أبا طاهر بن الحنّائي، و جماعة من شيوخنا.

سمعت منه شيئا يسيرا.

أخبرنا أبو القاسم بن زهير، أنا أبو الفضل أحمد بن عبد المنعم بن الكريدي سنة خمس و تسعين و أربعمائة (3)،أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد العتيقي، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه الأبهري الفقيه، نا محمّد بن الحسين الأشناني، نا عبيد بن إسماعيل الهباري، نا أبو أسامة، عن عبيد اللّه، عن نافع، عن ابن عمر عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«إذا نصح العبد لسيّده و أحسن عبادة ربّه كان له الأجر مرّتين»[13160].

مات أبو القاسم بن زهير ليلة الثلاثاء الثالث من شهر رمضان سنة اثنتين و أربعين و خمسمائة، و دفن في مقبرة باب الفراديس، و كان مبخلا، مقتّرا على نفسه في المأكول، و الملبوس، و لم يتأهل قطّ ، فلمّا مات وجد له مال كثير و ذخائر مستحسنة، فأخذ السلطان ماله أجمع لأنه لم يبق له وارث، فشقي بجمعه و حظي غيره بنفعه.

8190 - يحيى بن عمرو بن عمارة بن راشد بن مسلم، و يقال: ابن كنانة

أبو الخطّاب اللّيثي، مولاهم (4)

روى عن عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان، و عتبة بن عبد الرّحمن الحرستاوي.

و روى عن الأوزاعي مسائل.

روى عنه: محمّد بن المبارك الصوري، و العبّاس بن الوليد بن صبح الخلاّل، و يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد، و أبو زرعة النّصري، و أبو حاتم الرازي، و أحمد بن بكر البالسي.

ص: 350


1- بالأصل: زيد، تحريف، و المثبت عن «ز»، و م.
2- فوقها ضبة في «ز».
3- تحرفت في «ز» إلى: و خمسمائة.
4- ترجمته في الجرح و التعديل 177/9 و الأسامي و الكنى 304/4 رقم 2005.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، نا أحمد بن سليمان، نا يزيد بن محمّد، نا أبو الخطاب يحيى بن عمر (1) بن عمارة، نا ابن ثوبان، أخبرني عبد اللّه بن الفضل، عن عبد الرّحمن - يعني: الأعرج - عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«و الّذي نفسي بيده لقيد سوط في الجنّة، خير مما بين السماء و الأرض»[13161].

قال ابن عساكر:] (2) كذا في الكتاب، و الصواب يحيى بن عمرو بن عمارة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (3)،نا يحيى بن عمرو بن عمارة بن راشد اللّيثي، قال: سمعت ابن ثابت بن ثوبان، حدّثني عبد اللّه بن الفضل، عن عبد الرّحمن الأعرج (4)،عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«إذا همّ العبد بسيئة قال اللّه للملائكة: إن لم يعملها فلا تكتبوها، و إن عملها فاكتبوها سيئة، و إن العبد إذا هم بالحسنة فلم (5) يعملها قال اللّه للملائكة: اكتبوها حسنة، و إن عملها قال اللّه: اكتبوها عشر حسنات إلى سبع مائة»[13162].

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، ثم حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا أبو زرعة الدمشقي، نا يحيى بن عمرو بن راشد قال: سمعت ابن ثوبان يحدّث عن شهر بن حوشب عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«من شرب الخمر فاجلدوه، فإن عاد فاجلدوه، فإن عاد فاقتلوه»[13163].

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن، أنا سهل بن بشر، أنا الخليل بن هبة اللّه، أنا عبد الوهّاب الكلابي، نا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاب المشغرائي (6)،نا العبّاس بن الوليد بن صبح الخلاّل، نا يحيى بن عمرو اللّيثي أبو الخطّاب، حدّثني عتبة بن عبد الرّحمن قال: سمعت أنس بن مالك يقول: إنّما الوضوء مما أخرجت القبلين.

قال عبّاس: و حدّثنا به ابن المبارك الصوري، عن أبي الخطاب بهذا، ثم حدّثنا به أبو الخطّاب.

ص: 351


1- كذا بالأصل و م و «ز»، و فوقها في «ز» ضبة، و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب.
2- زيادة منا.
3- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 314/1-315.
4- عبد الرحمن بن هرمز، أبو داود المدني، الأعرج ترجمته في تهذيب التهذيب 290/6.
5- بالأصل و م و «ز»: «أن».
6- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: المشعراني.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن [محمد بن] أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا أحمد بن شعيب، نا محمّد بن إدريس، نا أبو الخطّاب يحيى بن عمرو بن عمارة الدمشقي اللّيثي، قال: سمعت ابن ثوبان، فذكر عنه حديثا.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن النسائي، أخبرني أبي قال: أبو الخطّاب يحيى بن عمرو بن عمارة، دمشقي.

أنبأنا أبو الحسين و أبو عبد اللّه قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد الحنظلي قال (1):يحيى بن عمرو بن عمارة اللّيثي الدمشقي، أبو الخطّاب، روى عن الأوزاعي مسائل، و عن عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان، كتب عنه أبي بدمشق في الرحلة الأولى، و روى عنه (2).سألت (3) أبي عن يحيى بن عمرو بن عمارة، فقال: صدوق.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي - قراءة - عن أبي الحسين (4) بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا ابن جوصا - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا ابن جوصا - قراءة - قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة السادسة: يحيى بن عمرو بن عمارة بن راشد، حدّث عن ابن ثوبان، و سقط من رواية ابن الآبنوسي:«ابن»، و لا بدّ منه.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد قال (5):

ص: 352


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 177/9 رقم 734.
2- إلى هنا تنتهي ترجمته في الجرح و التعديل.
3- جاء قوله التالي في ترجمة قبلها رقم 733 باسم يحيى بن عمرو بن عمارة الدمشقي.
4- تحرفت بالأصل إلى: الحسن، و المثبت عن «ز»، و م.
5- رواه أبو أحمد الحاكم في الأسامي و الكنى 304/4 رقم 2005.

أبو الخطّاب يحيى بن عمرو بن عمارة بن راشد الشّامي، سمع عبد الرّحمن بن ثابت، روى عنه أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو النصري، و أحمد بن بكر المقرئ.

8191 - يحيى بن عمرو بن نوح بن عمرو بن حويّ بن نافع بن زرعة بن

8191 - يحيى (1) بن عمرو بن نوح بن عمرو بن حويّ بن نافع بن زرعة بن

محصن بن حبيب بن ثور بن خداش بن سكسك السّكسكي

ولي قضاء دمشق خلافة لأبي محمّد عبد اللّه بن أحمد بن ربيعة بن زبر الربعي، في خلافة أبي الفضل جعفر بن أحمد المقتدر باللّه.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني (2)،أنا تمام بن محمّد - إجازة - أنا أبو عبد اللّه بن مروان قال: و ولي عبد اللّه بن أحمد بن زبر يعني في جمادى الأولى سنة عشر ثلاثمائة، و ورد كتاب باستخلافه يحيى بن عمرو بن نوح بن حوي، و محمّد بن إسماعيل بن سلام، ثم قدم - يعني: ابن زبر - مستهل شعبان - يعني: من السنة-.

8192 - يحيى بن أبي عمرو، و هو يحيى بن زرعة

تقدم ذكره.

8193 - يحيى بن عمير الغسّاني

حكى عن مكحول.

حكى عنه ابنه أبو زهير رجاء بن يحيى بن عمير.

قرأت (3) على أبي محمّد عبد اللّه بن أسد بن عمّار، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا تمّام بن محمّد، أنا أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم، نا يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا أبو زهير رجاء بن يحيى، قال: سمعت النعمان بن المنذر و أبي يقولان: كنا نغزو مع مكحول، فيحمل معه ديكا يسمى «محبوب»، فكان إذا صاح من الليل قام فتوضأ و صلّى، ثم يقيم أصحابه فيقول: توضئوا (4) و صلوا ركعتين، و اذكروا اللّه تعالى.

ص: 353


1- سقطت الترجمة التالية بتمامها من «ز». و هي موجودة في م.
2- تحرفت في م إلى: الكناني.
3- كتب فوقها «س» بحرف صغير في «ز».
4- كذا بالأصل و «ز»، و م، و في المختصر: قوموا صلّوا.

8194 - يحيى بن غسّان

حدّث عن أيوب بن مدرك الدّمشقي.

روى عنه: أبو زرعة الدّمشقي.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو زكريا يحيى بن محمّد العنبري، حدّثني أبو أيوب سليمان بن داود بن عبد اللّه الشاذياخي، نا أبو زرعة الدّمشقي، نا يحيى بن غسّان الدّمشقي، نا أيوب بن مدرك الدّمشقي (1)،عن مكحول، عن سعيد بن المسيّب قال:

نزل بي أمر همّني، فخرجت من الليل إلى مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فدخلت المسجد، فسمعت حركة الحصا، فالتفتّ فلم أر أحدا، و سمعت قائلا: ادع اللّه في هذا الأمر الذي يهمّك، و قل: اللّهمّ إنّي أسألك بأنك لنا مالك، و أنّك على كلّ شيء قدير مقتدر، و أنك ما تشاء من أمر يكن، قال: فما دعوت به في شيء من أمر الدنيا إلاّ و قد رأيته، و أنا أرجو أن يكون ما دعوت به من أمر الآخرة على مثل ذلك إن شاء اللّه.

8195 - يحيى بن الغمر ختن مطر بن العلاء الفزاري

حدّث عن مطر بن العلاء.

روى عنه: أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد بن مطر الفزاري.

تقدم حديثه في ترجمة إبراهيم بن عمر.

8196 - يحيى بن فرقد الدّمشقي

8196 - يحيى بن فرقد الدّمشقي (2)

حدّث عن مكحول.

روى عنه: أبو معشر المدني.

حكاه المقدسي عن ابن مندة.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ص: 354


1- قوله:«نا أيوب بن مدرك الدمشقي» مكرر بالأصل.
2- ترجمته في الجرح و التعديل 181/9 رقم 749.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):

يحيى بن فرقد، روى عن مكحول، روى عنه أبو معشر نجيح، سمعت أبي يقول ذلك.

