تاریخ مدینة دمشق المجلد 62

هویة الکتاب

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

تفاصيل النشر: بیروت: دارالفکرالمعاصر؛ دمشق: دارالفکر دمشق: معهد الفتح الاسلامي، 1420ق.= 1999م.= 1378 -

دراسة و تحقيق علي شيري

عدد المجلدات: 80

لسان: العربية

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

تصنيف الكونجرس: DS99 /د8 1378 الف243015

تصنيف ديوي: 956/9144

موضوع: تاريخ الإسلام | التاريخ والجغرافيا المحلية | الترجمة الجماعية | رجال

ص: 1

اشارة

ص: 2

الجزء الثاني و الستون

[تتمة حرف النون]

[ذكر من اسمه] نجيب

اشارة

[ذكر من اسمه] (1) نجيب

7842 - نجيب بن عماد بن أحمد أبو السرايا بن أبي فراس الغنوي

7842 - نجيب بن عماد بن أحمد أبو (2) السرايا بن أبي فراس الغنوي

سمع (3) أبا (4) محمّد بن أبي نصر، و أبا نصر (5) منصور بن رامش النيسابوري، و أبا الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن ياسر الجوبري.

روى (6) عنه أبو بكر الخطيب، و أبو محمّد بن الأكفاني، و حدّثنا عنه أبو المعالي بن الشعيري.

أخبرنا أبو المعالي الحسين (7) بن حمزة [بن الحسين] (8)،أخبرنا الأمير أبو السرايا نجيب بن عماد بن أحمد الغنوي (9) في شوال سنة سبع و خمسين و أربعمائة، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان (10)،نا الحسن بن مكرم البزّاز (11)،نا يزيد بن هارون، أنا

ص: 3


1- زيادة منا.
2- تحرفت بالأصل إلى: بن، و المثبت عن ز، و م.
3- أقحم قبلها بالأصل:«سمع أبا محمد الغنوي» و المثبت يوافق عبارة م، و ز.
4- سقطت من م.
5- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
6- أقحم قبلها بالأصل:«روى عنه: أبو بكر الجوبري» و المثبت يوافق عبارة م، و ز.
7- تحرفت في م إلى: الحسن، قارن مع مشيخة ابن عساكر 51/أ.
8- زيادة عن م، و ز، و انظر المشيخة 51/أ.
9- تحرفت بالأصل إلى: اللفتواني.
10- أقحم بعدها بالأصل و م:«نا سليمان» راجع ترجمة خيثمة بن سليمان الشامي الأطرابلسي في سير الأعلام 15/ 412 و ذكر من مشايخه الحسن بن مكرم.
11- بالأصل: البزار، و في م: البرزار، و المثبت عن ز، و راجع ترجمته في سير الأعلام 192/13.

حمّاد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أبي عثمان النهدي، عن عائشة قالت: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«اللّهم اجعلني من الذين إذا أحسنوا استبشروا، و إذا أساءوا استغفروا»[12687].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أخبرنا أبو بكر الخطيب، قال:

نجيب بن عماد بن أحمد أبو السرايا الغنوي الدمشقي، حدّث عن أبي محمّد بن أبي نصر، علقت عنه أحاديث.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال: و نجيب بن عماد بن أحمد الأمير أبو السرايا الغنوي، رأيته بمصر (1)،و دمشق؛ حدّث عن ابن أبي نصر، و لم أسمع منه شيئا.

قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي، حدّثني يعني سعيد الدولة (2) علي بن الحسين الربعي، أن والد أبي السرايا نجيب هو ابن فراس (3) بن عماد الغنوي، و كان صاحب الرقّة مستوليا عليها، و أنه لما استدعاه الحاكم دخل إلى مصر، و معه مائتا جمل تحمل أثقاله، على كلّ جمل جارية له، ثم ولي الشام، و خرج، فلما وصل إلى عسقلان توفي بها، و اقتسم ميراثه فبلغ جملة كثيرة، و كان أبو السرايا هشا خفيف الروح، له شعر جيد في الهجو، و قد أنشدني سعيد الدولة منه شيئا، و قال أبو السرايا يمدح الدزبري (4) و يذكر قتلة صالح بن مرداس (5):

أفسدت صالحا و أصلحت الفاسد *** بساقك (6) القضاب المواضي

و أنالتك في حروبك و السلم *** قصارى الآراب و الأعراض

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد، قال: ورد الخبر من مصر يوم الأربعاء الحادي و العشرين من جمادى الآخرة سنة تسع و خمسين و أربعمائة بوفاة الأمير أبي السرايا نجيب بن أبي فراس، و كان قد حدّث عن أبي محمّد بن أبي نصر، و عبد

ص: 4


1- بالأصل و م: ينصر، و المثبت عن ز.
2- بعدها كلمة في م و ز و رسمها فيهما:«ارلواب» و فوقها ضبة في م و ز، و الكلام متصل في الأصل.
3- بالأصل: فوارس، و المثبت عن د، و ز.
4- غير واضحة بالأصل و م و ز، و هو أنوشتكين الدزبري، مقدم العساكر المصرية، و كان نائب المصريين على الشام، و بيده دمشق.
5- هو صالح بن مرداس الكلابي غلب على الرحبة، ثم على حلب. راجع أخباره في الكامل لابن الأثير 210/9 و ما بعدها (حوادث سنة 399 ه . و ما بعدها).
6- كذا بالأصل و م و ز، و في المختصر: أسياقك العضاب المواضي.

الرّحمن بن محمّد بن ياسر، و أبي نصر منصور بن رامش النيسابوري بشيء يسير وجد له بلاغة منهم و كتب له.

7843 - نخّار بن أوس بن أبير بن عمرو بن عبد الحارث بن لأي بن عبد مناف

7843 - نخّار بن أوس بن أبير بن عمرو بن عبد الحارث بن لأي (1) بن عبد مناف

ابن الحارث بن سعد هذيم (2) بن زيد بن ليث بن سود بن الخاف بن قضاعة

ابن مالك بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان القضاعي (3)

وفد على معاوية.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا - بقراءتي عليه - عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن (4)الدار قطني، نا أبو طاهر القاضي، نا أبو عمران الجوني، نا أبو عثمان المازني، عن أبي عبيدة قال: قال معاوية للنخار العدوي: أخبرني عن أفصح العرب، فقال: و اللّه إني أبغضهم، هم بنو أسد بن خزيمة.

قال الدار قطني: أما النّخّار: فهو النّخّار بن أوس بن أبير بن عمرو من ولد عبد مناف بن الحارث بن سعد بن قضاعة، و كان أنسب العرب، و دخل على معاوية فازدراه، و كان عليه عباءة فقال: إن العباءة لا تكلّمك إنّما يكلّمك من فيها.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي نصر علي بن هبة اللّه قال (5):و أما نخّار أوله نون و بعدها (6) خاء معجمة، و آخره راء: من ولد عبد مناف بن الحارث بن سعد بن قضاعة:

النّخّار بن أوس بن أبير بن عمرو، دخل على معاوية فازدراه و كان عليه عباءة، فقال: إنّ العباءة لا تكلّمك، قال ابن الكلبي: كان أنسب (7) العرب.

أخبرنا أبو العز السلمي - مناولة و إذنا و قرأ عليّ إسناده - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا (8)،أنا أبو النضر العقيلي - يعني: أحمد بن إبراهيم - حدّثني عبيد اللّه

ص: 5


1- الأصل و م: لأبي، و المثبت عن ز.
2- الأصل و م أقحم بعدها: بن هذيم.
3- جمهرة ابن حزم ص 448 قال: و كان أنسب العرب. و الاكمال لابن ماكولا 256/7.
4- تحرفت بالأصل إلى: الحسين، و المثبت عن م، و ز.
5- الاكمال لابن ماكولا 256/7 بتقديم و تأخير في العبارة.
6- الأصل و م: و آخرها، و المثبت عن ز، و الاكمال.
7- الأصل و م و ز: أنسك العرب، و لمثبت عن الاكمال.
8- رواه المعافي بن زكريا القاضي الجريري في الجليس الصالح الكافي 63/3 و انظر الكامل للمبرد 699/2.

اليزيد [ي] (1)،نا محمّد بن حبيب، عن ابن الأعرابي، قال: دخل النخار العدوي (2) النسابة على معاوية و عليه عباءة، فكلّمه فأعرض عنه، فقال: يا معاوية، إنّ العباءة لا تكلّمك إنّما يكلّمك من فيها، فأقبل عليه.

أخبرنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم بن أحمد، عن محمّد بن أبي نصر الأندلسي، أنا منصور بن النعمان الصيمري (3)،أنا الشريف أبو عبد اللّه محمّد بن عبيد اللّه، عن أبي [العباس] (4) عبد اللّه بن عبيد اللّه الصفري، عن أبي بكر الصنوبري، أنا علي بن سليمان الأخفش قال:

قال أبو العباس محمّد بن يزيد: سمعت العتبي يقول: قال معاوية للنّخّار العذري (5)و كان أعلم أهل زمانه: أبغني محدّثا، قال: أ تبغي معي أحدا؟ قال: نعم، أستريح منك إليه، و منه إليك، و أجعله كتوما، فإنّ الرجل إذا أمن الرجل ألقى عليه عجره و بجره.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو الحسين علي بن محمّد ابن عبد اللّه المعدّل، أنا أبو الحسين إسحاق بن أحمد بن محمّد بن إبراهيم الكاذي (6)،أنا أحمد بن يحيى - يعني: أبا العبّاس ثعلبا - قال: قال معاوية للنخار: اطلب لي رجلا، قال:

معي يا أمير المؤمنين ؟ قال: نعم، أستريح منك إليه، و منه إليك، فإن الرجل إذا آخى الرجل ألقى عليه عجره و بجره.

قال أبو العباس: العجر في البطن، و البجر في الرأس.

7844 - نشبة بن حندج بن الحسين بن عبد اللّه بن خالد بن يزيد بن صالح

7844 - نشبة بن حندج (7) بن الحسين بن (8) عبد اللّه بن خالد بن يزيد بن صالح

ابن صبيح بن الحسحاس بن معاوية بن سفيان أبو الحارث المرّي (9)

من أهل الغوطة.

ص: 6


1- زيادة عن م و «ز» و الجليس الصالح.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الجليس الصالح:«العذري» و في الكامل للمبرد «العذري» أيضا، و هذه النسبة إلى عذرة بن سعد هذيم و كان بنو الحارث حلفاء بني عذرة و هم أحد بطونهم. راجع جمهرة أنساب العرب 447.
3- كذا بالأصل و م، و في «ز»: الضميري.
4- سقطت من الأصل، و استدركت عن م، و «ز».
5- بالأصل و م هنا أيضا: العدوي، و المثبت عن «ز»، و انظر ما لاحظناه قريبا.
6- في «ز»: الكادني.
7- بالأصل: نجاح، و في م: جناح، و المثبت عن «ز»، و المختصر.
8- تحرفت بالأصل و م إلى:«أبو» و المثبت عن «ز».
9- تحرفت في م إلى: المروي.

حدّث عن وجوده في كتاب جده الحسين.

سمع منه أبو الحسين محمّد بن عبد اللّه الرازي، و ابنه تمام بقصر ابن أبي عمر بالغوطة.

روى عنه: تمام.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو الحارث نشبة بن حندج بن الحسين بن عبد اللّه بن يزيد (1) بن خالد بن صالح بن صبيح المرّي (2)،بقصر ابن أبي عمر، قال: وجدت في كتاب جدي الحسين بن عبد اللّه المرّي (3)، نا محمّد بن سعيد بن الفضل القرشي، نا مسلمة بن علي، نا حريز (4) بن عثمان، عن سليم بن عامر، عن أبي أمامة عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«اقرءوا القرآن فإنّ اللّه لا يعذّب قلبا وعى القرآن»[12688].

[قال ابن عساكر:] (5) كذا قال تمام، و قلبه: و هو عبد اللّه بن خالد بن يزيد بن صالح ابن صبيح.

كذلك ذكره أبو الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه في قرى دمشق، و قد روى الكتاني هذا الحديث عن تمام في موضع آخر، فقال: نشبة بن حندج (6) بن (7) الحسين بن عبد الرّحمن بن خالد بن صبيح المرّي.

فأخطأ في تسميته (8) عبد الرّحمن، و إنّما هو عبد اللّه، و أصاب في جعله ابن خالد.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا قال (9):و أما حندج أوله حاء مهملة مضمومة، و آخره جيم، فهو نشبة بن حندج، روى عنه تمام بن محمّد الرّازي.

ص: 7


1- بالأصل و م و «ز» هنا: عبد اللّه بن يزيد بن خالد بن صالح» خطأ. راجع ترجمة خالد بن يزيد بن صالح في تهذيب الكمال 425/5 و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب.
2- بالأصل و م هنا: المزني، تصحيف، و التصويب عن «ز».
3- راجع الحاشية السابقة.
4- تحريف بالأصل و م و «ز» هنا إلى: جرير.
5- زيادة منا.
6- الأصل: جندح، و بدون إعجام في م، و المثبت عن «ز».
7- الأصل و م و «ز»: «أبو».
8- الأصل و م: تسمية، و المثبت عن «ز».
9- الاكمال لابن ماكولا 126/3.

قرأت بخط نجا بن أحمد، و ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرّازي في تسمية من كتب عنه في قرى دمشق: أبو الحارث نشبة بن حندج، و ذكر باقي نسبه كما في الترجمة في الغوطة في قرية يقال لها قصر بني عمر سنة خمسين و ثلاثمائة، و الصواب من القولين في نسبه ما قاله أبو الحسين الرازي، و تمام ابنه أخطأ فيه بلا شك.

ذكر من اسمه نصر اللّه

7845 - نصر اللّه بن الحسن بن علوان أبو نصر الربعي الهيتي الشاعر

7845 - نصر اللّه بن الحسن بن علوان أبو نصر الربعي الهيتي (1) الشاعر (2)

سكن دمشق، و كان يتفقه على مذهب الشافعي و ماله (3) ثم مرض مرضة أضنى فيها، ثم أبل منها، فدخل في التخوم، و بلغني عنه أنه سمع بعض الرافضة يذكر أن النبي صلى اللّه عليه و سلم نص على علي بالخلافة يوم غدير خم، و أنّ الصحابة لم ينفذوا ذلك بعد النبي صلى اللّه عليه و سلم، فقال له:

العجب إنّ أبا بكر الصّدّيق لما نصّ على عمر بن الخطاب ثم.. (4) لم يختلف فيه اثنان، و النبي صلى اللّه عليه و سلم [لما نصّ على علي لم يقبل نصه ؟ أ فكان أمر أبي بكر أنفذ من أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم] (5) فأفحمه.

قرأت من شعره بخطه:

أ عندك ضنى إن عراك صدود *** عسى إنّ أيّام الوصال تعود

و تمنح بعد المنع سلمى ودادها *** و تلغي دخول بيننا و حقود

فلا يسقي البحر المبرح بالفتى *** و لا أحضر يوما للقطيعة عود

أتذكر ما قال الوشاة محرّضا *** و ننسى مواثيق لنا و عهود

لئن عاد لي ماضي لياليّ بالحما *** و أيام سعدي إنّني لسعيد

و أصبح ما قدرت من حسن عهدنا *** و ما أخلق البحران و هو جديد

ص: 8


1- بكسر الهاء و سكون الياء نسبة إلى هيت، بلدة فوق الأنبار، من أعمال بغداد (الأنساب) و هيت أخرى: قرية من قرى حوران من ناحية اللوى من أعمال دمشق، و منها نصر اللّه الشاعر المذكور صاحب الترجمة (معجم البلدان).
2- ترجمته في معجم البلدان (هيت)421/5 و خريدة القصر: قسم شعراء الشام 230/1 و الأعلام للزركلي 22/7 و جاء فيه:«نصر».
3- كذا رسمها بالأصل و م و «ز».
4- بياض بالأصل و م و «ز».
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و المثبت عن «ز».

فنقضي لبانات لنا و مآرب *** و قد غاب عنا كاشح و حسود

أرى البيض لا يهوين إلاّ مفارقا *** بها شعرات للشبيبة سود

ألا طال ما أسهرتهن و طال ما *** طرقت تزوراني و نحن رقود

فقد صرت أرضى بالخيال يزورني *** من الليل و هما (1) و النجوم ركود

اشرب مها يمرين هل فيك (2) *** مثل ما تشرب للمتاري (3) أعين و خدود

و يا شجرات البان (4) هل فيك *** مثل ما لنا بمعاني الربوتين (5) تذود

و يا ظبية الجرعاء هل لك مثل *** ما لأم عليّ مقلتان و جيد

و يا ربة العقدين هل حلّ بعدنا *** لديك من العهد القديم حقود

فمن لي بأيام الخليط لصعه (6) *** ربوع المصلى و اللوي و زرود

لئن كنت بادأت اللما عنك نائيا *** فإني بكم صب الفؤاد عميد

و هي أطول من هذا.

توفي بقرية زرّا (7) بعد رجوعه من بصرى، و كان خرج يرثي و اليها في سنة أربع و ستين و خمسمائة (8)(9).

7846 - نصر اللّه بن حمزة بن أسد بن علي أبو الفتح التميمي الكاتب

ولد في سنة سبع و تسعين و أربعمائة، و تأدّب على توفيق بن محمّد، و كان يكتب خطا حسنا، و يذهب و ينظم شعرا صالحا، و كتب في ديوان الإنشاء و مما أنشدت له ما قاله في مرض موته مخاطبا لبعض أصدقائه:

يا أخلائي من بجيلة و التيم (10) *** تميم و من سليم الصيد (11)

ص: 9


1- كذا بالأصل و م، و في «ز»: و هنا.
2- كذا صدره بالأصل و م و «ز».
3- كذا.
4- كذا بالأصل و م، و في «ز»: البطن.
5- مكانها مطموس في م.
6- كذا رسمها بالأصل و م، و في «ز»: يصمه.
7- بدون إعجام بالأصل و م و «ز»، و الصواب ما أثبت عن معجم البلدان، و زرّا تدعى اليوم زرع من حوران، نقله ياقوت عن ابن عساكر.
8- ذكر ياقوت أنه مات سنة 565 (معجم البلدان: هيت).
9- كتب بعد في «ز»: آخر الجزء الثالث بعد السبعمائة.
10- الأصل:«و السم» و في م:«و الستم» و المثبت عن «ز».
11- غير واضحة بالأصل و م و تقرأ:«الصد» و المثبت عن «ز».

اطلبوا رابعا سواي فإنّي *** رابع النعش و البلا و الدود

و توفي في أول المحرم سنة إحدى و ثلاثين و خمسمائة في حياة والده العميد أبي يعلى ابن القلانسي الكاتب.

7847 - نصر اللّه بن محمّد بن عبد القوي أبو الفتح بن أبي عبد اللّه المصّيصي،

ثم اللاذقي الفقيه الشافعي الأصولي الأشعري نسبا و مذهبا (1)

نشأ بصور، و سمع بها أبا بكر الخطيب، و أبا الفتح المقرئ الزاهد، و عليه تفقّه، و أبا القاسم (2) علي بن أحمد بن عمر القصّار الآمدي، و أبا سعيد عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الرّحمن الأبهري، و سمع بدمشق أبا القاسم بن أبي العلاء، و سعد بن أحمد القشيري (3)،و أبا الفرج الأسفرايني، و أبا علي الحسن بن محمّد الساوي، و أبا عمرو مسعود بن علي بن الحسين الأردبيلي، و بالأنبار: أبا الحسن علي بن محمّد بن الأخضر، و ببغداد: أبا محمّد رزق اللّه بن عبد الوهّاب [التميمي] (4)،و بأصبهان (5):أبا منصور بن شكرويه.

و قرأ شيئا من علم الكلام على أبي عبد اللّه محمّد بن أبي بكر القيرواني بصور، ثم قدم دمشق و سكنها و كان صلبا في السّنّة، متجنّبا لأبواب السلاطين، حسن الصلاة، و كان يدرّس في الزاوية الغربية بعد وفاة شيخه أبي (6) الفتح المقدسي إلى أن مات، و وقف وقوفا على وجوه البر.

أخبرنا أبو الفتح الفقيه، أنا أبو منصور محمّد بن أحمد بن علي بن شكرويه بأصبهان، نا محمّد بن إبراهيم بن [جعفر اليزدي، نا محمد بن الحسين بن الحسن القطان، حدثنا إبراهيم بن] (7) الحارث البغدادي، نا يحيى بن أبي بكير بن زهير بن معاوية الجعفي، نا أبو

ص: 10


1- ترجمته في الأنساب (المصيصي) و (اللاذقي)، و معجم البلدان (لاذقية) و اللباب (المصيصي) و (اللاذقي)، و سير أعلام النبلاء 118/20 و تذكرة الحفاظ 1294/4.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و في معجم البلدان: أبا النصر عمر بن أحمد بن عمر القصار الآمدي.
3- كذا بالأصل و م، و في «ز»: النسوي.
4- سقطت من الأصل و استدركت عن م، و «ز».
5- قوله:«بأصبهان، أبا» استدرك على هامش «ز».
6- بالأصل: أبا، و المثبت عن «ز»، و م.
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك لتقويم السند عن م، و «ز».

إسحاق عن (1) عمرو بن الحارث ختن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أخي جويرية قال: و اللّه ما ترك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عند موته دينارا و لا درهما و لا عبدا و لا أمة و لا شيئا إلاّ بغلته البيضاء و سلاحه و أرضا جعلها صدقة[12689].

أخرجه البخاري عن إبراهيم بن الحارث.

سألت الفقيه أبا الفتح عن مولده فقال: في أحد الربيعين أو الجمادين سنة ثمان و أربعين [و أربعمائة] (2) باللاذقية، و توفي رحمه اللّه ليلة الجمعة الثاني من شهر ربيع الأول سنة اثنين و أربعين و خمسمائة بعد نصف الليل، و دفن بعد صلاة الجمعة في مقبرة ابن المصيصي بالباب الصغير، و هو آخر من حدّث بدمشق عن أبي بكر الخطيب.

ذكر من اسمه نصر

7848 - نصر بن أحمد بن سهل بن الأزهر أبو القاسم المدائني

سمع بدمشق أبا بكر محمّد بن خريم العقيلي.

روى عنه: أبو علي منصور بن عبد اللّه بن خالد الخالدي الهروي.

و لم يذكره الخطيب في تاريخه (3).

أخبرنا أبو القاسم الفضل بن يحيى بن صاعد بن سيّار (4) القاضي، و أبو الفتح نصر بن سيار بن صاعد (5) بن سيّار (6)،و أبو العباس عبد المعزّ بن بشر بن أبي العباس المزني الواعظ ، و أبو الفتوح اميرك، و أبو القاسم الحسين ابنا إسماعيل بن أميرك الحسينيان، و أبو

ص: 11


1- تحرفت بالأصل إلى: بن، و المثبت عن «ز»، و م، راجع ترجمة عمرو بن الحارث بن أبي ضرار الخزاعي المصطلقي في تهذيب الكمال 189/14 و فيها سمى من الرواة عنه: أبا إسحاق السبيعي.
2- زيادة عن م، و «ز».
3- ورد في تاريخ بغداد 300/13 ترجمة رقم 7274 نصر بن أحمد بن سهل بن أزهر، أبو القاسم، ذكر ابن الثلاج أنه حدث عن عبيد اللّه بن جعفر بن أعين، و قال: توفي سنة ست و أربعين و ثلاثمائة. لا أدري، صاحب الترجمة أم غيره.
4- الأصل و «ز»، و في م: يسار، تصحيف، مشيخة ابن عساكر 164/ب.
5- كذا بالأصل و م، المشيخة:232/ب.
6- قوله:«و أبو الفتح نصر بن سيار بن صاعد بن سيار» سقط من «ز».

بكر خلف بن الموفق بن أبي بكر الوكيل، و أبو يعلى محمّد بن أسعد (1) بن ذؤيب بن أبي بكر القرشي العبشمي، و أبو روح عبد المولى بن عبد الباقي بن محمّد بن زيد الأزدي، و أبو المعالي عبد الفتّاح و أبو المظفّر عبد المعزّ ابنا (2) عطاء بن عبد اللّه الصيرفي المعدلان بهراة، و أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد بن الموفّق الكسائي.

قالوا: أخبرنا أبو سهل نجيب بن ميمون بن علي الواسطي، أنا أبو علي منصور بن عبد اللّه بن خالد الذهلي، حدّثنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن سهل بن الأزهر المدائني ببغداد، حدّثنا أبو بكر محمّد بن خريم، حدّثنا أبو عبد الغني الحسن بن علي المعاني - و كان من معان - نا عبد الرّزّاق بن همّام، نا مالك بن أنس، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إذا كان يوم عرفة غفر اللّه للحاج (3) المخلص، و إذا كان ليلة المزدلفة غفر اللّه للتجار، و إذا كان يوم منى غفر اللّه للجمّالين، و إذا كان عند الجمرة غفر اللّه (4)للسؤال، و لا يشهد ذلك الموقف خلق ممن قال لا إله إلاّ اللّه إلاّ غفر اللّه له»[12690].

7849 - نصر بن أحمد بن الفتح بن هارونان أبو القاسم الهمداني المؤدّب

7849 - نصر بن أحمد بن الفتح بن هارونان أبو القاسم الهمداني (5) المؤدّب

قدم دمشق سنة تسع و عشرين و أربعمائة، و سكنها، و سمع بها: أبا عبد اللّه بن سلوان، و أبا علي (6) بن أبي نصر، و أبا محمّد عبد اللّه بن الحسين بن عبدان، و أبا بكر خليل بن هبة اللّه بن خليل، و رشأ بن نظيف، و أبا القاسم بن الفرات، و الحسين بن محمّد الحنّائي، و أبا الحسن (7) يحيى بن زيد الحسني الزيدي و غيرهم.

سمع منه الدهستاني، و حدّثنا عنه أبو البركات محفوظ بن الحسن بن صصرى، و أبو الحسن بن زيد المؤدّب، و أبو القاسم بن عبدان، و عبد الرّحمن الداراني.

أخبرنا أبو الحسن علي بن زيد بن علي، أنا أبو القاسم نصر بن أحمد الهمداني (8)

ص: 12


1- كذا بالأصل و م، و في «ز»: سعد. قارن مع المشيخة 177/ب.
2- غير واضحة بالأصل، و في م:«أخبرنا» و في «ز»: «أنا» و الصواب ما أثبت، راجع المشيخة 125/ب و المشيخة 121/ب.
3- كذا بالأصل و م، و في «ز»: للحجاج.
4- من قوله: للتجار إلى هنا سقط من «ز».
5- كذا بالأصل و م، و في «ز»: الهمذاني.
6- الأصل: عبد اللّه، و المثبت عن م، و «ز»، و هو أحمد بن عبد الرحمن بن أبي نصر التميمي ترجمته في سير الأعلام 649/17.
7- كذا بالأصل، و في «ز»، و م: الحسين.
8- كذا بالأصل و م، و في «ز»: الهمذاني.

المؤدّب، و أبو عبد اللّه عبد العزيز بن الحسين الدلال، و أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العبّاس، و أبو طاهر محمّد بن الحسين (1).

- قراءة - قالوا: أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن يحيى بن سلوان المازني، أنا أبو القاسم الفضل بن جعفر المؤذّن، أنا أبو شيبة - بمصر - نا عبد اللّه بن مطيع، نا هشيم، عن الكوثر بن حكيم [عن نافع عن ابن عمر عن أبي بكر الصديق قال: قلت يا رسول اللّه، ما النجاة من هذا الأمر] (2) الذي نحن فيه قال:«شهادة أن لا إله إلاّ اللّه، و أني رسول اللّه»[12691].

ذكر أبو محمّد بن الأكفاني، أن أبا القاسم نصر بن أحمد الهمداني المؤدّب توفي في يوم الجمعة مستهل شهر ربيع الآخر سنة اثنتين و تسعين و أربعمائة بدمشق، و كذا ذكر أبو محمّد بن صابر، و ذكر أبو عبد اللّه بن قيس (3):أنه مات سلخ ربيع الأول، و دفن في مقبرة باب توما.

7850 - نصر بن أحمد بن محمّد بن عجل أبو القاسم العجلي

يروي عن أبيه، و أبي محمّد الحسن بن محمّد بن داود الثقفي، و أبي محمّد عبد اللّه بن محمّد [الحسني] (4) الشاعر.

روى عنه عبد العزيز الكتّاني،[و نجا بن أحمد] (5).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو القاسم (6) نصر (7) بن أحمد بن محمّد بن عجل العجلي - قراءة عليه - ثنا أبي، نا أبو الحسن علي بن إبراهيم المعروف بعلان الكرجي، نا الحسن بن أحمد بن المبارك الطوسي، نا أحمد بن صالح بن رسلان المكني، نا ذو النون بن إبراهيم أبو الفيض (8) المصري، نا ليث بن سعد، عن نافع،

ص: 13


1- قوله:«و أبو طاهر محمد بن الحسين» ليس في «ز»، و أقحم بعدها بالأصل و م: ح و أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العباس.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك عن «ز».
3- كذا بالأصل و م، و في «ز»: قبيس.
4- بياض بالأصل، و في م:«الخ .. ي» و المثبت عن «ز».
5- كلام غير مقروء بالأصل لسوء التصوير، و الزيادة عن م، و «ز».
6- قوله:«أنا أبو القاسم» مكرر بالأصل.
7- تحرفت بالأصل إلى: نصر اللّه. و المثبت عن «ز»، و م.
8- الأصل و م: البيض، و المثبت عن «ز»، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 532/11.

عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«الدنيا سجن المؤمن و جنّة الكافر»[12692].

المعروف أحمد بن صليح (1) بن رسلان و هو فيّومي (2)،يروي عن محمّد بن قطن عن ذي النون.

7851-[نصر بن أحمد] بن مقاتل بن مطكود بن أبي نصر تمريار

7851-[نصر بن أحمد] (3) بن مقاتل بن مطكود بن أبي نصر تمريار (4)

أبو القاسم بن أبي العباس بن أبي محمد السوسي (5)

سمع جده مقاتلا، و أبا القاسم بن أبي العلاء، و أبا عبد اللّه بن أبي الحديد، و سهل بن بشر، و أبا الحسن علي بن الحسن بن أبي الحزوّر، و أبا الحسن علي بن الحسن بن طاوس العاقولي، و أبا عبد اللّه محمّد بن علي بن المبارك الفراء.

كتبت (6) عنه و كان شيخا مستورا، و لم يكن الحديث من شأنه.

أخبرنا أبو الفتح نصر بن أحمد بن مقاتل، نا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو نصر عبد الوهّاب بن عبد اللّه بن عمر المرّي (7)،أنا أبو عمر بن فضالة، حدّثني أبو علي إسماعيل ابن محمّد بن قيراط ، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا شعيب بن إسحاق، نا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن مسلم بن أبي يسار، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن عبادة بن الصامت أنه بايع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على أن لا يخاف في اللّه لومة لائم.

أنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا أبو الفرج سهل بن بشر، أنا أبو رجاء هبة اللّه بن محمّد بن الشيرازي - إجازة - أنشدني أحمد بن عبد اللّه الحافظ ، أنشدني أبو بكر أحمد بن عبد الرّحمن بن أحمد لمنصور الفقيه شعر:

يا راكب الهول و الآفات و الهلكة *** لا تتعبنّ فليس الرزق بالحركة

من غير ربك في السبع العلى ملك *** و من أقام على أرجائها ملكه

ص: 14


1- كذا رسمها بالأصل و «ز»، و في م: صالح.
2- فيومي نسبة إلى فيوم بالفتح و تشديد ثانيه، و هي في موضعين، أحدهما بمصر، و الآخر موضع قريب من هيت بالعراق (راجع معجم البلدان 286/4).
3- ما بين معكوفتين استدرك على هامش الأصل.
4- الأصل: مريان، و في «ز»: يمريان، و في م: ممريان، و المثبت عن المختصر.
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 248/20 و العبر 34/4 و شذرات الذهب 151/4 و مشيخة ابن عساكر 232/أ.
6- بالأصل و م: كتب، و المثبت عن «ز».
7- الأصل و م: المزني، تحريف، و المثبت عن «ز».

سبحانه (1) من لطيف في مشيئته *** أدار فينا بما قد شاءه فلكه

أما ترى البحر و الصياد منتصب *** في ليله و نجوم الليل مشتبكه

قد شدّ أطرافه و الموج يضربه *** و عينه بين عيني كلكل الشبكة

حتى إذا صار مسرورا به فرحا *** و الحوت قد شكّ سفّود (2) الردى حنكه

غدا عليك به صفوا (3) بلا تعب *** فصرت أملك منه للذي ملكه

صنعا من اللّه يعطي (4) ذا بحيلة ذا *** هذا يصيد و هذا يأكل السمكة

قال: و أخبرنا أبو رجاء - إجازة - أنشدنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن صالح المقرئ، أنشدنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم الفقيه، أنشدني أبو يحيى عبد اللّه بن أدران، أنشدنا أبو يحيى زكريا بن يونس، أنشدني أبو بكر بن سختويه:

إنّ المزاح ينبت الضغينة *** و حمل ضغن في الحشا مئونة

و كثرة الضحك من الرعونة *** و الصمت عن فضل الكلام زينه

مات نصر ابن السوسي، و دفن يوم التاسع عشر من ربيع الأول سنة ثمان و أربعين و خمسمائة بمقبرة الباب الصغير.

7852 - نصر بن إبراهيم بن نصر بن إبراهيم بن داود

أبو الفتح المقدسي الفقيه الشافعي الزاهد (5)

أصله من نابلس، و سكن بيت المقدس، و درس بها، و كان قد سمع بها من أبي الحسن ابن السمسار، و ابن عوف (6)،و ابن سعدان (7)،و ابن سلوان (8)،و أبي القاسم بن الطّبيز (9).

و سمع بآمد هبة اللّه بن سليمان، و سليم بن أيوب بصور، و عليه تفقه، و على محمّد بن بيان الكازروني.

ص: 15


1- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
2- السفود: حديدة يشوى بها اللحم.
3- بالأصل: صفو، و المثبت عن «ز»، و م.
4- بالأصل: يعطني، و المثبت عن «ز»، و م.
5- ترجمته في طبقات الشافعية للسبكي 351/5 و النجوم الزاهرة 160/5 و سير أعلام النبلاء 136/19 و تبيين كذب المفتري ص 286.
6- يعني أبا الحسن محمد بن عوف المزني.
7- اسمه محمد بن عبد السلام بن عبد الرحمن بن عبيد، أبو عبد اللّه الجذامي، ترجمته في سير الأعلام 635/17.
8- اسمه محمد بن علي بن يحيى، أبو عبد اللّه المازني الدمشقي ترجمته في سير الأعلام 647/17.
9- اسمه عبد الرحمن بن عبد العزيز بن أحمد أبو القاسم الحلبي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 17/رقم 321.

روى عنه أبو بكر الخطيب، و عمر بن عبد الكريم الدهستاني، و أبو القاسم النسيب.

حدّثنا عنه جدي و خالاي و أبو الحسن الفرضي، و أبو الفتح اللاذقي، و أبو محمّد بن طاوس، و أبو الفضل بن الفرات (1)،و ناصر بن محمود و جماعة سواهم.

و كان قدم دمشق سنة إحدى و سبعين في النصف من صفر، ثم خرج إلى صور، و أقام بها نحو عشر سنين، ثم قدم دمشق سنة ثمانين، فأقام بها يحدّث و يدرّس إلى أن مات بها، و كان فقيها فاضلا، و زاهدا عاملا، أقام بدمشق لم يقبل من أحد من أهلها صلة، و كان يقتات من غلة تحمل إليه من أرض (2) كانت له بنابلس، و كان يخبز له منها (3) كلّ ليلة قرص في جانب الكانون.

و حكى لي (4) ناصر بن عبد الرّحمن النجار، و كان يخدمه من زهده و تقلله و تركه تناول الشهوات (5) أشياء عجيبة.

أخبرنا أبو أحمد عبد السّلام بن الحسن بن علي بن زرعة الصوري (6)-بدمشق - قال (7):حدّثنا الفقيه نصر بن إبراهيم المقدسي، أنا أبو الحسن محمّد بن عوف، أنا أبو بكر محمّد بن سليمان الربعي، نا أبو سعيد محمّد بن أحمد بن فياض، نا أبو سعيد عبد الرّحمن ابن إبراهيم دحيم، نا ابن أبي فديك، حدّثني ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه قال: رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم على هذا المنبر يقول:«من جاء منكم الجمعة فليغتسل»[12693].

سمعت أبا الحسن علي بن المسلم الفقيه يقول: سمعت الشيخ الإمام الفقيه الزاهد أبا الفتح نصر بن إبراهيم بن نصر المقدسي يقول: حدّثني عبد اللّه السّقّاء شيخ صالح كان يجاور الجامع ببيت المقدس قال: كنت أقرأ كل ليلة سورة قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ مائتي مرة، و لا أقرأ بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ ،فرأيت في بعض الليالي مائتي شاة مقطعة الرءوس، و قائلا (8)يقول لي: هذه لك، فقلت: فلم هي مقطعة الرءوس ؟ فقال: لأنك لم تقرأ بسم اللّه الرّحمن الرحيم.

ص: 16


1- غير واضحة بالأصل و م، و نميل إلى قراءتها:«القرة» و المثبت عن «ز».
2- الأصل: أرضه، و المثبت عن م و «ز».
3- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
4- الأصل: له، و المثبت عن «ز»، و م.
5- الأصل: الشبهات، و المثبت عن «ز»، و م.
6- مشيخة ابن عساكر 116/أ.
7- بالأصل و م و «ز»: «قالا».
8- بالأصل و م و «ز»: و قائل.

قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي: حضرت الفقيه نصرا يوما و هو يقرأ جزءا، فجاء في أثناء القراءة قوم، و جاء بعدهم صبي صغير، فلما فرغ الجزء سألوه أن يعيد الفائت فأعاد لهم، فلمّا اتصل سماعهم أراد أن يمسك ثم قال: لا حتى أعيد، فائت هذا الصغير لأنني أخاف أن أسأل عنه، لم كان هؤلاء أحق بالإعادة منه ؟ و أعاد له قائمة.

قال: و سمعت الفقيه يقول: درست على الفقيه سليم من سنة سبع و ثلاثين إلى سنة أربعين ما فاتني منها درس، و لا إعادة، و لا وجعت إلاّ يوما واحدا و عوفيت، و سألته في كم التعليقة التي صنفها جزء؟ فقال: في نحو ثلاثمائة جزء، و ما كتبت منها حرفا إلاّ و أنا على وضوء (1)،أو كما قال: كان الفقيه أبو الفتح - رحمة اللّه عليه - على طريقة واحدة في الزهد في الدنيا، و التنزّه عن الدنيا، و الجري على منهاج السلف من التقشّف و تجنّب السلاطين، و رفض الطمع، و الاجتزاء باليسير مما يصل إليه من غلّة أرض كانت له بنابلس، يأتيه منها ما يقتاته و لا يقبل من أحد شيئا.

سمعت من يحكي أن تاج الدولة تتش بن ألب (2) رسلان زاره يوما، فلم يقم له، و سأله عن أحلّ الأموال التي يتصرف فيها السلطان ؟ فقال الفقيه: أحلّها أموال الجزية، فخرج من عنده و أرسل إليه بمبلغ من المال و قال: هذا من مال الجزية فعرضه على الأصحاب فلم يقبله، و قال: لا حاجة بنا إليه، فلمّا ذهب الرسول لامه الفقيه أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد و قال له: قد علمت حاجتنا إليه، فلو كنت قبلته و فرّقته فينا، فقال له: لا تجزع من فوته، فسوف يأتيك من الدنيا ما يكفيك فيما بعد، فكان كما تفرّس فيه رحمه [اللّه] (3)(4).

و سمعت بعض من صحبه يقول: لو كان الفقيه أبو الفتح في السلف، لم تقصّر درجته عن واحد منهم، لكنهم فاتوه بالسبق، و كانت أوقاته كلها مستغرقة في عمل الخير، إمّا في نشر علم، و إمّا في إصلاح عمل.

و حكي عن بعض أهل العلم أنه قال: صحبت إمام الحرمين أبا المعالي الجويني (5)

ص: 17


1- سير أعلام النبلاء 139/19.
2- تحرفت بالأصل و م إلى: ألد.
3- زيادة منا للإيضاح، سقطت لفظ الجلالة من الأصل و م و «ز».
4- تبيين كذب المفتري ص 286 و سير الأعلام 140/19.
5- هو عبد الملك بن عبد اللّه بن يوسف، إمام الحرمين، أبو المعالي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 468/18.

بخراسان ثم قدمت العراق فصحبت الشيخ أبا إسحاق الشيرازي، فكانت طريقته أحسن من طريقتهما جميعا (1).

سمعت أبا الفتح الفقيه يقول: توفي أبو الفتح الزاهد في يوم الثلاثاء التاسع من المحرم سنة تسعين و أربعمائة، و خرجنا بجنازته بعد صلاة الظهر فلم يمكّنا دفنه إلى قريب المغرب لأن الناس حالوا بيننا و بينه، و كان الخلق متوفرا (2).

ذكر الدمشقيون: أنهم لم يروا جنازة مثلها و أقمنا على قبره سبع ليال نقرأ كلّ ليلة عشرين ختمة (3).

و ذكر أبو محمّد بن الأكفاني أنه توفي يوم الثلاثاء العاشر، و ذكر أبو محمّد بن صابر:

أنه الحادي عشر، و ذكر أبو عبد اللّه بن قبيس: أنه مات في العشر الثاني من المحرم سنة تسعين و دفن بباب الصغير.

7853 - نصر بن حبيب السلامي

أظنه بيروتيا.

حكى عنه محمّد بن شعيب بن شابور حكاية تقدمت في ترجمة مالك بن عبد اللّه الخثعمي.

7854 - نصر بن الحجّاج بن علاط السّلمي البهزي

شاعر كانت لأبيه صحبة، و دار بدمشق، و خصم عبد الرّحمن بن خالد بن الوليد في عبد اللّه بن رباح (4)،و ادّعى أنه أخوه، و قيل: إنّ مخاصمته فيه عند معاوية بمكة حين حجّ معاوية.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلم، عن رشأ بن نظيف، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن أحمد الغساني، أنا أبو بكر محمّد بن جعفر السامري، نا نصر ابن داود الصاغاني، نا خالد بن خداش، حدّثني أبي، نا حمّاد بن زيد، عن هشام بن حسّان، عن محمّد بن سيرين.

ص: 18


1- تبيين كذب المفتري ص 287، و طبقات الشافعية للسبكي 253/5 و سير أعلام النبلاء 140/19.
2- سير أعلام النبلاء 140/19.
3- تبيين كذب المفتري ص 287 و سير الأعلام 140/19.
4- كذا بالأصل و م و «ز»، و في العقد الفريد 133/6 عبد اللّه بن حجاج.

أن معاوية بن أبي سفيان قال ذات يوم: إنّه قد ذهب مني لذة كلّ شيء إلاّ الحديث، فانظروا من بالباب (1)،قالوا: معن بن يزيد، و نصر بن الحجّاج السّلميان، فأذن لهما، فلمّا دخلا قال: تدريان لم بعثت إليكما؟ قالا: نعم، لم يبق لك رحم في العرب إلاّ وصلتها، فأردت أن تصلنا، قال: ليس لهذا بعثت إليكما، و لكنه قد ذهب مني لذة كلّ شيء إلاّ لذة الحديث، فقالا: فقرأنا فيما شئت من أمر الجاهلية و الإسلام فإن شئت أن نوقف لك (2)رفيقا، و إن شئت أن نصدقك صدقناك.

قال: فحمد اللّه معاوية و أثنى عليه ثم قال: إنّا خير قريش، و لو أنّ أبا سفيان ولد الناس لكانوا أكياسا. قال: فحمد اللّه السّلميان ثم قالا: قد ولد الناس من هو خير من أبي سفيان، آدم صلى اللّه عليه و سلم، فمنهم الأحمر و الكيّس، و أما خير قريش لقريش فمحمّد صلى اللّه عليه و سلم، فما أنت فيه فمن ذلك، و أما أنت فشرّ قريش لقريش، أطغيت برّها، و أكفرت فاجرها، كأنا بهم قد سألوا من بعدك ما سألوك فضربت أعناقهم ثم ألقوا في السكك، فكانوا كالزقاق المنتفخة، فقال معاوية: هل سمع هذا الكلام منكما أحد غيري ؟ قالا: لا، قال: فاخرجا و لا يسمعنّه منكم أحد، قال خالد بن خداش: قال أبي: فكأن حمّاد بن زيد ربما قال: صخر أبو عبد الرّحمن.

[قال ابن عساكر:] (3) كذا قال، و إنما هو محمّد بن خالد بن خداش.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن علي بن كرتيلا، أنا أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد، أنا أبو الحسين أحمد بن عبد اللّه بن الخضر، أنا أبو جعفر أحمد بن أبي طالب، حدّثني أبو طالب، حدّثني أبو عمرو، محمّد بن مروان، نا محمّد بن خالد بن خداش بن عجلان المهلبي، نا أبي، نا حمّاد بن زيد، عن هشام بن حسّان، عن محمّد بن سيرين.

أن معاوية قال ذات يوم: إنه قد ذهب مني لذة كلّ شيء إلاّ الحديث، فمن بالباب ؟ قالوا: معن بن يزيد، و نصر بن الحجّاج السّلميان، فأذن لهما، فلمّا دخلا قال: تدريان لم بعثت إليكما؟ قالا: نعم، لم يبق لك في العرب رحم إلاّ وصلتها، فأردت أن تصلنا، قال:

ليس لهذا بعثت إليكما، و لكنه قد ذهب مني لذة كلّ شيء إلاّ الحديث، فقالا: فقرأنا فيما

ص: 19


1- من قوله معاوية... إلى هنا استدرك على هامش «ز»، و تلي بكلمة: صح.
2- كذا بالأصل:«توقف لك رفيقا» و في م:«نرفق لك رفيقا» و في «ز»: «نوفق لك وقفنا» و في المختصر:«نرقق لك رققنا» و هو أشبه.
3- زيادة منا.

شئت من أمر الجاهلية و الإسلام، فإن شئت أن نرفق لك، و إن شئت أن نصدقك صدقناك، قال: فحمد اللّه معاوية و أثنى عليه ثم قال: إنّا خير قريش لقريش، و لو أنّ أبا سفيان [ولد الناس كانوا أكياسا، فحمد اللّه السلميان ثم قالا: قد ولد الناس من هو خير من أبي سفيان] (1)آدم فكان منهم الأحمق و الكيس، و أما خير قريش لقريش فمحمّد، و أنت شرّ قريش لقريش، أنصبت برّها، و أكفرت فاجرها، كأنهم قد سألوا من بعدك ما سألوك فضربت أعناقهم، ثم ألقوا في السكك كالزقاق المنتفخة، فقال: هل سمع هذا الكلام منكما أحد غيري ؟ قالا: لا، [قال:] (2) فاخرجا لا يسمعه منكما أحد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا أبو علي بن الصوّاف، أنا أبو محمّد الحسن بن علي القطّان، نا إسماعيل بن عيسى العطّار، نا أبو حذيفة إسحاق بن بشر القرشي قال: و مرّ عمر بن الخطّاب في جوف الليل في زقاق من أزقة المدينة فإذا امرأة تقول (3):

هل من سبيل إلى خمر فأشربها *** أم من سبيل إلى نصر بن حجّاج ؟

فأصبح فسأل عنه فوصف له، فدعا به، فإذا أجمل الناس، فسيّره من المدينة، و قال:

إنّما أنت أينما كنت فتنة.

[قال ابن عساكر:] (4) هذه منقطعة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، ثنا الحسين بن محمّد، ثنا محمّد بن سعد (5)،أنا عمرو بن عاصم الكلابي، نا داود بن أبي الفرات، نا عبد اللّه بن بريدة الأسلمي قال: بينا عمر بن الخطّاب يعسّ ذات ليلة فإذا امرأة تقول:

هل من سبيل إلى خمر فأشربها *** أم هل سبيل إلى نصر بن حجّاج ؟

فلما أصبح سأل عنه، فإذا هو من [بني سليم، فأرسل إليه فأتاه فإذا هو من] (6) أحسن

ص: 20


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك للإيضاح عن «ز»، و م.
2- سقط من الأصل و م و استدرك للإيضاح عن «ز».
3- عيون الأخبار 23/4.
4- زيادة منا.
5- الخبر و الشعر رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 285/3 في أخبار عمر بن الخطاب.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و م، و «ز»، و استدرك عن ابن سعد.

الناس شعرا (1)،و أصبحهم (2) وجها، فأمره عمر أن يطمّ شعره، ففعل، فخرجت جبهته فازداد حسنا، فأمره عمر أن يعتمّ (3)[ففعل] (4)،فازداد حسنا، فقال عمر: لا و الذي نفسي بيده لا تجامعني بأرض أنا بها، فأمر له بما يصلحه و يسيّره إلى البصرة.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ (5)،نا محمّد بن عبد اللّه الحاسب (6)،نا الحسن بن علي بن نصر الطوسي، نا محمّد بن عبد الكريم، نا الهيثم بن عدي، أنا مجالد، و ابن عياش عن الشعبي قال: بينما عمر يعسّ بالمدينة إذ مرّ بامرأة في بيت و هي تقول:

هل من سبيل إلى خمر فأشربها *** أم هل سبيل إلى نصر بن حجّاج ؟

و كان رجلا جميلا، فقال عمر: أما و أنا حي فلا، فلما أصبح بعث إلى نصر بن الحجّاج فقال: اخرج من المدينة، فلحق بالبصرة، فنزل على مجاشع بن مسعود، و كان خليفة أبي موسى، و كانت لمجاشع امرأة جميلة شابة، فبينما الشيخ جالس و عنده نصر بن الحجّاج إذ كتب في الأرض: أنا و اللّه أحبك (7) فقالت هي:- و هي في ناحية البيت:- و أنا و اللّه، فقال الشيخ: ما قال لك ؟ فقالت: قال لي: ما أصفى لقحتكم (8) هذه، فقال الشيخ: ما أصفى لقحتكم هذه، و أنا و اللّه! ما هذه لهذه، أعزم عليك لما أخبرتني، قالت: أما إذا عزمت فإنه قال: ما أحسن شوار بيتكم فقال: ما أحسن شوار بيتكم، و أنا و اللّه! ما هذه لهذه، ثم حانت منه التفاتة فإذا هو بالكتاب، ثم قال: عليّ بغلام من المكتب، فقال اقرأ، فقال: أنا و اللّه أحبك (9)،فقلت أنت و أنا و اللّه، هذه لهذه: اعتدّي، تزوجها يا ابن أخي إن أردت، و كانوا لا يكتمون من أمرائهم شيئا، فأتى أبا موسى فأخبره. فقال: اقسم باللّه ما أخرجك أمير المؤمنين من خير، اخرج عنا. فأتى فارس و عليها عثمان (10) بن أبي العاص الثقفي، فنزل

ص: 21


1- الأصل و م و «ز»: شعره، و المثبت عن ابن سعد.
2- بالأصل و م: و أصبحه، و المثبت عن «ز»، و ابن سعد.
3- الأصل و م: يقيم، و المثبت عن ابن سعد، و «ز».
4- سقطت من الأصل و م و «ز»، و استدركت عن ابن سعد.
5- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 322/4-323 في ترجمة عامر الشعبي.
6- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الحلية: الكاتب، و بهامشها عن نسخة: الحاسب.
7- بالأصل و م:«أحفظ » و المثبت عن «ز»، و حلية الأولياء.
8- بالأصل: نفحتكم، و المثبت عن م و «ز»، و حلية الأولياء.
9- الأصل و م: أحفظ ، و المثبت عن «ز»، و حلية الأولياء.
10- أقحم بعدها بالأصل:«بن عفان» و المثبت عن «ز»، و م و حلية الأولياء.

على دهقانة فأعجبها، فأرسلت إليه، فبلغ ذلك عثمان بن أبي العاص فبعث إليه، فقال: ما أخرجك أمير المؤمنين و أبو موسى من خير، أخرج عنا، فقال: و اللّه لئن فعلتم هذا لألحقنّ بالشرك، فكتب عثمان إلى أبي موسى، و كتب أبو موسى إلى عمر، فكتب عمر أن جزّوا شعره، و شمّروا قميصه، و ألزموه المسجد.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد ابن أبي نصر، أنا أبو بكر محمّد بن عيسى بن عبد الكريم الطرسوسي، نا أبو عمر أحمد بن محمّد بن عبد الرّحمن الحلبي الطرسوسي، نا محمّد بن عمير بن مسعود، نا قاسم هو ابن (1)جعفر بن سراج (2)،نا محمّد بن سعيد القرشي، نا محمّد بن عثمان بن جهيم بن أبي جهيمة عن أبيه عن جده و كان على ساقه غنائم (3) خيبر مع النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: بينما عمر بن الخطّاب ذات ليلة يعسّ بالمدينة إذ سمع صوت امرأة في بيت و هي تقول:

هل من سبيل إلى خمر فأشربها *** أم هل سبيل إلى نصر بن حجّاج ؟

إلى فتى ما جد الأعراق معتبل (4) *** سهل المحيا كريم غير ملجاج

تمسه (5) أعراق صدق حين تنسبه *** فراج غمّ من المكروب فرّاج

قال: فقال عمر: أ لا أرى معي (6) في مصر رجلا تهتف به الهواتف في خدورها، عليّ بنصر بن الحجّاج فأتي به، فإذا أحسن الناس وجها، و أحسن الناس شعرا أو عينا، فأمر بشعره فجزّ، فبدت له وجنتان كأنهما شقيّ تمر، و أمره فاعتمّ فافتتن النساء (7)،فقال عمر: لا تساكني ببلدة أنا بها، فسيّره إلى البصرة، و ذكر الحديث.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن العلاّف - في كتابه - و أخبرني أبو المعمّر الأنصاري عنه.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن أبي جعفر، و أبو الحسن بن العلاّف، قالا: أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن محمّد، أنا أحمد بن إبراهيم، أنا محمّد بن جعفر، نا الترقفي، نا محمّد بن كثير المصّيصي، مخلد بن الحسين، عن هشام بن حسّان،

ص: 22


1- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
2- في م و «ز»: ابن جعفر السراج.
3- الأصل و م:«ع ؟؟؟ م» و المثبت عن «ز».
4- الأصل: مقبل، و المثبت عن «ز»، و م.
5- كذا رسمها بالأصل، و في م: تمته، و في «ز»: تنميه.
6- كذا رسمها بالأصل و م، و في «ز»: معنا.
7- كذا بالأصل و م، و في «ز»: الناس.

عن محمّد بن سيرين قال: كان عمر بن الخطّاب يعسّ فسمع امرأة و هي تقول:

هل من سبيل إلى خمر فأشربها *** أم هل سبيل إلى نصر بن حجّاج ؟

قال: أما ما كان عمر حيّا فلا، فلمّا أصبح بعث إلى نصر بن حجّاج، فإذا رجل جميل، فقال: اخرج فلا تساكني، فقال: لم، ما ذنبي ؟ قال: اخرج، و اللّه لا تساكني بالمدينة، فخرج حتى أتى البصرة، فكان يدخل على مجاشع بن مسعود السلمي، و كانت له امرأة جميلة، يقال لها الخضيراء، فأعجب بها نصر، و كان يقعد هو و أبو مجاشع يتحدثان و خضيراء معهما، فكتب لها نصر في الأرض كتابا، فقالت: و أنا، فعلم أنه جواب كلام و كانت تكتب، و كان مجاشع لا يكتب، فدعا بإناء فكفأه عليه و دعا كاتبا فقرأه، فإذا هو: إنّي لأحبك حبا لو كان فوقك لأظلّك، و لو كان تحتك لأقلّك، و بلغ نصر ما صنع مجاشع، فاستحيا، فلزم بيته، و ضني حتى صار كالفرخ، فقال مجاشع لامرأته: اذهبي إليه فأسنديه إلى صدرك، و أطعميه الطعام بيدك، فأبت، فعزم عليها، فأسندته إلى صدرها، و أطعمته الطعام بيدها، فلمّا تحامل خرج من البصرة.

قال: و حدّثنا الخرائطي، نا إبراهيم بن الجنيد، نا محمّد بن سعيد القرشي البصري، نا محمّد بن الجهم بن عثمان بن أبي الجهيم (1) عن أبيه، عن جدّه، و كان على ساقة غنائم خيبر حين افتتحها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال: بينما عمر يطوف في سكة من سكك المدينة إذ سمع امرأة و هي تهتف في خدرها:

هل من سبيل إلى خمر فأشربها *** أم هل سبيل إلى نصر بن حجّاج

إلى فتى ماجد الأعراق مقتبل *** سهل المحيا كريم غير ملجاج

تمته أعراق صدق حين تنسبه *** أخي حفاظ عن المكروه فراج

قال عمر: أرى معي في المصر رجلا تهتف به الهواتف في خدورها، عليّ بنصر بن حجّاج، فأتي به، فإذا هو من أحسن الناس وجها و عينا، و شعرة، فأمر بشعره فجزّ، فخرجت له جبهة كأنها شقة قمر، فأمره أن يعتمّ ، فاعتمّ فافتتن النساء بعينيه، فقال عمر: و اللّه لا تساكني بلادا أنا بها، قال: يا أمير المؤمنين، و لم ؟ قال: هو ما أقول لك، فسيّره إلى البصرة، و خشيت المرأة التي سمع منها عمر أن يبدر من عمر إليها شيء، فدسّت إليه أبياتا:

ص: 23


1- بالأصل و م و «ز»: جهم، راجع ترجمته في أسد الغابة 60/5 و قيل: هو أبو جهيمة، و ذكر أنه كان على سياقة غنم خيبر.

قل للإمام الذي تخشى بوادره *** ما لي و للخمر أو نصر بن حجّاج

إني عنيت أبا حفص، بغيرهما *** شرب الحليب و طرف فاتر ساج

إنّ الهوى زمّة [التقوى] (1) فحبسته *** حتى أقرّ بإلجام و إسراج

لا تجعل الظنّ حقا أو تيقّنه *** إنّ السبيل سبيل الخائف الراجي

قال: فبكى عمر، و قال: الحمد للّه الذي حبس التقوى الهوى، قال: و أتى على نصر حين و اشتدّ على أمّه غيبة ابنها عنها، فتعرّضت [لعمر] (2) بين الأذان و الإقامة، فقعدت له على الطريق، فلما خرج يريد صلاة العصر قالت: يا أمير المؤمنين لأجاثينّك بين يدي اللّه ثم لأخاصمنّك، أ يبيت ابني عبد اللّه و عاصم إلى جنبك، و بيني و بين ابني الفيافي و المفاوز و الجبال، فقال لها: يا أم نصر، إنّ عبد اللّه و عاصما لم تهتف بهما العواتق في خدورهن، قال: و انصرفت، و مضى عمر إلى الصلاة، قال: فأبرد عمر بريدا إلى البصرة، قال: فمكث بالبصرة أياما ثم نادى مناديه: من أراد أن يكتب إلى المدينة فليكتب، فإنّ بريد المسلمين خارج، قال: فكتب الناس و كتب نصر بن حجّاج: سلام عليك، أمّا بعد يا أمير المؤمنين (3):

لعمري لئن سيرتني و حرمتني *** فما نلت من عرضي عليك حرام (4)

أ إن (5) غنّت الذّلفاء يوما بمنية *** و بعض أماني (6) النساء غرام

ظننت [بي] (7) الأمر الذي ليس بعده *** بقاء فما لي في النديّ (8) كلام

و يمنعني مما يقول تكرّمي (9) *** و آباء صدق سالفون كرام

و يمنعها مما تمنّت صلاتها *** و حال لها في قومها و صيام

فهاتان (10) حالان فهل أنت راجعي *** فقد جبّ منا غارب و سنام

فقال عمر: أما ولي إمارة فلا، و أقطعه مالا بالبصرة و دارا، قال أبو بكر: رحمة اللّه على

ص: 24


1- سقطت من الأصل و م و استدركت عن «ز».
2- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز»، و م.
3- الأبيات في عيون الأخبار 24/4.
4- عجزه في عيون الأخبار: و ما نلت ذنبا إن ذا لحرام.
5- بالأصل و م:«إن» و المثبت عن «ز»، و عيون الأخبار.
6- الأصل و م: امان، و المثبت عن «ز»، و عيون الأخبار.
7- سقطت من الأصل و م، و استدركت لتقويم الوزن من «ز»، و عيون الأخبار.
8- بالأصل و م:«الندا» و في «ز»: النداء، و المثبت عن عيون الأخبار.
9- الأصل و م: تكرمني، و المثبت عن «ز».
10- البيت ممحو بالأصل و ألفاظه غير مقروءة، استدركناه عن «ز»، و م.

عمر، ما كان أنظره بنور اللّه في ذات اللّه، و أفرسه، كان - و اللّه - كما قال الشاعر:

بصير بأعقاب الأمور (1) برأيه *** كأنّ له في اليوم عينا على غد

و كما قال الآخر:

تريده الإمام إن شاء عفت *** شدّة حوم بتصاريفها

و في مثله:

كأنها في حال إسعافها *** تسمعه صحة تخويفها

و في مثله:

ترى عزمات الرأي حتى كأنما *** تلاحظه في كلّ أمر عواقبه

و ذلك أن نصر بن حجّاج لما نفاه عمر إلى البصرة كان يدخل على مجاشع بن مسعود السّلمي، و كان به معجبا، و كانت لمشاجع امرأة يقول لها الخضيراء، و كانت من أجمل النساء، و كان لا يصبر عنها، و هو يومئذ أمير على البصرة، و كان لشغفه بها يجمعها في مجلسه، فجاءت من مشاجع التفاتة و نصر بن حجّاج يخطّ في الأرض خطوطا، فقالت الخضيراء: و أنا، فعلم مجاشع أنه جواب كلام، و كان مجاشع لا يقرأ، و كانت الخضيراء تقرأ، و انصرف نصر إلى منزله، و دعا مشاجع كاتبا فقرأه فإذا هو: إنّي لأحبك حبّا لو كان فوقك لأظلّك، و لو كان تحتك لأقلّك، و بلغ نصرا ما كان [من] (2) فعل مجاشع بن مسعود، فاستحيا لذلك، و اشتد وجده، و ظهر دنفه، و عظمت بليته، و جلت رزيته، و التحف عليه الأطباء، و امتنع من الغذاء حتى شارف الفناء.

كذلك حدّثناه العباس بن عبد اللّه الترقفي، نا محمّد بن كثير المصّيصي، عن مخلد بن الحسين (3)،عن هشام بن حسان، عن محمّد بن سيرين، عن عمر بن الخطّاب و ما كان من قصة نصر بن حجّاج و أنا ذاكر الحديث بطوله، و ذكر ما آلت إليه حال نصر بن حجّاج في موضعه إن شاء اللّه تعالى، أ لا ترى إلى فراسة عمر ما أوضحها، و إلى ظنّه ما أصدقه، و إلى قبيح ما ارتكبه نصر ما أفظعه.

أنبأنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، و أبو منصور موهوب بن أحمد بن محمّد، قالا:

ص: 25


1- الأصل و م: الأمر، و المثبت عن «ز».
2- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن «ز».
3- كذا بالأصل و م و «ز»: مجالد بن الحسين، و في «ز» هنا: مخلد. و هو ما أثبتناه، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 490/17 طبعة دار الفكر.

أخبرنا المبارك بن عبد الجبار، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا عثمان بن عمرو بن المنتاب، أنا جعفر بن محمّد بن نصير، نا أبو العباس بن مسروق، حدّثني ابن سرّاج يعني عليا، حدّثني فهد ابن سليمان النحاس، نا محمّد بن كثير، حدّثنا مخلد (1)،عن هشام، عن ابن سيرين قال:

مرض مجاشع فعاده نصر بن حجّاج، فكتب في الأرض، و أشرفت عليه امرأة مجاشع:

أحبك حبا لو كان فوقك لأظلّك، و لو كان تحتك لأقلّك، فقالت برأسها: و أنا، فكان مجاشع لا يقرأ و لا يكتب، فأكبّ عليه قدحا، و دخل عليه بعض من يقرأ، فقرأه له فبلغ ذلك نصرا، و مرض مجاشع، فعاده نصر بن حجّاج فكتب في الأرض (2)،فقال مجاشع لامرأته: عزمت عليك لتذهبين فتطعمينه بيدك، و تضميه إلى صدرك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطّار، قالا: أخبرنا أبو طاهر المخلّص، أنا عبيد اللّه السكري، نا زكريا المنقري قال: سمعت الأصمعي يقول لصاحبه نصر بن حجّاج بن علاط السلمي امرأة مجاشع بن مسعود هي شميلة بنت جنادة بن أبي أزهر (3)،حليف بني مخزوم.

أنبأنا أبو الحسن بن العلاّف، و أخبرني أبو المعمر الأنصاري عنه.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو علي بن (4) جعفر الخرائطي (5)،أنا صالح بن أحمد بن حنبل، نا أبي، نا عبد الصّمد بن عبد الوارث، نا داود بن أبي الفرات، نا عبد اللّه بن بريدة قال:

بينما عمر يطوف بالمدينة ذات ليلة إذا بنسوة يتحدّثن، و إذا هنّ يقلن: أي أهل المدينة أصبح ؟ فقالت امرأة منهن: أبو ذئب، فلمّا أصبح سأل عنه، فإذا هو من بني سليم، فأرسل

ص: 26


1- تحرفت بالأصل و م إلى مجالد، و المثبت عن «ز».
2- قوله:«مجاشع، فعاد نصر بن حجاج فكتب في الأرض» كذا بالأصل و م، و سقط من «ز»، و يفهم من عبارتها أن الذي مرض هو نصر، و قد تقدم في روايته سابقة مرضه، و إشرافه على الهلاك.
3- كذا بالأصل و م، و في «ز»: أزيهر. و في تاج العروس (شمل): شميلة بنت أبي أزيهر الدوسي زوج مجاشع بن مسعود السلمي أمير البصرة ثم خلف عليها عبد اللّه بن عباس و كانت جميلة. و في الأغاني(143/19 بولاق) شميلة بنت جنادة ابن بنت أبي أزهر الزهرانية.
4- في «ز»: بن أبي جعفر.
5- زيد بعدها في «ز»: و أبو الحسين ابن العلاف، قالا: أنا أبو القاسم ابن بشران أنا أحمد بن إبراهيم الكندي، أنا محمد بن جعفر الخرائطي.

إليه، فإذا هو من أجمل الناس، فلمّا نظر إليه قال: أنت و اللّه ذقتهن - مرتين أو ثلاثا - و الذي نفسي بيده لا تجامعني بأرض أنا بها، فقال له: إن كنت لا بدّ مسيّرني، فسيّرني حيث سيرت ابن عمي، فأمر له بما يصلحه، ثم سيّره إلى البصرة.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمّد، أنا أبو سليمان حمد ابن محمّد الخطابي، قال: قال نصر بن حجّاج و قد حلقه عمر بن الخطّاب و صلع رأسا لم يصلعه ربه يرف رفيقا بعد أسود حائل.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار قال: قال عمي مصعب بن عبد اللّه عن أبيه، و عن الضّحّاك بن عثمان قال محمّد بن الضّحّاك عن أبيه قال: قال نصر بن حجّاج:

إليك أمير المؤمنين رحلتها *** لأمر أشاب الرأس مني و أنصبا

تقطع بيد الأرض نرجو قضية *** الامام و يجدوها الشريح المثقبا

فأقسم لو لا أن تكون قضية *** لإرواء أمر و حر سنانا و ثعلبا

فمات امرؤ و قد أذهب السيف حزنه *** و ما خير عيش المرء خزيان مغضبا

معاوي إلاّ تعطنا الحقّ تنتصر *** بأسيافنا و الشرّ لم يك مريبا

معاوي مهلا أعطنا الحق منهم *** و هل يجدن مهد عن الحق مذهبا

فما عادلتنا من بعد قبيلة إذا *** نحن أوقدنا من البيض كوكبا

قالا: و قال الضّحّاك بن عثمان: و زعم بعض الناس أن معاوية خيّر عبد اللّه (1) بن رباح (2)،فاختار ولاء عبد الرّحمن.

قال: و حدّثنا الزّبير قال: قال عبد اللّه بن مصعب و الضّحّاك: فقال نصر يعاتبه:

أبا خالد ما لي ثرى و منصب *** سني و أعراق تهزك صاعدا

أبا خالد لا تجعلن بناتنا *** إماء لمخزوم و كن مواجدا

أبا (3) خالد أوصتك أمك حية *** و أوصى أبي عوّاده و العوائدا

أبا خالد خذ مثل مالي وراثة *** و خذني أخا عند الهزاهز شاهدا

ص: 27


1- بالأصل و م: عبيد اللّه، و المثبت عن «ز»، و قد مرّ: عبد اللّه.
2- تقدم أنه عبد اللّه بن حجاج في العقد الفريد 133/6.
3- سقط البيت التالي من «ز».

أبا خالد لا نحن نار و لا هم جنان *** ترى فيها العيون رواكدا

أبا خالد لا ترهبن ابن خالد فما *** كان حجاج ليرهب خالدا

أبا خالد لا تجعلنا وراثة *** تورثها بعد المغيرة عائدا

فما من بني الحجّاج مستبدل به *** من الناس ممن يأكل اللحم والدا

أبا خالد لا ألفينك كالذي *** هراق لريعان السراب المزاودا

قال: و حدّثنا الزّبير، حدّثني محمّد بن يحيى، عن أخيه عبد اللّه بن يحيى قال: قال نصر بن حجّاج لعبد الله بن رباح (1):

أقول أخي فيما أقول و إنه *** ليعلم قلبي أنه لرباح

قفا حبشي وجهه و التفاتة *** و ساقا ظليم روحت لا اح (2)

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو منصور محمّد بن علي بن إسحاق الكاتب، أنا أبو بكر أحمد بن بشر بن سعيد الحرقي (3)،نا أبو روق أحمد بن محمّد ابن بكر الهزاني (4)،نا أبو حاتم السجستاني، قال: قال هشام: نا ابن بكّار بن نافع اللؤلؤي قال: قال نصر بن حجّاج بن علاط لمعاوية بن أبي سفيان:

إذا متّ مات الجود و انقطع الندى *** من الناس إلاّ من قليل مصرد

و جفّت أكفّ السائلين و أمسكوا *** من الدين و الدنيا... (5) مخدد

فلمّا سمع معاوية هذا الشعر جعل يبكي و يقول: يا بنت قرظة، اسمعي إلى مرثيتي، و أنا حيّ .

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدار قطني قال: و أما معرّض (6):فمعرّض بن الحجّاج بن علاط ، أمّه أم شيبة بنت أبي طلحة، هو الذي قتل يوم الجمل، قال فيه أخوه نصر بن حجّاج بن علاط :

ص: 28


1- بالأصل و م و «ز» هنا: عبيد اللّه بن أبي رباح.
2- كذا بالأصل و م «ز»، و كتب على هامش «ز»: كذا بالأصل.
3- في «ز»: الحوفي.
4- بالأصل:«الهدابي» و في م:«الهذا؟؟؟ ى» و في «ز»: «المقرانى» و الصواب ما أثبت: الهزاني بكسر الهاء و تشديد الزاي، كما في الأنساب.
5- الكلام متصل بالأصل و م، و فراغ في «ز»، و كتب على هامشها: كذا بالأصل.
6- ضبطت عن الاكمال 211/7 بضم الميم و فتح العين و كسر الراء و تشديدها.

لقد فزعت نفسي لذكر معرّض *** و عينيّ جاءت بالدموع شئونها

و ذكر غير الدارقطني أن معرّضا أخو الحجّاج بن علاط ، و أنّ الشعر للحجّاج، و قد تقدم (1).

7855 - نصر بن الحجّاج القرشي

روى عن الأوزاعي.

روى عنه: ابنه عمرو بن نصر.

تقدم له حديث في ترجمة محمّد بن نصر بن عمرو عن (2) أبيه، و حديث في ترجمة ابنه (3).

أخبرنا أبو محمّد السلمي، نا أبو محمّد التميمي، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد بن جعفر بن هشام الكندي، نا أبو بكر محمّد بن عمرو بن نصر بن الحجّاج القرشي، حدّثني أبي، عن أبيه نصر بن الحجّاج، حدّثني الأوزاعي، عن هارون بن رئاب، عن أنس بن مالك أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«يبعث أهل الجنّة في صورة آدم عليه السلام ميلاد ثلاثة و ثلاثين مردا، جردا مكحّلين»[12694].

7856 - نصر بن الحسن بن زكريا، و يقال: ابن الحسن بن القاسم

أبو القاسم الجزري (4)

سكن دمشق، و سمع بها: أبا محمّد بن أبي نصر، و عبد الواحد بن أحمد بن مشماش.

روى عنه: أبو الفتيان عمر بن أبي الحسن بن سعدويه الحافظ .

أنا (5) ناصر بن الحسن بن القاسم البالسي أبو القاسم الجزري (6) بدمشق في أيام

ص: 29


1- ورد البيت من ضمن عدة أبيات في ترجمة الحجاج بن علاط في كتابنا تاريخ مدينة دمشق 111/12 رقم 1214 و فيه: جادت بدل جاءت.
2- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: بن.
3- تحرفت في م، و «ز» إلى: أبيه. راجع ترجمة عمرو بن نصر بن الحجاج في كتابنا تاريخ مدينة دمشق 436/46 رقم 5411.
4- بالأصل و م: الحرزني، و في «ز»: الخزري.
5- كذا ورد السند بالأصل و م و «ز»، و ثمة سقط في الكلام.
6- الأصل و م: الحرزني، و في «ز»: الخزري.

اليزيد (1)،أنا عبد الرّحمن بن أبي نصر العفيف، أنا إبراهيم بن محمّد العطّار، حدّثنا يحيى ابن جعفر، أنا أبو المنذر، نا داود بن قيس، عن زيد بن أسلم، عن حمران، عن عثمان أنه توضّأ فقال: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم توضأ مرة مرة.

[قال ابن عساكر:] (2) كذا قال، و هو نصر بن الحسن.

أخبرنا بالحديث عاليا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز بن أحمد - لفظا - و علي بن محمّد بن أبي العلاء، و غنائم بن أحمد الخيّاط ، و علي بن الخضر بن عبدان، و أبو نصر بن طلاّب، قالوا: أخبرنا عبد الرّحمن بن أبي نصر، فذكر بإسناده مثله.

أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن عمر، أنا نصر بن الحسن بن زكريا البالسي أبو القاسم الجوهري (3)-قراءة عليه بدمشق في باب البريد - أنا عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم ابن معروف، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن أبي ثابت، نا عمران بن بكّار، نا علي بن عيّاش، نا حفص، حدّثني علقمة، عن محارب قال: دخلنا على جابر بن عبد اللّه فقدّم إلينا خبزا و خلا، ثم قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«نعم الإدام الخل»[12695].

أخبرنا أبو الحسن الفرضي و جماعة، قالوا: أخبرنا أبو القاسم بن أبي العلاء، قالا:

و حدّثنا ابن أبي نصر، أنا إبراهيم بن محمّد بن أبي ثابت، فذكره.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني قال: و فيها - يعني - سنة أربع و ستين و أربعمائة، توفي أبو الفتح نصر بن الحسن (4) بن إبراهيم البالسي الجوهري، حدّث عن أبي محمّد عبد الواحد بن مشماش بجزء وجد بلاغة فيه.

7857 - نصر بن الحسن بن أبي القاسم بن أبي حاتم بن الأشعث

أبو الليث، و أبو الفتح الشاشي التّنكتي (5) التاجر (6)

سمع بنيسابور: أبا الفتح ناصر بن الحسين العمري الفقيه، و أبا الحسين عبد الغافر بن

ص: 30


1- كذا رسمها بالأصل، و في م و «ز») البريد، و سيرد في الخبر التالي:«في باب البريد» و هو أشبه.
2- زيادة منا.
3- كذا بالأصل و م و «ز» هنا: الجوهري.
4- تحرفت في «ز» هنا إلى: الحسين.
5- التنكتي: بضم التاء و سكون النون و فتح الكاف نسبة إلى تنكت، و هي مدينة من مدن الشاش وراء جيحون و سيحون (انظر الأنساب و اللباب) و في معجم البلدان بضم الكاف.
6- ترجمته في معجم البلدان 50/2 و الأنساب (التنكتي) و اللباب 224/1 و سير أعلام النبلاء 90/19 و جذوة المقتبس ص 356 و بغية الملتمس ص 476 و تذكرة الحفاظ 1200/3 و تحرف فيه إلى الشكتي، و شذرات الذهب 379/3 و تحرف فيه إلى: السكشي.

محمّد الفارسي، و أبا حفص بن مسرور، و أبا بكر أحمد بن منصور بن خلف، و أبا العباس أحمد بن عمر بن أنس العذري بالأندلس، و بمصر: أبا القاسم علي بن محمّد بن علي الفارسي، و أبا الحسن عبد الملك بن عبد اللّه بن محمود بن مسكين، و أبا القاسم عبد الرّحمن بن المظفّر بن عبد الرّحمن الكحال، و أبا الحسن علي بن محمّد بن بقاء الورّاق، و الشريف أبا إبراهيم أحمد بن القاسم بن ميمون (1) بن حمزة الحسيني.

و قدم دمشق غير مرة مجتازا إلى المغرب، و حدّث بصحيح مسلم في الأندلس.

روى عنه: غيث بن علي، و سمع منه بصور، و أبو الحسن طاهر بن مفوّر (2) بن عبد اللّه بن مفوّز المعافري (3)،و سمع منه ببلنسية (4)،و حدّثنا عنه أبو القاسم بن السّمرقندي.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الفتح أبو الليث نصر بن الحسن بن أبي القاسم الشاشي البوبكى (5) نزيل سمرقند بقراءتي عليه من أصله، قلت له: أخبركم أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف المعري (6) النيسابوري - قراءة عليه و أنت تسمع، أنا أبو محمّد (7)الحسن بن علي بن محمّد الدمشقي، نا أبو عبد اللّه محمّد (8) بن عبد الملك الدينوري، نا محمّد بن إبراهيم،[أبو عبد الله العبدي، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بمصر، حدثنا مسلم بن إبراهيم] (9) عن شعبة، عن أبي الزّبير، عن جابر أن النبي صلى اللّه عليه و سلم جمع بين الظهر و العصر، و المغرب و العشاء من غير خوف و لا علّة و لا مطر[12696].

قرأت على أبي الحسن سعد الخير بن محمّد بن سهل، عن أبي عبد اللّه الحميدي

ص: 31


1- بالأصل و م:«أحمد بن القاسم عبد الرحمن بن المظفر ميمون بن حمزة» و المثبت عن «ز».
2- كذا بالأصل و م، و في «ز»: مفاوز، في الموضعين، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 88/19.
3- الأصل و م و «ز»: المغافري.
4- بلنسية: السين مهملة مكسورة و ياء خفيفة: كورة و مدينة مشهورة بالأندلس متصلة بحوزة كورة تدمير، شرقي قرطبة (معجم البلدان).
5- كذا رسمها بالأصل، و في م:«ال ؟؟؟ و؟؟؟ كى» و في «ز»: «البرتكي» و لعله تصحيف «التنكتي» أو «التركي».
6- الأصل، و م، و «ز»: المغربي.
7- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
8- الأصل و م: بن محمد، و المثبت عن «ز».
9- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن «ز»، و م و لتقويم السند.

قال (1):نصر بن الحسن بن أبي القاسم بن أبي حاتم بن الأشعث الشاشي التنكتي (2)،أبو الفتح، نزيل سمرقند، دخل الأندلس، و حدّث بها بكتاب مسلم بن الحجّاج في الصحيح، و سمع أيضا هنالك من أبي العباس أحمد بن عمر بن أنس العذري، و جماعة من المشايخ، و لقيناه ببغداد و سمعنا منه، و كان رجلا جميل الطريقة، مقبول اللقاء، ثقة، فاضلا، و ذكر أن مولده سنة ست و أربعمائة.

كتب إليّ أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل يخبرني في تذييله تاريخ نيسابور قال (3):

نصر بن الحسن بن أبي القاسم التنكتي أبو الفتح، و أبو الليث شيخ معروف، مستور، ورع، بهي المنظر، حسن الزي و الشارة، سمع الحديث من مشايخ الطبقة الثانية، و سمع صحيح مسلم من الشيخ عبد الغافر، و خرج إلى بلاد المغرب و الشام، و طاف في الدنيا، و روى الحديث ثم عاد إلى نيسابور، و كان معه أوقار من أجزاء الحديث التي جمعها، توفي ليلة الثلاثاء السابع و العشرين من ذي القعدة سنة ست و ثمانين و أربعمائة، و كان مولده سنة ست و أربعمائة.

7858 - نصر بن الحسين بن سليمة أبو القاسم الطبري

7858 - نصر بن الحسين بن سليمة (4) أبو القاسم الطبري

قدم دمشق طالب علم، و سمع بها: أبا محمّد بن أبي نصر، و حدّث بها عن أبي القاسم عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد بن جعفر السقطي.

روى عنه: أبو سعد الرازي السمّان، و علي الحنّائي، و عبد العزيز الكتاني، و أدركه أجله بدمشق.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو القاسم نصر بن الحسين ابن سليمة الطبري - قدم علينا طالب علم - نا عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد بن (5) جعفر السقطي، نا أبو جعفر محمّد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب الطائي، نا علي بن حرب،

ص: 32


1- رواه أبو عبد اللّه محمد بن أبي نصر فتوح الأزدي الحميدي في كتابه جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس ص 356.
2- الأصل:«السكى» و في م:«السك ؟؟؟ ى» و المثبت عن «ز»، و جذوة المقتبس.
3- المنتخب من السياق لتاريخ نيسابور ص 466 رقم 1590.
4- بالأصل و م: سلمة، و المثبت عن «ز»: سليمة.
5- الأصل و م: أبو، و المثبت عن «ز».

نا [أبو] (1) داود الحفري (2)،نا سفيان، عن أيوب، عن معاذة، عن عائشة قالت: ما أمر النبي صلى اللّه عليه و سلم امرأة تقضي الصلاة و هي حائض[12697].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني قال: توفي صديقنا و صاحبنا أبو القاسم نصر بن الحسين بن سليمة الطبري - من أهل طبرستان - يوم الأربعاء الرابع و عشرين من جمادى الأولى سنة ست عشرة و أربعمائة، حدّث بشيء يسير، و قدم علينا دمشق، يكتب الحديث، كتب عنه شيئا عظيما و استورق.

7859 - نصر بن الحسين أبو الفتح المروزي الفقيه المقرئ الواعظ

حدّث بدمشق سنة ثمانين و أربعمائة عن أبي بكر محمّد بن إسماعيل بن بنّون (3)التفليسي التاجر نزيل نيسابور، و أبي عاصم الفضيل بن يحيى بن الفضيل (4) الهروي.

سمع منه أبو الفضل عبد الكريم بن عبد القادر بن إسماعيل، و أبو القاسم، و أبو محمّد ابنا صابر، و أبو إسحاق بن يونس.

أنبأنا أبو محمّد بن صابر، أنا الشيخ أبو الفتح نصر بن الحسين سنة خمس و ثمانين و أربعمائة، أخبرنا الشيخ الزاهد أبو عاصم الفضيل بن يحيى بن الفضيل بن محمّد الفضيلي، نا عبد الرّحمن بن أبي شريح، أنا عبد اللّه بن محمّد المنيعي.

ح و أخبرناه عاليا أبو الحسن [علي] (5) بن هبة اللّه بن عبد السّلام، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، قالا: أخبرنا أبو محمّد الصريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، أنا عبد اللّه ابن محمّد، نا علي بن الجعد، أنا شعبة، عن محمّد بن المنكدر قال: سمعت جابر يقول:

استأذنت على النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:«من هذا؟» فقلت: أنا، فقال:«أنا أنا» كأنه كرهه[12698].

7860 - نصر بن حمزة بن مالك بن الهيثم الخراساني

7860 - نصر بن حمزة بن مالك بن الهيثم الخراساني (6)

ولي إمارة دمشق من قبل عبد اللّه بن طاهر في خلافة المأمون.

ص: 33


1- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن «ز»، و انظر الحاشية التالية.
2- الأصل: الجعفري، تصحيف، و التصويب عن م و «ز»، و هو عمر بن سعد أبو داود الكوفي، راجع ترجمته في سير الأعلام 415/9.
3- بدون إعجام بالأصل و م، و المثبت عن «ز»، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 11/19.
4- تحرفت بالأصل إلى الفضل، و المثبت عن «ز» و م، راجع ترجمته في سير الأعلام 397/18.
5- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن «ز».
6- ترجمته في تحفة ذوي الألباب 273/1 و أمراء دمشق ص 91.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي قال: و لما رجع عبد اللّه بن طاهر من مصر إلى دمشق عزل صدقة بن عثمان (1) و ولّى دمشق نصر بن حمزة بن مالك بن الهيثم، حدّثني بذلك محمّد ابن أحمد بن غزوان، عن أحمد بن المعلّى، عن صالح بن البختري.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل بن مطكود، أنا جدي أبو محمّد، أنا أبو علي الأهوازي، نا عبد الوهّاب بن عبد اللّه المري (2)،أنا محمّد بن سليمان الربعي، أنا محمّد بن الفيض الغسّاني، قال: سمعت أبي يقول: صلى بنا عبد اللّه بن كثير القارئ فقرأ:

و إذ قال إبراهام لأبيه (3) فبعث إليه نصر بن حمزة و كان الوالي بدمشق، فخفقه بالدرة خفقات و نحّاه عن الصلاة، و هذا الفعل من نصر بن حمزة [جهل، فإن هذه قراءة عبد اللّه بن عامر قارئ أهل الشام و ذكر أبو الحسن محمد بن أحمد بن القواس الوراق فيما نقلته من خطه: قال: مات نصر بن حمزة] (4) بن مالك ببغداد في ذي الحجّة سنة أربع و ثلاثين، فدفن في مقابر قريش.

7861 - نصر بن زكريا أبو عمرو

7861 - نصر بن زكريا أبو عمرو (5)

و أظنه سكن بخارى.

سمع بدمشق: هشام بن عمّار، و أحمد بن [أبي] (6) الحواري، و بغيرها: قتيبة بن سعيد، و عمّار بن الحسن النسائي (7)،و محمّد بن عبيد بن حسّاب، و عبد اللّه بن موسى بن شيبة الأنصاري، و إسحاق بن راهويه، و يحيى بن أكثم القاضي.

روى عنه ليث بن نصر البخاري، و أبو حاتم محمّد بن عمر بن شاذويه البخاري، و خلف بن محمّد، و عبد اللّه بن إسحاق البخاري، و أبو عوانة الأسفرايني، و خيثمة بن سليمان، و أبو محمّد الحسن بن حليم المروزي، و أحمد بن سعيد المعداني.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبي، أنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن بن محمّد،

ص: 34


1- هو صدقة بن عثمان المري، ترجمته في تحفة ذوي الألباب 273/1 و تقدمت ترجمته في كتابنا تاريخ مدينة دمشق 28/24 رقم 2862.
2- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: المزني.
3- سورة الأنعام، الآية:74.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك للإيضاح عن «ز».
5- ترجمته في ميزان الاعتدال 251/4.
6- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن «ز».
7- في «ز»: عمار بن الحسين النسابي، تصحيف، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 428/13.

أنا أبو عوانة الأسفرايني، نا نصر بن زكريا البلخي - بمكة - نا أبو رجاء البغلاني (1)،نا الليث، عن ابن أبي جعفر، عن بكير بن عبد اللّه، عن بشر بن سعيد، عن زينب الثقفية أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«إحداكن إلى المسجد فلا تقربن طيبا»[12699].

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا الحاكم أبو عبد اللّه، نا ليث بن نصر البخاري، نا أبو عمرو نصر بن زكريا، نا هشام بن عمّار، نا حمّاد بن عبد الرّحمن، نا إسماعيل بن إبراهيم الأنصاري، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عبّاس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«ثلاث من كنّ فيه أو واحدة منهن فليتزوج من الحور العين حيث شاء: رجل ائتمن على أمانة و أدّاها مخافة اللّه، و رجل حلّ (2) عن قاتله، و رجل قرأ في دبر كل صلاة قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ عشر مرّات»[12700].

7862 - نصر بن شاكر بن عمّار أبو رجاء والد أحمد بن أبي رجاء

حدّث عن جرير بن عبد الحميد، و حفص بن غياث.

روى عنه: أحمد بن أبي الحواري.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، حدّثني عبد العزيز بن أحمد الكتاني، و أخبرني الحسن بن علي بن عبد الصّمد اللّبّاد (3)،قالا: أخبرنا عبد الوهّاب الميداني، أنا أبو بكر أحمد بن عبد الوهّاب (4) بن محمّد بن الحسين اللّهبي، أنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن العباس ابن الدرفس، نا أحمد بن أبي الحواري، نا أبو رجاء نصر بن شاكر، نا جرير، عن ليث بن أبي سليم، عن عبد الرّحمن بن الأسود بن يزيد النخعي، قال: إن تمام التحية المصافحة.

قال: و حدّثنا أبو رجاء، نا جرير، عن رقبة بن مصقلة، عن عبد اللّه بن عيسى قال: كان يقول: من قرأ القرآن، و صلّى على النبي صلى اللّه عليه و سلم ثم دعا، فقد التمس الخير في مظانه.

قال أبو رجاء: عبد اللّه بن عيسى هو ابن أبي ليلى (5).

ص: 35


1- هذه النسبة إلى بغلان، و هي بلدة من نواحي بلخ، كما في الأنساب و ضبطها السمعاني بفتح الباء و سكون الغين، ذكره السمعاني و اسمه: قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف بن عبد اللّه أبو رجاء البغلاني.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المختصر: خلّى.
3- تحرفت بالأصل و م إلى: اللبان، و المثبت عن «ز»، و الاكمال لابن ماكولا 150/7.
4- من قوله: الميداني.. إلى هنا سقط من «ز».
5- هو عبد اللّه بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، أبو محمد الكوفي، ترجمته في تهذيب الكمال 405/10.

أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد، و أخبرني أبو المعمر المبارك بن أحمد عنه.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن أبي جعفر (1)،و علي بن محمّد، قالا: أنا عبد الملك بن محمّد، أنا أحمد بن إبراهيم، أنا محمّد بن جعفر الخرائطي، نا عمر بن محمّد أبو حفص النسائي، نا أحمد بن [أبي] (2) الحواري، نا أبو رجاء نصر بن شاكر، نا حفص بن غياث قال: لقي (3) أبو إسحاق السبيعي - يعني - الفضيل بن عياض فقال:

و اللّه إنّي لأحبّك و لو لا الحياء لقبّلتك.

7863 - نصر بن العبّاس بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي

دخل بلاد الأندلس ثم رجع إلى الشام (4)،له ذكر.

7864 - نصر بن عبد اللّه أبو محمّد الطبراني

حدّث عن أبي القاسم صدقة بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن الدّلم (5).

روى عنه: علي بن محمّد الحنائي.

قرأت بخط أبي الحسن الحنائي، أخبرنا أبو محمّد نصر بن عبد اللّه الشامي الطبراني، نا صدقة بن محمّد بن أحمد بن محمّد القرشي، نا عثمان بن محمّد الذهبي، نا زكريا بن يحيى الناقد، نا خالد بن خداش، نا حمّاد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، عن مالك بن أنس، عن الزهري، عن عبد اللّه بن محمّد بن علي، عن أبيه - زاد في حديث الحنائي: يعني عن جده و قالا-: عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه نهى عن متعة النساء[12701].

كذا في أصل هذه الرواية، و الحديث محفوظ من حديث يحيى بن مالك، و فيه ذكر عليّ بإسناده.

7865 - نصر بن علي بن المقلّد بن نصر بن المنقذ بن [محمد بن منقد بن] نصر

7865 - نصر بن علي بن المقلّد بن نصر بن المنقذ بن [محمد بن منقد بن] (6) نصر

ابن هاشم (7) أبو المرهف الكناني

ملك حصن شيزر بعد أبيه مدة طويلة، و لما قدم مالك شاه الشام سلم إليه اللاذقية

ص: 36


1- من هنا.. إلى قوله: الخرائطي سقط من «ز».
2- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن «ز».
3- بالأصل: ألقى، و المثبت عن «ز»، و م.
4- جمهرة أنساب العرب ص 89.
5- كذا بالأصل و م، و في «ز»: الديلم، تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 266/17.
6- الزيادة عن «ز».
7- في م: هشام.

و أفامية (1) و كفر طاب، و قدم دمشق من أطرابلس (2) لأخذ أبيه حصن الدولة بن منزو إلى أبي الحسن بن عمّار لمّا تزوجها ذكر لي الأمير أبو المغيث منقذ بن مرشد بن منقذ أنه كان جوادا كريما، شجاعا، صواما قواما و كان بارّا بأبيه، حسن الفعل معه.

حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن أبي سلامة مرشد بن علي قال: مات جدي الأمير أبو الحسن، و تولى الأمر بعده عمي عز الدولة أبو المرهف نصر، و هو الذي ربّى إخوته، و كان نصر من زهّاد المسلمين، و أهل القرآن، و كان له شعر في الزهد، و كان برّا بوالده، فعمل فيه والده:

جزى اللّه نصرا خير ما جزيت به *** رجال قضوا فرض العلا و تنفلوا

هو الولد البرّ اللطيف فإن رمى *** به حادث فهو الحمام المعجل

سألقاك يوم الحشر أبيض واضحا *** و أشكر عند اللّه ما كنت تفعل

و هي عدة أبيات، زادني فيها أبو المغيث عن أبيه لجده:

إلى اللّه أشكو من فراقك لوعة *** ثبتت في الأحشاء يوم تزلزل

تفديك يا نصر رجال محلهم *** من المجد و الإحسان أن يتقوّلوا

و حدّثنا أبو عبد اللّه قال: و لما مرض عزّ الدولة... (3) ما كان له من شعر، فمن ذلك ما كان [والدي يحفظه حين أتته أمشاط من مصر آبنوس و عاج، فأنشده:] (4)

كنت أستعمل البياض من الأمشاط *** عجبا بلمتي و شبابي

فاتّخذت السواد في حالة الشيب *** سلوا عن الصبا بالتصابي

أنشدني أبو المظفّر أسامة بن مرشد بن علي الكناني و كتبه لي بخطه، أنشدني والدي أبو سلامة مرشد بن علي، أنشدني أخي أبو المظفّر نصر لنفسه:

كنت أستعمل البياض من الأمشاط *** عجبا بلمتي و شبابي

فاتّخذت السواد في حالة الشيب *** سلوا عن الصبا بالتصابي

ص: 37


1- أفامية: مدينة حصينة من سواحل الشام و كورة من كور حمص، و يسميها بعضهم فامية (معجم البلدان).
2- في «ز»: الطرابلسي.
3- غير مقروءة بالأصل، و تقرأ في م و «ز»: غسل.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن «ز».

أنشدني أبو المغيث منقذ بن مرشد، أنشدني أبو سلامة، أنشدت (1) أخي أبا المرهف قول الشاعر:

كنت أستعمل السواد من الأمشاط *** و الشّعر في سواد الدياجي

أتلقّى مثلا بمثل فلما *** صار عاجا سرّحته بالعاج

فلما كان من غد أنشدني لنفسه:

كنت أستعمل البياض من الأمشاط *** عجبا بلمتي و شبابي

فاتّخذت السواد في حالة الصبا *** سلوا عن الصّبا بالتصابي

حدّثنا أبو عبد اللّه بن منده، قال: لم يكن الغدر يعرفه أهل الشام، فوفد أبو مسلم بن سليمان على والي حلب ظنا منه أن الناس كانوا كما يعهد فقبضه و حبسه و ضيق عليه، و قال:

تسلم إليّ المعرّة، فقال: أنا واحد من ثناة (2) المعرة، فقطع عليه خمسة آلاف دينار، و لم يكن يعرف في الشام غير ذهب مصر، فكتب إلى عمي عزّ الدولة أبياتا و كان فقيرا لكثرة صلته الناس:

أيا نصر يا ابن الأكرمين و من *** ملك البلاد... (3) الفجر

أ هذا كتاب من أخ ثقة *** يشكو إليك نوائب الدهر

فامنن بما أوليت من حسن *** هذا أوان النفع و الضرّ

فنقد إليه ستة آلاف دينار، فخلّص نفسه بخمسة آلاف و فضل له ألف دينار، و لما توفي وجد في خريطته ثبت من ينقذ له كلّ سنة ما يمونه، فكان فقراء في مصر و فقراء في مكة، و المدينة، و بغداد، و أصبهان، و خراسان، و بلاد الساحل، و دمشق، و حلب، فكان جملة ما يخرجه عليهم من الصدقة كلّ سنة من العين عشرين ألف دينار، و مات؛ و قد أخرج كلّ ما خلّفه والده، و مغل (4) كفرطاب و أفامية و عزاز (5) و أسفونا (6) و شيزر، و حماة، و الحبس (7)،

ص: 38


1- الأصل و م، و «ز»: أنشدني، و المثبت عن المختصر.
2- كذا رسمها بالأصل و م و «ز».
3- رسمها بالأصل: بطارفق، و في م و «ز»: بطارمق.
4- كذا رسمها.
5- رسمها بالأصل و م و «ز»: و علاز، و لعل الصواب ما أثبت: عزاز، و هي بليدة فيها قلعة و لها رستاق شمالي حلب بينهما يوم (معجم البلدان).
6- أسفونا بالفتح ثم السكون و ضم الفاء و سكون الواو: اسم حصن كان قرب معرة النعمان بالشام (معجم البلدان).
7- كذا رسمها بالأصل و م، و تقرأ في «ز»: و الحبس، راجع معجم البلدان 215/2.

و اللاذقية، و لقي عليه سبعمائة دينار سلم إلى أربابها ملك استغلوه حتى استوفوا ما لهم.

حدّثني والدي قال: دخلت عليه سحرا في بعض الأيام، فوجدته نائما و قد كادت الصلاة أن تفوت، فقلت لمن عنده، ينام أخي حتى يقرب فوات الصلاة ؟ فقالت: صلى العشاء الآخرة، فو اللّه لم تقع عليه جنب على الأرض حتى صلى الفجر و نام، و هذا دأبه منذ صحبته، فرأيت (1) رجليه و هي و اللّه سوداء وارمة أشدّ ما يكون من الورم، قال لي أبو المغيث: توفي بمصر في جمادى الآخرة سنة إحدى و تسعين و أربعمائة بشيزر.

7866 - نصر بن غانم بن عامر بن عبد اللّه بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب

ابن لؤي بن غالب القرشي العدوي (2)

أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم.

و خرج إلى الشام مجاهدا، فمات في طاعون عمواس.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أخبرنا [أبو] (3) جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار قال (4):فولد غانم بن عامر: نصر ابن غانم، و أبا حثمة (5) بن غانم، و أمّهم (6) أم سفيان [بنت سفيان] (7) بن نقيد (8) بن بجير بن عبد قصي، هلك نصر بن غانم و ولده في طاعون عمواس.

7867 - نصر بن الفتح أبو القاسم السّامري الصائغ السراج المعروف بابن مدلج

حدّث بدمشق عن أبي محمّد سليمان بن شعيب الكسائي المصري.

روى عنه: أبو هاشم عبد الجبّار بن عبد الصّمد السلمي المؤدّب.

أنبأنا أبو محمّد بن صابر، أنا سهل بن بشر، أنا أبو الحسن علي بن الخضر بن سليمان

ص: 39


1- من قوله: الآخرة... إلى هنا سقط من «ز».
2- ترجمته في الإصابة 554/3 رقم 8705 و نسب قريش للمصعب ص 369.
3- سقطت من الأصل و استدركت عن م و «ز».
4- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 369.
5- بالأصل و م و «ز»: خيثمة، و المثبت عن نسب قريش.
6- كذا بالأصل و م و «ز»: و أمهم.
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك عن «ز»، و نسب قريش.
8- في الأصل و م:«بن نقيد بن خير بن نقيد» و في «ز»: بن بقية بن يحيى بن نقيد و المثبت يوافق عبارة نسب قريش.

السلمي - إجازة - أنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، حدّثني أبو هاشم، حدّثني أبو القاسم نصر بن الفتح المعروف بابن مدلج السّامري الصائغ (1)،حدّثنا أبو محمّد سليمان بن شعيب ابن سليمان بن كيسان الكسائي، حدّثنا بشر بن بكر البجلي (2)،نا الأوزاعي، حدّثني موسى ابن يسار، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه أنه لقي امرأة تعصف ريحها، فقال: يا أمة الجبار، المسجد تريدين ؟ قالت: نعم، قال: و له تطيّبت ؟ قالت: نعم، قال: فارجعي فإنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«ما من امرأة تخرج إلى المسجد يعصف ريحها، فيقبل اللّه منها صلاة حتى ترجع فتغتسل»[12702].

قرأت بخط أبي محمّد بن الأكفاني، و ذكر أنه نقله من خط بعض أصحاب الحديث في تسمية من سمع منه بدمشق: نصر بن الفتح السراج في طبقة فيها: ابن جوصا، و أبو الدحداح، و أسند منهما، سمع منه سنة ثلاث عشرة و ثلاثمائة.

7868 - نصر بن القاسم بن الحسن أبو الفتح الأنصاري المقدسي الفقيه المقرئ

قدم دمشق، و سمع بها أبا القاسم بن أبي العلاء، و أبا محمّد بن البرّي، و نصر المقدسي.

ثم رجع إلى بيت المقدس و أقام بها إلى حين استولى عليها الإفرنج - خذلهم اللّه - فقدم دمشق و استوطنها إلى أن مات بها.

كتبت عنه، و هو الذي لقّنني (3) القرآن، و كان ثقة، و كان يصلّي في مسجد عمر الذي على الدرج، و يلقن فيه القرآن، و يصلّي التراويح في مسجد علي بن الحسن، و كان متعصبا في السّنّة.

أخبرنا أبو الفتح نصر بن القاسم، أنا أبو محمّد بن البرّي، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان، نا إبراهيم بن أبي العباس - قاضي الكوفة - نا عبيد اللّه بن موسى، و قبيصة، عن يونس بن أبي إسحاق.

ص: 40


1- بالأصل: الصانع، و المثبت عن «ز»، و م.
2- غير مقروءة بالأصل، و في م: البلخي، و المثبت عن «ز». و هو بشر بن بكر التنيسي، أبو عبد اللّه البجلي، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 59/3.
3- تقرأ بالأصل: يتغنى، و المثبت عن «ز»، و م.

ح و أخبرنا خيثمة قال: و حدّثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة (1)،نا عبيد اللّه بن موسى، نا يونس بن أبي إسحاق، عن الشعبي عن علي قال: رأى النبي صلى اللّه عليه و سلم أبا بكر و عمر مقبلين، فقال:«هذان سيّدا كهول أهل الجنّة من الأولين و الآخرين إلاّ النبيين و المرسلين، لا تخبرهما يا علي»[12703].

قال لي أبو سعد بن السمعاني: سألت نصر بن القاسم المقدسي عن مولده ؟ فما عرفه، غير أنه قال: كان لي من زلزلة الرملة سنتان، و ولدت ببيت المقدس.

و ذكر أبو غالب همام (2) بن الفضل بن جعفر بن علي بن المذهب (3):أن زلزلة الرملة كانت سنة ستين و أربعمائة، توفي أبو [الفتح] (4) نصر بن القاسم ليلة الاثنين السابع أو الثامن عشر من شعبان سنة تسع و ثلاثين و خمسمائة، و دفن يوم الاثنين بعد الظهر في مقبرة الباب، و حضرت دفنه و الصلاة عليه.

7869 - نصر بن قتيبة أبو الفتح العتبي

7869 - نصر بن قتيبة أبو الفتح العتبي (5)

روى عن داود بن رشيد، و محمّد بن كثير المصيصي، و أبي عبيدة بن الفضيل بن عياض.

روى عنه: جعفر العديسي (6)،و ابن شعيب (7).

أخبرنا أبو محمّد بن (8) حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد قال: سمعت نصر بن قتيبة يقول: حدّثنا داود بن رشيد، نا الوليد بن مسلم، عن صدقة بن يزيد، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«كيف بكم إذا كنتم من دينكم كرؤية الهلال»[12704].

ص: 41


1- بالأصل: غزوة، و في م:«عروة» كلاهما تصحيف، و المثبت عن «ز».
2- بالأصل: تمام، و المثبت عن «ز»، و م.
3- كذا بالأصل و «ز»، و في م: المهذب.
4- سقطت من الأصل و م، و في «ز»: القاسم.
5- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المختصر: القتبي.
6- كذا رسمها بالأصل و م و «ز»، و لعله تصحيف: عدبّس، فهو جعفر بن محمد بن جعفر بن هشام أبو عبد اللّه الدمشقي، ابن بنت عدبس، ترجمته في سير الأعلام 570/15.
7- هو محمد بن هارون بن شعيب، أبو علي، ترجمته في سير الأعلام 528/15.
8- كتب فوق الكلام بين السطرين بالأصل.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم، نا عبد العزيز الكتاني - لفظا - و أبو علي الحسن بن عقيل بن قريش، قالا: أخبرنا أبو محمّد بن أبي نصر، نا أبو علي محمّد بن هارون بن شعيب الأنصاري قال: سمعت أبا الفتح نصر بن قتيبة العتبي يقول: حدّثنا محمّد بن كثير المصّيصي سنة ست عشرة و مائتين، نا الأوزاعي، حدّثني يحيى بن أبي كثير، حدّثني أبو سلمة بن عبد الرّحمن، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم صلّى على جنازة فكبّر عليها أربعا، ثم أتى قبر الميت فحثى عليه من قبل رأسه ثلاثا[12705].

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: سنة اثنتين و ثلاثمائة فيها مات أبو الفتح نصر بن قتيبة.

7870 - نصر بن اللّيث بن سعد أبو منصور البغدادي الورّاق

7870 - نصر بن اللّيث بن سعد أبو منصور البغدادي الورّاق (1)

رحل و سمع سليمان بن عبد الرّحمن [بدمشق، و يزيد بن عبد الله بن موهب بالرملة.

روى عنه: محمد بن مخلد، و عبيد اللّه بن عبد الرحمن] (2) السكري، و علي بن إسحاق المادرائي.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أخبرنا - و أبو الحسن بن سعيد (3)،نا - أبو بكر الخطيب (4)،أنا أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي القاضي (5)-بالبصرة - نا علي بن إسحاق المادرائي (6)،نا أبو منصور نصر بن اللّيث، نا يزيد بن موهب، نا عيسى بن طارق، ذكره عن عيسى بن يونس، عن مجالد، عن الشعبي، عن خفاف بن عوانة، عن عثمان بن عفّان قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«الإيمان يمان، و رجاء الإيمان في قحطان، و القسوة و الجفاء فيما ولد عدنان، حمير رأس العرب و نابها، و الأزد كاهلها و جمجمتها، و مذحج هامتها و غلصمتها، و همدان غاربها و ذروتها، اللّهمّ أعزّ الأنصار الذين أقام اللّه بهم الدين،

ص: 42


1- ترجمته في تاريخ بغداد 291/13.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل هنا، و استدرك للإيضاح عن م، و «ز»، و قد جاءت الأسماء متداخلة مع سند الخبر التالي.
3- بالأصل و م: سعد، و المثبت عن «ز».
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 291/13.
5- سقطت اللفظة من تاريخ بغداد.
6- بالأصل و م و «ز»، و تاريخ بغداد: المادراني، و الصواب ما أثبت و هذه النسبة إلى مادرايا قال السمعاني و ظني أنها من أعمال البصرة، و في معجم البلدان: قرية فوق واسط من أعمال فم الصلح.

و الأنصار [هم] (1) الذين آووني، و نصروني، و آزروني، و حموني، و هم أصحابي في الدنيا، و هم شيعتي في الآخرة، و أوّل من يدخل بحبوحة الجنّة من أمّتي».

قال: و أخبرني محمّد بن طلحة الكناني (2)،حدّثنا محمّد بن العباس، أنا محمّد بن مخلد، نا نصر بن اللّيث بن سعد الورّاق أبو منصور، نا سليمان بن عبد الرّحمن (3).

قال الخطيب (4):نصر بن اللّيث بن سعد أبو منصور الورّاق، حدّث عن يزيد بن موهب الرملي، و سليمان بن عبد الرّحمن الدمشقي، روى عنه محمّد بن مخلد، و عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، و علي بن إسحاق المادرائي (5).

قال الخطيب: أنا محمّد بن عبد الواحد، أنا محمّد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي و أنا أسمع قال: و مات أبو منصور نصر بن اللّيث يوم الأربعاء لثمان عشرة خلت من شعبان سنة سبعين - يعني: و مائتين.

7871 - نصر بن محمّد بن أحمد بن يعقوب بن منصور

أبو الفضل بن أبي نصر الطّوسي العطّار

محدّث مشهور في بلده.

رحل و سمع خيثمة بن سليمان، و أحمد بن سليمان بن زبّان (6) الكندي، و محمّد بن الحسن بن إبراهيم بن فيل، و أحمد بن يوسف المنبجي، و محمّد بن محمّد الكرخي (7)، و الحسن بن حبيب الحصائري، و سليمان بن أبي سلمة الفقيه بالرقة، و عمر بن الحسن الأشناني، و سليمان بن أحمد بن أبي صلاية الملطي، و أبا العباس بن عقدة، و خلف بن محمّد بن إسماعيل الخيام، و عبد اللّه بن محمّد الشرقي، و أبا حامد بن بلال، و أبا بكر محمّد ابن الحسين القطّان، و الحسين بن إسماعيل المحاملي، و محمّد بن محمّد (8) بن مخلد، و الحسين بن يحيى بن عيّاش، و أبا سعيد بن الأعرابي، و عمر بن الربيع بن سليمان، و محمّد ابن وردان العامري، و محمّد بن سعيد الحرّاني الحافظ ، و عمر بن علي الجوهري المروزي، و أحمد بن بهزاد بن مهران و جماعة سواهم.

ص: 43


1- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن «ز»، و تاريخ بغداد.
2- تحرفت بالأصل إلى: الكتاني، و المثبت: الكناني، عن «ز»، و م، و تاريخ بغداد.
3- كذا بالأصل و م و «ز».
4- تاريخ بغداد 291/13.
5- الأصل و م و «ز»، و تاريخ بغداد: المادراني.
6- الأصل و م و «ز»: زيان، تصحيف.
7- الأصل و م: الكوكى، و المثبت عن «ز».
8- قوله:«بن محمد» ليس في «ز»، و م.

روى عنه: الحاكم أبو عبد اللّه، و أبو سعد الجنزرودي (1)،و أبو الحسن علي بن أحمد ابن محمّد بن الحسن الجرجاني الأصبهاني، و أبو عبد الرّحمن السلمي، و أبو عبد اللّه محمّد ابن علي الخبّازي (2) المقرئ، و أبو نعيم الأصبهاني، و أبو حازم عمر بن إبراهيم العبدوي (3)الحافظان، و أبو سعد سعيد بن محمّد الشعيبي، و أبو نصر أحمد بن الحسن بن محمّد بن علي ابن الشاه المروزي، و أبو مسلم غالب بن علي الرّازي الحافظ .

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أخبرنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو الفضل نصر بن محمّد بن أحمد بن يعقوب العطّار الطّوسي، أخبرنا أبو أيوب سليمان بن أحمد الملطي، نا محمّد بن حفص المكي، نا أبو حاتم الرّازي، نا سلام بن سليمان، نا أبو عمرو بن العلاء، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«ما بين قبري و منبري روضة من رياض الجنّة»[12706].

قال: و أخبرنا أبو الفضل نصر بن محمّد الطّوسي العطّار، أنا سلميان بن أبي صلاية، نا رضوان بن مخيمر، نا ذو النون، نا سالم الخوّاص، نا جعفر بن محمّد، عن أبيه عن جدّه، عن أبيه عن علي قال: أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مناديه فنادى:«من ضيق طريقا فلا جهاد له»[12707].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن الجنزرودي (4)، أنا الشيخ أبو الفضل نصر بن أبي نصر بن أبي نصر العطّار الطّوسي، و هو نصر بن محمّد بن أحمد بن يعقوب بن منصور، أنا أبو داود سليمان بن يزيد بن سليمان - بقزوين - نا أبو الضّحّاك (5) بن الصلت، نا عبد الكريم بن روح بن عنبسة البصري، مولى عثمان بن عفّان، نا عيسى بن ميمون، عن هشام بن عروة، عن أبيه عن عبد اللّه بن عمرو.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خرج و هو معصوب الرأس من وجع، فصعد المنبر، فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال:«يا أيها الناس ما هذا الكتاب الذي تكتبون، أ كتاب مع كتاب اللّه، يوشك أن

ص: 44


1- في م: الخيررودي.
2- إعجامها مضطرب بالأصل و م و «ز» راجع ترجمته في سير الأعلام 44/18.
3- في «ز» العبدوني، ترجمته في سير الأعلام 333/17.
4- في م: الخيررودي.
5- بعدها في م و «ز» فراغ بمقدار كلمتين، و كتب على هامش «ز»: بياض بالأصل.

يغضب اللّه لكتابه فلا يدع في رقّ و لا في يد أحد منه شيئا إلاّ أذهبه» فقالوا: يا رسول اللّه، فكيف بالمؤمنين و المؤمنات يومئذ؟ قال:«من أراد اللّه به خيرا أبقى في قلبه لا إله إلاّ اللّه»[12708].

أنبأنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، أخبرني نصر بن محمّد، نا أبو علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك (1)-بدمشق - فذكر عنه حكاية.

أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن التبريزي (2)،أنا أبو العباس أحمد بن عبد الغفّار بن أحمد بن أشتة، نا أبو الحسن علي بن أحمد الجرجاني، قال: سمعت نصر بن محمّد بن أحمد بن يعقوب، أنشدني أبو بكر الشبكي رحمه اللّه:

عيدي مقيم و عيد الناس منصرف *** و القلب مني عن اللّذات منحرف

و لي قريبان ما لي منهما خلف *** طول الحنين عين دمعها يكف

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: نصر بن محمّد بن أحمد بن يعقوب العدل، أبو الفضل بن أبي نصر الصوفي الطّوسي العطّار (3)،و هو أحد أركان الحديث بخراسان، و بالجبال، و العراق، و الحجاز، و مصر، و الشام، و الجزيرة، أول رحلته كانت إلى مرو، ثم نيسابور، ثم خرج إلى العراق سنة ثلاثين و ثلاثمائة، و انصرف إلى خراسان سنة تسع و ثلاثين، و قد جمع من الحديث ما لم يجمعه كثير أحد، و صنّف و جمع و حدّث سنين و مات بالطابران (4) يوم الثلاثاء الرابع و العشرين من المحرم سنة ثلاث و ثمانين و هو ابن ثلاث و سبعين سنة، و لم يخلف يوم مات بهذه الديار أحسن حديثا منه هذا في الحديث، فأمّا في علوم الصوفية و أخبارهم و لقاء شيوخهم و كثرة مجالستهم فإنه يوم توفي لم يخلف بخراسان مثله في التقدّم.

ص: 45


1- تحرفت بالأصل إلى: عبد اللّه، و المثبت عن «ز»، و م، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء383/15.
2- رسمها بالأصل و م:«؟؟؟» و المثبت عن «ز»، قارون مع المشيخة 234/ب.
3- بالأصل أقحم بعدها: الطوسي، حذفناها، فهي مكررة، و المثبت يوافق رواية «ز»، و م.
4- الطابران إحدى قصبتي طوس.(راجع معجم البلدان).

7872 - نصر بن محمّد بن إبراهيم أبو الفتوح الأذربيجاني المراغي الصوفي

7872 - نصر بن محمّد بن إبراهيم أبو (1) الفتوح الأذربيجاني المراغي (2) الصوفي

قدم دمشق زائرا لبيت المقدس.

و حكى عن أبي حامد الغزالي، و غيره.

حكى عنه أبو سعد عبد الكريم بن محمّد بن منصور.

كتب إليّ أبو سعد السمعاني بخطه و نقلته منه قال: سمعت أبا الفتوح نصر بن محمّد بن إبراهيم المراغي الصوفي - إملاء بآمل طبرستان يقول: اجتمع الأئمة: أبو حامد الغزالي، و إسماعيل الحاكمي، و إبراهيم الشباكي الجرجاني، و أبو الحسن البصري، و جماعة كثيرة من أكابر الغرباء في مهد عيسى عليه السلام بالبيت المقدس و أنشد قوّال هذين البيتين:

فديتك لو لا الحب كنت فديتني *** و لكن...................... (3)

أتيتك لما ضاق صدري من الهوى *** و لو كنت تدري كيف شوقي أتيتني

فتواجد أبو الحسن البصري وجدا أثّر في الحاضرين، و دمعت العيون، و مزقت الجيوب، و توفي محمّد الكازروني بين الجماعة في الوجد.

قال المراغي: و كنت معهم حاضرا و شاهدت ذلك.

7873 - نصر بن محمّد بن عبيد اللّه أبو القاسم البغدادي الكاتب

حدّث بدمشق عن أبي محمّد عبيد اللّه بن الحسن بن عبد الرّحمن القاضي الصابوني روى عنه: أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد بن الطيّان.

أنبأنا أبو طاهر بن الحنائي، عن أبي بكر الطيّان.

و أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، أنا أبو الحسن أحمد بن الحسين بن مهدي الطرابلسي - إجازة - قال: أخبرنا أبو [الحسين بن أحمد الغساني الدمشقي بمدينة طرابلس، أنا أبو القاسم نصر بن محمد بن عبيد الله] (4) البغدادي الكاتب بدمشق، نا أبو محمّد عبيد اللّه بن الحسن

ص: 46


1- بالأصل و م:«بن» و المثبت عن «ز».
2- المراغي: نسبة إلى مراغة، بلدة من بلاد أذربيجان (الأنساب).
3- بالأصل و م الكلام متصل و تداخل البيتان، و اضطربا، و المثبت عن «ز» و فيها فراغ بعد: و لكن، و كتب على هامشها: كذا بالأصل.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك لتقويم السند عن «ز» و قد جاء فيها:«أبو الحسين بن أحمد الغساني..» كذا.

ابن عبد الرّحمن [القاضي الصابوني، نا أحمد بن حرب، نا سفيان، عن الزهري، عن حميد ابن عبد الرحمن] (1) بن عوف، و محمّد بن النعمان بن بشير (2) أنهما سمعا النعمان يقول:

نحلني أبي غلاما فأمرتني أمي أن أذهب إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فأشهده على ذلك فقال:«أ كل ولدك أعطيته ؟» قال: لا، قال:«فاردده»[12709].

7874 - نصر بن محمّد الثعلبي

7874 - نصر بن محمّد الثعلبي (3)

قدم دمشق، و مدح بها خالي أبا المعالي القاضي بقصيدة:

سقى اللّه من أهوى على النأي و القلا *** سحاب إذا ما أخلف المزن هتّان (4)

إذا ما استمرت الريح صوبه *** تهلل مهماز العشية مرنان

فكم أرب فيها قضبت و لذّة حب *** و عود الزهر أخضر فينان

ليالي عين الهجر عنا كليلة *** و طرف النوى لا عاد يطرف و سنان

و في الحي بيضاء للعوارض طفلة *** إذا ما تثنى قدها خجل البان

تخالف نصفاها: فنصف إذا انثنت *** نشيط ، و نصف حين تنهض كسلان

و أغيد يصطاد القلوب بلذة *** له طاعة مني و له منه عصيان

و بالشط من حيّ قشير جآذر *** من الانس ينكرن الأنيس و غزلان

إذا ما سحبن الرّيط (5) ضوعن للصبا *** نسيم كما ضاع الخزامة و البان

فيا ليت شعري هل يعود زماننا *** و نحن و هم بالدوسرية (6) جيران

هي الدار لا انفكت تجدّد لوعتي *** و إن هي أخلتها (7) دهور و أزمان

و قد أغتدي و الليل قد مدّ ثوبه *** و نجم الثريا في المعارف و سنان

بحائلة الاتساع (8) مالت من السرى *** كما مال من رشف الزجاجة نشوان

تدوس الحصا أخفافها و هو لؤلؤ *** و يرفعها من فوقها و هو مرجان

ص: 47


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن «ز»، لتقويم السند.
2- الأصل و م: بشر، و المثبت عن «ز».
3- كذا بالأصل، و بدون إعجام في م، و في «ز»: «التغلبي».
4- سحاب هتان، كشداد، هتنت السماء انصبت، أو هو من المطر فوق الهطل (تاج العروس: هتن).
5- الريط جمع ريطة، و هي المنديل. أو هي كل ملاءة غير ذات لفقين، أو كل ثوب لين رقيق.
6- الدوسرية: قلعة جعير (تاج العروس: دسر).
7- الأصل: اختلتها، و المثبت عن «ز»، و م.
8- كذا، في الأصل و م، و «ز».

إلى خير من يستمطر الخير عنده *** و يقصد مغناه ركاب و ركبان

إلى ربع مولاي الكريم محمّد *** جواد نعمته للمكارم أعيان

كريم تقاضاه المعالي شروطها *** كما يتقاضى بارد الماء ظمآن

خصم غرقنا في نداه (1) كأننا *** بعير إذا في لجّة البحر حيتان

لبيت من القوم الذي عهدتهم (2) *** فأعطوا فما منوا. و قالوا فما مانوا

و من فضله قد شاع في الخلق ذائع *** كما طال فوق السبعة الشهب كيوان

فصغر بهرام و بخل حاتم *** و جبن بسطام و غلط لقمان

إذا قلت فيه المدح خفت انتقاده *** عليّ كأنّي باقل و هو سحبان

فعش عمر نوح عالي القدر نائلا *** من الفضل ما قد نال منه سليمان

7875 - نصر بن مسرور بن محمّد أبو الفتح الزهيري العمّاني

7875 - نصر بن مسرور بن محمّد أبو الفتح الزهيري العمّاني (3)

من أهل عمّان (4)،مدينة البلقاء.

سكن ببيت المقدس، و سمع بها: أبا الفتح محمّد بن إبراهيم بن محمّد الطرسوسي.

روى عنه: أبو بكر الخطيب، و أبو الفتح نصر بن إبراهيم.

أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الواحد، أنا أبو بكر الخطيب، أنا نصر بن مسرور العمّاني، أنا أبو الفتح محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن يزيد الطرسوسي، أنا محمّد بن محمّد بن داود الكرخي، نا أبو أمية - هو محمّد بن إبراهيم الطرسوسي (5)-نا عمرو ابن حكام، نا شعبة، عن الأعمش عن مسلم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه قال:«ما من أيام العمل فيها أفضل من هذه الأيام» يعني أيام العشر، عشر ذي الحجة (6)،فقيل له: و لا الجهاد في سبيل اللّه، قال:«و لا الجهاد في سبيل اللّه، إلاّ من خرج بنفسه و ماله، ثم لم يرجع من ذلك بشيء»[12710].

ص: 48


1- كذا بالأصل، و في م: ثداه، و في «ز»: يديه.
2- كذا بالأصل و م، و في «ز»: عهدتم.
3- ترجمته في معجم البلدان (عمان)152/4 و فيه: الزهري بدل: الزهيري. و الأنساب (المعاني) و فيه أيضا: الزهري.
4- عمان: بالفتح ثم التشديد: بلد في طرف الشام، و كانت قصبة أرض البلقاء (معجم البلدان).
5- ترجمته في سير أعلام النبلاء 91/13.
6- بالأصل و م: ذي القعدة، و المثبت عن «ز».

قال الخطيب: نصر بن مسرور (1) بن محمّد أبو الفتح الزهيري العمّاني، حدّث عن أبي الفتح محمّد بن إبراهيم الطرسوسي، كتبت عنه ببيت المقدس.

7876 - نصر بن منصور بن بسّام

قدم دمشق، و كان المعتصم بها، و كان الفضل بن مروان وزير المعتصم يتخوفه أن يلي وزارة المعتصم.

قرأت في كتاب أبي محمّد بن يحيى الصولي، حدّثني ابن المتوكل القنطري قال: دخل أبو تمام إلى نصر بن منصور فأنشده مديحا له، فلما بلغ قوله (2):

أسائل نصر لا تسله فإنه *** أحنّ (3) إلى الإرفاد منك إلى الرّفد

قال له نصر: أنا و اللّه أغار على مدحك أن تضعه في غير موضعه، و لئن بقيت لأحظرن ذلك إلاّ على أهلي، و أمر له بجائزة سنية، و كسوة، قال: فمات نصر بعد ذلك في شوال سنة سبع و عشرين و مائتين.

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين الكاتب (4)،أخبرني الكوكبي، حدّثني ابن عبدوس (5) قال: سأل دعبل نصر بن منصور بن بسّام حاجة فلم يقضها فقال يهجو بني بسام (6).

حواجب كالجبال (7) سود *** إلى عثانين (8) كالمخالي

و أوجه جهمة غلاظ *** عطل من الحسن و الجمال

و كان لنصر ابن اسمه محمّد، مات يوم السبت لليلتين خلتا من شعبان سنة تسع و سبعين و مائتين.

ص: 49


1- بالأصل و م: مسروق، و المثبت عن «ز».
2- ديوان أبي تمام ط بيروت ص 109 من قصيدة يمدح بها أبا العباس نصر بن منصور بن بسام مطلعها: أ أطلال هند ساء مذ اعتضت من هند أ قايضت حور العين بالعور و الربد
3- بالأصل و م: أحق، و المثبت عن «ز»، و الديوان.
4- الخبر و الشعر في الأغاني.
5- بالأصل و م و «ز»: «أبو عروس» و المثبت من الأغاني.
6- البيتان معهما ثالث في ديوان دعبل الخزاعي (جمع الدجيلي) ط . دار الكتاب العربي بيروت ص 271.
7- في الديوان و الأغاني: كالحبال، و هو أشبه.
8- عثانين جمع عثنون، هو ما فضل من اللحية بعد العارضين، أو هو ما نبت على الذقن و تحته سفلا.

7877 - نصر بن منصور بن أبي الفتح الحسن بن عبد اللّه بن أبي حصينة

أبو المظفّر المعري

قدم دمشق، و روى بها شيئا من شعر جده أبي الفتح بن أبي حصينة (1).

ذكر أبو المفضل بن هلال أنه سمع منه قصيدة جده التي أولها:

أ تجزع كلما خفّ القطين *** و شطت بالخليط (2) نوى شطون

و رثى جده بقصيدة كتب بها إلى خالي أبي المعالي قرأتها بخطه و هي:

إن لم تكن تسعى إليك القدم *** يا أيها القاضي الرفيع الهمم

و من دعا للدين مجدا سما *** و ذا لتاج للحكام بين الأمم

و من غدت راحته في الورى *** كالركن إجلالا له يستلم

لما رأى عبدك من ضعفه *** فلا تلم عبدا كثير الألم

فمنطقى عن قدمي نائب *** في ذا المسلم الصعب لما ألم

زعزع أركان العلا مذ أتى *** و خرّ منه المشمخرّ الأشم

قالوا: قضى قاضي الورى نحبه *** فودت الأسماع تحيي الصمم

و لا تكن سامعة يعني من *** ثوى النداء لما ثوى و الكرم

فأصبح الدين كثير الأسى *** قد ناله همّ عليه و غم

لو أنصف الموت لأحيا *** لنا يحيى و لكنّا نراه ظلم

إذا ركي الدين أردى و إذ *** نحل على ذي الأيادي اخترم

من كان بالحق يرى حاكما *** إذا رأى من الورى قد حكم

و يستفاد العلم من عنده إذ *** في جميع العلم كان العلم

يعلم ما يخفى على غيره *** فهو لأهل العلم جمعا أمم

كان نوافي من علا *** و عنده يحتقر المحتشم

سقى الحياة قبرا له قد حوى *** و لا ونت تروي ثراه الدمم

فقد ثوى الحلم به و الحجا *** و من به كانت ترد النقم

ص: 50


1- أقحم بعدها بالأصل: أبو المظفر المعري، قدم دمشق، و روى بها شيئا.
2- الأصل: الخيط ، و المثبت عن «ز»، و م.

يرحمه اللّه و يحيي لنا *** سليلة الأوحد باري النسم

أبا المعالي تاج حكامنا *** الصادق القول الوفيّ الذمم

من لا يفي (1) الخير يسدي و من *** تراه نجم المشتري قد زحم

بشكره أضحى برّي ناطقا *** دام له توفيقه كلّ فم

فربع مجد الدين للملتجي *** إليه لا فقر يوما حرم

7878 - نصر بن نصر بن سوري أبو الفتوح البانياسي البزار

7878 - نصر بن نصر بن سوري أبو الفتوح البانياسي (2) البزار

حدّث ببانياس عن أبي أحمد عبد اللّه بن بكر بن محمّد الطبراني.

روى عنه أبو سعد إسماعيل بن علي السمّان.

7879 - نصر بن أبي نصر أبو منصور الأندادي الطّوسي الصوفي المقرئ

7879 - نصر بن أبي نصر أبو (3) منصور الأندادي الطّوسي الصوفي المقرئ

والد أبى طاهر بن الطّوسي.

سمع بدمشق أبا محمّد بن أبي نصر، و أبا الحسن أحمد بن محمّد بن سلامة التنيسي، و أبا نصر محمّد بن أحمد بن هارون بن الجندي، و عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، و أبا الفرج عبيد اللّه بن محمّد النحوي ببيت المقدس، و أبا شجاع فاتك بن عبد اللّه المزاحمي بصور.

و سكن صور، و حدّث بها، فسمع منه: ابنه أبو طاهر الذي كان مقيما بدار حمد بدمشق، و أبو طالب عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الرّحمن الشيرازي الصوفي.

قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي، سألت أبا طاهر إسماعيل بن أبي منصور عن وفاة أبيه أبي منصور فقال: آخر نهار يوم الأربعاء لسبع بقين من شهر رمضان سنة إحدى و خمسين و أربعمائة عن ثلاث و ستين سنة بثغر صور، و كان يقرئ [له] (4) حلقة في الجامع، أقام بصور ستّا (5) و ثلاثين سنة إلى أن مات، هذا قوله.

ص: 51


1- الأصل:«لامى» و في م:«الامى» و فوقها ضبة، و المثبت عن «ز».
2- في م: البانياسمي.
3- الأصل:«بن» و المثبت عن «ز»، و م.
4- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن «ز».
5- بالأصل و م و «ز»: ستة.

7880 - نصر الشّيباني

شاعر، قدم دمشق، ذكر لي شيئا من شعره أبو عبد اللّه بن الملحي.

ثنا أبو عبد اللّه محمّد بن المحسن بن أحمد السلمي في ذكر من اجتمع به ممن وصل إلى دمشق من أهل الأدب، قال رجل شيخ شيباني اسمه نصر، يشعر بالطبع ما ينال به النفع، و هو القائل:

هبت معادية ريح الصبا فصبا *** صب (1) يكابد من أشجانه و صبا

وافت بريا حبيب النفس و احتملت *** ما حمّل العاشقون الرسل و الكتبا

و أنذرت بوفاء العهد و انصرفت *** عني و لم يعلم الواشون و الرّقبا

يا أنجم الليل أقري من أحبهم *** مني السلام و كوني بيننا كتبا

و خبريهم بأني بعد بينهم *** ما بتّ إلاّ قريح القلب مكتئبا

قد ادعوا شوقهم مثلي فقلت لهم *** شوق بشوق و تسهيد الجفون ربا

و آخرها (2):

و الرسم للعبد عشر من مواهبكم *** و لو رجاها من الياقوت ما عربا

7881 - نصيب بت رباح أبو محجن مولى عبد العزيز بن مروان

7881 - نصيب بت رباح أبو محجن مولى عبد العزيز بن مروان (3)

اشتراه من بني كنانة و أعتقه، و يقال: كان مولى الخزاعة، و يقال: بل كان أبوه (4) من العرب، و كانت أمه نوبية، فجاء أسود، فباعه عمه، و وفد على عبد الملك و سليمان، و عمر، و يزيد، و هشام.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا عبد الوهاب بن علي بن الوهاب، أنا علي ابن عبد العزيز قال: قرئ على أحمد بن جعفر بن محمد، نا الفضل بن الحباب، نا محمد بن سلام الجمحي قال (5):

في الطبقة الثامنة (6) من شعراء الإسلام: عبد اللّه بن قيس، و الأحوص، و جميل بن

ص: 52


1- بالأصل: سشب، و المثبت عن «ز»، و م.
2- قوله: و آخرها، سقط من م.
3- ترجمته و أخباره في الأغاني324/1 و الشعر و الشعراء ص 242 و معجم الأدباء 228/19 و سير أعلام النبلاء 5/ 266 و طبقات فحول الشعراء ص 186.
4- بالأصل: أبيه، و المثبت عن «ز»، و م.
5- طبقات فحول الشعراء ص 186.
6- كذا بالأصل، و م، و «ز»، و قد ورد في طبقات فحول الشعراء في الطبقة السادسة.

معمر، و نصيب مولى عبد العزيز بن مروان الحكم بن أبي العاص.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنا، أنا الغنائم محمد بن علي بن الحسين، أنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل بن سعيد، نا أبو علي الحسين بن القاسم بن جعفر، نا أحمد بن أبي خيثمة، نا إبراهيم بن المنذر، عن محمد بن معن قال: قال الأصبغ بن عبد العزيز: خرجت أيام [سليمان بن] (1) وردان إلى.... تتحدث عنده، فذكرنا نصيبا و مقدمه، فقلنا: هل لكم أن نذهب فنتحدث عنده فمضينا فتحدثنا فقلنا له: يا أبا محجن أي بيت قالت العرب أنسب ؟ قال: قول امرئ القيس: (2)

أ فاطم مهلا بعد هذا التدلل *** إن كنت أزمعت صرمي فأجملي

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه مناولة و إذنا. قرأ عليّ إسناده، أنا محمد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا (3) نا محمد بن الحسن بن دريد، نا العكلي عن ابن الكلبي، عن عوانة، عن رجل من قريش من ساكني الكوفة قال: قدم نصيب الكوفة فوجهني أبي إليه، و كان له صديقا، فقال: أبلغه عني السلام و قل له: يقول لك: إن أردت أن تهدي إليّ شيئا من شعرك (4) فعلت، فأتيته في يوم جمعة و هو يصلي، فأمهلت حتى قضى صلاته، ثم أقرأته السلام، و أديت إليه الرسالة، فردّ و أحسن، ثم قال: قد علم أبوك إني لم أنشد الشعر في يوم الجمعة، و لكن تعود و يكون ما تحب، فلما ذهبت لأنصرف دعاني فقال لي: أ تروي الشعر؟ قلت: نعم، قال: فأنشدني لجميل، فأنشدته (5):

إني لأحفظ سركم و يسرني *** لو تعلمين بصالح أن تذكري

و يكون يوما لا أرى لك مرسلا *** أو نلتقي فيه عليّ كأشهر

يا ليتني ألقى المنية بغتة *** إن كان يوم لقائكم لم يقدر

يقضي الديون و ليس ينجز عاجلا *** هذا الغريم لنا و ليس بمعسر

فقال: للّه درّه، و اللّه ما قال أحد إلاّ دون قوله، و لقد ترك لنا مثالا لا يحتذى (6) عليه،

ص: 53


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن م، و «ز».
2- من معلقته، ديوانه ط بيروت ص 37.
3- رواه المعافى بن زكريا الجريري القاضي في الجليس الصالح الكافي 38/4.
4- في الجليس الصالح: قولك.
5- الأبيات في الجليس الصالح الكافي 38/4 و ديوان جميل ص 108.
6- الجليس الصالح: يحذى عليه.

أما أصدقنا في شعره فجميل، و أما أوصفنا لربّات الحجال فكثيّر، و أما أكذبنا إذا قال الشعر فعمر، و أما أنا فأقول ما أعرف.

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنا أبو منصور بن شكرويه، نا إبراهيم ابن عبد اللّه بن محمّد، نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا عبد اللّه (1) بن أبي سعد، حدّثني الزبير، أخبرني عمر بن إبراهيم السعدي، عن يوسف بن يعقوب بن العلاء بن سليمان بن سلمة، عن عبد اللّه بن أبي مسروح قال: قال عبد اللّه بن مروان - يعني - لنصيب و هو ينشد قصيدته التي يقول فيها (2):

و مضمر الكشح يطويها الضجيع به *** طيّ الحمالة لا جاف (3) و لا قصر (4)

و ذو روادف لا يلفى الإزار بها *** يلوى و لو كان يسعى (5) حين يأتزر

قال: من هذه يا نصيب ؟ قال: بنية عمّ لي نوبية، لو رأيتها ما شربت من يدها الماء، قال: لو قلت غير هذا لضربت الذي فيه عيناك.

قرأت بخط الحسين بن الحسن بن علي الربعي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن عطية بن حبيب، أنا أبو علي محمّد بن القاسم بن معروف، حدّثني علي بن بكر، أنا ابن الخليل، أنا ابن عبيدة، حدّثني أبو بكر العليمي، حدّثني أيوب بن أبي ساس، عن عبد اللّه بن سعيد قال:

دخل نصيب على عمر بن عبد العزيز فقال له عمر: أنت الذي تبتهر (6) بالنساء و تقول فيهن ؟ قال [يا] (7) أمير المؤمنين قد تركت ذاك، و كان قد نسك فأتى عليه القوم فقال: أما إذا أثنوا فهات حاجتك، فقال: يا أمير المؤمنين إنّ لي بنيّات سويداوات أرغب بهن عن السودان، و يرغب عنهن البيضان، فإن رأيت أن تفرض لهن فافعل، قال: و جهشت الشعراء إلى عمر، فرأوا منه زهادة في الشعر، فأتوا نصيبا، فقالوا: أنت مولاه فتكلّمه، فدخل عليه نصيب فقال:

الحمد للّه أما بعد يا عمر *** فقد أتاك بنا الأحداث و القدر

ص: 54


1- الأصل: عبيد اللّه، و المثبت عن م، و «ز».
2- البيتان في الأغاني 351/1.
3- الأصل و م و «ز»: جافي.
4- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الأغاني: فقر.
5- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الأغاني: سبعا.
6- الأصل و م و «ز»: تبهر، و في القاموس: البهر، القذف، و البهتان، و ابتهر: ادّعى كذبا، و قال: فجرت، و لم يفجر، و رماه بما فيه.
7- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز»، و م.

