تاریخ مدینة دمشق المجلد 59

هویة الکتاب

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

تفاصيل النشر: بیروت: دارالفکرالمعاصر؛ دمشق: دارالفکر دمشق: معهد الفتح الاسلامي، 1420ق.= 1999م.= 1378 -

دراسة و تحقيق علي شيري

عدد المجلدات: 80

لسان: العربية

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

تصنيف الكونجرس: DS99 /د8 1378 الف243015

تصنيف ديوي: 956/9144

موضوع: تاريخ الإسلام | التاريخ والجغرافيا المحلية | الترجمة الجماعية | رجال

ص: 1

اشارة

ص: 2

الجزء التاسع و الخمسون

[تتمة حرف الميم]

ذكر من اسمه معالي

7490 - معالي بن هبة اللّه بن الحسن بن علي

أبو المجد بن الحبوبي التغلبي (1) البزّار (2)

سمع أبا عبد اللّه بن أبي الحديد، و أبا القاسم بن أبي العلاء، و أبا الفتح نصر بن إبراهيم، و سهل بن بشر.

سمعت منه، و كان ثقة.

أخبرنا أبو المجد معالي بن هبة اللّه بن الحبوبي، أنا أبو الفرج سهل بن بشر الأسفرايني، أنا أبو الحسن علي بن منير بن أحمد الخلاّل، أنا الحسن بن رشيق، أنا أبو جعفر أحمد بن حمّاد بن مسلم التّجيبي، نا سعيد بن الحكم بن أبي مريم، أنا يحيى بن أيوب، حدّثني محمّد بن عجلان، نا القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.

عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه سئل عن ضالّة الغنم؟ فقال:«هي لك أو لأخيك أو للذئب»، و سئل عن ضالّة الإبل؟ فقال:«ما لك و له؟ معه سقاؤه و حذاؤه (3) حتى يجده ربّه»[12212].

توفي أبو المجد ليلة الأربعاء سلخ شهر رمضان سنة ثمان و عشرين و خمسمائة، و دفن الغد في مقبرة باب الفراديس.

ص: 3


1- بالأصل و د:«الثعلبي» و المثبت عن «ز»، و م، و المشيخة.
2- مشيخة ابن عساكر 243/ب.
3- في «ز»: و وكاؤه.

7491 - معالي بن هبة اللّه بن المفرّج

7491 - معالي بن هبة اللّه بن المفرّج (1)

أبو المجد المقرئ البزّار (2) الشافعي، المعروف بابن الشعّار (3)

سمع أبا الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي.

كتبت عنه، و كان شيخا خيّرا يقرئ القرآن في الجامع حسبة.

أخبرنا أبو المجد معالي بن هبة اللّه - بقراءتي عليه في الجامع بدمشق - نا الفقيه أبو الفتح نصر بن إبراهيم بن نصر المقدسي من لفظه،[أنا أبو الحسن علي بن موسى بن الحسين ابن السمسار، أنا أبو زيد محمّد بن أحمد بن عمر المروزي الفقيه] (4)-قدم علينا - نا محمّد بن يوسف (5) بن مطر الفربري، نا محمّد بن إسماعيل البخاري، نا عبد اللّه بن يوسف، أنا مالك، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة قالت:

كان عتبة عهد إلى أخيه سعد أن ابن وليدة زمعة مني فاقبضه إليك، فلمّا كان عام الفتح أخذه سعد قال: ابن أخي، عهد إليّ فيه، فقام عبد بن زمعة فقال: ابن وليدة أبى، ولد على فراشه، فتساوقا إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«هو لك يا عبد بن زمعة، الولد للفراش و للعاهر الحجر»، ثم قال لسودة:«احتجبي منه» لما رأى من شبهه بعتبة، فما رآها حتى لقي اللّه عزّ و جل.

أخبرناه عاليا عاليا أتم من هذا أبو محمّد السيدي، أنا أبو عثمان البحيري، أنا زاهر بن أحمد، أنا إبراهيم بن عبد الصّمد، نا أبو مصعب، نا مالك، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم أنها قالت:

كان عتبة بن أبي وقّاص عهد إلى أخيه سعد بن أبي وقّاص أن ابن وليدة زمعة مني فاقبضه إليك، قالت: فلمّا كان عام الفتح أخذه سعد بن أبي وقّاص، و قال: ابن أخي، قد كان عهد إليّ فيه، فقام إليه عبد بن زمعة، فقال: أخي و ابن وليدة أبي ولد على فراشه، فتساوقاه إلى النبي (6) صلى اللّه عليه و سلم، فقال سعد: يا رسول اللّه، ابن أخي قد كان عهد إليّ فيه، و قال عبد بن زمعة: أخي و ابن وليدة أبي، ولد على فراشه فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«هو لك يا عبد بن

ص: 4


1- في «ز»: الفرج.
2- في «ز»، و م، و د: البزاز.
3- مشيخة ابن عساكر 244/أ.
4- ما بين معكوفتين استدرك على هامش الأصل، و بعده صح.
5- مكانها بياض في «ز».
6- في «ز»: رسول اللّه.

زمعة» ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«الولد للفراش و للعاهر الحجر» ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لسودة بنت زمعة:«احتجبي منه»، لما رأى من شبهه بعتبة، فما رآها حتى لقي اللّه.

سألت أبا المجد عن مولده فقال: في سنة اثنتين و خمسين و أربعمائة، و توفي يوم الاثنين الثامن و عشرين من شهر رمضان سنة خمس و عشرين و خمسمائة، ضحى نهار، و صلّى عليه في الجامع بعد العصر، و دفن من يومه بباب الصغير قرب قبر بلال، حضرت دفنه و الصلاة عليه.

7492 - معالي بن يحيى بن خلف السّلمي

رجل متأدّب، كان يتعانى علم النجوم، و يقول الشعر، و يكتب خطّا حسنا، و كان يسكن درب التميمي، و يعرف بشفتر.

قرأت بخطه ما كتبه إلى ابن خالي أبي الحسن علي [بن محمّد:] (1)

هضبات مجد ليس تنقصم *** و عرى علاء ليس تنفصم

و مناقب عادت منوّرة *** بضياها في العالم الظّلم

لابن الذي شهدت لمحتده *** بالفضل دون نفوسها الأمم

الماجد ابن الماجدين و من *** سمعت له كجدوده الهمم

بحر من المكنون مندفق *** و حيا من المعروف منسجم

في كلّ صالحة له قدم *** تسعى و كلّ فضيلة قدم

و إذا تقدم للفخار فلا *** عرب تؤخّره و لا عجم

بعليّ بن محمّد شرفت *** علماء دين اللّه كلهم

و سموا به عند الملوك على *** ما ساد علمهم و فضلهم

قاض إذا تليت مناقبه *** في الجدب جادت بالحيا الدّيم

و أخو وجود لا يلمّ بمن *** أسرى إلى صدقاته العدم

لا تقدر الأيام تسلم من *** بعلا زكي الدين يستلم

جود لكلّ مودّع وطنا *** و حمى لكلّ مروّع حرم

يتّقي الفواحش سمعه أنفا *** حتى تخال بسمعه صمم

ص: 5


1- ما بين معكوفتين استدرك على هامش الأصل.

مدحوه بالكرم السّني علا *** و أقلّ ما في خلقه الكرم

شهد القضاء بفضله فله *** حكم به و بعلمه حكم

يا سيّد الحكّام دعوة ذي *** مقة بحبل وفاك يعتصم

لي في علائك عدّة خدم *** بمثالها يتجمّل الخدم

كلم إذا جليت فصاحتها *** سجدت لحسن نظامها الكلم

مات معالي بن يحيى في حدود سنة ستين و خمسمائة.

7493 - معالي الشّيباني

كان مع آل الصقيل ببعلبك.

حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن المحسن (1) بن أحمد - من لفظه و كتبه لي بخطّه - قال:

معالي الشّيباني كان مختلطا بآل الصقيل، ربّي معهم و في حجورهم، و ساهمهم في خيرهم و شرّهم، و هم في بعلبك، فلمّا أخذ السلطان تاج الدولة عون بن الصقيل و صار في قبضته افتداه أبوه بتسليم بعلبك إلى السلطان، و انتقل الصقيل و أولاده و جماعة كثيرة معه إلى دمشق، و أقطعوا إقطاعا واسعا يفيض عليهم، و عكف الصقيل و ولده على الالتذاذ في جميع معانيه، فقال فيه معالي:

إني لأعجب للصقي *** ل و كيف جاد ببعلبكّ

و رضي بسكناه دمش *** ق و لعنة شتى بيك (2)

و عجبت منه كيف يض *** حك عن قليل سوف يبكي

يا شيخ واظب خدمة الس *** لطان ما الاقطاع هكّي (3)

و اعلم بأنك ليس تت *** رك كل ما أقطعت يزكي

لا شك أنك قد تحق *** قت الكلام بغير شكّ

ص: 6


1- في المختصر: الحسن.
2- إليك، واحد، بالفارسية.
3- هكي، فوقها ضبة في «ز». هك: فسا، و هك الطائر: حذرف بذرقه، و هك النعام: سلح. و الهك: الفاسد العقل (القاموس المحيط).

7494 - معان بن رفاعة السّلامي

7494 - معان (1) بن رفاعة السّلامي (2)(3)

من أهل دمشق، سكن حمص.

روى عن علي بن يزيد، و أبي الزبير، و أبي خلف حازم بن عطاء الأعمى، و محمّد بن عمير الأردني (4)،و القاسم بن عبد الرّحمن العذري.

روى عنه: الوليد بن مسلم، و محمّد بن شعيب، و أبو حيوة شريح بن يزيد الحضرمي، و بقية بن الوليد، و أبو المغيرة، و عصام بن خالد، و مسكين بن بكير، و محمّد بن سليمان بن أبي داود البومة، و مثنى بن بكر، و مبشّر بن إسماعيل الحلبي.

أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي في كتابه، و حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و ابن النرسي - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (5):قال عصام بن خالد، نا معان (6) بن رفاعة الدمشقي، عن أبي حازم بن عطاء الأعمى، عن أنس بن مالك قال: سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:«لا تجتمع أمّتي على ضلالة، فإذا رأيتم الاختلاف فعليكم بسواد الأعظم»[12213].

و قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«الإسلام ذلول لا يركبه إلاّ ذلول»[12214].

[قال ابن عساكر:] (7) كذا وقع فيه، و الصواب عن أبي خلف (8) حازم بن عطاء، و قد ذكره البخاري في باب حازم على الصواب (9).

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك، أنا العبّاس بن الوليد بن مزيد (10) البيروتي، أنا محمّد بن

ص: 7


1- معان بضم أوله و تخفيف المهملة. كما في التقريب.
2- السلامي بتخفيف اللام، كما في تقريب التهذيب.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 190/18 و تهذيب التهذيب 474/5 و ميزان الاعتدال 134/4 و المغني في الضعفاء 665/2 و الجرح و التعديل 421/8 و التاريخ الكبير 70/8.
4- كذا بالأصل و بقية النسخ، و في تهذيب الكمال 190/18.
5- لم أجده في التاريخ الكبير.
6- في «ز»: معاذ.
7- زيادة منا.
8- قوله:«أبي خلف» مكانه بياض في «ز».
9- ترجمته في التاريخ الكبير 109/3.
10- تحرفت في «ز» إلى: منده.

شعيب بن شابور، نا معان بن رفاعة السّلامي، عن أبي الزبير المكّي، عن جابر بن عبد اللّه قال: أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سعد بن معاذ أن يكتوي في أكحله حين رمته بنو النّضير، فاكتوى[12215].

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة، نا عبّاس بن الوليد، أخبرني ابن شعيب، حدّثني معان بن رفاعة السّلامي عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري ثم السلمي قال:

أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سعد بن معاذ أن يكوي أكحله حين رمته بنو النّضير، فاكتوى[12216].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا الحكم بن موسى، نا مبشر (1) الحلبي، عن معان بن رفاعة، عن أبي الزبير عن جابر بن عبد اللّه قال:

أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سعدا حين رمته النّضير أن يكوي أكحله، فاكتوى[12217].

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل و أبو الحسين و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (2):معان بن رفاعة السّلامي.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (3):

معان بن رفاعة السّلامي الدمشقي، روى عن أبي الزبير، و علي بن يزيد، و أبي خلف حازم بن عطاء الأعمى، روى عنه الوليد بن مسلم، و أبو حيوة شريح بن يزيد، و بقية بن الوليد، و مسكين بن بكير الحرّاني، و أبو المغيرة (4)،و عصام بن خالد، سمعت أبي يقول ذلك.

ص: 8


1- مكانها بياض في «ز».
2- التاريخ الكبير للبخاري 70/8.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 421/8-422.
4- يعني عبد القدوس بن الحجاج الخولاني.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا ابن الآبنوسي، أنا ابن عتّاب، أنا ابن جوصا - إجازة-.

ح و أنا أبو القاسم بن السوسي، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنا ابن (1) جوصا - قراءة - قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الخامسة: معان بن رفاعة السّلامي، دمشقي.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو طاهر أحمد بن علي، و أبو الحسن المبارك بن عبد الجبّار، قالا: أنا الحسين بن علي، نا محمّد بن إبراهيم بن السري، نا عبد الملك بن بدر بن الهيثم، نا أحمد بن هارون بن روح قال:

في الطبقة الثالثة من الأسماء المنفردة: معان بن رفاعة يروي عنه الوليد بن مسلم، شامي.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو صادق محمّد بن أحمد بن جعفر، أنا أحمد بن محمّد ابن زنجويه، أنا أبو أحمد العسكري قال:

معان - بالنون - بن رفاعة السّلامي، دمشقي، روى عن أبي الزبير، و علي بن زيد (2)، روى عنه الوليد بن مسلم، و أبو حيوة شريح بن يزيد، و بقية.

[قال ابن عساكر] (3) كذا قال، و هو ابن يزيد.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني، قال:

و أما معان، فهو معان بن رفاعة السّلامي، يروي عنه إسماعيل بن عيّاش، و الوليد بن مسلم.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (4):

و أما معان آخره نون، فهو معان بن رفاعة السّلامي، دمشقي، روى عن أبي الزبير المكّي، و عطاء الخراساني، و علي بن يزيد الشامي، حدّث عنه إسماعيل بن عيّاش، و الوليد

ص: 9


1- استدركت على هامش «ز»، و بعدها صح.
2- كذا بالأصل و د، و م، و «ز»، و فوقها في «ز» ضبة، و قد مرّ أنه يروي عن علي بن يزيد الألهاني، راجع تهذيب الكمال 190/18 و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب.
3- زيادة منا.
4- الاكمال لابن ماكولا 210/7.

ابن مسلم، و أبو المغيرة عبد القدّوس بن الحجّاج، و محمّد بن شعيب بن شابور.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم (1)،نا محمّد بن عوف الحمصي قال: قيل لأحمد بن حنبل:

معان بن رفاعة؟ فقال: لم يكن به بأس.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، و أبو محمّد طاهر بن سهل بن بشر، قالا: أنا أبو بكر الخطيب قال: حدّثت عن عبد العزيز بن جعفر الفقيه، نا أبو بكر الخلاّل، قال: قرأت على زهير بن صالح بن أحمد، نا مهنى - و هو ابن يحيى - قال: سألت أحمد - يعني - ابن حنبل عن حديث معان بن رفاعة عن إبراهيم بن عبد الرّحمن العذري قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«يحمل هذا العلم من كلّ خلف عدوله ينفون عنه تحريف الجاهلين، و انتحال المبطلين، و تأويل الغالين»[12218].

فقلت لأحمد: كأنه كلام موضوع، قال: لا، هو صحيح، فقلت له: ممن سمعته أنت؟ قال: من غير واحد، قلت: من هم؟ قال: حدّثني به مسكين إلاّ أنه يقول: معان عن القاسم بن عبد الرّحمن.

قال أحمد: معان بن رفاعة لا بأس به.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال: شيخان معناهما واحد عثمان بن أبي العاتكة، و معان ابن رفاعة، و قد أخبرني دحيم أنّ معان أرفعهما (2)-و في نسخة أخرى: أرجحهما-.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا أبو القاسم، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (3):

سئل محمّد بن عوف عن معان بن رفاعة فقال: كان بدمشق، و هو لا بأس به.

ص: 10


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 70/8.
2- تهذيب الكمال 191/18.
3- الخبر ليس في الجرح و التعديل 70/8، و نقله عن محمد بن عوف المزي في تهذيب الكمال 191/18.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السقا، نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، نا عبّاس بن محمّد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: معان بن رفاعة ضعيف (1).

أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود المعدل عنه، أنا أبو نعيم الحافظ، نا سليمان بن أحمد، نا محمّد بن عثمان قال: سئل يحيى بن معين عن عثمان بن عطاء، و معان ابن رفاعة، و سعيد بن بشير، فقال: كلّ هؤلاء ضعفاء (2).

أخبرني أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن محمّد ابن أحمد بن رزقويه، أنا هبة اللّه بن محمّد بن حش؟؟؟ (3) الفراء، أنا أبو جعفر محمّد بن عثمان ابن أبي شيبة قال: سمعت أبا جعفر البستي يسأل يحيى بن معين عن عثمان بن عطاء، و معان ابن رفاعة، و سعيد بن بشير فقال يحيى: كلّ هؤلاء ضعفى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي قال (4):سمعت ابن حمّاد يقول: قال السعدي: معان بن رفاعة السّلامي ليس بحجّة.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: معان بن رفاعة ليّن الحديث.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (5):سألت أبي عن: معان بن رفاعة، فقال: حمصي، شيخ، يروي عن أبي الزبير، و علي بن يزيد، يكتب حديثه، و لا يحتج به.

[قال ابن عساكر:] (6) قول ابن أبي حاتم: حمصي وهم، و إنما هو دمشقي، سكن حمص.

ص: 11


1- تهذيب الكمال 191/18.
2- تهذيب الكمال 191/18.
3- كذا رسمها بالأصل و النسخ.
4- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 328/6.
5- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 422/8.
6- زيادة منا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي قال (1):عامة ما يرويه لا يتابع عليه، و له غير ما ذكرت من رواية الشاميين عنه، مثل الوليد بن مسلم، و أبي حيوة شريح بن يزيد (2)،و مبشّر بن إسماعيل، و بقية و غيرهم.

و قال أبو حاتم بن حبّان فيما حكاه أبو الفضل المقدسي (3) عنه: معان بن رفاعة السّلامي من أهل دمشق، يروي عن الشاميين، روى عنه أهل بلده (4)،منكر الحديث، يروي مراسيل كثيرة، و يحدّث عن أقوام مجاهيل، لا يشبه حديثه حديث الأثبات، فلما صار الغالب في روايته ما ينكره القلب، استحق ترك الاحتجاج به (5)(6).

7495 - معان مولى يزيد بن تميم السلمي

حكى مناما رئي لعمر بن عبد العزيز (7).

حكى عنه محمّد بن يزيد الكلاعي الدمشقي، نزيل واسط.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم الحافظ (8)،نا أبو حامد أحمد بن محمّد بن الحسين، نا ابن أبي حاتم.

قال: و أنا محمّد بن يزيد (9)،نا محمّد بن سلم (10) بن يزيد الورّاق، قالا: نا عمّار بن خالد، نا محمّد بن يزيد الواسطي، عن معان (11) مولى يزيد بن تميم.

أن رجلا من بني تميم رأى في المنام كتابا منشورا من السماء بقلم جليل:

بسم اللّه الرّحمن الرحيم، هذا كتاب من اللّه العزيز الحليم (12)،براءة لعمر بن عبد العزيز من العذاب الأليم، إنّي أنا الغفور الرحيم.

ص: 12


1- الكامل في ضعفاء الرجال 329/6.
2- قوله:«بن يزيد» مكانه بياض في «ز».
3- مكانها بياض في «ز»، و م.
4- قوله:«أهل بلده» مكانه بياض في «ز»، و كتب على هامشها: طمس.
5- مكانها بياض في «ز»، و م.
6- تهذيب الكمال 191/18.
7- قوله:«عبد العزيز» مكانه بياض في «ز»، و م.
8- رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 336/5 في ترجمة عمر بن عبد العزيز.
9- كذا بالأصل، و مكانها بياض في د، و م، و «ز»، و في الحلية: محمد بن إبراهيم.
10- كذا بالأصل و د، و في م، و «ز»: سالم. و في الحلية:«أسلم».
11- في حلية الأولياء: معاذ مولى زيد بن تميم.
12- في الحلية: الحكيم.

ذكر من اسمه معاوية

7496 - معاوية بن إسحاق بن عباد بن زياد بن أبيه، المعروف بابن أبي سفيان

كان يسكن جرود (1) من إقليم معلولا.

ذكره أحمد بن حميد بن أبي العجائز الأزدي فيمن كان بدمشق من بني أمية، و ذكر ابنيه عتبة بن معاوية ابن خمس سنين، و عبد الرّحمن بن معاوية ابن ثلاث سنين، و أظنه الذي روى عنه سفيان.

7497 - معاوية بن إسحاق

حدّث عن يزيد بن ربيعة.

روى عنه: سفيان الثوري.

كتب إليّ أبو الحسن علي بن محمّد بن علي بن يوسف بن العلاّف.

و أخبرني أبو الفخر أسعد بن عبد الواحد بن أبي الفتح الأصبهاني عنه، أنا علي بن أحمد بن عمر الحمّامي، نا إبراهيم بن أحمد القرماساني، نا الوليد بن حمّاد، نا ابن سهم، نا المعتمر، عن سفيان، عن معاوية بن إسحاق الدمشقي، عن يزيد بن ربيعة، عن عبد اللّه بن عامر الحضرمي قال: سمعت معاوية يخطب على المنبر يقول:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من يرد اللّه به خيرا يفقهه في الدين»[12219].

[قال ابن عساكر:] (2) إنما يحفظ هذا عن ربيعة بن يزيد عن عبد اللّه بن عامر اليحصبي المقرئ.

أنبأنا أبو الحسن بن العلاّف، أنا علي بن أحمد، نا إبراهيم بن أحمد، نا الوليد بن حمّاد الرملي، نا ابن السهم، نا المعتمر، عن سفيان، عن معاوية بن إسحاق الدمشقي، عن يزيد بن ربيعة، عن عبد اللّه بن عامر الحضرمي قال: سمعت معاوية يقول:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّما أنا خازن فمن أعطيته عطاء عن طيب نفس مني فهو يبارك لأحدكم، و من أعطيته عن شره و شدّة مسألة فهو كالآكل يأكل و لا يشبع»[12220].

ص: 13


1- جرود من أعمال غوطة دمشق (معجم البلدان).
2- زيادة منا.

7498 - معاوية بن أوس بن الأصبغ بن محمّد بن محمّد بن لهيعة

أبو المستضيء السكسكي القوفاني (1)

من أهل قرية قوفا (2).

حكى عن هشام بن عمّار، و أبيه أوس.

حكى عنه معروف بن محمّد بن معروف الواعظ، و الحسن بن عريب (3)،و أبو الحسين الرّازي.

قرأت بخط أبي الفضل محمّد (4) بن طاهر المقدسي، أنا يحيى بن الحسين العلوي - بالري - قال: سمعت أبا الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد بن منصور البزاز العتيقي يقول: نا معروف بن محمّد بن معروف الواعظ، نا أبو المستضيء بدمشق قال: رأيت هشام بن عمّار و هو شيخ خضيب، إذا مشى أطرق إلى الأرض، لا يرفع رأسه إلى السماء حياء من اللّه عزّ و جل.

أخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا المبارك بن عبد الجبّار، أنا أبو الحسن العتيقي، نا معروف بن محمّد بن معروف الواعظ، نا أبو المستضيء - بدمشق - قال:

رأيت هشام بن عمّار إذا مشى أطرق إلى الأرض، لا يرفع رأسه إلى السماء حياء من اللّه عزّ و جلّ.

7499 - معاوية بن الحارث

أرسله معاوية بن أبي سفيان إلى عائشة يخبرها بوقعة صفّين.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد المزكي، و عبد اللّه بن أحمد بن عمر في كتابيهما قالا: نا عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم، أنا أحمد بن محمّد بن سعيد، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم، نا محمّد بن عائذ قال: ثم رجع الحديث إلى حديث الوليد بن مسلم عن عبد اللّه بن لهيعة قال:

ص: 14


1- نسبة إلى قوفا، ترجمته في معجم البلدان «قوفا».
2- قوفا: بيت قوفا: قرية من قرى دمشق (معجم البلدان).
3- كذا بالأصل و النسخ:«عريب» و في معجم البلدان «غريب».
4- في «ز»: محمود.

و سار أهل الشام حين بلغهم أن عليا قد توجّه لوجههم، خرج معاوية و عمرو بن العاص حتى التقوا بصفين، فكان من شأنهم بها ما كان، ثم بايعوا لمعاوية و كان ممن بايعه أبو هريرة، و بعث معاوية معاوية بن الحارث إلى عائشة، و إلى أم حبيبة، و أمره أن يبدأ بعائشة، فيخبرهم من قتل بصفّين، فلمّا دخل على عائشة - و قد غلبه الكرى - فأخبرها عن الناس.

و قال: قتل عمّار، فقالت: ذلك كان يتبعه الناس على دينه.

[قال:] (1) و قتل هاشم بن عتبة، قالت: كان يتبع على بأسه، قال: و قتل ابن بديل، قالت: و كان يتبع على رأيه، و جعل يخبرها حتى غلبه النوم، فنام.

فقالت عائشة: دعوا الرجل، فلما استيقظ خرج إلى أم حبيبة.

7500 - معاوية بن حديج بن جفنة بن قتيرة بن حارثة بن عبد شمس بن معاوية

7500 - معاوية بن حديج (2) بن جفنة بن قتيرة (3) بن حارثة بن عبد شمس بن معاوية

ابن جعفر بن أسامة بن سعد بن أشرس بن شبيب بن السكون بن أشرس بن كندة

أبو عبد الرّحمن - و يقال: أبو نعيم - الكندي (4)

له صحبة.

روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، و عن عمر بن الخطّاب، و أبي ذرّ، و عبد اللّه بن عمرو، و معاوية ابن أبي سفيان.

روى عنه: ابنه عبد الرّحمن بن معاوية، و عليّ بن رباح اللخمي، و عبد الرّحمن بن شماسة المهري، و سويد بن قيس التّجيبي، و عرفطة بن عمرو الحضرمي، و سلمة بن أسلم الربعي، و عبد الرّحمن بن مالك السّبئي (5)،و أبو حجير صالح بن حجير.

و ولي إمارة مصر، و غزوة المغرب، و هو ممن شهد اليرموك، و وفد على معاوية.

كتب إليّ أبو علي الحدّاد.

ص: 15


1- زيادة لازمة منا للإيضاح.
2- حديج بمهملة ثم جيم مصغرا، كما في الإصابة.
3- بالأصل و النسخ: قنبرة، خطأ، و التصويب عن جمهرة أنساب العرب ص 429.
4- ترجمته في الإصابة 431/3 و أسد الغابة 430/4 و الجرح و التعديل 377/8 و ولاة مصر (الفهارس) و تهذيب الكمال 194/18 و تهذيب التهذيب 476/5 سير أعلام النبلاء 37/3 التاريخ الكبير 328/7 طبقات ابن سعد 7/ 503.
5- بالأصل و «ز»: «الشيباني» و في د، و م:«السا؟؟؟» و المثبت عن تهذيب الكمال.

و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس عنه، أنا أبو نعيم الحافظ، نا عبد اللّه بن جعفر بن أحمد ابن فارس، نا أبو مسعود أحمد بن الفرات، أنا عبد اللّه بن يزيد، عن سعيد بن أبي أيّوب، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سويد بن قيس، عن معاوية بن حديج قال:

قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«إن كان في شيء شفاء فشربة عسل، أو شرطة محجم أو كية بنار، و ما أحب أن أكتوي»[12221].

أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق بن بشري، و أبو محمّد طاهر بن سهل، قالا: أنا أبو الحسين (1) بن مكي، أنا الشريف أبو القاسم الميمون بن حمزة بن الحسين الحسني (2).

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه (3) الخلاّل، و أبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد، قالا:

أنا عبد الرزّاق بن عمر بن موسى، أنا أبو بكر بن المقرئ،[نا أحمد بن عبد الوارث بن جرير العسال، نا عيسى بن حمّاد زغبة، أنا - و في حديث (4) المقرئ] (5) نا - الليث، عن يزيد بن أبي حبيب أن سويد بن قيس أخبره عن معاوية بن حديج.

إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم صلّى يوما، فسلّم و انصرف، و قد بقي من الصلاة ركعة، فأخبرت بذلك الناس (6)،فقالوا لي: أ تعرف - و في حديث ابن المقرئ: تعرف - الرجل فقلت: لا إلاّ أن أراه، فمرّ بي، فقلت: هو هذا (7)،فقالوا: طلحة بن عبيد اللّه.

أنبأنا أبو محمّد حمزة بن العبّاس، و أبو الفضل أحمد بن محمّد (8).

و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا: أنا أبو بكر أحمد بن الفضل، أنا أبو عبد اللّه بن مندة (9)،أنا أبو سعيد بن يونس، قال: هذا أصح حديث لمعاوية بن حديج.

أنبأنا أبو المظفّر بن القشيري (10)،عن أبي الوليد الحسن بن محمّد بن علي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن طلحة، أنا أحمد بن عبيد اللّه بن القاسم، أنا إبراهيم بن عبد الوهّاب، نا

ص: 16


1- في «ز»: الحسن.
2- في «ز»: الحسيني.
3- مكانها بياض في م.
4- قوله:«و في حديث» مكانه في م بياض.
5- ما بين معكوفتين استدرك على هامش الأصل و بعده صح.
6- مكانها بياض في م.
7- قوله:«هو هذا» مكانه بياض في م، و «ز».
8- قوله:«أحمد بن محمد» مكانه بياض في «ز»، و م.
9- مكانها بياض في م و «ز»، و كتب على هامش «ز»: طمس غير مدروك.
10- مكانها بياض في م، و «ز».

أحمد بن محمّد بن هانئ قال: سمعت أبا عبد اللّه يسأل: يروى أن النبي صلى اللّه عليه و سلم سلّم من ركعتين أو ثلاث من غير أبي هريرة و عمران فقال: لا. فقلت: حديث معاوية بن حديج، فقال لي أبو عبد اللّه: لم يسمع هذا من النبي صلى اللّه عليه و سلم، فقلت: هو يقول: شهدت النبي صلى اللّه عليه و سلم، و سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم، فقلت: هو يقول شهدت النبي صلى اللّه عليه و سلم، و سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم، فقال: من يقول؟ فذكرت الحديث عن علي - يعني - ابن المديني، عن وهب بن جرير، عن أبيه، عن يحيى بن أيوب، عن يزيد فلما أتيت على ذكر يحيى بن أيوب فقال: هذا كان يحدّث من حفظه فيخطئ خطأ كثيرا، كان يحدّث عن يحيى بن سعيد، و عن غيره، فيخطئ من حفظه، قيل له: هذا الذي روى عنه ابن المبارك؟ فقال: نعم، قال لي أبو عبد اللّه: أ ليس يروي معاوية بن حديج عن أم حبيبة؟ فقلت له: عن معاوية بن أبي سفيان عن أم حبيبة، فقال: نعم عن معاوية بن أبي سفيان عن أم حبيبة، ثم قلت: ليس لمعاوية بن حديج صحبة، و قد قدمنا من رواية الليث عن يزيد بن أبي حبيب فبطل تعليله.

و أخبرنا بالحديث الذي أشار إليه أحمد: أبو القاسم يحيى بن بطريق، و أبو محمّد بن الأسفرايني، قالا: أنا أبو الحسين بن مكّي، أنا أبو القاسم الميمون بن حمزة بن الحسين.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، و أبو القاسم غانم بن خالد قالا: أنا أبو الطيب عبد الرزّاق بن عمر، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: نا أبو بكر أحمد بن عبد الوارث، نا أبو موسى عيسى بن حمّاد زغبة، نا - و في حديث أبي الميمون: أنا - الليث، عن يزيد - يعني - ابن أبي حبيب، عن سويد بن قيس، عن معاوية بن حديج (1)،عن معاوية بن أبي سفيان.

إنه سأل أخته أم حبيبة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم: هل كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يصلّي في الثوب الذي يجامع فيه؟ فقالت: نعم، إذا لم ير فيه أذى.

رواه أبو داود و النسائي عن عيسى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مندة، و أنا أبو طاهر المخلص، نا أحمد بن عبد اللّه بن سيف، نا أبو عبيدة السري بن يحيى، أنا شعيب بن إبراهيم، نا سيف ابن عمر قال في تسمية الأمراء يوم اليرموك: و معاوية بن حديج على كردوس (2).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر و أبو الفضل.

ص: 17


1- في «ز» هنا: خديج، بالخاء المعجمة.
2- تاريخ الطبري 397/3.

ح و أخبرنا أبو العزّ ثابت بن منصور، أنا أبو طاهر.

قالا: أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد، نا خليفة بن خيّاط قال (1):

و من عفير بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد، ثم من كندة، و هم ولد ثور بن عفير:

معاوية بن حديج بن جفنة بن قتيرة (2) بن حارثة بن عبد شمس بن معاوية بن جعفر بن أسامة ابن سعد بن أشرس بن شبيب بن السكون بن أشرس بن ثور بن عفير، أمّهم تجيب بنت ثوبان ابن سليم بن رهاء بن مذحج، نسبوا إليها، يكنى (3) أبا عبد الرّحمن من ساكني مصر.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح قال: معاوية بن حديج روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو البركات أيضا، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضل، أنا أبي المفضل بن غسّان قال (4):

معاوية بن حديج بن جفنة بن قتيرة (5)،و هو من سادات السكون في الإسلام، السكون من كندة، و لمعاوية بن حديج صحبة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللنباني (6)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (7) قال:

في الطبقة الأولى من أهل مصر بعد أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: معاوية بن حديج الكندي، لقي عمر، و روى عنه.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا

ص: 18


1- طبقات خليفة بن خيّاط ص 131 رقم 477.
2- قوله:«بن قتيرة» مكانها بياض في «ز»، و كتب على هامشها: طمس.
3- مكانها بياض في «ز».
4- تهذيب الكمال 194/18.
5- تحرفت بالأصل هنا إلى: قنبرة.
6- تحرفت بالأصل و بقية النسخ إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
7- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد، و نقله المزي في تهذيب الكمال 18/ 194 عن ابن سعد في الطبقات الصغرى.

أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد (1) قال في تسمية من نزل مصر من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: معاوية بن حديج، صحب النبي صلى اللّه عليه و سلم، و روى عنه، و قد لقي عمر بن الخطّاب و روى عنه حديثا في المسح، و كان عثمانيا.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، و أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو (2) علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي قال:

و من كندة، و اسم كندة ثور بن مرتع بن عفير بن عمرو بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن الهميسع بن عمرو بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ: معاوية بن حديج بن جفنة بن قتيرة بن حارثة (3) بن عبد شمس بن معاوية بن جعفر بن أسامة بن سعد بن أشرس بن شبيب بن السكون بن أشرس بن كندة، له أحاديث يسيرة.

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد ابن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (4):

معاوية بن حديج الخولاني، نسبه الزهري، له صحبة، مات قبل عبد اللّه بن عمرو، يعد في المصريين.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو العباس، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل قال:

معاوية بن حديج الكندي المصري، له صحبة، نسبه قتادة، و قال الزهري (5):هو الخولاني.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (6):

معاوية بن حديج الخولاني التجيبي، مصري، له صحبة، روى عنه سويد بن قيس،

ص: 19


1- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 503/7.
2- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
3- بالأصل و بقية النسخ هنا: الحارث.
4- التاريخ الكبير للبخاري 328/7.
5- مكانها بياض في «ز»، و م.
6- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 377/8.

و عرفطة بن عمرو الحضرمي، مات قبل عبد اللّه بن عمرو، سمعت أبي يقول ذلك.

قرأت على أبي القاسم بن عبدان، عن أبي عبد اللّه محمّد بن علي بن أحمد، أنا رشأ ابن نظيف، أنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد، أنا محمّد بن محمّد بن داود، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد قال:

معاوية بن حديج من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم، نزيل مصر.

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العباس، و أبو الفضل أحمد بن محمّد، ثم حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا: أنا أحمد بن الفضل، أنا أبو عبد اللّه بن مندة قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:

معاوية بن حديج بن جفنة بن قتيرة بن حارثة بن عبد شمس بن معاوية بن جعفر بن أسامة بن سعد بن أشرس بن شبيب بن السكون بن أشرس بن كنده، يكنى أبا نعيم، وفد (1)على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و شهد فتح مصر، و كان الوافد بفتح الإسكندرية إلى عمر بن الخطّاب، و كان أعور ذهبت عينه يوم دمقلة (2) من بلد النوبة مع عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح سنة إحدى و ثلاثين، ولي الإمرة على غزو المغرب سنة أربع و ثلاثين و سنة أربعين و سنة خمسين، روى عنه عليّ بن رباح، و عبد الرّحمن بن شماسة، و عرفطة بن عمرو، و سويد بن قيس، و ابنه عبد الرّحمن بن معاوية و غيرهم.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني قال:

معاوية بن حديج بن جفنة بن قتيرة بن حارثة بن عبد شمس بن معاوية بن جعفر بن أسامة بن سعد بن أشرس بن شبيب بن السكون (3) بن أشرس بن كندى، يكنى أبا نعيم، وفد على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و شهد فتح مصر، و هو الوافد على عمر بفتح الإسكندرية، و كان أعور، روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، روى عنه سويد بن قيس، و عليّ بن رباح، و عبد الرّحمن بن شماسة و غيرهم.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة

ص: 20


1- من هنا رواه المزي في تهذيب الكمال 195/18 نقلا عن أبي سعيد ابن يونس.
2- و تحرفت بالأصل و بقية النسخ إلى:«دهقلة» و المثبت عن معجم البلدان، و هي مدينة كبيرة في بلاد النوبة.
3- في «ز»: سكن.

قال: معاوية بن حديج، الخولاني، عداده في أهل مصر، مات قبل عبد اللّه بن عمرو، نسبه الزهري، روى عنه سويد بن قيس.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي زكريا البخاري.

ح و حدّثنا خالي أبو المعالي القاضي، نا نصر بن إبراهيم، أنا أبو زكريا، نا عبد الغني ابن سعيد قال.

في باب حديج بضم الحاء المهملة: معاوية بن حديج أبو نعيم، يقال: له صحبة.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد قال: قال لنا أبو نعيم الحافظ: معاوية بن حديج بن جفنة السكوني، و قيل الخولاني، و قيل من تجيب (1)،كان من عمّال معاوية، روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم غير حديث، روى عنه سويد بن قيس.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، أنا أبو الحسين بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، أنا أبي أبو يعلى.

قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا (2) محمّد بن مخلد قال: قرأت على علي بن عمرو، حدثكم الهيثم بن عدي قال: قال ابن عيّاش: معاوية بن حديج يكنى أبا عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال: معاوية بن حديج أبو عبد الرّحمن.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي، أنا أبو أحمد قال:

أبو عبد الرّحمن معاوية بن حديج بن جفنة بن قتيرة بن حارثة بن عبد شمس بن معاوية ابن جعفر بن أسامة بن سعد بن أشرس بن شبيب بن السكون بن أشرس بن ثور بن عفير بن عدي بن الحارث بن الحارث بن مرة بن أدد، و يقال الخولاني، و خولان هم ولد عمرو بن مالك بن الحارث بن مرة بن أدد و يقال: عفير بن عدي، أمهم تجيب بنت ثوبان بن سليم بن

ص: 21


1- أسد الغابة 430/4 و عقب ابن الأثير قال: و الصواب إن شاء اللّه: السكوني.
2- تحرفت في «ز» إلى:«بن».

رهاء بن مذحج، نسبوا إليها، له صحبة من النبي صلى اللّه عليه و سلم، يعد في المصريين، و يقال: مات قبل عبد اللّه بن عمرو.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (1)،نا عفّان، نا حمّاد بن سلمة، أنا ثابت، عن صالح بن حجير، عن معاوية بن حديج - قال: و كانت له صحبة - قال:«من غسّل ميتا و كفّنه و تبعه و ولي جنّته رجع مغفورا له».

قال أبي: ليس هو مرفوع.

قال (2):و حدّثني أبي، نا عتّاب بن زياد، نا عبد اللّه، نا ابن لهيعة، حدّثني الحارث بن يزيد، عن عليّ بن رباح قال: سمعت معاوية بن حديج يقول: هاجرنا على عهد أبي بكر، فبينا نحن عنده، طلع [على] (3) المنبر.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو نصر بن قتادة، أنا أبو الفضل بن خميرويه، أنا أحمد بن نجدة، نا الحسن بن الربيع، نا عبد اللّه بن المبارك، عن ابن لهيعة، حدّثني الحارث بن يزيد، عن علي بن رباح قال: سمعت معاوية بن حديج يقول:

هاجرنا على عهد أبي بكر الصّدّيق، فبينا نحن عنده إذ طلع المنبر، فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: إنه قدم علينا برأس نياق البطريق، و لم يكن لنا به حاجة، إنّما هذه سنّة العجم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (4)،أخبرني الحارث بن مسكين، عن ابن وهب (5)،عن ابن لهيعة قال: و قال يزيد بن أبي حبيب.

إن معاوية بن حديج غزا إفريقية ثلاث غزوات، أما الأولى: فسنة أربع و ثلاثين، و الثانية: سنة أربعين، و الثالثة سنة خمسين.

ص: 22


1- رواه أحمد بن حنبل في المسند 357/10 رقم 27327 طبعة دار الفكر و رواه الذهبي من طريق حماد بن سلمة في سير أعلام النبلاء(229/4).
2- القائل: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، و الخبر رواه أحمد بن حنبل في المسند 357/10 رقم 27326.
3- زيادة عن المسند.
4- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 290/1-291.
5- قوله:«أخبرني الحارث بن مسكين، عن ابن وهب» ليس في تاريخ أبي زرعة، و مكان الجملة فيه: قال ابن لهيعة.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر أحمد بن علي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب، نا ابن بكير، و أبو الطاهر، قالا: أنا ابن وهب، قال: قال ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب.

إن معاوية بن حديج غزا إفريقية ثلاث غزوات، أما الأولى فسنة أربع و ثلاثين، قبل قتل عثمان بن عفّان، و إن عثمان أعطاه الخمس في تلك الغزوة، فكان الناس يقولون: إنما قيام معاوية في أمر عثمان حين قتل لذلك، قال: و كانت تلك الغزوة لا يكاد يعرفها كثير من الناس.

و أما الثانية، فسنة أربعين و الثالثة فسنة خمسين.

قال: و نا يعقوب، قال: قال ابن بكير: قال الليث: و فيها غزوة معاوية بن حديج بفزارة لسنة أربع و ثلاثين، قال الليث: و في سنة خمسين غزوة ابن حديج الآخرة (1).

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (2):

و فيها يعني سنة خمس و أربعين غزا معاوية بن حديج إفريقية، فنزل جبلا، فأصابته أمطار فسمى جبل الممطور، و فيها أغزى معاوية بن أبي سفيان معاوية بن حديج فبلغ حصن (3)فأصاب شيئا من سبي و لم يفتتح مدينة و لا حصنا، ثم قفل.

و فيها (4)-يعني سنة خمسين وجه مسلمة بن مخلد و هو أمير بمصر معاوية بن حديج إلى بلاد المغرب، فأصاب سبيا، و قفل سالما، و وجّه ابن حديج جيشا، فنزلوا على مدينة فسألوا الصلح، فصالحهم، و انصرف في سنة إحدى و خمسين.

و قال: مات عمرو فولاها - يعني - معاوية بمصر عتبة بن أبي سفيان، ثم عزله، و ولّى عبد الرّحمن بن أم الحكم، ثم عزله و ولّى معاوية بن حديج الكندي، ثم مسلمة بن مخلد حتى مات معاوية.

ص: 23


1- الخبران السابقان ليسا في المعرفة و التاريخ المطبوع.
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 207.
3- كذا بالأصل و بقية النسخ، و في تاريخ خليفة:«محصن».
4- تاريخ خليفة ص 210.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي (1)،أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو الحسن أحمد ابن محمّد بن عمران بن موسى بن الجندي، نا أبو روق أحمد بن محمّد بن بكر الهزّاني (2)- بالبصرة - نا إبراهيم بن مكتوم، نا وهب بن جرير عن أبيه (3)،عن حرملة بن عمران (4)،عن عبد الرّحمن بن شماسة قال:

غزونا مع معاوية بن حديج فلما قفلنا دخلنا على عائشة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم، فقالت لي: يا ابن الشماسة، كيف رأيتم أميركم؟ قلت: يا أمة، خير أمير، ما مرض منا أحد إلاّ عاده، و لا مات له فرس إلاّ أبدله، قالت: أما إنه لا يمنعني ما فعل بأخي (5) أن أخبره بما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من ولي شيئا من أمر أمّتي فرفق بهم، اللّهمّ فارفق به، و من ولي من أمر أمّتي شيئا فشقّ عليهم، اللّهم فشقّ عليه»[12222].

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم الشافعي، نا محمّد بن مسلمة الواسطي، نا وهب بن جرير، نا أبي قال:

سمعت حرملة المصري يحدّث عن عبد الرّحمن بن شماسة قال: دخلت على عائشة، فقالت: ممّن أنت؟ قلت: من أهل مصر، قالت: كيف وجدتم ابن حديج في غزاتكم هذه؟ قلت: خير أمير، ما نفق لرجل منا فرس و لا بعير إلاّ أبدل لنا مكانه (6) بعيرا، و لا غلام إلاّ أبدل لنا مكانه غلاما، فقالت: إنه لا يمنعني قتله أخي أن أحدّثكم ما سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول، إني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«اللّهمّ من ولي من أمر أمّتي شيئا فرفق بهم فارفق به، و من شقّ عليهم فاشقق عليه»[12223].

أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد (7)،أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن

ص: 24


1- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 195/18.
2- تحرفت في «ز» إلى: الهراتي.
3- و من طريق جرير بن حازم رواه الذهبي في سير الأعلام 38/3.
4- بالأصل و بقية النسخ:«حرملة بن أبي عمران» خطأ، و الصواب ما أثبت، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 4/ 219.
5- تشير إلى أن معاوية بن حديج هو الذي قتل أخاها محمد بن أبي بكر الصديق راجع البيان المغرب لابن عذاري 1/ 18.
6- فوقها ضبة في «ز».
7- تحرفت في «ز» إلى: أحمد.

المقرئ، أنا أبو العبّاس بن قتيبة، نا حرملة بن يحيى، أنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، أن أبا علي الهمداني حدّثه: أن رجلا حدّثه:

إنه دخل على عائشة، فسألته عن معاوية بن حديج فأثنى عليه خيرا، و قال: إن هلك بعير أخلف بعيرا، و إن هلك فرس أخلف فرسا، و إن أبق خادم أخلف خادما، فقالت حينئذ:

أستغفر اللّه، اللّهمّ اغفر لي إن كنت أبغضه، إنه قتل أخي، إنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«اللّهمّ من رفق بأمّتي فارفق به، و من شقّ عليهم فاشقق عليه»[12224].

قال عمرو: و أخبرني بمثلها أبو وهب الجيشاني بمثله عن عاصم بن عمرو المهري (1)عن امرأة منهم حجّت مع عائشة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، و ابن السمرقندي، و أبو تراب حيدرة بن أحمد، قالوا: نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، نا أحمد بن محمّد بن سعيد بن عبيد اللّه، نا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي، نا محمّد بن عائذ، نا الوليد بن مسلم، عن عبد اللّه ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب، قال (2):

ثم إنّ الركب انصرفوا إلى مصر، فلما دخلوا الفسطاط ارتجز مرتجزهم:

ألا احذرن (3) مثلها أبا حسن

إنا نمرّ الحرب إمرار الرسن

ننطق بالفضل و إحكام السنن

فلمّا دخلوا المسجد قالوا: إنّا لسنا قتلنا عثمان، و لكن اللّه قتله، و كذلك يقول اللّه:

بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبٰاطِلِ فَيَدْمَغُهُ، فَإِذٰا هُوَ زٰاهِقٌ وَ لَكُمُ الْوَيْلُ مِمّٰا تَصِفُونَ (4) ،فلما رأى ذلك شيعة عثمان بن عفّان و من كره قتله قام من قام منهم إلى ابن أبي الكنود سعد (5) بن مالك الأزدي، و كان في مجلس، ثم تتابعوا (6) إليه حتى عظمت حلقته لا يقوم إليه رجل إلاّ كان

ص: 25


1- كذا بالأصل و د، و تقرأ في «ز»، و م: المهدي.
2- تقدم الخبر في ترجمة عثمان بن عفان، راجع تاريخ مدينة دمشق ط دار الفكر 426/39.
3- في الرواية المتقدمة: ألا احذرن من مثلها.
4- سورة الأنبياء، الآية:18.
5- كذا بالأصل و بقية النسخ و الصواب أن سعد بن مالك يكنى بأبي الكنود ف «بن» مقحمة.
6- الأصل و بقية النسخ: تبايعوا، و المثبت عن الرواية المتقدمة.

على مثل رأيه، فوجم القوم لذلك طويلا، فقال يومئذ لأهل الحلقة رجل من حجر يقال له عبد اللّه بن جويبر: قد طال منذ اليوم صماتكم، فحلوا حباكم (1) ثم الحقوا برحالكم، و أبرموا أمركم، فقام القوم عند ذلك، فألّب بعضهم بعضا، و كان من يمشي في ذلك و يدعو إليه مقسم بن بجرة التّجيبي، فبدأ بابن أبي الكنود سعد بن مالك، فدعاه إلى أن يتولى أمر الخارجة، و يطلب بدم عثمان، فأجابه بطلب دم عثمان، و كره الولاية، فقال مقسم (2):

فمعاوية بن حديج يلي ذلك، فإنه من قد عرفتم، فقال: قد رضيت به، فخرج مقسم، فأتى خارجة بن حذافة العبدي (3)،فأجابه إلى نصر عثمان و كره الولاية، فدعا مقسم إلى معاوية بن حديج فرضي به، ثم أتى مسلمة بن مخلّد، فدعاه إلى أن يتولى الطلب بدم عثمان فقال مسلمة: ليس بمصر من قومي من يشد ظهري، و لا امرؤ أعزّ به إن أردت ذلك، و لكنّي أجيبكم إلى طلب دم عثمان، فقال مقسم: فابن خديج يلي ذلك، فإنه من قد عرفت، فرضي به مسلمة بن مخلّد، ثم خرج مقسم، فأتى حمزة بن يشرح بن عبد كلال، فعرض عليه ما عرض على القوم من الولاية، فأبى و أجاب إلى الطلب بدم عثمان.

فاستوسق أمر القوم، فخرج معاوية بن حديج و هم معه إلى جنان بن حبشي فولوا ابن حديج أمرهم، فساروا نحو الصعيد حتى إخميم فأخبروا بخيل لأهل مصر، فبعث عليها حيّان (4) بن مرثد الأبذوي (5) فالتقوا بدقياس (6) من كورة البهنسا فقتلوا و أسروا.

و قد تقدم باقي القصة في ترجمة عثمان بن عفّان.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر ابن القمرى.

ص: 26


1- حباكم جمع حبوة، و الحبوة الثوب الذي يحتبى به.
2- في «ز»: مقاسم.
3- كذا بالأصل «العبدي» و في د، و «ز»، و م: السهمي، و كتب على هامش «ز»، و د: و صوابه:«العبدي» و الذي في الرواية المتقدمة: السهمي.
4- بالأصل و بقية النسخ: حبان، و المثبت عن الرواية المتقدمة.
5- أعجمت عن الاكمال 311/2.
6- كذا رسمها بالأصل و النسخ، و الذي في معجم البلدان: دقاتش: موضع بصعيد مصر من كورة البهنسا.

قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا إسماعيل بن موسى ابن بنت - ابن حمدان: ابنة - السّدّي، نا سعيد بن خثيم الهلالي، عن الوليد بن يسار الهمداني، عن علي بن (1) طلحة مولى بني أمية قال (2):

حجّ معاوية بن أبي سفيان و حجّ معه معاوية بن حديج، و كان من أسبّ الناس لعلي، قال: فمرّ في المدينة و حسن بن علي و نفر من أصحابه جالس، فقيل له: هذا معاوية بن حديج السابّ لعلي، فقال: عليّ بالرجل (3)،قال: فأتاه الرسول - و قال ابن حمدان: رسول - فقال: أجب، قال: من؟ قال: الحسن بن علي يدعوك، فأتاه، فسلّم عليه، و قال له الحسن:

أنت معاوية بن حديج؟ قال: نعم، قال: فردّ - و قال ابن المقرئ: فردد - ذلك عليه - زاد ابن المقرئ: ثلاثا - قال: فأنت السابّ عليا؟ قال: فكأنه استحيا، فقال له الحسن: أما و اللّه لئن وردت عليه الحوض - و ما أراك ترده - لتجدنّه مشمر الإزار على ساق، يذود عنه رايات المنافقين ذود غريبة الإبل قول الصادق المصدوق، وَ قَدْ خٰابَ مَنِ افْتَرىٰ (4).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الخطيب، أنا أبو (5) الحسن بشرى بن عبد اللّه الرومي، أنا أبو بكر محمّد بن جعفر بن (6) محمّد بن عبد اللّه بن بكير (7)،نا محمّد بن يونس، نا حسين بن حسن الأشقر، نا سعيد بن (8) خثيم الهلالي، عن الوليد بن يسار الهمداني، عن علي بن أبي طلحة قال:

حججنا، فمررنا بالمدينة و معنا معاوية بن حديج، فمررنا بالحسن بن علي، فقيل (9)له: هذا معاوية بن حديج السابّ لعلي بن أبي طالب، فقال: عليّ به، فقال: أنت السابّ لعلي؟ فقال له: ما فعلت، قال: و اللّه لئن لقيته، و ما أحسبك أن تلقاه، لتجدنّه قائما على

ص: 27


1- كذا بالأصل و باقي النسخ هنا و في سير أعلام النبلاء:«علي بن أبي طلحة» و سيرد في الخبر التالي «علي بن أبي طلحة» و هو الصواب راجع ترجمته في تهذيب الكمال 306/13.
2- رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء من طريق ابن عساكر 38/3-39.
3- بالأصل: الرجل، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
4- سورة طه، الآية:61.
5- من قوله: أخبرنا إلى هنا مكانه بياض في د، و «ز»، و م.
6- قوله:«بن محمد بن عبد اللّه بن بكير» مكانه بياض في د، و في «ز»، و م مكان «بن جعفر» أيضا.
7- بياض بالأصل و النسخ كلها.
8- من هنا إلى قوله: الهمداني بياض في د، و «ز»، و م.
9- من قوله: و معنا... إلى هنا مكانه بياض في د، و «ز»، و م.

الحوض (1)-حوض محمّد صلى اللّه عليه و سلم - يذود عنه رايات المنافقين بيده عصا من عوسج، حدّثنيه الصادق المصدوق صلى اللّه عليه و سلم، وَ قَدْ خٰابَ مَنِ افْتَرىٰ .

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف (2)،نا الحسين (3) بن فهم (4)،نا محمّد بن سعد، أنا علي بن محمّد - يعني - المدائني، عن قيس بن الربيع عن بدر بن الخليل، عن مولى الحسن بن علي قال: قال الحسن ابن علي:

أ تعرف معاوية بن حديج؟ قال: قلت: نعم، قال: فإذا رأيته فأعلمني، فرآه خارجا من دار عمرو بن حريث، فقال: هو هذا، قال: ادعه، فدعاه، فقال له الحسن: أنت (5) الشاتم عليا عند ابن أكلة الأكباد (6)؟أما و اللّه لئن وردت الحوض - و لن ترده - لترنه مشمّرا عن ساقه، حاسرا عن ذراعيه، يذود عنه المنافقين.

رواه علي بن عابس، عن بدر، و كنى مولى الحسن بن علي: أبا كثير.

أنبأناه أبو علي الحسن بن أحمد و غيره، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، أنا سليمان بن أحمد، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، و عبد الرّحمن بن سلم (7) الرازي، قالا: نا عباد بن يعقوب الأسدي، نا علي بن عابس، عن بدر بن الخليل أبي الخليل، عن أبي كثير قال:

كنت جالسا عند الحسن بن علي، فجاءه رجل، فقال: لقد سبّ عند معاوية عليا سبّا قبيحا رجل يقال له معاوية بن حديج، قال: تعرفه؟ قال: نعم، قال: إذا رأيته فائتني به، قال:

فرآه عند دار عمرو بن حريث، فأراه إيّاه، قال: أنت معاوية بن حديج؟ فسكت، فلم يجبه ثلاثا، ثم قال: أنت السابّ عليا عند ابن أكلة الأكباد، أما لئن وردت عليه الحوض، و ما أراك ترده، لتجدنّه مشمرا، حاسرا ذراعيه يذود الكفار و المنافقين عن حوض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كما تذاد غريبة الإبل عن صاحبها، قول الصادق المصدوق أبي القاسم صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد البلخي، أنا عبد الواحد بن علي بن محمّد، أنا

ص: 28


1- قوله:«لتجدنه قائما على الحوض» مكانه بياض في م.
2- قوله:«بن معروف» مكانه بياض في م.
3- في م: الحسن.
4- مكانها بياض في م.
5- مكانها بياض في م.
6- يعني معاوية بن أبي سفيان، و أمه هند بنت عتبة.
7- في «ز»: «سالم» و مكانها بياض في م.

أبو الحسن الحمّامي، أنا أبو صالح القاسم بن سالم بن عبد اللّه بن عمر الأخباري، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني محمّد بن محمّد أبو الحسن العطّار، نا أحمد بن شبويه، حدّثني سليمان بن صالح، حدّثني عبد اللّه بن المبارك، عن ابن لهيعة قال: و حدّثني أبو قبيل قال (1):

لما قتل حجر بن أدبر (2) و أصحابه و معاوية بن حديج بأفريقية بلغ معاوية بن حديج قتله، قام في أصحابه فقال: يا أشقائي في الرحم و أصحابي في السفر، و جيرتي (3) في الحضر، أ نقاتل لقريش في الملك، حتى إذا استقام لهم وقعوا يقتلوننا، أما و اللّه لئن أدركتها ثانية بمن أطاعني من أهل اليمن لأقولنّ لهم: اعتزلوا بنا و دعوا قريشا يقتل بعضها بعضا، فأيهم غلب اتّبعناه (4).

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العباس، و أبو الفضل بن سليم، و حدّثني أبو بكر محمّد ابن شجاع عنهما (5)،قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني (6)،أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا ابن يونس قال: توفي معاوية بن حديج سنة اثنتين و خمسين، و ولده بمصر إلى اليوم (7).

7501 - معاوية بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان - صخر -

7501 - معاوية بن خالد (8) بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان - صخر -

ابن حرب بن أمية بن عبد شمس الأموي (9)

كان مع الوليد بن يزيد، فخذله لمال جعل له، و قيل: إنه معاوية بن أبي سفيان بن يزيد (10) بن خالد.

ص: 29


1- رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 39/3-40 عن كتاب الجمل لعبد اللّه بن أحمد.
2- هو حجر بن عدي بن الأدبر الكندي، تقدمت ترجمته في تاريخ مدينة دمشق ط دار الفكر 207/12 رقم 1221 قتله معاوية بن أبي سفيان صبرا بمرج عذراء.
3- في سير أعلام النبلاء و خيرتي.
4- عقب الذهبي بقوله: قد كان ابن حديج ملكا مطاعا من أشراف كندة غضب لحجر بن عدي لأنه كندي.
5- قوله:«بن شجاع عنهما» مكانه بياض في «ز»، و كتب على هامشها: طمس.
6- من قوله: محمد... إلى هنا مكانه بياض في م.
7- سير أعلام النبلاء 40/3 و تهذيب الكمال 196/18.
8- قوله:«بن خالد» مكانه بياض في م.
9- قوله:«بن عبد شمس الأموي» مكانه بياض في م.
10- «بن يزيد» مكانه بياض في م.

7502 - معاوية بن خندف بن معاوية أبو عبد الرّحمن، القرشي، الأموي

7502 - معاوية بن خندف (1) بن معاوية أبو عبد الرّحمن، القرشي، الأموي

حدّث عن أبي الحسن بن عمارة.

روى عنه: تمام الرّازي.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، و ابن السمرقندي، قالا: أنا أبو الحسن بن صصرى، أنا تمام بن محمّد - و نقلته من خطّ تمام - أنا أبو عبد الرّحمن معاوية بن خندف بن معاوية الأموي القرشي من ولد معاوية، نا محمّد بن أحمد بن عمارة، نا الحسين بن علي العجلي، نا أبو أسامة، نا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز قال: سمعت عبد اللّه بن موهب يحدّث عن تميم الداري قال:

سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قلت: يا رسول اللّه، الرجل يسلم على يدي الرجل لمن ميراثه؟ قال:«هو أولى الناس بمحياه و مماته»[12225].

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، نا وكيع، نا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن عبد اللّه بن موهب قال: سمعت تميما الداري قال: قلت: يا رسول اللّه، ما السّنّة في الرجل من أهل الكتاب يسلم على يدي رجل من المسلمين؟ قال:«هو أولى الناس بمحياه و مماته»[12226].

7503 - معاوية بن الرّيّان الأموي

7503 - معاوية بن الرّيّان الأموي (3)

مولى عبد العزيز بن مروان بن الحكم، من أهل مصر.

وفد على عمر بن عبد العزيز، و حكى عنه، و رأى عطاء.

و روى عن أبي فراس يزيد بن (4) رباح مولى عمرو بن العاص، و سهل بن عبد العزيز أخي عمر.

روى عنه: عمرو بن الحارث، و سعيد بن أبي أيوب، و الليث بن سعد، و حيوة بن شريح، و ابن لهيعة.

ص: 30


1- مكانها بياض في م، و في «ز»: جناد.
2- رواه أحمد بن حنبل في المسند 35/6 رقم 16945 طبعة دار الفكر.
3- ترجمته في الجرح و التعديل 384/8 و التاريخ الكبير 334/7.
4- بالأصل:«أبي فراس بن أبي رباح» و المثبت عن د، و «ز»، و م.

أخبرنا أبو الفتح محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي بكر الكشميهني، أنا أبو الفضل محمّد ابن أحمد (1) بن أبي الفضل العارف.

ح و أخبرنا أبو طاهر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه السنجي، أنا أبو علي نصر اللّه بن أحمد (2) بن عثمان الخشنامي، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، نا أبو العباس الأصم، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، أنا عبد اللّه بن وهب، أخبرني ابن لهيعة، عن معاوية بن الرّيّان، عن أبي فراس مولى عبد اللّه بن عمرو، عن عبد اللّه بن عمرو أنه قال:

إن في كتاب اللّه: أنا اللّه لا إله إلاّ أنا (3)،خلقت الجنّة بيدي، و حظرتها على مسكر أو مدمن خمر سكّير (4)(5).

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عثمان بن عمرو بن محمّد بن المنتاب، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا ابن المبارك، أنا ابن لهيعة، حدّثني معاوية بن الريّان.

أنه سمع رجلا يسأل عطاء عن رجل له أمّ و امرأة، و الأم لا ترضى إلاّ بطلاق امرأته، قال: ليتّق اللّه في أمه و ليصلها، قال: أ يفارق امرأته؟ قال عطاء: لا، قال الرجل: فإنها لا ترضى إلاّ بذلك، قال عطاء: فلا أرضاها اللّه، أمر امرأته بيده، إن طلّق فلا حرج، و إن حبس فلا حرج.

أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد (6)،و أم المجتبى بنت ناصر، قالا (7):أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر (8) بن المبارك، أنا أبو العباس بن عبد اللّه، نا محمّد بن عثمان، نا ابن وهب، حدّثني حيوة، أخبرني معاوية بن الريّان.

ص: 31


1- في «ز»: أحشد.
2- في م:«أنا أبو عبد اللّه بن أحمد..».
3- قوله:«أنا اللّه لا إله إلاّ أنا» مكانه بياض في م.
4- مكانها بياض في م، و كتب على هامش «ز»: طمس.
5- كتب بعدها في «ز»، و د: آخر الجزء الثالث و السبعين بعد الستمائة من الفرع.
6- بالأصل: أحمد، تحريف.
7- من قوله: الوفاء... إلى هنا بياض في م، و «ز»، و د.
8- من هنا إلى قوله: وهب، مكانه بياض في «ز»، و د، و م.

أن عمر بن عبد العزيز يوم عرفة لما صلى العصر انصرف إلى (1) منزله، و لم يقعد للناس، و هو إذ ذاك خليفة.

أخبرنا أبو محمّد (2) عبد الرّحمن بن أبي الحسن، أنا سهل بن بشر، أنا أبو الحسن علي بن منير بن أحمد الخلاّل - إجازة - أنا الحسن بن رشيق (3)،نا أبو علي الحسن بن محمّد ابن عبد العزيز بن (4) أبي الصعب المديني، نا يحيى بن عبد اللّه بن بكير، حدّثني عبد اللّه بن لهيعة، عن معاوية بن الرّيّان قال:

خرجت مع سهل (5) بن عبد العزيز إلى أخيه عمر بن عبد العزيز حين استخلف، فحصر، فلما كان يوم عرفة صلى عمر العصر، فلمّا فرغ انصرف إلى منزله، فلم يخرج إلاّ إلى المغرب.

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (6):

معاوية بن الريّان رأى عمر بن عبد العزيز، و عطاء، روى عنه سعيد بن أبي أيوب.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه قالا: أنا ابن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (7):

معاوية بن الريّان، شامي. ثم ذكر مثل ما قال البخاري، قال: و سمعت أبي يقول ذلك.

[قال ابن عساكر:] (8) و هذا وهم، فإنه مصري بلا شك.

ص: 32


1- من قوله: يوم.. إلى هنا مكانه بياض في م، و «ز»، و د.
2- قوله:«أخبرنا أبو محمد» مكانه بياض في م.
3- قوله:«إجازة، أنا الحسن بن رشيق» مكانه بياض في م.
4- من هنا إلى قوله: بكير، مكانه بياض في م.
5- غير مقروءة بالأصل، استدركت الكلمة عن هامش الأصل.
6- التاريخ الكبير للبخاري 334/7.
7- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 384/8.
8- زيادة منا.

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العباس، و أبو الفضل بن سليم.

و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أبو سعيد بن يونس قال:

معاوية بن الريّان مولى عبد العزيز بن مروان صلّى خلف عمر بن عبد العزيز، و روى عن أبي فراس، روى عنه عمرو بن الحارث، و عبد اللّه بن لهيعة، و الليث بن سعد، توفي في خلافة هشام.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي زكريا البخاري.

و حدّثنا خالي أبو المعالي القاضي، نا نصر بن إبراهيم، أنا أبو زكريا قال:

ريّان بالراء، معاوية بن الرّيّان.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر الحافظ قال (1):

أما ريان بالراء، و تشديد الياء المعجمة باثنتين من تحتها: معاوية بن الرّيّان، مولى عبد العزيز بن مروان، صلى خلف عمر بن عبد العزيز، روى عن أبي فراس، روى عنه عمرو بن الحارث، و ابن لهيعة.

7504 - معاوية بن أبي سفيان بن يزيد بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان

صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي

كان في صحابة الوليد بن يزيد بن عبد الملك حين قتل، و كان على ميمنته فخذله، و لحق بعبد العزيز بن الحجّاج بن عبد الملك الذي وجهه يزيد بن الوليد بن عبد الملك حين جعل له عشرين ألف دينار، له ذكر (2).

7505 - معاوية بن سلمة بن سليمان أبو سلمة النّصري الكوفي

7505 - معاوية بن سلمة بن سليمان أبو سلمة النّصري الكوفي (3)

سكن دمشق و حدّث بها عن منصور، و عطاء، و أبي إسحاق الهمداني، و الحكم بن

ص: 33


1- الاكمال لابن ماكولا 109/4 و 111.
2- كتب بعدها في «ز»، و د،: آخر الجزء الثالث و السبعين بعد الأربعمائة من الأصل.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 202/18 و تهذيب التهذيب 478/5 و ميزان الاعتدال 135/4 و الجرح و التعديل 8/ 384 و التاريخ الكبير 334/7. و النصري بالنون كما في التقريب.

عتيبة، و عطية (1) بن سعد العوفي (2)،و القاسم بن أحمد، و عمرو بن (3) قيس الملائي، و نهشل بن سعيد بن وردان النيسابوري (4)،و عبد العزيز بن رفيع.

روى عنه: من أهل دمشق: الأوزاعي، و محمّد بن عيسى بن القاسم بن سميع، و أسامة ابن علي (5)،و عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و من أهل العراق: عبد اللّه بن نمير، و عبد الرّحمن بن (6) محمّد المحاربي، و أصرم بن حوشب الهمداني.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن محمّد بن صالح المقرئ المطرز، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد الرّازي.

ح و أخبرنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عبد اللّه، أنا جدي - هو أبو عبد اللّه الحسن ابن أحمد، أنا علي بن موسى قالا: أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عبد الملك بن هارون، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي، حدّثني جدي - و هو محمّد ابن عبد اللّه بن بكار - نا عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن يزيد، نا معاوية بن سلمة بن سليمان النصري، من أهل الكوفة، أنا عمرو بن قيس، عن أبي إسحاق، عن علي بن ربيعة قال:

أردف علي بن أبي طالب رجلا، فلما وضع رجله في الركاب قال: بسم اللّه، فلما استوى قال: الحمد للّه، و كبّر ثلاثا، و هلّل ثلاثا، ثم قال: ربّ إنّي ظلمت نفسي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلاّ أنت، ثم ضحك، فقال له الرجال: ما أضحكك يا أمير المؤمنين؟ قال:

أردفني النبي صلى اللّه عليه و سلم ثم فعل كما رأيتني فعلت فضحك، فقلت: ما أضحكك يا رسول اللّه؟ قال:

«ربنا تبارك و تعالى يعجب بقول عبده: يعلم أنه لا يغفر الذنوب إلاّ هو»[12227].

لم يسمعه أبو إسحاق السبيعي من علي بن ربيعة، لأن شعبة وقفه عليه، فقال: سمعته من علي بن ربيعة، فقال: حدّثني يونس بن حباب عن رجل عنه.

أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، أنا أبو صاعد يعلى بن هبة اللّه.

ص: 34


1- بالأصل و «ز»: عنبسة، و المثبت عن د.
2- بالأصل: الكوفي، و المثبت عن د، و «ز»، و تهذيب الكمال.
3- من قوله: عتيبة إلى هنا سقط من م.
4- قوله:«النيسابوري و» مكانه بياض في م.
5- من قوله: الأوزاعي إلى هنا بياض في م.
6- من قوله: العراق إلى هنا بياض في م.

ح و أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنا أبو عاصم الفضيل بن [أبي] (1) منصور، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي شريح، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عقيل بن الأزهر البلخي، نا عباس الدوري، نا محمّد بن بشر.

ح و أخبرنا (2) أبو الفضل الفضيلي، أنا أبو القاسم أحمد بن محمّد الخليلي، أنا أبو القاسم علي بن أحمد الخزاعي، أنا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي، نا عباس بن محمّد بن حاتم الدوري، نا محمّد بن بشر العبدي، نا عبد اللّه بن نمير، عن معاوية النصري عن نهشل، عن الضحاك بن مزاحم عن علقمة و الأسود قالا: قال عبد اللّه:

لو أن أهل العلم صانوا العلم و وضعوه عند أهله لسادوا أهل زمانهم، و لكنهم - و قال الهيثم: و لكن - وضعوه عند أهل الدنيا لينالوا من دنياهم فهانوا عليهم، سمعت نبيكم صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من جعل الهموم - و قال البلخي: الهمّ - هما (3) واحدا همّ المعاد كفاه اللّه سائر همومه، و من تشعبته الهموم من أحوال الدنيا لم يبال اللّه في أي أودية - و قال الهيثم: أوديته - هلك»[12228].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن الحسن الحربي، نا عبد اللّه بن أبي داود، نا هارون بن محمّد بن بكّار بن بلال، أنا محمّد بن عيسى، أنا معاوية بن سلمة النصري، عن منصور بن المعتمر، عن عمارة بن عمير، عن ربيع [بن] (4) عميلة (5)،عن سمرة بن جندب قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«سبحان اللّه، و الحمد للّه، و لا إله إلاّ اللّه، و اللّه أكبر، لا يضرّك بأيهن (6)بدأت (7)»[12229].

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا محمّد بن عوف (8)،أنا عبد اللّه - هو ابن عمر الحبان (9)-أنا أحمد بن عمير، نا أبو الحكم الهيثم بن مروان بن عمران

ص: 35


1- استدركت عن هامش الأصل.
2- كتب فوقها في «ز»، و د: ملحق.
3- قوله:«الهم، همّا»، مكانه بياض في م.
4- استدركت عن د، و م، و «ز».
5- تحرفت في د، و «ز» إلى:«عسيلة» و هو الربيع بن عميلة الفزاري الكوفي، ترجمته في تهذيب الكمال 146/6.
6- في «ز»: «بأيها».
7- قوله:«لا يضرك بأيهن بدأت» مكانه بياض في د، و م.
8- قوله:«بن عوف» مكانه بياض في م.
9- كذا رسمها بالأصل، و في م:«ابن عبد الحبار» و في د، و «ز»: ابن عمر ثم بياض.

العنسي (1)،أنا (2) أبو سفيان محمّد بن عيسى بن القاسم بن سميع، نا معاوية بن سلمة النصري من أهل الكوفة قدم علينا هاهنا عن عطية (3) العوفي، فذكر عنه حديثا.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السقا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عبّاس بن محمّد قال: سمعت يحيى يقول: معاوية النصري، هو معاوية بن سلمة.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد ابن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (4):

معاوية بن سلمة مرسل، روى عنه الأوزاعي مرسل.

ثم قال (5):

معاوية بن سلمة النصري قاله عبد الرّحمن المحاربي عن نهشل، و قال عبد اللّه بن نمير: و كان ثقة.

[قال ابن عساكر:] (6) كذا قال، و الظاهر أنهما واحد.

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (7):

معاوية بن سلمة النصري، كوفي الأصل، سكن دمشق، روى عن عطاء، و أبي إسحاق الهمداني، و الحكم بن عتيبة، و عطية العوفي،[و القاسم بن أبي بزة] (8) روى عنه عبد الرّحمن

ص: 36


1- كذا بالأصل «العبسي» و بدون إعجام في د، و في «ز»: «المعدل» بدلا من «العبسي» و الصواب ما أثبت: العنسي، بالنون، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 348/19.
2- قوله:«بن عمران العنسي» مكانه بياض في م.
3- مكانها بياض في م.
4- التاريخ الكبير 334/7 ترجمة رقم 1434.
5- ترجمة رقم 1435.
6- زيادة منا.
7- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 384/8.
8- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن الجرح و التعديل، و مكانه في د:«و ابن أبي بكر» و في «ز»: «و أبي ابن أبي» ثم بياض و كتب على هامشها: طمس، و مكانها بياض في م.

ابن محمّد المحاربي، و عبد اللّه بن نمير، و الأوزاعي، و محمّد بن عيسى بن سميع، و مسلمة ابن علي، سمعت أبي يقول ذلك، و يقول: كان ثقة، مستقيم الحديث.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو سلمة معاوية بن سلمة النصري الكوفي، سكن دمشق، سمع أبا إسحاق الهمداني، و سلمة بن كهيل، و أبا حصين عثمان بن عاصم، روى عنه الأصبغ بن زيد، و عبد الرّحمن المحاربي، و سعيد بن عميرة الكوفي، و ابن نمير الخارفي، و أبو سفيان محمّد بن عيسى بن القاسم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو صادق محمّد بن أحمد بن جعفر (1)،أنا أحمد ابن محمّد بن زنجويه، أنا أبو أحمد العسكري قال:

فالنصري بالنون منهم: معاوية بن سلمة النصري، كوفي الأصل، سكن دمشق، روى عن عطاء، و أبي إسحاق الهمداني، روى عنه المحاربي، و ابن نمير، و الأوزاعي.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي زكريا عبد الرحيم بن أحمد بن نصر.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا إبراهيم بن يونس بن محمّد، أنا أبو زكريا.

ح و أخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة (2) بن يحيى، أنا سهل بن بشر، أنا رشأ بن نظيف، قالا: نا عبد الغني بن سعيد قال في باب النصري: بالنون: معاوية بن سلمة النصري.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (3) في باب النصري:

بالنون: معاوية بن سلمة النصري.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، نا محمّد بن صالح بن ذريح، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا عبد اللّه بن نمير، عن معاوية النصري، و كان ثقة.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم (4) الحافظ، نا أبو بكر الطلحي - يعني - عبد اللّه بن

ص: 37


1- مكانها بياض في د.
2- كذا بالأصل و د، و في «ز»: «يحيى» و مكانها بياض في م.
3- الاكمال لابن ماكولا 390/1.
4- قوله:«أنا أبو نعيم» مكانه بياض في م.

يحيى، نا عبيد بن غنّام، أنا أبو بكر بن أبي شيبة، نا عبد اللّه بن نمير، عن معاوية النصري، و كان ثقة.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبّار، أنا أبو محمّد الجوهري (1)،أنا أبو عمر بن حيوية - إجازة - أنا (2) محمّد بن القاسم بن جعفر، نا إبراهيم بن الجنيد قال: سألت يحيى بن معين عن معاوية النصري الذي يحدّث عنه أبو معاوية عن نهشل عن الضحّاك عن الأسود (3) و عبد اللّه: لو أن أهل العلم صانوا العلم، فقال: هو معاوية بن سلمة، قلت: كيف حديثه؟ فكأنه ضعّفه.

7506 - معاوية بن سليمان بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي

له ذكر.

7507 - معاوية بن سلاّم بن أبي سلاّم أبو سلام الحبشي، و يقال: الألهاني

7507 - معاوية بن سلاّم بن أبي سلاّم أبو سلام الحبشي، و يقال: الألهاني (4)

روى عن جدّه أبي سلاّم (5)،و أخيه زيد بن سلاّم، و يحيى بن أبي كثير، و الزهري.

روى عنه: الوليد بن مسلم، و محمّد بن شعيب، و مروان بن محمّد، و يحيى بن حسّان، و أبو عامر معمّر بن يعمر، و أبو توبة الربيع بن نافع الحلبي، و يحيى بن صالح الوحاظي، و يحيى بن بشر الحريري، و أبو مسهر، و محمّد بن المبارك الصوري، و عثمان بن عبد الرّحمن الحراني، و أبو عمر حفص بن عمر بن سويد.

أخبرنا [أبو نصر] (6) رضوان، و أبو علي بن السبط، و أبو غالب بن البنّا، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا موسى بن إسحاق الأنصاري، نا يحيى بن بشر الحريري (7)،نا معاوية بن سلام، عن يحيى بن أبي كثير، أخبرني أبو مزاحم أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

ص: 38


1- تحرفت في «ز» إلى: الحومي.
2- من قوله: الجوهري إلى هنا، مكانه بياض في م.
3- قوله:«عن الأسود و» مكانه بياض في م، و «ز»، و كتب على هامش «ز»: طمس.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 205/18 و تهذيب التهذيب 479/5 و الجرح و التعديل 383/8 و التاريخ الكبير 7/ 335 و سير أعلام النبلاء 335/7 و تذكرة الحفاظ 242/1 و شذرات الذهب 270/1.
5- سلام بتشديد اللام، كما في تقريب التهذيب.
6- تحرفت بالأصل و «ز»، و د، و م هنا إلى: الحروني.
7- استدركت عن هامش الأصل.

«من تبع جنازة فصلّى عليها و رجع فله قيراط، و من تبعها حتى يقضى قضاؤها فله قيراطان»، قال: قلت: ما القيراط يا رسول اللّه؟ قال:«مثل أحد»[12230].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو عبد اللّه بن سلوان، أنا الفضل (1) بن جعفر، أنا عبد الرّحمن بن (2) القاسم، نا أبو مسهر، نا معاوية بن سلاّم قال: سمعت جدي أبا سلاّم يحدّث عن كعب الأحبار قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«من قال في يوم: سبحان اللّه و بحمده مائتي مرة غفرت ذنوبه، و إن كانت مثل زبد البحر»[12231].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (3) قال (4):سألت أبا مسهر قلت: معاوية بن سلاّم سمع من أبي سلاّم؟ فقال: نعم، حدّثني معاوية بن سلاّم قال: سمعت جدي أبا سلاّم يقول:[قال] (5)كعب: من قال سبحان اللّه و بحمده مائتي مرة غفرت ذنوبه و إن كانت مثل زبد البحر.

قال أبو زرعة (6):أخبرني أبي عن مروان بن محمّد قال: قلت لمعاوية بن سلاّم هذا الحديث، قال [أبو سلاّم] سمعت كعبا؟ قال: قال كعب قال مروان (7):قلت لمعاوية بن سلاّم سمع جدك من كعب؟ فقال: ما أدري.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (8):

معاوية بن سلاّم بن أبي سلاّم، أبو سلاّم الأسود (9)،سمع يحيى بن أبي كثير (10)، و أخاه زيدا، كناه الوليد بن مسلم.

ص: 39


1- قوله:«أنا الفضل» مطموس في م.
2- مكانها بياض في م.
3- قوله:«أبو زرعة» مكانه بياض في م.
4- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 373/1.
5- زيادة لازمة عن تاريخ أبي زرعة.
6- تاريخ أبي زرعة 373/1.
7- تاريخ أبي زرعة 374/1 و فيه جاءت رواية أبي زرعة عن أبيه عن مروان.
8- التاريخ الكبير للبخاري 335/7.
9- كذا بالأصل و بقية النسخ، و في التاريخ الكبير:«الشامي» بدلا من «الأسود».
10- قوله:«أبي كثير، و أخاه» مكانه بياض في م.

أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلاّل - إذنا - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (1):

معاوية بن سلاّم و هو ابن أبي سلام الأسود، أبو سلاّم، روى عن جده أبي سلاّم، و عن أخيه زيد، و يحيى بن أبي كثير، روى عنه الوليد بن مسلم، و محمّد بن شعيب بن شابور، و مروان بن محمّد، و يحيى بن حسّان، و أبو توبة الربيع بن نافع، و يحيى بن صالح الوحاظي، سمعت أبي يقول ذلك (2).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد (3) اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في ذكر نفر ثقات: و معاوية بن سلاّم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد (4) بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول:

أبو سلاّم معاوية (5) بن سلاّم بن أبي سلاّم الحبشي، سمع يحيى بن أبي كثير، و أخاه زيد (6) بن سلاّم.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:

أبو سلاّم معاوية بن سلاّم بن أبي سلاّم.

أنبأنا أبو جعفر الهمذاني، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه (7)،أنا أبو أحمد الحاكم قال:

ص: 40


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 383/8.
2- قوله:«حاظي، سمعت أبي يقول ذلك» مكانه بياض في م.
3- من قوله: تمام... إلى هنا مكانه بياض في م.
4- من قوله: أخبرنا... إلى هنا مكانه بياض في م.
5- من قوله: سمعت... إلى هنا مكانه بياض في م.
6- قوله:«و أخاه زيد» مكانه بياض في م.
7- مكانها بياض في م.

أبو سلاّم معاوية بن سلاّم بن أبي سلاّم الحبشي، الشامي، سمع أبا نصر يحيى بن أبي كثير، و أخاه (1) زيد بن سلاّم، و روى عنه الوليد بن مسلم، و أبو عامر معمر بن يعمر، كنّاه البخاري، قال: كنّاه الوليد بن مسلم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل المقدسي، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال:

معاوية بن سلاّم بن أبي سلاّم الحبشي (2) الأسود الشامي، الدمشقي، و أبو سلاّم اسمه ممطور، أخو زيد بن سلاّم، سمع يحيى بن أبي كثير، روى عنه (3) الربيع بن نافع، و يحيى ابن طلحة في الطلاق، و الكسوف، و الوكالة.

أخبرنا أبو محمّد (4) بن الأكفاني، نا عبد العزيز، أنا ابن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (5)،نا أبو مسهر قال: قلت لمعاوية بن سلاّم: لمن الولاء عليك؟ فغضب، أي أنه عربي.

قال: و نا أبو زرعة (6)،حدّثني عبد اللّه بن أحمد بن ذكوان، عن مروان قال: قلت معاوية بن سلاّم:- عجبا به لصدقه - إنّك لشيخ كيس.

قال: و كان يحيى بن حسّان و مروان يرفعان من ذكر معاوية بن سلاّم، و كان معاوية بن سلاّم ثقة.

قال: و نا أبو زرعة (7)،حدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم، عن يحيى بن حسّان، عن معاوية بن سلاّم قال: أخذ مني يحيى بن أبي كثير كتاب أخي زيد بن سلاّم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، أنا زكريا بن يحيى، حدّثني أحمد (8) بن محمّد قال: سمعت أحمد بن حنبل و ذكر أصحاب يحيى بن أبي كثير فقال: هشام يرجع (9) إلى كتاب، و الأوزاعي حافظ، و همّام ثقة، و همّام أثبت من أبان، و حرب بن شداد، و معاوية بن سلاّم ثقتان.

ص: 41


1- مكانها بياض في م.
2- تحرفت في د إلى: الجيشي.
3- قوله:«روى عنه» مطموس في م.
4- مكانها مطموس في م.
5- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 375/1.
6- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 373/1.
7- تاريخ أبي زرعة 373/1-374.
8- مكانها بياض في م.
9- مكانها بياض في «ز»، و م، و كتب على هامش «ز»: طمس.

أنبأنا أبو القاسم النسيب، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، نا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة قال (1):و ذكرت له - يعني: لأحمد بن حنبل - معاوية بن سلاّم فقال: ثقة، قلت له: روى عنه من شيوخنا محمّد بن شعيب، و الوليد بن مسلم، و مروان بن محمّد، و يحيى بن صالح الوحاظي، فلم يقل في يحيى إلاّ خيرا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا تمام بن محمّد، و أبو محمّد بن أبي نصر، و أبو نصر بن الجندي، و أبو بكر القطّان، و أبو القاسم بن أبي العقب، قالوا: أنا أبو القاسم بن أبي العقب، نا أبو زرعة قال: عرضت على أحمد بن حنبل - يعني - حديثا فقال: من روى هذا؟ قلت: معاوية بن سلاّم، فقال: معاوية ثقة، و رأيت معاوية يعجبه فيما روى عن يحيى بن أبي كثير، و زيد بن سلاّم (2).

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم، و أبو الحسين بن أبي الحديد، و أبو الحسن علي ابن معضاد، قالوا: أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا علي بن موسى بن السمسار، أنا علي ابن يعقوب بن أبي العقب، نا أبو زرعة قال: سألت أحمد بن حنبل عن حديث يحيى بن أبي كثير عن عكرمة، عن عبد اللّه بن رافع عن الحجّاج بن (3) عمرو عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«من كسر أو (4) قال: يجزى مثلها، و هو رجل» قال: من رواه؟ قلت: معاوية بن سلاّم، قال: ثقة، من رواه عنه؟ قلت: الوحاظي، فسكت، و رأيت معاوية يعجبه فيما روى عن يحيى بن أبي كثير، و زيد بن سلاّم.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الخطيب - لفظا - أنا (5) أبو بكر أحمد بن محمّد ابن إبراهيم، قال: سمعت أبا الحسن (6) أحمد بن محمّد بن عبدوس (7) قال: سمعت عثمان ابن سعيد الدارمي (8) يقول: قلت ليحيى بن معين: معاوية بن سلاّم (9)،فقال: ثقة (10).

ص: 42


1- رواه المزي في تهذيب الكمال 205/18 من طريق أبي زرعة الدمشقي.
2- رواه المزي في تهذيب الكمال 205/18 من طريق أبي زرعة الدمشقي.
3- من قوله: كثير... إلى هنا مكانه بياض في م.
4- بياض في الأصل و «ز»، و د، و م.
5- من قوله: أخبرنا... إلى هنا مكانه بياض في م.
6- قوله: أبا الحسن، مكانه بياض في م.
7- مكانها بياض في م.
8- تحرفت في «ز» إلى: الدارستي.
9- قوله:«معاوية بن سلام» مكانه بياض في م.
10- تهذيب الكمال 205/18.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، حدّثني أبو الحسن أحمد بن محتاج الكتاني - ببخارى - أنا عمر بن محمّد بن بجير، نا العباس بن الوليد الخلاّل، قال (1):قال لي يحيى بن معين: معاوية بن سلاّم محدّث أهل الشام، و هو صدوق الحديث، و من لم يكتب حديثه مسنده و منقطعه فليس بصاحب حديث (2).

أنبأنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا عبد العزيز ابن علي الأزجي، أنا عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب ابن شيبة، حدّثني جدي قال: معاوية بن سلاّم ثقة، صدوق (3).

ذكر أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الكناني الأصبهاني أنه سأل أبا حاتم الرازي عن معاوية بن سلاّم، فقال: لا بأس بحديثه.

أخبرنا أبو بكر الشّحّامي، أنا أبو صالح المؤذن، أنا أبو الحسن بن السقا، و أبو محمّد ابن بالوية، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى يقول:

قدم معاوية بن سلاّم على يحيى بن أبي كثير، فأعطاه كتابا فيه أحاديث زيد بن أبي سلاّم، و لم يقرأه، و لم يسمعه منه.

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، نا أبو بكر الخطيب، أخبرني عبد اللّه بن يحيى بن عبد الجبّار، أنا محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم الشافعي، نا جعفر بن محمّد بن الأزهر، نا ابن الغلابي، نا أبو زكريا يحيى بن معين قال:

قدم معاوية بن سلاّم على يحيى بن أبي كثير، فأعطاه كتابا فيه أحاديث زيد بن أبي سلاّم، فرواه، و لم يسمعه منه.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل، نا أبي، نا ابن معين قال:

قدم معاوية بن سلاّم على يحيى بن أبي كثير، فأعطاه كتابا فيه أحاديث عن زيد بن أبي سلاّم، فرواه، و لم يسمعه، كان الأوزاعي قدم اليمامة هو و زيد بن سلاّم بن أبي سلاّم، و معاوية بن سلاّم بن أبي سلاّم إلى مكتبهم باليمامة.

ص: 43


1- مكانها بياض في م.
2- تهذيب الكمال 205/18-206.
3- تهذيب الكمال 206/18.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الحسن العتيقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت (1) بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي أحمد قال:

قدم معاوية بن سلاّم على يحيى بن أبي كثير، فأعطاه كتابا فيه أحاديث زيد بن سلاّم، و لم يقرأه و لم يسمعه منه.

[قال ابن عساكر] (2) بلغني أن معاوية بن سلاّم كان حيا سنة أربع و ستين و مائة (3).

7508 - معاوية بن صالح بن حدير أبو عمرو الحضرمي الحمصي قاضي الأندلس

7508 - معاوية بن صالح بن حدير أبو عمرو الحضرمي الحمصي (4) قاضي الأندلس

حدّث عن جماعة من أهل دمشق، منهم: ربيعة بن يزيد، و عمير بن هانئ العنسي، و القاسم بن عبد الرّحمن، و مكحول، و كثير بن الحارث، و العلاء بن الحارث، و أبي بشر مؤذّن دمشق، و الأوزاعي، و أبي حلبس يزيد (5) بن ميسرة، و سليمان بن موسى، و سليمان (6)أبي الربيع، و عتبة أبي أمية، و أبي عمّار شداد بن عبد اللّه، و من غيرهم: عن أبي مريم الأنصاري، و عبد اللّه بن أبي قيس، و سعيد بن سويد، و عامر بن جشيب (7)،و يحيى، و الحسن ابني جابر، و زياد بن أبي سودة، و أيوب (8) بن زياد الحمصي، و أبي الزاهرية (9)، و سليم بن عامر، و عمر بن رؤبة التّغلبي، و أبي عبد اللّه محمّد بن أيوب، و أسد بن زرعة،

ص: 44


1- قوله:«عبد اللّه البلخي، أنا ثابت» مكانه بياض في م.
2- زيادة منا.
3- تهذيب الكمال 206/18 و نقل ابن حجر في تهذيب التهذيب 479/5 نقلا عن الذهبي أنه توفي في حدود السبعين. و ذكر الذهبي في سير الأعلام 397/7 أنه مات بعد السبعين و مائة.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 206/18 و تهذيب التهذيب 479/5 و الجرح و التعديل 382/8 و التاريخ الكبير 7/ 335 و ميزان الاعتدال 135/4 و سير أعلام النبلاء 158/7 و تذكرة الحفاظ 176/1 و المغني في الضعفاء 666/2 و الكامل لابن عدي 404/6.
5- كذا بالأصل و بقية النسخ:«و أبي حلبس يزيد بن ميسرة». و أبو حلبس كنية يونس بن ميسرة، و الذي في تهذيب الكمال ذكر أنه روى عن: يزيد بن ميسرة بن حلبس... و أبي حلبس يونس بن ميسرة بن حلبس. و لعل الصواب بإضافة «و» بين حلبس و يزيد.
6- سقطت من «ز».
7- بالأصل:«حوسب» و في «ز»: «حسيب» و في د:«عقيب» و مكانها بياض في م، و المثبت عن تهذيب الكمال.
8- مكانها بياض في «ز»، و د، و م.
9- مكانها بياض في «ز»، و م.

و بحير (1) بن سعد، و السفر بن بشير، و مالك بن زياد، و أرطأة بن المنذر (2)،و سعيد بن هانئ، و عمرو بن قيس [السكوني] (3)،و يونس بن سيف، و ضمرة (4) بن حبيب، و عبد الرّحمن بن جبير بن نفير (5)،و حبيب بن عبيد، و شريح بن عبيد، و راشد بن سعد المقرائي، و أزهر بن سعد الحرازي، و عصام بن يحيى، و حاتم بن حريث، و أبي طلحة نعيم بن زياد، و سعيد بن غزوان، و صالح بن جبير الأزدي (6)،و أبي طالوت صاحب أنس، و جعفر بن محمّد، و عبد الوهّاب بن بخت، و يحيى بن سعيد الأنصاري، و إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة، و عمارة بن غزيّة، و يونس بن خبّاب (7)،و عيسى بن عاصم الأسدي، و غيرهم.

روى عنه: الليث بن سعد، و بشر بن السري، و عبد الرّحمن بن مهدي، و عبد اللّه بن وهب، و زيد بن الحباب، و حمّاد بن خالد الخياط، و سفيان الثوري، و معن بن عيسى (8)، و محمّد بن عمر الواقدي، و أسد بن موسى، و عبد اللّه بن صالح، و عافية بن أيوب، و عبد اللّه بن يحيى الإسكندراني، و رشدين (9) بن سعد، و هانئ بن المتوكل الاسكندراني، و الفرج ابن فضالة.

أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد، و أم المجتبى بنت ناصر، قالا: أنا أبو طاهر الثقفي، أنا أبو بكر بن المقرئ (10)،أنا أبو العباس بن قتيبة، نا حرملة بن يحيى، أنا ابن وهب، حدّثني معاوية بن صالح عن يحيى بن جابر، عن المقدام بن معدي كرب.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«ما وعى ابن آدم وعاء شرّا من بطن، حسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، و إن كان لا محالة فثلث لطعامه، و ثلث لشرابه، و ثلث لنفسه»[12232].

أنبأنا أبو علي الحدّاد، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن أحمد عنه، أنا أبو نعيم

ص: 45


1- من «أيوب..» إلى هنا بياض في م، و «ز»، و د.
2- مكانها بياض في «ز»، و د، و م.
3- سقطت من الأصل، و مكانها بياض في د، و م، و المثبت عن «ز».
4- في «ز»: حمزة.
5- قوله:«بن نفير» مكانه بياض في د، و منها إلى «شريح» بياض في «ز»، و م.
6- كذا بالأصل و د، و م، و في «ز»، و تهذيب الكمال: الأردني.
7- أعجمت عن تهذيب الكمال.
8- بعدها بياض في د، و «ز»، و م، بمقدار لفظة، و كتب على هامش «ز»: طمس.
9- تحرفت في «ز» إلى: رشيد.
10- قوله:«ابن المقرئ» سقط من «ز».

الحافظ، أنا سليمان بن أحمد (1)،نا بكر بن سهل، نا عبد اللّه بن صالح، نا معاوية بن صالح أن ربيعة بن يزيد حدّثه أنه سمع واثلة بن الأسقع يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«إنكم تزعمون أنّي آخركم موتا، و أنّي أولكم ذهابا، ثم تأتون بعدي (2) أفنادا يقتل بعضكم بعضا»[12233].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خيّاط قال (3):

في الطبقة الثالثة من أهل مصر: معاوية بن صالح، حضرمي، من أهل الأندلس.

[قال ابن عساكر:] (4) كذا قال، و هو كذلك (5).

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح (6)،قال:

في أهل الأندلس: معاوية بن صالح قضى على الأندلس. عن يحيى بن معين، قال:

معاوية بن صالح: قضى لبني العباس على الأندلس.

[قال ابن عساكر:] كذا قال، و إنما قضى لبني أمية لمّا دخلوا إلى الأندلس.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا ابن أبي الدنيا.

و قرأت على أبي غالب، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم.

قالا: نا محمّد بن سعد قال (7):

ص: 46


1- رواه الطبراني في المعجم الكبير 68/22 رقم 166.
2- في المعجم الكبير: تأتون من بعدي.
3- طبقات خليفة بن خيّاط ص 542 رقم 2792.
4- زيادة منا.
5- قوله:«و هو كذلك» مكانه بياض في د، و مكان «كذلك» بياض في «ز»، و م.
6- أقحم بعدها بالأصل: حضرمي.
7- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 521/7.

و كان بالأندلس معاوية بن صالح كان قاضيا لهم - زاد ابن الفهم: و كان ثقة كثير الحديث، حج من دهره حجة واحدة، و مرّ بالمدينة فلقيه من لقيه من أهل العراق، و في تلك السنة (1) لقيه عبد الرّحمن بن مهدي، و زيد بن الحباب العكلي، و محمّد بن عمر الواقدي (2)[و حماد بن خالد الخياط، و معن بن عيسى]..... نا يحيى بن صالح الوحاظي قال (3):

خرج معاوية بن صالح من حمص سنة ثلاث (4) و عشرين و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (5)،نا محمّد بن حفص أبو صالح الفارسي - ببعلبك - نا محمّد بن عوف قال: سمعت يزيد بن عبد ربه يقول:

خرج معاوية بن صالح من حمص سنة خمس و عشرين و مائة، و هو شاب، فصار إلى المغرب، فولي قضاءهم.

قال: و سمعت أبا صالح سنة سبع عشرة أو سنة عشرين يقول: مرّ بنا معاوية بن صالح حاجا سنة أربع و خمسين، فكتب (6) عنه الثوري، و أهل مصر، و أهل المدينة.

أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، أنا محمّد بن أحمد بن رزق، أنا محمّد بن أحمد بن الحسن الصوّاف، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي عن عبد الرّحمن بن مهدي قال (7):

كنا بمكة نتذاكر الحديث فبينا نحن كذلك إذا بإنسان قد دخل فيما بيننا، فسمع حديثنا، فقلت: من أنت؟ قال: أنا معاوية بن صالح، فاحتوشناه (8).

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، أنا

ص: 47


1- في ابن سعد: الحجة.
2- بعدها بياض بالأصل، لا ندري مقداره، و كتب على هامشه: هنا خرم. و الزيادة التالية المستدركة عن طبقات ابن سعد لا تمام المعنى، فالنص مأخوذ من الطبقات. و الكلام متصل في د، و «ز»، و م.
3- الخبر في تهذيب الكمال 209/18 و سير أعلام النبلاء 161/7.
4- في سير الأعلام: خمس.
5- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 404/6 و رواه المزي في تهذيب الكمال 208/18-209.
6- بالأصل و د، و م، و «ز»: «فكتبوا» و المثبت عن ابن عدي.
7- تهذيب الكمال 209/18 و سير أعلام النبلاء 161/7.
8- احتوشناه جعلناه وسطنا.

أحمد بن عبد اللّه، نا أبو القاسم الطبراني، نا أبو زرعة قال (1):سمعت عبد اللّه بن صالح يقول: قدم علينا معاوية بن صالح فجالس الليث بن سعد، فحدّثه، فقال الليث: يا عبد اللّه ائت الشيخ فاكتب ما يملي عليك، فأتيته، فكان يمليها عليّ ثم يصير إلى الليث، فقرأها عليه، فسمعتها من معاوية بن صالح مرتين، و كان يكنى أبا عمرو، و كان قاضيا على الأندلس.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة، أنا أبو أحمد قال (2):حدّثت عن حميد بن زنجويه قال: قلت لعلي بن المديني: إنك تطلب الغرائب فائت عبد اللّه بن صالح، و اكتب كتاب معاوية بن صالح تستفد مائتي حديث.

أخبرنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (3):سمعت أبي يقول: قال علي بن المديني: كان عبد الرّحمن بن مهدي يوثق معاوية بن صالح.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد (4)،نا الجنيدي، نا البخاري، نا يحيى قال: كان عبد الرّحمن يوثق معاوية بن صالح أبو عمر (5) الحضرمي الحمصي، قاضي أندلس.

أنبأنا أبو المظفّر بن القشيري، عن أبي الوليد الحسن بن محمّد، أنا إبراهيم بن طلحة، نا أحمد بن عبيد اللّه بن القاسم، نا إبراهيم بن عبد الوهّاب، نا أحمد بن محمّد بن هانئ الطائي قال: قال أبو عبد اللّه:

معاوية بن صالح أصله حمصي، إلاّ أنه صار إلى الأندلس، كان زعموا على قضائها قال: و قلت لأبي عبد اللّه: معاوية بن صالح؟ قال: هو حمصي، إلاّ أنه وقع إلى الأندلس، و قد سمع من عبد الرّحمن بن جبير بن نفير، و من الحمصيين، و حسن أمره فقال الهيثم بن

ص: 48


1- سير الأعلام 161/7-162 و تهذيب الكمال 209/18.
2- الكامل في ضعفاء الرجال 404/6 و من طريق ابن عدي في تهذيب الكمال 209/18 و سير الأعلام 162/7.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 382/8.
4- الكامل لابن عدي 404/6.
5- كذا وردت كنيته بالأصل و د، و م، و الكامل لابن عدي، و في «ز»: عمرو، و فوقها ضبة.

خارجة لأبي عبد اللّه: معاوية بن صالح، الحمصيون لا يروون عنه، فقال: قد روى عنه الفرج بن فضالة، قال أبو عبد اللّه: خرج من عندهم قديما صار إلى الأندلس، و إنّما سمع الناس منه حين حجّ، فقال له الهيثم:- حج سنة ثمان و ستين، فقال الهيثم: بلغني أنه أقام على مالك حتى كتب كتبه، فقال أبو عبد اللّه: قد بلغني ذاك.

كذا قال الهيثم، و رواه مسبّح بن سعيد الورّاق عن البخاري في تاريخه، و لم يقع ذلك في غير رواية مسبّح، و هو وهم، فإنه لم يعش إلى هذا الوقت.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم (1)،نا محمّد بن حموية بن الحسن قال: سمعت أبا طالب قال:

قال أحمد بن حنبل: كان معاوية بن صالح أصله حمصي، و كان قاضيا على الأندلس خرج من حمص قديما و كان ثقة.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر ابن حيوية، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر، نا ابن أبي خيثمة قال (2):سمعت يحيى بن معين يقول: معاوية بن صالح، صالح.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (3):سئل أبو زرعة عن معاوية بن صالح فقال: ثقة محدّث.

قال (4):و سألت أبي عن معاوية بن صالح فقال: صالح الحديث، حسن الحديث، يكتب حديثه و لا يحتج به.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا (5) أبو الحسين بن

ص: 49


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 382/8.
2- تهذيب الكمال 208/18.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 383/8.
4- القائل أبو محمد بن أبي حاتم، و الخبر في الجرح و التعديل 383/8.
5- مكانها بياض في «ز»، و م.

الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبد اللّه، و أبو نصر قالا: نا الوليد، أنا (1) علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (2):معاوية بن صالح، حمصي، ثقة.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي قال (3):

و قد حمل الناس عن معاوية بن صالح و منهم من يرى أنه وسط، ليس بالثبت و لا بالضعيف، و منهم من يضعفه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد، أنا أبو جعفر العقيلي (4)،نا محمّد بن إسماعيل هو الصائغ، نا الحسن ابن علي، نا أبو صالح محبوب الفراء، أنا أبو إسحاق يوما بحديث، عن معاوية - يعني - ابن صالح، ثم قال أبو إسحاق: ما كان بأهل أن يروى عنه.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، أنا أحمد بن علي، نا أبو بكر قال: قال علي: سألت يحيى بن سعيد عن معاوية بن صالح؟ فقال: ما كنا نأخذ عنه و لا حرفا (5).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة، أنا ابن عدي (6)،نا ابن حمّاد، حدّثني صالح، نا علي قال: سألت يحيى بن سعيد عن معاوية بن صالح فقال: ما كنا نأخذ عنه ذلك الزمان و لا حرفا (7).

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن علي بن محمّد، عن محمّد بن العباس، أنا محمّد بن القاسم، نا أبو بكر بن أبي خيثمة قال: سمعت يحيى بن معين يقول: كان يحيى ابن سعيد لا يرضى معاوية بن صالح.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن

ص: 50


1- مكانها بياض في «ز»، و في م:«بن».
2- كتاب تاريخ الثقات للعجلي ص 432.
3- تهذيب الكمال 209/18 و سير أعلام النبلاء 162/7.
4- الضعفاء الكبير للعقيلي 183/4.
5- بالأصل و م، و د: حرف، و المثبت عن «ز».
6- الكامل لابن عدي 404/6 و تهذيب الكمال 208/18.
7- الأصل و «ز»، و د، و م: حرف، و المثبت عن ابن عدي.

السقا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عبّاس قال: سمعت يحيى بن معين يقول: كان يحيى بن سعيد القطّان لا يرضى معاوية بن صالح (1).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: و ضعّف القطان معاوية بن صالح.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم الإسماعيلي، أنا أبو القاسم السهمي، أنا أبو أحمد (2)،نا أحمد بن علي المدائني، نا الليث بن عبدة قال: قال يحيى بن معين: كان ابن مهدي إذا حدّث بحديث معاوية بن صالح زبره (3) يحيى بن سعيد و قال: أيش هذه الأحاديث، و كان ابن مهدي لا يبالي (4) عن من روى، و يحيى ثقة في حديثه.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، أنا محمّد ابن عبد اللّه بن خميرويه، نا الحسين بن إدريس، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عمّار قال:

معاوية بن صالح هو أندلسي، الناس يروون عنه، و زعموا أنه لم يكن يدري أي شيء الحديث.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد قال (5):

و لمعاوية بن صالح حديث صالح عند ابن وهب عنه كتاب، و عند أبي صالح عنه كتاب، و عند ابن مهدي و معن عنه أحاديث عداد، و حدّث عنه الليث، و بشر بن السري، و ثقات الناس، و ما أرى بحديثه بأسا، و هو عندي صدوق، إلاّ أنه يقع في أحاديثه إفرادات.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو بكر السامي، أنا أحمد بن محمّد العتيقي، أنا يوسف بن أحمد، أنا أبو جعفر العقيلي (6)،نا حجّاج بن عمران، نا أحمد بن سعيد بن أبي مريم قال: سمعت خالي موسى بن سلمة قال:

ص: 51


1- تهذيب الكمال 208/18.
2- رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 404/6.
3- الزبر: النهي و الزجر و المنع، يقال: زبره عن الأمر أي نهاه و منعه و انتهره.
4- قوله:«لا يبالي» مكانه بياض في «ز»، و م.
5- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 407/6.
6- رواه أبو جعفر العقيلي في الضعفاء الكبير 183/4.

أتيت معاوية بن صالح لآخذ (1) عنه فرأيت أداة الملاهي، قال: فقلت: ما هذا؟ قال:

شيء نهديه إلى ابن مسعود صاحب الأندلس، قال: فتركته و لم أكتب عنه.

[قال ابن عساكر:] (2) صوابه ابن سعد.

و ذكر أبو الوليد الفرضي عن الدولابي عن سليمان بن الأشعث عن محمّد بن إسماعيل الترمذي، عن أبي صالح أنه توفي سنة ثمان و خمسين (3).

[قال ابن عساكر:] و ذكر سليمان بن الأشعث فيه وهم فقد.

أنبأنا أبو القاسم النسيب، و أبو الوحش المقرئ، عن رشأ بن نظيف، أنا أبو شعيب المكتب، و أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرّحمن، قالا: أنا الحسن بن رشيق، أنا أبو بشر الدولابي، نا محمّد بن إسماعيل الترمذي، نا أبو صالح قال:

قدم علينا معاوية بن صالح سنة سبع و خمسين و مائة، و توفي سنة ثمان و خمسين و مائة.

أخبرنا أبو القاسم النسيب - قراءة - نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، أنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي، أنا محمّد بن الحسين بن عمر اليمني - بمصر - نا بكر (4) بن أحمد بن حفص الشعراني، نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن عيسى البغدادي قال: و أبو عمرو معاوية بن صالح ابن حدير الحمصي، مات سنة ثمان و خمسين و مائة (5).

قرأت (6) على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: قال الحسن بن علي فيها - يعني - سنة ثمان و خمسين و مائة مات معاوية ابن صالح (7).

أنبأنا (8) أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو الحسن الربعي، و رشأ ابن نظيف، قالا: أنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد، أنا محمّد بن محمّد بن داود، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش قال: معاوية بن صالح، صدوق (9).

ص: 52


1- في الضعفاء الكبير: لأكتب.
2- زيادة منا.
3- من قوله: الأشعث... إلى هنا استدرك على هامش «ز».
4- في الأصل: أبو بكر.
5- سير الأعلام 162/7-163 و تهذيب الكمال 210/18.
6- كتب فوقها في «ز»، و د: ملحق.
7- كتب بعدها في «ز» و د: إلى.
8- كتب فوقها في «ز»: ملحق.
9- تهذيب الكمال 209/18 و سير أعلام النبلاء 162/7.

7509 - معاوية بن صالح بن أبي عبيد اللّه معاوية بن عبيد اللّه بن يسار

أبو عبيد اللّه الأشعري (1)

روى عن خالد بن مخلد القطواني، و أبي الجوّاب، و أحمد بن إسحاق الحضرمي، و إسماعيل بن أبي إسماعيل المؤدب، و زكريا بن يحيى، و أبي مسهر الدمشقي، و هشام بن خالد، و منصور بن أبي مزاحم، و عبيد اللّه بن موسى العبسي (2)،و محمّد بن سهل الدمشقي، و إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى، و محمّد بن سماعة الرملي، و أبي الوليد الطيالسي، و إبراهيم بن أبي العباس السامري، و محمّد بن عائذ، و أحمد بن سعيد البصري الكاتب، و محمّد بن بشّار بندار.

روى عنه سليمان بن عبد الرّحمن، و هو أكبر منه، و أبو حاتم الرّازي، و إبراهيم بن عبد الرّحمن بن مروان، و أبو زرعة الدمشقي، و أبو الحسن بن جوصا، و علي بن سراج المصري، و محمّد بن أحمد بن سليمان الهروي، و أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن أبي الدّرداء الصرفندي، و عبد الرحيم بن عبد اللّه بن عبد الحكم، و عبد الصّمد بن عبد اللّه بن أبي يزيد، و الحسن بن القاسم بن دحيم، و أبو عوانة الأسفرايني، و علي بن سعيد بن بشير، و أبو عبد الرّحمن النسائي.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبي أبو القاسم، أنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن ابن محمّد، أنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، نا معاوية بن صالح الدمشقي، نا يحيى بن معين، أنا ابن أبي زائدة.

ح قال: و نا أبو نعيم (3)،نا معلى بن منصور، أخبرني ابن أبي زائدة، أخبرني أبي عن خالد بن سلمة، عن البهي عن عروة، عن (4) عائشة قالت:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يذكر اللّه على كلّ أحيانه.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن

ص: 53


1- ترجمته في تهذيب الكمال 210/18 و تهذيب التهذيب 481/5 و الجرح و التعديل 383/8 و سير أعلام النبلاء 23/13 و شذرات الذهب 147/2.
2- تحرفت بالأصل إلى: العنسي، و بدون إعجام في د، و «ز»، و م.
3- قوله:«أبو نعيم، مكانه بياض في «ز»
4- قوله:«عن البهي، عن عروة» مكانه بياض في «ز»، و م و كتب على هامش «ز»: طمس.

محمّد (1)،نا أحمد بن سليمان بن حذلم، و علي بن يعقوب، قالا: نا سليمان بن أيوب بن حذلم، نا سليمان بن عبدة (2)،نا معاوية بن صالح، نا إبراهيم بن أبي العبّاس، حدّثني ابن حمير، عن بحير بن سعد، عن خالد (3) بن معدان، عن كثير بن مرة، عن نعيم بن همّار، عن المقدام بن معدي كرب، عن أبي أيوب الأنصاري (4)،عن عوف بن مالك قال:

خطبنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بالهجير و هو موعوك (5)،فقال:«أطيعوني ما كنت بين أظهركم، و عليكم بكتاب اللّه، أحلّوا حلاله، و حرّموا حرامه».

كان في الأصل: موعوب، و هو تصحيف.

أنبأنا أبو محمّد (6) هبة اللّه بن الحسن، و أبو عبد اللّه بن عبد الملك، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (7).

معاوية بن صالح بن أبي عبيد اللّه الأشعري الدمشقي، روى عن خالد بن مخلد القطواني، و أبي الجوّاب، و أحمد بن إسحاق الحضرمي، و إسماعيل بن أبي إسماعيل المؤدّب، و زكريا بن يحيى، كتب عنه أبي بدمشق، و روى عنه.

أنبأنا أبو جعفر الهمذاني، أنا الصفّار، أنا ابن منجويه، أنا أبو أحمد قال: أبو عبيد اللّه معاوية بن صالح الأشعري الدمشقي، سمع عبد الأعلى بن مسهر، و إسماعيل بن أبي إسماعيل المؤدّب، روى عنه أبو الحسن بن عمير، و كنّاه لنا.

كتب إليّ أبو زكريا بن مندة، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:

ص: 54


1- قوله:«تمام بن محمد» مكانه بياض في م.
2- قوله:«بن عبدة» مكانه بياض في «ز»، و م، و د.
3- قوله:«عن خالد» بياض مكانه في «ز»، و م.
4- مكانها بياض في د، و «ز»، و م.
5- الكاف من اللفظة مكانها مطموس في د، و م، و في «ز»: «مو» ثم بياض.
6- مكانها بياض في د، و م، و في «ز»: أبو بكر.
7- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 382/8.

معاوية بن صالح الأشعري يكنى أبا عبيد اللّه، دمشقي، قدم مصر، فكتب بها و كتب عنه، و كانت وفاته بدمشق سنة ثلاث و ستين و مائتين (1).

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال:

سنة اثنتين و ستين و مائتين سمعت أبا العباس بن ملاّس يقول: فيها توفي أبو عبيد اللّه معاوية بن صالح (2)،قال ابن زبر: و قال أبو جعفر الطحاوي: و في سنة ثلاث و ستين توفي معاوية بن صالح الأشعري (3).

7510 - معاوية بن صخر أبي سفيان - بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف

أبو عبد الرّحمن، الأموي (4)

خال المؤمنين، و كاتب وحي ربّ العالمين.

أسلم يوم الفتح.

و روي عنه أنه قال: أسلمت يوم القضية، و كتمت إسلامي خوفا من أبي (5).

و صحب النبي صلى اللّه عليه و سلم و روى عنه أحاديث.

و روى عن أخته أم حبيبة، و ولاّه عمر بن الخطّاب الشام، و أقرّه عثمان بن عفّان عليها، و بنى بها الخضراء، و سكنها أربعين سنة.

روى عنه: ابنه يزيد، و عبد اللّه بن عبّاس، و أبو سعيد الخدري، و أبو ذرّ الغفاري، و جرير بن عبد اللّه البجلي، و النعمان بن بشير، و عبد اللّه بن عمر، و عبد اللّه بن الزبير، و عبد الرّحمن بن عسيلة الصنابحي، و أبو إدريس الخولاني، و حميد، و أبو سلمة ابنا عبد الرّحمن بن عوف، و أبو صالح ذكوان، و يزيد بن الأصم، و عمير بن هانئ العنسي (6)،و عبد

ص: 55


1- تهذيب الكمال 211/18.
2- تهذيب الكمال 211/18.
3- سير أعلام النبلاء 24/13 و تهذيب الكمال 211/18 و قال الذهبي في سير الأعلام أنه شاخ و جاوز السبعين.
4- ترجمته في الجرح و التعديل 377/8 و تاريخ بغداد 207/1 و الإصابة 433/3 و أسد الغابة 432/4 و التاريخ الكبير 326/7 و سير أعلام النبلاء 119/3 و نسب قريش للمصعب ص 124 و مروج الذهب (الفهارس)، و الكامل لابن الأثير الفهارس، و البداية و النهاية (الفهارس) و تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 233 و تاريخ الإسلام للذهبي(41 - 60) ص 306. و انظر بهامشه أسماء مصادر أخرى كثيرة ترجمت له.
5- أسد الغابة 433/4 و تاريخ الإسلام(41-60) ص 308.
6- تحرفت بالأصل إلى: العبسي، و صوبت عن «ز»، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 409/14.

اللّه بن عامر اليحصبي، و أبو الأزهر المغيرة بن فروة القرشي، و يزيد بن أبي مالك، و أبو عبد رب الزاهد، و عبادة بن نسيّ، و أسلم مولى عمر، و سعيد بن المسيّب، و عروة بن الزبير، و سالم بن عبد اللّه بن عمر، و بشر أبو قيس القنّسريني، و ثابت بن سعد، و علقمة بن وقّاص، و عيسى بن طلحة بن عبيد اللّه، و محمّد بن الحنفية، و سعيد المقبري، و حريز (1) مولاه، و أبو شيخ الهنائي حيوان؟؟؟ (2) بن خالد، و راشد بن سعد، و خالد بن معدان، و أبو عامر عبد اللّه بن لحي، و محمّد بن سيرين، و معبد بن عبد اللّه الجهني، و القاسم أبو عبد الرّحمن، و محمّد بن جبير بن مطعم، و همّام بن منبّه، و غيرهم.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي، نا أبو عمرو مروان بن شجاع الجزري، نا خصيف.

ح و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن ابن محمّد الزهري، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، نا سريج بن يونس أبو الحارث، نا مروان بن شجاع الخصيفي، حدّثني خصيف.

عن مجاهد، و عطاء عن ابن عباس أن معاوية أخبره.

إنه رأى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - و في حديث سريج: النبي صلى اللّه عليه و سلم - قصّر من شعره بمشقص (4)، فقلنا لابن عبّاس: ما بلغنا هذا إلاّ عن معاوية، فقال - زاد سريج: ابن عباس و قالا:- ما كان معاوية على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم متهما - و في حديث سريج: على النبي صلى اللّه عليه و سلم-[12234].

رواه يحيى بن معين، عن مروان بن شجاع.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنا أبو طالب محمّد بن علي بن الفتح، نا أبو الحسين بن سمعون - إملاء - أنا أبو بكر عبد اللّه بن أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني سنة أربع عشرة و ثلاثمائة، نا أبو طاهر - يعني - أحمد بن عمر بن السرح، نا سفيان - هو ابن عيينة - عن عمرو بن دينار، عن ابن منبه، عن أخيه، عن معاوية بن أبي سفيان أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

ص: 56


1- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في م: جرير.
2- كذا رسمها بالأصل و د، و «ز»، و م.
3- رواه أحمد بن حنبل في المسند 33/6 رقم 16936 طبعة دار الفكر.
4- المشقص: نصل عريض أو سهم فيه ذلك.

«إنّ الرجل يسألني الشيء فأمنعه حتى تشفعوا فتؤجروا»[12235].

و إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«اشفعوا تؤجروا»[12236].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ ثابت بن منصور، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خيّاط قال (1):

أبو سفيان اسمه صخر بن حرب، و ابناه يزيد و معاوية ابنا أبي سفيان بن حرب، أم معاوية هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف، يكنى أبا عبد الرّحمن، مات بالشام سنة ستين.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال: قال عمي أبو بكر:

و معاوية بن أبي سفيان أبو عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد قال (2) في الطبقة الرابعة: معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، و أمّه هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، و يكنى أبا عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللنباني (3)،نا ابن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (4) قال.

في الطبقة الثالثة: معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس، يكنى أبا عبد الرّحمن، و أمّه هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، و كان يقول: لقد أسلمت قبل أن يقدم النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في عمرة القضية، و لقد كنت أخاف أن أخرج، كانت أمي تقول لي: إن خرجت قطعنا عنك العون، و له دار بالمدينة تشرع على بلاط الفاكهة، مات بالشام سنة ستين.

ص: 57


1- طبقات خليفة بن خيّاط ص 39 رقم 49 و 50 و 51.
2- طبقات ابن سعد 406/7.
3- تحرفت بالأصل و بقية النسخ إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
4- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، و أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي قال:

و معاوية بن أبي سفيان يكنى أبا عبد الرّحمن، و أمه هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف، و كان معاوية طويلا، أبيض، أصبح، و كانت وفاته فيما ذكر ابن بكير عن الليث بن سعد: في رجب لأربع ليال بقين من سنة ستين، و قد زعم غيره أنه توفي للنصف من رجب و هو ابن ثمان و سبعين، و قيل: ابن تسع و سبعين، و كانت وفاته بدمشق، و كانت خلافته تسع عشرة سنة و ثلاثة أشهر.

أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي - في كتابه - ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل و أبو الحسين و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:

أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري (1) قال:

معاوية بن أبي سفيان بن حرب، و اسم أبي سفيان صخر، أبو عبد الرّحمن القرشي الأموي.

قال علي بن عبد اللّه: مات سنة ستين.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد (2) قال:

معاوية بن أبي سفيان بن حرب، و اسم أبي سفيان صخر بن حرب، أبو عبد الرّحمن الأموي، نزل الشام، له صحبة، روى عنه حميد بن عبد الرّحمن بن عوف، و أبو صالح ذكوان، و عبد اللّه بن عامر اليحصبي، و يزيد بن الأصم، و ثابت بن سعد، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ص: 58


1- التاريخ الكبير للبخاري 326/7.
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 377/8.

قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان قال:

معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس، و كنية معاوية:

أبو عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، نا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال:

و معاوية بن أبي سفيان يكنى أبا عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير - قراءة.

قال: سمعت ابن سميع يقول:

و معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، يكنى أبا عبد الرّحمن، أمّره عمر و عثمان (1) بدمشق، قبره بها.

[قال ابن عساكر:] (2) كذا قال أبو سعيد.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسين الصيرفي، أنا أبو القاسم بن جنيقا، أنا إسماعيل بن علي الخطبي قال:

معاوية بن أبي سفيان اسم أبي سفيان: صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، كنيته أبو عبد الرّحمن، و أمه هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف، و كانت (3) خلافته عند وقت سالمه الحسن بن علي و بايعه، و اجتمع الناس عليه إلى أن مات سنة تسع عشرة (4) و أربعة أشهر.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة (5)

ص: 59


1- كتب بينها و بين دمشق في د، و فوق الكلام:«توفي» و استدركت هذه اللفظة على هامش م.
2- زيادة منا.
3- مكانها بياض في «ز»، و م.
4- مكانها بياض في «ز».
5- من قوله: الواحد.. إلى هنا بياض في م، و في «ز» بياض مكان:«منده» فقط.

قال: معاوية بن صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس الأموي، أبا عبد الرّحمن القرشي، روى عنه عبد اللّه بن عبّاس، و أبو سعيد الخدري، تولى الإمارة عشرين سنة، و الخلافة عشرين سنة، توفي سنة ستين في رجب.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل المقدسي، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال:

معاوية بن أبي سفيان و اسمه صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، و هو أخو يزيد، و زياد بن سمية، أبو عبد الرّحمن القرشي الأموي، نزل الشام، و أمه هند بنت عتبة ابن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، سمع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، روى عنه ابن عباس، و حميد بن عبد الرّحمن، و عمير بن هانئ، و حمران بن أبان في الحج، و العلم، ولي الخلافة حين سلّم الأمر إليه الحسن بن علي و صالحه، و ذلك في شهر ربيع الآخر أو جمادى الأولى سنة إحدى و أربعين، و مات يوم الخميس لثمان بقين من رجب سنة ستين.

قاله خليفة: و عمرو بن علي، و قال عمرو: و هو ابن ثمان و سبعين سنة، و قال الذهلي (1):قال يحيى: مات لأربع خلون منه، و سنّه ثمان و سبعون سنة، و قال الواقدي:

مات سنة ستين للنصف من رجب، و هو ابن ثمان و سبعين سنة.

أنبأنا أبو علي الحدّاد قال: قال لنا أبو نعيم الحافظ:

معاوية بن أبي سفيان، و اسم أبي سفيان صخر بن حرب (2) بن أمية بن عبد شمس، يكنى أبا عبد الرّحمن، و أمه هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، و أمها صفية بنت أمية بن حارثة بن الأوقص من بني سليم، و أمها بنت نوفل بن عبد مناف، كان من الكتبة، الحسبة، الفصحة، أسلم قبيل الفتح، و قيل: عام القضية، و هو ابن ثمان عشرة (3)،عدّه (4) ابن عبّاس من الفقهاء، و قال: كان فقيها، توفي للنصف من رجب سنة ستين، و سنّه (5) نحو ثمانين سنة، و قيل: ثمان و سبعين (6)،كان أبيض، طويلا، أجلح، أبيض الرأس و اللحية، أصابته لقوة (7)

ص: 60


1- تحرفت في م إلى: الذهبي.
2- قوله:«صخر بن حرب» مكانها بياض في م.
3- في «ز»: و سبعين.
4- مكانها بياض في د.
5- مكانها بياض في «ز»، و م.
6- قوله:«سنة، و قيل: ثمان و سبعين» مكانه بياض في م، و «ز».
7- اللقوة: داء في الوجه (القاموس)، و في تاريخ الإسلام: يعني بطل نصفه.

في آخر عمره، و كان (1) يقول: رحم اللّه عبدا دعا لي بالعافية، و قد رميت في أحسني و ما يبدو مني، و لو لا هواي في يزيد (2) لأبصرت رشدي، و لمّا اعتلّ قال: وددت أنّي لأعمر فوق ثلاث، فقيل: إلى رحمة اللّه و مغفرته، فقال: إلى ما شاء و قضى، قد علم أنّي لم آل، و ما كره اللّه غيّر.

و كان عنده قميص رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و إزاره و رداؤه و شعره، فأوصاهم عند موته، فقال:

كفّنوني في قميصه و أدرجوني في ردائه، و أزّروني بإزاره (3)،و احشوا منخري و شدقي بشعره، و خلّوا بيني و بين رحمة أرحم الراحمين.

كان حليما (4)، وقورا، ولي العمالة من قبل الخلفاء عشرين سنة، و استولى على الإمارة بعد قتل علي عشرين سنة، فكانت الجماعة عليه عشرين سنة من سنة أربعين إلى سنة ستين.

فلما نزل به الموت قال: ليتني كنت رجلا من قريش بذي طوى (5) و إنّي لم آل من هذا الأمر شيئا (6).

و كان يقول: لا حلم إلاّ التجربة.

و قال ابن عبّاس: ما رأيت رجلا هو أخلق للملك من معاوية، لم يكن بالضّيق الحصر.

و قال ابن عمر: ما رأيت أحدا كان أسود من معاوية، و كان يقول: ما رأيت أطمع منه.

[قال معاوية] (7) قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم (8):«يا معاوية، إذا ملكت فأسجح»، فملك الناس كلهم عشرين سنة..... (9) بالملك ففتح اللّه به الفتوح، و يغزو الروم، و يقسم الفيء و الغنيمة، و يقيم الحدود، و اللّه لا يضيع أجر من أحسن عملا.

و قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بعد رجوعه من صفّين: لا تكرهوا إمارة معاوية و اللّه لئن فقدتموه لكأني انظر إلى الرءوس تندر عن كواهلها كالحنظل (10).

ص: 61


1- مكانها بياض في «ز».
2- قوله:«و لو لا هواي في يزيد» مكانه بياض في «ز».
3- قوله:«و آزروني بازاره» مكانه بياض في «ز».
4- مكانها بياض في «ز»، و م.
5- قوله:«بذي طوى» مكانه بياض في «ز».
6- أسد الغابة 435/4.
7- زيادة منا للإيضاح.
8- من قوله: أسود... إلى هنا بياض في «ز».
9- بياض بالأصل و د، و «ز»، و م.
10- تاريخ الإسلام(41-60) ص 311 و سير الأعلام 144/3.

حدّث (1) عنه من الصحابة: عبد اللّه بن عباس، و أبو سعيد الخدري، و أبو الدرداء، و جرير، و النعمان بن بشير، و عبد اللّه بن عمرو بن العاص، و عبد اللّه بن الزبير، و وائل بن حجر، و من التابعين: سعيد بن المسيّب، و أبو سلمة، و حميد بن عبد الرّحمن بن عوف، و عروة بن الزبير، و سالم بن عبد اللّه، و علقمة بن وقّاص، و عيسى بن طلحة، و محمّد بن الحنفية، و القاسم بن محمّد في آخرين.

أخبرنا أبو الحسن بن قيس، و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (2):

معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب، يكنى أبا عبد الرّحمن، و أمه هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، أسلم و هو ابن ثمان عشرة سنة، و كان يقول: أسلمت عام القضية، و لقيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فوضعت عنده إسلامي، و استكتبه النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و ولاّه عمر بن الخطّاب الشام بعد وفاة أخيه يزيد بن أبي سفيان، فلم يزل عليها مدة خلافة عمر، و أقرّه عثمان بن عفّان على عمله، و لما قتل علي بن أبي طالب سار معاوية من الشام إلى العراق، فنزل بمسكن ناحية حربى (3) إلى أن وجه إليه الحسن بن علي فصالحه، و قدم معاوية الكوفة، فبايع له الحسن بالخلافة، و سمّي عام الجماعة.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، أنا أبو الحسين بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبي أبو يعلى.

قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد قال: قرأت على علي بن عمرو، حدّثكم الهيثم بن عدي قال: قال ابن عيّاش:

معاوية بن أبي سفيان يكنى أبا عبد الرّحمن، و قال الهيثم بن عدي: معاوية بن أبي سفيان أبو عبد الرّحمن.

أخبرنا (4) أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، و أبو

ص: 62


1- قوله:«حديث عنه» بياض في «ز»، و م.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 207/1.
3- حربي: بليدة في أقصى دجيل بين بغداد و تكريت (معجم البلدان).
4- كتب فوقها في «ز»، و د: ملحق.

سعيد بن أبي عمرو، قالا: نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، قال: سمعت عبد اللّه بن أحمد ابن حنبل يقول: سمعت أبي يقول (1).

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي قال: و سمعت عبد اللّه بن أحمد يقول عن أبيه: قال:

معاوية بن أبي سفيان أبو عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول:

أبو عبد الرّحمن معاوية بن أبي سفيان، كاتب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:

أبو عبد الرّحمن معاوية بن صخر بن حرب بن أمية.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم ابن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، قال:

أبو عبد الرّحمن معاوية بن أبي سفيان.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد قال: أبو عبد الرّحمن معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي، و اسم أبي سفيان صخر بن حرب، له صحبة من النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و كان كاتبه، حديثه في أهل الشام، و مات بها (2)،و أمه هند بنت عتبة بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف.

أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد الزهري، عن عمّه يعقوب بن إبراهيم قال:

ص: 63


1- كتب بعدها في «ز»، و د: إلى.
2- مكانها بياض في م.

أمّ معاوية بن أبي سفيان هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، و أمّها صفية بنت أمية ابن حارثة بن الأوقص، و أمّها أمة بنت نوفل بن عبد مناف بن قصي.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالوا: أنا أبو جعفر المعدّل، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، قال: و حدّثني الزبير، حدّثني محمّد بن سلام عن ابن عائشة عن رجل قد سمّاه عن أبيه قال:

إنّي أطوف مع أبي حول البيت و رجل قد فرع الناس، بعيد ما بين المنكبين، ضخم الأوراك، قلت: يا أبه، من هذا؟ قال: هذا ابن هند، هذا ابن أبي سفيان، هذا أمير المؤمنين، هذا معاوية.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد الصيرفي، أنا عبيد اللّه بن عثمان، أنا إسماعيل بن علي قال:

و كانت صفته - يعني: معاوية - فيما حدّثني البربريّ، عن ابن أبي السري:

طويلا، أبيض، جميلا، إذا ضحك انقلبت شفته العليا، يخضب بالحناء و الكتم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر، نا علي بن أحمد بن أبي قيس.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن محمّد بن عبد العزيز، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عمر بن الحسن بن علي قالا: نا ابن أبي الدنيا قال:

و كان معاوية طويلا، أبيض، جميلا، إذا ضحك انقلبت شفته العليا، و كان يخضب (1)،و يكنى أبا عبد الرّحمن.

و حدّثني محمّد بن يزيد الآدمي، نا أبو مسهر، عن سعيد بن عبد العزيز، عن أبي عبد ربه قال: رأيت معاوية يصفر لحيته كأنها الذهب (2).

أخبرنا (3) أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن الحسن الأزهري، أنا الحسن بن أحمد المخلدي، أنا المؤمل بن الحسن، نا محمّد بن يحيى، نا سعيد بن أبي مريم، أنا عبد الجبّار ابن عمر، عن ابن شهاب، أخبرني عمر بن عبد العزيز، عن إبراهيم بن عبد اللّه بن قارظ، قال:

ص: 64


1- سير أعلام النبلاء 120/3 و تاريخ الإسلام(41-60) ص 308.
2- سير الأعلام 120/3-121.
3- رواه الذهبي في تاريخ الإسلام(41-60) ص 308 و سير الأعلام 121/3 و انظر تخريجه فيهما.