[قال ابن عساكر:] (2) و لم يذكره البخاري في تاريخه.

8197 - يحيى بن قادم

حكى شيئا من أخبار أبي العميطر حين خرج بدمشق.

حكى عنه ابن أخيه محمّد بن محمّد بن قادم، تقدمت حكايته في ترجمة ابن أخيه محمّد بن محمّد.

8198 - يحيى بن قطن بن سهل القرشي

من ساكني الراهب قبلي المصلي.

له ذكر في كتاب أحمد بن حميد بن أبي العجائز.

8199 - يحيى بن قيس بن حارثة بن عمرو بن زيد بن عبد مناة

ابن أبي الفيض، و اسمه الحسحاس بن بكر بن وائل بن عوف

ابن عمرو بن عدي بن عمرو بن مازن بن الأزد، و يقال: ابن الحسحاس

ابن بكر بن وائل بن عوف بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة

ابن امرئ القيس بن ثعلبة [بن يحيى] (3) بن مازن بن الأزد الغسّاني (4)

والد يحيى بن يحيى (5).

حدّث عن أبي الدّرداء.

روى عنه: ابنه يحيى بن يحيى.

و كان يحيى بن قيس على شرطة مروان بن الحكم، و قيل: إنه قتل يوم مرج راهط .

ص: 355


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 181/9.
2- زيادة منا.
3- زيادة عن «ز»، و م.
4- له ذكر في تاريخ خليفة (الفهارس).
5- ترجمته في ميزان الاعتدال 413/4.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضل، نا أبي قال: يحيى بن يحيى الغسّاني، و كان أبوه شريفا على شرطة مروان بن الحكم.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (1) في تسمية عمال مروان قال: و على الشرطة يحيى بن قيس الغسّاني، أبو يحيى بن يحيى.

8200 - يحيى بن محمّد بن سهل

حدّث عن علي بن سهل المؤمّلي، و أحمد (2) بن عبد الوهّاب بن نجدة الحوطي، و محمّد بن يعقوب بن حبيب الغسّاني الدّمشقي.

روى عنه: أبو علي الحسن بن أحمد بن يعقوب.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا تمّام بن محمّد، أنا أبو علي الحسن بن أحمد بن يعقوب، نا يحيى بن محمّد بن سهل، نا علي بن سهل، نا ضمرة بن ربيعة، عن يحيى بن أبي عمرو السّيباني (3) قال:

لما بنى داود مسجد بيت المقدس نهى أن يدخل الرخام بيت المقدس، لأنه الحجر الملعون، فخر على الحجارة فلعن.

8201 - يحيى بن محمّد بن صاعد بن كاتب أبو محمّد البغدادي الحافظ

8201 - يحيى بن محمّد بن صاعد بن كاتب أبو محمّد البغدادي الحافظ (4)

مولى أبي جعفر المنصور.

سمع بدمشق: إبراهيم بن عتيق، و محمّد بن هشام بن ملاّس النميري، و أبا هبيرة محمّد بن الوليد القرشي، و أبا زرعة الدّمشقي، و يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد، و أبا بكر محمّد بن عبد الرّحمن بن الأشعث، و العبّاس بن الوليد بن مزيد، و سعد (5) بن محمّد

ص: 356


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 263 (ت. العمري).
2- بالأصل:«أبو أحمد» و التصويب عن «ز»، و م.
3- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى:«الشيباني» راجع ترجمته في تهذيب الكمال 182/20.
4- ترجمته في تاريخ بغداد 231/14 و تذكرة الحفاظ 776/2 و النجوم الزاهرة 288/3 و سير أعلام النبلاء 501/14 و شذرات الذهب 280/2.
5- كذا بالأصل و م و «ز»، و في سير الأعلام: سعيد.

القاضي ببيروت، و أحمد بن محمّد بن يزيد بن أبي الخناجر بأطرابلس، و كان قد سمع بالعراق محمّد بن سليمان لوينا، و سوّار بن عبد اللّه العنبري القاضي، و الحسن بن عيسى بن ماسرجس، و عمرو بن علي الفلاّس، و سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي، و أحمد بن منيع البغوي، و الحسن بن عيسى الماسرجسي (1)،و يعقوب و أحمد ابني (2)إبراهيم الدورقيين، و أبا هشام الرفاعي، و محمّد بن بشّار بندارا، و محمّد بن المثنّى الزمن، و الحسن بن الصّبّاح البزار (3)،و محمّد بن عمرو الباهلي، و محمود بن خداش الطالقاني، و يوسف بن موسى القطّان الرّازي، و زياد بن أيوب الطوسي، و زياد بن محمّد الحسّاني، و بمصر: الربيع بن سليمان، و محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، و بحر بن نصر الخولاني، و بالحجاز: يحيى بن سليمان بن نضلة الخزاعي، و عبد الجبّار بن العلاء، و أحمد بن محمّد بن أبي بزة المقرئ الحجازيين.

روى عنه: أبو القاسم البغوي، و محمّد بن عمر الجعابي، و محمّد بن المظفّر، و أبو الحسن الدارقطني، و أبو عمر بن حيوية، و أبو سليمان بن زبر، و أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسحاق السني، و أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الإسماعيلي، و أبو مسلم الكاتب، و عثمان بن الحسن الخرقي (4)،و أبو علي محمّد بن علي بن الحسين بن السقا الأسفرايني، و أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه بن الشّخّير، و سليمان بن أحمد الطبراني، و أبو القاسم بن حبابة.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنا أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد، أنا أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن العبّاس، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا عبد الجبّار بن العلاء، و الحسن بن الصّبّاح البزار (5)،و غيرهما، و اللفظ لعبد الجبّار، نا سفيان، عن عاصم بن محمّد - و هو ابن زيد (6) بن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب قال: سمعت أبي

ص: 357


1- كذا بالأصل و م و «ز»، و لعله تكرار.
2- في «ز»: ابنا، خطأ.
3- كذا بالأصل و م، و في «ز»: البزاز، تصحيف، و هو الحسن بن الصباح بن محمد البزار، أبو علي الواسطي، ترجمته في تهذيب الكمال 357/4.
4- كذا بالأصل، و في «ز»: «عثمان بن الحسين الخرقي» و في م:«عثمان بن الحسن الحرفي» و لم أجده.
5- كذا بالأصل و م، و في «ز»: البزاز، تصحيف.
6- تحرفت بالأصل إلى: يزيد، و التصويب عن م و «ز».

يحدّث عن جدي قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«لو يعلم الناس من الوحدة ما أعلم ما سري أحد ليلة وحده»[13164].

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن بن البقشلان، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، رجل من أصحابنا ثقة، نا الحسن بن مدرك الطحان، نا يحيى بن حمّاد، عن أبي عوانة، عن داود بن عبد اللّه الأودي، عن حميد بن عبد الرّحمن قال: دخلنا على أسير (1)،رجل من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«لا يأتيك من الحياء إلاّ خير» (2)[13165].

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (3)،أنا الحسن بن أبي بكر قال: قال أحمد بن كامل القاضي، مولد يحيى بن صاعد في سنة ثمان و عشرين و مائتين.

قال (4):و أخبرني أبو محمّد الخلاّل، قال: قال لنا أحمد بن محمّد بن عمران قال ابن صاعد: ولدت سنة ثمان و عشرين و مائتين، و كتبت الحديث سنة تسع و ثلاثين و مائتين ولي أحد عشرة سنة (5).

قال: و أنا الحسن (6) بن أبي طالب، نا يوسف بن عمر القوّاس قال: سمعت أبا العبّاس الهاشمي يقول: سمعت أبا محمّد بن صاعد يقول: ولدت في سنة ثمان و عشرين في المحرم، و كتبت الحديث سنة تسع و ثلاثين في أولها، و صنّفت و عندي خمسة أجزاء - أو ستة-.

قال (7):و أخبرني عبد الكريم بن محمّد بن أحمد الضبّي، قال: قال لنا أبو حفص بن

ص: 358


1- كذا بالأصل و م، و في «ز»: أشتر. و جاء في سير الأعلام 503/14: أسير، أيضا، و في تهذيب الكمال 411/20 يسير بن عمرو، قال: و يقال: ابن جابر، و يقال: أسير.
2- رواه الذهبي في سير الأعلام 503/14 من طريق ابن عساكر.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 231/14.
4- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 231/14-232.
5- الأصل و م و «ز»: أحد عشر.
6- في «ز»: الحسين.
7- تاريخ بغداد 232/14.

شاهين: و أمّا أبو محمّد يحيى بن [محمد بن] (1) صاعد فإنه بلغني أنه ولد في سنة ثمان و عشرين و مائتين و مات في آخر سنة ثمان عشرة، فكان عمره تسعين سنة، و أول ما كتب - في ما بلغني - عن الحسن بن عيسى بن ماسرجس الخراساني، سنة تسع و ثلاثين، و مات (2)و صليت عليه، و دفن بباب الكوفة.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو محمّد يحيى بن [محمد بن] (3) صاعد الهاشمي، مولاهم، البغدادي، أخو أحمد، سمع محمّد بن سليمان المصيصي، و الحسن بن علي بن ماسرجس، روى عنه أبو القاسم البغوي.

أخبرنا أبو منصور الشيباني، و أبو الحسن العطّار، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (4):

يحيى بن محمّد بن صاعد بن كاتب، أبو محمّد مولى أبي جعفر المنصور، كان من حفّاظ الحديث، و ممن عني به، و رحل في طلبه، و سمع الحسن بن عيسى بن ماسرجس، و محمّد بن سليمان لوينا، و يحيى بن سليمان بن نضلة الخزاعي، و سوّار بن عبد اللّه العنبري، و أحمد بن منيع البغوي، و محمّد بن يزيد الآدمي، و يعقوب و أحمد ابني إبراهيم الدورقيين، و الحسين بن الحسن المروزي، و إبراهيم بن سعيد الجوهري، و أبا هشام الرفاعي، و خلاّد بن أسلم، و عمرو بن علي، و بندارا، و محمّد بن المثنّى، و سعيد بن يحيى الأموي، و الحسن بن الصّبّاح البزار، و محمّد بن عمرو الباهلي، و يوسف بن موسى القطّان، و محمود بن خداش، و محمّد بن سهل بن عسكر، و زياد بن أيوب، و محمّد بن إسماعيل البخاري، و أمثالهم من البصريين و الكوفيين و الشاميين، و المصريين. روى عنه عبد اللّه بن محمّد البغوي، و محمّد بن عمر بن الجعابي، و محمّد بن المظفّر، و أبو عمر بن حيوية، و أبو الحسن الدارقطني، و أبو حفص بن شاهين، و أبو القاسم بن حبابة، و خلق سواهم يتسع ذكرهم، و كان له أخوان أحدهما اسمه يوسف، و الآخر يسمى أحمد.