و أنت رأس قريش و ابن سيّدها *** و الرأس يعقل فيه السمع و البصر

فقال عمر: يا نصيب، إياي و هذا الكلام، و لما أنا و الشعر؟ فخرج نصيب فقال: لم أر لكم عنده خيرا.

أخبرنا أبو نجم هلال بن الحسين (1) بن محمود، أنا محمّد بن محمّد بن أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسين محمّد بن عبد الواحد بن رزمة - قراءة عليه - أنا أبو محمّد علي بن عبد اللّه بن المغيرة الجوهري، نا أبو الحسن أحمد بن محمّد الأسدي، نا أبو الفضل الرياشي، نا أيوب بن عمرو أبو سلمة الغفاري، نا عروة بن أذينة قال:

سمعت نصيبا يحدّث أبي قال: دخلت على عمر بن عبد العزيز فقلت: قد علمت انقطاعي إلى أبيك و حرمتي به، و عجبه كان بي قال: قد علمت ذلك يا أبا صخر، فقلت:

أنشدك ؟ قال: لسنا في حال إنشاد، قال: فألححت عليه حتى أنشدته:

أمير المؤمنين فدتك نفسي *** و من تحت التراب لك الفداء

فقد عضّتني الحاجات حتى *** تحنّى الصلب و اقتشر اللحاء (2)

فقد (3) عضّتني الحاجات إلاّ *** أبى نفسي على الطمع الحياء (4)

فإن يك حائلا (5) لوني فإنّي *** لعقل غير ذي سقط وعاء

فقال: يا مزاحم (6)،ما عندك من بقية غلتنا بالحجاز؟ قال: خمسون درهما، قال:

أعطه إيّاها، قلت: يا أمير المؤمنين، قد علفت (7) راحلتي بأكثر من هذا، فقال: أعطه ثياب الجمعة، فأعطاني ثوبين، أراهما مصريين.

[قال ابن عساكر:] (8)[كذا قال، و الصواب يحيى بن عروة بن أذينة، قال: سمعت نصيبا....] (9).

ص: 55


1- كذا بالأصل و م، و في «ز»: الحسن.
2- اللحا: قشر الشجر.
3- البيت التالي و الذي يليه في الأغاني 353/1.
4- روايته في الأغاني: و ما نزلت بي الحاجات إلاّ و في عرضي من الطمع الحياء
5- الأغاني: حالكا.
6- مزاحم، مولى عمر بن عبد العزيز، تقدمت ترجمته في كتابنا - تاريخ مدينة دمشق.
7- في «ز»: أعلفت.
8- زيادة منا للإيضاح.
9- ما بين معكوفتين سقط من الأصل م، و استدرك عن «ز».

[أخبرنا (1) أبو السعود أحمد بن علي بن المجلي، أنا أبو الحسين بن المهتدي، أنا الشريف أبو الفضل محمد بن الحسن بن محمد بن الفضل بن المأمون، نا أبو بكر محمد بن القاسم بن بشارة قال: و نا أحمد بن محمد الأسدي، نا عباس بن الفرج الرياشي، نا أبو سلمة الغفاري، نا يحيى بن عروة بن أذينة، قال: سمعت نصيبا يحدث أبي و يقول:

دخلت على عمر بن عبد العزيز فقلت له: أنت عالم بانقطاعي إلى أبيك و ميله كان إليّ ، فقال: إن ذاك لكذلك، قال: قلت فتأذن لي في الإنشاد، فقال: ما نحن على حال إنشاد، فلم أزل أسأله حتى أذن فأنشدته:

أمير المؤمنين فدتك نفسي *** و من فوق التراب لك الفداء

فقد عضتني الحاجات حتى *** تحنى الظهر و اقتشر اللحاء

و قد أودى بي الإقتار لو لا *** غنى نفسي و شيمتي الحياء

فإن يك حائلا لوني (2) فإني *** لعقل غير ذي سقط وعاء

فقال: يا مزاحم: ما عندك من بقية غلتنا بالحجاز؟ قال: خمسون درهما. قال: أعطه إياها، قلت يا أمير المؤمنين، قد علفت راحلتي بأكثر من هذا، فقال: أعطه ثياب الجمعة، فأعطاني ثوبين أراهما مصريين].

أنبأنا أبو سعد أحمد بن عبد الجبّار بن الطّيّوري، عن القاسم أبي التنوخي، و أبي محمّد الجوهري، و أنبأنا أبو الفوارس هبة اللّه بن أحمد بن سوار، و أبو بكر أحمد بن علي بن جبير، و أبو البركات الأنماطي، قالوا: أخبرنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أخبرنا الجوهري، قالا: أخبرنا أبو عمر بن حيّوية، نا محمّد بن خلف بن المرزبان، نا محمّد بن يزيد المهلبي، عن محمّد بن سلام قال (3):

دخل نصيب على يزيد بن عبد الملك بن مروان فقال له: حدّثني ببعض ما مر عليك، قال: نعم يا أمير المؤمنين، علقت جارية حمراء - يعني - بيضاء، فمكثت زمانا تمنيني الأباطيل، فلما ألححت عليها قالت: إليك عني، فو اللّه لكأنك من طوارق الليل، فقلت:

و أنت و اللّه كأنك من طوارق النهار، فقالت: ما أظرفك، فغضبت من قولها، فقالت: و هل

ص: 56


1- الخبر التالي سقط من الأصل و م، و استدرك عن «ز».
2- فوقها ضبة في «ز».
3- الخبر و الشعر في الأغاني 353/1-354.

تدري ما الظرف ؟ الظرف العقل، ثم قالت لي: انصرف حتى انظر في أمرك، فأرسلت إليها بعدة (1) الأبيات:

فإن أك حالكا فالمسك أحوى *** و ما لسواد جلدي من دواء (2)

و لي كرم عن الفحشاء يأبى (3) *** كبعد الأرض من جوّ السماء

و مثلي في رحالكم قليل *** و مثلي لا يردّ عن النساء

فإن ترضي فردّي قول راض *** و إن تأبي فنحن على السواء

قال: فلما قرأت الكتاب قالت: المال و العقل يعقبان (4) على غيرهما، فزوجتني نفسها.

أنبأنا أبو الحسن بن العلاّف، و أخبرنا أبو المعمر الأنصاري عنه، و أخبرنا أبو القاسم ابن السّمرقندي، أخبرنا أبو علي بن المسلمة، و ابن العلاّف، قالا: أخبرنا عبد الملك بن محمّد، أنا أحمد بن إبراهيم، أنا محمّد بن جعفر، نا أبو الفضل الربعي - يعني - العباس بن الفضل، قال (5):

لما دخل نصيب على عبد العزيز بن مروان قال له: هل عشقت يا نصيب ؟ قال: نعم، قال: من ؟ قال: جارية لبني مذحج (6) عشقتها، فاستكلف بها الواشون، فما كنت أقدر على كلامها إلاّ بعين أو بنان أو إشارة على طريق أو إيماء و في ذلك أقول:

جلست (7) لها كيما تمرّ لعلني *** أخالسها التسليم إن لم أسلّم

فلمّا رأتني و الوشاة تحدّرت *** مدامعها خوفا و لم تتكلم

إذا ما تمجّ الماء تمنيت أن ما *** جرى من ثناياها من الماء في فمي

مساكين أهل العشق ما كنت أشتري *** جميع حياة العاشقين بدرهم

و ذلك أن الناس فازوا من الهوى *** بسهم و في كفي تسعة أسهم

أنبأنا أبو سعد بن الطّيّوري، عن أبي القاسم التنوخي، و أبي محمّد الجوهري.

و أنبأنا أبو الفوارس هبة اللّه بن أحمد بن سوار، و أبو بكر أحمد بن علي بن جبير،

ص: 57


1- في «ز»، و م: بهذه الأبيات.
2- الأصل: دوائي: و المثبت عن م، و «ز».
3- كذا رسمها بالأصل و م و «ز»، و في الأغاني: ناء.
4- في الأغاني: المال و الشعر يأتيان على غيرهما.
5- الخبر و الشعر في الأغاني 375/1-376.
6- كذا بالأصل و م «ز»، و في الأغاني: مدلج.
7- الأغاني: وقفت.

و أبو البركات الأنماطي، قالوا: أخبرنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو محمّد الجوهري.

قالوا: أخبرنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو بكر محمّد بن خلف بن المرزبان، أخبرني جعفر بن علي اليشكري، أخبرني الرياشي، أخبرني العتبي قال:

دخل نصيب على عبد العزيز بن مروان فقال له: هل عشقت يا نصيب ؟ قال: نعم، جعلني اللّه فداك، من العشق أقلبتني (1) إليك البادية، قال: و من ؟ قال: جارية لبني مذحج (2)، فأحدق بها الواشون، فكنت لا أقدر على كلامها إلاّ بعين أو إشارة، و أجلس لها على الطريق حتى تمرّ بي، فأراها ففي ذلك أقول:

جلست لها كيما تمرّ لعلّني *** أخالسها التسليم إن لم تسلّم

فلمّا رأتني و الوشاة تحدرت *** مدامعها خوفا و لم تتكلّم

مساكين أهل العشق ما كنت مشتري (3) *** حياة جميع العاشقين بدرهم

فقال له عبد العزيز: ويحك يا نصيب، ما فعلت المدلجية ؟ قال: اشتريت و أولدت، قال: فهل في قلبك منها شيء؟ قال: عقابيل أوجاع.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه - مناولة و إذنا، و قرأ عليّ إسناده - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا (4)،أنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة الأزدي، نا أحمد بن يحيى، نا الزبير، نا محمّد بن أحمد، عن محمّد بن عبد اللّه، عن معاذ صاحب الهروي، قال:

دخلت مسجد الكوفة، فرأيت رجلا لم أر قط أنقى ثيابا منه، و لا أشدّ سوادا فقلت له:

من أنت ؟ قال: أنا نصيب، فقلت: أخبرني عنك و عن أصحابك، قال: جميل إمامنا، و عمر أوصفنا لربّات الحجال، و كثيّر أبكانا على الأطلال، و الدمن، و قد قلت ما سمعت، قلت:

فإن الناس يزعمون أنك لا تحسن أن تهجو، قال: فأقروا لي أنّي أحسن المدح ؟ قلت: نعم، قال: أ فترى أني لا أحسن أن أجعل مكان عافاك اللّه أخزاك اللّه ؟ قلت: بلى، قال: و لكني رأيت الناس رجلين: رجلا لم أسأله فلا ينبغي أن أهجوه فأظلمه، و رجلا سألته فمنعني فكانت نفسي أحق بالهجاء إذ سوّلت لي أن أطلب منه. (5)

ص: 58


1- الأصل: أقبلتني، و المثبت عن «ز»، و م.
2- كذا بالأصل، و في م و «ز» هنا: مدلج.
3- كذا بالأصل و م و «ز»: مشتري.
4- رواه المعافى بن زكريا الجريري القاضي في الجليس الصالح 143/3-144.
5- و من طريق محمد بن الحسن بن دريد رواه الأصفهاني في الأغاني 355/1.

رواه أبو علي عيسى بن محمّد الطوماري عن أبي العباس ثعلب، عن الزبير، حدّثني أبو عثمان أحمد بن محمّد الأسدي، عن محمّد بن عبد اللّه فذكر نحوه، و اللّه أعلم بالصواب (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد عبد الوهّاب بن علي السكري، أنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز الظاهري، قال: قرئ على أبي بكر أحمد بن جعفر بن محمّد، أنا أبو الفضل بن الحباب، نا محمّد بن سلاّم قال (2):

و أما نصيب مولى عبد العزيز بن مروان فحدّثني أبو الغرّاف قال: مرّ جرير بنصيب و هو ينشد، فقال له: اذهب، فأنت أشعر أهل جلدتك، و كان نصيب أسود، قال: و جلدتك يا أبا حزرة، و من قوله:

حريب أصاب المال (3)[من] (4) بعد ثروة *** لديه فأضحى و هو أسود (5) معدم

فإن تك ليلى العامرية أصبحت *** على النأي منّي غير ذنبي تنقم

فما ذاك من ذنب أكون اجتنيته *** إليها فتجزيني به حيث أعلم

و لكن إنسانا إذا ملّ صاحبا *** و حاول صرما لم يزل يتجرّم

سأثني على ليلى و لست بزائد *** على أنني مثن بما كنت أعلم

و من قوله أيضا (6):

و كيف يقودني كلف بسعدي *** و هذا الشيب أصبح قد علاني

و ودّعني الشباب و كنت أسعى *** إلى داعي الشباب إذا دعاني

فإن يفن الشباب فكلّ شيء *** من الدنيا فلا يغررك فاني

و لو أنّي بقيت لمسي ليل *** و صبح نهاره يتداولان

صحيحا لا ألاقي الموت حتى *** أدبّ على القناة لا باياني (7)

و قال أيضا:

ص: 59


1- كتب بعدها في «ز»: آخر الجزء الرابع بعد السبعمائة.
2- الخبر و الشعر في طبقات فحول الشعراء ص 191.
3- بالأصل: الماء، و المثبت عن «ز»، و م، و طبقات فحول الشعراء.
4- سقطت من الأصل و م، و «ز»، و استدركت عن طبقات فحول الشعراء.
5- كذا بالأصل، و في م:«أسو» و في «ز»: «أسوأ» و في طبقات فحول الشعراء: أسوان.
6- الشعر في طبقات فحول الشعراء ص 191.
7- الأصل و م و «ز»: «؟؟؟ ل ؟؟؟ ا؟؟؟ ى» و المثبت عن طبقات فحول الشعراء.

أ يقظان أم هبّ الفؤاد لطائفه *** ألم فحيّا الركب و العين نائمه

سرى من بلاد الغور حتى اهتدى *** لنا و نحن قريب من عمود سرادمة

بنجد و ما كانت بعهدي رحيلة *** و لا ذات فكر في سرى الليل فاطمه

فو الله ما عن عادة لك في السرى *** سريت و لا إن كنت بالأرض عالمه

و لكنما مثلت ليلى لدى الهوى *** فبت صديقا ثم فارقت سالمه

فيا لك داود و يا لك ليلة *** تجلت و كانت بودة العيش ناعمة

فلو دمت لم أملك و لكن تركتني *** بذاتي و ما الدنيا لدي بدائمه

و ذكرتني أيامنا بسويقة *** و ليلتنا إذا النوى متلائمه

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي [بن علي] (1) الدجاجي، أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل (2) المعدّل، نا أبو علي الحسين بن القاسم بن جعفر، نا أحمد بن أبي خيثمة، نا إبراهيم بن المنذر، عن محمّد بن معن، أخبرني أبو الربيح قال:

مرّ بنا جرير و نحن نضربه فاجتمعنا إليه، فسمعته يقول: لأن أكون سبقت الأسود إلى هذا البيت أحبه إليّ بكذا لشيء سمّاه، يريد قول نصيب:

بزينب ألمم قبل أن يرحل الركب *** و قل إن تملّينا (3) فما ملّك القلب

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أنا محمّد بن العباس الخزّاز، أنا أحمد بن محمّد بن إسحاق المكّي، نا الزبير بن بكّار، حدّثني إبراهيم بن عبد اللّه السعدي، عن جدته جمال بنت عون عن جدها قالت: قلت لنصيب:

أنشدني يا أبا محجن من شعرك، قال: أيّه تريد؟ قلت: ما شئت، فقال: لا أنشدتك شيئا حتى تقترح ما تريد قال: فقلت ذلك:

بزينب ألمم قبل أن يظعن الركب *** و قل: إن تملّينا فما ملّك القلب

فتبسم و قال: هذا شعر قلته و أنا غلام، و أنشدني القصيدة.

أنبأنا أبو سعد بن الطّيّوري، عن أبي القاسم التنوخي، و أبي محمّد الجوهري، و أخبرنا

ص: 60


1- الزيادة عن م و «ز».
2- سقطت من «ز».
3- الأصل:«و قبل أن تملنا» و المثبت عن م، و «ز».

أبو البركات الأنماطي و غيره، قالوا: أخبرنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الجوهري، قالا: أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن خلف بن (1) المرزبان، حدّثني محمّد بن معاذ، عن إسحاق ابن إبراهيم، حدّثني رجل من قريش عن من حدّثه قال:

كنت حاجّا و معي رجل من الغابة لا أعرفه، و لم أره قبل ذلك، و معه هوادج و أثقال، و معه صبية و عبيد (2) و متاع، فنزلنا منزلا، فإذا فرش ممهدة، و بسط قد بسطت، فخرج من أعظمها هودجا امرأة زنجية فجلست على تلك الفرش [ثم جاء زنجي فجلس إلى جنبها] (3)فبقيت متعجبا، فبينا أنا انظر إليهما إذ مر بنا مارّ و هو يقود إبلا معه، فجعل يغني و يقول:

بزينب ألمم قبل أن يرحل الركب *** و قل إن تملّينا فما ملّك القلب

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن العلاّف - في كتابه - و أخبرني أبو المعمّر المبارك ابن أحمد عنه، و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو علي بن المسلمة، و أبو الحسن ابن العلاّف، قالا: أخبرنا عبد الملك بن محمّد بن بشران، أنا أحمد بن إبراهيم، أنا محمّد ابن جعفر قال: و يروى عن عثمان بن الضّحّاك الحزامي (4) قال:

خرجت أريد الحج، فنزلت بخيمة بالأبواء (5) فإذا امرأة جالسة على باب الخيمة، فأعجبني حسنها، فتمثلت قول نصيب:

بزينب ألمم قبل أن يرحل الركب *** و قل إن تملّينا فما ملّك القلب

قالت: يا هذا، أ تعرف قائل هذا الشعر؟ قلت: نعم، ذاك نصيب، قالت: فتعرف زينبة ؟ قلت: لا، قالت: فأنا زينبة، قلت: حيّاك اللّه، قالت: أما إنّ اليوم موعده من عند أمير المؤمنين، خرج إليه عاما أول فوعدني هذا اليوم، لعلك لا تبرح حتى تراه، قال: فبينا أنا كذلك إذا أنا براكب قالت: ترى ذلك الراكب إنّي لأحسبه إيّاه، و أقبل، فإذا هو نصيب، فنزل قريبا من الخيمة، ثم أقبل، فسلّم ثم جلس قريبا منها تسائله أن ينشد ما أحدث، فأنشدها فقلت في نفسي: محبان طال التنائي بينهما، لا بدّ أن يكون لأحدهما إلى صاحبه حاجة،

ص: 61


1- بالأصل: أنا، و المثبت عن «ز»، و م.
2- أقحم بعدها بالأصل: و أثقال، حذفناها لأنها مكررة.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن م، و «ز» للإيضاح.
4- بالأصل و «ز»: الخزامي، تصحيف، و المثبت عن م.
5- الأبواء قرية من أعمال الفرع من المدينة، بينها و بين الجحفة مما يلي المدينة ثلاثة و عشرون ميلا.(راجع معجم البلدان).

فقمت إلى بعيري لأشدّ عليه فقال: على رسلك، إنّي معك، فجلست حتى نهض معي، فتسايرنا ثم التفت إليّ فقال: أقلت في نفسك محبّان التقيا بعد طول التنائي، فلا بدّ أن يكون لأحدهما إلى صاحبه حاجة ؟ قلت: نعم، قد كان ذلك، قال: و ربّ هذه البنية، ما جلست منها مجلسا أقرب من هذا.

أخبرتنا فخر النساء شهدة بنت أحمد بن الفرج في كتابها، قالت: أخبرنا جعفر بن أحمد بن الحسين السراج، أنا أبو طالب أحمد بن علي السواق (1)،و حدّثنا محمّد بن أحمد ابن فارس، نا عبد اللّه بن إبراهيم الزينبي، نا محمّد بن خلف الهولي (2)،نا عبد اللّه بن عمر، و أحمد بن حرب، قالا: حدّثنا عثمان - هو ابن أبي بكر - حدّثني محمّد بن المؤمّل بن طالوت المرادي، حدّثني أبي، عن الضّحّاك بن (3) عثمان الحزامي (4) قال: خرجت في آخر الحج فنزلت بخيمة بالأبواء على امرأة، فأعجبني ما رأيت من حسنها، فتمثّلت قول نصيب:

بزينب ألمم قبل أن يرحل الركب *** و قل إن تملّينا فما ملّك القلب

و قل في تجنّيها لك الذنب إنّما *** عتابك إن عاتبت فما له عتب

خليليّ من كعب أ لمّا هديتما *** بزينب لا يفقدكما أبدا كعب

و قولا لها ما في البعاد لذي الهوى *** بعاد (5) و ما فيه لصدع الهوى شعب

فمن شاء رام الصرم أو قال ظالما *** لصاحبه ذنب، و ليس له ذنب

قال: فلما سمعتني أتمثل بالأبيات قالت: يا فتى، أ تعرف قائل هذا الشعر؟ قلت: نعم، ذاك نصيب، قالت (6):نعم، هو ذلك، فتعرف زينبة ؟ قلت: لا، قالت: أنا و اللّه زينبة، قلت: فحيّاك اللّه، قالت: أما إن اليوم موعده من عند أمير المؤمنين، خرج إليه عام أول، و وعدني هذا اليوم، و لعلك لا تبرح حين تراه، قال: فما برحت حتى أنّي براكب يزول (7) مع السراب، فقالت: ترى حيث ذاك الراكب ؟ إنّي لأحسبه إيّاه، قال: فأقبل الراكب يؤمنا حتى

ص: 62


1- الأصل:«السرا» و في م:«السراق» و المثبت عن «ز».
2- من هنا.. إلى طالوت سقط من «ز».
3- تحرفت بالأصل و م إلى: عن.
4- تحرفت بالأصل إلى: الحراني و في م:«الحرا؟؟؟ ى» و المثبت عن «ز».
5- البعاد بالضم، عن سيبويه، لغته في البعيد؛ و البعاد بالكسر: المباعدة يقال: باعده مباعدة و بعاد: باعد اللّه ما بينهما (تاج العروس: بعد).
6- بالأصل: قلت، و المثبت عن «ز»، و م.
7- بالأصل و م و «ز»: يؤول، و المثبت عن المختصر.

أناخ قريبا من الخيمة، فإذا هو النّصيب، ثم ثنى رجله عن راحلته فنزل، ثم أقبل فسلّم عليّ و جلس منها ناحية و سلم عليها، و ساءلها و ساءلته، فاخفنا ثم إنها سألته أن ينشدها ما أحدث من الشعر بعدها، فجعل ينشدها، فقلت في نفسي: عاشقان أطالا التنائي، لا بدّ أن يكون لأحدهما إلى صاحبه حاجة، فقمت إلى راحلتي أشدّ عليها، فقال لي: على رسلك، أنا معك، فجلست حتى نهض و نهضت معه، فتسايرنا ساعة ثم التف إليّ فقال: قلت في نفسك: محبان التقيا بعد طول تنائي (1)،لا بدّ أن يكون لأحدهما إلى صاحبه حاجة، فقلت:

نعم، قد كان ذاك، قال: فلا و ربّ هذه البنيّة التي إليها يعمل ما جلست منها مجلسا قط أقرب من مجلسي الذي رأيت، و لا كان بيننا مكروه قط .

أنبأنا أبو غالب بن البنّا و غيره، عن أبي إسحاق البرمكي، نا أبو عمر محمّد بن العباس ابن حيوية، نا (2) الحرمي (3) بن أبي العلاء (4)،نا الزبير بن بكّار قال: و حدّثني إبراهيم بن عبد اللّه (5) السعدي، عن جدته جمال بنت عون بن مسلم عن جدها مسلم السعدي قال:

رأيت رجلا أسود معه امرأة بيضاء، فوقفت أتعجب من شدة سواده و شدة بياضها، فقلت له: من أنت ؟ فقال: أنا الذي أقول:

أيا ليت شعري ما الذي تجدين (6) لي *** غدا غربة النأي المفرق و البعد

مري أم بكر حين تقترب النوى *** بنا تمّ يخلو الكاشحون بها بعدي

أ تصرمني عند الألى هم [لنا] (7) العدا *** فتشمتهم بي أم تقيم على العهد

فقالت: لا، بل تدوم على العهد، فسألت عنه فقيل لي: هذا النّصيب، و سألت عنها فقيل لي: عشيقته أم بكر.

قال: و حدّثني الحرمي (8) ابن أبي العلاء و اسمه أحمد، حدّثنا الزبير بن بكّار قال:

ص: 63


1- كذا بالأصل و م و «ز»: تنائي.
2- أقحم بعدها بالأصل و م.
3- بالأصل و م و «ز»: الجرمي، و فوقها في «ز» ضبة.
4- من طريقه الخبر و الشعر في الأغاني 342/1-343.
5- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الأغاني: إبراهيم بن يزيد السعدي.
6- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الأغاني: تحدثين بي.
7- سقطت من الأصل و م و «ز»، و استدرك لتقويم الوزن عن الأغاني.
8- بالأصل و م: الجرمي، و المثبت عن «ز». و الخبر و الشعر في الأغاني 364/1.

و حدّثني أبو عثمان أحمد بن محمّد الأسدي، عن محمّد بن عبد اللّه، عن مؤرج (1) قال: أراد ابن أبي عتيق الحج، فلقي نصيبا، فقال: هل توصي إلى سعدى بشيء؟ قال: نعم، ببيتين قال: و ما هما؟ قال:

أ تصبر على سعدى و أنت صبور *** و أنت تحسن الصبر منك جدير

و كدت و لم أخلق من الطير إن بدى *** سنا بارق نحو الحجاز أطير

قال: فخرج ابن أبي عتيق فوجد سعدى في مجلس لها، فقال لها: يا سعدى معي إليك رسالة، قالت (2):و ما هي ؟ هاتها يا ابن الصّدّيق، فأنشدها البيتين، فتنفّست نفسا شديدا، فقال ابن أبي عتيق: أوّه، أجبته - و اللّه - بأحسن من بيتيه، و عتق ما ملك أن لو سمعها لنعق و طار.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، حدّثني عبد اللّه بن عثمان النحوي (3)،عن أنيس بن ربيعة الأسلمي أنه قال (4):

غدوت يوما إلى أبي عبيدة بن عبد اللّه بن زمعة، و هو محتلّ بالدجلة (5)،فألفيت عنده جماعة منا و من غيرنا، فأتاه آت، فقال له ذاك النصيب منذ ثلاث بالفرش (6) يتلدّد (7) كأنه واله في أثر قوم ظاعنين، فنهض، و نهضنا معه، حتى نحده على المنحر من صفر (8)،فلما عايننا و عرف أبا عبيدة هبط ، و سأله أبو عبيدة عن أمره و خبره، فأخبره أنه يتبع قوما سائرين، و أنه وجد آثارهم و محالهم بالفرش فاستهوله ذلك، و ضحك أبو عبيدة و القوم و قالوا: إنّما تهتز إذا عشق من انتسب عذريا (9) فأما أنت فما لك و لهذا نسب، و سأله أبو عبيدة: هل قلت في مقامك شيئا؟ قال: نعم، فأنشده:

لعمري لئن أمسيت بالفرش مقصدا *** ثوباك عبّود (10) و عدنة أو صفر

ص: 64


1- بالأصل و م: سرح، و المثبت عن «ز».
2- الأصل: قال: و المثبت عن «ز»، و م.
3- الأغاني: عبد اللّه بن عمر بن عثمان النحوي.
4- الخبر و الشعر في الأغاني 369/1-370.
5- في الأغاني: بالرحبة.
6- الفرش: واد بين غميس و الحمام و ملل.
7- الأصل و م: يتلذذ، و المثبت عن «ز»، و في الأغاني: متلدد. و تلدد: تلفت يمينا و شمالا و تحير متبلدا.
8- صقر: جبل أحمر من جبال ملل قرب المدينة.
9- الأصل و م و «ز»: يمانيا، و المثبت عن الأغاني.
10- بالأصل و م و «ز»: عمود، و المثبت عن الأغاني. و في معجم البلدان: عبود: جبل بين السيالة و ملل... و قيل إنه البريد من مكة في طريق بدر.

يفرع صبا أو تيمم مصعدا *** لربع قديم العهد [ينتكف] (1) الأثر

دعا أهله بالشام برق فأوجفوا *** و لم ير متبوعا أضرّ من النظر

ليستبدلن قلبا و عينا سواهما *** و إلاّ أتى قصدا [حشاشتك القدر] (2)

خليلي فيما عشتما أو رأيتما (3) *** هل اشتاق مضرور إلى من به أضر

نعم ربما كان الشقاء متيحا *** يغطي على سمع ابن آدم و البصر

قال: فانصرف به أبو عبيدة إلى منزله، فأطعمه و كساه، و حمله، فانصرف و هو يقول:

أصاب دواء حسنك الطبيب *** و خاض لك، السلوّ [ابن] (4) الربيب

و أبصر من رقاك منفثات *** و داؤك كان أعرف بالطبيب

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن المجلي، أنا أبو القاسم بن البسري (5)-قراءة عليه و أنا أسمع قيل له: أخبركم أبو الحسن محمّد بن جعفر التميمي يعرف بابن النجار الكوفي فيما أذنت له في روايته، أخبرنا أبو روق الهزّاني، و أبو أحمد الجلودي، قالا: أخبرنا الرياشي عن محمّد بن سلاّم الجمحي: قال (6) قيل لنصيب هرم شعرك فقال: لا، و لكن هرم عطاؤكم، و كم مدحت ابن حنطب فأعطاني بدورا و عبيدا و ثيابا يعني قوله:

أغر إذا الرواق انجاب عنه *** بدا مثل الهلال على مثال

تراءاه العيون كما تراءت *** عشية فطرها وضح الهلال

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أنا إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي، أنا محمّد بن العبّاس الخزاز، أنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن إسحاق المكّي المعروف بحرمي بن [أبي] (7) العلاء، أنا الزبير بن بكّار، حدّثني عمي، حدّثني أيوب بن عباية، حدّثني رجل من بني نوفل بن عبد مناف قال:

لما أصاب النّصيب من المال ما أصاب و كانت عنده أم محجن و كانت سوداء اشتاق إلى البياض، فتزوج امرأة سرية بيضاء، فغضبت أم محجن و غارت عليه، فقال لها: يا أم محجن،

ص: 65


1- بياض بالأصل و م و «ز»، و استدركت اللفظة عن الأغاني.
2- بياض بالأصل و م و «ز»، و استدركت اللفظتان عن الأغاني.
3- الأصل و م و «ز»: «و رأيتما» و المثبت «أو رأيتما» عن الأغاني.
4- سقطت من الأصل و م، و مكانها بياض في «ز»، و المستدرك عن الأغاني.
5- الأصل و م: البصري، تصحيف، و المثبت عن «ز».
6- الخبر و الشعر في الأغاني 366/1.
7- سقطت من الأصل و استدركت عن «ز»، و م.

ما مثلي يغار عليه، إنّي شيخ كبير، و ما مثلك يغار و أنك لعجوز كبيرة، و ما أحد أكرم عليّ منك، و لا أوجب حقا، فجوّزي هذا الأمر و لا تكدّريه عليّ ، فرضيت و قرّت، ثم قال لها بعد ذلك: هل لك أن أجمع إليك زوجتي الجديدة. فهو أصلح لذات البين و ألمّ لشعث (1) و أبعد لشماتة ؟ فقالت: نعم، افعل، فأعطاها دينارا و قال لها: إنّي أكره أن ترى به خصاصة، أن يفضل عليك، فاعملي لها إذا أصبحت عندك غداء بهذا الدينار، ثم أتى زوجته الجديدة، فقال: إنّي قد أردت أن أجمعك إلى أم محجن غداف و هي مكرمتك، و أكره أن تفضل عليك أم محجن فخذي هذا الدينار فأهدي لها به إذا أصبحت عندها غدا لئلا ترى بك خصاصة، و لا تذكري الدينار إليها، ثم أتى صاحبا له يستصحبه فقال: إنّي أريد أن أجمع بين زوجتي الجديدة إلى أم محجن غدا فائتني مسلّما و إنّي سأستجلسك [للغداء، فإذا تقدمت فسلني عن أحبهما إليّ ، فإني سأنفر و أعظم ذلك و آبى أن أخبرك] (2) فإذا أبيت ذلك فاحلف عليّ ، فلمّا كان الغد زارت زوجته الجديدة أم محجن و مرّ به صديقه فاستجلسه، فلما تغديا أقبل الرجل عليه فقال: يا أبا محجن، أحبّ أن تخبرني عن أحبّ زوجتيك إليك، فقال: سبحان اللّه، أ تسألني عن هذا و هما (3) تسمعان ؟ ما سأل عن مثل هذا أحد،[قال:] (4) فإنّي أقسم عليك لتخبرني، فو اللّه لا أعذرك و لا أقبل إلاّ ذاك، قال: أما إذا فعلت، فأحبهما إليّ صاحبة الدينار، و اللّه لا أزيدك على هذا شيئا، فأعرضت كلّ واحدة منهما تضحك و نفسها مسرورة، و هي تظن أنه عناها بذلك القول.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز بن أحمد، أخبرنا أبو محمّد بن أبي نصر، نا أبو الميمون بن راشد، نا وزير (5) بن محمّد، نا محمّد بن عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثني منجوف بن حبر قال:

مررت بدار الزبير فإذا مولى لهم يكنى أبا ريحانة، و كان يخضب بالحناء و الكتم، فسلمت عليه و جلست إليه، فمرّت به جارية و على ظهرها قربة، فقام إليها الشيخ و قال (6)

ص: 66


1- في «ز»: و ألمّ للشعث و أبعد للشماتة.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك لإيضاح المعنى عن «ز».
3- الأصل: و هم يسمعان، و المثبت عن «ز»، و م.
4- سقطت من الأصل و م، و استدركت على هامش «ز».
5- كذا بالأصل و م، و في «ز»: وزيرة بن محمد.
6- كذا بالأصل، و الجملة مضطربة، فثمة سقط في الكلام، و العبارة في «ز» مضطربة أيضا و فيها: فقام إليها الشيخ وقا...؟؟؟ ى جمعه عسر بأبيات نصيب. و في المختصر:«فقام إليها الشيخ و قال: غسنني بأبيات نصيب» فيرتفع الاضطراب و يسلم المعنى.

نصيب فقالت: أما و القربة على ظهري فلا، قال: فأخذ القربة من على ظهرها و وضعها على ظهره ثم رفعت عقيرتها و هي تقول:

فؤادي أسير لا يفك و مهجتي (1) *** تقضّى (2) و أحزاني عليك تطول

و لي مقلة قرحى لطول اشتياقها *** إليك، و أجفان عليك همول

فديتك، أعدائي كثير لشقوتي *** عليك و أشياعي لديك قليل

و كنت إذا ما جئت جئت لعلّة *** فأفنيت علاّتي فكيف أقول

قال: فطرب الشيخ، فوقع إلى الأرض، و انشقّت القربة فقالت: يا أبا ريحانة، ما هذا جزائي منك، فقال لها: ما دخل الضرر إلاّ عليّ ثم دخل السوق، فنزع قميصه فباعه و اشترى لها قربة، ثم ملأها فلقيه زيد بن الحسن العلوي، فقال: أبا ريحانة، أحسبك ممن قال اللّه عز و جل: فَمٰا رَبِحَتْ تِجٰارَتُهُمْ وَ مٰا كٰانُوا مُهْتَدِينَ (3) قال: يا سيدي أرجو أن أكون ممن قال اللّه عز و جلّ : فَبَشِّرْ عِبٰادِ اَلَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ (4).

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمّد الفارسي، أنا أبو سليمان حمد بن محمّد الخطابي أنشدني بعض أصحابنا أنشدنا ابن دريد، أنشدنا أبو حاتم أنشدتني أم الهيثم لنصيب:

فهل يمنعني في أن ذكرتها *** و عللت أصحابي بها ليلة النّفر

و طربت ما بي من نعاس و من كرى *** و ما بالمطايا من كلال و من فتر (5)

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد، أنا أبو المظفّر بن الحسن السبط فيما أجاز لنا (6)،نا أبو الحسن علي بن محمّد بن عبد اللّه المعدل السكري، أنشدنا أبو عمر محمّد بن عبد الواحد اللغوي الزاهد، أنشدنا السياري عن الفاسي لنصيب:

و ما زال بالكتمان حتى كأنني *** برجع جواب السائلي عنك أعجم

ص: 67


1- بالأصل و م: فؤادي أسير و منحتي لا يفك.
2- بالأصل: بعضا و أحزاني علي تطول، و المثبت عن «ز».
3- سورة البقرة، الآية:16.
4- سورة الزمر، الآيتان:16-17.
5- الأصل و م: فقر، و المثبت عن «ز».
6- كذا بالأصل و م، و في «ز»: أجاز لنا سعد.

لا سلم من قول الوشاة و تسلمي *** هديت و هل حي على الناس يسلم

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم النسيب، و أبو الوحش المقرئ عنه، و أخبرنا إبراهيم بن علي بن إبراهيم، نا محمّد بن يحيى الصولي، أنشدني ثعلب لنصيب:

كما اشتهت خلقت حتى إذا كملت *** كما تمنّت (1) فلا طول و لا قصر

جرى بها اللحم حتى عمّ أكعبها (2) *** ملء الثياب فلا هبج و لا فقر (3)

ما زدت زادتك حسنا في تأملها *** و زادك الطرف حتى يرجع البصر

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن أيوب النيسابوري، نا العتبي، عن أبيه قال: رأيت في النوم نصيبا واضعا إحدى رجليه على الأخرى و هو يقول:

جزى اللّه عني المؤنس و لا جزى *** من الناس خيرا من أراد رداهما

هما أخواي الصيحان تبايعا *** بهلك فهدّا بالفراق أخاهما

ذكر من اسمه نضر

7882 - النّضر بن سعيد الأنصاري

شاعر كان بالشام عند قتل الوليد.

قرأت على أبي الوفاء حفّاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز الكتاني، أنا أبو الحسين بن الميداني، أنا أبو سليمان الربعي، أخبرنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا محمّد ابن جرير (4) قال:[قال] (5) نضر (6) بن سعيد الأنصاري:

ص: 68


1- بالأصل:«اشتهيت... تمنيت» و المثبت عن م و «ز».
2- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل و م، و المثبت عن «ز».
3- الفقر جمع فقرة و فقرة و هي ما انتضد من عظام الصلب من لدن الكامل إلى العجب.
4- الشعر في تاريخ الطبري 261/7 ضمن أحداث سنة 126.
5- سقطت من الأصل، و استدركت عن م و «ز».
6- تحرفت في م و تاريخ الطبري إلى: نصر.

أبلغ يزيد (1) بني كرز مغلغلة *** أن قد شفيت بغيب كل موتور (2)

قطعت أوصال قنّور على حنق *** بصارم من سيوف الهند مأثور

أمست حلائل قنّور مجدّعة *** لصرع العبد قنّور بن قنّور

ظلّت (3) كلاب دمشق و هي تنهشه *** كأنّ أعضاءه أعضاء خنزير

غادرن منه بقايا عند مصرعه *** أنقاض شلو عن الأطناب مجرور (4)

حكّمت سيفك إذ لم ترض حكمهم *** و السيف يحكم حكما غير تعذير

لا ترض منهم إذا ما كنت متّئرا *** إلاّ بكلّ عظيم الملك مشهور

أشعرت ملك نزار ثم رعتهم *** بالخيل تركض بالشّمّ المغاوير

ما كان في آل قنّور و لا ولدوا *** عدلا لبدر سماء ساطع النور

و هذا الشعر قاله عند قتل الوليد بن يزيد و أصحابه، يحمد فيه يزيد بن خالد بن عبد اللّه ابن يزيد القسري (5) لقيامه في قتله، لأن أباه خالدا (6) قتل بأمر الوليد بيد عامله يوسف بن عمر.

7883 - النّضر بن شميل أبو عبد اللّه الحموي

كان في صحابة هشام بن عبد الملك، و كان عارفا بمناقب العرب و مثالبها، و له في ذلك مناظرة مع خالد بن سلمة المخزومي، كان فيها حاضر الجواب عالما بالصواب.

7884 - النّضر بن عربي أبو روح الباهلي مولاهم الحرّاني

7884 - النّضر بن عربي أبو روح الباهلي مولاهم الحرّاني (7)

روى عن أبي الطّفيل عامر بن واثلة الليثي (8)،و مكحول، و ميمون بن مهران، و مجاهد، و القاسم بن محمّد، و سالم بن عبد اللّه، و عكرمة.

ص: 69


1- يريد يزيد بن الوليد بن عبد الملك، يقال له الناقص، و هو الذي قتل الوليد بن يزيد راجع تاريخ الطبري 231/7.
2- في الطبري: أني شفيق بغيب غير موتور.
3- الأصل: ظالت، و في م: طلت، و المثبت عن م و الطبري.
4- بالأصل:«محذور» و في م و «ز»: «محرور» و المثبت عن الطبري.
5- غير واضحة بالأصل، و القاف تقرأ تاء، و المثبت عن م، و في «ز»: القشيري.
6- انظر في مقتله تفاصيل ذكرها الطبري في تاريخه 254/7 و ما بعدها.
7- ترجمته في ميزان الاعتدال 261/4 و تهذيب الكمال 90/19 و تهذيب التهذيب 625/5 و التاريخ الكبير 89/8 و الجرح و التعديل 475/8 و سير أعلام النبلاء 403/7.
8- كذا بالأصل و م و «ز» أنه روى عن أبي الطفيل، و في تهذيب الكمال و سير الأعلام:«رأى أبا الطفيل..» و لم يذكر أنه روى عنه.

روى عنه: عمرو بن خالد، و عبد اللّه بن محمّد بن نفيل، و أبو صالح عبد الغفّار بن داود الحرّانيون، و أبو ثوبة جرول بن جنفل النميري، و أبو بشر مغيرة بن سقلاب، و عبد اللّه ابن معيد الحرّاني، و عثمان بن عبد الرّحمن الطرائفي، و يحيى بن صالح الوحاظي، و محمّد ابن عبد اللّه بن علاثة.

و وفد على عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،نا أحمد بن هارون البرديجي، نا محمّد بن يحيى بن كثير، نا عبد اللّه بن معيد (2) الحرّاني، نا النّضر بن عربي (3)،عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال: طرح في قبر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قطيفة له بيضاء بعلبكية (4).

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا عبد اللّه بن جعفر البغدادي، نا محمّد بن عمرو بن خالد، نا أبي، نا النّضر بن عربي قال:

كنت بمكة، فرأيت الناس مجتمعين على رجل، فقلت: من هذا؟ فقالوا: هذا صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، هذا عامر بن واثلة، و عليه إزار و رداء، فمسست جلده، فكان ألين شيء.

أخبرني أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أحمد بن أبي (5)جعفر، و علي بن أبي علي، قالا: أخبرنا محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الشيباني، حدّثني أحمد ابن جعفر بن مشكان أبو عمر الفقيه - بالمصّيصة - حدّثنا عبد اللّه بن الحسين بن جابر الإمام - بالمصيصة - نا عبد الغفّار بن داود الحرّاني، نا النّضر بن عربي (6) قال: رأيت أبا الطّفيل عامر ابن واثلة، و سمعته قال: رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم و مسست جلده، قال: فكان ألين من كل شيء مسسته قط [12711]. (7)

ص: 70


1- غير مقروءة بالأصل و م و «ز»، و نميل إلى قراءتها «معية» و الصواب ما أثبت و ضبط عن تبصير المنتبه 1297/4، و فيه: عبد اللّه بن معيد الحراني، عن النضر بن عربي في مسند أبي عوانة، شيخ. و في سير الأعلام 405/7 معيد: بالضم، بوزن عبيد، هكذا وجدته، قاله الذهبي.
2- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 25/7.
3- في م و «ز» معية، و في الكامل لابن عدي: معبد.
4- الأصل و م و «ز» هنا عدي، تصحيف.
5- من طريق آخر روي في سير أعلام النبلاء 405/7.
6- من هنا... إلى قوله: مشكان، سقط من «ز».
7- الأصل و م: عدي، و المثبت عن «ز».

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح المؤذن، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: حدّثنا محمّد بن يعقوب، نا عبّاس بن محمّد، نا يحيى، نا أبو صالح الحرّاني - يعني - عبد الغفّار بن داود، نا النّضر بن عربي (1) قال: رأيت أبا الطفيل عامر بن واثلة قال: و أحسبه قال: و مسست جلده فكان ألين شيء.

قال: و حدّثنا النّضر بن عربي قال: رأيت سالم بن عبد اللّه كثّ اللحية، و رأيت القاسم ابن محمّد.

أخبرنا أبو محمّد [بن] (2) طاوس، أنا محمّد بن علي بن أبي عثمان، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني أبو موسى هارون بن سفيان، نا عبد اللّه بن نفيل، نا النّضر بن عدي - و في نسخة أخرى: ابن عربي - و هو الصواب، قال: دخلت على عمر بن عبد العزيز و كان لا يكاد يبكي إنّما هو منقبض أبدا، كأن عليه حزن الخلق.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، و أبو العز ثابت بن منصور، قالا: أخبرنا أبو طاهر الباقلاني - زاد ابن المبارك: و أبو الفضل بن خيرون، قالا: أخبرنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد، أنا أبو حفص عمر بن أحمد، نا خليفة بن خيّاط قال (3):النّضر ابن عربي العامري، و يقال: مولى حاتم بن النعمان الباهلي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسين، أنا أبو محمّد بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح، قال: في تسمية أهل الجزيرة النّضر بن عربي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمر بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عمر، نا ابن أبي الدنيا.

ح و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا ابن عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، قالا: حدّثنا محمّد بن سعد قال (4):النّضر بن عربي العامري، توفي في خلافة المهدي - زاد ابن الفهم: و كان ضعيف الحديث-.

ص: 71


1- الأصل: عدي: و المثبت عن م، و «ز».
2- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن «ز».
3- طبقات خليفة بن خيّاط ص 588 رقم 3086.
4- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 483/7.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالوا: أخبرنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا البخاري قال: النّضر بن عربي أبو عمر، و كنّاه أبو عبيد بن يعيش، و قال أبو صالح الحرّاني، كنيته أبو روح.

أنبأنا أبو أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أخبرنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم، قال (1):

النّضر بن عربي أبو عمر، و يقال: أبو روح، العامري، مدني (2)،روى عن عمر بن عبد العزيز، و مجاهد، و عطاء، و عكرمة، و مكحول، و ميمون بن مهران، و نافع مولى ابن عمر، و عاصم بن عمر، و خارجة بن عبد اللّه، روى عنه وكيع، و محمّد بن ربيعة، و أبو أسامة، و الحسن بن سوار المروزي، و يحيى بن صالح الوحاظي، و عمرو بن خالد، و ابن نفيل، و عيسى بن مرحوم، و ابنه بسر (3) بن عبيس، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو روح النّضر بن عربي عن مجاهد، روى عنه النفيلي، و يقال أبو عمر.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو روح النّضر بن عربي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا أبو بكر المهندس، أنا أبو بشر الدولابي قال: أبو روح النّضر بن عربي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا

ص: 72


1- الجرح و التعديل 475/8.
2- الجرح و التعديل: مديني.
3- كذا بالأصل و م، و في «ز»: بشر، و في الجرح و التعديل: بشر بن عبيس.

أبو أحمد بن عدي، قال (1):سمعت أبا عروبة يقول: النّضر بن عربي كان ينزل حرّان.

قال أبو عروبة: و حدّثني محمّد بن معدان قال: هو مولى باهلة.

قال: و حدّثني محمّد بن معدان، و محمّد بن يحيى بن كثير، قالا: سمعنا أبا جعفر بن نفيل يقول: كنيته أبو روح.

قرأت على أبي الحسن الفرضي، عن أبي العباس أحمد بن إبراهيم الرازي، أنا أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر بن الصوّاف، أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن بندار الأذني (2)،أنا أبو عروبة الحسين بن محمّد بن مودود (3) الحراني قال: النّضر بن عربي كان ينزل حرّان، نا محمّد بن معدان، و محمّد بن يحيى بن كثير، قالا: أخبرنا أبو جعفر بن نفيل، قال: كنيته أبو روح، و حدّثني محمّد بن معدان سمعته يقول: هو مولى باهلة.

أخبرنا أبو جعفر بن أبي علي - في كتابه - أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو عمر (4)،و يقال أبو روح، النّضر بن عربي الباهلي، مولاهم الجزري، نزل حرّان، رأى أبا الطفيل عامر بن واثلة، و القاسم بن محمّد بن أبي بكر، و سالم بن عبد اللّه بن عمر، و سمع أبا الحجاج مجاهد بن جبر، روى عنه سليم بن مسلم، و عبد الغفّار بن داود، كنّاه البخاري.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا - بقراءتي عليه - عن أبي الفتح المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني، قال:

النّضر بن عربي أبو عمر، كنّاه عبيد بن يعيش، و قال: أبو صالح الحرّاني: كنيته أبو روح، رأى أبا الطفيل عامر بن واثلة، و روى عن عكرمة، و سمع من شريك بن عبد اللّه القاضي النخعي، روى عنه بشر بن عبيس بن مرحوم و غيره.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي زكريا البخاري، و حدّثنا خالي أبو المعالي

ص: 73


1- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 25/7.
2- الأصل و م: الأزدي، و المثبت عن «ز».
3- الأصل و م: مردود، تصحيف، و المثبت عن «ز».
4- بالأصل و م، و «ز»: «أبو عمرو».

محمّد بن يحيى القاضي، نا نصر بن إبراهيم الزاهد، أخبرنا أبو زكريا، نا عبد الغني بن سعيد قال: عربي بالعين و الراء و الباء النّضر بن عربي رأى أبا الطفيل، و سمع عكرمة، روى عنه عمرو (1) بن خالد (2)،و معافى بن سليمان.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا قال (3):

أما عربي بفتح العين و بالراء، و كسر الباء (4) المعجمة بواحدة: النّضر بن عربي، رأى أبا الطّفيل، و روى عن عكرمة و غيره، روى عنه فليح بن سليمان، و عمرو بن خالد، و معافى بن سليمان.

و قال (5) في باب النّضر: النّضر بن عربي أبو عمر، و قيل أبو روح، رأى أبا الطفيل، روى عن عكرمة، و سمع من شريك القاضي، روى عنه بشر بن عبيس.

ذكر أبو بكر أحمد بن محمّد بن الحجّاج المروذي قال: سألته - يعني - أحمد بن حنبل عن النّضر بن عربي فقال: ليس به بأس (6).

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل المكّي، أنا أبو نصر عبيد اللّه بن سعد، أنا أبو الحسن الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن عبد الرّحمن، أخبرني أبي، أنا عبد اللّه بن محمّد بن حنبل قال: سألت يحيى، عن النضر بن عربي قال: ليس به بأس (7).

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، نا أبو بكر الخطيب - لفظا - أنا أحمد بن محمّد ابن إبراهيم بن حميد، قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس قال: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: النّضر بن عربي ما حاله ؟ قال: ثقة (8).

قال أبو سعيد: النّضر بن عربي لا بأس به، و ليس بذاك (9).

ص: 74


1- بالأصل و م: عمر، و المثبت عن «ز».
2- بالأصل:«حا» و في م:«خا» و المثبت عن «ز».
3- الاكمال لابن ماكولا 176/7 و 177.
4- تحرفت بالأصل و م إلى: الراء، و المثبت عن «ز»، و الاكمال.
5- الاكمال لابن ماكولا 261/7 و 262.
6- تهذيب الكمال 91/19.
7- سير أعلام النبلاء 404/7 و تهذيب الكمال 91/19.
8- سير الأعلام 404/7 و تهذيب الكمال 91/19.
9- تهذيب الكمال 91/19 و سير أعلام النبلاء 404/7.

أخبرنا أبو بكر الشّحّامي، أنا أبو صالح المؤذن، أنا أبو الحسن بن السقا، نا محمّد بن يعقوب، نا عباس (1) بن محمّد قال: سمعت يحيى يقول: النّضر بن عربي كان حرانيا، و هو ثقة.

قرأت على أبي الفتح نصر بن محمّد الشافعي، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبّار، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر، نا إبراهيم بن الجنيد قال: سألته يعني يحيى عن النّضر بن عربي ؟ فقال ثقة.

أنا أبو البركات بن المبارك، أنا ثابت بن منصور، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا محمّد بن أحمد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضل، نا أبي - أظنه عن يحيى بن معين - قال: النّضر بن عربي ثقة.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أخبرنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال (2):ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين أنه قال: النّضر بن عربي ثقة.

قال: و حدّثنا علي بن الحسين بن الجنيد، قال: سمعت محمّد بن عبد اللّه بن نمير يقول: النّضر بن عربي ثقة صالح.

قال: و سألت أبي عن النّضر بن عربي ؟ فقال: لا بأس به أسند حديثا واحدا، و سئل أبو زرعة عن النّضر بن عربي ؟ فقال: حراني ثقة.

ذكر أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الكناني الأصبهاني قال: سألته - يعني - أبا حاتم الرازي عن أبي روح النّضر بن عربي، فقال: صالح الحديث (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل،

ص: 75


1- تحرفت بالأصل و م إلى: عياش، و المثبت عن «ز».
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 475/8.
3- تهذيب الكمال 91/19 و سير أعلام النبلاء 404/7.

أنا أبو محمّد بن درستويه، نا يعقوب بن سفيان قال (1):و النّضر بن عربي ثقة، حدّثني عنه أبو صالح الحرّاني، و يحيى بن أبي صالح (2).

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو القاسم السهمي، أنا أبو علي ابن عدي قال (3):النّضر بن عربي أبو روح العامري جزري، رأيت له أحاديث مستقيمة عن من يرويه عنه، و أرجو أنه لا بأس به.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هاشم بن محمّد قال: قال الهيثم:

مات النّضر بن عربي مولى بني عامر زمن المهدي.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي العباس الرازي، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، نا علي بن الحسين الأذني، أنا أبو عروبة الحرّاني، حدّثني إسحاق بن زيد، و محمّد بن يحيى بن كثير، و محمّد بن معدان قالوا: سمعنا أبا جعفر بن نفيل يقول: مات نضر بن عربي سنة ثمان و ستين و مائة (4).

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أخبرنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال:

سمعت أبا زكريا العنبري يقول: سمعت أبا عبد اللّه البوسنجي قال: سمعت الفضيلي يقول.

ح و قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر، أخبرنا أبي، حدّثنا علي بن عثمان النفيلي، نا أبو جعفر بن نفيل قال:

مات النّضر بن عربي سنة ثمان و ستين.

7885 - النّضر بن عبّاد بن عائذ

شاعر من أهل العراق.

وفد على عبد الملك بن مروان.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم النسيب، و أبو الوحش

ص: 76


1- ليس في كتابه «المعرفة و التاريخ» المطبوع الذي بين يدي.
2- الخبر السابق مكرر بالأصل.
3- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 25/7 و عن ابن عدي في تهذيب الكمال 91/19 و سير الأعلام 7/ 405.
4- سير أعلام النبلاء 405/7 و تهذيب الكمال 92/19.

المقرئ عنه، أخبرنا أبو مسلم محمّد بن أحمد بن علي الكاتب، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن ابن دريد، نا أبو حاتم عن أبي عبيدة قال:

كان النّضر بن عبّاد بن عائذ (1) في بعث إلى الأزارقة فأبلى و قاتل قتالا شديدا، فلما وفد الحجّاج إلى عبد الملك بأهل البلاء أنشد عبد الملك قول النّضر:

ألا ليت حجاج بن يوسف شاهد *** بلائي إذا خامر (2) الكماة و وقفوا

جعلت جوادي للرماح دريه *** سوارح (3) فيه السمهري المثقف

و قاتلت حتى هرب السيف عضبه *** لقاؤهم مرّ من الموت مرعف

فأمر عبد الملك بن الحجّاج بإنفاذه إليه فأجزل عطاءه، و ألحقه بالشرف، ثم قتله الحجّاج بعد ذلك في أصحاب ابن الأشعث.

7886 - النّضر بن عبد الرّحمن بن إبراهيم

حدّث عن عمّار بن عمرو الجنبي قاضي مكة.

روى عنه أبو بكر الشافعي.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا الفضل بن علي الحنفي، أنا أبو سعيد النقّاش - و هو محمّد بن علي بن عمرو، أنا محمّد بن عبد اللّه الشافعي، نا نضر بن عبد الرّحمن بن إبراهيم الدمشقي، نا عمّار بن عمرو الجنبي قاضي أهل مكة، نا حفص بن غياث، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن أبي ظبيان (4) عن جرير بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من لا يرحم الناس لا يرحمه اللّه»[12712].

قال كذا في كتاب الشافعي عن زيد بن وهب، عن أبي ظبيان، و الصواب: و أبي ظبيان.

7887 - النّضر بن عمرو المقرائي الحميري

7887 - النّضر بن عمرو المقرائي (5) الحميري (6)

حكى عن الحسن البصري.

ص: 77


1- بالأصل و م هنا: عائدة، و المثبت عن «ز».
2- في «ز»: «إذ حام» و المخامرة: المخالطة و المقاربة، يقال: خامر الشيء إذا قاربه و خالطه. و المخامرة أيضا: الإقامة و لزوم المكان.
3- الأصل: سوارح، و في «ز»: شوارع، و في م: سوارع.
4- هو حصين بن جندب بن عمرو، أبو ظبيان الجنبي الكوفي راجع ترجمته في تهذيب الكمال 3/5.
5- بالأصل: المقراني، و في م:«المعرامى» و المثبت عن «ز». و هذه النسبة بضم الميم و قيل بفتحها، و سكون القاف و فتح الراء بعدها همزة نسبة إلى مقرى (الأنساب).
6- ترجمته في تاريخ خليفة بن خيّاط ص 340 و 358 و 371.

روى عنه: الأوزاعي.

و كان فيمن قام في بيعة يزيد بن الوليد الناقص، و قد تقدم ذكره في ترجمة رزين بن ماجد (1)،و كان على الخاتم الصغير ليزيد بن الوليد، و ولي شرطته أيضا.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، أنا محمّد ابن عبد اللّه بن خميرويه، نا الحسين بن إدريس، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عمّار، نا هشام العطّار، نا الوليد، نا أبو عمرو، حدّثني النّضر بن عمرو قال: سألت الحسن: أي الرجلين أفضل: علي أم عثمان ؟ فقال: شارك عثمان عليا في سوابقه، و لم (2) يشاركه في حدثه، قلت: علي و معاوية ؟ فقال: هيهات، لم يشارك معاوية عليا في سوابقه و شاركه في أحداثه.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (3):ثم ولّى - يعني - خالد بن عبد اللّه القسري البصرة النضر بن عمرو المقرائي الحميري من أهل دمشق الصلاة، ثم عزله في آخر سنة عشر و مائة، و جمع الصلاة و الشرطة و القضاء لبلال بن أبي بردة.

قال: و حدّثنا خليفة قال (4) في تسمية كتاب يزيد بن الوليد: الخراج و الجند و خاتم الصغير: النّضر بن عمرو من أهل اليمن مع الحرس.

أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر بن أبي الرضا - بهراة - أنا أبو عاصم الفضيل (5) بن يحيى الفضيلي، (6) أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن أبي شريح، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر البلخي، نا أبو بكر محمّد بن عيسى الطرسوسي، نا حمّاد بن الفياض، نا أبو عبيدة الناجي، قال: قال الحسن:

ص: 78


1- تقدمت ترجمته في كتابنا تاريخ دمشق بتحقيقنا 144/18 رقم 2179 و الذي مرّ في الخبر المتقدم في ترجمة رزين ابن ماجد: النضر بن عمر الجرشي في أهل جرش. و الذي في تاريخ الطبري 241/7 - و عنه يأخذ المصنف - النضر بن الجرشي.
2- من هنا... إلى: سوابقه، سقط من «ز».
3- رواه خليفة بن خيّاط ص 358.
4- كذا بالأصل و م، و «ز»، و فوقها في «ز»: ضبة، و الخبر جاء في تاريخ خليفة تحت عنوان: تسمية عمال هشام بن عبد الملك: الشرط .
5- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 371.
6- الأصل و م: الفضل، تصحيف، و المثبت: الفضيل، عن «ز».

لقد أدركت (1) ممن كان قبلكم كانوا و اللّه..... (2) لكتاب اللّه و سنة نبيهم صلى اللّه عليه و سلم إذا جنّهم الليل قيام على أطرافهم يفترشون وجوههم، تجري دموعهم على خدودهم، يناجون الذي خلقهم في فكاك رقابهم، إذا عملوا الحسنة دانوا في سرهم و سألوا اللّه أن يتقبّلها و إذا عملوا السيئة..... (3) و يسألوا اللّه أن يغفرها لهم من الذنوب، فو اللّه ما زالوا كذلك و على ذلك، و اللّه ما سلموا من الذنوب، و لا نجوا إلاّ بالمغفرة، و أقبل على الأمير النّضر بن عمرو فقال: و أصبحت و اللّه أيها الأمير مخالفا للقوم في الهدي و السيرة، و إيّاك أن تمنّى الأماني (4)فترجع فيها فإن أخاك من صدقك و نصح لك في دينك خير ذلك ممن يمنّيك و يغرك.

7888 - النّضر بن محمّد بن خالد أبو محمّد الأسدي البغدادي

قدم دمشق و حدّث بها عن يحيى بن معين.

روى عنه: أبو الميمون.

[قال ابن عساكر:] (5) و الصواب: مضر (6) بن محمّد، و النّضر تصحيف، و قد تقدم ذكره في ترجمة مضر.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو الميمون عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عمر بن راشد البجلي، أنا النّضر بن محمّد بن خالد أبو محمّد البغدادي الأسدي بدمشق سنة اثنتين و سبعين و مائتين. نا يحيى بن معين، نا يحيى بن أبي زائدة، عن عبيد اللّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«بادروا الصبح بالوتر»[12713].

7889 - النّضر بن محمّد بن بعيث أبو الفرج الأزدي البثني

7889 - النّضر بن محمّد (7) بن بعيث أبو الفرج الأزدي البثني (8)

من أهل البثنية من نواحي دمشق.

ص: 79


1- بعدها بياض في م، بمقدار لفظة.
2- الكلام متصل بالأصل، و المعنى مضطرب، بياض في م و «ز»، بمقدار لفظتين.
3- بياض بالأصل و م و «ز».
4- الأصل و م: الأمان، و المثبت عن «ز».
5- زيادة منا.
6- الأصل: نصر، و المثبت عن م، و «ز».
7- كذا بالأصل، و في م و «ز»: محرز.
8- ترجمته في معجم البلدان (البثنية) و فيه: بن محرز، و الكامل لابن عدي 29/7 و ميزان الاعتدال 262/4 و لسان الميزان 164/6 الجرح و التعديل 480/8.

حدّث عن محمّد بن المنكدر، و أبي الزّعيزعة (1)،و هشام بن عروة.

روى عنه: الوليد بن سلمة الطبراني، و أبو بكر عبد الرّحمن بن عبد العزيز، و يقال:

ابن عبد اللّه الفارسي، و أبو العبّاس الوليد بن مهلب الأزدي، و سهيل بن عبد الرّحمن العكّي، و أحمد بن سليمان.

أخبرنا أبو الفضل أحمد بن منصور بن بكر بن محمّد بن حيد (2)،أنا جدي أبو منصور، أنا أبو محمّد الحسن بن أحمد المخلدي، نا المؤمّل بن الحسن بن عيسى الماسرجسي، نا عثمان بن سعيد، نا الربيع بن روح [أبو روح] (3) الحمصي، نا الوليد بن سلمة الأزدي، نا النّضر بن عربي (4)،عن محمّد بن المنكدر، عن أنس بن مالك أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«إن للقلوب صدأ كصدأ النحاس و جلاؤها الاستغفار»[12714].

[قال ابن عساكر:] (5) كذا قال، و إنما هو النّضر بن محرز.

و قد أخبرناه أبو القاسم بن [السمرقندي، أنا أبو القاسم بن] (6) مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (7)،نا عبد اللّه بن أحمد بن أبي الحواري، نا عمرو بن عثمان، نا الوليد بن سلمة، قال: و حدّثنا أحمد بن موسى بن زنجويه، نا إبراهيم بن الوليد بن سلمة، نا أبي، نا نضر بن محرز، عن محمّد بن المنكدر، عن أنس عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«إن للقلوب صدأ كصدأ الحديد و جلاؤها الاستغفار»[12715].

قال: و أخبرنا أبو أحمد (8)،نا ابن قتيبة، نا عبد اللّه بن راشد الكناني، نا عبد الرّحمن ابن عبد اللّه الفارسي، عن النّضر بن محرز، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر قال: سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: أي الأعمال أفضل ؟ قال:«سرور تدخله على مسلم»[12716].

قال: و أخبرنا أبو أحمد (9)،نا صالح بن أبي الجن، نا هلال بن العلاء، نا أبو بكر عبد

ص: 80


1- تحرفت في معجم البلدان إلى: الزعزيقة.
2- في «ز»: «حميد» قارن مع مشيخة ابن عساكر 20/أ.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن «ز»، و م.
4- كذا بالأصل و م و «ز»، و سينبه المصنف في آخر الحديث إلى الصواب.
5- زيادة منا.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل استدرك عن م، و «ز».
7- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 29/7.
8- الكامل لابن عدي 29/7.
9- الكامل لابن عدي 29/7.

الرّحمن بن عبد العزيز الفارسي، نا أبو الفرج النّضر بن محرز، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«لأن يمتلئ جوف الرجل قيحا أو دما خير من أن يمتلئ شعرا مما هجيت به»[12717].

أخبرنا أبو [علي] (1) الحسن بن أحمد في كتابه، ثم حدّثنا أبو مسعود المعدل عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا محمّد بن عبد الرّحمن بن سهل بن مخلد، حدّثني أحمد بن إبراهيم بن عبد اللّه أبو جعفر بن كموية، نا نصر بن مرزوق، نا أبو حازم عبد الغفّار بن داود، نا محمّد ابن منصور، عن أبي الفرج و هو النضر بن محرز شامي، عن ربيعة بن أبي عبد الرّحمن، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ثلاثة هم حدّاث اللّه يوم القيامة: رجل لم يمش بين اثنين بمراء قط ، و رجل لم يحدث نفسه بزنا قط ، و رجل لم يخلط كسبه بربا قط »[12718].

أخبرنا أبو الحسن زيد بن الحسن بن زيد بن حمزة العلوي، و أبو علي محمّد بن عبد الواحد بن الفضل القايني (2) الفقيه، و أبو المناقب سعد بن عبيد بن صخر، و أبو عبد اللّه محمّد بن سليمان بن عبد اللّه بطوس، قالوا: أخبرنا أبو سعد علي بن أبي علي عبد اللّه بن أبي صادق الحميري بنيسابور، أخبرنا الأستاذ أبو الحسن علي بن أبي بكر الطرازي، نا أبو العباس الأصم، نا أبو محمّد سعد بن محمّد البيروتي، نا سهيل يعني ابن عبد الرّحمن (3)،نا النّضر بن محرز (4)،نا هشام بن عروة، عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى اللّه عليه و سلم لما وجع قال:«مروا أبا بكر فليصلّ بالناس» فصلّى بالناس أبو بكر.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أخبرنا ابن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا علي.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال (5):

النّضر بن محرز الأزدي، روى عن أبي الزعيزعة، عن مكحول، روى عنه إبراهيم بن الوليد بن سلمة الطبراني، سألت أبي عنه فقال: هو مجهول.

ص: 81


1- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن «ز».
2- غير مقروءة بالأصل و م و «ز»، و الصواب ما أثبت، مشيخة ابن عساكر 196/ب.
3- بعدها بياض في م و «ز»، و الكلام متصل في الأصل.
4- الأصل و م: محمد، و المثبت عن «ز».
5- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 480/8.

[قال ابن عساكر:] (1) و لم يذكره البخاري في تاريخه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، نا حسن بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي قال (2):نضر بن محرز بن بعيث من أهل البثنية، و هذه الأحاديث بأسانيده غير محفوظة، و ليس للنضر حديث كثير.

و قال أبو حاتم بن حبان (3) فيما حكاه المقدسي عنه النّضر بن محرز بن بعيث من أهل البثنية من الشام، يروي عن محمّد بن المنكدر، روى عنه أهل الشام، منكر الحديث جدا، لا يجوز الاحتجاج به.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو صادق محمّد بن أحمد بن جعفر، أنا أحمد بن محمّد ابن زنجويه، نا أبو أحمد العسكري، قال: و أما محرز بالحاء غير معجمة، و بعدها زاء غير معجمة يليها زاي فمنهم: النضر بن محرز، روى عن أبي الزعيزعة عن مكحول، روى عنه إبراهيم بن الوليد بن سلمة الطبراني.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني قال: النّضر بن محرز عداده في الشاميين، روى عن محمّد بن المنكدر، عن أنس بن مالك، منكر الحديث.

قرأت على أبي محمّد السّلمي عن أبي زكريا البخاري.

ح و حدّثنا خالي أبو المعالي القاضي، نا نصر بن إبراهيم، أنا أبو زكريا، نا عبد الغني ابن سعيد قال: النّضر بن محرز ضعيف.

قرأت على أبي محمّد عن علي بن هبة اللّه (4) قال: و أما نضر بفتح النون و سكون الضاد المعجمة: النّضر بن محرز شامي، يروي عن محمّد بن المنكدر، و أنس، منكر الحديث.

7890 - النّضر بن يحيى بن معرور الكلبي الأخباري

حدّث عن سليمان بن عبيد اللّه بن مروان، و يزيد، و عبد الرّحمن ابني مصاد الكلبي، و أبي بكر بن يزيد بن الوليد، و نوح بن عمرو بن حويّ الأكبر، و يعقوب بن عبد الرّحمن بن سليم الكلبي، و عبد الغفّار بن العبّاس اللخمي.

ص: 82


1- زيادة منا.
2- الكامل في ضعفاء الرجال 29/7.
3- الأصل: حسان، و المثبت عن «ز»، و م.
4- كذا بالأصل و م عبد اللّه، و في «ز»: هبة اللّه و هو ما أثبت.

وثّقه ابن عبد الرّحمن الكلبي و جماعة سواهم.

روى عنه نوح بن عمرو بن حويّ ، و صالح بن البختري، ختن مروان بن محمّد الناقد (1) الطاطري، وصف مقتل الوليد بن يزيد.

7891 - نضلة بن عبيد،[و يقال: ابن عمرو] و يقال: ابن عائذ ،و يقال:

7891 - نضلة بن عبيد،[و يقال: ابن عمرو] (2) و يقال: ابن عائذ (3)،و يقال:

ابن عبد اللّه بن الحارث بن حبّان بن ربيعة بن دعبل بن أسد (4) بن خزيمة

ابن مالك بن سلامان بن أسلم بن أفصى، و يقال: عبد اللّه بن نضلة،

و يقال: خالد بن نضلة (5)،أبو برزة الأسلمي (6)

صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم. سكن البصرة.

و حدّث عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أحاديث.

روى عنه الحسن البصري، و الأزرق بن قيس، و أبو الوازع جابر بن عمرو الراسبي، و أبو العالية رفيع الرياحي، و أبو الوضيء عباد بن نسيب (7) القيسي، و أبو المنهال سيّار بن سلامة، و سعيد بن عبد الرّحمن (8) بن جريج، و أبو عثمان النهدي، و عبد اللّه بن بريدة (9)الأسلمي، و علي بن الحكم البنّاني، و عبد اللّه بن مطرف، و كنانة بن نعيم العدوي، و شريك ابن شهاب الحارثي، و عبد الرّحمن بن جويبر، و سعيد بن جمهان، و القاسم بن عوف الشيباني، و ابنه المغيرة بن أبي برزة.

و كان مع معاوية بالشام.

و قدم دمشق على يزيد بن معاوية، و كان عنده حين أتى برأس الحسين بن علي.

ص: 83


1- كذا بالأصل و م، و سقطت اللفظة من «ز».
2- ما بين معكوفتين من الأصل، و استدرك عن «ز»، و م.
3- في أسد الغابة و تهذيب الكمال: عابد.
4- كذا بالأصل و م و «ز»، و في أسد الغابة و تهذيب الكمال: أنس.
5- أقحم بعدها بالأصل: و يقال.
6- ترجمته في أسد الغابة 545/4 و الإصابة 556/3 و فيها: ابن أنس بن جذيمة. و تهذيب الكمال 96/19 و تهذيب التهذيب 627/5 و التاريخ الكبير 118/8 و الجرح و التعديل 499/8 و حلية الأولياء 32/2 و تاريخ بغداد 182/1 و سير الأعلام النبلاء 40/3. و برزة بفتح الباء و سكون الراء (المغني).
7- بالأصل و م و «ز»: شبيب، تحريف، و المثبت عن سير الأعلام، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 429/9.
8- كذا بالأصل و م و «ز»، و في تهذيب الكمال: عبد اللّه.
9- في «ز»: يزيد.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب (1)،أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (2)،نا حسن بن موسى، نا أبو بكر - يعني - ابن شعيب بن الحبحاب قال: سمعت أبا الوازع جابر الراسبي ذكر أن أبا برزة حدّثه قال: سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: قلت: يا رسول اللّه، إنّي لا أدري لعله أن تمضي و أبقى بعدك، فحدّثني بشيء ينفعني اللّه به، قال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«افعل كذا، افعل كذا»، فأنسيت ذلك،«و أمر الأذى عن الطريق»[12719].

أخبرتنا به عاليا أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر ابن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا شيبان بن فروخ، نا أبو هلال، نا جابر بن عمرو (3)، عن أبي برزة، قال: أتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقلت: علّمني شيئا لعل اللّه أن ينفعني به، قال:

«انظر ما يؤذي الناس، فاعزله عن طريقهم و عن طريق الناس»[12720].

بلغني عن أبي عبد اللّه (4) محمّد بن يوسف بن بشر الهروي، قال: قرأت في كتاب لعمرو بن بحر (5) الجاحظ قال: قيل لأبي برزة الأسلمي: لم آثرت صاحب الشام على صاحب العراق ؟ قال: وجدته أطوى لسرّه (6) و أملك لعنان جيشه، و أفطن لما في نفس عدوه، قال أبو عبد اللّه الهروي: دلّ هذا إن كان له أصل أنّ أبا برزة كان مع معاوية بالشام.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهّاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا محمّد بن جرير قال (7):

قال هشام عن أبي مخنف (8)،حدّثني أبو حمزة الثمالي عن عبد اللّه بن أحمد بن جعفر الثمالي عن القاسم بن بخيت قال:

لما أقبل وفد أهل الكوفة برأس الحسين دخلوا مسجد دمشق، و قال لهم مروان بن

ص: 84


1- الأصل: المهذب، و المثبت عن «ز»، و م.
2- رواه أحمد بن حنبل في المسند 184/7 رقم 19806.
3- تحرفت بالأصل إلى: عمر: و المثبت عن «ز»، و م.
4- تحرفت بالأصل إلى عبيد اللّه، و المثبت عن «ز»، و م، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 252/15.
5- تحرفت بالأصل إلى: محمد، و في م: محرز، و المثبت عن «ز».
6- الأصل و م: أمره، و في «ز»: ليسره، و المثبت عن المختصر.
7- رواه أبو جعفر الطبري في تاريخه 465/5 في حوادث سنة 61.
8- بالأصل و م: محيد، و المثبت عن «ز».

الحكم: كيف صنعتم ؟ قالوا: ورد علينا منهم ثمانية عشر رجلا، فأتينا و اللّه على آخرهم، و هذه الرءوس و السبايا، فوثب مروان فانصرف، و أتاهم أخوه يحيى بن الحكم فقال: ما صنعتم ؟ فأعادوا عليه الكلام، فقال: حجبتم عن محمّد يوم القيامة، لن (1) أجامعكم على أمر أبدا، ثم قام و انصرف، و دخلوا على يزيد، فوضعوا الرأس بين يديه و حدّثوه الحديث، قال:

فسمعت الحديث هند بنت عبد اللّه بن عامر بن كريز، و كانت تحت يزيد بن معاوية، فتقنّعت بثوبها، و خرجت و قالت: يا أمير المؤمنين، أ رأس الحسين بن فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: نعم، قال: فأعولي عليه، و حدّي على ابن بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و صريحة قريش، عجل عليه ابن زياد فقتله، قتله اللّه، قال: ثم أذن للناس فدخلوا عليه، و الرأس بين يديه، و مع يزيد قضيب و هو ينكث به في ثغره، ثم قال: إنّ هذا و أنا كما قال الحصين بن الحمام المرّي (2):

يفلّقن هاما من رجال أحبة *** إلينا و هم كانوا أعقّ و أظلما

قال: فقال رجل من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقال له أبو برزة الأسلمي: أ تنكث بقضيبك في ثغر الحسين، أما لقد أخذ قضيبك من ثغره مأخذا، لربما رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يرشفه، أما إنك يا يزيد تجيء يوم القيامة و ابن زياد شفيعك، و يجيء هذا يوم القيامة و محمّد شفيعه، فقام و ولّى (3).

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن بن مفرج، أنا سهل بن بشر، و أحمد بن محمّد بن سعيد، قالا: أخبرنا محمّد بن عيسى، أخبرنا منير بن أحمد بن الحسن، أنا جعفر بن أحمد ابن إبراهيم، نا أحمد بن الهيثم قال: قال أبو نعيم الفضل بن دكين: أبو برزة نضلة بن عبيد الأسلمي.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو سعيد الحسن بن محمّد بن عبد اللّه بن حسنويه الكاتب بأصبهان، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن جعفر بن حيان، نا عمر بن أحمد الأهوازي.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن

ص: 85


1- بالأصل و م: و «ز»: «أن» و المثبت عن الطبري.
2- البيت في الأغاني 7/14.
3- الجزء الأخير من الخبر في أسد الغابة 546/4.

الحسن - زاد أبو البركات: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أخبرنا محمّد بن الحسن، أنا محمّد ابن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد الأهوازي.

نا خليفة بن خيّاط قال (1):و من أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر: أبو برزة الأسلمي، اسمه نضلة بن عبد اللّه بن الحارث بن حبال بن أسد (2) بن خزيمة بن مالك بن سلامان بن أسلم، له دار بالبصرة، و أتى خراسان، فمات بها بعد عزل ابن زياد (3)،لفظ محمّد بن أحمد بن إسحاق.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال.

ح و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، قالا: أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه قال.

ح و أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الفضل بن خيرون.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا ثابت بن بندار بن إبراهيم، قالا: أخبرنا عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان الأزهري، أنا أبو الحسين عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، نا العباس ابن العباس الجوهري، أنا صالح بن أحمد بن محمّد قال: قال: أتى أبو برزة نضلة بن عبيد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم ابن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي قال: سمعت عبد اللّه بن أحمد بن حنبل يقول: سمعت أبي يقول: أبو برزة الأسلمي، اسمه نضلة بن عبيد.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أخبرنا أبو محمّد بن نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال: و هذه أسماء عن أحمد بن حنبل و غيره، فذكرها، و قال: و أبو برزة نضلة بن عبيد.

قرأت على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيوية، نا محمّد بن القاسم، نا ابن أبي خيثمة قال: سمعت أبي يقول: أبو برزة الأسلمي نضلة، و سمعت أحمد بن حنبل يقول: أبو برزة نضلة بن عبيد.

ص: 86


1- طبقات خليفة بن خيّاط ص 184 رقم 679.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و في طبقات خليفة: أنس.
3- في طبقات خليفة المطبوع الذي بيدي (ط . دار الفكر): و مات بعد أربع و ستين بعد ما أخرج ابن زياد من البصرة.

و عن أبي تمام علي بن محمّد، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل، أنا محمّد بن سعيد بن محمّد الزعفراني، نا ابن أبي خيثمة قال: سمعت أبي و أحمد بن حنبل يقولان: أبو برزة نضلة ابن عبيد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال: قرأت على علي بن المديني قال: و من أسلم أبو برزة الأسلمي، نضلة بن عبيد.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح المؤذّن، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: حدّثنا محمّد بن يعقوب، نا عبّاس بن محمّد قال: سمعت يحيى يقول: اسم أبي برزة الأسلمي نضلة بن عبيد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ابن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص (1) بن المفضّل، نا أبي المفضّل قال: و أسلم، منهم: أبو برزة الأسلمي (2) نضلة بن عبيد.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم، أنا نعمة اللّه بن محمّد المرندي، نا أبو مسعود البجلي، نا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنا سفيان (3) بن محمّد بن سفيان، حدّثني الحسن بن سفيان، حدّثني محمّد بن علي، عن محمّد بن إسحاق قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول:

أبو برزة الأسلمي نضلة بن عبيد، و يقال: ابن شيبة.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن الحمامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب يقول:

و اسم أبي برزة (4) نضلة بن عبيد اللّه الأسلمي.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، قال: و أبو برزة نضلة بن عبيد.

[قال ابن عساكر:] (5) كذا قالا، و هو ابن عبيد.

ص: 87


1- الأصل و م:«نا أبو الأحوص»، و المثبت عن «ز».
2- سقطت من «ز».
3- بالأصل و م:«أبو سفيان» و المثبت عن «ز».
4- بالأصل و م: و اسم ابن أبي برزة.
5- زيادة منا.

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و ابن النرسي - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أخبرنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (1):نضلة بن عبيد أبو برزة الأسلمي، نزل البصرة، و ذكر له حديث غزوة مع النبي صلى اللّه عليه و سلم سبع غزوات (2).

أنبأنا أبو الحسين بن الحسن، و أبو عبد اللّه بن عبد الملك، قالا: أخبرنا أبو القاسم ابن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (3):نضلة بن عبيد أبو برزة الأسلمي، نزل البصرة، له صحبة، روى عنه أبو عثمان النهدي، و الحسن البصري، و الأزرق بن قيس، و أبو الوازع جابر ابن عمرو، و أبو المنهال سيّار، و أبو الوضيء و أمية المغيرة بن أبي برزة، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو برزة نضلة بن عبيد الأسلمي، له صحبة، نزل البصرة.

قرأت على أبي الفضل السلامي، عن جعفر المكي، أنا عبيد اللّه بن سعيد، أنا الخصيب (4)،أخبرني أبو موسى، أخبرني أبي قال: أبو برزة نضلة بن عبيد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو (5) طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، أخبرني أحمد بن شعيب قال:

أبو برزة نضلة بن عبيد الأسلمي.

قال: و حدّثنا أبو بشر قال: أبو برزة نضلة بن عبيد الأسلمي.

ص: 88


1- بالأصل: قالا، و المثبت عن «ز»، و م.
2- التاريخ الكبير للبخاري 118/8.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 499/8.
4- تحرفت بالأصل و م إلى: الخطيب، و المثبت عن «ز».
5- من قوله: موسى... إلى هنا سقط من «ز».

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده قال: نضلة بن عبيد أبو برزة الأسلمي، عداده في أهل البصرة، روى عنه ابنه المغيرة، و الحسن بن أبي الحسن، و سعيد بن جمهان (1)،و الأزرق بن قيس (2)،و كان مربوعا، أدم، توفي بعد أبي بكرة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال: و سمعت عمي أبا بكر يقول:

اسم أبي برزة نضلة بن عبيد اللّه (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفتح نصر بن محمّد (4) الخطيب، أنا محمّد ابن أحمد بن عبد اللّه الجواليقي.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو طاهر أحمد بن علي، قالا: أنا الحسين بن علي بن عبد اللّه، قالا: أنا محمّد بن زيد بن علي، أنا محمّد بن محمّد بن عقبة، نا هارون بن حاتم قال: اسم أبي برزة نضلة بن عبد اللّه.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أحمد (5) بن (6) الفضل بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا القاسم بن القاسم بن عبد اللّه قال: قال جدي أحمد بن سيار:

أبو برزة اسمه نضلة بن عبد اللّه بن الحارث بن حبال بن ربيع بن دعبل بن أنس بن خزيمة بن مالك بن سلامان بن أسلم بن أفصى بن حارثة، نزل مرو، و يقال: إنه مات بها، و دفن في مقبرة كلاباذ (7)،و ولده [بمرو] (8) بقرية تدعى فرسابخردور (9)،و مات بالبصرة، و روي أنه مات بمفازة ما بين سجستان و هراة، و كان هذا أصح إذ روى ذلك حمّاد بن سلمة، عن قتادة، و قد كتب اسمه فيمن هناك، و أما آل أبي برزة الذين هم بخراسان ينقلون غير هذا.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح عبد الملك بن عمر بن خلف.

ص: 89


1- بالأصل و م:«جمعان»، و المثبت عن «ز».
2- في م: قبيس.
3- في «ز»: عبد اللّه.
4- كذا بالأصل و م، و في «ز»: أحمد.
5- في م: محمد.
6- من قوله:«عقبة»... إلى هنا سقط من «ز».
7- كلاباذ: محلة ببخارى (معجم البلدان).
8- بالأصل و م:«و ولده بمقبرة تدعى...» و المثبت و الزيادة السابقة عن «ز»، و انظر الإصابة 556/3.
9- كذا رسمها في «ز»، و بدون إعجام في الأصل و م، و لم أجدها.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الفتح بن خلف، أنا أبو حفص بن شاهين، أنا محمّد بن مخلد بن حفص.

ح قال: و أخبرنا ابن الطّيّوري، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا عثمان بن محمّد المخرمي، نا إسماعيل بن محمّد الصفّار، قالا: أخبرنا العباس بن محمّد بن حاتم، نا أبو بكر عبد اللّه ابن محمّد بن حمد (1) بن أبي الأسود قال: و أبو برزة الأسلمي، نضلة بن عائذ.

أخبرنا أبو الأعزّ (2) قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن علي ابن محمّد بن أحمد، أنا محمّد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص الفلاّس قال في تسمية من روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم من أسلم: أبو برزة الأسلمي، اسمه نضلة بن عائذ.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس (3)،أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو محمّد بن زبر، نا محمّد بن يونس، نا الأصمعي قال: اسم أبي برزة الأسلمي نضلة بن عمرو.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو القاسم الأزهري، و أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن الآبنوسي - في كتابه - و أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، قالا: أخبرنا محمّد بن المظفّر، نا أحمد بن علي بن الحسن بن شعيب المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي قال:

و من أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر أبو برزة الأسلمي، و اسمه عبيد بن نضلة في قول بعض أهل الحديث، و أمّا أهل النسب فيقولون: نضلة بن عبد اللّه بن الحارث ابن حبال بن ربيع بن دعبل بن أنس بن خزيمة بن مالك بن سلامان - يعني - ابن أسلم - و كان يسكن البصرة.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن منده، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللنباني (4)،حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (5) قال في الطبقة الثالثة: أبو برزة

ص: 90


1- كذا بالأصل و م، و في «ز»: حميد. و هو عبد اللّه بن محمد بن أبي الأسود، و اسمه حميد بن الأسود، ترجمته في تهذيب الكمال 490/10.
2- الأصل: العز، و المثبت عن «ز»، و م.
3- قوله:«أنا أبو الحسن بن قبيس» مكرر بالأصل.
4- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
5- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

الأسلمي، و هو فيما قال الهيثم بن عدي: خالد بن نضلة، قال محمّد بن عمر: و ولده يقولون اسمه عبد اللّه بن نضلة، و كان من ساكني المدينة ثم تحول إلى البصرة، و غزا خراسان، فمات بها، و ولده في داره بالبصرة.

قال (1):و حدّثنا محمّد بن سعد قال: أبو برزة الأسلمي، و اسمه فيما أخبرني به الواقدي عبد اللّه بن نضلة، و أخبرني بعض ولده قال: اسمه نضلة بن عبيد، و مات بخراسان.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي أخبرنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (2) قال في الطبقة الثالثة: أبو برزة الأسلمي، و اسمه فيما ذكر محمّد بن عمر عن بعض ولد أبي برزة الأسلمي (3):عبد اللّه بن نضلة، و قال هشام بن محمّد بن السائب الكلبي و غيره من أهل العلم: اسمه نضلة بن عبد اللّه، و قال بعضهم: ابن عبيد الله (4) بن الحارث بن حبال (5) بن ربيعة بن دعبل بن أنس بن خزيمة بن مالك بن سلامان بن أسلم بن أفصى و إلى دعبل البيت، أسلم قديما، و شهد مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فتح مكة.

قال محمّد بن عمر (6):لم يزل أبو برزة يغزو مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى أن قبض، فتحول إلى البصرة، فنزلها حين نزلها المسلمون، و بنى فيها دارا، و له بها بقية، ثم غزا خراسان، فمات بها.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال (7):

أبو برزة نضلة بن عبيد اللّه، و يقال: ابن عبد اللّه (8) بن الحارث بن حبال (9) بن

ص: 91


1- القائل: ابن أبي الدنيا.
2- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 298/4.
3- سقطت من طبقات ابن سعد.
4- بالأصل، و «ز»، و م:«عبيد»، و المثبت عن طبقات ابن سعد.
5- تحرفت بالأصل، و م إلى: حبان، و في «ز»: «حيان» و المثبت عن ابن سعد.
6- طبقات ابن سعد 299/4.
7- الأسامي و الكنى للحاكم النيسابوري 378/2 رقم 912.
8- الذي في الأسامي و الكنى: نضلة بن عبيد و يقال ابن عائد و يقال ابن عبد اللّه.
9- تحرفت بالأصل، و م إلى: جمال، و المثبت عن «ز»، و الأسامي و الكنى.

أنس (1) بن خزيمة بن مالك بن سلامان بن أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمرو (2) بن عامر الأسلمي، له صحبة من النبي صلى اللّه عليه و سلم، نزل البصرة و له بها دار، و أتى خراسان، و كان بمرو، مات بعد سنة أربع و ستين، و الصحيح في اسم أبيه عبيد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود (3) بن ناصر، أنا عبد اللّه ابن الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال:

نضلة بن عبيد، و قال عمرو بن علي: نضلة بن عائذ، و قال الواقدي: عبد اللّه بن نضلة، و قال الهيثم بن عدي: خالد بن النضر أبو برزة الأسلمي البصري، و أصله من المدينة، سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم، روى عنه أبو المنهال سيار، و الأزرق بن قيس في الصلاة، قال أبو عيسى: سمعت محمود بن غيلان يقول: مات أبو برزة [بمرو، و قال الواقدي: غزا خراسان فمات بها.

أنبأنا أبو سعد المطرز و أبو علي الحداد، قالا: قال لنا أبو نعيم: نضلة بن عبيد، و قيل: ابن عبد الله و قيل ابن عائذ أبو برزة] (4) الأسلمي (5) من بني سلامان بن أسلم، و قال هشام بن محمّد الكلبي: هو نضلة بن عبد اللّه، و قيل ابن عائذ أبو برزة الأسلمي (6) بن الحارث بن حبال بن ربيعة بن دعبل بن أنس بن خزيمة بن مالك بن سلامان بن أسلم بن أفصى، أسلم قديما، و شهد فتح مكة، و هو الذي قتل عبد العزّى بن خطل تحت أستار الكعبة يوم الفتح لما أمر النبي صلى اللّه عليه و سلم بقتله، و غزا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم غزوات منها: خيبر، سكن البصرة، و له بها دار و عقب، توفي بعد أبي بكرة، روى عنه أبو العالية الرياحي، و أبو عثمان النهدي (7)،و الحسن (8)،و كنانة بن نعيم، و أبو الوازع جابر بن عمرو الراسبي، و أبو المنهال سيّار بن سلامة، و عبد اللّه بن مطرف، و سعيد بن عبد اللّه بن جريج في آخرين.

ص: 92


1- كذا بالأصل و م، و «ز»: «أسد» و المثبت عن الأسامي و الكنى.
2- بالأصل و م:«عمر» و المثبت عن «ز»، و الأسامي و الكنى.
3- تحرفت بالأصل و م إلى: موقود، و المثبت عن «ز».
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، فتداخل الخبران، و اضطرب السياق، و المثبت عن «ز».
5- الأصل: الامامي، و في م: الأسامي، و المثبت عن «ز».
6- قوله:«و قيل: ابن عائذ، أبو برزة الأسلمي» سقط من «ز».
7- تحرفت بالأصل إلى: الهندي، و المثبت عن «ز»، و م.
8- بالأصل و «ز»: «و الحسن و كنانة بن نعيم» و في م: و أبو الحسن و كنانة بن نعيم» و الصواب ما أثبت راجع تهذيب الكمال 97/19 و هو يريد: الحسن بن أبي الحسن البصري، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 297/4 و فيما ذكر من شيوخه أبي برزة نضلة بن عبيد الأسلمي.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):

أبو برزة الأسلمي، و اسمه نضلة بن عبيد، ذكر ذلك عدة من العلماء، و قال الهيثم بن عدي: هو خالد بن نضلة، و زعم الواقدي أن ولده يقولون: اسمه عبد اللّه بن نضلة، و قال أحمد بن سيّار المروزي، و محمّد بن سعد: اسمه نضلة بن عبد اللّه بن الحارث بن حبال بن ربيع بن دعبل بن أنس بن خزيمة بن مالك بن سلامان بن أسلم بن أفصى بن حارثة، و هكذا نسبة خليفة بن خيّاط و سمّاه، غير أنه أسقط ربيعة و دعبلا و لم يذكرهما (2)،سكن أبو برزة المدينة، و شهد مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فتح مكة، ثم تحول إلى البصرة، فنزلها و حضر مع علي بن أبي طالب قتال الخوارج بالنهروان، و ورد المدائن في صحبته، و غزا بعد ذلك خراسان، فمات بها.

أنبأنا أبو بكر وجيه بن طاهر، و أبو سعد عبد اللّه بن أسعد بن حيّان، قالا: أخبرنا موسى بن عمران، أنا الحاكم أبو عبد اللّه، أنا أبو العباس السياري، نا عيسى بن محمّد بن عيسى (3)،نا العباس بن مصعب، حدّثني محمّد بن مالك بن سليمان بن مالك بن يزيد بن أبي برزة [الأسلمي قال: كان اسم أبي برزة] (4) نضلة بن نيار، فسمّاه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عبد اللّه، و قال: نيار شيطان، و هو نيار بن حبال (5) بن ربيعة بن دعبل بن عبد اللّه (6) بن أنس بن خزيمة ابن مالك بن سلامان بن أسلم، و نسبه إلى قحطان بن هود النبي عليه السلام (7).

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد (8) الواسطي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل، أخبرنا محمّد بن سعيد بن محمّد، نا ابن أبي خيثمة، نا يحيى بن إسحاق السيلحيني (9)،أبو زكريا، عن قزعة بن سويد (10)،عن الأزرق بن قيس قال: رأيت

ص: 93


1- تاريخ بغداد 182/1.
2- راجع طبقات خليفة بن خياط ص 184 رقم 680.
3- قوله:«بن عيسى» سقط من «ز».
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك للإيضاح عن «ز».
5- بالأصل: حبان، و المثبت عن «ز»، و م.
6- في الإصابة: عبدان.
7- الإصابة 556/3 بسنده إلى العباس بن مصعب.
8- أقحم بعدها بالأصل و م:«يحيى بن الحسن عن أبي تمام علي بن محمد» صوبنا السند عن «ز».
9- تقرأ بالأصل: السلخيني، و في م و «ز»: السلحيني، و الصواب ما أثبت ترجمته في تهذيب الكمال 11/20 و يقال فيه: السيلحوني و السالحيني. و السيلحيني نسبة إلى السيلحين قرية من بغداد.
10- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 96/19.

رجلا مربوعا، أدم، فإذا هو أبو برزة الأسلمي، فذكر النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: شهدت معه غزوة كذا.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا القاضي أبو أحمد محمّد بن أحمد بن إبراهيم، و أبو محمّد بن حيان (1)،قالا: حدّثنا عامر بن علية (2) بن خالد بن عامر بن ثعلبة بن أبي برزة الأسلمي، حدّثني أبي، حدّثني أبو برزة الأسلمي قال:

لما كان يوم أحد و شجّ النبي صلى اللّه عليه و سلم و كسرت رباعيته (3) و هشمت البيضة على رأسه خرّ مغشيا عليه، فأخذت رأسه في حجري، فلمّا أفاق قال:«نضلة ؟» قلت: نعم، بأبي أنت و أمي يا رسول اللّه، قال:«بارك اللّه فيك و في ذرّيتك و عترتك من بعدك» قال ثعلبة: و شهد أبي مع علي بن أبي طالب المشاهد: الجمل، و صفّين، و النهروان.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، أنا محمّد بن هارون، نا محمّد بن بشار، نا يحيى بن سعيد، عن شعبة (4)،عن الأزرق بن قيس قال:

كنت مع أبي برزة بالأهواز، فقام يصلي و عنان دابته في يده، فجعلت تنكص [و جعل أبو برزة ينكص] (5) معها و رجل من الخوارج قاعد، فجعل يسبه، فلمّا صلّى قال: إنّي سمعت مقالتك: إنّي غزوت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ستا أو سبعا و شهدت من تيسيره، و إنّي أرجع مع دابتي أحبّ إليّ من أن أدعها فتأتي مألفها فيشق عليّ ، قال: قل: كم صلّى العصر؟ قال: ركعتين.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا أحمد بن محمّد بن زياد، حدّثنا عبد الرّحمن بن محمّد بن منصور، نا يحيى بن سعيد القطّان، نا شعبة، نا الأزرق بن قيس قال:

كنت مع أبي برزة بالأهواز، فقام يصلي العصر، و كان عنان دابته بيده، فجعلت ترجع و جعل أبو برزة ينكص حتى يرجع معها، قال: و رجل من الخوارج يشتمه، فلما صلى قال:

إنّي قد سمعت مقالتكم أنّي غزوت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ستا أو سبعا و شهدت تيسيره.

ص: 94


1- الأصل و م: حسان، و المثبت عن «ز».
2- كذا بالأصل و م، و في «ز»: عقبة.
3- الرباعية: السن التي بين الثنية و الناب.
4- روي من طريقه في سير الأعلام 42/3.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن «ز».

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، نا أبي (1)،نا محمّد بن جعفر، نا شعبة، عن الأزرق بن قيس قال:

كان أبو برزة بالأهواز على حرف نهر، و قد جعل اللجام في يده، و جعل يصلي، فجعلت دابته تنكص، و جعل يتأخر معها، فجعل رجل من الخوارج يقول: اللّهمّ أخز هذا الشيخ [كيف] يصلي (2)،قال: فلمّا صلّى قال: قد سمعت مقالتكم، غزوت مع النبي صلى اللّه عليه و سلم ستا أو سبعا أو ثمانيا فشهدت أمره و تيسيره، فكان رجوعي مع دابتي أهون [عليّ ] (3) من تركها، فنزع إلى مألفها فشق عليّ ، و صلى أبو برزة [العصر] (4) بركعتين.

أخبرنا أبو صادق مرشد بن يحيى بن القاسم بن علي - في كتابه - و أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن، أخبرنا سهل بن بشر، قالا: أخبرنا أبو الحسين محمّد بن الحسين بن محمّد النيسابوري، أنا أبو الطاهر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الذهلي، نا أحمد ابن عمرو القطراني، نا عمرو بن مرزوق، أنا شعبة، عن الأزرق بن قيس قال:

تقاتل الأزارقة بالأهواز مع المهلب بن أبي صفرة قال: فجاء أبو برزة آخذا بمقود (5)برذونه، أو دابته، فبينما هو يصلّى إذ أقبلت - و قال مرشد: انفلت المقود من يده، فمضت الدابة من قبلته، قال: فانطلق أبو برزة حتى أخذها ثم رجع القهقرى، فقال رجل كان يرى رأي الخوارج: انظروا إلى هذا الشيخ، و نال منه، إنه ترك صلاته و انطلق إلى دابته، فلما أقبل أبو برزة قضى صلاته، فقال: إنّي غزوت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سبع غزوات و أنا شيخ كبير، و لو أن دابتي ذهبت إلى مألفها شق ذلك عليّ ، فصنعت ما رأيت، قال: فقلت للرجل: ما أرى اللّه إلا مخزيك، شتمت رجلا من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، أنا القاضي أبو زرعة الرازي يعني روح بن محمّد بن أحمد، نا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن محمّد بن عمران الزيات، نا أبو حفص عمر بن أحمد بن علي الجوهري، نا محمّد بن حريث النيسابوري، نا

ص: 95


1- رواه أحمد بن حنبل في المسند 180/7-181 رقم 19791.
2- الأصل: يصلي هذا، و المثبت و الزيادة السابقة عن م و «ز»، و المسند.
3- زيادة عن المسند.
4- سقطت من الأصل و م و «ز»، و استدركت عن المسند.
5- الأصل و م: مقود، و المثبت عن «ز».

بشر بن السري، نا الحارث بن عمير، عن أيوب، عن الحسن، عن أبي برزة الأسلمي قال:

كنا نقول في الجاهلية: من أكل الخبز سمن، فأجهضنا القوم يوم خيبر عن خبزة لهم فجعل أحدنا يأكل منه الكسرة، ثم يمس عطفيه هل سمن ؟ أخبرنا أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، و أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر، قالا: أخبرنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو طاهر بن خزيمة، أنا جدي أبو بكر، نا أبو عمّار - يعني - الحسين بن حريث، نا إسماعيل بن عليّة، أنا أيوب، عن الحسن قال: قال أبو برزة (1):كانت العرب تقول: من أكل الخبز سمن، قال: فلما فتحنا خيبر أجهضناهم عن خبزة لهم، فقعدت عليها، فأكلت منها حتى شبعت، فجعلت انظر في عطفي هل سمنت ؟ (2).

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن ميمون، أنا محمّد بن علي بن الحسين الحسني، نا محمّد بن عبد اللّه الجعفي، أنا أحمد بن محمّد بن سعيد، أنا جعفر بن محمّد بن عمرو الخشّاب - قراءة - نا أبي، نا زيدان بن عمرو بن البختري، حدّثني عتّاب بن إبراهيم، عن الأجلح بن عبد اللّه الكندي قال: سمعت زيد بن علي، و عبد اللّه بن الحسن، و جعفر بن محمّد، و محمّد بن عبد اللّه بن الحسن يذكرون تسمية من شهد مع علي بن أبي طالب من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كلهم ذكره عن آبائه و عن من أدرك من أهله، و سمعته أيضا من غيرهم، فذكرهم و قال: أبو برزة نضلة بن عبيد الأسلمي، و كانت له سابقة من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال الأجلح، و حدّثني نفيع بن الحارث أنه سمع أبا برزة الأسلمي يقول: لما كان حين صالح الحسن بن علي معاوية قام خطباء (3) كلهم لا يألوا أن ينتقض [عليا،] (4) و يثلبه (5) فقال عمرو لمعاوية: مر أبا برزة فليخطب، فقال معاوية: قم يا أبا برزة فاخطب، فقلت: إنّي لا أتكلف الخطب، فقال: لتقومنّ ، فحمدت اللّه، و ذكرت ما منّ اللّه به من الإسلام، و ما خص به محمّدا صلى اللّه عليه و سلم، ثم قلت: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّي لأرجو أن تبلغ شفاعتي حتى حاء (6) و حكما» و كان نبينا أتقانا لربه، و أوصلنا لرحمه، ثم نزلت.

ص: 96


1- أقحم بعدها بالأصل: قال.
2- الخبر السابق سقط من م.
3- الأصل و م:«خطبنا» و في «ز»: «خطيبا» و لعل الصواب ما أثبت عن المختصر.
4- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن «ز».
5- بدون إعجام بالأصل و م، و فوقها فيهما ضبة، و المثبت عن «ز».
6- جاء في تاج العروس: حكم: و حكم محركة أبو حي من اليمن، و هو ابن سعد العشيرة من مذحج، و في و في الحديث:«شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي حتى حكم و حاء». قال ابن الأثير: و هما قبيلتان جافيتان من وراء رمل يبرين.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (1)،نا يزيد بن هارون، أنا محمّد بن مهزم العنزي، عن أبي طالوت العنزي قال: سمعت أبا برزة و خرج من عند عبيد اللّه بن زياد و هو مغضب، فقال: ما كنت أظن أنّي أعيش حتى أخلف في قوم يعيروني بصحبة محمّد صلى اللّه عليه و سلم، قالوا: إنّ محدثكم هذا لدحداح سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول في الحوض فمن كذب فلا سقاه اللّه منه.

أخبرناه أتم من هذا أبو القاسم عبد الملك بن داود (2)،و أبو غالب محمّد بن الحسن، قالا: أخبرنا أبو علي علي بن أحمد بن علي، أخبرنا القاسم بن جعفر بن محمّد، نا أبو علي اللؤلؤي، أنا أبو داود السجستاني، نا مسلم بن إبراهيم، نا عبد السّلام بن أبي صالح أبو طالوت قال:

شهدت أبا برزة دخل على عبيد اللّه بن زياد فقال: فلان سمّاه مسلم، و كان في السماط قال: فلما رآه عبيد اللّه قال: إنّ محمديكم هذا لدحداح (3)،ففهمها الشيخ، فقال: ما كنت أحسب أنّي أبقى في قوم يعيروني بصحبة محمّد صلى اللّه عليه و سلم، فقال له عبيد اللّه: إن صحبة محمّد صلى اللّه عليه و سلم لك زين غير شين ثم قال: إنّما بعثت إليك لأسألك عن الحوض سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يذكر فيه شيئا؟ قال أبو برزة: نعم، لا مرة، و لا مرتين، و لا ثلاث، و لا أربع، و لا خمس، فمن كذب به فلا سقاه اللّه منه، ثم خرج مغضبا.

أخبرنا أبو نصر بن رضوان، و أبو علي بن السبط ، و أبو غالب بن البنّا، قالوا: أخبرنا أبو محمّد الجوهري، أنا أحمد بن جعفر، نا أبو علي بشر بن موسى الأسدي، نا هوذة بن خليفة، نا عوف، عن أبي المنهال قال:

لما كان من خروج ابن زياد، و وثب مروان بالشام و ابن الزّبير بمكة، و وثب الذين يدعون القراء بالبصرة غمّ أبي غما شديدا، و كان يثني على أبيه خيرا، قال: قال لي: انطلق إلى هذا الرجل الذي من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أبي برزة الأسلمي، فانطلقت معه حتى دخلنا

ص: 97


1- رواه أحمد بن حنبل في المسند 182/7 رقم 19800 طبعة دار الفكر.
2- كذا بالأصل و م، و في «ز»: عبد الملك بن عبد اللّه بن داود.
3- الدحداح: الدساس.

عليه في داره، و إذا هو في ظل غلولة من قصب في يوم شديد الحر، قال: فجلسنا إليه، فكان أوّل شيء تكلم به قال: إنّي احتسبت (1) عند اللّه أني أصبحت ساخطا على أحياء قريش، و إنّكم معشر العرب كنتم على الحال التي قد علمتم من جهالتكم من القلة و الذلة و الضلالة، و إنّ اللّه نعشكم (2) بالإسلام، و بمحمّد صلى اللّه عليه و سلم، حتى بلغ بكم ما ترون، و إنّ هذه الدنيا هي التي أفسدت بينكم، و إنّ ذلك الذي بالشام و اللّه ما يقاتل إلاّ على الدنيا، و إنّ الذين حولكم الذين تدعونهم قراءكم و اللّه ما يقاتلون إلاّ على الدنيا، قال: فلما لم يدع أحدا قال له أبي: فما تأمر إذا؟ قال: لا أرى خير الناس اليوم إلاّ عصابة مكيدة، خماص البطون من أموال الناس، خفاف الظهور من دمائهم، فقال له أبي: حدّثنا كيف يصلي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم المكتوبة ؟ قال (3):

كان يصلي الهجير الذي تدعونها الأولى حين تدحض (4) الشمس، قال: و كان يصلي العصر ثم يرجع أحدنا (5) إلى رحله في أقصى المدينة و الشمس حية، قال: و نسيت ما قال في المغرب، قال: و كان يستحب أن يؤخّر العشاء التي تدعونها العتمة، و كان يكره النوم قبلها، و الحديث بعدها، قال: و كان ينفتل من صلاة الغداة حين يعرف الرجل جليسه، و كان يقرأ بالستين إلى المائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد، أنا أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا (6) ابن سويد الرملي أخو علي الكاتب، نا سيّار، عن جعفر، نا ثابت قال:

كان أبو برزة يلبس الصوف، و كان عمران بن حصين يلبس الخزّ، فقال رجل لعمران ابن حصين: إنّ أبا برزة يلبس الصوف، فقال: و أين مثل أبي برزة، قال: ثم جاء إلى أبي برزة فقال: إن عمران بن حصين يلبس الخزّ، فقال: أين مثل أبي نجيد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا

ص: 98


1- غير واضحة بالأصل، و في م و «ز»: «أحتسب» و المثبت عن المختصر.
2- الأصل: يغشاكم، و في م:«يعشاكم» و المثبت عن «ز».
3- الأصل و م:«فان» و المثبت عن «ز».
4- تدحض الشمس: تزول.
5- الأصل و م و «ز»: إحدانا.
6- كذا بالأصل و م:«نا ابن» و الكلام متصل، و في «ز»: «نا... ابن» فراغ بمقدار كلمة، و كتب على هامشها: بياض.

أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد (1)،نا الفضل بن دكين، نا همّام بن يحيى، عن ثابت البنّاني.

أنّ أبا برزة كان يلبس الصوف، فقال رجل: إنّ أخاك عائذ بن عمرو يلبس الخزّ و هو يرغب عن لباسك، قال: ويحك، و من مثل عائذ، ليس مثله، ثم أتى عائذا فقال: إنّ أخاك أبا برزة يلبس الصوف، و يرغب عن لباسك، قال: ويحك، من مثل أبي برزة، و ليس مثله، فمات أحدهما، فأوصى أن يصلّي عليه الآخر.

قال (2):و حدّثنا ابن سعد، أخبرنا عفّان بن مسلم، حدّثنا حمّاد بن سلمة، أنا ثابت البنّاني، أنا عائذ بن عمرو كان يلبس الخزّ و يركب الخيل، و كان أبو برزة لا يلبس الخزّ و لا يركب الخيل، و يلبس ثوبين ممصّرين (3)،فأراد رجل أن يشي بينهما، فأتى عائذ بن عمرو فقال: أ لم تر إلى أبي برزة يرغب عن لبسك و هيئتك و نحوك لا يلبس الخزّ و لا يركب الخيل ؟ فقال عائذ: يرحم اللّه أبا برزة، و من فينا مثل أبي برزة،[ثم أتى أبا برزة] (4) فقال: أ لم تر إلى عائذ يرغب عن هيئتك و نحوك، يركب الخيل و يلبس الخزّ، فقال: يرحم اللّه عائذا، و من فينا مثل عائذ؟!.

قال: و أنا ابن سعد (5)،أنا أحمد بن عبد اللّه بن يونس، نا معافى بن عمران، نا الحسن ابن حكيم، حدثتني أمي أنها كانت لأبي برزة جفنة من ثريد غدوة، و جفنة عشية للأرامل و اليتامى و المساكين.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا ابن المبارك، أنا الحسن بن حكيم الثقفي، حدثتني أمي أن أبا برزة الأسلمي كان يقوم من جوف الليل إلى الماء، فيتوضأ لا يوقظ أحدا من خدمه، و هو شيخ كبير، ثم يصلّي، و كانت أمة لأبي برزة.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أخبرنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أخبرنا أبو عمرو بن حمدان.

ص: 99


1- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 299/4-300.
2- القائل: الحسين بن الفهم، و الخبر في طبقات ابن سعد 300/4.
3- الممصر: المصبوغ بالمصر، و المصر: الطين الأحمر (راجع القاموس المحيط ).
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن «ز»، و ابن سعد.
5- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 299/4.

ح و أخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر ابن المقرئ، قالا: أخبرنا أبو يعلى، نا العبّاس بن الوليد النرسي، نا عبد الأعلى أبو محمّد السّامي، نا سعيد - يعني - الجريري، عن أبي نضرة عن عبد اللّه بن مولة القشيري قال: كنت بالأهواز إذ مرّ بي شيخ ضخم على بغلة - زاد ابن المقرئ: له - و هو يقول: اللّهمّ ذهب قرني من هذه الأمة فألحقني بهم، فألحقته دابتي، فقلت: و أنا رحمك اللّه، قال: و صاحبي هذا إن أراد ذلك، قال: ثم قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«خير أمّتي قرني - زاد ابن المقرئ: منهم - و قالا:- ثم الذين يلونهم»، فلا أدري أذكر الثالث أم لا، ثم يخلف قوم يظهر فيهم السمن، و يهرقون الشهادة و لا يسألونها، فإذا أبو برزة - و قال ابن حمدان: فإذا هو أبو برزة - الأسلمي[12721].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر أبو بكر الخطيب (1)،أنبأنا إبراهيم بن مخلد، أنا أبو سعيد أحمد بن محمّد بن رميح النسوي، قال:

سمعت أحمد بن محمّد بن عمر بن بسطام المروزي يقول: سمعت أحمد بن سيّار يقول:

حدّثنا الشاه بن عمّار (2)،حدّثني أبو صالح [سليمان،] (3) بن صالح الليثي، نا النضر بن المنذر ابن ثعلبة العبدي عن حمّاد بن سلمة، عن قتادة.

أن أبا برزة الأسلمي كان يحدّث أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مرّ على قبر و صاحبه يعذّب، فأخذ جريدة فغرسوها في القبر و قال:«عسى أن يرفع عنه ما دامت رطبة»، و كان أبو برزة يوصي:

إذا متّ فضعوا في قبري معي جريدتين، قال: فمات في مفازة بين كرمان و قومس (4)،فقالوا:

كان يوصينا أن نضع في قبره جريدتين و هذا موضع لا نصيبهما (5) فيه، فبينما هم كذلك طلع عليهم ركب من قبل سجستان فأصابوا معهم سعفا، فأخذوا منه جريدتين، فوضعوهما معه في قبره.

أنبأنا أبو بكر الشحامي، و أبو سعد عبد اللّه بن أسعد، قالا: أخبرنا موسى بن عمران،

ص: 100


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 182/1-183.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و تاريخ بغداد، و كتب مصححها بالهامش: كذا في المصورة، و في المخطوط : بشار بن عمار.
3- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز»، و م، و تاريخ بغداد.
4- تحرف بالأصل و م إلى: قيس، و المثبت عن «ز»، و تاريخ بغداد.
5- بالأصل و م و «ز»: «نصيبها» و المثبت عن تاريخ بغداد.

أنا أبو عبد اللّه الحاكم، أنا أبو بكر بن الجراح، نا محمّد بن حمدويه، قال: سمعت أبا علي محمّد بن حمزة يقول (1):قد روي أن أبا برزة مات بالبصرة، و قد روي أنه مات بنيسابور، و روي أنه مات في مفازة بين (2) سجستان و هراة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (3)،أنا ابن حسنويه، أنا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، نا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خيّاط قال: و أبو برزة الأسلمي له دار بالبصرة، و أتى خراسان و مات بها بعد أربع و ستين، بعد ما أخرج ابن زياد من البصرة.

[ذكر من اسمه] نضير

[ذكر من اسمه] نضير (4)

[ذكر من اسمه] (5) نضير (5)

7892 - نضير بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار

اشارة

7892 - نضير (6) بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار

ابن قصي بن كلاب أبو الحارث القرشي العبدري، و يقال: النضر،

و الأصح: أن النضر أخوه (7)

و قتل النّضر كافرا، و كان نضير من المهاجرين المؤلفة قلوبهم.

قتل يوم اليرموك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، نا إبراهيم بن محمّد بن شرحبيل العبدري، عن أبيه قال:

كان النضير بن الحارث من أحلم الناس، و كان يقول: الحمد للّه الذي أكرمنا بالإسلام و منّ علينا بمحمّد صلى اللّه عليه و سلم، و لم نمت على ما مات عليه الآباء، و قتل عليه الاخوة و بنو العم، لم

ص: 101


1- رواه من طريقه المزي في تهذيب الكمال 97/19.
2- أقحم بعدها بالأصل و م:«كرمان و قومس، فقالوا: كان يوصينا أن نضع» صححنا الجملة عن م و تهذيب الكمال
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 183/1.
4- تقرأ بالأصل و م:«نضر» و سقطت اللفظة من «ز».
5- زيادة منا.
6- تقرأ بالأصل و م: نضير، و المثبت عن «ز».
7- ترجمته في الإصابة 557/3 و أسد الغابة 547/4 له ذكر في سير أعلام النبلاء 316/1.

يكن يظن من قريش أعداء لمحمّد صلى اللّه عليه و سلم منا مضرّة، فكنت أوضع مع قريش في كلّ وجهة حتى كان عام الفتح، ثم خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى حنين، فخرجت مع قومي من قريش، و هم على دينهم بعد، و نحن نريد إن كانت دائرة على محمّد صلى اللّه عليه و سلم أن نعين عليه، فلم يمكنا ذلك، فلما صار بالجعرانة (1) فو اللّه إنّي لعلى ما أنا عليه، إن شعرت إلاّ برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يلقاني كفة [كفة] (2) فقال:«النّضير؟» قلت: لبيك، قال:«هذا خير مما أردت يوم حنين مما حال اللّه بينك و بينه» قال: فأقبلت إليه سريعا، فقال:«قد أنى لك أن تبصر ما أنت فيه موضع» (3)قلت: قد أرى أنه لو كان مع اللّه غيره لقد أغنى شيئا، إنّي أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«[اللهم] (4) زده بيانا» و في نسختين: ثباتا قال النّضير:

فو الذي بعثه بالحق لكأن قلبي حجر ثباتا في الدين، و بصيرة في الحق، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«الحمد للّه الذي هداك» فقال النّضير: فو اللّه ما أنعم اللّه على أحد نعمة أفضل مما أنعم به عليّ حيث لم أمت على ما مات عليه قومي، قال: ثم انصرف إلى منزله و نحن معه، فلمّا دخل رجعت إلى منزلي، فما شعرت [إلاّ] (5) برجل من بين الديل يقول: يا أبا الحارث، قلت: ما تشاء؟ قال: قد أمر لك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بمائة بعير، فآخذني منها فإنّي على دين محمّد صلى اللّه عليه و سلم، قال النّضير: فأردت أن لا آخذها و قلت: ما هذا من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلاّ تألّفا لي، ما أريد أرتشي على الإسلام، ثم قلت: و اللّه ما طلبتها و لا سألتها و هي عطية من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقبضتها، [فأعطيت] (6) الديلي منها عشرا، ثم خرجت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فجلست معه في مجلسه و سألته عن فرض الصلوات و مواقيتها، و عن شرائع الإسلام، ثم قلت: أي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، بأبي أنت و أمي، و اللّه لأنت أحبّ إليّ من نفسي، فأرشدني أيّ الأعمال أحبّ إلى اللّه ؟ قال:

«الجهاد في سبيل اللّه، و النفقة فيه»[12722].

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر لمخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، قال (7):و من ولد كلدة بن عبد مناف:

ص: 102


1- الجعرانة ماء بين الطائف و مكة، و هو إلى مكة أقرب (راجع معجم البلدان).
2- بالأصل:«يلقا كفه» و المثبت و الزيادة عن «ز»، و م.
3- الموضع: يقال الراكب الموضع في الفتنة هو المسرع فيها (راجع اللسان).
4- زيادة لازمة عن «ز»، و سقطت اللفظة من الأصل و م.
5- سقطت من الأصل و استدركت عن م و «ز».
6- سقطت من الأصل و استدركت عن م و «ز».
7- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 255.

النضير بن الحارث بن علقمة بن كلدة، قتل يوم اليرموك شهيدا، و كان من حلفاء قريش، و كان من المهاجرين، و النّضر بن الحارث قتل يوم بدر كافرا، قتله علي بن أبي طالب صبرا بالصفراء (1) بأمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و كان شديد العداوة للّه و لرسوله.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء محمّد بن علي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي، أخبرني رجل عن ابن الكلبي قال: قتل نضير بن الحارث يوم اليرموك، و كان للنّضير بن الحارث ابن يقال له فراس، من مهاجرة الحبشة، و كان يكنى أبا فراس.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد (2) قال في الطبقة الرابعة: النّضير بن الحارث بن عثمان بن عبد الدار بن قصي، و هو أخو النّضر بن الحارث الذي قتله علي بن أبي طالب يوم بدر بالصّفراء صبرا، بأمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و هاجر النّضير إلى المدينة، فلم يزل بها حتى خرج إلى الشام غازيا، فحضر اليرموك، و قتل شهيدا يومئذ في رجب سنة خمس عشرة في خلافة عمر بن الخطاب.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللنباني (3)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد قال (4) في تسمية من نزل مكة: النضير (5) بن الحارث بن كلدة العبدري (6)،من مسلمة الفتح.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أخبرنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال (7):

ص: 103


1- الصفراء: قرية كثيرة النخل، و هي فوق ينبع مما يلي المدينة المنورة (راجع معجم البلدان).
2- الطبقات الكبرى لابن سعد 448/5 باختلاف.
3- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
4- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
5- تحرفت بالأصل و م هنا إلى: النضر، و المثبت عن «ز».
6- تحرفت بالأصل و م هنا إلى: العبدي، و المثبت عن «ز».
7- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 473/8 في باب من يسمي النضر.

النضر (1) بن الحارث بن كلدة العبدري (2) بن مسلمة الفتح، و يقال: نضير، و ليست له رواية، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي، عن أبي الحسن الدارقطني.

ح و قرأت على أبي غالب، عن عبد الكريم بن محمّد، أنا الدارقطني قال: و النضير بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي، أسلم مع النبي صلى اللّه عليه و سلم، و هاجر، و قتل يوم اليرموك شهيدا، و هو أخو النّضر بن الحارث الذي قتله علي يوم بدر صبرا بأمر النبي صلى اللّه عليه و سلم إياه بذلك، و هو ابن الرهين، و الرهين (3) هو الحارث بن علقمة، و من ولده:

محمّد (4) المرتفع بن النضير بن الحارث - زاد عبد الكريم في موضع آخر: يكنى أبا الحارث، كان من المهاجرين، و كان يعد من حلفاء قريش، أسلم و قتل يوم اليرموك في سنة خمس عشرة شهيدا، و هو أبو المرتفع، و عطاء و نافع بنو النضير، و كان يقال له الرهين.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (5):و أما نضير بالضاد المعجمة، فهو النضير بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي أبو الحارث، من المهاجرين، كان من حلماء (6) قريش، و قتل شهيدا يوم اليرموك سنة خمس عشرة، و كان يقال له الرّهين.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين محمّد بن الحسين ابن الفضل، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عتاب، أنا القاسم بن عبد اللّه بن المغيرة، نا إسماعيل ابن أبي أويس، نا إسماعيل بن إبراهيم، عن عمّه موسى بن عقبة (7) قال في تسمية من هاجر إلى أرض الحبشة: النّضر بن الحارث بن علقمة، قتل باليرموك، ثم ذكره في موضع آخر في

ص: 104


1- كذا ورد بالأصل و م، و الجرح و التعديل: النضر، و في «ز»: النضير.
2- تحرفت بالأصل و م إلى: العبدي، و المثبت عن «ز»، و الجرح و التعديل.
3- بالأصل و م:«الزهير، و الزهير» و المثبت عن «ز».
4- بالأصل و م و «ز»: محمد بن المرتفع، و الصواب ما أثبت: فالمرتفع لقب و اسمه محمد، كما في الإصابة 3/ 558.
5- الاكمال لابن ماكولا 327/2.
6- تقرأ بالأصل: خلفاء، و في م و «ز»: «حما» و المثبت عن الاكمال، فالمصنف يأخذ عنه.
7- تحرفت بالأصل و م إلى: عتبة، و المثبت عن «ز».

تسمية من قتل باليرموك، فقال: و من بني عبد الدار: النّضير (1) بن الحارث بن علقمة.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا سهل بن السري، نا صالح بن محمّد البغدادي، حدّثنا داود بن رشيد، عن المثنّى بن زرعة أبي راشد، عن محمّد بن إسحاق، حدّثني عاصم بن عمر (2) بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى اللّه عليه و سلم لما أقبل من الطائف نزل الجعرانة و أعطى النّضر بن الحارث مائة من الإبل (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا أبو طاهر المخلص، أخبرنا رضوان بن أحمد.

ح و أخبرنا أبو الفتح، أنا شجاع، أنا ابن منده، أنا محمّد بن يعقوب، و أحمد بن محمّد بن زياد، قالوا: أخبرنا أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس بن بكير، عن محمّد بن إسحاق، حدّثني عبد اللّه بن أبي بكر بن حزم و غيره، قالوا: كان ممن أعطى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من أصحاب المئين من المؤلفة قلوبهم من بني عبد الدار: النضير (4) بن الحارث بن كلدة - زاد الصيدلاني: بن علقمة - مائة بعير.

[قال ابن عساكر:] (5) كذا قال، و صوابه: ابن علقمة بن كلدة.

أخبرنا أبو بكر الحاسب، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو القاسم بن أبي حية، أنا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر الواقدي (6) قال: و أعطى - يعني - النبي صلى اللّه عليه و سلم - يعني - في بني عبد الدار - يعني - من غنائم حنين النّضير، و هو أخو النّضير بن الحارث بن كلدة مائة من الإبل.

ذكر أبو بكر البلاذري عن الهيثم بن عدي قال: هاجر النّضير إلى الحبشة، ثم قدم إلى مكة، فارتدّ، ثم إنه صحح الإسلام يوم الفتح أو بعده، و استشهد باليرموك.

ص: 105


1- كذا بالأصل و م،«النضر» في الموضعين، و المثبت هنا:«النضير» عن «ز».
2- تحرفت بالأصل إلى: عمرو، و المثبت عن «ز»، و م.
3- سيرة ابن هشام 135/4 و جاء فيها عن ابن إسحاق: الحارث بن الحارث بن كلدة، أخا بني عبد الدار. قال ابن هشام: نصير بن الحارث بن كلدة، و يجوز أن يكون اسمه الحارث أيضا. و كتب محققه بالهامش: في سائر الأصول: نضير بالضاد المعجمة.
4- الأصل و م: النضر، و المثبت عن «ز».
5- زيادة منا.
6- مغازي الواقدي 945/3.

آخر الجزء الخامس بعد السبعمائة (1).

7893 - نضير، و يقال: نصير، و يقال: بصير

7893 - نضير، و يقال: نصير، و يقال: بصير (2)

مولى خالد بن يزيد بن معاوية، و قيل: مولى معاوية و هو أظهر.

روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم مرسلا، و عن أبي ذرّ.

روى عنه: مروان بن جناح، و سليمان بن موسى.

أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا أبو الحسن بن السمسار، نا أبو عبد اللّه بن مروان. إملاء. أنا أبو بكر أحمد بن المعلّى بن يزيد الأسدي، نا هشام بن عمّار، نا محمّد بن شعيب.

ح قال: و حدّثنا أحمد بن المعلّى، نا صفوان، نا الوليد جميعا قالا: أخبرنا مروان بن جناح أنه سمع أبا نضير مولى خالد بن يزيد يحدّث أنّ أبا ذر لما نزل الرّبذة (3) أتاه رجال من قبائل شتى، فقالوا: يا أبا ذر إنا قد رأينا مكانك الذي خرجت إليه، و رأينا الذي أتى إليك، فاعقد رايتك، و كلمك (4) برجال ما شئت، فقال أبو ذرّ: مهلا يا أهل الشام، مهلا، فإنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّه سيكون بعدي سلطان (5) فأعزوه فإنه من أراد ذلّه ثغر ثغرة في الإسلام، و ليست له توبة حتى يعيدها كما كانت و ليس بفاعل»[12723].

كذا في هذه الرواية أنه سمع أبا نضير،«و أبو» زائد لا حاجة إليها، و إنما هو نضير أو بصير على الاختلاف فيه.

أخبرنا أبو سهل محمد (6) بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرّازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا علي بن سهل الرملي، نا الوليد بن مسلم، عن مروان بن جناح، حدّثني نضير مولى خالد قال:

ص: 106


1- قوله:«آخر الجزء الخامس بعد السبعمائة» سقط من م.
2- ترجمته في الإصابة 589/3 و سماه: نصير، قال و اختلف في ضبطه فقيل بسكون الصاد المهملة، و قيل بصيغة التصغير، و قيل: بالضاد المعجمة فيهما.
3- الربذة على ثلاثة أيام من المدينة، قريبة من ذات عرق على طريق الحجاز إذا رحلت من فيد تريد مكة (راجع معجم البلدان).
4- كذا بالأصل و م،«و كلمك برجال» و في «ز»: «نكملك برجال».
5- الأصل و م: شيطان، و المثبت عن «ز».
6- الأصل و م: أحمد، و المثبت عن «ز».

لما نزل أبو ذرّ بالربذة أتاه رجال من قبائل شتى فقالوا: يا أبا ذرّ اعقد رايتك يكلمك برجال ما شئت، فقال بكفيه في وجوههم: مهلا معشر المسلمين مهلا، فإنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«سيكون بعدي سلطان (1) فأعزوه فمن أراد ذلّه ثغر [ثغرة] (2) في الإسلام ليست له توبة إلاّ أن [يسدها] (3) و ليس بسادّها إلى يوم القيامة»[12724].

أنبأنا أبو طاهر بن الحنائي، أنا علي بن الحسين بن صدقة، أنا أبو بكر بن أبي الحديد، أنا عبد اللّه بن الحسين بن جمعة، نا موسى بن عامر، نا الوليد، أخبرني مروان بن جناح، عن نضير مولى خالد قال:

لما قدم أبو ذرّ الربذة أتاه رجال من أهل العراق من قبائل شتى، فقالوا: يا أبا ذرّ قد رأينا مخرجك الذي خرجت إليه، فاعقد رايتك يظلك برجال ما شئت، فقال أبو ذرّ: مهلا يا أهل الشام مهلا، فإني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنه سيكون بعدي سلطان فأعزوه فإنه من أراد ذلّه (4) ثغر من الإسلام ثغرة و ليست له توبة إلاّ أن يسدها، و ليس بسادّها إلى يوم القيامة»[12725].

أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي - في كتابه - ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا أحمد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن (5)قالا:- أخبرنا أحمد بن عبدان، أخبرنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال: قال محمّد: نا هشام سمع محمّد بن شعيب، سمع مروان بن جناح سمع نضيرا عن أبي ذرّ قال:

سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:«يكون بعدي سلطان فأعزوه».

قال البخاري: نضير مولى خالد بن يزيد، يعدّ في الشاميين.

كذا ذكره البخاري في باب من اسمه نصير بالصاد المهملة (6)،و ذكره ابن أبي حاتم في باب الافراد فقال: ما.

أنبأناه أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أخبرنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ص: 107


1- الأصل و م: شيطان، و المثبت عن «ز».
2- سقطت من الأصل، و م، و استدركت عن «ز».
3- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن «ز».
4- الأصل: له، و المثبت عن م، و.
5- الأصل و م: الحسين، و المثبت عن «ز».
6- كذا و لم أعثر له على ترجمة في باب نصير، في التاريخ الكبير، و لا في غيره من الأبواب.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال (1):

نضير مولى (2) معاوية، و يقال: نصير، و منهم من يقول بصير (3)،يروي عن النبي صلى اللّه عليه و سلم مرسل، روى عنه سليمان بن موسى، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو صادق (4) بن محمّد بن أحمد بن جعفر، أنا أحمد بن محمّد بن زنجويه، أنا أبو أحمد العسكري قال: و أما النضير بالنون و بعدها ضاد معجمة مكسورة النضير مولى معاوية، روى عنه سليمان بن موسى، و يقال: نضير مصغرا.

أخبرنا أبو محمّد السلمي - بقراءتي - عن أبي زكريا البخاري.

ح و حدّثنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي، أنا نصر بن إبراهيم، أنا أبو زكريا البخاري، نا عبد الغني بن سعيد، قال: النضير مولى خالد بن يزيد بن معاوية، روى عنه مروان بن جناح.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (5):في باب نضير بالضاد المعجمة، قال: و النضير مولى خالد بن يزيد بن معاوية، روى عنه مروان بن جناح.

7894 - نضير مولى هشام بن عبد الملك

كان على حرسه، له ذكر.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (6):في تسمية عمّال هشام بن عبد الملك الحرس:

نضير (7)،ولاّه ثم عزله، و ولّى الربيع بن زياد مع الخاتم الصغير (8) و الخاصة.

ص: 108


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 510/18.
2- أقحم بعدها بالأصل:«نصير».
3- الأصل: نصير، و المثبت عن «ز»، و م، و الجرح و التعديل.
4- بالأصل:«صالح بن محمد» و في م:«صالح محمد» و المثبت عن «ز».
5- الاكمال لابن ماكولا 327/2 و 328.
6- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 362.
7- في تاريخ خليفة: نصير (بالصاد المهملة).
8- قوله:«الصغير و الخاصة» كذا بالأصل و م، و في «ز»: مع الخاتم الصغير و الخاصة. و قد جاءت الجملة في تاريخ خليفة مستقلة على سطر منفرد و قد ولاه هشام: اصطخر أبو الزبير مولاه. و قد التبس على المصنف فاعتقد أنها تابعة للخبر، و الأشبه حذف: الصغير و الخاصة.

ذكر من اسمه نعمان

7895 - النّعمان بن أبان بن بشير بن النّعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة الأنصاري

حدّث عن أبيه.

روى عنه: ابنه أبو محمّد بشير بن النّعمان.

تقدمت روايته في ترجمة ابنه بشير.

7896 - النّعمان بن برزج اليماني

7896 - النّعمان بن برزج (1) اليماني (2)

حدّث عن أبان بن سعيد بن العاص.

و النّعمان ممن أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم و لم يلقه.

روى عنه سليمان بن وهب الأنباري.

و وفد على معاوية على عبد الملك.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا سهل بن السري، نا صالح بن محمّد البغدادي، نا إبراهيم بن عرعرة، نا محمّد بن الحسن ابن أنس (3) الصنعاني، حدّثني سليمان بن وهب، حدّثني النّعمان بن برزج و كان قد أدرك الجاهلية ثم ذكر حديثا طويلا. (4)

قال: و أخبرنا ابن منده، نا أبو عمرو بن حكيم، و اسمه أحمد بن محمّد بن إبراهيم، نا أبو حاتم، نا إبراهيم بن موسى الفرّاء، نا محمّد بن الحسن بن أنس الصنعاني، حدّثني سليمان بن وهب، عن النّعمان بن برزج قال:

صلى أبان بن سعيد بن العاص حين قدم اليمن بالناس صلاة خفيفة، ثم خطب فقال:

إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قد وضع كلّ دم في الجاهلية، فمن أحدث في الإسلام حدثا أخذناه به.[12726]

ص: 109


1- بعدها بياض في م و «ز»، بمقدار كلمة، و لم يظهر من الكلمة إلاّ «الا».
2- ترجمته في الإصابة 585/3 و أسد الغابة 550/4 و التاريخ الكبير 80/8 و الجرح و التعديل 447/8.
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و الإصابة:«أنس» و في أسد الغابة:«أتش» راجع ترجمته في الجرح و التعديل 226/2/3 و فيه «أتش» أيضا.
4- الإصابة 585/3.

ذكر أبو محمّد عبيد (1) بن محمّد الكشوري صاحب تاريخ اليمن عن غيره: أن النّعمان ابن برزج وفد إلى معاوية فطلب إليه أن يولي الضّحّاك بن فيروز الإمارة، فولاّه صنعاء، و مخاليفها، فلم يزل أميرا حتى مات معاوية (2).

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، و أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي قال: رواه أحمد بن صالح، عن محمّد بن الحسن (3)،أنا سليمان بن وهب الصنعاني عن النّعمان بن برزج و كان قد أتت عليه أكثر من مائة سنة، و وفد على عبد الملك بن مروان، قال: أرسل أبو بكر الصّدّيق أبان بن سعيد بن العاص إلى اليمن، فذكر الحديث.

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أخبرنا أبو الفضل و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أخبرنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (4):

نعمان بن برزج (5) عن أبان بن سعيد، روى عنه سليمان بن وهب، يعدّ في أهل اليمن.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أخبرنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال (6):

النّعمان بن برزج (7)،روى عن أبان بن سعيد بن العاص، روى عنه سليمان بن وهب، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، قال: النّعمان بن برزج أدرك الجاهلية.

ص: 110


1- الأصل: عبيد اللّه، و المثبت عن «ز» و م و هو عبد اللّه بن محمد، أبو محمد الصنعاني، عبيد الكشوري، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 349/13.
2- الإصابة 585/3.
3- الأصل و م: الحسين، و المثبت عن «ز».
4- التاريخ الكبير للبخاري 80/8.
5- في التاريخ الكبير: بزرج.
6- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 447/8.
7- في الجرح و التعديل: بزرج.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو عبد اللّه الحدّاد، قالا: قال لنا أبو نعيم الحافظ : النّعمان ابن برزج أدرك الجاهلية، و لا يعرف له إسلاما ذكره المتأخر.

كذا قال.

ذكر عبيد بن محمّد الكشوري، حدّثني عبد اللّه بن مطاع صنعاني من أصحاب هشام، نا رجل عن هشام بن يوسف، نا عمر بن نعيم اليماني قال: سمعت النّعمان بن برزج قال:

و عاش ثلاثين و مائة سنة، ثلاثين في الجاهلية، و مائة في الإسلام (1).