سمعت معاوية بن أبي سفيان و هو على المنبر بالمدينة يقول: أين فقهاؤكم يا أهل المدينة، إني سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم نهى عن هذه القصّة (1) ثم وضعها على رأسه فلم أر على عروس و لا على غيرها أجمل منها على معاوية.

ثم قال:«لعن اللّه الواصلة (2)،و الموصولة، و النامصة، و المنموصة (3)،و الواشمة و الموشومة»[12237].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا محمّد بن عبد الرّحمن الحنفي، نا محمّد بن الحارث، عن المدائني، عن صالح بن حسان قال:

رأى بعض متفرسي العرب معاوية، و هو صبي صغير، فقال: إني لأظن هذا الغلام سيسود قومه، فقالت [هند] (4):ثكلته إن كان لا يسود إلاّ قومه.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد، و أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن، قالوا: أنا محمّد بن أحمد بن المسلمة، أنا محمّد بن عبد الرّحمن بن العباس، نا أبو عبد اللّه الطوسي، نا الزبير بن بكّار، حدّثني محمّد بن سلام، عن أبان بن عثمان قال (5):

كان معاوية و هو غلام يمشي مع أمّه هند، فعثر، فقالت: قم لا يرفعك اللّه، و أعرابي مقبل (6)إليه، فقال (7):لم تقولين له، فو اللّه إنّي لأظنه سيسود قومه، فقالت (8):لا يرفعه اللّه إن لم يسد إلاّ قومه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن (9) بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية،

ص: 65


1- القصة بضم القاف: الخصلة من الشعر. قال الحافظ في الفتح: هذا الحديث حجة للجمهور في منع وصل الشعر بشيء آخر، سواء كان شعرا أم لا.
2- الواصلة: المرأة تصل شعرها بشعر غيرها. و الموصولة أو المستوصلة الطالبة لذلك، و هي التي يفعل بها ذلك (تاج العروس: تحقيقنا - وصل).
3- النامصة هي المرأة التي تزيّن النساء بالنمص، أي التي تنتف الشعر من الوجه. و المنموصة، و في التاج: المتنمصة: هي المزينة به، و قيل: هي التي تفعل ذلك بنفسها (تاج العروس: نمص).
4- استدركت عن هامش الأصل.
5- من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام 121/3.
6- في د: ينظر إليه.
7- من قوله:«فعثر... إلى هنا مكانها بياض في «ز»، و م.
8- من هنا إلى آخر الخبر بياض في «ز»، و م.
9- من هنا إلى معروف، بياض في م.

أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد، أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه ابن أبي سيف قال: نظر أبو سفيان يوما إلى معاوية و هو غلام، فقال لهند: إنّ ابني هذا لعظيم الرأس، و إنّه لخليق أن يسود قومه، فقالت هند: قومه فقط، ثكلته إن لم يسد العرب قاطبة.

و كانت هند تحمل معاوية و هو صغير و تقول:

إن بنيّ معرّق كريم

محبّب في أهله حليم

ليس بفحاش و لا لئيم

و لا بطحرور و لا سئوم

صخر بني فهر به زعيم

لا يخلف الظنّ و لا يخيم

قال: فلمّا ولّى عمر بن الخطّاب يزيد بن أبي سفيان ما ولاّه من الشام، خرج إليه معاوية، فقال أبو سفيان لهند: كيف رأيت صار ابنك تابعا لابني؟ فقالت: إن اضطرب حبل العرب فستعلم أين يقع ابنك (1) مما يكون فيه ابني.

أخبرنا أبو الفتح بن عبد الواحد، أنا شجاع، أنا أبو عبد اللّه العبدي، أنا أبو سعيد الهيثم بن كليب، نا ابن أبي خيثمة، نا مصعب الزبيري قال (2):

كان معاوية يقول: أسلمت عام القضية، لقيت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

و كان عام القضية لما صدّ النبي صلّى اللّه عليه و سلّم عن البيت.

أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر المعدّل، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار قال (3):و معاوية بن أبي سفيان كان يقول: أسلمت عام القضية، و لقيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فوضعت إسلامي عنده و قبل منّي، و كان من أمره بعد ما كان و لم يزل مع أخيه يزيد بن أبي سفيان حتى توفي يزيد،

ص: 66


1- يزيد بن أبي سفيان كانت أمه زينب بنت نوفل بن خلف بن فوالة بن حذيفة بن طريف بن علقمة. كما في نسب قريش للمصعب ص 126.
2- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 124.
3- راجع الحاشية السابقة.

فاستخلفه على عمله، فأقرّه (1) عمر، و عثمان من بعد عمر (2)،و ركب البحر غازيا بالمسلمين في خلافة عثمان بن عفّان إلى قبرس.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد (3)،أنا محمّد بن عمر، حدّثني أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي سبرة، عن عمر بن عبد اللّه العنسي قال: قال معاوية بن أبي سفيان:

لما كان عام الحديبية و صدّت قريش رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عن البيت، و دافعوه بالراح، و كتبوا بينهم القضية، وقع الإسلام في قلبي، فذكرت ذلك لأمي هند بنت عتبة، فقالت: إيّاك أن تخالف أباك، أو أن تقطع أمرا دونه فيقطع عنك القوت، و كان أبي يومئذ غائبا في سوق حباشة.

قال: فأسلمت و أخفيت إسلامي، فو اللّه لقد رحل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من الحديبية، و إنّي مصدّق به، و أنا على ذلك أكتمه من أبي سفيان، و دخل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم مكة عام عمرة القضية (4) و أنا مسلم مصدّق به، و علم أبو سفيان بإسلامي، فقال لي يوما: لكن أخوك خير منك، و هو على ديني، فقلت: لم آل نفسي خيرا، قال: فدخل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم مكة عام الفتح، فأظهرت إسلامي، و لقيته، فرحّب بي، و كتبت له.

قال محمّد بن عمر:

و شهد معاوية بن أبي سفيان مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم [حنينا، و أعطاه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم] (5) من غنائم حنين مائة من الإبل، و أربعين أوقية و زنها [له] (6) بلال (7).

ص: 67


1- في نسب قريش: و أمّره.
2- مكانها بياض في «ز».
3- رواه الذهبي في سير الأعلام 122/3 نقلا عن ابن سعد.
4- و كانت عمرة القضية في ذي القعدة سنة سبع من مهاجره، أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أصحابه أن يعتمروا قضاء لعمرتهم التي صدهم المشركون عنها الحديبية، و أن لا يتخلّف أحد ممن شهد الحديبية، و خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم مع قوم من المسلمين عمّارا فكانوا في عمرة القضية ألفين.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و د، و استدرك للإيضاح عن «ز»، و م، و سير الأعلام.
6- استدركت عن هامش الأصل.
7- عقب الذهبي في سير الأعلام ط دار الفكر(287/4) على قول الواقدي بقوله: الواقدي لا يعي ما يقول، فإن كان معاوية كما نقل قديم الإسلام، فلما ذا يتألفه النبي صلّى اللّه عليه و سلّم؟ و لو كان أعطاه، لما قال عند ما خطب فاطمة بنت قيس: «أما معاوية فصعلوك لا مال له».

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء محمّد بن علي بن يعقوب، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد..... (1) في استكتاب معاوية، فقال:

استكتبه فإنه أمين.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن علي، أنا أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد، أنا أحمد بن عبد اللّه بن الخضر، أنا أحمد بن علي بن محمّد بن أحمد، حدّثني أبي، حدّثني محمّد بن مروان بن عمر القرشي، حدّثني بكير بن أحمد بن عتّاب القيسي - بصري (2)-نا زكريا بن يحيى المنقري، نا الوليد بن الفضل العنزي عن القاسم بن عتبة عن أبي الزبير، عن جابر قال: قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«أتاني جبريل فقال: اتخذ معاوية كاتبا».

قال: و نا محمّد بن مروان، حدّثني محمّد بن حرب النشائي، نا إسماعيل بن يحيى التيمي، عن قرّة بن خالد، عن محمّد بن سيرين، عن عبيدة السلماني قال:

سمعت علي بن أبي طالب قال: استكتب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عبد اللّه بن خطل، فلمّا نزلت على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: إِنَّ اللّٰهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ كتبها هو: إنّ اللّه عليم سميع، فعلم النبي صلّى اللّه عليه و سلّم ما فعل، فأرسل إلى أبيّ بن كعب، فقال: يا أبيّ، إنّ جبريل أخبرني أن هذا غير ما أنزل اللّه، فغيّره، فغيّره أبيّ، و لحق عبد اللّه بن خطل بمكة مشركا، قال علي: فلمّا كان يوم الفتح، قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«إن وجدتم مقيس بن صبابة الليثي، و عبد اللّه بن خطل، و عبد اللّه بن أبي سرح، و خولة و الرباب متعلقين بأستار الكعبة فاضربوا أعناقهم».

قال علي: فخرجت، فإذا أنا بمقيس فأخذت (3) بيده فضربت عنقه، ثم خرجت فدخلت المسجد، فإذا عبد اللّه بن خطل يعوذ بالكعبة، فأخرجته فضربت عنقه، ثم خرجت فإذا بخولة فأخذتها، فأتيت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فلما رأت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم كشفت فرجها، فقالت: كيف تغض بصرك فيما تزعم، فقال لي النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«يا علي اخرجها فحرّقها بالنار»، ثم اتّبعني رسول، فقال:«يا علي، إنّ صاحب النار أبى أن يعذب بالنار أحد غيره، اضرب عنقها»، فضربت عنقها.

قال علي: فلمّا قدمنا المدينة طلب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم كاتبا يكتب له إلى بعض الأعاجم، و كان

ص: 68


1- الكلام متصل بالأصل، و تبدو العبارة مضطربة، و ثمة سقط كبير في د، و م، سنشير إلى نهايته في موضعه. و الذي في «ز»: بياض، و كتب في وسط البياض: ساقطة، هنا خرم ورقة واحدة كما نبه عليها الأصل، و كتب على هامشها: هنا خرم ورقة أ من الأصل.
2- في «ز»: المصري.
3- اللفظة ممحوة بالأصل، و المثبت عن «ز».

من حضر النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يكتب، و كان معاوية قد أسلم، و كان حسن الخط، فاستكتبه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فلمّا نزل عليه جبريل قال له النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«يا جبريل، تخوف علي من معاوية خيانة كما فعل عبد اللّه بن خطل»، قال: لا، هو أمين.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم الحافظ.

و أخبرنا أبو الفتح أحمد بن محمّد الحدّاد - إجازة - أنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن عبيد اللّه الهمذاني.

قالا: نا سليمان بن أحمد، نا أحمد بن محمّد الصيدلاني، نا السري بن عاصم، نا عبد اللّه بن يحيى بن أبي كثير، عن أبيه، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت:

لما كان يوم أمّ حبيبة من النبي صلّى اللّه عليه و سلّم دقّ الباب داقّ، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«انظروا من هذا؟» قالوا: معاوية، قال:«ائذنوا له»، فدخل و على أذنه قلم لم يخط به، فقال:«ما هذا القلم على أذنك يا معاوية»، قال: قلم أعددته للّه و لرسوله، فقال:«جزاك اللّه عن نبيّك خيرا، و اللّه ما استكتبتك إلاّ بوحي من اللّه، و ما أفعل من صغيرة و لا كبيرة إلاّ بوحي من اللّه عزّ و جلّ، كيف بك لو قد قمّصك اللّه قميصا - يعني الخلافة-» فقامت أم حبيبة، فجلست بين يديه، فقالت: يا رسول اللّه، و إنّ اللّه مقمّص أخي قميصا؟ قال:«نعم، و لكن فيه هنّات و هنّات و هنّات»، فقالت: يا رسول اللّه، فادع اللّه له، فقال:«اللّهم اهده بالهدى و جنّبه الردى، و اغفر له في الآخرة و الأولى»[12238].

قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن هشام بن [عروة] (1) إلاّ عبد اللّه بن يحيى بن أبي كثير، تفرّد به السري بن عاصم.

و قد روي عن شعيب بن إسحاق عن هشام.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو علي بن شعيب، نا عبد اللّه بن وهيب الجذامي - بغزة - نا محمّد بن عبيد الإمام، نا شعيب بن إسحاق، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت:

كانت ليلة أم حبيبة من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فعرضت لي حاجة، فأتيت منزل أم حبيبة أريد قضاء حاجتي من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فقال:«يا عائشة، ما لك؟» قلت: حاجة عرضت، قال:

ص: 69


1- استدركت عن هامش الأصل، و بعدها صح.

«إنها ليست بليلتك»، فجلست إلى جنب أم حبيبة، فدخل معاوية و على أذنه قلم جديد قد براه و لم يخط به بعد، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«ما هذا يا معاوية؟» قال: قلم براته للّه و رسوله، قال:

«جزاك اللّه عن نبيّك خيرا، و اللّه ما استكتبتك إلاّ بوحي من السماء، و لا أعمل صغيرة و لا كبيرة إلاّ بوحي من السماء، يا معاوية، إن اللّه ولاّك من أمر هذه الأمة، فانظر ما أنت صانع»، قالت أم حبيبة: أو يعطي اللّه أخي ذلك يا رسول اللّه؟ قال:«نعم، و فيها هنّات و هنّات، و هنّات»، قالت أم حبيبة: ادع اللّه لأخي ذلك يا رسول اللّه، قال:«اللّهم ألهمه التقوى، و جنّبه الردى، و اغفر له في الآخرة و الأولى»[12239].

رواه أبو الشيخ الأصبهاني عن أحمد بن محمّد البزار المدني، عن إبراهيم بن عيسى الزاهد، عن أحمد بن سعيد، عن إبراهيم بن عبد الوهّاب عن شعيب بن إسحاق مثله.

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، أنا أبو الحسين بن صصرى - إجازة - أنا أبو منصور طاهر بن العبّاس، نا عبيد اللّه بن محمّد السقطي، نا إسحاق بن محمّد بن إسحاق، نا أبو بكر ابن صديق الأصبهاني، نا يوسف بن يعقوب بن هارون العسكري - بعسكر مكرم (1)-نا أحمد ابن إسحاق بن صالح الوزّان، نا يزيد بن عبد اللّه الطبري، عن أبيه، عن جدّه قال:

رأيت علي بن أبي طالب يخطب على منبر الكوفة و هو يقول: و اللّه لأخرجنها (2) من عنقي و لأضعنها في رقابكم ألا إن خير الناس بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أبو بكر الصّدّيق، ثم عمر، ثم عثمان، ثم أنا، ما قلت ذلك من قبل نفسي، و لأخرجنّ ما في عنقي لمعاوية بن أبي سفيان، لقد استكتبه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و أنا جالس بين يديه، فأخذ القلم، فجعله في يده، فلم أجد من ذلك في قلبي إذ علمت أن ذلك لم يكن من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و كان من اللّه عزّ و جلّ، ألا إن المسلم من سلم من قصّتي و قصّته.

قال: و أنا السقطي، نا أبو بكر أحمد بن إبراهيم التستري، نا أبو علي إسماعيل بن العبّاس الورّاق، نا أحمد بن الهيثم البزاز (3) العسكري، نا الحسن بن بشار العجلي، ثقة، نا عبد اللّه بن جعفر - أخو إسماعيل بن جعفر - المدني، عن هشام بن عروة، عن أبيه عن عائشة قالت:

كان النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في بيت أم حبيبة، فدخلت، فلمّا رآني قال:«ما جاء بك يا حميراء؟»

ص: 70


1- بالأصل:«بعسكرنا مكرم» و المثبت عن «ز». و عسكر مكرم: بلد مشهور من نواحي خوزستان (معجم البلدان).
2- بالأصل:«لا أخرجنها» و المثبت عن «ز».
3- في «ز»: البزار.

قالت: حاجة لي يا رسول اللّه، قال:«بل الغيرة»، قالت: فبينا أنا كذلك إذ قرع قارع الباب، قال:«انظروا من بالباب» قيل: معاوية، قال:«ائذنوا له»، فدخل، فجعل يتخطى،- أو قال:

يتمطى - في مشيته، فلمّا بصر به النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال: كأنّي انظر إلى سويقته ترفلان في الجنّة، فلما دنا من النبي صلّى اللّه عليه و سلّم إذا على أذنه قلم لم يخط به، قال:«ما ذا على أذنك يا معاوية؟» قال: قلم أعددته للّه و لرسوله يا رسول اللّه، قال:«جزاك اللّه عن نبيك خيرا، ما استكتبتك من تلقاء نفسي، ما استكتبك إلاّ بوحي من السماء» ثم قال له النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«إن اللّه يقمصك قميصا» فقالت أم حبيبة: أو اللّه فاعل ذلك بأخي؟ قال:«نعم»، قالت: ادع اللّه لأخي يا رسول اللّه، قال:«وقاك اللّه الردى، و غفر لك في الآخرة و الأولى».

أخبرنا أبو الحسن الفرضي - إجازة - أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو بكر عبد اللّه ابن أحمد بن عثمان العكبري، نا القاضي محمّد بن محمّد بن عبد الوهّاب، نا أحمد بن علي المطيري، نا أحمد بن محمّد بن عمر بن سعيد بن أبان بن عثمان بن عفّان، نا محمّد بن وزير الأبلّي، عن حميد، عن أنس قال:

نزل جبريل على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و معه قلم من ذهب إبريز، فقال: إنّ اللّه سبحانه يقرأ عليك السلام و يقول لك هذه هدية مني إلى معاوية، فقل له يكتب به آية الكرسي بخط حسن، و يشكّلها و يعجمها، و أعلمه أنّي قد كتبت له ثواب من قرأها إلى يوم القيامة، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:

«من لنا بأبي عبد الرّحمن؟» فمضى أبو بكر الصّدّيق، فجاء و معه محبرة و قرطاس، فدفع (1)النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فكتبها و هو يبكي.

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، أنا أبو الحسن علي بن الحسين - في كتابه - أنا أبو منصور طاهر بن العبّاس، أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد، نا إسحاق بن محمّد، نا أبو بكر صديق (2) الأصبهاني، نا أبو القاسم نصر بن جامع، أنا عبيد اللّه بن هارون الصوّاف، نا أحمد بن بحر بن عمرو مولى عثمان بن عفّان، نا حمدان بن عبد اللّه الأبلّي، نا حميد الطويل، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«هبط عليّ جبريل و معه قلم لمن ذهب إبريز، فقال لي: إنّ العلي الأعلى يقرئك السلام و هو يقول لك: حبيبي، قد أهديت القلم من فوق عرشي إلى معاوية بن أبي سفيان، فأوصله

ص: 71


1- كذا بالأصل، و في «ز»: فدفع، و بعدها بياض و في وسط البياض ضبة.
2- في «ز»: أبو بكر بن صديق.

إليه، و مره أن يكتب آية الكرسي بخطه بهذا القلم و يشكله و يعجمه و يعرضه عليك، فإنّي قد كتبت له من الثواب بعدد كلّ من قرأ آية الكرسي من ساعة يكتبها إلى يوم القيامة»، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من يأتيني بأبي عبد الرّحمن؟» فقام أبو بكر الصّدّيق و مضى حتى أخذ بيده و جاءا جميعا إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فسلّموا عليه، فردّ عليهم السلام ثم قال لمعاوية:«ادن مني يا أبا عبد الرّحمن، ادن مني يا أبا عبد الرّحمن»، فدنا من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فدفع إليه القلم ثم قال له:«يا معاوية، هذا قلم قد أهداه إليك ربّك من فوق عرشه، لتكتب به آية الكرسي بخطك، و تشكّله و تعجمه و تعرضه عليّ فاحمد اللّه و اشكره على ما أعطاك، فإنّ اللّه قد كتب لك من الثواب بعدد من قرأ آية الكرسي من ساعة تكتبها إلى يوم القيامة»، قال: فأخذ القلم من يد النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فوضعه فوق أذنه، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«اللّهم إنك تعلم أني قد أوصلته إليه (1)، اللّهم إنك تعلم أني قد أوصلته إليه - ثلاثا-».

قال: فجثا معاوية بين يدي النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و لم يزل يحمد اللّه على ما أعطاه من الكرامة، و يشكره حتى أتى بطرس (2) و محبرة، فأخذ القلم و لم يزل يخط به آية الكرسي أحسن ما يكون من الخط، حتى كتبها و شكّلها و عرضها على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«يا معاوية، إنّ اللّه قد كتب لك من الثواب بعدد كلّ من يقرأ آية الكرسي من ساعة كتبتها إلى يوم القيامة»[12240].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو بكر الخطيب، حدّثني أبو طالب يحيى بن علي بن الطيب الدسكري - بحلوان من لفظه - نا أبو الحسن علي بن أحمد بن موسى الأسترآباذي - بها - نا أبو الحسن علي بن محمّد بن حاتم القومسي، نا أبو أحمد زكريا بن دويد الكندي أنه أتى عليه مائة و ست و ثلاثون سنة، و سمعت أنا منه بعسقلان في سنة نيّف و ستين و مائتين، نا سفيان الثوري، نا حميد الطويل، نا شقيق عن ابن عبّاس قال:

دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فإذا معاوية بن أبي سفيان قاعد عن يمينه، فالتفت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال:«يا معاوية، اكتب لي آية الكرسي في ورقة بيضاء» قال: فكتبها له ثم وضعها بين يدي النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، فتناولها النبي صلّى اللّه عليه و سلّم ثم نظر فيها فقال:«غفر اللّه لك يا معاوية بعدد من قرأ آية الكرسي»[12241].

ص: 72


1- بالأصل و «ز»: اليهم.
2- الطرس بالكسر: الصحيفة إذا كتبت (تاج العروس: طرس).

أخبرنا أبو محمّد بن الأسفرايني، أنا أبو الحسن الثعلبي (1)-إجازة - أنا طاهر بن العبّاس، نا عبيد اللّه بن محمّد، نا إسحاق بن محمّد، نا ابن صديق (2)،نا أحمد بن محمّد ابن المغيرة العبّاداني - بعبّادان - نا قيس بن إبراهيم بن قيس الطوابيقي، نا أبو يعقوب إسحاق ابن يعقوب الضرير، نا أبو عامر العقدي، و سعيد بن عامر، نا الفضيل بن مرزوق، عن عطية العوفي، عن أبي موسى الأشعري، قال:

لما نزلت آية الكرسي استشرف لها أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فقال كلّ رجل منهم: أنا أكتبها دون فلان، فبلغ ذلك النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، فقال:«أما أنا لا أستكتب أحدا إلاّ بوحي من السماء»، قال أبو موسى: فإنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم جلوس إذ نزل الوحي، فغشي بعباءته القطوانية، فلمّا سرّي عنه الوحي طفق يقول:«ما فعل معاوية الغلام» فأتى معاوية، فذكر ذلك له، فأتى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و على أذنه قلم، و معه كتف بعير، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«ادن يا غلام»، فدنا حتى جرّ ركبته ركبة النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، قال:«اكتب يا غلام»، قال: و ما أكتب، فداك أبي و أمي يا رسول اللّه؟ قال:«اكتب: اَللّٰهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ حتى انتهى إلى قوله: وَ هُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (3)»فكتبها، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«أ كتبتها يا غلام؟» قال: نعم يا رسول اللّه، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«غفر اللّه لك ما قدّمت إلى يوم القيامة»[12242].

قال: و نا إسحاق، نا أبو بكر بن مهران، نا أبو بكر بن عبد الخالق، نا محمّد بن الرومي، نا سعيد بن سلمة، عن إبراهيم بن عمر بن أبان، عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب قال:

دخل أبو سفيان بن حرب على عثمان بن عفّان، فقال: يا أمير المؤمنين، كيف رضاك (4)[عن معاوية؟ قال: كيف لا أرضى و قد سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هو يقول:«هنيئا لك يا معاوية، لقد أصبحت أنت أمينا على خير السماء»] (5)[12243].

[أخبرنا] أبو (6) القاسم الخضر بن الحسين بن عبد اللّه، أنا أبو القاسم علي بن محمّد

ص: 73


1- في «ز»: التغلبي.
2- ضبطت بالقلم بالأصل و «ز» بضم ثم فتح.
3- سورة البقرة، الآية:255.
4- بعدها بياض في الأصل، لا يعلم مقداره، و كتب على هامشه: هنا خرم بأصله. و كتب بعدها في «ز»: خرم بسقوط ورقة وادة من الأصل.
5- ما بين معكوفتين استدركناه لاستكمال الخبر عن مختصر ابن منظور 5/25. و انظر سير أعلام النبلاء 129/3.
6- من هنا نعود إلى الاستعانة بالنسختين: د، و م.

الفقيه، أنا أبو زكريا يحيى بن عمّار (1) بن يحيى بن شداد - إمام جامع الجزيرة، بها - نا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمّد بن عبد اللّه الأنصاري الميمذي، نا أبو زكريا يحيى بن محمّد البحيري الخباز - إملاء - نا عمر بن عثمان النمري (2) البصري، نا أبي، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم قال:

جاء رجل إلى معاوية فسأله عن مسألة، فقال: سل عنها علي بن أبي طالب، فهو أعلم، فقال: أريد جوابك يا أمير المؤمنين فيها، فقال: ويحك، لقد كرهت رجلا كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يغرّه بالعلم غرّا، و لقد قال له:«أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبي بعدي»[12244]، و لقد كان عمر بن الخطّاب يسأله فيأخذ عنه، و كان إذا أشكل على عمر شيء قال: هاهنا علي؟ قم، لا أقام اللّه رجليك، و محا اسمه من الديوان.

فبلغ ذلك عليا، فقال: جزاك اللّه خيرا، سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بأذني و إلاّ صمّتا يقول له:«أنت يا معاوية أحد أمناء اللّه، اللّهمّ علّمه الكتاب، و مكّن له في البلاد»[12245].

أخبرنا أبو محمّد بن سهل، أنا أبو الحسن بن صصرى - إجازة - نا طاهر بن العباس، نا عبيد اللّه بن محمّد، نا إسحاق، نا محمّد بن الحسن، نا الحسين بن منصور، نا وضّاح الأنباري، عن رجل، عن خالد بن معدان عن واثلة قال (3):

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إنّ اللّه ائتمن على وحيه جبريل، و أنا و معاوية و كاد أن يبعث معاوية نبيا من كثرة حلمه، و ائتمانه على كلام ربي، فغفر لمعاوية ذنوبه، و وفّاه حسابه، و علّمه كتابه، و جعله هاديا مهديا، و هدى به»[12246].

كتب إليّ أبو القاسم علي بن أحمد بن محمّد بن بيان.

و أخبرنا عنه خالي أبو المكارم سلطان بن يحيى، و أبو سليمان داود بن محمّد، أنا أبو الحسن بن مخلد، نا إسماعيل الصفّار، نا الحسن بن عرفة، نا قتيبة بن سعيد البلخي، عن ليث بن سعد، عن معاوية بن صالح، عن يونس بن سيف، عن الحارث بن زياد صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم دعا لمعاوية فقال:«اللّهمّ علّمه الكتاب و الحساب، و قه العذاب».

ص: 74


1- في «ز»: علي.
2- مكانها بياض في م.
3- سير أعلام النبلاء 128/3.

[قال ابن عساكر:] (1) كذا قال، و لا نعلم للحارث صحبة، و قد أسقط من إسناده رجلان.

و قد رواه على الصواب عن معاوية بن صالح ابن مهدي، و أسد بن موسى، و بشر بن السري، و عبد اللّه بن صالح.

فأمّا حديث ابن مهدي:

فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي التميمي، أنا أبو بكر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، نا عبد الرّحمن بن مهدي، عن معاوية - يعني - ابن صالح - عن يونس بن سيف، عن الحارث بن زياد، عن أبي رهم، عن العرباض بن سارية السلمي قال:

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هو يدعونا إلى السحور في شهر رمضان: هلمّوا (3) إلى الغداء المبارك، ثم سمعته يقول:«اللّهمّ علّم معاوية الكتاب، و الحساب، و قه العذاب»[12247].

أخبرناه أبو العزّ بن كادش، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ، أنا عمر بن أيوب السقطي، نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي.

ح و أخبرتنا به أم المجتبى بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا أبو سعيد - هو القواريري (4)-قالا: نا عبد الرّحمن بن مهدي عن - و قال أبو يعلى: أخبرني - معاوية بن صالح عن يونس بن سيف (5)،عن الحارث بن رياب - و في حديث أبي يعلى: بن زياد - عن أبي رهم، عن العرباض بن سارية قال:

شهدت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يقول - و في حديث أبي يعلى: قال - سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هو يدعونا إلى السحور في شهر رمضان، فقال:«هلموا إلى الغداء المبارك»، و سمعته يقول:- و في حديث أبي يعلى: قال: سمعته يقول:«اللّهم علّم معاوية الحساب، و الكتاب، و قه العذاب»[12248].

أخبرناه أبو علي الحسن (6) بن المظفّر، و أبو غالب بن البنّا، قالا: أنا أبو محمّد

ص: 75


1- زيادة منا.
2- رواه أحمد بن حنبل في المسند 85/6 رقم 17152 طبعة دار الفكر.
3- الأصل و د، و «ز»، و م: هلم، و المثبت عن المسند.
4- تحرفت في د إلى: القوارس.
5- في «ز»: شبيب.
6- في «ز»: الحسين.

الجوهري، أنا أبو علي محمّد بن أحمد بن يحيى العطشي، نا محمّد بن العباس النسائي، نا محمّد بن عبد المجيد التميمي، نا عبد الرّحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح، عن يونس ابن سيف، عن الحارث بن زياد، عن أبي رهم، عن العرباض بن سارية السلمي قال:

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هو يدعو إلى السحور في شهر رمضان و هو يقول:«هلموا إلى الغداء المبارك».

قال: و سمعته يقول:«اللّهم علّم معاوية الكتاب و الحساب، و قه العذاب» (1)[12249].

و أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو القاسم عثمان بن أبي الفضل بن محمّد الهراس، أنا أبو طاهر بن خزيمة، نا جدي أبو بكر، نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، و بندار، و عبد اللّه بن هاشم، قالوا: نا عبد الرّحمن بن مهدي، نا معاوية بن صالح، عن يونس بن سيف، عن الحارث بن زياد، عن أبي رهم، عن العرباض بن سارية قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يدعو رجلا إلى السحور، فقال:«هلمّ إلى الغداء المبارك»[12250].

و قال الدورقي و عبد اللّه بن هاشم: قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هو يدعو إلى السحور في شهر رمضان فقال:«هلم إلى الغداء المبارك»- و زادا:- ثم سمعته يقول:«اللّهمّ علّم معاوية الكتاب، و الحساب، و قه العذاب»[12251].

و قال عبد اللّه بن هاشم عن معاوية، و قال:«هلم إلى الغداء المبارك».

و أمّا حديث أسد:

فأخبرناه أبو المعالي ثعلب بن جعفر السرّاج، أنا أبو القاسم الحنائي، أنا عبد اللّه بن محمّد الأديب، نا أبو يوسف الجصاص، نا ابن زنجويه - و هو محمّد بن عبد الملك - نا أسد ابن موسى، نا معاوية بن صالح، عن يونس بن سيف، عن الحارث بن زياد، عن أبي رهم، عن العرباض بن سارية حدّثه أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال لمعاوية:«اللّهمّ علّمه الكتاب و الحساب، و قه العذاب»[12252].

و أخبرناه عاليا أبو علي الحدّاد في كتابه، ثم حدّثني أبو مسعود المعدل عنه، أنا أبو نعيم الحافظ، نا سليمان بن أحمد، نا أبو يزيد القراطيسي، نا أسد بن موسى.

قال و نا بكر بن سهل، نا عبد اللّه بن صالح.

ص: 76


1- أقحم بعدها في م: قال: و أنا ابن شبيب، نا عبد اللّه بن وهيب الجذامي، نا.

قالا: نا معاوية بن صالح عن يونس بن سيف، عن الحارث بن زياد، عن أبي رهم السماعي أن العرباض بن سارية حدّثه.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم دعاه إلى السحور في رمضان فقال:«هلمّ إلى هذا الغداء المبارك»، ثم سمعه يقول:«اللّهمّ علّم معاوية الكتاب و الحساب، و قه العذاب»[12253].

و أمّا حديث بشر:

فأخبرناه أبو القاسم علي بن إبراهيم (1)،عن أبي الفرج بن برهان (2) العزال، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن خلف بن بخيت (3) الدقاق (4) بن عمرو بن عبد الرّحمن العكبري، نا الحميدي، نا بشر بن السري، عن الحارث بن زياد، عن أبي رهم السماعي، عن عرباض بن سارية السلمي قال:

أتيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هو يتسحر (5) فقال:«هلم إلى الغداء المبارك»[12254].

قال: و سمعته يقول لمعاوية:«اللّهمّ علّمه الكتاب، و الحساب، و قه العذاب، و أدخله الجنّة»[12255].

و أمّا حديث عبد اللّه:

فأخبرناه أبو الحسن السلمي، نا أبو محمّد الصوفي، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو علي بن شعيب، نا عمارة، عن وثيمة بن موسى، نا عبد اللّه بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن يونس بن سيف، عن الحارث بن زياد، عن أبي رهم السمعي (6)،عن عرباض ابن سارية قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«هلمّ إلى الغداء المبارك»، قال: و سمعته يقول:«اللّهمّ علّم معاوية الكتاب، و الحساب، و قه العذاب»[12256].

قال: و أنا ابن شعيب، نا عبد اللّه بن وهيب الجذامي، نا إسحاق بن إبراهيم بن سويد الرملي، نا عبد اللّه بن صالح، حدّثني معاوية بن صالح فذكر بإسناده مثله سواء.

و قد روي عن ابن عباس من وجه ضعيف.

ص: 77


1- بياض بالأصل و د، و «ز»، و م.
2- و إلى هنا امتد البياض في «ز» فقط.
3- بياض في م.
4- بياض في الأصل و م، و د، و «ز».
5- قوله:«يتسحر، فقال» مكانه بياض في د، و «ز».
6- أبو رهم، يقال فيه: السماعي، و يقال: السمعي، قاله في التهذيب.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،نا أحمد بن علي المدائني، نا محمّد بن إبراهيم أبو أمية، نا إسحاق بن كعب.

ح و أخبرناه أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز التميمي، أنا أبو محمّد المعدل، أنا ابن شعيب، نا عبد اللّه بن وهيب، نا عبد الرّحمن بن معاوية، نا محمّد بن إبراهيم بن كعب.

قالا: نا عثمان بن عبد الرّحمن الجمحي، عن عطاء، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«اللّهمّ علّم معاوية الكتاب، و الحساب، و قه العذاب»[12257].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد، أنا سليمان بن حرب، و الحسن ابن موسى، قالا: نا أبو هلال محمّد بن سليم (2)،نا جبلة بن عطية، عن مسلمة بن مخلد - قال الحسن بن موسى الأشيب:- قال أبو هلال: أو عن رجل عن مسلمة بن مخلد، و قال سليمان بن حرب: أو حدّثه مسلمة عن رجل أنه رأى معاوية يأكل، فقال لعمرو بن العاص:

إن ابن عمك هذا لمخضد (3)،قال: أما إنّي أقول هذا، و قد سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:

«اللّهمّ علّمه الكتاب، و مكّن له في البلاد، و قه العذاب»[12258].

قرأت على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، أنا أحمد بن عبيد.

ح قال: و أنا ابن الآبنوسي، أنا أبو بكر بن بيري - إجازة - نا محمّد بن الحسين الزعفراني، نا ابن أبي خيثمة، نا موسى بن إسماعيل، نا أبو هلال الراسبي، نا جبلة بن عطية، عن رجل من الأنصار، عن مسلمة بن مخلد أنه قال لعمرو بن العاص، و رأى معاوية يأكل، فقال: إنّ ابن عمك هذا لمخضد، ثم قال: أما إنّي أقول ذلك، و قد سمعت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«اللّهمّ علّمه الكتاب، و مكّن له في البلاد، و قه العذاب»[12259].

و في حديث ابن الآبنوسي: أقول لك ذاك، و قد سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

ص: 78


1- رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 162/5 ضمن ترجمة عثمان بن عبد الرحمن الجمحي.
2- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 124/3-125.
3- مخضد، كمنبر، من الخضد، و ذكر الحديث في تاج العروس قال: أي الشديد الأكل، يأكل بجفاء و سرعة، و هو مجاز.(تاج العروس: خضد).

أخبرنا أبو الحسن السلمي الشافعي، نا عبد العزيز - لفظا - و حيدرة المالكي - قراءة - قالا: أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا عمي (1) أبو بكر، نا أبو العباس محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم بيافا - نا يزيد بن خالد بن مرشل، نا أبان بن عنبسة (2) بن أبان القرشي الايلي، عن عبد الجبّار بن عمر، و عقيل بن خالد عن الزهري.

أن معاوية كان يكتب لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فنظر إليه فأعجبه كتابه فقال:«اللّهمّ علّمه الكتاب، و الحساب، و قه العذاب»[12260].

أخبرنا أبو الفضل محمّد، و أبو عاصم الفضيل ابنا إسماعيل بن الفضيل الفضيليان، قالا: أنا أحمد بن محمّد بن محمّد، أنا علي بن أحمد بن محمّد بن الحسن الخزاعي، نا الهيثم بن كليب الشاشي، نا حمدون بن عباد، نا شبابة - هو ابن سوّار - نا يوسف بن زياد التيمي، عن محمّد بن شعيب القرشي، عن عروة بن رويم اللخمي قال:

دعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لمعاوية فقال:«اللّهمّ اهده و اهد به، و علّمه الكتاب، و الحساب، و قه العذاب»[12261].

أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان.

و أخبرنا خالي أبو المكارم سلطان بن يحيى، و أبو سليمان داود بن محمّد عنه، قالا:

أنا أبو الحسن بن مخلد، أنا إسماعيل بن محمّد الصفّار، نا الحسن بن عرفة، نا شبابة بن سوّار، عن حريز (3) بن عثمان الرّحبي.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم دعا لمعاوية فقال:«اللّهمّ علّمه الكتاب و الحساب، و قه العذاب»[12262].

و روي متصلا من وجه آخر.

أنبأنا أبو علي المقرئ، و حدّثني أبو مسعود المعدّل عنه، أنا أبو نعيم الحافظ، نا سليمان بن أحمد، نا أبو زرعة، و أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة الدمشقيان، قالا: نا أبو مسهر (4)،نا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن عبد الرّحمن بن أبي عميرة

ص: 79


1- مكانها بياض في م.
2- مكانها بياض في م.
3- تحرفت في م، و «ز»، إلى: جرير.
4- من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام 124/3 و تاريخ الإسلام(41-60) ص 309.

المزني (1)،و كان من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال لمعاوية:«اللّهمّ علّمه الكتاب، و الحساب، و قه العذاب»[12263].

هذا غريب، و المحفوظ بهذا الإسناد حديث العرباض الذي تقدّم.

و أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه بن مروان، نا زكريا بن يحيى، حدّثني محمّد بن المصفى، نا مروان بن محمّد، حدّثني سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس، عن عبد الرّحمن بن أبي عميرة.

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم دعا لمعاوية فقال:«اللّهمّ علّمه العلم، و اجعله هاديا مهديا، و اهده، و اهد به»[12264].

و كذا روي عن محمّد بن المصفّى عن مروان.

و رواه سلمة بن شبيب، و عيسى بن هلال السليحي، و أبو الأزهر، و صفوان بن صالح عن مروان، و لم يذكروا أبا إدريس في إسناده.

و كذلك رواه أبو مسهر، و عمر بن عبد الواحد، و محمّد بن سليمان الحرّاني، و الوليد ابن مسلم، عن سعيد.

فأمّا حديث سلمة و عيسى:

فأخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني ابن زنجويه، نا سلمة بن شبيب، نا مروان - يعني - ابن محمّد، نا سعيد - يعني - ابن عبد العزيز، حدّثني ربيعة بن يزيد قال: سمعت عبد الرّحمن بن أبي عميرة المزني (2).

ح و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا ابن النقور، أنا محمّد بن عبد اللّه بن الحسين، نا عبد اللّه بن سليمان، نا عيسى بن هلال السليحي، نا مروان بن محمّد، أنا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن عبد الرّحمن بن أبي عميرة المزني.

قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول في معاوية:«اللّهم اجعله هاديا مهديا، و اهده و اهد به» (3)[12265].

ص: 80


1- تحرفت بالأصل إلى: المزي، و في د، و م، و «ز»: «المري» و المثبت عن سير الأعلام.
2- كذا بالأصل، و في بقية النسخ تحرفت إلى: المري.
3- سير أعلام النبلاء 125/3 و تاريخ الإسلام(41-60) ص 310.

و أمّا حديث أبي الأزهر:

فأخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمّد بن موسى، أنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل بن يحيى الحربي، أنا أبو حاتم مكي بن عبدان، نا أبو الأزهر، نا مروان بن محمّد الطّاطري، نا سعيد بن عبد العزيز، حدّثني ربيعة بن يزيد قال: سمعت عبد الرّحمن بن عميرة يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول لمعاوية:«اللّهم اجعله هاديا مهديا، و اهده و اهد به» (1)[12266].

و أمّا حديث صفوان:

فأخبرناه أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه بن مروان، نا زكريا بن يحيى، نا صفوان بن صالح، نا الوليد بن مسلم، و مروان بن محمّد، قالا: نا سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد، قال: سمعت عبد الرّحمن بن أبي عميرة المزني قال:

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول في معاوية بن أبي سفيان:«اللّهم اجعله هاديا مهديا، اللّهمّ اهده و اهد به»[12267].

و أمّا حديث أبي مسهر:

فأخبرناه أبو علي الحدّاد - في كتابه - و حدّثنا أبو مسعود المعدّل عنه، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه، أنا سليمان بن أحمد، نا أبو زرعة، نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن عبد الرّحمن بن أبي عميرة المزني قال:

ص: 81


1- كتب بعدها في د: آخر الجزء الرابع و السبعين بعد الأربعمائة من الأصل. و كتب بعدها في «ز»: بلغت سماعا بقراءتي و عرضا بالأصل على سيدنا الإمام فخر الدين أبي منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن ابن هبة اللّه بسماعه فيه من عمه و الملحق بإجازته منه إن لم يكن سمعه و ابن أخيه أبو سعد عبد اللّه بن أبي البركات الحسن و أبو محمد عبد العزيز بن عثمان بن أبي طاهر الا... و كمال الدين أبو محمد تمام بن يحيى بن عباس الحميري و ابناه محمد و يحيى و علي بن أحمد بن محمد القسطال الإشبيلي و عبد الرحمن بن يونس بن إبراهيم التونسي و أبو بكر محمد بن محمد بن أبي بكر بن أحمد البلخي، و كتب محمد بن يوسف بن محمد بن أبي يداس البرزالي الإشبيلي بمقصورة الصحابة من جامع دمشق يوم الخميس السابع و العشرين من شعبان سنة ست عشرة و ستمائة، و سمع الفضل بن أحمد بن محمد بن الحسن و القاسم بن علي بن القاسم على المصنف لهذا الكتاب من موضع اسمه. آخر الجزء الرابع و السبعين بعد الأربعمائة من الأصل.

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول لمعاوية:«اللّهمّ اجعله هاديا مهديا، و اهده و اهد به»[12268].

و أخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا إسماعيل بن محمّد الصفّار، نا العباس التّرقفي.

قال: و نا أحمد بن سليمان، نا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو (1).

قالا: نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد، عن عبد الرّحمن بن أبي عميرة، و كان من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم - عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أنه ذكر معاوية فقال:«اللّهمّ اجعله هاديا و اهد به»[12269].

و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (2)، أنا الحسين بن عمر بن برهان الغزال، أنا إسماعيل بن محمّد الصفّار، نا عباس بن عبد اللّه التّرقفي، نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن عبد الرّحمن بن أبي عميرة المزني - قال سعيد، و كان من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم - عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أنه قال في معاوية:

«اللّهمّ اجعله (3) هاديا و اهده و اهد به»[12270].

و أخبرناه أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب، أنا عبد اللّه بن عبد الجبّار، أنا إسماعيل، نا الترقفي، نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن عبد الرّحمن بن أبي عميرة المزني - قال سعيد بن عبد العزيز: و كان من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم - عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أنه قال في معاوية:«اللّهمّ اجعله هاديا مهديا، و اهده و اهد به».

و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا أبو القاسم البغوي، حدّثني محمّد بن سهل بن عسكر، نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد - بإسناده نحوه-.

و أمّا حديث عمر بن عبد الواحد:

فأخبرناه أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أنا تمام بن محمّد أبو عبد

ص: 82


1- سير أعلام النبلاء 125/3.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 207/1.
3- استدركت عن هامش الأصل.

اللّه بن مروان، نا أبو بكر أحمد بن المعلّى (1)،أنا محمود، نا عمر بن عبد الواحد، عن سعيد - يعني - ابن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد.

أن بعثا من أهل الشام كانوا مرابطين بآمد (2)،و كان على حمص عمير بن سعد، فعزله عثمان و ولى معاوية، فبلغ ذلك أهل حمص، فشقّ عليهم، فقال عبد الرّحمن بن أبي عميرة المزني: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول لمعاوية:«اللّهمّ اجعله هاديا مهديا، و اهده، و اهد به»[12271].

و أمّا حديث محمّد بن سليمان:

فأخبرناه أبو القاسم زاهر، و أبو بكر وجيه ابنا طاهر بن محمّد، و أبو الفتوح عبد الوهّاب بن شاه بن أحمد، قالوا: أنا أحمد بن الحسن بن محمّد الأزهري، أنا الحسن بن أحمد المخلدي، أنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن مسلم الأسفرايني، نا محمّد بن غالب الأنطاكي، نا محمّد بن سليمان، نا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن عبد الرّحمن ابن أبي عميرة المزني - و كان من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم - أنه سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«اللّهم اجعل معاوية هاديا مهديا، و اهده، و اهد على يديه»[12272].

و أمّا حديث الوليد:

فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي، نا علي بن بحر، نا الوليد بن مسلم، نا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن عبد الرّحمن بن عميرة الأزدي عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أنه ذكر معاوية فقال:«اللّهمّ اجعله هاديا مهديا، و اهد به».

و روي عن الوليد، عن سعيد، عن يونس بن ميسرة بدلا من ربيعة.

أخبرناه أبو علي المقرئ - في كتابه - و حدّثني أبو مسعود عنه، أنا أبو نعيم، نا سليمان ابن أحمد، نا عبدان بن أحمد، نا علي بن سهل الرملي، نا الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز، عن يونس بن ميسرة بن حلبس (4)،عن عبد الرّحمن بن أبي عميرة المزني أنه

ص: 83


1- رواه الذهبي من طريقه في سير الأعلام 125/3-126.
2- آمد: أعظم مدن ديار بكر (راجع معجم البلدان).
3- رواه أحمد بن حنبل في المسند 266/6 رقم 17915 طبعة دار الفكر.
4- في «ز»: حليس.

سمع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يقول - و ذكر معاوية - فقال:«اللّهمّ اجعله هاديا مهديا، و اهد به»[12273].

[قال ابن عساكر:] (1) و قول الجماعة (2) هو الصواب.

و قد رواه المهلب بن عثمان، عن سعيد بن عبد العزيز، عن عبد الرّحمن فأرسله، و لم يذكر يونس و لا ربيعة، و وهم فيه.

أخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا خيثمة بن سليمان، نا أبو عوف البزوري، عن الوليد بن الفضل، عن عمرو بن عبد اللّه، عن المهلب بن عثمان نحوه.

و قد روي عن يونس من وجه آخر.

أخبرناه أبو علي الحدّاد - إذنا - و حدّثني أبو مسعود عنه، أنا أبو نعيم، نا سليمان بن أحمد، نا أحمد بن يحيى بن خالد بن حيّان الرقّي، نا موسى بن محمّد البلقاوي، نا خالد بن يزيد بن صبيح المري (3)،عن يونس بن ميسرة، عن عبد الرّحمن بن أبي عميرة قال:

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ذكر معاوية فقال:«اللّهم اجعله هاديا مهديا، و اهده، و اهد به»[12274].

قال: تكون بيعة ببيت المقدس، بيعة هدى، فكانت بيعة معاوية.

و روي عن يونس على وجه آخر.

أخبرناه أبو الفرج عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن محمّد، أنا أبو نصر الزينبي، أنا محمّد بن عمر بن علي بن خلف بن زنبور، نا محمّد بن السري بن عثمان التمار.

ح و أخبرناه أبو الفتح بن عبد الواحد، أنا أبو منصور شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه ابن مندة، أنا خيثمة بن سليمان قالا: نا أبو (4) عوف عبد الرّحمن بن مرزوق الطبري البزوري، نا الوليد بن الفضل، أخبرني القاسم بن الوليد، عن عمرو بن واقد القرشي، عن يونس بن حلبس، عن عميرة الأنصاري قال:

ص: 84


1- زيادة منا.
2- يعني عن سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد عن عبد الرحمن بن أبي عميرة.
3- بالأصل: المزي، و في م: المزني، و فوقها ضبة، و المثبت عن د، و «ز».
4- استدركت عن هامش الأصل.

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«اللّهمّ اجعل معاوية هاديا مهديا، و اهده، و اهد به»[12275].

و أخبرنا أبو بكر [محمد] (1) بن محمّد بن علي، أنا محمّد بن علي (2) بن محمّد المقرئ، أنا أبو الحسين أحمد بن عبد اللّه بن الخضر، أنا أبو جعفر أحمد بن أبي طالب، حدّثني أبي، حدّثني أبو عمرو محمّد بن مروان القرشي، نا إسحاق بن وهب أبو يعقوب العلاّف، نا الوليد بن الفضل العمري، نا القاسم بن أبي (3) الوليد التيمي، عن عمرو بن واقد القرشي، عن يونس بن حلبس الجبلاني (4)،عن عمير بن سعد الأنصاري قال:

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول لمعاوية:«اللّهمّ اجعله هاديا مهديا، و اهده، و اهد به»[12276].

و كلا إسنادي الوليد بن الفضل خطأ.

و روي عن يونس من وجه آخر مرسلا.

أخبرناه أبو الحسن الفرضي، نا نصر بن إبراهيم، و عبد اللّه بن عبد الرزّاق.

ح و أخبرناه أبو الحسن بن زيد، أنا نصر بن إبراهيم.

قالا: أنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو علي بن منير، أنا أبو بكر بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا أبو سعد مدرك بن أبي سعد الفزاري قال: سمعت يونس بن ميسرة بن حلبس يقول:

دعا النبي صلّى اللّه عليه و سلّم لمعاوية بن أبي سفيان فقال:«اللّهمّ علّمه الكتاب، و الحساب، و قه العذاب»[12277].

و روي عن عمر بن الخطّاب مسندا من وجه فيه انقطاع.

أخبرناه أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا نصر و ابن فضيل، قالا: أنا ابن عوف، أنا ابن منير، أنا ابن خريم، نا هشام (5)،نا ابن أبي السائب - و هو عبد العزيز بن الوليد بن سليمان -

ص: 85


1- استدركت عن د، و «ز»، و م.
2- قوله:«أنا محمد بن علي» سقط من «ز».
3- في «ز»: القاسم بن الوليد.
4- بدون إعجام بالأصل، و في «ز»، و د: الحبلاني، و في م: الجيلاني و الصواب ما أثبت و ضبط، ترجمته في تهذيب الكمال 560/20.
5- رواه الذهبي في سير الأعلام 126/3.

قال: و سمعت أبي فذكر أنّ عمر بن الخطّاب ولّى معاوية بن أبي سفيان، فقالوا: ولاه حدث السن، فقال: تلوموني؟ و أنا سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«اللّهمّ اجعله هاديا مهديا، و اهده، و اهد به»[12278].

[قال ابن عساكر:] (1) الوليد بن سليمان لم يدرك عمر.

أخبرنا أبو محمّد بن سهل، أنا علي بن الحسين - إجازة - نا طاهر بن العبّاس بن منصور، نا عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد، نا إسحاق بن محمّد بن إسحاق، نا أبو بكر محمّد ابن القاسم بن سليمان، نا أحمد بن إسحاق بن حبيب العطشي، نا عمر بن الخطّاب، نا نعيم ابن حمّاد (2)،نا محمّد بن شعيب بن شابور، عن مروان بن جناح، عن يونس بن ميسرة بن حلبس، عن عبد اللّه بن بسر (3) قال:

استشار رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أبا بكر و عمر في أمر أراده، فقالوا: اللّه و رسوله أعلم، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«ادعوا لي معاوية»، فلما وقف عليه قال:«أحضروه أمركم، حمّلوه أمركم، أشهدوه أمركم، فإنه قوي»[12279].

أخبرنا أبو علي الحدّاد - في كتابه - و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، أنا أبو نعيم الحافظ، نا أبو القاسم سليمان بن أحمد، نا يحيى بن عثمان بن صالح، نا نعيم بن حمّاد، نا محمّد بن شعيب بن شابور، نا مروان بن جناح، عن يونس بن ميسرة بن حلبس عن عبد اللّه بن بسر (4).

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم استأذن أبا بكر و عمر في أمر فقال:«أشيرا عليّ»، فقالا: اللّه و رسوله أعلم، فقال:«ادعوا معاوية»، فقال أبو بكر و عمر: أ ما كان في رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و رجلين من رجال قريش ما يتقنون أمرهم حتى يبعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إلى غلام من غلمان قريش، فقال:

«ادعوا لي معاوية»، فلما وقف بين يديه قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«أحضروه أمركم، و أشهدوه أمركم، فإنه قوي أمين»[12280].

و قال غيره عن نعيم:[12281]«و حمّلوه أمركم».

ص: 86


1- زيادة منا.
2- من طريقه رواه الذهبي في تاريخ الإسلام(41-60) ص 310، و سير أعلام النبلاء 127/3.
3- تحرفت بالأصل و «ز» إلى: بشير، و فوقها في «ز»: ضبة، و في د: بشر، و المثبت عن م، و المصدرين.
4- بالأصل و «ز»: «بشر» و المثبت عن د، و م.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن محمّد، أنا أبو بكر محمّد بن علي، أنا أبو الحسين أحمد بن عبد اللّه، أنا أحمد بن أبي طالب، حدّثني أبي، حدّثني أبو عمرو السعيدي، نا علي بن روح، نا محمّد بن عبيد العامري، نا جعفر بن محمّد - و هو الأنطاكي - نا إسماعيل بن عيّاش، عن تمّام بن نجيح الأسدي، عن عطاء، عن ابن عمر قال:

كنت مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و رجلان من أصحابه، فقال:«لو كان عندنا معاوية لشاورناه في بعض أمرنا»، فكأنما دخلهما من ذلك شيء، فقال:«إنه أوحي إليّ أن أشاور ابن أبي سفيان في بعض أمري»[12282].

قال: و حدّثني السعيدي، نا أحمد بن المبارك الإسماعيلي، نا يعقوب بن القاسم الطلحي، حدّثني عبد الرّحمن بن مهدي قال: سمعت إسحاق بن يحيى بن طلحة يقول:

سمعت عمي موسى بن طلحة قال:

بعثني أبي أدعو له معاوية، فوجدته مشغولا بالنساء، فقال: قل له: افرغ ثم آتيك، فرجعت إلى أبي فأخبرته، فقال: ارجع فقل له: عجّل، فرجعت فإذا هو قد أقبل، فرجعت إلى أبي فقلت: هو ذا، قد جاء مقبلا، فلمّا رآه قال: أما إنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«إنه لموفق الأمر أو رشيد الأمر»[12283].

أخبرنا أبو محمّد بن الأسفرايني، أنا أبو الحسن بن صصرى (1)-إجازة - نا طاهر بن العبّاس المروزي، نا أبو القاسم السقطي، نا إسحاق بن محمّد، نا أبو بكر بن مهران، نا أبو (2) بن عبد الخالق، نا إبراهيم بن نصير، نا سليمان الرقي، نا شيخ يقال له عبد الرحيم ابن غنم (3) عن عروة، عن رويم قال:

جاء أعرابي إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال: يا رسول اللّه صارعني، فقام إليه معاوية فقال: يا أعرابي، أنا أصارعك، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«لن يغلب معاوية أبدا» فصرع الأعرابي، قال: فلمّا كان يوم صفّين قال علي: لو ذكرت هذا الحديث ما قاتلت معاوية[12284].

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن الحسن بن محمّد، أنا الحسن بن أحمد ابن محمّد، أنا جدي أبو أحمد محمّد بن أحمد بن محمّد بن نصر بن زياد، أنا العباس بن

ص: 87


1- مكانها بياض في م.
2- بياض بالأصل و م، و د، و «ز».
3- بالأصل: غانم، و المثبت عن د، و «ز»، و م.

محمّد الدوري، نا أبو زياد درخت، نا أبو بشر، عن صدقة بن خالد القرشي (1)،عن وحشي ابن حرب بن وحشي عن أبيه عن جده.

أن معاوية كان رديف النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، فقال له النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«ما ذا يليني منك يا معاوية؟» قال:

بطني، قال:«اللّهم املأه حلما و علما»[12285].

[قال ابن عساكر:] (2) أبو زياد اسمه عبد الرّحمن بن نافع، و لقبه درخت، و أبو بشر:

هو المغيرة بن سقلاب، مولى محمّد بن مروان بن الحكم، قاضي حرّان.

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن أبي الفرج، أنا أبو الحسن بن صصرى - إجازة - نا طاهر بن العباس بن منصور، نا عبد اللّه بن محمّد بن أحمد، نا إسحاق بن محمّد، نا محمّد بن الحسن، نا إبراهيم بن الحسين الكسائي - بهمذان - نا آدم بن أبي إياس، عن شعبة، عن سهيل ابن أبي صالح، عن أبي صالح (3)،عن أبي هريرة قال:

أردف النبي صلّى اللّه عليه و سلّم معاوية فقال له:«يا معاوية، ما يليني منك؟» قال: وجهي، فقال له النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«وقاه اللّه النار»، ثم قال:«يا معاوية ما يليني منك؟» قال: صدري، قال:«حشاه اللّه علما و إيمانا و نورا»، ثم قال:«يا معاوية، ما يليني منك؟» قال: بطني، قال:«عصمه اللّه بما عصم به الأولياء»، ثم قال: يا معاوية، ما يليني منك؟» قال: كلّي، قال:«غفر اللّه لك، و وقاك الحساب، و علّمك الكتاب، و جعلك هاديا مهديا، و هداك و هدى بك»[12286].

قرأت على أبي القاسم بن السمرقندي، عن أبي القاسم الإسماعيلي، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، نا إسحاق بن إبراهيم الغزي، نا دحيم، نا يعقوب بن الفرج، نا ابن المبارك، عن خالد الحذّاء، عن أبي قلابة، عن شداد بن أوس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«معاوية أحلم أمّتي و أجودها»[12287].

أخبرنا أبو محمّد الصائغ، أنا أبو الحسن التغلبي (4)-إجازة - نا طاهر بن العبّاس، نا عبيد اللّه بن محمّد، نا إسحاق، نا إبراهيم بن عيسى المقرئ، نا محمّد بن مسلم الواسطي، نا يزيد بن هارون، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك قال:

ص: 88


1- من طريقه رواه الذهبي في تاريخ الإسلام(41-60) ص 310، و سير الأعلام 127/3.
2- زيادة منا.
3- قوله:«عن أبي صالح» سقط من د.
4- كذا بالأصل و «ز»، و م، و في د: الثعلبي.

دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و أبو بكر و عمر و عثمان و علي و معاوية جلوس عنده، و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يأكل الرّطب، و هم يأكلون معه، و النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يلقّمهم، قال معاوية: يا رسول اللّه، نأكل و تلقمنا؟ قال:«نعم، هكذا نأكل في الجنّة و يلقّم بعضنا بعضا»[12288].

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن ريذة، أنا سليمان بن أحمد الطبراني، نا محمّد بن يحيى بن مندة، نا بشر بن بشار (1).

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن المظفّر الشامي، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد، أنا أبو جعفر العقيلي (2)،حدّثني عبيد الملقب (3)،نا بشر بن بشار (4) السمسار، نا عبد اللّه بن بكار المقرئ من ولد أبي موسى الأشعري، عن أبيه، عن جده (5) أبي موسى الأشعري قال:

دخل النبي صلّى اللّه عليه و سلّم على أم حبيبة، و رأس معاوية في حجرها تفلّيه (6)،فقال لها:«أ تحبينه؟» قالت: و ما لي لا أحب أخي؟ فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«فإنّ اللّه و رسوله يحبانه»[12289].

رواه محمّد بن إسحاق السراج عن بشر بن بشّار.

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، أنا علي بن الحسين بن أحمد - إجازة - نا أبو منصور المروزي، نا أبو القاسم السقطي، نا إسحاق بن محمّد السوسي، نا أبو بكر القرشي العبّاداني، نا يحيى بن مختار النيسابوري، نا القاسم بن الحسن، نا العلاء بن عمر، نا شيبان ابن فرّوخ، عن ابن المبارك، عن الحسن، عن أبي الدرداء قال:

دخل النبي صلّى اللّه عليه و سلّم على أم حبيبة و عندها معاوية نائم على السرير، فقال:«من هذا يا أم حبيبة؟» قالت: هذا أخي معاوية، قال:«و تحبينه يا أم حبيبة؟» قالت: يا رسول اللّه، إنّي لأحبه، قال:«فحبيه، فإنّي أحب معاوية، و أحب من يحبه، جبريل و ميكائيل يحبان معاوية، و اللّه تبارك و تعالى أشدّ حبا لمعاوية من جبريل و ميكائيل يا أم حبيبة»[12290].

ص: 89


1- تحرفت بالأصل و النسخ إلى: يسار.
2- رواه العقيلي في الضعفاء الكبير 237/2-238 في ترجمة عبد اللّه بن بكار الأشعري.
3- كذا بالأصل و النسخ و الضعفاء الكبير، و فوقها علامة تحويل إلى الهامش، و لم يكتب شيء عليه.
4- تحرفت في «ز» و م و د إلى: يسار.
5- كذا بالأصل و النسخ، و في الضعفاء الكبير: عن جده عن أبي موسى....
6- في الضعفاء الكبير: تقبله.

[قال ابن عساكر:] (1) كذا قال ابن المبارك، و إنما هو المبارك بن فضالة.

أخبرناه أبو الحسن زيد بن الحسن بن زيد بن حمزة العلوي الموسوي، و أبو علي محمّد بن عبد الواحد بن الفضل القايني الفقيه، و أبو عبد اللّه محمّد بن سليمان بن عبد اللّه الزاهد، و أبو المناقب سعد بن عبيد بن صخر - بطوس - قالوا: أنا أبو سعد علي بن عبد اللّه ابن أبي صادق الحيري - بنيسابور - أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن باكويه، أنا أبو زرعة محمّد بن إبراهيم الأسترآباذي، نا أبو العباس محمّد بن أحمد الضرّاب، نا علي بن جميل الرقّي، نا عبد اللّه بن واقد، نا مبارك بن فضالة، عن الحسن، عن أبي الدرداء قال:

دخل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم على أم حبيبة و معاوية عندها نائم على السرير، فقال:«من هذا يا أم حبيبة؟» فقالت: أخي معاوية يا رسول اللّه، قال:«فتحبينه؟» قالت: أي و اللّه إنّي لأحبه، فقال:«يا أم حبيبة، فإنّي أحب معاوية، و أحبّ من يحبّ معاوية، و جبريل و ميكائيل يحبّان معاوية، و اللّه أشدّ حبّا لمعاوية من جبريل و ميكائيل»[12291].

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، أنا أبو الحسن بن صصرى - إجازة - نا أبو منصور، نا أبو القاسم، نا إسحاق، نا ابن صديق، نا أبو القاسم المعروف بابن الباقلاني، نا أبو العباس أحمد بن محمّد بن بكر النابلسي، نا محمّد بن موسى الحذاء - بنصيبين - نا عمر بن سعد الطائي، نا عمر بن سنان الرهاوي، نا أبي عن أبيه، عن عطاء، عن ابن عباس قال:

جاء جبريل إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بورقة آس أخضر مكتوب (2) عليها: لا إله إلاّ اللّه، حبّ معاوية بن أبي سفيان فرض (3) مني على عبادي (4).

قال: و نا إسحاق، نا أبو عبد اللّه فرج بن أحمد السامري الورّاق، نا عيسى بن نصر القصري، نا عبد اللّه بن أحمد بن عبيد اللّه بن السمسار (5) الديرعاقولي، نا أبو الربيع الزهراني، عن حمّاد بن زيد، عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«الشاكّ في فضلك يا معاوية تنشقّ الأرض عنه يوم القيامة، و في عنقه طوق من نار له ثلاثمائة شعبة، على كلّ شعبة شيطان يكلح في وجهه مقدار عمر الدنيا»[12292].

ص: 90


1- زيادة منا.
2- سقطت من «ز».
3- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
4- سير أعلام النبلاء 130/3-131.
5- كذا بالأصل، و في م، و «ز»: «مسمار» و في د:«مسمار».

أنبأنا أبو الحسن الفرضي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو بكر عبد اللّه بن أحمد ابن عثمان بن خلف بن سلمان العكبري - بها - نا محمّد بن أحمد بن محمّد بن يعقوب العطّار، نا محمّد بن الحسن بن عبد اللّه الحارثي، نا عبد الرّحمن الأموي، نا عمر بن يونس اليمامي، عن إسماعيل بن حمّاد، عن مقاتل بن حيّان، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«الشاك في فضلك يا معاوية يبعث يوم القيامة، و في عنقه طوق من نار، و فيه ثلاثمائة شعبة من نار، على كلّ شعبة منها شيطان يكلح في وجهه مقدار عمر الدنيا»[12293].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة، أنا ابن عدي (1)،نا عبد اللّه بن محمّد بن ياسين، نا الحسن بن شبيب، نا مروان بن معاوية الفزاري، نا عبد الرّحمن (2) بن عبد اللّه بن دينار، عن أبيه، عن ابن عمر قال:

كنا عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال:«ليلينّ بعض مدائن الشام رجل عزيز منيع هو مني و أنا منه»، فقال له رجل: من هو يا رسول اللّه؟ قال: فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بقضيب كان بيده في قفا معاوية:«هو هذا»[12294].

قال ابن عدي: و هذا الحديث منكر بهذا الإسناد.

أنبأنا أبو القاسم صدقة بن محمّد بن الحسين الكاتب، أنا محمّد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان، أنا القاضي أبو الحسين محمّد بن أحمد بن المحاملي، نا أبو بكر محمّد بن الحسن المقرئ المعروف بالنقّاش، نا الحسين بن إدريس الهروي، نا هشام بن عمّار، نا ابن عيّاش، نا صفوان بن عمرو، عن عبد الرّحمن بن [أبي] عوف الجرشي قال:

ذكر النبي صلّى اللّه عليه و سلّم الشام، قال رجل من القوم: كيف لنا بالشام يا رسول اللّه و فيها الروم ذات القرون؟ فقال:«أجل إنّ فيها (3) لأقواما أنتم أحقر في أعينهم من القردان في أستاه الإبل»، قال: ثم ذكر الشام أيضا، فقال:«لعل أن يكفيناها غلام من غلمان قريش» و بيد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عصا، فأهوى بها إلى منكب معاوية.

هذا مرسل.

ص: 91


1- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 330/2 في ترجمة الحسن بن شبيب المكتب البغدادي.
2- تحرفت في «ز» إلى: عبد اللّه.
3- بعدها بياض في م بمقدار كلمة، و الكلام متصل في د، و «ز».

أخبرنا (1) أبو العباس أحمد بن أبي الفتح عبد اللّه بن محمّد الخرفي (2) الأصبهاني - إجازة - و حدّثنا عنه أبو العبّاس أحمد بن عبد اللّه الدّستجردي (3)-بدمشق - أنا أبو منصور عبد الرزّاق بن أحمد بن عبد الرّحمن بن أحمد بن جعفر الخطيب، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم ابن علي بن عاصم بن زادان بن المقرئ، نا أبو عروبة الحسين بن محمّد بن مودود بن حمّاد مولى ابن سالم (4) بحرّان، نا ابن المصفّى، نا بقية (5)،عن بحير، عن خالد، عن جبير بن نفير:

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم كان يسير (6) و معه ركب من أصحابه فذكروا الشام، فقال رجل من أصحابه: كيف نستطيع الشام يا رسول اللّه و فيها الروم؟ و معاوية في القوم و هو شاب، و في يد النبي صلّى اللّه عليه و سلّم عصا، فضرب بها كتف معاوية فقال:«لعل هذا إذا كافيناها»[12295].

هذا مرسل (7).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن محمّد، أنا أبو بكر محمّد بن علي، أنا أبو الحسين أحمد بن عبد اللّه، نا أحمد بن أبي طالب، حدّثني أبي، حدّثني محمّد بن مروان بن عمر، نا علي بن روح بن عبد اللّه، نا محمّد بن عبيد بن ثعلبة العامري، نا جعفر بن محمّد المعروف بالأنطاكي، نا الربيع بن بدر، عن سوار بن شبيب، عن ابن عمر قال:

كان النبي صلّى اللّه عليه و سلّم مع زوجته أم حبيبة في قبّة من أدم، فأقبل معاوية فقال لها النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«يا أم حبيبة، هذا أخوك قد أقبل، أما إنه يبعث يوم القيامة عليه رداء من نور الإيمان»[12296].

قال: و حدّثني محمّد بن مروان، نا علي بن روح، نا محمّد بن عبيد العامري، نا جعفر ابن محمّد الأنطاكي، نا زهير بن معاوية، عن ابن أبي خالد، عن طارق بن شهاب، عن حذيفة قال:

ص: 92


1- كتب فوقها في د، و «ز»: ملحق.
2- بدون إعجام بالأصل، و في م:«الحرمي» و في د:«الحرفي، و في «ز»: الحرقي، و لعل الصواب ما أثبت عن المشيخة 8/أ.
3- ضبطت عن الأنساب، نسبة إلى دستجرد، عدة قرى اسمها دستجرد (راجع الأنساب).
4- كذا بالأصل و «ز»، و في م، و د: سلم.
5- من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام 127/3.
6- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
7- كتب بعدها في «ز»: إلى.

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«يبعث معاوية يوم القيامة عليه رداء من نور الإيمان»[12297].

أخبرناه أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو علي محمّد بن أحمد بن يحيى بن عبد اللّه الفقيه، نا أحمد بن محمّد التوارنى؟؟؟ (1)،نا محمّد بن عبيد بن ثعلبة، نا جعفر بن محمّد - يعني الأنطاكي - فذكر بإسناده مثله، و قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و قال:

و عليه رداء، و لم يقل: في قبّة من أدم.

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، أنا علي بن الحسين - إجازة - أنا أبو منصور المروزي، نا أبو القاسم السقطي، نا إسحاق بن محمّد، نا محمّد بن الحسن، نا محمّد بن أحمد بن يونس الزهري، نا جعفر بن محمّد الأنطاكي، نا زهير بن معاوية، عن أبي خالد الوائلي، عن أبي طارق، عن حذيفة قال:

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«يبعث يوم القيامة معاوية و عليه رداء من نور الإيمان»[12298].

[قال ابن عساكر:] كذا قال، و إنّما هو عن طارق.

قال: و نا محمّد بن الحسن، نا إبراهيم بن الهيثم البلدي، نا عفّان، نا همّام، عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب، عن سعد بن أبي وقّاص يقول لحذيفة:

أ لست شاهد (2) يوم قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم لمعاوية:«يحشر يوم القيامة معاوية بن أبي سفيان و عليه حلّة من نور ظاهرها من الرحمة و باطنها من الرضا يفتخر بها في الجمع لكتابة الوحي بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم؟ قال حذيفة: نعم (3)[12299].

قال: و نا إسحاق، نا محمّد بن علي السقطي، نا أبو بكر محمّد بن القاسم بن سليمان المؤدّب، نا محمّد بن أحمد بن الضحّاك، نا أحمد بن الهيثم، نا قتيبة بن سعيد، نا ابن لهيعة عن دراج أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري قال (4):

ص: 93


1- كذا رسمها بالأصل و م، و د، و في «ز»: التواربي. و لعل الصواب: التوراني. ذكره ابن نقطة، راجع هامش الأنساب 491/1.
2- كذا بالأصل و بقية النسخ:«شاهد» و الأظهر بالنصب:«شاهدا».
3- سير أعلام النبلاء 130/3.
4- سير أعلام النبلاء 130/3.

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«يخرج معاوية من قبره و عليه رداء من السندس و الاستبرق مرصّع بالدّرّ و الياقوت، عليه مكتوب: لا إله إلاّ اللّه محمّد رسول اللّه، أبو بكر الصّدّيق، عمر بن الخطّاب، عثمان بن عفّان، علي بن أبي طالب»[12300].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه - في كتابه - أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو بكر عبد اللّه بن أحمد بن عثمان العكبري، نا أبو الحسن محمّد بن يحيى بن معدان الكاغدي - بالبصرة - نا أحمد بن زفر، نا سليمان بن داود، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة و أسماء ابنتي أبي بكر عن أبي بكر قال:

رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بين الركن و المقام رافعا يديه إلى السماء حتى رأيت بياض إبطيه و هو يقول:«اللّهمّ حرّم بدن معاوية على النار، اللّهمّ حرم النار على معاوية»[12301].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد الزهري، نا عبد اللّه بن إسحاق المدائني (1)،نا إسحاق بن أحمد العلاّف الواسطي، نا مؤمّل بن إسماعيل، نا غالب بن عبيد اللّه، عن عطاء بن أبي رباح (2)،عن أنس أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أخذ سهما من كنانته فناوله معاوية و قال:«ائتني به في الجنة» (3)[12302].

قال المدائني: هكذا في كتابي عن عطاء عن أنس و إنما هو عن عطاء عن أبي هريرة، حدّثنا بذلك عمر بن شبّة.

نا وضاح بن حسان، أنا الوزير، عن غالب بن عبيد اللّه العقيلي، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بنحوه.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنا أبو إسحاق البرمكي، أنا أبو عمر بن حيوية، نا عبد اللّه بن إسحاق، نا إسحاق بن محمّد العلاّف، نا موسى بن إسماعيل، عن غالب، عن عطاء بن أبي رباح، عن أنس أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أخذ سهما من كنانته، فناوله معاوية و قال:«ائتني به في الجنّة»[12303].

قال عبد اللّه: هكذا حدّثناه، فقال: عن عطاء، عن أنس.

ص: 94


1- مطموسة بالأصل، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
2- مطموسة بالأصل، و المثبت عن «ز»، و د، و م.
3- مطموسة بالأصل، و المثبت عن د، و «ز»، و م.

نا عبد اللّه بن إسحاق، نا عمر بن شبة، نا وضاح، نا الوزير، عن غالب بن عبيد اللّه (1)،عن عطاء، عن أبي هريرة أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم ناول معاوية سهما فقال:«خذ هذا السهم حتى تلقاني به في الجنّة»[12304].

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو علي بن شعيب، نا عبد اللّه بن وهيب، نا محمّد بن إسحاق النصيبي، نا وضاح بن حسّان الأنباري، نا وزير بن عبد اللّه الجندي، عن غالب بن عبيد اللّه، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ناول معاوية سهما، فقال:«يا معاوية، خذ هذا حتى تلقاني به في الجنّة»[12305].

أخبرناه أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو بكر اللفتواني، و أبو عبد اللّه محمّد بن أبي الفتح بن محمّد بن علي القطّان، و أبو صالح (2) عبد الصّمد بن عبد الرّحمن الحيري (3)(4)،قالوا: أنا أبو محمّد التميمي.

قالا (5):أنا أحمد بن محمّد بن أحمد، نا حمزة بن القاسم، نا محمّد بن الخليل المخرمي، نا وضاح - يعني - ابن حسان، نا وزير بن عبد اللّه الجزري (6)،عن غالب بن عبيد اللّه (7) العقيلي، عن عطاء، عن أبي هريرة.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أعطى معاوية سهما، فقال:«خذ هذا السهم حتى تلقاني به في الجنّة»[12306].

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السقا، نا محمّد بن يعقوب، نا عبّاس، نا وضّاح بن حسان الأنباري العابد.

و أخبرناه أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (8).

ص: 95


1- كذا ورد بالأصل و بقية النسخ هنا: عبد اللّه.
2- كتب فوقها في «ز»: ملحق.
3- و في م: و د: الحموي.
4- كتب فوقها في «ز»: إلى بحرف صغير.
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 496/13 في ترجمة الوضاح بن حسان الأنباري.
6- كذا بالأصل، و في «ز» و م:«الحردي» و فوقها ضبة، و في د: الحزري و المثبت يوافق رواية تاريخ بغداد.
7- تحرفت في الأصل و النسخ إلى: عبد اللّه.
8- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 496/13 في ترجمة الوضاح بن الحسن الأنباري.

ح و أنبأناه أبو بكر عبد الغفّار بن محمّد، و حدّثني أبو المحاسن عبد الرزّاق بن محمّد ابن أبي نصر عنه.

قالا: أنا أبو بكر الحيري، نا الأصم، نا العباس بن محمّد الدوري - إملاء - نا الوضّاح ابن حسان الأنباري، نا وزير بن عبد اللّه، عن غالب بن عبيد اللّه، عن عطاء، عن أبي هريرة.

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أعطى معاوية سهما، فقال:«هاك هذا يا معاوية حتى توافيني به في الجنّة»[12307].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب قال (1):و قد روى شيخ كهل مغفّل، أنباري، يقال له وضاح بن حسان، نا وزير بن عبد اللّه (2)،عن غالب بن عبيد اللّه الجزري، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة.

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أعطى معاوية سهما، و قال:«هاك هذا يا معاوية حتى توافي به في الجنّة».

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (3)،نا ابن حمّاد، نا عبّاس، عن يحيى قال وزير الذي يحدّث بحديث معاوية: أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أعطاه سهما ليس بشيء.

و روي هذا الحديث عن ابن عمر.

أخبرناه أبو بكر محمّد بن محمّد بن علي، أنا محمّد بن علي بن محمّد الخيّاط، أنا أبو الحسين أحمد بن عبد اللّه بن الخضر، أنا أحمد بن علي بن محمّد بن أحمد بن الجهم، حدّثني أبي، حدّثني محمّد بن مروان بن عمر، نا محمّد بن سليمان القطّان السلمي، نا عبد الرّحمن بن يونس السرّاج الرقّي، نا درست (4) بن زياد، عن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن دينار، عن أبيه، عن ابن عمر قال:

ناول النبي صلّى اللّه عليه و سلّم معاوية سهما و قال:«خذ هذا تلقني به في الجنّة».

ص: 96


1- رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة و التاريخ 437/2.
2- ترجمته في تاريخ بغداد 466/13.
3- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 88/7.
4- ضبطت بضم أوله و ثانيه عن تبصير المنتبه 559/2 و فيه: درست بن زياد، ضعيف.

و روي من وجه آخر عن جابر.

أخبرناه أبو بكر أيضا، أنا محمّد، أنا أحمد، حدّثني أبي، حدّثني محمّد بن مروان، نا أحمد بن سهل أبو غسّان، نا الجرّاح بن مخلد، نا محمّد بن مخلد المالكي - من أهل مرو - نا محمّد بن الحسن اللؤلؤي، عن القاسم بن مهران - قاضي الجزيرة - عن أبي الزبير، عن جابر.

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم دفع إلى معاوية سهما في غزوة بني جليد فقال:«امسكه معك حتى توافيني به في الجنّة»[12308].

[قال ابن عساكر:] (1) لا أعرف غزوة بني جليد في الغزوات.

أنبأنا أبو الحسن الفرضي، نا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو بكر عبد اللّه بن أحمد ابن عثمان بن خلف، نا أبو زرعة محمّد بن أحمد بن أبي عصمة، نا أحمد بن علي، نا علي ابن محمّد الفقيه، نا محرز بن عون، نا شبابة، عن محمّد بن راشد، عن مكحول قال:

دفع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم إلى معاوية سهمين فقال:«هذه السهمين (2) سهم الإسلام، خذها فتلقني بهما في الجنّة»، فلما مات معاوية جعلا معه في قبره، و لما حلق النبي صلّى اللّه عليه و سلّم رأسه بمنى دفع إلى معاوية من شعره فصانه، فلمّا مات معاوية جعل شعر النبي صلّى اللّه عليه و سلّم على عينيه[12309].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر قال: قرئ على سعيد بن محمّد بن أحمد البحيري، أنا أبو نصر النعمان بن محمّد الجرجاني، حدّثني أبو عمرو محمّد بن العباس بن مسعود الأسترآباذي، نا العباس بن عمران، نا أبو بكر أحمد بن الجمهور القرقساني، نا يعيش بن هشام قال:

كنت عند مالك بن أنس، فجاءه رسول أمير المؤمنين، فقال له: أمير المؤمنين يقول لك: لا تحدّث بهذا الحديث، فقال مالك بن أنس: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مٰا أَنْزَلَ اللّٰهُ مِنَ الْكِتٰابِ (3) الآية، لأحدثنّ به الساعة، ثم لا أحدّث به أبدا، حدّثني نافع عن ابن عمر.

إن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أهدي له سفرجل فأعطى أصحابه سفرجلة سفرجلة، و أعطى معاوية ثلاث سفرجلات، قال:«القني بهنّ في الجنّة»[12310].

ص: 97


1- زيادة منا.
2- كذا بالأصل و بقية النسخ:«السهمين» و في المختصر: السهمان.
3- سورة البقرة، الآية:174.

قال أبو بكر: سمعت يحيى بن معين يقول: اكتبوا هذا الحديث عن يعيش بن هشام في:«السفرجل»، و لو رواه غيره ما احتمل، لأن أصحاب مالك لم يرووه عنه، و كان يقال:

إنه من الأبدال.

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، أنا علي بن الحسين بن أحمد - إجازة - نا طاهر بن العباس، نا عبيد اللّه بن محمّد، نا إسحاق السوسي، نا محمّد بن الحسن، نا أحمد بن عيسى المصري، نا عمرو بن أبي سلمة، عن غالب بن عبيد اللّه، عن عطاء، عن أبي هريرة قال:

قدم جعفر بن أبي طالب من بعض أسفاره و معه شيء من السفرجل، فأهداه إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يومئذ في منزل أبي بكر الصّدّيق، إذ دخل معاوية بن أبي سفيان، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم لجعفر:«أنّى لك هذا؟» فقال: أهداه إليّ رجل شاب حسن الهيئة في بعض أسفاري، فأحببت أن أهديه إليك يا رسول اللّه، فأكل منه النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و أخذ منه واحدة، و أعطاها معاوية و قال:«هاك توافقني في الجنّة مثلها»، و قال: يا معاوية:«من مثلك، أخذت اليوم من هدايا ثلاثة كلّهم في الجنّة و أنت رابعهم، يا جعفر، هل تدري من المهدي إليك السفرجل؟» قال: لا، قال:«ذاك جبريل، و هو سيّد الملائكة، و أنا سيّد الأنبياء، و جعفر سيد الشهداء، و أنت يا معاوية سيد الأمناء».

قال أبو هريرة: فو اللّه لا زلت أحبّه بعد ذلك مما سمعت من فضله من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الواحد، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن بن رزقويه، أنا أبو الخير فاتن (1) بن عبد اللّه مولى أمير المؤمنين المطيع للّه، أنا أبو مروان عبد الملك بن محمّد بن عبد الملك بن سلام - ببيت المقدس - نا أبو محمّد جعفر بن محمّد البردعي، نا محمّد بن عبيد الهاشمي، عن عبد العزيز بن بحر، نا إسماعيل بن عيّاش، عن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن دينار، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عمر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«يطلع عليكم من هذا الباب رجل من أهل الجنّة» فطلع معاوية، فلمّا كان من الغد قال مثل ذلك، فطلع معاوية، فلمّا كان بعد الغد قال مثل ذلك، فطلع معاوية، قال رجل: هو هذا؟ قال:«نعم، هو هذا»، ثم قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«يا معاوية أنت مني و أنا منك لتزاحمني على باب الجنّة كهاتين».

ص: 98


1- ترجمته في تاريخ بغداد 399/12.

قال الخطيب: عبد العزيز بن بحر (1) ضعيف، و من دونه مجهولون.

و قد رواه أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم البسري عن سليمان بن سلمة الخبائري عن ابن عبّاس بإسناده نحوه.

و أخبرناه عاليا أبو بكر محمّد بن علي بن عمر الكابلي، و أبو القاسم عبد الصّمد بن محمّد بن عبد اللّه بن مندويه، و أبو المطهّر شاكر بن نصر بن طاهر، و أبو غالب الحسن بن محمّد بن عالي بن علوكة، قالوا: أنا أبو سهل أحمد بن أحمد بن عمر الصيرفي، أنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن أحمد الخشّاب، نا محمّد بن سهل بن الصباح، نا سلمة بن شبيب، نا أحمد بن إبراهيم الدورقي، نا عبد العزيز بن بحر، نا إسماعيل بن عيّاش، عن عبد الرّحمن ابن عبد اللّه بن دينار، عن أبيه عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«يطلع رجل من أهل الجنّة» فاطّلع معاوية بن أبي سفيان، ثم قال من الغد مثل ذلك، فاطّلع معاوية، ثم قال بعد الغد مثل ذلك، فاطّلع معاوية، فقال رجل: أ هو هذا يا رسول اللّه؟ قال:«نعم، هو هذا»، ثم قال:«يا معاوية، أنت مني و أنا منك، و إنّك لتزاحمني على باب الجنة كهاتين» و أشار بإصبعيه السبّابة و التي تليها[12311].

و أخبرناه عاليا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو نصر أحمد بن الحسين بن أحمد بن عبيد المرواني - قراءة عليه - نا أبو عبد اللّه محمّد بن المسيّب بن إسحاق الأرغياني، حدّثني الوليد البغدادي، نا عبد العزيز بن بحر، نا إسماعيل بن عيّاش، نا عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن دينار، عن أبيه، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«يطلع عليكم من هذا الباب رجل من أهل الجنّة» فاطّلع معاوية، فلمّا كان من الغد قال مثل ذلك، فاطّلع معاوية، فلمّا كان من بعد الغد قال مثل ذلك، فاطّلع معاوية، فقال رجل:

هو هذا يا رسول اللّه؟ قال:«نعم، هو هذا»، ثم قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«أنت مني و أنا منك، لتزاحمني على باب الجنّة كهاتين» و أشار بإصبعيه[12312].

رواه محمّد بن قدامة الجوهري عن ابن بحر، فسمّاه عبد اللّه.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا

ص: 99


1- ترجمته في تاريخ بغداد 448/10.

أبو أحمد بن عدي (1)،نا أحمد بن الحسين الصوفي، نا محمّد بن قدامة الجوهري، نا عبد اللّه بن بحر المؤدّب، عن إسماعيل بن عيّاش، عن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن دينار، عن أبيه عن ابن عمر قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«الآن يطلع عليكم رجل من أهل الجنّة»، فطلع معاوية[12313].

قال ابن عدي: و هذا أيضا منكر.

[قال ابن عساكر:] (2) و قد رواه غير ابن بحر عن ابن عيّاش.

أخبرناه أبو محمّد طاهر بن سهل، أنا أبو الحسن بن صصرى - إجازة - نا أبو منصور، نا أبو القاسم، نا إسحاق، نا أبو القاسم عمران بن موسى بن فضالة الشعيري الموصلي - بالموصل - نا عيسى بن عبد اللّه بن سليمان، نا أبي، عن إسماعيل بن عيّاش، عن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن دينار، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عمر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«يطلع عليكم من هذا الباب رجل من أهل الجنّة»، فطلع معاوية، فلمّا كان من الغد قال مثل ذلك، فطلع معاوية، فقال رجل: هو هذا يا رسول اللّه؟ قال:«نعم، هو هذا»، ثم قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«يا معاوية، أنت مني و أنا منك، لتزاحمني على باب الجنّة كهاتين»- و أشار بإصبعيه السبابة و الوسطى»[12314].

و قد روي عن غير إسماعيل عن ابن دينار.

أخبرناه أبو بكر محمّد بن محمّد، أنا أبو بكر محمّد بن علي، أنا أحمد بن عبد اللّه، أنا أحمد بن أبي طالب، حدّثني محمّد بن مروان بن عمر، نا الحسن بن إسحاق بن يزيد العطّار، نا نوح بن يزيد المعلم، نا عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن دينار، عن أبيه، عن ابن عمر قال:

كنت عند النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال:«يطلع عليكم رجل من أهل الجنّة»، فطلع معاوية، ثم قال الغد مثل ذلك، فطلع معاوية، فقمت إليه، فأقبلت بوجهه إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقلت: يا رسول اللّه، هو هذا؟ قال:«نعم، يا معاوية أنت مني و أنا منك، لتزاحمني على باب الجنّة كهاتين» و قال بإصبعيه السبابة و الوسطى يحركهما[12315].

ص: 100


1- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 331/2 في ترجمة الحسن بن شبيب المكتب البغدادي.
2- زيادة منا.

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، أنا أبو الحسن بن صصرى - إجازة - نا أبو منصور، نا أبو القاسم، نا إسحاق، نا عبيد اللّه بن (1) الحسن بن خزيمة، نا إبراهيم بن محمّد بن الشافعي، نا عمرو بن يحيى السعدي، عن جده يروي:

إن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، محمّد المصطفى، نبي الرحمة، كان ذات يوم جالسا بين أصحابه إذ قال:«يدخل عليكم من باب المسجد في هذا اليوم رجل من أهل الجنّة يفرحني اللّه به» فقال أبو هريرة: فتطاولت لها، فإذا نحن بمعاوية بن أبي سفيان قد دخل، فقلت: يا رسول اللّه هذا هو؟ فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«نعم يا أبا هريرة، هو هو» يقولها ثلاثا، ثم قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«يا أبا هريرة، إنّ في جهنم كلابا زرق الأعين على أعرافها شعر كأمثال أذناب الخيل، لو أذن اللّه تبارك و تعالى لكلب منها أن يبلغ السموات السبع في لقمة واحدة لهان ذلك عليه، يسلّط يوم القيامة على من لعن معاوية بن أبي سفيان»[12316].

هذا منقطع.

قال: و نا إسحاق، نا ابن صديق، نا علي بن جعفر الفرغاني، نا علي بن جعفر الميداني، نا أبو عبد اللّه أحمد بن عبد اللّه، أنا أبو الربيع الزهراني، عن حمّاد بن زيد، عن أيوب، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عبّاس قال:

إذا كان يوم القيامة دعي بالنبي صلّى اللّه عليه و سلّم و معاوية، فيوقفان بين يدي اللّه، فيطوق النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بطوق ياقوت أحمر و يسوّر بثلاثة أسورة من لؤلؤ، فيأخذ النبي صلّى اللّه عليه و سلّم الطوق فيطوّقه معاوية، ثم يسوّره بثلاثة أسورة، فيقول اللّه: يا محمّد تسخى عليّ و أنا السخي، و أنا الذي لا أبخل، فيقول النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: إلهي و سيدي، كنت ضمنت لمعاوية في دار الدنيا ضمانا فأوفيته ما ضمنت له بين يديك يا رب، فيبتسم إليهما ثم يقول: خذ بيد صاحبك، انطلقا إلى الجنّة جميعا.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (2)، أنا أبو سعد الماليني - قراءة - نا.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم الإسماعيلي، أنا أبو عمرو عبد الرّحمن بن محمّد الفارسي، أنا.

ص: 101


1- في م:«نا».
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 449/9 في ترجمة عبد اللّه بن حفص الوكيل.

أبو أحمد بن عدي (1)،نا عبد اللّه بن حفص الوكيل، نا سريج بن يونس، نا هشيم - زاد الماليني: ابن بشير (2)-عن ثابت (3)-زاد الماليني: البناني - عن أنس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«لا افتقد أحدا من أصحابي غير معاوية بن أبي سفيان - زاد الماليني: فإنّي لا أراه ثمانين عاما - أو سبعين عاما - فإذا كان بعد ثمانين عاما - أو سبعين عاما - يقبل عليّ على ناقة من المسك الأذفر، حشوها من رحمة اللّه، قوائمها من الزبرجد فأقول: معاوية؟ فيقول: لبيك يا محمّد، فأقول: أين كنت من ثمانين عاما، فيقول في روضة تحت عرش ربي يناجيني و أناجيه، و يحييني و أحييه، و يقول: هذا عوض مما - و قال الفارسي: لما - كنت تشتم في دار الدنيا».

قال ابن عدي: و هذا حديث موضوع، وضعه عبد اللّه بن حفص، هذا شيخ ضرير، كتبت عنه بسرّمن رأى.

قال الخطيب: هذا حديث باطل إسنادا و متنا، و نراه مما وضعه الوكيل، فإن الإسناد رجال كلهم ثقات سواه.

[قال ابن عساكر:] (4) و قد روي من وجه آخر عن أنس.

أخبرناه أبو محمّد بن الأسفرايني، أنا أبو الحسن التغلبي (5)،نا أبو (6) منصور المروزي، نا عبد اللّه بن محمّد، نا الحسن بن يزيد - إملاء - نا يزيد بن هارون، نا حميد، عن أنس قال: سمعت النبي يقول:«لا افتقد في الجنّة إلاّ معاوية، فيأتي آنفا بعد وقت، فأقول:

من أين يا معاوية؟ فيقول: من عند رب العزة يحييني و يغلفني بيده (7) و يقول لي هذا بما نيل من عرضك في دار الدنيا»[12317].

ص: 102


1- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 264/4 في ترجمة عبد اللّه بن حفص الوكيل. و انظر ترجمته أيضا في ميزان الاعتدال 410/2 و لسان الميزان 275/3.
2- في م و «ز»، و د: بشر، تحريف، و في تاريخ بغداد أيضا: بشر.
3- في تاريخ بغداد و الكامل في ضعفاء الرجال: عن هشيم عن سيار عن ثابت، زيد رجل بين هشيم و ثابت.
4- زيادة منا.
5- في م، و د: الثعلبي، تصحيف.
6- بالأصل: و أبو.
7- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن د، و «ز»، و م.

أنبأنا أبو القاسم صدقة بن محمّد الكاتب، أنا محمّد بن أحمد بن المحاملي، نا أبو بكر محمّد بن الحسن المقرئ، نا الفضل بن محمّد العطّار - بأنطاكية - نا محمّد بن مالك بن إسماعيل، نا عبد الرّحمن بن عفّان، نا يوسف بن السفر، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن يعيش بن الوليد، عن أم حبيبة قالت:

دخل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و أخي معاوية راقدا على فراشه، قالت: فذهبت لأنحّيه، قال:

«دعيه، كأنّي انظر إليه في الجنّة يتكئ على أريكته»[12318].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،نا عبد الوهّاب بن أبي عصمة، نا علي بن عيسى الكراكشي (2)،نا شبابة، نا خارجة بن مصعب، عن محمّد بن السائب.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (3)،أنا أبو سعد أحمد بن محمّد الماليني، أنا أبو أحمد بن عدي، نا محمّد بن خلف بن المرزبان، نا أحمد بن منصور الرمادي.

قال: و أنا أبو زيد عبد الرّحمن بن محمّد القاضي، نا أبو حامد أحمد بن محمّد بن بالوية، نا جعفر بن محمّد بن سوار، أنا علي بن عيسى بن يزيد، قالا: نا شبابة، حدّثني خارجة بن مصعب عن الكلبي.

عن أبي صالح، عن ابن عباس في هذه الآية: عَسَى اللّٰهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَ الَّذِينَ عٰادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً (4)،قالت: كانت المودّة التي جعل اللّه تعالى بينهم تزويج النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أم حبيبة بنت أبي سفيان، فصارت أم المؤمنين، و صار معاوية خال المؤمنين.

قال البيهقي: كذا في رواية الكلبي، و ذهب علماؤنا إلى أن هذا حكم لا يتعدى أزواج النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فهن يصرن أمّهات المؤمنين في التحريم، و لا يتعدّى هذا التحريم إلى إخوتهن، و لا أخواتهن، و لا إلى بناتهن، و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا

ص: 103


1- رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 54/3 في ترجمة خارجة بن مصعب السرخسي.
2- كذا بالأصل و بقية النسخ، و في ابن عدي: الكراشكي.
3- رواه البيهقي في دلائل النبوة 459/3.
4- سورة الممتحنة، الآية:7.

عبد اللّه بن محمّد، حدّثني محمّد بن عبد الملك الواسطي، نا محمّد بن القاسم الأسدي، نا عبيدة الحذّاء، عن عبد الملك بن عبد الرّحمن، عن عياض الأنصاري، و كانت له صحبة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«احفظوني في أصحابي و أصهاري، فمن حفظني فيهم حفظه اللّه في الدنيا و الآخرة، و من لم يحفظني فيهم تخلّى اللّه منه و من تخلّى اللّه منه أوشك أن يأخذه».

و كذا رواه ابن بطة عن البغوي.

و رواه مطين الحضرمي عن عبيد بن يعيش، عن محمّد بن القاسم، عن عبيدة، عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الرّحمن، عن عياض الأنصاري، و هو أشبه بالصواب.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمّد، أنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل بن يحيى بن زكريا، نا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن، نا (1) عبد اللّه ابن هاشم بن حيّان العبدي، نا وكيع، نا فضيل بن مرزوق (2) عن رجل من الأنصار، عن أنس ابن مالك قال: قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«دعوا لي أصحابي و أصهاري»[12319].

أخبرنا أبو محمّد بن سهل، أنا أبو الحسن بن صصرى - إجازة - نا أبو منصور العماري، نا أبو القاسم السقطي، أنا إسحاق بن محمّد، نا ابن صديق، نا الحسن بن شاذما العسكري - بعسكر مكرم - نا أبو زرعة، نا سليمان بن حرب، نا حمّاد بن زيد، نا عبد العزيز ابن صهيب، نا أنس بن مالك قال:

دخل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بعد أن صلّى العصر إلى بيت أم حبيبة، فقال:«يا أنس، صر إلى منزل فاطمة»- و أعطاني أربع موزات، فقال لي:«يا أنس واحدة للحسن، و واحدة للحسين، و اثنتين لفاطمة، و صر إليّ»، ففعلت، و صرت إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فقالت أم حبيبة: يا رسول اللّه، تفاضل أصحابك (3) من قريش و يفتخرون على أخي بما بايعوك تحت الشجرة، فقال صلّى اللّه عليه و سلّم:«لا يفتخرنّ أحد على أحد، فلقد بايع كما بايعوا»، و خرج مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و خرجت معه، فقعد على باب المسجد، فطلع أبو بكر، و عمر، و عثمان و علي، و سائر الناس، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لأبي بكر:«يا أبا بكر»، قال: لبّيك يا رسول اللّه، قال:«تحفظ من أول من

ص: 104


1- تحرفت في «ز» إلى «بن».
2- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 131/3.
3- في «ز»: بأصحابك.

بايعني و نحن تحت الشجرة؟» قال أبو بكر: أنا يا رسول اللّه، و عمر، و علي بن أبي طالب، فرفع عثمان رأسه فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«يا أبا بكر، إذا غبت أنا فعثمان، و إذا غاب عثمان فأنا»، فضحك أبو بكر و قال عثمان: يا رسول اللّه، و علي و طلحة، و الزبير، و سعد، و سعيد، و عبد الرّحمن بن عوف، و أبو عبيدة بن الجرّاح، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«ثم من؟» قال: هؤلاء الذين كانوا، و كنا، قال:«و أين معاوية؟» قال: لم يكن معنا بالحضرة، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«و الذي بعثني بالحق نبيا، لقد بايع معاوية بن أبي سفيان كما بايعتم»، قال أبو بكر: ما علمنا يا رسول اللّه، قال:[12320]«إنه في وقت ما قبض اللّه قبضة من الذر، قال في الجنّة و لا أبالي، كنت أنت يا أبا بكر، و عمر، و عثمان، و علي، و طلحة، و الزبير، و سعد، و سعيد، و عبد الرّحمن بن عوف، و أبو عبيدة بن الجرّاح، و معاوية بن أبي سفيان في تلك القبضة، و لقد بايع كما بايعتم، و نصح كما نصحتم، و غفر اللّه له كما غفر لكم، و أباحه الجنّة كما أباحكم»[12321].

قال: و نا إسحاق، نا محمّد بن علي بن إبراهيم الكوفي، نا خضر الزمن بالكوفة، نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال:

خرجت من بيتي هاربا بجوعي (1)،فقلت: أمضي إلى منزل أبي بكر، فقلت: عثمان أطيب لقمة، فأنا مارّ إلى منزل عثمان إذ رأيت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم على باب الزبير بن العوّام يأكل طعاما، فقلت: أشهد لأعارضنّ بوجهي وجه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فعارضت بوجهي وجه النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، فقال لي:«أقبل يا أبا هريرة، إنّي لأعرف من ضعف أسبابك ما أعرف و بين يدي طعام طيّب، ادن، فكل»، فدنوت فإذا هو يأكل البطيخ بالرطب، فو اللّه لقد أكلت بيدي و أكل النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بيده، و أكل الزبير بن العوّام بيده، و معاوية لا يمد يده و لا يهوي إلى الطعام، إلاّ أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إذا رأى رطبة طيبة أخذها و وضع عليها قطعة بطيخ و وضعها في في معاوية، و قال:«كل على رغم أنف الراغمين»، فطالت عليّ ليلتي حتى أصبحت، فجئت إلى الزبير، فقلت: أ رأيت ما فعل النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بمعاوية؟ قال: هو أوصاه بذلك؟ فقلت له: كيف كان؟ قال:

جئت إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقلت: يا رسول اللّه عندي طعام طيّب، و قد أحببت أن تأكل منه، فأخذ بيد معاوية و قال له:«هو ذا نصير إلى منزل الزبير بن العوّام فيضع بين أيدينا طعاما طيبا، فبحقي عليك لا تأكل حتى أطعمك بيدي»[12322].

ص: 105


1- تحرفت في «ز»، و م إلى: بجزعي.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

سمعت أبا العباس الأصم يقول: سمعت أبي يقول: سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول: لا يصح عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في فضل معاوية بن أبي سفيان شيء، و أصح ما روي في فضل معاوية حديث أبي حمزة عن ابن عباس أنه كاتب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم. فقد أخرجه مسلم في صحيحه (1).و بعده حديث العرباض:«اللّهمّ علّمه الكتاب»، و بعده حديث ابن أبي عميرة:

«اللّهمّ اجعله هاديا مهديا» (2)(3).

أخبرنا أبو محمّد بن الأسفرايني، أنا علي بن الحسين - إجازة - نا أبو منصور، نا أبو القاسم، نا إسحاق، نا أبو عمران، نا عيسى بن عبد اللّه بن سليمان، نا نعيم بن حمّاد (4)،نا محمّد بن حرب، عن أبي بكر بن أبي مريم، نا محمّد بن زياد، عن عوف بن مالك الأشجعي قال:

بينا أنا راقد في كنيسة يوحنا - و هي يومئذ مسجد يصلّى فيها،- إذ انتبهت من نومي، فإذا أنا بأسد يمشي بين يدي، فوثبت إلى سلاحي، فقال الأسد: مه، إنّما أرسلت إليك برسالة لتبلّغها، قلت: و من أرسلك؟ قال: اللّه أرسلني إليك لتبلغ معاوية السلام، و تعلمه أنه من أهل الجنّة، فقلت له: و من معاوية؟ قال: معاوية بن أبي سفيان.

أنبأنا أبو علي الحدّاد و غيره، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، أنا سليمان بن أحمد (5)،نا أبو يزيد القراطيسي، نا المعلّى بن الوليد القعقاعي، نا محمّد بن حرب (6) الخولاني، عن أبي بكر بن عبد اللّه بن أبي مريم الغسّاني، عن محمّد بن زياد الألهاني، عن عوف بن مالك الأشجعي قال:

كنت قائلا في كنيسة بأريحا - و هي يومئذ مسجد يصلّى فيه - قال: فانتبه عوف بن مالك من نومته و إذا معه في البيت أسد يمشي إليه، فقام فزعا إلى سلاحه، فقال له الأسد: مه، إنما

ص: 106


1- رواه ابن كثير في البداية و النهاية 131/8، نقلا عن ابن عساكر.
2- راجع صحيح مسلم 44 كتاب فضائل الصحابة(40) باب من فضائل أبي سفيان بن حرب ج 2501(1945/4).
3- انظر ما تقدم قريبا.
4- رواه ابن كثير في البداية و النهاية 132/8 نقلا عن ابن عساكر.
5- رواه الطبراني في المعجم الكبير 307/19 رقم 686.
6- تحرفت في المعجم الكبير إلى: حبيب.

أرسلت إليك برسالة لتبلّغها، قلت: من أرسلك؟ قال: أرسلني إليك اللّه، لأن تعلم معاوية الرّحّال أنه من أهل الجنّة، قلت: من معاوية؟ قال: ابن أبي سفيان (1).

أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي بن ميمون، أنا أبو الفرج العبّاس بن محمّد بن حبان بن موسى بن حبّان، نا أبو العباس عبد اللّه بن عتّاب بن الزفتي (2)،أنا محمّد بن محمّد بن مصعب المعروف بوحشي (3)،نا محمّد بن المبارك، نا الوليد، حدّثني خالد بن دهقان، عن من حضر عبد الملك بن مروان حين قدم عليه وفد بني حنيفة.

فقال عبد الملك: هل فيكم من حضر قتل مسيلمة؟ قال رجل منهم: نعم، فأنشأ يحدّثه بالوقعة التي كانت (4) بينهم، قال عبد الملك: فمن ولي قتل مسيلمة (5)؟قال: رجل أصبح الوجه، كذا و كذا، فقال عبد الملك: قضيت و اللّه لمعاوية، قال خالد (6):و كان معاوية يدّعي ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، نا أبو الحسن اللنباني (7)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا [أبو] (8) إسحاق الهمداني سعيد ابن زنبور بن ثابت، نا عمرو بن يحيى بن سعيد، عن جدّه (9).

أن أبا هريرة كان يحمل الإداوة، فمرض فأخذها معاوية فحملها مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فلمّا فرغ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم رفع رأسه مرة أو مرتين فقال:«يا معاوية، إن ولّيت أمرا فاتّق اللّه و اعدل».

قال: فما زلت أظن أنّي مبتلى بالعمل لقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حتى ابتليت[12323].

ص: 107


1- و رواه أيضا ابن كثير في البداية و النهاية 132/8 و عقب بقوله: و فيه ضعف و هذا غريب جدا، و لعل الجميع مناما، و يكون قوله: إذ انتبهت من نومي مدرجا لم يضبطه ابن أبي مريم و اللّه أعلم.
2- تحرفت في «ز» إلى: الرقي.
3- تحرفت في «ز» إلى: بوحوشي.
4- بالأصل، و د، و م: كان.
5- من قوله: مسيلمة... إلى هنا سقط من «ز»، فاختل المعنى.
6- يعني خالد بن دهقان.
7- تحرفت بالأصل و بقية النسخ إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
8- سقطت من الأصل، و استدركت عن د، و «ز»، و م.
9- البداية و النهاية بتحقيقنا 132/8.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا محمّد بن إبراهيم بن مروان، نا زكريا بن يحيى بن إياس، نا بشر بن الحكم، نا عمرو بن يحيى بن سعيد بن العاص، عن جدّه، عن أبي هريرة قال:

بينما معاوية يوضّئ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إذ نظر إليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فرفع رأسه إليه مرة أو مرتين فقال له:«إن وليت أمرا يا معاوية فاتّق اللّه و اعدل»، قال: فما زلت أظن أنّي مبتلى لقول (1) رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حتى ابتلينا[12324].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب (2)،أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي، نا روح، نا أبو أمية عمرو بن يحيى بن سعيد قال:

سمعت جدي يحدّث.

أن معاوية أخذ الإداوة بعد أبي هريرة يتبع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بها، و اشتكى أبو هريرة، فبينا هو يوضّئ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم رفع رأسه إليه مرة أو مرتين و هو يتوضأ (4) فقال:«يا معاوية إن ولّيت أمرا فاتّق اللّه و اعدل»، فما زلت أظن أنّي مبتلى بعمل لقول النبي صلّى اللّه عليه و سلّم حتى ابتليت[12325].

أخبرناه عاليا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر ابن المقرئ.

قالا: أنا أبو يعلى (5)،نا سويد بن سعيد، نا عمرو بن يحيى بن سعيد، عن جدّه، عن معاوية قال:

اتّبعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم - و قال ابن المقرئ: النبي صلّى اللّه عليه و سلّم - بوضوء، فلمّا توضّأ نظر إليّ

ص: 108


1- مكانها بياض في م.
2- بالأصل:«المصعب» و في م:«المدائني» و فوقها ضبة، و في د:«المطلب» و مكانها بياض في «ز»، و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
3- رواه أحمد بن حنبل في المسند 32/6 رقم 16931 طبعة دار الفكر،(و 101/4 الطبعة الميمنية).
4- قوله:«و هو يتوضأ» ليس في المسند.
5- من طريقه رواه ابن كثير في البداية و النهاية 132/8.

فقال:«يا معاوية، إن ولّيت أمرا فاتّق اللّه و اعدل»، فما زلت أظن أنّي مبتلى بعمل لقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حتى ولّيت[12326].

أخبرنا أبو بكر بن كرتيلا، أنا أبو بكر الخيّاط، أنا أبو الحسين السوسنجردي، أنا أحمد بن علي بن محمّد، حدّثني أبي، حدّثني محمّد بن مروان بن عمر، نا أحمد بن سهل أبو غسّان، نا الجرّاح بن مخلد، نا يحيى بن غالب بن راشد، حدّثني أبي عن غالب القطّان، عن الحسن قال:

سمعت معاوية يخطب و هو يقول: صببت يوما على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و ضوأه، فرفع رأسه إليّ فقال:«أما إنك ستلي أمر أمتي بعدي، فإذا كان ذلك فاقبل من محسنهم و تجاوز عن مسيئهم»، قال: فما زلت أرجوها حتى قمت مقامي (1)[12327].

أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا إبراهيم بن يونس بن محمّد، أنا إسماعيل بن إبراهيم المقدسي، أنا أبو مسلم محمّد بن عمر بن عبد اللّه الأصبهاني، نا عبد اللّه بن محمّد ابن جعفر بن حيّان، أنا أحمد بن يحيى بن زهير التستري، و أبو بكر بن مكرم، قالا: نا الجرّاح بن مخلد، نا غالب بن راشد العبشمي، حدّثني أبي عن غالب القطّان، عن الحسن قال:

سمعت معاوية يقول: صببت الماء على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و ضوأه يوما، فرفع رأسه إليّ فقال:«أما إنك ستلي أمر أمتي بعدي، فإذا كان ذلك فاقبل من محسنهم، و تجاوز عن مسيئهم»، فما زلت أرجوها حتى قمت مقامي هذا[12328].

كتب إليّ أبو بكر الشيروي، و حدّثني أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، و أبو المحاسن عبد الرزّاق بن محمّد بن أبي نصر عنه، أنا أبو بكر الحيري.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (2)،أنا أبو عبد اللّه الحافظ، و أبو بكر القاضي.

ح و أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد الحلواني، نا أبو بكر بن خلف - إملاء - أنا الشيخ الشريف أبو طلحة محمّد بن محمّد الزبيري.

ص: 109


1- البداية و النهاية 132/8.
2- رواه البيهقي في دلائل النبوة 446/6 و نقله عنه ابن كثير في البداية و النهاية 132/8 (بتحقيقنا) و سير الأعلام 3/ 131 و تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 234.

قالوا: أنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، نا العبّاس بن محمّد، نا محمّد بن سابق، نا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر عن عبد الملك (1) بن عمير قال: قال معاوية: و اللّه ما حملني على الخلافة إلاّ قول النبي صلّى اللّه عليه و سلّم لي:«يا معاوية إن ملكت فأحسن»[12329].

قال البيهقي: إسماعيل بن إبراهيم (2) هذا ضعيف إلاّ أن للحديث شواهد (3).

أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن أشليها و ابنه أبو الحسن علي، قالا: أنا أبو الفضل ابن الفرات (4)،أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم القرشي، نا محمّد بن عائذ، نا الوليد، نا ابن لهيعة، عن يونس، عن ابن شهاب قال:

ثم قدم عمر الجابية، فنزع شرحبيل (5)،و أمّر عمرو بن العاص بالمسير إلى مصر، و بقي الشام على أميرين: أبو عبيدة بن الجرّاح، و يزيد بن أبي سفيان، ثم توفي أبو عبيدة، فاستخلف عياض بن غنم (6)،ثم توفي يزيد بن أبي سفيان فأمّر معاوية بن أبي سفيان مكانه ثم نعاه عمر لأبي سفيان، فقال: يا أبا سفيان احتسب يزيد بن أبي سفيان، قال أبو سفيان: من أمّر لنا مكانه، قال: معاوية، قال: وصلتك يا أمير المؤمنين رحم، فكان على الشام معاوية، و عمير بن سعد حتى قتل عمر (7).

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (8):قال ابن إسحاق: سنة عشرين (9) ثم وقع طاعون عمواس، فمات أبو عبيدة، و استخلف معاذا، فمات معاذ، و استخلف يزيد بن أبي سفيان،

ص: 110


1- مكانها بياض في «ز».
2- هو إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر البجلي الكوفي ترجمه العقيلي في الضعفاء الكبير 73/1 و ابن حبان في المجروحين 122/1.
3- كتب بعدها في «ز»، و د: آخر الجزء الخامس و السبعين بعد الستمائة.
4- مكانها بياض في «ز»، و د، و م.
5- مكان «حبيل» في م بياض.
6- تحرفت في الأصل إلى: غانم، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
7- الخبر في البداية و النهاية بتحقيقنا 132/8-133 من طريق محمد بن عائد.
8- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 155 (ت. العمري).
9- قوله:«قال: قال ابن إسحاق: سنة عشرين» كذا بالأصل و بقية النسخ، و ليس في تاريخ خليفة، و قد ورد كلام خليفة تحت عنوان تسمية عمال عمر بن الخطاب: الشامات.

فمات يزيد، و استخلف أخاه معاوية، فأقرّه عمر، و ولّى عمرو بن العاص فلسطين، و الأردن، و معاوية دمشق و بعلبك، و البلقاء، و ولّى سعيد بن عامر بن حذيم حمص، ثم جمع الشام كلها لمعاوية بن أبي سفيان، و أقرّ عثمان (1) معاوية بن أبي سفيان على الشام (2).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن محمّد، أنا محمّد بن علي بن محمّد، أنا أحمد بن عبد اللّه ابن الخضر، أنا أحمد بن أبي طالب الكاتب، حدّثني أبي علي بن محمّد، حدّثني أبو عمرو القرشي، نا أبو الحسن الهاشمي إسحاق بن حمزة بن إسحاق بن عيسى بن علي بن عبد اللّه ابن عبّاس قال (3):

لمّا (4) عزّيت هند على يزيد بن أبي سفيان قيل: إن اللّه تعالى قد جعل معاوية خلفا من يزيد (5) و غيره، فقالت: أو مثل معاوية يجعل خلفا من أحد؟! فو اللّه لو أنّ العرب اجتمعت متوافرة، ثم رمي بها فيها لخرج من أيّ أعراضها (6) شاء.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا النباني (7)، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني هارون بن سفيان، حدّثني أحمد بن (8) محمّد بن الوليد الأزرقي، نا عمرو بن يحيى، عن جده.

أنّ عمر دعا أبا سفيان يعزيه بابنه يزيد، فقال له أبو سفيان: من جعلت على عمله يا أمير المؤمنين؟ قال: جعلت أخاه معاوية و ابناك مصلحان، و لا يحلّ لنا أن ننزع مصلحا.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللنباني (9)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا هارون - يعني - ابن سفيان، نا محمّد بن عمر، أخبرني أحمد بن أبي سبرة، عن إسماعيل بن أمية (10).

ص: 111


1- انظر تاريخ خليفة بن خيّاط ص 178.
2- راجع تاريخ الإسلام(41-60) ص 310 و سير أعلام النبلاء 132/3.
3- بالأصل:«لما قال» و فوقهما علامتا تقديم و تأخير.
4- الخبر رواه ابن كثير في البداية و النهاية بتحقيقنا 133/8 من طريق بعضهم.
5- لم يكن يزيد ابنها، مرّ اسم أمه قريبا.
6- أي نواحيها، كما في البداية و النهاية.
7- تحرفت بالأصل و بقية النسخ إلى: اللبناني.
8- كذا بالأصل:«أحمد بن محمد بن الوليد» و في «ز»، و د، و م: محمد بن أحمد بن الوليد الأزرقي.
9- تحرفت بالأصل.
10- تاريخ الإسلام(41-60) ص 310 و سير الأعلام 133/3 و البداية و النهاية 133/8.

أن عمر بن الخطّاب أفرد معاوية بالشام و رزقه ثمانين دينارا، في كلّ شهر.

[قال ابن عساكر:] الصواب ابن أبي سبرة (1)،و هو أبو بكر، و المحفوظ أن الذي أفرد معاوية بالشام عثمان بن عفّان.

قال: و نا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن عبّاد بن موسى العكلي، نا الحسن بن علي - مولى بني هاشم - حدّثني شيخ من قريش من بني أمية.

أن معاوية ذكر عند عمر بن الخطّاب، قال: دعونا من ذمّ فتى (2) قريش و ابن سيّدها، من يضحك في الغضب، و لا ينال إلاّ على الرضا، و منّ لا يأخذ ما فوق رأسه إلاّ من تحت قدميه.

قال: و نا ابن أبي الدنيا (3)،حدّثني محمّد بن قدامة الجوهري، حدّثني عبد العزيز بن بحر عن شيخ له قال:

لما قدم عمر بن الخطّاب الشام تلقاه معاوية في موكب عظيم، فلمّا دنا منه قال عمر:

أنت صاحب الموكب العظيم؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، قال: مع ما بلغني من طول وقوف ذوي الحاجات ببابك؟ قال: مع ما بلغك من ذلك، قال: و لم تفعل هذا؟ قال: نحن بأرض جواسيس العدو بها كثيرة فيجب أن نظهر من عزّ السلطان ما يرهبهم به، فإن أمرتني فعلت، و إنّ نهيتني انتهيت، فقال عمر: يا معاوية، ما أسألك عن شيء إلاّ تركتني في مثل رواجب الضرس، لئن كان ما قلت حقا إنه لرأي أريت (4) و لئن كان باطلا إنه لخدعة أدّيت، قال:

فمرني يا أمير المؤمنين، قال: لا آمرك و لا أنهاك، فقال: يا أمير المؤمنين، ما أحسن ما صدر الفتى عما أوردته فيه، فقال عمر لحسن مصادره و موارده جشّمناه ما جشّمناه.

أخبرنا أبو بكر بن كرتيلا، أنا أبو بكر الخيّاط، أنا أبو الحسين السوسنجردي، أنا أبو جعفر أحمد بن أبي طالب، حدّثني أبي، حدّثني أبو عمرو السعيدي، حدّثني أبو بكر يوسف ابن محمّد القيسي، عن العتبي قال:

ص: 112


1- كذا بالأصل و بقية النسخ، و الذي مرّ: ابن أبي سبرة، و لعله يريد أن اسمه أبو بكر و ليس أحمد.
2- استدركت عن هامش الأصل، و بعدها صح.
3- رواه ابن كثير في البداية و النهاية 133/8 من هذا الوجه، و في سير الأعلام 133/3 و الاستيعاب على هامش الإصابة 397/3.
4- في الاستيعاب:«أريب، و إن كان باطلا إنه لخدعة أديب» و مثله في سير الأعلام.

خرج عمر إلى الشام هو و عبد الرّحمن بن عوف على حمار، فاستقبلهم معاوية في موكب له رزّ (1)،فجاوزه لم يره فقيل له: جاوزت أمير المؤمنين، فرجع حتى إذا صار إليه نزل، و أعرض عنه عمر، فأمشاه حتى علّق نفسه بأرنبته، فأقبل عليه عبد الرّحمن فقال: يا أمير المؤمنين أتعبت الرجل، فقال: يا معاوية، أنت صاحب الموكب آنفا مع ما بلغني من طول وقوف ذوي الحاجات ببابك؟ قال: نعم، قال: و لم ويحك؟ قال: لأنّا في بلاد لا يمتنع فيها من جواسيس العدو، و لا بدّ لنا مما يرهبون به، فإن نهيتني عن ذلك انتهيت، و إن أمرتني به أقمت، قال: يا معاوية، و اللّه ما يبلغني عنك شيء أكرهه إلاّ تركتني منه في أضيق من رواجب الضرس، فإن كان الذي قلت حقا فرأي أريت، و إنّ كان باطلا فخدعة أديت. لا آمرك به و لا أنهاك عنه، فقال عبد الرّحمن: لحسن ما صدر الفتى عما أوردته فيه، فقال عمر:

لحسن موارده جشّمناه ما جشّمناه.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه - مناولة و إذنا و قرأ عليّ إسناده - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا (2)،نا يزداد بن عبد الرّحمن، نا أبو موسى - يعني - تينة، نا العتبي (3)،حدّثني أبي قال:

خرج عمر يسير في عمله، فلما قرب من دمشق تلقاه معاوية في موكب له رزّ، و عمر على حمار إلى جنبه عبد الرّحمن بن عوف على حمار آخر، فلم يرهما معاوية، فطواهما، فقيل له: خلّفت أمير المؤمنين وراءك، فرجع، فلمّا رآه نزل عن دابته فأعرض عنه عمر، و مشى حتى تعلق (4) نفسه بأرنبته، فقال له عبد الرّحمن: يا أمير المؤمنين أجهدت الرجل، فقال عمر: يا معاوية، أ أنت صاحب الموكب آنفا مع ما يبلغني من طول وقوف ذوي الحاجات ببابك؟ فقال معاوية: نعم، فرفع عمر صوته فقال: و لم؟ ويلك؟ فقال: إنّي في بلاد لا يمتنع فيها من جواسيس العدو، و لا بدّ لهم مما يرهبهم من آلة السلطان، فإن أمرتني أقمت عليه، و إن نهيتني عنه انتهيت، فقال عمر: يا معاوية، و اللّه ما بلغني عنك أمر أكرهه فأعاتبك عليه إلاّ تركتني منه في أضيق من رواجب الضرس، فإن كان ما قلت حقا إنّه لرأي أديب، و إن

ص: 113


1- الرز: الصوت تسمعه من بعيد، و لا تدري ما هو.
2- رواه المعافى بن زكريا الجريري في الجليس الصالح الكافي 369/3.
3- هو أبو عبد الرحمن محمد بن عبيد اللّه بن عمرو الأموي الاخباري ترجمته في وفيات الأعيان 398/4.
4- في الجليس الصالح: علق.

كان باطلا إنّها لخدعة أريب، لا آمرك به و لا أنهاك عنه، فقال عبد الرّحمن: يا أمير المؤمنين لأحسن الفتى المصدر فيما أوردته فيه، فقال عمر: لحسن مصادره و موارده جشّمناه ما جشّمناه.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر ابن إسماعيل، قالا: نا يحيى بن محمّد، نا الحسين بن الحسن، أنا ابن المبارك، أنا محمّد ابن أبي ذئب، عن مسلم بن جندب، عن أسلم مولى عمر قال:

قدم علينا (1) معاوية بن أبي سفيان، و هو أبيض أو أبض الناس و أجملهم، فخرج إلى الحجّ مع عمر بن الخطّاب، و كان عمر ينظر إليه فيعجب له، ثم يضع إصبعه على متنه ثم يرفعها عن مثل الشراك فيقول: بخ بخ، نحن إذا خير (2) الناس إن جمع لنا خير الدنيا و الآخرة، فقال معاوية: يا أمير المؤمنين، سأحدثك: إنّا بأرض الحمامات، و الريف، فقال عمر: سأحدّثك ما بك، ألطافك نفسك بأطيب الطعام، و تصبّحك (3) حتى تضرب الشمس متنيك، و ذووا (4) الحاجات وراء الباب، قال: فلمّا جئنا ذا طوى أخرج معاوية حلة فلبسها، فوجد عمر منها ريحا كأنه ريح طيب، فقال: يعمد أحدكم يخرج حاجّا تفلا حتى إذا جاء أعظم بلدان اللّه حرمة، أخرج ثوبيه كأنهما كانا في الطيب فلبسهما، فقال معاوية: إنّما لبستهما لأن أدخل فيهما على عشيرتي أو قومي، و اللّه لقد بلغني أذاك هنا و بالشام، و اللّه يعلم أنّي لقد عرفت الحياء فيه، و نزع معاوية الثوبين و لبس ثوبيه اللذين أحرم فيهما.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللنباني (5)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني أبي، عن هشام بن محمّد، عن أبي عبد الرّحمن المدني قال:

كان عمر بن الخطّاب إذا رأى معاوية قال: هذا كسرى العرب (6).

ص: 114


1- رواه عبد اللّه بن المبارك في كتاب الزهد و الرقائق ص 202 و 203 رقم 576 و ابن كثير في البداية و النهاية بتحقيقنا 133/8-134 من طريق ابن المبارك، و ابن حجر في الإصابة 232/3 و تاريخ الإسلام(41-60) ص 310 - 311 و سير الأعلام 134/3.
2- بالأصل:«بخير» و المثبت عن النسخ و المصادر.
3- تقرأ بالأصل و «ز» و د، و م:«و نضيجه» و المثبت عن الزهد و الرقائق.
4- بالأصل، و «ز»، و د:«و ذو» و المثبت عن الزهد، و في م: و ذوا.
5- تحرفت بالأصل و النسخ إلى: اللبناني.
6- من هذا الوجه رواه ابن كثير في البداية و النهاية 134/8.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي بن البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير، حدّثني المدائني أبو الحسن قال (1):

كان عمر بن الخطّاب إذا نظر إلى معاوية قال: هذا كسرى العرب.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا ابن يوة، أنا اللنباني (2)،نا ابن أبي الدنيا، نا أبو بكر بن محمّد بن هانئ، حدّثني صالح بن محمّد، نا أبو صالح عن ابن المبارك، عن ابن أبي ذئب، عن المقبري قال:

قال عمر: تعجبون من دهاء هرقل و كسرى، و تدعون معاوية؟ (3)أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا أحمد بن محمّد بن الوليد الأزرقي، و الوليد بن عطاء بن الأغر، قالا: نا عمرو بن يحيى بن سعيد الأموي (4) عن جده قال:

دخل معاوية على عمر بن الخطّاب و عليه حلة خضراء، فنظر إليها أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فلما رأى ذلك عمر وثب إليه و معه الدرّة، فجعل ضربا (5) لمعاوية، و معاوية يقول: اللّه اللّه يا أمير المؤمنين، فيم، فيم، قال: فلم يكلمه حتى رجع فجلس في مجلسه، فقال له القوم: لم ضربت الفتى يا أمير المؤمنين؟ ما في قومك مثله، فقال: و اللّه ما رأيت إلاّ خيرا، و ما بلغني إلاّ خير، و لكني رأيته - و أشار بيده - فأحببت أن أضع منه (6).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن هبة اللّه.

ح و أخبرنا أبو محمّد السلمي، نا أبو بكر الخطيب.

قالا: أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب، نا ابن بكير، حدّثني الليث بن سعد قال:

ص: 115


1- تاريخ الإسلام 41-60 ص 311 و سير الأعلام 134/3.
2- تحرفت بالأصل و بقية النسخ إلى: اللبناني.
3- تاريخ الإسلام 41-60 ص 311 و سير الأعلام 134/3.
4- من طريقه في سير الأعلام 135/3 و البداية و النهاية 134/8.
5- في م: حربا، فوقها ضبة.
6- زيد بعدها في البداية و النهاية: ما شمخ.

ثم كانت قيسارية في ذلك العام - يعني - سنة تسع عشرة، و أميرها معاوية بن أبي سفيان (1).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال (2):قال أحمد بن حنبل: ثم كانت قيسارية ذلك العام - يعني - سنة تسع عشرة، و أميرها معاوية بن أبي سفيان.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (3):

سنة تسع عشرة فيها فتحت قيسارية، أميرها معاوية بن أبي سفيان، و سعيد بن عامر بن حذيم، كلّ أمير على جنده، فهزم اللّه المشركين، و قتل منهم مقتلة عظيمة، قال ابن الكلبي:

و ذلك سنة تسع عشرة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، قال (4):و أخبرني الوليد بن عتبة، عن الوليد بن مسلم، نا عثمان بن حصن بن علاق، عن يزيد بن عبيدة قال:

غزا معاوية بن أبي سفيان قبرس (5) سنة خمس و عشرين و معه امرأته، فاختة ابنة قرظة.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب، نا الحجّاج بن أبي منيع، نا جدي، عن الزهري قال:

توفّى اللّه عمر و استخلف عثمان، ففتحت عليه إفريقية، و خراسان، فنزع عثمان عمير ابن سعد، و جمع الشام لمعاوية بن أبي سفيان (6).

ص: 116


1- البداية و النهاية 135/8.
2- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 179/1 و سير الأعلام 135/3.
3- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 141 (ت. العمري).
4- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 184/1 و سير الأعلام 135/3.
5- قبرس بالسين المهملة، كما في معجم البلدان، قال: و هي جزيرة في بحر الروم.
6- تاريخ الإسلام(41-60 ص 311) و سير الأعلام 135/3.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر، أنا أبو الحسين، نا عبد اللّه، نا يعقوب قال:

ثم كانت قبرس و إصطخر (1) الآخرة في عام واحد، سنة ثمان و عشرين، و أمير قبرس معاوية بن أبي سفيان، و كان عام المضيق سنة ثنتين و ثلاثين و أميرها معاوية بن أبي سفيان.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، حدّثني معمر قال: قال الزهري: ولاّه - يعني - عمر عمل يزيد - يعني - أخاه، و لم يفرد له الشام حتى كان عثمان، فأفرد له الشام.

قال محمّد بن عمر: و هذا الأمر المجتمع عليه عندنا لا اختلاف فيه، و قد روى لنا ابن أبي سبرة عن إسماعيل بن أمية أن عمر أفرد معاوية بالشام، و رزقه ثمانين دينارا في كلّ شهر، و الأوّل أثبت.

قال ابن أبي سبرة: و قد أخبرني عبد اللّه بن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم.

أن عمر استعمل معاوية بن أبي سفيان على عمل أخيه، و كتب إليه: إنّي قد ولّيتك عمل يزيد بن أبي سفيان الذي كان يلي في كتاب طويل أمره فيه بتقوى اللّه و ما يعمل به في عمله، فكتب إليه معاوية جواب كتابه، فلم يزل معاوية واليا لعمر حتى قتل عمر، و استخلف عثمان ابن عفّان، فأقرّه على عمله، و أفرده بولاية الشام جميعا، فاستقضى فضالة بن عبيد بن نافذ الأنصاري، و شخص أبو سفيان بن حرب إلى معاوية بالشام و معه ابناه: عتبة و عنبسة، فكتبت هند إلى معاوية: قد قدم عليك أبوك و أخوك، فاحمل أباك على فرس و أعطه أربعة آلاف درهم، ففعل معاوية ذلك، فقال أبو سفيان: أشهد باللّه أن هذا لعن رأي هند.

فلمّا (2) قتل عثمان كتبت (3) نائلة ابنة الفرافصة إلى معاوية كتابا تصف فيه كيف دخل على عثمان، و كيف قتل، و بعثت إليه بقميصه الذي قتل و هو عليه، فيه دمه، فقرأ معاوية الكتاب على أهل الشام، و أمر بقميص عثمان، فطيف به في أجناد الشام، و نعي إليهم عثمان، و أخبرهم بما أتى إليه و استحلّ من حرمته، و حرّضهم على الطلب بدمه، فبايعوه على الطلب بدم عثمان، و بويع علي بن أبي طالب بالمدينة، فقال له عبد اللّه بن العباس و الحسن بن

ص: 117


1- اصطخر: من أقدم و أشهر مدن فارس (راجع معجم البلدان).
2- قارن مع تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) سنة 37 ص 537.
3- استدركت عن هامش الأصل.

علي: اكتب إلى معاوية فأقره على عمله و لا تحركه (1)،و أطمعه فإنه سيطمع، و يكفيك نفسه و ناحيته، فإذا بايع الناس لك أقررته أو عزلته، قال: فإنه لا يرضى حتى أعطيه عهد اللّه و ميثاقه أن لا أعزله، فقالا: لا تعطه عهدا و لا ميثاقا، و بلغ ذلك معاوية، فقال: و اللّه لا ألي له شيئا أبدا، و لا أبايعه و لا أقدم عليه، و أظهر بالشام أن الزبير بن العوّام قادم عليهم و أنه يبايع له، فلما بلغه خروج الزبير و طلحة إلى الجمل أمسك عن ذكره، فلمّا بلغه قتل الزبير قال: يرحم اللّه أبا عبد اللّه أما إنه لو قدم علينا لبائعنا له، و كان أهلا أن نقدّمه لها.

فلمّا انصرف عليّ من البصرة أرسل جرير بن عبد اللّه البجلي إلى معاوية، فكلّمه و عظّم عليه أمر علي و سابقته (2) في الإسلام، و مكانه من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و اجتماع الناس عليه، و أراده على الدخول في طاعته و البيعة له، فأبى و جرى بينه و بين جرير كلام كثير (3)،فانصرف جرير إلى علي بن أبي طالب، فأخبره بذلك، فذلك حين أجمع علي على الخروج إلى صفّين، و بعث معاوية أبا مسلم الخولاني إلى علي بأشياء يطلبها منه و يسأله أن يدفع إليه قتلة عثمان حتى يقتلهم به، فإنه إن لم يفعل ذلك أنهج للقوم - يعني أهل الشام - بصائرهم لقتاله، فأبى عليّ أن يفعل، فرجع أبو مسلم إلى معاوية فأخبره بما رأى من علي و أصحابه.