ص: 359


1- الزيادة عن «ز»، و م، و تاريخ بغداد.
2- من قوله: و مات... إلى هنا، مكانه بياض في «ز»، و كتب على هامشها: مقصوص بالأصل.
3- الزيادة عن «ز»، و م.
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 231/14 رقم 7537.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف بن إبراهيم قال: سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول (1):بنو صاعد ثلاثة: يوسف، و أحمد، و يحيى بنو محمّد بن صاعد، يوسف يحدّث عن خلاّد بن يحيى و من دونه، و أحمد يحدّث عن أبي بكر و عثمان ابني أبي شيبة، و لهم عمّ يقال له: عبد اللّه بن صاعد يحدّث عن سفيان بن عيينة، يوسف أكبرهم، و أحمد أوسطهم، و يحيى أصغرهم، و هو أعلمهم و أثبتهم.

رواها الخطيب عن علي بن محمّد بن أبي نصر، عن حمزة (2).

أنبأنا أبو المظفّر [بن القشيري] (3) عن محمّد بن علي بن محمّد، أنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال (4):و سألته - يعني: الدارقطني - عن يحيى بن صاعد؟ فقال: ثقة، ثبت، حافظ ، و بنو صاعد ثلاثة: يوسف، و أحمد، و يحيى، يوسف يحدّث عن خلاد بن يحيى و من دونه، و أحمد يحدّث عن أبي بكر و عثمان ابني أبي شيبة، و له تصنيفات في الكلام، و يحيى بن محمّد بن صاعد أكثرهم حديثا، و أعرفهم.

قال: و سمعت الدارقطني يقول: سمعت أبا الحسن علي بن موسى الرزاز يقول:

سمعت موسى بن هارون يقول: بنو محمّد بن صاعد ثلاثة: يحيى أثبتهم، و يوسف كان أكبرهم، و أحمد كان أوسطهم، و لهم عمّ يقال له: عبد اللّه بن صاعد، يحدّث عن سفيان بن عيينة، و كان له مسائل، سأل عنها سفيان في التصوّف و الزهد و غير ذلك.

أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد، أنا - و أبو الحسن علي بن الحسن، نا - أبو بكر أحمد بن علي (5)،أنا عبيد اللّه بن عمر الواعظ ، نا أبي قال: و أخبرني الحسين بن علي الطناجيري، نا عمر بن أحمد الواعظ قال: سمعت عثمان بن عبدويه الحربي - صاحب إبراهيم الحربي - يقول: سمعت إبراهيم الحربي يقول: بنو صاعد ثلاثة: أوثقهم يحيى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف قال (6):سألت ابن عبدان - يعني: أبا بكر أحمد - عن ابن صاعد هو أكثر حديثا أو

ص: 360


1- تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 232/14.
2- سير أعلام النبلاء 503/14.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك لتقويم السند عن «ز»، و م.
4- سير أعلام النبلاء 503/14.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 232/14.
6- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 503/14-504.

الباغندي (1)؟فقال: ابن صاعد أكثر حديثا، و لا يتقدمه أحد في الدراية، و الباغندي أعلى إسنادا منه.

قال: و سمعت أبا بكر بن عبدان يقول: يحيى بن صاعد يدري، ثم قال: و سئل الجعابي أ كان ابن صاعد يحفظ؟ فتبسّم و قال: لا يقال لأبي محمّد يحفظ ، كان يدري، قلت لأبي بكر بن عبدان: أيش الفرق بين الدراية و الحفظ؟ فقال: الدراية فوق الحفظ .

رواه الخطيب عن علي بن محمّد بن نصر، عن حمزة (2).

أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا علي الحسين بن علي الحافظ يقول: لم يكن في أقران أبي محمّد بن صاعد في فهمه و كان أحفظ منه، و الفهم عندنا أجلّ من الحفظ .

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ .

ح و أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا - و أبو الحسن، حدّثنا - أبو بكر الخطيب (3)، أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب، أنا محمّد بن نعيم الضبّي قال: سمعت أبا علي الحافظ يقدم أبا محمّد بن صاعد على أبي القاسم بن منيع، و أبي بكر بن أبي داود في الفهم و الحفظ .

أخبرنا أبو منصور أيضا، أنا - و أبو الحسن، نا - الخطيب (4).

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا محمّد بن الحسين بن عبد اللّه.

قالا: أنا البرقاني قال: قلت لأبي الحسن الدارقطني: يجتمع في الحديث ابن منيع، و ابن أبي داود و ابن صاعد، من يقدّم ؟ فقال: ابن منيع لسنّه، ثم ابن صاعد، قلت: ابن صاعد أحبّ إليك من ابن أبي داود؟ قال: ابن صاعد أسن، مولده سنة ثمان و عشرين، و ابن أبي داود سنة ثلاثين.

أخبرنا أبو منصور، أنا - و أبو الحسن، نا - الخطيب، حدّثني القاضي أبو بكر محمّد بن عمر الداودي، قال: سمعت شيخا من أصحاب الحديث - حسن الهيئة لا أحفظ

ص: 361


1- يعني محمد بن محمد بن سليمان بن الحارث، أبو بكر الباغندي الأزدي، ترجمته في سير الأعلام 383/14.
2- تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 233/14.
3- تاريخ بغداد 233/14.
4- تاريخ بغداد 233/14.

اسمه - يقول: حضر رجل عند يحيى بن صاعد ليقرأ عليه شيئا من حديثه، و كان معه جزء من حديث أبي القاسم البغوي عن جماعة من شيوخه، فغلط و قرأه على ابن صاعد و هو مصغ إلى سماعه، ثم قال له بعد: أيها الشيخ، إنّي غلطت بقراءة هذا الجزء عليك و ليس من حديثك، إنما هو من حديث أبي القاسم البغوي، فقال له يحيى: جميع ما قرأته عليّ هو سماعي من الشيوخ الذين قرأته عنهم، ثم قام، فأخرج أصوله و أراه كلّ حديث قرأه عن الشيخ الذي هو مكتوب في الجزء عنه - أو كما قال-.

قال الخطيب: إن كان تلك الأحاديث عن متأخري شيوخ البغوي الذين شاركه يحيى بن صاعد في السماع منهم، فيحتمل أن تكون الحكاية صحيحة، إلاّ أنها طريفة عجيبة، و قد أوردناها كما حكيت لنا، و اللّه أعلم.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، قال (1):سمعت أبا أحمد الحافظ يقول: كان أبو عروبة إماما بحقه و صدقه، فقال لي: أول ما قدمت حرّان بلغني أن أبا محمّد بن صاعد حدّث عن محمّد بن يحيى القطعي (2)عن عاصم بن هلال عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«لا طلاق قبل نكاح»[13166].

قلت له: يا أبا عروبة، حدّثنا به من أصله، فقال لنا: هذه مسألة مختلف فيها من لدن التابعين، لو كان ثمّ أيوب، عن نافع، عن ابن عمر لكان علم النّظار (3) في الشهرة، و لما يحتجون في هذه المسألة ضرورة بحسين (4) المعلم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.

أنبأنا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد البيهقي، ثم حدّثنا أبو الحسين علي بن سليمان بن أحمد الفقيه عنه، أنا أبو بكر البيهقي - إجازة - أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

و سمعت محمّد بن مظفّر الحافظ يقول (5):حدّثنا أبو محمّد بن صاعد من أصل كتابه - يعني: بحديث محمّد بن يحيى القطعي (6)-عن عاصم بن هلال، عن أيوب، عن نافع،

ص: 362


1- من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام 504/14 و انظر تخريجه فيه.
2- هو محمد بن يحيى بن أبي حزم القطعي، أبو عبد اللّه البصري، ترجمته في تهذيب الكمال 317/17.
3- بالأصل: البيطار، و بدون إعجام في م، و «ز»، و المثبت عن سير الأعلام.
4- تقرأ في «ز» و م:«تحسين» و في سير الأعلام: لحسين المعلم.
5- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 504/14.
6- في «ز»: القطيعي، تصحيف.

عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«لا طلاق إلاّ بعد نكاح» فارتجّت بغداد و تكلّم الناس بما تكلموا به، قال: فبينا نحن ذات يوم عند علي بن الحسين الصفّار نكتب من أصوله، إذ وقع بيدي جزء من حديث محمّد بن يحيى القطعي، فنظرت في الجزء، قلت: لعلّي أجد هذا الحديث، فوجدت الحديث في الجزء، فلم أخبر أصحابي، و غدوت إلى باب أبي محمّد بن صاعد، فصادفته قاعدا على الباب، فسلّمت عليه، و نظر إليّ فقال: ما لك، قلت:

يا أبا محمد البشارة، وجدنا حديث أيوب عن نافع في أصل كتاب علي بن الحسين الصفّار عن محمّد بن يحيى القطعي، فأخذ الجزء و رمى به، ثم أسمعني فقال: يا فاعل! حديث أحدث به، أنا، أحتاج أن يتابعني عليه علي بن الحسين الصفّار!؟ أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب، قال (1):سمعت البرقاني يقول: قال لي أبو بكر الأبهري الفقيه: كنت عند يحيى بن محمّد بن صاعد فجاءته امرأة، فقالت له: أيها الشيخ، ما تقول في بئر سقطت فيها دجاجة فماتت، هل الماء طاهر أم نجس ؟ فقال يحيى: ويحك، كيف سقطت الدجاجة في البئر؟ قالت: لم تكن البئر مغطاة، فقال يحيى: أ لا غطيتيها (2) حتى لا يقع فيها شيء؟ قال الأبهري:

فقلت لها: يا هذه، إن لم يكن الماء تغيّر فهو طاهر، و لم يكن عند يحيى من الفقه ما يجيب المرأة.