7897 - النّعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة بن خلاّس بن زيد بن مالك الأغرّ

7897 - النّعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة بن خلاّس (2) بن زيد بن مالك الأغرّ

ابن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج أبو عبد اللّه،

و يقال: أبو محمّد الأنصاري (3)

صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أبوه بشير بن سعد، ممن شهد بدرا على ما ذكر ابن (4)إسحاق (5)،و نسبه كما ذكرنا.

روى عنه: حميد بن عبد الرّحمن، و الشعبي، و أبو إسحاق الهمداني، و سماك بن حرب، و أبو سلاّم الأسود، و يسيع (6) الحضرمي.

و كان النّعمان بن بشير منقطعا إلى معاوية، و ولاّه الكوفة، و ولّي قضاء دمشق (7) بعد فضالة بن عبيد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن النّعمان البرمكي - قراءة عليه - أخبرنا أبو محمّد عبد اللّه بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي البزار، نا أبو مسلم إبراهيم بن عبد اللّه الكجّي البصري، نا الأنصاري، نا ابن عون، عن الشعبي، قال: سمعت النّعمان بن

ص: 111


1- الإصابة 585/3.
2- بدون إعجام في م و «ز»، و في تهذيب الكمال: الجلاس، و يقال: ابن خلاّس.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 98/19 و تهذيب التهذيب 628/5 و الإصابة 559/3 و أسد الغابة 550/4 و طبقات ابن سعد 53/6 و التاريخ الكبير 75/8 و الجرح و التعديل 444/8 و جمهرة ابن حزم ص 364 سير أعلام النبلاء 411/3 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80) ص 260 و انظر بهامشه أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
4- تحرفت بالأصل و م إلى:«أبو» و المثبت عن «ز».
5- سيرة ابن هشام 348/2 و جاء في نسبه: خلاس، و قال ابن هشام: و يقال: جلاس، و هو عندنا خطأ.
6- تحرفت بالأصل و م إلى: نفيع، و في «ز»: «تسع» و المثبت عن تهذيب الكمال.
7- أخبار القضاة 201/3.

بشير قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و و اللّه لا أسمع أحدا بعده يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إن الحلال بيّن و إن الحرام بيّن، و إنّ بين ذلك أمور مشتبهات - و ربما قال: مشتبهة - و سأضرب لكم في ذلك مثلا: إن اللّه حمى حمى، و إن حمى اللّه ما حرم، و إنه من يرع حول الحمى يوشك أن يخالط الحمى»، و ربما قال:«من يخالط الريبة يوشك أن يخسر» (1)[12727].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، نا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب يقول:

النّعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة بن خلاّس بن زيد بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب ابن الخزرج بن الحارث بن الخزرج قال نوح: النّعمان بن بشير، يكنى أبا عبد اللّه، سمعته من كاتب الليث في حديث.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ بن منصور، قالا: أخبرنا أبو طاهر - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أخبرنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر (2) بن أحمد، نا خليفة بن خيّاط قال (3):

النّعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة بن خلاس بن زيد بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن (4) الحارث بن الخزرج، أمّه عمرة بنت رواحة، يكنى أبا عبد اللّه، قتل بالشام في أول سنة أربع و ستين، و قال في موضع آخر: سنة خمس و ستين (5).

[أخبرنا (6) أبو غالب و أبو عبد الله ابنا البنا، قالا: أنا أبو الحسين بن الأنبوسي، أنا أحمد بن عبيد، إجازة، نا محمد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة قال: سمعت أبي يقول:

النعمان بن بشير يكنى أبا عبد الله].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع اللفتواني، أنا أبو عمرو بن منده، أنا أبو محمّد بن

ص: 112


1- رسمها في «ز»: «يحس» و فوقها ضبة.
2- الأصل: عمرو: و المثبت عن «ز».
3- طبقات خليفة بن خيّاط ص 164 رقم 594.
4- قوله:«بن الحارث بن الخزرج» ليس في طبقات خليفة بن خياط .
5- لم أعثر على هذا القول في طبقات خليفة، و لا في تاريخه. و نقله المزي في تهذيب الكمال 101/19 عن خليفة ابن خيّاط .
6- الخبر التالي سقط من الأصل و استدرك عن «ز».

يوة، أنا أبو الحسن اللنباني (1)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد قال (2):النّعمان ابن بشير بن سعد، أحد بني الحارث، يكنى أبا عبد اللّه، أنا محمّد بن عمر، عن رجال من أهل المدينة قالوا: ولد النّعمان بن بشير بعد قدوم النبي صلى اللّه عليه و سلم المدينة في الهجرة بأربعة عشر شهرا، و أمّا أهل الكوفة فيروون عنه رواية كثيرة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم تدل على أنه أكبر سنّا مما روى أهل المدينة لأنه يقول في غير حديث: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و هذا أثبت عندنا.

قال الهيثم بن عدي: قتله أهل حمص بعد مرج راهط .

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد قال (3) في الطبقة الثالثة: النعمان ابن بشير بن سعد بن ثعلبة بن خلاس بن زيد بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج، و أمّه عمرة بنت رواحة أخت عبد اللّه بن رواحة بن ثعلبة بن امرئ القيس بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج، فولد النّعمان عبد اللّه، و به كان يكنى درج، ذكر غيره، قال محمّد بن عمر: و نزل النّعمان بن بشير و ولده الشام، و العراق زمن معاوية، ثم صار عامتهم بعد ذلك إلى المدينة و بغداد، و لهم بقية و عقب.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، ثم أخبرنا أبو الفضل السلامي عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن محمّد بن المظفّر، أنا أبو علي المدائني، أنا ابن البرقي قال:

و من بني الحارث بن الخزرج: النّعمان بن ثعلب بن سعد بن ثعلبة بن خلاّس بن زيد بن مالك ابن ثعلبة بن كعب بن الخزرج يعني ابن الحارث بن الخزرج، أمّه عمرة بنت رواحة، أخت عبد اللّه بن رواحة، فيما حدّثنا ابن هشام، يكنى أبا عبد اللّه، قتل بالشام سنة أربع و ستين.

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل و أبو الحسين و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهّاب - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسين، قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (4):نعمان بن بشير بن سعد الأنصاري، أبو عبد اللّه، كنّاه معاوية بن صالح.

ص: 113


1- تحرفت بالأصل و «ز» إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
2- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
3- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 53/6.
4- التاريخ الكبير للبخاري 75/8.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أخبرنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال (1):

النّعمان بن بشير، و هو ابن بشير بن سعد (2)،أخو بني الحارث بن الخزرج الأنصاري، أبو عبد اللّه، له صحبة، روى عنه حميد بن عبد الرّحمن، و الشعبي، و أبو إسحاق الهمداني، و سماك بن حرب، و ابنه محمّد بن النّعمان، و كان أميرا على الكوفة تسعة أشهر، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنا نصر بن إبراهيم - قراءة - أنا سليم بن أيوب، أنا طاهر (3) بن محمّد بن سليمان، ثنا علي بن إبراهيم، نا يزيد بن محمّد بن إياس قال:

سمعت أبا عبد اللّه المقدمي يقول: النّعمان بن بشير الأنصاري، يكنى أبا محمّد.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا - قراءة عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد - قراءة - قال: سمعت ابن سميع يقول: و النّعمان ابن بشير بن سعد الأنصاري كان أميرا على حمص، قتل في الفتنة أيام ابن الزبير.

أنبأنا أبو طالب الحسين بن الحسن بن محمّد بن علي، أنا أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو بكر (4) أحمد بن حفص، نا أحمد بن محمّد بن عيسى البغدادي قال (5):في تسمية من نزل حمص من الأنصار: النّعمان بن بشير الأنصاري، ولي على حمص ليزيد بن معاوية، و حدّث عنه جماعة من أهل حمص، و قتل في قرية من

ص: 114


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 444/8.
2- قوله:«و هو ابن بشير بن سعد» كذا بالأصل و م و «ز»، و سقطت الجملة من الجرح و التعديل المطبوع، و نقلها محققه بالهامش عن إحدى نسخه.
3- الأصل و م: أبو طاهر، و المثبت عن «ز».
4- كذا بالأصل و م، و في «ز»: أنا بكر بن أحمد بن حفص.
5- تهذيب الكمال 100/19 و 102.

قرى حمص يقال لها بيرين (1)،فبلغني أن الناس لمّا انصرفوا من راهط و قتل الضحّاك بن قيس و كانت وقعتهم في النصف من ذي الحجة سنة أربع و ستين سار النّعمان بن بشير حين بلغه قتل الضحّاك بن قيس يريد زفر بن الحارث، فقتل النّعمان.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز التميمي، أنا أبو المعمر المسدّد بن علي بن عبد اللّه الحمصي (2) في تسمية من نزل حمص من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم: النّعمان بن بشير الأنصاري، و يكنى أبا عبد اللّه، أخبرني بذلك محمّد بن سنان عن علي بن المديني، و كان أميرا على حمص، قتل في الفتنة أيام ابن الزبير، قتل سنة أربع و ستين و قتله خالد بن خلي، فيما حدّثني يزيد بن عبد الصّمد، عن يزيد بن عبد ربه عن أبي مسهر أنه سمع حميدة بنت النعمان بن بشير - يعني - يرثي أباها حين قتله خالد بن خلي:

ليت ابن مزنة و ابنه *** كانوا لقتلك وافيه

و بني أمية كلهم (3) *** لم يبق منهم باقيه

و قال البهراني لما قتل النّعمان، قتله خلي بن داود، جدّ خالد بن خلي رثته ابنته فقالت:

يا ليت مزنة و ابنها *** كانوا لقتلك وافيه

و بني أمية كلهم *** لم يبق منهم باقيه

جاء البريد بقتله *** بالكلاب العاوية

يستفتحون برأسه *** دارت عليهم نابيه

فلأبكين مرة *** و لأبكين علانيه

و لأبكينك ما حييت *** مع السباع العاوية

فخرج من حمص حتى نزل بقرية يقال لها حرب نفسا (4)،فقال: أي قرية هذه ؟ قالوا:

[حرب نفسا، قال: حربنا أنفسنا ثم إلى بيرين، فقال أي قرية هذه ؟ قالوا:] بيرين، قال: فيها برنا، فقتله خالد بن خليّ .

ص: 115


1- بيرين: قال ياقوت: من قرى حمص، فيها قتل خالد بن خلى النعمان بن بشير.
2- زيد بعدها في «ز»- و هذه الزيادة سقطت من م أيضا-«أنا أبي أبو طالب، نا أبو القسم عبد الصمد بن عبد الله القاضي الحمصي قال:».
3- بالأصل و م:«و بني أمية لم يبق كلهم..» و المثبت عن «ز».
4- كذا بالأصل و م و «ز»، و في معجم البلد: حر بنفسا، من قرى حمص، ذكرها في مقتل النعمان بن بشير.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه [بن منده، قال: النعمان بن بشير بن سعد الأنصاري من بني الحارث بن الخزرج، أبو عبد الله] (1) و كان أميرا على الكوفة في إمرة معاوية، و كان أول مولود ولد بعد الهجرة، توفي النبي صلى اللّه عليه و سلم و له ثمان سنين و سبعة أشهر، أمّه عمرة بنت رواحة، و لأبويه صحبة، روى عنه ابنه محمّد و حميد بن عبد الرّحمن، و عامر الشعبي، و خيثمة بن عبد الرّحمن، و سالم بن أبي الجعد، و سماك بن حرب، و حبيب بن سالم، و عمير بن سعيد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال:

النّعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة بن خلاّس، أبو عبد اللّه الأنصاري الخزرجي الكوفي، و كان واليها لتسعة أشهر من قبل معاوية، سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم، روى عنه الشعبي، و أبو إسحاق، و سالم بن أبي الجعد في الإيمان.

قال الواقدي عن رجال أهل المدينة قالوا: ولد النّعمان بن بشير بعد قدوم النبي صلى اللّه عليه و سلم في الهجرة بأربعة عشر شهرا، و أما أهل الكوفة فيروون عنه رواية كثيرة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم تدل على أنه أكبر سنّا مما روى أهل المدينة في مولده، لأنه يقول في غير حديث: سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم، و هذا أثبت عندنا.

هكذا قال في الطبقات، و قال في التاريخ: ولد النّعمان في السنة التي هاجر فيها النبي صلى اللّه عليه و سلم في جمادى الأولى و هو أوّل مولود من الأنصار، و قال الهيثم: قتله أهل حمص بعد مرج راهط .

أخبرنا أبو سعد محمّد بن محمّد، و أبو علي الحسن بن أحمد، قالا: قال لنا أبو نعيم الحافظ : النّعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة بن خلاّس بن زيد بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج الأنصاري، كان أول مولود للأنصار بعد الهجرة، أمّه عمرة بنت رواحة، له و لأبويه صحبة، توفي النبي صلى اللّه عليه و سلم و له ثمان سنين و سبعة أشهر، كان أمير الكوفة في عهد معاوية، قتل بحمص سنة ستين (2)،روى عنه ابناه محمّد و بشير، و حميد بن عبد الرّحمن

ص: 116


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن «ز» للإيضاح.
2- كذا بالأصل و م و «ز» في هذه الرواية: سنة ستين.

و خيثمة بن عبد الرّحمن، و الشعبي، و سماك بن حرب، و سالم بن أبي الجعد، و عبد الملك ابن النّعمان، و أبو إسحاق السبيعي، و حبيب بن سالم، و يسيع (1) الحضرمي.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (2):و أمّا خلاّس بفتح الخاء المعجمة و تشديد اللام: بشير بن سعد بن ثعلبة بن خلاّس أبو النّعمان، شهد العقبة و بدرا، و أحدا، و المشاهد، و ابنه النّعمان بن بشير له صحبة و رواية عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أخبرني أبي [أبو] (3) يعلى، قالا: أخبرنا عبيد اللّه ابن أحمد الصيدلاني، أنا محمد (4) بن مخلد قال: قرأت على علي بن عمرو، حدّثكم الهيثم ابن عدي قال: قال ابن عيّاش: النّعمان بن بشير يكنى أبا عبد اللّه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلما يقول: أبو عبد اللّه النّعمان بن بشير الأنصاري، له صحبة.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر - بقراءتي عليه - عن أبي الفضل المكي، أنا عبيد اللّه بن سعيد بن حاتم، أنا أبو الحسن الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عبد اللّه النّعمان بن بشير بن سعد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصّقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم ابن عمر، أنا أبو بكر المهندس، حدّثنا أبو بشر الدولابي قال: أبو عبد اللّه النّعمان بن بشير.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو عبد اللّه النّعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة بن خلاّس بن زيد بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج الأنصاري، و أمّه عمرة بنت رواحة، له صحبة من النبي صلى اللّه عليه و سلم، عداده في أهل الحجاز، و نزل النّعمان الكوفة ثم انتقل منها إلى الشام، و يقال: مات بالشام، و يقال: قتله أهل حمص بعد مرج راهط ، و يقال: أمّه عمرة بنت رواحة أخت عبد اللّه بن رواحة.

ص: 117


1- تقرأ بالأصل و «ز»، و م: و سبيع.
2- الاكمال لابن ماكولا 169/3 و 170.
3- سقطت من الأصل و استدركت عن «ز»، و م.
4- الأصل و م: أحمد، و المثبت عن «ز».

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو بكر أحمد بن عبيد بن الفضل - إجازة - أنا محمّد بن الحسين الزعفراني.

ح و أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا الهيثم بن كليب - إجازة - قالا: نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا علي بن محمّد المدائني، عن علي بن مجاهد، عن عبيد اللّه بن عمر قال: أول مولود ولد من الأنصار بعد الهجرة: النّعمان بن بشير.

أخبرنا أبو محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد، أنا أبو محمّد بن عمر، حدّثني محمّد بن صالح، عن عاصم بن عمر بن (1) قتادة، عن يزيد بن النّعمان بن بشير عن أبيه قال:

أنا أول من ولد من الأنصار بالمدينة بعد هجرة النبي صلى اللّه عليه و سلم، فأتت بي أمي عمرة بنت رواحة أخت عبد اللّه بن رواحة إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فحنكني بتمرة، فتلمظت منها، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«الأنصار و حبها التمر» (2).

قال محمّد بن عمر: و في حديث غير محمّد بن صالح: أن عمرة أتت به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم سابعه و عليه شعر البطن، فأبى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن يبارك (3) عليه، و قال:«احلقوا عنه شعر البطن» فحلق رأسه ثم بارك (4) عليه، و قال:«عقّوا عنه بشاة»، قال: و ذلك في شهر ربيع الآخر على رأس أربعة عشر شهرا من الهجرة.

قال: و أخبرنا محمّد بن عمر، حدّثنا عبد الرّحمن بن عبد العزيز، عن عبد اللّه بن أبي بكر بن محمّد بن عمرو (5) بن حزم قال: جلسنا عنده فذكرنا أول مولود من الأنصار بعد قدوم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم المدينة فقال: النّعمان بن بشير ولد بعد أن قدم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بسنة، أو أقل من سنة، قال: فذكروا عبد اللّه بن أبي طلحة فقال: لقد كانت أم سليم به حملا يوم خيبر، فولدت بعد أن قدمت المدينة.

قال: و أخبرنا محمّد بن عمر، نا محمّد بن يحيى بن سهل بن أبي حثمة (6)،عن أبيه عن جده قال: كان أول مولود من الأنصار: النّعمان بن بشير بعد الهجرة بأربعة عشر شهرا،

ص: 118


1- الأصل: عن، تصحيف، و المثبت عن «ز»، و م.
2- الأصل: التمرة، و المثبت عن «ز»، و م.
3- كذا بالأصل، و في م و «ز»: يبرّك.
4- كذا بالأصل، و في «ز» و م: برّك.
5- الأصل و م: عمر، و المثبت عن «ز».
6- الأصل، و «ز» و م: خيثمة.

و توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و النّعمان ابن ثماني سنين أو أكثر قليلا، و كان آخر غزوة غزاها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم تبوكا سنة تسع، و النّعمان يومئذ ابن سبع سنين.

قال: و أخبرنا محمّد بن عمر، أنا عبد اللّه بن جعفر، عن ابن عون قال: سمعت جابر ابن عبد اللّه يقول و هو يذكر النّعمان بن بشير و هو يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقلت: يا أبا عبد اللّه، أيكما أسن ؟ فقال: أنا أسن منه بنحو من عشرين سنة، لقد جهدت أن أغزو بدرا مع النبي صلى اللّه عليه و سلم فأتى أبي يومئذ حبسني على بناته، و ما ولد النّعمان إلاّ قبل بدر بثلاثة أشهر أو أربعة (1).

قال: و أخبرنا محمّد بن عمر، نا مصعب بن ثابت، عن أبي الأسود قال: ذكر النّعمان ابن بشير عند ابن الزبير فقال: هو أسن مني بسنة، قال أبو الأسود: و ولد ابن الزبير على رأس عشرين شهرا من مهاجر (2) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و ولد النّعمان في شهر ربيع الآخر على رأس أربعة عشر شهرا. قال أبو الأسود: النّعمان يقول: قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و لا يقول: سمعت.

قال (3) مصعب: و ابن الزبير لم يغز مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و لا يقول سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

قال محمّد بن عمر، فهذا ما روى لنا أصحابنا في مولد النّعمان، و أما أهل الكوفة فيروون عنه رواية كثيرة يقول فيها: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم تدل على أنه أكبر سنا مما (4) روى أهل المدينة في مولده.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أخبرنا أبو طاهر المخلّص، أنا عبيد اللّه السكري، نا زكريا المنقري، نا الأصمعي، نا ابن أبي الزناد، عن أبيه قال: ولد النّعمان بن بشير بمكة سنة اثنتين (5) من الهجرة.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد - إجازة - أنا أبو عبد اللّه الزعفراني، نا ابن أبي خيثمة قال: سمعت مصعب بن عبد اللّه يقول: ولد النّعمان بن بشير قبل وفاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بثماني سنين، و هو أول مولود ولد للأنصار لمّا صار رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى المدينة.

ص: 119


1- تهذيب الكمال 98/19.
2- الأصل: مهاجرة، و المثبت عن «ز»، و م.
3- بالأصل و م:«قال: سمعت مصعب بن الزبير» و في «ز»: قال مصعب بن الزبير.
4- الأصل:«من ما» و المثبت عن «ز»، و م.
5- الأصل و م: اثنين، و المثبت عن «ز».

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن (1) السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (2):و فيها - يعني - سنة اثنتين من الهجرة ولد النّعمان بن بشير بن سعد.

أخبرنا أبو محمّد السّلمي - بقراءتي عليه - عن عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: و فيها - يعني - سنة اثنتين ولد النّعمان بن بشير، و هو أول مولود من الأنصار، في جمادى الأولى.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد ابن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا عبد الملك بن عمر، و أبو عامر العقدي، نا محمّد بن صالح، نا عاصم بن عمر بن قتادة قال: جاءت عمرة بنت رواحة تحمل ابنها النّعمان بن بشير في ليفة (3) إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فدعا بتمرة فمضغها ثم حنّكه بها، فقالت:

يا رسول اللّه، ادع له أن يكثر ماله و ولده، فقال:«أ و ما ترضين أن يعيش [كما عاش] (4)خاله (5) عاش حميدا و قتل شهيدا و دخل الجنة»[12728].

قال: و حدّثنا محمّد بن سعد، قال: أخبرت عن أبي اليمان الحمصي، عن إسماعيل بن عياش، عن يزيد بن سعيد، عن عبد الملك بن عمير: أن بشير (6) بن سعد جاء بالنّعمان بن بشير إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا رسول اللّه ادع لابني هذا، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أ ما ترضى أن يبلغ ما بلغت ؟ ثم يأتي الشام فيقتله منافق من أهل الشام» (7)[12729].

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: حدّثنا الأصم قال: سمعت العباس بن محمّد الدوري يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: ليس يروي عن النّعمان بن بشير عن النبي صلى اللّه عليه و سلم حديث فيه سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم إلاّ في حديث الشعبي، فإنه يقول: سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ في الجسد مضغة» و الباقي من حديث النّعمان، إنّما هو عن النبي صلى اللّه عليه و سلم

ص: 120


1- تحرفت بالأصل و م إلى: الحسين، و المثبت عن «ز».
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 65 (ت. العمري).
3- الليفة: القطعة من النخل (اللسان).
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن «ز»، و م.
5- يعني عبد اللّه بن رواحة.
6- تحرفت بالأصل و «ز»، و م إلى: بشر.
7- رواه المزي نقلا عن ابن سعد في تهذيب الكمال 101/19.

ليس فيه سمعت (1)[12730].

قال يحيى: و أهل المدينة ينكرون أن يكون النّعمان بن بشير سمع من النبي صلى اللّه عليه و سلم، و هو صادق فيما يقول (2).

أخبرنا أبو علي المقرئ - في كتابه - و حدّثني عنه أبو مسعود المعدّل، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا إبراهيم (3) بن محمّد بن.... (4) حدثنا سليمان بن سلمة الخبائري، نا بقية، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن ضمرة بن حبيب، و عطية بن قيس الكلابي، عن النّعمان بن بشير.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعث النّعمان بقطفين، واحد له و الآخر لأمّه عمرة، فلقي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عمرة (5) فقال:«أتاك النّعمان بقطف من عنب ؟» فقالت: لا، فأخذ النبي صلى اللّه عليه و سلم بأذنه و قال:

«يا...» (6)[12731] أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب بن سفيان أبو يوسف، قال: أهل المدينة يشكون في سماع النّعمان بن بشير.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، حدّثنا أبو زرعة، حدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم، أن أبا مسهر حدّثهم عن سعيد بن عبد العزيز أن أبا الدّرداء ولي القضاء يعني بدمشق ثم فضالة بن عبيد، ثم النّعمان بن بشير (7).

آخر الجزء السابع و التسعين بعد الأربعمائة من الأصل

آخر الجزء السابع و التسعين بعد الأربعمائة من الأصل (8)

آخر الجزء السابع و التسعين (9) بعد الأربعمائة من الأصل (9)

.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى التستري، نا خليفة العصفري (10)،قال: لما مات زياد - يعني - سنة

ص: 121


1- تهذيب الكمال 98/19.
2- قوله:«و هو صادق فيما يقول» سقط من «ز»، و م.
3- بالأصل:«أبو إبراهيم» و المثبت عن «ز»، و م.
4- بياض بالأصل و م و «ز».
5- بالأصل:«بعث عمرة» و المثبت عن «ز»، و م.
6- كذا بياض بالأصل و م و «ز».
7- الخبر السابق مكرر بالأصل و م.
8- قوله:«آخر الجزء السابع و التسعين بعد الأربعمائة من الأصل» سقط من م.
9- في «ز»: و السبعين.
10- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 219 (ت. العمري).

ثلاث و خمسين استخلف - يعني: على الكوفة - عبد اللّه بن خالد بن أسيد، فعزله معاوية و ولاها الضحاك بن قيس الفهري، ثم عزله، و ولاه عبد الرّحمن بن أم الحكم ثم عزله و ولى النّعمان بن بشير الأنصاري حتى مات معاوية، و من عمّاله - يعني - معاوية على اليمن: النّعمان ابن بشير الأنصاري، و أقر يزيد على الكوفة النّعمان بن بشير الأنصاري حتى خرج الحسين، فعزله و جمعها لعبيد اللّه بن زياد، و أمر النّعمان بن بشير على حمص حتى مات يزيد، و دعا النّعمان بن بشير إلى ابن الزبير و هو على حمص.

أخبرنا أبو الفتح الماهاني (1)،أنا محمّد بن إسحاق، أنا محمّد بن يعقوب بن يوسف، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، نا هارون بن معروف، نا سفيان، عن مطرف بن طريف، عن عمرو بن سعد قال: أرسل إلينا معاوية النّعمان بن بشير، و مات معاوية و هو علينا.

[قال ابن عساكر:] (2) الصواب ابن سعيد.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر أحمد بن علي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا أبو بكر الحميدي، نا سفيان، عن مطرف، أخبرني عمير بن سعيد قال: أ لا أخبرك بكلّ أمير أتى علينا حتى مات معاوية، أوّل من أتانا سعد بن أبي وقّاص، استعمله عمر، ثم إنّ عمر عزله و استعمل عمّار بن ياسر، ثم إنّ عمر عزل عمّارا و استعمل المغيرة [بن شعبة، فقتل عمر و علينا المغيرة بن شعبة، ثم ولينا عثمان بن عفان فعزل المغيرة] (3) و استعمل سعد بن أبي وقّاص ثم [إنه عزله و استعمل الوليد ابن عقبة، قال: ثم عزل الوليد و استعمل سعيد بن العاص ثم] (4) إنهم تراضوا بأبي موسى فقتل عثمان و أبو موسى على الناس، ثم ولينا معاوية - يعني - بعد قتل علي و صلحه مع الحسن (5)،و استعمل المغيرة بن شعبة، ثم مات المغيرة، فاستعمل علينا زيادا، ثم مات زياد، فاستعمل عبد الرّحمن بن أم الحكم، فلما قتل ابن صلوبا عزله و استعمل الضحّاك بن

ص: 122


1- تقرأ بالأصل: الميهاني، و المثبت عن «ز»، و م، و بعد اللفظة في «ز»: بياض بمقدار عدة كلمات، و كتب على هامشها: بياض بالأصل.
2- زيادة منا.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك للإيضاح.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك عن «ز».
5- بالأصل و م: و صالحه مع الحسين، و المثبت عن «ز».

قيس الفهري، ثم عزله و استعمل النّعمان بن بشير فمات معاوية و علينا النّعمان بن بشير (1).

أنبأنا أبو نصر محمّد بن الحسن، و أبو طالب عبد القادر بن محمّد قال: قرئ على أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن فهم، حدّثنا محمّد بن سعد، أنا عبد اللّه بن بكر السهمي، حدّثنا حاتم بن أبي صغيرة، عن سماك ابن حرب أن معاوية استعمل النّعمان بن بشير على الكوفة، فكان و اللّه من أخطب من سمعت من أهل الدنيا يتكلم (2).

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن، و أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا أبي علي، قالوا: أخبرنا محمّد بن أحمد بن الآبنوسي، أنا أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني.

ح و أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنا أبو منصور محمّد بن أحمد بن علي بن شكرويه، قالا: حدّثنا القاضي الحسين بن إسماعيل، حدّثنا عبد اللّه بن أبي سعد، نا عبد اللّه بن الحسين - و قال إبراهيم: بن الحسن - بن الربيع، حدّثنا الهيثم بن عدي قال (3):

لما عزل النّعمان بن بشير عن الكوفة و ولاّه معاوية حمص و وفد عليه أعشى همدان قال: ما أقدمك أبا المصبّح ؟ قال: جئت لتصلني و تحفظ قرابتي، و تقضي ديني، قال: فأطرق النّعمان ثم رفع رأسه ثم قال: و اللّه ما شيء، ثم قال: هه، كأنه ذكر شيئا، فقام، فصعد المنبر، فقال: يا أهل حمص، و هم يومئذ في الديوان (4) عشرون ألفا، هذا ابن عمّ لكم من أهل القرآن و الشرف، قدم عليكم يسترفدكم فما ترون فيه ؟ قال: أصلح اللّه الأمير، احتكم له (5) فأبى عليهم، قالوا: فإنا قد حكمنا له على أنفسنا من كلّ رجل في العطاء بدينارين، فجعلها له من بيت المال، فعجّل له أربعين ألف دينار، فقبضها ثم أنشأ يقول (6):

فلم أر للحاجات عند انكماشها (7) *** كنعمان أعني ذا الندا ابن بشير

ص: 123


1- ليس الخبر في المعرفة و التاريخ المطبوع الذي بين يدي.
2- رواه المزي عن محمد بن سعد في تهذيب الكمال 100/19.
3- الخبر رواه المزي في تهذيب الكمال 100/19 و الأغاني 34/16.
4- الأصل: الدوان، و المثبت عن «ز»، و م.
5- الأصل و م: لكم، و المثبت عن «ز»، و تهذيب الكمال.
6- الأبيات في الأغاني 34/16 و تهذيب الكمال 100/19.
7- في الأغاني: التماسها.

إذا قال أوفى بالمقال و لم يكن *** كمدل إلى الأقوام حبل غرور

متى أكفر النّعمان لا أك شاكرا *** و ما خير من لا يقتدي بشكور

لفظ الدارقطني أتم.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الطّيّب عثمان بن عمرو بن محمّد، أنا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا ابن المبارك، عن إسماعيل بن عيّاش، حدّثني إبراهيم [بن أيهم] (1)،عن الهيثم بن مالك، عن النّعمان بن بشير الأنصاري أنه كان يقول: إن للشيطان مصائد - و في نسخة: مصالي - و فخوخا، و إنّ مصالي الشيطان و فخوخه البطر بأنعم اللّه، و الفخر باعطاء اللّه، و الكبرياء على عباد اللّه، و اتّباع الهوى في غير ذات اللّه.

صوابه يزيد بن أيهم.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر الخرائطي، نا نصر بن داود الخلنجي، نا محمّد بن كليب أبو عبد اللّه، نا [إسماعيل] (2) بن عياش، حدّثني يزيد بن أيهم عن الهيثم بن مالك الطائي قال: سمعت النّعمان بن بشير يقول [على المنبر] (3) إن للشيطان مصالي (4) و فخوخا، و إنّ من مصالي الشيطان و فخوخه البطر بأنعم اللّه، و الفخر باعطاء اللّه، و الكبر على عباد اللّه، و اتباع الهوى في غير ذات اللّه.

رواها أبو اليمان الحكم بن نافع عن إسماعيل بن عيّاش فرفعها.

أخبرنا بها أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (5)،نا أبو اليمان، نا إسماعيل بن عياش، عن أبي رواحة يزيد بن أيهم، عن الهيثم بن مالك الطائي، قال: سمعت النّعمان بن بشير و هو على المنبر يقول:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ للشيطان مصالي (6) و فخوخا، و إنّ من مصاليه و فخوخه البطر بنعم اللّه، و الفخر بعطاء اللّه، و الكبر (7) على عباد اللّه، و اتّباع الهوى في غير ذات اللّه».

ص: 124


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م، و «ز».
2- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن «ز».
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن م، و «ز».
4- الأصل و م:«مصالها» و المثبت عن «ز».
5- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 446/2 و رواه ابن كثير في البداية و النهاية 245/8.
6- المصالي: آنية يصفى فيها.
7- في المعرفة و التاريخ: و البطر.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، أنا الحارث بن أبي أسامة، نا يزيد بن هارون، أنا الفرج بن فضالة، عن الوليد بن أيمن أنه سمع النّعمان بن بشير يقول: الهلكة كل الهلكة أن يعمل بالسيئات في أزمان البلاء.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن القطّان، أنا عبد اللّه، حدّثنا يعقوب، حدّثني حيوة بن شريح أبو العباس الحمصي، نا بقية، عن صفوان، حدّثني عبد الرّحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه.

أنه أتى بيت المقدس يريد الصلاة فيها، فجلس الرجل قد اجتمع الناس عليه فقال: من الرجل ؟ فقلت: رجل من أهل حمص، قال: كيف وجدتم إمارة النّعمان بن بشير؟ قال:

فذكرت خيرا، قال: إذا أتيته فاقره مني السلام و قل له: إن فضالة بن عبيد يقول لك: قوله لك و قولك له، فقلت: و اللّه ما أدري ما هذا، قال: إنّي سأبينه لك، لقيته بالمدينة و هو مغبر بالجهاد، فقلت: أين تريد؟ فقال: إنّي ابتعت [نفسي] (1) من اللّه أن أجاهد و أهاجر إلى الشام، و لا أزال فيها حتى يدركني الموت، قال: فقلت له: لقد أفلحت إذا، و لكني أرى فيك غير هذا، قال (2):فقال لي: ما رأيك فيّ ؟ قلت: فقلت: كأني بك أتيت الشام، أتيت معاوية فدخلت عليه فانتسبت له فقلت له: أنا النّعمان بن بشير بن سعد، أبي بشير بن سعد (3)، و خالي (4) عبد اللّه بن رواحة، فتقول له أقاويل و تحدّثه بالخرافات، فيستعملك على [مدينة، إما أن تهلكهم و إما أن يهلكوك] (5).

[أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي] (6) أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد قال: أخبرت عن أبي اليمان الحمصي، عن إسماعيل بن عيّاش، عن صفوان بن عمرو، عن أبي الصلت المهراني (7)،

ص: 125


1- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز»، و م.
2- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
3- أقحم بعدها بالأصل و م:«إما أن يهلككم» صوبنا الجملة عن «ز».
4- بالأصل و م:«و خال» و المثبت عن «ز».
5- ما بين معكوفتين ليس بالأصل، و مكانه فيه:«الحسن بن علي» و الزيادة المستدركة عن «ز»، و قوله «الحسن بن علي» تابعه لسند الخبر التالي. و الخبر نقله المزي في تهذيب الكمال 100/19-101.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك لتقويم السند عن «ز».
7- كذا بالأصل و م، و في «ز»: المقرائي.

و أبي المثنى، و شريح بن عبيد: أن كعبا كان يقول: ليؤمرنّ على جند حمص أمير أشهل العينين، طويل الأرنبة، كث اللحية، حلو اللسان، مرّ القلب، فليصيبنّه بقارعة، فذكروا النّعمان بن بشير.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري، قالا: أخبرنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن نصر بن بجير، نا علي بن عثمان بن نفيل، نا أبو مسهر قال: كان النّعمان بن بشير على حمص عاملا لابن الزبير، فلمّا عرفه أهل حمص خرج هاربا، فاتّبعه خالد بن خلي الكلاعي فقتله (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)،نا علي بن عثمان بن نفيل قال: سمعت أبا مسهر يقول:

كان النّعمان بن بشير عاملا على حمص لابن الزبير، و..... (3) ما يمرون (4) أهل حمص خرج هاربا، فاتبعه خالد بن خلي الكلاعي، فقتله، قال أبو مسهر: أنشدت سعيد بن عبد العزيز هذين البيتين من قول حميدة بنت النّعمان بن بشير بكت أباها فأنشأت تقول:

ليت ابن مزنة و ابنه *** كانوا لحقك وافية

و بنو أمية كلهم *** لم يبق منهم باقية

قال يعقوب (5):فسمعت عبد الرّحمن بن إبراهيم يقول: مات يزيد سنة أربع و ستين، و راهط سنة خمس و ستين، و لحقت الخيل النّعمان بن بشير فقتل فيما بين دمشق و حمص يوم راهط ، و كان زبيريا.

أخبرنا أبو بكر [محمد] (6) بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا علي بن محمّد بن يعقوب، عن داود الثقفي، و مسلمة بن محارب و غيرهما قالوا:

لما قتل الضحّاك بن قيس بمرج راهط و كانت للنصف في ذي الحجة سنة أربع و ستين

ص: 126


1- تهذيب الكمال 101/19 رواه من طريق علي بن عثمان النفيلي.
2- ليس الخبر في المعرفة و التاريخ المطبوع ليعقوب بن سفيان.
3- فراغ بالأصل و «ز»، و م، بمقدار كلمة.
4- فوقها ضبة في «ز».
5- رواه المزي في تهذيب الكمال 101/19 من طريق يعقوب بن سفيان، و ليس الخبر في المعرفة و التاريخ المطبوع.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن «ز»، و م.

في خلافة مروان بن الحكم، فأراد النّعمان بن بشير أن يهرب من حمص،[و كان عاملا عليها، فحالف و دعا لابن الزبير فغلبه أهل حمص] (1) و احتزوا رأسه، فقالت امرأته الكلبية:

القوا رأسه في حجري، فأنا أحقّ به، و قد كانت قبله عند معاوية بن أبي سفيان، فقال لامرأته ميسون أم يزيد أو بنت قرظة-: اذهبي فانظري إليها، فأتتها فنظرت، ثم رجعت فقالت: ما رأيت مثلها، و قد رأيت خالا تحت سرّتها ليوضعن رأس زوجها تحت [في] (2) حجرها، فطلقها معاوية، فتزوجها حبيب بن مسلمة، ثم طلّقها فتزوجها النّعمان بن بشير، فلمّا قتل وضعوا رأسه في حجرها.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي - قراءة - عن أبي بكر أحمد بن عبيد، أنا محمّد بن الحسن، نا أبو بكر بن [أبي] (3) خيثمة، أنا المدائني قال: قتل النّعمان بن بشير سنة ستين.

[قال ابن عساكر:] (4) كذا قال و هو وهم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو القاسم بن البسري، أخبرنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - حدّثنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيدة القاسم بن سلاّم قال: و فيها - يعني - سنة أربع و ستين قتل النّعمان بن بشير الأنصاري بحمص، و كذا تقدم القول عن ابن البرقي.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى، نا خليفة قال: و في أول سنة خمس و ستين قتل النّعمان بن بشير، و كان حين قتل أهل المرج خرج من حمص فاتّبعه خالد بن خلي الكلاعي فقتله (5).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء محمّد بن علي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: و في سنة ست و ستين قتل النّعمان بن بشير سلمية (6).

ص: 127


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن «ز»، و م.
2- زيدت عن «ز»، و م.
3- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن «ز».
4- زيادة منا للإيضاح.
5- ليس الخبر في تاريخ خليفة، و نقله المزي في تهذيب الكمال 101/19 عن خليفة بن خياط .
6- سلمية: بليدة في ناحية البرية من أعمال حماة بينهما مسيرة يومين،(معجم البلدان).

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان الربعي قال: و في هذه السنة يعني سنة ست و ستين قتل النّعمان بن بشير بن سعد بناحية حمص، يكنى أبا عبد اللّه.

7898 - النّعمان بن جميل بن أحمد بن فضالة بن الصقر بن فضالة

7898 - النّعمان بن جميل بن أحمد بن فضالة بن الصقر بن (1) فضالة

ابن سالم بن جميل أبو قابوس اللخمي (2)

سمع عم أبيه أبا الحسن محمّد بن فضالة.

روى عنه: تمام بن محمّد، و عبد الوهّاب الميداني، و ذكر أنه (3) سمع منه سنة سبع و خمسين و ثلاثمائة.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، نا أبو قابوس [النعمان بن جميل بن أحمد بن فضالة اللخمي قراءة عليه، ناعم أبي أبو الحسن محمد بن فضالة، نا مؤمل] (4) بن إهاب، نا يزيد بن هارون، أنا هشام بن حسّان، عن محمّد ابن واسع، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من ستر أخاه المسلم ستره اللّه يوم القيامة، و من أقال أخاه عثرته أقاله اللّه يوم القيامة، و اللّه في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه»[12732].

7899 - النّعمان بن سعد الرعيني

من أهل دمشق.

استخلفه يزيد بن أبي كبشة على ولاية العراق لمّا توجه إلى الهند، و كان يزيد بن أبي أبي كبشة والي العراق بعد الحجّاج بن يوسف، بعهد منه، فأقره الوليد بن عبد الملك، له ذكر.

7900 - النّعمان بن أبي شمر أبو صالح البرسمي

7900 - النّعمان بن أبي شمر أبو صالح البرسمي (5)

حدّث عن معاوية.

ص: 128


1- كذا بالأصل و م و المختصر، و في «ز»: «ابن أبي الصقر» و استدركت «أبي» على هامشها.
2- أقحم بعدها بالأصل و م: قراءة عليه.
3- من قوله: سمع... إلى هنا سقط من «ز».
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن «ز».
5- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المختصر: البرشمي.

روى عنه: محمّد بن مهاجر الأنصاري الدمشقي.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر - قراءة - عن أبي طاهر محمّد بن أحمد، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أحمد بن [محمد بن] (1) إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد.

ح و أخبرنا أبو الفضل أيضا، أنا أبو الفضل المكّي - إجازة - أنا عبيد اللّه بن سعيد بن حاتم، أخبرنا أبو الحسن الخصيب (2) بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النسائي، أخبرني أبي، قالا: نا أحمد بن إبراهيم بن فيل، نا أبو توبة، نا محمّد بن مهاجر، عن أبي صالح النّعمان بن أبي شمر قال: سمعت معاوية على هذا المنبر يقول: اعدوا للبلاء صبرا، فو اللّه إن بقي من الدنيا إلاّ بلاء و فتنة.

أنبأنا أبو غالب محمّد بن محمّد بن أسد، أخبرنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر، أنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد، أنا محمّد ابن أحمد بن يعقوب، نا جدي في تسمية من يكنى أبا صالح قال: و أبو صالح النعمان بن أبي بشر البرسمي، سمع من معاوية بن أبي سفيان، روى عنه محمّد بن مهاجر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو منصور عبد الباقي بن محمّد بن غالب، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عمران بن الجندي، نا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث قال:

أبو صالح النّعمان بن أبي شمر عن معاوية، رحمة اللّه عليه.

7901 - النّعمان بن عبد اللّه بن النّعمان الحضرمي المصري

له ذكر في تاريخ مصر.

روى عنه: عبد اللّه بن هبيرة الشيباني (3)،و عرابي (4) بن معاوية بن عرابي الحضرمي، [قال ابن عساكر:] (5) و الصحيح أن عرابي ابن معاوية روى عن أبي هبيرة عنه.

و وفد على سليمان بن عبد الملك.

ص: 129


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن «ز»، و م.
2- فوقها ضبة في م.
3- كذا بالأصل و م و «ز»: الشيباني، و في كل المواضع، و في ترجمته في تهذيب الكمال 599/10 السبائي.
4- بالأصل و م:«و عن أبي معاوية» و المثبت «و عرابي بن معاوية..» عن «ز».
5- زيادة منا.

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العباس بن علي، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن سليمان، ثم حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أخبرنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه ابن منده، نا أبو سعيد بن يونس، نا علي بن الحسن (1) بن (2) خالد بن قديد (3)،نا عبيد اللّه بن سعيد بن كثير، حدّثني أبي، حدّثني ربيعة بن عرابي عن أبيه.

أن النّعمان بن عبد اللّه من آل ذي الرأسين (4) من حضرموت، كان يسكن برقة هو و أخوه يزيد بن عبد اللّه، فرأى في النوم كأنه يقال له: اختر بين الإيمان و اليقين، فقال اليقين، فكان أزهد الناس، و كان يتصدق بعطائه كله حتى لا يبقى منه شيء و لا عليه ثوب إلاّ إزار، فوفد من الأندلس بفتح إلى سليمان بن عبد الملك و معه محمّد بن حبيب المعافري فسألهما سليمان حوائجهما فرفع المعافري حوائج له فقضيت و قال النّعمان: حاجتي أن تردّني إلى ثغري و لا تسألني عن شيء، و استشهد في أقصى ثغور أهل الأندلس.

قال: و حدّثنا أبو سعيد قال: نعمان بن عبد اللّه بن النّعمان الحضرمي من آل ذي الرأسين، روى عنه عبد اللّه بن هبيرة الشيباني، فقتله الروم بالأندلس، و قد روى ابن لهيعة عن أخيه يزيد بن عبد اللّه بن النّعمان.

قرأت على أبي الحسن سعد الخير بن محمّد، عن أبي عبد اللّه الحميدي قال (5):

النّعمان بن عبد اللّه بن النّعمان من آل ذي الرأسين (6)،روى عنه عبد اللّه بن هبيرة الشيباني (7)،و كان رجلا صالحا، زاهدا، كثير الصدقة، و كان يتصدّق بعطائه كله، و كان يسكن برقة، دخل الأندلس للجهاد و رفد منها إلى سليمان بن عبد الملك في فتح هنالك ذكره ابن يونس.

7902 - النّعمان بن المنذر أبو الوزير الغسّاني

7902 - النّعمان بن المنذر أبو الوزير الغسّاني (8)

من أهل دمشق.

ص: 130


1- بالأصل و م: الحسين، و المثبت عن «ز».
2- بالأصل و م: عن، و المثبت عن «ز».
3- بدون إعجام في م، و فوقها ضبة.
4- الأصل و م: الرأسين، و في م:«الراسن».
5- جذوة المقتبس ص 358 رقم 846.
6- الأصل و م و «ز» هنا: الراسن، و المثبت عن جذوة المقتبس.
7- كذا بالأصل و م و «ز» هنا أيضا: الشيباني، و في جذوة المقتبس:«السبائي» و انظر ما لاحظناه بشأنه قريبا.
8- ترجمته في ميزان الاعتدال 266/4 و تهذيب الكمال 126/19 و تهذيب التهذيب 634/5.

روى عن مكحول، و عطاء، و يحيى بن الحارث الذّماري، و عبد الكريم بن أمية المعلم، و سليمان بن موسى، و سالم بن عبد اللّه بن عمرو الزهري، و عبدة بن أبي لبابة، و نافع مولى ابن عمر.

روى عنه: الهيثم بن حميد، و يحيى بن حمزة، و محمّد بن شعيب، و عمر بن عبد الواحد، و عبد ربه بن ميمون النحّاس، و يزيد بن السمط ، و سويد بن عبد العزيز، و صدقة بن عبد اللّه السمين، و مروان بن ثوبان، قاضي حمص، و محمّد بن الوليد الزبيدي، و هو من أقرانه، و محمّد بن يزيد الواسطي.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو عمرو بن حمدان، نا عبد اللّه بن أحمد بن موسى الحافظ ، نا هشام بن عمّار، ثنا يحيى بن حمزة، عن النّعمان بن المنذر، عن، مكحول عن (1) عنبسة، عن أم حبيبة أنها أخبرته عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر، و أربع بعد الظهر حرّم على جهنم»[12733].

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، نا أبو الحسن خيثمة بن سليمان، نا العباس بن الوليد بن مزيد (2) البيروتي (3)،نا محمّد بن شعيب، أنا النّعمان بن المنذر الغسّاني، عن مكحول، عن عنبسة بن أبي سفيان، عن أم حبيبة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر، و أربع بعدها حرّم على جهنم»[12734].

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا محمود بن جعفر الكوسج، و إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم، قالا: أخبرنا إبراهيم بن عبد اللّه، أخبرنا أبو بكر النيسابوري، أخبرنا العباس بن الوليد - هو ابن مزيد (4)-أخبرني ابن شعيب، عن النّعمان بن المنذر، عن سليمان بن موسى قال: سألت نافعا عن قول رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لعلي بن أبي طالب ؟ فقال: أخبرني علي: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نهى عن لباس القسّيّ (5)-و هو المضلّع - و عن التختم بالذهب، و عن لباس المعصفر،

ص: 131


1- تحرفت بالأصل و م إلى: بن، و المثبت عن «ز».
2- تحرفت بالأصل و م إلى: يزيد، و المثبت عن «ز».
3- الأصل و م:«البيريي» و المثبت عن «ز».
4- الأصل و م: يزيد، و المثبت عن «ز».
5- القسّيّ : نسبة إلى القس، قرية بين العريش و الفرما من أرض مصر، و هي ثياب من كتان مخلوط من حرير كانت تجلب من هناك (تاج العروس: قسّس).

و عن القراءة في الركوع و السجود من الصلاة المكتوبة، فأمّا صلاة التطوع فلا جناح، و الركوع حتى تضع يديك على ركبتيك، و السجود حتى تضع جبهتك على الأرض[12735].

كذا جاء في هذه الرواية، و المحفوظ أن نافعا يرويه عن إبراهيم بن عبد اللّه بن حنين عن أبيه عن علي.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن (1) عمر، و أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، قالا: أخبرنا أبو عثمان البحيري، أنا زاهر بن أحمد، أنا إبراهيم بن عبد الصّمد، أنا أبو مصعب الزهري، نا مالك، عن نافع، عن إبراهيم بن عبد اللّه بن حنين، عن أبيه عن علي ابن أبي طالب أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نهى عن لبس القسّي، و المعصفر، و عن تختم الذهب، و عن قراءة القرآن في الركوع[12736].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا علي بن محمّد بن أحمد ابن لؤلؤ، أخبرنا حمزة بن محمّد بن عيسى الكاتب، نا نعيم بن حمّاد، نا يحيى، و محمّد بن يزيد الواسطي، عن النّعمان بن المنذر الدمشقي، عن عطاء بن أبي رباح قال: قلت لعائشة أم المؤمنين: هل رخص للنساء في الصلاة على الدوابّ ؟ فقالت: ما رخص لهن في ذلك في هزل و لا جدّ، و قال: أحدهما: في شدة و لا رخاء.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أخبرنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا أبو الحسين الأهوازي، نا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خيّاط قال (2):في الطبقة الثالثة من أهل الشامات: النّعمان بن المنذر الغسّاني من أهل دمشق، مات سنة اثنتين و ثلاثين و مائة.

أخبرنا أبو البركات [أنا] (3) أحمد بن الحسين (4)،أنا أبو محمّد بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح قال: النّعمان بن المنذر الغسّاني.

قال أبو مسهر: كان قدريا.

ص: 132


1- بالأصل و م:«عن عمرو» و المثبت:«بن عمر، و أبو» عن «ز».
2- طبقات خليفة بن خيّاط ص 573 رقم 2988.
3- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن «ز».
4- كذا بالأصل و م، و في «ز»: الحسن.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن (1) بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد قال في الطبقة الثالثة من تابعي أهل الشام.

و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا ابن سعد قال (2) في الطبقة الرابعة من تابعي أهل الشام:

النّعمان بن المنذر الغسّاني من أهل دمشق، مات سنة اثنتين و ثلاثين و مائة - زاد ابن الفهم: في أول خلافة بني هاشم، و كان كثير الحديث.

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل [أنا أبو الفضل و أبو الحسين و أبو الغنائم و اللفظ له، قالوا: أنا أبو أحمد زاد أبو الفضل] (3) و محمّد بن الحسن، قالا: أخبرنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (4):نعمان بن المنذر الغسّاني عن مكحول، و عطاء، روى عنه الهيثم بن حميد، و يحيى بن حمزة.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أخبرنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (5):

النّعمان بن المنذر الغسّاني، دمشقي، روى عن عطاء، و مكحول، روى عنه الهيثم بن حميد، و يحيى بن حمزة، و محمّد بن شعيب، سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمّد: روى عن سليمان بن موسى، سئل أبو زرعة عن النّعمان بن المنذر فقال: دمشقي، ثقة.

ص: 133


1- بالأصل و م:«أنا أبو الحسن» و المثبت عن «ز».
2- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 462/7.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك لتقويم السند عن «ز».
4- التاريخ الكبير للبخاري 80/8.
5- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 447/8 رقم 2055.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو الوزير النّعمان بن المنذر الغسّاني الشامي، سمع الزهري، و عطاء، روى عنه يحيى ابن حمزة الحضرمي، و محمّد بن شعيب بن شابور القرشي، أخبره أبو عروبة السلمي، نا سليمان بن سلمة - يعني - الخبائري، نا سويد بن عبد العزيز، حدّثني النّعمان بن المنذر الغسّاني أبو الوزير.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال (1):قلت - يعني - لهشام بن عمّار: فالنّعمان ؟ قال: قال:

ذاك يرى القدر.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا علي بن أحمد بن محمّد، أنا محمّد بن عبد الرّحمن - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد قال: سنة اثنتين و ثلاثين و مائة فيها مات النّعمان بن المنذر الغسّاني، صاحب مكحول.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: و مات النّعمان بن المنذر من أهل دمشق الغسّاني، سنة اثنتين و ثلاثين و مائة.

7903 - النّعمان بن وداع بن عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن سليمان

أبو عدي التنوخي المعري

قدم دمشق.

ذكر ذلك القاضي أبو اليسر، أنشدنا القاضي أبو اليسر شاكر بن عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه الكاتب قال: أنشدني النّعمان بن وداع بن عبد اللّه يذكر أباه و من فقد من أعزّته.

سقى اللّه قبرا بالمعرة مفردا *** سحابا (2) من الغفران ليس بمقلع

ثوى من بلاد اللّه في خير بقعة *** و أودع فيه و ادع خير مودع

ص: 134


1- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 396/2.
2- في م: سحاب.

فتى شغلت أخلاقه ثم خلقه *** بها عن سواها كل مرأى و مسمع

و حيّا قبورا بالمقبرة التي حوت *** من تنوخ كل قوم سميدع

و خص به الشيخ النبيه أبا العلا *** أخا العلم ترب المجد خلف التورع

و ثانيه عبد اللّه جدي فقد مضى *** كريم المحيا أروعا و ابن أروع

و شخصين قد حلا بأعلا حر؟؟؟ حس (1) *** شريفين قد حلا بأشرف موضع

إلى أن يضاهي حوله المسك وادعا *** حمايل ربعي من الروع ممرع

و مسجد جلس لا عدته سحابة *** بساحل في تهتانها فيض أدمعي

فثم زمام ابني و عمي و معشر *** على كرام صرعوا خير مصرع

و جرنجس جبل بشيزر، و أحد الشخصين الصامت محمد بن عبد اللّه، و مسجد جلس غربي حماة من السور، و هو مسجد أبي (2) عبيدة بن الجراح الصحابي رضي اللّه عنه.

قال: و أنشدني لنفسه في ابن عمه القاضي أبي محمد عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه، و كان توفي بمصر:

لعمرك ما من مات و القوم سهد *** كآخر منا مات و هو غريب

كأن النوى آلت عليه إليه *** بأنك عبد اللّه ليس تئوب

أ لم يكف أن البين شتت شم *** لنا و شيب حتى شعبته شعوب

قال: و أنشدنا أيضا:

بليت يدي و كتابها *** يبلى و لكن بعد حين

و كذاك يهلك كل شي *** ء غير رب العالمين

و أنشدني له أيضا:

يسبح لله و آلائه *** ما في السموات و الأرض

لا يفقهون الناس تسبيحه *** بل بعضه يفقه عن بعض

و أنشدني له أيضا:

عبدك يا ذا العرش فالطف به *** يا خير من أبلى و من عافى

ص: 135


1- كذا بالأصل و م و فوقها ضبة فيهما، و في «ز»: جريحس.
2- الأصل: أبو، و المثبت عن «ز»، و م.

من فقراء قد غنوا عفة *** لا يسألون الناس إلحافا

خاف فلا يرجوك إلاّ امرؤ *** أمنه عدلك إذ خافا

و أنشدني له:

ما أحسن التوبة إن عجلت *** من تائب و الغصن غضّ وريق

فقل لمن قد طاح في غيه *** لا بدّ للسكران مما يفيق

يتوب إما كبرا أو تقى *** فاربح هداك اللّه قرب الطريق

و أنشدني له:

يا ليلة ذهبت بجلّق عودي *** أولا فيا عيني عليها جودي

قد حسنت وجه الزمان فشبهت *** بالحال في وجه الفتاة الرود

و كأنها كحل تبدي حسنه *** ما بين أجفان الليالي السود

و أنت إلى الشمس تحت سدولها *** تختال بين خلاخل و عقود

بدرت تذكرني و لم أك ناسيا *** منا عقود مواثق و عهود

و تقول مالك قد نزعت عن الهوى *** و ابتعت وصلا دائما بصدود

إلى سليمان رغبت وجوده *** فأجبتها لا بل إلى محمود

العادل الملك الكريم الأنفع *** الفطن الألد المصقع الصنديد

لو وفت الأحياء قدرك حقه *** جحودك بين تهائم و نجود

أو بعد (1) الأموات هبت قرحة *** منهم زمام من يرى و لحود

ساحلب جود الغيث حتى كأنه *** حجل إن ضاهيته في الجود

حتى إذا ما فتنة و بداه لنا *** منه هدير سخائم و حقود

شبت حواشي مزنة فإذا بدت *** لكنها ليست بذات وقود

ولد أبو عدي بمعرة النعمان، و توفي بها، و دفن في مسجد والده أبي مسلم.

7904 - النّعمان والد الحكم بن النّعمان

مولى عمر بن عبد العزيز.

ص: 136


1- كذا بالأصل، و في «ز»: أو تقدر... ر... الأموات» و كتب على هامشها بياض. و في م:«أو بعد.. الأموات».

حكى عن عمر بن عبد العزيز.

روى عنه ابنه الحكم بن النّعمان، له حكاية تأتي في ترجمة آمنة بنت عمر.

7905 - نعمان الزاهد

من أهل قرية الحميريين (1).

حكى عن أحمد بن عاصم الأنطاكي. (2)

روى عنه: أبو موسى عيسى بن خدابنده.

أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، أخبرنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو نصر بن الجندي، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، نا أبو موسى عيسى بن خدابنده شيخ من أصحاب الحديث معروف بطلب الحديث إلى أن توفي رحمه اللّه، حدّثني نعمان المتعبّد من أهل الحميريين، قال: سمعت أحمد بن عاصم يقول: قلت بيتا من الشعر جمعت فيه الخير و الشر كلّه، قال: قلت: ما هو يا أبا عبد اللّه ؟ فأنشدني:

لا تغضبنّ و لا تطمعن و كن ورعا *** و احفظ لسانك و اترك فضل ما اشتبها

قال: و سمعت أحمد بن عاصم الأنطاكي يقول: من لم ينتهز البغية عند إمكان الفرصة عض على الندم عند فوات الإمكان، و لا إمكان كسلامة الأبدان في الأيام الخالية، فمن أحب أن يكون في الدنيا حكيما مؤدبا و في الآخرة ملكا متوجا فليقبل مني ثلاث خلال: ينفي عن قلبه سلطان الطمع بالإياس (3)،و يمت من قلبه سورة الغضب بالتواضع له، و الثالثة رأس كلّ خير هي في ابتدائه و وسطه و تمامه يؤثر دلالة العقل و العلم (4) على جلب الهوى يقع به الحق حيث يقع.

7906 - نعمة بن هبة اللّه بن محمّد أبو الخير الجاسمي الفقيه

7906 - نعمة بن هبة اللّه بن محمّد أبو الخير الجاسمي (5) الفقيه (6)

من أهل قرية جاسم (7).

ص: 137


1- الحميريون: محلة بظاهر دمشق على القنوات.(معجم البلدان).
2- أبو علي أحمد بن عاصم الأنطاكي من أقران بشر بن الحارث و سري السقطي و الحارث المحاسبي و كان أبو سليمان الداراني يسميه جاسوس القلوب لحدة فراسته (الرسالة القشيرية 394).
3- الإياس، يقال أيس منه إياسا: قنط (تاج العروس: أيس).
4- تقرأ بالأصل و م:«و الغنم» و المثبت عن «ز».
5- الأصل: الجامسي، و في م: الحامسي، و المثبت عن «ز»، و هذه النسبة إلى جاسم.
6- ترجمته في معجم البلدان (جاسم) و سماه نعمة اللّه.
7- جاسم: قرية بينها و بين دمشق ثمانية فرسخ، على يمين الطريق الأعظم إلى طبرية.

سمع بدمشق: أبا الحسن علي بن محمّد بن إبراهيم الحنائي، و أبا الحسين سعيد بن عبد اللّه النوائي، من أهل قرية نوا (1)،و الحسين بن محمّد.

حكى عنه أبو الحسين أحمد بن عبد الواحد بن الموحد بن البري (2)،و أبو الحسن علي ابن محمّد بن إبراهيم الحنّائي.

حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن محمّد بن أحمد القيسي قال: وجدت بخط الشيخ الفقيه أبي (3) الفتح نصر بن إبراهيم بن نصر المقدسي: حدّثني الأمير سديد الدولة أبو محمّد الحسن ابن علي، حدّثني عمي أبو الحسين، حدّثني نعمة بن هبة اللّه الجاسمي أن شيخا من أهل قرية كفر عاقب (4) من عمل طبرية، قد كان عمره زائدا على المائة من أهل الخير، له سنين محتجب عن الناس، خال بعبادة اللّه تعالى حدثه: أنه لما خرج داعي طبرية - لعنه اللّه - يلزم الناس بالاتصال ذكر هذا الشيخ فيمن ذكر، و هرب جماعة من أهل القرية، و لم يكن في الشيخ نهضة في الهروب، فبات مهموما من ذلك، و موعده أن يجيئه الداعي من غد (5) و قد خاف من ذلك، فلما كان في الليل رأى في النوم النبي صلى اللّه عليه و سلم و بين يديه علي بن أبي طالب يطرق بين يديه، و في يده قضيب أظنه لوزا و عليه جفنان (6).قال: فتقدمت إليه لأقبّل يده و أنا أعلم أنه علي بن أبي طالب فمنعني و قال: ابدأ بالنبي صلى اللّه عليه و سلم، و على يمينه و يساره الحسن و الحسين عليهما السلام، و من ورائه أبو بكر و عمر و عثمان رضي اللّه عنهم، فجئت لأقبّل بين عينيه فأمال جسده إليّ ، فقبّلته و أنا أبكي، ثم تبسّم حتى رأيت ثنيته المكسورة، ثم شكوت إليه، و قلت: يا رسول اللّه، ما ترى ما قد دفع الناس إليه، و ما فيّ ما أهرب و لا أبرح ؟ فقال: ما عليك مخافة، ثم أعدت عليه القول، فقال: لا تخف، ثم أعدت القول و قلت: ما أطمئن فقال لعلي عليه السلام: اكتب له أمانا، فأخذ خرقة و عودا، و كتب رقعة أمان، و دفعه إليّ ، فتسلّمته، ثم التفت إلى أبي بكر و عمر رضي اللّه عنهما فقال: أ لا تنظران ما الناس فيه

ص: 138


1- نوا: بليدة من أعمال حوران، و هي قصبتها، بينها و بين دمشق منزلان (معجم البلدان) و ذكره ياقوت فيمن نسب إليها.
2- رسمها بالأصل و م:«البر؟؟؟ ى» و المثبت عن «ز».
3- الأصل و م: أبو، و المثبت عن «ز».
4- كفر عاقب: قرية على بحيرة طبرية من أعمال الأردن (معجم البلدان).
5- الأصل:«عدوه» و المثبت عن «ز»، و م.
6- جفنان: الجفن: أصل الكرم أو قضبانه و شجر طيب الريح.

بسببكما؟ ثم قال: أ لا أدلكم على شرّ البقاع ؟ قالوا: نعم، فقال: هذه المدينة - و أشار ناحية بانياس - و لو لا رجل في جوارها لأقلب سفلها على علوها.

و انتبهت فلمّا كان من الغد قيل للداعي بسببي فقال: دعوه فلا حاجة لنا فيه.

7907 - نعمة بن الوابشي الطبراني

7907 - نعمة بن الوابشي (1) الطبراني

قدم دمشق.

ذكره لنا أبو عبد اللّه (2) بن الملحي.

نا أبو عبد اللّه محمّد بن المحسن بن أحمد السلمي - من لفظه - و كتبه بخطه قال: نعمة ابن الوابشي رجل من أهل طبرية، خفيف الروح جدا، حسن الشخص، لا يتسلط عليه شيء من النقص، يحفظ من الأشعار و الأخبار القديمة و الحديثة ما تسترق به الأسماع، و تستميل به الطباع، أنشدني لرجل من أهل بلده هذه الأبيات:

عاتبت فيما مضى سطيلة *** و العتب قبيح بين الأخلاّء

قلت له: لم فعلت يا ابن أبي *** الخرجين فعلا يكنى بفحشاء

فقال: و اللّه ما فعلت به *** و إنه سيدي و مولاي

و إنّما كان ثمّ عربدة *** قد كسروا في غضونها بائي

أعارني سيدي خريطته *** خبّأت فيها بالليل شربائي

[ذكر من اسمه] نعيمان

اشارة

[ذكر من اسمه] (3) نعيمان

7908 - نعيمان بن عمرو بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم

أبو عمرو (4)

شهد بدرا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

ص: 139


1- غير واضحة بالأصل و م و «ز» و بدون إعجام، و رسمها:«الوسى».
2- الأصل: عبيد اللّه، و المثبت عن «ز»، و م.
3- زيادة منا للإيضاح.
4- ترجمته في أسد الغابة 575/4 و الجرح و التعديل 507/8 و الإصابة 569/3 و الاستيعاب 573/3 (هامش الإصابة) و طبقات ابن سعد 493/3 و التاريخ الكبير 126/8 و طبقات خليفة ص 156.

قدم بصرى مع أبي بكر الصّدّيق.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد ابن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا روح.

ح و أخبرنا أبو طالب بن أبي عقيل، أخبرنا أبو الحسن (2) الخلعي، أنا أبو محمّد بن النّحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا علي بن سهل بن المغيرة البزاز.

ح و أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، و أبو المحاسن مسعود بن محمّد بن غانم الغانمي الفقيه، قالا: أخبرنا أبو القاسم أحمد بن محمّد بن محمّد الخليل، أنا أبو القاسم علي ابن أحمد بن الحسن الخزاعي، أنا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي، نا محمّد بن عبيد اللّه ابن المنادي، قالا: حدّثنا روح بن عبادة.

نا زمعة بن صالح قال: سمعت ابن شهاب يحدّث عن عبد اللّه بن وهب بن زمعة، عن أم سلمة.

أن أبا بكر خرج تاجرا إلى بصرى و معه نعيمان و سويبط بن حرملة، و كلاهما بدري، و كان سويبط على الزاد،[فجاءه نعيمان] (3) فقال: أطعمني، فقال: لا، حتى يأتي أبو بكر، و كان نعيمان رجلا مزاحا مضحاكا، فقال: لأغيظنك - و في حديث علي بن سهل: لأطيرنك - فذهب إلى ناس جلبوا ظهرا، فقال: ابتاعوا مني غلاما عربيا فارها (4)،و هو ذو لسان و في حديث ابن المنادي: عربيا فارها ورعا ذا لسان و لعله يقول - و في حديث علي بن سهل: لكم - و في حديث ابن المنادي: و إنه يقول: أنا حرّ فإن كنتم تاركيه لذلك فدعوني لا تفسدوا عليّ غلامي، فقالوا: بل نبتاعه منك بعشر قلائص، فأقبل بها يسوقها و أقبل بالقوم حتى عقلها، و في حديث ابن المنادي: فأقبل حتى عقلها ثم قال: دونكم هو هذا، فجاء القوم، فقالوا: قد اشتريناك، قال سويبط - زاد أحمد و علي بن سهل: هو كاذب و قال: أنا رجل حر، فقالوا: قد أخبرنا خبرك فطرحوا الحبل في رقبته، فذهبوا به، فجاء أبو بكر فأخبر، فذهب هو و أصحاب

ص: 140


1- رواه أحمد بن حنبل في المسند 216/10 رقم 26749 طبعة دار الفكر.
2- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: الحسين.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و «ز»، و استدرك لتقويم المعنى عن المسند.
4- الفاره المليح الحسن، خصه في الصحاح: من الناس.

له، فردوا القلائص (1) و أخذوه، فضحك - و في حديث علي بن سهل و ابن المنادي قال:

فضحك منها - و في حديث علي: منه - النبي صلى اللّه عليه و سلم و أصحابه حولا.

أخبرناه أبو غالب بن البنّا، أنا أبو يعلى بن الفرّاء، أنا محمّد بن عبد الرّحمن بن العباس المخلّص، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، حدّثني جدي، نا أبو أحمد الزبيري.

قال: و أخبرنا محمّد، نا عبد اللّه، نا يعقوب الدورقي، نا روح.

قالا: حدّثنا زمعة بن صالح، عن الزهري، عن عبد اللّه بن زهير بن زمعة، عن أم (2)سلمة أن أبا بكر خرج تاجرا إلى بصرى قبل موت النبي صلى اللّه عليه و سلم بعام أو عامين، و معه نعيمان [و سويبط بن حرملة و كلاهما بدريان، و كان سويبط يكون على الزاد، فجاءه نعيمان، فقال:

أطعمني] (3) فقال: لا حتى يأتي أبو بكر، و كان نعيمان رجلا مزاحا، فقال: لأغيظنك، فقال لأناس لقيهم: ابتاعوا مني غلامي، و هو رجل ذو لسان و لعله أن يقول أنا حر، فإن كنتم تاركيه إذا قال ذلك فدعوني و لا تفسدوا غلامي، فقالوا: أجل، نبتاعه، فباعه بعشر قلائص، ثم جذبه فقال: هو هذا، فقال سويبط : هو كاذب، و أنا رجل حرّ، فقالوا: قد أخبرنا بخبرك، فطرحوا الحبل أو العمامة في رقبته، فذهبوا به، فجاء أبو بكر فأخبروه، فذهب و أصحاب له، فردّوا القلائص و أخذوه منه، فضحك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أصحابه منها حولا.

حدّثنا أبو الحسن الفرضي - لفظا - و أبو القاسم بن عبدان - قراءة - قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أخبرنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا علي بن يعقوب بن إبراهيم، أنا أحمد بن إبراهيم بن بشر، نا محمّد بن عائذ، أخبرني الوليد بن مسلم، عن عبد اللّه بن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة في تسمية من شهد بدرا من بني سواد بن مالك بن غنم (4)ابن عوف (5) عمر بن عمرو بن رفاعة بن الحارث بن سواد قال محمّد بن عائد: و قال غيره:

هو نعيمان بن عمرو.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أخبرنا أبو الحسين محمّد بن

ص: 141


1- القلوص: الناقة الشابة.
2- تحرفت بالأصل و م إلى: أبي، و المثبت عن «ز».
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك للإيضاح عن «ز».
4- كذا بالأصل و م، و في «ز»: غانم.
5- كذا بالأصل و م، و في «ز»: فراغ بين عوف و عمر.

الحسين بن الفضل، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عتّاب، أنا القاسم بن عبد اللّه بن المغيرة، نا إسماعيل بن أبي أويس، نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمّه موسى بن عقبة قال في تسمية من شهد بدرا من بني مالك بن النجار: و نعيمان بن عمرو بن رفاعة لا عقب له.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو القاسم بن أبي حية، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر الواقدي قال (1)في تسمية من شهد بدرا من بني سواد بن مالك بن غنم: نعيمان بن عمرو بن رفاعة بن الحارث بن سواد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا أبو عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال في تسمية من شهد بدرا: نعيمان بن عمرو بن رفاعة ابن الحارث.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر و أبو الفضل.

ح و أخبرنا أبو العز ثابت بن منصور، أنا أبو طاهر.

قالا: أخبرنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خيّاط قال (2):نعيمان بن عمرو بن رفاعة بن الحارث بن سواد ابن غنم بن مالك بن النجار، أمه فكيهة، من بني النجّار.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، حدّثنا ابن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد قال (3) في الطبقة الأولى:

نعيمان بن عمرو بن رفاعة بن غنم بن مالك بن النجار، مات في خلافة معاوية.

[قال ابن عساكر] (4) هذا وهم، و قد نسبه في الكبير على الصواب.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسن بن فهم، نا محمّد بن سعد قال (5):في الطبقة الأولى ممن شهد

ص: 142


1- مغازي الواقدي 162/1.
2- طبقات خليفة بن خيّاط ص 156 رقم 557.
3- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
4- زيادة منا للإيضاح.
5- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 493/3.

بدرا من بني غنم بن مالك بن النجار بن ثعلبة بن عمرو (1) بن الخزرج، النعمان (2) بن عمرو (3) بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم (4)،و أمه فاطمة (5) بنت عمرو بن عطية بن خنساء بن مبذول (6) بن عمرو، من بني مازن بن النجار، و هو نعيمان، تصغير نعمان، و شهد نعيمان العقبة الآخرة مع السبعين من الأنصار، في رواية محمّد بن إسحاق وحده [و شهد] (7) بدرا و أحدا و المشاهد كلها مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين (8) و أبو الغنائم (9)-و اللفظ له - قالوا: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني - زاد أبو الفضل:

و محمّد بن الحسن قالا: أخبرنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (10):

نعيمان له صحبة.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أخبرنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال (11):

نعيمان بن رفاعة من بني غنم بن مالك بن النجار، مات زمن معاوية، له صحبة، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة قال: النعيمان البدري، له ذكر في حديث الزهري عن عبد اللّه بن وهب عن أم سلمة أن أبا بكر خرج تاجرا إلى بصرى، و معه النعيمان، و سويبط بن حرملة.

ص: 143


1- الأصل: عمر، و المثبت عن «ز»، و م، و ابن سعد 483/3.
2- كذا ورد اسمه هنا بالأصل و م و ابن سعد: النعمان، و الذي في «ز»: النعيمان.
3- تحرفت بالأصل إلى: عمر، و المثبت عن «ز»، و م، و ابن سعد.
4- أقحم بعدها بالأصل:«بن مالك بن غنم».
5- تقدم عن خليفة بن خيّاط أن اسمها: فكيهة.
6- الأصل: مندون، و في م: مندول، و المثب عن «ز»، و ابن سعد.
7- سقطت من الأصل، و استدركت عن م، و «ز»، و ابن سعد.
8- الأصل: الحسن، و المثبت عن «ز»، و م.
9- أقحم بعدها بالأصل:«محمد بن علي ثم حدّثنا أبو».
10- التاريخ الكبير للبخاري 128/8.
11- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 507/8.

أخبرناه أحمد بن [محمد بن] (1) إبراهيم، نا محمّد بن إبراهيم بن مسلم، نا روح بن عبادة، عن صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، و روى أيوب عن ابن أبي مليكة عن عقبة بن الحارث قال: جيء بالنعيمان إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم و هو سكران.

رواه وهيب، و عبد الوهّاب الثقفي عن أيوب.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: قال لنا أبو نعيم الحافظ : النعيمان صاحب سويبط بن حرملة و رفيقه، ذكرا (2) في أهل بدر (3)،و ذكرهما في حديث أم سلمة.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي التميمي، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه ابن أحمد، حدّثني أبي (4)،نا سليمان بن حرب، و عفّان، قالا: حدّثنا وهيب بن خالد قال عفّان في حديثه: حدّثنا أيوب عن عبد اللّه بن أبي مليكة، عن عقبة بن الحارث: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم أتى بالنعمان - أو ابن نعيمان - و هو سكران، قال: فاشتدّ على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم [و أمر من في البيت أن يضربوه، قال عفان: في حديثه فشق على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم] (5) مشقة شديدة قال عقبة:

فكنت فيمن ضربه[12737].

قال: كذا رواه وهيب بالشك، و رواه غيره و لم يشك.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو علي، أنا أحمد، نا عبد اللّه، حدّثني أبي (6)،نا عبد الصّمد، نا أبي، نا أيوب، عن ابن أبي مليكة، حدّثني عقبة بن الحارث قال: أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بالنعيمان و قد شرب الخمر، فأمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من في البيت فضربوه بالأيدي (7)و الجريد و النعال، قال: و كنت فيمن ضربه[12738].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد (8)،أنا محمّد بن حميد العبدي، عن معمر بن راشد، عن زيد بن أسلم قال: أتى بالنعيمان أو ابن النّعيمان إلى النبي

ص: 144


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن «ز»، و م.
2- الأصل: ذكر، و المثبت عن «ز».
3- قوله:«ذكر في أهل بدر» سقط من م.
4- رواه أحمد بن حنبل في المسند 461/5 رقم 16155 طبعة دار الفكر.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن «ز»، للايضاح.
6- رواه أحمد بن حنبل في المسند 460/5 رقم 16150 طبعة دار الفكر.
7- في م: بالا؟؟؟ يدي، و فوقها ضبة.
8- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 493/3.

صلى اللّه عليه و سلم (1)،فجلده، ثم أتى به فجلده، ثم أتى به فجلده، قال: مرارا أربعا أو خمسا، يعني في شرب النبيذ، فقال رجل: اللّهم العنه ما أكثر ما يشرب و أكثر ما يجلد فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«لا تلعنه، فإنه يحب اللّه و رسوله»[12739].

قال: و حدّثنا ابن سعد (2)،أنا المعلّى بن أسد العمّي (3)،نا وهيب بن خالد، عن أيوب، عن محمّد قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا تقولوا لنعيمان إلاّ خيرا، فإنه يحب اللّه و رسوله»[12740].

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، نا شجاع بن علي، أنا محمّد بن إسحاق بن منده، أنا أحمد بن الحسن بن عبدة، نا أبو عبد الرّحمن بن شعيب النسائي [نا] (4) محمّد بن وهب بن أبي كريمة، نا محمّد بن سلمة، عن أبي عبد الرّحيم، حدّثني رجل من ثقيف عن كثير بن مروان السلمي، عن أبيه مروان بن قيس، من صحابة النبي صلى اللّه عليه و سلم:

أن نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم مرّ برجل سكران يقال له نعيمان، فأمر به، فضرب، فأتي به مرة أخرى سكران، فأمر به فضرب، ثم أتى به الثالثة، فأمر به فضرب، ثم أتى به الرابعة و عمر عنده، فقال عمر: ما ننتظر به يا نبي اللّه هي الرابعة، اضرب عنقه، فقال رجل عند ذلك: لقد رأيته، رأيته يوم بدر يقاتل قتالا شديدا، و قال آخر: لقد رأيت له يوم بدر موقفا حسنا، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«كيف و قد شهد بدرا»؟ [12741].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن علي، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر، و أبو الدرّ ياقوت بن عبد اللّه، قالوا: أخبرنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه، نا محمّد بن عبد الرّحمن بن العباس، أنا أحمد بن سليمان بن داود، نا الزّبير بن بكّار، حدّثني يحيى بن مقداد، حدّثني يعقوب بن جعفر بن أبي كثير، حدّثني أبو طوالة عبد اللّه بن عبد الرّحمن الأنصاري، عن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم، عن أبيه قال:

كان بالمدينة رجل يقال له: نعيمان، يصيب الشراب، فكان يؤتى به إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم

ص: 145


1- أقحم بعدها بالأصل:«ثم أتى به» و المثبت يوافق عبارة م، و «ز»، و ابن سعد.
2- طبقات ابن سعد 494/3.
3- كذا بالأصل و م، و «ز»، «العيني» و في ابن سعد:«العمي» و هو ما أثبت راجع ترجمته في تهذيب الكمال 18/ 258.
4- سقطت من الأصل و استدركت عن «ز»، و م.

فيضربه (1) بنعليه، و يأمر أصحابه فيضربونه تبعا له، و يحثون عليه التراب، فلمّا كثر ذلك منه، قال له رجل من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: لعنك اللّه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا تفعل، فإنّه يحب اللّه تعالى و رسوله صلى اللّه عليه و سلم» (2).

قال: و كان لا يدخل المدينة رسل و لا طرفة إلاّ اشترى منها ثم جاء بها إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم، فقال: يا رسول اللّه، هذا أهديته لك، فإذا جاء صاحبه يطلب نعيمان بثمنه جاء به إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا رسول اللّه، أعط هذا ثمن متاعه، فيقول رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أ و لم تهده لي ؟» فيقول:- زاد ابن السمرقندي: و يقول:- يا رسول اللّه إنّه و اللّه لم يكن عندي ثمنه، و لقد أحببت أن تأكله، فيضحك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و يأمر لصاحبه بثمنه[12742].

أخبرنا أبو بكر أيضا، و أبو القاسم، و أبو الدرّ، قالوا: أخبرنا أبو محمّد الصريفيني (3)- زاد أبو القاسم: و أبو الحسين بن النّقّور قالا:- أخبرنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو عبد اللّه الطوسي، نا الزّبير بن بكّار، حدّثني عمي مصعب بن عبد اللّه، عن جدّه عبد اللّه بن مصعب، عن ربيعة بن عثمان قال:

دخل أعرابي على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أناخ ناقته بفنائه، قال بعض أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم:

لنعيمان، و قال أبو بكر للنعيمان الأنصاري، لو عقرتها فأكلناها، فإنّا قد قرمنا (4) إلى اللحم، و غرم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال، فعقرها النعيمان، و خرج الأعرابي، فرأى راحلته فصاح، وا عقراه يا محمّد، فخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«من فعل هذا؟» قالوا: النعيمان، فاتبعه ليسأل عنه حتى وجده في دار ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب، و قد حفرت لها خنادق، و عليها جريد، فدخل النعيمان في بعضها، فمرّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يسأل عنه، فأشار إليه رجل و رفع صوته: ما رأيته (5) يا رسول اللّه، و أشار بإصبعه حيث هو، قال: فأخرجه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و قد سقط على وجهه السعف، و تغيّر وجهه، فقال:«ما حملك على ما صنعت ؟» قال: الذين دلّوك عليّ يا رسول اللّه، هم الذين أمروني، قال: فجعل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يمسح عن وجهه و يضحك، قال:

ثم غرمها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم للأعرابي.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا

ص: 146


1- من قوله: أبيه... إلى هنا سقط من «ز».
2- أسد الغابة 576/4.
3- غير واضحة بالأصل، و في م: الصيرفيني، و المثبت عن «ز».
4- قرمنا إلى اللحم: يعني اشتدت شهوتنا له.
5- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن «ز»، و م.

أحمد بن مروان، نا أحمد بن محمّد الجمحي، نا المغيرة بن محمّد، عن يحيى بن محمّد - في إسناد له قال:

كان نعيمان الأنصاري يدور في أسواق المدينة، فإذا دخل السوق طرفة من رطب أو فاكهة أو غير ذلك اشتراه فأهداه للنبي صلى اللّه عليه و سلم و كان فقيرا، فإذا كان من آخر النهار راح إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم و معه صاحب الحق فيقول: يا نبي اللّه، أعط هذا حقّه من ثمن كذا و كذا، فيقول له النبي صلى اللّه عليه و سلم:«أ و ما أهديته إلينا يا نعيمان ؟» فيقول: و الذي بعثك بالحق ما معي قليل و لا كثير، و لقد رأيته فلم تطب نفسي أن أجوزه و أدعه أو يشتريه أحد فيأكله قبل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال:

فيضحك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و يأمر بدفع حق الرجل إليه[12743].

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (1)،و أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الدر مولى ابن البخاري، قالوا: أخبرنا أبو محمّد الصريفيني، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، حدّثني عمي مصعب بن عبد اللّه، عن جدي عبد اللّه بن مصعب قال:

كان مخرمة بن نوفل بن أهيب الزهري بالمدينة و هو شيخ كبير أعمى، و كان قد بلغ مائة و خمس عشرة سنة، قال: فقام يوما في المسجد يريد أن يبول، فصاح الحسن به الناس، فأتاه نعيمان بن عمرو بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم بن النجار، فتنحّى به ناحية من المسجد، ثم قال: اجلس هاهنا، فأجلسه يبول، فلما أجلسه و بال ذهب و تركه، فصاح به الناس، فلمّا فرغ قال: من جاء بي، ويحكم، إلى هذا الموضع ؟ قالوا: نعيمان بن عمرو، قال: فعل اللّه به و فعل، أما إن للّه عليّ إن ظفرت به أن أضربه بعصاي هذه ضربة تبلغ منه ما بلغت، فمكث حتى ما شاء اللّه حتى نسي ذلك مخرمة، ثم أتاه يوما، و عثمان قائم يصلي في ناحية من المسجد، و كان عثمان إذا صلى لا يلتفت، فقال له: هل لك في نعيمان ؟ قال:

نعم، أين هو؟ دلّني عليه، فأتى به حتى أوقفه على عثمان، فقال: دونك هذا هو، فجمع مخرمة يديه بعصاه فضربه عثمان فشجّه، فقيل له: إنما ضربت أمير المؤمنين عثمان، قال:

فسمعت أن بني زهرة اجتمعوا في ذلك، فقال عثمان: دعوا نعيمان، لعن اللّه نعيمانا، و قد شهد نعيمان بن عمرو بدرا (2).

قال: و حدّثنا الزّبير، قال: و حدّثني علي بن صالح، حدّثني عبد اللّه بن مصعب بن

ص: 147


1- في «ز»: المرزقي.
2- الإصابة 570/3.

ثابت قال: لقي نعيمان بن عمرو الأنصاري أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب فقال له: يا عدو اللّه أنت الذي تهجو سيد الأنصار نعيمان، تقول: نعيمان رجل..... (1) متخادع، فقال أبو سفيان: أ لم يبلغني أنّ في الأنصار خيرا، فلمّا ذهب نعيمان قيل لأبي سفيان: الذي كلمك نعيمان، فعجب من ذلك (2).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر (3)،البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسّان، نا أبي، نا عمران بن أبان، نا سليمان بن بلال، أخبرني أبو الزناد، أخبرني خارجة بن زيد بن ثابت قال: قتل نعيمان و هو سكران عمارة بن زيد بن ثابت، قال أبي قال مصعب: هذا خطأ، إنما هو عمّار بن يزيد بن ثابت، و كان لنعيمان هذا صحبة، و كان النبي صلى اللّه عليه و سلم يستخفّه (4) و يمازحه، و قد جلده في الخمر، و كان في بني نعيمان أول قسامة تعلّمها في الإسلام بعد النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا حسين بن الأسود، نا أبو أسامة، نا عمرو (5) بن حمزة، أخبرني سالم، أخبرنا عبد اللّه بن عمر.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أتى بحاطب بن أبي بلتعة فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أنت كتبت هذا الكتاب ؟» (6) فقال: نعم، أم و ذاك (7) يا رسول اللّه أن يكون بغير إيمان من قلبي، و لكن لم يكن أحد من قريش إلاّ و له أهل - و في نسخة: أصل - و خدم يمنعون له أهله، فكتبت كتابا رجوت أن يمنع اللّه بذلك أهلي، قال: فقال عمر: ائذن لي فيه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«أ و كنت قاتله ؟» قال: نعم، إن أذنت لي فيه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«و ما يدريك لعله اللّه اطّلع على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم»[12744].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا

ص: 148


1- بياض بالأصل بمقدار كلمة، و في م و «ز»: «نع ؟؟؟ ع» و فوقها ضبة فيهما.
2- الإصابة 570/3.
3- قوله:«أنا أبو بكر» مكرر بالأصل.
4- بدون إعجام في م، و فوقها ضب.
5- كذا بالأصل و م، و في «ز»: عمر.
6- و كان حاطب بن أبي بلتعة كتب إلى أهل مكة يعلمهم بما أراد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من غزوهم، و بعث به إلى أهل مكة مع ظعينة، فأعلم اللّه رسوله بذلك الكتاب، فأرسل عليا و الزبير، فجاءا بالمرأة، و الكتاب. انظر تفاصيل الخبر، رواه ابن الأثير في أسد الغابة 432/1.
7- كذا بالأصل و م، و «ز»: أم و اللّه ما ذاك.

عبد اللّه بن محمّد، نا محمّد بن حميد، نا علي بن مجاهد، نا محمّد بن مسلم، عن إسماعيل ابن أبي خالد، عن سعد مولى حاطب قال: قلت: يا رسول اللّه، حاطب من أهل النار؟ قال:

لن (1) يلج النار أحد شهد بدرا أو بيعة الرضوان»[12745].

قال البغوي: و لا أرى سمع ابن أبي خالد من سعد مولى حاطب، و لا أدركه، و محمّد ابن مسلم الذي روى هذا الحديث هو عندي محمّد بن مسلم بن أبي الوضاح أبو سعيد مؤدّب المهدي.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا الحسن (2) بن علي، أنا محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد قال (3)[قال] (4) محمّد بن عمر: و بقي النعيمان بن عمرو حتى توفي في خلافة معاوية بن أبي سفيان، ليس له عقب.

ذكر من اسمه نعيم

7909 - نعيم بن حمّاد بن معاوية بن الحارث بن همّام بن سلمة بن مالك

أبو عبد اللّه الخزاعي المروزي الأعور، المعروف بالفارض (5)

صاحب ابن المبارك.

سمع بدمشق: الوليد بن مسلم، و محمّد بن شعيب بن شابور، و الوزير بن صبيح الثقفي، و يحيى بن حمزة، و خالد بن يزيد بن أبي مالك، و عبد الخالق بن زيد بن واقد، و بغيرها: عقبة بن علقمة البيروتي، و سعيد بن عبد الجبار الحمصي، و عيسى بن يونس، و بقية ابن الوليد، و سفيان بن عيينة و إبراهيم بن سعد، و عبد اللّه بن إدريس، و جرير بن عبد الحميد، و الدراوردي، و أبا معاوية الضرير، و ابن المبارك، و عبدة بن سليمان، و معتمر بن

ص: 149


1- الأصل و م و «ز»: أين.
2- بالأصل و م:«أنا أبو الحسن» و المثبت عن «ز».
3- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 494/3.
4- زيادة عن ابن سعد.
5- ترجمته في تهذيب الكمال 129/19 و تهذيب التهذيب 635/5 و ميزان الاعتدال 267/4 و التاريخ الكبير 100/8 و الجرح و التعديل 462/8 و تاريخ بغداد 306/13 و تذكرة الحفاظ 418/2 و سير الأعلام 595/10 و شذرات الذهب 67/2.

سليمان، و الفضل بن موسى، و أبا حمزة محمّد بن ميمون، و عيسى بن عبيد، و محمّد بن فضيل، و حفص بن غياث، و خارجة بن مصعب، و يحيى القطّان، و وكيع بن الجرّاح، و عبد الوهّاب الثقفي، و حاتم بن إسماعيل، و نوح بن قبيس الطاحي (1)،و حمّاد بن خالد الخيّاط ، و هشيم بن بشير (2)،و عبد السّلام بن حرب الدالاني (3)،و محمّد بن الفضل بن عطية، و أبا عصمة نوح بن أبي مريم، و أبا بكر بن عيّاش، و فضيل بن عياض، و عبد المؤمن بن خالد، و رشدين بن سعد، و عبد الرزّاق بن همام (4)،و يحيى بن سليم.

روى عنه: بكر بن سهل، و محمّد بن حيوية، و محمّد بن عوف الحمصي، و أحمد بن آدم غندر، و أبو نشيط محمّد بن هارون، و محمّد بن رزق اللّه الكلوذاني، و أبو الأحوص محمّد بن الهيثم العكبري، و يحيى بن معين، و محمّد بن إسماعيل البخاري، و محمّد بن إسحاق الصاغاني، و أحمد بن منصور الرمادي، و علي بن داود القنطري، و أبو إسماعيل الترمذي، و عبيد بن شريك البزار، و محمّد بن يحيى الذهلي، و عبد اللّه بن عبد الرّحمن الدارمي، و محمّد بن عبد الملك بن زنجويه، و أبو زرعة الدمشقي.

أخبرنا أبو بكر محمّد (5) بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن نصير بن عرفة، أنا أبو علي حمزة بن محمّد بن عيسى الكاتب، نا نعيم بن حمّاد الخزاعي (6)،نا ابن المبارك، عن معمر، عن الزهري، عن أنس.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان إذا جاء شهر رمضان قال للناس:«قد جاءكم مطهر شهر رمضان تفتح فيه أبواب الجنة، و تغل فيه الشياطين، يعد المؤمن فيه القوة للصوم و الصلاة، و هو نقمة للفاجر يغتنم فيه غفلات الناس، من حرم خيره فقد حرم»[12746].

لم يقل فيه عن الزهري عن أنس غير نعيم عن معمر.

و رواه أصحاب الزهري عنه، عن ابن أبي أنس عن أبيه عن أبي هريرة.

ص: 150


1- كذا بالأصل و م، و في «ز»: «الطناحي» تصحيف.
2- الأصل و م و «ز»: «بشر» و الصواب ما أثبت عن تهذيب الكمال.
3- كذا رسمها بالأصل و م و «ز»، و في تهذيب الكمال: الملائي.
4- تحرفت بالأصل إلى: تمام، و المثبت عن «ز»، و م.
5- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
6- رواه من طريقه المزي في تهذيب الكمال 135/19.

أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز العباسي، أنا الحسن بن عبد الرّحمن، أنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس، نا محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّه، حدّثنا عصام بن رواد، حدّثنا نعيم بن حمّاد، نا عيسى بن يونس، عن حريز (1) بن عثمان، عن عبد الرّحمن ابن جبير بن نفير، عن أبيه عن عوف بن مالك قال: سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:«افترقت بنو إسرائيل على إحدى و سبعين فرقة، و تزيد أمتي عليها فرقة، ليس فيها فرقة أضرّ على أمّتي من قوم يقيسون الدين برأيهم فيحلون ما حرّم اللّه، و يحرّمون ما أحل اللّه»[12747].

كذا رواه لنا العباسي، و إنّما يرويه ابن فراس عن عباس بن محمّد بن قتيبة، عن عصام.

أخبرنا أبو منصور محمّد بن عبد الملك، و أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، قالا: أنا و أبو الحسن علي (2) بن أحمد بن محمّد بن بكر (3) الفويّ (4) بالبصرة، نا (5) الحسن بن محمّد ابن عثمان البشري (6)،نا يعقوب بن سفيان (7)،نا نعيم بن حمّاد، نا عيسى بن يونس، عن حريز بن عثمان، عن عبد الرّحمن بن جبير، عن أبيه، عن عوف بن مالك أن النبي صلى اللّه عليه و سلم - و قال هبة اللّه: عن النبي صلى اللّه عليه و سلم - قال:«تفترق أمّتي على بضع و سبعين فرقة، أعظمها فتنة على أمّتي قوم يقيسون الأمور برأيهم، فيحلّون الحرام، و يحرّمون الحلال»[12748].

أنبأنا أبو [علي] (8) الحسن بن أحمد، و حدّثناه أبو مسعود المعدّل عنه، أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا يحيى بن عثمان بن صالح، نا نعيم بن حمّاد، نا عيسى ابن يونس، عن حريز بن عثمان، عن عبد الرّحمن بن جبير، عن أبيه عن عوف بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«تفترق أمّتي على بضع و سبعين فرقة، أعظمها فرقة على أمّتي قوم يقيسون الأمور برأيهم، فيحلّون الحرام، و يحرّمون الحلال»[12749].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا

ص: 151


1- الأصل و م و «ز»: جرير.
2- بالأصل و م:«بن علي» و المثبت عن «ز».
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الأنساب: بكران.
4- الفوي بضم الفاء و تشديد الواو المكسورة، نسبة إلى فوة بلد من ديار مصر في وسط البلاد، كما في الأنساب، ذكره السمعاني في الأنساب.
5- من قوله: علي.. إلى هنا سقط من «ز».
6- كذا بالأصل، و في م: البسري، و في «ز»: السري، و في الأنساب (الفوي): الفسوي.
7- بالأصل و م: سليمان، تصحيف، و المثبت عن «ز»، و تهذيب الكمال.
8- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن «ز».

أبو الميمون، نا أبو زرعة قال (1):قلت لعبد الرّحمن بن إبراهيم، نا نعيم بن حمّاد، عن عيسى بن يونس، عن حريز (2) بن عثمان، عن عبد الرّحمن بن جبير، عن أبيه، عن عوف بن مالك عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«تفترق أمّتي على بضع و سبعين فرقة، أعظمها فتنة على أمّتي قوم يقيسون الأمور برأيهم، فيحلّون الحرام، و يحرّمون الحلال»[12750].

فردّه و قال: هذا حديث صفوان بن عمرو، حديث معاوية.

قال أبو زرعة قلت ليحيى بن معين في حديث نعيم هذا، و سألته عن صحته، فأنكره، قلت: من أين يؤتى ؟ قال: شبّه له.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أخبرنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (3)،حدّثني علي بن أحمد الهاشمي، قال: هذا كتاب جدي أبي الفضل عيسى بن موسى بن أبي محمّد المتوكلي (4)،فقرأت فيه: حدّثني محمّد بن داود النيسابوري، قال:

سمعت أبا بكر محمّد بن نعيم يقول: سمعت محمّد بن علي بن حمزة المروزي يقول: سألت يحيى بن معين عن هذا الحديث - يعني - حديث عوف بن مالك عن النبي صلى اللّه عليه و سلم «تفترق أمتي»، قال: ليس له أصل، قلت: فنعيم بن حمّاد؟ قال: نعيم ثقة، قلت: فكيف يحدّث ثقة بباطل ؟ قال: شبّه له.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي قال (5):قال لنا ابن حمّاد: هذا (6) وضعه نعيم بن حمّاد، قال ابن عدي: و هذا الحديث كان يعرف بنعيم بن حمّاد بهذا الإسناد حتى رواه عبد الوهّاب بن الضّحّاك، و سويد الأنباري، و شيخ خراساني، يقال له أبو صالح الخواشتي، عن عيسى بن يونس، و أبو عبيد اللّه اتهم بهذا الحديث أيضا حيث رواه عن عمّه عن عيسى، و قال لنا الفريابي: لما أردت الخروج إلى سويد قال لي أبو بكر الأعين: سل سويدا عن هذا الحديث، و وقفه عليه، فجئت إلى سويد، فأملى علي عن عيسى بن يونس، و وقفته عليه، فأبى.

ص: 152


1- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 622/1 و من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 132/19.
2- تحرفت بالأصل و م و ز إلى: جرير.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 307/13.
4- في تاريخ بغداد: بن أبي محمد بن المتوكل على اللّه.
5- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 17/7.
6- يعني حديث:«افترقت بنو إسرائيل...».

و قد اشتهر هذا الحديث بنعيم أولا، ثم رواه جماعة قيل إنهم سرقوه من نعيم منهم عبد اللّه بن جعفر الرقّي، و سويد بن سعيد، و عبد الوهّاب بن الضّحّاك الفرضي، و عمرو بن عيسى بن يونس [و محمد بن سلام المنبجي، و رواه أبو عبد الله ابن أخي ابن وهب عن عمه عن عيسى بن يونس] (1) عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرّحمن بن جبير بهذا الإسناد إلاّ أنه أبدل جريرا بصفوان.

فأمّا حديث عبد اللّه بن جعفر:

فأخبرناه أبو منصور المقرئ، أخبرنا - و أبو الحسن العطّار، نا - أبو بكر الخطيب (2)، نا علي بن أحمد الرزّاز، أنا أحمد بن سلمان (3) النّجّاد - إملاء - نا هلال بن العلاء، نا عبد اللّه ابن جعفر، نا عيسى بن يونس، نا حريز (4) بن [عثمان عن] (5) عبد الرّحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه عن عوف بن مالك الأشجعي قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«تفترق أمّتي على بضع و سبعين فرقة، أعظمها فتنة على أمّتي قوم يقيسون الأمور برأيهم فيستحلّون الحرام، و يحرّمون الحلال»[12751].

و أمّا حديث سويد:

فأخبرناه أبو منصور بن خيرون، أخبرنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (6) قال: فحدّثني به أبو الفتح محمّد بن أحمد بن محمّد المصري الصّوّاف، حدّثنا محمّد بن أحمد بن جميع الغسّاني، نا أبو الحسن موسى بن عيسى بن موسى بن يزيد - بدير (7) العاقول - نا عبد الكريم بن الهيثم القطّان، قال لي سويد: ارو هذا الحديث عنّي عن عيسى بن يونس عن حريز بن عثمان، عن عبد الرّحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«تفترق أمّتي على بضع و سبعين فرقة، أعظمها فتنة على أمّتي قوم

ص: 153


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن «ز».
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 308/13.
3- تحرفت بالأصل و م إلى: سليمان، و المثبت عن «ز»، و تاريخ بغداد.
4- الأصل و م و «ز»: جرير، و المثبت عن تاريخ بغداد.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و م، و استدرك عن «ز».
6- تاريخ بغداد 308/13.
7- الأصل: يريد، و المثبت عن «ز»، و م، و تاريخ بغداد.

يقيسون الأمور برأيهم، فيحلّون ما حرّم اللّه، و يحرّمون ما أحلّ اللّه»[12752].

قال الخطيب: و أخبرني أبو سعد الماليني - إجازة - و حدّثنيه أبو عبد اللّه محمّد بن يحيى الكرماني عنه.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، قالا: أخبرنا عبد اللّه بن عدي الحافظ قال (1):سمعت جعفر الفريابي يقول: أفادني أبو بكر الأعين في (2) قطيعة الربيع سنة إحدى و ثلاثين بحضرة أبي زرعة و جمع كثير من رؤساء أصحاب الحديث حين أردت أن أخرج إلى سويد و قال لي وقفة (3) و ثبت [منه] (4) هذا الحديث هل سمع عيسى بن يونس ؟ فقدمت على سويد، فسألته، فقال: حدّثنا عيسى بن يونس، عن حريز بن عثمان، عن عبد الرّحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن عوف بن مالك، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«تفترق هذه الأمة بضعا و سبعين فرقة، شرّها فرقة قوم يقيسون الرأي، يستحلّون به الحرام، و يحرّمون به الحلال».

قال الفريابي، و وقفت سويدا عليه بعد أن حدّثني به، و دار بيني و بينه كلام كثير.

قال ابن عدي: و هذا إنّما يعرف بنعيم بن حمّاد رواه (5)،عن عيسى بن يونس، فتكلم الناس فيه مجراه، ثم رواه رجل من أهل خراسان يقال له الحكم بن المبارك، يكنى أبا صالح، يقال له الخواشتي (6)،و يقال: إنه لا بأس به، ثم سرقه قوم ضعفاء ممن (7) يعرفون بسرقة الحديث، منهم: عبد الوهّاب بن الضّحّاك، و النضر بن طاهر، و ثالثهم سويد الأنباري.

و أمّا حديث الفرضي:

فأخبرناه أبو بكر محمّد بن الحسين (8)،حدّثنا أبو الحسن بن المهتدي، نا أبو حفص ابن شاهين - إملاء - نا محمّد بن سليمان (9) الباغندي، حدّثنا عبد الوهّاب بن الضّحّاك

ص: 154


1- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 429/3 في ترجمة سويد بن سعيد الحدثاني الأنباري.
2- بالأصل و م:«بن» و المثبت عن «ز»، و ابن عدي.
3- بالأصل:«و؟؟؟ عه» و مثلها في «ز»، و م، و فوقها ضبة في م.
4- سقطت من الأصل و م و «ز»، و المثبت عن ابن عدي.
5- تحرفت بالأصل إلى: داود، و المثبت عن «ز»، و م.
6- نسبة إلى خواشق، من قرى بلخ.
7- تقرأ في «ز»: بين، و فوقها ضبة.
8- تحرفت بالأصل و م إلى: الحسن، و المثبت عن «ز».
9- في «ز»: محمد بن محمد بن سليمان الباغندي.

الفرضي، حدّثنا عيسى بن يونس، عن حريز (1) بن عثمان، عن عبد الرّحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه عن عوف بن مالك قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«افترقت هذه الأمة على بضع و سبعين فرقة أعظمها فتنة على أمّتي قوم يقيسون الأمور برأيهم، فيخطئون فيحلّون الحرام و يحرّمون الحلال»[12753].

قال: و حدّثنا ابن شاهين، نا أحمد بن عيسى بن السكين البلدي - قدم علينا - حدّثني ميمون بن الأصبع، نا نعيم بن حمّاد، نا عيسى بن يونس، عن حريز بن عثمان عن عبد الرّحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه عن عون بن مالك الأشجعي قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فذكر نحوه.

و أمّا حديث عمرو بن عيسى:

فأخبرناه أبو منصور بن خيرون، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (2)، أنا محمّد بن عبد العزيز بن جعفر البردعي، أنا أبو الفضل محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن همّام، نا أبو بكر محمّد بن معاذ بن عبد الكريم (3) الحسني (4)-بالحدث - نا حدّثنا جدي لأمي أحمد بن الفضل بن دهقان القاضي الحدثي (5)،نا عمرو بن عيسى بن يونس السبيعي، حدّثني أبي، حدّثني حريز بن عثمان الرحبي، عن عبد الرّحمن بن جبير بن نفير الحضرمي، عن أبيه عن عوف بن مالك الأشجعي، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه قال:«ستفترق أمتي على بضع و سبعين فرقة، شر فرقة منها قوم يقيسون الدين بالرأي، فيحلّون به الحرام، و يحرّمون به الحلال»[12754].

و أمّا حديث محمّد بن سلام:

فأخبرناه أبو منصور المقرئ، أنا - و أبو الحسن العطّار، نا - أبو بكر الخطيب (6)،أنا يوسف بن رباح البصري، أنا علي (7) بن الحسين بن بندار الأذني - بمصر - نا يعقوب بن

ص: 155


1- تحرفت في «ز» إلى: جرير.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 309/13.
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و في تاريخ بغداد: عبد الكبير.
4- كذا بالأصل و م و «ز»، و في تاريخ بغداد: الجشمي.
5- الحدث: قلعة حصينة بين ملطية و سميساط و مرعش من الثغور (معجم البلدان).
6- تاريخ بغداد 310/13.
7- الأصل:«أنا أبو علي..» و المثبت عن «ز»، و م، و تاريخ بغداد.

إسحاق العطّار البصري بأنطاكية، نا محمّد بن سلام، نا عيسى بن يونس، نا حريز بن عثمان عن (1) عبد الرّحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن عوف بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«تفترق أمّتي على ثلاث و سبعين فرقة، أعظمها فتنة على أمّتي قوم يقيسون الأمور برأيهم، فيحلّون الحرام، و يحرّمون الحلال»[12755].

و أمّا حديث عبيد اللّه:

فأخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إبراهيم الإسماعيلي، أنا حمزة بن يوسف، أخبرنا أبو أحمد بن عدي (2)،نا عيسى بن أحمد الصدفي، نا أبو عبيد اللّه (3)،نا عمي، نا عيسى بن يونس، عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرّحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن عوف بن مالك،[قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يكون في آخر الزمان قوم يحلون الحرام و يحرمون الحلال و يقيسون الأمور برأيهم»[12756].

قال ابن عدي: و هذا حديث رواه نعيم بن حماد، عن عيسى، و الحديث [له و] (4)أنكروه عليه، و سرقه منه جماعة، منهم عبد الوهاب بن الضحاك، و سويد بن سعيد، و أبو صالح الخراساني الخواشتي (5)،الحكم بن المبارك، و أنكروه على أبي عبيد اللّه أيضا، عن عمه، عن عيسى.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (6)، حدثني محمد بن علي الصوري، قال قال لي عبد الغني بن سعيد الحافظ و ذكر حديث عيسى ابن يونس عن حريز (7) بن عثمان عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك] (8) عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«تفترق أمتي على بضع و سبعين فرقة». من حديث نعيم بن

ص: 156


1- الأصل و م: بن، و المثبت عن «ز»، و تاريخ بغداد.
2- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 185/1.
3- الأصل و م: عبد اللّه، و المثبت عن «ز»، و ابن عدي.
4- الزيادة عن ابن عدي.
5- في م و «ز» و ابن عدي: الخاستي، و الصواب ما أثبت.
6- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 310/13-311.
7- في «ز»: جرير، تصحيف، و المثبت عن م.
8- ما بين معكوفتين سقط من الأصل فاختلط الحديثان و اضطرب المعنى، و المستدرك عن «ز»، و م، و ابن عدي و تاريخ بغداد.

حمّاد (1)،فإنّما أخذه من نعيم، و بهذا الحديث سقط نعيم بن حمّاد عند كثير من أهل العلم بالحديث إلاّ أن يحيى بن معين لم يكن ينسبه إلى الكذب، بل كان ينسبه إلى الوهم.

فأمّا حديث ابن وهب: فبليته من ابن أخيه لا منه لأنه قد رفعه عن ادعاء مثل هذا، و لأن حمزة بن محمّد حدّثني عن عليك الرازي أنه رأى هذا الحديث ملحقا بخط طري في قنداق (2) من قنادق ابن وهب لما أخرجه إليه بحشل ابن أخي ابن وهب، و أمّا محمّد بن سلام فليس بحجّة.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا علي بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد، نا عبيد بن شريك، نا نعيم بن حمّاد أبو عبد اللّه بدمشق، بحديث ذكره.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد [الجوهري، أنا أبو عمر بن حيويه، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد] (3) بن سعد (4) قال في الطبقة السادسة من أهل [مصر] (5):نعيم بن حمّاد، و كان من أهل خراسان، من أهل مرو.

ح و أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أخبرنا - و أبو الحسن بن سعيد، حدّثنا - أبو بكر الخطيب (6)،نا الأزهري، أنا محمّد بن العبّاس، نا أحمد بن معروف الخشاب، نا الحسين ابن فهم، نا محمّد بن سعد قال: نعيم بن حمّاد كان من أهل مرو، و طلب الحديث طلبا كثيرا بالعراق و الحجاز، ثم نزل مصر، فلم يزل بها حتى أشخص منها في خلافة أبي إسحاق بن هارون، فسئل عن القرآن فأبى أن يجيب فيه بشيء مما أرادوه عليه، فحبس بسامراء، فلم يزل محبوسا بها حتى مات في السجن في سنة ثمان و عشرين و مائتين.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أخبرنا أبو الفضل و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن

ص: 157


1- كذا العبارة بالأصل و م و «ز»، و المعنى مضطرب، و زيد هنا في تاريخ بغداد: و من حديث أحمد بن عبد الرحمن ابن وهب عن عمه، و من حديث محمد بن سلام المنبجي جميعا عن عيسى، فقال: كل من حدث به عن عيسى بن يونس غير نعيم حماد، فإنما أخذه عن نعيم بن حماد...
2- القنداق: صحيفة الحساب (تاج العروس).
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و م، و استدرك لتقويم السند عن «ز».
4- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى.
5- مكانها بياض بالأصل، و المثبت عن «ز»، و في م: مرو.
6- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 313/13-314.

قالا:- أخبرنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (1):نعيم بن حمّاد المروزي أبو عبد اللّه، سكن مصر، هو الفارض، سمع ابن المبارك، و ابن عيينة، و الفضل بن موسى.

أخبرنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن، و أبو عبد اللّه بن عبد الملك - إذنا - قالا:

أخبرنا أبو القاسم العبدي، أخبرنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا علي.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال (2):

نعيم بن حمّاد، و كنيته أبو عبد اللّه المروزي الخزاعي، الأعور، الفارض (3)،سكن مصر، روى عنه عبد المؤمن بن خالد، و عيسى بن عبيد، و أبي حمزة السكري، و يحيى بن حمزة، و ابن المبارك، و ابن عيينة، و سمع من إبراهيم بن طهمان حديثا واحدا، مات سنة ثمان و عشرين، روى عنه أبي، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، نا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو عبد اللّه نعيم بن حمّاد المروزي، سكن مصر، سمع ابن المبارك، و ابن وهب، و ابن عيينة.

قرأت على أبي الفضل [بن] ناصر عن جعفر (4) بن يحيى، أخبرنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عبد اللّه نعيم بن حمّاد مروزي، سكن مصر، ليس بثقة.

قرأت على أبي عبد اللّه بن [البنا عن] (5) أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيوية، أنا أبو الطّيّب محمّد بن القاسم، أنا ابن أبي خيثمة قال: نعيم بن حمّاد من أهل خراسان، انتقل إلى مصر، حمل في خلافة أبي إسحاق بن هارون فحبس بسامراء، فلم يزل محبوسا حتى مات في السجن سنة ثمان و عشرين و مائتين.

ص: 158


1- التاريخ الكبير للبخاري 100/8.
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 463/8.
3- الأصل: الفارضي، و المثبت عن م، و «ز»، و في الجرح و التعديل: المعروف بالفارض.
4- بالأصل و م:«قرأت على أبي الفضل ناصر بن جعفر» صوبنا السند عن «ز»، و الزيادة السابقة عنها.
5- الزيادة للإيضاح عن «ز»، و م.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أخبرنا [أبو] (1) أحمد بن عدي (2)،نا محمّد (3) بن عيسى بن محمّد المروزي - إجازة مشافهة - نا أبي، نا العباس بن مصعب قال (4):نعيم بن حمّاد الفارض، منزله على الماء جار في السكة التي تنسب إلى أبي حمزة السكري، وضع كتب الردّ على أبي حنيفة، و ناقض محمّد بن الحسن، و وضع ثلاثة عشر كتابا في الردّ على الجهمية، و كان من أعلم الناس بالفرائض، و قال ابن المبارك: نعيم هذا جاء لأمر كبير، يريد أن يبطل النكاح نكاحا قد عقد، و يبطل بيوعا قد تقدمت، و قوم قد توالدوا (5) على هذا، ثم خرج إلى مصر، فأقام بها نحو نيّف و أربعين سنة، و كتبوا عنه بها، و حمل إلى العراق في امتحان القرآن مخلوق مع البويطي مقيدين، فمات نعيم بالعسكر بسرّمن رأى سنة سبع و عشرين.

قال ابن عدي (6):حدّثنا محمّد بن عيسى بن محمّد المروزي - إجازة مشافهة - نا أبي، نا العباس بن مصعب قال: نعيم بن حمّاد الفارض، و نعيم قد أثنى عليه قوم و ضعّفه قوم، و كان أحد من يتصلّب في السّنّة، و مات في محنة القرآن في الحبس (7)،و عامة ما أنكر عليه هو هذا الذي ذكرته، و أرجو أن يكون باقي (8) حديثه مستقيما (9).

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أخبرنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (10)،أنا الصوري، أنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزدي، نا عبد الواحد بن محمّد بن مسرور، نا أبو سعيد بن يونس.

ح و أنبأنا أبو بكر، نا يحيى بن عبد الوهّاب بن منده، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه، و حدّثني أبو بكر قال: أجاز لنا أبو عمرو بن منده قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:

ص: 159


1- سقطت من الأصل و م و استدركت عن «ز».
2- رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 17/7.
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الكامل لابن عدي: أحمد.
4- كذا بالأصل و م و «ز»، و في ابن عدي:«نا ابن أبي مصعب» بدلا من «نا أبي، نا العباس بن مصعب».
5- في الكامل لابن عدي: توارثوا.
6- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 19/7.
7- تحرفت بالأصل و م إلى: الحسن، و المثبت عن «ز»، و الكامل.
8- الأصل و م و «ز»: ما في، و المثبت عن ابن عدي.
9- الأصل و م و «ز»: مستقيم، و المثبت عن الكامل لابن عدي.
10- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 314/13.

نعيم بن حمّاد بن معاوية بن الحارث بن همّام بن سلمة بن مالك الخزاعي، يكنى أبا عبد اللّه، حمل من مصر - و قال الخطيب: مروزي، قدم مصر و حمل من مصر إلى العراق في المحنة - فامتنع أن يجيبهم فسجن، فمات في السجن ببغداد غداة يوم الأحد لثلاث عشرة خلت من جمادى الأولى سنة ثمان و عشرين و مائتين، و كان يفهم الحديث، فروى أحاديث مناكير عن الثقات.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو عبد اللّه نعيم بن حمّاد الفارض المروزي، سكن مصر، رأى الحسين بن واقد، و سمع ابن المبارك، و الفضل بن موسى السيناني، روى عنه أبو محمّد الحسن بن علي الحلواني، و محمّد بن يحيى الذهلي، ربما يخالف في بعض حديثه، أنا أحمد بن عمير قال:

عرضت على أبي زرعة - يعني - حديثا من رواية نعيم فقال: الصواب عن بعض السلف، نعيم يصل أحاديث يقفها الناس.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل المقدسي، أنا أبو سعيد مسعود بن ناصر، أنا أبو الحسين عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال: نعيم بن حمّاد، أبو عبد اللّه الرفاء الفارض المروزي من قرية حح (1)،سكن مصر، سمع ابن المبارك، و هشيما، روى عنه البخاري، و ذكر أبو داود أنه مات سنة ثمان و عشرين و مائتين.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، و أبو الحسن بن سعيد، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (2):نعيم بن حمّاد بن معاوية بن الحارث بن همّام بن سلمة بن مالك أبو عبد اللّه الخزاعي الأعور، الفارض، المروزي، سمع من إبراهيم بن طهمان حديثا واحدا، و سمع الكثير من إبراهيم بن سعد، و سفيان بن عيينة، و أبي حمزة السكري، و عيسى بن عبيد، و عبد اللّه بن المبارك، و الفضل بن موسى السيناني، روى عنه يحيى بن معين، و أحمد بن منصور الرمادي، و محمّد بن إسماعيل البخاري، و محمّد بن إسحاق الصاغاني، و علي بن داود القنطري، و عبيد بن شريك البزار، و أبو إسماعيل الترمذي، و جماعة آخرهم حمزة بن محمّد

ص: 160


1- كذا رسمها بالأصل و م و «ز».
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 306/13.

ابن عيسى الكاتب، و كان (1) نعيم قد سكن مصر، و لم يزل بها مقيما حتى أشخص المحنة في القرآن إلى سرّ من رأى في أيام المعتصم، فسئل عن القرآن، فأبى أن يجيبهم إلى القول بخلقه، فسجن و لم يزل في السجن إلى أن مات، و في السجن سمع منه حمزة بن محمّد الكاتب، زاد ابن خيرون: و ذكره الدارقطني فقال: إمام في السّنّة، كثير الوهم.

أخبرنا أبو محمّد المزكي، أنا عبد العزيز الصوفي، أنا أبو محمّد العدل، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال: عرضت على عبد الرّحمن بن إبراهيم الحديث الذي حدّثنا نعيم ابن حمّاد عن الوليد بن مسلم، عن ابن جابر، عن ابن أبي زكريا، عن رجاء بن حيوة، عن النواس بن سمعان عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا تكلم اللّه بالوحي أخذت السموات منه رجفة، أو قال: رعدة شديدة، فقال: لا أصل له.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (2)،أنا الحسن بن أبي بكر، و عثمان بن محمّد بن يوسف العلاّف، قالا: أخبرنا محمّد بن عبد اللّه ابن إبراهيم الشافعي، نا محمّد بن إسماعيل - هو الترمذي - نا نعيم بن حمّاد، نا ابن وهب، نا عمرو بن الحارث (3)،عن سعيد بن أبي هلال، عن مروان بن عثمان، عن عمارة بن عامر، عن أم الطفيل - امرأة أبيّ - أنها سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يذكر أنه رأى ربه في المنام في أحسن صورة شابا موفرا رجلاه في خف (4) عليه نعلان من ذهب، على وجهه فراش من ذهب.

أخبرنا أبو العز أحمد بن [عبيد الله بن كادش، أنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح، أنا أبو الحسن بن عمر الحافظ ، نا أبو بكر محمد بن] (5) عبد اللّه بن إبراهيم الشافعي، نا علي ابن إسماعيل السلمي، نا نعيم بن حمّاد، نا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن سعيد ابن أبي هلال، عن مروان بن عثمان، عن عمارة بن عامر، عن أم الطفيل امرأة أبيّ بن كعب أنها سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يذكر أنه رأى ربه في أحسن صورة، شابا موفرا رجلاه في الخف عليه نعلان من الذهب، على وجهه فراش من ذهب.

ص: 161


1- من هنا... إلى قوله: الكاتب مكرر بالأصل.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 311/13.
3- أقحم بعدها بالأصل:«نا محمد بن إسماعيل» و المثبت عن «ز»، و م، و تاريخ بغداد.
4- الأصل و م: الحصر، و في «ز»: حصر، و المثبت عن تاريخ بغداد.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك لتقويم السند عن «ز»، و م.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أخبرنا (1)-و أبو الحسن بن سعيد، قالا: أخبرنا (2)-أبو بكر بن الخطيب (3)،أنا علي بن الحسين صاحب العباسي، أنا عبد الرّحمن بن عمر الخلاّل، نا محمّد بن إسماعيل الفارسي، نا بكر بن سهل، نا عبد الخالق بن منصور، قال: و رأيت يحيى بن معين كأنه يمتحن نعيم بن حمّاد في حديث أم الطفيل، حديث الرؤية، و يقول: ما كان ينبغي له أن يحدّث بمثل هذا الحديث.

قال (4):و حدّثني الصوري، حدّثني عبد الغني بن سعيد الحافظ ، و أخبرنا علي بن إبراهيم [بن سعيد النحوي، جميعا بمصر، قالا: حدثنا أبو إسحاق بن إبراهيم] (5) بن محمّد الرعيني، قال: سمعت أبا بكر محمّد بن أحمد بن الحدّاد يقول: سمعت أبا عبد الرّحمن النسوي يقول: و من مروان بن عثمان (6) حتى يصدق على اللّه عزّ و جلّ ؟ قال (7):و أخبرنا البرقاني، قال: قال محمّد بن العباس العصمي، نا أبو الفضل يعقوب ابن إسحاق بن محمود الفقيه الحافظ ، نا أبو علي صالح بن محمّد الأسدي، قال: حديث شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري قال: كان محمّد بن جبير بن مطعم يحدّث عن معاوية عن النبي صلى اللّه عليه و سلم في الأمراء و الزهري، إذا قال كان فلان يحدّث فليس هو بسماع، و قد روى هذا الحديث نعيم بن حمّاد عن ابن المبارك، عن معمر عن الزهري عن محمّد بن جبير، عن معاوية عن النبي صلى اللّه عليه و سلم،[نحوه] (8) و ليس لهذا الحديث أصل، و لا يعرف من حديث ابن المبارك، و لا أدري من أين جاء به نعيم، و كان نعيم يحدّث من حفظه، و عنده مناكير كثيرة، لا يتابع عليها، و سمعت يحيى بن معين يسأل عنه فقال: ليس في الحديث بشيء، و لكنه كان صاحب سنّة.

قال الخطيب (9):و قد أخبرنا بحديث محمّد بن جبير محمّد بن أحمد بن رزق، نا أبو

ص: 162


1- كذا بالأصل و م و «ز»، في الموضعين:«أخبرنا» و في أسانيد مماثلة: الأولى:: أخبرنا.. و الثانية: حدّثنا.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، في الموضعين:«أخبرنا» و في أسانيد مماثلة: الأولى:: أخبرنا.. و الثانية: حدّثنا.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 311/13.
4- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 311/13.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن «ز»، و م و تاريخ بغداد.
6- بالأصل: مروان، و المثبت عن «ز»، و م، و تاريخ بغداد.
7- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 311/13 و 312.
8- سقطت من الأصل و استدركت عن «ز»، و تاريخ بغداد.
9- تاريخ بغداد 312/13.

القاسم عمر بن جعفر بن محمّد بن سلم (1) الختّلي (2)،نا عمرو (3) بن فيروز التّوّزي (4)،نا نعيم بن حمّاد المروزي، نا عبد اللّه بن المبارك، أنا معمر، نا الزهري، عن محمّد بن جبير ابن مطعم أنه سمع عمرو بن العاص يقول: لا تنقضي الدنيا حتى يملكها رجل من قحطان، فقال معاوية: ما هذا الحديث ؟ سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«لا يزال هذا الأمر (5) في قريش لا يناوئهم فيه أحد إلاّ أكبه اللّه على وجهه»[12757].

كتبت عن أبي نصر محمّد بن حمد بن عبد اللّه، و لم أرزق سماعه منه، و هو فيما أجازه لي، نا أبو بكر أحمد بن الفضل بن أحمد، نا محمّد بن إسحاق بن منده، نا أبو علي أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن زياد الورّاق، نا أبو إسماعيل محمّد بن إسماعيل الترمذي قال:

سمعت نعيم بن حمّاد يقول: من شبّه اللّه بشيء من خلقه فقد كفر، و من أنكر ما وصف اللّه به نفسه [و رسوله] (6) فقد كفر، و ليس فيما وصف اللّه به نفسه و رسوله تشبيه.

أخبرنا أبو منصور المقرئ، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (7)،أنا عبد اللّه بن يحيى السكري، نا جعفر بن محمّد بن أحمد بن الحكم المؤدّب، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، و ذكر حديثا لشعبة عن أبي عصمة قال أبو عبد الرّحمن: سألت أبي: من أبو عصمة هذا؟ قال: رجل روى عنه شعبة.

ح و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن أبي طاهر الدقّاق، حدّثنا أحمد بن سليمان، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:

سألت أبي عن أبي عصمة الذي حدّث عنه شعبة عن عبيد أبي الحسن فقال: رجل روى عنه شعبة، و قالا: و ليس هو أبو عصمة (8) صاحب نعيم بن حمّاد، و كان أبو عصمة صاحب نعيم خراسانيا، و كان نعيم كاتبا لأبي عصمة، و كان أبو عصمة شديد الرد على الجهمية و أهل

ص: 163


1- بالأصل و م و «ز»: سالم، و المثبت عن تاريخ بغداد.
2- الأصل و م و «ز»: الجيلي، و المثبت عن تاريخ بغداد.
3- الأصل و م و «ز»، و في تاريخ بغداد: عمر.
4- بدون إعجام بالأصل و م، و في «ز»: «التوري» و المثبت عن تاريخ بغداد.
5- أقحم بعدها بالأصل:«قائم» و المثبت عن «ز»، و م، و تاريخ بغداد.
6- سقطت من الأصل و م، و المثبت عن «ز».
7- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 306/13-307.
8- من هنا... إلى قوله «و كان» بعد: لأبي عصمة، سقط من «ز».

الأهواء، و منه تعلّم نعيم بن حمّاد، قال أبي: و كنا نسميه نعيما [الفارض، كان من أعلم الناس بالفرائض، و في رواية أبي المظفر: قال أبي: كنا نسميه الفارض، يعني نعيما] (1).

قال الخطيب (2):و أنبأنا محمّد بن جعفر بن علاّن، أنا مخلد بن جعفر، نا محمّد بن جرير الطبري قال: سمعت صالح بن مسمار يقول: سمعت نعيم بن حمّاد يقول: أنا كنت جهميا فلذلك عرفت كلامهم، فلمّا طلبت الحديث عرفت أن أمرهم يرجع إلى التعطيل.

أنبأنا أبو المظفّر بن القشيري، عن أبي سعيد محمّد بن علي بن محمّد الخشّاب، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي قال: سمعت الدارقطني يقول: قال أحمد بن حنبل (3):أول من رأيت يتبع المسند نعيم بن حمّاد.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (4)، قال: حدثت عن عبيد اللّه بن عثمان بن يحيى الدقّاق، أنا الحسن بن يوسف الصيرفي، أنا أحمد بن محمّد بن هارون الخلاّل، نا أبو بكر المروزي (5)،قال: سمعت أبا عبد اللّه (6)يقول: جاءنا نعيم بن حمّاد و نحن على باب هشيم (7) نتذاكر المقطعات، فقال: جمعتم حديث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: فعنينا بها من يومئذ.

قال الخطيب: و يقال: إنّ أول من جمع المسند و صنفه نعيم بن حمّاد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة، أنا أبو أحمد بن عدي (8)،نا يحيى بن زكريا بن حيوية، حدّثني علي بن حسان (9)،نا محمّد بن إدريس المكّي قال: أخبرني رجل من إخواننا من أهل بغداد قال: قال أحمد بن حنبل: قدم علينا نعيم، فحضنا (10) على طلب المسند.

ص: 164


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك عن «ز».
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 307/13 و تهذيب الكمال 130/19 و سير الأعلام 597/10.
3- أقحم بعدها بالأصل: يقول.
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 306/13.
5- تاريخ بغداد: المروذي.
6- الأصل و م: عبيد اللّه، و المثبت عن تاريخ بغداد، و «ز».
7- الأصل و م: هاشم، و المثبت عن تاريخ بغداد، و «ز».
8- رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 16/7.
9- كذا بالأصل و م و «ز»: حسان، و في ابن عدي: كيسان.
10- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الكامل لابن عدي: فصحبنا.

أنا أبو محمّد طاهر بن سهل، نا أبو بكر الخطيب، أنا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه الكاتب، أنا محمّد بن حميد المخرمي (1)،نا علي بن الحسين بن حبان (2) قال:

وجدت في كتاب أبي، قال أبو زكريا: قلت لنعيم بن حمّاد - و كان لي أخا و صديقا - كنا جميعا بالبصرة، فلمّا قدمت مصر بلغني أن نعيما يأخذ كتب ابن المبارك من غلام يكون بعسقلان، قال أبو زكريا: و قد رأيت هذا الغلام و كان خاله سمع هذه الكتب من ابن المبارك، [فجاءني نعيم يوما بمصر، فقلت له بلغني أنك تأخذ كتب ابن المبارك من غلام جمعه خاله من ابن المبارك] (3) فتحدث بها، فقال لي: يا أبا زكريا، من كنت أظن أنه يتوهم عليّ شيئا (4)من ذلك ما كنت أحسب أنك تتوهم عليّ شيئا من هذا، إنّما كتابي أصابه ما قد درس بعضه، فأنا انظر في كتاب هذا، فإذا أشكل عليّ حرف نظرت في كتابه [ثم انظر في كتابي] (5)فأعرفها، فأمّا إذا كتبت منه شيئا لا أعرفه أو أصلح منه كتابي فمعاذ اللّه.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا - و أبو الحسن (6) بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (7)، أنبأنا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه الكاتب، أنا محمّد بن حميد المخرمي، نا علي بن الحسين ابن حبان قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده قال أبو زكريا: نعيم بن حمّاد ثقة، رجل صدوق، أنا أعرف الناس به، كان رفيقي بالبصرة، كتب عن روح بن عبادة خمسين ألف حديث، قال أبو زكريا: أنا قلت له قبل خروجي من مصر: هذه الأحاديث التي أخذتها من العسقلاني أي شيء هذه ؟ فقال: يا أبا زكريا،[مثلك] (8) يستقبلني بهذا؟ فقلت له: إنما قلت له هذا من الشفقة عليك، قال: إنّما كانت معي نسخ أصابها الماء فدرس بعض الكتاب، فكنت انظر في كتاب هذا في الكلمة التي تشكل (9) عليّ ، فإذا كان مثل كتابي عرفته، فأمّا أن أكون كتبت منه شيئا (10) قط فلا و اللّه الذي لا إله إلاّ هو.

ص: 165


1- كذا بالأصل و م، و في «ز»: المخزومي.
2- غر مقروءة بالأصل، و المثبت عن «ز»، و م.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن «ز».
4- الأصل: شيء، و المثبت عن «ز»، و م.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م و «ز».
6- الأصل: الحسين، و المثبت عن «ز»، و م.
7- تاريخ بغداد 312/13 و 313 و تهذيب الكمال 131/19 و سير الأعلام 598/10.
8- زيادة عن تاريخ بغداد.
9- الأصل: شكل، و المثبت عن «ز»، و م، و تاريخ بغداد.
10- الأصل و م: شيء، و المثبت عن «ز»، و تاريخ بغداد.

قال أبو زكريا: قدم عليه ابن أخته و جاءه بأصول كتبه من خراسان إلاّ أنه كان يتوهم الشيء، كذا يخطئ فيه، فأما هو فكان من أهل الصدق.

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصيرفي، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب الأصم، نا العباس بن محمّد الدوري، نا يحيى بن معين قال (1):

حضرت نعيم بن حمّاد بمصر، فجعل يقرأ كتابا من تصنيفه، قال: فقرأ منه ساعة ثم قال: حدّثنا ابن المبارك عن ابن عون، فحدّث نعيم عن ابن المبارك عن ابن عون أحاديث، قال يحيى: فقلت له: ليس هذا عن (2) ابن المبارك، فغضب و قال: ترد (3) عليّ ؟ قال: إي (4)و اللّه إني أريد زينك، فأبى أن يرجع، قال: فلمّا رأيته هكذا لا (5) يرجع، قلت: لا و اللّه، ما سمعت أنت هذا من ابن المبارك، و لا سمعها ابن المبارك من ابن عون، فغضب و غضب من كان عنده من أصحاب الحديث، و قام (6) نعيم: فدخل البيت، فأخرج صحائف فجعل يقول و هي بيده: أين الذين يزعمون أن يحيى بن معين ليس بأمير المؤمنين في الحديث، نعم يا أبا زكريا غلطت، و كانت صحائف، فغلطت فجعلت أكتب من حديث ابن المبارك عن ابن عون، و إنّما روى هذه الأحاديث عن ابن عون غير ابن المبارك، فرجع عنها.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، و أخبرنا حمزة بن يوسف، أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال (7):سمعت أحمد بن محمّد بن سلامة الطحاوي يقول: سمعت زكريا بن أبان يقول: سمعت نعيم بن حمّاد يقول: رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم في النوم فقال: يا أبا نعيم، أنت الذي تقطع حديثي ؟ قلت: يا رسول اللّه، إنّما أجعله في كل باب، قال: فسكت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و كان ابن سلامة قلت: يا رسول اللّه يأتينا عنك الحديث فيه أشياء مختلفة، فأضع (8)كلّ شيء منها في باب، قال: فأمسك عنّي.

ص: 166


1- رواه الذهبي في سير الأعلام 598/10-599 و المزي في تهذيب الكمال 131/19.
2- الأصل: من، و المثبت عن «ز»، و م، و المصدرين.
3- الأصل: يزيد، و المثبت عن «ز»، و م، و المصدرين.
4- بالأصل: قال:«قلت خ و للّه» و المثبت عن تهذيب الكمال و سير الأعلام.
5- الأصل: أن لا يرجع، و المثبت عن «ز»، و م.
6- الأصل: و قال، و المثبت عن «ز»، و م.
7- رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 16/7-17.
8- الأصل: فأصنع، تحريف، و المثبت عن «ز»، و م، و ابن عدي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأسفرايني، نا أبو بكر الحافظ ، حدّثني الحسن بن أبي طالب، نا عبد اللّه بن عثمان الصفّار، حدّثني محمّد بن أحمد بن غزال الصفّار، حدّثني محمّد بن عبد اللّه الرازي، نا أحمد بن بشر بن عرقدة، نا أبو علي الصفدي، حدّثنا نعيم بن حمّاد قال:

رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم في المنام، فقال: أنت الذي تقطع حديثي ؟ قال: قلت: يا رسول اللّه، إنه يبلغنا عنك الحديث فيه ذكر الصلاة، و ذكر الصيام، و ذكر الزكاة، فنجعل ذا في ذا، و ذا في ذا، قال: فنعم إذا.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد قال (1):سمعت زكريا ابن يحيى البستي (2) يقول: حدّثنا يوسف بن عبد اللّه الخوارزمي قال: سألت أحمد بن حنبل عن نعيم بن حمّاد؟ فقال: قد كان من الثقات.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (3)، أخبرنا الجوهري، أنا محمّد بن العبّاس، نا محمّد بن القاسم الكوكبي (4)،حدّثنا إبراهيم بن عبد اللّه بن الجنيد قال: سمعت يحيى بن معين فسئل عن نعيم بن حمّاد فقال: ثقة، كان نعيم ابن حمّاد رفيقي بالبصرة.

قال (5):و أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر الدقّاق، نا الوليد بن بكر الأندلسي.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أخبرنا الحسين بن جعفر - زاد ابن الطّيّوري: و أبو نصر محمّد بن الحسن، و أبو الحسن العتيقي قالوا: أخبرنا الوليد.

حدّثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، نا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد اللّه العجلي، حدّثني أبي قال: نعيم بن حمّاد المروزي ثقة.

أنبأنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن، و أبو عبد اللّه بن عبد الملك، قالا: أخبرنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ص: 167


1- رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 16/7.
2- بدون إعجام بالأصل و م و «ز»، و المثبت عن ابن عدي.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 312/13.
4- تقرأ بالأصل: المزكي، و المثبت عن «ز»، و م، و تاريخ بغداد.
5- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 313/13.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، قالا: أخبرنا علي.

أخبرنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (1):سألت أبي عنه فقال: محله الصدق، قلت له:

نعيم بن حمّاد و عبدة بن سليمان أيّهما أحبّ إليك ؟ قال: ما أقربهما.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة، أنا ابن عدي (2)،أنا الحسن بن سفيان، حدّثني عبد العزيز بن سلام، حدّثني أحمد بن ثابت أبو يحيى قال: سمعت أحمد و يحيى يقولان: نعيم بن حمّاد معروف (3) بالطلب، ثم ذمّه يحيى فقال: إنه يروي عن غير الثقات.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الحسن العتيقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالا:

أخبرنا الوليد، أخبرنا علي، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي أحمد قال (4):قال لي نعيم:

وضعت ثلاثة كتب على الجهمية أكتبها؟ قلت: لا، قال: لم ؟ قلت: أخاف أن يقع في قلبي منها شيء، قال: تركها و اللّه خير لك، قلت: فلم تدعوني إلى شيء تركه أحبّ إليك (5)؟ فأبيت أن أكتبها.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد قال (6):قال لنا ابن حمّاد: نعيم يروي عن ابن المبارك، ضعيف، قاله أحمد بن شعيب.