و جرت بين علي و معاوية كتب و رسائل كثيرة، ثم أجمع علي على الخروج من الكوفة يريد معاوية بالشام، و بلغ ذلك معاوية، فخرج في أهل الشام يريد عليا، فالتقوا بصفّين لسبع ليال بقين من المحرم سنة سبع و ثلاثين (4).

فلما كان هلال صفر نشبت (5) الحرب بينهم، فاقتتلوا أيام صفين قتالا شديدا حتى هرّ الناس القتال و كرهوا الحرب، فرفع أهل الشام المصاحف، و قالوا: ندعوكم إلى كتاب اللّه و الحكم بما فيه، و كان ذلك مكيدة من عمرو بن العاص، فاصطلحوا، و كتبوا بينهم كتابا على أن يوافوا رأس الحول أذرح (6) و يحكّموا حكمين ينظران في أمور الناس فيرضون بحكمهما،

ص: 118


1- غير واضحة بالأصل و المثبت عن د،«ز»، و م.
2- في تاريخ الإسلام: و مبايعته.
3- ذكر الذهبي في تاريخ الإسلام: أن معاوية طلب إلى جرير أن يكتب إلى علي: أن يجعل الشام لمعاوية فيبايعه.
4- انظر تفاصيل واسعة عن الوقعة في تاريخ الطبري 6/5 و ما بعدها و الكامل في التاريخ (حوادث سنة 37) و البداية و النهاية 281/7 و ما بعدها و الفتوح لابن الأعثم 379/2 و ما بعدها.
5- كذا بالأصل و بقية النسخ، و في تاريخ الإسلام: شبت.
6- أذرح بلد في أطراف الشام من أعمال الشراة (انظر معجم البلدان).

فحكّم عليّ أبا موسى الأشعري، و حكّم معاوية عمرو بن العاص، و تفرّق الناس، فرجع علي إلى الكوفة بالاختلاف و الدغل، و اختلف عليه أصحابه، فخرج عليه الخوارج من أصحابه، و من كان معه، و أنكروا تحكيمه، و قالوا: لا حكم إلاّ للّه، و رجع معاوية إلى الشام بالألفة و اجتماع الكلمة عليه.

و وافى الحكمان بعد الحول بأذرح في شعبان سنة ثمان (1) و ثلاثين و اجتمع الناس إليهما، و كان بينهما كلام اجتمعا عليه في السّرّ (2)،ثم خالفه عمرو بن العاص في العلانية، فقدّم أبا موسى فتكلّم و خلع عليا و معاوية، ثم تكلم عمرو بن العاص فخلع عليا و أقرّ معاوية، فتفرّق الحكمان و من كان اجتمع إليهما، و بايع أهل الشام معاوية بالخلافة في ذي القعدة سنة ثمان و ثلاثين، و بعث معاوية على الحج سنة تسع و ثلاثين يزيد بن شجرة، و بعث عليّ بن أبي طالب في هذه السنة على الموسم عبيد اللّه بن العباس فاجتمعا بمكة، فسأل كلّ واحد منهما صاحبه أن يسلّم إليه، فأتيا جميعا و اصطلحا على أن يصلّي بالناس و يحج بهم تلك السنة شيبة ابن عثمان العبدري، فحجّ بالناس تلك السنة، و كان معاوية يبعث الغارات فيقتلون من كان في طاعة عليّ، و من أعان على قتل عثمان، فبعث بسر (3) بن أرطأة العامري إلى المدينة و مكة و اليمن يستعرض الناس، فقتل باليمن عبد الرّحمن و قثما (4) ابني عبيد اللّه بن عباس، ثم قتل علي بن أبي طالب في شهر رمضان سنة أربعين، فحجّ بالناس تلك السنة المغيرة بن شعبة بكتاب افتعله من معاوية بن أبي سفيان.

و صالح الحسن بن علي معاوية بن أبي سفيان، و سلّم له الأمر، و بايعه الناس جميعا، فسمّي عام الجماعة.

و استعمل معاوية المغيرة بن شعبة تلك السنة على الكوفة على صلاتها و حربها، و استعمل على الخراج عبد اللّه بن درّاج مولاه، و استعمل على البصرة عبد اللّه بن عامر بن كريز، و استعمل على المدينة أخاه عتبة بن أبي سفيان، ثم عزله، و استعمل مروان بن الحكم سنة اثنتين و أربعين، و استعمل عمرو بن العاص على مصر، و أقرّ فضالة بن عبيد على قضائه

ص: 119


1- الأصل و د: ثماني.
2- راجع تاريخ الطبري 52/5 و الأخبار الطوال ص 193 و تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص 548.
3- بالأصل و د، و م:«بشر» و في «ز»: الزبير، تصحيف.
4- كذا بالأصل و بقية النسخ: و قئما.

بالشام، و كان يولي الحج كلّ سنة رجلا من أهل بيته، و يولّي الصوائف و المشاتي بأرض الروم كلّ سنة رجلا، و حج بالناس معاوية سنة خمسين، و مرّ بالمدينة و ولّى يزيد بن معاوية الموسم فحج بالناس سنة إحدى و خمسين، ثم اعتمر معاوية في رجب سنة ست و خمسين، و قدم المدينة فكان بينه و بين الحسين بن علي، و عبد اللّه بن عمر، و عبد الرّحمن بن أبي بكر، و عبد اللّه بن الزبير ما كان من الكلام في البيعة ليزيد بن معاوية، و قال: إنّي أتكلم بكلام فلا تردّوا عليّ شيئا فأقتلكم، فخطب الناس و أظهر أنهم قد بايعوا و سكت القوم، فلم يقروا و لم ينكروا خوفا منه (1)،و رحل معاوية من المدينة على هذا (2)،و ادّعى معاوية زياد بن أبي سفيان فولاّه الكوفة بعد المغيرة بن شعبة، فكتب إليه في حجر بن عدي الكندي و أصحابه و حملهم إليه، فقتله معاوية بالشام بمرج عذراء، ثم ضم معاوية البصرة إلى زياد، ثم مات زياد، فولّى معاوية الكوفة و البصرة ابنه عبيد اللّه بن زياد (3).

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (4):

و فيها - يعني - اثنتين و ثلاثين غزا معاوية المضيق من قسطنطينة.

و فيها (5)-يعني - سنة ثلاث و ثلاثين غزا معاوية بن أبي سفيان ملطية (6) و إفريطية (7)، و غزا أيضا حصن المرأة من أرض الروم.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ، أنا عمر بن أيوب السقطي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عمر بن إبراهيم الكتاني، نا أبو القاسم البغوي، قالا: نا داود بن رشيد، نا محمّد بن يزيد الواسطي، نا العوّام ابن حوشب، عن أبي روح السامي قال:

ص: 120


1- راجع البداية و النهاية 86/8 و الإمامة و السياسة 182/1.
2- راجع الفتوح لابن الأعثم 343/4-344.
3- سير الأعلام 138/3.
4- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 167 (ت. العمري).
5- تاريخ خليفة ص 167.
6- ملطية: بلدة من بلاد الروم تتاخم الشام (معجم البلدان).
7- كذا بالأصل و بقية النسخ و المختصر، و في تاريخ خليفة: افريقية.

كان كعب يحدّث فجاء معاوية فقال: ما هذه الأحاديث يا كعب (1) كعب قال:

نعم و اللّه - و في حديث السقطي: لعمرو، اللّه يا معاوية، إنّ للّه دارا فيها سبعون ألف دار، على عمود (2) من ياقوت ليس فيها صدع و لا وصل و لا يسكنها إلاّ نبي أو صدّيق أو شهيد أو محكم في نفسه، أو إمام مقسط، فانظر من أيّهم أنت يا معاوية، قال: فأدبر معاوية يبكي و يقول: و أنّى لمعاوية بالقسط (3).

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العباس، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن، ثم حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنا أحمد بن الفضل بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أبو سعيد عبد الرّحمن (4) بن أحمد، نا حسين بن يزيد بن أسد بن سعيد بن كثير بن عفير، عن عبيد اللّه بن سعيد بن عفير (5)،حدّثني أبي، حدّثني ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد، عن عليّ بن رباح، عن مقسم بن بجرة قال:

حججت فقدمت (6) المدينة حين (7) قتل عثمان و قد بويع لعلي بن أبي طالب، فسمعت عليا يقول: أما الهجين ابن النابغة - يعني - عمرو بن العاص فهو أهون عليّ من عصاي هذه - و في يده مخصرة - قال: فقال عبد اللّه بن عباس (8):لا تقل في أبي عبد اللّه إلاّ خيرا، قال:

و أما ابن عمي معاوية فأقرّه على الشام و أزيده إن شاء.

هذا غريب (9)،و المحفوظ ما:

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، حدّثني أبو بكر ابن عبد اللّه بن أبي سبرة، عن عبد المجيد بن سهيل (10)،عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، عن ابن عبّاس قال (11):دعاني عثمان، فاستعملني على الحجّ، قال: فخرجت إلى مكّة،

ص: 121


1- بياض بالأصل و د، و «ز»، و في م: كعب بن أبي كعب.
2- مكانها بياض في «ز».
3- مكانها بياض في «ز».
4- مكان «عبد الرحمن» بياض في «ز»، و في م: عبد اللّه.
5- قوله:«بن عفير» مكانه بياض في «ز».
6- مكانها بياض في «ز».
7- مكانها بياض في «ز».
8- مكانها بياض في «ز»، و كتب على هامشها طمس.
9- مكانها بياض في م.
10- الخبر من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام 139/3.
11- و انظر تفاصيل في هذا الإطار رواها الطبري في تاريخه 439/4.

فأقمت للناس الحجّ، و قرأت عليهم كتاب عثمان إليهم، ثم قدمت المدينة و قد بويع لعلي، فقال: سر إلى الشام، فقد ولّيتكها، فقال ابن عبّاس: ما هذا برأي، معاوية رجل من بني أمية، و هو بن عم عثمان، و عامله على الشام، و لست آمن أن يضرب عنقي بعثمان أو أدنى ما هو صانع أن يحبسني فيتحكم عليّ؛ فقال له علي: و لم؟ قال: لقرابة ما بيني و بينك، و أنّ كلّ من حمل عليك و حمل عليّ. و لكن اكتب إلى معاوية فمنّه وعده، فأبى عليّ و قال: و اللّه لا كان هذا أبدا.

كتب (1) إليّ أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى السعدي، أنا أبو عبد اللّه عبيد اللّه بن محمّد العكبري، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد البغوي، حدّثني أبو الحارث سريج بن يونس، نا إسماعيل بن مجالد بن سعيد، عن أبيه (2)،عن الشعبي قال:

لما قتل عثمان رضي اللّه عنه أرسلت أم حبيبة بنت أبي سفيان زوج النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و رضي عنها إلى أهل عثمان: أرسلوا إليّ بثياب عثمان التي قتل فيها، فبعثوا إليها بقميصه مضرّج (3)بالدم و بالخصلة الشعر التي نتفت من لحيته، فعقدت الشعر في زرّ القميص، ثم دعت النعمان ابن بشير، فبعثت به إلى معاوية، فمضى بالقميص و كتابها إلى معاوية، فصعد معاوية المنبر و جمع الناس، و نشر القميص، و ذكر ما صنع بعثمان، و دعا إلى الطلب بدمه، فقام أهل الشام فقالوا: هو ابن عمك، و أنت وليه، و نحن الطالبون معك بدمه، فبايعوا له (4).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، و عبد الكريم بن حمزة، قالا: أنا الفقيه أبو الحسين طاهر بن أحمد بن علي بن محمود القايني - بدمشق - أنا أبو الفضل منصور بن نصر بن عبد الرحيم بن متّ السمرقندي، أنا أبو عمرو الحسن بن علي بن الحسن العطّار، نا إبراهيم بن عبد اللّه بن عمر بن بكير العبسي.

ح و أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أحمد بن محمّد بن السري، نا إبراهيم بن عبد اللّه العبسي.

ص: 122


1- كتب فوقها بالأصل و د: ملحق.
2- من طريقه روي الخبر في سير الأعلام 139/3.
3- كذا بالأصل و بقية النسخ.
4- كتب بعدها في د، و «ز»: إلى.

نا وكيع بن الجرّاح (1)،عن الأعمش، عن أبي صالح قال:

كان الحادي يحدو بعثمان و يقول: إن الأمير بعده عليّ، و في الزبير خلف مرضي.

قال: فقال كعب: بل هو صاحب البغلة الشهباء - يعني معاوية،- زاد العطار: فبلغ ذلك معاوية و قالا:- فأتاه، فقال: يا أبا إسحاق تقول هذا و هاهنا علي و الزبير و أصحاب محمّد؟ قال: أنت صاحبها.

قرأت (2) على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، عن نصر بن إبراهيم، عن أبي حازم محمّد بن الحسين، أنا منير بن أحمد بن الحسن، أنا علي بن أحمد بن إسحاق، نا أبو مسهر الرملي، نا الوليد بن طلحة، نا ضمرة، عن ابن شوذب قال: قال الحسن: لقد تصنع معاوية للخلافة في ولاية عمر بن الخطّاب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو بكر بن سيف، أنا السري بن يحيى (3)،أنا شعيب بن إبراهيم، أنا سيف بن عمر، عن بدر بن الخليل (4)،عن عثمان بن عطية الأسدي، عن رجل من بني أسد قال:

ما زال معاوية يطمع فيها بعد مقدمه على عثمان حين جمعهم فاجتمعوا له بالموسم ثم ارتحل يحدو به الراجز:

إن الأمير بعده علي *** و في الزبير خلف مرضي (5)

فقال كعب: كذبت، صاحب الشهباء بعده - يعني معاوية - فأخبر معاوية، فسأله عن الذي بلغه فقال: نعم، أنت الأمير بعده، و لكنها و اللّه لا تصل إليك حتى تكذب بحديثي هذا، فوقعت في نفس معاوية.

أخبرنا أبو عبد اللّه بن الحطّاب (6)-في كتابه - أنا أبو الفضل السعدي، أنا أبو عبد اللّه ابن بطة، أنا أبو القاسم البغوي، حدّثني محمّد بن هارون الحربي، حدّثني محمّد بن يحيى

ص: 123


1- من طريقه الخبر و الرجز في البداية و النهاية 135/8-136 و الذهبي في سير الأعلام 135/3-136.
2- في الأصل:«أخبرنا» و المثبت عن د، و «ز»، و م.
3- الخبر و الرجز في تاريخ الطبري 649/2 و البداية و النهاية 136/8.
4- بالأصل و د:«انحيل» و في د: الحسن» و المثبت عن «ز»، و الطبري و ابن كثير.
5- كذا بالأصل و بقية النسخ، و في الطبري و ابن كثير: رضي.
6- تحرفت بالأصل و بقية النسخ إلى: الخطاب.

بن معاوية الكلبي الحرّاني، نا عثمان بن عبد الرّحمن، عن سعيد بن عبد العزيز، عن ذي قربات (1) قال (2):

لما توفي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قيل: يا ذا قربات من بعده؟ قال: الأمين - يعني أبا بكر - قيل:

فمن بعده؟ قال: قرن من حديد - يعني عمر - قيل: فمن بعده؟ قال:- يعني عثمان - قيل: فمن بعده؟ قال: الوضاح الأزهر المنصور - يعني معاوية-.

قال البغوي: رواه عثمان، و هو ضعيف الحديث، و لا أحسب سعيد بن عبد العزيز أدرك ذا قربات، و لا أحسب ذا قربات سمع من النبي صلّى اللّه عليه و سلّم شيئا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللنباني (3)،نا ابن أبي الدنيا، نا محمّد بن عباد المكّي، نا سفيان بن عيينة، عن أبي هارون قال:

قال عمر: إيّاكم و الفرقة بعدي، فإن فعلتم فاعلموا أن معاوية بالشام، و ستعلمون إذا وكلتم إلى رأيكم كيف يستبرها (4) دونكم (5).

أخبرنا أبو بكر بن عبد الباقي (6)،أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد ابن معروف، أنا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، حدّثني كثير بن زيد، عن المطلب بن عبد اللّه بن حنطب، و أبي جعفر قالا: قال عمر لأهل الشورى:

إن اختلفتم دخل عليكم معاوية بن أبي سفيان من الشام، و بعده عبد اللّه بن أبي ربيعة من اليمن، فلا يريان لكم فضلا إلا سابقتكم.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو بكر أحمد بن الفضل بن محمّد الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أبو العباس القاسم بن القاسم بن عبد اللّه السّيّاري، قال: قال جدي أحمد

ص: 124


1- بدون إعجام بالأصل و د، و م، و فوقها ضبة في م، و المثبت عن «ز»، و قد مرت ترجمته في كتابنا تاريخ مدينة دمشق بتحقيقنا 365/17 رقم 2108. و قربات بفتحات كما في الإصابة.
2- تقدم الخبر في ترجمة ذي قربات، و رواه ابن حجر في الإصابة 487/1.
3- تحرفت بالأصل و بقية النسخ إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
4- فوقها ضبة في م، و في د:«يسترها». و في البداية: يستبزها.
5- من طريق ابن أبي الدنيا رواه ابن كثير في البداية و النهاية 136/8.
6- في م: عبد اللّه.

ابن سيار: نا عبد اللّه بن عثمان، أنا عيسى بن عبيد الكندي، نا عبد الملك الحنظلي (1) قال:

اجتمع أهل الشام بعد قتل عثمان، فأرسلوا و فودا إلى عبد اللّه بن عمر، و على الشام يومئذ معاوية بن أبي سفيان، و ما يرجوها - يعني الخلافة - قال: فلما قدموا على عبد اللّه بن عمر و قد اجتمع أهل الشام على أن رضي أن يبايعوه، فقال عبد اللّه بن عمر: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«من أجلب فليس منا»، فمعاذ اللّه أن أختار الدنيا على الآخرة، فلمّا كرهها عبد اللّه بن عمر و يئسوا منه بايعوا معاوية[12330].

أخبرنا أبو علي الحدّاد و غيره (2)-إذنا - قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، أنا سليمان بن أحمد الطّبراني، نا يحيى بن عبد الباقي، نا أبو عمير بن النحّاس، نا ضمرة بن ربيعة، عن ابن شوذب (3)،عن مطر الورّاق، عن زهدم الجرمي قال:

كنا في سمر ابن عباس فقال: إني لمحدثكم بحديث ليس سرّ (4) و لا علانية، إنه لما كان من أمر هذا الرجل ما كان - يعني عثمان - قلت لعلي اعتزل، فلو كنت في جحر طلبت حتى تستخرج، فعصاني، و أيم اللّه ليتأمّرنّ عليكم معاوية، و ذلك أنّ اللّه يقول: وَ مَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنٰا لِوَلِيِّهِ سُلْطٰاناً فَلاٰ يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كٰانَ مَنْصُوراً (5) لتحملنكم قريش على سنة فارس و الروم، و ليتمنّنّ عليكم النصارى و اليهود و المجوس، فمن أخذ منكم بما يعرف نجا، و من ترك و أنتم تاركون كنتم كقرن من القرون هلك فيمن هلك.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن يحيى السميساطي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن عبد اللّه بن عبد السّلام مكحول البيروتي، نا أبو الحسين أحمد بن سليمان الرهاوي، نا زيد هو ابن الحباب، نا العلاء ابن جرير العنبري - من رهط سوّار القاضي - حدّثني رجل من أهل البصرة عن رجل من أهل الطائف قد أتى عليه أكثر من ثمانين سنة، عن الحكم بن عمير الثّمالي، و كانت أمه مريم بنت أبي سفيان بن حرب:

إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال لأصحابه ذات يوم:«يا أبا بكر، كيف بك إذا ولّيت؟» قال: لا

ص: 125


1- في د:«الحنطي» و في «ز»: «الحنطبي» و في م:«الحنطلى» و فوقها ضبة.
2- مكانها بياض في م.
3- سير أعلام النبلاء 139/13.
4- كذا بالأصل و النسخ:«سر» و الوجه:«سرّا» بالنصب.
5- سورة الإسراء، الآية:33.

يكون ذاك أبدا، قال:«فأنت يا عمر؟» قال: حجرا، إذا قد لقيت شرا، قال:«فأنت يا عثمان؟» قال: آكل و أطعم و أقسم و لا أظلم، قال:«فأنت يا علي؟» قال: أقسم التمرة و أحمي الجمرة (1)،و آكل القوت، قال:«أما إنّكم كلكم سيلي و سيرى اللّه أعمالكم، فأنت يا معاوية؟» قال: اللّه و رسوله أعلم، قال:«أنت رأس الخطم (2) و مفتاح العظم، خفتا (3) خفتا، يهزم (4) فيها الكبير و يربو فيها الصغير، و تتخذ السيئة حسنة و الحسنة قبيحة، أجلك يسير، و حربك عظيم إلاّ أن يرحمك ربك عز و جل»[12331].

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين (5) بن محمّد (6) بن خسرو (7)،أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن، أنا أبو علي بن شاذان، أنا أحمد بن إسحاق بن محمّد (8) بن إبراهيم بن الحسين، نا يحيى بن سليمان الجعفي، حدّثني عبد اللّه بن وهب، أخبرني يونس (9) بن يزيد، عن ابن شهاب (10) الزهري قال:

لما بلغ معاوية و أهل الشام قتل طلحة و الزبير و هزيمة أهل البصرة و ظهور علي عليهم دعا أهل الشام معاوية للقتال معه على الشورى، و الطلب بدم عثمان، فبايع معاوية أهل الشام على ذلك أميرا غير خليفة، فخرج [علي] (11) على رأس أربعة عشر شهرا من مقتل عثمان بأهل العراق يؤمّ (12) معاوية و أهل الشام.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أحمد بن علي بن ثابت.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه.

قالا: أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا الحجّاج بن أبي منيع، نا جدي، عن الزهري قال:

ص: 126


1- الجمرة: القبيلة.
2- ضبطت عن الأصل و م.
3- إعجامها مضطرب بالأصل و بقية النسخ و تقرأ:«خفنا»، أعجمت عن المختصر، و الخفت: الضعف من الجوع.
4- بالأصل: يهزم، و المثبت عن د، و م، و «ز».
5- تحرفت بالأصل و م إلى: الحسن، و المثبت عن د، و «ز».
6- مكانها بياض في د، و «ز»، و م.
7- بياض بالأصل و د، و م، و «ز»، و المثبت عن د، قارن مع مشيخة ابن عساكر 54/أ.
8- مكانها بياض في «ز»، و م، و في د:«عبد» ثم بياض.
9- مكانها بياض في «ز».
10- قوله «ابن شهاب» مكانه بياض في «ز».
11- سقطت من الأصل و استدركت عن «ز»، و م، و د.
12- كذا بالأصل و فوقها ضبة في م، و في «ز»، و د: يؤم.

ملك عليّ العراق كله على رأس ستة أشهر من مقتل عثمان، فلمّا بلغ معاوية و أهل الشام قتل طلحة و الزبير و هزيمة أهل البصرة و ظهور علي، دعا معاوية أهل الشام إلى القتال و الطلب بدم عثمان، فبايع أهل الشام معاوية على ذلك أميرا غير خليفة، فخرج عليّ على رأس أربعة عشر شهرا من مقتل عثمان بأهل العراق يؤم معاوية و أهل الشام، و خرج معاوية بأهل الشام حتى التقوا بصفّين، فاقتتلوا بها قتالا شديدا لم تقتتل هذه الأمة مثله قط، و غلب أهل العراق على قتلى أهل حمص، و فيهم عبيد اللّه بن عمر بن الخطاب، و ذو الكلاع، و حوشب، و حابس بن سعد الطائي، و غلب أهل الشام على قتلى أهل العالية و فيهم: عمّار بن ياسر، و هاشم بن عتبة بن أبي وقّاص، و ابنا بديل الخزاعي.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم، أنا أحمد بن إسحاق الطيبي، نا أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين، نا أبو سعيد يحيى ابن سليمان الجعفي، نا نصر بن مزاحم (1)،نا عمر بن سعد الأسدي، عن نمير بن و علة عن عامر الشعبي.

أن عليا بعد قدومه الكوفة نزع جرير بن عبد اللّه البجلي عن همدان فأقبل جرير حتى قدم الكوفة على علي بن أبي طالب، فبايعه، ثم إن عليا أراد أن يبعث إلى معاوية بالشام رسولا و كتابا، فقال له جرير: يا أمير المؤمنين، ابعثني إليه، فإنّه لم يزل لي مستنصحا و ودّا (2)،فآتيه فأدعوه على أن يسلّم هذا الأمر لك، و يجامعك على الحق، و أن يكون أميرا من أمرائك، و عاملا من عمّالك، ما عمل بطاعة اللّه، و اتّبع ما في كتاب اللّه، و أدعو أهل الشام إلى طاعتك و ولايتك، فإنّ جلّهم قومي، و قد رجوت ألاّ يعصوني، فقال له الأشتر: لا تبعثه، و لا تصدقه، فو اللّه إني لأظن هواه هواهم، و نيّته نيّتهم، فقال له: دعه حتى ننظر ما يرجع به إلينا، فبعثه علي إلى معاوية، فقال له حين أراد أن يوجهه: إن حولي من قد علمت من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، من أهل الدين و الرأي، و قد اخترتك عليهم لقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فيك:«من خير ذي يمن»، فائت معاوية بكتابي، فإن دخل فيما دخل فيه المسلمون و إلاّ فانبذ إليه على سواء، و أعلمه أنّي لا أرضى به أميرا، و إنّ العامة لا ترضى به خليفة.

فانطلق جرير حتى نزل بمعاوية، فدخل عليه، فقام جرير فحمد اللّه و أثنى عليه، ثم

ص: 127


1- رواه نصر بن مزاحم في وقعة صفين ص 27 و ما بعدها.
2- الود، بضم الواو: الصديق، على حذف المضاف (راجع اللسان).

قال: أمّا بعد يا معاوية، فإنه قد اجتمع لابن عمك أهل الحرمين، و أهل المصرين، و أهل الحجاز، و اليمن، و مصر، و عمّان، و البحرين، و اليمامة، فلم يبق إلاّ [أهل] (1) هذه الحصون التي أنت فيها، لو سال عليها من أوديته سيل غرّقها، و قد أتيتك أدعوك إلى ما يرشدك و يهديك إلى متابعة (2) أمير المؤمنين علي.

و دفع إليه كتابه، قال: و كانت نسخته:

بسم اللّه الرّحمن الرحيم.

من عبد اللّه علي أمير المؤمنين إلى معاوية بن أبي سفيان، أما بعد، فإن بيعتي لزمتك و أنت بالشام، لأنه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر و عمر و عثمان على ما بايعوا عليه، فلم يكن لشاهد أن يختار، و لا لغائب أن يرد، و إنّما الشورى للمهاجرين و الأنصار، فإذا اجتمعوا على رجل و سمّوه إماما كان ذلك رضا، فإن خرج من أمرهم خارج بطعن أو رغبة ردّوه إلى ما خرج منه، فإن أبى قاتلوه على اتباعه غير سبيل المؤمنين، و ولاه اللّه ما تولّى و يصله (3) جهنم و ساءت مصيرا، و إن طلحة و الزبير بايعاني ثم نقضا بيعتي، و كان نقضها كردّهما، فجاهدتهما على ذلك حتى جاء الحق و ظهر أمر اللّه و هم كارهون، فادخل فيما دخل فيه المسلمون، فإنّ أحب الأمور إليّ فيك العافية، إلاّ أن تعرّض للبلاء، فإن تعرضت له قاتلتك و استعنت اللّه عليك، و قد أكثرت في قتلة عثمان فادخل فيما دخل فيه الناس ثم حاكم القوم إليّ أحملك و إياهم على كتاب اللّه، فأمّا تلك التي تريدها يا معاوية فهي خدعة الصبي عن اللبن، و لعمري لئن نظرت بعقلك دون هواك لتجدنّي أبرأ قريش من دم عثمان، و اعلم يا معاوية أنك من الطّلقاء الذين لا تحلّ لهم الخلافة، و لا تعرض فيهم الشورى، و قد أرسلت إليك و إلى من قبلك جرير بن عبد اللّه، و هو من أهل (4) الإيمان و الهجرة، فبايع، و لا قوة إلاّ باللّه.

فلما قرأ معاوية الكتاب و عنده جماعة من الناس، قام جرير خطيبا فقال:

الحمد للّه المحمود بالعوائد، المأمول منه الزوائد، المرتجى منه الثواب، و المختشى منه العقاب، المستعان على النوائب، أحمده و أستعينه في الأمور التي تخيّر دونها الألباب،

ص: 128


1- زيادة عن وقعة صفين.
2- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م، و في كتاب وقعة صفين: مبايعة.
3- كذا بالأصل و النسخ، و في وقعة صفين: و يصليه.
4- في «ز»: «أفضل» و على هامشها: أهل، و كتب بعدها صح.

و تضمحل عندها الأسباب (1) و أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، كلّ شيء هالك إلاّ وجهه، له الحكم و إليه ترجعون، و أشهد أن محمّدا عبده و رسوله، أرسله بعد الفترة (2)و الرسل الماضية، و القرون الخالية، و الأبدان البالية، و الجبلة الطاغية، فبلّغ الرسالة و نصح الأمة، و أدّى الحق الذي استودعه، و أمر بأدائه إلى أمّته صلّى اللّه عليه و سلّم من رسول، و منتخب (3).

أيها الناس إنّ أمر عثمان قد أعيا من شهده، فما ظنّكم بمن غاب عنه، و إنّ الناس بايعوا عليا غير واتر و لا موتور، و كان طلحة و الزبير ممن بايعه ثم نقضا بيعته على غير حدث. ألا و إنّ الدين لا يحتمل الفتق (4) و إن العرب لا تحتمل السيف، و قد كانت بالبصرة (5) أمس ملحمة إن يشفع بمثلها فلا بقاء للناس بعدها، و قد بايعت العامّة عليّا، و لو أنّا ملكنا أمورنا لم نختر لها غيره، فمن خالف هذا استعتب فأدخل يا معاوية فيما دخل الناس فيه، فإن قلت:

استعملني عثمان ثم لم يعزلني، فإن هذا أمر لو جاز لم يقم للّه دين، و كان لكلّ امرئ ما في يديه، و لكنّ اللّه جعل للذخر من الولاة حق الأول، و جعل تلك الأمور موطّأة، و حقوقا ينسخ بعضها بعضا.

فقال معاوية: انظر و أنتظر و أستطلع رأي أهل الشام.

فأمر معاوية مناديا فنادى: الصلاة جامعة، فلمّا اجتمع الناس صعد المنبر فخطب فقال:

الحمد للّه الذي جعل الدعائم للإسلام أركانا، و الشرائع للإيمان برهانا، يتوقد قابسه (6)في الأرض المقدسة التي جعلها اللّه محلّ الأنبياء و الصالحين من عباده، فأحلها الشام (7)، و رضيهم لها و رضيها لهم، بما سبق من مكنون علمه من طاعتهم و مناصحتهم أولياءه فيها و القوّام بأمره، الذّابّين عن دينه و حرماته، ثم جعلهم لهذه الأمة نظاما و في أعلام الخير عظاما، يردع اللّه به الناكثين، و يجمع بهم ألفة المؤمنين، و اللّه نستعين على ما تشعّب من أمور المسلمين، و تباعد بينهم بعد القرب و الألفة، اللّهم انصرنا على قوم يوقظون نائمنا، و يخيفون

ص: 129


1- رسمها بالأصل و د،«الارباب» و في «ز»، و م: الارباب، و المثبت عن وقعة صفين.
2- الفترة ما بين كل رسولين من رسل اللّه عز و جل، من الزمان الذي انقطعت فيه الرسالة (تاج العروس: فتر).
3- كذا بالأصل و النسخ، و في وقعة صفين: من مبتعث و منتجب.
4- كذا بالأصل و النسخ، و في وقعة صفين: الفتن.
5- يشير إلى وقعة الجمل.
6- في وقعة صفين:«قبسه».
7- في د: فأحلها دار الشام.

آمننا، و يريدون هراقة دمائنا، و إخافة سبيلنا، و قد يعلم اللّه أنّا لا نريد لهم عقابا، و لا نهتك لهم حجابا، غير أن اللّه الحميد كسانا من الكرامة ثوبا لن ننزعه طوعا ما جاوب الصدى، و تسقط الندى، و عرف الهدى، حملهم على خلافنا البغي و الحسد، فاللّه نستعين عليهم، أيها الناس، قد علمتم أنّي خليفة أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب، و أنّي خليفة أمير المؤمنين عثمان عليكم، و أنّي لم أقم رجلا منكم على خزاية قط، و أنّي و لي عثمان، و ابن عمه، و قد قال اللّه في كتابه: وَ مَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنٰا لِوَلِيِّهِ سُلْطٰاناً (1) و قد علمتم أنه قتل مظلوما، و أنا أحبّ أن تعلموني ذات أنفسكم في قتل عثمان.

فقال أهل الشام بأجمعهم: بل نطلب بدمه، فأجابوه إلى ذلك، و بايعوه، و وثّقوا له أن يبذلوا في ذلك أنفسهم، و أموالهم، أو يدركوا بثأره، أو يفني اللّه أرواحهم قبل ذلك.

ثم رجع إلى حديث الكلبي، قال: و كان علي استشار الناس، فأشاروا عليه بالقيام بالكوفة غير الأشتر و عدي بن حاتم، و شريح بن هانئ الحارثي، و هانئ بن عروة المرادي، فإنهم قالوا لعلي: إنّ الذين أشاروا عليك بالمقام بالكوفة إنّما خوّفوك حرب الشام، و ليس في حربهم شيء أخوف من الموت، و إيّاه نريد، فدعا عليّ الأشتر و عديا و شريحا و هانئا فقال:

إنّ استعدادي لحرب الشام، و جرير بن عبد اللّه عند القوم صرف لهم عن غيّ إن أرادوه، و لكنّي قد أرسلت رسولا، فوقّت لرسولي وقتا لا يقيم بعده، و الرأي مع الأناة فاتّئدوا و لا أكره لكم الأعذار.

فأبطأ جرير على عليّ حتى آيس منه، و إنّ جريرا (2) لما أبطأ عليه معاوية بالبيعة لعلي كلّمه في ذلك و قال له: إنّ هذا أمر له ما بعده، فدعا معاوية ثقاته، فاستشارهم فقال له عتبة (3)- و كان نظير معاوية - استعن (4) في هذا الأمر بعمرو بن العاص، فإنه من عرفت، و قد اعتزل عثمان في حياته، و هو لأمرك أشدّ اتباعا (5)،فكتب إليه معاوية - و عمرو بفلسطين - أما بعد، فإنه قد كان من أمر علي و طلحة و الزبير ما قد بلغك، و قد سقط الشام مروان بن الحكم في رافضة أهل البصرة، و قد قدم عليّ جرير بن عبد اللّه ببيعة علي، فأقدم عليّ على بركة اللّه، فإنّي قد حبست نفسي و لا غنى بنا عن رأيك.

ص: 130


1- سورة الإسراء، الآية:33.
2- الخبر في وقعة صفين ص 33 و ما بعدها.
3- بالأصل و بقية النسخ:«عقبة» و في المختصر أيضا:«عقبة» و المثبت عن وقعة صفين، و هو عتبة بن أبي سفيان.
4- وقعة صفين: اجتمعن.
5- كذا بالأصل و النسخ و المختصر، و في وقعة صفين: و هو لأمرك أشد اعتزالا إن ير فرصة.

و إن معاوية قال لجرير (1):قد رأيت أن أكتب إلى صاحبك أن يجعل لي مصر و الشام حياته (2)،فإن حضرته الوفاة لم يجعل لأحد من بعده في عنقي بيعة، و أسلّم له هذا الأمر، و أكتب إليه بالخلافة.

فقال جرير: اكتب ما شئت، و أكتب معك (3) إليه، فكتب معاوية بذلك، فلما أتى عليا كتابه عرف أنما هي خديعة منه.

و كتب علي إلى جرير:

أما بعد، فإن معاوية إنما أراد بما طلب ألاّ تكون في عنقه بيعة، و أن يختار من أمره ما أحب، و أراد أن يريثك حتى يذوق أهل الشام، و قد كان المغيرة بن شعبة أشار عليّ و أنا بالمدينة أن استعمل معاوية على الشام فأبيت ذلك، و لم يكن اللّه ليراني أن أتّخذ المضلين عضدا، فإن بايعك (4) و إلاّ فأقبل.

و فشا كتاب معاوية في الناس، فكتب إليه الوليد بن عقبة (5):

معاوي إنّ الشام شامك فاعتصم *** بشامك لا تدخل عليك الأفاعيا

و حام عليها بالقبائل (6) و القنا *** و لا تك محشوش (7) الذراعين وانيا

فإن عليا ناظر ما تجيبه *** فأهد له حربا تشيب النواصيا

قال: و نا إبراهيم، نا عبد اللّه بن عمر، نا عمرو قال: سمعت الوليد البجلي قال: قال الوليد بن عقبة:

حين قدم جرير بن عبد اللّه على معاوية في بيعة عليّ فقال معاوية: يا جرير، اكتب إلى علي أن يجعل لي الشام و أنا أبايع له ما دام حيا، و لا أجعل لأحد من بعده في عنقي بيعة، فقال له جرير: أكتب، و أكتب، فكتب بذلك معاوية إلى عليّ، ففشا كتابه في العرب، فبعث إليه الوليد بن عقبة بهذه الأبيات:

ص: 131


1- وقعة صفين ص 52.
2- في وقعة صفين: جباية.
3- بالأصل و النسخ: معه، و المثبت عن وقعة صفين.
4- بالأصل و النسخ: تابعك، و المثبت عن وقعة صفّين.
5- الأبيات في وقعة صفّين ص 52 و سير الأعلام 140/3 و البداية و النهاية 137/8-138.
6- وقعة صفّين و طبقات: القنابل.
7- الأصل و د:«مخسوس» و في «ز»، و م:«محسوس» و المثبت عن وقعة صفّين.

معاوي إنّ الشام شامك فاعتصم *** بشامك لا تدخل عليك الأفاعيا

و حام عليها بالقبائل و القنا *** و لا تكن مخشوش الذراعين وانيا

فإنّ عليا ناظر ما تجيبه *** فأهد له حربا تشيب النواصيا

و إلاّ فسلّم أنّ في الأمر (1) راحة *** لمن لا يريد الحرب فاختر معاويا

و إنّ كتابا يا ابن حرب كتبته *** على طمع، جان (2) عليك الدواهيا

سألت عليا فيه ما لا تناله *** و لو نلته لم يبق إلاّ لياليا

إلى أن ترى منه التي ليس بعدها *** بقاء فلا نكثر عليك الأمانيا

و مثل عليّ تعتريه بخدعة *** و قد كان ما جرّبت من قبل كافيا

و لو نشبت أظفاره فيك مرة *** حذاك، ابن هند بعض ما كنت حاذيا

قال: و نا إبراهيم، نا يحيى قال: حدّثني يعلى بن عبيد الحنفي، نا أبي قال:

جاء أبو مسلم الخولاني و أناس معه إلى معاوية فقالوا له: أنت تنازع عليا، أم أنت مثله؟ فقال معاوية: لا و اللّه، إنّي لأعلم أنّ عليا أفضل منّي، و أنه لأحقّ بالأمر مني، و لكن أ لستم تعلمون أن عثمان قتل مظلوما و أنا ابن عمّه؟، و إنّما أطلب بدم عثمان، فائتوه فقولوا له فليدفع إليّ قتلة عثمان، و أسلّم له، فأتوا عليا، فكلّموه بذلك، فلم يدفعهم إليه (3).

قال: و نا إبراهيم، نا يحيى، نا أحمد بن بشير، أخبرني شيخ من أهل الشام، و حدّثني شيخ لنا عن الكلبي.

إن معاوية دعا أبا مسلم الخولاني - و كان من قرّاء أهل الشام و عبّادهم - فكتب معاوية إلى علي مع أبي مسلم، و ذكر الحديث.

ثم رجع إلى حديث الكلبي، قال:

ثم إن عليا كتب إلى معاوية (4):أما بعد، فقد رأيت الدنيا و تصرّفها بأهلها، و من يقس شأن الدنيا بالآخرة يجد بينهما بونا بعيدا، ثم إنك يا معاوية قد ادّعيت أمرا لست من أهله، لا في قديم و لا في حديث (5)،و لست تدّعي أمرا بيننا و لا لك عليه شاهد من كتاب اللّه و لا عهد

ص: 132


1- وقعة صفّين: السلم.
2- وقعة صفّين: يزجي.
3- سير أعلام النبلاء 140/3 و البداية و النهاية 138/8.
4- نص الكتاب في وقعة صفّين ص 108.
5- وقعة صفّين: لا في القدم و لا في الولاية.

من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فكيف أنت صانع إذا انقشعت عنك جلابيب ما أنت فيه؟ من أمر دنيا دعتك فأجبتها، و قادتك فاتّبعتها، و أمرتك فأطعتها، فأيّ شيء من هذا الأمر وجدته ينجيك؟ و متى كنتم يا معاوية ساسة الرعيّة، و ولاة هذا الأمر؟ بغير قديم حسن، و لا شرف باسق (1)؟ فلا تمكننّ الشيطان من بغيته، مع أنّي أعلم أن اللّه و رسوله صادقين فيما قالا، فأعوذ باللّه من لزوم الشقاء، فإنك يا معاوية مترف قد أخذ الشيطان منك مأخذا، و جرى منك مجرى (2)، اللّهمّ احكم بيننا و بين من خالفنا بالحق، و أنت خير الحاكمين.

قال: فكتب إليه معاوية:

أما بعد، يا علي فدعني من أحاديثك، و اكفف عني من أساطيرك، فبالكذب غررت من قبلك، و بالخداع استدرجت من عندك، و توشك أمورك أن تكشف فيعرفوها، و يعلموا باطلها، و إنّ الباطل كان مضمحلا.

قال: فكتب إليه علي:

أما بعد، فطال ما دعوت أنت و كثير من أوليائك أولياء الشيطان الحقّ أساطير، و حاولتم إطفاءه بأفواهكم، و نبذتموه وراء ظهوركم، فأبى اللّه إلاّ أن يتم نوره و لو كره الكافرون، و لعمري ليتمنّ اللّه نوره بكرهك، فعقّب من دنياك المنقطعة ما طاب لك، فكأنّ أجلك قد انقضى، و عملك قد هوى، و السلام على من اتبع الهدى.

ثم إن معاوية بعث إلى عتبة بن أبي سفيان - و كان من أسدّ قريش رأيا - فقال: إنا قد حبسنا جريرا حتى طمع فينا عليّ، و إنّما حبسته لننظر ما يصنع أهل الشام، فإن تابعوني نبذت إليهم بالحرب، و إن خالفوني بعثت إليهم بالسلم، و اعلم أنّ اختلاف القلوب على قدر اختلاف الصور، فلو أصبت رجلا مصقعا - يعني خطيبا بليغا - جمعت أهل الشام على قلب واحد، فقال عتبة (3):لا يكون إلاّ يمانيا، أو هما رجلان أحدهما لك و الآخر عليك، فأمّا الذي لك فشرحبيل بن السمط، له صحبة، و هو عدو لجرير، و أمّا الذي عليك فالأشعث بن قيس، و شرحبيل خير لك من الأشعث لعلي، فعرف معاوية أن قد أتاه بالرأي.

و كتب معاوية إلى شرحبيل يسأله القدوم عليه، و هيّأ له رجالا يخبرونه أنّ عليا قتل

ص: 133


1- وقعة صفّين: شرف سابق.
2- بالأصل و بقية النسخ: المجرى.
3- راجع الفتوح لابن الأعثم 396/2 و ما بعدها، و وقعة صفّين ص 44.

عثمان منهم يزيد بن أسد البجلي، و بسر بن أرطأة، و أبو الأعور السلمي (1).

فلما جاء كتاب معاوية إلى شرحبيل استشار أهل اليمن، و كان شرحبيل من أهل حمص، فاختلفوا عليه، فقال له عبد الرّحمن بن غنم: يا شرحبيل، إنّ اللّه أراد بك خيرا، قد هاجرت إلى يومك هذا، و لن ينقطع عنك المزيد من اللّه حتى ينقطع من الناس، و لن يغيّر اللّه ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم، إنّه قد فشت القالة عن معاوية بقوله إن عليا قتل عثمان، فإن يك فعل فقد بايعه (2) المهاجرون و الأنصار و هم الحكام على الناس، و إن لم يكن فعل فعلى ما يصدّق معاوية على علي و هو من قد علمت، فلا تهلكنّ نفسك و قومك، فأبى شرحبيل إلاّ أن يسير إلى معاوية، فقدم إليه، فقال: إن جريرا قدم علينا يدعونا إلى بيعة علي، و عليّ خير الناس لو لا أنه قتل عثمان، و قد حبست عليك نفسي، و إنّما أنا رجل من أهل الشام، أرضى بما رضوا و أكره ما كرهوا، فقال شرحبيل: أخرج فانظر في ذلك.

فخرج شرحبيل فلقيه النفر الذين وطّأهم له معاوية، فأخبروه أنّ عليا قتل عثمان، فقبل ذلك فعاد إلى معاوية، فقال له: يا معاوية، أبى الناس إلاّ أن عليا قتل عثمان، فلئن بايعت عليا ليخرجنّك من الشام، فقال معاوية: ما أنا إلاّ رجل منكم، و ما كنت لأخالف عليكم قال:

فاردد الرجل إلى صاحبه، فعرف معاوية أنّ شرحبيل قد ناصح، و أن أهل الشام معه.

ثم إن شرحبيل أتى حصين (3) بن نمير في منزله فبعث حصين إلى جرير: إن رأيت أن تأتينا فإن شرحبيل عندنا، فأتاهم جرير فقال له شرحبيل: إنّك أتيتنا بأمر ملفّف (4) لتلقينا في لهوات الأسد، فأردت أن تخلط الشام بالعراق، و قد أطريت عليا و هو القاتل عثمان، و اللّه سائلك عما قلت يوم القيامة، فقال جرير: أما قولك إنّي جئت بأمر ملفّف، فكيف يكون ملفّفا و قد أجمع عليه المهاجرون و الأنصار و الذين اتبعوهم بإحسان و قاتلوا معه طلحة و الزبير؟ و أما قولك إنّي ألقيك في لهوات الأسد ففي لهواته ألقيت نفسك، و أما خلط الشام بالعراق فخلطهما على حقّ خير من فرقتهما على باطل، و أمّا قولك: إنّ عليا قتل عثمان، فو اللّه ما في

ص: 134


1- و ذكر في الفتوح أيضا: حابس بن سعد الطائي، و حمزة بن مالك، و مخارق بن الحارث، و الضحاك بن قيس الفهري، و ذو الكلاع الحميري و الحصين بن نمير السكوني، و حوشب ذو الظليم، و انظر وقعة صفّين ص 44.
2- بالأصل و بقية النسخ: تابعه، و المثبت عن وقعة صفّين و الفتوح لابن الأعثم.
3- ضبطت عن الأصل بضمة ثم فتحة.
4- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م، و الفتوح، و في نسخة من وقعة صفّين:«ملفق» و في اللسان: أحاديث ملففة أي أكاذيب مزخرفة، و اللفف: ما لففوا من هاهنا و هاهنا كما يلفف الرجل شهادة الزور.

يديك من ذلك إلاّ قذف بالغيب من مكان بعيد، و إنّ ذلك لباطل، و لكنك ملت إلى الدنيا و أهلها و أمر كان في نفسك.

فبلغ معاوية قولهما، فبعث إلى شرحبيل فقال له: إنّه قد كان من إجابتك إلى الحق ما قد وقع فيه أجرك على اللّه، و قبله عنك صالحو الناس، و إنّ هذا الأمر لا يتم إلاّ برضا العامة، فسر في مدائن الشام، فادعهم إلى ذلك، و أخبرهم بما أنت عليه.

فسار شرحبيل فبدأ بأهل حمص، فدعاهم إلى القيامة في ذلك، و قال لهم: إنّ عليا قتل عثمان، و حرّضهم عليه، و خوّفهم منه، و إن معاوية وليّ عثمان، فقوموا معه، فأجابه أهل حمص إلاّ نفر من نسّاكهم و قرّائهم، فإنهم أبوا و لزموا بيوتهم، ثم إن شرحبيل استقرى (1)مدائن الشام بذلك، فجعل لا يأتي قوما إلاّ قبلوا ما أتاهم به.

ثم إن عليا كتب إلى جرير بن عبد اللّه (2):أما بعد، فإذا أتاك كتابي هذا فاحمل معاوية على الفصل، ثم خيّره بين حرب مجلية أو سلم مخزية (3)،فإن اختار الحرب فانبذ إليه.

فلمّا انتهى الكتاب إلى جرير، أتى معاوية، فأقرأه إيّاه، فلما علم معاوية أن أهل الشام قد تابعوه بعث إلى جرير: أن الحق بصاحبك، فقد أبى الناس إلاّ ما ترى.

فانصرف جرير إلى علي، فقدم عليه، فأخبره الخبر، و إن شرحبيل قدم على معاوية بأهل الشام فقال لمعاوية: ابسط يدك أبايعك على كتاب اللّه و سنّة نبيّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فبايعه و بايعه أهل الشام على ذلك، ثم إن معاوية قام فيهم خطيبا، فقال: يا أهل الشام، إن عليا قتل خليفتكم، و فرّق الجماعة، و أوقع بأهل البصرة و لها ما بعدها، و قد تهيّأ للمسير إليكم، و أيم اللّه لا يفل حدكم إلاّ قوم أصبر منكم، فاصبروا فإنّ اللّه مع الصابرين، و قد قال اللّه عزّ و جل: وَ مَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنٰا لِوَلِيِّهِ سُلْطٰاناً (4) فأنا وليّ عثمان و ابن عمه، و أنتم أعواني على ذلك، فعدّوا للحرب و تهيّئوا للقاء، فقام معاوية بن حديج السكوني، و حوشب فقالوا: يا أمير المؤمنين، قد أتتنا أمدادنا على علي، فإذا شئت.

قال: و نا إبراهيم، نا يحيى قال: و حدّثني خلاد بن يزيد الجعفي، نا عمرو بن شمر

ص: 135


1- استقرى الأرض و قراها و اقتراها و تقراها: تتبعها أرضا أرضا و سار فيها ينظر حالها و أمرها (اللسان).
2- نص الكتاب في وقعة صفّين ص 55.
3- في وقعة صفّين:«محظية» و بهامشها عن نسخة: مخزية.
4- سورة الإسراء، الآية:33.

الجعفي، نا جابر الجعفي، عن عامر الشعبي قال:- أو عن أبي جعفر محمّد بن علي، شك خلاّد - قال (1):

لما ظهر أمر معاوية بالشام، و تابعوه على أمره، دعا عليّ رجلا فأمره أن يتجهّز و أن يسير إلى دمشق و أمره إذا دخل إلى دمشق أناخ راحلته بباب المسجد، ثم يدخل المسجد، و لا يحط عن راحلته من متاعها شيئا، و لا يلقي عن نفسه من ثياب السفر شيئا، و قال له: إنك إذا فعلت، و رأوا أثر الغربة و السفر عليك سيسألونك من أين أقبلت، فقل: من العراق، فإنك إذا قلت ذلك حشدوا إليك، و سألوك ما الخبر وراءك، فقل لهم: تركت عليا قد نهد إليكم في أهل العراق، فإنّهم سيحشدون إليك، ثم انظر ما يكون من أمرهم قال: فسار الرجل حتى أناخ بباب دمشق ثم دخل المسجد، و لم يحلل عن راحلته، و لم ينزع عنه شيئا من ثيابه، فلمّا دخل المسجد عرفوا أنه غريب، و أنه مسافر، فسألوه: من أين أقبلت؟ فقال: من العراق، فحشدوا إليه، فقالوا: ما الخبر وراءك؟ فقال: تركت عليا قد حشد إليكم و نهد في أهل العراق، فكثر الناس عليه يسألونه حتى بلغ ذلك معاوية، فأرسل إلى أبي الأعور السلمي: ما هذا القادم الذي قد أظهر هذا الخبر؟ انطلق حتى تكون أنت الذي تشافهه و تسائله، ثم ائتني بالخبر، فأتاه أبو الأعور فساءله، فأخبره، فأتى معاوية، فأخبره بأن الأمر على ما انتهى إليك، فقال لأبي الأعور: ناد في الناس الصلاة جماعة، فنادى في الناس، فجاء الناس، فقيل لمعاوية: شحن الناس المسجد و امتلأ منهم، فخرج معاوية يمشي حتى صعد المنبر، فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: أيّها الناس، إن عليا قد نهد إليكم في أهل العراق، فما الرأي؟ فضرب الناس بأذقانهم على صدورهم، و لم يرفع إليه أحد طرفه، و لم يتكلم منهم متكلم، فقام ذو الكلاع الحميري فقال: يا أمير المؤمنين عليك الرأي و علينا أم فعال، قال: و هي بالحميرية - يعني - الفعال، فنزل معاوية عن المنبر، و أمر أبا الأعور السلمي أن ينادي في الناس: أن اخرجوا إلى معسكركم، فإنّ أمير المؤمنين قد أجّلكم ثلاثا، فمن تخلف فقد أحلّ بنفسه.

قال: فخرج رسول علي، فرجع إليه، فأخبره بما كان منه، و ما كان من معاوية، و من أهل الشام، فأمر علي قنبرا، فقال: ناد في الناس: الصلاة جامعة، ففعل، فاجتمع الناس في المسجد حتى امتلأ ثم خرج علي، فصعد المنبر، فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: أيها الناس، إنّ رسولي الذي أرسلته إلى الشام قد قدم عليّ و أخبرني أن معاوية قد نهد إليكم في أهل

ص: 136


1- سير أعلام النبلاء 141/3 و البداية و النهاية 138/8.

الشام، فما الرأي؟ قال: فأضبّ (1) أهل المسجد يقولون: يا أمير المؤمنين الرأي كذا، يا أمير المؤمنين الرأي كذا، يا أمير المؤمنين، فلم يفهم علي كلامهم من كثرة من تكلم، و لم يدر المصيب (2) من المخطئ، فنزل عن المنبر و هو يقول: إنا للّه و إنا إليه راجعون، ذهب بها ابن أكّالة الأكباد - يعني معاوية (3).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر قال: قرئ على أبي عثمان البحيري، أنا السيد أبو الحسن محمّد بن الحسين، أنا أبو الأحرز الطوسي، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا عبد اللّه بن يونس بن بكير، نا أبي عن الأعمش قال: حدّثني من رأى عليّا يوم صفّين يصفق بيديه و يعض عليهما و يقول: يا عجبا، أعصى و يطاع معاوية (4).

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو محمّد هبة اللّه بن سهل، قالا: أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا محمّد بن هارون بن المجدّر، نا أبو طالب الهروي، نا عبد الملك بن هارون بن عنترة، عن أبيه، عن جده عن علي قال:

قنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أربعين ليلة، دعا على حيّ من أحياء العرب.

و قال علي: لا أزيد على قنوت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فقنت أربعين ليلة يدعو على معاوية بن أبي سفيان.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن المجلي، أنا أبو منصور بن عبد العزيز، أنا أبو بكر بن خاقان.

قال: و نا عبد اللّه بن علي بن أيوب، أنا أبو بكر بن الجرّاح، قالا: أنا أبو بكر بن دريد، أنا أبو حاتم (5)،عن أبي عبيدة قال:

قال معاوية: لقد وضعت رجلي في الركاب، و هممت يوم صفّين بالهزيمة فما منعني إلاّ قول ابن الاطنابة (6) حيث يقول:

ص: 137


1- أضب القوم: صاحوا و جلّبوا، و تكلموا كلاما متتابعا غير مفهوم.
2- تقرأ بالأصل: المعيب، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
3- كتب بعدها في «ز»، و د: آخر الجزء الخامس و السبعين بعد الأربعمائة من الأصل.
4- سير أعلام النبلاء 141/3.
5- الخبر و الأبيات في سير الأعلام 142/3 و البداية و النهاية 138/8 من طريق أبي حاتم السجستاني.
6- اسمه عمرو بن عامر بن يزيد مناة الخزرجي، من فرسان الجاهلية و شعرائها، و الإطنابة: أمه، و هي من بني القين، ترجمته في معجم الشعراء للمرزباني.

أبت لي عفتي و أبى بلائي *** و أخذي الحمد بالثمن الربيح

و إكراهي على المكروه نفسي *** و ضربي هامة البطل المشيح

و قولي كلّما جشأت و جاشت *** مكانك تحمدي أو تستريحي

أخبرنا أبو بكر محمّد بن علي بن عمر الكابلي، و أبو القاسم عبد الصّمد بن محمّد بن عبد اللّه بن مندويه، و أبو المطهر شاكر بن نصر بن طاهر الأنصاري، و أبو غالب الحسن بن محمّد بن عالي بن علوكة الأسدي، قالوا: أنا أبو سهل حمد بن أحمد بن عمر بن محمّد بن إبراهيم الصيرفي، أنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن أحمد الخشّاب، أنا أبو علي الحسن بن محمّد بن دكة المعدّل، نا عمرو بن علي، نا يحيى - يعني: ابن سعيد - نا سفيان (1)،عن حبيب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس.

أنه ذكر معاوية (2) فقال فيه قولا شديدا، ثم قال: بلغه أنّ عليا لبّى عشية عرفة، فتركه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه، أنا عبد الواحد بن محمّد بن عثمان بن إبراهيم، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، نا إسماعيل بن إسحاق قال:

سمعت علي بن المديني يقول (3):سمعت سفيان يقول:

ما كانت في عليّ خصلة تقصر به عن الخلافة، و لا كانت في معاوية خصلة ينازع عليا بها.

أخبرني (4) أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي (5)،أنا محمّد بن أحمد بن الحارث الأصبهاني الفقيه، أنا أبو محمّد بن حيّان، أنا أبو العباس محمّد بن سليمان، حدّثني إبراهيم بن سويد الأرمني - ببيروت - قال: قلت لأحمد بن حنبل: من الخلفاء؟ قال: أبو بكر، و عمر، و عثمان، و علي، قلت: فمعاوية؟ قال: لم يكن أحد أحق بالخلافة في زمان علي من علي رضي اللّه عنه، و رحم اللّه معاوية (6).

ص: 138


1- رواه ابن كثير في البداية و النهاية 139/8.
2- كذا بالأصل و النسخ، و العبارة في البداية و النهاية: ذكر معاوية و أنه لبّى عشية عرفة، فقال فيه قولا شديدا. و هذا أوجه، فالمعنى مكتمل و السياق واضح.
3- من طريقه رواه ابن كثير في البداية و النهاية 139/8.
4- كتب فوقها في د: ملحق.
5- البداية و النهاية 138/8 بسنده إلى أحمد بن حنبل، و رواه السيوطي في تاريخ الخلفاء ص 238.
6- كتب بعدها في د، و «ز»: إلى.

قال البيهقي: هكذا وجدته في الكتاب و عليه صح - يعني دعاءه-.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر السامي، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف ابن أحمد، أنا أبو جعفر العقيلي، نا محمّد بن عثمان العبسي، نا عبد اللّه بن محمّد بن سالم، نا محمّد بن سعيد قال:

ذكر قوم معاوية عند شريك فقال بعضهم: كان حليما، فقال: ليس بحليم من سفّه الحق، و قاتل علي بن أبي طالب.

أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو زكريا يحيى بن عمّار بن يحيى بن شدّاد، أنا إبراهيم بن أحمد بن محمّد الأنصاري، نا سعيد ابن يحيى بن سعيد، نا خالد بن حيّان الرقّي، عن جعفر بن برقان، عن يزيد بن الأصم قال:

لما وقع الصلح بين علي و معاوية، خرج علي فمشى في قتلاه، فقال: هؤلاء في الجنّة، ثم مشى في قتلى معاوية فقال: هؤلاء في الجنّة، و ليصير الأمر إليّ و إلى معاوية، فيحكم لي و يغفر لمعاوية، هكذا أخبرني حبيبي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد (1) عنه، أنا أبو نعيم الحافظ، نا أبي، نا محمّد بن أحمد بن أبي يحيى، نا الحسين بن عبد اللّه بن حمران، نا القاسم بن بهرام، نا زيد بن أسلم، عن أبيه، عن ابن عمر قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«أوّل من يختصم من هذه الأمة بين يدي الربّ: علي و معاوية، و أوّل من يدخل الجنّة أبو بكر، و عمر»[12332].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا أبو الحسن بن صصرى - قراءة-.

ح و أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، أنا أبو الحسن - إجازة - نا أبو منصور طاهر بن العبّاس بن منصور، نا عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد بن جعفر، نا إسحاق بن محمّد بن إسحاق السوسي، نا إبراهيم بن عيسى، نا مأمون بن أحمد السلمي، نا أحمد بن عبد اللّه الشيباني، أنا الفرات بن السائب، عن ميمون بن مهران، عن ابن عبّاس قال:

كنت جالسا عند النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و عنده أبو بكر، و عمر، و عثمان، و معاوية، إذ أقبل علي بن أبي طالب، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لمعاوية:«أ تحب عليا يا معاوية؟» فقال معاوية: أي و اللّه

ص: 139


1- تحرفت بالأصل إلى: أحمد، و المثبت عن د، و م، و «ز».

الذي لا إله إلاّ هو، إنّي لأحبه في اللّه حبّا شديدا، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إنّها ستكون بينكم هنيهة» (1)،قال معاوية: ما يكون بعد ذلك يا رسول اللّه؟ فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«عفو اللّه و رضوانه، و الدخول إلى الجنّة»، قال معاوية: رضينا بقضاء اللّه، فعند ذلك نزلت هذه الآية: وَ لَوْ شٰاءَ اللّٰهُ مَا اقْتَتَلُوا وَ لٰكِنَّ اللّٰهَ يَفْعَلُ مٰا يُرِيدُ (2)[12333].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن علي، أنا محمّد بن علي بن محمّد، نا أحمد بن عبد اللّه بن الخضر، أنا أحمد بن علي بن محمّد، حدّثني أبي، حدّثني أبو عمرو السعيدي، نا محمّد بن الوليد السلمي، نا عمرو بن عاصم الأسدي، نا سريج (3) بن يونس، عن علي بن ثابت، عن سعيد بن أبي عروبة قال: قال عمر بن عبد العزيز:

رأيت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال لي:«إذا ولّيت من أمور الناس فاعمل بعمل هذين: أبي بكر، و عمر»، ثم خرج علي بن أبي طالب فقال: قضي لي، و رب الكعبة، يا رسول اللّه، ثم خرج معاوية، فقال: غفر لي، و رب الكعبة، يا رسول اللّه.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو الحسين (4) بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا (5)،حدّثني عبّاد بن موسى، نا علي ابن ثابت الجزري، عن سعيد بن أبي عروبة، عن عمر بن عبد العزيز قال:

رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم (6) و أبو بكر و عمر جالسان عنده، فسلّمت و جلست فبينا أنا جالس إذ أتى بعلي و معاوية، فأدخلا بيتا و أجيف عليهم الباب، و أنا انظر، فما كان بأسرع أن خرج عليّ و هو يقول: قضي لي، و ربّ الكعبة، ثم ما كان بأسرع من أن أخرج معاوية و هو يقول:

غفر لي، و ربّ الكعبة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه بن الشّخّير، نا أحمد بن الحسين بن علي المقرئ - دبيس - نا أبو منصور نصر بن داود،

ص: 140


1- هنات تصغر على هنيّات، و الهنات: الداهية و في المحكم: هناة، و في حديث سطيح:«ستكون هناة و هناة» أي شدائد و أمور عظام، و قيل: شرور و فساد (راجع تاج العروس: هنو) و اللسان و النهاية.
2- سورة البقرة، الآية:253.
3- تحرفت بالأصل إلى: شريح، و المثبت عن «ز»، و د، و م.
4- اللفظة غير مقروءة بالأصل، القسم الأخير منها ممحو، و المثبت عن د، و م، و «ز».
5- من طريقه رواه ابن كثير في البداية و النهاية 139/8.
6- في البداية و النهاية: رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في المنام...

نا يحيى بن يوسف الزّمّي (1) قال:

رأيت علي بن أبي طالب في المنام فقال لي: يا يحيى، ادع لي معاوية، فقلت: يا أمير المؤمنين، و ما تصنع بمعاوية؟ قال: أزوّجه ابنتي، و أتزوج ابنته، و ذكر كلاما، قال يحيى بن يوسف: فحدّثت به عيسى بن يونس فاستحسنه.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو الحسن عبيد اللّه بن محمّد بن إسحاق بن محمّد بن يحيى بن مندة، أنا أبو بكر عبد العزيز بن عبد الواحد بن محمّد بن هدّة (2)،قال:

قال أبو علي شعبة الحافظ أحمد بن الحسن قال أبو القاسم ابن أخي أبي زرعة الرازي (3):

جاء رجل إلى عمي أبي زرعة فقال له: يا أبا زرعة، أنا أبغض معاوية، قال: لم؟ قال:

لأنه قاتل علي بن أبي طالب، قال: فقال له عمّي: إنّ ربّ معاوية ربّ رحيم، و خصم معاوية خصم كريم، فأيش دخولك أنت بينهما - رضي اللّه عنهم أجمعين-.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب، أخبرني الحسن بن محمّد الخلاّل، نا عبد اللّه بن عثمان الصفّار، نا أبو القاسم إسحاق بن إبراهيم بن أررة الفقيه، حدّثني أبي قال: حضرت أحمد بن حنبل و سأله رجل عما جرى بين علي و معاوية، فأعرض عنه، فقيل له: يا أبا عبد اللّه، هو رجل من بني هاشم، فأقبل عليه فقال: اقرأ: تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ، لَهٰا مٰا كَسَبَتْ وَ لَكُمْ مٰا كَسَبْتُمْ، وَ لاٰ تُسْئَلُونَ عَمّٰا كٰانُوا يَعْمَلُونَ (4)(5).

أخبرنا أبو الحسن السلمي، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي، أنا أبو الدحداح، نا أحمد بن عبد الواحد، نا محمّد بن كثير، عن الأوزاعي (6) قال:

سأل رجل الحسن عن علي و عثمان، فقال: كانت لهذا سابقة،[لهذا سابقة] (7) و كانت

ص: 141


1- بدون إعجام بالأصل و د، و «ز»، و م، و فوقها في م ضبة، و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 20/ 269.
2- ضبطت بضمة فوق الهاء بالأصل، و شدّة على الدال في «ز».
3- رواه ابن كثير في البداية و النهاية 139/8 من طريق ابن عساكر.
4- سورة البقرة، الآية:134.
5- رواه ابن كثير في البداية و النهاية 139/8.
6- رواه الذهبي في سير الأعلام 142/3 من طريقه، و ابن كثير في البداية و النهاية 139/8.
7- زيادة اقتضاها السياق عن سير الأعلام و البداية و النهاية.

لهذا قرابة، و لهذا قرابة،[و ابتلي هذا و عوفي هذا. فسأله عن علي و معاوية فقال: كان لهذا قرابة و لهذا قرابة،] (1) و كانت لهذا سابقة، و لم يكن لهذا سابقة، و ابتلينا جميعا.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصلت، أنا أبو بكر محمّد بن جعفر المطيري، نا علي بن حرب الطائي، نا كثير بن هشام، عن كلثوم بن جوشن قال (2):

سأل النّضر أبو عمر الحسن فقال: أبو بكر أفضل أم علي؟ قال: سبحان اللّه، و لا سواء سبقت لعليّ سوابق شركه فيها أبو بكر، و أحدث عليّ أحداثا لم يشركه فيها أبو بكر، أبو بكر أفضل، قال: فعمر أم علي؟ فذكر مثل قوله الأول، قال: عمر أفضل، قال: فعلي أفضل أم عثمان؟ فذكر مثل قوله الأول، ثم قال: عثمان أفضل، فطمع السائل، قال: علي أفضل أم معاوية؟ قال: سبحان اللّه، و لا سواء، سبقت لعلي سوابق لم يشركه فيها معاوية، و أحدث علي أحداثا شركه معاوية في أحداثه، علي أفضل من معاوية.

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، أنا أبو الحسن بن صصرى - إجازة - نا أبو منصور العماري، نا أبو القاسم السقطي، نا إسحاق السوسي، حدّثني سعيد بن المفضل، نا عبد اللّه ابن هاشم، عن علي بن عبد اللّه، عن جرير بن عبد الحميد، عن مغيرة قال:

لما جاء قتل علي إلى معاوية جعل يبكي و يسترجع، فقالت له امرأته: تبكي عليه و قد كنت تقاتله؟ فقال لها: ويحك، إنك لا تدرين ما فقد الناس من الفضل، و الفقه، و العلم (3).

أخبرنا أبو بكر بن اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا اللنباني (4)،نا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن صالح القرشي، أخبرني أبو اليقظان، قال:

قال معاوية: ما روّى أحد في الأمور ترويتي أحد (5) قط، إذا استلقيت على قفاي و وضعت إحدى رجلي على الأخرى، و ما باده الأمور مثل عمرو بن العاص، و ما رميت في مصممة (6)مثل أبي الحسن علي بن أبي طالب قطّ.

ص: 142


1- الزيادة لازمة لرفع الخلل عن سياق الرواية، فالذي بالأصل و بقية النسخ سؤاله عن علي و عثمان (رضي اللّه عنهما) فقط، و الذي استدركناه عن سير الأعلام و البداية و النهاية.
2- من طريقه رواه ابن كثير في البداية و النهاية 139/8.
3- البداية و النهاية 139/8.
4- تحرفت بالأصل و بقية النسخ إلى: اللبناني.
5- كذا بالأصل و بقية النسخ:«ترويتي أحد قط».
6- فوقها ضبة في م.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، عن الدارقطني.

و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن عبد الكريم بن محمّد بن أحمد، أنا الدارقطني.

قال: البرك (1) بن عبد اللّه الخارجي هو الذي أراد قتل معاوية فضربه بالسيف ففلق إليته.

ذكره بضم الباء (2) و فتح الراء.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أحمد بن علي بن ثابت.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه.

قالا: أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (3)،نا الحجّاج - يعني ابن أبي منيع الرصافي - نا جدي، عن الزهري، عن أنس بن مالك قال:

تعاهد ثلاثة رهط من أهل العراق على قتل معاوية و عمرو بن العاص، و حبيب بن مسلمة، فأقبلوا بعد ما بويع معاوية على الخلافة حتى قدموا إيلياء (4) فصلّوا (5) من السحر ما قدر لهم، ثم سألوا بعض من حضر المسجد من أهل الشام عن ساعة يوافقون فيها خلوة أمير المؤمنين و هو لنا فارغ، و قالوا: إنّا رهط من أهل العراق، و أصابنا غرم في أعطياتنا، فنريد أن نكلم أمير المؤمنين، و هو لنا فارغ، فقالوا لهم: أمهلوا حتى إذا ركب دابته فاعرضوا له، فكلّموه، فإنه سيقف عليكم حتى تفرّغوا من كلامه في حاجتكم، فعجلوا ذلك فلمّا خرج معاوية لصلاة الفجر كبّر، فلمّا سجد السجدة الأولى، انبطح أحدهم على ظهر الحرسيّ الساجد بينه و بين أمير المؤمنين حتى طعن معاوية في مأكمته (6) بخنجر في يده، فانصرف معاوية و قال للناس: أتموا صلاتكم.

ص: 143


1- بالأصل و بقية النسخ: الترك، تصحيف، راجع الحاشية التالية.
2- بالأصل و بقية النسخ:«التاء» تصحيف، و الصواب ما أثبت عن المؤتلف و المختلف 248/1 و الاكمال لابن ماكولا 248/1-249 و تبصير المنتبه لابن حجر 78/1.
3- ليس في كتاب المعرفة و التاريخ المطبوع ليعقوب بن سفيان الفسوي، و رواه من طريقه الذهبي في سير الأعلام 3/ 143 باختصار.
4- إيلياء: اسم مدينة بيت المقدس.
5- تقرأ بالأصل و بقية النسخ:«يصلوا» و لعل الصواب:«يصلون» و المثبت عن سير الأعلام.
6- المأكمة: العجيزة، و قيل إن المأكمتين هما رءوس أعالي الوركين عن اليمين و الشمال.

و أخذ الرجل، فأوثق منه، فدخل معاوية و دعي له الطبيب فقال له الطبيب: إن لم يكن هذا الخنجر مسموما (1) فليس عليك بأس؛ فأعدّ عقاقيره التي تشرب إن كان مسموما، ثم أمر من يعرفها من تبّاعه أن يسقيه إن عقل لسانه حتى يلحس، ثم لحس الخنجر فلم يجده مسموما، فكبّر و كبّر من عنده من الناس، فخرج خارجة و هو أحد بني عدي إلى الناس من عند معاوية، فقال: هذا أمر عظيم، ليس بأمير المؤمنين بأس، فحمد اللّه و أخذ يذكر الناس، فشدّ عليه الحروريون الباقون بالسيف يحسبونه (2) عمرو بن العاص، فضربه على الذؤابة فقتله، فرماه الناس بالثياب و تعاووا (3) عليه حتى أخذوه فأوثقوه، و استلّ الثالث السيف، فشدّ على أهل المسجد، فانكشف الناس و صبر له سعيد بن مالك بن شهاب، و عليه ممطر، تحته السيف مشرجا على قائمه، فأهوى يده فأدخلها في الممطر يحل شرج السيف، فلم يفض لحلّه، حتى غشيه الحروري، فنحّاه لمنكبه الأيسر، فضربه الحروري ضربة خالطت سحره (4)،ثم استلّ سعيد السيف فاختلف هو و الحروري ضربتين، فضربه الحروري على عينه اليسرى ضربة ذهبت عينه (5)،و ضربه سعيد فطرح يمينه و السيف، ثم علاه سعيد بالسيف حتى قتل الحروري، و نزف سعيد، فاحتمل نزيفا، فدووي ثلاثين ليلة، ثم توفي و هو يخبر من يدخل عليه: أم و اللّه لو شئت لانحزت مع الناس، و لكني تحرّجت أن أوليه ظهري، و معي السيف، فدخل رجل من كلب على الذي طعن معاوية، فقال: هذا طعن معاوية، فقالوا: نعم، فامتلخ (6) السيف فضرب عنقه، و أخذ الكلبي فسجن، و قالوا: قد اتهمت بنفسك، قال: إنّما قتلته غضبا للّه، فلما سئل عنه فوجد بريئا أرسل، و دفع قاتل خارجة إلى أوليائه من بني عدي بن كعب، فقطعوا يده، و رجله، و سمروا عينه، ثم حملوه حتى حلوا به العراق، فعاش كذلك حينا، ثم تزوج امرأة، فولدت له غلاما، فسمعوا به قد ولد له غلام، فقالوا: لقد عجزنا حين يترك قاتل خارجة يولد له الغلمان، فكلّموا فيه معاوية، فأذن لهم في قتله، فقتلوه، و قال الحروري الذي قتل خارجة حين ذكر له أنه قتل خارجة: أما و اللّه ما أردت

ص: 144


1- بالأصل و «ز»: «إن هذا الخنجر أن لا يكون مسموما» و في م و د:«لا يكن» و المثبت عن المختصر.
2- بالأصل و «ز»، و د:«يحسبه، و في م: فحسبه، و فوقها ضبة، و المثبت عن المختصر.
3- تعاووا عليه: تعاونوا و تساعدوا.
4- السحر: ما التزق بالحلقوم و المري من أعلى البطن، و قيل: هو الرئة، و قيل: هو الكبد.
5- في «ز»، و م، و د: عنه.
6- امتلخ السيف يعني استله.

إلاّ عمرو بن العاص، فقال عمرو حين بلغته كلمته: و لكن أراد اللّه خارجة (1).

أخبرنا أبو بكر الحاسب، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر، نا أحمد، نا الحسين، نا ابن سعد، أنا عفّان بن مسلم، نا أبو عوانة، عن حسين بن عمران، عن شيخ، عن عبد الرّحمن بن أبزى، عن عمر قال:

هذا الأمر في أهل بدر ما بقي منهم أحد، ثم في أهل أحد ما بقي منهم أحد، و في كذا و كذا، و ليس فيها لطليق و لا لولد طليق و لا لمسلمة الفتح شيء.

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمّد، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن ياسر، أنا علي بن يعقوب بن أبي العقب، حدّثني القاسم بن موسى بن الحسن، نا عبدة الصفّار، نا أبو داود (2)،نا أيوب بن جابر، عن أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد قال:

قلت لعائشة: أ لا تعجبين لرجل من الطلقاء ينازع أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم في الخلافة؟ قالت: و ما تعجب من ذلك؟ هو سلطان اللّه يؤتيه البر و الفاجر، و قد ملك فرعون أهل مصر أربع مائة سنة.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن الآبنوسي - قراءة - أنا ابن عبيد - إجازة-.

ح قالا: و أنا أبو تمام - إجازة - أنا أحمد بن عبيد - قراءة - نا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، نا عبد الرّحمن بن صالح الأزدي، نا أبو معاوية عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن هزيل بن شرحبيل قال:

صعد معاوية المنبر فقال: يا أيها الناس، و من كان أحق بهذا الأمر مني، و هل بقي أحد أحقّ بهذا الأمر مني؟ قال: و نا ابن أبي خيثمة، نا يحيى بن معين، نا أبو مسهر، عن سعيد بن عبد العزيز قال:

ص: 145


1- عقب الذهبي في سير الأعلام قال: هذه المرة غير المرة التي جرح فيها وقتما قتل علي رضي اللّه عنه، فإن تلك فلق أليته و سقي أدوية خلصته من السم، لكن قطع نسله.
2- رواه ابن كثير في البداية و النهاية 140/8 نقلا عن ابن عساكر بسنده إلى أبي داود. و رواه الذهبي في سير الأعلام من طريق أيوب بن جابر 143/3.

كان عليّ بالعراق يدعى أمير المؤمنين، و كان معاوية بالشام يدعى الأمير، فلما مات علي دعي معاوية بالشام أمير المؤمنين.

أخبرنا أبو الحسن (1) بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (2).

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا ابن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر بن درستويه، نا يعقوب بن سفيان، نا ابن بكير، عن الليث بن سعد قال: بويع معاوية بإيلياء في رمضان بيعة الجماعة، و دخل الكوفة سنة أربعين.

أخبرنا أبو الحسن، نا - و أبو منصور، أنا - أبو بكر قال (3):

هذه البيعة كانت بيعة أهل الشام لمعاوية عند مقتل علي، و ذلك في سنة أربعين، و أما دخوله الكوفة و مبايعة (4) الحسن بن علي له فإنما كان ذلك في سنة إحدى و أربعين.

أخبرنا علي بن أحمد بن عمر الحمّامي المقرئ، أنا علي بن أحمد بن أبي قيس (5)الرفاء، حدّثني أبو بكر بن أبي الدنيا، نا سعيد بن يحيى، عن عبد اللّه بن سعيد، عن زياد بن عبد اللّه، عن ابن إسحاق قال (6):

بويع معاوية بالخلافة في شهر ربيع الأول سنة إحدى و أربعين.

و قد قيل إن معاوية بويع قبل قتل علي.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن علي، أنا أبو الحسن محمّد بن علي السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق بن خربان، نا أحمد بن عمران الأشناني، نا موسى بن زكريا التستري، نا خليفة بن خيّاط قال (7):

و بايع أهل الشام معاوية بالخلافة في ذي القعدة سنة سبع و ثلاثين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار،

ص: 146


1- تحرفت في «ز» إلى: الحسين.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 210/1 و البداية و النهاية 139/8.
3- تاريخ بغداد 210/1.
4- في تاريخ بغداد: و اتفاقه مع الحسن بن علي.
5- سقطت من م.
6- سير أعلام النبلاء 146/3.
7- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 192 (ت. العمري).

قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، أنا عبيد اللّه السكري، نا زكريا المنقري، نا الأصمعي، نا عدي ابن أبي عمارة، عن أبيه، عن حرب بن زياد قال: كان نقش خاتم معاوية (1):لكل عمل ثواب (2).

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا عبيد اللّه بن محمّد بن أبي مسلم، أنا عثمان بن أحمد بن السمّاك، نا إسحاق بن إبراهيم بن سنين، نا أحمد بن محمّد بن أبي يعقوب، عن محمّد بن المبارك قال:

كان نقش خاتم معاوية: لا قوة إلا باللّه (3).

قال: و نا إسحاق، نا أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن أبي مذعور، حدّثني بعض أهل العلم أن آخر ما تكلم به معاوية: اتقوا اللّه، فإنه لا يقين لمن لا يتّقي اللّه، و كان نقش خاتمه: لا حول و لا قوة إلا باللّه.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن جنيقا، أنا إسماعيل الخطبي، حدّثني علي بن محمّد بن خالد، نا سعيد بن يحيى الأموي، حدّثني عمي عبد اللّه، عن زياد بن عبد اللّه، عن محمّد بن إسحاق قال:

دخل معاوية الكوفة و بويع له بالخلافة في شهر ربيع الأول سنة إحدى و أربعين.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا الحمامي، نا علي بن أحمد.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن محمّد، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عمر بن الحسن، قالا: نا ابن أبي الدنيا، نا سعيد بن يحيى، نا - و قال ابن الأكفاني: عن - عبد اللّه بن سعيد، عن زياد بن عبد اللّه، عن ابن معاوية قال:

بويع معاوية بالخلافة في شهر ربيع الأول سنة إحدى و أربعين، و هو معاوية بن صخر ابن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، و أم معاوية - و قال ابن الأكفاني: و أمّه - هند بنت عتبة (4) بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال.

ص: 147


1- استدركت على هامش «ز»، و بعدها صح.
2- البداية و النهاية 140/8 و لم ينسبه، رواه عن بعضهم.
3- البداية و النهاية 140/8.
4- تحرفت في «ز» إلى: عقبة.

ح و أخبرني أبو المظفّر، أنا أبو بكر البيهقي.

قالا: أنا علي بن محمّد بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه.

ح قال: و أنا البيهقي، أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ، نا محمّد بن المؤمّل، نا الفضل بن محمّد، نا أحمد بن حنبل، نا إسحاق بن عيسى، عن أبي معشر - زاد ابن السمرقندي بإسناده:

نا حنبل، نا عاصم بن علي، نا أبو معشر - قال:

و دخل معاوية الكوفة و بويع بأذرح (1)،بايعه (2) الحسن بن علي في جمادى الأولى سنة إحدى و أربعين (3).

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو الطيب المنبجي، نا عبيد اللّه بن سعد بن إبراهيم قال: قال أبي سعد بن إبراهيم:

و أصيب عليّ بالعراق، فخرج الحسن و معاوية فاصطلحا، و دخل معاوية الكوفة في شهر ربيع الأول، و كانت الجماعة، و بويع معاوية بإيلياء في شهر ربيع الأول سنة أربعين.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (4)،نا محمود - و هو ابن خالد - قال: قلت:- يعني لدحيم - فمعاوية؟ قال: ابن ثلاث (5) و سبعين سنة، اجتمعوا عام الجماعة - يعني: سنة أربعين - و معهم جرير البجلي، فقال لهم معاوية: أنا ابن سبع و خمسين، هذا عام الجماعة، و هي سنة أربعين.

قال: و نا أبو زرعة، قال (6):سمعت أبا مسهر - أملى علينا - أن معاوية بويع سنة أربعين و هو عام الجماعة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (7):

ص: 148


1- تقدم التعريف بها.
2- بالأصل و «ز»، و د، و م: تابعه.
3- سير الأعلام 146/3.
4- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 596/1.
5- في تاريخ أبي زرعة: سبع و سبعين.
6- تاريخ أبي زرعة 190/1.
7- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 203 (ت. العمري).

سنة إحدى و أربعين فيها سنة الجماعة، اجتمع الحسن بن علي، و معاوية بن أبي سفيان، فاجتمعا بمسكن من أرض السواد من ناحية الأنبار، فاصطلحا، و سلّم الحسن بن علي إلى معاوية، و ذلك في شهر ربيع الآخر، أو في جمادى الأولى سنة إحدى و أربعين، و اجتمع الناس على معاوية، و دخل الكوفة.

أنبأنا أبو علي محمّد بن سعيد بن إبراهيم.

ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن المحاملي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الفضل بن خيرون، قالوا: أنا أبو علي بن شاذان.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه أيضا، أنا طراد بن محمّد، و أبو محمّد التميمي، قالا: أنا أبو بكر بن وصيف، قالا: نا أبو بكر الشافعي، نا عمر بن حفص السدوسي، نا محمّد بن يزيد، قال:

و استخلف معاوية بن صخر بن حرب، و كنيته أبو عبد الرّحمن، حين صالح الحسن بن علي على سنة إحدى و أربعين في شهر ربيع الأول أو الآخر، لخمس بقين من شهر ربيع الأول سنة إحدى و أربعين.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا محمّد بن الحسين قال: قال أبو حفص:

فملك معاوية يوم الاثنين لخمس بقين من شهر ربيع الأول سنة إحدى و أربعين.

أخبرنا أبو الحسن المالكي، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (1)،أنا الحسن بن محمّد الخلاّل، نا أحمد بن إبراهيم، نا أبو أحمد الجريري (2)،نا أحمد بن الحارث الخرّاز (3)،نا أبو الحسن المدائني: في قصة الحسن بن عليّ.

لمّا بايع له الناس بعد قتل عليّ قال: و أقبل معاوية إلى العراق في ستين ألفا، و استخلف على الشام الضحّاك بن قيس الفهري، و الحسن مقيم بالكوفة لم يشخص حتى بلغه أن معاوية،

ص: 149


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 208/1 و سير الأعلام 146/3.
2- بالأصل، و د، و «ز»، و م: الحريري، و المثبت عن تاريخ بغداد.
3- بالأصل و تاريخ بغداد: الخزاز، و المثبت عن «ز»، و د، و م.

قد عبر جسر منبج، فعقد لقيس بن سعد بن عبادة على اثني عشر ألفا، و ودّعهم و أوصاهم، فأخذوا على الفرات، و قرى الفلوجة، و سار قيس إلى مسكن ثم أتى الأخنونيّة (1) و هي حربى فنزلها، و أقبل معاوية من جسر منبج إلى الأخنونيّة (2)،فسار عشرة أيام معه القصّاص يقصّون في كل يوم، يحضّون أهل الشام عند وقت كل صلاة، فقال بعض شعرائهم:

من جسر منبج أضحى غبّ عاشرة *** في نخل مسكن تتلى حوله السور

قال: و نزل معاوية بإزاء عسكر قيس بن سعد، و قدم بسر بن أبي أرطأة إليهم، فكانت بينهم مشاولة (3)،و لم يكن قتل (4) و لا جراح، ثم تحاجزوا، و ساق بقية الحديث.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين، نا ابن سعد، أنا عارم بن الفضل، نا حمّاد بن زيد، عن معمر، عن الزهري، أن معاوية عمل سنتين ما يخرم عمل عمر، ثم إنه بعد (5).

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر الحافظ.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن اللاّلكائي.

قالا: أنا ابن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب، نا أبو بكر بن أبي شيبة، و سعيد بن منصور، قالا: نا أبو معاوية، نا الأعمش (6)،عن عمرو بن مرة، عن سعيد بن سويد، قال:

صلى بنا معاوية بالنّخيلة (7) الجمعة في الضحى، ثم خطبنا فقال: ما قاتلتكم لتصوموا و لا لتصلوا و لا لتحجّوا و لا لتزكّوا، قد عرف أنكم تفعلون ذلك، و لكن إنّما قاتلتكم لأتأمّر عليكم، فقد أعطاني اللّه ذلك و أنتم كارهون.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن، أنا أبو عمر، أنا أحمد، نا الحسين، نا ابن سعد، أنا يعلى بن عبيد، نا الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن سعيد بن سويد قال:

ص: 150


1- بالأصل و بقية النسخ:«الأخنوسة» تصحيف، و المثبت عن تاريخ بغداد، و معجم البلدان، و الأخنونية بالضم ثم السكون و ضم النون... و ياء مشددة، موضع من أعمال بغداد، و قيل هي حربي.
2- راجع الحاشية السابقة.
3- كذا بالأصل، و د،«مشاولة» و في م:«مساوبه» و مكانها بياض في «ز»، و في تاريخ بغداد: مناوشة.
4- في تاريخ بغداد: قتلى.
5- سير الأعلام 146/3.
6- من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام 146/3-147 و ابن كثير في البداية و النهاية 140/8.
7- النخيلة: موضع قرب الكوفة على سمت الشام (راجع معجم البلدان).

خطبنا معاوية بالنّخيلة، فقال: يا أهل العراق أ ترون إنّي إنّما قاتلتكم لأنكم لا تصلون، و اللّه لأني لأعلم أنكم تصلّون، أو إنكم لا تغتسلون من الجنابة، و لكن إنّما قاتلتكم لأتأمّر عليكم، فقد أمّرني اللّه عليكم (1).

كتب إليّ أبو عبد اللّه بن الحطاب (2)،أنا أبو الفضل السعدي، أنا أبو عبد اللّه بن بطة، قال: قرئ على أبي القاسم البغوي، نا علي بن المنذر الطريقي الكوفي، نا محمّد بن فضيل قال: و حدّثني أبو بكر بن زنجويه، نا نعيم بن حمّاد، نا ابن فضيل، عن السري بن إسماعيل عن الشعبي، حدّثني سفيان بن الليل قال:

قلت للحسن بن علي لما قدم من الكوفة إلى المدينة: يا مذلّ المؤمنين، قال: لا تقل ذاك، فإنّي سمعت أبي يقول: لا تذهب الأيام و الليالي حتى يملك معاوية، فعلمت أنّ أمر اللّه واقع، فكرهت أن تهراق بيني و بينه دماء المسلمين (3)(4).

أخبرنا أبو بكر بن كرتيلا، أنا أبو بكر الخيّاط، أنا أبو الحسين السوسنجردي، أنا أبو جعفر بن أبي طالب، حدّثني أبي، حدّثني أبو عمرو القرشي، نا علي بن حرب الطائي، نا أبان بن سفيان، نا هشيم، عن مجالد، عن الشعبي قال:

قيل للحارث الأعور: ما حمل الحسن بن علي على أن يبايع لمعاوية و له الأمر؟ قال:

إنه سمع عليا يقول: لا تكرهوا إمرة معاوية (5).

قال: و نا أبو عمرو، نا أحمد بن سهل أبو غسّان، نا الجرّاح بن مخلد، نا شهاب بن عبّاد العبدي، نا حيان بن علي العنزي، عن مجالد، عن الشعبي، عن الحارث، عن علي قال: لا تكرهوا إمارة معاوية، فو اللّه لئن فقدتموه لترون رءوسا تندر عن كواهلها كأنها الحنظل (6).

ص: 151


1- قوله:«فقد أمرني اللّه عليكم» ليس في «ز».
2- تحرفت بالأصل و د، و «ز»، و م إلى: الخطاب.
3- رواه الذهبي في سير الأعلام 147/3 و ابن كثير في البداية و النهاية 140/8.
4- كتب بعدها في «ز»، و د: آخر الجزء السادس و السبعين بعد الستمائة.
5- البداية و النهاية 140/8.
6- تاريخ الإسلام (حوادث سنة 41-60) ص 311.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا عبد الوهّاب بن محمّد، أنا الحسن بن محمّد، أنا أحمد ابن محمّد بن عمر، نا ابن أبي الدنيا، نا يوسف بن موسى، نا أبو أسامة، عن مجالد عن الشعبي، عن الحارث قال:

قال علي: لا تكرهوا إمارة معاوية، فإنكم لو فقدتموه لرأيتم الرءوس تنزو من كواهلها كالحنظل.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة، نا أبو كريب، نا ابن أبي زائدة، عن مجالد، عن الشعبي، عن الحارث، عن علي قال:

لا تكرهوا إمرة معاوية، فو اللّه لئن فقدتموه لترون الرءوس تندر عن كواهلها.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، أنا ابن سعد، أنا أبو أسامة حمّاد بن أسامة، عن مجالد، عن عامر، عن الحارث قال:

لما رجع عليّ من صفين علم أنه لا يملك، فتكلم بأشياء لم يكن يتكلّم بها قبل ذلك، و قال أشياء لم يكن يقولها قبل ذلك، فقال: أيها الناس، لا تكرهوا إمارة معاوية، فو اللّه لو فقدتموه لقد رأيتم الرءوس تندر (1) من كواهلها كالحنظل.

أخبرناه عاليا من غير ذكر الحارث فيه أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا الحسن بن علي بن عفّان، نا أبو أسامة، عن مجالد، عن عامر قال:

لما رجع علي من صفّين قال: يا أيها الناس، لا تكرهوا إمارة معاوية، فإنه لو فقدتموه لقد رأيتم الرءوس تنزو (2) من كواهلها كالحنظل.

أخبرنا أبو بكر بن كرتيلا، أنا أبو بكر الخيّاط، أنا أبو الحسين السوسنجردي، أنا أحمد بن أبي طالب، حدّثني أبي، أنا أبو عمرو السعيدي، نا أحمد بن منصور الرمادي، نا عبد اللّه - يعني ابن صالح - حدّثني معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية، عن جبير بن نفير، عن أبي الدرداء قال: لا مدينة بعد عثمان، و لا رخاء بعد معاوية.

ص: 152


1- تندر: تسقط.
2- نزا نزوا و نزاء و نزوا و نزوانا: وثب (القاموس).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا الفيريابي، نا عمرو بن عثمان الحمصي، نا بشر بن شعيب، عن أبيه، عن الزهري (1)،حدّثني القاسم بن محمّد.

أن معاوية بن أبي سفيان حين قدم المدينة يريد الحجّ دخل على عائشة، فكلّمها خاليين لم يشهد كلامهما إلاّ ذكوان أبو عمرو مولى عائشة، فقالت له عائشة: أمنت أن أخبأ لك رجلا يقتلك بقتلك أخي محمّدا، قال معاوية: صدقت، فكلّمها معاوية، فلمّا قضى كلامه تشهّدت عائشة ثم ذكرت ما بعث اللّه به نبيه من الهدى، و دين الحق، و الذي سنّ الخلفاء بعده، و حضّت معاوية على اتّباع أمرهم (2)،فقالت في ذلك، فلم تترك (3)،فلما قضت مقالتها قال لها معاوية: أنت و اللّه العالمة بأمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، المناصحة، المشفقة، البليغة الموعظة، حضضت على الخير، و أمرت به، و لم تأمرينا إلاّ بالذي هو لنا، و أنت أهل أن تطاعي، فتكلّمت هي و معاوية كلاما كثيرا، قال: فلمّا قدم (4) معاوية اتكأ (5) على ذكوان قال: و اللّه ما سمعت خطيبا - ليس رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم - أبلغ من عائشة.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر، أنا أحمد، نا الحسين، نا ابن سعد (6)،أنا خالد بن مخلد البجلي، نا سليمان بن بلال، حدّثني علقمة بن أبي علقمة عن أمه قالت:

قدم معاوية بن أبي سفيان المدينة، فأرسل إلى عائشة أن ارسلي إليّ بأنبجانية (7) رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و شعره، فأرسلت به معي أحمله، حتى دخلت به عليه، فأخذ الأنبجانية فلبسها، و أخذ شعره فدعا بماء، فغسله فشربه، و أفاض على جلده.

ص: 153


1- من طريقه رواه ابن كثير في البداية و النهاية 140/8 و الذهبي في سير الأعلام 147/3.
2- في البداية و النهاية: أثرهم.
3- في البداية و النهاية: فقالت في ذلك، فلم تترك له عذرا.
4- البداية و النهاية: قام.
5- رسمت بالأصل: اتكى، بالقصر. و مثلها في د، و مكانها بياض في م، و في «ز»: أثنى.
6- رواه الذهبي في سير الأعلام 148/3 من طريق ابن سعد، و في تاريخ الإسلام(41-60) ص 311-312 من طريق علقمة بن أبي علقمة و البداية و النهاية 140/8-141.
7- أنبجانية بكسر الباء و فتحها كساء منسوب إلى منبج، و أبدلت الميم همزة و قيل منسوبة إلى موضع اسمه أنبجان، و هو أشبه لأن الأول فيه تعسف، و هو كساء من الصوف له خمل و لا علم له، و هي من أدون الثياب الغليظة. و قال ابن قتيبة: كساء، منبجاني و لا يقال انبجاني لأنه منسوب إلى منبج (تاج العروس: نبج).

أخبرنا أبو الحسن المالكي، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو محمّد بن زبر، نا أحمد بن عبيد بن ناصح، نا الأصمعي (1)،عن الهذلي، عن الشعبي قال:

لما قدم معاوية المدينة عام الجماعة، تلقّته رجال من وجوه قريش، فقالوا: الحمد للّه الذي أعزّ نصرك، و أعلى أمرك، فما ردّ عليهم جوابا حتى دخل المدينة، فقصد المسجد، و علا المنبر، فحمد اللّه، و أثنى عليه، ثم قال: أمّا بعد، فإنّي و اللّه ما وليت أمركم حين وليته و أنا أعلم أنكم لا تسرّون بولايتي و لا تحبّونها، و إنّي لعالم بما في نفوسكم، و لكني خالستكم بسيفي هذا مخالسة، و لقد رمت (2) نفسي على عمل ابن أبي قحافة، فلم أجدها تقوم بذلك، و أردتها على عمل ابن الخطّاب فكانت عنه أشد نفورا، و حاولتها على مثل سنيّات عثمان، فأبت عليّ، و أين مثل هؤلاء، هيهات أن يدرك فضلهم أحد ممن بعدهم، رحمة اللّه و رضوانه عليهم، غير أنّي قد سلكت بها طريقا فيه منفعة و لكم فيه مثل ذلك، و لكلّ فيه مواكلة حسنة و مشاربة جميلة ما استقامت السيرة و حسنت الطاعة، فإن لم تجدوني خيركم، فأنا خير (3)لكم، و اللّه لا أحمل السيف على من لا سيف معه، و مهما تقدم مما قد علمتموه فقد جعلته دبر أذني، و إن لم تجدوني أقوم بحقكم كلّه، فارضوا مني ببعضه، فإنها ليست بقائبة قوبها، و إن السّيل (4) إذا جاء تترى، و إن قلّ أغنى، و إياكم و الفتنة، فلا تهمّوا بها، فإنها تفسد المعيشة، و تكدّر النعمة، و تورّث الاستئصال، و أستغفر اللّه لي و لكم، ثم نزل.

قال أبو جعفر: القائبة: البيضة، و القوب الفرخ، يقال: قابت البيضة تقوب إذا انفلقت عن الفرخ.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر بن بكران، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد، أنا أبو جعفر العقيلي (5)،نا يحيى بن عثمان - يعني ابن صالح - نا أبو صالح، حدّثني الليث، حدّثني علوان بن صالح، عن صالح بن كيسان.

ص: 154


1- من طريقه رواه ابن كثير في البداية و النهاية 141/8 و الذهبي في تاريخ الإسلام(41-60) ص 312 و سير الأعلام 148/3 من طريق أبي بكر الهذلي.
2- سير الأعلام: أردت.
3- بالأصل و م و د: خيركم، و المثبت عن «ز»، و المصادر.
4- بالأصل و «ز» و د، و م: السبيل، و المثبت عن المصادر.
5- رواه العقيلي في الضعفاء الكبير 421/3 في ترجمة علوان بن داود البجلي، و من طريق الليث رواه ابن كثير في البداية و النهاية 141/8.

أن معاوية بن أبي سفيان قدم المدينة أول حجّة حجّها بعد اجتماع الناس عليه، فلقيه الحسن و الحسين، و رجال من قريش، فتوجّه إلى دار عثمان بن عفّان، فلمّا دنا إلى باب الدار صاحت عائشة ابنة عثمان و ندبت أباها، فقال معاوية لمن معه: انصرفوا إلى منازلكم، فإنّ لي حاجة في هذه الدار، فانصرفوا، و دخل، فسكن عائشة و أمرها بالكف، و قال لها: يا بنت أخي، إنّ الناس أعطونا سلطانا، فأظهرنا لهم حلما تحته غضب، و أظهروا لنا طاعة تحتها حقد، فبعناهم هذا و باعونا هذا، فإن أعطيناهم غير ما اشتروا شحّوا على حقهم و مع كل إنسان منهم شيعة (1)،و هو يرى مكان شيعتهم فإن نكثنا به (2) نكثوا بنا، ثم لا ندري أ تكون لنا الدائرة أم علينا؟ و أن تكوني ابنة عثمان (3) أمير المؤمنين خير من أن تكوني أمة من إماء المسلمين، و نعم الخلف أنا لك بعد أبيك.

خالفه غيره في نسب علوان فقال: ابن داود.

أخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر، و أم البهاء بنت محمّد، قالتا: أنا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمّد، أنا أبو محمّد المخلدي، أنا أبو محمّد زنجويه بن محمّد اللبّاد، نا محمّد بن رافع، نا محمّد بن بشر (4)،نا مجالد، عن أبي الوداك، عن أبي سعيد قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إذا رأيتم فلانا يخطب على منبري فاقتلوه»[12334].

رواه جندل بن والق (5) عن محمّد بن بشر، فسمّى معاوية (6).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (7)،أنا علي بن العباس - هو المقانعي (8)-نا علي بن المثنّى، نا الوليد بن القاسم، عن مجالد، عن أبي الوداك، عن أبي سعيد أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه»[12335].

ص: 155


1- في الضعفاء الكبير: شيعته.
2- في الضعفاء الكبير: فإن نكثناهم نكثوا فينا.
3- تحرفت بالأصل، و م، و د، و «ز» إلى: عمر، و ليست اللفظة في الضعفاء الكبير، و المثبت عن البداية و النهاية.
4- رواه الذهبي في سير الأعلام 149/3.
5- كذا بالأصل و د،«واثق» تحريف، و المثبت عن سير الأعلام و تاريخ الإسلام، له ترجمة في الجرح و التعديل 2/ 535.
6- قوله: رواه... إلى هنا سقط من «ز».
7- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 83/7.
8- قوله:«أنا علي بن العباس - هو المقانعي» ليس في ابن عدي.

قال ابن عدي: و هذا رواه عن مجالد محمّد بن بشر و غيره.

قال: و أنا ابن عدي (1)،نا محمّد بن إبراهيم الأصبهاني، نا أحمد بن الفرات، نا عبد الرزّاق، أنا جعفر بن سليمان، عن علي بن زيد، عن أبي نضرة (2)،عن أبي سعيد عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه»[12336].

قال ابن عدي: و هذا الحديث إنّما رواه عبد الرزّاق عن ابن عيينة عن علي بن زيد، و هو بجعفر (3) أشبه.

قال: و نا ابن عدي (4)،نا محمّد بن سعيد بن معاوية النصيبي، نا سليمان بن أيوب أبو عمر الصريفيني، نا سفيان بن عيينة عن علي بن زيد بن جدعان، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«إذا رأيتم معاوية على منبري فارجموه»[12337].

قال: و أنا ابن عدي (5) في كتابي بخطي عن الفضل بن الحباب: نا محمّد بن عبد اللّه الخزاعي، نا حمّاد بن سلمة، عن علي زيد، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«إذا رأيتم معاوية على هذه الأعواد فاقتلوه».

قال: فقام إليه رجل من الأنصار و هو يخطب بالسيف، فقال أبو سعيد: ما تصنع؟ قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«إذا رأيتم معاوية يخطب على الأعود فاقتلوه» فقال له أبو سعيد: إنّا قد سمعنا ما سمعت، و لكنا نكره أن يسل السيف على عهد عمر، حتى نستأمره، فكتبوا إلى عمر في ذلك، فجاء موته قبل أن يجيء جوابه.

قال: و أنا أبو أحمد (6)،أنا علي بن العباس - هو المقانعي - نا عباد بن يعقوب، نا الحكم بن ظهير، عن عاصم، عن زرّ، عن عبد اللّه أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه».

قال ابن عدي (7):عامة أحاديثه غير محفوظة - يعني الحكم بن ظهير-.

ص: 156


1- الكامل لابن عدي 146/2 في ترجمة جعفر بن سليمان الضبعي.
2- «أبي نضرة» استدرك عن هامش الأصل.
3- يعني جعفر بن سليمان الضبعي.
4- الكامل لابن عدي 200/5 في ترجمة علي بن زيد بن جدعان.
5- الكامل لابن عدي 200/5-201.
6- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 209/2 في ترجمة الحكم بن ظهير.
7- الكامل لابن عدي 210/2.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو القاسم، أنا أبو عمرو عبد الرّحمن بن محمّد الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،نا ابن حمّاد، نا إبراهيم بن الجنيد.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن المظفّر السامي، أنا أحمد بن محمّد العتيقي، أنا يوسف بن أحمد بن الدخيل، نا أبو جعفر محمّد بن عمرو العقيلي (2)،نا إبراهيم ابن محمّد.

قالا: نا سليمان بن حرب، نا حمّاد بن زيد قال: قيل - و في رواية العتيقي: قلت - لأيوب إن عمرو بن عبيد روى عن الحسن - زاد ابن الجنيد: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و قالا:- إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه، قال: كذب - و في رواية العقيلي: إذا رأيتم معاوية على المنبر فاقتلوه، قال: كذب عمرو.

ح و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب (3)، أنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أنا محمّد بن عبد اللّه بن خلف الدقّاق، نا عمر بن محمّد (4)الجوهري، نا أبو بكر الأثرم، نا سليمان بن حرب، نا حمّاد بن زيد قال: قيل لأيوب: إن عمرو بن عبيد روى (5) عن الحسن أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«إذا رأيتم معاوية على المنبر فاقتلوه»، فقال: كذب عمرو (6).

[قال ابن عساكر:] (7) و هذه الأسانيد كلها فيها مقال:

حدّثنا (8) الفقيه أبو الحسن - لفظا - عن عبد العزيز بن (9) أحمد، أنا القاضي أبو الحسن محمّد بن علي بن صخر - إجازة - قال: بلغني أن عبد اللّه بن أبي داود قال في الحديث المروي عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه - يعني معاوية بن تابوه (10) رأس المنافقين، و كان حلف أن يبول و يتغوّط على منبره.

ص: 157


1- الكامل لابن عدي 98/5 في ترجمة عمرو بن عبيد بن باب.
2- رواه العقيلي في الضعفاء الكبير 280/3 في ترجمة عمرو بن عبيد بن ياب.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 181/12 في ترجمة عمرو بن عبيد بن باب، أبو عثمان المعتزلي.
4- قوله:«بن محمد» مكانها بياض في «ز».
5- قوله:«عبيد»، روى مكانها بياض في «ز».
6- مكانها بياض في «ز». و من قوله:«بن عبيد إلى هنا سقط من م.
7- زيادة منا.
8- كتب فوقها في «ز»، و د: ملحق.
9- قوله «بن أحمد» مكانه بياض في د، و «ز»، و م.
10- تقرأ بالأصل و بقية النسخ:«نابره» و المثبت عن سير الأعلام 150/3 و تاريخ الإسلام(41-60) ص 313.

[قال ابن عساكر:] و هذا تأويل بعيد، و قد روي فاقبلوه بالباء، و هو منكر.

أخبرناه أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - الخطيب (1)،حدّثني الحسن بن علي الخلاّل، نا يوسف بن أبي حفص الزاهد، نا محمّد بن إسحاق الفقيه - إملاء - حدّثني أبو النّضر الغازي، نا الحسن بن كثير، نا بكر بن أيمن القيسي، نا عامر بن يحيى الصريمي، نا أبو الزبير، عن جابر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«إذا رأيتم معاوية يخطب على منبري فاقبلوه، فإنه أمين مأمون»[12338].

قال الخطيب: لم أكتب هذا الحديث إلاّ من هذا الوجه، و رجال إسناده ما بين محمّد ابن إسحاق - يعني: شاموخا - و أبي الزبير كلهم مجهولون، و حديثه - يعني شاموخا - كثير المناكير.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2)،حدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم، نا الوليد، عن الأوزاعي قال:

أدركت خلافة معاوية عدة من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم منهم: سعد، و أسامة، و جابر، و ابن عمر، و زيد بن ثابت، و مسلمة بن مخلد، و أبو سعيد، و رافع بن خديج، و أبو أمامة، و أنس بن مالك، و رجال أكثر ممن سمينا بأضعاف مضاعفة، كانوا مصابيح الهدى، و أوعية العلم، حضروا من الكتاب تنزيله، و أخذوا عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم تأويله، و من التابعين لهم بإحسان إن شاء اللّه منهم: المسور بن مخرمة، و عبد الرّحمن بن الأسود بن عبد يغوث، و سعيد بن المسيّب، و عروة بن الزبير، و عبد اللّه بن محيريز في أشباه لهم لم ينزعوا يدا عن مجامعة في أمة محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو محمّد أيضا، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا ابن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم القرشي، نا محمّد بن عائذ، نا الوليد بن مسلم قال: قال (3)سعيد بن عبد العزيز:

أغزى معاوية الناس الصوائف و شتاهم بأرض الروم ست عشرة (4) صائفة بها، و شتوا، ثم

ص: 158


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 259/1 في ترجمة محمد بن إسحاق أبي بكر شاموخ.
2- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 189/1-190 و أعاده في ص 308-309.
3- بالأصل و بقية النسخ: كان.
4- تحرفت بالأصل و بقية النسخ إلى: ستة عشر.

يقفل و يدخل معقّبتها، ثم اغترّهم فأغزاهم يزيد ابنه في جماعة من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في البر و البحر حتى أجاز بهم الخليج و قاتلوا أهلها على بابها، و قفل، قالوا: فلم يزل معاوية على ذلك حتى مضى لسبيله، و كان آخر ما وصّاهم به أن شدّوا خناق الروم، فإنكم تضبطون بذلك غيرهم من الأمم.

قال: و أنا ابن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (1)،نا عبد الرّحمن بن إبراهيم، عن الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز قال:

لما قتل (2) عثمان و اختلف الناس، لم تكن للناس غازية و لا صائفة حتى اجتمعت الأمة على معاوية سنة أربعين، و سمّوها سنة الجماعة.

قال سعيد: فأغزي معاوية الصوائف، و شتّاهم بأرض الروم ست عشرة (3) صائفة تصيف بها و تشتوا، ثم تقفل و تدخل معقّبتها (4)،ثم أغزاهم معاوية ابنه يزيد في (5) سنة خمس و خمسين في جماعة من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في البر و البحر حتى أجاز بهم الخليج، و قاتلوا أهل القسطنطنية (6) على بابها، ثم قفل.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا إبراهيم، أنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب قال: عاش معاوية عشرين سنة إلاّ أشهرا حج فيها حجتين (7).

قال: و أنا يعقوب، نا ابن بكير قال: قال الليث:

ص: 159


1- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 188/1.
2- مكانها بياض في م.
3- بالأصل و النسخ: ستة عشر.
4- المعقّبة واحده معقّب، و هو الذي يغزو غزوة بعد غزوة و يسير سيرا بعد سير، و لا يقيم في أهله بعد القفول. و التعقيب: أن تغزو ثم تثني أي ترجع ثانيا من سنتك (تاج العروس: عقب).
5- مكانها بياض في «ز»، و على هامشها: طمس. و ليست اللفظة في م.
6- كذا بالأصل و النسخ.
7- البداية و النهاية 142/8. و قوله: عاش، يعني أيامه في الخلافة، من يوم أصبح خليفة إلى تاريخ وفاته.

و حجّ عامئذ - يعني - سنة خمسين بالناس معاوية، و قد قيل: سعيد بن العاص، و حجّ عامئذ - يعني - سنة إحدى و خمسين سعيد بن العاص، و يقال: بل معاوية.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفتح نصر بن أحمد بن نصر، أنا محمّد بن أحمد بن عبد اللّه.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو طاهر أحمد بن علي بن سوار، قالا: أنا أبو الفرج الطناجيري، أنا محمّد بن زيد بن علي بن مروان، نا محمّد ابن محمّد بن عقبة، نا هارون بن حاتم، نا أبو بكر بن عيّاش قال (1):

ثم حجّ بالناس معاوية بن أبي سفيان سنة أربع و أربعين، ثم حجّ بالناس معاوية بن أبي سفيان سنة خمسين.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (2):

و أقام الحج - يعني - سنة أربع و أربعين معاوية بن أبي سفيان.

و فيها (3)-يعني - سنة إحدى و خمسين أقام الحج معاوية بن أبي سفيان (4).

أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد، و أبو العزّ ثابت بن منصور الكيلي، قالا: أنا أبو القاسم عبد اللّه بن عبد الصّمد بن علي بن المأمون.

ح و أنبأنا أبو طاهر الأصبهاني، أنا نصر بن أحمد بن البطر، قالا: أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن رزقويه (5)،أنا علي بن محمّد بن أحمد المصري، نا بكر بن سهل، نا عبد اللّه بن يوسف، نا ليث (6)،نا بكير، عن بسر (7) بن سعيد.

ص: 160


1- من طريقه في البداية و النهاية 142/8.
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 207 (ت. العمري).
3- تاريخ خليفة ص 218.
4- ورد في تاريخ الطبري 161/6 حج بالناس سنة إحدى و خمسين يزيد بن معاوية، و قال بعضهم حج يزيد سنة خمسين، و قال بعضهم الآخر حج معاوية.
5- في «ز»: زرقويه.
6- من طريقه في البداية و النهاية 142/8 و سير الأعلام 150/3 و تاريخ الإسلام ص 313.
7- تحرفت في «ز»، و البداية و النهاية إلى: بشر.

أن سعد بن أبي وقّاص قال: ما رأيت أحدا بعد عثمان أقضى بحقّ من صاحب هذا الباب - يعني معاوية-.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا اللنباني (1)، نا ابن أبي الدنيا، نا أبو بكر التميمي، و الحسن بن يحيى، قالا: نا عبد الرزّاق (2)،أنا معمر، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرّحمن، نا المسور بن مخرمة.

أنه وفد على معاوية، فلما دخلت عليه - حسبت أنه قال: سلّمت عليه - فقال: ما فعل طعنك على الأئمة يا مسور، قال: قلت: أرفضنا من هذا، و أحسن فيما قدمنا له، قال:

لتكلّمني بذات نفسك، قال: فلم أدع شيئا أعيبه عليه إلاّ أخبرته به، فقال: لا تبرأ من الذنوب، فهل لك من ذنوب تخاف أن تهلكك انح لم يغفرها اللّه لك؟ قال: قلت: نعم، يعني قال: فما يجعلك أحق بأن ترجو المغفرة مني، فو اللّه لما إليّ من الصلاح (3) بين الناس، و إقامة الحدود، و الجهاد في سبيل اللّه، و الأمور العظام التي نحصيها و التي لا نحصيها أكثر مما نلي، و إنّي لعلى دين يقبل اللّه فيه الحسنات و يعفو عن السيئات، و و اللّه على ذلك ما كنت لأخيّر بين اللّه و غيره إلاّ اخترت اللّه على ما سواه، قال: ففكرت حين (4) قال لي ما قال، فعرفت أنه قد خصمني، قال: فكان إذا ذكره بعد ذلك دعا له بخير.

أخبرنا أبو الحسن المالكي، نا - و أبو منصور المقرئ، أنا - أبو بكر الخطيب (5)،أنا القاضي أبو [بكر] (6) أحمد بن الحسن الحرشي (7)،نا أبو العباس محمّد بن يعقوب الأصم، نا محمّد بن خالد بن خلي الحمصي، نا بشر بن شعيب بن أبي (8) حمزة، عن أبيه، عن الزهري، أخبرني عروة بن الزبير أن المسور بن مخرمة أخبره:

أنه قدم وافدا على معاوية بن أبي سفيان، فقضى حاجته، ثم دعاه فأخلاه، فقال: يا

ص: 161


1- تحرفت بالأصل و بقية النسخ إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
2- من طريقه رواه ابن كثير في البداية و النهاية 142/8-143 و روي في أنساب الأشراف 53/5 (ط. دار الفكر - بيروت) و سير الأعلام 150/3-151.
3- مكانها بياض في «ز».
4- في «ز»: «ت حين» مكانها بياض في «ز».
5- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 208/1.
6- سقطت من الأصل و بقية النسخ، و استدركت عن تاريخ بغداد و قوله:«القاضي أبو بكر» مكانه بياض في «ز».
7- فوقها ضبة في م.
8- سقطت من تاريخ بغداد.

مسور، ما فعل طعنك على الأئمة؟ فقال المسور: دعنا من هذا و أحسن فيما قدمنا له، قال معاوية: لا و اللّه، لتكلّمنّ بذات نفسك، و الذي تعيب عليّ، قال المسور: فلم أترك شيئا أعيبه عليه إلاّ بيّنته له، قال معاوية: لأبرئ من الذنب، فهل تعدّ يا مسور ما نلي من الإصلاح في أمر العامة، فإنّ الحسنة بعشر أمثالها، أم تعد الذنوب و تترك الحسنات، قال المسور: لا و اللّه ما نذكر إلاّ ما نرى من هذه الذنوب، قال معاوية: فإنا نعترف لله بكلّ ذنب أذنبناه فهل لك يا مسور ذنوب في خاصتك تخشى أن تهلك إن لم يغفرها اللّه؟ قال مسور: نعم، قال معاوية:

فما يجعلك أحقّ أن ترجو المغفرة مني؟ فو اللّه لما ألي من الإصلاح أكثر مما تلي (1) و لكني و اللّه لا أخيّر بين أمرين، بين اللّه و بين غيره إلاّ اخترت اللّه على ما سواه، و أنا على دين يقبل اللّه فيه العمل، و يجزى فيه بالحسنات، و يجزى فيه بالذنوب، إلاّ أن يعفو عن من شاء، فأنا أحتسب كل حسنة عملتها بأضعافها، و أوازي (2) أمورا عظاما لا أحصيها و لا تحصيها، من عمل اللّه في إقامة صلوات المسلمين، و الجهاد في سبيل اللّه، و الحكم بما أنزل اللّه، و الأمور التي ليست تحصيها، و إن عددتها لك، فتفكر في ذلك.

قال المسور: فعرفت أن معاوية قد خصمني حين ذكر لي ما ذكر.

قال عروة: فلم يسمع بعد ذلك يذكر معاوية إلاّ صلّى عليه (3).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن علي، أنا محمّد بن علي بن محمّد الخيّاط، أنا أحمد بن عبد اللّه بن الخضر، أنا أحمد بن أبي طالب علي (4) بن محمّد، حدّثني أبو عمرو السعيدي، نا أبو علي صالح بن الهيثم المخرمي، نا الحسن بن حسن، نا محمّد بن مصعب - يعني القرقساني-.

ح و أخبرناه عاليا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر، أنا أحمد بن معروف، أنا أبو علي بن الفهم، نا ابن سعد، أنا محمّد بن مصعب القرقساني.

نا أبو بكر بن أبي مريم (5)،عن ثابت مولى سفيان قال: سمعت معاوية و هو يقول: إنّي

ص: 162


1- بدون إعجام في م، و فوقها ضبة.
2- بالأصل و د، و «ز»، و م:«و إذا رأى» و المثبت عن تاريخ بغداد.
3- كذا بالأصل و بقية النسخ، و في تاريخ بغداد: إلاّ استغفر له.
4- في «ز»: «نا علي».
5- من طريقه روي في سير الأعلام 150/3 و تاريخ الإسلام(41-60) ص 313.

لست بخيركم، و إنّ فيكم من هو خير مني، عبد اللّه بن عمر، و عبد اللّه بن عمرو، و غيرهما من الأفاضل، و لكني عسيت أن أكون أنكاكم في عدوكم، و أنعمكم - و قال أبو علي:

و أنفعكم - لكم ولاية و أحسنكم خلقا.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، أنا أبو منصور بن عبد العزيز، أنا أبو الطيب بن خاقان.

ح قال: و أنا أبو محمّد بن أيوب، أنا أبو بكر بن الجرّاح، قالا: أنا أبو بكر بن دريد (1)، أنا أبو حاتم عن العتبي قال:

قال معاوية: يا أيّها الناس، ما أنا بخيركم، و إن منكم لمن هو خير مني: عبد اللّه بن عمر، و عبد اللّه بن عمرو، و غيرهما من الأفاضل، و لكن عسى أن أكون أنفعكم ولاية، و أنكاكم في عدوكم، و أدرّكم خلقا (2).

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنا نصر بن إبراهيم، و أبو محمّد بن فضيل.

ح و أخبرنا أبو الحسن بن زيد، أنا نصر الزاهد.

قالا: أنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو علي بن منير، أنا أبو بكر بن خريم، عن هشام ابن عمّار (3)،نا عمرو بن واقد، نا يونس بن حلبس قال:

سمعت معاوية بن أبي سفيان على هذا المنبر - منبر دمشق - يوم الجمعة يقول: يا أيها الناس، اعقلوا قولي، فلن تجدوا أعلم بأمور الدنيا و الآخرة مني، أقيموا (4) وجوهكم، و صفوفكم في الصلاة، فلتقيمنّ وجوهكم و صفوفكم في الصلاة أو لتخالفن اللّه (5) بين قلوبكم، خذوا على أيدي سفهائكم، فلتأخذنّ على أيدي سفهائكم، أو ليسلطنّ اللّه عليكم، فليسومنّكم سوء العذاب، تصدّقوا، و لا يقول الرجل إنّي مقلّ، فإنّ صدقة المقلّ أفضل من صدقة الغني، إياي و قذف المحصنات، و أن يقول الرجل: سمعت، و بلغني، فلو قذف امرأة على عهد نوح لسئل عنها يوم القيامة.

ص: 163


1- من طريقه رواه ابن كثير في البداية و النهاية 143/8.
2- كذا بالأصل و بقية النسخ، و فوقها ضبة في م، و الذي في البداية و النهاية: و أدرّكم حلبا.
3- من طريقه رواه ابن كثير في البداية و النهاية 143/8 و مختصرا في سير الأعلام 151/3.
4- قوله:«مني، أقيموا» مكانه بياض في «ز».
5- مكانها بياض في «ز»، و م.

قال: و نا ابن خريم، عن هشام بن عمّار، نا عمرو بن واقد، نا يونس بن حلبس قال:

سمعت معاوية بن أبي سفيان على هذا المنبر - منبر دمشق - يقول: يا أهل قردا (1)،يا أهل زاكية (2)،يا داني البثنية (3) الجمعة الجمعة.

و ربما قال: يا أهل فنن (4)،يا قاصي الغوطة، الجمعة، الجمعة، لا تدعوها.

أخبرنا أبو علي الحدّاد و غيره - إذنا - قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، أنا سليمان بن أحمد، نا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو الدمشقي، نا محمّد بن المبارك الصوري، نا خالد بن يزيد ابن صبيح، عن أيوب بن ميسرة.

عن معاوية أنه كان يبعث حرسا من حرسه إلى كناكر (5) و زاكية و قردا فيقول: إن هذا يوم عاشوراء، و كان النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يصومه، و نحن صائمون، فمن أحبّ أن يصومه فليصمه.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد الصفار، نا تمتام محمّد بن غالب، نا الحسن بن بشر بن سالم البجلي، نا المعافى بن عمران، عن عثمان بن الأسود، عن ابن أبي مليكة قال:

أوتر معاوية بعد العشاء بركعة و عنده مولى لابن عبّاس، فأتى ابن عبّاس، فأخبره بذلك فقال: دعه، فإنه قد صحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد الزهري.

و حدّثنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن - لفظا - و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و المبارك بن أحمد بن علي بن القصار - قراءة - قالوا: أنا أبو الحسين بن النقور، أنا محمّد بن عبد اللّه بن أخي ميمي.

ص: 164


1- ضبطت عن معجم البلدان، و فيه: اسم موضع.
2- زاكية: اسم قرية جنوبي دمشق (هامش المختصر).
3- البثنية: بالتحريك، و يقال لها البثنة اسم ناحية من نواحي دمشق، و قيل هي قرية بين دمشق و أذرعات (معجم البلدان).
4- لم أعثر عليها فيما بين يدي.
5- كناكر: قرية كبيرة واسعة المساحة في أقصى جنوب قضاء قطنا و ناحية الكسوة (هامش المختصر).

قالا: أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا سريج بن يونس، نا عبد اللّه بن رجاء المكي، عن عثمان بن الأسود، عن ابن أبي مليكة قال:

قيل لابن عباس: إن معاوية أوتر بركعة، فقال: إنه قد صحب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد الفقيه، و أبو القاسم زاهر بن طاهر المعدل، قالا: أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو زكريا بن أبي إسحاق - زاد عبد الجبّار: و أبو بكر الحيري-.

ح و أخبرتنا فاطمة بنت الحسين بن الحسن، قالت: أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو بكر الحيري، قالا: نا أبو العباس الأصم، أنا الربيع، أنا الشافعي، أنا عبد المجيد، عن ابن جريج، أخبرني عتبة بن محمّد بن الحارث أن كريبا - مولى ابن عباس - أخبره.

أنه رأى معاوية صلّى العشاء ثم أوتر بركعة واحدة لم يزد عليها، فأخبر ابن عبّاس فقال: أصاب أي بني، ليس أحد منّا أعلم من معاوية، هي واحدة، أو خمس، أو سبع، إلى أكثر من ذلك، الوتر ما شاء (1).

أخبرنا أبو بكر الحاسب، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين، نا ابن سعد، أنا عارم بن الفضل، نا حمّاد بن زيد، عن أيوب قال لابن عباس: إن معاوية لم يوتر حتى أصبح، فأوتر بركعة، فقال: إنّ أمير المؤمنين عالم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد (2)،و أبو محمّد بن أبي نصر، و أبو نصر بن الجندي، و أبو بكر القطّان، و أبو القاسم بن أبي العقب، قالوا: أنا علي بن يعقوب بن أبي العقب، نا أبو زرعة، نا إسماعيل - يعني ابن أبي أويس - حدّثني سليمان - يعني ابن بلال - عن جعفر - يعني ابن محمّد - عن القاسم بن محمّد قال:

سمعت يقول:

إن أبا هريرة كان يقول إذا صلّى الأمير قائما فصلّوا قياما، و إن صلّى جالسا فصلّوا جلوسا.

قال القاسم: فلما حجّ معاوية في خلافته قال: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«إن صلّى الأمير جالسا فصلّوا جلوسا»، قال القاسم: فعجب الناس من صدق معاوية[12339].

ص: 165


1- سير أعلام النبلاء 151/3-152.
2- مكانها بياض في «ز».

قال أبو زرعة (1):فحدّثت بهذين الحديثين عبد الرّحمن بن إبراهيم دحيما فأعجبه.

أخبرنا أبو (2) محمّد بن إسماعيل، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو طاهر الفقيه، أنا أبو بكر القطّان، نا أحمد بن يوسف السلمي، نا خالد بن مخلد القطواني، حدّثني سليمان بن بلال، حدّثني جعفر بن محمّد قال: سمعت القاسم بن محمّد يقول:

قال معاوية بن أبي سفيان: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إذا صلّى الأمير جالسا فصلّوا جلوسا» قال القاسم: فتعجب الناس من صدق معاوية[12340].

قال البيهقي: فهذا جعفر بن محمّد الصادق يرويه و يصدّق القاسم بن محمّد بن أبي بكر الصّدّيق فيما يحكيه من تصديق الناس معاوية، و الناس إذ ذاك من بقي من الصحابة ثم أكابر التابعين، و نحن نزعم أنه كان منسوخا.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (3)،نا وكيع، نا أبو المعتمر، عن ابن سيرين، عن معاوية قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لا تركبوا الحرير (4) و لا النّمار» (5)[12341].

قال ابن سيرين: و كان معاوية لا يتهم في الحديث عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

قال أبو عبد الرّحمن: يقال له الحيري (6)-يعني - أبا المعتمر هذا يزيد بن طهمان (7).

أخبرنا أبو القاسم زاهر، و أبو بكر وجيه ابنا طاهر بن محمّد، قالا: أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمّد، أنا يحيى بن إسماعيل الحربي، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الشرقي، نا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، نا أبو المعتمر يزيد بن طهمان، عن ابن سيرين.

ح و أخبرنا أبو المعالي الفارسي، أنا أحمد بن الحسين الحافظ، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، نا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك، نا الحسين بن أبي معشر، نا وكيع، نا يزيد ابن طهمان أبو المعتمر، عن محمّد بن سيرين قال:

ص: 166


1- مكانها بياض في «ز».
2- مكانها بياض في «ز».
3- رواه أحمد بن حنبل في المسند 15/6 رقم 16840 طبعة دار الفكر.
4- كذا بالأصل و د، و م، و «ز»، و في المسند: الخزّ.
5- أعجمت عن «ز»، و د، و المسند، و في م: الثمار، و فوقها ضبة.
6- بدون إعجام بالأصل و د، و في م و المسند: الحبري و المثبت عن «ز»، و لعله الصواب فقد قيل له الحيري لأنه نزل الحيرة.
7- ترجمته في تهذيب الكمال 331/20.

كان معاوية لا يتهم في الحديث عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

أنبأنا أبو علي الحدّاد.

ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا يوسف بن الحسن، قالا: أنا أبو نعيم الأصبهاني، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يونس بن حبيب، نا أبو داود، نا يزيد بن طهمان الرقاشي، نا محمّد بن سيرين قال: كان معاوية إذا حدّث عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لم يتهم.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي التميمي، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه ابن أحمد، حدّثني أبي (1).

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبد اللّه بن محمّد بن زياد، نا محمّد بن يحيى بن فارس.

قالا: نا صفوان بن عيسى، أنا ثور بن يزيد، عن أبي عون، عن أبي إدريس قال:

سمعت معاوية - رحمه اللّه - و كان قليل الحديث عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فذكر حديثا.

و قال ابن السّمرقندي: ابن عون، و الصواب: أبو عون.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد ابن عبيد - إجازة-.

ح قالا: و أنا أبو تمام - إجازة - أنا أحمد بن عبيد - قراءة - أنا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، نا أحمد بن عبد اللّه بن يونس، و يحيى الحمّاني، قالا: نا أبو بكر بن عيّاش، عن جراد بن مجالد، عن رجاء بن حيوة قال:

كان معاوية ينهى عن الحديث يقول: لا تحدّثوا عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم - زاد ابن الحماني:

و ما سمعته يروي عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إلاّ (2) يوما واحدا.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو محمّد بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر

ص: 167


1- رواه أحمد بن حنبل في المسند 27/6 رقم 16907.
2- من قوله: زاد... إلى هنا سقط من «ز».

المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى قال: وجدت في كتابي عن سويد و لم أر عليه علامة السماع، و عليه صح، فشككت و أكبر ظنّي أنه مسموع، و قال ابن حمدان: إنّي سمعت منه عن ضمام ابن إسماعيل المعافري (1)،عن أبي قبيل (2) قال:

خطبنا معاوية في يوم جمعة - و قال ابن حمدان: الجمعة - فقال: إنّما المال مالنا، و الفيء فيئنا، من شئنا أعطينا، و من شئنا منعنا، فلم يرد عليه أحد، فلمّا كانت الجمعة الثانية قال مثل مقالته، فلم يرد عليه أحد، فلمّا كانت الجمعة الثالثة قال مثل مقالته، فقام إليه رجل ممن شهد المسجد، فقال: كلا، بل المال مالنا، و الفيء فيئنا، من حال بيننا و بينه حاكمناه بأسيافنا، فلمّا صلّى أمر بالرجل، فأدخل عليه، فأجلسه معه على السرير، ثم أذن للناس فدخلوا عليه ثم قال: أيها الناس، إنّي تكلّمت في أول جمعة فلم يرد عليّ أحد، و في الثانية فلم يرد عليّ أحد، فلما كانت الثالثة أحياني هذا، أحياه اللّه، و رسول اللّه يقول - و قال ابن حمدان: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول-: «سيأتي أقوام يتكلّمون فلم يرد عليهم يتقاحمون في النار تقاحم القردة»، فخشيت أن يجعلني اللّه منهم، فلمّا ردّ عليّ هذا أحياني، أحياه اللّه، و رجوت أن لا يجعلني اللّه منهم[12342].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو (3) عمرو عبد الرّحمن بن محمّد الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي (4)،نا بهلول بن إسحاق، نا سويد، نا ضمام بن إسماعيل المعافري - ختن أبي قبيل على ابنته، بالاسكندرية - قال: سمعت أبا قبيل حيي بن هانئ يخبر عن معاوية بن أبي سفيان:

و صعد المنبر يوم الجمعة فقال عند خطبته: أيها الناس، إنّ المال مالنا، و الفيء فيئنا، من شئنا أعطيناه، و من شئنا منعناه، فلم يجبه أحد، فلمّا كانت الجمعة الثانية قال مثل ذلك فلم يجبه أحد، فلما كانت الجمعة الثالثة قال مثل مقالته فقام إليه رجل ممن حضر المسجد فقال: يا معاوية كلا، إنّما المال مالنا، و الفيء فيئنا، من حال بيننا و بينه حاكمناه إلى اللّه بأسيافنا، فنزل معاوية، فأرسل إلى الرجل، فأدخل عليه، فقال القوم: هلك الرجل، ففتح

ص: 168


1- تهذيب الكمال 185/9.
2- اسمه حيي بن هانئ بن ناضر بن يمنع، أبو قبيل المعافري، ترجمته في تهذيب الكمال 313/5.
3- في م: عبد.
4- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 104/4 في ترجمة في ضمام بن إسماعيل المعافري.

معاوية الأبواب، فدخل الناس عليه، فوجدوا الرجل معه على السرير، فقال معاوية للناس:

إنّ هذا أحياني، أحياه اللّه، سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«سيكون أئمة من بعدي يقولون فلا يردّ عليهم قولهم، يتقاحمون في النار كما تقاحم القردة»، و إنّي تكلمت أول جمعة فلم يرد عليّ أحد فخشيت أن أكون منهم، ثم تكلّمت الثانية فلم يرد عليّ أحد فقلت في نفسي: إنّي من القوم، فتكلّمت (1) الجمعة الثالثة فقام هذا الرجل فردّ عليّ، فأحياني (2)،أحياه اللّه، فرجوت أن يخرجني اللّه منهم، فأعطاه و أجازه.