قال الخطيب: هذا القول تظنّن (3) من الأبهري، و قد كان يحيى ذا محل من العلم عظيم (4)،و له تصانيف في السنن و ترتيبها على الأحكام تدل من وقف عليها و تأملها على فقهه، و لعل يحيى لم يجب المرأة لأن المسألة فيها خلاف بين أهل العلم، فتورع أن يتقلد قول بعضهم، أو كره أن ينصّب نفسه للفتيا، و ليس هو من المرتسمين بها، و أحب أن يكل ذلك إلى الفقهاء المشتهرين بالفتاوى و النظر، و اللّه أعلم.

أنبأنا أبو سعد محمّد بن محمّد، و أبو علي الحسن بن أحمد، و أبو القاسم غانم بن محمّد بن عبيد اللّه.

ص: 363


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 232/14 و عن البرقاني في سير الأعلام 505/14.
2- في تاريخ بغداد:«غطيتها».
3- تقرأ بالأصل و م و «ز»: بطيء، و المثبت عن تاريخ بغداد.
4- اللفظة ليست في تاريخ بغداد.

ثم أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد البزاز، أنا أبو علي قالوا: أنا أبو نعيم قال: سمعت أبا محمّد عبد اللّه بن محمّد بن [جعفر بن] (1) حبان يقول: و مات أبو محمّد يحيى بن [محمد بن] (2) صاعد ببغداد سنة ثمان عشرة و ثلاثمائة.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن سعيد، قالا: نا - و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب (3)،أنا محمّد بن أحمد بن رزق، أنا إسماعيل بن علي الخطبي قال: توفي أبو محمّد يحيى بن محمّد بن صاعد في ذي القعدة من سنة ثمان عشرة و ثلاثمائة.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أحمد بن علي بن عبيد اللّه بن سوار، أنا عبيد اللّه بن أحمد الكوفي.

ثم قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفضل الكوفي قال: قال لنا أحمد بن محمّد بن الجندي: مات أبو محمّد بن صاعد سنة ثمان عشرة - يعني: و ثلاثمائة-.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: سنة ثمان عشرة و ثلاثمائة في ذي [القعدة] (4) توفي أبو محمّد يحيى بن محمّد بن صاعد.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، و أبو الحسين بن أبي الحديد، قالا: أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد العتيقي، قال: سمعت القاضي أبا الحسن علي بن الحسن بن مطرف الجراحي يقول: مات أبو محمّد بن (5) صاعد و دفن في باب مقبرة الكوفة، و كان يوم عظيم المطر، سنة ثمان عشرة، مولده سنة ثمان و عشرين.

حدّثنا أبو عبد اللّه بن البنّا - لفظا - و أبو القاسم بن السّمرقندي - قراءة - قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور.

ص: 364


1- الزيادة عن «ز»، و م.
2- الزيادة عن «ز»، و م.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 234/4.
4- سقطت من الأصل، و قد أشير بعلامة إلى هامشه: و كتب على هامش الأصل:«عشرة» و لا معنى لها هنا، و استدركت اللفظة عن «ز»، و م.
5- بالأصل: مات أبو محمد ابن مات أبو محمد بن صاعد» صوبنا الجملة من «ز»، و م.

و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، و أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن محمّد [قالا: أنا أبو عثمان سعيد بن محمد] (1) البحيري، قالا (2):أنا محمّد بن عبد اللّه بن الحسين، قال:

مات أبو محمّد يحيى بن محمّد بن صاعد يوم الثلاثاء لعشر ليال بقين من ذي القعدة سنة ثمان عشرة و ثلاثمائة.

أخبرنا أبو منصور القزاز، أنا - و أبو الحسن العطّار، نا - أبو بكر الخطيب (3)،أنا عبيد اللّه بن عمر الواعظ ، عن أبيه قال: مات يحيى بن محمّد بن صاعد ليلة الثلاثاء، و دفن يوم الثلاثاء لاثني عشر بقين من ذي القعدة سنة ثمان عشرة و ثلاثمائة، و دفن بباب الكوفة.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي، نا أبو بكر الخطيب، أنا السمسار، أنا الصفّار، نا ابن قانع: أن يحيى بن محمّد بن صاعد مات في ذي القعدة من سنة ثمان عشرة و ثلاثمائة (4).

8202 - يحيى بن محمّد بن عبد الحميد السّكسكي، البتلهي

8202 - يحيى بن محمّد بن عبد الحميد السّكسكي، البتلهي (5)(6)

حدّث عن أبي حسّان الحسن بن عثمان الزيادي البصري، و يحيى بن أكثم (7) القاضي.

روى عنه: ابنه أبو الفضل محمّد بن يحيى بن محمّد، و عمرو بن دحيم.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم المقرئ الأهوازي - قراءة - أنا عبد الوهّاب بن جعفر بن علي الميداني، نا أبو عبد اللّه محمّد بن مروان القرشي، نا عمرو بن دحيم، نا يحيى بن محمّد بن عبد الحميد، نا يحيى بن أكثم، نا حمّاد بن زيد، عن عمرو بن دينار، عن طاوس قال: قال ابن عبّاس:- ثلاثة لا أقدر على مكافأتهم، و لو حرصت: رجل سقاني شربة على ظمأ، و رجل حفظني بظهر الغيب، و رجل

ص: 365


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك لتقويم السند عن «ز».
2- من قوله: و أخبرنا... إلى هنا سقط من م.
3- لم أجده في تاريخ بغداد، في ترجمته.
4- ليس في تاريخ بغداد.
5- تقرأ بالأصل:«السلمي» و المثبت عن «ز»، و م. و هذه النسبة إلى بيت لهيا: قرية مشهورة بغوطة دمشق.
6- ترجمته في معجم البلدان (بيت لهيا)522/1.
7- تحرفت في «ز» إلى: إبراهيم.

وسّع لي في مجلس، و رابع لا يكافئه عنّي إلا اللّه عزّ و جلّ ، و رجل (1) بات و حاجته تلجلج في صدره غدا عليّ فأنزلها بي و أنشد:

إذا طارقات الهمّ صاحبت الفتى *** و أعملن فكر الليل و الليل عاكر

و باكرني في حاجة لم يجد لها *** سواي و لا من نكبة الدهر ناصر

فرجت بمالي همّة في مقامه *** و زايله الهمّ الطروق المساور

و كان له فضل عليّ بظنّه *** بي الخير إني للذي ظنّ شاكر

8203 - يحيى بن محمّد بن علي بن عبد اللّه

ابن عبّاس بن عبد المطّلب بن هاشم (2)(3)

أخو السفّاح و المنصور، كان بالحميمة من أرض البلقاء مع إخوته و عمومته، و خرج معهم حين توجهوا إلى الكوفة لطلب الخلافة، و أمّه أم الحكم بنت عبد اللّه بن الحارث بن نوفل.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر المعدّل، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار قال (4):في تسمية ولد محمّد بن علي: و يحيى بن محمّد صاحب الموصل، و العالية، أمّهما أم الحكم بنت عبد اللّه بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب، و عبد اللّه بن الحارث الذي يقال له:«ببّة» (5)،و أمّها أم عبد اللّه بنت عبّاس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا إسحاق بن إبراهيم الجلاّب، نا الحارث بن محمّد، نا محمّد بن سعد قال: فولد محمّد بن

ص: 366


1- كذا بالأصل و م و «ز»: «و رجل» بزيادة «واو» و لعل الصواب «رجل» و هو ما يقتضيه السياق.
2- قوله:«بن هاشم» ليس في «ز».
3- ترجمته في نسب قريش ص 30 و جمهرة أنساب العرب ص 20.
4- راجع نسب قريش للمصعب الزبيري ص 30-31.
5- ببّة، لقب لقبته به أمه، حيث كانت ترقصه و تقول: لأنكحن ببه جارية خدبه تجب أهل الكعبة أي تغلب نساء قريش بجمالها، هذا كله قاله ابن دريد في الاشتقاق ص 44.

علي: يحيى بن محمّد، و العالية بنت محمّد، و أمّهما أم الحكم بنت عبد اللّه بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوه، أنا أبو الحسن اللّنباني (1)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا أبو زيد النميري، حدّثني شهاب بن عباد قال:

لما استباح يحيى بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن عبّاس الموصل عدا رجل من أصحابه على صبيّ يريد قتله، فسعى الصبي حتى ولج على جدة له، أو أم أو عمة، فاشتملت عليه، فقال: أظهريه و إلاّ قتلتكما جميعا، قالت له: أنشدك اللّه فيه، فإنكم قد أفنيتم أهله، فلم يبق غيره، و لك عشرة آلاف أعطيكها الساعة، فأبى، فبذلت له كل ما تملك، فأبى، و نظر إلى وعاء سقط (2) أو حقّة (3) أو غير ذلك فنظر فإذا فيه:

إذا جار الأمير و كاتبوه *** و خانوا في الحكومة و القضاء

فويل للأمير و كاتبيه *** و قاضي الأرض من قاضي السماء

فخرج الرجل نادما لم يعرض للغلام، و لا لشيء مما في البيت، و تاب، فأحسن التوبة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: مات يحيى بن محمّد بن عبد اللّه بن عبّاس أخو أبي العبّاس عبد اللّه بن محمّد بفارس، و هو أمير عليها - يعني: سنة خمس و ثلاثين و مائة-.

8204 - يحيى بن محمّد بن عمران بن أبي الصفيراء الحلبي البالسي

8204 - يحيى بن محمّد بن عمران بن أبي الصفيراء الحلبي البالسي (4)

حدّث عن هشام بن عمّار، و عيسى بن عبد اللّه العسقلاني، و إبراهيم بن المنذر الحزامي، و عبد الرّحمن بن إبراهيم دحيم، و أبي أنس مالك بن سليمان الألهاني الحمصي،

ص: 367


1- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
2- السقط : الردىء من المتاع.
3- حقة، بالضم، وعاء من خشب.
4- البالسي نسبة إلى بالس بكسر اللام، مدينة مشهورة بين الرقّة و حلب، على عشرين فرسخا من حلب (الأنساب).