قال ابن حمّاد: و قال غيره: كان يضع الحديث في تقوية السّنّة، و حكايات عن العلماء في ثلب (7) أبي حنيفة مزورة كذب.

قال ابن عدي (8):و ابن حماد متّهم فيما يقوله لصلابته في أهل الرأي.

ص: 168


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 464/8.
2- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 16/7.
3- بالأصل و م:«بن معروف» و المثبت عن «ز»، و ابن عدي.
4- الخبر في تاريخ الثقات للعجلي ص 451 رقم 1695.
5- الكامل لابن عدي 16/7 و تهذيب الكمال 135/19 عن ابن عدي.
6- الأصل و م و «ز»: إلى، و المثبت عن تاريخ الثقات.
7- الأصل و م و «ز»: ثلاث، و المثبت عن ابن عدي.
8- العبارة التالية ليست في الكامل لابن عدي، و هي في تهذيب الكمال نقلا عن ابن عدي.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا علي الحافظ يقول: سمعت أبا عبد الرّحمن النسائي يذكر فضل نعيم ابن حمّاد و تقدّمه في العلم و المعرفة و السن، ثم قيل له في قبول حديثه فقال: قد كثر تفرّده عن الأئمة المعروفين بأحاديث كثيرة، فصار في جو من لا يحتج به.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (1)، أخبرنا البرقاني، أنا أحمد بن سعيد بن سعد، نا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، نا أبي قال: نعيم بن حمّاد ضعيف، مروزي.

قال (2):و حدّثني محمّد بن يوسف القطّان النيسابوري،[أنا الخصيب بن عبد الله القاضي بمصر، أنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي،] (3) أخبرني أبي قال: أبو عبد اللّه نعيم بن حمّاد مروزي (4)،سكن مصر، ليس بثقة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم، و أبو يعلى حمزة بن علي قالا: أخبرنا سهل بن بشر، أنا علي بن منير، أنا الحسن بن رشيق، نا أبو عبد الرّحمن النسائي قال: نعيم بن حمّاد ضعيف مروزي.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد قال (5):سمعت أبا عروبة يقول: كان نعيم بن حمّاد مظلم الأمر.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال:

قلت للدارقطني: فنعيم بن حمّاد؟ قال: إمام في السّنّة، كثير الوهم.

أخبرنا أبو محمّد عبد الحميد بن طاهر بن رجاء بن عبد الواحد - بأصبهان - أخبرنا جدي أبو سعيد رجاء بن عبد الواحد، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن ميلة، نا عبيد اللّه (6) بن يحيى، نا إبراهيم بن أسباط بن السكن قال:

ص: 169


1- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 312/13.
2- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 312/13.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن «ز»، و م، و تاريخ بغداد.
4- في تاريخ بغداد: مروي. و هذه النسبة إلى مرو، على القياس (راجع تاج العروس. طبعة دار الفكر)(مرو:20/ 181).
5- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 16/7.
6- كذا بالأصل و م، و في «ز»: عبد اللّه.

لما حمل نعيم بن حمّاد للمحنة (1) كبّل بالحديد و حبس، فاجتمع القوم يقولون: من يناظره، فاتفقوا على ابن عوف، و كان متكلّمهم، فلمّا أصبحوا ركب ابن عوف و اتّبعه أصحابه إلى السجن (2)،فأخرج نعيم بن حمّاد فقال له ابن (3) عوف: أقول أو تقول ؟ قال: أقول، قال: قل، قال: أخبرني عن هذه المقالة التي دعوتم الناس إليها هو رأيك ؟ قال: نعم، و رأي الخليفة ؟ قال: نعم، قال: فإن رجع الخليفة ترجع أنت عنها؟ قال: نعم، قال: قم، فإنك بلا دين، دينك دين الملك، قال: فتفرقوا، فأقبل أصحابه عليه، قالوا: فضحتنا قطعك بكلمة واحدة.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون [أنا-] (4) و أبو الحسن بن سعيد، نا أبو بكر الخطيب (5)، أنا أبو بكر عبد اللّه بن علي بن حموية بن أبزك الهمذاني، أنا أحمد بن عبد الرّحمن الشيرازي، قال: سمعت أبا العباس أحمد بن سعيد بن معدان يقول: سمعت أحمد بن محمّد ابن سهل الخالدي يقول: سمعت أبا بكر الطرسوسي يقول: أخذ نعيم بن حمّاد في أيّام المحنة سنة ثلاث و عشرين و ألقوه في السجن، و مات في سنة سبع و عشرين، و أوصى أن يدفن في قبودة، و قال: إنّي مخاصم.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن الحسن، قالا: حدّثنا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (6)،أنا ابن الفضل، أنا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، و أبو القاسم عبد الواحد ابن علي، قالا: أخبرنا أبو الحسن بن الحمّامي، و أخبرنا الحسن بن محمّد بن الحسن، قالا:

حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن سليمان الحضرمي قال: سنة ثمان و عشرين و مائتين فيها مات نعيم بن حمّاد (7).

أخبرنا أبو القاسم النسيب، نا أبو بكر الخطيب، أنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي، أنا محمّد بن المظفّر الحافظ .

ص: 170


1- الأصل و م: المحنة، و المثبت عن «ز».
2- على هامش «ز» كتب: الحبس.
3- في «ز»: يرعون، و فوقها ضبة.
4- سقطت من الأصل و استدركت عن «ز»، و م.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 313/13 و سير الأعلام 611/10 و تهذيب الكمال 136/19-137.
6- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 313/13 و سير الأعلام 611/10 و تهذيب الكمال 136/19-137.
7- تاريخ بغداد 314/13.

ح و أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (1)،أخبرنا العتيقي، أنا محمّد بن المظفّر قال: قال عبد اللّه بن محمّد البغوي: مات نعيم بن حمّاد بسرّمن رأى في السجن سنة تسع و عشرين و مائتين.

أخبرنا أبو منصور، أنا - و أبو الحسن (2)،حدّثنا - الخطيب (3) أنا (4) الأزهري، أنا أحمد بن إبراهيم، نا إبراهيم بن محمّد بن عرفة قال: سنة تسع و عشرين و مائتين فيها مات نعيم بن حمّاد، و كان مقيدا محبوسا لامتناعه من القول بخلق القرآن، فجرّ بأقياده فألقي في حفرته، و لم يكفّن و لم يصلّ عليه، فعل ذلك به صاحب ابن [أبي] داود (5).

7910 - نعيم بن سلامة السبائي ،و يقال: الشيباني ،و يقال: الغسّاني،

7910 - نعيم بن سلامة السبائي (6)،و يقال: الشيباني (7)،و يقال: الغسّاني،

و يقال: الحميري مولاهم الأزدي (8)

سمع ابن عمر و سأله.

و روى عن رجل من الصحابة من بني سليم.

و كان على خاتم سليمان بن عبد الملك، و عمر بن عبد العزيز.

روى [عنه] (9) أبو عبيد حاجب سليمان بن عبد الملك، و رجاء بن حيوة، و الأوزاعي، و عطاء الخراساني، و محمّد بن يحيى بن حبان، و عبد الغني - أظنه ابن عبد اللّه بن نعيم (10)-.

و ذكره أبو الحسين الرازي في كتّاب أمراء دمشق.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد

ص: 171


1- تاريخ بغداد 314/13.
2- في «ز»: الحسين.
3- تاريخ بغداد 314/13 و تهذيب الكمال 137/19.
4- بالأصل و م:«بن» و المثبت عن «ز».
5- بالأصل و م:«صاحب ابن داود» و في «ز»: «ابن أبي داود» و التصويب و الزيادة السابقة عن تاريخ بغداد و تهذيب الكمال.
6- اضطرب إعجامها بالأصل و تقرأ فيه: النسابي، و في م: السبائي و في «ز»: السيباني، و المثبت عن المختصر.
7- بالأصل: الغساني، و المثبت عن م، و «ز».
8- كذا بالأصل و م و «ز»: الأزدي، و في المختصر: الأردني.
9- سقطت من الأصل، و م، و استدركت عن «ز».
10- راجع ترجمته في تهذيب الكمال 548/11.

اللّه أحمد، حدّثنا أبي (1)،حدّثنا وكيع، حدّثنا عبد اللّه بن عامر الأسلمي، عن أبي عبيد حاجب سليمان، عن نعيم بن سلامة، عن رجل من بني سليم كانت له صحبة أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كان إذا فرغ من طعامه قال:«اللّهمّ لك الحمد، أطعمت و سقيت و أشبعت و أرويت، فلك الحمد غير مكفور، و لا مودّع، و لا مستغنى (2) عنك»[12758].

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا عبد اللّه بن محمّد بن إسحاق، نا علي بن عبد العزيز، نا أبو نعيم، نا عبد اللّه بن عامر الأسلمي، عن أبي عبيد الحاجب، عن نعيم بن سلامة، عن رجل من بني سليم كانت له صحبة، قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا فرغ من أكله قال:«اللّهمّ لك الحمد، أطعمت، و سقيت، و أشبعت، و أرويت، فلك الحمد غير مكفر و لا مودّع»[12759].

أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر المقرئ، أنا أبو العباس بن قتيبة، نا حرملة بن يحيى، أنا عبد اللّه بن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن يحيى بن سعيد، حدّثه أن نعيم بن سلامة قال لابن عمر: يا أبا عبد الرّحمن، أ واجبة العمرة ؟ قال ابن عمر: قد اعتمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فردّ ذلك عليه و أجابه مثل ذلك مرارا، قال ابن عمر: أ واجبة العمرة، فضرب بيده.

أخبرنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل السلامي، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و الكوفي - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن، قالا: أخبرنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (3):نعيم بن سلامة، و كان على خاتم عمر بن عبد العزيز، روى عنه الأوزاعي، و محمّد بن يحيى بن حبان، و أبو عبيد.

أخبرنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه - إذنا - قالا: أخبرنا ابن منده، أنا حمد (4)-إجازة - ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال (5):

ص: 172


1- رواه أحمد بن حنبل في المسند 310/6 رقم 18093 طبعة دار الفكر.
2- الأصل و م:«يستغنا» و في «ز»: مستغنيا، و المثبت عن المسند.
3- التاريخ الكبير للبخاري 98/8.
4- الأصل و م: أحمد، و المثبت عن «ز».
5- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 462/8.

نعيم بن سلامة شامي، كان على خاتم عمر بن عبد العزيز، روى عنه عطاء الخراساني، و محمّد بن يحيى بن حبان و الأوزاعي، و أبو عبيد حاجب سليمان، و رجاء بن حيوة (1)، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في الطبقة الثالثة: و نعيم بن سلامة سمع من ابن عمر.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا - قراءة - عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتاب، أنا ابن جوصا - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الرابعة: نعيم بن سلامة السبائي (2)،كان على خاتم عمر بن عبد العزيز، فلسطيني.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أخبرنا أبو طاهر بن محمود، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد الزهري، نا عمي، نا أبي، عن ابن إسحاق، عن أبان بن صالح قال: كان نعيم بن سلامة على خاتم عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى، نا خليفة قال: في تسمية عمّال سليمان بن عبد الملك الخاتم: نعيم ابن سلامة (3)،مولى لأهل اليمن.

ذكره خليفة في تسمية عمّال عمر بن عبد العزيز، فقال: كان على الخاتم.

أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز النقيب، أنا أبو [علي] (4) الحسن بن عبد الرّحمن بن الحسن، أنا أحمد بن إبراهيم بن علي بن فراس، نا محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّه بن الفضل، نا أبو صالح محمّد بن الأزهر المكّي، مولى بني هاشم، حدّثنا عيسى بن يونس، نا الأوزاعي، عن أبي عبيد حاجب سليمان بن عبد الملك عن نعيم بن سلامة قال:

ص: 173


1- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: حمزة، و المثبت عن الجرح و التعديل.
2- الأصل: النسابي، و في «ز»: الشيباني، و في م:«السسا؟؟؟ ي».
3- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 319 جاء اسمه: نعيم بن أبي سلامة. و جاء في تاريخ خليفة ص 325 في تسمية عمال عمر بن عبد العزيز نعيم بن سلامة، على الخاتم.
4- سقطت من الأصل و م و استدركت عن «ز».

دخلت على عمر بن عبد العزيز فوجدته يأكل ثوما مسلوقا بملح،[وزيت] (1).

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو الدحداح، نا أحمد بن عبد الواحد، نا محمّد بن كثير، عن الأوزاعي، عن أبي عبيد، عن نعيم بن سلامة قال: دخلت على عمر بن عبد العزيز و هو يأكل ثوما مسلوقا، و قد صبّ عليه زيتا، و دقّه.

قال الأوزاعي: فأخبرني أبو عبيد: أن ابن عمر كان يؤتى بالحسو فيه الثوم فينحّي الثوم بالملعقة و يحسو الحسو.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)،حدّثني سعيد، نا ضمرة، عن رجاء قال: سمعت عطاء الخراساني يقول: ما أدركت بفلسطين رجلا (3).

ح و أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (4)،نا محمّد بن أبي أسامة، نا ضمرة بن ربيعة، عن رجاء بن أبي سلمة، عن عطاء الخراساني قال: ما رأيت بفلسطين أكمل من نعيم بن سلامة.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، نا أبو نصر محمّد بن أحمد، أنا أبو سعيد الصيرفي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن أحمد الصفّار، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني أبو موسى العبدي، نا بقية بن الوليد، نا الخليل بن جميع البصري، عن نعيم بن سلامة أنه كان يقول في الحثو على الميت في الأولى: بسم اللّه، و في الثانية: الملك، و في الثالثة: لا شريك له.

7911 - نعيم بن صخر العدوي

ذكره عبد اللّه بن محمّد بن ربيعة القدامي في كتاب الفتوح تصنيفه، و أظنه أراد نعيم بن عبد اللّه النحام الذي يأتي، و اللّه أعلم.

ص: 174


1- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن «ز».
2- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 373/2.
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المعرفة و التاريخ: رجلا أكمل من نعيم بن سلامة.
4- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 336/1 من وجه آخر.

7912 - نعيم بن عبد اللّه بن أسد بن عبد بن عوف بن عبيد بن عويج

7912 - نعيم بن عبد اللّه بن أسد (1) بن عبد بن عوف بن عبيد بن عويج

ابن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي (2)

و هو نعيم النّحّام (3).

له صحبة من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و هو قديم الإسلام.

قدم دمشق قبل فتحها مع النفر الذين أرسلهم أبو بكر الصّدّيق إلى مالك على ما قدمناه في ترجمة عدي بن كعب، ثم خرج إلى الشام بعد ذلك مجاهدا، فقتل يوم أجنادين، و يقال:

يوم اليرموك.

قاله ابن [أبي] (4) حاتم و سيف، و يقال: يوم مؤتة في حياة النبي صلى اللّه عليه و سلم. هكذا ذكر الكلبي، و كان النبي صلى اللّه عليه و سلم قد سمّاه صالحا.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه أحمد، حدّثني أبي (5)،نا علي بن عياش، نا إسماعيل بن عيّاش، حدّثني يحيى بن سعيد، أخبرني محمّد بن يحيى بن حبان، عن نعيم بن النّحّام (6) قال: نودي بالصبح في يوم بادر، و أنا في مرط امرأتي، فقلت: ليت المنادي قال: من قعد فلا حرج عليه، فإذا منادي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - يعني - يقول في آخر أذانه: من قعد فلا حرج عليه.

[قال ابن عساكر:] (7) كذا قال، و المحفوظ عن محمّد بن إبراهيم، عن نعيم.

أخبرنا (8) أبو القاسم علي بن أحمد بن محمّد بن بيان (9) الرزاز - في كتابه - أنا أبو القاسم بن بشران، حدّثنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن إسحاق الفاكهي - بمكة - حدّثنا أبو يحيى عبد اللّه بن أحمد بن زكريا بن الحارث بن أبي مسرّة (10)،نا ابن أبي أويس، حدّثني

ص: 175


1- كذا بالأصل و م و «ز»: «أسد»، و في أسد الغابة و الإصابة: أسيد.
2- ترجمته في الإصابة 567/3 و أسد الغابة 570/4 و الاستيعاب 555/3 (هامش الإصابة).
3- سمي بالنحام لأن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: دخلت الجنة فسمعت نحمة من نعيم فيها، و النحمة: السعلة، و قيل النحمة النحنحة الممدود آخرها (الاستيعاب).
4- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن «ز».
5- رواه أحمد بن حنبل في المسند 276/6 رقم 17956 طبعة دار الفكر.
6- تقرأ بالأصل: الشحام، و المثبت في «ز»، و م.
7- زيادة منا.
8- الأصل و م: أخبرنا، و المثبت عن «ز».
9- كذا بالأصل و م، و في «ز»: بنان.
10- غير واضحة بالأصل، و تقرأ في م: بسرة، و في «ز»: «ميسرة» راجع ترجمته في العقد الثمين 99/5.

سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن محمّد بن إبراهيم، عن نعيم بن النحام من بني عدي بن كعب قال: نودي بالصبح في يوم بارد، و هو في مرط امرأته، فقال: ليت المنادي ينادي: و من قعد فلا حرج، فنادى منادي النبي صلى اللّه عليه و سلم في آخر أذانه: و من قعد فلا حرج، و ذلك في زمن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو منصور عمر بن أحمد بن محمّد الجوري (1)الفقيه، أنا أبو العباس محمّد بن أحمد بن محمّد بن محمّد السليطي، أنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن الحسن الحافظ ، نا أحمد بن حفص بن عبد اللّه، و عبد اللّه بن محمّد الفراء، و قطن ابن إبراهيم، قالوا: أخبرنا حفص بن عبد اللّه، حدّثني إبراهيم عن (2) يحيى بن سعيد، عن محمّد بن إبراهيم، عن نعيم بن النحام أنه قال: أذّن المؤذن في عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بصلاة الفجر في غداة باردة، فقلت - و أنا في مرط مع امرأتي - لو قال: و من قعد فلا حرج، قال:

فنادى: و من قعد فلا حرج.

[قال ابن عساكر:] (3) محمّد بن إبراهيم لم يدرك نعيما.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي الواعظ ، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه ابن أحمد، حدّثني أبي (4)،حدّثنا عبد الرّزّاق، أنا معمر، عن عبيد بن عمرو (5)،عن شيخ سمّاه، عن نعيم بن النحام قال: سمعت مؤذن النبي صلى اللّه عليه و سلم في ليلة باردة و أنا في لحافي، فتمنيت أن يقول: صلوا في رحالكم،[فلما بلغ: حي على الفلاح قال: صلوا في رحالكم] (6) ثم سألت عنها، فإذا النبي صلى اللّه عليه و سلم قد أمره بذلك، و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر، و أبو الفضل.

ح و أخبرنا أبو العزّ بن منصور، أخبرنا أبو طاهر.

قالا: أخبرنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد، نا خليفة بن خيّاط قال (7):

ص: 176


1- في «ز»: الحوري، و في م: الجوهري، ترجمته في سير الأعلام 357/18.
2- الأصل: بن، و المثبت عن «ز»، و م.
3- زيادة منا.
4- رواه أحمد بن حنبل في المسند 275/6-276 رقم 17955 طبعة دار الفكر.
5- كذا بالأصل، و م، و في «ز»: عبيد اللّه بن عمر، و في المسند:«عبيد بن عمير».
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن «ز»، و م، و المسند.
7- طبقات خليفة بن خيّاط ص 59 رقم 135.

نعيم بن عبد اللّه هو النّحّام بن أسيد بن عبد اللّه بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي ابن كعب. و يقال: النحام هو نعيم بن عبد اللّه، أمّه فاختة بنت أبي حرب بن عبد شمس بن شداد (1) بن عبد اللّه بن قرط بن رزاح، استشهد يوم أجنادين بالشام سنة ثلاث عشرة.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أخبرنا أبو الحسين بن أبو الآبنوسي، أخبرنا أحمد بن عبيد بن الفضل - إجازة - نا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، أنا مصعب قال:

نعيم بن عبد اللّه بن أسيد بن عبد اللّه بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب، قتل نعيم بن عبد اللّه شهيدا بالشام يوم أجنادين، قال ابن أبي خيثمة: أسلم نعيم بن عبد اللّه بعد ثمانية و ثلاثين إنسانا، و كان هو التاسع و الثلاثين (2) من المسلمين. (3)

قال: و أخبرنا مصعب قال: نعيم بن عبد اللّه النحام بن أسيد بن عبد عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب، و كان نعيم قديم الإسلام، أسلم بمكة قبل عمر بن الخطّاب، و لكنه أقام بمكة حتى قبيل الفتح، و قتل نعيم بالشام شهيدا يوم أجنادين. (4)

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار قال (5):فولد أسيد بن عبد - يعني - ابن عوف: عبد اللّه،[فولد عبد اللّه] (6) بن أسيد نعيما، و هو النّحّام،[و سمي النّحّام] (7) لأن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«دخلت الجنّة فسمعت نحمة من نعيم فيها» و هي السعلة، و ما يكون في آخر النحنحة الممدودة آخرها، قال الراجز (8):

ما لك لا تنحم يا رواحة (9) *** إنّ التّنحّم للسقاة راحة

و يقال: النحمة النحطة أيضا.

ص: 177


1- كذا بالأصل و م و «ز»، و في طبقات خليفة: ضرار.
2- بالأصل و م و «ز»: و ثلاثين.
3- الإصابة 567/3.
4- الإصابة 567/3 و أسد الغابة 570/4.
5- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 379-380.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن «ز»، و نسب قريش.
7- الزيادة سقطت من الأصل و م، و «ز» و استدركت عن نسب قريش.
8- الرجز في تاج العروس و اللسان و التهذيب للأزهري و الأساس.
9- رواحة اسم رجل، و في اللسان و التاج: يا فلاحة، و هو اسم رجل أيضا.

و كان نعيم قديم الإسلام، أسلم بمكة قبل عمر بن الخطّاب، و لكنه أقام بمكة حتى كان قبيل الفتح لأنه كان ممن (1) ينفق على أرامل بني عدي و أيتامهم، فقال له قومه حين أراد الخروج إلى الهجرة و تشبثوا (2) به:[أقم] (3) و دن بأي دين شئت، فذكروا [أن] (4) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال له حين قدم عليه (5):«قومك يا نعيم، كانوا لك خيرا من قومي لي»، قال: بل قومك خير يا رسول اللّه، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن قومي أخرجوني و أقرّك قومك» فقال نعيم: يا رسول اللّه، قومك أخرجوك إلى الهجرة، و قومي حبسوني عنها، و كان (6) بيت [بني] عدي بن كعب في الجاهلية بيت بني عويج حتى تحول في بني رزاح بعمر و زيد ابني الخطاب، و سعيد ابن زيد.

قال عبد الرّحمن بن نمير بن عبد اللّه: كان عمر بن الخطّاب يأتي الشفاء فإذا رأته قالت: هذا عمر إذا تكلم أسمع، و إذا مشى أسرع، و قال غيره: إذا ضرب أوجع، و هو الباسل (7) حقا، ما زالت بنو عبيد تعلونا ظهرا حتى جاءنا اللّه بك، قال نمير: و كان نعيم النّحّام و أبوه من قبله يحملون يتامى بني عدي و يموّنونهم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء محمّد بن علي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل، نا أبي، قال: نعيم بن عبد اللّه بن أسيد، و نعيم هو النّحّام.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا ابن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (8) قال:

نعيم بن عبد اللّه النّحّام أحد بني عدي بن كعب، أسلم بمكة قبل عمر بن الخطّاب، و أقام بمكة، فلم يهاجر إلى أيام الحديبية، و سمّي النّحّام لأن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«دخلت الجنة فسمعت نحمة نعيم»، و قتل باليرموك في رجب سنة خمس عشرة.

ص: 178


1- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
2- الأصل:«و ليسوا» و في م و «ز»: «و سسوا» و المثبت عن نسب قريش.
3- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز»، و م.
4- سقطت من الأصل و استدركت عن «ز»، و م.
5- الأصل: عليك، و المثبت عن «ز»، و م.
6- بالأصل و م:«و كانت بنت عدي» و المثبت و الزيادة التالية عن «ز»، و نسب قريش.
7- الأصل و م: الناسك، و المثبت عن «ز».
8- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى لابن سعد.

قال أبو بكر بن أبي الدنيا: النحمة: السعلة.[12760] قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين (1) بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال (2) في الطبقة الثالثة: نعيم النحام بن عبد اللّه بن أسيد بن عبد بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب، و أمّه بنت أبي حرب بن خلف بن صداد (3) بن عبد اللّه من بني عدي بن كعب.

قال محمّد بن عمر: و كان نعيم هاجر أيام الحديبية، فشهد مع النبي صلى اللّه عليه و سلم ما بعد ذلك من المشاهد، و قتل يوم اليرموك شهيدا في رجب سنة خمس عشرة.

أخبرنا أبو محمّد بن الآبنوسي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا [أبو] (4) الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي قال:

نعيم بن النّحّام، و يقال: معبد بن النحام، و هو نعيم بن عبد اللّه بن أسيد بن عبد اللّه بن عوف ابن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب.

أخبرنا ابن هشام: و النحم: الصوت، و كان إسلامه بمكة قبل هجرة أصحاب الحبشة، فيما قال ابن إسحاق، و قتل بأجنادين فيما ذكر عثمان عن ابن لهيعة عن أبي الأسود، عن عروة قال: قتل نعيم بن عبد اللّه من بني عدي بن كعب يوم أجنادين بالشام، و يقول بعض أهل النسب: استشهد يوم مؤتة، و روي عنه حديث مرسل.

أخبرنا أبو الغنائم - في كتابه - ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا الفضل و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا عبد الوهّاب بن أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أخبرنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (5):

نعيم النحام، و هو ابن عبد اللّه القرشي (6) العدوي، له صحبة، قال عبد اللّه بن محمّد عن إبراهيم بن المنذر، عن محمّد بن فليح عن موسى بن عقبة قال: قتل نعيم يوم أجنادين في زمان عمر.

ص: 179


1- تحرفت بالأصل و م إلى: الحسن، و المثبت عن «ز».
2- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 138/4.
3- تقدم عن خليفة: ضرار.
4- زيادة عن م و «ز».
5- التاريخ الكبير للبخاري 92/8 رقم 2307.
6- بالأصل و م و «ز»: بن القرشي.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أخبرنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال (1):

نعيم بن عبد اللّه النّحّام (2) القرشي العدوي، له صحبة، يقال إنه أحد بني عدي بن كعب، أسلم بمكة [قديما، قبل عمر، و أقام بمكة فلم يهاجر إلى أيام الحديبية، و قتل باليرموك و يقال قتل يوم أجنادين في زمان عمر، روى عنه نافع و محمد بن إبراهيم التيمي سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد الله بن منده قال: نعيم بن النحام و هو ابن عبد الله بن النحام بن أسيد بن عبد الله بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب أسلم بمكة] (3) و قتل بالشام يوم أجنادين في زمن عمر بن الخطاب و إنما سمي النحام لأن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«دخلت الجنّة فسمعت نحمة من نعيم». و النحمة:

السنلة.[12761] أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحدّاد، قالا: قال لنا أبو نعيم في معرفة الصحابة:

نعيم بن النحام، و هو نعيم بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد بن عبد بن عوف بن عبيد بن عويج ابن عدي بن كعب، سمّي النحام لأن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«دخلت الجنّة فسمعت نحمة أمامي، فإذا هو نعيم»[12762].

و النحم الصوت.

كان إسلامه بمكة قبل هجرة الحبشة، و كان يكتم إسلامه، فأقام بمكة ثم قدم مهاجرا سنة ست معه أربعون من أهله، فاعتنقه النبي صلى اللّه عليه و سلم و قبّله، و كان هاجر عام الحديبية، ثم شهد ما بعدها من المشاهد، و استشهد بأجنادين في خلافة عمر سنة خمس عشرة.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن علي بن هبة اللّه قال (4):

ص: 180


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 459/8.
2- بالأصل و م و «ز»: بن النحام.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، فتداخل الخبران، و اضطرب المعنى، و المستدرك عن الجرح و التعديل، و م و «ز».
4- الاكمال لابن ماكولا 182/6 عويج و 287/7 النحام و 59/1 باب أسيد بفتح الهمزة و كسر السين و تخفيف الياء، و النص التالي عن باب أسيد فيه.

نعيم بن النّحّام بن عبد اللّه بن أسيد بن عبد بن عوف بن عبيد بن عويج (1) بن عدي بن كعب، كذلك يقوله أصحاب الحديث.

و قال ابن الكلبي في جمهرة نسب قيس عيلان: هو النّحام بضم النون (2) و تخفيف الحاء، و يقال: هو النّحام بن عبد اللّه، و قال: أصحاب الحديث: يقولون: بفتح النون، و تشديد الحاء، و قال البخاري: نعيم النحام، هو نعيم بن عبد اللّه القرشي العدوي، له صحبة، و ذكر ابن عقبة أنه قال: قتل يوم أجنادين في زمن عمر، و يقال: نعيم بن النحام هذا آخر ما ذكره، و قال ابن الكلبي: إنه قتل يوم مؤتة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال في ذكر إسلام المهاجرين قال: ثم أسلم ناس من قبائل العرب، منهم: النّحّام، و اسمه نعيم بن عبد اللّه بن أسيد، أخو بني عدي بن كعب (3).

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد (4)،أخبرنا محمّد (5) بن عمر، حدّثني يعقوب بن عمر، عن نافع العدوي، عن أبي بكر بن عبد اللّه بن أبي جهم العدوي قال:

أسلم نعيم بن عبد اللّه بعد عشرة، و كان يكتم إسلامه، و إنّما سمي النّحّام لأن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«دخلت الجنّة فسمعت نحمة من نعيم» فسمّي النحام، و لم يزل بمكة يحوطه قومه لشرفه فيهم، فلمّا هاجر المسلمون إلى المدينة أراد الهجرة، فتعلق به قومه، فقالوا:

أدن (6) بأي دين شئت، و أقم عندنا، فأقام بمكة حتى كانت سنة ست، فقدم مهاجرا إلى المدينة و معه أربعون من أهله، فأتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فاعتنقه و قبّله (7)[12763].

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، نا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده،

ص: 181


1- ضبطت عن الاكمال 182/6 بفتح العين.
2- بالأصل: النحام، و المثبت عن م و «ز»، و الاكمال.
3- راجع سيرة ابن هشام 367/1.
4- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 138/3.
5- الأصل: أبو محمد.
6- كذا بالأصل و م و «ز»، و في طبقات ابن سعد: دن.
7- كتب بعدها في «ز»: آخر الجزء الثامن و التسعين بعد الأربعمائة من الأصل.

أنا عمر بن الربيع بن سليمان - بمصر - نا يحيى بن أيوب، نا يحيى بن بكير و غيره، عن ليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي النّضر، عن عبد الرّحمن بن يعقوب مولى الحرقة قال:

أسلم (1) إبراهيم بن صالح و اسمه الذي يعرف به نعيم بن النحام، و لكن النبي صلى اللّه عليه و سلم سمّاه صالحا.

أخبرناه بتمامه أبو القاسم غانم بن خالد، أنا عبد الرّزّاق بن عمر - قراءة عليه - أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أحمد بن عبد الوارث، نا عيسى بن حمّاد، أنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب عن إبراهيم بن صالح بن عبد اللّه، و اسمه الذي يعرف به نعيم بن النّحّام، و لكن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سمّاه صالحا أنه أخبره: أن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب قال لعمر بن الخطّاب:

اخطب علي ابنة صالح، قال: إنه له يتامى، و لم يكن ليؤثر ذا عليهم، فانطلق عبد اللّه إلى عمّه زيد بن الخطّاب ليخطب عليه، فانطلق به إلى صالح، فقال: إن عبد اللّه بن عمر أرسلني إليك يخطب ابنتك، فقال: لي يتامى، و لم أكن لأترب (2) لحمي و أرفع لحمكم، فإني أشهدك أنّي قد أنكحتها فلانا، و كان هوى أمّها إلى عبد اللّه بن عمر، فأتت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقالت: يا نبي اللّه، خطب عبد اللّه ابنتي فأنكحها أبوها يتيما في حجره، و لم يؤامرها، فأرسل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى صالح، فقال:«أنكحت ابنتك و لم تؤامرها»؟ قال: نعم، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«أشيروا على النساء في أنفسهن،[أشيروا على النساء في أنفسهن] (3) و هي بكر» فقال صالح:

إنّما فعلت هذا لما أصدقها (4) ابن عمر، فقال: فإنّ لها في مالي مثل ما أعطاها.[12764] قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد (5)،أنا محمّد بن عمر، أخبرني عبد الرّحمن بن أبي الزناد، عن هشام بن (6) عروة، عن أبيه قال: كان نعيم بن عبد اللّه النحام يقوت بني عدي بن كعب شهرا شهرا لفقرائهم.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت.

ص: 182


1- بالأصل و م: نكح، و المثبت عن «ز».
2- أترب لحمي: أجعل عليه التراب.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن «ز»، و م.
4- أصدقها يعني سمّى لها صداقا، و الصداق بفتح الصاد و الدال: مهر المرأة.
5- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 138/4-139.
6- الأصل و م: عن، و المثبت عن «ز».

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر [محمد] (1) بن هبة اللّه، قالا:

أخبرنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب.

ح و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، قالا: حدّثنا إبراهيم بن المنذر، حدّثني محمّد بن فليح، عن موسى بن عقبة،[زاد يعقوب: و ابن لهيعة.

ح و أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، نا محمد بن الحسين، أنا عبد الله بن عتاب، أنا القاسم بن عبد الله، نا إسماعيل بن أبي أويس، أنا إسماعيل بن إبراهيم عن عمه موسى بن عقبة] (2) عن أبي الأسود، عن عروة قال: و قتل يوم أجنادين من بني عدي:

نعيم بن عبد اللّه.

أنبأنا أبو علي الحدّاد و غيره، قالوا: أخبرنا أبو بكر بن ريذة، أنا سليمان بن أحمد، نا محمّد بن عمرو (3) بن خالد الحرّاني، نا أبي.

ح و أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن أشليها، و ابنه أبو الحسن علي، قالا: أخبرنا أبو الفضل بن الفرات، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم، نا ابن عائذ، نا الوليد بن مسلم، قالا: حدّثنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة قال في تسمية من استشهد بأجنادين من بني عدي بن كعب: نعيم بن عبد اللّه.

أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أنا شجاع المصقلي (4)،أنا محمّد بن إسحاق العبدي، أنا علي بن أحمد بن إسحاق، نا جعفر بن سليمان، نا إبراهيم بن المنذر، نا محمّد بن فليح، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب قال: و نعيم بن عبد اللّه النّحّام قتل في زمن عمر بن الخطّاب يوم أجنادين.

[أخبرنا (5) أبو عبد الله و أبو غالب ابنا البنا قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل إجازة، أنا محمد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، نا عمار هو ابن

ص: 183


1- زيادة عن «ز»، سقطت اللفظة عن الأصل و م.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن «ز»، و م.
3- الأصل: عمر، و المثبت عن «ز»، و م.
4- الأصل و م: الصقلي، و المثبت عن «ز».
5- الخبر التالي سقط من الأصل و م، و استدرك عن «ز».

الحسن..... (1) عن سلمة هو ابن الفضل عن أبي إسحاق قال: و قتل يومئذ يعني يوم أجنادين من بني عدي بن كعب: نعيم بن عبد الله بن النحام].

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى نا (2) خليفة (3)،نا بكر بن سليمان قال: قال ابن إسحاق: و استشهد يوم أجنادين ممن حفظ عنه الحديث: نعيم بن عبد اللّه بن النّحّام [العدوي] (4).

أخبرنا أبو عبد اللّه بن البنّا - قراءة - عن أبي تمام علي بن محمّد، نا أحمد بن عبيد - إجازة - نا الزعفراني، نا ابن أبي خيثمة، أنا مصعب قال: إنما سمي النّحّام لأن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال (5):«دخلت (6) الجنّة فسمعت نحمة من (7) نعيم»، و النّحمة: السعلة. قتل نعيم بالشام يوم أجنادين شهيدا[12765].

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أخبرنا أبو جعفر المعدّل، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزّبير قال: و قتل نعيم بن عبد اللّه [شهيدا بالشام يوم أجنادين و أمه فاخته بنت أبي حرب بن حلف بن صداد بن عبد الله] (8) بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر الذهبي، أنا أبو بكر بن سيف، أنا السري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر التميمي، عن أبي عثمان و خالد، قالا: و كان ممن أصيب في الثلاثة آلاف الذين أصيبوا يوم اليرموك نعيم بن عبد اللّه العدوي (9).

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: و قتل نعيم بن عبد اللّه النّحّام باليرموك في رجب - يعني - سنة أربع عشرة.

ص: 184


1- كلمة غير واضحة في «ز»، و صورتها: الساني.
2- الأصل و م: بن، و المثبت عن «ز».
3- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 120 (ت. العمري).
4- زيادة عن تاريخ خليفة بن خيّاط .
5- ليست في م.
6- في م: دخل.
7- الأصل و م: بن، و المثبت عن «ز».
8- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن «ز»، و م.
9- تاريخ الطبري 402/3 و ليس فيه ذكر لنعيم بن عبد اللّه النحام فيمن أصيب من الثلاثة آلاف يوم اليرموك.

7913 - نعيم بن عبد اللّه بن همام العيني الكاتب

7913 - نعيم بن عبد اللّه بن همام العيني (1) الكاتب

ذكره أبو الحسين محمّد بن عبد اللّه الرازي في تسمية كتّاب (2) أمراء دمشق، و ذكر أنه كان من كتّاب عمر بن عبد العزيز.

7914 - نعيم بن عمر الهلالي الدمشقي

ذكر أنه روى عن عبد الرّزّاق بن عمر الدمشقي، و أنه روى عنه أبو صالح عبد الغفّار بن داود الحرّاني، و ذلك و هم أبو صالح يروي عن عبد الرّزّاق نفسه، تقدم له حديث في ترجمة عامر بن عبد اللّه بن الجرّاح أبي عبيدة.

7915 - نعيم بن هبّار -و يقال: ابن هدّار، و يقال: ابن همار،

7915 - نعيم بن هبّار (3)-و يقال: ابن هدّار، و يقال: ابن همار،

و يقال: ابن خمّار (4)،و يقال: ابن حمّار الغطفاني (5)

صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

سكن دمشق.

و روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، و عن عقبة بن عامر.

روى عنه: أبو إدريس الخولاني، و كثير بن مرة، و قيس بن مرثد الجذامي، و قتادة على ما قيل.

و ذكر أبو بكر بن [أبي] (6) داود أنه من غطفان جذام.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر بن السبط ، و أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنّا، قالا: أخبرنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن العبّاس الورّاق - قراءة عليه - أنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصوفي، نا محمّد بن يوسف العضيضي، أنا ابن وهب، عن معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية حدير بن كريب، عن كثير بن مرة، عن نعيم ابن هبّار قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«قال اللّه تعالى: يا ابن آدم لا تعجز عن أربع

ص: 185


1- بدون إعجام في م و «ز».
2- بالأصل: الكتاب، و المثبت عن «ز». و م.
3- بالأصل و م و «ز»: همار، و سترد بعد عدة كلمات. و المثبت عن تهذيب الكمال.
4- بالأصل و م: خبار، و المثبت عن «ز».
5- ترجمته في تهذيب الكمال 147/19 و تهذيب التهذيب 640/5 و أسد الغابة 574/4 و الإصابة 569/3 قال ابن حجر: و همار أصح. و الاستيعاب 558/3 (هامش الإصابة).
6- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن «ز».

ركعات من (1) أول النهار أكفك آخره»[12766].

أخبرناه أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد بن عبد الواحد، و أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالا: أخبرنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو العباس بن قتيبة، نا حرملة بن يحيى، أنا ابن وهب، حدّثني معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية، عن كثير بن مرة، عن نعيم بن همّار (2)[قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو يقول:«إن اللّه يقول يا ابن آدم لا تعجزن من أربع ركعات، أو النهار أكفك آخره»[12767].

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع، أنا أبو عبد الله بن منده أنا محمد ابن يعقوب بن يوسف نا بحر بن نصر نا عبد الله بن وهب.

ح قال: و أنا محمد بن محمد بن الأزهر، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمد بن عمر المدني، قالا: نا معاوية بن صالح عن أبي الزاهرية عن كثير بن مرة عن نعيم بن همّار] (3) عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

قال: و أخبرنا محمّد، نا الحارث، نا محمّد بن عمر المدني، نا سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، عن كثير بن مرة، عن قيس الجذامي، عن نعيم بن هبّار عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«قال اللّه عز و جلّ : لا تعجز (4) يا ابن آدم عن أربع ركعات من أول النهار أكفك آخره»[12768].

و رواه مكحول عن كثير فزاد في إسناده: قيس بن مرثد الجذامي.

أخبرناه أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن اللالكاني، قالا: أخبرنا محمّد ابن الحسين القطّان، أنا أبو محمّد بن درستويه، نا يعقوب بن سفيان (5)،نا محمّد بن أبي السري، نا معتمر بن سليمان، حدّثني برد بن سنان، حدّثني سليمان بن موسى، عن مكحول، عن كثير بن مرة، عن قيس - و هو ابن مرثد الجذامي - عن نعيم بن همّار (6) الغطفاني

ص: 186


1- كتبت فوق الكلام بين السطرين في م.
2- تحرفت في م هنا إلى: همام.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك للإيضاح عن «ز».
4- بالأصل و م: أ تعجز، و المثبت عن «ز».
5- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 339/2.
6- في المعرفة و التاريخ: هبار.

عن النبي صلى اللّه عليه و سلم عن ربّه تعالى قال:«يا ابن آدم صلّ لي (1) أربع ركعات من أول النهار أكفك آخره»[12769].

أخبرناه أبو الفتح الماهاني، أنا شجاع، أنا ابن منده، أنا أحمد بن محمّد بن زياد، نا الحسن بن محمّد بن الصباح، نا بشر بن المفضل، نا برد بن سنان، عن سليمان بن موسى، عن مكحول، عن كثيرة بن مرة، عن قيس الجذامي، عن نعيم الغطفاني، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم عن ربه قال:«يا ابن آدم صلّ أربع ركعات أول النهار، أكفك آخره»[12770].

أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أخبرنا أبو بكر ابن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلى، نا أبو موسى، نا عبد الأعلى، نا برد.

ح و أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرحمن، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو محمد بن النحاس، أنا أبو سعيد ابن الأعرابيّ ، نا الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني، نا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، نا برد بن سنان عن سليمان بن موسى عن مكحول عن كثير ابن مرة الحضرمي عن قيس الجذامي عن نعيم - زاد أبو يعلى: بن همار، و قالا: الغطفاني عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن ربه، قال:«ابن آدم صلّ لي أربع ركعات أول النهار أكفك آخره»[12771].

و روى عن مكحول عن نعيم نفسه.

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي (2)،نا الوليد بن مسلم، حدثني سعيد يعني ابن عبد العزيز، حدثنا مكحول عن نعيم بن همار الغطفاني قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«قال اللّه: يا ابن آدم لا تعجزن (3) عن أربع ركعات من أول نهارك (4) أكفك آخره»[12772].

و روي عن قتادة عن نعيم عن عقبة بن عامر.

أخبرتنا به أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر ابن المقرئ أنا أبو يعلى نا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، أنا يزيد بن هارون و سعيد (5) بن هبيرة قالا: أنا أبان بن يزيد عن قتادة عن نعيم عن عقبة بن عامر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

ص: 187


1- سقطت من المعرفة و التاريخ.
2- رواه أحمد بن حنبل في المسند 342/8 رقم 22533 طبعة دار الفكر.
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المسند: تعجز.
4- في المسند: أول النهار.
5- سعيد، كتبت فوق الكلام بين السطرين في الأصل.

«قال ربكم: أ تعجز يا ابن آدم أن تصلى أربع ركعات من أول النهار أكفك بها آخر يومك»[12773].

أخبرنا أبو المظفر ابن القشيري، أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى قالت: قرئ على إبراهيم، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أخبرنا أبو يعلى، حدّثنا زهير.

ح و أخبرنا أبو القاسم الكاتب، أنا أبو علي الواعظ ، أنا أبو حمد بن جعفر، نا عبد اللّه ابن أحمد، حدّثني أبي (1) قالا: نا يزيد بن هارون، أنا أبان بن يزيد العطار (2)،عن قتادة، عن نعيم بن همار، عن عقبة بن عامر (3) أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«اللّه يقول: يا ابن آدم اكفني أول النهار بأربع ركعات أكفك (4) بهن آخر يومك»[12774].

هذا لفظ أحمد، و في حديث زهير قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أ يعجز ابن آدم أن يصلي أربع ركعات من أول النهار».

و رواه يحيى بن إسحاق السيلحيني عن سعيد فأفسده.

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا الحسن بن علي التميمي، أنا أبو بكر القطيعي، نا عبد اللّه، حدّثني أبي، نا يحيى بن إسحاق، أخبرني سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، عن أبي مرة الطائفي قال: سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«قال اللّه: يا ابن آدم صلّ (5) لي أربع ركعات من أول النّهار أكفك (6) آخره»[12775].

و هذا حديث يختلف فيه كثيرا، و استيفاء جميع طرقه يكثر و سنورد قول البخاري في أسانيده، و لنعيم حديث آخر عن بلال.

أخبرناه أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أخبرنا الحسن بن علي، أنا أبو الحسين بن المظفر، أنا محمّد بن محمّد الباغندي، نا شيبان، نا محمّد بن راشد، نا مكحول، عن نعيم

ص: 188


1- رواه أحمد بن حنبل في المسند 137/6 رقم 17395 طبعة دار الفكر.
2- الأصل و م: القطان، و المثبت عن «ز»، و المسند.
3- في المسند: عقبة بن عامر الجهني.
4- الأصل و م و «ز»: أفكيك، و المثبت عن عن المسند.
5- بالأصل: صلي، و المثبت عن «ز»، و م.
6- بالأصل: أكفيك، و المثبت عن «ز»، و م.

ابن هبّار أو حمّار - شك شيبان - عن بلال مؤذن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم،[عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم] (1) قال:

«امسحوا على الخمار و الخفين».

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد الأزهري، أنا أبو محمّد الحسن بن أحمد المخلدي، أنا أبو بكر الأسفرايني و هو عبد اللّه بن محمّد بن مسلم، نا أحمد بن محمّد بن أبي بكر المقدمي، نا أبي، نا معاذ بن محمّد، نا الأوزاعي، عن مكحول، عن نعيم بن همّار، عن بلال أن النبي صلى اللّه عليه و سلم مسح على الخفين و الخمار[12776].

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا أبو حفص الفلاّس قال في تسمية من روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم من قيس عيلان: نعيم بن هبار الغطفاني.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو صادق محمّد بن أحمد بن جعفر، نا أحمد بن محمّد ابن زنجويه، أنا أبو أحمد الحسن بن عبد اللّه بن سعيد، نا ابن أخي أبي زرعة، نا حنبل قال:

سمعت أحمد قال: اختلفوا فقال عبد الرّحمن بن مهدي: نعيم بن هبّار، و كذلك قال الخيّاط ، و قال الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز: بن همّار، و قال أبو سعيد مولى بني هاشم عن محمّد بن راشد: نعيم بن خمّار بالخاء، و قال أبو أحمد: الصحيح و ما عليه أهل النسب: نعيم بن همّار بالهاء، و هو من غطفان، روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، قال:«ابن آدم، صلّ أربع ركعات أول النهار أكفك آخره»[12777].

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن عبد الكريم بن محمّد المحاملي.

ح و أخبرنا أبو الفضل بن ناصر أنا (2) المبارك بن عبد الجبّار، أخبرنا محمّد بن عبد الواحد بن محمّد بن جعفر، قالا: أخبرنا أبو الحسن الدارقطني.

ح و قرأت على أبي القاسم بن السّمرقندي، عن أبي تمام علي بن محمّد الواسطي، و محمّد بن علي بن علي الدجاجي، عن أبي الحسن الدارقطني، نا حمزة، نا حنبل قال:

سمعت أبا عبد اللّه يقول: اختلفوا، فقال عبد الرّحمن: نعيم بن همّار،[و قال الخياط : نعيم ابن همار، و قال الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز: همار] (3) و قال أبو سعيد مولى بني

ص: 189


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن «ز»، و م.
2- الأصل و م: بن، و المثبت عن «ز».
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن «ز».

هاشم عن محمّد بن راشد: نعيم بن خمار (1).

نا أبو بكر الشافعي، نا جعفر بن الأزهر، نا الغلاّبي، عن يحيى بن معين قال: اختلف الناس في نعيم بن همار (2)،و خمّار، و أهل الشام يقولون: همار، و هم أعلم به.

انتهت رواية ابن المحاملي، و زادا (3) جميعا:

قال الدارقطني و قال الزبيدي في حديثه نعيم بن الهدّار.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا الهيثم ابن كليب - إجازة - نا أحمد بن أبي خيثمة، نا يحيى بن معين قال: نعيم بن همار، و يقال:

ابن هبار، و يقال ابن حمار (4)،و يقال ابن هدار.

أخبرنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، أنا أحمد بن عبيد ابن الفضل، أنا محمّد بن الحسين بن محمّد، نا ابن أبي خيثمة، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: نعيم الغطفاني يقال: ابن همار، و ابن حمار (5)،يروي عن عقبة بن عامر، قال ابن أبي خيثمة (6):و يقال نعيم بن هدار، فيما بلغني.

أخبرنا أبو عبد اللّه أيضا، عن علي بن محمّد، عن أبي عمر (7) بن حيوية، أنا محمّد ابن القاسم، نا ابن أبي خيثمة قال: سمعت يحيى بن معين يقال: نعيم الغطفاني، يقال: ابن حمار، و ابن همار، و ابن هبار، يروي عن عقبة، و الحديث فيما أرى حديث معتمر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أخبرنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب يقول في تسمية من روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم من قيس: نعيم بن همار (8) الغطفاني.

ص: 190


1- الأصل: حماد، و المثبت عن «ز»، و م.
2- الأصل و م:«همار و حمار» و المثبت عن «ز».
3- الأصل و م: زاد.
4- كذا بالأصل و م:«حمار» و في «ز»: خمار.
5- كذا بالأصل و م، و في «ز»: يقال ابن هبار و ابن خمار و ابن هبار.
6- أقحم بعدها بالأصل:«قال: سمعت» و المثبت عن «ز»، و م.
7- الأصل: عمرو، و المثبت عن «ز»، و م.
8- في «ز» و م: هبار.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمر بن مندة، أنا أبو الحسن اللنباني (1)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا.

ح قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال (2) في تسمية من نزل الشام من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: نعيم بن هبّار الغطفاني.

انتهت رواية ابن أبي الدنيا، و زاد ابن الفهم: هكذا أخبرنا معن بن عيسى، عن معاوية ابن صالح، عن أبي الزاهرية، عن كثير بن مرة، عن نعيم بن هبّار، قال: و كان الوليد بن مسلم يقول فيما يحدّث به نعيم بن هبّار (3)،و قال غيرهم: نعيم بن حمار، و كان نعيم قد صحب النبي صلى اللّه عليه و سلم، و روى عنه، و نزل بعد ذلك دمشق.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: و قد اختلف الناس في نعيم بن هدار، و همار، و حمار، و أهل الشام يقولون: همّار، و هم أعلم به، و قال بعضهم:[نعيم بن هدار، و قال مكحول في حديثه: نعيم بن همار الغطفاني.

حدثني به أبي عن بشر بن المفضل، و يقولون] (4) نعيم بن هبار، و حمار، قال يحيى: أهل الشام يقولون: همار، كما قال مكحول، و هم أعلم.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، و أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي قال: و من غطفان - يعني - ابن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار ممن لم ينسب لنا: نعيم بن همار، له ثلاثة أحاديث.

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن،

ص: 191


1- الأصل و م: اللبناني، و المثبت: اللنباني، عن «ز».
2- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 417/7.
3- الأصل و م: همار، و المثبت عن «ز»، و ابن سعد.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن «ز».

قالا: أخبرنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (1):

نعيم بن همار، قال حيوة (2):حدّثنا بقية عن بحير (3)[بن سعد]، عن خالد بن معدان، عن كثير بن مرة، عن نعيم بن همّار، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه قال:«ابن آدم صلّ (4) أربع ركعات أول النهار أكفك آخره».

و قال أبو مسهر: عن سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، عن كثير بن مرة، عن نعيم ابن همار، و قال عبد اللّه بن محمّد: نا بشر بن السري، حدّثنا معاوية، عن أبي الزاهرية، حدّثني كثير بن مرة، سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم، و قال الحزامي: عن معن عن (5) معاوية نحوه، و قال الحميدي:[نا الوليد بن مسلم] (6) نا الوليد بن سليمان، حدّثني بسر (7) بن عبيد اللّه، سمع أبا إدريس قال: سمعت نعيم عن النبي صلى اللّه عليه و سلم نحوه، و بلغني عن أبي نعيم بعد أنه قال: ابن حمار، و قال يزيد بن هارون عن محمّد بن راشد: نعيم بن حمار، و قال حبان: نعيم بن حمار، و قال يزيد بن عبد ربه عن محمّد بن حرب عن الزبيدي عن لقمان بن عامر، عن كثير بن مرة عن نعيم بن هدار، و قال معتمر بن سليمان عن برد بن سنان حدّثني سليمان بن موسى، عن مكحول، عن كثيرة بن مرة، عن قيس الجذامي عن نعيم الغطفاني عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

قال علي: و روى هشام الدستوائي عن قتادة عن الحسن، و ليس بابن أبي الحسن هو شيخ كان يروي عنه قتادة يقال له الحسن بن عبد الرّحمن، عن قيس الجذامي،[عن عقبة بن عامر، و قال موسى: نا أبان و بكير بن أبي السميط ، عن قتادة عن نعيم بن همار، عن عقبة بن عامر عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، و قال سليمان بن عبد الرحمن عن الوليد و عمرو بن بشر بن السرح قالا:

نا الوليد بن سليمان حدثني بسر (8) حدثني أبو إدريس سمع نعيم بن همار الغطفاني سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم نحوه، و قال خطاب نا إسماعيل عن بحير (9) عن خالد عن كثير بن مرة عن نعيم بن همار قال: قيل للنبي صلى اللّه عليه و سلم أي الشهداء أفضل ؟ قال: الذين لا يلفتون وجوههم في الصف حتى يقتلوا

ص: 192


1- التاريخ الكبير للبخاري 93/8.
2- الأصل و م: حيوية، و المثبت عن «ز».
3- الأصل و م و «ز»: يحيى، و المثبت و الزيادة التالية عن التاريخ الكبير.
4- الأصل و م: صلى، و المثبت عن «ز»، و البخاري.
5- الأصل و م: بن، و المثبت عن «ز»، و البخاري.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن «ز»، و البخاري.
7- و ليس في «ز»: بن مسلم. الأصل و م و «ز»: بشر، و المثبت عن البخاري.
8- في «ز»: بشر، و المثبت عن البخاري.
9- في «ز»: خير، و المثبت عن البخاري.

أولئك في الغرف العلى. و قال محمد بن المثنى: نا عبد الوهاب، نا برد - هو ابن سنان - عن سليمان بن موسى عن مكحول عن كثير بن مرة عن قيس الجذامي عن نعيم بن هبار (1)الغطفاني عن النبي صلى اللّه عليه و سلم نحوه، و قال ابن المثنى و حدثني عبد الأعلى عن برد عن سليمان عن مكحول عن كثير عن قيس الجذامي عن نعيم الغطفاني عن النبي صلى اللّه عليه و سلم نحوه (2).

أنبأنا أبو الحسين (3) و أبو عبد الله قالا: أنا ابن منده، أنا حمد (4) إجازة ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي قالا:

أنا ابن أبي حاتم قال (5):

نعيم بن همار و يقال: ابن هبار، و يقال: ابن حمار، و يقال: ابن هدار الغطفاني، شامي له صحبة، روى عنه كثير بن مرة، و قيس الجذامي] (6) سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمد: روى عنه أبو إدريس الخولاني.

أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد اللّه، أخبرنا أبو عامر محمود بن القاسم بن محمّد، و أبو نصر عبد العزيز بن محمّد، و أبو بكر أحمد بن عبد الصّمد، قالوا: أخبرنا عبد الجبّار بن محمّد بن عبد اللّه، أخبرنا محمّد بن أحمد بن محبوب، أنا أبو عيسى الترمذي قال: و اختلفوا في نعيم، فقال بعضهم: نعيم بن حمار،[و قال بعضهم: ابن همار، و يقال:

ابن همام، و الصحيح: ابن همار، و أبو نعيم و هم فيه فقال: ابن خمار] (7) و أخطأ فيه، ثم نزل فقال نعيم عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، أخبرني بذلك عبد بن حميد عن أبي نعيم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في تسمية من نزل الشام من مصر: نعيم بن همار الغطفاني.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا - قراءة - عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتاب، أنا أبو الحسن بن جوصا - إجازة-.

ص: 193


1- في التاريخ الكبير: همار.
2- في التاريخ الكبير: مثله.
3- في «ز»: الحسن. تصحيف.
4- في «ز»: أحمد، تصحيف.
5- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 459/8 و 460.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك القسم الأول منه عن البخاري و القسم الثاني عن الجرح و التعديل، و النص كله أخذ عن «ز».
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك عن «ز».

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا الحسين الكلابي، أنا ابن جوصا - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الأولى: نعيم بن همّار الغطفاني.

أنبأنا أبو المظفّر بن القشيري، عن محمّد بن علي بن محمّد (1)،أنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال: قال الدارقطني: اختلف الناس في اسم نعيم بن همار، فقال بعضهم: نعيم بن هبار، و قال بعضهم: نعيم بن حمار، و الصواب: ابن همار، و هو غطفاني، من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده قال: نعيم بن همّار الغطفاني، و يقال: ابن هبار، و هو من غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان ابن مضر، و قيل: هو من غطفان جذام، روى عنه قيس الجذامي.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحدّاد، قالا: قال لنا أبو نعيم الحافظ : نعيم بن همار مختلف في اسم أبيه، فقيل: هبار، و قيل: هدار، و قيل: حمار، و قيل حماد، سكن الشام، حديثه عند قيس الجذامي.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا قال (2):أما خمّار أوله خاء معجمة، و آخره راء فهو نعيم بن خمّار الغطفاني، له صحبة و رواية، مختلف في اسم أبيه، فيقال ما تقدم، و يقال: حمار، و يقال: همّار - بالميم - و يقال: هبّار - بالباء - و يقال: هدار - بالدال-.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أخبرنا أبو عبد اللّه، و أبو نصر، قالا: أخبرنا الوليد بن بكر، أخبرنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد بن صالح، حدّثني أبي قال (3):

نعيم بن هبار الغطفاني، شامي، تابعي ثقة.

[قال ابن عساكر:] (4) كذا قال، و إنما هو صحابي.

ص: 194


1- بالأصل:«عن محمد بن علي، عن محمد بن محمد» صوبنا الاسم عن «ز»، و م.
2- الاكمال لابن ماكولا 550/2.
3- رواه العجلي في تاريخ الثقات ص 452 رقم 1701.
4- زيادة منا.

[ذكر من اسمه نفير]

7916 - نفير بن مالك بن عامر، و يقال: ابن يخامر، و يقال: نفير بن جبير،

[أبو جبير] (1) و يقال: أبو خمير (2) الكندي الحضرمي (3)

وفد على النبي صلى اللّه عليه و سلم، و روى عنه حديثا.

روى عنه: جبير بن نفير.

و شهد فتح دمشق.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع، أنا محمّد بن إسحاق العبدي، أنا محمّد بن يعقوب، نا بحر بن نصر، نا عبد اللّه بن وهب، عن معاوية بن صالح، عن عبد الرّحمن بن جبير بن (4) نفير، عن أبيه أن أبا جبير قدم على النبي صلى اللّه عليه و سلم و دعا بوضوء، فتوضّأ فبدأ بفيه، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«لا تبدأ بفيك، فإن الشيطان يبدأ بفيه»[12778].

أخبرناه أتم من هذا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد بن عبد الواحد، و أم المجتبى بنت ناصر، قالا: أخبرنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو العباس بن قتيبة، نا حرملة بن يحيى، نا ابن وهب، حدّثني معاوية بن صالح، عن عبد الرّحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه.

أن أبا جبير الكندي قدم على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فأمر له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بوضوء، قال:

«توضّأ» فبدأ بفيه، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا تبدأ بفيك»، ثم دعا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بوضوء، فغسل يديه حتى نقاهما، ثم غسل وجهه ثلاثا، ثم غسل يده، فغسل يديه حتى نقاهما، ثم غسل وجهه ثلاثا، ثم غسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاثا، ثم غسل يده اليسرى إلى المرفق ثلاثا، ثم مضمض و استنشق (5)،ثم مسح رأسه و غسل رجليه[12779].

أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أنا شجاع الصوفي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا إبراهيم بن محمّد بن صالح القنطري - بدمشق - نا أبو زرعة، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا إسماعيل بن عياش، نا عبد الرّحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه عن الرجل الذي أهدى إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم

ص: 195


1- سقطت من الأصل و م، و الزيادة عن «ز».
2- الأصل و م: حمير، و تحرفت في «ز» إلى: جبير، و المثبت عن أسد الغابة و فيها: أبو خمير بالخاء المعجمة و الميم. راجع الاستيعاب.
3- ترجمته في الإصابة 571/3 و أسد الغابة 577/4 و الاستيعاب 561/3 (هامش الإصابة).
4- الأصل و م: عن، و المثبت عن «ز».
5- كذا بالأصل و م، و في «ز»: و استنثر.

الكندية فاستعاذت منه، فدعا بوضوء، فتوضّأ فبدأ بفيه، ثم ذكر الحديث نحوه - يعني - حديث بحر بن نصر.

قال أبو زرعة: هذا الرجل: أبو جبير الكندي.

قال: و أخبرنا ابن منده، أنا أحمد بن سليمان بن أيوب - بدمشق - نا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو، حدّثنا أبو صالح.

ح قال: و أخبرنا عبد اللّه بن جعفر البغدادي - بمصر - نا هارون بن كامل، نا أبو صالح (1)،عن معاوية بن صالح، عن عبد الرّحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه عن جده أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ذكر الدجّال فقال:«إن يخرج و أنا فيكم فأنا حجيجه، و إلاّ فاللّه خليفتي على كل مسلم»[12780].

أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد، و أم المجتبى العلوية، قالا: أخبرنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا الحسن بن قتيبة، نا حرملة بن يحيى، أنا ابن وهب، حدّثني معاوية، عن عبد الرّحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه عن جده.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ذكر الدجّال فقال:«إن يخرج و أنا فيكم فأنا حجيجكم منه، و إن يخرج و لست فيكم فكلّ امرئ حجيج نفسه، و اللّه خليفتي على كلّ مسلم، ألا و إنه مطموس العين كأنها (2) عين عبد العزّى بن قطن الخزاعي، ألا و أنه مكتوب بين عينيه: كافر، يقرؤه كلّ مسلم، فمن لقيه منكم فليقرأ عليه بفاتحة الكتاب، ألا و إني رأيته خرج خلّة بين الشام و العراق، فغاب يمينا و غاب شمالا، يا عباد اللّه اثبتوا - ثلاثا-» قيل: يا رسول اللّه ما لبثه في الأرض ؟ قال:«أربعين يوما، يوما منها كسنة، و يوما (3) كجمعة، و سائرها كأيامكم هذه» قالوا: يا رسول اللّه، فكيف نصنع بالصلاة يومئذ، صلاة يوم أو نقدّر؟ قال:«بل تقدّروا» (4)[12781].

قرأت بخط أبي القاسم عبد اللّه بن أحمد بن علي السّلمي قال: وجدت بخط أبي

ص: 196


1- هو أبو صالح عبد اللّه بن صالح كاتب الليث بن سعد، راجع ترجمة معاوية بن صالح الحضرمي الحمصي في تهذيب الكمال 206/18 و 207.
2- الأصل و م و «ز»: كأنه.
3- كذا بالأصل و م و «ز»: «أربعين... يوما... يوما» و الوجه فيها: أربعون... يوم... يوم.
4- كذا بالأصل و م و «ز»: «تقدروا» و الوجه: تقدرون.

الحسين (1) محمّد بن عبد اللّه بن جعفر، نا أبو عبد الله (2) محمّد بن يوسف بن بشر الهروي، نا عثمان بن سعيد، نا إبراهيم بن العلاء الحمصي، نا إسماعيل بن عيّاش، حدّثني صفوان بن عمرو، عن عبد الرّحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه عن جده و كان يكنى أبا جبير، قال: كنا بدمشق قبل أن نسير إلى حمص، و ذلك في خلافة عثمان بن عفّان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد ابن أحمد بن حماد قال: قال أحمد - يعني - ابن شعيب، أخبرني أبو بكر بن علي، حدّثنا داود ابن رشيد، نا بقية بن الوليد، عن صفوان بن عمرو (3)،حدّثني عبد الرّحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه عن جده و كان يكنى أبا خمير (4).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا [أبو] (5) الفضل بن البقال، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا إبراهيم (6) بن أحمد بن الحسن انا (7) إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: و نفير أبو جبير، قد سمع من النبي صلى اللّه عليه و سلم، و هو نفير بن مالك بن عامر الحضرمي.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي قال: و من حضرموت بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن حمدان بن قطن ابن عريب الأكبر بن العزير بن نبت بن أيمن بن الهميسع بن حمير بن سبأ: نفير الحضرمي، له حديث، يكنى أبا خمير (8)،و ذكر له حديث ابن وهب عن معاوية، رواه عن أبي صالح عن معاوية.

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا:

ص: 197


1- بالأصل: الحسن، و المثبت عن «ز»، و م.
2- بالأصل:«نا عبد اللّه بن محمد...» و في م:«نا عبد اللّه محمد» و المثبت عن «ز»، راجع ترجمته في سير الأعلام 252/15.
3- الأصل و م: عمر، و المثبت عن «ز».
4- بالأصل و م و «ز»: حمير، و المثبت عن الاستيعاب.
5- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن «ز».
6- بالأصل و م:«أنا أبو إبراهيم» و المثبت عن «ز».
7- بالأصل و م:«بن» و المثبت عن «ز».
8- الأصل و م و «ز»: حمير.

أخبرنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (1):نفير الحضرمي والد جبير، يعدّ في الشاميين.

أخبرنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه - إذنا - قالا: أخبرنا أبو القاسم العبدي، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (2):

نفير الحضرمي، والد جبير بن نفير الشامي، قدم على النبي صلى اللّه عليه و سلم، روى عنه ابنه جبير بن نفير، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم ابن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي قال (3):نفير والد جبير بن نفير أبو خمير (4).

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا - قراءة عن أبي الحسين الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتاب، أنا أحمد - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا الحسن بن أحمد، نا علي بن الحسين (5)،أنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الأولى من تابعي أهل الشام ممن أدرك عمر و أبا عبيدة و بلالا، و معاذا: نفير بن مالك بن يخامر الحضرمي، أبو جبير بن نفير، يكنى أبا خمير حمصي.

أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمّد، أخبرنا أبو القاسم علي بن المحسن، أنا محمّد بن المظفّر، أنا بكر بن أحمد بن حفص (6)،نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن عيسى البغدادي، قال

ص: 198


1- التاريخ الكبير للبخاري 124/8.
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 504/8.
3- الكنى و الأسماء للدولابي 68/1.
4- بالأصل و م و «ز»: حمير، و المثبت: خمير، عن الكنى و الأسماء.
5- كذا بالأصل و م، و في «ز»: علي بن الحسن.
6- أقحم بعدها بالأصل: نا أبو بكر بن أحمد بن حفص.

في تسمية من نزل حمص من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم من كندة: أبو جبير (1) الكندي، قدم على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بابنته التي كان تزوجها و علّمها النبي صلى اللّه عليه و سلم الوضوء، و من حضرموت أبو جبير الحضرمي، اسمه نفير، يكنى أبا خمير (2).

[قال ابن عساكر:] (3) فرق أبو بكر بن عيسى البغدادي بينهما، و قوله أشبه بالصواب من قول من جعلهما (4) واحدا.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو المعمّر المسدد بن علي بن عبد اللّه، أنا أبي أبو طالب، أنا أبو القاسم عبد الصّمد بن سعيد القاضي قال في تسمية من نزل حمص من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: أبو جبير الكندي، قدم على النبي صلى اللّه عليه و سلم فعلّمه الوضوء، و هو الذي قدم على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بالكندية - يعني-[ابنه الجون، و الدليل على ذلك أن محمد بن عوف حدثنا عن القاسم (عن) آدم بن أبي إياس عن ليث بن سعد عن معاوية بن صالح عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه أن أبا جبير قدم على النبي صلى اللّه عليه و سلم] (5)بابنته التي كان زوّجه إياها، فأمر له النبي صلى اللّه عليه و سلم بوضوئه، فبدأ أبو جبير بفيه، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«يا أبا جبير، إن الكافر يبدأ بفيه»[12782].

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال (6):

أبو جبير نفير بن مالك بن عامر الحضرمي، والد جبير، له صحبة من النبي صلى اللّه عليه و سلم، و ساق له الحديث الذي أخرجناه.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده قال في كتاب الكنى: أبو جبير الحضرمي، قدم على النبي صلى اللّه عليه و سلم، روى عنه جبير بن نفير و لم يسمّه.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي زكريا البخاري.

ص: 199


1- في «ز»: حمير.
2- الأصل و م و «ز»: حمير.
3- زيادة منا.
4- بالأصل: جعلها واحدة، و المثبت عن م و «ز».
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك لتقويم المعنى عن «ز».
6- الأسامي و الكنى للحاكم النيسابوري 159/3 رقم 1206.

ح و حدّثنا خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى (1)،نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا أبو زكريا، حدثنا عبد الغني بن سعيد قال (2) نفير بالفاء، نفير بن مالك والد جبير ابن نفير [له صحبة.

أنبأنا أبو سعد المطرز، و أبو علي الحداد قالا: قال لنا أبو نعيم الحافظ : نفير بن جبير، أبو جبير] (3) الحضرمي، روى عنه ابنه جبير، يعد في الشاميين.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (4):أما نفير فهو نفير بن مالك والد جبير، روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، روى عنه ابنه جبير.

7917 - نفير بن نجيب، و يقال: سفيان بن نجيب

7917 - نفير بن نجيب، و يقال: سفيان بن نجيب (5)

تقدم ذكره في حرف السين (6).

[ذكر من اسمه نفيع]

7918 - نفيع بن الحارث، و يقال: ابن مسروح أبو بكرة الثّقفي

7918 - نفيع بن الحارث، و يقال: ابن مسروح أبو بكرة (7) الثّقفي (8)

و يقال: إن اسم أبي بكرة مسروح مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من أهل الطائف، أتى النبي صلى اللّه عليه و سلم في حصار الطائف، فأعتقه.

و سكن البصرة.

روى عن: النبي صلى اللّه عليه و سلم أحاديث.

روى عنه: بنوه عبد الرّحمن، و عبد العزيز، و عبيد اللّه، و مسلم بنو أبي بكرة، و الحسن البصري، و الأحنف بن قيس، و أبو عثمان الهندي، و سعيد بن [أبي] (9) الحسن أخو

ص: 200


1- تقرأ بالأصل: عيسى، و المثبت عن «ز»، و م.
2- بالأصل و م: بن، و المثبت عن «ز».
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، فتداخل الخبران فاضطرب السياق، و الزيادة لرفع الخلل عن «ز».
4- الاكمال لابن ماكولا 275/7.
5- كذا بالأصل و م، و في «ز»: مجيب.
6- راجع ترجمة سفيان بن مجيب في كتابنا تاريخ مدينة دمشق 352/21 رقم 2589 و فيها: سفيان مجيب، و يقال نفير بن مجيب الأزدي، له صحبة. قال المصنف هناك: و سفيان أصح و راجع الاكمال 275/7 و فيه: نفير بن مجيب.
7- بالأصل و م: بكر، و المثبت عن «ز»، و مصادر ترجمته.
8- ترجمته في تهذيب الكمال 150/19 و تهذيب التهذيب 641/5 و التاريخ الكبير 112/8 و الجرح و التعديل 8/ 489 و الإصابة 571/3 و أسد الغابة 578/3 و طبقات ابن سعد 15/7 و سير أعلام النبلاء 5/3 و شذرات الذهب 58/1. و نفيع بالتصغير.
9- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن «ز».

الحسن، و محمّد بن سيرين، و عبد الرّحمن بن جوشن (1) الغطفاني، و أشعث بن ثرملة، و عقبة بن صهبان، و زياد بن كسيب العدوي.

و وفد على معاوية، و قد تقدم ذكر وفوده في ترجمة ابنه عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد اللّه بن رضوان، و أبو علي الحسن بن المظفّر، و أبو غالب بن البنّا، قالوا: أخبرنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، حدّثنا أبو علي بشر ابن موسى الأسدي، نا هوذة بن خليفة، نا حمّاد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن عبد الرّحمن بن أبي بكرة قال: قال أبو بكرة: جئت و نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم راكع قد حفزني (2) النفس، فركعت دون الصف، ثم مشيت إلى الصف، فلما قضى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم صلاته قال:«أيّكم ركع دون الصفّ ؟» فقلت: أنا، فقال:«زادك اللّه حرصا و لا تعد»[12783].

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن بن المفرّج [أنا أبو الفرج] (3) سهل بن بشر، و أبو نصر أحمد بن محمّد بن سعيد، قالا: أخبرنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن عيسى، أنا منير ابن أحمد بن الحسن، أنا جعفر بن أحمد بن إبراهيم، نا أحمد بن الهيثم قال: قال أبو نعيم:

أبو بكرة الثّقفي، نفيع بن الحارث.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أخبرنا أبو طاهر - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أخبرنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد، نا خليفة بن خيّاط قال (4):

و من هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة (5) بن قيس بن عيلان، ثم من ثقيف و هو قسي بن منبّه بن بكر بن هوازن بن منصور: أبو بكرة، و اسمه نفيع بن الحارث بن كلدة (6) بن عمرو بن علاج بن أبي سلمة، و هو عبد العزّى بن غيرة بن عوف بن قسيّ بن منبّه، مات بالبصرة سنة اثنين و خمسين، و صلّى عليه أبو برزة (7)،و داره بالبصرة، حضرة (8) المسجد

ص: 201


1- الأصل و م: حوش، و في «ز»: حوشن، و المثبت عن تهذيب الكمال.
2- حفزني النفس، يقال النفس المحفوز هو الشديد المتتابع.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك لتقويم السند عن «ز».
4- طبقات خليفة بن خيّاط ص 104 و 106 رقم 367.
5- الأصل و م: حفصة، و المثبت عن «ز»، و طبقات خليفة.
6- كلدة بفتح أوله و ثانيه و ثالثه.
7- أبو برزة صحابي معروف، طبقات ابن سعد 9/7 و 15.
8- الأصل: حضرت، و في م: حضر، و في «ز»: في حظيرة، و المثبت عن طبقات خليفة.

الجامع، و له دار في سكة اسطفانوس (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل عمر (2) بن عبيد اللّه.

ح و أخبرني أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين الحافظ ، قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه قال.

ح و أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الفضل بن خيرون.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، قالا: أخبرنا أبو القاسم الأزهري، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أنا العباس بن العبّاس الجوهري، أنا صالح بن أحمد بن حنبل، قال: قال أبي:[أبو] (3) بكرة نفيع بن الحارث.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو محمّد بن زبر، نا محمّد بن يونس بن موسى، نا الأصمعي قال: اسم أبي بكرة نفيع بن الحارث.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، حدّثني محمّد بن عبد الرحيم قال: قال علي: نافع و نفيع، و زياد، هم بنو سميّة، هم إخوة (4).

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا الحسن بن علي بن محمّد الجوهري، أنا علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ، أنا محمّد بن الحسين بن شهريار، نا عمرو بن علي بن بحر قال في تسمية من روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم ممن بالبصرة: أبو بكرة نفيع.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو القاسم أنا [ابن] (5) الصواف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال: قرأت على علي بن المديني قال:

و من ثقيف أبو بكرة نفيع بن الحارث.

قال: و سمعت عمي أبا بكر يقول: اسم أبي بكرة نفيع بن الحارث.

ص: 202


1- الأصل و م: اسطمايوس، و المثب عن «ز»، و طبقات خليفة.
2- سقطت من «ز».
3- سقطت من الأصل و م و «ز».
4- تهذيب الكمال 150/19 نقلا عن يعقوب بن سفيان.
5- سقطت من الأصل و م و «ز»، و هو محمد بن أحمد بن الحسن بن إسحاق أبو علي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 184/16.

حدّثنا أبو بكر يحيى (1) بن إبراهيم، أنا نعمة اللّه بن محمّد، نا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، نا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدّثني الحسن بن سفيان، نا محمّد بن علي، عن محمّد بن إسحاق قال: سمعت أبا عمر (2) بن الضرير يقول:

أبو (3) بكرة نفيع بن الحارث.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا ابن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد قال (4):

أبو بكرة، و اسمه نفيع مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و ولده يقولون: نفيع بن الحارث الثّقفي، و كان أبو بكرة ينكر ذلك، و قال لابنته حين حضرته الوفاة: اندبيني مسروح الحبشي، و كان رجلا صالحا، ورعا، مات في ولاية زياد بالبصرة، و كان أخاه لأمه و اسمها سميّة.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، أنا محمّد ابن عبد اللّه بن خميرويه، أنا الحسين بن إدريس، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عمّار الموصلي قال: اسم أبي بكرة: نفيع بن الحارث.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أخبرنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا البخاري قال (5):نفيع بن الحارث أبو بكرة، نسبه [علي، له صحبة، قال مسدد: مات أبو بكرة و الحسن بن علي في سنة، و قال غيره: سنة إحدى و خمسين بعد الحسن] (6).

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم العبدي، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أنا علي.

ص: 203


1- الأصل:«بن يحيى» و المثبت عن «ز»، و م.
2- الأصل: عمرو، و المثبت عن «ز»، و م.
3- الأصل و م: أبا، و المثبت عن «ز».
4- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
5- التاريخ الكبير للبخاري 112/8.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن «ز»، و التاريخ الكبير، و مكان الزيادة في الأصل و م «عن الحسن».

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال (1):

نفيع بن الحارث أبو بكرة، له صحبة، يعدّ في البصريين، روى عنه بنوه: عبد الرّحمن، و عبد العزيز، و عبيد اللّه، و مسلم، روى عنه الحسن البصري، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو بكرة نفيع بن الحارث الثّقفي له صحبة.

[أخبرنا (2) أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا الحسين بن الفضل، أنا عبد الله بن جعفر، نا يعقوب قال؛ أبو بكرة نفيع بن الحارث، و نافع، و نفيع، و زياد، هم بنو سمية، و هم اخوة].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم ابن عمر (3)،أنا أبو بكر المهندس، أنا أبو بشر الدولابي، أخبرني أحمد بن شعيب قال: أبو بكرة نفيع بن الحارث (4).

أنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال:

نفيع بن الحارث، و يقال: ابن مسروح، و يقال: مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أبو بكرة الثّقفي البصري، أخو زياد بن أبي سفيان لأمّه، و أمهما سمية، سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم، روى عنه الأحنف بن قيس، و الحسن البصري، و حميد، و إبراهيم ابنا (5) عبد الرّحمن بن عوف، و ابنه عبد الرّحمن ابن أبي بكرة في العلم و الصلاة، و جزاء الصيد.

قال مسدد: مات أبو بكرة و الحسن (6) بن علي بن أبي طالب في سنة واحدة، و مات الحسن بن علي سنة تسع و أربعين.

ص: 204


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 489/8.
2- الخبر التالي سقط من الأصل و م، و استدرك عن «ز».
3- الأصل: عمرو، و المثبت عن «ز»، و م.
4- كتب بعدها في «ز»: آخر الجزء السابع بعد السبعمائة من الفرع.
5- الأصل:«أنا» و في م:«أخبرنا» و المثبت عن «ز».
6- الأصل و م: الحسين، و المثبت عن «ز».

قال يحيى بن بكير و خليفة: و قال غيره: مات بعد الحسن بن علي سنة إحدى و خمسين، و قال خليفة: مات بالبصرة سنة اثنين و خمسين، و قال كاتب الواقدي: قال: مات في ولاية زياد بالبصرة.

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم، حدّثني ابن سختويه، أخبرني هشام بن علي - يعني - السدوسي أن إبراهيم بن محجن حدّثه و قال في غير هذا الحديث: أبو إسحاق البكراوي، حدّثني محمّد ابن خليفة الأحول قال أبو علي: هذا أخو هوذة، حدّثني عوف الأعرابي عن أبي عثمان النهدي قال: و كان صديق أبي (1) بكرة أو أخاه، قال: قال أبو بكرة: أخبرنا أبو بكرة مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فإن أبى الناس [إلا] (2) أن ينسبوني فأنا نفيع بن مسروح.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبد الوهّاب بن أبي حية، أنا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر الواقدي قال (3):في تسمية من نزل حصن ثقيف من عبيدهم: أبو بكرة نفيع بن مسروح، و كان للحارث بن كلدة، و إنّما كني بأبي بكرة أنه نزل في بكرة (4) من الحصن.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، قالوا (5):

أخبرنا الخصيب (6) بن عبد اللّه، أخبرنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، أنا يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد قال: سمعت مثنّى بن معاذ قال: سمعت أبي يقول: اسم أبي بكرة نفيع بن مسروح.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو بكر بن البيري - إجازة - نا محمّد بن الحسين الزعفراني، أنا ابن أبي خيثمة، قال: سمعت أبي يقول: اسم أبي بكرة نفيع بن مسروح.

أنبأنا أبو نصر بن البنّا، و أبو طالب بن يوسف، قالا: أنا أبو محمّد الجوهري. قراءة،

ص: 205


1- الأصل: أبا، و المثبت عن «ز»، و م.
2- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن «ز».
3- رواه الواقدي في مغازيه 931/3.
4- بكرة البئر: ما يستقى عليها، و هي خشبة مستديرة في وسطها محز للحبل و في جوفها محور تدور عليه.
5- كذا بالأصل و م، و سقطت من «ز».
6- في م: الخطيب.

عن أبي عمر الخزاز، أنا أحمد بن معروف، نا ابن الفهم، نا ابن سعد قال (1):

أبو بكرة، و اسمه نفيع بن مسروح، و أمه سمية، و هو أخو زياد بن أبي سفيان لأمّه، كان عبدا بالطائف، فلما حصر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أهل الطائف قال:«أيما حر نزل إلينا فهو آمن، و أيما عبد نزل إلينا فهو حرّ» فنزل إليه عدة من عبيد أهل الطائف، فيهم أبو بكرة، فأعتقهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و كان أبو بكرة تدلى إليهم في بكرة فكنوه أبا بكرة، فكان يقول: أنا مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أنبأنا أبو محمّد الآبنوسي.

ح و أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أخبرنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي قال:

أبو بكرة الثّقفي، و هو نفيع [بن مسروح] (2) أخو زياد بن أبي سفيان لأمه، أمهما (3)سمية، و كان ممن نزل على النبي صلى اللّه عليه و سلم من حصن الطائف فأسلم، و قالوا: اسمه نفيع بن الحارث بن كلدة بن عمرو بن علاج بن أبي سلمة بن عبد العزّى بن غيرة بن عوف بن قسيّ ، مات أبو بكرة بالبصرة سنة اثنتين و خمسين، له أحاديث.

قرأت على أبي الفضل السلامي، عن أبي الفضل المكّي، أنا عبيد اللّه بن سعيد، أنا أبو الحسن... (4)،أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو بكرة نفيع ابن مسروح، و يقال: نفيع بن الحارث.

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن [أبي] (5) علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد قال (6):

أبو بكرة نفيع بن مسروح، و يقال: ابن الحارث بن كلدة بن عمرو بن علاج بن أبي سلمة بن عبد العزّى بن غيرة بن عوف بن قسيّ بن منبّه، و يقال: ابن أبي سلمة، و هو عبد

ص: 206


1- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 15/7.
2- الزيادة عن «ز»، سقطت اللفظتان عن الأصل و م.
3- غير مقروءة بالأصل، و في م: اسمها، و المثبت عن «ز».
4- بياض بالأصل، و في م و «ز»: «الع » و بعدها بياض.
5- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن «ز».
6- الأسامي و الكنى للحاكم النيسابوري 348/2 رقم 883.

العزّى بن عبد (1) بن عوف بن قسيّ بن منبّه الثّقفي، له صحبة من النبي صلى اللّه عليه و سلم، عداده في البصريين.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا محمّد بن الحسين بن شهريار، أنا أبو حفص الفلاّس قال: و اسم أبي بكرة نفيع.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا نصر بن أحمد بن نصر بن محمّد بن أحمد بن عبد اللّه.

ح و أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو طاهر بن سواد، قالا: أخبرنا الحسين بن علي الطناجيري، قالا: أخبرنا محمّد بن زيد بن علي، أخبرنا محمّد بن محمّد بن عقبة، نا هارون بن حاتم قال: اسم أبي بكرة نفيع.

أخبرنا (2) أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن ابن السّقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: حدّثنا محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد قال:

سمعت يحيى يقول: اسم أبي بكرة صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلم نفيع.

أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد اللّه، أنا أبو عامر القاضي، و أبو نصر الترياقي (3)، و أبو بكر الغروجي (4)،قالوا: أخبرنا أبو محمّد الجراحي، أنا أبو العباس المحبوبي، نا أبو عيسى الترمذي قال: أبو بكرة اسمه نفيع.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، أنا أبو زرعة قال: أبو بكرة نفيع.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنا نصر بن إبراهيم، أنا سليم بن أيوب، أنا طاهر ابن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد بن إياس قال: سمعت أبا عبد اللّه المقدمي يقول: أبو بكرة مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم اسمه نفيع.

ص: 207


1- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الأسامي و الكنى: عبدة.
2- الخبر التالي قدم في «ز» إلى ما قبل الخبر السابق.
3- كذا بالأصل و م، و في «ز»: «الترياقي» و هو ما أثبت، و اسمه عبد العزيز بن محمد بن علي بن إبراهيم بن ثمامة، ترجمته في سير الأعلام 6/19.
4- الأصل: الفروجي، و في م:«العورحى» بدون إعجام، و المثبت عن «ز»، و فوقها ضبة.

أخبرنا أبو سعد بن أبي (1) صالح، و أبو الحسن بن أبي غالب، قالا: أخبرنا أبو بكر بن خلف، أنا الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ قال: أبو بكرة (2) نفيع بن الحارث الثّقفي صحابي.

قرأت على أبي محمّد السّلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (3):أما بكرة بفتح الباء فهو أبو بكرة (4) صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، اسمه نفيع، و أولاده عبد الرّحمن، و عبيد اللّه (5)، و رواد (6)،و يزيد، و مسلم.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا أحمد بن محمّد بن زياد، و محمّد بن يعقوب، قالا: حدّثنا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس ابن بكير، عن محمّد بن إسحاق قال: و أبو بكرة مسروح، كان عبدا للحارث بن كلدة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر محمّد بن عبد الرّحمن، أنا رضوان بن أحمد، أنا أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس بن بكير، عن محمّد ابن إسحاق قال: و أبو بكرة مسروح، و كان عبدا للحارث بن كلدة - يعني - أن النبي صلى اللّه عليه و سلم أعتقه يوم الطائف.

أخبرنا أبو الفتح، أنا شجاع أنا أبو [عبد الله بن] (7) منده قال: مسروح أبو بكرة مولى الحارث بن كلدة، و قال: اسمع نفيع.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحدّاد، قالا: قال لنا أبو نعيم الحافظ :

نفيع أبو بكرة، و قيل مسروح، قال أحمد بن حنبل: اسمه نفيع بن الحارث، و قال أبو خيثمة: نفيع بن مسروح،[و قال محمد بن سعد: أبو بكرة اسمه نفيع بن مسروح] (8) و أمه (9)سمية، و هو أخو زياد بن أبي سفيان، لأنه كان عبدا لبعض أهل الطائف، فتدلى إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ببكرة، فكنّاه أبا بكرة، و كان يقول: أنا مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و كان رجلا ورعا، صالحا، آخى النبي صلى اللّه عليه و سلم بينه و بين أبي برزة، سكن البصرة، و توفي بها سنة إحدى، و قيل اثنين

ص: 208


1- كتبت فوق الكلام بين السطرين في م.
2- من هنا.. إلى قوله: بفتح، سقط من «ز».
3- الاكمال لابن ماكولا 349/1.
4- أقحم بعدها بالأصل و م: نفيع.
5- الأصل و م: عبيد، و المثبت عن «ز»، و الاكمال.
6- الأصل و م:«و رواه» و المثبت عن «ز»، و الاكمال.
7- الزيادة عن «ز»، و م.
8- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن «ز»، و م.
9- الأصل و م: و اسمه، و المثبت عن «ز».

و خمسين، و صلّى عليه أبو برزة الأسلمي، أوصاه أن يصلّي عليه، حدّث عنه أبو عثمان النهدي، و الأحنف بن قيس، و الحسن بن أبي الحسن، و أخوه سعيد بن أبي الحسن، و محمّد ابن سيرين، و أولاده: عبد الرّحمن، و عبد العزيز، و عبيد اللّه، و مسلم بنو أبي بكرة، و عبد الرّحمن بن جوشن، و أشعث بن ثرملة، و عقبة (1) بن صهبان، و زياد بن كسيب.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد بن عبد الواحد، أنا أبو علي الحسن بن علي، أنا أبو بكر أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد (2)،نا أبي (3)،نا نصر بن باب (4)،عن الحجّاج عن الحكم (5) عن مقسم، عن ابن عباس أنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم الطائف:

«من خرج إلينا من العبيد فهو حر» فخرج عبيد من العبيد فيهم أبو بكرة، فأعتقهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم[12784].

قال: و حدّثني أبي، حدّثنا عبد القدّوس بن بكر بن خنيس (6)،حدّثنا الحجّاج، عن الحكم عن مقسم، عن ابن عبّاس قال: حاصر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أهل (7) الطائف، فخرج إليه عبدان فأعتقهما، أحدهما أبو بكرة، و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يعتق العبيد إذا خرجوا إليه.

أخبرنا الشريف أبو القاسم عبد الملك بن عبد اللّه بن عمر العمري الهروي - بأرجاه - و أبو الحسن علي بن سهل بن محمّد بن علي بن حامد الشاشي (8) الفقيه، و أبو النّضر عبد الرّحمن بن عبد الجبّار المعدّل - بهراة - قالوا: أخبرنا أبو سهل نجيب بن ميمون بن علي، أنا أبو علي منصور بن عبد اللّه بن خالد الخالدي، أخبرنا أبو أحمد علي بن محمّد بن عبد اللّه ابن حبيب المروزي أخبرني أبو يوسف محمّد بن عبدك، حدّثني مصعب بن بشر أبو بشر، أنا (9) الكوسج، حدّثني الحكم بن عتيبة، عن مقسم، عن ابن عبّاس قال: خرج إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عبدان من عبيد الطائف، فأعتقهما صلى اللّه عليه و سلم، أحدهما: أبو بكرة.

ص: 209


1- كذا بالأصل و م، و في «ز»: علية، تصحيف.
2- رواه أحمد بن حنبل في المسند 534/1 رقم 2229.
3- أقحم بعدها بالأصل.
4- الأصل و م: ثابت، و في «ز»: باب، و فوقها ضبة، و المثبت عن المسند.
5- بالأصل و م:«عن اه كم» و المثبت عن «ز»، و المسند.
6- الأصل و م: حسين، و في «ز»: جبير. ترجمته في تهذيب الكمال 551/11.
7- من هنا.. إلى قوله: يعتق. سقط من «ز».
8- بالأصل و م: الشامي، و المثبت عن «ز».
9- كذا بالأصل و م:«أنا الكوسج» و في «ز»: «أنا... الكوسج» و كتب على هامشها: بياض.

أنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد ابن هارون، نا ابن رزق اللّه، نا إبراهيم بن عرعرة، نا سالم بن قتيبة أبو قتيبة، نا أبو المنهال مولى البكراوي، نا عبد العزيز بن أبي بكرة، عن أبي بكرة قال: لما حاصر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم زمن الطائف تدليت ببكرة فقال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«كيف نزلت ؟» فقلت له: تدليت ببكرة، فقال لي:«ما أنت إلاّ أبو بكرة»[12785].

أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر ابن المقرئ، أنا أبو يعلى، حدّثنا إبراهيم بن عزرة بالبصرة، حدّثنا سالم بن قتيبة، نا أبو المنهال مولى البكراوي (1)،عن عبد العزيز بن أبي بكرة قال: قلت لأبي بكرة: لم سميت أبا بكرة ؟ قال: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لما حاصر أهل الطائف تدليت في بكرة، فقال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«كيف صنعت ؟» قلت: تدليت في بكرة، قال:«أنت أبو بكرة»[12786].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، و أبو المعالي ثعلب بن جعفر، قالا (2):أخبرنا عبد الدائم بن الحسن، أنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنا أبو العباس عبد اللّه بن عتاب، حدّثنا بكّار ابن قتيبة، نا روح بن عبادة القيسي (3)،نا شعبة (4)،عن عاصم الأحول قال: سمعت أبا عثمان النهدي يقول:[سمعت سعد بن مالك و أبا بكرة يقولان: سمعنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:] (5)«من ادّعى إلى غير أبيه و هو يعلم أنه غير أبيه فالجنّة عليه حرام»[12787].

قال: و كان سعد بن مالك أول من رمى بسهم في سبيل اللّه، قال: و كان أبو بكرة أول من تسور على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في وفد ثقيف.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن بن أحمد، أخبرنا الحسن بن أحمد بن محمّد المخلدي، أنا المؤمّل بن الحسن بن عيسى، نا محمّد بن إسحاق السجزي، نا عبد الرّزّاق، أنا معمر، و سفيان عن عاصم عن أبي عثمان قال: سمعت سعدا و أبا بكرة يقولان: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من ادّعى إلى غير أبيه و هو يعلم أنه غير أبيه حرّم اللّه عليه - يعني - الجنّة»[12788].

ص: 210


1- في «ز»: البكرويين.
2- بالأصل: قال، و المثبت عن «ز»، و م.
3- غير مقروءة بالأصل، و في م: العتبي، و في «ز»: «العسى» و الصواب ما أثبت، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 235/6.
4- الأصل: عتبة، و في م: عتبة، و المثبت عن «ز»، و قد ذكر المزي في شيوخ روح بن عبادة: شعبة بن الحجاج.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن «ز»، و م.

قال معمر في حديثه: فقلت لأبي عثمان: لقد شهد عندك رجلان حسبك بهما، فقال:

أجل، أما أحدهما - يعني - سعدا أول من رمى بسهم في سبيل اللّه، و أما الآخر - يعني - أبا بكرة فإنه خرج إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في عشرين عبدا من رقيق الطائف قال: فحسب أنه قال:

فأعتقهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد - إجازة - نا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، نا عفّان، نا حمّاد بن سلمة، أنا علي بن زيد، عن عبد الرّحمن بن أبي بكرة قال: أتيت عبد اللّه بن عمرو في بيته فقال لي:

من أنت ؟ قلت: عبد الرّحمن بن أبي بكرة، قلت: أ ما تذكر الرجل الذي وثب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من سور الطائف ؟ قال: بلى، فرحب بي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن [أبي] (1) عثمان، و أحمد بن محمّد بن إبراهيم.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه بن القصاري، أنا أبي أبو طاهر (2)،قالا: أنا إسماعيل بن الحسن، نا الحسين بن إسماعيل الضبّي، نا محمّد بن عبد اللّه المخرّمي، نا أبو هشام الرفاعي، نا حمّاد بن سلمة، عن علي بن زيد، نا عبد الرّحمن بن أبي بكرة عن أبيه قال:

أقبلنا ليلا بسيوفنا على عواتقنا و نحن نقول:

نحن الذين بايعوا محمّدا *** على الموت لا نفر أبدا

يا حبذا أعرف الذى (3)

[قال ابن عساكر:] (4) كذا قال الرفاعي، و إنما هو المخزومي، و اسمه المغيرة بن سلمة بصري (5).

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر، أخبرنا أبو عثمان البحيري [أنا] (6) أبو

ص: 211


1- زيادة عن «ز».
2- بالأصل:«أنا ابن أبي طاهر» و في م:«أنا ابن أبو طاهر» و المثبت عن «ز».
3- كذا بالأصل، و في م و «ز»: «ال» ثم بياض.
4- زيادة منا.
5- هو المغيرة بن سلمة القرشي، أبو هشام المخزومي البصري، ترجمته في تهذيب الكمال 304/18.
6- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز»، و م و لعل الصواب ما أثبت.

عمرو بن حمدان، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الأنماطي، نا حميد بن مسعدة، نا عمر ابن علي، عن الحجّاج عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عبّاس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أعتق من خرج إليه من غلمان الطائف[12789].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو الحسين بن النقور، أخبرنا محمّد بن عبد اللّه بن الحسين، أنا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا شعيب بن أيوب، نا يحيى بن آدم، عن مفضّل - هو ابن مهلهل - عن مغيرة، عن شباك (1)،عن الشعبي عن رجل من ثقيف قال:

سألنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثلاثا، فلم يرخّص لنا (2)،و سألناه أن يرخّص لنا في الدّبّاء (3) فلم يرخّص لنا فيه ساعة، و سألناه أن يرد إلينا أبا بكرة فأبى، و قال:«هو طليق اللّه و طليق (4)رسوله»، و كان أبو بكرة خرج إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم حين حاصر الطائف فأسلم[12790].

قال: و أخبرنا يحيى بن محمّد، نا أبو هشام، نا يحيى هو ابن آدم، عن مفضل، و أبي الأحوص عن مغيرة، عن سالم، عن الشعبي عن رجل من ثقيف قال:

كان أبو بكرة خرج إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم حين حاصر أهل الطائف، فأسلم، فأعتقه، فسألناه أن يرده إلينا، فأبى، و قال:«هو طليق (5) اللّه و طليق رسوله»، و سألناه أن يرخّص لنا في الطهور و قيل له: إن أرضنا أرض باردة، فأبى أن يرخّص لنا.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد الكاتب، أنا الحسن بن علي الواعظ ، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه (6)،حدّثني [أبي، نا يحيى] (7) بن آدم، نا مفضّل بن مهلهل، عن مغيرة، عن شباك (8)،عن الشعبي، عن رجل من ثقيف قال:

سألنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثلاثا، فلم يرخّص لنا، فقلنا: إن أرضنا أرض باردة، فسألناه أن يرخّص لنا في الطّهور فلم يرخّص لنا، و سألناه أن يرخّص لنا في الدّبّاء فلم يرخّص لنا فيه

ص: 212


1- تقرأ بالأصل و م: نساك، و في «ز»: «شاط » حيث سيرد «شباك» في رواية تالية.
2- سقط هنا بالأصل و م و «ز»: «فقلنا إن أرضنا أرض باردة، فسألنا أن يرخص لنا في الطهور، فلم يرخص لنا».
3- الدباء: القرع.
4- بالأصل و م: طريق، في الموضعين، و المثبت عن «ز».
5- انظر الحاشية السابقة.
6- رواه أحمد بن حنبل في المسند 168/6 رقم 17538 طبعة دار الفكر.
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك للإيضاح عن «ز»، و م.
8- كذا بالأصل و م و «ز»، و المسند، و هو شباك الضبي الكوفي الأعمى، ترجمته في تهذيب الكمال 265/8.

ساعة، و سألناه أن يرد إلينا أبا بكرة، فأبى و قال:«هو طليق اللّه و طليق (1) رسوله»، و كان أبو بكرة خرج إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حين حاصر الطائف فأسلم.

قال: و حدّثنا عبد اللّه، حدّثنا الوركاني، أخبرنا [أبو] (2) الأحوص، عن مغيرة، عن شباك، عن الشعبي، عن رجل من ثقيف عن النبي صلى اللّه عليه و سلم نحوه (3).

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو منصور بن شكرويه، أنا إبراهيم بن عبد اللّه المحاملي، نا يوسف، نا جرير، عن المغيرة، عن شباك، عن الشعبي، حدّثني فلان الثقفي.

أنهم سألوا النبي صلى اللّه عليه و سلم ثلاثا، فلم يعطنا شيئا منهن، سألناه أن يرخّص لنا في الوضوء فإن أرضنا أرض باردة، فلم يفعل، و سألناه أن يرخص لنا في الدّبّاء فلم يرخّص لنا في الدّبّاء فلم يرخّص لنا فيه ساعة قط ، و سألناه أن يردّ علينا أبا بكرة عبدا، و كان أسلم قبلنا، و كان مملوكا لنا، قال:«لا، هو طليق اللّه ثم طليق (4) رسوله صلى اللّه عليه و سلم»[12791].

أخبرنا أبو القاسم الشيباني، أخبرنا أبو علي التميمي، أنا أبو بكر بن حمدان، نا أبو عبد الرّحمن، حدّثني أبي (5)،أخبرني علي بن عاصم، أنا المغيرة، عن شباك، عن عامر، أخبرني فلان الثقفي قال:

سألنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن ثلاث فلم يرخّص لنا في شيء منهن، سألناه أن يردّ إلينا أبا بكرة فكان مملوكا و أسلم قبلنا، فقال:«لا هو طليق اللّه ثم طليق (6) رسوله صلى اللّه عليه و سلم»، ثم سألناه أن يرخّص لنا في الشتاء و كانت أرضنا أرضا (7) باردة - يعني في الطهور، فلم يرخّص لنا، و سألناه أن يرخّص لنا في الدّبّاء، فلم يرخّص لنا فيه[12792].

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه العبدي، أنا محمّد بن محمّد بن الأزهر الجوزجاني، نا علي بن نجيح الباهلي - ببغداد - نا يحيى بن

ص: 213


1- الأصل و م: طريق، في الموضعين، و المثبت عن «ز»، و المسند.
2- سقطت من الأصل و م و «ز»، و الزيادة عن المسند.
3- مسند أحمد 169/6 رقم 17539 طبعة دار الفكر.
4- الأصل و م: طريق، و المثبت عن «ز»، في الموضعين.
5- رواه أحمد بن حنبل في المسند 460/6 رقم 18800 طبعة دار الفكر.
6- الأصل و م:«طريق» في الموضعين، و المثبت عن «ز»، و المسند.
7- الأصل و م: أرض، و المثبت عن «ز»، و المسند.

الفضل الخرقي، حدّثنا أبو عامر العقدي، نا الأسود بن شيبان، عن أبي نوفل بن أبي عقرب أن ثقيفا أرادت أن تدّعي أبا بكرة، فقال: أنا مسروح مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

رواها محمّد بن سعد، عن أبي عامر فقال عن خالد بن سمير.

أنبأنا بها أبو نصر بن البنّا، و أبو طالب بن يوسف، قالا: أخبرنا أبو محمّد الجوهري - قراءة - عن أبي عمر بن حيوية، أخبرنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد (1)،أنا أبو عامر العقدي، نا الأسود بن شيبان، عن خالد بن سمير أن ثقيفا أرادت أن تدّعي أبا بكرة فقال: أنا مسروح، مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه، و علي بن الحسن بن سعيد، قالا: حدّثنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا - أبو بكر الخطيب، أنا الحسن بن أبي بكر، أنا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن زياد القطّان، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد مخول (2) المستملي، نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، نا ابن عليّة إسماعيل، نا عيينة بن عبد الرّحمن بن حصن بن جوشن عن أبيه قال: كان أبو بكرة لا يعرف أبوه، فإذا عيّره أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بذلك قال: فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبٰاءَهُمْ فَإِخْوٰانُكُمْ فِي الدِّينِ (3).

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم، نا ابن أبي خيثمة، نا يحيى بن معين، نا ابن عليّة، عن عيينة بن عبد الرّحمن بن جوشن، عن أبيه في قوله: اُدْعُوهُمْ لِآبٰائِهِمْ [هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللّٰهِ ] (4)فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبٰاءَهُمْ فَإِخْوٰانُكُمْ فِي الدِّينِ قال: قال أبو بكرة: أنا من إخوانكم ممن لا أب له.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة، أنا ابن عدي (5)،نا أحمد بن علي بن المثنّى، نا نصر بن علي، نا عبد اللّه بن داود، عن منخّل بن حكيم، عن ابن عون قال: اجتمع (6) الحسن و محمّد أنه لم ينزل البصرة من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مثل أبي بكرة، و عمران بن حصين.

ص: 214


1- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 15/7.
2- كذا رسمها بالأصل و م و «ز».
3- سورة الأحزاب، الآية:5.
4- الزيادة عن نص الآية في التنزيل العزيز، ليست في الأصل و م و «ز».
5- رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 427/6 في ترجمة منخل بن حكيم.
6- كذا بالأصل و م و «ز»، و في الكامل لابن عدي: أجمع.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أخبرنا الحسين بن جعفر، أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال: أبو بكرة من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، بصري، و كان من خيار أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، انتهى.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد و غيره، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، أنا سليمان بن أحمد الطبراني، نا أبو خليفة بن الحباب، نا مسلم بن إبراهيم، نا أبو كعب الأزدي، نا عبد العزيز بن أبي بكرة.

أن أبا بكرة تزوج امرأة من بني غدانة، و أنها هلكت، فحملها إلى المقابر، فحال إخوتها بينه و بين الصلاة عليها، فقال لهم: لا تفعلوا، فإنّي أحقّ بالصلاة منكم، قالوا: صدق صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فصلّى عليها، ثم إنه دخل القبر فدفعوه دفعا عنيفا فوقع مغشيا عليه، فحملوه إلى أهله فصرخ عليه يومئذ عشرون من ابن و بنت، قال عبد العزيز: و أنا يومئذ من أصغرهم، فأفاق إفاقة فقال لهم: لا تصرخوا عليّ ، فو اللّه ما من نفس تخرج أحبّ إلي من نفس أبي بكرة، ففزع القوم، فقالوا له: لم يا أبانا؟ قال: إنّي أخشى أن أدرك زمانا لا أستطيع أن آمر بمعروف و لا أنهى عن منكر، و ما خير يومئذ (1).

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا الصاغاني، نا عثمان بن أبي شيبة، حدّثني ابن مهدي، عن حاجب بن عمر أبي حبشية، عن عمه الحكم الأعرج قال: جلب رجل حبشيا من السند أو الهند، فطلبه زياد أو ابن زياد منه، فأبى أن يبيعه، فغصبه إياه، فبنى صفة (2) مسجد البصرة قال: فلم يصل أبو بكرة فيها حتى قلعت.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر - لفظا - أخبرنا [أبو محمد] (3) أحمد بن الحسن بن محمّد، أنا أبو سعيد محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، نا أبو حامد أحمد بن محمّد بن الحسن، نا محمّد بن يحيى، نا الحسن (4) بن الربيع، نا عبد الأعلى، عن محمّد بن إسحاق (5)،عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب.

ص: 215


1- سير أعلام النبلاء 7/3.
2- صفة المسجد، موضع مظلل منه.
3- الزيادة استدركت عن «ز»، و سقطت من الأصل و م.
4- في «ز»: حسن.
5- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 151/19 و سير الأعلام 8/3.

أن عمر بن الخطّاب جلد أبا بكرة أو نافع بن الحارث و شبل بن معبد، قال: فاستتاب نافعا و شبل بن معبد فتابا، فقبل شهادتهما و استتاب أبا بكرة فأبى، و أقام فلم يقبل شهادته، و كان أفضل القوم.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو طاهر الفقيه، أخبرنا أبو حامد ابن بلال، نا أبو الأزهر، نا عمر بن محمّد، عن قيس، عن سالم الأفطس، عن سعيد بن عاصم قال:

كان أبو بكرة إذا أتاه الرجل شهّده قال: أشهد غيري، فإن المسلمين قد فسّقوني، قال أبو بكر و هذا إن صحّ فلأنه امتنع من أن يتوب من قذفه، و أقام عليه، و لو كان قد تاب منه لما ألزموه اسم الفسق، و اللّه أعلم (1).

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا طراد بن محمّد، أنا أبو الحسن بن رزقويه، أنا أبو جعفر محمّد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب، نا علي بن حرب، نا سفيان، عن سعد بن إبراهيم بن (2) عبد الرّحمن بن عوف، عن أبيه قال: لما جلد أبو بكرة أمرت جدتي أم كلثوم بنت عقبة بشاة فسلخت، ثم ألبس مسكها،[فهل] (3) ذلك إلاّ من ضرب شديد؟ أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، و علي بن المسلم، قالا: أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو الدحداح أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا عبد الوهّاب بن عبد الرحيم الأشجعي، نا سفيان، نا سعد بن إبراهيم - و هو جالس مع الزهري - قال:

يزعم أهل العراق أنّ القاذف لا يجلد جلدا شديدا، أشهد أن أبي أخبرني أن أمّه أم كلثوم بنت عقبة أمرت بشاة حين (4) جلد أبو بكرة، فسلخت فلبس مسكها، فهل كان ذلك إلاّ من ضرب شديد؟ أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا [أبو] (5) عبد الرّحمن

ص: 216


1- سير أعلام النبلاء 6/3 و 7. و عقب الذهبي قال: كأنه يقول: لم أقذف المغيرة، و إنما أنا شاهد، فجنح إلى الفرق بين القاذف و الشاهد، إذ نصاب الشهادة لو تمّ بالرابع، لتعيّن الرجم، و لما سمّوا قاذفين.
2- بالأصل و م:«عن» و المثبت عن «ز».
3- سقطت من الأصل و م، و في «ز»: قبل. و المثبت عن المختصر.
4- من هنا.. إلى قوله: شبه سقط من «ز»، فاختل الخبران و تداخلا، فاضطرب السياق.
5- سقطت من الأصل و م.

السّلمي، أنا الحسين بن علي التميمي، نا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، نا عمر بن شبّة، نا يونس ابن أخي عمّار (1) بن عباد المهلبي، نا أبو هلال، عن قتادة قال:

سأل عبيد اللّه بن زياد أبا بكرة: ما أعظم المصيبة ؟ قال: مصيبة الرجل في دينه، قال:

ليس عن هذا أسألك، قال: فموت الأب، قاصمة الظهر، و موت الولد صدع في الفؤاد، و موت الأخ قص الجناح، و موت المرأة حزن ساعة.

أخبرنا أبو عبد اللّه بن البنّا - قراءة - عن أبي تمّام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم، نا ابن أبي خيثمة، نا هوذة بن خليفة (2)،نا عوف، عن أبي عثمان النهدي قال:

كنت خليلا لأبي بكرة فقال لي يوما: أ ترى الناس، إنّي إنّما عتبت على هؤلاء في الدنيا، و قد استعملوا عبيد اللّه - يعني: ابنه - على فارس، و استعملوا روادا - يعني: ابنه - على دار الرزق، و استعملوا عبد الرّحمن - يعني: ابنه - على الديوان و بيت المال، أ فليس في هؤلاء دنيا؟ كلا و اللّه، إنّما عتبت عليهم لأنهم كفروا، فذكر كلمة، و كان في نسخة أخرى: كفروا صراحة أو صراحا (3).

قال (4):و حدّثنا هوذة بن خليفة، نا هشام بن حسّان، عن الحسن قال:

مرّ بي أنس بن مالك و قد بعثه زياد إلى أبي بكرة يعاتبه، فانطلقت معه، فدخلنا على الشيخ و هو مريض، فأبلغه عنه، فقال: إنه يقول: أ لم أستعمل عبيد اللّه على فارس ؟ أ لم استعمل روادا على دار الرزق ؟ أ لم أستعمل عبد الرّحمن على الديوان و بيت المال ؟ فقال أبو بكرة: هل زاد على أن أدخلهم النار؟ فقال أنس: إنّي لا أعلمه إلاّ مجتهدا، فقال الشيخ:

أقعدوني إنّي لا أعلمه إلاّ مجتهدا، و أهل حروراء (5) قد اجتهدوا فأصابوا أم أخطئوا؟ قال أنس: فرجعنا مخصومين.

ص: 217


1- الأصل و م، و في «ز»: عباد.
2- من طريقه روي في تهذيب الكمال 151/19 و سير الأعلام 8/3 و 9.
3- بالأصل و م: و صراحا، و المثبت عن «ز»، و تهذيب الكمال.
4- القائل: أبو بكر بن أبي خيثمة، و الخبر في تهذيب الكمال 151/19 و سير الأعلام 9/3.
5- حروراء اختلفوا في ضبطها، و في معجم البلدان بفتحتين، موضع على بعد ميلين من الكوفة، نزل به الخوارج الذين خافوا عليّ بن أبي طالب فسموا حرورية.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين (1) بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني أبي، أنا إسماعيل بن إبراهيم (2)، حدّثني عيينة بن عبد الرّحمن، حدّثني أبي.

أن أبا بكرة لما اشتكى عرض عليه بنوه أن يأتوه بطبيب، فأبى، فلما ثقل و عرف الموت من نفسه و عرفوه منه قال: أين (3) طبيبكم ؟ ليردّها إن كان صادقا! قال: و ما يغني الآن، قال:

و لا قبل الآن، قال: فجاءت ابنته أمة اللّه، فلما رأت ما به بكت، فقال: أي بنية، لا تبكين (4)،فقالت: يا أبتاه، إنّ لم أبك عليك فعلى من أبكي ؟ قال: لا تبكي، فو الذي نفسي بيده ما في الأرض نفس أحبّ إليّ أن تكون خرجت، من نفسي هذه و لا نفس هذا الذباب الطائر، ثم أقبل على حمران و هو عند رأسه فقال: أ لا أخبرك لما ذا خشيت و اللّه أن يجيء أمر يحول بيني و بين الإسلام.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (5)،أنا محمّد بن أحمد بن رزق، أنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكي (6)،أنا محمّد بن إسحاق الثقفي، نا الحسين بن سعيد المخرمي (7)،نا إسماعيل بن عليّة، عن عيينة بن عبد الرّحمن، حدّثني أبي قال:

لمّا اشتكى أبو بكرة عرض عليه بنوه أن يأتوه بطبيب، فأبى، فلما نزل به الموت فعرف الموت من نفسه، و عرفوه منه، قال: إن طبيبكم ليردّها إن كان صادقا؟ فقالوا: و ما يغني الآن ؟ قال: و قبل الآن، فجاءت ابنته أمة اللّه، فلما رأت ما به بكت، فقال: أي بنية لا تبكي، قالت: يا أبت، فإذا لم أبك عليك، فعلى من أبكي ؟ فقال: لا تبكي، فو الذي نفسي بيده ما على الأرض نفس أحب إلي من أن تكون قد خرجت من نفسي هذه، و لا نفس هذا الذباب الطائر، فأقبل على حمران يعني ابن أبان، و هو عند رأسه فقال: أ لا أخبرك ممّ (8) ذاك ؟ قال - حسبت و اللّه أن يوشك أن يجيء أمر يحول بيني و بين الإسلام، ثم جاء أنس بن مالك، فقعد

ص: 218


1- في «ز»: الحسن.
2- من طريقه روي في سير الأعلام 9/3.
3- الأصل و م و «ز»: «إن» و المثبت عن سير الأعلام.
4- كذا بالأصل و م و «ز»، و الوجه: لا تبكي.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 47/8 في ترجمة الحسين بن سعيد بن عبد اللّه المخرمي.
6- ترجمته في تاريخ بغداد 168/6.
7- الأصل و م و «ز»: المخزومي، و المثبت عن تاريخ بغداد.
8- الأصل: بما، و المثبت عن «ز»، و م و تاريخ بغداد.

بين يديه، و أخذ بيده و قال: إنّ ابن أمك زياد أرسلني إليك يقرئك السلام، و قد بلغه الذي نزل بك من قضاء اللّه، فأحب أن يحدث بك عهدا، و أن يسلم عليك، و يفارقك عن رضا، فقال:

أبلغه أنت عني ؟ قال: نعم، قال: فإنّي أحرج عليه أن يدخل [لي] (1) بيتا (2) و يحضر لي جنازة، قال: لم ؟ يرحمك اللّه، و قد كان لك معظما، و لبنيك واصلا؟ قال: في ذلك غضبت عليه، قال: ففي خاصة نفسك ما علمته إلاّ مجتهدا؟ قال: فأجلسوني، قال: فأجلس، فقال:

نشدتك باللّه لما حدثتني عن أهل النهر أ كانوا مجتهدين ؟ قال: نعم، قال: فأصابوا أم أخطئوا؟ قال: هو ذاك، ثم قال: أضجعوني، فرجع أنس إلى زياد، فأبلغه، فركب [من] مكانه متوجها إلى الكوفة، فتوفي و هو بالجلحاء (3)،فقدّم بنوه أبا برزة فصلّى عليه.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو علي بن أبي نصر، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا أبي، نا مسلم بن عيسى، نا الجارود بن يزيد، نا الحسن بن دينار، عن الحسن قال (4):

لما حضرت أبا بكرة الوفاة قال: اكتبوا وصيتي، فكتب الكاتب: هذا ما أوصى به نفيع الحبشي مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و هو يشهد أن اللّه ربّه، و أن محمّدا صلى اللّه عليه و سلم نبيّه، و أن الإسلام دينه، و أن الكعبة قبلته، و أنه يرجو من اللّه ما يرجوه المعترفون بتوحيده، المقرّون بربوبيته، الموقنون بوعده و وعيده، الخائفون لعذابه، المشفقون من عقابه، المؤملون لرحمته، أنه أرحم الراحمين.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة [أنا] (5) أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر الطبري، قالا: أخبرنا أبو الحسين ابن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، حدّثني أحمد بن الخليل، نا الفضل بن دكين، نا الحسن بن صالح، عن أبيه عن الشعبي قال: قال أبو بكرة لابنته عند موته: اندبيني ابن مسروح الحبشي.

ص: 219


1- سقطت من الأصل و م و استدركت عن «ز»، و تاريخ بغداد.
2- الأصل و م: شيئا، و المثبت عن «ز»، و تاريخ بغداد.
3- الجلحاء موضع على ستة أميال من الغوير المعروف بالزبيدية بين العقبة و القاع (معجم البلدان).
4- الوصية الكتاب في تهذيب الكمال 151/19.
5- سقطت من الأصل، و مكانها بياض في م، و الزيادة عن «ز».

أنبأنا أبو نصر بن البنّا، و أبو طالب بن يوسف، قالا (1):قرئ على أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا أبو علي بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال (2):مات أبو بكرة في خلافة معاوية بن أبي سفيان بالبصرة في ولاية زياد.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: قال المدائني: و فيها - يعني - سنة خمسين مات أبو بكرة، و ذكر أنه أخبره بذلك أبوه عن أحمد بن عبيد بن ناصح عن المدائني.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: و مات أبو بكرة سنة إحدى و خمسين، و أوصى أن يصلّي عليه أبو برزة الأسلمي.

قرأت على أبي محمّد، أخبرنا مكي، أنا أبو سليمان قال: و قد قيل: إنّ أبا بكرة و اسمه نفيع بن الحارث مات في هذه السنة - يعني - سنة إحدى و خمسين.

أخبرنا أبو عبد اللّه بن البنّا - قراءة - عن أبي تمام الواسطي، عن أبي عمر بن حيوية، أنا محمّد بن القاسم الكوكبي، حدّثنا أبو بكر أحمد بن أبي خيثمة، أخبرت يحيى بن معين عن المدائني قلت له: إنه أخبرنا أن أبا بكرة مات سنة إحدى و خمسين أو في سنة اثنتين و خمسين، و أوصى أن يصلّي عليه أبو برزة ؟ فقال أبو زكريا: يقال (3).

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أخبرنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (4):و فيها - يعني - سنة اثنتين و خمسين مات أبو بكرة بالبصرة، صلّى عليه أبو برزة الأسلمي.

7919 - نفيع أبو إسماعيل العبسي

جد والد إسماعيل بن عبد الرّحمن بن عبيد بن نفيع.

سمع معاوية و أرسله إلى الروم، له ذكر.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - بقراءتي - نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي

ص: 220


1- الأصل و م: قال، و المثبت عن «ز».
2- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 16/7.
3- تهذيب الكمال 152/19.
4- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 218 (ت. العمري).

نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم، نا ابن عائذ (1) قال: قال الوليد:

فأخبرني من سمع إسماعيل بن عبيد بن نفيع أن معاوية أغزى عبد الرّحمن ابن أم الحكم أرض الروم، و كان فيها، و وفّد ابن هرقل خصيّا له يريد معاوية على الصلح، على أن تجعل له ضواحي أرض الروم، على أن يكف الجنود، و لا يغزيهم (2)،فأجابه معاوية إلى ذلك، فأرسل معه اثني عشر رجلا من حرسه: نفيع أبو (3) إسماعيل أحدهم، فانطلقوا مع الخصي حتى أتوا عبد الرّحمن بكتاب معاوية برأيه، فخلّى سبيل من كان معه من السبي، و نفذ رسل معاوية إلى ابن هرقل، فلما دخلوا عليه و قرأ كتابه جعل ينفخ و يقول: اضطر معاوية، أرسلت إليه، لا رجل و لا امرأة، أنا أعطيه ضواحي الروم بخدعة، أنا أعطيه ضواحي الروم ؟ و قتل تسعة من الرسل، و استبقى نفيعا و ابنه، فحبسهم في سجنه، و بلغ معاوية الخبر، فأمر عبد الرّحمن بالمقام بأرض الروم.

ذكر من اسمه نمران

7920 - نمران ،و يقال: هزّان بن حكيم القرشي

7920 - نمران (4)،و يقال: هزّان بن حكيم القرشي

أحد حملة القرآن العظيم ممن كان يحضر الدراسة في مسجد دمشق مع إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر و طبقته.

حكى عنه محمّد بن شعيب بن شابور.

تقدمت الحكاية تذكرة في ترجمة سليمان بن بزيع.

7921 - نمران بن عتبة الذماري

7921 - نمران بن عتبة الذماري (5)(6)

قال ابن منده: هو دمشقي.

روى عن أم الدّرداء.

ص: 221


1- الأصل و م:«ابن أبي عائذ» و المثبت عن «ز».
2- الأصل و م و «ز»: يعيرهم، و المختصر عن المختصر.
3- الأصل و م:«بن» و المثبت عن «ز».
4- نمران بكسر أوله و سكون ثانيه.
5- الأصل: الرمادي، و المثبت عن «ز»، و م.
6- ترجمته في ميزان الاعتدال 273/3 و تهذيب الكمال 158/19 و تهذيب التهذيب 645/5.

روى عنه: ابن أخيه رباح بن الوليد الذماري (1)،و قيل الوليد بن رباح.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عبيد علي بن الحسين بن حربوية - قاضي مصر بالرقّة - نا الحسن بن عبد العزيز الجروي (2)،نا يحيى بن حسّان، نا الوليد بن رباح الذماري (3)،نا نمران بن عتبة الذماري قال: دخلنا على أم الدّرداء و نحن أيتام صغار، فمسحت رءوسنا و قالت: أبشروا بنيّ (4)،فإني أرجو أن تكونوا في شفاعة أبيكم، فإنّي سمعت أبا الدّرداء يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يشفع [الشهيد] (5) في سبعين من أهل بيته»[12793].

7922 - نمران بن يزيد بن عبيد المذحجي

7922 - نمران بن يزيد بن عبيد المذحجي (6)

والد يزيد بن نمران.

حكى عنه ابنه عبد اللّه بن نمران.

و كانت له بدمشق قطيعة.

قرأت في كتاب أبي الحسين الرّازي، حدّثني أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن صالح القرشي الدمشقي، حدّثني محمّد بن أحمد بن مطر بن العلاء الفزاري، عن أبيه عن جده مطر ابن العلاء أن الضيعة المعروفة بالنّمرانية (7) في الوادي إقطاع من معاوية بن أبي سفيان لنمران ابن يزيد بن عبيد المذحجي، و من ولده يزيد بن نمران الذي خرج مع مروان بن الحكم في قتال الضّحّاك بن قيس الفهري بتل (8) راهط .

[ذكر من اسمه نمر]

7923 - النّمر بن قطبة

وفد على معاوية.

ص: 222


1- الأصل و م: الرمادي، و المثبت عن «ز».
2- الأصل و م: الجوري، و المثبت عن «ز»، راجع ترجمته في سير الأعلام 333/12.
3- الأصل: الرمادي، و المثبت عن «ز»، و م.
4- الأصل: بي و المثبت عن «ز»، و م.
5- سقطت من الأصل و م و «ز»، و استدركت عن تهذيب التهذيب، و فيه: إن الشهيد يشفع...
6- ترجمته في معجم البلدان (النمرانية)304/5.
7- النمرانية قرية بالغوطة من ناحية الوادي.
8- كذا بالأصل و م و «ز»: بتل راهط ، و في معجم البلدان: بمرج راهط .

قرأت على أبي (1) الفتح نصر اللّه بن محمّد، عن نصر بن إبراهيم، عن أبي الحسن بن السمسار، أنا أبو الحسن محمّد بن يوسف البغدادي قال: قرأت على أبي محمّد الحسن بن رشيق - بمصر - قلت له: حدّثكم أبو (2) بكر يموت ابن المزرع بن يموت البصري، حدّثنا العباس بن الفرج الرياشي، نا الأصمعي، نا عيسى بن عمر (3) الثقفي، نا الأحنف بن قيس، و كان وافدا لأهل البصرة على معاوية، وقت (4) دخل النّمر بن قطبة و على النّمر عباءة قطوانية (5)،و على الأحنف مدرعة (6) و شملة، فلما مثل بين يدي معاوية اقتحمها عينه، فقال النّمر: يا أمير المؤمنين، إنّ العباءة لا تكلمك و إنّما يكلمك من فيها، فقال: اجلس، ثم أقبل على الأحنف فقال: ثم مه، فقال الأحنف: يا أمير المؤمنين أهل البصرة عدد يسير، و عظم كسير،[مع] (7) تتابع من المحول، و اتصال (8) من الذّحول (9)،فالغني قد أطرق، و المقلّ قد أملق و بلغ منه المخنق، فإن رأى أمير المؤمنين أن يجبر الكسير، و يسهل العسير، و يصفح عن الذحول، و يداوي من المحول، و يكشف البلاء لنزول اللأواء، ألا و إن (10) للسيد نعما و لا يخص، و من يدعو الجفلى و لا يدعو النقرى، إن أحسن إليه شكر، و إن أساء إليه غفر، ثم يكون من وراء ذلك لرعيته عمادا يرفع عنهم الملمات، و يكشف عنه المعضلات، فقال له معاوية: هاهنا يا أبا بحر، و تلا هذه الآية: وَ لَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ (11).

قال: الجفلى أن يخرج الرجل فينادي في الناس: أيها الناس هلمّ إلى الزاد، و النقرى:

أن يجيء إلى الناس و هم مجتمعون فيقول تعالى يا فلان.

و قال طرفة بن العبد (12):

ص: 223


1- بالأصل و م:«أخبرنا علي أبو الفتح» و المثبت عن «ز».
2- الأصل و م: بن، و المثبت عن «ز».
3- الأصل: عمرو، و المثبت عن «ز»، و م.
4- كذا بالأصل و م و «ز»: «وقت» و في المختصر: و قد.
5- قطوانية: نسبة إلى قطوان موضع بالكوفة.(معجم البلدان).
6- مدرعة: ثوب لا يكون إلاّ من الصوف.
7- سقطت من الأصل و م، و استدرك عن «ز».
8- الأصل: و أيضا، و المثبت عن «ز»، و م.
9- المحول: من المحل، و هو الجدب. و الذحول: جمع ذحل، و هو الثأر. أو هو العداوة و الحقد.
10- بالأصل و م و «ز»: «و ان السيد يعم» و المثبت عن المختصر.
11- سورة محمد، الآية:30.
12- ديوان طرفة بن العبد ص 55 (ط بيروت: دار صادر).

نحن في المشتاة ندعو الجفلى *** لا ترى الآداب فينا ينتقر (1)

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا إسماعيل بن إسحاق، نا علي بن عبد اللّه، عن ابن عيينة قال: نظر بعض الملوك إلى العذري الناسب في عباءة فازدراه فقال له: إنّ العباءة لا تكلمك، و إنّما يكلمك من فيها.

7924 - النّمر بن محمّد بن النّمر بن عبد السّلام

أبو الحارث الحميري الحمصي الخطيب

حدّث بدمشق على أبي علي بن سعيد الحمصي.

روى عنه: عبد العزيز (2).

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، و أبو محمّد بن الأكفاني، قالا: حدّثنا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد - لفظا - أنا أبو الحارث النّمر بن محمّد بن النّمر بن عبد السّلام الخطيب الحميري الحمصي - من حفظه إملاء - زاد الفرضي: في الجامع في التاسع من ذي القعدة من سنة ثمان و ثلاثين و أربعمائة أخبرنا - و قال ابن الأكفاني: نا - أبو علي الحسن بن عبد اللّه بن سعيد الحمصي الكندي (3)-ببعلبك-. أخبرنا - و قال الأكفاني: حدّثنا - أبو بكر محمّد بن جعفر بن زريق، حدّثنا إبراهيم - زاد الفرضي: هو ابن زبريق - حدّثنا إسماعيل - زاد الفقيه:

يعني ابن عيّاش - حدّثنا عبيد اللّه بن عبيد الكلاعي، عن مكحول، و سليمان بن موسى عن أم أيمن مولاة النبي صلى اللّه عليه و سلم قالت:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوصي بعض أهله قال:«لا تشركن - و قال الأكفاني: لا تشرك - باللّه شيئا و لو - و قال الأكفاني: و إن - قطعت و حرقت، و لا تعص - و قال الأكفاني: و لا تعقّ - والديك، و إن أمراك أن تخرج من أهلك و مالك، و لا تتركنّ صلاة مكتوبة متعمدا، فإنه من ترك صلاة مكتوبة متعمدا فقد برئت منه ذمة اللّه، و إيّاك و شرب الخمر، فإنّه رأس كل فاحشة، و إيّاك و المعصية، فالمعصية - و قال ابن الأكفاني: فإنّ المعصية - تحلّ سخط اللّه، و إيّاك

ص: 224


1- الأصل و م و «ز»: «لا ترى الصب منا يفتقر» و على هامش «ز»: الآداب منا ينتقر، و المثبت عن الديوان.
2- يعني عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أبا محمد التميمي الدمشقي، ترجمته في سير الأعلام 248/18.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 415/16.

و الفرار من الزحف، و إذا أصاب الناس موتان (1) و أنت فيهم فاثبت و لا تنازع ذا الأمر أمره، و أنفق على عيالك من طولك، و لا ترفع عصاك عنهم أدبا، أخفهم في اللّه - و قال ابن الأكفاني:

للّه - عزّ و جلّ »[12794].

ذكر من اسمه نمير

7925 - نمير بن أوس الأشعري

7925 - نمير بن أوس الأشعري (2)

قاضي دمشق.

[روى عن: حذيفة [بن اليمان مرسل] (3)،و أبي موسى [الأشعري] (4)،و أبي الدرداء، و معاوية (5) مرسلا، و أم الدرداء، و مالك بن مسروح] (6).

روى عنه: ابنه الوليد، و إبراهيم بن سليمان الأفطس، و عبد اللّه بن ملاذ، و يحيى بن الحارث الذماري، و عبد اللّه بن العلاء بن زبر، و محمّد بن الوليد الزبيدي، و الهيثم بن عمران العبسي (7)،و عمر بن يزيد البصري (8)،و الأوزاعي، و سعيد بن عبد العزيز.

و كان بمصر ممن يحضر دراسة القرآن في الجامع بدمشق، و يدرس مع الناس و هو قاضي (9)،و ولي أذربيجان.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر، حدّثنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم - بدمشق - أخبرنا عمر بن أحمد الخطيب الواسطي - قراءة عليه في المسجد الأقصى - أخبرنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن [الملطي، نا بشر بن سعيد ابن قليوبه الرقي بالرقة،

ص: 225


1- موتان الناس: الموت الكثير الوقوع.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 158/19 و تهذيب التهذيب 646/5 و أخبار القضاة 204/3 و ما بعدها.
3- ما بين معكوفتين استدرك عن تهذيب الكمال.
4- زيادة عن تهذيب الكمال.
5- كذا جاء في «ز»، و الذي في تهذيب الكمال: معاذ بن جبل مرسل.
6- ما بين معكوفتين، أسماء من روى عنهم نمير، سقط من الأصل و م، و استدرك عن «ز».
7- كذا بالأصل و م و «ز»: العبسي، و في تهذيب الكمال: العنسي.
8- كذا بالأصل و م و «ز»: البصري، و في تهذيب الكمال: النصري.
9- كذا بالأصل و م و «ز»: قاضي، بإثبات الياء.

نا إبراهيم بن أبي حميد، نا عثمان بن عبد الرحمن] (1)،نا سالم بن عبد الأعلى، عن نمير بن أوس الأشعري، أخبرنا أبو الدرداء.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم علّمه ثلاثا قال: أمرني أن لا أنام إلاّ على وتر، و أمرني بصيام ثلاثة أيام من الشهر، و أمرني بأربع سجدات بعد ارتفاع الشمس للضحى، ثم فسّرهن لي فقال:«إنّ العبد تقبض روحه في منامه، فلا يدري أ تردّ إليه أم لا، فيكون قد قضى وتره خير له، و من صام ثلاثا من الشهر فقد صام الدهر لأن الحسنة بعشر أمثالها. و يصبح العبد على كلّ سلامى منه زكاة»، قلت: يا رسول اللّه، بأبي أنت و ما السّلامى ؟ قال:«رأس كلّ عظم من جسده، فإذا صلّى ركعتين بأربع سجدات فقد أدّى ما على جسده من زكاة»[12795].

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنا سهل بن بشر الأسفرايني، أنا علي بن ربيعة، أنا الحسن بن رشيق، نا يحيى بن محمّد بن عمرو المؤدّب، نا إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الزبيدي، نا عمرو (2) بن الحارث، نا عبد اللّه بن سالم، عن الزبيدي، حدّثني نمير بن أوس أن معاوية كان يقول: سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من أحبّ لقاء اللّه أحبّ اللّه لقاءه، و من كره لقاء اللّه كره اللّه لقاءه»[12796].

[أخبرنا أبو عبد الله الفراوي، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن الفضل الكرابيسي المروزي،] (3).

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن الحسن البصري (4)،نا [أبو] (5) إسماعيل محمّد بن إسماعيل الترمذي، نا سليمان بن شرحبيل، نا سلمة بن علي، نا يحيى بن الحارث، عن نمير ابن أوس عن أم الدّرداء عن أبي الدّرداء عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«من أحب و أبغض للّه و أعطى للّه و منع للّه فقد استكمل الإيمان»[12797].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الفضل أحمد ابن الحسن.

ص: 226


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن «ز».
2- الأصل و م: عمر، و المثبت عن «ز»، راجع ترجمة إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الزبيدي في تهذيب الكمال 8/2 و ذكر من شيوخه عمرو بن الحارث الحمصي.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك لتقويم السند عن «ز».
4- كذا بالأصل، و في م: النصري، و في «ز»: النضري.
5- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن «ز».

ح و أخبرنا أبو العزّ الكيلي، أخبرنا أبو طاهر، قالا: أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خيّاط قال (1):في الطبقة الأولى من أهل الشامات: نمير بن أوس الأشعري، دمشقي، مات سنة إحدى و عشرين و مائة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أخبرنا أبو عمرو (2) بن منده، أخبرنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، حدّثنا ابن أبي الدنيا، حدّثنا محمّد بن سعد قال (3):في الطبقة الثالثة من تابعي أهل الشام: نمير بن أوس الأشعري، مات سنة اثنتين و عشرين و مائة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال (4):في الطبقة الثالثة من تابعي أهل الشام: نمير بن أوس الأشعري، و كان قاضيا بدمشق، و كان قليل الحديث، توفي سنة اثنتين و عشرين في خلافة هشام بن عبد الملك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أخبرنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أخبرنا الأحوص بن (5) المفضّل، نا أبي قال: نمير بن أوس الأشعري، قاضي دمشق.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أخبرنا أبو الفضل و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أخبرنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (6):نمير بن أوس الأشعري، و يقال: قاضي دمشق، عن مالك بن مسروح.

أخبرنا أبو الحسين و أبو عبد اللّه قالا: أخبرنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ص: 227


1- طبقات خليفة بن خيّاط ص 567 رقم 2932 طبعة دار الفكر.
2- في م: عمر.
3- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
4- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 456/7.
5- الأصل و م: أخبرنا، و المثبت «بن» عن «ز».
6- التاريخ الكبير للبخاري 117/8 باختلاف.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا علي.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال (1):

نمير بن أوس الأشعري قاضي دمشق، روى عن أم (2) الدّرداء، و مالك بن مسروح، روى عنه إبراهيم بن سليمان الأفطس، و عبد اللّه بن ملاذ، و ابنه، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الصوفي، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة النصري قال في الطبقة الثالثة: نمير بن أوس الأشعري.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا - قراءة - عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أخبرنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد (3)،أنا أبو الحسن (4)[الربعي] (5)،أخبرنا عبد الوهّاب الكلابي، أخبرنا أحمد بن عمير - قراءة - قال:

سمعت ابن (6) سميع يقول في الطبقة الرابعة: نمير بن أوس الأشعري قاضي هشام دمشقي، ولاّه ثم استعفاه فأعفاه، و ولّى يزيد بن أبي مالك.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن (7)الدارقطني قال: نمير بن أوس الأشعري قاضي دمشق، سمع أم الدّرداء، و مالك بن مسروح، روى عنه عبد اللّه بن ملاذ، و ابنه الوليد، عداده في الشاميين.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب - فيما استدرك على الدارقطني، و على عبد الغني - قال: نمير بن أوس حدّث عن أبي موسى الأشعري، روى عنه ابنه الوليد.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي نصر علي بن هبة اللّه، قال (8):

أما نمير بضم أوله و فتح ثانيه و آخره راء، فجماعة منهم نمير بن أوس الأشعري، قاضي

ص: 228


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 498/8.
2- الأصل و م و «ز»: أبي، و المثبت عن الجرح و التعديل.
3- في م: الحدا.
4- الأصل: الحسين، و المثبت عن «ز»، و م.
5- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز»، و م.
6- الأصل و م: أبي، و المثبت عن «ز».
7- الأصل: الحسين، و المثبت عن «ز»، و م.
8- الاكمال لابن ماكولا 278/7.