و ذكر الواقدي أن الذي قال هذا القول لمعاوية: أبو بحرية (3) عبد اللّه بن قيس السكوني (4).

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالا: أنا محمّد بن الحسين بن أحمد بن أبي علاّنة (5)،أنا أبو طاهر المخلّص.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو الحسين محمّد ابن عبد اللّه بن الحسين، قالا: نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الزبير بن بكّار، نا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، عن ياسين، عن عبد اللّه بن عروة، عن أبي مسلّم الخولاني عن معاوية بن أبي سفيان.

أنه خطب الناس و قد حبس العطاء شهرين، أو ثلاثة، فقال له أبو مسلّم: يا معاوية، إنّ هذا المال ليس بمالك، و لا مال أبيك، و لا مال أمك، فأشار معاوية إلى الناس أن امكثوا، و نزل فاغتسل ثم رجع فقال: أيها الناس، إنّ أبا مسلّم ذكر أنّ هذا المال ليس بمالي، و لا مال أبي، و لا مال أمي، و صدق أبو مسلم، إنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«الغضب من الشيطان، و الشيطان من النار، و الماء يطفئ النار، فإذا غضب أحدكم فليغتسل» اغدوا على عطائكم على بركة اللّه عزّ و جلّ[12343].

ص: 169


1- عند ابن عدي: ثم تكلمت.
2- بالأصل و د: أحياني، و في م: و أحياني، و المثبت عن «ز» و ابن عدي.
3- فوقها ضبة في م.
4- هو عبد اللّه بن قيس الكندي السكوني التراغمي، أبو بحرية الشامي ترجمته في تهذيب الكمال 432/10.
5- كذا بالأصل و د، و في «ز»: علاقة، و في م: علافه، و فوقها ضبة و فيها تحريف، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 237/18.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، نا الحكم بن نافع، نا أبو [بكر] (1)-و هو ابن أبي مريم - عن عطية ابن قيس قال: خطبنا معاوية فقال:

إنّ في بيت مالكم فضلا عن عطائكم، و أنا قاسم بينكم (2) ذلك، فإن كان فيه قابلا فضلا (3) قسمته عليكم، و إلاّ فلا عتيبة عليّ، فإنه ليس مال و إنما هو فيء اللّه الذي أفاء عليكم.

رواها أبو عبيد بن سلاّم عن أبي اليمان.

كتب (4) إليّ أبو علي الحسن بن أحمد الحدّاد، أنا أبو بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إسحاق بن مندة، أنا أبو العباس القاسم بن القاسم السياري، أنا جدي أحمد بن سيّار، نا الشاه بن عمّار، نا أبو صالح - و هو سليمان بن صالح المروزي - حدّثني محمّد بن نبهان عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة قال:

لما انتهى كتاب الحكم بن عمرو إلى زياد كتب بذلك إلى معاوية، و جعل كتاب الحكم في جوف كتابه، فلمّا قدم الكتاب على معاوية خرج إلى الناس، فأخبرهم بكتاب زياد، و صنيع الحكم، فقال: ما ترون؟ فقال بعضهم: أرى أن تصلبه، و قال بعضهم: أرى أن تقطع يديه و رجليه، و قال بعضهم: أرى أن تغرمه المال الذي أعطى، فقال معاوية: بئس الوزراء أنتم، لوزراء فرعون كانوا خيرا منكم، أ تأمروني أن أعمد إلى رجل آثر كتاب اللّه تعالى على كتابي، و سنّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم على سنّتي فأقطع يديه و رجليه، بل أحسن، و أجمل، و أصاب، فكانت هذه مما تعدّ من مناقب معاوية (5).

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم - في كتابه - أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد السعدي، أنا أبو عبد اللّه عبيد اللّه بن محمّد العكبري، قال: قرئ على أبي القاسم البغوي (6)،حدّثني سويد بن سعيد، نا ضمام بن إسماعيل، عن أبي قبيل قال:

كان معاوية قد جعل في كل قبيل رجلا، و كان رجل منا يكنى أبا الجيش، يصيح في

ص: 170


1- مكانها بياض بالأصل و د، و الزيادة عن م، و قوله:«نا أبو بكر» مكانه بياض في «ز».
2- إلى هنا في سير الأعلام 152/3 نقلا عن أبي اليمان.
3- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م، و الوجه: فضل.
4- كتب فوقها في «ز»، و د: ملحق.
5- كتب بعدها في د، و «ز» إلى.
6- من طريقه رواه ابن كثير في البداية و النهاية:143/8.

كلّ يوم فيدور على المجالس: هل ولد فيكم الليلة ولد؟ هل حدث الليلة حدث، هل نزل بكم اليوم نازل؟ فيقولون: ولد لفلان غلام، و لفلان، فيقول: فما سمّي؟ فيقال له، فيكتب، فيقول: هل نزل بكم الليل نازل؟ قال: فيقولون: نعم، نزل رجل من أهل اليمن، يسمونه، و عياله، فإذا فرع من القبيل كله أتى الديوان فأوقع أسماءهم في الديوان (1).

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن أبي العلاء، أنا أبي أبو القاسم السلمي، أنا أبو نصر عبد الوهّاب بن عبد اللّه بن عمر المرّي، أنا أبو العباس جمح بن القاسم بن عبد الوهّاب المؤذّن، نا أبو قصي (2) إسماعيل بن محمّد، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا البختري بن عبيد بن سلمان الطائي (3)،عن أبيه قال (4):

كنت جالسا عند معاوية فرأيته متواضعا، و لم أر له سياطا غير مخاريق كمخاريق الصبيان، من رقاع قد فتلت يفقّعون بها.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوه، أنا أبو الحسن اللنباني (5)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا أبو بكر عبد الرّحمن بن الفضل، نا هشام بن عمّار، نا عمرو بن واقد، عن يونس بن حلبس قال:

رأيت معاوية في سوق دمشق على بغلة له، و خلفه و صيف قد أردفه، عليه قميص مرقوع الجيب، و هو يسير في أسواق دمشق (6).

أخبرنا أبو بكر بن كرتيلا، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين السوسنجردي، نا أحمد بن أبي طالب، حدّثني أبي، حدّثني أبو عمرو السعيدي، حدّثني الحسن بن حميد اللخمي، نا عثمان بن أبي شيبة، نا أبو بكر بن عيّاش قال: سمعت أبا إسحاق يقول: ما رأيت بعد معاوية مثله.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن

ص: 171


1- يعني ليجري عليهم الرزق.
2- تحرفت في «ز» إلى: نصر.
3- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م:«الطائي» و في ترجمته في تهذيب الكمال 14/3 «الطانجي» و في تهذيب التهذيب 1/ 369 «الطابخي» بالموحدة و المعجمة، و مثله في تقريب التهذيب.
4- الخبر بدون نسبة في البداية و النهاية 143/8 باختلاف.
5- تحرفت بالأصل و بقية النسخ إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
6- البداية و النهاية 143/8 و سير الأعلام 152/3.

معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا الفضل بن دكين، نا أبو بكر بن عيّاش، عن أبي إسحاق قال:

كان معاوية، و كان، و كان، و ما رأينا بعده مثله.

قال أبو بكر: ما ذكر عمر بن عبد العزيز.

أنبأنا أبو طاهر محمّد بن الحسين بن محمّد، و حدّثنا أبو بكر الخضر بن شبل الفقيه عنه، أنا أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم المقرئ - قراءة عليه - أنا أبو الحسين (1) جعفر بن عبد الرزّاق بن عبد الوهّاب بن عبد الرزّاق، نا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عمارة العطّار، نا الحسين بن علي بن الأسود العجلي، نا الفضل بن دكين، نا أبو بكر بن عيّاش، عن أبي إسحاق السبيعي قال:

كان معاوية، و كان، و ما رأينا مثله، قال: و ما استثنى أبو إسحاق عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الربعي، أنا أبو الفرج العباس بن محمّد بن حبان، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عمارة العطّار، نا أبو عبد اللّه الحسين (2) بن علي بن الأسود العجلي، نا ابن نمير.

ح و أخبرنا بها عالية أبو بكر محمّد بن الحسين (3)،و أبو علي الحسن بن المظفّر، و أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد البارع، و أبو غالب عبد اللّه بن أحمد بن بركة، و محمّد بن أحمد ابن الحسين بن علي بن قريش، قالوا: أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا علي بن عمر بن محمّد الحربي، نا العبّاس بن علي بن العبّاس السّيّاري، نا محمّد بن سليمان بن هشام الخزاز، نا ابن نمير، عن الأعمش، عن مجاهد قال: لو رأيتم معاوية لقلتم هذا المهدي (4).

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، أنا محمّد بن محمّد بن عبد العزيز، أنا محمّد بن أحمد ابن خاقان.

قال: و نا أبو محمّد بن أيوب، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن الجراح، قالا: نا أبو بكر ابن دريد، أنا أبو حاتم عن العتبي قال: قال معاوية:

ص: 172


1- في «ز»: الحسن.
2- تحرفت بالأصل و د، و م، و «ز» إلى:«الحسن» راجع ترجمته في تهذيب الكمال 474/4.
3- في د: الحسن.
4- البداية و النهاية 143/8.

لا أضع لساني حيث يكفيني مالي، و لا أضع سوطي حيث يكفيني لساني، و لا أضع سيفي حيث يكفيني سوطي، فإذا لم أجد من السيف بدا ركبته.

و عن ابن دريد قال: و أخبرنا عن العتبي قال: قال معاوية:

أفضل ما أعطي الرجل العقل، و الحلم، و إذا ذكّر ذكر، و إذا أعطي شكر، و إذا ابتلي صبر، و إذا غضب كظم، و إذا قدر غفر، و إذا أساء استغفر، و إذا وعد أنجز.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو العبدي، أنا أبو محمّد الأصبهاني، أنا أبو الحسن اللنباني (1)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا سليمان بن منصور الخزاعي، نا أبو سفيان الحميري، عن العوّام بن حوشب، عن جبلة بن سحيم، عن ابن عمر قال:

ما رأيت أحدا بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أسود من معاوية.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، و أبو المعالي الحسين بن حمزة، قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر الخرائطي، نا إبراهيم بن الجنيد، نا إسحاق بن إبراهيم، نا هشيم، نا العوّام، عن جبلة بن سحيم، عن ابن عمر قال:

ما رأيت كان أسود من معاوية بن أبي سفيان، قال: قلت: و لا عمر؟ قال: كان عمر خيرا من معاوية، و كان معاوية أسود منه (2).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن علي، أنا أبو بكر محمّد بن علي، أنا أحمد بن عبد اللّه بن الخضر، نا أحمد بن علي بن محمّد، حدّثني علي بن محمّد، حدّثني أبو عمرو السعيدي، حدّثني محمّد بن أحمد بن سليمان بن أبي شيخ الخزاعي، عن سليمان بن أبي شيخ، حدثه، نا أبو سفيان الحميري، عن العوّام بن حوشب، عن جبلة بن سحيم، عن ابن عمر قال:

ما رأيت أحدا بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أسود من معاوية، فقيل له: هو أسود من أبي بكر؟ قال: كان أبو بكر خيرا منه، و هو أسود من أبي بكر، قيل: فعمر؟ قال: كان عمر خيرا منه، و هو أسود من عمر، قيل: فعثمان؟ قال: كان عثمان خيرا منه و هو أسود من عثمان (3).

ص: 173


1- تحرفت بالأصل و م، و «ز»، و د إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
2- البداية و النهاية 143/8 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 41-60 ص 313) و سير الأعلام 152/3.
3- البداية و النهاية 143/8.

قال: و حدّثني السعيدي، نا مخلد بن محمّد الشيباني، نا زكريا بن الحكم، نا خالد بن مخلد، عن يونس بن أبي يعفور (1)،عن أبيه، عن ابن عمر قال:

ما رأيت أحدا بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أسود من معاوية، قيل: و لا أبو بكر الصّدّيق؟ قال:

و لا أبو بكر الصّدّيق. قال و أبو بكر خير منه، قيل: و لا عمر؟ قال: و لا عمر، و عمر خير منه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (2)،نا داود بن إبراهيم أبو شيبة، نا أحمد بن إبراهيم الدورقي، نا نوح بن يزيد المعلّم، نا إبراهيم بن سعد، و كان من أصحاب إبراهيم بن سعد، قال الدورقي: قال لي يحيى بن معين: اختلفت إلى نوح في هذا الحديث ثلاثين مرة، فما حدّثني به حتى تحملت (3) عليه، عن محمّد بن إسحاق، عن نافع، عن ابن عمر قال:

ما رأيت أحدا كان أسود بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من معاوية، قلت: هو كان أسود من أبي بكر؟ قال: أبو بكر كان خيرا منه، و كان هو أسود منه، قال: قلت: فهو كان أسود من عمر؟ قال: عمر و اللّه كان خيرا منه، و كان هو أسود منه (4)،قال: قلت: هو كان أسود من عثمان؟ قال: رحمة اللّه على عثمان، عثمان كان خيرا منه، و هو أسود من عثمان.

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي - في كتابه - ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري.

قال: و نا إبراهيم بن موسى، عن هشام بن يوسف، عن معمر قال: سمعت هماما عن ابن عبّاس قال: ما رأيت أحدا أخلق للملك من معاوية.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، أنا علي بن محمّد بن محمّد الأنباري، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا إسماعيل بن محمّد الصفّار، نا أحمد بن منصور، نا عبد الرزّاق (5)، أنا معمر، عن همّام قال: سمعت ابن عبّاس يقول:

ص: 174


1- كذا بالأصل و د، و م، و في «ز»: يعقوب.
2- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 110/6 في ترجمة محمد بن إسحاق بن يسار.
3- الذي في الكامل: فما حدثني حملت عليه.
4- في الكامل: أسود من عمر.
5- من طريقه في البداية و النهاية 143/8.

ما رأيت رجلا كان أخلق - يعني للملك - من معاوية، كان الناس يردون منه أرجاء واد رحب، ليس بالضيق الحصر العصعص المتغضب - يعني - ابن الزبير.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد ابن معروف، أنا ابن الفهم، نا ابن سعد، أنا موسى بن إسماعيل، نا عبد اللّه بن المبارك، عن معمر (1)،عن همّام بن منبه قال: سمعت ابن عبّاس يقول:

ما رأيت رجلا كان أخلق للملك من معاوية، إن كان الناس ليردون منه على أرجاء واد رحب، و لم يكن كالضيق الحصص الحصر (2) المتغضب - يعني ابن الزبير-.

رواه عبد الرزّاق عن معمر فقال: العصعص (3):و هو السيئ الخلق، و قيل: هو العقص (4)،و هو المتلوي العسر (5).

أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد، أنا إبراهيم بن عمر.

ح و حدّثنا أبو المعمر المبارك بن أحمد الأنصاري، أنا المبارك بن عبد الجبّار، أنا إبراهيم بن عمر البرمكي، و علي بن عمر بن الحسن، قالا: أنا أبو عمر بن حيوية، أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن قال: قال أبو محمّد عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة في حديث ابن عبّاس أنه قال: ما رأيت أحدا كان أخلق للملك من معاوية، كان الناس يردون منه أرجاء واد رحب، ليس مثل الحصر العقص - يعني - ابن الزبير.

و يروى الحصر العصعص.

يرويه عبد الرزّاق عن معمر، عن همام بن منبه عن ابن عباس.

قوله: يردون منه أرجاء واد رحب: شبهه بواد واسع لا يضيق على من ورده للشرب (6)،و الرجا حرفه و شفيره، و الحصر: الممسك البخيل.

قال الشاعر:

ص: 175


1- من طريقه في سير الأعلام 153/3.
2- كذا بالأصل و د، و في م:«الحصن الحصر» و في «ز»: «الحصص الحصن» و في أنساب الأشراف: الحصوص.
3- العصعص: النكد القليل الخير، كما في اللسان: عصص.
4- العقص: الألوى الصعب الأخلاق تشبيها بالقرن الملتوي (اللسان: عقص).
5- راجع المصنف لعبد الرزّاق رقم 20985.
6- في م: ليشرب.

و لقد تسقطني الوشاة فصادفوا *** حصرا بسرك يا أميم ضنينا (1)

أراد بخيلا بسرّك، و الحصور: الضيّق من الرجال، و العقص السيئ الخلق المتلوي العسر، و فيه لغة أخرى عكص و الشكس مثله، و قال ذو الرمة (2):

و لا عقصا بحاجته و لكن *** عطاء لم يكن عدة مطالا

أخبرنا (3) أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم - في كتابه - أنا أبو الفضل السعدي، أنا أبو عبد اللّه بن بطة، أنا أبو القاسم البغوي، نا أحمد بن محمّد القطّان، نا محمّد بن الصلت، نا عبيد اللّه بن إياد بن لقيط قال: قال جعدة بن هبيرة لجلسائه و عواده:

إني قد علمت ما لم تعلموا، و أدركت ما لم تدركوا، و إنه سيجيء بعد هذا - يعني:

معاوية - أمراء ليسوا من رجاله، و لا من ضربائه، ليس فيهم إلاّ أصعر (4) أو أبتر حتى تقوم الساعة، هذا السلطان سلطان اللّه جعله و ليس أنتم تجعلونه، ألا و إنّ للراعي على الرعية حقا، و للرعية على الراعي حقّ، فأدّوا إليهم حقهم و إن ظلموكم، فكلوهم إلى اللّه تبارك و تعالى، فإنكم و إياهم تختصمون يوم القيامة، ألا و إن الخصم لصاحبه الذي أدّى إليه الحق الذي عليه في الدنيا، ثم قرأ: فَلَنَسْئَلَنَّ الَّذِينَ (5) أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَ لَنَسْئَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ حتى بلغ وَ الْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ القسط (6)،هكذا قرأ: القسط.

أخبرنا أبو بكر الحاسب، أنا أبو محمّد الحسن بن علي، أنا محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن معروف، أنا ابن الفهم، نا ابن سعد، أنا سليمان بن حرب، نا حمّاد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة قال: قال كعب: لن يملك أحد من هذه الأمة ما ملك معاوية (7).

ص: 176


1- البيت في تاج العروس (حصر) و نسبه إلى جرير. و هو في ديوانه ص 438 من قصيدة يهجو الأخطل.
2- ديوانه ص 447 من قصيدة طويلة. و في شرحه: عقصا أي متلويا بحاجة، بمنزلة الشعر المعقوص، و يروى و لا علقا بحاجته، و هو المعتل الذي يعتل عليك بحاجتك، و قيل: العقص: البخيل.
3- كتب فوقها في «ز»، و د: ملحق.
4- بالأصل: أصغر، و المثبت عن د، و «ز»، و م. و الأصعر: المعرض بوجهه كبرا (اللسان: صعر).
5- بالأصل: الذي.
6- سورة الأعراف، الآيات 6-8 و قد وردت «القسط» بالأصل و النسخ، و الذي في التنزيل العزيز: و الوزن يومئذ الحق. و كانت في «ز»: «الحق» ثم شطبت و كتب بعدها «القسط».
7- سير أعلام النبلاء 153/3 و تاريخ الإسلام(41-60) ص 314.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا أبو نعيم، نا ابن أبي غنية، عن شيخ من أهل المدينة قال: قال معاوية بن أبي سفيان: أنا أول الملوك (1).

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا أبو الحسين - قراءة - أنا أحمد - إجازة-.

قالا: و أنا أبو تمام - إجازة - أنا أحمد - قراءة - أنا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة (2)،نا هارون بن معروف، نا ضمرة، عن ابن شوذب قال:

كان معاوية يقول: أنا أوّل ملك، و آخر خليفة (3).

أخبرنا أبو بكر بن كرتيلا، أنا أبو بكر الخيّاط، أنا أبو الحسين السوسنجردي، أنا أبو جعفر بن أبي طالب، حدّثني أبي، حدّثني السعيدي، نا أحمد بن سعيد بن محمّد بن عبد الوهّاب بن معاوية بن محمّد بن عمرو بن سعيد بن العاص، نا محمّد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، نا أبو عاصم العباداني، نا هشام، عن محمّد بن سيرين (4)،عن ابن عمر قال:

معاوية من أحلم الناس، قالوا: يا أبا عبد الرّحمن، و أبو بكر؟ قال: أبو بكر خير من معاوية، و معاوية من أحلم الناس.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن أبي عبد اللّه، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا اللنباني (5)،نا ابن أبي الدنيا، أخبرني محمّد بن صالح القرشي، عن علي بن محمّد، عن مسلمة بن محارب قال:

ذكر عبد الملك يوما معاوية، فقال: ما رأيت مثل ابن هند في حلمه و احتماله، و كرمه، لقد خرج حاجبه في يوم رهان إلى المقصورة و أنا وحدي فيها، فنظر إليّ، ثم دخل و خرج معاوية فقمت إليه، فتوكّأ عليّ حتى انتهى إلى الخيل، فأرسلت، فسبق، ثم خرج في الحلبة

ص: 177


1- البداية و النهاية 144/8.
2- من طريقه رواه ابن كثير في البداية و النهاية 144/8.
3- عقب ابن كثير على قول معاوية بقوله: و السنة أن يقال لمعاوية ملك، و لا يقال له خليفة لحديث سفينة:«الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم تكون ملكا عضوضا». و هذا الحديث أخرجه أحمد في المسند 44/5 و 220/5 و أبو داود في سننه (رقم 4646).
4- مكانها بياض في «ز»، و م.
5- تحرفت بالأصل و بقية النسخ إلى: اللبناني، بتقديم الباء.

الأخرى و صنع مثلها، فسبق (1)،فخرج في الحلبة الثالثة فخفت أن يتشاءم بي، فتنحّيت، فطلبني فجئت و توكّأ علي و أجرى الخيل فسبق (2)،فأقبل علي فقال: يا بن مروان، هكذا القرّح (3)،هات حوائجك، قلت: ما لي حاجة، قال: عزمت عليك، فما سألته شيئا إلاّ أنعم لي و أضعف (4).

قال: و نا ابن أبي الدنيا، نا أحمد بن حاتم الطويل، نا محمّد بن الحجّاج، عن مجالد، عن الشعبي، عن قبيصة بن جابر قال: لم أر أحدا أعظم حلما من معاوية.

قال: و نا ابن أبي الدنيا، نا محمّد بن أبي عمر المكّي، نا سفيان، عن مجالد، عن الشعبي، عن قبيصة بن جابر قال:

صحبت معاوية فما رأيت أحدا أنبل حلما، و لا أبعد أناة منه.

قال: و نا ابن أبي الدنيا، نا أبو عثمان القرشي، نا محمّد بن سعيد، نا عبد الملك بن عمير، عن قبيصة بن جابر قال:

ما رأيت رجلا أعظم حلما، و لا أكثر سؤددا، و لا ألين مخرجا في أمر من معاوية (5).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن محمّد، أنا محمّد بن علي، أنا أحمد بن عبد اللّه بن الخضر، أنا أحمد بن علي بن محمّد بن الجهم الكاتب، حدّثني أبي، حدّثني محمّد بن مروان، نا محمّد بن أحمد الرياحي، نا أحمد بن حاتم الطويل، نا محمّد بن الحجّاج اللخمي، عن مجالد، عن الشعبي عن قبيصة بن جابر قال:

أدركت الناس، فلم أر أحدا أعظم حلما من معاوية.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا أبو بكر الحميدي، نا سفيان، نا مجالد (6)،عن الشعبي قال: سمعت قبيصة بن جابر قال: و صحبت معاوية بن أبي سفيان، فما رأيت رجلا أثقل حلما، و لا أبطأ جهلا، و لا أبعد أناة منه.

ص: 178


1- ضبطت بالأصل بضمة فوق السين.
2- راجع الحاشية السابقة.
3- القرح جمع قارح، و هو اللسان إذا دخل في السادسة و استتم الخامسة فقد قرح (راجع اللسان: قرح).
4- رواه البلاذري في أنساب الأشراف 58/5-59 من طريق أبي الحسن المدائني عن علقمة عن الفضل بن سويد.
5- البداية و النهاية 144/8.
6- من طريقه في سير الأعلام 153/3 و تاريخ الإسلام(41-60) ص 315 و تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 234.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا محمّد بن موسى البصري، نا أبو زيد، عن أبي سفيان بن العلاء أخي أبي عمرو بن العلاء، قال: قال معاوية:

إني لأرفع نفسي أن يكون ذنب أو وزن من حلمي (1).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا عبد الوهّاب بن محمّد بن إسحاق، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا ابن أبي الدنيا قال: زعم عبيد اللّه بن محمّد ابن حفص التميمي، عن بعض أشياخه قال (2):

أسمع رجل مرة معاوية كلاما شديدا (3) غضب منه أهله، فقيل له: لو سطوت عليه لكان له نكالا؟ قال: إنّي لأستحيى أن يضيق حلمي عن ذنب أحد من رعيتي.

قال: و نا ابن أبي الدنيا قال: أخبرت عن محمّد بن الحسين، أخبرني إبراهيم بن أبي إبراهيم قال: قال رجل لمعاوية: يا أمير المؤمنين، ما أحلمك؟! قال: إني لأستحيى أن يكون جرم رجل أعظم من حلمي (4).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطّار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، أنا عبيد اللّه السكري، نا زكريا المنقري، نا الأصمعي (5)،نا سفيان قال: قال معاوية:

إني لأستحي أن يكون ذنب أعظم من عفوي، أو يكون جهل أكبر من حلمي، أو تكون عورة لا أواريها بستري.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللنباني (6)،نا ابن أبي الدنيا، حدّثني يحيى (7) بن عبد اللّه بن أبي بكر، حدّثني محمّد بن عمر بن شعيب، عن أبيه قال: قال معاوية: ما شيء أحمد عاقبة من جرعة غيظ أتجرّعها.

ص: 179


1- سير الأعلام 153/3.
2- رواه ابن كثير في البداية و النهاية 144/8 و نسبه إلى بعضهم.
3- في البداية و النهاية: كلاما سيئا شديدا.
4- البداية و النهاية 144/8.
5- من طريقه في البداية و النهاية 144/8.
6- تحرفت بالأصل و بقية النسخ إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
7- سقطت من «ز».

أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر ابن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، حدّثني علي بن صالح، عن جدي عبد اللّه بن مصعب، عن أبيه قال:

خرج الحسين من عند معاوية، فلقي ابن الزبير، و الحسين مغضب، فذكر الحسين أن معاوية ظلمه في حقّ له، فقال له الحسين أخيّره في ثلاث خصال و الرابعة الصيلم (1):أن يجعلك أو ابن عمر بيني و بينه، أو يقرّ بحقي، ثم يسألني فأهبه له، أو يشتريه مني، فإن لم يفعل، فو الذي نفسي بيده لأهتفن بحلف الفضول (2)،فقال ابن الزبير: و الذي نفسي بيده لئن هتفت به و أنا قاعد لأقومن، أو قائم لأمشين، أو ماش لأشتدنّ (3) حتى تفنى روحي مع روحك أو ينصفك، قال: ثم ذهب ابن الزبير إلى معاوية، فقال: لقيني الحسين فخيّرني في ثلاث خصال و الرابعة الصيلم، قال معاوية: لا حاجة لنا بالصّيلم، إنّك لقيته مغضبا، فهات الثلاث خصال، قال: تجعلني أو ابن عمر بينك و بينه، فقال: قد جعلتك بيني و بينه أو ابن عمر أو جعلتكما جميعا، قال: أو تقرّ له بحقه، قال: فأنا أقرّ له بحقه، و أسأله إيّاه، قال: أو تشتريه منه، قال: فأنا أشتريه منه، قال: فما انتهى إلى الرابعة قال لمعاوية: كما قال للحسين:

إن دعاني إلى حلف الفضول أجبته، قال معاوية: لا حاجة لنا بهذه.

قال: و بلغني أن عبد الرّحمن بن أبي بكر، و مسور بن مخرمة قالا للحسين مثل قول ابن الزبير، قال: فبلغ ذلك معاوية، و عنده جبير بن مطعم، فقال له معاوية: يا أبا محمّد، كنا في حلف الفضول، قال له جبير: لا.

و حكى الزبير أيضا نحو هذه القصة للحسن بن علي مع معاوية إلاّ أن هذه أتمّ.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن سعيد بن محارب بن عمرو الأوسي الإصطخري، نا أبو خليفة، أنا الرياشي عن العتبي قال:

قدم معاوية المدينة، فخرج إلى العقيق، و خرج الناس إليه، و ضربت له أبنية، فجاء أبو

ص: 180


1- الصيلم: القطيعة المنكرة.
2- حلف الفضول، كان في الجاهلية، و حضره النبي صلّى اللّه عليه و سلّم سمي بالفضول لأن ثلاثة من جرهم كلهم يسمى الفضل و هم: الفضل بن فضالة و فضل بن وداعة، و الفضل بن الحارث. راجع تفاصيل حول حلف الفضول في سيرة ابن هشام 140/1 و ما بعدها.
3- بالأصل و بقية النسخ: لأنشدن، و المثبت عن المختصر.

غليط بن عتبة بن أبي لهب، فسأل عنه فأخبر بمكانه، فعمد إلى جمل أجرب فهنأه (1)بالقطران، و ركب، و أداره في الشمس حتى هرج (2) ثم قصد به نحو معاوية، فلمّا نظر إلى الأبنية حمل الناس عليها و الناس عنده جلوس، فأقبل الجمل يقطع تلك الأبنية، و فزع الناس، فقال معاوية: يا أيها الناس، اجلسوا إنّ هذا بعض جنون آل أبي لهب، فقال أبو غليط: و اللّه ما أنا بالمجنون، و ما أتانا الجنون إلاّ من قبل حرب بن أمية، ما زال الشيطان يخنقه حتى مات، و كان حرب بن أمية مات مخنوقا، ذكروا أن الجنّ خنقته فمات.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن، نا ابن أبي الدنيا.

ح أخبرني أبو عبد اللّه القرشي عن علي بن محمّد (3)،عن أبي عبد الرّحمن العجلاني، عن سعيد بن عبد الرّحمن بن حسّان قال:

دخل قوم من الأنصار على معاوية، فقال لهم: يا معشر الأنصار، قريش لكم خير منكم لها، فإن يكن ذلك لقتلى أحد فقد نلتم يوم بدر مثلهم، و إن يكن ذلك للأثرة فو اللّه ما تركتم إلى صلتكم سبيلا، لقد خذلتم عثمان يوم الدار، و قتلتم أنصاره يوم الجمل، و صليتم بالأمر يوم صفّين، فتكلم رجل منهم (4) فقال: أقلت قريش خير لنا منا لها؟ فإن فعلوا فقد أسكناهم الدار، و قاسمناهم الأموال، و بذلنا لهم الديار، و دفعنا عنهم العدو، و أنت سيد قريش، فهل لهذا عندك جزاء؟ و أما قولك: إن يكن ذلك لقتلى أحد فإن قتيلنا و حيّنا ثائر، و أما ذكرك الأثرة فإن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أمرنا بالصبر عليها، و أما خذلان عثمان: فإنّ الأمر في عثمان ما كان الأجفلى (5)-يريد الجمع - و أما قتل أنصاره يوم الجمل فما لا يعتذر منه، و أما قولك: إنا صلينا بالأمر يوم صفّين، فإنّا كنا مع رجل لم نأله خيرا، و قاموا فخرجوا، فقال معاوية:

ردّوهم (6)،فو اللّه ما فرغ من كلامه حتى ضاق بي مجلسي، أ ما كان فيكم رجل يجيبه؟! فردّوهم، فترضّاهم، و وصلهم.

ص: 181


1- هنأ بالقطران: طلاه به (القاموس).
2- هرج البعير: سدر من شدة الحر، و كثرة الطلاء بالقطران (القاموس).
3- من طريقه رواه البلاذري في أنساب الأشراف 62/5 طبعة دار الفكر.
4- هو قيس بن سعد، كما في أنساب الأشراف.
5- الأجفلي: الجماعة من كل شيء (القاموس).
6- كذا بالأصل و النسخ، و في أنساب الأشراف: للّه درهم.

قال: و نا ابن أبي الدنيا، حدّثني أبو محمّد العتكي، نا حفص بن غياث، عن مجالد (1)، عن عامر قال:

أغلظ رجل لمعاوية، فقال: أنهاك عن السلطان، فإنّ غضبه غضب الصبي، و يأخذ أخذ الأسد.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، نا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو محمّد المصري، نا أبو بكر المالكي، نا أحمد بن يوسف، نا محمّد بن المغيرة، عن الأصمعي قال: سمعت أبي يقول (2):

جرى بين معاوية و بين أبي الجهم كلام حتى كان من أبي الجهم إلى معاوية كلام غمّه، فأطرق ثم رفع رأسه فقال له: يا أبا الجهم، إياك و السلطان، فإنّه يغضب غضب الصبيان، و يعاقب عقاب الأسد (3)،و إنّ قليله يغلب كثير الناس، ثم أمر له بمال، فأنشأ أبو الجهم يقول (4):

نميل على جوانبه كأنّا *** نميل إذا نميل على أبينا

نقلّبه لنخبر حالتيه *** فيخبر منهما كرما ولينا

أخبرنا أبو بكر المؤدب، أنا أبو عمرو العبدي، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن (5)اللنباني (6)،نا ابن أبي الدنيا، نا إسحاق بن إسماعيل، نا عمر بن حفص بن غياث، نا أبي عن الأعمش قال:

طاف الحسن بن علي مع معاوية، فكان يمشي بين يديه، فقال: ما أشبه أليتيه بأليتي هند، فسمعه معاوية فالتفت معاوية إليه فقال: أما إنه كان يعجب أبا سفيان (7).

قال: و نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني أبو عبد اللّه الباهلي محمّد بن إسحاق بن زياد،

ص: 182


1- من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام 153/3.
2- من هذا الطريق الخبر و الشعر في البداية و النهاية 144/8 و برواية مختلفة في أنساب الأشراف 61/5.
3- في البداية و النهاية: و يأخذ أخذ الأسد.
4- نسبا بهامش المختصر لعبد المسيح بن دارس.
5- تحرفت في «ز» إلى: الحسين.
6- تحرفت بالأصل و بقية النسخ إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
7- البداية و النهاية 144/8.

حدّثني محمّد بن حرب المكي، حدّثني إبراهيم أبو إسحاق قال: قال عبد الرّحمن بن أم الحكم لمعاوية: يا أمير المؤمنين، إنّ فلانا يشتمني (1)،قال: تطأطأ لها تمرّ، فتجاوزك (2).

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا منصور العتكي و هو محمّد بن القاسم بن عبد الرّحمن شيخ فهم متيقظ صحيح الأصول يقول: سمعت الحسين بن الفضل البجلي يقول: سمعت ابن الأعرابي يقول:

قال رجل لمعاوية: و اللّه ما رأيت أنذل منك، قال: بلى، من واجه الرجال بمثله (3).

أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب الهمذاني (4)،أنا أبو طاهر عبد الكريم بن الحسن ابن رزمة، أنا أبو الحسين علي بن محمّد بن عبد اللّه، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن جعفر، نا عبد اللّه بن محمّد بن أبي الدنيا، حدّثني الحسين بن عبد الرّحمن، عن عمر بن عبد الملك البصري، قال: سمعت أبا (5) عمرو بن العلاء يقول: قال معاوية: ما يسرني بذل الكرم حمر النعم (6).

قال: و نا ابن أبي الدنيا، حدّثني عبد الرّحمن بن صالح الأزدي عن شيخ له قال (7):قال معاوية:

يا بني أمية، قاربوا (8) قريشا بالحلم، فو اللّه إن كنت لألقى الرجل منهم في الجاهلية فيوسعني شتما، و أوسعه حلما، فأرجع و هو لي صديق، أستنجده فينجدني، و أثور به فيثور معي، و ما رفع الحلم عن شريف شرفه، و لا زاده إلاّ كرما.

قال: و نا ابن أبي الدنيا، قال: و حدّثني الحسن بن الصباح، نا يعقوب بن إسحاق الحضرمي، نا سلام بن سليم، نا عمرو بن عتبة قال: قال معاوية: آفة الحلم الذل (9).

و نا ابن أبي الدنيا، نا أحمد بن جميل، نا عبد اللّه بن المبارك، عن معمر، عن جعفر ابن برقان قال: قال معاوية:

ص: 183


1- في «ز»: ليشتمني.
2- البداية و النهاية 144/8.
3- المصدر السابق.
4- في د، و م: الهمداني.
5- في «ز»: ابن.
6- البداية و النهاية 144/8-145.
7- رواه ابن كثير في البداية و النهاية 145/8 عن بعضهم، و انظر أنساب الأشراف 57/5.
8- البداية و النهاية: فارقوا.
9- البداية و النهاية 145/8.

لا يبلغ الرجل مبلغ الرأي حتى يغلب حلمه جهله، و صبره شهوته، و لا يبلغ ذلك إلاّ بقوة الحلم (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن الحسين، أنا محمّد بن فارس بن محمّد الغوري، أنا محمّد بن جعفر بن أحمد العسكري، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني عبيد اللّه بن سعد بن إبراهيم القرشي، نا عمي عن أبيه قال: قال معاوية:

العقل عقلان: عقل تجارب، و عقل نحيزة (2)،فإذا اجتمعا في رجل فذاك الذي لا يقام انفرادا له، و إذا انفردا كانت النحيزة أولاهما.

أخبرنا أبو الفتوح نصر بن أحمد بن محمّد الطوسي - بها - نا أبو تراب عبد الباقي بن يوسف المراغي - إملاء بنيسابور - أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أيوب الكاتب، أنا أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران بن سهل بن مرزبان، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن دريد، أنا أبو حاتم، عن العتبي قال:

كان معاوية يقول: ما كان في الفتيان شيء إلاّ و كان فيّ مثله غير أني لم أكن شتمة، و لا لطمة، و لا عرضة و لا سا (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطّار، قالا: أنا أبو طاهر الذهبي، أنا عبيد اللّه السكري، نا زكريا المنقري، نا الأصمعي قال (4):

سمعت ابن عون يقول:

كان الرجل يقول لمعاوية: و اللّه لتستقيمن بنا يا معاوية أو لنقوّمنّك، فيقول لهم: بما ذا؟ فيقولون: بالخشب (5)،فيقول لهم: إذا نستقيم.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، أنا أبو منصور بن عبد العزيز، أنا أبو الطيب بن خاقان.

ح قال: و نا عبد اللّه بن علي بن أيوب، أنا أبو بكر بن الجراح، قالا: نا أبو بكر بن دريد، أنا أبو معاذ، عن دماد، أخبرني أبو عبيدة قال:

ص: 184


1- البداية و النهاية 145/8.
2- النحيزة: الطبيعة، و نحيزة الرجل: طبيعته.
3- كذا رسمها بالأصل و د، و في «ز»: «شيا» و في م:«سبا».
4- من طريقه رواه الذهبي في طبقات 154/3 و تاريخ الإسلام(41-60) ص 315.
5- الخشب جمع خشيب، و هو السيف الصقيل.

إن كان الرجل ليقول لمعاوية: و اللّه لتستقيمن يا معاوية أو لنقوّمنّك؟ فيقول: بما ذا؟ فيقول: بالخشب، فيقول: إذا أستقيم.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو الأصبهاني، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللنباني (1)،نا ابن أبي الدنيا، حدّثني المفضل بن غسّان، نا علي بن صالح، نا عامر ابن صالح، عن هشام بن عروة قال:

صلّى بنا عبد اللّه بن الزبير يوما من الأيام، فوجم (2) بعد الصلاة ساعة، فقال الناس:

لقد حدّث نفسه، ثم التفت إلينا فقال: لا يبعدن ابن هند إن كانت فيه لمخارج لا نجدها في أحد (3) بعده أبدا، و اللّه إن كنا لنفرقه و ما الليث على براثنه بأجرأ منه فيتفارق لنا و إن كنا لنخدعه، و ما ابن ليلة من أهل الأرض بأدهى منه، فيتخادع لنا، و اللّه لوددت (4) أنا متعنا به ما دام في هذا الجبل حجر - و أشار إلى أبي قبيس - لا يتحول له عقل، و لا ينقص له قوة، قال:

فقلنا: أوحش و اللّه الرجل.

أخبرنا (5) أبو بكر محمّد بن محمّد بن كرتيلا، أنا أبو بكر محمّد بن علي الخيّاط المقرئ، أنا أبو الحسين أحمد بن عبد اللّه السوسنجردي، أنا أبو جعفر أحمد بن أبي طالب علي بن محمّد الكاتب، أنا أبي، حدّثني أبو عمرو محمّد بن مروان القرشي السعيدي، نا محمّد بن عمر القرشي، نا إبراهيم بن محمّد البرقي، أنا دحيم عبد الرّحمن بن إبراهيم، نا عبد اللّه بن مصعب الزبيري قال: سمعت هشام بن عروة يقول:

صلّى بنا عبد اللّه بن الزبير الغداة ذات يوم فوجم بعد الصلاة وجوما لم يكن يفعله، ثم أقبل علينا بوجهه (6) فقال: للّه در ابن هند، أما و اللّه [إن كنا نتخدّعه فيتخادع لنا، و ما ابن ليلة بأدهى منه، لله درّ ابن هند، أما و اللّه] (7) إن كنا لنفرّقه (8) فيتفارق لنا، و ما اللّيث الحرب (9)

ص: 185


1- تحرفت بالأصل و بقية النسخ إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
2- فوقها ضبة في م.
3- مكانها بياض في م.
4- بعدها بياض في «ز»، و الكلام متصل بالأصل و د، و م.
5- كتب فوقها في د، و «ز»: ملحق.
6- البداية و النهاية 145/8.
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن د، و م، و «ز».
8- في «ز»: لنفارقه. و قوله: نفرّقه: نخوفه من الفرق.
9- الليث الحرب: الشديد الغضب.

بأجرأ منه كان و اللّه كما قال بطحاء العذري (1):

ركوب المنابر وثّابها *** معنّ (2) بخطبته مجهر

تريع (3) إليه فصوص (4) الكلام *** إذا نثر (5) الخطل المهمر (6)

كان و اللّه كما قالت بنت رقيقة (7):

أ لا ابكيه أ لا ابكيه *** ألا كلّ الفتى فيه

أخبرنا أبوا (8) الحسن الفقيهان، و أبو المعالي بن الشعيري، قالوا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، نا العباس بن الفضل الربعي، نا العباس بن هشام الكلبي، عن أبيه قال:

قيل لمعاوية: من أسود الناس؟ قال: أسخاهم نفسا حين يسأل، و أحسنهم في المجالس خلقا، و أحلمهم حين يستجهل (9).

أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن، أنا أبو الفتح أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن علي، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن إسحاق، نا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن ميثم الرصافي - ببغداد - حدّثني أبو عبد اللّه بن الحزوّر، عن ثعلب يرفعه إلى أبي عبيدة قال:

كان معاوية بن أبي سفيان يتمثل بهذه الأبيات و هي هذه (10):

فما قتل السفاهة مثل حلم *** يعود به على الجهل الحليم

فلا تسفه و إن ملئت غيظا *** على أحد فإن الفحش لوم

ص: 186


1- البيتان في الأغاني 212/17-213 و نسبهما إلى بطحاء العذري و بهامشها عن بعض النسخ: بطحان بالنون.
2- المعن: المتكلم الذي يعرض في كل شيء.
3- تريع: ترجع.
4- في الأغاني: عيون الكلام.
5- الأغاني: حصر الهذر المهمر.
6- الخطل: الكلام الفاسد الكثير المضطرب. و المهمر: الكثير الكلام المهذار.
7- الأغاني: رقيقة، أو قال بنت رقيقة، و ذكر البيت و هو في أنساب الأشراف 91/5 و فيه: قالت النادبة، و روايته: ألا يا عين فابكيه ألا كل النهى فيه
8- بالأصل و «ز»، و د:«أبو» و المثبت عن م.
9- البداية و النهاية 145/8.
10- الأبيات في البداية و النهاية 145/8 بدون نسبة.

و لا تقطع أخا لك عند ذنب *** فإنّ الذنب يغفره الكريم

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللنباني (1)،حدّثني أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني أبو الخطّاب البصري، حدّثني الهيثم بن الربيع، حدّثني عمرو بن عثمان قال:

ذكر عند ابن عبّاس معاوية، فقال: للّه تلاد ابن هند ما أكرم حسبه، و أكرم مقدرته، و اللّه ما شتمنا على منبر قط، و لا بالأرض، ضنّا منه بأحسابنا و حسبه.

قال: و نا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن عباد بن موسى، عن علي بن مجاهد قال:

قال ابن عبّاس (2):

قد علمت بما (3) كان معاوية يغلب الناس، كانوا إذا طاروا وقع، و إذا وقعوا طار.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد، أنا أبو الحسين علي بن الحسين بن أيوب، أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن نيخاب، نا إبراهيم بن الحسين بن علي، نا يحيى بن سليمان الجعفي، نا ابن نمير (4)،نا مجالد، عن عامر، عن زياد بن أبي سفيان أنه قال:

ما غلبني أمير المؤمنين بشيء من السياسة إلاّ بباب واحد، استعملت فلانا فكسر خراجه فخشي أن أعاقبه ففرّ إلى معاوية، فكتبت إليه: إنّ هذا أدب سوء لمن قبلي، فكتب إلي: إنه ليس ينبغي لي و لك أن نسوس الناس سياسة واحدة: أن نلين جميعا فيمرح الناس في المعصية (5)،و لا نشتد جميعا فنحمل الناس على المهالك، و لكن تكون أنت للشدة و الفظاظة و الغلظة و أكون للين و الرقّة و الرحمة.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو العبدي، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا اللنباني (6)،

ص: 187


1- تحرفت بالأصل و م، و «ز»، و د إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
2- سير أعلام النبلاء 154/3 و البداية و النهاية 145/8 و أنساب الأشراف 93/5.
3- بالأصل:«لما» و المثبت عن د، و «ز»، و م، و سير الأعلام.
4- رواه البلاذري في أنساب الأشراف 92/5 و البداية و النهاية 145/8 و سير الأعلام 154/3 و تاريخ الخلفاء ص 241 -242.
5- في أنساب الأشراف: العصبية.
6- تحرفت بالأصل و بقية النسخ إلى: اللبناني، بتقديم الباء.

نا ابن أبي الدنيا، نا أبو كريب الهمداني، نا عبد اللّه بن نمير، عن مجالد، عن الشعبي عن زياد قال:

ما غلبني أمير المؤمنين - يعني معاوية - في شيء من السياسة إلاّ بابا واحدا، استعملت فلانا، فكسر خراجه، فخشي أن أعاقبه، ففرّ إلى أمير المؤمنين، فكتبت إليه: إن هذا أدب سوء لمن قبلي، فكتب إليّ: إنّه لا ينبغي أن نسوس سياسة واحدة أن نلين جميعا فيمرح الناس في المعصية، و لا نشتد جميعا فنحمل الناس على المهالك، و لكن تكون للشدة و الفظاظة و الغلظة، و أكون أنا للين، و الألفة و الرحمة.

أخبرنا خالي القاضي أبو المعالي، محمّد بن يحيى بن علي قال: قرأت على أبي القاسم عبد المحسن بن عثمان بن غانم التنيسي - بها - قلت له: أخبرك أبو بكر أحمد بن عبيد اللّه بن محمّد بن إسحاق، نا أبو مسلم محمّد بن أحمد بن علي الكاتب، أنا أبو بكر محمّد ابن الحسن بن دريد، أنا أبو حاتم عن العتبي قال: قال زياد:

ما غلبني معاوية في السياسة إلاّ في أمر واحد، استعمل رجلا من بني (1) تميم، فكسر الخارج، و لحق بمعاوية، فكتب إليه إن هذا أدب سوء، فابعث به إليّ، فكتب إليه: لا يصلح أن نسوس الناس أنا و أنت بسياسة واحدة، فأمّا أن نشتد نهلك الناس و نخرجهم إلى أسوأ أخلاقهم، و إن لنا جميعا أبطرهم ذلك، و لكن ألين و تشتد، و تلين و أشتد، فإذا خاف خائف وجد بابا يدخله (2).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية.

ح و أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الطيب عثمان بن عمرو بن محمّد بن المنتاب.

قالا: نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا ابن المبارك، عن معمر، عن ابن برقان - يعني - جعفرا:

إن عمرو بن العاص كتب إلى معاوية يعاتبه في التأني، فكتب إليه معاوية: أما بعد، فإن التفهم زيادة و رشد، و إنّ الرشيد من رشد عن العجلة، و إنّ الخائب من خاب عن الأناة، و إن

ص: 188


1- استدركت على هامش «ز».
2- أنساب الأشراف 91/5-92 طبعة دار الفكر.

المتثبت (1) مصيب، أو كاد يكون مصيبا، و إن العجل يخطئ، أو كاد يكون مخطئا، و إنّه من لا ينفعه الرفق يضره الخرق (2)،و من لا تنفعه التجارب لا يدرك المعالي، و لا يبلغ الرجل مبلغ الرأي حتى يغلب حلمه جهله، و صبره شهوته، و لا يبلغ ذلك إلا بقوة الحلم.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا أبو الفضل أحمد بن محمّد البيع، نا علي بن محمّد الفقيه، نا محمّد بن عبد اللّه بن أسيد، نا محمّد بن زكريا الغلابي، نا محمّد ابن عبيد اللّه، نا عبد اللّه بن المبارك قال:

كتب معاوية إلى عمرو بن العاص: أما بعد، فإن الرشيد من رشد عن العجلة، و إن الخائب من خاب عن الأناة، و إن المتثبت مصيب، أو كاد يكون مصيبا، و إن العجل مخطئ، أو كاد يكون مخطئا، و من لا ينفعه الرفق يضرّه الخرق، و من لا تنفعه التجارب لا يبلغ المعالي، و لا يبلغ رجل مبلغ الرأي حتى يبلغ (3) صبره شهوته و حلمه غضبه.

أخبرنا أبوا (4) الحسن الفقيهان، قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، نا أبو الفضل العبّاس بن الفضل أو غيره، قال:

قيل لمعاوية: إنا نراك تقدم حتى نقول يقبل، و تتأخر حتى نقول لا يرجع، قال: أتقدم ما كان التقدم غنما، و أتأخر ما كان التأخر حزما قال بعض الشعراء:

شجاع إذا ما أمكنتني (5) فرصة *** و إن لم تكن لي فرصة فجبان

أخبرنا (6) أبو يعقوب يوسف بن أيوب، أنا عبد الكريم بن الحسن، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أحمد بن محمّد بن جعفر الجوزي، نا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن أبي الدنيا، نا محمّد بن مسعود، نا عبد الرزّاق، أنا معمر قال:

قيل لمعاوية: من أحلم أنت أو زياد؟ قال: إن زيادا لا يترك الأمر يفترق عليه، و أنا أتركه يفترق عليّ ثم أجمعه.

أخبرنا أبو السعود ابن (7) المجلي، أنا أبو منصور بن عبد العزيز، أنا محمّد بن أحمد ابن خاقان.

ص: 189


1- في «ز»: المثبت.
2- الخرق: ضد الرفق.
3- فوقها ضبة في «ز».
4- بالأصل و د، و «ز»: «أبو» و المثبت عن م.
5- بالأصل و د و «ز»، و م:«امكنتي» و فوقها ضبة في «ز»، و المثبت عن المختصر.
6- كتب فوقها في «ز»، و د: ملحق.
7- استدركت على هامش «ز».

ح قال: و نا محمّد بن أيوب، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن الجرّاح، قالا: أنا أبو بكر ابن دريد، أنا أبو حاتم عن العتبي قال:

كتب عمرو بن العاص إلى معاوية يعاتبه في التأني، فكتب إليه معاوية: أمّا بعد، فإن التفهم في الخير زيادة و رشد، و إنّ المتثبت مصيب، و إن العجل مخطئ، و من لم ينفعه الرفق يضره الخرق، و من تعظه التجارب لم يدرك المعالي، و لا يبلغ الرجل أعلى المبالغ حتى يغلب حلمه جهله، و العاقل يسلم من الزلل بالتثبت، و ترك العجلة، و لا يزال العجل يجتني ثمرة الندم (1).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن محمّد، أنا محمّد بن علي بن محمّد، أنا أحمد بن عبد اللّه ابن الخضر، أنا أحمد بن علي بن محمّد (2)،حدّثني أبي، حدّثني أبو عمرو السعيدي، حدّثني أبو بكر الخزاعي، و هو محمّد بن أحمد بن سليمان، حدّثني سليمان بن أبي شيخ، نا عبد اللّه بن جعشة العبدي عن مجالد، عن الشعبي قال:

كان دهاة العرب أربعة: فذكر أحدهم معاوية، فأمّا معاوية فكان يدبر الأمر فيقع بعد عشرين سنة.

قال: و حدّثنيه أبو بكر مرة أخرى، حدّثني سليمان، نا عبد اللّه بن جعشة، عن مجالد، عن الشعبي قال:

كان دهاة العرب أربعة، فأمّا معاوية فللأناة و الحلم (3).

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو الأصبهاني، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن، نا ابن أبي الدنيا، أخبرني أبو عبد اللّه القرشي عن علي بن محمّد القرشي عن خالد ابن سعيد الكلبي قال:

خرج عبد الملك بن مروان و معه نافع بن جبير بن مطعم فوقف على راهب، فذكر الراهب الخلفاء، فأطرى معاوية، فقال عبد الملك لنافع:

لشدّ (4) ما أطرى ابن هند! فقال نافع: إنّ ابن هند أصمته الحلم، و أنطقه العلم (5)بجأش ربيط، و كفّ نديّة.

ص: 190


1- كتب بعدها في «ز»، و د: إلى.
2- في «ز»: أحمد.
3- تاريخ الخلفاء ص 243.
4- الأصل و د، و م، و «ز»: أشد، و المثبت عن المختصر.
5- برواية مقاربة في أنساب الأشراف 89/5-90.

أخبرنا أبوا (1) الحسن الفقيهان، قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، نا إبراهيم بن الجنيد، نا إبراهيم بن سعيد الجوهري، نا الحسن ابن بشر بن سلم (2)،نا أبي، عن أبي كدينة، عن عبد الملك بن عمير، عن قبيصة بن جابر قال: لم أعاشر أحدا كان أرحب باعا بالمعروف منك يا معاوية.

أخبرنا أبو العزّ السلمي - فيما قرأ عليّ إسناده و ناولني إياه و قال اروه عني - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى القاضي، نا محمّد بن القاسم الأنباري، نا إسماعيل بن إسحاق، نا محمّد بن أبي بكر، نا سعيد بن عامر، عن جويرية قال:

قعد معاوية و عمرو ذات يوم، فقال معاوية: ما شيء أصيبه أحبّ إليّ من عين فوّارة في أرض خوّارة (3) أصبتها من صاحبها بطيب نفسه، فقال عمرو: لكني لست هكذا، ما شيء أصبته أحبّ إليّ من أن أصبح عروسا بعقيلة من عقائل العرب، و رجل جالس فقال: لكني لست هكذا، ما شيء أصبته أحبّ إليّ من الفضل على الاخوان، فقال معاوية: فأنا أحقّ بها منك لا أمّ لك، قال: فقد قدرت (4) يا أمير المؤمنين (5).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا أبو سعيد، نا أبو مسهر، نا سعيد.

ح و أخبرناه عاليا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن عمر العمري، أنا أبو محمّد بن أبي شريح، أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن عبد الجبّار الرّذاني، نا حميد بن زنجويه.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن، و أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا أبي علي، قالوا: أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن علي، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا عبد اللّه بن الهيثم الطيبي، نا الحكم بن عمرو الأنماطي، قالا: نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز.

ص: 191


1- بالأصل و د، و «ز»: «أبو» و المثبت عن م.
2- كذا بالأصل، و د، و م، و في «ز»: سالم.
3- أرض خوارة: لينة سهلة.
4- قوله:«قدرت يا أمير المؤمنين» استدركت على هامش «ز».
5- أنساب الأشراف 65/5.

إن معاوية قضى - و في حديث الأنماطي: قال: قضى معاوية - عن عائشة ثمانية عشر ألف دينار (1).

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه، قالوا: أنا أبو الحسين ابن الآبنوسي، أنا الدارقطني، نا أبو عبد اللّه أحمد بن علي بن العلاء، نا أبو الأشعث أحمد ابن المقدام، نا محمّد بن بكر، نا هشام بن حسّان، عن هشام بن عروة، عن أبيه.

إن معاوية بن أبي سفيان بعث إلى عائشة مرة بمائة ألف، قال: فو اللّه ما أمست من ذلك اليوم حتى فرقتها، فقالت مولاة لها: لو اشتريت لنا من هذه الدراهم بدرهم لحما، فقالت:

لو قلت لي قبل أن أفرّقها فعلت (2).

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا علي يعني - ابن سعيد بن بشير الرازي، نا بشر بن الوليد القاضي، عن شريك، عن الحجّاج، عن عطاء قال:

قدمت (3) عائشة مكة، فأرسل إليها معاوية بطوق قيمته مائة ألف، فقبلته (4).

أخبرنا أبو نصر محمّد بن حمد بن عبد اللّه الكبريتي، أنا أبو مسلم محمّد بن علي بن محمّد النحوي، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة الحسين (5) بن أبي معشر الحرّاني، نا أبو الحسين الرهاوي، نا زيد بن الحباب، حدّثني حسين بن واقد (6) عن عبد اللّه بن بريدة قال:

دخل الحسن بن علي على معاوية فقال: لأجيزنّك بجائزة لم يجز بها أحد كان قبلي، فأعطاه أربع مائة ألف ألف.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر، أنا محمّد بن علي بن علي بن الحسن، أنا أبو الحسن علي بن معروف بن محمّد البزاز، نا عبد اللّه بن سليمان، نا محمّد بن عقيل، نا علي ابن الحسين، حدّثني أبي، حدّثني ابن بريدة قال:

ص: 192


1- البداية و النهاية 145/8 و سير الأعلام 154/3.
2- البداية و النهاية 146/8 و الخبر في طبقات ابن سعد 66/8 و ذكر فيها أن الذي أرسل المال إليها هو ابن الزبير.
3- بالأصل: قدمت على عائشة.
4- البداية و النهاية 146/8.
5- في «ز»: الحسن.
6- من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام 154/3 و البداية و النهاية 146/8 و الرواية في الإصابة من طريق الحسن بن شقيق و فيه: أربعمائة ألف(330/1).

دخل الحسن بن علي بن أبي طالب على معاوية بن أبي سفيان، فقال: أمّا و اللّه لأجيزنّك بجائزة لم أجزها أحد من قبلك من العرب، و لا أجيزها بعدك، قال: فأعطاه أربع مائة ألف، فأخذها.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أخبرني أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم المقرئ، أنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، حدّثني أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم القرشي، نا عمرو بن دحيم، نا محمّد بن إبراهيم البغدادي، نا الحسن بن الربيع، نا إسحاق بن عيسى البلخي الحافظ عن الحسين بن واقد، عن عبد اللّه بن بريدة قال:

دخل الحسن و الحسين على معاوية فأمر لهما (1) في وقته بمائتي ألف درهم و قال:

خذاها و أنا ابن هند، ما أعطاها أحد قبلي، و لا يعطيها أحد بعدي، قال: فأما الحسن فكان رجلا سكينا و أما الحسين فقال: و اللّه ما أعطى أحد قبلك و لا أحد بعدك لرجلين أشرف و لا أفضل منا (2).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن أبي عبد اللّه، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللنباني (3)،نا ابن أبي الدنيا، نا يوسف بن موسى، نا جرير (4)،عن المغيرة قال:

أرسل الحسن بن علي، و ابن جعفر إلى معاوية يسألانه المال، فبعث بمائة ألف أو لكلّ رجل منهما بمائة ألف، فبلغ ذلك عليا فقال لهما:

أ لا تستحيان رجل يطعن في عينه (5) غدوة و عشية يسألانه المال؟! قالا (6):لأنك حرمتنا و جادلنا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن محمّد بن النقور، و عبد الباقي بن

ص: 193


1- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
2- البداية و النهاية 146/8.
3- تحرفت بالأصل و بقية النسخ إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
4- من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام 154/3-155 و ابن كثير في البداية و النهاية 146/8 و تاريخ الإسلام(41 -60 ص 315).
5- كذا بالأصل و النسخ و البداية و النهاية، و في سير الأعلام: عيبه.
6- بالأصل و م، و «ز»، و د: قال. و المثبت عن المصادر.

محمّد بن غالب، قالا: أنا محمّد بن عبد الرّحمن بن العباس، أنا عبيد اللّه السكري، نا زكريا المنقري، نا الأصمعي، نا مهدي بن ميمون، عن محمّد بن عبد اللّه بن أبي العقب (1) قال:

كان معاوية إذا تلقى الحسن بن علي قال له: مرحبا و أهلا بابن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و إذا تلقى عبد اللّه بن الزبير قال له: مرحبا بابن عمة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و أمر للحسن بن علي بثلاثمائة ألف و عبد اللّه بن الزبير بمائة ألف (2).

أخبرنا أبو بكر بن كرتيلا، أنا أبو بكر الخيّاط، أنا أحمد بن عبد اللّه بن الخضر، أنا أحمد بن علي بن محمّد، حدّثني أبي، حدّثني أبو عمرو السعيدي، حدّثني محمّد بن الحسن القيسي، نا أبو مروان من ولد عمر بن الوليد بن عبد الملك بن مروان قال:

أمر معاوية للحسن بن علي بمائة ألف، فذهب بها إليه فقال لمن حوله: من أخذ شيئا فهو له، و أمر للحسين بن علي بمائة ألف فذهب بها إليه و عنده عشرة فقسمها عليهم عشرة آلاف عشرة آلاف، و أمر لعبد اللّه بن جعفر بمائة ألف فذهب بها إليه فأرسلت إليه امرأته [أن] (3) أرسل بها إليّ، فأرسل إليها: تعالي أنت و جواريك، فصفّقن و خذمها ففعلن، و أخذنها، فقال معاوية: ما كان عليه لو لم يفعل هذا، و أمر لمروان بن الحكم بمائة ألف فذهب بها إليه فقسم خمسين ألفا و حبس خمسين ألفا، و أمر لعبد اللّه بن عمر بمائة ألف، فقسم تسعين ألفا، و حبس عشرة آلاف، فقال معاوية: مقتصد يحب الاقتصاد، و أمر لعبد اللّه ابن الزبير بمائة ألف، فذهب بها إليه الرسول فقال: من أمرك أن تجيء بها بالنهار، أ لا جئت بها بالليل، فبلغت معاوية، فقال: خبّ ضبّ (4)،كأنك به قد رفع ذنبه فقطع (5).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو القاسم التنوخي، نا هلال بن محمّد بن جعفر، نا محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم، نا محمّد بن خلف المروزي، نا موسى بن إبراهيم، نا موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جدّه أن الحسن و الحسين كانا يقبلان جوائز معاوية.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن محمّد، أنا محمّد بن علي، أنا أبو الحسين السوسنجردي، أنا أبو جعفر بن أبي طالب، حدّثني أبي، حدّثني محمّد بن مروان، أخبرني جعفر بن أحمد

ص: 194


1- كذا بالأصل، و في د، و م، و «ز»: يعقوب.
2- البداية و النهاية 146/8.
3- زيادة عن «ز».
4- خب: خداع، ضب: حاقد، و قيل رجل خب ضب: منكر مراوغ حرب (اللسان).
5- البداية و النهاية 146/8 و فيها: و قطع حبله.

ابن معدان، نا الحسن بن جهور، حدّثني أبو مسعود القتات، عن ابن داب (1) قال (2):

كان لعبد اللّه بن جعفر بن معاوية ألف ألف في كل عام، و مائة حاجة، يختم معاوية على أصل الأديم ثم يقول: اكتب يا بن جعفر ما بدا لك، فقضى عاما حوائجه و بقيت حاجة لأهل الحجاز، و قدم أصبهبذ سجستان يطلب إلى معاوية أن يملّكه سجستان، و يعطي من قضاء حاجته ألف ألف درهم، و عند معاوية يومئذ وفد العراق: الأحنف بن قيس، و المنذر بن الجارود، و مالك بن مسمع، فأتاهم الأصبهبذ فقال له الأحنف: أ يسرّك أن نغرّك؟ قال: لا، قال: فإنا لسنا بأصحابك، و لكنت ائت عبد اللّه بن جعفر، فإن كان بقي له شيء من حوائجه جعله لك، فأتى ابن جعفر فذكر له حاجته، فقال: بقيت لي حاجة كانت لغيرك، فأمّا إذ قصدتني فهي لك، و دخل ابن جعفر على معاوية يودّعه، فقال: بقيت لي حاجة كنت جعلتها لأهل الحجاز، فعرض فيها أصبهبذ سجستان، فأنا أحب أن تملّكه، فقال معاوية: إنه يعطى على حاجته هذه ألف ألف درهم، فقال ابن جعفر: فذاك أحرى أن تقضيها، فقال معاوية: قد قضيت حاجتك، يا سعد (3)،اكتب له عهده على سجستان، فكتب له عهده (4)،فأخذه ابن جعفر و الدهقان على الباب ينتظر ابن جعفر، فخرج، فأعطاه العهد، فحمل الأصبهبذ إليه (5)من غد ألف ألف درهم و سجد له، فقال له ابن جعفر: اسجد للّه عز و جل، و احمل هذا المال إلى رحلك، فإنّا أهل بيت لا نبيع (6) المعروف بالمنّ، فبلغ معاوية، فقال: لأن يكون يزيد قالها أحبّ إليّ من خراج العراق، أبت بنو هاشم إلاّ كرما، فقال ابن الزبير الأسدي:

تواكل حاجة الدهقان قوّم *** هم الشفعاء من أهل العراق

الأحنف و ابن مسمع و المنادى *** به حين النفوس لدى التراقي

و كان المنذر المأمول منهم *** و ليس الدلو إلاّ بالعراقي (7)

و قد أعطي عليها ألف ألف *** بنجح قضائها قبل الفراق

ص: 195


1- تحرفت في م إلى: دار.
2- رواه ابن كثير في البداية و النهاية 146/8.
3- أحد كتاب معاوية، أو حاجبه، و في.
4- في البداية و النهاية: و أمر الكاتب، فكتب له عهده.
5- من قوله: ينتظر... إلى هنا مكانه بياض في «ز»، و م.
6- بالأصل و د، و «ز»، و م:«نتبع» و المثبت عن البداية و النهاية.
7- بالأصل و بقية النسخ:«بالعراق» و الصواب ما أثبت، و العراقي جمع عرقوة، و للدلو عرقوتان و هما خشبتان يعرضان عليه كالصليب (راجع تاج العروس: عرق).

فقالوا لا نطيق لها قضاء *** و ليس لها سوى الضخم السياق

فدونكها ابن جعفر فارتصده *** و قد بقي من الحاجات باقي

فقد أدركت ما أمّلت منه *** فراح بنجحها رخو الخناق

و جاء المرزبان بألف ألف *** فما زلّت بصاحبنا المراقي

فقال خذ بها إنّا أناس *** نرى الأموال كالماء المراق

و لسنا نتبع المعروف منّا *** و لا نبغي به ثمن المذاق (1)

قال: و حدّثني محمّد بن مروان، حدّثنا بشر بن عيسى، نا عبد اللّه بن حمران الحمراني قال (2):كان لعبد اللّه بن جعفر من معاوية في كل سنة ألف ألف، فاجتمع عليه (3) خمس مائة ألف دينار، فألح عليه غرماؤه فيها، فاستأجلهم إلى أن يرحل إلى معاوية فيسأله ذلك، فأجّلوه، فرحل إليه، فمر بالمدينة على ابن الزبير، فقال له: أين يا أبا جعفر؟ قال: أردت أمير المؤمنين يصل قرابتي، و يقضي ديني، قال: لتجدنه عند ذلك متعبّسا، فقال له: باللّه الثقة، و عليه التوكّل، فقال له ابن الزبير: هل لك في صاحب صدق؟ فقال: بالرحب و السعة، فرحلا جميعا، فاستشرف أهل الشام عبد اللّه بن جعفر، و قالوا: قدم ابن جعفر في غير وقته، فلمّا وصل استأذن على معاوية، فأذن له، فأجلسه عن يمينه، ثم أذن لابن الزبير، فأجلسه عن يمين ابن جعفر، فساءله، فأنعم السؤال، ثم قال: ما أقدمك يا ابن جعفر؟ قال: يا أمير المؤمنين، تصل قرابتي، و تقضي ديني، قال: و ما دينك؟ قال: خمس مائة ألف، قال: قد فعلت، فأقبل عبد اللّه بن جعفر على ابن الزبير فقال:

لعمرك من ألفيته متعبسا *** و لا ماله دون الصديق حراما

إذا ما ملمات الأمور احتوينه *** يفرّج عنها كالهلال حساما

فقال معاوية: كأنك مررت بابن الزبير، فقال لك أين تريد فقلت: أمير المؤمنين يصل قرابتي و يقضي ديني، فقال لك: لتجدنه عند ذلك متعبّسا، فقال ابن جعفر: لا تظن إلاّ الخير يا أمير المؤمنين، فقال معاوية: يا ابن جعفر:

ص: 196


1- كتب بعدها في «ز»، و د: آخر الجزء السابع و السبعين بعد الستمائة.
2- رواه ابن كثير في البداية و النهاية 147/8.
3- يعني دينا كما يفهم من عبارة البداية و النهاية.

إنّي سمعت مع الصباح مناديا: *** يا من يعين لماجد معوان

طلب المروءة بالمروءة كلها *** حتى تحلّق في ذرى النسيان

ما أقدمك يا بن الزبير؟ قال: يا أمير المؤمنين تصل قرابتي، و تقضي ديني، قال: و ما دينك؟ قال: مائة ألف، قال: قد فعلت، ثم نهضا لقبضها، فقال معاوية: يا بن جعفر، إن الألف ألف تأتيك لوقتها.

أخبرنا أبوا (1) الحسن الفقيهان، قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، نا إبراهيم بن الجنيد، نا إبراهيم بن سعيد، نا موسى بن إسماعيل المنقري، نا أبو هلال الراسبي، عن قتادة قال:

قال ابن عبّاس لمعاوية: لا يحزنني (2) اللّه و لا يسوؤني ما أبقى اللّه أمير المؤمنين، قال:

فأعطاه ألف ألف رقة (3)،و عروضا (4)،و أشياء، و قال: خذها فاقسمها في أهلك (5).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا ابن فهم، نا ابن سعد، أنا موسى بن إسماعيل، نا أبو هلال (6)،عن قتادة قال: قال معاوية:

وا عجبا للحسن، شرب شربة من عسل يمانية بماء رومة (7) فقضى نحبه، ثم قال لابن عباس: لا يسوؤك اللّه و لا يخزيك (8) في الحسن، قال: أمّا ما أبقى اللّه لي أمير المؤمنين فلن يسوؤني اللّه و لن يخزيني (9)،قال: فأعطاه ألف ألف من بين عروض و عين، فقال: أقسم هذا في أهلك.

أخبرنا أبو بكر بن كرتيلا، أنا أبو بكر الخيّاط، أنا أبو الحسين السوسنجردي، أنا أبو

ص: 197


1- بالأصل و د، و «ز»، و م: أبو.
2- كذا بالأصل، و في «ز»، و م:«يخزني» و في البداية و النهاية: يحزنني.
3- ليست في البداية و النهاية. في القاموس (ورق) الورق كالرقة: الدراهم المضروبة.
4- العروض جمع عرض و هو المتاع.
5- رواه ابن كثير في البداية و النهاية 147/8.
6- من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام 155/3.
7- ماء رومة، يريد بئر رومة، و رومة في عقيق المدينة، و هي أرض بالمدينة بين الجرف و زغابة.(راجع معجم البلدان).
8- في سير الأعلام: يحزنك.
9- في سير الأعلام: يحزنني.

جعفر أحمد بن أبي طالب، حدّثني أبي، حدّثني أبو عمرو السعيدي، أخبرني يوسف بن محمّد، عن العتبي في إسناد ذكره قال: قال عبد اللّه بن جعفر:

كنت مع معاوية في خضراء (1) دمشق، إذ طلعت رءوس إبل من نقب المدينة، فقال:

مرحبا و أهلا بفتيان من قريش، أنفقوا أموالهم في مروآتهم، و أدانوا فيها، ثم قالوا: نأتي أمير المؤمنين فيخلف لنا أموالنا و يقضي عنّا ديوننا، و اللّه لا يحلّون عنده حتى يرجعوا بجميع ما سألوا، قال: فدخلوا على معاوية و أنيخت ركابهم، قال: فخرجوا من عنده بحوائجهم حتى عادوا إلى ظهور رواحلهم منصرفين إلى أوطانهم.

ثم شهدت عبد الملك بن مروان في تيك الخضراء إذ طلعت رءوس إبل من نقب المدينة، فقال عبد الملك: لا مرحبا و لا سهلا، فتيان من فتيان المدينة أنفقوا أموالهم و أدانوا فيها، فقالوا: نأتي أمير المؤمنين فيقضي عنا ديوننا و يفرغنا للذاتنا، و اللّه لا يحلّون عنده حتى يرجعوا كما جاءوا، قال: ثم أمر بهم فنخس (2) بهم، قال: فعجبت لتباعد الأمرين مع قربهما.

قال: و حدّثني السعيدي، حدّثني جعفر بن أحمد، نا الحسن - هو ابن جعفر - نا أبو الحسن - يعني المدائني (3)-عن مسلمة بن محارب قال:

قيل لمعاوية: أيّكم كان أشرف؟ أنتم (4) أو بنو هاشم؟ قال: كنا أكثر أشرافا، و كانوا أشرف، و أحدا لم يكن في عبد مناف مثل هاشم، فلما هلك كنا أكثر عددا و أكثر أشرافا، و كان فيهم عبد المطلب، و لم يكن فينا مثله، فصرنا أكثر عددا و أكثر أشرافا، و لم يكن فيهم واحد كواحدنا منا، و ما كان إلاّ كقرار العين حتى جاء شيء لم يسمع الأولون بمثله، و لم (5)يسمع الآخرون بمثله صلّى اللّه عليه و سلّم (6)(7).

ص: 198


1- الخضراء: دار بناها معاوية، و جعلها مقرا له.
2- في «ز»: فحبس.
3- من طريقه رواه ابن كثير في البداية و النهاية 147/8.
4- تحرفت في «ز» إلى: أنت.
5- في م: و لا يسمع.
6- كتب بعدها في م: تم الجزء المبارك بحمد اللّه و عونه و حسن توفيقه، يتلوه إن شاء اللّه تعالى في الذي يليه: أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد.
7- من هنا سقط في م، و د، و نبقى نأخذ عن «ز».

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد و غيره - إذنا - قالوا (1):نا (2) أبو بكر بن ريذة، أنا سليمان بن أحمد الطبراني، نا الحسين بن إسحاق التستري، نا يوسف بن محمّد بن سابق قال: سمعت أبا أسامة يقول: سمعت مجالد بن سعيد يقول:

رحم اللّه معاوية، ما كان أشد حبّه للعرب.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد ابن عبيد - إجازة-.

قالا: و أنا أبو تمام - إجازة - أنا أحمد بن عبيد - قراءة-.

أنا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة (3)،نا موسى بن إسماعيل، نا حمّاد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عبّاس.

إن عمرو بن العاص قال لمعاوية بن أبي سفيان: رأيت فيما يرى النائم أبا بكر كئيبا حزينا قد أخذ بضبعيه رجلان، فقلت: بأبي أنت و أمي يا صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، ما شأنك؟ أراك كئيبا حزينا، قال (4): وكل بي هذان الرجلان ليحاسباني بما ترى، و إذا صحف ليس (5)بالكثيرة، و رأيت عمر بن الخطاب كئيبا حزينا و قد أخذ بضبعيه رجلان، فقلت: بأبي و أمي أنت يا أمير المؤمنين، ما لي أراك كئيبا حزينا؟ قال: وكل بي هذان الرجلان ليحاسباني بما ترى، و إذا صحف مثل الحزورة (6)-جبيل ليس بالضخم - ثم رأيت عثمان بن عفّان كئيبا حزينا، فقال: وكّل بي هذان يحاسبان بما ترى، و إذا صحف مثل الخندمة - جبل إذا دخلت البطحاء عن يسارك - و رأيتك يا معاوية كئيبا حزينا، و قد أخذ بضبعيك رجلان قد ألجمك العرق، فقلت: بأبي و أمي يا أمير المؤمنين، ما لي أراك كئيبا حزينا؟ فقلت: وكّل بي هذان ليحاسباني بما ترى، و إذا صحف مثل أحد و ثبير، فقال معاوية: ما رأيت، ثمّ دنانير مصر؟ (7).

ص: 199


1- مكانها بياض في «ز».
2- بالأصل:«و نا» و المثبت عن «ز».
3- من طريقه رواه ابن كثير في البداية و النهاية 147/8 مختصرا.
4- من قوله: قد... إلى هنا سقط من «ز».
5- كذا بالأصل و «ز»: «ليس» و الوجه «ليست».
6- الحزورة: في اللغة الرابية الصغيرة و جمعها حزاور، و كانت الحزورة سوق مكة و قد دخلت في المسجد لما زيد فيه (معجم البلدان).
7- الجزء الأخير الخاص برؤيته معاوية في أنساب الأشراف 88/5.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي، أنا أبو منصور بن عبد العزيز، أنا محمّد بن أحمد ابن خاقان.

ح قال: و نا أبو محمّد بن أيوب، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد، قالا: نا أبو بكر بن دريد (1)،أنا أبو حاتم، عن العتبي قال:

دخل عمرو بن العاص على معاوية و قد ورد عليه كتاب بعض ولاته فيه نعي رجل من السلف، فاسترجع معاوية، فقال عمرو:

يموت الصالحون و أنت حيّ *** تخطّاك المنايا لا تموت

فقال معاوية (2):

أ ترجو أن أموت و أنت حيّ *** فلست بميّت حتى تموت (3)

قالا: و أنا أبو بكر بن دريد قال: انحدر عبد اللّه و عمرو ابنا عتبة إلى البصرة، فلقيا معاوية بالكوفة، فقالا: فقال لنا: يا بني أخي، اتقيا اللّه، فإنها تكفي من غيرها، و اشتريا بالمعروف عرضكما من الأذى، و ذلّلا ألسنتكما بالوعد، و صدّقاها (4) منكما بالفعال، و اعلما أن الطلب و إن قلّ أعظم من الحاجة قدرا و إن عظمت، و اعلما أن أغنى الناس من كثرت حسناته، و أفقرهم من كثرت سيئاته، و أنه لا وجع أشدّ من الذنوب، و أنّ الدهر ليس بغافل عن من غفل.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا أحمد بن عباد التميمي، نا أبي عن ابن السمّاك، و قيل له: أي الأعداء لا تحب أن يعود صديقا؟ قال: من سبب عداوته النعمة - يعني الحاسد-.

قال: ثم قال ابن السمّاك (5):قال معاوية: كلّ الناس أستطيع أن أرضيه إلاّ حاسد نعمة، فإنه لا يرضيه إلاّ زوالها.

ص: 200


1- من طريقه الخبر و الشعر في البداية و النهاية 147/8.
2- جاء البيت التالي في أنساب الأشراف 24/5 قاله معاوية يرد على الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب لما قال له: أنا أكرم من يبقى بعدك.
3- أنساب الأشراف: حتى تموتا.
4- بالأصل و «ز»: و صدقها، و المثبت عن المختصر.
5- الخبر في البداية و النهاية 147/8.

أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد اللّه بن رضوان، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا محمّد بن خلف بن المرزبان، نا أبو الفضل جعفر بن محمّد المخرمي، حدّثني سعيد بن صالح، عن عبد اللّه بن الصلت قال: قال معاوية: المروءة ترك اللذة و عصيان الهوى.

قال: و أنا ابن المرزبان، نا محمّد بن يونس، حدّثني أيوب بن سلمة عن إبراهيم بن عثمان، عن الزهري (1)،عن عبد الملك بن مروان، عن أبي بحرية قال: قال معاوية: المروءة في أربع: العفاف في الإسلام، و استصلاح المال، و حفظ الاخوان، و عون (2) الجار.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطّار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، أنا عبيد اللّه، نا زكريا، نا الأصمعي قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: قال معاوية بن أبي سفيان لبنيه: يا بني، إنّكم تجار قوم لا تجارة لهم غيركم، فلا تكون تجار أربح منكم، فإن أدنى ما يرجع به الخائب عنكم تخطئة ظنّه فيكم (3).

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه، أحمد و يحيى، ابنا أبي علي بن البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد - إجازة-.

قالا: و أنا أبو تمام علي بن محمّد - إجازة - أنا أحمد بن عبيد - قراءة-.

أنا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، أنا سليمان بن أبي شيخ، نا يحيى بن سعيد الأموي قال:

كان عبد الصّمد بن علي لا يخضب، فقلت له: لو خضبت، قال: أتشبّه بشيخ من بني عبد مناف كان له شأن، فقيل له (4):علي؟ قال: لم أرد عليا، إنّما عنيت معاوية، كان لا يخضب.

أخبرنا أبو الفرج غيث (5) بن علي - إذنا - أخبرني أبو بكر الخطيب، أنا أبو نعيم الحافظ، نا سليمان بن أحمد، نا إبراهيم بن جميل الأندلسي (6)،نا عمر بن شبّة، عن محمّد

ص: 201


1- من طريقه في البداية و النهاية 147/8.
2- في البداية و النهاية: و حفظ الجار.
3- كتب بعدها في «ز»: آخر الجزء السادس و السبعين بعد الأربعمائة.
4- قوله:«فقيل له» مكانه بياض في «ز».
5- قوله:«غيث بن» مكانه بياض في «ز».
6- مكانها بياض في «ز».

ابن الحجّاج، عن أبي بكر الهذلي (1) قال:

كان معاوية بن أبي سفيان يقول الشعر، فلما ولي الخلافة أتاه أهل بيته، فقالوا: قد بلغت الغاية، فما تصنع بالشعر؟ ثم ارتاح يوما فقال:

سرحت (2) سفاهتي و أرحت حلمي *** و فيّ على تحلّمي اعتراض

على أنّي أجيب إذا دعتني *** إلى حاجاتها الحدق المراض

أخبرنا أبو البركات ابن المبارك، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي، نا جرير، عن مغيرة، عن الشعبي قال:

أول من خطب جالسا معاوية حين كثر شحمه و عظم بطنه (3).

أخبرنا أبو نصر محمّد بن حمد (4) بن عبد اللّه الكبريتي، أنا أبو مسلم محمّد بن علي النحوي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو (5) عروبة الحسين بن محمّد الحرّاني، نا محمّد بن يحيى بن كثير، نا سعيد بن حفص، نا أبو المليح عن ميمون قال:

أوّل من جلس على المنبر معاوية و استأذن الناس في القعود (6)،فأذنوا له.

قال: و أنا أبو عروبة، نا إسحاق بن شاهين، نا خالد، عن المغيرة، عن إبراهيم قال:

أول من جلس في الخطبة يوم الجمعة معاوية.

قال: و أنا أبو عروبة، نا بندار و أبو موسى، قالا: نا معاذ بن هشام، أخبرني أبي عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب قال:

أوّل من أذّن و أقام يوم الفطر و النحر معاوية (7)،و لم يكن قبل ذلك أذان و لا إقامة.

قال: و أنا أبو عروبة، نا محمّد بن يحيى القطعي، و أبو الخطاب الحساني، و الفضل بن يعقوب الجزري، قالوا: نا عبد الأعلى، عن محمّد بن إسحاق، حدّثني علي بن يحيى بن خلاّد، عن أبيه قال:

ص: 202


1- من طريقه الخبر و الأبيات في البداية و النهاية 147/8-148.
2- البداية و النهاية: صرمت.
3- البداية و النهاية 148/8 و تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 239.
4- ضبطت عن «ز».
5- سقطت من «ز».
6- البداية و النهاية 148/8.
7- البداية و النهاية 148/8 و تاريخ الخلفاء ص 240.

سمعت أبا هريرة و هو يحدّث خلاّد بن رافع عن صلاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فوصفها له:

يكبّر إذا سجد، و إذا رفع رأسه كصلاة الهاشميين، قال له خلاّد: فمن أول من ترك ذلك؟ قال معاوية.

قال و أنا أبو عروبة، نا بندار، نا عبد الرّحمن بن مهدي، نا مالك بن أنس، عن ابن شهاب قال:

أوّل من أخذ الزكاة من الأعطية معاوية بن أبي سفيان.

قال: و أنا أبو عروبة، نا أبو كريب قال:

تمتع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و أبو بكر، و عمر، و أول من نهى عنها معاوية - يعني - متعة الحجّ.

قال: و أنا أبو عروبة، نا محمّد بن يحيى بن كثير، نا النفيلي، أنا حاتم، نا جعفر بن محمّد، عن أبيه قال:

لم يكن للدور أبواب، كان أهل العراق و أهل مصر يأتون بقطراتهم (1) فيدخلون دور مكة فيربطون بها، و أول من بوّب معاوية (2).

أخبرنا و أنا أبو عروبة، نا محمّد بن يحيى بن كثير، نا أبو اليمان (3)،أنا شعيب، عن الزهري قال:

سئل عن أول من قضى لا يرث المسلم الكافر؟ قال: مضت السنّة من النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و أبي بكر، و عمر، و عثمان أن لا يرث المسلم الكافر و لا الكافر المسلم، و كان معاوية أول من قضى بأن المسلم يرث الكافر، و أنّ الكافر لا يرث المسلم، ثم قضى بذلك بنو أمية بعد معاوية حتى كان عمر بن عبد العزيز فراجع (4) السنّة الأولى، و قضى بأن لا يرث المسلم الكافر، و لا الكافر المسلم، ثم رد ذلك هشام بن عبد الملك إلى قضاء معاوية و بنو أمية بعد.

قال: و أنا أبو عروبة، نا محمّد بن يحيى، نا كثير، نا أبو اليمان، نا شعيب، عن الزهري قال:

ص: 203


1- قطرات واحدها قطار، يقال: جاءت الإبل قطارا قطارا أي مقطورة، و قطر الإبل قرّب بعضها إلى بعض على نسق (تاج العروس: قطر).
2- البداية و النهاية 148/8.
3- البداية و النهاية 148/8 من طريق أبي اليمان.
4- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن «ز»، و البداية و النهاية.

كانت السنّة الأولى أن دية المعاهد كدية المسلم، فكان معاوية أول من قصرها إلى نصف الدية، و أخذ نصف الدية لنفسه (1).

قال: و نا أبو عروبة، نا محمّد بن يحيى بن كثير، نا سعيد بن حفص، نا أبو المليح، عن ميمون قال:

أوّل من وضع (2) شرف (3) العطاء فصيّرها إلى عشرين ألفا، و أول من قتل صبرا معاوية.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرّازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا محمّد بن إسحاق، أنا إسحاق بن إبراهيم - يعني الرازي - ختن سلمة بن الفضل، نا سلمة، حدّثني محمّد بن إسحاق، عن إبراهيم بن البراء، عن أبيه قال:

مرّ أبو سفيان بن حرب برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و معاوية خلفه، و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في قبّة (4)،و كان معاوية رجلا مستها (5)،فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«اللّهم عليك بصاحب الأسنة»[12344].

قال: و نا ابن إسحاق، نا إسحاق بن إبراهيم الرّازي، نا سلمة بن الفضل، عن محمّد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمّد بن كعب، قال:

إنّا لجلوس مع البراء في مسجد الكوفة إذ دخل قاصّ (6)،فجلس، فقصّ ثم دعا للخاصة و العامة، ثم دعا للخليفة - و معاوية بن أبي سفيان يومئذ خليفة - فقلنا للبراء: يا أبا إبراهيم، دخل هذا فدعا للخاصة و العامة، ثم دعا لمعاوية فلم يسمعك قلت شيئا؟ فقال: إنّا شهدنا و غبتم، و علمنا و جهلتم، إنّا بينا نحن مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بحنين إذ أقبلت امرأة حتى وقفت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فقالت: إنّ أبا سفيان و ابنه معاوية أخذا بعيرا لي فغيّباه عليّ، فبعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم رجلا إلى أبي سفيان بن حرب، و معاوية: أن ردّا على المرأة بعيرها، فأرسلا: إنّا و اللّه ما أخذناه، و ما ندري أين هو، فعاد إليهما الرسول، فقالا: و اللّه ما أخذناه،

ص: 204


1- البداية و النهاية 148/8.
2- استدركت على هامش «ز»، و بعدها صح.
3- في «ز»: شرط.
4- الحرف الثاني من اللفظة لم يعجم بالأصل، و أعجمناها عن «ز»، و ضبطت عن الأصل. و في المختصر:«قنة».
5- رسمها بالأصل:«مسى» و في «ز»: «مسن» ثم بياض، و في وسط البياض ضبة، و المثبت عن المختصر، و قد أثبتها محققه عن اللسان: و المسته: الضخم الأليتين. قال: و رأيت رجلا ضخم الأرداف كان يقال له أبو الأستاه، و في حديث البراء: مرّ أبو سفيان و معاوية خلفه و كان رجلا مستها (هامش المختصر نقلا عن اللسان).
6- بالأصل:«قاض، فجلس فقضى...» و المثبت عن «ز»، و المختصر.

و ما ندري أين هو، فغضب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حتى رأينا لوجهه ظلالا (1) ثم قال: انطلق إليهما فقل لهما: بلى و اللّه إنكما صاحباه، فأدّيا إلى المرأة بعيرها، فجاء الرسول إليهما و قد أناخا البعير و عقلاه، فقالا: إنا و اللّه ما أخذناه و لكن طلبناه حتى أصبناه، فقال لهما رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

اذهبا.

[قال ابن عساكر:] (2) محمّد بن إسحاق، و سلمة بن الفضل يتشيعان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، و أحمد بن محمّد بن إبراهيم القصاري، و أبو محمّد و أبو الغنائم ابنا أبي عثمان، و عاصم بن الحسن، و الحسين بن أحمد بن محمّد بن طلحة، قالوا: أنا أبو عمر بن مهدي، نا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي، حدّثني محمّد بن سعيد القزويني أبو سعيد، نا أبو خيثمة زهير بن معاوية الجعفي، عن الأسود - يعني ابن قيس - عن نبيح (3) العنزي.

ح و أخبرنا أبو سعد بن البغدادي - و اللفظ له - أنا أبو عمرو بن مندة، و إبراهيم بن محمّد الطيّان، قالا: أنا إبراهيم بن خرّشيد قوله، أنا أبو بكر النيسابوري، نا أبو زرعة الرازي، نا محمّد بن سعيد بن سابق، نا أبو خيثمة زهير بن معاوية عن الأسود بن قيس عن نبيح العنزي.

عن أبي سعيد الخدري، قال: كنا عند [ه] (4) و هو متكئ، فذكرنا عليا و معاوية، فتناول رجل معاوية، فاستوى جالسا ثم قال: كنا ننزل رفاقا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فكنت في رفقة أبي بكر، فنزلنا على أهل أبيات أو قال: بيت - قال: و فيهم امرأة حبلى، و معنا رجل من أهل البادية، فقال لها البدوي: أ يسرّك أن تلدي غلاما إن جعلت لي شاة؟ فولدت غلاما فأعطته شاة، فسجع لها أساجيع، فذبحت الشاة و طبخت، فأكلنا منها، و معنا أبو بكر، فذكر أمر الشاة، فرأيت أبا بكر متبرّزا مستنتلا (5) يتقيأ، ثم أتى عمر بذلك الرجل البدوي يهجو الأنصار، فقال عمر: لو لا أن له صحبة من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لا أدري ما نال فيها لكفيتكموه، و لكن له صحبة.

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو عبد اللّه محمّد بن طلحة بن علي

ص: 205


1- في «ز»: هلالا.
2- زيادة منا.
3- تحرفت في «ز» إلى: بتيح.
4- زيادة عن «ز».
5- استنتل: تقدم، و استنتلت للأمر: استعددت له (راجع اللسان: نتل).

الرّازي، قالا: أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا زهير بن معاوية، عن أسود بن قيس، عن نبيح العنزي قال:

كنت عند أبي سعيد الخدري، فذكر علي و معاوية - أحسبه قال: فنيل من معاوية كذا قال - و كان مضطجعا، فاستوى جالسا، فقال: كنا ننزل، أو نكون مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم رفاقا رفقة مع فلان، و رفقة مع أبي بكر، و كنت في رفقة أبي بكر، فنزلنا بأهل بيت أدناها أبيات، أو بأهل أبيات، فيهن امرأة حبلى، و معنا رجل من أهل البادية، فقال له البدوي: أ يسرّك أن تلدي غلاما أو تعطيني شاة، فأعطته شاة، فسجع لها أساجيع، ثم عمد إلى الشاة فذبحها ثم طبخها، قال: فجلسنا، أو قال: فجلسوا، فأكلوا، فذكرنا أمر الشاة، فرأيت أبا بكر متبرّزا مستنتلا يتقيأ - قال ابن منيع: لم أفهم عن علي هذا الكلام، إلى قوله: يتقيأ - ثم إنّ عمر أتى بذلك الأعرابي يهجو الأنصار، فقال عمر: لو لا أنّ له صحبة من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لكفيتكموه، و لكن له صحبة من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

كتب إليّ أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم، أنا محمّد بن أحمد السعدي، أنا عبيد اللّه بن محمّد العكبري قال: قرئ على أبي القاسم البغوي، نا شيبان، نا أبو هلال، نا قتادة، عن الحسن قال:

قلت: يا أبا سعيد، إنا ناسا يشهدون على معاوية و ذويه أنهم في النار، فقال: لعنهم اللّه، و ما يدريهم انهم في النار؟.

أنبأنا (1) أبو طاهر الحافظ، أنا جعفر بن أحمد القارئ، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن عمر بن محمّد بن أحمد العلاّف المقرئ، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين المروزوذي، نا الحسين بن أحمد بن بسطام، عن محمّد بن عبد اللّه بن أبي الشوارب، نا بشر ابن المفضل، عن أبي الأشهب قال:

قيل للحسن: يا أبا سعيد، إنّ هاهنا قوما يشتمون، أو يلعنون معاوية و ابن الزبير، فقال: على أولئك الذين يلعنون لعنة اللّه (2).

أنبأنا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد بن أحمد الفقيه.

ح و حدّثنا أبو الحسن علي بن سليمان المرادي عنه قال: أنبأنا أبو بكر أحمد بن

ص: 206


1- كتب فوقها في «ز»: ملحق.
2- كتب بعدها في «ز»: إلى.

الحسين (1) البيهقي - إجازة - أنا أبو الفتح محمّد بن أحمد بن أبي الفوارس - ببغداد - نا يوسف ابن عمر، نا أبو يوسف الجصّاص، نا الحسن بن يوسف المصري، نا يونس بن عبد (2)الأعلى، نا عبد اللّه بن وهب، عن مالك بن أنس، عن الزهري قال:

سألت سعيد بن المسيّب عن أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فقال لي: اسمع يا زهري، من مات محبّا لأبي بكر و عمر و عثمان و علي و شهد للعشرة بالجنّة و ترحّم على معاوية كان حقيقا على اللّه أن لا يناقشه الحساب (3).

أخبرنا أبو بكر محمّد (4) بن محمّد، أنا أبو بكر الخيّاط، أنا أبو الحسين السوسنجردي، أنا أحمد بن أبي طالب الكاتب، حدّثني أبي، حدّثني أبو عمرو السعيدي، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبيد القرشي، حدّثني أبو حاتم الرّازي، حدّثني يزيد بن أبي يزيد المعني، عن أبيه قال:

ذكر معاوية عند حسن بن جني (5) فنالوا منه، فقال حسن: لو لم يكفوا عن معاوية ألا إنه كان من عمّال عمر بن الخطّاب، و قد كانت له برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم مصاهرة.

قال: و حدّثني السعيدي، نا أحمد بن سهل أبو غسّان، نا القاسم بن محمّد - من ولد أبي بكر الصّدّيق - قال: سمعت سعيد بن يعقوب الطالقاني يقول: سمعت ابن المبارك يقول:

تراب في أنف معاوية أفضل من عمر بن عبد العزيز (6).

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أحمد بن عبد الغفّار بن أشتة - بقراءتي عليه - أنا محمّد بن محمّد بن سليمان، أنا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، نا أحمد بن محمّد البزاز، نا إبراهيم بن عيسى، نا أحمد الدوري، نا محمّد بن يحيى بن سعيد قال (7):

سئل ابن المبارك عن معاوية فقيل له: ما تقول فيه؟ قال: ما أقول في رجل قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«سمع اللّه لمن حمده»، فقال معاوية من خلفه: ربّنا و لك الحمد، فقيل له: ما تقول في معاوية؟ هو عندك أفضل أم عمر بن عبد العزيز؟ فقال: لتراب في منخري معاوية مع

ص: 207


1- قوله:«بن الحسين» سقط من «ز».
2- اللفظة «عبد» سقطت من «ز».
3- البداية و النهاية 148/8.
4- سقطت من «ز».
5- إعجامها مضطرب بالأصل، و المثبت عن «ز»، و في المختصر:«حي» و لم أعرفه.
6- البداية و النهاية 148/8.
7- من طريقه رواه ابن كثير في البداية و النهاية 148/8.

رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم خير - أو أفضل (1)-من عمر بن عبد العزيز[12345].

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، أنا محمّد ابن عبد اللّه بن خميرويه الهروي، نا الحسين بن إدريس، سمعت محمّد بن عبد اللّه بن عمّار يقول:

سمعت المعافى بن عمران و سأله رجل و أنا حاضر: أيّما أفضل معاوية بن أبي سفيان أو عمر بن عبد العزيز؟ فرأيته كأنه غضب، و قال: يوم من معاوية أفضل من عمر بن عبد العزيز، ثم التفت إليه فقال: تجعل رجلا من أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم مثل رجل من التابعين؟!.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (2)،أنا ابن رزق، نا أبو الحسين أحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي البزاز (3)،نا محمّد بن أحمد بن أبي العوام، نا رباح بن الجرّاح الموصلي قال: سمعت رجلا سأل المعافى بن عمران فقال: يا أبا مسعود، أين عمر بن عبد العزيز من معاوية بن أبي سفيان؟ فغضب من ذلك غضبا شديدا و قال: لا يقاس بأصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أحد، معاوية صاحبه، و صهره، و كاتبه، و أمينه على وحي اللّه عز و جل، و قد قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«دعوا لي أصحابي و أصهاري، فمن سبّهم فعليه لعنة اللّه و الملائكة و الناس أجمعين»[12346].

أخبرنا أبو بكر بن كرتيلا، أنا أبو بكر محمّد بن علي، أنا أبو الحسين أحمد بن عبد اللّه، أنا أحمد بن علي بن محمّد الكاتب، حدّثني أبي، حدّثني محمّد بن مروان، حدّثني أبي، نا عيسى بن خليفة الحذاء قال:

كان الفضل بن عنبسة جالسا عندي في الحانوت، فسئل (4):معاوية أفضل أم عمر بن عبد العزيز؟ فعجب من ذلك، و قال: سبحان اللّه، أ أجعل من رأى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كمن لم يره؟! قالها ثلاثا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أحمد بن عبد الغفّار، أنا محمّد بن محمّد بن سليمان، أنا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، نا عبد الرّحمن بن داود، نا علي بن سلمون قال:

ص: 208


1- في البداية و النهاية: خير و أفضل.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 209/1-210 و البداية و النهاية 148/8.
3- كذا بالأصل و «ز»، و في تاريخ بغداد: البزار.
4- كذا وردت بالأصل، و في «ز»: «فسأل» خطأ.

سمعت علي بن جميل (1) قال: سمعت عبد اللّه بن المبارك يقول:

معاوية عندنا محنة، فمن رأيناه ينظر إلى معاوية شزرا، اتهمناه على القوم، أعني على أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم (2).

قال: و أنا عبد اللّه، نا محمود بن أحمد بن الفرج، نا إسماعيل بن عمرو البجلي، نا أصحابنا، عن سفيان قال:

جاءه رجل فقال: ما تقول في شتم معاوية؟ فقال: متى عهدك بشتيمة فرعون، قال: ما خطر ببالي قال: ففرعون أولى بالشتم.

أنبأنا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد، و حدّثنا أبو الحسن المرادي عنه، أنا أبو بكر البيهقي - إجازة - أنا أبو بكر بن الحارث الأصبهاني، أنا أبو محمّد بن حيّان، نا الحسن بن علي الطوسي قال: سمعت أبا سعيد الدارمي قال: سمعت أبا توبة الحلبي يقول:

معاوية ستر لأصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، فإذا كشف الرجل الستر اجترأ على ما وراءه (3).

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد المالكي، نا - و أبو منصور محمّد بن عبد الملك، أنا أبو بكر الحافظ (4)،أنا محمّد بن أحمد بن رزق البزاز (5)،نا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن يحيى النيسابوري، نا أبو عمرو أحمد بن محمّد بن أحمد الحيري - قراءة عليه - نا عثمان بن سعيد قال: سمعت الربيع بن نافع يقول:

معاوية بن أبي سفيان ستر أصحاب النبي (6) صلّى اللّه عليه و سلّم، فإذا كشف الرجل الستر اجترأ على ما وراءه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبد اللّه بن محمّد بن زياد - إملاء - قال: سمعت عبد الملك بن عبد الحميد بن عبد الحميد (7) بن ميمون بن مهران (8) يقول: قال لي أحمد بن حنبل: يا أبا الحسن إذا رأيت رجلا يذكر أحدا من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يسوء فاتّهمه على الإسلام.

ص: 209


1- كذا رسمها بالأصل، و في «ز»: حميد.
2- البداية و النهاية 148/8.
3- من طريق أبي توبة الربيع بن نافع الحلبي رواه ابن كثير في البداية و النهاية 148/8.
4- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 209/1.
5- كذا بالأصل و «ز»، و في تاريخ بغداد: البزار.
6- في تاريخ بغداد: رسول اللّه.
7- فوقها ضبة بالأصل و «ز».
8- ترجمته في تهذيب الكمال 52/12.

أنبأنا (1) أبو طاهر الحافظ، أنا جعفر بن أحمد، أنا الحسين (2) بن عمر بن محمّد، أنا عمر بن أحمد بن شاهين، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا الفضل بن زياد قال:

سمعت أبا عبد اللّه و سئل عن رجل انتقص معاوية، و عمرو بن العاص أ يقال له رافضي؟ قال: إنه لم يجترئ (3) عليهما إلاّ و له خبيئة سوء، ما يبغض (4) أحد أحدا من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إلاّ و له داخلة سوء (5).

أخبرنا (6) أبو بكر وجيه بن طاهر الشحامي - في كتابه - أنا أبو الفتح محمّد بن أحمد سمكويه الحافظ الأصبهاني - إجازة - أنا أبو محمّد الحنظلي، أنا أبو الفضل الحافظ، أخبرني أحمد بن زكريا بن يحيى الساجي - بالبصرة - قال: سمعت موسى بن هارون يقول:

بلغني عن بعض أهل العلم - و أظنه وكيع - أنه قال: معاوية بمنزلة حلقة الباب، من حرّكه اتّهمناه على من فوقه.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه (7) ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد - إجازة-.

ح قالا: و أنا أبو تمام علي بن محمّد الواسطي - إجازة - أنا أحمد بن عبيد - قراءة.

نا محمّد بن الحسين (8)،نا ابن أبي خيثمة، نا محمّد بن الصلت الأسدي أبو جعفر، نا عبيد اللّه بن إياد بن لقيط، نا إياد قال: قال (9) جعدة بن هبيرة في مرضه الذي هلك فيه، لعوّاده و جلسائه:

إنّي قد أدركت ما لم تدركوا، و علمت ما لم تعلموا، إنّه سيكون بعد هذا أمراء - يعني معاوية - ليسوا من ضربائه، و لا من رجاله، ليس منهم إلاّ أصعر أو أبتر (10)،حتى تقوم

ص: 210


1- كتب فوقها في «ز»: ملحق.
2- في «ز»: الحسن.
3- بالأصل:«يجتر» و المثبت عن «ز».
4- في «ز»: «ينقص» و في البداية و النهاية: انتقص.
5- البداية و النهاية 148/8.
6- كتب فوقها في «ز»: ملحق، يقدم.
7- فوقها ضبة في «ز».
8- تحرفت بالأصل و «ز» إلى: الحسن.
9- استدركت على هامش «ز»، و بعدها صح.
10- قوله: أصعر أو أبتر، جاء في تاج العروس: بتحقيقنا: صعر: و في الحديث:«يأتي على الناس زمان ليس فيهم إلاّ أصعر أو أبتر» يعني رذالة الناس الذين لا دين لهم، و قيل: ليس فيهم إلاّ ذاهب بنفسه أو ذليل و قال ابن الأير: الأصعر: المعرض بوجهه كبرا.

الساعة، ألا و إنّ السلطان سلطان اللّه، جعله اللّه ليس أنتم جعلتموه، ألا و إنّ للراعي على الرعية حقا، و للرعية على الراعي حقّا، فأدّوا إليهم حقهم، و إن ظلموكم حقكم فكلوهم إلى اللّه، فإنّكم و إياهم مختصمون يوم القيامة، و إنّ الخصم لصاحبه، الذي أدّى الحق الذي عليه في الدنيا ثم قرأ: فَلَنَسْئَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَ لَنَسْئَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ، فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَ مٰا كُنّٰا غٰائِبِينَ وَ الْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ القسط (1).

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أحمد بن الفضل الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا القاسم بن القاسم السّيّاري قال: قال جدي أحمد بن سيّار: نا رتيج بن عمرو أبو غسان، نا حكّام بن سلم (2) أبو عبد الرّحمن، نا أبو جعفر الرازي - من أهل مرو - من أهل ماخوان (3)- قال:

وقع إلينا شيخ بخراسان ممن قد لقي بعض أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فسأله يزيد النحوي عن آية من كتاب اللّه، فقرأ، فلحن، فقال يزيد: تلحن؟! فقال: إنّي سمعت اللّه عيّر بالذنب لم أسمعه عيّر باللحن، فقال له يزيد: ما شهادتك على معاوية؟ قال: أنا على دين نوح: إِنْ حِسٰابُهُمْ إِلاّٰ عَلىٰ رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ (4).

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو الفضل الرّازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا أبو كريب، نا ابن المبارك، عن محمّد بن مسلم، عن إبراهيم بن ميسرة قال:

ما رأيت عمر بن عبد العزيز ضرب إنسانا قط، إلاّ إنسانا شتم معاوية، فإنه ضربه أسواطا (5).

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل بن بشر، أنا أبو الحسن بن صصرى - إجازة - نا أبو منصور العماري، نا أبو القاسم السقطي، نا إسحاق بن محمّد السوسي قال: قال محمّد بن الحسن:

بينما أنا فوق جبل الأسود بالشام ناحية البحر، إذ هتف هاتف و هو يقول: من أبغض

ص: 211


1- سورة الأعراف، الآيات 6 إلى 8 و في التنزيل: وَ الْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ .
2- تحرفت في «ز» إلى:«سالم» راجع ترجمته في تهذيب الكمال 77/5.
3- رسمها بالأصل:«ماحوانه» و في «ز»: «ما حوان» و المثبت و الضبط عن معجم البلدان و هي قرية كبيرة ذات منارة و جامع من قرى مرو.
4- سورة الشعراء، الآية:113.
5- البداية و النهاية 148/8.

الصّدّيق فذاك زنديق، من أبغض عمر إلى جهنم زمّر، من أبغض عثمان فذاك خصمه الرّحمن، من أبغض عليا فذاك خصمه النبي، من أبغض معاوية تسحبه الزبانية إلى نار اللّه الحامية، في السرّ و العلانية، و يرمى به في الهاوية، هكذا جزاء الرافضة، احذروا سلم (1)العشرة ممن سبقوا إلى اللّه و إلى الرسول، فهم خيرة اللّه من خلقه (2).

أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين، و أبو طاهر محمّد بن الحسين، و أبو القاسم عبد اللّه بن الحسن بن هلال، قالوا: أنا أبو الفضل أحمد بن محمّد بن أحمد بن أبي (3) الفراتي النيسابوري، قدم علينا قال: سمعت الفقيه أبا طاهر الحسين بن منصور بن محمّد بن يعقوب - و كان رجلا معتقدا للسنّة، شفعويا إلاّ أنه كان يتشيّع قليلا - فسمعته يقول:

كنت أبغض معاوية و ألعنه، فرأيت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في النوم كأنه دخل داري، و كان في الدار حمام، دخل الحمام و اغتسل، فلمّا خرج من الحمام ركب بغلة، و كان بين يديه رجل قائم، أصفر اللون، فسلّمت على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، فقال لي: يا أبا طاهر، لا تلعنه، و لا تبغضه، قلت:

من هو يا رسول اللّه؟ قال: هو معاوية بن أبي سفيان، أخي، كاتب الوحي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن كرتيلا، أنا أبو بكر الخيّاط، أنا أبو الحسين السوسنجردي، أنا أحمد بن أبي طالب، حدّثني أبي، حدّثني أبو عمرو السعيدي، حدّثني أبي، حدّثني أحمد بن يحيى بن حميد الطويل و وصفه بفضل و عبادة قال أبي: و قال لي محمّد ابن عبد الملك بن أبي الشوارب: هو عندي من الأبدال، قال:

رأيت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في النوم جالسا، و أبو بكر، و عمر، و عثمان، و علي جلوس معه، و معاوية قائم بين يديه، فأتي برجل، فقال عمر بن الخطاب: يا رسول اللّه، هذا يذكرنا و يتنقصنا، فكأن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم انتهر الرجل - قال الحميدي: و كنت أعرف الرجل - فقال الرجل:

أما هؤلاء فلا، و لكن هذا - يعني معاوية - فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: ويلك، أ و ليس معاوية من أصحابي؟! ويلك أ و ليس معاوية من أصحابي؟- ثلاثا - و في يد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حربة، فدفعها إلى معاوية و قال: جأ بهذه في لبته، فوجأ بها في لبته (4)،و انتبهت، فبكّرت إلى منزل الرجل، فإذا الذبحة قد طرقته و مات في الليل.

ص: 212


1- كذا بالأصل و «ز».
2- البداية و النهاية 148/8-149.
3- سقطت من «ز».
4- قوله:«فوجأ في لبته» استدرك على هامش «ز»، و بعدها صح.

قال أبو عمرو: بلغني أن هذا الرجل راشد الكندي.

حدّثنا أبو سعد عبد الكريم بن محمّد بن السمعاني - لفظا - و أبو الفتح محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي بكر بن أبي توبة الكشميهني و ابناه أبو عبد الرّحمن محمّد و أبو محمّد، و أبو المظفر منصور، و أبو الفتح مسعود ابنا محمّد بن أبي نصر المسعوديان، و أبو العلاء صاعد بن منصور بن أحمد، و أبو القاسم محمود بن ميمون بن عبد اللّه - قراءة بمرو - قالوا: أنا محمّد بن علي بن محمود، نافلة (1) الكراعي (2)،أنا جدي لأمي أبو غانم أحمد بن علي بن الحسين بن علي ابن مهدي الكراعي، أنا أبي أبو الحسن علي بن الحسين الكراعي، أنا أبو النضر الخلقاني - يعني - محمّد بن أحمد بن النضر، نا ابن قهزاد - يعني محمّد بن عبد اللّه - نا إبراهيم بن الأشعث قال:

ما سمعت الفضيل قط ذكر النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و أبا بكر، و عمر، و أبا عبيدة بن الجرّاح إلاّ بكى، و تنفس، أو رئي فيه الحزن، و كان إذا ذكر عليا و عثمان دمعت عيناه، و أكثر الترحّم عليهما، و سمعته يترحم على معاوية و يقول: كان من العلماء الكبار، من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و لكن ابتلي بحبّ الدنيا (3).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا إبراهيم بن إسحاق، نا الرياشي، عن العتبي قال:

قيل لمعاوية: أسرع إليك الشيب، فقال: كيف لا يسرع إليّ الشيب و لا أعدم رجلا من العرب قائما على رأسي، يلقح لي كلاما يلزمني جوابه، فإن أنا أصبت لم أحمد، و إن أنا أخطأت سارت به البرد (4).

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا محمّد بن يحيى، أنا ابن وهب، نا مالك أن معاوية بن أبي سفيان قال:

ص: 213


1- غير مقروءة بالأصل، و بدون إعجام في «ز»، و فوقها ضبة.
2- ترجمته في سير الأعلام 556/19.
3- البداية و النهاية 149/8.
4- رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 155/3 و البداية و النهاية 149/8 و فيها: البرود.

دخل مصلاّه جعل عليه، قال: و ذاك من الكبر (1)،و دخل عليه إنسان و هو يبكي فقال: ما يبكيك؟ قال: هذا الذي كنتم تمنّون لي.

قال: و نا يعقوب، نا شهاب بن عباد، نا محمّد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني (2)، عن مجالد، عن الشعبي قال:

لما أصاب معاوية اللقوة (3) بكى، فقال له مروان: ما يبكيك يا أمير المؤمنين، فقال:

راجعت عنه عزوفا (4)،كبرت سني، و رقّ عظمي، و كثر الدمع في عيني، و رميت في أحسني و ما يبدو مني، و لو لا هواي في يزيد لأبصرت قصدي (5).

أخبرنا أبو بكر بن كرتيلا، أنا أبو بكر الخيّاط، أنا أبو الحسين السوسنجردي، أنا أحمد بن أبي طالب، حدّثني أبي، حدّثني السعيدي، حدّثني عمر بن علي بن عمر بن مسلم، أنا محمّد بن إسحاق العثماني، نا أبو يوسف محمّد بن أحمد و وصفه بفضل، نا فياض بن محمّد القرشي، عن جعفر بن برقان، عن يزيد بن أبي زياد قال:

خرج معاوية حاجا، فاطّلع في بئر عادية (6)،فأصابته اللقوة، فخرج على الناس معصبا وجهه فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: أيها الناس، إن ابن آدم بعرض بلاء إمّا معافى فيشكر، و إمّا مبتلى فيصبر، و إمّا معاقب بذنب، و لست أعتذر من إحدى ثلاث: إن ابتليت فقد ابتلي الصالحون قبلي، و آمل أن أكون منهم، و لئن عوفيت فلقد عوفي الخطّاءون قبلي، و ما آمن أن أكون أحدهم، و لئن ابتليت في أحسني فما أحصي صحيحي و إمّا آمن أن تكون عقوبة من ربي و لو لا هواى في يزيد لأبصرت أمري، و ذكر حديثا طويلا.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنا أبو الفتح الرازي، و أبو محمّد بن فضيل، قالا: أنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو علي بن منير، أنا أبو بكر بن خريم، نا هشام بن عمّار (7)،نا عبد المؤمن بن مهلهل القرشي، حدّثني رجل من الزياديين قال:

ص: 214


1- تاريخ الإسلام(41-60) ص 315 و سير الأعلام 155/3.
2- من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام 155/3-156.
3- اللقوة: داء يكون في الوجه يعوج منه الشدق. و الذي في تاريخ الإسلام أنه أصابته لقوة، يعني بطل نصفه.
4- بالأصل و «ز»: عزوبا، و المثبت عن سير الأعلام.
5- في «ز»: لأبصرت أمري، و بعدها بياض، و كتب على هامشها: مطموس.
6- بئر عادية: قديمة، و لعل النسبة تعود إلى عاد و هم قوم ثمود.
7- من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام 156/3.

حج معاوية بن أبي سفيان عاما حتى إذا كان بالأبواء (1) اطّلع في بئر لها عادية فضربته اللقوة، فمضى حتى أتى مكة، فدخل داره و أرخى حجابه، و دعا بعمامة سوداء، فاعتمّ بها على شقّه الذي لم يصبه، ثم أذن للناس، فلمّا أخذوا مجالسهم حمد اللّه و أثنى عليه و صلّى على محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم، ثم قال: أيها الناس، إنّ ابن آدم بعرض بلاء، إما مبتلى ليؤجر و إمّا معاقب بذنب، و إمّا مستعتب ليعتب، و ما أعتذر من واحدة من ثلاث، فإن ابتليت فقد ابتلي الصالحون قبلي، و إنّي لأرجو أن أكون منهم، و إن عوفيت فقد عوفي (2) الخاطئون قبلي (3)، و ما آمن أن أكون منهم، و إن مرض عضو مني فما أحصي صحيحي، و لو كان الأمر إلى نفسي ما كان لي على ربي أكثر مما أعطاني، فأنا ابن بضع و ستين، فرحم اللّه عبدا دعا لي بالعافية، فو اللّه لئن عتب علي بعض خاصتكم لقد كنت حدبا (4) على عامتكم، قال: فعجّ الناس يدعون له، فبكى معاوية، فلما خرجوا من عنده قال له مروان بن الحكم: يا أمير المؤمنين، لم بكيت؟ قال: يا مروان، كبر سنّي، ورّق (5) عظمي، و ابتليت في أحسن ما يبدو مني، و خشيت أن تكون عقوبة من ربي، و لو لا هواي في يزيد لأبصرت رشدي.

أخبرنا أبو الحسن أيضا، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، حدّثني دحيم، نا أيوب بن سويد، عن عمرو بن هزان، عن أبيه، عن عبادة بن نسيّ قال:

خطبنا معاوية بالصّنّبرة (6)،قال: لقد شهد معي صفّين ثلاثمائة من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ما بقي منهم أحد غيري (7)،و إنما ذلك فناء قرني، و إن فناء الرجل فناء قرنه، ثم و دعنا و صعد الثنية، فكان آخر العهد به.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا

ص: 215


1- الأبواء: قرية من أعمال الفرع من المدينة المنورة بينها و بين الجحفة مما يلي المدينة ثلاثة و عشرون ميلا.
2- بالأصل و «ز»: عويت.
3- العبارة في السير: و إن عوقبت فقد عوقب الخاطئون قبلي.
4- حدب فلان على فلان، فهو حدب، و تحدب: تعطف و حنا عليه.
5- في «ز»: دق عظمي.
6- الصنبرة بالكسر ثم الفتح و التشديد و سكون الباء: موضع بالأردن بينه و بين طبرية ثلاثة أميال.(راجع معجم البلدان).
7- سير الأعلام 157/3.

اللنباني (1)،نا ابن أبي الدنيا، نا الحسن بن عبد العزيز الجروي، نا أيوب بن سويد، عن عمرو بن هزان بن سعيد، نا أبي عن عبادة بن نسيّ قال:

خطبنا معاوية بالصّنّبرة فقال: إن اللّه جعل الدنيا قرونا، و من فناء المرء ذهاب قرنه، لقد شهد معي صفّين ثلاثمائة من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فما أصبح جميع (2) عدتهم من جميع من شهدها، ثم و دعنا و ركب الثنية، فكان آخر العهد به.

أخبرنا أبو بكر محمّد (3) بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية، نا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد، أنا علي بن محمّد، عن أبي عبيد اللّه، عن عبادة بن نسيّ قال:

خطب معاوية الناس فقال: إنّي من زرع قد استحصد، و قد طالت إمرتي عليكم حتى مللتموني، و تمنيت فراقكم و تمنيتم فراقي، و لا يأتيكم بعدي خير مني، كما أن من كان قبلي كان خيرا مني، و قد قيل: من أحب لقاء اللّه أحب اللّه لقاءه، اللّهمّ إنّي قد أحببت لقاءك، فأحبّ لقائي (4).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا (5)،حدّثني هارون بن سفيان، عن عبد اللّه السهمي، حدّثني ثمامة بن كلثوم.

إن آخر خطبة خطبها معاوية أن قال: أيها الناس، إنّي من زرع قد استحصد، و إني قد وليتكم و أن (6) يليكم أحد بعدي إلاّ من هو شرّ مني، كما كان من قبلي خير منّي (7)،و يا يزيد إذا وفى (8) أجلي فولّ عليّ رجلا لبيبا، فإن اللبيب من اللّه بمكان، فلينعم الغسل، و ليجهر

ص: 216


1- تحرفت بالأصل و «ز» إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
2- قوله:«أصبح جميع» مكانه بياض في «ز».
3- سقطت من «ز».
4- تاريخ الإسلام(41-60) ص 316.
5- من طريقه روى ابن كثير الخبر في البداية و النهاية 150/8 و الكامل للمبرد 381/2 و الفتوح لابن الأعثم الكوفي بتحقيقنا 351/4.
6- كذا بالأصل و «ز»، و في البداية و النهاية:«و لن» و هو أشبه.
7- العبارة في الكامل للمبرد: و لن يأتيكم بعدي إلاّ من أنا خير منه كما لم يكن قبلي إلاّ من هو خير مني.
8- كذا بالأصل و «ز»، و في البداية و النهاية: دنا.

بالتكبير، ثم اعمد إلى منديل في الخزانة فيه ثوب من ثياب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و قراضة من شعره (1)و أظفاره، فاستودع القراضة أنفي و أذني و عيني (2)،و اجعل الثوب يلي جلدي دون أكفاني، و يا يزيد احفظ وصية اللّه في الوالدين، فإذا أدرجتموني في جريدتي و وضعتموني في حفرتي فخلوا معاوية و أرحم الراحمين.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان ابن أحمد، نا حنبل بن إسحاق قال: قال أبو عبد اللّه و قال سفيان: قال أبو هريرة اللّهمّ: لا تدركني سنة ستين.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، و أبو بكر القاضي.

ح و أخبرنا أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار، و أبو الفرج بن أبي سعد بن علي الرفاء، و أبو المفاخر المؤيد بن عبد اللّه بن عبدوس، قالوا: أنا عبدوس بن عبد اللّه بن محمّد بن عبدوس، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن حمدوية الطوسي، نا أبو العباس الأصم، أنا العباس بن الوليد، أخبرني أبي، حدّثني ابن جابر، عن عمير بن هانئ أنه حدّثه قال:

كان أبو هريرة يمشي في سوق المدينة و هو يقول: اللّهمّ لا تدركني [سنة] (3) الستين، ويحكم، تمسّكوا بعد معاوية، اللّهمّ لا تدركني إمارة الصبيان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن صالح القرشي، حدّثني أبو اليقظان عامر بن حفص، حدّثني ربعي بن عبد اللّه بن الجارود، عن الجارود بن أبي سبرة أن معاوية لما أسن قعد في علية له متفضّلا بملاءة له حمراء، ثم نظر إلى عضديه قد استرخى لحمها فأنشأ يقول:

ص: 217


1- الأصل: شعر، و المثبت عن «ز»، و البداية و النهاية.
2- في الفتوح لابن الأعثم: اعلموا أني كنت بين يدي النبي صلّى اللّه عليه و سلّم ذات يوم و هو يقلم أظفاره فأخذت من قلامته فجعلتها في قارورة فهي عندي، و عندي أيضا من شعره. إذا أنا متّ و غسلتموني و كفنتموني فقطعوا تلك القلامة فاجعلوها في عيني، و اجعلوا الشعر في فمي و أذني.
3- استدركت على هامش الأصل، و بعدها صح.

حكى حارث الجولان من فقد ربه *** و حوران منه موحش متماثل

ثم قال معاوية:

فإنّ المرء لم يخلق حديدا *** و لا هضبا (1) توقله الوبار

و لكن كالشهاب سناه (2) يخبو *** و حادي الموت عنه ما يحار

قال: و نا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، عن الصلت بن حكيم، عن بعض رجاله أن معاوية لما احتضر جعل يقول (3):

لعمري لقد عمرت في الملك (4) برهة *** و دانت لي الدنيا بوقع البواتر

و أعطيت جمّ المال و الحلم و النّهى (5) *** و سلم قماقيم (6) الملوك الجبابر

فأضحى الذي قد كان ممّا يسرّني *** كحلم مضى في المزمنات الغوابر

فيا ليتني لم أعن في الملك ساعة *** و لم أعن في لذّات عيش نواضر

و كنت كذي طمرين عاش ببلغة *** من الدهر (7) حتى زار ضيق المقابر

أخبرنا أبو بكر بن كرتيلا، أنا أبو بكر الخيّاط، أنا أبو الحسين السوسنجردي، أنا أحمد بن أبي طالب، حدّثني أبي، حدّثني أبو عمرو السعيدي، حدّثني الفضل بن الحسن، نا عبد الرّحمن بن عمر المدني، نا محمّد بن أبي رجاء، حدّثني عبد اللّه بن عبد الرّحمن المدائني قال: تمثّل معاوية بن أبي سفيان في مرضه:

لعمري لقد عمرت في الملك برهة *** و دانت لي الدنيا بوقع البواتر

و أعطيت حرّ المال و الملك و اللّهى *** و سلم قماقيم الملوك الجبابر

فأضحى الذي قد كان ممّا يسرني *** كلمح مضى في المزمنات الغوابر

فيا ليتني لم أعن في الملك ساعة *** و لم أعن في لذات عيش نواضر

و كنت كذي طمرين عاش ببلغة *** من الدهر حتى زار ضنك المقابر

ص: 218


1- بالأصل:«هضبا و لا» و فوقهما علامتا تقديم و تأخير.
2- بالأصل:«سنا به نحبوا» و المثبت عن «ز».
3- الأبيات في البداية و النهاية 150/8-151.
4- البداية و النهاية: الدهر.
5- في البداية و النهاية: و أعطيت حمر المال و الحكم و النهى.
6- القمقام و القماقم: السيد الكثير الخير الواسع الفضل.
7- في البداية و النهاية: فلم يك.

قال: و تمثّل و قد تعرّى، و رأى نحول جسمه و تغيّره فقال (1):

أرى الليالي مسرعات النقص (2)

حنين طولي و ركبن (3) في بعضي

أقعدنني من بعد طول النهض

أخبرنا أبو العزّ السلمي - مناولة و إذنا و قرأ عليّ إسناده - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا القاضي (4)،نا محمّد بن الحسن بن دريد، نا أبو حاتم عن العتبي، عن أبيه، عن خالد، عن أبيه، عن عمرو بن عتبة قال:

لما اشتكى [معاوية] (5) شكاته التي هلك فيها أرسل إلى أناس من بني أمية، فخصّ و لم يعمّ، فقال: يا بني أمية، إنّه لما قرب ما لم يكن بعيدا، و خفت أن يسبقكم الموت إليّ سبقته بالموعظة إليكم، لا لأردّ قهرا و لكن لأبلغ عذرا، لو وزنت بالدنيا لرجحت بها، و لكني وزنت بالآخرة فرجحت بي، إنّ الذي أخلف لكم من الدنيا أمر ستشاركون فيه أو تغلبون عليه، و الذي أخلّف عليكم من رأي أمر مقصور عليكم نفعه إن فعلتموه، مخوف عليكم ضرره إن ضيعتموه، فاجعلوا مكافأتي قبول وصيتي، إنّ قريشا شاركتكم في نسبكم و بنتم منها بفعالكم، فقدّمكم ما تقدمتم فيه، إذ أخّر غيركم ما تأخّروا له و باللّه لقد جهر لي فعلمت، و نغم (6) لي ففهمت، حتى كأنّي انظر إلى أبنائكم بعدكم نظري إلى آبائهم قبلهم، إنّ دولتكم ستطول، و كلّ طويل مملول، و كل مملول مخذول، فإذا انقضت مدتكم كان أول تجادلكم فيما بينكم، و اجتماع المختلفين عليكم فيدبر الأمر بضد الحسن الذي أقبل به، فلست أذكر عظيما نركب منه، و لا حرمة تنتهك، إلاّ و الذي أكفّ عن ذكره أعظم، فلا معوّل عليه عند ذلك أفضل من الصبر، و توقع النّصر، و احتساب الأجر فيما دّكم (7) القوم دولتهم امتداد

ص: 219


1- الرجز، من ستة شطور، للأغلب العجلي في شعره (شعراء أمويون ص 159-160) و انظر تخريجها فيه.
2- روايته في شعر الأغلب: طول الليالي أسرعت في نفضي.
3- بالأصل و «ز»: «وركنى» و كتب فوقها في الأصل:«كبن» و بعدها صح، يعني «ركبن» و في شعره: و طوين عرضي.
4- رواه المعافى بن زكريا الجريري في الجليس الصالح الكافي 394/2.
5- سقطت من الأصل و استدركت عن «ز»، و الجليس الصالح.
6- نغم ينغم: تكلم بكلام خفي.(اللسان: نغم).
7- مكانها بياض في «ز».

العنانين في عنق الجواد، فإذا بلغ اللّه بالأمر أمده (1)،و رجاء الوقت المحتوم، كانت الدولة كالإناء المكفوّ فعندها أوصيكم بتقوى اللّه الذي لم يتّقه غيركم فيكم، فجعل العافية لكم و العاقبة للمتقين.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا ابن سعد، أنا علي بن محمّد، عن محمّد بن الحكم، عن من حدّثه.

إن معاوية لما احتضر أوصى بنصف ماله أن يردّ إلى بيت المال، كأنه أراد أن يطيب له لأن عمر بن الخطاب قاسم عمّاله (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني إبراهيم بن راشد أبو إسحاق، نا أبو ربيعة، نا أبو عبيدة يوسف بن عبدة، عن ثابت قال:

لما كبر معاوية خرجت به قرحة في ظهره فكان إذا لبس دثارا ثقيلا - و الشام أرض باردة - أثقله ذلك و غمّه، فقال: اصنعوا لي دثارا خفيفا دفيئا من هذه السخال، فصنع له، فلما ألقي عليه تسارّ (3) إليه ساعة ثم غمّه فقال: جافوه عني، ثم لبسه ثم غمّه، فألقاه، ففعل ذلك مرارا، ثم قال: قبحك اللّه من دار، ملكتك أربعين سنة، عشرين خليفة و عشرين إمارة، ثم صيّرتني إلى ما أرى، قبحك اللّه من دار.

قال: و نا ابن أبي الدنيا، نا محمّد بن الحسين، نا عبيد اللّه بن محمّد التيمي، نا يوسف ابن عبدة قال: سمعت محمّد بن سيرين يقول:

أخذت معاوية قرّة (4)،فاتخذ لحفا خفافا، فكانت تلقى عليه، فلا يلبث أن يتأذى بها، فإذا أخذت عنه سأل أن تردّ عليه، فقال: قبّحك اللّه من دار، مكثت فيك عشرين سنة أميرا، و عشرين سنة خليفة، ثم صرت إلى ما أرى.

ص: 220


1- في الجليس الصالح: مداه.
2- من طريق محمد بن سعد رواه ابن كثير في البداية و النهاية 151/8 و أنساب الأشراف 35/5.
3- بدون إعجام بالأصل، و المثبت و الضبط عن «ز»، و في المختصر: سار.
4- القرة بالكسر، ما أصابك من القر، و هو البرد.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن النحّاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا أبو سعيد الحارثي و هو عبد الرّحمن بن محمّد، نا سعيد بن عامر، نا هشام بن حسان أو غيره قال (1):

كان معاوية بن أبي سفيان قد أصابه قرّة (2) شديدة في مرضه، فكان يلقى عليه الثوب فيدفئه فيثقل عليه فينحّى عنه، فألقي عليه ثوب حواصل (3)،فأدفأه، و خفّ عليه، فما لبث أن ثقل عليه، فقال معاوية: تبا للدنيا، كنت عشرين سنة أميرا و عشرين سنة خليفة، ثم صرت إلى هذا، تبا للدنيا.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا إسماعيل بن إسحاق، نا سعيد بن يحيى الأموي، نا محمّد بن سعيد، نا عبد الملك بن عمير قال:

دخل عمرو بن سعيد على معاوية في مرضه الذي مات فيه، فقال له: و اللّه يا أمير المؤمنين ما رأيت أحدا من أهل بيتك في مثل حالك إلاّ مات، فقال معاوية:

فإنّ المرء لم يخلق حديدا *** و لا هضبا توقّله الوبار

و لكن كالشهاب يرى و يخبو *** و هادي الموت عنه ما يحار

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا علي بن محمّد، أنا الحسين بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني سعيد بن يحيى الأموي، نا محمّد بن سعيد، نا عبد الملك بن عمير قال:

دخل عمرو بن سعيد على معاوية في مرضه فقال: و اللّه يا أمير المؤمنين لقد أبخر ماء أنفك و ذبلت شفتاك، و تغيّر لونك، و ما رأيت أحدا في أهل بيتك مثل حالك إلاّ مات، فقال معاوية:

فإنّ المرء لم يخلق حديدا *** و لا هضبا توقّله الوبار

و لكن كالشهاب يفنى و يخبو *** و حادي الموت عنه ما يحار

ص: 221


1- البداية و النهاية 151/8 و لم يعزه لأحد.
2- البداية و النهاية: البرد.
3- في البداية و النهاية: من حواصل الطير.

فهل من خالد إمّا هلكنا *** و هل بالموت يا للناس عار (1)

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا محمّد بن فهم، نا محمّد بن سعد (2)،أنا أبو عبيد، عن أبي يعقوب الثقفي، عن عبد الملك بن عمير قال:

لما ثقل معاوية و تحدّث الناس أنه بالموت قال لأهله: احشوا عيني إثمدا، و أوسعوا رأسي دهنا، ففعلوا و برّقوا (3) وجهه بالدهن، ثم مهد له، مجلس فقال: أسندوني، ثم قال:

ائذنوا للناس فليسلّموا قياما، و لا يجلس أحد، فجعل الرجل يدخل فيسلّم قائما فيراه مكتحلا متدهنا فيقول الناس: هو لما به، و هو أصح الناس، فلمّا خرجوا من عنده قال معاوية (4):

و تجلّدي للشامتين أريهم *** أنّي لريب الدّهر لا أتضعضع

و إذا المنية أنشبت أظفارها *** ألفيت كلّ تميمة لا تنفع (5)

قال: و كان به النّفاثة (6) فمات من يومه ذلك.