و إبراهيم بن سعيد الجوهري، و عبد اللّه بن سليمان العبدي البعلبكي، و محمّد بن مصفّى، و عمرو بن عثمان بن سعيد، و سليمان بن سلمة الخبائري.

روى عنه: سليمان بن أحمد الطبراني، و أبو بكر محمّد بن الحسن (1) بن محمّد بن زياد المقرئ النّقّاش، و محمّد بن الحسن اليقطيني، و حمزة بن محمّد الكتاني، و أبو أحمد بن عدي الجرجاني.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد أحمد بن إبراهيم بن موسى المقرئ، أنا الإمام أبو الحسن علي بن محمّد بن سهل الماسرجسي، أنا علي بن الصقر بن حمدان البالسي - ببالس - أنا يحيى بن محمّد بن عمران، أنا عقبة بن مكرم، أنا إسماعيل بن الفضل الرقاشي، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر قال: سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عن الشؤم قال:«سوء الخلق»[13167].

أنبأنا أبو علي الحدّاد و غيره، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، أنا سليمان بن أحمد (2)،نا يحيى بن محمّد بن أبي صغير (3) الحلبي، نا هشام بن عمّار، نا عبد الرّحمن بن سعد بن عمّار بن سعد القرظ (4) مؤذّن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، حدّثني أبي، عن جدي، عن أبيه سعد: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أمر بلالا أن يدخل يديه في أذنيه إذا أذّن، و قال:«إنه أرفع لصوتك»[13168].

أنبأنا أبو الفرج الصّوري، قال: قال لنا أبو بكر الخطيب.

كذا قال الطبراني صغير، و صوابه ابن أبي صغيراء.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا محمّد بن الحسن اليقطيني، نا يحيى بن محمّد بن أبي الصفيراء، نا عيسى بن عبد اللّه العسقلاني، نا روّاد بن الجراح، نا عبد الوهّاب بن مجاهد، عن أبيه، عن جابر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«الدنيا متاع و خير متاعها المرأة الصالحة»[13169].

ص: 368


1- كذا بالأصل و م، و تحرفت في «ز» إلى:«سليمان» راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 573/15.
2- رواه الطبراني في المعجم الصغير 142/2 (ط . دار الفكر).
3- في «ز»: «صعر» و فوقها ضبة، و في م: صعر، و في المعجم الصغير أيضا: صغير، و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب.
4- القرظ : بفتحتين آخره ظاء معجمة، و القرظ : ورق شجر السلم، يدبغ به الإهاب، سمي به لأنه تجر فيه، فربح، فلزمه فأضيف إليه.

8205 - يحيى بن محمّد بن محمّد بن زياد

[بن زبّار] (1) أبو صالح الكلبي البغدادي (2)

سكن دمشق، و سكن أيضا دقانية (3)،و بيت سواء (4) من قرى دمشق.

حدّث عن عمرو بن علي الفلاّس، و محمّد بن مثنّى، و الحسن بن عرفة.

روى عنه: أبو بكر محمّد بن سليمان بن (5) يوسف الربعي، و أبو سليمان بن زبر، و أبو محرز عبد الواحد بن إبراهيم العبسي.

أخبرنا خالي أبو القاضي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا محمّد بن عوف بن أحمد المزني قال: قرئ على أبي سليمان محمّد بن عبد اللّه بن أحمد الربعي، نا أبو صالح يحيى بن محمّد الكلبي بدمشق سنة اثنتي عشرة و ثلاثمائة، نا عمرو بن علي الفلاّس، نا معتمر - يعني: ابن سليمان - قال: سمعت أبي يذكر عن الحسن، عن عبد الرّحمن بن سمرة عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«إذا حلف أحدكم على يمين، فرأى غيرها خيرا منها، فليكفّر عن يمينه و لينظر الذي هو خير، فليأته»[13170].

قرأت بخط أبي محمّد بن الأكفاني مما ذكر أنه نقله من خط بعض أصحاب الحديث في تسمية من سمع منه بدمشق: يحيى بن محمّد ببيت سوا، سنة ثلاث عشرة و ثلاثمائة.

أخبرنا أبو منصور بن زريق (6)،و أبو الحسن بن سعيد، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (7):يحيى بن محمّد بن محمّد أبو صالح البغدادي، حدّث عن عمرو بن علي الفلاّس، روى عنه أبو سليمان محمّد بن عبد اللّه بن زبر، و أبو محرز عبد الواحد بن إبراهيم الدمشقيان، و ذكر أنهما سمعا منه ببيت سوا، و هي ضيعة من ضياع دمشق.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو

ص: 369


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و في م:«ربان» و في «ز»: «زياد» و المثبت عن المختصر.
2- ترجمته في تاريخ بغداد 231/14 و معجم البلدان (بيت سوا).
3- دقانية، تقدم التعريف بها قريبا.
4- بيت سوا: بالفتح و القصر، راجع معجم البلدان.
5- و في معجم البلدان: محمد بن سليمان بن سفيان بن يوسف الربعي.
6- بدون إعجام في الأصل، و في «ز»: رزيق، تصحيف، و المثبت عن م.
7- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ في تاريخ بغداد 231/14.

سليمان الربعي قال: توفي أبو صالح يحيى بن محمّد الكلبي البيت سوائي في رجب - يعني:

من سنة ثلاث عشرة و ثلاثمائة-.

8206 - يحيى بن محمّد بن المسلّم أبو غانم الحلبي، المعروف بابن الحلاوي

8206 - يحيى بن محمّد بن المسلّم أبو غانم الحلبي، المعروف بابن الحلاوي (1)

متأدب، قدم دمشق في سنة بضع و عشرين و خمسمائة، و أقام بها إلى أن مات، و كان صديقا لأخي أبي الحسين الحافظ - رحمه اللّه-.

حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن المحسن بن أحمد السلمي - من لفظه - و كتبه لي بخطّه قال: أبو غانم بن الحلاوي، سمعت من شعره ما يتغنى به:

يا غربة أنفقت في *** ها أدمعي جهد المقلّ

و له غير هذا أشياء يسأل عنها.

أنشدنا أبو الضوء أحمد بن (2) الحسين البعلبكي - بها - أنشدني أبو غانم بن الحلاوي لنفسه بدمشق:

يا دهر مهلا قد بلغ *** ت مناك في تشتيت شملي

و أذقتني ثكل الأحبة *** و هو غاية كل ثكلي

حللت قربة شملنا *** ما أنت من قبلي بحلّ

أيام أ ليس للنعيم *** و طيبه ثوب المدلّ

و أتيت تسلبني كئو *** س اللهو في الأوطان عقلي

لهفي عن عزي الذي *** بدلتني منه بذل

يا غربة أنفقت في *** ها أدمعي جهد المقل

و بليت شوقا نحوهم *** و كذلك الأشواق تبلي

هل لي إليهم أوبة *** و من التعلل قول: هل لي ؟

و أنشدني أبو الضوء لأبي غانم أيضا:

لأسمحن لأيامي بما التمست *** من العباد عن الأحباب و الوطن

ص: 370


1- الحلاوي: هذه النسبة إلى بيع الحلاوة، و إلى بطن من تجيب و قيل فيه: الخلاوي بالخاء المعجمة راجع الأنساب (الحلاوي 294/2 و الخلاوي)، و اللباب 403/1 الحلاوي، و 474/1 الخلاوي و الاكمال لابن ماكولا 202/3.
2- كذا بالأصل و م، و في «ز»: أحمد بن علي بن الحسين البعلبكي، و هو ليس في مشيخته.

و أستكين لما يقضيه معتديا *** دهري و من يختصمه الدهر يستكن

أحبابنا هان عندي بعد فرقتكم *** من الدموع عزيز قط لم يهن

اشتاقكم شوق مشغوف بحبكم *** حال الفؤاد من الأحقاد و الإحن (1)

فكنت بين فؤادي و الغرام بكم *** مثل الذي بين جفن العين و الوسن (2)

أنشدنا أبو الوحش سبع بن خلف يرثي أبا غانم، و قد توفي يوم السبت ضحى بعد قتل الرئيس أبي الذواد المفرج بن الصوفي في ثامن عشر شهر رمضان سنة ثلاثين و خمسمائة:

أبا غانم يا فريد الورى *** لقد كنت للعلم و المجد ذاتا

و فنيت بموتك بعد الوجيه *** فسقاك ربك ماء فراتا

و طلقت دنياك من بعده *** فللّه أنت ثلاثا بتاتا

و كان قسيمك طيب الحياة *** فقاسمته موته حين ماتا

8207 - يحيى بن محمّد بن يحيى بن حمزة الحضرمي

حدّث عن أبيه.

روى عنه: محمّد بن يوسف الهروي، نزيل دمشق، و ما أرى نسبه متصلا.

8208 - يحيى بن أبي مالك الهمداني

8208 - يحيى بن أبي مالك الهمداني (3)

ذكر أبو حسّان الحسن بن عثمان الزيادي أنه كان قاضي دمشق لهشام بن عبد الملك، و أنه مات سنة ثلاثين و مائة، و هو ابن اثنتين و سبعين، و دفن بدمشق.

[قال ابن عساكر:] (4) و هذا وهم في اسمه، و إنما هو يزيد بن عبد الرّحمن بن أبي مالك، و سيأتي ذكره في موضعه إن شاء اللّه.

8209 - يحيى بن مبارك الصّنعاني

8209 - يحيى بن مبارك الصّنعاني (5)

من صنعاء دمشق (6).

ص: 371


1- الإحنة: بالكسر: الحقد و الغضب ج كعنب: إحن (القاموس).
2- الوسن: محركة: شدة النوم أو أوله أو النعاس (القاموس).
3- في «ز»: الهمذاني.
4- زيادة منا للإيضاح.
5- ترجمته في ميزان الاعتدال 404/4 و معجم البلدان (صنعاء)430/3.
6- صنعاء: قرية على باب دمشق، و هي دون المزة مقابل مسجد خاتون، و قد خربت (معجم البلدان 429/3).