دمشق، سمع أبا موسى، و أمّ الدّرداء، و مالك بن مسروح، روى عنه عبد اللّه بن ملاذ، و ابنه الوليد.

ذكره الدارقطني في هذا الباب، و زاد في بيان أمره فقال: نمير بن أوس الأشعري قاضي دمشق، سمع أم الدّرداء، عداده في الشاميين.

قال أبو نصر بعد ذكر المستدرك عليه أوفى مما ذكر المستدرك و قوله عن أبي موسى الأشعري: أخشى أن يكون غير صحيح، و لعله رآه الأشعري، فقال: عن الأشعري، و لم أجد له رواية عن الأشعري، و لست أقطع بغلطة فيه، و اللّه الموفّق للصواب، و هذا وهم من أبي نصر، فإنّ الخطيب ساق له عقيب ذكره حديثا، و ذكر رواية عن أبي موسى، و هو الحديث الذي يأتي في ترجمة ابن ابنه نمير بن الوليد بن نمير.

رواه الخطيب عن عبد العزيز إلاّ أني أرى روايته عن أبي [موسى] (1) منقطعة، و اللّه أعلم.

فقوله: لم أجد له رواية عن الأشعري وهم واضح منه.

أخبرنا أبو البركات، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد يوسف بن رباح، أخبرنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح قال: نمير بن أوس الأشعري [ولي] (2) قضاء الشام، و استعفاه فأعفاه و ولّى بعده يزيد بن أبي مالك، ذكره أبو مسهر عن المنذر بن نافع (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا أبو الفتح منصور ابن علي بن عبد اللّه الطرسوسي، نا الحسن بن رشيق، نا أحمد بن محمّد بن سلام أبو (4) بكر البغدادي، نا داود بن رشيد أبو الفضل، نا الوليد بن مسلم قال: و قال غير ابن أبي مالك: ثم نمير بن أوس الأشعري لهشام - يعني - ولي قضاء دمشق بعد عبد الرّحمن بن الخشخاش العذري (5).

[أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا تمام بن محمد إجازة، أنا أبو

ص: 229


1- سقطت من الأصل و م، و الزيادة عن «ز».
2- زيادة للإيضاح.
3- أخبار القضاة لوكيع 206/3.
4- في «ز»: و أبو بكر.
5- راجع أخباره في أخبار القضاة لوكيع 203/3 و ما بعدها، و جاء فيه: الحسحاس.

عبد الله بن مروان، أنا] (1) أبو محمّد بن فيض،[نا دحيم] (2) حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثني غير واحد أن نمير بن أوس كبر فاستعفى هشاما فأعفاه، و ولّى يزيد بن عبد الرّحمن بن أبي مالك (3).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (4)،أنا عبد الرّحمن بن إبراهيم قال: كان نمير بن أوس قاضيا لهشام.

أخبرنا أبو منصور محمود بن أحمد بن عبد المنعم بن ماشاذة، أنا أبو علي الحسن بن عمر بن الحسن بن يونس، أنا أبو عمر القاسم بن (5) عبد الواحد [نا] (5) أبو هاشم عبد الغافر ابن سلامة الحمصي، نا يحيى بن عثمان، نا سويد بن عبد العزيز الدمشقي، عن عبد الملك ابن قسيط : أن رجلا استأجر لعّابين، فلعبوا له ثلاثة أيام بسبعة دراهم، فمطلهم الأجر، فأتوا نمير بن أوس فاستعدوه عليه، فقال: إنّا لا نقضي في لعب الشياطين شيئا.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن، أنا سهل بن بشر، نا أبو بكر الخليل بن هبة اللّه بن الخليل، أنا عبد الوهّاب الكلابي، نا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاّب المشغرائي (6)،نا العباس بن الوليد بن صبح، نا مروان بن محمّد، نا سعيد بن بشر، حدّثني العلاء بن الحارث قال:

مرّ بي نمير بن أوس قاضي دمشق، قال: فقال لي: يا غلام، ما كان مكحول يقول في اليمين مع الشاهد الواحد؟ قال: فقلت: كان يراه و يفتي به، قال: فقال نمير: لكني أنا لست أراه و لا أقضي به.

أخبرنا أبو الفرج غيث بن علي، أنا أبو محمّد عبيد اللّه بن عبد الواحد بن أبي الحديد، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان، أنا خيثمة بن سليمان، أنا العباس بن الوليد، أخبرني أبي، أخبرني كلثوم بن زياد، عن سليمان بن حبيب قال: سألني نمير بن أوس و هو

ص: 230


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك لتقويم السند عن «ز».
2- زيادة عن «ز»، و م.
3- أخبار القضاة لوكيع 206/3.
4- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 202/1-203.
5- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن «ز».
6- إعجامها مضطرب بالأصل و م و «ز»، هذه النسبة إلى مشغرى، من قرى البقاع الغربي - في لبنان.

صاحب أذربيجان عن مجوسي تزوج ابنته و أرطأ (1) و توفي الرجل، فأخبرته أنها ترثه بالقرابة و لا ترثه بالنكاح.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا الكتاني، نا ابن أبي نصر، أنا أبو الميمون، حدّثنا أبو زرعة (2)،حدّثني محمود بن خالد، حدّثنا عمر بن عبد الواحد، عن سعيد بن عبد العزيز قال: كان ربيعة بن يزيد و نمير بن أوس ربما أمّا الناس في شهر رمضان.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش المقرئ، عن رشأ بن نظيف، و نقلته من خطه، أخبرنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد الفرضي، نا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي، نا إبراهيم بن فهد، نا داود بن رشيد، نا الوليد بن مسلم، عن الوليد بن نمير، عن أبيه قال:

يقال الآداب من الآباء و الإصلاح من اللّه عزّ و جلّ .

أنبأنا أبو محمّد المزكي، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أخبرنا أبو علي الحصائري، نا أبو بكر أحمد بن علي الخزاز، نا مروان بن محمّد، عن ابن زبر قال: سمعت نمير بن أوس الأشعري يقول: يا معشر الأشعريين إيّاكم و الدور و المزارع، فإنّها يوشك ألا تلاومكم (3)،و عليكم بالخيل و طول الرماح و الطعن و الشعر، فإنها تزول معكم حيث زلتم.

أخبرنا أبو الحسن (4) علي بن المسلّم الفقيه، و علي بن زيد المؤدّب، قالا: أخبرنا (5)نصر بن إبراهيم - زاد الفقيه: و عبد اللّه بن عبد الرّزّاق بن فضيل، قالا: أخبرنا أبو الحسن بن عوف، أخبرنا أبو علي بن منير، أنا أبو بكر بن خريم (6)،نا هشام بن عمّار، نا الهيثم بن عمران قال:

رأيت على نمير بن أوس رائطة موردة، و رأيت عليه كساء خزّ أصفر، ثمنه أربعين دينار أو أكثر، كساه إيّاه هشام بن عبد الملك حين مرّ إلى بيت المقدس (7).

ص: 231


1- بالأصل و م و «ز»: و أبطأ، و المثبت عن المختصر، و بهامشه: أرطأ، من رطأ المرأة يرطؤها: جامعها و نكحها.
2- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 344/1.
3- تلاومكم، من الملاءمة - بالهمز - و الملاءمة: الموافقة.
4- الأصل: الحسين، و المثبت عن «ز»، و م.
5- من هنا... إلى فضيل، سقط من «ز».
6- في «ز»: خزيم، تصحيف.
7- الأصل و م: كساه إياه هشام بن عمار، حدثنا الهيثم بن عمران، قال: رأيت على نمير بن أوس بن عبد الملك حين مرّ إلى بيت المقدس. صوبنا العبارة، و حذفنا، بما وافق رواية «ز».

أخبرني أبو محمّد بن الأكفاني - بقراءتي - حدّثنا عبد العزيز، أنا عبد الرّحمن بن عثمان، و تمام بن محمّد، قالا: أخبرنا أبو الميمون، نا وزيرة بن محمّد، نا هشام بن عمّار، نا الهيثم بن عمران قال: رأيت على نمير بن أوس كساء خز أصفر، قيمته أربعون دينارا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أخبرنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هاشم بن محمّد قال: قال الهيثم: مات نمير بن أوس الأشعري زمن هشام بن عبد الملك.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أخبرنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (1):و فيها - يعني - سنة إحدى عشرة مات نمير بن أوس، و كان قاضيا.

أنبأنا أبو محمّد المزكي، حدّثنا عبد العزيز الصوفي، أنا أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه بن أبي عمرو، أنا أبو عبد اللّه بن مروان، أنا أبو عبد الملك أحمد بن مروان (2) بن محمّد، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا علي بن عبد اللّه التميمي قال: نمير بن أوس الأشعري قاضي دمشق، مات سنة ثنتين و عشرين و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم قال: سنة اثنتين و عشرين و مائة مات فيها نمير ابن أوس الأشعري بالشام، قاضي هشام بن عبد الملك بدمشق (3).

7926 - نمير بن منقذ الباهلي

شاعر كان في أيام مروان بن محمّد، قال في هرب مروان بعين الجرّ (4) و غيرها فيما ذكره المدائني و حكاه عنه عبد اللّه بن سعد القطربلي و نقلته من خطه:

أقرّ بعيني قتل جيران بعد ما *** رأى كفه قد بان منها بنانها

و عمر اسقيناه بكأس روية *** قناة من الخطى دلقا سنانها

ص: 232


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 341 و تحرف فيه إلى: تميم بن أوس.
2- أقحم بعدها بالأصل: إبراهيم.
3- تهذيب الكمال 159/19.
4- عين الجر: موضع معروف بالبقاع بين بعلبك و دمشق (معجم البلدان) و تسمى اليوم: عنجر، و هي قرية من الحدود اللبنانية السورية.

تركنا سباع الجو تنهب لحمه *** مهازيلها تنتابه و سمانها

و لم ينج منها الكسكري انهزامه *** بعدي به قود أعوج لبانها (1)

فهلا بعين الجرّ حاميت و القنى *** بقصف في سادات كلب سنامها

سقى النفس يوم العين منا و سرها *** مصارعها مهزومة و افترا... (2) أنها

تصادف من قيس إذا الحرب شمرت *** لبونا طويلا بالسيوف حرانها

فإن تك قيس قتلت سرواتكم *** فليس على أبناء قيس ضمانها

أباحت حمى كلب فاصبح بهرجا *** و قيس حماة زاد عنها طعانها

هم ضربوا من خالف الدين عنوة *** بأسيافهم تروي نجيعا طعانها

في أبيات غير هذه.

7927 - نمير بن الوليد بن نمير بن أوس الأشعري

روى عن أبيه.

روى عنه: إسحاق بن الأخيل الحمصي، و سالم بن يحيى الحجراوي.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو الميمون عبد الواحد (3) بن عبد اللّه بن عمر.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري، قالا: أخبرنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن نصر بن بجير، قالا: حدّثنا أبو أسامة عبد اللّه بن محمّد بن أبي أسامة الحلبي، نا إسحاق بن الأخيل، نا نمير بن الوليد بن نمير بن أوس - زاد ابن بجير: الدمشقي - نا أبي عن جدي عن أبي موسى الأشعري قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول (4):«اللّهمّ أمتعنا بالإسلام و بالخير، فلو لا الخير ما صلّينا، و لا صمنا، و لا حججنا، و لا غزونا» و قال ابن السمرقندي: تحوذنا.

[قال ابن عساكر:] (5) و هو خطأ.

هذا حديث غريب جدا.

ص: 233


1- بعده زيد بيت في «ز»، و قد سقط من الأصل و م: نحامى على أولاد شيبان محلبا و تترك كلبا ليس يعنيك شأنها
2- الكلام متصل في الأصل و م، و في «ز» بياض.
3- كذا بالأصل و م، و في «ز»: عبد الرحمن.
4- كذا بالأصل و م، و في «ز»: «قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم».
5- زيادة منا.

أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا مسدّد بن علي بن عبد اللّه الأملوكي، أنا أبو بكر أحمد بن عبد الكريم الحلبي، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد الرافقي، نا أبو أسامة عبد اللّه بن محمّد، نا إسحاق بن الأخيل، نا نمير بن الوليد بن نمير بن أوس الدمشقي، فذكر بإسناده مثله.

أخبرنا أبو الفتوح محمّد بن الحسين (1) بن منصور المؤذن الأديب - بقراءتي عليه - بجامع جورجير (2).أخبرنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن منده، أخبرنا محمّد بن عبد العزيز الخيبري، حدّثنا أبو جعفر المذكر، حدّثنا إبراهيم بن معاوية، نا مسلم بن يحيى الحجراوي (3) دمشقي، نا نمير بن الوليد بن نمير بن أوس الأشعري، نا أبي عن جدي قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«الدعاء جند من أجناد اللّه مجنّد يرد القضاء بعد أن يبرم»[12798].

جده نمير بن أوس تابعي، و الحديث مرسل، و قوله مسلم بن يحيى خطأ، و صوابه سالم بن يحيى.

7928 - نمير الثقفي

حدّث عن ابن أسباط .

روى عنه: ابنه أحمد بن نمير، تقدمت روايته في ترجمة أبيه.

ذكر من اسمه نوح

7929 - نوح بن حبيب أبو محمّد القومسي البذشي

7929 - نوح بن حبيب أبو محمّد القومسي (4) البذشي (5)(6)

من قرية من قرى بسطام، و قبره بها معروف، و قد زرته عند رجوعي من خراسان.

ص: 234


1- كذا بالأصل و م، و في «ز»: الحسن، و هو الوجه، و مثله في مشيخة ابن عساكر 183/أ.
2- جورجير بأصبهان، مشيخة ابن عساكر 183/أ. و في معجم البلدان: جورجير: محلة بأصبهان و بها جامع يعرف بها.
3- بالأصل و م و «ز»: الحجراني، و تقدم: الحجراوي، و هذه النسبة إلى حجرا بالكسر ثم السكون، من قرى دمشق (معجم البلدان). و في لب اللباب للسيوطي الحجراي نسبة إلى حجرا 237/1.
4- فوقها ضبة في م.
5- البذشي بفتح الباء و الذال نسبة إلى بذش بالتحريك و شين معجمة، قرية على فرسخين من بسطام من أرض قومس. (معجم البلدان و مراصد الاطلاع).
6- ترجمته في تهذيب الكمال 168/19 و تهذيب التهذيب 649/5 و معجم البلدان (بذش)361/1 و الجرح و التعديل 486/8 و تاريخ بغداد 319/13.

سمع بدمشق أبا مسهر، و هشام بن عمّار، و بمصر: أبا صالح كاتب الليث، و بالكوفة:

أبا بكر بن عيّاش، و عبد اللّه بن إدريس، و حفص بن غياث، و محمّد بن ربيعة الكلابي، و وكيع بن الجراح، و محمّد بن فضيل، و بالبصرة: يحيى بن سعيد القطّان، و علي بن المديني، و عثمان بن الهيثم، و مسلم بن إبراهيم، و سليمان بن حرب، و عبيد اللّه بن محمّد العيشي، و عبد الرّحمن بن مهدي، و الأزهر بن القاسم، و باليمن: إبراهيم بن خالد الصنعاني، و عبد الرّزّاق بن همّام، و المؤمّل بن إسماعيل.

روى عنه: أبو زرعة النصري (1)،و ابنه أبو سعيد عمرو بن أبي زرعة، و محمّد بن الفياض (2)،و عبد الصّمد بن عبد اللّه بن أبي يزيد الدمشقيون، و أبو حاتم الرّازي، و أبو داود السجستاني، و أبو عبد الرحمن (3) النسائي، و الحسن بن سفيان النسوي، و سليمان بن داود بن نصير، و أبو يحيى عبد الرّحمن بن محمّد بن سالم الرّازي، و محمّد بن عبيد اللّه بن فضيل الحمصي، و الحسين بن عبد اللّه بن يزيد القطّان، و أبو بكر بن أبي الدنيا، و أبو إسماعيل محمّد بن إسماعيل الترمذي، و أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، و موسى بن هارون بن عبد اللّه الحمّال (4)،و محمّد بن الليث الجوهري، و أبو أحمد محمّد بن عبدوس ابن كامل السراج، و إبراهيم بن عبد اللّه بن أيوب المخرّمي، و أبو برزة الحاسب (5) و غيرهم.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو محمّد هبة اللّه بن سهل، قالا: أخبرنا أبو عثمان سعيد بن محمّد بن أحمد البحيري، أنا أبو عمرو محمّد بن أحمد بن حمدان، أنا الحسن (6) بن سفيان النسوي، حدّثنا نوح بن حبيب القومسي، نا عبد المجيد بن عبد العزيز، أنا مالك بن أنس عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّما الأعمال بالنية، و لكلّ امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى اللّه و إلى رسوله فهجرته إلى اللّه و إلى رسوله، و من كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه»[12799].

ص: 235


1- في «ز»: النضري.
2- بالأصل و م: العياض، و المثبت عن تهذيب الكمال.
3- بالأصل و م:«و أبو عبد اللّه حسن النسائي» صوبنا الاسم عن «ز»، و تهذيب الكمال.
4- في «ز»: الجمال، تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 114/12.
5- هو الفضل بن محمد الحاسب.
6- الأصل: الحسين، و المثبت عن «ز»، و م.

هذا حديث غريب، و المحفوظ حديث مالك عن يحيى بن سعيد، عن محمّد بن إبراهيم، عن علقمة بن أبي وقّاص عن عمر.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أخبرنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر ابن المقرئ، أنا محمّد بن الحسن بن قتيبة، نا نوح بن حبيب، نا سليمان بن داود العسقلاني، نا مالك بن أنس عن عمرو مولى المطلب، عن أنس عن النبي صلى اللّه عليه و سلم نظر إلى أحد فقال:«هذا جبل يحبنا و نحبه»[12800].

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أخبرنا أبو القاسم بن مندة، أخبرنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا علي.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال (1):

نوح بن حبيب القومسي البذشي روى عن أبي بكر بن عيّاش، و ابن إدريس، و يحيى بن سعيد القطّان، سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمّد: و روى عن حفص بن غياث، و محمّد بن ربيعة، و عبد الرّزّاق، و إبراهيم بن خالد الصنعاني، روى عنه أبي، سئل أبي عنه فقال: صدوق.

أخبرنا أبو منصور محمّد بن عبد الملك، و أبو الحسن علي بن الحسن، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (2):

نوح بن حبيب أبو محمّد البذشي القومسي، سمع أبا بكر بن عيّاش، و عبد الرّحمن بن مهدي، و مؤمّل بن إسماعيل، و عبد الرّزّاق بن همّام، روى عنه جماعة من الغرباء، و قدم بغداد، و حدّث بها، فروى عنه من الفقهاء أبو بكر بن أبي الدنيا، و عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، و موسى بن هارون، و محمّد بن عبدوس بن كامل، و محمّد بن الليث الجوهري، و أبو برزة الحاسب، و إبراهيم بن عبد اللّه بن أيوب المخرّمي، و كان ثقة.

قال (3):و أخبرنا البرقاني، أخبرنا الحسين بن علي التميمي النيسابوري، حدّثنا أبو عوانة

ص: 236


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 486/8.
2- رواه أبو بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 319/13.
3- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 321/13.

يعقوب بن إسحاق الأسفرايني، نا أبو بكر المروزي (1) قال: و ذكر أحمد بن حنبل نوح بن حبيب القومسي فقال: لم يكن يكاتبني، إنّ الخبر عليه لبين قلت: أكتب عنه ؟ قال: نعم.

دفع إلي أبو الحسن سعد الخير بن محمّد بن سهل الأنصاري جزءا فوجدت فيه أخبار عن غيره، أخبرني محمّد بن أحمد بن شاكر، أنا أبو عيسى عبد الرّحمن بن إسماعيل بن عبد اللّه الخولاني قال: أملى علينا أبو عبد الرّحمن أحمد بن شعيب بن علي النسائي (2) أسماء شيوخه الذين روى عنه.

ح و أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أخبرنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (3)،أنا البرقاني، أنا علي بن عمر الدارقطني، نا الحسن بن رشيق، نا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، عن أبيه.

قال الخطيب: ثم أخبرني الصوري، أخبرنا الخصيب (4) بن عبد اللّه القاضي قال:

ناولني عبد الكريم - و كتب لي (5) بخطه - قال: سمعت أبي يقول: نوح بن حبيب قومسي، لا بأس به.

قال الخطيب (6):قرأت على الحسن بن أبي القاسم، عن أبي سعيد أحمد بن محمّد بن رميح (7) النسوي قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عمر (8) بن بسطام يقول: سمعت أحمد بن سيّار يقول: نوح بن حبيب أبو محمّد، كان ثقة، صاحب سنّة و جماعة، و رأيته لا يخضب، مات في رجب سنة اثنتين و أربعين و مائتين.

قال (9):و أخبرنا العتيقي، أخبرنا محمّد بن المظفّر قال: قال عبد اللّه بن محمّد البغوي: مات نوح بن حبيب القومسي سنة اثنتين و أربعين.

ص: 237


1- كذا بالأصل و م و «ز»، و في تاريخ بغداد: المروذي.
2- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: الكسائي، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 151/1.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 321/13.
4- تحرفت بالأصل و م إلى: الخطيب، و المثبت عن «ز»، و تاريخ بغداد.
5- أقحم بعدها بالأصل و م: الخطيب، و المثبت عن «ز»، و تاريخ بغداد.
6- تاريخ بغداد 321/13.
7- الأصل و م: ربيح، و المثبت عن «ز»، و تاريخ بغداد.
8- كذا بالأصل و م و «ز»، و في تاريخ بغداد: عمرو.
9- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 321/13.

قال الخطيب: ذكر موسى بن هارون أنه مات في شعبان.

7930 - نوح بن عمرو بن حوي بن نافع، و يقال: نافع بن زرعة بن محصن،

و يقال: محصن بن حبيب بن ثور بن خداش بن سكسك (1)

أبو عبد اللّه السكسكي (2)

شاعر حضر قتل الوليد بن يزيد.

7931 - نوح بن عمرو بن نوح بن عمرو بن نافع - و يقال: نافع بن محصن -

و يقال: محصن بن حبيب بن ثور بن خداش بن سكسك

أبو عبد اللّه السّكسكي (3)

روى عنه بقية بن الوليد، و يزيد بن هارون، و سعيد بن مسلمة بن هشام الأموي، و عقبة ابن خالد المجدر، و مالك بن طوق التغلبي (4)،و النضر بن يحيى أبو مغرور الكلبي.

روى عنه: أبو الدحداح، و عمر بن سلمة بن الغمر أبو بكر السّكسكيّ ، و أبو زرعة الدمشقي، و أبو الحسن بن جوصا، و إبراهيم بن عبد الرّحمن بن إسماعيل الكوفي، و أحمد ابن معلى القاضي، و علي بن سعيد بن بشير الرازي، و عبد الصّمد بن عبد اللّه بن أبي يزيد، و إسماعيل بن أبان بن حويّ ، و يوسف بن موسى المرورّوذي، و إبراهيم بن محمّد بن الحسن ابن متّويه.

أنبأنا أبو بكر محمّد بن علي بن أبي ذر الصالحاني، و حدّثني أبو الفضل ماقبة (5) بن فناخسرو ابن ماقبة (6) الكاتب بقرية أسوارى (7) عنه.

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن عبد الرحيم، أخبرنا أبو حفص عمر بن جعفر المغازلي المعدل، أنا أبو الدحداح أحمد بن محمّد بن إسماعيل الدمشقي، حدّثني أبو عبد

ص: 238


1- الأصل: سكيك، و المثبت عن «ز»، و م.
2- الأصل: السكيكي، و المثبت عن «ز»، و م.
3- ترجمته في ميزان الاعتدال 278/4 و فيه:«نوح بن عمرو بن نوح بن حوي» و في المختصر:«نوح بن عمرو بن حوي بن عمرو».
4- الأصل و م: الثعلبي.
5- الأصل و م: مانعة، و في «ز»: باقية، و المثبت عن المشيخة 219/ب.
6- الأصل و م: ما فيه، و اللفظة غير واضحة في «ز»، و المثبت عن مشيخة ابن عساكر.
7- أسوارى قرية من قرى أصبهان كما في مشيخة ابن عساكر 220/أ. و في معجم البلدان: أسوارية بفتح أوله و يضم... و ياء مشددة، من قرى أصبهان.

اللّه نوح بن عمرو بن حويّ السّكسكيّ ، حدّثنا بقية بن الوليد، حدّثنا محمّد بن زياد الألهاني، عن أبي أمامة الباهلي قال:

نزل جبريل على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو (1) بتبوك فقال: يا محمّد، احضر جنازة معاوية بن معاوية المزني، قال: فخرج (2) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هبط جبريل في سبعين ألف من الملائكة، فوضع جناحه الأيمن على الجبال فتواضعت، و وضع جناحه الأيسر على الأرضين فتواضعت حتى نظروا إلى مكّة و المدينة، فصلّى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و جبريل و الملائكة، فلمّا قضى صلاته قال:«يا جبريل، بم أدرك معاوية بن معاوية هذه المنزلة من اللّه ؟» قال: بقراءته: قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ قائما، و قاعدا، و راكبا، و ماشيا (3)[12801].

أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد عنه، أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا علي بن سعيد الرازي (4)،نا نوح بن عمر (5) بن حويّ السّكسكيّ الحمصي، نا بقية بن الوليد، عن محمّد بن زياد، فذكر نحو هذا الحديث.

[قال ابن عساكر:] (6) كذا قال: ابن عمر، و هو: ابن عمرو، و قال: الحمصي، و هو:

دمشقي.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أخبرنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو أحمد الحاكم، أنا أبو الحسن أحمد بن عمير (7) بن يوسف الدمشقي - بدمشق - نا نوح بن عمرو بن حويّ ، نا بقية - يعني - بن الوليد، نا محمّد بن زياد، عن أبي أمامة الباهلي قال: أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم جبريل و هو بتبوك فقال: يا محمّد اشهد جنازة معاوية بن معاوية المزني، قال:

فخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في أصحابه، و نزل جبريل في سبعين ألفا من الملائكة، فوضع جناحه الأيمن على الجبال فتواضعت، و وضع جناحه الأيسر على الأرضين فتواضعت حتى نظروا (8)إلى مكّة و المدينة، فصلى عليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و جبريل، و الملائكة، فلمّا فرغ قال:«يا

ص: 239


1- من هنا.. إلى: و هبط ، سقط من «ز».
2- الأصل: خرج، و المثبت عن م.
3- من طريق آخر روي في أسد الغابة 438/4 في ترجمة معاوية بن معاوية المزني.
4- تحرفت في «ز»، إلى: الرازاذي.
5- كذا بالأصل و م و «ز» هنا: عمر. و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب.
6- زيادة منا.
7- الأصل و م: عمر، و المثبت عن «ز».
8- في «ز» نظر.

جبريل، ما بلغ بمعاوية بن معاوية المزني هذه المنزلة ؟» قال: بقراءة قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ قائما، و قاعدا، و راكبا، و ماشيا[12802].

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز الصوفي، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، قال: سمعت نوح بن عمرو بن حوي ينشد:

دع ما يريبك و انتقل *** عنه إلى ما لا يريبك

فليأتينّك [أين] (1) كنت *** موفرا منه نصيبك

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن عبد الكريم بن محمّد، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني، قال: نوح بن عمرو (2) بن حوي يروي عن سعيد بن مسلمة و غيره، يعد في الشاميين، حدّث عنه يوسف بن موسى المرورّوذي.

قرأت على أبي محمّد السلمي عن أبي نصر قال (3):

أما حوي بحاء مهملة مضمومة و آخره ياء مشددة: نوح بن عمرو بن حويّ ، يروي عن سعيد بن مسلمة و غيره، يعد في الشاميين، روى عنه يوسف بن موسى المروروذي.

[قال ابن عساكر:] (4) بلغني أن نوحا كان حيا إلى سنة اثنين و خمسين و مائتين أو بعدها.

7932 - نوح بن لمك بن متوشلخ بن إدريس بن يرد بن مهلاييل بن قينان

7932 - نوح بن لمك بن متوشلخ (5) بن إدريس بن يرد بن مهلاييل بن قينان

ابن أنوش بن شيث بن آدم أبي البشر صلى اللّه عليه و سلم (6)

يقال إن قبره بالبقاع (7)،و يقال: بمكة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا حارث بن أبي أسامة، أنا محمّد بن سعد (8)،أنا هشام بن محمّد،

ص: 240


1- سقطت من الأصل و م، و استدركت لتقويم الوزن عن «ز».
2- الأصل: عمر، و المثبت عن «ز»، و م.
3- الاكمال لابي نصر ابن ماكولا 173/2 و 574.
4- زيادة منا.
5- الأصل و م و «ز»: متوسلح، و المثبت عن المختصر.
6- انظر أخباره في تاريخ الطبري 179/1 و ما بعدها، و الكامل لابن الأثير 69/1 و البداية و النهاية 133/1 و المعارف ص 11 و تاريخ اليعقوبي 14/1 و مروج الذهب 36/1 و طبقات ابن سعد 40/1.
7- الأصل: بالقاع، و المثبت عن «ز»، و م.
8- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 39/1 و 40.

أخبرني أبي، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس قال: و ولد شيث بن آدم أنوش، و نفرا كثيرا، و إليه أوصى شيث، فولد أنوش قينان [مهلاييل] (1) و نفرا كثيرا و إليه الوصية، فولد مهلاييل (2)يرد (3) و هو اليارد و نفرا معه و إليه الوصية، و في زمانه عملت الأصنام و رجع من رجع عن الإسلام، فولد يرد خنوخ و هو إدريس النبي صلى اللّه عليه و سلم و نفرا معه، فولد خنوخ متوشلخ و نفرا معه و إليه الوصية، فولد متوشلخ لمك و نفرا معه و إليه الوصية، فولد لمك نوحا صلى اللّه عليه و سلم.

قرأت بخط أبي محمّد عبد الرّحمن بن أحمد بن صابر - فيما ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي - قال: قرأت في كتاب فيه أخبار الأوائل.

أن دمشق كانت دار نوح عليه السلام، و منشأ سفينته من خشب لبنان [و أنه ركب سفينته من عين الجر التي في البقاع و هو بطن - يعني واديا - بين جبل لبنان] (4) و جبل سنير (5)،و أن الموضع الذي فار منه التنور بالماء خلف حائط الحصن الداخل من مدينة دمشق من ناحية جيرون على طريق باب الفراديس و اللّه أعلم.

أنبأنا أبو علي المقرئ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا محمّد بن أحمد، نا الحسن بن محمّد، نا أبو زرعة، نا عبد اللّه بن محمّد الجعفي، حدّثني أبو غسان الليثي، نا مسلم بن عبد اللّه (6)،عن يزيد الرقاشي، قال: إنّما سمي نوح عليه السلام نوحا لطول ما ناح على نفسه.

أنبأنا أبو الحسن علي بن بركات الخشوعي، نا أبو بكر الخطيب، أنا محمّد بن أحمد ابن محمّد بن رزق، أنا عثمان بن أحمد، و أحمد بن سندي بن الحسن الحداد، قالا: أخبرنا الحسن بن علي القطّان، نا إسماعيل بن عيسى،[العطار] (7) نا إسحاق بن بشر، قال:

و حدّثني بهذا [الحديث] (8) غير محمّد بن إسحاق عدة منهم: مقاتل، و جويبر، و عتاب في رجال.

ص: 241


1- سقطت من الأصل و م، و زيدت عن «ز»، و ابن سعد.
2- في ابن سعد: مهلاليل.
3- فوقها ضبة في «ز».
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و «ز»، و استدرك عن م.
5- سنير: جبل بين حمص و بعلبك على الطريق، و على رأسه قلعة سنير (معجم البلدان).
6- كذا بالأصل و م، و في «ز»: مسلم أبو عبد اللّه.
7- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز»، و م.
8- سقطت من الأصل و استدركت عن «ز»، و م.

أن آدم حين كبر و رقّ عظمه فقال: يا رب إلى متى أكد و أشقى ؟ (1)،قال: يا آدم، حتى يولد لك ابن مختون (2)،فولد له نوح بعد عشرة أبطن، و هو يومئذ ابن ألف سنة إلاّ ستين عاما، و قال بعضهم أربعين عاما، فاللّه أعلم أي ذلك كان، فكان نوح بن لامك بن متوشلخ (3)ابن إدريس، و هو أخنوخ بن يرد بن مهلاييل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم، و كان اسم نوح السكن، و إنّما سمّي السكن لأن الناس بعد آدم سكنوا إليه، فهو أبوهم، و إنّما سمّي نوحا لأنه ناح على قومه ألف سنة إلاّ خمسين عاما يدعوهم إلى اللّه، فإذا كفروا بكى و ناح عليهم.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، حدّثني إبراهيم بن المنذر، حدّثني محمّد بن الضحّاك، عن أبيه قال: سمعت ابن وهب بن منبه كان يقول: بين نوح و آدم عشرة آباء، و بين إبراهيم و نوح عشرة آباء.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا قبيصة، نا سفيان، عن أبيه، عن عكرمة قال: كان بين آدم و نوح عشرة قرون كلّهم على الإسلام.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن عبد الواحد بن إسماعيل الفقيه - بهراة - أنا أبو بكر أحمد ابن علي بن عبد اللّه بن خلف الشيرازي - بنيسابور - أنا أبو طاهر محمّد بن محمّد بن محمش، أنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن يحيى بن بلال البزّار (4)،نا أبو الأزهر، نا زيد بن يحيى، نا عفير، حدّثني قتادة، عن عكرمة، عن ابن عبّاس أنه كان يقول: بين آدم و نوح عشرة قرون، كلهم يعمل بطاعة اللّه.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي الفقيه، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل - إجازة - أنا محمّد بن الحسين بن محمّد، نا ابن أبي خيثمة، نا يحيى بن معين، نا وكيع بن الجراح، نا إسماعيل، عن عبد اللّه بن جابر، عن نوف الشامي (5)قال: خمسة من الأنبياء من العرب: محمّد صلى اللّه عليه و سلم، و نوح، هود، و صالح، و شعيب.

ص: 242


1- الأصل و م و «ز»: و أسعى، و المثبت عن المختصر.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المختصر: مجنون.
3- الأصل و م و «ز»: متوشلح، و المثبت عن الطبري 164/1.
4- كذا بالأصل و م، و في «ز»: البزاز.
5- كذا بالأصل و م، و في «ز»: السامي.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، حدّثنا أبو القاسم عثمان بن سهل بن (1) مخلد البزّاز (2)،نا يحيى بن معلّى بن منصور، نا إبراهيم بن أبي سويد، نا أبو عوانة، عن قتادة، عن أنس أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«أوّل نبي أرسل نوح»[12803].

أخبرنا أبو نصر محمّد بن حمد بن عبد اللّه، أنا أبو مسلم محمّد بن علي بن مهرابزد، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة، نا أبو الحسين الرهاوي، نا محمّد بن بشر، نا أبو حيان التميمي (3)،عن أبي زرعة، عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«يأتي الناس نوحا يوم القيامة فيقولون: يا نوح أنت أول الرسل إلى أهل الأرض و سمّاك اللّه عبدا شكورا، اشفع لنا إلى ربك»، لم يزد على هذا[12804].

أخبرنا أبو الحسن علي بن بركات، نا أبو بكر الخطيب، أنا محمّد بن أحمد بن رزقويه، أنا عثمان بن أحمد، و أحمد بن سندي، قالا: حدّثنا الحسن بن علي، نا إسماعيل ابن عيسى، نا إسحاق بن بشر، نا محمّد بن إسحاق، عن الزهري، و عبد اللّه بن زياد بن سمعان، و مقاتل، عن عكرمة، عن ابن عبّاس، و جويبر عن الضحّاك، عن ابن عبّاس، و سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة عن الحسن بحديث نوح و قصّته، فزاد بعضهم على بعض و اختلف بعضهم، فقال بعضهم:

كانت نبوته و عمره من يوم ميلاده إلى أن مات ألف سنة إلاّ خمسين عاما، و كان بعث في الألف الثاني، و ذلك أنه كان بينه و بين آدم عشرة قرون و عشرة آباء، فزعم بعضهم أن آدم لم يمت حتى ولد نوح في آخر الألف الأول من أيام الدنيا، لأن اللّه وضع الدنيا على سبعة أيام، كلّ يوم مقدار ألف سنة من أيام الدنيا، فذلك سبعة آلاف سنة، و عاش آدم ألف سنة إلاّ أربعين عاما، فمات قبل أن تمضي الألف الأولى، فولد نوح في الألف الأولى، قبل موت آدم، و بعث في الألف الثاني و هو ابن أربع مائة و ثمانين سنة، فبعث و قد ذهب من الألف الثاني أربعمائة و ستة (4) و أربعون سنة، فلبث في قومه كما قال اللّه ألف سنة إلاّ خمسين عاما،

ص: 243


1- الأصل و م: عن، و المثبت عن «ز»، راجع ترجمة يحيى بن معلى بن منصور في تهذيب الكمال 219/20 و فيها روى عنه: أبو القاسم عثمان بن سهل بن مخلد البزاز البغدادي.
2- الأصل و م: البزار، و المثبت عن «ز»، راجع الحاشية السابقة.
3- كذا بالأصل و م: التميمي، و في «ز»: التيمي.
4- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المختصر: أربعمائة سنة و أربعون سنة.

فذلك ألف سنة و ثلاثمائة سنة، و تسعون سنة منذ ولد إلى أن أغرق اللّه الدنيا، و عاش بعد ذلك تسعين سنة لتمام ألف و أربعمائة و ستة و ثمانين سنة، فكان موته في الألف الثالث بعد أربعمائة و ستة و أربعين سنة من الألف الثالث، فكان نوح بينه و بين آدم عشرة قرون، و عشرة آباء، فكان نوح بن لمك بن متوشلخ (1) بن أخنوخ و هو إدريس بن يرد بن مهلاييل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم، فبعثه اللّه رسولا و هو أول رسول بعث اللّه، فذلك قول اللّه: وَ لَقَدْ أَرْسَلْنٰا نُوحاً إِلىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاّٰ خَمْسِينَ عٰاماً (2)،و كان قد فشت فيهم المعاصي، و كثرت الجبابرة و عتوّا عتوا كبيرا، و كان نوح يدعوهم ليلا و نهارا، سرّا و علانية، و كان صبورا حليما، و لم يلق أحد من الأنبياء مما لقي نوح، فكانوا يدخلون عليه فيخنقونه حتى يترك و قيدا (3)،و يضرب في المجالس و يطرد، و كان لا يدع على ما يصنع به أن يدعوهم و يقول: يا رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون، فكان لا يزيدهم بذلك إلاّ فرارا منه، حتى إنه ليكلّم الرجل منهم فيلف رأسه بثوبه، و يجعل أصابعه في أذنيه لكي لا يسمع شيئا من كلامه، فذلك قول اللّه: جَعَلُوا أَصٰابِعَهُمْ فِي آذٰانِهِمْ وَ اسْتَغْشَوْا ثِيٰابَهُمْ (4)يقول: نغصوا، ثم قاموا من المجلس فأسرعوا المشي، و قالوا امضوا فإنه كذاب، قال: فاشتد عليه البلاء، و كان ينتظر القرن بعد القرن، و الجيل بعد الجيل (5)،فلا يأتي قرن إلاّ و هو أخبث من الأول، و أعتى (6)من الأول، و يقول الرجل منهم: قد كان هذا مع آبائنا و أجدادنا قبل آبائنا فلم يزل هكذا مختونا (7)،و كان الرجل منهم إذا أوصى عند الوفاة يقول لأولاده: احذروا هذا المجنون، فإنه قد حدّثني آبائي إلى هلاك الناس على يدي هذا، فكانوا كذلك يتوارثون الوصية بينهم حتى إذا كان الرجل ليحمل ولده على عاتقه ثم يقف به عليه فيقول: يا بني إن عشت و مت أنا فاحذر هذا الشيخ، فإنه مجنون، و يكون هلاك الناس على يدي هذا.

قال: فلما أن طال ذلك بهم و به قالوا: يا نوح ما نراك جئنا بشيء نعرفه، فما كثرة دعائك [إلاّ] (8)بالذي يزيدنا منك بعدا و فرارا منك، و ما أنت إلاّ مجنون أو مسحور، فلما (9)

ص: 244


1- الأصل و م و «ز»: متوشلح، و المثبت عن الطبري.
2- سورة العنكبوت، الآية:15.
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المختصر: قعيدا. و الوقيذ: الشديد المرض، المشرف (القاموس).
4- سورة نوح، الآية:8.
5- الأصل و م، و في «ز»: و الحمل بعد الحمل.
6- كذا بالأصل و م، و في «ز»: و أعمى.
7- كذا بالأصل و «ز»، و إعجامها مضطرب في م، و قد تقرأ:«مجنونا» و في المختصر: مجنونا.
8- زيادة اقتضاها السياق.
9- من قوله... هذا إلى... هنا سقط من «ز».

أن طال ذلك بهم و به قٰالُوا: يٰا نُوحُ قَدْ جٰادَلْتَنٰا فَأَكْثَرْتَ جِدٰالَنٰا، فَأْتِنٰا بِمٰا تَعِدُنٰا (1)فإنا لن نؤمن بك و إِنْ كُنْتَ مِنَ الصّٰادِقِينَ (2)، قٰالَ : إِنَّمٰا يَأْتِيكُمْ بِهِ اللّٰهُ إِنْ شٰاءَ (3)،و ما حلم ربي عنكم إلاّ أنكم لستم عنه بمعجزين يعني لا تسبقونه إذا أرادكم، وَ لاٰ يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كٰانَ اللّٰهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (4)(5).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (6)،أنا هشام بن محمّد بن السّائب الكلبي، عن أبيه، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس قال: كان للمك يوم ولد نوحا اثنتان (7)و ثمانون سنة، و لم يكن أحد في ذلك الزمان ينتهي (8)عن منكر، فبعث اللّه نوحا إليهم، و هو ابن أربع مائة و ثمانين سنة، ثم دعاهم في نبوته مائة و عشرين سنة (9)،ثم أمر بصنع السفينة، فصنعها و ركبها و هو ابن ستمائة سنة، و غرق من غرق، ثم مكث [بعد] (10)السفينة ثلاثمائة و خمسين سنة، فولد نوح سام، و في ولده بياض و أدمة، و حام، و في ولده سواد و بياض قليل، و يافث، و فيهم الشقرة و الحمرة، و كنعان، و هو الذي غرق، و العرب تسميه يام، و ذلك قول العرب: إنّما هام عمنا يام و أم هؤلاء واحدة.

و بجبل نوذ (11)نجّر نوح السفينة، و من ثم يبدأ الطوفان، فركب نوح السفينة معه بنوه هؤلاء، و كنائنه نساء بنيه هؤلاء، و ثلاثة و سبعون من بني شيث ممن آمن به، فكانوا ثمانين في السفينة، و حمل معه من كلّ زوجين اثنين، و كان طول السفينة ثلاثمائة ذراع بذراع جدّ أبي نوح، و عرضها خمسين ذراعا، و طولها في السماء ثلاثين ذراعا، و خرج منها من الماء ست أذرع، و كانت مطبقة، و جعل لها ثلاثة أبواب، بعضها أسفل من بعض، فأرسل اللّه المطر أربعين ليلة و أربعين يوما، فأقبلت الوحش حين أصابها المطر و الدوابّ و الطير كلها إلى نوح،

ص: 245


1- سورة هود، الآية:32.
2- سورة هود، الآية:32.
3- سورة هود، الآية:33.
4- سورة هود، الآية:34.
5- كتب بعدها في «ز»: آخر الجزء التاسع و التسعين بعد الأربعمائة من الأصل.
6- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 40/1 و ما بعدها.
7- الأصل و م و «ز»: اثنان.
8- كذا بالأصل و م و «ز»، و في طبقات ابن سعد: ينهى.
9- أقحم بعدها بالأصل:«و لم يكن أحد».
10- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن «ز»، و ابن سعد.
11- نوذ: جبل بسرنديب عنده مهبط آدم (معجم البلدان).

و سخّرت له، فحمل فيها كما أمره اللّه مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ (1)،و حمل معه جسد آدم، فجعله حاجزا بين النساء و الرجال، فركبوا فيها لعشر ليال مضين من رجب، و خرجوا منها يوم عاشوراء من المحرم، فلذلك صام من صام يوم عاشوراء، و خرج الماء مثل ذلك نصفين، فذلك قول اللّه تعالى: فَفَتَحْنٰا أَبْوٰابَ السَّمٰاءِ بِمٰاءٍ مُنْهَمِرٍ (2)يقول: منصبّ وَ فَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً (3)يقول: شققنا الأرض، فالتقى الماء على أمر قد قدر، فصار الماء نصفين: نصف من السماء، و نصف من الأرض، و ارتفع الماء على أطول جبل في الأرض خمسة عشر ذراعا، فسارت بهم السفينة، فطافت بهم الأرض كلها في ستة أشهر لا تستقرّ على شيء حتى أتت الحرم، فلم تدخله، و دارت بالحرم أسبوعا، و رفع البيت الذي بناه آدم رفع من الغرق، و هو البيت المعمور، و الحجر الأسود على أبي قبيس (4)،فلما دارت بالحرم ذهبت في الأرض تسير بهم حتى انتهت إلى الجودي (5)،و هو جبل بالحصنين (6)من أرض الموصل، فاستقرت [على الجودي] (7)بعد ستة أشهر لتمام السنة، فقيل بعد الستة أشهر، بعدا للقوم الظالمين، و لما استوت على الجودي قيل: يٰا أَرْضُ ابْلَعِي مٰاءَكِ ، وَ يٰا سَمٰاءُ أَقْلِعِي (8)، يقول: احبسي ماءك، وَ غِيضَ الْمٰاءُ نشفته الأرض، فصار ما نزل من السماء هذه البحور التي ترون في الأرض، قال: فآخر من بقي في الأرض من الطوفان ماء بحسمى (9) بقي في الأرض أربعين سنة بعد الطوفان، ثم ذهب، فهبط نوح إلى قرية فبنى كل رجل منهم بيتا، فسميت سوق الثمانين، فغرق بنو قابيل كلهم، و ما بين نوح إلى آدم من الآباء كانوا على الإسلام، قال: و دعا نوح على الأسد أن تلقى عليه الحمى، و للحمامة بالأنس، و الغراب بشقاء (10) المعيشة.

قال (11):و تزوج نوح امرأة من بني قابيل، فولدت له غلاما فسمّاه يوناطن فولد بمدينة

ص: 246


1- سورة هود، الآية:40.
2- سورة القمر، الآية:11.
3- سورة القمر، الآية:12.
4- جبل أبي قبيس، جبل مشرف على مكة (معجم البلدان).
5- الجودي: راجع ما جاء فيه في معجم البلدان.
6- الحصنان ثنية حصن، موضع، راجع ما جاء فيه في معجم البلدان.
7- زيادة عن ابن سعد.
8- سورة هود، الآية:44.
9- حسمى أرض ببادية الشام غليظة، و ماؤها كذلك (معجم البلدان).
10- الأصل: بشق، و المثبت عن «ز»، و م، و ابن سعد.
11- طبقات ابن سعد 42/1.

بالمشرق يقال لها معلقون (1) شمسا، فلما ضاقت بهم سوق ثمانين (2) تحوّلوا إلى بابل، فبنوها، و هي بين العراق و الفرات (3)،و كانت اثني عشر (4) فرسخا في اثني عشر فرسخا، و كان بابها موضع دوران الماء فوق جسر الكوفة يسرة إذا عبرت فكثروا بها حتى بلغوا مائة ألف، و هم على الإسلام، و لما خرج نوح من السفينة دفن آدم ببيت المقدس، و مات نوح عليه السلام.

أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن القاضي، أنا أبو الفضائل محمّد بن أحمد بن عمر بن الحسن، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه، نا عبد الرّحمن بن سعيد بن هارون، نا الحسن بن أبي الربيع، نا عبد الرزّاق، عن معمر، عن الأعمش عن مجاهد (5)قال: كانوا يضربون نوحا حتى يغشى عليه، فإذا أفاق قال: ربّ اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، و حدّثني أبو مسعود عبد الرّحمن بن علي عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، أنا الحسن [بن] (6) علان [نا عبد الوهاب بن عصام بن الحكم العكبري، نا إسماعيل ابن يزيد القطان، نا أبو يحيى غالب] (7) بن فرقد، حدّثنا يعقوب بن عبد اللّه الأشعري، عن الأعمش، عن مجاهد، عن عبيد بن عمير قال: إن كان نوحا ليضرب (8) حتى يغشى عليه، ثم يفيق فيقول: اهد قومي، فإنهم لا يعلمون (9).

و قال شقيق: قال عبد اللّه: لقد رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم و هو يمسح الدم عن وجهه و هو يحكي نبيا من الأنبياء و هو يقول:«اللّهمّ ، اهد قومي، فإنهم لا يعلمون».

أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن عمر، أنا أبو نعيم، نا

ص: 247


1- كذا بالأصل و م و «ز»، و في ابن سعد:«معلنور» و في المختصر، تلقون.
2- سوق الثمانين: بليدة عند جبل الجودي قرب جزيرة ابن عمر التغلبي فوق الموصل (راجع معجم البلدان).
3- كذا بالأصل:«العراق و الفرات» و في م:«العراق و الصرات» و في «ز» و ابن سعد:«الفرات و الصرات».
4- بالأصل:«اثنتي عشرة» و في م:«اثنين» في الموضعين، و المثبت عن «ز»، و ابن سعد.
5- بالأصل:«عن الأعمش المجاهد» صوبنا السند عن «ز»، و م.
6- سقطت من الأصل و استدركت عن «ز»، و م.
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك لتقويم السند عن «ز».
8- الأصل و م: لا تضربه، و المثبت عن «ز».
9- تاريخ الطبري 182/1.

أحمد بن السندي، نا الحسن بن علوية القطّان، نا إسماعيل بن عيسى العطّار، نا إسحاق بن بشر، أخبرني مقاتل و عبد اللّه بن زياد، و جويبر عن الضحاك عن ابن عباس أنه قال:

إن نوحا كان يضرب ثم يلفّ في لبد فيلقى في بيته يرون أنه قد مات، ثم يخرج فيدعوهم حتى إذا ايس من إيمان قومه، جاءه رجل و معه ابنه و هو يتوكأ على عصا، فقال: يا بني، انظر هذا الشيخ لا يغرّنّك، قال: يا أبت أمكني من العصا فأخذ العصا ثم قال: ضعني في الأرض، فوضعه فمشى إليه بالعصا، فضربه، فشجّه شجة موضحة (1) و سالت الدماء، قال نوح: ربّ قد ترى ما يفعل بي عبادك، فإن يك لك في عبادك حاجة فاهدهم، و إن يك غير ذلك فصيرني إلى أن تحكم و أنت خير الحاكمين، فأوحى اللّه إليه، و آيسه من إيمان قومه، و أخبره أنه لم يبق في أصلاب الرجال، و لا في أرحام النساء مؤمن، قال: يا نوح أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلاّٰ مَنْ قَدْ آمَنَ ، فَلاٰ تَبْتَئِسْ بِمٰا كٰانُوا يَفْعَلُونَ (2)-يعني - لا تحزن عليهم، وَ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنٰا (3)،قال: يا ربّ و ما الفلك ؟ قال: بيت من خشب يجري على وجه الماء، فأغرق أهل معصيتي، و أطهّر أرضي منهم، قال: يا رب، و أين الماء؟ قال: يا نوح إنّي على ما أشاء قدير، قال: فركب بمن معه نوح بقول اللّه و لقد نادانا نوح فلنعم المجيبون - يعني - استنصرنا نوح فلنعم المجيبون ما نصرناه، فأرسلنا السماء بماء منهمر، و فجرنا الأرض عيونا.

أخبرنا أبو الحسن (4)علي بن بركات الخشوعي - إذنا - قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا عثمان بن أحمد الدقاق، و أحمد ابن سندي، قال: حدّثنا الحسن بن علي، نا إسماعيل بن عيسى، نا إسحاق بن بشر، فذكر بإسناده نحوه إلى قوله: على ما أشاء قدير (5)،و زاد قال: يا ربّ و أين الخشب ؟ قال: اغرس الشجر، فغرس (6)الساج عشرين سنة، و كف عن الدعاء، و كفوا عن الاستهزاء، و كانوا يسخرون منه، فلمّا أدرك الشجرة أمره ربه فقطعها و جففها و لفقها فقال: يا ربّ كيف اتخذ هذا البيت ؟ قال: اجعله على ثلاثة صور: رأسه كرأس الديك، و جؤجؤه (7)كجؤجؤ الطير،

ص: 248


1- الموضحة: من الشجاج التي بلغت العظم فأوضحت عنه (تاج العروس طبعة دار الفكر: وضح).
2- سورة هود، الآية:36.
3- سورة هود، الآية:37.
4- الأصل:«الحسن بن علي» و المثبت:«أبو الحسن علي» عن «ز»، و «أبو» سقطت من م.
5- بعدها ضبة في م.
6- الأصل: فاغرس، و المثبت عن «ز»، و م.
7- الجؤجؤ: صدر السفينة و الطائر.

و ذنبه كذنب الديك، و اجعلها مطبقة، و اجعل لها أبوابا في جنبها، و شدّها بدسر - يعني - مسامير الحديد، و بعث اللّه جبريل فعلّمه صنعة السفينة فكان جبريل الران (1)،و نوح النجّار، فيا له من ران، و يا له من نجّار.

قال: فكانوا يمرّون به و يسخرون به و يقولون: أ لا ترون إلى هذا المجنون، يتخذ بيتا يسير به على الماء، و أين الماء؟ و يضحكون به، و ذلك قوله: وَ كُلَّمٰا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ (2)فأوحى اللّه إليه أن عجل صنعة السفينة، فقد اشتد غضبي على من عصاني، فانطلق فاستأجر نجارين يعملون معه، و سام و يافث و حام معه ينحتون السفينة، فجعل السفينة ستمائة ذراع طولها، و ستين ذراعا في الأرض، و عرضها ثلاثمائة ذراع و ثلاثون، و طولها في السماء ثلاثة و ثلاثون ذراعا، و أن يطليه بالقار من داخله و خارجه، و لم يكن في الأرض قار، ففجر اللّه له عين القار حيث ينحت السفينة، يغلي غليانا حتى طلاه، فلمّا فرغ منها جعل له ثلاثة أبواب، و جعل - يعني - أبوابها في جنبها، و أطبقها، فجعل فيها السباع و الدواب، فألقى اللّه على الأسد الحمى، و شغله بنفسه عن الدوابّ أن لا يتحرك، و جعل الوحش و الطير في الباب الثاني، ثم أطبق عليها، و جعل ولد آدم أربعين رجلا و أربعين امرأة في الباب الأعلى، ثم أطبق عليهما، و جعل الدرة معه في الباب الأعلى لضعفها لأن لا تطأها الدواب، و قال: يا ربّ ما علامة ما بيني و بين الماء؟ قال: إذا فار التنور.

و زعم السّدّي عن مجاهد و ابن سمعان: أن الماء فار من التنور بأرض الجزيرة من عين وردة (3)،و ركب نوح من رأس العين بالجزيرة.

و قال أبو روق بلغني عن عبد اللّه بن زياد بن سمعان عن رجال سمّاهم قال: إن اللّه أعقم رجالهم قبل الطوفان بأربعين عاما، و أعقدناهم فلم يتوالدوا أربعين عاما منذ يوم دعا نوح حتى أدرك الصغير فبلغ الحنث (4)،و صار للّه عليهم الحجة، ثم أرسل السماء عليهم بالطوفان.

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه، أخبرنا أبو الحسين بن حسنون، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا أبو بكر النيسابوري، نا يونس، نا ابن وهب، حدّثني محمّد بن مسلم، عن أيوب بن موسى، عن محمّد بن كعب القرظي قال:

ص: 249


1- كذا بالأصل و م و «ز».
2- سورة هود، الآية:38.
3- عين وردة،(راجع معجم البلدان).
4- الحنث: الإثم، و الذنب.

لما استنقذ اللّه ما في أصلاب الرجال و ما في أرحام النساء من كلّ مؤمن و مؤمنة، أوحى اللّه إلى نوح أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلاّٰ مَنْ قَدْ آمَنَ (1)،الآية كلها، و قال القرظي: فَالْتَقَى الْمٰاءُ عَلىٰ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (2)،قال: كان القدر قبل البلاء.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا المنجاب، أخبرنا أبو عامر الأسدي، نا عبد الوهّاب بن مجاهد، قال: سمعت مجاهدا يقول:

مكث نوح يدعو قومه ألف سنة إلاّ خمسين عاما، يدعوهم إلى اللّه يسره إليهم ثم يجهر به لهم، ثم أعلن، قال مجاهد: الإعلان: الصياح، فجعلوا يأخذونه فيخنقونه حتى يغشى عليه فيسقط الأرض مغشيا عليه، ثم يفيق فيقول: اللّهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون، قال:

فيقول الرجل منهم لأبيه: يا أبت ما هذا الشيخ يصيح كلّ يوم لا يفتر؟ فيقول: أخبرني أبي عن جدي أنه لم يزل على هذا منذ كان. قال: فلمّا دعا على قومه أمره اللّه أن يصنع الفلك، فصنع السفينة فعملها في ثلاث سنين، كُلَّمٰا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ يعجبون من نجارته السفينة، فلمّا فرغ منها جعل له ربه أنه إذا رأيت التنور قد فار فاجعل في السفينة من كلّ زوجين اثنين، قال: و كان التنور فيما بلغنا في زاوية من مسجد الكوفة (3)،قال: فلمّا فار التنور جعل فيها كما أمره به اللّه قال: يا ربّ كيف بالأسد و الأسدة ؟ و كيف بالفيل و الفيلة، فقال له ربه: سألقي عليهم الحمّى إنّها ثقيلة (4)،قال: فحمل (5) أهله و بنيه و بناته و كنائنه، و دعا ابنه فلمّا أبى عليه و فرغ من كلّ شيء يدخله السفينة طين بالسفينة الأخرى عليهم و لو لا ذلك لم يبق في السفينة شيء إلاّ هلك لشدة وقع الماء حين يأتي من السماء، قال اللّه عزّ و جل: فَفَتَحْنٰا أَبْوٰابَ السَّمٰاءِ بِمٰاءٍ مُنْهَمِرٍ (6)قال: فكان قدر كلّ قطرة مثل ما يجري من فم القربة، فلم يبق على ظهر الأرض شيء إلاّ هلك يومئذ إلاّ ما في السفينة، و لم يدخل الحرم منه شيء.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو الحسن بن رزقويه،

ص: 250


1- سورة هود، الآية:36.
2- سورة القمر، الآية:12.
3- قال الطبري 186/1 و قد اختلف في المكان الذي كان به التنور فقال بعضهم: كان بالهند، و قال آخرون: كان بناحية الكوفة و عن قتادة أنه عين في الجزيرة (البداية و النهاية 125/1).
4- الأصل و م: الفيلة، و المثبت عن «ز».
5- كذا بالأصل م، و في «ز»: فجعل.
6- سورة القمر، الآية:11.

أنا محمّد بن يحيى بن (1)عمر، نا علي بن حرب، نا سفيان، عن موسى بن أبي عائشة، عن سليمان بن قنة قال: سمعت ابن عباس يسأل عن قول اللّه عزّ و جلّ : فَخٰانَتٰاهُمٰا (2)فقال:

أما إنه ليس الزنا، و لكن كانت هذه تدل على الأضياف، و هذه تقول: إنه مجنون.

أخبرنا (3)أبو الحسن [علي] (4)بن هبة اللّه بن عبد السّلام، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، قالا: أخبرنا أبو محمّد الصريفيني (5)،أنا أبو القاسم بن حبابة، أخبرنا أبو القاسم البغوي، حدّثنا علي بن الجعد، أخبرنا شعبة، عن الحكم قال: سمعت مجاهدا: مَجْنُونٌ وَ ازْدُجِرَ (6)قال: استتر جنونا.

أنبأنا أبو بكر عبد الغفّار بن محمّد الشيرويي (7)،و أخبرني أبو محمّد بن طاوس عنه، أخبرنا أبو بكر (8)أحمد بن الحسن الحيري، نا أبو العباس الأصم، حدّثنا الحسن بن علي بن عفّان العامري، نا يحيى بن آدم، نا سفيان، و سفيان بن عيينة، و قيس بن الربيع، عن موسى ابن أبي عائشة عن سليمان بن قنة، عن ابن عبّاس في قوله: فَخٰانَتٰاهُمٰا قال: ما زنتا في هذه الآية، قال: فَخٰانَتٰاهُمٰا قال: فكانت امرأة نوح تخبر الناس أنه مجنون، و كانت امرأة لوط تدل على الضيف، فتلك خيانتاهما.

أنبأنا أبو طاهر محمّد بن الحسين، و أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، و عبد اللّه بن أحمد ابن عمر، قالوا: أخبرنا أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أخبرنا جدي أبو عبد اللّه، أنا أبي، أنا عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم، أنا عبد السّلام بن أحمد بن محمّد القرشي، نا أبو حصين محمّد بن إسماعيل بن محمّد التميمي، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه الزاهد، حدّثنا موسى بن إبراهيم المروزي، حدّثنا المعلى بن هلال، عن عمرو بن قيس، عن سعيد بن مينا أن كعبا قال لعبد اللّه بن عمرو بن العاص: أخبرني عن أول شجرة نبتت على الأرض، قال عبد اللّه:

الساج (9)،و هي التي عمل منها نوح السفينة، فقال كعب: صدقت، أنت أعلم الناس.

ص: 251


1- الأصل و م:«عن» و المثبت عن «ز».
2- سورة التحريم، الآية:10.
3- قدم الخبر التالي في «ز»، و جعل مكانه قبل الخبر السابق.
4- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن «ز».
5- الأصل و م: الصيرفيني، و المثبت عن «ز».
6- سورة القمر، الآية:9.
7- الأصل و م: الشيروني، و في «ز»: الشيروبي.
8- الأصل و م:«أبو نصر» و المثبت عن «ز».
9- و قيل: إنها من الصنوبر، و هو نصف التوراة كما في البداية و النهاية 124/1.

أنبأنا أبو الحسن علي بن بركات بن إبراهيم، نا أحمد بن علي بن ثابت، أنا أبو الحسن ابن رزقويه، أنا عثمان بن أحمد الدقاق، و أحمد بن سندي، قالا: حدّثنا الحسن بن علي بن ثابت (1)،نا إسماعيل بن عيسى، نا إسحاق بن بشر، أنا العمري عبد اللّه، عن نافع، عن ابن عمر قال:

لمّا نبع الماء من حول سفينة نوح، خرج رجل من تلك الأمة إلى فرعون من فراعنتهم فقال: إنّ هذا الذي تزعمون أنه مجنون قد أتاكم بما كان يعدكم، فجاء يسير في موكبه و جماعة من أصحابه حتى وقف من نوح غير بعيد، فقال لنوح: ما تقول ؟ قال: أقول: قد أتاكم ما كنتم توعدون، قال: ما علامة ذلك ؟ قال: اعطف برأس برذونك، فعطف برذونه، فنبع الماء من تحت قوائمه، فخرج يركض إلى الجبل هاربا من الماء.

قال: و حدّثنا إسحاق، قال: و قال محمّد بن إسحاق: و سمعت من حدّثني عن جعفر بن محمّد بإسنادهم أنه قال: فار الماء من التنور (2)[من دار نوح من تنور تختبز فيه ابنته، فكان نوح يتوقع ذلك، إذ جاءته ابنته فقالت: يا أبت قد فار الماء من التنور] (3) فآمن بنوح النجّارون كلّهم إلاّ نجارا واحدا، فقال له: أعطني أجري، قال: أعطيك أجرك على أن تركب معنا، قال: أيها المجنون، أعطني أجري، فإنّ ودّا و سواعا و يغوث و يعوق و نسرا سينجوني مما يريد بك إلهك، فأخذ نوح فضة (4) من أصحاب السفينة فدفعها إليه فقال: ستعلم أينا المجنون إذا حل العذاب غدا.

فأوحى اللّه إليه أن اِحْمِلْ فِيهٰا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ، وَ أَهْلَكَ إِلاّٰ مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ (5)،و كان ممن سبق عليه القول امرأته والقة و كنعان ابنه، فقال: يا ربّ هؤلاء قد حملتهم فكيف لي بالوحش و البهائم و السباع و الطير؟ قال: أنا أحشرهم عليك، فبعث جبريل، فحشرهم فجعل يضرب يديه على الزوجين، فتقع يده اليمنى على الذكر و اليسرى

ص: 252


1- قوله «بن ثابت» كذا بالأصل و م، و سقطتا من «ز».
2- المراد بالتنور عند الجمهور: وجه الأرض أي نبعث الأرض من سائر أرجائها حتى نبعث التنانير التي هي محال النار و قال علي بن أبي طالب قوله: المراد بالتنور فلق الصبح و تنوير الفجر أي إشراقه و ضياؤه و هذا قول غريب (البداية و النهاية 172/1 طبعة دار الفكر) و قال الليث: التنور لفظة عمت بكل لسان و صاحبه تنار، و قال الأزهري: و هذا يدل على أن الاسم قد يكون أعجميا فتعربه العرب فيصير عربيا. و تنور على بناء فعّل لأن أصل بنائه تنّر، و ليس في كلام العرب نون قبل راء. قاله صاحب أحكام القرآن.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن «ز»، و م.
4- بالأصل: من فضة، و المثبت عن «ز»، و م.
5- سورة هود، الآية:40.

على الأنثى، فيدخله السفينة حتى أدخل فيه عدة ما أمره اللّه به، قال: فلما جمعهم في السفينة رأت البهائم و الوحش و السباع العذاب، فجعلت (1) تلحس قدم نوح و تقول: احملنا معك، فيقول: إنما أمرت مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ .

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، حدّثنا الحسين بن الحسن، نا وكيع، نا الأعمش، قال: سمعت مجاهدا يحدّث عن عبيد (2)بن عمير قال:

لما أدرك قوم نوح الغرق و كانت منهم امرأة معها صبي لها، فلمّا أدركها الماء رفعت صبيها إلى ركبتيها، فلمّا بلغها الماء رفعته إلى صدرها، فلمّا بلغها الماء رفعته إلى رأسها، فلمّا بلغها الماء قالت به هكذا، و رفع وكيع يده فوق رأسه، فقال اللّه: لو كنت راحما منهم أحدا لرحمتها برحمتها الصبي (3).

أخبرنا أبو القاسم زاهر (4)،و أبو بكر وجيه ابنا (5)طاهر بن محمّد، قالا: أخبرنا عبد الرّحمن بن محمّد بن علي، أنا يحيى بن إسماعيل بن يحيى، نا عبد اللّه بن محمّد بن الشرقي، حدّثنا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، نا الأعمش قال:

سمعت مجاهدا يحدّث عن عبيد بن عمير قال: لمّا أدرك قوم نوح الغرق كانت فيهم امرأة معها صبي لها، فلمّا بلغه الماء رفعته [إلى ركبتيها فلما بلغه الماء رفعته إلى حقويها، فلما بلغه الماء رفعته إلى صدرها، فلما بلغه الماء رفعته] (6)بيدها فقال اللّه: لو كنت راحما منهم أحدا لرحمتها برحمتها الصبي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن بركات، أنا أبو بكر الخطيب، أنا ابن رزقويه، أنا عثمان بن أحمد، و أحمد بن سندي، قالا: أنا الحسن بن علي القطان، نا إسماعيل [بن (7)عيسى، أنا أبو حذيفة إسحاق بن بشر، قال: و أخبرني سعيد بن أبي عروبة قال: بلغني أنه لما فار الماء

ص: 253


1- الأصل: فجعلن، و المثبت عن «ز»، و م.
2- الأصل و م: عبيد اللّه، و المثبت عن «ز».
3- البداية و النهاية 128/1.
4- بالأصل و م: بن طاهر، و المثبت عن «ز».
5- بالأصل و م: بن، تصحيف، و المثبت عن «ز».
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن «ز»، و م.
7- من هنا سقط من الأصل، تتمة الخبر، و عدة أخبار أخرى، نستدركها بين معكوفتين عن م، و «ز»، و النص عن «ز».

من التنور قال: و المرأة تختبز، قال: فاحتملت ولدها، قال و معها ولد لها صغير، فخرجت إلى الدار، فإذا الدار قد امتلأت ماء، فدخلت البيت فإذا مثل ذلك، قال: و حملت صبيها فكل ما بلغ منها رفعت صبيها عن ذلك الموضع حتى وضعت صبيها على رأسها، فلما جاوز الماء منها قامتها رمت بولدها من تحتها ثم قامت عليه، فأقسم اللّه عند ذلك أن لا يعذب العامة بالغرق.

و قد روي هذا من وجه آخر موصولا.

أخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد لفظا بدمشق، أنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر، أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب، نا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو، نا سعيد بن الحكم بن أبي مريم، أخبرني موسى بن يعقوب، حدثني فائد (1)مولى عبيد الله (2)بن علي بن أبي رافع أن إبراهيم بن عبد الرحمن بن أبي ربيعة أخبره أن عائشة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم أخبرته أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«لو رحم اللّه أحدا من قوم نوح لرحم أم الصبي».

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«كان نوح مكث في قومه ألف سنة إلاّ خمسين عاما يدعوهم حتى كان آخر زمانه غرس شجرة فعظمت، فذهبت كل مذهب، ثم قطعها، ثم جعل يعملها سفينة، فيمرون، فيسألونه، فيقول: أعملها سفينة، فيسخرون منه، و يقولون: يعمل فينة في البر، و كيف تجري الماء في السكك ؟ و كثر.... (3)أم الصبي عليه و كانت تحبه حبا شديدا فخرجت به إلى الجبل حتى بلغت ثلثه، فلما بلغها الماء خرجت حتى استوت على الجبل فلما بلغ الماء رقبتها دفعته (4)بيدها حتى ذهب به الماء، فلو رحم اللّه منهم أحدا لرحم أم الصبي»[12805].

أخبرنا أبو الحسن علي بن بركات، نا (5)الخطيب، أخبرنا ابن رزقويه، أخبرنا عثمان،

ص: 254


1- من هذا الطريق روي في البداية و النهاية 128/1-129.
2- في البداية و النهاية: عبد اللّه بن أبي رافع.
3- تقرأ في «ز»، و م:«حست» و تبدو العبارة في «ز» مضطربة، و العبارة في البداية و النهاية، و م: يقولون تعمل سفينة في البر، كيف تجري ؟ قال: سوف تعلمون. فلما فرغ و نبع الماء و صار في السكك خشيت أم الصبي.
4- في البداية و النهاية:«رفعته بيديها فغرقا» و هو أوجه باعتبار السياق بعد.
5- سقطت من «ز».

و أحمد قالا: نا الحسن، نا إسماعيل] أنا أبو حذيفة عن محمّد بن إسحاق و غيره، عن الزهري قال: إن اللّه بعث ريحا فحمل إليه من كل زوجين اثنين: من الطير، و السباع، و الوحش، و البهائم.

قال: و حدّثنا أبو حذيفة، أخبرني أبو الحسن الملائي يبلغ به زيد بن ثابت قال:

استصعب عليه الماعزة أن تدخل السفينة، فدفعها في ذنبها فمن ثم انكسر ذنبها فصار معقوفا و بدا حياؤها، و مضت النعجة حتى دخلت السفينة، فمسح على ذنبها فستر حياءها.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا دعلج بن أحمد، نا محمّد بن يونس، أنا عبد اللّه بن داود، و أخبرنا أبو النضر عبد الرّحمن بن عبد الجبّار بن عثمان، و أبو الحسن محمّد بن علي بن محمّد الفقيه، أنا أبو سعد يحيى بن عبد اللّه بن محمّد بن إبراهيم البزار (1)،أنا أبو علي الرفاء، أنا محمّد بن يونس الكديمي، نا ابن داود، نا الأعمش، عن مجاهد قال: مرّ نوح بالأسد فضربه برجله فخمشه الأسد فبات ساهرا، فشكا نوح ذلك إلى اللّه، فأوحى اللّه إليه إنّي لا أحب الظلم.

و هكذا رواه أبو يحيى عبد الحميد بن عبد الرّحمن الحماني عن الأعمش موقوفا (2)على مجاهد، و رواه عمرو بن ثابت فرفعه.

أخبرنا [أبو القاسم بن السمرقندي، أنا] (3)أبو القاسم بن مسعدة، أخبرنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (4)،نا جعفر بن أحمد بن علي الغافقي (5)،نا سعيد بن كثير بن عفير، نا ابن لهيعة، عن عمرو بن ثابت، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«مرّ نوح بأسد رابض (6)فضربه برجله، فرفع الأسد رأسه فخمش ساقه، فلم يلبث ليلته مما جعلت تضرب عليه و هو يقول: يا ربّ عقرني، فأوحى اللّه إليه: إنّ اللّه لا يرضى بالظلم، أنت بدأته»[12806].

ص: 255


1- كذا بالأصل و م:«أنا أبو سعد يحيى بن عبد اللّه بن محمد بن إبراهيم البزار» و مكانه في «ز»: «و الفضل عبد القدوس بن إسماعيل بن محمد بن إبراهيم البزاز».
2- بالأصل و م: مرفوعا: و المثبت عن «ز».
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك عن «ز».
4- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 157/2 في ترجمة جعفر بن أحمد بن علي بن بيان.
5- في الكامل لابن عدي: حدثنا جعفر بن علي.
6- بالأصل: رابط ، و في م:«رابطه» و المثبت عن «ز».

قال ابن عدي: و هذا الحديث بهذا الإسناد باطل، و جعفر يضع الحديث.

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه - فيما قرأ عليّ إسناده و ناولني إيّاه و قال: اروه عنّي - أنا محمّد بن الحسن، أنا المعافى بن زكريا القاضي، نا أحمد بن جعفر بن المنادي، نا العبّاس ابن محمّد بن حاتم، حدّثنا عفّان بن مسلم أبو عثمان الصفّار، نا المبارك بن فضالة، عن بكر ابن عبد اللّه المزني قال:

لما أمر نوح أن يحمل معه في السفينة من كلّ شيء كان فيما حمل معه الأسد، فجاع فزأر زأرة خاف أهل السفينة أن يأكلهم، فشكوه إلى نوح، فشكاه نوح إلى اللّه تعالى، فألقى اللّه عليه الحمى، و كان نوح يمر به بعد ذلك فيركله برجله و يقول له: أ زبى (1)بانت بشرى ؟ (2)قال فيقول له الأسد: لا زبى..

قال ابن المنادي: قال: أنا العباس بن محمّد فذاكرت بهذا الحديث يحيى بن معين فاستحسنه و استغربه، و قال: أنا مع (3)كثرة كتابي عن عفان لم أكتب هذا، أين كتبت عن عفان هذا الحديث ؟ فقلت: بالبصرة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الجنيد الخطيب، نا أبو علي نصر اللّه بن أحمد بن عثمان - إملاء - أخبرنا الشيخ أبو الحسن علي بن (4)عبدان الحافظ ، نا أبو بكر محمّد بن أحمد ابن محمويه العسكري، نا عيسى بن غيلان، نا الربيع بن روح، نا محمّد بن خالد الوهبي، عن عبد اللّه بن أبي حميد، عن ابن نمير، عن القاسم، عن أبي أمامة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من قال حين يمسي: صلى اللّه على نوح و على نوح السلام لم يلدغه عقرب تلك الليلة»[12807].

أنبأنا أبو طاهر بن الحنائي، و أبو محمّد بن الأكفاني، و ابن السمرقندي، قالوا: أخبرنا أحمد بن عبد الواحد.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، أخبرنا أبي، أنا أبو محمّد (5)بن أبي نصر، أنا عبد السّلام بن أحمد، أنا أبو حصين التميمي، نا محمّد بن عبد

ص: 256


1- الأصل و م: اد، و في «ز»: أربا، و المثبت عن المختصر، و الزبى جمع زبية، و هي بئر أو حفرة تحفر للأسد.
2- الأصل:«يسرا» و في م:«يسرا» و المثبت عن «ز».
3- استدركت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
4- في «ز»: علي بن أحمد بن عبدان.
5- أقحم بعدها بالأصل و م:«بن عبد اللّه، أخبرنا أبي أخبرنا أبو» صوبنا السند عن «ز».

اللّه الزاهد، نا موسى بن إبراهيم، نا حمّاد بن عمرو النصيبي، عن عبد اللّه بن الوليد، عن خالد، قال:

لما حمل نوح في السفينة ما حمل، جاءت العقرب تحجل فقالت: يا نبيّ اللّه أدخلني معك، قال: لا، أنت تلدغين الناس و تؤذيهم، قالت: لا، احملني معك، فلك اللّه عليّ أن لا ألدغ من يصلي عليك الليلة.

أنبأنا أبو الحسن بن بركات الخشوعي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن بن رزقويه، أنا عثمان بن أحمد، و أحمد بن سندي، قالا: أخبرنا الحسن بن علي، نا إسماعيل ابن عيسى، أنا إسحاق بن بشر عن مقاتل قال:

فلمّا جمعهم قال لابنه كنعان (1)و لامرأته اِرْكَبْ مَعَنٰا وَ لاٰ تَكُنْ مَعَ الْكٰافِرِينَ (2)، قٰالَ : سَآوِي إِلىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمٰاءِ (3)،قال: فركب نوح بمن معه يقول اللّه: و لقد نادانا نوح يعني انتصرنا فلنعم ما نصرنا، قال: و أرسلنا اَلسَّمٰاءِ بِمٰاءٍ مُنْهَمِرٍ (4)، وَ فَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً (5)،قال: فأوحى اللّه إلى الأرض أن اخرجي ماءك فأخرجت بغير كيل غضبا للّه (6)و نزل من السماء بغير كيل، فذلك قوله: إِنّٰا لَمّٰا طَغَى الْمٰاءُ حَمَلْنٰاكُمْ (7)على الخزان، فأخرجت الأرض عيونها، و انفجر حيال كلّ عين من السماء مثعبا (8)،و عاينت الشياطين العذاب، فطارت بين السماء و الأرض، فجاء إبليس حين حشر اللّه على نوح البهائم فأخذ بذنب الحمار، فلم يدخل الحمار السفينة،[فدفعه نوح، فقال: ادخل و لو كان معك الشيطان، فدخل، فرأى نوح إبليس في السفينة] (9)فقال (10):ويحك من أدخلك ؟ قال: أنت أدخلتني، و بإذنك دخلت إذ قلت: ادخل، و لو كانت معك الشيطان، فدخلت، قال: أخرج، فقال: إني منظور، قال: فأمره أن يقعد على خيزران السفينة (11).

قال: و حدّثنا إسماعيل، نا أبو حذيفة، عن ابن جريج، عن عطاء و مقاتل عن الضحاك:

ص: 257


1- و كان شقيا قد أضمر كفرا، كما يفهم من عبارة الطبري 184/1.
2- سورة هود، الآية:42.
3- سورة هود، الآية:43.
4- سورة القمر، الآية:11. و قوله بماء منهمر أي منصب.
5- سورة القمر، الآية:12.
6- الأصل: غضب اللّه، و المثبت عن «ز»، و م.
7- سورة الحاقة، الآية:11.
8- المثعب: مسيل الماء.
9- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و المستدرك إلى قوله: فدخل، عن «ز»، و الباقي عن المختصر.
10- من هنا إلى قوله: دخلت، سقط من «ز».
11- تاريخ الطبري 184/1.

أن إبليس جاء ليركب السفينة فدفعه نوح فقال: يا نوح إنّي منظور و لا سبيل لك عليّ ، فعرف أنه صادق، فأمره أن يجلس على خيزران السفينة، فاللّه أعلم أي ذلك [كان] (1)قال فركب نوح و سارت، و نزل الماء من السماء بقدر ما خرج من [الأرض، فالتقيا] (2)عَلىٰ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ ،فكان على رءوس الجبال ثلاثين ذراعا و في القرار ثلاثين ذراعا، فما كان في القرار فرّ إلى الجبل، و من كان على الجبل فرّ إلى القرار، و غرق كنعان ابنه حين قال: سَآوِي إِلىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمٰاءِ ،يقول اللّه عز و جلّ : وَ حٰالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكٰانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (3)و ركب نوح في عشر مضين من رجب، فاستوت سفينته على الجودي لعشر مضين من المحرم، وافق ذلك يوم عاشوراء، قال: فصارت سفينة نوح حتى جاءت فطافت بالبيت و كان قد أوصى آدم ولده أن يحملوا جسده في فلك نوح، فتوارث الوصية ولده حتى حملها نوح و قال بعضهم: كان قبره بمكة، كان بمغارة المكار، و يقال: الكنوز، و كلّ واحد قد قال فوضع جسد آدم بين الرجال و النساء و قال اللّه لنوح اِرْكَبُوا فِيهٰا بِسْمِ اللّٰهِ مَجْرٰاهٰا (4)و حين يجري الماء وَ مُرْسٰاهٰا حين يرسو الماء، قال: و أعطى اللّه نوح خرزتين في السفينة.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر بن السبط ، أنا والدي أبو سعد، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن علي، أنا أبو جعفر محمّد بن إبراهيم الديبلي، نا أبو عبيد اللّه سعيد بن عبد الرّحمن المخزومي، قال: قال سفيان بن عيينة.

لما ركب نوح في السفينة جاء إبليس فوقع على حرفها فدفعه نوح و قال: ويلك أهلكت أهل الأرض، ثم تريد أن تضل هؤلاء، قال له إبليس: لئن طرحتني لقد علمت أنّي ما أغرق و لا أموت، و أنّي لمن المنظرين.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن بن محمّد، أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران، أنا الحسين بن صفوان، نا عبد اللّه بن عبيد، نا أبو عبد اللّه محمّد بن موسى الحرشي، نا جعفر بن سليمان، نا عمرو (5) بن دينار قهرمان آل الزبير، نا سالم بن عبد اللّه عن أبيه قال:

ص: 258


1- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن «ز».
2- ما بين معكوفتين عن «ز»، و مكانه بالأصل: الماء.
3- سورة هود، الآية:43.
4- سورة هود، الآية:41.
5- الأصل: عمر، و المثبت عن «ز»، و م.

لما ركب نوح السفينة و حمل فيها من كل زوجين اثنين كما أمر، فرأى في السفينة شيخا لم يعرفه فقال له نوح: ما أدخلك ؟ قال: دخلت لأصيب قلوب أصحابك فتكون قلوبهم معي و أبدانهم معك، قال نوح: اخرج منها يا عدو اللّه، فإنك رجيم، وَ إِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلىٰ يَوْمِ الدِّينِ (1)،فقال إبليس: خمس أهلك بهنّ الناس، و سأحدثك منهن بثلاث و لا أحدثك بالثنتين، فأوحي إلى نوح أنه لا حاجة لك بالثلاث، مره يحدثك بالثنتين، قال: فهما أهلك الناس و هما لا يكذبان هما اللتان لا يخلفاني الحسد، و بالحسد لعنت، و جعلت شيطانا رجيما، و الحرص، أتيح آدم الجنة كلها، فأصبت حاجتي منه بالحرص.

قال عبد اللّه بن محمّد: حدّثنا إسحاق بن إسماعيل، حدّثنا جرير عن (2)الأعمش، عن زياد بن حصين، عن أبي العالية قال:

لما رست السفينة، سفينة نوح، إذا هو بإبليس على كوثر السفينة فقال له نوح: ويلك قد غرق أهل الأرض من أجلك، قد أهلكتهم ؟ قال له إبليس - فما أصنع ؟ قال: تتوب قال:

فسل ربّك هل لي من توبة، فدعا نوح ربه، فأوحي إليه: إنّ توبته أن يسجد لقبر آدم، قال:

قد جعلت لك توبة، قال: و ما هي ؟ قال: تسجد لقبر آدم (3)،قال: تركته حيا و أسجد له ميتا؟!.

كتب إلي أبو محمّد عبد الرّحمن بن حمد (4)بن الحسن، و أخبرني أبو الحسن سعد الخير بن محمّد بن سهل عنه، أنا أبو نصر أحمد بن الحسين بن محمّد، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسحاق، أنا أبو عبد الرّحمن النسائي، أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، نا وكيع، نا سعد ابن أوس، عن أنس بن سيرين قال: سمعت أنس بن مالك يقول: إنّ نوحا عليه السلام نازعه الشيطان في عود الكرم، و قال: هذا لي، فاصطلحنا على أنّ لنوح ثلثها و للشيطان ثلثيها.

أنبأنا أبو الحسن علي بن بركات، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقّاق، و أحمد الحداد، قالا: أخبرنا الحسن بن علي، نا إسماعيل بن عيسى، عن إسحاق، عن هشام بن حسان، عن محمّد بن سيرين، عن كعب الحبر (5).

ص: 259


1- سورة الحجر، الآية:35.
2- الأصل و م:«بن» و المثبت عن «ز».
3- أقحم بعدها بالأصل: قال: قد جعلت لك توبة، قال: و ما هي ؟ قال: تسجد لغير آدم.
4- كذا بالأصل و م، و في «ز»: أحمد.
5- بالأصل و م: كعب الخير، و المثبت عن «ز».

أن الشيطان أخذها فذهب بها، فنهض نوح ليدخل السفينة ليلتمسها فقال له الملك:

اجلس يا نبي اللّه، إنك ستؤتى بها، فجلس فقال له الملك: لك فيها شريك، فأحسن مشاركته، قال: نعم، قال: له سبع و لي ستة أسباع، قال: أحسن، قال: و أنت محسن قال:

له السدس، قال: أحسن، قال: له الخمس، قال: أحسن، قال: له الربع، قال: أحسن، قال: له الثلث، قال: قد فعلت، قال: فما كان فوق الثلاث فلإبليس.

قال: و قال إسحاق: أخبرني هشام بن حسان عن غير (1)محمّد بن سيرين قال أبو حذيفة: و أخبرني عدة منهم عثمان عن محمّد بن السائب الكلبي، عن أبي صالح و مقاتل عن الضحاك، و جويبر عن الضحّاك عن ابن عبّاس.

أنه لمّا سرق (2)إبليس [حبلة العنب (3)،و طلبها نوح فلم يقدر عليها، قال لولده:

التمسوا، فقال جبريل: ذهب بها إبليس] (4)و إنا قد بعثنا إليه ليؤتى بها و هو شريكك فقاسمه و أحسن مقاسمته، فجاء به الملك و معه الحبلة فقال: يا إبليس بئس ما صنعت. إنّك سرقت حبلة العنب، و حملتك فما كافأتني قال نوح: ما أنت حملتني، و لكن اللّه أنظرني، قال: فإنّ لي في هذه شركة، قال: لك الثلث، و لي الثلثان، قال: فما أنصفتني. قال له جبريل: ردّه و أحسن مشاركته، فقال: له النصف، فقال: ردّه إنك تأكله غضا و عنبا و يابسا و حلوا و حامضا، و تشربه عصيرا، قال: فلي الثلث و له الثلثان، قال: فرضي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا المنجاب، أخبرنا علي ابن مسهر، عن أشعث بن سوار، عن ابن سيرين قال:

حمل مع نوح في السفينة من كلّ زوجين اثنين فلقيه الملك فقال: إنا وجدناكم قد كنتم لنا حملتين من عنب، و إنا لم نجد شيئا، فقال له الملك: صدقت سرقها الشيطان، و قد بعثنا إليهما من يجيء بهما، و إنه سيشاركك فيها فأحسن (5)مشاركته، فقال له نوح: لي الثلثان و له الثلث، قال الشيطان: لا أرضى، قال نوح: فلي النصف و له النصف، فقال الشيطان: لا

ص: 260


1- في «ز»: عمير، تصحيف.
2- الأصل: دخل، و المثبت عن «ز»، و م.
3- حبلة العنب: الحبلة: الكرم أو أصل أصوله.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن «ز».
5- الأصل و م:«بأحسن مشاركة» و المثبت عن «ز».

أرضى، فقال الملك لنوح: إنك تأكله عنبا، و تأكله زبيبا، قال: و أوشك في العصير و تطبخه حتى يذهب ثلثاه و يبقى ثلثه، فقال له نوح: لي الثلث و له الثلثان، فقال له الملك: أحسنت و أنت محسان (1).

أنبأنا أبو الحسن علي بن بركات، حدّثنا أبو بكر الخطيب - لفظا - أنا أبو الحسن بن رزقويه، أنا عثمان بن أحمد، و أحمد بن سندي، قالا: أخبرنا الحسن بن علي، أنا إسماعيل ابن عيسى، قال: قال إسحاق بن بشر: و أخبرنا أبي عن جعفر بن محمّد، عن أبيه عن علي ابن أبي طالب قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«كان حمل نوح معه في السفينة من جميع الشجر، و كانت العجوة من الجنة مع نوح في السفينة»[12808].

قال: و قال إسحاق: فأخبرنا رجل من أهل العلم: أنّ نوحا حمل أهل السفينة، و حمل فيها من كلّ زوجين اثنين، و حمل من الهدهد زوجين، و جعل أم الهدهد فصلا على زوجين فماتت في السفينة قبل أن تظهر الأرض، فحملها الهدهد فطاف بها الدنيا ليصيب لها مكانا ليدفنها فيه فلم يجد طينا و لا ترابا، فرحمه ربه فحفر له في قفاه قبرا فدفنها فيه، فذلك الريش الناتئ في قفا الهدهد موضع القبر، فلذلك نتأ أقفية الهداهد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه بن الشخير، نا أحمد بن محمّد بن يزيد الزعفراني، نا [محمد بن] (2)مسلم بن وارة الرازي، نا محمّد بن موسى بن أعين، نا أبي، عن سفيان الثوري، عن موسى بن المسيّب، عن شهر بن حوشب، عن ابن عباس، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما أنزل اللّه سفة (3)من الريح إلاّ بمكيال و لا قطرة من الماء إلاّ بمثقال إلاّ يوم نوح و عاد، فإن الماء يوم نوح طغى على الخزان فلم يكن لهم عليه سبيل» قال: ثم قرأ: إِنّٰا لَمّٰا طَغَى الْمٰاءُ حَمَلْنٰاكُمْ فِي الْجٰارِيَةِ (4)و إنّ الريح يوم عاد عتت على الخزّان ثم تلا عٰاتِيَةٍ (5).

أنبأنا أبو الحسن الخشوعي، نا أبو بكر الخطيب، أنا ابن رزقويه، أنا عثمان بن

ص: 261


1- كذا بالأصل و «ز»، و م.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن «ز».
3- كذا رسمها بالأصل و م و «ز»، و الذي في تاج العروس، طبعة دار الفكر: السفى: التراب و إن لم تسفه الريح، أو اسم لكل ما سفته الريح، واحدته بهاء.
4- سورة الحاقة، الآية:11.
5- سورة الحاقة، الآية:6.

أحمد، و أحمد بن سندي، قالا: أخبرنا الحسن بن علي، أنا إسماعيل بن عيسى، نا إسحاق ابن بشر، قال: و قال محمّد بن إسحاق يبلغ به ابن عبّاس:

لو لا ماء الأرض استقبل ماء السماء فردّ شدته لخرق (1)[الأرض] (2)ماء السماء حتى يتركها كهيئة الغربال فلا ينتفع بها، و لكنه صنعه كيف شاء و ما شاء عزّ و جلّ .

قال: و أخبرنا إسحاق قال: و قال جويبر و مقاتل عن الضحّاك عن ابن عباس أنه سئل كيف كانوا يعرفون مواقيت الصّلاة في السفينة ؟ قال: أعطى (3)اللّه نوحا خرزتين إحداهما بياضها كبياض النهار، و الأخرى سوادها كسواد الليل، فإذا أمسوا غلب سواد هذه بياض هذه، و إذا أصبحوا غلب بياض هذه سواد هذه على قدر الساعات الاثني عشر (4)،فأول من قدّر الساعات الاثني عشر (5)ما لا يزيد بعضها على بعض نوح في السفينة ليعرف بها مواقيت الصلاة، فسارت السفينة من مكة حتى أخذت إلى اليمن، فبلغت الحبشة، ثم عدلت حتى رجعت في جدة، ثم أخذت على الروم ثم جاوزت الروم فأقبلت راجعة على جبال أرض المقدسة، و أوحى اللّه إلى نوح أنها تستوي على رأس جبل، فعلمت الجبال بذلك، فتعطلت لذلك، و أخرجت أصولها من الأرض، و جعل جودي يتواضع للّه عزّ و جل قال: فجاءت السفينة حتى جاوزت الجبال كلها فلما انتهت إلى الجودي استوت و رست فذلك قوله:

وَ اسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَ قِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظّٰالِمِينَ (6) قال: فشكت الجبال إلى اللّه تعالى، فقالت: يا ربّ إنّا تطلّعنا و أخرجنا أصولنا من الأرض لسفينة نوح، و خنس جودي، فاستوت سفينة نوح عليه، فقال اللّه: إنّي كذلك، من تواضع لي رفعته و من ترفّع لي وضعته.

و يقال: إنّ الجودي من جبال الجنّة، قال: فلما أن كان يوم عاشوراء استوت السفينة عليه، و قال اللّه: يٰا أَرْضُ ابْلَعِي مٰاءَكِ بلغة الحبشة فابتلعت وَ يٰا سَمٰاءُ أَقْلِعِي أي أمسكي - بلغة الحبشة - فابتلعت الأرض ماءها، و ارتفع ماء السماء حتى بلغ أعنان السماء رجاء أن يعود إلى مكانه، فأوحى اللّه إليه أن ارجع، فإنك رجس و غضب، فرجع الماء، فملح و خم

ص: 262


1- في م:«يحرق» و فوقها ضبة.
2- سقطت من الأصل و م و «ز»، و استدركت عن المختصر.
3- الأصل و م: أعطاه، و المثبت عن «ز».
4- كذا بالأصل و م و «ز»: «الاثني عشر» و الوجه: الاثنتي عشرة.
5- راجع الحاشية السابقة.
6- سورة هود، الآية:44.

و تردد، فأصاب الناس منه الأذى، أو قال البلاء، فأرسل اللّه عليها الريح، فجمعها في مواضع البحار، فصار زعاقا (1) مالحا لا ينتفع به. و تطلع نوح فنظر فإذا الشمس قد طلعت، و بدا له البذ من السماء، و كان ذلك آية ما بينه و بين ربه جلّ و عزّ أمان الغرق.

و البذ: القوس الذي يسمونه قوس قزح، و نهي أن يقال: قوس قزح، لأن قزح شيطان، و هو قوس اللّه.

و زعموا أنه كان عليه وتر و سهم قبل ذلك في السماء فلما (2) جعله اللّه أمانا لأهل الأرض من الغرق نزع اللّه الوتر و السهم فقال نوح عند ذلك: ربّ إنك وعدتني أن تنجي (3)معي أهلي و غرقت ابني و إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي [وَ إِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَ أَنْتَ أَحْكَمُ الْحٰاكِمِينَ . قٰالَ :

يٰا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صٰالِحٍ (4) .

يقول: إنه ليس من دينك، إن عمله كان غير صاحل، و إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجٰاهِلِينَ (5)إلى آخر الآية قال اِهْبِطْ بِسَلاٰمٍ (6)فبعث نوح من يأتيه بخبر الأرض فجاء الطير الأهلي] (7)،فقال: أن فأخذها، و ختم جناحها (8)فقال: أنت مختومة بخاتمي لا تطيرين أبدا، ينتفع بك ذريتي، فبعث الغراب، فأصاب جيفة فوقع عليها فاحتبس، فلعنه فمن ثم يقتل في الحرم.

و بعث الحمامة و هي القمري،[و ذهبت] (9)فلم تجد في الأرض قرارا، فوقعت على شجرة بأرض سبأ، فحملت ورقة زيتون، فرجعت إلى نوح، فعلم أنها لم تستمكن من الأرض.

ثم بعثها بعد أيام فخرجت حتى وقعت بوادي الحرم، فإذا الماء قد نضب، و أول ما نضب موضع الكعبة و كانت طينتها حمراء قال: فخضبت رجليها، ثم جاءت إلى نوح فقالت:

البشرى، استمكن الأرض و بشراي منك أن تهب لي الطوق في عنقي و الخضاب في رجلي،

ص: 263


1- الماء الزعاق: المالح.
2- بالأصل و م:«فلا» و المثبت عن «ز».
3- في المختصر: تنجيني.
4- سورة هود، الآية:46.
5- سورة هود، الآية:46.
6- سورة هود، الآية:48.
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن «ز».
8- بالأصل «حا» و في م:«حا» و فوقها ضبة، و في «ز»: «ح ؟؟؟ ا» و بعدها فراغ، و كتب على هامشها بياض، و المثبت عن المختصر.
9- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز»، و م.

و أسكن الحرم، فمسح يده على عنقها، و طوقها، و وهب لها الحمرة في رجليها، و دعا لها و أسكنها بالحرم، فمسح يده و بارك عليها فقال: بارك اللّه فيك و في سبيلك، و جعلك محببة (1)أنيسة، فمن ثمّ أشغف بها الناس و دعا لنسلها، فقال: جعل اللّه في نسلك شفاء للمريض و تحفة للصحيح.

ثم خرج فنزل قردى (2)و بازبدى (3)بأرض الموصل و هي قرية الثمانين لأنه نزل في ثمانين، فوقع فيهم الوباء، فماتوا إلاّ نوح و سام و حام و يافث، و نساءهم، ستة و سابعهم نوح و طبقت الدنيا منهم، و ذلك قوله: وَ جَعَلْنٰا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبٰاقِينَ (4)(5).

أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن (6)بن الحسين، أنا أبو الحسن محمّد بن علي بن صخر الأزدي - إجازة - حدّثني أبو العلاء علي بن أحمد بن موسى الأهوازي، نا علي بن إسحاق - يعني - ابن البختري المادراني، نا عمر بن مدرك الرازي، نا سهل بن عثمان أبو مسعود، نا خالد الزيات قال:

بلغنا أن نوحا ركب السفينة أول يوم من رجب و قال لمن معه من الجن و الإنس:

صوموا هذا اليوم فإنّه من صامه منكم بعدت عليه النار مسيرة سنة، و من صام منكم سبعة أيام [أغلقت عنه أبواب النار السبعة، و من صام منكم ثمانية أيام] (7)فتحت له أبواب الجنّة الثمانية، و من صام منكم عشرة أيام قال اللّه له سل تعط ، و من صام منكم خمسة عشر يوما قال اللّه تعالى له: استأنف العمل فقد غفر لك ما مضى، و من زاد زاده اللّه، فصام نوح في السفينة رجب و شعبان و رمضان و شوال و ذا القعدة و ذا الحجة و عشرا من المحرم، فأرست السفينة يوم العاشوراء فقال نوح لمن معه من الجن و الإنس: صوموا هذا اليوم الذي تاب اللّه فيه على آدم و حواء؛ قال خالد الزيات: و هو اليوم الذي تاب اللّه فيه على قوم يونس و رفع عنهم العذاب، و هو اليوم الذي فرق اللّه فيه البحر لبني إسرائيل، فنجّى اللّه فيه موسى و من معه، و غرق فرعون و آل فرعون، و هو اليوم الذي ولد فيه عيسى بن مريم.

ص: 264


1- الأصل و م:«؟؟؟ حيبة» و المثبت عن «ز».
2- قردى قرية في شرقي دجلة، و في أعمالها (معجم البلدان).
3- بازبدى قرية في غربي الجزيرة (معجم البلدان).
4- سورة الصافات، الآية:77.
5- راجع تاريخ الطبري 189/1.
6- الأصل: الحسين، و المثبت عن «ز»، و في م:«أبو الحسن علي بن الحسين».
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن «ز».

[أخبرنا (1)أبو علي الحسن بن المظفر، أنا أبي أبو سعد، أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم، أنا أبو جعفر الديبلي، أنا أبو عبيد الله المخزومي، نا سفيان بن عيينة، عن عمار الدهني عن سعيد بن جبير في قوله تعالى: وَ نٰادىٰ نُوحٌ ابْنَهُ (2)قال: هو ابنه].

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أخبرنا جدي أبو بكر، أنا محمّد بن يوسف بن بشر الهروي، أنا محمّد بن حمّاد، أنا عبد الرزّاق، أنا الثوري عن أبي عامر الهمداني، عن الضحاك بن مزاحم، عن ابن عبّاس قال: ما بغت امرأة نبي قط ، و قوله إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ (3)قال: ليس من أهلك الذين وعدتك أن أنجيهم معك.

أخبرنا أبو الحسن الخشوعي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن بن رزقويه، أنا عثمان بن أحمد، و أحمد بن سندي، قالا: أخبرنا الحسن بن علي القطّان، نا إسماعيل بن عيسى، أنا إسحاق بن بشر، أخبرنا جويبر، و مقاتل عن الضحاك، عن ابن عبّاس قال:

إن سفينة نوح كانت مطبقة و تناسل الفأر فيها، فجعلوا يقرضون الخشب، و إذا هم بين العذرة، فمسح نوح وجه الأسد، فعطس، فخرج من منخره خنزيران، فذهب الأذى من السفينة، فأقبلا عليه يأكلانه.

قال: و أخبرنا إسحاق قال: و قال مقاتل عن غير الضحّاك.

أنه مسح يده اليمنى على ذنب الفيل الذكر، و اليسرى على ذنب الفيل اليسرى، فسقط منها خنزيران من الذكر الذكر، و من الأنثى الأنثى، فأتيا على عذرة السفينة، فمن ثم اقتنى أهل الموصل و السواد الخنازير.

قال: و نفخ في منخر الأسد و في منخر الليث فعطس الأسد الذكر و الليث الأنثى و يقال:

الليث الأنثى، و يقال: الليث الذكر، قال: فلما خرج نوح من السفينة مات من معه من الرجال و النساء إلاّ ولده و نساءهم فذلك قوله: وَ جَعَلْنٰا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبٰاقِينَ قال: فكثرت (4) الأنهار و غرس الشجر، فقد حبلة العنب، فقال لولده: إنّي لم أكتب في كتابي هذا شيئا إلاّ و قد حملته في السفينة و لا أرى حبلة العنب.

ص: 265


1- الخبر التالي سقط من الأصل و استدرك عن م و «ز».
2- سورة هود، الآية:42.
3- سورة هود، الآية:46.
4- الأصل و م:«فركب» و في «ز»: «فكرب» و المثبت عن المختصر.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر، أنا أبي، أنا أحمد بن إبراهيم بن فراس، أنا محمّد ابن إبراهيم الديبلي، نا سعيد بن عبد الرّحمن، نا سفيان بن عيينة، عن ابن جريج عن مجاهد في قوله تعالى: وَ غِيضَ الْمٰاءُ (1)قال: نقص (2)الماء وَ قُضِيَ الْأَمْرُ قال: هلك قوم نوح وَ اسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ قال: جبل بالجزيرة.

قال: و قال سفيان لمّا استوت السفينة على الجودي بعث نوح الغراب، فنظر هل يبدو من الأرض شيء، قال: فذهب فوجد جيفة فوقع عليها، و ترك ما أمره نوح ثم بعث طائرا آخر ثم بعث الحمامة، فذهبت ثم جاءته بالطين على منقارها، فدعا لها نوح أن تحبب إلى الناس، فطوّقت طوق الحمامة.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا محمّد بن [يوسف بن] (3) بشر الهروي، أنا محمّد بن حمّاد الطّهراني (4)،أنا عبد الرزّاق، أنا معمر، عن قتادة قال: ذكر لنا أن الغراب بعث لينظر فرأى جيفة فوقع عليها، فبعثت الحمامة فجاءت بورق الزيتون، فأعطيت الطوق الذي في عنقها و خضاب رجليها.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أخبرنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا إبراهيم بن يوسف الصيرفي، نا عبد الرّحمن بن مالك بن مغول، عن الحريري، عن أبي السليل، عن أبي ترابة العجلي قال:

بعث نوح الغراب و الحمامة حتى استقرت به السفينة على الجودي يلتمسان له الحد - يعني - الأرض، فأما الغراب فرأى جيفة، فوقع عليها يأكل منها، و أمّا الحمامة فجاءت عاصة على غصن مطوقة بطين أحمر، فدعا للحمامة بالبركة، و أما الغراب فلعنه و قال له قولا شديدا.

أخبرنا أبو محمّد بن عبد الجبّار بن محمّد بن أحمد، أنا علي بن أحمد بن محمّد الواحدي، أنا أبو منصور بن أبي نصر الواعظ ، نا أبو سعيد عبد اللّه بن محمّد القرشي، نا

ص: 266


1- سورة هود، الآية:44.
2- و عيض الماء، يقال: غاض الشيء و غضته أنا، و في المصباح المنير: غاض: نضب أي ذهب في الأرض.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن «ز».
4- الأصل: الظهراني، و المثبت عن «ز»، و م.

محمّد بن أيوب الرازي، نا علي بن عثمان، نا داود بن أبي الفرات، عن علباء بن أحمر (1)، عن عكرمة عن ابن [عباس] (2) قال كان مع نوح ثمانون رجلا معهم أهلوهم، و أنهم كانوا في السفينة مائة و خمسون يوما (3)،و إنّ اللّه وجّه السفينة إلى مكة، فدارت بالبيت أربعين (4) يوما، ثم وجهها اللّه إلى الجودي، فاستقرت عليه، فبعث نوح الغراب ليأتيه بخبر الأرض، فذهب فوقع على الجيف، فأبطأ عليه، فبعث الحمامة فأتته بورق الزيتون و لطخت (5) رجليها بالطين، فعرف نوح أن الماء قد نضب فهبط إلى أسفل الجودي فابتنى قرية و سمّاها ثمانين.

أخبرناه أتم من هذا و أعلى أبو القاسم زاهر بن طاهر، و أبو الحسن عبيد اللّه بن محمّد ابن أحمد، قالا: أخبرنا أبو يعلى إسحاق بن عبد الرّحمن الصابوني، أنا أبو سعيد الرازي، و هو عبد اللّه بن محمّد بن عبد الوهّاب، نا محمّد بن أيوب، نا علي بن عثمان، نا داود بن أبي الفرات عن (6) علباء بن أحمر عن عكرمة، عن ابن عباس قال:

كان مع نوح في السفينة ثمانون رجلا معهم أهلوهم، و إنهم كانوا في السفينة مائة و خمسون يوما، و إنّ اللّه وجّه السفينة إلى مكّة، فدارت بالبيت أربعين يوما، ثم وجهها اللّه إلى الجودي فاستقرت عليه، فبعث نوح الغراب ليأتيه بخبر الأرض، فذهب فوقع على الجيفة فأبطأ عليه، فبعث الحمامة فأتته بورق الزيتون، و لطخت رجليها بالطين، فعرف نوح أن الماء قد نضب فهبط إلى أسفل الجودي، فابتنى قرية و سماها ثمانين، فأصبحوا ذات يوم و قد تبلبلت ألسنتهم على ثمانين لغة أحدها اللسان العربي، فكان لا يفقه بعضهم كلام بعض، و كان نوح يعبّر عنهم.

أخبرنا أبو العز بن كادش، أخبرنا أبو الحسين بن حسنون (7)،أنا أبو الحسن (8)الدارقطني، أنا أبو بكر النيسابوري، أنا يونس، نا (9) ابن وهب، نا القاسم بن عبد اللّه، عن

ص: 267


1- من طريقه الخبر في البداية و النهاية 132/1.
2- زيدت عن «ز»، و م، و البداية و النهاية.
3- عند الطبري: ستة أشهر، و في الكامل لابن الأثير: كان بين إرسال الماء و بين أن غاض ستة أشهر و عشر ليال.
4- في الطبري و ابن الأثير: أسبوعا.
5- الأصل و م: و لطختها، و المثبت عن «ز»، و البداية و النهاية.
6- بالأصل و م: أن، و المثبت عن «ز».
7- قوله:«أخبرنا أبو الحسين بن حسنون» سقط من «ز».
8- تحرفت في «ز» إلى: الحسين.
9- قوله «نا» سقط من «ز».

موسى بن عبيدة، عن محمّد بن كعب القرظي في قول اللّه تعالى: يٰا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلاٰمٍ مِنّٰا وَ بَرَكٰاتٍ عَلَيْكَ وَ عَلىٰ أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ (1) و ليس في الأرض أحد إلاّ نوح و أصحاب السفينة، لا مؤمن و لا مؤمنة ظاهر فيما بقي من ذلك إلى يوم القيامة إلاّ دخل في السلام و البركات، و لا بقي كافر و لا كافرة إلى يوم القيامة إلاّ دخل في ذلك المتاع و العذاب الأليم.

أخبرنا أبو سعد محمّد بن محمّد بن محمّد المطرز، و أبو الفضل جعفر بن عبد الواحد ابن محمّد - إذنا - و أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء شفاها، قالوا: أخبرنا منصور بن الحسن، و أحمد بن محمود، قالا: أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، نا يوسف بن يعقوب المقرئ الواسطي، نا محمّد بن خالد، نا فرج بن فضالة، عن لقمان بن عامر، عن أبي أمامة قال:

سمعته يقول:

لم يتحسر أحد من الخلائق كحسرة آدم و نوح، فأما حسرة آدم فحين أخرج من الجنّة، و أمّا حسرة نوح فحين دعا على قومه فلم يبق شيء إلاّ غرق إلاّ ما كان معه في السفينة، فلما رأى اللّه حسرته أوحى إليه: يا نوح، لا تتحسر، فإنّ دعوتك وافقت قدرتي (2).

أخبرنا أبو الحسن علي بن بركات، نا أبو بكر الخطيب، أنا محمّد بن أحمد بن رزقويه، أنا عثمان بن أحمد، و أحمد بن سندي، قالا: أخبرنا الحسن بن علي، نا إسماعيل ابن عيسى، أنا إسحاق بن بشر، أخبرني إدريس، عن وهب قال:

قال اللّه لنوح: اهبط بسلام منا، فلمّا هبط من السفينة قال اللّه: يا نوح هل تعلم ما صنعت و ما صنعت بك ؟ و فيما استجبت لك ؟ و من أهلكت من أعدائي ؟ فكيف أهلكتهم ؟ يا نوح إنّي خلقت خلقي لعبادتي، و أمرتهم بطاعتي، فعصوني، و عبدوا غيري، و استأثروا معصيتي على طاعتي حتى استوجبوا غضبي، فعذبت بمعصية العاصين من لم يعصني، و أهلكت بهلاك الخاطئين جميع خلقي، فمن مثلي ؟ و من يقدر مثل قدرتي ؟ و إنّي أقسمت بعزّتي اليوم، و أيّ شيء مثلي ؟ و من أوفى بعهده مني ؟ إني لا أعذّب بالغرق العامة بعد هذا، و لا أعذب بمعصية العاصين بعدها جميع خلقي، و لكن أجعل الدنيا دولا بين عبادي، ثم أجزيهم يوم يجتمعون (3) عندي، و إني جعلت قوسي أمانا لعبادي و بلادي و موثقا بيني و بين

ص: 268


1- سورة هود، الآية:48 و في «ز»: عليكم بدلا من «عليك».
2- كذا بالأصل و م و «ز»: «قدرتي» و في المختصر: قدري.
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المختصر: يجمعون.

خلقي يأمنون به إلى يوم القيامة من الغرق و من أوفى بعهده مني و كانت القوس فيها سهم و وتر فلما فرغ اللّه من هذا القول إلى نوح نزع السهم و الوتر من القوس و جعلها أمانا لعباده و بلاده من الغرق.

قال: و حدّثنا إسماعيل، عن إسحاق، أخبرني أبو العباس عن وهب بن منبّه قال:

لما نضب الماء و نبت الشجر، و خرج أهل السفينة و تفرقوا في أعمالهم جاء إبليس إلى نوح فقال له: إنّ لي عندك يدا عظيمة فسلني عما شئت، و استنصحني، فو اللّه لا أخونك، و لا أغشك، و لا أكذبك، فعلم (1) نوح بكلامه و مسائله، فأوحى اللّه إليه: أن كلّمه و سله، فإني سأنطقه بحجة عليه، و موعظة لك.

قال نوح: أي عدو اللّه، أخبرني أي أخلاق بني آدم أعون لك و لجنودك على ضلالتهم و هلاكهم ؟ قال له إبليس: نعم الخبير سألت إنا إذا وجدنا ابن آدم شحيحا حريصا حسودا جبارا عجولا تلقفناه تلقف الأكرة (2) فإذا اجتمعت لنا فيه هذه الأخلاق سميناه فينا شيطانا مريدا، لأن هذه الأخلاق رءوس أخلاق الشياطين، و سأخبرك عن هذه الأخلاق بما تعرف:

أ لم تعلم أن اللّه أسكن أباك آدم الجنّة، ثم فوضها إليه بجميع ما فيها، و حرم عليه فيها شجرة واحدة، فحمله الحرص على أن تناولها، فخرج بالحرص من جميع الجنّة ؟ أ و لم تعلم أن اللّه عرضني بالسجود لآدم، فأدركني الحسد و البغي فخرجت بالحسد و البغي، من ملكوت السموات و صرت بذلك شيطانا لعينا؟ أ و لم تعلم أن قابيل بن آدم شحّ بأخته رغبة عن سنة أبيه، فحمله الشحّ بها على أن قتل أخاه فصيره الشح إلى القتل، و العقول إلى النار؟ أ و لم تعلم أنه هلك من هلك من قومك بالتكبر و التجبر عليك، و صاروا بذلك إلى النار؟ أ و لم تعلم أن العجلة و الحدة حملك على أن دعوت اللّه على ابنك، فغيّرت (3)..

دعوتك ألوان ولدك و أولاد ولدك من بعده، و ورثتهم الذل و الهلكة إلى يوم القيامة، و لم يكن ذنبه إليك بقدر ذلك، إن ضحك مما ضحك منه ؟

ص: 269


1- كذا بالأصل م، و في «ز»: فتم، و في المختصر: فتأثم.
2- الأكرة لعبة في الكرة (تاج العروس).
3- كلمة غير مقروءة بين «فغيرت» و «دعوتك» و ليست في م و «ز».

قال له نوح: أخبرني ما اليد العظيمة التي زعمت أني اصطنعتها إليك، فو اللّه إنّي لأبغضك و أبغض مسرتك و موافقتك و رضاك و اصطناع الأيدي عندك قال له إبليس لعنه اللّه:

سأخبرك (1)[عن تلك اليد، إنك دعوت على جميع أهل الأرض، فألحقتهم دعوتك في ساعة واحدة] (2) بالنار، و فزعتني فصرت فارغا مترفها و لو لا دعوتك لشغلت فيهم دهرا طويلا، فأنا أعد [ذلك منك يدا.

قال له نوح: أ فلا تتعظ بهم ؟ قال له إبليس: فأين ما سبق في علم اللّه ؟ و كان من شأن] (3) دعوة نوح على ابنه و ذلك أن نوحا لما هبط من السفينة، و عمر الأرض، فنام ذات يوم، فبدت [عورته، فنظر إليه حام ابنه فضحك، فلم يغر عليه يافث، و رأى ذلك سام فزبره، و غطى] (4) عورة أبيه فلما استيقظ أخبره بذلك فدعا نوح حام (5) فقال: يا بني غيّر اللّه ماء صلبك فلا تلد إلاّ السودان، و دعا يافث فقال: يا بني جعل اللّه ذرّيتك عبيدا لولد سام، و قال لسام: يا بني جعل اللّه منك الأنبياء و المرسلين و الصالحين و الملوك. فولد لحام الهند و السند و الحبش و الزنج و الزط و النوبة و فزان و جميع السواحل السودان. و ولد ليافث الترك و الصين و بربر و ما وراءه، و الصقالبة و يأجوج و مأجوج، و منسك و ثارس، و فارس و ما وراءه و جابر سا و جابلقا و ولد لسام العرب و الروم و إنّما سمي الشام لأن ساما نزلها، و سمي بلقاء لأن بالق نزلها انتهى.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ.

قالا: أخبرنا أبو يعلى، حدّثنا أبو خيثمة، نا جرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

ص: 270


1- الأصل و م: ما خبرك، و المثبت عن «ز».
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك للإيضاح عن «ز».
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن «ز».
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن «ز»، و م.
5- كذا بالأصل و م و «ز»، و الوجه: حاما.

«يدعى نوح يوم القيامة فيقول: لبيك و سعديك يا ربّ ، فيقول: هل بلّغت ؟ فيقول:

ربّ و قال ابن المقرئ: يا ربّ - نعم، فيقول لأمته هل بلّغكم ؟ فيقولون: ما أتانا من نذر، فيقول - و قال ابن حمدان: فيقال - من يشهد لك ؟ فيقول: محمّد صلى اللّه عليه و سلم و أمّته قال: فيشهدون أن قد بلّغ - و قال ابن حمدان: قد أبلغ- وَ يَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً (1) فذلك قوله وَ كَذٰلِكَ جَعَلْنٰاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدٰاءَ عَلَى النّٰاسِ (2)،قال و الوسط : العدل.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، أنا أبو نعيم، نا أبو بكر بن أحمد بن محسن الواسطي (3)،نا يعقوب بن تحية (4) الواسطي - ببغداد - سنة ست و ثمانين يعني و مائتين، حدّثنا يزيد بن هارون، أنا حميد، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من أكرم ذا سن في الإسلام، كأنه قد أكرم نوحا في قومه،[و من أكرم نوحا في قومه] (5) فقد أكرم اللّه عزّ و جلّ » (6)[12809].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسن علي بن محمّد المقرئ، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، نا يوسف بن يعقوب، نا محمّد بن أبي بكر، نا أبو أحمد الزبيري، عن حمزة الزيات.

ح و أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن الجنيد، نا إسماعيل بن عمر (7)،حدّثنا حمزة الزيات عن عدي بن ثابت، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: خير بني (8) آدم - و قال الفراوي: سيد ولد آدم - نوح و إبراهيم، و موسى، و عيسى، و محمّد صلى اللّه عليه و سلم و خيرهم محمّد صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا

ص: 271


1- سورة البقرة، الآية:143.
2- سورة البقرة، الآية:143.
3- كذا بالأصل و م، و في «ز»: نا بكر بن أحمد بن يحيى الواسطي و هو الوجه، راجع الحاشية التالية.
4- إعجامها مضطرب بالأصل و «ز»، و تقرأ: نجبة، و المثبت عن «ز» و هو: يعقوب بن إسحاق بن تحية، راجع ترجمته في تاريخ بغداد 288/14 و ذكر من الرواة عنه: بكر بن أحمد بن يحيى.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن «ز».
6- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 288/4 في ترجمة يعقوب بن إسحاق بن تحية.
7- بالأصل و م: عمرو، و المثبت عن «ز»، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 203/2 طبعة دار الفكر.
8- بالأصل و م و «ز»: «أخبرني» و المثبت «خير بني» عن المختصر.

عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا عيسى بن سالم، نا أبو المليح قال: سمعت ميمون بن مهران ذكر الأنبياء فقال: منهم من له عزم و منهم من لا عزم له، و ذكر أولو العزم من الأنبياء خمسة:

نوح، و إبراهيم، و موسى، و عيسى، و محمّد صلى اللّه عليه و سلم و عليهم أجمعين.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ ، أنا الحسين بن محمّد، نا يعقوب بن عبد الرّحمن الجصاص، نا يوسف بن الحسن، نا محمّد بن عبد اللّه المصيصي، نا إسماعيل بن معمر، نا بقية بن الوليد، عن زيد بن خالد، عن خال بن معدان عن وهب بن منبه قال: كان نوح أجمل أهل زمانه، قال: و كان يلبس البرقع قال: فأصابتهم مجاعة في السفينة، فكان نوح إذا تجلّى لهم بوجهه شبعوا.

أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، قالا: أخبرنا أبو القاسم الحرقي، أنا أبو بكر النجاد، نا ابن أبي الدنيا، نا العباس بن جعفر، نا شاذ (1) بن فياض، عن الحارث بن شبل قال: حدثتنا أم النعمان أن عائشة حدثتها عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«إن نوحا لم يقم عن خلاء قط إلاّ قال: الحمد للّه الذي أذاقني لذته و أبقى منفعته في جسدي، و أخرج عني أذاه»[12810].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر، أنا أبو الحسن [العتيقي، أنا يوسف بن أحمد، أنا أبو جعفر] (2) العقيلي (3)،نا محمّد بن إسماعيل - يعني - الصائغ، نا هلال بن فياض و يعرف بشاذ، نا الحارث بن شبل، عن أم النعمان عن عائشة عن النبي صلى اللّه عليه و سلم:

«أن نوحا كبير الأنبياء لم يقم عن خلاء قط حتى يقول: الحمد للّه الذي أذاقني طعمه، و أبقي فيّ منفعته، و أخرج عنّي أذاه».

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه [بن عمر، و أبو محمد و أبو الغنائم ابنا أبي عثمان.

ح و أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنا أبو الغنائم ابن أبي عثمان قالوا: أنا عبد الله بن

ص: 272


1- بدون إعجام بالأصل و م و «ز»، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 258/8.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن «ز».
3- رواه العقيلي في الضعفاء الكبير 214/1.

عبيد الله بن يحيى بن البيع، نا أبو عبد الله] (1) المحاملي، نا أبو الأشعث.

ح و أخبرنا أبو الفرج غيث بن علي - قراءة - أنا أبو القاسم بن رمضان بن علي بن عبد الساتر الزيادي - بتنيس (2)-نا جعفر بن محمّد بن الحسن بن عبد العزيز بن الوزير الجروي.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا الحاكم أبو القاسم بشر بن محمّد بن محمّد بن ياسين، أنا أبو بكر محمّد بن إسحاق بن خزيمة، قالا:

حدّثنا أحمد بن المقدام العجلي، نا المعتمر بن سليمان، نا سفيان زاد ابن خزيمة:[الثوري، حدثني أبوك عن أبي عثمان عن سلمان قال: كان نوح إذا أكل قال الحمد للّه - زاد ابن خزيمة:] (3) و إذا شرب قال: الحمد للّه، و قالوا:- و إذا لبس ثوبا قال: الحمد للّه، فسمّي بذلك عبدا شكورا، قال اللّه تعالى: ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنٰا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كٰانَ عَبْداً شَكُوراً (4).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه الزاهد، نا أحمد بن مهران.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه العمري، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن أبي شريح، أنا محمّد بن أحمد بن عبد الجبّار الرذاني، أنا حميد بن زنجويه، قالا: أخبرنا أبو نعيم، نا سفيان، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن سليمان قال:

كان نوح إذا طعم طعاما و لبس ثوبا يحمد اللّه فسمّي عبدا شكورا، و في رواية ابن زنجويه قال: كان نوح إذا لبس ثوبا أو أكل طعاما حمد اللّه فسمي عبدا شكورا، و لم يقل:

النهدي.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا عبد الرّحمن بن عبيد اللّه بن عبد اللّه، أنا أحمد بن سلمان، نا ابن أبي الدنيا، نا أبو محمّد عبد الرّحمن بن صالح، نا أبو بكر بن عياش، عن أبي حصين، عن سعيد بن مسعود الثقفي قال: إنما سمي نوح عبدا شكورا لأنه لم يلبس جديدا، و لم يأكل طعاما إلاّ حمد اللّه.

ص: 273


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك لتقويم السند عن «ز».
2- زيد بعدها في م و «ز»: «نا أبو بكر محمد بن يحيى السري بتنيس.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن «ز»، و م.
4- سورة الإسراء، الآية:3.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا يحيى بن محمّد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا هشام بن سعد قال: سمعت محمّد بن كعب القرظي يقول: كان نوح إذا أكل قال الحمد للّه، و إذا شرب قال: الحمد للّه، و إذا لبس قال: الحمد للّه، و إذا ركب قال: الحمد للّه، فسمّاه اللّه عبدا شكورا.

قال: و أخبرنا ابن المبارك، أنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول اللّه: إِنَّهُ كٰانَ عَبْداً شَكُوراً (1)قال: لم يأكل شيئا قط إلاّ حمد اللّه، و لم يشرب شرابا قط إلاّ حمد اللّه، و لم يمش مشيا قط إلاّ حمد اللّه، و لم يبطش بشيء قط إلاّ حمد اللّه، فأثنى عليه أنه كان عبدا شكورا.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا محمّد بن يوسف، أنا محمّد بن حماد، أنا عبد الرزّاق، أنا معمر، عن قتادة في قوله: إِنَّهُ كٰانَ عَبْداً شَكُوراً قال: كان إذا لبس ثوبا قال: بسم اللّه، و إذا أخلقه قال: الحمد للّه.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن عبد اللّه، أنا علي بن محمّد، أنا أبو القاسم الحرقي، أنا أبو بكر النجّاد، أنا أبو بكر القرشي، نا يحيى بن جعفر، أنا يزيد بن هارون، أنا أصبغ بن يزيد أن نوحا كان إذا خرج من الكنيف قال ذلك، فسمي عبدا شكورا.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن عمر العمري، أنا عبد الرّحمن بن محمّد (2) بن أحمد بن محمّد بن أبي شريح، أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن عبد الجبّار الرّذاني، أنا أبو أحمد حميد بن زنجويه النّسوي (3)،نا عبد اللّه بن صالح، نا معاوية بن صالح، عن عمران بن سليم قال:

إنما سمي نوح عبدا شكورا لأنه كان يقول الحمد للّه الذي كساني و لو شاء أعراني، و الحمد للّه الذي أطعمني و لو شاء أجاعني، حتى في إحداثه يقول إذا قضى حاجته: الحمد للّه الذي أخرج عني أذاه و لو شاء حبسه.

ص: 274


1- سورة الإسراء، الآية:3.
2- قوله «بن محمد» سقط من «ز»، و هو مثبت في م، راجع ترجمته في سير الأعلام 526/16 و سماه: عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أحمد ابن أبي شريح.
3- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: النسري، راجع ترجمته في سير الأعلام 19/12 و فيها: النسائي.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر، أنا أبي [أبو] (1) سعيد (2)،أنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد، أنا محمّد بن إبراهيم الديبلي، نا سعيد بن عبد الرّحمن المخزومي قال: قال سفيان:

يقال في هذه الآية ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنٰا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كٰانَ عَبْداً شَكُوراً قال: كان لا يلبس ثوبا إلاّ حمد اللّه و لا يصنع شيئا إلاّ حمد اللّه.

قال: و قال جبريل لنوح يا أطول الأنبياء عمرا، و أفضلهم شكرا، كيف رأيت الدنيا و بهجتها؟ قال: كدار لها بابان، أدخلت من الأول و أخرجت من الآخر.

أخبرنا أبو القاسم زاهر (3) و أبو بكر وجيه ابنا طاهر، قالا: أخبرنا أبو نصر عبد الرّحمن ابن علي بن محمّد، أنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل بن يحيى، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن، نا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، عن زمعة بن صالح، عن سلمة بن وهرام، عن عكرمة عن ابن عباس قال:

لما حج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مرّ بوادي عسفان (4) فقال:«يا أبا بكر أيّ واد هذا؟» قال: وادي عسفان، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«لقد مرّ به هود، و صالح، و نوح، على بكرات (5) حمر خطمها (6)الليف أزرهم العباء و أرديتهم النّمار (7)،يلبون، يحجّون البيت العتيق»[12811].

أخبرنا أبو سعد ناصر بن سهل بن أحمد البغدادي بنوقان، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن الحسن المروزي، حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن عبدوس النسوي، نا أبو القاسم بكير بن الحسن بن عبد اللّه بن سلمة الرازي - بمصر - نا عبد اللّه بن محمّد - يعني - ابن سعيد بن الحكم بن أبي مريم، نا جدي سعيد بن أبي مريم (8)،أنا عبد الله بن لهيعة.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن عمر، أنا أبو محمّد ابن أبي شريح، أنا محمّد بن أحمد بن عبد الجبّار الرذاني، نا حميد بن زنجويه، حدّثني سعيد ابن أبي مريم، حدّثني ابن لهيعة، حدّثني جعفر بن ربيعة، عن أبي فراس أنه سمع عبد اللّه بن

ص: 275


1- زيادة عن «ز»، سقطت الكلمة من الأصل و م.
2- كذا بالأصل و م، و في «ز»: سعد.
3- أقحمت بعدها بالأصل و م:«بن طاهر» و المثبت عن «ز».
4- عسفان: قرية جامعة على ستة و ثلاثين ميلا من مكة (راجع معجم البلدان).
5- الأصل و م: بكارات، و المثبت عن «ز»، و بكرات جمع بكرة و هي من الإبل الفتية.
6- الخطم جمع خطام و هو الزمام.
7- النمار واحدتها نمرة، و هي البردة من الصوف تلبسها الأعراب.
8- أقحم بعدها بالأصل و م: نا ابن لهيعة، حدثني جعفر بن ربيعة.

عمرو يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: يقول:«صام نوح الدهر إلاّ يوم الفطر و الأضحى، و صام داود نصف الدهر، و صام أبونا إبراهيم ثلاثة أيام من كلّ شهر صام الدهر و أفطر الدهر» (1)[12812].

انتهى حديث ناصر و ليس فيه أبونا - زاد الفراوي: قال ابن أبي مريم: و أخبرنيه مرة أخرى عن جعفر عن عبد اللّه بن أبي عوف فأظنه اسم أبي (2) فراس.

[قال ابن عساكر:] (3) كذا قال و اسم أبي (4) فراس يزيد بن رباح (5).

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو منصور محمّد بن أحمد بن علي بن شكرويه، و أبو المظفر محمود بن جعفر الكوسج، قالا: أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن أحمد بن سليمان البغدادي، نا أبو بكر محمّد بن عبد الرّحمن بن الحسين الباطرقاني، أنا أبو خالد القرشي، نا محمّد بن يونس، نا محمّد بن خالد بن عثمة (6)،عن سعيد بن بشير (7)،عن قتادة، عن الحسن عن سمرة بن جندب عن عبيد اللّه في قول اللّه وَ جَعَلْنٰا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبٰاقِينَ (8)،قال: حام، و سام، و يافث.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (9)،حدّثنا عبد الوهّاب، عن سعيد، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة أن نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«سام أبو العرب، و حام أبو الحبش، و يافث أبو الروم».

قال أبي (10):[و نا] (11)و حسين، حدّثنا شيبان، عن قتادة قال: و حدّث الحسن، عن سمرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان يقول:«سام أبو العرب، و يافث أبو الروم، و حام أبو الحبش».

ص: 276


1- رواه ابن كثير في البداية و النهاية 135/1.
2- بالأصل و م: ابن أبي فراس، و المثبت عن «ز».
3- زيادة منا.
4- بالأصل:«ابن أبي فراس» و في م:«ابن فراس» و المثبت عن «ز»، راجع الحاشية التالية.
5- هو يزيد بن رباح القرشي السهمي، أبو فراس المصري، ترجمته في تهذيب الكمال 305/20.
6- إعجامها مضطرب بالأصل و م و «ز»، و تقرأ: غنمه، و الصواب ما أثبت راجع الحاشية التالية.
7- الأصل و م و «ز»: بشر، و الصواب ما أثبت، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 137/7 و هو سعيد بن بشير الأزدي أبو عبد الرحمن و يقال أبو سلمة الشامي روى عن... و قتادة؛ روى عنه... و محمد بن خاد بن عثمة.
8- سورة الصافات، الآية:77.
9- رواه أحمد بن حنبل في المسند 252/7 رقم 20120 طبعة دار الفكر.
10- و من طريق الإمام أحمد في البداية و النهاية 130/1.
11- سقطت من الأصل و م و «ز»، و استدركت عن المسند.

أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو علي، حدّثنا أمية بن بسطام، نا يزيد بن زريع، نا سعيد، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«سام أبو العرب، و يافث أبو الروم، و حام أبو الحبش»[12813].

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا محمّد بن بشار، نا محمّد بن خالد بن عثمة، حدّثنا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم في قوله: وَ جَعَلْنٰا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبٰاقِينَ قال:

«سام و حام و يافث»[12814].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمّد الخرقي، نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار، نا سليمان بن عمر الرقي ابن الأقطع، نا محمّد بن سلمة، عن سليمان بن قرم، عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«ولد نوح ثلاثة: سام، و حام، و يافث، فأما سام أبو العرب و فارس و الروم و أهل الشام و أهل مصر، و أما يافث فأبو الخزر، و يأجوج و مأجوج، و أما حام فأبو هذه الجلدة السوداء»[12815].

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنا أبو نصر (1) محمّد بن الحسين بن طلاب، أنا أبو بكر ابن أبي الحديد، أنا أبو بكر محمّد بن بشر الزبيري (2) المعروف بالعكري (3)،نا أبو أمية، نا محمّد بن يزيد بن سنان (4)،نا يزيد بن سنان، حدّثني يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ولد لنوح ثلاثة: سام، و حام و يافث، فولد سام العرب، و فارس، و الروم، و الخير فيهم، و ولد يافث يأجوج و مأجوج و الترك و السقالبة و لا خير فيهم، و ولد حام القبط و البربر و لا خير فيهم»[12816].

ص: 277


1- بالأصل:«أبو الحسين نصر» و المثبت عن «ز» و م.
2- الأصل و م: الزنبري، تصحيف، و المثبت عن «ز». قال الذهبي: و قد ضبطه ابن نقطة الزنبري بنون ساكنة فوهم راجع الحاشية التالية.
3- الأصل: العسكري، تصحيف، و المثبت عن «ز»، و م. راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 314/15.
4- من طريقه روي في البداية و النهاية 130/1-131 و تاريخ الطبري 106/1 و ابن سعد في الطبقات 42/1-43.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، قال: قرئ على أبي عثمان البحيري، أخبرنا جدي أبو الحسين أحمد بن محمّد بن جعفر البحيري، أنا أبو بكر محمّد بن حمدون بن خالد، حدّثني أبو فروة يزيد بن محمّد بن يزيد بن سنان الرهاوي، نا أبي، عن أبيه، نا يحيى بن سعيد الأنصاري، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«ولد لنوح: سام، و حام، و يافث، فولد سام العرب، و فارس، و الروم، و الخير فيهم، و ولد يافث يأجوج و مأجوج و الترك و السقالبة (1)،و لا خير فيهم، و ولد حام بربر و القبط و السودان»[12817].

تابعه أبو أمية عمرو بن هشام الحراني، عن محمّد بن يزيد فضربه غيره فوقفه على سعيد.

أخبرناه أبو البركات بن المبارك، أخبرنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا عبد الملك ابن محمّد، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي، نا إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيّب قال:

ولد نوح ثلاثة: سام، و حام و يافث، فولد كلّ واحد ثلاثة، فولد سام: العرب و فارس، و الروم، و في كلّ هؤلاء خير، و ولد حام: القبط و السودان، و بربر، و ولد يافث الترك و السقالبة و يأجوج و مأجوج، و ليس في شيء من هؤلاء خير.

قال: و حدّثنا أبي، نا وكيع، عن ابن أبي ؟؟؟ (2)،عن جده أن نوحا اغتسل قال: فرأى ابنه ينظر إليه فقال: تنظر إليّ و أنا اغتسل، حا اللّه (3) لونك قال: فاسواد قال فهو أبو السودان.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد الشافعي، عن نصر بن إبراهيم الزاهد، عن محمّد بن الحسن بن محمّد بن الفراء، أخبرنا منير بن أحمد بن الحسن، أنا علي بن أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن مروان الرملي، نا الوليد بن طلحة، نا حمزة بن زمعة، عن ابن عطاء - يعني - عثمان، عن أبيه قال: ولد نوح ثلاثة: سام، و حام، و يافث، فولد سام كل حسن الصورة، حسن الشعر، و ولد حام كلّ أسود جعد قطط ، و ولد يافث كل عظيم الوجه صغير

ص: 278


1- استدركت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
2- كذا رسمها بالأصل و م بدون إعجام و فوقها فيهما ضبة، و في «ز»: ابن أبي لهيعة.
3- كذا بالأصل و م: حا اللّه، و فوقها ضبة في م، و في «ز»: حا... اللّه.

العينين، قال: و دعا نوح على حام أن يسوّد اللّه زرعه (1) و لا يعدو شعر بنيه آذانهم (2) و حيث ما لقي ولده ولد سام استعبدوهم.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا علي ابن حمشاد، نا هشام بن علي السدوسي، نا موسى بن إسماعيل، نا داود بن أبي الفرات، نا علباء بن أحمر، عن عكرمة، عن ابن عبّاس.

أنه تلا هذه الآية: وَ لاٰ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجٰاهِلِيَّةِ الْأُولىٰ (3) قال: كانت فيما بين نوح و إدريس ألف سنة، و إن بطنين من ولد آدم كان أحدهما يسكن السهل و الآخر الجبل، و كان رجال الجبل صباحا و في النساء دمامة، و كانت نساء السهل صباحا و في الرجال دمامة، و إن إبليس أتى رجلا من أهل السهل في صورة غلام (4) فجاء بصوت لم يسمع الناس مثله، فاتخذوا عيدا، يجتمعون إليه في السنة (5) و إن رجلا من أهل الجبل هجم عليهم و هم في عيدهم ذلك [فرأى] (6) النساء و صباحتهن، فأتى أصحابه فأخبرهم بذلك، فتحولوا (7) إليهن و نزلوا معهن، فظهرت الفاحشة فيهن، فذلك قول اللّه: وَ لاٰ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجٰاهِلِيَّةِ الْأُولىٰ .