أخبرنا أبو طالب علي بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن الفقيه الخلعي، أنا أبو محمّد بن النحّاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا عباس الدوري، نا محمّد بن بشر، نا إسماعيل (7).

ح قال: و نا الحسن بن علي بن عفّان، نا أبو أسامة، نا إسماعيل.

عن قيس قال:

مرض معاوية بن أبي سفيان مرضا عيد فيه، فجعل يقلّب ذراعيه كأنهما عسيبا نخل و هو يقول: هل الدنيا إلاّ ما ذقنا و جرّبنا؟ و اللّه لوددت أنّي لا أغبر (8) فيكم فوق ثلاث حتى ألحق

ص: 222


1- البيت في أنساب الأشراف 160/5 (ط. دار الفكر) قاله معاوية متمثلا و الخبر فيه بنحوه.
2- من طريقه الخبر و الشعر في البداية و النهاية 151/8 و تاريخ الطبري 181/6 و الكامل لابن الأثير 7/4 و سير أعلام النبلاء 160/3-161.
3- في البداية و النهاية:«و غرقوا» و برقوا وجهه أي لمعوه.
4- البيتان من قصيدة لأبي ذؤيب الهذلي يرثي بنيه شرح أشعار الهذليين 38/1.
5- البيت الثاني في أنساب الأشراف 160/5 (ط. دار الفكر)، و فتوح ابن الأعثم 345/4.
6- بالأصل و «ز»: «التفاتة» و المثبت عن المختصر، و النفاثة ما ينفثه المصدور من فيه، و المصدور من يشكو صدره. و في الطبري و الكامل لابن الأثير:«النفاثات» و في البداية و النهاية: النقابة يعني لوقة. و في الفتوح لابن الأعثم: «اللقوة في وجهه».
7- من طريق إسماعيل بن أبي خالد رواه الذهبي في سير الأعلام 161/3.
8- بالأصل:«لا غبر» و المثبت عن «ز».

باللّه، قالوا: إلى مغفرة اللّه و رحمته، قال: إلى ما شاء من قضاء قضاه لي، قد علم اللّه أني لم آل، و ما كره اللّه غيّره.

اللفظ لعباس.

أخبرنا أبو محمّد السلمي، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

[قالا:] (1) أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا أبو بكر الحميدي، نا سفيان، نا إسماعيل قال: سمعت قيسا يقول:

أخرج معاوية يديه كأنهما عسيبا نخل فقال: هل الدنيا إلاّ ما ذقنا و جربنا، و اللّه لوددت أني لم أغبر فيكم إلاّ ثلاثا ثم ألحق باللّه، قالوا: يا أمير المؤمنين إلى رحمة اللّه و إلى رضوانه، فقال معاوية: إلى ما شاء اللّه، قد يعلم اللّه أنّي لم آل، و لو أراد أن يغيّر لغيّر.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، نا إبراهيم بن المنذر (2) الحزامي (3)،نا زكريا بن منظور، حدّثني محمّد بن عقبة قال:

لما نزل بمعاوية (4) الموت قال: يا ليتني كنت رجلا من قريش بذي طوى (5) و إنّي لم آل من هذا الأمر شيئا (6).

أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد، نا إبراهيم بن المنذر، نا زكريا بن منظور، حدّثني محمّد بن عقبة قال:

كان معاوية أميرا عشرين سنة، و خليفة عشرين سنة، فلما نزل به الموت قال: ليتني كنت رجلا من قريش بذي طوى و إنّي لم آل من هذا الأمر شيئا.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي، أنا أبو الحسين بن المهتدي، أنا عبيد اللّه بن محمّد بن

ص: 223


1- زيادة منا للإيضاح.
2- «بن المنذر» كتبنا على هامش «ز».
3- بدون إعجام بالأصل و «ز».
4- الأصل: معاوية، و المثبت عن «ز».
5- ذو طوى، بفتح أوله و قيل بضمه، واد بمكة (راجع معجم البلدان).
6- البداية و النهاية 151/8.

أبي مسلم، أنا عثمان بن أحمد، نا إسحاق بن إبراهيم بن سنين، حدّثني نصر بن الحكم بن زياد أبو منصور، نا أبو السائب المخزومي قال: لمّا حضرت معاوية الوفاة تمثّل (1):

إن نناقش يكن نقاشك يا ربّ *** عذابا لا طوق لي بالعذاب

أو تجاوز تجاوز العفو فاصفح *** عن مسيء ذنوبه كالتراب

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا علي بن محمّد، أنا أبو علي بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن عباد بن موسى العكلي، نا هشام بن محمّد، عن أبي السائب المخزومي قال: جعل معاوية يقول، و هو يجود بنفسه:

إن تناقش يكن نقاشك يا ربّ *** عذابا لا طوق لي بالعذاب

أو تجاوز فأنت ربّ رحيم (2) *** عن مسيء ذنوبه كالتراب

قال: و نا ابن أبي الدنيا، حدّثني أبي، أنا أبو عبد اللّه بن المنادر قال: تمثّل معاوية عند الموت (3):

لو فات شيء يرى لفات أبو (4) *** أبو حيّان لا عاجز و لا وكل

الحوّل القلّب الأريب و لا *** يدفع ريب المنيّة الحيل

قال: و نا ابن أبي الدنيا، حدّثني سعيد بن يحيى، نا عبد اللّه بن سعيد، عن زياد بن عبد اللّه، عن عوانة قال (5):

لما حضرت معاوية الوفاة احتوشه أهله فقال لهم و هم يقلبونه: إنكم لتقبلون امرأ حوّلا قلّبا إن نجا من النار غدا، ثم قال:

لقد جمعت لكم من جمع ذي نشب *** و قد كفيتكم التّرحال و النصبا (6)

ص: 224


1- الخبر و البيتان في البداية و النهاية 151/8 و البيتان في أنساب الأشراف 158/5 (ط. دار الفكر) و الكامل لابن الأثير 525/2 و الفتوح لابن الأعثم 351/4.
2- هذه رواية ابن الأعثم، و في أنساب الأشراف:«غفور» و في ابن الأثير: صفوح.
3- البيتان في أنساب الأشراف 159/5 تمثلت بهما رملة ابنة معاوية أو امرأة من أهله، قال البلاذري: و يقال إن معاوية أفاق فأنشد البيتين.
4- صدره في أنساب الأشراف: لو دام شيء لها لدام أبو.
5- الخبر و الشعر بنحوه في أنساب الأشراف 158/5 (ط. دار الفكر) و تاريخ الطبري 182/6 و الكامل لابن الأثير 525/2 و الفتوح لابن الأعثم 345/4.
6- هذه رواية «المعمرون» ص 159 و في باقي المصادر: و قد كفيتكم التطواف و الرحلا.

قال: و نا ابن أبي الدنيا، نا عبد الرّحمن بن صالح الأزدي، نا حفص بن غياث، عن طلحة بن يحيى، عن أبي بردة قال:

قال معاوية و هو يقلّب في مرضه و قد صار كأنه سعفة محترقة، أيّ (1) شيخ يقلّبون إن نجّاه اللّه من النار غدا (2).

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا عبد الغافر بن محمّد الفارسي قال: قال أبو سليمان حمد بن محمّد بن عبد اللّه الخطابي في حديث معاوية.

إنه لما احتضر جعل بناته يقلبه و هو يقول: إنكن لتقلبن حوّليا قلّبيا إنّ نجا من عذاب اللّه غدا.

حدّثنيه محمّد بن الحسين، نا محمود بن الصباح المازني، نا عبد اللّه بن الهيثم، نا به الوليد بن هشام بن قحذم.

و في رواية أخرى: إنّكن لتقلبن حوّلا قلّبا (3) إن وقي كبّة النار (4).

يقول: رجل حوّل قلّب، و حوّلي قلّبي، فالقلب الذي يقلّب الأمور ظهرا لبطن و الحوّل ذو التصرّف و الاحتيال، قال الشاعر:

الحوّل القلّب الأريب و هل *** يدفع صرف المنيّة الحيل

و انقلاب الواو عن الياء في كلامهم مشهور، كقوله الغاية القصوى، و أصله الياء و يقال:

فلان (5) أحول من فلان من الحيلة، قال الشاعر:

و يزري بعقل المرء قلة ماله *** و إن كان أقوى من رجال و أحولا

و مما قيل بالياء، و الأصل فيه الواو، قولهم العليا و الدنيا من العلو و الدنو، و مثل هذا كثير.

ص: 225


1- بالأصل: إني، و المثبت عن «ز».
2- البداية و النهاية 151/8.
3- جاء في تاج العروس: قلب: و روي عن معاوية لما احتضر أنه كان يقلّب على فراشه في مرضه الذي مات فيه: «إنكم لتقلّبون حوّلا قلّبا..» أي رجلا عارفا بالأمور، و قد ركب الصعب و الذلول، و قلبهما ظهرا لبطن، و كان محتالا في أمور، حسن التقلب.
4- الكبة: يقال: كبة الشتاء أي شدته و دفعته، و كبة النار صدمتها، و منه حديث معاوية، فذكره.(تاج العروس: كبب).
5- استدركت على هامش «ز».

و حكي أبو عمر عن أبي العباس عن ابن الأعرابي.

إن رجلين تقدما إلى معاوية فادّعى أحدهما على صاحبه مالا و كان المدّعى قبله حوّلا قلّبا مخلطا مزيلا فأنشأ معاوية يقول (1):

أنّي أتيح لها حرباء تنضبة *** لا يرسل الساق إلاّ ممسكا ساقا

ثم دعا بمال، فأعطى المدّعي و فرق بينهما.

قال أبو عمرو: المزيل الجدل في الخصومات، الذي يزول من حجّة إلى حجة (2)، و المخلط الذي يخلط شيئا بشيء فيلبسه على السامعين، و كبّة النار: معظمها.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني أبو عقيل الأسدي، نا عبيد اللّه بن موسى، نا إسماعيل، عن عبد اللّه بن المختار، عن محمّد بن سيرين قال (3):

مرض معاوية مرضا شديدا، فنزل عن السرير، فكشف ما بينه و بين الأرض، و جعل يلزق ذا الخد مرة بالأرض و ذا الخد مرة بالأرض و يبكي، و يقول: اللّهمّ إنك قلت في كتابك: إِنَّ اللّٰهَ لاٰ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَ يَغْفِرُ مٰا دُونَ ذٰلِكَ لِمَنْ يَشٰاءُ (4) فاجعلني ممن تشاء أن تغفر له.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا سليمان بن إبراهيم، و سهل بن عبد اللّه، و أحمد ابن عبد الرّحمن الذكواني، و محمّد بن أحمد بن ررا، و عبد الرزّاق بن عبد الكريم، و القاسم ابن الفضل.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، نا سليمان بن إبراهيم.

ح و أخبرنا أبو علي أحمد بن سعد بن علي العجلي، أنا أبو الحسين أحمد بن عبد الرّحمن بن محمّد الذكواني، قالوا: أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن جعفر اليزدي الجرجاني، نا الحسين بن علي، نا محمّد بن زكريا العتبي عن أبيه قال:

ص: 226


1- البيت في اللسان (حرب) منسوبا لأبي داود الإيادي، و في تاج العروس «نضب» أنشده أبو حنيفة.
2- راجع تاج العروس: زيل.
3- من طريقه رواه ابن كثير في البداية و النهاية 152/8.
4- سورة النساء، الآية:48.

تمثّل معاوية عند الموت (1):

هو الموت لا منجى من الموت و الذي *** أحاذر (2) بعد الموت أدهى و أفظع

ثم قال: اللّهمّ أقل العثرة، و اعف عن الزلّة، و عد بحلمك على من لا يرجو غيرك، فإنك واسع المغفرة، ليس من خطيئة مهرب إلاّ إليك.

أنبأنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، و أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه بن نصر المخلد، قالا:

أنا مالك بن أحمد البانياسي (3)،نا أبو الفتح محمّد بن أحمد بن أبي الفوارس - إملاء - نا أحمد ابن جعفر بن سلم (4)،نا محمّد بن الحسن بن دريد، نا أبو حاتم عن أبي عبيدة، عن أبي عمرو بن العلاء (5) قال:

لما حضرت معاوية الوفاة قيل له: يا أمير المؤمنين أ لا توصي؟ فقال:

هو الموت لا منجى من الموت و الذي *** نحاذر (6) بعد الموت أدهى و أفظع

ثم قال: اللّهمّ [أقل] (7) العثرة، و اعف عن الزلة، و تجاوز بحلمك عن جهل من لم يرج غيرك، فما وراءك مذهب، ثم مات، رحمه اللّه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد، أنا علي بن محمّد، عن سليمان ابن أيوب، عن الأوزاعي، و علي بن مجاهد، عن عبد الأعلى (8) بن ميمون بن مهران، عن أبيه.

إن معاوية قال في مرضه الذي مات فيه: كنت أوضّئ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال لي: أ لا أكسوك قميصا؟ قلت: بلى، بأبي أنت و أمي، فنزع قميصا كان عليه فكسانيه، فلبسته لبسة ثم رفعته (9)،و قلّم أظفاره فأخذت القلامة فجعلتها في قارورة، فإذا متّ فاجعلوا قميص رسول

ص: 227


1- الخبر و البيت في البداية و النهاية 152/8 و البيت في سير الأعلام 160/3 و تاريخ الإسلام(41-60) ص 317.
2- في المصادر: نحاذر.
3- مكانها بياض في «ز».
4- في «ز»: سالم.
5- من هذا الطريق أيضا روي في المصادر الثلاثة السابقة.
6- في «ز»: أحاذر.
7- زيادة لازمة عن «ز».
8- من طريقه روي في سير الأعلام 159/3-160 و تاريخ الإسلام(41-60) ص 316 و تاريخ الطبري 327/5 و أنساب الأشراف 159/5 (ط. دار الفكر).
9- تحرفت في تاريخ الإسلام إلى: فرقّعته.

اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يلي جلدي، و قطعوا تلك القلامة و اسحقوها و اجعلوها في عيني فعسى [اللّه أن يرحمني ببركتها] (1).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر اللالكائي، أنا أبو الحسين المعدل، أنا أبو علي البردعي، نا عبد اللّه بن محمّد، نا زكريا بن يزيد، نا علي بن عاصم، عن ابن جريج، عن الحسن بن مسلم، عن طاوس، عن ابن عبّاس قال:

لما احتضر معاوية قال: يا بني، إنّي كنت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم على الصفا، و إنّي دعوت بمشقص فأخذت من شعره و هو في موضع كذا و كذا، فإذا أنا متّ فخذ ذلك الشعر، فاحشوا به فمي و منخري.

قال: و نا عبد اللّه، قال: فحدّثني بعض أهل العلم عن شيخ من قريش.

إن معاوية لما قال ذلك تمثلت ابنته (2):

إذا متّ مات الجود و انقطع الندى *** من الناس إلاّ من قليل مصرّد (3)

و ردّت أكفّ السائلين و أمسكوا *** من الدين و الدنيا بخلف مجدّد (4)

كلا يا أمير المؤمنين، يدفع اللّه عنك، فقال معاوية متمثلا:

و إذا المنية أنشبت أظفارها *** ألفيت كلّ تميمة لا تنفع

ثم أغمي عليه، ثم أفاق فقال لمن حضره من أهله: اتقوا اللّه، فإنّ اللّه يقي من اتّقاه، و لا تقى (5) لمن لا يتّقي اللّه، ثم قضى رحمه اللّه.

أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا أبو المعمر المسدّد بن علي بن عبد اللّه الحمصي، أنا أبو بكر أحمد بن عبد الكريم، نا أبو الحسن أحمد بن جعفر ابن محمّد السوسي، نا أبو الرضا المضاء بن راشد، حدّثني أبو جعفر محمّد بن عبد الجبّار

ص: 228


1- ما بين معكوفتين ليس بالأصل و «ز»، و لا في المصادر الأخرى، فقد استدركتها عن الطبري.
2- البيتان في أنساب الأشراف 159/5 تمثلت بهما ابنته و نسبهما للأشهب بن رميلة، و في موضع آخر 160/5 فيه: قالهما معاوية متمثلا. و الفتوح لابن الأعثم 345/4 و تاريخ الطبري 182/6 و الكامل لابن الأثير 525/2.
3- المصرد: الخالص من كل شيء (القاموس المحيط).
4- في الأصل:«يحلف محدد» و في «ز»: «بخلق محدد» و المثبت عن أنساب الأشراف.
5- في أنساب الأشراف: وقاء.

الهمداني المخزومي، أنا إسحاق بن بشر الأسدي، نا عبيد بن سعيد القرشي، عن محمّد بن عمرو، عن مكحول قال:

لما حضرت معاوية الوفاة جمع ولده و أهل بيته ثم قال لأم ولد له: ما فعلت وديعتي التي أودعتكها؟ قالت: هي عندي، قال: ائتني بها، قال: فجاءت بسفط مقفل مختوم عليه، قال: فخلناه (1) جوهرا، ففتح، فإذا فيه ثلاثة أثواب، فقال: هذا قميص رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كسانيه، فقلت له: يا رسول اللّه هب لي الرداء الذي عليك، قال:«يا معاوية إذا ذهبت إلى البيت بعثت به إليك»، فبعث به إليّ، و هذا إزاره كسانيه و أخذ من شعر رأسه و لحيته فقلت: يا رسول اللّه هب لي هذا الشعر، قال:«هو لك»، فهو مصرور في طرف الرداء، فإذا أنا متّ فألبسوني قميص رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و أزّروني بإزاره، و أدرجوني في ردائه، و خذوا هذا الشعر، فاحشوا به شدقي و منخري، و ذروا سائره على صدري، و خلوا بيني و بين أرحم الراحمين[12347].

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا أبو القاسم الشافعي، أنا أبو علي أحمد بن عبد الرّحمن ابن عثمان، أنا أبو سليمان محمّد بن عبد اللّه العبدي، نا عبد اللّه بن جعفر بن حشيش، نا أبو بشر القاسم بن سعيد بن المسيّب سنة اثنتين و خمسين و مائتين، نا إسحاق بن بشر الكاهلي، نا عبيد بن سعيد القرشي عن محمّد بن عمرو، عن مكحول قال:

لما حضرت معاوية الوفاة جمع بنيه و ولده، ثم قال لأم ولد له: أريني الوديعة التي استودعتك إيّاها، قال: فجاءت بسفط مختوم مقفلا عليه، قال: فظننّا أنّ فيه جوهرا، قال:

فقال: إنما كنت أدّخر هذا لهذا اليوم، قال: ثم قال لها: افتحيه، ففتحته، فإذا منديل عليه ثلاثة أثواب، قال: هذا قميص رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كساني، و هذا رداء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كساني لمّا قدم من حجة الوداع، قال: ثم مكثت بعد ذلك مليا، ثم قلت: يا رسول اللّه، اكسني هذا الإزار الذي عليك، قال:«إذا ذهبت إلى البيت أرسلت به إليك يا معاوية»، قال: ثم إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أرسل به إليّ، ثم إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم دعا الحجّام فأخذ (2) من شعره و لحيته، قال: فقلت: يا رسول اللّه، هب لي هذا الشعر، قال:«خذه يا معاوية»، فهو مصرور في طرف الرداء، فإذا أنا متّ فكفنوني في قميص رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و أدرجوني في ردائه، و أزّروني بإزاره، و خذوا من شعر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فاحشوا به شدقي و منخري، و زروا سائره على

ص: 229


1- في «ز»: فخلناه.
2- في «ز»: فأخذت.

صدري، و خلّوا بيني و بين رحمة (1) أرحم الراحمين.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين - قراءة - أنا أبو عبد اللّه القضاعي القاضي - إجازة - أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمرو بن شاكر، نا محمّد بن عمير بن عفّان البغدادي، نا أحمد بن محمّد بن زياد، نا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم قال (2):سمعت الشافعي يقول:

كان يزيد بن معاوية في بعض المواضع، فجاءه الرسول بمرض معاوية، فركب و هو يقول (3):

جاء البريد بقرطاس يخب (4) به *** فأوجس القلب من قرطاسه فزعا

قلنا لك الويل ما ذا في صحيفتكم (5) *** قالوا الخليفة أمسى مثبتا وجعا

فمادت الأرض أو كادت تميد بنا *** كأن أعين (6) من أركانها انقلعا

ثم انبعثنا إلى خوص مضمّرة *** نرمى الفجاج (7) بها ما نأتلي سرعا

فما نبالي إذا بلغن أرحلنا *** ما مات منهم بالمرمات (8) أو طلعا

أودى ابن هند و أودى المجد يتبعه *** كانا جميعا خليطا سالمين (9) معا

أغرّ أبلج يستسقي الغمام به *** لو قارع الناس عن أحسابهم قرعا

لا يرقع الناس ما أوهى و إن جهدوا *** أن يرقعوه و لا يوهون ما رقعا

قال الشافعي: سرق هذين البيتين من الأعشى.

ثم انتهى إلى الباب، فوجد عنبسة فقال: ما لك هاهنا؟ قال: حجبت عن أمير المؤمنين، فأخذ بيده، فأدخله، فإذا معاوية مغمور، فتمثل بهذين البيتين:

لو فات شيء يرى لفات أبو *** حيان لا عاجر و لا و كل

الحوّل القلّب الأريب و لن *** يدفع وقت المنية الحول

ص: 230


1- سقطت من «ز».
2- الخبر و الأبيات من طريقه في البداية و النهاية 153/8-154.
3- الأبيات في أنساب الأشراف 161/5 (ط. دار الفكر) و تاريخ الطبري 328/5 و الفتوح لابن الأعثم 6/5-7 و الكامل لابن الأثير 526/2 و العقد الفريد 349/4 الأغاني 33/16 (ساسي).
4- الفتوح لابن الأعثم: يحث.
5- أنساب الأشراف و الفتوح: كتابكم.
6- أعين: حصن باليمن، و في أنساب الأشراف:«أغبر» و في الفتوح: كأنما العز من أركانها انقطعا.
7- الأصل و «ز»: «نرى العجاج» و المثبت عن أنساب الأشراف و البداية و النهاية.
8- في ابن الأعثم و أنساب الأشراف: بالبيداء.
9- أنساب الأشراف: قاطنين.

ثم قال: يا بني إنّي صحبت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فخرجت معه ذات يوم فكساني أحد ثوبيه الذي يلي جلده، فخبّأته لمثل هذا اليوم، فإذا أنا متّ فأشعرني ذلك القميص دون كفني يلي جلدي، و أخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من شعره و أظفاره، فأخذته فخبّأته لمثل هذا اليوم، و خذ ذلك الشعر و الأظفار فاجعله على فمي و عيني، و في مواضع السجود، فإن ينفع شيء فإن اللّه غفور رحيم.

[قال ابن عساكر:] (1) و الصحيح أن يزيد لم يدركه حيّا، و إنّما جاء بعد موته.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد، أنا علي بن محمّد، عن سليمان ابن أيوب، عن عمرو بن ميمون و عن غيره، قالوا (2):

لما مات معاوية أخرجت أكفانه فوضعت على المنبر، ثم قام الضحّاك بن قيس الفهري خطيبا، فحمد اللّه و أثنى عليه، ثم قال: إن أمير المؤمنين معاوية كان في جدّ (3) العرب، و عوذ العرب، و حد (4) العرب، قطع اللّه به الفتنة، و ملّكه على العباد، و سيّر جنوده في البر و البحر، و بسط به الدنيا، و كان عبدا من عبيد اللّه، دعاه اللّه فأجابه، فقد قضى نحبه، رحمة اللّه عليه، و هذه أكفانه فنحن مدرجوه فيها، و مدخلوه قبره و مخلّوه و عمله فيما بينه و بين ربه، إن شاء رحمه و إن شاء عذّبه، ثم هو الهرج إلى يوم القيامة، فمن أراد حضوره بعد الظهر فليحضره فإنا رائحون به، و صلّى عليه الضحّاك بن قيس الفهري.

قال: و كان يزيد غائبا حين مات معاوية بحوّارين (5)،فلما ثقل معاوية أرسل إليه الضحّاك (6)،فقدم، و قد مات معاوية، و دفن، فلم يأت منزله حتى أتى قبره فصلّى عليه، و دعا له، ثم أتى منزله فقال:

ص: 231


1- زيادة منا.
2- أنساب الأشراف 161/5 (ط. دار الفكر) و تاريخ الطبري 182/6 و الكامل لابن الأثير 525/2 و الأخبار الطوال ص 226 و الفتوح لابن الأعثم 353/4، و البداية و النهاية 152/8. باختلاف بعض ألفاظ خطبته بين المصادر.
3- الأصل: حد، و المثبت عن «ز».
4- الحدّ منك: بأسك و نفاذك في نجدتك، يقال: إنه لذو حدّ (تاج العروس: حدد).
5- حوّارين: بالضم و تشديد الواو، و بكسر و فتح الراء، حصن من ناحية حمص. و في «ز»: «حراين» تحريف.
6- يفهم من رواية الفتوح لابن الأعثم 5/5 و البداية و النهاية 152/8 أن الضحاك أرسل إلى يزيد بخبر وفاة معاوية انظر نص كتاب الضحاك إلى يزيد بن معاوية في كتاب الفتوح لابن الأعثم الكوفي:5/5.

جاء البريد بقرطاس يخبّ به *** فأوجس القلب من قرطاسه فزعا

قلنا لك الويل ما ذا في صحيفتكم *** قالوا الخليفة أمسى مثبتا وجعا

فمادت الأرض أو كادت تميد بنا *** كأن أعين من أركانها انقلعا

لما انتهينا و باب الدار منصفق *** لصوت رملة ريع القلب فانصدعا

من لا تزل نفسه تشفي على تلف (1) *** توشك مقادير تلك النفس أن تقعا

أودى ابن هند و أودى المجد يتبعه *** كانا جميعا خليطا قاطنين معا

أغر أبلج يستسقى الغمام به *** لو قارع الناس عن أحلامهم قرعا

و ما أبالي إذا أدركنا مهجته *** ما مات منهن بالبيداء أو طلعا

ثم خطب يزيد الناس، فقال (2):

إن معاوية كان عبدا من عبيد اللّه، أنعم اللّه عليه ثم قبضه اللّه، و هو خير ممن بعده، و دون من قلبه، و لا أزكّيه على اللّه، و هو أعلم به، إن عفا عنه فبرحمته، و إنّ عاقبة فبذنبه، و قد وليت الأمر من بعده، و لست آسى (3) على طلب و لا أعتذر من تفريط، و إذا أراد اللّه شيئا كان، اذكروا اللّه و استغفروه، فقال أبو الورد العنبري يرثي معاوية (4):

ألا أنعي معاوية بن حرب *** نعاه الحلّ للشهر الحرام (5)

نعاه النائجات بكلّ فجّ *** خواضع في الأزمّة كالسهام

فهاتيك النجوم و هنّ خرس *** ينحن على معاوية الشآمي (6)

و قال ابن خريم (7)(8):

ص: 232


1- عن أنساب الأشراف، و بالأصل و «ز»: شرف.
2- خطبة يزيد بن معاوية في أنساب الأشراف 162/5 (ط. دار الفكر) و مروج الذهب 80/3 و العقد الفريد 351/4 و الفتوح لابن الأعثم 9/5.
3- كذا بالأصل و «ز»، و في أنساب الأشراف: أني.
4- الأبيات في البداية و النهاية 154/8 و أنساب الأشراف 163/5 و نسبها إلى: أبي الدرداء العنبري.
5- في أنساب الأشراف: و الشهر الحرام.
6- البداية و النهاية: الهمام.
7- هو أيمن بن خريم بن فاتك الأسدي.
8- الأبيات في أنساب الأشراف للبلاذري 163/5-164 (ط. دار الفكر) تحقيق الدكتور سهيل زكار و البداية و النهاية 154/8-155، و الفتوح لابن الأعثم 6/5 و بعضها في ذيل الآمالي للقالي 115/3 و نسبها للكميت الأسدي.

رمى الحدثان نسوة آل حرب (1) *** بمقدار (2) سمدن له سمودا (3)

و ردّ شعورهن السود بيضا *** و ردّ وجوههن (4) البيض سودا

فإنّك لو شهدت بكاء هند *** و رملة إذ يصفّقن (5) الخدودا

بكيت بكاء معولة (6) قريح *** أصاب الدهر واحدها الفريدا

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، أنا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (7)،حدّثني علي بن عثمان بن نفيل الحرّاني، نا أبو مسهر، أنا خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح، حدّثني سعيد بن حريث قال:

لما كان الغداة التي مات معاوية في ليلتها، فزع الناس إلى المسجد، و لم يكن خليفة قبله بالشام غيره، فكنت فيمن أتى المسجد، فلمّا ارتفع النهار و هم يبكون في الخضراء، و ابنه يزيد غائب في البرية، و هو ولي عهده، و كان خليفته على دمشق الضحّاك بن قيس، إذ قعقع باب النحاس الذي يخرج إلى المسجد من الخضراء، قال: فدلف الناس إلى المقصورة، و دنوت فيمن دنا منهم إليها، قال: فبينا نحن كذلك إذ خرج علينا رجل على يده اليسرى ثياب يحملها ملفوفة، فإذا هو الضحّاك بن قيس، فدنا إلى المنبر، فاتّكأ عليه بيده اليسرى، و دنا الناس منه، قال: فحمد اللّه، و أثنى عليه بما هو أهله ثم قال: أيها الناس، إنّي قائل لكم قولا، فرحم اللّه امرأ وعى ما سمع مني لم يزد فيه و لم ينقص، تعلمون أن معاوية كان حدّ العرب مكّن اللّه له في البر و البحر، و أذاقكم معه الخفض و الطمأنينة و لذاذة العيش - و أهوى بيده إلى فيه - و أنه قد هلك، رحمه اللّه، و هذه أكفانه على يدي، و نحن مدرجوه فيها، و دافنوه و إياها، ثم هي البلايا و الملاحم و الفتن، و ما توعدون إلى يوم القيامة.

ص: 233


1- من قوله:«و قال... إلى هنا مكانه بياض في «ز».
2- أنساب الأشراف: بحادثة.
3- السمود يكون حزنا و يكون سرورا، و هنا: حزنا.
4- أنساب الأشراف: خدودهن.
5- أمالي القالي:«تصكان» و في أنساب الأشراف و ابن الأعثم: يلطّمن.
6- في الأمالي:«معولة حزين» و في أنساب الأشراف و ابن الأعثم:«موجعة بحزن».
7- ليس في كتاب المعرفة و التاريخ المطبوع ليعقوب بن سفيان.

ثم دخل الخضراء، فلم يخرج حتى خرج إلى صلاة الظهر، فصلّى الظهر، ثم أخرجوا جنازة معاوية، فدفنوه فلبثنا حتى كان مثل ذلك اليوم من الجمعة المقبلة، فبلغنا أن ابن الزبير خرج من المدينة و حارب، و كان معاوية قد غشي عليه قبل ذلك غشية، فركب به الركبان، فلمّا بلغ ذلك ابن الزبير خرج. ثم كان مثل ذلك اليوم الجمعة المقبلة، صلّى بنا الضحاك بن قيس الظهر، ثم أقبل علينا بوجهه فقال: تعلمون أنّ خليفتكم يزيد بن معاوية قد أظلّكم، و نحن خارجون غدا و متلقّوه (1)،فمن أحب منكم أن يتلقاه معنا فعل.

قال: فلما صلّوا الصبح ركب و ركبنا معه، و كنت فيمن ركب، فساروا (2) إلى ثنية العقاب و ما بين باب توما و بين ثنية العقاب بيت مبني بقرى إلى قرى العجم، فسرنا، فلمّا صعدنا في ثنية العقاب إذا بأثقال يزيد بن معاوية قد تحدّرت في الثنية، قال: ثم سرنا غير كثير، فإذا يزيد في ركب من كلب معه من أخواله و هو على بختي له رحل و رائطة مثنية في عنقه، ليس عليه سيف و لا عمامة، قال: و كان رجلا كثير اللحم، عظيم الجسم، كثير الشحم، و في نسخة كثير الشعر، قال: و قد أجفل شعره و شعث، قال: فأقبل الناس يسلّمون عليه و يعزونه، و قد دنا منه الضحّاك (3)..... (4) ابن إبراهيم، و عبد اللّه بن عبد الرزّاق.

ح و أخبرنا أبو الحسن بن زيد، أنا نصر بن إبراهيم.

ص: 234


1- كذا بالأصل و «ز»، و في المختصر: و ملتقوه.
2- بالأصل: فسار، و المثبت عن «ز».
3- سقط بالأصل و «ز»، بمقدار ورقة أو ورقتين فاختل السياق، نستكمل هنا الخبر عن مختصر ابن منظور: ابن قيس بين أيديهم، فليس منا أحد يتبين كلامه، إلاّ أنا نرى فيه الكآبة و الحزن و خفض الصوت، و الناس يعيبون منه ذلك و يقولون: هذا الأعرابي الذي ولاّه أمر الناس، و اللّه سائله عنه، و سار مقبلا إلى دمشق فقلنا: يدخل من باب توما، حتى دنا منها فلم يفعل، و مضى مع الحائط إلى باب الشرقي، فقال الناس: يدخل من باب الشرقي، فإنه باب خالد بن الوليد الذي دخل منه حين فتح، فلما دنا من الباب أجازه إلى باب كيسان، ثم أجاز باب كيسان إلى باب الصغير، فلما وافى الباب رمى بزمام بختيته فاستناخ ثم تورك فبرك، و نزل الضحاك بن قيس، و مضى يمشي بين يديه إلى قبر معاوية، فصلى عليه و صففنا خلفه، و كبّر أربعا ثم أمر بنعليه حين خرج من المقابر فركبها حتى أتى الخضراء، ثم أذن المؤذن الصلاة جامعة، لصلاة الظهر، و قد اغتسل و لبس ثيابا نقية و جلس على المنبر، فحمد اللّه و أثنى عليه، و ذكر موت معاوية قال: إن معاوية كان يغزيكم البر و البحر، و لست حاملا أحدا من المسلمين في البحر، و إن معاوية كان يشتيكم بأرض الروم، و لست مشتيا أحدا من المسلمين بأرض الروم، و إن معاوية كان يخرج لكم العطايا أثلاثا، و أنا أجمعه لكم كله. قال: فافترقوا و ما يفضلون عليه أحدا.(و انظر البداية و النهاية 153/8).
4- سقط بالأصل و «ز»، و نعود هنا إلى الاستعانة بالنسخة د.

قالا: أنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو علي بن منير، أنا أبو بكر بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا الهيثم بن عمران، قال:

ولي معاوية عشرين سنة إلاّ أشهرا، و توفي بدمشق.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (1)،أنا محمّد بن أحمد بن رزق، نا محمّد بن علي بن إبراهيم بن خمّي (2)،نا محمّد بن شاذان الجوهري، نا عمرو بن حكام، نا شعبة، عن أبي إسحاق، عن عامر بن سعد البجلي، عن جرير البجلي أنه سمع معاوية يخطب فقال: توفي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هو ابن ثلاث و ستين،[و أبو بكر و هو ابن ثلاث و ستين، و عمر و هو ابن ثلاث و ستين، و أنا ابن ثلاث و ستين] (3)،و لكنه عمّر بعدها حتى بلغ الثمانين.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن حنيفا، نا إسماعيل الخطبي، نا بشر بن موسى، نا خلف بن الوليد، نا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عامر بن سعد، عن جرير قال:

كنت عند معاوية فسمعته يقول: هذه لي سبع و خمسون، و عاش بعد ذلك نحوا من عشرين سنة.

قال الخطبي: و قد ذكر علي بن محمّد المدائني.

إن معاوية مات و هو ابن ثلاث و سبعين سنة، قال: و يقال: ابن ثمانين.

و قد حكى عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة أنه قرأ في كتاب أبي اليقظان سحيم بن حفص أن معاوية توفي و هو ابن ثنتين و ثمانين سنة.

[قال ابن عساكر:] (4) و الأول أصح (5).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللنباني (6)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني أبو أحمد بشر بن بشّار، نا داود بن المحبر، عن أبيه، عن معاذ بن محمّد الليثي قال:

ص: 235


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 210/1.
2- بالأصل و د، و «ز»: «حمى» و المثبت و الضبط عن تاريخ بغداد.
3- ما بين معكوفتين استدرك على هامش الأصل و بعده صح صح.
4- زيادة منا.
5- في «ز» و د: أصحها.
6- تحرفت بالأصل و د، و «ز» إلى: اللبناني، بتقديم الباء.

جاء نعي معاوية إلى ابن عباس و المائدة بين يديه، فقال لغلامه: ارفع، ارفع، ثم قال:

اللّهمّ أنت أوسع لمعاوية، ثم قال: خير ممن يكون بعده، و شرّ ممن كان قبله ثم قال:

جبل تزعزع ثم مال بجمعه *** في البحر لارتقت عليك الأبحر

أخبرنا أبو العزّ السلمي - مناولة و إذنا و قرأ عليّ إسناده - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا (1)،نا محمّد بن القاسم الأنباري، حدّثني أبي، أنا أبو الهيثم الغنوي قال:

[لما] (2) نعي معاوية قال عبد اللّه بن الزبير: ذهب و اللّه عزّ بني أمية، و كان و اللّه كما قال الشاعر (3):

ركوب المنابر ذو همّة *** معنّ بخطبته مجهر

تثوب إليه هوادي الكلام *** إذا ضلّ خطبته المهمر

قال: و لما بلغ نعيه عبد اللّه بن العباس قال:

جبل تصدع ثم مال بركنه *** في البحر لارتقت عليك الأبحر

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن بن اللنباني (4)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني هارون بن عبد اللّه، نا محمّد بن الحسن المخزومي، حدّثني نوفل بن عمارة، عن هشام بن عروة قال:

سمعت عبد اللّه بن الزبير يخطب، فذكر معاوية، فقال: رحم اللّه ابن هند، لوددت أنه بقي لنا ما بقي من أبي قبيس حجر على مثل ما فارقنا عليه، كان و اللّه كما قال بطحاء العذري:

ركوب المنابر ذو همّة *** معنّ بخطبته مجهر

تؤول إليه هوادي الكلام *** إذا ضلّ خطبته المهمر

أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر الخزاز، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا ابن سعد، أنا محمّد بن عمر، حدّثنا يحيى بن سعيد بن دينار السعدي عن أبيه قال:

ص: 236


1- الخبر و الشعر في الجليس الصالح الكافي 51/4.
2- سقطت من الأصل و استدركت عن د، و «ز»، و الجليس الصالح.
3- تقدم البيتان قريبا و نسبهما المصنف إلى بطحاء العذري.
4- تحرفت بالأصل و د، و «ز» إلى: اللبناني.

توفي معاوية ليلة الخميس للنصف من رجب سنة ستين، و هو يومئذ ابن ثماني و سبعين سنة (1).

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى، نا خليفة (2)،حدّثني الوليد بن هشام القحذمي، عن أبيه، عن جده - و أبو اليقظان - أن معاوية بن أبي سفيان مات بدمشق يوم الخميس لثمان بقين من رجب، و صلّى عليه ابنه يزيد بن معاوية، و يقال: لم يحضر يزيد، صلّى عليه الضحّاك بن قيس، و مات معاوية و هو ابن اثنتين و ثمانين، و يقال: ثمان و سبعين، و يقال: ست و ثمانين، ولد معاوية بمكة في دار أبي سفيان بن حرب، و يقال: في دار عتبة بن ربيعة.

قال خليفة: و كانت ولاية معاوية تسع عشرة سنة و شهرين و اثنتين و عشرين يوما، و يقال: شهران و عشرون يوما (3).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي، نا أحمد بن حنبل.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه.

نا إبراهيم بن خالد، أخبرني أمية بن شبل: أن معاوية مات سنة ستين.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الفضل، أنا أبو الحسين، أنا عثمان، نا حنبل، نا عاصم بن علي، نا أبو معشر.

ح قال: و حدّثني أبو عبد اللّه، نا إسحاق بن عيسى، عن أبي معشر.

ح و أخبرني أبو المظفر الصوفي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ، نا أبو بكر محمّد بن المؤمل، نا الفضل بن محمّد، نا أحمد بن حنبل، نا إسحاق بن عيسى، عن أبي معشر.

قال: و توفي معاوية في رجب سنة ستين (4)،فكانت خلافته تسع عشرة سنة و ثلاثة أشهر.

ص: 237


1- أسد الغابة 435/4.
2- انظر تاريخ خليفة ص 229 و 230 حوادث سنة 60.
3- الذي في تاريخ خليفة ص 230 أن خلافته كانت تسع عشرة سنة و نصف السنة.
4- تاريخ الإسلام(41-60) ص 317 و سير الأعلام 162/3.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر، نا أبو الحسن علي بن أحمد.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن محمّد، أنا ابن بشران، أنا عمر ابن الحسن، قالا: نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا سعيد بن يحيى، عن أبيه و قال عمر: نا أبي عن محمّد بن إسحاق.

إن معاوية توفي في رجب سنة ستين، على رأس أربع و عشرين سنة و ستة أشهر و اثنا عشر يوما من مقتل عثمان، من ذلك: الفتنة أربع سنين و شهران و اثنا عشر يوما، فكانت خلافته عشرين سنة و أربعة أشهر.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد، أنا أبو القاسم الدقّاق، أنا إسماعيل بن علي بن إسماعيل، نا محمّد بن موسى البربري، عن محمّد بن أبي السري قال:

قال العمري: و حدّثت عن ابن إسحاق قال:

توفي معاوية يوم الخميس لثمان بقين من رجب، سنة ستين، فكانت ولايته تسع عشرة سنة و أربعة أشهر، و سبع عشرة ليلة، و هلك بدمشق و صلّى عليه ابنه يزيد (1).

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: قال الليث بن سعد:

و في سنة ستين توفي معاوية في رجب لأربع ليال خلت منه، ثم استخلف يزيد، و ذكر أن محمّد بن أحمد بن عبد العزيز أخبره عن يحيى بن أيوب عن يحيى بن بكير عن الليث بذلك.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو محمّد بن حمزة، قالا: نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (2).

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا ابن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، حدّثني يحيى بن عبد اللّه بن بكير، عن الليث قال:

ص: 238


1- كذا، و الأغلب قالوا إن يزيد كان غائبا يوم مات معاوية، و صلّى عليه الضحاك بن قيس الفهري راجع أسد الغابة 435/4 و البداية و النهاية 152/8.
2- تاريخ بغداد 210/1.

توفي معاوية في رجب لأربع ليال خلت منه سنة ستين، فكانت [مدة] خلافته، و قال ابن حمزة و ابن السمرقندي: إمرته - عشرين سنة و خمسة أشهر.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا يوسف بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح، حدّثني أبو مسهر - أو من سمعه منه - قال: سمعت خالد بن يزيد بن صبيح يقول: مات معاوية بن أبي سفيان بدمشق سنة ستين، و دفن عند باب الصغير (1).

قال أبو عبيد اللّه معاوية بن صالح: حدّثني أبو مسهر، و سألته كم أتى على معاوية بن أبي سفيان؟ فقال: نيّف على السبعين (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفتح نصر بن أحمد بن نصر، أنا محمّد بن أحمد بن عبد اللّه.

ح و أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو طاهر أحمد بن علي، قالا: أنا الحسن بن علي الطناجيري، قالا: أنا محمّد بن زيد بن علي، أنا محمّد بن محمّد بن عقبة، نا هارون بن حاتم، نا أبو بكر بن عيّاش قال:

دخل معاوية الكوفة فبايع الناس في جمادى الأولى سنة إحدى و أربعين، ثم مات معاوية في رجب سنة ستين، فكانت خلافة معاوية تسع عشرة سنة و ثلاثة أشهر.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم، نا ابن عائذ قال: قال الوليد: و مات معاوية في رجب سنة ستين، و كانت خلافته تسع عشرة سنة و نصفا.

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن الأزدي، أنا سهل بن بشر بن أحمد، و أحمد بن محمّد بن سعيد، قالا: أنا محمّد بن أحمد بن عيسى، أنا منير بن أحمد، نا جعفر بن أحمد ابن الهيثم، قال: قال أبو نعيم: مات معاوية في سنة ستين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا أبو نعيم قال: مات معاوية سنة ستين.

ص: 239


1- و هذا عليه الجمهور، قاله ابن كثير في البداية و النهاية 153/8.
2- كتب بعدها في «ز»: آخر الجزء الثامن و السبعين بعد الستمائة من الفرع. و هذه الجملة استدركت على هامش د، و بعدها صح.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو محمّد بن زبر، نا إسماعيل بن إسحاق، نا نصر بن علي قال: خبرنا الأصمعي قال: مات معاوية بن أبي سفيان سنة ستين.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن، أنا أبو الفرج الأسفرايني، أنا الخليل بن هبة اللّه، أنا عبد الوهّاب الكلابي، نا أبو الجهم (1) بن طلاب، نا هشام بن خالد، نا أبو مسهر قال: و مات معاوية سنة ستين.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال: قال أبي و عمي أبو بكر: مات معاوية بن أبي سفيان سنة ستين من مهاجر النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم، أنا نعمة اللّه بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، نا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدّثني الحسن بن سفيان، نا محمّد بن علي، عن محمّد بن إسحاق قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول:

ثم ولي معاوية فكانت ولايته تسع عشرة سنة و أربعة أشهر و تسع عشرة ليلة، ثم توفي بدمشق لثمان بقين من رجب سنة ستين.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو طاهر الثقفي، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو الطيب محمّد بن جعفر الزراد - بمنبج - نا عبيد اللّه بن سعد قال: قال أبي سعد بن إبراهيم: ثم توفي معاوية هلال رجب سنة ستين على رأس أربع و عشرين سنة و ستة أشهر و اثنين (2) و عشرين يوما من مقتل عثمان، من ذلك: الفتنة أربع سنين و شهران و اثنا (3)عشر يوما، و خلافته عشرون سنة و أربعة أشهر.

قال عبيد اللّه: قال يعقوب: مات معاوية سنة ستين النصف من رجب.

أخبرنا أبو علي بن نبهان.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الفضل بن خيرون، قالوا: أنا أبو علي بن شاذان.

ص: 240


1- في «ز»: «إبراهيم» بدلا من «أبو الجهم».
2- بالأصل: و اثنين، و المثبت عن «ز»، و د.
3- في «ز»: و اثني.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه أيضا، أنا طراد بن محمّد، و رزق اللّه بن عبد الوهّاب، قالا:

أنا أبو بكر الصيّاد، قالا: أنا أبو بكر الشافعي، نا عمر بن حفص، نا محمّد بن يزيد قال:

و توفي معاوية في رجب لثمان بقين منه يوم الخميس سنة ستين، فكانت خلافته تسع عشرة سنة و أشهرا، و قد كان أهل الشام بايعوا معاوية حين تفرّق الحكمان سنة تسع و ثلاثين في ذي الحجة، و توفي و له ثمان و سبعون سنة، و هو معاوية بن صخر بن حرب بن أمية بن عبد مناف بن قصي، و أمه هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، و صلى عليه يزيد.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا محمّد بن الحسين بن شهريار قال: قال أبو حفص:

فملك معاوية تسع عشرة سنة و ثلاثة أشهر و اثنتين و عشرين ليلة، و توفي يوم الخميس لثمان بقين من رجب سنة ستين، و هو ابن ثمان و سبعين، و يكنى أبا عبد الرّحمن، و كان يصفّر لحيته.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا علي بن أحمد بن محمّد، أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، حدّثني أبي، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم قال:

سنة ستين توفي فيها معاوية بن أبي سفيان للنصف من رجب.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال:

و في هذه السنة - يعني - سنة ستين مات معاوية بن أبي سفيان أبو عبد الرّحمن في يوم الخميس لثمان بقين من رجب، و هو ابن ثمان و سبعين سنة، رحمة اللّه تعالى عليه (1).

7511 - معاوية بن طويع بن جشيب اليزني الداراني

7511 - معاوية بن طويع بن جشيب اليزني الداراني (2)

روى عن عائشة.

روى عنه: أبو بكر بن أبي مريم.

ص: 241


1- قوله:«رحمة اللّه تعالى عليه» ليس في «ز»، و د.
2- ترجمته في ميزان الاعتدال 135/4 و فيه: الحمصي. و تاريخ داريا ص 80 و الجرح و التعديل 380/8 و التاريخ الكبير 331/7.

[قال ابن عساكر:] (1) و الصحيح أنه حمصي (2).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا علي بن محمّد بن طوق، أنا عبد الجبّار بن محمّد بن مهنّى الخولاني (3)،نا أبو الحارث أحمد بن سعيد، نا أبو محمّد عبد الصّمد بن عبد الوهّاب النصري - بحمص - نا أبو اليمان، نا إسماعيل، عن أبي بكر بن أبي مريم عن معاوية بن طويع اليزني، عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«كلّ شيء للرجل حل من (4) المرأة في صيامه ما خلا ما بين رجليها»[12348].

قال عبد الجبّار: و معاوية بن طويع، و عمر بن طويع اليزنيان من ساكني داريا، و أولادهم بها إلى اليوم.

أخبرناه عاليا أبو علي الحدّاد - في كتابه - و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، أنا أبو نعيم الحافظ، نا سليمان بن أحمد، نا الحسين بن السميدع الأنطاكي، نا محمّد ابن المبارك الصوري، أنا إسماعيل بن عيّاش، نا أبو بكر بن أبي مريم الغسّاني، عن معاوية بن طويع، عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«كلّ شيء من أهلك حلال في الصيام إلاّ ما بين الرجلين»[12349].

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و حدّثنا أبو البركات الخضر بن شبل عنه، أنا رشأ ابن نظيف، أنا أبو محمّد بن الضرّاب، نا الحسن بن رشيق، نا علي بن سعيد الرّازي، نا الهيثم بن مروان، نا أبو مسهر، نا إسماعيل بن عيّاش، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن معاوية ابن طويع قال:

قال أبو هريرة: المروءة الثبوت في المجلس، و إصلاح المال، و الغداء بأفنية البيوت.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في تسمية شيوخ أهل طبقة و بعضهم أجلّ من بعض:

معاوية بن طويع بن جشيب.

أخبرنا أبو غالب بن البنا، عن أبي الحسين الصيرفي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ص: 242


1- زيادة منا.
2- قيل له الداراني، لأنه من ساكني داريا، قاله عبد الجبار الخولاني صاحب تاريخ داريا قال و ولده بها إلى اليوم.
3- رواه القاضي الخولاني في تاريخ داريا ص 80.
4- استدركت على هامش «ز».

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير - قراءة-.

قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الرابعة: معاوية بن طويع اليزني، حمصي (1).

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا حمد (2)-إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (3):

معاوية بن طويع المزني (4)،روى عن عائشة أم المؤمنين، روى عنه أبو بكر بن أبي مريم الغسّاني الحمصي.

[قال ابن عساكر:] (5) كذا قال: و إنما هو اليزني، و لم يذكره البخاري في تاريخه (6).

أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمّد، أنا أبو القاسم علي بن المحسن، أنا محمّد بن المظفّر، أنا بكر بن أحمد بن حفص، نا أحمد بن محمّد بن عيسى - في تاريخ أهل حمص - قال: و معاوية بن طويع بن جشيب اليزني حدّث عن عائشة رضي اللّه عنها (7).

7512 - معاوية بن عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد

مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي الهاشمي (8)

حدّث عن أبيه، و السّائب بن يزيد، و رافع بن خديج.

روى عنه: الزهري، و يزيد بن عبد اللّه بن أسامة بن الهاد، و الحسن بن زيد بن الحسن ابن علي.

ص: 243


1- سقطت من «ز».
2- ضبطت عن «ز»، و د.
3- الخبر رواه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 380/8.
4- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن «ز»، و د، و الجرح و التعديل، و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب.
5- زيادة منا.
6- كذا قال المصنف، و قد ذكره البخاري و ترجمه في التاريخ الكبير 331/7 رقم 1417 و فيها:«معاوية بن طويع سمع أبا هريرة روى عنه أبو بكر بن أبي مريم الغسّاني» و لعله وقعت بيد المصنف نسخة عن كتاب البخاري سقطت منه هذه الترجمة.
7- قوله:«رضي اللّه عنها» سقط من «ز»، و د.
8- ترجمته في تهذيب الكمال 211/18 و تهذيب التهذيب 481/5 و التاريخ الكبير 331/7 و الجرح و التعديل 8/ 377 و نسب قريش ص 83.

و وفد على يزيد بن معاوية، ثم عمّر حتى وفد على يزيد بن عبد الملك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا محمّد بن زنبور، نا ابن أبي حازم، عن يزيد بن الهاد، عن معاوية - يعني - ابن عبد اللّه بن جعفر، عن أبيه، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

مرّ النبي صلّى اللّه عليه و سلّم على ناس يرمون كبشا بالنبل، فكره ذلك و قال:«لا تمثّلوا بالبهائم»[12350].

رواه النسائي عن محمّد بن زنبور.

أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر القشيري، قالا: أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الأديب، أنا أبو طاهر بن محمود.

ح و أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا مصعب بن عبد اللّه، حدّثني.

ح و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو نصر أحمد بن محمّد بن الطوسي، قالا:

أنا أبو الحسين بن النقور - زاد ابن السّمرقندي: و أبو محمّد الصريفيني قالا:- أنا أبو القاسم ابن حبابة.

ح و أخبرناه أبو الفتح محمّد بن علي، و أبو نصر عبيد اللّه بن أبي عاصم، و أبو محمّد عبد السّلام بن أحمد، و أبو عبد اللّه سمرة، و أبو محمّد عبد القادر ابنا جندب، قالوا: أنا محمّد بن عبد العزيز الفارسي، أنا عبد الرّحمن بن أبي شريح، قالا: أنا عبد اللّه بن محمّد، نا مصعب الزبيري، نا عبد العزيز بن أبي حازم، عن يزيد بن عبد اللّه بن الهاد، عن معاوية بن عبد اللّه بن جعفر، عن أبيه.

إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم مرّ - و في حديث ابن حمدان: قال: مر النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بأناس يرمون كبشا بالنبل، فكره ذلك، و قال:«لا تمثّلوا بالبهائم»[12351].

أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر ابن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار قال (1).

ص: 244


1- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 83.

في تسمية ولد عبد اللّه بن جعفر: و معاوية و إسحاق، و ذكر غيرهما، بني عبد اللّه، لأمهات أولاد شتى.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم، أنا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد قال (1):

معاوية بن عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطّلب، و أمه أم ولد، فولد معاوية ابن عبد اللّه الخارج بالكوفة، في آخر زمن مروان بن محمّد، و جعفر بن معاوية، لا بقية له، و محمّدا و أمّهم أم عون بنت عون بن العبّاس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، و سليمان ابن معاوية لأم ولد، و الحسن، و يزيد، و صالحا، و حمّاد، و ابنه، و أمّهم فاطمة بنت حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب، و علي بن معاوية، قتله عامر بن صبارة، و أمّه أم ولد، و قد روى يزيد بن عبد اللّه بن الهاد عن معاوية بن عبد اللّه بن جعفر.

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (2):

معاوية بن عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي المدني، عن أبيه، روى عنه الزهري، و يزيد بن الهاد (3).

أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (4):

معاوية بن عبد اللّه بن جعفر [بن أبي طالب الهاشمي، روى عن أبيه، روى عنه الزهري، و يزيد بن عبد اللّه بن أسامة بن الهاد] (5) سمعت أبي يقول ذلك.

ص: 245


1- ترجمته ضمن تراجم أهل المدينة الضائعة من الطبقات الكبرى لابن سعد.
2- التاريخ الكبير للبخاري 331/7.
3- في التاريخ الكبير: يزيد بن الهدير.
4- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 377/8.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن «ز»، و د، و الجرح و التعديل.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه، قالوا: أنا أبو جعفر المعدّل، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، حدّثني محمّد بن إسحاق بن جعفر، عن عمّه محمّد بن جعفر.

إن عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب لما حضرته الوفاة دعا بابنه معاوية، فنزع شنفا (1) من أذنه و أوصى إليه، و في ولده من هو أسن منه، و قال: إنّي لم أزل أؤهّلك (2) لها، فلمّا توفي عبد اللّه احتال معاوية بدين أبيه، و خرج يطلب فيه حتى قضاه، و قسم أموال أبيه بين ولده، لم يستأثر بشيء عليهم (3).

قال: و حدّثني عمي مصعب بن عبد اللّه قال: معاوية بن أبي سفيان اسما (4) عبد اللّه بن جعفر ابنه معاوية، قال: فكان معاوية بن عبد اللّه صديقا ليزيد بن معاوية بن أبي سفيان خاصا به، فيزيد بن معاوية بن أبي سفيان اسما (5) معاوية بن عبد اللّه ابنه يزيد.

أنبأنا أبو الفضل بن ناصر، و أبو منصور بن الجواليقي، و أبو طاهر أحمد بن محمّد بن سلفة، و غيرهم، قالوا: أنا الشريف أبو الفضل محمّد بن عبد السلام الأنصاري.

ح و أنبأنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، قالا: أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن كيسان النحوي، نا إسماعيل بن إسحاق القاضي، نا محمّد بن أبي بكر، نا سعيد بن عامر، عن جويرية قال:

لما مات عبد اللّه بن جعفر أمر ابنه معاوية بن عبد اللّه رجلا، فنادى: من كان له على عبد اللّه بن جعفر شيء فليغد بالغداة، و من أراد أن يشتري من عقده (6) شيئا فليغد بالغداة، قال: فغدا التجار و غدا الغرماء، فباع عقده، و قضى دينه، و من كانت له بيّنة أعطي، و من لم تكن له بيّنة استحلف و أعطي، و كان عليه ألف ألف.

ص: 246


1- الحرفان الأول و الثاني لم يعجما بالأصل و د، و في «ز»: «سيفا» و المثبت عن المختصر. و الشنف: القرط الأعلى، أو معلاق في قوف الأذن، أو ما علّق في أعلاها، و أما ما علّق في أسفلها فقرط (القاموس).
2- رسمها بالأصل و د، و «ز»: أهلك، و المثبت عن المختصر.
3- من طريق الزبير بن بكار رواه المزي في تهذيب الكمال 212/18.
4- كذا رسمها بالأصل، و د، و «ز»، و فوقها في «ز» ضبة.
5- انظر الحاشية السابقة.
6- العقد واحده عقدة بالضم، و هي الضيعة، و العقار الذي اعتقده صاحبه ملكا، و البيعة المعقودة لهم، و المكان الكثير الشجر و النخل و الكلأ الكافي للإبل (القاموس).

أخبرنا أبو محمّد عبد اللّه بن منصور بن هبة اللّه بن الموصلي - في كتابه - أنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبّار - قراءة عليه - أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن محمّد بن المسلمة، أنا أبو بكر محمّد بن عمر بن محمّد بن بهتة (1)-إجازة - أنا أبو بكر محمّد بن أحمد ابن يعقوب، نا جدي قال (2):

و معاوية بن عبد اللّه بن جعفر كان مقدّما، و كان يوصف بالفضل و العلم، و يقال: إنّه مرض مرضة، فدخل عليه قوم يعودونه، فقالوا له: كيف تجدك؟ قال: إنّي وجدت فضل ما بين البليتين نعمة، يعني: أني أبتلى (3) و يبتلى غيري بما هو أشد منه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر، و أبو نصر محمّد بن الحسن، قالا: أنا أبو العباس الوليد بن بكر، أنا أبو الحسن علي بن أحمد، أنا أبو مسلم العجلي، حدّثني أبي قال: معاوية بن عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب، ثقة (4).

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن بن محمّد، أنا أبو سعيد ابن حمدون، أنا أبو حامد بن الشرقي، نا محمّد بن يحيى الذهلي، نا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، نا ابن أخي ابن شهاب عن عمّه قال:

و قد بلغني أن عثمان بن عفّان كان ورّث أم حكيم بنت قارط من عبد اللّه بن مكمل فطلّقها في وجعه، ثم توفي بعد ما خلت فسمعت معاوية بن عبد اللّه بن جعفر يكلم الوليد بن عبد الملك و هو على عشائه، و نحن بين مكة و المدينة، فقال للوليد بن عبد الملك: إن أبان ابن عثمان نكح بنت عبد اللّه بن عثمان ضرارا لأم كلثوم بنت عبد اللّه بن جعفر حين أبت أن تبيعه ميراثها منه في وجعه حين أصابه الفالج، ثم لم ينته إلى ذلك أبان حتى طلّق أم كلثوم، فخلت في وجعه، و هذا السائب ابن يزيد ابن أخت..... (5) يشهد على قضاء عثمان في تماضر بنت الأصبغ، ورثها من عبد الرّحمن بن عوف بعد ما خلت [و شهد على قضاء عثمان

ص: 247


1- في «ز»: بهثة.
2- رواه من طريق يعقوب بن شيبة المزي في تهذيب الكمال 213/18.
3- بالأصل و د، و «ز»: «أي ابتلا» و التصويب عن تهذيب الكمال.
4- تاريخ الثقات للعجلي ص 432 رقم 1595.
5- كلمة غير واضحة في الأصل، و د، و «ز» و رسمها:«عوحى».

في أم حكيم بنت قارط بن عبد اللّه بن مكمل بعد ما خلت،] (1) فادعه فسله عن شهادته، فقال له الوليد حين قضى مقالته: ما أظن عثمان قضى بما قلت، قال معاوية: إن لم يشهد على ذلك السّائب فأنا مبطل حصره (2) و عائبه (3).

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين القرشي (4) قال: قال حمّاد - يعني - ابن إسحاق بن إبراهيم الموصلي: حدّثني أبي عن مخلد بن خداش و غيره، أن حبابة غنّت يزيد صوتا لابن سريح و هو:

ما أحسن الجيد من مليكة *** و اللّبّات إذ زانها ترائبها (5)

فطرب يزيد و قال: هل رأيت أحدا قطّ أطرب مني؟ قالت: نعم، ابن الطّيّار (6) معاوية ابن عبد اللّه بن جعفر، فكتب فيه إلى عبد الرّحمن بن الضحّاك، فحمل إليه، فلمّا قدم أرسلت إليه حبابة: إنّما بعث إليك لكذا و كذا، و أخبرته، فإذا دخلت عليه و تغنّيت فلا تظهرن طربا حتى أغنّي الصوت الذي غنّيته، فقال: سوأة (7) على كبر سني؟ فدعا به يزيد و هو على طنفسة خزّ، و وضع لمعاوية مثلها، و جاءوا بجامين فيهما مسك فوضعت إحداهما بين يدي يزيد، و الأخرى بين يدي معاوية،[قال:] (8) فلم أدر كيف أصنع، فقلت: انظر كيف يصنع، فاصنع مثله، فكان يقلّبه فيفوح ريحه و أفعل مثل ذلك، فدعا بحبابة، فغنّت، فلمّا غنّت ذلك الصوت أخذ معاوية الوسادة فوضعها على رأسه و قام يدور و ينادي: الدّخن بالنوى (9) يعني اللوبياء قال: فأمر له بصلات عدة دفعات إلى أن خرج، فكان مبلغها ثمانية آلاف دينار.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، أخبرني أبو بكر الخطيب، أنا أبو نعيم الحافظ، نا

ص: 248


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك للإيضاح عن د، و «ز».
2- كذا رسمها بالأصل و د، و «ز»، و فوقها ضبة في «ز».
3- فوقها ضبة في «ز».
4- الخبر رواه الأصفهاني في الأغاني 141/15 ضمن أخبار حبابة.
5- نسب بهامش المختصر إلى: أحيحة بن الجلاح.
6- الطيار، لقب لجعفر بن أبي طالب (رضي اللّه عنه)، و قد قطعت يداه يوم مؤتة، فقيل إن اللّه تعالى جعل له جناحين يطير بهما في الجنّة.
7- بالأصل، و «ز»، و د:«سوه»، و المثبت عن الأغاني.
8- زيادة للإيضاح عن الأغاني.
9- بالأصل و د:«الدحر بالنوى؟؟؟» و في «ز»: «الذحر بالنوى؟؟؟» و فوق اللفظة الثانية فيها ضبة، و المثبت عن الأغاني.

سليمان بن أحمد الطبراني، قال: أنشدنا أبو خليفة (1)،أنشدنا محمّد بن سلاّم لمعاوية بن عبد اللّه بن جعفر:

أنس غرائر ما هممن بريبة *** كظباء مكّة صيدهنّ حرام

يحسبن من لين الحديث زوانيا *** و يصدّهنّ عن الخنا الإسلام

7513 - معاوية بن عبد اللّه بن يزيد بن معاوية

ابن أبي سفيان - صخر - بن حرب بن أمية الأموي

له ذكر.

7514 - معاوية بن عبد الرّحمن بن عمرو بن الحارث بن صعب

ابن قحزم الخولاني المصري (2)

من وجوه أهل مصر.

خرج مع صالح بن علي الهاشمي أمير مصر توجه إلى الغزو، و اجتاز بدمشق أو بأعمالها، تقدم ذكر ذلك في ترجمة خالد بن حيّان (3).

أنبأنا أبو محمّد حمزة بن علي بن العباس، و أبو الفضل أحمد بن محمّد، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن الفضل، أنا أبو عبد اللّه بن مندة قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: معاوية بن عبد الرّحمن بن عمرو بن الحارث بن صعب بن قحزم الخولاني، لا أعلم له رواية، و لم تقع إلي.

7515 - معاوية بن عبيد اللّه بن يسار أبو عبيد اللّه الأشعري

7515 - معاوية بن عبيد اللّه بن يسار أبو عبيد اللّه الأشعري (4)

مولى عبد اللّه بن عضاه الأشعري، وزير المهدي.

من أهل طبرية، و يقال: من أهل دمشق.

ص: 249


1- من طريق أبي خليفة الفضل بن الحباب الجمحي، الخبر و البيتان في تهذيب الكمال 212/18.
2- له ذكر في ولاة مصر للكندي ص 126.
3- راجع ترجمة خالد بن حيان بن الأعين في كتابنا تاريخ مدينة دمشق:12/16 رقم 1866.
4- ترجمته في تاريخ بغداد 196/13 و تهذيب الكمال 210/18 و تهذيب التهذيب 481/5 و خلاصة تهذيب الكمال ص 381 و قد ذكر في هذه المصادر الثلاثة الأخيرة ضمن ترجمة حفيده معاوية بن صالح بن أبي عبيد اللّه و شذرات الذهب 279/1 و سير أعلام النبلاء 398/7 و تاريخ اليعقوبي 400/2 و تاريخ الإسلام(161-170) ص 549 و انظر بهامشه أسماء مصادر كثيرة أخرى ترجمت له.

ولاّه هشام بن عبد الملك صدقات عذرة.

و سمع عاصم بن رجاء بن حيوة، و الزهري، و أبا إسحاق السّبيعي، و منصور بن المعتمر.

و حكى عن المنصور، و المهدي.

روى عنه: مبارك الطبري، و منصور بن أبي مزاحم، و ابنه هارون بن أبي عبيد اللّه.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (1)،أنا الحسن بن الحسين النعالي، أنا أحمد بن نصر بن عبد اللّه الذراع - بالنهروان - نا سعيد بن معاذ الأبلّي بالأبلة، نا منصور بن أبي مزاحم، حدثني أبو عبيد اللّه صاحب المهدي، حدثني المهدي، عن أبيه، قال: حدّثني عطاء قال: سمعت ابن عبّاس يقول: عارض النبي صلّى اللّه عليه و سلّم جنازة أبي طالب فقال:«وصلتك رحم، جزاك اللّه خيرا يا عمّ»[12352].

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، نا نصر بن إبراهيم، أنا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد النصيبي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد الواسطي، نا أبو حفص عمر بن الفضل ابن المهاجر، نا أبي الفضل، نا الوليد بن حمّاد، نا عبيد اللّه بن عبيد بن عمران الطبراني، نا منصور بن أبي مزاحم، نا أبو عبيد اللّه معاوية بن عبيد اللّه الأشعري، عن عاصم بن رجاء بن حيوة، عن أبيه.

إن كعبا قدم إيلياء مرة من المرار، فرشا - يعني - حبرا من أحبار يهود بضعة عشر دينارا، على أن دلّه على الصخرة التي قام عليها سليمان بن داود حين فرغ من بناء المسجد، و هي مما يلي ناحية باب الأسباط، قال: فقال كعب: قام سليمان بن داود على هذه الصخرة، ثم استقبل القدس كلّه، و دعا اللّه بثلاث، فأراه اللّه تعجيل إجابته إيّاه في دعوتين، و أرجو أن يستجيب له في الآخرة، فقال: اللّهمّ هَبْ لِي مُلْكاً لاٰ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي، إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهّٰابُ (2)،فأعطاه اللّه ذلك، و قال: اللّهمّ هب لي ملكا و حكما (3) يوافق حكمك، ففعل اللّه ذلك به، ثم قال: اللّهمّ لا يأتي هذا المسجد أحد يريد الصلاة فيه إلاّ أخرجته من خطيئته كيوم ولدته أمّه.

ص: 250


1- الخبر في تاريخ بغداد 196/13.
2- سورة ص، الآية:35.
3- بالأصل: حكما ملكا، و فوقهما علامتا تقديم و تأخير، و المثبت يوافق «ز»، و د.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أحمد بن عبد اللّه بن الفرج، نا أحمد بن إبراهيم، نا أحمد بن إبراهيم بن هشام بن ملاس، أخبرني أبي عن أبيه قال:

لمّا قدم المهدي يريد بيت المقدس دخل مسجد دمشق و معه أبو عبيد اللّه الأشعري، كاتبه، فذكر حكاية.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:

أبو عبيد اللّه معاوية بن عبيد اللّه.

قرأنا على أبي الفضل بن ناصر (1)،عن أبي طاهر الخطيب، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر، قال: أبو عبيد اللّه معاوية بن عبيد اللّه الأشعري.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون، قالا (2):قال لنا أبو بكر الخطيب (3):

معاوية بن عبيد اللّه بن يسار، أبو عبيد اللّه الأشعري، مولاهم، كان كاتب أمير المؤمنين المهدي [و وزيره] (4)،و إليه تنسب مربعة أبي عبيد اللّه بالجانب الشرقي، و كان قد كتب الحديث، و طلب العلم، و سمع أبا إسحاق السّبيعي، و منصور بن المعتمر، و نحوهما، روى عنه منصور بن أبي مزاحم، و كان خيرا فاضلا، عابدا، و هو من أهل طبرية، و كان يكتب للمهدي قبل الخلافة، و أمره كله إليه رسمه المنصور بذلك، و كان المهدي يعظّمه و لا يخالفه في شيء يشير [به] (5) عليه.

ذكر الصولي عن علي بن سراج، نا معاوية بن صالح قال: ولد أبو عبيد اللّه سنة مائة.

قرأنا على أبي الفضل السلامي، عن محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا هبة اللّه بن

ص: 251


1- من قوله: ناصر... إلى هنا استدرك على هامش «ز»، و بعده صح.
2- بالأصل: قال، و المثبت عن «ز»، و د.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 196/13.
4- زيادة عن تاريخ بغداد.
5- سقطت من الأصل و استدركت عن د، و «ز».

إبراهيم، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد الدولابي قال (1):

سمعت أبا عبيد اللّه معاوية بن صالح الأشعري قال: سمعت أبا عبيد اللّه معاوية بن عبيد اللّه الأشعري، قال: رأيت الزهري كأن رأسه و لحيته حنك (2) الغراب.

[قال ابن عساكر:] (3) أظن معاوية بن صالح (4) لم يدرك معاوية بن عبيد اللّه.

أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن القاضي، أنا أبو الفضائل محمّد بن أحمد بن عمر بن الحسن بن يونس، نا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الحافظ، نا أحمد بن محمّد ابن عبد الرحيم، نا الحسن بن أحمد الطوسي، نا الحسين (5) بن عبد اللّه، نا منصور بن أبي مزاحم، حدّثني أبو عبيد اللّه صاحب المهدي قال:

جاء قوم فدخلوا على المهدي يتظلمون من عبّاد الوصيف، فلمّا وقعوا عليه أغلظ لهم المهدي، فخرج شيخ و هو يقول: ليسمع المهدي و من حضر، اللّهمّ لا صبر لنا على أناتك، و أتينا هذا و آيسنا من عزل عبّاد، فاعزله أنت عنا يا أرحم الراحمين، قال: فمات عبّاد من ليلته.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر قال (6):قرأت في كتاب أبي الحسن الدارقطني - بخطه - حدّثني القاضي أبو الطاهر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بن نصر بن بجير (7)-بمصر - حدّثني أبو بكر محمّد بن عبد الملك السّرّاج التاريخي، حدّثني عيسى بن أبي عباد، حدّثني عبيد اللّه بن سليمان بن أبي عبد اللّه (8) قال: أبلى (9) أبو

ص: 252


1- رواه الدولابي في الكنى و الأسماء 64/2.
2- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في الكنى و الأسماء: حلك الغراب.
3- زيادة منا.
4- ذكر الذهبي في ترجمته في سير الأعلام 23/13 أنه قد جاوز السبعين، و قد كانت وفاته بدمشق سنة 263 على ما ذكر المصنف، كما تقدم قريبا في ترجمته، و سيأتي أن معاوية بن عبيد اللّه جدّه قد توفي سنة 170، يعني إذا افترضنا أنه أدركه فيعني أنه يكون قد تجاوز الثالثة و التسعين، ولادته عند وفاة جده، و متى يكون قد حدث عنه؟ و ابن كم سنة؟.
5- الأصل و د، و في «ز»: الحسن.
6- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 196/13.
7- بدون إعجام بالأصل، و «ز»، و د، و المثبت عن تاريخ بغداد.
8- كذا بالأصل و «ز»، و د، و في تاريخ بغداد: عبيد اللّه.
9- بدون إعجام بالأصل و د، و «ز»، و كتب على هامش «ز»: كذا، و المثبت عن تاريخ بغداد.

عبيد اللّه مصليين، و أسرع في الثالث - أو ثلاثة و أسرع في الرابع - موضع الركبتين، و الوجه، و القدمين (1)،لكثرة صلاته، و كان له في كل يوم كرّ دقيق يتصدق به على المساكين، و كان يلي ذاك مولّى له، فلمّا اشتد الغلاء أتاه فقال: قد غلا السعر، فلو نقصنا من هذا؟ فقال: أنت شيطان - أو رسول الشيطان - صيره كرّين، فكان له في كلّ يوم بعد ذلك كران يخبزان للمساكين، و أخبرت أن الجسور يوم مات امتلأت، فلما يعبر عليها إلاّ من تبع جنازته من مواليه، و اليتامى، و الأرامل، و المساكين، و دفن في مقبرة قريش ببغداد، و صلى عليه علي بن المهدي.

أخبرنا أبو القاسم النسيب، و أبو الوحش المقرئ - إذنا - عن رشأ بن نظيف - و نقلته من خطه - أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن سيبخت البغدادي، نا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي، نا أحمد بن إسماعيل الخصيبي، نا سويد بن عبد العزيز، عن أبيه قال:

وصف رجل أبا عبيد اللّه كاتب المهدي فقال: ما رأيت أوقر من حلمه، و لا أطيش من قلمه (2).

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار (3)،حدّثني عبد اللّه بن نافع بن ثابت قال:

بعث أبو عبيد اللّه إلى عبد اللّه بن مصعب - يعني - ابن ثابت بن عبد اللّه بن الزبير في أول ما صحب أمير المؤمنين المهدي بألفي دينار، فردّها و كتب إليه: إنّي لا أقبل صلة إلاّ من خليفة، أو ولي عهده.

قال الزبير: وجدت في كتاب من كتب محمّد بن سلام:

بعث أبو عبيد اللّه إلى عبد اللّه بن مصعب بألفي دينار صلة، و عشرين ثوبا، فلم يقبلها و كتب إليه: أن لو كان قابلا من سوى الخليفة قبلها، و كتب إليه: أصلحك اللّه، و أمتع بك ما لسببك و مناحتك آخيناك، و لا لاستقلال ما بعثت به و السخط له كان ردّنا إياه عليك، و لكنا آخيناك و وددناك و شكرناك لفضلك و نبلك، و قسم اللّه لك في رأيك و معرفتك و رعايتك حق ذوي الحقوق، و لقد أصبحت عندنا بالمنزل الذي لا يزيدك فيه صلة وصلتنا بها، و لا يضرك ردّناها.

ص: 253


1- في تاريخ بغداد: و اليدين.
2- الخبر في تاريخ الإسلام(161-170) ص 551 و فيه:«أوفر... أغزر».
3- رواه الذهبي في تاريخ الإسلام ص 551.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (1) قال:

قرأت في كتاب محمّد بن عبد الملك التاريخي - بخطه - حدّثني الحسين بن محمّد بن الفهم (2)،نا علي بن الجعد، نا عبد الأعلى بن أبي المساور قال:

دخلت الديوان في خلافة المهدي، و أبو عبيد اللّه جالس في صدر الديوان، فسلّمت فرد عليّ، و ما يهشّ إليّ و لا حفل بي، فجلست إلى بعض كتّابه، فقلت: حدّثنا الشعبي فسمعني أبو عبيد اللّه، فقال لي: رأيت الشعبي؟ فقلت: نعم، و رأيت أبا بردة بن أبي موسى، و هو خير من الشعبي، فقال: ارتفع ارتفع، كتمتنا نفسك حتى كدت أن تلحقنا ذما لا ترخصه المعاذير، ثم أقبل عليّ و اشتغل بي حتى فرغت من حاجتي، و انصرفت بشكره.

قرأت في كتاب الوزراء لأبي بكر الصولي، نا عون بن محمّد، نا محمّد بن إسماعيل، نا عمران بن شهاب الكاتب قال:

استعنت على أبي عبيد اللّه في أمر ببعض إخوته فلما قام قال لي: لو لا أنّ حقك حقّ لا يحدّ (3) و لا يضاع لحجبت عنك حسن نظري، أ ظننتني أجهل الإحسان حتى أعلمه، و لا أعرف موضع المعروف حتى أعرفه؟، لو كان لا ينال ما عندي إلاّ بغيري لكنت بمنزلة البعير الذلول، عليه الحمل الثقيل، إن قيد انقاد و إن أنيخ برك، لا يملك من نفسه شيئا، فقلت:

معرفتك بمواقع الصنائع أثبت من معرفة غيرك، و لم أجعل فلانا شفيعا، إنّما جعلته مذكّرا، فقال لي: فأيّ (4) اذّكار (5) لمن رعى حقّك أبلغ من تسليمك عليه و مصيرك إليه؟ إنه متى لم يتصفح المأمول أسماء مؤمّليه بقلبه غدوّا و رواحا لم يكن للأمل محلاّ (6)،و جرى القدر لمؤمّليه على يديه بما قدّر و هو غير محمود على ذلك و لا مشكور، و ما لي إمام أدرسه بعد وردي من القرآن إلاّ أسماء رجال التأميل لي، و ما أبيت ليلة حتى أعرضهم على قلبي و لا تستعن على شريف إلاّ بشرفه، فإنّه يرى ذاك عنيّا لمعروفه.

قال الصولي: و من شعر أبي عبيد اللّه:

لله دهر أضعنا فيه أنفسنا *** بالجهل لو أنه بعد النهى عادا

ص: 254


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 69/11 في ترجمة عبد الملك بن أبي المساور.
2- في تاريخ بغداد: الحسين بن محمد الفهمي.
3- كذا بالأصل و د، و «ز»، و فوقها ضبة في «ز».
4- الأصل و د، و «ز»: فإني.
5- في «ز»، و د: ادكار.
6- كذا بالأصل، و د، و «ز»، و الوجه: محل.

أفسدت ديني باصلاحي خلافتهم *** و كان إصلاحها للدين إفسادا

ما قرّبوا أحدا إلاّ و نيّتهم *** أن يعقبوا قربه بالغدر إبعادا

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهّاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، نا محمّد بن جرير (1) قال: ذكر أبو زيد عمر بن شبّة أن سعيد بن إبراهيم (2)،حدّثه أن جعفر بن يحيى، حدّثه أن الفضل بن الربيع أخبره.

إن الموالي كانوا يشنعون أبا عبيد اللّه عند المهدي و يسعون عليه عنده، و كانت كتب أبي عبيد اللّه تنفذ إلى المنصور بما يدبر (3) من الأمور، و يتخلى الموالي بالمهدي فيبلّغونه عن أبي عبيد اللّه و يحرّضون عليه.

قال الفضل: و كانت كتب أبي عبيد اللّه إلى أبي تترى، يشكو الموالي و ما يلقى منهم، فلا تزال يذكره عند المنصور و يخبره، و يستخرج الكتب إلى المهدي [بالوصاة به، و ترك القبول فيه. قال: و لما رأى أبو عبيد اللّه غلبة الموالي عليه - أي المهدي-] (4) و خلوهم به نظر إلى أربعة رجال من قبائل شتى من أهل الأدب و العلم، فضمّهم إلى المهدي، فكانوا في صحابته، فلم يكونوا يدعون الموالي يتخلون به.

ثم إن أبا عبيد اللّه كلّم المهدي في بعض أموره، إذ اعترض رجل من هؤلاء الأربعة في الأمر الذي تكلّم فيه، فسكت أبو عبيد اللّه، فلم يرادّه، و خرج فأمر بحجبه عن المهدي، فحجبه عنه، و بلغ خبره أبي.

قال: و حجّ أبي مع المنصور في السنة التي مات فيها، و قام أبي من أمر المهدي بما قام به من أمر البيعة و تجد يدها على أهل بيت أمير المؤمنين (5) و القوّاد و الموالي، قال: فلما قدم تلقّيته بعد المغرب، فلم يزل حتى تجاوز منزله، و ترك دار المهدي، و مضى إلى أبي عبيد اللّه فقلت له: تترك أمير المؤمنين و منزل أهلك و تأتي أبا عبيد اللّه؟ قال (6):يا بني، هو صاحب

ص: 255


1- رواه أبو جعفر الطبري في تاريخه 137/8.
2- الأصل و د، و «ز»: «هرم» و المثبت عن الطبري.
3- الطبري: يريد.
4- ما بين معكوفتين استدرك على هامش الأصل.
5- الطبري: على بيت المنصور.
6- من قوله: فقلت... إلى هنا ليس في تاريخ الطبري.

الرجل، و ليس ينبغي أن نعامله على ما كنا نعامله عليه، و لا أن نحاسبه بما كان منا في أمره من نصرتنا له، قال: فمضينا حتى أتينا باب أبي عبيد اللّه، و ما زال واقفا حتى صلّيت العتمة، فخرج الحاجب،[فقال: ادخل] (1) فثنى رجله و ثنيت رجلي، فقال: إنّما استأذنت لك يا أبا الفضل وحدك، قال: اذهب، فاخبره أن الفضل معي، قال: ثم أقبل عليّ فقال: و هذا أيضا من ذلك، فخرج الحاجب، فأذن لنا جميعا، فدخلنا، فإذا أبو عبيد اللّه في صدر المجلس على مصلّى، متّكئ على وسادة، فقلت: يقوم إلى أبي إذا دخل عليه، فلم يقم، فقلت:

يستوي جالسا إذا دنا فلم يفعل، فقلت: يدعو له بمصلى، فلم يفعل، قال: فجلس بين يديه على البساط، و هو متكئ، فجعل يسائله عن مسيره و سفره و حاله، و جعل أبي يتوقع أن يسأله عما كان منه في أمر المهدي، و تجديد بيعته، فأعرض عنه ذلك، فذهب أبي يبتدئ ذكره فقال: قد بلغنا نبؤكم، قال: فذهب أبي لينهض، فقال: لا أرى الدروب إلاّ و قد أغلقت فلو أقمت، فقال أبي: إنّ الدروب لا تغلق دوني، قال: بلى، قد أغلقت، قال: فظن أبي أنه يريد أن يحبسه ليسكن في مسيره، و يريد أن يسأله، قال: فقال: فأقيم قال: فقال: يا غلام، اذهب فهيّئ لأبي الفضل في منزل محمّد بن أبي عبيد اللّه مبيتا، فلمّا رأى أبي أنه يريد أن يخرج من الدار قال: فليس تغلق الدروب دوني، فأعتزم فقام (2)،فلمّا خرجنا من الدار أقبل عليّ و قال:

يا بني، أنت أحمق، قال: قلت: و ما حمقي أنا؟ قال: تقول لي: كان ينبغي لك أن لا تجيء، و كان ينبغي إذ جئنا ألاّ نقيم حتى صلّيت العتمة، و أن ترجع فتنصرف و لا تدخل، و كان ينبغي إذ جئت و لم يقم إليك أن ترجع و لا تقيم عليه، و لم يكن الصواب إلاّ ما عملت كله، و لكن، و اللّه الذي لا إله إلاّ هو، و استغلق في اليمين، لأخلقن (3) جاهي، و لأنفقن مالي حتى أبلغ مكروه أبي عبيد اللّه.

قال: ثم جعل يضطرب بجهده، و لا يجد مساغا إلى مكروهه، و يحتال الحيل، إلى أن ذكر القسري (4) الذي كان أبو عبيد اللّه حجبه، فأرسل إليه فقال: إنّك قد علمت ما ركبك به أبو عبيد اللّه، و قد بلغ مني كل غاية من المكروه، و قد ادعت (5) أمره بجهدي، فما وجدت

ص: 256


1- الزيادة عن الطبري.
2- بالأصل: قوام، و المثبت عن د، و «ز». و في الطبري: ثم قام.
3- في تاريخ الطبري: لأخلعن.
4- كذا رسمها بالأصل، و في «ز»: «القسيرى» و في د:«العسيرى» و في الطبري: القشيري.
5- كذا بالأصل و د، و في «ز»: «أذعت» و في تاريخ الطبري:«أرغت».

عليه طريقا فعندك حيلة في أمره؟ فقال: إنّما يؤتى أبو عبيد اللّه من أحد وجوه ثلاثة أذكرها لك، فقال: هو جاهل بصناعته، و أبو عبيد اللّه أحذق الناس، أو يقال: هو ظنين في الذي يتقلّده، و أبو عبيد اللّه أعفّ الناس، لو كانت بنات المهدي في حجره (1) لكان لهن موضعا، أو يقال: هو يميل إلى أن يخالف السلطان فليس يؤتى أبو عبيد اللّه من ذلك، إلاّ أنه يميل إلى القول بالقدر، و ليس يتسلق عليه بذاك، و يقال: هو متّهم في اللّه، فعند أبي عبيد اللّه عقد وثيق، و لكن (2) هذا كله يجتمع لك في ابنه، فتناوله الربيع، فقبّل بين عينيه، ثم دبّ (3) لابن أبي عبيد اللّه؛ فو اللّه ما زال يحتال و يدسّ إلى المهدي و يتّهمه ببعض حرم المهدي حتى استحكم عند المهدي الظنّة بمحمّد بن أبي عبيد اللّه، فأمر، فأحضر، و أخرج أبو عبيد اللّه فقال: يا محمّد اقرأ، فذهب ليقرأ، فاستعجم عليه القرآن، فقال: يا معاوية، أ لم تعلمني أن ابنك جامع للقرآن؟ قال: قد أخبرتك يا أمير المؤمنين، و لكنه فارقني منذ سنين، و في هذه المدة التي نأى فيها عنّي ما نسي القرآن، قال: قم، فتقرّب إلى اللّه بدمه، قال: فذهب يقوم فوقع، فقال العباس بن محمّد: إن رأيت يا أمير المؤمنين أن تعفي الشيخ، قال: ففعل، و أمر به [فأخرج] (4) فضربت عنقه.

قال: و اتهمه المهدي في نفسه، فقال له الربيع: قتلت ابنه، و ليس ينبغي أن يكون معك، و لا أن تثق به، قال: فأوحش المهدي، و كان الذي كان من أمره، و بلغ الربيع ما أراد، و اشتفى، و زاد.

و ذكر محمّد بن عبيد اللّه (5) بن يعقوب بن داود قال: أخبرني أبي قال:

ضرب المهدي رجلا من الأشعريين فأوجعه، فتغضب (6) أبو عبيد اللّه له، و كان مولى لهم، و قال: القتل يا أمير المؤمنين أحسن من هذا، فقال له المهدي: يا يهودي، اخرج من معسكري، لعنك اللّه، فقال: ما أدري إلى أين أخرج إلاّ إلى النار، قال: قلت: يا أمير المؤمنين:

ص: 257


1- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن د، و «ز»، و الطبري.
2- من قوله: متهم... إلى هنا سقط من الطبري.
3- بالأصل و د:«رب» و في «ز»: «رتب» و المثبت عن الطبري.
4- زيادة عن الطبري.
5- كذا بالأصل و د، و «ز»: «عبيد اللّه» و في الطبري: عبد اللّه.
6- في الطبري: فتعصب.

و أخو هناه مثلها يتوقع (1)

قال: فقال: يا أبا عبيد اللّه، سبحان اللّه.

و ذكر الصولي عن علي بن سراج عن معاوية بن صالح أنه ما أقرأتهم يروون له يعني لأبي عبيد اللّه إلاّ ثلاثة أبيات، قالها آخر أيّامه:

للّه دهر أضعنا فيه أنفسنا *** بالجهل لو أنه بعد النّهى عادا

أفسدت ديني بإصلاحي صلاحهم *** و كان إصلاحها للدين إفسادا

ما قرّبوا أحدا إلاّ و نيّتهم *** أن يعقبوا قربه بالغدر إبعادا

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا، أنا الحسين بن القاسم الكوكبي، نا ابن أبي سعد، نا أبو زكريا يحيى بن الحسن بن عبد الخالق، حدّثني محمّد بن القاسم بن الربيع، عن أبيه قال:

دخل الربيع على المهدي، و أبو عبيد اللّه جالس يعرض كتبا، فقال له أبو عبيد اللّه: يا أمير المؤمنين، يتنحى هذا - يعني الربيع - فقال له المهدي: تنحّ، قال: لا أفعل، قال: كأنك تراني بالعين الأولى، قال: بل أراك بالعين التي أنت بها، قال: فلم لا تتنحى (2) إذا أمرتك؟ قال: لا آمن أن يكون معه حديدة ينالك بها، و أنت سقره (3) المسلمين، و قد قتلت ابنه، فقام المهدي مذعورا، و أمر بتفتيشه، فوجدوا بين جوربيه و خفيه سكينا، فردّت الأشياء إلى الربيع، فجعل كاتبه يعقوب بن داود، فقال فيه الشاعر (4):

أدخلته [فعلا] (5) علي *** ك كذاك شؤم الناصية

يعقوب يحكم في الأمو *** ر و أنت تنظر ناحية

و ذكر الصولي عن علي بن سراج، نا معاوية بن صالح قال:

توفي أبو عبيد اللّه آخر سنة سبعين، و قيل: سنة تسع و ستين، و له سبعون سنة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب،

ص: 258


1- في الطبري:«أحر بهذا أن لمثلها يتوقع» في كلام متصل، و أدرج فيه الشطر نثرا.
2- في د: تنتحي.
3- كذا رسمها بالأصل، و في د:«سفره» و بدون إعجام في «ز».
4- البيتان في الأغاني 277/19 و نسبا لسلم الخاسر.
5- سقطت من الأصل، و استدركت عن د، و «ز»، لإقامة الوزن.

قال (1):مات أبو عبيد اللّه في سنة سبعين (2)،و قيل: سنة تسع و ستين و مائة، و كان مولده في سنة مائة.

7516 - معاوية بن عتبة الأعور بن يزيد بن معاوية ابن أبي سفيان الأموي

أمّه أم خالد بنت عبد اللّه بن قيس الصبائي.

له ذكر، ذكره أبو المظفر الأبيوردي النسّابة.

7517 - معاوية بن عثمان بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي

أمّه كلبية.

كتب إليّ أبو المظفّر محمّد بن أحمد بن محمّد النسّابة الأبيوردي من أصبهان يذكر (3)في نسب آل أبي سفيان قال: و ولد عثمان بن يزيد: معاوية، أمه الكاملة بنت زياد بن عتعت الكلبي، و عمّها عوف الكلبي القائل:

تباشر أعدائي بديني و لم يكن *** ليدان ذاك الدّين غير كريم

سأخرج من تلك الديون مسلما *** و مجدي لدى الأقوام غير ذميم

7518 - معاوية بن عمر بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ابن حرب بن أمية الأموي

من ساكني قرية صهيا (4).

ذكره أبو الحسن أحمد بن حميد بن أبي العجائز، في تسمية من كان بدمشق و غوطتها من بني أمية، و أخطأ في ذلك، فليس في ولد يزيد عمر ممن أعقب، و عمر بن يزيد مات صغيرا، و إنّما هو ابن عثمان الذي تقدّم ذكره عن الأبيوردي.

7519 - معاوية بن عقبة

7519 - معاوية (5) بن عقبة

من أهل دمشق.

روى عن: أسد (6) بن جبلة الطائي.

ص: 259


1- تاريخ بغداد 197/13.
2- تحرفت بالأصل و د إلى «ستين» و مكانها بياض في «ز»، و التصويب عن تاريخ بغداد.
3- في «ز»: فذكر.
4- صهيا: قرية من إقليم بانياس من أعمال دمشق.
5- كتب فوقها في «ز»: يقدم، ملحق.
6- سقطت من «ز».

روى عنه: إسماعيل بن عياش الحمصي.

7520 - معاوية بن عفيف المرّي

7520 - معاوية بن عفيف المرّي (1)(2)

يقال إن له صحبة، و سكن دمشق.

قال أبو الحسين الرازي: قال بعضهم: الدار المعروفة بالدجاجية في غرب سقيفة جناح دار أبي قحافة (3) و معاوية ابني عفيف المدنيين (4)،و لهما صحبة (5).

7521 - معاوية بن عمرو بن عتبة بن أبي سفيان - صخر - بن حرب بن أميّة بن عبد

شمس بن عبد مناف القرشي الأموي (6)

من فصحاء قريش.

وفد على هشام بن عبد الملك، و كان عند الوليد بن يزيد حين بدأ يزيد بن الوليد في الدعاء إلى نفسه، و كلّم الوليد ناصحا له.

حكى عنه أبو خالد البصري.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهّاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا محمّد بن جرير، حدّثني أحمد بن زهير، نا علي بن محمّد قال (7):

بلغ معاوية بن عمرو بن عتبة خوض (8) الناس، فأتى الوليد فقال: يا أمير المؤمنين، إنّك تبسط لساني بالأنس بك، و أكففه بالهيبة (9) لك، و أنا أسمع ما [لا] تسمع (10)،و أخاف

ص: 260


1- كذا رسمها بالأصل و د، و «ز»، و في الإصابة:«المزني».
2- ترجمته في الإصابة 435/3.
3- ترجمته في الإصابة 159/4 و أسد الغابة 252/5 و فيهما: المري.
4- كذا بالأصل و د، و «ز».
5- كتب بعدها في «ز»، و د: آخر الجزء السابع و السبعين بعد الأربعمائة من الأصل.
6- نسب قريش للمصعب ص 133 و تاريخ الطبري 239/4.
7- الخبر في تاريخ الطبري 239/4 حوادث سنة 126.
8- قوله:«عتبة خوض» مكانها بياض في «ز».
9- قوله:«بالهيبة لك» مكانه بياض في «ز».
10- بالأصل:«ما يسمع» و المثبت و الزيادة عن د، و «ز»، و الطبري.

عليك ما أراك تأمن، أ فأتكلم ناصحا لك، أو أسكت مطيعا؟ قال: كلّ مقبول منك، و إنه فينا علم غيب نحن صائرون إليه، و لو علم بنو مروان ما يوقدون على رضف يلقونه في أجوافهم ما فعلوا، و تعود، فأسمع منك.

أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر ابن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار قال (1):

و ولد عمرو بن عتبة بن أبي سفيان: معاوية، و عمرو، و أمّهما أم معاوية بنت زياد بن أبي سفيان، و أمّها أم محمّد بنت عثمان بن أبي العاص الثقفي.

7522 - معاوية بن فراس المزني

كان في صحابة عمرو بن سعيد بن العاص حين غلب (2) على دمشق، و كان به واثقا، و كان ذا رأي و استشارة في صلح عبد الملك، فأشار عليه أن لا يضع (3) يده في يده، فيما حكى أبو الحسن علي بن محمّد المدائني.

7523 - معاوية بن قرمل المحاربي

7523 - معاوية بن قرمل المحاربي (4)

يقال إن له صحبة.

قدم مع خالد بن الوليد إذ قدم (5) الشام غازيا.

روى عنه: مورع بن حيّان المحاربي.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أحمد بن محمّد بن زياد، نا محمّد بن إسماعيل الصائغ، نا يحيى بن أبي بكير، نا يعلى بن الحارث المحاربي (6) قال: سمعت مورع (7) بن حيّان المحاربي عن معاوية بن قرمل المحاربي

ص: 261


1- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 133.
2- مكانها بياض في «ز».
3- قوله:«أن لا يضع» مكانه بياض في «ز».
4- ترجمته في الإصابة 435/3 و أسد الغابة 437/4. و قرمل: بفتح القاف و الميم و بينهما راء ساكنة، و قيل: بكسر أوله و ثالثه، كما في الإصابة.
5- قوله:«إذا قدم» مكانه بياض في «ز».
6- من طريقه رواه ابن حجر في الإصابة 436/3 و أسد الغابة 437/4.
7- في الإصابة:«مودع بن حبار» و في أسد الغابة: مورع بن حبان.

قال: كنت مع خالد بن الوليد حين غزا الشام، فخرجنا فرفع لنا دير، فدخلنا فقلنا: السلام عليكم، فخرج إلينا قسّ، فقال: من أصحاب هذه الكلمة الطيبة؟ قال: و كان معاوية يزعم أصحابه أن له صحبة.

أنبأنا أبو علي الحدّاد قال: قال لنا أبو نعيم: معاوية بن قرمل، ذكره بعض المتأخرين و قال: و يقال إن له صحبة حديثة عند يحيى بن أبي بكير عن يعلى بن الحارث، فذكره.

7524 - معاوية بن قرة بن إياس بن هلال بن رئاب بن عبيد بن سواءة بن سارية

ابن ذبيان بن ثعلبة بن سليم بن أوس بن مزينة أبو إياس المزني البصري (1)

والد إياس بن معاوية.

حدّث عن علي بن أبي طالب، و أنس بن مالك، و عبد اللّه بن عمر، و عبد اللّه بن مغفل المزني، و عائذ بن عمرو المزني، و أبيه قرة بن إياس، و له رؤية.

روى عنه: أبو إسحاق الهمداني، و سماك بن حرب، و الأعمش، و شهر بن حوشب، و عبد اللّه بن المختار، و حجّاج الأسود، و شعبة، و عون بن موسى الليثي، و مطر بن عبد الرّحمن الأعنق، و محمّد بن صدقة البصري، و الجلد بن أيوب، و يونس بن عبيد، و الفرات ابن أبي الفرات، و ثابت البنّاني، و قتادة بن دعامة، و خليد بن جعفر، و ابنه إياس بن معاوية بن قرة.

و وفد على عبد الملك بن مروان مع الحجّاج بن يوسف.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا أبو القاسم البغوي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، و أبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصّمد بن علي، قالا: أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا شعبة عن معاوية بن قرة عن أبيه.

أنّ رجلا جاء بابنه إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«أ تحبه؟» قال: أحبك اللّه كما

ص: 262


1- ترجمته في تهذيب الكمال 219/18 و تهذيب التهذيب 484/5 و التاريخ الكبير 330/7 و الجرح و التعديل 8/ 378 و سير أعلام النبلاء 153/5.

أحبه، فتوفي الصبي، ففقده رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم - و في حديث ابن النقور: النبي صلّى اللّه عليه و سلّم - فقال:«أين فلان؟» قال: يا رسول اللّه، توفي ابنه، فقال:- و في حديث الصريفيني فقال: أين ابن فلان؟ فقالوا: يا رسول اللّه توفي، فقال - رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«أ ما ترضى ألاّ تأتي بابا من أبواب الجنة إلاّ جاء يسعى حتى يفتحه لك؟» قالوا: يا رسول اللّه، أ له وحده أم - و قال ابن النقور: أو - لكلّنا؟ قال:«لا بل لكلّكم»[12353].

قال: و أنا شعبة، أخبرني - و في حديث الصريفيني: أنا - معاوية بن قرّة قال:

سمعت عبد اللّه بن مغفّل (1) قال: رأيت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يوم الفتح و هو على ناقته، أو جمله - و في حديث عيسى: و هو على ناقته - و هو نحنر (2) و هو يقرأ سورة الفتح، أو من سورة الفتح، قراءة ليّنة، قال معاوية: لو لا أن يجتمع الناس علينا لقرأت ذلك - و قال الصريفيني: لكم - اللحن، قال: و جعل يرجّع.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، و أبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصّمد، قالا: أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا البغوي، نا علي بن الجعد، أنا شعبة، عن معاوية بن قرة، عن أنس بن مالك عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«اللّهمّ لا عيش إلاّ عيش الآخرة»[12354].

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن نصير، نا أبو عبد اللّه محمّد (3) بن إبراهيم بن أبان السراج، أنا أبو الربيع الزهراني، نا الفرات بن أبي الفرات قال: سمعت معاوية بن قرة يحدّث عن ابن عمر.

إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم استعمل رجلا على عمل فقال: يا رسول اللّه، خر لي، فقال:«الزم بيتك».

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا ابن المبارك (4)،أنا سفيان قال: قدم الحجّاج على عبد الملك وافدا و معه معاوية بن قرّة، فسأل عبد الملك معاوية عن الحجّاج فقال: إن صدقناكم قتلتمونا، و إن كذبناكم خشينا اللّه، فنظر إليه الحجّاج، فقال له عبد الملك: لا تعرض له، فنفاه الحجّاج إلى السند، و كان يذكر من بأسه.

ص: 263


1- بالأصل و «ز»، و د: معقل، تصحيف.
2- كذا بالأصل و د، و في «ز»: يخبر (كذا).
3- سقطت من د، و «ز».
4- رواه عبد اللّه بن المبارك في الزهد و الرقائق ص 477 رقم 1354.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر، و أبو الفضل.

ح و أخبرنا أبو العز الكيلي، أنا أبو طاهر.

قالا: أنا أبو الحسين، أنا أبو حفص، نا خليفة (1) قال:

معاوية بن قرة بن إياس بن هلال بن رئاب (2) بن عبد بن دريد بن أويس بن سواءة بن عمرو بن سارية بن ثعلبة بن ذبيان (3) بن سليم بن أوس بن عثمان بن عمرو بن أدّ بن طابخة بن إلياس بن مضر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب يقول:

سمعت علي بن عبد اللّه يقول:

معاوية بن قرة بن إياس بن رئاب المزني، و كنية معاوية بن قرة أبو إياس، سمعته من عفّان.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، نا محمّد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص الفلاّس قال:

معاوية بن قرة بن إياس المزني، أبوه قد رأى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و كان معاوية يكنى أبا إياس.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا يوسف بن رباح، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد (4) بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح قال:

سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل البصرة: معاوية بن قرة المزني.

أخبرنا أبو البركات أيضا، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي و عمي، قالا: أبو إياس معاوية بن قرة.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، أنا محمّد ابن عبد اللّه بن خميرويه، نا الحسين بن إدريس، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عمّار قال: أبو إياس معاوية بن قرة.

ص: 264


1- طبقات خليفة بن خيّاط ص 355 رقم 1681.
2- طبقات خليفة: زياد.
3- طبقات خليفة: دينار.
4- قوله:«محمد بن» مكانه بياض في «ز».

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصّمد، قالا: أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا البغوي، نا عمّي، عن أبي عبيد اللّه قال:

قرّة بن إياس أبو معاوية بن قرّة من مزينة، و مزينة امرأة يقال لها مزينة بنت كلب بن وبرة (1).

أخبرنا أبو محمّد بن الآبنوسي - في كتابه - و أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي قال:

قرة بن إياس أبو معاوية بن قرة، يقول من ينسبه: معاوية بن قرة بن إياس بن رئاب بن عبيد بن سواءة (2) بن سارية بن ذبيان بن ثعلبة بن سليم (3) بن أوس من مزينة، و مزينة امرأة، و هي أم أوس، و عثمان ابني أدّ بن طابخة بن إلياس، و إليها ينسبون (4)،و بعض أهل العلم يقول: مزينة بن عمرو بن أد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللنباني (5)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد قال (6).

في الطبقة الثانية من أهل البصرة: معاوية بن قرة المزني، و يكنى أبا إياس.

أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد بن يوسف، و أبو نصر محمّد بن الحسن، قالا:

قرئ على أبي محمّد الجوهري و نحن نسمع عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد (7) قال:

في الطبقة الثانية من أهل البصرة: معاوية بن قرة بن إياس بن هلال بن رئاب بن عبيد بن سواءة بن سارية بن ذبيان بن ثعلبة بن سليم بن أوس بن مزينة، و يكنى [أبا] (8) إياس، و كان ثقة، و له أحاديث.

ص: 265


1- مكانها بياض في «ز».
2- تقرأ بالأصل و «ز»: سواد، و المثبت عن د.
3- في «ز»: سليمان.
4- مكانها بياض في «ز».
5- تحرفت بالأصل، و د، و «ز» إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
6- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
7- الطبقات الكبرى لابن سعد 221/7.
8- زيادة لازمة عن د، و «ز»، و ابن سعد.

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي - في كتابه - ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (1):

معاوية بن قرة بن إياس بن رئاب أبو إياس المزني البصري، سمع أباه، و أنس بن مالك، روى عنه شعبة، و الأعمش.

و قال موسى بن إسماعيل: عن مطر بن عبد الرّحمن، حدّثني معاوية بن قرة قال: رأيت عدة من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم (2) كثيرا منهم خمسة و عشرون من مزينة.

أخبرنا أبو الحسين بن الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم ابن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (3):

معاوية بن قرّة - و هو ابن قرّة بن إياس بن رئاب - أبو إياس المزني (4)،روى عنه أنس، و أبيه، و عبد اللّه بن مغفّل (5)،و عائذ بن عمرو، و شهر بن حوشب، روى عنه أبو إسحاق الهمداني، و سماك بن حرب، و ابنه إياس بن معاوية، و زياد بن مخراق، و خالد الحذّاء، و شعبة بن الحجّاج، و جامع بن مطر، و خالد بن ميسرة، و شبيب بن معاوية بن قرّة، و عبد اللّه ابن المختار، و حجّاج الأسود، سمعت أبي يقول ذلك، سألت أبي عنه فقال: ثقة.

أخبرنا أبو سعد بن..... (6)،و أبو الحسن بن أبي طالب، قالا: أنا أبو بكر بن خلف، أنا الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ قال: أبو إياس معاوية بن قرة المزني، تابعي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل محمّد بن طاهر، أنا مسعود (7) بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال:

ص: 266


1- التاريخ الكبير للبخاري 330/7.
2- الأصل و د: كثير، و في التاريخ الكبير:«كثيرة» و المثبت عن «ز» و تهذيب الكمال.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 378/8.
4- اللفظة ليست في الجرح و التعديل.
5- بدون إعجام بالأصل، أعجمت عن د، و «ز»، و الجرح و التعديل.
6- بياض بالأصل و د، و مكان:«أبو سعد بن» أيضا بياض في «ز»، و كتب على هامشها: طمس.
7- لم يظهر من اللفظة في «ز» إلا:«م».

معاوية بن قرة بن إياس، أبو إياس المزني البصري، سمع أنس بن مالك، و عبد اللّه بن مغفّل المزني، و أبا بردة، روى عنه عوف و شعبة في الرقاق، و تفسير سورة الفتح، و فضائل القرآن.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي زكريا البخاري.

و حدّثنا خالي أبو المعالي القاضي، نا نصر بن إبراهيم، أنا أبو زكريا.

نا عبد الغني بن سعيد قال: قرة بن إياس بن رئاب.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (1):

أما رئاب بكسر الراء و بعدها ياء معجمة باثنتين من تحتها: قرة بن إياس بن رئاب المزني، والد معاوية بن قرة، له صحبة و رواية عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، روى عنه ابنه معاوية بن قرة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو المعالي بن البدن، قالا: أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا ابن زنجويه، نا الفريابي، عن سفيان، عن زيد العمي أن كنية معاوية بن قرة أبو إياس (2).

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الفضل بن خيرون.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار.

قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أنا العبّاس ابن العبّاس، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي، نا عفّان، نا مهدي بن ميمون، نا عمران الفضلي (3)،عن أبي إياس معاوية بن قرة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف (4)،أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول:

أبو إياس معاوية بن قرة بن إياس، سمع أباه، و أنسا، و عبد اللّه بن مغفّل، روى عنه قتادة، و شعبة، و خليد بن جعفر.

ص: 267


1- الاكمال لابن ماكولا 3/4 و 4.
2- قوله:«أبا إياس» مكانه بياض في «ز».
3- كذا رسمها بالأصل، و في د:«القصي» و فوقها ضبة، و مكانها بياض في «ز».
4- مكانها بياض في «ز»، و كتب على هامشها: طمس.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:

أبو أياس معاوية بن قرة، بصري، ثقة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم ابن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي قال: أبو إياس معاوية بن قرة البصري.

أخبرنا أبو الفتح الفقيه، أنا أبو الفتح الفقيه، أنا أبو الفتح الفقيه أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد بن إياس قال: سمعت أبا عبد اللّه المقدمي يقول: معاوية بن قرة بن إياس المزني، يكنى أبا إياس، ولد يوم الجمل، و إياس يكنى أبا واثلة.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم (1) قال:

أبو إياس معاوية بن قرة بن إياس بن هلال بن رئاب بن عبد بن دريد بن أويس بن سواءة ابن عمرو بن سارية بن ثعلبة بن ذبيان بن سليم بن عثمان بن عمرو بن أدّ بن طابخة بن إلياس ابن مضر بن نزار بن معد بن عدنان المزني (2) البصري، سمع أباه قرة بن إياس المزني، و أبا حمزة أنس بن مالك النجاري، روي عنه أنه قال: رأيت عدة من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، منهم خمسة و عشرون من مزينة، روى عنه أبو الخطاب قتادة بن دعامة السّدوسي، و أبو محمّد سليمان بن مهران الكاهلي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصّمد، قالا: أنا أبو محمّد الخطيب، أنا عبيد اللّه بن محمّد بن إسحاق، نا عبد اللّه بن محمّد، نا أحمد بن زهير، نا موسى بن إسماعيل، نا مطر بن عبد الرّحمن الأعنق، أنا معاوية بن قرة قال: لقيت من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم كثيرا (3) منهم خمسة و عشرون رجلا من مزينة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي، نا عبد العزيز بن أحمد التميمي - لفظا - نا أبو الحسن علي بن الحسن الربعي الحافظ، نا أبو الحسين محمّد بن علي بن أبي فروة الملطي

ص: 268


1- الأسامي و الكنى للحاكم و النيسابوري 394/1 رقم 335.
2- ليست في الأسامي و الكنى.
3- بالأصل: كثير، و المثبت عن د، و «ز».

المقرئ، نا أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن العباس الشطي (1)،نا أبو بكر محمّد بن إبراهيم المروزي، أنا مسلم - هو ابن إبراهيم - نا شداد بن سعيد أبو طلحة الراسبي، نا معاوية بن قرة قال (2):

أدركت ثلاثين (3) من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، إذا كان يوم الجمعة اغتسلوا و لبسوا من صالح ثيابهم و مسّوا من طيب نسائهم، ثم أتوا الجمعة، فصلّوا ركعتين، ثم جعلوا يبثون العلم و السنّة حتى يخرج الإمام.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم الحافظ، نا أبي، نا إبراهيم بن محمّد بن الحسن، نا عيسى بن خالد، نا أبو اليمان، نا إسماعيل بن عيّاش، عن تمام بن نجيح (4)،عن معاوية ابن قرة قال:

أدركت سبعين رجلا من أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم لو خرجوا فيكم اليوم ما عرفوا شيئا مما أنتم فيه إلاّ الأذان.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، نا معاوية بن صالح، عن يحيى بن معين قال: معاوية بن قرة ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسن (5) بن جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد العتيقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالوا: أنا الوليد، أنا علي، أنا صالح العجلي، حدّثني أبي قال (6):

معاوية بن قرة بصري، تابعي، ثقة، و أبوه من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم (7).

ص: 269


1- بعدها بياض في د، و «ز» بمقدار لفظة. و كتب على هامش «ز»: بياض.
2- تهذيب الكمال 221/18.
3- بالأصل:«ثلاثين صحابيا من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم» و المثبت عن د، و «ز»، و تهذيب الكمال.
4- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 221/18 و سير أعلام النبلاء 154/5.
5- كذا.
6- كتاب الثقات للعجلي ص 432 رقم 1596.
7- راجع ترجمة قرة بن إياس في تاريخ الثقات للعجلي ص 390 رقم 1384.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم العبدي، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):سألت أبي عنه فقال: ثقة.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن عبد الرحيم بن أحمد بن نصر، أنا عبد الغني بن سعيد، أنا حمزة بن محمّد الكناني، أن إسحاق بن إبراهيم بن يونس حدّثهم نا عبد اللّه بن أبي زياد، نا سيار، نا جعفر (2)،نا حجّاج الأسود قال: سمعت معاوية بن قرة يقول:

اللّهمّ إن الصالحين أنت أصلحتهم و رزقتهم، يعملون بطاعتك، فرضيت عنهم، اللّهمّ كما أصلحتهم فأصلحنا، و كما رزقتهم أن عملوا بطاعتك فرضيت عنهم فارزقنا أن نعمل بطاعتك، و ارض عنّا.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم الحافظ، أنا أبو بكر الطلحي، نا الحسين بن جعفر القتات، نا عبد اللّه بن أبي زياد، نا سيّار، نا جعفر، نا حجّاج الأسود قال: سمعت معاوية بن قرة يقول:

اللّهمّ إن الصالحين أنت أصلحتهم و رزقتهم يعملون بطاعتك، فرضيت عنهم، اللّهمّ كما أصلحتهم و رزقتهم فرضيت عنهم فارزقنا أن نعمل بطاعتك و ارض عنّا.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو علي الحسن بن حبيب، نا أبو حفص القاضي الحلبي، نا جعفر بن عبد اللّه قال: قال لي معاوية بن قرة يوما:

كنا لا نحمد ذا فضل لا يفضل عليه فضله، فصرنا اليوم نحمد ذا شر لا يفضل عنه شره، ثم قال لي: لا تطلب من الناس اليوم الخير، اطلب منهم (3) كفّ الأذى، فمن كفّ أذاه عنك اليوم فهو بمنزلة من كان يعطيك (4) الجوائز.

ص: 270


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 379/8.
2- من طريق جعفر بن سليمان الضبعي رواه المزي في تهذيب الكمال 221/18.
3- من قوله: لي... إلى هنا مكانه بياض في «ز».
4- تهذيب الكمال 222/18.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية (1)،نا يحيى ابن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا أبو إسحاق الأفرع، نا عون بن معمر، عن معاوية بن قرة قال: أشد الناس حسابا يوم القيامة الصحيح الفارغ.

أبو إسحاق الأفرع بالفاء (2).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم ابن عبدويه العبدوي، نا أبو العبّاس محمّد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي، نا محمّد بن غالب، حدّثني عبد اللّه بن عبد الوهّاب، نا عون بن موسى قال:

سمعت معاوية بن قرّة يقول: بكاء (3) العمل (4) أحبّ إليّ من بكاء العين (5).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطّار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن أبي شيبة البزاز، نا محمّد بن يحيى الأزدي، نا روح، نا الحجّاج بن الأسود - قال ابن العطّار: أبو الأسود - عن معاوية بن قرّة قال: من يدلّني على رجل بكّاء بالليل بسّام بالنهار؟ (6)أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا بسام بن يزيد البقّال، نا حمّاد بن سلمة.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا أبو سهل بن زياد القطّان، نا إسحاق بن الحسن، نا عفّان، قالا: نا حمّاد بن سلمة، نا حجّاج الأسود أن معاوية بن قرة قال:

من يدلّني على بكّاء بالليل بسّام بالنهار - و في رواية زاهر: الحجاج بن الأسود-.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو الحسين إسحاق بن أحمد الكادي، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل،

ص: 271


1- من هذا الطريق الخبر في الزهد و الرقائق لابن المبارك ص 467.
2- في الزهد و الرقائق: الأقرع.
3- قوله:«بكاء العمل» مكانه بياض في «ز».
4- بالأصل و د:«بعمل».
5- تهذيب الكمال 221/18 و سير الأعلام 154/5.
6- تهذيب الكمال 221/18 و سير الأعلام 154/5.

نا أبي، نا هاشم بن القاسم، نا أبو سعيد - يعني المؤدب - نا مالك بن مغول.

عن معاوية بن قرة أنه جلس و رجل من التابعين و تذاكرا، فقال أحدهما: إنّي لأرجو - و قال أبو القاسم: أرجو - و أخاف و قال الآخر: إنه من رجا شيئا طلبه، و إنّه من خاف شيئا [هرب منه و ما حسب امرئ يرجو شيئا لا يطلبه، و ما حسب امرئ يخاف شيئا] (1) لا يهرب منه، انتهى.

أخبرنا أبو طاهر يحيى بن محمّد بن أحمد، و أبو محمّد بن علي بن عبد القاهر بن الخضر، و أبو حازم محمّد بن محمّد بن الحسين بن الفرّاء، و أبو نصر محمّد بن سعيد بن الفرج، و أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن أحمد بن السلال، و الحسين بن أحمد بن محمّد بن الطرائفي، و أبو الفرج هبة اللّه بن محمّد بن علي بن الحسن، و أبو غالب محمّد بن علي المكبر، و بشارة بنت محمّد بن عبد الوهّاب الدبّاس، و ابنتها مهيار بنت يانس الرومي، و فاطمة بنت علي بن الحسين بن حدا و غيرهم قالوا: أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن المسلمة، أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد الزهري، أنا جعفر بن محمّد بن الحسن الفريابي، نا هشام بن عمّار، نا أبو سعيد أسد بن موسى، نا عون بن موسى البصري قال:

سمعت معاوية بن قرة يقول: أن لا يكون فيّ نفاق أحبّ إلي من الدنيا و ما فيها، كان عمر يخشاه و آمنه أنا.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللنباني (2)،نا ابن أبي الدنيا، حدّثني أبو عبد اللّه البصري الحميري (3)،نا ابن عائشة قال:

نظر قوم إلى معاوية بن قرّة في يوم صائف، و قد أقبل من مكان بعيد و عليه عباءة له مؤتزر بها فقال بعضهم لبعض: ما أبو إياس من الطيبين معاقد الأزر، فسمعها (4) الشيخ فقال:

إنّما طابت معاقد الأزر ممن (5) طابت معاقده، إنهم لم يعقدوها على فجرة و لا معصية.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو المعالي بن البدن، قالا: أنا أبو محمّد

ص: 272


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن «ز»، و د.
2- تحرفت بالأصل و د، و «ز» إلى اللبناني، بتقديم الباء.
3- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 222/18.
4- في «ز»: فسمعهم.
5- قوله:«ممن طابت» مكانه بياض في «ز».

الصريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، أنا البغوي، نا أحمد بن زهير، نا موسى بن إسماعيل، نا محمّد بن عيينة قال:

كان معاوية بن قرة إذا أتانا في حلقتنا لم يجلس حيث يوسع له، إنّما يجلس حيث ينتهي.

قال: و نا البغوي، نا محمّد بن علي الجوزجاني، نا هارون.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، نا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (1)،نا محمّد بن أبي أسامة قالا: نا ضمرة، عن ابن شوذب قال:

لقي الحسن معاوية بن قرّة - زاد البغوي: فاعتنقه و قالا:- و انحنى عليه - زاد البغوي: و ضمّه إليه و قالا:- فما انشرح لذلك معاوية.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو بكر بن ريذة، أنا سليمان بن أحمد الطّبراني، نا إبراهيم ابن نائلة الأصبهاني، نا عبيد اللّه بن معاذ، نا أبي، نا بسطام بن مسلم، عن معاوية بن قرّة عن أبيه قال:

يا بني إذا كنت في مجلس ترجو خيره فحلت (2) بك حاجة فقل: السلام عليكم، فإنك شريكهم فيما يصيبون في ذلك المجلس.

أخبرنا (3) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن الحسين بن سكينة، أنا أبو الفرج محمّد بن فارس بن محمّد بن محمود الغوري، نا أبو بكر محمّد بن جعفر بن أحمد العسكري الدقّاق، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني إبراهيم بن سعيد، نا يونس بن محمّد عن شبيب بن مهران قال: قال معاوية بن قرة: جالسوا وجوه الناس، فإنهم أحلم و أعقل من غيرهم (4).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللّنباني (5)،نا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، نا رستم بن أسامة، نا فضالة ابن حصين الضبّي (6)،عن يونس بن عبيد قال: سمعت معاوية بن قرة يقول:

ص: 273


1- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 634/1.
2- في «ز»: فعجلت.
3- كتب فوقها في د، و «ز»: ملحق.
4- كتب بعدها في «ز»، و د: إلى.
5- تحرفت بالأصل، و «ز» إلى: اللبناني، بتقديم الباء، و المثبت عن د.
6- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 222/18.

لقد أتى علينا زمان و ما أحد يموت على الإسلام إلاّ ظننا أنه من أهل الجنّة حتى إذا كان الآن خلطتم علينا.

قال: و نا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد، نا حجّاج بن نصير (1)،نا أعين أبو حفص قال:

سمعت معاوية بن قرة يقول: دخل الموت بين الأقارب و الأهل ففرّق بينهم في الدنيا، فطوبى لمن جمع بينه و بين أحبابه بعد الفرقة و اليأس منه، ثم يبكي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصّمد، قالا: أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا أحمد بن زهير، نا موسى بن إسماعيل، نا محمّد بن صدقة قال: سمعت معاوية بن قرة يقول لابنه إياس: أوكف الحمار، فألقى عليه قطيفة، فركب أبو إياس و أمّ إياس على حمار، أراه قال له: قد بأبيك و أمّك إلى المصلّى، فذهب بهما إياس يقود بالحمار.

قال: و نا البغوي، نا أحمد بن زهير، نا علي بن محمّد المدائني قال: قال معاوية بن قرة عام مات:

رأيت كأني و أبي على فرسين، فجرينا عليهما جميعا، فلم أسبقه و لم يسبقني، و عاش ستّا (2) و تسعين سنة، و قد بلغت سنّه، فمات في ذلك العام.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم الحافظ، نا أبو محمّد بن حيّان، نا عباس بن حمدان، نا إسحاق بن إبراهيم الشهيدي (3)،نا قريش بن أنس قال:

قدم معاوية بن قرة فدخل على ابنه إياس بن معاوية فقال: إنّ هذا اليوم ما ينبغي أن أكون فيه حيا، إنّي رأيت في النوم كأني و أبي نستبق إلى غاية فأدركناها معا، و قد بلغت من أبي اليوم، فما أخرج إلاّ ميتا.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (4):

ص: 274


1- تهذيب الكمال 222/18-223.
2- بالأصل و د، و «ز»: ستة.
3- من طريقه روي في تهذيب الكمال 223/18.
4- ليس في تاريخ خليفة بن خيّاط بن خيّاط، و الخبر نقله المزي في تهذيب الكمال 223/18 و الذهبي في سير الأعلام 155/5 نقلا عن خليفة بن خيّاط.

و فيها - يعني - سنة ثلاث عشرة و مائة مات معاوية بن قرّة المزني.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو المعالي (1) الغزّال، قالا: أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، أنا أبو القاسم البغوي، نا أحمد بن زهير قال: سمعت يحيى يقول: مات معاوية بن قرة و هو ابن ست و تسعين سنة (2).

7525 - معاوية بن محمّد بن دينويه أبو عبد الرّحمن الأذري

7525 - معاوية بن محمّد بن دينويه (3) أبو عبد الرّحمن الأذري (4)

من ساكني قينية (5)،و كان أذربيجاني الأصل.

حدّث عن أبي زرعة الدمشقي، و الحسن بن جرير (6)،و أحمد بن عمرو الفارسي المقعد، و أبي العبّاس عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبي حرب، و موسى بن محمّد بن أبي عوف، و أبي عبد الملك البسري، و أبي عبد اللّه محمّد بن حمّاد بن المبارك المصيصي، و محمّد بن إسحاق بن الحريصي، و عمر بن الحسن بن نصر الحلبي.

كتب عنه أبو الحسين الرّازي، و أبو هاشم المؤدّب، و علي بن الحسن بن رجاء بن طعان، و أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أسد الملاعقي.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا جدي أبو محمّد، أنا أبو الحسن علي ابن محمّد بن شجاع الربعي - إجازة - أنا عبد الوهّاب بن جعفر، نا أبو هاشم عبد الجبّار بن عبد الصّمد الإمام، نا معاوية بن محمّد الأذري، نا الحسن بن جرير الصوري، نا محمّد بن عثمان، نا أبي عن عبد الرّحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن الأعرج، عن أبي هريرة.

إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«أنا أوّل من تنشق عنه الأرض، فأكون أوّل من يبعث، فأخرج أنا و أبو بكر إلى أهل البقيع فيبعثون، ثم يبعث أهل مكة، فأحشر بين الحرمين»[12355].

قال: و أنا جدي، نا الأهوازي، نا أبو القاسم علي بن بشرى العطّار، نا أبو هاشم

ص: 275


1- مكانها بياض في «ز».
2- تهذيب الكمال 223/18، و الذهبي في سير الأعلام 155/5 و فيها ست و سبعين.
3- بدون إعجام بالأصل و في «ز»: دبنويه، و في المختصر: دنبويه و المثبت عن د، و معجم البلدان.
4- ترجمته في معجم البلدان (قينية).
5- تقرأ بالأصل: قنينة، تحريف، و المثبت عن معجم البلدان و فيه أنها قرية كانت مقابل الباب الصغير من مدينة دمشق و صارت الآن بساتين، و راجع غوطة دمشق لمحمد كردعلي ص 177.
6- تحرفت في معجم البلدان إلى: حرب.

السلمي، أنا معاوية بن محمّد الأذري (1)،أن أحمد بن إبراهيم بن بكار القرشي حدّثهم، نا سعيد بن نصير، نا كثير بن هشام، نا كلثوم بن جوشن قال:

جاء رجل عند الحسن و قد ولد له مولود فقيل له: يهنئك الفارس، فقال الحسن: و ما يدريك؟ أ فارس هو؟ قالوا: كيف نقول يا أبا سعيد؟ قال: تقول: بورك لك في الموهوب، و شكرت الواهب، و رزقت برّه، و بلغ أشدّه.

قرأت بخط نجاء بن أحمد، و ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق.

أبو عبد الرّحمن معاوية بن محمّد بن دينويه (2)،و كان أصلهم من أذربيجان، و سكنوا دمشق في موضع منها يقال له قينية (3) سنة سبع و عشرين و ثلاثمائة.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: و في هذه السنة توفي معاوية بن محمّد بن دينويه - يعني - سنة سبع و عشرين و ثلاثمائة.

7526 - معاوية بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن عبد شمس بن عبد مناف

أبو المغيرة القرشي الأموي (4)

أخو عبد الملك بن مروان.

له ذكر في الأخبار، و كان محمّقا (5)،و كانت داره بدمشق في الدرب المعروف بدرب تليد (6) في سوق الكبير.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر الباقلاني، أنا أبو محمّد بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح قال: سألت أبا مسهر عن ولد مروان فقال: عبد الملك، و معاوية ابني مروان لأمّ.

ص: 276


1- في «ز»: الأدري، و فوقها ضبة.
2- في «ز»: دبنويه.
3- بدون إعجام بالأصل، و د، و «ز».
4- جمهرة أنساب العرب ص 87 و 88 و 108 و نسب قريش للمصعب ص 160 و طبقات ابن سعد 36/5 ضمن ترجمة أبيه مروان بن الحكم.
5- في جمهرة الأنساب: و كان أنوك. و كلاهما بمعنى.
6- بدون إعجام بالأصل، و د، و «ز»، أعجمت عن الدارس في تاريخ المدارس للنعيمي 254/2.

أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر ابن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار قال (1):

فولد مروان بن الحكم أحد عشر رجلا و نسوة: عبد الملك بن مروان، ولي الخلافة و معاوية، و أم عمرو تزوجها الوليد بن عثمان بن عفّان، و أمّهم عائشة بنت معاوية بن أبي العاص.

[قال ابن عساكر:] (2) كذا فيه، و الصواب: بنت معاوية بن المغيرة بن أبي العاص (3).

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد قال (4):

فولد مروان بن الحكم: عبد الملك، و به كان يكنى، و معاوية، و أم عمرو، و أمّهم عائشة بنت معاوية بن المغيرة بن أبي العاص بن أمية.

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين (5)،أخبرني محمّد بن الحسن بن دريد، نا عبد الرّحمن ابن أخي الأصمعي (6) قال: لم يقل أحد في تفضيل أخ على أخيه و هما لأب و أمّ مثل قول المغيرة ابن حبناء لأخيه صخر:

أبوك أبي و أنت أخي و لكن *** تفاضلت الطبائع و الظّروف

و أمّك حين تنسب أمّ صدق *** و لكنّ ابنها طبع (7) سخيف

قال: و كان عبد الملك بن مروان إذا نظر إلى أخيه معاوية - و كان ضعيفا - يتمثّل بهذين البيتين.

7527 - معاوية بن مصاد بن زهير و يقال: ابن زياد - الكلبي

7527 - معاوية بن مصاد (8) بن زهير و يقال: ابن زياد - الكلبي

سيّد أهل المزّة.

ص: 277


1- راجع نسب قريش للمصعب ص 160.
2- زيادة منا.
3- و قد جاء الاسم صحيحا في نسب قريش للمصعب.
4- الطبقات الكبرى لابن سعد 36/5.
5- تحرفت بالأصل، و «ز»، و د، إلى: الحسن.
6- الخبر و الشعر في الأغاني 100/13 ضمن أخبار المغيرة بن حبناء.
7- الطّبع الدنيء الخلق.
8- كذا ضبطت في «ز» بفتح الميم و الصاد.

كان ممن قام ببيعة يزيد بن الوليد، له ذكر، و كان بطلا شديدا من أبطال كلب.

قرأت على أبي الوفاء حفّاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز الكتّاني، أنا عبد الوهّاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا محمّد بن جرير (1)،حدّثني أحمد بن زهير، نا علي بن محمّد قال:

بايع ليزيد أكثر أهل دمشق سرّا، و بايع أهل مزّة غير معاوية بن مصاد، و هو سيّد أهل المزّة، فمضى يزيد من ليلته إلى معاوية بن مصاد ماشيا في نفير من أصحابه، و بين دمشق و بين المزّة ميل أو أكثر، فأصابهم مطر شديد، فأتوا منزل معاوية، فضربوا بابه، ففتح لهم، فدخلوا (2) فقال ليزيد: الفراش أصلحك اللّه، قال: إنّ في رجلي طينا، و أكره أن أفسد بساطك، قال: الذي تريدنا عليه أفسد. و كلّمه يزيد، فبايعه معاوية، و يقال هشام بن مصاد، و رجع يزيد إلى دمشق.

و حكي عن غير من سمّيت أن صاحب هذه القصة عبد الرّحمن بن مصاد، أخو معاوية ابن مصاد، فاللّه أعلم.

7528 - معاوية بن معاوية بن أبي سفيان بن عبد اللّه ابن يزيد بن معاوية بن أبي

سفيان بن حرب الأموي

شاب كان بدمشق أو بغوطتها من بني أمية.

ذكره أبو الحسن أحمد بن حميد بن أبي العجائز الأزدي، و ذكر أنه كان يسكن كفربطنا (3) من إقليم داعية (4) من غوطة دمشق.

7529 - معاوية بن معدي كرب

أخو إسماعيل بن معدي كرب، له ذكر.

قرأت على أبي محمّد عبد اللّه بن أسد بن عمّار، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم، نا أبو القاسم يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا يزيد بن يحيى، نا عبد الحميد بن حريث قال:

ص: 278


1- رواه الطبري في تاريخه 240/7.
2- بالأصل و د، و «ز»: فدخل، و المثبت عن الطبري.
3- تقدم التعريف بها.
4- تقدم التعريف بها.

خاصمت معاوية بن معدي كرب إلى عمر بن عبد العزيز و هو بخناصرة (1)،فنازعته فقال معاوية: برئت من الإسلام يا أمير المؤمنين إن كان كما قال، فقال له عمر: إلى ما تؤول بعد الإسلام؟! و اللّه لا أكلمك بعدها أبدا، و احتجب منه عمر بكمّه أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال:

و في سنة إحدى و تسعين فتح على معاوية بن معدي كرب موقان (2).

7530 - معاوية بن الوليد بن سعيد بن هشام بن عبد الملك

ابن مروان بن الحكم الأموي

ذكره أبو الحسن بن أبي العجائز في إحصاء من كان بدمشق من بني أمية، و قال: كان يسكن بربض باب الجابية.

7531 - معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص

أبو شاكر الأموي (3)

كان جوادا ممدحا، و كان يسكن دار أبيه هشام بناحية الخواصين التي تعرف بالقيابى؟؟؟ (4)بعضها اليوم مدرسة نور الدين رحمه اللّه.

و أمّ معاوية أم ولد (5)،و يقال: بل أمه أم حكيم بنت يحيى بن الحكم بن أبي العاص.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار قال: في ذكر أولاد هشام: و معاوية بن هشام الذي بكاه الكميت بن زيد الأسلمي فقال:

معاوي ما فارقتنا عن ملالة *** و لا شبع من أمه قد تملّت (6)

ص: 279


1- خناصرة بليدة من أعمال حلب، تحاذي قنسرين نحو البادية (راجع معجم البلدان).
2- موقان و أهلها يسمونها موغان ولاية فيها قرى و مروج كثيرة،... و هي بأذربيجان يمر القاصد من أردبيل إلى تبريز في الجبال (معجم البلدان).
3- نسب قريش للمصعب ص 167 و 168 و جمهرة ابن حزم ص 92.
4- كذا رسمها بالأصل و د، و في «ز»: «بالقياس».
5- راجع نسب قريش للمصعب ص 168.
6- في شعر الكميت الذي جمعه د. داود. سلوم أبيات على هذا الروي، و البيت ليس منها.