روى عن: كثير بن سليم، و شريك بن عبد اللّه النخعي، و أبي داود شبل بن عبّاد، و مالك بن أنس.

روى عنه إسماعيل بن عبّاد (1) الأرسوفي، و خطاب بن عبد الدائم (2) الأرسوفي، و عبد العظيم بن إبراهيم، و إسماعيل بن موسى بن أبي ذرّ العسقلاني - نزيل أرسوف (3)-.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: نا - و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب (4)،أنا أبو نعيم الحافظ ، نا محمّد بن فارس المعبدي - ببغداد - حدّثني خطاب بن عبد الدائم الأرسوفي - بها - نا يحيى بن مبارك، عن شريك، عن منصور، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عبّاس قال: سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلّم يقول:

«شفعت في هؤلاء النفر: في أبي، و عمّي أبي طالب، و أخي من الرضاعة - يعني: ابن السعدية - ليكونوا من بعد البعث هنا» (5)[13171].

قال الخطيب: خطاب بن عبد الدائم ضعيف، يعرف برواية المناكير، و يحيى بن المبارك الشامي الصنعاني مجهول، و قال فيه: عن منصور، عن ليث، و منصور بن المعتمر لا يروي عن ليث بن أبي سليم، و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا سهل بن بشر - قراءة عليه - أنا أبو نصر عبيد اللّه بن سعيد السجستاني الحافظ - بكتابه - نا الحسن بن إسماعيل الضرّاب، نا الفضل بن عبيد اللّه الهاشمي بالقدس، نا محمّد بن الحسن السكوني، نا إسماعيل بن عبّاد الأرسوفي، نا يحيى بن المبارك الدمشقي، نا كثير بن سليم، نا أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«لو إنّ صاحب بدعة أو مكذّبا (6) بقدر، قتل بين الركن و المقام، صابرا محتسبا مظلوما (7)،لم ينظر اللّه في شيء من أمره حتى يدخله جهنم»[13172].

ص: 372


1- كذا بالأصل و م و «ز»، و في معجم البلدان: عياض.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و في معجم البلدان: عبد السّلام.
3- أرسوف، بالفتح ثم السكون: مدينة على ساحل بحر الشام بين قيسارية و يافا (معجم البلدان 151/1) و في الأنساب: بضم الألف.
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 161/3 في ترجمة محمد بن فارس المعبدي.
5- كذا بالأصل و م و «ز»، و المختصر:«هنا» و في تاريخ بغداد - و عنه ينقل المصنف-«هباء».
6- تحرفت بالأصل و م إلى مكذب، و التصويب عن «ز».
7- في «ز»: «مصلق» و بعدها فراغ بسيط .

8210 - يحيى بن مسعر بن محمّد بن يحيى

ابن الفرج أبو زكريا التّنّوخي المعرّي (1)

سمع بدمشق: أبا عبد اللّه محمّد بن يوسف الهروي، و أبا الحسن محمّد بن بكّار [بن يزيد بن بكار] (2) البتلهي، و بالمعرّة: أباه مسعر بن محمّد، و أبا بكر أحمد بن محمّد بن نباتة البغدادي، و أبا يعقوب إسحاق بن أحمد بن يزيد الحلبي، و أبا البهي ميمون بن أحمد بن روح، و أبا عبيد بن خربويه، و أبا القاسم بن كاس النخعي، و أبا الطّيّب محمّد بن عبيد بن طعمة التّنّوخي، و بحمص: أبا بكر محمّد بن جعفر بن يحيى بن رزين، و محمّد بن تمّام بن صالح، و أبا الخليل العبّاس بن [خليل بن] (3) جابر بن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الطائيين، و أبا القاسم عبد الصّمد بن سعيد، و محمّد بن عبيد اللّه بن الفضيل الكلاعي، و أبا عمرو عبد الرّحمن بن عمرو الرحبي، و بحماة: أبا المغيث محمّد بن عمر بن صالح بن مسعود الكلاعي، و بأنطاكية: أبا إسحاق إبراهيم بن عبد الرزّاق المقرئ، و أبا العبّاس الوليد بن عبد العزيز بن أبان و بقنّسرين: محمّد بن بركة الحميري، و بحرّان: أبا عروبة الحسين بن محمّد بن مودود، و أبا مالك أحمد بن خالد بن عبد الملك بن مسرح، و أبا العبّاس محمّد بن أحمد الضرّاب، و أبا الأزهر صدقة بن منصور الكندي، و أبا محمّد علي بن محمّد بن عبد اللّه بن شجاع، و بالرقّة: أبا الفضل محمّد بن علي بن الحسن بن حرب، و أبا علي محمّد بن سعيد بن عبد الرّحمن الحافظ ، و أبا بكر محمّد بن إسحاق بن فروخ، و بحلب: أبا محمّد (4) عبد الرّحمن بن عبيد اللّه بن أخي الإمام، و علي بن عبد الحميد الغضائري، و غيرهم.

روى عنه: أبو بكر محمّد بن علي بن حميد (5) المصيصي المؤدّب، نزيل المعرة، و أبو العبّاس أحمد، و أبو الفضل جعفر، و أبو نصر محمّد [بنو عبيد الله بن محمد] (6) بن سلامة بن حياه، و أبو العلاء بن سليمان المعريون.

ص: 373


1- المعري نسبة إلى المعرة، و هي مدينة كبيرة قديمة مشهورة من أعمال حمص بين حلب و حماه.
2- الزيادة بين معكوفتين عن «ز»، و م.
3- الزيادة عن «ز»، و م.
4- استدركت اللفظة على هامش «ز»، و بعدها صح.
5- كذا بالأصل و م:«حميد» و تقرأ في «ز»: عبيد.
6- الزيادة عن «ز»، و م، و في م: عبد اللّه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد الأنباري - ببغداد - نا أو العلاء أحمد بن عبد اللّه [بن سليمان] (1) المعرّي - بمعرة النعمان - نا أبو زكريا يحيى بن مسعر (2) بمعرة النعمان، نا أبو عروبة، نا عبد الوهّاب - يعني: ابن الضحّاك العرضي (3)-نا الوليد، عن الأوزاعي، عن قتادة، عن أنس قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«لا تزال طائفة من أمّتي يقاتلون على الحقّ ظاهرين إلى يوم القيامة»[13173].

8211 - يحيى بن أبي المطاع القرشي الشّامي

8211 - يحيى بن أبي المطاع القرشي الشّامي (4)

ابن أخت بلال مؤذن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

روى عن معاوية بن أبي سفيان، و العرباض بن سارية.

روى عنه: عبد اللّه بن العلاء بن زبر.

و حكى عنه الوليد بن سليمان بن أبي السّائب، و عطاء الخراساني.

و ورد زيزاء من أرض البلقاء (5).

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، و أبو الحسين بن أبي الحديد، قالا: أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن بن السمسار، أنا أبو عبد اللّه بن مروان، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم.

ح و أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن طاهر بن بركات، أنا أبو القاسم علي بن محمّد المصيصي، أنا أبو نصر بن الحبّان، أنا جمح بن القاسم، أنا عبد الرّحمن بن عبد الصّمد بن البرزوز، قالا: نا إبراهيم بن عبد اللّه بن العلاء بن زبر، نا - و في حديث ابن البرزوز - حدّثني - أبي عبد اللّه بن العلاء، حدّثني يحيى بن أبي المطاع عن عرباض بن سارية السلمي قال:

ص: 374


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن «ز»، و م.
2- جاءت اللفظة بالأصل بعد كلمة «النعمان» أخرناها إلى موضعها هنا، و هو يوافق عبارة «ز»، و م، و في «ز»، و في «ز» تحرفت إلى:«مسعرة».
3- العرضي بضم المهملة و سكون الراء بعدها معجمة كما في تقريب التهذيب.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 216/20 و تهذيب التهذيب 178/6 و التاريخ الكبير 306/8 و الجرح و التعديل 9/ 192.
5- راجع معجم البلدان 163/3.

وعظنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم موعظة - و في حديث ابن البرزوز: قال: قام فينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ذات غداة، فوعظنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم موعظة و جفت - و في حديث ابن البرزوز: رجفت - منها القلوب، و ذرفت منها الأعين - و قال ابن البرزوز: العيون - فقلنا: يا رسول اللّه، إنك قد وعظتنا موعظة مودّع، فاعهد إلينا قال:«عليكم بتقوى اللّه، و السمع و الطاعة، و إن عبدا حبشيا، و سيرى من بقي - زاد أبو عبد الملك: بعدي، و قالا:- منكم اختلافا شديدا، فعليكم بسنّتي، و سنّة الخلفاء الراشدين المهديين، عضّوا عليها بالنواجذ، و إيّاكم و المحدثات، فإنّ كلّ بدعة ضلالة»[13174].

رواه الوليد بن مسلم، و زيد بن يحيى بن عبيد، عن عبد اللّه بن زبر، عن يحيى قال: سمعت العرباض.

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد - في كتابه - و حدّثني أبو مسعود عبد الرّحمن بن علي عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد (1)،نا أبو عبد الملك الدمشقي (2)،نا إبراهيم بن عبد اللّه بن العلاء بن زبر، حدّثني أبي، عن يحيى بن أبي المطاع، عن عرباض بن سارية السلمي قال:

قام فينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ذات غداة، فوعظنا موعظة و جفت (3) منها القلوب، و ذرفت منها العيون، فقلنا: يا رسول اللّه، إنّك قد وعظتنا موعظة مودّع، فاعهد إلينا، قال:«عليكم بتقوى اللّه، و السمع و الطاعة، و إن عبدا حبشيا، و سيرى من [بقي] (4) بعدي اختلافا شديدا، فعليكم بسنّتي، و سنّة الخلفاء الراشدين المهديين، و عضّوا عليها بالنواجذ، و إيّاكم و المحدثات، فإنّ كل بدعة (5) ضلالة»[13175].

قال الطبراني: يحيى بن أبي المطاع هو ابن أخت بلال مؤذّن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا

ص: 375


1- رواه الطبراني في المعجم الكبير 248/18 رقم 622.
2- في المعجم الكبير: أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي.
3- في المعجم الكبير: وجلت.
4- سقطت من الأصل و م و «ز»، و استدركت عن المعجم الكبير.
5- في المعجم الكبير: محدثة.