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا إسحاق بن ميمون، نا الحسن بن موسى الأشيب.

ح و أخبرنا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد بن أحمد، أنا علي بن أحمد بن محمّد، أنا عمر بن أحمد بن عمر الزاهد، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الوهّاب الصوفي، أنا محمّد بن أيوب، نا هدبة، قالا: أخبرنا حمّاد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس قال:

بعث نوح بعد الأربعين و لبث - فقال عبد الجبّار بعد أربعين سنة - و عاش في قومه ألف سنة إلاّ خمسين عاما يدعوهم، و عاش بعد الطوفان ستين سنة حتى كثر الناس و فشوا.

أنبأنا أبو القاسم بن بيان الرزاز، ثم أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن

ص: 279


1- كذا بالأصل و م و ز.
2- بالأصل و م: آذانه، و المثبت عن «ز».
3- سورة الأحزاب، الآية:33.
4- كذا بالأصل و م، و في «ز» فراغ بين كلمتي «غلام» و «بصوت» و جاءت «جاء» في وسط الفراغ.
5- بالأصل و م: ألسنتهم، و المثبت عن «ز».
6- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن «ز».
7- الأصل و م: فنحوا، و المثبت عن «ز».

ابن خيرون، قالا: أخبرنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي محمّد بن أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي، نا شاذان، نا حمّاد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عبّاس قال:

بعث نوح لأربعين سنة، ثم لبث في قومه ألف سنة إلاّ خمسين عاما يدعوهم إلى اللّه تعالى، و عاش بعد الطوفان ستين سنة حتى كثر الناس و فشوا.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا [أبو] (1) عبد اللّه الصفّار، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا مجاهد بن موسى، نا علي بن ثابت، عن أبي (2) مهاجر الرقّي، قال:

لبث نوح في قومه ألف سنة إلاّ خمسين عاما في بيت من شعر فيقال له: يا نبي اللّه ابن بيتا، فيقول: أموت اليوم، أموت غدا.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، أنا أحمد بن محرز، و ابن أبي الدنيا، عن أحمد بن جميل، عن ابن المبارك، قال:

قال وهيب بن الورد: اتخذ نوح بيتا من خصّ (3)،فقيل له: لو بنيت بيتا، فقال: هذا لمن يموت كثير.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه الصفار، نا ابن أبي الدنيا، نا الحسن بن الصباح، نا علي بن شقيق، عن عبد اللّه بن المبارك، عن وهيب بن الورد، قال: بنى نوح بيتا من قصب، فقيل له: لو بنيت غير هذا، فقال: هذا كثير لمن يموت.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا عمر بن أحمد بن شاهين، نا عبد الوهّاب بن عيسى، نا إسحاق بن أبي إسرائيل، نا عبد اللّه بن إبراهيم بن عثمان الصنعاني، أخبرني إبراهيم بن مسلم، عن وهب بن منبّه قال: مرت بنوح خمسمائة سنة لم يقرب النساء وجلا من الموت.

أنبأنا أبو طاهر بن الحنائي، و أبو محمّد بن السمرقندي، و ابن الأكفاني، قالوا: أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد السلمي.

ص: 280


1- سقطت من الأصل و م، و زيدت عن «ز».
2- الأصل و م:«ابن» و المثبت عن «ز».
3- الخصّ بالضم: البيت من القصب، أو البيت يسقف بخشبة كالأزج (القاموس المحيط : خص).

ح و أخبرنا أبو الحسين الخطيب، أخبرنا جدي أبو عبد اللّه، أنا أبي، أنا عبد الرّحمن ابن عثمان التميمي، أنا عبد السّلام بن أحمد القرشي، نا محمّد بن إسماعيل بن محمّد، نا محمّد بن عبد اللّه الزاهد، نا موسى بن إبراهيم المروزي، نا صالح المزني (1)،عن الحسن قال:

لما أتى ملك الموت نوحا ليقبض روحه قال: يا نوح، كم عشت في الدنيا؟ قال:

ثلاثمائة سنة قبل أن أبعث و ألف سنة إلاّ خمسين عاما في قومي، و ثلاثمائة و خمسين سنة بعد الطوفان، قال ملك الموت: يا نوح، كيف وجدت الدنيا، قال نوح: مثل دار لها بابان، دخلت من هذا، و خرجت من هذا.

أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر، أخبرنا عمر بن أحمد بن عمر قال: سمعت أبا أحمد التميمي يقول: سمعت أبا عوانة الأسفرايني يقول: سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن الجنيد يقول: سمعت أبا مسهر يقول: قيل لنوح: كيف وجدت الدنيا؟ قال: مثل حائط له بابان، يدخل من هذا الباب و يخرج من الباب الآخر.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، نا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب، أنا أبو منصور محمّد بن علي بن إسحاق الكاتب، نا أحمد بن بشر بن سعيد الحرمي (2)،نا أبو روق أحمد ابن محمّد بن بكر الهزّاني، نا أبو حاتم السجستاني سهل بن محمّد بن عثمان - إملاء - قال:

و عاش نوح النبي صلى اللّه عليه و سلم ألفا و أربعمائة سنة و خمسين سنة، قال أبو حاتم: ذكر ذلك إسماعيل بن أبي زياد، عن أبان بن أبي عياش العبدي، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«لما بعث اللّه نوحا إلى قومه بعثه و هو ابن خمسين و مائتي سنة، فلبث فيهم ألف سنة إلاّ خمسين عاما، و بقي بعد الطوفان خمسين و مائتين سنة، فلما أتاه ملك الموت قال: يا نوح يا أكبر الأنبياء، و يا طويل العمر، و يا مجاب الدعوة، كيف رأيت الدنيا؟ قال: مثل رجل بني له بيت له بابان فدخل من واحد و خرج من الآخر، و قد قيل (3) دخل من أحدهما و جلس هنيهة ثم خرج من الباب الآخر»[12818].

ص: 281


1- تقرأ بالأصل: المزي، و في «ز»: المري، و في م: المري، و الصواب ما أثبت، و هو صالح بن رستم المزني، أبو عامر الخزاز البصري، ترجمته في تهذيب الكمال 27/9.
2- كذا رسمها بالأصل و م، و في «ز»: الخرقي.
3- قوله:«و قد قبل» مكرر بالأصل.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا محمّد بن المظفّر بن موسى، حدّثنا محمّد بن خريم (1) بن محمّد بن مروان، نا هشام بن عمّار، نا سعيد بن يحيى بن صالح اللخمي، نا موسى بن عبيدة، عن زيد بن أسلم، عن جابر بن عبد اللّه، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«أ لا أخبركم بشيء أمر به نوح ابنه ؟ إنّ نوحا قال لابنه: يا بني إني آمرك بأمرين، و أنهاك عن أمرين، أن تقول: لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد، يحيي و يميت و هو على كلّ شيء قدير، فإنّ السماء و الأرض لو جعلتا في كفة و جعلت في كفة وزنتهما، و لو جعلتا حلقة قصمتهما (2)،و آمرك أن تقول: سبحان اللّه و بحمده، فإنها صلاة الخلق و تسبيح الخلق و بها يرزق الخلق، قال اللّه: وَ إِنْ مِنْ شَيْ ءٍ إِلاّٰ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ (3)،و أنهاك عن الشرك باللّه، فإنه من أشرك باللّه حرم اللّه عليه الجنّة، و أنهاك عن الكبر، فإنّ أحدا لن يدخل الجنة و في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر».

قال معاذ بن جبل: يا رسول اللّه، الكبر الثياب يلبسها أو الدابّة أو الراحلة يركبها أحدنا، أو الطعام يجمع عليه أصحابه ؟ قال:«لا، و لكن الكبر بسفه الحق و بغمص (4) المؤمن و سأنبئكم بالمخرج من ذلك: باعتقال الشاة و ركوب الحمار و لبوس الصوف، و مجالسة فقراء المؤمنين، و أن يأكل أحدكم مع عياله»[12819].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عمر، أخبرنا أبو محمّد ابن أبي شريح، أنا محمّد بن أحمد بن عبد الجبّار، أنا حميد بن زنجويه، نا عبيد اللّه بن موسى [نا موسى] (5) بن عبيدة.

و أخبرنا أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين الزهري، و أبو الفتح المختار بن عبد الحميد بن المنتصر، و أبو المحاسن أسعد بن علي بن الموفق، قالوا: أخبرنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حموية، أنا إبراهيم بن خزيم الشاشي (6)،أنا محمّد بن عبد بن حميد، أنا عبيد اللّه بن موسى، عن موسى بن عبيدة، عن

ص: 282


1- تحرفت في «ز» إلى: خزيم.
2- بالأصل و م:«و لو جعلتا في كفة و جعلت في كفة حلقة فضمتها» صوبنا الجملة عن «ز»، و المختصر.
3- سورة الإسراء، الآية:44.
4- الغمص: الاستهانة و الاحتقار.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك لتقويم السند عن «ز».
6- بالأصل: الشامي، تحريف، و المثبت عن «ز»، و م.

زيد بن أسلم، عن جابر بن عبد اللّه قال: قال - زاد عبد: لنا، و قالا:- رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أ لا أخبركم بشيء أمر به نوح ابنه ؟ إنّ نوحا قال لابنه: يا بني آمرك بأمرين، و أنهاك عن أمرين، آمرك أن تقول: لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، فإن السموات و الأرض لو جعلتا في كفة وزنتهما، و لو جعلتا حلقة قصمتهما، و آمرك - زاد عبد: يا بني و قالا:- أن تقول: سبحان اللّه و بحمده، فإنها صلاة الخلق و تسبيح الخلق، و بها يرزق الخلق، و أنهاك يا بني أن تشرك باللّه، فإنه من أشرك باللّه حرم اللّه عليه الجنّة، و أنهاك يا بني عن الكبر، فإن أحدا لا يدخل الجنّة في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر». فقال معاذ: يا رسول اللّه، الكبر أن يكون لأحدنا دابة يركبها - و قال عبد: فيركبها - أو النعلين يلبسهما، و الثياب - و قال عبد: أو الثياب - يلبسها، أو الطعام يجمع عليه أصحابه ؟ قال:«لا، و لكن الكبر أن تسفه الحق، و تغمص المؤمن، و سأنبئك بخلال من كنّ فيه فليس بمتكبر: اعتقال الشاة، و ركوب الحمار، و مجالسة فقراء المسلمين، و ليأكل أحدكم مع عياله، و لبس الصوف»[12820].

و رواه هشام بن سعد، و الصقعب (1) بن زهير، عن زيد بن أسلم، عن عطاء، عن عبد اللّه بن عمرو.

فأمّا حديث هشام:

فأخبرناه أبو سهل محمّد بن إبراهيم المزكي، أخبرنا عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن إبراهيم الدّبيلي، نا [علي ابن زيد، نا] (2) الحسن (3)،عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«لما حضر نوحا الوفاة دعا ابنه فقال: إنّي موصيك و مقصر عليك الوصية كيلا تنسى، أوصيك باثنتين و أنهاك عن اثنتين، فأما اللتان أوصيك بهما، فإنّي رأيت اللّه و صالح خلقه يستبشران بهما، و رأيتهما يكثران الولوج على اللّه، أوصيك بقول: لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، له الملك، و له الحمد، و هو على كل شيء قدير، فإنه لو كانت السموات و الأرض في كفة لوزنتهن، و لو كن في حلقة لقصمتها حتى تلج على رب العالمين، و أوصيك بقول:

ص: 283


1- تقرأ بالأصل و م: الصعب، و المثبت عن «ز».
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك لتقويم السند عن «ز»، و م.
3- كذا رسمها بالأصل و م، و في «ز»، «الح ؟؟؟ ى» و لم أحله.

سبحان اللّه و بحمده، فإنها صلاة الخلق، و بها يرزقون إن استطعت أن لا يزال لسانك رطبا منهما فافعل، و أما اللتان أنهاك عنهما فإني رأيت اللّه و صالح خلقه يتأذون بهما و رأيتهما لا يلجان على اللّه، أنهاك عن الشرك و الكبر؛ إن استطعت أن تموت و ليس في قلبك منهما شيء فافعل»، قال: فقال عمرو بن العاص: يا رسول اللّه، أ فمن الكبر أن يكون لأحدنا الثوب الحسن الذي يلبسه و يتجمل به ؟ فقال:«لا»، قال: فمن الكبر أن يكون لأحدنا الدابة يركبها؟ قال:«لا»، قال: فمن الكبر أن يكون لأحدنا الأصحاب فيغشونه فيطعمهم ؟[قال:«لا»،] (1)قال: فما الكبر يا رسول اللّه ؟ قال:«أن تسفه الخلق، و تغمص الناس»[12821].

و رواه الليث بن سعد، عن هشام بن (2) سعد، فقال: ابن عمر.

أخبرناه خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي، أخبرنا أبو الحسن علي بن [الحسن بن] (3) الحسين الخلعي، أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن عمرو بن إسماعيل بن راشد المقرئ - قراءة عليه و أنا أسمع - أخبرنا أبو محمّد الحسن بن رشيق، حدّثنا أبو علي الحسين ابن علي بن الحسن الفراء، حدّثنا عيسى بن حمّاد، نا الليث بن سعد، عن هشام بن (4) سعد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن عبد اللّه بن عمرو (5)،عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«إن نوحا قال لابنه: إنّي موصيك باثنتين و أنهاك عن اثنتين (6) و قاصر عليك في الوصية حتى لا تنسى، أما الاثنتان اللتان أوصيك بهما فإنّي رأيت اللّه يستبشرهما و صالح خلقه و رأيتهما يكثران الولوج على اللّه، فإن استطعت أن لا يزال لسانك رطبا بهما فافعل، قول: سبحان اللّه و بحمده، فإنها عبادة كل شيء، و بهما يرزق (7) الخلق، و قول: لا إله إلاّ اللّه، فإن السموات و الأرض لو كانتا في كفة وزنتهن، و لو كانت حلقة قصمتهن، حتى تلحق بذي العرش، و أما اللتان أنهاك عنهما، فإنّي رأيت اللّه يكرههما و صالح خلقه: الكبر و الشرك»، قال عبد اللّه بن عمرو: فقلت: يا رسول اللّه، أ فمن الكبر أن ألبس الحلة الحسنة ؟ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا،

ص: 284


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك للإيضاح عن «ز».
2- تحرفت بالأصل و م إلى:«عن» و المثبت عن «ز».
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل م، و استدرك عن «ز».
4- الأصل و م: عن، و المثبت عن «ز».
5- كذا بالأصل و م و «ز»: عبد اللّه بن عمرو. و قد تقدم في أول الخبر أنه قال: ابن عمر.
6- بالأصل و م:«باثنين.. اثنين» و المثبت عن «ز».
7- بالأصل: يرزقون، و المثبت عن «ز»، و م.

إنّ اللّه جميل يحب الجمال»، قلت: يا رسول اللّه، أ فمن (1) الكبر أن يكون لي الدابة الصالحة أركبها؟ قال:«لا»، قلت: أ فمن الكبر أن يكون لي أصحاب يتبعوني ؟ قال:«لا»، قلت: فأي الكبر؟ قال:«تسفه الحق، و تغمص الناس»[12822].

و أما حديث الصقعب (2):

فأخبرناه أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل الفقيه، و أبو الحسن عبيد اللّه بن محمّد سبط البيهقي، قالا: أخبرنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو طاهر محمّد بن محمّد بن محمش الفقيه.

ح و أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو الحسين أحمد بن عبد الرّحمن الكيالي، أخبرنا أبو نصر محمّد بن أحمد بن الفضل الخزاعي، قالا: أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين القطّان، نا أبو الأزهر، نا وهب بن جرير، نا أبي قال: سمعت صعقب بن زهير يحدّث عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار، عن عبد اللّه بن عمرو قال:

أتى النبي صلى اللّه عليه و سلم أعرابي ثم دعاه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقعد فقال:«إن نوحا حضرته الوفاة فقال لابنيه: إني قاصر - و قال زاهر: قاصر عليكما الوصية، أوصيكما باثنتين و أنهاكما عن اثنتين، أنهاكما عن الشرك و الكبر، و آمركما بلا إله إلاّ اللّه، فإن السموات و الأرض و ما - و قال زاهر:

و من - فيهما، لو وضعن في كفة ميزان و وضعت لا إله إلاّ اللّه في الكفة الأخرى كانت أرجح منهن، و إن السموات و الأرضين - زاد زاهر و ما فيهن: و قالا:- لو كانت حلقة فوضعت لا إله إلاّ اللّه عليها لقصمتها، فآمر كما بسبحان اللّه و بحمده، فإنها صلاح كل شيء، و بها يرزق كل شيء»[12823].

و أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على أبي القاسم السلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا أحمد بن إبراهيم الموصلي، نا حمّاد، عن صعقب (3) بن زهير، عن زيد بن أسلم رده إلى عبد اللّه بن عمرو قال:

جاء رجل من الأعراب إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم و عليه جبّة سيجان (4) مزرّرة (5) بالذهب، قال:

ص: 285


1- الأصل و م:«أ من» و المثبت عن «ز».
2- بالأصل:«الصعب» و في م:«الصععب» و المثبت عن «ز».
3- كذا بالأصل و م، و في «ز») الصقعب.
4- السيجان واحدها ساج، قال ابن الأعرابي: السيجان الطيالسة السود. و قال ابن الأثير: الساج: الطيلسان الأخضر أو الضخم الغليظ أو الأسود (راجع تاج العروس طبعة دار الفكر: سوج).
5- بالأصل: مزرورة، و المثبت عن «ز».

فقام على رأسه النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: فقال: إن صاحبكم (1) هذا يرفع كل راع بن راع، و يضع كل فارس بن فارس، قال: فأخذ النبي صلى اللّه عليه و سلم مجامع جبته و قال:«اجلس، فإنّي أرى عليك ثياب من لا عقل له، فما بعث اللّه نبيا قبلي إلاّ و قد رعى» قال: فقلت: و أنت يا رسول اللّه ؟ قال:

«نعم، على القراريط و أنصاف (2) القراريط »، ثم قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:

«إن نبي اللّه نوحا لما حضرته الوفاة قال لابنه: إنّي موصيك بوصية و قاصها عليك، آمرك (3) باثنتين و أنهاك عن اثنتين: شهادة أن لا إله إلاّ اللّه، فإن السموات و الأرض لو وضعتا في كفة و وضعت لا إله إلاّ اللّه في كفة أخرى لرجحت بهن، و إنّ السموات و الأرض لو كن حلقة مبهمة لقصمتها (4) سبحان اللّه و بحمده، فإنها صلاة كلّ شيء و بها يرزق كل شيء، و أنهاك عن الشرك و الكبر، قال: فقيل: يا رسول اللّه هذا الشرك قد عرفناه، فما الكبر؟ هو أن يكون لأحدنا نعلان حسنتان يلبسهما؟ قال:«لا»، قال: أو حلة حسنة يلبسها؟ قال:«لا» أو دابة فارهة يركبها؟ قال:«لا» أو يكون للرجل أصحاب فيجمعهم إليه و ذكر الطعام قال (5):

«لا»، قيل: فما الكبر؟ قال:«من سفه الحق، و غمص (6) الناس»[12824].

و رواه محمّد بن عبد الرّحمن المجبر عن زيد فأرسله.

أخبرناه أبو الحسن (7) بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخطيب الخرائطي، نا سعدان (8) بن يزيد البزّاز (9)،نا يزيد بن هارون، أنا محمّد بن عبد الرّحمن بن المجبر العمري، نا زيد (10) بن أسلم عن عطاء بن يسار قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«إن نوحا قال لابنه: يا بني إنّي موصيك بوصية و إنّي قاصرها عليك حتى لا تنسى، أوصيك باثنتين و أنهاك عن اثنتين، فأما اللتان أوصيك بهما فإنّي رأيتهما يكثران الولوج على اللّه، و رأيت اللّه يستبشر بهما و صالح خلقه، فإن استطعت أن لا يزال لسانك رطبا منهما

ص: 286


1- تقرأ بالأصل: صلبيبكم، و المثبت عن «ز».
2- بالأصل و م: و أصناف، و المثبت عن «ز».
3- استدركت على هامش م.
4- بالأصل و م: لقصمته، و المثبت عن «ز».
5- قوله:«قال: لا» استدرك على هامش م.
6- كذا بالأصل، و في م: و غيض، و في «ز»: و غمض.
7- كذا بالأصل و م، و في «ز»: الحسين.
8- بالأصل: سعد بن أبي يزيد، تصحيف، صوبنا الاسم عن «ز» و م، راجع الحاشية التالية.
9- الأصل و م: البزار، و المثبت عن «ز»، راجع ترجمته في سير الأعلام 358/12.
10- الأصل و م: يزيد، و المثبت عن «ز».

فافعل، قول سبحان اللّه و بحمده، فإنها صلاة الخلق، و بها يرزق الخلق، و قول: لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له فإن السموات و الأرض لو كانتا حلقة لقصمتهن، أو كن في كفة لرجحت بهن، و أما اللتان أنهاك عنهما فالشرك و الكبر، فإن استطعت أن تلقى اللّه ليس في قلبك مثقال حبة من خردل من شرك و لا كبر فافعل»[12825].

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أخبرنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أخبرنا أبو علي بن أبي نصر، أخبرنا أبو سليمان بن زبر، أخبرنا أحمد بن عمير (1) بن يوسف، نا إبراهيم بن سعيد الجوهري، نا أبو معاوية الضرير، نا محمّد بن إسحاق، عن عمرو بن دينار، عن عبد اللّه بن عمرو قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أ لا أخبركم بوصية نوح ابنه ؟» قالوا: بلى، قال:«إن نوحا قال لابنه: إنّي موصيك باثنتين و أنهاك عن اثنتين»[12826].

ح قال: و أخبرنا أبو سليمان، أنا أحمد بن محمّد بن زياد، نا محمّد بن عبد الملك الدقيقي، نا خنيس بن بكر بن خنيس، نا زيد بن بكر، عن خنيس، عن محمّد بن إسحاق، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

«أوصى نوح ابنه فقال: لا أطول عليك، ليكون أجدر أن لا تنسى اثنتان يستبشر اللّه بهما و صالح خلقه، و اثنتان يحتجب اللّه منهما و صالح خلقه، فأما الاثنتان التي يستبشر اللّه بهما و صالح خلقه، فشهادة أن لا إله إلاّ اللّه، فإن السموات و الأرض و ما بينهما و ما فيهن لو كن حلقة لقصمتها، و لو كن في كفة لرجحت بهن، و سبحان اللّه و بحمده فإنها صلاة الخلق و بها يرزقون، و أما الاثنتان التي يحتجب اللّه منهما و سائر خلقه فالشرك باللّه و الكبر» فقال رجل من أصحابه: يا رسول اللّه إنّي لأحب أن يحمل مركبي و يلين مطعمي و تحمل علاق سوطي، و قبال نعلي، فذلك الكبر (2)؟فقال:«لا، و لكن الكبر أن تنكر (3) الحق و تغمص الناس»[12827].

و اللفظ لابن الأعرابي.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أخبرنا أبو الحسين (4) بن الآبنوسي، أنا أبو بكر بن بيري - إجازة - أنا أبو عبد اللّه الزعفراني، أخبرنا ابن أبي خيثمة، أنا الفضل بن غانم، نا سلمة، نا ابن إسحاق قال:

ص: 287


1- بالأصل و م: عمرو، تصحيف، و المثبت عن «ز».
2- أقحم بعدها بالأصل: لنا.
3- بالأصل: تبطر، و في م: تنظر، و المثبت عن «ز».
4- الأصل و م و «ز»: الحسن.

و عمّر نوح - فيما يزعم أهل التوراة - بعد أن هبط من الفلك ثلاثمائة و ثمان و أربعون سنة، فكان جميع عمره ألف سنة إلاّ خمسين عاما ثم قبضه اللّه (1).

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أخبرنا المفضل بن محمّد، نا عبد اللّه بن أبي غسان، نا جرير بن عبد الحميد، عن عطاء بن السّائب، عن عبد الرّحمن بن سابط ، قال: إن قبر نوح، و هود، و شعيب، و صالح بين زمزم و بين الركن و المقام (2).

7933 - نوح بن نصر بن محمّد بن أحمد بن عمرو بن الفضل بن العبّاس

ابن الحارث أبو عصمة الأخنس (3)(4)

سمع ببغداد: أبا الحسن علي بن عمر بن أحمد الحمامي، و أبا الحسن محمّد بن علي ابن صخر البصري ببلخ، و أبا محمّد [الحسن بن إبراهيم الهمداني، و أبا المسهر أحمد بن علي ابن طاهر بن محمد] (5)،و أبا سلمة محمّد بن أحمد بن عبد العزيز، و أبا الحسن علي بن محمّد [بن القاسم، و أبا إسحاق إبراهيم بن محمد الخضري، و أبا محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد] (6) النيسابوري، و أبا صالح منصور بن أحمد بن مسلم، و أبا إبراهيم إسماعيل بن عبد اللّه الفضائلي و غيرهم بخراسان، و قدم دمشق.

روى عنه: عبد العزيز الكتاني، و أبو سعد محمّد المطرّز (7)،و أبو الفتح أحمد بن عبد اللّه بن أحمد السوذرجاني، و أبو الحسن علي بن المظفّر بن علي الأصبهانيون.

و في حديثه نكارة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الحسن البروجردي - و هو يبكي - حدّثنا الفقيه أبو

ص: 288


1- رواه أبو جعفر الطبري في تاريخه 191/1.
2- في البداية 137/1 عن ابن سابط أو غيره أن قبر نوح بالمسجد الحرام. قال ابن كثير: و هذا أثبت و أقوى من الذي يذكره كثير من المتأخرين من أنه ببلدة بالبقاع تعرف اليوم بكرك نوح.
3- كذا رسمها بالأصل، و م، و فوقها في م ضبة، و في «ز»: «الاح ...» و كتب على هامشها: كذا بالأصل.
4- ترجمته في ميزان الاعتدال 280/4.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن «ز».
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن «ز»، و م.
7- كذا بالأصل، و في م:«محمد بن المطرز» و في «ز»: أبو سعيد محمد بن محمد محمد المطرز.

سعد محمّد بن محمّد (1)-و هو يبكي-.

ح و أنبأناه أبو سعد، نا أبو عصمة نوح بن نصر الفرغاني - و هو يبكي - نا أبو القاسم يونس بن طاهر - و هو يبكي - نا أبو الفضل محمّد بن عبد اللّه - و هو يبكي - نا (2) أبو الحسن عبد اللّه بن موسى السلامي - و هو يبكي - نا لاحق بن الفضل و كان ببخارى، نا أحمد بن أبي يعقوب المقرئ - و هو يبكي - نا أبي - و هو يبكي - نا مسدّد بن مسرهد - و هو يبكي - نا يحيى ابن سعيد - و هو يبكي - نا سفيان الثوري - و هو يبكي - نا عبد اللّه بن دينار - و هو يبكي - نا (3)عبد اللّه بن عمر - أو ابن عمرو - و هو يبكي قال: حدّثنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - و هو يبكي - حدّثني جبريل - و هو يبكي - قال: يا محمّد لن تصعد الملائكة من الأرض إلى اللّه بأفضل من بكاء العبيد و نوحهم على أنفسهم بالأسحار.

أخبرنا أبو الفتح أحمد بن عقيل بن رافع الفارسي البزار، نا عبد العزيز بن أحمد - لفظا - سنة إحدى و ستين و أربعمائة، نا أبو عصمة نوح بن نصر بن محمّد بن أحمد بن عمرو بن الفضل بن العبّاس بن الحارث الفرغاني - من لفظه ببغداد في ذي الحجة سنة سبع عشرة و أربعمائة، نا عبد اللّه بن أبي بكر الورّاق - إملاء - نا [أبو] (4) الحسن عبد اللّه بن موسى البغدادي، حدّثني علي بن (5) حليمة البغدادي، نا حمدان بن علي الورّاق قال: سمعت أبا نعيم الفضل بن دكين يقول:

اجتمع أصحاب الحديث على باب الأعمش، فلم يخرج إليهم، فتقدم منهم ثلاثة، و قالوا: لنغضبنه حتى يخرج فصاحوا: يا سليمان الأعمش (6)،يا سليمان الأعمش، فخرج مغضبا و هو يقول: يا فعلة، يا فعلة، فقالوا: يا أبا محمّد الحسن العينين، قال اللّه تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُنٰادُونَكَ مِنْ وَرٰاءِ الْحُجُرٰاتِ أَكْثَرُهُمْ لاٰ يَعْقِلُونَ (7) قال: فضحك و جلس معهم و حدّثهم.

ص: 289


1- كذا بالأصل، و في م و «ز»: أبو سعد محمد بن محمد بن محمد.
2- من قوله: نا أبو القاسم... إلى هنا سقط من «ز».
3- من قوله: نا يحيى... إلى هنا سقط من «ز».
4- سقطت من الأصل و م و استدركت عن «ز».
5- كذا بالأصل و م، و في «ز»: علي بن أبي حليمة.
6- من قوله: الأعمش... إلى هنا سقط من م، و استدرك على هامشها.
7- سورة الحجرات، الآية:4.

قرأت بخط أبي بكر محمّد بن الفرج بن يعقوب بن الأطروش [الرشيدي] (1)،كتب إليّ أبو الحسن علي بن المظفّر بن علي بن المظفّر الأصبهاني، و حدّثني عنه أبو عصمة نوح بن نصر بدمشق، حدّثنا أبو بكر الشافعي بحديث ذكره.

ذكر من اسمه نوفل

7934 - نوفل بن الفرات بن مسلم، و يقال: ابن سالم، و يقال:

نوفل بن أبي الفرات أبو الجراح العقيلي

مولى بني عقيل الجزري الرقّي.

قدم على عمر بن عبد العزيز مع أبيه، و روى عنه، و عن القاسم بن محمّد، و عون بن عبد اللّه بن عتبة.

روى عنه: الليث بن سعد، و بشر بن إسماعيل الحلبي، و عبيد اللّه بن عمرو الرقي، و قرة بن حبيب (2)،و أيوب بن سويد الرملي، و يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية.

و سكن حلب، و ولي خراج مصر للمنصور.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر بن محمود، و أخبرنا أبو بكر ابن المقرئ، نا أبو العباس بن قتيبة، نا محمّد بن أيوب بن سويد، حدّثني أبي، حدّثني نوفل ابن الفرات عن القاسم بن محمّد، عن عائشة قالت:

أتى بعض بني جعفر إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: بأبي أنت و أمي يا رسول اللّه، أرسل من يشتري لي نعلا و خاتما، و ليكن فصّه عقيقا، فإنّه من تختم بالعقيق لم يقض له إلاّ بالذي هو أسعد.

قال ابن المقرئ: قال أبو علي النيسابوري: لم يروه من حديث القاسم عن عائشة غير نوفل، قال ابن المقرئ: سمعت أحمد (3) بن عمرو بن جابر الرملي الحافظ يحلف باللّه أن محمّد بن أيوب بن سويد كذّاب.

ص: 290


1- سقطت من الأصل و استدركت عن «ز»، و م.
2- بعدها بياض في «ز»، بمقدار كلمة.
3- بالأصل و م: حمد، تصحيف، و المثبت عن «ز»، و راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 461/15.

أخبرنا أبو القاسم الشحامي (1)،أخبرنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو بكر بن مهران المقرئ، نا أبو نعيم عبد الملك بن محمّد بن عدي الفقيه، نا أبو أسامة عبد اللّه بن محمّد بن أبي أسامة، نا محمّد بن أبي أسامة.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو محمّد هبة اللّه بن سهل، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالوا: أخبرنا أبو سعد الجنزرودي (2)،أخبرنا الحاكم أبو أحمد الحافظ ، أنا أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا الدمشقي - بها - حدّثني عبد اللّه بن محمّد.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين المقرئ، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو أحمد محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن القاسم الدهّان، نا أبو علي محمّد بن سعيد بن عبد الرّحمن القشيري - حافظ الرقّة - نا عبد اللّه بن محمّد بن أبي أسامة الحلبي، نا أبي، حدّثنا مبشر بن إسماعيل - زاد القشيري: الحلبي - عن نوفل بن فرات بن مسلم - و في حديث الشحامي: عن نوفل بن أبي الفرات - قال: ذكر عند عمر - و قال ابن جوصا: ذكر لعمر بن عبد العزيز رفع يديه في الصلاة، فقال: ترون - و قال الشحامي: أ ترون - أن سالما لم يحفظ عن أبيه، أ ترون أن أباه لم يحفظ عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

رواه الباغندي عن عمر بن يعقوب بن يحيى الرقّي عن عبد اللّه بن محمّد.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أخبرنا أبو الحسين بن النقور، و أبو القاسم بن البسري (3)،قالا: أخبرنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن نصر بن بجير، نا عبد اللّه بن محمّد، نا أبي محمّد بن أبي أسامة، نا مبشّر بن إسماعيل الحلبي، عن نوفل بن الفرات، عن عون بن عبد اللّه قال: إنّ لكلّ رجل سيدا من عمله، و إن عملي الذكر، أو إن سيد عملي الذكر.

أنبأنا أبو القاسم النسيب و غيره عن أبي بكر الخطيب، أخبرنا عبد اللّه بن يحيى بن عبد الجبّار، أنا محمّد بن عبد اللّه الشافعي، أنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، نا المفضل بن غسّان الغلاّبي، قال الفرات بن مسلم و هو أبو نوفل بن فرات كان يرمي نوفل و أهل بيته بالمنانية، و هم ينتسبون إلى ولاء بني عقيل.

ص: 291


1- قوله: أخبرنا أبو القاسم الشحامي، مكرر بالأصل.
2- في م: الخيرزودي.
3- تحرفت في «ز» إلى: السري.

أخبرنا أبو بكر المقرئ، نا أبو الحسين الخطيب، أنا محمّد بن عبد اللّه، نا محمّد بن سعيد: نوفل بن فرات بن مسلم يتولى (1) بني عقيل.

كتب إليّ أبو زكريا بن منده، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أخبرنا عمي أبو القاسم عن أبيه أبي عبد اللّه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:

نوفل بن الفرات بن السائب العقيلي من أهل الرقّة، ولي خراج مصر لأبي جعفر المنصور، حدّث عنه الليث بن سعد.

و قال أبو سعيد مرة أخرى في نسبه: مولى بني عقيل، ولي خراج مصر سنة اثنتين و أربعين و مائة، قدم مصر (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، أخبرنا عبد اللّه بن محمّد، نا داود بن عمرو، نا يحيى بن عبد الملك بن حميد بن أبي غنية (3)،نا نوفل بن الفرات عامل عمر بن عبد العزيز قال: و كان رجلا من كتّاب الشام، مأمونا عندهم.

أخبرنا أبو بكر المقرئ، نا أبو الحسن الهاشمي، أنا محمّد بن عبد اللّه الدهّان، نا محمّد بن سعيد القشيري، نا هلال بن (4) العلاء قال: سمعت عمرو بن عثمان يقول: حدّثنا عبيد اللّه بن عمرو يوما بحديث فقلنا له: من حدّثك بهذا؟ فقال: حدّثني رجل إن كان الكبر ليمنعه من الكذب نوفل بن فرات بن مسلم، قال: و سمعت هلالا يقول: سمعت عبد الصّمد ابن اجه (5) يقول: كان لنوفل بن فرات بن مسلم مجلس في مسجد حلب يجلس إليه أهل الأدب، و كان فيمن يغشى مجلسه رجل من أهل السوق، فكان إذا طلع قال لجلسائه: أعطوا أخاكم حظه من المجلس، فإذا جاء أقبل عليه فقال: كيف أسعاركم ؟ ثم يسأله عن أصناف التجارة، ثم يقول لأصحابه: خذوا في حديثكم.

ص: 292


1- كذا بالأصل و م، و في «ز»: مولى.
2- راجع ولاة مصر للكندي ص 129.
3- إعجامها مضطرب بالأصل و م، و المثبت «غنية» عن «ز».
4- كذا بالأصل و م، و في «ز»: هلال بن أبي العلاء.
5- كذا رسمها بالأصل و م و «ز».

7935 - نوفل بن مساحق بن عبد اللّه بن مخرمة عن عبد العزّى بن أبي قيس

ابن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل (1) بن (2) عامر بن لؤي أبو سعيد،

و يقال: أبو (3) مساحق (4) القرشي العامري (5)

كان من أشراف قريش من أهل المدينة.

روى عن سعيد بن زيد بن (6) عمرو بن نفيل، و أم سلمة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم، و أبي سلمة بن عبد الرّحمن، و كعب الأحبار، و المهاجر (7) بن أبي أمية.

روى عنه: عمر بن عبد العزيز، و عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبي حسين، و المنذر بن الجهم، و عبد اللّه بن زياد.

و كان يلي السعاية على الصدقات بالمدينة، و ولي القضاء بها، و كان بالشام عند الوليد ابن عبد الملك، و قد عدّه أبو زرعة في تابعي أهل الشام، و كانت له بدمشق دار عند دار ابن أبي العقب في طرف البزوريين.

أخبرنا أبو منصور محمود بن أحمد بن عبد المنعم، أخبرنا أبو علي الحسن بن عمر بن الحسن بن يونس، أخبرنا أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي، نا أبو العباس محمّد بن أحمد الأثرم، نا حميد بن الربيع، نا أبو اليمان، أخبرني شعيب بن أبي حمزة، نا ابن أبي حسين، نا نوفل بن مساحق، عن سعيد بن زيد قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«الرحم شجنة (8) من الرّحمن فمن قطعها حرم اللّه عليه الجنّة»[12828].

قال: و حدّثنا حميد، نا زيد بن الحباب العكلي، نا موسى بن عبيدة، أخبرني منذر بن جهم السلمي، عن نوفل بن مساحق، عن أم سلمة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«إنّ الرحم شجنة

ص: 293


1- بالأصل: حسن، و المثبت عن «ز»، و م.
2- بالأصل و م: عن، و المثبت عن «ز».
3- تحرفت بالأصل و م إلى:«ابن» و المثبت عن «ز».
4- أقحم بعدها بالأصل و م:«بن عبد ود» و المثبت يوافق عبارة «ز».
5- ترجمته في تهذيب الكمال 182/19 و تهذيب التهذيب 655/5 و التاريخ الكبير 108/8 و طبقات ابن سعد 5/ 242 و نسب قريش ص 427 و الجرح و التعديل 488/8.
6- تحرفت بالأصل و م إلى: عن، و المثبت عن «ز».
7- بالأصل و م:«و المهاجرين» و المثبت عن «ز».
8- الشجنة، مثلثة، و هي شعبة من غصن من غصون الشجرة، و منه الحديث... أي الرحم مشتقة من الرحمن. قال أبو عبيدة: يعني قرابة من اللّه تعالى مشتبكة كاشتباك العروق (تاج العروس: شجن طبعة دار الفكر).

آخذة بحجزة (1) الرّحمن تناشده (2) حقها فيقول: أ ما ترضين (3) أن أصل من وصلك [و أقطع من قطعك، و من وصلك] (4) فقد وصلني و من قطعك فقد قطعني ؟» [12829].

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد في كتابه (5)،و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، أنا سليمان بن أحمد الطبراني (6)،نا أحمد بن عبد الوهّاب بن نجدة الحوطي، و أبو زرعة الدمشقي، قالا: حدّثنا أبو اليمان الحكم بن نافع، أنا شعيب بن أبي حمزة، حدّثني عبد اللّه بن عبد الرّحمن (7) بن أبي حسين، نا نوفل بن مساحق، عن سعيد ابن زيد، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه قال:«من أربى الربا الاستطالة (8) في عرض المسلم بغير حق، و إنّ هذه الرحم شجنة من الرّحمن، فمن قطعها حرم اللّه عليه الجنّة»[12830].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد الفقيهان، قالا: أخبرنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطّان، أنا عبد اللّه بن جعفر النحوي، نا يعقوب بن سفيان (9)،نا أبو اليمان، أخبرني شعيب بن أبي حمزة، عن عبد اللّه بن أبي حسين، حدّثني نوفل بن مساحق عن سعيد بن زيد عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«من أربى الربا الاستطالة في عرض المسلم بغير حق، و إنّ هذه الرحم شجنة من الرّحمن فمن قطعها حرم اللّه عليه الجنّة»[12831].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، و أبو منصور عبد الباقي ابن محمّد بن غالب، و أبو القاسم بن البسري، قالوا: أخبرنا أبو طاهر المخلّص، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا محمّد بن يحيى بن الفيّاض الزماني البصري - بمكة - سنة خمس و أربعين و مائتين، نا سعيد بن عمرو بن الزبير بن [عمرو بن عمرو بن الزبير بن] (10) العوّام، نا إسحاق

ص: 294


1- الحجزة: معقد الإزار، و الحجزة من السراويل: موضع التكة (القاموس المحيط : حجز).
2- تقرأ بالأصل: شاهدة، و سقطت من م، و المثبت:«نناشده» عن «ز».
3- الأصل و م و «ز»: ترضي.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك للإيضاح عن «ز».
5- قوله:«في كتابه» استدرك عن «ز»، و مكانه في الأصل و م:«بن كنانة».
6- رواه سليمان بن أحمد الطبراني في المعجم الكبير 154/1 رقم 357.
7- بالأصل: بن أبي عبد الرحمن، خطأ
8- في المعجم الكبير: استطالة المرء.
9- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 292/1.
10- الزيادة للإيضاح عن «ز»، و م.

ابن عبد الرّحمن الكعبي من خزاعة عن أبي النّزّال سليمان بن راشد، عن صالح بن كيسان عن نوفل بن مساحق قال: سمعت ابن زيد - يعني - سعيد بن زيد يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إن من أربى الربا استطاله المرء في عرض أخيه»[12832].

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، نا أبو حامد الأزهري، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا أبو حامد بن الشرقي، نا محمّد بن يحيى الذهلي، أنا أبو اليمان، أنا شعيب، عن الزهري، حدّثني عمر بن عبد العزيز، عن حديث نوفل بن مساحق أنه تناجى عمر بن الخطاب، و عثمان ابن حنيف في المسجد و الناس محيطون بهما لا يسمع نجواهما منهم أحد فلم يزالا يتحدثان في الرأي حتى أغضب عثمان عمر في بعض ما يكلمه فيه، فقبض عمر من حصباء المسجد قبضة فحصب (1) بها وجه عثمان، فشجّه بالحصباء في وجهه أثارا من شجاج، فلما رأى عمر كثرة انسياب (2) الدم على لحيته قال: امسح عنك الدم، فعرف عثمان أن عمر قد ندم على ما فرط منه، فقال: يا أمير المؤمنين، لا يهولنك (3) الذي أصبت مني فو اللّه إنّي لانتهك ممن وليتني أمره من رعيتك التي استرعاك اللّه أكثر مما انتهكت مني، فأعجب بها عمر من رأيه و حلمه، فزاده عنده خيرا.

تابعه بشر بن شعيب عن أبيه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، و أبو المواهب أحمد بن عبد الملك، قالا:

أخبرنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن مظفّر، نا محمّد بن محمّد الباغندي، نا عمرو ابن عثمان (4) بن سعيد بن دينار القرشي الحمصي، نا بشر بن شعيب بن أبي حمزة (5)،عن أبيه عن الزهري، حدّثني عمر بن عبد العزيز عن حديث نوفل بن مساحق.

أنه انتحى (6) عمر بن الخطّاب و عثمان بن حنيف في المسجد و الناس مختلطون بهما لا يسمع نجواهما معهما أحد، فلم يزالا يتجادلان في الرأي حتى أغضب عثمان بن حنيف عمر في بعض ما يكلمه به، فقبض عمر من حصباء المسجد قبضة فحصب بها وجه عثمان فشجّه

ص: 295


1- استدركت على هامش «ز».
2- الأصل و م: شرب، و في «ز»: تسرب.
3- الأصل و م: تهلك، و المثبت عن «ز».
4- تحرفت بالأصل و م: عمر، و المثبت عن «ز»، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 288/14 طبعة دار الفكر.
5- تحرفت بالأصل إلى: جمرة، و المثبت عن «ز»، و م.
6- كذا بالأصل و م، و في «ز»: تناجى.

الحصى بجبهته آثارا من شجاج، فلما رأى عمر كثرة ما ينساب عليه من الدم على لحيته قال:

امسح عنك الدم، فعرف عثمان أن عمر قد ندم على ما فرط منه، فقال: يا أمير المؤمنين لا يهوّلنّك الذي أصبت مني، فو اللّه إني لأنتهك ممن وليتني أمره من رعيتك التي استرعاك اللّه أكثر مما فعلت بي، فأعجب بها عمر من رأيه و حلمه فازداد في عينه خيرا.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أخبرنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (1):و قال ابن [أبي] (2) أويس عن أخيه عن سليمان عن ابن أبي عتيق عن ابن شهاب عن عمر بن عبد العزيز عن حديث نوفل بن مساحق انتجى عمر بن الخطّاب فذكر بعض القصة.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد الأزهري، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا أبو حامد بن الشرقي، نا محمّد بن يحيى الذهلي، نا عبد الرزّاق، أخبرنا معمر عن الزهري، عن نوفل بن مساحق قال: بينما عثمان بن حنيف يكلم عمر بن الخطاب - و كان عاملا له - بهذه القصة و لم يذكر معمر في إسناده عمر و قولهما أولى بالصواب من قول معمر.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا أبو محمّد بن رباح (3)،أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى ابن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة و محدّثيهم: نوفل بن مساحق، ثم ذكره في أهل البصرة، و لم يصنع شيئا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو (4) بن منده، أنا أبو محمّد بن يوه، أنا أبو الحسن اللّنباني (5) نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد قال (6):في الطبقة الثانية

ص: 296


1- التاريخ الكبير للبخاري 109/8.
2- سقطت من الأصل و م و «ز»، و استدركت عن التاريخ الكبير.
3- تحرفت بالأصل إلى: رياح.
4- تحرفت بالأصل و م إلى: عمر، و المثبت عن «ز».
5- تحرفت بالأصل و «ز» إلى: اللبناني، و في م: البناني، و الصواب ما أثبت: اللنباني، بتقديم النون.
6- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

من أهل المدينة: نوفل بن مساحق من بني عامر بن لؤي، و يكنى أبا إسحاق، ولي القضاء بالمدينة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أخبرنا أبو عمر بن حيوية - إجازة - أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم بن الخليل، نا حارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد قال (1):في الطبقة الثانية من أهل المدينة: نوفل بن مساحق بن عبد اللّه بن مخرمة بن عبد العزّى بن أبي قيس بن عبد ودّ بن نصر بن مالك بن حسل (2) بن عامر بن لؤي، و أمه مريم بنت مطيع بن الأسود من بني عدي بن كعب، و لنوفل أحاديث يسيرة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد قال (3):عبد اللّه بن مخرمة بن عبد العزّى بن أبي قيس بن عبد ودّ بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي، و يكنى أبا محمّد، و أمه بهنانة بنت صفوان بن أمية بن محرث (4) بن خمل (5) بن شق بن رقبة بن مخدج بن ثعلبة ابن مالك بن كنانة، و كان له من الولد: مساحق، و أمه زينب بنت سراقة بن المعتمد بن أنس ابن أداة بن رياح بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب، و هو أبو نوفل بن مساحق و له بقية و عقب بالمدينة.

قالوا: و هاجر عبد اللّه بن مخرمة إلى أرض الحبشة الهجرتين في رواية محمّد بن [عمر، و أما في رواية محمد بن] (6) إسحاق، فذكره في الهجرة الثانية، و لم يذكره في الهجرة الأولى، و أما موسى بن عقبة، و أبو معشر، فلم يذكراه في الأولى و لا في الثانية، و شهد عبد اللّه بن مخرمة بدرا و هو ابن ثلاثين سنة، و شهد أحدا و الخندق و المشاهد كلها مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و شهد اليمامة و قتل يومئذ شهيدا سنة إحدى (7) عشرة و هو ابن إحدى و أربعين سنة.

أنبأنا أبو غالب شجاع بن فارس الذهلي، أنا علي بن أحمد بن محمّد المطلبي (8)،أنا

ص: 297


1- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 242/5.
2- تحرفت بالأصل إلى: حنبل، و في م: حسان.
3- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 404/3.
4- الأصل و م و «ز»: محرب، و المثبت عن «ز».
5- الأصل: جشل، و في م و «ز»: حسل، و المثبت عن ابن سعد.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن «ز»، و م و جاء في م:«عمرو» بدلا من «عمر» خطأ.
7- كذا بالأصل و م و «ز»، و الذي في طبقات ابن سعد: في خلافة أبي بكر الصدّيق سنة اثنتي عشرة.
8- كذا بالأصل و م، و في «ز»: الملطي.

عبد الرّحمن بن عمر، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي يعقوب قال:

نوفل هو ابن مساحق بن عبد اللّه بن مخرمة بن عبد العزى بن أبي (1) قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي، و أمه مريم بنت مطيع بن الأسود من بني عدي بن كعب، و نوفل يكنى أبا مساحق ثقة، ولي القضاء - قضاء المدينة - يعد في الطبقة الثانية من فقهاء أهل المدينة بعد الصحابة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو العباس، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا البخاري قال: و كنية نوفل أبو سعيد، مات في زمن عبد الملك في أولها.

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا أبو أحمد - زاد أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أخبرنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (2):

نوفل بن مساحق بن عبد اللّه بن مخرمة أبو سعيد (3) القرشي، أحد بني مالك بن حسل، ثم أحد بني عامر بن لؤي عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«من أربى الربا الاستطالة (4) في عرض المسلم، و إنّ هذه الرحم شجنة من الرّحمن فمن قطعها حرم اللّه عليه الجنّة»[12833].

قاله الحكم بن نافع عن شعيب عن عبد اللّه بن أبي حسين، نا نوفل قال البخاري:

و قال عبد الجبار بن سعيد: مات نوفل في زمن عبد الملك في أولها.

[قال ابن عساكر:] (5) كذا قال عبد الجبّار بن سعيد بن سليمان بن نوفل بن مساحق المساحقي، وفاة جده و قد قدمنا أنه بقي إلى خلافة الوليد، فاللّه أعلم.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه البغداديان (6)،قالا: أخبرنا أبو جعفر المعدّل، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، قال (7):

ص: 298


1- بالأصل و م:«عبد العزيز بن قيس» و في «ز»: عبد العزيز بن أبي قيس.
2- التاريخ الكبير للبخاري 108/8-109.
3- في التاريخ الكبير: أبو سعد.
4- في التاريخ الكبير: استطالة المرء في عرض أخيه.
5- زيادة منا.
6- كذا بالأصل و م، و في «ز»: البغدادي.
7- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 427 و عن الزبير بن بكار في «تهذيب الكمال»183/19.

و من ولد عبد اللّه بن مخرمة: نوفل بن مساحق بن عبد اللّه بن مخرمة، و أمه: مريم بنت مطيع، و هو أحد الأربعة من قريش أبناء العدويات (1) الذين قدم الوليد بن عبد الملك المدينة و هو خليفة فوضع أربعة كراسي، فأجلسهم عليها، أخبرني ذلك مصعب بن عثمان.

أخبرنا أبو الحسين (2) الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أخبرنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال (3):

نوفل بن مساحق بن عبد اللّه بن مخرمة، أبو (4) سعيد (5) القرشي أحد بني مالك بن حسل ثم أحد بني عامر بن لؤي،[ولي] (6) القضاء بالمدينة، و توفي زمن عبد الملك في أولها، روى عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، و كعب، و أبي سلمة، روى عنه عبد اللّه (7)ابن عبد الرّحمن بن أبي حسين، و المنذر بن جهم، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلما يقول: أبو سعيد نوفل بن مساحق بن عبد اللّه بن مخرمة، عن سعيد بن زيد، روى عنه ابن أبي حسين، و عمر بن عبد العزيز (8).

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن ناصر - بقراءتي عليه - عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو سعيد نوفل بن مساحق.

و قال في موضع آخر: أبو سعد نوفل بن مساحق.

ص: 299


1- كذا بالأصل و م:«ا؟؟؟ ا العدو ما» و في «ز»: أنبا العدو نا و بعدها: فراغ، و كتب على هامشها: كذا الأصل. و المثبت:«أبناء العدويات» عن تهذيب الكمال.
2- في «ز»: الحسن، تصحيف، و في م: الحسين، كالأصل.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 488/8.
4- بالأصل: و أبو، و المثبت عن «ز»، و م، و «ز»، و الجرح و التعديل.
5- في الجرح و التعديل: سعد.
6- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز»، و م، و الجرح و التعديل.
7- الأصل و م: عبد الملك، و المثبت عن «ز»، و الجرح و التعديل.
8- كتب بعدها في «ز»: آخر الجزء الخمسمائة من الأصل.

أخبرنا أبو [محمد] (1) هبة اللّه بن أحمد المزكّي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو القاسم بن أبي الحسين البجلي، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في الطبقة الثانية:

نوفل بن مساحق.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا أبو القاسم بن الصوّاف، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي قال: أبو سعد نوفل بن مساحق.

أخبرنا أبو جعفر بن أبي علي في كتابه، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو سعد، و يقال: أبو سعيد، و يقال: أبو مساحق [نوفل] (2) بن [مساحق] (3) عبد اللّه ابن مخرمة بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي القرشي، روى عن عمر بن الخطّاب، و سعيد بن زيد، و عثمان بن حنيف، روى عنه عمر بن عبد العزيز، و عبد اللّه بن عبد الرّحمن النوفلي، حديثه في أهل الحجاز، كنّاه محمّد بن عمر الواقدي أبا مساحق.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا:

أخبرنا أبو بكر بن خلف، أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: نوفل بن مساحق بن عبد اللّه بن مخرمة بن عبد العزّى بن قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي، تلقى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عبد لؤي.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أخبرنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، أنا أحمد بن عمران، نا موسى بن خليفة قال (4):شخص يحيى (5) بن الحكم عن المدينة سنة ست و سبعين و استخلف على المدينة أبان بن عثمان، فاستقضى أبان بن عثمان نوفل بن مساحق العامري، فلم يزل قاضيا حتى عزل أبان بن عثمان سنة ثلاث و ثمانين.

ص: 300


1- الزيادة عن «ز»، و م.
2- سقطت من الأصل، و م، و استدركت للإيضاح عن «ز».
3- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن «ز».
4- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 296 (ت. العمري).
5- بالأصل: عيسى، و المثبت عن «ز»، و م. و عبارة خليفة في تاريخه:... ثم ولى عبد الملك عمه يحيى بن الحكم.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو بكر أحمد بن عبيد - إجازة - أنا محمّد بن الحسين، حدّثنا ابن أبي خيثمة، أنا علي بن محمّد السمري قال: ثم وفد يحيى بن الحكم و استخلف على المدينة أبان بن عثمان، فكتب إليه عبد الملك بعهده على المدينة، فاستقضى أبان بن عثمان نوفل بن مساحق، ثم عزل أبان و ولى هشام بن إسماعيل، فاستقضى عمر الرزقي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: و حدّثني مصعب بن عبد اللّه، عن مصعب بن عثمان قال: كان نوفل بن مساحق أحد بني عامر بن لؤي، و كانت له منزلة من الوليد بن عبد الملك، و كانت الحمام تعجبه، فأدخله الوليد على حمام له فقال: ما هذا يا أمير المؤمنين ؟ فقال: هذا مدخل ما دخله أحد قبلك، و إنما خصصتك به، قال: يا أمير المؤمنين ما خصصتني به و لكن خسستني، إنّما هذه هي عورة تستر.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، حدّثني عمي مصعب بن عبد اللّه قال (1):نوفل بن مساحق من أشراف قريش، و كانت له ناحية من الوليد بن عبد الملك (2) بن مروان، و كان الوليد يعجبه الحمام و يتخذ له و يطيّره، فأدخل نوفل بن مساحق عليه و هو عند الحمام، فقال له الوليد: إنّي خصصتك هذا المدخل لأنسي بك. فقال: يا أمير المؤمنين إنك و اللّه ما خصصتني و لكنك خسستني، إنّما هذه عورة، و ليس مثلي يدخل على مثل هذا.

فسيّره إلى المدينة و غضب عليه، و كان يلي المساعي، فأخذه بعض الأمراء بالحساب؛ فقال [له:] (3) أين الغنم ؟[قال:] (4) أكلناها بالخبز، قال: فأين الإبل ؟ قال: حملنا عليها الرجال، و كان لا يرفع (5) إلى الأمراء من المساعي شيئا، يقسمها (6) و يطعمها و كان ابنه من بعده سعد ابن نوفل يسعى أيضا على الصدقات.

ص: 301


1- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 427 و عنه في تهذيب الكمال 183/19.
2- تحرفت بالأصل و م إلى: عبد اللّه، و المثبت عن «ز»، و المصدرين السابقين.
3- زيادة عن نسب قريش.
4- سقطت من الأصل و استدركت عن «ز»، و م، و نسب قريش.
5- كذا بالأصل و م، و «ز»، و في نسب قريش: يصرف.
6- بالأصل: يقيمها، و المثبت عن «ز»، و م، و نسب قريش.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلم، عن رشأ بن نظيف، أخبرنا أبو شعيب عبد الرّحمن بن محمّد، و أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرّحمن، قالا: أخبرنا الحسن بن رشيق، أخبرنا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا محمّد بن حميد، نا علي بن مجاهد، نا محمّد بن إسحاق.

أن نوفل بن مساحق قتل يوم الحرّة، و معقل بن سنان، و محمّد بن أبي جهم العدوي صبرا جميعا.

[قال ابن عساكر:] (1) و هذا القول في قتل نوفل بن مساحق وهم، و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو جعفر بن أبي علي - في كتابه - أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أخبرنا أبو أحمد الحاكم، نا الثقفي، حدّثني محمّد - يعني - ابن إسماعيل، نا عبد الجبّار بن سليمان بن نوفل قال: مات نوفل بن مساحق أحد بني مالك بن حسل، ثم أحد بني عامر بن لؤي أبو سعد زمن عبد الملك.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أخبرنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو العباس النهاوندي، أخبرنا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل، حدّثنا عبد الجبّار بن سعيد ابن سليمان بن نوفل قال: مات نوفل بن مساحق بن عبد اللّه بن مخرمة صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلم ببدر.

قال محمّد: من بني مالك بن حسل ثم أحد بني عامر بن لؤي: أبو سعد زمن عبد الملك في أولها.

7936 - نوفل أبو الجرّاح

7936 - نوفل أبو الجرّاح (2)

وفد على عمر بن عبد العزيز، و صلّى خلفه.

روى عنه قرة بن حبيب القنوي (3).

أخبرنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أخبرنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أنا علي.

ص: 302


1- زيادة منا.
2- ترجمته في الجرح و التعديل 488/8.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 426/10 و تهذيب الكمال 264/15.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال (1):

نوفل بن الجرّاح رأى عمر بن عبد العزيز، و صلى خلفه، روى عن قرة بن حبيب الرّمّاح (2).

[ذكر من اسمه] نوف

اشارة

[ذكر من اسمه] (3) نوف

7937 - نوف بن فضالة أبو يزيد، و يقال: أبو رشيد، و يقال: أبو عمرو،

7937 - نوف (4) بن فضالة أبو يزيد، و يقال: أبو رشيد، و يقال: أبو عمرو،

و يقال: أبو رشدين الحميري البكالي (5)

ابن امرأة كعب الأحبار.

من أهل دمشق، و يقال: من أهل فلسطين.

سمع علي بن أبي طالب، و عبد اللّه بن عمرو بن العاص، و أبا أيوب الأنصاري، و ثوبان.

روى عنه: أبو إسحاق الهمداني، و أبو طعمة نسير (6) بن ذعلوق (7)،و خالد بن صبيح، و أبو عمران (8) عبد الملك بن حبيب الجوني، و أبو هارون عمارة بن جوين العبدي، و شهر بن حوشب الأشعري.

أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد، أخبرنا أبو بكر بن خلف، أنا أبو منصور ظفر بن محمّد الحسني، أنا أبو الحسين علي بن عبد الرّحمن، نا أحمد بن حازم الغفاري، نا حسن بن قتيبة المدائني، نا عمر بن راشد، عن يحيى بن أبي كثير، عن شرحبيل ابن السمط ، عن نوف البكالي قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من شاب شيبة في الإسلام كانت له

ص: 303


1- رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 488/8.
2- كتب بعدها في «ز»: آخر الجزء التاسع بعد السبعمائة [من الفرع].
3- زيادة منا.
4- نوف: بفتح أوله و سكون الواو.
5- ترجمته في تهذيب الكمال 181/19 و تهذيب التهذيب 654/5 و طبقات ابن سعد 452/7 و طبقات خليفة ص 562 و التاريخ الكبير 129/8 و حلية الأولياء 48/6. و البكالي: بكسر الباء.
6- تقرأ بالأصل: بشر، و المثبت عن «ز»، و م.
7- الأصل و م: دعلوق، و المثبت عن «ز».
8- بالأصل:«عمر بن» و المثبت «عمران» عن «ز»، و م.

نورا يوم القيامة» و أخذ شرحبيل بلحيته فقال: هذا السواد آخر الدهر[12834].

[قال ابن عساكر:] (1) كذا قال، و المحفوظ حديث شرحبيل عن عمرو بن عبسة (2) عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، و لا نعلم لنوف صحبة.

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، ثم حدّثني أبو مسعود عنه، أنا أبو نعيم الحافظ (3)، نا سليمان بن أحمد، نا محمّد بن هارون بن بكّار بن الوليد الخلال، نا الوليد بن الوليد، نا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن شهر بن حوشب، عن نوف البكالي عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«سيكون هجرة بعد هجرة، يجتاز أهل الأرض إلى مهاجر أبيهم إبراهيم، و يبقى فيها شرار أهلها لتطهر الأرض و تقذرهم نفس (4) اللّه فيبعث اللّه عليهم نارا تحشرهم مع القردة و الخنازير تقيل معهم إذا قالوا، و تروح معهم إذا راحوا، و تأكل من تخلف، و ينشر أقوام بالمشرق، كلما نشأ قرن قطع قرن خرج في عراصهم الدجال»[12835].

أخبرنا أبو الحسن بختيار بن عبد اللّه الهندي، أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن علي ابن خلف بن شعبة البصري الحافظ - بالبصرة - أنا أبو محمّد الحسن بن علي بن بشار - إملاء - سنة خمس و أربعمائة، نا محمّد بن عبد اللّه بن أبي زيد، نا مسيح بن حاتم، نا بندار، نا أبو داود الطيالسي، نا سهل بن شعيب النهمي (5)،عن عبد الأعلى، و أثنى عليه معروفا عن نوف البكالي قال:

رأيت (6) علي بن أبي طالب فكان يكثر الخروج و النظر إلى السماء، فقال لي: أ نائم أنت يا نوف ؟ قلت: لا، بل رامق، أرمقك بعينيّ يا أمير المؤمنين، فقال علي: يا نوف، طوبى للزاهدين في الدنيا، و الرّاغبين في الآخرة، أولئك الذين اتخذوا أرض اللّه بساطا، و ترابها

ص: 304


1- زيادة منا للإيضاح.
2- الأصل و م و «ز»: عنبسة، و الصواب ما أثبت، راجع ترجمته في الإصابة 6/3. و الحديث في أسد الغابة 749/3 من طريق آخر عن عمرو بن عبسة عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.
3- من طريقين رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 53/6-54 في ترجمة نوف البكالي و 66/6 في ترجمة شهر بن حوشب.
4- حلية الأولياء 66/6 تقذرهم روح اللّه.
5- كذا رسمها بالأصل و م، و في «ز»: التميمي، و في حلية الأولياء 53/6 الفهمي.
6- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المختصر: بايتّ ، و في الحلية: رأيت.

فراشا، و ماءها طيبا، و اتخذوا القرآن شعارا، و الدعاء دثارا، قرضوا الدنيا قرضا [قرضا] (1)، على منهاج المسيح، فإنّ اللّه أوحى إلى عبده المسيح عليه السلام: أن قل لبني إسرائيل أن لا يدخلوا بيتا من بيوتي إلاّ بقلوب طاهرة، و أبصار خاشعة، و أيد نقية، و أخبرهم أنّي لا أقبل لأحد منهم دعوة، و لأحد من خلقي قبله مظلمة. يا نوف لا تكوننّ شرطيا و لا عريفا و لا عشارا، فإن داود خرج ذات ليلة فقال: إنّ هذه ساعة لا يدعو اللّه فيها أحد إلاّ استجاب له إلاّ أن يكون عشارا أو عريفا أو صاحب كوبة (2) أو صاحب عرطبة (3)(4).

أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الواحد، أنا أبو بكر أحمد بن علي، أنا محمّد بن أحمد بن رزقويه، أنا عثمان بن أحمد الدقاق، نا محمّد بن أحمد بن البراء، حدّثني المفضل بن حازم بن الصيف الحميري، نا المسيّب بن واضح السلمي - بالرملة - أبو محمّد، حدّثني مبشر بن إسماعيل الحلبي، عن راشد بن قيان (5)-قال المفضل: فقال إن هذا خادم سعيد بن جبير - عن سعيد بن جبير قال:

قال نوف البكالي استضفت علي بن أبي طالب في خلافته فثنى لي وسادة، و جعل يصلي مثلي حتى إذا كان في السحر قال لي: يا نوف، طوبى للزاهدين في الدنيا، و الراغبين في الآخرة الذين اتخذوا أرض اللّه بساطا، و ماءها (6) طهورا، قرضوا الدنيا قرضا على منهاج المسيح عيسى بن مريم، يا نوف إن داود [قام] (7) في مثل هذه الساعة في بني إسرائيل فقال:

يا بني إسرائيل إنّ اللّه يهبط في كلّ سحر إلى سماء الدنيا يغفر لكلّ مستغفر يستغفره إلاّ صاحب كوبة أو عرطبة أو مشاحن، يا نوف الكوبة: الطبل، و العرطبة العود، و المشاحن الذي يريد قتل أخيه.

أخبرنا جدي أبو المفضل يحيى بن علي القاضي (8)،أنا أبو القاسم علي بن محمّد الفقيه.

ص: 305


1- وردت اللفظة مكررة في «ز»، و المختصر.
2- الكوبة: بالفتح، و قيده الصاغاني بالضم: النرد أو الشطرنج و الطبل الصغير المخصّر (تاج العروس: كوب).
3- العرطبة: العود، أو الطنبور أو الطبل، أو طبل الحبشة (القاموس المحيط ).
4- رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 53/6.
5- بدون إعجام بالأصل و م، أعجمت عن «ز».
6- الأصل و م: و ماؤها، و المثبت عن «ز».
7- سقطت من الأصل، و استدركت للإيضاح عن «ز»، و م.
8- بالأصل: القطان القاضي، و المثبت عن «ز»، و م.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد، قالا: أخبرنا محمّد بن محمّد بن [محمد بن] (1) إبراهيم، أنا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي، نا الحسين ابن محمّد بن الحسن بن مصعب، نا يزيد بن محمّد أبو خالد الثقفي، نا حسان بن سدير، عن سدير، عن محمّد بن علي، عن أبيه عن آبائه عن علي قال:

قال علي لنوف الشامي مولاه و هو معه على سطح: يا نوف أ نائم أم نبهان ؟ قال: نبهان أرمقك يا أمير المؤمنين، قال: تدري من شيعتي ؟ قال: لا و اللّه، قال: فإن شيعتي إن شهدوا لم يعرفوا، و إن غابوا لم يفتقدوا، و إن خطبوا لم يزوجوا، و إن مرضوا لم يعادوا، شيعتي من لم يهر هرير الكلب، و قال جدي الكلاب، و لم يطمع طمع الغراب، و لم يسأل الناس و إن مات جوعا، إن رأى مؤمنا أكرمه، و إن رأى فاسقا هجره، شيعتي الذين هم في قبورهم يتزاورون، و في أموالهم يتواسون، و في اللّه تعالى يتباذلون، يا نوف ذرها و ذرها، حوائجهم خفيفة، أنفسهم عفيفة، قلوبهم محزونة، اختلفت بهم البلدان و لم تختلف قلوبهم.

قال: قلت: يا أمير المؤمنين جعلني اللّه فداك، فأين أطلب هؤلاء؟ قال: في أطراف الأرض، هؤلاء - و اللّه - يا نوف شيعتي، يجيء (2) اللّه النبي صلى اللّه عليه و سلم يوم القيامة و هو آخذ بحجزة ربه، و أنا آخذ بحجزته، و أهل بيتي آخذون بحجزتي، و شيعتي آخذون بحجزنا (3) فإلى أين (4)يا نوف ؟ إلى الجنة و ربّ الكعبة ثلاثا، يا نوف أما الليل فصافون أقدامهم، مفترشون جباههم، تجري دموعهم على خدودهم، يناجون في فكاك رقابهم، و أما النهار: فحلماء، نجباء، كرام، أبرار، أتقياء، يا نوف بشر الزاهدين، نعم ساعة الزاهدين، أما إنها ساعة لا يسأل اللّه فيها عبد شيئا إلاّ أعطاه ما لم يكن خاسرا أو عاشرا أو ساحرا أو ضارب كوبة، أو ضارب عرطبة، يا نوف شيعتي الذين اتخذوا الأرض بساطا، و الماء طيبا، و القرآن شعارا قرضوا الدنيا قرضا على منهاج المسيح عيسى بن مريم.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا:

أخبرنا أبو بكر بن خلف، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، نا محمّد

ص: 306


1- الزيادة عن «ز»، و م.
2- بالأصل و م:«يحيى اللّه النبي» و المثبت عن «ز»، و المختصر.
3- الأصل و م: يحجزه، و المثبت عن «ز».
4- بالأصل و م:«قال ابن نوف» و في «ز»: «قال: ابن يانوف» و المثبت عن المختصر.

ابن أحمد بن البراء (1)،أنا علي بن عبد اللّه، حدّثني حسين الأشقر، نا شعيب بن عبد اللّه النهمي (2)،عن أبي عبد اللّه، عن نوف قال:

بت عند علي فذكر كلاما. قال ابن المديني: فحدّثني حسين [فقلت لحسين:] (3) ممن سمعته ؟ فقال: حدّثنيه شعيب عن أبي عبد اللّه عن نوف، فقلت لشعيب: من حدّثك بهذا؟ قال: أبو عبد اللّه الجصّاص، قلت: عمن ؟ قال: عن حمّاد القصار، فلقيت حمّادا فقلت:

من حدّثك بهذا؟ قال: بلغني عن فرقد عن نوف فإذا هو قد دلس عن ثلاثة، و الحديث بعد منقطع، و أبو عبد اللّه الجصاص مجهول و حماد القصار لا يدرى من هو، و بلغه عن فرقد، و فرقد لم يدرك نوفا و لا رآه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الفضل بن خيرون.

ح و أخبرنا أبو العز ثابت بن منصور، أخبرنا أبو طاهر الباقلاني، قالا: أخبرنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أخبرنا أبو الحسين محمّد بن أحمد، أنا أبو حفص عمر بن أحمد، نا خليفة (4) قال: في الطبقة الأولى من أهل الشامات: نوف البكالي هو ابن فضالة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، حدّثني عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، قال: سمعت أبي يقول: نوف البكالي أبو يزيد.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الفضل بن خيرون.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار.

قالا: أخبرنا أبو القاسم الأزهري، أخبرنا عبيد اللّه بن أحمد المقرئ، أنا العباس بن العباس بن محمّد، أنا صالح بن أحمد بن حنبل، قال: سمعت أبي يقول: نوف البكالي أبو يزيد.

ص: 307


1- الأصل و م: الفراء، و المثبت عن «ز».
2- أقحم بعدها بالأصل و م: عن أبي عبد اللّه النهمي.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك للإيضاح عن «ز».
4- طبقات خليفة بن خيّاط ص 562 رقم 2892 طبعة دار الفكر.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، نا أبو العباس الأصم، نا عبّاس بن محمّد قال: سمعت يحيى يقول: نوف شامي، و قد كان نزل الكوفة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن عبد الملك بن عمر بن خلف.

ثم أخبرني أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا عبد الملك بن عمر، أنا (1) أبو حفص بن شاهين، نا محمّد بن مخلد، قال: و أخبرنا العتيقي، أنا عثمان بن محمّد ابن أحمد المخزومي (2)،نا إسماعيل الصفّار، قالا: حدّثنا عباس الدوري، نا أبو بكر بن أبي الأسود قال: نوف البكالي بن فضالة و هو حميري.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن الحمامي، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: نوف البكالي بن فضالة ابن جبير (3).

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، حدّثنا محمّد بن سعد، قال (4):في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام: نوف البكالي.

أنا موسى بن إسماعيل، عن جعفر بن سليمان، عن أبي عمران، عن نوف البكالي و هو ابن امرأة كعب.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل، حدّثنا أبي قال: نوف أبو يزيد.

أنبأنا أبو الغنائم محمد (5) بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا أبو أحمد - زاد بن الفضل: و محمّد بن الحسن قالا:- أخبرنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال:

ص: 308


1- من قوله: ثم... إلى هنا سقط من «ز».
2- بالأصل:«المخرومي» و المثبت عن «ز»، و م.
3- كذا رسمها بالأصل و م، و بدون إعجام في «ز».
4- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 452/7.
5- تحرفت بالأصل إلى: حمد، و المثبت عن «ز»، و م.

نوف بن فضالة أبو يزيد، نسبه عبد اللّه بن أبي الأسود، و قال إسماعيل عن جعفر بن سليمان، عن أبي عمران الجوني قال: كان نوف ابن امرأة كعب أحد العلماء، و روى صفوان عن خالد بن صبيح عن نوف أبي (1) الرشيد، و قال عبد اللّه بن صالح (2):حدّثني معاوية بن [صالح، أن] (3) سليم بن عامر حدّثه عن جبير قال: أرسلتني أم الدّرداء فقالت: يا جبير اذهب إلى أنيف و فلان، لم يسمه قاصين كانا بحمص، فقل لهما يجعلان موعظتهما للناس في أنفسهما، و هو البكالي، و قال عمرو (4) بن علي،[نا يحيى القطان قال] (5) نا سفيان [نا] (6)نسير (7) بن ذعلوق قال: سمعت نوفا بالكوفة في أيام مصعب بن الزبير قوله.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو منصور النهاوندي، أخبرنا أبو العباس، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل، نا موسى، نا صدقة الدقيقي، عن أبي عمران قال: لقيت نوف البكالي، و مصعب بن الزبير بالكوفة، قال: سمعت كعبا قال محمّد بن إسماعيل: نوف بن فضالة أبو يزيد الحميري، نسبه عبد اللّه بن أبي الأسود، حدّثنيه، و هو ابن امرأة كعب، و يقال أبو رشيد البكالي.

أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي (8)،و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أخبرنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا ابن أبي حاتم، قال (9):

نوف بن عبد اللّه قال: بت ليلة مع علي فقال: يا نوف، أ نائم أنت أم رامق ؟ روى عنه سالم بن أبي حفصة، سمعت أبي يقول ذلك.

ص: 309


1- الأصل:«أبو» و في م:«بن» و في «ز»: «أبو» و المثبت عن التاريخ الكبير.
2- تحرفت بالأصل و م إلى: صبح، و المثبت عن «ز»، و التاريخ الكبير.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن التاريخ الكبير.
4- الأصل و م: عمر، و المثبت عن «ز»، و التاريخ الكبير.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن التاريخ الكبير، و «ز».
6- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن «ز»، و التاريخ الكبير.
7- بالأصل: بشير، و المثبت عن «ز»، و م.
8- بالأصل و م:«أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد، أنا أبو منصور الأبرقوهي» صوبنا السند عن «ز»، و السند معروف.
9- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 504/8 رقم 2310.

قال أبو محمّد: كان البخاري جعل نوف بن عبد اللّه اسمين (1)،فسمعت أبي يقول ذلك، هما واحد، و كتب بخطه ذلك.

ثم قال (2):نوف البكالي ابن امرأة كعب، و يقال: أبو رشيد، و هو ابن فضالة، يقال: إنه كان أحد الحكماء، روى عنه أبو إسحاق الهمداني، و نسير (3) بن ذعلوق، و خالد بن صبيح، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو يزيد، و يقال: أبو رشيد نوف بن أبي فضالة، روى عنه أبو عمران الجوني، و جبير بن نفير.

[قال ابن عساكر:] (4) كذا فيه (5).

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أخبرنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو (6)عمرو نوف بن فضالة البكالي، و قيل أبو يزيد، و قال في موضع آخر: أبو يزيد نوف بن فضالة البكالي، و يقال أبو رشيد.

أخبرنا أبو محمّد الشاهد، نا أبو محمّد الصوفي، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في طبقة قدم تلي الطبقة العليا من تابعي أهل الشام: نوف البكالي.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي - إجازة - أنا عبد اللّه بن عتاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا ابن عمير - قراءة - قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الثانية: و نوف البكالي من اليمن، فلسطيني، يكنى أبا يزيد.

ص: 310


1- ليس في التاريخ الكبير للبخاري أي ذكر لنوف بن عبد اللّه.
2- القائل: أبو محمد بن أبي حاتم، راجع الجرح و التعديل 505/8 ترجمة رقم 2311.
3- زيادة منا للإيضاح.
4- يريد قوله: جبير بن نفير، و قد مرّ أنه سعيد بن جبير.
5- تحرفت بالأصل و م إلى: بن، و التصويب عن «ز».
6- يعني: صفوان بن عمرو.

و قال أحمد بن عمير: نا إبراهيم بن يعقوب، نا حجّاج بن المنهال، نا حمّاد بن سلمة، عن أبي غالب قال: كنت أسير مع نوف بن فضالة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم ابن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، قال: أبو يزيد نوف البكالي، و قال في موضع آخر: أبو رشدين نوف البكالي، صفوان (1)،و خالد بن صبيح عنه.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنا نصر بن إبراهيم - قراءة عليه - أخبرنا سليم بن أيوب، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد بن إياس قال: سمعت أبا عبد اللّه المقدمي يقول: نوف البكالي نوف بن فضالة.

أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمّد، أنا علي بن المحسن التنوخي، أنا محمّد بن المظفّر، أنا بكر بن أحمد بن حفص، نا أحمد بن محمّد بن عيسى قال: و أبو يزيد نوف البكالي هو نوف البكالي بن فضالة و كان قاصّا، حدّث عن ثوبان، قتل يوم الطوانة.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن علي بن عبيد اللّه، و أبو الحسين المبارك بن عبد الجبّار، قالا: أخبرنا الحسين بن علي، نا محمّد بن إبراهيم بن السري، نا عبد الملك بن بدر بن الهيثم، أنا أحمد بن هارون بن روح الحافظ قال: في الطبقة الثانية من الأسماء المنفردة: و هم التابعون نوف البكالي، يروي عن عبد اللّه بن عمرو، و قيل: إن نوفا الذي يروي عنه أبو إسحاق و الحكم ليس هو نوف الشامي، و هو عندي واحد، و اللّه أعلم.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو يزيد، و يقال: أبو الرشيد نوف بن فضالة البكالي الحميري، ابن امرأة كعب و كان قاصا بحمص، ثم انتقل إلى الكوفة في إمرة مصعب بن الزبير، قتل مع محمّد بن مروان شهيدا، لا نعرف له شيئا إلاّ من قوله، روى عنه أبو طعمة نسير بن ذعلوق الكوفي، و ابن أبي عتبة (2) الكندي.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (3):و أما نوف أوله نون

ص: 311


1- تحرفت في «ز» إلى: صبح.
2- إعجامها مضطرب بالأصل و م و «ز» و تقرأ: ابن أبي غنية، و المثبت عن تهذيب الكمال.
3- الاكمال لابن ماكولا 569/2.

و آخره فاء فهو نوف بن فضالة البكالي أبو يزيد ابن امرأة كعب، روى عنه نسير بن ذعلوق، قاله البخاري.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه - إذنا - قالا: أخبرنا ابن منده، أنا حمد (1)-إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم (2)،نا محمّد بن يحيى، أنا موسى بن إسماعيل، أنا جعفر بن سليمان، عن أبي عمران الجوني قال: كان نوف ابن امرأة كعب أحد العلماء.

قرأت على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي (3) تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيوية، أنا محمّد بن القاسم الكوكبي، نا ابن أبي خيثمة، نا هارون بن معروف، نا ضمرة قال الشيباني (4) نا قال (5):كان نوف البكالي إماما لأهل دمشق، فكان إذا أقبل على الناس بوجهه قال: من لا يحبكم لا أحبّه اللّه، و من لا يرحمكم فلا رحمه اللّه.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنا علي بن الحسن بن الحسين الخلعي، أنا عبد الرّحمن بن عمر بن النحاس، أنا أبو سعيد أحمد بن محمّد بن زياد بن الأعرابي، نا عباس بن محمّد الدوري، نا محمّد بن بشر العبدي، عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه قال:

مر نوف بقرية فنادى: أيتها (6) القرية، من أخربك ؟ قال: فيقول هو، يرد على نفسه: أخربني مخرب القرى، قال: فينادي: أيتها (7) القرية،[أيتها القرية،] (8) أين أهلك ؟ فيقول: ذهبوا و بقيت أعمالهم.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب - لفظا - أنا أبو بكر بن مالك، أنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا أبو داود، و عبد الصّمد المعني، قالا: حدّثنا هشام، عن قتادة، عن شهر قال: أتى عبد اللّه بن عمرو على نوف يعني - البكالي - و هو يحدّث فقال:

حدث بأنّا قد نهينا عن الحديث، فقال: ما كنت لأحدّث و عندي رجل من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، ثم من قريش.

ص: 312


1- بالأصل و م: أحمد، و المثبت عن «ز».
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 505/8.
3- الأصل:«عن ابن أبي تمام» و في م:«عن ابن تمام» و المثبت عن ز.
4- كذا بالأصل و م و ز، و هو تحريف و الصواب أنه السيباني، و هو يحيى بن أبي عمرو السيباني.
5- رواه المزي في تهذيب الكمال 181/19.
6- الأصل: أيها، و المثبت عن «ز»، و م.
7- راجع الحاشية السابقة.
8- الزيادة سقطت من الأصل و م، و استدركت عن «ز».

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد، أنا محمّد بن الحسن بن [محمد، أنا أحمد بن الحسن بن] (1) زنبيل، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن بن الخليل، نا محمّد بن إسماعيل قال: قال ابن المبارك عن صفوان بن عمرو، حدّثني ابن أبي غنية (2) الكندي قال:

كنا نختلف إلى نوف البكالي فخرجت البعوث مع محمّد بن مروان على الصائفة فقتل و كنيته أبو يزيد، و قال غيره: أبو رشيد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم ابن عمر، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حماد، نا يحيى بن عثمان، أنا نعيم بن حماد، نا ابن المبارك، عن صفوان بن عمرو (3)،أخبرني ابن أبي غنية (4) الكندي قال: كنا نختلف إلى نوف البكالي، إذ أتاه رجل و أنا عنده فقال: يا أبا يزيد رأيت رؤيا كأنك تسوق جيشا و معك رمح طويل في سنانه شمعة تضيء للناس، فقال: لئن صدقت رؤياك لأستشهدن، فلم يكن إلاّ أن خرجت البعوث مع محمّد بن مروان على الصائفة، فقتل.

أخبرناه أعلى من هذا و أتم أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن الفتح، نا محمّد بن سفيان بن موسى، نا سعيد بن رحمة بن نعيم قال: سمعت ابن المبارك عن صفوان بن عمرو، حدّثني ابن أبي غنية (5) الكندي قال: كنا نختلف إلى نوف البكالي إذ أتاه رجل و أنا عنده فقال: يا أبا يزيد، رأيت لك رؤيا فقال:

أ تصفها، قال: رأيت كأنك تسوق جيشا و معك رمح طويل في سنانه شمعة تضيء للناس، فقال نوف: لئن صدقت رؤياك لأستشهدن، فلم يكن إلاّ أن خرجت البعوث مع محمّد بن مروان على الصائفة، فلمّا حضر خروجه ذهبت أودّعه، فلما وضع رجله في الركاب قال:

اللّهمّ أرمل المرأة و أيتم الولد، و أكرم نوفا بالشهادة، قال: فغزا فلما انصرفوا فكانوا بقباقب (6)خرج العدو على السرح، فكان أول من ركب، فلما رآهم شدّ عليهم، فقتل رجلا ثم رجلا ثم قتل، فقال بعض من معه: فانتهينا إليه و قد اختلط دمه بدم فرسه قتيلين.

ص: 313


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن «ز»، و م.
2- كذا رسمها بالأصل و م و «ز»، و في تهذيب الكمال: ابن أبي عتبة.
3- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 181/19.
4- في تهذيب الكمال: عتبة، و في المختصر أيضا: ابن أبي عتبة.
5- راجع الحاشية السابقة.
6- قباقب: ماء لبني تغلب من الجزيرة، و قباقب: نهر بالثغر قرب ملطية يدفع في الفرات (راجع معجم البلدان).

[ذكر من اسمه] نهار

اشارة

[ذكر من اسمه](1) نهار (2)

7938 - نهار بن توسعة بن أبي عينان، و يقال: نهار بن توسعة بن تميم

ابن عرفجة بن عمرو بن حنتم بن الحارث بن تيم اللّه بن ثعلبة بن عكابة

ابن صعب بن علي بن بكر بن وائل التيمي (3)

أحد بني تيم اللات بن ثعلبة، شاعر، فارس، من أهل خراسان.

بعثه الجنيد بن عبد الرّحمن المزني إلى هشام بن عبد الملك يخبره ببعض أمره.

ذكر الحاكم بن عبد اللّه الحافظ : أن نهارا هذا هو العبدي الراوي عن أبي سعيد الخدري، فإن كان هو، فقد روى عنه أبو طوالة عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن معمر (4)الأنصاري المدني القاضي، و محمّد بن يحيى بن حبان بن منقذ الأنصاري (5).

أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر ابن المقرئ، قالا: أخبرنا أبو يعلى، نا أبو معمر، نا عبد العزيز بن محمّد، عن أبي طوالة عن نهار العبدي عن أبي سعيد - زاد ابن المقرئ: الخدري - قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم زاد ابن المقرئ: إن اللّه و قالا: يسأل العبد يوم القيامة، حتى يسأله: ما منعك إذ رأيت - و قال ابن حمدان: ما يمنعك إن رأيت - المنكر أن تنكره ؟ فإذا لقي - و قال ابن (6) حمدان: لقن (7) عبدا حجته (8) قال: يا ربّ ، رجوتك و خفت الناس»[12836].

أخبرناه أبو الفضل محمد بن إسماعيل، أنا محلم بن إسماعيل، أنا الخليل بن أحمد ابن محمد، أخبرناه أبو العباس السراج، نا قتيبة، نا عبد العزيز، عن عبد اللّه بن عبد

ص: 314


1- زيادة منا للإيضاح.
2- سقطت من «ز».
3- ترجمته في الشعر و الشعراء 537/1 و المؤتلف ص 193 و شرح الحماسة 7/3 و سمط اللآلئ 8/7 و الأمالي 2/ 198 و الأغاني 111/14.
4- راجع ترجمته في تهذيب الكمال 288/10.
5- ترجمته في تهذيب الكمال 316/17.
6- الأصل: و قال أحمد بن حمدان، و المثبت عن «ز»، و م.
7- الأصل و م: ليس، و المثبت عن «ز».
8- الأصل و م: حجة، و المثبت عن «ز».

الرّحمن، عن نهار العبدي أنه سمع أبا سعيد الخدري يذكر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«إنّ اللّه يسأل العبد يوم القيامة حتى يسأله: ما منعك إذ رأيت المنكر أن تنكره ؟ فإذا لقن اللّه يعني العبد حجته قال: يا رب وثقت بك و فرقت من الناس»[12837].

أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا محمّد بن عبد الرّحمن الأديب، أنا أبو طاهر بن خزيمة، أنا جدي أبو بكر، نا علي بن حجر، نا إسماعيل بن جعفر، نا عبد اللّه بن عبد الرّحمن.

أنّ نهارا رجلا من عبد القيس كان يسكن في بني النجار، و كان يذكره بفضل و صلاح، أخبره أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إن اللّه يسأل العبد يوم القيامة حتى إنه ليقول: فما منعك إذ رأيت المنكر أن تنكره ؟ فإذا لقن اللّه عبدا حجته قال: أي ربّ ، وثقت بك و فرقت من الناس»[12838].

أنبأنا أبو بكر وجيه بن طاهر، و أظنني قد سمعته منه، أنا أبو المظفّر موسى بن عمران الصوفي - قراءة عليه - أنا الحاكم أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه قال:

نهار بن توسعة العبدي سمع أبا سعيد الخدري و لست أرى الحاكم في هذا القول مصيبا لأنّ من يكون عبديا لا يكون تيميا (1)،و من يكون مدنيا لا يكون خراسانيا.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا - بقراءتي عليه - عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية - إجازة - أن سليمان بن إسحاق، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد قال (2):

في الطبقة الثانية من تابعي أهل المدينة: نهار بن عبد اللّه القيسي، سمع من أبي سعيد الخدري.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أخبرنا أحمد بن الحسين و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أخبرنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (3):نهار بن عبد اللّه العبدي من (4) عبد القيس،[يعد في أهل المدينة، روى عنه أبو طوالة عبد الله، و محمد بن يحيى بن حيّان.

ص: 315


1- الأصل: تميميا. و في م: تيما، و المثبت عن «ز».
2- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 254/5.
3- التاريخ الكبير للبخاري 122/8.
4- بالأصل: بن، خطأ، و المثبت عن «ز»، و م، و البخاري.

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد الله الخلال قالا (1):أنا أبو القاسم العبدي أنا حمد إجازة.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي، قالا: أنا ابن أبي حاتم: قال (2):نهار بن عبد الله العبدي، من عبد القيس، مدني،] (3) روى عن أبي سعيد الخدري، روى عنه محمّد بن يحيى ابن حبّان، و أبو طوالة عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن معمر، سمعت أبي يقول ذلك.

قرأت على أبي القاسم بن عبدان، عن محمّد بن علي بن أحمد، أنا رشأ بن نظيف، أنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد، أنا محمّد بن محمّد بن داود، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش قال: نهار العبدي مدني (4) صدوق.

أخبرنا أبو الفتح الفقيه،[أنا أبو الفتح الفقيه، أنا أبو الفتح الفقيه] (5) أنا أبو نصر طاهر ابن محمّد، أنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو زكريا يزيد بن محمّد، قال: سمعت القاضي أبا عبد اللّه المقدمي يقول:

نهار العبدي روى عن أبي سعيد الخدري، هو نهار بن عبد اللّه، و الصحيح أنه غير ابن توسعة، فقد فرق بينهما ابن ماكولا فقال ما.

أخبرناه أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة عنه قال (6):أما نهار أوله نون و آخره راء فهو:

نهار بن عبد اللّه العبدي،[من عبد القيس] (7) يعد في أهل المدينة، يروي عن أبي سعيد الخدري، حدّث عنه أبو طوالة عبد اللّه بن عبد الرّحمن، و محمّد بن يحيى بن حبّان.

و نهار العبدي سمع أبا أمامة (8) الباهلي، روى عنه ثور بن يزيد، قاله البخاري، لعله الأول.

ص: 316


1- في «ز»: قال، و المثبت عن م.
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 501/8.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، فتداخل الخبران ببعضهما و اضطراب السياق، و الزيادة عن «ز»، و م، و الجرح و التعديل و التاريخ الكبير.
4- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك للإيضاح عن «ز».
6- الاكمال لابن ماكولا 282/7.
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و «ز»، و استدرك عن الاكمال.
8- الأصل: أسامة، تصحيف، و المثبت عن «ز»، و م.

نهار بن توسعة بن تميم بن عرفجة بن عمرو بن حنتم (1) بن عدي بن الحارث بن تيم اللّه بن ثعلبة، أحد شعراء بكر بن وائل في دولة بني أمية، قاله الآمدي.

و أما ابن توسعة فأخبرناه أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب قال: كتب إليّ محمّد بن أحمد بن سهل، و حدّثني محمّد بن فتوح عنه.

ح و قرأت على أبي غالب بن البنّا عن محمّد بن أحمد بن سهل، أنا علي بن محمّد بن دينار، و أخبرنا أبو القاسم الآمدي قال:

نهار بن توسعة بن تيم بن عرفجة بن عمرو بن حنتم (2) بن عدي بن الحارث بن تيم اللّه ابن ثعلبة أحد شعراء بكر بن وائل، هو و أبوه توسعة؛ و نهار القائل ليزيد بن المهلب (3):

كانت خراسان دارا (4) إذ يزيد بها *** و كلّ باب من الخيرات مفتوح

فاستبدلت قتبا جعدا أنامله (5) *** كأنما وجهه بالخل منضوح

قوله: قتبا، يعني: قتيبة بن مسلم.

قال الخطيب: و له ديوان مفرد، هو كثير الجيد.

أنا أبو بكر وجيه بن طاهر - إجازة - إن لم يكن سماعا، أنا موسى بن عمران الصوفي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو العباس السياري - يعني - قاسم بن القاسم، نا عيسى بن محمّد، نا العباس بن مصعب: أن نهار بن توسعة قدم مرو غازيا فبقي بها و سكنها، قال أبو العباس: و قد رأيت بمرو من ولده باقين إلى عصرنا.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا قال (6):و أما عينان بفتح العين و سكون الياء المعجمة باثنتين من تحتها و نون فقال المستغفري: يعني جعفر بن المعتر هو نهار بن توسعة بن أبي عينان، شاعر من شعراء بكر بن وائل، من أشعر شعرائهم بخراسان.

ص: 317


1- الأصل و م و «ز»: خيثم، و المثبت عن الاكمال.
2- راجع الحاشية السابقة.
3- البيتان في الشعر و الشعراء 537/1 و انظر تخريجهما فيه.
4- الشعر و الشعراء: أرضا.
5- صدره في الشعر و الشعراء: فبدلت بعده قردا تطيف به.
6- الاكمال لابن ماكولا 127/6.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز الكتاني، أنا أبو الحسين الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا محمّد بن جرير الطبري قال (1):ذكر علي بن محمّد عن أشياخه قال: و لما انصرف الترك إلى بلادهم بعث الجنيد سيف بن وصّاف العجلي من سمرقند إلى هشام، فجبن عن السير، و خاف الطريق، فاستعفاه فأعفاه، و بعث نهار بن توسعة أحد بني تيم اللات، و زميل بن سويد المري (2)-مرة غطفان - و كتب إلى هشام. قال: فدعا هشام نهار بن توسعة، فسأله عن الخبر، فأخبره بما شهد، فقال نهار:

لعمرك ما حابيتني إذ بعثتني *** و لكنما عرّضتني للمتالف

دعوت لها قوما فهابوا ركوبها *** و كنت امرأ ركّابة للمخاوف

و أيقنت إن لم يدفع اللّه أنني *** طعام سباع أو لطير عوائف

قرين عراك و هو أهون (3) هالك *** عليك و قد زمّلته بصحائف

فإني و إن آثرت منه قرابة *** لأعظم حظّا في حباء (4) الخلائف

على عهد عثمان وفدنا و قبله *** و كنا أولى مجد تليد و طارف

قال: و كان عراك معهم في الوفد، و هو ابن عم الجنيد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضل بن غسان، نا أبي قال: قال أبو عبد اللّه مصعب: و كان نهار بن التوسعة العبدي شاعرا و كان متألها و حدّثني مصعب بن عبد اللّه، حدّثني سعيد بن عمرو بن الزبير، عن أبي عمرو قال:

خرج نهار بن توسعة في الجيش الذي خرجوا مع الحنيف بن السجف يدفعون على أهل المدينة أيام مروان بن الحكم حبيش بن دلجة القيني الذين بعثهم إلى ابن الزبير و لقوهم بالرّبذة، فخرج رجل من أهل الشام يدعوهم إلى البراز فخرج إليه نهار بن توسعة فقتله، فقال:

ص: 318


1- الخبر و الشعر في تاريخ الطبري 79/7 حوادث سنة 112.
2- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: المزني، و التصويب عن تاريخ الطبري.
3- كذا بالأصل و م و «ز»، و في تاريخ الطبري: أيسر.
4- الحباء: العطاء.

لعمرك إنه بطل و إني *** على وجل من الرجل الشامي

و اعلم أنه ممن يراعى *** إياب الشمس في يوم الصيام

و اعلم أنه عاد محل *** و إني ناصر البيت الحرام

و بلغني عن ابن الأعرابي النحوي قال: قال المفضل - يعني - ابن سلمة: بينا المهلب ابن أبي صفرة بخراسان جالس في مجلسه و عنده الأزد بجماعتهم في عمائمهم، إذ أقبل نهار ابن توسعة التيمي فقال المهلب: يا معشر الأزد، هل تدرون من الذي يقول:

جزى اللّه فتيان العتيك و إن نأت *** بي الدار عنهم خير ما كان جازيا

هم خلطوني بالنفوس و أكرموا *** الثواية به لما حمّ من كان آتيا

متاعهم فوضى فضا في رحالهم *** و لا يحسنون الشر إلاّ تباديا

كأنّ دنانيرا على قسماتهم *** إذ الموت في الأقوام كان التحاشيا

قالوا: لا و اللّه ما ندري من يقول هذا، قال المهلب: يقوله - و اللّه - هذا المقبل، فقام كل رجل منهم إلى غلامه و برذونه (1) بسرجه و لجامه، فدفعه إلى نهار فأحصى ما أخذ يومئذ مائة و صيف و مائة برذون.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - أن عبد العزيز بن أحمد إجازة، أخبرنا عبد الوهّاب بن جعفر، أنا محمّد بن عبد اللّه الربعي، أنا أبو محمّد الفرغاني، نا أبو جعفر الطبري قال (2):ذكر علي بن محمّد قال: و قال أبو الحسن الجشمي: دعا قتيبة نهار بن توسعة حين صالح السّغد (3) فقال: يا نهار، أين قولك ؟ (4)(5)

ألا ذهب المعروف و العزّ و الغنى *** و مات الجود و الندى بعد المهلّب

أقام بمرو الروذ رهن ضريحه *** و قد غيبا (6) عن كل شرق و مغرب

ص: 319


1- بالأصل: و يرونه، و في م: و يزونه، و المثبت عن «ز»، و في المختصر: و ركوبه.
2- الخبر و الأبيات في تاريخ الطبري 479/7 في حوادث سنة 93.
3- السغد: ناحية فيها قرى كثيرة بين بخارى و سمرقند.
4- بالأصل و م:«فقال: حدثنا نهار بن توسعة قولك» و المثبت عن «ز»، و تاريخ الطبري.
5- و البيتان من عدة أبيات في تاريخ الطبري 355/7 و في الشعر و الشعراء الأول،538/1 و أمالي القالي 199/2 البيتان.
6- بالأصل و م و «ز»: و فرغنا، و المثبت «و قد غيبا» عن تاريخ الطبري.

أ تعرف (1) هذا يا نهار؟ قال: هذا حسن و أنا الذي أقول (2):

ما كان مذ كنا و لا كان قبلنا *** و لا هو فيما بعدنا كابن مسلم

أعمّ لأهل الترك قتلا بسيفه *** و أكثر فينا مقسما (3) بعد مقسم

قال (4) علي: فذكر المفضل (5) بن محمّد عن أبيه قال: أدنى يزيد بن المهلب أهل الشام و قوما من أهل خراسان، فقال نهار بن توسعة (6):

و ما كنا نؤمّل من أمير *** كما [كنا] (7) نؤمل من يزيد

فأخلف ظننا فيه و قدما *** زهدنا في معاشرة الزهيد

إذا لم [يعطنا] (8) نصفا أمير *** [مشينا] (9) نحوه مثل الأسود

فمهلا يا يزيد أنب إلينا *** و دعنا من معاشرة العبيد

فجيء فلا نرى إلا صدودا *** على أنا نسلم من بعيد

و ترجع خائبين بلا نوال *** فما بال التجهم و الصدود

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان قال: و أنشدنا عبد اللّه بن قتيبة لنهار بن توسعة:

عتبت على سلم (10) فلمّا فقدته *** و جرّبت أقواما بكيت على سلم (11)

و من شعر نهار بن توسعة مما قاله حين أتى قتيبة بخراسان فجفاه، فأتى مسمع بن مالك ابن مسمع فمدحه:

أطعني من هواه قد مر فيها *** حجج منذ سكنتها و شهور

ص: 320


1- كذا بالأصل و م و «ز»، و في تاريخ الطبري: أ فغزو.
2- و البيتان في الشعر و الشعراء 538/1 و أمالي القالي 199/2.
3- الأصل: مغنما، و المثبت عن «ز»، و م، و الطبري و الشعر و الشعراء.
4- الخبر و الأبيات في تاريخ الطبري 528/7 في حوادث سنة 97.
5- الأصل و م و «ز»: الفضل، و المثبت عن الطبري.
6- من قوله: أهل... إلى هنا، غير مقروء بالأصل لسوء التصوير.
7- الزيادة عن «ز»، و الطبري لتقويم الوزن، سقطت الكلمة من الأصل و م.
8- مكانها بياض بالأصل و م و «ز»، و استدركت عن الطبري.
9- سقطت من الأصل و م و «ز»، و استدركت عن الطبري.
10- الأصل و م: مسلم. و المثبت عن «ز».
11- الأصل و م: مسلم، و المثبت عن «ز».

أطعني نحو مسمع بحديه *** نعم ذا المجتد أو نعم المزور

سوف يكفيك إن شئت بالدار *** من خراسان أو جفاك أمير

من بني الحصن عامل بزرنج *** لا قليل الندى و لا منزور

قلدته عرى الأمور نزار *** قبل أن تهلك السراة البحور

و هو بالبصرة العميد إذا ما *** خيف يوم [من] (1) النحوس مرير

و الذي تفزع الكماة إليه *** حين تدمى بين الرماح النحور

فاصطنع يا ابن مالك آل بكر *** و اجبر العظم إنّه مكسور

فأعطاه و أحسن صلته.

و ذكر أبو بكر محمّد بن الحسن بن دريد، أنا أبو حاتم، عن أبي عبيدة قال: كان نهار ابن توسعة بن أبي عينان التيمي تيم اللات بن ثعلبة مدّاحا للمهلب و بنيه، فلما عزل يزيد و ولي قتيبة قال نهار (2):

كانت خراسان أرضا إذ يزيد فيها *** و كلّ باب إلى الخيرات مفتوح

فاستبدلت قتبا جعدا أنامله *** كأنّما وجهه بالخلّ منضوح

إن الشتاء عدو لا نقاتله *** فافعل (3) قتيب و ثوب الدفء مطروح

أقفل (4) قتيب و لا تجعل غنيمتنا *** ثلجا يصفقه بالترمذ الريح

هبت شمال بليل أسقطت ورقا *** و اصفرّ بالقاع بعد الخضرة الشيح

في مقبل الأمر تشبيه و مدبره *** كأنّما فيه بالليل المصابيح

ثم مدح قتيبة فقال:

أتيت خراسان ابن عمرو و أهلها *** عزيز و حرب بينهم تتحرق

فما زلت بالحلم الرضيّ و بالنهى *** و بالرفق حتى يخرجوا لك زردق (5)

ص: 321


1- سقطت من الأصل و م، و زيدت عن «ز».
2- الأبيات في فتوح البلدان للبلاذري ص 456 (ط . دار الفكر) و نسبها لمالك بن الريب قالها في سعيد بن عثمان، قال البلاذري: و يقال إن هذه الأبيات لنهار بن توسعة قالها في قتيبة بن مسلم. و معجم البلدان (الترمذ)26/2 و نسبها لنهار بن توسعة قالها يذم قتيبة بن مسلم و يرثي يزيد بن المهلب.
3- عجزه في فتوح البلدان: فاقفل هديت و ثوب الدق مطروح.
4- في معجم البلدان و فتوح البلدان: فارحل هديت.
5- الزردق: الصف القيام من الناس.

قم (1) يا أبا حفص (2) بما شئت إننا *** إلى كل ما تهوى نحبّ و نعنق

فأنت لنا راع و نحن رعية *** و كفّاك بالإحسان فينا تدفق

ينال الذي يرجوك ما كان راجيا *** لديك و يخشاك الألدّ المطرّق

و يأمن منك الجور من كان سامعا *** و تأسر أعداء مرارا و تطلق

و ترجو بذاك اللّه لا شيء غيره *** و أنت لمن عاداك بالويل تطرق

فلا تأخذنا يا قتيب بما مضى *** من الجهل إن الحرّ يعفو و يعنق

فقال: أحسنت، مقبول منك، و رضي عنه.

و ذكر أبو محمد عبد الله بن محمد الخطابي الدمشقي الشاعر، نا عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي عن ابن دريد، أنا أبو حاتم عن أبي عبيدة قال: كان نهار بن توسعة صديقا لدثار بن أسود التميمي (3) من تميم اللات بن ثعلبة، و كان دثار شاربا، فلحق دثار بقطري بكرمان، و كان نهار كثير مما يعيب على دثار رأيه، فلما خرج قال نهار:

نأت بدثار نية عن ديارنا *** فذوف و رأي قائل غير طائل

غدا شاربا يبغى الهدى ضل حلمه *** و ليس الهدى عند السراة الأراذل

فهل أنت إلاّ مثل من خان من بني *** تيم و من أفناء بكر بن وائل

أرادوا التي قد رمتها فتذبذبوا *** و أين الثريا من يد المتنادل

أ عند ذوي الإلحاد تطلب منهج ال *** سداد لقد أخطأت نهج السوائل

إذا قلت قصر يا دثار عن التي *** تهم بها في كل غي و باطل

أبى و تمادى في الضلال مجلحا *** دثار فأضحى برهن كفة حائل

بها نصب الشيطان للطالبي الهدى *** قديما فصاروا نهرة للقبائل

[ذكر من اسمه نهيك]

7939 - نهيك بن صريم، و يقال: ابن صريم السكوني ،

7939 - نهيك بن صريم، و يقال: ابن صريم (4) السكوني (5)،

و يقال: اليشكري (6)

له صحبة.

ص: 322


1- كذا بالأصل و م و «ز»: «قم يا أبا» و في المختصر:«فمرنا أبا».
2- الأصل: جعفر، و المثبت عن «ز»، و م.
3- الأصل و م، و في «ز»: التميمي، تحريف.
4- ضبطت و فوقها ضمة عن الأصل.
5- الأصل و م و «ز»: السكري، و المثبت عن الإصابة.
6- ترجمته في الإصابة 575/3 و أسد الغابة 590/4.

حدّث عن النبي صلى اللّه عليه و سلم بحديث واحد.

روى عنه أبو إدريس الخولاني، و شهد الفتح بالشام، ثم سكن حمص.

أخبرنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد الواسطي، أنا أحمد ابن عبيد بن بيري - قراءة عليه - أنا أبو عبد اللّه محمّد بن الحسين، نا أحمد بن زهير بن حرب، نا يحيى بن عبد الحميد، نا محمّد بن أبان، عن يزيد بن يزيد بن جابر عن بسر (1) بن عبيد الله عن أبي إدريس الخولاني عن نهيك بن صريم اليشكري قال (2):قال النبي صلى اللّه عليه و سلم.

ح و أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن عيسى، قال: قرئ على أبي عبد اللّه عبيد اللّه بن محمّد بن محمّد قال: قرئ على أبي القاسم البغوي، نا محمّد بن عبد الواهب الحارثي، نا محمّد بن أبان (3)،عن يزيد بن يزيد بن جابر، عن بسر بن عبيد اللّه عن أبي إدريس الخولاني عن ابن صريم عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«لتقاتلن المشركين حتى يقاتل بقيتكم المشركين على نهر الأردن، أنتم شرقيه و هم غربيه و ما أدري أين الأردن يومئذ من الأرض»[12839].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو القاسم عبيد اللّه ابن أحمد بن علي الصيدلاني، عن يزيد بن يزيد بن جابر، عن بسر بن عبيد اللّه، عن أبي إدريس الخولاني، عن نهيك بن صريم قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«ليقاتلن بقيتكم الدجال على نهر بالأردن، أنتم شرقي النهر، و هم غربيه»[12840].

أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود المعدل عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا محمّد بن عبد اللّه الحضرمي، نا يحيى الحماني، نا محمّد بن أبان، عن يزيد بن يزيد بن (4) جابر عن (5) بسر بن عبيد اللّه، عن أبي إدريس الخولاني، عن نهيك بن صريم السكوني قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا تزالون [تقاتلون] (6) الكفار حتى يقاتل بقيتكم الدجال بالأردن، أنتم من غربيه و هم من شرقيه»[12841].

ص: 323


1- الأصل و «ز»: بشر، و المثبت عن م و الإصابة.
2- من قوله: يزيد... إلى هنا غير واضح بالأصل لسوء التصوير، و المثبت عن «ز»، و م.
3- من طريقه رواه ابن حجر في الإصابة 575/3-576 و أسد الغابة 590/4.
4- تحرفت بالأصل و م إلى: عن، و المثبت عن «ز».
5- تحرفت بالأصل و م إلى: بن، و المثبت عن «ز».
6- سقطت من الأصل و م و استدركت عن «ز» للإيضاح.

أخبرنا أبو القاسم الماهاني، أنا أبو منصور المصقلي، أنا محمّد بن إسحاق العبدي، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الحارث البخاري، نا عبد الصّمد بن الفضل، نا خلف بن أيوب.

ح قال: و أخبرنا أحمد بن محمّد بن زياد، نا عباس بن محمّد الدوري، نا محمّد بن عبد الوهّاب جميعا عن محمّد بن أبان عن يزيد بن يزيد بن (1) جابر، عن (2) بسر بن عبيد اللّه، عن أبي إدريس الخولاني، عن نهيك بن صريم قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«لتقاتلن المشركين حتى يقاتل بقيتكم المشركين على نهر الأردن، أنتم شرقيه و هم غربيه»، قال:«و ما أعلم أين الأردن يومئذ من الأرض»[12842].

الصواب: ابن عبد الواهب (3).

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أخبرنا ابن مندة، أنا حمد (4)-إجازة-.

قال: و أخبرنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (5):نهيك بن صريم سمعت أبي يقول بالرفع أصح (6) روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، روى عنه أبو إدريس الخولاني.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في تسمية من نزل بالشام من الأنصار و قبائل اليمن:

نهيك بن صريم السكوني (7).

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا - قراءة - عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتاب، أنا أبو الحسن بن جوصا - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير بن جوصا - قراءة - قال: سمعت ابن

ص: 324


1- تحرفت بالأصل و م إلى عن، و المثبت عن «ز».
2- تحرفت بالأصل و م إلى بن، و المثبت عن «ز».
3- كذا بالأصل و «ز»، و في م: عبد الوهاب.
4- تحرفت بالأصل و «ز» إلى: أحمد، و المثبت عن م.
5- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم.
6- يعني صريم، بضمة فوق الصاد، و نقله ابن حجر في الإصابة عن أبي حاتم بالتصغير.
7- الأصل و م: السكري، و المثب عن «ز».

سميع يقول في الطبقة الأولى في تسمية الصحابة: نهيك بن صريم، و قال الكلابي: صريم السكوني شامي، سألت أبا سعيد عنه فقال: شامي.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده قال: نهيك بن صريم السكوني عداده في أهل الشام، روى عنه أبو إدريس الخولاني.

أنبأنا أبو سعيد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: قال لنا أبو نعيم: نهيك بن صريم السكوني، سكن الشام، لم يذكره البخاري في تاريخه (1).

7940 - نهيك بن عمرو القيسي البصري

وفد على يزيد بن معاوية.

حكى عنه عمرو بن الحزوّر الحريري.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي، أخبرنا أحمد بن عمير، نا معاوية بن صالح، حدّثني هدبة بن خالد الأزدي (2)،نا شباك بن عائذ رجل منا، ثقة، من الأزد، عن عمرو بن الحزور عن نهيك بن عمرو القيسي قال:

وفدنا إلى يزيد بن معاوية و قد ضرب له رواق في البرية فإذا مناديه: أين وفد أهل البصرة ؟ و قد أمر لكم أمير المؤمنين بكذا، و أمر لكم بكذا، ثم خرج الثانية فقال: أين وفد أهل البصرة ؟ قد أمر لكم أمير المؤمنين بكذا، و أمر لكم بكذا، ثم زاد الثالثة بمثل ذلك، فقال بعضنا لبعض: ما نظنه إلاّ قاعدا (3) يشرب، فجاءت ريح فطارت بطرف الرواق، فإذا هو يقرأ في المصحف (4).

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:

أخبرنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (5):

ص: 325


1- راجع التاريخ الكبير للبخاري 122/8 باب نهيك، و ليس فيه نهيك بن صريم.
2- كذا بالأصل و م، و في «ز»: الأردني.
3- الأصل و م: قاعد، و المثبت «قاعدا» عن «ز».
4- الأصل و م: يقول في الصحف، و المثبت:«يقرأ في الصحف» عن «ز».
5- التاريخ الكبير للبخاري 270/2/2.

شباب بن عائذ القيسي (1)،نا عمرو بن الحزوّر الجريري، عن نهيك بن عمرو القيسي قال: وفدنا إلى يزيد بن معاوية و قد ضرب له رواق بالبرية، فنادى مناديه: أين وفد أهل البصرة ؟ و قد أمر لكم [أمير المؤمنين بكذا، و أمر لكم بكذا، ثم نادى منادي (2):أين وفد أهل البصرة ؟ و قد أمر لكم] (3) ثلاثا قال بعضنا لبعض: ما نراه إلاّ قاعدا يشرب، فجاءت ريح فرفعت طرف الرواق، فإذا هو قاعد يقرأ في الصحف.

كذا قال: شباب، و إنما هو شبّاك (4).

و لم يذكر البخاري و لا ابن أبي حاتم نهيك بن عمرو.

7941 - نهيك بن يريم الأوزاعي [شامي]

7941 - نهيك بن يريم الأوزاعي [شامي] (5)(6)

روى عن مغيث بن سمي الأوزاعي.

روى عنه: أبو عمرو الأوزاعي.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو نعيم الحافظ (7)، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا إسماعيل بن عبد اللّه العبدي (8)،نا يحيى بن عبد اللّه الحراني، قال: و أخبرنا ابن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر بن درستويه، نا يعقوب بن سفيان (9)،حدّثني عبد الرّحمن - هو ابن إبراهيم - نا الوليد، قالا: حدّثنا الأوزاعي، حدّثني نهيك بن يريم، حدّثني مغيث بن سمي قال: صلّيت خلف ابن الزبير صلاة الفجر، فصلى فغلّس (10) و كان

ص: 326


1- إعجامها مضطرب و غير واضح و قد تقرأ بالأصل و م و «ز»: العبسي، و المثبت عن البخاري.
2- كذا بإثبات الباء في «ز»، و في البخاري: مناد ثان.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك للإيضاح عن «ز»، و التاريخ الكبير.
4- كذا ورد بالأصل و «ز»، و م: شباب، و الذي ورد في التاريخ الكبير للبخاري:«شباك» بالكاف، و لعله وقعت بيد المصنف نسخة من التاريخ الكبير صحفت فيه اللفظة إلى شباب.
5- زيادة عن تهذيب الكمال.
6- ترجمته في تهذيب الكمال 165/19 و تهذيب التهذيب 648/5 و الجرح و التعديل 497/8 و التاريخ الكبير 8/ 122 و ميزان الاعتدال 275/4.
7- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 165/19.
8- اضطرب السند بالأصل كثيرا، صوبناه عن «ز»، و م، و تهذيب الكمال.
9- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 439/2.
10- بالأصل و م و تهذيب الكمال: بغلس، و المثبت عن «ز»، و المعرفة و التاريخ. و قوله: فغلس يعني صلى في الغلس، أي في ظلمة الليل.

يسفر (1) بها فلمّا سلّم قلت لعبد اللّه بن عمر: ما هذه الصلاة ؟ و هو إلى جانبي، قال: هذه صلاتنا، كانت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أبي بكر، و عمر فلمّا قتل عمر أسفر بها عثمان.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنا أبو الحسن (2) بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، نا الحسن بن علي الإمام، نا سعيد بن عبدوس بن أبي زيدون الفريابي، نا الأوزاعي، عن نهيك ابن يريم، عن مغيث بن سمي قال:

كان ابن الزبير يسفر بصلاة الغداة، فغلّس بها ذات يوم، فالتفتّ إلى عبد اللّه بن عمر فقلت: ما هذه الصلاة ؟ فقال: هذه صلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أبي بكر، و عمر، فلمّا قتل عمر أسفر بها عثمان[12843].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفر القشيري، قالا: أخبرنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا محمّد بن أحمد (3) بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا إبراهيم بن منصور، أنا محمّد بن إبراهيم بن المقرئ، قالا: أخبرنا أبو يعلى، نا أحمد بن إبراهيم الدورقي، نا محمّد بن كثير، عن الأوزاعي، عن نهيك بن يريم، عن مغيث بن سمي قال:

كان ابن الزبير يغلس و ابن عمر إلى جنبي، فلما سلّم قلت: ما هذه الصلاة يا أبا عبد الرّحمن ؟ قال: هذه كانت صلاتنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و مع أبي بكر، و عمر، فلما قتل عمر أسفر بها عثمان.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصيرفي، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب الأصم، أخبرنا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي، أخبرني أبي، حدّثنا الأوزاعي، حدّثني رجل منا يقال له نهيك بن يريم، ثم حدّثني مغيث بن سمّي قال: كان للزبير بن العوّام ألف مملوك يؤدي إليه الخراج، فلا يدخل بيته من خراجهم شيئا.

قرأت في كتاب أبي طاهر مشرف بن علي بن الخضر، و أنبأني أبو الفرج غيث بن علي عنه، أنا أبو الحسن يحيى بن الحسين بن جعفر بن أحمد بن عبد العزيز المصيصي، أنا أبو

ص: 327


1- بسفر بالصلاة يعني يصليها و قد أشرق الصبح و أضاء.
2- كذا بالأصل و م، و في «ز»: الحسين.
3- الأصل: حمد، و المثبت عن «ز»، و م.

بكر أحمد بن محمّد بن إسماعيل بن الفرج، نا أبو الحسن علي بن أحمد بن سليمان البزّاز (1)،نا أحمد بن سعد بن أبي مريم قال: سمعت يحيى بن معين يقول: نهيك بن يريم ليس به بأس، يروي عنه الأوزاعي.

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و هذا لفظه - قالوا: أخبرنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أخبرنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسن المقرئ، نا البخاري قال (2):نهيك بن يريم عن مغيث بن سمي، روى عنه الأوزاعي، قال: و هو رجل منا.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، أنا ابن الفضل، أنا علي ابن إبراهيم، عن أبي أحمد بن فارس، عن البخاري عن نهيك بن يريم عن مغيث قال:

الأوزاعي هو رجل منا.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أخبرنا ابن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال (3):نهيك بن يريم، روى عن مغيث بن سمي، قال الأوزاعي: هو رجل منا، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد التميمي، أنا أبو القاسم البجلي، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في ذكر نفر ثقات: نهيك بن يريم.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي - إجازة - أنا أبو القاسم بن عتاب، أنا أبو الحسن الربعي، أنا أبو الحسين الكلابي، أنا أبو جوصا - قراءة - قال-: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الرابعة: نهيك بن يريم الأوزاعي، دمشقي.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن علي بن هبة اللّه،[قال (4):و نهيك بن بريم حدث عن مغيث بن سمي، حدث عنه الأوزاعي.

ص: 328


1- الأصل: البزار، و المثبت عن «ز»، و م.
2- التاريخ الكبير للبخاري 122/8.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 497/8.
4- الاكمال لابن ماكولا 283/7 في باب نهيك، لم يأت على ذكر نهيك بن يريم.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا محمد بن هبة،] (1) أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (2)،حدّثني عبد الرّحمن - يعني - ابن إبراهيم، نا الوليد، نا الأوزاعي، حدّثني نهيك بن يريم الأوزاعي لا بأس به.

و قال يعقوب في موضع آخر: يروي الأوزاعي عن نهيك بن يريم شامي.

7942 - نياق - و يقال ابن نياق

صاحب رحاب.

حكى عن عمر بن الخطّاب.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا - قراءة - عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن عتاب، أنا ابن جوصا (3)-إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنا ابن جوصا - قراءة - قال:- سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الأولى من تابعي أهل الشام ممن أدرك عمر، و أبا عبيدة، و معاذا، و بلالا، و أدرك الجاهلية، نياق، و يقال: ابن نياق صاحب رحاب.

حرف الواو

[ذكر من اسمه] وابصة

اشارة

[ذكر من اسمه] (4) وابصة

7943 - وابصة بن معبد بن عتبة بن الحارث بن مالك بن الحارث بن بشير

ابن كعب بن سعد بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد (5) بن خزيمة

أبو سالم، و يقال: أبو الشعثاء الأسدي (6)

له صحبة.

ص: 329


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك للإيضاح عن «ز».
2- رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة و التاريخ 438/2.
3- أقحم بعدها بالأصل: قراءة عن أبي الحسين.
4- زيادة منا للإيضاح.
5- سقطت من «ز».
6- ترجمته في تهذيب التهذيب 66/6 و تهذيب الكمال 350/19 و زاد في كنيته: أبا سعيد، و أسد الغابة 651/4 و الاستيعاب 641/3 هامش الإصابة، و الإصابة 626/3.

روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، و عن ابن مسعود، و خريم بن فاتك، و أم قيس بنت محصن [الأسدية].

روى عنه: ابناه سالم، و عمرو، و الشعبي، و عمرو بن راشد، و شداد مولى عياض بن عامر، و شبيب بن ديسم، أبو الرّصافة الشامي، و زياد بن أبي الجعد، و زرّ بن حبيش، و أيوب ابن عبد اللّه بن مكرز، و أبو سكينة الحمصي، و فراس بن خولي الأسدي، و أبو عبد اللّه محمّد الأسدي.

و سكن الرقة، و قدم دمشق، و كانت له بها دار بقنطرة سنان.

أخبرنا أبو القاسم عبد الكريم بن محمّد بن منصور الرماني، و أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد القصري (1)،و أبو المجد عبد الواحد بن محمّد بن أحمد الشعيري - بدامغان (2)-قالوا:

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن الحسين بن بندار الجربي (3).

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، قالا: أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمّد بن مخلد، نا محمّد بن حفص بن عمر بن عبد العزيز المقرئ، نا ابن عامر - يعني - سهل بن عامر، نا عبد اللّه بن نمير، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن وابصة بن معبد: أن رجلا صلى خلف القوم وحده، فأمره رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بالإعادة.[12844] [قال ابن عساكر:] (4) هذا حديث غريب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، و أبو القاسم بن البسري، و أحمد بن أبي عثمان، قالوا: أخبرنا أحمد بن محمّد بن موسى بن القاسم بن الصلت، نا إبراهيم بن عبد الصّمد الهاشمي، نا محمّد بن الحجّاج الضبي، حدّثنا أبي الحجّاج بن جعفر، حدّثني مندل، عن أبي إسحاق الشيباني، عن بكير بن الأخنس، عن وابصة بن معبد قال: أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم رجلا صلى خلف القوم وحده أن يعيد الصلاة.

[قال ابن عساكر:] (5) و هذا غريب أيضا.

ص: 330


1- كذا بالأصل و م، و في «ز»: القيصري، و هو يوافق ما جاء في مشيخة ابن عساكر 49/أ و فيها: الحسين بن أحمد ابن الحسين أبو عبد اللّه القيصري الفقيه الدامغاني.
2- دامغان: بلد كبير بين الري و نيسابور، و هو قصبة قومس (معجم البلدان).
3- غير واضحة بالأصل و م و «ز»، و المثبت عن المشيخة 124/أ.
4- زيادة منا.
5- زيادة منا.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد [الجوهري] (1)،أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن ابن محمّد الزهري، نا إبراهيم بن عبد اللّه بن أيوب المخزومي، نا صالح بن محمّد [بن] (2)مالك، نا عيسى بن يونس، نا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن وابصة بن معبد قال:

صلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فرأى رجلا يصلي خلف الصف وحده، فقال له:«أ لا أخذت بيد رجل فأقمته إلى جنبك أو دخلت في الصف، قم، فأعد صلاتك»[12845].

و هذا غريب، و المحفوظ حديث هلال بن يساف (3) في سنده.

أخبرنا أبو منصور مقرّب (4) بن الحسين، نا أبو الحسين محمّد بن علي بن المهتدي، نا أبو القاسم عيسى بن علي - إملاء - قال: قرئ على أبي القاسم البغوي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن عبد السّلام، قالا: أخبرنا أبو محمّد الصريفيني، أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن محمّد، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا شعبة، عن عمرو بن مرة قال: سمعت هلال بن يساف يحدّث عن عمرو بن راشد، عن وابصة بن معبد الأسدي، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه رأى رجلا يصلّي في صف وحده، فأمره أن يعيد الصلاة[12846].

و أخبرناه (5) أبو الفتح الماهاني، أنا شجاع المصقلي أخبرنا محمّد بن إسحاق العبدي، أنا خيثمة، ثنا السري بن يحيى، نا أبو نعيم، نا عبد السّلام بن حرب، عن يزيد أبي خالد، عن عمرو بن مرة، عن هلال بن يساف، عن عمرو (6) بن راشد، عن وابصة يعني نحوه، و رواه غيره فزاد في إسناده: راشدا أبا عمرو.

أخبرناه (7) أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا إبراهيم بن منصور، أخبرنا أبو بكر ابن المقرئ، نا الحسين بن عبد اللّه بن يزيد بن الأزرق القطّان، نا حكيم بن سيف المقرئ (8)،نا عبيد اللّه بن عمرو (9)،عن يزيد (10)،عن عمرو بن مرة، عن هلال بن يساف

ص: 331


1- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن «ز»، و م.
2- سقطت من الأصل و م، و زيدت عن «ز».
3- تحرفت بالأصل و م إلى: سياف، و المثبت عن «ز».
4- بدون إعجام بالأصل و م و «ز»، أعجمت عن المشيخة 245/ب.
5- الخبر التالي سقط من «ز».
6- في م: عمر.
7- الخبر التالي سقط من «ز».
8- في م: حكيم بن يوسف الرقي.
9- في م: عمر.
10- في م: زيد.

الأشجعي، عن عمرو بن راشد، عن راشد، عن وابصة بن معبد بن الحارث الأسدي أنه رأى رجلا يصلي خلف الصف وحده فأمره رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن يعيد الصلاة[12847].

و رواه غيره عن هلال عن زياد بن أبي الجعد عن وابصة.

أخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا خيثمة، نا ابن أبي غرزة، نا أبو غسان عن الحسن بن صالح قال: و أخبرنا ابن منده أنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم، نا أحمد بن محمّد بن عيسى البرني، نا موسى بن مسعود، عن سفيان الثوري جميعا عن حصين، عن هلال بن يساف، عن زياد بن أبي الجعد، عن وابصة بن معبد الأسدي قال: رأى النبي صلى اللّه عليه و سلم رجلا يصلي خلف الصفوف وحده فأمره رسول اللّه أن يعيد الصلاة[12848].

قال: و أخبرنا ابن منده، أنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن حمّاد، نا محمّد بن عبد اللّه بن أبي داود، نا يونس بن محمّد المؤدّب، نا أبو عوانة، عن حصين بن عبد الرّحمن، عن هلال ابن يساف قال: أخذ زياد بن أبي الجعد بيدي، فأقامني على شيخ بالرقّة يقال له وابصة فقال:

حدّثني هذا الشيخ أن النبي صلى اللّه عليه و سلم رأى رجلا يصلي خلف الصفوف وحده فأمره أن يعيد الصلاة (1).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين (2)،أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، نا أبي (3)،حدّثنا محمّد بن جعفر، نا شعبة، عن حصين عن (4) هلال بن يساف قال: رأى (5) زياد بن أبي الجعد شيخا بالجزيرة يقال له وابصة بن معبد قال: فأقامني عليه، و قال: هذا: حدّثني أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم رأى رجلا صلى في الصف وحده فأمره فأعاد الصلاة قال: و كان [أبي يقول بهذا الحديث.[12849] قال (6):و نا أبي، نا وكيع قال [حدثنا] سفيان، عن حصين، عن هلال بن يساف، عن

ص: 332


1- أسد الغابة 651/4.
2- بالأصل «بن أبي الحصين»، و المثبت عن «ز»، و م.
3- رواه أحمد بن حنبل في المسند 293/6 رقم 18029 طبعة دار الفكر.
4- بالأصل و م: قال، و المثبت عن «ز»، و مسند أحمد.
5- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المسند: أراني.
6- القائل: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، و الحديث في المسند 292/6 رقم 18024.

زياد] (1) ابن أبي الجعد قال: أقامني على وابصة بن معبد فقال: حدّثني هذا: أنه (2) صلى خلف الصف وحده فأمره النبي صلى اللّه عليه و سلم أن يعيد.

و أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا زكريا، نا هشيم، عن حصين، عن هلال بن يساف قال:

أخذ بيدي زياد بن أبي الجعد و نحن بالرقّة فأقامني على شيخ من بني أسد يقال له وابصة فقال: حدّثني هذا الشيخ أن رجلا صلى خلف النبي صلى اللّه عليه و سلم وحده، و لم يتصل بأحد، فأمره بإعادة الصلاة.

و روي عن هلال عن (3) وابصة نفسه.

أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر، قالا:

أخبرنا عبد الغافر بن محمّد الفارسي، أنا بشر بن أحمد بن بشر بن محمود، نا داود بن الحسين بن عقيل البيهقي، نا يحيى (4) بن عبد الرّحمن، أنا محمّد بن جابر، عن عمرو - و هو عندنا ابن مرة - عن هلال بن يساف، عن وابصة بن معبد قال: صلى رجل خلف الصف وحده، و لم يتمّ الصف، فرآه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأمره أن يعيد الصلاة[12850].

و أخبرناه أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو عبد اللّه بن مخلد، نا محمّد بن إشكاب، نا أبي، حدّثنا عدي بن الفضل، عن الشيباني، عن هلال بن يساف، عن وابصة بن معبد أن النبي صلى اللّه عليه و سلم رأى رجلا يصلّي خلف الصف وحده فأمره أن يعيد[12851].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (5)،نا أبو معاوية، نا الأعمش.

ح و أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن

ص: 333


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، فتداخل الحديثان و اضطرب السياق، و المستدرك عن «ز»، و مسند أحمد ابن حنبل.
2- في المسند: أن رجلا... يعيد صلاته.
3- تحرفت بالأصل و م إلى:«بن» و المثبت عن «ز».
4- كذا بالأصل و م، و في «ز»: يحيى بن يحيى بن عبد الرحمن.
5- رواه أحمد بن حنبل في المسند 292/6 رقم 18026 طبعة دار الفكر.

مندة، أنا محمّد بن يعقوب، أنا أحمد بن عبد الجبّار، نا أبو معاوية، عن الأعمش.

عن شمر بن عطية عن هلال بن يساف، عن وابصة بن معبد قال: سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن رجل صلّى خلف الصفوف وحده فقال:«يعيد»- زاد ابن حنبل:«الصلاة»[12852].

أخبرنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن، أنا أبو القاسم بن البسري.

ح و أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، و أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، و أبو محمّد محمود بن محمّد بن مالك، و أبو يحيى بشير (1) بن عبد اللّه، و أبو إسماعيل محمّد بن عبد اللّه الأكاف، قالوا: أخبرنا أبو محمّد التميمي، قالا: أخبرنا أبو عمر ابن مهدي، أنا محمّد بن مخلد، نا محمّد بن عثمان بن كرامة، نا عبيد اللّه بن موسى، عن إسرائيل، عن منصور، عن عبيد بن أبي الجعد، قال:

كنت مع هلال بن يساف بالرقّة، فأراني رجلا يقال له: وابصة بن معبد [أو معبد] (2) بن وابصة فقال: حدّثني هذا أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم رأى رجلا مفردا في الصف وحده خلف الصفوف، فأمره أن يعيد الصلاة[12853].

أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد اللّه الكروخي، أنا أبو عامر محمود بن القاسم بن محمّد، و أبو نصر عبد العزيز بن محمّد الترياقي، و أبو بكر أحمد بن عبد الصّمد، قالوا:

أخبرنا عبد الجبّار بن محمّد، أخبرنا محمّد بن أحمد بن محبوب، أنا أبو عيسى الترمذي قال:

و روى حديث حصين عن هلال بن يساف غير واحد مثل رواية أبي الأحوص عن زياد بن أبي الجعد عن وابصة، و في حديث حصين ما يدل على أن هلالا قد أدرك وابصة، و اختلف أهل العلم في هذا، فقال بعضهم: حديث عمرو بن مرة عن هلال بن يساف عن [عمرو بن راشد، عن وابصة أصح، و قال بعضهم: حديث حصين عن هلال بن يساف عن] (3) زياد (4) بن أبي الجعد عن وابصة بن معبد أصح، و هذا عندي أصح من حديث عمرو بن مرة (5) لأنه قد روي

ص: 334


1- كذا بالأصل و م بشر، و في «ز»: بشير، و المشيخة 33/ب: بشير، و هو ما أثبت، و هو بشير بن عبد اللّه أبو يحيى الهندي.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و المثبت عن «ز».
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن «ز».
4- الأصل: هلال، و المثبت عن «ز»، و م.
5- أسد الغابة 651/4 و انظر تحفة الأحوذي 25/2.

عن عمرو (1) وجه حديث هلال بن يساف عن زياد بن أبي الجعد عن وابصة، و يحتمل أن يكون هلال سمعه من وابصة أيضا لأنه قد رآه أو عدّ سكوته إقرارا به، فحدّث به تارة عنه.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو منصور بن شكرويه، أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن خرشيد قوله: حدّثنا الحسين (2) بن إسماعيل المحاملي، نا محمد (3) بن مسلم بن وارة، نا محمّد بن عبد العزيز الرملي، نا شهاب بن خراش، نا القاسم بن غزوان، عن إسحاق بن راشد الجزري، عن سالم، حدّثني عمرو عن (4) وابصة عن أبيه وابصة و كانت له صحبة من النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

بينا أنا في دار لي بالكوفة قاصية، و أمير المصر يومئذ عبد اللّه بن مسعود خليفة أمير المؤمنين، الخليفة عثمان إذا رجل في نحر الظهيرة يستأذن على باب الدار الأقصى، فإذا عبد اللّه بن مسعود، فقلت: أبا عبد الرّحمن، ما جاء بك في هذه الظهيرة ؟ قال: اللّهمّ ، ألا إن النهار طال عليّ فذكرت من أتحدث إليه، فذكرتك، فجرى بيني و بينه الحديث حتى أنشأ يحدّثني عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - يعني - فقال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«إنّ فتنة مظلمة أو مطلمة (5) جائية، المضطجع فيها خير من القاعد [و القاعد فيها خير من القائم، و القائم فيها خير من الماشي، و الماشي فيها خير من الراكب] (6)،و الراكب فيها خير من المجري»، قلت: متى ذاك يا ابن مسعود؟ فقال: تلك أيام الهرج حين لا يأمن الرجل جليسه، قلت: ما تأمرني إن أدركني ذلك الزمان ؟ قال: تكف لسانك، و تكون حلسا من أحلاس بيتك، قال: فلما قتل عثمان طار قلبي مطارا، فركبت حتى أتيت دمشق، فلقيت خريم بن فاتك الأسدي، فحدّثني أو قال: فحدّثت بحديث عبد اللّه بن مسعود، فقال لي خريم: اللّه الذي لا إله إلاّ هو لأنت سمعته من عبد اللّه ؟ قلت: اللّه الذي لا إله إلاّ هو لأنا سمعته من عبد اللّه، قال: فحلف لي خريم لسمعه من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كما حدّثنيه عبد اللّه[12854].

ص: 335


1- الأصل و م و «ز»: عمر.
2- في «ز»: أبو الحسين.
3- الأصل: مسلم، و المثبت عن «ز»، و م.
4- تحرفت بالأصل إلى: عن، و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب «بن» و قد جاءت صوابا في «ز»، و م «بن».
5- مطلمة من الطلم. و طلم الخبزة سواها و عدلها، و التطليم ضربك الخبزة بيدك (القاموس المحيط ).
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن «ز».

[قال ابن عساكر:] (1) كذا قال، و الصواب عمرو بن وابصة.

و رواه سليمان بن صهيب، و معمر عن إسحاق، و لم يذكرا سالما.

أخبرنا بحديث سليمان: أبو بكر محمّد بن الحسن بن علي، أنا محمّد بن علي بن المهتدي، أخبرنا محمّد بن عبد اللّه الدهان، نا محمّد بن سعيد القشيري، نا هلال بن العلاء، نا أبي، نا سليمان بن صهيب الرقّي العطّار، نا إسحاق بن راشد، عن عمرو (2) بن وابصة [عن وابصة] (3) قال: طرق بابي عبد اللّه بن مسعود و نحن بالكوفة، ففتحنا له، فكان فيما حدّثنا:

تكون فتنة القاعد فيها خير من القائم، و القائم خير من الماشي، و الماشي فيها خير من الساعي، و الساعي خير من الراكب، قلت: متى ذلك يا أبا عبد الرّحمن ؟ قال: ذاك أيام الهرج حين لا يأمن الرجل جليسه، قلت: فإذا كان ذاك فما أصنع ؟ قال: أدخل دارك، قلت: دخل علي داري ؟ قال: ادخل بيتك، قلت: دخل علي بيتي، قال: ادخل مسجدك ثم اضرب بيدك على الأخرى، و قل: ربي اللّه حتى تموت على ذلك، فلقيت خريم بن فاتك الأسدي بدمشق، فحدثته بحديث عبد اللّه فقال: و أنا سمعت هذا من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فكنت عليه أجرأ منّي على عبد اللّه، فاستحلفت باللّه الذي لا إله إلاّ هو لأنت سمعت هذا من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فحلف لي باللّه لهو سمعه[12855].