و سعيد بن هشام و هما لأم ولد.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال: ولد هشام ممن يذكر عنه إمارة أو فقه: سليمان بن هشام، و مسلمة بن هشام، و معاوية بن هشام.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير قال:

سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة: و معاوية بن هشام، ثقة.

أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن منصور بن هبة اللّه بن الموصلي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي، أنا أبو الحسين عبد الرّحمن ابن عمر بن حمّة، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي يعقوب قال:

وجدت في كتاب حجين بن المثنى اليمامي، قال: بلغنا أنّ خالد بن صفوان دخل على هشام بن عبد الملك فقرّبه، فقال له معاوية بن هشام - و كان سيّد ولد هشام-: يا خالد لم بلغ فيكم الأحنف بن قيس ما بلغ؟ فذكر حكاية.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو الطيب محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد قال: قال أبي سعد بن إبراهيم: و غزا معاوية بن هشام أرض الروم سنة ست و مائة.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم، نا ابن عائذ قال: قال الوليد:

و في سنة ثمان و مائة أغزى هشام بن عبد الملك معاوية بن هشام الصائفة، فافتتح العطاسن (1)؛و في سنة ثمان و مائة أغزاه فافتتح سقلة و البرة، و في سنة عشر أغزاه الصائفة، و على مقدمته البطّال، فافتتح خنجرة، و في سنة إحدى عشرة و مائة غزا معاوية بن هشام الصائفة فافتتح خرشنة و في سنة اثنتي عشرة و مائة غزا معاوية بن هشام دابق و العمق، و في سنة

ص: 280


1- كذا رسمها بالأصل و د، و في «ز»: «العطانتتتن؟؟؟» و لعل الصواب:«الغطاسين» راجع تاريخ خليفة ص 339.

ثلاث عشرة و مائة أغزى معاوية بن هشام على صائفة الناس، و في سنة أربع عشرة و مائة أغزى معاوية بن هشام لسصعه (1) و أقبل عمرو بن الوضاح و البطال بالسبي، و في سنة خمس عشرة و مائة أغزى معاوية بن هشام الصائفة، و في سنة ست عشرة و مائة أغزى معاوية بن هشام الصائفة، و في سنة سبع عشرة و مائة أغزى معاوية بن هشام الصائفة اليسرى، و سليمان بن هشام الصائفة اليمنى.

أنبأنا أبو القاسم النسيب و غيره، قالوا: نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم، نا ابن عائذ قال:

و في سنة ثمان عشرة و مائة أغزى معاوية بن هشام الصائفة، و في ذلك العام توفي معاوية ابن هشام.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى، نا خليفة (2) قال:

و فيها - يعني - سنة ست و مائة غزا معاوية بن هشام الصائفة.

قال خليفة (3):قال ابن الكلبي: و فيها - يعني - سنة سبع و مائة غزا معاوية بن هشام أرض الروم، فبلغ عسكره كدى (4)،و بعث الوضاح صاحب الوضاحية فحرّق القرى و الزروع، و قطع الشجر.

قال خليفة (5):و فيها - يعني - هذه السنة غزا معاوية بن هشام أرض الروم، فبلغ أدولية (6).

و فيها (7)-يعني - سنة ثمان و مائة غزا معاوية بن هشام أرض الروم، فبعث البطال إلى خنجرة ففتحها.

ص: 281


1- كذا رسمها.
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 337 (ت. العمري).
3- تاريخ خليفة ص 337.
4- كذا بالأصل و «ز»، و د، و سقطت من تاريخ خليفة.
5- تاريخ خليفة ص 337.
6- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في تاريخ خليفة:«أرولية» و في تاريخ الطبري: أذرولية.
7- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 338.

و فيها (1)-يعني - سنة تسع و مائة غزا معاوية بن هشام أرض الروم فافتتح [حصنا يقال له الغطاسين.

و فيها (يعني سنة 110). غزا معاوية بن هشام أرض الروم و افتتح] (2) حصنين من حصونهم: صلة (3)،و البرة (4).

قال ابن الكلبي (5):و فيها - يعني - سنة إحدى عشرة و مائة غزا معاوية بن هشام الصائفة، [اليسرى فانصرف و لم يلق كيدا و فيها (يعني سنة 112) غزا معاوية بن هشام الصائفة] (6)فافتتح خرشنة (7) من ناحية ملطية.

قال ابن الكلبي (8):و فيها - يعني - سنة أربع عشرة غزا معاوية بن هشام أرض الروم، و التقى عبد اللّه البطال و قسطنطين في جمع، فهزم العدو، و أسر قسطنطين.

و فيها (9)-يعني - سنة خمس عشرة و مائة غزا معاوية بن هشام أرض الروم حتى انتهى إلى أفلاجونية.

و فيها سنة سبع عشرة و مائة غزا معاوية بن هشام أرض الروم حتى بلغ سيبرة و بلغت سراياه سودة أو سردة، و أصابوا سبيا.

قال خليفة (10):و غزا معاوية بن هشام أرض الروم - يعني - سنة ثمان عشرة.

و فيها - يعني - تسع عشرة غزا معاوية بن هشام أرض الروم فبلغ فلونية (11).

و فيها (12)-يعني - سنة اثنتين و عشرين و مائة غزا معاوية بن هشام أرض الروم.

أنبأنا أبو القاسم العلوي و جماعة، قالوا: نا أبو محمّد الصوفي، أنا أبو محمّد العدل،

ص: 282


1- تاريخ خليفة ص 339.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و د، و «ز»، و استدرك لرفع الخلل عن المعنى عن تاريخ خليفة ص 339 و 340.
3- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في تاريخ خليفة: صملة.
4- في تاريخ خليفة: البوه. و قد مرّ قريبا: سقله و البرة.
5- تاريخ خليفة ص 341.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و د، و «ز»، و استدرك عن تاريخ خليفة ص 341 و 343.
7- عن تاريخ خليفة، و رسمها بالأصل و د، و «ز»: دسته.
8- تاريخ خليفة ص 345.
9- تاريخ خليفة ص 346.
10- تاريخ خليفة ص 347.
11- في تاريخ خليفة: بلونية.
12- تاريخ خليفة ص 353.

أنا علي بن يعقوب، أنا أبو عبد الملك القرشي، نا محمّد بن عائذ قال: قال الوليد: فأخبرني مرزوق بن أبي الهذيل قال:

حضرت في ناس مجلس هشام بن عبد الملك في مضماره و مجرى خيله، فجاءت أفراس سوابق، فأسمت سروره بما كان من ذلك، و تذاكرنا دوام سروره بما كفّ عنه من المكروه ممن يخالفه من الأمم، و ما يعطي جيوشه من الظفر و التمكين في البلاد، فغبطناه بذلك، قال مرزوق: فافترقنا عن ذلك المجلس وعدنا إليه ببقية أسنان الخيل، فإنه لعلى مجلسه ذلك إذ أشرف علينا رسول لآل معاوية بن هشام بن ناحية دير حنيناء (1) و قد اتخذها معاوية بن هشام منزلا و معتزلا، فهو بها يشرف (2)،فخبر رسولهم هشاما بأن معاوية خرج بالأمس إلى متصيّد له، فبينما هو يعدو به فرسه إذ كبا به، فوقع ميتا، قال مروان: فلم تزل المصائب متتابعة عليه من ذلك، قتل الخوارج بأرمينية، و مخالفة أهل إفريقية إياه و ما جهّز إليهم من الجيوش حتى مضى لسبيله.

و قال ابن عائذ عن الوليد قال: و أخبرني شيخ من آل معاوية بن هشام قال: توفي سنة تسع عشرة و مائة.

و ذكر أبو حسان الزيادي: أن معاوية مات سنة تسع عشرة و مائة.

7532 - معاوية بن يحيى أبو روح الصدفي الدمشقي

7532 - معاوية بن يحيى أبو روح الصدفي الدمشقي (3)

و كان يلي بيت المال للمهدي.

و حدّث عن مكحول، و الزهري، و يونس بن ميسرة بن حلبس، و القاسم بن عبد الرّحمن.

روى عنه: الهقل بن زياد، و عيسى بن يونس، و إسحاق بن سليمان الرازي، و علي بن أبي بكر الأسفذني (4)،و عبد الصّمد بن عبد العزيز العطار، و مسلمة بن علي الخشني، و محمّد بن شعيب، و عمارة بن بشر، و محمّد بن الحسن المزني الواسطي، و عبد الملك بن الأحوص بن حكيم.

ص: 283


1- دير حنيناء: حنيناء بالفتح ثم الكسر: موضع، و قيل من أعمال دمشق، و قيل: من قرى قنسرين (معجم البلدان).
2- بدون إعجام بالأصل و د، و بعدها في د بياض بمقدار كلمة، و المثبت عن «ز».
3- ترجمته في تهذيب الكمال 225/18 و تهذيب التهذيب 485/5 و ميزان الاعتدال 138/4 و التاريخ الكبير 336/7 و الكامل لابن عدي 399/6 و الجرح و التعديل 383/8.
4- بدون إعجام بالأصل، و إعجامها ناقص في د، و «ز»، و المثبت عن تهذيب الكمال.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد.

و أخبرنا أبو محمّد أيضا، أنا عبد العزيز، أنا أبو محمّد بن أبي نصر.

ح و أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا محمّد بن عبد الرّحمن القطّان قالوا: أنا خيثمة بن سليمان، أنا العباس بن الوليد بن مزيد (1) البيروتي، أنا محمّد بن شعيب، أخبرني معاوية بن يحيى الصدفي عن الزهري أنه أخبره عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«من أدرك ركعة من الصّلاة فقد أدرك الصّلاة»[12356].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو علي الحسن بن عبد الرّحمن بن الحسن القرشي الشافعي - بمكة - أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن علي بن أحمد بن فراس العبقسي، نا محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّه بن الفضل الدبيلي، نا محمّد بن زنبور، نا عيسى ابن يونس، نا معاوية بن يحيى الصدفي، عن القاسم، عن أبي أمامة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من أسلم على يديه رجل فله ولاؤه»[12357].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، و أبو يعقوب يوسف بن أيوب بن الحسين، قالا: نا أبو الحسين بن المهتدي، نا عثمان بن عمرو بن محمّد بن المنتاب، قالا: نا أبو القاسم البغوي، نا محمّد بن عبد الرّحمن بن سهم الأنطاكي، نا عيسى بن يونس، عن معاوية ابن يحيى، عن الزهري، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إنّ لكل دين خلقا، و خلق الإسلام الحياء»[12358].

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنا أبو المظفّر محمود بن جعفر الكوسج، و محمّد بن أحمد بن علي بن شكرويه، و إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم الطيّان - قراءة - و أبو بكر، و أبو القاسم محمّد و علي ابنا أحمد بن محمّد السمسار - حضورا - قالوا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن خرّشيد قوله، أنا أبو بكر النيسابوري، نا يوسف بن سعيد، نا عمارة ابن بشر، نا معاوية الدمشقي، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر قال:

جاءني رجل من الأنصار في لسانه ثقل، و سألني، فكان في كلامه يعتب على عثمان، فلمّا فرغ قلت: يا هذا، إنّا كنا نتحدّث على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أن خير هذه الأمة بعد نبيّها

ص: 284


1- تحرفت في «ز» إلى: يزيد.

أبو بكر، و خيرها بعد أبي بكر: عمر، و خيرها بعد عمر: عثمان، و إنّا و اللّه ما نرى أن عثمان أتى أمرا يستحل به دمه، و لكنه هذا المال، إن أعطاكموه رضيتم، و إن أعطاه ذا قرابته سخطتم، و إنّما تريدون أن تكونوا كفارس و الروم، لا يدعون لهم أميرا إلاّ قتلوه، قال:

فأقبلت عيناه بأربع من الدمع، ثم قال: اللّهمّ إنّا لا نريد أن نكون كفارس و الروم.

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و أبو الحسين قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (1):

معاوية بن يحيى الصدفي الدمشقي.

ح و أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب.

ح و حدّثني أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين.

قالا: أنا أبو بكر البرقاني، أنا حمزة بن محمّد بن علي، نا محمّد بن إبراهيم، نا البخاري قال:

معاوية بن يحيى الصدفي دمشقي، كان على بيت المال بالري، عن الزهري، روى عنه هقل بن زياد أحاديث مستقيمة، كأنها من كتاب، و روى عنه عيسى بن يونس، و إسحاق بن سليمان أحاديث مناكير، كأنها من حفظ، انتهت رواية ابن سهل.

و زاد ابن إبراهيم: اشترى الصدفي كتابا من السوق للزهري، فجعل يرويه عن الزهري.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (2)،نا الجنيدي، نا البخاري قال:

معاوية بن يحيى دمشقي، و كان على بيت المال بالري، عن الزهري، أحاديثه مشتبهة (3) كأنها من كتاب، و روى عنه عيسى بن يونس، و إسحاق بن سليمان أحاديث مناكير، كأنها من حفظه، يكنى أبا روح، كنّاه محمّد بن حميد عن إبراهيم بن المختار.

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب - إذنا - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ص: 285


1- التاريخ الكبير للبخاري 336/7.
2- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 399/6.
3- بالأصل: مشبهة، و المثبت عن د، و «ز».

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):

معاوية بن يحيى الصدفي الدمشقي، يكنى أبا روح، كان على بيت المال بالريّ، روى عن مكحول، و الزهري، و يونس بن ميسرة بن حلبس، روى عنه هقل بن زياد، و عيسى بن يونس، و إسحاق بن سليمان الرازي، و علي بن أبي بكر الأسفذني (2)،و عبد الصّمد بن عبد العزيز العطّار، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول:

أبو روح معاوية بن يحيى الصدفي عن الزهري، روى عنه عيسى بن يونس، و إسحاق ابن سليمان.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:

أبو روح معاوية بن يحيى الصدفي، دمشقي، ليس بثقة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر الأنباري، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، قال:

أبو روح معاوية بن يحيى الصدفي.

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي - في كتابه - أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي ابن منجويه، أنا أبو أحمد قال:

أبو روح معاوية بن يحيى الصدفي الدمشقي كان على بيت المال بالري، يروي عن أبي بكر بن شهاب، يروي عنه أبو عبد اللّه الهقل بن زياد، عن الزهري أحاديث منكرة، شبيهة (3)بالموضوعة (4)،كنّاه لي علي بن محمّد، سمع الحسين بن محمّد قال: سمعت البخاري يقوله.

ص: 286


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 383/8.
2- إعجامها مضطرب بالأصل و «ز»، و د، و المثبت عن الجرح و التعديل.
3- بالأصل: شبهه، و المثبت عن د، و «ز».
4- تهذيب الكمال 226/18.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم (1) قال: ذكره أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين أنه قال: معاوية بن يحيى الصدفي لا شيء.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، أنا معاوية بن صالح.

ح و أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد (2)،نا ابن حمّاد، نا معاوية، عن يحيى قال: معاوية بن يحيى الصدفي مصري، هالك، ليس بشيء.

قال: و أنا أبو أحمد (3)،نا محمّد بن علي، نا عثمان بن سعيد قال: قلت ليحيى (4)فالصّدفي معاوية بن يحيى؟ قال: ليس بشيء.

ح و أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إبراهيم قال: سمعت أبا الحسن أحمد بن محمّد بن عبدوس قال: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: فمعاوية بن صالح الصدفي، فقال: ليس بشيء.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد (5)،نا محمّد بن خلف، نا أبو العباس القرشي قال: سمعت علي بن المديني يقول: معاوية بن يحيى الصّدفي ضعيف.

قال: و سمعت ابن حمّاد يقول: قال السعدي: معاوية بن يحيى الصّدفي ذاهب الحديث.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهّاب بن جعفر، أنا عبد الجبّار بن عبد الصّمد، أنا القاسم بن عيسى، نا إبراهيم بن يعقوب: الصّدفي، و الوضين ابن عطاء ذاهبا الحديث.

ص: 287


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 383/8-384.
2- الكامل في ضعفاء الرجال 399/6.
3- الكامل لابن عدي 399/6.
4- الأصل و د، و «ز»: يعني، و المثبت عن الكامل لابن عدي.
5- الكامل لابن عدي 399/6.

أنبأنا أبو محمّد أيضا، نا عبد العزيز، أنا أبو نصر بن الجبّان - إجازة - أنا أحمد بن القاسم الميانجي، حدّثني أحمد بن طاهر بن النجم، أنا سعيد بن عمرو البردعي - فيما نسخه من كتاب أبي زرعة الرازي بخطه من أسامي الضعفاء و من تكلّم فيهم من المحدّثين معاوية بن يحيى الصّدفي.

أخبرنا أبو الحسين (1) الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الأديب - إذنا - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (2):سألت أبا زرعة عن معاوية بن يحيى الصّدفي، قال:

ليس بقوي، أحاديثه كلها مقلوبة، ما حدّث بالري، و الذي حدّث بالشام أحسن حالا.

قال: و سألت أبي عن معاوية بن يحيى الصّدفي فقال: روى عنه هقل بن زياد أحاديثه مستقيمة كأنها من كتاب، و روى عنه عيسى بن يونس، و إسحاق بن سليمان أحاديث مناكير كأنها من حفظ، و هو ضعيف الحديث، في حديثه إنكار.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، و أبو يعلى بن الحبوبي، قالا: أنا أبو الفرج سهل بن بشر، أنا علي بن منير بن أحمد، أنا الحسن بن رشيق، نا أبو عبد الرّحمن النسائي قال:

معاوية بن يحيى الصّدفي ضعيف، و في نسخة أخرى: ليس بشيء.

قرأت على أبي القاسم بن عبدان، عن أبي عبد اللّه محمّد بن علي بن أحمد بن المبارك، أنا رشأ بن نظيف، أنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد، أنا محمّد بن محمّد بن داود، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد قال:

معاوية بن يحيى الصّدفي كان ينزل الشام، رواية الهقل عنه صحيحة، تشبه نسخة شعيب، و رواية إسحاق الرازي عنه مقلوبة (3).

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أخبرني أبو بكر محمّد بن جعفر قال: قرئ على أبي بكر محمّد بن إسحاق - يعني - ابن حمّاد قال:

ص: 288


1- تحرفت في «ز» و د إلى: الحسن.
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 384/8.
3- تهذيب الكمال 226/18.

و لا احتج بمعاوية بن يحيى الصّدفي صاحب الزهري.

قال: و أنا أبو عبد اللّه قال: سمعت أبا علي الحافظ يقول:

معاوية بن يحيى الصّدفي ضعيف.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد قال (1):معاوية بن يحيى الصّدفي، يقال: دمشقي، و يقال: مصري، يكنى أبا روح، و عامة رواياته فيها (2) نظر.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو ياسر محمّد بن عبد العزيز، أنا أحمد بن محمّد بن غالب - إجازة - قال: هذا ما رافقت عليه أبا الحسن الدارقطني من المتروكين.

ح و أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق، أنا أبو تمام الواسطي، و أبو الغنائم بن الدجاجي في كتابيهما عن الدارقطني قال:

معاوية بن يحيى الصّدفي يكتب ما روى الهقل عنه، و يتجنب ما سواه و خاصة روايته عند إسحاق بن سليمان الرازي، و قال (3) ابن بطريق: يكتب رواية الهقل عنه، و يتجنب ما سواه، و خاصة رواية إسحاق بن سليمان الرازي (4).

7533 - معاوية بن يحيى أبو مطيع الدمشقي، ثم الأطرابلسي

7533 - معاوية بن يحيى أبو مطيع الدمشقي، ثم الأطرابلسي (5)

روى عن أبي الزناد، و سليمان بن سليم، و خالد الحذاء، و بحير بن سعد، و أرطاة بن المنذر، و أبي يحيى سعيد بن أبي أيوب الخزاعي المصري، و إبراهيم بن عبد الحميد بن ذي حماية - قاضي حمص - و موسى بن عقبة، و أبي عبد اللّه الحكم بن عبد اللّه بن سعد الأيلي.

روى عنه: بقية بن الوليد، و علي بن عيّاش، و عبد اللّه بن يوسف، و محمّد بن المبارك الصوري، و هشام بن عمّار، و رشدين بن سعد، و الوليد بن مسلم، و أبو زيد بن أبي الغمر الفقيه عبد الرّحمن بن زيد المصري، و سلامة بن جوّاس الطائي، و محمّد بن يوسف الفريابي، و أبو النضر إسحاق بن إبراهيم، و أبو عبد الحميد محمّد بن حمير.

ص: 289


1- الكامل لابن عدي 399/6 و 401.
2- الأصل، و د، و «ز»: فيه، و التصويب عن ابن عدي.
3- من هنا إلى آخر الخبر سقط من «ز».
4- تهذيب الكمال 226/18 نقلا عن الدارقطني.
5- ترجمته في تهذيب الكمال 226/18 و تهذيب التهذيب 486/5 و ميزان الاعتدال 139/4 و الكامل لابن عدي 6/ 401 و التاريخ الكبير 336/7 و الجرح و التعديل 384/8.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، أنا أبو القاسم الحنائي، أنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد الحنائي، أنا يعقوب بن أحمد الجصاص، نا القاسم بن هاشم، نا علي بن عيّاش، نا معاوية بن يحيى، أبو مطيع الدمشقي، عن محمّد بن عبد الرّحمن، عن ليث، عن يحيى بن عباد، عن أبي سعيد الخدري قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من علّم آية من كتاب اللّه علمه (1)-أو باب من علم - أنمى اللّه أجره إلى يوم القيامة»[12359].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن مظفّر، نا محمّد ابن خريم، نا هشام بن عمّار، نا معاوية بن يحيى الأطرابلسي، نا الحكم بن عبد اللّه الأيلي، عن القاسم بن محمّد، عن أسماء بنت أبي بكر، عن أم رومان قالت:

[رآني] (2) أبو بكر أتميّل في صلاتي فزجرني زجرة انصرف (3)،ثم قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«إذا قام أحدكم في صلاته فليسكّن أطرافه، و لا يتميّل كما يتميل اليهود»[12360].

غريب، و فيه ثلاثة من الصحابة.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، أنا أبو نعيم الحافظ، نا سليمان بن أحمد، نا أبو الزنباع روح بن الفرج، نا أبو زيد بن أبي الغمر الفقيه، نا أبو مطيع معاوية بن يحيى الدمشقي، عن صفوان بن عمرو، فذكر حديثا.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الفضل بن خيرون.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار.

قالا: أنا أبو القاسم الأزهري، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أنا العبّاس بن العبّاس ابن محمّد بن عبد اللّه بن المغيرة الجوهري، أنا صالح بن أحمد بن محمّد بن حنبل قال: قال أبي: معاوية بن يحيى أبو مطيع.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن

ص: 290


1- كذا بالأصل، و د، و «ز»: «علمه أو باب» و النص شديد الاضطراب، و المعنى قلق.
2- سقطت من الأصل و د، و استدركت عن هامش «ز».
3- كذا بالأصل، و د، و «ز».

السقا، نا محمّد بن يعقوب، نا عبّاس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: معاوية ابن يحيى كنيته أبو مطيع.

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (1):

معاوية بن يحيى أبو مطيع (2) الأطرابلسي الشامي، عن سعيد بن أبي أيوب، روى عنه عبد اللّه بن يوسف.

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب - إذنا - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (3):

معاوية بن يحيى أبو مطيع الأطرابلسي الشامي، روى عن بحير (4) بن سعد، و أرطاة بن المنذر، و سعيد بن أبي أيوب، روى عنه (5) علي بن عيّاش، و سلامة بن جوّاس الطائي، و عبد اللّه بن يوسف التنيسي، و هشام بن عمّار، سمعت أبي يقول ذلك.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني أبو موسى بن النسائي، أخبرني أبي قال: أبو مطيع معاوية بن يحيى.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا البنّا، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنا ابن عمير - قراءة - قال:

ص: 291


1- التاريخ الكبير للبخاري 336/7.
2- قوله «أبو مطيع» سقط من التاريخ الكبير.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 384/8.
4- في الجرح و التعديل أثبت: محمد بن سعد، و بهامشه عن إحدى نسخه: بحير و لكن محققه اختار:«محمد».
5- استدركت على هامش «ز»، و بعدها صح.

سمعت ابن سميع يقول في الطبقة السادسة: أبو مطيع معاوية بن يحيى الأطرابلسي.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر - قراءة عليه - عن أبي طاهر الخطيب، أنا أبو القاسم الصوّاف، أنا أبو بكر المهندس، نا الدولابي قال: أبو مطيع معاوية بن يحيى الأطرابلسي.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو مطيع معاوية بن يحيى الأطرابلسي الشامي، عن أبي محمّد موسى بن عقبة بن أبي عيّاش الأسدي، و أبي عبد اللّه الحكم بن عبد اللّه بن سعد الأيلي، و أبي يحيى سعيد بن أبي أيوب الخزاعي المصري، روى عنه أبو محمّد بقية بن الوليد الكلاعي، و أبو محمّد عبد اللّه ابن يوسف التنيسي، و أبو عبد اللّه محمّد بن المبارك الصوري.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب بن مندة، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمي أبو القاسم عن أبيه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:

معاوية بن يحيى الأطرابلسي، يكنى أبا مطيع، قدم مصر، و كتب عنه و هو غير معاوية ابن يحيى (1) الصّدفي (2) الذي كان بالريّ على بيت المال، يروي عن الزهري (3).

قرأت على أبي الفضل السلامي، عن أبي الفضل المكّي، أنا عبيد اللّه بن سعيد بن حاتم، أنا أبو الحسن الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أحمد بن شعيب، أخبرني أبي، أنا معاوية بن صالح عن يحيى بن معين قال:

معاوية بن يحيى أبو مطيع الأطرابلسي، ليس به بأس (4).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي، عن يحيى بن معين قال:

معاوية بن يحيى الأطرابلسي أقوى من معاوية بن يحيى الصّدفي (5).

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد، أنا حمد - إجازة-.

ص: 292


1- قوله:«بن يحيى» استدرك على هامش «ز».
2- ضبطت عن «ز».
3- تهذيب الكمال 227/18-228.
4- تهذيب الكمال 227/18.
5- تهذيب الكمال 227/18.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):سألت أبي، و أبا زرعة عن أبي مطيع معاوية بن يحيى فقال: صدوق، مستقيم الحديث. و قال أبو زرعة: هو ثقة.

و قال أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الأصبهاني (2) قلت لأبي حاتم: معاوية بن يحيى الأطرابلسي أحبّ إليك أم معاوية بن يحيى الصّدفي؟ فقال: الأطرابلسي أحبّ إليّ.

أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي و غيره، عن أبي إسحاق إبراهيم بن عمر، أنا أبو الحسن محمّد بن العبّاس بن الفرات - إجازة - أنا أبو عبد اللّه محمّد بن العبّاس بن أحمد العصمي، أنا أبو الفضل يعقوب بن إسحاق بن محمود الفقيه، أنا صالح بن محمّد الحافظ قال: معاوية بن يحيى الأطرابلسي، حمصي، من أهل الساحل، صحيح الحديث (3).

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا علي الحافظ يقول (4):أبو مطيع معاوية بن يحيى الأطرابلسي، شامي، ثقة.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد، عن أبي الحسين بن الطّيّوري، أنا الجوهري - قراءة عن أبي عمر بن حيّوية الخزاز، قال: أنا محمّد بن القاسم، نا إبراهيم بن الجنيد قال:

قلت ليحيى: كيف حديث أبي مطيع الأطرابلسي؟ قال: صالح، ليس بذاك القوي (5).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، و ذكر حديثا، ثم قال: لم يرو هذا الحديث غير أبي مطيع معاوية بن يحيى، و هو ضعيف الحديث.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد قال (6):معاوية ابن يحيى أبو مطيع الأطرابلسي في بعض رواياته ما لا يتابع عليه.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو ياسر محمّد بن عبد العزيز الخيّاط، أنا أبو بكر

ص: 293


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 384/8.
2- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 227/18.
3- تهذيب الكمال 227/18.
4- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 227/18.
5- تهذيب الكمال 227/18.
6- رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 403/6.

البرقاني - إجازة - قال: هذا ما وافقت عليه الدارقطني من المتروكين معاوية بن عمرو.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن بطريق، أنا أبو الغنائم محمّد بن علي، و أبو تمام علي بن محمّد - في كتابيهما - عن أبي الحسن الدارقطني قال:

معاوية بن يحيى و قال البرقاني في كتاب غيري ابن يحيى - أبو مطيع الأطرابلسي، يروي عنه الوليد بن مسلم، و شعبة، و هشام بن عروة، و علي بن عيّاش، و قال ابن بطريق:

بقية بدل شعبة، و هشام بن عمّار، و هو الصواب، و زاد: ضعيف.

7534 - معاوية بن يحيى أبو عثمان الشامي

7534 - معاوية بن يحيى أبو عثمان الشامي (1)

روى عن: الأوزاعي.

روى عنه: أحمد بن يونس بن المسيب بن مالك الضبّي، و أبو غسّان مالك بن يحيى السّوسي.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو محمّد الحسن بن أحمد المخلدي، أنا محمّد بن حمدون بن خالد بن يزيد، نا أبو غسّان مالك بن يحيى السوسي، نا معاوية بن يحيى الشامي، عن الأوزاعي.

ح و أخبرنا أبو سعد ناصر بن سهل بن أحمد البغدادي - بنوقان - أنا القاضي أبو سعيد محمّد بن سعيد بن محمّد بن فرخ - زاد الطوسي: نا - أبو محمّد عبد اللّه بن يوسف بن بامويه.

و أخبرنا أبو علي الحسن بن محمّد (2) بن عمر بن أبي بكر، نا أبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذّن، نا أبو محمّد الأصبهاني، أنا أبو بكر أحمد بن سعيد الإخميمي - بمكة حرسها اللّه - نا مالك بن يحيى أبو غسان السوسي.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد أحمد بن إبراهيم المقرئ - إملاء - أنا أبو محمّد عبد اللّه (3) بن يوسف الأصبهاني، أنا أبو بكر الإخميمي، نا مالك بن يحيى - يعني السوسي - نا معاوية بن يحيى، نا عبد الرّحمن بن عمرو الأوزاعي.

ص: 294


1- بالأصل و «ز»: السامي، و المثبت عن د.
2- كذا بالأصل و د، و في «ز»: «الحسن بن عمر بن محمد بن أبي بكر» و مثلها في مشيخة ابن عساكر 45/ب.
3- بالأصل:«عبد» و المثبت عن د، و «ز».

ح و أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو علي الحسن بن حبيب، نا أبو غسّان مالك بن يحيى - بمصر - نا معاوية بن يحيى الشامي أبو عثمان، نا الأوزاعي، عن عبدة بن أبي لبابة، عن عبد اللّه بن عمر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«إن للّه عبادا يخصّهم - و في حديث ابن حمدان: يختصّهم، و قال زاهر في حديث الإخميمي: اختصهم - بالنعم لمنافع العباد، فمن يخل بتلك المنافع - زاد ابن حبيب: عن العباد و قالوا:- نقل اللّه تلك النعم عنهم و حوّلها إلى غيرهم»[12361].

قال معاوية بن يحيى: حدثت بهذا الحديث يزيد بن هارون فقال: لو ذهب إنسان في هذا الحديث إلى خراسان لكان قليلا.

و في حديث ابن حمدون قال معاوية فذكر ذلك ليزيد بن هارون فقال: لو رحل رجل في هذا إلى كذا لما بطلت رحلته.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم الفقيه - بدمشق - أنا أبو الطيّب سلامة بن إسحاق بن محمّد بن داود الآمدي - بميّافارقين، قراءة عليه في منزله - نا أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن العبّاس بن عمر الورّاق - ببغداد - حدّثني أبي، نا أحمد بن يحيى ابن مالك السوسي أبو جعفر، نا معاوية بن يحيى الدمشقي، نا عبد الرّحمن بن عمرو الأوزاعي، عن حسّان بن عطية، عن عبد اللّه بن عمر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من أعان مسلما بكلمة أو مشى معه خطوة حشره اللّه يوم القيامة و أعطاه أجر سبعين شهيدا قتلوا في سبيل اللّه»[12362].

أخبرناه (1) عاليا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه بن كادش، أنا أبو طالب محمّد بن علي بن الفتح الحربي، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين، نا الحسن بن حبيب بن عبد الملك - بدمشق - نا أبو غسّان مالك بن يحيى، نا معاوية بن يحيى، نا الأوزاعي، عن حسّان بن عطية، عن عبد اللّه بن عمر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«من أعان أخاه المسلم بكلمة، أو مشى له خطوة، حشره اللّه عزّ و جلّ يوم القيامة مع الأنبياء و الرسل آمنا، و أعطاه على ذلك أجر سبعين شهيدا قتلوا في سبيل اللّه» (2)[12363].

ص: 295


1- كتب فوقها في «ز»، و د: ملحق.
2- كتب بعدها في «ز»، و د: إلى.

أخبرنا أبو المحاسن عبد الرزّاق بن محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد ابن أبي جعفر الطبسي، أنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن الحسين السلمي، نا أبو العبّاس الأصم، نا أحمد بن يونس بن المسيّب الضبّي - بأصبهان - نا معاوية بن يحيى، نا الأوزاعي، عن حسّان، عن ابن عمر.

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«اتّقوا الحرام في البنيان فإنه أساس الخراب»[12364].

أنبأنا أبو جعفر الهمذاني، أنا الصفّار، أنا ابن منجويه، أنا أبو أحمد قال:

أبو عثمان معاوية بن يحيى الشامي، يروي عن الأوزاعي، روى عنه أبو غسّان مالك بن يحيى السوسي، منكر الحديث.

7535 - معاوية بن يزيد بن حصين بن نمير السكوني

قدم دمشق في الجيش الذي توجّه من حمص للطلب بدم الوليد بن يزيد، فلمّا هزم ذلك الجيش دخل معاوية بن يزيد دمشق، و بايع يزيد الناقص، فولاّه حمص، ثم قدم دمشق مع مروان بن محمّد، فعزله و ولّى غيره.

7536 - معاوية بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان - صخر - بن حرب بن أميّة بن عبد

شمس أبو عبد الرّحمن، و يقال: أبو يزيد، و يقال: أبو ليلى القرشي الأموي (1)

بويع له بالخلافة بعد موت أبيه يزيد في شهر ربيع الأول سنة أربع و ستين.

و كان رجلا صالحا و لم تطل مدته، و أمّه أم هاشم بنت أبي هاشم و يقال: ابنة هاشم، و هما أخوان ابنا عتبة بن ربيعة بن عبد شمس.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل - إجازة-.

قالا: و أنا أبو تمام علي بن محمّد - في كتابه - أنا أبو بكر بن بيري - قراءة-.

أنا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، أنا مصعب قال: معاوية بن يزيد، يكنى أبا

ص: 296


1- ترجمته في الإمامة و السياسة (الفهارس)، و مروج الذهب 88/3 و تاريخ الطبري (الفهارس)، و الكامل لابن الأثير الفهارس، و البداية و النهاية (الفهارس)، و تاريخ الخلفاء للسيوطي و سير الأعلام 139/4 و تاريخ الإسلام(61 - 80) ص 250 و انظر بهامشه أسماء مصادر أخرى كثيرة ترجمته.

ليلى، و هو ولي عهد أبيه، عاش بعده أربعين يوما، و لم يعهد، و له يقول الشاعر (1):

تلقّفها يزيد عن أبيه *** فخذها يا معاوي عن يزيدا

فإن دنياكم بكم اطمأنّت *** فأولوا أهلها خلفا (2) جديدا

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه، قالوا: أنا أبو جعفر المعدّل، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار قال (3):

فولد يزيد بن معاوية: معاوية، و خالدا، و أبا سفيان، و أمّهم أم هاشم (4)،حدّثني محمّد ابن الضحاك الحزامي عن أبيه قال: لما حضرت معاوية بن يزيد الوفاة قيل له: اعهد، قال: لا أتزوّد مرارتها، و أترك لبني أمية حلاوتها.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال:

و من بني أمية ممن يحدّث خالد بن يزيد بن معاوية، و أخوه معاوية، و لم يقع إلينا له رواية.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، عن أبي الحسين الصيرفي، أنا ابن عتّاب، أنا ابن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنا ابن عمير - قراءة-.

قال: سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الثالثة: خالد بن يزيد بن معاوية، و أخوه عبد الرّحمن، و معاوية بن يزيد ضرب عليه عبد الرّحمن - يعني - دحيما، ثم أعاد ذكره فيها، فقال: معاوية بن يزيد بن معاوية.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد، أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن عثمان، نا إسماعيل بن علي بن إسماعيل قال:

ص: 297


1- البيتان في نسب قريش للمصعب الزبيري ص 129 و نسبهما لعبد اللّه بن همام السلولي، الأول في مروج الذهب 66/3 و معه آخر، منسوبين إلى عبد اللّه بن همام السلولي أيضا.
2- كذا رسمها بالأصل و د، و في «ز»: خلقا، و فتحة فوق الخاء، و في نسب قريش: خلقا سديدا.
3- الخبر في نسب قريش للمصعب الزبيري ص 138.
4- الذي في نسب قريش: أم هاشم بنت أبي هاشم بن عتبة بن ربيعة.

معاوية بن يزيد بن معاوية، و أمّه أم هاشم بنت هاشم بن عتبة بن ربيعة، و كنيته أبو عبد الرّحمن، ولاّه أبوه العهد في حياته، فولي بعده.

أنبأنا أبو جعفر الهمذاني (1)،أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي، أنا محمّد بن محمّد قال:

أبو عبد الرّحمن معاوية بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن حرب القرشي الأموي، تولى الخلافة بعد أبيه يزيد بن معاوية، على ما ذكر.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد، عن عمّه يعقوب بن إبراهيم قال:

و أمّ معاوية بن يزيد بن معاوية: أمّ هشام ابنة أبي (2) هاشم (3) بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، و أمّها فاطمة بنت عبيد بن السباق بن سفيان بن قمير بن عمير بن عامر بن خثعم.

[قال ابن عساكر:] كذا قال، و الصواب: أم هاشم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن الحمّامي، أنا علي ابن أحمد بن أبي قيس.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن محمّد بن عبد العزيز، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عمر بن الحسن.

قالا: نا ابن أبي الدنيا، حدّثني عبيد اللّه بن جرير العتكي، نا المغيرة بن إسحاق، عن وهب - زاد ابن السمرقندي: ابن جرير - عن أبيه أن أم - و قال ابن السمرقندي: قال:

أم - معاوية بن يزيد أم هاشم بنت هاشم بن حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى، نا خليفة قال:

و أمّ معاوية بن يزيد بن معاوية فاختة بنت أبي هاشم بن عتبة بن ربيعة.

ص: 298


1- في «ز»: الهمداني، بالدال المهملة.
2- قوله:«أبي» كتبت فوق الكلام.
3- تحرفت بالأصل إلى: هشام، و المثبت عن د، و «ز».

أخبرنا أبو محمّد بن الآبنوسي - في كتابه - ثم أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي قال:

ولد أبو هاشم بن عتبة: عبد اللّه، و أم حبيب، و أم خالد، و كانت أم حبيب عند يزيد بن معاوية، فولدت له معاوية، و عبد اللّه، ثم خلف على أختها أم خالد بنت أبي هاشم فولدت له خالد بن يزيد بن معاوية.

ذكر أبو العباس أحمد بن يونس بن المسيّب الضبّي:

أن معاوية بن يزيد ولد سنة ثلاث و أربعين، و ذكر سعيد بن محمّد بن عفير: أنه كان أبيض، قضيفا (1)،حسن الوجه [دقيقه] (2).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا ابن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن جنيقا، أنا إسماعيل بن علي الخطبي (3) قال:

و رأيت في بعض الكتب صفته: أنه كان رجلا أبيض، شديد البياض، كثير الشعر، كبير العينين، جعد الشعر، أقنى الأنف، مدور الرأس، جميل الوجه من الرجال، حسن الجسم (4).

قال: و أنا الخطبي، أنا محمّد بن حيان - يعني: القاضي - حدّثني أبو طالب القطّان عن معاوية بن صالح، عن أبي غسّان، عن معمر بن مثنّى، عن سعيد بن ثروان مولى عباد بن زياد.

أن يزيد بن معاوية استخلف ابنه معاوية بن يزيد، فولي، ثلاثة أشهر، فلم يخرج إلى الناس، و لم يزل مريضا (5)،و الضحّاك بن قيس يصلّي بالناس، فقيل له: اعهد، فقال: لا، يسألني اللّه عن ذلك، و لكن إذا متّ فليصلّ للناس الوليد بن عتبة، و الضحّاك بن قيس حتى يقوم بالخلافة قائم.

ص: 299


1- بالأصل و د، و «ز»: قصيفا بالصاد المهملة، و لعل الصواب ما أثبت، جاء في القاموس: القضف: النحافة، و هو قضيف.
2- زيادة عن د، و «ز».
3- ضبطت عن اللباب بضم الخاء المعجمة و فتح الطاء المهملة، و هذه النسبة إلى الخطب و إنشائها.
4- تاريخ الإسلام(61-80) ص 251.
5- كذا بالأصل، و د، و «ز»، و لم يرد في الطبري و لا في الكامل لابن الأثير و لا في مروج الذهب أنه كان مريضا.

قال معمر: و قال قوم: ولي أربعين يوما، و قال عرافة: عشرين يوما.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا أصحابنا، عن وهب بن جرير، نا أبي.

أن يزيد بن معاوية كان استخلف معاوية بن يزيد، فولي شهرين ثم مات، فلمّا حضرته الوفاة قيل له: لو استخلفت، قال: كفلتها حياتي، فأتضمّنها بعد موتي، فأبى أن يستخلف (1).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن أبي قيس.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن محمّد، أنا ابن بشران، أنا عمر ابن الحسن قالا: نا ابن أبي الدنيا، نا أبو خيثمة - و قال ابن الأكفاني: قال:- قال أبو خيثمة:

نا وهب بن جرير، عن أبيه أن معاوية بن يزيد ولي شهرين، ثم مات، فأرادوه على أن يستخلف، فقال: ضمنت أمركم حياتي، و أ تضمّنه بعد موتي؟ قال: و كان لا بأس به.

قال: و أخبرني العباس بن هشام - و قال الأكفاني: عباس بن هشام - عن أبيه قال:

بويع لمعاوية بن يزيد بن معاوية بعد أبيه بالشام، فمكث أربعين ليلة، ثم مات.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال (2):سمعت أبا مسهر يقول:

عهد يزيد بن معاوية من بعده لمعاوية بن يزيد، فأقام أربعين يوما، فلمّا حضرته الوفاة قيل له: أ لا تعهد؟ قال: ما أصبت من حلاوتها ما أتحمّل مرارتها.

قال أبو زرعة: فمعاوية، و عبد الرّحمن، و خالد إخوة، و كانوا من صالحي القوم.

ص: 300


1- ليس في المعرفة و التاريخ المطبوع ليعقوب بن سفيان، و نقله عن جرير بن حازم الذهبي في تاريخ الإسلام(61 - 80) ص 251.
2- الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 358/1.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا محمّد بن الحسن قال: قال أبو حفص الفلاّس:

و بلغ - يعني - يزيد لابنه معاوية بن يزيد، فملك أربعين ليلة ثم مات، فلمّا حضرته الوفاة قالوا: بايع لرجل، فقال: ما أصبت من دنياكم بشيء فأتقلد مأثمها، فمات و لم يبايع لأحد.

قال أبو حفص: و سمعت شيخا من أهل العلم يقول: قال عبد اللّه بن همّام البلوي السّلولي:

تلقّاها يزيد عن أبيه *** فدونكها معاوي عن يزيدا

أديروها بني حرب عليكم *** و لا ترموا بها العرض البعيدا

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (1):

و استخلف - يعني - يزيد بن معاوية ابنه معاوية بن يزيد بن معاوية فأقرّ عمال أبيه و لم يولّ أحدا، و لم يزل مريضا حتى مات و هو ابن احدى (2) و عشرين سنة، و يقال: عشرين سنة، و صلّى عليه الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، و كانت ولايته نحوا من شهر و نصف.

قال: و نا خليفة، قال: و حدّثني رجل من ولد مروان بن معاوية، قال: مات بعد أبيه بأربعين يوما، و هو ابن ثمان عشرة سنة.

قال: و نا وهب بن جرير، عن أبيه قال: ولي شهرين.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن جنيقا، أنا الخطبي، أنا محمّد بن موسى البربري، عن محمّد بن أبي السري قال:

بويع أبو عبد الرّحمن معاوية بن يزيد بالشام في شهر ربيع الأول سنة أربع و ستين، فمكث أربعين يوما إلى أن جاءته البيعة، و قال بعضهم: ستين ليلة، و توفي و هو ابن إحدى و عشرين سنة، و كانت ولايته ثلاثة أشهر و عشرين يوما.

أنبأنا أبو علي محمّد بن سعيد بن إبراهيم، ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد المحاملي.

ص: 301


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 255.
2- بالأصل، و د، و «ز»: «أحد» و المثبت عن تاريخ خليفة.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الفضل بن خيرون، قالا: أنا أبو علي بن شاذان.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا طراد بن محمّد، و أبو محمّد التميمي، قالا: أنا أبو بكر بن وصيف، قالا: نا أبو بكر الشافعي، نا عمر بن حفص، نا محمّد بن يزيد قال:

و استخلف معاوية بن يزيد بن معاوية ثلاثة أشهر، و يقال: أربعين يوما أو نحوها، و كنيته أبو يزيد، و أم معاوية أم عبد اللّه بنت أبي هاشم بن عتبة بن ربيعة، قال أبو بكر: و توفي و له تسع عشرة سنة، و يقال: عشرون سنة، و صلّى عليه عثمان بن عنبسة بن أبي سفيان (1).

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد قال:

و قد كان - يعني - يزيد بن معاوية (2) عهد لابنه معاوية بن يزيد بالعهد بعده، فبايع له الناس و ابنه بيعة الآفاق إلاّ ما كان من ابن الزبير و أهل مكة، فولي ثلاثة أشهر، و يقال: أربعين ليلة، و لم يزل في البيت لم يخرج إلى الناس (3)،كان مريضا، فكان يأمر الضحّاك بن قيس الفهري يصلّي بالناس بدمشق، فلما ثقل معاوية بن يزيد قيل له: لو عهدت إلى رجل عهدا أو استخلفت خليفة، فقال: و اللّه ما نفعتني حيا، فأتقلدها ميتا، و إن كان خيرا فقد استكثر إلى أبي سفيان، لا يذهب بنو أمية بحلاوتها و أتقلد مرارتها، و اللّه، لا يسألني اللّه عن ذلك أبدا، و لكن إذا متّ فليصلّ عليّ الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، و ليصلّ بالناس الضحّاك بن قيس، فلما دفن معاوية بن يزيد قام مروان على قبره فقال: أ تدرون من دفنتم؟ قالوا: معاوية بن يزيد، فقال: هذا أبو ليلى (4)،فقال (5):أزنم الفزاري (6):

إني أرى فتنة تغلي مراجلها (7) *** و الملك بعد أبي ليلى لمن غلبا

ص: 302


1- و ذكر ابن قتيبة في الإمامة و السياسة 18/2 أن عثمان بن عنبسة أبى أن يصلي بالناس بعد موت معاوية.
2- رواه البلاذري في أنساب الأشراف 379/5 (طبعة دار الفكر).
3- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن د، و «ز»، و أنساب الأشراف.
4- هذه الكنية للمستضعف من العرب، قاله المسعودي في مروج الذهب 88/3 و في أنساب الأشراف 380/5 أنه كان ركيكا لينا فكني أبا ليلى، و هي كنية كل ضعيف.
5- مكررة بالأصل.
6- البيت في مروج الذهب 88/3 و أنساب الأشراف 379/5 و نسبة إلى بعض بني فزارة، و البداية و النهاية 261/8 و المعارف ص 154 و عجزه في الإمامة و السياسة 18/2.
7- صدره في أنساب الأشراف: لا تخد عن فإن الأمر مختلف.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا ابن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب قال:

و مات معاوية بن يزيد في طاعون كان وقع في الشام (1)،و جهد به مروان أن يجعل لهم عهدا، فأبى و لما توفي صلّى عليه الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، و دفن، فقال مروان و تمثل بمثل قد قيل:

هذا أبو ليلى قد ذهب *** فالملك بعد أبي ليلى لمن غلب

قال: و كان كما قال مروان، فوثب مروان بأهل الشام على الأمة و استعلى (2) ابن الزبير، و خرج القرّاء و الخوارج بالبصرة عليهم نافع بن الأزرق، و خرج نجدة بن عامر الحنفي باليمامة، و خرج بنو ماحوز (3) إلى الأهواز و فارس.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد بن أبي مسلم، أنا عثمان بن أحمد بن السمّاك، نا إسحاق بن إبراهيم بن سنين، نا أحمد بن محمّد بن أبي يعقوب، عن محمّد بن المبارك قال:

كان نقش خاتم معاوية بن يزيد: باللّه يثق معاوية.

أخبرنا أبو محمّد السلمي، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا محمّد بن يحيى ابن إسماعيل، عن ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن ابن معتب قال:

نجد في كتاب أن خلافة معاوية بن يزيد بن معاوية أربعين ليلة، سلام عليك إنّك لمن الصالحين، قال ابن لهيعة: و سألته أمه بثدييها أن يستخلف أخاه خالد بن يزيد بن معاوية فأبى، و قال: لا أتحمّلها حيّا و ميتا.

ص: 303


1- هذا القول ذهب إليه أيضا ابن قتيبة في الإمامة و السياسة 18/2، و ذكره أيضا المسعودي في مروج الذهب 89/3.
2- بدون إعجام بالأصل و د، و رسمها:«و؟؟؟ سعلا» و في «ز»: و يستعلى و فوقها ضبة، و المثبت عن المختصر.
3- تقرأ بالأصل و د، و «ز»: «ماخور» و الصواب ما أثبت، و المعروف بالمأخور هو بشير بن يزيد، و أولاده من أمراء و قواد الخوارج الأزارقة.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه قالا: أنا ابن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد - إجازة-.

ح قالا: و أنا أبو تمام - في كتابه - أنا أحمد - قراءة-.

أنا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، نا أبي، نا وهب بن جرير، نا أبي.

أنّ يزيد كان استخلف معاوية بن يزيد أراه قال: فعاش شهرين، ثم مات، فلمّا حضرته الوفاة قيل له: استخلف، قال: كفيتها حيّا و أ تضمّنها بعد موتي؟! (1).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال: قال أبي:

و ولّي معاوية بن يزيد شهرين، و قال بعض الناس: أربعين يوما، قال أبي: و سمعت أبي يقول: قيل لمعاوية بن يزيد: لو استخلفت، قال: لم أذق من حلوها (2) و احلا؟؟؟ (3) مرّها، و مات و هو ابن إحدى و عشرين سنة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن علي بن أحمد، أنا علي بن أحمد بن أبي قيس.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن محمّد بن عبد العزيز، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عمر بن الحسن.

قالا: نا ابن أبي الدنيا، حدّثني أبو عبد اللّه العجلي - يعني - الحسين بن علي بن الأسود، نا عمرو بن محمّد، عن أبي معشر قال:

كانت خلافة معاوية بن يزيد - زاد الأكفاني: ابن معاوية - أربعين ليلة، و مات و هو ابن عشرين سنة.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبي أبو يعلى.

أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد قال: قرأت على علي بن عمرو، حدّثكم الهيثم بن عدي قال:

ص: 304


1- أنساب الأشراف 380/5-381.
2- الأصل:«حلو» و المثبت عن د، و «ز».
3- كذا رسمها بالأصل، و د، و «ز».

و هلك معاوية بن يزيد و هو ابن إحدى و عشرين سنة، و ولّي أربعين ليلة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال: و نا ابن الكلبي، عن عوانة قال: ولي أربعين يوما، و مات و هو ابن خمس عشرة سنة، و صلّى عليه أخوه خالد بن يزيد (1).

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم السلماسي، أنا نعمة اللّه بن محمّد المرندي (2)،نا أبو مسعود البجلي، نا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنا أبو الحسن سفيان بن محمّد، حدّثني عمي أبو بكر، نا محمّد بن علي ابن عمّ روّاد بن الجرّاح، عن محمّد بن إسحاق قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: ثم ولي معاوية بن يزيد أربعة أشهر.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن جنيقا، أنا إسماعيل بن علي قال:

رأيت في بعض الكتب أنه توفي و له ثلاث و عشرون سنة، و ثمانية عشر يوما.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال:

و فيها - يعني - سنة أربع و ستين مات يزيد بن معاوية للنصف من شهر ربيع الأول، و بويع ابنه معاوية بن يزيد، فعاش أربعين يوما ثم مات، و قيل له لمّا حضرته الوفاة: لو استخلفت، فقال: كفيتها حيا و أتضمّنها ميتا، مات معاوية و هو ابن إحدى و عشرين سنة.

7537 - معاوية بن يزيد بن المهلّب بن أبي صفرة الأزدي

7537 - معاوية (3) بن يزيد بن المهلّب بن أبي صفرة الأزدي (4)

وفد مع أبيه على عمر بن عبد العزيز، و سجنه معه، فلما ثقل عمر بن عبد العزيز هرب يزيد (5) و معاوية بن السجن و لحقا بالعراق، فلمّا غلب أبوه يزيد على البصرة استخلف معاوية على واسط، و توجّه نحو العقر (6) فلمّا بلغه قتلة أبيه قتل من كان معه من أسارى أهل الشام

ص: 305


1- ليس في تاريخ خليفة بن خيّاط المطبوع الذي بين يدي (ت. العمري).
2- في «ز»: المرثدي.
3- سقطت ترجمته بكاملها من «ز».
4- جمهرة ابن حزم ص 368.
5- راجع مروج الذهب 243/3.
6- العقر بفتح أوله و سكون ثانيه، في عدة مواضع، و المراد هنا عقر بابل قرب كربلاء من الكوفة (راجع معجم البلدان).

و غيرهم، و خرج عن واسط ليلا بعد أن أحرق جسرها و لحق هو و جماعة من أهل بيته بناحية سجستان فقتلوا بها في إمارة يزيد بن عبد الملك.

ذكر ذلك عوانة بن الحكم فيما حكاه أبو محمّد عبد اللّه بن سعد القطربلي فيما قرأته بخطه.

7538 - معاوية بن يزيد بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي

و يعرف يزيد بالأفقم، له ذكر.

7539 - معاوية مولى مسلمة بن هشام بن عبد الملك بن مروان

من أهل دمشق، له ذكر في كتاب أحمد بن حميد بن أبي العجائز.

ذكر من اسمه معبد

7540 - معبد بن جمعة بن حيد بن معان، و يقال: ابن خاقان

7540 - معبد بن جمعة بن حيد (1) بن معان، و يقال: ابن خاقان

أبو شافع الطبري الروياني المطوعي (2)

رحّال.

سمع بمصر: أبا عبد الرّحمن النسوي، و إسحاق بن إبراهيم المنجنيقي، و منصور بن إسماعيل الفقيه، و القاسم بن عبد اللّه بن مهدي، و محمّد بن الحسن بن قتيبة، و الوليد بن حمّاد - بالرملة - و بالجزيرة أبا يعلى الموصلي، و ببغداد: يوسف بن يعقوب القاضي، و بالكوفة: محمّد بن عبد اللّه مطينا (3)،و بالبصرة: أبا خليفة الجمحي، و بالريّ: محمّد بن أيوب بن الضريس البجلي، و بجرجان: عمران بن موسى السختياني.

روى عنه: الحاكم أبو عبد اللّه، و أبو بكر بن أبي الحسن الدقاق.

و اجتاز بدمشق أو بساحلها في رجب (4).

أخبرنا (5) أبو منصور بن خيرون، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (6)،

ص: 306


1- بالأصل و د: خد، و في «ز»: خالد، و المثبت عن تاريخ جرجان.
2- ترجمته في ميزان الاعتدال 140/4 و تاريخ جرجان ص 475 رقم 951.
3- في «ز»: مطيبا و فوقها ضبة.
4- رسمها:«نوحه؟؟؟» في د، و فوقها ضبة.
5- فوقها ضبة في د.
6- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 377/13 في ترجمة أبي حنيفة النعمان بن ثابت.

نا أبو طالب يحيى بن علي بن الطيب الدسكري - لفظا بحلوان - أنا أبو يعقوب يوسف بن موسى (1) بن إبراهيم السهمي - بجرجان - نا أبو شافع معبد بن جمعة الروياني، نا أحمد بن هشام بن طويل قال: سمعت القاسم بن عثمان يقول: مرّ أبو حنيفة بسكران يبول قائما، فقال (2) أبو حنيفة: لو بلت جالسا، قال: فنظرني وجهه و قال: أ لا (3)[تمر] (4) يا مرجئ؟ قال له أبو حنيفة: هذا جزائي منك؟[صيرت (5) إيمانك ك] إيمان جبريل.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

معبد بن جمعة بن خاقان الأديب المطوعي الشاعر، و كان من أهل طبرستان، سكن جرجان، و كان أكثر مقامه بنيسابور، و مشايخنا المتقدمون له مكرمين، و كان من الغرباء الرحّالة، و أكثر المقام بالعراقين، أكثر روايته عن عمران بن موسى و طبقته، و ببغداد: عن يوسف القاضي و طبقته، و بالكوفة من مطيّن و طبقته، و بالبصرة عن أبي حليفة و طبقتهم، و بالجزيرة: عن أبي يعلى و طبقته، و بمصر عن أبي عبد الرّحمن النسائي و طبقته، و بالشام عن الوليد بن حمّاد الرملي و طبقته، و يخالف في حديثه، توفي أبو شافع بجرجان سنة إحدى و أربعين و ثلاثمائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف قال (6):أبو شافع معبد بن جمعة بن حيد (7) بن معان (8) الروياني الشاعر، سكن جرجان، و كان جوّالا، كتب الكثير، و دخل الشام و مصر، روى عن محمّد بن أيوب الرّازي، و محمّد ابن قتيبة، و القاسم بن عبد اللّه بن مهدي، حدّثنا عنه جماعة.

ص: 307


1- في تاريخ بغداد: يوسف بن إبراهيم بن موسى بن إبراهيم السهمي.
2- بالأصل و د، و «ز»: قال، و المثبت عن تاريخ بغداد.
3- بالأصل و د، و «ز»: لا، و المثبت عن تاريخ بغداد.
4- مكانها بياض بالأصل و د، و «ز»، و المثبت عن تاريخ بغداد.
5- في د، و «ز»: «ضرب» و رسمها بالأصل:«صرب» و المثبت عن تاريخ بغداد، و بعدها بالأصل و د، و «ز» بياض، و الزيادة المثبتة بين معكوفتين عن تاريخ بغداد.
6- رواه حمزة السهمي في تاريخ جرجان ص 475 رقم 951.
7- بالأصل و د، و «ز»: هنا» حد» و المثبت عن تاريخ جرجان.
8- في تاريخ جرجان: مغان بالغين المعجمة.

سمعت أبا زرعة محمّد بن يوسف الجنيدي (1) يقول: كان أبو شافع اسمه و اسم أبيه و اسم جده غير ما ذكر، هو غيّر أساميهم، و كان ثقة في الحديث، إلاّ أنه كان يشرب المسكر.

قال (2) في موضع آخر: سألت أبا زرعة محمّد بن يوسف الكتبي عن أبي شافع معبد بن جمعة فقال: هو وضع كنيته و اسمه و اسم أبيه و اسم جده، و اسم جد جده، و كتب أحاديث مناكير و رحل إلى الشام، قبل ابن عدي، و أدرك محمّد بن أيوب الرازي، و معبد كان يعرف بعبد اللّه بن نصر السري الطبري، رحمه اللّه تعالى.

7541 - معبد بن خالد بن ربيعة بن مرّ بن حارثة بن ناضرة ابن عمرو

7541 - معبد بن خالد بن ربيعة بن مرّ (3) بن حارثة بن ناضرة ابن عمرو

ابن سعد (4) بن علي بن رهم بن رباح بن يشكر بن عدوان (5) بن عمرو

ابن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار أبو القاسم الجدلي (6)(7)

و جديلة بنت مر بن أدّ بن طابخة، و هي أم يشكر.

ذكر أبو محمّد بن حزم الأندلسي (8).

أنه كان ناسكا من أهل الشام، جعله عبد الملك بن مروان على قطع الميرة عن ابن الزبير، و أهل مكة ثم سكن معبد الكوفة.

و حدّث عن أبي سريحة حذيفة بن أسيد، و حارثة بن وهب، و النعمان بن بشير ...... (9).

ص: 308


1- بدون إعجام بالأصل و د، و المثبت عن «ز»، و تاريخ جرجان.
2- القائل: حمزة بن يوسف السهمي، و لم أعثر على الخبر في تاريخ جرجان.
3- كذا بالأصل، و في د:«مرس» و في «ز»: «مزين» و في تهذيب الكمال: مزين و يقال مري، و في تهذيب التهذيب: مرير، تقريب التهذيب: مرير براء مصغرا.
4- في تهذيب الكمال: سعيد.
5- بالأصل و «ز»: غزوان، و بدون إعجام في د، و المثبت عن تهذيب الكمال.
6- الجدلي: بجيم و مهملة مفتوحتين، من جديلة قيس (تقريب التهذيب).
7- ترجمته في تهذيب الكمال 229/18 و تهذيب التهذيب 487/5 و تقريب التهذيب 261/2 و سير أعلام النبلاء 5/ 205 و التاريخ الكبير 399/7 و الجرح و التعديل 280/8 و شذرات الذهب 156/1.
8- جمهرة ابن حزم ص 244.
9- بياض بالأصل، و د، أكثر من ورقة و الكلام متصل في «ز»، و بعد كلمة بشير علامة تحويل إلى الهامش و كتب على الهامش: هنا سقطة.

[قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين:] (1)[أخبرني (2) أحمد بن عبيد اللّه بن عمار قال: حدثني يعقوب بن نعيم قال: حدثنا أحمد بن عبيد أبو عصيدة، قال: أخبرني محمد بن زياد الزيادي، و أخبرني به أحمد بن عبد العزيز الجوهري قال: حدثني عمر بن شبة و لم يسند إلى أحد و روايته أتم:

أن عبد الملك بن مروان لما قدم الكوفة بعد قتله مصعب بن الزبير جلس لعرض أحياء العرب - و قال عمر بن شبة: إن مصعب بن الزبير كان صاحب هذه القصة - فقام إليه معبد بن خالد الجدلي، و كان قصيرا دميما، فتقدمه إليه رجل منا حسن الهيئة، قال معبد: فنظر عبد الملك إلى الرجل و قال: ممن أنت؟ فسكت و لم يقل شيئا و كان منا، فقلت من خلفه: نحن يا أمير المؤمنين من جديلة، فأقبل على الرجل و تركني، فقال: من أيكم ذو الأصبع؟ قال الرجل: لا أدري]، قلت: كان عدوانيا. فأقبل على الرجل و تركني [و قال: لم سمي ذا الأصبع؟ قال الرجل: لا أدري؛ فقلت: نهشته حية في إصبعه فيبست، فأقبل على الرجل و تركني]، و قال: و بم كان يسمى قبل ذلك؟ قال الرجل لا أدري، قلت: كان يسمى حرثان، فأقبل على الرجل و تركني،[فقال: من أي عدوان كان؟ فقلت من خلفه: من بني ناج الذي قال فيهم الشاعر:

و أما بنو ناج فلا تذكرنهم *** و لا تتبعن عينيك ما كان هالكا

إذا قلت معروفا لأصلح بينهم *** يقول وهيب لا أسالم ذلكا

فأضحى كظهر الفحل جب سنامه *** يدب إلى الأعداء أحدب باركا]

فأقبل على الرجل و تركني، فقال أنشدني:

عذير الحي من عدوان (3)

فقال الرجل: لست أرويها، فقلت يا أمير المؤمنين، إن شئت أنشدتك، قال: ادن مني، فإني أراك بقومك عالما، فأنشدته:

ص: 309


1- رممنا الخبر عن الأغاني 91/3 من ترجمة ذي الاصبع العدواني. و هذه الزيادة منا قياسا إلى أسانيد مماثلة.
2- ما بين معكوفتين استدرك عن الأغاني، فقد وصلنا إلى أن القسم الأخير الموجود من الخبر في الأصل، و د، و «ز» مأخوذ عن الأغاني. و انظر تهذيب الكمال 230/18.
3- تمامه في الأغاني 89/3: عذير الحي من عدوا ن كانوا حية الأرض

و ليس المرء في شيء *** من الإبرام و النقض (1)

أخبرنا (2) بهذه القصة أتم من هذا أبو محمّد بن الأكفاني (3) أن عبد العزيز بن أحمد أجاز لهم، أنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، أنا محمّد بن عبد اللّه الربعي، أنا عبد اللّه بن أحمد الفرغاني، نا محمّد بن جرير الطبري (4)،حدّثني عمر بن شبّة، حدّثني علي بن محمّد، حدّثني القاسم بن معن و غيره: أن معبد بن خالد الجدلي قال: ثم تقدمنا إليه معشر عدوان - يعني إلى عبد الملك بن مروان بعد قتل مصعب - قال: فقدّمنا رجلا و سيما، جميلا، و تأخّرت - و كان معبد دميما - فقال عبد الملك: من، فقال الكاتب: عدوان، فقال عبد الملك:

عذير الحيّ من عدوا *** ن كانوا جنّة (5) الأرض

بغى بعضهم بعضا *** فلم يرعوا على بعض

و منهم كانت السادا *** ت و الموفون بالقرص

ثم أقبل على الجميل فقال: إيه، فقال: لا أدري، فقلت من خلفه:

و منهم حكم يقضي *** فلا ينقض ما يقضي

و منهم من يجيز الحج (6) *** بالسّنّة و الفرض (7)

قال: ثم تركني عبد الملك و أقبل [على] (8) الجميل، فقال: من يقول هذا؟ فقال: لا أدري، فقلت من خلفه: ذو الأصبع، فأقبل على الجميل و قال: لم سمّي ذا (9) الأصبع؟ قال:

لا أدري، قلت من خلفه: لأن حيّة عضّت إصبعه فقطعتها، فأقبل على الجميل فقال: ما كان

ص: 310


1- من قصيدة، في الأغاني 92/3.
2- كتب فوقها في «ز»، و د: ملحق.
3- بعدها بياض في «ز». و كتب على هامشها: بياض بالأصل، و لا نقص فيها و عبارتها موافقة لما في الأصل و د.
4- الخبر و الأبيات في تاريخ الطبري 163/6 حوادث سنة 71 و نقله المزي في تهذيب الكمال 230/18-231 عن الطبري.
5- كذا بالأصل و د، و «ز»، و في الطبري: حية.
6- في الأغاني 92/3 الناس، و قال أبو الفرج 93/3 و قوله:«و منهم من يجيز الناس» فإن إجازة الحج كانت لخزاعة فأخذتها منهم عدوان فصارت إلى رجل منهم يقال له أبو سيارة.
7- بعدها بيت ثالث في «ز»، و لم يكتب منه إلاّ الكلمة الأولى «و منهم» و ترك باقي البيت بياض. و البيت في الطبري، برواية: و هم مذ ولدوا شبوا بسرّ النسب المحض
8- زيادة عن «ز»، و د، و الطبري.
9- بالأصل و د، و «ز»: ذو، و المثبت عن الطبري.

اسمه؟ فقال: لا أدري، فقلت من خلفه: حرثان بن الحارث، فأقبل على الجميل فقال: من أيكم كان؟ قال: لا أدري، فقلت: من خلفه: من بني ناج،[فقال:]:

أبعد بني ناج و سعيك بينهم *** فلا [تتبعن عينيك] (1) من كان هالكا

إذا قلت معروفا لأصلح بينهم *** يقول وهيب: لا أصالح هالكا (2)

فأضحى كظهر العير جبّ سنامه *** يطيف به الولدان أحدب تاركا

ثم أقبل على الجميل فقال: كم عطاؤك؟ فقال: سبع مائة، فقال لي: في كم أنت؟ قلت: في ثلاثمائة، فأقبل على الكاتبين فقال: حطّا من عطاء هذا أربع مائة، و زيداها في عطاء هذا، فرجعت و أنا في سبع مائة، و هو في ثلاثمائة.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه قال: سمعت طلق بن غنام قال:

مات معبد بن خالد في ولاية خالد، و ولي خالد سنة ست و عزل سنة عشرين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو جعفر محمّد بن علي الوكيل، قالا: أنا أبو محمّد الصريفيني، نا ابن حبابة، نا البغوي، نا ابن هانئ، نا أحمد بن حنبل قال: سمعت طلق النخعي قال:

مات معبد في ولاية خالد، و ولي خالد سنة ست، و توفي سنة عشرين.

قال: و نا البغوي، نا العبّاس بن محمّد، نا أبو مسلم، نا طلق بن غنام، نا محمّد بن عمر الأسدي قال:

مات معبد بن خالد في سلطان خالد بن عبد اللّه القسري سنة ثمان عشرة و مائة.

و هكذا رواه محمّد بن سعد عن طلق بن غنّام عن محمّد بن عمر (3).

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو العباس، نا أبو القاسم بن الأشقر، نا البخاري قال: و قال طلق النخعي: مات معبد بن خالد الجدلي (4)،

ص: 311


1- بياض بالأصل و د، و «ز»، و الزيادة عن الطبري.
2- الطبري و الأغاني: ذلكا.
3- طبقات ابن سعد 318/6 و نقلا عن ابن سعد في تهذيب الكمال 231/18.
4- في د: الجذلي.

و يقال: القسري (1) الكوفي القاضي في ولاية خالد، و ولي خالد سنة ست و عزل سنة عشرين و مائة.

و قال ابن معين (2):معبد من أقدم شيخ لسفيان موتا.

و قال محمّد: عمرو بن مرة أقدم موتا من معبد بن خالد، عمرو مات سنة ست عشرة و مائة، و مات معبد بن خالد سنة ثمان عشرة و مائة.

7542 - معبد بن عبد اللّه بن عويمر، و يقال: معبد بن خالد، و يقال: معبد بن عبد

اللّه بن عكيم الذي روى حديث الدّباع - الجهني (3)

من أهل البصرة، كان من الفقهاء، و هو أوّل من تكلم في القدر بالبصرة.

روى عن: عمران بن حصين، و الحسن [بن علي بن أبي طالب] (4)،و عمر بن الخطاب مرسلا، و عثمان بن عفّان، و حمران بن أبان، و ابن عمر، و ابن عبّاس، و الحارث بن عبد اللّه الجهني، و يقال:[البجلي] (5).

روى عنه: قتادة، و مالك بن دينار، و عوف الأعرابي، و معاوية بن قرّة المزني (6)، و زيد بن رفيع.

و استقدمه عبد الملك بن مروان دمشق لينفذه إلى ملك الروم، ثم جعله مع ابنه سعيد بن عبد الملك يؤدّبه و يعلّمه (7).

أخبرنا أبو سعد محمّد بن أحمد بن محمّد بن الخليل، أنا خالي أبو الفضل محمّد بن أحمد بن أبي الحسن العارف، أنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصيرفي، أنا أبو عبد اللّه محمّد ابن عبد اللّه الأصبهاني الصفّار، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني الحسين بن بحر أبو عبد

ص: 312


1- مكانها بياض في «ز».
2- رواه المزي في تهذيب الكمال 231/18 نقلا عن ابن معين.
3- ترجمته في ميزان الاعتدال 141/4 و سير الأعلام 185/4 و التاريخ الكبير 399/7 و تهذيب التهذيب 489/5 و تهذيب الكمال 238/18 و الجرح و التعديل 280/8.
4- زيادة لازمة للإيضاح عن تهذيب الكمال.
5- بياض بالأصل و د، و «ز»، بمقدار لفظة، و المثبت عن تهذيب الكمال، و ذكر فيه أسماء أخرى روى عنهم معبد.
6- تقرأ في د، و «ز»: المري.
7- تهذيب الكمال 239/18 نقلا عن ابن عساكر.

اللّه الأهوازي، نا علي بن بحر بن بري، نا الفضل بن حمّاد الأزدي، عن عبد اللّه بن عمران، عن مالك بن دينار، عن معبد الجهني، عن عثمان بن عفّان قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«الحمّى حظ المؤمن من النار يوم القيامة»[12365].

أخبرنا أبو نصر بن رضوان، و أبو علي بن السبط، و أبو غالب بن البنّا، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا بشر بن موسى، نا هوذة بن خليفة، نا عوف، عن معبد الجهني، حدّثني حمران قال:

كنت عند عثمان، فدعا بوضوء، فتوضّأ، فلما فرغ قال: توضأ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كما توضأت، ثم تبسّم فقال:«هل تدرون ممّ ضحكت؟» فقلنا: اللّه و رسوله أعلم، قال:«إنّ العبد المسلم إذا توضّأ فأتمّ وضوءه، ثم دخل في صلاته فأتمّ صلاته، خرج من صلاته كما يخرج من بطن أمه من الذنوب»[12366].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن كرتيلا، أنا محمّد بن علي الخيّاط المقرئ، أنا أحمد بن عبد اللّه بن الخضر، أنا أبو جعفر أحمد بن أبي طالب، أنا أبي، أنا محمّد بن مروان القرشي، نا محمّد بن زياد بن عبيد اللّه بن الربيع بن زياد، أنا عبد الوارث بن شعبة، نا سهم الفرائضي قال:

كتب عبد الملك بن مروان إلى الحجّاج بن يوسف: أن ابعث إليّ رجلا عالما أبعثه إلى ملك الروم، فبعث إليه معبدا، فلمّا قدم معبد حدّثه أن عبد الملك بن مروان قال له: ما تقول في المكاتب؟ فإن عمر كان يقول: هو عبد ما بقي عليه شيء، و كان معاوية بن أبي سفيان يقول: يؤدي ما بقي عليه من مكاتبته، و يكون ما بقي لولده، قلت: قضاء معاوية أحبّ إليّ من قضاء عمر، قال: و لم؟ أ ليس عمر أفضل من معاوية؟ قلت: بلى، و داود أفضل من سليمان، ففهّمها سليمان.

ذكر أبو محمّد بن زبر في كتاب الدولتين فيما قرأته في كتاب أبيه أبي سليمان الحافظ:

أن عبد الملك جعل مع ابنه سعيد معبد الجهني.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد يوسف بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى يقول في أهل البصرة: معبد بن عبد اللّه الجهني.

ص: 313

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة الأصبهاني، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا اللنباني (1)،نا ابن أبي الدنيا، نا ابن سعد قال (2).

في الطبقة الثانية من أهل البصرة: معبد بن عبد اللّه الجهني.

أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي - في كتابه - و حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أبو الفضل و محمّد ابن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (3):

معبد الجهني البصري، كان أوّل من تكلّم بالبصرة في القدر.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، و حدّثني أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين، قالا: أنا البرقاني، أنا أبو يعلى المامطيري، نا محمّد بن إبراهيم الغازي، نا البخاري قال:

معبد الجهني البصري، كان أول من تكلم بالبصرة في القدر.

قاله المقرئ: عن كهمس عن عبد اللّه بن بريدة عن يحيى بن يعمر.

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب - إذنا - قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (4):

معبد الجهني البصري، و يقال: معبد بن عبد اللّه بن عويمر، و يقال: معبد بن خالد، و الصحيح [أن لا ينسب] (5)،و كان أوّل من تكلم في القدر بالبصرة، روى عن عمر مرسل، و عن حمران، روى عنه قتادة، و مالك بن دينار، و عوف الأعرابي، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو منصور محمّد بن الحسن، أنا أحمد بن الحسين، نا عبد اللّه بن محمّد، نا محمّد بن إسماعيل، نا موسى، نا حمّاد، عن علي بن

ص: 314


1- تحرفت بالأصل و «ز»، و د إلى: اللبناني: بتقديم الباء.
2- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
3- التاريخ الكبير للبخاري 399/7.
4- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 280/8.
5- بياض بالأصل و د، و في «ز»: و الصحيح الأول، و المثبت بين معكوفتين عن الجرح و التعديل.

زيد، عن معبد بن خالد الجهني سأل عبد اللّه بن عمر، و ابن صفوان، و ابن الزبير، فقالوا:

عشّ و لا تغترّ.

و قال بعضهم: معبد بن عبد الرّحمن بن عويمر البصري أوّل من تكلم بالقدر بالبصرة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، أنا أبو الغنائم بن المأمون.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الفضل بن العالمة، و أبو منصور علي بن علي بن عبيد اللّه بن سكينة، قالوا: أنا أبو محمّد الصريفيني.

قالا: أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، حدّثني علي بن الجعد، أخبرني القاسم بن الفضل، عن معاوية بن قرّة، عن معبد الجهني (1) قال:

قلت لعبد اللّه بن عمر: رجل لم يدع من الخير شيئا إلاّ عمل به إلاّ أنه كان شاكا؟ قال:

هلك البتة، قال: فقلت: رجل لم يدع من الشر شيئا إلاّ عمل به غير أنه يشهد أن لا إله إلاّ اللّه، قال: عشّ و لا تغتر (2)،ثم لقيت ابن عبّاس فقلت له مثل ذلك، فقال لي مثل ذلك.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبّار، أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا محمّد بن عمر بن محمّد بن حميد (3)-إجازة - أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي، حدّثني محمّد بن إسحاق بن أحمد بن الهزيل ابن المغيرة، عن من حدّثه عن عبد الملك بن عمير قال (4):

اجتمعت القرّاء إلى معبد الجهني، و كان ممن شهد دومة الجندل (5) موضع الحكمين، فقالوا له: قد طال أمر هذين الرجلين، فلو لقيتهما فسألتهما عن بعض أمرهما، فقال:

تعرضوني لأمر أنا له كاره، و اللّه ما رأيت كهذا الحي من قريش، كأن قلوبهم أقفلت بأقفال من حديد، و أنا صائر إلى ما سألتم.

ص: 315


1- الخبر في الكامل للمبرد 1480/3 عن رجل معروف لم يسمه، هو صاحب القصة مع ابن عمر.
2- قوله:«عش و لا تغتر» من أمثال العرب، و أصل ذلك أن يمر صاحب الإبل بالأرض المكلئة فيقول: ادع أن أعشي إبلي منها حتى أرد على أخرى، و لا يدري ما الذي يرد عليه. راجع جمهرة الأمثال 46/2 و أمثال أبي عبيد ص 212 و مجمع الأمثال للميداني 16/2 و المستقصى للزمخشري 162/2.
3- كذا بالأصل و د، و في «ز»: عبد.
4- رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 186/4 مختصرا.
5- تقدم التعريف بها.

قال معبد الجهني: فخرجت، فلقيت أبا موسى الأشعري، فقلت له: صحبت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فكنت من صالحي أصحابه، و استعملك فكنت من صالحي عمّاله، و قبض و هو عنك راض، و قد ولّيت أمر هذه الأمة فانظر ما أنت صانع، فقال لي: يا معبد، غدا يدعو [الناس] (1) إلى رجل لا يختلف (2) فيه اثنان، فقلت في نفسي: أما هذا فقد عزل صاحبه، فطمعت في عمرو، فخرجت فلقيته و هو راكب بغلته يريد المسجد، فأخذت بعنانه، فسلمت عليه فقلت: أبا عبد اللّه، إنّك قد صحبت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فكنت (3) من صالحي أصحابه، قال: بحمد (4) اللّه، قلت: و استعملك فكنت من صالحي عماله، فقال: بتوفيق اللّه، قلت:

و قبض و هو عنك راض، فقال: بمنّ اللّه، ثم نظر إليّ شزرا فقلت: قد ولّيت هذه الأمة، فانظر ما أنت صانع، فخلع عنانه من يدي ثم قال لي: إيها (5) تيس جهينة ما أنت و هذا؟ لست من أهل السرّ و لا من أهل العلانية، و اللّه ما ينفعك الحق و لا يضرّك الباطل، ثم مضى و تركني، فأنشأ معبد يقول:

إنّي لقيت أبا موسى فأخبرني *** بما أردت و عمرو ضنّ بالخبر

و شتان بين أبي موسى و صاحبه *** عمرو لعمرك عند الفصل و الخطر

هذا له غفلة أبدت سريرته *** و ذاك ذو حذر كالحيّة الذكر

أنبأنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن، و أبو عبد اللّه بن عبد الملك، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم (6) قال: ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين أنه قال: معبد الجهني ثقة.

قال: و سمعت أبي يقول: كان صدوقا في الحديث، و كان رأسا في القدر، قدم المدينة فأفسد بها ناسا.

أخبرنا أبو محمّد [بن] (7) الأكفاني - شفاها - نا عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهّاب

ص: 316


1- سقطت من الأصل و استدركت عن د، و «ز».
2- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن د، و «ز».
3- في د، و «ز»: فلكنت.
4- في «ز»: «الحمد للّه» و في د:«فحمد اللّه».
5- رسمها بالأصل، و د، و «ز»: «انهن».
6- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 280/8.
7- سقطت من الأصل و استدركت عن د، و «ز».

ابن جعفر، أنا عبد الجبّار بن عبد الصّمد، أنا القاسم بن عيسى، نا إبراهيم بن يعقوب السعدي قال (1):

و كان قوم يتكلمون في القدر احتمل الناس حديثهم لما عرفوا من اجتهادهم في الدين و صدق ألسنتهم و أمانتهم في الحديث (2)،لم يتوهّم عليهم الكذب، و إن بلوا بسوء رأيهم، فمنهم: قتادة، و معبد الجهني - هو رأسهم - و قد روي عنه، و ذكر غيرهما.

أخبرنا أبو القاسم بن بطريق، أنا أبو تمام علي بن محمّد، و أبو الغنائم محمّد بن علي - في كتابيهما - عن الدارقطني.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو ياسر محمّد بن عبد العزيز بن عبد اللّه الخيّاط، أنا أبو بكر البرقاني - إجازة - قال: هذا ما وافقت عليه أبا الحسن الدارقطني من المتروكين، فذكره، و فيه معبد الجهني، قدري، بصري، عن حمران، زاد ابن بطريق: حديثه صالح و مذهبه رديء (3).

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو نصر بن الجبّان - إجازة - أنا أحمد بن القاسم - إجازة - حدّثني أحمد بن طاهر بن النجم، أنا سعيد بن عمرو البردعي - فيما نسخه من كتاب أبي زرعة الرازي بخطه في أسامي الضعفاء و من تكلّم فيهم من المحدثين:

معبد الجهني (4).

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين علي بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران، أنا أبو جعفر محمّد بن عمرو الرزاز، نا محمّد بن عبيد اللّه.

ح قال: و أنا أبو عبد اللّه الحافظ، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عبد الرزّاق بن عبد الكريم بن عبد الواحد، أنا محمّد بن إبراهيم بن جعفر، نا الأصم، نا أبو جعفر محمّد بن عبيد اللّه المنادي، نا يونس - يعن - ابن محمّد المؤدب، نا المعتمر، عن أبيه، عن يحيى بن يعمر قال:

ص: 317


1- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 186/4.
2- العبارة في سير الأعلام: لما عرفوا من اجتهادهم في الدين و الصدق و الأمانة.
3- تهذيب الكمال 239/18.
4- تهذيب الكمال 239/18.

كان رجل من جهينة فيه زهو، و كان يترقب من (1) جيرانه، ثم إنّه قرأ القرآن، و فرض الفرائض، و قصّ على الناس، ثم إنّه صار من أمره أنه زعم أن العمل أنف؛ من شاء عمل خيرا، و من شاء عمل شرا، و ذكر الحديث بطوله في القدر.

أخبرنا أبو محمّد أيضا، أنا أبو الفتح عبد الرزّاق، أنا محمّد بن إبراهيم بن جعفر، نا الأصم، نا إبراهيم بن مرزوق، نا سعيد - يعني - ابن عامر، نا حميد بن الأسود، عن ابن عون قال:

أمران أدركتهما و ليس بهذا المصر (2) منهما شيء، و أنا بين أظهركم كما ترون: الكلام في القدر، إنّ أول من تكلم فيه رجل من الأساورة يقال له سستويه (3) كان لحيقا (4) قال: ما سمعته قال لأحد: لحيقا (5) غيره، قال: فإذا ليس له تبع عليه إلاّ الملاحيق (6) ثم تكلّم فيه بعده يعني رجلا قد كانت له مجالسة، يقال له معبد الجهني، فإذا له عليه تبع، قال: و هؤلاء الذين يدعون المعتزلة.

رواه أبو داود السجستاني عن عقبة بن مكرم، عن سعيد بن عامر، و قال: سستويه بالتاء.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد، أنا أبو جعفر العقيلي (7)،نا إبراهيم بن محمّد، نا سليمان بن حرب، نا حمّاد بن زيد، عن ابن عون قال:

أمران فيكم قد أدركت و ليس فينا واحد منهما: هذه المعتزلة، و هذه القدرية، و كان أول من تكلم هاهنا في القدر معبد الجهني، و رجل من الأساورة يقال له: سسويه (8)،و كان حقيرا.

ص: 318


1- كذا بالأصل و «ز»، و في د: يترقب على.
2- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن د، و «ز».
3- كذا رسمها بالأصل «سسوته» و في د:«سنويه» و المثبت عن «ز».
4- بالأصل و د، و «ز»: لحيفا، و المثبت عن المختصر، و اللحق و الملحق: الدعي الملصق بغير أبيه (راجع تاج العروس: لحق).
5- انظر الحاشية السابقة.
6- كذا بالأصل، و في د: و «ز»: الملاحين.
7- رواه أبو جعفر العقيلي في الضعفاء الكبير 218/4.
8- كذا رسمها هنا بالأصل، و في د:«سسوه» و في «ز»: سستوه، و الذي في الضعفاء الكبير:«سيصوه» و قد مر: سستويه.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن بن علي، أنا محمّد بن علي (1) بن أحمد السيرافي، نا أحمد بن إسحاق بن خربان النهاوندي، نا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن يعقوب المتوثي، نا أبو داود سليمان بن الأشعث، نا عمرو بن عون، نا حمّاد بن زيد، عن ابن عون قال:

أدركت الناس و ما يتكلمون إلاّ في علي و عثمان حتى نشأ هاهنا حقير، يقال له سستويه (2) البقّال، و كان أوّل من تكلم في القدر، فقال حمّاد: فما ظنكم برجل يقال له ابن عون هنا حقير؟!.

قال: و نا أبو داود، نا يحيى بن خلف، نا عبد اللّه بن مسلم قال:

زعم ابن عون أنه عاش، و كان رجلا و ما سمع بهذه المعتزلة، و ما يعرف و ما يذكر هذا القدر، ثم استثنى: إلاّ معبد و رجل من الأساورة يقال له ستويه يكنى أبا يونس، كان حقيرا في الناس.

قال: و نا أبو داود، نا عباس بن عبد العظيم، نا الأصمعي، نا معتمر، عن يونس بن عبيد قال:

أدركت البصرة و ما بها قدري إلاّ سستويه، و معبد الجهني و آخر (3) ملعون في بني عوانة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا عبد العزيز بن علي الأزجي، أنا أبو محمّد عبيد اللّه بن محمّد بن سليمان المخرمي، أنا أبو بكر جعفر بن محمّد الفريابي، نا صفوان بن صالح، نا محمّد بن شعيب قال (4):سمعت الأوزاعي يقول:

أوّل من نطق في القدر رجل من أهل العراق يقال له سوسن، كان نصرانيا، فأسلم، ثم تنصر فأخذ عنه معبد الجهني، و أخذ غيلان عن معبد.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، نا عمر بن شبة، نا يوسف بن عطية، نا قتادة، عن أنس بن مالك.

ص: 319


1- قوله:«أنا محمد بن علي بن» سقط من «ز».
2- في «ز» هنا:«ستوسيه» و في د:«سسويه».
3- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن د و «ز».
4- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 186/4-187 و تهذيب الكمال 239/18.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم خرج من باب البيت يريد الحجرة، فسمع قوما يتراجعون في القدر:

أ لم يقل اللّه تعالى في آية كذا و كذا، أ لم يقل اللّه في آية كذا كذا، ففتح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم باب الحجرة و كأنما فقئ في وجهه حب الرمان قال:«أ بهذا أمرتم، أ بهذا عنيتم، إنّما هلك من كان قبلكم بأشباه هذا، ضربوا كتاب اللّه بعضه ببعض، أمركم اللّه بأمر فاتبعوه، و نهاكم عن شيء فانتهوا عنه»، فلم يسمع الناس أحدا بعد ذلك تكلم في القدر حتى كان زمن الحجّاج، فكان أول من تكلم فيه معبد الجهني[12367].

أخبرنا (1) أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد الحسن بن أحمد المخلدي، أنا المؤمّل بن الحسن، نا الحسن بن محمّد الزعفراني، نا يوسف بن عطية الصفّار، نا قتادة، عن أنس بن مالك فذكر نحوه؛ و قال: حتى كان ليالي الحجّاج، فأوّل من تكلّم فيه معبد الجهني، فأخذه الحجّاج فقتله (2).

رواه أبو الخطّاب زياد بن يحيى (3)،و عمر بن يزيد السّيّاري (4)،عن يوسف فقرنا بقتادة مطر الوراق و عبد اللّه بن فيروز الدّاناج، و قالا في آخره: فأخذه الحجّاج، فقتله.

فأمّا حديث زياد:

فأخبرناه أبو العزّ بن كادش، أنا أبو الحسين بن حسنون النرسي، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا أبو طلحة أحمد بن محمّد بن عبد الكريم الفزاري، نا أبو الخطاب زياد بن يحيى الحسّاني، نا يوسف بن عطية، نا قتادة و مطر الورّاق، و عبد اللّه الداناج، عن أنس بن مالك.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم خرج من باب البيت و هو يريد باب الحجرة، سمع قوما يتراجعون بينهم في القرآن: أ لم يقل اللّه في آية كذا و كذا، أ لم يقل اللّه في آية كذا و كذا، قال: ففتح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم باب الحجرة، و كأنّما فقئ على وجهه حب الرمان فقال:«أ بهذا أمرتم، أو بهذا عنيتم، إنّما هلك الذين من قبلكم بأشباه هذا، ضربوا كتاب اللّه ببعض، أمركم اللّه بأمر، فاتبعوه، و نهاكم عن شيء فانتهوا».

قال: فلم يسمع الناس بعد ذلك أحدا يتكلم في القدر حتى كان ليالي الحجّاج بن

ص: 320


1- كتب فوقها في د: ملحق.
2- كتب بعدها في د:«إلى».
3- هو زياد بن يحيى بن زياد بن حسان بن عبد اللّه، أبو الخطاب النكري، ترجمته في تهذيب الكمال 411/6.
4- أبو حفص الصفار عمر بن يزيد السياري، ترجمته في تهذيب الكمال 168/14.

يوسف، فأوّل من تكلّم فيه معبد الجهني، فأخذه الحجاج بن يوسف، فقتله.

و أمّا حديث عمر (1):

فأخبرناه أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا الحسين بن عبد اللّه بن يزيد بن الأزرق، نا عمر بن يزيد السّيّاري، نا يوسف بن عطية، عن مطر، و قتادة، و عبد اللّه الدّاناج، أنّهم سمعوا أنس بن مالك.

إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم خرج من بيته، و سمع قوما يتذاكرون القدر على باب حجرة له، قال:

فخرج إليهم، فكأنما فقئ في وجهه حب الرمان، فقال:«لهذا أخلقتم، و بهذا عنيتم، إنّما هلك من كان قبلكم بهذا و أشباه هذا، انظروا ما أمرتم به فاتبعوه، و ما نهيتم عنه فانتهوا»، فما رئي يتكلم فيه حتى كان في زمن الحجّاج، فتكلم فيه معبد الجهني، فقتله الحجّاج.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2)،نا أبو مسهر، نا محمّد بن حمير، نا محمّد بن زياد الألهاني قال:

كنا في المسجد إذ مرّ بمعبد الجهني إلى عبد الملك بن مروان فقال الناس: إن هذا لهو البلاء، قال: فسمعت خالد بن معدان يقول: إنّ البلاء، كل البلاء إذا كانت الأئمة منهم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، نا الحسين بن يوسف البندار.

ح و أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي، أنا أبو عامر محمود بن القاسم، و أبو بكر أحمد بن عبد الصّمد، قالا: أنا عبد الجبّار بن محمّد الجراحي، أنا محمّد ابن أحمد بن محبوب المحبوبي المروزي، قالا: أنا أبو عيسى الترمذي، نا بشر بن معاذ، نا مرحوم بن عبد العزيز - زاد المحبوبي: العطار، حدّثني أبي و عمي سمعا - و في رواية البندار قالا: سمعنا - الحسن يقول: إياكم و معبد الجهني، فإنّه ضالّ مضلّ (3).

أخبرنا أبو منصور محمود بن أحمد بن عبد المنعم، أنا أبو علي الحسن بن عمر بن

ص: 321


1- بالأصل و د:«عمرو» و المثبت عن «ز»، و هو يريد: عمر بن يزيد السياري.
2- رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 370/1 و سير أعلام النبلاء 187/4.
3- تهذيب الكمال 239/18 و سير أعلام النبلاء 187/4.

الحسن بن يونس، أنا أبو عمر القاسم بن جعفر، نا أبو العباس محمّد بن أحمد الأثرم، نا حميد بن الربيع، نا أبو أسامة، حدثني جرير بن حازم، عن يونس بن عبيد قال:

أدركت الحسن و هو يعيب قول معبد يقول: هو ضالّ مضلّ، قال: ثم تلطف له معبد فألقى في نفسه ما ألقى (1).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن المظفّر بن بكران، أنا أحمد بن محمّد المجهّز، نا يوسف بن أحمد بن يوسف، أنا أبو جعفر العقيلي (2)،نا محمّد بن أيوب، أنا عبد الرّحمن بن المبارك، نا حمّاد بن زيد، نا أبو طلحة، عن غيلان بن جرير قال: سمعت الحسن يقول: لا تجالسوا معبدا، فإنه ضالّ مضلّ.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد بن بكران الفوي بالبصرة،[أنا] (3) أبو علي الحسن بن محمّد بن عثمان الفسوي، نا يعقوب بن سفيان، نا سليمان بن حرب، نا مرحوم بن عبد العزيز العطّار، عن أبيه و عمّه أنهما سمعا الحسن ينهى عن مجالسة معبد، و قال: إيّاكم و معبدا (4)،فإنه ضالّ مضلّ (5).

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبّار، أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا محمّد بن عمر بن محمّد بن حميد - إجازة - نا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي يعقوب قال (6):حدّثت عن سالم بن خلاد السلمي، أنا ربيعة بن كلثوم، عن أبيه، عن مسلم بن يسار و أصحابه أنهم كانوا يقولون: إنّ (7) معبدا الجهني يقول بقول النصارى (8).

أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر بن بكران،

ص: 322


1- تهذيب الكمال 239/18 و سير الأعلام 187/4.
2- رواه العقيلي في الضعفاء الكبير 218/4 و تهذيب الكمال 239/18.
3- استدركت عن هامش الأصل.
4- في المختصر: و معبد.
5- تهذيب الكمال 239/18.
6- من طريق يعقوب بن شيبة السدوسي رواه المزي في تهذيب الكمال 239/18-240.
7- سقطت من «ز».
8- كتب بعدها في د، و «ز»: آخر الجزء الثامن و السبعين بعد الأربعمائة من الأصل.

أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد، أنا أبو جعفر العقيلي (1)،نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا أبو سعيد مولى بني هاشم، نا ربيعة بن كلثوم بن جبر، عن أبيه قال: قال أصحاب مسلم بن يسار: كان مسلم بن يسار يقعد إلى هذه السارية، فقال: إن معبدا يقول بقول النصارى - يعني معبد الجهني-.

قرأت على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر ابن حيوية، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر، نا ابن أبي خيثمة، نا معاذ بن معاذ، نا ابن عون قال:

كنا جلوسا في مسجد بني عدي، و فينا أبو السّوّار، فدخل معبد الجهني من بعض أبواب المسجد، فقال أبو السّوّار: ما أدخل هذا مسجدنا؟ لا تدعوه يجلس إلينا (2).

أخبرنا أبو حفص عمر بن ظفر بن أحمد المغازلي، أنا طراد بن محمّد، أنا عبد اللّه بن يحيى بن عبد الجبّار، نا إسماعيل بن محمّد الصفّار، نا أحمد بن منصور الرمادي، نا عبد الرزّاق، أنا عمرو بن دينار قال:

بينا طاوس يطوف بالبيت لقيه معبد الجهني، فقال له طاوس: أنت معبد؟ قال: نعم، قال:

فالتفت إليهم طاوس فقال: هذا معبد، فأهينوه.

سقط شيخ عبد الرزّاق منه.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن الحسن بن محمّد الخلاّل، و أبو محمّد بن أبي عثمان، قالا: نا أبو علي الحسن بن القاسم بن الحسن بن العلاء المعروف بالخلاّل، أنا أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن محمّد - صاحب أبي صخرة - نا علي بن مسلم الطوسي، نا سفيان بن عيينة قال عمرو: قال لنا طاوس: احذروا معبد الجهني، فإنه كان قدريا (3).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر السامي، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد، أنا

ص: 323


1- رواه العقيلي في الضعفاء الكبير 218/4 و المزي في تهذيب الكمال 240/18.
2- تهذيب الكمال 240/18.
3- سير أعلام النبلاء 187/4 و تهذيب الكمال 240/18.

أبو يعقوب الصيدلاني، نا محمّد بن عمرو بن موسى بن محمّد (1)،نا محمّد بن إسماعيل الصائغ، نا الحسن بن علي، نا نعيم بن حمّاد، نا ابن المبارك، نا رباح بن زيد الصنعاني، عن جعفر بن محمّد بن عبّاد، عن طاوس أنه قال لمعبد الجهني: أنت الذي تفتري على اللّه؟ فقال له معبد: يكذب عليّ (2).

قال: و نا محمّد بن عمرو (3)،نا إبراهيم بن يوسف، نا أبو كريب، نا عبد الرحيم، عن يحيى بن سعيد عن أبي الزبير المكّي قال:

مررت أنا و طاوس فإذا معبد الجهني جالس في جانب المسجد، قال: قلت لطاوس:

هذا الذي يقول في القدر ما يقول، فعدل إليه طاوس حتى وقف عليه، و قال: أنت المفتري على اللّه القائل ما لا تعلم؟ قال معبد: يكذب علي.

قال أبو الزبير: عدلنا إلى ابن عبّاس فدخلنا عليه، فذكرنا (4) شأن من يقول في القدر ما يقول، فقال ابن عباس: ويحكم، أروني بعضهم، قلنا: ما أنت صانع به؟ قال: و الذي نفسي بيده لئن أريتموني منهم أحدا لأجعلن يدي في رأسه ثم لأدقّنّ عنقه.

أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي - في كتابه - ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و ابن النرسي - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (5):و قال موسى بن إسماعيل: عن جعفر بن سليمان، نا مالك بن دينار قال: لقيت معبدا الجهني بمكة بعد ابن الأشعث و هو جريح، و قد قاتل الحجاج في المواطن كلها، فقال:

لقيت الفقهاء و الناس فإذا هو كأنه نادم على قتاله الحجاج، و لم يقبل من الحسن يا ليتنا أطعناه (6).

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو العباس، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا البخاري، نا موسى بن إسماعيل، عن جعفر (7)،نا مالك بن دينار قال:

ص: 324


1- رواه العقيلي في الضعفاء الكبير 218/4.
2- في الضعفاء الكبير: كذب عليّ.
3- الضعفاء الكبير 218/4 و تهذيب الكمال 240/18.
4- في الضعفاء الكبير: فذكر لنا.
5- رواه البخاري في التاريخ الكبير 399/7.
6- قوله:«و لم يقبل من الحسن يا ليتنا أطعناه» ليس في التاريخ الكبير.
7- من طريقه رواه الذهبي في ميزان الاعتدال 141/4.

لقيت معبد الجهني بمكة بعد ابن الأشعث و هو جريح، و قد قاتل الحجّاج في المواطن كلها، فقال: لقيت الفقهاء و الناس، لم أر مثل الحسن [قال:] (1) يا ليتنا أطعناه، كأنه نادم على قتال الحجّاج.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين القطّان، أنا أبو محمّد بن درستويه، نا يعقوب، حدّثني سعيد بن أسد، نا ضمرة (2)،عن صدقة بن يزيد قال:

كان الحجّاج يعذّب معبدا الجهني بأصناف العذاب و لا يجزع (3) و لا يستعتب (4) قال:

فكان إذا ترك من العذاب يرى الذباب مقبلة تقع عليه، قال: فيصيح و يضجّ، قال: فيقال له قال أما إنّ هذا من عذاب بني آدم، فأنا أصبر عليه، و أما الذباب من عذاب اللّه فلست أصبر عليه، فقتله.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (5):

و بعد الثمانين و قبل التسعين مات زرارة بن أوفى، و عبد الرّحمن بن أذينة، و معبد الجهني.

أنبأنا أبو القاسم النسيب، و أبو الوحش المقرئ، عن رشأ بن نظيف، أنا أبو شعيب عبد الرّحمن، قالا: أنا الحسن بن رشيق، أنا أبو بشر الدولابي، حدّثني أحمد بن إبراهيم بن هشام بن يحيى الغسّاني أبو حارثة، حدّثني أبي عن أبيه عن جده قال: كان معبد أوّل من تكلم في القدر فقتله عبد الملك (6).

قال: و أنا الدولابي، حدّثني أبو القاسم عبيد اللّه بن سعيد بن كثير بن عفير، حدّثني أبي قال: في سنة ثمانين قتل عبد الملك معبدا الجهني، و صلبه بدمشق (7).

ص: 325


1- زيادة عن ميزان الاعتدال.
2- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 240/18.
3- مكانها بياض في «ز».
4- كذا بالأصل و «ز»، و د، و في تهذيب الكمال:«يستغيث»، و هو أشبه.
5- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 302 (ت. العمري).
6- تهذيب الكمال 241/18.
7- تهذيب الكمال 241/18.

أخبرنا (1) أبو البركات الأنماطي. و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن مروان - قالا: أنا محمّد بن أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد ابن إسحاق، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خيّاط قال (2).

في الطبقة الثالثة من تابعي أهل البصرة: معبد بن خالد الجهني، جهينة بن زيد، مات بعد الثمانين.

7543 - معبد بن عمرو،- و يقال: سعيد بن عمرو - التميمي

7543 - معبد بن عمرو،- و يقال: سعيد بن عمرو - التميمي (3)

له صحبة، و هو من مهاجرة الحبشة.

ذكره أبو مخنف لوط بن يحيى (4) فيمن استشهد بفحل (5) و كذلك قال عبد اللّه بن محمّد بن ربيعة القدّامي؛ و ذكر غيرهما أنه استشهد بأجنادين (6).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد (7)،أنا أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال (8).

في تسمية من هاجر إلى أرض الحبشة: من بني سهم (9) معمر (10) بن الحارث، و أخ له من أمه من بني تميم (11) يقال له: سعيد بن عمرو.

و هكذا رواه مسلمة بن الفضل عن ابن إسحاق.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

ص: 326


1- كتب فوقها في د، و «ز»: ملحق.
2- طبقات خليفة بن خيّاط ص 361 رقم 1732.
3- ترجمته في الإصابة 439/3 و أسد الغابة 246/2 في باب: سعيد و طبقات ابن سعد 197/4.
4- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن د، و «ز».
5- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن د، و «ز».
6- الإصابة 439/3.
7- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن د، و «ز».
8- سيرة ابن إسحاق ص 207 رقم 302.
9- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن د، و ابن إسحاق، و في «ز»: بني تميم، تحريف.
10- في سيرة ابن إسحاق:«معمر بن الحارث» أيضا، و في «ز»: يعمر.
11- في سيرة ابن إسحاق: بني تيم.

قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا عمار بن الحسن، نا سلمة بن الفضل، عن ابن إسحاق قال: و ذكر من خرج إلى أرض الحبشة و من بني سهم: بشر بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعيد بن سعد بن سهم، و أخ له من أمّه من بني تيم (1) يقال له: سعيد بن عمرو، و معمر بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعيد بن سعد ابن سهم.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو عمر بن حيّوية - قراءة - أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد قال (2).

في الطبقة الثانية من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: سعيد بن عمرو التميمي حليف لهم، و أخوهم لأمّهم يعني تميم بن الحارث، و أخويه، أمه ابنة حرثان بن حبيب بن سواءة بن عامر بن صعصعة، هكذا قال موسى بن عقبة، و محمّد بن إسحاق: سعيد بن عمرو، و قال أبو معشر و محمّد بن عمر: معبد بن عمرو، و كان من مهاجرة الحبشة الهجرة الثانية.

أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن أشليها، و ابنه أبو الحسن علي، قالا: أنا أبو الفضل بن الفرات، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم، نا الوليد بن مسلم، عن عبد اللّه بن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة قال:

و قتل من المسلمين يوم أجنادين تميم بن الحارث بن قيس، و أخ له لأمّه من بني تميم يقال له: معبد بن عمرو (3).

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أحمد بن علي.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه.

قالا: أنا محمّد بن الحسين، أنا أبو محمّد بن درستويه، أنا يعقوب، نا إبراهيم بن المنذر، حدّثني محمّد بن فليح، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، و ابن لهيعة عن الأسود، عن عروة قال: و قتل يوم أجنادين من المسلمين تميم بن الحارث بن قيس، و أخ له من أمّه من بني تميم يقال له: معبد بن عمرو.

ص: 327


1- في «ز» و د: تميم.
2- طبقات ابن سعد 197/4.
3- الإصابة 439/3.

7544 - معبد بن محمّد البيروتي

حدّث ببيروت عن العبّاس بن الوليد البيروتي.

روى عنه: أبو عبد اللّه بن مروان.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه الأسود - بمنين - نا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن مروان - إملاء - نا معبد بن محمّد - ببيروت - سنة سبع و ثمانين و مائتين، نا العباس بن الوليد، أخبرني أبي، أنا الأوزاعي قال: سمعت حسان بن عطية يقول:

من حلمك و علمك و رفقك حملك ما شئت من خلقك، و لو لا ذلك لم يطق حملك شيء، و من حلمك و علمك و رفقك وسعك ما شئت من خلقك، و لو لا ذلك لم يسعك شيء، و من حلمك و علمك و رفقك سترك ما شئت من خلقك، و لو لا ذلك لم يسترك شيء.

قال: و نا معبد بن محمّد البيروتي - ببيروت - قال: سمعت العباس بن الوليد بن مزيد يقول: أخبرني أبي، نا الأوزاعي قال: قال عمر بن عبد العزيز: كفاك من شرّ و شؤم صحبة الفاجر يوم (1)،ثم كأنه (2) استكثره، فقال: أو نصف يوم.

7545 - معبد بن وهيب، و يقال: ابن قطني، و يقال: ابن قطن

أبو عباد المديني (3)(4)

مولى العاص بن وابصة المخزومي، و قيل: مولى معاوية بن أبي سفيان، و قيل مولى ابن قطر و ابن قطر (5)،مولى معاوية.

أحد الأدباء الفصحاء، و هو الذي يضرب به المثل في جودة (6) الغناء.

وفد على الوليد بن يزيد بن عبد الملك، و مات بدمشق؛ له ذكر، و كان مقبول

ص: 328


1- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن د، و «ز».
2- الأصل:«انه» و المثبت عن د، و «ز».
3- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن د، و «ز».
4- ترجمته و أخباره في الأغاني 36/1.
5- كذا بالأصل:«ابن قطر، و ابن قطر» و مثلها في د، و بدون إعجام في «ز»، و في الأغاني: مولى ابن قطر. و قيل ابن قطن مولى العاص بن وابصة المخزومي.
6- قوله:«في جودة» اللفظتان غير مقروءتين بالأصل، و المثبت عن د، و «ز».

الشهادة عند حكام المدينة إلى أن نادم الوليد بن يزيد، فردّت شهادته على ما بلغني.

أخبرنا أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، أنا أبي الأستاذ أبو القاسم، أنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن (1)،أنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق، نا محمّد بن بشر أخو خطاف في آخرين قالوا: أنا عبد الرّحمن بن المتوكل القارئ عن أخيه أيوب بن المتوكل قال:

سأل أبان القارئ معبد (2) المغني عن دواء الحلق، فقال: حدّثتني أم جميل الحدباء أنها سألت الجن عن ذلك فقالوا: دواؤها الهوان.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القسم النسيب، و أبو الوحش سبيع ابن المسلّم عنه، أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن سيبخت، نا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي، نا أبو العيناء، حدّثني الأصمعي قال: قال معبد المعني - و كان مولى لآل قطن بن (3)وابصة من بني مخزوم-:

بدت (4) لي حاجة إلى خولة بنت منظور بن زبّان، و هي أم حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب، و أم إبراهيم بن محمّد بن طلحة بن عبيد اللّه قال: فجعلت ذريعتي إليها أن غنّيتها شعرا فيها و هو (5):

كأنك مزنة برقت بليل *** لعطشان (6) يضيء له سناها

فلم تمطر عليه و جاوزته *** و قد أشفى عليها أو رجاها

قال: فاهتزت العجوز لهذا الشعر كما يهتز الغصن الذي تحت الرياح، و قالت: يا عبد آل قطن، قيل هذا الشعر فيّ و أنا أحسن من النار الموقدة.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أنبأنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الحسن بن أيوب.

قالا (7):أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو علي عيسى بن محمّد بن أحمد الطوماري، نا

ص: 329


1- غير واضحة بالأصل و المثبت عن د، و «ز».
2- كذا بالأصل و د، و «ز»، و الوجه: معبدا.
3- كذا جاء بالأصل و د، و «ز» هنا: قطن بن وابصة، و مرّ في الأغاني أن ابن قطن مولى العاص بن وابصة؟.
4- الخبر و الشعر في الأغاني 197/12 ضمن أخبار منظور بن زبان.
5- البيتان من أبيات قالها بعض بني فزارة، و كان قد خطبها فلم ينكحها أبوها.
6- الأغاني: لحران.
7- في «ز»: قال.

أبو العباس أحمد بن يحيى، نا الزبير، نا محمّد بن يحيى، حدّثني أيوب بن عمر قال (1):

غدا الأحوص على امرأة لها شرف، و هي في قصرها بالعقيق، فوجد عندها معاذا (2)الزّرقي، و كان حسن الغناء، و معبدا (3) المغني، و ابن صيّاد البخّاري، و كان مضحكا مليحا فطلب الإذن عليها، فردّ عن بابها، فانصرف و هو يقول:

ضنّت عقيلة لما جئت بالزّاد *** و آثرت حاجة الثاوي على الغادي

فقلت و اللّه لو لا أن تقول له *** قد باح بالسّرّ أعدائي و حسّادي

قلنا لمنزلها حييت من طلل *** و للعقيق: ألا بوركت من وادي

إني وهبت نصيبي من مودّتها *** لمعبد و معاذ و ابن صيّاد

لابن اللعين الذي يخبى الدخان له *** و للمغني رسول السوء قوّاد

أما معاذ فإني غير ذاكره *** كذاك أجداده كانوا لأجدادي

قال: و إنما ترك معاذا لأنه كان جلدا أخاف أن يضربه، قال: و غضب عليه معبد و قال:

لا أغني شعره أبدا، فبلغ ذلك الأحوص، فركب راحلته و حمل معه مذرعا (4) فيه طلاء، فأتى معبدا و هو بالعقيق،[فأعرض عنه معبد فلم يكلمه،] (5) فقال له الأحوص: يا عبّاد أ تهجرني؟ و جعلت زوجته تقول: أ تهجر أبا محمّد مع حسن أياديه و لم يزل به حتى رضي عنه، فنزل الأحوص عن راحلته و احتمل معبدا على عنقه حتى أدخله (6) منزله و قال: لأسمعن في بيتك الغناء و لأشربن الطّلاء، و لآكلنّ الشواء، فقال له معبد قد و اللّه أخزاك، هذا الشواء (7) أكلته، و هذا الغناء سمعته (8)،فاين الطلاء؟ قال: هو هذا خلف راحلتي أردفتها (9) إياه فأنزل في ذلك المذرع - و هي شيء من أدم يجعل فيه النبيذ - و خذ الدنانير التي تحت وطاء الرحل، فاشتر بها

ص: 330


1- الخبر و الأبيات و برواية مقاربة رواه المبرد في الكامل 817/2-818.
2- بالأصل و د: معاذ، و المثبت عن «ز».
3- بالأصل: و معبد، و المثبت عن «ز»، و د.
4- المذرع: زق سلخ حين سلخ مما يلي الذراع، و الجمع ذوارع.
5- الجملة غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن د، و «ز».
6- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن د، و «ز».
7- غير مقروءة بالأصل و المثبت عن د، و «ز».
8- غير مقروءة بالأصل و المثبت عن د، و «ز».
9- في «ز»: ردفتها.

طعاما، ففعل، فقالت زوجته أم كردم لمعبد: أي عدو نفسه! أ تغضب على من إن جاءنا ملأنا فضلا، و إن تولى أغدر فينا نعما، قبّح اللّه رأيك، فأقام الأحوص عنده حتى صلّى العصر ثم رحل إلى المدينة فمرّ بين الدارين بالمصلى يميل بين شعبتي رحله.

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين بن محمّد الأصبهاني (1)،أخبرني محمّد بن العباس اليزيدي، أنا عمر بن شبّة، حدّثني أيوب بن عمر أبو سلمة المدني، نا عبد اللّه بن عمران بن أبي فروة، حدّثني كردم بن معبد المغني مولى ابن قطن، قال:

مات أبي و هو في عسكر الوليد بن يزيد، و أنا معه فنظرت حين أخرج نعشه (2) إلى سلاّمة (3)[القس] (4) جارية يزيد بن عبد الملك و قد أضرب الناس عنه (5) ينظرون إليها و هي آخذة بعمود السرير و هي تندب أبي و تقول:

قد لعمري بتّ ليلي *** كأخي الدّاء الوجيع

و نجيّ الهم مني *** بات أدفى (6) من ضجيعي

كلما أبصرت ربعا *** خاليا فاضت دموعي

قد خلا من سيّد كا *** ن لنا غير مضيع

لا تلمنا إن خشعنا *** أو هممنا بخشوع

قال كروم: و كان يزيد أمر أبي أن يعلّمها هذا الصوت، فعلّمها إياه (7)،فندبته به يومئذ قال لي: فلقد رأيت الوليد بن يزيد و الغمر أخاه متجردين في قميصين و رداءين (8) يمشيان بين يدي سريره حتى أخرج من دار الوليد، لأنه تولى أمره (9) و أخرجه من موضع داره إلى موضع قبره.

ص: 331


1- الخبر و الأبيات في الأغاني 37/1.
2- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن د، و «ز»، و الأغاني.
3- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن د، و «ز».
4- مكانها بياض بالأصل و د، و «ز»، و المثبت عن الأغاني.
5- سقطت من «ز».
6- في الأغاني: أدنى.
7- مكانها ممحو بالأصل، و المثبت عن د، و «ز»، و الأغاني.
8- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن د، و «ز»، و الأغاني.
9- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن د، و «ز»، و الأغاني.

و قد روي: إن سلاّمة رثت مولاها يزيد بهذه الأبيات و ستأتي في ترجمة يزيد (1).

و هذا آخر الجزء المبارك، و قد تم بحمد اللّه و عونه و حسن توفيقه، و صلى اللّه على سيدنا محمّد و على آله و صحبه و سلم.

ص: 332


1- كتب بعدها في د: آخر الجزء الثمانين بعد الستمائة من الفرع. و كتب بعدها في «ز»: آخر الجزء الثمانين بعد الستمائة من الفرع و هو آخر المجلد الثامن و الستين من تجزئة الفرع نجز ثاني عيد الفطر سنة ست عشرة و ستمائة بحول اللّه و قوته و توفيقه على يدي العبد المذنب محمّد بن يوسف بن محمّد البرزالي الإشبيلي الراجي عفو ربه و ذلك بمسجد فلوس خارج باب الجابية ظاهر دمشق حرسها اللّه. سمع الجزء الثاني و السبعين بعد الأربعمائة من الأصل على الشيخ الإمام الحافظ الناقد أبي اقاسم علي (بن الحسن ابن هبة اللّه الشافعي ابن أخيه أبو منصور عبد الرّحمن بقراءة أبي المواهب الحسن بن هبة اللّه بن محفوظ بن صصرى و ابن نسيم و من خطه نقلت و آخرون في يوم الجمعة الرابع و العشرين من شعبان سنة أربع و ستين و خمسمائة بجامع دمشق حرسها اللّه. و سمع الجزء الثالث و السبعين بعد الأربعمائة من الأصل على مخرجه الحافظ أبي القاسم علي ابنا أخيه أبو المظفر عبد اللّه و أبو منصور عبد الرّحمن بن أبي عبد اللّه محمّد بن الحسن بقراءة القاضي بهاء الدين أبي المواهب الحسن ابن هبة اللّه بن محفوظ و ابن نسيم و بخطه الطبقة في الأصل و منه نقلت و آخرون في يومي الاثنين و الخميس سلخ شعبان سنة أربع و ستين و خمسمائة بالمسجد الجامع بدمشق. و سمع الجزء الرابع و السبعين بعد الأربعمائة من الأصل على مؤلّفه ابن أخيه أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن الحسن و ابن نسيم و من خطه نقلت بقراءة القاضي بهاء الدين أبي المواهب الحسن بن صصرى و ذلك يوم الجمعة مستهل شهر رمضان سنة أربع و ستين و خمسمائة بجامع دمشق و صح. و سمع الجزء الخامس و السبعين بعد الأربعمائة من الأصل على مصنفه الحافظ ابن أخيه أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن الحسن بقراءة القاضي أبي المواهب الحسن بن صصرى و ابن نسيم و من خطه نقلت و آخرون و ذلك في يومي الاثنين و الخميس السابع من شهر رمضان سنة أربع و ستين و خمسمائة بالمسجد الجامع بدمشق و صح و ثبت و سمع الجزء السادس و السبعين على مؤلفه من الأصل ابن أخيه أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن الحسن بقراءة القاضي بهاء الدين أبي المواهب الحسن بن هبة اللّه و ابن نسيم و من خطه نقلت و آخرون في يوم الجمعة الثامن من شهر رمضان سنة أربع و ستين و خمسمائة بجامع دمشق. و سمع الجزء السابع و السبعين بعد الأربعمائة من الأصل على مصنفه الحافظ بقراءة القاضي أبي المواهب الحسن ابن هبة اللّه عبد الرّحمن بن نسيم و من خطه نقلت و آخرون و سمع نصفه الأول ابن أخي المسع أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن الحسن و ذلك في يومي الاثنين و الخميس الرابع عشر من شهر رمضان سنة أربع و ستين و خمسمائة بالمسجد الجامع بدمشق. تم بعون اللّه و حسن توفيقه كتابة هذا الجزء بقلم الراجي غفر المساوى من اللّه المعيد المبدئ أسير الخطايا محمود ابن أحمد بن المرحوم العلامة الشيخ حسن الجندي الدراجيلي الشافعي مذهبا الأحمدي طريقة بالكتبخانة الأزهرية بمصر حرسها اللّه و ذلك في شهر صفر من شهور سنة ثمانية و ثلاثين و ثلاثمائة بعد الألف من الهجرة النبوية على صاحبها أزكى الصلاة و السلام و أبرك التحية. سنة 1338 غفر اللّه لنا و لكل المسلمين آمين.

بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ

7546-[معبد بن هلال العنزي البصري]

7546-[معبد (1) بن هلال العنزي البصري] (2)

[حدث (3) معبد بن هلال قال:

اجتمع رهط من أهل البصرة و أنا فيهم، فأتينا أنس بن مالك و تشفعنا إليه بثابت البناني، فدخلنا عليه، فأجلس ثابتا معه على السرير، فقلت: لا تسلوه عن شيء غير هذا الحديث، فقال ثابت: يا أبا حمزة! إخوانك من أهل البصرة جاءوك يسألونك عن حديث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في الشفاعة، فقال حدثنا محمد صلى اللّه عليه و سلّم قال:«إذا كان يوم القيامة ماج الناس بعضهم في بعض، فيؤتى آدم فيقولون: يا آدم اشفع لذرّيتك، فيقول: لست لها، و لكن ائتوا إبراهيم فإنه خليل اللّه، فيؤتى إبراهيم فيقول: لست لها، و لكن عليكم بموسى، فإنه كليم اللّه، فيؤتى موسى صفوة اللّه فيقول: لست لها، و لكن عليكم بعيسى، فإنه روح اللّه و كلمته فيؤتى عيسى، فيقول: لست لها، و لكن عليكم بمحمد صلّى اللّه عليه و سلّم فأوتى، فأقول: أنا لها، فانطلق فاستأذن على ربي، فيؤذن لي عليه، فأقوم بين يديه مقاما فيلهمني فيه محامد لا أقدر عليها الآن، فأحمده بتلك المحامد، ثم أخر له ساجدا، فيقول لي: يا محمد! ارفع رأسك، و قل يسمع لك، و سل تعط، و اشفع تشفّع، فأقول: أي رب، أمتي أمتي. فيقال لي: انطلق، فمن كان في قلبه مثقال برة أو مثقال شعيرة من إيمان فأخرجه، فأنطلق، فأفعل ثم أعود فأحمد بتلك المحامد ثم أخرّ له ساجدا، فيقال: يا محمد ارفع رأسك، و قل يسمع، و سل تعط، و اشفع تشفع، فأقول: أي رب، أمتي أمتي، فيقال: انطلق، فمن كان في قلبه مثقال ذرة - أو مثقال خردلة - من إيمان فأخرجه منها. فأنطلق، فأفعل ثم أرجع، فأحمده بتلك المحامد، ثم أخر له ساجدا، فيقال:

يا محمد، ارفع رأسك، و قل يسمع، و اشفع تشفع، فأقول: أي رب، أمتى أمتى فيقال لي:

انطلق، فمن كان في قلبه أدنى أدنى أدنى من مثقال خردلة من إيمان فأخرجه من النار.

فلما رجعنا من عند أنس قلت لأصحابي: هل لكم في الحسن و هو مستخف في منزل أبي خليفة في عبد القيس؟ فأتيناه فدخلنا عليه فقلنا: جئنا من عند أخيك أنس. فلم نسمع مثلما حدثنا في الشفاعة. فقال: كيف حدثكم؟ فحدثناه الحديث، حتى إذا بلغنا قال: هيه، قلنا: لم

ص: 333


1- ترجمته سقطت بكاملها من الأصل و من د، و من م.
2- ترجمته في الجرح و التعديل 280/8 و التاريخ الكبير 400/7 و تهذيب الكمال 236/18 و تهذيب التهذيب 5/ 489.
3- استدرك الخبر عن مختصر ابن منظور 123/25.

يزدنا على هذا. قال: قد حدثنا هذا الحديث و هو جميع (1)،حدثني منذ عشرين سنة، و لقد ترك شيئا فلا أدري أنسي الشيخ أم كره أن يحدثكموه فتتكلوا. حدثني ثم قال: في الرابعة، ثم أعود فأخر له ساجدا، ثم أحمد بتلك المحامد، فيقال لي: يا محمد، ارفع رأسك و قل يسمع، و سل تعط، و اشفع تشفّع. فأقول أي ربّ ائذن فيمن قال: لا إله إلا اللّه - بها صادقا قال: فيقول ليس لك][و كبريائي و عظمتي لأخرجن] (2)[منها من قال: لا إله إلاّ اللّه] (3).[قال فأشهد على الحسن لحدثنا بهذا الحديث يوم حدث به أنس، و لم يقل ابن هلال] (4).

[أخبرنا (5) أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، أنا عبد اللّه (6) بن أحمد، حدثني أبي (7)،نا أبو كامل، نا حماد عن معبد بن هلال، حدثني رجل في مسجد دمشق، عن (8) عوف بن مالك، عن أبي ذر أنه قال: يا رسول اللّه، ما الصوم؟ قال: فرض مجزئ»[12368].

....... (9) محمد بن إبراهيم..... (10) أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمد بن هارون..... (11) بن موسى الأشيب، نا حماد بن سلمة، عن معبد بن هلال العنزي عن رجل من أهل.... (12) حدثني عوف بن مالك عن أبي ذر أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«أ لا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟» قلت: ما هو؟ قال:«لا حول و لا قوة إلاّ باللّه»[12369].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو عبد اللّه..... (13) الحسن بن سكينة الأنماطي، أنا أبو الفرج محمد بن فارس بن محمد بن محمود الغوري..... (14) إسحاق ابن الحسن الحربي، نا أبو سلمة، نا ابن مسلمة عن معبد بن هلال حدثني.... (15) دمشق عن عوف بن مالك الأشجعي.

ص: 334


1- يعني مجتمع القوة و الحفظ.
2- الزيادة عن «ز»، و المختصر.
3- الزيادة عن المختصر فقط.
4- الزيادة عن «ز».
5- من هنا نأخذ عن «ز» فقط.
6- قوله «المذهب، أنا أحمد بن جعفر، أنا عبد اللّه» مكانه بياض في «ز»، و الذي أثبتناه قياسا إلى سند مماثل.
7- رواه أحمد بن حنبل في المسند 84/8 رقم 21423.
8- قوله:«رجل في مسجد دمشق عن» مكانه مطموس في «ز»، و استدرك عن مسند أحمد.
9- مطموس في «ز»، و هو الأصل الوحيد المعتمد في هذه الترجمة.
10- مطموس في «ز».
11- مطموس في «ز».
12- مطموسة في «ز».
13- مطموس في «ز».
14- مطموس في «ز».
15- مطموس في «ز».

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قعد إلى أبي ذر - أو قعد أبو ذر إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم - فقال:«يا أبا ذر، هل تعوذت باللّه من شياطين الجن و الإنس؟» يا رسول اللّه، و هل للأنس من شياطين؟ قال:

«نعم يا أبا ذر، أ لا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟».

قلت: ما هو؟ قال:«لا حول و لا قوة إلاّ باللّه» ثم قلت: يا رسول اللّه ما الصلاة؟ قال:

«خير موضوع، فمن شاء استقل، و من شاء استكثر» قلت يا رسول اللّه، فما الصوم؟ قال:

«فرض مجزئ» فقلت: يا رسول اللّه، فما الصدقة؟ قال:«أضعاف مضعفة و عند اللّه مزيد» قلت: يا رسول اللّه فأي الصدقة أفضل؟ قال «جهد المقل، و بسرّ إلى سر» قلت: يا رسول اللّه، فكم المرسلين؟ قال:«ثلاثمائة و خمسة عشر الجم الغفير» قلت: أ رأيت آدم عليه السلام كان نبيّا؟ قال:«نعم، و مكلّما» ثم قال:«إن أبخل الناس من ذكرت عنده فلم يصلّ عليّ».

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو..... (1) أحمد بن عبد اللّه، أنا أبو الحسن ..... (2) أنا محمد بن يعقوب، نا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول:

معبد بن هلال روى عنه حماد بن زيد، و هو مشهور أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي، ثم حدثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل و أبو الحسين و أبو الغنائم و اللفظ له، قالوا: أنا أحمد زاد أبو الفضل و محمد بن الحسن قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل أنا البخاري قال (3):

معبد بن هلال العنزي البصري روى عنه سليمان التيمي و حماد بن زيد، و قال موسى بن إسماعيل نا لبيد بن حيان أبو جندل سمع معبدا سمع أنسا (4) عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم [قال:] أنا سيد ولد آدم يوم القيامة و لا فخر.

و قال في موضع آخر:

..... (5) يعد في البصريين، روى عنه الجريري.

فرق بينهما البخاري و جمع بينهما ابن أبي حاتم.

أخبرنا: أبو الحسين القاضي إذنا - و أبو عبد اللّه الأديب شفاها قالا: أنا أبو عمرو بن منده، أنا أبو علي إجازة.

ح قال و أنا أبو طاهر، أنا علي.

ص: 335


1- غير واضحة في «ز».
2- مطموسة بالأصل.
3- التاريخ الكبير للبخاري 400/7.
4- في «ز»: أنس، و المثبت عن «ز».
5- كلام مطموس في «ز».

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):

معبد بن هلال العنزي، بصري، روى عن أنس، و الحسن، روى عنه قتادة و سليمان التيمي، و الجريري، و حماد بن سلمة،[و حماد بن زيد] (2)،و لبيد بن حيان أبو جندل سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل محمد..... (3) أنا عبد اللّه بن الحسن، أنا أبو نصر.... (4).

أنبأنا أبو الحسين و أبو عبد اللّه قالا: أنا ابن منده أنا أبو علي.

ح قال و أنا أبو طاهر أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (5):ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين أنه قال: معبد بن هلال العنزي ثقة].

7547 - معبد مولى الوليد بن معاوية

7547 - معبد (6) مولى الوليد بن معاوية

حكى عن محمّد بن عبد الملك بن مروان.

روى عنه أبو مسهر.

قرأت بخط أبي الحسين (7) الرازي، أنا أحمد بن عبيد بن يوسف، نا أبو عبيد اللّه معاوية بن صالح، حدّثني محمّد بن عائشة، نا عبد الأعلى بن مسهر، عن معبد مولى الوليد ابن معاوية قال: لما مرّ محمّد بن عبد الملك بن مروان إلى الزاب (8) فنظر إلى دمشق قال:

ويحك يا إرم (9)،وقفت عند جوابك، و فيك تعقل العروش.

ص: 336


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 280/8 رقم 1287.
2- زيادة عن الجرح و التعديل.
3- مطموس في «ز».
4- مطموس في «ز».
5- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 281/8.
6- من هنا يبدأ المجلد المخطوط رقم 17 من الأصل المعتمد (النسخة السليمانية المرموز لها بحرف «س» و نعبر عنها في عملنا بالقول:«الأصل» و قبلها: بسم اللّه الرحمن الرحيم و به نستعين و عليه اعتمادي و هو حسبي. و نعود إلى الاستعانة أيضا بالنسخة المغربية، و المرموز لها بحرف «م» و تبدأ النسخة هنا ب: بسم اللّه الرحمن الرحيم و صلّى اللّه على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلّم.
7- تحرفت بالأصل إلى: الحسن، و المثبت عن «ز»، و د، و م.
8- يعني الزاب الأعلى، راجع معجم البلدان.
9- قوله:«يا آدم وقفت» مكانها بياض في م، و في د: أم زينب.

7548 - معبد أبو المخارق الراهبيّ

من أهل الراهب، محلة كانت بدمشق خارج الباب بقرب المصلّى.

حكى عنه أحمد بن أبي الحواري.

أخبرنا أبو الفتح محمّد بن علي بن عبد اللّه المصري، أنا أبو منصور محمّد بن عبد الملك بن علي المظفّر بن سرخس، أنا أبو سعيد أحمد بن محمّد بن الفضيل الكرابيسي الفقيه، أنا أبو علي الحاقاني - يعني - الحسن بن أحمد، نا أبو عبد اللّه أحمد بن يوسف، نا أحمد، نا أبو المخارق معبد - من أهل الراهب - قال:

أربع من أوتيهن فقد أوتي خير الدنيا و الآخرة: العدل في الغضب، و الرضا و القصد في الفقر و الغنى، و خشية اللّه في السر و العلانية، و حمد اللّه على كل حال، و أربع من أوتيهن فقد أوتي خير ما أوتيه آل داود، قلب شاكر، و بدن صابر، و لسان ذاكر، و زوجة إذا نظر إليها سرّته.

7549 - معتصم بن عصمة الكلبي

ممن جدّ في عصبية أبي الهيذام، و قال في ذلك رجزا.

قرأت بخط أبي الحسين (1) الرازي - فيما أفاده بعض أهل دمشق - عن أبيه، عن جده و أهل بيته من المؤمنين قال: و قال: المعتصم بن عصمة الكلبي:

خوضوا إلى الموت بني قحطان *** بالرمي و بالسيف و بالطعان

حزوا الرقاب من بني عيلان *** فأمسى ما قطعتم لساني

لم تشهدوني أمس من إحسان *** فاليوم لا أرجع كالجريان

7550 - معدان بن طلحة، و يقال: ابن أبي طلحة اليعمري

7550 - معدان بن طلحة، و يقال: ابن أبي طلحة اليعمري (2)

من أهل الشام، و قيل إنه من حمص، و قيل: من دمشق، سكن البصرة.

و روى عن عمر، و أبي الدرداء، و ثوبان، و أبي نجيح عمرو بن عبسة (3) السّلمي.

روى عنه: الوليد بن هشام المعيطي، و ابنه يعيش بن الوليد، و سالم بن أبي الجعد،

ص: 337


1- تحرفت بالأصل إلى: الحسن، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 245/18 و تهذيب التهذيب 491/5.
3- تحرفت في م إلى: عمسة.

و حفص بن عمر الأنصاري، و السائب بن حسن (1) الكلاعي.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أخبرتنا كريمة بنت أحمد بن محمّد المروزية - في مسجد الخيف من منّى - قالت: نا أبو علي زاهر بن أحمد السرخسي، نا أبو لبيد محمّد بن إدريس السامي (2)،نا حميد بن مسعدة، نا خالد بن الحارث، عن سعيد، عن قتادة أنه حدّثهم عن سالم بن أبي الجعد عن معدان عن أبي الدرداء عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أنه قال:

«هل (3) يستطيع أن يقرأ أحدكم ثلث القرآن في ليلة؟» قالوا: نحن أعجز من ذلك و أضعف، قال:«إن اللّه جزأ القرآن ثلاثة أجزاء، فجعل: قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ جزءا من القرآن»[12370].