أبو الميمون، نا أبو زرعة (1)،حدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم، نا محمّد بن شعيب، أخبرني الوليد بن سليمان بن أبي السّائب قال:

صحبت يحيى بن أبي المطاع إلى زيزاء فلم يزل يقرأ بنا في صلاة العشاء، و صلاة الصبح في الركعة الأولى ب قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ ،و في الركعة الثانية ب قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ، و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النّٰاسِ ،فقلت لعبد الرّحمن بن إبراهيم تعجبا لقرب يحيى بن أبي المطاع، و ما يحدّث عنه عبد اللّه بن العلاء بن زبر أنه سمع من العرباض بن سارية. فقال:

أنا من أنكر الناس لهذا، و قد سمعت ما قال الوليد بن سليمان.

قال عبد الرّحمن: قال محمّد بن شعيب: قال الوليد بن سليمان، فحدّثني (2)أيوب بن أبي عائشة بهذا، فأخبرني أنه صحب عبد اللّه بن أبي زكريا إلى بيت المقدس، فكان يقرأ في صلاة العشاء ب قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ و في الركعة الثانية بالمعوذتين.

فكانت هذه أيضا أدلّ إذ يحكيها الوليد بن سليمان عن يحيى بن أبي المطاع لأيوب بن أبي عائشة، فتحدثه بمثلها عن ابن أبي زكريا أكبر دليل (3) على قرب عهد يحيى بن أبي المطاع، و بعد ما يحدث به عبد اللّه بن العلاء بن زبر عنه، من لقيه العرباض، و العرباض قديم الموت، روى عنه الأكابر: عبد الرّحمن بن عمرو السلمي، و جبير بن نفير، و هذه الطبقة.

[قال ابن عساكر:] (4) زيزاء: من أعمال دمشق، من جملة ما قبض عن بني أمية من البلقاء، و هي التي وجه منها يزيد جيش الحرّة، و هي من أعمال عمّان (5).

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (6):يحيى بن أبي المطاع القرشي الشامي (7)،سمع عرباض بن سارية، روى عنه عبد اللّه بن العلاء بن زبر.

أنبأنا أبو الحسين و أبو عبد اللّه قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ص: 376


1- رواه أبو زرعة الدمشقي 605/1-606.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و في تاريخ أبي زرعة: فحدثت.
3- في تاريخ أبي زرعة: أكثر دليلا.
4- زيادة منا.
5- انظر ما مرّ عن المصنف بشأنها في بداية الترجمة.
6- التاريخ الكبير للبخاري 306/8.
7- كذا بالأصل، و م، و «ز»: «الشامي» و الذي في التاريخ الكبير: يعد في الشاميين.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):يحيى بن أبي المطاع شامي، قرشي، روى عن عرباض بن سارية، روى عنه عبد اللّه بن العلاء بن زبر، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في الطبقة الرابعة من أهل دمشق و الأردن: يحيى بن أبي المطاع.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا - قراءة - عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الثالثة: يحيى بن أبي المطاع الأردني (2).

8212 - يحيى بن معاوية بن هشام بن عبد الملك

ابن مروان بن الحكم الأموي (3)

و أمّه و أم أخيه عبد الرّحمن بن معاوية الداخل إلى الأندلس أم ولد، و يحيى الذي أجار الكميت بن زيد الأسدي الشاعر، و قتل يحيى يوم الزاب (4) مع مروان بن محمّد بن مروان.

8213 - يحيى بن معاوية بن يحيى الصّدفي

وجهه يزيد بن الوليد رسولا إلى أخيه العبّاس بن الوليد إلى قرية له بالغوطة، له ذكر.

ص: 377


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 192/9.
2- تهذيب الكمال 216/20 طبعة دار الفكر.
3- جمهرة ابن حزم ص 93-94.
4- كذا بالأصل و م و «ز»، و الذي في جمهرة ابن حزم:«يوم الزابيين» و في معجم البلدان (الزاب)124/3 و يوم الزاب بين مروان الحمار بن محمد و بني العباس كان على الزاب الأعلى بين إربل و الموصل.

الفهرس

حرف الهاء

[ذكر من اسمه] هابيل

8079 - هابيل بن آدم صلى اللّه عليه و سلّم 3

ذكر من اسمه [هادي]

8080 - هادي بن مهدي بن محمد بن إسماعيل بن مهدي أبو الحسن العلوي الحسيني الموسوي الختري ابن بنت شيخ الشيوخ أبي البركات بن أبي سعيد 10

[ذكر من اسمه] هارون

8081 - هارون بن إبراهيم أبو محمد - أظنه - الأهوازي 10

8082 - هارون بن سعيد أبو عبد الرحمن الأصبهاني المعروف بالراعي العابد 11

8083 - هارون بن عبد الصمد بن عبدوس بن حسان أبو موسى النيسابوري الرّخّي 12

8084 - هارون بن عثمان البيروتي 13

8085 - هارون بن عمران بن يزيد بن خالد بن أبي جميل القرشي 13

8086 - هارون بن عمر بن يزيد بن زياد بن أبي زياد أبو عمر المخزومي 14 حرف اللام ألف

ذكر من اسمه لاحق

8087 - لاحق بن الحسين بن عمران بن أبي الورد أبو عمر المقدسي و يسمى محمّد أيضا 16

8088 - لاحق بن حميد بن شعبة بن خالد بن بشر بن حبيش بن عبد اللّه بن سدوس أبو

ص: 378

مجلز البصري 20

8089 - لاحق بن محمّد بن أحمد أبو الحسن المالكيّ 33

8090 - لاحق بن المبارك بن محمّد بن الحكم أبو منصور البغدادي، المعروف بالنقيب 33

8091 - لاحق بن مشيع بن أسد أبو الحسن الحزامي الأذرعي 34

8092 - لاس بن جرهم، و يقال: لاشر بن خمير أبو ثعلبة الخشني 34

8093 - لأم بن زبار بن غطيف، و يقال: لأم بن غطيف بن حارثة بن سعد بن الحشرج بن امرئ القيس بن عدي بن أخزم بن ربيعة بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيّئ الطائي 34

8094 - لاهز بن قريط بن معدى بن رفاعة 34 حرف الياء

[ذكر من اسمه][ياسين]

8095 - ياسين بن سهل بن محمّد بن الحسن بن محمّد أبو روح القايني الصّوفي المعروف بالخشّاب 36

8096 - ياسين بن عبد الصّمد بن عبد العزيز أبو عتّاب 37

8097 - ياقوت بن عبد اللّه أبو الدرّ الرّومي التاجر، عتيق أبي المعالي أحمد بن علي بن البخاري البغدادي 38

9098 - يانس المؤنسي 38 [ذكر من اسمه][يحمد]

8099 - يحمد أبو أميّة الشّعباني 39 ذكر من اسمه يحيى

8100 - يحيى بن أحمد بن بسطام أبو مضر العبسي المقرئ 43

8101 - يحيى بن أحمد بن محمّد بن الحسن بن علي بن مخلد أبو عمرو النّيسابوري المخلدي العدل 43

8102 - يحيى بن أحمد بن الوضين بن عطاء بن [كنانة بن] عبد اللّه الخزاعي 44

8103 - يحيى بن إبراهيم بن أحمد بن محمّد أبو بكر بن أبي طاهر الأزدي السّلماسي الواعظ 44

8104 - يحيى بن إبراهيم بن عثمان بن عمر بن شبل أبو بكر الإسكندراني المالكي 46

8105 - يحيى بن أسامة، و يقال: ابن زيد، و هو يحيى بن أبي أنيسة أبو زيد الجزري الرّهاوي 46

8106 - يحيى بن إسحاق أبو زكريا البجلي السّيلحيني 55

8107 - يحيى بن إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر 60

ص: 379

8108 - يحيى بن أكثم بن محمّد بن قطن بن سمعان بن مشنّج بن عبد عمرو بن عبد العزّى ابن أكثم بن صيفي بن شريف بن محاسن ذي الأعواد بن معاوية بن رياح بن حروة بن أسيّد ابن عمرو بن تميم بن أد بن طابخة أبو محمّد التميمي الأسيّدي المروزي 62

8109 - يحيى بن إياس بن يزيد - و يقال: زيد - بن أبي زكريا الخزاعي 92

8110 - يحيى بن أيّوب بن أبي عقال هلال بن زيد بن الحسن بن أسامة بن زيد حارثة أبو زيد الكلبي 92

8111 - يحيى بن بحدل الكلبي 93

8112 - يحيى بن بختيار بن عبد اللّه أبو زكريّا الشّيرازي القرقوبي، المعروف بابن كتامة العالمة 93

8223 - يحيى بن بسطام بن حريث أبو محمّد الزهراني البصري 95

8114 - يحيى بن بشر بن كثير أبو زكريا الأسدي الحريري 96

8115 - يحيى بن بطريق بن بشري أبو القاسم 98

8116 - يحيى بن تمّام بن علي أبو الحسين [المقدسي] المعروف بابن الرّملي و الخطيب 99

8117 - يحيى بن جابر بن حسّان بن عمرو بن ثعلبة بن عدي بن ملاة بن عوف بن أسد بن زمعة ابن سعد بن خنيس بن جديلة بن أدد بن زيد بن كهلان أبو عمرو الطّائي الحمصي 100

8118 - يحيى بن جعفر بن تمّام بن العبّاس بن عبد المطّلب بن هاشم الهاشمي 105

8119 - يحيى بن الحارث أبو عمرو، و يقال: أبو عمر الذّماري المقرئ 106

8120 - يحيى بن حسّان أبو زكريا التّنّيسي المصري 111

8121 - يحيى بن الحسن الطّبراني 117

8122 - يحيى بن الحسين بن علي أبو محمّد بن أبي عبد اللّه السّعدي البخاري الفقيه 118

8123 - يحيى بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس أبو مروان الأموي 119