و أما حديث معمر:

فأخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أخبرنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن المؤمل، أنا جدي أبو الوفاء المؤمّل بن الحسن، نا محمّد بن إسحاق السجزي، نا عبد الرزّاق، نا معمر، عن إسحاق بن راشد، عن عمرو بن وابصة بن معبد، عن أبيه قال:

إني لبالكوفة في داري إذ سمعت على باب الدار: السلام عليكم، أ ألج ؟ قال: قلت:

عليكم السلام، فلج، فلمّا دخل إذا هو ابن مسعود، قال: قلت: يا أبا عبد الرّحمن، أي ساعة زيارة هذه ؟ و ذلك في نحر الظهيرة، قال: طال عليّ النهار فذكرت من أتحدّث إليه، فجعل يحدّثني عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أحدّثه، ثم أنشأ يحدّثني قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

ص: 336


1- زيادة منا.
2- تحرفت بالأصل إلى: عمر، و المثبت عن «ز»، و م.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك لتقويم السند عن «ز».

«تكون فتنة النائم فيها خير من المضطجع، و المضطجع فيها خير من القاعد، و القاعد خير من القائم، و القائم خير من الماشي، و الماشي خير من الراكب، و الراكب خير من المجري فثلثها، كلها في النار» قال: قلت: و متى ذلك ؟ قال: ذلك أيام الهرج، قال: قلت:

و متى أيام الهرج ؟ قال: حين لا يأمن الرجل جليسه، قال: قلت: بما تأمرني إن أدركت ذاك ؟ قال: اكفف (1) يدك و نفسك و ادخل دارك، قال: قلت: يا رسول اللّه، أ رأيت إن دخل عليّ داري، قال: ادخل بيتك، قلت: أ رأيت إن دخل عليّ بيتي ؟ قال: ادخل مسجدك فقل هكذا و قبض بيمينه على الكوع و قل: ربي اللّه حتى تموت.

و روي عن عمرو بن وابصة من وجه آخر.

أخبرناه أبو بكر بن المزرفي (2)،حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي، أخبرنا أبو أحمد الدهّان، نا أبو علي القشيري، نا هلال (3)،حدّثني أبي، نا جعفر بن برقان، قال: قال عمرو ابن وابصة [قال وابصة] (4) ضرب بابي عبد اللّه بن مسعود، و هو يومئذ بالكوفة، ففتحنا له الباب، فدخل، فقلت (5):ما أخرجك من منزلك هذه الساعة يا أبا عبد الرّحمن ؟ قال:

استيقظت من قائلتي، فاشتهيت الحديث، قال: فكان فيما حدّث: تكون فتنة القاعد فيها خير من القائم، و القائم فيها خير من الماشي، و الماشي فيها خير من الساعي، و الساعي فيها خير من الراكب، قلت: متى ذاك يا أبا عبد الرّحمن ؟ قال: أيام الهرج، حين لا يأمن الرجل جليسه، قلت: فإذا كان ذلك فما أصنع ؟ قال: ادخل دارك، قلت: دخلت داري، قال:

ادخل بيتك، قلت: دخل عليّ بيتي قال: ادخل مسجدك، ثم اضرب بإحدى يديك على الأخرى، فقل: ربي اللّه حتى تموت، قال: فلما قتل عثمان طار قلبي مطيرة، فأتيت دمشق، فلقيت بها خريم بن فاتك الأسدي من بني عمرو بن راشد، فحدّثته بحديث عبد اللّه بن مسعود، فقال: و أنا سمعت هذه من نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال: فكنت على صاحبي أجرأ مني على عبد اللّه بن مسعود، فاستحلفته باللّه الذي لا إله إلاّ هو لأنت سمعت هذا من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ فحلف لي باللّه لهو سمعه.

ص: 337


1- بالأصل و م: كيف، و المثبت عن «ز».
2- الأصل: المزرقي، و في م: المررفي، و في «ز»: المرزقي.
3- في «ز»: نا هلال بن.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك للإيضاح عن «ز».
5- الأصل و م: قلت، و المثبت عن «ز».

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أخبرنا أبو طاهر - زاد الأنماطي: و أحمد بن الحسن بن خيرون قالا:- أخبرنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد، نا خليفة بن خيّاط ، قال (1):

و من بني أسد بن خزيمة بن مدركة: وابصة بن معبد بن عبيد بن قيس بن كعب بن فهد (2)-و في نسخة: فهر (3) بن منقذ بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة - نزل الكوفة، و تحوّل إلى الجزيرة، و فيها مات.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا أبو الحسين بن المهتدي، أخبرنا أبو أحمد محمّد ابن عبد اللّه بن أحمد، نا محمّد بن سعيد بن عبد الرّحمن قال: سمعت أبا الهيثم محمّد بن عبد الصّمد بن عبد الرّحمن بن صخر بن عبد الرّحمن بن وابصة يقول: وابصة بن معبد بن عتبة بن مالك بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة.

أخبرنا أبو محمّد الأنصاري، نا أبو محمّد التميمي، أنا أبو محمّد العدل، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (4)،حدّثني عبد السّلام - يعني - بن عبد الرّحمن بن صخر بن عبد الرّحمن بن وابصة بن معبد [الأسدي القاضي، أن وابصة بن معبد، هو وابصة بن عبيد، و يقال وابصة بن معبد] (5)،و يقال: ابن عبيد.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي، قال:

و من بني أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار: وابصة بن معبد الأسدي، كان بالكوفة، ثم تحوّل إلى الرقّة، فمات بها جاء عنه خمسة أحاديث.

قرأت على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيوية، أخبرنا محمّد بن القاسم الكوكبي، نا ابن أبي خيثمة، قال: يقال: وابصة بن عبيدة، و يقال:

ابن عبيد، فزعم عبد السّلام بن عبد الرّحمن القاضي (6) أن جعفر بن برقان يقول: ابن عبيد، و الرّقّيون و أهل الكوفة يقولون: بن معبد.

ص: 338


1- طبقات خليفة بن خيّاط ص 76 رقم 220.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و في طبقات خليفة: قهد.
3- بالأصل و م:«هو» و المثبت عن «ز».
4- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 686/2-687.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك للإيضاح عن «ز»، و تاريخ أبي زرعة.
6- راجع ترجمته في تاريخ بغداد 52/11.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: وابصة بن معبد أيضا أبو الشعثاء، و ذكر عن العلاء من وجه آخر أن وابصة يكنى أبا سعيد.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا: أخبرنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (1):

وابصة بن معبد الأسدي، أسد خزيمة، كان (2) بالرقّة.

[أنبأنا أبو الحسين و أبو عبد الله قالا: أنا ابن منده، أنا أبو علي إجازة.

ح قال و أنا] (3) أبو طاهر، أنا علي قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال (4):وابصة بن معبد الأسدي الرقّي له صحبة، و يقال: وابصة [بن عبيدة، روى عنه هلال بن يساف، و منهم من يدخل بين هلال و وابصة] (5) عمرو بن راشد، روى عنه شداد مولى عياض بن عامر، و شبيب ابن ديسم أبو رصافة الشامي، سمعت أبي يقول ذلك، و سمعته يقول: قال لي رجل من ولد وابصة: هو وابصة بن عبيدة، و معبد لقب، قال أبو محمّد: روى عنه زياد بن أبي الجعد، و زرّ بن حبيش.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده قال: وابصة بن معبد بن عتبة بن الحارث بن مالك بن الحارث بن بشير بن كعب بن سعد بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة، يكنى أبا سالم، له صحبة، سمعت علي بن الحسن الحرّاني قال: سمعت محمّد بن سعيد الرقّي يذكر هذه النسبة عن أبي الهيثم محمّد بن عبد الصّمد الوابصي.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: قال لنا أبو نعيم الحافظ : وابصة بن معبد بن عتبة بن الحارث بن مالك بن الحارث بن قيس بن كعب بن سعد بن الحارث بن ثعلبة ابن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة، يكنى أبا سالم، سكن الرقّة، حدّثنا بنسبه محمّد بن علي، نا محمّد بن سعيد الرقّي، قال: سمعت أبا الهيثم محمّد بن عبد الصّمد بن عبد الرّحمن

ص: 339


1- التاريخ الكبير للبخاري 187/8-188.
2- قوله:«كان بالرقة» ليس في التاريخ الكبير.
3- ما بين معكوفتين غير مقروء بالأصل، و استدرك عن «ز»، و م، و السند معروف.
4- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 47/9-48.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن «ز»، و الجرح و التعديل.

الوابصي يقوله، توفي بالرقّة، و قبره عند منارة مسجد جامع الرقّة، و له أربعة: عمروا، و عقبة، و سالما، و عبد الرّحمن، حدّث عنه من أولاده عمرو (1)،و سالم، و كان رجلا قارئا لا يملك دمعه، حدّث عنه عمرو بن راشد، و زياد، و سالم ابنا أبي الجعد، و الشعبي، و حنش بن المعتمر، و أيوب بن مكرز (2).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا محمّد بن علي الخطيب، أنا أبو أحمد بن جامع، نا أبو علي محمّد بن سعد قال: سمعت أبا الهيثم يقول: ولد وابصة أربعة: عمروا، و عقبة، و سالما، و عبد الرّحمن، فحدّث عنه من ولده عمرو، و سالم.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد (3)،أنا محمّد بن عمر، حدّثني هشام بن سعد، عن محمّد بن كعب القرظي، قال: قدم عشرة رهط من بني أسد [بن خزيمة] (4) فيهم وابصة بن معبد الأسدي على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأسلموا، و ذلك سنة تسع.

قال محمّد بن عمر (5):و صحب وابصة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و روى عنه أنه صلّى خلف الصفوف وحده فأمره أن يعيد.

و كان (6) قد أسلم و رجع إلى بلاد قومه، ثم خرج إلى الجزيرة، فنزلها إلى أن مات بها، و له بها بقية و عقب، من ولده عبد الرّحمن بن صخر قاضي أهل الرقّة أيام هارون أمير المؤمنين، ذكره ابن سعد في الطبقة الرابعة.

أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد، و أم المجتبى بنت ناصر، قالا: أخبرنا أبو طاهر ابن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أخبرنا أبو العباس بن قتيبة، نا حرملة، نا ابن وهب، حدّثني معاوية بن صالح، عن أبي عبد اللّه محمّد الأسدي أنه سمع وابصة الأسدي صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: جئت لأسأل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن البرّ و الإثم فقال - من قبل أن أسأله:- «يا

ص: 340


1- الأصل و م: عمر، و المثبت عن «ز»، و تهذيب الكمال.
2- راجع تهذيب الكمال 350/19 طبعة دار الفكر.
3- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 292/1 تحت عنوان وفد أسد.
4- الزيادة للإيضاح عن الطبقات الكبرى لابن سعد.
5- الخبر رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 476/7.
6- من هنا إلى قوله: و عقب، ليس في الطبقات الكبرى.

وابصة جئت تسألني عن البرّ و الإثم» قال: إي و الذي بعثك بالحق، إنّه للذي جئت أسألك عنه قال:«أما البرّ ما انشرح له صدرك، و الإثم ما حاك في نفسك و إن أفتاك عنه الناس»[12856].

رواه ابن مهدي عن معاوية فقال عن أبي عبد اللّه السلمي.

أخبرناه أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد الشيباني، أنا أبو علي بن المذهب، أخبرنا أحمد ابن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (1)،حدّثنا عبد الرّحمن بن مهدي، عن معاوية ابن صالح، عن أبي عبد اللّه (2) السلمي قال: سمعت وابصة بن معبد صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

جئت إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم أسأله عن البرّ و الإثم، فقال:«جئت تسأل عن البرّ و الإثم» فقال: إي (3)و الذي بعثك بالحقّ أنه للذي جئت أسأل عنه، قال:«أما البرّ ما انشرح له صدرك، و الإثم ما حاك في صدرك (4) و إن أفتاك عنه الناس» (5)[12857].

و روي من وجه آخر.

أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا علي بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد الصفّار، نا الحارث بن أبي أسامة، نا يزيد بن هارون، نا حمّاد بن سلمة، عن الزبير أبي عبد السّلام، عن أيوب بن عبد اللّه - يعني - ابن مكرز، عن وابصة قال:

أتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أنا أريد أن لا أدع شيئا من البر و الإثم إلاّ سألته عنه، فجعلت أتخطى الناس، فقالوا: إليك يا وابصة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقلت: دعوني أدنو منه، فإنّه من أحبّ الناس إليّ أن أدنو منه، فقال:«ادن يا وابصة، ادن يا وابصة»، فدنوت منه حتى مست ركبتي ركبته، فقال:«يا وابصة أخبرك بما جئت تسألني،[جئت تسألني] (6) عن البرّ و الإثم» قلت: نعم، قال: فجمع أصابعه و جعل ينكث فيها في صدري و يقول:«يا وابصة استفت قلبك، استفت قلبك، البرّ ما اطمأن إليه القلب و اطمأنت إليه النفس، و الإثم ما حاك في النفس، و تردّد في الصدر، و إن أفتاك الناس و أفتوك»[12858].

ص: 341


1- رواه أحمد بن حنبل في المسند 291/6 رقم 18021 طبعة دار الفكر.
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المسند: عن أبي عبد الرحمن السلمي.
3- كتبت فوق الكلام بالأصل.
4- كذا بالأصل: نفسك، و في المسند:«صدرك» و مثله في «ز»، و م، و هو ما أثبت.
5- أقحم بعدها بالأصل: رواه ابن مهدي عن معاوية فقال عن أبي عبد السلمي: ما جئت أسألك عن غيره، فقال: البر ما انشرح له صدرك، و الإثم ما حاك في صدرك و إن أفتاك عنه الناس. و المثبت يوافق عبارة م، و «ز».
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك للإيضاح عن «ز».

أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو الحسين الخطيب، أنا أبو أحمد الدهّان، أنا أبو علي الحافظ ، نا أبو الهيثم محمّد بن عبد الصّمد بن عبد الرّحمن، حدّثني عمّي عبد السّلام ابن عبد الرّحمن بن صخر، عن أبيه، عن شيبان بن عبد الرّحمن، عن حصين بن عبد الرّحمن، عن هلال بن يساف قال:

قدمت الرقّة فقال بعض أصحابي: هل لك في رجل من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ فقلت: غنيمة، فدفعنا إلى وابصة بن معبد، فقلت لصاحبي أو لأصحابي: نبدأ فننظر إلى دلّه (1) فإذا عليه قلنسوة لاطئة (2)[ذات أذنين و برنس خزّ أغبر، و إذا هو قائم يصلي يعتمد على عصا في صلاته، فقلنا له بعد أن سلمنا عليه: ما دعاك إلى القضاء؟ قال: حدثتني أم قيس بنت محصن] (3) أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لما أسنّ و حمل اللحم، اتّخذ عمودا في مصلاه يعتمد عليه[12859].

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا محمّد بن علي، نا الحسين بن محمّد ابن حمّاد، نا عبد السّلام بن عبد الرّحمن بن صخر، نا أبي، عن بشر بن لاحق الرقّي (4)،عن أبي راشد الأزرق، قال: كنت آتي وابصة و قلّ ما أتيته إلاّ وجدت المصحف موضوعا بين يديه، حتى أرى دموعه قد بلّت الورق.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (5)،نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو أحمد محمّد بن عبد اللّه، نا محمّد بن سعيد بن عبد الرّحمن، نا جعفر بن محمّد بن حجّاج، نا عبد السّلام، نا أبي، عن شيبان بن عبد الرّحمن أبي معاوية، عن حصين بن عبد الرّحمن، عن هلال بن يساف قال: قدمت الرقّة، فذكر نحوه.

قال: و حدّثنا عبد السّلام، عن أبيه، عن بشر بن لاحق، عن أبي راشد الأزرق، قال:

كنت آتي وابصة بن معبد و قلّ ما أتيته إلاّ أصبت المصحف موضوعا بين يديه، ثم إن كان ليبكي حتى أرى دموعه قد بلّت الورق، فقلت له: هل سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن شيء؟ فقال:

يا أبا راشد، و هل تركت شيئا إلاّ و قد سألته عنه حتى عن وسخ الأطفال ؟! قال: فقلت: فما ذا

ص: 342


1- الدلّ : الوقار و السكينة و حسن المنظر.
2- يعني لازقة.
3- ما بين معكوفتين مطموس بالأصل، و استدرك للإيضاح عن «ز»، و م.
4- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 350/19 طبعة دار الفكر.
5- تحرفت بالأصل إلى: المزرقي، و في م:«المرزمي» و في «ز»: المرزقي.

قال لك ؟ قال:«ما رابك (1) فالقه، و ما كان سوى ذلك فدعه»[12860].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضل، نا أبي، نا عبد اللّه بن جعفر قال: مات وابصة ابن معبد و يقول أهل النسب: وابصة بن عبيدة الأسدي، و كذلك يقول عبد السّلام بن عبد الرّحمن، فيما أخبرني بالرقّة.

أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو الحسين الهاشمي، نا محمّد بن عبد اللّه، نا محمّد ابن سعيد قال: سمعت أبا عمر هلال بن العلاء يقول: قبر وابصة عند منارة جامع الرافقة.

[ذكر من اسمه] واثق

اشارة

[ذكر من اسمه] (2) واثق

7944 - واثق بن علي بن عمر أبو البركات البغدادي المقرئ الخليلي السفلاطوني

سمع ببغداد جماعة من شيوخنا، منهم: أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، و أبو القاسم بن الحصين، و ابن السمرقندي، و أبو البركات الأنماطي و جماعة سواهم، و قدم دمشق، و أظنه قد حدّث بها بشيء يسير، و أدركه أجله، فمات بها ليلة الثلاثاء الثاني عشر من المحرم سنة ثمان و ثلاثين و خمسمائة، و دفن من الغد في مقبرة الباب (3) الصغير.

ذكر من اسمه واثلة

7945 - واثلة بن الأسقع بن عبد العزّى بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة

ابن سعد بن ليث بن بكر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر

ابن نزار بن معد بن عدنان أبو الخطاب، و يقال: أبو الأسقع، و يقال:

أبو شداد، و يقال: أبو قرصافة اللّيثيّ (4)

صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من أهل الصّفّة.

ص: 343


1- تحرفت بالأصل إلى: أربك، و في م:«أريك» و المثبت عن «ز».
2- زيادة منا للإيضاح.
3- سقطت من «ز».
4- ترجمته في الإصابة 626/3 و أسد الغابة 652/4 و تهذيب الكمال 351/19 و تهذيب التهذيب 66/6 و الاستيعاب 643/3 (على هامش الإصابة) و طبقات ابن سعد 407/7 و الجرح و التعديل 47/9 و حلية الأولياء 21/2 و سير أعلام النبلاء 383/3 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 81-100) ص 216 و انظر بهامشة أسماء مصادر أخرى كثيرة ترجمت له.

حدّث عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، و أبي مرثد الغنوي، و أم سلمة.

روى عنه: أبو إدريس الخولاني، و شداد بن عبد اللّه أبو عمّار، و ربيعة بن يزيد القصير، و عبد الرّحمن بن أبي قسيمة، و أبو الأزهر، و حيّان أبو النّضر، و أبو المليح عامر بن أسامة، و يونس بن ميسرة بن حلبس، و مكحول الفقيه، و عبد الواحد بن عبد اللّه النّصري، و بسر (1) بن عبيد اللّه، و الغريف بن عيّاش الديلمي، و إبراهيم بن أبي عبلة، و جناح مولى الوليد بن عبد الملك، و يزيد بن عبد الرّحمن بن أبي مالك، و معروف الخيّاط .

و شهد فتح دمشق، و سكنها إلى أن توفي بها.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو المظفّر بن عبد الكريم، قالا: أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أخبرنا أبو يعلى الموصلي، نا محمّد بن عبد الرّحمن بن سهم الأنطاكي (2)، نا الوليد بن مسلم، عن عبد الرّحمن بن عمرو الأوزاعي، عن أبي عمّار، عن واثلة بن الأسقع - زاد ابن المقرئ: اللّيثيّ - قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن اللّه اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، و اصطفى قريشا من كنانة، و اصطفى من قريش بني هاشم، و اصطفاني من بني هاشم».

رواه مسلم عن ابن سهم (3).

أنبأنا أبو علي محمّد بن سعيد (4) بن إبراهيم، أنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا الحسن بن إبراهيم، أنا عبد اللّه بن إسحاق بن إبراهيم.

ح و أخبرنا أبو البركات أيضا، أخبرنا طراد بن محمّد بن علي، أنا أحمد بن علي بن البادا، أخبرنا حامد بن محمّد، قالا: أخبرنا علي بن عبد العزيز البغوي، حدّثنا أبو عبيد القاسم بن سلاّم، حدّثني أبو أيوب الدمشقي، حدّثنا الحسن بن يحيى الخشني، عن زيد بن واقد، عن بسر (5) بن عبيد اللّه، عن واثلة بن الأسقع اللّيثيّ قال:

ص: 344


1- في «ز»: بشر.
2- قوله:«سهم الأنطاكي» مكانه بياض في «ز».
3- صحيح مسلم(43) كتاب الفضائل(1) باب فضل نسب النبي صلى اللّه عليه و سلم رقم 2276(1782/4).
4- الأصل: معبد، و المثبت عن «ز»، و م.
5- تحرفت بالأصل و «ز»، و م إلى: بشر.

لما نزل خالد بن الوليد مرج الصّفّر (1) قال واثلة: ركبت فرسي ثم أقبلت حتى انتهيت إلى باب الجابية،- قال أبو عبيد: و هو باب من أبواب دمشق - فخرجت خيل عظيمة، فأمهلتها حتى إذا كانت بيني و بين دير ابن أبي أوفى حملت عليهم من خلفهم، و كبّرت (2)،فظنوا أنهم قد أحيط بمدينتهم، فانصرفوا راجعين، و شددت على عظيمهم، فدعسته بالرمح، فوقع و ضربت بيدي إلى برذونه، فأخذت بلجامه، فركضت، فلما رأوني وحدي أقبلوا عليّ ، فالتفتّ فإذا رجل قد بدر (3) بين أيديهم، فرميت بالعنان على قربوس (4) السرج، ثم عطفت عليه فدعسته بالرمح فقتلته، ثم عدت إلى البرذون، فاتبعوني، ثم كذلك حتى واليت بين ثلاثة، فلمّا رأوا ما أصنع انطلقوا راجعين، و أقبلت حتى أتيت الصفر، ثم أتيت خالد بن الوليد فذكرت له ما صنعت و عنده عظيم الروم قد كان خرج إليه يلتمس الأمان لأهل المدينة، فقال له خالد: هل علمت أنّ اللّه قد قتل فلانا - يعني - خليفته ؟ قال بالرومية: مثانوس، يعني:

معاذ اللّه، فأقبل واثلة بالبرذون، فلمّا نظر إليه عظيم الروم عرفه، فقال: أ تبيع السرج ؟ قال:

نعم، قال: لك عشرة آلاف، فقال خالد لواثلة: بعه، فقال واثلة لخالد: بعه أنت أيها الأمير، فباعه، و سلّم لي سلبه كلّه، و لم يأخذ منه شيئا (5).

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو نصر محمّد بن أحمد (6) بن هارون، و أبو القاسم عبد الرّحمن بن الحسين بن الحسن، قالا: أخبرنا علي بن يعقوب بن إبراهيم، أنا أبو عبد الملك البسري، نا محمّد بن عائذ قال: قال الوليد: فأخبرني سعيد بن عبد العزيز و غيره أن واثلة قال:

وقفت تلك الليلة في ظلمة قنطرة قينية (7) في ليلة مظلمة مقمرة، لتخفى على من يخرج من باب الجابية، فإذا ناس خراون (8) قلت: قبيح مني أن أحمل على رجل على هذه الحال، قال: فمكثت هنيهة فسمعت صرير فتح باب الجابية، فإذا بخيل عظيمة قد خرجت، فأمهلتها

ص: 345


1- مرج الصفر: موضع بين دمشق و الجولان، صحراء (راجع معجم البلدان).
2- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المختصر:«و كررت» و كانت في أصله: و كرت.
3- بدر إلى الشيء: أسرع إليه.
4- القربوس: الحنو، و هو عود معوج كالقوس في مقدمة السرج.
5- أقحم قبلها بالأصل و م: إبراهيم.
6- الخبر جاء مختصرا في سير أعلام النبلاء 386/3-387.
7- بالأصل و م: فنظرت، و المثبت عن «ز».
8- كذا بالأصل و م، و في «ز»: حراون.

حتى إذا كانوا فيما بيني و بين دير ابن (1) أوفى قال: حملت عليهم، فكبّرت، فلما سمعوا التكبير ظنّوا أنه قد أحيط بهم، فأجفلوا راجعين إلى المدينة، فأسلموا عظيمهم، فدعسته دعسة بالرمح ألقيته عن (2) برذونه قال: و ضربت بيدي إلى عنان البرذون، فراكضته حتى أنهكته، فالتفوا إليّ فلما رأوني وحدي تبعوني، فدنا مني فارس منهم، فألقيت العنان في قربوس السرج، فأقبلت عليه، فدعسته دعسة بالرمح ألقيته عن برذونه، قال: و ضربت بيدي إلى عنان البرذون (3) أي فقتلته منها ثم أقبلت إلى البرذون فأخذت بعنانه ثم راكضته حتى دنا مني آخر، فألقيت العنان في قربوس السرج قال: فأقبلت عليه فدعسته دعسة بالرمح فقتلته منها، فلما رأوا مني ما أصنع رجعوا، و أقبلت إلى البرذون [حتى أخذت بعنانه، ثم أقبلت أسير حتى أتيت المنزل فربطت البرذون] (4) و نزعت عنه سرجه ثم أقبلت إلى خالد بن الوليد فحدثته بالذي كان، قال: و كان عنده عظيم الروم يلتمس الأمان لأهل المدينة، فقال خالد:

علمت أن اللّه قد قتل فلانا، قال: مثاناس، أي: معاذ اللّه، هو في مدينة عظيمة حصينة مقاتلة عددهم كذا و كذا، قال له خالد: اشتر (5) البرذون بسرجه. قال: نعم، هو لي بعشرة آلاف، قال خالد لواثلة: بع، قال: قلت: أنت أيها الأمير فبع، فباعه خالد، فأمرني أن أجيء بالبرذون و السرج، فلمّا أتيت المنزل إذا النساء قد أتين امرأتي فقلن لها: احذينا (6) مما أصاب زوجك، قالت: هذا السرج دونكن إياه، فجعلن يقلعن الفصوص بأشافيهن (7) فقلت: ما صنعتن ؟ للخرزة خير من إحداكن، فلمّا أتيت بالبرذون و السرج قال: إنما أغليت لمكان السرج، فأما إذا ذهبت فصوصه فلا حاجة لي به، فسلم خالد السلب كله لي.

أخبرني أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثني عبد العزيز الكتاني، أخبرني تمام بن محمّد، أنا أبو بكر محمّد بن سليمان الربعي قال: قال أبو الحسين بن الفيض: دار واثلة بن الأسقع إلى جانب دار ابن البقال، و المسجد مسجده هي التي يسكنها ابن الرحي القطان في آخر زقاق الآخذ إلى دار ابن الأشعث.

ص: 346


1- كذا بالأصل و م و «ز» هنا: ابن أوفى، و مرّ في الخبر السابق: ابن أبي أوفى.
2- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن «ز»، و م.
3- من قوله: برذونه.. إلى هنا سقط من «ز».
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك للإيضاح عن «ز»، و م.
5- في م: اشترى.
6- أي أعطينا، و الحذية بالكسر: العطية.
7- كذا بالأصل و م و «ز»، و الأشافي كأنه جمع إشفى الذي يخرز به، و الإشفى المثقب يكون للأساكفة، و الإشفى ما كان للأساقي و المزاود و أشباهها (تاج العروس: شفى) طبعة دار الفكر. و في المختصر: بأسنانهن.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا الهيثم بن كليب - إجازة - حدّثنا ابن أبي خيثمة، نا الحسن بن بشر، عن معافى، عن المغيرة ابن زياد، عن مكحول قال:

واثلة بن عبد اللّه بن الأسقع من بني كنانة، ثم من بني ليث [قال ابن أبي خثيمة:

و حدثني الحماني عن الدراوردي قال: واثلة بن الأسقع يكنى أبا الأسقع] (1).

قال ابن أبي خيثمة: و سمعت يحيى بن معين يقول:[كنيته: أبو قرصافة.

قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن عن أبي تمام علي بن محمد، عن أبي عمر بن حيويه، أنا محمد بن القاسم، نا ابن أبي خيثمة قال: و سمعت يحيى بن معين يقول:] (2) واثلة ابن الأسقع يكنى أبا قرصافة، هكذا قال يحيى بن معين، و كنيته أبو الأسقع، و تابعه الفلاّس على تكنيته بأبي قرصافة، و ذلك فيما:

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أخبرنا محمّد بن الحسين، حدّثنا الفلاّس قال في تسمية من روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم من بني ليث بن بكر: واثلة بن الأسقع، و يكنى أبا قرصافة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العز الكيلي، قالا: أخبرنا أبو طاهر الباقلاني - زاد أبو البركات: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أخبرنا محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد، نا خليفة بن خيّاط قال (3):

و من بني كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر ثم من بني ليث بن بكر بن عبد مناة بن علي بن كنانة: واثلة بن الأسقع بن عبد العزّى بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث، يكنى أبا قرصافة، له دار بالبصرة، مات بالشام.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا أبو محمّد بن يوة، أخبرنا أبو الحسن اللنباني (4)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد قال (5):واثلة بن الأسقع

ص: 347


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن «ز»، و م.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، فتداخل الخبران، و اضطرب المعنى، و المستدرك عن «ز»، و م.
3- طبقات خليفة بن خيّاط ص 66 و 69 رقم 181 (طبعة دار الفكر).
4- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
5- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

اللّيثيّ من بني كنانة، أسلم و النبي صلى اللّه عليه و سلم يتجهز إلى تبوك، و كان من أهل الصّفّة، ثم خرج إلى خراسان، و يكنى أبا قرصافة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أخبرنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد قال (1) في الطبقة الثالثة: واثلة بن الأسقع بن عبد العزّى بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة (2) بن سعد بن ليث، و يكنى أبا قرصافة، و كان من أهل الصّفّة، فلما قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خرج إلى الشام [أخبرنا] (3) بنسب واثلة هشام بن محمّد السائب الكلبي عن أبيه.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، ثم حدّثنا أبو الفضل (4) بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أخبرنا المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي، قال: و من بني ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة: واثلة بن الأسقع،[يقول من ينسبه: هو واثلة بن الأسقع بن عبد العزى بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث يكنى أبا الأسقع] (5)توفي سنة خمس و ثمانين، فيما ذكره بعض أهل العلم، و يقال: توفي سنة ثلاث و ثمانين، و هو ابن مائة و خمس سنين، و يقال: توفي بحمص و هو ابن ثمان و تسعين سنة، له أحاديث كثيرة.

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي-[ثم حدثنا أبو الفضل، أنا أحمد بن الحسن و المبارك و ابن النرسي] (6) و اللفظ له - قالوا: أخبرنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أخبرنا أحمد بن عبدان، أخبرنا محمّد بن سهل، أخبرنا البخاري قال (7):

واثلة بن الأسقع اللّيثيّ ، قال عبد اللّه بن صالح: حدّثني معاوية عن العلاء بن الحارث، عن مكحول قلنا لواثلة: يا أبا الأسقع، و قال محمّد بن مبارك عن عمرو بن واقد، عن يونس ابن حلبس قلت لواثلة: يا أبا الأسقع، و يقال: أبو قرصافة، و لا يصح، نزل الشام، قال ابن معين: توفي سنة ثلاث و ثمانين، و هو ابن مائة و خمس سنين.

ص: 348


1- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى المطبوع 407/7-408.
2- في ابن سعد: عنزة.
3- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن «ز».
4- الأصل و م و «ز»: المفضل.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و م، و المستدرك عن «ز».
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك لتقويم السند عن «ز»، و م.
7- التاريخ الكبير للبخاري 187/8 باختلاف.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو منصور النهاوندي، أخبرنا أبو العباس، أخبرنا أبو القاسم بن الأشقر، نا البخاري، نا عبد اللّه - يعني - ابن صالح، حدّثني معاوية، عن العلاء بن الحارث، عن مكحول قال لواثلة: يا أبا الأسقع، و هو اللّيثيّ ، نزل الشام، و قال بعضهم: كنيته أبو قرصافة، و هو وهم، و إنما اسم [أبي] (1) قرصافة جندرة (2) بن خيشنة (3)نزل (4) فلسطين، قاله أبو داود الطيالسي، كنيته (5).

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أخبرنا عبد الرّحمن بن محمّد، أخبرنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (6):

واثلة بن الأسقع، أبو الأسقع اللّيثيّ ، نزل الشام، له صحبة، توفي و هو ابن مائة سنة، و يقال: ابن ثمان و تسعين سنة، و كان يشهد المغازي بدمشق و حمص، أسلم و النبي صلى اللّه عليه و سلم قد تجهز إلى تبوك، و كان من أهل الصّفّة، ثم أتى الشام، و سكن البلاط (7) خارجا من دمشق على ثلاث فراسخ، القرية التي كان يسكن فيها يسرة بن صفوان ثم تحول و نزل البيت المقدس و مات بها، روى عنه بسر (8) بن عبيد الله، و شداد أبو عمار، و ربيعة بن يزيد،[و الغريف ابن الديلمي، و ابن أبي قسيمة، و أبو الأزهر، و سليمان بن حيان] (9) أبو خيثمة، و دخل عليه مكحول، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال: واثلة بن الأسقع اللّيثيّ ، يكنى أبا شدّاد، و أبا الأسقع، منزله بدمشق.

ص: 349


1- الأصل و م: حيدرة، و المثبت عن «ز». و جندرة بفتح أوله ثم نون ساكنة ثم مهملة مفتوحة، كما في تقريب التهذيب.
2- خيشنة بمعجمة ثم تحتانية ثم معجمة ثم نون بوزنه،(تقريب التهذيب) و هو جندرة بن خيشنة الكناني أبو قرصافة الشامي، من بني عمرو بن الحارث بن مالك بن كنانة، له صحبة، ترجمته في تهذيب الكمال 461/3.
3- بالأصل و م:«بن» و المثبت عن «ز».
4- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن «ز».
5- كذا بالأصل و م و «ز».
6- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 47/9.
7- البلاط بكسر الباء و فتحها، في مواضع، و منها بيت البلاط من قرى غوطة دمشق (معجم البلدان).
8- الأصل و م و «ز»: بشر، و المثبت عن عن الجرح و التعديل.
9- من قوله: و الغريف إلى هنا غير مقروء بالأصل، و المستدرك عن «ز»، و م.

أخبرنا أبو غالب، و أبو (1) عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أخبرنا أبو الحسين الصيرفي - إجازة - أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أبو الحسن بن جوصا،[إجازة.

ح و أخبرنا أبو القاسم ابن السوسي، أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير بن جوصا] (2)،قال: سمعت ابن سميع يقول: واثلة بن الأسقع اللّيثيّ ، يكنى أبا شدّاد، قال أبو سعيد: مات بدمشق في خلاقة عبد الملك، قال ابن جوصا: قال أبو زرعة: واثلة له كنيتان: أبو الأسقع، و أبو شدّاد.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنا نصر بن إبراهيم، أنا سليم بن أيوب، أنا طاهر ابن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد بن إياس قال: سمعت أبا عبد اللّه المقدمي يقول: واثلة بن الأسقع اللّيثيّ أبو قرصافة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني قال: واثلة بن الأسقع بن عبد العزّى بن عبد يا ليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث، و يكنى أبا قرصافة.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أخبرنا أبو عبد اللّه بن مندة قال:

واثلة بن عبد اللّه بن الأسقع، أبو الأسقع اللّيثيّ ، قدم على النبي صلى اللّه عليه و سلم قبل غزوة تبوك بثلاث ليال، و قيل كنيته أبو قرصافة، من أهل الصّفّة، نزل الشام، روى عنه عبد اللّه بن الديلمي، و الغريف بن عيّاش الديلمي، و عبد الواحد النصري، و مكحول، و معروف الدمشقي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك ابن الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال (3):

واثلة بن الأسقع أبو الأسقع، و قال الواقدي، و عمرو بن علي: كنيته أبو قرصافة، قال البخاري: و لا يصح، و هو اللّيثيّ ، الكناني، الشامي، المقدسي، و قال الواقدي في الطبقات:

ص: 350


1- من هنا إلى قوله عتاب سقط من «ز».
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م فاختل السند، و المستدرك عن «ز»، و السند معروف.
3- راجع كتاب الجمع بين رجال الصحيحين 544/2.

يكنى أبا قرصافة، و في التاريخ: يكنى أبا محمّد، سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم، روى عنه عبد الواحد (1)ابن عبد اللّه النصري، في ذكر بني إسرائيل قال يحيى بن معين: مات سنة ثلاث و ثمانين، و هو ابن مائة و خمس سنين، و قال الذهلي: قال يحيى بن بكير: مات سنة خمس و ثمانين، [و سنة ثمان و تسعون، و قال الواقدي نحو ابن بكير، و قال أبو عيسى: مات سنة خمس و ثمانين] (2) و قال ابن نمير مثل أبي عيسى.

أخبرنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: قال لنا أبو نعيم: واثلة بن الأسقع اللّيثيّ من بني ليث بن بكر بن عبد مناة مختلف في كنيته، فقيل: أبو شداد، و قيل أبو قرصافة، و قيل: أبو الأسقع، سكن جبرين (3)[من] (4) الشام، و قدم قبل مخرج النبي صلى اللّه عليه و سلم إلى تبوك بليال، فسكن الصّفّة، توفي سنة خمس و ثمانين، و له تسعون سنة، و قيل توفي و له مائة و خمس سنين، روى عنه أبو المليح الهذلي، و مكحول، و عبد الواحد النصري، و معروف الدمشقي، و ربيعة بن يزيد، و حيّان أبو (5) النضر، و بسر (6) بن عبيد اللّه، و شداد أبو عمّار في آخرين.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي نصر علي بن هبة اللّه قال (7):أما غيرة بكسر الغين المعجمة، و فتح الياء المعجمة باثنتين من تحتها، و فتح الراء، واثلة بن الأسقع بن عبد العزّى بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث بن بكر، أبو (8) قرصافة، روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، حديثه عند الشاميين.

أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي قالت: أخبرنا أبو طاهر الثقفي، أنا أبو بكر المقرئ، نا أبو الطيب محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد الزهري، نا محمود بن غيلان، نا أبو داود الطيالسي، عن شعبة قال: كنية واثلة بن الأسقع أبو قرصافة.

[أخبرنا (9) أبو عبد الله البلخي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا محمد بن عمر بن

ص: 351


1- بالأصل و م: عبد الرحمن، و المثبت عن «ز».
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و العبارة في «ز»، مضطربة، و المستدرك للإيضاح عن م، و انظر كتاب الجمع بين رجال الصحيحين.
3- جبرين: قرية بين دمشق و بعلبك (معجم البلدان).
4- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن «ز».
5- الأصل و م:«بن» و المثبت عن «ز».
6- الأصل: بشر، و المثبت عن «ز»، و م.
7- الاكمال لابن ماكولا 299/6-300 و 301.
8- من هنا إلى آخر الخبر، ليس في الاكمال في باب: غيرة.
9- الخبر التالي سقط من الأصل، و م، و استدرك عن «ز».

بكير، أنا عثمان بن أحمد بن سمعان، أنا الهيثم بن خلف، نا محمود بن غيلان قال: سمعت أبا داود يقول عن شعبة قال: كنية واثلة بن الأسقع أبو قرصافة].

كتب إليّ أبو عبد اللّه بن الحطّاب (1)،أنا أبو الفضل السعدي، أنا أبو عبد اللّه العكبري، قال: قرئ على البغوي حدّثني عمي، نا سليمان بن أحمد قال: سمعت أبا مسهر يقول: كنية واثلة أبو قرصافة.

قال: و حدّثنا عمي، نا سليمان بن أحمد قال: سمعت أبا مسهر يقول: كنية واثلة أبو الخطاب.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أخبرنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو الأسقع واثلة بن الأسقع اللّيثيّ ، له صحبة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه،[أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن] (2) أخبرني أبي قال: أبو الأسقع واثلة بن الأسقع، نزل الشام، له صحبة، و قيل أبو قرصافة، و قيل أبو شدّاد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر الخطيب، أنا أبو القاسم بن الصوّاف، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، قال: واثلة بن الأسقع، أبو الأسقع.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد (3)،قال (4):

أبو الأسقع، و يقال: أبو قرصافة، واثلة بن الأسقع بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر، و يقال: ابن الأسقع بن عبد اللّه بن عبد يا ليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن علي كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر (5) اللّيثيّ ، من بني كنانة، نزل

ص: 352


1- الأصل و «ز»، و م: الخطاب، تصحيف.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و «ز»، و م، و استدرك عن سند مماثل، و السند معروف و مشهور.
3- تحرفت بالأصل إلى:«محمد» و المثبت عن «ز»، و م.
4- رواه أبو أحمد الحاكم النيسابوري في الأسامي و الكنى 63/2 رقم 431.
5- قوله:«بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر» سقط من كتاب الأسامي و الكنى، و هو موجود في عامود نسبه في م، و «ز».

الشام، له صحبة من النبي صلى اللّه عليه و سلم، و يقال: أسلم و النبي صلى اللّه عليه و سلم يتجهز إلى تبوك، فكان من أهل الصّفّة، دخل البصرة، و له بها دار، و عداده في أهل الشام، و بها مات (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا أبو صالح، حدّثني معاوية بن صالح، عن العلاء بن الحارث، عن مكحول قال: دخلت أنا و أبو الأزهر على واثلة بن الأسقع فقلت: يا أبا الأسقع.

أخبرنا أبو بكر الحاسب، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر السوسي، أنا أحمد بن معروف الساجي، أنا الحارث بن محمّد، نا محمّد بن سعد (2)،أنا علي بن محمّد القرشي، عن أبي معشر، عن يزيد بن رومان، و محمّد بن كعب، و عن أبي بكر الهذلي عن الشعبي، و علي بن مجاهد، عن محمّد بن إسحاق، عن الزهري، و عكرمة بن خالد، و عاصم بن عمر ابن قتادة، و عن يزيد بن عياض بن جعدبة، عن عبد اللّه بن أبي بكر بن حزم، و عن مسلمة (3)ابن علقمة، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، في رجال آخرين من أهل العلم يزيد بعضهم على بعض فيما ذكروا من وفود العرب على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قالوا:

لما وفد واثلة بن الأسقع اللّيثيّ على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقدم المدينة و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يتجهز إلى تبوك، فصلّى معه الصبح، فقال له: ما أنت و ما جاء بك، و ما حاجتك ؟ فأخبره عن نسبه و قال: أتيتك لأؤمن باللّه و رسوله، قال:«فبايع على ما أحببت و كرهت» فبايعه (4)،و رجع إلى أهله فأخبرهم، فقال له أبوه: و اللّه لا أكلمك كلمة أبدا، و سمعت أخته كلامه فأسلمت و جهزته فخرج راجعا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فوجده قد صار إلى تبوك فقال: من يحملني عقبة (5)و له سهمي (6)؟فحمله كعب بن عجرة حتى لحق برسول (7) اللّه صلى اللّه عليه و سلم و شهد معه تبوك، و بعثه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مع خالد بن الوليد إلى أكيدر، فغنم فجاء بسهمه إلى كعب بن عجرة، فأبى أن

ص: 353


1- قوله:«و عداده في أهل الشام، و بها مات» كذا بالأصل و م، و «ز»، و سقطت الجملة من الأسامي و الكنى.
2- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 305/1-306 تحت عنوان: وفد كنانة.
3- الأصل: سلمة، و المثبت عن «ز»، و م، و ابن سعد.
4- من هنا.. إلى قوله: فأسلمت، مطموس بالأصل، و المثبت عن «ز»، و م، و ابن سعد.
5- العقبة: النوبة.
6- بالأصل و م: سهمين، و المثبت عن «ز»، و ابن سعد.
7- بالأصل و م: رسول اللّه، و المثبت عن «ز»، و ابن سعد.

يقبله و سوّغه إياه، و قال: إنّما حملتك للّه، انتهى (1).

ص: 354


1- كتب بعدها في «ز»: آخر الجزء العاشر بعد السبعمائة و هو آخر المجلدة الحادية و السبعين من تجزئة القسم و وافق فراغها يوم الخميس العاشر من صفر سنة سبع عشرة و ستمائة بمسجد فلوس خارج باب الجابية من مدينة دمشق حرسها اللّه على يدي العبد الفقير المذنب الراجي عفو ربه و غفرانه محمّد بن يوسف بن محمّد بن أبي يداس البرزالي الإشبيليّ وفقه اللّه و غفر لأبويه و له و لكافة المسلمين أجمعين و الحمد للّه رب العالمين و سلام على عباده الذين اصطفى. سمع الجزء الرابع و التسعين بعد الأربعمائة من الأصل على مصنفه الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة اللّه بقراءة القاضي أبي المواهب الحسن بن هبة اللّه بن محفوظ بن صصرى حمزة بن إبراهيم بن عبد اللّه و علي بن عبد الكريم بن الكويس و عبد الرّحمن بن أبي منصور بن نسيم بن الحسين و من خطه نقلت و سمع نصفه الآخر مكي بن خلف بن قيس الشاغوري و أبو بكر بن عمر بن أبي بكر الصقلي و ذلك في يومي الاثنين و الخميس الثاني عشر من ذي القعدة من سنة أربع و ستين و خمسمائة بالمسجد الجامع بدمشق. و سمع الجزء الخامس و التسعين بعد الأربعمائة من الأصل على مصنفه الحافظ بقراءة أبي المواهب بن صصرى حمزة بن إبراهيم بن عبد اللّه و علي بن عبد الكريم بن الكويس و يوسف بن علي بن علي المعروف بابن زويزان و ابن نسيم و من خطه نقلت و آخرون في يوم الجمعة التاسع عشر من ذي القعدة سنة أربع و ستين و خمسمائة بجامع دمشق. و سمع الجزء السادس و التسعين بعد الأربعمائة من الأصل على مصنفه بقراءة ابن صصرى أبي المواهب علي بن عبد الكريم بن الكويس و أبو البيان نبا و أبو المحاسن سليمان ابن الفضل بن الحسين بن سليمان و عبد الرّحمن بن نسيم و من خطه نقلت و سمع نصفه الآخر حمزة بن إبراهيم بن عبد اللّه و آخرون في يومي الاثنين و الخميس الخامس و العشرون من ذي القعدة سنة أربع و ستين و خمسمائة بالمسجد الجامع بدمشق. و سمع الجزء السابع و التسعين بعد الأربعمائة على مصنفه الحافظ أبو المحاسن سليمان بن الفضل بن الحسين بن سليمان و حمزة بن إبراهيم بن عبد اللّه و علي بن عبد الكريم بن الكويس و ابن نسيم و آخرون و من خطه نقلت و ذلك يوم الجمعة السادس و العشرون من ذي القعدة سنة أربع و ستين و خمسمائة بالمسجد الجامع بدمشق بقراءة ابن صصرى. و سمع الجزء الثامن و التسعين بعد الأربعمائة على مصنفه بقراءة ابن صصرى سليمان بن الفضل بن الحسين و علي ابن عبد الكريم بن الكويس و عبد الرّحمن بن نسيم و من خطه نقلت و آخرون في يومي الاثنين و الخميس الثالث من ذي الحجة سنة أربع و ستين و خمسمائة بالمسجد الجامع بدمشق. و سمع الجزء التاسع و التسعين بعد الأربعمائة من الأصل على مصنفه بقراءة أبي المواهب ابن صصرى أبو المحاسن سليمان و أبو البيان ابنا الفضل بن الحسين بن سليمان بن حمزة بن عبد اللّه بن إبراهيم و ابن نسيم و من خطه نقلت و علي بن عبد الكريم بن الكويس يوم الجمعة الرابع من ذي الحجة سنة أربع و ستين و خمسمائة بالمسجد الجامع بدمشق ه . و سمع الجزء الخمسمائة من الأصل على مصنفه بقراءة القاضي ابن صصرى حمزة بن إبراهيم بن عبد اللّه و علي بن عبد الكريم بن الكويس و ابن نسيم و من خطه نقلت و آخرون في يومي الاثنين و الخميس العاشر من ذي الحجة سنة أربع و ستين و خمسمائة بالمسجد الجامع بدمشق حرسها اللّه. و سمع الجزء الحادي بعد الخمسمائة من الأصل على مصنفه بقراءة أبي المواهب الحسن بن صصرى أبو المحاسن سليمان و أبو البيان بنا ابنا الفضل بن الحسين بن سليمان و حمزة بن إبراهيم بن عبد اللّه و فتيان بن أبي الحسن ابن فتيان و عبد الرّحمن بن أبي منصور بن نسيم و من خطه نقلت و آخرون في يوم الجمعة الحادي من ذي الحجة سنة أربع و ستين و خمسمائة بجامع دمشق حرسها اللّه.

أخبرنا (1) أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثني عبد العزيز بن أحمد، أخبرني تمام بن محمّد، نا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن شاكر بن أبي العقب، و أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن صالح بن سنان - قراءة عليه - قالا: حدّثنا أحمد بن المعلّى، نا أبو حاتم الرازي، نا سليمان بن منصور بن عمّار، نا أبي، نا معروف الخيّاط أبو الخطّاب الدمشقي، قال: سمعت واثلة بن الأسقع يقول: أتيت النبي صلى اللّه عليه و سلم فأسلمت، فقال:«اغتسل بماء و سدر»[12861].

رواه أبو الحسن أحمد بن الحسين الصوفي، و علي (2) بن حرب، و أحمد بن المعمّر بن أبي حمّاد عن سليمان.

فأمّا حديث الصوفي:

فأخبرناه أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (3)،أخبرني الحسن بن علي الجوهري قال ابن خيرون: و أجازه لي الجوهري، أخبرنا عمر بن محمّد بن علي الناقد، نا أبو الحسن أحمد بن الحسين الصوفي قال: سمعت سليم بن منصور بن عمّار يقول: حدّثني أبي، حدّثني معروف الخياط أبو الخطّاب، قال:

سمعت واثلة بن الأسقع يقول: لما أسلمت أتيت النبي صلى اللّه عليه و سلم فأسلمت على يديه، فقال لي:

«اذهب فاحلق عنك شعر الكفر و اغتسل بماء و سدر»[12862].

و أمّا حديث علي بن حرب:

فأخبرناه أبو محمّد المزكّي، حدّثني أبو محمّد الصوفي، أخبرني أبو القاسم بن أبي الحسين الحافظ ، أنا محمّد بن موسى بن فضالة بن إبراهيم بن فضالة القرشي مولى عبيد الأعور، قال: سمعت واثلة بن الأسقع، فذكر نحوه.

و أمّا حديث ابن المعمر (4):

ص: 355


1- كتب قبلها في «ز»: بسم اللّه الرحمن الرحيم و صلى اللّه على محمد و آله و سلم.
2- من هنا... إلى قوله: الصوفي، سقط من «ز».
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 71/13-72 في ترجمة منصور بن عمار بن كثير، أبي السري السلمي الواعظ .
4- الأصل: ابن الغمر، و في م: ابن العمر، و المثبت عن «ز».

فأخبرناه أبو محمّد أيضا، حدّثنا عبد العزيز، أنا تمام، أخبرني أبو علي محمّد (1) بن هارون بن شعيب (2)،نا أحمد بن المعمر (3) بن أبي حمّاد - بحمص - نا سليم بن منصور بن عمّار، حدّثني أبي، حدّثني معروف الخيّاط ، حدّثني واثلة بن الأسقع قال: أتيت النبي صلى اللّه عليه و سلم فأسلمت على يديه فقال:«يا واثلة، اذهب فاحلق عنك شعر الكفر و اغتسل بماء و سدر»[12863].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - الخطيب (4)،أنا عثمان ابن محمّد بن يوسف العلاّف، أنا محمّد بن عبد اللّه الشافعي، نا أحمد بن بشر المرثدي، نا سليم بن منصور، نا أبي، نا معروف، حدّثني واثلة بن الأسقع قال: أتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فمسح يده على رأسي قال معروف: و مسح واثلة يده على رأسي، قال أبي: و مسح معروف يده على رأسي[12864].

أخبرنا أبو [بكر] (5) محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو القاسم بن أبي حية، أنا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر الواقدي، قال (6):قالوا:

و أقبل واثلة بن الأسقع اللّيثيّ و كان ينزل ناحية المدينة، حتى أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فصلى معه الصبح، و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا صلّى الصبح انصرف فتصفح (7) وجوه أصحابه ينظر إليهم، فلما دنا من واثلة أنكره، فقال:«من أنت ؟» فأخبره، فقال:«ما جاء بك ؟» قال:

أبايع، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«على ما أحببت و كرهت» قال واثلة: نعم، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«فيما أطقت»؟ قال واثلة: نعم، فبايعه، قال: و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يومئذ يتجهز إلى تبوك، فخرج الرجل إلى أهله، فلقي أباه الأسقع فلما رأى حاله قال: قد فعلتها، قال واثلة: نعم، قال أبوه: و اللّه لا أكلّمك أبدا، فأتى عمّه، و هو مولّي ظهره إلى الشمس، فسلّم عليه، فقال:

قد فعلتها؟ قال: نعم، و لامه لائمة أيسر من لائمة أبيه و قال: لم يكن ينبغي لك أن تسبقنا

ص: 356


1- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
2- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن «ز»، و م.
3- بالأصل و م و «ز» هنا: الغمر، و قد مرّ:«المعمر» و لم أعثر عليه.
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 72/13 في ترجمة منصور بن عمار بن كثير.
5- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز»، و م، لتقويم السند.
6- رواه محمد بن عمر الواقدي في مغازيه 1028/3-1029 تحت عنوان: غزوة أكيدر بن عبد الملك بدومة الجندل.
7- في مغازي الواقدي: فيتصفح.

بأمر، فسمعت أخت واثلة كلامه، فخرجت إليه فسلمت عليه بتحية الإسلام، قال واثلة: أنّى لك هذا يا أخيّة ؟ قالت: سمعت كلامك و كلام عمك، و كان واثلة ذكر الإسلام و وصفه لعمّه، فأعجب أخته الإسلام، فأسلمت، فقال واثلة: لقد أراد اللّه بك يا أخيّة خيرا، جهّزي أخاك جهاز غاز، فإن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على جناح سفر، فأعطته مدّا من دقيق، فعجن الدقيق في الدلو، و أعطته تمرا، فأخذه فأقبل إلى المدينة، فوجد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قد تحمل إلى تبوك، و بقي غمرات (1) من الناس و هم على الشخوص (2)-و إنّما رحل (3) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قبل ذلك بيومين - فجعل ينادي بسوق بني قينقاع: من يحملني و له سهمي، قال: و كنت رجلا لا راحلة (4) لي قال: فدعاني كعب بن عجرة، فقال: أنا أحملك عقبة بالليل (5) و يدك أسوة يدي و لي (6) سهمك قال واثلة: نعم، فقال واثلة: نعم، فقال واثلة بعد ذلك: جزاه اللّه خيرا، لقد كان يحملني عقبتي و يزيدني، و آكل معه و يرفع لي، حتى إذا بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خالد بن الوليد إلى أكيدر الكندي بدومة الجندل (7)،خرج كعب بن عجرة في جيش خالد، و خرجت معه فأصبنا فيئا كثيرا، فقسمه خالد بيننا، فأصابني ست قلائص (8)،فأقبلت أسوقها حتى إذا جئت بها خيمة كعب بن عجرة فقلت: اخرج رحمك اللّه، فانظر إلى قلائصك، فاقبضها، فخرج إليّ و هو يتبسم و يقول: بارك اللّه لك فيها، ما حملتك و أنا أريد أن آخذ منك شيئا.

أخبرنا أبو الحسن (9) علي بن عبيد اللّه بن نصر بن الزاغوني، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا أحمد بن محمّد ابن سعيد بن أبان الهمداني التبعي، نا القاسم بن الحكم العرني، نا سعيد بن ميمون، نا ابن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن واثلة بن الأسقع قال:

أتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو جالس في نفر من أصحابه يحدّثهم، فجلست وسط الحلقة،

ص: 357


1- كذا بالأصل و م، و في «ز»: غبرات، و في المختصر: غرات، و في المغازي: عيرات.
2- شخوص المسافر يعني خروجه عن منزله.
3- بالأصل: دخل، و المثبت عن «ز»، و م، و المغازي.
4- كذا بالأصل، و في م و «ز»: رحلة، و في المغازي: رجلة.
5- زيد في المغازي الواقدي: و عقبة بالنهار.
6- كلمة «لي» كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
7- دومة الجندل: حصن و قرى بين الشام و المدينة قرب جبلي طيء (معجم البلدان).
8- القلائص واحدتها قلوص و هي الشابة من الإبل.
9- تحرفت بالأصل إلى: الحسين، و المثبت عن «ز»، و م، و مشيخة ابن عساكر 144/أ.

فقال بعضهم: يا واثلة قم عن هذا المجلس، فإنا قد نهينا عنه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«دعوا واثلة، فإنّي أعلم ما الذي أخرجه من منزله» قلت: يا رسول اللّه، و ما الذي أخرجني ؟ قال:

«أخرجك من منزلك تسأل عن اليقين و الشك» قلت (1):و الذي بعثك بالحق ما أخرجني غيره، قال: فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ البر ما استقر في الصدر و اطمأن إليه القلب، و الشك ما لم يستقر في الصدر و لم يطمئن إليه القلب، فدع ما يريبك إلى ما لا يريبك، و إن أفتاك المفتون»[12865].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، قالا:

أخبرنا أبو سعد الأديب، أنا محمّد بن أحمد بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور أنا [أبو] (2)بكر بن المقرئ.

قالا: أخبرنا أبو يعلى، نا أحمد بن المقدام - زاد ابن حمدان: أبو الأشعث العجلي (3)ثم اتفقا - حدّثنا عبيد بن القاسم، نا العلاء بن ثعلبة، عن أبي المليح الهذلي، عن واثلة بن الأسقع قال:

رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم بمسجد الخيف، فقال لي أصحابه: إليك يا واثلة، أي تنحّ عن وجه النبي صلى اللّه عليه و سلم، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«دعوه، فإنّما جاء يسأل»- و قال ابن المقرئ: ليسأل - قال:

فدنوت فقلت: بأبي أنت و أمي يا رسول اللّه، لتفتنا عن أمر نأخذه عنك من بعدك، قال:

«لتفتك نفسك» قال: و كيف لي بذلك ؟ و قال ابن المقرئ: و كيف بذاك ؟ قال:«تدع ما يريبك إلى ما لا يريبك، و إن أفتاك المفتون» قلت: و كيف لي بعلم ذلك ؟ قال:«تضع يدك على فؤادك، فإنّ القلب يسكن للحلال و لا يسكن للحرام، و إنّ الورع المسلم يدع الصغير مخافة أن يقع في الكبير» قلت: بأبي أنت و أمي، ما العصبية ؟ قال:«الذي يعين قومه على الظلم» قلت: من - قال ابن المقرئ: فمن - الحريص ؟ قال:«الذي يطلب المكسبة من غير حلها» قلت: فمن الورع ؟ قال:«الذي يقف عند الشبهة» قلت: فمن المؤمن ؟ قال:«من أمنه الناس على أموالهم و دمائهم» قلت: فمن المسلم ؟ قال:«من سلم المسلمون من لسانه و يده»

ص: 358


1- بالأصل و م و «ز»: قال.
2- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن «ز».
3- هو أحمد بن المقدام بن سليمان بن الأشعث، أبو الأشعث البصري العجلي ترجمته في تهذيب الكمال 265/1.

قلت: فأيّ الجهاد أفضل ؟ قال:«كلمة حكم (1) عند إمام جائر» (2)[12866].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا حيدرة بن علي، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الحسن (3) بن حذلم (4)،نا يزيد بن محمّد، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا الحسن بن يحيى، نا زيد بن واقد، عن بسر (5) بن عبيد اللّه، عن واثلة بن الأسقع قال: كنت من أصحاب الصّفّة، فلو رأيتنا و ما منّا إنسان عليه ثوب تام، و لقد خط العرق في جلودنا طرفا (6) من الغبار، و الوسخ، إذ خرج علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«ليبشر فقراء المهاجرين» هذا مختصر[12867].

أخبرناه بتمامه أبوا (7) الحسن الفقيهان، قالا: أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن أبي الرضا، أخبرنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن يحيى بن حرلان، نا أبو زرعة، نا محمّد - هو ابن المبارك الصوري - نا صدقة - هو ابن خالد - نا زيد بن واقد، عن بسر (8) بن عبيد اللّه، عن واثلة بن الأسقع قال:

كنا أصحاب الصّفّة و ما منا رجل له ثوب تام، و لقد اتخذ العرق في جلودنا طرقا (9) من الغبار إذ أقبل علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ذات يوم فقال:«ليبشر فقراء المهاجرين، ليبشر فقراء المهاجرين» إذ جاء رجل عليه شارة حسنة ما أدري من رأيت رجلا أمثل في عيني منه فقرأ على نبي اللّه السلام: فجعل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لا يتكلم بكلام إلاّ غلبته نفسه أن يأتي بكلام يعلو به كلام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فلما أدبر قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ اللّه لا يحب هذا و ضربه، يلوون ألسنتهم للناس لي البقرة لسانها بالمرعى، كذلك يلوي اللّه ألسنتهم و وجوههم في جهنم» (10)[12868].

ص: 359


1- الأصل: حلم، و في «ز»: حكمة، و المثبت عن «ز»، و المعجم الكبير للطبراني و المراد بالحكم هنا: القضاء بالعدل، كما في تاج العروس: حكم. طبعة دار الفكر.
2- رواه سليمان بن أحمد الطبراني في المعجم الكبير 78/22 رقم 193.
3- بالأصل: الحسين، و المثبت عن «ز»، و م.
4- كذا بالأصل و م: حذيم، و المثبت عن «ز»، راجع ترجمة أبي محمد بن أبي نصر في سير أعلام 366/17 و اسمه أحمد بن سليمان بن أيوب أبو الحسن ابن حذلم، الأوزاعي، ترجمته في سير الأعلام 514/15.
5- تحرفت بالأصل و «ز» إلى: بشر. و المثبت عن م.
6- كذا بالأصل و م، و في «ز»: طرقا.
7- الأصل و م و «ز»: أبو.
8- تحرف في «ز» إلى: بشر.
9- كذا بالأصل و «ز» هنا: طرقا، و في م: طرفا.
10- رواه الطبراني في المعجم الكبير 70/22 رقم 170 و فيه: في النار.

أخبرناه عاليا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر، أخبرنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو أحمد الحاكم، أنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن سليمان بن الحارث، نا هشام ابن عمّار، نا صدقة بن خالد، نا زيد بن واقد، حدّثني بسر (1) بن عبيد اللّه، عن واثلة بن الأسقع قال:

كنت من أصحاب الصّفّة، و ما منا الشاب عليه ثوب تام، و قد أبدى العرق في جلودنا طرقا من الغبار و الوسخ، إذ خرج علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«يستبشر فقراء المهاجرين - ثلاثا -» إذ أقبل رجل عليه صورة حسنة، فجعل النبي صلى اللّه عليه و سلم لا يتكلم بكلام إلاّ كلفته نفسه يأتي بكلام يعلو كلام النبي صلى اللّه عليه و سلم، فلمّا انصرف قال:«إنّ اللّه لا يحب هذا و ضربه، يلوون ألسنتهم لي البقرة لسانها بالرعي، كذلك يلوي اللّه ألسنتهم (2) و وجوههم في جهنم»[12869].

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد اللّه بن أبي كامل.

ح و أخبرنا أبوا (3) الحسن الفقيهان، قالا: أخبرنا أبو العباس بن قبيس، قالا: أخبرنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا العباس، أخبرني أبي.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو بكر القاضي، و أبو عبد اللّه السوسي، قالوا: أخبرنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا العباس بن الوليد بن مزيد، أخبرني أبي قال: سمعت الأوزاعي، نا أبو عمّار رجل منا، حدّثني واثلة بن الأسقع اللّيثيّ قال:

جئت أريد عليا فلم أجده، فقالت فاطمة: انطلق إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يدعوه، فاجلس، قال: فجاء مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فدخلا و دخلت معهما، فدعا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حسنا و حسينا، فأجلس كلّ واحد منهما على فخذه، فأدنى فاطمة من حجره و زوجها ثم لفّ عليهم ثوبه و أنا منتبذ (4)،فقال:« إِنَّمٰا يُرِيدُ اللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (5) اللّهمّ هؤلاء أهلي، اللّهمّ أهلي أحق».

ص: 360


1- تحرفت بالأصل و «ز» إلى: بشر، و المثبت عن م.
2- أقحم بعدها بالأصل:«لي البقرة لسانها بالرعي كذلك يلوي اللّه ألسنتهم» و المثبت يوافق عبارة «ز»، و م.
3- الأصل و م و «ز»: أبو.
4- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن «ز»، و م، و في المعجم الكبير للطبراني: مسند.
5- سورة الأحزاب، الآية:33.

قال واثلة: قلت: يا رسول اللّه، و أنا من أهلك ؟ قال:«و أنت من أهلي» قال واثلة: إنها لمن أرجى ما أرجو (1)[12870].

لفظهم قريب.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو القاسم الحنائي، أنا محمّد بن أحمد بن عثمان [السلمي] (2)،أنا عبد العزيز بن أحمد بن الفرج، نا سليمان بن شعيب الكسائي، نا بشر بن بكر، نا الأوزاعي، حدّثني أبو عمّار، حدّثني واثلة بن الأسقع قال: أتيت عليا، ثم ذكر نحوه.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا [أبو] (3) عبد اللّه السوسي.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عبد الرزّاق بن عبد الكريم بن عبد الواحد، أخبرنا محمّد بن إبراهيم الجرجاني، قالا: حدّثنا أبو العباس الأصم، حدّثنا الربيع بن سليمان المرادي - زاد السوسي: و سعيد بن عثمان، و لم يقل المرادي - حدّثنا بشر بن بكر، عن الأوزاعي، فذكر بإسناده نحوه بمعناه (4).

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الرّحمن بن عثمان، أنا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة، نا أبي، قال: و حدّثنا الوليد بن مسلم، نا مروان بن جناح، حدّثني يونس بن ميسرة قال: قلت لواثلة بن الأسقع أيام الطاعون الجارف (5):كيف أنت أصلحك اللّه يا أبا شدّاد؟ فقال: بخير يا ابن أخي، قال: فكيف جعلك اللّه بخير؟ قال: أما لئن فعل اللّه ذلك لي لقد هداني لدينه، و اجتباني إلى رسوله.

أخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس، أنا محمّد بن عبد الرّحمن

ص: 361


1- رواه الطبراني في المعجم الكبير 66/22 رقم 160 و الذهبي في تاريخ الإسلام (ترجمته) ص 217 و سير الأعلام 385/3.
2- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز»، و م.
3- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن «ز».
4- كتب بعدها في «ز»: آخر الجزء الحادي بعد الخمسمائة من الأصل. بلغت سماعا بقراءتي و عرضا بالأصل على الشيخ أبي البركات الحسن بن محمد بن هبة اللّه بحق إجازته من عمه المصنف و كتب محمد بن يوسف بن محمد البرزالي الإشبيلي يوم الأحد الثالث و العشرين من شوال سنة عشرين و ستمائة بالمسجد الجامع من دمشق حرسها اللّه.
5- في «ز»: الخارق.

الأديب، أخبر [نا] محمّد بن محمّد الحاكم، أنا محمّد بن مروان - و هو ابن خريم - نا هشام بن عمّار، نا معن بن عيسى، نا معاوية، عن العلاء بن الحارث أو كثير بن الحارث، عن واثلة بن الأسقع [قال: إذا حدثناكم بالحديث على معناه فحسبكم (1).كذا قال، و قد رواه يحيى] (2) بن عثمان [عن معن. و قال: العلاء و لم يشك، و زاد فيه مكحولا.

أخبرناه: أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء أنا منصور بن الحسين و أحمد بن محمود قالا:

أنا أبو بكر بن المقرئ، نا عباس بن عبد الله بن فيروز بن جميل بن زياد الحمصي نا يحيى ابن عثمان] (3)،نا معن بن عيسى، عن معاوية بن صالح، عن العلاء، عن مكحول، عن واثلة ابن الأسقع قال: إذا جئناكم بالحديث على معناه فحسبكم.

و كذا رواه أبو خيثمة عن معن.

أخبرناه أبو عبد اللّه بن البنّا، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أخبرنا عبد اللّه بن محمّد الصريفيني، أنا عمر بن إبراهيم بن أحمد، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا أبو خيثمة، عن معن بن عيسى، نا معاوية بن صالح، عن العلاء بن الحارث، عن مكحول عن (4)واثلة قال: إذا حدثتكم بالحديث على معناه فحسبكم.

رواه عبد الرّحمن بن مهدي، عن معاوية بمعناه و هذا مختصر.

و قد أخبرناه بتمامه أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد، و أم المجتبى العلوية، قالا: أخبرنا أبو طاهر بن محمود، أنا محمّد بن إبراهيم بن المقرئ، أنا أبو العبّاس بن قتيبة، نا حرملة، أنا ابن وهب، حدّثني معاوية، عن العلاء بن الحارث، عن مكحول قال:

دخلت أنا و أبو الأزهر على واثلة بن الأسقع صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقلنا: يا أبا الأسقع حدّثنا بحديث سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ليس فيه وهم و لا ترديد، و لا نسيان، قال:

فقال: هل قرأتم من القرآن الليلة شيئا؟ قال: فقلنا: نعم، قال: فهل زدتم واوا أو ألفا أو مثلها، قال: فقلنا له: ما نحن له بحافظين جدا، إنّا لنزيد الواو و الألف و ننقص. قال: فهذا القرآن مكتوب بين أظهركم لا تألون حفظه، و أنتم تزعمون أنكم تزيدون و تنقصون فكيف

ص: 362


1- سير أعلام النبلاء 385/3.
2- ما بين معكوفتين مكانه مطموس و كلام غير مقروء بالأصل، و المستدرك عن «ز»، و م.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك لرفع الخلل عن السند و السياق عن «ز».
4- تحرفت بالأصل و م إلى: بن.

بأحاديث سمعناها من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ عسى أن لا يكون سمعناها منه إلاّ مرّة واحدة، حسبكم إذا جئناكم بالحديث على معناه.

رواه عبد اللّه بن صالح، عن معاوية بن صالح بمعناه، و روي من وجه آخر:

أخبرناه أبو البركات بن المبارك، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضل، حدّثنا أبي قال: و حدّثني أبو نعيم النخعي، نا العلاء بن كثير أبو سعد الشامي، عن مكحول، قال:

خرجنا إلى واثلة بن الأسقع فقلنا: يا أبا الأسقع حدّثنا بحديث غضّ لا تقدم فيه و لا تؤخّر، حتى كأنّا نسمعه من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فغضب الشيخ، أو أجلس. فقال: ما منكم من أحد قام في ليلته هذه بشيء من القرآن ؟ قال: فقلنا: ما منا إلاّ من قد قام بما رزقه اللّه من ذلك، قال: فكأن أحدكم حالفا ما قدّم حرفا من كتاب اللّه و لا أخّره، إنّا قد كنا أمسكنا عن الأحاديث على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى سمعناه (1) يقول:«لا بأس بالحديث قدّمت فيه أو أخّرت إذا أصبت معناه»[12871].

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل الفارسي، أخبرنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو سعد الماليني.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، قالا: أخبرنا أبو أحمد بن عدي، نا عبد الصّمد بن عبد اللّه (2)،و محمّد بن بشر القزاز الدمشقيان.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، و عبد اللّه بن عبد الرزّاق.

ح و أخبرنا أبو الحسن بن زيد، نا نصر بن إبراهيم، قالا: أخبرنا أبو الحسن بن عوف، أخبرنا أبو علي بن منير، أنا أبو بكر بن خريم، قالوا: أخبرنا هشام بن عمّار، نا معروف قال: رأيت واثلة بن الأسقع يملي على الناس الأحاديث و هم يكتبونها بين يديه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو العباس،

ص: 363


1- بالأصل و م:«حتى سمعناه أنه يقول» و المثبت عن «ز».
2- من هنا إلى قوله: الفرضي سقط من «ز».

أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا أبو عبد اللّه البخاري، نا ابن عيّاش، نا سعيد بن خالد قال:

توفي واثلة بن الأسقع سنة ثمان (1) و ثمانين و هو ابن مائة سنة و خمس سنين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، نا [أبو] (2) المغيرة (3)،نا ابن عيّاش، حدّثني سعيد بن خالد، قال: توفي واثلة بن الأسقع في سنة ثمان (4) و ثمانين، و هو ابن مائة سنة و خمس سنين.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب، نا الفضل، نا أبو المغيرة، نا ابن عيّاش، حدّثني سعيد بن خالد، قال: توفي واثلة ابن الأسقع في سنة ثلاث و ثمانين، و هو ابن مائة و خمس سنين.

أنبأنا أبو علي الحدّاد و غيره، قالوا: أخبرنا أبو بكر بن ريذة، أنا سليمان بن أحمد، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، نا المغيرة، نا إسماعيل بن عيّاش، حدّثني سعيد بن خالد قال: توفي واثلة بن الأسقع في سنة ثلاث و ثمانين، و هو ابن مائة و خمس سنين.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، نا يزيد بن عبد ربّه، عن إسماعيل بن عيّاش قال: مات واثلة بن الأسقع سنة ثلاث و ثمانين.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السقا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: حدّثنا عبّاس بن محمّد قال: سمعت يحيى يقول: توفي واثلة بن الأسقع في سنة ثلاث و ثمانين، و هو ابن مائة سنة و خمس سنين.

أنبأنا أبو عبد اللّه بن الحطاب (5)،أنا أبو الفضل السعدي، أنا أبو عبد اللّه العكبري، قال: قرئ على أبي القاسم البغوي، حدّثني عمي، حدّثني سليمان بن أحمد قال: سمعت أبا

ص: 364


1- كذا بالأصل و م، و في «ز»: ثلاث و ثمانين، و نقل المزي في تهذيب الكمال عن سعيد بن خالد أنه توفي سنة ثلاث و ثمانين، و انظر سير الأعلام 386/3.
2- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز»، و م.
3- تهذيب الكمال 352/19 من طريق أبي المغيرة الخولاني.
4- تهذيب الكمال و سير الأعلام: ثلاث و ثمانين.
5- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: الخطاب.

مسهر يقول: مات واثلة سنة خمس و ثمانين، و هو ابن ثمان و تسعين (1).

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز، أنا أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه بن أبي عمر (2)،أنا أبو عبد اللّه بن مروان، أنا أبو عبد الملك البسري، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا علي بن عبد اللّه التميمي قال: واثلة بن الأسقع مات سنة خمس و ثمانين، و هو ابن ثمان و تسعين سنة، اغتيل ما بين حمص و دمشق (3).

أخبرنا أبو علي الحدّاد و غيره - إذنا - قالوا: أخبرنا محمّد بن عبد اللّه، أخبرنا أبو القاسم الطبراني، أنا أبو الزنباع زوج ابن الفرج، نا يحيى بن بكير، قال: توفي واثلة بن الأسقع سنة خمس و ثمانين، سنّه ثمان و تسعون.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن (4) السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (5):و في سنة خمس و ثمانين مات واثلة بن الأسقع اللّيثيّ من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم السلامي، أنا نعمة اللّه بن محمّد، نا أحمد بن محمّد ابن عبد اللّه، نا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدّثني الحسن ابن سفيان، نا محمّد بن علي، عن محمّد بن إسحاق، قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول:

توفي واثلة سنة خمس و ثمانين، و هو ابن ثمان و تسعين سنة (6).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا علي بن أحمد بن محمّد، أخبرنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد، قال: سنة خمس و ثمانين فيها توفي واثلة بن الأسقع اللّيثيّ ، يكنى أبا قرصافة بالشام.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد بن أحمد (7)،أنا مكي بن محمّد، أنا أبو

ص: 365


1- تهذيب الكمال 352/19.
2- كذا بالأصل و م، و في «ز»: ابن أبي عمرو.
3- تهذيب الكمال 352/19.
4- تحرفت بالأصل إلى الحسين، و المثبت عن «ز»، و م.
5- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 291، و عن خليفة في تهذيب الكمال 352/19.
6- تاريخ الإسلام (حوادث سنة 81-100) ص 218.
7- يعني عبد العزيز بن أحمد، أبا محمد الكتاني.

سليمان بن أبي محمّد (1)،قال: فيها - يعني - سنة خمس و ثمانين مات واثلة بن الأسقع اللّيثيّ ، مات و هو ابن ثمان و تسعين سنة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أنا أبو عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، حدّثني العباس بن الوليد بن مزيد (2)، [أخبرني] (3) أبي، أخبرنا سعيد بن بشير (4)،عن قتادة، قال (5):كان آخر أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم موتا بمكة عبد اللّه بن عمر، و كان آخرهم موتا بالمدينة جابر بن عبد اللّه بن رياب بن حرام، و آخرهم موتا بمصر: سهل بن سعد بن ساعدة، و آخرهم موتا بالكوفة عبد اللّه بن أبي أوفى، و آخرهم موتا بالبصرة: أنس بن مالك، و آخرهم موتا بدمشق: واثلة بن الأسقع اللّيثيّ ، و كان آخر من مات بحمص عبد اللّه بن بشر الهروي (6) بعد أبي أمامة، و كان اسمه صديّ بن عجلان.

7946 - واثلة بن الحسن أبو الفيّاض الأنصاري العرقي

7946 - واثلة بن الحسن أبو الفيّاض الأنصاري العرقي (7)

من أهل عرقة (8) من نواحي دمشق.

حدّث عن عمرو بن عثمان الحمصي، و كثير بن عبيد، و يحيى بن عثمان.

روى عنه: سليمان الطبراني، و عبد اللّه (9) بن عدي (10) الجرجاني.

ص: 366


1- يعني أبا سليمان ابن زبر، و هو محمد بن عبد اللّه بن أحمد بن ربيعة، راجع ترجمته في سير الأعلام 440/16.
2- الأصل:«مويد» و المثبت عن «ز»، و م.
3- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز»، و م.
4- تحرفت بالأصل و م إلى: بشر، و المثبت عن «ز».
5- الخبر من طريق سعيد بن بشير رواه المزي في تهذيب الكمال 352/19.
6- كذا بالأصل و م و «ز»: عبد اللّه بن بشر الهروي، و فوق الهروي في «ز» ضبة، و لعل الصواب: عبد اللّه بن بسر بن أبي بسر المازني، و هو صحابي نزل الشام و سكن حمص، قالوا: مات بالشام، و قيل بحمص، و هو آخر من مات بالشام من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم (راجع تهذيب الكمال 38/10) طبعة دار الفكر.
7- ترجمته في معجم البلدان (عرقة)109/4، و الأنساب (العرقي)181/4.
8- عرقة بكسر أوله و سكون ثانية: بلدة في شرقي أطرابلس بينهما أربعة فراسخ و هي آخر عمل دمشق (معجم البلدان).
9- في معجم البلدان: عبيد اللّه، خطأ راجع الحاشية التالية.
10- بالأصل: عمرو، و في معجم البلدان: علي، كلاهما تصحيف، و المثبت عن «ز»، و م، راجع ترجمته في سير الأعلام 154/16.

أنبأنا أبو علي الحداد و غيره، قالوا: أخبرنا محمّد بن عبد اللّه بن أحمد.

ح و أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، أنا محمّد بن عبد اللّه بن شهريار، قالا: أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب (1)،نا واثلة بن الحسن العرقي - بمدينة (2) عرقة - نا كثير بن عبيد الحذّاء، نا بقية بن الوليد، عن إبراهيم بن أدهم، عن فروة بن مجاهد، عن سهل بن معاذ، عن أنس، عن أبيه عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«من كظم غيظا و هو قادر على إنفاذه خيّره اللّه من الحور العين يوم القيامة، و من أعتق (3) عبدا وضع اللّه على رأسه تاج الملك يوم القيامة»[12872].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو عمرو (4) عبد الرّحمن بن محمّد الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي، نا أبو الفيّاض واثلة بن الحسن الأنصاري - بعرقة - نا يحيى بن عثمان بحديث ذكره.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (5):و أما العرقي بكسر العين و سكون الراء، و بالقاف، فهو: واثلة بن الحسن العرقي، روى عن كثير بن عبيد الحمصي، روى عنه الطبراني.

7947 - واثلة بن الخطّاب القرشيّ العدوي

7947 - واثلة بن الخطّاب القرشيّ العدوي (6)

له صحبة.

كان يسكن دمشق، و كانت داره في رحبة خالد.

حدّث عن النبي صلى اللّه عليه و سلم بحديث واحد.

روى عنه: مجاهد بن فرقد أبو الأسود الصنعاني الدمشقي.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد بن أحمد، و أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، قالوا: أخبرنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو طاهر الفقيه، أنا أبو

ص: 367


1- رواه الطبراني في المعجم الصغير 123/2.
2- كذا بالأصل و م و «ز»: مدينة عرقة، انظر ما مرّ فيها قريبا.
3- بالأصل و م لم يظهر من كلمة: أعتق إلا «أ» و المثبت عن «ز»، و قد كتب على هامشها: بياض، و الكلام فيها متصل. و في المعجم الصغير للطبراني: أنكح.
4- الأصل: عمر، و المثبت عن «ز»، و م.
5- الاكمال لابن ماكولا 317/6.
6- ترجمته في الإصابة 626/3 و أسد الغابة 653/4.

بكر القطّان، نا أحمد بن يوسف [نا محمد بن يوسف] (1) الفريابي (2)،نا مجاهد أبو الأسود عن واثلة بن الخطّاب قال: دخل رجل المسجد و النبي صلى اللّه عليه و سلم جالس، فتحرك له النبي صلى اللّه عليه و سلم، فقال له الرجل: إنّ في المكان سعة، فقال:«للمؤمن - أو للمسلم (3)-حقّ »[12873].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا علي بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد، نا عبيد بن شريك، نا عبد الوهّاب نا (4) إسماعيل بن عيّاش، عن مجاهد ابن (5) فرقد، عن واثلة بن الخطّاب قال:

دخل رجل إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو في المسجد قاعد، فتزحزح له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال الرجل: يا رسول اللّه إنّ في المكان سعة، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ للمسلم حقا إذا رآه أخوه أن يتزحزح له»[12874].

قال البيهقي: و كذلك رواه المعافى عن إسماعيل.

و أخبرناه أبو محمّد بن الأكفاني - بقراءتي عليه - نا عبد العزيز، نا أبو الحسين عبد الوهّاب بن جعفر، نا أبو هاشم عبد الجبّار بن عبد الصّمد السلمي، نا أبو جعفر محمّد بن عبد الحميد الفرغاني المكتب، نا زكريا بن يحيى، نا هنّاد بن السري، نا إسماعيل بن عيّاش، عن مجاهد بن فرقد، عن واثلة بن الخطّاب القرشيّ قال:

دخل رجل المسجد و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم جالس عنده، فلما رآه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم تزحزح له، فقال: يا رسول اللّه، إن في المكان سعة، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ للمسلم على المسلم من الحق إذا رآه أن يتزحزح له» (6)[12875].

ذكر أبو الحسين الرّازي عن شيوخه الدمشقيين بأسانيدهم أن الدار المعروفة بدار واثلة في رحبة حمام خالد، دار واثلة بن الخطّاب العدوي عدي قريش و هو صحابي من رهط عمر ابن الخطّاب، رضوان اللّه عليه (7).

كتب إليّ أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن الحطّاب (8)،أنا أبو الفضل السعدي، أنا أبو

ص: 368


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك لتقويم السند عن «ز»، و م.
2- بدون إعجام بالأصل، أعجمت عن «ز»، و م.
3- الأصل و م: المسلم، و المثبت عن «ز».
4- الأصل و م: بن، و المثبت عن «ز».
5- الأصل: عن، و المثبت عن «ز»، و م.
6- راجع الإصابة 627/3 و أسد الغابة 653/4.
7- الإصابة 627/3.
8- الأصل و م و «ز»: الخطاب، تصحيف.

عبد اللّه بن بطة (1) قال: قرئ على أبي القاسم البغوي في معرفة الصحابة قال: واثلة بن الخطّاب القرشيّ له حديث واحد.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحدّاد، قالا: أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال: واثلة ابن الخطّاب القرشيّ ، ذكره المنيعي و قال له حديث، و لم يخرج له حديثا.

7948 - واثلة بن الخطّاب بن واثلة بن الأسقع،

و يقال: ابن الخطاب ابن بنت واثلة بن الأسقع

روى عن أبيه الخطّاب.

روى عنه: الوليد بن سليمان بن أبي السائب.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا حيدرة (2) بن علي الأنطاكي، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الحسن بن حذلم (3)،نا يزيد بن عبد الصّمد، نا سليمان بن عمرو بن بشر بن السرح، نا الوليد بن سليمان بن أبي السائب، نا واثلة بن الخطّاب، عن أبيه عن جده واثلة بن الأسقع قال:

حضر رمضان و نحن في أهل الصّفّة، فصمنا، فكنا إذا أفطرنا أتى كل رجل منا رجلا (4)من أهل السعة فأخذه فانطلق به فعشّاه، فأتت علينا ليلة لم يأتنا أحد، فأصبحنا صياما، ثم أتت علينا القائلة، فلم يأتنا أحد، فانطلقنا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأخبرناه بالذي كان من أمرنا، فأرسل إلى كلّ امرأة من نسائه يسألها هل عندها شيء، فما بقيت امرأة منهن إلاّ أرسلت تقسم ما في بيتها ما يأكل ذو كبد، فقال لهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اجتمعوا» فدعا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:

«اللّهمّ إنّا نسألك من فضلك و رحمتك، فإنهما بيدك لا يملكهما أحد غيرك»، فلم يكن إلاّ و مستأذن يستأذن فإذا شاة مصلية و رغيف فأمر بها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فوضعت بين أيدينا، فأكلناه حتى شعبنا، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّا سألنا اللّه من فضله و رحمته فهذا فضله، و قد ذخر لنا عنده رحمته».

ص: 369


1- السند بالأصل و م شديد الاضطراب، قومناه عن «ز».
2- غير مقروءة بالأصل، و نميل إلى قراءتها: عبدة، و المثبت عن «ز»، و م.
3- بالأصل: خريم، و في م: حذيم، و المثبت عن «ز».
4- الأصل و م: رجل، و المثبت عن «ز»، و كانت بالأصل في «ز»: «رجل» و جعلت فيها «رجلا» بخط مغاير.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي - إجازة - أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة: واثلة بن الخطّاب بن واثلة بن الأسقع دمشقي.

[ذكر من اسمه] واجن

اشارة

[ذكر من اسمه](1) واجن (2)

7949 - واجن الأشروسني أخو الأفشين

7949 - واجن الأشروسني أخو الأفشين (3)

أحد قوّاد المتوكل، قدم معه (4) دمشق سنة ثلاث و أربعين و مائتين فيما قرأته بخط عبد اللّه بن محمّد الخطابي.

ذكر أبو الحسن محمّد بن أحمد بن القواس: أن واجنا سخط عليه و حبس في المطبق (5) ببغداد في ذي القعدة سنة ثمان و أربعين و الخليفة إذ ذاك المستعين، و هرب واجن من واسط في رجب سنة تسع و خمسين و مائتين، فأخذ و حبس، و مات واجن في حبسه بقصر الذهب في جمادى الآخرة من سنة خمس و ستين و مائتين.

ذكر أبو بكر أحمد بن كامل القاضي أن في سنة ثمان و أربعين و مائتين قتل الموفق واجنا في دار المنتصر، ضربه بعمود على رأسه فاللّه أعلم.

7950 - وارع بن دوالة الكلبيّ

7950 - وارع (6) بن دوالة (7) الكلبيّ

شاعر فارس.

شهد يوم المرج مع مروان بن الحكم.

ص: 370


1- زيادة منا للإيضاح.
2- سقطت من «ز».
3- له ذكر في الكامل في التاريخ 355/4 في ذكر خلافة المستعين (حوادث سنة 248).
4- كتبت فوق الكلام بين السطرين في م.
5- الأصل و م: المطر، و المثبت عن «ز».
6- كذا بالأصل و م، و في «ز»: وازع، و في المختصر: وادع.
7- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المختصر: ذوللة. و ذكره ابن الأثير في الكامل في التاريخ 618/2 (حوادث سنة 64) و سماه: وزاع بن ذؤالة الكلبي.

ذكر أبو بكر البلاذري حدّثني عباس بن يزيد البصري، عن عبد العزيز بن عبد الحميد، عن عوانة قال: وفد الوارع بن دوالة الكلبيّ على الحجّاج بن يوسف، و كانت عينه أصيبت يوم المرج، فقال له الحجّاج: ما الشجاعة ؟ قال: غرائز يجعلها اللّه في الناس، قد نجد الرجل شجاعا لا رأي له، فتلك الشجاعة الضارة لصاحبها، لأنها تقدم به في حال الإقدام، و تحجم به في وقت لا إحجام، فيهلك و يهلك، و قد تكون الشجاعة نافعة لصاحبها إذا أقدمت به في حين الإقدام و أحجمت به في حين الإحجام، و اللّه أصلح اللّه الأمير، لقد رأيتني يوم مرج راهط و إنّ همام بن قبيصة النّميري لواقف و قد انفضّ عنه أصحابه و إنه من شجاعته لواقف لا يدري ما يصنع، و لو فرّ لكان الفرار يمكنه، و لكن حمى أنفا (1) فحمل علي و حملت عليه، فبادرته بضربة على عاتقه، فأرديته (2) عن دابته، ثم نزلت إليه لأحتز رأسه فتفل في وجهي ثم قال (3):

ألا يا ابن ذات النوف (4) أجهز على امرئ (5) *** يرى الموت خيرا من فرار و أكرما

و لا تتركني بالخساسة (6) إنني *** أكرّ (7) إذا ما النكس مثلك أحجما

فأخذت رأسه فأتيت به مروان، و قلت هذا رأس همام (8) بن قبيصة قال: أ أنت قتلته ؟ قلت: نعم، قال: فهل أعانك عليه أحد؟ قلت: نعم، اللّه و فراغ مدته، فقال: هو و اللّه كما قال الشاعر:

و فارس هيجا لا يقام لبأسه *** له صولة تزورّ عنها الفوارس

و شدّة ليث يرهب الأسد وقعها *** و تذعر منها العاويات العساعس (9)

جرىء على الإقدام ليس بناكل *** و لا يزدهيه الأحوسي (10) المقامس (11)

ص: 371


1- أي أخذته الحمية، و الأنفة.
2- كذا بالأصل و م و «ز»: فأرديته، و في المختصر: فأذريته.
3- البيتان في الكامل لابن الأثير 618/2 (حوادث سنة 64).
4- في م: النوق، و في «ز»: البوق، و في الكامل فكالأصل.
5- ابن الأثير: فتى.
6- ابن الأثير: بالحشاشة.
7- ابن الأثير:«صبور» بدلا من «أكر».
8- سماه ابن الأثير: هانئ بن قبيصة النميري.
9- العساعس، يقال عسعس الذئب إذا طاف بالليل. و العسعس و العسعاس الذئب، أو هو الذئب الطلوب للصيد بالليل (تاج العروس).
10- الأحوسي: الجريء، و الذئب، و الشجاع عند القتال.
11- المقامس: الذي يختفي مرة و يظهر أخرى.

و ذكر أبو بكر أيضا، حدّثني أبو مسعود الكوفي عن عوانة قال: قتل الوارع بن دوالة الكلبيّ همام بن قبيصة قال: و عتب على بعض الأمراء:

الذي أسديته يوم راهط *** و قد ضاق عنك المرج، و المرج واسع

فأقبل حادي الموت يحدو مشمّرا *** بفرسان موت لم ترعها الروائع

عليها قروم من قضاعة سادة *** لهم شيم محمودة و دسائع

إذا لقحت حرب فرتها سيوفهم *** و أيد طوال لم تخنها الأشاجع

يرون ورود الموت حقّا عليهم *** إذا حاد عن ورد المنايا المخادع

فكم من كريم قد تركنا ملجما *** و آخر قد سدّت عليه المطالع

[ذكر من اسمه] واسط

اشارة

[ذكر من اسمه] (1) واسط

7951 - واسط بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم

أمّه أم ولد، له ذكر تقدم ذكره في ترجمة أخيه عثمان بن الوليد، و لم يعقب واسط عقبا.

ذكر من اسمه واصل

7952 - واصل بن أبي جميل أبو بكر السّلاماني

7952 - واصل بن أبي جميل أبو بكر السّلاماني (2)

من أهل جبل الجليل (3) من أعمال صيدا و بيروت من ساحل دمشق (4).

حدّث عن مجاهد، و مكحول، و عطاء، و طاوس، و الحسن البصري.

روى عنه: الأوزاعي، و عمر بن موسى بن وجيه الوجيهي.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو سعد الماليني.

ص: 372


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 354/19 و تهذيب التهذيب 67/6 و الجرح و التعديل 30/9 و التاريخ الكبير 173/8 و معجم البلدان (الجليل)158/2 و فيه: واصل بن جميل. و طبقات خليفة ص 575 رقم 3005.
3- بالأصل و م: الخليل، و المثبت عن «ز»، و تهذيب الكمال.
4- راجع ما جاء في «الجليل» في معجم البلدان 157/2-158.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو عمرو عبد الرّحمن بن محمّد الفارسي.

قالا: أخبرنا أبو أحمد بن عدي (1)،حدّثنا - و قال ابن الحسين: نا - أيوب الوزان، نا فهر ابن بشر، نا عمر بن موسى، عن واصل بن أبي جميل، عن مجاهد، عن ابن عبّاس أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كان يكره أكل سبع من الشاة: المثانة، و المرارة، و الغدة، و الأنثيين (2)،و الذكر، و الحياء، و الدم، و كان[...] (3) الشاة إليه ذنبها[12876].

و اللفظ لابن السمرقندي، وصل هذا الحديث غريب، و قد رواه الأوزاعي عن واصل، فأرسله.

أخبرناه أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو سعيد الحسن بن جعفر بن محمّد بن الوضّاح السمسار، نا أبو شعيب عبد اللّه بن الحسن بن أحمد الحرّاني، حدّثني يحيى بن عبد اللّه البابلتي، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمرو (4) الأوزاعي، عن واصل بن أبي جميل، عن مجاهد بن جبر أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كان يكره من الشاة سبعة: الذكر، و الانثيين، و الحياء، و المثانة، و المرارة، و الغدة، و الدّسم[12877].

قال: و حدّثنا الأوزاعي، حدّثني واصل بن أبي جميل أبو بكر، عن مجاهد قال: وجد النبي صلى اللّه عليه و سلم ريحا فقال:«ليقم صاحب الريح فليتوضأ» فاستحيى الرجل أن يقوم، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«ليقم (5) صاحب هذا الريح فليتوضأ فإنّ اللّه لا يستحي من الحق»، فقال العبّاس: يا رسول اللّه، أ فلا نقوم كلنا نتوضأ، فقال:«قوموا كلّكم فتوضّئوا»[12878].

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أخبرنا عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا أبو كريب، نا ابن المبارك، عن الأوزاعي، عن واصل بن أبي جميل، عن مجاهد و عطاء و طاوس و الحسن في الرجل يبيع الطعام مجازفة

ص: 373


1- رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 12/5 في ترجمة عمر بن موسى بن وجيه.
2- الأنثيين: الخصيتين.
3- سقطت من الأصل و م و في الكامل لابن عدي:«... و كان أحب الشاة إليه ذنبها». و في المختصر أضاف المحقق بدلا من «أحب»«أكره» و في الإسناد رجل متهم بالكذب و الوضع كما تقدم، فليتأمل.
4- الأصل و م: عمر، و المثبت عن «ز».
5- الأصل و م و «ز»: ليقوم.

و هو لا يعلم كيله و لا يعلمه (1)،فكرهوه.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، و أبو العزّ ثابت بن منصور، قالا: أخبرنا أحمد بن الحسن بن أحمد - زاد ابن المبارك: و أحمد بن الحسن بن خيرون قالا:- أخبرنا محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن (2) إسحاق، نا أحمد، نا خليفة قال (3):في الطبقة الثالثة من أهل الشامات: واصل بن أبي جميلة (4) دمشقي.

[قال ابن عساكر:] (5) المحفوظ جميل بغير هاء.

أخبرنا أبو القاسم السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم ابن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر محمّد بن أحمد بن حمّاد، قال: سمعت عبد اللّه ابن أحمد بن حنبل قال: قال أبي في حديث الأوزاعي عن أبي بكر عن مجاهد هو واصل بن أبي جميل.

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا أبو أحمد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أخبرنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (6):واصل بن أبي جميل (7)،عن (8) مجاهد، و مكحول، روى عنه الأوزاعي، أحاديثه (9) مرسلة.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أخبرنا أبو القاسم بن منده، أنا حمد (10)-إجازة-.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنا علي.

ص: 374


1- الأصل: يعلم، و في «ز»: يغلبه، و المثبت عن م، و فيها: أو لا يعلمه.
2- تحرفت بالأصل إلى: عن، و المثبت عن «ز»، و م.
3- طبقات خليفة بن خيّاط ص 575 رقم 3005 طبعة دار الفكر.
4- كذا بالأصل و م و «ز»: جميلة، و في طبقات خليفة: جميلة.
5- زيادة منا.
6- التاريخ الكبير للبخاري 173/8.
7- زيد في التاريخ الكبير: أبو بكر.
8- بالأصل و م: و مجاهد، و المثبت:«عن مجاهد» عن «ز»، و التاريخ الكبير.
9- بالأصل و م و «ز»: أحاديث، و المثبت عن التاريخ الكبير.
10- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: أحمد.

قالا: أنا ابن أبي حاتم (1) قال (2):واصل بن أبي جميل أبو بكر، روى عن مجاهد، و مكحول، روى عنه الأوزاعي، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلما يقول: أبو بكر واصل بن أبي جميل عن عطاء، و مجاهد، روى عنه الأوزاعي.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو الفضل نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو بكر واصل بن أبي جميل.

أخبرنا أبو جعفر بن أبي علي - في كتابه - أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم، قال (3):

أبو بكر واصل بن أبي جميل عن أبي الحجّاج مجاهد بن جبر المكي، و مكحول أبي (4)عبد اللّه الهذلي، حديثه في الشاميين، روى عنه أبو عمرو عبد الرّحمن بن عمرو الأوزاعي.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، أنا أبو بكر الخطيب قال: واصل بن أبي جميلة، و يقال: ابن أبي جميل أبو بكر، حدّث عن مجاهد بن جبر، و مكحول الشامي، روى عنه أبو عمرو الأوزاعي، أحاديثه مراسيل، لا يوجد فيها مسند.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر علي بن هبة اللّه، قال: و واصل بن أبي جميلة - و يقال: ابن أبي جميل - أبو بكر، حدّث عن مجاهد بن جبر، و مكحول الشامي، روى عنه أبو عمرو الأوزاعي، أحاديثه مراسيل.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، عن أبي الطاهر مشرف بن علي التمار، أنا أبو الحسن يحيى بن الحسن بن جعفر المصيصي، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، أنا علي بن محمّد ابن سليمان البزار، نا أحمد بن سعد بن أبي مريم قال: سمعت يحيى بن معين يقول: واصل ابن أبي جميل مستقيم الحديث (5).

ص: 375


1- أقحم بعدها بالأصل و م: ثم.
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 30/9.
3- رواه أبو أحمد الحاكم النيسابوري في الأسامي و الكنى 119/2 رقم 495.
4- الأصل و م و «ز»: بن، و المثبت عن الأسامي و الكنى، راجع ترجمته في سير الأعلام 155/5.
5- تهذيب الكمال 354/19 طبعة دار الفكر.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، أنا محمّد ابن عبد اللّه بن خميرويه، أنا الحسين بن إدريس، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عمّار، قال (1):

واصل بن أبي جميل كنيته أبو بكر، قال يحيى بن سعيد: ما أدري ما واصل بن أبي جميل هذا؟ و لا أروي عنه و لا حرفا، و أبي يحيى أن يروي عنه من حديث الأوزاعي شيئا.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أخبرنا ابن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو الحسن بن سلمة، أنا أبو الحسن الفأفاء.

قالا: أخبرنا أبو محمّد قال (2):ذكر أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين أنه قال: واصل بن أبي جميل لا شيء.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد بن الصريفيني (3)،أنا أبو بكر محمّد ابن عمر بن علي بن خلف الورّاق، قال: قال أبو بكر - يعني - ابن أبي (4) داود (5):سمعت أبي يقول في حديث أبي عمرو الأوزاعي عن أبي بكر، هو واصل بن أبي جميل: لما هرب الأوزاعي من عبد اللّه بن علي كان مختبئا عنده قال: سمعت العبّاس بن الوليد بن مزيد يقول: كان أبو بكر من جبل الجليل (6)،و كان من بني سلامان، قال العباس: قال الأوزاعي:

ما تهنيت قط بضيافة أحدّ ما تهنيت بضيافتي عنده، كان خبّأني في هري (7) العدس، فإذا كان العشاء جاءت الجارية، فأخذت من العدس فطبخت ثم جاءتني به، فكان لا يتكلّف لي، فتهنيت بضيافته.

7953 - واصل بن عبد اللّه السلامي

أظنه من أهل دمشق.

روى حديثا عن من حدّثه.

ص: 376


1- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 354/19.
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 30/9 و من طريق إسحاق بن منصور في تهذيب الكمال 354/19.
3- تحرفت بالأصل و م إلى: الصيرفيني، و المثبت عن «ز».
4- في م و «ز»: ابن داود، تصحيف.
5- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 354/19-355.
6- بالأصل: جبل الخليل، و بدون إعجام في م، و المثبت عن «ز»، و تهذيب الكمال.
7- هري العدس، الهري بالضم بيت كبير ضخم يجمع فيه طعام السلطان، جمع أهراء (القاموس المحيط ).

روى عنه: أبو حازم عامر بن يحيى الغوثي الدمشقي (1).

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، و علي بن زيد، قالا: أخبرنا أبو الفتح الزاهد - زاد الفرضي: و أبو محمّد الكلاعي قالا:- أخبرنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو علي بن منير، أنا أبو بكر بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا أبو حازم عامر بن يحيى الغوثي، نا واصل بن عبد اللّه السلامي عن من حدّثه أنه قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ أوّل ما يذهب من هذا الدين الأمانة، و آخر ما يبقى منه الصلاة، و سيصلي من لا خير فيه، و ما استجاز قوم بينهم الزّنا (2) إلاّ استوجبوا حرب اللّه و رسوله، و لا ظهرت فيهم المعازف و الغناء إلاّ صمتت قلوبهم، و لا ركبوا الزهو و البهاء إلاّ عميت أبصارهم، و لا تكبّروا إلاّ حرموا نفع الرّجاء، و لا تركوا الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر إلاّ قست قلوبهم حتى لا يعرفون معروفا و لا ينكرون منكرا»[12879].

7954 - واصل

رجل من أهل دمشق.

حكيت له مناظرة مع الروم إن لم يكن الذي تقدم فهو غيره.

روى عنه: مخلد بن الحسين المصيصي.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، و عبد الكريم بن حمزة، و أبو الحسن علي بن بركات الخشوعي، قالوا: أخبرنا أبو بكر الخطيب، أنا ابن رزقويه، أنا أبو عمرو بن السمّاك، نا عبيد ابن محمّد بن خلف البزار، نا الحسن بن الصباح البزار، نا محمّد بن كثير المصيصي الصنعاني، عن مخلد بن الحسين، عن واصل قال:

أسر غلام من بني بطارقة الروم، و كان غلاما جميلا، فلمّا صار إلى دار الإسلام وقع إلى (3) الخليفة و كان ذلك في ولاية بني أمية، فسمّاه بشيرا (4)،و أمر به إلى الكتاب، فكتب و قرأ القرآن و روى الشعر، و طلب الحديث، و حجّ ، فلمّا بلغ و اجتمع أتى الشيطان فوسوس

ص: 377


1- تقدمت ترجمته في تاريخ مدينة دمشق 134/26 رقم 3065 طبعة دار الفكر.
2- كذا بالأصل و م و «ز»: الزنا، و في المختصر: الربا.
3- الأصل و م:«ان» خطأ، و المثبت عن «ز».
4- بالأصل: بشرا، و المثبت عن «ز»، و م، و المختصر.

إليه و ذكره النصرانية دين (1) آبائه فهرب (2) مرتدا من دار الإسلام إلى أرض الروم و الذي سبق له في أم الكتاب، فأتي به ملك الطاغية فساءله عن حاله، و ما كان فيه، و ما الذي دعاه إلى الدخول في النصرانية، فأخبره برغبته فيه فعظم في عين الملك فرأسه و صيّره بطريقا من بطارقته، و كان من قضاء اللّه و قدره أن أسر ثلاثون رجلا من المسلمين، فلما دخلوا على بشير ساءلهم رجلا رجلا عن دينهم، و كان فيهم شيخ من أهل دمشق يقال له واصل، فسأله بشير و أبى الشيخ أن يردّ عليه شيئا، فقال بشير: ما لك لا تجيبني ؟ قال الشيخ: لست أجيبك اليوم بشيء، قال بشير للشيخ: إنّي مسائلك غدا فأعدّ جوابا، و أمره بالانصراف، فلما كان من الغد بعث بشير و أقبل إليه الشيخ، فقال بشير: الحمد للّه الذي كان قبل أن يكون شيء، و خلق سبع سماوات طباقا بلا عون كان معه من خلقه، ثم دحا سبع أرضين طباقا بلا عون كان معه من خلقه، فعجب لكم معاشر العرب حين تقولون: إِنَّ مَثَلَ عِيسىٰ عِنْدَ اللّٰهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرٰابٍ ، ثُمَّ قٰالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (3)،فسكت الشيخ، فقال له بشير: ما لك لا تجيبني، قال:

كيف أجيبك و أنا أسير في يدك، فإن أجبتك بما تهوى أسخطت عليّ ربي، و هلكت في ديني، و إن أجبتك بما لا تهوى خفت على نفسي فاعطني عهد اللّه و ميثاقه و ما أخذ اللّه على النبيين و ما أخذ النبيون على الأمم أنك لا تغدر بي، و لا تمحل (4) بي، و لا تبغي (5) لي باغية سوء، و إنك إذا سمعت الحق تنقاد له، فقال بشير: فلك عليّ عهد اللّه و ميثاقه و ما أخذ اللّه على النبيين، و ما أخذ النبيون على الأمم إنّي لا أغدر بك و لا أمحل بك، و لا أبغي بك باغية سوء، و إنّي إذا سمعت الحقّ انقدت له، قال له الشيخ: أما ما وصفت من صفة اللّه فقد أحسنت الصفة، و ما لم يبلغ علمك و لم تستحكم عليه رأيك أكثر (6)،و اللّه أعظم و أكبر مما وصفت، و لا يصف الواصفون صفته؛ و أمّا ما ذكرت من هذين الرجلين فقد أسأت الصفة، أ لم يكونا يأكلان الطعام و يشربان و يبولان و يتغوطان و ينامان و يستيقظان و يفرحان و يحزنان ؟ قال بشير:

بلى، قال: الشيخ، فلم فرّقت بينهما؟ فقال بشير: لأن عيسى ابن مريم كان له روحان اثنتان في جسد واحد، روح يعلم بها الغيوب و ما في قعر البحار، و ما يتحات (7) من ورق الأشجار، و روح يبرئ بها الأكمه و الأبرص، و يحيي الموتى، قال الشيخ: فهل كانت القوية تعرف

ص: 378


1- الأصل: دون، خطأ، و المثبت عن «ز»، و م.
2- بالأصل: فتهرب، خطأ، و المثبت عن «ز»، و م.
3- سورة آل عمران، الآية:59.
4- المحل: المكر و الكيد.
5- بالأصل و م و «ز»: تبغ.
6- في «ز»: كثيرا.
7- كذا بالأصل و م، و في «ز»، و المختصر: ينجاب.

موضع الضعيفة منهما؟ قال بشير: قاتلك اللّه ما ذا تريد أن تقول إنها لا تعلم ؟ و ما ذا تريد أن تقول إن قلت إنها تعلم ؟ قال الشيخ: إن قلت إنها تعلم قلت: فما تغني قوتها حين لا تطرد هذه الآفات عنها؟ و إن قلت: إنها لا تعلم فكيف تعلم الغيوب و لا تعلم موضع روح معها في جسد واحد؟ فسكت بشير، فقال الشيخ: أسألك باللّه هل عبدتم الصليب مثلا لعيسى بن مريم أنه صلب ؟ قال بشير: نعم، قال الشيخ: فبرضا كان منه أم بسخط؟ قال بشير: هذه أخت (1)تلك (2)،ما ذا تريد أن تقول: إن قلت برضا منه ؟ و ما ذا تريد أن تقول [إن قلت:] (3) بسخط؟ قال الشيخ: إن قلت برضا قلت: لقد قلتم قولا عظيما، فلم تلام اليهود إذا أعطوا ما سألوا و أرادوا؟ و إن قلت بسخط قلت: فلم تعبد ما لا يمنع نفسه ؟ ثم قال الشيخ بشير نشدتك باللّه هل كان عيسى يأكل الطعام و يشرب و يصوم و يصلّي و يبول و يتغوط و ينام و يستيقظ و يفرح و يحزن ؟ قال: نعم، قال الشيخ: نشدتك باللّه لمن كان يصوم و يصلّي ؟ قال: للّه عزّ و جلّ ، ثم قال بشير: و الضار النافع، ما ينبغي لمثلك أن يعيش في النصرانية، أراك رجلا قد تعلّمت الكلام، و أنا رجل صاحب سيف، و لكن غدا نأتيك بمن يخزيك اللّه على يديه، ثم أمره بالانصراف.

فلمّا كان من الغد بعث بشير إلى الشيخ، فلمّا دخل عليه إذا عنده قسّ عظيم اللحية قال له بشير: إنّ هذا رجل من العرب، له حلم و عقل و أصل في العرب، و قد أحب الدخول في ديننا، فكلّمه حتى تنصّره. فسجد القسّ لبشير، فقال: قديما أتيت إلى الخير، و هذا أفضل ما أتيت إليّ ، ثم أقبل القس على الشيخ فقال: أيها الشيخ، ما أنت بالكبير الذي قد ذهب عنه عقله، و تفرّق عنه حلمه، و لا أنت بالصغير الذي لم يستكمل عقله و لم يبلغ حلمه، غدا أغطّسك في المعمودية (4) غطسة تخرج منها كيوم ولدتك أمك، قال الشيخ: و ما هذه المعمودية (5)؟قال القس:[ماء مقدس. قال الشيخ: من قدسه ؟ قال القسّ ] (6) قدسته أنا و الأساقفة قبلي قال الشيخ: فهل يقدس الماء من لا يقدس نفسه ؟ قال: فسكت القس، ثم قال: إني لم أقدّسه أنا، قال الشيخ: فكيف كانت القصة إذا؟ قال القس: إنّما كانت سنّة من

ص: 379


1- سقطت من م.
2- الأصل: لك، و المثبت عن «ز»، و م.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و المستدرك عن «ز»، و م، لتقويم المعنى.
4- الأصل و م: العمودية، و المثبت عن «ز».
5- الأصل و م: العمودية، و المثبت عن «ز».
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك عن «ز».

عيسى ابن مريم، قال الشيخ: فكيف كان الأمر؟ قال القس: إنّ يحيى بن زكريا أغطس عيسى ابن مريم بالأردن غطسة، و مسح برأسه و دعا له بالبركة.

قال الشيخ: و احتاج عيسى إلى يحيى يمسح رأسه و يدعو له بالبركة ؟ فاعبدوا يحيى، يحيى خير لكم من عيسى إذا، قال: فسكت القس و استلقى بشير على فراشه، و أدخل كمه في فيه و جعل يضحك، و قال للقسّ : قم خزاك اللّه، دعوتك لتنصّرنّه فإذا أنت قد أسلمت ؟! ثم قال: إنّ أمر الشيخ بلغ الملك فبعث إليه فقال: ما هذا الذي قد بلغني عنك و عن تنقصك ديني و وقيعتك، قال الشيخ: إنّ لي دينا كنت ساكتا عنه، فلمّا سئلت عنه لم أجد بدا من الذبّ عنه، قال الملك: فهل في يديك حجج ؟ قال الشيخ: نعم، ادعوا لي من شئت يحاجني (1)،فإذا كان الحقّ في يدي فلم تلمني عن الذبّ عن (2) الحقّ ، و إن كان الحق في يديك رجعت إلى الحق، فدعا الملك بعظيم النصرانية، فلمّا دخل عليه سجد له الملك و من عنده أجمعون قال الشيخ: أيها الملك ما هذا؟ قال الملك: هو رأس النصرانية، هو الذي تأخذ النصرانية دينها عنه. قال الشيخ: فهل له من ولد أم هل له من امرأة ؟ أم هل له عقب ؟ قال الملك: ما لك أخزاك اللّه، هو أزكى و أطهر من أن يتدنس بالنساء، هذا أزكى و أطهر من أن ينسب إليه ولد، هذا أزكى و أطهر من أن يتدنس بالحيض، هذا أزكى و أطهر من ذلك، قال الشيخ: فهل أنتم تكرهون لآدمي يكون فيه ما يكون من بني آدم من الغائط و البول و النوم و السهر؟ و بأحدكم من ذكر النساء؟ و تزعمون أنّ ربّ العالمين سكن في ظلمة البطن، و ضيق الرحم، و دنس بالحيض، قال القس: هذا شيطان من شياطين العرب رمى به البحر إليكم فأخرجوه من حيث جاء، و أقبل الشيخ على القس فقال: عبدتم عيسى ابن مريم إنّه لا أبّ له، فهذا آدم لا أب له و لا أم، خلقه اللّه بيده، و أسجد له ملائكته، فضمّوا (3) آدم مع عيسى حتى يكون لكم إلهين اثنين، و إن كنتم إنّما عبدتموه [لأنه أحيا الموتى، فهذا حزقيل تجدونه مكتوبا عندكم في التوراة و الإنجيل لا ننكره نحن و لا أنتم مرّ بميت فدعا اللّه عز و جلّ فأحياه حتى كلمه فضموا حزقيل مع عيسى حتى يكون لكم ثالث ثلاثة، و إن كنتم عبدتموه] (4) أنه أراكم العجب فهذا يوشع بن نون، قاتل قومه حتى غربت الشمس فقال: ارجعي بإذن اللّه، فرجعت

ص: 380


1- كذا بالأصل و م و «ز»، و في المختصر: يحاججني.
2- الأصل و م و «ز»: على.
3- بالأصل و م: فضعوا، و المثبت عن «ز».
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن «ز».

اثني عشر برجا فضموا (1) يوشع بن نون مع عيسى ليكون لكم رابع أربعة، و إن كنتم إنما عبدتموه لأنه عرج به إلى السماء فثم ملائكة مع كل نفس اثنين بالليل و اثنين بالنهار يعرجون إلى السماء ما لو ذهبنا نعدهم لالتبس (2) علينا عقولنا، و اختلط علينا ديننا، و ما ازددنا في ديننا إلاّ تحيّرا، ثم قال له: أيها القس، أخبرني عن رجل حلّ به الموت، الموت أهون عليه أو القتل ؟ قال القس: القتل، قال: فلم لم يقتل - يعني مريم - لم يقتلها؟ فما برّ أمّه من عذبها (3)بنزع النفس قال القس: اذهبوا به إلى الكنيسة العظمى، فإنه لا يدخلها أحد إلاّ تنصّر، قال الملك: اذهبوا به إلى الكنيسة، قال الشيخ: ما ذا يراد بي ؟ يذهب بي و لا حجة عليّ دحضت (4) حجتي ؟ قال الملك: لن يضرّك إنّما هو بيت من بيوت ربك يذكر اللّه فيه، قال الشيخ: إن كان هذا فلا بأس. قال: فذهبوا به، فلمّا دخل الكنيسة وضع (5) إصبعيه في أذنيه و رفع صوته بالأذان، فجزعوا لذلك جزعا شديدا، و صرخوا، و لبّبوه، و جاءوا به إلى الملك.

فقال: أيها الملك أين ذهب بي ؟ قال: ذهبوا بك إلى بيت من بيوت اللّه لتذكر فيه ربك، قال:

فقد دخلت و ذكرت فيه ربي بلساني و عظّمته بقلبي، فإن كان كلما ذكر اللّه في كنائسكم يصغر دينكم فزادكم اللّه صغارا. قال الملك: صدق و لا سبيل لكم عليه، قالوا: أيها الملك لا نرضى حتى تقتله، قال الشيخ: إنّكم ما قتلتموني، فبلغ ذلك ملكنا وضع يده في قتل القسيسين و الأساقفة و خرّب الكنائس و كسر الصلبان و منع النواقيس قال: فإنه يفعل ؟ قال:

نعم، فلا تشكوا، ففكروا في ذلك فتركوه.

قال الشيخ: أيها الملك ما عاب أهل الكتاب على أهل الأوثان ؟ قال: بما عبدوا ما عملوه بأيديهم، قال: فهذا أنتم تعبدون ما عملتم بأيديكم، هذا الذي في كنائسكم فإن كان في الإنجيل فلا كلام لنا فيه، و إن لم يكن في الإنجيل فلا [تشبه دينك بدين أهل الأوثان. قال الملك: صدق، هل تجدون في الإنجيل ؟ قال القس: لا، قال: فلم تشبه ديني] (6) بدين الأوثان قال: فانتقض الكنائس، فجعلوا ينقضونها و يبكون. قال القس: إن هذا شيطان من شياطين العرب، رمى به البحر إليكم فأخرجوه من حيث جاء، و لا يقطر من دمه قطرة في بلادكم فيفسد عليكم دينكم، فوكلوا به رجالا فأخرجوه إلى ديار دمشق، و وضع الملك يده

ص: 381


1- الأصل و م: فضعوا، و المثبت عن «ز».
2- في «ز»: لا التبس.
3- بدون إعجام بالأصل و م، أعجمت عن المختصر، و في «ز»: عذابها.
4- في المختصر: تغصب.
5- الأصل: ضع، و المثبت عن «ز»، و م.
6- مطموس بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين لتقويم المعنى عن «ز»، و م.

في قتل القسيسين و الأساقفة و البطارقة حتى هربوا إلى الشام لأنهم (1) لم يجدوا أحدا يحاجّه.

أنبأنا أبو القاسم علي (2) بن إبراهيم و غيره، قالوا: أخبرنا عبد العزيز بن أحمد، أنا [أبو] (3) محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم، نا ابن عائذ قال: قال الوليد: فحدّثني من سمع واصلا - رجل (4) من أهل دمشق ممن كان يعرف بالصلاح و الصلاة و الصبر عليها، فابتلي بالأسر، فكانت الروم تكرمه لما ترى من حاله - قال واصل:

لما (5) اختلف قسطنطين و أرطباس، بعثني قسطنطين ببطارقته إلى الوليد بن يزيد يستنصره على أرطباس و جعل العهد لئن أنا قمت برسالته و الإعراب عنه مع بطارقته جائزة كذا و كذا، و تخلية سبيلي، قال: فقدمت على الوليد بهم، و تقدم من عند أرطباس من يسأل الوليد نصرتهم و موالاتهم على قسطنطين. قال واصل: فتكلّمت عند الوليد، و قامت البطارقة بلّغت عن صاحبها، و قامت بطارقة أرطباس فتكلّمت عن أرطباس، و استمع الوليد من الفريقين، ثم أقبل عليهم فقال: لو كنت ناصرا أحدا لنصرت قسطنطين على من خالفه، و لكن انصرفوا فكلّكم عدو، و ليس بيني و بين أحد منكم إلاّ السيف، ثم أقبل على البطارقة الذين جئت بهم فقال: أ رأيتم صاحبنا هذا أثخنته الجراحة فأسرتموه فلا سبيل لكم إليه قد ردّه اللّه أم ألقى بيديه فهو عبدكم يرجع معكم. فقالوا: بل أثخنته الجراحة فحبسني الوليد و أمر بالجيش فسيّروا و أمضى الغمر بن يزيد في صائفته، فوافى اختلافا بينهم، فغنم و سبى.

[ذكر من اسمه] وافد

اشارة

[ذكر من اسمه] (6) وافد

7955 - وافد الألهاني

استعمله مسلم بن عقبة أمير جيش الحرّة على خيله.

له ذكر في كتاب الحرة، و قد سقت ذكره في ترجمة طريف بن الخشخاش (7).

ص: 382


1- الأصل و م: لأنه.
2- تحرفت بالأصل و م إلى: عن، و المثبت عن «ز».
3- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن «ز».
4- الأصل: رجال، و المثبت عن «ز»، و م.
5- الأصل و م: ما، و المثبت عن «ز».
6- زيادة منا.
7- إعجامها مضطرب بالأصل، و في م و «ز»: الحسحاس. أعجمت عن ترجمته في تاريخ مدينة دمشق طبعة دار الفكر 477/24 رقم 2966.

[ذكر من اسمه] وائل

اشارة

[ذكر من اسمه] (1) وائل

7956 - وائل بن حجر بن سعد بن مسروق بن وائل بن ضمعج بن وائل

7956 - وائل بن حجر بن سعد بن مسروق بن وائل بن ضمعج (2) بن وائل

ابن ربيعة بن وائل بن النعمان بن زيد بن مالك بن زيد،

و يقال: وائل بن حجر ابن سعيد بن مسروق بن وائل بن النعمان بن ربيعة بن الحارث بن عوف بن سعد ابن عوف بن عدي بن مالك بن شرحبيل بن الحارث بن مالك بن مرة بن حميري ابن زيد بن الحضرمي بن عمرو بن عبد اللّه بن هانئ بن عوف بن حرشم (3)ابن عبد شمس بن زيد بن لأي بن شبيب بن قدامة بن أعجب بن مالك بن قحطان أبو هنيد، و يقال: أبو هنيدة الحضرمي (4)له صحبة.

روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أحاديث.

روى عنه: ابناه علقمة، و عبد الجبّار، و وائل بن علقمة، و كليب بن شهاب، و حجر بن العنبس، و عبد الرّحمن اليحصبي، و قيل إن عبد الجبّار لم يسمع منه، و قدم دمشق على معاوية.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا محمّد ابن مسلمة، حدّثنا يزيد بن هارون، أنا شريك، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل بن حجر قال: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يضع ركبتيه قبل يديه و يرفع يديه قبل ركبتيه[12880].

قال: و أخبرنا الشافعي، نا جعفر بن محمّد الصائغ، نا أبو نعيم، نا زهير، عن أبي إسحاق، عن عبد الجبّار بن وائل، عن أبيه قال: صليت خلف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فأخذ يقرأ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لاَ الضّٰالِّينَ (5) قال: آمين فجهر بها.

ص: 383


1- زيادة منا.
2- بدون إعجام بالأصل و م و «ز»، أعجمت عن تهذيب الكمال.
3- كذا بالأصل و م، و في «ز»: جشم.
4- في نسبه أقوال انظر مصادر ترجمته و قارن فيما ورد فيها و بين الأصل و م و «ز». ترجمته في تهذيب الكمال 19/ 365 و تهذيب التهذيب 71/6 و الإصابة 628/3 و أسد الغابة 659/4 و التاريخ الكبير 175/8 و الجرح و التعديل 42/9 و سير أعلام النبلاء 572/2 و تاريخ بغداد 197/1. و حجر: بضم المهملة و سكون الجيم كما في الإصابة.
5- سورة الفاتحة، الآية:7.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا تمام بن محمّد، و أبو محمّد بن أبي نصر، و أبو نصر بن الجندي، و أبو بكر القطّان، و أبو القاسم عبد الرّحمن بن الحسين (1) بن علي بن أبي العقب.

ح و أخبرنا أبو الحسن الفقيه الشافعي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا [أبو الحسن] (2) عبد الرّحمن بن محمّد بن ياسر.

ح و أخبرنا أبو الحسن أيضا، و أبو الحسين بن أبي الحديد - قراءة - و أبو الحسن علي ابن معضاد - لفظا - قالوا: أخبرنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن بن السمسار، قالوا: أخبرنا أبو القاسم بن أبي العقب، نا أبو زرعة، نا يحيى بن معين، نا غندر، عن شعبة، عن سماك بن حرب، عن علقمة بن وائل، عن أبيه.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أقطعه أرضا، قال: فأرسل معي معاوية فقال:«أعطها إيّاه» أو قال:

«اعلمها إياه» قال: فقال لي معاوية [أردفني خلفك، فقلت: لا تكون من أرداف الملوك.

قال: فأعطني نعلك، قلت: انتعل ظل الناقة. قال: فلما استخلف معاوية] (3) أتيته فأقعدني معه على السرير، و ذكّرني الحديث، قال سماك: قال (4):فوددت أنّي كنت حملته بين يدي، و ليس في حديث السمسار: أو قال: اعلمه إيّاه.

أنبأناه عاليا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا عبد اللّه بن الحسن بن بندار، نا محمّد بن إسماعيل الصائغ، نا حجّاج، نا شعبة، قال.

و أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (5)،حدّثني أبي، نا حجّاج، أنا شعبة.

ح و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن الحسن بن محمّد، أنا الحسن بن أحمد بن محمّد بن الحسن، أنا جدي أبو أحمد محمّد بن أحمد بن محمّد بن نصر بن زياد، نا أبو الفضل العبّاس بن محمّد بن حاتم الدوري.

ص: 384


1- كذا بالأصل و م، و في «ز»: الحسين بن الحسن بن علي.
2- الزيادة عن «ز»، و هو عبد الرحمن بن محمد بن يحيى بن ياسر أبو الحسن التميمي الدمشقي الجوبري، ترجمته في سير الأعلام 415/17.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك للإيضاح عن «ز».
4- يعني وائل بن حجر الحضرمي.
5- رواه أحمد بن حنبل في المسند 352/10 رقم 27308 طبعة دار الفكر.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه إسحاق بن محمّد بن يوسف السوسي، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا محمّد بن إسحاق الصاغاني، قالا: حدّثنا حجّاج الأعور، أخبرني شعبة، عن سماك - زاد الدوري: بن حرب - عن علقمة ابن وائل، عن أبيه.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أقطعه أرضا، قال: فأرسل معي معاوية أن:«أعطها إيّاه».- أو قال:

أعلمها إياه - قال: فقال لي معاوية: أردفني خلفك، فقلت: إنك لا تكون من أرداف الملوك، و قال ابن حنبل: الناس، فقال: أعطني نعله - و قال الصائغ: نعليك - فقلت: انتعل ظل الناقة، فلما استخلف معاوية أتيت فأقعدني - زاد ابن حنبل: معه - و قالوا: على السرير، فذكرني الحديث، قال سماك: قال وائل: وددت أنّي كنت حملته بين يدي. لفظهم قريب.

و أخبرناه أبو الفضل محمّد (1) بن إسماعيل، أخبرنا أبو القاسم أحمد بن محمّد الخليلي، أنا أبو القاسم (2) علي بن أحمد الخزاعي، أنا الهيثم بن كليب الشاشي، نا علي بن سهل [نا حجاج بن محمد، الأعور، نا سعيد، عن سماك بن حرب عن علقمة بن وائل عن أبيه قال:] (3) أقطعني النبي صلى اللّه عليه و سلم أرضا، فقال لمعاوية (4):«اذهب فأعلمه إيّاه»، فقال له معاوية: أردفني خلفك، قال: لا تكن من أرداف الملوك، قال: فأعطني نعلك انتعلها، قال:

انتعل ظل الناقة، قال لما استخلف معاوية أتيته، فأكرمني و أجلسني معه على السرير، ثم ذكّرني الحديث، فقلت في نفسي: ليتني كنت حملته بين يدي.

و أخبرناه أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد، نا أبو الحسين بن المهتدي، أخبرنا الشريف أبو الفضل محمّد بن الحسن بن محمّد بن الفضل [بن المأمون، نا أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار نا محمد بن أحمد] (5) المقدمي، نا أحمد بن الوليد، نا غندر عن شعبة، عن علقمة بن وائل، عن أبيه قال:

قدمت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأقطعني أرضا، و أرسل معي معاوية ليعرفنيها فقال لي:

ص: 385


1- كذا بالأصل و م، و في «ز»: أحمد، قارن مع مشيخة ابن عساكر 179/أ.
2- بالأصل: أبو القاسم بن علي.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك عن «ز»، لتقويم السند.
4- الأصل: معاوية، و المثبت عن «ز»، و م.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن «ز»، و م.

أردفني خلفك، فقلت له: لا تكون من أرداف الملوك، فقال: أنعلني فقلت له: انتعل ظل الناقة، ثم وفدت عليه و هو خليفة، فأقعدني معه على السرير، فقال: أتذكر ذلك اليوم، فوددت أني كنت أركبته بين يدي.[قال ابن عساكر:] (1) أسقط منه سماكا (2).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر، و أبو الفضل الباقلانيان.

ح و أخبرنا أبو العزّ ثابت بن منصور، أخبرنا أبو طاهر، قالا: أخبرنا أبو الفضل محمّد ابن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خيّاط ، قال (3):و من حضرموت من كندة: وائل بن حجر من ساكني الكوفة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللنباني (4)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد قال (5):في تسمية من نزل الكوفة من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: وائل بن حجر الحضرمي.

أخبرنا أبو محمّد بن الآبنوسي في كتابه، ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن مظفّر، نا أحمد بن علي بن الحسن، أنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم قال:

و من حضرموت ابن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب الأكبر بن الفرد بن لهب بن أيمن بن الهميسع بن حمير بن سبأ: وائل بن حجر ابن سعد بن وائل بن نعمان بن زيد بن سبأ بن عمرو بن حجر بن عمرو بن قيس بن كعب بن سهل بن زيد بن حضرموت، و كان بالكوفة له أحاديث.

أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي - في كتابه - ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك، و ابن النرسي - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا أبو أحمد - زاد أحمد و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أخبرنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (6):وائل بن حجر الكندي الحضرمي، سكن الكوفة، له صحبة.

ص: 386


1- زيادة منا.
2- الأصل و م: سماك.
3- طبقات خليفة بن خيّاط ص 133 رقم 485 طبعة دار الفكر.
4- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
5- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى لابن سعد.
6- التاريخ الكبير للبخاري 175/8.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه قالا: أخبرنا ابن منده، أنا حمد (1)-إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم، قال (2):

وائل بن حجر الكندي الحضرمي، سكن الكوفة، يكنى أبا هنيدة، له صحبة، روى عنه ابناه علقمة، و عبد الجبّار، سمعت أبي يقول ذلك.

كتب إليّ أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم الرّازي، أنا محمّد بن أحمد بن عيسى السعدي، أنا عبيد اللّه بن محمّد العكبري قال: قرئ على أبي القاسم البغوي قال:

وائل بن حجر بن سعد بن مسروق بن وائل بن ضمعج بن وائل بن ربيعة بن وائل بن النعمان بن زيد بن مالك بن زيد الحضرمي، سكن الكوفة، روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أحاديث.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو صادق محمّد بن أحمد بن جعفر، نا أحمد بن محمّد بن زنجويه، أنا الحسن بن عبد اللّه العسكري قال:

و أما حجر بالحاء المضمومة و الجيم ساكنة و يجوز ضمها في اللغة، فمنهم في الصحابة: وائل بن حجر الحضرمي، من ملوك اليمن، وفد على النبي صلى اللّه عليه و سلم، و صحبه، و روى (3) عنه.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أخبرنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو هنيدة وائل بن حجر الكندي،[الحضرمي، له صحبة من النبي صلى اللّه عليه و سلم، سكن الكوفة.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن مندة قال: وائل بن حجر الكندي] (4) من أبناء ملوك اليمن، روى عنه ابناه علقمة و عبد الجبّار، و حجر بن عنبس، و كليب بن شهاب، و عبد الرّحمن اليحصبي.

أنبأنا أبو سعد المظفّر، و أبو عبد اللّه الحدّاد، قالا: قال لنا أبو نعيم الحافظ :

ص: 387


1- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: أحمد.
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 42/9.
3- بالأصل و م: روى، و المثبت عن «ز».
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، فتداخل الخبران، و اضطرب السياق، و المستدرك عن «ز».

[وائل] (1) بن حجر الكندي الحضرمي من أبناء أقيال (2) اليمن، و هو وائل بن حجر بن سعد ابن مسروق بن وائل بن ضمعج بن وائل بن ربيعة بن وائل بن النعمان بن زيد بن مالك بن زيد الحضرمي، وفد على النبي صلى اللّه عليه و سلم، فأنزله، و أصعده معه على منبره، و أقطعه القطائع، و كتب له به عهدا، و قال:«هذا وائل بن حجر سيد الإقبال جاءكم حبا للّه و لرسوله»[12881]، سكن الكوفة و عقبه بها، حدّث عنه ابناه علقمة بن وائل، و عبد الجبّار بن وائل، و كليب بن شهاب الجرمي، و عبد الرّحمن اليحصبي، و أبو العنبس حجر بن عنبس الحضرمي، و أبو حريز (3)، و أم يحيى زوجته.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (4):

وائل بن حجر بن سعد بن مسروق بن وائل بن ضمعج بن وائل بن ربيعة بن وائل بن النعمان بن زيد بن مالك بن زيد الحضرمي الكندي، كان ملك قومه، و قدم (5) على النبي صلى اللّه عليه و سلم مسلما، فقرّبه و أدناه و بسط رداءه فأجلسه عليه، و نزل بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الكوفة، و أعقب بها، و ورد المدائن في صحبة علي بن أبي طالب حين خرج إلى صفّين، و كان على راية حضرموت يومئذ، ذكر ذلك أبو البختري القاضي عن رجاله الذين ساق عنهم خبر صفّين، و قد روى وائل عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عدة أحاديث، و حدّث عنه ابناه علقمة و عبد الجبّار، و كليب ابن شهاب الجرمي.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (6):و أما قيل بقاف مفتوحة فهو اسم للملك من ملوك حمير منهم: وائل بن حجر القيل له صحبة و رواية عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، و قد وردت عنه رواية سمي فيها القيل.

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي - في كتابه - أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي

ص: 388


1- سقطت من الأصل، و في م:«ابن أبي حجر» صوبنا الاسم عن «ز».
2- أقيال جمع قيل، و هو الملك، أو من ملوك حمير، يقول ما شاء فينفذ، أو هو دون الملك الأعلى، فهو في حمير كالوزير في الإسلام كما في فقه اللغة للثعالبي، و مثله بهمن عند الفرس (راجع تاج العروس: قول).
3- الأصل و م و «ز»: أبو جرير، و المثبت عن تهذيب الكمال.
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 197/1 رقم 36.
5- في تاريخ بغداد: وفد.
6- الاكمال لابن ماكولا 61/7.

ابن منجويه، أخبرنا أبو أحمد الحاكم، أخبرنا أبو العبّاس الثقفي، حدّثني محمّد بن أويس قال: سألت محمّد بن حجر عن كنية وائل بن حجر؟ فقال: سمعت أبي و عمّي و أهلي يقولون: كان وائل بن حجر يكنى أبا هنيدة، و أنشدنا محمّد بن حجر عن قول الشاعر:

إنّ الأغر أبا هنيدة ردّني *** بوسائل و بفضل سيب واسع

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (1)،أنا هشام بن محمّد، نا سعيد و حجر ابنا عبد الجبّار بن وائل بن حجر الحضرمي، عن علقمة بن وائل قال:

وفد وائل بن حجر بن سعيد الحضرمي على النبي صلى اللّه عليه و سلم، فمسح وجهه و دعا له، و رفّله (2)على قومه ثم خطب الناس فقال:«أيّها الناس، هذا وائل بن حجر أتاكم من حاضرموت (3)، و مدّ بها صوته، راغبا في الإسلام» ثم قال لمعاوية:«انطلق به فأنزله منزلا بالحرة» قال معاوية:

فانطلقت به و قد أحرقت رجليّ الرمضاء، فقلت: أردفني، قال: لست من أرداف الملوك، قلت: فأعطني نعليك أتوقى بهما من الحرّ، قال: لا يبلغ أهل اليمن أن سوقة لبس نعل ملك، و لكن إن شئت قصّرت عليك ناقتي فصرت في ظلها، قال معاوية: فأتيت النبي صلى اللّه عليه و سلم فأنبأته بقوله، فقال:«إن فيه لعبيّة من عبيّة (4) الجاهلية»، فلمّا أراد الانصراف كتب له كتابا (5)[12882].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، فحدّثني جدي و أبو خيثمة، قالا: أخبرنا يزيد بن هارون، أنا إسرائيل بن يونس، عن إبراهيم بن عبد الأعلى، عن جدته، عن أبيها سويد بن حنظلة، قال:

خرجنا نريد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و معنا وائل بن حجر، فأخذه عدو له فتحرّج قوم أن يحلفوا و حلفت أنه أخي، فخلّى عنه، فأتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فذكرت ذلك له فقال:«أنت أبرّهم و أصدقهم و صدقت، المسلم أخو المسلم»[12883].