أخبرنا عاليا أبو الحسن بن البقشلان، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو محمّد الصريفيني.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الفتح مفلح بن أحمد بن محمّد، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو القاسم بن حبابة، قالا: نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، نا هدبة، نا عثمان بن يزيد العطّار عن - و قال ابن عبدان: نا - قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان - زاد ابن حبابة: ابن طلحة - عن أبي الدرداء أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«أ يعجز أحدكم أن يقرأ كل - و قال ابن عبدان: في كل - ليلة ثلث القرآن؟» قالوا: نحن أعجز من ذلك و أضعف،- و في حديث ابن حبابة: أو أضعف من ذلك و قالا:- قال:«فإن اللّه عزّ و جل جزّأ القرآن ثلاثة أجزاء، فجعل قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ جزءا» و قال ابن حبابة:«ثلثا من أجزاء القرآن»[12371].

أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا أبو خيثمة، نا يزيد بن هارون، أنا الدستوائي، عن يحيى ابن أبي كثير، عن يعيش بن الوليد بن هشام.

أن معدان أخبره عن أبي الدّرداء أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قاء فأفطر، فلقيت ثوبان في مسجد دمشق فأخبرته فقال: أنا صببت لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم وضوءه[12372].

ص: 338


1- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م، و في تهذيب الكمال و تهذيب التهذيب:«حبيش» و هو الصواب، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 37/7.
2- تحرفت بالأصل و م و د، و «ز» إلى: الشامي.
3- مكانها بياض في م، و ليست في د.

كذا قال، و قد أسقط منه رجلا بين يحيى و يعيش، و هو الأوزاعي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا علي بن محمّد بن أحمد، أنا يوسف بن يعقوب، نا محمّد بن أبي بكر، نا عبد الصّمد بن عبد الوارث، عن هشام، عن يحيى بن أبي كثير، عن رجل، عن يعيش بن الوليد بن هشام.

أن معدان أخبره أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قاء فأفطر، قال: فلقيت ثوبان في مسجد دمشق فسألته فقال: أنا سكبت لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم وضوءا.

أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على أبي (1) القاسم السّلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا زهير، نا عبد الصّمد بن عبد الوارث، نا أبي، نا حسين المعلّم، حدّثني يحيى بن أبي كثير، عن عبد اللّه (2) بن عمرو، عن يعيش بن الوليد، عن أبيه عن معدان بن طلحة، عن أبي الدرداء أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قاء فأفطر، قال: فلقيت ثوبان في مسجد دمشق، فذكرت ذلك له، فقال: صدق، أنا صببت لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم وضوءه.

[قال ابن عساكر:] (3) كذا قال: عبد اللّه، و إنما هو عبد الرّحمن بن عمرو.

أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران، نا أبو محمّد زنجويه بن محمّد بن الحسن اللبّاد (4).

ح و أخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن علي بن الحسين الصوفي، و أبو بكر محمّد بن الفضل بن محمّد بن علي الخاني، قالا: نا أبو مسلم محمّد بن علي بن محمّد بن مهرابزد النحوي، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا مأمون بن هارون بن طوسي، أنا الحسين بن عيسى البسطامي، نا عبد الصّمد بن عبد الوارث، نا - و قال زاهر: حدّثني - أبي، عن حسين المعلم، عن يحيى بن أبي كثير، عن الأوزاعي، عن قيس بن الوليد (5)-و في حديث زاهر: عن قيس ابن الوليد و هو غلط - عن أبيه، عن معدان بن طلحة، عن أبي الدرداء.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قاء فأفطر، فلقيت ثوبان في مسجد دمشق، فذكرت ذلك له فقال:

صدق، أنا صببت له الوضوء[12373].

ص: 339


1- الأصل: ابن، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
2- كذا بالأصل و د، و «ز»، و سينبه المصنف في آخر الحديث إلى الصواب.
3- زيادة منا للإيضاح.
4- من قوله: أخبرناه إلى هنا سقط من م.
5- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م:«قيس بن الوليد» و الذي مرّ برواية إسماعيل مثله أيضا، و فوق: قيس في «ز» ضبة.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي سعد (1) محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو أحمد محمّد بن محمّد الحافظ، أنا محمّد بن مروان، نا هشام بن عمّار، نا عمرو بن واقد، نا حفص بن عمر الأنصاري، عن معدان (2) بن أبي طلحة قال:

قدمت دمشق على أبي الدرداء، فكان أول ما سألني عن منزلنا و القرآن، ثم قال:

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«ما من ثلاثة في بدو و لا حضر لا يقيمون الصلاة إلاّ كان الشيطان رابعهم، فعليكم بالجماعة، فإنّ الذئب إنّما يأخذ القاصية»[12374].

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن أحمد بن البغدادي، أنا أبو الفضل المطهر بن عبد الواحد بن محمّد، أنا أبو عمر عبد اللّه بن محمّد بن أحمد بن عبد الوهّاب السّلمي، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عمر بن يزيد الزهري، نا عمي عبد الرّحمن بن عمر، نا أبو عامر العقدي، نا هشام بن سعد، عن حاتم بن أبي نضرة (3)،عن عبادة بن نسي قال: كان بالشام رجل يقال له معدان قال: و كان جليسا لأبي الدرداء، فمرّ به يوما، فناداه يا معدان، سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«ما من خمسة أبيات يجتمعون و لا يؤذن فيهم بالصلاة و تقام إلاّ و قد استحوذ عليهم الشيطان».

كذا قال: و إنما هو ابن أبي نصر، بغير هاء و بالصاد المهملة (4).

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد (5)،أنا الحسن بن علي الواعظ، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (6)،نا علي بن ثابت، حدّثني هشام بن سعد، عن حاتم بن أبي نصر، عن عبادة بن نسي قال:

كان رجل بالشام يقال له معدان، كان أبو الدرداء يقرئه القرآن، ففقده أبو الدرداء، فلقيه يوما و هو بدابق، فقال له أبو الدرداء: يا معدان، ما فعل القرآن الذي كان معك كيف أنت و القرآن اليوم؟ قال: قد علم اللّه منه فأحسن، قال: يا معدان أ في مدينة تسكن اليوم أو في

ص: 340


1- كتبت فوق الكلام بالأصل، و في م: سعيد، تحريف.
2- تحرفت في م إلى: معاذ.
3- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م، و سينبه المصنف في آخر الحديث إلى الصواب.
4- هو حاتم بن أبي نصر القنسريني، ترجمته في تهذيب الكمال 11/4.
5- بالأصل:«محمد بن» و فوقهما علامتا تقديم و تأخير.
6- رواه أحمد بن حنبل في المسند 423/10 رقم 27583 طبعة دار الفكر.

قرية؟ قال: لا بل في قرية قريب (1) من المدينة، قال: مهلا ويحك يا معدان، فإني سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«ما من خمسة أهل أبيات لا يؤذّن فيهم بالصلاة و تقام فيهم الصلاة إلاّ استحوذ عليهم الشيطان، و إن الذئب يأخذ الشاذّة فعليك بالمدائن»، ويحك يا معدان[12375].

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّاء، نا محمّد بن يعقوب، نا عبّاس بن محمّد (2) قال: سمعت يحيى بن معين يقول:

أهل الشام يقولون: معدان بن طلحة، و قتادة، و هؤلاء يقولون: ابن أبي طلحة، و أهل الشام أثبت فيه، و أعلم به.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسّان، نا أبي، نا يحيى بن سعيد، نا هشام بن أبي عبد اللّه، نا قتادة، عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة.

أن عمر بن الخطاب خطب يوم جمعة، فذكر نبي اللّه، و ذكر أبا بكر حديثا فيه طول، و فيه ما راجعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ما راجعت في الكلالة، و مما يدل على صحة هذا الحديث من حديث عمي فيما روي عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و أن معدان قد سمع من عمر أن الأوزاعي قد حدّث (3) عن الوليد بن هشام المعيطي، نا معدان بن أبي طلحة اليعمري قال: قدمت على عمر بن الخطاب.

أخبرنا (4) أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء، أنا البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: قال أبو زكريا يحيى بن معين:

و معدان بن أبي عمرو يعمري، بطن من كنانة، و يقولون: معدان بن طلحة.

و أخبرنا أبو البركات، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء، أنا أبو بكر، أنا أبو أمية، نا أبي قال: قال أبو زكريا:

معدان بن أبي طلحة، هكذا يقول قتادة، و أهل الشام يقولون: معدان بن طلحة، منهم الأوزاعي، و من (5) يعمر بطن من بني ليث.

ص: 341


1- في المسند: قريبة.
2- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 245/18.
3- قوله:«قد حدث» مكانه بياض في م.
4- الخبر التالي ليس في «ز»، و د، و م.
5- في م و د، و «ز»: و هو.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، أنا أبو بكر بن الخطيب، أنا عبد العزيز بن علي الأزجي، نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد المفيد بجرجرايا - قال، قال أبو شعيب: عبد اللّه بن الحسن بن أحمد الحراني، سمعت علي بن المديني يقول: الناس يقولون: معدان بن أبي طلحة و الأوزاعي يقول: معدان بن طلحة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1)،نا مسلم بن إبراهيم، نا بكير بن [أبي] (2) السميط، نا قتادة، عن سالم بن أبي الجعد.

عن معدان بن طلحة. قال مسلم: بكير يقول: ابن (3) طلحة، و هكذا يقول أهل الشام:

معدان بن طلحة، و شعبة، و سعيد (4)،و همّام، و الحجّاج (5) الأسود، و هشام الدستوائي، و شيبان، و محمّد بن يسار (6)،يقولون: عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد الغطفاني عن معدان بن أبي طلحة اليعمري.

أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى قال: قال أبو خيثمة:

أهل الشام يقولون: ابن طلحة، و قتادة يقول: ابن أبي طلحة.

أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد اللّه الكروخي، أنا أبو عامر محمود بن القاسم ابن (7) نا محمّد و أبو نصر عبد العزيز بن محمّد، و أبو بكر أحمد بن عبد الصّمد التاجر قالوا:

أنا عبد الجبار بن محمّد الجرّاحي، أنا محمّد بن أحمد بن محبوب، أنا أبو عيسى الترمذي قال: و قال إسحاق بن منصور: معدان بن طلحة، و ابن أبي طلحة أصح.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ ثابت بن منصور، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني

ص: 342


1- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 664/2.
2- سقطت من الأصل، و استدركت عن د، و «ز»، و م، و المعرفة و التاريخ.
3- بالأصل:«يقول لي أبو طلحة» صوبنا الجملة عن د، و «ز»، و م.
4- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م، و في المعرفة و التاريخ: سعد.
5- هو الحجاج بن الأسود زق العسل القسملي ترجمته في تهذيب التهذيب 200/2.
6- كذا بالأصل و النسخ، و في المعرفة و التاريخ: بشار.
7- كتبت فوق الكلام بين السطرين بخط مغاير.

-زاد أبو البركات: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- نا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنا محمّد ابن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خيّاط (1) قال:

في الطبقة الأولى من أهل الشامات: معدان بن أبي طلحة اليعمري، روى عن عمر، دمشقي.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أحمد بن الحسن، أنا يوسف بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح قال:

معدان بن أبي طلحة، أدرك عمر، و سمع منه، و أبا الدرداء، و روى عنهما، قال أبو عبيد اللّه: بعضهم يقول: ابن طلحة، قال ذلك أبو مسهر.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللنباني (2)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا.

و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسن بن فهم (3).

قالا: نا محمّد بن سعد قال (4):

في الطبقة الأولى من تابعي أهل الشام: معدان بن أبي طلحة اليعمري، روى عن عمر - زاد ابن الفهم: و كان ثقة-.

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي - في كتابه - ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (5):

معدان (6) بن أبي طلحة اليعمري و يقال: اليعمري، عن عمر، و أبي الدرداء، و ثوبان روى عنه سالم بن أبي الجعد، و قال بعضهم: معدان بن طلحة.

ص: 343


1- طبقات خليفة بن خيّاط ص 563 رقم 2901.
2- تحرفت بالأصل و د إلى: اللبناني، و في م: القباني، و المثبت عن «ز».
3- تحرفت بالأصل إلى قاسم، و اللفظة ممحوة في م، و المثبت عن «ز»، و د.
4- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 444/7.
5- التاريخ الكبير للبخاري 38/8.
6- كذا ضبطت الكلمتان بالقلم في التاريخ الكبير، بضم الميم و الأخرى بفتحها. و مثله بالأصل أيضا.

أنبأنا أبو الحسين بن أبي عبد اللّه، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد (1)-إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (2):

معدان بن أبي طلحة اليعمري، و يقال: ابن طلحة اليعمري، روى عن عمر، و أبي الدرداء، و أبي نجيح السلمي، روى عنه سالم بن أبي الجعد، و الوليد بن هشام المعيطي، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال الطبقة التي تلي أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هي العليا:

معدان بن أبي طلحة اليعمري.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، عن أبي الحسين الصيرفي، أنا أبو القاسم بن عتاب، أنا أحمد بن عمير اجازة.

و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد قراءة.

قال: سمعت ابن سميع يقول: في الطبقة الأولى: معدان بن طلحة اليعمري، روى عن عمر، غطفاني.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبد اللّه، و أبو نصر، قالا: أنا الوليد، أنا علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (3):

معدان بن أبي طلحة اليعمري، شامي، تابعي ثقة، و يقال ابن طلحة.

أخبرنا أبو البركات (4)،أنا ابن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، و العتيقي.

و أخبرنا [أبو عبد اللّه البلخي] (5) أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالوا: أنا

ص: 344


1- تحرفت بالأصل إلى: أحمد.
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 404/8.
3- تاريخ الثقات للعجلي ص 433 رقم 1603.
4- مطموسة بالأصل، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
5- مطموس بالأصل، و المستدرك عن د، و «ز»، و م.

الوليد، أنا علي بن أحمد، أنا (1) صالح، حدّثني أبي قال:

معدان بن أبي طلحة اليعمري، شامي، تابعي، ثقة، من كبار التابعين.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي أنا أبو بكر البابسيري، أنا أبو أمية بن المفضّل، نا أبي قال: أخبرني أبو نصر، نا إبراهيم قال:

ضرب الوليد بن عبد الملك سالم بن أبي الجعد، و معدان بن أبي طلحة مائة سوط (2)، في الترفض.

[ذكر من اسمه] معرور

اشارة

[ذكر من اسمه] (3) معرور

7551 - معرور الكلبي

7551 - معرور الكلبي (4)

أراه جد النضر بن يحيى بن معرور.

حكى عن رجل عن عثمان.

روى عنه: يحيى بن أبي كثير، و الأوزاعي.

أنبأنا أبو عبد اللّه بن أبي العلاء، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد اللّه الدقاق (5)،نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن النضر ابن بنت معاوية بن عمرو، نا معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق الفزاري، عن الأوزاعي، عن المعرور الكلبي، عن رجل.

أن عثمان أمر مناديا فنادى: إن الذكاة في الحلق و اللبة (6) لمن قدر، و أقرّوا (7) الأنفس حتى تزهق.

أخبرنا أبو الغنائم بن القرشي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا

ص: 345


1- قوله:«أحمد، أنا» مكانهما مطموس بالأصل، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
2- قوله:«مائة سوط» مكرر بالأصل.
3- زيادة منا.
4- ترجمته في التاريخ الكبير 39/8 و الجرح و التعديل 416/8.
5- تحرفت في م إلى: الدفان.
6- اللبة: اللهزمة التي فوق الصدر، و فيها تنحر الإبل (النهاية).
7- يعني سكنوا الذبائح حتى تفارقها أرواحها (النهاية).

أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (1):

معرور الكلبي عن عثمان، و قال بعضهم: عن عمر في الذبيحة، روى عنه يحيى بن أبي كثير، و الأوزاعي.

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب - إذنا - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر.

قالا: أنا ابن أبي حاتم (2) قال (3):

معرور الكلبي، روى عن عثمان، و قال بعضهم: روى عن عمر، و هو مرسل عن عمر، روى عنه حفص بن الفرافصة، و يحيى بن أبي كثير، و الأوزاعي، سمعت أبي يقول ذلك.

ذكر من اسمه: معروف

7552 - معروف بن سويد

مولى علي بن عبد اللّه بن عباس الهاشمي، و أبي عبد اللّه بن جعفر بدمشق.

و روى عن مولاه علي بن عبد اللّه.

روى حديثه العباس بن عبد الواحد بن جعفر بن سليمان بن علي بن عبد اللّه بن العباس الهاشمي، البصري.

كتب إليّ أبو غالب محمّد بن عبد الواحد بن الحسن المقرئ - من بغداد، و نقلته من كتابه - أنا الشريف أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن محمّد بن يحيى بن علي (4) بن عبيد اللّه بن جعفر بن علي بن المهدي باللّه - قراءة عليه - أنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد بن العبّاس بن عبد الواحد بن جعفر بن سليمان بن علي بن عبد اللّه بن العبّاس بن عبد المطّلب، نا أبي و عماي قالوا: قرئ على جدّنا العباس بن عبد الواحد - و نحن نسمع - قال:

و كانت أم الحسن بنت سليمان بحضرتنا تسمع، نا معروف بن سويد قال:

ص: 346


1- التاريخ الكبير للبخاري 39/8.
2- رسمها بالأصل:«حدبفه» و ممحوة في م، و المثبت عن د.
3- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 416/8.
4- الأصل:«كا» و المثبت: علي، عن د، و «ز»، و م.

كنت مع مولاي علي بن عبد اللّه حين مضى.. إلى دمشق فقال و هو راكب على بغلته و قد أردفني خلفه إذ رأيته نزل عن البغلة، فجاء إلى شيخ طوال حسن الوجه، حسن كل شيء منه، فقبّل يديه و رجليه، و حمله على البغلة، و مشى تحت ركابه حتى بلّغه إلى منزله، ثم حمله فأنزله، و قبّل يديه و أدخله إلى منزله، و ركب البغلة، فقلت له: يا مولاي، من هذا الشيخ؟ فقال: أ و ما تعرفه، قال: قلت: لا، فقال: هذا عبد اللّه بن جعفر ذي الجناحين، و قد قال [رسول اللّه] (1) صلّى اللّه عليه و سلّم:

«غفر اللّه لمن رآني، و من رأى من رآني و من رأى من رأى من رآني».

فقالت أم الحسن: قد رأيت معروفا، و رأى معروف عبد اللّه بن جعفر، و عبد اللّه بن جعفر رأى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و نحن نرجو المغفرة[12376].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا ابن عدي (2)،نا عبد الرّحمن بن أبي قرصافة، نا أحمد بن عيسى الخشاب - بتنيس - نا أبو أسلم الدمياطي، و كان من عبّاد الناس، حدّثني معروف بن سويد الحجّام (3) قال: رأيت واثلة ابن الأسقع يشرب [الميلين] (4) في السوق.

قال ابن عدي: هو شيء يبيعونه بالشام [كالباقلي] (5) يطبخونه طبخا.

و قد روى معروف بن عبد اللّه الخيّاط أنه رأى واثلة يشرب الفقاع فلا أدري هل ابن سويد بن عبد اللّه أو غيره، و لا أدري الحديثان لابن سويد، لرجل واحد أو رجلين.

7553 - معروف بن عبد اللّه أبو الخطّاب الخيّاط

7553 - معروف بن عبد اللّه أبو الخطّاب الخيّاط (6)

مولى عبيد الأعور، مولى بني أمية، و يقال: إنّ معروفا مولى واثلة بن الأسقع.

ص: 347


1- قوله:«رسول اللّه» سقط من الأصل و استدرك عن د، و «ز»، و استدرك على هامش م.
2- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 327/6 في ترجمة معروف بن عبد اللّه الخياط الدمشقي.
3- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م،«معروف بن سويد الحجام» و الذي في الكامل في ضعفاء الرجال: معروف بن أبي سويد.
4- لم يظهر من اللفظة سوى «الم» و الباقي بياض، و المثبت عن الكامل لابن عدي.
5- زيادة عن الكامل لابن عدي.
6- ترجمته في ميزان الاعتدال 144/4 و الكامل لابن عدي 326/6 و تهذيب الكمال 251/18 و تهذيب التهذيب 5/ 493 و التاريخ الكبير 415/7 و الجرح و التعديل 322/8.

روى عن: واثلة بن الأسقع، و يقال: إنه رأى أنس بن مالك.

روى عنه: الوليد بن مسلم، و سليمان بن عبد الرّحمن، و دحيم، و لوين، و يحيى بن بشر الحريري، و علي بن حجر، و عبد الملك بن مهران، و يحيى بن صالح الوحاظي، و أبو جعفر محمّد بن سعيد بن عبد الملك بن عبد اللّه بن يزيد بن تميم السلمي، و يعرف بابن أبي قفيز، و إبراهيم بن هشام بن يحيى، و محمّد، و عبد اللّه ابنا (1) إسحاق بن إسماعيل العذري، و أبو حفص عمر بن حفص الخيّاط، و هشام بن عمّار، و منصور بن عمّار الواعظ، و معلّى بن سلام الرفاء الخباز، و محمّد بن أبي العلاء بن زهير، و حمّاد بن يحيى، و يونس بن عطاء، و أبو محمّد عبد الرّحمن بن عبد اللّه، و عمران بن يزيد بن خالد بن أبي جميل، و إسماعيل بن إبراهيم الترجماني (2)،و أبو حسّان الحسن بن عثمان الزيادي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا تمام بن محمّد [حدثني أبو الفرج العباس بن محمد بن حيان الدمشقي، أنا محمد] (3) بن خريم (4) أن هشام بن عمّار حدّثهم، نا معروف الخيّاط، عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«بكاء الصبي إلى سنتين يقول: لا إله إلاّ اللّه، و ما كان بعد ذلك فاستغفار لأبويه، و ما عمل من حسنة فلأبويه، و ما عمل من سيئة لم تكتب عليه و لا على أبويه، حتى يجري عليه القلم»[12377].

غريب (5) جدا.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو الحسن رشأ بن نظيف المقرئ، أنا أبو الحسن عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي، أنا إبراهيم (6) بن عبد الرّحمن بن مروان القرشي، نا أبو جعفر محمّد بن سعيد بن أبي قفيز، نا معروف الخيّاط قال:

كنت في مجلس واثلة بن الأسقع إذ أقبل رجل يشهد على بضاعة اشتراها، فلما ولّى البائع (7) و المشتري قال واثلة: ردّوا عليّ المشتري، فلما رجع قال: اذهب خذ مالك، فقد

ص: 348


1- تحرفت في م إلى: أنبأنا.
2- الأصل و م: الترجمان، و المثبت عن د.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن د، و «ز»، و م.
4- بالأصل: خزيم، و في م:«تحريم» و المثبت عن د.
5- تحرفت في م إلى: تحريف.
6- تحرفت في م إلى: أبو هاشم.
7- في د، و م، و «ز»: البيع، و هما بمعنى.

دلس عليك، فرجع الرجل، فأخذ ماله، فقيل للبائع: تدري من ردّه إليك؟ قال: واثلة بن الأسقع، فرجع البائع إلى واثلة، فلما قام (1) على مجلسه قال له: يا صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، مثلك يسعى، فقال: كذبت، سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«لا يحلّ لمسلم أن يطلع على دلسة على مسلم إلاّ أخبره بها»[12378].

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (2):

معروف أبو الخطّاب، مولى بني أميّة، الدمشقي [الخياط] (3)،روى عنه الوليد بن مسلم، و سليمان بن عبد الرّحمن (4)،عن معروف رأى واثلة يشرب الفقاع.

أخبرنا أبو الحسين (5) القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الأديب - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (6):

معروف أبو الخطّاب الدمشقي، مولى بني أمية الخيّاط، روى عن واثلة بن الأسقع، روى عنه الوليد بن مسلم، و دحيم، و محمّد بن سليمان لوين، و هشام بن عمّار، و سليمان بن عبد الرّحمن، و منصور بن عمّار، و يحيى بن بشر الحريري، و عبد الملك بن مهران، و علي ابن حجر، سمعت أبي يقول ذلك، و سألت أبي عنه فقال: ليس بالقوي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول:

أبو الخطّاب معروف الدمشقي، رأى واثلة بن الأسقع، روى عنه سليمان بن عبد الرّحمن.

ص: 349


1- الأصل: قدم، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
2- التاريخ الكبير للبخاري 415/7.
3- زيادة عن التاريخ الكبير.
4- قوله:«روى عنه الوليد بن مسلم، و سليمان بن عبد الرحمن» ليس في التاريخ الكبير، و مكانه فيه: قال سليمان.
5- تحرفت بالأصل إلى:«الحسن» و التصويب عن د، و «ز»، و م.
6- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 322/8.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، حدّثنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:

أبو الخطّاب معروف الخيّاط عن واثلة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم ابن عمر، أنا أبو بكر المهندس [نا] (1) أبو بشر قال: أبو الخطّاب معروف الخيّاط.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد قال (2):

أبو الخطّاب معروف الخيّاط الدمشقي، رأى واثلة بن الأسقع، روى عنه أبو أيوب سليمان بن عبد الرّحمن الدمشقي، و هشام بن عمّار.

أخبرنا أبو القاسم [يحيى] (3) بن أبي المعالي، أنا ثابت بن بندار بن إبراهيم بن بندار، أنا أبي، أنا أبو بكر محمّد بن عمر بن بكير النجار، نا أبو القاسم المؤدب النصيبي، نا أحمد ابن عامر الربعي، نا عمر بن حفص الدمشقي، نا معروف الخيّاط قال:

رأيت أنس بن مالك خادم النبي صلى اللّه عليه و سلّم يشرب الفقاع.

[قال ابن عساكر:] (4) المحفوظ في هذه الحكاية واثلة بن الأسقع.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن الحسن بن قتيبة، نا إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغسّاني، نا معروف بن عبد اللّه أبو الخطّاب قال:

رأيت رجلا قام إلى واثلة بن الأسقع صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال: ما تقول في الطّلاء؟ قال: اطبخه، حتى يذهب ثلثاه، و زد قليلا.

قال: و نا معروف قال: رأيت واثلة بن الأسقع يصلي على جنائز الرجال و النساء، فيجعل الرجال يلونه و النساء أمام القبلة (5)،و إن كان رجل قام نحو صدره، و إن كانت امرأة قام حذو رأسها.

ص: 350


1- سقطت من الأصل و استدركت عن د، و «ز»، و م.
2- الأسامي و الكنى للحاكم النيسابوري 292/4 رقم 1986.
3- زيادة عن د، و «ز»، و م.
4- زيادة منا.
5- تحرفت في م إلى: القفاة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، حدّثني أحمد بن شعيب - هو النسائي - نا علي بن محمّد، نا معروف الخيّاط مولى بني أمية أبو الخطّاب قال:

رأيت واثلة بن الأسقع يرتعش من الكبر، و كان يمسح رأسي و يقول: يا معروف أخشى عليك الكبر، فعلمت أنها كلمة ألقاها اللّه في قلبه.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا ابن مسعدة، أنا حمزة، أنا ابن عدي قال (1):

معروف بن عبد اللّه الخيّاط الدمشقي، يكنى أبا الخطّاب، عامة ما يرويه أحاديث لا يتابع عليه.

7554 - معروف بن محمّد بن معروف أبو المشهور النخعي الزنجاني الواعظ

7554 - معروف بن محمّد بن معروف أبو المشهور النخعي الزنجاني الواعظ (2)

سمع بدمشق: أبا المستضيء معاوية بن أوس بن الأصبغ بن محمّد بن محمّد (3) بن لهيعة، و بمكة: أبا محمّد عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن المقرئ، و أبا سعيد بن الأعرابي، و الحسن بن مليح الطرائفي المصري، و القاسم بن إبراهيم الملطي، و عبيد اللّه بن الحسين (4) الأنطاكي القاضي، و أبا (5) الحسن إبراهيم بن عبد السّلام الهاشمي، و أبا عبد اللّه جعفر بن إدريس القزويني.

روى عنه: أبو نصر الحسين بن عبد الواحد الشيرازي، و أبو الحسن علي بن شجاع بن علي المصقلي الأصبهاني، و أبو الحسن العتيقي، و أبو بكر البرقاني، و رضوان بن محمّد بن الحسن الدينوري.

تقدم ذكر وفوده في ترجمة أبي المستضيء.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (6)،أنا

ص: 351


1- الكامل في ضعفاء الرجال 326/6 و 327.
2- ترجمته في تاريخ بغداد 209/13 و ميزان الاعتدال 145/4. و الزنجاني نسبة إلى زنجان بفتح أوله و سكون ثانيه: بلد كبير مشهور من نواحي الجبال بين أذربيجان و بينها.
3- «بن محمد» لم تكرر في م.
4- تحرفت بالأصل إلى: الحسن، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
5- بالأصل: و أبي.
6- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 209/13-210.

أحمد بن محمّد العتيقي، نا أبو المشهور معروف بن محمّد بن معروف بن الفيض بن أيوب ابن أعين بن عدي بن عبيد اللّه بن إبراهيم بن مالك الأشتر النخعي الواعظ الزنجاني، نزيل الري، قدم علينا في سنة اثنتين و سبعين (1) و ثلاثمائة.

[قال الخطيب] (2) نا أبو محمّد عبد الرّحمن بن (3) محمّد بن عبد اللّه بن يزيد المقرئ بمكة، نا جدي، نا سفيان بن عيينة، عن عبد اللّه بن أبي نجيح عن أبيه قال: سأل رجل ابن عمر عن صيام يوم عرفة فقال: حججت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فلم يصمه، و مع أبي بكر فلم يصمه، و مع عمر فلم يصمه، و مع عثمان فلم يصمه، و أنا لا أصومه، و لا آمر بصيامه، و لا أنهى عنه قال الخطيب (4).

معروف بن محمّد بن معروف، أبو المشهور الواعظ، كان يذكر أنه من ولد مالك بن الحارث، الأشتر النخعي، و هو من أهل زنجان، سكن الري، و قدم بغداد، و حدّث بها عن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن محمّد بن المقرئ المكّي، و قاسم بن إبراهيم الملطي، و أبي سعيد بن الأعرابي، و الحسن بن مليح المصري (5)،و عبيد اللّه بن الحسين القاضي الأنطاكي، حدّثنا عنه البرقاني [و رضوان بن محمد الدينوري] (6)،و العتيقي.

قال الخطيب (7):و حدّثني يحيى بن الحسين العلوي الرازي - و كان فاضلا صادقا - قال: سمعت أبا سعد السمّان يقول: طعن الناس في نسب معروف هذا، و ذكروا أنه ادّعى النسب إلى مالك الأشتر، و أشار إليه إلى أنه لم يكن ثقة.

7555 - معروف بن أبي معروف البلخي

7555 - معروف بن أبي معروف البلخي (8)

حدّث بدمشق عن جرير بن عبد الحميد.

روى عنه: أحمد بن عامر بن عبد الواحد بن العباس البرقعيدي.

ص: 352


1- في تاريخ بغداد: اثنتين و تسعين و ثلاثمائة.
2- زيادة منا للإيضاح، و الخبر في تاريخ بغداد 210/13.
3- في تاريخ بغداد: عبد الرحمن بن عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه.
4- بعدها بالأصل و «ز» يؤخر، و في د:«قال يؤخر الخطيب» و في م: يوجد. و الخبر في تاريخ بغداد 209/13.
5- في تاريخ بغداد: المقرئ.
6- زيادة عن تاريخ بغداد.
7- تاريخ بغداد 210/13.
8- ترجمته في ميزان الاعتدال 145/4 و لسان الميزان 61/6 و الكامل في ضعفاء الرجال 325/6.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا إسماعيل بن مسعدة، نا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،نا أحمد بن عامر بن عبد الواحد، حدّثني معروف بن أبي معروف البلخي الشيخ الصالح بدمشق.

و أخبرنا أبو القاسم أيضا قال: قرأت على أبي القاسم بن أبي الفضل بن أبي سعد بن أبي بكر الجرجاني، أخبركم أبو القاسم القاسم (2) بن أحمد بن محمّد الوليدي، نا عبد اللّه بن عدي الحافظ، أبو أحمد، نا أحمد (3) بن عامر بن عبد الواحد بن العبّاس برقعيدي - بنصيبين - نا الشيخ الصالح معروف بن أبي معروف البلخي بدمشق.

نا جرير بن عبد الحميد، نا ليث، عن مجاهد، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«دخلت الجنّة فما فيها شجرة و لا ورقة إلاّ عليه مكتوب: لا إله إلاّ اللّه - زاد حمزة:

محمّد رسول اللّه، أبو بكر الصّدّيق، و عمر (4) الفاروق، و عثمان ذا النورين».

قال القاسم بن أحمد: قال ابن عدي: و لا أعلم روى هذا الحديث عن جرير بهذا الإسناد غير معروف بن أبي معروف هذا، و علي بن جميل الرقّي، و كان يحلف عليه أن جريرا حدّثه بهذا الحديث.

و قال حمزة: قال ابن عدي (5):و هذا يعرف بعلي بن جميل الرقّي (6)،عن جرير، و كان يحلف فيقول: حدّثنا و اللّه جرير، و معروف لعله سرقه، على أن أحمد بن عامر كان شيخا صالحا، و معروف بن أبي معروف البلخي ليس بمعروف، يسرق الحديث.

قال ابن عدي في موضع آخر (7):و قد سرقه من علي بن جميل رجل يقال له: معروف ابن أبي معروف البلخي، و معروف هذا غير معروف.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد (8)،نا أحمد بن عامر، حدّثني معروف بن أبي معروف البلخي، نا جرير، نا ليث، عن مجاهد، عن ابن عبّاس قال:

ص: 353


1- رواه ابن عدي في الكامل 325/6.
2- سقطت من م.
3- قوله:«نا أحمد» سقط من م.
4- في الكامل لابن عدي: الفاروق عمر.
5- الكامل في ضعفاء الرجال 325/6.
6- لفظة «الرقي» سقطت من الكامل.
7- الكامل في ضعفاء الرجال 215/5 في ترجمة علي بن جميل الرقي.
8- الكامل في ضعفاء الرجال 325/6-326.

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«و زنت بالخلق كلهم فرجحت بهم، ثم وزن أبو بكر فرجح بهم، ثم وزن عمر فرجح بهم، ثم وزن عثمان فرجح فيهم، ثم رفع الميزان».

قال ابن عدي: و هذا أيضا غير محفوظ كالحديث الأوّل، و معروف هذا لا أعرف له غير هذين الحديثين.

7556 - معروف بن الهذيل الغسّاني الجدلي

7556 - معروف بن الهذيل الغسّاني الجدلي (1)

من نواحي دمشق.

حدّث عن أبيه الهذيل.

روى عنه: ابنه يزيد بن معروف.

[ذكر من اسمه] معضاد

اشارة

[ذكر من اسمه] (2) معضاد

7557 - معضاد بن علي بن الحسين بن علي أبو الحسن الخولاني الدّاراني

سمع أبا الحسن محمّد بن الحسين بن محمّد بن الطفال (3) بمصر، و أبا عبد اللّه محمّد ابن عبد اللّه بن محمّد بن بندار المرندي بدمشق، و أبا عبد اللّه بن سعدان، و أبا القاسم عبد الرّحمن بن المظفّر الكحال بمكة.

و حدّث عن أبي الحسن بن ياسر (4) الجوبري (5).

سمع منه شيخنا الشريف النسيب بعد ما خرجت له فوائده التي سمعناها منه، فلم يكن فيها عنه شيء.

سألت أبا محمّد بن الأكفاني: هل سمعت من معضاد بن علي شيئا؟ فقال: لم أسمع منه، و توفي في المحرم سنة ستين و أربعمائة و حضرت دفنه و الصّلاة عليه.

ص: 354


1- ترجمته في ميزان الاعتدال 146/4.
2- زيادة منا للإيضاح.
3- الأصل: الطفيل، و المثبت عن د، و «ز»، و م، ترجمته في سير الأعلام 664/17.
4- تحرفت بالأصل إلى: يامير، و مثله في م، و الصواب ما أثبت، و اسمه: عبد الرحمن بن محمد بن يحيى بن ياسر، أبو الحسن التميمي الدمشقي الجوبري ترجمته في سير الأعلام 415/17.
5- تحرفت بالأصل إلى: الجويري، و في م:«الجويزي» و التصويب عن د و الجرح و التعديل 433/8 و بالأصل و م و د:«معقس» و المثبت معفس بالفاء عن «ز»، و مصادر ترجمته، و قد صوبناه في كل مواضع الترجمة.

7558 - معفس بن عمران بن حطّان السدوسي

7558 - معفس بن عمران بن حطّان السدوسي (1)

حدّث عن أبيه، و أم الدّرداء، و عن عبد اللّه بن السسه (2).

روى عنه: أبو المحجل رديني ابن مرة، و يقال: ابن أبي مجلز، و يقال ابن خالد البكري، و موسى الفرّاء، و محمّد بن عبد الرّحمن، أبو عبد الرّحمن كاتب محارب بن دثار.

و سمع من أم الدّرداء مع أبيه إذ كانا بالشام في أيام عبد الملك بن مروان.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد بن المجلي، أنا أبو جعفر بن المسلمة، و أبو الحسين بن النّقّور، و أبو علي محمّد بن وشاح الزينبي.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور البزار.

قالوا: أنا عيسى بن علي، نا القاضي أبو عبيد علي بن الحسين بن حرب بن عيسى، نا أبو السكين زكريا بن يحيى بن عمر بن حصن الكوفي، حدّثني عبد الرّحمن بن محمّد المحاربي، عن أبي عبد الرّحمن كاتب محارب بن دثار، عن معفس بن عمران بن حطّان قال:

دخلت مع أبي على أم الدّرداء، فسألها أبي: ما فضل من قرأ القرآن على من لم يقرأ؟ قالت: حدثتني عائشة قالت: جعل درج الجنّة على عدد آي القرآن، فمن قرأ ثلث القرآن ثم دخل الجنّة كان على الثلث من درجها، و من قرأ نصف القرآن كان على النصف من درجها، و من قرأ كله كان في علّيّين، لم يكن فوقه إلاّ نبي أو صدّيق، أو شهيد.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن عمر العمري، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أحمد بن محمّد بن أبي شريح الأنصاري، أنا أبو جعفر محمّد ابن أحمد بن عبد الجبّار الرداني، أنا أبو أحمد حميد بن زنجويه النسوي، نا أبو نعيم، نا موسى الفرّاء، حدّثني معفس بن عمران بن حطّان قال:

كنت مع أبي يسأل أم الدّرداء عن فضل القرآن فقال لها: حدثيني عن فضل القرآن، فقال: أحدّثك أن درج الجنّة على عدد آي القرآن، و أنه يقال: اقرأ و ارق، فإنه ليقرأ و يرقى، حتى ينفد ما معه، فإن كان قرأ ثلث القرآن كان على الثلث من درج الجنّة، و إن كان قرأ نصف القرآن كان على النصف من درج الجنّة، و إن كان قرأ القرآن كان في أعلى علّيّين فلا يكون فوقه أحد من الصدّيقين إلاّ الشهداء.

ص: 355


1- ترجمته في التاريخ الكبير 64/8.
2- كذا رسمها بالأصل و بقية النسخ.

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي (1)،ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و ابن النرسي (2)،قالوا: أنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (3):

معفس (4) بن عمران بن حطّان عن أم الدّرداء (5)،عن عائشة ليس أحد ممن دخل الجنّة أفضل ممن قرأ القرآن.

قاله وكيع عن محمّد بن عبد الرّحمن عن معفس، و قال زهير، عن موسى القزاز عن معفس قال: سأل أبي أبا الدّرداء، و روى محمّد بن سعيد، عن شريك، عن أبي المحجل، عن معفس بن عمران بن حطّان عن عبد اللّه، سمع أبا ذرّ يقول: الجليس الصالح خير من الوحدة، و الوحدة خير من الجليس السوء.

كذا في الأصل: القزاز (6)،و الصواب: الفراء.

أخبرنا أبو الحسين القاضي - إذنا - و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: نا ابن أبي حاتم قال (7):

معفس بن عمران بن حطّان السدوسي، روى عن أم الدّرداء،[و] (8) عن أبيه،[و] (9)عن عبد اللّه (10) بن شيبة، روى عنه أبو المحجل، و موسى الفراء، و محمّد بن عبد الرّحمن، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو طاهر أحمد بن علي بن عبيد اللّه، و أبو الحسين

ص: 356


1- تحرفت بالأصل إلى: القرشي، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
2- راجع الحاشية السابقة.
3- التاريخ الكبير للبخاري 64/8.
4- كذا ضبطت بالقلم عن البخاري.
5- إلى هنا فقط في التاريخ الكبير.
6- تحرفت بالأصل هنا إلى: الفرد.
7- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 433/8.
8- سقطت من الأصل و استدركت عن د، و «ز»، و م، و الجرح و التعديل.
9- سقطت من الأصل، و استدركت عن د، و «ز»، و م، و الجرح و التعديل.
10- في م: عبيد اللّه.

المبارك بن عبد الجبّار، قالا: أنا أبو الفرج الحسين بن علي، أنا محمّد بن إبراهيم بن السري الدارمي، نا أبو عبيد اللّه عبد الملك (1) بن بدر بن الهيثم، نا أحمد بن هارون الحافظ قال:

في الطبقة الثانية و هم التابعون في الأسماء المنفردة: معفس بن عمران بن حطّان، روى عن موسى الفرّاء و غيره، كوفي.

[ذكر من اسمه] معقل

اشارة

[ذكر من اسمه] (2) معقل

7559 - معقل بن سنان بن مطهّر بن عركي بن فتيان بن سبيع

7559 - معقل بن سنان بن مطهّر (3) بن عركي بن فتيان (4) بن سبيع

ابن بكر بن أشجع أبو محمّد، و يقال: أبو سنان،

و يقال: أبو عيسى، و يقال: أبو ز..... (5) الأشجعي (6)

له صحبة.

سكن الكوفة ثم تحول إلى المدينة.

و روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أحاديث.

روى عنه: مسروق بن الأجدع، و عبد اللّه بن عتبة بن مسعود، و علقمة بن قيس، و نافع بن جبير بن مطعم.

و قدم دمشق على يزيد بن معاوية، ثم رجع إلى المدينة ساخطا على يزيد، و خلعه، و كان مع أهل الحرّة و قتل بها.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد بن عبد الواحد، أنا الحسن بن علي، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا عبد الرّحمن، عن سفيان، عن فراس، عن

ص: 357


1- تحرفت في م إلى: عبد اللّه.
2- زيادة لازمة منا.
3- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م، و في الإصابة و أسد الغابة: مظهر، و نص ابن الأثير على أنها بضم الميم و فتح الظاء المعجمة.
4- قيدها ابن الأثير بالفاء، و التاء فوقها نقطتان و بعدها ياء تحتها نقطتان.
5- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م لم يكتب من اللفظة إلاّ حرف «ز»، و بعده بياض، و لعل هذه الكنية هي: أبو يزيد، و قد وردت أيضا في مصادر ترجمته.
6- ترجمته في تهذيب الكمال 253/18 و تهذيب التهذيب 494/5 و أسد الغابة 454/4 و الإصابة 446/3 و التاريخ الكبير 391/7 و الجرح و التعديل 284/8.

الشعبي، عن مسروق، عن عبد اللّه في رجل تزوج امرأة فمات عنها و لم يدخل بها و لم يفرض لها، قال: لها الصّداق، و عليها العدّة، و لها الميراث، فقال معقل بن سنان: شهدت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قضى به في بروع بنت واشق.

أخبرناه عاليا أتمّ منه أبو القاسم أيضا، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو إسحاق المزكي، نا محمّد بن المسيّب، نا الحسن بن محمّد بن إبراهيم الجرجاني، نا إبراهيم - يعني - ابن الحكم، نا أبي، عن السدّي، عن مرّة بن شراحيل، عن عبد اللّه بن مسعود.

أنه قضى برأيه في امرأة مات زوجها، و كان تزوجها و لم يفرض لها شيئا أنّ لها مثل صداق نسائها، و لها ميراث، و عليها العدّة، و لم يكن سمعه من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فقدم المدينة، فلقي معقل بن سنان، فسأله عبد اللّه بن مسعود: كيف قضى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في بروع بنت واشق الأشجعية التي مات زوجها في القليب، و كان تزوجها و لم يفرض لها شيئا، فأخبره معقل بن سنان أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قضى مثل قضائه، فقال عبد اللّه: الحمد للّه الذي وفّقني لقضائه (1).

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، نا أحمد بن عبيد بن الفضل، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن الحسين بن محمّد بن سعيد، نا ابن أبي خيثمة، نا سليمان بن أبي شيخ قال: قال أبو سعيد..... (2):

ما خلق اللّه معقل بن سنان قط، و لا كانت بروع بنت واشق قط.

قرأنا على أبي غالب، و أبي عبد اللّه ابني البنّا، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر، نا ابن أبي خيثمة، نا سليمان بن أبي شيخ قال: كان أبو سعيد..... (3) يحلف باللّه: ما كانت بروع بنت واشق قط.

هذا خطأ، قال: و لم يقدم معقل بن سنان الأشجعي قط، و هذا القول الثاني أشبه في إنكاره دخوله الكوفة، فأمّا إنكار كونه على الجملة فغير صحيح.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ ثابت بن منصور، قالا: أنا أبو طاهر - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن

ص: 358


1- أسد الغابة 454/4 من طريق آخر بسنده إلى عبد اللّه بن مسعود.
2- كلمة غير واضحة بالأصل و النسخ رسمها:«الراى».
3- انظر الحاشية السابقة.

أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خيّاط قال (1):

و من غطفان ثم من بني أشجع بن ريث بن غطفان: أبو سنان، معقل بن سنان، و أبو الجرّاح رويا أمر بروع بنت واشق، قتل معقل يوم الحرّة صبرا (2).

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح عبد الكريم بن محمّد، أنا الدارقطني، نا (3) محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم، نا جعفر بن الأزهر، نا الفضل الغلاّبي قال: قال يحيى ابن معين: معقل بن سنان أبو عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللنباني (4)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد قال (5):

في تسمية من نزل الكوفة من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: معقل بن سنان الأشجعي.

قال: و أنا ابن سعد، قال في الطبقة الثالثة: معقل بن سنان الأشجعي، قال الواقدي:

شهد الفتح مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و كان شابا طريا (6)،و قتل يوم الحرّة في ذي الحجة سنة ثلاث و ستين، فقال الشاعر:

ألا تلكم الأنصار تبكي سراتها *** و أشجع تبكي (7) معقل بن سنان

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد قال (8):

في الطبقة الثالثة من بني أشجع بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر: معقل بن سنان بن مطهّر (9) بن عركي بن فتيان بن سبيع بن بكر بن أشجع، شهد الفتح مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و بقي إلى يوم الحرّة.

ص: 359


1- طبقات خليفة بن خيّاط ص 96 رقم 314.
2- بالأصل: ضربا، و المثبت عن د، و «ز»، و م، و طبقات خليفة.
3- بالأصل:«و محمد» و المثبت «نا محمد» عن د، و «ز»، و م.
4- تحرفت بالأصل و د، و «ز»، و م إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
5- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
6- كذا بالأصل و بقية النسخ و الذي في طبقات ابن سعد: ظريفا.
7- البيت في طبقات ابن سعد 283/4 و فيها: تنعى سراتها... تنعى و رواه المزي في تهذيب الكمال 253/18 و الإصابة 446/3 و أسد الغابة 455/4.
8- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 277/4 و 282.
9- عند ابن سعد: مظهّر.

أخبرنا أبو محمّد بن الآبنوسي - في كتابه - و أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي قال:

و من غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر، ثم من أشجع بن ريث بن غطفان:

معقل بن سنان الأشجعي، و هو أبو سنان، كان بالكوفة، جاء عنه حديث.

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل، و محمّد بن الحسن قالا: أنا أحمد ابن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري (1) قال (2):

معقل بن سنان أبو محمّد الأشجعي، نزل الكوفة، له صحبة، قتل يوم الحرّة.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد (3)-إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (4):

معقل بن سنان الأشجعي، نزل الكوفة، له صحبة، روى عنه نافع بن جبير بن مطعم، و علقمة، قتله مسلم بن عقبة يوم الحرّة، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول:

أبو محمّد معقل بن سنان الأشجعي، له صحبة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:

أبو محمّد معقل بن سنان الأشجعي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم،

ص: 360


1- كذا ورد السند هنا بالأصل و بقية النسخ، راجع السند المماثل الذي يأخذ فيه المصنف عن البخاري، و فيه اختلاف و زيادة.
2- التاريخ الكبير للبخاري 391/7.
3- تحرفت بالأصل إلى: أحمد، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
4- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 284/8.

أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا أحمد بن شعيب قال: من كنيته أبو محمّد من الصحابة، فذكرهم، و منهم معقل بن سنان الأشجعي.

[قال: و نا أبو بشر، قال: أبو محمد معقل بن سنان الأشجعي] (1).

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو سنان، و يقال: أبو عبد الرّحمن، و يقال: أبو محمّد، و يقال: أبو يزيد معقل بن سنان الأشجعي، من أشجع بن ريث بن غطفان، له صحبة من النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و كان ممن شهد معه الفتح، نزل الكوفة و في أهلها عداده، و يقال: كان شابا طريا، قتل يوم الحرة صبرا (2)، قال الشاعر:

ألا تلكم الأنصار تبكي سراتها *** و أشجع تبكي معقل بن سنان

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو صادق محمّد بن أحمد بن جعفر، أنا أحمد ابن محمّد بن زنجويه، أنا الحسن بن عبد اللّه بن سعيد قال:

فأمّا معقل: الميم مفتوحة، و العين غير معجمة، و فوق القاف نقطتان، فمنهم: معقل ابن سنان الأشجعي الذي شهد عند (3) عبد اللّه بن مسعود أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قضى في بروع بنت واشق بمثل ما قضى به ابن مسعود، و فيه خلاف، و بعضهم يذكر أن معقل بن سنان الأشجعي قدم المدينة في خلافة عمر، و أنه هو الذي نفاه عمر عن المدينة لما قيل فيه، و كان جميلا (4):

أعوذ برب الناس من شرّ معقل *** إذا معقل راح البقيع بمرحلا (5)

فبلغ ذلك البيت عمر، فنفاه، و كان معقل بن سنان على المهاجرين (6) يوم الحرّة، فقتله مسرف بن عقبة المرّي (7).

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني، قال: معقل بن سنان الأشجعي، أشجعي له صحبة.

ص: 361


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن د، و «ز»، و م.
2- تحرفت بالأصل إلى: ضربا، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
3- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
4- البيت في الإصابة 446/3.
5- كذا بالأصل و بقية النسخ:«بمرحلا» و في الإصابة:«مرجلا».
6- في م: المجاهدين.
7- تحرفت بالأصل إلى: المدني.

قال الطبري: معقل بن سنان بن مطهّر بن عركي بن فتيان بن سبيع بن بكر بن أشجع، شهد الفتح، و بقي إلى يوم الحرّة.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد،[أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده قال: معقل بن سنان أبو محمد الأشجعي له صحبة، نزل الكوفة] (1) و قتل يوم الحرّة، روى عنه عبد اللّه بن مسعود، و علقمة بن قيس، و مسروق بن الأجدع، و نافع بن جبير، و الحسن ابن أبي الحسن.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، قال: قال لنا أبو نعيم:

معقل بن سنان الأشجعي، أبو سنان، و قيل: أبو محمّد، سكن الكوفة، و قتل يوم الحرّة في ذي الحجة سنة اثنتين و ستين، روى عنه علقمة، و مسروق، و نافع بن جبير، و الحسن بن أبي الحسن، قتله مسلم بن عقبة.

أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الواحد، أنا أبو بكر الخطيب قال:

ذكر أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري أن معقل بن سنان بن مطهّر بن عركي بن فتيان بن سبيع ابن بكر بن أشجع.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا قال (2):

و أما سنان بنونين: معقل بن سنان الأشجعي، أبو عبد الرّحمن، له صحبة و رواية.

[قال:] (3) و أما عركي بفتح العين و الراء، و كسر الكاف، و آخره ياء مشددة: معقل بن سنان بن مطهّر بن عركي بن فتيان - و أمّا فتيان: أوّله فاء مكسورة، بعدها تاء و ياء معجمة باثنتين من تحتها، و مظهّر بظاء معجمة و هاء مشدّدة مكسورة - ابن سبيع بن بكر بن أشجع، له صحبة و رواية عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، أبو محمّد، و يقال أبو عبد الرّحمن، نزل الكوفة، روى عنه نافع ابن جبير بن مطعم، شهد فتح مكة، و بقي إلى يوم الحرّة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، حدّثني سعيد

ص: 362


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن د، و «ز»، و م لتقويم السند، و رفع الخلل عن السياق.
2- الاكمال لابن ماكولا 439/4 و 446.
3- زيادة منا، و الخبر في الاكمال لابن ماكولا 187/6.

ابن عطاء بن أبي مروان، عن أبيه، عن جده قال: بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم نعيم بن مسعود، و معقل بن سنان إلى أشجع يأمرانهم بحضور المدينة لغزو مكة.

قال: و أنا ابن حيّوية، أنا عبد الوهّاب بن أبي حيّة، أنا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر (1)،حدّثني سعيد بن عطاء (2) بن أبي مروان، عن أبيه، عن جدّه قال:

بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حين أراد الخروج لغزوة مكة إلى أشجع: معقل بن سنان، و نعيم ابن مسعود.

قال: و أنا ابن حيّوية، أنا عبد الوهّاب، أنا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر قال (3):

قالوا:

دعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أصحابه و صفّهم صفوفا - يعني - يوم حنين، و وضع الرايات و الألوية في أهلها، فسمّى حامليها، و قال: و كان في أشجع رايتان: واحدة مع نعيم بن مسعود، و الأخرى مع معقل بن سنان.

قال: و أنا ابن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد (4)، أنا محمّد بن عمر، حدّثني عبد الرّحمن بن عثمان بن زياد الأشجعي، عن أبيه (5)،قال:

كان معقل بن سنان قد صحب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و حمل لواء قومه يوم الفتح، و كان شابا طريا (6)،و بقي بعد ذلك، فبعثه الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، و كان على المدينة، ببيعة يزيد ابن معاوية، فقدم [الشام] (7) في وفد من أهل المدينة، فاجتمع معقل بن سنان و مسلم بن عقبة الذي يعرف بمسرف، فقال معقل بن سنان و قد كان آنسه و حادثه إلى أن ذكر معقل بن سنان يزيد بن معاوية بن أبي سفيان فقال: إنّي خرجت كرها ببيعة هذا الرجل، و قد كان من القضاء و القدر خروجي إليه، رجل يشرب الخمر، و ينكح الحرم، ثم نال منه، فلم يترك، ثم قال لمسرف: أحببت أن أضع ذلك عندك، فقال مسرف: أمّا أن أذكر ذلك لأمير المؤمنين يومي

ص: 363


1- مغازي الواقدي 799/2.
2- تحرفت بالأصل و د، و «ز»، و م إلى: عبيد، و المثبت عن مغازي الواقدي.
3- راجع مغازي الواقدي 895/3 و 896.
4- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 282/4-283.
5- قوله:«عن أبيه» مكرر بالأصل، و المثبت يوافق رواية د، و «ز»، و م، و ابن سعد.
6- الذي في طبقات ابن سعد: ظريفا.
7- سقطت من الأصل، و مكانها بياض في م، و «د»، و ز، و المثبت عن طبقات ابن سعد.

هذا فلا و اللّه لا أفعل، و لكن للّه [عليّ] (1) عهد و ميثاق ألاّ تمكّني يداي منك و لي عليك مقدرة إلاّ ضربت الذي فيه عيناك.

فلمّا قدم مسرف المدينة و أوقع بهم أيام الحرّة، و كان معقل يومئذ صاحب المهاجرين، فأتي به مسرف مأسورا، فقال له: يا معقل بن سنان، أ عطشت؟ قال: نعم، أصلح اللّه الأمير، قال: خوّضوا له شربة بلوز، فخاضوها له، فشرب، فقال له: أشربت و رويت؟ قال: نعم، قال: أما و اللّه لا تستهنئ بها، يا مفرج، قم فاضرب عنقه، ثم قال: اجلس، ثم قال لنوفل ابن مساحق: قم فاضرب عنقه، قال: فقام إليه، فضرب عنقه، ثم قال: و اللّه ما كنت لأدعك بعد كلام سمعته منك تطعن فيه على إمامك، قال: فقتله صبرا، و كانت الحرّة في ذي الحجّة سنة ثلاث و ستين، فقال الشاعر:

ألا تلكم الأنصار تنعى سراتها *** و أشجع تنعى (2) معقل بن سنان

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد بن محمّد بن جعفر، أنا أبو بكر أحمد بن الحسن بن إبراهيم بن شاذان، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن شيبة بن أبي شيبة البزاز (3)،أنا أبو جعفر أحمد بن الحارث الخرّاز (4)،نا أبو الحسن علي بن محمّد بن عبد اللّه (5) بن أبي سيف المدائني، عن عوانة، و أبي زكريا العجلاني عن عكرمة بن خالد.

أن مسلما لما دعا الناس إلى البيعة قال: ليت شعري، ما فعل معقل بن سنان الأشجعي، و كان له مصافيا، فخرج ناس من أشجع يطلبونه، فأصابوه في قصر العرصة (6)، و يقال: أصابوه في جبل أحد، فقالوا له: الأمير يسأل عنك، فارجع إليه، قال: أنا أعلم به منكم، إنه قاتلي، قالوا: كلا، فأقبل معهم، فقال له مسلم: مرحبا بأبي محمّد - و يقال: قال له: أبا عبد الرّحمن، و بها كان يكنى - أظنك ظمآنا، و أظن هؤلاء قد أتعبوك، قال: أجل، [قال:] (7) شوبوا له عسلا بثلج، من العسل الذي حملتموه لنا من حوّارين (8)،- و يقال: قال:

ص: 364


1- زيادة لازمة عن ابن سعد.
2- في د: تبغى، في الموضعين.
3- في د:«الغوان».
4- الأصل و د، و «ز»: الجرار، و في د: الحرار.
5- تحرفت بالأصل و بقية النسخ إلى: عبيد اللّه، راجع ترجمته في سير الأعلام 400/10.
6- قصر العرصة: هو بالعقيق من نواحي المدينة (راجع معجم البلدان).
7- زيادة للإيضاح عن المختصر.
8- تقدم التعريف بها.

خوضوا له سويق اللوز بالثلج - ففعلوا و سقوه، فقال: سقاك اللّه أيها الأمير من شراب الجنّة، قال: لا جرم، و اللّه لا تشرب بعدها - لا أمّ لك - شرابا حتى تشرب من حميم جهنم، قال:

أنشدك اللّه و الرحم (1)،قال: أ لست (2) القائل ليلة لقيتك بطبرية و أنت منصرف من عند أمير المؤمنين، و قد أحسن جائزتك، سرنا شهرا و حسرنا (3) ظهرا، و رجعنا صفرا، نرجع إلى المدينة، فنخلع الفاسق شارب الخمر، و نبايع رجلا من المهاجرين، أو أبناء المهاجرين؟ يا تيس أشجع فيم (4) غطفان و أشجع من الخلع و التأمير؟! إنّي و اللّه عاهدت اللّه لا ألقاك في حرب أقدر فيها على قتلك إلاّ قتلتك، و أمر به فقتل، و قال لعمرو بن محرز: واره،[قال:] تقتله أنت و أواريه أنا؟ قال: نعم.

قال: و نا أبو الحسن، عن مبارك بن شافع، عن يزيد بن حصين بن نمير قال:

لما أمر مسلم بقتل معقل، و قال: أسألك بالرحم، قال: ما عذري عند أمير المؤمنين إذا أنا أقتل بني عمّه و تركت بني عمي، و قتله، فقال عاصم الأشجعي يرثي معقلا:

و قائلة تبكي بعين سخينة *** جزى اللّه خيرا معقل بن سنان

فتى كان غيثا للفقير و معقلا *** حريزا لما يخشى من الحدثان

و قال يذمّ عمرو بن محرز إذ ترك دفنه:

بني محرز هلاّ دفنتم أخاكم *** و لم تتركوه للضّباع الخواضع

تلعّبتم جهلا بلحم ابن عمكم *** و أسلمتموه للسيوف القواطع

تعاوره أرماحكم و سيوفكم *** و تلك لعمر اللّه إحدى البدائع

و قال أرطأة بن سهيّة يردّ على عاصم:

يعدّ علينا عاصم قتل معقل *** فما ذنبنا إن كان أجرى و أوضعا

و ما ذنبنا إن كان فارس بهمة *** أصاب فلم يترك لرأسك مسمعا

قال: و نا أبو الحسن، عن عوانة قال: كان معقل بن سنان جميلا، طمّ عمر بن الخطّاب شعره و كانت له و فرة، و ذاك أنه سمع امرأة تنشد بيتا:

ص: 365


1- في أنساب الأشراف 347/5 طبعة دار الفكر: نشدتك اللّه و الإسلام.
2- تقرأ بالأصل: أ كنت، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
3- في أنساب الأشراف:«و أحرثنا ظهرا». و قوله: حسرنا ظهرا يعني أننا أتعبنا دوابنا حتى هزلت (راجع اللسان: حسر).
4- الأصل:«في» و تقرأ في د، و «ز»، و م:«هم» و المثبت عن المختصر.

أعوذ بربّ الناس من شرّ معقل *** إذا معقل راح البقيع و رحلا (1)

فبعث إليه عمر فطمّ (2) شعره.

ح أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالوا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: سمعت سعيد ابن كثير بن عفير الأنصاري يقول: قتل يوم الحرّة معقل بن سنان الأشجعي.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (3):و قال أبو الحسن: و كانت وقعة الحرّة لثلاث ليال بقين من ذي الحجة سنة ثلاث و ستين، و قتل معقل بن سنان الأشجعي صبرا، و محمّد بن أبي حذيفة العدوي صبرا، و محمّد بن أبي الجهم صبرا، هو معقل بن سنان بن مطهّر بن فتيان بن سبيع بن بكر بن أشجع، شهد فتح مكة.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر، نا الهروي، نا محمّد بن صالح بن عبد الرّحمن، نا سعيد بن أسد قال: سنة ثلاث و ستين فيها كانت وقعة الحرّة بالمدينة يوم الأربعاء لثلاث بقين من ذي الحجّة، قتل فيها معقل بن سنان الأشجعي.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا أبو الحسين (4) بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال في أسامي من قتل يوم الحرّة: معقل بن سنان صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، قتل صبرا.

ص: 366


1- فوقها ضبة في «ز».
2- طمّ شعره: جزّه و استأصله، و قيل طم شعره إذا عقصه (راجع اللسان: طمم).
3- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 250 (ت. العمري).
4- تقرأ بالأصل:«مالك معز» و تحرفت في م و د إلى: الحسن.

قرأت على أبي محمّد السلمي (1)،عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، أنا محمّد بن عبد اللّه بن خميرويه، نا الحسين بن إدريس، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عمّار قال:

قال ابن إدريس: كانت الحرّة في سنة ثلاث و ستين.

قرأت على أبي محمّد أيضا، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال:

سنة ثلاث و ستين فيها كانت وقعة الحرّة، و قتل بها من قتل، و يقال: إن وقعة الحرّة كانت فيها - يعني - سنة أربع و ستين.

7560 - معقل بن قيس الرّياحي

7560 - معقل بن قيس الرّياحي (2)(3)

من أهل الكوفة من بني رياح بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مرّ.

أوفده عمار بن ياسر إلى عمر يفتح تستر، و بعثه علي إلى بني ناجية حين ارتدوا فقاتلهم، و وجهه علي بن أبي طالب لمحاربة يزيد بن شجرة الرّهاوي حين بعثه معاوية أميرا على الموسم، فأدرك بعض أصحاب ابن شجرة بوادي القرى، و عاد معقل إلى دومة الجندل، و انصرف منها إلى الكوفة، له ذكر.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن اللالكائي.

قالا: أنا أبو الحسين (4) بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان قال (5).

في تسمية الأمراء من أصحاب علي يوم الجمل و على رجالاتها - يعني - بني أسد: معقل ابن قيس الرياحي، و هو الذي سبا بني ناجية.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، أنا أبي أبو يعلى.

ص: 367


1- غير مقروءة بالأصل، و نميل إلى قراءتها:«النسفي» و في م:«قرأت على أبي بكر ال (ثم بياض)، و المثبت عن د.
2- الأصل و د، و «ز»، و م:«الرباحي» و الصواب عن الإصابة و فيها: الرياحي بالتحتانية المثناة.
3- ترجمته في الإصابة 499/3 و تاريخ خليفة بن خيّاط ص 198 و 200.
4- تحرفت بالأصل إلى: الحسن، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
5- راجع المعرفة و التاريخ 313/3.

قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد بن حفص قال - قراءة على علي بن عمرو، حدثكم الهيثم بن عدي قال: أنبأنا ابن عيّاش قال: كان صاحب شرطة علي:

معقل بن قيس (1).

أنبأنا أبو القاسم النسيب، و أبو الوحش المقرئ، عن رشأ بن نظيف، أنا عبد الرّحمن ابن محمّد، و أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرّحمن، قالا: أنا الحسن بن رشيق، أنا أبو بشر الدولابي، نا محمّد بن حميد، نا علي بن مجاهد قال:

كان أول من خرج بعد أهل النّخيلة المستورد بن علفة (2) اليربوعي، حنظلي، فسار إليه معقل بن قيس الرياحي فلقيه بشطّ دجلة، فاختلفا ضربتين فقتل كلّ واحد منهما صاحبه، و في ذلك يقول ابن الحنظلي:

منا فتى الفتيان و الحزم معقل *** و منا الذي لاقى بدجلة معقلا

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن علي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (3).

في تسمية ولاة علي، و على الشرط: معقل بن قيس الرباحي.

قال (4):و قال أبو عبيدة: ثم خرج المستورد بن علفة (5) أحد بني عدي، تيم (6)،فلقيه معقل بن قيس الرياحي، فقتل كلّ واحد منهما صاحبه مبارزة، و ذلك في سنة تسع و ثلاثين.

و ذكر أبو جعفر الطبري في تاريخه (7):أن ذلك كان في سنة ثلاث و أربعين.

قال: و قال: زعم بعضهم أنه قتل في سنة اثنتين و أربعين.

[قال ابن عساكر:] (8) و لا شك أن ذلك كان في أيام معاوية، و إمارة المغيرة بن شعبة على الكوفة.

ص: 368


1- الإصابة 499/3.
2- تحرفت بالأصل و م، و «ز» إلى: علقمة، و المثبت عن د، و تحرفت أيضا في الإصابة إلى علقمة.
3- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 200.
4- تاريخ خليفة ص 198.
5- تحرفت بالأصل و «ز» و د إلى: علقمة، و المثبت عن م، و تاريخ خليفة.
6- الأصل: تميم، و المثبت عن د، و م، و هو منن تيم الرباب.
7- تاريخ الطبري 181/5 (حوادث سنة 43).
8- زيادة منا.

ذكر من اسمه] معلق

اشارة

ذكر من اسمه] (1) معلق

7561 - معلّق بن صفار بن فلحس بن حبيب المختار

7561 - معلّق بن صفار (2) بن فلحس (3) بن حبيب المختار (4)

ابن موقد النار البراني الحمصي

ولاه يزيد بن عبد الملك أرمينية.

و وفد على يزيد.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي، نا محمّد بن عائذ، نا الوليد، نا أبو بكر بن أبي مريم أنه غزا أرمينية و عليها معلّق بن صفار (5) البهراني.

قال: و نا ابن عائذ، قال: و أخبرني عبد الأعلى بن مسهر أن عمر بن عبد العزيز استعمل على أرمينية الحارث بن عمر الكتّاني، و أمّا الوليد بن مسلم فإنه أخبرنا قال: حدّثنا بعض شيوخنا أنّ معلقا لم يزل واليا على أرمينية حتى توفي عمر بن عبد العزيز، و ولى الخلافة يزيد ابن عبد الملك، فخلفه يزيد بن المهلّب، و تابعه من تابعه من أهل البصرة، فوجّه إليه الجرّاح ابن عبد اللّه الحكمي في أربعة آلاف من أهل الشام مقدمة، ثم وجّه مسلمة بن عبد الملك و العباس بن الوليد، ثم ضرب معهما من أهل الطائفة.

فلما قدم مسلمة أقفل الجراح إيهاما له في أمر يزيد بن المهلب، فلما قدم على يزيد بن عبد الملك بلغ يزيد أن (6) قد خرجت على معلّق بن صفار (7) فهزمته فعزله، فقدم معلق على يزيد فجبنه فقال: ما جبنت (8) و لكن لففت الخيل بالخيل، و الأبطال بالأبطال، و صنع اللّه ما شاء، فولّى يزيد بن عبد الملك الجرّاح أرمينية فلمّا قدمها استأذنه في غزو بلنجر (9) فأذن له فغزاها، ففتحها.

ص: 369


1- زيادة منا للإيضاح.
2- الأصل و م و «ز» و د: صعار، و المثبت عن تاريخ خليفة.
3- «بن فلحس» مكانه بياض في م.
4- في د:«الحمار» و مكانها بياض في م.
5- بالأصل و النسخ: صعار.
6- بياض بالأصل، و د، و «ز»، و م.
7- بالأصل و بقية النسخ: صعار.
8- رسمها بالأصل:«أحببت»؟؟؟.
9- بلنجر: مدينة ببلاد الخزر خلف باب الأبواب (معجم البلدان).

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (1):

و فيها - يعني - سنة ثلاث و مائة غزا معلّق بن صفار البهراني أرمينية.

و قال أبو خالد عن أبي براء (2) قال: لقيت الخزر معلّق بن صفار بمرج الحجارة، فأصيب من المسلمين جماعة، و ذلك في شهر رمضان من سنة ثلاث و مائة.

قال: و نا خليفة قال (3):أرمينية ولاها يزيد بن عبد الملك معلّق بن صفار بن فلحس بن حبيب الحمار (4) ابن موقد النار البهراني، من أهل حمص، سنة ثلاث و مائة، ثم عزله سنة أربع و مائة.

[ذكر من اسمه] معلّل

7562 - معلّل بن خالد الهجيمي البصري

7562 - معلّل بن خالد الهجيمي (5) البصري

وفد على هشام بن عبد الملك، و جرت بينه و بين الأبرش الكلبي محاورة.

قرأت في كتاب أبي عبد اللّه الحسن بن عبد الرحيم بن الوليد بن أبي الزلازل قال الأصمعي:

قدم معلّل بن خالد الهجيمي على هشام بن عبد الملك و عنده الأبرش الكلبي، فقال له الأبرش: يا أخا تميم، لمن يقال:

لو يسمعون بأكلة أو شربة *** بعمان أصبح جمعهم بعمان

فقال: لنا يقال، و إنكم يا معشر كلب لتغفرنّ (6) النساء و تجزّون الشاء، و تكدّرون العطاء، و تؤخّرون العشاء، و تبيعون الماء، فضحك هشام، فلمّا خرجوا قال الأبرش: يا أخا تميم، أ ما كانت لك بقية؟ قال: أنت بدأت.

ص: 370


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 328.
2- الأصل و د، و «ز»، و م:«أبي الفرا» و المثبت عن تاريخ خليفة.
3- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 333.
4- في تاريخ خليفة: بن جنب الجمار.
5- الأصل: الفحيمي، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
6- بدون إعجام بالأصل و «ز»، و في م:«ليعفون» و في د:«لتعفرون» و المثبت عن المختصر.

ذكر من اسمه معلّى

7563 - معلّى بن أيوب أبو العلاء الكاتب

و هو ابن خالة الفضل، و الحسن ابني سهل.

من كتّاب المأمون.

قدم دمشق مع المأمون، و بقي إلى أن (1) كتب للمتوكل، و كان ممن حضر الجامع بدمشق للكشف عن أحوال المتطلمين (2) من التعديل و المساحة، و قد تقدم ذكر ذلك في ترجمة محمّد بن عمرو بن حوي (3).

حكى عن عبد اللّه بن طاهر، و أبي العتاهية.

حكى عنه أحمد بن عبدان الأزدي، و محمّد بن الحسن، و أبو الحسن علي بن الحسن الربعي (4)،و عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة، و علي بن الحسين (5) العطّار، و جعفر بن محمّد بن خلف، و أبو القاسم قريب بن يعقوب الكاتب، و أبو عبد اللّه بن يحيى الحارثي.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم و جماعة عن أبي محمّد الجوهري، نا أبو عمر محمّد ابن العباس بن حيّوية - من لفظه - نا محمّد بن عمران بن موسى الصيرفي (6)،نا الحسن بن عليل العنزي (7)،حدّثني أبو عبد اللّه بن يحيى الحارثي - من بني الحارث بن لؤي - حدّثني المعلّى بن أيوب أبو العلاء، قال:

دخلت على المأمون، فرأيته مقبلا على شيخ شديد بياض الثوب (8)،حسن اللحية، على رأسه لاطئة (9)،و قد أقبل عليه المأمون، فقلت للحسن بن أبي سعيد - و هو ابن خالة المعلّى، و كان حاجب المأمون على العامة-: من هذا؟ فقال: أ لا تعرفه؟ فقلت: لو عرفته ما

ص: 371


1- قوله:«إلى أن» مكانه بياض في م.
2- تحرفت بالأصل إلى: المبطلين، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
3- تحرفت بالأصل إلى:«حي» و المثبت عن د، و «ز»، و م، راجع ترجمته في تاريخ ابن عساكر (مخطوط 15/ 817).
4- في م: و أبو الحسن الربعي.
5- في م: الحسن.
6- من طريقه، روى الخبر أبو الفرج الأصبهاني في الأغاني 52/4 في أخبار أبي العتاهية.
7- تحرفت بالأصل إلى:«الغفوي» و في م:«الغمري» و في د:«العزي» و في «ز»: «العنوى» و التصويب عن الأغاني.
8- في د: الثياب.
9- اللاطئة: قلنسوة صغيرة تلطأ بالرأس (تاج العروس: لطأ).

سألتك عنه، قال: هذا أبو العتاهية، فأقبل عليه المأمون، فقال: أنشدني أحسن شعرك في ذكر الموت، أو ما تستحسن من شعرك، فأنشده (1):

أنساك محياك المماتا *** فطلبت في الأرض الثّباتا

أوثقت بالدنيا و أن *** ت ترى جماعتها شتاتا

و عزمت منك على الحياة *** و طولها عزما بتاتا

دار (2) تواصل أهلها *** ستعود نأيا و انبتاتا

إن الإله يميت من أحيا *** و يحيي من أماتا

يا من رأى أبويه في *** من قد رأى كانا فماتا

هل فيها (3) لك عبرة *** أم خلت أنّ لك انفلاتا

و من الذي طلب التفلّت *** من منيته ففاتا

كلّ تصبّحه المن *** ية أو تبيّته بياتا

فلما نهض تبعته و قبضت عليه في آخر الصحن أو في الدهليز، و كتبتها عنه.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا أحمد بن عبدان الأزدي قال: سمعت معلّى بن أيوب يقول:

دخل صديق لعبد اللّه بن طاهر عليه كان يعرفه قديما فأجلسه معه على السرير ثم أنشد (4):

أميل مع الذّمام على ابن عمّي *** و أحمل للصديق على الشقيق

فإن ألفيتني ملكا عظيما *** فإنك واجدي عبد الصديق

أفرّق بين معروفي و منّي *** و أجمع بين مالي و الحقوق

أخبرنا أبو الحسن (5) بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (6)،

ص: 372


1- الأبيات في ديوان أبي العتاهية ص 93 (ط. دار صادر - بيروت) و الأغاني 54/4.
2- هذا البيت و الذي يليه ليسا في ديوانه و لا في الأغاني.
3- بالأصل و بقية النسخ: فيهم، و المثبت عن الديوان و الأغاني.
4- نسبت بحواشي المختصر إلى عبد اللّه بن طاهر أو إلى إبراهيم بن العباس (مختصر ابن منظور 135/25 حاشية 2).
5- تحرفت بالأصل إلى:«الحسين».
6- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 479/12 في ترجمة قريب بن يعقوب.

[قال:] أخبرني الأزهري، نا - أبو المفضّل محمّد بن عبد اللّه الشيباني، حدّثني قريب (1) بن يعقوب أبو القاسم البغدادي الكاتب، حدّثني معلّى بن أيوب الكاتب، حدّثني أحمد بن صالح بن أبي فنن (2) الشاعر قال: كان محمّد بن يزيد بن مزيد الشيباني أجود بني آدم في عصره، و كان لا يرد طالبا و لا راغبا عن حاجته، فإن لم يحضر مال لم يقل لا، و لكن يعد ثم يستدين له و ينجزه، و كان بين وعده و إنجازه كعطفة لام على ألف: قال: و أنشدني ابن أبي فنن (3) مما يمدح به:

عشق المكارم فهو مشتغل بها *** و المكرمات قليلة العشاق

و أقام سوقا للثناء و لم تكن *** سوق الثناء تعد في الأسواق

بث الصنائع في البلاد، فأصبحت *** تجبى إليه محامد الآفاق

أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن العلاّف، و أخبرني أبو المعمر الأنصاري عنه.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن أبي جعفر، و أبو الحسن العلاّف، قالا: أنا عبد الملك بن محمّد بن بشران، أنا أحمد بن إبراهيم، أنا محمّد بن جعفر، نا علي ابن الحسين العطّار، نا المعلّى بن أيوب عن بعض الأعراب قال: إني و ابن عم لي بأكناف نجد، إذا نحن بنسوة كأنهن لآلئ يمشين، فأتيت إلى امرأة منهم، فقلت (4):ابنة عمّ لك تسألك الدنو منها لاستماع كلامها، و حمل رسالتها، قلت: من هي؟ قالت: إذا رأيتها عرفتها، قال: فدنوت منهن، فإذا نسوة كأنهن الدّمى حسنا، و منهن جارية قد بذّتهنّ جمالا، و أربت عليهن كمالا، فقالت لي: يا فتى، هل لك في اكتساب أجر و اتخاذ شكر؟ قلت: ما بي عما ذكرت من رغبة، و إن بي قضاء و طرك لأعظم الحاجة، قالت: قل لابن عمك:

كم قد تجرعت من غيظ و من كمد *** إذا تجدد حزن هون الماضي

و كم سخطت مما باليتم سخطي *** حتى رضيت فقلتم ساخط راضي (5)

ص: 373


1- تقرأ بالأصل: شريف. و التصويب عن د، و «ز»، و م و تاريخ بغداد.
2- تحرفت بالأصل إلى: قيس، و في م:«بن» و المثبت عن «ز»، و د، و تاريخ بغداد.
3- راجع الحاشية السابقة.
4- كذا بالأصل و بقية النسخ:«فأتيت إلى... فقلت» و في المختصر:«فأتت إليّ... فقالت» و هو أشبه، باعتبار السياق التالي.
5- جاء البيتان بالأصل نثرا.

قال: فأتيته، فأنشدته البيتين عنها، فتغيّر لونه، و أنكرت ما كنت أعرفه به، قال: ارجع إليها فقل لها:

و ما هجرتك النفس يا ليل إنّها *** قلتك و لكن قلّ منك نصيبها

قال: فأتيتها، فأنشدتها فقالت: ابتدأت فمننت، فإن شفعت فبفضلك، قلت: أفعل، قالت: قل له:

أتوك بمالا و الذي سبّحت له *** قريش و أعناق المطيّ تسوم

بأمر صليت النار إن كنت قلته *** و لكنّ عيب الكاشحين وخيم

قال: فأتيته بالبيتين، فزفر زفرة ظننت أن قلبه قد انصدع، فقلت له: ويحك، بلغ بك الوجد ما أرى (1)،فقال:

وجدي بها وجد الموافى بغلّة *** لعشر فلم يدرك على الماء ساقيا

و قد شارف الأمر الجليل فلم يجد *** على الماء إلاّ المعطشين الأعاديا

قال: فأتيتها، فأنشدتها البيتين، فشهقت شهقة ظننت أنّ فؤادها قد انخلع، ثم قالت:

كما لقي المهموم (2) من علّة الهوى *** و أكثر فيه الناظرون التماديا

فلمّا استبانوا ما به عدلوا به *** عن الإلف حتى ظنّ أن لا تلاقيا

فأودى (3) به سقمان سقم صبابة *** و سقم هيام (4) فهو يلقى الدواهيا

فقلت لأولئك النسوة: هل لكنّ في إحيائهما و احتساب الأجر في الجمع بينهما؟ قلن:

أي و اللّه، ثم رفعنا أزرى على أربع عصيّ، فصار كالرواق، فأدخلناهما فيه، و جعلنا نتساقط (5)حديثهما (6)،ثم خرج إليّ فقلت له: كيف رأيت يومك؟، قال: أعداني إحسانها على إساءة الدهر و أظفرني محبوبها بمكروه الأيام، فأنا مستأنف لباقي عمري في ارتياد ساعة أخرى، ثم قال:

فقل بعدها للدّهر يأتي بصرفه *** و قل لليالي اصنعي ما بدا لك

ص: 374


1- بالأصل و بقية النسخ:«الرأى» و المثبت عن المختصر.
2- الأصل: المفهوم، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
3- الأصل:«فأودني» و المثبت عن د، و «ز»، و م.
4- الأصل: همام، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
5- الأصل: تساقط، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
6- الأصل:«حديثيهما» و المثبت عن د، و «ز»، و م.

ذكر محمّد بن أحمد بن القواس.

أنّ المعلّى بن أيوب مات يوم الخميس لستّ خلون من شهر ربيع الآخر سنة خمس و خمسين و مائتين، و هو ابن خالة الفضل، و الحسن ابني سهل، و كان موصوفا بالعفّة و الكفاية.

7564 - معلّى بن حيدرة بن منزو بن النعمان

أبو الحسن الكتامي، الملقّب بحصن الدولة (1)

و أبوه حصن الدولة حيدرة بن منزو الذي تقدم ذكره (2).

كان واليا على دمشق، و تغلب معلّى هذا على إمرة دمشق في يوم الخميس الثامن من شوال سنة إحدى و ستين و أربعمائة في أيام الملقب بالمستنصر من غير أن يؤمر [له بذلك] عند خلو دمشق من وال بعد هرب بدر المعروف بأمير الجيوش عنها، فأساء السيرة في أهلها، و أطلق يده في مصادرتهم، و أخذ أموالهم، و بسط العقوبة عليهم، و ادّعى أن التقليد (3) وصله بعد ذلك إلى أن خربت أعمال البلد، و انجلى كثير من أهله، و وقعت بينه و بين عسكرية البلد وحشة، خاف على نفسه منهم، فهرب إلى بانياس في يوم الجمعة الثاني و العشرين من ذي الحجّة سنة سبع و ستين و أربعمائة (4)،و أراح اللّه العباد و البلاد من ظلمه و تعدّيه، ثم خرج عن بانياس سنة اثنتين و سبعين و أربعمائة خوفا من عسكر قدم الشام من مصر و جعل بصور ثم توجه منها إلى أطرابلس، فأخذ و حمل إلى مصر، فهلك بها ضربا في الاعتقال.

قرأت بخط أبي محمّد بن الأكفاني:

حصن الدولة، معلّى بن حيدرة بن منزو، ولي دمشق قهرا و غلبة من غير تقليد في يوم الخميس الثامن من شوال سنة إحدى و ستين و أربعمائة، و ذكر أنه وصله بعد ذلك التقليد و هرب من دمشق في يوم الجمعة الثاني و العشرين من ذي الحجة من سنة سبع و ستين و أربعمائة إلى بانياس، فأقام فيها إلى أول سنة اثنتين و سبعين، و خرج منها لما خرج العسكر

ص: 375


1- ترجمته في تحفة ذوي الألباب 52/2 و ذيل ابن القلانسي ص 95 و أمراء دمشق ص 85 و سير الأعلام 519/18.
2- تقدمت ترجمته في تاريخ مدينة دمشق بتحقيقنا 382/15 رقم 1848 و الوافي بالوفيات 226/13 و فيه: حيدرة بن مبرور.
3- التقليد هو كتاب يصدره الخليفة، يقرر فيه و يأمر بإسناد مقاليد الولاية و الحكم. راجع صبح الأعشى 153/13.
4- كذا و راجع ذيل ابن القلانسي حوادث سنة 461 ه (ص 95).

المصري و جعل (1) بصور و خيف عليه فيها و سار إلى طرابلس، و منها إلى مصر، و قتل بمصر في شهور سنة إحدى و ثمانين و أربعمائة.

7565 - معلّى بن سلامة أبو زرعة الكناني الشاعر

و يقال: محمّد بن سلامة، تقدم ذكره.

7566 - معلّى بن سلام أبو عبد اللّه القرشي الخبّاز الرفاء

7566 - معلّى بن سلام أبو عبد اللّه القرشي الخبّاز (2) الرفاء

من ساكني باب الفراديس.

حدّث عن معروف الخيّاط، و عن عبد الملك بن مهران المغازلي، عن معروف أيضا.

روى عنه: الحسن بن سفيان، و محمّد بن قطن، و محمّد بن الفيض الغساني (3)،و أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم البسري (4)،و أحمد بن المعلّى بن يزيد، و أبو عبد اللّه محمّد بن وضّاح بن يزيع (5) القرظي (6).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا تمام بن محمّد، أخبرني أبو طالب علي بن الحسن بن إبراهيم بن سعد الحلبي - قراءة عليه - نا أبو العبّاس أحمد بن عيسى الوشاء - بتنيس - نا محمّد بن جعفر المصيصي، نا محمّد بن قطن، نا معلّى الرفّاء، عن معروف الخيّاط، عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«بكاء الصبي إلى سنتين: لا إله إلاّ اللّه، و من بعد ذلك استغفار لأبويه، فما عمل من حسنة فلأبويه، و ما عمل من سيئة فلا عليه و لا له»[12379].

قال: و أنا تمام، أنا أبو بكر محمّد بن سليمان الربعي - قراءة عليه - نا أبو الحسن محمّد ابن الفيض (7) بن محمّد الغسّاني، نا عبد الرّحمن الكتّاني، و معلّى الخبّاز (8)،قالا: حدّثنا

ص: 376


1- بالأصل و م و د، و «ز»: و حصل.
2- الأصل: الحبار، و في م:«الجبار» و في د و «ز»: «الجبار؟؟؟» و المثبت عن المختصر.
3- بالأصل:«العيصراني» و المثبت:«الفيض الغساني» عن م، و «ز».
4- تحرفت بالأصل إلى: البصري، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
5- الأصل:«يوقع؟؟؟» و في د، و م، و «ز»: «ترفع؟؟؟» و الصواب ما أثبت راجع ترجمته في سير الأعلام 445/13.
6- تقرأ بالأصل و د و «ز»: القرطبي، و المثبت عن م و ميزان الاعتدال 59/4.
7- تحرفت بالأصل إلى: البيض، و التصويب عن د، و «ز»، و م.
8- بدون إعجام بالأصل، و في د: الحبار، و المثبت عن م.

معروف الخياط قال: رأيت واثلة بن الأسقع يتوضّأ للصلاة من نهر قلوط (1).

أنبأنا أبو القاسم النسيب، حدّثني عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الرّحمن بن الحسين بن الحسن بن علي بن يعقوب، نا جد أبي علي بن يعقوب بن أبي العقب، نا أحمد بن إبراهيم البسري (2).

حدّثني معلّى بن سلام الخبّاز القرشي - بباب الفراديس - نا عبد الملك المغازلي، و كان يلبس الرقاع، قال: رأيت واثلة بن الأسقع يشرب الفقاع، و رأيت عليه عمامة سوداء.

قرأنا على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي طاهر محمّد بن أحمد، أنا هبة اللّه بن إبراهيم، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي قال:

أبو عبد اللّه المعلّى بن سلام دمشقي، يحدّث عنه أحمد بن المعلّى بن يزيد.

7567 - معلّى بن عيسى

من أهل دمشق.

حدّث عن مالك بن أنس.

روى عنه: هشام بن عمّار.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، نا محمّد بن علي بن بكر، نا هارون بن عبد الصّمد، نا هشام بن عمّار، نا معلّى بن عيسى الدمشقي، نا مالك بن أنس، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت:

ما خيّر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بين أمرين قط إلاّ اختار أيسرهما ما لم يكن إثما، فإذا كان إثما كان أبعد الناس منه، و ما انتقم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لنفسه إلاّ أن تنتهك حرمة اللّه فينتقم للّه بها.

7568 - معلّى بن منصور أبو يعلى الرّازي

7568 - معلّى بن منصور أبو يعلى الرّازي (3)

سمع بدمشق و غيرها: يحيى بن حمزة، و صدقة بن خالد، و الهيثم بن حميد، و موسى

ص: 377


1- تقرأ بالأصل:«قلوس» و المثبت عن د، و م، و «ز». و جاء في تاج العروس: القلوط كصبور: نهر جار تنصب إليه الأقذار، لغة شامية.(قلط).
2- تحرفت بالأصل إلى: البصري.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 262/18 و تهذيب التهذيب 498/5 و تاريخ بغداد 188/13 ترجمة رقم 7166 و ميزان الاعتدال 150/4 و سير الأعلام 365/10 و التاريخ الكبير 395/7 و الجرح و التعديل 334/8 و تذكرة الحفاظ 377/1.

ابن أعين، و يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، و أبا عوانة، و الليث بن سعد، و أبا أويس (1)، و شعيب بن رزيق الطائفي، و أبا يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي.

روى عنه: علي [ابن] (2) المديني، و أبو بكر بن أبي شيبة، و أبو خيثمة، و أبو ثور إبراهيم بن خالد، و محمّد بن عبد اللّه بن أبي الثلج، و حجّاج بن حمزة الخشّابي (3) الرّازي، و سهل بن عمار (4) العتكي، و أبو قدامة السرخسي، و أبو يحيى صاعقة، و فضل بن سهل الأعرج، و محمّد بن عبد اللّه المخرمي، و الحسن بن سلام السواق.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا أبو القاسم البغوي، نا أبو خيثمة، نا معلّى بن منصور، نا صدقة بن خالد القرشي، نا عمرو ابن شرحبيل، عن بلال بن سعد، عن أبيه و كان قد أدرك النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، قال:

قيل: يا رسول اللّه، أيّ الناس خير؟ قال:«أنا و أصحابي»، قال: ثم ما ذا؟ قال:«ثم القرن الثاني»، قال: قلنا: ثم ما ذا؟ قال:«القرن الثالث»، قال:«ثم يجيء قوم يشهدون من قبل أن يستشهدوا، و يحلفون من قبل أن يستحلفوا، و يؤتمنون فلا يفوا»[12380].

[قال ابن عساكر:] (5) كذا قال ابن شرحبيل، و هو خطأ.

و رواه ابن بطة عن البغوي فقال ابن شراحيل و هو الصواب.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، نا أبي أبو القاسم - إملاء - أنا السيّد أبو الحسن الحسني، و هو محمّد بن الحسين، أنا أبو الطيّب محمّد بن علي بن الحسن الخيّاط، نا سهل ابن عمار (6) العتكي، نا المعلّى بن منصور، نا يحيى بن حمزة، و صدقة بن خالد، عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، عن بسر (7) بن عبيد اللّه، عن واثلة بن الأسقع، عن أبي مرثد الغنوي (8) قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لا تجلسوا على القبور، و لا تصلوا إليها»[12381].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن -

ص: 378


1- هو عبد اللّه بن عبد اللّه المدني.
2- زيادة عن تهذيب الكمال.
3- الأصل: الحساني، و بدون إعجام في د، و م، و «ز». و المثبت عن تهذيب الكمال.
4- تحرفت بالأصل إلى: عسار.
5- زيادة منا.
6- تحرفت بالأصل إلى: عثمان.
7- تحرفت بالأصل و د، و م إلى بشر، و المثبت عن «ز».
8- تحرفت في م و د إلى: الغفري.

زاد الأنماطي: و أحمد بن الحسن بن خيرون قالا:- أنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص، نا خليفة بن خيّاط قال (1):

المعلّى بن منصور الرّازي، يكنى أبا يعلى، مات سنة إحدى - أو اثنتي (2)-عشرة و مائتين.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا أبو محمّد بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية، عن يحيى قال في تسمية من نزل بغداد: المعلّى بن منصور.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا.

ح و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (3)،أنا الأزهري.

ح و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري.

[أنا محمد بن العباس] (4) أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم.

قالا: نا محمّد بن سعد (5) قال في طبقات أهل بغداد: المعلّى بن منصور الرّازي، و يكنى أبا يعلى.

قال ابن أبي الدنيا في روايته: توفي ببغداد سنة إحدى عشرة و مائتين، انتهت رواية ابن أبي الدنيا - و زاد ابن الفهم: نزل بغداد (6)-و طلب الحديث، و كان صدوقا، صاحب حديث، و رأي، وفقه - زاد الجوهري: فمن أصحاب الحديث من يروي عنه و منهم من لا يروي عنه، للرأي، ثم اتفقا فقالا:- و كان ينزل الكرخ في قطيعة الربيع، و توفي سنة إحدى عشرة و مائتين.

ص: 379


1- طبقات خليفة بن خيّاط ص 615 رقم 3229.
2- الأصل: إحدى، و التصويب عن بقية النسخ و طبقات خليفة.
3- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 190/13.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و جميع النسخ، و زيادته لازمة قارن مع أسانيد مماثلة.
5- طبقات ابن سعد 341/7.
6- بالأصل:«و زاد ابن القيم: تولى بغداد» صوبنا الجملة عن م و د، و «ز».

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (1):

معلّى بن منصور، أبو يعلى الرّازي، سمع الهيثم بن حميد، و يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، و موسى بن أعين.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (2):

معلّى بن منصور الرّازي، أبو يعلى، روى عن الليث بن سعد، و الهيثم بن حميد، و يحيى بن حمزة، و أبي عوانة، و يحيى بن أبي زائدة، توفي ببغداد سنة إحدى عشرة و مائتين، روى عنه علي [ابن] (3) المديني، و أبو بكر بن أبي شيبة، و أبو خيثمة، سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمّد: روى عنه أبو ثور، و محمّد بن عبد اللّه بن أبي الثلج، و حجّاج بن حمزة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول:

أبو يعلى معلّى بن منصور الرّازي، سمع الهيثم بن حميد، و يحيى بن أبي زائدة، و موسى بن أعين.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي أبو عبد الرّحمن قال: أبو يعلى معلّى بن منصور الرّازي.

ص: 380


1- التاريخ الكبير للبخاري 395/7.
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 334/8.
3- زيادة عن الجرح و التعديل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر الخطيب، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر قال: أبو يعلى معلّى.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر، أنا ابن منجويه، أنا الحاكم قال:

أبو يعلى معلّى الرّازي، سكن بغداد، سمع أبا سعيد يحيى بن زكريا بن أبي زائدة الهمداني، و أبا سعيد موسى بن أعين الجزري، روى عنه أبو قدامة اليشكري (1)،و أبو يحيى صاحب السابري، كنّاه محمّد بن إسماعيل.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال:

معلّى بن منصور أبو يعلى الرّازي، سكن بغداد، سمع هشيما، و حمّاد بن زيد، روى عنه محمّد بن عبد الرحيم، و علي بن الهيثم في تفسير الأحزاب، و البيوع.

قال البخاري: مات ببغداد في شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة و مائتين، و دخلنا عليه سنة عشر و مائتين، هكذا قال في التاريخ الصغير، و لم يحدّث عن نفسه في الجامع بشيء، و إنّما حدّث عن رجل عنه.

و قال محمّد بن سعد: توفي ببغداد سنة إحدى عشرة.

أخبرنا أبو الحسن المالكي، و أبو منصور المقرئ، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (2):

معلّى بن منصور، أبو يعلى الرّازي، سكن بغداد، و حدّث بها عن مالك بن أنس، و ليث بن سعد، و أبي عوانة، و شريك، و الهيثم بن حميد، و ابن لهيعة، و موسى بن أعين، و يحيى بن حمزة، و أبي يوسف القاضي، و يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، و أبي بكر بن عيّاش، و هشيم، روى عنه علي بن المديني، و أبو بكر بن أبي شيبة، و أبو خيثمة، و أبو يحيى صاعقة، و أحمد ابن منصور الرمادي، و سلمان (3) بن توبة، و عباس الدوري، و الحسن بن مكرم، و محمّد بن إسرائيل الجوهري، و محمّد بن سعد العوفي، و محمّد بن شاذان الجوهري و غيرهم، و كان فقيها من أصحاب الرأي، أخذ عن أبي يوسف القاضي، و كان ثقة.

ص: 381


1- تحرفت بالأصل إلى: البيكري، و في م: السكري، و المثبت عن د، و «ز»، و هو عبيد اللّه بن سعيد السرخسي اليشكري، ترجمته في تهذيب الكمال 198/12.
2- تاريخ بغداد 188/13 رقم 7166.
3- تحرفت بالأصل إلى: سليمان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة، أنا أبو أحمد (1)،نا علي بن الحسين بن عبد الرحيم، نا أبو قدامة عبيد اللّه بن سعيد، نا أبو يعلى معلّى بن منصور الرّازي.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (2)، أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب، أنا محمّد بن نعيم الضّبّي قال: قرأت بخط أبي عمر المستملي، حدّثني سهل بن عمّار قال: كنت عند المعلّى بن منصور، و إبراهيم بن حرب النيسابوري في أيام خاض الناس في القرآن، فدخل علينا إبراهيم بن مقاتل المروزي، فذكر للمعلّى أن الناس قد خاضوا في أمره، قال: في ما ذا؟ قال: يقولون: إنك تقول: القرآن مخلوق؟ فقال: ما قلته، و من قال القرآن مخلوق فهو عندي كافر.

قال (3):و أنا الحسن بن علي الجوهري، نا محمّد بن العبّاس، نا أبو بكر بن الأنباري - إملاء - نا عمر بن بكّار القافلائي، نا محمّد بن إسحاق، و العبّاس بن محمّد، قالا: سمعنا يحيى بن معين يقول: كان المعلّى بن منصور الرّازي يوما يصلي، فوقع على رأسه كور الزنابير، فما التفت و لا انفتل (4) حتى أتمّ صلاته، فنظروا فإذا رأسه قد صار هكذا من شدة الانتفاخ.

أخبرنا أبو محمّد عبد اللّه بن منصور بن هشام الموصلي، أنا المبارك بن عبد الجبّار بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن المسلمة، أنا أبو الحسن محمّد بن عمر بن محمّد بن بهتة - إجازة - أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي يعقوب - و ذكر حديثا رواه معلّى بن منصور - فقال: تفرّد به معلّى الرّازي، و هو ثقة، فيما تفرّد به، و فيما شورك فيه، متقن، صدوق، فقيه، مأمون (5)،و شعيب بن رزيق (6) يكنى أبا شيبة، و هو مشهور من الشاميين حدّث عنه الوليد بن مسلم و غيره.

آخر الجزء الحادي و الثمانين بعد الستمائة من الفرع.

ص: 382


1- رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 375/6.
2- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 188/13.
3- القائل: أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 189/13.
4- الأصل: انفلت، و المثبت عن د، و «ز»، و م، و تاريخ بغداد.
5- تهذيب الكمال 264/18.
6- ترجمته في تهذيب الكمال 372/8.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (1)، أنبأنا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه الكاتب، أنا محمّد بن حميد المخرمي، نا علي بن الحسين ابن حبّان قال: وجدت في كتاب أبي - بخط يده - قال أبو زكريا: إذا اختلف معلّى الرّازي، و إسحاق بن الطباع في حديث عن مالك بن أنس فالقول قول معلّى، و في كلّ حديثه معلّى أثبت منه.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، قالا: نا و أبو منصور ابن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (2)،أنا أبو بكر أحمد بن محمّد الأشناني قال: سمعت أحمد ابن محمّد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول و سألته - يعني - يحيى بن معين عن المعلّى بن منصور فقال: ثقة.

أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا العتيقي.

و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين (3) بن جعفر.

قالوا: أنا الوليد بن بكر، نا علي بن أحمد بن زكريا، نا أبو مسلم صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (4):معلّى بن منصور الرّازي، أبو يعلى ثقة، صاحب سنة، و كان نبيلا (5)، طلبوه على القضاء غير مرة فأبى.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد المالكي نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (6)،أنا حمزة بن محمّد بن طاهر، نا الوليد بن بكر الأندلسي، نا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، نا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد اللّه العجلي، حدّثني أبي قال: معلّى بن منصور أبو يعلى الرّازي، ثقة.

أخبرنا أبو الحسن، نا - و أبو منصور، أنا - أبو بكر الخطيب (7) قال: قرأت على الحسن

ص: 383


1- تاريخ بغداد 189/13 و تهذيب الكمال 264/18 و سير الأعلام 367/10.
2- تاريخ بغداد 189/13.
3- تحرفت بالأصل إلى: الحسن، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
4- كتاب تاريخ الثقات للعجلي ص 435 رقم 1609.
5- قوله: و كان نبيلا، ليس في تاريخ الثقات.
6- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 189/13-190.
7- تاريخ بغداد 190/13.

ابن أبي بكر، عن أحمد بن كامل القاضي قال: المعلّى بن منصور الرّازي، من كبار أصحاب أبي يوسف، و محمّد، و من ثقاتهم في النقل و الرواية.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم (1) قال: سئل أبي عن المعلّى بن منصور فقال: صدوق في الحديث، و كان صاحب رأي، قال: و سمعت أبي يقول: قيل لأحمد بن حنبل: كيف لم تكتب عن المعلّى بن منصور الرّازي؟ قال: كان يكتب الشروط من كتبها لم يخل (2) من أن يكذب.

أخبرنا أبو الحسن، نا - و أبو منصور، أنا - الخطيب (3)،أنا (4) البرقاني، نا يعقوب بن موسى الأردبيلي، نا أحمد بن طاهر بن النجم الميانجي، نا سعيد بن عمرو البردعي قال: قال أبو زرعة: رحم اللّه أحمد بن حنبل، بلغني أنه كان في قلبه غصص من أحاديث ظهرت عن المعلّى بن منصور، كان يحتاج إليها، و كان المعلّى أشبه (5) القوم - يعني: أصحاب الرأي - بأهل العلم، و ذلك أنه كان طلاّبة للعلم، رحل و عني به، فتصبر (6) أحمد عن تلك الأحاديث، و لم يسمع منه حرفا، و أما علي بن المديني و أبو خيثمة، و عامة أصحابنا سمعوا منه، المعلّى صدوق.

قال الخطيب (7):و حدّثت عن أبي الحسن محمّد بن العباس بن الفرات، أخبرني الحسن بن يوسف الصيرفي، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن هارون الخلاّل، أخبرني زكريا بن يحيى، نا أبو طالب أنه سأل أبا عبد اللّه - يعني - أحمد بن حنبل عن المعلّى بن منصور، فقال: كان يحدّث بما وافق الرأي، و كان يخطئ كل يوم في حديثين و ثلاثة، فكنت أجوزه إلى عبيدين أبي قرة في قطيعة الربيع.

ص: 384


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 334/8.
2- بالأصل و م و «ز»: «يخلو» خطأ، و التصويب عن د، و الجرح و التعديل.
3- تاريخ بغداد 189/13.
4- مكانها بياض بالأصل، و كتبت اللفظة فوق الكلام فيه.
5- الأصل: أثبت، و المثبت عن د، و «ز»، و م، و تاريخ بغداد.
6- بالأصل:«و عبي فيصمد»، «و عنى فيصير» في م،«وعي فصص» في د، و المثبت عن تاريخ بغداد.
7- تاريخ بغداد 188/13-189.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن المظفّر، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد، أنا أبو جعفر العقيلي (1)،نا الخضر بن داود، نا أحمد بن هانئ - يعني - الأثرم أحمد بن محمّد بن هانئ قال: قلت لأبي عبد اللّه أحمد بن محمّد بن حنبل: معلّى بن منصور كتبت عنه شيئا؟ قال: لا، و لا حرف.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد (2)،نا محمّد بن جعفر ابن يزيد، نا محمّد بن يوسف الطبّاع قال: سألت أحمد بن حنبل عن معلّى الرّازي، فسكت.

قال ابن عدي: و لمعلّى بن منصور حديث صالح عن ثقات الناس يرويه عنهم، و قد حدّث عنه من المعروفين جماعة، و أرجو أنه لا بأس بحديثه، لأني لم أجد في حديثه حديثا منكر فأذكره.

أخبرنا أبو البركات، أنا محمّد بن المظفّر، أنا العتيقي، أنا يوسف، أنا العقيلي قال (3):كان هذا - يعني - المعلّى من أهل الرأي، يقول: بقول أبي حنيفة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (4):

سنة إحدى عشرة و مائتين مات معلّى بن منصور الرّازي.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (5)،أنا أبو سعيد بن حسنويه، أنا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، نا عمر بن أحمد الأهوازي، نا خليفة ابن خيّاط قال: المعلّى بن منصور الرّازي مات سنة إحدى - أو اثنتي - عشرة و مائتين.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمّام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر، نا ابن أبي خيثمة، نا معلّى بن منصور الرّازي، يكنى أبا يعلى، كنّاه لنا أبي، مات سنة إحدى عشرة و مائتين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، و أبو القاسم عبد الواحد

ص: 385


1- رواه أبو جعفر العقيلي في الضعفاء الكبير 215/4-216.
2- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 375/6.
3- الخبر ليس في ترجمة المعلى في الضعفاء الكبير 215/4.
4- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 474 (ت. العمري).
5- تاريخ بغداد 190/13.

ابن محمّد، قالا: أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا الحسن بن محمّد بن الحسن، نا محمّد بن عبد اللّه بن سليمان قال:

فيها - يعني - سنة إحدى عشرة و مائتين مات معلّى بن منصور الرّازي.

أخبرنا أبو الحسن، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - الخطيب (1)،أنا الجوهري، أنا محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن جعفر بن محمّد بن عبيد اللّه المنادي قال: و مات بها - يعني - ببغداد المعلّى بن منصور الرّازي أبو يعلى، كان قد سكن الجانب الغربي و هنالك حين مات دفن.

7569 - معلّى بن الوليد بن عبد العزيز أبو يحيى

حدّث عن الوليد بن مسلم.

روى عنه: أبو بكر محمّد بن عبد الرّحمن بن الأشعث - إمام جامع دمشق-.

ذكر من اسمه معمّر

اشارة

ذكر من اسمه معمّر (2)

7570 - معمّر بن سورة التّميمي

له ذكر في الحرب التي جرت في العصبية بين المضرية و اليمانية، و كان من أصحاب أبي الهيذام.

قرأت بخط أبي الحسين الرّازي - فيما أفاده بعض أهل دمشق - عن أبيه، عن جده و بعض أهل بيته من المريين قال: و قال المعمر بن سورة التّميمي:

[دنوا (3).... (4) سا؟؟؟ (5) معد

قد ما بضرب أو طعان (6) مردي

فأنتم ذروة أهل مجد

ص: 386


1- تاريخ بغداد 190/13.
2- كذا ضبطت بالقلم في «ز»: معمّر بتشديد الميم الثانية المكسورة أيضا مثل الأصل و فيه:«معمر» و لم تضبط في م، و د.
3- سقطت الأرجاز من الأصل، و استدركت عن د، و م، و «ز».
4- كذا في د، و «ز»، و م قسم من اللفظة ممحو.
5- كذا بدون إعجام في جميع النسخ.
6- في م: طعام.

و أنتم الأسد و فوق الأسد

حاموا على الفخر و فعل الحمد

صبرا فداكم و الذي و جدي]

7571 - معمر بن عبد اللّه بن بسطام

له ذكر، و لا أعرف له رواية.

بلغني أنه ورد كتابه من إلى عبد الواحد بن بسطام بوفاة أخيه معمّر يوم الاثنين الخامس من شهر رمضان سنة سبع و أربعين و أربعمائة.

7572 - معمّر بن محمّد بن يزيد أبو الهيذام الفزاري الإمام

من ساكني باب كيسان.

حدّث عن يحيى بن علي بن هاشم الخفّاف الحلبي، و عيسى بن إدريس البغدادي، و أبي الجهم عمرو بن حازم.

روى عنه: عبد الوهّاب الميداني، و عبد الرّحمن بن عمر بن نصر.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا علي بن الحسن بن أحمد بن صصرى (1) التغلبي، نا عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، نا أبو الهيذام المعمّر بن محمّد بن يزيد الفزاري، نا عيسى بن إدريس البغدادي، نا الحسين بن الأسود العجلي، نا يعلى بن عبيد، عن محمّد بن عون الخراساني، عن إبراهيم بن عيسى، عن ابن مسعود أنه قال لأصحابه:

كونوا ينابيع العلم، مصابيح الهدى، أحلاس البيوت (2)،سرج الليل، جدد (3)القلوب، خلعان الثياب، تعرفون في السماء و تخفون على أهل الأرض.

قرأت بخط عبد الوهّاب بن جعفر، نا أبو الهيذام المعمّر بن يزيد الإمام - بباب كيسان - في ربيع الأول سنة ثمان و خمسين و ثلاثمائة، نا يحيى بن علي بن هاشم الخفّاف، نا أبو نعيم، نا ابن المبارك، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن ربيعة بن كعب قال:

ص: 387


1- تحرفت بالأصل إلى: مصري، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
2- غير واضحة بالأصل و المثبت عن د، و «ز»، و م.
3- بالأصل و بقية النسخ: حدد، بالحاء المهملة، و المثبت عن المختصر.

كنت أبيت عند حجرة النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فكنت أسمعه إذا قام من الليل يقول:«سبحان اللّه رب العالمين، الهويّ (1)»، ثم يقول:«سبحان اللّه و بحمده»[12382].

أخبرناه عاليا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو سعيد الحسن بن جعفر الحرفي (2)،نا أبو شعيب عبد اللّه بن الحسن بن أحمد الحرّاني، حدّثني يحيى بن عبد اللّه البابلتّي (3)،نا الأوزاعي، حدّثني يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن ربيعة بن كعب قال:

كنت أبيت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فآتيه بوضوئه و حاجته، فكان يقوم بالليل فيقول:«سبحان ربي و بحمده، سبحان ربي و بحمده، الهوي، سبحان رب العالمين، سبحان رب العالمين الهوي، قال: فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«هل لك حاجة؟» قلت: يا رسول اللّه أحب مرافقتك في الجنّة، قال:«فأعنّي على نفسك بكثرة السجود»[12383].

آخر الجزء التاسع و السبعين بعد الأربعمائة من الأصل.

7573 - معمّر بن يعمر أبو عامر اللّيثي

7573 - معمّر بن يعمر (4) أبو عامر اللّيثي (5)

من أهل دمشق.

حدّث عن معاوية بن سلاّم.

روى عنه: محمّد بن خلف الرّازي (6)،و العبّاس بن الوليد بن صبح الخلاّل - و هما كنياه - و محمّد بن يحيى الذهلي، و أحمد بن يوسف السّلمي.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد الأزهري، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا أبو حامد بن الشرقي، نا محمّد بن يحيى الذهلي، حدّثني معمر بن يعمر اللّيثي، نا معاوية -

ص: 388


1- الهوي: الحين الطويل من الزمان، و قالوا إنه مختص بالليل فقط (راجع النهاية لابن الأثير: هوي).
2- إعجامها مضطرب بالأصل، و «ز» و م و فيها: الخرفي، و في د: الخرقي و الصواب ما أثبت: الحرفي، ترجمته في سير الأعلام بتحقيقنا:(431/12 ترجمة 3463) ط دار الفكر.
3- الأصل و د:«البابلي» خطأ، و الصواب ما أثبت عن «ز»، و م، ترجمته في سير الأعلام بتحقيقنا:(17/9 ترجمة 1614) ط دار الفكر.
4- يعمر بفتح الميم و ضمها، قاله في اللباب.
5- ترجمته في تهذيب الكمال 284/18 و تهذيب التهذيب 505/5. و نص ابن ماكولا على تشديد الميم الثانية و فتحها في معمّر.
6- كذا بالأصل، و د، و «ز»، و م، و في تهذيب الكمال:«الداري» و في تهذيب التهذيب: الدوري.

يعني - ابن سلاّم، حدّثني الزهري، حدّثني حميد بن عبد الرّحمن، حدّثني أبو هريرة (1):

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«كلّ مولود على الفطرة، فأبواه يهوّدانه و ينصّرانه أو يمجّسانه».

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنا إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم، أنا إبراهيم بن عبد اللّه، نا أبو بكر بن زياد، نا محمّد بن يحيى، نا معمّر بن يعمر اللّيثي، نا معاوية - يعني - ابن سلام، حدّثني الزهري، نا أبو سلمة بن عبد الرّحمن، أن أبا هريرة قال:

إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«ما من وال إلاّ و له بطانتان: بطانة تأمره بالمعروف و تنهاه عن المنكر، و بطانة لا تألوه خبالا، فمن وقي شرهما فقد وقي، و هو من التي غلبت عليه منهما»[12384].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول:

أبو عامر معمّر بن يعمر الدمشقي، سمع معاوية بن سلام.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:

أبو عامر معمّر بن يعمر.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو عامر معمّر بن يعمر اللّيثي الدمشقي، سمع أبا سلام معاوية بن سلام بن أبي سلام الدمشقي، روى عنه أبو الفضل العباس الوليد بن صبح الخلاّل الدمشقي، و أبو عبد اللّه محمّد بن خلف الداري.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح المحاملي، أنا الدارقطني قال:

معمّر بن يعمر يروى عن معاوية بن سلام، روى عنه محمّد بن يحيى بن فارس الذهلي و غيره.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي زكريا بن أحمد بن نصر البخاري.

ص: 389


1- أقحم بعدها بالأصل و «ز»: الذهلي.

و حدّثنا خالى القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى القرشي، نا نصر بن إبراهيم المقدسي، نا أبو زكريا.

نا عبد الغني بن سعيد قال:

معمّر بضم الميم و فتح العين و تشديد الميم: معمّر بن يعمر صاحب معاوية بن سلام، حدّث عنه محمّد بن يحيى النيسابوري و جماعة.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (1):

و أما معمّر بضم الميم الأولى، و فتح العين و تشديد الميم الثانية و فتحها، و يعمر (2) أوله ياء معجمة باثنتين من تحتها: معمّر بن يعمر، حدّث عن معاوية بن سلام، روى عنه محمّد ابن يحيى الذهلي و غيره.

ذكر من اسمه معمر

7574 - معمر بن راشد أبو عروة بن أبي عمرو الأزدي مولاهم البصري

7574 - معمر بن راشد أبو عروة بن أبي عمرو الأزدي مولاهم البصري (3)

سكن اليمن.

حدّث عن الزهري، و زيد بن أسلم، و يحيى بن أبي كثير، و قتادة، و أبي إسحاق الهمداني (4)،و الأعمش (5)،و محمّد بن زياد البصري، و هشام بن عروة، و عمرو بن دينار، و ثابت البنّاني، و أيوب السختياني، و عبد اللّه بن طاوس، و بهز بن حكيم بن معاوية، و عاصم ابن أبي النجود، و منصور بن المعتمر، و إسماعيل بن أمية الأموي، و خالد بن مهران الحذاء، و سهيل (6) بن أبي صالح، و مطر (7) الورّاق، و عبيد اللّه بن عمر العمري، و عبد الكريم بن مالك الحرّاني، و أبان بن أبي عيّاش.

روى عنه: أيوب السختياني، و حمّاد بن زيد، و عمرو بن دينار، و أبو إسحاق

ص: 390


1- الاكمال لابن ماكولا 207/7.
2- الاكمال لابن ماكولا 332/7 و 334.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 268/18 و تهذيب التهذيب 500/5 و ميزان الاعتدال 154/4 و التاريخ الكبير 378/7 و الجرح و التعديل 255/8 تذكرة الحفاظ 190/1 سير الأعلام 5/7 و شذرات الذهب 235/1.
4- تحرفت في م إلى: المهراني.
5- تحرفت بالأصل و م إلى: الأعشى.
6- تحرفت في م إلى: سهل.
7- تحرفت في م إلى: بكر.

السبيعي، و يحيى بن أبي كثير، و هم من شيوخه، و ابن عيينة، و سعيد بن أبي عروبة، و ابن المبارك، و إسماعيل بن عليّة، و مروان بن معاوية، و غندر، و رباح بن زيد الصنعاني، و هشام ابن يوسف، و محمّد بن ثور، و عبد الرّزّاق، و محمّد بن كثير الصنعاني، و هو آخر من حدّث عنه وفاة - يعني - بعد عبد الرّزّاق، سنة ستين، و قدم على الزهري الشام، و بها سمع منه.

كتب إلي أبو علي الحسن بن أحمد، و أخبرني أبو الخير عبد الهادي (1) بن علي بن محمّد بن أحمد، و أبو العلاء الحسن بن أحمد الهمذانيان عنه، قال: أنا أبو نعيم الحافظ، نا سليمان بن أحمد، نا إسحاق بن إبراهيم الدّبري (2)،نا عبد الرّزّاق، عن معمر، عن همّام، عن منبّه، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا إسحاق بن أبي إسرائيل.

و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر محمّد بن القاسم الصفّار، و أبو بكر البيهقي، و أحمد بن علي بن عبد اللّه بن خلف، و أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد النامقي.

و أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبي.

و أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل الفضيلي، أنا أبو سهل عبد الرّحمن بن محمّد الماليني، قالوا: أنا أبو طاهر بن محمش، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن الحسن القطّان، نا أحمد بن يوسف السلمي.

و أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب الهمذاني (3)،أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا أبو عمر محمّد بن يوسف القاضي، أنا الحسن بن أبي الربيع الجرجاني.

ص: 391


1- بالأصل: عبد القادر، و المثبت عن د، و «ز»، و م، و مشيخة ابن عساكر 133/أ.
2- تحرفت بالأصل و د إلى: الديري، و المثبت عن م، و «ز».
3- بالأصل و م: الهمداني، و المثبت «الهمذاني» عن «ز» و د.

و أخبرنا أبو الفضل الفضيلي، و أبو الفتح عبد الرشيد بن أبي يعلى بن أبي (1) عمر المليحي، قالا: أنا أبو عمر عبد الواحد بن أحمد، نا محمّد بن عمر بن حفصوية، و عبد اللّه ابن الليث المعمري، و الحسن بن محمّد بن الحسن، قالوا: أنا أبو يزيد حاتم بن محبوب الشامي، نا سلمة بن شبيب.

و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا إسماعيل بن محمّد الصفّار، نا أحمد بن منصور، قالوا: أنا عبد الرّزّاق (2)،أنا معمر قال: نا همّام قال: هذا ما حدّثنا أبو هريرة قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم - و في حديث أحمد بن منصور الرمادي أنه سمع أبا هريرة يقول:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«يسلّم الصغير على الكبير، و المارّ على القاعد، و القليل على الكثير».

رواه أبو داود في سننه (3) عن أحمد بن حنبل.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن علي بن عبد الملك بن مسعود الهروي، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني.

أخبرتنا أم الفتح أمة السّلام بنت أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة القاضي، قالت:

نا أبو الطيب محمّد بن الحسين بن حميد بن الربيع بن حميد اللّخمي، نا العبّاس بن يزيد البحراني، نا يزيد بن زريع، نا معمر، عن الزهري، عن أنس.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كوى أسعد بن زرارة من الشوكة، قال العباس: و هذا مما غلط فيه معمر بالبصرة، و ذلك أنه لم يكن معه كتاب فغلط في هذا، و غلط في حديث الزهري عن سالم عن أبيه أن غيلان بن سلمة أسلم و عنده عشر (4) نسوة، فأمره النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أن يأخذ منهن أربعا، و أراد حديث الزهري عن سالم أن غيلان بن سلمة طلّق نساءه و قسم ماله بين بنيه، و أما حديث غيلان، عن الزهري، مرسل و سمعه منه قديما.

قال عبد الرّزّاق، فلمّا قدم علينا قال: إنّي قد غلطت بالبصرة في حديثين حدّثتهم عن الزهري عن أنس أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم كوى أسعد بن زرارة، و إنّما حدّثنا الزهري عن أبي أمامة بن سهل مرسل، و حدثتهم عن الزهري عن سالم، عن أبيه: أن غيلان بن سلمة أسلم و عنده عشر

ص: 392


1- سقطت من د.
2- المصنف الجامع لعبد الرزّاق رقم 19445.
3- سنن أبي داود رقم 5198.
4- في د: عشرة.

نسوة قال معمر: ذهبت إلى حديث الزهري عن سالم عن أبيه: أن غيلان بن سلمة طلّق نساءه و قسم ماله بين ولده، فبلغ ذلك عمر فقال: بلغني أنك طلّقت نساءك، و قسمت مالك بين ولدك، و اللّه إنّي لأظن أن الشيطان فيما يسترق من السمع، سمع بموتك و ألقاه في نفسك، و اللّه لئن لم ترجع نساءك، و ترجع في مالك ثم متّ لأورثنّهم منك، و لآمرن بقبرك أن يرجم كما رجم (1) قبر أبي رغال قال: فراجع نساءه، و رجع في ماله.

قال معمر: فأخبرني أيوب أنه ما لبث سبعا حتى مات.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أخبرني عبد اللّه بن محمّد بن حمدون الدهقان قال: سمعت أبا بكر محمّد بن محمّد بن رجاء يقول:

كنية معمر بن راشد أبو عروة، و هو مولى الأزد، فكان يكون بالبصرة، و كان تاجرا يختلف إلى الشام، فوافى آل مروان و لهم وليمة و عرس فاستعاروا منه متاعا لعرسهم، فأعارهم، فلمّا انقضى عرسهم برّوه قال: إنما أنا عبد، و كلّما بررتموني به فهو لمولاي، و لكن كلموا هذا الرجل يحدّثني - يعني - الزهري، فكلموه، فحدّثه.

و قد روي من وجه آخر أنه لقي الزهري بالمدينة و يحتمل أن يكون لقيه بالموضعين.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب (2)،نا جدي يعقوب، حدّثني جعفر بن محمّد، نا ابن عائشة، نا عبد الواحد بن زياد قال:

قلت لمعمر: كيف سمعت من ابن شهاب؟ قال: كنت مملوكا لقوم من طاحية (3)، فأرسلوني ببزّ أبيعه، فقدمت المدينة، فنزلت دارا، فرأيت شيخا و الناس يعرضون عليه العلم، فعرضت عليه معهم.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك، و أبو العزّ ثابت بن منصور، قالا: أنا

ص: 393


1- بالأصل:«رجع» ثم شطبت «جع» و كتب فوقها:«جم».
2- رواه الذهبي من طريق يعقوب بن شيبة في سير الأعلام 6/7.
3- طاحية قيل فيها اسم موضع، و هي من مياه بني العجلان كثيرة النخل بأرض القعاقع (معجم البلدان). و قيل إن طاحية أبو بطن من الأزد (راجع جمهرة ابن حزم ص 371).

أحمد بن الحسن (1) بن أحمد - زاد عبد الوهّاب: و أحمد بن الحسن بن خيرون قالا:- أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خيّاط قال.

في الطبقة الرابعة من أهل اليمن (2):معمر بن راشد، يكنى أبا عروة، مولى الأزد، من أهل البصرة، مات سنة ثلاث و خمسين و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه بن محمّد، و علي بن أحمد بن محمّد بن حميد البزاز، قالا: أنا أبو الحسين علي بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران، أنا عثمان ابن أحمد بن البراء قال: قال علي بن المديني: معمر بن (3) راشد، و يكنى أبا عروة، مولى لحدّان مات باليمن سنة أربع و خمسين و مائة، سمع من ابن شهاب، و من عمرو بن دينار، و من قتادة، و من يحيى بن أبي كثير، و من ابن إسحاق.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا أبو محمّد بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح، عن يحيى قال في تسمية محدّثي أهل اليمن: معمر بن راشد.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح المؤذّن، أنا أبو الحسن بن السّقّاء، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عبّاس بن محمّد قال: سمعت يحيى يقول:

كنية: معمر أبو عروة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن الحمامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: و معمر بن راشد يكنى أبا عروة.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو خازم (4) محمّد بن الحسين بن محمّد بن الفرّاء، أنا الحسين بن محمد بن علي بن أبي أسامة الحلبي، نا أبو عمرو موسى بن القاسم بن الأشيب.

ص: 394


1- في م: الحسين.
2- طبقات خليفة بن خيّاط ص 520 رقم 2665.
3- بالأصل: معمر و راشد.
4- بالأصل و «ز»: حازم، تصحيف، و المثبت عن د، و م.

أخبرنا أبو بكر بن اللفتواني (1)،أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا ابن سعد (2) قال (3).

في الطبقة الخامسة من أهل اليمن: معمر بن راشد، و يكنى أبا عروة، مولى الأزد.

قال الواقدي: توفي في شهر رمضان سنة ثلاث و خمسين و مائة، و قال عبد المنعم بن إدريس: توفي في أوّل سنة خمسين و مائة.

أنبأنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر بن البنّا، قالا: قرئ على أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال (4):

معمر بن راشد، يكنى أبا عروة، مولى للأزد، و راشد يكنى أبا عمرو، و كان من أهل البصرة، فانتقل فنزل اليمن، فلما خرج معمر من البصرة شيّعه أيوب و جعل له سفرة، و كان معمر رجلا له حلم، و مروءة، و نبل في نفسه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال:

و معمر بن راشد مولى الأزد، و يقال: كان مملوكا لقوم ينزلون طاحية، توفي سنة ثلاث و خمسين و مائة في رمضان، و كان يكنى أبا عروة.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (5):

معمر بن راشد أبو عروة البصري، سكن اليمن، و هو معمر بن أبي عمرو.

قال أحمد بن ثابت عن عبد الرّزّاق، عن معمر: خرجت (6) و أنا غلام إلى جنازة الحسن، فطلبت العلم سنة مات الحسن؛ عن محمّد بن كثير عن معمر قال: سمعت من قتادة

ص: 395


1- في م: الفتواني.
2- بالأصل: أبو سعد.
3- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
4- طبقات ابن سعد 546/5.
5- التاريخ الكبير للبخاري 378/7.
6- في التاريخ الكبير: خرجت مع الصبيان و أنا غلام.

و أنا ابن أربع عشرة، فما شيء سمعت في تلك السنين إلاّ و كأنه مكتوب في صدري، سمع الزهري، و يحيى بن أبي كثير، روى عنه الثوري، و ابن عيينة، و ابن المبارك.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):

معمر بن راشد أبو عروة المهلبي (2)،مولى للأزد، سكن اليمن، و هو معمر بن أبي عمرو، روى عن الزهري، و قتادة، و يحيى بن أبي كثير، و أبي إسحاق الهمداني، و الأعمش، روى عنه الثوري، و شعبة، و ابن أبي عروبة، و ابن عيينة، و ابن المبارك، و إسماعيل بن عليّة، و مروان الفزاري، و رباح الصنعاني، و هشام بن يوسف، و محمّد بن ثور، و عبد الرّزّاق، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد (3) بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول:

أبو عروة معمر بن راشد، سمع الزهري، و قتادة، روى عنه الثوري، و ابن عيينة، و شعبة، و عبد الرّزّاق.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عروة معمر بن راشد الثقة، المأمون.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا علي بن الحسن بن علي، و رشأ ابن نظيف، قالا: أنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد الطرسوسي، أنا محمّد بن محمّد بن داود بن عيسى، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش، قال: معمر بن راشد بصري، نزل اليمن.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا سليم بن أيوب،

ص: 396


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 255/8.
2- نسبة إلى المهلب بن أبي صفرة، و قيل إن معمر كان مولى عبد السّلام بن عبد القدوس، و عبد السلام مولى عبد الرحمن بن قيس الأزدي، و عبد الرحمن هذا أخو المهلب (راجع تهذيب الكمال 268/18).
3- تحرفت في م إلى: سعد.

أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد بن إياس قال:

سمعت أبا عبد اللّه المقدمي يقول:

معمر بن راشد بصري، ولاؤه لآل المهلّب يكنى أبا عروة، هلك و هو ابن ثمان و خمسين سنة، في سنة أربع و خمسين و مائة.

قرأنا على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي طاهر الخطيب، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي قال: أبو عروة معمر بن راشد.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، نا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو عروة معمر بن راشد الحدّاني الأزدي البصري، سكن اليمن، و راشد أبو عمرو مولى عبد السّلام أخي صالح بن عبد القدّوس، و عبد السّلام مولى عبد الرّحمن بن قيس أخي المهلّب بن أبي صفرة لأمّه، شهد جنازة الحسن البصري، و طلب العلم سنة موته، سمع أبا بكر محمّد بن شهاب، و عمرو بن دينار، و أبا إسحاق السّبيعي، و الأعمش، و قتادة، و يحيى ابن أبي كثير، و هؤلاء الستة الذين يدور عليهم حديث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من التابعين، لا أعلم أحدا من الناس رآهم كلهم و سمع منهم سواه، و لا اجتمعوا لأحد من المشايخ غيره، روى عنه أيوب السختياني، و عبد الملك بن جريج، و سعيد بن أبي عروبة، و سفيان الثوري، و ابن عيينة، و شعبة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال:

معمر بن راشد، و هو معمر بن أبي عمرو، و أبو عروة مولى عبد السّلام أخي صالح بن عبد القدّوس، مولى عبد الرّحمن بن قيس أخي المهلّب بن أبي صفرة لأمّه، الحدّاني البصري، سكن اليمن، سمع الزهري، و يحيى بن أبي كثير، و همّام بن منبّه، و هشام بن عروة، روى عنه الثوري، و ابن عيينة، و ابن المبارك، و غندر، و عبد الأعلى بن عبد الأعلى، و هشام بن يوسف، يزيد بن زريع، و عبد الرّزّاق في بدء الخلق و غير موضع.

قال عبد الرّزّاق عنه: خرجت مع الصبيان إلى جنازة الحسن، و طلبت العلم سنة مات الحسن (1).

ص: 397


1- تهذيب الكمال 270/18 و سير أعلام النبلاء 6/7.

و قال محمّد بن كثير المصيصي عنه: سمعت من قتادة و أنا ابن أربع عشرة سنة (1).

و قال إبراهيم بن خالد الصنعاني المؤدّب: مات معمر في شهر رمضان سنة ثلاث و خمسين و مائة، و صلّيت عليه، و قال أحمد بن حنبل: مات و له ثمان و خمسون سنة، قاله الذهلي عن أحمد.

و قال الذهلي: و سمعت عبد الرّزّاق يقول: أكبر ظنّي أن معمرا مات و هو ابن ثمان و خمسين سنة.

و قال: قال أحمد بن حنبل: مات سنة أربع و خمسين و مائة.

و قال عمرو بن علي، و خليفة بن خيّاط: مات سنة ثلاث و خمسين و مائة.

و قال ابن سعد: قال الواقدي: توفي في شهر رمضان سنة ثلاث و خمسين و مائة.

و قال عبد المنعم بن إدريس: توفي في أوّل سنة خمسين و مائة (2).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار، أنا محمّد بن علي الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل بن غسّان، نا أبي، نا أحمد بن حنبل.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي، نا أحمد بن محمّد بن حنبل.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، نا عبد الرّزّاق قال:

قلت لمعمر: إنّ الناس يزعمون أن هذه الأحاديث التي عن الحسن كلها عن عمر بن عبيد؟ و لم يقل حنبل: بن عبيد، قال: لا، إنّما طلبت العلم حين مات الحسن فكتب ابن .... (3) وجدت شيخا يحدّث عنه.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر ابن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم الكوكبي، نا ابن أبي خيثمة قال: و سمعت يحيى بن معين

ص: 398


1- تهذيب الكمال 270/18 و سير الأعلام 6/7.
2- مختلف الأقوال التي قيلت في تاريخ وفاته، نقلها المزي في تهذيب الكمال 272/18.
3- بياض بالأصل و د، و «ز»، و م.

يقول: قال معمر: جلست إلى قتادة و أنا صغير، فلم أحفظ عنه الأسانيد.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن خسرو، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا محمّد بن عمر بن بكير المقرئ، قال: قرأت على عثمان بن أحمد بن سمعان، أنا أبو محمّد الهيثم بن خلف، نا محمود بن غيلان، نا عبد الرّزّاق، عن معمر، عن قتادة قال: جالست الحسن ثنتي عشرة سنة، و مثلي يجالس مثله، و صلّيت الصبح معه ثلاث سنين، قال معمر: و جالست قتادة ثلاث سنين.

أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمّد المكّي، أنا الحسن بن عبد الرّحمن الشافعي، نا أحمد بن إبراهيم بن علي بن فراس، نا محمّد بن إبراهيم الدبيلي، نا علي بن زيد الفرائضي، نا محمّد بن كثير (1)،عن معمر قال:

جالست قتادة و أنا ابن أربع عشرة سنة، فما من شيء سمعته في تلك السنين إلاّ كأنه مكتوب (2) في صدري.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا محمّد بن أحمد بن موسى البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل، نا أبي، نا أحمد بن حنبل، نا عبد الرّزّاق، عن معمر قال:

أتيت الزهري بالرصافة، فلم يكن أحد يسأله عن الحديث، قال: فكان يلقي عليّ.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين (3) بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا العبّاس بن عبد العظيم، نا عبد الرّزّاق قال: قال معمر: أتيت الرصافة، قال: فلم يكن أحد يسأله عن الحديث، قال: فكان يلقي عليّ.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان ابن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، نا عبد الرّزّاق قال: قال معمر: كنت جئت الزهري بالرصافة، فجعل يلقي عليّ (4).

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا

ص: 399


1- سير أعلام النبلاء 6/7 و تهذيب الكمال 270/18 من طريقه.
2- في تهذيب الكمال: منقش.
3- تحرفت بالأصل إلى: الحسن.
4- سير أعلام النبلاء 7/7.

محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي، نا أحمد بن محمّد، عن عبد الرّزّاق، عن معمر قال:

أتيت الزهري بالرصافة، فلم يكن أحد يسأله عن الحديث، قال: فكان يلقي عليّ.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، نا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب، حدّثني أبو بكر بن عبد الملك، نا عبد الرّزّاق قال: قال معمر:

كنا نرى إنا قد أكثرنا عن الزهري حتى قتل الوليد، فأخرجت دفاتر الزهري على الدواب.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا [أبو] (1) محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، حدّثني عبيد اللّه بن النضر، عن عفّان بن مسلم، عن حمّاد بن سلمة قال: لما رحل معمر إلى الزهري نبل، و كنا نسميه معمر الزهري.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا أبو بكر بن زنجويه، نا عبد الرّزّاق، عن معمر قال:

جئت الأعمش و معي أحاديث أريد أن أسأله عنها، و إلى جنبه رجل من بني مخزوم، فقلت: يا أبا محمّد، كيف حديث كذا كذا، قال: ليس به بأس، فقلت: كيف حديث كذا و كذا؟ قال: مكروه، قال المخزومي: إنه قد رحل إليك، قال: قد عرفته، و لكنه يمارس قرنا.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن (2)ابن السّقّاء، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عبّاس بن محمّد قال:

سمعت يحيى بن معين يقول: قال هشام بن يوسف: عرض معمر على همّام بن منبّه هذه الأحاديث، إلا أنه سمع منها نيفا و ثلاثين حديثا (3).

قال: و سمعت يحيى بن معين يقول: سمع معمر من همّام بن منبّه لأن همّام بن منبّه، عمّر و ما بقي يعرضها عليه.

ص: 400


1- سقطت من الأصل، و استدركت عن د، و «ز»، و م.
2- تحرفت بالأصل إلى: الحسين، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
3- تهذيب الكمال 271/18 و سير الأعلام 7/7.

قال يحيى: همّام بن منبّه أخو وهب، و قد روى وهب بن منبّه عن أخيه همّام و لكن وهب بن منبّه أقدم موتا من أخيه همّام.

قرأت على أبي الفضل السلامي، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، أخبرني علي ابن سعيد بن جرير قال: سمعت أحمد يقول: ما أضم أحدا إلى معمر إلاّ وجدت معمرا أطلب للحديث منه، هو أول من رحل إلى اليمن (1).

أخبرنا أبو الفتح الفقيه، أنا أبو الفتح الفقيه، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد بن إياس، قال: سمعت محمّد بن أحمد المقدمي يقول:

حدّثني أبي قال: سمعت عليا - يعني - ابن المديني يقول:

جمع لمعمر من الإسناد ما لم يجمع لأحد من أصحابه، سمع من أيوب، و قتادة بالبصرة، و سمع من أبي إسحاق و الأعمش بالكوفة، و سمع من الزهري و عمرو بن دينار بالحجاز، و سمع من يحيى بن أبي كثير، و ذكر علي آخر قد أنسيته، قال المقدمي: أبي يقول هذا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق قال (2):سمعت علي بن عبد اللّه بن جعفر المديني يقول:

نظرت في الأصول من الحديث فإذا هي عند ستة ممن مضى: من أهل المدينة:

الزهري، و من أهل مكة: عمرو بن دينار، و من أهل البصرة: قتادة، و يحيى بن أبي كثير، و من أهل الكوفة: أبو إسحاق، و سليمان الأعمش، قال: ثم نظرت فإذا حديث هؤلاء الستة يصير إلى أحد عشر رجلا ممن جمع الحديث من أهل البصرة: ابن أبي عروبة، و حمّاد بن سلمة، و شعبة، و أبي (3) عوانة، و سفيان بن سعيد الثوري، و ابن جريح، و مالك بن أنس، و سفيان بن عيينة، و هشيم، و معمر بن راشد، و الأوزاعي.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن

ص: 401


1- سير أعلام النبلاء 7/7 و تهذيب الكمال 270/18.
2- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 7/7.
3- بالأصل و النسخ: أبو عوانة.

لؤلؤ، أنا محمّد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص الفلاّس قال: سمعت يزيد بن زريع يقول: سمعت أيوب قبل الطاعون يقول: حدّثني معمر، و كان يكنى أبا عروة (1).

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد قال: سمعت أبا الحسين الغازي يقول: سمعت عمرو (2) بن علي يقول: معمر من أصدق الناس، سمعت يزيد بن زريع يقول: سمعت أيوب قبل الطاعون يقول: حدّثني معمر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين المعدّل، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه أحمد، نا عبد الرزّاق، عن معمر قال: إنه ليعز عليّ أن أسمع لأيوب حديثا لم أسمعه من أيوب.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا إسماعيل بن محمّد الصفّار، نا أحمد بن منصور، نا عبد الرّزّاق، أنا معمر قال:

حدّثت يحيى بن أبي كثير بأحاديث، فقال لي: اكتب لي حديث كذا و كذا، فقلت: إنّا نكره أن نكتب (3) العلم يا أبا نصر، فقال: اكتبه لي، فإن لم يكن كتبت فقد ضيّعت، أو قال:

عجزت.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد المالكي، أنا أحمد بن عبد الواحد بن محمّد، أنا جدي محمّد (4) بن عثمان، نا (5) محمّد بن يوسف بن بشر، نا محمّد بن أحمد الطهراني، أنا عبد الرّزّاق، عن معمر قال:

كنت عند يحيى بن أبي كثير نكتب الحديث، فحدّثته بأحاديث، فقال لي: اكتب لي حديث كذا و كذا، فقلت له: يا أبا نصر، و ما تكره الكتاب؟ قال: اكتب أيها الرجل، فإن لم تكن كتبت فقد عجزت، أو قال: ضيّعت (6).

قال: و نا عبد الرّزّاق، عن ابن المبارك قال: ما رأيت مثل معمر في الزهري إلاّ أن يونس كان اخذ للسنة (7).

ص: 402


1- سير أعلام النبلاء 7/7 و تهذيب الكمال 271/18.
2- تحرفت بالأصل إلى: عمر، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
3- في د: نطلب.
4- في م و «ز»: محمد بن أحمد بن عثمان.
5- من هنا.. إلى الطهراني سقط من د.
6- سير أعلام النبلاء 9/7.
7- تحرفت بالأصل إلى: للسيد، و المثبت عن د، و «ز»، و م.

قال: و نا عبد الرّزّاق، أنا معمر قال: كان ابن جريج يأخذ بيدي فيذهب بي إلى منزله، فيكتب عني، و أكتب عنه.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا محمّد بن عمر بن بكير قال: قرأ عليّ عثمان بن أحمد بن سمعان، أنا الهيثم بن خلف، نا محمود بن غيلان، نا عبد الرزّاق، نا ابن عيينة قال: لقيني سعيد بن أبي عروبة فقال: روينا عن معمركم فشرّفناه (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد، أنا الحسين بن عبد اللّه القطّان، نا أحمد بن إسماعيل السبتي، نا عبد الرّزّاق، عن ابن عيينة قال:

كنت جالسا عند سعيد بن أبي عروبة، فحدّث بحديث عن معمر، ثم قال: لقد رفعنا معمركم هذا، أخذنا عنه، و هو حديث السبتي. ببيع الثياب السبتية.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أخبرني أبو الطاهر - يعني - عبد اللّه بن محمّد بن حمدان الدهقان الجويني، نا أبو بكر محمّد ابن محمّد بن رجاء الأسفرايني، حدّثني حجّاج بن الشاعر، نا عبد الرّزّاق قال: سمعت ابن عيينة يقول: قال لي ابن أبي عروبة: شرفنا معمرا، روينا (2) عنه و هو حدث، قال: قلت:

أنت شرّفته؟ اللّه شرّفه.

قرأت على أبي الفضل محمّد بن ناصر، عن أبي الفضل بن الحكّاك، أنا أبو نصر الفرّاء، أنا الخصيب، حدّثني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أنا إبراهيم ابن يعقوب، نا الحميدي، نا سفيان، عن معمر بحديث، فقيل لسفيان: هذا مما حفظته من معمر؟ قال: نعم، رحم اللّه أبا عروة (3).

أنبأنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر بن البنّا، قالا: قرئ على أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، قال (4):قال عبد اللّه بن جعفر الرقي: أخبرني عبيد اللّه بن عمرو قال: كنت بالبصرة

ص: 403


1- سير أعلام النبلاء 7/7.
2- بالأصل:«شرفناه نعم أرويناه» صوبنا الجملة عن د، و «ز»، و م.
3- سير أعلام النبلاء 7/7.
4- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 546/5.

أنتظر قدوم أيوب من مكّة، فقدم علينا [و معمر مزامله، قدم معمر يزور أمه] (1)،قال: فأتيته، فجعل يسألني عن حديث عبد الكريم فأحدّثه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن المزرفي، نا أبو الحسين بن المهتدي، نا أبو أحمد محمّد بن عبد اللّه بن أحمد، نا أبو علي محمّد بن سعيد بن عبد الرّحمن الحافظ، نا هلال بن العلاء، نا عبد اللّه بن جعفر، نا عبيد اللّه بن عمرو قال:

كنت بالبصرة في مسجد من مساجدها مع أيوب السختياني قال: و معنا معمر، قال:

فأتى أيوب رجل فسأله عن رجل افترى على رجل، فحلف بصدقة ماله لا يدعه حتى يأخذ منه الحدّ، قال: فطلب إليه فيه و طلبت إليه أمّه فيه قال: فجعل أيوب يومئ إلى معمر و يقول:

هذا يفتيك عن اليمين على أيوب قال: فلما أكثر عليه قال معمر: سمعت ابن طاوس يذكر عن أبيه أنه كان يرخّص له في تركه، فقال أيوب: و أنا سمعت عطاء يرخّص له في تركه (2).

حدّثنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن، أنا أبو سعيد محمّد بن عبد اللّه، أنا أبو حامد بن الشرقي، نا محمّد بن يحيى الذهلي، نا عبد الرّزّاق، قال: قيل للثوري: ما منعك أن ترحل إلى الزهري، قال: لم يكن هذا - يعني - الدراهم، و لكن قد كفانا معمر، قال: و كفانا ابن جريج عطاء.

أخبرنا أبو عبد اللّه بن الحطاب - في كتابه - أنا علي بن عبيد اللّه القاضي، أنا محمّد بن الحسين التميمي (3)،أنا جعفر بن أحمد الحميري (4)،نا الحسين بن نصر بن المعارك قال:

سمعت أحمد بن صالح، نا عبد الرّزّاق قال: قال لسفيان: ما منعك من الزهري؟ قال: قلة الدراهم، و قد كفانا أبو عروة - يعني - معمر (5).

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي يعقوب قال: وجدت في كتابي عن إسحاق بن أبي إسرائيل قال: سمعت عبد الرّزّاق يقول:

ص: 404


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و مكانه فيه فقط «معمر» و الزيادة عن د، و «ز»، و م، و طبقات ابن سعد.
2- رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 7/7-8.
3- مكانها بياض في م.
4- الأصل: الحميدي، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
5- سير أعلام النبلاء 8/7.

كان الثوري يدعونا بكتب معمر فنقرأها عليه، فإذا مرّ بالشيء يعجبه عقد بيده، فإذا قام ذهب إليه فسأله عنه.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي، حدّثني الواقدي قال: كنت أكون عند معمر و معنا الثوري، فنخرج من عند معمر فنحدّث عن أبي عروة (1).

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو بكر محمّد بن عمرو النجار، أنا عثمان بن أحمد بن سمعان، نا الهيثم بن خلف، نا محمود بن غيلان، نا عبد الرّزّاق قال:

لما قدم الثوري صنعاء جعل يحدّث و يجيء معمر فيقعد في مجلسه، فإذا جاءت الفتيا قال له الثوري: يا أبا عروة افت، فكان يفتي معمر حتى جاءته مسألة يوما، فقال فيها معمر فأخطأ فيها، فقال له الثوري: يا أبا عروة حرّ موت (2)،فلم يعد معمر لذلك المجلس.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم، نا ابن أبي خيثمة قال: سمعت يحيى بن معين يقول:

لما أتى الثوري اليمن أتاه معمر يسلّم عليه، فحدّث يوما بحديث عن عبد اللّه بن محمّد ابن عقيل أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم ضحى بكبشين، و هو حديث يخطئ فيه ابن عقيل، و إنّما الخطأ من ابن عقيل، فقال له الثوري: تعست (3) يا أبا عروة، فغضب معمر من ذاك، فما أتاه حتى خرج و لا سلّم عليه.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي، قالا:

أنا ابن أبي حاتم (4)،نا محمّد بن عوف الحمصي، نا محمّد بن رجاء، أنا عبد الرّزّاق قال: سمعت ابن جريج يقول: عليكم بهذا الرجل - يعني - معمرا، فإنه لم يبق من أهل زمانه أعلم منه.

ص: 405


1- سير الأعلام 8/7.
2- رسمها في م:«برب».
3- اضطرب إعجامها بالأصل و م، و «ز»: «يعسب» و المثبت عن د.
4- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 256/8.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّاء، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عبّاس، نا يحيى، نا هشام بن يوسف قال:

لقيت ابن جريج بمكة، فقال لي: كيف معمر؟ قلت: صالح، فقال: ذاك شرّاب بأنقع (1).

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي يعقوب، حدّثني أحمد بن شبويه، نا عبد الرّزّاق قال:

قال رجل لابن جريج: حدّثنا معمر بكذا و كذا، قال ابن جريج: إن معمرا شرب العلم.... (2)

قال يعقوب:.... (3):الحفر التي تكون في الصخور في الجبال، يجتمع فيها ماء المطر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسن، أنا عبد اللّه، نا يعقوب، حدّثني أبو بكر بن عبد الملك، أنا عبد الرّزّاق، نا رباح قال: سألني ابن جريج عن شيء من التفسير، فقلت: إن معمرا قال كذا و كذا، فقال: إن معمرا شرب من العلم بأنقع.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه أحمد، نا عبد الرّزّاق قال:

سأل رباح ابن جريج عن شيء من التفسير فقال: إن معمرا أخبرني بكذا و كذا، فقال: إن معمرا شرب من العلم بأنقع.

أخبرنا بها عالية أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا عبد الرّزّاق قال: قال ابن جريج: إنّ معمرا شرب من العلم بأنقع (4).

ص: 406


1- بدون إعجام بالأصل و م و د و «ز» و صورتها:؟؟؟» و المثبت عن سير الأعلام. و قوله: شراب بأنفع، يقال لمن جرب الأمور فعرفها و خبرها، و في النهاية لابن الأثير: يعني أنه ركب في طلب الحديث كل حزن و كتب من كل وجه.
2- كلمة غير معجمة بالأصل و صورتها:«سفع» و مثله في «ز» و م، و في د: سفع.
3- راجع الحاشية السابقة.
4- رواه عن أحمد في مسنده، الذهبي في سير الأعلام 8/7 و المزي في تهذيب الكمال 272/18.

كذا قال، و أسقط منها رباحا.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أحمد بن عبد الواحد، أنا جدي محمّد بن أحمد بن عثمان، أنا محمّد بن يوسف الهروي، نا محمّد بن حمّاد الطهراني، أنا عبد الرّزّاق، أنا رباح قال: سألت ابن جريج عن شيء من التفسير فأجابني، فقلت له: إنّ معمرا قال كذا و كذا، فقال: إنّ معمرا شرب من العلم بأنقع.

قال عبد الرّزّاق: يعني الماء الذي يجتمع على الصخر في مواضع، كله طيب، فيأخذ من أيها شئت أو نحو ذلك.

أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد بن يوسف، أنا إبراهيم بن عمر البرمكي.

و حدّثنا أبو المعمر المبارك بن أحمد الأنصاري، أنا المبارك بن عبد الجبار، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن الحسن، و أبو إسحاق البرمكي، قالا: أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن قال: قال أبو محمّد عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة في حديث ابن جريج أنه ذكر معمر بن راشد فقال: إنه لشرّاب بأنقع.

ذكره يحيى بن سعيد، قوله: شرّاب بأنقع، حدّثني أبو حاتم عن الأصمعي أنه قال (1):

يقال: فلان شرّاب بأنقع، أي معاود للأمور التي تكره (2)،و منه قول الحجّاج في خطبته:

إنكم يا أهل العراق شرّابون عليّ بأنقع، و قال أبو زيد: يقال: إنه شرّاب بأنقع أي معاود للخير و الشر، و تفسير الأصمعي أشبه بمعنى الحجّاج، و الأنقع جمع نقع، و هو هاهنا ماء يستنقع (3)،و يقال: أصل هذا في الطائر إذا كان حذرا، ورد المناقع في الفلوات حيث لا يبلغ القناص و لا منصب الأشراك (4).

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر - قراءة - عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، أنا معاوية بن صالح، عن يحيى بن معين قال: معمر ثقة.

ص: 407


1- راجع تاج العروس: نقع.
2- زيد في تاج العروس عن الأصمعي: يأتيها حتى يبلغ أقصى مراده، أو يضرب للداهي المنكر.
3- تاج العروس و فيها: النقع و هو كل ماء مستنقع من عد أو غدير يستنقع فيه الماء.
4- راجع الأساس (نقع).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، و أبو محمّد، و أبو الغنائم ابنا أبي عثمان، و أبو طاهر القصاري، و أبو الحسن الأنباري، و هو علي بن محمّد، قالوا: أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب قال جدي يعقوب بن شيبة:

و معمر ثقة، و صالح التثبّت (1) عن الزهري (2).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا الحسين بن جعفر - زاد ابن الطّيّوري: و أبو نصر محمّد ابن الحسن قالا:- أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (3):معمر بن راشد، يكنى أبا عروة، بصري، سكن اليمن، ثقة (4)،رجل صالح.

أخبرنا أبو البركات، أنا أبو الحسن، أنا العتيقي.

و أخبرنا أبو عبد اللّه، أنا ثابت، أنا الحسين.

قالا: أنا الوليد، أنا علي، أنا صالح، حدّثني أبي قال (5):

معمر رجل صالح، يكنى أبا عروة، أصله بصري، سكن صنعاء، و تزوّج بها، رحل إليه سفيان الثوري، و سمع منه هناك، و سمع هو من سفيان، و لما دخل معمر صنعاء كرهوا أن يخرج من بين أظهرهم، فقال لهم رجل: قيّدوه، قالوا: فزوجوه.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح المؤذّن، أنا ابن السّقّاء، و ابن بالوية، قالا: نا الأصم، نا عباس قال: سمعت يحيى يقول: قال هشام بن يوسف: أقام عندنا معمر عشرين سنة.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا ابن أبي عثمان، أنا ابن مهدي، أنا ابن شيبة، نا جدي، حدّثني أحمد بن العبّاس قال: قال: سمعت يحيى بن معين يقول (6):سمعت هشام ابن يوسف يقول:

ص: 408


1- بدون إعجام بالأصل و «ز»، و مكانها بياض في م، و المثبت عن د.
2- تهذيب الكمال 271/18.
3- تاريخ الثقات للعجلي ص 435 رقم 1611 و تهذيب الكمال 271/18 و سير الأعلام 8/7.
4- ليست في تاريخ الثقات.
5- الخبر في تاريخ الثقات ص 435 و تهذيب الكمال 271/18.
6- من طريقه في سير الأعلام 8/7.

مكث عندنا معمر عشرين سنة، ما رأينا له كتابا حتى لحق باللّه، قال هشام: ما كان أحد يجترئ أن يقول لمعمر: من بينك و بين عكرمة، و قال يحيى بن معين: بلغني أن أيوب شيّع معمرا و صنع له سفرا (1).

أخبرنا أبوا (2) الحسن الفقيهان، قالا: أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن عبيد اللّه الهاشمي، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا هشام بن محمّد بن جعفر بن هشام الكندي، نا أبو عمرو عثمان بن خرّزاد، نا ابن أبي السري، نا عبد الرّزّاق، عن ابن المبارك قال: أصحاب الزهري ثلاثة: مالك بن أنس، و معمر، و ابن عيينة، فيما سمع.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

ح و أخبرني أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي.

قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، حدّثني الفضل بن زياد قال (3):سمعت أبا عبد اللّه و قيل له محمّد بن إسحاق و ابن أخي الزهري: أيهما أحب إليك في حديث الزهري؟ فقال: ما أدري، فقال له أبو جعفر: فأيّهم أحبّ إليك في حديث الزهري، فقال: مالك في قلة روايته، ثم معمر، و لست أضم معمرا إلى أحد إلاّ وجدته فوقه - زاد أبو القاسم: رحل في الحديث إلى اليمن، و هو أوّل من رحل، فقال له أبو جعفر:

و الشام؟ فقال: لا، الجزيرة، ثم اتفقا فقالا:- قال: و يونس و هؤلاء يجيئون بألفاظ أخبار أصحاب كتب، و كان معمر يحدّث حفظا فيحرف، و كان أطلبهم للعلم، قيل له: فما روى عن ثابت؟ فقال: ما أحسن حديثه، ثم قال حمّاد بن سلمة أحبّ إليّ، ليس أحد في ثابت أثبت من حمّاد بن سلمة.

قال أبو الفضل، قال أبو طالب قال أبو عبد اللّه: و مالك أثبت في حديث الزهري من جميع من روى عنه في قلة ما روى، سفيان يخطئ في خمسة عشر حديثا من حديث الزهري، و معمر أثبت من سفيان.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، نا أبو بكر الخطيب - لفظا - أنا أحمد بن محمّد

ص: 409


1- في م و سير الأعلام: سفرة.
2- بالأصل و م:«أبو» و المثبت عن د، و «ز».
3- تهذيب الكمال 270/18-271 و سير الأعلام 10/7.

ابن إبراهيم قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس قال: سمعت عثمان بن سعيد يقول (1):

قلت ليحيى بن معين: فابن عيينة أحبّ إليك أم معمر؟ فقال: معمر، قلت له: إن بعض الناس يقول سفيان بن عيينة أثبت الناس في الزهري، فقال: إنّما يقول ذلك من سمع منه، قلت: فمعمر أحب إليك أم صالح بن كيسان؟ فقال: معمر أحبّ إليّ، و صالح ثقة، قلت: فمعمر أحبّ إليك أو يونس؟ فقال: معمر.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو عبد اللّه، و أبو عبد الرّحمن، و أبو بكر قالوا: أنا أحمد بن محمّد قال: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول:

سألت يحيى بن معين عن أصحاب الزهري فذكر مالكا و يونس بن يزيد، و معمرا، و عقيلا و غيرهم، و ذكر منازلهم، قلت: فابن عيينة أحب إليك أو معمر؟ فقال: معمر، قلت له: إن بعض الناس يقولون: سفيان بن عيينة أثبت الناس في الزهري، فقال: إنّما يقول ذلك من سمع منه، و أيّ شيء كان سفيان؟ إنّما كان غليما (2)-يعني - أيام (3) الزهري.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن علي بن محمّد بن خزفة، نا محمّد بن الحسين الزعفراني، نا ابن أبي خيثمة، نا إبراهيم بن المنذر قال: سمعت ابن عيينة يقول:

أخذ مالك و معمر عن الزهري عرضا، و أخذت سماعا، فقال يحيى بن معين: لو أخذا كتابا لكانا أثبت منه.

قال: و سمعت يحيى بن معين يقول: معمر أثبت في الزهري من سفيان بن عيينة.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: و سمعت يحيى بن معين يقدّم مالك بن أنس على أصحاب الزهري، ثم معمر، ثم يونس بن يزيد، و كان القطّان يقدم ابن عيينة على معمر (4).

ص: 410


1- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 8/10 و تهذيب الكمال 271/18.
2- بالأصل و م، و «ز»، و د: غليم.
3- كذا بالأصل و النسخ، و في سير أعلام النبلاء: أمام.
4- سير أعلام النبلاء 10/7 و تهذيب الكمال 271/18.

قال: و قال يحيى بن معين: و أثبت من روى عن الزهري: مالك بن أنس، و معمر، ثم عقيل، و الأوزاعي، و يونس، و كلّ ثبت، و معمر عن ثابت ضعيف (1).

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي قال: سمعت علي بن المديني و ابن أبي الأسود يقولان:

أخبرنا يحيى بن سعيد قال: أصحاب الزهري مالك،- بدأ به - و سفيان بن عيينة، و معمر.

قرأت على أبي (2) غالب بن البنّا، عن عبد الملك بن عمر بن خلف.

ثم أخبرني أبو عبد اللّه البلخي، أنا ابن الطّيّوري، أنا عبد الملك بن عمر.

أنا أبو حفص بن شاهين، نا محمّد بن مخلد.

قال: و أنا العتيقي، أنا عثمان بن محمّد بن أحمد، نا إسماعيل الصفّار، قالا: نا عبّاس الدوري، نا أبو بكر بن أبي الأسود قال: سمعت يحيى بن سعيد قال:

كان أصحاب الزهري ثلاثة: مالك بن أنس، فبدأ به، و سفيان بن عيينة، و معمر، و كان يحيى بن سعيد يضعّف النعمان بن راشد.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبي أبو العبّاس، أنا أبو نصر بن الجبّان (3)،أنا محمّد ابن سليمان الربعي، نا الحسن بن حبيب بن عبد الملك، نا زكريا بن يحيى قال: سمعت عثمان بن أبي شيبة يقول: سألت يحيى بن سعيد القطّان: من أثبت الناس في الزهري؟ فقال:

مالك بن أنس، قلت: ثم من؟ قال: ثم ابن عيينة؟ قلت: ثم من؟ قال: ثم معمر (4).

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمّام، علي (5) بن محمّد، عن أبي (6) عمر بن حيوية، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر، نا ابن أبي خيثمة قال: زعم علي بن المديني عن يحيى - يعني - القطّان قال: قيل له: معمر أحب إليك في الزهري أو ابن عيينة؟ قال: ابن عيينة.

أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد البزار، نا أبو بكر بن خلف، أنا أبو عبد اللّه الحاكم، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه الحفيد، نا هارون بن موسى، نا علي بن

ص: 411


1- تهذيب الكمال 271/18.
2- تحرفت في م إلى:«بن».
3- إعجامها مضطرب بالأصل و م و د، و «ز».
4- سير أعلام النبلاء 10/7.
5- تحرفت بالأصل إلى: عن.
6- تحرفت بالأصل إلى: ابن.

المديني قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: ابن عيينة أثبت في الزهري من معمر.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، نا أبو عمر بن حيّوية، نا محمّد بن القاسم، نا عبد اللّه بن أبي سعد، نا إبراهيم بن المنذر، نا سفيان بن عيينة، و ذكر حديث سنين أبي جميلة (1)،فقال له علي بن المديني: إنّ ابن شهاب ردد هذا الحديث عليك، قال:

ما سمعته منك إلاّ مرة واحدة، ثم قال: معمر و مالك عرضا على الزهري، و أنا إنّما سمعته منه سماعا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، حدّثني محمّد بن علي الجوزجاني قال: قلت لأبي عبد اللّه أحمد بن حنبل: ابن أبي ذئب سماعه من الزهري عرض أو سماع؟ قال: لا نبالي كيف كان، قلت:

ابن جريج؟ قال: ابن جريج عرض، و هو يقول: سألت ابن شهاب قلت: معمر؟ قال: معمر سماع و عرض، قلت: مالك و ابن عيينة سماع؟ قال: نعم، و كان مالك يقول: أقل ذلك عرض، قلت: إنما سمع مالك و سفيان من الزهري سنة ثلاث و عشرين حين قدم، قال:

نعم، كلّ هؤلاء إنّما سمعوا منه حين قدم، قلت له شعيب بن أبي حمزة كيف حديثه؟ قال:

ثبت، صالح الحديث.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا العتيقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر.

قالا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي أحمد (2)قال: قال ابن المبارك: قال لي يحيى بن سعيد: اكتب لي حديث الإفك، حديث الزهري عن من كتبته؟ قال: قلت: هو عندي عن يونس سماع، و عن معمر عرض، قال: اكتبه لي عن معمر.

أنبأنا أبو سعد محمّد بن محمّد بن محمّد، و أبو علي الحسن بن أحمد، و أبو (3)القاسم غانم بن محمّد بن عبيد اللّه.

ص: 412


1- هو سنين أبو جميلة السلمي الضمري، ترجمته في تهذيب الكمال 157/8 و قد حرفت «سنين» في د إلى: «سفيان».
2- رواه العجلي في تاريخ الثقات ص 435.
3- من هنا إلى قوله أحمد استدرك على هامش م.

ثم أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد، أنا أبو علي قالوا: أنا أبو نعيم الحافظ، نا عبد الرّحمن بن محمّد بن جعفر، نا إبراهيم بن جعفر الأشعري، نا سلمة، نا عبد الرّزّاق قال: سمعت ابن المبارك يقول:

إنّي لأسمع الحديث من عشرة، ثم أسمعه من معمر، فقال له رجل: و لم ذاك؟ قال: ما سمعت قول الراجز:

قد عرفنا خيركم من شركم

أخبرنا أبو المعالي الفارسي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو سعد الماليني.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف.

قالا: أنا أبو أحمد بن عدي، نا علي بن أحمد بن سليمان علان الصيقل، و أحمد بن عبد الوارث بن جرير المصريان، قالا: نا سلمة بن شبيب (1)،نا عبد الرّزّاق قال: سمعت ابن المبارك يقول: إني لأكتب الحديث عن معمر قد سمعته من غيره، قلت: و ما يحملك على ذلك؟ قال: ما سمعت بقول الراجز:

قد عرفنا خيركم من شركم

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدون، نا جعفر بن أحمد بن نصر الحافظ قال: سمعت محمّد بن يحيى يقول: قلت لعلي بن المديني:

محمّد بن عمرو عن أبي سلمة، عن أبي هريرة أحب إليك أم معمر عن همّام بن منبّه عن أبي هريرة؟ قال: محمّد بن عمرو أشهر، و هذا أقوى.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا: أنا أحمد بن علي بن خلف، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا أحمد الحافظ يقول: سمعت أبا حامد بن الشرقي يقول: سألت محمّد بن يحيى، فقلت:

أي الإسنادين أصح: محمّد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة، أو معمر عن همّام ابن منبّه عن أبي هريرة؟ فقال: إسناد محمّد بن عمرو أشهر و إسناد معمر أمتن، فقلت لأبي أحمد: محمّد بن يحيى إمام غير مدافع إمامته لكني أقول: معمر بن راشد أثبت من محمّد بن

ص: 413


1- من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام 9/7.

عمرو، و أبو (1) سلمة أجلّ و أشرف و أثبت من همّام بن منبّه، فأعجبه هذا القول، و قال فيه ما قال.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطّيّوري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب، حدّثني محمّد بن أبي السري، نا عبد الرّزّاق قال: سمعت مالكا يقول: و سألني عن معمر قال: إنه لو لا قال قلت: لو لا ما ذا قال؟ لو لا روايته عن قتادة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو منصور الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، أنا أحمد بن سيار (2) بن أيوب، نا سلمة بن شعيب (3) قال: سمعت عبد الرّزّاق قال: قال لي: مالك بن أنس نعم الرجل كان معمر إلاّ أنه روى التفسير عن قتادة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا ابن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب، حدّثني سلمة، نا أحمد، نا عبد الرّزّاق قال: قال مالك: نعم الرجل كان معمر، لو لا روايته التفسير عن قتادة (4).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبي، أنا أبو نصر عبد الوهّاب بن عبد اللّه بن عمر المرّي (5)،حدّثني حميد بن الحسن الورّاق، نا سليمان بن محمّد الخزاعي، نا أحمد بن محمّد بن عمر بن يونس اليمامي، نا عبد الرّزّاق قال: سمعت مالك بن أنس و ذكر عنده معمر فقال: نعم الرجل لو لا أنه يروي التفسير عن قتادة.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام الواسطي، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا الكوكبي، نا ابن أبي خيثمة قال: سمعت يحيى بن معين يقول:

إذا حدّثك معمر عن العراقيين فخافه إلاّ عن الزهري و ابن طاوس، فإن حديثه عنهما مستقيم، و أمّا أهل الكوفة و البصرة فلا، و ما عمل في حديث الأعمش شيئا، قال: و حديث معمر عن ثابت و عاصم بن أبي النجود و هشام بن عروة، و عن هذا الضرب مضطرب كثير الأوهام.

ص: 414


1- تحرفت في م إلى: ابن.
2- تحرفت بالأصل و م إلى: يسار، و المثبت عن «ز»، و د، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 148/1.
3- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م، و لعلها صحفت عن:«شبيب» راجع ترجمة سلمة بن شبيب في تهذيب الكمال 7/ 438.
4- سير أعلام النبلاء 9/7.
5- في م: المزي، تحريف.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب قال: قال علي بن المديني (1):سمعت عبد الرّحمن بن مهدي يقول:

اثنان إذا كتبت حديثهما هكذا رأيت فيه، و إذا انتقيتها كانت حسانا، معمر، و حمّاد بن سلمة.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا ابن أبي عثمان، أنا ابن مهدي، أنا محمّد بن أحمد ابن يعقوب، نا جدي قال: سمعت عبد الرّحمن بن مهدي يقول:

رجلان إذا أخذت حديثهما على الوجه كان فيه و فيه، فإذا انتقيته كان حسنا، معمر، و حمّاد بن سلمة، قال علي: فنظرت، فإذا هو كما قال، معمر يروي عن أبان بن أبي عيّاش و غيره، و هذا الضرب، و حمّاد بن سلمة إذا كتبت حديثه على الوجه جاء فيه كل شيء، أبو حمزة و أبان فإذا انتقيت حديثه كتبت عمّار بن أبي عمّار، و أبي حمزة، و ثابت.

قال يعقوب: و معمر هو: معمر بن راشد أبو عروة، أصله بصري، خرج إلى اليمن قديما، ثم قدم عليهم البصرة، فحدّثهم بها، و ليست كتبه معه فمن سمع منه بالبصرة بعد مقدمه من اليمن ففي سماعه شيء، و من سمع منه باليمن فسماعه صحيح، سمعت عليا يقول: حدّثهم معمر بالبصرة بأحاديث على خلاف (2) ما هي عندهم، حدّثهم بالبصرة عن الزهري، عن سالم، عن أبيه عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أن غيلان طلّق نساءه، و حدّثهم به باليمن عن الزهري عن سالم عن أبيه أن غيلان طلّق نساءه، فقال له عمرو عن الزهري مرسل إن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال له:«اختر منهن أربعا»، و حدّثهم بالبصرة عن الزهري عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة: لا يمنع أحدكم جاره أن يغرز خشبة، و حدّثهم به باليمن عن الأعرج عن أبي هريرة، و حدّثهم بالبصرة عن الزهري عن عروة أن حسان كان ينشد شعرا في المسجد، و حدثهم به باليمن عن الزهري عن سعيد بن المسيّب عن أبي هريرة عن النبي0 صلّى اللّه عليه و سلّم:«من نسي صلاة»، و حدّثهم به باليمن مرسلا عن سعيد بن المسيّب، فقلت لعلي: كيف حدّث معمر هكذا بالبصرة، و هكذا باليمن؟ فإن لم يكن له عهد بالكتب حتى نظر فيها قال: و نا، جدي حدّثني أحمد بن شبويه، نا عبد الرّزّاق قال: لم يسند لنا معمر حديث غيلان بن سلمة أنه أسلم و عنده عشر نسوة.

أخبرنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب - إذنا - قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ص: 415


1- من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 9/7.
2- بالأصل:«على ما هي خلاف» و فوق اللفظتين علامتا تقديم و تأخير.

ح قال: و نا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):سمعت أبي يقول: معمر ما حدّث بالبصرة، فيه أغاليط، و هو صالح الحديث.

ذكر عبد الغني بن سعيد الحافظ أن سماع معمر من قتادة و ثابت البنّاني فيه ضعف، و ليس هو في شيء أقوى منه في الزهري و في معمر خاصية ليست في غيره من العلماء، سمع من الستة الذين مدار حديث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عليهم: الزهري، و عمرو بن دينار، و قتادة، و الأعمش، و أبو إسحاق، و يحيى بن أبي كثير، ما اجتمعوا لأحد إلاّ له.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا داود بن رشيد، نا محمّد بن معاوية النيسابوري قال: سمعت عبّادا يقول: قدم علينا معمر و شريك واسط، فكان شريك أرجح عندنا منه.

أخبرنا أبو الفتح أحمد بن عقيل بن محمّد بن رافع، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد الحسن بن محمّد الخلاّل الحافظ - من لفظه - نا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان، نا عبد اللّه بن محمّد بن إسحاق المروزي، نا عمر بن مدرك الرّازي قال: سمعت إبراهيم بن موسى قال: سمعت ابن المبارك قال:

قدمت على معمر صنعاء، فوافقته عند غروب الشمس، فسلّمت عليه، ثم قلت: يا أبا عروة، حدّثني حديث بهز بن حكيم أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم حبس رجلا في تهمة قال: تصبح، قلت:

من لي بك إذا أصبحت، فقال معمر: قدمت تنعى إليّ نفسي، قال الشيخ: و بلغني في رواية أخرى أنه قال: لأحدّثنك به شهرا.

و قد رواه عبد الرّزّاق عن معمر مثل رواية ابن المبارك.

أنبأنا أبو نصر الحسن بن محمّد بن إبراهيم اليونارتي (2)،أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم الشيرازي، أنا عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد الخلاّل، نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي يعقوب قال:

و كان معمر صاحب إرسال، و كان مهيبا لا يجترئ عليه أن يوقف على الحديث يرسله.

ص: 416


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 25/8.
2- الأصل و م و «ز»: «اليوناري» و في د:«اليرناري» و التصويب عن مشيخة ابن عساكر 46/أ. و اليونارتي نسبة إلى قرية يونارت، كما في المشيخة، و هي قرية على باب أصبهان كما في معجم البلدان.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين (1)،أنا أبو بكر الخطيب، أنا ابن رزقويه.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه، أنا أبو الحسين بن بشران، قالا: أنا أبو عمرو بن السمّاك، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه قال: سمعت عبد الرّزّاق يقول: ما رأينا لمعمر كتاب غير هذه الطوال، فإنه كان يخرجها بلا شك.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسن (2)،أنا عبد اللّه ابن جعفر، نا يعقوب قال: سمعت زيد بن المبارك يذكر عن محمّد بن ثور عن معمر قال:

سقطت مني صحيفة الأعمش، فإنما أتذكّر من حديثه و أحدّث من حفظي.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب، أنا عبد الملك بن محمّد ابن عبد اللّه الواعظ، أنا دعلج بن أحمد، نا محمّد بن نعيم، نا أبو جعفر مخلد بن مالك بن الحور (3)،أنا محمّد بن حميد أبو سفيان قال: قال معمر:

لقد طلبنا هذا الشأن بما لنا فيه نية، ثم رزقنا اللّه النية بعد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه، أنا علي بن محمّد، أنا عثمان ابن أحمد، نا حنبل، حدّثني أبو عبد اللّه أحمد، نا عبد الرّزّاق، نا معمر بن أبي عمرو - و هو ابن راشد - قال:

كان يقال: إن الرجل يتعلّم العلم لغير اللّه، فيأبى العلم عليه حتى يصير للّه.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أحمد بن عبد الواحد السلمي، أنا جدي محمّد بن أحمد بن عثمان، نا محمّد بن يوسف، نا محمّد بن حمّاد، أنا عبد الرّزّاق قال: سمعت معمرا يقول:

إنّ الرجل ليطلب العلم لغير اللّه، فيأبى العلم حتى يكون للّه (4).

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنا أحمد بن الحسين.

ص: 417


1- تحرفت بالأصل إلى: الحسن، و المثبت عن د، و م، و «ز».
2- في د: الحسين.
3- كذا رسمها بالأصل، و د، و م، و «ز»: «الحور» و في ترجمة محمد بن حميد اليشكري أبي سفيان، في تهذيب الكمال 226/16 روى عنه: مخلد بن مالك الجمال الرازي.
4- سير الأعلام 17/7.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه.

قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا علي ابن الحسن بن شقيق، أنا عبد اللّه - هو ابن المبارك - قال: قال معمر:

قرأت على الزهري، فلمّا فرغت قلت: أحدّث بهذا عنك؟ قال: و من حدّثك بها غيري.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي يعقوب (1)،حدّثني أحمد بن العبّاس قال:

سمعت يحيى بن معين يقول:

سمعت أنه كان زوج أخت امرأة معمر مع معن بن زائدة، فأرسلت أخت امرأته إلى امرأة معمر بدانجوخ فعلم بذلك معمر بعد ما أكل، فقام فتقيأ.

قال: و نا جدي، حدّثني أحمد بن شبويه قال (2):سمعت عبد الرّزّاق قال:

دخل معمر على أهله، فإذا عندها فاكهة، فأكل منها فقال لها: من أين لك هذه الفاكهة؟ قالت: أهدته لنا فلانة النوّاحة، فقام معمر إلى الدار فتقيّأ.

و بعث إليه معن بن زائدة والي اليمن بدنانير (3)،فذكرها (4)،فردّها و قال لأهله: لئن علم بهذا غيري و غيرك لا يجتمع رأسي و رأسك أبدا (5)،قال عبد الرّزّاق: و هذه أشد - يعني - الكتمان (6).

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا علي - قراءة عليهما - عن أبي تمّام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر نا بن أبي خيثمة، نا عبد الرّحمن بن صالح قال: قال أبو أسامة:

كان في معمر تشيّع، و ما أقل من كان بالكوفة لا يراه، و كان في أبي الأسود تشيّع.

ص: 418


1- رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 11/7 من طريقه.
2- رواه الذهبي في سير الأعلام 11/7.
3- في سير الأعلام 11/7 و ميزان الاعتدال 154/4.
4- في «ز»، و م: ذكرها، و ليست في د.
5- في ميزان الاعتدال: و قال لزوجته: إن علم بهذا أحد فارقتك.
6- تقرأ بالأصل: الكفان، و المثبت عن د، و م، و «ز».

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا محمّد بن يوسف الهروي قال: قال الطهراني: قال عبد الرّزّاق: قال معمر:

لو أن رجلا أخذ بقول أهل الكوفة في النبيذ، و بقول أهل مكة في المتعة و الصرف، و بقول أهل المدينة و السماع كانت أخيب (1) الناس.

قال: و نا عبد الرّزّاق، عن سليمان بن داود قال: التقى الثوريّ و معمر فاعتنقا.

قرأت بخط عبد الوهّاب بن عبد الرّحمن بن عيسى بن ماهان، أخبرني الحسن بن رشيق، نا أبو القاسم الحسن بن آدم بن عبد اللّه العسقلاني، حدّثني عبيد بن محمّد بن إبراهيم الكشوري، حدّثني أيوب بن سالم، حدّثني بكر بن الشرود قال:

قلت لمعمر: كم لك منذ قدمتها؟ قال: خمس و عشرون سنة، قال لي هذا في شهر رمضان سنة إحدى و خمسين و مائة، ثم هلك معمر في العام المقبل يوم واحد و عشرين يوما من شهر رمضان سنة اثنتين و خمسين و مائة.

أخبرنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر بن البنّا - في كتابيهما - قالا: أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية - إجازة - أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد (2)،أنا عبد الرّحمن بن يونس قال: سمعت سفيان بن عيينة يسأل عبد الرّزّاق فقال:

أخبرني عمّا يقول الناس في معمر أنه [فقد] (3) فقال (4):ما عندكم فيه؟ فقال عبد الرّزّاق:

مات معمر عندنا و حضرنا موته و خلف على امرأته قاضينا (5)،مطرف بن مازن.

أخبرنا أبو القاسم النسيب، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه.

أنا محمّد بن الحسين، نا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: سمعت زيد بن المبارك الصنعاني يقول: مات معمر في شهر رمضان سنة اثنتين و خمسين و مائة، في شهر رمضان (6).

ص: 419


1- كذا رسمها بالأصل، و في م:«أحبب» و بدون إعجام في «ز»، و في د: أخبث.
2- رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 546/5.
3- بياض بالأصل و د، و «ز»، و م، و المثبت عن ابن سعد.
4- قوله:«فقال» ليست في طبقات ابن سعد.
5- بالأصل و م:«قاضيا» و المثبت عن د، و «ز»، و ابن سعد.
6- كذا بالأصل و بقية النسخ:«في شهر رمضان» مكررا.

أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي (1)-في كتابه - ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري (2) قال إسحاق بن إبراهيم عن إبراهيم ابن خالد: مات معمر في رمضان سنة ثلاث و خمسين و مائة، فصلّيت عليه، قال أحمد بن حنبل: مات و له ثمان و خمسون سنة.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، نا محمد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص الفلاّس قال:

معمر بن راشد، فقد سنة ثلاث و خمسين و مائة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد ابن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (3):

و معمر بن راشد - يعني - مات سنة ثلاث و خمسين و مائة.

أخبرنا أبو القاسم النسيب، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو سعيد الحسن بن محمّد بن عبد اللّه بن حسنويه الأصبهاني، أنا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، نا عمر بن أحمد الأهوازي، نا خليفة بن خيّاط قال (4):

معمر بن راشد، يكنى أبا عروة، مولى الأزد [من أهل البصرة] (5) مات سنة ثلاث و خمسين و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا علي بن أحمد بن محمّد بن علي، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم قال:

سنة ثلاث و خمسين و مائة فيها مات معمر بن راشد بصنعاء، و هو مولى الأزد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، نا ابن درستويه، نا يعقوب قال: قال أبو نعيم:

ص: 420


1- تحرفت بالأصل إلى: القرشي، و المثبت عن د، و «ز»، و م، و السند معروف.
2- التاريخ الكبير للبخاري 379/7.
3- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 426 (ت. العمري).
4- طبقات خليفة بن خيّاط ص 520 رقم 2665.
5- الزيادة عن طبقات خليفة بن خيّاط.

و مات معمر سنة أربع و خمسين و مائة، و هو ابن ثمان و خمسين.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر ابن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم، نا أبو بكر أحمد بن أبي خيثمة قال: سمعت يحيى بن معين و أحمد بن حنبل يقولان:

مات معمر سنة أربع و خمسين، و له ثمان و خمسون سنة.

أخبرنا أبو القاسم النسيب، نا أبو بكر الخطيب، أنا عبيد اللّه بن عمر الواعظ، حدّثني أبي، نا الحسين بن صدقة، نا أحمد بن أبي خيثمة قال: سمعت أحمد بن حنبل و يحيى بن معين يقولان: مات معمر سنة أربع و خمسين و له ثمان و خمسون سنة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء محمّد بن علي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: و سمعت أحمد بن حنبل قال: مات معمر و وهيب و لهما ثمان و خمسون سنة، و مات معمر سنة أربع و خمسين.

أخبرنا أبو البركات أيضا، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو العلاء، أنا أبو بكر، أنا الأحوص، نا أبي - أظنه عن يحيى - قال: مات معمر سنة أربع و خمسين و مائة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد العدل، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال: و قال أحمد بن حنبل: مات معمر بن راشد سنة أربع و خمسين و مائة.

قال أبو زرعة: يكنى أبا عروة.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أحمد بن علي بن ثابت، أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه المعدّل، نا عثمان بن أحمد الدقّاق قال: قرئ على ابن البراء و أنا حاضر.

ح قال و أنا منصور بن ربيعة الدينوري، أنا علي بن أحمد بن علي بن راشد، أنا أحمد ابن يحيى بن الجارود، قالا: قال علي بن المديني: و معمر بن راشد يكنى أبا عروة، مات باليمن سنة أربع و خمسين و مائة.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: قال الهيثم:

و في سنة أربع و خمسين مات جعفر بن برقان، و معمر بن راشد، و ذكر أن أباه أخبره عن أحمد بن عبيد بن ناصح، عن الهيثم بذلك.

ص: 421

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث، أنا ابن السري (1)،أنا المخلصي - إجازة - نا أبو محمّد السكري، أخبرني أبو الحسن الصيرفي، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد قال:

سنة خمس و خمسين و مائة يقال: إن معمر بن راشد مات بها.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن الحمامي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب يقول:

سمعت أبا عبد اللّه و عليا يقولان: مات معمر و هو ابن ثمان و خمسين.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا ابن البقّال، أنا أبو الحسين (2) بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق قال: سمعت أبا عبد اللّه يقول:

مات معمر و وهيب و لهما ثمان و خمسون.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا ابن المذهب، أنا القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد قال: قال أبي: و مات معمر و له ثمان و خمسون.

7575 - معمر بن رئاب بن حذيفة بن مهشّم بن سعيد بن سهم

7575 - معمر بن رئاب بن حذيفة بن مهشّم بن سعيد (3) بن سهم

ابن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب،

و يقال: معمر بن رائم، و يقال: ابن عتاب (4)،و الصحيح هو الأول

أدرك زمان النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و شهد فتح دمشق و بعلبك، و شهد في صحيفة الصلح، تقدم ذكر شهادته في ترجمة عبد اللّه بن رومان.

أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد بن يوسف، و حدّثنا أبو الحجّاج يوسف بن مكي ابن يوسف عنه، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر البرمكي، أنا أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي، نا عبد اللّه بن سليمان - إملاء - نا محمّد بن بشار، نا عبد الصّمد بن عبد الوارث قال: سمعت أمي، نا الحسين المعلّم (5)،عن عمرو بن شعيب، عن أبيه عن جده قال:

ص: 422


1- كذا بالأصل و م و «ز»، و في د: البصري.
2- تحرفت بالأصل، و م، و د، و «ز»، إلى: الحسن.
3- نص ابن حزم على سعيد أنها بضم السين و فتح العين (جمهرة أنساب العرب ص 163).
4- ترجمته في الإصابة 448/3 و 629/3 و بالأصل و د، و م، و الإصابة: رباب و المثبت: رئاب عن «ز»، و في الإصابة 523/1 ورد: رئاب.
5- من طريقه روي في الإصابة 629/3 في ترجمة وائل بن رباب.

تزوج رئاب بن حذيفة بن سعيد بن سهم أم وائل بنت معمر بن حبيب الجمحية فولدت له ثلاثة أغلمة (1):وائلا، و معمرا، و رجلا آخر، فماتت فورثوها (2) ولاء مواليها و كان عمرو ابن العاص عصبة، فخرج عمرو بهم إلى الشام، فماتوا في طاعون عمواس، قال: فلما قدم عمرو جاء أبو معمر بن حبيب (3) اخوة (4) أم وائل،- فخاصموه في موالي أخيهم إلى عمر بن الخطّاب، فقال عمر: أقضي بينكم بما سمعت من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«ما احرز الولد فهو لعصبته من كان» قال: فكتب عمر بذلك كتابا فيه شهادة عبد الرّحمن بن عوف، و زيد بن ثابت و رجل آخر، فلم يزل الكتاب في أيدينا حتى استخلف عبد الملك بن مروان، فمات مولاها و ترك ألفي دينار، فبلغهم أن الحجّاج قد غيّر هذا القضاء، فخاصموه إلى هشام بن إسماعيل فرفعهم إلى عبد الملك بن مروان، فرفعنا إلى القاضي فأتيته بكتاب عمر، فقال عبد الملك للقاضي: حقيق إذا أتيت بكتابه عمر بن الخطّاب أن تنتهي إليه، ثم قال: هذا من القضاء الذي كنت أرى أن أحدا لا يشك فيه، و ما كنت أرى أنه بلغ من رأي أهل المدينة أن يشكّوا، و قضى لنا بكتاب عمر، فنحن فيه بعد.

7576 - معمر بن المثنّى أبو عبيدة التّيميّ البصري النحوي العلاّمة

7576 - معمر بن المثنّى أبو عبيدة التّيميّ البصري النحوي العلاّمة (5)

حدّث عن هشام بن عروة، و أبي عمرو بن العلاء المقرئ، و رؤبة بن العجّاج الراجز، و أعين بن لبطة (6) بن همام بن غالب المجاشعي، و غيلان بن محمّد اليافعي، و يونس بن حبيب النحوي.

و روى عنه أبو عبيد القاسم بن سلاّم، و أبو عثمان بكر بن محمّد المازني، و أبو حاتم سهل بن محمّد السجستاني، و أبو الحسن علي بن المغيرة الأثرم، و أبو زيد عمر بن شبّة النميري، و قيس بن حفص الدارمي، و إبراهيم بن محمّد بن عرعرة بن البرند السامي، و عبد العزيز بن حرب الليثي، و عمرو بن محمّد بن جعفر، و علي بن محمّد النوفلي، و أبو غسّان

ص: 423


1- بالأصل: عليه، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
2- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م، و في الإصابة: فورثها بنوها رباعا و مواليها.
3- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م:«أبو معمر بن حبيب» و في الإصابة:«جاء بنو معمر و بنو حبيب» و هو أشبه.
4- كذا بالأصل و م، و في د: أخو.
5- ترجمته في تهذيب الكمال 275/18 و تهذيب التهذيب 502/5 و تاريخ بغداد 252/13 و ميزان الاعتدال 155/4 و تذكرة الحفاظ 371/1 و وفيات الأعيان 235/5 و إنباه الرواة 276/3 و بغية الوعاة 294/2 و شذرات الذهب 24/2.
6- كذا رسمها بالأصل، و د، و «ز»، و م «لبطه؟؟؟» بدون إعجام.

رفيع بن سلمة المعروف بدمار، و أبو علي محمّد بن معاوية النيسابوري، و أبو العيناء محمّد ابن القاسم و غيرهم.

و قدم دمشق و سمع بها.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، أنا أبو منصور بن شكرويه، نا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الحافظ، نا إبراهيم بن أحمد الهمداني، نا أوس بن أحمد بن أوس، نا داود ابن سليمان بن خزيمة.

ح و أخبرناه أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (1)،أنا أبو حازم العبدوي (2)، أخبرني علي بن أحمد الجرجاني، حدّثني داود بن سليمان بن خزيمة البخاري.

نا محمّد بن إسماعيل البخاري، نا عمرو بن محمّد (3)،نا أبو عبيدة معمر بن المثنّى التّيميّ - زاد نصر اللّه: من تيم قريش - نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت:

كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يخصف نعليه، و كنت أغزل، فنظرت إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فجعل جبينه يعرق، و جعل عرقه يتولد نورا، قالت: فبهتّ فيه، فنظر إليّ - زاد الخطيب: صلّى اللّه عليه و سلّم و قالا:

- فقال:«ما لك بهتّ؟» فقلت: يا رسول اللّه، نظرت إليك فجعل جبينك يعرق، و جعل عرقك يتولد نورا، فلو رآك أبو كبير الهذلي لعلم أنّك أحق بشعره، قال:«و ما يقول يا عائشة أبو كبير الهذلي؟» فقالت: يقول (4):

و مبرّأ من كلّ غبّر حيضة *** و فساد مرضعة و داء مغيل

و إذا نظرت إلى أسرّة وجهه *** برقت كبرق العارض المتهلل (5)

سياق الحديث لنصر اللّه، و سقط من روايته ذكر محمّد بن إسماعيل، و عمرو بن محمّد و زاد في آخره: قالت: فقام النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و قبّل بين عيني و قال:«جزاك اللّه يا عائشة عنّي خيرا، ما سررت مني كسروري منك»[12385].

أخبرنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم السلماسي، أنا أبو العزّ بن كادش، أنا أبو علي

ص: 424


1- رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 252/13-253.
2- في تاريخ بغداد: أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي.
3- قوله:«نا عمرو بن محمد» سقط من تاريخ بغداد.
4- البيتان في شعره،(شرح أشعار الهذليين 1073/3-1074).
5- أسرة وجهه: طرائقه، و العارض: هو الذي يجيء معارضا في السماء، و المتهلل: الممطر (شرح أشعار الهذليين 1074/3).

الجازري، أنا المعافى بن زكريا، أنشدنا أبو بكر بن دريد، أنشدنا أبو عثمان - هو التوزي - عن أبي عبيدة، عن يونس:

خلقان لا أرضى فعالهما *** تيه الغنى و مذلّة الفقر

فإذا غنيت فلا تكن بطرا *** و إذا افتقرت فته على الدهر

و اصبر فلست بواجد خلقا *** أدنى إلى فرج من الصبر

قال: و أنا أبو بكر، أنشدنا أبو حاتم، عن أبي عبيدة:

لي صاحب ليس يخلو *** لسانه من جراحي

يجيد تمزيق عرضي *** على طريق المزاح

أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):

معمر بن المثنّى أبو عبيدة النحوي، تيمي، روى عن رؤبة بن العجاج، روى عنه قيس بن حفص، و إبراهيم بن محمّد بن عرعرة، و عبد العزيز بن حرب الليثي، سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمّد: روى عنه أبو عبيد القاسم بن سلاّم، و عمر بن شبّة النميري. أخبرنا الحسين بن الحسن قال: سئل يحيى بن معين عن أبي عبيدة البصري النحوي، فقال (2):ليس به بأس.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول:

أبو عبيدة معمر بن المثنّى صاحب العربية، سمع رؤبة بن العجاج.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر أنا (3) جعفر بن يحيى، أنا عبيد اللّه بن سعيد الوائلي، أنا الخصيب بن (4) عبد اللّه، أخبرني أبو موسى بن النسائي، أخبرني أبي أبو عبد الرّحمن قال: أبو عبيدة معمر بن المثنّى.

ص: 425


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 259/8.
2- الأصل: قال، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
3- تحرفت بالأصل و د، و «ز»، و م إلى: بن.
4- تحرفت في م إلى: عن.

أنبأنا أبو جعفر الهمذاني، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي، أنا محمّد بن محمّد الحاكم قال:

أبو عبيدة معمر بن المثنّى صاحب العربية، سمع رؤبة بن العجاج البصري، و اسم العجّاج عبد اللّه، و كنيته أبو الجحّاف، و الأعين بن لبطة بن الفرزدق الشاعر، و غيلان بن محمّد اليافعي، روى عنه أبو عبيد القاسم بن سلاّم البغدادي، و أبو علي محمّد بن معاوية النيسابوري.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا الخطيب قال (1):

معمر بن المثنّى، أبو عبيدة التّيميّ، البصري، النحوي، العلاّمة، يقال إنه ولد في سنة عشر و مائة في الليلة التي مات فيها الحسن البصري، و قال الجاحظ: لم يكن في الأرض خارجي و لا جماعي أعلم بجميع العلوم منه، و قدم بغداد أيام هارون الرشيد، و قرئ عليه بها أشياء من كتبه، و أسند الحديث عن هشام بن عروة و غيره، روى عنه من البغداديين و غيرهم:

علي بن المغيرة الأثرم، و أبو عبيد القاسم بن سلاّم، و أبو عثمان المازني، و أبو حاتم السجستاني، و عمر بن شبّة النميري في آخرين، و ذكر وفاته بإسنادها، و قال في سنة تسع و مائتين، و قيل سنة عشر، و قيل سنة إحدى عشرة، و قيل سنة ثلاث عشرة بالبصرة و له ثمان و تسعون سنة.

ذكر من اسمه معن

7577 - معن بن أوس بن نصر بن زياد، و يقال: زياد بن أسحم،

و يقال: ابن زيادة بن أسعد بن أسحم بن ربيعة، و يقال: زبيد بن عدّاء، - و يقال: عدي - بن ثعلبة بن ذؤيب بن سعد بن عدّاء بن عثمان بن عمرو ابن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان (2)و اسم أم عثمان بن عمرو: مزينة (3)،و إليها ينسب المزنيون، و يقال: مزينة هو عمرو

ص: 426


1- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 252/13.
2- ترجمته و أخباره في الأغاني 54/12 و الإصابة 499/3 و معجم الشعراء ص 399 و فيه: معن بن أبي أوس. و علق عليه:«كتب فوقه صح، و المعروف معن بن أوس».
3- و هي مزينة بنت كلب بن وبرة، كما في الأغاني.

ابن أد، و معن شاعر مجيد، أدرك عمر بن الخطّاب، و عاش إلى فتنة ابن الزبير و مروان بن الحكم، و كان معاوية يفضله و يقول كان أشعر أهل الجاهلية من مزينة، و هو زهير، و كان أشعر أهل الإسلام منهم ابنه كعب، و معن بن أوس.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو بكر بن المزرفي، و أبو الدرّ ياقوت بن عبد اللّه، قالوا: أنا أبو أحمد الصريفيني، أنا أبو عبد اللّه أحمد بن سليمان بن داود الطوسي، نا أبو عبد اللّه الزبير بن بكّار، حدّثني يوسف بن عيّاش - مولى حمزة بن عبد اللّه بن الزبير - عن حبيب بن ثابت قال:

دخل معن بن أوس المزني على معاوية، فاستنشده معاوية، فأنشده (1):

و اللّه ما أدري و إنّي لأوجل *** على أيّنا تغدو المنية أوّل

فقال له معاوية: أنشدنيها عبد اللّه بن الزبير فقال معن: اشتركنا فيها يا أمير المؤمنين، عقدت القوافي وحشا فيها الكلام، فضحك معاوية، و قال: فلثوا لي (2) أيكما شاءت. قال معن: فذكرت ذلك لابن أبي عتيق فقال: و اللّه لو لا شغل معاوية بالخلافة لكنتما معه في الطين، فأيكما والت؟ قلت: إياي، أسلمها لي أبو بكر و رجع إلى حظّه من قراءته و صلاته، قال ابن أبي عتيق: رجعت الإبل إلى مباركها، قال يوسف بن عيّاش: قال حبيب بن ثابت و كان عبد اللّه بن الزبير راضع بعض ولد معن بلبان قديم، فكان معن أباه من الرضاعة.

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين بن محمّد الكاتب (3)،أخبرني محمّد بن جعفر النحوي - صهر المبرّد - نا أحمد بن عبيد أبو عصيدة عن الحرمازي، قال:

سافر معن بن أوس إلى الشام، و خلف ابنته ليلى في جوار عمر بن أبي سلمة و أم (4)سلمة أم المؤمنين و في جوار عاصم بن عمر بن الخطاب، فقال له بعض عشيرته: على من خلفت ابنتك ليلى بالحجاز و هي صبية ليس لها من يكفلها؟ فقال معن:

لعمرك ما ليلى بدار مضيعة *** و ما شيخها إذ غاب عنها بخائف

و إنّ لها جارين لن يغدرا بها *** ربيب النبي و ابن خير الخلائف

ص: 427


1- البيت في الإصابة 500/3 و معجم الشعراء ص 399.
2- كذا بالأصل و د، و «ز»، «فلثوالي» و في م:«فلتوالي» بالتاء المثناة و هو أشبه.
3- الخبر و الشعر في الأغاني 59/12.
4- كذا بالأصل و بقية النسخ، و في الأغاني - و عنها يأخذ المصنف-«و أمه أم سلمة».

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر المعدّل، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، أنشدني أبي لمعن بن أوس المزني (1)يمدح حمزة بن عبد اللّه بن الزبير (2):

فإنّك فرع من قريش و إنّما *** تمجّ الندى عنها الفروع (3) الشوارع

عنوا قادة للناس بطحاء مكة *** [لهم] (4) و سقايات الحجيج الدوافع

فلما دعوا للموت لم تبك منهم *** على حدث الدهر العيون الدوامع

قال: سمعت محمّد بن الضحّاك و غيره من رواة القرشيين يقولون في عمر بن أبي سلمة و عاصم بن عمر بن الخطاب بقول معن بن أوس في نخله بأحوس (5) من الأكحل:

لعمرك ما نخلي بحال مضيعة *** و لا ربّها إن غاب عنها بخائف

و إنّ لها جارين لن يغدرا بها *** ربيب النبيّ و ابن خير الخلائف

قال عمي مصعب بن عبد اللّه:

أراد معن بقوله: و ابن خير الخلائف: عبد الرّحمن بن أبي بكر الصّدّيق، كانت صدقة عاصم بالأكحل قبل عاصم، فلمّا قدم مصعب بن الزبير من العراق يريد ابن الزبير بمكة قال عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب لعاصم بن عمر: اذهب بنا إلى مصعب حتى تستجديه من مال العراق (6) فجاءه فأعطى عبد اللّه بن جعفر أربعين (7) يعيش ألف دينار، و أعطى عاصم بن عمر عشرين ألف دينار حكّمه فيها، فاحتكمها، فاشترى بها صدقته بالأكحل، و قد كانت قبله لعبد الرّحمن بن أبي بكر، فقال عبد اللّه بن جعفر: ما لك لم تحكّمني كما حكّمت عاصم بن عمر؟ قال: كرهت أن تخزيني أو تبخّلني، قال: لو فعلت لفعلت.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي و غيره عن أبي العباس أحمد بن إبراهيم الرازي، أنا أبو

ص: 428


1- تحرفت بالأصل و د إلى:«المري» و بدون إعجام في م، و «ز».
2- الأبيات في الأغاني 56/12 يمدح عبيد اللّه بن العباس بن عبد المطلب.
3- الأغاني: البحور الفوارع.
4- سقطت من الأصل و النسخ، و الزيادة لتقويم الوزن عن الأغاني.
5- أحوس بوزن أفعل موضع في بلاد مزينة، فيه نخل كثير.(معجم البلدان). و الأكحل: موضع بالمدينة، كثير حوائط النخل، و هناك كان نخل معن بن أوس المزني. و ذكر البيتين (معجم ما استعجم 182/1).
6- بالأصل:«حتى تستنجد به مما للعراق» صوبنا الجملة عن م، و د، و «ز».
7- تحرفت بالأصل إلى:«أن يعيش» و المثبت عن د، و «ز»، و م.

بكر أحمد بن علي المرورّوذي - بدمشق - أنا أبو جعفر محمّد بن علي المرورّوذي قال: قال أبو سليمان حمد بن محمّد الخطابي و على المعنى الأول في هذا الشعر لشعر ذكره قول معن ابن أوس (1):

إذا أنت لم تنصف أخاك وجدته *** على طرف الهجران إن كان يعقل

و يركب حدّ السيف من أن تضيمه *** إذا لم يكن عن شفرة السيف مزحل (2)

و هذه القصيدة التي أوّلها:

لعمرك ما أدري و إنّي لأوجل *** على أيّنا تغدو المنية أول

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم الحافظ (3)،نا أحمد بن محمّد بن سنان، نا محمّد بن إسحاق الثقفي قال: سمعت عبد اللّه بن محمّد بن عبيد يقول: سمعت محمّد بن عبيد (4) يقول: لم يترك عروة بن الزبير ورده في الليلة التي قطعت فيها رجله، قال:

و تمثّل بأبيات معن بن أوس:

لعمري ما أهويت كفي لريبة *** و لا حملتني نحو فاحشة رجلي

و لا قادني سمعي و لا بصري لها *** و لا دلّني رأيي عليها و لا عقلي

و أعلم أنّي لم تصبني مصيبة *** من الدهر إلاّ قد أصابت فتى مثلي (5)

أنبأنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد الطهراني، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللّنباني (6)،نا ابن أبي الدنيا، نا أبي قال:

لما قطعت رجل عروة لم يدع ورده تلك الليلة.

ذكر أبو علي الحسين بن القاسم الكوكبي، نا أحمد بن عبيد، نا الهيثم بن عدي، عن صالح بن حسّان، عن عبد اللّه بن معاوية بن عبد اللّه بن جعفر.

أن عبد الملك قال لبنيه: لينشد كلّ واحد منكم أحسن شعر سمع به، فأنشدوه لامرئ

ص: 429


1- البيتان في معجم الشعراء ص 400.
2- معجم الشعراء: معدل.
3- الخبر و الأبيات في حلية الأولياء 178/2 في ترجمة عروة بن الزبير.
4- قوله:«سمعت محمد بن عبيد» سقط من حلية الأولياء، و د.
5- في الحلية: فتى قبلي.
6- تحرفت بالأصل و بقية النسخ إلى اللبناني، بتقديم الباء.

القيس و طرفة محاسن ما قالا، فقال عبد الملك: أشعر و اللّه منهما معن بن أوس (1) حيث يقول (2):

و ذي رحم قلّمت أظفار ضغنه (3) *** بحلمي عنه و هو ليس له حلم

و أسعى لكي أبني و يهدم دائبا (4) *** و ليس الذي يبني كمن شأنه الهدم

يحاول رغمي لا يحاول غيره *** و كالموت عندي أن ينال له رغم

فما زلت في لين له و تعطّف *** عليه كما تحنو على الولد الأمّ

لأستلّ منه الضغن حتى سللته *** و إن كان ذا ضغن يضيق به الحلم

أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب بن الحسين الهمذاني، أنا أبو طاهر عبد الكريم بن الحسن بن رزمة الخباز - ببغداد - أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن جعفر الجوزي، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني هارون بن أبي يحيى، نا أبو عمر العمري عن شيخ من محارب.

أن عبد الملك بن مروان كان يوما في عدّة من ولده و أهل بيته فقال: لينشد كلّ رجل منكم أشعر ما يروي من الشعر، فأنشدوه لزهير، و النابغة، و امرئ القيس، و طرفة، و لبيد، فقال عبد الملك: أشعر منهم الذي يقول:

و ذي رحم قلّمت أظفار ضغنه *** بحلمي عنه و هو ليس له حلم

يحول رغمي لا يحاول غيره *** و كالموت عندي أن ينال له رغم

فإن أعف عنه أغض عينا على قذى *** و ليس له بالصفح عن ذنبه علم

فإن انتصر منه أكن مثل رائش *** سهام عدوّ يستهاض بها العظم

صبرت على ما كان بيني و بينه *** و ما يستوي حرب الأقارب و السلم

و يشتم عرضي بالمغيب جاهدا *** و ليس له عندي هوان و لا شتم

إذا سمته وصل القرابة سامني *** قطيعتها تلك السفاهة و الإثم

و إن أدعه للنصف يأب و يعصني *** و يدع لحكم جائر غيره الحكم

و قد كنت أكوي الكاشحين و أشتفي *** و أقطع قطعا ليس ينفعه الحسم

ص: 430


1- أقحم بعدها بالأصل و د، و «ز»، و م:«بن زهير بن أبي سلمى» و ليس في عامود نسب معن.
2- الخبر و الأبيات في الأغاني 60/12.
3- الأغاني: ضغنه.
4- الأغاني: صالحي.

و قد كنت أجزي النكر بالنكر مثله *** و أحلم أحيانا و لو عظم الجرم

فلو لا اتقاء اللّه و الرحم التي *** رعايتها حق و تعطيلها ظلم

إذا لعلاه بارقي و حطمته *** بوسم سنان لا يشاكله و سم

و يسعى إذا أبني يهدم صالحي *** و ليس الذي يبني كمن شأنه الهدم

يودّ [لو] (1) أني معدم ذو خصاصة *** و أكره جهدي أن يخالطه العدم

و يعتد غنما في الحوادث نكبتي *** و ما إن له فيها شفاء و لا غنم

أكون له إن ينكب الدهر مدرها *** أكالب عنه الخصم إذ عضه الخصم

و ألجم عنه كل أبلح طامح *** ألدّ شديد الخصم غايته الغشم

فما زلت في لين له و تعطّف *** عليه كما تحنو على الولد الأم

و قولي إذا أخشى عليه مصيبة *** ألا أسلم فذاك (2) الخال و الرفد و العم

و صبري على أشياء منه تريبني *** و كظم على غيظي و قد ينفع الكظم

لأستلّ منه الضغن حتى استللته *** و قد كان ذا حقد يضيق به الحزم

رأيت انثلاما بيننا فرقعته *** برفقي و إحنائي و قد يرقع (3) الثلم

و أبرأت غل الصدر منه توسعا *** بحلمي كما يشفى بالأدوية الكلم

فأطفأت نار الحرب بيني و بينه *** و أصبح بعد الحرب و هو لنا سلم

قال أبو بكر: و الشعر لمعن بن أوس المزني، و لم ينشده كله هارون.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، و عبد اللّه بن أحمد بن عمر، و أبو تراب حيدرة بن أحمد المقرئ، قالوا: حدّثنا - و أبو الفضل محمّد بن عمر بن يوسف الأرموي، أنا - أبو بكر الخطيب، أنا محمّد بن أحمد بن رزق، نا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي، نا أحمد بن محمّد بن مسروق الطوسي، نا أبو الحسن بنان المغازلي، حدّثني محمّد بن عمر النميري، قال: سمعت عمر ينشد لمعن بن أوس بن زهير بن أبي سلمى (4):

ما مسني من غنى يوما و لا عدم *** إلاّ و قولي عليه: الحمد للّه

ص: 431


1- سقطت من الأصل، و استدركت عن د، و «ز»، و م.
2- في م و د: فداك.
3- الأصل: يرفع، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
4- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م: معن بن أوس بن زهير بن أبي سلمى، و مثله أيضا في المختصر.

قد يرزق المرء لا من حسن حيلته *** و يصرف الرزق عن ذي الحيلة الداهي

7578 - معن بن ثور بن يزيد بن الأخنس السلمي

7578 - معن بن ثور بن يزيد بن الأخنس السلمي (1)

من الصدر الأول.

سمع حبيب بن مسلمة.

حكى عنه عطية بن قيس.

و كانت له دار في درب الجبن، و قيل بمرج راهط.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد.

ح و أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن بن السمسار، قالا: أنا أبو عبد اللّه بن مروان، نا أحمد بن المعلّى، نا العبّاس بن عثمان، نا الوليد بن مسلم، نا ابن جابر، و عبد اللّه بن العلاء بن زبر قالا: سمعنا عطية بن قيس يقول:

قال حبيب بن مسلمة لمعن بن ثور السلمي: هل تدري لم اتخذت النصارى الديارات؟ قال معن: و لم؟ قال: إنّه لما أحدثت الملوك في دينها البدع و ضيّعوا أمر النبيين، و أكلوا الخنزير اعتزلوهم في الديارات، و تركوهم و ما ابتدعوا، فتخلّوا للعبادة، قال حبيب لمعن:

فهل لك، قال: ليس بيوم ذاك.

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (2):

معن بن ثور السلمي، قاله عبد اللّه بن العلاء بن زبر عن عطية بن قيس.

أنبأنا أبو الحسين، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد (3)-إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (4):

ص: 432


1- ترجمته في الجرح و التعديل 276/8 و التاريخ الكبير 389/7.
2- رواه البخاري في التاريخ الكبير 389/7.
3- تحرفت بالأصل إلى: أحمد.
4- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 276/8.

معن بن ثور قال: اجتمع هو و حبيب بن مسلمة فسألا راهبا في صومعته عن سبب احتباسه، روى عنه عطية بن قيس، سمعت أبي يقول ذلك.

[قال ابن عساكر:] (1) كذا قال، و المحفوظ ما تقدّم.

أخبرنا أبو محمّد السلمي، نا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2) قال: و أخبرني (3) محمّد بن معاذ، عن أبيه عن الهيثم ابن عمران أنه سمع إسماعيل بن عبيد اللّه يذكر أن الضّحّاك بن قيس و همام ابن قبيصة، و ذكر الألهاني: و ابن ثور السلمي، قتلوا براهط.

و ذكر المدائني أنه ركز بن أبي سمر الهلالي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين (4) بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: قلت لعبد الرّحمن بن إبراهيم: متى كان راهط؟ قال: مات يزيد سنة أربع و راهط سنة خمس و ستين.

آخر الجزء الثاني و الثمانين بعد الستمائة من الفرع.

7579 - معن بن حميد بن فضالة بن عبيد بن ناقد بن قيس بن صهيبة

7579 - معن بن حميد بن فضالة بن عبيد بن ناقد بن قيس بن صهيبة (5)

ابن الأصرم بن جحجبا بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف

ابن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي

لجده صحبة، و كان حميد شريفا، ولاّه يزيد بن معاوية مصر، و ولاّه عبد الملك البحرين، له ذكر.

أنبأنا أبو القاسم النسيب و جماعة عن أبي بكر الخطيب، أنا الحسين بن محمّد الرافعي - إجازة - أنا أحمد بن كامل أبو بكر القاضي، أنا أحمد بن سعيد بن شاهين، أخبرني مصعب ابن عبد اللّه الزبيري، عن عبد اللّه بن محمّد، عن عمارة بن القداح قال:

ص: 433


1- زيادة منا.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 233/1-234.
3- العبارة في تاريخ أبي زرعة: قال: قرأت في كتاب عبد اللّه بن معاذ بن عبد الحميد بن حريث - أعطانيه ابنه - أن الهيثم بن عمران...
4- تحرفت بالأصل إلى: الحسن، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
5- في أسد الغابة: صهيب.

فولد عمرو بن عوف: عوفا، فمن ولد عوف (1) بن عمرو: مالك، و فيه العدد، و كلفة، و حنش، و ولد كلفة بن عوف بن عمرو (2) بن عوف: جحجبا، فولد جحجبا: الحريش، و الأصرم، و مجدعة، و كعبا، و عمرا، و ولد الأصرم بن جحجبا: صهيبة، فولد صهيبة: قيسا و زيدا درج، فولد قيس: ناقدا، فولد ناقد: عبيد بن ناقد الشاعر، و ابنه فضالة بن عبيد شهدا أحدا و المشاهد بعدها، و كان له شرف، ولاّه عمر بن الخطّاب، و ولاّه عثمان بن عفّان القضاء بالشام، و ولاّه معاوية الصوائف غير مرة، و توفي بعد معاوية، و من ولده معن بن حميد بن فضالة، و كان له شرف، ولي مصر ليزيد بن معاوية، و ولي البحرين لعبد الملك بن مروان.

قال: و أنا أحمد بن مصعب، أخبرني يحيى بن الزبير بن عبّاد بن حمزة بن عبد اللّه بن الزبير أن الأحوص قال في مرضه الذي توفي فيه:

يا بشر يا رب محزون بمصرعنا *** و شامت جذل ما مسّه الحزن

و ما سمات (3) امرئ إن مات صاحبه *** و قد يرى أنه بالموت مرتهن

قال: فذكر لي يحيى بن الزبير أنه كان يهجوهم، و قال لهم يهجو معن بن حميد:

أ يغضب مولى مالك أن يعيبه *** و لا أعتب المولى إذا ما يغضبا

و كم من لئيم قد قدحت و صومه *** و ملصق نكبته فتنكبا

و من معشر أبديت فيهم عيوبه *** يكون عليهم آخر الدهر؟؟؟ با (4)

عليك بأدنى الخطب إن أنت نلته *** فإنك لم تذهب بك الدهر مذهبا

رأيتك مزهوا كأن آباؤكم *** صهيبة أمسى خير عمرو مركبا

فإن منعت عمر أباها بحبها *** و شحت عليه فالتمس غيره أبا

و تعرفكم كوثا إذا ما نسبتم *** و تنكركم في ساحة الدار جحجبا

7580 - معن بن سالم العاملي

ولي غازية البحر لمروان بن محمّد بن مروان.

ص: 434


1- بالأصل:«فمن ولد عمرو بن عوف: مالك» صوبنا الجملة عن م، و د، و «ز».
2- تحرفت بالأصل إلى: عمر.
3- الأصل: شهاب، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
4- كذا بالأصل و النسخ.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أبو عبد الملك القرشي، نا محمّد بن عائذ، نا الوليد قال:

لما ولي مروان بن محمّد ولّى - يعني - غزو البحر بركة ابن يزيد العاملي، فوليه نفعه (1)و خالد ثم ولي من بعده معن بن سالم العاملي.

7581 - معن بن فضالة بن عبيد بن ناقد بن قيس بن صهيبة

ابن الأصرم بن جحجيا ابن كلفة بن عوف بن عمرو

ابن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري

ولي اليمن، و ذكره أبو محمّد علي بن أحمد (2) بن حزم الأندلسي في كتاب النسب (3).

7582 - معن بن الوليد بن هشام بن يحيى بن يحيى الغسّاني

7582 - معن بن الوليد بن هشام بن يحيى بن يحيى الغسّاني (4)

روى عن أبيه، و سفيان بن عيينة، و مروان بن معاوية، و الوليد بن مسلم، و مخلد بن حسين، و أبي مسهر الغسّاني، و جنادة بن محمّد المرّي (5)،و شعيب بن إسحاق، و وكيع بن الجرّاح.

روى عنه: أبو زرعة الدمشقي، و أبو حاتم الرّازي، و يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد، و أبو عدي عوف بن عبد الرّحمن الغسّاني.

و لم يذكره البخاري في تاريخه.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد الشاهد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، أخبرني معن بن الوليد بن هشام الغسّاني، نا الوليد بن مسلم، عن خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح (6) المري أن عياض بن غنم بنى ببيت المقدس حماما (7).

ص: 435


1- كذا بدون إعجام بالأصل، و د، و «ز»، و م.
2- تحرفت بالأصل إلى: محمد.
3- جمهرة أنساب العرب ص 336.
4- ترجمته في الجرح و التعديل 278/8.
5- الأصل: المزي، و في م و د: المزني، ترجمته في سير أعلام النبلاء 39/11.
6- تحرفت بالأصل و د، و «ز»، و م إلى: صليح، ترجمته في تهذيب الكمال 425/5.
7- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 218/1 و فيه:«ابتنى» بدل «بنى».

قال (1):و حدّثني معن بن الوليد بن هشام الغسّاني عن ابن عيينة عن ابن جدعان قال:

قال ابن عمر بن عبد العزيز: ليت لي مجلسا من عبيد اللّه [بين] يديه (2).

أنبأنا أبو الحسين (3) الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أنا ابن منده، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (4):

معن بن الوليد بن هشام بن يحيى بن يحيى الغسّاني الدمشقي، روى عن مروان بن معاوية، و الوليد بن مسلم، و مخلد بن الحسين، سمع منه أبي، و روى عنه، سمعت أبي يقول: كان معن بن الوليد الدمشقي من ثقات المسلمين.

أخبرنا أبو محمّد المزكي، نا عبد العزيز، أنا تمام، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في ذكر أصحاب الوليد و ابن شعيب و غيرهم: معن بن الوليد بن هشام.

قال: و نا عبد العزيز، أنا ابن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال: قلت لأبي سعيد - يعني - عبد الرّحمن بن إبراهيم: دحيم تقدم على معن بن الوليد من أصحاب الوليد بن مسلم أحدا، قال: لا، كان صاحب حديث.

قال أبو زرعة (5):و مات معن بن الوليد بن هشام، ثقة، من أصحاب الوليد بن مسلم، قبل سنة عشرين و مائتين.

و قال في موضع آخر (6):مات معن بن الوليد بن هشام سنة ثمان عشرة و مائتين.

و قال عمرو بن دحيم: مات سنة ثمان عشرة و مائتين.

و ذكر أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرّحمن أنه مات سنة ثمان عشرة و مائتين.

ص: 436


1- القائل أبو زرعة، و الخبر في تاريخه 407/1.
2- كذا رسمها بالأصل «يديه؟؟؟» و في د، و «ز»، و م:«يديه» و المثبت و الزيادة عن تاريخ أبي زرعة.
3- تحرفت بالأصل إلى: الحسين.
4- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 278/8.
5- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 286/1.
6- تاريخ أبي زرعة 709/2.

7583 - معن بن يزيد بن الأخنس بن حبيب بن جرو بن زعب بن مالك

7583 - معن بن يزيد بن الأخنس بن حبيب بن جرو (1) بن زعب (2) بن مالك

ابن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة (3) بن سليم بن منصور بن عكرمة

ابن خصفة بن قيس بن عيلان أبو يزيد السّلمي (4)

له و لأبيه و لجده صحبة.

روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

روى عنه: أبو الجويرية حطان بن خفاف الجرمي، و سهيل بن ذراع.

و شهد معن فتح دمشق، و له بها دار، و كان ذا بلاء في الغزو، و كان له مكان عند عمر ابن الخطّاب، و شهد صفّين مع معاوية.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا الحسن بن مروان، نا إبراهيم بن أبي سفيان، نا محمّد بن يوسف الفريابي، نا إسرائيل بن يونس، نا أبو الجويرية الجرمي.

أن معن بن يزيد قال: بايعت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أنا و أبي و جدي، و خطب عليّ فأنكحني.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (5)،نا هشام بن سعيد، نا أبو عوانة، عن أبي الجويرية، عن معن ابن يزيد السّلمي قال: سمعته يقول:

بايعت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أنا و أبي و جدي، و خاصمت إليه فأفلجني (6)،و خطب علي فأنكحني.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد (7) الجنزرودي، أنا أبو محمّد الحسين

ص: 437


1- في تهذيب الكمال و أسد الغابة: جرة، و نص ابن الأثير على: جره بضم الجيم يعني و آخره هاء، قاله الأمير. و في جمهرة ابن حزم: جزء.
2- بدون إعجام بالأصل، و م، و د، و المثبت عن تهذيب الكمال و أسد الغابة و في جمهرة ابن حزم: زغب.
3- بالأصل و م: بهبه، و المثبت عن مصادر ترجمته.
4- ترجمته في جمهرة ابن حزم ص 260 و أسد الغابة 463/4 و تهذيب الكمال 289/18 و تهذيب التهذيب 507/5 و الإصابة 450/3.
5- رواه أحمد بن حنبل في المسند 355/6 رقم 18303 طبعة دار الفكر.
6- فأفلجني يعني حكم لي، و وقف إلى جانبي، و غلبني على خصمي.
7- تحرفت بالأصل و د إلى: سعيد، و المثبت عن م.

ابن أحمد بن علي الكرابيسي، أنا أبو بكر محمّد بن إسحاق بن خزيمة، نا بشر بن معن، نا أبو عوانة، عن أبي الجويرية، عن معن بن يزيد قال:[بايعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أنا و أبي و جدي، و خاصمت إليه فأفلجني، و خطب عليّ فأنكحني.

أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ قالا:

أنا أبو يعلى، نا عبد الأعلى - زاد ابن حمدان: بن حماد - و عبد الرحمن بن سلام و عدة قالوا: أنا أبو عوانة عن أبي الجويرية عن معن بن يزيد قال] (1):

بايعت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم - قال ابن المقرئ: رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم - أنا و أبي و جدي، و خاصمت إليه فأفلجني، و خطب عليّ فأنكحني (2).

و قال معن: لا تحلّ غنيمة حتى تقسم على الناس كفة واحدة، فإذا قسم حلّ لي أن أعطيك.

و هذا لفظ عبد الأعلى خاصة، و ليس في حديث غيره: فإذا قسم فأنا أعطيك، و في حديث ابن المقرئ: حل لي أن أعطيك.

رواه الجراح بن مليح، عن أبي الجويرية، فزاد (3) في متنه.

أخبرتنا به أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى سفيان بن وكيع، نا أبي، عن جدي عن أبي الجويرية الجرمي قال:

سمعت معن بن يزيد يقول:

خاصمت إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فأفلجني، و خطب علي فأنكحني أنا و جدي، قلت له: ما كانت خصومتك؟ قال: كان رجل يغشى المسجد فيتصدق على رجال يعرفهم، فجاء ذات ليلة و معه صرّة، فظن أني بعض من يعرفه، فلما أصبح تبين له فقال: ردّها، فأبيت، فاختصمنا إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، فأجاز لي الصدقة، و قال:«لك أجر ما نويت» (4)[12386].

ص: 438


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و تداخل الخبران، فاضطرب السياق، و المستدرك عن د، و «ز»، و م.
2- أسد الغابة 463/4.
3- تحرفت بالأصل إلى: قرأت.
4- من طريق آخر روي في تهذيب الكمال 290/18.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا أحمد بن محمّد (1) بن زياد، نا عبّاس بن محمّد الدوري، نا يحيى بن حمّاد، نا أبو عوانة، عن عاصم بن كليب، عن سهيل بن ذراع، عن معن بن يزيد.

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم خطب و قال فيه:«إن من البيان سحرا».

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، و أحمد بن الحسن بن خيرون.

ح و أخبرنا أبو العزّ ثابت بن منصور، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، قالا: أنا محمّد ابن الحسن بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة ابن خيّاط قال (2):

و من بني منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان، ثم من بني سليم بن منصور:

معن بن يزيد بن الأخنس بن حبيب بن جرو (3) بن زعب بن مالك بن خفاف بن امرئ القيس ابن بهثة بن سليم، يكنى أبا يزيد، من ساكني الكوفة.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي قال:

و من بني سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر: معن بن يزيد بن الأخنس السّلمي، يكنى أبا يزيد، جاء عنه حديثان.

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي، حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و ابن النرسي - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (4):

معن بن يزيد السّلمي (5)،روى عنه أهل الكوفة، و ذكر له حديث أبي الجويرية.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي، و أبو عبد اللّه بن عبد الملك، قالا: أنا أبو القاسم العبدي، أنا أبو علي - إجازة-.

ص: 439


1- قوله:«بن محمد» سقط من م.
2- طبقات خليفة بن خيّاط ص 98 و 100 رقم 334.
3- في طبقات خليفة: بن الحباب بن جزول.
4- التاريخ الكبير للبخاري 389/7.
5- زيد بعدها في التاريخ الكبير:«له صحبة» و لم يزد، و الباقي سقط كله من التاريخ الكبير.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):

معن بن يزيد السلمي له صحبة، روى عنه أبو الجويرية الجرمي، سمعت أبي يقول ذلك.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو يزيد معن بن يزيد.

أخبرني أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو القاسم تمّام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في تسمية من نزل الشام من مصر: معن بن يزيد، له بالشام حديث، رواه كثير بن مرّة، زاد غير الكندي: عن أبي زرعة: داره بدمشق.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا ابن جوصا - إجازة-.

و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنا ابن جوصا - قراءة-.

قال: سمعت ابن سميع يقول: يزيد بن الأخنس السّلمي أبو معن بن يزيد، و ابنه معن ابن يزيد بن الأخنس الخفافي، حيّ من بني سليم، و معن و أبوه و جدّه بايعوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم جميعا، و معن و يزيد (2) بن الأخنس قتلا براهط.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد قال:

أبو يزيد معن بن يزيد بن الأخنس بن خباب (3) بن جرول بن زعب بن مالك بن خفاف ابن امرئ القيس بن بهثة بن سليم السّلمي، له صحبة من النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، حديثه في الكوفيين، و لأبيه يزيد بن الأخنس أيضا صحبة من المصطفى عليه السلام، و هما من بني سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان.

ص: 440


1- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 276/8.
2- في د: بن يزيد.
3- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م هنا:«خباب بن جرول».

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده العبدي قال:

معن بن يزيد بن الأخنس السّلمي، له صحبة، روى عنه أبو الجويرية الجرمي، و وائل ابن كليب، و كان قدم مصر سنة ثلاث و أربعين، و صار إلى الإسكندرية، له و لأبيه و لجدّه صحبة.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو الفضل المقدسي، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال:

معن بن يزيد السّلمي الكوفي، سمع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، روى عنه أبو الجويرية حطان بن خفاف في الزكاة.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، قال: قال لنا أبو نعيم الحافظ:

معن بن يزيد بن الأخنس السّلمي له صحبة، حديثه عند ابي الجويرية الجرمي، له و لأبيه و جدّه صحبة، قدم مصر سنة ثلاث و أربعين.

و قال الليث عن يزيد بن أبي حبيب:

أن معن بن يزيد بن الأخنس هو و أبوه و جده شهدوا بدرا، و لا أعلم رجلا هو و ابنه و ابن ابنه مسلمين شهدوا بدرا غيرهم (1).

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (2):

أما زعب بكسر الزاي، فهو يزيد بن الأخنس بن حبيب بن جرّة بن زغب بن مالك من بني بهثة بن سليم بن منصور، روى هو و ابنه معن عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، ذكره الطبري، قال: و ذكره الدارقطني بالغين المعجمة و هو غلط ظاهر، و هو زعب بعين مهملة مشهور، و إلى اليوم منهم خلق بالحجاز زعبيون، و لهم خفارة في طريق مكة.

كتب إليّ أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم الحطّاب (3)،أنا أبو الفضل محمّد بن

ص: 441


1- أسد الغابة 463/4 و رواه المزي في تهذيب الكمال 290/18 من طريق الليث، و عقب بقوله: و لم يتابعه أحد على هذا القول، و اللّه أعلم.
2- الاكمال لابن ماكولا 185/4.
3- تحرفت في م و د، إلى: الخطاب، بالخاء المعجمة.

أحمد بن عيسى السعدي، أنا عبيد اللّه بن محمّد بن محمّد العكبري قال: قرئ على عبد اللّه ابن محمّد البغوي، نا ابن (1) هانئ - يعني - إبراهيم، نا ابن بكير المصري، نا ابن وهب، عن الليث، عن يزيد بن أبي حبيب.

أن معن بن يزيد بن الأخنس من بني سليم، هو و أبوه و جده تمام عدّة أصحاب بدر (2)، و لا أعلم رجلا و ابنه و ابن ابنه شهد بدرا مسلمين كلهم مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم غيرهم، لا أعلم ليزيد بن أبي حبيب متابعا على شهودهم بدرا، و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي (3) أبو عبد الرّحمن قال في تسمية من صحب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم هو و أبوه و جده، فذكرهم و ذكر فيهم: معن بن يزيد بن الأخنس السّلمي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، أنا أبو الحسن الحمامي، أنا أبو علي بن الصوّاف، أنا الحسن بن علي القطّان، نا إسماعيل بن عيسى العطار، حدّثني أبو حذيفة إسحاق بن بشر القرشي، قال: قالوا:

و قدم معن بن يزيد بن الأخنس السّلمي في رجال من بني سليم نحوا من مائة، فقال أبو بكر: لو كانوا (4) هؤلاء أكثر مما هم أمضيناهم، فقال له عمر: و اللّه لو كانوا عشرة لرأيت أن تمدّ بهم إخوانهم، و و اللّه إني لأرى أن نمدّهم بالرجل الواحد إذا كان ذا حزم و غناء قالوا:

فقال حبيب بن مسلمة الفهري: و عندي نحو من عدّتهم، رجال من أفناء (5) القبائل، ذو (6)رغبة في الجهاد، فأجمعنا و هؤلاء جميعا يا خليفة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، ثم ابعثنا مددا لإخواننا من المسلمين، قالوا: فقال أبو بكر: فاخرج بهم جميعا، فأنت أمير القوم حتى تقدم على إخوانك، قال: فعسكر بهم ثم جمع إليه أصحابه، ثم مضى بهم حتى قدم على يزيد بن أبي سفيان.

ص: 442


1- تحرفت في م إلى: أبو.
2- قال أبو عمر ابن عبد البر: لا يعرف معن في البدريين، و لا يصح.(الاستيعاب على هامش الإصابة 447/3).
3- تحرفت بالأصل إلى: ابن.
4- كذا بالأصل و «ز»، و في م و د:«كان» و هو أشبه.
5- بالأصل: أبناء، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
6- كذا بالأصل و د، و م، و «ز»، و الوجه: ذوو.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - بقراءتي عليه - نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم بن بسر (1)،نا ابن عائذ، أخبرني إسماعيل بن عيّاش، عن يحيى بن يزيد، عن زيد بن أبي أنيسة عن عقبة بن رافع قال:

غزوت مع عمي الصائفة و علينا معن بن يزيد الخفافي، من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، فنزل منزلا حتى أشفينا على أرض العدو، فقام في الناس، فحمد اللّه و أثنى عليه فقال: يا أيّها الناس، إنا لا نريد أن نقسم الغنم و العلف، و أشباه ذلك، فخذوا منه ما أحببتم، فقد أحللناكم منه.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح، و أبو المظفّر ابن الأستاذ أبي القاسم، و أبو القاسم زاهر بن طاهر أبي عبد الرّحمن، قالوا: أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا محمّد بن الفضل بن محمّد بن إسحاق بن خزيمة، نا جدي، نا بشر بن معاذ، نا أبو عوانة، عن أبي الجويرية عن معن بن يزيد قال: لا تحلّ غنيمة حتى تقسم على الناس حقة واحدة، فإذا قسم حلّ لنا أن نعطيك.

أنبأنا أبو علي الحدّاد و غيره، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، أنا سليمان بن أحمد، نا أبو خليفة، نا محمّد بن سلام الجمحي قال:- سمعت بكّار بن محمّد بن واسع قال: قال معاوية:

ما ولدت قرشية لقرشي خيرا لها في دينها من محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم، و ما ولدت قرشية لقرشي خيرا لها في دنياها مني، فقال معن بن يزيد السّلمي: ما ولدت قرشية لقرشي خيرا لها في دينها من محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم، و لا شرا لها في دنياها منك، قال: و لم؟ قال: لأنك عوّدتهم عادة كأني بهم قد طلبوها من غيرك، فكأني بهم صرعى في الطرق، قال: ويحك، و اللّه إنّي لأكاتمها نفسي منذ كذا و كذا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، نا الحسن بن عبد العزيز الجذامي، نا أبو مسهر، نا سعيد - يعني - ابن عبد العزيز قال:

دخل معن بن يزيد بن الأخنس السّلمي على معاوية.

ص: 443


1- تحرفت في د، و م إلى: بشر.

عنه اللحاف، فلمّا نظر إليه معن بكى، فقال له معاوية: ما يبكيك؟ هذا الذي كنتم تلتمسون لي - يريد البقاء-.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسين بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد قال (1):

و شهد معن بن يزيد يوم المرج - مرج راهط-.

[ذكر من اسمه] معيوف

اشارة

[ذكر من اسمه] (2) معيوف

7584 - معيوف بن يحيى الحجوري الهمداني

7584 - معيوف بن يحيى الحجوري (3) الهمداني

من أهل دمشق.

ولي غزو البحر، و ولي على جند دمشق في بعض الصوائف.

حكى عنه ابنه حميد بن معيوف.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة-.

قال: سمعت ابن سميع (4) يقول في الطبقة الثالثة: معيوف الحجوري، من همدان، جدّ بني (5) معيوف، دمشقي.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني و غيره قالوا: أنا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم بن بسر (6)،نا محمّد بن عائذ، أخبرني عبد الأعلى بن مسهر قال:

ص: 444


1- طبقات ابن سعد 37/6.
2- زيادة منا.
3- الحجوري نسبة إلى: حجور بالفتح، و رواه بعضهم بضم أوله، راجع معجم البلدان.
4- بالأصل:«سمعت ابن عمير سميع» صوبنا الجملة عن د، و «ز»، و م.
5- بالأصل: حدثني.
6- تحرفت بالأصل، و م، و «ز»، و د إلى: بشر.

كان على الصائفة في سنة ثلاث و خمسين معيوف بن يحيى، و في سنة ثمان و خمسين و مائة معيوف بن يحيى المذكور.

أخبرنا أبو بكر غالب الماوردي، أنا أبو الحسن (1) السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (2):

سنة ثلاث و خمسين [و مائة] (3) ولي الصائفة معيوف بن يحيى فلم يدرب.

و قال (4):

سنة ثمان و خمسين [و مائة] كان - يعني-: المنصور - وجّه معيوف بن يحيى إلى الروم، فأدرب من درب الحدث، و قفل من درب الراهب سالما.

و فيها - يعني - سنة ثمان و خمسين غزا معيوف بن يحيى، فقتل و سبى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال:

و فيها - يعني - سنة ثلاث و خمسين و مائة غزا معيوف بن يحيى الحجوري الصائفة، و لم يدرب.

أنبأنا أبو القاسم النسيب و غيره، قالوا: أنا عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الرّحمن بن عثمان، أنا علي بن إبراهيم، أنا أبو عبد الملك البسري، نا أبو عبد اللّه بن عائذ قال: فذكر الوليد عن من أخبره.

أن المهدي أمير المؤمنين ولّى ابنه هارون الصائفة، و كان فيها من أهل الشام و أهل خراسان، و أهل الكوفة، و البصرة، و متطوعة أهل الحجاز، و اليمن مائتان (5) و ثمانية آلاف، فكان على أهل فلسطين محمّد بن زيادة اللخمي، و على أهل الأردن عبد الملك بن الدهاث، و على أهل دمشق معيوف بن يحيى الحجوري، و على أهل حمص: عيسى بن عمر الكندي، و ذكر بعض الغزاة.

ص: 445


1- تحرفت بالأصل إلى: الحسين.
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 427 حوادث سنة 153.
3- زيادة منا للإيضاح.
4- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 429.
5- الأصل و «ز»، و م:«مائتا» و المثبت عن د.

قال ابن عائذ: و استخلف موسى بن محمّد فغزا سنة تسع و ستين و مائة معيوف بن يحيى.

7585 - معيوف بن يحيى بن معيوف

7585 - معيوف (1) بن يحيى بن معيوف

ولي إمرة دمشق في أيام المأمون، و أظنه ابن ابن المذكور آنفا.

قرأت بخط أبي الحسين الرّازي في تسمية ولاة دمشق، ثم معيوف بن يحيى الهمداني الدمشقي، و كان قد وقع في أيامه غلاء بدمشق، فقال فيه أهل دمشق الأشعار، و مما قيل فيه:

ما كنت أحسب أن الخبز فاكهة *** حتى تربّع في الخضراء معيوف

قال الرّازي: حدّثني أبو بكر محمّد بن أحمد بن يحيى بن أحمد بن يزيد (2) بن الحكم الحجوري الدمشقي، حدّثني أبي عن شيوخه و أهل بيته قالوا:

كان أحمد بن يزيد بن الحكم له بأس و شجاعة، و كان يسكن في قرية بالغوطة يقال لها أرزونا (3)،و كانت اليمن في سائر القرى تنحاش إليه، و ترئّسه عليها، و له أخبار منها: أن الأمير الذي قدم الشام في حرب (4) ابن بيهس سأل عنه.... (5) بعث إليه إلى قريته بأرزونا، فقدم عليه، و أكرمه، ثم عرض عليه أن يستخلفه على دمشق، فامتنع من ذلك و قال: قد كبرت سنّي، و ما بي حاجة إلى هؤلاء، فقال: هل هاهنا من اليمن من له عدة يصلح لما ندبناك له؟ قال: نعم، معيوف بن يحيى، فوجّه إليه، و أحضره، و استخلفه، فكانت أيامه أيام بؤس و جدب و غلاء، فقال فيه الشاعر:

ما كنت أحسب أن الخبز فاكهة *** حتى تربّع في الخضراء معيوف

قال: ثم كان حميد بن معيوف يخلف أباه معيوف، و توفي أحمد بن الحكم فكان ابنه يحيى بن الحكم، و يكنى أبا شبيب كان له موالي، و كان في الموضع الذي يسكنه نصراني يعرف بسلمون، فطرق بعض مواليه منزله، فوجد فيه سلمون النصراني مع أهله، فشكاه إلى مولاه يحيى بن الحكم، و ذهب النصراني من فزعه فأسلم على يدي حميد بن معيوف و قال:

ص: 446


1- ترجمته في أمراء دمشق ص 86 و تحفة ذوي الألباب 266/1 و تاريخ خليفة (الفهارس).
2- في معجم البلدان (أرزونا) زيد.
3- أرزونا: من قرى دمشق (معجم البلدان).
4- الأصل و د، و «ز»، و م: غب، و المثبت عن تحفة ذوي الألباب.
5- كلمة غير واضحة لم أتبينها بالأصل و م، و «ز»، و د.

و اللّه لا قتلت بقتلته إلاّ مولاه يحيى بن الحكم، فجعل عليه الرّصد حتى طلع يحيى إلى مزرعة له يعرف بمنظور، فكمن له حميد في جماعة من غلمانه حين انصرف يحيى من المزرعة، و خرج عليه حميد في الكمين فقاتلوهم قتالا شديدا، و قتل غلام من غلمانه أسود يقال له صندل، فركب يحيى بن الحكم من ساعته إلى العراق، و قصد عيسى بن موسى الهاشمي، و تظلّم من بني معيوف، و ذكر أن هذا الغلام المقتول لم يكن غلامه، و إنّما كان أخوه، قال: فحمل من بني معيوف جماعة إلى العراق، و تشتت أمرهم، و كان لهم أرض في ناحية أرزونا فاستوهبها من أمير المؤمنين، فوهبها له، و جعلها مقابر، و هي إلى وقتنا هذا تعرف بالصوافي بعد أن صلب فيها من كان (1) زرعها، أو ضرب بالسوط؛ في حديث طويل.

[ذكر من اسمه] مغراء

اشارة

[ذكر من اسمه] (2) مغراء

7586 - مغراء بن أحمر بن سارية بن مالك النميري

رأس أهل قنّسرين، و كان ديوانه بخراسان، و كان وجيها عند نصر بن سيّار الليثي أميرها، و أوفده على هشام بن عبد الملك.

قرأت على أبي الوفاء حفّاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد الكتّاني، أنا عبد الوهّاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا محمّد ابن جرير الطبري قال (3):

ذكر أن نصرا - يعني: ابن سيّار - وجّه مغراء بن أحمر إلى العراق، وافدا منصرفا من غزوته الثانية فرغانة فقال له يوسف بن عمر: يا ابن أحمر، أ يغلبكم ابن الأقطع، يا معشر قيس على سلطانكم، فقال: قد كان ذلك، أصلح اللّه الأمير، قال: فإذا قدمت على أمير المؤمنين فابقر بطنه، فقدموا على هشام، فسألهم عن أمر خراسان، فتكلم مغراء، فحمد اللّه و أثنى عليه، ثم ذكر يوسف بن عمر بخير فقال: ويحك، أخبرني عن خراسان، قال: ليس لك جند يا أمير المؤمنين، أعد و لا أحد منهم، من سواذق (4) في السماء و فراسته مثل الفيل، و عدّه

ص: 447


1- تحرفت بالأصل إلى: بستان، و المثبت عن د، و «ز»، و م.
2- زيادة منا.
3- الخبر رواه الطبري في تاريخه 163/7 و ما بعدها في حوادث سنة 123.
4- السواذق: الصقر.

و عدد من قوم ليس لهم قائد، قال: ويحك، فما فعل الكناني؟ قال: لا يعرف ولده من الكبر، فرد عليه مقالته، و بعث إلى دار الضيافة، فأتي بشبل (1) بن عبد الرّحمن المازني، فقال له هشام: أخبرني عن نصر قال: ليس بالشيخ يخشى خرفه، و لا الشاب يخشى سفهه، المجرّب [المجرّب] (2) قد ولي عامة ثغور خراسان و حروبها قبل ولايته، فكتب إلى يوسف بذلك، فوضع يوسف الأرصاد، فلما انتهوا إلى الموصل تركوا طريق البريد، و تكأدوا حتى قدموا بيهق - و قد كتب إلى نصر بقول شبل (3)-و كان إبراهيم بن بسام في الوفد، فمكر به يوسف، و نعى له نصرا، و أخبره أنه قد ولّى الحكم بن الصّلت بن أبي عقيل خراسان، فقسم له إبراهيم أمر خراسان كله حتى قدم عليه إبراهيم بن زياد رسول نصر، فعرف أن يوسف قد مكر به، فقال: أهلكني يوسف.

و قيل: إن نصرا أوفد مغراء و أوفد معه حملة بن نعيم الكلبي، فلمّا قدموا على يوسف أطمع يوسف مغراء، إن هو تنقصّ نصرا عند هشام أن يوليه السند، فلمّا قدموا عليه ذكر مغراء بأس نصر و نجدته، و رأيه، أطنب في ذلك، ثم قال: و اللّه لو كان اللّه متّعنا منه ببقية، فاستوى هشام جالسا، ثم قال: ببقية ما ذا؟ قال: لا يعرف الرجل إلاّ بجرمه، و لا يفهم حتى يدنى (4)منه و ما يكاد يفهم من ضعف صوته من كبره، فقام حملة الكلبي، فقال: يا أمير المؤمنين، كذب و اللّه، ما هو كما قال، هو و هو، فقال هشام: إنّ نصرا ليس كما وصفت، و هذا من يوسف بن عمر.. حسد (5) لنصر، و قد كان يوسف كتب إلى هشام يذكر كبر نصر و ضعفه، و يذكر له سلم (6) بن قتيبة، فكتب إليه هشام: اله عن ذكر الكناني (7)،فلمّا قدم مغراء على يوسف قال: قد علمت بلاء نصر عندي، و قد صنعت به ما قد علمت، فليس لي في صحبته خير، و لا لي بخراسان مقام، فأمره بالمقام، و كتب إلى نصر: إنّي قد حولت اسمه، فأشخص إليّ من قبلك من أهله.

و قيل: إن يوسف لما أمر مغراء بعيب نصر، قال: كيف أعيبه مع بلائه و آثاره الجميلة

ص: 448


1- في تاريخ الطبري: شبيل.
2- زيادة عن الطبري للإيضاح.
3- الطبري: شبيل.
4- بالأصل:«بري» و إعجامها مضطرب في د، و «ز»، و م، و المثبت عن الطبري.
5- بالأصل و بقية النسخ: حسدا، و المثبت عن الطبري.
6- الأصل: سالم، و المثبت عن د، و «ز»، و م، و الطبري.
7- بالأصل:«عن ذلك الرأي» و في د، و م: ذكر ال (ثم بياض) و المثبت عن الطبري.

عندي و عند قومي، فلم يزل به، فقال: فيما أعيبه؟ أعيب تجربته أو طاعته؟ أو يمن نقيبته أو سياسته؟ قال: عبه بالكبر، فلمّا دخل على هشام تكلم مغراء، و ذكر نصرا بأحسن ما يكون، ثم قال في آخر كلامه: لو لا، فاستوى هشام و قال: ما لو لا إذ الدهر غلبنا عليه، قال: ما بلغ به ويحك الدهر، قال: ما نعرف الرجل إلاّ من قريب، و ما نعرفه إلاّ بصوته، و قد ضعف عن الغزو و الركوب، فشقّ ذلك على هشام، فتكلم حملة بن نعيم، فلمّا بلغ نصرا قول مغراء بعث هارون بن السياوش إلى الحكم بن نميلة، و هو في السرّاجين يعرض الجند، فأخذ برجله فسحبه عن طنفسته، و كسر لواءه على رأسه و ضربه، بطنفسته وجهه، و قال: كذلك يفعل اللّه بأصحاب الغدر.

و ذكر علي بن محمد (1) عن الحارث بن أفلح بن مالك بن أسماء بن خارجة قال: لما ولى نصر خراسان أدنى معزاء بن أحمر (2) بن سارية بن مالك النميري و الحكم بن نميلة بن مالك و الحجاج بن هارون بن مالك، و كان مغراء بن أحمر النميري رأس أهل قنسرين، فآثر نصر مغراء و سنّى منزلته، و شفعه في حوائجه، و استعمل ابن عمه الحكم بن نميلة على الجوزجان، ثم عقد للحكم على أهل العالية، و كان أبوه بالبصرة عليهم، و كان بعده عكابة بن نميلة، ثم أوفد نصر وفدا من أهل الشام و أهل خراسان، و صيّر عليهم مغراء، و كان في الوفد حملة بن نعيم الكلبي.

[ذكر من اسمه] مغلّس

اشارة

[ذكر من اسمه] (3) مغلّس

7587 - مغلّس البغدادي

7587 - مغلّس البغدادي (4)

سمع بدمشق هشام بن خالد الأزرق.

روى عنه: عبدان بن أحمد الجواليقي الأهوازي.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا - و أبو الحسن بن سعيد، نا - أبو بكر الخطيب (5)، أنبأنا أبو سعد الماليني.

ص: 449


1- تاريخ الطبري 195/7.
2- في الطبري: بن أحمد بن مالك بن سارية النميري.
3- زيادة منا.
4- ترجمته في تاريخ بغداد 264/13.
5- رواه الخطيب في تاريخ بغداد 264/13.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف ابن إبراهيم.

قالا: أنا أبو أحمد عبد اللّه بن عدي الحافظ (1) قال: سمعت عبدان يقول: نا مغلّس البغدادي، شيخ ثقة، سنة نيّف و ثلاثين قبل أن ألقى هشام بن خالد بعشر سنين، فلما لقيت هشام بن خالد نسيت أن أسأله، نا هشام بن خالد، نا خالد بن يزيد، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن أبي الزبير، عن جابر أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها»[12387].

قال الخطيب (2):

مغلّس البغدادي حدّث عن هشام بن خالد الدمشقي، روى عنه عبد اللّه بن أحمد بن موسى المعروف بعبدان الأهوازي.

[ذكر من اسمه] مغيث

اشارة

[ذكر من اسمه] (3) مغيث

7588 - مغيث بن سمي أبو أيّوب الأوزاعي

7588 - مغيث (4) بن سمي أبو أيّوب الأوزاعي (5)

حدّث عن عبد اللّه بن عمر، و عبد اللّه بن عمرو، و عبد اللّه بن الزّبير، و أبي هريرة، و عمير بن ربيعة، و كعب الأحبار.

روى عنه: عطاء بن أبي رباح، و زيد بن واقد، و نهيك بن يريم (6) الأوزاعي، و محمّد ابن يزيد بن الرحبي، و الحضرمي بن لاحق، و أبو بكر عمرو بن سعيد الأوزاعي، و عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو

ص: 450


1- رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 15/3 في ترجمة خالد بن يزيد بن أسد البجلي القسري.
2- تاريخ بغداد 264/13.
3- زيادة منا.
4- مغيث بضم أوله و كسر ثانيه و تحتانية و مثلثة، كما في تقريب التهذيب.
5- ترجمته في تهذيب الكمال 294/18 و تهذيب التهذيب 508/5 و التاريخ الكبير 24/8 و الجرح و التعديل 8/ 391.
6- إعجام الحرفين الأولين مضطرب بالأصل و د، و «ز»، و م، و المثبت عن تهذيب الكمال.

بكر الخرائطي، نا العباس بن عبد اللّه الترقفي، نا محمّد بن المبارك الصوري، حدّثني يحيى ابن حمزة، حدّثني زيد بن واقد، عن مغيث بن سمي الأوزاعي، عن أبي هريرة قال:

يا رسول اللّه، أيّ الناس أفضل؟ قال:«كلّ مخموم القلب، صدوق اللسان»، قالوا:

صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال:«التّقيّ النقيّ لا إثم فيه و لا بغي، و لا غلّ و لا حسد»[12388].

كذا حدّثناه و هو وهم و صوابه ما.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا علي بن الحسين بن صدقة الشرابي، أنا أبو بكر ابن أبي الحديد.

و أخبرنا أبو الحسن علي بن مسلم، و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، و أبو المعالي الحسين بن حمزة، قالوا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، نا العباس بن عبد اللّه الترقفي، نا محمّد بن المبارك الصوري، نا يحيى بن حمزة، حدّثني زيد بن واقد، عن مغيث بن سمي الأوزاعي، عن عبد اللّه بن عمرو قال:

قيل: يا رسول اللّه، أيّ الناس أفضل؟ قال:«كلّ مخموم القلب، صدوق اللسان»، فقالوا: صدوق اللسان قد عرفناه، فما مخموم القلب؟ قال:«التقيّ النقيّ لا إثم فيه و لا بغي، و لا غلّ و لا حسد»، قالوا: فمن يليه يا رسول اللّه؟ قال:«الّذين شنئوا الدنيا و أحبّوا الآخرة»، قالوا: ما نعرف هذا فينا إلاّ رافع مولى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فمن يليه؟ قال:«مؤمن في خلق حسن»[12389].

و كذا رواه صدقة بن خالد عن زيد.

[أخبرنا (1) أبو عبد اللّه محمد بن غانم الحداد، أنا عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق ابن منده، أنا أبي انا سهل السري النجاري، نا حامد بن سهل و خلف بن سليمان قالا: نا هشام بن عمار.

قال: و أنا أحمد بن عبد اللّه بن صفوان بدمشق، نا إبراهيم بن عبد الرحمن، نا هشام بن عمار نا صدقة بن خالد، نا زيد بن واقد عن مغيث بن سمي الأوزاعي، عن عبد اللّه بن عمرو قال:

قلنا يا رسول اللّه من خير الناس؟ قال:«ذو القلب المخموم. و اللسان الصادق» قلنا: قد

ص: 451


1- الحديث التالي سقط من الأصل و استدرك عن د، و «ز»، و م.

عرفنا اللسان الصادق، فما ذا القلب المخموم؟ قال:«هو التقي النقي الذي لا إثم فيه و لا بغي، و لا حسد» قلنا: فمن على أثره؟ قال:«الذي يشنأ الدنيا و يحب الآخرة» قلنا: ما نعرف هذا فينا إلاّ رافع مولى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فمن على أثره؟ هو:«هو من في خلق حسن» قلنا أما هذا فإنه فينا.[12390].

تابعه القاسم بن موسى عن زيد.

أخبرناه أبو علي الحدّاد - في كتابه - و حدّثنا أبو مسعود المعدّل عنه، أنا أبو نعيم الحافظ، نا سليمان بن أحمد، نا طالب بن قرّة الأذني، نا محمّد بن عيسى الطّبّاع، نا القاسم ابن موسى، عن زيد بن واقد، عن مغيث بن سمي و كان قاضيا لعبد اللّه بن الزّبير، عن عبد اللّه بن عمرو قال: قيل للنبي صلّى اللّه عليه و سلّم: أيّ الناس أفضل؟ قال:

«مؤمن مخموم القلب، صدوق اللسان»، قيل له: و ما المخموم القلب؟ قال:«التقي للّه، النقي لا إثم فيه، و لا بغي، و لا غلّ و لا حسد»، قالوا: فمن يليه يا رسول اللّه؟ قال:

«الذي يشنأ الدنيا و يحب الآخرة»، قالوا: ما نعرف هذا فينا إلاّ رافع مولى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، قالوا: فمن يليه؟ قال:«مؤمن في خلق حسن»[12391].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، أنا العباس بن الوليد بن مزيد، أخبرني أبي قال: سمعت الأوزاعي يقول: حدّثنا نهيك بن يريم، حدّثني مغيث بن سمي قال:

صلّيت مع ابن الزّبير صلاة الفجر، فصلى فغلّس (1)،و كان يسفر بها، فلمّا سلّم قلت لعبد اللّه بن عمر: ما هذه الصلاة - و هو إلى جانبي-؟ فقال: هذه صلاتنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و أبي بكر، و عمر، فلما قتل عمر أسفر بها عثمان.

حكى أبو عيسى الترمذي أن البخاري قال: حدّثت الأوزاعي عن نهيك بن مريم في المغلس بالفجر، حديث حسن.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)،حدّثني عبد الرّحمن - يعني - ابن إبراهيم، نا الوليد، نا

ص: 452


1- الغلس محركة ظلمة آخر الليل. و أغلسوا: دخلوا فيها، و غلسوا ساروا، و وردوا بغلس (القاموس).
2- رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة و التاريخ 438/2.

الأوزاعي، حدّثني نهيك بن يريم الأوزاعي، لا بأس به، عن مغيث بن سمي الأوزاعي، و هؤلاء رجال الشام، ليس فيهم إلاّ ثقة (1)،قال:

صلى بنا عبد اللّه بن الزّبير الغداة، فغلّس (2) بها، فالتفت إلى ابن عمر، فقال (3):ما هذه الصّلاة؟ قال: هذه صلاتنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و أبي بكر، و عمر، فلما قتل عمر أسفر بها عثمان.

أخبرناه عاليا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد الفقيه، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا أحمد بن الفضل العسقلاني، نا بشر ابن بكر، نا الأوزاعي، حدّثني نهيك بن يريم، حدّثني مغيث بن سمي.

أن ابن الزبير غلّس بصلاة الفجر، فأنكرت ذلك، فلمّا سلّم التفتّ إلى ابن عمر قلت:

ما هذه الصلاة؟- و هو إلى جانبي - قال: هذه صلاتنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و أبي بكر، و عمر، فلمّا قتل عمر أسفر بها عثمان.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمّام علي بن محمّد، عن أبي عمر ابن حيوية، أنا محمّد بن القاسم، نا ابن أبي خيثمة قال:

و مغيث بن سمي الأوزاعي الّذي يحدّث عن عبد اللّه بن عمرو بن العاصي، يكنى أبا أيّوب، حدّثني بذلك أبو محمّد التميمي، عن أبي مسهر، عن محمّد بن شعيب، عن أبي بكر ابن سعيد.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح المؤذن، أنا أبو الحسن بن السقاء، نا محمّد بن يعقوب، نا عبّاس بن محمّد قال: سمعت يحيى يقول: مغيث بن سمي، شامي (4).

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا محمّد بن أحمد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال (5):قال أبو زكريا: و مغيث ابن سمي من الأوزاع، شامي، كان صاحب كتب كأبي الجلد، و وهب بن منبّه.

ص: 453


1- رسمها بالأصل:«؟؟؟» و غير واضحة في م، و «ز»، و المثبت عن د، و المعرفة و التاريخ.
2- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م:«فغلس بها» و في المعرفة و التاريخ:«يغلس».
3- في المعرفة و التاريخ: فقلت.
4- تهذيب الكمال 295/18.
5- من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 295/18.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أبو الفضل بن الحسن و محمّد ابن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا البخاري قال (1):مغيث بن سمي الأوزاعي، أبو أيّوب، كنّاه أبو مسهر.

أنبأنا أبو الحسين القاضي، و أبو عبد اللّه الأديب، قالا: أنا ابن مندة، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي.

قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (2):

مغيث بن سمي الأوزاعي أبو أيّوب، روى عن عبد اللّه بن عمرو، و ابن عمر، و ابن الزبير، و كعب، روى عنه نهيك بن يريم، و زيد بن واقد، و الحضرمي بن لاحق، سمعت أبي يقول ذلك، قال أبو محمّد: و روى عنه محمّد بن يزيد الرحبي.

آخر الجزء الثمانين بعد الأربعمائة من الأصل.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن ناصر - بقراءتي عليه - عن أبي الفضل جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو أيّوب مغيث بن سمي الأوزاعي.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمّام بن محمّد، نا جعفر بن محمّد بن جعفر، نا عبد الرّحمن بن عمرو قال.

في الطبقة الثانية: مغيث بن سمي، روى عن كعب، يكنى أبا أيّوب.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أحمد - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنا أحمد - قراءة.

ص: 454


1- التاريخ الكبير للبخاري 24/8.
2- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 391/8.

قال: سمعت ابن سميع (1) يقول في الطبقة الثانية: و مغيث بن سمي الأوزاعي، دمشقي، أدرك الزبير، و وكيعا.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم، أنا أبو بكر، نا أبو بشر قال: أبو أيّوب مغيث بن سمي الأوزاعي.

أخبرنا محمّد بن شجاع، أنا أبو صادق محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن زنجويه، أنا أبو أحمد العسكري قال:

فأمّا مغيث: بعد الميم غين منقوطة، و تحت الياء نقطتان، و فوق الثاء ثلاث نقط، فمنهم: مغيث بن سمي شامي أوزاعي، يروي عن أبي الدّرداء، و عبد اللّه بن عمرو روى عنه نهيك بن يريم، و زيد بن واقد.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني قال:

مغيث بن سمي الأوزاعي أبو أيّوب، كنّاه أبو مسهر، سمع عبد اللّه بن عمر، و كعبا (2)،روى عنه زيد بن واقد، و نهيك بن سمي (3)،و حضرمي بن لاحق، قال بعضهم عن مغيث بن سمي: أدركت ألفا من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

قال لنا أبو القاسم الواسطي: قال لنا أبو بكر الخطيب: و هم الدارقطني في قوله نهيك ابن سمي، و إنّما هو نهيك بن يريم.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي زكريا البخاري.

و حدّثنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي، نا نصر بن إبراهيم، أنا أبو زكريا.

نا عبد الغني بن سعيد قال:

مغيث: بالغين معجمة، و الياء معجمة من تحتها بنقطتين، و الثاء معجمة بثلاث: مغيث ابن سمي.

ص: 455


1- تهذيب الكمال 294/18.
2- كذا بالأصل و د، و «ز»، و م، و الذي في تهذيب الكمال:«و كعبا» و هو أشبه.
3- كذا بالأصل و بقية النسخ، و سينبه المصنف إلى الصواب في آخر الخبر.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا قال (1):

أمّا مغيث بغين معجمة، و آخره ثاء معجمة بثلاث: مغيث بن سمي أبو أيّوب الأوزاعي، سمع عبد اللّه بن عمر، و كعبا، روى عنه زيد بن واقد، و نهيك بن يريم - قاله الدارقطني: ابن سمي، و هو وهم (2)-و حضرمي بن لاحق، و حكي أنه قال: أدركت ألفا من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

و قال ابن ماكولا: قوله نهيك بن سمي وهم، و إنّما هو نهيك بن يريم (3).

كذلك ذكره البخاري و كذلك رواه الوليد بن مسلم، و البابلتّي عن الأوزاعي، عن نهيك ابن يريم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان قال: مغيث بن سمي الأوزاعي، شامي، ثقة.

أخبرنا أبو محمّد المزكي، نا أبو محمّد الصوفي، أنا أبو محمّد العدل، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، حدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم، نا الوليد بن مسلم، عن أبي بكر بن سعيد، عن ابن سمي الأوزاعي - و في نسخة أخرى: مغيث - قال: لقيت زهاء ألف من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و كنت أغزو مع المائة (4).

قال (5):و أنا عبد الرّحمن بن إبراهيم، نا الوليد بن مسلم، عن ابن جابر قال: جاء مغيث بن سمي الأوزاعي إلى مكحول فأوسع له.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، عن أبي القاسم علي بن محمّد بن يحيى السلمي، أنا أبي، أنا أحمد بن سليمان بن زبّان، نا هشام بن عمّار، نا صدقة بن خالد، نا ابن جابر قال:

و أقبل مغيث بن سمي إلى مكحول، و أوسع له إلى جنبه، فأبى و جلس مقابل القبلة، و قال: هذا أشرف المجالس، و أجلّ (6) دعوة تحضر.

ص: 456


1- الاكمال لابن ماكولا 213/7.
2- قوله:«قاله الدارقطني: ابن سمي، و هو وهم» ليس في الاكمال.
3- من قوله: و قال إلى هنا ليس في الإكمال في باب مغيث.
4- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 319/1.
5- تاريخ أبي زرعة 319/1.
6- بالأصل و د، و «ز»، و م: و لعل، و المثبت عن المختصر.

الفهرس

ص: 457

ص: 458

ذكر من اسمه معالي

7490 - معالي بن هبة اللّه بن الحسن بن علي 3

7491 - معالي بن هبة اللّه بن المفرّج 4

7492 - معالي بن يحيى بن خلف السّلمي 5

7493 - معالي الشّيباني 6

7494 - معان بن رفاعة السّلامي 7

7495 - معان مولى يزيد بن تميم السلمي 12 ذكر من اسمه معاوية

7496 - معاوية بن إسحاق بن عباد بن زياد بن أبيه، المعروف بابن أبي سفيان 13

7497 - معاوية بن إسحاق 13

7498 - معاوية بن أوس بن الأصبغ بن محمّد بن محمّد بن لهيعة 14

7499 - معاوية بن الحارث 14

7500 - معاوية بن حديج بن جفنة بن قتيرة بن حارثة بن عبد شمس بن معاوية 15

7501 - معاوية بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان - صخر-29

7502 - معاوية بن خندف بن معاوية أبو عبد الرّحمن، القرشي، الأموي 30

7503 - معاوية بن الرّيّان الأموي 30

7504 - معاوية بن أبي سفيان بن يزيد بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب ابن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي 33

7505 - معاوية بن سلمة بن سليمان أبو سلمة النّصري الكوفي 33

7506 - معاوية بن سليمان بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي 38

7507 - معاوية بن سلاّم بن أبي سلاّم أبو سلاّم الحبشي، و يقال: الألهاني 38

7508 - معاوية بن صالح بن حدير أبو عمرو الحضرمي الحمصي قاضي الأندلس 44

ص: 459

7509 - معاوية بن صالح بن أبي عبيد اللّه معاوية بن عبيد اللّه بن يسار 53

7510 - معاوية بن صخر أبي سفيان - بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف أبو عبد الرّحمن، الأموي 55

7511 - معاوية بن طويع بن جشيب اليزني الداراني 241

7512 - معاوية بن عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي الهاشمي 243

7513 - معاوية بن عبد اللّه بن يزيد بن معاوية 249

7514 - معاوية بن عبد الرّحمن بن عمرو بن الحارث بن صعب بن قحزم الخولاني المصري 249

7515 - معاوية بن عبيد اللّه بن يسار أبو عبيد اللّه الأشعري 249

7516 - معاوية بن عتبة الأعور بن يزيد بن معاوية ابن أبي سفيان الأموي 259

7517 - معاوية بن عثمان بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي 259

7518 - معاوية بن عمر بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ابن حرب بن أمية الأموي 259

7519 - معاوية بن عقبة 259

7520 - معاوية بن عفيف المرّي 260

7521 - معاوية بن عمرو بن عتبة بن أبي سفيان - صخر - بن حرب بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي 260

7522 - معاوية بن فراس المزني 261

7523 - معاوية بن قرمل المحاربي 261

7524 - معاوية بن قرة بن إياس بن هلال بن رئاب بن عبيد بن سواءة بن سارية 262

7525 - معاوية بن محمّد بن دينويه أبو عبد الرّحمن الأذري 275

7526 - معاوية بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن عبد شمس بن عبد مناف 276

7527 - معاوية بن مصاد بن زهير و يقال: ابن زياد - الكلبي 277

7528 - معاوية بن معاوية بن أبي سفيان بن عبد اللّه ابن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن حرب الأموي 278

7529 - معاوية بن معدي كرب 278

7530 - معاوية بن الوليد بن سعيد بن هشام بن عبد الملك 279

7531 - معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص 279

7532 - معاوية بن يحيى أبو روح الصدفي الدمشقي 283

7533 - معاوية بن يحيى أبو مطيع الدمشقي، ثم الأطرابلسي 289

7534 - معاوية بن يحيى أبو عثمان الشامي 294

7535 - معاوية بن يزيد بن حصين بن نمير السكوني 296

7536 - معاوية بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان - صخر - بن حرب بن أميّة بن عبد شمس

ص: 460

أبو عبد الرّحمن، و يقال: أبو يزيد، و يقال: أبو ليلى القرشي الأموي 296

7537 - معاوية بن يزيد بن المهلّب بن أبي صفرة الأزدي 305

7538 - معاوية بن يزيد بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي 306

7539 - معاوية مولى مسلمة بن هشام بن عبد الملك بن مروان 306

ذكر من اسمه معبد

7540 - معبد بن جمعة بن حيد بن معان، و يقال: ابن خاقان 306

7541 - معبد بن خالد بن ربيعة بن مرّ بن حارثة بن ناضرة ابن عمرو 308

7542 - معبد بن عبد اللّه بن عويمر، و يقال: معبد بن خالد، و يقال: معبد بن عبد اللّه بن عكيم الذي روى حديث الدّباع - الجهني 312

7543 - معبد بن عمرو،- و يقال: سعيد بن عمرو - التميمي 326

7544 - معبد بن محمّد البيروتي 328

7545 - معبد بن وهيب، و يقال: ابن قطني، و يقال: ابن قطن 328

7546-[معبد بن هلال العنزي البصري]333

7547 - معبد مولى الوليد بن معاوية 336

7548 - معبد أبو المخارق الراهبيّ 337

7549 - معتصم بن عصمة الكلبي 337

7550 - معدان بن طلحة، و يقال: ابن أبي طلحة اليعمري 337

[ذكر من اسمه] معرور

7551 - معرور الكلبي 345 ذكر من اسمه معروف

7552 - معروف بن سويد 346

7553 - معروف بن عبد اللّه أبو الخطّاب الخيّاط 347

7554 - معروف بن محمّد بن معروف أبو المشهور النخعي الزنجاني الواعظ 351

7555 - معروف بن أبي معروف البلخي 352

7556 - معروف بن الهذيل الغسّاني الجدلي 354 [ذكر من اسمه] معضاد

7557 - معضاد بن علي بن الحسين بن علي أبو الحسن الخولاني الدّاراني 354

7558 - معفس بن عمران بن حطّان السدوسي 355

ص: 461

[ذكر من اسمه] معقل

7559 - معقل بن سنان بن مطهّر بن عركي بن فتيان بن سبيع 357

7560 - معقل بن قيس الرّياحي 367

[ذكر من اسمه] معلق

7561 - معلّق بن صفار بن فلحس بن حبيب المختار 369

[ذكر من اسمه] معلّل

7562 - معلّل بن خالد الهجيمي البصري 370 ذكر من اسمه معلّى

7563 - معلّى بن أيوب أبو العلاء الكاتب 371

7564 - معلّى بن حيدرة بن منزو بن النعمان 375

7565 - معلّى بن سلامة أبو زرعة الكناني الشاعر 376

7566 - معلّى بن سلام أبو عبد اللّه القرشي الخبّاز الرفاء 376

7567 - معلّى بن عيسى 377

7568 - معلّى بن منصور أبو يعلى الرّازي 377

7569 - معلّى بن الوليد بن عبد العزيز أبو يحيى 386 ذكر من اسمه معمّر

7570 - معمّر بن سورة التّميمي 386

7571 - معمر بن عبد اللّه بن بسطام 387

7572 - معمّر بن محمّد بن يزيد أبو الهيذام الفزاري الإمام 387

7573 - معمّر بن يعمر أبو عامر اللّيثي 388 ذكر من اسمه معمر

7574 - معمر بن راشد أبو عروة بن أبي عمرو الأزدي مولاهم البصري 390

7575 - معمر بن رئاب بن حذيفة بن مهشّم بن سعيد بن سهم 422

7576 - معمر بن المثنّى أبو عبيدة التّيميّ البصري النحوي العلاّمة 423

ذكر من اسمه معن

7577 - معن بن أوس بن نصر بن زياد، و يقال: زياد بن أسحم،426

ص: 462

7578 - معن بن ثور بن يزيد بن الأخنس السلمي 432

7579 - معن بن حميد بن فضالة بن عبيد بن ناقد بن قيس بن صهيبة 433

7580 - معن بن سالم العاملي 434

7581 - معن بن فضالة بن عبيد بن ناقد بن قيس بن صهيبة 435

7582 - معن بن الوليد بن هشام بن يحيى بن يحيى الغسّاني 435

7583 - معن بن يزيد بن الأخنس بن حبيب بن حرو بن زعب بن مالك 437

[ذكر من اسمه] معيوف

7584 - معيوف بن يحيى الحجوري الهمداني 444

7585 - معيوف بن يحيى بن معيوف 446 [ذكر من اسمه] مغراء

7586 - مغراء بن أحمر بن سارية بن مالك النميري 447 [ذكر من اسمه] مغلّس

7587 - مغلّس البغدادي 449 [ذكر من اسمه] مغيث

7588 - مغيث بن سمي أبو أيّوب الأوزاعي 450

ص: 463

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.