8124 - يحيى بن حكيم 124

8125 - يحيى بن حمزة بن واقد أبو عبد الرّحمن الحضرمي 125

8126 - يحيى بن أبي حيّة، و اسم أبي حيّة: حيي أبو جناب الكلبي الكوفي 135

8127 - يحيى بن خالد السكسكي 148

8128 - يحيى بن خليفة المنبجي المعروف بابن العز 148

8129 - يحيى بن أبي الخصيب زياد الرّازي - و يقال: البغدادي-150

8130 - يحيى بن داود بن سيّار بن أبي عتّاب البصري 153

8131 - يحيى بن راشد بن مسلم، و يقال: ابن كنانة أبو هشام اللّيثي الطّويل 153

8132 - يحيى بن أبي راشد النّصري 158

ص: 380

8133 - يحيى بن أبي عمرو زرعة أبو زرعة السّيباني، و هو ابن عم الأوزاعي، الفقيه 159

8134 - يحيى بن زكريا بن أحمد بن يحيى خت بن موسى أبو بكر البلخي الشاهد ابن القاضي 167

8135 - يحيى بن زكريا بن نشوى، و يقال: زكريا بن أدن بن مسلم بن صندوق بن فحشان بن داود بن سليمان بن مسلم بن صندوق بن برخيا بن شفاطنة بن ناحور بن سالوم بن يوسافاط ابن أنييا بن ابنا بن رخيعم بن سليمان بن داود نبي اللّه ابن نبيّه صلى اللّه عليهما 168

8136 - يحيى بن زكريا بن يحيى أبو زكريا النّيسابوري الحافظ الأعرج، و يحيى يلقب حيّوية 218

8137 - يحيى بن زياد بن عبيد اللّه بن عبد اللّه، و اسمه عبد الحجر بن عبد المدان، و اسمه عمرو بن الدّيّان، و اسمه يزيد بن قطن بن زياد بن الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب بن عمرو بن علة بن جلد بن مالك، و هو مذحج الحارثي الكوفي 221

8138 - يحيى بن زياد أبي الخصيب 224

8139 - يحيى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطّلب بن هاشم العلوي 224

8140 - يحيى بن زيد بن علي بن محمّد بن أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطّلب بن هاشم أبو الحسين الحسيني الزيدي 229

8141 - يحيى بن سعدون بن تمام بن محمّد أبو بكر الأزدي الأندلسيّ القرطبي المقرئ النحوي 230

8142 - يحيى بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس أبو أيّوب، و يقال: أبو الحارث الأموي 232

8143 - يحيى بن سعيد بن عبد اللّه أبو سالم البهراني الحموي 236

8144 - يحيى بن سعيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي 237

8145 - يحيى بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف أبو عمرو الأموي السعيدي المكّي 238

8146 - يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو، و يقال: ابن قيس بن قهد أبو سعيد الأنصاري 238

8147 - يحيى بن سعيد 265

8148 - يحيى بن سعيد أبو زكريا الأنصاري الحمصيّ العطّار 266

8149 - يحيى بن سليمان بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس الأموي 271

8150 - يحيى بن سليمان بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة ابن عبد شمس الأموي 271

8151 - يحيى بن سليمان 272

8152 - يحيى بن صالح بن بيهس بن زميل بن عمرو بن هبيرة بن زفر بن عاصم بن عوف

ص: 381

ابن كعب بن أبي بكر بن كلاب أبو الوليد الكلابي 272

8153 - يحيى بن صالح أبو زكريا، و يقال: أبو صالح الوحاظي 273

8154 - يحيى بن صفوان 283

8155 - يحيى بن طالب أبو زكريا الأنطاكي، و يقال: الطّرسوسي الأكّاف 283

8156 - يحيى بن طلحة بن عبيد اللّه بن عثمان بن عمرو بن كعب بن [سعد بن تيم بن مرة ابن كعب بن] لؤي بن غالب القرشي التيمي 284

8157 - يحيى بن عبد اللّه بن أسامة القرشي البلقاوي 289

8158 - يحيى بن عبد اللّه بن الحارث أبو بكر القرشي العبدري، المعروف بابن الزجّاج الكاتب 295

8159 - يحيى بن عبد اللّه بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي 296

8160 - يحيى بن عبد اللّه بن الضحّاك بن بابلت أبو سعيد الحرّاني، المعروف بالبابلتّي 296

8161 - يحيى بن عبد اللّه بن محمّد بن سعيد أبو زكريا 301

8162 - يحيى بن عبد اللّه بن وريزة العنسي 301

8163 - يحيى بن عبد اللّه أبو عبد اللّه [الدمشقي]301

8164 - يحيى بن عبد الباقي بن يحيى بن يزيد بن إبراهيم بن عبد اللّه أبو القاسم الأذني 302

8165 - يحيى بن عبد الحميد بن محمّد بن عمرو بن عبد اللّه بن رافع بن عمرو الطائي الحجراوي 305

8166 - يحيى بن عبد الحميد بن يحيى بن عبد الحميد 305

8167 - يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب بن أبي بلتعة أبو محمّد، و يقال: أبو بكر اللّخمي المدني 305

8168 - يحيى بن عبد الرّحمن بن عبد الصّمد بن شعيب بن إسحاق أبو سعيد 311

8169 - يحيى بن عبد الرّحمن بن عمارة بن معلّى أبو زكريا الهمداني الدّقاني 313

8170 - يحيى بن عبد الرّحمن بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي 314

8171 - يحيى بن عبد الرّحمن أبو شيبة الكناني، و يقال: الكندي 314

8172 - يحيى بن عبد الصّمد بن معقل 316

8173 - يحيى بن عبد العزيز بن إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر القرشي المخزومي 317

8174 - يحيى بن عبد العزيز أبو عبد العزيز الأردنّي 317 8175-[يحيى بن عبد الغفار بن عبد المنعم بن إسماعيل أبو الكرم 321

8176 - يحيى بن عبد الواحد بن سليمان بن عبيد اللّه، و يقال: ابن عبد الواحد بن عبيد اللّه ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي 321

8177 - يحيى بن عبد الواحد بن علي بن عبد الواحد بن موحد بن البري أبو عبد اللّه السلمي 322

8178 - يحيى بن عبيد اللّه بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس الأموي 322

ص: 382

8179 - يحيى بن عبيد البلقاوي 322

8180 - يحيى بن عتبة بن عبد السّلام 323

8181 - يحيى بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار أبو سليمان، و يقال: أبو زكريا الحمصي 324

8182 - يحيى بن عثمان أبو زكريا المعروف بالحربي 328

8183 - يحيى بن عروة بن الزبير بن العوّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصي بن كلاّب أبو عروة القرشي الأسدي الزّبيري 332

8184 - يحيى بن علي بن عبد العزيز بن علي بن الحسين بن محمّد بن عبد الرّحمن بن الوليد ابن القاسم بن الوليد أبو المفضّل بن أبي الحسن القرشي، المعروف بابن الصّائغ 341

8185 - يحيى بن علي بن محمّد بن هاشم بن النّعمان بن مرداس بن عبد اللّه أبو العبّاس الكندي الحلبي الخفاف 343

8186 - يحيى بن علي بن محمّد بن المختفي أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطّلب أبو الحسين الزّيدي الحسيني 345

8187 - يحيى بن علي بن محمّد بن عبد اللطيف بن سعيد بن يحيى بن عبد اللطيف بن يحيى ابن عبلة بن صالح بن نعيم بن عدي بن عمرو بن عدي بن الساطع أبو الحسن التنوخي المعري المعروف بابن زريق 346

8188 - يحيى بن علي بن محمّد بن الحسن بن بسطام أبو زكريا التّبريزيّ الخطيب الأديب اللغوي 347

8189 - يحيى بن علي بن محمّد بن زهير أبو القاسم السلمي المعدل المحتسب 350

8190 - يحيى بن عمرو بن عمارة بن راشد بن مسلم، و يقال: ابن كنانة أبو الخطّاب اللّيثي، مولاهم 350

8191 - يحيى بن عمرو بن نوح بن عمرو بن حويّ بن نافع بن زرعة بن محصن بن حبيب بن ثور بن خداش بن سكسك السّكسكي 353

8192 - يحيى بن أبي عمرو، و هو يحيى بن زرعة 353

8193 - يحيى بن عمير الغسّاني 353

8194 - يحيى بن غسّان 354

8195 - يحيى بن الغمر ختن مطر بن العلاء الفزاري 354

8196 - يحيى بن فرقد الدّمشقي 354

8197 - يحيى بن قادم 355

8198 - يحيى بن قطن بن سهل القرشي 355

8199 - يحيى بن قيس بن حارثة بن عمرو بن زيد بن عبد مناة بن أبي الفيض، و اسمه

ص: 383

الحسحاس بن بكر بن وائل بن عوف بن عمرو بن عدي بن عمرو بن مازن بن الأزد، و يقال: بن الحسحاس بن بكر بن وائل بن عوف بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة [بن يحيى] بن مازن بن الأزد الغسّاني 355

8200 - يحيى بن محمّد بن سهل 356

8201 - يحيى بن محمّد بن صاعد بن كاتب أبو محمّد البغدادي الحافظ 356

8202 - يحيى بن محمّد بن عبد الحميد السّكسكي، البتلهي 365

8203 - يحيى بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن عبّاس بن عبد المطّلب بن هاشم 366

8204 - يحيى بن محمّد بن عمران بن أبي الصفيراء الحلبي البالسي 367

8205 - يحيى بن محمّد بن محمّد بن زياد [بن زبّار] أبو صالح الكلبي البغدادي 369

8206 - يحيى بن محمّد بن المسلّم أبو غانم الحلبي، المعروف بابن الحلاوي 370

8207 - يحيى بن محمّد بن يحيى بن حمزة الحضرمي 371

8208 - يحيى بن أبي مالك الهمداني 371

8209 - يحيى بن مبارك الصّنعاني 371

8210 - يحيى بن مسعر بن محمّد بن يحيى بن الفرج أبو زكريا التّنّوخي المعرّي 373

8211 - يحيى بن أبي المطاع القرشي الشّامي 374

8212 - يحيى بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي 377

8213 - يحيى بن معاوية بن يحيى الصّدفي 377

ص: 384

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.