ص: 389


1- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 350/1-351.
2- يعني سوّده و عظمه على قومه، و رأسه عليهم.
3- كذا وردت بالأصل و م، و في «ز»، و ابن سعد: حضرموت.
4- العبية: الكبر و الفخر، و عبية الجاهلية: نخوتها و تعظمها بآبائها (اللسان).
5- ورد نص الكتاب في طبقات ابن سعد 349/1.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي الواعظ ، أنا أبو بكر القطيعي، نا عبد اللّه ابن أحمد، حدّثني أبي (1)،حدّثنا يزيد، نا أشعث بن سوار، عن عبد الجبّار بن وائل بن حجر عن أبيه قال:

أتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فكان لي من وجهه ما لا أحب أن لي به من وجه رجل من بادية العرب، صلّيت خلفه، فكان يرفع يديه كلما كبّر و رفع و وضع بين السجدتين و سلم عن يمينه و عن شماله.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحدّاد، قالا: أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، نا محمّد بن عبد اللّه الكاتب، نا محمّد بن عبد اللّه الحضرمي (2)،حدثتنا ميمونة بنت حجر بن عبد الجبّار ابن وائل قال: سمعت عمتي كبشة أم يحيى بنت عبد الجبّار بن وائل عن أبيها، و عن علقمة عمّها عن وائل بن حجر قال: جئت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«هذا وائل بن حجر سيد .... (3) جاءكم لم يجئكم رغبة و لا رهبة، جاءكم حبا للّه و لرسوله، يا بني هاشم يا بني عبد المطلب جاءكم هذا و أنتم تدعون إلى الإيمان فلا تجيبوا، هذا وائل بن حجر جاءكم» قال:

فبسط رداءه و أجلسه إلى جنبه و ضمّه إليه، و أصعد به المنبر، فخطب الناس فقال لأصحابه:

«ارفقوا به، فإنه حديث عهد بالملك»، فقال: إن أهلي غلبوني على الذي لي، فقال:«أنا أعطيك و أعطيك ضعفه»[12884].

قال: و حدّثنا أبو بكر الطلحي، و سليمان بن أحمد (4)،قالا: حدّثنا أبو هند يحيى بن عبد اللّه بن حجر بن وائل بن حجر الحضرمي، حدّثني عمي محمّد بن حجر [حدثني عمي سعيد بن عبد الجبار عن أبيه عبد الجبار بن وائل عن أمه أم يحيى عن وائل بن حجر] (5) قال:

لما بلغنا ظهور (6) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خرجت وافدا عن (7) قومي حتى قدمت المدينة، فلقيت أصحابه قبل لقائه فقالوا: قد بشرنا بك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم [من قبل أن تقدم علينا بثلاثة أيام،

ص: 390


1- رواه أحمد بن حنبل في المسند 476/6 رقم 18883 طبعة دار الفكر.
2- رواه الطبراني في المعجم الكبير 19/22 رقم 28.
3- كلمة غير واضحة بالأصل و م و «ز» و رسمها:«الاشبا» و سقطت اللفظة من المعجم الكبير.
4- رواه الطبراني في المعجم الكبير 46/22-47 رقم 117.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك لتقويم السند عن «ز»، و م، و المعجم الكبير.
6- استدركت على هامش م.
7- بالأصل: على، و المثبت عن «ز»، و م، و المعجم الكبير.

فقال:«قد جاءكم وائل بن حجر» ثم لقيته صلى اللّه عليه و سلم] (1)،فرحب بي، و أدنى مجلسي و بسط لي رداءه فأجلسني عليه، ثم دعا لي الناس فاجتمعوا إليه ثم اطلع المنبر و أطلعني معه، فأنا من دونه، ثم حمد اللّه و قال:«يا أيّها الناس، هذا وائل بن حجر أتاكم من بلاد بعيدة، من بلاد حضرموت طائعا غير مكره، بقية أبناء الملوك، بارك اللّه فيك يا وائل، و في ولدك، و في ولد ولدك»، ثم نزل و أنزلني معه، و أنزلني منزلا شاسعا عن المدينة، و أمر معاوية بن أبي سفيان أن ينزلني إياه، فخرجت و خرج معي، ثم ذكر الحديث بطوله.

أخبرناه بتمامه أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، أنا أحمد بن محمّد الخزاعي، أنا الهيثم ابن كليب الشاشي، نا أبو حاتم الرّازي، نا محمّد بن حجر بن عبد الجبّار بن وائل بن حجر الحضرمي، حدّثني عمي سعيد بن عبد الجبّار، عن أبيه عن أمّه عن وائل بن حجر قال:

بلغنا ظهور رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أنا في ملك عظيم و طاعة، فرفضته، و أتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بمنّة اللّه عليّ ، فنهضت راغبا في اللّه و في رسوله و في دينه حتى قدمت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم المدينة، فلقيني رجال من أصحابه قبل أن ألقاه، فبشّروني بما بشّرهم به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فيما ذكروا قبل أن أقدم عليهم بثلاثة أيام، قالوا: قال لنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«هذا وائل بن حجر قد أتاكم من أرض بعيدة من حضرموت طائعا غير مكره (2) راغبا في اللّه و في رسوله، بقية أبناء الملوك» قال: ثم لقيته فدخلت عليه، فرحّب بي و أدناني و قرّبني و بسط رداءه و قبل إسلامي، ثم نهض بي إلى مسجده، فصعد منبره و أصعدني معه، فقمت دونه، و اجتمع الناس، فحمد اللّه و أثنى عليه و صلّى على النبيين و قال:«صلّوا عليهم إذا ذكرتموني فإنهم قد بعثوا كما بعثت و قال لهم صلى اللّه عليه و سلم، و على أنبيائه:«هذا وائل بن حجر قد أتاكم من بلاد بعيدة من حضرموت، طائعا غير مكره راغبا في اللّه و في رسوله، و في دينه، بقية أبناء الملوك» فقلت له: يا رسول اللّه، قد منّ اللّه عليّ حين أتاني ثناؤك بإتيانك رغبة في اللّه و في دينك، قال:«صدقت» ثم قال:«اللهم بارك في وائل، و في ولده، و في ولد ولده»، ثم نزل، و أنزلي معه، فدفع إلي ثلاثة كتب، و أقطعني أرضا أمرني أن أنزلها، و كنت نزلت حين قدمت المدينة شاسعا عنها، فبعث معي معاوية بن أبي سفيان ليدفعها إليّ ، فخرجت في الهاجرة، فركبت راحلتي، و خرج معاوية معي ماشيا حافيا. فما سرت إلاّ قليلا حتى قال: يا عمي، أردفني، فإن الرمضاء قد

ص: 391


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك للإيضاح عن «ز»، و المعجم الكبير.
2- بالأصل مكرها، خطأ، و المثبت عن «ز»، و م.

أوجعتني، قال: قلت: ما عليك بظهر هذه الناقة، و لكنك لست من أرداف الملوك، و أكره أن أعيّر بك، فقال: ألق إليّ حذاءك أتوقى به. قال: و كذاك لست ممن يلبس لباس الملوك، و أكره أن أعير بك، و ما أضن عليك بهاتين الجلدتين. قال: فقصّر عليّ من راحلتك أمشي في ظلها، قال: فقلت: ذاك لك، و كفاك به شرفا في قومك، حتى أتينا المنزل، فنظرت في كتبي التي دفعها إليّ النبي صلى اللّه عليه و سلم، فإذا الكتاب فيه:

بسم اللّه الرحمن الرحيم من محمد رسول اللّه إلى المهاجر بن أبو أمية.

قال أبو حاتم: هكذا هجاه في كتاب النبي صلى اللّه عليه و سلم فيما ذكر لي محمد بن حجر إن وائل بن حجر يستسعى (1) و يترفل (2) على الأقوال (3) حيث كانوا من حضرموت.

و كتاب آخر لي و لأهل بيتي بحضرموت فيه:

بسم اللّه الرحمن الرحيم من محمد رسول اللّه إلى المهاجر بن أبو أمية لأبناء معشر و أبناء ضمعج أقيال شنوءة بما كان لهم فيها من ملك و عمران و مزاهر و عرمان و ملح و محجر، و ما كان لهم من مال أثرناه بأرض اليمن، و ما كان لهم من مال أثرناه بأبغث (4)،و ما كان لهم من مال أثرناه بحضرموت في الذمة و الجوار، اللّه لهم جار، و المؤمنون على ذلك أنصار إن كانا صادقين.- قال أبو حاتم: يعني إن كان وائل و قومه صادقين - و كتاب آخر إليّ و إلى قومي فيه:

بسم اللّه الرحمن الرحيم من محمد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى وائل بن حجر، و الأقيال العباهلة (5) من حضرموت بإقام

ص: 392


1- استسعى العبد إذا كلفه من العمل ما يؤدي به عن نفسه إذا عتق بعضه ليعتق به ما بقي. و السعي: الوالي على أي أمر و قوم كان. و جاء في تاج العروس سعى: و في حديث وائل بن حجر: إن وائلا يستسعى و يترفل على الأقيال» أي يستعمل على الصدقات و يتولى استخراجها من أربابها.
2- كذا بالأصل و م، و في «ز»: يترقل. و يترفل أي يتسود و يترأس، مستعار من ترفيل الثوب و هو إسباغه و إسباله راجع تاج العروس: رفل.
3- كذا بالأصل و م، و في «ز»: الأقيال، و في تاج العروس: سعس: الأقيال، و في تاج العروس (رفل): الأقوال. و الأقيال، و الأقوال الواحد قيل، كما في التهذيب للأزهري، راجع تاج العروس: قول.
4- أبغث: مكان ذو رمل و حجارة (اللسان: بغث)، و لم يحدده في القاموس المحيط ، و في معجم الطبراني الكبير: من مال أثرتموه و ماء ينابعت (كذا).
5- العباهلة: الأقيال المقرون على ملكهم فلم يزالوا عنه (القاموس).

الصلاة، و إيتاء الزكاة، من الصدقة التيمة (1)،و لصاحبها التيعة (2)،لا جلب (3)،و لا جنب (4)،و لا شغار (5)،و لا وراط (6) في الإسلام، لكل عشرة من السرايا ما تحمل القراب من التمر. من أجبى فقد أربى و كل مسكر حرام.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي بن الآبنوسي، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني، أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن عبد اللّه بن بكير التميمي،[أنا أبو علي سهل بن علي الدوري، أنا أبو الحسن الأثرم، قال: قال أبو عبيدة معمر بن المثنى] (7)و أخبرني أبو الخطّاب عبد الحميد بن عمرو الأنصاري.

أن وائل بن حجر الحضرمي قدم على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فلمّا أراد أن ينصرف قال: يا رسول اللّه، لو كتبت لي كتابا ينفع اللّه به قومي، قال: اكتب:

بسم اللّه الرّحمن الرحيم.

من محمّد النبي صلى اللّه عليه و سلم صلى اللّه عليه و سلم إلى الأقيال العباهلة من أهل حضرموت بإقام الصلاة، و إيتاء الزكاة، على التيعة شاة، و التيمة لصاحبها، و في السيوب (8) الخمس لا خلاط (9) و لا وراط و لا شناق و لا شغار و من أجبى فقد أربى، و العون لسرايا المسلمين، و كلّ مسكر حرام».

قالوا: الأقيال الملوك واحدهم قيل، و العباهلة مثلها، و التيعة الأربعون من الشاة، و التيمة الزائدة، و قالوا: التيمة: هي الأكولة و هي الشاة التي يذبحها الرجل ليأكلها قال الحطيئة (10):

ص: 393


1- التيمة: هي الشاة التي تزيد على الأربعين حتى تبلغ الفريضة الأخرى.
2- التيعة: أدنى ما تجب فيه الزكاة من الحيوان، نسميه التيعة.
3- الجلب: هو أن لا تجلب الصدقة إلى المياه و الأمصار و لكن يتصدق بها في مراعيها أو أن ينزل العامل موضعا ثم يرسل من يجلب إليه الأموال من أماكنها ليأخذ صدقتها.(القاموس).
4- الجنب في الزكاة هو أن ينزل العامل بأقصى مواضع الصدقة ثم يأمر بالأموال أن تجنب إليه (القاموس المحيط ).
5- الشغار: بالكسر أن تزوج الرجل امرأة على أن يزوجك أخرى بغير مهر، صداق كل واحدة بضع الأخرى (القاموس).
6- الوراط في الصدقة: الجمع بين متفرق، أو عكسه، أو أن يخبأها في إبل غيره (القاموس).
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن «ز».
8- السيوب جمع سيب، و هي الركاز أي المعادن.
9- الخلاط : أن يخلط الرجل إبله بابل غيره أو بقره ليمنع حق اللّه منها.
10- ديوان الحطيئة ص 64 (ط : صادر، بيروت).

فما تتام جارة آل لأي *** و لكن يضمنون لها قراها

يقول: لا تذبح هي شياههم يلقونها، و السيوب الركاز، و الوراط : الخديعة و قالوا: لا خديعة و لا غش، و يقال ألقيته في ورطة أو ورطته أهلكته، و الشناق: ما دون الدية، و الشناق في الشياء ما جاوز الأربعين إلى ما يصير فيه الصدقة. قالوا: كلما أخذ فيه الشاء من صدقة الإبل فذلك الشنق، فإذا صارت ابنة مخاض ارتفع (1) الشنق، و صارت فريضة؛ و الشنق أن ينكح الرجل أخته أو ابنته و ينكحه الآخر ابنته أو أخته، و يهدران الصداق، كانوا في الجاهلية يصنعون ذاك، و هي المشاغرة و الإجباء: بيع الحرث قبل صلاحه.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أخبرنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمّد، أنا أبو سليمان حمد بن محمّد بن إبراهيم الخطابي قال: قوله يستسعى أي يولّى أمر الصدقات، و يقال للمصدّق الساعي، قال الشاعر:

يا أيها الساعي على غير قدم

و قوله: يترفّل، معناه يترأس، قال ذو الرمة (2):

إذا نحن رفلنا (3) امرأ ساد قومه *** و إن لم يكن من قبل ذلك يذكر

و يروى: رقلنا بالقاف، و اختلفوا في تفسير هذه الأسماء، فقال لي كعيدبه بن مرقد رجل من أهل اليمن، إنها بلاد من حضرموت، أقطعها النبي صلى اللّه عليه و سلم إياهم، و قال لي: أنا أعرف محجر و هي قرية معروفة فيها، و قال لي غيره من حضرموت: بل هو المحجن معروف عندنا، قال: و محاجن النحل حظائر تتخذ حولها، و الاحتجار: الاحتظار للشيء، و قال أبو عمرو: هو المحجر و هو الحديقة، و المحاجر: الحدائق و أنشد للبيد (4):

بكرت به جرشيّة (5) مقطورة *** تروي المحاجر بازل علكوم

و أما المحجر بفتح الجيم فهو المحرم (6)،قال حميد بن ثور:

ص: 394


1- الأصل: امتنع، و المثبت عن «ز»، و م.
2- البيت في ديوان ذي الرمة ص 238 رقم 75.
3- في الديوان: سوّدنا.
4- البيت في ديوان لبيد ص 153 (ط : صادر، بيروت).
5- الأصل و م و «ز»: حرسية، و المثبت عن الديوان. و هي الناقة المنسوبة إلى جرش، أرض باليمن.
6- كذا بالأصل و م، و في «ز»: المحرم بن الحجر.

فهممت أن أغشى إليها محجرا *** و لمثلها يغشى إليه المحجر

قال الحضرمي: فأما العرمان فإنه يريد المزارع، قال: و العريم ما يرفع حول الدّبرة، و يجمع على العرمان. قال: و العرمة أيضا: الكديس، و هو حصد الزرع إذا دق قبل أن يذرى، يقال نصب فلان عرمته و هو أن يجمعها فيجعلها هدفا لوجه الريح، و أما العرمة فهي المسناة. قال أبو عبيدة: قال و يجمع على العرم و منه قوله تعالى: فَأَرْسَلْنٰا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ (1)و أنشد لأبي سفيان بن الحارث:

فمزقهم ربهم في البلاد *** و غرق فيها الزروع العرم

قال: و المزاهر: الرياض، سميت مزاهر لأنها تجمع أصناف الزهر و النبات، يقال:

روضة مزهرة إذا خرج أزاهيرها و جمعها: مزاهر، و يقال: أزهر النبت، قال كثيّر:

سقى مطفيات المحل جودا و ديمة *** عظام ابن ليلى حيث كان رميمها

فامرع منها كل واد و تلعة *** سرابل خضر مزهئر عميمها

يريد: مزهار فهمز، لئلا يلتقي الساكنان، و كان الأعمش يقرأ مُدْهٰامَّتٰانِ و قرأ أيوب السختباني وَ لاَ الضّٰالِّينَ أنشدني أبو عمر عن ثعلب:

يا قوم إني قد رأيت عجبا

حمار بان يسرق أرنبا

خاطمها زأمها أن تهربا

يريد: زامها من الزمام، فهمز لئلا يلتقي الساكنان. و العباهل: الملوك، و قد فسره أبو عبيد، و فسر قوله: لا شغار و لا وراط ، و أما قوله: تحمل القراب، من التمر، فإن الرواية هكذا جاءت بالباء، و لا موضع لقرابين هاهنا، و إنما القراب قراب السيف، و أراه القراف، بالفاء، جمع قرف، و قد يجمع أيضا على القروف، و هي أوعية من جلود يحمل فيها الزاد للأسفار، قال الشاعر:

و ذبيانية وصت بينها *** بأن كذب القراطف و القروف

و المعنى أن عليهم أن يزودوا السرية إذا مرت بهم لكل عشرة منهم ما يحمل في مزود:

و قوله: إلى المهاجر بن أبو أمية، فقد حقه في الإعراب، أ يقال: ابن أبي أمية، لأنه مضاف

ص: 395


1- سورة سبأ، الآية:16.

إلى أبيه، و لكنه لاشتهاره ترك على حاله، كما قيل: علي بن أبو طالب.

و أخبرنا ابن الأعرابي، نا العباس الدوري، نا يحيى بن معين قال: كان إسماعيل بن أبي خالد يقول: قيس بن أبو حازم.

7957 - وائل بن رباب بن حذيفة بن مهشّم بن سعيد بن سهم بن عمرو

ابن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي السّهمي (1)

ممن أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم.

و أمه أم وائل بنت معمر بن حبيب الجمحية.

و شهد الفتح بالشام، و هو أخو معمر بن رئاب (2)،لهما ذكر.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي يعقوب، نا عبد اللّه بن محمّد، أنا أبو أمامة، عن حسين المعلّم عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال:

تزوج رئاب بن حذيفة بن سعيد بن سهم أم وائل بنت معمر الجمحية، فولدت له ثلاثة أولاد، فتوفيت أمهم فورثها بنوها [رباعها] (3) و ولاء مواليها، فخرج بهم عمرو بن العاص معه إلى الشام، فماتوا في طاعون عمواس، فورثهم عمرو، مكان عصبتهم، فلما رجع عمرو جاء بنو معمر يخاصمونه في ولاء أختهم إلى عمر بن الخطّاب، فقال عمر: أقضي بينكم بما سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، سمعته يقول:«ما أحرز الوالد أو الولد (4) فهو لعصبته (5) من كان»[12885] قال: فقضى لنا به و كتب له بذلك كتابا فيه شهادة عبد الرّحمن بن عوف، و زيد ابن ثابت، و آخر حتى [إذا] (6) استخلف عبد الملك بن مروان توفي مولى لهم (7) و ترك ألفي دينار، فبلغني أن ذلك القضاء قد غيّر فخاصموه إلى هشام بن إسماعيل فدفعنا إلى عبد الملك أو قال فرفعنا فأتياه بكتاب عمر فقال: إن كنت لأرى أن هذا من القضاء الذي لا يشك فيه، و ما كنت أرى أن أمر المدينة بلغ هذا: أن تشكوا في هذا القضاء، فقضى لنا به، فلم يزل فيه (8).

ص: 396


1- ترجمته في الإصابة 629/3.
2- راجع ترجمته في الإصابة 448/3.
3- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز»، و م.
4- في «ز»: الولد أو الوالد.
5- العصبة، عصبة الرجل: بنوه و قرابته لأبيه.
6- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن «ز».
7- الأصل و م و «ز»: لها، و المثبت عن المختصر، و في الإصابة: لنا.
8- الإصابة 629/3.

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان عن (1) عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو بكر محمّد بن أبي عمرو الأسود المنيني، قال: قرئ على أبي عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن عبد الملك بن مروان بدمشق سوق الأحد، و أنا حاضر أسمع، نا زكريا بن يحيى السجزي، نا عبيد اللّه بن معاذ بن معاذ، نا أبي، نا حسين - يعني - المعلّم، عن عمرو - يعني - ابن شعيب، عن أبيه، عن جده.

أن رئاب بن حذيفة تزوج ابنة (2) معمر بن حبيب الجمحية، فولدت وائلا، و معمرا، و غلاما آخر، فتوفيت أمهم فورثها بنوها رباعها و ولاء مواليها، و إن مواليها انطلقوا مع عمرو ابن العاص إلى الشام، فماتوا بطاعون عمواس، فورثهم عمرو بن العاص، و كان عصبتهم، فخاصم بنو معمر بن حبيب عمرو بن العاص في ولاء موالي وائل إلى عمر بن الخطّاب فقال عمر: أقضي (3) بينكم بما سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«ما أحرز الوالد أو الولد فهو لعصبته من كان»[12886] فقضى عمر لعمرو رباعها و ولاء مواليها، فنحن نأكله إلى اليوم، و كتب عمر لعمرو بقضائه كتابا فيه شهادة عبد الرّحمن بن عوف، و زيد بن ثابت، و رجل آخر من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم، ثم توفي مولّى لها بعد ذلك، فخاصم أبو معمر شعيب بن محمّد بن عبد اللّه بن عمرو زمن عبد الملك بن مروان إلى هشام بن إسماعيل قال: فرفعنا إلى عبد الملك بن مروان قال: فرفعنا إليه كتاب عمر بن الخطّاب فقال عبد الملك: كان هذا من القضاء الذي لم أكن أرى أحدا يشك فيه، و لم أشعر أن أهل المدينة قد بلغ من أمرهم أن ينكروا هذا القضاء، قال:

فأمضاه.

معمر بن حبيب هو ابن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي، و عمرو بن العاص هو ابن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير، قال (4):و ولد مهشّم بن سعيد بن سهم:

حذيفة و رئابا، و أمهما [أسماء] (5) بنت حذيم (6) بن سعد بن سهم، فولد حذيفة: رئابا و معمرا و أروى بنت حذيفة لها زمعة و عقيل، ابنا الأسود بن المطلب.

ص: 397


1- تحرفت بالأصل إلى: بن، و المثبت عن «ز»، و م.
2- في «ز»: ابنت.
3- الأصل: اقض، و المثبت عن «ز»، و م.
4- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 412.
5- زيادة عن نسب قريش.
6- بدون إعجام بالأصل و م، و في «ز»: خذيم، أعجمت عن نسب قريش.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا - بقراءتي عليه - عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني قال: في باب رياب بالياء قال: رياب بن حذيفة بن مهشّم بن سعيد بن سهم خاصم إلى عمر، روى حديثه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده [كذا (1) قال، و رئاب لم يخاصم إلى عمر، و إنما خوصم في ولاء موالي ولده كما تقدم.

قرأت (2) على أبي محمد بن حمزة، عن عبد الرحيم بن أحمد.

ح و حدثنا خالي أبو المعالي محمد بن يحيى القاضي، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، نا عبد الرحيم بن أحمد، أنا أبو محمد عبد الغني بن سعيد، قال:

رياب بن حذيفة بن سعيد خاصم إلى عمر.

قرأت على أبي محمد بن حمزة عن علي بن هبة اللّه قال: و أما رياب بكسر الراء و بعدها ياء معجمة باثنتين من تحتها، فهو: رياب بن حذيفة بن مهشم بن سعيد بن سهم خاصم إلى عمر روى حديثه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده].

7958 - وتين و يقال: زبير بن معاوية بن أبي سفيان بن عبد اللّه بن يزيد

ابن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب الأموي

له ذكر، ذكره أبو الحسن أحمد بن حميد بن أبي العجائز في تسمية من كان بدمشق و غوطتها من بني أمية، و ذكر امرأته أم عثمان ابنة عبد اللّه بن أبي سفيان بن عبد اللّه بن يزيد ابن معاوية، و أولاده محمّد بن الوتين ابن ست سنين، و عمر بن الوتين رضيع، و ابنته أم كلثوم ابنة الوتين بنت ثمان سنين.

و في نسخة أخرى: الزبير، في المواضع كلها.

[ذكر من اسمه] وثيق

اشارة

[ذكر من اسمه] (3) وثيق

7959 - وثيق بن أحمد بن عثمان أبو السّلمي الكفربطناني

7959 - وثيق بن أحمد بن عثمان أبو السّلمي الكفربطناني (4)

حدّث عن أبي القاسم ابن أبي العقب.

ص: 398


1- من هنا إلى نهاية الترجمة سقط من الأصل، و استدرك عن «ز»، و م.
2- الخبر التالي سقط من م، و هو مثبت عن «ز».
3- زيادة منا.
4- ترجمته في معجم البلدان (كفربطنا)468/4. و الكفربطناني نسبة إلى كفربطنا: من قرى غوطة دمشق من إقليم داعية.

روى عنه: علي بن محمّد الحنائي.

قرأت بخط أبي الحسن الحنائي، أنا أبو محمّد وثيق بن أحمد السّلمي، نا علي بن يعقوب بن أبي العقب، عن رجل ذهب عني اسمه أظنه حاجب بن أركين الفرغاني، نا الفضل ابن العباس بن عميرة، نا ثابت بن محمّد، نا المعلّى بن ثابت بن خالد الفزاري (1)،حدّثني محمّد بن نعيم بن عبد اللّه المجمر، عن أبيه عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من قضى دين والديه بعد موتهما و أوفى نذرهما و لم يستسب (2) لهما فقد برّهما، و إن كان عاقّا بهما، و من لم يقض (3) دينهما و لم يوف نذرهما و استسبّ لهما فقد عقّهما و إن كان بهما بارّا في حياتهما»[12887].

قرأت بخط عبد المنعم بن علي النحوي، مات وثيق بن أحمد بن عثمان الكفربطناني في مسجد أبي صالح في يوم الخميس لخمس بقين من شعبان سنة اثنتين و أربعمائة، و كان له مشهد عظيم، و ذلك أنه كان له سنين يتعبد في مسجد أبي صالح.

7960 - وثيق بن الهذيل بن زفر بن الحارث الكلابي

كان ممن تلقى مروان بن محمّد من أهل الشام حين قدم من الجزيرة طالبا للخلافة متوجها إلى دمشق، فلم يزل معه حتى غلب على دمشق. له ذكر، تقدم ذكره في ترجمة مروان.

[ذكر من اسمه] وجيه

اشارة

[ذكر من اسمه] (4) وجيه

7961 - وجيه بن عبد اللّه بن مسعر أبو المقدم التنوخي المعري

7961 - وجيه بن عبد اللّه بن مسعر أبو المقدم التنوخي المعري (5)

شاعر، سكن دمشق، و مات بها.

قرأت بخط بعض الشاميين لوجيه بن عبد اللّه و قد دخل إلى معرّة (6) النعمان بعد أخذ الفرنج لها:

ص: 399


1- في «ز»: الموازي.
2- أي عرضها للسبّ .
3- بالأصل: يقضي، و المثبت عن «ز»، و م.
4- زيادة منا.
5- تحرفت بالأصل و م إلى: المغربي، و المثبت عن «ز»، و المختصر.
6- في «ز»: معاوية، و كتب على هامشها: معرة.

هذه بلدة قضى اللّه يا صاح *** عليها كما ترى بالخراب

فقف العيس وقفة و ابك من *** كان بها من شيوخها و الشباب

و اعتبر إن دخلنا يوما إليها *** فهي كانت منازل الأحباب

قال: و أنشدني القاضي أبو المقدم:

أرى الدهر أفناني و أفنى شبيبتي *** و شيب رأسي و الخطوب تشيب

إذا ما طوى الإنسان عشرين حجّة *** تيقن أن الموت منه قريب

قال: و أنشدني أيضا لنفسه:

أراني و النفالة (1)[في] (2) نفاد *** على سفر و ليس لديّ زاد

و قد بان الشباب الغضّ مني *** و جاء الشيب ليس له ارتداد

إذا ما الزرع أخلع و استبانت *** سنابله فقد قرب الحصاد

قرأت بخط شيخنا أبي الفرج غيث بن علي، حدّثني أبو عمرو المعري (3)،أن أبا (4)المقدم (5) وجيه المعري توفي بدمشق في وقت تقديره سنة أربع و خمسمائة، قدم صور، و أنشدنا من شعره.

و قرأت بخط غيث في موضع آخر، حدّثني (6) محمّد بن حسن المعروف بابن الغزالي المعري (7) قال: توفي خالي أبو المقدم (8) وجيه بن عبد اللّه بن مسعر التنوخي المعري (9)بدمشق يوم الخميس السابع عشر من ذي الحجة سنة ثلاث و خمسمائة و قد جاوز السبعين.

7962 - وحشيّ بن حرب أبو دسمة الحبشيّ

مولى جبير بن مطعم النوفلي (10)

ص: 400


1- كذا بالأصل و م، و في «ز»: و البقالة.
2- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن «ز»، لتقويم الوزن.
3- الأصل و م: المغربي، و المثبت عن «ز».
4- الأصل و م:«أنبأنا» و المثبت «أن أبا» عن «ز».
5- في الأصل و «ز»، و م هنا: المقدام.
6- كذا بالأصل و م، و في «ز»: حدثني أبو نصر حسن بن محمد بن حسن المعروف...
7- الأصل و م: المغربي، و المثبت عن «ز».
8- الأصل و م: المقدام، و المثبت عن «ز».
9- الأصل و م: المغربي، و المثبت عن «ز».
10- ترجمته في تهذيب الكمال 371/19 و تهذيب التهذيب 73/6 و الإصابة 631/3 و أسد الغابة 662/4 و الاستيعاب 644/3 (هامش الإصابة)، و طبقات خليفة ص 38 و طبقات ابن سعد 418/7 و التاريخ الكبير 180/8 و الجرح و التعديل 45/9.

و يقال كان عبدا لابنه الحارث بن عامر بن نوفل، و وحشيّ قاتل حمزة عم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أسلم على عهد النبي صلى اللّه عليه و سلم، و روى عنه أحاديث.

روى عنه: ابنه حرب بن وحشيّ ، و جعفر بن عمرو بن أمية الضمري.

و كان ممن خرج مع خالد بن الوليد إلى اليمامة، و قدم معه الشام، و شهد اليرموك و الظاهر أنه شهد فتح دمشق، و قيل إنه سكن دمشق، و الصحيح أنه كان يسكن حمص (1).

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو أحمد محمّد بن محمّد الحام، أنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن سليمان بن الحارث الواسطي - ببغداد - نا أبو الوليد هشام بن عمّار الدمشقي، نا الوليد بن مسلم، حدّثني وحشيّ ابن حرب بن وحشيّ ، عن أبيه عن جده أن أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قالوا: يا رسول اللّه إنا نأكل و لا نشبع، فقال صلى اللّه عليه و سلم:«تأكلون و أنتم متفرقون» قال:«فاجتمعوا على طعامكم و اذكروا اسم اللّه على أوّله و آخره و احمدوه على آخره يبارك لكم فيه»[12888].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، قال: قرئ على أبي عثمان البحيري، أخبرنا جدي أبو الحسين أحمد بن محمّد بن جعفر بن بحير البحيري، أنا محمّد بن إسحاق بن خزيمة، نا علي بن سهل الرملي، حدّثنا الوليد - يعني - ابن مسلم عن وحشيّ بن حرب عن أبيه عن جده وحشيّ بن حرب أن رجلا قال: يا رسول اللّه إنّا نأكل و ما نشبع، قال:«فلعلّكم تفترقون عن طعامكم، اجتمعوا عليه و اذكروا اسم اللّه يبارك لكم»[12889].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أخبرنا أحمد بن الحسن، نا عمر بن أحمد، نا خليفة بن خيّاط قال (2):و وحشيّ مولى جبير بن مطعم مات بحمص.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللنباني (3)،نا ابن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد قال (4):في تسمية من نزل الشام:

وحشيّ قاتل حمزة، كان ينزل حمص.

ص: 401


1- رواه نقلا عن المصنف المزي في تهذيب الكمال 371/19 طبعة دار الفكر.
2- طبقات خليفة بن خيّاط ص 38 رقم 45 طبعة دار الفكر.
3- تحرفت بالأصل و م إلى: اللبناني، بتقديم الباء، و الصواب عن «ز»: اللنباني، بتقديم النون.
4- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر السوسي، أنا أبو الحسن الساجي، أنا أبو علي الفقيه، نا ابن سعد، قال (1):

وحشيّ بن حرب الحبشيّ ، قاتل حمزة، أسلم بعد ذلك، و صحب النبي صلى اللّه عليه و سلم، و سمع منه أحاديث، و نزل حمص حتى مات بها، و ولده بها اليوم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد، قال: في الطبقة الرابعة: وحشيّ ابن حرب، و كان أسود من سودان مكة، عبدا لابنة الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف ابن قصي، و يقال: بل كان عبدا لجبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف، و لم يبلغنا أنه شهد بدرا مع المشركين، و لكنه خرج معهم إلى أحد فقالت (2) له ابنة الحارث بن نوفل بن عامر إنّ أبي قتل يوم بدر، فإن أنت قتلت أحد الثلاثة فأنت حر: إن قتلت محمّدا، أو حمزة (3) بن عبد المطّلب، أو علي (4) بن أبي طالب، فذكر قصّة قتله حمزة.

قال محمّد بن عمر: ثم إن وحشيا بعد ذلك خرج إلى الشام، حين خرج المسلمون، فلم يزل معهم في تلك المواضع و المشاهد حتى فتحت حمص، فنزلها و وقع في الخمر يشربها، و لبس المعصفر المصقول، فكان أول من ضرب في الخمر بالشام، و أول من لبس المعصفرات بالشام، و ليس بينهم في ذلك اختلاف، و له بقية و عقب بالشام، و قد روى الوليد ابن مسلم عن وحشيّ بن حرب بن وحشيّ أحاديث عن أبيه عن جده.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، ثم أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أخبرنا أبو محمّد الجوهري، نا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أحمد بن علي بن الحسن، أنا أحمد بن عبد اللّه بن البرقي، قال: و من حلفائهم - يعني - بني نوفل: وحشيّ مولى جبير بن مطعم قاتل حمزة، له ثمانية (5) أحاديث.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:-

ص: 402


1- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 418/7.
2- الأصل و م و «ز»: فقال.
3- في م: و حمزة.
4- بالأصل: و علي، و المثبت عن «ز»، و م.
5- بالأصل و م و «ز»: ثمان.

أخبرنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (1):وحشيّ الحبشيّ مولى جبير ابن مطعم القرشي، نزل الشام مع النبي صلى اللّه عليه و سلم.

قال إسحاق بن يزيد: نا محمّد بن مبارك الصوري، نا صدقة بن خالد، حدّثني وحشيّ ابن حرب بن وحشيّ عن أبيه عن جده قال: كان معاوية ردف النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:«ما يليني منك ؟» قال: بطني، قال:«اللّهمّ املأه علما و حلما»[12890].

[قال ابن عساكر:] (2) في إسناده نظر.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أخبرنا ابن منده، أخبرنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا علي.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال (3):

وحشيّ بن حرب مولى جبير بن مطعم، نزل الشام، له صحبة، قاتل (4) حمزة بن عبد المطّلب و مسيلمة الكذاب، روى عنه عبيد اللّه بن عدي بن الخيار، و ابنه حرب بن وحشيّ ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي - إجازة - أخبرنا أبو القاسم بن عتاب، أخبرنا ابن جوصا - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أخبرنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا ابن جوصا قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الأولى من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم وحشيّ بن حرب الحبشيّ ، مولى طعيمة بن عدي بن نوفل بن عبد مناف ولده - و قال الكلابي: داره - بحمص.

كتب إليّ أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن عيسى، أخبرنا أبو عبد اللّه العكبري، قال: قرئ على أبي القاسم البغوي قال: وحشيّ بن حرب، يقال: إنه سكن دمشق، و روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أحاديث، ثم ذكر له حديثا عن داود بن رشيد عن الوليد بن مسلم، عن وحشيّ بن حرب عن أبيه عن جده قال: قالوا: يا رسول اللّه، إنّا نأكل و لا نشبع.

قال البغوي: و يقال: إن وحشيّ قاتل حمزة، ليس هذا هو الذي ذكرنا، و هو وحشيّ

ص: 403


1- التاريخ الكبير للبخاري 180/8.
2- زيادة منا للإيضاح.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 45/9.
4- تحرفت بالأصل إلى: قال، و المثبت عن «ز»، و م.

مولى جبير بن مطعم و يكنى أبا دسمة، و قد روي عن النبي صلى اللّه عليه و سلم حديث قتل حمزة بطوله، و قد كتبته في أخبار حمزة.

[قال ابن عساكر:] (1) كذا قال البغوي، و وهم في التفرقة بينهما هو رجل واحد.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز بن أحمد، نا مسدد بن علي بن عبد اللّه الأملوكي، أخبرنا أبي، أخبرنا عبد الصّمد بن سعيد القاضي قال في تسمية من نزل حمص من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم: وحشيّ بن حرب الحبشيّ ، و هو مولى لطعمة بن عدي بن نوفل بن عبد مناف، و ولده بحمص إلى اليوم، و قد كتبت عن بعض ولده النسخة التي بخطه (2)،و مات بحمص في بركة من خمر، و هو أول من ضرب في الخمر.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده قال: وحشيّ بن حرب الحبشيّ ، مولى جبير بن مطعم، كان يكنى أبا دسمة، و كان ينزل حمص، روى عنه جعفر بن عمرو (3) بن أمية الضمري، و ابنه إسحاق بن وحشيّ .

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري، قال: وحشيّ [الحبشي] (4) مولى جبير بن مطعم القرشي، نزل إلى الشام، سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم، روى عنه جعفر بن عمرو بن أمية في قتل حمزة.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحدّاد، قالا: قال لنا أبو نعيم الحافظ :

وحشيّ بن حرب أبو دسمة، مولى جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل، قاتل حمزة، أسلم بعد الفتح، فقدم مع وفد ثقيف، و شهد اليمامة، و رمى مسيلمة الكذاب هو و الأنصاري، فقتل مسيلمة من ضربتيهما، ثم تحول إلى الشام، فسكن حمص و مات بها، حديثه عند جعفر ابن عمرو بن أمية، و عند أولاده.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أخبرنا أبو بكر الخطيب، قال:

ص: 404


1- زيادة منا ز.
2- كذا بالأصل، و في م:«؟؟؟ حده» و في «ز»: لجده.
3- بالأصل و م: جعفر بن علي عمرو، صوبنا الاسم عن «ز»، و تهذيب الكمال.
4- سقطت من الأصل، و المستدرك عن «ز»، و م.

وحشيّ مولى جبير بن مطعم القرشي، و هو قاتل حمزة عمّ النبي صلى اللّه عليه و سلم، ثم إنه أسلم و جاهد مع المسلمين أهل الردّة، و يقال: إنه قتل مسيلمة الكذّاب يوم اليمامة، و له روايات عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، حدّث عنه ابنه حرب.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن علي بن هبة اللّه بن جعفر، قال (1):

أما وحشيّ بحاء مهملة، فهو [وحشي] (2) مولى جبير بن مطعم قاتل حمزة، أسلم على يد (3) النبي صلى اللّه عليه و سلم، و جاهد أهل الردّة، و قتل (4) مسيلمة الكذّاب، روى عنه ابنه حرب.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا عبد الوهّاب بن أبي حية، أنا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر الواقدي (5):

حدّثني ابن أبي سبرة، عن حسين بن عبد اللّه، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال: أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بقتل وحشيّ مع النفر، و لم يكن المسلمون على أحد أحرص منهم على وحشيّ ، و هرب وحشيّ إلى الطائف، فلم يزل به مقيما حتى قدم في وفد الطائف على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فدخل عليه، فقال: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و أشهد أن محمّدا عبده و رسوله (6)،فقال:

«وحشيّ ؟» قال: نعم، قال:«اجلس، حدّثني كيف قتلت حمزة» فأخبره، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«غيّب عني وجهك» قال: فكنت إذا رأيته تواريت عنه حتى خرج الناس إلى مسيلمة الكذّاب (7)،فدفعت إلى مسيلمة فزرقته (8) بالحربة، و ضربه رجل من الأنصار، فربّك أعلم أينا قتله.

هذا حديث غريب، و إسناده غريب، و المحفوظ حديث سليمان بن يسار عن جعفر بن عمر.

أخبرناه أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن علي بن [أبي] (9) عثمان، و أبو منصور مقرب

ص: 405


1- الاكمال لابن ماكولا 300/7.
2- سقطت من الأصل و م و «ز»، و استدركت عن الاكمال.
3- بالأصل و م: يدي، و المثبت عن «ز»، و الاكمال لابن ماكولا.
4- في الاكمال: و قيل: قتل مسيلمة.
5- رواه محمد بن عمر الواقدي في مغازيه 862/3-863.
6- في مغازي الواقدي: و أشهد أن محمدا رسول اللّه.
7- ليست في مغازي الواقدي.
8- زرقه به: رماه.
9- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز»، و م.

ابن الحسين بن الحسن، قالا: أخبرنا أبو الغنائم عبد الصّمد بن علي بن المأمون، أنا علي بن عمر بن أحمد بن مهدي، حدّثنا أبو علي محمّد بن سليمان بن علي المالكي - بالبصرة - نا أبو هريرة الصيرفي محمّد بن فراس، و محمّد بن علي القطعي، قالا: حدّثنا وهب بن جرير، نا أبي قال: سمعت محمّد بن إسحاق (1)،نا عبد اللّه بن الفضل بن العبّاس بن ربيعة، عن سليمان بن يسار، عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري، قال:

خرجت أنا و عبيد اللّه (2) بن عدي بن الخيار في زمن معاوية غازيين، فلما قفلنا مررنا بحمص، و كان وحشيّ بها، فقد سكنها؛ فقال لي عبيد اللّه: هل لك أن نأتي وحشيّا فنسأله عن قتل حمزة ؟ فخرجنا نريده، فسألنا (3) عنه فقيل لنا: إنكما ستجدانه بفناء داره على طنفسة له، و هو رجل قد غلبت عليه الخمر، فإن تجداه صاحيا تجدا رجلا غريبا، و إن تجداه و بعض ما يكون فيه (4) فانصرفا عنه؛ فأتيناه، فإذا نحن بشيخ كبير، أسود مثل البغاث (5)،على طنفسة له بفناء داره، فإذا هو صاح لا بأس به، فسلّمنا عليه، فردّ السلام ثم رفع رأسه إلى عبيد اللّه بن عدي بن الخيار فقال: ابن لعدي بن الخيار أنت ؟ قال: نعم، قال: أما و اللّه ما رأيتك منذ ناولتك أمك السعدية التي أرضعتك بذي طوى على بعيرها، فإنّي أخذتك بضبعيك فناولتها إيّاك [فلمعت لي قدماك، فما هو إلاّ أن وقفت عليّ فعرفتك، قلت:] (6) فلما رأيتك عرفتك، [قال:] فجلسنا إليه (7)،و قلنا: أتيناك نسألك عن حديث قتلك حمزة كيف كان ؟ فقال لنا: أما إني سأحدثكم بما حدثت به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، كنت بمكة لجبير بن مطعم، و كان طعيمة بن عدي عمه قتل يوم بدر، فقال: إن قتلت حمزة عم محمّد صلى اللّه عليه و سلم [بعمي] (8) فأنت حرّ، قال: و كانت لي حربة أقذف بها، قل ما أخطئها (9)[قال:] (10) فخرجت مع الناس يوم أحد (11)،و إنّما حاجتي

ص: 406


1- الخبر في سيرة ابن هشام 74/3 و ما بعدها، و في أسد الغابة 662/4 و ما بعدها نقلا عن ابن إسحاق.
2- بالأصل: و عبيد، و المثبت عن «ز»، و م، و ابن هشام، و أسد الغابة.
3- بالأصل: فسألناه، و المثبت عن م.
4- من قوله: فسألنا... إلى هنا سقط من «ز».
5- قال ابن هشام: البغاث ضرب من الطير إلى السواد.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن «ز»، و م، و ابن هشام.
7- قوله:«فجلسنا إليه» ليس في «ز»، و م.
8- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز»، و م و ابن هشام.
9- تقرأ بالأصل:«أجلتها إلاّ قتلت» و المثبت عن «ز»، و م، و في سيرة ابن هشام: أخطئ بها.
10- زيادة عن «ز»، و م.
11- قوله:«يوم أحد» ليس في «ز»، و م.

قتل حمزة (1)،فلمّا التقى الناس أخذت حربتي، و خرجت انظر حمزة، و هو في عرض الناس مثل الجمل الأورق (2) يهذّ (3) الناس بسيفه هذّا، و دنا (4) مني إلاّ أنه تستر مني بأصل شجرة أو صخرة إذ بدر من الناس فلان (5) ابن عبد العزّى، فلمّا رآه حمزة قال: هلمّ يا ابن مقطّعة البظور، فضربه فو اللّه لكأنما أخطأ رأسه (6)،و هززت حربتي، حتى إذا رضيت منها، دفعتها عليه، فوقعت بين كتفيه، حتى خرجت من بين ثدييه (7)،و تركته (8)،و استأخرت عنه حتى مات رحمه اللّه، ثم قمت إليه، ثم انتزعتها منه، ثم أتيت العسكر فقعدت فيه، فلم يكن لي حاجة بغيره، و إنما قتلته لأعتق، فلما قدمنا مكة عتقت و أقمت بها حتى (9) فتحت مكة، ثم هربت إلى الطائف، فلما خرج وفد ثقيف إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم [ضاقت عليّ الأرض بما رحبت، قلت:

ألحق بالشام أو اليمن أو ببعض البلاد، فو اللّه إني لفي ذلك مفكرا] (10) إذ قال لي قائل: ويحك الحق بمحمّد صلى اللّه عليه و سلم فو اللّه ما يقتل أحدا دخل في دينه، و تشهّد (11) بشهادته.

قال: فخرجت حتى قدمت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم المدينة، فلم يرعه إلاّ و أنا قائم على رأسه أشهد بشهادة الحقّ ، فلمّا رآني قال:«وحشيّ ؟» قلت: نعم، قال:«اجلس فحدّثني كيف كان قتلك حمزة» فجلست بين يديه فحدثته كما حدثتكم، ثم قال:«ويحك يا وحشيّ غيّب عني وجهك فلا أراك» فكنت أتنكب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى توفي، فلما سار المسلمون (12)إلى مسيلمة خرجت معهم بحربتي (13)،فلما التقى المسلمون و بني حنيفة (14) نظرت إلى

ص: 407


1- زيد في «ز»: «حتى نزلنا بصفين» و في م:«حتى نزلنا بعينين».
2- الجمل الأورق: الذي لونه بين الغبرة و السواد، وصف بذلك لما عليه من الغبار.
3- هذّ بالسيف هذّا: قطعه، و الهذ: سرعة القطع. و في سيرة ابن هشام: يهد الناس هدّا، بالدال المهملة في اللفظتين (راجع اللسان، و تاج العروس).
4- كذا بالأصل، و العبارة في «ز»، و م: ما يليق شيئا، فو اللّه إني لأتهيأ له قد استترت بأصل شجرة.
5- كذا بالأصل: فلان، و في «ز»، و م: سباع بن عبد العزى.
6- زيد في «ز»، و م: ما رأيت شيئا أسرع من سقوط رأسه.
7- في «ز»، و م: فوقعت في ثنته حتى خرجت من بين رجليه.
8- العبارة في «ز»، و م: فوقع الرجل، فوثبت فقتلته حتى إذا مات قمت فأخذت حربتي، ثم رجعت إلى المعسكر.
9- في «ز»، و م: فلما فتح رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مكة هربت.
10- ما بين معكوفتين مكانه مطموس بالأصل، و استدرك عن «ز»، و م.
11- قوله:«و تشهد بشهادته» ليس في «ز»، و م.
12- في «ز»، و م: حتى قبضه اللّه، فلما خرج المسلمون.
13- زيد في «ز»، و م: التي قتلت بها حمزة.
14- في «ز»، و م: فلما التقى الناس، نظرت.

مسيلمة، و و اللّه ما أعرفه و بيده سيفه و رجل آخر من الأنصار يريده من ناحية أخرى و كلانا يتهيأ له حتى إذا أمكنتني (1) منه الفرصة دفعت إليه حربتي فوقعت فيه، و شدّ (2) الأنصاري يضربه، فربك أعلم أيّنا قتله، فإن كنت قتلته فقد قتلت خير الناس بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و قتلت شرّ الناس (3)(4).

أخبرناه أعلى من هذا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد، نا أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس بن بكير، عن محمّد ابن إسحاق، قال (5):فحدّثني عبد اللّه بن الفضل، عن سليمان بن يسار، عن جعفر بن أمية الضمري قال:

خرجت أنا و عبيد اللّه بن عدي بن الخيار مدربين في زمان معاوية، فأدربنا (6) مع الناس، فلما قفلنا مررنا بحمص، و كان وحشيّ مولى جبير بن مطعم قد سكنها، فأقام بها، فلما قدمناها قال لي عبيد اللّه بن عدي: هل لك أن تأتي وحشيا فتسأله عن قتل حمزة كيف قتله ؟ قلت: إن شئت، فخرجنا نسأل عنه بحمص، فقال لنا رجل و نحن نسأله عنه: إنكما ستجدانه بفناء داره و هو رجل قد غلبت عليه الخمر، فإن تجدانه صاحيا تجدا رجلا عربيا و تصيبا عنده ما تريدان من حديثه، فتسألاه عما بدا لكما، و إن تجداه و به بعض ما يكون به فانصرفا عنه و دعاه، فخرجنا نمشي حتى جئنا، فوجدناه بفناء داره على طنفسة له، فإذا شيخ كبير مثل البغاث - قال يونس: قال ابن إسحاق يعني بالبغاث الذكر من الرخم، إذا هرم اسودّ - قال: و إذا هو صاح لا بأس به، فسلّمت عليه، فرفع رأسه إلى عبيد اللّه بن عدي فقال: ابن لعدي ابن الخيار أنت ؟ قال: نعم، قال: أما و اللّه ما رأيتك منذ ناولتك أمك السعدية حتى أرضعتك، فإنّي ناولتها إيّاك بذي طوى و هي على بعيرها، فأخذتك مني و أنت في عرضتك (7)،فلمعت لي قدماك حتى رفعتك إليها، فو اللّه إن هو إلاّ أن وقفت عليّ فرأيتهما

ص: 408


1- الأصل و م و «ز»: أمكنني.
2- الأصل: و سيف، و المثبت عن «ز»، و م.
3- كتب بعدها في «ز»: آخر الجزء الحادي عشر بعد السبعمائة.
4- الخبر التالي أخر عن موضعه، قدّمناه إلى هنا بما وافق ترتيب الأخبار في «ز»، و م.
5- راجع سيرة ابن هشام 74/3 و ما بعدها و أسد الغابة 662/4.
6- في السيرة:«فأدربنا». أي دخلنا الدروب، و كل مدخل إلى الروم: درب.
7- العرضة: الجلد الذي يكون فيه الصبي إذا أرضع و يرى فيه و في السيرة: بعرضيك: يعني بجانبيك، و عرض الشيء: جانبه.

فعرفتهما فجلسنا إليه،[فقلنا: جئناك لتخبرنا عن قتلك حمزة بن عبد المطلب حين قتلته، كيف قتلته ؟] (1) فقال: أما إنّي سأحدثكما كما حدثت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حين سألني عن ذلك، كنت غلاما لجبير بن مطعم و كان عمّه طعيمة بن عدي قد قتل يوم بدر، فلمّا سارت قريش إلى أحد، قال لي جبير: إن قتلت حمزة عم محمّد صلى اللّه عليه و سلم - يعني - فأنت عتيق، فخرجت مع الناس حين خرجوا إلى أحد، و كنت رجلا حبشيا أقذف بالحربة قذف الحبشة، قلّ ما أخطئ بها شيئا أريده، فلمّا التقى الناس خرجت انظر حمزة و أتبصره حتى رأيته مثل الجمل الأورق في عرض الناس، يهذ الناس بسيفه هذا ما يقوم له شيء (2) فو اللّه إنّي لأريده و استترت منه بشجرة أو بحجر ليدنو مني، و تقدمني إليه سباع ابن عبد العزّى، فلما رآه حمزة قال: هلمّ إليّ يا ابن مقطّعة البظور، و كانت أمّه ختانة بمكة (3)،و ضربه فو اللّه لكأنما أخطأ رأسه، فهززت حربتي حتى إذا رضيت منها دفعتها عليه، فوقعت في ثنّته (4) حتى خرجت من بين رجليه، و ذهب لينوء (5) نحوي، فغلب، فوقع و خلّيت بينه و بينها حتى مات، ثم أتيته فأخذت حربتي ثم رجعت إلى العسكر، فقعدت فيه، و لم تكن لي بغيره حاجة، إنّما قتلته لأعتق، فلمّا قدمت مكة عتقت، ثم أقمت بها حتى افتتح رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مكة، فهربت إلى الطائف، فكنت بها، فلمّا خرج وفد أهل الطائف إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ليسلموا، تعيّت عليّ المذاهب و ضاقت عليّ الأرض، و قلت: ألحق بالشام أو باليمن أو ببعض البلاد، فو اللّه إني في ذلك من همّي إذ قال لي رجل: ويحك إنه و اللّه ما يقتل أحدا من الناس دخل في دينه، و تشهّد (6) شهادته، قال:

فلمّا قال لي ذلك خرجت حتى قدمت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم المدينة، فلم يرعه إلاّ و أنا قائم على رأسه أشهد بشهادة الحقّ ، فلمّا رآني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«وحشيّ ؟» قلت: نعم يا رسول اللّه، قال:«اقعد فحدّثني كيف قتلت حمزة» فحدثته كما حدثتكما، فلما فرغت من حديثي قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«غيّب عني وجهك فلا أراك» فكنت أتنكب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حيث كان فلم يرني حتى قبضه اللّه، فلما خرج المسلمون إلى مسيلمة الكذّاب صاحب اليمامة أخذت حربتي و خرجت معهم و هي الحربة التي قتلت بها حمزة، فلما التقى الناس رأيت مسيلمة قائما في

ص: 409


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك للإيضاح عن «ز»، و سيرة ابن هشام.
2- الأصل: شيئا، و المثبت عن «ز»، و م، و ابن هشام.
3- «و كانت ختانة بمكة»، كما في أسد الغابة، و الجملة ليست في ابن هشام.
4- الثنة بضم الثاء، العانة.
5- ينوء: ينهض متثاقلا.
6- الأصل و م و «ز»: و شهد، و المثبت عن ابن هشام.

يده السيف و لا أعرفه، فتهيّأت له و تهيأ له رجل من الأنصار من الناحية الأخرى، كلانا يريده، فهززت حربتي حتى إذا رضيت منها دفعتها عليه، فوقعت في عاتقه و شدّ عليه الأنصاري فضربه بالسيف، فربّك أعلم أيّنا قتله، فإن كنت قتلته فقد قتلت خير الناس بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و شرّ الناس.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو القاسم البغوي، نا أبو الفضل داود بن رشيد الخوارزمي، نا الوليد بن مسلم، عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، عن جعفر بن عمرو بن أمية، قال: خرجت أنا و عبيد اللّه بن عدي ابن الخيار غازيين الصائفة في زمن معاوية، فلما قفلنا مررنا بحمص و بها وحشي بن حرب الحبشي، فقال عبيد الله بن عدي: هل لك أن نأتي وحشيا فنسأله عن قتل حمزة كيف كان ؟ قلت: نعم، إن شئت، فخرجنا إليه نسأل عنه فقال لنا قائل: أما إنكما ستجدانه بفناء داره على طنفسة و هو رجل قد غلبت عليه الخمر - فإن تجداه صاحيا منها تجدا رجلا عربيا، و تجدا منه الذي تريدان أن تسألا عنه، و إن تجداه قد ثمل منها، فانصرفا عنه، فخرجنا إليه فوافيناه شيخا كبيرا اسودّ رأسه مثل الثغام بفناء داره على طنفسة صاحيا فرفع رأسه إلى عبيد الله بن عدي، فقال عبيد الله بن عدي بن الخيار أنت ؟ قال: نعم، قال: أما و اللّه ما رأيتك منذ ناولتك أم السعدية التي أرضعتك بذي طوى و هي على بعيرها إلى اليوم فلما رأيتك عرفتك فجلسنا إليه و قلنا أتينا نسألك عن حديث قتلك حمزة كيف كان ؟ فقال لنا: أما إني سأحدثكم بما حدثت به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: كنت بمكة لجبير بن مطعم و كان طعيمة بن عدي عمه قتل يوم بدر، فقال: إن قتلت حمزة عم محمد صلى اللّه عليه و سلم فأنت حر، و كانت لي حربة أقذف بها، قل ما أجلتها إلاّ قتلت، فخرجت مع الناس يوم أحد، و إنما حاجتي قتل حمزة: فلما التقى الناس، أخذت حربتي، و خرجت انظر حمزة، و هو في عرض الناس مثل الجمل الأورق يهذ الناس بسيفه هذّا، و دنا مني إلاّ أنه تستر مني بأصل شجرة أو صخرة، إذ بدر من الناس فلان بن عبد العزى فلما رآه حمزة قال هلم يا ابن مقطعة البطور فضرب فو اللّه لطالما أخطأ رأسه و هززت حربتي حتى إذا رغبت منها دفعتها عليه فوقعت بين كتفيه حتى خرجت من بين ثدييه و تركته و استأخرت عنه حتى مات رحمه اللّه ثم قمت إليه حتى انتزعتها منه ثم أتيت العسكر فقعدت فيه فلم يكن لي حاجة بغيره و إنما قتلته لأعتق فلما قدمنا مكة عتقت و أقمت بها حتى فتحت مكة ثم هربت إلى الطائف فلما خرج وفد ثقيف إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ضاقت على الأرض بما رحبت فقلت الحق باليمن أو بالشام فو اللّه إني في غم ذاك إذ قال لي قائل ويحك الحق لمحمد صلى اللّه عليه و سلم فو اللّه ما يقتل

ص: 410

أحدا دخل في دينه و تشهد بشهادته قال فخرجت حتى قدمت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم المدينة فلم يرعه إلا و أنا قائم على رأسه أشهد بشهادة الحق فلما رأى قال وحشي قلت نعم قال اجلس فحدثني كيف كان قتلك حمزة فجلست بين يديه فحدثته كما حدثتكم ثم قال ويحك يا وحشي غيب عني وجهك فلا أراك فكنت أتنكب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى توفي فلما سار المسلمون إلى مسيلمة خرجت معهم بحربتي فلما التقى المسلمون و بني حنيفة نظرت إلى مسيلمة و و اللّه ما أعرفه و بيده سيفه و ترجل آخر من الأنصار يريده من ناحية أخرى و كلانا يتهيأ له حتى إذا أمكنتني منه الفرصة دفعت إليه حربتي فوقعت فيه و سيف الأنصار يضربه فربك أعلم أينا قتله فإن كنت قتلته فقد قتلت خير الناس بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و قتلت شر الناس.

قال ابن جابر: قال عبد اللّه بن الفضل: أخبرني سليمان بن يسار، عن عبد اللّه بن عمر، و شهد اليمامة، قال: سمعت رجلا يصيح يقول: قتله العبد الأسود - يعني - مسيلمة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن (1) بن علي، أنا أبو عمرو (2) بن حيوية، أنا عبد الوهّاب بن جعفر أبي حية، نا محمّد بن شجاع، نا محمّد بن عمر الواقدي، قال (3):فحدّثني عبد اللّه بن جعفر، عن ابن أبي عون، عن الزهري، عن عروة، نا عبيد اللّه ابن عدي بن الخيار قال:

غزونا الشام في عهد عثمان بن عفّان فمررنا بحمص بعد العصر، فقلنا: وحشيّ ، فقالوا: لا تقدرون عليه، هو الآن يشرب الخمر حتى يصبح، فبتنا من أجله و إنّا لثمانون رجلا، فلمّا صلينا الصبح جئنا إلى منزله، فإذا شيخ كبير قد وضعت له زربية (4) قدر مجلسه فقلنا: أخبرنا عن قتل حمزة، و عن قتل مسيلمة، فكره ذلك، و أعرض عنه، فقلنا له: ما بتنا هذه الليلة إلاّ من أجلك، فقال: إنّي كنت عبدا لجبير بن مطعم بن عدي، فلما خرج الناس إلى أحد دعاني فقال: قد رأيت مقتل طعيمة بن عدي، قتله حمزة بن عبد المطّلب يوم بدر، فلم يزل نساؤنا في حزن شديد إلى يومي هذا، فإن قتلت حمزة فأنت حر، قال: فخرجت مع الناس و لي مزاريق (5)،و كنت أمر بهند بنت عتبة فتقول: إيه أبا دسمة، اشف و اشتف، فلما

ص: 411


1- بالأصل و م: الحسين، و المثبت عن «ز».
2- الأصل و م: عمرو، و المثبت عن «ز».
3- الخبر رواه الواقدي في مغازيه 286/1-287.
4- إعجامها مضطرب بالأصل و م، و المثبت عن «ز»، و مغازي الواقدي، و الزربية: البساط (كما في النهاية).
5- المزاريق واحدها مزراق، و هو الرمح القصير (القاموس).

وردنا أحدا نظرت إلى حمزة يقدم الناس يهذّهم (1) هذّا فرآني و أنا قد كنت كمنت له تحت شجرة، فأقبل نحوي و يعترض له سباع الخزاعي، فأقبل إليه و قال: و أنت أيضا ابن مقطعة البظور ممن يكثر علينا هلم إلينا، و أقبل حمزة، فاحتمله حتى رأيت برقان رجليه، ثم ضرب به الأرض ثم قتله، و أقبل نحوي سريعا حتى تعرض له جرف (2) فيقع فيه و أزرقه بمزراقي (3)فيقع [في] (4) ثنته حتى خرج من بين رجليه فقتلته، و أمر بهند بنت عتبة و أعطتني ثيابها و حليها؛ و أما مسيلمة فإنّا دخلنا حديقة الموت فلمّا رأيته زرقته بالمزراق، و ضربه رجل من الأنصار بالسيف، فربك أعلم أينا قتله، إلاّ أنّي سمعت امرأة تصيح فوق الدير: قتله العبد الحبشي، يا عبيد اللّه، فقلت: تعرفني ؟ قال: فأكرّ بصره عليّ ، و قال: ابن عدي، و لعاتكة بنت أبي العيص. قال: قلت: نعم، قال: أما و اللّه ما لي بك عهد بعد إذ رفعتك إلى أمك في محفتك التي ترضعك، و نظرت إلى برقان قدميك حتى كأن الآن. و كان في ساقي هند خدمتان من جزع ظفار، و مسكتان من ورق، و خواتيم من ورق، كن في أصابع رجليها فأعطتني ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، أنا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد.

ح و أخبرنا جدي أبو الفضل يحيى بن علي القاضي، و خالي القاضي أبو المعالي، قالا: أخبرنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، قالا: أخبرنا أبو الحسن بن حذلم، نا سعد بن محمّد، نا المسيّب بن واضح نا (5) أبي هريرة الحمصي، نا وحشيّ بن حرب بن وحشيّ ، عن أبيه عن جده قال: لما أتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعد قتل حمزة تفل في وجهي ثلاث تفلات ثم قال:«لا ترني وجهك»[12891].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين البزاز، أنا أبو طاهر محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو الحسين رضوان بن أحمد، أنا أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس بن بكير، عن

ص: 412


1- في مغازي الواقدي، يهدهم هدا بالدال المهملة، يعني يرديهم و يهلكهم، و يهذهم هذّا، بالذال المعجمة معناه: يسرع في قطع لحوم الناس (شرح السيرة لأبي ذر).
2- الأصل و م: حرب، و المثبت عن «ز»، و المغازي.
3- الأصل و م: بمزراق، و المثبت عن «ز»، و الواقدي.
4- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز»، و م.
5- تحرفت بالأصل و م إلى: بن، و المثبت عن «ز».

يونس بن عمر عن رجل من الأنصار أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال لوحشي: توار عني حتى لا أرى وجهك».

أنبأنا أبو علي الحدّاد و غيره، قالوا: أخبرنا أبو بكر بن ريذة، أنا سليمان بن أحمد، حدّثنا أحمد بن علي الأبار، نا إسحاق بن الأركون، نا أبين بن سفيان، عن عطاء، عن ابن عبّاس قال: بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى وحشيّ قاتل حمزة يدعوه إلى الإسلام، فأرسل إليه: يا محمّد كيف تدعوني إلى دينك، و أنت تزعم أن من قتل أو أشرك و زنى يَلْقَ أَثٰاماً يُضٰاعَفْ لَهُ الْعَذٰابُ يَوْمَ الْقِيٰامَةِ وَ يَخْلُدْ فِيهِ مُهٰاناً (1)،و أنا قد صنعت ذلك، فهل تجد لي من رخصة ؟ فأنزل اللّه تعالى: إِلاّٰ مَنْ تٰابَ [وَ آمَنَ ] (2)وَ عَمِلَ عَمَلاً صٰالِحاً فَأُوْلٰئِكَ يُبَدِّلُ اللّٰهُ سَيِّئٰاتِهِمْ حَسَنٰاتٍ وَ كٰانَ اللّٰهُ غَفُوراً رَحِيماً (3)فقال وحشيّ : يا محمّد، هذا شرط شديد إلاّ من تاب و آمن و عمل صالحا، فلعلّي لا أقدر على هذا، فأنزل اللّه: إِنَّ اللّٰهَ لاٰ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَ يَغْفِرُ مٰا دُونَ ذٰلِكَ لِمَنْ يَشٰاءُ (4)فقال وحشيّ : يا محمّد، أرى بعد مشيئة فلا أدري يغفر لي أم لا، فهل غير ذلك ؟ فأنزل اللّه عزّ و جلّ : يٰا عِبٰادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلىٰ أَنْفُسِهِمْ لاٰ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللّٰهِ إِنَّ اللّٰهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (5)قال وحشيّ هذا، فجاء فأسلم فقال الناس:

يا رسول اللّه، إذا أصبنا ما أصاب وحشيّ ؟ قال:«هي للمسلمين عامة»[12892].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، نا أبو عثمان سعيد بن عثمان الحافظ (6)،نا محمّد بن يزيد الأدمي، نا سعيد بن سالم القداح، نا عبد الملك بن جريج، عن عطاء بن أبي رباح، عن (7)ابن عبّاس قال:

جاء وحشيّ إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا محمّد جئتك مستجيرا بك، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«قد كنت أحب أن أراك على غير جوار، فأمّا إذا كنت مستجيرا فأنت في جواري حتى تسمع كلام اللّه» قال: فإنّي أشركت باللّه العظيم، و قتلت النفس التي حرّم اللّه، فهل يقبل من مثلي توبة ؟ فصمت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فلم يجبه حتى نزل عليه القرآن وَ الَّذِينَ لاٰ يَدْعُونَ مَعَ اللّٰهِ إِلٰهاً

ص: 413


1- سورة الفرقان، الآية:68-69.
2- سقطت من الأصل و استدركت عن «ز»، و م.
3- سورة الفرقان، الآية:70.
4- سورة النساء، الآية:48.
5- سورة الزمر، الآية:53.
6- كذا بالأصل و م، و في «ز»: الخياط .
7- في «ز»: عن محمد بن عباس.

آخَرَ وَ لاٰ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّٰهُ إِلاّٰ بِالْحَقِّ إلى قوله: يُبَدِّلُ اللّٰهُ سَيِّئٰاتِهِمْ حَسَنٰاتٍ الآية (1)، فقرأها عليه فقال: أرى شرطا، فلعلي لا أعمل صالحا، أنا في جوارك حتى أسمع كلام اللّه، فنزلت: إِنَّ اللّٰهَ لاٰ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَ يَغْفِرُ مٰا دُونَ ذٰلِكَ لِمَنْ يَشٰاءُ فدعاه فقرأها عليه، فقال وحشيّ : فلعلّي ممن لا يشاء، أنا في جوارك، حتى أسمع كلام اللّه، قال: فنزلت: يٰا عِبٰادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلىٰ أَنْفُسِهِمْ لاٰ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللّٰهِ الآية. فقال وحشيّ : الآن لا أرى شرطا، فتشهد و أسلم[12893].

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا الحسن بن علي، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو بكر الباغندي، نا محمّد بن أبان الواسطي في قول اللّه تعالى: يٰا عِبٰادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلىٰ أَنْفُسِهِمْ لاٰ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللّٰهِ إِنَّ اللّٰهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ نزلت في قاتل حمزة.

أخبرنا أبو عبيد اللّه محمّد بن غانم بن أحمد، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، أخبرنا أبي، أخبرنا محمّد بن عمرو بن إسحاق بن زبر الحمصي، أخبرنا أبي، حدّثنا وحشيّ ابن إسحاق بن وحشيّ بن حرب بن وحشيّ ، حدّثني أبي إسحاق، عن أبيه وحشيّ ، عن أبيه حرب بن وحشيّ [عن أبيه وحشي] (2) بن حرب.

أنه وفد على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في اثنين و سبعين رجلا من الحبشة، و أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قوّدني عليهم، و عقد لي راية صفراء، ذراعين في ذراعين، و فيها هلال أبيض، و عذبتان سوداوان (3)و بينهما عذبة بيضاء، و جعل لي شعارنا:[كل] (4) خير، و كان منهم ذو مجبر، و ذو مهدم، و ذو مناحب، و ذو دجن، فقال لهم: انتسبوا، فقال: ذو مهدم:

على عهد ذي القرنين كانت سيوفنا *** صوارم يفلقن الحديد المذكرا

فمن كان يعمى عن أبيه فإننا *** وجدنا أبانا العدملي المشهّرا (5)

و هودا أبونا سيد الناس كلهم *** و في زمن الأحقاف عزا و مفخرا

ص: 414


1- سورة الفرقان، الآية:70.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن «ز»، لتقويم السند.
3- بالأصل و م و «ز»: «و عذبتين سوداويين». و العذبتان مثنى العذبة، و هي طرف كل شيء، أو خرقة تشد على رأس الرمح، أو هي من العمامة ما سدل بين الكتفين منها.
4- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز»، و م.
5- العدملي: المسن القديم، و الضخم القديم من الشجر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، حدّثنا عبد العزيز الكتّاني، أخبرنا أبو القاسم البجلي، و أبو محمّد بن أبي نصر، و أبو نصر بن الجندي، و أبو بكر القطّان، و أبو القاسم بن أبي العقب.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم السلمي الفقيه (1)،أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب الهمداني، حدّثنا أبو زرعة، نا علي بن عيّاش، و محمّد بن عائذ، و علي بن الحسن الشيباني، قالوا: أخبرنا الوليد بن مسلم، حدّثني وحشيّ بن حرب، عن أبيه عن جده وحشيّ ابن حرب.

أن أبا بكر عقد لخالد بن الوليد على قتال أهل الردّة فقال: إنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«نعم عبد اللّه و أخو العشيرة خالد بن الوليد، سيف من سيوف اللّه سلّه اللّه على الكفّار و المنافقين» ثم قال أبو بكر: يا وحشيّ اخرج معه فقاتل في سبيل اللّه كما قاتلت لتصدّ عن سبيل اللّه، قال: فخرجت معه، فقاتلنا كفرة العرب حتى رجعوا، ثم جاءنا كتاب أبي بكر بالمسير إلى مسيلمة الكذّاب و كفرة بني حنيفة، فمضينا لذلك، فلقيناهم يقاتلون قتالا شديدا، فهزمونا ثلاث مرات، ثم ثبّت اللّه أقدامنا في الرابعة، و صبرنا لوقع السيوف و اختلافها على رءوسنا حتى رأيت شهب النار تخرج من خلالها، و سمعت لها أصواتا كأصوات الأجراس، و نصرنا اللّه و هزم بني حنيفة، و قتل اللّه مسيلمة - زاد ابن السمرقندي قال أبو زرعة: و لفظ الحديث لعلي بن عياش - زاد محمّد بن عائذ في حديثه قال وحشيّ : فلقد ضربت يومئذ بسيفي حتى غري (2) قائمه في كفي من دمائهم، و كتبوا بفتح اللّه و نصره إلى أبي بكر.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي، أنا عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد الخلاّل، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدّثني جدي يعقوب، حدّثني إبراهيم بن موسى الفرّاء، ثبت، ثقة، نا الوليد بن مسلم، عن وحشيّ بن حرب الحبشيّ (3)،عن أبيه عن جده وحشيّ بن حرب الحبشيّ .

أن أبا بكر وجّه خالد بن الوليد في قتال أهل الردّة، فكلّم في ذلك فأبى أن يردّه، و قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول و ذكر خالد بن الوليد:«نعم عبد اللّه و أخو العشيرة، و سيف من

ص: 415


1- كذا بالأصل و م، و زيد بعدها في «ز»: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو الحسن بن ياسر قالوا.
2- غري: لزق.
3- في «ز»: وحشي بن حرب بن وحشي بن حرب الحبشي.

سيوف اللّه، سلّه اللّه على الكفار و المنافقين» و قال أبو بكر: يا وحشيّ سر مع خالد بن الوليد، فجاهد في سبيل اللّه كما جاهدت لتصدّ عن سبيل اللّه، قال وحشيّ : فسار و سرت معه، فقاتلت أهل الردّة حتى رجعوا إلى الإسلام، ثم كتب إليه أبو بكر يأمره بالمسير إلى مسيلمة الكذّاب، و كفرة بني حنيفة، فسار إليهم حتى لقيناهم فاقتتلنا قتالا شديدا، فهزموا المسلمين ثلاث مرّات، قال: و كرّ عليهم المسلمون في الرابعة، فتاب اللّه عليهم فثبّت أقدامهم، فصبروا لوقع السيوف و اختلفت بينهم و بين بني حنيفة السيوف حتى رأيت شهب النار تخرج من خلالها، و حتى سمع لها أصواتا كأجراس الإبل، و أنزل اللّه علينا نصره، و هزم (1) اللّه بني حنيفة، و قتل اللّه مسيلمة، قال وحشيّ : فلقد ضربت يومئذ بسيفي حتى غري قائمته بكفي من دمائهم، و كتبوا بفتح اللّه و نصره إلى أبي بكر (2).فكتب إلى خالد يأمره بالمسير إلى ناحية العراق، ففعل.

أخبرناه مختصرا عاليا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا الحسن بن سفيان النسوي، نا محمّد بن أبي السري (3)العسقلاني (4)،نا الوليد بن مسلم، حدّثني وحشيّ بن حرب، عن أبيه، عن جده قال:

سمعت أبا بكر الصدّيق يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لخالد بن الوليد:«نعم عبد اللّه و أخو العشيرة، سيف من سيوف اللّه سلّطه اللّه على الكفّار»[12894].

أخبرناه أبو غالب محمّد بن الحسن بن علي، أخبرنا عبد اللّه بن الحسن بن محمّد، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، نا أبو محمّد يزداد (5) بن عبد الرّحمن بن محمّد الكاتب، قال (6) أبو سعيد الأشج: نا ابن إدريس، عن محمّد بن إسحاق بن عبد اللّه بن الفضل، عن سليمان بن يسار قال: سمعت ابن عمر يقول: قتل مسيلمة عبد أسود.

كتب إليّ أبو بكر الشيروي، و أخبرني أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن حبيب عنه، أخبرنا أبو بكر الحيري، نا أبو العبّاس الأصم.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر

ص: 416


1- تحرفت بالأصل إلى: و أنزل، و المثبت عن «ز»، و م.
2- إلى هنا كرر الخبر السابق بالأصل.
3- في «ز»: البسري.
4- تحرفت بالأصل إلى: السقلاني، و المثبت عن «ز»، و م.
5- في «ز» و م: أبو محمد بن داود، تحريف.
6- كذا بالأصل و م، و في «ز»: نا.

المخلّص، أنا رضوان بن أحمد، قالا: أخبرنا أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس بن بكير، عن محمّد بن إسحاق، حدّثني عبد اللّه بن الفضل أن سليمان بن يسار حدّثه عن عبد اللّه بن عمرو (1) قال: سمعت صارخا يصرخ يوم اليمامة: قتله العبد الأسود (2).

و أخبرناه أبو القاسم أيضا، أنا ابن النقور، أنا المخلّص، نا عبد اللّه بن محمّد بن منيع، نا سعيد بن يحيى الأموي، نا أبي، عن محمّد بن إسحاق، حدّثني عبد اللّه بن الفضل، عن سليمان بن يسار، عن عبد اللّه بن عمر بن الخطّاب، و كان قد شهد اليمامة، قال: سمعت صارخا يقول: قتله العبد الأسود (3).

قال: و أخبرنا المخلّص، أنا أبو بكر بن سيف، نا السري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن محمّد بن إسحاق، عن عبد اللّه بن الفضل، عن سليمان بن يسار، عن عبد اللّه بن عمر، و كان شاهدها، قال:

سمعت رجلا يصرخ يومئذ بقتل مسيلمة يقول: قتله العبد الأسود، فقلنا: قتله اللّه، و قال يومئذ: إنكم يا معشر المسلمين تقولون: إنّي قتلت حمزة، فإن أك قد قتلت خير الناس، فقد قتلت شرّ الناس، فهذه بهذه (4).

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، أنا أحمد بن معروف، حدّثني عبد اللّه بن نافع، عن أبيه، عن ابن عمر قال: سمعت امرأة تقول على الدير: قتله العبد الحبشي.

قال: و أخبرنا محمّد بن عمر، حدّثني عائذ بن يحيى، عن أبي الحويرث قال: ما رأيت أحدا يشك أن عبد اللّه بن زيد ضربه و زرقه وحشيّ فقتله.

أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن أبي العلاء، و أبو محمّد بن الأكفاني، و ابن السّمرقندي، قالوا: أخبرنا عبد العزيز الكتّاني.

ح و أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عقيل ابن المكبري النحوي، قالا: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد بن الشرابي، أنا جدي أبو بكر

ص: 417


1- كذا بالأصل و م و «ز»: «عمرو» و مرّ: و سيأتي في الخبر التالي: أنّه عبد اللّه بن عمر بن الخطاب.
2- أسد الغابة 664/4.
3- سيرة ابن هشام 77/3، و تاريخ الطبري 291/3 نقلا عن ابن إسحاق.
4- تهذيب الكمال 372/19.

محمّد بن علي بن الحسين بن الرماني، نا أبو عثمان سعيد بن عبد اللّه بن محمّد بن عجب الأنباري، نا صالح بن عبد الرّحمن بن عمرو بن الحارث، نا أبو حرب وحشيّ بن إسحاق بن وحشيّ بن حرب بن وحشيّ ، حدّثني [أبي] (1) عن أبيه عن جده قال:

لما فتحنا اليرموك مع أبي عبيدة بن الجراح بقيت مغارة الروم فيها عدة من فرسانهم و غير ذلك لا يستطاع فتحها، فقالوا: من لها؟ فقلت: أنا لها، هل من درع، فأتوني بدرع فلبستها على درعي، ثم قلت: هل من درع أخرى، فأتوني بدرع أيضا فلبستها كهيئة السراويل، و شددتها عليّ شدّا جيدا، و أخذت سيفي بيدي، و أخذت حبلا و وضعته في وسطي، و أمرتهم أن يدلوني في المغارة فقالوا: يا أبا حرب، قد كبرت سنك، و ما إن تجشم ذا فقلت له: ما رحمت نفسي منذ صاحبت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فدلّوني، فقتلت فرسانها و أحرقت من كان فيها، و قد كنت أسمع سيفي في رءوسهم كالفأس في الحطب الجزل، و لقد غريت يدي على سيفي (2) من الدم، و ما أخرجته من يدي حتى أنقعته بالماء المسخن (3).

قال: و لما قدمنا حمص مع أبي عبيدة بن الجرّاح برز إليّ بطريق من بطارقة الروم على باب الرستن (4) فقتلته، فلبست ثوبه و ركبت دابته و دخلت السوق حتى أتيت باب يهود، فضربت سلسلته بسيفي فقطعتها، فدخل الناس فتركت دار اصطفيس، و أنزلت أصحابي حولي.

و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا كتب إليّ كتابا كتب فيه: من محمّد النبي صلى اللّه عليه و سلم إلى وحشيّ الحبشيّ .

أخبرنا أبو نصر محمّد بن حميد بن عبد اللّه، أنا محمّد بن علي بن محمّد النحوي، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة الحرّاني، أنا محمّد بن إسماعيل بن عليّة، نا محمّد بن مصعب، نا أبو بكر عن راشد بن سعد، قال: أول من لبس الثياب المدلّكة و جلد في الخمر وحشيّ (5).

ص: 418


1- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن «ز»، لتقويم السند.
2- تحرفت بالأصل و م إلى: فرسي، و المثبت عن «ز».
3- كذا بالأصل و م، و في «ز»: السخن.
4- الرستن: بليدة قديمة كانت على نهر الميماس، العاصي اليوم و الرستن: بين حماه و حمص.(معجم البلدان).
5- تهذيب الكمال 371/19.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا ابن النقور، و أخبرنا المخلّص، أنا أبو الحسين رضوان بن أحمد، نا أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس بن بكير، عن يونس بن عمرو (1)،عن أبيه.

أن عمر بن الخطّاب قال: ما زالت لوحشيّ في نفسي حتى أخذ قد شرب الخمر بالشام، فجلد الحدّ، فحططت (2) عطاءه إلى ثلاثمائة، و كان فرض له عمر في ألفين، و كان وحشيّ عبدا لجبير بن مطعم، فقال وحشيّ : استترت (3) ببعير يوم أحد و حمزة يقبل و يدبر، فزرقته بمزراقي فأصبت فوق عانته (4).

7963 - وحشيّ بن حرب [بن وحشي بن حرب]

7963 - وحشيّ بن حرب [بن وحشي بن حرب] (5)(6)

[ابن] (7) ابن المذكور آنفا حدّث عن أبيه.

روى عنه: الوليد بن مسلم، و صدقة بن خالد، و محمّد بن شعيب بن شابور، و محمّد ابن سليمان بن أبي داود الحرّاني، و هاشم بن عيسى بن بشر (8) أبو (9) هريرة الحمصي، و ابنه إسحاق بن وحشيّ .

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور.

قالا: أخبرنا عمر بن إبراهيم بن أحمد المقرئ، نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا داود

ص: 419


1- من طريقه روي في تهذيب الكمال 371/19.
2- رسمها مضطرب بالأصل و تقرأ:«فحصطت» و المثبت عن «ز»، و م.
3- كذا بالأصل و م و «ز»: استترت، و تحرفت في تهذيب الكمال إلى: اشتريت.
4- كتب بعدها في «ز»: آخر الجزء الثاني بعد الخمسمائة من الأصل. بلغت سماعا بقراءتي و عرضا بأصله على القاضي الأجل الورع الأصيل بقية السلف أبي البركات الحسن بن محمد بن الحسن الشافعي بحق إجازته من عمه المصنف، و كتب محمد بن يوسف بن محمد البرزالي الإشبيلي يوم السبت التاسع من جمادى الآخرة سنة عشرين و ستمائة بالمسجد الجامع بدمشق حرسها اللّه و الحمد للّه وحده و صلاته على نبيه محمد.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن «ز»، و م.
6- ترجمته في تهذيب الكمال 370/19 و تهذيب التهذيب 73/6 و التاريخ الكبير 180/8.
7- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز»، و م.
8- كذا بالأصل و م، و في «ز»: بشير.
9- كذا بالأصل و م و «ز»: و في تهذيب الكمال: أبو معاوية هاشم بن عيسى بن بشر المعروف بابن أبي هريرة. راجع ترجمته في الجرح و التعديل 105/9 و فيه «بشير» بدلا من «بشر».

ابن رشيد، أخبرنا - و قال ابن البنّا [حدثنا-] (1) الوليد بن مسلم عن وحشيّ بن حرب، عن أبيه عن جده - زاد ابن السمرقندي أنهم و قالا: قالوا: يا رسول اللّه إنا نأكل و لا نشبع، قال:

«لعلّكم تفترقون، اجتمعوا على طعامكم، و اذكروا اسم اللّه عليه، يبارك لكم فيه»[12895].

أخبرناه أبو القاسم علي بن إبراهيم - قراءة - أخبرنا أبو القاسم علي بن الفضل بن الفرات المقرئ، أنا أبو الحسين عبد (2) الوهّاب بن الحسن الكلابي، نا أحمد بن عمير بن [يوسف، نا عمرو بن] (3) عثمان، و علي بن سهل، قالا: حدّثنا الوليد بن مسلم، عن وحشيّ ابن حرب أن رجلا قال: يا رسول اللّه إنا نأكل و لا نشبع، قال:«فلعلّكم تتفرّقون عن طعامكم ؟» قالوا: نعم، قال:«فاجتمعوا (4) عليه، و اذكروا اسم اللّه يبارك لكم فيه»[12896].

أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا الحسين بن محمّد بن الحسين المقرئ، أنا القاضي أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عبد الغفّار، نا أبو القاسم بن أبي قتادة، نا محمّد بن عبد اللّه بن ثابت بن حسّان، نا إسحاق بن زيد الخطابي، نا محمّد بن سليمان، عن وحشيّ بن حرب بن وحشيّ ، عن أبيه، عن جده قال: شكا رجل إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم الفاقة، فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:«لعلّك تتقدم (5) من هو أسن منكم» قال: نعم يا رسول اللّه، قال:

«فلا تفعل»، قال: فترك ذلك، فأذهب اللّه عنه الفاقة[12897].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب، أنا علي ابن أبي علي البصري، نا محمّد بن خلف بن محمّد بن حيّان الخلاّل، نا محمّد بن أحمد بن هلال الشطوي، نا أحمد بن عبد الرّحمن بن المفضل، نا محمّد بن سليمان بن أبي داود، نا وحشيّ بن حرب بن وحشيّ ، عن أبيه، عن جده قال: كنت عند النبي صلى اللّه عليه و سلم جالسا فمرّ رجل، فقال رجل: يا رسول اللّه، إنّي أحبّ هذا في اللّه، قال:«أعلمته ذلك ؟» فقال: لا، قال:«قم فأعلمه»[12898].

أخبرناه أبو الحسن سعد الخير بن محمّد بن سهل، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد بن مردويه، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن، أنا أبو أحمد محمّد بن أحمد بن

ص: 420


1- سقطت من الأصل و استدركت لتقويم السند عن «ز»، و م.
2- بالأصل: ابن عبد الوهاب.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك عن «ز» لتقويم المعنى.
4- قوله:«قال: فاجتمعوا» مكرر بالأصل.
5- بالأصل:«تقدم و من هو» و المثبت عن «ز»، و م.

إبراهيم العسّال، نا محمّد بن يحيى بن مندة، نا إسحاق بن زيد الحرّاني، نا محمّد بن سليمان ابن أبي داود الحرّاني، نا وحشيّ بن حرب بن وحشيّ ، عن أبيه عن جده أنه كان جالسا مع النبي صلى اللّه عليه و سلم فجاء رجل و رجل مع النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا رسول اللّه، إنّي أحبّه للّه، قال:«فأعلمته ذلك ؟» قال: لا، قال:«قم فأعلمه»[12899].

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أخبرنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل: و محمّد بن الحسن قالا:- أخبرنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (1):

وحشيّ بن حرب [بن] (2) وحشيّ مولى جبير بن مطعم القرشي عن أبيه، يعدّ في الشاميين، روى عنه صدقة بن خالد، و الوليد بن مسلم.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أخبرنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال (3):

وحشيّ بن حرب [بن وحشي بن حرب] (4) الحبشيّ ، روى عن أبيه عن جده، روى عنه صدقة بن خالد، و الوليد (5) بن مسلم، و محمّد بن شعيب بن شابور، و هاشم بن عيسى بن بشير (6)،الذي يعرف بابن أبي (7) هريرة الحمصي، و محمّد بن سليمان (8) الحرّاني، سمعت أبي يقول ذلك.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا قال (9):أما وحشيّ بحاء

ص: 421


1- التاريخ الكبير للبخاري 180/8.
2- سقطت من الأصل و م، و زيدت عن «ز»، و التاريخ الكبير.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 45/9.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك للإيضاح عن «ز»، و الجرح و التعديل.
5- بالأصل و م:«و أبو الوليد» خطأ، و التصويب عن «ز»، و الجرح و التعديل.
6- كذا بالأصل و م و «ز»، و الجرح و التعديل:«بشير» و قد مرّ قريبا: بشر.
7- بالأصل و م و «ز»: «يعرف بأبي هريرة» و المثبت عن الجرح و التعديل، انظر ما مرّ بشأنه قريبا.
8- في الجرح و التعديل: محمد بن سليمان بن أبي داود الحراني.
9- الاكمال لابن ماكولا 300/7.

مهملة وحشيّ بن حرب بن وحشيّ ، حدّث عن أبيه، روى عنه محمّد بن سليمان الحرّاني بومة (1).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد العتيقي.

و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالوا: أنا الوليد، أنا علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (2):وحشيّ بن بن حرب، شامي، تابعي (3)،لا بأس به.

أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، عن أبي إسحاق إبراهيم بن عمر (4)،عن محمّد ابن العبّاس الضبّي، أنا يعقوب بن إسحاق الهروي، نا صالح بن محمّد جزرة، قال: صدقة ابن خالد عن وحشيّ بن حرب لا تشتغل به، و لا بأبيه.

[ذكر من اسمه] وجلان

اشارة

[ذكر من اسمه] (5) وجلان

7964 - وجلان بن جعفر بن الحسن بن علي

أبو عبد الرّحمن القيسي الزناتي (6) المغربي

حدّث عن علي بن الخضر السلمي.

سمع منه عمر بن عبد الكريم الدهستاني، و طاهر الخشوعي.

[ذكر من اسمه] وحيد

7965 - وحيد أبو الغريب

7965 - وحيد أبو الغريب (7)(8)

ولي إمرة دمشق من قبل المصريين.

ص: 422


1- في الاكمال: الملقب بومة.
2- تاريخ الثقات للعجلي ص 464 رقم 1767.
3- سقطت من تاريخ الثقات.
4- كذا بالأصل و م، و زيد بينهما في «ز»: عن محمد بن العباس السوسي.
5- زيادة منا للإيضاح.
6- الزناتي بفتح أوله، نسبة إلى زنات ناحية بسرقسطة (لب اللباب 383/1) و في معجم البلدان: زناتة: ناحية بسرقسطة من جزيرة الأندلس.
7- بالأصل و م: العريب، بالعين المهملة، و المثبت عن «ز».
8- ترجمته في أمراء دمشق ص 94 و تحفة ذوي الألباب 12/2.

قرأت بخط عبد المنعم بن علي بن النحوي لما كان يوم السبت - يعني - في صفر سنة تسعين و ثلاثمائة ركب وحيد إلى جامع دمشق، فجلس فيه و جاءه الأشراف و الشيوخ فهنئوه يعني بولاية دمشق، و سار القائد بشارة الإخشيدي (1) من دمشق معزولا عنها إلى طبرية واليا عليها في ربيع الأول سنة تسعين، و حصلت ولاية دمشق لوحيد الحبشي بعناية القائد جيش، و سار القائد وحيد من دمشق معزولا عنها في يوم الأربعاء لست عشرة ليلة خلت من صفر سنة ثلاث و تسعين، و وردت الكتب من مصر إلى وحيد بأن يسير من دمشق إلى الرملة واليا لها، فكان وحيد قد ولي دمشق بعد عزل علي بن فلاح عنها ولاية ثانية.

[ذكر من اسمه وراد]

7966 - وراد أبو الورد

7966 - وراد أبو الورد (2)(3)

كاتب المغيرة و مولاه.

من أهل الكوفة.

سمع المغيرة بن شعبة، و معاوية بن أبي سفيان، و وفد عليه.

روى عنه: الشعبي، و عبد الملك بن عمير، و المسيّب بن رافع، و أبو عون محمّد بن عبيد اللّه الثقفي، و عبدة (4) بن [أبي] (5) لبابة، و عاصم بن بهدلة، و القاسم بن مخيمرة، و عبد ربه أبو سعيد، و يقال: إن أبا سعيد لا يعرف له اسم، و رجاء بن حيوة.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد، أنا الحسن بن علي، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (6).

ح و أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح أحمد بن عبد الملك، و أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، قالا: أخبرنا أبو القاسم القشيري، أنا أبو الحسين الخفاف، أنا أبو العباس، نا قتيبة بن سعيد.

ص: 423


1- الأصل و م: الاخشادي، و في م: الاخشاري، و المثبت عن تحفة ذوي الألباب، راجع ترجمته في تاريخ ابن القلانسي ص 52 و أمراء دمشق ص 18.
2- الأصل:«الدر»، و في م:«الور» و المثبت عن «ز».
3- ترجمته في تهذيب الكمال 373/19 و فيه: وراد الثقفي، أبو سعيد، و يقال: أبو الورد. و تهذيب التهذيب 74/6.
4- بالأصل: عهدة، و المثبت عن «ز»، و م.
5- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن «ز».
6- راجع مسند أحمد بن حنبل 339/6 رقم 18216 طبعة دار الفكر.

قالا: حدّثنا هشيم، عن عبد الملك بن عمير، عن ورّاد كاتب المغيرة بن شعبة قال:

كتب معاوية إلى المغيرة بن شعبة أن اكتب إلي بشيء سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فكتب إليه المغيرة: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان يقول عند انصرافه من الصلاة:«لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد، و هو على كلّ شيء قدير، اللّهمّ لا مانع لما أعطيت، و لا معطي لما منعت، و لا ينفع ذا الجد منك الجد»[12900].

و كان (1) النبي صلى اللّه عليه و سلم ينهى عن قيل و قال، و كثرة السؤال، و إضاعة المال، و عن منع و هات، و عقوق الأمهات، و عن وأد البنات[12901].

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أخبرنا أبو القاسم القشيري.

ح و أخبرنا أبو سعد أيضا، و أبو عبد اللّه محمّد بن حموية بن محمّد الجويني، قالا:

أخبرتنا فاطمة بنت أبي عمر محمّد بن الحسين البسطامي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمّد، قالوا: أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمر الزاهد، نا محمّد بن إسحاق الثقفي، نا قتيبة ابن سعيد، نا جرير، عن منصور، عن المسيّب بن رافع، عن وراد مولى المغيرة بن شعبة [قال: كتب المغيرة بن شعبة] (2) إلى معاوية بن أبي سفيان: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان يقول (3)- زاد القشيري: في، و قالوا:- دبر صلاته إذا سلّم:«لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد - زاد القشيري: يحيي و يميت، و قالوا:- و هو على كلّ شيء قدير، اللّهمّ لا مانع لما أعطيت، و لا معطي لما منعت، و لا ينفع ذا الجد منك الجد»[12902].

رواه البخاري عن قتيبة.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو سعيد محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا أبو حاتم مكي بن عبدان، نا عبد الرّحمن بن بشر، أنا عبد الرزّاق.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا

ص: 424


1- مسند أحمد رقم 18217 و 18260.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن «ز»، و م.
3- أقحم بعدها بالأصل و م: إذا.

عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (1)،نا عبد الرزّاق و ابن بكر، قالا: أخبرنا ابن جريج قال:

و حدّثنا روح، أخبرنا ابن جريج، أخبرني عبدة بن أبي لبابة أنّ ورّادا مولى المغيرة بن شعبة أخبره.

أن المغيرة بن شعبة كتب إلى معاوية، كتب ذلك الكتاب له وراد إني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول حين يسلّم:«لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد - زاد ابن الفضل: و هو على كل شيء قدير - اللّهمّ لا مانع لما أعطيت، و لا معطي لما منعت، و لا ينفع ذا الجد منك الجد»[12903].

قال وراد: ثم وفدت بعد ذلك على معاوية، فسمعته على المنبر يأمر الناس بذلك القول و يعلمهموه.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك ابن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أخبرنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (2):

وراد (3) كاتب المغيرة بن شعبة [سمع المغيرة بن شعبة] (4) سمع (5) منه الشعبي، و عبدة، و عبد ربه، و أبو سعيد (6)،و مسيّب بن رافع، و عبد الملك بن عمير، و هو (7) مولى المغيرة بن شعبة الثقفي، روى عنه محمّد بن عبيد اللّه، و عاصم بن بهدلة، و القاسم بن مخيمرة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو العباس النهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل قال: وراد كاتب المغيرة بن شعبة يقال مولى المغيرة.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أبو طاهر أحمد بن علي الدقّاق، و أبو الحسين

ص: 425


1- رواه أحمد بن حنبل في المسند 328/6 رقم 18162 طبعة دار الفكر.
2- التاريخ الكبير للبخاري 185/8 في باب الواحد.
3- تحرفت بالأصل و م إلى: و زاد.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك للإيضاح عن «ز»، و م، و التاريخ الكبير.
5- من قوله: سمع منه. إلى: و مسيب، سقط من التاريخ الكبير.
6- من قوله: سمع منه. إلى: و مسيب، سقط من التاريخ الكبير.
7- من هنا إلى آخر الترجمة سقط من التاريخ الكبير.

المبارك بن عبد الجبّار الصيرفي، قالا: أخبرنا أبو الفرج الحسين بن علي الطناجيري، نا أبو حكيم محمّد بن إبراهيم التميمي، نا أبو عبد اللّه عبد الملك بن بدر، نا أحمد بن هارون بن روح البرديجي في الطبقة الثانية و هم التابعون من الأسماء المنفردة، قال: وراد كاتب المغيرة ابن شعبة: روى عنه الشعبي، و عبد الملك بن عمير، كوفي.

أخبرنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه - إذنا - قالا: أخبرنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال (1):

وراد كاتب المغيرة بن شعبة، روى عن (2) المغيرة بن شعبة، روى عنه الشعبي، و المسيّب بن رافع، و عبد الملك بن عمير، و أبو عون محمّد بن عبيد اللّه، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو الورد وراد كاتب المغيرة بن شعبة، عن المغيرة.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أخبرنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عمرو بن الحسن الأشعري - بحمص - نا عمرو (3)- يعني - ابن عثمان، نا إسماعيل - يعني - ابن عيّاش، عن إسحاق بن أبي فروة، عن أبان بن صالح، عن أبي الورد، عن المغيرة بن شعبة، فذكر حديثا، قال أبو أحمد - زاد أبو الورد ورّاد الثقفي مولى المغيرة بن شعبة و كاتبه، سمع المغيرة، روى عنه أبو العلاء المسيّب بن رافع الكاهلي، و أبو عمر عبد الملك بن عمير القرشي، حديثه في الكوفيين، سمّاه المسيّب، و عبد الملك، و كنّاه أبان في حديث واحد.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو صادق محمّد بن أحمد، نا أحمد بن محمّد بن زنجويه، أنا أبو أحمد العسكري، قال:

ص: 426


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 48/9.
2- تحرفت بالأصل إلى: عنه، و المثبت عن «ز»، و م، و الجرح و التعديل.
3- الأصل: عمر، و المثبت عن «ز»، و م.

أما ورّاد أول الاسم واو و آخره دال (1)،فمنهم: ورّاد مولى المغيرة بن شعبة، روى عنه أهل الكوفة: منصور، و الأعمش، و عبد الملك بن عمير.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل المقدسي، أنا أبو سعيد مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال:

ورّاد مولى المغيرة بن شعبة الثقفي، و كاتبه، سمع المغيرة، روى عنه الشعبي، و عبد الملك بن عمير، و عبدة بن أبي لبابة، و المسيّب بن رافع في الصلاة، و الزكاة، و الأدب، و الاستقراض.

7967 - وراد بن جهير بن عبد الرزّاق بن أبي الغارات بن منصور

أبو صادق الجذامي النّفاثي (2)

حدّث بدمشق: عن أبي عبد اللّه محمّد بن علي بن محمّد بن إسحاق بن حبيب، و أبي الحسن علي بن القاسم النجاد، و أبي عمر القاسم بن جعفر الهاشمي، و أبي الحسن علي بن حمزة بن أحمد الصابوني، و أبي الحسن علي بن شاكر السّمرقندي، و أبي القاسم عمر بن محمّد بن سيف البغدادي.

روى عنه: أبو سعيد إسماعيل بن علي السمّان، و علي بن محمّد الحنّائي، و علي بن الخضر، و عبد العزيز بن أحمد، و نجا بن أحمد.

و روى له الفقيه أبو الفتح نصر بن إبراهيم شعرا في نهاية الوله يدل على خلوه من الأدب.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، أخبرنا أبو صادق (3) ورّاد بن جهير النّفاثي، نا أبو الحسن علي بن القاسم بن الحسن النجاد، نا أبو الحسن علي بن إسحاق المادرائي، نا أحمد بن الهيثم، نا عبد الرّحمن بن جبلة، نا بشر بن شريح قال: سمعت أبا رجاء العطاردي يقول: سمعت عليا و الزبير قالا: سمعنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«خير أمّتي بعدي أبو بكر، و عمر رضي اللّه عنهما»[12904].

ص: 427


1- زيد في «ز»، و م:«تحتها نقطة» و كتب فوق «نقطة» في «ز» ضبة.
2- ضبطت عن اللباب 319/3 و في الأنساب: النفاتي، بالتاء المثناة.
3- تحرفت هنا بالأصل و م و «ز» إلى: صادر.

[ذكر من اسمه وردان]

7968 - وردان أبو عبيد - و يقال: أبو عثمان - مولى عمرو بن العاص السّهميّ

7968 - وردان أبو عبيد - و يقال: أبو عثمان - مولى عمرو (1) بن العاص السّهميّ (2)

من سبي أصبهان.

روى عن مولاه عمرو.

روى عنه: مالك بن زيد الناشري، و عليّ بن رباح.

و شهد فتح مصر، و قدم دمشق في أيام معاوية، و كانت له بها دار.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد المالكي، أنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو محمّد بن زبر، نا محمّد بن يونس، نا الأصمعي، نا شبيب بن شيبة، قال:

كان عمرو بن العاص ذات يوم عند معاوية و معه وردان مولاه فقال معاوية لعمرو: ما بقي من لذتك يا أبا عبد اللّه (3)؟فقال: محادثة أخي صدق مأمون على الأسرار، فأقبل على وردان فقال: و أنت يا أبا عثمان، ما بقي من لذتك ؟ قال: النظر في وجه كريم أصابته نكبة، فاصطنعت إليه فيها يدا حسنة، قال معاوية: أنا أولى بذلك منك، فقال: أنت يا أمير المؤمنين أقدر عليه مني، و أولى به من سبق إليه.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا الحسن بن الحسن السكري، نا محمّد بن الحارث، عن المدائني قال: قال معاوية بن أبي سفيان يوما لوردان مولى عمرو بن العاص: ما بقي من الدنيا تلذه ؟ قال: القديم الطويل، قال: و ما هو؟ قال: الحديث الحسن، أو (4) ألقى أخا قد نكبه الدهر فأجبره.

ثم أنشد الحسين بن الحسن هذه الأبيات، و ذكر أن محمّد بن سلاّم أنشده لأعرابي (5):

و ما هذه الأيام إلاّ معارة (6) *** فما استطعت من معروفها فتزوّد

فإنّك لا تدري بأي بلدة *** تموت و لا ما يحدث اللّه في غد

ص: 428


1- بالأصل و م: عمر، تصحيف، و المثبت عن «ز».
2- ترجمته في الجرح و التعديل 36/9 و طبقات ابن سعد 511/7 و تاريخ خليفة ص 162.
3- الأصل:«عبد الرحمن» و المثبت عن «ز»، و م.
4- بالأصل:«و ألقى» و المثبت عن «ز»، و م.
5- الأول لقيس بن الخطيم، من قصيدة في ديوانه ص 130 (ط . صادر - بيروت).
6- صدره في الديوان: فما المال و الأخلاق إلاّ معارة.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أخبرنا أبو الحسن السيرافي، أخبرنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (1):قال الوليد بن هشام و من سبي أصبهان: وردان مولى عمرو بن العاص.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد، قال (2):في الطبقة الثانية من تابعي أهل مصر: وردان مولى عمرو بن العاص، و يكنى أبا عبيدة (3)،و قد روى عنه أيضا، و به سميت السوق التي بمصر سوق وردان، زاد غيره عن ابن سعد: و كان ثقة إن شاء اللّه.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه - إذنا و مشافهة - قالا: أخبرنا أبو القاسم العبدي، أنا حمد (4)-إجازة-.

ح قال: و أخبرنا ابو طاهر، أنا علي.

قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال (5):

وردان مولى عمرو بن العاص، روى عن مولاه عمرو بن العاص، روى عنه (....) (6)،سمعت أبي يقول ذلك.

[قال ابن عساكر:] (7) كذا في نسختين مبيضتين.

أنبأنا أبو القاسم النسيب، و أبو الوحش المقرئ، عن رشأ بن نظيف، أنا أبو محمّد بن النحّاس - قراءة - أخبرنا أبو عمر محمّد بن يوسف بن يعقوب الكندي، قال: و منهم أبو عبيد وردان مولى عمرو بن العاص، كان روميا، يقال إنه من روم أرمينية، و يقال: من روم الشام، و يقال: من روم أطرابلس الغرب، يقال إنه حضر الفتح و اختط دار عمر بن مروان (8)، و أن عمر بعد ذلك رغب فيها لقربها من المسجد، و خط لوردان في الفضاء داره التي في سوق وردان، أخبرني بذلك ابن قديد عن عبيد اللّه عن أبيه، و عن يحيى بن عثمان عن أشياخه.

ص: 429


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 162 (ت. العمري).
2- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 511/7.
3- كذا بالأصل و م، و في «ز»: عبيد، و في ابن سعد: عبيد اللّه.
4- تحرفت بالأصل و م و «ز» إلى: أحمد.
5- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 36/9.
6- كذا بالأصل و م و «ز»، و الكلام متصل، و في «ز» علامة بعد:«عنه» تشير إلى السقط ، و في الجرح و التعديل بياض.
7- زيادة منا.
8- راجع فتوح مصر لابن عبد الحكم ص 98.

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العبّاس، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن، و حدّثني أبو بكر محمّد بن شجاع عنهما، قالا: أخبرنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا أبو سعيد بن يونس قال:

وردان مولى عمرو بن العاص، يكنى أبا عبيد، شهد فتح مصر، روى عنه مالك بن زيد الناشري، و عليّ بن رباح، قتل بالبرلّس (1) سنة ثلاث و خمسين، قتلته الروم، و عقب بمصر (2).

أنبأنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه الحسين بن ظفر بن الحسين، قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو بكر عبد الباقي (3) بن عبد الكريم بن عمر، أنا عبد الرّحمن ابن عمر بن أحمد بن حمّة (4)،أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدّثني جدي، حدّثني أحمد بن شبّويه، حدّثنا سليمان بن صالح، حدّثني عبد اللّه - يعني - ابن المبارك، عن جويرية بن أسماء قال:

قال عمرو بن العاص يوم صفّين لوردان: تدري ما مثلي و مثلك، مثل الأبيقر (5) إن تقدم عقر، و إن تأخر نحر، لئن تأخرت لأضربن عنقك، قال جيئوني بقيد، فوضعه في رجليه قال: أما و اللّه يا أبا عبد اللّه لأردنّك حياض الموت.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلم، عن رشأ بن نظيف، أخبرنا أبو محمّد بن النحاس، أنا محمّد بن يوسف بن يعقوب، أخبرني أحمد بن داود، عن ابن أخضر، عن ابن وزير، أخبرني فتيان عن ابن لهيعة قال: حضر وردان يوم صفّين مع عمرو فكان عمرو يرتجز:

هل يغنين وردان عني قنبرا *** أو يغنين ابن خديج مسعرا

يريد قنبر (6) مولى علي بن أبي طالب، و يريد مسعر بن فدكي صاحب الخوارج، و كان وردان [واليا على خراج مصر من قبل معاوية بعد موت عمرو.

ص: 430


1- البرلس بفتحتين و ضم اللام و تشديدها: بليدة على شاطئ نيل مصر، قرب البحر من جهة الإسكندرية (معجم البلدان).
2- ولاة مصر للكندي ص 61 و فتوح مصر لابن عبد الحكم ص 124.
3- بالأصل و م: بن عبد الباقي، و المثبت عن «ز».
4- الأصل و م: حمنة، و في «ز»: حمزة، جميعه تصحيف، راجع ترجمته في سير الأعلام 82/17.
5- الأبيقر: الذي لا خير فيه.
6- في «ز»: قتيبة، و كتب على هامشها بخط مغاير: قنبرا. و كذا ورد بالأصل و م: قنبر، و الوجه: قنبرا.

قال: و أنا محمد بن يوسف، أخبرني يحيى بن أبي معاوية عن خلف بن ربيعة عن أبيه، عن يحيى بن أيوب عن يزيد بن أبي حبيب قال: كان وردان من] (1) عمرو بن العاص بمنزلة (2)صاحب الشرط من الأمير، كان لا يعمل شيئا حتى يشاوره، و كان داهيا (3) فهما.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق بن موسى، نا خليفة قال: من عمّاله - يعني - معاوية عليها - يعني - مصر: عمرو بن العاص، فكان عمرو إذا شخص ولّى مسلمة بن مخلد الأنصاري، و ربما ولّى وردان مولاه، فلم يزل عمرو (4)عليها حتى مات عمرو.

أنبأنا أبو القاسم النسيب، و أبو الوحش المقرئ، عن أبي الحسن المقرئ، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عمر، أخبرنا أبو عمر الكندي قال: فحدّثني ابن قديد، عن عبيد اللّه، عن أبيه، حدّثني أبو صالح، عن الليث، عن يزيد بن أبي حبيب أن معاوية كتب إلى وردان:

أن زد على القبط فكتب إليه: و كيف أزيد عليهم، و بأيديهم كتاب ألاّ (5) يزاد عليهم، فعزله معاوية.

قال ابن عفير: ولي وردان الخراج حين كان عقبة بن عامر على الجند، و قال الليث:

حدّثني ابن [مروان أن] (6) وردان كان مع معاوية على سريره.

أنبأنا أبو علي محمّد بن سعيد بن إبراهيم، ثم أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد، قالا: أخبرنا أبو علي بن شاذان، أنا عبد اللّه بن إسحاق بن إبراهيم البغوي.

ح قال: و أخبرنا طراد، أنا أحمد بن علي بن الحسين، أخبرنا حامد بن محمّد بن عبد اللّه، قالا: أخبرنا علي بن عبد العزيز، نا أبو عبيد، نا سعيد بن أبي مريم، عن يحيى بن أيوب، عن عبيد اللّه بن أبي جعفر، حدّثني شيخ من أهل مصر قديم.

أن معاوية كتب إلى وردان: أن زد على القبط قيراطا [قيراطا] (7) على كل إنسان.

ص: 431


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل فتداخل الخبران و اضطرب السياق، و المستدرك عن «ز»، و م.
2- الأصل: منزلة، و المثبت عن «ز»، و م.
3- في «ز»: ذاكيا.
4- كذا بالأصل و م و «ز»، و الظاهر أنه: وردان. و ليس الخبر في تاريخ خليفة المطبوع الذي بيدي.
5- بالأصل: لا، و المثبت عن «ز»، و م.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن «ز».
7- سقطت من الأصل، و استدركت عن «ز»، و م.

فكتب إليه وردان: كيف أزيد عليهم و في عهدهم أن لا يزاد عليهم، قال أبو عبيد يرى ذلك لأن مصر كانت عنده عنوة، فلهذا استجاز الزيادة، و كانت عند وردان صلحا، فكره الزيادة، فلهذا اختلفا.

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه السلمي - مناولة و إذنا و قرأ عليّ إسناده - أخبرنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا (1)[القاضي، نا الحسين (2) بن أحمد الكلبي، نا محمد بن زكريا] (3) الغلابي، نا محمّد بن خالد الغلابي، نا القحذمي، عن مسلمة بن محارب قال: قال معاوية: إنّ عمرو بن العاص احتجز دوننا خراج مصر، فعزله و استعمل أبا الأعور السلمي، فبلغ عمروا (4) الخبر، فدعا وردان مولاه فقال: ويحك يا أبا عثمان عزلنا معاوية أمير المؤمنين، قال: فمن استعمل ؟ قال: أبا الأعور السلمي، فهل عندك من حيلة ؟ قال:

نعم، اصنع له طعاما و لا تنظر [له في كتاب حتى يأكل، و دعنا نعمل ما نريد، قال: نعم، فلما قدم علينا أبو الأعور السلمي، و أخرج كتاب] (5) معاوية بتسليم العمل إليه، قال له عمرو: و ما نصنع بكتاب ؟ لو جئتنا برسالة لقبلنا ذلك منك، دع الكتاب و كل. قال: انظر في الكتاب قال: ما أنا بناظر حتى تأكل فوضعه إلى جنبه و جعل يأكل، فاستدار له وردان فأخذ الكتاب و العهد، فلمّا فرغ أبو الأعور من غدائه طلب الكتاب، فلم ير شيئا فقال: أين كتابي ؟ فقال له عمرو: أ ليس إنما جئتنا زائرا لنحسن إليك، و نكرمك و نبرك قال: استعملني أمير المؤمنين و عزلك، قال: مهلا لا تظهرن هذا منك إنّه قبيح، نحن نصلك و نحسن جائزتك، و بلغ معاوية الخبر، فاستضحك و أقر عمروا (6) على مصر.

قال القاضي (7):و يشبه هذا خبر المأمون و دينارا لما أنفذه إلى المدائن لمحاسبة ياسر و استيفاء الأموال منه، و لعلنا إن عثرنا عليه نورده فيما بعد إن شاء اللّه.

أنبأنا أبو القاسم النسيب، و أبو الوحش المقرئ، عن رشأ بن نظيف، أنا أبو محمّد

ص: 432


1- رواه المعافى بن زكريا في الجليس الصالح الكافي 129/4-130.
2- في «ز»: الحسن، و المثبت عن الجليس الصالح.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن «ز»، و الجليس الصالح.
4- الأصل و م: عمر، و المثبت عن «ز»، و الجليس الصالح.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك على هامش «ز»، و استدركت العبارة عنه و عن الجليس الصالح.
6- الأصل و م: عمر، و المثبت عن «ز»، و الجليس الصالح.
7- يعني المعافى بن زكريا الجريري صاحب كتاب الجليس الصالح، راجع ترجمته في تاريخ بغداد 230/13.

ابن النحّاس، أنا أبو عمر الكندي، قال: و أخبرني ابن قديد، عن عبيد اللّه، عن أبيه، عن ابن لهيعة قال:

قال الملامس بن خزيمة (1) الحضرمي لمعاوية: يا أمير المؤمنين، إن هذا يريد ربيعة بن حبيش الصدفي - قاتل عثمان و قرين الشيطان، و ختن وردان - و كان ربيعة قد زوّج ابنته من وردان. فقال معاوية: يا ربيعة أ زوّجت وردان ابنتك ؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين زوجت فدانا أخضر و دينارا أصفر، فقال معاوية: أفّ لك (2) أعبد عمرو؟.

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العبّاس، و أبو الفضل أحمد بن محمّد، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أخبرنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا أبو سعيد بن يونس، نا عمران بن موسى بن يحيى، و محمّد بن سهل بن راشد الصفّار، و جعفر بن بيان، قالوا: أخبرنا الحارث بن مسكين، أنا ابن وهب، أخبرني ابن لهيعة، عن موسى بن عليّ أبيه.

أن وردان كان بالاسكندرية [و عليها علقمة بن يزيد القطيعي، و بالإسكندرية] (3) راهب نحو كنيسة الدقيق، و كان وردان لا يزال يأتيه و يحدّثه، قال: فجاءه ذات يوم، فقال له الراهب: لا تمرّ بك ثلاثة أيام حتى تقتل، فانصرف وردان، فجلس على مجلس الصّدف، فحدّثهم بما قال الراهب، فلم يكن إلاّ يسيرا حتى أتاهم الصريخ: إنّ الروم قد نزلوا البرلّس، فاستنفر علقمة الناس إليهم، فولّى عليهم وردان، فنفر بهم حتى قدم البرلّس فوجد الروم بها، فاقتتلوا قتالا شديدا، فاستشهد وردان و من معه، و أبو رقية اللخمي، و كان على الخراج، فاستشهد، و عائذ بن ثعلبة البلوي، و كان على الخيل، فاستشهد، و ذلك في خلافة معاوية بن أبي سفيان.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلم، عن رشأ المقرئ، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عمر، أنا أبو عمر محمّد بن يوسف، حدّثني ابن قديد، عن عبيد اللّه بن سعيد، عن أبيه، أخبرني جماعة ابن الحسين، و إسماعيل بن قيس و غيرهما يزيد بعضهم على بعض.

أن وردان مولى عمرو بن العاص كان بالاسكندرية مرابطا سنة ثلاث و خمسين و عليها

ص: 433


1- الأصل و «ز»: جديمة، و المثبت عن اللباب (الملامسي 277/3).
2- الأصل:«أ فلك» و في م:«اذ لك» و المثبت عن «ز».
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك للإيضاح عن «ز»، و م.

علقمة بن يزيد القطيعي، فخرج وردان يوما إلى راهب خارجا من الحصن، كان يقف به فيحادثه، فقال له الراهب يوما: إنّي أراك مقتولا في ثلاث، فانصرف وردان حتى جلس على مجلس الصدق، و كان لهم ودا فأخبرهم بما قال الراهب، فكذّبوه و جهّلوه، و نزلت الروم البرلّس، و على النفر عائذ بن ثعلبة البلوي، و على الخراج أبو رقية اللخمي، فخرج إليهم المسلمون و بعثوا يستنفرون أهل الإسكندرية، فنفروا، و عقد علقمة لوردان على من نفر، فخرج ليلا و بين يديه شمعة فانطفأت فتطير ذلك و مضى، فانتهى إليهم و هم يقتتلون و قد أمر عائذ بالمعدّيات (1) فرفعت إلى البر، فقال له [وردان: اردد المعديات يجيز فيها من أتاك من الفسطاط و الثغور، فقال له:] (2) هذا رأي العبيد بل نرفعها و نقاتل فيكون الفتح لنا و الذكر فلا تجبن قال: أنا أجبن، ستعلم من يجبن، فاقتتلوا قتالا شديدا و أقبل المدد فوقفوا في العدوة (3)لا يقدرون على المجاز، و المسلمون و الروم يقتتلون فقتل عائذ و وردان و و أبو رقية و ارتث سويد بن ملة المهري في جماعة من المسلمين، و انصرف الروم.

7969 - وردان بن صالح بن كثير، و يقال: وردان بن كثير بن سعد أبو عطية

روى عن سليمان بن عبد الرّحمن، و أبي جعفر أحمد بن عبد اللّه البغدادي.

روى عنه يحيى بن عبد اللّه بن الزجاج، و أبو علي بن شعيب.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أخبرنا تمام بن محمّد، أخبرنا أبو بكر يحيى بن عبد اللّه بن الحارث العبدري، حدّثنا أبو عطية وردان بن صالح بن كثير، حدّثنا سليمان [بن عبد الرحمن] (4)،حدّثنا عمران بن معروف، حدّثنا محمّد ابن طلحة بن مصرف، أخبرني منصور بن المعتمر، عن طلحة بن مصرف، عن خيثمة بن عبد الرّحمن، عن عائشة قالت: أمرني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأدخلت امرأة على زوجها و لم يعطها من صداقها شيئا[12905].

أنبأنا أبو طاهر محمّد بن الحسين، أنا أبو علي الأهوازي، نا تمام بن محمّد بن (5) عبد

ص: 434


1- المعدّيات: المقصود هنا المراكب البحرية (عن هامش المختصر).
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن «ز».
3- العدوة مثلثة، شاطئ الوادي و جانبه و شفيره،(تاج العروس).
4- سقط من الأصل و م، و استدرك عن «ز».
5- تحرفت بالأصل و م إلى: عن، و المثبت عن «ز».

اللّه الرازي، أنا أبو علي محمّد بن هارون الأنصاري، نا أبو عطية وردان بن كثير بن صالح بن سعد الدمشقي، نا أبو جعفر أحمد بن عبد اللّه البغدادي، بحديث ذكره.

[ذكر من اسمه] ورد

7970 - ورد بن زيد بن حبيش بن مجالد بن وهيب بن سبيع، و يقال:

ابن زيد بن حبيش بن مجالد بن رويبة بن قيس بن عمرو بن سبيع

ابن مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسديّ

أخو الكميت بن زيد الشاعر، كوفي، وفد على هشام بن عبد الملك مستجيرا لأخيه الكميت.

و حدّث عن الزهري، و أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين (1).

روى عنه: الحارث بن المغيرة البصري.

أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه بن الآبنوسي، أنا أبو بكر محمّد بن عبد الملك بن بشران، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا أحمد بن محمّد بن سعيد، حدّثنا يحيى بن زكريا بن شيبان، نا علي بن سيف بن عميرة، حدّثنا أبي، نا الحارث بن المغيرة البصري، عن الورد بن زيد قال:

كنت عند أبي جعفر فدخل عليه محمّد بن مسلم الزهري فجعلا يتذاكران إلى أن ذكر الزهري عائشة فقال: كانت تقول: ما كان بيني و بين علي إلاّ كما يكون بين الأحماء، فقال أبو جعفر: أ فلا تذكر ما كان في حديث الإفك، فقال الزهري: إنها كانت تذكره، ثم قال الزهري: حدّثني عروة أن عائشة كانت تقول إذا ذكرت حديث الإفك و ذكرت عليا: إنّه لم يحسن في أمري، و قد أخبرني أبو بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام أنها كانت تقول:

و اللّه لوددت أنّي لم أسر مسيري الذي سرت، و أنّ لي عشرة أولاد من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثكلتهم كلهم مثل عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام، فجعل أبو جعفر يتبسم ثم تفاوضا حديث الناس مليا.

قال الدارقطني: الورد بن زيد هذا أخو الكميت بن زيد الأسديّ الشاعر.

ص: 435


1- تحرفت بالأصل و م إلى: الحسن، و المثبت عن «ز».

ص: 436

فهرس

الجزء الثاني و الستين

ص: 437

ص: 438

الفهرس [ذكر من اسمه] نجيب

7842 - نجيب بن عماد بن أحمد أبو السرايا بن أبي فراس الغنوي 3

7843 - نخّار بن أوس بن أبير بن عمرو بن عبد الحارث بن لأي بن عبد مناف بن الحارث بن سعد هذيم بن زيد بن ليث بن سود بن الحاف بن قضاعة بن مالك بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان القضاعي 5

7844 - نشبة بن حندج بن الحسين بن عبد اللّه بن خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح بن الحسحاس ابن معاوية بن سفيان أبو الحارث المرّي 6 ذكر من اسمه نصر اللّه

7845 - نصر اللّه بن الحسن بن علوان أبو نصر الربعي الهيتي الشاعر 8

7846 - نصر اللّه بن حمزة بن أسد بن علي أبو الفتح التميمي الكاتب 9

7847 - نصر اللّه بن محمّد بن عبد القوي أبو الفتح بن أبي عبد اللّه المصّيصي، ثم اللاذقي الفقيه الشافعي الأصولي الأشعري نسبا و مذهبا 10 ذكر من اسمه نصر

7848 - نصر بن أحمد بن سهل بن الأزهر أبو القاسم المدائني 11

7849 - نصر بن أحمد بن الفتح بن هارونان أبو القاسم الهمداني المؤدّب 12

7850 - نصر بن أحمد بن محمّد بن عجل أبو القاسم العجلي 13 7851-[نصر بن أحمد] بن مقاتل بن مطكود بن أبي نصر تمريار أبو القاسم بن أبي العباس بن أبي محمد السوسي 14

7852 - نصر بن إبراهيم بن نصر بن إبراهيم بن داود أبو الفتح المقدسي الفقيه الشافعي الزاهد 15

ص: 439

7853 - نصر بن حبيب السلامي 18

7854 - نصر بن الحجّاج بن علاط السّلمي البهزي 18

7855 - نصر بن الحجّاج القرشي 29

7856 - نصر بن الحسن بن زكريا، و يقال: ابن الحسن بن القاسم أبو القاسم الجزري 29

7857 - نصر بن الحسن بن أبي القاسم بن أبي حاتم بن الأشعث أبو الليث، و أبو الفتح الشاشي التّنكتي التاجر 30

7858 - نصر بن الحسين بن سليمة أبو القاسم الطبري 32

7859 - نصر بن الحسين أبو الفتح المروزي الفقيه المقرئ الواعظ 33

7860 - نصر بن حمزة بن مالك بن الهيثم الخراساني 33

7861 - نصر بن زكريا أبو عمرو 34

7862 - نصر بن شاكر بن عمّار أبو رجاء والد أحمد بن أبي رجاء 35

7863 - نصر بن العبّاس بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي 36

7864 - نصر بن عبد اللّه أبو محمّد الطبراني 36

7865 - نصر بن علي بن المقلّد بن نصر بن المنقذ بن [محمد بن منقد بن] نصر ابن هاشم أبو المرهف الكناني 36

7866 - نصر بن غانم بن عامر بن عبد اللّه بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي العدوي 39

7867 - نصر بن الفتح أبو القاسم السّامري الصائغ السراج المعروف بابن مدلج 39

7868 - نصر بن القاسم بن الحسن أبو الفتح الأنصاري المقدسي الفقيه المقرئ 40

7869 - نصر بن قتيبة أبو الفتح العتبي 41

7870 - نصر بن اللّيث بن سعد أبو منصور البغدادي الورّاق 42

7871 - نصر بن محمّد بن أحمد بن يعقوب بن منصور أبو الفضل بن أبي نصر الطّوسي العطّار 43

7872 - نصر بن محمّد بن إبراهيم أبو الفتوح الأذربيجاني المراغي الصوفي 46

7873 - نصر بن محمّد بن عبيد اللّه أبو القاسم البغدادي الكاتب 46

7874 - نصر بن محمّد الثعلبي 47

7875 - نصر بن مسرور بن محمّد أبو الفتح الزهيري العمّاني 48

7876 - نصر بن منصور بن بسّام 49

7877 - نصر بن منصور بن أبي الفتح الحسن بن عبد اللّه بن أبي حصينة أبو المظفّر المعري 50

7878 - نصر بن نصر بن نصر بن سوري أبو الفتح البانياسي البزار 51

ص: 440

7879 - نصر بن أبي نصر أبو منصور الأندادي الطّوسي الصوفي المقرئ 51

7880 - نصر الشّيباني 52

7881 - نصيب بن رباح أبو محجن مولى عبد العزيز بن مروان 52 ذكر من اسمه نضر

7882 - النّضر بن سعيد الأنصاري 68

7883 - النّضر بن شميل أبو عبد اللّه الحموي 69

7884 - النّضر بن عربي أبو روح الباهلي مولاهم الحرّاني 69

7885 - النّضر بن عبّاد بن عائذ 76

7886 - النّضر بن عبد الرّحمن بن إبراهيم 77

7887 - النّضر بن عمرو المقرائي الحميري 77

7888 - النّضر بن محمّد بن خالد أبو محمّد الأسدي البغدادي 79

7889 - النّضر بن محمّد بن بعيث أبو الفرج الأزدي البثني 79

7890 - النّضر بن يحيى بن معرور الكلبي الأخباري 82

7891 - نضلة بن عبيد،[و يقال: ابن عمرو] و يقال: ابن عائذ، و يقال: ابن عبد اللّه بن الحارث ابن حبّان بن ربيعة بن دعبل بن أسد بن خزيمة بن مالك بن سلامان بن أسلم بن أفصى، و يقال: عبد اللّه بن نضلة، و يقال: خالد بن نضلة، أبو برزة الأسلمي 83 [ذكر من اسمه] نضير

7892 - نضير بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي بن كلاب أبو الحارث القرشي العبدري، و يقال: النضر 101

7893 - نضير، و يقال: نصير، و يقال: بصير 106

7894 - نضير مولى هشام بن عبد الملك 108 ذكر من اسمه نعمان

7895 - النّعمان بن أبان بن بشير بن النّعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة الأنصاري 109

7896 - النّعمان بن برزج اليماني 109

7897 - النّعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة بن خلاّس بن زيد بن مالك الأغرّ بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج أبو عبد اللّه، و يقال: أبو محمّد الأنصاري 111

7898 - النّعمان بن جميل بن أحمد بن فضالة بن الصقر بن فضالة بن سالم بن جميل أبو

ص: 441

قابوس اللخمي 128

7899 - النّعمان بن سعد الرعيني 128

7900 - النّعمان بن أبي شمر أبو صالح البرسمي 128

7901 - النّعمان بن عبد اللّه بن النّعمان الحضرمي المصري 129

7902 - النّعمان بن المنذر أبو الوزير الغسّاني 130

7903 - النّعمان بن وادع بن عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن سليمان أبو عدي التنوخي المعري 134

7904 - النّعمان والد الحكم بن النّعمان 136

7905 - نعمان الزاهد 137

7906 - نعمة بن هبة اللّه بن محمّد أبو الخير الجاسمي الفقيه 137

7907 - نعمة بن الوابشي الطبراني 139 [ذكر من اسمه] نعيمان

7908 - نعيمان بن عمرو بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم أبو عمرو 139 ذكر من اسمه نعيم

7909 - نعيم بن حمّاد بن معاوية بن الحارث بن همّام بن سلمة بن مالك أبو عبد اللّه الخزاعي المروزي الأعور، المعروف بالفارض 149

7910 - نعيم بن سلامة السبائي، و يقال: الشيباني، و يقال: الغسّاني، و يقال: الحميري مولاهم الأزدي 171

7911 - نعيم بن صخر العدوي 174

7912 - نعيم بن عبد اللّه بن أسد بن عبد بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب بن لؤي ابن غالب القرشي 175

7913 - نعيم بن عبد اللّه بن همام العيني الكاتب 185

7914 - نعيم بن عمر الهلالي الدمشقي 185

7915 - نعيم بن هبّار - و يقال: ابن هدّار، و يقال: ابن همار، و يقال: ابن خمّار، و يقال:

ابن حمّار الغطفاني 185

7916 - نفير بن مالك بن عامر، و يقال: ابن يخامر، و يقال: نفير بن جبير،[أبو جبير] و يقال:

أبو خمير الكندي الحضرمي 195

7917 - نفير بن نجيب، و يقال: سفيان بن نجيب 200

7918 - نفيع بن الحارث، و يقال: ابن مسروح أبو بكرة الثّقفي 200

ص: 442

7919 - نفيع أبو إسماعيل العبسي 220 ذكر من اسمه نمران

7920 - نمران، و يقال: هزّان بن حكيم القرشي 221

7921 - نمران بن عتبة الذماري 221

7922 - نمران بن يزيد بن عبيد المذحجي 222

7923 - النّمر بن قطبة 222

7924 - النّمر بن محمّد بن النّمر بن عبد السّلام أبو الحارث الحميري الحمصي الخطيب 224 ذكر من اسمه نمير

7925 - نمير بن أوس الأشعري 225

7926 - نمير بن منقذ الباهلي 232

7927 - نمير بن الوليد بن نمير بن أوس الأشعري 233

7928 - نمير الثقفي 234 ذكر من اسمه نوح

7929 - نوح بن حبيب أبو محمّد القومسي البذشي 234

7930 - نوح بن عمرو بن حوي بن نافع، و يقال: نافع بن زرعة بن محصن، و يقال: محصن ابن حبيب بن ثور بن خداش بن سكسك أبو عبد اللّه السكسكي 238

7931 - نوح بن عمرو بن نوح بن عمرو بن نافع - و يقال: نافع بن محصن - و يقال: محصن ابن حبيب بن ثور بن خداش بن سكسك أبو عبد اللّه السّكسكيّ 238

7932 - نوح بن لمك بن متوشلخ بن إدريس بن يرد بن مهلاييل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم أبي البشر صلى اللّه عليه و سلم 240

7933 - نوح بن نصر بن محمّد بن أحمد بن عمرو بن الفضل بن العبّاس بن الحارث أبو عصمة الأخنس 288 ذكر من اسمه نوفل

7934 - نوفل بن الفرات بن مسلم، و يقال: ابن سالم، و يقال: نوفل بن أبي الفرات أبو الجراح العقيلي 290

7935 - نوفل بن مساحق بن عبد اللّه بن مخرمة عن عبد العزّى بن أبي قيس ابن عبد ود بن نصر ابن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي أبو سعيد، و يقال: أبو مساحق القرشي العامري 293

ص: 443

7936 - نوفل أبو الجرّاح 302 [ذكر من اسمه] نوف

7937 - نوف بن فضالة أبو يزيد، و يقال: أبو رشيد، و يقال: أبو عمرو، و يقال: أبو رشدين الحميري البكالي 303 [ذكر من اسمه] نهار

7938 - نهار بن توسعة بن أبي عينان، و يقال: نهار بن توسعة بن تميم بن عرفجة بن عمرو بن حنتم بن الحارث بن تيم اللّه بن ثعلبة بن عكابة ابن صعب بن علي بن بكر بن وائل التيمي 314

7939 - نهيك بن صريم، و يقال: ابن صريم السكوني، و يقال: اليشكري 322

7940 - نهيك بن عمرو القيسي البصري 325

7941 - نهيك بن يريم الأوزاعي [شامي]326

7942 - نياق، و يقال ابن نياق 329 حرف الواو

[ذكر من اسمه] وابصة

7943 - وابصة بن معبد بن عتبة بن الحارث بن مالك بن الحارث بن بشير بن كعب بن سعد ابن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة أبو سالم، و يقال: أبو الشعثاء الأسدي 329 [ذكر من اسمه] واثق

7944 - واثق بن علي بن عمر أبو البركات البغدادي المقرئ الخليلي السفلاطوني 343 ذكر من اسمه واثلة

7945 - واثلة بن الأسقع بن عبد العزّى بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث بن بكر ابن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان أبو الخطاب، و يقال: أبو الأسقع، و يقال: أبو شداد، و يقال: أبو قرصافة اللّيثيّ 343

7946 - واثلة بن الحسن أبو الفيّاض الأنصاري العرقي 366

7947 - واثلة بن الخطّاب القرشيّ العدوي 367

7948 - واثلة بن الخطّاب بن واثلة بن الأسقع، و يقال: ابن الخطاب ابن بنت واثلة بن الأسقع 369

ص: 444

[ذكر من اسمه] واجن

7949 - واجن الأشروسني أخو الأفشين 370

7950 - وارع بن دوالة الكلبيّ 370 [ذكر من اسمه] واسط

7951 - واسط بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم 372 ذكر من اسمه واصل

7952 - واصل بن أبي جميل أبو بكر السّلاماني 372

7953 - واصل بن عبد اللّه السلامي 376

7954 - واصل 377 [ذكر من اسمه] وافد

7955 - وافد الألهاني 382 [ذكر من اسمه] وائل

7956 - وائل بن حجر بن سعد بن مسروق بن وائل بن ضمعج بن وائل بن ربيعة بن وائل بن النعمان بن زيد بن مالك بن زيد، و يقال: وائل بن حجر بن سعيد بن مسروق بن وائل بن النعمان بن ربيعة بن الحارث بن عوف بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن شرحبيل ابن الحارث بن مالك بن مرة بن حميري بن زيد بن الحضرمي بن عمرو بن عبد اللّه بن هانئ بن عوف بن حرشم ابن عبد شمس بن زيد بن لأي بن شبيب بن قدامة بن أعجب بن مالك بن قحطان أبو هنيد، و يقال: أبو هنيدة الحضرمي 383

7957 - وائل بن رباب بن حذيفة بن مهشّم بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي السّهمي 396

7958 - و تين و يقال: زبير بن معاوية بن أبي سفيان بن عبد اللّه بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب الأموي 398 [ذكر من اسمه] وثيق

7959 - وثيق بن أحمد بن عثمان أبو السّلمي الكفربطناني 398

7960 - وثيق بن الهذيل بن زفر بن الحارث الكلابي 399

ص: 445

[ذكر من اسمه] وجيه

7961 - وجيه بن عبد اللّه بن مسعر أبو المقدم التنوخي المعري 399

7962 - وحشيّ بن حرب أبو دسمة الحبشيّ 400

7963 - وحشيّ بن حرب [بن وحشي بن حرب][ابن] ابن المذكور آنفا 419 [ذكر من اسمه] وجلان

7964 - وجلان بن جعفر بن الحسن بن علي أبو عبد الرّحمن القيسي الزناتي المغربي 422 [ذكر من اسمه] وحيد

7965 - وحيد أبو الغريب 422

7966 - وراد أبو الورد 423

7967 - وراد بن جهير بن عبد الرزّاق بن أبي الغارات بن منصور أبو صادق الجذامي النّفاثي 427

7968 - وردان أبو عبيد - و يقال: أبو عثمان - مولى عمرو بن العاص السّهميّ 428

7969 - وردان بن صالح بن كثير، و يقال: وردان بن كثير بن سعد أبو عطية 434 [ذكر من اسمه] ورد

7970 - ورد بن زيد بن حبيش بن مجالد بن وهيب بن سبيع، و يقال: ابن زيد بن حبيش بن مجالد ابن رويبة بن قيس بن عمرو بن سبيع بن مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسديّ 435

ص: 446

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.